كيف أنجو بابنتي من مجتمع قريش.. متابعة ... العنوان
السلام عليكم..
هذه تكمله لمشكلة طرحتها من قبل وكان هذا عنوانها "كيف أنجو بمراهقتي من مجتمع قريش؟"
أشكركم على ما تقدمون من مساعدة لنا وأرجوكم إن أمكن أن تضيفوا يوما آخر لاستقبال الأسئلة، رجاء، لا يكفي يوم واحد.
أبشركم أن ابنتي التي تحدثت عنها قد تحجبت بعد وفاة قريب عزيز عليها وعلينا قبل أسبوع تقريبا، أحمد الله كثيرا ولكنها ما زالت تسمع الأغاني مع أنها قللت.
معاملتها معي لم تتغير، متى ما طلبت منها طلبا بالبيت أسمع ألف حجة وجواب، وكأنها لا تشعر أني أتعب، وبالنسبة لخروجها عند الصديقات أيضا فلا تهتم للعامل الزمني، ووالدها لا يشدد على ذلك إلا إن طلبت منه ونبهته، وما يقهرني أنه يضغط على الولد ابن الـ15 أكثر من البنت، وكأنه يوكل أمرها لي وأنا أحب أن يتدخل لأن كلمة الأب لها معنى آخر لدى هذا الجيل مؤكد.
سؤال آخر: أريد أن أستشيركم بخصوص ابني ابن الـ15، أنا اسمع من الناس أنه يدخن وأشم رائحته أحيانا ولكنه ينفي كيف اجعله يبتعد عن هذه العادة السيئة.
... السؤال
عالم المراهقة, مفاتيح تربوية, أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بك مجددا وأدعو الله أن ينفعك دائما بما نقدمه لك.
وأبدأ بتهنئتك على استجابة الابنة لارتداء الحجاب مع تأكيدي وتركيزي على أن الحجاب ليس هدفا في حد ذاته فبناء الشخصية الحرة المستقلة الفعالة المسئولة هو ما يجب أن نركز عليه في المقام الأول، صحيح أن هذا لا يتنافى ولا يتناقض مع ارتداء الحجاب بل على العكس فالمفترض أن يعززه ويؤيده لكن أنا أتحدث عما إذا فُرض وحدث نوع من المفاضلة أو تحديد أولويات.
أما بالنسبة لمساعدتها لك بالأعمال المنزلية وأنها مازلت لا تستجيب لما تطلبينه منها فهذا أيضا من الأمور التي تختلف فيها البنات مع أمهاتهن خاصة في سن المراهقة وسأقترح عليك حلا طبقه ستيفن كوفي مع أفراد أسرته والذي تحدث عنه في كتابه الشهير العادات السبع للناس الأكثر فاعلية والذي طبقه البعض فلمسوا فاعليته وملخص هذا الحل أورده لك في هذه الخطوات
1. تحدثي مع زوجك على انفراد ووضحي له أنه يجب على الجميع أن يساهم في الأعمال المنزلية لا لأنك لا تستطيعين أداء كل مهام المنزل بمفردك فحسب بل لأن هذا المنزل يعيش فيه جميع أفراد الأسرة والكل لا بد أن يكون له مهمة فيه وواجب لا بد أن يؤديه، وأخبريه أنك ستقومين بعمل جدول بالمهام المطلوبة ( تنظيف – ترتيب – كي - طهي – غسل الأطباق - طي الغسيل – دفع فواتير – غسل السيارة .... الخ ).
2. يعلق هذا الجدول وتجتمع الأسرة لكي يتفقوا على المهمة التي سيؤديها كل فرد على أن يختار كل فرد المهمة التي تناسبه وتناسب سنه وقدراته.
3. لابد أن يتم الاتفاق على أن كل واحد يؤدي مهمته على أكمل وجه ويكون ضميره هو الرقيب عليه، وأن يتم الإشراف على هذه المهام من قبل الأب كل فترة يحددها هو.
4. لا تذكري أنت أو زوجك العقوبة مسبقا إذا تقاعس أحد ولم يؤد مهمته بل عليكما أن تحسنا الظن بالأبناء على أن يتم إعطاء ثلاث فرص لمن لم يؤد مهمته ثم يتخذ الأب موقفا بعد ذلك كأن يحرم المهمل من المصروف أو لا يذهب لزيارة أصدقائه أو لا يشتري ما يرغب ...الخ
أما عن تساهل الأب مع ابنته وتركه أمرها لك، فمادام الأب يستمع لك ويحاول تطبيق ما تقترحينه عليه فلا بأس بذلك وخير مثال على ذلك عندما نبهته لتأخر ابنتكما عند صديقاتها فاستجاب، فلا تحاولي لومه أو تأنيبه على ما يفعله مع أبنائه واتركيه يتصرف بتلقائية وعفوية حتى لا يشعر بضجر ويترك لك التوجيه التربوي تماما لتتصرفي أنت مع أبنائك كيفما شئت.
أما بالنسبة لأمر تدخين ابنك فأظن أنه ليس خافيا عليك أن الصبية تتعلم التدخين تقليدا للآباء والمشاهير خاصة نجوم السينما وتأثرا بما يفعله الأتراب والأصدقاء وحبا في تجربة شيء جديد عليهم، واسمحي لي –سيدتي– أن ألفت نظرك إلى أنه لم يكن من الحكمة أن تسألي ابنك سؤالا مباشرا عما إذا كان يدخن أم لا، لأن السؤال ألجأه إلى الكذب إلى جانب أنه اعتبر معرفتك بهذا الأمر تصريحا غير مباشر بقبوله.
أما ما ينبغي عمله الآن فسأوضحه لك في الأسطر التالية ولكن إذا كان الأب مدخنا فسيكون الأمر صعبا فالأب قدوة لأبنائه وسيكون عليك عبئا مضاعفا لمحاولة تطبيق الاقتراحات التالية دون الأب، أما إذا كان الأب غير مدخن فسيسهل الأمر كثيرا :
1. لا تواجهي ابنك مرة أخرى بسؤاله عن التدخين ولكن عليك أن تلتمسي الوقت المناسب لتوضحي له أضرار التدخين وما يجلبه من أمراض دون تهويل أو مبالغة ويكون كلامك قائما على حقائق علمية، هذا إذا كانت العلاقة بينكما تسمح بمثل هذا الحوار والحديث الودي، أما إذا لم يكن يرغب في الحديث معك فيمكنك شراء كتاب عن أضرار التدخين أو حثه على قراءة ذلك من على النت .
2. أبلغي الأب بأمر تدخين ابنه واطلبي منه أن يكون هادئا حكيما وأن يتحدث بشكل عام وغير مباشر عن أضرار التدخين دون أن يبين للابن معرفته بأمر تدخينه، كما أود أن أركز على أن تكون نصيحته بشكل غير مباشر ويمكن ذلك من خلال حوار يفتحه الأب أثناء مشاهدة برنامج عن التدخين في التلفاز أمام ابنكما مثلا فيظهر استياءه من هذه العادة ويوضح أن الشباب الذين يبدءون في الاعتياد على هذه العادة شباب غير واع لمصلحته ولا مدرك ما تفعله به هذه العادة ليس على المستوى الجسدي فقط ولكن على المستوى النفسي أيضا، حيث يشعرون بعدم القدرة على امتلاك زمام أمورهم مما يؤدي إلى تكوين صورة ذاتية سلبية متدنية أحيانا عن نفسه.
3. على الأب أن يحاول ممارسة بعض الأنشطة مع ابنه (مثل ممارسة رياضة ما – التنزه معا – شراء بعض مستلزمات للمنزل .... ) ففضلا عن أن هذه الأنشطة ستسمح بملازمة الصبي فترة لا بأس بها بحيث لا تتمكن هذه العادة منه ويصبح الأمر يسيرا في تركها فإن ذلك يوطد العلاقة بين الأب وابنه مما يسهل على الأب توجيه وإرشاد الابن.
4. على الأب أن يكلف الابن ببعض المهام والأعمال التي تشغله وتستثمر وقته، وأفضل شيء أن يسند له مهام خاصة بعمل الأب كأن ينسخ له بعض التقارير أو الأوراق أو يكلفه بالبحث عن بعض الموضوعات التي تهم الأب في مجال عمله على أن يدفع له راتبا رمزيا بصفة دورية.
5. على الأسرة كلها أن تنظم وقتا للترويح والمسامرة والنقاش والمصارحة في لقاءات أسرية دافئة مرحة (لمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على العلاقة الإيجابية بين الأبناء والآباء طرحت على هذه الصفحة
ـــــــــــــــــ(104/93)
احتويه حتى لا تجرحه أشواك الغيرة ... العنوان
بعد السلام، أشكركم على مجهوداتكم..
ابني يبلغ من العمر سنة ونصف السنة، حركي جدا، لا يمكن أن يبقي أي شيء في مكانه، أضطر إلى غلق أبواب جميع غرف البيت كي لا يعبث بمستلزماتها، عنيد جدا، فكلما قلت له على شيء ممنوع أصر على فعله.
يحب اللعب بأحذية الناس ولكنه لا يضعها بفمه، أصبح في الآونة الأخيرة عنيفا جدا، على الرغم من أنني لا أستعمل معه أسلوب الضرب؛ فمثلا إذا منعناه أو أخذنا منه شيئا ما إما أن يضربنا أو يأخذ أي لعبة ويضرب بها الأرض.. كل من يراه يقول لي كان الله في عونك.
أود معرفة كيفية التعامل السليم معه، خصوصا أن له ابن عم في مثل سنه إلا أنه مطيع جدا والكل يقول لي لماذا لا يشبهه؟ هل الخلل في كيفية تربيتي له أم أنه طبع ابني؟ أرجوكم أفيدوني بالتفصيل.
شيء آخر.. أنا لا أمنعه من لعب أي شيء ما دام ليس فيه أي خطر عليه مثل تقطيع الورق.
ملحوظة: أنا حامل في شهري الرابع، وأفكر في وضعه في روضة الأطفال عندما يحين موعد الولادة.. فما رأيكم؟ جزاكم الله عني كل خيرا، وشكرا.
... السؤال
مشكلات شقية, الطفل المشاكس, العناد والعصبية ... الموضوع
أ.محمود سعيد مهدي, أ.مانيفال أحمد ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
يقول أ.محمود سعيد :
الأم الفاضلة:
بورك لك في مولودك ومرحبا بك معنا في صفحة معا نربى أبناءنا.
يتميز الطفل في هذه السن بالرغبة في استكشاف كل ما حوله ليعرف ما هو، ما طبيعته، وكيف يتعامل معه وهكذا.. ومن هنا فطفلك يحاول أن يلبي لنفسه رغبة الاستكشاف ولكن بطريقته هو الخاصة.
وأمر مقارنتك بينه وبين طفل في نفس عمره ليس منصفا لهما؛ لأن الحاجات لدى الأطفال تكون واحدة ولكن أسلوب التعبير عنها يختلف من طفل لآخر.
فمثلا الحاجة إلى استكشاف البيئة موجود لدى الطفلين ابنك وابن عمه، ولكنَّ وسيلتي التعبير عن الاستكشاف تختلف؛ فابنك يكثر من الحركة ومسك الأشياء وقد يرمي أشياء ويكسر أخرى، في حين أن أسلوب الطفل الآخر قد يتعامل مع رغبته في الاستكشاف بشيء من الهدوء. فلا تنزعجي من تصرفات ابنك، كما أنصحك ألا تضعيه في روضة أطفال؛ لأن حاجته إليك في هذه السن أهم وأولى من روضة الأطفال.
سيدتي الفاضلة:
تحاملي على نفسك وقربيه منك وأشعريه بحنانك وحبك له، لاعبيه ووفري له الكثير من لعب الأطفال السمعية والبصرية والحركية التي تجذب اهتمامه وتشغله، ولا تنسي أن تكون تلك اللعب ذات هدف لغرس قيم وأخلاق فاضلة في نفس طفلك الغالي.
كما أنصحك ألا تنشغلي بمشكلة ابنك، وانشغلي أكثر بالجانب العاطفي له، وتأكدي أن ذلك سينعكس بالإيجاب على سلوكيات طفلك وتصرفاته.
وتقول أ.مانيفال أحمد:
الأخت الفاضلة أم خليل..
أهلا بك على صفحتنا معا نربي أبناءنا.. نسأل الله أن يحفظ لك ولدك ويبارك لك فيه..
أؤكد بداية على قول أ.محمود بأهمية ألا تتم مقارنة بين ابنك وأي طفل آخر؛ فلكل طفل سمات وشخصية وطباع تميزه عن الآخرين.
ثانيا من المهم معرفة الطبيعة السنية لطفلك.. ففي هذه السن يتسم الطفل بالنشاط والعناد وكثرة الحركة؛ فهو بداخله طاقة يسعى لإخراجها، كما أنه يسعى لاكتشاف ما حوله، فتجدينه يفتح الغرف المغلقة ويجري هنا وهناك، ويفتح الدواليب ويفك الأشياء ويحاول إعادة تركيبها... ولهذا يمكنك أن تشتري له من الألعاب ما يمكنه أن يقوم بفكه وتركيبه كالبازل أو المكعبات وما شابهها لإشباع رغبته وحاجته للمعرفة واللعب وفي نفس الوقت يفرغ فيها طاقته.
وبالنسبة لعناده وكيفية التعامل معه، فتجاهله التام في أثناء غضبه وإصراره هو الحل، وكذلك استخدام كرسي العقاب، يمكنك العودة للاستشارات التالية فقد فصلنا فيها الحديث:
"كرسي العقاب".. بدلا من الضرب
الصبر والتكرار جناحا التربية
عناد الأطفال.. محاولة للفهم
14 خطوة لمقاومة عناد نحكوش
وأخيرا سيدتي..
لم تذكري لنا منذ متى يتصرف ابنك هكذا.. هل هذا طبعه؟ أم أنه هكذا مثلا منذ أن عرف بحملك وبقرب وجود أخ جديد؟ فقد لمست من كلامك حاجة ابنك للفت انتباهك إليه من خلال تصرفاته، أقدر تعبك في أشهر حملك الأولى، ومن المهم أن تحتوي ابنك وأن تتقربي منه، ولا تدخليه الحضانة الآن؛ فالطفل حتى سن عامين على الأقل يحتاج وجود أمه معه، شاركيه لعبه ما أمكنك، وتحدثي إليه، واحكي له قصصا واحكي له عن أخيه المرتقب وعرفيه عليه وحببيه فيه؛ فهو بعد أشهر معدودات سيجد ضيفا جديدا يتحول له كل الاهتمام والرعاية، وقد يسحب منه البساط؛ فحاولي أن تقربي بينهما من الآن حتى لا يقع في شراك الغيرة.
ـــــــــــــــــ(104/94)
القدرة على الحفظ والقراءة.. لا علاقة! ... العنوان
السلام عليكم إخوتي الكرام،
ابنتي تكمل سنتها الخامسة في نهاية هذه السنة وتدرس في الروضة، شخصيتها قوية ومنفتحة وتحب اللعب، وتعاني عدة مشاكل: الأولى أنها لا تعرف القراءة حتى الآن مع أنها تحفظ بعض السور والأناشيد.. فما هي الطريقة المثلى لتعليمها؟.
مشكلتي الثانية معها أنها تحب المحاكاة والتقليد فهل هذه موهبة؟ وكيف أنميها؟ وجزاكم الله خيرا عنا.
... السؤال
نمي طفلك, مشكلات شقية, التقليد والبذاءة, عالم الدراسة, صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا بك – سيدتي - على موقع "إسلام أون لاين" ومرحبا بك على صفحتنا "معا نربي أبناءنا".
لا أدري هل هذا من قبيل المصادفة أن أتلقى الاستشارة الثانية في خلال أسبوعين تقريبا من البلد الكريم موريتانيا، وهل من قبيل المصادفة أيضا أن تكون الظروف متشابهة إلى هذا الحد في بيانات وظروف الاستشارتين وأسلوب الاختصار الشديد في عرض المشكلة وكأن نساء موريتانيا يؤمنّ بمقولة "خير الكلام ما قل ودل " على عكس كثير من النساء فرسالتك – سيدتي كسابقتها أتت مختصرة جدا فلم يتضح بها كثير من الأمور، على أية حال سأتناول الرد بحسب ما لدي من بيانات على وعد بالمتابعة وإرسال المزيد من التفاصيل.
سيدتي اسمحي لي أن أبدأ بالسؤال الخاص بالمحاكاة والتقليد وهل هذه موهبة في خديجة أم لا؟
مسألة المحاكاة والتقليد أكثر من كونها موهبة ومهارة هي طبيعة تميز المرحلة العمرية التي تمر بها ابنتك، فكل الأطفال مولعون بالتقليد والمحاكاة فهم يتلقون كل القيم والمبادئ والسلوكيات من خلال تقليدهم لمن حولهم خاصة الوالدين ولذا كان الاهتمام بالقدوة الحسنة وتهيئة البيئة الصالحة المناسبة التي ينشأ فيها الطفل ليجد العناصر الجيدة التي يستطيع محاكاتها، ولا يمنع هذا أن يكون لابنتك موهبة خاصة في هذا الشأن أكثر من أقرانها، وهذا الأمر لم يتضح في رسالتك فلم تسردي موقفا أو تضربي لنا مثلا يدل على تميز هذه الموهبة عند خديجة، على أية حال نحن دائما نردد أن كل طفل ذكي ولديه قدرات ومهارات عالية يحتاج إلى تنميتها ولذا أنا أدعوك للاطلاع على العديد من الموضوعات التي ستفيدك في تنمية مهارات خديجة المختلفة وليس في أمر المحاكاة والتقليد فحسب.
وكما جاء السؤال السابق عاما إلى حد كبير كان السؤال الأول أكثر عموما وغموضا في آن واحد فمقولتك إن ابنتك لا تعرف القراءة حتى الآن وعمرها أربع سنوات و9 أشهر يبدو لي غريبا بعض الشيء فماذا تقصدين بالقراءة على وجه التحديد هل يعني قراءة الكلمات والجمل أم قراءة الحروف وتمييزها؟ فكلاهما لا يعد مشكلة على الإطلاق في هذه السن، اللهم إلا إذا كان المقصود من سؤالك أمرا آخر، أرجو توضيحه في رسالة أخرى.
كما لا بد أن تعلمي – سيدتي - أنه لا يكفي أن يحفظ الطفل القرآن أو الأناشيد حتى يكون قارئا جيدا فالحفظ يسبق القراءة عند الأطفال، وهم لديهم قدرة عالية جدا على الاسترجاع عن ظهر قلب دون – حتى - فهم ما يحفظون، وصحيح أن هذا الحفظ يساعدهم على إجادة القراءة بشكل مذهل فيما بعد، لكنه لا يعني أنهما متزامنان على الأقل في سن ابنتك، أما عن سؤالك ما الطريقة المثلى لتعليمها القراءة فهو أيضا سؤال يحتاج لمزيد من البيان فمن الذي سيقوم بتعليمها هل أنت التي ستقومين بهذه المهمة في البيت أم أنها ستتعلم من خلال المدرسة؟ فإن كان من خلال المدرسة فهناك مناهج ومعلمون سيقومون بهذه المهمة وسيتحدد دورك بناء على ذلك في تعزيز ما تقوم به المدرسة من خلال ممارستك معها أنشطة متعددة للتدريب على القراءة.. أم أنك أنت التي ستقومين بتعليمها في البيت؟.
فإن كان الأمر كذلك فهذا له نهج آخر وأسلوب مختلف في التعليم والتدريس لابنتك؛ ولذا فأنا أرجو منك توضيح ذلك أيضا مع مزيد من البيان في رسالة مقبلة لتحديد:
هل الروضة الملتحقة بها خديجة تعلم مواد أو تقوم بأنشطة أخرى غير تحفيظ القرآن؟
وهل شكوى عدم استطاعتها القراءة هي شكوى من مدرسيها أم من ملاحظتك أنت؟
وكيف كان الحال مع الأكبر منها سنا من أخويها؟
هل تعلم في سن أصغر من خديجة بحيث جعلك تقلقين بشأن تأخر خديجة في القراءة؟
ـــــــــــــــــ(104/95)
غياب الأب وتدليل الجد.. مخاوف أم ... العنوان
أعزائي بعد السلام.. شكرا جزيلا،
أنا أم في طريقي للطلاق أسكن حاليا مع والدي ووالدتي وأخي وأختي، في طريقي أيضا بإذن الله إلى العمل بعد انقطاع دام طول فترة الزواج التي استمرت 3 سنوات أثمرت ابنتي براءة ذات السنة والأشهر العشرة، والتي هي أهم اهتماماتي الآن.
أشكركم جزيل الشكر على ردودكم الرائعة على الاستشارات والتي لا يمل الشخص مطالعتها والاستفادة منها.
لدي عدة أسئلة أتمنى إيجاد الحلول لها، قبل ذلك أعطيكم ملاحظاتي عن ابنتي؛ لأني لا أعرف أن أقيمها هل هي نبيهة أو أقل من ذلك أو أكثر، هي تحفظ أسماء أعضاء الجسم مثل رأس قدم أنف رقبة والباقي من عمر سنة وأربعة أشهر، تميز أسماء الألوان ولا تنطقها بشكل صحيح مثل أفا - أصفر، أهما - أحمر، وهكذا في عمر سنة وسبعة أشهر.
تولج نفسها بسهولة ورغبة في تشغيل أي شيء مثلا تتعلم من أول أو ثاني مرة تشغيل لعبها في عمر سنة ونصف، تحاول منذ شهر تفريش أسنانها بنفسها، ولكن لا تجيد ذلك تماما، عندما نترك الكمبيوتر وتنطفئ شاشته تجري إلى الأسلاك لتحركها، متصورة أن الخلل في الكهرباء (رغم خطورة هذا طبعا ومحاولتي منع حدوثه)، تعرف تثبيت قابس المروحة العمودية في الكهرباء ثم تشغيلها من الزر المخصص.
تعشق اللعب بالماء، تعرف الفرق بين الطويل والقصير في الأقلام، تعشق تقليب المجلات وتقليد الصور الموجودة فيها كتعابير وجه الإنسان أو وقفات معينة أو شكل حيوان أو تعبير وجهه كأن تزم شفتيها وتضع يديها على الأرض لتشبه سحلية في المجلة!!، تقول جملة من كلمتين مثلا (يلله جدو) ولكن بطريقتها (هلله ددو)، وغير ذلك من تفاصيل.
مشاكلنا هي:
أولا: دلال جدها -والدي- والذي ما أن تمر ابنتي بمشكلة معي من حيث رفضها القيام بما يتوجب عليها من أكل أو غسل يد أو ما إلى ذلك وتبكي حتى يهرع إلى احتضانها وإلهائها بأي شيء آخر، بالنتيجة تسكت لكن مع ضياع جهودي لتعليمها حيث تنسى الأمر برمته، وما ترتب على ذلك من مشكلة لرفضها.
ثانيا: بسبب حياتنا في الغربة أي لا أقارب وبالتالي علاقاتنا محدودة مع الأصدقاء بزيارات رسمية قصيرة ومتباعدة وبالتالي قلة اختلاطها بالأطفال، وبالتالي إنها إن رأتهم ابتعدت عنهم وخافت منهم، لا تواصل بينها وبينهم وترفض مشاركتهم اللعب، وإن ضربها مثلا حتى من هو أصغر منها أو أخذ منها شيئا هرعت إليَّ باكية رافضة العودة إلى جانبهم، حتى إن أخذتها أنا بيدي وحاولت أن ألعب معهم لأقربها منهم، وفي الحقيقة لا أدري كيف أتصرف أنا في هذا الموقف، أي ماذا أخبرها لأبرر لها تصرف الطفل المقابل، وما هو التصرف الصحيح المطلوب مني في هذه الحالة؟.
ثالثا: عدم رغبتها باللعب لوحدها غالبا بل تفضل الجلوس مع أي شخص، خصوصا الجد الذي يدللها صامتة في حضنه على أن تلعب بأي لعبة أو أي شيء.
رابعا: حتى محاولاتي الكثيرة للعب معها بألعابها أو بابتكار الألعاب التي أتعلمها من استشاراتكم لا تفيد؛ فهي لا تستمر في أي لعبة معي من أي نوع أكثر من 5 دقائق وألاحظ أنها ترفض التركيز ما أن تحس أنه يطلب منها عمل شيء محدد في اللعب حتى ترفض وتلهي نفسها بأي شيء آخر، مع أنها حين أطلب منها المساعدة في عمل ما في المطبخ أو حمل شيء تهم بذلك فرحة، هل هذا مثلا لأن ليس لديها رغبة في هذه اللعبة بالذات الآن؟.
خامسا: ليست خجولة عموما، ولكن في أثناء زيارة بعض الناس وليس كلهم، ولا أدري ماذا يختلفون عن غيرهم، تختبئ خلفي طوال زيارتهم ولا تخرج بالرغم من توددهم إليها.
سادسا: سؤال أود طرحه في حين حدوث مشكلة مع شخص في البيت من أهلي كأن رفضت القيام بما يطلب منها أو ردت بخشونة على طلب تقبيلها مثلا، هل أتدخل أنا بينهم أم أتركها لتتعامل مع كل شخص كما يسمح لها هو؟ وإذا كان الرد ألا أتدخل فكيف في حالة الجد الذي لا يرفض لها طلبا ولا يؤنبها إن أخطأت في حقه؟ أي ما هي الحدود المسموح بها لأي فرد غيري للتعامل معها؟ وهل أي تصرف يقوم به أحد ما في البيت معها يجب أن يستأذن مني أمانها قبل أن يقوم به أو هناك بعض الأمور ممكن تفويتها ولكن أمورا أخرى لا، مثلا الخروج مع أحد الأخوال، وإعطائها طعاما من قبل أحدهم، وأي أمر حياتي آخر كيف يتصنف؟.
سابعا: في حال عملي هل الأفضل وضعها في دار حضانة لتختلط مع الأطفال بالرغم من عدم توفر الدار الجيدة في مدينتنا من حيث المربية الواعية ذات مستوى التعليم البسيط جدا، والغرفة أنيقة التأثيث ولكن صغيرة جدا والألعاب قليلة والمربية مشغولة بأي شيء، فضلا عن النشاطات مع الأطفال الذين يعلو الوجوم وجوههم من شدة الملل؟.
أم الأفضل إبقاؤها في البيت مع الجد والجدة التي لا تعير أهمية لأي نشاط عدا المطبخ، وترفض منها القيام بأي نشاط كاللعب بأي أداة مطبخ أو عمل أي شيء غير مألوف بالنسبة لها، حيث إن والدتي أكثر من تقليدية وربتنا بطريقة جعلتنا قليلي الثقة بأنفسنا بشكل كبير، لدرجة أننا كبرنا ونحن نخجل أن نشتري لأنفسنا الحلوى مثلا فنطلب من أصدقائنا شراءها لنا.
لقد منعتنا أمي والدي من أداء أي نشاط في حياتنا بدافع الخوف علينا، وهو ما يحاولون تطبيقه مع ابنتي؛ فالنقاشات قائمة بيني وبينهم فيما هو مسموح وهو قليل جدا -وما هو مرفوض- وهو كل شيء تقريبا!! حتى إذا أخذتها إلى الحديقة لتلعب نبقى في سجال (كوني لا يسمح لي الخروج معها بمفردي لأني سأطلق وهذا عار طبعا من وجهة نظر الناس). أنا أسمح لها وأطلب منها أن تتحرك وتختلط مع حمايتي لها طبعا وهم يحاولون منعي ويشيرون لها لا لا تلعبي لا تلمسي الرمل إنه قذر لا تركبي على هذه ستقعين وهكذا، وأنا أقف حائرة بين معرفتي أنهم يدمرونها كما تدمرت دون قصد وبين أن أردهم أمام الناس، ماذا أفعل؟.
أحيانا حين تلح بأمر شيء ما، مثلا هي من شدة عشقها للماء أضعها قبل الاستحمام حتى ساعتين في البانيو تلعب بعد أن أملأه لها وأعطيها ألعابا وملاعق، كذلك عندما تسنح الفرصة آخذها إلى حمام السباحة وفي البيت أحيانا أعطيها قدحا فيه ماء لتلعب به كأن تغسل وجهها مرارا وتكرارا أو تغسل وجه لعبة مثلا.
كل ما أستطيع فعله فعلته ومع هذا لا تزال من مشاكلنا لأساسية أنه عندما تغسل يديها بعد الطعام مثلا أو أي دخول لها إلى الحمام "تشبط" وتعاند ولا تريد الخروج بل تريد الاستمرار في اللعب إلى ما لا نهاية في الماء، وينتهي الأمر بعد النقاشات والتوضيحات إلى البكاء والنقمة عليَّ لأني أمنعها بعد الإطالة من الإطالة أكثر.
وأحيانا تضربني ضربة أنا أو لعبتها تعبيرا عن الاستياء، هنا لا أدري ماذا أفعل وكيف التصرف فألومها فتدير وجهها عني بنظرة العارف أنه أخطأ ثم أتجاهلها فتأتي بعد دقائق وتقبلني وتعتذر مني فأقبل الاعتذار؟ هل تصرفي معها في هذه الحالة صحيح أم خطأ؟ أرشدوني إلى الصواب أرجوكم كي لا تتفاقم حالة مد يدها عليَّ.
بخصوص الأب ماذا أقول لها عن أبيها في هذا العمر وكيف أفسر لها بشكل بسيط مفهوم فكرة الطلاق وأسبابه؛ حيث إنها من الآن عندما يأتي لزيارتنا ناس لديهم طفل أكبر منها بقليل ويرى أن أباه يكلمها بدافع غيرة أطفال يقول لها هذا أبي أنا وليس أباك أنت فأين أبوك؟ وتراني أتقطع في هذا الموقف عندما أراها حائرة لا تدرك ما يقال لها ولا تعرف بما تجيب وتنتقل ببصرها بيني وبينه، أرجوكم كيف أقوم بتهيئتها من الآن لهذه الصعوبات بسبب الطلاق؟. شكرا جزيلا.
... السؤال
مفاتيح تربوية, أسر مضطربة, التربية الناجحة, أطفالنا في الغربة ... الموضوع
د.محمد المهدي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السيدة/ سارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك في ابنتك "براءة" وحماها من كل سوء وجعلها قرة عين لك وتعويضا عما تواجهينه من إحباط في حياتك الزوجية.
ألاحظ في رسالتك قلقا واضحا على كل صغيرة وكبيرة تفعلها "براءة" أو يفعلها معها أحد قريبا كان أم بعيدا، وربما يفسر هذا القلق إحباطاتك في علاقتك بأبيها والتي ربما تؤدي كما ذكرت إلى الطلاق، وذلك يجعلك تشعرين بأمومتك بشكل مبالغ فيه؛ لأنك محبطة كزوجة فتعوضين ذلك في الأمومة، والمشكلة هنا تأتي من احتمالات استغراقك في العناية بابنتك براءة إلى درجة فرط العناية أو فرط الحماية أو فرط الاهتمام مع ما ينتج عن ذلك من مشكلات تربوية.
كما ألاحظ حرصك الشديد على السؤال عن كل التفاصيل فكأنك تريدين أن تكون تربيتها "على المقاس" وبدقة متناهية.
أما والدك فهو يتعامل مع "براءة" بشكل عكسي تماما فهو يتعامل معها بفطرته وبتلقائيته؛ فحبه الشديد لحفيدته يدفعه لأن يلبي كل ما تريده بصرف النظر عن صحة هذا أو خطئه؛ فهو يبغي رضاها ولا يطيق بكاءها ولا يحتمله؛ لذلك يحقق لها كل ما تريد بمجرد أن يراها تبكي أو تتألم أو تشكو أو تتذمر.
فما تفعلينه أنت نسميه "التربية العقلانية" والتي تهتم بالدراسة والسؤال والاستفسار عن الجوانب التربوية والنفسية في التربية، ولكنها تخلو من التعامل الفطري الوجداني والتلقائي البسيط من الأم تجاه ابنتها؛ فهي -كما يقال- تريد أن تربي ابنتها كما ورد في الكتب وعلى ألسنة المتخصصين. وما يفعله الوالد يسمى "التربية الفطرية" وهي تعني أن المربي يلبي احتياجات الطفل بدافع من الحب والرعاية الفطريين بصرف النظر عن أي تداعيات تربوية في المستقبل وبصرف النظر عن أي قواعد علمية.
ومن المعروف أن تلبية كل احتياجات الطفل تضره، وقد وجد أن تلبية أكثر من 70% من احتياجات أي إنسان تصيبه بالتخمة واعتياد الرفاهية والأنانية والكسل، وبمعنى آخر فإن قدرا من الإشباع مطلوب كما أن قدرا من الحرمان مطلوب أيضا. والأفضل أن يكون هناك توازن بين ما هو استجابة فطرية طبيعية وتلقائية وبين القواعد والتعليمات العلمية والعقلانية المأخوذة من أهل التخصص، حتى تنمو الطفلة في حالة توازن بين ما هو عقلاني وما هو وجداني، وبمعنى آخر نريد أن يتكامل في المربي -سواء كان أما أو أبا أو جدا أو جدة- عدة جوانب:
1. الجانب الراعي: ممثلا في الحب والحنان والرعاية وتلبية الاحتياجات.
2. الجانب الناقد: ممثلا في التوجيه والإرشاد والتصحيح والتأديب والعقاب أحيانا.
وابنتك تحتاج لأن يتاح لها مجال للتجربة والاستكشاف من خلال المحاولة والخطأ دون وصاية شديدة منك ودون تدليل مفرط من جدها، وبمعنى آخر هي تحتاج إلى التوازن بين كفتي التطور -الرؤية والانطلاق والاستكشاف والتلقائية والإبداع- والتكيف: احترام القواعد الاجتماعية والالتزام بمعايير الأدب والأخلاق.
بوسعك الحديث مع جدها عن هذه الأمور التربوية لكي يكون هناك استفادة من حبه الفطري التلقائي لها وما يعطيه إياها من حب غير مشروط، خاصة أن ابنتك سترى في جدها صورة للأب الذي افتقدته؛ فهو هنا سيملأ الفراغ الأبوي الحادث ويمثل لها رمزا للأب (الرجل)؛ أي إنه سيلعب دورا نفسيا وتربويا مهمًّا في حياتها، وحين تسأل عن أبيها فقولي لها إنه غائب وربما يحضر في وقت من الأوقات، وإن جدها يقوم على رعايتها فهو رجل أيضا كالأب وتستطيع أن تطلب منه ما يطلبه زملاؤها من آبائهم.
واحرصي تماما على ألا تنالي من صورة أبيها أمامها مهما كانت عيوبه فربما يحدث لقاء بينهما في المستقبل، ولكن دعيها تكتشف صفاته بنفسها حين تكبر، وإذا سألتك عن شيء فعندئذ أجيبيها بموضوعية وحياد، مع إفهامها بأن الطلاق لا يعني أنكما سيئان أو أن أحدكما سيئ، وإنما هو نتيجة عدم توافق بينكما كشخصين. وتحتاجين في ذات الوقت لأن تتحدثي مع نفسك حتى لا تتورطي أكثر من اللازم في رعاية عقلانية زائدة أو في حماية مفرطة لابنتك التي تمثل لك الآن كل شيء خاصة بعد فشل مشروع زواجك الحالي.
أما بخصوص تعاملها مع الغير فذلك يعتمد على درجة القرابة وعلى الموقف نفسه؛ ففي بعض الأحوال ستشجعينها بنظرة قبول وفي أحيان أخرى ربما تساعدينها على الرفض بنظرة تحمل هذا المعنى إليها، وفي أحيان أخرى ربما تتركين لها الخيار، وفي هذا تدريب لها على الانتقاء في الاستجابة؛ فالحياة ليست مبرمجة على عدد محدد من الاستجابات نبرمج أطفالنا عليها، وما نرفضه أو نقبله يعتمد على ثقافتنا وعلى ديننا وعلى أعرافنا وتقاليدنا، ولكن من المهم أن يتكون لديها ميزان قيمي مع الوقت يتيح لها التصرف بتلقائية واستقلالية نسبية كلما كبرت، وألا تكون مجرد دمية تحركها كلمة أو نظرة موافقة أو رفض من أمها.
وقرارك بالنسبة للعمل هو قرار صائب في ذلك الوقت حتى لا تجلسي معظم الوقت تجترين تجربة الفشل أو تتورطين في الرعاية الزائدة أو الحماية الخانقة لبراءة، وربما تحققين في عملك ما فشلت في تحقيقه في زواجك.
وبخصوص خوف "براءة" من اللعب مع الأطفال وتفضيلها للاحتماء بحضنك أو حضن جدها فهذا إحدى علامات الحماية الزائدة منكما (كل بطريقته)؛ فقد عودها هذا أن الأمان لديكما فقط؛ ولهذا من الأفضل أن تتيحا لها فرصة التواجد وسط أطفال ولا تسمحا أو تشجعا ارتماءها في أحضانكما كلما اقترب منها طفل أو طفلة، والأمر هنا يرجع للكبار أكثر مما يرجع للصغار؛ فالأم التي تشعر بالأمان تمنح ابنتها هذا الأمان في التعامل مع الآخرين، أما حين نفتقد نحن الكبار هذا الأمان فإننا نوصل هذه الرسالة إلى أطفالنا فيرتمون في أحضاننا بعيدا عن الآخرين، وربما نسعد نحن (من حيث لا ندري) بهذا الارتماء لأنه يضمن بقاء أطفالنا في أحضاننا (وهو شيء يسعدنا في الداخل حتى ولو أعلنا غير ذلك بلساننا).
إذن فاستقلال "براءة" وشعورها بالأمان واندماجها في اللعب مع الأطفال وسعادتها بذلك يبدأ منك أنت وليس منها، وإني لألمح في رسالتك رغبة داخلية في إبقائها في حضنك وذلك من خلال المحاذير التي أوردتها بخصوص الحضانة وظروفها، فالبرغم من كل هذه المحاذير -والتي يمكن أن تكون حقيقية- إلا أن هذا جزء من الحياة التي ستعيشها "براءة"، ويجب أن تواجهها في وجود دعم ومساندة وتوضيح منا بقدر ما يستوعب عقلها في كل مرحلة من مراحل حياتها؛ إذ ليس مطلوبا منك كأم أن تعزليها عن مشكلاتها الشخصية أو تعزليها عن مشكلاتها العائلية أو الاجتماعية، بل دعيها حتى تخوض التجربة وتتعلم من البيت والحضانة والحياة في وجود المساندة الأسرية المعقولة. وتذكري أن المفاتيح الذهبية للتربية هي "التوازن والتكامل والاعتدال"
ـــــــــــــــــ(104/96)
مع بداية الدراسة.. لنغير مفهوم التفوق ... العنوان
جزاكم الله خيرا على مساعدتنا في تربيه أبنائنا.
سؤالي بخصوص ابني الكبير ذي السنوات السبع فسوف يلتحق بسنته الأولى في مدرسة تجريبية -حكومية لغات- هذا العام إن شاء الله، كيف أعطيه الثقة بنفسه وأشجعه على التفوق؛ فهو دائما يقول: "أنا مقدرتش أكون الأول.. مقدرتش أجيب الدرجة النهائية" على الرغم من أنه ذكي والحمد لله لو ركز قليلا، ولكنه أغلب الوقت يلعب ومستهتر والأمر لا يفرق معه بالمرة.
وهو بعكس أخيه الذي يزعل ويبكي إذا حصل أحد على درجة أعلى منه، ويصر بإلحاح أن أتصل بوالدته وأسأل كيف حصل على هذه الدرجة وهو لا.. وهو مجتهد جدا وحريص على أن يكون الأول ولا يحب أن يتفوق عليه أحد، والحمد لله حصل على لقب الطفل المثالي العام الماضي.. فكيف أتصرف مع أخيه الأكبر؟.
... السؤال
عالم الدراسة, فنون المذاكرة ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة،
جزاك الله خيرا على حسن الثقة بنا وعلى التوجه إلينا بالسؤال.
فيما يتعلق بمشكلة ابنك الأكبر وعدم حرصه وسعيه للتفوق مثل أخيه الأصغر منه؛ فالأمر ذو شقين:
الأول: أنه ليس مطلوبا من كل أبنائنا أن يكونوا دائما الأوائل على فصلهم، فلو تخيلنا مثلا أننا أحضرنا الطالب الأول على مدرسته من 10 مدارس، ووضعنا لهم امتحانا لوجدناهم سيرتبون تلقائيا الأول ثم الثاني حتى العاشر.. لأن لكل طفل طاقته وقدرته على المذاكرة والاستيعاب وقدرته على الإجابة بطريقة منظمة بحيث يحصل على أعلى درجات ممكنة في حدود تحصيله واجتهاده وأيضا في حدود حالته حال الإجابة، وليس لهذا الأمر علاقة مباشرة بالذكاء؛ فدائما يقولون إن أينشتاين كان فاشلا دراسيا. نحن نتكلم هنا عن التفوق.
وبدلا من دفعه ليكون الأول عليك أن تعوديه على أن يبذل قصارى جهده في المذاكرة وأداء الواجبات، وعلى الحرص على أن يكون متابعا لدراسته لآخر حصة؛ فلا تتراكم عليه الواجبات وأن يكون مستوعبا ومستفيدا من المادة التي يدرسها.
ثم يأتي دور مهم جدا لك مع ابنك الأكبر وهو تعويده وتدريبه على كيفية حل الامتحان؛ ففي أحيان كثيرة جدا يكون الطفل حافظا للمادة الدراسية جيدا ولكنه يرتبك في أثناء الامتحان أو لا يستطيع أن ينظم وقته وطريقة إجابته، فالمطلوب منك إحضار امتحانات سنوات سابقة وتدريب الابن على تنظيم وقته خلال الامتحان وكيفية كتابة الإجابة الصحيحة، وفي كل مرة تحددين له وقتا مشابها لوقت الامتحان وعليه الإجابة على الامتحان دون الاستعانة بك أو العودة للكتاب، ثم تصححين له الإجابات وتراجعان معا الأخطاء وإجابتها الصحيحة مع تكرار هذه العملية في كل المواد؛ وبهذا سوف يكتسب ابنك خبرة وقدرة على اكتساب درجات عالية في الامتحانات
أما الشق الثاني فهو أنه لا بد من أن تتجنبي مقارنة الشقيقين ببعضهما، أو إشعار الأكبر أنك تنتظرين منه أن يكون مثل أخيه، فليس هناك شقيقان متشابهان حتى وإن كانا توائم، فلكل طفل طاقته واهتمامه وميوله، والمطلوب منك أن تساعدي كلا منهما على أن يخرج أفضل ما عنده من طاقات، وأن يكون هذا هو المفهوم الأساسي للتفوق أنه التفوق في بذل كل الجهد للتفوق على الذات وعلى أقصى طاقتنا الشخصية وكيفية تنميتها واستغلال طاقاتنا ومواهبنا في تحصيل الأفضل، وليس الدخول في منافسة مع الآخرين فقط.
ولهذا فعليك أن تبدئي بتشجيع الابن الأكبر ووضع مستهدف يمكنه تحقيقه بسهولة، مثل ألا يفقد أكثر من درجتين مثلا في كل مادة، فإذا حقق هذا المستهدف تشجعينه وتهنئينه وتكافئينه بهدية، ثم تطلبين منه أن يستمر هكذا عدة أشهر، بعدها يزيد المستهدف فيكون الفقد درجة واحدة في كل مادة وهكذا يتشجع الطفل وينجح في تحسين مستواه بالتدريج.
ونحن دائما مع أبنائنا نقارن أداء الطفل بإمكاناته هو الشخصية وليس بإمكانيات الآخرين، فنقول له أنت هذا الشهر أفضل من الشهر الماضي، وليس أنت أفضل من أخيك أو هو أفضل منه، ولكن نقارن الطفل بنفسه.
أما عن أسلوب تنظيم المذاكرة اليومي فأذكر لك نموذجا منه:
- لا بد من مساعدة الابن على تنظيم الوقت بين المذاكرة واللعب؛ فمنع الطفل من اللعب تماما في أثناء المذاكرة أمر مستحيل، وكذلك فمن الصعب على ابن السابعة أن يقوم وحده بتنظيم وقت مذاكرته ولعبه أيضا.
- اجلسي مع ابنك ونظمي معه جدولا للمذاكرة اليومية مثل جدول المدرسة تماما، فبعد أن يأتي الطفل من المدرسة ويتناول غداءه تعطيه الأم فرصة نصف ساعة للراحة أو اللعب أو مشاهدة التلفاز ونصف ساعة فقط لا أكثر، ثم تبدأ تنظيم يومه وتحضر جدول الحصص ويحضر حقيبته ويبدأ في إخراج كتبه وتتبع معه في المذاكرة الجدول المدرسي.
فإذا كانت أول حصة العربي ترى ما أخذ فيها وتقيم معه الوقت المطلوب من الوقت لأداء واجب العربي، وفي طفل السابعة لن يحتاج أكثر من نصف ساعة، وهذه هي أقصى مدة يمكن لطفل السنوات السبع أن يجلسها متواصلة للمذاكرة، فإذا أنهى واجبه خلالها يأخذ ربع ساعة راحة للعب وبعدها نبدأ في عمل واجب الرياضيات لمدة نصف ساعة أخرى ثم ربع ساعة استراحة وهكذا، ويكون وقت الاستراحات مكتوبا في الجدول مثله مثل وقت المذاكرة.
وإذا كان لدى الطفل واجب طويل قليلا يقسم على فترتين منفصلتين، وعليك أن تكوني صادقة في إعطائه وقت الاستراحة حتى يثق بك، وكذلك تكونين حازمة في إنهاء وقت الاستراحة فلا تمتد لساعة مثلا، وهكذا سيعتاد على تنظيم وقته وأداء ما عليه من واجبات ولا تسمحي له أبدا أن ينام دون إنجاز واجباته.
ـــــــــــــــــ(104/97)
ابنتي ضعيفة الشخصية.. "متابعة"! ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم،
جزاكم الله خيرا على منحنا وقتك الثمين لدراسة الموضوع دراسة جادة، وسأحاول توضيح كل جوانب مشكلة ابنتي.
ابنتي ستكمل سنتها الثامنة قريبا، وسوف تدخل الصف الثالث الابتدائي.. بالنسبة لظروف محيطها فهي كالتالي:
نحن من موريتانيا ونعيش في العاصمة مع والدتي (جدة ابنتي) وأختي في بيتنا الكبير، ما لم يكن زوجي موجودا حيث نؤجر شقة منفصلة.
بالنسبة لعائلتنا فإن الجدة والأخت لهما نفس الدور الذي لي في تربية الأطفال تقريبا، وثقافتنا في التربية تعتمد على اللطف بالأطفال، بل أحيانا التدليل، كما نستخدم الخدم في البيت كثيرا، وخصوصا خادمة للأطفال وهي أمية ومن وسط غير متعلم.
كما أشير إلى أن لها خالا يزورنا أحيانا، يخوف الأطفال بالتهديد بإدخالهم في قارورة ضيقة وإغلاقها عليهم، أو إغلاق الحمام عليهم، ويتداول كل أطفالنا تهديداته بخوف كبير.
وبصراحة.. كثيرا ما نستغل هذا الرعب من الخال في تهديدها هي والأطفال الآخرين عندما نريد منها أن تعمل أو تنتهي عن شيء، وعلى الرغم من محاولة زوجي -عندما يزورنا- أن يوضح لها أن خالها لا يمكنه أن يضرها وإنما يهدد فقط فإنها لا تقتنع، كما أننا أحيانا في البيت نخوف الأطفال من الكلاب والمجانين... إلخ.
زوجي كثير الأسفار ويقيم بالخارج غالبا باستثناء سنة 2002 /2003 أقمنا معا في شقة منفصلة كما سافرنا إليه عدة مرات في الخارج.
علاقات ابنتي بأختها وأخيها علاقة حنونة، كما أنها تحبهما كثيرا، وأشير هنا إلى أن أختها تختلف عنها تماما من ناحية انفتاحها واستقلاليتها عني رغم أنني لا أفرق بينهما في الحنان.
بالنسبة للمدرسة فإن الدوام يبدأ الساعة الثامنة حتى الثالثة، وتدرس بالعربية السنة الأولى، ولكن ابتداء من السنة الثانية يضيفون اللغة الفرنسية لعشر ساعات أسبوعيا، ويجب أن أشير إلى أن هذه المدرسة جادة وخصوصية، لكن المعلم عموما والإدارة لا يهتمون بالقضايا التربوية الخاصة بالأطفال، والتلاميذ يختارون على أساس مسابقة صعبة، والإقبال كبير على هذه المدرسة، والتلاميذ من أحسن المستويات؛ لذلك أتت ابنتي في المرتبة العشرين وهي المرتبة الأخيرة من صفها لهذه السنة.
بالنسبة لسنتها الدراسية الأولى فلم تكن تدرس في هذه المدرسة ولم تكمل السنة بسبب سفرنا إلى الخارج.
بالنسبة للدروس المنزلية فهي أولا القرآن في اللوح من خلال طريقة تقليدية وهي الكتابة على لوح ثم تلقينه للطفل ليحفظه، وابنتي لا تحفظ بسهولة ولا ترغب في هذا الدرس، وتفضل المدرسة عليه وذلك أنها تبقى وجها لوجه مع المعلم الذي بدوره لا يستعمل أي أسلوب تشويقي وليس على دراية بوسائل التربية، ودرس القرآن هذا خمس مرات أسبوعيا كل مرة ساعة تقريبا، كما أنها تدرس في البيت اللغة الفرنسية وبأسلوب لا يبتعد عن سابقه كثيرا.
والدها يعتبر أن أسلوبي معها عامل في ضعف تركيزها وانعزاليتها؛ وذلك أنني منذ فترة الرضاعة لم أعودها على الاستقلال عني في أي من أمورها؛ فعدد الرضعات لم يكن له حد ولا وقت فحسب رغبتها هي، وإذا سقطت فلا تقوم حتى أساعدها، وإذا أرادت أن تأكل فلا بد أن أكون بجانبها، وامتد هذا الأسلوب إلى مذاكرتها فهي لا تقبل فتح كتبها إلا إذا كنت بجانبها ولا ترتبها إلا بمساعدتي، وكثيرا ما أقوم بذلك بنفسي وأرافقها إلى باب المدرسة وإلا فلا تقبل أن تذهب إليها.
حاولت أن أغير هذه الطريقة معها لكني لم أستطع، وكان أسلوبي الوحيد هو الإقناع والحوار، كما أني طموحة معها وأوامري لها كثيرة؛ لأني دائما أريد منها أن تكون رائدة ويقلقني أنها أضعف مستوى من صديقاتها.
وأضيف أنها إذا كانت تريد التعبير عن أي شيء فلا يمكنها ذلك إلا إذا جعلت فمها في أذني، وأحيانا تطلب مني ألا أبوح بسرها لأي من كان رغم بساطته. أبوها يحاول أن يفرض عليها الاستقلالية بالعنف اللفظي ونادرا بالضرب غير العنيف لكنه يغيب كثيرا كما ذكرت سابقا.
ابنتي تعاني من التبول ليلا الذي يصل أحيانا إلى 3 مرات أسبوعيا وقد يكون خوفها أن تذهب إلى الحمام وحدها من الأسباب.
ابنتي حسنة الخلق ومهذبة ومرتبة واجتماعية وأسئلتها عميقة وهادفة وملاحظاتها ذكية، مثلا سألت مرة لماذا بابا لا يقيم معنا ونذهب نسكن وحدنا، وعندما شرحت لها أنه في شجار مع معاوية رئيس الجمهورية ولا يمكنه أن يأتي تفهمت الموضوع.
وكنت أريد أن أشرح لها بأسلوب بسيط أن له مشكلة سياسية تمنعه من القدوم، لكنها عندما أطيح بمعاوية سألتني مباشرة لماذا بابا لا يأتي وفعلا عاد عدة مرات هذه السنة إلينا ولله الحمد. كما أنها مرة سألتني لماذا تريدون أن تسببوا لي المشاكل عن طريق تخويفي من خالي.
ضعف شخصية ابنتي لا يمكنها من دخول أي مكان به أفراد إلا معي ولا تدخل فصلها إلا ورأسها مطأطأ ولا تتكلم إلا بصوت منخفض حتى مع معلميها الذين يشكون من ذلك ومن ضعف التركيز لديها، والذي ألاحظه أنا أيضا؛ فهي لا تصبر على التركيز على حفظ أو حل مسائل في كل المواد إلا نادرا مثل حسن الكتابة والرسم الذي تحبه وإذا ركزت على موضوع استوعبته وحفظته.
السادة الكرام أود أن أشير إلى أنني أدرك مشكلة ابنتي، ورغم انشغالي بنشاطات دعوية خارج البيت استعملت بعض الحلول مثل تشجيعها بوسائل مادية ومعنوية، كما حاولت أن أجعل من أي نجاح لها في أي موضوع حدثا كبيرا وأقدم لها جوائز على ذلك وأحاول معها أن تثق بنفسها عن طريق إحالة بعض الأمور المنزلية إليها والإشادة بذلك.
لهذا أرجو منكم إجابة مفصلة تتجاوز العموميات والأسئلة التي تلقيت منكم أكدت لي اهتمامكم البالغ؛ فجزاكم الله خيرا وأثابكم على إخلاصكم وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
أختكم فاطمة
ملاحظة: زوجي شاركني في إعداد هذه الاستشارة.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة, عالم الدراسة, صعوبات التعلم, مفاتيح تربوية, أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكرك -سيدتي- لسرعة الاستجابة وتوضيح الأمور اللازمة لحل المشكلة، كما أشكرك على وعيك -إلى حد كبير- بأبعاد المشكلة وأسبابها.
ولنبدأ الآن في وضع خطوات الحل، ولكن قبل ذلك أود أن أوضح أنا بدوري بعض الأسباب التي أدت إلى ما آلت إليه ابنتك والتي غابت عنك ولم تنتبهي لها:
أول هذه الأسباب: موضوع الخال وتخويفه الأطفال بحبسهم في قارورة أو في الحمام واستغلالكم هذا النوع من التخويف لجعل الأطفال يؤدون بعض المهام المطلوبة منهم أو ينتهون عن أشياء ترفضونها وفي نفس الوقت ذكرت محاولة زوجك توضيح أن الخال لا يمكنه أن يضرها وإنما يهدد فقط وهي مع ذلك لا تقتنع، فمن أين لها أن تقتنع وأنتم بالفعل تثبتون لها أن ما يهدد به واقع وذلك عندما تستغلون -على حد تعبيرك- هذا التهديد في الأمر أو النهي فكيف بالله عليك يستقيم الأمران معا وكيف يستقبل الأطفال هذا التناقض البين؟.
كما أنكم لا تكتفون بهذا القدر من التناقض بل تزيدون الأمر سوءا بتهديد جديد بالكلاب والمجانين.. وما إلى ذلك، فبالله عليك -سيدتي- أي شخصية تريدين بناءها في ابنتك مع هذا الأسلوب في التربية القائم على هذا التناقض وهذا التهديد ثم نشكو بعدها بأن الأطفال يشبون ضعاف الشخصية غير معتدين بأنفسهم يخافون ويرتعبون، أسمعك تقولين متعجبة: ولماذا هي بالذات التي حدث معها هذا رغم أننا نفعل ذلك مع الأطفال جميعهم؟!.
والرد بسيط للغاية فهناك -سيدتي- ما يسمى بالفروق الفردية بين الأطفال بل بين الأشخاص جميعا؛ فرد فعل أي شخص تجاه المواقف التي يتعرض لها في حياته يختلف من فرد إلى آخر ولن يسع المقام للتعرض لأسباب هذا، كما أنه لن يفيد الحل كثيرا.
المهم هو أن استجابة ابنتك لهذا التهديد أتى في صورة الرعب والخوف والإحساس الدائم بالرغبة في الحماية، فضلا -بالطبع- عما فعلته أنت من تدريبها على الاعتمادية وعدم الاستقلالية منذ صغرها؛ الأمر الذي أدى في النهاية أنها لا تؤدي شيئا إلا إذا لازمتها وأنها تتسم بهذه الشخصية التي وصفتها بالضعف.
ثانيا المدرسة التي التحقت بها ابنتك مستواها التعليمي يتطلب جهدا كبيرا كما ذكرت ولم تكن الطفلة على استعداد له، خاصة أنها لم تكن ملتحقة بهذه المدرسة من قبل، بل إنها لم تكمل السنة الدراسية بسبب سفركم إلى الخارج، هذا بخلاف مداومتها 5 أيام بالأسبوع في حفظ القرآن فكل هذا كثير على ابنتك.
سيدتي أنا لم أتطرق للأسباب السابقة تبكيتا أو لوما لك بل لتكوني على بينة من الأمر ولنتعرف معا من أين نبدأ وكيف نعالج هذه الأسباب لنصل للحل إن شاء الله، والآن تعالي لنبدأ في الخطوات العملية للاقتراحات وسيتمثل هذا الحل في توجيهات واقتراحات لدورك مع الأهل وأخرى مع ابنتك وثالثة بالمدرسة ولنبدأ بدورك مع الأهل:
1. عليك أن تتحدثي مع الخال على حدة وتقنعيه أن هذه التهديدات لا يسفر عنها سوى نتائج تربوية سلبية -كما رأيت- فهي تربي الخوف والذعر في نفوس الأطفال وتخلق منهم أناسا عديمي الثقة بأنفسهم وبمن حولهم فضلا عن الصورة التي سترسم في ذهن هؤلاء الأطفال عن هذا الخال وعن كل من يستغل هذا التهديد؛ فكل من اشترك في ذلك فهو في نظر الطفل شخصية مخيفة كاذبة فعما قليل سيكتشفون زيفها.
2. افعلي نفس الشيء مع الجدة والخالة ووضحي لهما بأسلوب لطيف أن التهديد أسلوب مرفوض مع الأطفال بكل أنواعه وصوره.
3. ذكرت -سيدتي- أنكم تستخدمون الخدم كثيرا وهناك خادمة للأطفال وبرغم أنك لم تحددي مهام هذه الخادمة مع أبنائك فإنني أود أن أنبه ألا تقوم هذه الخادمة بمهامك أنت مع الأبناء من حيث الرعاية المعنوية والتواجد واللعب والمرح معهم، بل إن هناك من علماء النفس الذين أكدوا أن العناية المادية المتمثلة في الإشراف على إطعام الصغار وتغيير ملابسهم وتنظيفهم... لها أثر كبير في بناء تلك العلاقة والرابطة الرائعة بين الأم وأبنائها فلا تحرمي نفسك هذه المتعة.
4. عليك أن توضحي لزوجك عند زيارته لكم أن تربية الأولاد على تحمل المسئولية والاعتداد بالنفس والثقة بها والاستقلالية لن يتم بالزجر والردع وبالكلمات القاسية أو العنف اللفظي -على حد تعبيرك- وإنما يتم ذلك من خلال التدريب والتعليم بالرفق كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما سنوضح في الأسطر التالية.
أما بالنسبة لدورك مع ابنتك فيتمثل في النقاط التالية:
1. عليك أن تجلسي معها وتتحدثي معها بشكل ودود حازم قائلة لها:
هل تشعرين بأنك مسرورة حينما لا تفعلين شيئا إلا معي؟ واستمعي لإجابتها التي غالبا ستكون: "لا" أو ستكون: "أنا لا أستطيع أو لا أحب أن أفعل الأشياء بدونك" حينئذ وضحي لها أضرار ومساوئ الاعتماد الكلي عليك بقولك: تعالي لنتخيل حينما تكبر (اذكري اسمها) قليلا وتحاول أن تختار لها صديقات فهل ستستطيع ذلك؟ (انتظري إجابتها) فإذا لم تجبك وضحي لها أنها في الغالب لن تعرف كيف تختار لأنها كانت شديدة الاعتماد على أمها، وكذلك حينما يسألها أحد مشورة أو رأيا لن تستطيع لأنها لم تتعود على التفكير بنفسها، وكذلك إذا طُلب منها خدمة.
وهكذا اضربي لها أمثلة على ما يلحق بها من أضرار نتيجة هذا الاعتماد عليك، وحاولي هذا من خلال حوار متبادل، أي لا تتحدثي وحدك بل لا بد أن يكون هناك نقاش تسألينها وتجيب أو تسألك وتتركينها تفكر في الإجابة، وفي نهاية هذا الحوار أخبريها أنه لا بد من التغيير وأنك سوف تساندينها فيه، وهذا التغيير لن يتم إلا بشكل ممنهج وفي خطوات عملية وباقتراحات تصدر منها هي أولا.
وعليكما كتابة هذه الخطة التي لا بد أن تشمل: اختيار سلوك واحد للتركيز على تغييره وتعديله مثل: أن تغير ملابسها دون تواجدك معها؛ فعليها الاعتماد الكامل على نفسها دون سؤالك المساعدة. وحددا توقيتا لتعديل هذا السلوك وليكن مدة 10 أيام، وإذا نجحت في أكثر من 3 محاولات خلال هذه المدة فعليك بتعزيزها وإثابتها وأفضل أن يكون تعزيزا معنويا وليكن التقبيل والاحتضان أو أن ترسلا بخطاب أو بريد إلكتروني لوالدها تذكران فيه ما حققته من تقدم.
ويجب ألا نبالغ في التعزيز فكثرة التعزيز أو تعظيم ما قامت به الطفلة يؤدي إلى نتيجة عكسية تماما، ثم انتقلا بعد ذلك إلى سلوك آخر لتعديله حتى تستطيع في النهاية الاعتماد على النفس والاستقلالية، وأود أن أنبهك أن هذا الأمر لن يحدث بسلاسة وسهولة بل الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة واستعانة بالله .
2. عليك أن تقللي من كم الأوامر والنواهي؛ لأن هذا أدعى للسأم والملل ومن ثم عدم الاستجابة والذي يؤدي إلى استخدام التهديد والعقاب من جهتك والعند والرفض والتمرد من جهة ابنتك خاصة في المرحلة المقبلة.
3. عليك الاستمتاع بأمومتك باللعب مع أولادك والمزاح والتنزه والقراءة لهم ومعهم وغيرها من الأنشطة التي توطد العلاقة بينكم (اطلعي على الموضوعات التي تناولت العلاقة الإيجابية بين الآباء والأبناء طرحت على هذه الصفحة).
4. سيدتي إن الطفل الأول هو التجربة الأولى للوالدين في التربية؛ لذا فطموحات الوالدين فيه كبيرة وكثيرة وينسيان أو يتجاهلان قدرات طفلهما واستعداداته وميوله حتى أنهما لا يدعانه يتصرف بتلقائية ولا يستمتع كثيرا بطفولته نظرا لكثرة الأعباء التي يلقيها الوالدان عليه، وكل المطلوب منك أن تركزي على ما تستطيعه وتقدر عليه ابنتك لا على طموحاتك لها.
أما بالنسبة لدورك مع المدرسة:
1. عليك بمقابلة معلمي ابنتك وشرح ظروفها التي تتمثل في عدم التحاقها بهذه المدرسة من قبل وأنها لم يُتَح لها الفرصة الكافية للتكيف على نظامها، وربما أدى ذلك لضعف التركيز والمستوى الدراسي، ثم اطلبي منهم المشورة في كيفية التعامل مع الطفلة ليتحسن مستواها.
2. إن ما تعاني منه ابنتك من ضعف التركيز والتشتت قد يكون عرضا من أعراض صعوبات التعلم وربما يكون بسبب ما تمر به الطفلة من الظروف التي أوضحناها سابقا، وحتى نتأكد من ذلك لا بد من تطبيق الاقتراحات السابقة فإذا تحسن مستواها الدراسي فهذا يعني أن الطفلة لا تعاني إلا من طرق خاطئة في التوجيه والتربية. أما إذا لم يتحسن مستواها التعليمي فربما يشير هذا إلى أن الطفلة تعاني من صعوبات التعلم بالفعل، وهنا لا بد من عرضها على متخصصين في هذا المجال وربما تكون مدرسة ابنتك على صلة بهم أو تتعامل مع مراكز متخصصة في صعوبات التعلم، فإذا لم تكن فلا بد من البحث عن أحد هذه المراكز أو أحد المتخصصين في بلدك لعرض الطفلة عليه.
3. في أثناء تطبيقك للنقاط السابقة حاولي أن تقللي من عدد الأيام التي تقوم ابنتك فيها بحفظ القرآن حتى لا تثقلي عليها.
4. شجعي ابنتك على اكتساب أصدقاء بالمدرسة عن طريق دعوة بعضهم إلى منزلكم أو للتنزه أو للقيام برحلات معكم.
5. شجعي ابنتك على الاشتراك بأنشطة المدرسة إن وجدت (لمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات عديدة طرحت على هذه الصفحة عن كيفية مساعدة الأبناء في المذاكرة وكيفية التواصل مع مدرسة الأبناء)
ـــــــــــــــــ(104/98)
فض اشتباك الأشقاء بلا قضاء ... العنوان
السلام عليكم..
عندي طفلان: بنت عمرها 4.5، وولد عمره 2.5، سليمان طبيعيان ذكيان نشيطان والحمد لله.
المشكلة تكمن في الغيرة الشديدة من بعضهما، أنا أعرف أن هذا طبيعي وخاصة في مرحلتهما العمرية التي تتسم بالعناد، ولكن الغيرة بينهما أصبحت تقتلني.. فإذا طلب أحدهما أن يأكل، أراد الثاني الأكل بنفس المكان ونفس الزمان ونفس الطبق والملعقة، وإذا لم يتسن ذلك يبدأ "موال" الصراخ والضرب المتبادل بينهما، وإذا طلبت من أحدهما أن يحضر لي شيئا ركض الثاني لإحضاره وتبدأ المعركة.
أرجو منكم تقديم آلية واضحة للتعامل مع هذا الموضوع.. أعلم أن هذا طبيعي لكن أريد آلية لضبط الموضوع حتى لا تطغى شخصية أي منهما على الآخر ، هل أنفذ مطالبهما أم أقضي وقتي معهما كأنني قاض في محكمة، لا أريد أن يزيد نكدهما وألا يتعلما الفوضى، وشكرا.
... السؤال
مشكلات شقية, غيرة وشجار الأشقاء, العناد والعصبية ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
عزيزتي أم أحمد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله لك في طفليك الرائعين الذكيين وأدام الله عليهما وافر الصحة الجسمية والعقلية والنفسية بإذن الله تعالى.
أحمد لك تفهمك لأساس الغيرة الدائرة بين الطفلين، وسعيك لتوجيهها التوجيه الصحيح وتحجيمها بحيث لا تتجاوز الطبيعي فيها إلى المرضي. ولندخل في الموضوع مباشرة لتناول كيفية التعامل مع المشكلة بإذن الله تعالى.
الحقيقة أنه بالنسبة لعمر الطفلين فالمشاكل بينهما طبيعية كما قلت، وعادة ما تكمن المشكلة -لديك ولدى كل من يعاني من المشاكل المشابهة- في رد فعل الأم أو الأب تجاه الخلافات اليومية المتكررة، فليس هناك أشقاء لا يتشاجرون طوال النهار، المطلوب من الأم ألا تشغل نفسها في كل مرة بفض النزاع أو أن تعين من نفسها قاضيا ليحكم بينهم.. المطلوب أن تفهمهم أن هذا السلوك مرفوض، وأنه عندما يبدءون بالشجار فإنها لن تتدخل لحل النزاع ولكنها ستقوم بمخاصمتهم، وتخبرهم أنها لن تصالحهم ثانية إلا بعد أن يأتوا لها ليخبروها أن المشكلة قد انتهت.
أعلم أن هذا صعب بالنسبة لعمر الطفلين، ولكن هذا هو الحل الوحيد لحسم مثل هذه الصراعات المتكررة دون أن تتوتري وتصبحي طرفا ثالثا في نزاع لا ينتهي، فالمطلوب منك أن تفهميهما في كل مرة أن عليهما أن يتفاهما ويحلا المشكلة معا، ولا تتدخلي واتركيهما يتفاعلان ويتناقشان ويوجدا بينهما صيغة للحوار وحل المشكلات.
وعلى الجانب الآخر أظهري نوعا من الحزم الهادئ بدون عنف أو قسوة، بمعنى: عندما يتشاجران على إحضار شيء طلبته من أحدهما، ارفضي أن تأخذيه إلا ممن طلبت منه إحضار الشيء أولا، وارفضي تماما تناوله من الآخر، وأفهميه أنك ستأخذينه منه في المرة القادمة عندما تطلبين منه هو المساعدة.
وكذلك بالنسبة للطعام، فضعي لكل منهما طبقا وملعقة، فإذا أكلا أكلا ، وإذا بدءا بالصراخ ارفعي الطعام فورا واتركيهما حتى لو بكيا وانصرفي لأعمالك.
وهذا الأسلوب رغم أنه يبدو صعبا في البداية فإن الاستمرار عليه وإصرارك على تنفيذه سيأتي بإذن الله تعالى بنتائج باهرة، حيث يتعود الشقيقان حل مشاكلهما بمفردهما، ويتخلصان تدريجيا من مشكلة العناد.
ـــــــــــــــــ(104/99)
الرعاية الفندقية" للطفل وحدها لا تكفي! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لطفلين (3-5) وأعمل يوميا من الـ9 صباحا حتى الـ6 مساء.
مشكلتي أنني أشعر دائما بفقدان أبنائي وهم كذلك عندهم نفس الشعور. المشكلة الآن أنني أنوي السفر للعمرة إن شاء الله أول رمضان، ولقد فاتحت ابني الأكبر في الموضوع وفوجئت بصراخه وطلبه مني ألا أتركه. ولا أدري كيف أقنعه بموضوع سفري حيث إنني سوف أتركه مع أمي وهي شديدة الحب والعطف عليهم وهم كذلك يحبونها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... السؤال
مفاتيح تربوية, أخطاء المربين الشائعة, التربية الناجحة ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أحيانا كثيرة تكون نياتنا في الحياة طيبة وأهدافنا نبيلة، ونفاجأ بنتائج في حياتنا لم نكن نتوقعها، ونتساءل بتعجب.. ماذا كان خطؤنا؟؟ فنحن لم نقصر، ولم نخطئ في حق أحد!.
أحيانا تكون المشكلة الحقيقية هي عدم فهمنا لأدوارنا بطريقة صحيحة، وعدم ترتيبنا لأولويات حياتنا، فمن الطبيعي أن أهدافنا في الحياة كثيرة، وطموحاتنا لا حدود لها، ولكن الإنسان لا يمكن أن يحصل على كل شيء في نفس الوقت.
الواقع يا سيدتي أنك لا تدركين خطورة وطبيعة المرحلة السنية التي فيها أبناؤك الآن، فهم في أشد مرحلة سنية وفي احتياج لتواجدك معهم بصورة مستمرة. فقد فوجئت برد فعل ابنك تجاه سفرك للعمره، وغيابك عنهم لمدة أسبوعين على الاقل.
وعلى الرغم من أنك تتغيبين عنهم طول اليوم تقريبا، وعلى الرغم من أنهم يحبون جدتهم وهي شديدة الحرص عليهم؛ فإن ابنك يريد أن يقول لك إنه يحتاج إليك أنت شخصيا، لا يحتاج إلى الطعام أو الملابس أو الشراب، لا يحتاج إلى الرعاية الفندقية التي قد توفرها لهم الجدة أو الحضانة أو جليسة الأطفال، ولكنه يحتاج إلى أمه في رعايتها وحنانها واهتمامها بأطفالها، حتى إن قسوت عليه مرة، أو حتى إن كنت تمنعينه أحيانا من بعض ما يحب أو يريد من أجل مصلحته، إلا أن الطفل يريد أمه!.
وأنت في الواقع تتخيلين أن المشكلة تكمن في الأسبوعين الذين ستغيبينهما في العمرة، لكن الحقيقة أن المشكلة موجودة فعلا في غيابك عنهم فترات طويلة عندما تعودين إلى البيت في الساعة الـ6 كل يوم.. ومهما كنت مشتاقة لهم فإنك بالتأكيد تكونين مرهقة وتحتاجين إلى الراحة وليس عندك طاقة صحية ونفسية، وليس عندك وقت لتجلسي مع أبنائك تتحدثين معهم وتحكين لهم وتسمعين منهم، فمتى ستربين أبناءك وتغرسين فيهم ما تتمنينه من أخلاق وخصال؟.
نحن لسنا ضد عمل المرأة ولكننا ضد العمل الذي يتنافى مع أمومتها.
ونعود ثانية إلى ترتيب الأولويات، فقد يكون هذا العمل يحقق لك ربحا ماديا كبيرا، أو يحقق لك إثباتا لذاتك ونجاحا في حياتك العملية.
وكذلك العمرة.. ستحقق لك حالة من الصفاء النفسي ومغفرة الذنوب والسمو الوجداني مع الله، ولكن في مرحلة أبنائك السنية، الترتيب الصحيح للأولويات يقول:
كوني معهم، تتفقدين أحوالهم، وتربينهم، وتقدمين لهم الرعاية بنفسك، وعندما يكبرون قليلا يمكنك أن تمارسي عملك أو تسافري للعمرة في وقت يستطيعون هم فيه الاعتماد على أنفسهم والاستقلال عنك نفسيا وعاطفيا ولو قليلا، فقد أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم إقامة حد الزنا على المرأة التي جاءت تعترف له به وتطلب منه إقامة الحد عليها عامين كاملين حتى تتم رضاعة طفلها الذي جاء من الزنا وتفطمه وتأتي للنبي وفي يده كسرة خبز فيطمئن النبي على الطفل.
لم يكن الهدف الوحيد هو الرضاعة الطبيعية، فقد حدثت هذه القصة في الزمن الذي كانت تنتشر فيه ثقافة المرضعات، ولم يكن من المستحيل إيجاد امرأة مسلمة ترضع هذا الطفل، ولكن من المستحيل إيجاد أم طبيعية تعطي له حبا وحنانا ورعاية حتى إن كانت زانية!.
أما إذا لم يكن لك خيار سواء في العمل أو في العمرة.. فالمطلوب منك أن تجلسي بهدوء مع أبنائك، وتعرضي عليهم أهمية غيابك، وتستأذني منهم في السفر على وعد بالتواصل اليومي بالتليفون والاطمئنان عليهم، وكذلك أثناء العمل أن توفري ساعة كاملة يوميا بعد عودتك من العمل تجلسين فيها معهم وتتحدثين معهم، لا أن تأمريهم أو تنهيهم، ولكن تتناقشين وتسمعين إليهم ليكون بينك وبينهم حوار متصل دائما.
ـــــــــــــــــ(104/100)
العنيدة الثرثارة.. مظلومة ومحتارة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ابنتي تبلغ من العمر ثلاث سنوات وستة أشهر مؤدبة وذكية، ولكن في بعض الأحيان أواجه معها مشاكل في بعض التصرفات نتيجة للعناد الذي ينتابها فهي دائماً تعبث في أدوات التجميل الخاصة بي وتفسدها وكم مرة أوبخها ولكن ذلك لا يؤدي لنتيجة وأحياناً أضربها على يدها ولكن دون جدوى لا أعرف ما الذي يمكنني فعله في مسألة العناد مع طفلة في هذا العمر علماً بأني أكره الضرب وأحزن عليها جداً حينما أضربها هذه المشكلة الأولى.
أما الثانية: فهي أن ابنتي كثيرة الكلام بعض الشيء وتنقل الكلام دوماً فكل ما يحصل بيني وبينها تذهب للخادمة وتخبرها به، مثلاً عند خروجي من المنزل تخبرها بالمكان الذي ذهبنا إليه أو عندما أوبخها تذهب فوراً للخادمة وتقول لها (ماما زعلانة مني هي بس تصرخ) ماذا أفعل كي أمنعها من نقل الكلام إلى الآخرين وكيف أربيها على أن تبوح لي بكل مشاكلها التي تمر بها عندما تكبر.
وهيلا ترتب أغراضها في أغلب الأحيان فكيف أجبرها على ذلك؟ كما أود أن أخبرك بأني سوف أدخلها الروضة هذا العام وهي تشكو من حساسية في الجلد عند تناولها لبعض أنواع الطعام فقد كتبت كل ذلك للمدرسة وسوف أترك لها الدواء المناسب في المدرسة، ولكنني خائفة من حدوث أي مكروه لها خصوصاً بأن بعض أنواع الأطعمة إذا تناولتها يمكن أن تسبب لها اختناق وعلى آثره يجب نقلها إلى المستشفى مع العلم بأنها تعرف أنها تعاني من الحساسية وتخاف من الأطعمة التي تسبب لها هذه المشكلة ولكن في بعض الأحيان ينتابها الفضول وتريد تذوقها ما العمل ؟
أما المشكلة الثالثة: ابن أختي يبلغ من العمر سنتين واسمه عبد الرحمن ولا يتحدث حتى الآن وأنجبت بعده فتاه تبلغ من العمر 4 أشهر، وله أخ وأخت أكبر منه سناً يعني هو في المرتبة الثالثة بين إخوته هو طفل مؤذٍ جدًّا وعنيف فهو يضرب أخته الصغيرة دائماً على وجهها ويشد شعرها ويضع أصبعه في عين أي طفل يراه بالرغم من أن منظره وهدوءه يوحيان للناظر إليه عكس ذلك..
ما الذي يمكن أن تفعله معه حتى تغير من تصرفاته؟ علماً بأن أمه معلمة ووالده مهندس؟
... السؤال
مشكلات شقية, العناد والعصبية, إفشاء الأسرار والثرثرة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة السائلة..
بداية نرحب بكم (أم جوري)، ويسرنا معاونتكم على حسن التعامل مع ابنتكم الغالية..
فإننا نبشركم بأن ما تعانونه من سلوكيات (جوري) الحبيبة، هي من السلوكيات القابلة للتعديل والتقويم والمستقبل الباسم المبشر والواعد.
والمطلوب منكم أمران:
1-فهم سمات مرحلتها السنية.
2-فن التعامل مع هذه السن الجميلة.
وذلك من خلال تعاونكم معنا؛ والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أما عن الحبيبة (جوري)؛ ذات الثلاث سنوات والنصف، كما أوضحتم في رسالتكم الطيبة؛ فهي تدور حول بعض:
1-سلوكيات مقلقة لكم؛ وهي:
(1)العناد.
(2)الثرثرة.
2- والأمر الآخر العضوي: هو مرض حساسية الجلد.
بالنسبة للمشكلتين السلوكيتين:
فسنحاول إرشادك هل هما من المشاكل السلوكية الطبيعية لهذه المرحلة؟ أم هما من المشاكل السلوكية المرضية؟ وسنحللها طبقاً لهذين الخطين أو الأمرين:
الخط الأول: طبيعة المرحلة العمرية للحبيبة الغالية؛ وكل من هم في مثل سنها الغض الجميل:
أولا: الجانب العاطفي والنفسي والمتمثل في:
1-صعوبة في مشاركة المشاعر مع الآخرين.
2- الخوف.
3- الخجل.
4- تأثر الشديد بالبيئة المحيطة.(!!!)
5- بداية تأسيس الجانب الأخلاقي.
6- يقل العنف البدني والحركي.
7- يزداد العنف اللفظي.
8- يفضل اللعب في مجموعات صغيرة أو وحيداً.
9- الحاجة الشديدة إلى التشجيع والتحفيز الدائم. (!!!)
ثانيا الجانب الفكري والمتمثل في:
1-زيادة في القدرة على التعبير عن الرأي لفظياً ولكن بدون تركيز. (!!!)
2-وقت الاستماع أقل من (30) ثانية فقط.
3- المحاولة والخطأ وسيلة اكتشاف العالم.
4-اللعب الحر والتفكير الخيالي.
5-يستخدم الأرقام دون فهم معناها أو محتواها.
6- يمكنه اتباع التعليمات ولكن لا تزيد عن فكرتين.
7- فترة انتقالية بين إرضاء الذات وإرضاء الآخرين أو الجماعة التي ينتمي لها.
8- كثرة الأسئلة؛ كمهارة للاتصال بالآخرين. (الثرثرة)!!
ثالثا الاحتياجات النفسية، وتتمثل في:
1- الحاجة إلى الحب والحنان والعطف والرحمة خاصة من الوالدين.
2- الحاجة إلى اللعب واللهو ومشاركة الوالدين والمحيطين له.
3- الحاجة إلى التشجيع والتقدير؛ وعدم اللوم أو التوبيخ والتخطيء.
4- الحاجة إلى الانتماء وإلى الجماعية خاصة الشعور بالدفء والاحتضان الأسري.
5- الحاجة إلى التوجيه، والإرشاد.
6- الحاجة إلى الأمان، والرعاية والحماية.
الخط الثاني: تأثير البيئة على سلوكياتها، والخطورة تأتي من شيئين:
1- عدم فهم الوالدين لطبيعة المرحلة.
2- عدم إشباع الوالدين لاحتياجاتها النفسية.
فتكون النتيجة أن تبحث في الآخرين عمن يشبع هذه الاحتياجات؛ خاصة الحب والحوار والسماع.
لهذا لا نستغرب هذا الإغراق في حديث (جوري) مع الخادمة!!!!.
وتذكروا معي هذه القاعدة الخطيرة (من لا يجد ما يحب يحب ما يجد!!)
وهذه القاعدة كما تنطبق على الصغار الأحباء تنطبق على الكبار سواءً بسواء؛ فحذار من تحول البيوت إلى (معاهد للصم والبكم)؛ وتنقطع لغة الحوار بين الجميع؛ فيهرب كل منهم إلى من يسمعه ويشبع احتياجات عمره، ويتوجه إلى من يشبع رغباته النفسية!!؟. وتخيلوا لو كان هذا الانطلاق والهرولة؛ بلا ضابط شرعي أو عرفي!!!؟.
ما هو المطلوب الآن:
والآن وبعد أن اقتنعنا أن (جوري) الغالية طفلة طبيعية لها سمات وخصائص طبيعية؛ وما تفعله هو محاولة إيجاد بديل للوالدين المشغولين عنها أو المتجاهلين لاحتياجاتها النفسية الخطيرة؛ وذلك لإشباع احتياجاتها وفهمها والسماع لها!!!!.
لذا على الوالدين أن يسرعا إلى الآتي:
1- فهم مراحل الأبناء العمرية؛ مثل (جوري) الحبيبة الغالية المظلومة.
2- محاولة إشباع احتياجاتها النفسية.
3- ونركز على الاقتراب والحوار.
4- الصبر على التربية.
5- الدعاء الخالص؛ وحسن الصلة بالله تعالى وصدق اللجوء إليه فهو المعين والمربي.
ولا ننسى وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم: "مَا نَحَلَ ـ أي أعطى أو ورث أو وهب ـ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ". [سنن الترمذي ـ كتاب البر والصلة ـ 1875 ـ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى هُوَ
ابْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي وَهَذَا عِنْدِي حَدِيثٌ مُرْسَلٌ ـ ورواه الإمام أحمد ـ مسند المكيين ـ 14856 ـ ومسند المدنيين ـ 16111]
أما عن مرض حساسية الجلد وكيفية التعامل معه:
فهذا يلزمه الآتي:
1- محاولة الاتصال بالمعلمين ومن هم سيتولون رعايتها في المدرسة؛ وذلك لشرح الحالة وتوجيههم إلى كيفية التعامل مع حالتها.
2- المتابعة اللصيقة بين المنزل والمدرسة.
3- تركها لتحيا وتعيش حياتها الطبيعية دون التضييق والتكبيل.
وأخيرا.. بالنسبة لحالة قريبكم الطفل الصغير؛ فهذا يحتاج إلى شرح تفصيل؛ أو على الأقل الإجابة عن هذه الأسئلة؛ مثل:
1- ماذا عن فترة الحمل؟
2- وهل تناولت الأم أي أدوية تؤثر على السمع مثل مركبات الجنتاميسين (Gentamycin).
3- ماذا عن الولادة؟. (طبيعية أم قيصرية).
4- ماذا عن تاريخه المرضي:
(ا) هل دخل الحضًّانة بعد الولادة؟.
(ب) هل دخل المستشفى لأي مرض؟.
(ج) هل أعطي له أي أدوية تؤثر على السمع؟.
(هـ) هل يعاني من أي مشاكل عضوية؟
(و) هل يعاني من أي مشاكل نفسية؟
5- هل عرض على أي اختصاصي للأطفال أو السمع أو التخاطب؟.
6- كم كلمة ينطقها حتى الآن؟
7- هل تم عمل أي فحوصات أو اختبارات للذكاء والسمع والتخاطب؟.
8- ما هي الحالة البيئية داخل وخارج الأسرة؟
ـــــــــــــــــ(104/101)
أسئلة أبنائنا المحرجة.. المواجهة لا الهروب ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله..
ابني عمره خمس سنوات، وقد بدأ يسألني بعض الأسئلة حول أعضائه التناسلية مثل: ما هي؟ وما فائدتها؟ وأسئلة من هذه النوعية، وكذلك بدأ يسأل عن العلاقة بين والده ووالدته، ولماذا ينامون في نفس الفراش. وأنا لا أعرف كيف أجيبه على هذه الأسئلة، كما لا أعرف ما هي المعلومات التي يجب أن أعطيها له في هذه السن، وما لا يجب خاصة في ظل الحياة المفتوحة التي نعيشها حاليا. لذلك أرجو الإفادة.
كما أرجو منكم أن ترشدوني إلى أسماء بعض الكتب الموثوق بها، والتي تتناول موضوع التربية الجنسية للأطفال من وجهة النظر الإسلامية. ولكم كل الشكر والتقدير.
... السؤال
عالم الجنس ... الموضوع
د. مأمون المبيض, فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
شكرا لك أيها الأخ على سؤالك. من الطبيعي أن يبدأ الطفل في هذه السن بالسؤال عن الأمور التي تتعلق بما يسمى حقائق الحياة كأمور "الجنس" والولادة.. ومن الأهمية بمكان أن يحمل الأهل هذه الأسئلة محمل الجدّ، وأن يجيبوا عليها. ولا بد أن يكون الجواب مناسبا لعمر الطفل، وكلما تقدم العمر يمكن أن نعطي تفاصيل إضافية، وهكذا نزيد في ذكر التفاصيل شيئا فشيئا.. والمطلوب ألا نعطي كل الحقيقة إلا أننا لا نقول غير الحق. ومن الطبيعي بعد إجابة الطفل أن يعود بعد فترة من الزمن فيسأل عن المزيد من التفاصيل.
ويمكن أن تكون الإجابات الأولى من عالم النبات والحيوان كالدجاج والبيض.. ويمكن نقل الأمر لعالم الإنسان.
ومن الكتب المفيدة التي تراعي الجانب الإسلامي كتاب "تربية الأولاد في الإسلام" للدكتور عبد الله ناصح علوان، ومن الكتب التي تعالج هذا الموضوع بشكل خاص هو كتابي "معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء" د. مأمون مبيض، وهو من مطبوعات المكتب الإسلامي- بيروت. ويمكن الحصول على الكتاب عن طريق الطلب البريدي من موقع "نيل وفرات"، وكذلك كتابنا "التربية الجنسية"، وهو أحد كتب سلسلة إسلام أون لاين.نت التربوية، والذي يضم نحو 40 مشكلة باح بها الآباء والأمهات والمربون حول هذا الموضوع، ويمكنك الحصول عليه من خلال موقع "سوق النور".
وينتهي كلام الدكتور مأمون الذي أجابك على عجالة وهو في لبنان يقوم بواجبه لتقديم المساندة للبنانيين، ويشارك في إزالة آثار العدوان النفسية عليهم، وكل إرشاداته التي أشار إليها مجملة قد فصلنا القول فيها في معالجات سابقة نتركك لتقرأها، وهي ستجيب على كل تساؤلاتك حول:
- أعضائه التناسلية.
- وما هي المعلومات التي يجب أن يعرفها في هذه السن وما لا يجب
ـــــــــــــــــ(104/102)
قواعد لدفع الغيرة عند الصغيرة ... العنوان
أشكركم على الموقع المتميز في الردود التي استفدنا منها كثيرا.
عندي سؤال بالنسبة لابنتي البالغة من العمر سنتين؛ فهي تخجل جدا عندما ترى أحدا غريبا، ولا تتكلم عندما يتم سؤالها، على الرغم من أنها تتكلم في البيت وتلعب مع أختها البالغة من العمر 10 أشهر.
أدخلتها حضانة قبل شهرين، ولكنها ما زالت لا تشارك الأطفال في اللعب.. واضطررت إلى إدخالها الحضانة؛ لأننا ببلد الغربة ولا تلتقي بالأطفال.
ومشكلة أخرى أنها تقوم بضرب أختها عندما تأخذ الألعاب من عندها أو عندما تراها تمسك بأي لعبة، وبعض الأحيان تشاركها في اللعب والأكل.
أتمنى مساعدتي.. كيف أجعلها تثق في نفسها؟ وكيف تعامل أختها بلطف؟ أحاول دائما عدم التفريق بينهما في أي شيء؛ لأني أعرف أن فارق السن بينهما بسيط.. (سنة وشهران)، وهي دائما تغار من أختها الصغيرة، كما أني أحاول منذ فترة تعويدها على ترك الحفاظ، ولكن عندما تراني أغير لأختها تريد هي كذلك أن تلبس مثلها.
وهي سريعة الانفعال؛ فمثلا عندما تريد أن تلبس حذاءها ولا تستطيع إدخاله تقوم بالصراخ، وأريد أن أعلمها الصبر؛ فهي ما شاء الله تتعلم بسرعة وتفهم، أرجو مساعدتي وشاكرة لكم تعاونكم.
... السؤال
مشكلات شقية, الخجل والانطواء, غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ.محمود سعيد مهدي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة..
مرحبا بك معنا على صفحة "معا نربي أبناءنا".
يمكن أن نجمل استشارتك في مسألتين أساسيتين بالنسبة لابنتك الغالية:
الأولى: هي مسألة الخجل.
والثانية: هي مسألة الغيرة من أختها الصغرى...
بالنسبة لخجل طفلتك في هذه السن فهو ليس من باب ضعف الثقة في نفسها، وإنما لأنها تحاول أن تستكشف العالم أشخاصه وأشياءه بطريقتها هي؛ لذا فإنها تتعامل مع كل شيء غريب بشيء من التحفظ أو الخوف وهي تدريجيا ومع الوقت ستعتاد عليه.
ففي البداية يفضل مثل هذه النوعية من الأطفال في مثل هذه السن إيثار العزلة والحديث بصوت خافت، وكل همه أن يتوارى عن الأنظار، وإذا حدث ووجد في جمع غرباء أو أقرباء فإن حمرة الخجل سرعان ما تكسو وجهه.
ومن المهم ألا تظهري لابنتك أن هناك خطأ كبيرا ما قد وقعت فيه حتى لا يكون لذلك أثر سلبي على نفسيتها، ولكن ينبغي:
ـ أن تتجنبي توبيخها لخجلها أو الإشادة بها كطفلة خجولة مؤدبة.
ـ أن تشجيعها على أن تطلب ما تريد بجرأة ودون خوف أو حرج، وإشراكها في مجموعات اللعب الموجه، أو التدريب على المهارات، وإفساح المجال أمامها لتتغلب على الخجل من خلال إحراز نجاحات ما تحققها أمام الآخرين.
ـ ألا تدفعيها إلى القيام بأعمال تفوق قدراتها وإمكاناتها؛ لأن ذلك يشعرها بالعجز ويجعلها تزداد خجلاً.
ـ لا بد أن تصبري على تعويدها مخالطة الآخرين وكسب صداقاتهم وودهم، وأن تصحبيها في زيارات الأهل والأقارب، وأن تشجعيها على الحديث أمام غيرها سواء كانوا صغارًا أم كبارًا.
ومما رواه التاريخ عن السلف الصالح أن أبا حنيفة اتعظ بمقالة طفل صغير حينما رأى الإمام الطفل يلعب بالطين فقال للطفل: إياك والسقوط في الطين؛ فقال الغلام الصغير للإمام الكبير: إياك أنت من السقوط؛ لأن سقوط العالِم سقوط العالَم، فما كان من أبي حنيفة إلا أن تهتز نفسه لهذه المقولة، فكان لا يخرج فتوى بعد سماعه هذه المقالة من الطفل الصغير إلا بعد دراستها شهرًا كاملاً مع تلامذته.
أما بالنسبة للمسألة الثانية وهي الغيرة من أختها الصغرى فالطفل في هذه السن قد يخفي مشاعره الحقيقية ويقوم بسلوك إيجابي نحو أخيه المولود الجديد الذي يأخذ في ضمه وتقبيله، ولكنه في حقيقة الأمر يود قرصه أو ضربه، وهذه الغيرة طبيعية لسن ابنتك بل قد تبدو الغيرة واضحة بسلوك عدواني موجه للصغير.
كذلك يتعمد الطفل جذب الأنظار إليه، ويحول كراهيته لأمه التي توجه اهتماما بالصغير وليس له، فيبدأ هنا في الانتقام، ويتظاهر في المرض أو البكاء أو العناد والسلبية.
وقد تظهر الغيرة من ابنتك:
1- بالصراخ والعبث بأغراض الآخرين أو سرقتها أو تدميرها.
2- بالاعتداء الجسدي بالضرب أو القرص.
3- بالإزعاج وإلقاء الشتائم وإقلاق الراحة.
ومع كون غيرة ابنتك طبيعية فإنه ينبغي عليك أختنا الفاضلة الحرص على اتباع الأساليب التالية:
1. المساواة بين الإخوة، وحسن المعاملة، وعدم التدليل الزائد.
2. هدوء الأجواء الأسرية والبعد عن المشاكل والخلافات.
3. مراعاة مبدأ الفروق بين الأطفال، وتقدير كل طفل على حدة، وعدم المقارنة أو المفاضلة بين أخ وآخر.
ـــــــــــــــــ(104/103)
الموت.. كيف نشرحه لأطفالنا؟ ... العنوان
السلام عليكم..
ابنة أختي تبلغ من العمر 6 سنوات، مات جدها الذي تحبهوتسكن بقربهم وكان مريضًا بالمستشفى، وتُوفِّي هناك، ثم نقلوا جثمانه للبيت لتغسيله.
وهنا اتضح أن البنت ربما كانت موجودة وعندها أخرجوها للخارج رسمت رسمة غريبة.. عبارة عن بنت تبكي سمتها رؤى -على اسمها-، ورسمت بأسفل الصفحة سريرًا كبيرًا وكتبت اسم والدها.
أرجوكم انصحوني ولا تطيلوا الرد.. كيف أشرح الموت للأطفال؟
... السؤال
مفاتيح تربوية, التربية الناجحة, أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت العزيزة..
أهلاً وسهلاً بك على صفحتنا معًا نربي أبناءنا، وشكرًا على ثقتك، البقاء لله وتذكري قوله تعالى "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (الأنبياء: 35)، سؤالك الذي ختمت به إفادتك هذا سؤال في منتهى الأهمية، لا سيما في فلسطين كما نتصورها اليوم مع الأسف، فرغم أن الموت موجود في كل مكان بالعالم فإن الأمر مختلف في فلسطين، خاصة في أيامنا هذه.
نستطيع القول بأن الطفل الصغير في مرحلة ما قبل المدرسة ورغم تعرضه لمفهوم الموت أو بمعنى أدق لموت أحد من الأحياء من حوله، سواء كانوا بشرًا أو قططًا أو عصافير، رغم تعرضه خلال سنوات حياته تلك لرؤية كائن كان حيًّا ثم مات، رغم ذلك فإن مفهوم الطفل للموت لا يكون واضحًا ولا مكتملاً ويتباين أشد التباين بين طفل وآخر.
فحسب معطيات الدراسات الغربية يتميز أو يتسم تفكير الطفل في سن ما قبل المدرسة بالتمركز حول الذات Egocentrism ، وبالتفكير السحري Magical Thinking، وبالاعتقاد في حيوية المادة Animism ، وبعدم دقة الإحساس بالوقت وكذلك عدم دقة فهم أو توقع السببية في حدوث الأشياء؛ ولذلك فإن قدرة الطفل على فهم الموت أو تصور الطفل للموت في مثل هذه المرحلة قد يكون أمرًا يحدث تدريجيًّا أو أنه غير مكتمل الحدوث أو أنه نوع من أنواع العقاب أو ربما يرى الموت حدثًا قابلاً للعكس أي عودة الميت للحياة، أو ربما فكّر بعض الأطفال في هذه المرحلة العمرية (أن موت قريب أو حبيب) هو بسبب أفكار الطفل أو أفعاله الشخصية!.
بينما يكون ذلك قبل المدرسة نجد في أطفال سنوات المدرسة الأولى أن التمركز حول الذات والتفكير السحري والاعتقاد بحيوية المادة كطرق تفكير جبرية في السنوات السابقة تصبح أقل قيادة للتفكير، وتتحسن دقة الإحساس بالوقت كما تتحسن القدرة على فهم السببية في حدوث الأشياء، ورغم وجود فروق معرفية كبيرة واختلافات واسعة في النمو النفسي والاجتماعي بين مختلف الأطفال في تلك المرحلة وما يليها وصولاً إلى المراهقة، رغم ذلك كله فإن طفل العاشرة غالبًا ما يستطيع فهم الموت كظاهرة تغير دائم نهائي وعالمي شامل، وكيف يتطور مفهوم توقف الوظائف ومفهوم السببية.
وقد أجريت دراسة أردنية لتطور مفهوم الموت لدى عينة من الأطفال من خلال الإجابة على السؤالين التاليين:
"ما هي الأسباب التي يقترحها الطفل للموت؟" و"كيف يتطور كل من مفهوم العالمية ومفهوم النهائية ومفهوم توقف الوظائف ومفهوم السببية؟".
وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأسباب التي اقترحها الأطفال للموت اختلفت باختلاف أعمارهم، فالأطفال بين سن الرابعة والسابعة قد ذكروا أسبابًا متعددة للموت، كان أهمها القتل والسم، وبعد سن السابعة بدأ الأطفال يعينون أسبابًا أخرى للموت، وأصبحوا يعتبرون المرض أهم الأسباب المؤدية للموت (وخصوصًا أمراض القلب والسرطان).
بالإضافة إلى ذلك قد ذكروا أسبابًا أخرى لموت من أهمها حوادث السيارات، والقتل، والله تعالى.
أما بالنسبة لتطور مفهوم العالمية، فقد كان إدراك الأطفال لهذا المفهوم ضعيفًا في سن الرابعة وبدأ يرتفع تدريجيًّا حتى استطاع غالبية الأطفال إدراك عالمية الموت في سن السادسة، وفي سن التاسعة استطاع جميع الأطفال إدراك هذا المفهوم، كما وجدت الباحثة أن إدراك الأطفال لمفهوم توقف الوظائف قد شهد تذبذبًا ملحوظًا، فبعد أن استطاع الأطفال في سن السابعة إدراك التوقف، لوحظ أنهم وبالذات في سن العاشرة قد أصبحوا يرون أن وظائف السمع والنوم والحلم لا تتوقّف مع الموت.
كذلك فقد أظهرت النتائج أن الأطفال استطاعوا إدراك نهائية الموت بشكل مبكر وسابق لإدراكهم لمفهوم عالمية الموت، حيث استطاع أكثر من (80%) من أطفال سن السادسة لإدراك أن الموت حدث نهائي، واستطاع جميع الأطفال في سن السابعة إدراك هذا المفهوم تمامًا...، وفي تلك الدراسة نقاط تطرح أسئلة ونقاط بحث جديدة.
لكن المهم هو أن أطفال الأردن يفهمون الموت جيدًا كما نفهمه نحن الكبار في سن بين السادسة والتاسعة، وأحسب أن الأطفال في فلسطين سيكونون أكبر إدراكًا للموت في سنٍّ صغرى، لأسباب يعرفها الجميع!، ولكنني ليست لديّ معلومات عن دراسات أجريت على أطفال فلسطينيين لقياس تطور ونمو قدرتهم على فهم الموت.
وأما كيف نساعد الطفل قبل سن التاسعة -مثلما هو الحال مع ابنة أختك- في فهم حدث الموت، فإننا في ضوء ما سبق نستطيع أن نختزل الزوايا التي ينظر منها الطفل إلى الموت إلى اثنتين:
إحداهما هي الزاوية المعرفية العقلية؛ إذ يتساءل الطفل داخله أو يسأل المحيطين به أسئلة مثل: ما هو الموت؟ وما العلاقة بين الحياة والموت؟ وهل يفقد الميت جميع حواسه وقدراته وصفاته التي كانت وهو حي؟ هل يومًا ما سيعود الميت؟ لماذا يدفن الميت؟ لماذا يموت الأحياء؟ وبماذا يشعرون بعد الموت داخل القبر؟ ومن زاوية معرفية شعورية يتساءل الأطفال في مواجهة حدث الموت: ما هي المشاعر التي تصاحب الموت؟ وما هي مشاعر الميت عند حمله إلى المقبرة؟ ومن هو المذنب في الموت؟
وعلينا مساعدة الطفل على فهم الموت بصورة صحيحة، وأن نساعده في التعبير عن إحساسه وعواطفه في حالة الموت بصورة طبيعية، وأن نجيب على تساؤلاته عن الموت، وأن نشبع حب الاستطلاع لديه عن حالات الموت ونشرح ماهية الموت بصورة يستطيع فهمها.
وأعود إليك لأشير أولاً إلى نقطة لمستها من وصفك لتصرفكم الناتج عن خوفكم من أثر رؤية البنت لجثمان جدها المُتوفَّى، فأنا أرى أن الأصح كان غير ذلك، خاصة وهي بنت تستطيع التعبير عن نفسها مثلما حدث وعبّرت بالرسم عما فهمته أو ما وصلها، فقد رسمت نفسها باكية ورسمت سريرًا، في إشارة إلى ارتباط المرض والسرير والموت ربما، وأكتفي بذلك فلست ضليعًا في تحليل رسوم الأطفال، خاصة أنه رسم لم أرَه، لكنني أقول لك إنه ليس رسمًا غريبًا، بل هو رسم بليغ!.
ابنة أختك تحتاج إذن إلى مناقشة وتفريغ لما لديها من مشاعر، وإشباع لما لديها من أسئلة، وتستطيعين الاستعانة بآياتٍ قرآنية في ذلك:
فلبيان عالمية الموت وإلى أين يذهب من يموت نذكر قوله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (العنكبوت: 57)، ولبيان أننا لا نستطيع معرفة متى ولا كيف ولا أين سنموت نذكر قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (لقمان: 34)، ولبيان أننا لا نستطيع الهروب من الموت أو الملاذ إلى شيء يحمينا منه نذكرُ قوله تعالى: "أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ" (النساء: من الآية 78).
ـــــــــــــــــ(104/104)
ابنتي ضعيفة الشخصية.. وضحي لنرشدك! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله ..
السادة الكرام،
ابنتي عندها ضعف كبير في الشخصية وخجولة جدا، تدرس في الصف الثاني الابتدائي، لكنها ضعيفة المستوى رغم أنها تدرس في مدرسة نموذجية من الساعة الثامنة حتي الثالثة ظهرا، وتأخذ دروس تقوية مسائية في البيت لكنها ضعيفة التركيز، كما أنها تدرس القرآن في البيت.
كيف أعالج مشاكلها دون إكراه؟ من ناحية أخرى، متى ألزمها بالحجاب وكيف؟ علما بأني الآن آمرها بالصلاة في أوقاتها لكنها تكره الأوامر عموما.. كما أنها متعلقة بشدة بدمية فلة "fulla".
وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
عالم الدراسة, صعوبات التعلم, مفاتيح تربوية, أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السيدة الفاضلة فاطمة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أهلا بك سيدتي ومرحبا على صفحة (معا نربي أبناءنا)، ونسأله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
سيدتي، أتت رسالتك مختصرة جدا بل وغامضة في بعض ألفاظها بحيث لم يتضح المقصود بها، ولذا أرجو منك توضيحها في رسالة أخرى وهذه النقاط هي: ماذا تقصدين بـ " ضعف كبير في شخصيتها"؟ ما المواقف التي تشعر فيها ابنتك بالخجل؟ (اضربي لنا بعض الأمثلة)، وما نظام هذه المدرسة النموذجية؟
وهل دراسة ابنتك بلغة أجنبية أم بالعربية، وهل دروس التقوية في كل المواد أم في بعضها دون الآخر؟ وهل ضعف التركيز في كل المواد أم في بعضها؟ وهل ضعف التركيز هي الشكوى الوحيدة في الدراسة؟ وهل أنت وحدك التي لاحظت ضعف التركيز أم أن هذه شكوى مدرسيها أيضا؟
وقد ذكرت أن ابنتك تحفظ القرآن، فهل لاحظت عليها عدم التركيز في حفظه أيضا؟
عذرا أسئلتي كثيرة، ولكنْ هناك لبس آخر أود أن أستوضحه، فقد ذكرت سيدتي بالبيانات أن عمر ابنتك 8 سنوات، وفي رسالتك ذكرت أنها بالصف الثاني والمفترض أن تكون بالصف الثالث، فهل التحقت بالمدرسة في سن أكبر من أترابها، أم أن هذا نظام البلد الذي تعيشون فيه، والتي لم تذكريها في البيانات رغم أهميتها؟
كما ذكرت أن العلاقة بينك وبين زوجك مستقرة، ومع ذلك ذكرت أيضا في البيانات أن الفتاة تقيم معك أنت، فأين والدها؟ وما هي شكل علاقة الابنة بأخويها وعلاقتها بوالدها؟ بل ما علاقتها بك أنت، وهل كنت تركزين على معظم أفعالها وهي صغيرة بحيث تلفتين نظرها دائما لما يجب أن تفعله وما لا يجب؟ وهل تكثرين الأوامر والنواهي لها كما تفعل كثير من الأمهات مع طفلها الأول؟.
كما ترين سيدتي، هناك الكثير من الاستفسارات التي لا بد من معرفة الإجابة عليها حتى يتسنى الرد بدقة.
أما بالنسبة للتوقيت المناسب لإلزامها بالحجاب، فأرجو ألا تحددي موعدا لذلك ولكن كل الذي يجب أن تقومي به هو أن ترسخي في ابنتك بل في أولادك جميعا القيم والمبادئ التي قام عليها الإسلام؛ من صدق وأمانة وحب العلم والعمل وبر وعدل وشورى وتسامح ومحبة وقوة وعزة وكرامة... إلى آخر هذه الأخلاقيات والمبادئ التي لا يكون المسلم مسلما إلا بها، ولا يكون ذلك إلا بالقدوة الحسنة التي تجدها فيك وفي والدها، ومن خلال القصص والحكايات عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح والنساء الصالحات المجتهدات العالمات (مع عدم المقارنة بينها وبينهن في الاجتهاد والعلم؛ نظرا لما تعانيه الابنة من قصور في التحصيل قد يكون خارجا عن إرادتها تماما، وهذا ما أرجحه والذي سيفصل هذا الأمر هو إجاباتك عن الاستفسارات السابقة).
عليك بترسيخ ما سبق كله دون إلحاح أو ملل أو مواعظ مباشرة ثقيلة كثيرة، وهذا ما علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما نقله إلينا الصحابة عنه وعن نهجه في تعليمه لهم؛ حيث ذكروا أنه كان يتخولهم بالموعظة؛ أي أنه لم يكن يثقل عليهم بالمواعظ المتتالية الملحة الكثيرة.
وثقي سيدتي أنك إذا زرعت هذه الأخلاقيات في ابنتك فلن تحتاجي إلى أمرها أو إلى إلزامها بالحجاب؛ بل هي التي ستأتي يوما لتسألك عنه وعن ما يجب عليها فعله، حينئذ وضحي لها أن الله أمرنا به لنستطيع الحركة والمشاركة الفعالة في المجتمع في إطار ما شرعه الله لنا. وضحي ذلك دون أن تطلبي منها ارتداء الحجاب ودعيها لتفكر فيما قلته لها، وهذه أفضل الطرق -من وجهة نظري- في التعامل مع موضوع الحجاب (ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات عدة تناولت الحجاب على هذه الصفحة).
ـــــــــــــــــ(104/105)
ابنة الـ9 أشهر تسعى للحرية! ... العنوان
السلام عليكم..
طفلتي عمرها 9 أشهر، ألاحظ عليها أحيانا أنها تميل إلى العناد؛ فمثلا عندما أحاول تغيير الحفاض لها تتقلب يمنة ويسرة، بحيث لا أستطيع تهدئتها ولو بقبلة أو لمسة أو بإعطائها أي شيء لتلهو به بين يديها.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تصر على أخذ شيء ما قد لا يناسبها، وعندما آخذه منها تبكي وتتشنج يداها وقدماها ويحمر وجهها وصراخها يعلو.. فبم تنصحونني؟ هل هذا مؤشر على أنها ستصبح عنيدة؟.
... السؤال
مشكلات شقية, الطفل المشاكس, العناد والعصبية ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أليس من العجيب أن نتخيل أن طفلتنا تولد ولديها الرغبة في أن تعاندنا ثم نعود بعد ذلك ونشكو أن أطفالنا يعاندون؟!. لقد بدأت أشعر أن الآباء والأمهات لديهم مخزون من العند ينقلونه هم لأطفالهم.
كيف يا سيدتي تتخيلين أن طفلتك التي تحاول أن تتعرف على الدنيا لأول مرة أنها تعاندك؟! كل ما في الأمر أن الطفل يعشق الحرية، وحين يتخفف من ملابسه فإنه يستمتع جدا بتحريك يديه وذراعيه والتمتع بهذه النسمة المنعشة من الهواء على جسده؛ ولهذا ينصح بعض الأطباء الأم أنه إذا كان هواء الغرفة ودرجة حرارتها مناسبة أن تترك الطفل في أثناء تغيير ملابسه لبعض الدقائق دون أن تلبسه الملابس الجديدة؛ فإن ذلك أصح لجلده؛ وذلك لتعرضه للهواء المنعش.
ولا يمكنك تخيل كم يستمتع الأطفال بهذه اللحظات، وكل ما تتمناه منك طفلتك أن تشاركيها هذه اللحظات من اللعب والحرية، وأن تلعبي معها وتضحكي معها، وليس ضروريا أن تكوني دائما في عجلة من أمرك.. فقط حاولي أن توفري لنفسك بعض الدقائق الزائدة حتى لا تكوني متوترة الأعصاب، وأن تغيري لطفلتك ملابسها، وكوني على قناعة تامة أن بهذه اللحظات من الضحك والمرح تكسبين طفلتك استقرارا نفسيا وعاطفيا وقوة في الشخصية وثقة بالنفس.
ولابد يا سيدتي أنك لاحظت أن طفلتك تكتسب الكثير من المعلومات والخبرات في الحياة لم تعلّميها أنت لها.. فهل فكرت يوما من أين اكتسبت طفلتك هذه الخبرات؟ إنها فقط تنظر حولها، وتحاول أن تتعرف على كل ما تشاهده، وتحاول أن تمسك بأي شيء بيديها لتتعرف عليه أو تضعه في فمها لتتذوقه.
هذه ليست عادات سخيفة من الطفل، ولكنها حب الاستطلاع الذي فطره الله عليه ليتعلم كل ما حوله، ولتظل الآية الخالدة {علم الإنسان ما لم يعلم}.. فطفلتك تريد أن تتعرف على الشيء الذي في يدها أو تختبره، فإذا كان هذا الشيء ليس فيه أي خطورة عليها فاتركيه في يدها.
واعلمي أن الطفل الذي يأخذ قدرا كبيرا من الحرية في الحركة والانطلاق منذ صغره ويأخذ مساحته في التعبير عن نفسه ينشأ قويا واثقا من نفسه، ويكون أكثر هدوءا من الأطفال الذين يعانون طوال الوقت من تعليمات الأم والأب أو النهي المستمر عن أشياء ربما تزعجنا نحن قليلا ولكنها لا تضرهم في شيء؛ بل هي عالمهم الذي يتعايشون معه؛ فلنتعلم أن نترك أطفالنا على حريتهم قليلا، ونكتفي فقط بمراقبتهم من بعيد، والتدخل فقط عند وجود خطورة على حياتهم.
ـــــــــــــــــ(104/106)
الأب الصديق.. حلم أب ... العنوان
سيدي الفاضل..
تتحدثون عن الأب الصديق، وأنا أيضا.. لي ابن وابنة، ابني الآن في سن المراهقة، ولطبيعة الحياة أو ظروفها وانشغالي ونظرة كل منا للآخر، لم أكن صديقا لابني يوما...
وها نحن والأيام تمر بنا، ويكبر ابني وأكبر معه وأتساءل: كيف يمكن أن أقتحم حياته فجأة دون أن يشعر أني أفرض نفسي عليه؟ كيف يمكن أن أقترب منه بهدوء، خاصة أنه في سن حرجة وعلى أعتاب مرحلة مهمة.. فاختلاف الأجيال يجعل من الأب الصديق نادرا، فلم أجده مع أبي فكيف أوجده مع أبنائي؟.
... السؤال
مفاتيح تربوية, التربية الناجحة ... الموضوع
أ.محمود سعيد مهدي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أشد ما أعجبني في استشارتك عقلانيتك؛ لأنه بالفعل لا يمكن أن تنجح صداقتك معه إذا ما أحس ابنك أنك كما قلت مقتحما عليه حياته؛ لذا يحتاج الأمر إلى شيء من التدرج والحكمة التي لمحتها فيك بين سطور رسالتك.
وما افتقدته مع أبيك يجب أن تدون أسبابه ولماذا افتقدته فيه، واحرص ألا تكررها مع أبنائك.
ولا تستند على قضية اختلاف الأجيال وعش مع أبنائك بروح وفكر ومستجدات أيام أبنائك، واستفد منها في حسن تربيتهم، ولن يحدث ذلك إلا إذا كنت صديقا لهم قريبا من قلوبهم.
أولا دوِّن في أجندة خاصة بك اهتمامات أبنائك وكل ما يجذبهم، وبدون علمهم طبعا، واجمعها من ملاحظاتك لهم ومن المقربين منهم.
ثم رتب تلك الاهتمامات حسب اهتماماتهم، وابدأ مشاركتك معهم في أقوى تلك الاهتمامات بالنسبة لهم لا بالنسبة لك.
واجعل مشاركتك مع ابنك مثلا متدرجة كذلك وحدد لها خطوات؛ فمثلا من الممكن أن تبدأ تلك الخطوات بشراء ما يحبه ويستهويه ثم أعطها له كهدية، وانتهز لحظة إعطائك له وافتح معه حوارا عنوانه "أنك بالنسبة له صديق لا أب فقط، وأنه الآن رجل لا طفل، فما المانع من أن نتصاحب؟".
هذه هي البداية مع العمل بالوسائل التربوية المذكورة في إجابات سابقة منشورة على الصفحة، وإليك بعض الوسائل الأخرى:
1- اعتماد الحوار مبدأ ووسيلة التعامل بينكما.
2- عدم التأفف من كثرة احتكاكه بك.
3- إعطاؤه وقتا للجلوس معه والاستماع إليه.
4- الخروج معه خارج المنزل في رحلة ترفيهية للترويح عن نفسه.
5- تقديم الهدية له بين حين وآخر.
6- التعود على الابتسامة في وجهه.
7- إشراكه في تحمل المسئولية بما يناسب عمره.
8- التحفيز له عند إتيانه سلوكا سليما وفعلا إيجابيا.
وأخيرا تذكر أن السبب الرئيسي في المشكلة هو الأب لا الابن؛ لأن الكثير من الآباء لم يفهموا طريقة التعامل الصحيحة مع الأبناء، والذين فهموا منهم لم يطبقوا، ومن يطبق تجده لا يستمر في تطبيقه. ولكن ومع ذلك لم يمض هذا الزمان؛ فهناك مؤشرات تدل على انتشار رغبة الكثير من الآباء في معرفة طرق التعامل الصحيحة مع الأبناء وهذه بداية يجب استثمارها.. وأهلا بك وبمن يحب المشاركة حول هذا الموضوع.
ـــــــــــــــــ(104/107)
التبول الليلي والعزلة.. احتجاج صامت ... العنوان
السلام عليكم..
ابنتي الكبرى عمرها ثماني سنوات، ولها أخت وأخ ونعيش مع أسرتي في نفس البيت الكبير ووالدهم يقيم خارج البلد غالبا المستوى المعيشي جيد ولله الحمد وليست هناك مشاكل داخل الأسرة من فضل الله.
المشكلة أن ابنتي تتبول أثناء النوم حتى الآن لكن بصورة غير دائمة وحساسة لأي ملاحظة بشأنها وملتصقة بي دائما، ولا تقبل غيري لمساعدتها في دراستها وضعيفة التركيز في المراجعة ولا تراجع إلا بعد إلحاح كثير رغم ما نغريها به وما نشجعها به.
تدرس ابنتي في مدرسة ذات مستوى مرتفع، وستنتقل للصف الرابع الابتدائي هذا العام.. لكنها الأخيرة على فصلها في الامتحانات، كما أنها تدرس القرآن داخل البيت مع مدرس خصوصي وأحيانا يكون عندها مدرس آخر لمساعدتها في دروسها الأخرى.
المشكلة الثانية هي أنني أحاول معها الالتزام بالصلاة في أوقاتها ترغيبا وأمرا دون أن أتركها تغفل عنها لكنها لا تبادر بنفسها فهل استمر بنفس الطريقة؟
ابنتي هادئة الطبع وبارة لي وفطنة وتفهم الأمور العامة بسهولة لكنها ضعيفة الحفظ والتركيز في المسائل العلمية فما الحل؟
علما أنني أعرف أنها انعزالية وحاولت علاجها تربويا دون جدوى..
... السؤال
مشكلات شقية, صعوبات التعلم, أبناؤنا والإيمان, الخجل والانطواء, التبول اللاإرادي ... الموضوع
أ.عبد السلام الأحمر ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أهلا بك أيتها الأم الكريمة..
إن ظاهرة التبول في الفراش ليلا لدى الأطفال تعد تعبيرًا نفسانيًّا عن بعض المشاكل التي يشعر بها الطفل في حياته الأسرية، وهي أيضا نوع من الاحتجاج على سلوك لا يتقبله من أحد أفراد الأسرة أو من معظم أفرادها.
ولذلك فخير علاج له هو أن يعطى للطفل المزيد من الحرية والمزيد من التقدير والمحبة وأن يتفادى قمعه أو حبسه عن شيء يطلبه أو استعمال العنف معه بأية صورة كان.
ويمكن الاستعانة إلى جانب هذه الوسائل التربوية ببعض الأدوية التي تخفف من ظاهرة التبول إذا كانت لها أسباب فسيولوجية، وأن يجنب الطفل شرب العصير والمشروبات في فترة المساء، ثم إنها حالة تختفي مع الأيام عندما يبلغ الطفل سن المراهقة أو يبدأ في تجاوزه.
والذي قلناه فيما يتعلق بظاهرة التبول يصدق على ضعف التركيز لأن الطفل يكون مشغولا ببعض المشاكل الخاصة به والتي جعلته يتبول في الفراش وتجعله بالتالي لا ينسجم مع ما يعرض عليه من أعمال وأشغال وبرامج مثل التحصيل والتعلم والالتزام بالدروس وحفظها ومدارستها، بحيث إن الطفل يخرق هذا النظام برمته ليعبر عن عدم رضاه عما يصدر عن البيئة الأسرية.
ولعلاج هذه الحالة لا بد من إشعار الطفل بقيمته ومساهمته فيما يقترح عليه من أعمال ومن التزامات حتى يكون أكثر انضباطًا لها وأكثر طواعية في تنفيذها.
وهذا أيضا يصدق على التكليف بأداء الصلاة في أوقاتها، حيث إن الحديث الشريف في هذا المجال يعطي للطفل الفرصة لكي يقبل على الصلاة من تلقاء ذاته تحت تأثير توجيهات خفيفة من الآباء ابتداء من سنه السابعة إلى العاشرة، فخلال هذه المدة تحبب له الصلاة ويطلب منه أن يصلي دون أن يكره على ذلك ودون أن يعنف بحيث إن فترة استعمال نوع من الإكراه لا يكون إلا بعد سن العاشرة، حيث يكون الطفل قد أعطيت له الفرصة لكي يصلي ويفهم مكانة الصلاة، ويتدرج في القيام بها بتلقائية ودون تدخل سافر من طرف والديه.
ولا نقلق إذا كان الطفل سواء قبل 10 سنوات أو بعدها أو حتى عندما يتجاوز سن المراهقة لا يصلي إلا بعد الأمر بها، ففي هذه الفترة يريد الطفل أن يثبت للآخرين أن له حق تقرير مصيره بنفسه، وأن يصلي من تلقاء ذاته وبقناعة خاصة منه وليس بضغط من طرف الآخرين، ولكن استمرار تحبيب الصلاة للأولاد وبيان مزاياها وفضلها وآثارها التربوية العميقة في نفوسهم وفي حياتهم المستقبلية من شأنه أن يجعلهم أن يدركوا أهمية أداء الصلاة ويقبلوا عليها إقبالا تلقائيا، وهذا الإقبال التلقائي قد يتأخر لدى بعض الأطفال، ولكنه عندما يحصل بدافع ذاتي يكون أقوى وأدوم، والأعمال بخواتمها كما هي ببدايتها.
وفيما يتعلق بانعزالية البنت والتي لم تفلح العلاجات التربوية كما قلت إلى حد الآن فهو أيضا أمر لا يجب أن يدعو إلى القلق؛ لأن هذه البنت ستمر من هذه التجربة وستخرج منها بإمكاناتها الخاصة وستغادرها بعد أن تقتنع بسلبياتها وانعكاساتها الجانبية في حياتها، فما على الأم إلا أن تتفهم هذا الأمر وأن تمنح ابنتها الفرصة لكي تعيش هذه التجربة وتنتقل عنها عندما توقن بعدم صلاحيتها لها في حياتها
ـــــــــــــــــ(104/108)
في الخامسة.. رغبة جنسية أم اكتشاف؟ ... العنوان
إخواني الأفاضل..
ابن إحدى قريباتي في الخامسة من عمره منذ كان في اللفة رضيعًا وأثناء تغيير الحفاظ كان يضع يده على ذكره ويضحك... أمه في أحيان كثيرة كانت تسارع بإزاحة يده.
حاليًّا تجده في أوقات كثيرة من اليوم تجده يضع يده في نفس المكان ويفرك... هل هذه تُعَدّ العادة السرية للأطفال؟؟؟
ممارسات يمارسها قليلاً جدًّا:
1 - الاستعراء، بمعنى أنه يكشف نفسه أمام أهله فيصدوا بوجوههم عنه ويصرخوا عليه.
2 - يحدث أن يضع رؤوس الأطفال تحت ثيابه العلوية.
ما مشكلته بالضبط برأيكم؟ وما الحل؟؟؟ وشكرًا جزيلاً.
... السؤال
عالم الجنس ... الموضوع
أ.محمود سعيد مهدي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأستاذ الفاضل عبد المؤمن،
نرحب بك معنا في صفحة معا نربى أبناءنا
بداية يتضح من استشارتك أن المحيطين بالطفل كانوا سببًا رئيسيًّا في استمرار فعله الذي تستهجنونه كثيرًا؛ لأن اهتمام المحيطين بذلك وبصورة زائدة كان سببًا رئيسيًّا في استمراره في ذلك.
واطمئن.. فالطفل لا يمارس ما يفعله برغبة جنسية ما وإنما يفعل ذلك رغبة منه في شد انتباه من حوله وجلب مزيد من الاهتمام به، خاصة أنه كما ذكرت العلاقة بين والديه مضطربة!، أو هي مجرد رغبة منه في اكتشاف نفسه.. وكان الأسلم للمحيطين به خاصة أمه أن يتعاملوا بالإهمال معه وهو يضع يده على ذكره، أما وقد حدث ما حدث فنحن ننصحك بما يلي:
* ضرورة إشغاله بما يجعله تدريجيًّا ينسى تلك العادة وليس أي انشغال سيلهيه، وإنما إشغاله بما يحب من ألعاب أو أعمال تجذبه.
* الطفل الذي يمارس مثل هذه العادة هو في الغالب يحتاج إلى رعاية وحب وعاطفة قد يكون محرومًا منها بشكل أو آخر حتى وإن ادعى الوالدان أنهما يوفران له كل شيء، لكنه في الغالب يحتاج إلى الحضن الدافئ لأمه والابتسامة الصافية لأبيه.
* ولا مانع من مرافقته إلى المسجد للصلاة والمكث في المسجد لفترات طويلة نسبيًّا، والانشغال بقراءة القرآن وحفظه.
* ولا بد من الصبر معه؛ لأن التعامل مع تلك المسألة قد يأخذ مزيدًا من الوقت، مع أن يطمئن السائل أن ما يعاني منه الطفل ويمارسه ليس بالضرورة ممارسة لعادة سرية بقدر ما هي رغبة في جذب انتباه الآخرين واكتشاف النفس
ـــــــــــــــــ(104/109)
كيف أنجو بمراهقتي من مجتمع "قريش"! ... العنوان
السلام عليكم،
مشكلتي مع ابنتي ذات الـ16 ربيعا..
مشكلتي معها العناد المستمر.. أحاول التقرب منها ولكن لا أستطيع كثيرا. هناك أوقات نتحدث فيها وتحدثني عن أسرارها أيضا، وأتفهم كل ما تقول وإن كان حاجة للنصح أنصحها بتعقل وهدوء..
المشكلة تكمن في عدم التزامها بأمور الدين كما يجب وهذا كثيرا ما نختلف فيه، هي ليست متحجبة وأنا أتمنى ذلك وأعرف أيضا أنني يجب ألا أجبرها وعليها الاقتناع بذلك..
كيف؟ لا أعلم.. أحاول أن أعمل ببيتي دروس دين وأن أدعو بنات.. فعلت ذلك والواعظة تكلمت عن حب الله والدين، وهناك من البنات من تحجبن بعد الدرس وبناتي لا.
تألمت كثيرا وهي تقول لي إنني كلما أكلمها عن أمور الدين أبعدها عن الدين وأكرهها فيه فهل يجب أن أصمت.. بالنسبة للباس تلبس قمصانا وتفتح عند الصدر ما لا يعجبني، وكلما كلمتها عن ذلك نتشاجر وأجبرها وتقول لي انظري للبنات وما يلبسن، ودائما أذكرها بكلام الواعظة التي قالت إن الأشقياء من ينظرون للذين أدنى منهم في الدين..
كيف أقربها من الدين؟ كيف؟ أنا أدعو ربي مرارا أن يهديها هي وأختها.. المشكلة نفسها مع ابنتي الكبيرة 18 سنة، ولكن هذه تجادل بوقاحة.
هي تعرف أنني لم ألتزم وأنا بسنها ودائما تذكرني بذلك وتقول لي أريد أن أعيش حياتي مثل ما عشت حياتك، وأجيبها بأن ما حصل معي أنا نادمة عليه، وأحمد ربي أنني لم أمت قبل التوبة وأدعو لوالدتي بالمغفرة لأنها لم تحدثني عن الدين واللبس والالتزام .. واحمدي الله أن هناك من يخاف عليك وينصحك.. ويكون جوابها: اتركيني أعيش حتى أنهدي مثلك... إلى متى؟ وهل ممكن أن أسكت؟ أنا أخاف عليها وعلى أختها جدا.
ماذا أفعل قولوا لي؟ أحيانا أشعر أنني أعيش مع أهل قريش من الناس الذين حولنا ولباسهم والملابس التي تباع مقرفة بأشكالها..
... السؤال
عالم المراهقة, أبناؤنا والإيمان, مفاتيح تربوية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدة الفاضلة أم بلال،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا بك – سيدتي – على صفحتنا صفحة معا نربي أبناءنا وتحية لك على اهتمامك بتنشئة أبنائك على السلوك القويم وعلى تعاليم ومبادئ الدين الحنيف.
سيدتي، إن ما تمرين به وما تشتكين منه هو نفس ما تمر وتشكو منه معظم الأمهات اللائي لديهن أبناء في سن المراهقة، وأنا أقدر مدى خوفك ولهفك على بنتيك خاصة أنك تحاولين هدايتهما لكنهما تأبيان ذلك وترفضان قبول النصح منك، لكن تعالي لنتعرف معا على أسباب هذا الرفض وذاك الصد، وإذا عالجنا هذه الأسباب توصلنا إلى الحل إن شاء الله :
1- ذكرت – سيدتي – في رسالتك أن ابنتك تجلس معك أحيانا وتفضي إليك ببعض أسرارها وأنت تقومين بنصيحتها بهدوء وترو وهذا في ظاهره شيء حسن، لكننا إذا أمعنا النظر وجدنا أن هذا بالضبط ما يجعل ابنتك أحيانا تتراجع عن الحديث معك أو تنفر منه لا لشيء سوى أنك تختارين التوقيت غير المناسب للنصيحة أو الطريقة المباشرة جدا في النصيحة ( وكنت أود لو ذكرت في طي رسالتك جزءا من الحوار والمناقشة التي تدور بينكما لنعالجها سويا بطريقة الحوار الفعال... فأرجو أن ترسلي لنا في مرة مقبلة نموذجا من هذا الحوار).
2- أما عدم التزامها بأمور الدين فهو يرجع لسببين رئيسيين – من وجهة نظري - أولهما: طبيعة مرحلة المراهقة حاليا والتي تتسم بالتمرد ومخالفة الأهل ( إلى حد كبير) في أفكارهم وسلوكياتهم بل أحيانا في معتقداتهم، وإذا لاحظت من حولك لوجدت أن بعضا من غير الملتزمين دينيا يلجأ أبناؤهم للالتزام كنوع من مخالفة الأهل والتمرد عليهم كمحاولة لإثبات الذات والاستقلالية، والسبب الثاني: هو طريقة وأسلوب الدعوة التي يتبعها الآباء والأمهات مع أبنائهم فهي إلى حد كبير تتسم بالإلحاح والمباشرة الأمر الذي ينفر الأبناء من هذا الأسلوب وهذه الطريقة، وهذا الإلحاح يكون – كما ذكرت برسالتك – بسبب الخوف الشديد على الأبناء ومحاولة إنقاذهم قبل فوات الأوان.
3- في رسالتك لم تذكري أين زوجك من كل هذا، أين دوره التوجيهي والإرشادي لبنات على وشك بلوغ مرحلة النضج والرشد ؟ فتأثير الوالد في هذه المرحلة على الأبناء -بنات كن أو صبيانا- له تأثير أقوى من الأم ، فلا بد من أن يجالسهم ويتحدث معهم، والتنزه وإقامة علاقة جيدة يسودها الود والتفاهم.
4- خطأ كبير يقع فيه كثير من الأهل حينما يبدءون في سرد بعض ذكرياتهم لأبنائهم ويتناولون الأخطاء التي وقعوا فيها وهم في سن الأبناء كنوع من نقل خبراتهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا وبالطبع قد لمست ما الخطأ في ذلك عندما تُذكّرك ابنتك بأنك لم تلتزمي في مثل سنها وتطلب منك أن تدعيها وشأنها حتى تهتدي من تلقاء نفسها كما حدث لك .
يبقى السؤال قائما: ماذا نفعل حيال كل هذا؟ وما هي الطريقة الفضلى لدعوة الأبناء إذا كان الأسلوب المستخدم الآن غير مناسب؟.
تعالي سيدتي لنضع خطوات واقتراحات عملية نحو دعوة صحيحة وأسلوب جيد للتعامل مع الأبناء في هذه المرحلة:
1- حين تتحدث ابنتك إليك عن بعض أسرارها أو مشاعرها حاولي قدر المستطاع ألا تلاحقيها بالنصيحة حتى لو كانت هذه النصائح تتسم بالهدوء والتعقل بل يفضل أن تستمعي إليها وأنت مبتسمة وبتعاطف وانتباه منصرفة بكل جوارحك لما تقول وعندما تجدينها قد سردت عليك بعض أخطائها لا تفعلي أكثر من غياب الابتسامة عن ملامحك ويبدو عليك عدم الارتياح لما تقول مع استمرارك في الاستماع إليها دون إبداء أي تعليق، أسمعك تقولين وكيف ستعلم الخطأ وكيف تتصرف التصرف السليم إذا لم أعلق؟.
وردا على هذا أقول لك إننا كثيرا ما نظن أن أبناءنا لا يتعلمون إلا إذا أبلغناهم السلوك الصحيح عن طريق الكلام بل ورددناه مرارا وتكرارا، رغم أن الكلام والموعظة المباشرة ثبت عدم جدواهما أو هما أقل السبل والأساليب تأثيرا في تعليم أو تعديل سلوكيات أبنائنا، ولذا ستجدين ابنتك إذا اعتادت هذه الطريقة الجديدة ستسألك حين تلمح في وجهك عدم الرضا: "ماذا يجب علي أن أتصرف في هذا الموقف أو ذاك؟" ، وهنا يفضل ألا تنتهزي فرصة رغبتها في المعرفة لتصبي عليها كل أنواع المواعظ بل عليك أن تختصري في توجيهاتك ولتتخذي شعار "خير الكلام ما قل ودل".
2- أريدك أن تعددي المرات التي تحدثت فيها مع أبنائك أنت وزوجك في موضوعات عامة تتبادلون فيها النكات والفكاهة ويسود روح المرح والدفء في جلستكم دون التعرض لأمور دينية أو ما يصح وما لا يصح والخطأ والصواب. فكأننا – سيدتي ونحن نتعامل مع أبنائنا - أخذنا عهدا أن ننصب من أنفسنا أساتذة ودعاة وموجهين في كل لحظة من لحظات حياتنا مع أولادنا ولم نترك للمرح والبشاشة والدعابة مكانا إلا نادرا كأنها أمور تتنافى مع جدية وعظمة الرسالة التي نحملها على عاتقنا تجاههم .
3- هناك مفهوم خاطئ عند ابنتك عن الالتزام الديني ولا أظن أنه تكون عندها من فراغ ألا وهو أنها إذا ارتدت الزي الإسلامي فإنها ستحرم من المتعة وكأنه نوع من حبس الحرية (المفهوم الصحيح للحرية) ولذا عليك واجب غاية في الأهمية وهو أن تصححي هذا المفهوم من خلال سلوكياتك أنت فالحجاب لا يمنع من المرح كما ذكرت ولا يمنع من الحركة الدءوب بالمجتمع ولا يمنع زيارة الأصدقاء وتبادل الهدايا وإقامة الحفلات والتنزه واللعب بل إنه يحث على ذلك لتجديد النشاط، وأما السلوكيات الخطأ والتصرفات الماجنة لا يمنعها الحجاب وحده بل ما يمنعنا هو أخلاقياتنا المنبثقة من تعاليم ومبادئ هذا الدين كافة.
4- علينا أيضا أن نكون في غاية الحساسية لمعرفة متى أحاول التقرب إلى أبنائي وفتح باب النقاش معهم وأتخير الموضوعات والأوقات التي لا يكونون فيها على استعداد لسماعنا فقط بل ويكونون متشوقين لما سنقول ولا يتم ذلك إلا بتقليل كم الأوامر والنواهي والتوجيهات والإرشادات والمواعظ الموجهة إليهم خاصة في هذه المرحلة العمرية التي نغفل أنها مرحلة تختلف عن مرحلة الطفولة فإذا كان الطفل يسمع ويستجيب لما نأمره به في أغلب الأحوال فلم يعد الأمر كذلك عندما يشب عن الطوق ويصل لمرحلة هي أقرب للنضج والرشد منها إلى الطفولة.
5- عليك أن تكفي عن ملاحقة بنتيك والإلحاح عليهما في ارتداء الزي الإسلامي وكل الذي عليك أنت وزوجك أن ترسخي أخلاقيات ومبادئ الدين من خلال القدوة التي يجدانها فيك وفي والدهما واعلمي أن الدين لم يقتصر مطلقا على أمر واحد دون غيره فإذا فاتها شيء فلن يفوتها آخر، وليس معنى كلامي هذا أنني أهون من أمر ارتداء الحجاب بل كل ما أعنيه ألا نركز عليه هو فقط ونتهاون في أمور أكثر حيوية وإلحاحا في حياتنا الآن مثل: إتقان العمل واستثمار الوقت واحترامه، واحترام الرأي الآخر وبناء شخصية معتدة بنفسها ودينها، وحب العلم والتعلم والتواصل الاجتماعي والاهتمام بما يهتم به المسلمون وصلة الأرحام والبر بالوالدين
6- وبرغم دعوتي لك أن تكفي عن أمرها أو حتى إقناعها بارتداء الحجاب يظل أمر الاحتشام واجبا فلا يصح على الإطلاق أن ترتدي شيئا يكشف صدرها أو ترتدي ملابس ضيقة للغاية كما نرى كثيرا من الفتيات بالشوارع وهنا لا بد أن يتدخل الأب فعليه بأمرها ألا ترتدي الملابس الخارجة عن اللياقة والعرف العام وهذا أمر غير قابل للمناقشة حتى لو قالت: "ألا تنظرين إلى الفتيات ماذا يرتدين بالشارع"، فعلى الأب (أو عليك) الرد بشكل حازم: لا دخل لي بما يفعله أبناء الآخرين ولكن لي دخل بما يفعله بناتي، وليس كل ما يفعله الأخريات يمكننا فعله، فماذا لو قررن أو كانت الموضة أن يرتدين المايوه بالشوارع ماذا تصنعين حينئذ؟!
7- اعلمي أن تجرؤ ابنتك في الرد عليك سببه الرئيسي هو ذلك الإلحاح عليها في ارتداء الحجاب والالتزام بأمور دينية لم تستعد لها بعد، ولذا فالأولى أن تدربي ابنتك على عدم التجرؤ عليك من إقناعها بالحجاب فعندما تتجرأ في الرد عليك فردي عليها بشكل حازم بأنك لن تقبلي هذا الأسلوب منها مرة أخرى ولا تتحدثي معها لحين إظهارها سلوكا ينم عن ندمها على هذا التجرؤ.
في نهاية رسالتي لك أود أن أطمئنك أن كل ما بذرته في أولادك من قيم وأخلاقيات لن يذهب هباء منثورا بل سيسترجعه أبناؤك بعد أن تهدأ حالة التمرد في هذه المرحلة والذي سيعجل بنهايتها هو التزامك بما اقترحته عليك وعدم القلق والخوف عليهم إلى الحد الذي يفرون فيه منا.
ولا تخشي فوات الأوان فأظن أنه من الأفضل أن يتأخر أبناؤنا قليلا في الاستجابة للأمور الدينية خير من يكرهوا ويملوا التوجه الديني نتيجة للإلحاح والتوجيه الخطأ.
ـــــــــــــــــ(104/110)
كلمات الأعمام والأخوال..هل تسمع؟ ... العنوان
السلام عليكم..
نحن أسرة أب وأم و3 أولاد و3 بنات، وقد استقر لنا بنتان في الكليات في مصر والباقي معنا في جده، والمجتمع المصري له عادات وتقاليد تربطنا، ولكن الأولاد بفكرهم الحديث يرفضون بعضها فنريد معرفة الصح من الخطأ مثلا:
1) نكون مجتمعين وبيننا خال الأولاد أو عمهم وأحد الأولاد أتى بشيء غير مقبول فيقوم الخال بنهره أو العم، زمان كان هذا مقبولا، لكن الأولاد حاليا يرفضون، بحجة أن الأب والأم جالسان وهما المنوطان بالتعديل على أولادهما فقط أو تصدير أي أمر لهم، وطبعا نحن -الأب والأم- إحقاقا لدور الخال أو العم لا نحرجه لأن له حقا عليهم.
2) مثلا بنت من البنات كانت في زيارة عند خالها أو عمها وأمرها أن تبيت عندهم ليلة أو يوما أو ألا تخرج من المنزل بزي معين؛ فيرفض الولد أو البنت بحجة أن الزي شرعا غير مخل أو أن ظروفه لا تمكنه من المبيت عند عمه أو خاله.
3) ولدان تشاجرا أمام عمهما أو خالهما في حضور الأب والأم؛ فقام العم أو الخال بنهرهما؛ باقي الأولاد اعترض على ذلك، وقال واجب عليك أنت يا بابا أو ماما التعديل علينا فقط.
... السؤال
مفاتيح تربوية, التربية الناجحة ... الموضوع
د.نعمت عوض الله ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أخي الكريم..
بارك الله لك في أبنائك... تشكو عدم اهتمامهم بأوامر الخال والعم.... الله يسعدك ويسعدهم.
هناك من لا يهتم بأوامر الأب والأم أصلا، سبحان الله بيوت فيها أبناء تحتكم إلى أهلها وتطيعهم، وتكون المشكلة في احترام الكبير القريب الذي يكاد أن يكون والدا... وبيوت أخرى لا يستطيع أب أو أم أن تجعل أبناءها ينفذون لها طلبا لا جبرا ولا اختيارا.
أحيانا أشعر أن عالمنا أصبح رغم انفتاحه الشديد على بعضه البعض عوالم مختلفة... ولم يعد الاختلاف غربة؛ فمع الانفتاح يجد كل إنسان من يشبهه ويكتفي به... فكثرت العوالم وكثرت المجتمعات وتباينت رغم أنه أحيانا لا يفصلهما إلا جدار على "نص طوبة".
لست أرى أي مشكلة حقيقية فيم ذكرت يا سيدي... إذا كان الأبناء على درجة عالية من الأدب والأخلاق معكما (الأب والأم)... حتى حين يعلق العم أو الخال على الملابس تصفها أنت أنها غير مخلة كزي شرعي... سبحان الله.
لا تخسر أبناءك ولا بناتك.. لا تفقد صداقتهم لكما وحبهم.. بالضغط عليهم في نوافل الأمور.. فعلا الخال طول عمره والد... والعم هو ولي الأمر الثاني، ولكن هذا يا سيدي زمن مضى من زمان... أنا شخصيا عمري 50 سنة ولا عمي ولا خالي كان لهما عليَّ كلمة!!
ولا تحرج أيا منهما إذا تحدث إلى أبنائك أو لفت نظرهم لأحد الأشياء، بل استمر على هذه المجاملة... ولكن حين تنفرد بابنتك اشرح لها كما شرحت لي... اشرح لها أنك ربما غير مقتنع بطلب الخال، ولكن وجب عليك وعليها احترامه؛ لأن هذا من إسلامنا ولكن لا تجبرها على فعل ما طلب.. ما دام الموضوع يحتمل أكثر من رأي وليس حراما أو معصية أو خطأ بينا وواضحا.
على الناحية الأخرى افتح مع الخال والعم موضوع التربية الحديثة بصورة عامة... وليس بصورة شخصية... وكيف أن كثرة الأوامر للأبناء تفقد الآمر مكانته وهيبته... وقد تكون هذه رسالة غير مباشرة بالكف عن المتابعة اللصيقة وكثرة الأخذ والرد
ـــــــــــــــــ(104/111)
لنوقف تيار تعكير أمومتنا ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية أشكر لكم تعاونكم معي وأنا أحاول حاليا تطبيق كل ما نصحتموني به من نصائح ذهبية تدل على سعة علمكم واطلاعكم واهتمامكم الشديد بكل من يلجأ إليكم، وهذا ما شجعني على الاستمرار معكم.
ما ينقصني فعلا هو الخطوات العملية التي يمكنني تنفيذها في أثناء قيامه بمواقف معينة؛ فكل نصائحكم السابقة كانت تصب في الخطوات التي يمكنها الحد من مشاكله والتخلص من طاقته الزائدة، ولكنكم لم تخبروني بكيفية التصرف في بعض المواقف التي وبكل صراحة لا أجيد التصرف فيها لأني أقع بين نارين (رأيين) منهما أن أقوم بتدليله (تلبية ما يريد)، في حين يعتبرها البعض تدليلا زائدا قد يسهم في اكتساب الولد لعادات خاطئة؛ لذلك أريد منكم أن تخبروني -بطريقة عملية- ماذا أعمل أو كيف أتصرف في كل موقف من المواقف التالية:
1. عندما يلعب لعبة أو يعمل عملا معينا فإنه يريد أن يكون هو المتفوق دائما ولا يقبل الخسارة مطلقا، وعندما يفشل أو يخسر فإنه يبكي ويغضب ويلقي اللوم بخسارته على الآخرين. فكيف أتصرف؟ وماذا أفعل للمحافظة على علو طموحه دون أن يكون سببا في اتهام الآخرين، أو التحول للغضب حتى من نفسه؟.
2. عندما يطلب مني طلبا وأرفض القيام بطلبه فإنه كعادته يثور ويغضب ويصرخ.. فهل المطلوب مني هو تلبية طلباته بغض النظر عن صحتها أم ماذا؟ وكيف أستطيع إقناعه بتغيير وجهة نظره وطريقة التعبير عن استيائه؟.
3. عندما ألعب معه -كما نصحتموني- فإنه لا يقبل أن أنهي اللعبة معه بل يقوم حينها بالبكاء ويثور.. فكيف أقنعه بضرورة إنهاء اللعب؟.
4. عندما يغضب من أحد ويقوم بضربه وشد شعره ولا يتركه.. فماذا أعمل حينئذ؟.
5. كيف أحد من الشجار الحاصل بينه وبين خالاته الصغار (4 و10 سنوات)، خاصة أني أزور أهلي بشكل يومي، مع ملاحظة أنه يحبهن كثيرا ويتمنى أن يذهب إليهن يوميا بل ويطلب أن ينام معهن ولكنه مع ذلك يتشاجر معهن كثيرا ويفتعل الشجار كثيرا مع خالته الكبرى (10 سنوات) بلا أسباب تذكر، فكيف أقلل من نسبة الشجار بينهم، خصوصا أنه ينام معهن أحيانا (مرة أسبوعيا) وكيف أضمن عدم حصول ذلك في أثناء غيابي؟.
ربما أطلت عليكم وأكثرت من الإرسال لكم، ولا يشفع لي عندكم غير حسن ظني بكم وثقتي بسعة صدركم وحسن اطلاعكم وآرائكم النيرة، ولأني أريد أن أجعل من ابني شخصية قوية قيادية، وفي نفس الوقت لا أريده أن يكون متمردا لا يسمع الكلام أو أن يقوم باستغلال الآخرين ولا أريد أن أقوم بتدليله كثيرا فأفسده.
... السؤال
مفاتيح تربوية, أخطاء المربين الشائعة, التربية الناجحة ... الموضوع
د.نعمت عوض الله, أ/مديحة حسين ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
ابنتي..
ولو أني عادة لا أحب أسلوب (ملازم الإجابة النموذجية)... لأنه لا يوجد شيء اسمه (الإجابة النموذجية)؛ فلكل إنسان ظروف وملابسات.. وطاقة.. وشخصية.. ومزاج...إلخ.
ولو نظرت لإجابتينا أنا والأستاذة مديحة لرأيت أنها ربطت الألعاب غير ذات الضرر بشيء مفيد (مثل رش الزرع وغسيل سيارة الوالد...)، وأنا شخصيا كنت أعني اللعب بالماء فقط حتى لو ابتلت ملابسك وملابسه وجزء من الفرش؛ فأنا شخصيا أفضل اللعب للعب... ولا أتصور أن أضع فائدة مادية في أي موقع إلى جوار الفائدة النفسية للسعادة الكبيرة والتلاحم الشديد الذي قد يحدث بينك وبين ابنك مثلما كان يحدث بيني وبين أبنائي حين كنا نلعب فقط للعب بلا تفكير في أي مصلحة أخرى.
ولا تتصوري صوت ضحكات القلب حين كانوا يرشونني بالماء (فلدينا زرع كثير وخرطوم طويل) وأنا أجري منهم بالطبع كنت أحاول البعد عن الصالون مثلا، لكن سريري والحمام والممرات كلها كانت تغرق في الماء، وأخيرا أعلن تعبي وأقع على الأرض وأطلب منهم إنهاء اللعب...
وبعد الكثير من المحاولات والضحك يكتفون بالقدر ربما مللا؛ فالأطفال تمل بسرعة.. وينامون في حضني وعلى جسدي على الأرض أسمع تلاحق أنفاسهم الصغيرة حتى يهدأ كل شيء ثم نقوم معا لتنظيف المكان.. بالطبع لم يكونوا يفعلون شيئا ذا بال.. كان مجرد رمز.. ناولني الدلو.. أحضر قماشا نظيفا.. اخلع ملاءة السرير وافتح النافذة لتجف المرتبة قليلا في الشمس.. وأقوم أنا بكل شيء حقيقي.. تعب... هلاك.. شقاء.. وما أسعدني باحتضان هذه الشقاوة.
عموما أردت فقط أن أقول لك إن الخطوات العملية هي اقتراحات قد تفيدك، ولكن دائما ستحتاجين لابتكار ما يناسب شخصيتك وظروفك.
سأحاول معك وضع بعض النقاط والحلول:
1- يريد أن يكون هو المتفوق دائما وأنت تطالبينني بحل يحافظ على علو طموحه، إذن أنت من علمه أن ينظر للنجاح والتفوق والغلبة دائما... لو كنت مكانك لبدأت في ابتكار ألعاب بالنقط أي جمع نقاط على مراحل كثيرة فإذا فاته دور ممكن أن يعوضه في دور آخر وهكذا. أو ألعاب الجائزة فيها للخطوات وليست النتيجة... أو ألعاب لا تحتمل فائزا بل تحتمل اكتشافا، مثل الكنز المخبأ؛ فليس فيها فائز بل مجموعة من الأوامر واتجاهات البحث حتى يعثر الكل على الكنز.
2- عليك أنت يا ابنتي أن تغيري أيضا من أسلوب الحوار؛ فليس الأول أو الفائز دائما هو الأفضل، وهذا لا علاقة له بالطموح... ففهميني: ما معنى طموح؟ هل يفهمها هو؟ وكيف يطمح إنسان فيم لا يعرف؟ أنت التي علمته أنه يجب أن يكون الأول والفائز ليكون شاطرا لتحبيه ربما... وعليك تعليمه أن الشاطر والممتاز هو صاحب الخلق المرتب النظيف المتعاون... حتى ولو لم يكن أول الفصل أو الفائز في لعبة، وأكثري من الأمثلة الحية المرئية لأشخاص يحبهم الناس ويحترمونهم.
3- رغم أنك أبديت سعادة بنصائح السادة المستشارين أجدك تتكلمين عن رجل (عندما يطلب مني طلبا وأرفض القيام بطلبه فإنه كعادته يثور ويغضب ويصرخ.. فهل المطلوب مني هو تلبية طلباته بغض النظر عن صحتها أم ماذا؟ وكيف أستطيع إقناعه بتغيير وجهة نظره وطريقة التعبير عن استيائه) بداية لم تذكري أسباب رفضك لطلباته، أي ما الذي يدفعك للقبول أحيانا والرفض أحيانا أخرى؟ وهل تشرحين له مساوئ الطلب قبل الرفض؟ هل تجعلينه يرى عواقب هذا الطلب؟.
يا ابنتي..
لقد تركزت كل النصائح إليك حول إقامة حوار منطقي ومحب مع هذا الطفل؛ فالأمومة والحب ليس 1-2-3، إنها مشاعر تنتقل منا إلى الأشخاص. لماذا أشعر أن ابنك مجند في إحدى فرق المشاة العسكرية، كيف تعبرين أنت عن استيائك منه؟ بإغلاق الباب عليه؟ برفضه تماما ولفظه إلى خارج دنياك؟ إذا بدأ يصرخ هل تتركين له المكان وترحلين؟ لماذا لا تنظرين إليه صامتة حتى يتعب من الصراخ ثم تبدئين في الحديث إليه بهدوء أنه إذا طلب منك شيئا فليطلبه بصوت خفيض حتى تنفذي طلبه لكنه لو صرخ أو غضب أو قام بفعل سخيف فأنت ستكونين حزينة لذلك ولن تجاريه في طلبه.. كل هذا بابتسامة وبهدوء... صعب؟ طبعا ومن قال إن الأمومة والتربية رحلة ترفيهية خصوصا حين تتأخرين قليلا في البداية بها.
ابنتي لن أستطع أن أوصل الإجابات النموذجية، فبالنسبة إلى أسئلتك كلها تتعلق بعدم تفهمك لواجباتك المشاعرية تجاه هذا الطفل، حرمانك نفسك من الاستمتاع بالأمومة نتيجة أمور كثيرة.
قد يكون هذا سهلا إذا كنت بدأت اللعب معه منذ زمن بعيد؛ فكيف بالمحروم من قربك ودفئك... كيف سيتقبل القواعد، والقاعدة تقول إن المحب لمن يحب مطيع.
أعود يا ابنتي لأقول لك... راجعي كل ما قيل واكشفي غطاء قلبك ليظهر حبك لهذا الصغير، وسامحيني ربما ينجح الآخرون في وضع إجابات نموذجية... أما أنا فلا أعرف إلا أن أحب بلا نظام.
وتقول لك أ. مديحة حسين محررة معا نربي أبناءنا:
بالنسبة لي فقد بدأ رد د. نعمت لي وكأن به شيئا من القسوة، في بادئ الأمر رغم اقتناعي بكل كلمة تقولها لكن حينما راجعت حياتي مع طفلي، وما طال تفكيري به -رغم خبرتي النظرية الطويلة في مجال التربية باعتباري محررة لصفحة معا نربي أبناءنا، وخبرتي العملية القليلة نسبيا- وجدتني وسط زحمة الأعباء وضغط أشياء كثيرة من حولي أسمح لأشياء كثيرة تقف حائلا بيني وبين استمتاعي بأمومتي، رغم أن الأمر لا يسلم كلما واجهتني صعوبة في حياتي أن ألقي في لحظة ما بسبب ذلك على أن أهلي لم يؤهلوني لهذا الأمر أو قصروا في جانب ما.
تأخذني لحظات كثيرة أقرر فيها وقف هذا الهادر من الضغوط، وأسمح لنفسي أن أستمتع بطفولتي الفائتة مع طفلي وأن أمنحه الوقت الذي لم يكن متاحا لي وأنا صغيرة فأجد الحياة أهنأ بكثير.
أفكر في كم الأعمال المنزلية اليومية والأرض التي لا بد من تنظيفها وأتساءل لماذا لا أنظفها مرة بمتعة، ولأني أنا من أريد كان السبب في حاجتها للنظافة.
وما أهنا تلك اللحظات التي تصفو فيها نفسي وأنا مستعينة بالله بإخلاص لأتخذ من طفلي صديقا أضحك على أخطائه الصغيرة، وأتهمه بالعفرتة وأناديه بأسماء أبطال الكرتون المشهورين بالعفرتة.. نضحك معا ثم نعود لنلهو ونتبادل الأحضان الحانية التي تمنحني القوة قبله، ولسان قلبي يقول إنها أصدق مشاعر على وجه الأرض يمكن أن أمتلكها ولو لمرة واحدة دون أن أسأل بشك عما وراء ما أمنحه طفلي أو يمنحني إياه وهل وراءه مقابل.
ـــــــــــــــــ(104/112)
لعق الأشياء في طفل السنتين ليس غريبا ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل، يبلغ عمر ابني أنس بالضبط سنة وتسعة أشهر، منذ أن (ازداد) أخوه إلياس البالغ من عمره خمسة أشهر بدأت ألاحظ عليه بعض التصرفات الغريبة فهو يلعق بلسانه كل شيء يجده حتى وسادته ويديه والباب ولعبه باختصار كل شيء يسقط في يديه يلعقه.
حاولت معه بشتى الطرق من نهر وزجر وتخويف وتجاهل لكن دون جدوى. أنا في حيرة من أمري لا أعرف ماذا أفعل كي يترك هذه العادة الغريبة.
علاقتي بأنس جيدة فخلال وقت فراغي ألعب معه وأغني له وأشرح له كل ما يمر أمام عينيه من برامج تليفزيونية أو كتب.. هذا جعله يعرف أشياء كثيرة ابتداء من ملامح وجهه وأجزاء جسده وأسماء بعض الحيوانات وأصواتها إلى أسماء المذيعين وأوقات البرامج المفضلة إليه حتى صورة ملك المغرب يعرفها فإذا كنا في الشارع ورأى صورة الملك يبدأ بالهتاف ملكنا ملكنا، يحب الأطفال الصغار بشدة حتى أخوه يحبه ولا يتحمل رؤيته يبكي ولكن أحيانا لا يريدني أن أقترب من أخيه أو أرضعه وهو لا يتحمل أن يراني أبكي فعندما يفعل شيئا قبيحا أوهمه بأنني أبكي فيأتي إلي راكضا يقبلني ويطلب مني مسامحته.
ولكن مشكلة اللعق لم تجد معها هذه الحيلة كما سبق وأخبرتكم. سامحوني على الإطالة وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
مفاتيح تربوية, التربية الناجحة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت العزيزة
أهلا وسهلا بك على صفحتنا وشكرا على ثقتك، بداية أحييك على يقظتك واهتمامك، وأطمئنك بوجه عام بأن سلوك اللعق والمص في هذه المرحلة السنية التي يمر بها ابنك الأكبر هو السلوك الطبيعي المفترض، ذلك أن الطفل الطبيعي حتى عمر السنتين إنما يتعرف على العالم وعلى الأشياء من خلال فمه بداية بمعرفة الحنان والدفء ولذة الطعام من ثدي أمه، ومرورا بفترة يضع الطفل كل شيء تمسكه يداه في فمه محاولا تذوقه وعضه وأحسب هذا سلوكا مشهورا تعرفه كل الأمهات، لذلك ننصح الأمهات بأن يبعدن كل ما قد يكونُ مؤذيا عن متناول يد الطفل في تلك المرحلة من العمر، سواء كان الإيذاء المتوقع ناتجا عن كون المادة سامة مثلا بما في ذلك ألوان لعب الأطفال والمواد التي تصنع منها، أو عن كون الشيء صغير الحجم فيمكن ابتلاعه.
من المهم كذلك أن ننتبه إلى تاريخ الرضاعة الطبيعية بالنسبة لأنس فمن الواضح أنه لم يرضع منك مدة كافية، ففارق السن بين ولديك سنة وشهرين، أي أنك اضطررت لفطامه ربما مبكرا، وقد يكونُ لذلك علاقة تحليلية بالأمر، لكننا رغم ذلك حين نعالج مشكلة كهذه إذا اعتبرناها مشكلة فإننا نحتاج إلى طرق سلوكية نتعامل بها مع الطفل ليغيرها.
إذن فرغم أن الأصل في سلوك ابنك الحبيب أنس أنه سلوك طبيعي فإن ما استشعرته أنا من خلال إفادتك، وربطك لتزايد ذلك السلوك بنمو أخيه الأصغر، كل ذلك يوحي بأن لطريقتك في الاستجابة لسلوك اللعق لديه دورا في تعزيز ذلك السلوك، تسألين كيف؟؟ وأقول لك:
من الواضح أنك أبديت اهتماما زائدا عن الحد بتصرفه ذلك أو أبديت استغرابا في غير محله وهو ما يفهم من قولك: (حاولت معه بشتى الطرق من نهر وزجر وتخويف وتجاهل لكن دون جدوى. أنا في حيرة من أمري لا أعرف ماذا أفعل كي يترك هذه العادة الغريبة)، فمن الواضح أنك ركزت أكثر على ذلك التصرف حتى أصبح بالنسبة لابنك الأكبر أكثر ما يجذب انتباهك له، وبينما يمر هو بأزمة وجود قادم جديد يشاركه حضن أمه، أعطيته أنت دون انتباه منك مفتاح شغلك وجذبك إليه؟ يا ترى ترين هذا التخمين صحيحا؟!.
أنصح بأن تقومي بتجريب إهمال ذلك السلوك بالطبع بعد إبعاد كل ما يمكنُ أن يكونَ مؤذيا له إذا لعقه أو ابتلعه، أي أنك بعد أن تبعدي كل ما قد يضره عن متناول يديه، كفي عن القلق بشأن سلوك اللعق من جانبه، وحاولي تركيز الانتباه عليه عندما يسلك سلوكياتٍ أخرى مرغوبة أو مفضلة من جانبك لأنها سلوكيات صحيحة، واقرئي ما ذكرناه لصاحبة مشكلة: زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء
رسائل صغيرك: متمسك بحنانك وأرفض طعامك ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ابني حالته مستقرة والحمد لله، وهو يذهب إلى حضانة من الساعة 8-1:30 كل يوم ما عدا الخميس والجمعة وهو معي طول الوقت.
عندي سؤالان:
الأول: عندما يكون مع أشخاص آخرين مثل أهلي أو أهل زوجي والحضانة يكون مطيعا وهادئا وغير عصبي، ولكن عندما يكون معنا أيضا يكون هادئا ولكن يبكي إذا تركته، ويريد أن أكون معه طوال الوقت وإذا ذهبت بعيدا عنه أعمل شيئا في البيت يبكي ويجري ورائي. مثال وأنا في الحرم الأسبوع السابق في كل صلاة يبكي ويريدني أحمله فيسكت، أما إذا كان مع جدته وأنا غير موجودة يسكت ويكون هادئا.. فما السبب وماذا أفعل؟.
السؤال الثاني: أكله ضعيف جدا ولا يريد أن يأكل خضراوات نهائيا مثل (جزر- كوسة -بطاطس...) لا مقطعة ولا مهروسة، هو الآن في مرحلة ظهور الأضراس.. فهل هو السبب فقط وماذا أفعل لأطعمه شيئا مفيدا لجسمه؟.
وجزاكم الله كل الخير.
أم يوسف
... السؤال
مشكلات شقية, الطفل المشاكس, فقدان الشهية ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
مرحبا بكم أيتها الأخت الفاضلة، ويشرفنا أن نعينكم على حسن التعامل مع ولدكم الحبيب.
أما عن حالة (يوسف) الحبيب، ذي الربيع الأول الجميل؛ كما أوضحتم في رسالتكم الطيبة؛ فهي تدور حول بعض السلوكيات المقلقة لكم؛ وهي:
1- شدة الارتباط بكِ.
2- مشكلة الأكل.
وهي مشاكل نعتبرها من السلوكيات الطبيعية لمن هم في مثل سن (يوسف) الغالي بناءً على أمرين:
(1) طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها.
(2) تأثير البيئة المحيطة به.
أما عن المشكلة الأولى؛ وهي مشكلة شدة الارتباط بكِ: فسنحللها طبقا لهذين الخطين أو الأمرين:
1- طبيعة المرحلة العمرية للحبيب الغالي ذي الربيع الأول؛ فإن من هم في مثل سنه الغضة لهم بعض الاحتياجات النفسية الأساسية مثل:
(أ) الحاجة إلى الحب والحنان والعطف والرحمة خاصة من الوالدين.
(ب) الحاجة إلى اللعب واللهو ومشاركة الوالدين والمحيطين له.
(ج) الحاجة إلى التشجيع والتقدير؛ وعدم اللوم أو التوبيخ والتخطيء.
(د) الحاجة إلى الانتماء وإلى الجماعية خاصة الشعور بالدفء والاحتضان الأسري،وهذا يحتاج في الأساس إلى دور الوالدين.
(هـ) الحاجة إلى التوجيه، والإرشاد.
(و) الحاجة إلى الأمان، والرعاية والحماية.
وتخيلي شعور (يوسف) الحبيب الغض وهو في طريقه إلى هذه الحضانة- التي لم توضحي مدى ارتياحه وتقبله لها- والتي تفصله بالساعات الطوال عن المصدر الأساسي -أقصد الوالدين- في إشباع هذه الاحتياجات خاصة حاجته للأمان والحماية.
ونقطة تقبل الطفل لوجوده للحضانة من الناحية النفسية فبعض الأطفال يكون تأثرهم قليلا بهذا الأمر، وبعضهم يكون محبا للانطلاق والاختلاط بالناس في سن مبكرة وبعض الأطفال يكونون شديدي التأثر بانفصالهم مبكرا عن أمهاتهم وحسب طبيعة كل منهم يكون القرار بتركهم في الحضانة ومدة بقائهم بها.
فإذا كان طفلك الحبيب من النوع شديد التأثر بهذا الانفصال فتخيلي مشاعره وهو منفصل عنك في هذه الحضانة، وتخيلي رد فعل المحيطين في هذه الحضانات إذا شعر طفلك بأحد هذه الاحتياجات الأساسية التي سبق شرحه لك؛ وتخيلي صراخ وعويل ونرفزة وعصبية هؤلاء المحيطين؛ خاصة من يقوم برعاية أكثر من طفل في نفس السن الغضة، وكل منهم يطمع في إشباع حاجاته النفسية؟ خاصة إن لم تكن الحضانة مؤهلة بالقدر الكافي من الكوادر البشرية المؤهلة للتعامل مع الأطفال في هذه السن.
وتخيلي مدى المعاناة التي تنشأ عند (يوسف) الحبيب من طول مدة الحرمان من إشباع هذه الاحتياجات على فترة طويلة، سواء كانت ساعات أم امتدت إلى أيام ثم إلى شهور ثم إلى سنوات لتصبح عائقا يفصله عن مصدر إشباع احتياجاته النفسية والتي تنمو وتكبر مع سنه؟!.
وعلامات كره الطفل لانفصاله المبكر عن والديه الممثل في شخص كره الحضانة كثيرة، منها ادعاء الطفل معاناته آلام البطن كل يوم؛ عدا يوم الإجازة؟.
ومن الواضح أن طفلك الصغير كاره لهذا الانفصال المبكر، وهو يعبر عن احتياجات إلى الالتصاق بك وحاجته إلى الشعور بالأمان والحماية والحنان في حضنك بتصميمه باستماتة على التمسك بكِ؛ ومحاولة الاستفراد بعطفكِ ولو للحظات كل يوم؛ عندما يراكِ.
وإليك هذه الرسائل الصامتة للحبيب والتي تترجمها سلوكياته (أخيرًا وجدتكِ أيتها الحبيبة والأقرب إلى قلبي وروحي وعقلي وكياني؛ إنها فرصتي الذهبية لأن أشبع منكِ ومن حنانكِ؛ ولن أدعكِ تبعدين عن عيني.. هل أطمع أن أمارس بعضا من سمات مرحلتي العمرية؛ ألا وهي الأنانية وحب الذات في وجودكِ أيتها الغالية...).
أما تأثير البيئة المحيطة على سلوك الحبيب الصغير الغالي؛ فعندما لا يجد حبه الأول ومصدر إشباع احتياجاته النفسية الأساسية؛ ألا وهي الأم؛ فإن افتقدها يعود فيسرع إلى الأب وصدق الحبيب الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم: (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك!!!؟)؛ فإن لم يجده؛ فإن أول ما يفكر فيه ويبحث عنه فهو أقرب وأحن وأرق بديل ألا وهما الجدة والجد؛ فإن لم يجدهما بحث عن الأقرب في المرتبة في المحيطين سواء من الأقارب أو من الأصدقاء والأقران؛ فإن لم يجد؛ ذهب إلى أخطر بديل ألا وهو التلفاز والنت والفضائيات والقنوات الكارتونية!. فإن لم يجد ذهب إلى أقسى بديل ألا وهو الانكفاء على الذات والانعزال عن الكل!. و(من لا يجد ما يحب، يحب ما يجد)؛ ولو كانت نفسه وخيالاته وأحلامه!!!!.
الحل إذن هو:
(1) محاولة فهم سمات مرحلته العمرية.
(2) محاولة الاجتهاد في إشباع احتياجاته النفسية.
(3) الإسراع إلى فهم رسائله الصامتة والتي تترجمها سلوكياته وأفعاله وصرخاته ودعواته.
أما عن مشكلة الطعام؛ أو ما نسميه (بمعركة أو صراع المائدة الخالد في حياة الأطفال)؛ فهي من هذه المشاكل السلوكية الشهيرة والتي تحدثنا عنها وعن كيفية أو فن التعامل معها في استشارات سابقة؛ فليتكِ تعودين إليها. وسنحاول اقتطاع ما يفيدك منها باختصار بعون الله، ويساعدنا للإجابة الكافية، على رسالتكم الطيبة، وهي ملخص سريع لإحدى (رسائل ولدي الطبية) التي يصدرها (مركز ولدي للأطفال بدمنهور)؛ وهي بعنوان (ولدي ... صراع المائدة الخالد):
على الأم ـ أو الأب ـ أن تجيد فن إدارة صراع الطعام جيدا؛ بحيث تراعي ضوابط الصراع الآتية:
1- المعرفة الجيدة بالاحتياجات الضرورية من الطعام بالنسبة لكل سن.
2- ونعني بالاحتياجات الضرورية سواء من حيث النوع والكمية.
3- المعرفة الجيدة بمكونات الوجبات الرئيسية؛ فلا تقدمي في الفطور مكونا من
مكونات الغداء.
4- تنظيم مواعيد الوجبات؛ فالتغيير يؤثر على الشهية.
5- تنظيم وقت الوجبات؛ فمدة الوجبة يجب أن تتراوح بين (20-30) دقيقة؛ بعدها يجب رفع الأطباق، ولا تحاولي أن تتركي المائدة لفترة أكبر.
6- مراعاة التنويع اليومي في مكونات الوجبات الثلاث؛ فالروتينية تؤثر على الشهية.
7- عدم الانشغال بالحديث مع الكبار وتجاهل الصغار، في أثناء الوجبات.
8- الحديث المرح الشيق والحوار الودي مع الأطفال على المائدة؛ وتجنب الصمت أو مشاهدة التلفاز.
9- المشاركة الأسرية؛ فلا يترك الطفل ليأكل وحده.
10- المشاركة الاجتماعية؛ أي مشاركة الأطفال معه في وجباته، سواء الأقارب أو في المدرسة.
11- الحرص على تقديم الطعام الجديد أولاً؛ أي قبل ما يشتهونه من طعام.
12- لا تثيري عناده؛ أي لا تجبريه على طعام معين، بل اتركي أمامه الأكل فترة الوجبة المحددة، ثم ارفعيها في وقتها، دون عتاب أو تقريع.
13- لا تعاقبيه؛ فلا تستخدمي العنف مع الطفل؛ فيثير عناده وكراهيته للأكل، ويتكون عنده رابط ذهني وعصبي؛ يربط ذهنه بين العقاب والأكل؛ أي كلما رأى الأكل أو شم رائحته تذكر العلقة الساخنة.
14- استخدمي أسلوب الدعم الإيجابي؛ بالتشجيع والتقدير والمكافأة الطيبة للاستجابة.
15- تجاهلي عناده؛ فإذا رفعت الطعام بعد انتهاء وقت الوجبة، فضعيه على ترابيزة بالمطبخ، أي في متناول يده، ولا تستجيبي لبكائه أو صراخه، فإذا جاع فسيذهب ويأتي بالطعام بنفسه.
16-تمالكي أعصابك؛ فلا يستثيرك عبثه بالطعام ليعاندك.
17-لا تستسلمي، فسيحاول جس نبضك ويعرف نقاط ضعفك وسيستخدمها لإغاظتك وكسر مقاومتك؛ وأساليبه كثيرة فمنها البكاء، ورفض الأكل في موعده، والعبث بالمائدة.
18- لا تحاولي إثارة حب الظهور والتمرد عنده؛ فلا تسأليه عن طعم الأكل الجديد، إذا كنت متأكدة من طعمه.
19- لا تحاولي إثارة غريزة الرفض؛ فلا تجعليه يربط بين رفضه للطعام الجديد، وتبديله بنوعِ آخر.
20- احتفظي بهدوئك؛ فهو صراع خالد والمنتصر هو من يصبر حتى النهاية.
21- الحزم والجدية؛ فلا تتراجعي عن خطوة إيجابية قمت بها، ولا يغرنَّك نداؤك الداخلي بالعطف، واتهام نفسك بالقسوة، فهي ليست معركة بمعناها المجرد ولكنها خطوة تربوية لمصلحة أحب البشر على قلوبنا، وفلزات أكبادنا.
22- محاولة معرفة الأسباب الخاصة بفقد الشهية؛ فنعالج المرضي منها، ونتعامل مع الفسيولوجي والنفسي والعصبي حسب الحالة بالعرض على اختصاصي الأطفال.
23- الدعاء: فلا ننس دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان 74] فسيكونون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديهم ولأمتهم، وسيكونون للمتقين إماما؛ علميا وخلقيا وسلوكيا.
24-احرصي على قراءة أذكار الطعام والنوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.
ـــــــــــــــــ(104/113)
الصبر والتكرار جناحا التربية.. تعقيب مستشار ... العنوان
إجابة أ.وفاء أبو موسى مشاركة على استشارة:
الصبر والتكرار جناحا التربية
... السؤال
مفاتيح تربوية, الطفل المشاكس, مشكلات شقية, التربية الناجحة ... الموضوع
أ.وفاء أبو موسى ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
عزيزتي الأم،
تتجلى أهمية الطفولة المبكرة «مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة»، حين نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمنا طويلا يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، وأن يوجهه حسبما يرسم له من خطة، ويستطيع أن يتعرف بإمكاناته فيوجهه حسبما ينفعه، وكلما تدعم بنيان الطفولة بالرعاية والإشراف والتوجيه كلما كانت الشخصية أثبت وأرسخ أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الإنسان في حياته.
وما يتربى عليه الطفل يثبت معه على مدى حياته، وما يحدث له في الطفولة المبكرة يرسم الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة، فيصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت إيجابية أو غير إيجابية، من هنا تظهر أهمية ممارساتنا في توجيه أبنائنا، وسأوضح رأيي في مشكلة الطفل بالنقاط التربوية التالية:
* الضرب أسلوب غير فعال مع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، على الرغم من أن حوالي 90% من الآباء يلجئون كثيرًا لضرب الطفل على مؤخرته كأسلوب لتأديبه، فهذا في الواقع غير ضروري، وهناك وسائل كثيرة ناجحة لمساعدة الطفل على التصرف السليم. ولقد حذرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من هذا النوع من الضرب، وأشارت إلى أنه يعلم الطفل أن السلوك العدواني هو الحل للصراعات، فعلى الرغم من أن الضرب يقلل أو يوقف فورًا السلوك غير المرغوب، ولكنه يفقد فاعليته بتكراره، وقد يؤثر سلبًا على علاقة الطفل بأبويه، ولكن الأفضل هو حرمانه من شيء يحبه.
ويمكن للوالدين تجنب حدوث السلوك غير المرغوب عن طريق مساعدة الطفل في استخدام الكلمات التي تعبر عن مشاعره وفهم عواقب سلوكه، والمحافظة على علاقة دافئة إيجابية مع الطفل.
* الطفل صفحة بيضاء تشكلها التنشئة:
إن الأطفال يتصرفون حسب توقعك لتصرفاتهم وقدراتهم وخصوصا في السبع سنوات الأولى من العمر، فبناء على الدراسات 90% من البرمجة عن الذات (من نحن، وما قدراتنا وما عيوبنا ومقدار جمالنا؟) تتم في السنوات السبع الأولى من العمر. فالأطفال يؤمنون إيمانا راسخا بما تخبرهم به، فإذا أخبرته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة (بالحديث عنه مع الآخرين) بأنه عنيد، فسوف يكون كذلك، وإذا أخبرته بأنه خجول فسوف يكون كذلك، لهذا يجب على كل أب وأم الحذر من نوعية الرسائل التي تصل لأطفالهم؛ لأنها ستشكل معتقداتهم الداخلية عن أنفسهم وقدراتهم في الوقت الراهن وفي المستقبل، من هنا تبرز أهمية التنشئة الاجتماعية سواء من الأسرة النووية الأب والأم، أو الأسرة الممتدة وتشمل الجدة والجد والأعمام، وغالبا يؤمن الأجداد بأساليب تربوية كانت ناجحة في زمن تربيتهم للآباء، ويفرضون تلك الأساليب على أبنائهم وزوجاتهم لاتباعها في تربية الأبناء. وهذا الأسلوب خاطئ؛ فلكل جيل زمن مختلف عن الآخر. الأخلاقيات واحدة أصيلة مكتسبة، وتؤكدها التنشئة الإسلامية، ولكن لكل جيل سمات وخصائص تتشكل بما يتناسب مع متطلبات البيئة والزمن الذي يعيشه، لذلك تختلف تأثيرات الأسلاف التربوية من زمن لآخر ومن جيل لآخر، وما قد نجح في زمن قد لا ينجح في الزمن الآخر، لذلك ينصح أولياء الأمور بالاطلاع المستمر على نتائج الدراسات التربوية التي تطلعهم باستمرار على كل ما هو مفيد من أجل أجواء تربوية أفضل لأطفالنا تنتج جيلا مبدعا وواعيا وخلاقا بدلا من جيل منكسر منهزم أمام أي أزمة أو موقف يواجهه في الحياة، يعالج أموره بالعنف فقط والعنف لا يخلق إلا العنف، تلك مقولة شعبية هامة جدا في حياتنا العربية.
لذلك عزيزتي الأم أنصحك لتعديل أي سلوك غير مرغوب فيه بالأساليب التربوية التالية:
* القصص أسلوب تربوي ذكي في توجيه سلوك أطفالنا:
وتزداد سعادة الطفل بالقصص والاستماع إليها خاصة قبل النوم، فإنه يساعده على النوم باسترخاء وسعادة، كما توجه القصة سلوك الطفل، وتحكي أفكاره خاصة عندما تكون مناسبة لمرحلته العمرية، وتمتاز بهدف واضح وأساليب تربوية سليمة في توصيل الهدف لذات الطفل، وأثبتت الدراسات النفسية والتربوية في العالم أن أسلوب القصص من أكثر الأساليب نجاعةً في تعديل السلوك لدى الأطفال، خاصة القصص التي تتحدث عن حكايات تلمس واقع الطفل، وتلبي احتياجاته التعليمية والنفسية سواء من خلال قصص الحيوانات والطيور أو أطفال بعمرهم؛ حيث يؤكد علم البرمجة اللغوية أن أفضل وقت يكون فيه العقل الباطن متهيئا للبرمجة هو ما بين حالة اليقظة واستسلام الشخص للنوم. في هذه الحالة تستطيع برمجة الطفل من خلال القصة التي تذكر فيها ما تريد أن توصله لعقل الطفل الباطني.
• كذلك تستطيعين استغلال وقت ما قبل النوم بالحوار المباشر مع الطفل عن موقف أو سلوك إيجابي قام به في أثناء اليوم؛ مثل "أنت فعلاً طفل حبوب عندما ذهبت بسرعة وساعدت طفلا يبكي ومسحت دموعه، يجب أن تكون فخورا بنفسك".
• في أثناء نوم الطفل العميق رددي عبارات إيجابية في أذنيه لبرمجتها في عقله الباطن، مثل "ماما تحب خالد" أو "خالد يحب ابتسام وسامي"، بشرط عدم استخدام النفي فلا نقول: "خالد لا يضرب ابتسام وسامي"، وهكذا باستخدام عبارات الإيجاب وليس النفي.
* استخدام التغذية الرجعية:
لتشجيع السلوكيات الإيجابية بشرط التركيز على تشجيع السلوك والثناء عليه وليس على الطفل نفسه، أي التركيز على إيجابيات الطفل في شخصيته وسلوكه ولو صغيرة وإبرازها والتعبير عنها، وهذا كفيل بإزالة السلبيات.. ولعمل ذلك اتبعي الخطوات التالية:
- اربطي الصفة بسلوك صدر من الطفل فعلاً؛ وذلك حتى يتم تصديقها من قبل الطفل مثل: "أنت فعلاً متعاون" عندما يقدم مساعدة لك أو للآخرين، وكرري ذلك ثلاث مرات منفصلة، وهذا يضمن بإذن الله أن طفلك سوف ينطلق بالحياة وهو يؤمن بأنه يملك هذه الصفة.
- تحدثي عن هذه الصفة أو السلوك الإيجابي في طفلك مع شخص آخر كأبيه أو الأقارب والأصدقاء؛ فالطفل يحب أن يثبت ذاته ويتحدث عنه الآخرون، فهذا سيعزز السلوك الإيجابي لديه ويحد من السلوك السلبي.
مما سبق أتوجه لك عزيزتي الأم بالقول: إن مشكلتك هي مشكلة تعاني منها معظم الأمهات، ومما يزيد المشكلة سوءا الجو الموجِّه لسلوك الطفل لديك؛ حيث يتسم باللوم والعتاب والعقاب، وكأن الطفل لم يبلغ العامين فقط بل الست سنوات، وأكثر أسلوب العقاب أسلوب غير مجدٍ مع أطفال الطفولة المبكرة وهم من الميلاد حتى سن ست سنوات، وغالبا ما يتعلم الطفل في سنواته الست الأولى من خلال اللعب والقصة. وأسلوب العقاب أو كرسي العقاب كما ذكرتِ أسلوب خطير في هذا العمر؛ حيث إنه يعلم الطفل أن يواجه مشكلاته بالعقاب، وهنا أعني أنه لو طفل ما أخد لعبته يستخدم أسلوب الضرب لاسترجاعها، بالرغم من أنه من الممكن أن يستخدم أساليب أخرى لاسترجاعها، وتدل على إيجابية سلوكه.. مثل أن يشاركه اللعب فيها مثلاً.
وأؤكد لك أن الطفل يرغب دائما في ممارسة ما يمنعه عنه الكبار، لذلك ننصح الكبار بأن لا يستخدموا مع الطفل أسلوب النهي الذي أدركته من رسالتك أنك معنية بطفلك وبتعديل سلوكه والحفاظ على علاقات اجتماعية حميمة مع الأسرة، وهذا جيد، حاولي تعديل سلوك طفلك بالأساليب التربوية سابقة الذكر وكرري محاولاتك؛ لأن الطفل لا يستجيب من المرة الأولى ولا الثانية؛ بل يحتاج لتكرار التعلم حتى يصبح أفضل.
مرحلة الطفولة المبكرة (مرحلة طفلك) يتسم الطفل فيها بالغيرة والأنانية وحب الذات، ومواجهة اعتدائه على الآخرين بنفس الأسلوب أو بالنهي سيزيده إصرارا، لذلك أرجو منك أن يتسع صدرك لأخطاء الطفل، وأن تحاولي تعديلها بالحوار معه، وحاولي في أثناء الحوار أن تتواصل نظراتك مع نظراته، وتكوني دافئة قريبة منه ولا تشعريه بالنبذ وعدم التقبل؛ بل أشعريه بالحب والرغبة بأن يكون الأفضل، وهذا سيساعده في معرفة الخطأ من الصواب، ومستقبلاً يكتسب السلوك الإيجابي
ـــــــــــــــــ(104/114)
ما بين عملي والخادمة.. تتوه ابنتي ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم، بداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع المتميز والذي يندر وجوده في مثل هذا الوقت.
لا أعلم من أين أبتدئ بمشكلتي..
أنا أم لطفلين ولد في العاشرة وبنت في الرابعة، لقد عملت منذ أن كان عمر ابني 3 سنوات، وأشعر أنني لم أقصر بحق تربيته حتى الآن.
أما بالنسبة لبنتي فرح فقد كانت تقضي وقتا كبيرا مع الخادمة؛ وذلك لأن ساعات عملي كانت طويلة، ولكنني كنت أحاول جاهدة تعويضها هذا الوقت، إلا أنني بدأت أشعر أن طفلتي عنيدة جدا تحاول دائما إزعاج أخيها الأكبر لا تسمع الكلام، ومتمردة.
أحيانا كثيرة تقول لي "أنا لا أحبك"، علما أنني أعطيها الآن الكثير من الوقت وأخرج معها وأتقرب منها، ولكن قليلا ما أشعر أنها تحبني، كما أني أكثر من ترديد كلمة "أحبك" أمامها، ولكن دائما تقول لي: "أنت ليش بتروحي عالشغل؟".. أحاول أن أشرح لها: حتى أحضر لك الكثير من اللعب التي تحبينها، وأقول لها كل الأمهات التي نعرفها تعملن؛ حتى إنني ناقشت الأمر مع زوجي بأنني جادة في ترك الوظيفة في الفترة القادمة.
ابنتي لم تذهب إلى المدرسة حتى الآن، وزادت المشكلة أيضا عندما سافرت الخادمة قبل يومين؛ وهو ما يضطرني لأن أضعها عند أمي صباحا حتى أعود تقريبا الساعة الخامسة. وهي تحب شرب الحليب بالقنينة حتى الآن، ولا تريد تركها!.
كثيرا ما تتعارك مع أخيها، وإذا وقفت إلى صفها شعر أخوها بالظلم.. أرجوكم أرشدوني لأفضل طريقة يمكن أن أتعامل بها معهما؟.
سؤال أخير:
هل طفلتي تعاني من مرض نفسي ولا يمكن معالجته؟ خاصة -كما أقرأ- أن الطفل تتكون شخصيته وتكتمل في الخامسة من عمره؟.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة:
نرحب بك أيتها الأم الفاضلة ندعو الله عز وجل أن يعينك على حل هذه المعادلة الصعبة والتي تعانيها كل الأمهات العاملات؛ معادلة التوفيق بين هموم البيت ورعاية الزوج والأولاد من جهة، وهموم الوظيفة وضغط العمل من جهة أخرى!!!.
وأستشعر مدى هذا الصراع الداخلي الذي تشعرينه وأنت تطاردك قوتان رهيبتان تتنازعانكِ، وتنغصان عليكِ حياتك:
القوة الأولى: عقدة الذنب في الخوف من التفريط في حقوق البيت وواجباتك الأسرية.
القوة الثانية: في نفس الوقت يتنازعك ذلك الخوف من قرار ترك الوظيفة المحترمة وذلك الدخل المغري!!.
ويزيد الطين بلة؛ إذا كان هناك من يزيد من حيرتكِ ويؤثر على قرارات حياتكِ؛ وهو التأثير الخارجي ممن يلح ليل نهار، وينادي بضرورة استشعار المرأة باستقلاليتها وحقها في العمل!.
ولكن لا تنسي أن أعظم وظيفة هي ممارسة الأمومة الحقة وهي الدور المقدس؛ وهي أول أولوياتك! فإن استطعت التوفيق بينهما ونجحت في تحقيق التوازن فذلك طيب جدا؛ وعندها تعتبرين نفسكِ قدوة لمن هن في مثل ظروفك!!.
ولا ننسى أن ممارسة الأمومة الحقة قد يقوم بها بعض الأمهات العاملات بمهارة، ويفرط فيها الكثير من الأمهات اللاتي لا تعملن وتجلسن في البيوت في سلبية! فالأمومة فن ومهارة ووظيفة عظيمة ودور مقدس وتشريف رباني. ولا نملك لكن إلا الدعاء، في هذا الصراع الرهيب والتنازع بين القوتين، وأن نحاول معاونتكن على تربية أبنائكن.
لكنني تعجبت جدا عندما وصفت الصغيرة ذات السنوات الأربع، ببعض السلوكيات المقلقة؛ فتقولين إنها:
عنيدة، متمردة، لوَّامة لأمها، تكثر من الشجار مع المحيطين، متمسكة بالرَّضَّاعة رغم سنها المتقدم.. ثم نأتي إلى بيت القصيد؛ وهو سؤالك: هل (فرح) الحبيبة الصغيرة الغالية مريضة نفسية؟.
دعيني أذكركِ بكيفية التعامل مع أي مشاكل سلوكية يتعرض لها أبناؤنا؛ هناك خطان رئيسيان من الضروري أن نسترشد بهما:
الخط الأول: معرفة المنهجية الرباعية الذهبية للتعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية؛ وذلك من أجل البحث عن الحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة؛ والتي يجب أن تتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:
1- فهم المرحلة السنية التي يمر بها الطفل وسماتها وخصائصها المميزة واحتياجاته فيها.
2- كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية، ومهارة إشباع هذه الاحتياجات.
3- فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
4- محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة.
الخط الثاني: القواعد الذهبية لفهم سلوكيات الأبناء:
فأي سلوك غير سوي عند الأطفال له أكثر من سبب:
(1) قد يكون مجرد سلوك طبيعي لمن هم في مثل سنهم؛ أي قد يكون سمة وصفة لمرحلته العمرية إن نحن درسناها وفهمناها؛ لهذا يجب أن نراجع معرفتنا بطبيعة سن الأبناء.
(2) قد يكون مجرد رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه؛ لهذا يجب أن نراجع أنفسنا؛ فقد تكون سلوكيات أبنائنا مجرد رد فعل لأخطائنا التربوية معهم.
(3) قد يكون مجرد مخرج للهروب من واقع نفسي أو أسري أو بيئي يواجهه؛ لذا يجب علينا أن نحاول تنشئتهم في بيئة طبيعية سوية بعيدة عن مشاكلنا.
(4) قد يكون مجرد طريقة أو وسيلة دفاعية تجاه تعامل الآخر معه، والحل هو أن نواجه أنفسنا قبل أن نلومهم؛ فقد تكون سلوكياتهم ثمرة لتعاملنا غير السوي معهم.
(5) قد يكون مجرد سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه، والمطلوب هنا هو أن نبحث عن أصل المشكلة؛ فقد يكون عنادهم وتمردهم وسلوكياتهم المقلقة مجرد رسالة لنا!.
أما بالنسبة لفرح، فكيف يمكن أن نفهم المرحلة السنية لها؟.
الخطوة الأولى:
أن نعرف أهم وأبرز سمات وخصائص واحتياجات هذه المرحلة (4) سنوات:
(1) الجانب العاطفي (النفسي والاجتماعي):
1- صعوبة في مشاركة المشاعر مع الآخرين.
2- الخوف من الارتفاعات، والفشل، والمواقف الجديدة.
3- الخجل.
4- يبدأ تأسيس الجانب الأخلاقي.
5- يقل العنف البدني والحركي.
6- يزداد العنف اللفظي.
7- يفضل اللعب في مجموعات صغيرة أو وحيدا.
8- يحتاج إلى تشجيع وتحفيز دائم.
(2) الجانب الفكري:
1- تزداد القدرة على التعبير عن الرأي لفظيا ولكن بدون تركيز.
2- وقت الاستماع أقل من (30) ثانية فقط.
3- المحاولة والخطأ وسيلة اكتشاف العالم.
4- اللعب الحر والتفكير الخيالي.
5- يمكنه اتباع التعليمات ولكن لا تزيد عن فكرتين.
6- يستخدم الأسئلة والطلبات والأوامر كوسيلة اتصال بالعالم المحيط: لماذا؟ متى؟ أريد...
7- يجمع الكثير من المعلومات والرموز في عقله ولكن بدون منطق في الفهم أو الربط بينهما. (مرحلة التلقي والتكديس).
الخطوة الثانية:
كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية، ومهارة إشباع هذه الاحتياجات.
1- الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2- تلقينها القيم الطيبة.
3- عدم اللوم.
4- معاونتها في الترويح واللعب.
5- احترام تجاربها وتجنب تخطيئها.
6- الاستماع الجيد لها.
7- الحوار والإجابة عن أسئلتها.
8- احترام خصائص وسمات مرحلتها.
الخطوة الثالثة:
فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت مشاكل الطفلة.
1-المرحلة السنية التي تمر بها الصغيرة الغالية، وعدم فهمها من قِبَل الوالدين؛ وهو ما أدى إلى نوع من الجفاء وزيادة الفجوة بين العقليتين؛ لدرجة اتهامها ظلما بأنها مريضة نفسية!.
2-التجربة المريرة في تركها مع الخادمة الأولى ثم الثانية ثم مع الجدة الطيبة: تُرى ما هو نوع الحديث المتبادل بين هذه الأجيال؟ وما هي الوصايا التي تلقيها الخادمات لأبناء المسلمين والمسلمات العاملات منهن والمشغولات؟!.
3-ليتكم تفهمون أن السلوكيات المقلقة لكم مثل العناد والتمرد والشجار مجرد سمات لمرحلتهم السنية.
4-وليتكم تفهمون أن هذه السلوكيات المقلقة لكم مجرد رسائل للوالدين وللمحيطين؛ حول أوضاع الأسرة الخانقة لهم والمضيقة عليهم.
الخطوة الرابعة:
محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة:
1- فهم المرحلة السنية للطفلة جيدا.
2- إشباع حاجاتها النفسية في هذه المرحلة الغضة والجميلة.
3- الاقتراب منها أكثر وفهمها أكثر والحديث معها أكثر، وحمايتها من الخادمات الغريبات المخيفات أكثر!!!.
4- ثم نبشركِ أن فرح ليست إلا مجرد طفلة طبيعية لا تجد من يفهم رسائلها الذكية والمتكررة!!.
وأخيرا إليك بعض النصائح الذهبية للتعامل مع فرح في هذه المرحلة:
1- اقتربي منها وأعطيها قدرا من الأمان يقيها من الخوف من البيئة.
2- اصطحبيها إلى مجالس الكبار: فتتعود على مقابلة ومعاملة الأقارب والغرباء.
3- اصطحبيها إلى زيارة الأقارب.
4- كافئيها على كل مهمة تنجزها، وكل عمل جيد تقوم به: فهذا يشجعها ويحفزها ويدعمها إيجابيا.
5- احفظي سرها ولا تكشفي أفعالها السلبية أمام الغير: فهذا من شأنه أن يعطيها الأمان والشجاعة وعدم الخوف من الآخرين.
6- لا تتصيدي زلاتها: وأعطيها قدرا من الخطأ المقبول.
7- القراءة الدائمة في موضوع تربية الأبناء ويا حبذا حضور أي دورة في فن التعامل مع الأبناء.
8- طالعي الردود الخاصة بمشاكل شبيهة بمشاكل الحبيبة فرح؛ في استشاراتنا السابقة.
9- الدعاء الدائم لأولادنا بأن يبارك فيهم ويعينهم؛ ولا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا".(الفرقان: 74) فسيكونون بحوله وقوته سبحانه، قرة أعين لوالديهم ولأمتهم، وسيكونون للمتقين إماما؛ علميا وخلقيا وسلوكيا وحركيا.
10-واظبي على الأذكار خاصة أذكار النوم يوميا.
ـــــــــــــــــ(104/115)
التفرغ للأمومة.. عندما يكون فرضا ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله..
جزاكم الله خير الجزاء..
مشكلتي أني قررت مؤخرًا الانقطاع عن عملي بسبب نوعية عملي الربوي فقررت تركه إرضاء لله سبحانه..
ولي من الأطفال ثلاثة، أضعهم في الروضة منذ ثلاثة أشهر. ابنتي الكبرى 8 سنوات، وابني 3 سنوات والصغرى سنة.
تعبت وحرم أطفالي من حنان الأمومة، فابنتي الكبرى ذكية لكن بدا يظهر عليها التعب من كثرة التمارين التي تقوم بها، وصحتها ضعيفة؛ ليست لديها شهية للأكل، لا تحب الضوضاء، تحب الانعزال، وتحب أن أعاملها وكأنها طفلة؛ فقد كانت ولادتها صعبة، فقد ولدت عن طريق عملية قيصرية بعد محاولات بأن تكون الولادة طبيعية لكن دون جدوى.
لا أعرف هل بعدي عنها أثر عليها، أم أن تأنيب المدرسة لها لبطئها في حل أي تمرين هو السبب؟ تقول لي المدرسة في بعض الأحيان إنها تدرس جيدا، ولكن مستواها ما زال يقل ولا أدري ما العمل؟
سؤالي الثاني عن ابنتي الصغرى، وهي الآن تذهب للحضانة مند السابعة والنصف صباحا حتى السابعة مساء، هل هناك مشكلة في إن أجلستها معي بالبيت عندما أترك عملي لحد سن الرابعة وأدخلها المدرسة بعد ذلك؟ هل سيؤثر ذلك عليها؟
وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د.نعمت عوض الله ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
ابنتي العزيزة..
الحمد لله أنك وجدت سببا يدفعك لترك هذا العمل الذي لا يسمح لك بالبقاء مع أولادك أكثر من ساعتين يوميا، طبعا أنت تتركينه لأنه ربوي... وبالتالي سيرضى الله عنك بهذه التضحية.
وأنا أقول لك إنه كان يجب أن تتركيه منذ زمن حتى لو كان عملك هذا في مسجد... أيضا إرضاء لوجه الله سبحانه وتعالى حتى لا تتركي ثلاثة أطفال يوميا من السابعة إلى السابعة وكأنهم أيتام..
المهم أنك قررت العودة...
ابنتك الكبرى وبما أنها أصبحت تلميذة في المدرسة... وهي بطيئة في حل التمارين ولا علاقة لولادتها بعمليه قيصرية بذلك - إذا كنت تريدين أن تلقي بالسبب على إصابة ما حدثت لمخها أثناء الولادة- فابنتك بطيئة وانعزالية، يا ابنتي مثل أي يتيم لا ناصر له ولا معين ولا صدر حنون ولا ابتسامة تتلقاها صباحا ومساء.
أما الآن وقد أصبحت ربة بيت... فأعتقد أن أحوالها ستنصلح كثيرا مع قليل من الجهد منك لمنحها الثقة والأمان، فلن ينهدَّ العالم إذا لم تحصل على درجات عالية في الرياضيات ومازال العمر أمامها مديدا إن شاء الله لتثبت تفوقها، اجعلي همك الآن إعادة التوازن النفسي إليها بكثرة الكلام معها واحتضانها، وملاعبتها، والاهتمام بكل أمورها، ولا توبخيها على ضعف مستواها الدراسي، فقط أشعريها بحبك الذي غالبا لا تعرف له طعما حتى الآن..
أما الابنة الصغرى.. فلم أفهم لماذا تريدين أن تظل في الروضة مع بقائك في البيت؟ طفلة عمرها سنة اسمها في اللغة رضيعة، أي أن من حقها الرضاعة يشرع الله حتى الآن... وإذا كنت قد فطمتها عن الرضاعة، وبدأت تأكل فهذا ليس معناه أنها نفسيا تختلف كثيرا عن أي رضيع يحتاج أن يلتصق بأمه من آن لآخر فقط لمجرد أن يلتصق بها.
لم أفهم ما الذي يدعوك لعزلها في الروضة حتى أنك اعتبرت عودتها إلى حضنك في البيت سؤال يحتاج إجابة؟
طبعا دعيها معك في البيت حتى لا تدخل في المشاكل التي دخلت فيها أختها... وإذا كنت تبحثين في الروضة عن بعض اللعب أو المشاركات التي تنمى الذكاء فلا مانع أن ترسليها ساعتين أو ما شابه في بعض الأيام، ولكن هذا بعد أن تقترب من سن الثانية وليس الآن
لم تذكري أي دور أو تواجد لزوجك مع أنك أقررت في بداية الرسالة أنكم أسرة مستقرة، أتمنى أن يحاول هو أيضا على الأقل في يوم الإجازة أن يحصل على دور في حياة أبنائه
وأرجو أن تتابعي ابنك عن قرب، لا يبدو أنه لديه حاليا أي مشكلة وهذا فضل من الله، ولكن تابعيه هو أيضا وامنحيه حبا وحنانا واهتماما.
الخلاصة يا ابنتي:
ابذلي مجهود في الفترة القادمة لتعيدي الاستقرار والتوازن النفسي والشعور بالدفء والأمان إلى بيتك وأبنائك..ونحن معك .
ـــــــــــــــــ(104/116)
امتحاناتي وسفري وابنتي.. ماذا أفعل؟ ... العنوان
أنا أم لطفلة في عمر السنة والنصف وأنا منتسبة في السنة الثانية، ودراستي تحتم عليّ أن أسافر لمدة شهر لكي أقدم الامتحانات وأنا قلقة جدًّا على طفلتي لأني سأسافر وسأتركها عند أمي لمدة شهر أو يزيد.
ما هو تأثير غيابي عنها لمدة شهر وهي في هذه السن الصغيرة؟ وما هي إجراءات الأزمة لكي أمهد لها سفري، مع العلم أنها تحب أمي ومتعلقة بها، لكن ولا شك أن تأثير غيابي عليها سيكون كبيرًا، وقد أوصيت زوجي بالعناية بها والمرور كل يوم والاطمئنان عليها، كما أوصيته أن يأتي بها كل يوم إلى حيث نعيش.
أرجو الإجابة بشكل سريع، مع الشكر الجزيل.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د.نعمت عوض الله ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم يا أم سارة..
قرأت سؤالك، ورأيت فيه ابنتي ومخاوفها في أيام امتحاناتها من ترك ابنتها والابتعاد عنها ليس فقط جسديًّا نظرًا للمسافة، ولكن أيضا فكريًّا وذهنيًّا؛ نظرًا لانشغال العقل بأشياء أخرى.
يا ابنتي..
في سن سنة ونصف تستطيع ابنتك أن تقول بعض الكلمات وربما الجمل، ولكنها لا تستوعب الحوار الطويل.. إذن فالتمهيد لها لن يعتمد كما نفعل مع الأكبر سنًّا على الحوار والتفاهم ومحاولة الوصول بالأفكار إليهم.
إن سؤالك: "ما هو تأثير غيابي عليها؟" أوحى لي أنك تخافين عليها هي أن يصيبها هذا الغياب بمشكلة في شخصيتها، ولكن سامحيني يا ابنتي ليس هذا هو مربط الفرس... إن أثر غيابك عنها لمدة شهر قد يظهر في علاقتك بها وعلاقتها بك، وإن شاء الله سنحاول أن نختزل ذلك إلى أقل القليل، ونتعلم أن نتدارك آثاره، ولكنها هي شخصيًّا ستتكيف مع والدتك ما دامت تحبها ومتعلقة بها.
لا أنصحك أن يأخذها زوجك يوميًّا إلى بيتكم الأصلي، فلا تضغطي على أعصابها وعقلها وهي لا تستطيع أن تستوعب بعد ما الذي يحدث... دعيه يمر عليها في بيت أمك، ولكن لا يذهب بها إلى حيث كنتم تعيشون.
والآن يا ابنتي..
أعتقد أنه ما زال أمامك بعض الوقت إلى موعد السفر للامتحان.. أرجو أن تنتقلي بابنتك إلى بيت أمك من الآن، واجعلي روتين يومها قريب مما سيحدث حين تسافرين، بمعنى دعي والدتك تراعيها وأغلقي على نفسك مكان للمذاكرة... هذا لا يتم دفعة واحدة، بل بالتدريج: حاولي سحب دورك وإحلال والدتك مكانك... فإذا كانت تستيقظ لتأخذ حمامًا مثلاً، ثم تتناول طعام الإفطار... فابدئي بإشراك والدتك معك، ثم انسحبي تدريجيًّا... حتى تقوم والدتك لابنتك بكل ذلك مع وجودك في المنزل.
اخرجي إليها من حيث تذاكرين من آن لآخر، ولكن لا تدعيها تعرف كيف تصل إليك إلا إذا اضطررت لذلك أو لم تسمح الظروف.. وإذا كان بيتك قريبًا يمكنك الذهاب للاستذكار هناك.. والاتصال بها تليفونيًّا من وقت لآخر، ثم العودة إليها.. هذا يشبه إلى حد ما لعبة الاختفاء التي نلعبها مع الأطفال... وهي أحد الألعاب التربوية الرائعة في فتح عوالم أخرى أمام الطفل غير عالم أمه.
وهكذا يا ابنتي تدريجيًّا دعيها تعتاد على تولي والدتك لكل أمورها أثناء وجودك الذي سيقل رغم ظهورك في يومها من آن لآخر.
في هذه الأثناء على زوجك المرور عليها بعد العمل كما هو متفق... ويقضي معها بعض الوقت.
فإذا سافرت إلى حيث امتحاناتك.. كان كم المتغيرات في حياة الطفلة بسيط وتدريجي... فهي اعتادت أثناء وجودك على نظام بيت والدتك، وهي تعرف أنكما هناك لسبب ما وإنك أحيانًا تبتعدين، ولكنك دائمًا تعودين للظهور.. وإنك تتصلين بها هاتفيًّا، وهذا أسلوب جديد للتواصل بينكم.
الخلاصة يا ابنتي:
اذهبي إلى بيت والدتك قبل سفرك بوقت كاف وابدئي تدريجيًّا في عمل هذا الإحلال أثناء وجودك في نفس البلدة، ثم بعد ذلك سافري بالسلامة وإن شاء الله تؤدين أداء ممتازًا، ولتكن عودتك أيضا بتدريج أقل، ولكن لا تنتزعيها فجأة من حضن الجدة؛ لأن الصغيرة لا تستوعب التغييرات المفاجئة، أي عودي إلى بيت والدتك ليوم أو يومين قبل أن تأخذيها مرة أخرى إلى بيتكم.
وإن شاء الله العام المقبل تكون أكبر سنًّا، ويصبح وقتها الجو مناسب لتهيئتها بحوار هادئ ولطيف وحنون.
ـــــــــــــــــ(104/117)
عن السرقة والانطواء.. سؤال جديد من صديقة قديمة ... العنوان
الأخت العزيزة/ أ.عزة تهامي
تحية من القلب لكم جميعًا لكل ما تبذلونه من جهد ساعدني كثيرًا، وخفف عني كثيرًا
أود أولا أن أذكرك بي، فأنا صاحبة استشارة (إستراتيجيات التركيز والانتباه) ومتابعاتها؛ والحمد لله وبفضل سيادتكم قد تجاوز محمد كثيرا من الملاحظات نتيجة لإرشاداتكم وقرأت الاستشارات الخاصة بمثل هذه المشاكل؛ لذلك لم أكتب لسيادتكم لأنه لم يكن موجودا شيء ملحوظ للكتابة عنها.
ولكن سيدتي تبدأ المشكلة وهى التي أدارت الدنيا من حولي فلا أعرف كيف أتصرف وماذا أفعل. والمشكلة هي:-
منذ فترة بدأ محمد يرجع من المدرسة -هو الآن بالصف الثالث الابتدائي أي (8 سنوات)- ومعه بعض اللعب، وعندما أسأله من أين هذه؟ يقول إنه أخذها من صاحبه. وعندما أقوم بتفتيش ملابسه من دون أن يعلم أرى معه بعض الجنيهات، وعندما أسأل يقول: ادخرتهم من مصروفي!
وهنا بدأ قلقي يا سيدتي، كنت قد قلت لي إنه يجب أن يعتمد على نفسه، ولتقوية شخصيته فأجعله بين الحين والآخر يذهب ليشتري لي بعضا من متطلبات المنزل.. فإذا به يذهب ويتأخر لأكثر من ربع ساعة، مع العلم أن السوبر ماركت لا يبعد عن المنزل سوى دقيقتين، وعندما أسأله لماذا تأخرت مرة يقول بأنه كان يبحث عن المشتريات! ومرة أخرى بأنه ذهب إلى محل الألعاب ليبحث عن لعبة كان يريدها، ولكنه جاء في يوم وهو يخبئ شيئا ما، فتحدثت إليه وكأني لم ألحظ شيئا، وفى غفلة منه ذهبت إلى المكان الذي خبأه فيه لأجد لعبة جديدة، فأخذتها وذهبت إليه وسألته عنها فارتبك وقال أخذتها من صاحبي، فقلت له إذن لنذهب ونرجع هذه اللعبة لصاحبك الآن ولا تأتي بأي شيء من صاحبك هذا، وهنا رد بالكذب وقال: لا، فصاحبي ذهب في مشوار مع والديه!
ولكني لاحظت الكذب على وجه فبادرته بالسؤال وكأني أعرف الرد: أنت أخذت هذه اللعبة من المحل بدون أن تدفع له الفلوس؟ فارتبك بشدة، وهنا لم أصدق نفسي.. فقد قلت هذا فقط لأعرف إن كانت فعلا من صاحبه أم لا، ولكن لم أفكر أبدا في أنه سرق هذه اللعبة، فقال: سوف أقول لك بصراحة، أنا فعلا أخذتها.
وهنا دارت الدنيا بي فهل أصبح ابني سارقا؟
جلست بجانبه وعاتبته وقلت له هل أنا أو بابا نحرمك من شيء؟ فقال لا، مع العلم بأنه منذ أقل من أسبوع أو أسبوعين اشترى والده له لعبة كان فعلا "نفسه فيها" وهي قيمة ولا أحد من أصحابه لديه مثلها، وقد كان سعيدا بها جدا؛ فسألته إن كان قد طلب مني يوما شيئا ولم أحضره له فقال لا؛ وحينها تحدثت معه عن الإسلام وكيف يحرم هذا وأن الله سوف يعاقبه ويدخله النار مهما عمل من حسنات، لأن الله لا يحب السارق، فوعدني ألا يفعل هذا مرة أخرى على ألا أقول لوالده.
وهنا أعطيته النقود وطلبت منه أن يذهب إلى المحل ويعتذر للبائع ويرد له المبلغ على أنه نسي دفعها، وتم هذا بالفعل.. وقررت ألا أخبر والده لسببين الأول:
1. إذا عرف والده فسيضربه، وأخشى أن يعتاد أن يسرق ثم يضرب بعد ذلك، وهذا ليس بعلاج.
2. أنه يعرف أن من يقول الصدق ينجو ولأنه وعد بألا يفعل مثل هذا مرة أخرى.
ولكن سيدتي في الأسبوع السابق عرفت أن محمدا سرق مرة أخرى فقلت له بعد أن أغلقت الغرفة حتى لا يسمعنا أحد وسألته إن كان أخذ ما سرق كما المرة السابقة فكان رده: "رحت في داهية" طبعا ستقولي لبابا! فنظرت إليه بغضب وقلت أهذا ما يهمك؟ ألم تعدني بعدم السرقة لماذا عدت إليها؟ فرد "لا أعرف".
وأنا أيضا سيدتي لا أعرف ماذا أفعل..؟! أفيديني بالله عليك فأنا لا أذوق طعم النوم.
عذرا على الإطالة سيدتي.. ولكن هناك مشكلة أخرى:
ذهبت أنا ووالده إلى حفلة بالمدرسة ففوجئت بالآتي:-
قابلت المدرسين فإذا بهم يقولون بأن محمدا انطوائي لا يريد أن يلعب مع أحد أو يشارك في أي لعبة خاصة بالمدرسة، مع أنه في الشهر السابق فقط حصل على ميدالية لفوزه بمسابقة الرياضة بالمدرسة.. وإذا بالأخصائية الاجتماعية تقول لي إن محمدا أخذ من صديق له بالفصل مبلغا من المال ولم يرده له، وعندما اشتكاه صاحبه حلف وأنكر أنه أخذ منه شيئا، وعندما هددته الأخصائية بإخبارنا ساومها بأن يقول الحقيقة على ألا يخبرونا ووعد بإحضار المال له، وفعلا أعاده بعد أن أخذ مصروفه منا.
بالمناسبة.. أحرم محمد أحيانا من مصروفه اليومي إذا فعل ما يغضبني أو يغضب والده، أخبرت الأخصائية بذلك فوضحت لي أن هذا خطأ فالطفل يحب أن يصرف كباقي زملائه وهذا يشعره بنقص وحرمان.. فقررنا ألا نقطع عنه المصروف بعد ذلك.
ولكن سيدتي.. كيف حدث كل هذا؟
هل الخطأ مني أم من والده؟ إن والده حنون جدا ولكنه شديد جدا ولا يسمح لمحمد أبدا بالنقاش ولا بالكلام وتوضيح ما يريده سواء كان محمد غلطان أم لا؛ وعندما أطلب منه أن يستمع له يبدأ الشجار ويقول لا تعدلي علي أمام الولد.
قرأت كثيرا من المشاكل خاصة بهذا الموضوع ولكني لم أستفد إلا قليلا، بالله عليك ساعديني لكي لا أفقد ابني.
آسفة لإطالة رسالتي عليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدة الدءوب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افتقدت رسائلك كثيرا فعود حميد، واسمحي لي أولا أن أعتذر عن التأخير؛ فبسبب مشكلة ما بالكمبيوتر لم تصلني رسالتك إلا منذ ثلاثة أيام.
وأثني بشكرك، وأشعر حقا بالفخر بأم مثلك دءوبة مثابرة تسعى دائما لتنشئة أطفالها تنشئة صالحة فأعانك الله.
وبتحديد النقاط برسالتك نبدأ الرد كما تعودنا دائما، وتتبلور في:
أخذ محمد بعض الأشياء دون استئذان أصحابها (السرقة)
عدم اندماجه وتفاعله مع الآخرين (الانطواء بالمدرسة)
أما بالنسبة للسرقة فهي من أهم مشكلات هذه المرحلة فكثير من الأمهات يشكين هذه الظاهرة لدى أولادهن خاصة في هذه المرحلة العمرية وهناك دوافع عديدة للجوء الأطفال للسرقة فهناك دافع التدليل الزائد ودافع الشعور بالحرمان ودافع الغيرة ودافع الانتقام ودافع جذب الانتباه ودافع التقليد ودافع التنفيس...الخ
وبالنسبة لحالة محمد فهناك سببان للجوئه لمثل هذا الفعل أو بمعنى أدق سبب ودافع:
أما السبب فيكمن -في وجهة نظري- في مفهوم ثقافي سائد بين معظم الآباء والأمهات، ليس في المجتمع المصري فحسب بل في مجتمعاتنا العربية، ألا وهو الشعور بأننا لا نريد أن نحرم أولادنا من شيء طالما كان في إمكانياتنا المادية أو حتى إذا لم يكن في إمكانياتنا مادمنا نستطيع توفيره بقليل من التضييق والتضحية والتنازل من جانب الوالدين لكي لا يشعر الأبناء أنهم محرمون أو أنهم أقل من أترابهم وهذا ما عبرت عنه في رسالتك بمنتهى التلقائية حينما سألت ابنك سؤالا مباشرا: "هل أنا وبابا نحرمك من شيء" واتضح هذا الأسلوب التربوي أيضا -الذي لدي كثير من التحفظات عليه- في قولك: "إننا اشترينا له لعبة كان فعلا (نفسه فيها) وهي قيمة ولا أحد من أصحابه عنده مثلها" هنا بالضبط مكمن الداء سيدتي، فنحن نشعر بوجيعة كبرى وإحساس بالتقصير عندما يطلب منا أطفالنا مطلبا ما وليكن لعبة مثلا ولا نستطيع شراءها لهم وتهتز الأرض من تحت أقدامنا ونشعر بالذنب لأننا لم نلب له هذه الرغبة البسيطة ونعتذر لهم وجبيننا يقطر عرقا من الخجل والأسف لأننا لا نستطيع أن نحقق لهم هذا الطلب.. كل هذه المشاعر تنتقل لأطفالنا، ولذا يشعرون بأننا مقصرون بالفعل تجاههم ومن ثم يلجئون إلى السرقة أو إلى إشباع احتياجاتهم التي يقصر في تلبيتها الآباء.
هذا من ناحية السبب، أما من ناحية الدافع فقد وجدت أن هناك أكثر من دافع ربما يكون وراء ما أقدم عليه محمد فربما مازال يشعر بالغيرة من أخويه، وربما -وبرغم التركيز عليه– يشعر بعدم الاهتمام مما أدى إلى محاولة جذب الانتباه ولفت النظر بهذه الوسيلة، وربما عدم إدراكه بشكل واضح حدود ملكيته وملكية الآخرين خاصة حينما يستخدم أحد أفراد الأسرة أغراض محمد دون استئذان واضح لمحمد.
أما وقد اتضحت هذه النقاط فتعالي الآن لنستعرض خطوات الحل:
وسأبدأ معك بتوجيهات عامة يجب مراعاتها بشكل عام ثم بتوجيهات خاصة لحالة محمد وهذه التوجيهات العامة هي:
* توزيع الاهتمام بأطفالك جميعا حتى لا يشعر محمد بأنه خارج نطاق الاهتمام وأعني بذلك الحديث والحوار معه عما يهتم به بل والاهتمام بما يهتم به واللعب والتنزه معه ومعاملته على أنك تفخرين بكونه على مشارف الشبيبة والرجولة.
* عدم الإفراط أو التفريط فلا يجب الاهتمام به لدرجة التدليل وإهدار حقوق أخويه وفي نفس الوقت لا يصح تجاهله أو تجاهل مشاعره.
* الاشتراك –جميعكم- في اللعب والمرح وإلقاء الطرائف والفكاهات (أرجو أن تكوني قد اطلعت على الموضوعات الخاصة بتنمية قدرات ابنك عن طريق اللعب كما ذكرت لك في استشارة سابقة بل أرجو أن تكوني بدأت في تنفيذ ما طرح فيها من اقتراحات لأن اللعب ليس أمرا ترفيهيا مسليا وينمي قدرات طفلك فحسب بل هو أسلوب علاجي أيضا)
* أن يحدد له مفهوم ملكيته وملكية الآخرين وما هي الأشياء المتاح استخدامها لجميع الأسرة وما هي الممتلكات الخاصة بكل شخص ولا يصح استعمالها إلا بعد الاستئذان وأن تحترم ملكياته ويحدد له بعض الأشياء الخاصة به (فرشاته – ملابسه – أدواته – لعبه...)
* خلق روح الألفة والدفء والابتعاد عن جو الإرهاب والرعب.
*عدم التشهير بالطفل حينما يلجأ لمثل هذا التصرف.
* اختيار بعض القصص التي تدل على الأمانة واختيارها بحذق ومهارة ولا داعي أثناء سردها التعريض بالطفل وبما فعله.
أما بالنسبة لحالة محمد بعد أن نراعي كل ما سبق فاسمحي لي أولا أن أوضح ما يجب تجنبه في المستقبل إذا صدر منه هذا الفعل لا قدر الله:
تجنبي استجوابك له وكأنه متهم في قفص الاتهام وبحثك في أشيائه لتخرجي له ما خبأه وتواجهيه بها ليقر أمامك بما فعل، فهذا يلجئه للكذب في بادئ الأمر والكذب هو بداية كل شر، كما أن هذا الاستجواب يجعله بعد ذلك أكثر حذقا ومهارة في كيفية التخلص من الموقف وبمهارة أعلى في الحيطة والمداراة.
إن خوفنا بل رعبنا الشديد –سيدتي– من أن يصبح أطفالنا لصوصا صغارا تجعلنا أحيانا نفقد صدقنا معهم بل ونهول لهم عاقبة السرقة نتيجة لتجريم الدين والقانون بل والعرف أيضا لهذه الفعلة، ومن ثم فقد لجأت –ودون قصد بالتأكيد- إلى إعطاء معلومات دينية غير صادقة لابنك فمن قال إن الله لا يغفر أو لا يسامح السارق حتى إذا تاب، فأنت بذلك أغلقت لابنك بابا كان يمكن أن ينفذ منه لكي يكف عما فعل، فبالله عليك لو كنتِ مكان ابنك وسمعتِ أن الله لا يسامح السارق مهما فعل وأن من يفعل ذلك سوف يدخل النار مهما أتى من حسنات ألا تسألين نفسك ولماذا أكف إذن مادام لا فائدة لأي عمل صالح أقوم به؟! ألسنا بذلك نضيق ما وسع الله! ونجعل أبناءنا ودون أن ندري لا يحبون الله الذي لا يرضى مهما حاولنا إرضاءه -حاشا لله-!
هل عرفت الآن سيدتي لماذا ينفر أبناؤنا من الدين حينما يكبرون، وكيف نكذب على أولادنا لكي نعلمهم الأمانة والصدق!
أنا مع زوجك في عدم مراجعتك أسلوبه التربوي مع ابنه أمامه –أي أمام الابن- وإذا كان زوجك يأبى سماع النصيحة فربما لأنك تقولينها بصفة أستاذ يعلم تلميذه، ولا أعني أنك تقولينها بغلظة أو بطريقة غير لطيفة ولكن بصفة الأستاذية أي كمعلم ومربٍ له وهذا أمر لا يرضاه الزوج بالطبع. وإذا لم تعرفي مدخل زوجك في كيفية تلقي النصيحة منك فلا داعي لنصحه، لكن عليك أنت أن تنتبهي لكل النقاط السابقة والتي اتضح لك أن كثيرا منها يدخل في إطار تعاملك أنت مع الطفل فإذا فعلت ذلك فسيتغير زوجك من تلقاء نفسه إن شاء الله.
كان هذا عما يجب تجنبه أما ما يجب عمله:
دعي الحديث عن أمر السرقة تماما ولا تذكري لابنك عنها شيئا، ولكن عليك أن تراقبي ابنك دون أن يشعر وأكرر دون أن يشعر فإذا ما وجدت في أدواته أو لعبه أو حقيبته شيئا ليس ملكه فلا تسأليه عنها وتظاهري أنك لم تريها واتركيها في مكانها حيث خبأها.
عند النوم (ليس في نفس اليوم الذي رأيت فيه ما أخذه محمد) ابدئي في قص بعض القصص التي تدل على الأمانة واجعليها على لسان الحيوانات لأنها أحب إليهم ولتكن عن الدب الطيب (وهي قصة ألفتها لتعلم الأطفال الأمانة بأسلوب تربوي صحيح) وهي:
كان هناك دب طيب تحبه كل حيوانات الغابة لكنه لم يشعر بذلك لأن كل الحيوانات كانت مشغولة في ميلاد ابن ملك الغابة وأخذ هذا الدب يردد في نفسه أنا لا يحبني أحد وجلس حزينا ثم فكر في فكرة ربما تلهيه عن هذا الحزن وقال سوف أذهب لصديقي القرد وأستعير منه الناي الذي صنعه فأنا أحب أن أعزف عليه لكنه لم يجد القرد ووجد الناي فأخذه وانصرف، ولكنه بعد أن عاد إلى بيته اكتشف أن ما ارتكبه كان خطأ كبيرا ففكر أن يعود إلى مسكن القرد ويعيد الناي لكنه وجد القرد قد عاد، فارتبك وخاف أن يعيد إليه الناي، وانصرف وهو حزين وجلس في بيته ولم يعد يخرج منه، أما القرد فقد حزن لفقده الناي وأخذ يبحث عنه في كل مكان فقد كان يحب هذا الناي حبا جما؛ لأنه هو الذي صنعه بنفسه. لاحظت الحيوانات غياب الدب فقرروا زيارته للاطمئنان عليه وقرر القرد أن يذهب معهم رغم حزنه على نايه الذي فقده، وفي أثناء جلوس الدب في بيته وحيدا طرقت الحيوانات الباب فذهب متثاقلا ليفتح، وكان لا يرغب في ذلك، فمن عساه سيأتي إليه، ففوجئ بكل حيوانات الغابة فاندهش وفرح فرحا شديدا، ثم تذكر أنه لا يستحق هذا العطف منهم وتذكر ما فعله فازداد حزنا. سألته الحيوانات عن سبب غيابه فلم يستطع الجواب وأطرق خجلا، فقالت الغزالة ماذا أصابنا؟ أنت حزين والقرد حزين..
هل تعرف أن نايه الذي ظل يصنعه بنفسه فترة طويلة وكان يسعدنا به في وقت السمر قد ضاع منه، أطرق الدب وأجاب دون وعي: أعلم هذا، فنظروا إليه جميعا في استغراب فقد ضاع الناي أثناء عزوفه عنهم، ولكن الدب أدرك ونظر إليهم خجلا، فخرجت الحيوانات من عنده في صمت دون أن يتكلم واحد منهم، ونظر إليه القرد نظرة أسف وانصرف، أخذ الدب يؤنب نفسه قائلا: كل الحيوانات غاضبة مني وهي لا ترغب الآن في صحبتي ماذا أفعل؟، ففكر وقال لا بد أن أترك هذه الغابة وأعيش عند الجبل بمفردي، فأخذ يجمع أشياءه وبدأ في الرحيل وعند مشارف الغابة وقف وفوجئ بكل حيوانات الغابة هناك، فقال ما الذي جاء بكم هنا هل تريدون الانتقام مني؟ فاقترب القرد قائلا بل جئنا لنقول لك إننا أصدقاء وإنك بالفعل أخطأت ولكنك عرفت من تلقاء نفسك أنه لا يصح أن تفعل ما فعلته، لكن كلنا نحبك وكلنا قد سامحك.. على ألا تفعل ذلك مرة أخرى.
قفز الدب في الهواء عدة قفزات فرحا بما سمع وقال: أعدكم ألا أفعل، فقالوا جميعا لا بد أن تعدنا بشيء آخر فقال بسرعة: ما هو؟ قالوا في صوت واحد: ألا تقفز مرة أخرى حتى لا تهد علينا الغابة وضحك الجميع، وأخذ كل واحد يحضن الآخر، فقد عادت الغابة سعيدة تعيش في أمان بكل من فيها.
أرجو ألا تشعري بالخجل أو الذنب مطلقا وأنت ترفضين بعض ما يطلب ابنك فلا بد أن يربى على ألا يطاوع نفسه في شراء ما يشتهي حتى لو كان لديه المال، وليكن شعارنا "أو كلما اشتهيت اشتريت" ( مقولة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه)
أن تشكري ابنك عندما يستأذن لإعادة الشيء مكانه (أرجو أن تعيدي قراءة الرد على استشاراتك ففيها قواعد تعديل السلوك)
حاولي –بالتدريج– أن تصححي له المعلومات الدينية التي ذكرتها له من قبل.
في طي رسالتك ذكرت بشكل عابر أن محمدا قد حصل على جائزة في مسابقة رياضية فلم لا تشجعينه على الاستمرار؟ بل أنصحك بأن يشترك في أنشطة أخرى وسيفيده اشتراكه في نشاط الكشافة إن كان موجودا بالمدرسة، أما إذا لم يوجد فيمكن إشراكه بنادي الغابة بمصر الجديدة إن كان هذا الأمر متاحا وهذا من شأنه أن يعالج موضوع الانطواء (مع تنفيذ كل ما سبق) لأنه –أي الانطواء- كان نتيجة طبيعية لما سبق. ولذا أرى أنك إن اجتهدت في تنفيذ الخطوات السابقة فسوف يعود لطبيعته ويحاول الاندماج مع أصدقائه وكل المحيطين حوله.
وأخيرا أدعو الله أن يرضى عنك ويوفقك، وبانتظار المزيد من المتابعة مع خالص شكري لمثابرتك ومراسلاتك، وأهلا بك دوما.
ـــــــــــــــــ(104/118)
النوادي الصيفية: سؤال حول الأنشطة ... العنوان
السلام عليكم..
أعمل عملا تطوعيا في ناد متخصص للبنات بسن المراهقة من 10 إلى 14 سنة، وكما تعلمون فهذه السن حرجة وتحتاج إلى فهم ودراية بكل ما يخص هذه المرحلة.
أشعر أني بحاجة ماسة جدا إلى معرفة ما يناسب هذه السن من أنشطة وبرامج، فنحن نمثل ناديا لمرة واحدة بالأسبوع ولمدة ثلاث ساعات فقط، بهدف إعداد الفتاة المسلمة المنجزة من جميع النواحي (الإيمانية وغيرها).
فما الأنشطة التي تناسب مراهقي هذه السن وتجذبهم، وما كيفية وضع برامج بأنشطة هادفة وتوصيل المعلومة لهم بدون سرد وبطريقة مبتكرة؟.
جزاكم الله خيرا.
... السؤال
تعليمي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدة الفاضلة،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أهلا بك قارئة ومطلعة ومستشيرة لصفحتنا (معا نربي أبناءنا)، وبارك الله فيك وفي جهودك، وأخلص نيتك وعملك لله وحده.
إن رسالتك -رغم صغر حجمها- وضعتني أمام مهمة جليلة وأمر جلل، وحتى تدركي ما أعنيه اسمحي لي أن أقص عليك تجربتي الشخصية، فأنا أعمل في الإشراف على مسجدين يقومان بأنشطة تشبه الأنشطة التي بناديكم، وهذا العمل الذي أَشْرف به جاء بعد أن عملت بالتدريس وبعد التحاقي بمعهد البحوث والدراسات التربوية لكي أستطيع فهم الأسس التربوية العلمية الصحيحة لتعليم وتربية الفتيان والفتيات؛ وهو الأمر الذي تكلف ليس جهدا فقط بل أيضا تطلب روية ووقتا للاستيعاب واكتساب خبرة، وأعني بهذا أن هذا العمل النبيل يتطلب التدريب على الأقل على المهارات التالية:
* مهارات خاصة بوضع الأهداف وتوقعات التعلم.
* مهارات خاصة بأساليب العرض.
* مهارات خاصة بوسائل وأساليب تقويم المعلم والمتعلم.
* مهارات خاصة بفهم واستيعاب المرحلة العمرية التي يتعامل معها المعلم.
* مهارات ضبط المجموعة.
هذا من ناحية من يقوم بعملية التعليم (هذا فضلا عن تمكنه من المادة التي سيقوم بتعليمها للأطفال)، أما من يتصدى لوضع برنامج أو منهج فلا بد أن يكون على دراية بالأسس التي يقوم عليها المنهج، مثل الأسس المرتبطة بالمتعلم وأخرى مرتبطة بالمجتمع، وثالثة بالمعرفة، ورابعة بالبيئة.
وأظن هذه الأمور لا تحتاج إلى استشارة بل تحتاج إلى كتب ومراجع ودورات ودراسة.
هل أدركت الآن لم شعرتُ بكبر الموضوع بل وخطورته؟ وإذا أردت التعرف على مجموعة كتب لهذا الغرض فسأرشح لك كتابين، ويمكنك الاطلاع على مراجع أخرى من خلالهما، وهذان الكتابان هما: "مهارات التدريس" لجابر عبد الحميد جابر وآخرين، و"المناهج بين النظرية والتطبيق" لأحمد حسين اللقاني (وهذان الكتابان وغيرهما من المراجع لن تكفي وحدها بالطبع لوضع برنامج أو لتعليم الفتيات، فلا بد من التدريب والمران على كل المهارات السابقة).
لا أريد أن تصيبك خيبة الأمل، ولكني أربأ بك أن تفعلي مثلما يفعل الكثيرون الآن من أخذ كل الأمور بسرعة وسطحية وبشكل حماسي يخلو من العلم والتجربة الحقيقية؛ وهو الأمر الذي أفرز عددا كبيرا من خريجي المساجد والمؤسسات التعليمية المختلفة بلا روح حقيقية ولا عمل صحيح ولا سلوكيات أصيلة تترجم ما تعلموه.
فعلينا -نحن المتصدين للتعليم- أن نأخذ العلم من نبعه الأصيل وألا نجاري هذه الموضة وهذه الهوجة التي يتسم بها عصرنا عصر TAKE AWAY، فكل شيء أصبح بسرعة، الطعام والشراب بل الزواج والعناية بالصغار والعمل والعلم.. كل شيء!!.
فإذا كان هدفك نبيلا وغايتك سامية -وأنا أحسب كذلك والله حسيبك- فعليك بالتشمير عن ساعديك، وأن تمضي قدما لما عزمت عليه مهما طال الطريق، فعزاؤنا في ذلك أننا نثاب على كل سعي نسعاه في سبيل تحقيق غاية ورسالة هي رسالة الأنبياء من قبل.
أعلم أنك تتساءلين الآن: وماذا عن نشاط هذا الصيف؟ كيف نتصرف فيه إلى أن يتم هذا المران وهذا التدريب؟ أقول لك: حاولي أن تجتهدي في وضع برنامج بسيط هذا الصيف يقوم على اختيار الفتيات أنفسهن من خلال توزيع استطلاع رأي عليهن بما يرغبن في تعلمه هذا الصيف، وسوف يساعدك هذا كثيرا في وضع برنامجك، فهكذا بدأنا في بعض المساجد، وبعدها اجتمعي مع المتطوعات معك من المعلمات لتتناقشن في كيفية تقديم هذه الآراء المقترحة من البنات، وسوف تخرجن بعمل جماعي رائع إن شاء الله؛ لأن النية هي السعي للأفضل، والأخذ بالأسباب فيما بعد، وهذا حل مؤقت إلى أن تبدأن في عملية التعلم والتدريب بعد الانتهاء من الموسم الصيفي.
وأخيرا.. أدعو الله لك بالتوفيق، وفي انتظار ثمرة ما تبذرينه في هذا المشروع، فإلى لقاء قريب إن شاء الله.
ـــــــــــــــــ(104/119)
البلوغ: قابلوه بالتكريم وتمهلوا في الواجبات ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله.
ابنتي في الصف السادس، أخواتها الأربع متحجبات وهي إن شاء الله ستتحجب السنة القادمة، ولكني لا أراها ملتزمة بالصلوات وأحيانا أشك أنها لا تصلي.
ولابنتي هذه تصرفات كثيرة تضايقني، منها المماطلة في طاعة الأوامر، وعدم احترام أخواتها، والكذب، فكلما طلبت منها شيئا تماطل حتى تلبي ما أطلب.
ماذا أفعل لأتأكد أنها تصلي؟ هذا بالإضافة إلى أنها أصبحت في الشهر الأخير تتبول بالليل مع أنها كانت قد انقطعت عن التبول اللاإرادي منذ الخامسة من عمرها.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أهلا بك أيتها الأم الفاضلة.
كنا قد تناولنا مشكلة مشابهة لمشكلة ابنتك في حل سابق لنا تحت عنوان صدمة البلوغ والحجاب.. أظهرنا فيها مشكلة كثير من الآباء والأمهات مع اقتراب بناتهن من سن المراهقة، والذين يختزلون كل المراهقة في الحجاب والصلاة على أساس أن هذا هو سن التكليف. ومع اعترافنا بأهمية وفرضية الصلاة والحجاب طبعا إلا أننا نعتب على بعض الآباء والأمهات في طريقة تعاملهم مع المراهقين وتأخيرهم تعليم أبنائهم هذه الأمور؛ حتى يفاجئوا بمرحلة بلوغ أبنائهم فيطلبون منهم ما لم يتعودوا عليه من قبل فينتقلون من الحرية الكاملة إلى التكاليف دفعة واحدة فتحدث الصدمة.
وبدلا من الإعداد الشامل للبنت وتأهيلها لدخول هذه المرحلة، وبدلا من تفهم طبيعة المرحلة، ورغبة البنت في إثبات ذاتها وشخصيتها، -وهو ما يظهر في حالة التمرد والرفض والتعامل مع الكبار وما تسميه في رسالتك المماطلة وعدم احترام أخواتها- بدلا من تفهم ذلك وإعطائها الفرصة لإثبات ذاتها ندخل معها في صراع مرير طالبين منها كمال الطاعة والاحترام للكبار، مما يؤدي إلى تأزمها نفسيا، وهو ما ظهر في حالة ابنتك من عودتها إلى التبول اللاإرادي وقد انقطعت عنه منذ سن الخامسة!
الحل ببساطة هو أن نرى ابنتنا بصورة شاملة: فهي ببساطة بنت على أعتاب المراهقة.
سيدتي:
إن ابنتك تحتاج إلى الحوار والتفاهم والاحتواء وليس إلى المواجهة والتحدي والاتهام بكل نقيصة.. ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب للغزو وكانت صبية تركب وراء ظهره، فإذا ما نزل للراحة لم تنزل الصبية، ففهم الرسول الكريم الإنسان الأمر وقال لها "هل حضت"؟.. فهم الرسول أن الصبية قد حاضت لأول مرة وأنها خجلت أن تتحرك وأمر أمهات المؤمنين برعايتها وفي نهاية الغزوة ناداها وقال لها: أما وقد بلغت ذلك -أي سن المحيض- فقد أصبح لك قسم في الغنائم وقسم لها سهما في الغنائم مثل أي بالغ في جيش المسلمين.
لقد بدأ الرسول بالحقوق وبالتكريم وبالحفاوة، وأعطاها من الغنيمة، وهكذا يجب أن نعامل أبناءنا فنعطيهم حقوقهم قبل أن نطلب منهم أداء ما عليهم من واجبات.
كما أنه ليس من الصواب جعل الأمر معركة بالنسبة للحجاب أو الصلاة، بل لا بد من الحوار والإقناع، فالمشكلة هي أن تتأكدي أنك أصبحت على علاقة سوية مع ابنتك، قائمة على الحوار والتفاهم والتقارب، وعندها ستكون أمامك كتابا مفتوحا تطلعين عليه، وستحققين ما تريدينه معها إن شاء الله.
ـــــــــــــــــ(104/120)
في بيت العائلة.. الكل يربي أحمد! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الإخوة والأخوات في الموقع جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبذول وأعانكم الله عليه، أنا أم لطفل عمره سنتان ونصف، وحامل في الشهر الخامس، ونحن نقيم مع والدة زوجي وفى نفس المنزل تسكن أخوات والدة زوجي ولديهن أبناء ذكور في سن الشباب، ومنذ ولادة طفلي تفرغت لتربيته وأخذت إجازة من العمل.
المشكلة أن طفلي هذا بدأت تعتريه نوبات من الغضب إذا لم نلب له بعض رغباته ورغم أنني ووالده لا ننساق وراء رغباته أو غضبه فإنه يصر على الغضب وهو أيضا له ابن عمة أصغر منه بثمانية أشهر وقد يأتي مع والدته ويمكث معنا عدة أيام، ولكن ابني قد يعتدي عليه بدفعه ويحدث هذا كثيرا وقد يكون دون سبب مما يسبب مشاكل كثيرة، ووالده قد يصرخ في وجهه أو يضربه وعمته تصرخ فيه ويبدأ الجميع في خصامه.
لقد تكلمت كثيرا مع ابني وأخبرته أن هذا الولد أخوه وأنه صغير ولا نضربه، وأن الضرب والدفع شيء سيئ وأخبرت والده ألا يتكلم أمام أحمد عن أي مواقف عدوانية يفعلها حتى لو كان بقصد إخبارنا إلا أن العدوان موجود ولكنه قل عن ذي قبل رغم أن والده ينسى ويحكي لنا أمامه كيف أن أحمد ضرب طفلا وأنه مفترٍ وتتحدث بقية العائلة عن هذا الحدث طوال الوقت إلى أن يأتي حدث أخر وهكذا.
نحن لم ندلل أحمد -أنا أو والده- بل إننا حريصون من أول يوم على تربيته بشكل صحيح جدته تدلِّلُهُ وبقية العائلة خاصة أولاد خالة زوجي، وكنت أعتقد أن هذا ليس له تأثير كبير طالما أنا ووالده نفعل غير ذلك.
المشكلة الثانية أنه لا ينطق إلا بابا ماما وبعض الكلمات الأخرى حوالي عشر كلمات رغم أني أسمعه القرآن وأقص عليه القصص وأعرض عليه صور ويعرفها ودائما يتحدث الجميع معه وأسمعه أغاني أطفال وأعلمه على الكمبيوتر ويسمع جيدا ويفهم جيدا وأصر على أن أعرض أسماء الأشياء وأكررها عليه ببطء ولا أدري هل هذا طبيعي أم لا؟
آسفة جدا للإطالة عليكم ولكني أرجو من الله أن عندكم الحل.. وجزاكم الله خيرا...
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
إن تربية الطفل وسط العائلة الكبيرة أي في الحضور الدائم للأجداد والأعمام والعمات له كثير من المميزات، مثل اكتساب الطفل الكثير من المهارات الاجتماعية في التعامل منذ سن صغيرة وإعطاء الطفل جرعات كبيرة من الحب والحنان والاهتمام، وكذلك تعامل الطفل مع أفراد متعددين مختلفي المراحل العمرية يمنح الطفل الكثير من المهارات والمعلومات وذلك لتنوع واختلاف طريقة تعامل كل منهم مع الطفل... وقد كان هذا هو الطبيعي في معظم الأسر تقريبا منذ عقدين أو ثلاث من السنوات.
ومن مميزات هذا الوضع أن خبرة الجدات أو الكبار في التعامل الصحيح مع الطفل تنتقل بين الأجيال.. وكذلك أنه عندما يضيق الطفل من كثرة الأوامر والنواهي عند الأم والأب يجد بعض التدليل وسعة الصدر عند الأجداد وهذا صحي وصحيح في تربية الطفل.
المشكلة أنكم أنت ووالده لا تدركون خصائص وطبيعة المرحلة السنية لطفلكم، فأحمد لا يزال في مرحلة الطفولة المبكرة فهو لم يتعد السنتان ونصف أي أنه بالكاد يحاول أن يتعلم ويدرك العالم الذي يتعامل معه فمن الطبيعي أن يضرب ابن عمه الذي يصغره أيضا بثمانية أشهر أي أنه لم يتعد السنتين بعد، أي أن الأمر لم يتعد لعب الأطفال مع بعضهم ومن غير المعقول أن يقوم والده يصرخ في وجهه ويضربه، وتقوم عمته تصرخ في وجهه وتخاصمه العائلة كلها، ثم تأتي أنت لحل الموقف فتتحدثين مع ابنك ليفهم أن هذا أخوه ولا يصح أن يضربه! وكأننا نتحدث عن ابن عشر سنوات..
الأمر أبسط من ذلك بكثير وطبيعي جدا، كل المطلوب أن نمنع أحمد من ضرب ابن عمه عن طريق إبعادهم عن بعض لفترة خمس أو عشر دقائق في كل مرة يتعاركون فيها ونظهر لهم غضبنا، ونخاصمه ليفهم أن هذا التصرف خطأ، وإذا كان العراك على لعبة مثلا تؤخذ منهم اللعبة حتى يتصالحوا ويعتذر لابن عمه ويقبله، ثم نعيدها لهما ثانية، وهكذا بالتكرار والصبر حتى يفهم ويتعلم.
وأما تدليل العائلة له فلا بأس به طالما أن زمام التربية بيد الأب والأم، ويحرصون على توجيه الابن وتعليمه السلوك الصحيح والانضباط، ولا يتهاونون أمام أي خطأ ولكن ليس بالصراخ والضرب، وإنما بالتقويم الهادئ والتفاهم والثواب والعقاب والخصام والحرمان والتشجيع وكل الأساليب التربوية وبشرط ألا يختلف الأطراف المختلفة في العائلة أمام الطفل على ما هو صحيح أو خطأ أو يناقضوا كلام الأم والأب أمامه.
أما بالنسبة لاكتساب الكلمات ونطقها فهو أمر متفاوت بعض الشيء بين الأطفال وعادة يتأخر الصبيان عن البنات في سن الكلام وعدد الكلمات، ولكن بالنسبة لأحمد فما ينطقه ويقوله مناسب جدا لسنه وهو في الحقيقة يفهم ويستوعب ما تقولينه له وتعلمينه، ولكن لا يزال لا يستطيع نطقه، ولكن من المهم جدا استمرارك في هذا الأسلوب؛ لأن هذا يزيد جدا من وعي الطفل وتفاعله وحدة ذكائه وستجدينه ينطلق ويزداد معدل كلامه بالتدريج
ـــــــــــــــــ(104/121)
يقارن ويجادل.. مشكلات الابن الأوسط ... العنوان
السلام عليكم..
جزاكم الله خيرا على هذا العمل الجليل نفعنا الله به.
في البداية أحب أن أعرض صورة مختصرة عن ابني البالغ من العمر 8 سنوات، فهو يميل إلى الهدوء خارج البيت وأمام الآخرين، لا يرفع صوته أمام أحد، ولكن في البيت أجده غير ذلك. لا يحب أن يأخذ قرارا حتى ولو كان الأمر خاصا به، الشيء الذي لا يعرفه لا يحب أن يحاول مجرد معرفته، إذا طلبت منه شيئا لا بد أن يفاصل ويجادل في عمله، إذا قلت له: اقرأ سورتين، يقول واحدة، وإذا قلت له مرتين يقول مرة، يجادل كثيرا، ويبرر الأمر سواء كان على حق أو باطل.
أخته الكبرى عكسه، ولكنى نادرا ما أقارن بينهما، وإن كان هو دائما يقارن في المهام التي أكلفهم بها، "هي عملت أقل.. لماذا؟ أو أكثر لماذا؟". هي تحب المبادرة ولا أعرف كيف أتعامل معهما بحيث لا يؤثر أحدهما بالسلب على الآخر.
ابني عنده شيء من اللامبالاة، عندما ننادي عليه أو نطلب منه شيئا خصوصا مع والده فإنه لا يستجيب. لا أدري كيف أتعامل معه حتى أهذب سلوكه. أنا لا أضربه ولكن دائما أعنفه وأحيانا بشدة. أحفظهم القرآن ولكن ينتابني قلق من أنهم سينفرون منه عندما يكبرون. أعينوني وأرشدوني جزاكم الله خيرا.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأم الفاضلة..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكر الله لك رعايتك لأبنائك وحرصك على تربيتهم بما يصلح أحوالهم.
نأتي لمشكلة الحبيب مازن.. فبنظرة بسيطة على ترتيبه بين إخوته يمكن أن ندرك سر الدافع وراء كل سلوكياته المزعجة بالنسبة لك من تمرد وتكاسل... إلى آخره، فليس هناك أي مشكلة مع مازن، إنه فقط الطفل الأوسط، وكل ما ذكرته من مواقف إنما هي نوع من التمرد ومحاولة إثبات الذات، والبحث عن مكانة متميزة داخل البيت, وهذه مشاكل متكررة خاصة وأن أخته تتميز عنه بأنها الكبرى وأنها -على عكسه- طائعة وهادئة وتسمع الكلام، وللعلم هذه مواصفات طبيعية في البنات.
ثم يأتي الابن؛ فهو الصغير المدلل الذي يغفر له الكثير لأنه الصغير.. أين أنا؟ هذا السؤال يسأله مازن دائما لنفسه, فأنا لست الكبير المتميز المطيع ولست الصغير المدلل، ولكني المشاغب المتعب الذي لا يسمع الكلام.. وهكذا بدأ مازن يجد نفسه في التمرد والمشاغبة واللامبالاة، وفي كثرة توبيخك له والشكوى الدائمة منه.
يا سيدتي،
يبحث الطفل دائما عن التميز والنجاح والحب والقبول من الآخرين, فإذا لم يجدها في حسن السلوك بحث عنها في التمرد والسلوك السيئ. إن لكل طفل الحق في أن يكون مختلفا فليس ذنب مازن أن أخته الكبرى مطيعة وهادئة، فمن حق مازن أن يكون نفسه وأن نحبه ونقبله ونثني عليه كما هو.
يا سيدتي،
حاولي أن تقبلي الاختلاف بين أبنائك، وتتعاملي مع كل واحد منهم بما يناسبه بعيدا عن المقارنات مع أخته حتى ولو بينك وبين نفسك. أعط مازن فرصة أن يتميز في أي نشاط أو موهبة أو هواية واثني عليه واذكري تفوقه أمام كل الناس, ولا تكثري من انتقاده وخاصة أمام الناس، ولكن تعاملي معه بكل احترام. لا تتجاهلي أن مازن يكبر ولم يعد طفلا صغيرا، والأسلوب الأمثل في التعامل معه الآن هو التفاهم والاحترام والصداقة والحب، وعندما يخطئ تفاهمي معه بهدوء, عامليه كرجل أو شخص ناضج واصبري على هذا الأسلوب مهما استفزك هو، وثقي أنك في النهاية سوف تحصلين على ابن رائع.
حاولي أن تجعلي كل المهام في البيت موزعة بينكم جميعا بالتساوي، واحرصي على العدل الشديد بين الأبناء مهما كان استفزاز أحدهم لك.
حاولي أن تنظمي العلاقة بينك وبين الأولاد في صورة نظم وقواعد ثابتة، وبرجاء مراجعة استشارة بعنوان: كيفية وضع القواعد في البيت، فهذا يختصر كثيرا الصراع في البيت.
لا تقلقي على ارتباط الأبناء بالقرآن في المستقبل، ولكن احرصي الآن على أن تكون علاقتهم به علاقة حب وتعود وليس علاقة إجبار وقهر.
ـــــــــــــــــ(104/122)
يبكي ويصرخ.. من حق الطفل أن يخاف ... العنوان
الأخوة والأخوات.. الأساتذة الأعزاء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولدي الحبيب أحمد ذو السنوات الخمس طفل جميل، حساس، يمتلئ بالنشاط والحيوية، ذكي جدا حسب ما أرى وحسب رأي معلماته في رياض الأطفال، فهو لماح وسريع البديهة ويفاجئك بأجوبة وأفكار جديدة دائما، دقيق الملاحظة ولكنه بحكم توسطه بين إخوته لديه بعض الغيرة؛ فقد تجده يضرب أخاه الأصغر أو يأخذ لعبه أو أي شيء من هذا القبيل على الرغم من أنه يحبه كثيرا وينسجمان أحيانا كثيرة في اللعب سويا.
أنا أتفهم هذه الأشياء وأحاول قدر استطاعتي التقليل منها، فأغمره بالكثير من الحب والعطف والمديح. هو أيضا يحبني كثيرا ويقوم بأي عمل أطلبه منه في أغلب الأحيان، خصوصا إذا أخبرته أن في الأمر مرضاة الله، لكن ما أخشاه على صغيري هو أنه يخاف كثيرا جدا، وقد يبكي بكاء مريرا إذا رأى جيش الاحتلال أو مروا به، ويرجوني أن أبتعد أو لا أعود إلى ذلك المكان ثانية، أحاول تهدئته بضمه إلى صدري وتشجيعه وأطلب منه قراءة القرآن لكن خوفه يستمر، حتى إنه يخاف أن يذهب إلى الحمام وحده -على سبيل المثال- في وضح النهار، كما يخاف إذا رأى حيوانا كالقط مثلا ويصرخ بصوت عال.
شيء آخر يزعجني قليلا هو أن خطه غير جميل على الإطلاق؛ بل ويكتب حسب مزاجه؛ يعني إذا كان راغبا في الكتابة فهو يكتب بخط مقبول وإلا فأنت ترى العجب العجاب، مع العلم أنه يقرأ الحروف ويميز المقاطع والكلمات من 3-4 حروف، ويحفظ بعض السور والأناشيد الجميلة.
اعذروني إن كنت قد أطلت عليكم، لكن حاجتي لمساعدتكم دعت إلى بعض الإطالة. جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وجمعنا وإياكم في دار النعيم.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أهل الرباط.
أحمد إليك انتباهك لانعكاسات ترتيب ابنك بين إخوته باعتباره الطفل الأوسط على مجموع سلوكه وخاصة سلوك الغيرة وتفهمك لذلك، وأدعو الله أن يبارك لك فيه؛ فهو ما شاء الله لا قوة إلا بالله طفل متميز كما تقولين.
نأتي للمشاكل الرئيسية وهي مخاوفه..
سيدتي، الخوف تعبير طبيعي عن مشاعر الطفل تجاه شيء لا يفهمه ولا يعرفه ولا يعرف كيف يتعامل معه، والخوف من المجهول شعور طبيعي ملازم للإنسان في كل مراحل حياته، ولكنه يكون أكثر عند الأطفال لقلة خبراتهم في الحياة وقلة المواقف التي مروا بها.
والخوف ليس شعورا سلبيا بل بالعكس إنه شعور إيجابي؛ فهو يعبر عن نمو ذكاء الطفل واتساع إدراكه, كما أنه مسئول عن تعلم الطفل الحذر والحرص ويزيد من حب الاستطلاع لديه؛ لأنه يريد أن يفهم ويتعلم كل شيء عما يخاف منه، ولذلك نرى الطفل الرضيع لا يخاف إذا رأى كلبا أو فيلم رعب أو عندما تنطفئ الأنوار ويحل الظلام، وبينما يصرخ ابن السنتين أو الثلاث سنوات وينادي والدته نجد أن ابن السبع شهور أو السنة لا يبكي ولا يخاف.
فلا تقلقي أو تنزعجي من خوف ابنك من جنود الاحتلال؛ فهو بدأ يفهم ويدرك أنهم من الممكن أن يؤذوكم، وهذا إنما يدل على ازدياد وعيه وإدراكه.. وكما يحدث مع كثير من الأطفال ينسحب الخوف على مواقف أخرى مثل الحمَّام مثلا أو الحيوانات.
وكل المطلوب منك هو عدم مهاجمته أو رفض مخاوفه أو اتهامه بالجبن، ولكن طمأنته والنقاش معه حول ما يخيفه وإفهامه كل ما يتعلق بمخاوفه، والإجابة عن كل أسئلته بوضوح؛ فمثلا بشأن جنود الاحتلال عليك أن تسأليه لماذا يخاف وماذا يعرف ويتصور عنهم، وخاصة إذا كان يرى مشاهد عنف وقسوة منهم على شاشات التليفزيون أو حتى في الواقع, وعلميه كيف يسمي الله وكيف يدعو الله أن يسلمكم جميعا، وأن الإنسان يأخذ حذره ولا يعتدي على أحد، ولكن إذا اعتدى عليه شخص فإنه يدافع عن نفسه بكل شجاعة.
وأما بالنسبة لدخول الحمام أو الخوف من الحيوانات فعليك تدريبه بالتدريج على التعامل معهم، ولكن دون عنف، بمعنى ترك باب الحمام مفتوحا وكذلك النور وتقفي قريبة من الحمام وتشجعيه على الدخول بمفرده بالتشجيع والمكافآت وتكرار ذلك بصبر وهدوء حتى يتعود، وكذلك في موضوع الحيوانات، ولا تخافي فالأمر طبيعي جدا وسوف يأخذ وقته ويزول، ولا يعني أبدا أن ابنك سوف يكون جبانا ولكنه فقط يمر بمراحل طفولته الطبيعية.
سيدتي الفاضلة، إن مخاوف طفلك على حد وصفك لها تقع في حدود المخاوف الطبيعية للأطفال المتناسبة مع المرحلة العمرية التي يمر بها طفلك، وكذلك مع واقع الأحداث التي يمر بها والتي تحدث الدكتور مأمون المبيض عنها في مقاله ( مساعدة الأولاد وقت الحرب والنزاعات )، فسوف تجدين فيه بإذن الله تعالى مجموعة من النصائح المفيدة لك.
وأسلوب العلاج كما وضحته لك يعتمد على العلاج المتدرج للمخاوف بالكيفية التي وضحتها لك. وسوف أورد لك مزيدا من المعالجات السابقة التي عالجت الأمر نفسه.
فإن استجاب طفلك لمساعدتك له على تخطي هذه المخاوف بالطريقة التي وضحتها.. فلله الحمد والمنة، وإن لاحظت تطورا في الأمر وعدم استجابة منه فابعثي لنا بالمتابعة، فربما يحتاج الأمر ساعتها إلى مساعدة طبيب نفسي، والحمد لله فعندكم منهم كثير من الأفاضل حسب علمنا
ـــــــــــــــــ(104/123)
من فلسطين: تساؤلات حول التربية ... العنوان
السلام عليكم..
سؤالي خاص بابنتي وبباقي الأولاد بشكل عام..
أولا هي عنيدة وترد على المعلمة، وإذا حاولت ضربها -مع أني لا أضرب إلا نادرا جدا- تخاف وتحضنني وتبكي، كما أنها تنتابها نوبات غضب كثيرة، وأحيانا لا أعرف لها سببا.
المهم أحب أن أعرف هل تربية الأولاد تكون بأن يروا ويعرفوا كيف نتعامل مع الأشياء أم يجب إجلاسهم وتعليمهم والتحدث إليهم مثلا؟ وهل لو وقعت أي بنت بمشكلة نتحدث عنها ونحذرهم من العواقب أم نتغاضى عن الأمر فهو شيء لا يخصنا؟.
أشعر أحيانا أنني فشلت في التربية ولكن الناس تمدحني على التربية الحسنة! لا تهزءوا من أسئلتي ولكن زوجي يلومني، كلما حدث شيء قال أنت لم تجلسي وتعلمي الأولاد دينهم.
أما أنا فأحاول أن أذكرهم بالعبر والملاحظات من خلال مسلسل نشاهده معا أو عند سماعنا لشيء حصل أعلق عليه، وذلك لأني أشعر وكأنهم يملون من جلسات زوجي التي يقوم بها معهم ليعلمهم الدين أو ينقل لهم المعلومات ويقولون متذمرين: بدأت المحاضرة!.
بربكم أرشدوني فابنتي الكبيرة تبلغ 19 عاما وأسألها كثيرا عن علاقاتها بزملائها وأحذرها دائما ولكني لا أفعل ذلك كل لحظة. والسؤال الأهم كيف نربي أولادنا على الطاعة واحترام البعض وتوقير الكبير؛ لأني أجده منعدما بهذا المجتمع؛ فنحن نعيش وسط اليهود الذين يعطون للطفل حرية كبيرة؟.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخت الفاضلة..
أسأل الله عز وجل أن يعينكم في هذه الظروف العصيبة والتاريخية؛ ولا نملك لكم إلا الدعاء، ومحاولة معاونتكم على تربية أبنائكم.
تعجبت عندما راجعت بياناتك ووجدت أن الصغيرة الغالية ذات الأشهر الأربعة تصفينها بأنها عنيدة وترد على المعلمة وأنها تخاف عندما تضربينها، فلا أدري كيف ذلك؟ ولكنني عذرتك؛ ولعلك قصدت ابنة أخرى غيرها!.
لهذا سأحدثك عن العناد عند الأطفال:
ولعله من القضايا والموضوعات التي شرحناها من حيث الأسباب والوقاية والعلاج في استشارات سابقة يمكنك الرجوع إليها بالتفصيل. ولكن سأذكرك ببعض الملاحظات حول هذا السلوك عند الأبناء باختصار؛ حتى لا نكرر أنفسنا:
(1) إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال قد يكون مجرد سلوك طبيعي لمن هم في مثل سن ابنتك؛ أي قد يكون سمة وصفة لمرحلتها العمرية إن نحن درسناها وفهمناها، لهذا يجب أن نراجع معرفتنا بطبيعة سن الأبناء.
(2) إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال قد يكون مجرد رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهونه؛ لهذا يجب أن نراجع أنفسنا؛ فقد تكون سلوكيات أبنائنا مجرد رد فعل لأخطائنا التربوية معهم.
(3) إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال قد يكون مجرد مخرج للهروب من واقع نفسي أو أسري أو بيئي يواجهونه؛ لذا يجب علينا أن نحاول تنشئتهم في بيئة طبيعية سوية بعيدة عن مشاكلنا.
(4) إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال قد يكون مجرد طريقة أو وسيلة دفاعية تجاه تعامل الآخر معه، والحل هو أن نواجه أنفسنا قبل أن نلومهم؛ فقد تكون سلوكياتهم ثمرة لتعاملنا غير السوي معهم.
(5) إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال قد يكون مجرد سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معهم، والمطلوب هنا هو أن نبحث عن أصل المشكلة؛ فقد يكون عنادهم مجرد رسالة لنا!.
أما عن أبرز أسباب العناد عند الأبناء:
(1) خلل في علاقة الوالدين بعضهما البعض (مثل: الصراع والتناحر ـ الخلافات الأسرية ـ تضارب أوامر الأم مع أوامر الأب).
(2) خلل في علاقة الوالدين بالأبناء وطريقة تعاملهما معهم (مثل: التعسف في المعاملة والسلطوية ـ الحماية الزائدة للأبناء والتخل في كل شئونهم ـ التدليل الزائد ـ الجدال ـ السب والشتم والصراخ ـ عدم الحوار ـ كثرة التهديد ـ الانفعال الشديد والغضب ـ عدم التسوية وغياب العدل).
(3) طبيعة السن والمرحلة التي يمرون بها.
(4) ردة فعل الطفل للمؤثرات الوالدية والبيئية (مثل: محاولة لفت الانتباه لطلب الحافز والتقدير ـ الرغبة في الحرية ورفض مظلة الوالدين الخانقة ـ الانتقام والتشفي ـ توتر الطفل ـ لشعور بالحرمان العاطفي داخل الأسرة ـ الأمراض الجسمية والوراثية ـ محاولة إثبات الذات ـ الرفض المقنع).
ولكي نقي أبناءنا من العناد فمن المهم جدا ألا تنفعلوا أمام أبنائكم، وأن تحاولوا إشباع حاجاتهم الفسيولوجية، كما أن الإسراف في التدليل والقسوة قد يكون سببا آخر للعناد. ومن المهم أيضا أن تتجنبوا السلطوية الوالدية وأن تتقبلوا الخطأ المسموح لبناء الشخصية؛ فالخطأ طريق التجربة والرصيد.
أختنا الفاضلة:
هناك 15 قاعدة ذهبية للتعامل مع حالات العناد عند الأبناء:
(1) استخدمي أسلوب التجاهل، في أثناء نوبة غضبهم، وغيري مكانك.
(2) أسرفي في التقدير، وكافئي السلوك الحسن.
(3) عاقبي بحزم وببساطة بقاعدة العزل البسيطة من 5-10 دقائق في غرفة خاصة، عند العناد.
(4) عوديهم على الحديث إلى الذات ومخاطبة النفس.
(5) حافظي على هدوء أعصابك فلا يستفزك بغضبه.
(6) كوني قدوة حسنة.
(7) لا تجعليه ينتصر بهذا السلوك.
(8) أعطيه الحرية ولا تسرفي في التدخل في شئونه.
(9) لا تهزئي بآرائه.
(10) ساعديه على تحقيق رغباته المشروعة؛ خاصة الهوايات، فيوجه اهتماماته إلى العمل النافع.
(11) هيئي جوا من الحب والدفء العاطفي الأسري.
(12) شاركيه في الترفيه واللعب.
(13) شجعيه على اللعب الجماعي، والاختلاط بالأقران.
(14) لا تحمليه ما لا يطيق.
(15) شجعيه على الحوار والمناقشة.
كان هذا بالنسبة للعناد بشكل عام، أما عن سؤالك الخاص بالتربية بالسلوك أم بالخطاب والأوامر فتذكري هذا القول المأثور:
"إن سلوك رجل في ألف رجل؛ أفضل من قول ألف رجل في رجل".
وتذكري أن من أبرز الوسائل فعالية في التعليم والتربية هي القدوة؛ ولهذا يجب أن نكون قدوة أمام أبنائنا وأن نجعل سلوكنا هو المحرك في تربيتهم وتعليمهم.
أما عن سؤالك حول هل نكثر من الأوامر والنصائح؟ فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا" (رواه البخاري ـ كتاب العلم 66).
هكذا ورد أن الحبيب صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه رضوان الله عليهم بالموعظة، أي يتحين الوقت وإقبال النفوس حتى لا يملوا. لهذا اجعلي نصائحك غير مباشرة فتخاطب العقل الباطن عن طريق القصص والأمثال، وشجعيهم على قراءة كتب معينة نشاركهم في اختيارها ولا نجبرهم على قراءتها.
ونظرا لظروفكم الخاصة -وكان الله في عونكم- واختلاطكم بمجتمع قد يكون أخطر من المجتمعات الغربية المفتوحة؛ فأرجو أن تراعوا:
(1) الحوار الدائم مع الأبناء.
(2) عدم التضييق عليهم.
(3) أتيحوا لهم الحرية في التعبير عن الرأي.
(4) هيئوا لهم التنشئة الملتزمة الدينية.
(5) تعاون الوالدين وعدم التضارب في النصائح مهم في تربية الأبناء.
(6) حاولوا الاقتراب منهم ومصاحبتهم.
(7) اهتموا بأصدقائهم وشاركوهم في اختيارهم.
(8) القراءة الدائمة في موضوع تربية الأبناء، ويا حبذا حضور أي دورة في فن التعامل مع الأبناء.
وعليك بالدعاء الدائم بأن يبارك فيهم ويعينهم؛ ولا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان: 74)؛ فسيكونون بحوله وقوته سبحانه، قرة أعين لوالديهم ولأمتهم، وسيكونون للمتقين إماما؛ علميا وخلقيا وسلوكيا وحركيا.
نحن في انتظار تواصلك معنا؛ وفي انتظار استشاراتك؛ سندعو الله سبحانه لك ولهم ولنا جميعا.
وأخيرا..
عذرا... أبطال فلسطين الحبيبة:
فهذا ردي المتواضع على رسالتكم الطيبة؛ أرسله وأنا أخجل من نفسي وأنا أحاول نصيحة صانعات جيل الخير والنصر المنشود في أرضنا الحبيبة المقدسة وفي أكناف بيت المقدس.
فدوما نتخذكن أيتها الصامدات الصابرات المجاهدات قدوة لزوجاتنا ولبناتنا ولأمهاتنا؛ فاعذرن لنا تطاولنا واقبلن تحياتنا وتواضعنا ودعواتنا لكن، ولكل الأحباب؛ خاصة الأبطال الصغار سنا الكبار مقاما.
ـــــــــــــــــ(104/124)
ابنتي مسكينة وأبوها غاضب !! ... العنوان
أنا صديقة لابنتي.. وقد حدثت لها مشكلة مع أقاربها منذ 9 أشهر بسبب مشاكل البنات، وحدث أن والدها أخذ منها موقفا، فأصبح لا يثق بها بالرغم من زيادة تقربي لها لكي لا تضيع مني.. وانتهت المشكلة دون حل، والآن أعاني من أشياء بسيطة تفعلها وأنا أعرف تلك الأشياء، فأنا واثقة منها، ولكنها تسبب مشاكل مع والدها فهو لا يريدها أن تتكلم بالتليفون لعدم ثقته من المشكلة السابقة، ويقول لي: راقبيها، فهو ما زال غاضبا منها، وابنتي مسكينة احتضنتها لكي أقربها مني، فماذا أفعل معها ومع والدها بالرغم من محاولاتي مع والدها لكن دون جدوى؟
وأذكر لكم أن ابنتي تلجأ للكذب أحيانا، وهي الآن في سن 19 سنة وبالجامعة، أريد الحل سريعا.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
... ... الحل ...
...
...
تقول الأستاذة نجلاء محفوظ:
الأخت الفاضلة، نشكر لك وعيك واهتمامك بابنتك في هذه المرحلة الحرجة من حياتها، وخاصة بعد المشكلة التي مرت بها، ويبدو أنها مشكلة عاطفية، ولم تذكري لنا تفاصيلها، وكنا نتمنى لو فعلت؛ ليكون الرد أكثر إفادة، ويمكنك إرسال التفاصيل، إن شئت بالطبع.
ونود ألا تفعلي مثلما فعلت إحدى السيدات عندما قامت صديقتها بتنبيهها بأن ابنتها تقيم علاقة عاطفية مع أحد الشباب، فما كان منها إلا أن أكدت أنها تستطيع تدبر الأمر جيدا مع ابنتها، ولم تحاول معرفة التفاصيل من صديقتها، واكتفت بالقول بأنها أحسنت تربية ابنتها و(حرمت) نفسها وابنتها من فرصة جيدة لإصلاح الأمور.
ولا شك أن أي أم تتعرض لنوع من الصدمة عندما تكتشف أن ابنتها التي أجادت تنشئتها قد تورطت في مشكلة مع الشباب، أيا كانت حدود هذه المشكلة، ونتمنى أن تتمالك كل أم نفسها في هذه اللحظة، وأن تعتدل فلا تتعامل معها وكأنها شيطان بشع لا فائدة ترجى منها، ولا تنكر الخطأ تماما فتتعامل وكأن الأمر قد انتهى تماما ولن يعود ثانية، وكأن مجرد اكتشاف الأمر يعد رادعا في حد ذاته لعدم تكراره، مع أن الواقع يقول إن الرادع يجب أن يكون داخليا ونابعا من نفس الفتاة ولاقتناعها التام، وليس خارجيا بناء على أوامر الأسرة؛ حيث يمكن التحايل عليها بشتى أشكال الكذب والخداع.
لذا نود أن تأخذي مسلكا وسطا، وألا تتعاملي مع المشكلة وكأنها انتهت، وأن تتأكدي أنك تتقربين من ابنتك بالطريقة السليمة، فيجب أن تشعر ابنتك أنها أخطأت في حق نفسها أولا وأن هذا الخطأ يفوق أية أخطاء في حقك أنت ووالدها، وأنها أساءت لنفسها وسمحت لأقاربها بالإساءة إليها، وتقبلت ما يرفضه كل واحد منهم لأخته، وبذا فإنها وضعت نفسها -دون أن تدري- في مكانة لا تليق بها.
قولي لها أن غضب والدها منها دليل (رائع) على حبه لها وعلى رأيه الإيجابي فيها، وتأكده من جدارتها التامة بما هو أفضل من وجهة نظره، وأنه لخبرته الكافية في عالم الرجال يثق أن الشاب لا يحترم أبدا الفتاة التي تتعامل معه، أيا كان هذا التعامل، بدون علم أسرتها، بالرغم من المجهود (الجبار) الذي يبذله للفوز بذلك التعامل، وأن والدها كان يمكنه تجاهل ذلك والانغماس في حياته ومواصلتها وكأن شيئا لم يحدث، وتوزيع وقته بالصورة التي يراها بين واجباته الأسرية وعمله وأصدقائه، ولكن لأنه يحبها حبا إيجابيا فهو يبذل الجهد لحمايتها من نفسها، ومن الشباب الذين يريدون بها شرا بأغلفة (براقة) ملؤها الكلمات العاطفية والوعود التي يثقون أنهم لن يحولونها إلى حقائق أبدا؛ لأن الشاب العربي لا يتزوج إلا من فتاة يتأكد بنفسه من أنها لن تندفع عاطفيا مهما كانت شدة الضغوط أو الإلحاحات التي تتعرض لها، وهذه حقيقة أخرى يجب أن تدركها ابنتك.
ولكي تنجحي في ذلك لا بد أن تتخلصي -لطفا- من فكرة أن ابنتك مسكينة، فهذا يجعلك تتغاضين عن أخطائها؛ بل وتحاولين تبريرها أيضا، وقد يدفعك ذلك إلى محاولة إخفاء أخطائها عن والدها كما تفعل نسبة لا بأس بها من الأمهات، وفي ظن الواحدة منهن أنها تحمي ابنتها من عقاب الأب وغضبه أيضا، كما تحول دون أن يسود البيت جو كئيب يلقي بظلاله على الجميع، بالإضافة إلى أنها تحمي نفسها من لوم الأب الذي غالبا ما يحمل الأم المسئولية عن أخطاء ابنته بحكم اقترابها منها، فضلا عن تمتعها بمدة بقاء أكبر في البيت؛ وهو ما يمنحها دورا واسعا في تربية الأبناء ويدعم صداقتها معهم.
ونرجو أن تدركي أن ابنتك قد أخطأت في هذه المشكلة، ولا نريد أن يدفعك هذا إلى عقابها والتألم، ولكننا نود أن يقودك إلى اقتراب أفضل منها، وإلى سد (الثغرات) في علاقتك، وتفهم الأسباب التي دعتها للوقوع في هذا الخطأ من باب زيادة مناعتها سواء العاطفية أو الدينية، والتي ستحول -بمشيئة الرحمن- من تكرار الوقوع في هذا الخطأ.
* العقاب والجريمة!
ولا بد أن تقولي لابنتك المثل القائل: من لا يستطيع تحمل العقاب عليه ألا يرتكب الجريمة.
ونقصد بذلك أن عليها أن تتحمل بنفس راضية تماما غضب والدها منها وعدم ثقته بها أيضا، فقد وثق بها من قبل ولم تكن أهلا بهذه الثقة، وأن عليها أن تبذل الجهد المتواصل والمثابر لإعادة هذه الثقة دون أي تبرم مع إدراك أن ذلك سيستلزم الكثير من الوقت لترمم الشرخ الهائل الذي أصاب علاقتها بوالدها.
ونتمنى أن تقولي لابنتك بإيجاز شديد المخاطر التي ستترتب على الخطأ الذي ارتكبته، وأن تركزي على الخسائر التي لحقت بها، والتي يمكن -لا قدر الله- أن تصاحبها لفترات طويلة.
وعليك أن تسعدي لأن زوجك يطلب منك مراقبة ابنتك؛ فهذا دليل على وعيه واهتمامه أيضا بدوره كأب وعدم اقتصاره على دور الممول لمتطلبات الأسرة المادية كما يفعل قدر لا بأس به من الأزواج، وهو مثار شكوى زوجاتهم، فاسعدي بذلك وراقبي ابنتك ولكن بطريقة غير مباشرة، ولا تكشفي لها أبدا عن أي شيء عرفته عنها من خلال مراقبتها حتى لا تتنبه وتتفادى تلك الأشياء أمامك وتفعلها سرا.
ولا نعرف كيف تقولين انتهت المشكلة دون حل، فالمشكلة لا تنتهي حقيقة إلا عندما يتم التوصل إلى حل، وإلى اقتناع تام من ابنتك بخطئها بصورة تجعل والدها يطمئن تماما إلى عدم احتمال تكرار هذا التصرف.
ونرجو ألا تبالغي في احتضانها حتى لا نشعر بأن والدها يقسو عليها وأنه يظلمها وأنت تعويضنها بالمبالغة في الاحتضان على هذه القسوة (المزعومة)، وبالطبع لا ندفعك إلى سوء التعامل معها، فهذا أمر مرفوض تماما، فكل ما نطلبه هو الاعتدال في التعامل والابتعاد أيضا عن المحاضرات الطويلة أو الخطب الرنانة؛ فهي تأتي بنتائج عكسية، فالمطلوب هو تكثيف الكلام معها بقدر المستطاع، والتركيز على خسائرها المتوقعة من هذا السلوك، وإعطاؤها فرصة للتحاور مع نفسها مع ضرورة إبلاغ زوجك بكل التطورات سواء أكانت إيجابية أم سلبية –لا قدر الله- حتى يقوم بدوره كأب ويساندك معنويا وعمليا في دورك كأم، واستمعي بهدوء وود إلى زوجك ولا تقاطعينه، وتذكري أنكما معا في سفينة واحدة، وأنكما تتشاركان في مسئولية الوصول بهذه السفينة إلى بر الأمان والسعادة أيضا، واستفيدي من خبراته في الحياة، حتى إن لاحظت منه مبالغة في التشدد فهذا أمر مطلوب أحيانا لإشعار الابنة بعظم الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها، ويجب التركيز على هذه النقطة، وأنها تستحق من نفسها معاملة أفضل، وأن لديها العديد من المزايا سواء في الشكل أو الجوهر؛ وهو ما يربأ بها أن تتعامل مع نفسها بصورة تقلل من صورتها الحقيقية.
* ليست ضحية!
تذكري أيضا ضرورة أن تخبري ابنتك أن تكف عن لعب دور الضحية، فهي التي قامت بإيذاء نفسها بوقوعها في تلك المشكلة، كما أنها تلجأ للكذب وهو سلاح خاسر لا يلجأ إليه إلا الذين يهزمون أنفسهم بأيديهم ويخسرون الخسائر الفادحة دينيا ودنيويا؛ فمن الناحية الدينية فإن الحديث الشريف ينبهنا إلى مصير الكاذب:"لا يزال المرء يكذب حتى يكتب عند الله كذابا"، فهل هذا اللقب يمثل الحلم الديني لابنتك؟ ولماذا تجعل الله أهون الناظرين إليها عندما تكذب؟ وهل يوجد في الدنيا كلها ما يساوي أن تتحمل هذا اللقب البغيض؟ ومن الناحية الدنيوية فإن الكذب ليس له أرجل كما يقال، وأنه سرعان ما ينكشف وتتضاعف الفاتورة (السلبية) لصاحبه، وبدلا من أن يتم عقابه على فعل واحد فإنه يعاقب عليه وعلى الكذب أيضا، كما أنه يفقد احترام من حوله ويخسر ثقتهم، ويتكبد معاناة نفسية هائلة توقعه في المزيد من المشاكل، فهل هذا ما تتمناه فتاة ذكية مثل ابنتك لنفسها؟.
قولي لابنتك: لقد تورطت في هذه المشكلة لتصورك الخاطئ أنها ستمنحك بعضا من المتعة أو المغامرة أو الفرح وما إلى ذلك، والثابت أن الأذكياء وحدهم هم الذين يختارون بملء إرادتهم تأجيل المتع حتى تأتي في ميعادها بدون أية خسائر، فلا يذهبون بإرادتهم إلى المتع غير المشروعة، وفي الحديث الشريف: "الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس". ولا شك أن كل المتع غير المشروعة تندرج تحت هذه الأشياء، وهي متع لا تمنح صاحبها الإشباع الكافي؛ لأنها مسروقة وتتم في الخفاء، وقد يعقبها إحساس بالذنب أو بالخوف من انكشاف الأمر، وفي ذلك كله مشقة نفسية لا ينبغي للعاقل أن يكبل نفسه بها، فالأفضل انتظار الوقت المناسب ليستمتع بكل المتع عندما تصبح حلالا وفي متناول يده بدون أن يعقبها أية مشاعر مؤلمة أو أن تعرضه لأية خسائر، فضلا عن إحساسه بـ(الخزي) عند انكشاف أمره.
اقتربي من ابنتك اقترابا إيجابيا يشجعها على الخروج النهائي من هذه المشكلة، ويحول (نهائيا) دون تكرارها لا أن يكون اقترابا سلبيا يعمق لديها الإحساس بالتألم من غضب والدها ويصوره على أنه الجاني، والحقيقة أنها هي التي جنت على نفسها، ولا تخبري إخوتها بما حدث لتحتفظي لها بالصورة الجيدة، ولا تبالغي في إظهار ثقتك بها، وأشعريها بأنها في حاجة (ماسة) لإعادة هذه الثقة بالأفعال وليس بالأقوال، ولا تتجاهلي الأساليب التي تفعلها والتي تحدثت عنها، وإن لم تذكريها واكتفيت بذكر ثقتك فيها، وأشرت فقط إلى الحديث بالهاتف، ولا نرى غضاضة أن تتكلم في وجودك وأن تدرك أن هذا جزء من (الثمن) الواجب عليها دفعه لإعادة الثقة؛ ولكي لا تستهين بالمشكلة التي وقعت فيها من قبل، مع ضرورة التقصي الجيد عن صديقاتها، فربما كانت إحداهن وراء هذه المشكلة، ومراجعة أفكار ابنتك والتأكد من عدم تأثرها بالحصار الإعلامي الذي يحرض عبر الفضائيات المختلفة على إقامة علاقات مع الشباب، وتصوير ذلك بأنه نعيم الدنيا، لذا نود أن تزيدي من الأوقات التي تقضينها مع ابنتك مع عدم نعتها بأي ألفاظ سيئة أو إبداء خيبة أملك فيها وما إلى ذلك من أمور تدفعها إلى العناد ورفض العودة إلى سابق التزامها، ونثق أنك بمشيئة الرحمن ستجتازين هذه المشكلة بخبرات عملية كبرى، وبنضج ووعي بأهمية دورك كأم.
وتابعينا بأخبارك -إن شئت- وحسِّني علاقتك بباقي أبنائك، ولا تجعلي علاقتك بهذه الابنة تخصم من اهتمامك بهم، مع دعائنا لك بكل التوفيق في كل أدوارك في الحياة.
ـــــــــــــــــ(104/125)
غيرة وتقليد وأشياء أخرى.. عالجيها بالحب ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نشأت في بيئة محافظة وأنا من عائلة متدينة، ولله الحمد، وأكرمني الله عز وجل بزوج ملتزم، وكنت أحب الأطفال جدا جدا، وبعد زواجي بسنة أكرمنا الله عز وجل ببنت وبعد سنة و10 أشهر رزقنا ببنت أخرى.
مشكلتي الآن مع البنت الكبرى؛ فهي تبلغ من العمر سنتين و8 أشهر، وهي ما شاء الله ذكية جدا ولماحة ودقيقة ملاحظة جدا جدا، وكما يقولون "تلقط عالطاير". أحاولكل جهدي وأحرص على أن تكون تربيتي لها تربية دينية مثالية (حيث إن أباها دوامه في عمله طويل وهو مقتنع تماما بتربيتي لها).
نحن لا يوجد عندنا تلفاز والحمد لله، وقد حفظت ابنتي العديد من سور القرآن وأذكار اليوم والليلة، وبعض الأناشيد، وتردد الأذان مع المؤذن، وتحفظ الأعداد من واحد لعشرة.. هذه باختصار معلومات عنها.
سؤالي الأول:
كيف يجب أن يكون تعاملي مع أبيها أمامها؟ يعني هل أتعامل معه أمامها بشكل عادي من التقبيل والضم؟ وأدركطبعا أن العلاقة الخاصة لا تكون في وجودها؟ وماهي الحدود التي من الطبيعي أن أرتدي أو أخلع من ملابسي أمامها؟ معأني دائما إذا كانت في الغرفة أقول لها أغمضي عينيك؛ لأني أريد أن أغير ثيابي، وهي جدا تتضايق إذا رآها أبوها وهي في الحمام بل وتقول له: بابا "لا تطلع عليَّ".
وسؤال آخر:
هي شديدة التقليد؛ فهي -وخاصة في هذه الفترة- تحاول تقليدي في كل شيء، حتى في الرضاعة، عندها لعبة ترضعها وتعمل كما أعمل أنا مع أختها تماما؛ فهي ترضعها قبل أن تنام وتجلسها أو توقفها على كتفها لكي تتجشأ ثم تمددها بهدوء وتغطيها.. وتقول لي كل ما تفعل: "ماما أنا رضعتها" وأحيانا "بدي أرضعها لأنها تبكي".
وتغير لها الحفاظة وتغسلها وكل شيء.. لا أعرف كيف أتعامل معها في هذا الموضوع بالذات، أقول لها طيب.. معلش حبيبتي.. فهل تصرفي صحيح أم يجب أن أوضح لها بأنها ما زالت صغيرة وهذا خاص بالأم فقط؟.
وآخر سؤال وهذا الموضوع جدا يتعبني، فبعد ولادتي لأختها لم تكن تغار، أما الآن وقد أصبح عمر أختها أكثر من 10 أشهر؛ فالغيرة على قدم وساق.. بكل صغيرة وكبيرة...
وأنا جدا محتارة كيف أتعامل معها ومع أختها التي بدأت بالحبو أو الزحف وبدأت في تناول طعامها معنا فلم يعد لها فقط طعامها المخصص للأطفال وبدأت في المشي بالدراجة أو العربية (بمعنى أن حاجتها لي اختلفت عن قبل) فهي الآن أي الكبيرة (كأنها ما زالت صغيرة) تريد مني أن أعمل لها كل ما أعمل لأختها وخاصة قبل النوم؟.
وهي تنتظرني لآخر لحظة حتى أنتهي من نوم أختها، مع العلم أنها تكون في فراشها وتكون جدا نعسانة لكنها تنتظرني لتطلب مني أن أنومها كما أنوم أختها، مع العلم أني قد فصلتهما عن غرفتنا لكني أبقى معهما في غرفتهما حتى أتأكد من نومهما ثم أقوم إلى غرفتي، وفي كثير من الأحيان أحضرهما ليناما معنا في غرفتنا، وبصراحة أنا أريد أن أحضنهما وأجعلهما يناما بجانبي وبين أحضاني واحدة عن يميني والأخرى عن شمالي وكثيرا ما أقول في نفسي إذا لم تشبعا من الحنان والعطف وهما في هذه المرحلة فمتى إذن؟؟.
وأميل أحيانا بهذا الشعور للكبيرة أكثر من الصغيرة؛ لأني أشعر أنها كانت الكل بالكل وقبل أن تكمل السنتين وهو حق الرضاعة جاءت أختها فأزعل عليها كثيرا...
أحيانا أميل بهذا الشعور للصغيرة أكثر فلقد كانت أختها تأخذ وقتي كله وهي معي وأنا لها فقط ولكن هذه الصغيرة ما ذنبها؟ بلأحيانا أعمد إلى تنويم الكبيرة كي أتفرغ للصغيرة وأضعها في حضني وأقبلها وألعبها كما كنت مع أختها...
وكما ذكرت أحاول فعل هذا الشيء بعيدا عن أعين أختها كي لا تغار؛ فهي الآن شديدة الغيرة وتريد أن تلفت انتباهي إليها بأي شكل، كأن تسحب الأغراض من أعلى كسلك الهاتف مثلا وتقول لي ماما اعملي لي مثل أختي حيث أجري بسرعة لئلا يقع على الأرض أو عليها وأنا أنادي باسمها كي تلتفت عليَّ وتتوقف عن الشد.
تطلب مني أن أعمل لها كما أعمل لأختها تماما في كل شيء تقريبا، وأخشى أن تتطور الغيرة أكثر وأكثر وخاصة بالنسبة لموضوع الحمام.. فكيف أتعامل معها؟.
هل أخطئ حين أنومها بجانبي، عاطفة الأمومة تلح عليَّ في ذلك لكني أخشى أن تعتاد ذلك وقد تأتي أحيانا ظروف خارجة عن إرادة الإنسان فأخشى أن تُظلم؟ أرشدوني وجزاكم الله خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
التقليد والبذاءة ... الموضوع
د.نعمت عوض الله, أ.مانيفال أحمد ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
تقول د.نعمت:
ابنتي الفاضلة..
بارك الله لك في بيتك وزوجك وابنتيك وجعلهم جميعا قرة عين لك وللمسلمين أجمعين.
دائما ما يدفع الكبير ثمن التجربة، وبالتالي فهو أيضا يحصل على الأفضل. طبعا أن تحفظ ابنتك وهي في هذه السن الصغيرة الأذان والأرقام من واحد لعشرة وبعض سور القرآن فهذا رائع، وإن كنت أرى أنه كثير جدا على عقلها... وبالتالي نتج عنه هذا الارتداد إلى الطفولة مع تمثيل دور الكبار... ولكن سنأتي إلى كل فقرة من أسئلتك على حدة.
معاملتك لأبيها أمامها يجب أن تكون طبيعية وعادية كما لو كان عمرها 10 أو 15 سنة... من الطبيعي أن تلقى أباها بالقبلات، وأن يضمك أحيانا، وأن تجلسي إلى جواره تحتضنينه أو يحتضنك، وهذه المعاملات لها شكل وصفة غير ما أظنك تسألين عنه.
وبالنسبة لملابسك فلا يجوز أن ترتدي أمامها ما هو فاضح أو عار، بل أيضا عليك أن تتصوريها كبيرة وتتعاملي معها على هذا الأساس؛ فهي لها عينان وذاكرة أسفنجية، كما أنه يجب ألا يراها أبوها وهي عارية في الحمام لأي سبب، وإذا كان في المسألة اضطرار فلتحتفظي بسروالها على جسدها ليستر عورتها.
أما بخصوص ما يدفعها لتقليدك مع عروستها أنك ناديت نضوجها بأسرع من المفروض، وما يدفعها لتقليد أختها ورغبتها في أن تعامليها بالمثل هو طفولتها الحقيقية التي تم حرمانها منها بدرجة أو بأخرى.
أعرف يا ابنتي أنك لاعبتها وضممتها كما تفعلين مع أختها، وأن حفظ القرآن والأرقام والأذان جاء في وقت لاحق ربما بعد أن أكملت ما هو أكثر من عام، أعرف ذلك كله من ألفاظك ووصفك الذي يقطر حنانا ورقة ومحبة، ولكنها لا تذكره يا ابنتي، لأنها ما زالت صغيرة، وغالبا ليس في إدراكها سوى واجباتها.
أدعوك يا ابنتي لأن تتوقفي قليلا عن تعليمها أي جديد وأن تكتفي معها باللعب، وانتظري أن يبدآ معا بعد ذلك في التعلم؛ فالفرق ليس كبيرا إلى حد أن إحداهما ستتأخر عن الأخرى...
أيضا عليك أن ترسلي ابنتك الكبرى إلى إحدى الحضانات -ليس لتتخلصي منها- لا أبدا، بل لتخلقي لها حياة اجتماعية أخرى لا تعتمد على وجودك، هذا يدعم من كيانها وشخصيتها. والفكرة أن تتركيها في الحضانة لمدة ساعة مثلا أو اثنتين فقط وعند عودتها اسأليها عن مجتمعها الجديد ماذا رأت فيه؟ ومن تعرفت عليه؟ ولكن هذا يحتاج إلى شرح وتمهيد منك لها.
لا تلوميها أو توبخيها على إرضاعها لعروستها بل شاركيها اللعبة، ولكن خففي من رؤيتها لك وأنت ترضعين أختها، وقد يساعدك الآن أن الصغرى كبرت بما يكفي لتأكل، وبالتالي يمكنك أن تعدي لعروستها طبقا وملعقة مخصوصة، ودعيها تشاركك فترة الإطعام، أي أن تطعمي أختها في نفس الوقت الذي تجلس فيه هي إلى جوارك تطعم عروستها وتحدثي إليها على أنكما صديقتان كبيرتان، مع كثير من الضحك والقبلات وأحيانا لو استطعت تبادلا الإطعام مع مراعاة أن تراقبيها في أثناء إطعامها لأختها.
ويا ابنتي..
إن من حق ابنتك أن تنتظرك لتنام، لتربتي عليها وتحكي لها قصصا جميلة شيقة رقيقة، ولا شيء في ذلك.. فأنا شخصيا ظللت أحكي لأبنائي -وكانوا ثلاثة- قصصا قبل أن يناموا حتى بلغ أكبرهم السادسة وأصغرهم الثالثة، وكانوا هم مَن استغنى عنها.
فبإمكانك إذن أن تحتضنيهما في أثناء روايتك للقصة، وتداعبيهما كما يحلو لك، ثم تضعي كل واحدة على حدة لتنام... بارك الله لك وأنبتهما نباتا حسنا.
وتضيف أ.مانيفال:
الأخت الفاضلة أم عمارة..
أهلا بك وبابنتك الجميلة إسراء...
تساءلت في رسالتك على عدة نقاط تناولتها د.نعمت في ردها عليك، ولكن اسمحي لي أن أضيف على كلامها القليل...
إن الشعور بالأمان والاستقرار يعدان من الاحتياجات الأساسية للطفل، واستقرار العلاقة بين الأبوين يساعد في كثير من الأحيان في إشباع هذه الحاجة؛ فالقبلة والمداعبات الخفيفة بين الوالدين تشعر الأبناء بالاطمئنان وبوجود الحب بينهما، وتساعد على الشعور بجو من الرحمة والمودة ينتشر في البيت. كما أنها تعلمهم التعبير عن مشاعرهم وتنمي هذه القيمة في نفوسهم.
أما بالنسبة لتقليد ابنتك لك في معاملتك لأختها أو في غيرها، فإننا حين ننظر إلى الأطفال وهم يلعبون، فإننا نجد الأولاد يمثلون دور الأب؛ فهو يخرج للعمل ويمارس مهامه، وقد نجده يرتدي حذاءه ويحمل حقيبته أو يقلده في مشيته، وكذلك البنات، فنجد البنت تقلد أمها؛ فهي تطبخ وترتب وقد تمثل دور الأم لدميتها تلبسها وتطعمها وقد توبخها أو تغني لها أحيانا، وقد نجدها منهمكة في قصة تحكيها لها أو حوار تجريه معها...
والبنات خاصة تتولد لديهن عاطفة الأمومة منذ صغرهن، فهن يتشربنها منك ويختزنها ويبدأن في بثها وإغداقها على مَن حولهن، وقد تفعل البنت هذا معك إذا لعبت أو مع دميتها أو مع أختها.. فلا تقلقي من تقليدها لك، بل شاركيها ما تفعل، وخصصي لها وقتا لتلعبي فيه معها، أو أن تجلسي وإياها تقرآن في كتاب وإلى جواركما الأخت الصغرى والدمية، بل اجعليها تختار لها اسما، وهكذا...
وبالمناسبة، فبإمكانك من خلال هذه الدمية أن توصلي لابنتك الكثير من الأشياء والقيم، ومن خلال الحكاية والحوار مع الدمية أمام الابنة يمكنك غرس أو اقتلاع الكثير من الصفات التي تحبينها أو تبغضينها، كأن تقولي مثلا إن دبدوب جميل لأنه يهتم بنظافته ويغسل يديه بعد الأكل وبعده، أو أنك تحبينه لأنه يحب إخوته -ويمكن هنا إحضار دمية أخرى لتصبح أختا للأولى- وأنه لا يكذب وأنه كذا وكذا... وبجعل أخت لها "للدمية" يمكن أن نوصل لها أن الدمية الكبرى تهتم بالصغرى وترعاها، وتحكي لها حكايات بدورها وتلعب معها، أو أن توصلي لها قيمة مثل المسئولية فهي ترعى الدمية وتطعمها وتهتم بها...
ولا تنسي أن إسراء ما زالت صغيرة، وفي هذه السن يكتسب الطفل الكثير من الصفات وتكون ذاكرته قوية ويقظة ومفتوحة ومستعدة لتقبل وتخزين كل شيء.
كما أن شعورها بالغيرة طبيعي جدا ولا يدعو للقلق، فلا تنسي أن إسراء كانت ولفترة ما هي الابنة الوحيدة المتربعة على العرش، والتي تنال كل الاهتمام والحب والرعاية دون غيرها، والآن فإنها تجد من يشاركها هذا ويقاسمها كل شيء، فحاولي أن تستوعبيها وتتقبلي منها ولا تنهريها، وقد سبق أن نشرنا الكثير من الاستشارات التي تناولت غيرة الطفل الأول من الثاني.. بل أشركيها فيما تقومين به لأختها حتى تساعديها على التخلص من غيرتها، فهي الأخت الكبيرة الحانية... بارك الله فيك وفي ابنتك، وتابعينا بأخباركما.
ـــــــــــــــــ(104/126)
عصبية الأم وبكاء الابنة ومتوالية العذاب ... العنوان
شكرالكم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله ان يجزيكم خير..
أرجو إن تساعدوني في حل مشكلة ابنتي الوحيدة، والتي تبلغ من العمر 4 أشهر، إلا أنها شيبت راسي -هداها الله-.
والحكاية يامستشارينا الأعزاء إنها تظل نائمة طوال النهار لتصحو طوال الليل، أي أن نومها عندها يبدأ في السابعة صباحا، وحتى العاشرة تستيقظ للرضاعة ثم تعود لتنام حتى الثانية ظهرا. ثم تصحو لمدة ساعتين، ثم تنام حتى الساعة 4 أو 5، حيث تقوم للرضاعة مجددا وتعود لتنام، ويظل نومها متقطعا حتى تبدأ السهرة في العاشرة مساء تقريبا.
وهكذا يبدأ مسلسل المعاناة، وهذا النظام رجعت له قبل اسبوع تقريبا، فقد كان هكذا نظامها قبل 3 شهر، لأن نومها كان قد انتظم لأيام، أي أنها صارت تنام من الساعة 12 مساء حتى 6 أو 7 صباحا دون أن تصحى.
أحيانا أحب أن أرضعها في الصباح قبل أن أذهب لعملي ولكنها تكون نائمة، ولكن هذه الأيام راسي شاب، وأنا وحدي، لا يساعدني أحد.
كما أنها تقوم ليلا وتحب أن ترضع، فأرضعها من صدري، لكنها ما تشبع، فأساعدها بالحليب الصناعي، وأحيانا تاخذ رضعتين صناعي بالليل، ناهيك عن رضاعة الثدي. وبالمناسبة.. فأنا لم أدخلها تغدية أخرى غير الحليب..
والله اشعر بالقهر، أذهب لعملي وأنا نائمة، فكيف أعدل لها برنامج نومها وأضبط لها وقتها؟ نصحوني بأن لا ارضعها بالليل، ولكن كيف وهي تظل مستيقظة؟ هل أتركها تجوع وتصرخ؟ جربت معاها هذا مرة لكنها ظلت تبكي أكثر من ربع ساعة ولم تسكت إلا بعد أن أرضعتها. كما أني لم أنظم لها الرضعات، يعني كلما تبكي أرضعها سواء صناي أم طبيعي.
وعلى فكرة هي لما تصحى تظل تبكي لغاية ما ترضع، بالإضافة إلى أنها لا تحب أن توضع في سريرها ولا أن ينطفئ النور ولا تحب أخذ اللهاية، يعني لازم أبقى حاملة إياها وألعب معاها والضوء مفتوح. لغاية ما اتعصب أحيانا وأضربها بس ضرب خفيف ما يؤلم.
والله تعبت ساعدوني.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة (أم دعاء)،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نرحب بك أيتها الأم الفاضلة الصابرة، ونسأل الله سبحانه أن يجعل "دعاء" قرة عين لوالديها ولأمتها، وأن يعينكم على هذه المهمة العظيمة، وهذا الجهد الشاق الذي لا يتحمله إلا أم، ولا يقوم به إلا أم، ولا ينال ثوابه إلا أم.
أرجو أن أتمكن من مساعدتك في أسرع وقت وعلى أكمل وجه لنحل معا مشكلة الصغيرة الغالية، والتي تعاني أو أنتم تعانون معها من مشكلتين متلازمتين ومتوازيتين ومرتبطتين؛ وهما:
1- مشكلة البكاء الشديد.
2- مشكلة نوم الطفلة وأرقها.
ومشكلة أخرى بسيطة وهي كيفية الفطام التدريجي.
وهناك المشكلة الخطيرة، والتي نخشاها ألا وهي: توتر البيئة الأسرية وأثارها على الطفلة ثم على الجميع!
بداية.. نعذرك نظرا لقلة خبرتك، فهي تمثل الطفل الأول ذا المشاكل الكثيرة، ونعذرك ثانية لأنكِ تعملين صباحا فتحتاجين للراحة ليلاً؛ لأن قلة نومك وقلة راحتك قد تؤدي إلى عصبيتك، وبالتالي تقل كمية اللبن؛ وهو ما يؤدي إلى أرق الصغيرة فتؤدي إلى قلة راحتك، وهكذا تدخلين في حلقة مفرغة متسلسلة للأسرة الحبيبة كلها؛ فالكل يصبح فيها خاسرا؛ الأم والصغيرة بل وكل أفراد الأسرة كذلك، ويصبح التوتر والعصبية والقلق والأرق هم القاسم المشترك للبيت كله!!.
حتى وصل الأمر إلى ضرب الضحية "الحبيبة البريئة الصغيرة" وشيب رأس الأم المسكينة بل ولدرجة أن تشعر الأم بالقهر، ومعذرة فقد تكون الأم هي الضحية المظلومة!!.
وتدبري أيتها الأم، ولنتدبر جميعا هذه المعادلة والمتوالية المؤلمة لنعرف من الظالم ومن المظلوم: (عصبية الأم -> قلة إدرار لبن الأم -> جوع الطفلة -> بكاء الطفلة الشديد -> أرق الطفلة -> أرق الأم -> عدم راحة وقلق للأم -> قلق الأسرة -> عصبية الأم -> قلة إدرار لبن الأم ->... -> وهكذا...
وهذه ما نسميها المتوالية المؤلمة؛ وهي الدائرة المفرغة التي يجب أن نجد لكم جميعا مخرجا منها بعونه تعالى، ولا بد من البحث عن السبب أو الحلقة المفقودة التي يجب كسرها لنوقف هذه المتوالية وترتاح الطفلة وترتاح الأم ويرتاح الجميع!!!.
ثم وبعد أن نعذرك مرة أخرى لتوترك وقلقك الفطري والغريزي على (دعاء)، نريد أن نبحث عن السبب أو الحلقة المفقودة في هذه المتوالية؛ ولعلك نسيت أن تذكريها، ولنا أن نسألك أو نناقشك بهدوء لنكتشف معا أين يوجد الخلل:
1- ما هو التاريخ المرضي للحبيبة الصغيرة، خاصة في أثناء الحمل؟
2-ما نوع الولادة، أهي طبيعية أم قيصرية؟
3- هل دخلت الحضانة أو المستشفى لسبب مرضي استحق الدخول؟
4- ما وزنها ومقاييس محيط الرأس والطول عند الولادة؟
5-ما وزنها وكذلك مقاييس محيط الرأس والطول الآن؟
6-ومن خلال ما سبق سنقيم: هل هناك نمو طبيعي في الوزن والطول والوظائف أم لا.
7-هل لبن الأم كافي أم لا، خاصة أنك لم تطعميها غير الحليب؟
8-هل تعاني دعاء من أي أمراض عضوية؟
9-هل أنتِ أو والدها تعانيان من العصبية والتوتر؟
10-من يقوم على رعايتها في غيابك أثناء العمل؟.
11- ماذا يقدم لها من طعام ورعاية في أثناء فترة غيابك في العمل؟.
12-هل فحصها أحد الأخصائيين في طب الأطفال وأبلغكم بأي مشاكل صحية، على سبيل المثال نقص نسبة الكالسيوم بدمها؟.
13-هل دعوتِ لها ولأسرتك الكريمة في جميع أوقاتك؟
14-هل تواظبين على قراءة الأذكار، خاصة أذكار النوم والأرق يوميا؟.
15-هل تواظبين على عادة الحمام الدافئ للطفلة قبل النوم ليلاً؟.
أتخيل أنه من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة سنضع أيدينا بإذنه تعالى على أسباب حالة الغالية دعاء، وبالتالي سنساعدك على حل مشكلتها ومشكلتكم بتوفيقه سبحانه.
فالمستشار مؤتمن، لذا فإن أي قرار أو نصح حول الغالية دعاء يجب أن يكون على أساس، ويجب أن يكون وافيا ومخلصا.
كما يمكنك الرجوع إلى ما نشرناه سابقا حول:
1- مشكلات وقت النوم.. حب واحتياج
2- نصائح ومحاذير في تغذية الرضيع
3- فطام المنام.. بداية الاستقلال
وأخيرا نرجو أن تلتزمي بعدة أمور سريعة:
1-الصبر واحتساب كل ثانية وكل ألم وكل ساعة أرق في سبيل الله تعالى.
2- مطالعة الردود الخاصة بمشاكل شبيهة بمشاكل الحبيبة دعاء في استشاراتنا السابقة.
3- الدعاء الدائم بأن يبارك فيها ويعينها، ولا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. [الفرقان: 74] فستكون بحوله وقوته سبحانه قرة أعين لوالديها ولأمتها، وستكون للمتقين إماما؛ علميا وخلقيا وسلوكيا وحركيا.
4- واظبي على أذكار النوم والأرق يوميا.
5-حاولي بهدوء علاج أي توتر أو عصبية في البيئة المحيطة بالطفلة حتى لا تتفاقم المشكلة.
ونحن في انتظار تواصلك معنا، وفي انتظار إجاباتك واستشاراتك، وسندعو الله سبحانه لكِ ولها ولنا جميعا.
ـــــــــــــــــ(104/127)
استجداء الحنان.. اعتراض الغيران ... العنوان
السلام عليكم..
لي ابن يبلغ من العمر 11 سنة، متفوق في دراسته وجميل والحمد لله ومؤدب يلقى دائما الاحترام والتقدير من معلميه جميعهم ومنا أيضا.
ما يقلقني أنه يبدو وكأنه ينقصه اهتمام لا أعلم لماذا، فهو يحاول بأي طريقة أن أعانقه حتى وأنا مشغولة. هو يشكو من الربو ويأخذ الدواء، وشعرت أنه يتكاسل عن أخذ الدواء ليتلقى اهتماما ورعاية وقت مرضه.
أنا لي 5 أبناء غيره، ولي ابنة أصغر منه عمرها 6 سنوات، وأظنه يغار منها، مع أننا نمدحه كثيرا ونظهر إعجابنا به وبتحصيله الدراسي وأعانقه ولكن ليس دائما.
أشعر أنه كبير وظننت أن ما أفعله يكفي معه. أتظنون أنه بالفعل ينقصه حنان؟ أم أنه يحب الاهتمام الزائد؟
هو بالبيت لا يسمع الكلام بسرعة ويغلبني برمي ملابسه على الأرض وكأنه شخص مختلف عن الذي بالمدرسة مواظب ومرتب.. هل يهمه هناك رأي الناس وهنا لا؟ ألأني أوبخه أحيانا وأطلب منه الترتيب لا يشعر بالحنان؟
ماذا أفعل؟ هناك الكثير من التساؤلات داخلي حول معاملته.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسعد وأتشرف بالرد على استشارتك –سيدتي– لسببين:
أولهما أنك من أرض وشعب أحمل لهما بل يحمل لهما كل عربي مسلم كل الحب والتقدير والتعظيم. والسبب الثاني أنك من هؤلاء الأمهات اللائي يعتنين ويهتممن بتوجيه أبنائهن بأسلوب تربوي صحيح وهذا ما نرجوه من كل أم.
سيدتي:-
إن تخمينك صحيح بشأن إحساس ابنك بالغيرة من أخته وبرغبته المستمرة في جذب اهتمامكم وتعاطفكم، وربما لا يرجع السبب في ذلك لأنكما (أنت ووالده) تعتنيان وتوليان اهتماما لباقي إخوته أكثر منه ولكن يرجع لأنه ظل حوالي 5 سنوات من عمره يتمتع بلقب آخر العنقود وظل هو الأصغر لهذه المدة وبعدها فوجئ بسحب هذا اللقب وبوجود منافس جديد ينازعه مكانته، ومن ثم بدأ في استجداء العطف والحنان بالرغبة في عناقك وتقبيلك دائما.
وإليك بعض الاقتراحات التي تعينك على التعامل ومعالجة هذه المشاعر تدريجيا:
1. استمري –سيدتي– أنت وزوجك في طريقتكما وأسلوبكما الرائع في عدم التمييز بين الأبناء وفي العدل بينهم كلهم حفظهم الله وبارك فيهم جميعا.
2. لا تعيري اهتماما كبيرا لما يبديه ابنك من محاولات لاستجداء عطفك معه خاصة عند مروره بأزمة الربو ولكن عليك أن تجمعي بين الحنان والحزم بمعنى ألا تبالغي في إظهار التعاطف معه، فإذا تكاسل عن أخذ الدواء مثلا فقولي له بأسلوب يجمع بين حنانك وحزمك: "أنت تعلم أن عدم تعاطيك الدواء يزيد من قلقي عليك كما أنك كبرت الآن وتستطيع أن تقدر نتيجة عدم تناولك الدواء".
3. حاولي أن تكفي عن توبيخه على تقصيره في الترتيب أو التنظيم لكن يمكن أن تستبدلي بهذا التوبيخ الحوار الفعال الذي يوضح له عاقبة تركه الأشياء دون ترتيب كأن تقولي له: "ربما يكون تنظيمك لملابسك وأدواتك أمر ثقيل عليك لكن في نفس الوقت عدم عنايتك بأغراضك يضايقني ويغضبني فأرجو أن تبدأ في تدريب نفسك على وضع كل شيء في مكانه ولنبدأ في التعود على ذلك من الآن". ثم اطلبي منه أن يقترح اقتراحات لكيفية التعود على التنظيم ووضع أغراضه كل في مكانه وعندما يصل لبعض الاقتراحات فاجعليه يكتبها ويعلقها في غرفته ليتذكرها ويعمل بها.
4. وأخيرا –سيدتي– إن ابنك لا ينقصه مزيد من الاهتمام ولكن ينقصه أن يجد من يفهم مشاعره ومواهبه وقدراته لينميها (وكذلك الحال بالنسبة لإخوته) ولاكتشاف قدراته وتنميتها عليك تنظيم وقتك بحيث تستطيعين تكريس جزء منه للعب مع أبنائك ومحاولة اكتشاف بعض ما يميز كل منهم عن الآخر لتشجيعه عليه.
فيمكن أن تجدي أحدهم لديه قدرات عالية في الرسم وآخر في الموسيقى وثالث في اللغة ورابع في الرياضة، ولذا يمكنك الاطلاع على موضوعات عديدة طرحت على هذه الصفحة تعينك على اكتشاف قدرات أطفالك وتنميتها ليشعر كل منهم بتميزه وبالتالي لا يشعر بالغيرة من باقي إخوته. (ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع أيضا على موضوعات تناولت الغيرة وكيفية التعامل معها).
وأخيرا أدعو الله أن يعينك على تحمل المسئولية وأداء الأمانة إنه قريب مجيب الدعاء، وننتظر منك المتابعة فإلى لقاء قريب.
ـــــــــــــــــ(104/128)
شجعيه ليرسم بالكلمات أحلى اللوحات ... العنوان
أود أن أشكركم أولا على جهودكم الرائعة لتعلمونا كيف نربي أبناءنا، وأدعو الله عز وجل أن يجزيكم خير الجزاء.
ابني محمد عمره ثماني سنوات يحب كتابة القصص ويحلم أن يكون من أشهر الأدباء، وأنا سعيدة بحلمه وأتمنى أن يحققه، ولكني أريد أن تساعدوني لأصنع الأديب الصغير محمد، وأعلمه كيف يكتب القصص.
في السنة الماضية اشتريت له دفتر ملاحظات صغيرا، وطلبت منه أن يقرأ مائة قصة ويكتب في دفتر الملاحظات اسم القصة واسم كاتبها وشجعته على هذا، وما زلت أحضر له القصص، ولقد كتب في السنة الماضية قصة أعجبت معلمته كثيرا فتشجع أن يكتب دائما.
أخبروني يا إخوتي ما هي الخطوات التي عليَّ أن أتبعها لتساعد الأديب الصغير أن يحقق حلمه؟.
... السؤال
تعليمي, تربوي ... الموضوع
أ.محمد عبدالجواد ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
لكاتبة الرسالة أقول ..
إن أحلامنا كأولادنا تحتاج منا إلى المساندة والتشجيع والدعم
وأقدارك الطيبة يا سيدتي جمعت لك بين الحلم والابن .. لكي يلقيا الرعاية والاهتمام منك .. جميل أن ترقبي نبتك الصغير .. وجميل أن تحاولي تهيئة الأجواء له.. فتهتمين وتسألين .. وهذه إيجابية أشجعك عليها .
فالإبداع والابتكار يا سيدتي لا يستطيع أن يعبر عن نفسه في البداية .. وكما يقول علماؤنا ( إن الفكرة الابتكارية في نشأتها لها ذات سمات الوليد الغض الطري .. وتحتاج إلى من يرعاها حتى يقوى عودها ).
أهنئك بمحمد .. فاستثمري فيه ..واسأل الله أن يقر عينك به .. وبداية أريد أن أعبر لك عن سعادتي به.. وأبدي بعض وجهات النظر بشأن التعامل معه.
لا تنزعجي عندما يأتي وقت .. تحسين فيه أن محمد مشغول بشيء آخر من الهوايات غير كتابة القصة وقراءتها .. فلا تضغطي عليه .. ولا تفرضي عليه شيئاً يقرأه .. وإذا أراد أن يعبر لك عن رغبته في شراء شيء آخر .. فاتركيه يختار.. حتى تشعريه أن هذه الهواية ترضيه هو قبل أن ترضيك أنت.. وان هذا هو اختياره قبل أن يكون اختيار الآخرين.
ولا تستعجلي غرسك على أن يينع فإن لكل شيء سننه وقوانينه والوقت له أحكامه .. يقول ابن عطاء الله السكندري ( ادفن وجودك في أرض الخمول ( التطوير الصامت ) .. فما نبت مما لم يدفن لايتم نتاجه( لا تكون ثمرته ناضجة ).. إنه يدعونا إلى العمل في صمت .. والتطوير الذاتي.. والصبر الجميل على أن نصنع أنفسنا ونمتلك إمكانياتنا ومهاراتنا في صمت تؤدة .. وهو يدعونا أيضًا إلى أن الغرس الذي نستعجل على إنضاج ثماره لا يكون نتاجه جيدًا .. لأنه لم يأخذ حظه من النمو والأخذ الكامل .
ومن الروافد الأساسية التي ينبغي الاهتمام بها مع أصحاب المواهب.. وهو التشجيع فإنه سيؤثر بلا شك على معنوياته في هذه السن التي يتلمس فيها أبنائنا إلى التشجيع .. لاسيما إن كان هذا التشجيع يأتي ممن يحتك بهم الطفل كالأقارب والمعلمين .
وانتقاء الكلمات التي تدعو للثقة بالنفس .. والشعور بالتميز الذي يحميه من المعوقات التي ستواجه .
وهناك على امتداد العالم العربي مجلات للأطفال .. جربي أن ترسلي بعض قصصه وكتاباته الصغيرة إليها وأرفقي بها صورته .. وسوف يكون هذا بلا شك أفضل تشجيع .. وإذا كان لديكم نشاط مثل قصور الثقافة فيمكنك أن تيسري له أمر عضويتها بحيث يحتك بمن سبقوه في هذا المجال .
وأريدمن سيادتك أيضًا أن تترفقي به في طلباتك بشأن الأشياء التي يقرأها.. فقط يسري هذه الأشياء أمامه واتركيه يتعامل معها بالقدر الذي يطيقه.حتى لا يشعر أنه تحت ضغط فيكره ما يحبه .
واهتميأن تجعليه متوازنًا.. يفعل مايفعل الصغار في سنه ويحتك بهم .. حتى لا يشعر بعد ذلك أن هذه الهواية قد حرمته من متعه وألعابه وهو صغير .. فيبتعد عنها وهو يضع في ذهنه ما جرته عليه من حرمانه من لهو الصغار وألعابهم .
واعلمي يا سيدتي أنه في هذه المرحلة من العمر قد لا يحتاج تكنيكات كتابة القصة .. بقدر ما يحتاج إلى أن يعبر عما بداخله.. وسيكتسب هو من خلال قراءته كيف تصاغ الأفكار .. وكيف يكتب كاتب القصة مقدمته المشوقة .. والعقدة التي تدور حولها القصة .. ووجهة نظره في حلها والتي يعرضها في نهاية القصة.
ويمكنك أيضًا أن تنوعي له الأدباء الذين يقرأ لهم .. والذين يكتبون لمثل عمره .. وإذا أحب كاتبا بعينه فلا تضغطي عليه بالقراءة إلى الآخرين .. ولكن يمكنك أن تضعي القصة على مكتبه أو بجواره فسيفتحها ويبني قناعته بنفسه بدلاً من أن يحس أن هذا الأمر مفروض من الآخرين.
ويمكنك أيضًا أن تحكي له الحدوتة اليومية من خلال قصصه .. وتحاولي من خلال الحكي أن تقفي قليلاً على أمر يستحق الوقوف .. وتتناولين عقدة القصة .. ووتتأمليها معه .
وينبغي عليك الاهتمام بتقويم قراءته .. وتعرفه على اللغة التي يريد أن يكتب بها.. وأن تساعديه على أن يكون ماهرًا بها.. فمن خلال حبه لها لن يحس إجهادًا في عملية الكتابة .. وسيمنح له هذا التفوق علاقات جيدة بمعلميه في هذه المادة .
وهناك فكرة أخرى يمكنك تطبيقها .. كأن تحضري القصص الصغيرة وتكتبينها بدون حلها وتطلبين منه أن يضع أكثر من نهاية عليها فإن هذا بلا شك سوف يحرك إبداعه .. وينشط ذاكرته . ويستفز الإبداع بداخله .
وثقي أنك مجزية بهذا الإحسان إحسانا .. لأنك ستقدمين للعالم إديبًا رائعًا .. سيصوغ الجمال في كلمات .. وسيرسم بالكلمات أحلى اللوحات.
ـــــــــــــــــ(104/129)
في تربية التوائم..ملء الفراغ وتصحيح المفاهيم ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أم لطفلين (ذكر وأنثى) توأم (5 سنوات) حريصة على تربية أبنائي تربية إسلامية.
أرجو إرشادي إلى برنامج يساعدني على ملء وقت فراغهما في البيت وكيفية التوفيق بينهما خاصة أنهما في نفس السن ومختلفان في الجنس.
كما أريد برنامجا لتحفيظ القرآن وكيفية تصحيح المفاهيم الخاطئة التي يحصلون عليها سواء من المدرسة أو من الشارع في بعض الأحيان.
شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله
... السؤال
الأنشطة والهوايات ... الموضوع
الاستاذة سها السمان ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا الفاضلة بارك الله لك في أولادك وجعلهم قرة عين لك ولزوجك
اعذريني على تأخر الرد على رسالتك لظروف خاصة بي ونسألك الدعاء لنا. أرى أن لسؤالك عدة جوانب وسأحاول بإذن الله الرد على قدر استطاعتي.
سأبدأ أولا بكيفية ملء الفراغ:
علينا أن ننتبه جميعا إلى محاولة الاستفادة من الوقت وعدم ملئه بما هو مضيعة له، ويجب الاستفادة في تربية أبنائنا من كل ما يتعرضون له من أنشطة؛ حتى وإن كان مشاهدة التلفاز، بمعنى أنه إذا شاهد الأطفال فيلم كرتون فيجب الجلوس معهم والتعليق على ما يحدث في الفيلم من مواقف، الصحيح منها وما يجب اتباعه، والإشارة إلى الخطأ وتوضيح جزاء من فعله... وهكذا.
أما بالنسبة للأنشطة التي تتبع معهم، فنصيحتي لكل أم وأب أن عليهم دراسة اللعبة التي سيشترونها لأبنائهم، وكيفية الاستفادة منها وليس فقط شراءها لتمضية الوقت وإلهاء الطفل عن أبويه، ومن المهم أن تساعد اللعبة على تنمية مقدرة معينة للطفل؛ لأن هناك خمس مقدرات للطفل على الأقل -في مثل هذه السن- يجب اتباعهم وتنميتهم وهم:
1- التنمية العقلية
2- التنمية اللغوية
3- التنمية الجسدية
4- التنمية الاجتماعية
5- التنمية العاطفية
وسأعطى لك مثالا عن كيفية تنمية كل مقدرة من هؤلاء:-
أولا: التنمية العقلية:
في مثل هذا العمر تكون التنمية العقلية إما عن طريق اللعب وإما عن طريق الدراسة، فإذا كانت عن طريق اللعب فأحد الألعاب والتي يمكن أن تكون بالبيت هي كروت مثل ورق الكوتشينة ولكن عليها صور أو أشكال أو ألوان ونبدأ بستة كروت كل ورقتين متشابهتين، واجعلي كلا منهما يشاهد الورق قبل أن تقلبيه على الوجه الآخر واجعلي كلا منهم يحاول تذكر مكان الورقتين المتماثلتين، وقومي بزيادة الورق كل مرة.
هذا اللعبة تعمل على تنمية عقل الطفل ومساعدته على التركيز وتذكر أماكن الأشياء.
أما التي عن طريق الدراسة فهي ألعاب يمكن أن تصنع بالبيت من الورق عن طريق قص الحروف الهجائية وتعريفهم مثلا بكل كلمه تبدأ بالحرف المطلوب ثم ترك الأحرف أمامهم ليختاروا منها ويضعوها أمام الكلمة الصحيحة.
ثانيا: التنمية اللغوية:
يجب أن تتم الاستفادة منها في كافة الأنشطة، فعلينا فتح مجال للحوار مع الأطفال حتى في وقت اللعب وإعطاؤهم فرصة التعبير عما بداخلهم وتعريفهم بأسماء الأشياء المحيطة بهم ومم تتكون الأشياء التي يمسكونها بأيديهم وما الذي يضرهم وينفعهم.
ثالثا: التنمية الجسدية:
وهذه تتوقف على كل ما يساعد الطفل على تحريك عضلاته إما عن طريق الكتابة أو اللعب أو الطهي. فكيفية مسك القلم والوقت الذي يستغرقه الطفل في كتابة واجبه يعمل على تحريك عضلات الكف والأصابع وجعلها لينة وكلما طال وقت الكتابة كانت يده أكثر لينا، ولكن من المهم عدم الضغط على الطفل في الكتابة خاصة إن كان هناك مشكلة ما لديه تدل على كسله فعلينا البدء معه في اللعب، كأن يمسك المقص ويقص أشكالا معينة، فهنا يتمرن على التحكم في يده والتركيز والنظر إلى ما يفعل لأن أهم نقطة في هذه التنمية هي أن يكون هناك وسيلة اتصال بين العين واليد.
ومن المهم أن نقول له أن ينظر إلى ما يفعله، فعند الكتابة ننبهه أن تكون الكتابة على الخط وعند القص ننبهه إلى وجود يد أخرى له يمكن أن تصاب إذا لم ينظر جيدا وعند سكب الماء في الكوب نقول له انظر إلى يدك وتحركها فعليك أن تسكب الماء في الكوب وأن لا تملأ الكوب حتى نهايته، وهكذا يبدأ العقل في التفكير في أنه عليه الانتباه لذلك وتبدأ عضلات يده في التحكم.
أما بالنسبة للطهي فهناك نشاط جميل ويحبه كل الأولاد وهي العجينة التي تعرف باسم (PLAY DOUGH) -نوع من الصلصال- أفضل أن تصنع بالبيت وهي ليست مكلفة أو مجهدة ولكنها مفيدة للأطفال الذين يمكن لهم تحت إشراف والدتهم أن يصنعوها بأنفسهم، وستجدي لها على الإنترنت عدة طرق، وإن لم تجديها فأرسلي لنا وسوف نبعث لك بالطرق إن شاء الله.
رابعا وخامسا: التنمية الاجتماعية والتنمية العاطفية:
اخترت أن يكون الاثنان معا لأنهما مترابطان إلى حد بعيد في كافة الأنشطة. ففي التنمية الاجتماعية يجب أن يلعب الاثنان معا -والحمد لله قد أعطى لك الذكر والأنثى لأننا كثيرا مانقول إن هذا الطفل يفتقد النوع الآخر معه في البيت لذلك لا يستطيع التعامل في المدرسة مع النوع الآخر- وهنا يجب أن تكون الألعاب مشتركة بينهم كأن تشاركيهم في التعريف بالبلاد والملابس الخاصة بها وبمناسباتها، فيأتي الطفل بملابس لدولة ما تختارونها في هذا اليوم، ويعرفان عن هذه الدولة كل شيء حتى الطعام والعلم الخاص بها، ويمكنك أن تعرفيهم بتاريخها وبالأكلات الخاصة بها وأن ترسموا العلم سويا وتلونوه واجعليهم يأخذونه معهم إلى المدرسة ليحسوا أنهم فعلوا شيئا يستحق أن يراه الآخرون. وفي نفس الوقت تكون التنمية الاجتماعية بأن يشركوا أصدقاءهم معهم ويتكلموا عن كيفية عمل هذه الأشياء وأرسليهم بهذه الأشياء حتى وإن لم يكن شكلها جيدا أو متقنة ولكن يكفي أنها عملت بيدهم.
أما بالنسبة للتنمية العاطفية فيها فهي وجود المشاركة بينهما وكيفية التعامل في مشروع واحد واحترامهم لبعض وأنه إذا أراد أحد منهم ما في يد الآخر من أدوات فعليه أن ينتظر ويطلب بكل ذوق من أخيه ما يريد وأن يستخدم كلمة لو سمحت وأن يشكره بعد أن يأخذها، وعلى الطرف الآخر أن يبدي اهتمامه في أنه سيعطي لأخيه ما بيده على الفور وأن يكون بينهما حب في عمل كثير من الأنشطة المشتركة وأن تزرعي بداخلهم أن يحافظ كل منهم على لعبة أخيه.
وبالنسبة للتربية الإسلامية فنصيحتي أن تحرصي على تحفيظهم أذكار الصباح والمساء فتبدئي في تعليمهم أدعية النوم والاستيقاظ ودخول البيت وركوب السيارة. هذه الأدعية تحفظ واحدا تلو الآخر خاصة أن في هذا العمر تكون المقدرة على الحفظ سريعة وعلينا الاستفادة منها على قدر الاستطاعة. ومن المهم أن نجلس معهم قبل النوم ونقص عليهم حكاية من حكايات القرآن وأن تبسطيها لهم وأن تخرجي منها بالدروس المستفادة وأن تقولي معهم دعاء النوم.
قد يأتي لك أحدهم ويقول إنه رأى حلما مزعجا، فاسأليه إن كان قرأ القرآن أو قال الدعاء، وإن قال إنه قد قرأ فاسأليه إن كان قد نام على جنبه الأيسر وذكريه بأن عليه النوم على جنبه الأيمن وهكذا علينا الاستفادة من كل شيء معهم.
كما يمكنك أن تخصصي وقتا لحفظ القرآن ومراجعة ما حفظوه وأن يكون هناك يوم تخصصينه لعمل حلقة تجلسين فيها معهم أنت وأباهم ويا حبذا إن كان هناك عائلات أخرى عندهم أبناء في مثل أعمار أبنائك. كما يمكنك أن تقومي باختيار قارئ يتلو القرآن بصوت جميل يعجب أبناءك وضعيه لهم طوال الوقت عند النوم أو في السيارة حتى يقوموا بمراجعة ما يحفظونه من القرآن.
وأذكر لك بأن ابنتي ما شاء الله قد حفظت سورة الإنسان كاملة في وقت توصيلها من البيت إلى المدرسة وهي في عمر أبنائك عن طريق سماعها لها وهى في السيارة.
أسأل الله لك التوفيق، وتابعينا بأخبارك دوما.
ـــــــــــــــــ(104/130)
أن تكوني أما، فهذا أجمل شيء في الدنيا ... العنوان
أمومتي غير مشبعة! قبل كل شيء أحييكم على أسلوبكم الراقي في التعامل مع المشكلات, وجزاكم الله خير الجزاء.
أنا أم لطفلتي الأولى (15 شهرا), أعد رسالة الدكتوراه في الغربة, أعيش مع زوجي ومع مربية مؤتمنة مسلمة لديها خبرة 15 سنة في تربية الأطفال وتحب ابنتي حبا جما.
مشكلتي أني أحس أن أمومتي غير مشبعة, معظم طلبة الدكتوراه يذهبون للجامعة يوميا حتى الساعة الخامسة لإتمام قراءاتهم, وأنا أفضل العمل في البيت حتى لا أبتعد عن طفلتي, ولا أضيع وقتا إضافيا في الاستعداد للخروج والمواصلات, أتوقف عن أي عمل في عطلة نهاية الأسبوع لقضاء الوقت معها, أحرص أشد الحرص أن أبدل لها ملابسها وآخذها للنوم وأحممها بنفسي, ومازالت ترضع في الليل. آخذها كل أسبوع لمجموعات الأمهات والأطفال لتحتك بالآخرين, أنتقي ألعابها وكتبها بعناية وهي تحب أن أقرأ لها.
مشكلتي أن إحساسي بالتقصير تجاهها لا يهدأ, بعد قضاء بعض الوقت معها في الصباح أقفل على نفسي في الغرفة لأعمل, لا يزيد عملي في الغالب على خمس ساعات مقطعة بأوقات نومها واللعب معها, أحيانا لا أعمل حتى لساعة متواصلة إذا أصرت أن تكون معي, لكن بشكل عام هي غير عنيدة.
أحزن لفكرة أنها قد تتعلق بالمربية أكثر مني, لكن زوجي يقول لي إني أبالغ في مخاوفي وإني أم ممتازة, هي ترفض أن أطعمها, المربية تطعمها بطريقة معينة لا أحسنها مما يشعرني بالفشل. أعرف أن المهم هو نوعية الوقت الذي أقضيه مع طفلتي التي أحبها أكثر من أي شيء في العالم وليس كميته, ولكني أحيانا أحس بالملل من اللعب معها وأتصفح كتابا أو مجلة أو أشاهد التلفزيون وهي تلعب بجانبي, ثم أشعر بالذنب.
أشعر بأني لم أحتضنها حتى أشبع, ولم أنظر في وجهها الجميل حتى أشبع. أريد أن أكون أكثر قربا منها ولا أعرف كيف؟ أحس بأني لا أشبع عاطفتي المتوهجة تماما نحوها. زوجي يهتم بنا كثيرا ونخرج معا دائما, ولكن البيت صغير فهي في احتكاك دائم مع المربية حتى أثناء وجودي, والمربية تدلعها مما يضايقني. في الوطن لم أكن أشعر بالذنب وأنا أخرج للعمل من الثامنة حتى الواحدة إذ كانت تحت إشراف جدتها –حماتي حفظها الله– وكان بيتي كبيرا والمربية غرفتها بعيدة فلا تأتي إلا حين أطلبها.
دراستي مهمة للغاية بالنسبة لي, وأنا مغتربة لأجلها, ولكني أريد إشباع شعوري الأمومي تجاه أجمل مخلوق رأته عيناي.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
من بين كثير من الاستشارات التي يجتهد الإنسان في التفكير فيها وحلها فإن رسالتك أسعدتني جدا وأمتعتني الإجابة عليها، لأنك بتساؤلاتك الممتلئة بالحنان والتي تشع إحساسا بالأمومة تثبتين لنا أن الفطرة السليمة تقود الإنسان دائما إلى ما يجب ويصح أن يفعله وأنت فطرتك السليمة قادتك إلى أشرف رسالة كلف بها الله المرأة وهي الأمومة. فأنا أتصور أن أعظم نعمة أنعم الله بها على أي إنسان لا توازي نعمة الأمومة.
هناك مقولة طريفة تقول: "أن تكوني امرأة جميلة فهذا إحساس جميل.. أن تكوني زوجة سعيدة فهذا إحساس جميل.. ولكن أن تكوني أماً فهذا أروع شيء في الدنيا".
وأنت يا سيدتي تؤكدين هذه المقولة، بل وتضيفين لها أنه حتى لو كنت امرأة ناجحة تسعى لأعلى الدرجات العلمية فأنت لا تقاومين غريزة الأمومة الجارفة.
يا سيدتي الفاضلة، كل ما تشعرين به طبيعي وصحيح وأنا لو كنت مكانك لوقعت في نفس الحيرة خاصة أنها طفلتك الأولى.. ولكن يا سيدتي أرى أنك تتصرفين بشكل صحيح وترتبين أولوياتك ترتيبا صحيحاً.
فمن غير المعقول أن تتركي رسالة الدكتوراه وأنت قد سافرت خصيصا لها بل بالعكس أنا أنصحك بالاجتهاد قدر الإمكان حتى تنتهي من رسالتك في أسرع وقت وتستمعي بأمومتك دون منغصات، ولكنك كما أرى تحاولين ألا تبتعدي عن ابنتك قدر الإمكان وتؤدين كل ما هو مطلوب منك من خلال البيت لتكوني بجوارها.
كما أري أنك تحاولين أن تهتمي بكل تفاصيل حياتها من نظافة ولعب وطعام ونزهة وهذا هو الصحيح.
ولكني أختلف معك في أن المهم في الوقت الذي تقضيه الأم مع ابنتها هو الكيف وليس الكم لأن الطفل في السنتين الأوليين من عمره يحتاج إلى وجود أمه معه باستمرار، مجرد وجودها وتواصلها معه: بالكلمة، باللمسة، بالاهتمام، باللعب والغناء، بالرضاعة، بالطعام، وهذا هو سر أن يوصينا الله تعالى بالرضاعة الطبيعية حتى سن سنتين كاملتين رغم أن الطفل يبدأ في تناول الطعام منذ سن 6 أشهر ويزداد كم الوجبات الخارجية بالتدريج حتى تطغى على الرضاعة الطبيعية في سن سنة ولكن تظل أهمية الرضاعة الطبيعية حتى سن سنتين بهدف التواصل الحسي الدائم بين الطفل والأم وبقائهما معا دائما ومن أجل إشباع الطفل العاطفي واستقراره النفسي وشعوره بالأمان والثقة.
وأرى من رسالتك أن السؤال من الأب والأم معا وأن ساعات تواجدكما مع الطفلة كثيرة والحمد لله، ولذا أقترح عليكما أن توازنا بين أوقات تكونين فيها أنت مع الطفلة وأوقات يكون الأب فيها معها وأوقات أخرى مهمة جدا تكونون فيها معا أنتم الثلاثة كأسرة.
وهكذا سيكون الوقت الذي تقضيه الطفلة بمفردها مع المربية قليلا، وكلما زاد سن الطفلة فاحرصي على التواصل معها واللعب معها والغناء لها حتى تزداد العلاقة والصداقة بينكما.
بارك الله لك فيها وأنبتها نباتا حسنا وقرت عينك بها.
ـــــــــــــــــ(104/131)
ابنتي موهوبة.. كيف أتعامل معها؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي سارة تبلغ من العمر خمس سنوات ونصف السنة، وهي في مرحلة الروضة، وهي ممتازة وجميع مدرساتها يمدحنها ويحببنها، حيث إنها طفلة ذكية وحبوبة واجتماعية، حتى أنها بدأت الكلام في سن مبكرة، ولم تكمل عامها الثالث إلا وهي تعرف الألوان والأعداد باللغتين وتحفظ مجموعة من سور القرآن ولديها مفردات كثيرة.
لكن هناك أمرا يحيرني ولا أعرف إن كان ميزة أو أمرا يحتاج إلى تقويم.. ألا وهو أنها تستخدم كلتا يديها في الكتابة والتلوين بنفس الوقت وبنفس المهارة، مع العلم أن خطها جميل وموهوبة في الرسم والتلوين.
المشكلة أن المدرسة تجبرها أن تستخدم يدها اليمنى في الصف، تحدثت إلى مدرستها وأخبرتها أن تتركها على راحتها تستخدم اليد التي ترتاح لها ولا تجبرها على شيء، فهل ما فعلته صحيح؟
لكن.. متى سوف تستقر على اختيار أي يد؟ وهل استخدام اليد سوف يؤثر على قدرات أخرى؟
أحيانا تطلب مني أن أرسم لها رسمة معينة لكني أرفض ذلك بل أشجعها على أن ترسمها بنفسها لكي تتعلم وتظل تبكي حتى ترضخ أخيرا وترسمها ثم أصلح لها خطأها، فهل ما أفعله صحيح؟ وكيف أنمي موهبة الرسم لديها حيث إنها مهووسة بالرسم والتلوين والتمثيل باللغتين؟.
وجزاكم الله خيرا
... السؤال
تعليمي ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله عز وجل أن يجعلني دوماً مقصداً لفعل الخير؛ وأن يجعل بيوتنا ومراكزنا وموقعنا قبلة للمؤمنين وكل المسترشدين. وبعد:
أولا: فإننا نرحب بك أيتها الأم الفاضلة أم (سارة) الصغيرة الغالية؛ جعلها الله سبحانه قرة عين لوالديها ولأمتها.
ثانياً: أشكر الله إليك، وأحييك على هذا الشرح الدقيق، والأسلوب الرقيق، مما يدل على خلفية ثقافية راقية.
ثالثاً: أهنئك على هذا التعامل الراقي وهذا الأسلوب التربوي الرفيع، مع حبيبتنا الموهوبة -ما شاء الله لا قوة إلا بالله- على عكس ما يعاملها به الآخرون سامحهم الله!!
رابعاً: (يا بشرى)؛ فهنيئاً للوالدين، وهنيئاً لنا جميعاً، بل هنيئاً لأمتنا؛ ذلك النبت الموهوب الطيب النادر!.
خامساً: لعلها من المرات النادرة التي أجدني أكتب فيها بفرحة ومتعة غامرة؛ ولكنها في نفس الوقت ممزوجة بحسرة وألم؟.
فلِمَ الفرحة؟!
(1) فأنا مسرور بصغيرتنا الحبيبة وبقدراتها الفائقة.
(2) وإني لمسرور بنشأتها داخل هذه الأسرة الرائعة التربوية.
(3) ومسرور أيضاً وكلي غبطة بتعاملكِ الراقي معها.
ولِمَ الألم والحسرة؟!
وذلك لحزني على أشياء منها:
(1) خوفي من سوء تعامل المؤسسات التعليمية مع هذه المواهب.
(2) الخوف من وجود البعض ممن يتعامل مع أبنائنا -خاصة الفائقين الموهوبين المبدعين- وهم ليسوا على المستوى التربوي والمهاري.
(3) الخوف على الكثيرين ممن هم مثل هذه الصغيرة؛ ويعانون من سوء تعاملنا معهم ولا يشعر بهم أحد، ولا يكتشفهم أحد!!! فتضيع منا ثروات وكنوز وقدرات مبدعة أعز من المال؟!
(4) الخوف من الازدواجية غير المتعاونة والانفصام التربوي في التعامل مع الفائقين والمبدعين من ثرواتنا حتى وإن كانوا كباراً وشباباً بل وشيوخاً؟!
وكم من إحباطات أودت بمبدعين وموهوبين؛ فسامح الله من أحبطهم ومن ثبطهم ومن لم يكتشفهم، ومن لم يشجعهم، ومن لم يفهمهم، ومن ...!!!. ومن ...؟؟؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
سيدتي الفاضلة:
مشكلتنا اليوم ليست في الطفلة بل فينا نحن، إنها (إشكالية أو فن التعامل مع الموهوبين والفائقين والمبدعين من أبنائنا).
فتحياتي ودعواتي لابنتكم الحبيبة، وأنتم أيها المربون الكرام لكم العتبى حتى تحسنوا التعامل؛ مع ثرواتنا ومبدعينا الصغار؛ فسامحكم الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأنت أيتها الفاضلة العظيمة ليتني أجد رداً على أسئلتك الراقية -والمخجلة لنا جميعاً- فمن منا يفعل كما فعلتِ مع كنزك العظيم، فأنت على طول الخط محقة ورائعة في كل ما تبذلينه من جهد في تنمية هذا النبت الطيب الحبيب.
وأطمئنك فقط على أن (سارة) لديها القدرة في حسن التناسق والتناغم في استعمال كلتا اليدين ببراعة؛ نغبطكم عليها وندعو لها ولك بل ولنا جميعاً، وليست كالطفل الأعسر؛ وهو الطفل الذي يولد طبيعياً، ولكن الله عز وجل خلقه وجعل سلوكه الحركي ومهاراته اليدوية والحركية، تبدو أدق وأمهر في الجانب الأيسر من جسده؛ سواء اليدين أو القدمين، ولا يختلف ذهنياً أو حركياً أو ذكاء عن الذين يستخدمون الجانب الأيمن.
إن الله سبحانه ببساطة شديدة جعل المنطقة المركزية بالمخ والتي تتحكم وتنظم السلوك الحركي للجانب الأيمن من الجسم في الفص المخي الأيسر، وكذلك جعل سبحانه المنطقة المركزية بالمخ والتي تتحكم وتنظم السلوك الحركي للجانب الأيسر من الجسم في الفص المخي الأيمن. ومن يستخدم الجانب الأيمن من الجسم، تكون السيادة المهارية للمركز المخي الأيسر على الأيمن، وكذلك من يستخدم الجانب الأيسر من الجسم، تكون السيادة المهارية للمركز المخي الأيمن على الأيسر. وذلك أمر فطري في كل البشر. وتلك هي الإرادة الإلهية لكل فرد ولكل جزء ولكل سلوك حركي.
ماذا عن دورك معها؟ بل دورنا جميعاً في فن التعامل مع أبنائنا المبدعين؟:
1- استمري في هذا التعامل الرفيع معها، ودوامي على القراءة في حسن التعامل مع الأبناء المبدعين؛ وحاولي دوماً أن تكتشفي مهارات أخرى ونميها وارعيها واسألي عن كيفية التعامل معها.
2- أن نلتزم بالجانب الشرعي في الأمر، وهو قبول نصيحته صلى الله عليه وسلم؛ بأن نتبع سنته ونعلمها لأولادنا؛ فندرب الطفل منذ صغره على استخدام اليد اليمنى في تناول الطعام والشراب فقط.
3- بالنسبة لبقية السلوك الحركي، فيجب أن نتركه يستخدم ما يشاء من أطرافه في أموره الحياتية -عدا الأكل والشرب لأنه محذور شرعي- ولا نتدخل في منعه من استخدام اليد اليسرى في الكتابة وكل سلوكياته الحركية والمهارية، وكذلك القدم اليسرى في لعب الكرة.
4- عدم التعارض مع خلق الله عز وجل أي عدم تصادم إرادة البشر بإرادة الحق سبحانه، فلا نلزمها بحتمية استخدام يدها اليمنى أو اليسرى في الأعمال الحركية الدقيقة.
5- عليكِ بدوام زيارتها في مدرستها واستشارة أي شخصية تربوية في المدرسة لتوجه الآخرين على عدم الانفصام والازدواجية في التعامل مع موهبتنا الواعدة الصاعدة بعونه تعالى.
6- نحن دوماً على استعداد لتقبل أسئلتك واستشاراتك حولها لنتعاون في حسن تنشئتها ورعايتها بعونه تعالى؛ فلعلنا نجازى من قِبَلِه سبحانه بأننا يوماً ما شجعنا وقدرنا عباده.
7- يجب ألا ندع أي شخص يتسبب في أي إحباط أو انتكاس لهذه الفلذات الحبيبة الصالحة بعونه تعالى.
8- مارسي معها التحفيز والتشجيع، فكافئيها عند نجاحها.
9- ابني فيها التقدير الذاتي والاعتزاز والثقة بالنفس؛ وأعطيها لقباً عظيماً لتعيش حلمها الجميل؛ مثلاً: (الأستاذة الدكتورة) أو (الموهوبة) أو (المبدعة) أو (الرائعة).
10- قدمي لها الدعم الإيجابي؛ أي شجعيها بأنها تملك ما لا يملكه غيرها، وستعطي بعونه تعالى ما لا يستطيع أن يعطيه غيرها من أقرانها، وأنها تمتلك قدرة وميزة وخصوصية ربانية لأمر مقدر ولحكمة إلهية.
11- الدعاء الدائم بأن يبارك الله فيها ويعينها؛ ولا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". (الفرقان 74)، فستكون بحوله وقوته سبحانه، قرة عين لوالديها ولأمتها، وستكون للمتقين إماماً؛ علمياً وخلقياً وسلوكياً وحركياً. ويوماً ما، ستدركين معنى كلامي، "فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ". (غافر 44)
ـــــــــــــــــ(104/132)
بهدوء.. فالتربية والطاعة بالتفاهم! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله..
ابنتي عمرها سنتين وثلاثة أشهر عندما أشخط عليها تتعصب وتشتم وأحياناً تضربني، مع العلم أنها يظهر عليها الذكاء وقوة الملاحظة والاستجابة السريعة.
كما أنني أريد أن أجعل لها موعدا لنومها ثابتا ومبكرا.
عذراً سامحوني أطلب منكم.. استشارة أخيرة:
إنها بهذا العمر ولم أستطع أن أنزع لها الحفاظات! ماذا أفعل؟
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله..
... السؤال
التقليد والبذاءة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي..
ماذا سيكون رد فعلك إذا شخط فيك أحدهم.. هل ستبتسمين له وتسعدين بشخطه فيك... أم أنك ستتعصبين وتشتمينه؟ وإن استطعت أن تضربيه لفعلت؟
لماذا ننكر على أطفالنا ردود أفعالهم تجاه تصرفاتنا الغريبة التي لو واجهنا بها أحدهم ونحن كبار وعقلاء وناضجون لكانت ردود أفعالنا أسوأ كثيرا من ردود أفعالهم؟؟..
لماذالا تجربين أن تتحاوري وتتفاهمي وتبتسمي وأنت توجهين طفلتك ثم ترين ماذا سيكون رد فعلها...
إن أحدهم وقد حانت منه التفافة إلى المرآة وهو يحدث طفلته ويشخط فيها فزع من منظره وقال مسكين طفلي الذي تحمل هذا المنظر طوال المدة السابقة... ضعي الحوار والتفاهم مكان الشخط... واعلمي أن الحسم والحزم لا يعنيان الشخط وعلو الصوت... بل إن التفاهم على قواعد ثابتة في التعامل هو الذي يأتي بالنتيجة المرجوة ولا تنسي أن طفلتك تبلغ من العمر سنتين.. أي أن فهم وإدراك قدراتها وما تستطيع أن تستوعبه أساس في العلاقة معها، كما أن التعامل بالنسبة لميعاد نوم ثابت ومبكر يتعلق بعادتك أنت في النوم، بمعنى هل تنامين أنت مبكرا وتهيئين الظروف المناسبة للنوم والطفلة الصغيرة لا تنام؟!.
أم أنك تريدين منها أن تثبت نومها هي مبكرا، بينما أنت تظلين ساهرة والبيت كله مضاء ومليء بالنشاط والتلفاز يسهر الجميع أمامه، ثم يكون مطلوبا من الطفلة أن تنام مبكرا وتنتظم في استيقاظها..
أطفالنا تبع لنا.. فإذا نمنا مبكرين واستيقظنا مبكرين فعلوا مثلنا.. وإذا كان استيقاظنا غير منتظم والسهر للساعات المتأخرة، فمن أين يأتي الانتظام في النوم.
بالنسبة للحفاظ فالأمر يحتاج إلى فترة متواصلة مستمرة من التدريب الهادئ القائم على التشجيع بدون تعنيف أو تأنيب بل يتم خلع الحفاظ نهائيا، ويعرض الطفل كل ساعة على الحمام حتى يرتبط الأمر عنده بذلك، ويستطيع أن يدرك الأمر وأنه سيفعله في الحمام... الأمر لا يحتاج إلى استعجال فهو شيء طبيعي يتعوده كل الصغار، ولكن بهدوء وتدرج وتدريب في مدة زمنية كافية قد تمتد لعدة أشهر، المهم المواظبة والاستمرار
ـــــــــــــــــ(104/133)
ساعدوني على ضبط أعصابي! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى المجهود الذي تبذلونه معنا..
مشكلتي هي مع ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات، لا أدري بماذا أبدأ فمشاكلي معها كثيرة.
إنها عنيدة وغيورة ونكدية، تبكي كثيرًا بسبب أو بدون سبب، ولا تتكلم أو تطلب شيئا إلا بصوت الضعيف المظلوم وأحيانا بالصراخ.
حاولت معها بكل الطرق كي تكف عن هذا الأسلوب.. فأحيانا أتجاهلها أو أقول لها إنني لن ألبي طلبها إلا إذا تكلمت بطريقة جيدة وبهدوء، فتستسلم أحيانا بسهولة وأحيانا تبدأ بالصراح والنحيب ثم تستسلم أخيرا، ولكنها ما إن تطلب شيئا آخر حتى تبدأ نفس الموال مرة أخرى، وهي تتصرف هكذا في أي مشكلة تواجهها، سواء في اللعب أو عندما أعلمها أي شيء ولا تستطيع فعلها فأقول لها تصرفي بهدوء؛ لأنك بهذا التصرف لن تستفيدي بشيء، وحاولي مرة أخرى وأنا سأساعدك.
وأحيانا أتجاهلها تماما، أو أعاقبها كأن أحرمها من حكاية قبل النوم، ولكني أفقد سيطرتي في بعض الأحيان وأصرخ فيها أو أضربها.. أعرف أن هذا خطأ ولكني لا أستطيع أن أسيطر على أعصابي.
والمشكلة الأخرى هي الغيرة.. فهي تغار من أخيها الذي يصغرها بسنتين ونصف تقريبا، حتى أنني لا أستطيع أن ألاعب أخاها أمامها كأن أبتسم له حتى أو أقبله بأي تصرف جيد يفعله.. فتطلب مني أن أفعل معها نفس الشيء وبنفس الطريقة، مع العلم أنني أقبلها بدورها وأعانقها.. ما أقصده هو أنها تغار من أخيها بطريقة غبية، حتى أن أخاها بدأ يفعل نفس الشيء، وكل واحد يقلد الآخر فيما يفعله، ولا يكفان عن المشاجرة..
منذ شهرين بدأت تذهب إلى الحضانة والحمد لله المدرسة تمدح فيها كثيرا من ناحية الأخلاق والذكاء وبأنها تستوعب كل شيء بسهولة، لكن المشكلة هي أنها لا تدافع عن نفسها، ولها أصدقاء في الحضانة تحكي لي عنهم دائما...
كما أنها ثرثارة جدا لا تتوقف عن الكلام والأسئلة، أعرف أن هذه هي طبيعة من هم في سنها، ولكني أكره عندما تسأل عن أشياء تافهة مع أنها تعرف الجواب، ولا تكف عن قول (لماذا؟) في موضعها أو في غير موضعها، وهي تسأل حتى عن ماذا نتحدث أنا وأبوها أولا تتركنا وحدنا أبدا. تزعجنا وتستفزنا بكل الطرق، وعندما ترانا غاضبين منها تعتذر، وترجع تفعل نفس الشيء.
تعبت معها كثيرا، حاولت معها بكل الطرق، أقرأ كثيرا عن كتب التربية وأطبق الحلول التي فيها ولكن بلا فائدة..
إنها تحسسني بالإحباط واليأس لا أدري كيف أتعامل معها! مع العلم أنني أفقد أعصابي في كثير من الأحيان وأضربها؛ لأنني بطبيعتي إنسانة عصبية..
أرجو منكم أن تساعدوني كي أستطيع ضبط أعصابي معها، وكيف أتعامل معها عندما تتشاجر مع أخيها؛ لأنها تضربه بعنف وهو صغير ولا يستطيع حتى الكلام.
أنا آسفة جدا على الإطالة، ولكن ما عرضته لكم هو بعض المشكلات التي أواجهها مع ابنتي.. وأنا واثقة من أنكم لن تخذولوني أبدا.
أرجوكم ساعدوني، ويجعل الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت أم محمد.. أهلا بك، ولكن..
مكان رسالتك ليس صفحة "معا نربي أبناءنا"؛ لأن المشكلة وإن كانت تبدو لأول وهلة تخص ابنتك، فهي في الحقيقة لمن يدقق في الأمر سيكشف أن المشكلة فيك أنت وليس في طفلتك ففي كل ما ذكرته في رسالتك.
أنت تعرفين الحل الصحيح وتنفذينه لبعض الوقت ثم تعلني عدم مقدرتك على الاستمرار فيه بالنسبة لطريقة كلاهما، فأنت تقولين في رسالتك: إن أسلوب التجاهل يأتي بالنتيجة المرجوة وإنها تستلم، وتهدأ وتطلب ما تريده بالصورة الصحيحة، ولكنك تفقدين أعصابك وتقومين بضربها..
وأيضا تصفين غيرتها بالغيبة في حين أن ما تطلبه ابنتك من معاملة بالمثل مع أخيها الأصغر ليس غباء عن طفلة الرابعة، ولكنه حقها خاصة أن فارق السن بينها وبين أخيها لا يتجاوز السنتين أي أنها ليست كبيرة بفارق كبير حتى نقول إنها تطلب ما لا يليق جنسها..
وتشاجر الأطفال شيء عادي، لكننا نحن الذين نفاقم روح الغيرة بينهم عندما نفرق في المعاملة أولا نرى أنهم على حق في غيرتهم ونحن الذين نزكيها بسوء تصرفنا.. ولم أفهم معنى شكواك من أنها لا تدافع عن نفسها في الحضانة، وهل كنت تودين أن تكون طفلتك شرسة تضرب زملاءها حتى ترضيك ومع إقرارك أنه سيئ الكلام والأسئلة فإنك لم تتورعي عن وصفها بالثرثارة وإنها تتعمد استفزازك أنت وأبيها..
والحقيقة أن طفلتك عندما تسأل فليس من أجل استفزازك، ولكن من أجل أن تثير انتباهك وهذا سبب أنها تسأل عما ترينه تافها، ولا يستحق السؤال فالسؤال له أغراض أخرى غير الحصول على المعلومة!
ـــــــــــــــــ(104/134)
عصبية وخيالية.. ولديها مواهب ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا أم لطفلتين الأولى عمرها 5 سنوات والثانية 3 سنوات ونصف.
لدي عدة مشاكل أواجهها مع ابنتي الصغرى؛ فهي عصبية لدرجة كبيرة، وتصرخ بصوت يستفزني، كما أنها لا تأبه بتعليماتي أغلب الأوقات، ولديها شخصية قوية على جميع من حولها وبالذات على أختها التي غالبا ما ترضخ لها ولصراخها.
كما أن أجوبتها حادة وصوتها عال حتى على أبي وأمي؛ مع أنها تحبهما كثيرا، وهي تتمتع مع كل هذا بشخصية محبوبة جدا؛ فهي ذكية جدا وحنونة جدا واجتماعية لدرجة أنها تقيم علاقات مع أطفال صغار وكبار تراهم لأول مرة في الأماكن العامة.
أحيانا كثيرة تحرجني بعنادها وصوتها العالي؛ وهو ما يضطرني لتهديدها بالعد حتى ثلاثة أو حبسها في غرفتها، كما أني أضربها بشدة أحيانا.
وابنتي هذه تؤلف قصصا بخيالها، وتقصها علي كأنها حقيقة، هذا يخيفني لأنها تعرف أنها تكذب ومع هذا تسترسل.
أبوها يحبها وأختها كثيرا، ولكنه عصبي جدا، ولا يستطيع أن يتفهمهما دائما. أرجوكم أفيدوني فأنا خائفة عليها من كل النواحي. وللعلم أختها مثال في الهدوء والأدب وعلاقتهما ببعضهما ممتازة.
وبالنسبة لابنتي الأخرى سهام فهي تشتكي لي من ضرب بعض الأطفال لها في المدرسة وهي لا ترد بأي عدوانية.. فماذا عليَّ أن أفعل فأنا أخاف أن تصبح ضعيفة وجبانة؟ شكرا لسعة صدركم وعذرا للإطالة.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د.نعمت عوض الله ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك الله لك في ابنتيك.
على قدر الإزعاج الذي أعلم أنك تشعرين به حيال مشاكل طفلتيك المتناقضتين في الطباع رغم اختلاف أعمارهما.. أقول على الرغم من ذلك فإن كلماتك الواصفة لكل من مشاكل طفلتيك حملت معها الحل الذي يكمن ببساطة شديدة في معرفة سمات كل مرحلة تمر بها كل من الطفلتين، وبالتالي إمكانية توقع السلوك الذي يمكن أن تأتي به كل منهما وتفسيره التفسير الصحيح؛ وهو ما يعني التعامل الهادئ معه.
وأسوق الأمثلة:
طفلتك الأولى الهادئة، أرى أنك صببت اهتمامك التربوي الهادئ كله عليها، وهذا مفهوم بطبيعة الحال؛ فهي الطفلة الأولى التي أخذت منك كل الاهتمام والرعاية وكل التركيز في تعليمها قيم الخلق الهادئ الرفيع...
وأعني أنها مشكلة الطفل الأول الذي يضع فيه الوالدان جل اهتمامهما ويبالغان في التوقعات المطلوبة منه مما يجعلهما من حيث لا يدريان يبالغان أحيانا في كم حدود الأدب التي يحاولان سياسة طفلهما به...
وهذا ما قد يفسر ما تقوم به ابنتك هذه، فقد علمتها الهدوء والتسامح لدرجة أنها لا ترد العدوان عن نفسها وهذه نقطة لا أراها سلبية... إن فهمت الأمر على حقيقته؛ فالمهم أن تعرف أنها لا ترد العدوان لأن هذا من حسن الخلق وليس لأن هذا ضعف...
بمعنى أن هناك فارقا كبيرا بين أن تنزوي ويضربها زملاؤها وبين أن تعفو عن سوء تربيتهم ولا ترد إساءتهم بإساءة. ولهذا أدواته وهو ما فصل فيه الزملاء المستشارون القول فيه، ويمكنك الاطلاع على ذلك بقراءة المعالجات التالي:
شجار الصغار كيف يدار؟
بندق وشرشر ودبلوماسية فض المنازعات
ونأتي لصاحبة الشكوى الرئيسية:
ابنتك الصغرى فهي قمة في الذكاء، وصراخها المستمر أعتقد أنها بدأت به منذ فترة أي وهى ما زالت رضيعة، وأتصور أنه كان وسيلتها لجذب الانتباه إليها...
عموما لا يمكن أن يكون الحل هو العقاب مثلما تفعلين من حبس مثلا أو ضرب وهو أسوأ ما يمكن أن تفعلي لطفلة في الثالثة من عمرها. بل للأمر آليات كثيرة، فلا بد أن تتفقي مع والدها على أن توصلا لها أن الصراخ ليس وسيلة التفاهم، وأول ما يوصل لها ذلك أن تكفا أنتما عن استخدام العنف كوسيلة مشروعة للتفاهم بين البشر؛ فلا يعقل أن تستخدمي العنف والصراخ معها وتحرمينه عليها.
الأمرالأخر:
إذا صرخت مرة ثانية فقولي لها وبهدوء أن ماما لا تستطيع أن تسمع ما تريدين؛ فصوت الصراخ المزعج -وليس حبيبتي هي المزعجة- لا يسمع ماما شيئا، دعيه يسكت لأفهم.
فإن تمادت في صراخها فقولي بحزم هادئ ليس هذا وسيلة التفاهم لا بد أن تهدئي أولا. وإن أصرت فاتركيها حتى تكف من نفسها وبعدها يبدأ التفاوض. والثبات على هذه الطريقة سيأتي بثماره.
وأعود لمسألة فهم خصائص المرحلة العمرية.. فالخيال من أهم سمات الطفولة المبكرة، وتأليف القصص موهبة وليس كذبا، وإلا –أستأذنك- فأنا أكبر كاذبة في العالم؛ فأنا شخصيا لا أكف عن تأليف الحواديت... الفرق أنني أعرف أنها قصص وطفلتك الجميلة تعيش فيها بكل كيانها.
أولا يا سيدتي،
لا تعاقبيها على خيالها بل عيشي معها فيه... فهذا أحد أسباب عصبيتها الزائدة أنها تشعر أنها غريبة في دنياها... هي مختلفة عن ابنتك الأخرى، ولكن هذا لا يعني أنها أسوأ، على العكس هي تتمتع بمواهب وقدرات لو أحسنت التعامل معها فستكون هذه الصغيرة سر فخرك في المستقبل.
عيشي معها قصصها الخيالية التي تكون هي بطلتها بالطبع، وإلا ما شعرت أنها تكذب، ولا تضربيها لأي سبب، ولا تشعري بأي حرج وسط الناس؛ فكلنا لدينا أطفال... ومن تدعي أن أبناءها ملائكة هبطوا تاركين أجنحتهم في السماء تكذب؛ فلكل طفل مشاكله، وتحدثي إليها وأشعريها أنك بفخورة بإمكانياتها وقدراتها، وقومي بلفت نظرها بهدوء أن مثلها: من البنات الحلوين لا يصرخن بل ينطلقن بسعادة.
وبدلا من كبح هذه الموهبة وظفيها؛ فاجلسي معها واكتبي قصصها، واتركيها ترسم ما يعبر عنها واصنعا منها قصة تفخر بها أمام والدها، أو اجعليها تحكي لكما قصة المساء. وإن خلطت حقيقة بخيال كأن تقول أنها رأت أختها تسكب اللبن وهو ليس بصحيح، فنبهيها بهدوء أن هذا ليس وقت القصص والحكايات، وأننا لا يمكن أن نقول إلا الواقع؛ لأن في ذلك إساءة للغير.
ويمكنك الاطلاع على بعض المعالجات التي تناولت موضوع الخيال عن أطفالنا والتي منها:
وجهوا خيالهم ولا تمنعوا انطلاقه.
ـــــــــــــــــ(104/135)
تساؤلات طفل في انتظار عزول ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على رسول الله حبيبنا أجمعين، وبعد:
أنا أم لدي طفلة عمرها 18 شهرا وأنا حامل في شهري الرابع الآن، وأريد أن أهيئ ابنتي لاستقبال المولود الجديد.
في الأشهر الأربعة الأخيرة بدأت ترفض النوم في سريرها، وتطلب أن تنام في فراشنا بيني وبين أبيها، كنت أرضعها وبعد فطامها أعطيتها الرضاعة وكنت أفيق معها تقريبا كل ساعة؛ الشيء الذي كان يتعبني فقررت أن أقطع هده العادة، ومنعت عنها الحليب في الليل تشربه قبل أن تنام وفي الصباح، بكت في الليالي الأولى، ثم تعودت منذ بضعة أيام على النوم بدونه.
الآن أنا أنومها معي في الفراش ثم أقوم بالليل وأضعها في فراشها، المهم أني أرغب في أن أنقلها إلى غرفة مستقلة وأعودها على النوم وحدها، فكم يستلزم ذلك من الوقت، خصوصا أن الطفل القادم بإذن الله سينام معي في غرفتي.. لذا لا أريدها أن تتأذى نفسيا؟.
بالإضافة إلى حاجتي أن أدربها على قضاء الحاجة دون الاستعانة بالحفاضات قبل حلول الصيف.
كان هذا فيما يخص الحاجات اليومية أما بالنسبة للاحتياجات التربوية فقد لاحظت عليها في الآونة الأخيرة بعض التصرفات مثل الضرب على الوجه باستعمال الأظافر وأحيانا العض.
للإشارة فأنا لا أضربها على وجهها بل على يديها إذا فعلت شيئا غير مقبول ضربا خفيفا، مع أني أصرخ عليها أحيانا؛ فأنا لا أريد أن يصبح سلوكها سيئا.
كيف لي أن أروض نفسي على الهدوء وعدم الصراخ؛ فأنا مهتمة بالتربية الإيجابية وأحاول أن أربيها على ذلك؟ وأنا أمضي معها أوقاتا طويلة في اللعب وأضمها كثيرا وأعاملها بحنان لكن بحزم أيضا؟.
أكتفي اليوم بهذا القدر وسأراسلكم بإذن الله لأستشيركم في أمور تربوية أخرى، ولكم كل الشكر والتقدير وأعانكم الله.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مرحبا بكم مجددا الأخت الفاضلة أم الشيماء الصغيرة الغالية؛ جعلها الله سبحانه قرة عين لكما. وشكر الله لكم استشارتنا.
وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما مقصدا لفعل الخير؛ وأن يجعل بيوتنا ومراكزنا وموقعنا قبلة للمؤمنين وكل المسترشدين.
أحييكم على هذا الشرح الطيب الدقيق، وهذه المشاعر الوالدية الدافئة الحانية الراقية؛ وأطمئنكم عن المشاكل السلوكية لصغيرتنا الحبيبة؛ والتي تدور حول بعض السلوكيات التربوية المقلقة لكِ؛ وهي قضايا:
1-الغيرة من الضيف القادم.
2-استقلالية النوم.
3-التدريب على قضاء الحاجة.
سبق أن تحدثنا مع الأمهات الفضليات والآباء الفضلاء؛ عن هذه القضايا مرارا وتكرارا في استشارات سابقة؛ فأرجو أن تراجعيها أيتها الأم الفاضلة. ولكننا سنحاول الرد بإيجاز لنذكرك سريعا حول هذه السلوكيات التربوية وكيفية التربية الإيجابية الوالدية حيالها.
بالنسبة لمشكلة الغيرة من الضيف القادم:
1- نؤكد أن هذا الشعور بالغيرة شعور فطري يؤدي إلى سلوك ظاهري معين، وهو أمر فطري في أي تجمع، خاصة التجمع الإنساني، وحتى بين الأشقاء، خاصة الغيرة من الوليد القادم والدخيل غير المرغوب فيه.
ولعل من أبرز أسبابه التي حذرنا منها الحبيب صلى الله عليه وسلم هو عدم العدل والتسوية بين الأبناء، ويظهر ذلك في قوله عليه السلام: "أعينوا أولادكم على البر؛ بالإحسان إليهم، وعدم التضييق عليهم، والتسوية بينهم في العطية، من شاء استخرج العقوق من ولده". (رواه الطبراني في الأوسط).
2- تذكري كيف اتهم نبي كريم من قِبَل أولاده؛ فقالوا {إن أبانا لفي ضلال مبين}، لمجرد إحساسهم بحبه الشديد لأخيهم يوسف عليه السلام.
3- بالنسبة للصغيرة الغالية (الشيماء)؛ فإنها تستشعر الآن أن الأضواء التي طالما سلطت عليها، سيسرقها منها هذا القادم الغريب.
فقط افهمي هذه الرسائل التي ترسلها لكم عبر تصميمها في النوم معكما:
(1) ترى هل ستظل الأضواء حولي كما في السابق؟.
(2) ترى هل ما زلت أنا الحبيبة المقربة أم سيخطف هذا الدخيل مكانتي لديكما؟.
(3) ترى ستغضبان إن أتيت ونمت معكما؟.
(4) هل ستتضجران من محاولاتي التي أختبر بها معزتي عندكما؟.
(5) أيها الوالدان الحبيبان، إنها مجرد اختبارات لكما فهل ستنجحان في الاستمرار في إشباع حاجاتي النفسية لمن هم في مثل سني؛ مثل بث الأمن والحب والطمأنينة والتقدير والرعاية والتوجيه؟.. فأنتما الآن أمام "الاختبار الشيمائي الماكر والذكي واللذيذ"؛ فأرجو لكما التوفيق!.
أما بالنسبة لمشكلة الاستقلالية في النوم، فأرجو ملاحظة هذه الوقفات التربوية:
1-اجعلا غرفتها من أجمل غرف المنزل.
2-اجعلا كل الأوقات الجميلة والمرحة والمناسبات السعيدة في غرفتها.
3-اكتبا اسمها الحبيب على الغرفة بحروف على شكل ألعاب أو حيوانات وبمختلف الألوان.
4-لا تجعلا النوم في هذه الغرفة جزءا من العقاب.
5-تعمد اختيار هذه الغرفة للمناسبات السعيدة لديها؛ كعيد ميلاده.
6-الصبر عليها، وعدم الضجر.
7-عدم إظهار الغضب والعصبية، عند رفضها؛ حتى لا نبني فيها روح العناد، والتمرد.
8-احرصا على التفنن في تنويع حكايات قبل النوم.
9-المداومة على أذكار النوم.
10-الدعاء.
وبالنسبة للتدريب على قضاء الحاجة، نرجو أن تتذكري هذه النقاط السريعة عند التدريب:
1-الجدية: فلا تؤخذ بتراخي.
2-التعاون.
3-الاستمرارية.
4-الثبات: فيجب أن نحاول تثبيت وقت التدريب اليومي.
5-الرفق.
6-الصبر.
7-التهيئة الإيجابية.
9-الإيجابية وتحميله المسئولية.
10-الدعم والتعزيز الإيجابي.
11-التشجيع المعنوي: الابتسامة ـ التصفيق ـ الاحتضان ـ القبلة ـ الملامسة.
12-لتشجيع المادي: الهدايا.
13-التصميم.
14-الدعاء.
ـــــــــــــــــ(104/136)
يسرق ليشتري "موبايل"! ... العنوان
أخي عمره 16 سنة. في كثير من الأحيان قد يمد يده على مال ليس ملكا له، مثل فلوس والده أو خاله، وفي كثير من الأحيان يتم اكتشاف سرقته لمبلغ كبير قد يصل إلى ألف جنيه، وفي مرة سرق 4 آلاف جنيه لشراء موبايل.. تكلمنا معه مرة باللين ومرة بالحدة، ولم يتجاوب مطلقا.. ماذا نفعل؟.
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
على الرغم من خطورة المشكلة، فإن كلمات رسالتك جاءت قليلة وخالية من التفاصيل ولم تُجْدِ شيئا؛ فأنت لم تذكر لنا متى بدأت هذه السرقة؟ وهل كانت سرقاته كلها داخل البيت أم امتدت إلى خارجه (المدرسة والأصحاب والأقارب)؟ وما طبيعة سلوكياته؛ أي هل المشكلة فقط في السرقة أم أن هناك سلوكيات أخرى منحرفة مثل الهروب من المدرسة أو المنزل أو إشعال الحرائق أو العنف مع إخوانه وزملائه، وتعذيب الحيوانات وتحطيم أدواته المدرسية ولعبه، وأيضا أدوات الآخرين ولعبهم؟.
كما حملت ردود أفعالكم أمرين: الكلام باللين مرة والحدة مرة أخرى، فهل كانت ردود الأفعال كلاما ولم يتم اتخاذ أي إجراءات عملية ضده، مثل الحرمان من الذهاب للمدرسة أو الفسح أو تغريمه الأموال التي يسرقها أو غيرها من الإجراءات؟ وما ردود فعله عند سؤاله عن أسباب السرقة؟ ولماذا يستطيع الحصول على الأموال مرات متكررة رغم علمكم بأنه يقوم بالسرقة؛ أي لماذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع السرقة، مثل إخفاء النقود من أمامه حتى لا يتمكن من سرقتها؟ وأين الأب والأم من ذلك؟ وما طبيعة علاقته بهما؟ وهل هو ولد مدلل أو الولد الوحيد؟.
نرجو الإجابة على جميع هذه الأسئلة بالتفصيل حتى يتسنى لنا مساعدتك.
ـــــــــــــــــ(104/137)
الرجل الضعيف.. البداية أمٌّ منتقدة ... العنوان
بدأ ابني (9 سنوات) يتحدث بالسوء عن أبيه؛ فهو لا تعجبه تصرفاته ودائما يذكر لي أنني كان يجب على أن أتزوج من هو أفضل منه، واليوم سألته من يراه أفضل من والده فذكر لي عدة أسماء لأقارب على درجة عالية من التواجد في حياة أبنائهم، ولا أدرى ما تأثير ذلك على ابني في المستقبل، وماذا عليَّ أن أفعل، مع العلم أن الأب لا يفعل شيئا يقرب منه ابنه إليه؛ فالكسل هو سمته الأساسية، ويقول لي: إن ملاحظاتي له بصفة مستمرة أمام الولد هي السبب، مع العلم أن الولد في سن يستطيع فيها أن يلاحظ كل شيء بنفسه.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة، أهلا بك ومرحبا..
اغفري لي قسوة البداية في مستهل الكلام، لكنك دون أن أطلب المغفرة منك سوف تغفرين لي حين تصلين إلى حقيقة الأمر كما سأبين في الشرح بناء على ما ورد في إفادتك لنا..
قد نغفر للأم أنها لم تحسن اختيار زوجها.. قد نغفر لها أنها لم تستطع أن تتفاهم معه أو لم تستطع المحافظة على البيت من أجل أطفالها.. أو لم تحب زوجها.. ولكن ما لا يستطيع أحد أن يغفره للأم أبدا -وأولهم أطفالها- هو أن تستخدمهم وقودا لحربها مع الأب ووسيلة للانتقام من أبيهم.
منذ متى يا سيدتي كان ابن التسع سنوات يستطيع أن يميز ويقيم تصرفات الأب وهو لا يراه إلا أربع ساعات في اليوم، بل ويقارن أباه بأقاربه من الرجال، ويختار من بينهم من يصلح زوجا لأمه بدلا من أبيه؟!!
قد يكون الأب فعلا مزعجا، وقد تكونين غير سعيدة في حياتك الزوجية، وقد يكون الأب هو المخطئ وقد تكونين أنت المخطئة، وقد تكونا مخطئين معا، ولكن ما ذنب الطفل أن تزجي به في حلبة الصراع وتتحدثي أمامه دائما عن مساوئ والده وعن كسله، وتداومي على توجيه النقد الصريح للأب أمام الابن، بل وتسمحي له أن يقول لك: كان يجب أن تتزوجي من هو أفضل منه؟ ثم تأتي الكارثة الكبرى والجريمة العظمى حين تسألين ابنك من يراه أفضل من والده، ثم تجلسين لتسمعي منه أسماء الأقارب الذين كان يتمنى أن يكون أحدهم والده!!.
إنك كمن وجدتْ إحدى ساقي ابنها مريضة وتحتاج للعلاج، فقررت أن تقطعها أفضل من أن يعيش بساق مريضة أو مشوهة. سيدتي، إن الطفل مهما كانت أمه أو أبوه فهو يحبهم بفطرته ويحتاج إلى أن يحترمهم ويفتخر بهم، وكثيرا ما رأينا آباء في منتهى القسوة على أبنائهم، ونجد الأبناء في صراع شديد بين حبهم لأبيهم وخوفهم منه، ولكن أصعب شيء على نفسية الطفل أن يكره أباه ولا يشعر في نفسه بحبه واحترامه وانتمائه له.
من الواضح يا سيدتي أنك في مشاكلك مع زوجك وشعورك بالألم والتعاسة، وربما بالعجز لعدم قدرتك على مواجهته أو حسم مشاكلك معه، أصبح العزاء الوحيد لك هو أن تأخذي ابنك في صفك وتثبتي له ولنفسك أنه حتى الطفل الصغير أصبح يلاحظ مساوئه وينتقده ولا يرتضيه أبا له، وأنت بذلك لا تدركين أنك لا تنتقمين من الأب بل مع الأسف تنتقمين من الطفل بدون ذنب له أو جرم. إن الطفل الذي لا يستطيع أن يحب أباه أو يحترمه، ولا يستطيع أن يفتخر به هو في الواقع طفل حزين لا يشعر بالأمان، ويفتقد الثقة في نفسه وفي المجتمع من حوله، ولو استمر الأمر على ذلك، فأغلب الظن سيكون ابنك في المستقبل شخصية مهزوزة انطوائية، ضعيف الثقة في نفسه.
وأغلب ظني أن الطفل يقول ذلك الكلام أحيانا مجاملة لك؛ لأنه يعلم أن ذلك يرضيك، وغالبا الأطفال في ظل جو البيت المتوتر الممتلئ بالمشاكل الأسرية يلجئون إلى اكتساب أحد الطرفين بأي ثمن ليعوضوا افتقادهم للأمان والاستقرار.
وقد أثبتت الدراسات أن الطفل الذي ينشأ في ظل جو تنتقد فيه الأم باستمرار تصرفات الأب، وتشعره بالفشل والعجز ينشأ وهو لا يثق في قدراته كرجل، ويستقر في وجدانه أنه سيكون زوجا فاشلا، ولن يستطيع إرضاء زوجته مثل والده.
سيدتي، اختلفي مع زوجك كما تشائين، ولكن أخرجي ابنك من حلبة الصراع فورا؛ فطفلك يحتاج إلى أن يحب أباه ويحترمه ويثق به ويفتخر به، ويحتاج إلى أم ترعاه وتحبه وتحترم أباه أمامه، حتى وإن استشعر غياب الحب وتوتر العلاقة، ولكن على الأقل فلنحافظ على الاحترام المتبادل والتعامل الراقي ما دمنا قد اخترنا الحياة معا من أجل أبنائنا.
يا سيدتي، ابدئي فورا بتصحيح المسار واستعادة احترام وحب ابنك لأبيه، ولا تتخيلي أن ذلك مستحيل. ثقي أن ابنك ينتظر منك فقط أن تكفي عن نقد أبيه أمامه، وأن تسمحي له أن يرى في أبيه صورة يحبها ويحترمها..
1. ابدئي بالتدريج وامتنعي أولا عن انتقاد الأب أمام ابنك، واجعلي خلافاتكم دائما بعيدا عنه.
2. عودي نفسك على أسلوب محترم وراق أو على الأقل طبيعي في الحديث عن ومع الأب أمام ابنك.
3. امنعي ابنك برفق من توجيه النقد أو الحديث بأسلوب غير لائق عن أبيه.
4. حاولي أن تبحثي عن المميزات التي يتمتع بها الأب، والتي من المؤكد أنها موجودة حتى ولو قليلة، واذكريها أمام ابنك.
5. لا تمتدحي الأب بما ليس فيه أو بطريقة مبالغة؛ حتى لا يشعر ابنك أنك تستخفين به وبالتالي يفقد الثقة به.
6. احتسبي كل هذه المجاهدة في سبيل الله؛ لأنك تبتغين في النهاية مصلحة أبنائك.
7. اسمحي للعلاقة بين ابنك وأبيه أن تنمو، وساعدي الطرفين على ذلك.
8. لا تيأسي من محاولة إصلاح الأمور بينك وبين الأب والاستعانة بالله والدعاء؛ فالحياة تستحق بعض المجهود والتضحية من أجل أن نعيشها سعداء.
9. ارجعي إلى مقال "الأمهات الجديدات ودموع التماسيح" على الموقع بصفحة حواء وآدم.
دعواتنا لك بالتوفيق، وفي انتظار تواصلك معنا
ـــــــــــــــــ(104/138)
ابني وعملي.. وتحقيق المعادلة الصعبة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله،
أولا أشكر لكم تعاونكم، وبارك الله فيكم، وإلى الأمام دوما.
أود أن أطرح مشكلتي التي لا أدري من أين أبدؤها.. لدي ولد عمره 20 شهرا، وهو الوحيد في العائلة، هو لطيف وودود وأحبه كثيرا كثيرا؛ فهو باختصار كل حياتي وأريد تربيته أحسن تربية، إلا إنني أعمل وأخشى ألا أحقق هذه الأمنية بسب عدم وجودي معه فترة أطول.
أريد أن يصبح ذا أخلاق عالية ومرتبة راقية في المجتمع، أريد أن أربيه على القيم والأخلاق الإسلامية، علما أن الوالد الكريم لا يأبه تماما إلى ما أصبو إليه، فمن حيث التربية الدينية والأخلاقية فإن نظراتنا للتربية مختلفة تماما؛ فهو يؤمن بأن الطفل يتربى من نفسه بالفطرة؛ فأعينوني جزاكم الله علي تربية ابني التربية الصحيحة والصالحة.
وأخيرا.. كيف أوفق بين عملي وتربية ابني حفظه الله وجعله قرة أعين والديه ولكي يعيننا على طاعة الله عندما يكبر إن شاء الله؟ والسلام عليكم ورحمة الله.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ.د. سحر محمد طلعت ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الكريمة الزهراء:
بارك الله فيك وأصلح لك أحوالك بقدر اهتمامك بأمر ابنك الحبيب؛ فأبناؤنا هم استثمارنا وذخرنا للدنيا والآخرة، وبقدر عظم المهمة يكون الجهد المبذول فيها، وبقدر عظم المهمة يكون الأجر والثواب المستحق عليها، ولا أخفيك سرا أن قلبي يتمزق عندما أجد بعضا من أبنائنا يعانون الويلات جراء معاملة والديهم، يتمزق قلبي وأجدني أصرخ متسائلة أين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم: "بحسب امرئ من الإثم أن يضيع من يعول".
ومن المؤكد أن الأفضل أن تكون الأم مع ابنها في سنوات العمر الأولى لو كانت الظروف تسمح بذلك، أو كان في إمكانها أن تتخفف من بعض أعباء العمل، أما إن كانت الظروف لا تسمح لك بذلك واضطرت الأم للخروج للعمل فلا بأس من ذلك إذا أمكنها تقسيم الوقت وتنظيمه بصورة متكافئة وبحيث لا يطغى عملها على احتياجات طفلها.
وفي كل الأحوال عليك أن تهتمي بجودة الوقت الذي تقضيه مع طفلك؛ فقد تقضي الأم مع طفلها الساعات الطوال ولكنه لا يستفيد من هذا الوقت في شيء؛ فهي عصبية وثائرة طوال الوقت ولا تكف عن الصراخ فيه، كما لا تكف عن توجيه الأوامر أو اللوم والتقريع، أو هي لاهية عنه وعن احتياجاته النفسية والعاطفية والعقلية، وقد تقضي أم أخرى وقتا أقل مع أطفالها ولكنها بحسن التدبير تحرص على جودة هذا الوقت، وعلى حسن استثمار كل ثانية من هذا الوقت في أنشطة محببة ومفيدة لطفلها.
وأذكر أنني كنت أحمد الله كثيرا على نعمة العمل وأولادي صغار؛ وذلك لأن خروجي للعمل لبعض ساعات كان يتيح لي فرصة لأن ألتقط أنفاسي من اللهاث المستمر خلفهم، وبالتالي كنت أعود وأنا أكثر شوقا لهم وأكثر قدرة على تحمل جهد رعايتهم البدني والنفسي وأكثر استعدادا لقضاء وقت جميل معهم، وكنت أقارن حالي دائما بجاراتي اللاتي لا يخرجن للعمل، ولكن رغم البقاء المستمر فإن وقتهن كان يهدر بدون أي تنظيم للوقت وبدون أي محاولة لاستثماره فيما يفيد ومع الجهد المبذول للسيطرة المستمرة على الأولاد.. كل هذا كان يعيق تواصلهم السوي والتربوي مع أولادهم.
ومما يعينك على التواصل السوي مع ابنك الحبيب أن تجيدي ترتيب أولوياتك وأن تحاولي الاستعانة بمن يساعدك في أعمالك المنزلية؛ حتى يتبقى لطفلك جزء معقول من وقتك ومن جهدك.
وفي هذا الوقت عليك أن تجلسي مع طفلك وأن تخططا معا لهذا الوقت، حادثيه واسمعي منه واسأليه رأيه في كيف يحب أن يقضي هذا الوقت، وهل يفضل أن تحكي له بعض القصص الجميلة الملونة الشيقة التي تزرع القيم وتنمي العقل، أم أنه يفضل أن يمارس الرسم أو إنشاد بعض الأناشيد أو اللعب بالألعاب التي يحبها... ويفضل أن تكون في معظمها ألعابا حركية أو تركيبية، مع الحرص على التقليل قدر المستطاع من الألعاب الإلكترونية التي تخلب ألباب الصغار وتجعلهم ينصرفوا كلية عن الألعاب الإبداعية الأخرى.
وفي أثناء هذا النشاط المستمر مع طفلك يمكنك أن تتعرفي على سماته الشخصية وعلى نقاط قوته ونقاط ضعفه، كما يمكنك أن تتعرفي على قدراته ومهاراته، ما يحب وما يكره.
ومن خلال رسم خريطة لملامح شخصية طفلك يمكنك أن تبني خطة لتحقيق التوازن في شخصيته، خطة لاستثمار طاقاته وتنمية مهاراته وتقويم عيوبه وسلوكياته وتطوير ودعم إيجابياته وميزاته.
ومهم في أثناء العملية التربوية أن تحرصي على بناء الشخصية المتوازنة السوية من خلال حرصك على دعم اعتماده على نفسه ودعم ثقته بنفسه... وذلك بتشجيعه على القيام بأي مهمة آمنة وملائمة لسنه ويمكنه القيام بها.. ومع الحرص على تشجيعه عند إنجازها والإشادة بما تم إنجازه وعدم التهوين مطلقا من الجهد المبذول أو المهمة المنجزة، وحرصك على تجنب لومه أو تجريحه أو الاستهانة به وخصوصا أمام الناس يدعم جدا ثقته بنفسه، وتركه يعتمد على نفسه في إيجاد حلول لمشاكله الصغيرة يعين جدا في بناء شخصيته وتنمية قدرته على الاعتماد على النفس.
ومن المهم واللازم والضروري أن نربي أولادنا على الحرية ونساعدهم على اكتساب مهارات الاختيار والمفاضلة بين الخيارات المختلفة، وبالطبع يتم التدريب في الأمور البسيطة بداية.. عند اختيار ملابسه مثلا قد يكون الخيار بين الملابس الأجمل ولكنها غير عملية وقد تفسد بسرعة أو سعرها مرتفع، وهناك بالمقارنة ملابس جميلة أيضا ولكنها عملية أو سعرها مناسب أو... فأيهما نختار، أو عند اختيار طعامه...
قد يكون أمامنا خياران.. طعام نحبه ونرغب فيه وتتوافر به العناصر الغذائية اللازمة لبناء جسم قوي وسليم، وهناك طعام آخر نحبه أكثر ولكنه لا يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة أو به مواد حافظة وألوان صناعية ضارة بالجسم.
وهكذا في كل أمر وعند كل اختيار عودي طفلك على أن يقارن وأن يوازن بين الخيارات المختلفة، مع الحرص على استخدام ألفاظ بسيطة يمكن لطفلك أن يفهمها ومع التدرج المستمر في تعلم هذه المهارات.
ومن المهم أن نربي أولادنا ونعودهم على تحمل نتيجة أخطائهم.. والبحث عن سبل إصلاح ما أفسدته أيديهم.. فإذا ألقى بالأوراق في الأرض فعليه أن يجمعها.. وعليه أن يعتذر إذا أغضب والده أو والدته، وكوني أنت ووالده قدوة له في ذلك.. حيث يراك تعتذرين لوالده ووالده يعتذر لك، وكلاكما يعتذر له إذا أخطأ في حقه.
وبداية إصلاح الأخطاء تكون باكتسابه مهارة التعرف على هذه الأخطاء التي قام بها والنتيجة المترتبة على هذه الأخطاء.. فإلقاء الكوب الزجاجي في الأرض يؤدي إلى كسر الكوب وتناثر الزجاج الذي قد يجرحنا، وإلقاء الأشياء من الشرفة يؤدي إلى ضياع هذه الأشياء أو تلفها... ومع التدرج في هذه المسألة.. فالطالب الذي لا يؤدي واجباته يتعرض لغضب مدرسيه ويمكن أن يرسب في الامتحان.
ومن الأمور المهمة جدا في أثناء العملية التربوية أن تحرصي على تنمية حبه لربه وحب طاعته وتقوية ضبطه الداخلي لنفسه ومراقبتها، وذلك بالحرص الدائم على تذكر نعم الله علينا؛ فهذه النعم تدلنا على مقدار حب الله لنا ومقدار حرصه علينا، وفي المقابل علينا أن نبحث دائما عن سبل شكره عز وجل على هذه النعم، وأول ما نشكره به أن نأتي ما يحب وأن ندع ما يكره...
وفي هذا الإطار عودي طفلك الحبيب على أن يختار سلوكياته بنفسه بناء على معرفته بما يحب الله ويكره واستشعارا لمراقبة الله عز وجل له.. فالله سبحانه يحب الصدق ويكره الكذب... علميه أن يقول الصدق حتى لو كان يتوقع الضرر جراء صدقه، وأخبريه أن الله وحده هو الذي يطلع عليه ويدرك مقدار صدقه.. فإذا قال الصدق فكافئيه على صدقه وسامحيه على الخطأ الذي ارتكبه.
وهكذا يتم التدرج في تعلميه معنى مراقبة الله عز وجل لنا في كل وقت وأوان، وكلنا يذكر قصة المربي الذي كان يعلم ابن أخيه معنى مراقبة الله من خلال ترديد: "الله ناظر علي.. الله شاهد علي .. الله معي"، وعندما شب الطفل اتفقا معا على مقتضيات هذه الحقيقة، وهي أن الله مطلع عليه وعلى كل ما يفعل.
أختي الزهراء:
مرة أخرى أدعو الله أن يبارك فيك وفي ابنك الحبيب وأن يرزقك الإخلاص، وتذكري دائما أن العملية التربوية هي عملية شديدة التعقيد والتركيب، ولا يوجد وصفة سحرية تصلح لتربية كل الأبناء، فكل ابن من أبنائنا كيان متفرد، ونحتاج أن نبتكر من الوسائل التربوية ما يعيننا على تحقيق الأهداف المرجوة.
كيف أهيئ ابني لسفر والده؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم جدا على ردودكم المتميزة التي أستفيد منها كثيرا، ولدي مشكلة أود أن أعرف رأيكم فيها.
أنا لدي طفل في عمره سنتان ونصف وحامل في الشهر الخامس المشكلة أن زوجي سيسافر للعمل بإحدى الدول العربية وسيتركني أنا وطفلي إلى أن ألد إن شاء الله تعالى.
وطفلي هذا متعلق جدا بأبيه ويصحو من نومه ينادي عليه ولا أدري ماذا سأفعل معه بعد سفر والده؛ لذا أريد منكم أن تساعدوني في الآتي:
أولا: ماذا يجب علي فعله مع ابني لتخفيف أثر سفر والده؟ وهل هناك شيء من الآن قبل سفر والده؟ وماذا يجب على الوالد قبل السفر وأثناءه؟.
ثانيا : عندما ألد سيجتمع على طفلي عامل نفسي جديد وهو المولود بالإضافة لسفر الوالد فكيف أخفف هذه الأمور على طفلي؟.
ثالثا: ما هي النصائح التي تنصحونني بها بعد السفر كي لا يتأثر طفلي سلبيا بوجوده في بلد آخر.
هل من الأفضل أن ألحق طفلي بحضانة ولو مرتين أسبوعيا ليخفف من سفر والده ويشغله قليلا قبل الولادة؟.
آسفة للإطالة وأرجو الرد سريعا؛ لأن موعد السفر خلال أسبوعين وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أشكرك سيدتي على ثنائك وتقديرك لمجهود ندعو الله أن يكون خالصا لوجهه تعالى، كما أشكرك على محاولتك وجهدك لاهتمامك بابنك لا على المستوى المادي وتلبية احتياجاته البيولوجية فحسب بل أيضا على المستوى النفسي والمعنوي، وأهنئك سيدتي على حملك وأدعو الله أن يتمه على خير وأن يجعل كل ذريتك ذرية صالحة تقر عينك بها أنت وزوجك في الدنيا والآخرة.
وبناء على أسئلتك التي صغتها في نقاط محددة - جزاك الله خيرا- فسوف أحدد أنا أيضا الإجابة فيما يجب فعله في المرحلتين قبل وبعد السفر فلنستعن بالله ونبدأ..
أولا- ما قبل السفر :
• عليك أنت وزوجك تهيئة ابنكما من الآن للسفر، بأن يتحدث الأب إلى ابنه أثناء تواجدك معهما قائلا : إنت عارف بابا بيشتغل إيه يا أحمد ؟ وإنت عارف هو بيشتغل ليه ؟، ويبدأ في الاستماع إلى أحمد، ولكن عليه ألا يربط سبب عمله بالجوانب المادية فحسب، فلا يجب أن يحصر أسباب العمل في شراء الهدايا والملابس لأحمد، بل عليه أن يوضح بكلمات بسيطة أهمية هذا العمل بالنسبة للأب نفسه من الناحية المعنوية بشكل خاص ولكم وللمجتمع بشكل عام فعلى سبيل المثال يقول: أنا بشتغل لأن الشغل مهم جدا بالنسبة لي وبيخليني أبقى نشيط ومبسوط لأني باعمل حاجة مفيدة لي وللناس، وشغلي ده مهم كمان للناس لأن في كتير جدا منهم ما يقدرش يشتغل من غير الكمبيوتر وكمان بابا بيشتغل علشان يجيب فلوس نقدر نشتري بيها اللي إحنا محتاجينه زي الأكل واللبس واللعب.... ثم يسأله مرة ثانية : إنت عارف شغل بابا فين، ويستمع إلى إجابات أحمد، ثم يخبره الوالد على مكان عمله بمصر ثم يخبره أن عليه الآن أن يغير مكان عمله إلى بلد آخر اسمها (ويذكر اسم الدولة التي سيسافر إليها ) وده مكان بعيد جدا ولازم أركب فيه طيارة.
• وعلى الأب أن يستثمر هذه الفرصة ليتحدث عن الوليد الجديد ويقول لأحمد : تعرف يا أحمد إن أجمل شيء إن بعد ( شهور ) يعني بعد شوية كتير هيكون لك أخ وده معناه إني مش هسيبك إنت وماما لوحدكم ده كمان هيبقى معاكم أخوك ( أو أختك ) تلعبه وتساعد ماما في العناية به.
• وأما دورك أنت قبل سفر الأب فهو إقامة حوارات مع الابن عن السفر، ولكن عليك ألا تبالغي ولا تكثري في الحديث عن ذلك، كما أود أن أنبهك لأمر غاية في الأهمية هو أن ردود فعلك أنت وزوجك تجاه أمر السفر هي التي ستحدد إلى أي مدى يمكن للطفل أن يتوافق معه أو لا، فإذا كانت ردود الأفعال غير مبالغ فيها فسوف ينتقل هذا السلوك للابن، وبالتالي فسوف يتقبل الأمر رويدا رويدا، ولا أعني عدم إظهار التأثر لهذا السفر بل ما أعنيه هو عدم المبالغة وإظهار الأسى أو الحزن الشديد، وهذا بالطبع لن يمنع افتقاد الابن الشديد لوالده .
ثانيا- ما بعد السفر :
• أن يحاول الأب بشكل دوري (على قدر استطاعته بالطبع) الاتصال بكما سواء باستخدام الهاتف أو النت.
• أن تتصفحا معا أنت وأحمد ألبوم صور العائلة وخاصة الصور التي بها والده وتتحدثي عنه.
• عليك بإخباره بين الحين والآخر بمشاعرك وأنك تفتقدين بابا جدا، وذلك لتشجيعه وتدريبه في نفس الوقت على التعبير عن مشاعره.
• حينما يخبرك برغبته في رؤية والده فأخبريه أنكم سوف تذهبون إليه بعد ميلاد أخيه أو أخته ( مع ملاحظة أن تكوني صادقة في إخباره بالوقت المحدد لسفركم للحاق بالأب وبرغم أن أحمد لا يعي الزمن في هذه الفترة لكن من الضروري أن تكوني صادقة معه).
• عندما يأتي أحمد بسلوكيات طيبة أو يؤدي عملا حسنا فعرفيه أنك ستخبرين والده وأنه سيسر ويسعد به، و أرجو ألا تفعلي العكس فلا يجب أن تخبريه - على سبيل المثال وبعد أن يتصرف تصرفا لا يرضيك عنه- بأنك سوف تشكينه لوالده.
• وعليك أيضا - في فترة ما قبل الولادة - أن تتحدثي معه عن أخيه ( أو أخته ) وأنك ستكلفينه بالاتصال بأبيه بعد الولادة مباشرة ليزف إليه هذه البشرى بنفسه، عندئذ على الأب أن يظهر انفعاله وشدة سعادته ويذكره باتفاقهما معا وهو رعايتكما أنت والوليد، على ألا يقول له على سبيل المثال : أنت الآن أصبحت رجلا لا بد أن تكون بدلا مني وأنا غائب فهذه الكلمات تمثل نوعا من الضغط النفسي على الطفل والأفضل منها ما ذكرته آنفا أن يوضح له أن عليه العناية بك وبالطفل الجديد وأن يلاعبه ويلعب معه.
• كما يمكنك قبل الولادة التخطيط ليوم العقيقة مع ابنك فتجلسين معه وتحددا معا ما المطلوب في هذا اليوم وتكتبين ذلك أمامه في قائمة وتذكرين أن هذا الاحتفال بسبب فرحتكم بأنه أصبح له أخ والناس تشارككم هذه الفرحة بتقديم الهدايا، وأخبريه بمدى سعادتك بهذا؛ ولذا ستشترين لأحمد وللمولود الجديد هدية وبالطبع لا بد أن تفي بوعدك له، وربما طلب منك هو أيضا شراء هدية لأخيه فتناقشا معا عن نوعية الهدية التي يرغب في شرائها ومدى مناسبتها للوليد واذهبا معا لشرائها، ولكن احذري كل الحذر أن تفعلي مثل كثير من الأمهات بأن تشتري هدية للطفل الأكبر وتقدميها على أنها هدية من الطفل المولود فهذا استخفاف بعقلية الطفل الأكبر كما أنه نوع من الكذب.
• وعندما تضعين مولودك على خير إن شاء الله وتحتفلون بالعقيقة عليك بالاهتمام بأحمد في أثناء هذا الاحتفال وتقومي في نهاية هذا الاحتفال بتوزيع الهدايا التي قدمت من المعارف والأقارب على ولديك مع مراعاة ما يصلح لكل منهما من هذه الهدايا.
• أما عن إلحاق ابنك بحضانة في هذه الفترة فربما أدى ذلك إلى زيادة شعوره بالغربة بعد اغتراب أبيه ؛ لذا فأنا أفضل عن ذلك أن تحاولي أنت اللعب معه في البيت وعمل بعض الأنشطة وأنت بالطبع خبيرة في هذه الأمور بحكم تخصصك ويمكن أن تحتوي هذه الأنشطة على التنزه بالحدائق والنادي (إن كان هذا متاحا) وزيارات الأقارب وخاصة من لديهم أطفال في مثل سن أحمد.
ودعيني – سيدتي – أهمس في أذنك بنصيحة أخيرة أختم بها رسالتي عن الطفل الأول الذي يمثل فرحة الأبوين وموضع رعايتهما وهو في نفس الوقت موضع تجارب الوالدين، لذا نجد الخوف الشديد والحرص الشديد والحماية الزائدة والمبالغة الشديدة في كل أو معظم الأمور هي أساليب التعامل والتربية والتوجيه لهذا الطفل ؛ ولذا أرجو أن تنتبهي لهذا وأن يكون اهتمامك بنفسية ورعاية ولدك في حدود الوسطية وعدم المبالغة.
وأخيرا أدعو الله أن يلهمك الصواب وحسن التوجيه وأن يجمع شمل أسرتك قريبا إنه قريب مجيب الدعاء، وإلى لقاء آخر في متابعة جديدة.
ـــــــــــــــــ(104/139)
صمت المراهق..كلام في الخصوصية ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا وقبل كل شيء أعجز عن شكركم على ما تقدمونه لنا وللأمة جميعها في مجال تربية الأولاد، فلكم منا جزيل الشكر، ونتمنى من الله أن يجعل كل هذا في ميزان حسناتكم وينفعكم به يوم القيامة.
أما بالنسبة لمشكلتي فهى عبارة عن بعض الاستفسارات التي تخص مرحلة المراهقة والتي يمر بها ابن أخي فهو دائما يثور ويغضب لأتفه الأسباب ويرفع صوته على أمه في معظم كلامه وحديثه الذي لا يخلو من العصبية والنرفذة ودائما مطالبه كثيرة، ويريد أن تلبى كل مطالبه دون النظر إلى الظروف المحيطة بنا والذي أخاف منه أكثر من كل ذلك أنه أحيانا كثيرة أجده يجلس بمفرده دون أن يتكلم مع أحد، ويستغرق في التفكير، وأحاول أن أكلمه أنا أو أمه فلا يتكلم معنا فأخشى أن يؤثر هذا على نفسيته، ومن الغريب أيضا أنه أصبح لا يحكي لوالدته عن أي شيء إلا قليلا جدا، وبعد محاولات منها مع أنه كان قبل ذلك يحكي لها عن كل صغيرة وكبيرة في حياته عن مدرسته وأصدقائه وكل شيء في حياته.
ومن المشاكل أيضا أنه أصبح غير منتظم في الصلاة، ولو لم تذكره أمه بالصلاة فمن الممكن ألا يصلي طيلة اليوم والأعجب من ذلك أنه عندما أسأله أنا عن الصلاة فيقول إنه صلى مع أني متأكد أنه لم يصلِّ، وفي بعض الأحيان أكون أنا غير متأكد هل هو يكذب على أم يقول الصدق، وهذا يحدث مع أمه أيضا فهل أواجهه أني أعرف أنه يكذب علي مع العلم أن هذا سيكون شديد الأثر عليه؛ لأنه يحبني جدا، ولا يريد أن أعرف عنه أي شيء سيئ.
وفي نفس الوقت لا أريد أن أضغط عليه في موضوع الصلاة بالذات وأريده بنفسه أن يحافظ هو عليها وشيء آخر هو أن الولد في بعض الأحيان ينظر إلى من حوله ولا يقنع بما نحن عليه من حال فكيف أعلمه القناعة وأن يحمد الله على ما هو فيه وعلى كل حال.
وقبل أن أختم أود أن أذكر لكم أنني أعلم أن بعض هذه الأمور التي ذكرتها هي من مظاهر مرحلة المراهقة والتي يمر بها الولد ولكني أرى أن الأمر زائد عند ابن أخي.
وأعرفكم أيضا أنني وأمه وأباه حاولنا في معالجة هذه الأمور بما يناسب هذه المرحلة من حوار ومصاحبه وإقناع وتفاهم لأننا -بفضل الله- لنا خبرة بعض الشيء في هذا الأمر بحكم مطالعتنا المستمرة وقراءتنا وسماعنا لكثير من الشرائط والكتب والنشرات والاستشارات المتعلقة بموضوعات تربية المراهقين، ولكن أصبحت الوسائل التي نستخدمها معه إما أنها لا تؤثر فيه وإما تؤثر لفترة وجيزة جدا لا تتعدى اليوم أو اليومين.
فأخبرونا كيف نتعامل معه الآن في موضوعات العصبية والنرفذة والكتمان، وعدم الانتظام في الصلاة، وعدم القناعة وفي كل ما ذكرنا. ولكم منا جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا وتقبل منكم جهدكم ونفعكم به يوم القيامة.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
نحن نشكر لك اهتمامك بابن أخيك..
وكما ذكرت في رسالتك، فالأمر متعلق بالمراهقة ولا شيء آخر، وليس فيه زيادة على الحد، إنها مراهقة بكل تجلياتها من عصبية ناتجة عن إحساس المراهق بأن الآخرين لا يفهمونه ولا يقدرونه، إنه ناقد لكل شيء؛ لأنه يطرح كل شيء للتساؤل، حتى ما يبدو منها بديهيا، فهم متمردون بحكم المرحلة على كل شيء على الأوضاع والأفكار، وغاضبون لأنه لا يفهمهم.
هم يريدون إثبات ذاتهم، ونحن لا نكف عن نقدهم والصدام بهم، إذا تفهمنا سبب تمردهم وغضبهم فسيكون الحل سهلا؛ لأننا سنعطيهم المساحة التي يثبتون فيها ذاتهم، ونكف عن نعتهم بالصفات السيئة، ونعطيهم الحق في اتخاذ القرارات المهمة في حياتهم، ونقدم لهم العون بطريقة لا تشعرهم بوصيتنا عليهم.
إنما نسميه كتمانا ليس كتمانا، لكنه رغبة في أن يكون لهم عالمهم الخاص، أسرارهم التي يحتفظون بها لأنفسهم، ولن يكون الحل بأن ندعوهم للكلام، ولكن بأن نصادقهم فيرون أنه شيء طبيعي أن يبوحوا لنا بما يريدون لأصدقائهم.
إنهم يفقدون الثقة فينا لأننا نستخف بأفكارهم ومشاعرهم، ولا يرون التقدير منا فيكون الحل أنهم يرفضونا ويرفضون الحديث معنا.
إنه ليست عدم قناعة، ولكنه رفض لنا لأننا لا نقدره، ولا نحترم ذاته فيكون الحل أن يبدي لنا رفضه وعدم تقديره، فلو احترمناه وقدرناه وحاورناه وفهمناه فسنحصل منه على نفس التقدير.
لا تسأله عن الصلاة مباشرة فهو يعتبر السؤال إهانة وتدخلا في حياته وبالتالي تضطره للكذب.. ادعوه فيقوم ويصلي بك إماما.
كن صاحبه وتحدث معه في كل أمور الحياة، وستكون العلاقة بالله من ضمن الأحاديث وليس الصلاة فقط.. إنهم مثاليون ويميلون للتدين في هذه السن، لكننا ننفرهم بإلحاحنا عليهم.
ونرجو أن ترجع لحوارنا المفتوح الذي نشر تحت عنوان "كيف نجعل المراهقة متعة". وكذلك موضوعنا (التربية الجنسية للمراهقين على صفحة أب وأم) ونحن معك.
ـــــــــــــــــ(104/140)
الطفل الأول..وتوترات الضيف الجديد ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم..
الإخوة الكرام في هذا الموقع الرائع، جزاكم الله كل الخير وزادكم علما لما تفيدونا به من معلومات ثمينة جدا في التعامل مع أثمن ما رزقنا الله في هذه الدنيا بعد نعمه الإسلام.
مشكلتي مع ابنتي الغالية خديجة تعرفونها من خلال الاستشارات القديمة التي أرسلتها لكم، خديجة الآن تبلغ من العمر سنتين وخمس أشهر، ونحن بانتظار طفل جديد عند قدومه ستكون ابنتي سنتين ونصف تماما أي بعد شهر من الآن.
خديجة بنت رائعة ومشاكلي معها جدا عادية وتطورها والحمد لله ممتاز، وأنا أقضي معها وقتا طويلا (لعب أو تعليم أو حتى شجار طفولي)، ولكن أعاني معها من مشكلة كنت ذكرتها لكم عندما فطمتها وكانت عندها سنة وأربعة أشهر، فبدأت تضع طرف كمها عند فمها وترضع لكن دون أن تضع إصبعها في فمها أو تضع الكم.
الحمد لله فأنا غير خائفة من موضوع تشوه الفك لكن قلبي يكاد يتقطع عليها حزنا كلما رأيتها تفعل ذلك فأنا أعرف السبب وأنتم شرحتم لي السبب تماما، ولكن لم أستطع منعها من هذه العادة، والمشكلة من أربع أشهر إلى الآن زادت بشكل كبير جدا جدا طيلة اليوم إذا كانت نعسانة أو تعبانة أو حتى تلعب تترك اللعب فجأة وتقوم بهذه الحركة وأطلب منها تعالي يا حبيبتي أريد أن أضمك إلى صدري أو أحملها لكنها ترفض تماما وأنا متأكدة أنها بدأت تشعر بالغيرة من الآن بسبب قرب وصول الطفل الجديد، وهي الآن أقرب إلى والدها مني بكثير، وطبعا يوميا في الليل تترك سريرها وتأتي إلينا لتنام بيننا، لكنها تطلب من والدها هذا الشيء ولا نرفض ونتركها، وبعد أن تنام ننقلها، لكن الموضوع جد متعب، ولا يدعنا طبعا ننام بشكل جيد.
ووالدها جدا مستاء من موضوع رضاعة الكم، حيث له صوت مزعج وبالنسبة لي أشعر أنها تريد شيئا غير قادرة على طلبه، فأريد منكم أرجوكم في هذه المرة خطوات جدا عملية وطريقة تربوية صحيحة أساعدها فيها على ترك هذه العادة التي أعرف آجلا ستكون مزعجة لها أيضا، ولكنها غير قادرة على تركها، وهل من الصحيح دوام تنبيهها لمنعها عن ممارسة هذه العادة، مثلا أنك يا خديجة أصبحت كبيرة وهذه عادة سيئة، أو ما هي الجمل الصحيحة التي يجب أن تسمعها منا لرفض هذا الموضوع؟
وهلمن الصحيح السماح لها أن تنام عندنا عندما تريد ذلك؟
أتمنى ألا أكون قد أثقلت عليكم وأشكركم لحسن متابعة حالة ابنتي من الفطام إلى الآن وجزاكم الله خيرا على جهودكم الرائع.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
نشكر لك وعيك الراقي بمتابعة ابنتك، والسؤال عن كل ما يصعب عليك، ونتمنى أن نكون عند حسن ظنكم دائما.
وبالنسبة لرضاعة طرف الكم، فبصورة عملية جدًّا، وبمناسبة قدوم الصيف، فبكل بساطة لا تلبس ابنتك أي ملابس بكم، ويكون كل ملابسها بنصف كم، وبالتالي لا يصل الكم إلى فمها، وبالنسبة للتنبيه في الفترة الحالية فيكون بين الحين والآخر، وليس في كل الأوقات وبصورة هادئة وبطريقة توضح أن هذا الإجراء غير صحي، وبكلمات بسيطة لأن المعول في النهاية لن يكون على الكلام، ولكن على الفعل العملي بإبعادكم الكم عن فمها في بداية الصيف كما ذكرنا.
وفيمايتعلق بالطفل الثاني وكيفية استقباله فيوجد مقال كامل على صفحة حواء وآدم بعنوان "مرحبا طفلي الثاني" ستجدين فيه بالتفصيل كيف تتعاملين مع طفلك الأول حتى تتجنبي غيرته من الوافد الجديد سواء قبل أو أثناء أو بعد الولادة.
بالنسبة لحضور طفلتك أثناء الليل للنوم معكم فهي فترة انتقالية لحين تعودها الكامل للنوم بمفردها، بمعنى أنها ما دامت ستصحو في الصباح، وستجد نفسها قد عادت إلى سريرها فهذا يؤكد أن هذا هو مكانها الصحيح والأصلي، وأن ذهابها للنوم معكم مجرد استثناء وليس هو القاعدة.. أي أننا نسمح لها بالقدوم والنوم بيننا ثم نعيدها حتى تتعود، هذا هو الطبيعي، خاصة وأن هذا الأمر سيزداد مع قدوم الطفل الثاني، ونومه معكم، فعندها تكون الأمور قد استقرت، بأن هذا مكانها في غرفتها، وبالتالي فليس القادم الجديد هو السبب في فقدانها لمكان النوم بينكم.
الولادة..دروس من النبات ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاً أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع بارك الله فيكم، وأثابكم عنا خيرًا بإذنه.
أناأم لطفل عمره الآن 8 أشهر، وأريد أن أعرف هل تبدأ تربية الطفل الآن أقصد هل إذا أعطيته الآن كل ما يريده هل أجعله طفلاً مدللاً؟ لأنه الآن بدأ يبكي إذا أخذت منه أي شيء بيده كان يلعب به، فمتى تبدأ التربية؟ وسؤالي الثاني هل يمكن أن أبدأ معه تعليمه عدم التبول في حفاظ أم ما زال الوقت مبكرًا على ذلك؟
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
الاستاذة سها السمان ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختنا الفاضلة..
بارك الله لك في ابنك وجعله وأبناءنا من الصالحين.. اللهم آمين.
دعيني أولاً أختنا الفاضلة نفهم معا ما معنى كلمة تربيه وهل هى كلمة شامله ام انها كلمه تتسم بالخصوصيه..فهي مما لا شك فيه كلمه شامله وتحتوى بداخلها على مفوهمين من اهم الاشياء فى حياة الانسان وهما التعليم والرعايه
اما التعليم فاما تعليم دينى او تعليم دنيوى
واماالرعايه فهى رعايه من كافة النواحى بدنيه وعقليه واخلاقيه
فإذا استطاع كل منا ان يحافظ على التعليم والرعايه فقد قام بعمليه التربيه بطريقه صحيحه وناجحه بفضل الله
وقد يعتقد البعض بان التربيه هو ان يقسوا الاباء على ابناءهم ولكنها مفهوم خاطئ لان القصوة لاتؤدى الى تربية الطفل ولكن فى بعض الاحيان تقوم بعملية كبت للطفل ولكننا فى اسلوب التربيه نحتاج الى شئ من الشدة والحزم .
ودعينا نتذكر عملية زرع اى نبات فإن علينا قراءة مايساعدنا على ذلك ونرى فى بعض الاحيان ان بعض النباتات تحتاج الى ربطها بعصا حتى لاتميل مع الرياح فهل اذا راينا هذا نقول انها قسوة وعدم رأفة بالنبات بالطبع لا لان النبات فى حاجه الى ذلك
كذلك الطفل فى تربيته يحتاج الى الشده فى كثير من الاحيان خاصة فى الصغر عند بداية تربيته
وكما تقولين اختنا الفاضله ان ابنك بدأ يبكى اذا اخذتى منه اى شئ ويريده وهذا دورنا فى تعليمه مايصح ان يأخذه وما يجب عليه ان يتركه
فلا يعلم الطفل الفرق بين الشئ النافع والضار بالنسبه له
وان عليه الاستماع الى كلام والديه او كل من هو اكبر منه وله احترامه
وإن عليك ان لا تصغى الى مطالبه فى كل الاوقات وانه يجب عليه ان يعرف ان هناك كلمة لا كما ان هناك كلمة نعم
وكذلك تعبيرات وجهك يجب ان يعرفها ان فعل شئ حسن ابتسم وجهك وان فعل شئ خطأ لا تضحكى وان تذهبى اليه لتفهميه وتصححى له اخطاءه
فكثير منا عندما يصدر من الطفل لفظ او حركة غير لائقه نضحك جميعا ونقول انه طفل لا يفهم وبالطبع خطأ لانه يفهم ان هذا الشئ ينم عن رضاكم فيفعله مرة واخرى ويتكرر طوال الوقت ونحن نقول انه طفل لا يفهم شئ وعندما يبدأ يكبر ويعيى ويبدأ فى فعل هذه الاشياء الغير لائقه نبدأ فى معاقبته ونقول له انه فعل فعل خاطئ ولكنه ليس ذنبه وانما الخطا علينا لاننا لم نقم بتعليمه منذ الصغر الصح من الخطأ وفى هذه الحاله يحدث للطفل شعور بالحيرة فما الخطأ الذى قام به وهو متعود عليه منذ الصغر ولم يقم احد بمعاقبته وانما كانوا يضحكون من هذا الفعل
ومن هنا نقول بان التربيه تحدث منذ الولاده فمثلا
فىعمر ابنك علينا ان نتبع:
1 - الروتين اليومى:
عمل روتين للطفل موعد للنوم وموعد لكل وجبه طعام ومحاوله ان يكون مكان نومة فى حجرة اخرى غير حجرتك ولا يتبع معه الهز وقت النوم وانما اطعامه وتغير الحفاظه له وتركه للنوم وان بكى استجيبى له وادخلى عليه الحجرة وانما لا تحمليه ولكن لكى تطمئنيه انك بجواره ولكن لن تحميله وكل يوم حاولى فى تأخير استجابتك لبكاءه حتى يتعود على النوم لوحده ولكن مع ملاحظة ان بكاءه لا يكون بكاء تألم فإن كان بكاء لالم ما فعليكى الاستجابه السريعه له.
2- اتباع وسيلة الصواب والعقاب معه :
فإن فعل شئ حسن فله مكافأه وان فعل شئ خطأ فعليك معاقبته بلومه وتغير حالة وجهك بعدم رضاكى من هذا الاسلوب.
3- أختيار الالعاب المفيده:
فعند ذهابك لاختيار العاب لطفك حاولى ان تفكرى فى مدى انتفاع الطفل من هذه اللعبه هل ستنمى مقدرته اللغويه او المقدرة الذهنيه
لا تختارى العاب بها حركة كثيرة ومصاحبه لموسيقى سريعه لان الاطفال تتأثر بها وينتج عنها نوع من انواع العصبيه للطفل
4- اللعب معه وقراءة القصص:
اللعب مع الطفل ومحاوله الانتفاع من هذه اللعبه بقدر المستطاع فمثلا عندما نقوم بمسك لعبه بها الوان او اشكال نستفيد منها بتعليمه اسماء الالوان ومعرفة الاشكال المختلفه وفى المستقبل تقومين بالاستفاده منها عن الطريقه الحسابيه مثلا عد الالوان ومعرفه اسماء الاشكال
احضارالقصص المسليه له وان تكون الصور اكبر من الكلام او من الافضل ان لايكون بها كلام على الاطلاق فقط صور وان تحاولى احضار هذه الصور له على الطبيعه فمثلا ان كانت القصه تتكلم عن الحيوانات احضرى له مجموعه الحيوانات وقومى باعطاءه لها وتقليد اصواتها امامه وان تستفيدى من كل شئ فى الموضوع فمثلا ان توصلى اليه معرفة السعاده والغضب عندما تقومين بقراءة القصه حاولى ان يكون ملامح وجهك تتماشى مع كلامك فان كان هناك غضب قومى بفعل هذا وان كان هناك فرح ابتسمى له.
5- دور الاب فى تربيته:
وهذا من اهم الاشياء فيجب عليه ان يرى والده كل يوم ان كان هذا فى الامكان فإن كان الاب يعمل فى نفس البلد ومتواجد معكم فحاولى ان يراه ابنه كل يوم قبل الخروج الى العمل وعند عودته وان يجلس معه ويلعب معه وعلى ان تتفقا على عامله الطفل معامله واحده فى التربيه ولا تتناقشا امام الطفل فى اى شئ يخصه على الاطلاق فعليكم التعود على ذلك حتى تستريحا عندما يكبر ابنكما.
اما بالنسبه لموضوع الحفاظه فما هى الا لمساعدة الام فى فترة معينه من عمر الطفل وعلينا الا نتكاسل فى تركها فترة طويله معه وانما كلما كان تركها فى وقت سريع افضل من التأخير وكل على حسب مقدرته
وندعوامن الله سبحانه وتعالى ان يوفقك وايانا الى مافيه الخير ونحن على استعداد تام للتواصل معك فى اى وقت.
ـــــــــــــــــ(104/141)
الممنوع والمسموح في النقاش مع الطفل ... العنوان
السلام عليكم..
أنا أم لخمسة أبناء (3 بنات وولدان). البنتان الكبريان في سن 16 و18.. وبعدهما ابن يبلغ من العمر 15 سنة. أعاني من عدم احترامهم لي وعدم سماعهم لكلامي بما فيه الكفاية. وألاحظ أن كلمة زوجي يسمعونها فورا، أما أنا فبنقاش وجدال. وأنا ظننت من خلال قراءتي لمواضيع تربوية أن طريقة الحوار والنقاش وليس الأمر الحاد أفضل، ولكن يبدو أني أخطأت، حتى إن زوجي يقول لي: لماذا تجادلينهم؟ اقطعي الجدال وأعطيهم أمرا، وهذا نادرا ما أفعله، لا أدري لماذا؟ من الممكن لأنني لا أحب أن يشعر أحدهم أنه مظلوم ولا يفهم طلبي وأمري منه، ولماذا هو وليس غيره من الإخوة.
كيف أجعلهم يحترمونني أكثر؟ وأريدهم أن يشعروا بي أكثر؛ لأني أتعب بالمنزل، وإن قلت هذا أمام البنت الثانية دائما جوابها أنني أم، وهذا دور الأم، وأنها سوف تطبخ في المستقبل وستكون أما مثلي.
أنا أعاني من أجوبتها؛ لأنها منفعلة وتغضب بسرعة، والجواب على لسانها كما نقول بالعامية، وطالما أطلب منها أن تحترمني ولا تكلمني مثلما تكلم أختها أو رفيقتها. حتى عندما نتحدث بهدوء توجه اللوم لي وتقول بأنني التي صرخت من البداية. ومهما طلبت منها أن تفعل تجيب بصراخ إنني متعبة ومشغولة، ولكن لو صادف وقتها أن طلبت صديقة منها مرافقتها لأي مكان ولو كان بعيدا تذهب، فهل فشلت بالتربية؟ .
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أهلا بك ومرحبا سيدتي من أرض مباركة نَحِنُّ إليها ويكن لها كل مسلم مكانة وتقديرا. أبدأ معك سيدتي بالرد على سؤالك الأخير: هل أنا فشلت في التربية؟ كلا لم تفشلي -سيدتي- لكنك مثل كل الأمهات بل مثل كل البشر يخطئون ويصيبون، يتعثرون ويقومون، ولم يفت الوقت بعد، وكما يقول المثل: "لأن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا"، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر والمثابرة والوقت والجهد وهذا ليس بالأمر المستحيل.
وتعالي لنبدأ ونحدد معا المشكلة التي تضمنتها رسالتك، ويتبلور هذا التحديد في أمرين أساسيين ألا وهما:
1. اللبس الذي حدث -سيدتي- عند قراءتك في الموضوعات التربوية عن أسلوب الحوار والنقاش مع أبنائك.
2. طبيعة المرحلة التي يمر بها أبناؤك وهي مرحلة المراهقة.
ولنبدأ بالأمر الأول؛ فقد فهمتِ -سيدتي- من الموضوعات التربوية التي قرأتِها أن التربية تقوم على الحوار والنقاش بينك وبين أبنائك وإقناعهم بكل أمر أو طلب تطلبينه منهم، وهنا بالتحديد كان الخطأ أو اللبس، فليس معنى أن العلاقة بين الوالدين من ناحية والأبناء من ناحية أخرى تقوم على الحوار ألا يكون هناك حزم في التعامل، وألا يكون هناك ثوابت وخطوط حمراء ينبغي للأبناء عدم تجاوزها، فالحوار والنقاش لا يمنعان الحزم في الأمر كله، فلا يصح مثلا أن تناقشيهم فيما إذا كان من حقهم أن يصلوا أو لا يصلوا، ولكن من حقهم أن يفهموا من خلال الحوار بعض الحِكَم التي من أجلها شرعت الصلاة، وليس من حقهم أن يبروك أو لا، ولكن من حقهم أحيانا أن يعترضوا على بعض أوامرك لكن بمنتهى الأدب والاحترام، ولا يحدث هذا إلا من خلال أسلوب تربوي يجمع بين الحب والحزم؛ فلا ينفع طغيان الحب على حساب الحزم كما لا يصح العكس.
وهناك تجربة قامت بها إحدى المدارس في المرحلة الثانوية؛ حيث وزعت استطلاع رأي على طلابها عن مُعلمَين من معلميها لمادة الكيمياء؛ أحدهما متمكن من مادته ويغلب على أسلوبه مع طلبته الحب واللين في المعاملة، والآخر مستواه جيد بمادته لكنه أقل تمكنا من المعلم الأول، وكان الحزم من أهم صفات هذا المعلم الأخير، وفي وسط دهشة إدارة المدرسة تظهر نتيجة هذا الاستطلاع لصالح المعلم الحازم رغم تفوق الآخر عليه في تمكنه من مادته.
وهذا بالضبط ما يحتاجه أطفالنا، ولا أعني بالحزم الصرامة والغلظة والقسوة؛ بل أعني أمرا آخر سيتضح خلال نقاط عملية برسالتي بعد أن نوضح النقطة الثانية من المشكلة ألا وهي طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها أبناؤك، فلا بد أن تدركي سيدتي أن ثلاثة من أبنائك -حفظهم الله جميعا- يمرون بمرحلة المراهقة، وهي مرحلة لها سماتها وتغيراتها الجسمية والانفعالية والاجتماعية والعقلية، وهي سمات لا بد من التعرف عليها حتى تتمكني من التعامل مع هذه المرحلة (عليك بالاطلاع على أهم خصائص هذه المرحلة من خلال كتب علم نفس النمو، وهي متوفرة بجميع المكتبات المعنية بالتربية)، ولكن ما يهم هنا هو أن نتناول النمو الانفعالي لدى الأبناء في هذه المرحلة:
يذكر الدكتور علاء الدين كفافي في كتابه (رعاية نمو الطفل) عن هذا النمو ما يلي: يمر المراهق في المجتمعات المدنية بصراعات نفسية؛ وذلك بسبب رغبة المراهق في الاستقلال عن والديه وعمن يمثل السلطة بشكل عام (كالمدرسين والإدارة المدرسية، والمدربين بالنوادي... إلخ)، وتتمثل هذه الصراعات في:
1. رغبة المراهق في الاستقلال، وفي الوقت نفسه هو ما زال يعتمد على والديه.
2. لديه دوافع جنسية يتطلب إشباعها، لكن هناك الدين والعرف والمجتمع يحول بين ذلك.
3. الرغبة في الانطلاق والحرية، ونظم المجتمع تمنع هذا.
وهذا النمو الانفعالي يتسم بعدة سمات أو بعدة صفات، ألا وهي:
• التعبير عن الغضب بحدة وثورة شديدة.
• الغضب كالطفل بسرعة شديدة ولأسباب قد تبدو تافهة.
• الحساسية المفرطة، فهو يخشى التواجد في اجتماعات ومناسبات اجتماعية، ويشعر بأنه محط أنظار وتعليقات الجميع، ولذا نجد أن كثيرا من المراهقين -إن لم يكن كلهم- يشعرون بالأمن والراحة بالتواجد أطول فترة ممكنة مع من هم في مثل سنهم وليس مع الكبار.
• وهو دائما يشعر بالذنب لأنه يرسم لنفسه صورة مثالية لا يستطيع الوصول إليها، ومن ثم يحاسب نفسه كثيرا على هذه الأخطاء وليس الأخطاء السلوكية فحسب، بل كل ما يراوده من أفكار وهفوات، وهذا أيضا يجعله أكثر حدة وعصبية.
• يشعر دائما بأن من حوله لا يقدرونه ولا يحترمون رغباته؛ وهو ما يزيد من شعوره بالغربة والإحباط.
• ومن أسباب الصراع لدى المراهق أحيانا: عدم التوازن بين الجوانب المختلفة للنمو، فالنمو الجسمي يسبق النمو العقلي، ومن هنا يبدو المراهق في حجم كبير؛ الأمر الذي يترتب عليه أن يتعامل معه الجميع على أنه أصبح راشدا، مع أنه لم ينضج بعد، ويتوقعون منه ما لا يستطيع، ويوقعون عليه كثيرا من اللوم لأخطائه التي تبدو طفولية ولا تتناسب مع حجمه.
كل هذه الأسباب وغيرها -والتي ستجدينها عندما تقرئين عن مرحلة المراهقة- تسبب ما يشبه الأزمة عند المراهقين.
والآن بعد أن حددنا المشكلة تعالي لنتناول معا الأسلوب الذي تتعاملين به مع أبنائك، أو بمعنى آخر الخطوات العملية، بناء على ما سبق تناوله من معلومات:
1. عليك أن تتحدثي مع زوجك وتخبريه بأنك سوف تقومين بتغيير في أسلوب تعاملك مع أبنائك، وأنك قد علمت أن الحزم مطلوب إلى جانب الحب والحوار والنقاش، لكن لكلٍّ مكانه ومواقفه، وعليه أن يساعدك في ذلك.
2. عليكما بالاجتماع مع أبنائكما، وأن توضحا لأبنائكما أنكم جميعا أسرة واحدة وأن مسئولية البيت وأعماله ليست مسئولية تقع كلها على فرد واحد، وأن الجميع لا بد أن يشارك في هذا، وعليه فلا بد من تقسيم المهام المنزلية بينكم، وهنا لا بد من تحديد مسئولية كل واحد في لوحة كبيرة تعلق على الحائط في مكان يراه الجميع، وأن يكون هناك مسئوليات ثابتة لكل فرد؛ كأن يقوم بترتيب سريره والحجرة التي ينام بها، ولا بد أن يكون له أيضا مهمة إضافية أخرى، فعلى البنات المساعدة في تنظيف البيت والطهي، وعلى الصبيين شراء ما يلزم البيت من الخارج، ومهمة كي الملابس مثلا.. وهكذا.
3. لا تستجدي العطف والاحترام من أبنائك، فلا تذكري على سبيل المثال أنك تتعبين كثيرا في أعمال المنزل وأنهم لا يقدرون هذا التعب، ولكن البديل عن هذه الشكوى وهذا الاستعطاف هو ما ذكرته لك سابقا من تحديد مسئولية كل فرد بالبيت، وكذلك لا تطلبي من أبنائك احترامك بشكل مباشر، فهذا يجرئ أبناءك عليك أكثر من ذي قبل.
4. عليك ألا تلعبي دور الضحية والأم المغلوبة على أمرها قليلة الحيلة، فهذا يستفز أبناءك ويجعلهم أكثر انفعالا عليك، وكذلك أكثر جرأة، ولذا لا بد أن تظهري بمظهر الواثق من نفسه المعتد بآرائه.
5. انتهزي فرصة أن أحد الأبناء قد تحدث إليك بطريقة غير لائقة وأعلني بصوت حازم حاسم (غير صارخ) قائلة: ربما تكون غاضبا أو منفعلا لكن هذا لا يعني أن تصرخ أو تنفعل بهذا الأسلوب، وأنا لن أسمح بمثل هذا التصرف مرة أخرى، وعليك أن تخبرني بما أغضبك حينما تهدأ. واتركيه يفكر فيما قلته، فإن تكرر هذا الأسلوب أعرضي عمن يصدر منه هذا التصرف، واطلبي منه ألا يتحدث معك حتى يعرف كيف يتعامل مع أمه.
6. ولا يعني ما سبق أنك تعلنين الحرب على أبنائك؛ بل عليهم أن يدركوا أنهم كلما أحسنوا إليك كلما كنت أكثر لطفا وتفهما، ولا بد أن يعرف كل منهم حدوده.
7. ولا تخشي أن تتحول طريقتك إلى خشونة وجفوة بينك وبين أبنائك، ربما يحدث هذا في بادئ الأمر لأنهم لم يعتادوا منك على هذا الأسلوب، لكن في الوقت نفسه عليك أن تشعري أبناءك بأنك تهتمين بما يهتمون به، وأن جسور المحبة بينكم موصولة في إطار الاحترام المتبادل بينكم، وافتحي معهم مجالا للحوار والمناقشة في الأمور التي تسمح بهذا؛ مثل أن تشاهدا معا برنامجا أو فيلما أو مسلسلا، ويفتح مجال للنقاش في أهم أحداثه وأهم الشخصيات التي لعبت دورها بإتقان والتي لم تتقن، وأسباب نجاح أو فشل هذا العمل الفني من وجهة نظرهم، ويفضل أن يشارككم الأب في ذلك، واجعلي ذلك تقليدا جديدا بالبيت؛ أن تجتمع الأسرة لمناقشة موضوعات عامة تهم المجتمع أو الأسرة.
8. عليك بالنسبة لبنتيك (16 – 18 سنة) أن تشعريهما باهتمامك بأمورهما خاصة من الناحية الأنثوية، وأن تتحدثي معهما في الموضوعات التي تهم الفتيات في مثل هذه السن، ولكن احذري أن يحدث ذلك عن طريق استجواب أو "محايلة" منك لكي يتحدثا معك؛ بل كل ما عليك أن تكوني على استعداد لتسمعيهما وتحتوي مشاعرهما وتقدريهما حينما يرغبان في الحديث معك دون إلحاح منك.
9. سيدتي، ما زال لديك طفلان دون سن الخامسة عشر، فعليك أن تتداركي الأمر معهم بتعويدهم على هذا الأسلوب الجديد؛ أسلوب الحب الحازم.
10. إن هذه الطريقة الحازمة لن تتمكني منها بين يوم وليلة، وخاصة أن هذا الأسلوب يصطدم قليلا مع طبيعتك السمحة الودودة، وبالتالي يمكنك تعلمها والتدريب عليها، وسوف تمتلكينها يوما ما بالصبر والمثابرة، وبملاحظتك لأداء زوجك حينما يتعامل مع أبنائكما.
وأخيرا: أدعو الله أن يعينك على أمرك كله، ونحن على موعد آخر للمتابعة، فإلى لقاء آخر إن شاء الله.
ـــــــــــــــــ(104/142)
الأب الحاضر ...كيف يوازن؟ ... العنوان
السلام عليكم والرحمة،
أنا متزوج من 4 سنوات والحمد لله عندي طفلان (الأول سنتان والآخر 6 أشهر) الحمد لله كل شيء يجري على خير ما يرام، لكن المشكلة بالنسبة لي ولزوجتي، فنحن مهتمون جدًّا بمعاملة الأولاد بالطريقة المثلى، لكن هذا الشيء يأتي على الوقت بالكامل والأطفال دائمًا محتاجون لخدمات على مدار الساعة من نظافة وأكل وملاعبة، ويتناوبان علينا بأوقات اليقظة حتى يملأ البرنامج اليومي كاملاً، فلا وقت للحياة الزوجية الهادئة السعيدة القريبة من أيام الزواج الأولى (قبل مجيء الأولاد) ولا فسحة إلا قليلاً للتطوير الذاتي، خصوصًا أنني كنت طيلة حياتي معتاد على إشغال وقتي كاملاً قبل الزواج بالدورات والقراءة في مجالي المهني.
والآن بين حاجات البيت وتربية الأطفال أجد نفسي وزوجتي في دوامة الحياة من غير نصيب للعلاقة الخاصة بيننا أو للتطور المهني أو الثقافي بشكل عام الذي أحتاجه بعملي لكي أتطور وأستمر بتقدمي فيه. فمثلاً أخشى ما أخشاه الآن أن أرزق بولد آخر مع حبي الشديد لهم وحمدي الدائم لله على هذه النعمة الغالية. فهل هناك اقتراحات تساعد على التنسيق بين حصة الأولاد من الحياة وبين الحياة الشخصية والمهنية؟
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
أ.د. سحر محمد طلعت ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخ الكريم:
لا أستطيع أن أصف لك مقدار سعادتي بك وبزوجتك، فكلاكما موجود وحاضر في حياة أولادكما.. وتحاولان بكافة السبل والوسائل أن تكون تربيتكما لأولادكما على الصورة المثالية وذلك عملاً وتطبيقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، ولا أخفيك سرًّا أن أحد أهم محاور اهتمامات مستشاري القسم الاجتماعي في الفترة الحالية هو ملف "الأب الغائب".. وأهم ما يعنينا في هذا الملف هو دراسة الأسباب التي أدت إلى غياب الأب من حياة أولاده، وكيف يمكن أن نقدم له العون وأدوات القيام بهذا الدور، وكيف يمكن أن تساهم الزوجة في دفع الزوج بحلم وأناة للتواجد في حياة أولاده، وكيف يمكن أن نعيد ترتيب أولوياتنا ونكف عن ثقافة الاستهلاك التي تجعلنا ندور في طاحونة جمع المال، وكيف يمكن أن يستدعي الدين بخطاب جديد وغير تقليدي لمساعدة الآباء على تفعيل دورهم نحو الأبناء؟.
والحقيقة أننا نعتبر هذا الملف من الملفات الهامة جدًّا؛ وذلك لأن تربية الأطفال تحتاج للتوازن والتكامل والتناغم بين دوري الأم والأب والجهات الأخرى المشاركة في العملية التربوية، ولأجل هذا أنشأ الله الأسرة بهذه الكيفية.. ولو كانت عملية تربية الأبناء وإكسابهم الجوانب النفسية والعاطفية والاجتماعية تحتاج للأم فقط.. لو كان هذا لخلق الله الأسرة من أم وأبناء فقط، ولكنه سبحانه الذي "خلق كل شيء فقدره تقديرًا" يعلم جيدًا بأهمية تواجد الأب في حياة الأبناء، ونحن دومًا نؤكد أنه في حال غياب الأب بسبب قهري فإن الحل في إيجاد رمز الأب في حياة الأبناء من خلال خال أو عم أو جد أو أخ أكبر، وبعض دور الأيتام التي تهتم بالصحة النفسية للأبناء المتواجدين فيها تسعى لإيجاد هذا الرمز في حياة الأبناء إما من خلال المتطوعين أو من خلال أب بديل.
تفاعلكما سويًّا أنت وزوجتك أثلج صدري وجعل لساني يلهج بالدعاء لكما أن يبارك الله في أسرتكما وأولادكما، وأن يجمع بينكما على الخير، أما عن تساؤلك حول كيفية الموازنة بين متطلبات الأولاد والعمل والتطور المهني، وكذلك علاقتكما وحياتكما الخاصة.. فمن واقع خبرتي في التعامل مع هذا الأمر أجد أن حل هذه المشكلة يكمن في:
أولاً: التوازن والوسطية.. فلا ينبغي أن يطغى جانب على آخر بحيث يلغيه تمامًا.. مع الوضع في الاعتبار أن الظروف تحتم أحيانًا أن نكرس معظم الجهد لأحد الجوانب.. فعندما يمر الإنسان بامتحان ما فإن معظم طاقته وجهده ينصرف للتحصيل الدراسي.. وعندما يكون الأطفال صغار جدًّا وفي سن يعتمدون فيه كلية على الوالدين (مثل الوضع في حالتكما) فإنه من المقبول أن يستحوذ الأبناء على جل الوقت والطاقة.
ثانيًا: التخطيط الدائم لتحقيق إنجاز ما -حتى لو كان بسيطًا- في كافة مجالات الحياة، فليكن لك أنت وزوجتك أوقاتكما الخاصة مهما كانت قليلة ومتفرقة، وليكن لكما خطة للقراءة وتطوير الذات.. حتى ولو كان قراءة كتاب واحد أو حضور دورة واحدة.. وليست العبرة بما زاد وأثقل ولم يتم الاستفادة منه وتفعيله، ولكن العبرة بما وعيناه وفعلناه في حياتنا.
ثالثًا: الاستمرار والمواظبة قدر المستطاع ومحاولة تذليل كل العقبات لتحقيق المستهدف الممكن المحدد سلفًا وعدم الاستهانة به مهما كان بسيطًا.. فقطرات الماء تكون النهر الجاري والبحر والمحيط، ولأدلل على صدق ما أقول سأحكي تجربتي الخاصة عندما سجلت لدرجة الدكتوراة.. وقتها كان ابني الكبير في بداية الدراسة الابتدائية ويحتاج للكثير من المتابعة، وطفلتاي إحداهما ثلاث سنوات والأخرى رضيعة، كنت أعود من العمل اليومي في الجامعة مستهلكة، وأمامي واجبات المنزل ورعاية الأولاد ومتابعتهم، وأمامي كم هائل من المراجع والأوراق التي يجب عليّ أن أقرأها لأنتهي من الجزء النظري للرسالة.. شعرت بتوتر شديد وحيرة ما بعدها حيرة؛ إذ كيف يمكنني أن أنتهي من كل هذا في ظل هذه الظروف التي أعيشها.. تناقشنا أن وزوجي أكرمه الله.. فنصحني بنصيحة طبقتها وما زلت أطبقها.. وكانت نصيحته عبارة عن كلمتين فقط: "قليل دائم".. طبقت هذه النصيحة وكنت أمسك بأوراقي مهما كنت متعبة لأقرأ عدة سطور لا تتجاوز النصف صفحة في كثير من الأحيان.
ولكنني فوجئت بعد سنة أنني انتهيت من الجزء النظري من الرسالة، والحمد لله تمكنت من مناقشتها قبل انتهاء السنة الثانية؛ وذلك لأن الإنجاز يدفع للمزيد من الإنجاز.. وكنت كلما شعرت أنني قد أنجزت شيئًا ما أجد بداخلي طاقة أكبر لبذل المزيد والمزيد من الجهد لتحقيق المزيد من الإنجازات.. وأنا أضع نصب عيني أقوال مثل: "من أراد العلا سهر الليالي"... فلا تيأس أبدًا وحدد ما تريد أن تحققه في حياتك وجدوله حسب الأولويات وحسب الوقت المتاح لكما.
رابعًا: التفويض: وذلك بأن يتم ترتيب الأعمال حسب أولوياتها.. مع تحديد الأعمال التي لا ينبغي أن يقوم بها أحد غيركما.. فغسيل الملابس وشراء احتياجات المنزل من المهام التي يمكن أن يقوم بها غيركما، ولكن اللعب مع الأولاد أو الحوار معهم وغرس المفاهيم التربوية من المهام التي ينبغي أن يقوم بها الوالدان.
خامسًا: الاستعانة بالشبكة الاجتماعية الداعمة وهذه الشبكة تشمل جماعة الأهل والجيران والأصدقاء.. وهؤلاء يمكنهم أن يساعدوكم باستضافة الأولاد لفترات قصيرة ويمكن أن يتم هذا بالتبادل، حيث تستضيفون أنتم أولاد أحد الجيران أو الأصدقاء أو الأهل ممن هم قريبون في السن لأولادكم لمدة ساعة أو ساعتين يومًا ويستضيفون هم أولادكم يومًا آخر.. وهذه العملية التبادلية تتيح لكما وللأسرة أو الأسر الأخرى مساحة من الوقت؛ ليخلو كل بنفسه ويلتقط أنفاسه ويمارس نشاطًا لا يمكنه ممارسته في أثناء تواجد الأولاد.. كما تتيح للأبناء الأحباء نضجًا أكثر من خلال التفاعل مع الأطفال الآخرين وأهلهم.
سادسًا: تربية الأبناء بالاعتماد على النفس.. فالكبير منهم لا بد أن يعتمد على نفسه في أكل طعامه.. وعليه أن يتعلم ارتداء ملابسه.. وكل دور يمكنهم أن يقوموا به يوكل إليهم ويتم تشجيعهم عليه.. فيمكن للابن الكبير الآن أن يساعد في جمع لعبه وأن يناولكما ملابس وحاجات أخيه الأصغر، ومع الوقت وكلما كبر الصغار زادت حجم ونوعية المهام التي يمكن أن توكلوها إليهما، وبالتالي يقل الجهد المبذول بواسطتكما.
أخي الكريم:
أدعو المولى عز وجل أن يبارك في أسرتك، وأن يصلح أحوالهم جميعًا.. ونحن معك فتابعنا بالتطورات.
ـــــــــــــــــ(104/143)
استراتجيات بدائل العقاب ... العنوان
لدي 4 أولاد (ثلاث بنات وصبي) أكبرهم الولد وعمره 8 سنوات، أعاني كثير من تصرفاته التي تضايقني، وأشعر أحيانا بالفشل فهو عنيد، دوما يريد فعل ما يبغيه، عجول لا يوجد عنده صبر، يغار كثيرا من أخته التي تصغره بسنة مع أنني والله لا أفرق بالمعاملة بينهم، هي هادئة عكسه، أتجنب مدحها أمامه، أحيانا يضربها.
مشكلة ثانية وهي الأساس أن المعلمات في المدرسة يشتكين منه أيضا، فهو لا يسمع الكلام وأحيانا لا يقبل أن يكمل واجبه في الصف،ويعمل حركات لكي يضحك الأولاد عليه أو يقوم بعمل حركات لجذب الانتباه له.. كل يوم معلمته تتصل بنا.
اتبعنا معه أساليب عدة تكلمنا معه أنا ووالده، عاقبناه كثيرا ويعدنا أنه سوف يهدأ، ويهدأ يوما وبعدها ينسى. علما أنه كان ممتازا في دروسه ولكن هذا الفصل بدأ ينحف مستواه لأنه لا ينتبه للمعلمة ودوما في مشاكل. ويوجد نقطه مهمة (أنه إذا المعلمة أو أنا رفضنا ما يريد يغضب ويفرغ كل غضبه عمن حوله) من التلاميذ أو أخواته.
احترت كثيرا معه وأحبه كثيرا ولا أريده أن يبقى هكذا أتمنى منكم المساعدة: يوجد لديه بعض النقاط ربما تفيدكم. هو في الصف الثالث في مدرسة عربية إسلامية. وأحمد الله حيث نحن نعيش بأمريكا وآخذه لأماكن كثيرة للترفيه (يلعب مع في كرة قدم إسلامي أيضا أنا ألعب معهم كثير واجعل نفسي طفله مثلهم زوج مشغول دوما). بعض الأحيان يعمل المستحيل لقضاء وقته معهم هذا ما لديه الآن. أرجو منكم الإفادة وهل يحتاج ابني لطبيب أو ماذا أفعل وكيف أتصرف؟. ولكم جزيل الشكر والعرفان وجزاكم الله خيرا لما تقدمونه لنا.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي: سلام الله عليك ورحمته وبركاته، يسعدني أن أتلقى رسالتك وأن أرد عليها، داعية الله أن تجدي برسالتي ما يعينك على السير في الدرب التربوي الصحيح والذي أرجو أن يكون سهلا يسيرا.
ولنبدأ بتحديد النقاط التي تعانين منها مع ابنك:
1. يصر دائما على تنفيذ رغباته وإذا لم تنفذ له فإنه يسلك سلوكا عنيفا مع من حوله
2. لا يقوم بأداء واجباته وقد انخفض مستواه الدراسي عن ذي قبل
3. يغار كثيرا من أخته الأصغر منه
4. يقوم بعمل حركات للفت الانتباه إليه بالمدرسة
5. عجول لا يتحلى بالصبر
سيدتي وددت لو اتضحت بعض الأمور كي تكون الإجابات شافية وافية فلم يتضح برسالتك على سبيل المثال: منذ متى وأنتم تقيمون في أمريكا؟ هل قبل أو بعد ميلاد آدم وباقي أخواته؟ وهل كنت في حالة جيدة (نفسيا وصحيا) عند حملك فيه؟ وهل كانت ولادته متعسرة أم سهلة؟ على كل حال سأحاول الرد وفقا للبيانات وما ورد برسالتك إلى حين المتابعة معنا مرة أخرى.
سيدتي إن كل ما يعاني منه ابنك وما تشكين منه سببه أمران أساسيان، هما: الغيرة وشعوره بأنه طفل غير مرغوب فيه هذا هو السبب الأول، أما السبب الثاني فشعوره بعدم قدرتكم وعجزكم عن التصرف معه خاصة حينما يخطئ وهذا ما يؤدي به إلى العناد والاستفزاز والإصرار على تنفيذ رغباته.
ولنبدأ في علاج الجزء الأول الغيرة وشعوره بأنه طفل غير مرغوب فيه.
إن هذا الشعور وحده كفيل بأن يجعله عنيفا عدوانيا، رغم محاولاتك -المشكورة والمأجورة عليها إن شاء الله- ألا تميزي بينه وبين أخته.
لا بد أن تعلمي -سيدتي- أن شعور الغيرة شعور طبيعي، لكن كيف نتعامل معه حتى لا يتفاقم أو ينحو منحى غير سوي؟
إليك بعض الاقتراحات:
1. عليك غض الطرف عن سلبيات ابنك وركزي فقط على إيجابياته وحتى إذا قام ببعض المخالفات أو المضايقات لأخته فاحرصي على التظاهر بعدم رؤيتك لهذا واتركي ابنتك تتعامل مع الموقف بل اتركي المكان، وبهذا تكونين حققت أكثر من فائدة؛ الفائدة الأولى هي أن تتعلم ابنتك أن تدافع عن نفسها دون تدخل من أحد، والثانية أن يشعر ابنك أنك لا تحابين أو تفضلين أخته عليه.
2. عليك اكتشاف بعض قدرات ابنك مثل ميله وقدرته على الرسم مثلا أو الأعمال اليدوية أو المكانيكية أو الزراعية.. والصبية في هذه المرحلة العمرية يحبون النجارة واستخدام أدواتها فلم لا تشجعينه على ممارستها لينشغل بما يفيد ويترك إيذاء الآخرين؟ إلى جانب أن ممارسته هذه الأنشطة تساهم في تنمية قدراته المتعددة (هناك العديد من الموضوعات طرحت على هذه الصفحة لاكتشاف قدرات طفلك والأنشطة التي تنميها فأرجو الاطلاع عليها) مع تثبيت وقتا معينا للعب فيه يوميا مع مشاركتك لهم في بعض الأيام كما تفعلين.
3. عليك إخبار والده عن إنجازه لبعض الأنشطة السابقة وتحدثي عنه بفخر ولا يعني هذا أن نركز على هذا الطفل دون غيره من الأبناء؛ فلابد أن تفعلي ذلك مع أبنائك جميعا، ويكون على مرأى ومسمع من ابنك حتى يعرف أن كل أولادك سواء في المعاملة والمحبة، وأود أن أحييك على ما تفعلينه مع أطفالك وتعاملك معهم كأنك طفلة بينهم، لكن شرط أن تصبحي أماً في اللحظة التي يحتاجون فيها إلى ضبط سلوكياتهم ومراعاة الآخرين أثناء اللعب.
4. عليك أن تظهري مدى حبك لطفلك (ولجميع أبنائك) ويسمعون منك أنك تشكرين الله على أنه أنعم عليك بهم.
5. أشعريه بأنه مسئول معك في تربية وحماية أخواته.
6. على والده -في الأوقات القليلة التي يجلس فيها معكم- أن يلاعبه ويداعبه هو وأخواته ويعلمه كيف يتصرف مع الفتيات (القوارير) وكيف يحافظ عليهن ويلاطفهن أسوة بما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع النساء والفتيات، ولا يعلمه ذلك بالكلام فقط بل بالفعل من خلال تصرفاته معك ومع بناته (لمزيد من الاستفادة في موضوع الغيرة يمكنك الاطلاع على العديد منها طرح على هذه الصفحة).
أما بالنسبة للسبب الثاني وهو شعور الطفل بعجزكم وعدم قدرتكم على التعامل معه و ضبط سلوكياته ومن ثم فهو يتفنن في كيفية إزعاجكم واستفزازكم (فهذا السلوك ستقل حدته إذا اتبعتم النقاط السابقة) ولكنه أيضا يحتاج منك ومن والده: الحزم والثبات والثقة والهدوء في التعامل معه، ولا يلمح فيكما قلة الحيلة والإحساس بالفشل (على حد تعبيرك برسالتك) ولا أعني بذلك اللجوء للضرب والعقاب، فحينما سئل د/جينوت متى يعاقب الطفل الذي يسيء التصرف والسلوك؟
أجاب: إن الطفل لا بد أن يخبر (أي يتعلم من الخبرة) عاقبة سلوكه السيئ وليس عن طريق العقاب فهو يشعر بأن العلاقة القائمة على الاهتمام لا يكون فيها مكان للعقاب.
وحينما سئل مرة أخرى: افترض أن الطفل استمر في عدم طاعته لك ألا ينبغي أن يعاقب حينئذ؟ قال د/جينوت: المشكلة في العقاب أنه لا يأتي بالهدف المرجو منه فهو يشتت الفكر ويصيب الطفل بالحيرة فبدلا من أن يشعر الطفل بالأسف ويفكر فيما فعله ليصلحه يصبح مشغولا بالانتقام ومضايقة الآخرين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:
إذن ما البديل؟
تقترح كل من أديل فابر وإيلين مازليش في كتابهما: HOW TO TALK SO KIDS WILL LISTEN
أن هناك بدائل للعقاب تتلخص في هذه النقاط:
1. أظهري تعاونك مع ابنك ليتخلص من سلوكه الخطأ
2. عرفي ابنك عواقب تصرفاته
3. أخبريه بتوقعاتك بدلا من توبيخه
4. أعطه اختيارات
5. عبري عن غضبك لسلوكه الخطأ
6. وأخيرا اتخذي موقفا
والآن كيف نطبق هذه البدائل على سلوكيات ابنك
أولا: أظهري تعاونك مع ابنك ليتخلص من سلوكه الخطأ:
فمثلا إذا أساء الرد على أخته أو حتى تطاول عليها وكنت حاضرة في الموقف ولم تستطيعي التظاهر بعدم رؤيتك له، فعليك حينئذ أن تقولي بثبات وهدوء وثقة وحزم: ربما تكون غاضبا أو حتى متضايقا من أختك لكن هناك طرق متعددة لكي تخبرها عن ضيقك منها.
ثانيا: عرفي ابنك عواقب تصرفاته:
عندما تشكو معلمته من محاولته إضحاك الأطفال الآخرين للفت الانتباه إليه، فيمكنك أن تتحدثي معه في هذا الأمر قائلة: أعرف تماما أنك تحب أصحابك وتود لو تضحكون وتمرحون معا ولكن هل تظن أن المكان المناسب هو داخل غرفة الدراسة؟ وانتظري حتى يرد، فإذا لم يفعل فأكملي حديثك بقولك: إذا ظللت على هذا النهج وهذه الطريقة في إضحاك زملائك دون أن تهتم بدروسك بل وتشغلهم هم أيضا فماذا ستكون النتيجة؟ واستمعي لما سيقول أو حتى دعيه يفكر فيما قلته له ليستنتج بنفسه العاقبة لهذه التصرفات، بهذه الطريقة وهذا الأسلوب ندع الطفل يفكر بنفسه في سلوكياته ويفكر كيف يصححها بنفسه.
ثالثا أخبريه بتوقعاتك بدلا من توبيخه:
حينما يرفض إطاعة أمر من أوامرك (التي يجب أن تكون نادرة وفي أضيق الحدود حتى تكون أدعى للتنفيذ) أو يعاند ويصر على رأيه في رفضه إعادة لعبة من لعب أخته التي أخذها عنوة مثلا أو رفض جمع لعبه بعد الانتهاء من اللعب أو رفض الذهاب للنوم في موعد نومه.. الخ يمكنك قول: أنا أتوقع منك أن تعيد اللعبة لأختك، أو أتوقع منك أن... (وتذكري ما تتوقعينه منه بحسب كل موقف) بشكل حازم، إلى جانب عدم إلحاحك بالأمر فإذا لم ينفذ ما طلبت فلا تعيدي عليه الطلب أكثر من مرة فإن ذلك يجرئه ويغريه بعدم الطاعة.
بالطبع ستقولين إنه لن يستمع لمثل هذه الجمل وسوف يستمر في عناده، هل تدرين لم -سيدتي-؟ لأنك تدمجين أساليب صحيحة في تعاملك مع آدم وأساليب أخرى خطأ مثل أساليب التهديد والعقاب والتحذير... الخ الأمر الذي يشعر ابنك بأنك مذبذبة حائرة في طريقة التعامل معه، فيجعله أكثر جرأة واستفزازا كما سبق أن أشرت، هذا إلى جانب أن آدم سيظل يختبر فيك قدرتك على الصبر والثبات والهدوء، فعليك أن تدربي نفسك على الأساليب البديلة للعقاب مع تخليك عن الأساليب الأخرى الخطأ وهذا يأتي بالتدريج وبملاحظة نفسك وملاحظة ردود فعلك مع ابنك.
رابعا أعطه اختيارات:
إذا لم يرغب في المذاكرة فور عودته من المدرسة مثلا فأعطه اختيارين بقولك:
إما أن تبدأ مذاكرة الآن أو تبدأ بعد الغداء فإذا رفض الاختيارين فيمكنك حينئذ القول بحزم إنك أعطيته بديلين فقط وليس هناك ثالث، واتركيه وانصرفي لإعداد المائدة، فإذا ترك عمل الواجبات تماما فعليك الاتصال بمعلمته بالمدرسة وإخبارها بعدم اهتمامه بالواجب وعليها أن تعاقبه بما يتراءى لها (فيما عدا الضرب طبعا والإهانة) على ألا يعرف ابنك هذا الاتصال بالطبع.
خامسا عبري عن غضبك لسلوكه الخطأ بحزم:
حينما يتصرف بشكل عدواني مع أخواته لأنك رفضت طلبا من طلباته مثلا، فعليك حينئذ أن تذهبي إليه وتجلسي في مستواه وتنظري في عينيه مباشرة وتقولي بصوت حازم: "يزعجني جدا ويغضبني أن تتصرف بهذه الطريقة وعليك ألا تفعل ذلك مرة أخرى" واتركيه دون أن تنتظري رد فعله.
سادسا وأخيرا اتخذي موقفا
وهذا البديل هو الخطوة الفعلية ليعرف ابنك عاقبة تصرفاته فحينما يضايق الآخرين مثلا فعليك حينئذ الكف عن اللعب معه في الوقت الذي سيمارس فيه الأنشطة وعندما يطلب منك أن تشاركيه فعليك أن تعلميه درسا بقولك:
لا تتوقع أن يظل الناس يتعاملون معك بنفس اللطف حينما تضايقهم.
إن هذه الأساليب يمكن أن يكون بعضها أكثر فاعلية من البعض الآخر؛ ولذا حاولي أن تتعرفي على أكثرها فاعلية مع ابنك ولكن في نفس الوقت نَوِعي بينها.
وأخيرا يجب أن تشركي والدهم في كل ما سبق لأن الوالد له تأثير قوي على الصبية بالذات، فهم (أي الآباء) قدوة بالنسبة لصبيانهم، كما لا بد أن تتدربي أنت وزوجك على استخدام الأساليب السابقة وهذا يحتاج منكما إلى صبر شديد واستعانة بالله.
كما عليك أن تتحدثي مع معلماته بالمدرسة كي يتفهمن الموقف، وتخبريهن بأنك تودين لو يتعاونّ معك باستخدام البدائل المناسبة مما سبق، إلى جانب لفت نظرهن إلى عدم الشكوى من سلوكيات الطفل على مرأى ومسمع منه.
وأخيرا أدعو الله أن يعينك على طاعته في أبنائك ويهيئ لك من أمرك رشدا، ونحن على موعد معك لاستقبال متابعتك إن شاء الله، فإلى لقاء قريب.
ـــــــــــــــــ(104/144)
الطفل الأول..ملك بلا ممتلكات ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أود أن أشكركم علي هذا الموقع وما تقدمونه فيه من دعم وتوجيه مشكلتي تتلخص في الآتي:
أنا أم لطفلة عمرها (6 سنوات و 6 أشهر) وهي طفلتي الوحيدة حتى الآن وهي في الصف الأول الابتدائي وهي بمدرسة لغات ونتفانى أنا ووالدها في تحقيق كل رغباتها.
وذات يوم أتت من المدرسة ومعها قلم لا يخصها وعندما سألتها عنه قالت إنه هدية من زميلتها، مع العلم أنها دائمة الشجار معها لدرجة أنني تحدثت مع والدة هذه الطفلة من قبل لكي تجعل ابنتها تحسن من علاقتها بابنتي؛ ولذلك عندما أخبرتني أن القلم يخص هذه الزميلة اقتنعت بأن حديثي مع والدة الطفلة قد أتى بنتيجة وتحسنت العلاقة.
ولكنها رفضت أن تأخذ القلم معها إلى المدرسة مرة أخرى بدعوى أنه غير مريح في الكتابة فتشككت.
وبعد أسبوع من المحاولات في التحدث معها في هذا الموضوع قالت لي إنه ليس هدية من هذه الزميلة وإنه يخص فتاة أخرى وأخذته ابنتي عندما وضع على مقعدها بالخطأ.
أرجومنكم سرعة الرد؛ لأنني لا أعلم ماذا يجب على أن أفعل معها؟ خصوصا أنها أول مرة تكذب علي، وتَحْبُك قصه بسرعة للرد، وماذا يجب علي أن أفعل بالقلم أأرده لصاحبته؟ وهل هذه الحادثة تعتبر بداية للسرقة؟ ماذا أفعل لأنني قلقة جدا عليها؟ أرجو منكم سرعة الرد وآسفة للإطالة.. الأم..
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أشكرك سيدتي على ثنائك على الموقع والقائمين عليه، وأعاننا الله وإياكم على ما فيه خير للأمة، وأشكرك على أنك من الأمهات اللائي يهمهن تربية أبنائهن بأسلوب تربوي صحيح وأدعوه تعالى أن يبارك لك في ابنتك، ويجعلها قرة عين لك ولزوجك في الدنيا والآخرة.
سيدتي سوف أبدأ ردي بجملة استرعت انتباهي عندما قرأت رسالتك ألا وهي: "ونتفانى أنا ووالدها في تحقيق كل رغباتها"، وأظن أن كل ما ذكرته من سلوكيات لا ترضي عنها من ابنتك يرجع لهذا الأسلوب الذي اتخذتماه أنت وزوجك لتوجيه ابنتكما؛ فطفلتكما -حفظها الله- قد تعودت أن يلبى لها كل رغباتها، وأن تكون موضع رعاية واهتمام مبالغ فيه، فلم تتعود على أن ترغب في شيء ولا تجده، وهذا سبب من أسباب لجوء الأطفال لاقتناء ممتلكات غيرهم (السرقة).
وهناكأسباب أخرى كثيرة منها: الانتقام مثلا أو فقد الرعاية والحرمان أو لعدم معرفة حدود ملكيات الآخرين...
وأرىأن الحل في حالة ابنتك يجمل في عبارة واحدة: أن تدعي أنت وزوجك ابنتكما تتحمل المسئولية وأن تكفا عن تدليلها وتلبية كل رغباتها وتكفا عن القلق عليها وألا تركزوا على كل صغيرة وكبيرة في سلوكياتها وكأنها تحت مجهر.
وأما تفصيل ذلك أو الخطوات العملية لتحقيق ذلك فتوضيحه فيما يلي:
1. عندما تتشاجر ابنتك مع إحدى زميلاتها أو تقع في مشكلة ما بالمدرسة أو في أي مكان آخر ليس عليك على الإطلاق أن تعطيها الحلول جاهزة بل يمكن أن تتحاورا معا لتصل هي إلى الحل الذي يمكن أن تنفذه، ولنأخذ مثالا مما ورد برسالتك فحينما ضايقتها زميلة لها بالمدرسة كان الأحرى بك أن تتحدثي إلى طفلتك لتتعرفي على مشاعرها دون توجيه موعظة أو نصيحة مباشرة، وأن تستمعي لها أولا، وبعد أن تبثك مشاعرها تناولي معها الحلول من وجهة نظرها لمواجهة هذه المشكلة، ولا تصدري أحكاما على حلولها بل ناقشي معها عاقبة كل حل تصل إليه، ولا تتخيلي -سيدتي- أن ابنتك لا تستطيع ذلك؛ لأنها صغيرة أو لأي سبب آخر، فأبناؤنا يستطيعون التخلص من المواقف، ويحلون مشكلاتهم أفضل مما نفعل نحن الكبار خاصة إذا لم يكن هناك من يملي عليهم ما يفعلون، ولم يكن هناك داعٍ على الإطلاق لأن تتحدثي مع والدة زميلة ابنتك لتحسن علاقتها بطفلتك.
2. عليك أنت وزوجك أن تراجعا أسلوبكما مع طفلتكما فلا يصح أن تلبيا لها رغباتها على طول الخط فالحياة لا تعطي بهذا السخاء، وأنتما تعرضان ابنتكما بهذا الأسلوب لعدم تحمل المسئولية والاتكالية فتخيلي حياة ابنتك عما قليل حينما تصبح زوجة، وأمًّا مسئولة عن أسرة وعن تربية جيل جديد، وهي لم تتدرب يوما ما على أن تفكر ولا تتصرف بنفسها ولنفسها.
3. حينما يقام حوار بينك وبين ابنتك لا تجعليه يبدو وكأنه تحقيق واستجواب أو نصائح ومواعظ، بل اجعلي استماعك لها أكثر من حديثك، واعلمي –سيدتي- أن أسلوب الاستجواب هو الذي ألجأ طفلتك إلى الكذب فعندما نكتشف أخطاء أبنائنا لا نتسرع بدافع الخوف أو القلق لمعرفة ما حدث عن طريق المطاردة والإلحاح في السؤال، ولكن بأسلوب آخر أوضحه لك في النقطة التالية.
4. بالنسبة لموضوع أخذها قلم زميلتها فأظن أن الوقت قد تأخر على اتخاذ أية خطوة لحل هذا الموضوع تحديدا؛ لذا عليك ألا تتحدثي عنه مرة أخرى، لكن كيف يمكن أن نتصرف في المستقبل؟
عليك بملاحظتها ومتابعتها ومعرفة أدواتها، وما الجديد أو الغريب فيها شرط ألا تشعر بأنها مراقبة، فإذا اكتشفتِ شيئا جديدا فعليك حينئذ أن تتحيني فرصة للحوار معها دون أن تخبريها بما اكتشفته، وابدئي حديثك في هذا الحوار بأنك ترينها تكبر أمامك، وأصبحت آنسة جميلة وأنك تشعرين أحيانا أنك تتحدثين معها كما لو كنتما صديقتين وحدثيها عن بعض ذكرياتك وأنت صغيرة لم تكن سمعتها منك من قبل على ألا تكون هذه الذكريات ملفقة أو غير صحيحة، ولا تتصل من قريب أو بعيد بموضوع السرقة، ثم عقّبي على هذه الذكريات بأنك فتحت قلبك لها، وأنك بالفعل متوقعة منها ذلك أيضا، ولا تزيدي عن ذلك، وعلى قدر صدقك في سرد مشاعرك دون أن تتطرقي لموضوع السرقة ودون قلق أو خوف أو تردد على قدر ما ستبوح لك ابنتك بما فعلته، وحينما تفعل فلا توبخيها أو تلوميها، ولكن عليك أن تستمعي لها دون تعليق، وبعد أن تنتهي هي من حديثها، قولي لها بصوت يجمع بين الحزم والود: "أنا أريدك أن تفكري في هذا الفعل وعاقبته"، وبعد أن تستمعي لها ولما تعرفه عن عاقبة هذا الأمر، وضحي لها ما يسببه هذا الفعل وتأثيره على نفسها وعلى علاقتها بالله وبالناس.
5. كما لا ننسى تأثير القصص على الأطفال فيمكن بين الحين والآخر أن تقصي عليها قصة عن الأمانة، وما أكثر هذه القصص في تراثنا، شريطة أن تكون هذه القصص ضمن مجموعة من القصص التي تقرئينها عليها أثناء اليوم أو عند النوم، وليست هي نوعية القصص الوحيدة التي تقصينها عليها.
وملحوظة مهمة لا بد من التنويه عنها وهي: أنه لا يمكن أن نعتبر الطفل لديه مشكلة السرقة إلا إذا تأكدنا تماما من معرفته لحدود ملكيته وملكية الآخرين، كما لا بد أن نعرف أن مفهوم السرقة عند الصغار يختلف عن مفهومه عند الكبار؛ ولذا لا بد من توضيح هذا المفهوم في الحوار الذي سيقام بينكما.
وقبل أن أتركك -سيدتي- أود أن أشير إلى أسلوب تدريب ابنتك على الاعتماد على النفس فيمكنك أن تجلسي معها بعد أن تشعريها بأنها كبرت كما سبق وأشرت في نقطة سابقة، وعليه فإنها لا بد أن تبدأ في ممارسة بعض الأعمال التي تدل على أنها كبرت، واكتبا (أنت وهي) قائمة بالمهام المنزلية والمهام الخاصة بها، ثم حددا معا ما المهام التي تبدأ في التدريب عليها، ومثال المهام الخاصة بها: ترتيب حجرتها – ارتداء الملابس – الاستحمام – جمع اللعب – المذاكرة ... ومثال المهام المنزلية: ترتيب المنزل – مساعدتك في الطهي بشكل بسيط - عمل السلطة – طي الملابس المغسولة – شراء بعض مستلزمات المنزل من محل مجاور للبيت... إلخ.
هذاإلى جانب استشارتها في بعض (وأقول بعض وليس كل) الأمور الخاصة بالبيت وبك فعلى سبيل المثال استشيريها في لون وطراز الملابس التي ترتدينها أو إحداث بعض التغييرات بنظام الأثاث بالمنزل أو في شراء هدية لبابا...
6. فضلا عن تعليمها بعض الأعمال الفنية واليدوية كالخياطة وعمل المفارش والحلي بشكل مبسط يتناسب مع قدرتها وسنها وهذه الأنشطة وغيرها الكثير (يمكنك الاطلاع على عشرات بل مئات الموضوعات التي تنمي المهارات التي تساهم في تنمية شخصية ابنتك وقدرتها وذكائها والتي تجعل منها إنسانا يعتمد عليه معتدا بنفسه لا فردا اتكاليا كسولا أنانيا اعتاد على الأخذ دون عطاء ويمكنك الاطلاع على هذه الموضوعات من خلال هذه الصفحة وكذلك من صفحة البحث www.google.com
سيدتي ربما لمحتِ في طي رسالتي شيء من الجفوة والقسوة؛ لأنني حريصة كل الحرص على أن تتداركي أنت وزوجك أمر تدليل طفلتكما التي تحتاج إلى الحزم كما تحتاج إلى الحب والعطف.
وأخيرا.. أدعو الله أن يوفقك لما فيه خير لك ولأسرتك وأرجو منك المزيد من المتابعة.
ـــــــــــــــــ(104/145)
الطفل الأول..غيرة وانشغال وجدة منزعجة ... العنوان
عندي طفلان، الأول 6 سنوات والثاني سنتان،مشكلتي مع ابني الكبير.. لا أدري من أين أبدأ؟ ولكني أعلم يا أستاذة دعاء ممدوح أن صدرك واسع، حيث تحدثت معك من قبل بشأن ابني الأكبر أيضا –وجزاك الله كل خير- كانت نصائحك مثمرة والحمد لله..
وأنا الآن أواجه عدة مشاكل أخرى معه:-
أولاً: أحاول التعامل معه بلغة الحوار والإقناع كرجل كبير وله رأي في الأسرة، وهذا الأسلوب يثمر معه عن نتائج طيبة للغاية..
فمثلا [بإيجاز]: كان دائم التأخير في الاستيقاظ صباحا والقيام بالأعمال الصباحية المعتادة (دخول الحمام – الإفطار - ارتداء الملابس) مما يؤدي إلى تأخري عن العمل يوميا، فتحدث معه عن ضرورة الإسراع في التنفيذ، وبالفعل استجاب لي بصورة مرضية جدًّا، ولكني عندما تحدثت معه عما ينبغي عليه فعله بعد عودته من المدرسة إلى أن أحضر من العمل [مع العلم أن حماتي تقيم معنا بالمنزل وهو لا يستجيب لطلباتها أبدا؛ لأنها دائما تظهر حبها وإعجابها بأخيه الأصغر أكثر منه] لم يستجب لي، وظل مصرا على العناد مع أخيه وعدم الاستجابة لطلبات جدته، بل وأحيانا يتطور الموضوع إلى الرد عليها بأسلوب غير مهذب كأن يقول لها "كل فرد حر في تصرفاته"، ويوميا عندما أعود من العمل أجد قائمة من الشكاوى منه بانتظاري، فما العمل؟
ثانيا: حدث أمس موقف صعب، حلفت علي حماتي إن لم يضرب هذا الولد لن تقيم معنا مرة أخرى في هذا المنزل، والموقف هو أن أخي حضر إلى المنزل، وأنا بالعمل فانتهز ابني فرصة فتح الباب وخرج مسرعا متجها إلى منزل والدتي التي تقيم بالشارع الخلفي، فركض أخي مسرعا خلفه ينادي عليه حتى عاد إلى المنزل مرة أخرى...
فما العمل في مثل هذه المواقف؟ وخاصة أني اضطررت لضربه إرضاء لها، وعندما تحدث معه عن سبب تصرفه أجاب بأنه كان يريد الذهاب إلى خاله الثاني الذي يقيم مع والدتي.
ثالثا: هو دائما يسألني لِمَ أنتم دائما تضربوني كلما تصرفت بشكل خطأ؟ على الرغم أننا لا نضربه كثيرا بل نهدد فقط بالضرب.. وعقابه غالبا ما يكون بالحرمان من شيء هو يفضله لمدة معينة.
أشيريعلي يا أستاذة دعاء؟ ماذا أفعل معه؟ مع الأخذ في الاعتبار أنه أصيب بمرض الثعلبة في رأسه منذ ثلاثة أشهر ومازال تحت العلاج حتى الآن، وعندما سألت الطبيب عن السبب أجابني بأنها حالة نفسية.
ملحوظة: هو والحمد لله مجتهد جدا في المدرسة والأول على فصله، وجميع المدرسات يحبونه كثيرا، ولكن يشكون من شقاوته، كما أنني مشتركة له في تدريبات الكراتيه وتحفيظ القرآن كي أشغل معظم وقته، وأستخرج الطاقة المخزونة.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عوداحميدا وأهلا بك ومرحبا مرة أخرى ويسعدنا دائما التواصل معكم خاصة المتابعين منكم فبارك الله فيك وأعاننا على مساندتك ومعونتك وأن نكون أهلا لثقتك الغالية..
بدايةاسمحي لي أن أنوب عن الأستاذة دعاء ممدوح في الرد على استشارتك الكريمة، وذلك لسفرها، وأسأل الله تعالى أن تجدي الرد الشافي في هذه الرسالة.
وقبل أن أبدأ في الرد تعالي لنتعرف على أسباب هذه المشاكسة والمشاغبة (إن صحت هذه التعبيرات) التي تشكين منها أنت وجدته ومدرساته فلم تعد طبيعة المرحلة العمرية أو لكونه ذكرا فقط هي كل الأسباب بل لأن هناك متغيرات أدت إلى زيادة هذه المشاغبة وهي: زيادة الشعور بحضور أخيه الأصغر الذي كبر، وأصبح له وجود يلتفت إليه والتي جعلت جدته تظهر حبها وإعجابها به أكثر منه؛ وهو ما أدى إلى زيادة الغيرة، بل وأصبحت الجدة أكثر شكوى من عمر وهو ما أدى إلى ردود غير مهذبة.
فابنك –سيدتي- يشعر بالقهر والغيرة؛ ولذا يعبر عن هذه المشاعر بالتمرد والعدوان والمشاكسة الأمر الذي أظهر الثعلبة في رأسه؛ ولذا يجب أن يجد منك العون واستيعاب مشاعره وتقديرها مع تعديل سلوكياته المتمردة، ولكن كيف يحدث هذا خاصة مع إقامة أم زوجك معكم؟
تعالي الآن لنضع معا بعض الاقتراحات لهذه المشكلة:
1. اجلسي مع ابنك وتحدثي معه عن هذه المشكلة قائلة له: (كنوع من تقدير لمشاعره): "أنا أعلم أنك تشعر بالضيق من شكوى جدتك المستمرة"، وانتظري حتى يرد على هذه العبارة واستمعي له ولا توبخيه أو تعاقبيه عندما يتحدث بطريقة غير لائقة عن جدته أو عن ظلمكم جميعا له، وإنما عليك عندئذ أن تقولي: "نحن نتحاور الآن لكي نجد حلا للمشكلة التي تشعر بها لا لأن نتهم أحدا أو نتطاول عليه فتعالَ لنعرف ماذا يجب علينا أن نفعل وسوف أدون كل اقتراحاتك وأفكارك عن الحلول.
وابدئي في تدوين ما يقترحه عليك حتى لو كان اقتراحا غير مقبول وقولي له: إنني سأدون كل ما تقترحه، ثم في النهاية نحذف الاقتراحات غير المقبولة أو غير المعقولة، وافعلي ذلك فعلا حتى لو كان اقتراحا مثل: سوف أذهب لأعيش عند جدتي الأخرى مع أخوالي، كما يمكنك أنت أيضا أن تكتبي اقتراحات تعبر عن وجهة نظرك مثل: أن تجاهد نفسك في عدم الرد على جدتك حينما توجه لك لومًا أو توبيخًا، وأن تشغل نفسك ببعض المهام حتى أعود من العمل (سأوضح لك أمثلة لهذه المهام في الأسطر التالية) فإن اعترض على هذا الاقتراح ذكريه أنكما تكتبان كل الاقتراحات، وفي النهاية ستحذفان ما لا يرضيكما معا، وبعد أن تنتهيا إلى بعض الحلول المقبولة لك وله، عليك ألا تدافعي عن تصرفات جدته غير المنطقية مثل توبيخها الدائم له أو شكواها المستمرة منه، ولكن عليك بتوضيح أمر غاية في الأهمية بقولك: "إن جدتك حينما تتصرف معك أي تصرف سواء كان هذا التصرف خطأ أو صحيح فثق تماما أنها تفعل ذلك وهي تظن أنها توجهك بطريقة سليمة من وجهة نظرها"، هذه الجملة الأخيرة وهذا الحوار الذي سيدور بينكما سيكون له أعظم الأثر على نفسية ابنك وسوف يشعر بأن هناك من يفهمه ويقدر مشاعره.
2. يمكنك أيضا سرد بعض القصص التي توضح أهمية احترام الكبير دون تقديسه وتنزيهه عن الخطأ، وكل حياة الصحابة رضي الله عنهم تؤكد هذه المعاني.
3. أن يكون للأب دور في هذه المشكلة فلا بد أن يتقرب من ابنه ويتفهم مشاعره، ويكون قدوة له (بل أنت أيضا) في معاملة الجدة معاملة حسنة، حيث يوضح له أنه ربما يختلف مع والدته في وجهة النظر لكن عليه أن يحترمها، ويناقشها بأدب فيما لا يستطيع تنفيذه من أوامر لها، ويمكنه بالطبع أن يتحدث إلى والدته على حدة بأن تترك عمر وشأنه حتى ترجعي من عملك على أن يتحدث أيضا إلى عمر ويوضح له بشكل حازم ألا يسيء التصرف مع جدته ولا يشاكس أخاه.
4. أما بالنسبة لغيرته من أخيه فأكرر ما نصحتك به الأستاذة دعاء من العدل في التعامل بين ولديك وأزيد على ذلك أنك لا بد أن تبرزي أهمية نموه وتقدمه في السن، وأنك فرحة فخورة به وتتمنين لو يكبر أخوه ليصبح مثله في تحمل المسؤولية.
5. ولا أفضل على الإطلاق أن تُشترى هدية باسم ابنك الأصغر لتقدميها للأكبر (مثلما حدث من قبل على أن الأصغر اشتراها له) فهذا الأمر يزيد من غيرة الأكبر، ويشعره أنه شخص شرير فكيف يشتري له أخوه الأصغر هدية، وهو يكنّ له مثل هذه المشاعر، كما أن شراء الصغير للهدية نوع من الكذب؛ لأنه لم يحدث، إلى جانب أنه استخفاف بعقل الأخ الأكبر، فكيف يستطيع الأصغر أن يقوم بشراء هدية وهو ما زال صغيرًا يعتمد على كل من حوله في كل صغيرة وكبيرة (يمكنك الاطلاع على موضوعات الغيرة عند الأطفال طرحت على هذه الصفحة).
6. أن تبدي اهتمامًا بابنك ليس فقط عن طريق إشراكه في بعض الألعاب الرياضية بل وفي أثناء تواجده بالبيت معك كأن تلعبوا جميعا (وتشترك الجدة في هذا اللعب)، وتتبادلوا النكات والألغاز.
7. اشغلي ابنك في بعض المهام التي يمكن أن تبعده عن الجدة لحين عودتك كأن يجهز بعض القصاصات أو المكعبات أو الأوراق والألوان التي ستلعبون بها بعد عودتك، ويكون من الأفضل أن تحددا معا وقتا معينا على جدول كل منكما للعب، أو أن ينشغل بترتيب حجرة أو طي الغسيل أو مذاكرة مادة أو غسل بعض الأطباق أو عمل السلطة... إلخ.
ويمكن أن يحدث كل هذا بالتبادل في الأيام المختلفة، (ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات عدة عن الألعاب والأنشطة التي تمارس بالبيت وخارجه طرحت على هذه الصفحة) .
وأخيرا..
أدعو الله أن يلهمك الصواب، ويعينك على توجيه ولديك، وتنفيذ هذه الاقتراحات، وفي انتظار المزيد من المتابعة فإلى لقاء قريب.
ـــــــــــــــــ(104/146)
بين البيت والمدرسة..تركيز مقطوع ... العنوان
السلام عليكم
ابني في الرابعة والنصف من عمره ولاحظت عليه منذ فترة أنه كثيرا ما يقضم أظافره بأسنانه حتي إن له إصبعا أو اثنين شكل الأظافر غير جيد، بالإضافة إلى أنه يميل كثيرا للحركة مما يجعلني أنهره، وما ظهر أخيرا أنه ضعيف التركيز، ولكنه في المدرسة يفهم ما تقوله المدرسة ويتجاوب معها ولكن في البيت أو معي أو مع والدته حينما أحاول أن أعيد عليه ما قيل له أجده يلاقي صعوبة في تذكر ما قيل له قبل ثوان فما هو الحل لذلك؟ وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
... السؤال
قضم الأظافر ومص الأصابع ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
طفلنا الصغير يفهم ما تقوله المدرسة ويتجاوب معها، وفي البيت يبدو ضعيف التذكر ..وهذا يدل علي أن المشكلة تكمن في البيت لأن الطفل ضعيف التركيز والتذكر يكون كذلك في المدرسة وفي البيت فإذا كان جيدا في مكان ما وضعيفا في آخر.. فهذا يدل علي وجود مشكلة في الظروف المحيطة بالطفل هي التي تؤدي به لأن يكون ضعيف التركيز، ولا يوجد شيء أسوأ من افتقاد الطفل للحب والحنان والدفء، وهذا يبدو في قضم أظافره، وهي عادة عصابية يصاب بها الأطفال الذين يفتقدون الأمن والحب، ويبدو أن طريقتكم في معاملة طفلكم هي المشكلة فأنتم ترون في حركته مشكلة تنهرونه عليها وتضغطون عليه في الدراسة مما يؤدي إلى رفضه للتذكر والتركير..
المشكلة في البيت وبدأت تظهر علاماتها..إنكم تحتاجون لأن تراجعوا طريقة معاملتكم لطفلكم فتعتبروا أن نشاطه وحركته أمرا ضروريا لابد منه..وهو يحتاج منكم عبارات التشجيع والمدح أكثر مما يحتاج إلى النهر المستمر.
وتحتاجون لأن تفهموا أن الدراسة للطفل في هذه السن تحتاج لوسائل متعددة، تتغير كل خمس دقائق من أجل أن نوصل المعلومة للطفل في صورة صحيحة ومحببة إليه، وهذا ما نجحت المدرسة فيه ولم تنجحوا أنت في البيت في تحقيقه؛ لأنكم حولتموه إلى وسيلة لإرهاق الطفل والضغط عليه
ارفعوا أيديكم عن هذا الطفل مادام ينتبه في المدرسة ويفهم ويتجاوب فلا تتدخلوا في دراسته، وأكثروا من التشجيع ومن اللعب معه، واستخدام لغة الجسد من أحضان وقبل ولمسات، وكفوا عن نهره وإيذائه نفسيا وعندها ستختفي عادة قضمة لأظافره، وسينطلق في مدرسته، دون اتهامات بعدم الانتباه والتركيز. ونحن معكم فتابعونا بالتطورات والتفاصيل.
ـــــــــــــــــ(104/147)
تعرض ابن الثالثة لمشاهد الجنس بالخطأ ... العنوان
عودت ابني منذ الصغر على استخدام الكمبيوتر فيستخدمه في اللعب، وقمت بإضافة برامج تعليمية له عليه، وكنت أجعله يستخدمها ويتعلم منها وكذلك برامج دينية.
وعندما كانت سنه 3 سنوات تركته أمام الجهاز وكنت أرتب شئون المنزل.. قام بتوصيل سلك الإنترنت وفتح الإنترنت (أقسم بالله) قام ابني بنفسه بعمل هذا وبالطبع لا يعرف يكتب فضغط أحرفا عشوائية وجاءت مواقع عشوائية إباحية، الكارثة أني لم أنتبه وظللت أعمل بالمنزل في ترتيبه وكنت سعيدة بهدوء ابني، وعندما انتهيت وذهبت له واكتشفت ما شاهده قمت بضربه بشدة وإغلاق الجهاز وأخفته من إمساك سلك التليفون وتوصيله بالجهاز.
ولكن يا سيدي مرت الأيام والشهور، وسألني عمن يتزوج فقلت له (الستات تتجوز الرجال)؛ فقال لا (إنه شاف ستات بتجوز بعض). وجن جنوني منه وسألته (مين اللي قالك)، أخذ يضحك وأخذت أتحايل عليه فأخبرني أنه رآها على الكمبيوتر، وأخذت أجرجره في الكلام فأخبرني أنه (شاف عمو بيحط لطنط مرهم على وجهها).
السادة الأفاضل، والله أنا على وشك الجنون، هل الولد ما زال يتذكر ما رآه سابقا، والله (قال لنا أنا وأبيه يوما وكنا في حجرة النوم ومغلقة علينا: هو يا بابا أنت كنت بتحط لماما مرهم). إني أخشى على طفلي من المعلومات غير المناسبة لسنه أخشى عليه من انحراف مبكر.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
إن الانفعال الشديد الذي يؤدي لردود أفعال غير محسوبة هو أكبر خطأ نقع فيه عندما نتعامل مع مشكلات أطفالنا، فبدلا من أن نحلها نزيدها تفاقما؛ لأن الانفعال يمنعنا من التصرف السليم.
إن ردود فعلك من البداية تميزت بالعنف والانفعال؛ فما ذنب طفل الثالثة إذا ظهرت له مواقع إباحية عشوائيا؟ ولماذا يضرب بشدة؟ ولماذا يتم تخويفه من توصيل سلك التليفون؟.
إن هذا لا يحل المشكلة إذا كانت هناك مشكلة أصلا، بل سيثير التساؤلات داخل الطفل عما اقترفه من ذنب يستحق هذا العقاب الشديد بل ويثبت هذه الصور في ذهنه لأنها ارتبطت عنده بحدث كبير، في حين أن الأمر لو قوبل بالهدوء وعدم الانفعال لنسي طفل الثالثة هذه الصور ضمن ما ينسى الأطفال؛ لأنه لم يحدث ما يثبتها في ذاكرته.
نعم إن ذاكرة طفلك قد حملت بعض الصور التي رآها في الكمبيوتر، ولكن لا تكرري الخطأ مرة أخرى، وتنفعلي لدرجة وصفك نفسك بأنك ستصابين بالجنون؛ لأن الجنون يؤدي بصاحبه إلى سوء التصرف.
تعاملي مع الأمر بهدوء.. إن انفعالك وانزعاجك عند سؤال طفلك لك عما التصق بذاكرته سيجعله أكثر فضولا لمعرفة ماهية هذا الذي يزعجك، في حين أن إظهار عدم الاهتمام والرد ببساطة هو الأفضل؛ لأن الطفل عندما يسألك فليس لأنه يريد أن يعرف شيئا في هذه السن ولكن لأنه يريد أن يظهر أن لديه القدرة اللغوية، ولديه معلومة قد تثير انتباهك وتشدك إليه...
لا تنزعجي ولا تنفعلي وردي ببساطة، والبساطة هنا -كما كررنا كثيرا في استشارات سابقة سنورد لك بعضها في نهاية الرد- تعني قول الحقيقة بلغة تناسب سن الطفل، وبعبارات قصيرة تجيب عن سؤاله فقط ولا تفتح القول لتخيلات الطفل أو لفضول أكبر، فنحن نأخذ منه لنجيب عنه.. وعندئذ تنتهي القصة وتنتهي الصورة من نفسه، ولا يعود لها أثر.
ويحتاج الأمر منك إلى رعاية طبيعية وهادئة لهذا الطفل، وعدم تعريضه لمثل هذه المشاهد سواء في التلفزيون أو الكمبيوتر، ولن يكون لها أثر سلبي في مستقبله بإذن الله؛ لأن الأثر السلبي يحتاج إلى التعرض لفترات طويلة ومستمرة، وهذا لم يحدث في حالة طفلك، فاهدئي لتستطيعي التعامل بالطرق الصحيحة مع طفلك ذي السنوات الثلاث.
ـــــــــــــــــ(104/148)
التعلم.. متى وكيف يبدأ ؟-متابعة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شكرًا للأستاذة سها السمان على ردها وتجاوبها معنا، وجزاكم الله ألف خير على التواصل للنقاش حول ابني أحمد (سنتان) ، فالحمد لله كنا قد بدأنا مرحلة جديدة معه وبوسائل جديدة عن طريق شراء الكتيبات القصصية الخاصة بمثل هذه السن، وأيضًا الأقلام الملونة والأوراق والوسائل التعليمية المتوفرة، ولاحظنا عليه حبه الشديد للقصص والاستماع لها، وأيضًا تعلم الحروف؛ حتى إنه قد أصبح يسرد لي الحروف العربية بشكل كامل تقريبًا، وأيضًا سورة الفاتحة والإخلاص.
المشكلةالآن بعد أن رزقنا الله بطفلة قبل شهر تقريبًا لاحظنا أن شقاوته وحركته الدءوبة قد زادت، حتى إنه يتحين الفرص لرمي الطفلة بأي شيء بيده أو حتى ضربها على غفلة منا، وحاولنا أنا وأمه نهره بكل الوسائل باللين.. بالصياح.. بالضرب، حتى إننا بدأنا نشعر أننا فقدنا السيطرة عليه رغم أننا نحاول أن نحببها له تارة بإفهامه بأن الطفلة تحبه؛ فعندما يراها تبكي ويسأل عما بها نجيبه بأنها تحبه وتفتقده، وتارة بشراء الحلويات ووضعها في يد الطفلة، ومن ثَم إخباره بأنها أحضرت له الحلويات.
أصبح عنيفًا حتى عندما يلتقي بأطفال في مثل سنه، وما يلبث حتى يبدأ بنهرهم وضربهم ومصادرة ما معهم من ألعاب أو حلويات، حتى إنه في بعض الأحيان يستخدم نفس الكلمات ونبرة الصوت التي نستخدمها معه عندما ننهره.
آسفعلى الإطالة.. لكني أتمنى منكم مساعدتنا في تربية ابننا بالطريقة السليمة التي نجني ثمارها في مستقبله، وشكرًا على تواصلكم معنا، وجزاكم الله ألف خير.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
الاستاذة سها السمان ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخي الفاضل أبو أحمد،
تهانينا لك بقدوم طفلتك (المولود الثاني)، ونسأل الله أن يجعل أبناءك من الصالحين. إنا نحس من كلامك عن ابنك أنك -ولله الحمد- تهتم به الاهتمام المطلوب، ويلقى رعاية من أب وأم يراعيان ما أعطاهما الله من نعمة غالية. كما فهمت بأن حال ابنك انقلب بعد أن رزقكم الله بطفلتك الثانية، وهذا يا أخي شيء طبيعي؛ لأن أحمد تعود على أن يأخذ كل الرعاية والحنان، والوجود والاهتمام في البيت دائمًا له، والآن أتى له من يشاركه في ذلك جميعًا. ودعني أقرب لك الأمر؛ إذا كان لك بيت من طابقين، وكنت تستطيع أن تصعد إلى الطابق العلوي بسهولة وبدون أي حرج، وأتى لك جار وسكن في الطابق العلوي، وحرمت من الصعود مرة أخرى، سوف تحزن وتتضايق في بادئ الأمر حتى تتعود على ذلك، تمامًا مثل ابنك الغالي؛ فقد أحس أن له شريكًا وليس شريكًا سهلاً؛ بل شريكًا يحس أنه فُضِّل عليه في كل شيء، ولا أقول بأنك فضلت ابنتك عليه، ولكن أقول بأن هذا إحساسه؛ لأنه وجد ملابس جديدة لهذه الطفلة، ولا أعرف إذا كنتم نسيتم أن تحضروا له بعض الملابس الجديدة أم لا، وكذلك كل شيء خاص بالأطفال، فهو يتطلع إلى اقتناء كل هذا، ولا تنسى أنه عندما تبكي الطفلة تهرولون إليها لأخذها وإطعامها أو محاولة تهدئتها، وهذا هو المفروض، ولكن بالنسبة لأحمد أحس بأن من السهل عليه أن تنهروه ولكن من الصعب أن تتركوا الطفلة تبكي، وكذلك عندما رزقكم الله بها أتى الناس للمباركة وكانت فرحة كبيرة، وبالطبع يمكن أن يكون قد أهدى لها الناس هدايا، وقد أحس الولد بأن كل من حوله قد نسوه.
وهنا تأتي معرفة شقاوته الزائدة وضربه لأخته؛ أولاً هذه الشقاوة ما هي إلا لفت انتباهكم ومحاولة منه لاسترجاع حقوقه التي يعتقد أنها سُلِبت منه، وثانيًا ضربه لأخته لأنه أحس بأنها اعتدت على ممتلكاته، وهو حب من حوله لها.
وتقول بأنه الآن لا يحب أن يشارك الأطفال، ويأخذ منهم ما بيدهم من حلوى وألعاب، ويستخدم نفس نبرات النهر التي تستخدمونها معه، وهذا طبيعي؛ لأن الطفل لا يتعلم إلا منا ولا يقلد إلا والديه، وأعتقد أنك إذا نظرت إلى ما تفعلونه معه فستجد أنه يفعله مع من حوله؛ يعني إذا أمسك شيئًا من أشياء أخته تأخذونه منه سريعًا، وترفعون صوتكم عليه، وهو بالطبع يقوم بهذا الدور مع من حوله. ولكن أخي إن شاء الله سأعطيك بعض الحلول التي أتمنى من الله أن تنفعكم؛ لأني جربتها مع أولادي وأطفال آخرين، ونجحت ولله الحمد.
1 - أن تحاولوا قدر الإمكان ألا تنهر ابنك ولا تعلي صوتك عليه، وإن فعل شيئًا خطأ لا تكلمه وأنت في مكان أعلى منه؛ بل عليك أن تجلس وتنظر في عينيه وتتكلم معه بهدوء، وتسأله لماذا فعل ذلك. مثلاً: إن ضرب أخته تأتي به وتقول له انظر إليها، هل هي مثلك تستطيع أن تضربك؟ طبعًا لا، وهي لم تفعل لك شيئًا، تعالَ والمس يدها، ستجد أن يدك أكبر منها بكثير، هذا بالإضافة إلى أنها تحبك، فهيا قبِّلها واعتذر لها.
2 - أعطه الاهتمام بأنه أخوها الأكبر، وأن عليه مراعاتها، وبالطبع تحت أنظاركم، فمثلاً: إذا بكت الطفلة فلا تهرولوا إليها قبل أن تقولوا له: اذهب وتحسس ماذا حدث لأختك، فأنت أخوها الأكبر، وتستطيع أن تحميها من أي شيء، ودعوه ليحاول أن يهدأ منها، وإذا قمتم بتغيير ملابسها مثلاً للخروج فخذوا رأيه ماذا تحب أن ترتدي أختك؟ هذا الثوب أم هذا؟
3 - عندما يتعلم أغنية جديدة في الحضانة أو قصة تحكيها له أمه، اجعلوه يحكيها لأخته أو يغني لها الغنوة، وأخبروه بأنها فَرِحة، وأن عليه تعلم المزيد لكي يحكيه لها.
4 - عليكم بزيادة الاهتمام بأحمد أثناء نوم الطفلة، وحتى إن كانت مستيقظة فمن الممكن أن تترك لوحدها قليلاً فهي لا تحس بأي شيء الآن على الإطلاق، وإذا أرادت والدته أن تحملها فلتسأله: هل أحملها أم نتركها؟ فإن قال: اتركيها، تقول له: نعم سأتركها، ولكن حرام سوف تكون بمفردها، فما رأيك إن أتينا بها حتى تراك وتتعلم منك ما تفعله لتكون مثلك ممتازة في عملها.
5 - لا تعطوا انتباهًا زائدًا بحركات الطفلة والتي أعلم أنها من أجمل الحركات، ولكن حفاظًا على مشاعر أحمد؛ حتى لا يقوم بتقليدها بعد ذلك ويفعل مثلها، ولكن قولوا دائمًا: ما هذا؟ نحن نحب أحمد؛ لأن حركاته حركات ولد كبير، ونحن نفهمها ولكن لا نفهم ما تفعله هذه الطفلة؛ لأنها لا تتكلم.
6 - أرجوك أخي دائمًا وأبدًا لا تُغْضب ابنك أمام الآخرين حتى وإن قام بفعل شيء سخيف، خذه إلى مكان تكونان فيه بمفردكما وقل له إنه فعل كذا، وأنك لا تحب أن تغضبه أمام الناس، فعليه ألا يفعلها مرة أخرى وإلا سوف تعاقبه عقابًا شديدًا.
7 - الاهتمام بشدة بدراسته، ولا تقلّ بوجود الطفلة، وأن يكافأ على ما يفعله.
8 - أن تعودوه على المشاركة بينه وبين أي شخص، وابدءوا معه بالبيت، عندما يأكل شيئًا اسألوه بأن يعطي أخته قطعة منها، ولكن أخبره بأن أمه ستقوم بأكل هذا الطعام، وأن أخته ستتذوقه في الحليب وقت الرضاعة، وأثناء الوقت الذي ترضع فيه أخته نادِ عليه وأخبره بأنها تذوقت الحلوى، وأنها سعيدة وفرحة، وهكذا معكم أنتم، حتى إنه لا بد أن يعطيكم مما في يده. وقبل أن يحضر إليكم أطفالاً ليلعبوا معه أخبروه بأن يتعامل معهم بحب، وأنه إذا شاركهم في كل شيء فسيكافأ بما يحب.
وندعو من الله تعالى أخي أن يوفقك إلى تربية أبنائك تربية صالحة نافعة للأمة، ونحن على استعداد تام للتواصل معك دائمًا إن شاء الله.
ـــــــــــــــــ(104/149)
بمن يرتبط الرضيع؟ ... العنوان
أنا الزوجة الثانية لزوج رائع ومتدين، أترك طفلي -موضوع الاستشارة- عند دار حماي منذ الشهر الثالث من عمره، ولكن التي ترعاه رعاية مباشرة ورئيسية هي زوجة أبيه التي تسكن بدار حماي وهي سيدة محترمة ومخلصة ولكنها تواجه متاعب بإنجاب أطفال، وكان لديها طفلة مريضة توفيت قبل ولادة طفلي، المهم، علاقتها بزوجي (زوجها) سيئة جدا، ولكنها مستمرة بسبب القرابة، والطلاق غير وارد بسبب المعروف، وعلاقتها بي ممتازة.
المسألة هي أن طفلي (عمره الآن عامان) الذي يناديها ماما مثلما يناديني ماما أخذ يعتاد عليها لدرجة أنه حين أعود من عملي يعود معي إلى بيتي مرغما باكيا صارخا يطلبها على الدوام، وهذا التعلق أصبح يحرجني ويحرجها أيضا، وحتى حين أعود من عملي لا يقبل عليَّ كباقي الأولاد العاديين؛ بل يتجنبني ويعود إلي بشكل محايد، وعندما نكون في بيت حماي يرفض مني أي تعامل كتغيير "الحفاضة" أو إطعامه أو إلباسه، حتى نعود إلى بيتنا فيتغير قليلاً لعدم وجودها أمامه فقط.
هذا الوضع جعلني أنهار أحيانا وأبكي كثيرا وحدي، فأنا أشعر أن أهميتي كأم له اضمحلت، وبنفس الوقت أشعر بشفقة عليها ولا أريد أن أجرح شعورها، هو متعلق بها لأنها لا ترفض له طلبا على الإطلاق، فهي تعشقه وترى فيه ابنها الذي لم ترزق به، في المحصلة، أنا أخاف في المستقبل أن لا يعيرني أي أهمية ولا أعني له أكثر من الأم الأخرى، مع العلم أنا لا أغضب من حبه لها شريطة أن لا يكون على حساب علاقته الأساسية بي كأم. أرجوكم أفيدوني.
... السؤال
أسر مضطربة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدة الفاضلة،
أجدني مدفوعا للخوض في التعليق على المشكلة بدون أدنى مقدمات؛ فعباراتك المتداخلة التي تشرح مشاعرك وطبيعة حياتك وعلاقاتك، وفي المقدمة مخاوفك من أن يأخذ أحد غيرك مكانتك عند طفلك، تدفعني لما سوف أقوله لك..
سيدتي، إن البعض يتصور أنه يمكن أن يحصل على كل شيء؛ فأنت معك زوج رائع، وطفل رائع، ولكنك منذ أن كان طفلك في سن 3 شهور تركتيه في رعاية زوجة أبيه، وكان طبيعيا أن يرتبط الطفل بمن ترعاه وتهتم به وتعطيه الحب والحنان والدفء بصدق؛ فالطفل لا يدرك ولا يفرق بين أم حقيقية وأم راعية خصوصا في هذه السن التي تعني الأم بالنسبة لابنها فيه (مانحة الغذاء والحنان والرعاية معا)؛ لأنه من المفترض أن الأم الحقيقية هي التي ترعى وتعطي الحب والحنان، ولكنك تخليت عن مسئولياتك، ومنحتها لأم بديلة -وأنا هنا لا أعرف، وبالتالي لا أناقش الظروف التي دفعتك لذلك- ثم ذهبت تشكين تعلقه وارتباطه بهذه السيدة الفاضلة التي تسامت مشاعرها وأعطت كل طاقة الحب التي بداخلها لهذا الطفل الذي اعتبرته هبة من الله يعوض حرمانها من الإنجاب.
إن تعلقَ طفلك تعلقٌ طبيعي مثل تعلق أي طفل بمربيته أو مشرفته في الحضانة، ولكن الأمر أخذ عندك بعدا آخر لما كان تعلقه بزوجة أبيه.. فأنت حصلت على ميزة أخرى من هذه السيدة وهو أنك لم تتركيه في حضانة خارجية أو لمربية لا تعرفين هويتها، ولكنك تركته في مكان آمن يحصل فيه على كل الرعاية والاهتمام والحب.
إن الأم التي تجد ابنها ارتبط بمربيته أو مشرفة في الحضانة بحيث أصبح لا يأكل إلا من يدها ولا يتفاعل إلا معها ليس مقبولا منها أن تغار من هذه العلاقة؛ لأنها هي التي تخلت عن مسئوليتها، وأعطتها لهذه المربية أو المشرفة، ونفس الأمر ينطبق على حالتك، فلمن توجهين الطلب بأنك توافقين على علاقته بزوجة أبيه بشرط ألا يكون ذلك على حساب علاقته بك؟.
هل توجهين هذا الطلب لهذا الطفل الصغير البريء الذي من المفترض منه أن يحدد عاطفته ناحية هذه السيدة الفاضلة التي ترعاه، ويوجه عاطفته ناحيتك باعتبارك الأم الحقيقية حتى ولو لم يحصل على الرعاية منك، أو توجيهه لهذه السيدة فيصبح المطلوب منها ألا ترعى هذا الطفل كما ينبغي حتى لا يتعلق بها؟.
المشكلة عندك.. إذا أردتي أن توازني المعادلة فتفرغي لرعاية طفلك، وكوني الأم الكاملة له؛ أمًّا حقيقية وأمًّا راعية، وعندها سينتقل حبه وعاطفته لك تلقائيا؛ بل وستكونين عاطفة من نوع خاص؛ لأنه مهما ارتبط بأمهات بديلات ومربيات أو مشرفات فستظل علاقته بأمه ذات خصوصية لا تحصل عليها امرأة أخرى.
وفي الوقت نفسه لا تحرمي هذه السيدة الفاضلة من أن تبدي عاطفتها وحبها، ولكن بصورة هادئة متناسبة مع حقيقة العلاقة؛ بل إن طفلك عندما تنشأ بينك وبينه علاقة طبيعية وقوية سيكون قادرا على التفاعل مع أي حب آخر، ولكن بصورة صحيحة تريح جميع الأطراف.
قومي بواجبك أولا، ولا تتصوري أنك من الممكن أن تحصلي على كل شيء بغير أن تقدمي لابنك الكثير من التضحية والحب والاهتمام.
ـــــــــــــــــ(104/150)
القدوة غرس الأخلاق من المهد ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد التحية والإكرام، أود أن أعلمكم أنني من المتابعين الدائمين لموقعكم، وكل الشكر لجميع القائمين لديكم.
أما بعد فأنا لدي ابنة وحيدة عمرها 8 أشهر، ولقد سمعت أن أول 7 سنوات من عمر الطفل هي أهم فترة يتم فيها إكساب الطفل المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة.
والسؤال كيف أعلم ابنتي القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية وعمرها 8 أشهر؟ وهل يمكن أن ترشدوني إلى أسماء كتب أو مواقع على الإنترنت لقراءتها تخص هذا الموضوع؟
والسؤال الآخر، بارك الله فيكم زوجتي حامل بالشهر الثالث وابنتي ترضع منها، فهل هذا يؤثر على ابنتي أو على زوجتي أو على الجنين؟ وبارك الله فيكم.
... السؤال
التربية الناجحة, أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
د. مي حجازي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيها الأب الفاضل، ومرحبا بأسرتك، بارك الله لك فيهم، وأعانك وزوجتك على تحمل مسئولياتكما الجسام، ولا بد أن أذكرك وزوجتك بالدعاء المتواصل لجنينكما في تلك الأيام المباركات؛ فمما ثبت من حديث النبي أن الجنين يكتب له رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد بعد الشهر الرابع من الحمل (120 يوما)؛ فعسى الله بدعائكما المجاب إن شاء الله أن يكتب هذا الجنين من السعداء ومن أهل الجنة.
وأبدأ ردي على سؤالك بقول ماري كوريللي؛ إذ تقول: "ما من مجتمع راق خير استطاع أن يصل إلى تحقيق المثل العليا إلا اشتركت في تحقيقه ورفع صرحه أم عظيمة"، ويقول جورج هربرت: "أم صالحة خير من مائة أستاذ"، ولعل تلك الكلمات تمهد الطريق أمامي لأوجز إجابتي على سؤالك في جملتين -يأتي تفصيلهما لاحقا- لتعلم أن تعليم طفلتك قواعد السلوك الطيب والقيم والأخلاق الإسلامية يتم من خلال:
- العلاقة الدافئة بين الطفلة وأسرتها.
- الحب غير المشروط الذي يمنح للطفلة وبالأخص من أمها.
لقد أصبت يا أخي حين أكدت على أن أهم 7 سنوات في حياة الطفل هي سنواته السبع الأولى التي يبنى فيها أساس هذا الصرح الإنساني الذي يكتمل بناؤه بعد ذلك بحسب قوة أساسه الذي تأسس في تلك السنوات السبع، ولعل هذا ما أكد الحديث النبوي على سبل استثماره من خلال الملاعبة، ولو تأملت الحديث معي لوجدت الأمر من النبي بأن يلاعب المربي ابنه -أي يلعب معه- ليس أن يتركه يلعب وحسب، ففي الملاعبة تقوية لأواصر الحب والمودة والحنان والصداقة، وسبيل لتشرب الطفل الصفات الأساسية وأخلاق من يلاعبه من خلال العشرة الطيبة في لحظات اللعب المرحة المثمرة.
ومما لا شك فيه أن الطفل من سن 8 شهور وربما أقل يكون لديه ما يشبه الرادار الذي يلتقط ما حوله من مشاعر وانفعالات ويحسها ويتجاوب معها حتى قبل أن ينضج عقله، وهو ما يظهر في نظرات عينيه لمن حوله والتي تنطق عنه قبل لسانه؛ إذن فدوركما أنت وأم الطفلة هو توطين المحبة في بيتكما، وغمر طفلتكما بها وبالحنان والرفق، وبذلك تمهدان الطريق لتلقي كل توجيهاتكما؛ فالمحب لمن يحب مطيع، وكذلك فان إشعار الطفلة بكونها مرغوبة ومحبوبة وأن من حولها يسعون لإسعادها يجعلها تبادلهم نفس الشعور فتكون أذن خير لهم.
ولعل هناك نقطة مهمة لا بد من اقتحامها بشكل أو بآخر وهي وجود مسئوليات ستداهمكما أنت وأم الطفلة في غضون شهور وقد تثقل على كاهل الأم بالأخص؛ وهو ما يعيق ما تحدثنا عنه من دفء العلاقة التي يجب أن تحاول الأم الحفاظ عليها بفصل مشكلاتها وإحباطاتها وكل ما يعوق استمتاعها بأمومتها عن تلك العلاقة القوية، وقد تحتاج الأم بالتنسيق معك لوضع خطة دقيقة لمواجهة ما قد يواجهها من عقبات بسبب غيرة الطفلة من المولود الجديد،
ويبقى أمر مهم في مسألة تربية الطفلة على الخلق القويم
ألا وهو القدوة، فعندما يكون الوالدان نموذجا للأخلاق من الحلم والعفو والتعاملات الطيبة مع الناس فلا شك أن هذه الأخلاقيات والسلوكيات ستنطبع على الطفلة بشكل أو بآخر، كما أن حبها لكما -كما أسلفنا- سيدفعها دفعا لاستمثالها وتقليد من تحبهم.
أما بالنسبة لإرضاع الطفلة أثناء الحمل فالأمر يحتاج لمراجعة طبيبة أمراض النساء التي تتابع حمل زوجتك وحالتها الصحية، كذلك لا بد من مراجعة طبيب الأطفال لينصح بالأمثل لفطام الطفلة.
ولا شك أن الإنترنت حافلة بمقالات ومواقع وكتب عن التربية يمكن أن تفيدك في مزيد من الأفكار والتفاصيل ولتطبيقات للوصول إلى ما تبغي،
وأخيرا أخي الفاضل أرجو أن نكون قد أفدناك بما يلزم، وفي انتظار متابعتك لنا بمزيد من الاستفسارات والأخبار وشكرا جزيلا لك.
ـــــــــــــــــ(104/151)
كيف نفهم ابن الرابعة؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع، ابني أمجد عمره 4 سنوات، ومشكلتنا معه أنه لحوح جدًّا وكثير الطلبات، ولا يسكت أبدًا حتى ننفذ له رغبته، وهو كثير الكلام ولا يسكت إلا أمام التلفزيون أو نايم، وكثيرًا ما يقاطعنا في الحديث، مما يسبب لنا الإحراج أمام الآخرين، والضيق الشديد وحاولنا معه بكل الطرق دون فائدة.
الرجاءإفادتنا بكيفية التعامل معه كما أنه أحيانًا فقط من أجل المشاركة في الحديث يقول أشياء غير مترابطة ولا معنى لها فهل هذا طبيعي؟! وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أسألالله عز وجل أن يجعلني دومًا مقصدًا لفعل الخير، وأن يجعل بيوتنا ومراكزنا وموقعنا قبلة للمؤمنين وكل المسترشدين.
أما عن مشكلة الصغير الحبيب الذي يبلغ من العمر (4) سنوات، فهي تدور حول (5) سلوكيات تربوية مقلقة لكِ؛ وهي:
1 - الإلحاح الشديد.
2 - كثرة الطلبات.
3 - الإصرار على تنفيذ رغباته.
4 - كثرة الكلام.
5 - الكلام غير المترابط.
بداية أذكرك وكل الأحبة القراء من الآباء والأمهات؛ بمنهجيتنا الذهبية في التعامل مع مشاكل أبنائنا التربوية والسلوكية:
وذلك حتى نحكم على هذه السلوكيات هل هي طبيعية وسمة لمرحلته العمرية أم سلوكيات مرضية؟ وذلك عبر الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: ما هي سمات مرحلة أمجد العمرية وخصائصها واحتياجاته فيها:
1 - الجانب العاطفي أي النفسي:
(1) صعوبة في مشاركة المشاعر مع الآخرين.
(2) الخوف من: (الارتفاعات - الفشل - المواقف الجديدة).
(3) خجول ويعي نفسه.
(4) يشكل صفاته من البيئة المحيطة مثل: العائلة والأقران.
(5) بداية تأسيس الجانب الأخلاقي.
(6) يقل العنف البدني والحركي.
(7) يزداد العنف اللفظي.
(8) يفضل اللعب في مجموعات صغيرة أو وحيدًا.
(9) يحتاج إلى تشجيع وتحفيز دائم.
(10) يتعرف على الأعضاء الجنسية وكيفية قضاء الحاجة.
2 - الجانب الفكري:
(1) زيادة في القدرة على التعبير عن الرأي لفظيًّا، ولكن بدون تركيز.
(2) وقت الاستماع أقل من (30) ثانية فقط.
(3) المحاولة والخطأ وسيلة اكتشاف العالم.
(4) اللعب الحر والتفكير الخيالي.
(5) يستخدم الأرقام دون فهم معناها أو محتواها.
(6) يمكنه اتباع التعليمات، ولكن لا تزيد عن فكرتين.
(7) فترة انتقالية بين إرضاء الذات وإرضاء الآخرين أو الجماعة التي ينتمي لها.
(8) يستخدم الأسئلة والطلبات والأوامر كوسيلة اتصال بالعالم المحيط: (لماذا؟! - أريد! - متى؟!).
(9) يجمع الكثير من المعلومات والرموز في عقله، ولكن بدون منطق في الفهم أو الربط بينهما. (مرحلة التلقي والتكديس)
(10) نقص في القدرة على التعميم؛ مثلاً: إذا رأى سيارة تشبه التي يملكونها يقول: "سيارتنا".
الخطوةالثانية: كيف نتعامل معه في هذه المرحلة السنية:
في هذه المرحلة وبهذه السمات والخصائص؛ يحتاج أمجد إلى:
1 - الدعم الإيجابي: وذلك بالتشجيع والتقدير الدائم.
2 - تلقينه القيم الطيبة.
3 - عدم اللوم.
4 - التدريب على قضاء الحاجة.
5 - معاونته في الترويح واللعب.
6 - احترام تجاربه وتجنب تخطيئه.
7 - الاستماع له.
8 - الحوار والإجابة عن أسئلته بصبر وبعدم هروب من المحرج منها.
9 - الحرية في الكلام والاستماع.
الخطوة الثالثة: ما هي الأسباب الوالدية التي أفرزت هذه السلوكيات المقلقة:
بداية وبعد أن أوردنا خصائص وسمات واحتياجات الطفل في هذه المرحلة الجميلة؛ نؤكد ونطمئن الأم الفاضلة بأن أمجد يعتبر طفلاً طبيعيًّا!.
ولكنيوجد بعض الزيادة أو الإفراط في بعض سماته، وقد يكون بسبب المبالغة في وصف أمه له.
حتى وإن وافقناكِ واعتبرنا أنكِ لم تبالغي في قلقك، فنحن نعود ونذكركِ (أم أمجد) بهذه القاعدة الذهبية:
(إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه).
فلنفتش معكِ عن الأسباب الوالدية التربوية الخاطئة والتي أفرزت هذه السلوكيات التربوية عند هذا الحبيب الصغير:
1 - عدم فهم سمات المرحلة السنية التي يمر بها.
2 - عدم تلبية احتياجات الطفل في هذه المرحلة.
3 - قد يكون بسبب الغيرة من أخيه.
4 - العوامل البيئية والظروف الخارجية، خاصة أنكم في غربة لا تسمح بالنمو الاجتماعي السوي للوالدين، فما بالكم بالطفل الحبيب الصغير؟!.
الخطوةالرابعة: كيف نتعامل مع أمجد ومع أي طفل في مثل سنه:
1 - ليتك تراجعي دومًا سمات وخصائص مرحلة أمجد السنية التي ذكرناها حتى نفهمه ولا نظلمه (في الخطوة الأولى).
2 - ليتكِ تراجعي أيضًا دوركِ نحوه في هذه السن الغضة (في الخطوة الثانية).
3 - مراجعة أنفسنا ومنع أو على الأقل تقليل أخطائنا الوالدية التربوية نحو من هم في مثل هذه السن الجميلة. وتذكر القاعدة الذهبية التي أوردناها. (في الخطوة الثالثة).
4 - الدعاء:
فلا تنس دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان: 74]
فسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديه ولأمته، وسيكون للمتقين إمامًا؛ علميًّا وخلقيًّا وسلوكيًّا.
5 - الحرص على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، والمسح بها على أبنائك قبل النوم.
ـــــــــــــــــ(104/152)
أولويات التربية ..تقوية المناعة أم العزل؟ ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزى الله كل من يعمل بهذا الموقع الجميل خير الجزاء، ويعلم الله كم أدعو لكم بظهر الغيب لكم جميعا؛ حيث إنني -والحمد لله- من المتابعين لموقعكم، وأحمد الله تعالى أن عرفتكم وتعلمت منكم الكثير، وقد كنتم لي خير معين في تعلمي لفنون التربية والمتعة الحقيقية في تربية بناتي.
أما بعد، فإنني -ولله الحمد- عندي ثلاث بنات، وأعمارهن (4 و 9 و11) سنة، والحمد لله ليس عندي معهن مشاكل رئيسية، ولكن عندي بعض الاستفسارات التي أريد أن أسأل عنها لكي تساعدني في رعايتهن وتربيتهن، وأول هذه الاستفسارات: هل من الممكن أن أسمح لابنتيْ اللتين في عمر ( 9 و 11) سنة أن تذهب أي منهما في "مشوار" ما مع صديقتها وعائلتها في نزهة أو للتسوق؟ وطبعا العائلة عربية ومسلمة، وما ضوابط ذلك؟
ثاني هذه الاستفسارات: نظام التدريس في البلد الذي نقيم فيه يكون بشكل جماعي؛ أي كل مجموعة من الطلاب يكتبون عن موضوع محدد.. فهل لي أن أسمح لابنتي أن تذهب إلى بيت إحدى صديقاتها للذاكرة ؟ أرجو الإجابة بالمسموح وبغير المسموح، وباستفاضة من فضلكم.
واستفساري الثالث: نسكن (أنا وزوجي وبناتي) في بيت يسوده الحب والتفاهم والمودة بيننا جميعا والحمد لله، ولكن ليس لدينا أقارب.. فهل من الممكن أن أذهب أنا وزوجي لنزور جيراننا بمفردنا دون أخذ بناتنا، أم هذا الشيء سيكون مرددوه سيئا عليهن؟
آسفة إن كانت أسئلتي غريبة، ولكن هي بالنسبة لي مهمة جدا، مع العلم أننا مثلا متفقون على أن النوم خارج المنزل ممنوع، وعندما أكون في سفري لزيارة الأهل لا أترك بناتي ينامون عند أحد من الأقارب، أحببت أن أقول لكم ذلك حتى تعلموا طريقة تربيتنا أنا وزوجي لبناتنا.
وفي الختام: أحب -إن كان بالإمكان- أن تجيبني الدكتورة الفاضلة سحر أو إحدى الأخوات الفضليات، وذلك ليس تحيزا للأخوات ولكن لمحبتي الزائدة لهن. وجزاكم الله خيرا، ودمتم في رعاية الله وحفظه.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ.د. سحر محمد طلعت ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أهلا ومرحبا بك أختي الكريمة.. ونشكرك لحسن ظنك بنا، وندعو الله أن يجعلنا أهلا لهذا الظن، كما ندعوه سبحانه أن يبارك فيك وفي بناتك الحبيبات، وأن تقر عينك وعين والدهن بهن في الدنيا والآخرة.
ما زلت أذكر نظرات الظفر والفرح التي ارتسمت في عينيه عندما قرر في النهاية أن يحصل على حريته مهما كان الثمن، وأن يترك القفص الزجاجي المعقم الذي وضعه فيه الأطباء منذ مولده؛ لأنه ولد يعاني من خلل وراثي في جهازه المناعي.. شاهدت هذا الفيلم منذ سنوات طويلة.. حتى إنني لا أذكر الآن اسم الفيلم ولا من شارك في تمثيله.. وكل ما أذكره أن الفيلم كان يصف العذاب والضيق الذي يعانيه هذا الابن وحريته مقيدة بداخل قفص زجاجي جميل وأنيق، ولا يسمح لأي شيء (طعام أو كتب أو ألعاب أو ملابس... إلخ) بأن يدخل إليه إلا بعد أن يقوم والداه بتعقيمه بطريقة خاصة، وحتى عندما كبر وكان عليه أن يذهب للدراسة فإنه كان يتحرك داخل بذلة أشبه ببذلة رواد الفضاء .. تحيطه تماما وتعقم له الهواء، وبعد تردد طويل قرر الابن أن حريته أغلى من أي شيء آخر.. حتى لو دفع حياته ثمنا لهذه الحرية.
والاستفادة التي أحب أن نتحصل عليها من هذا الفيلم هي أن حماية الإنسان من الأخطار الصحية أو الاجتماعية التي تتهده لا يكون بعزله عن المجتمع المحيط، ولكن بتقوية مناعته الداخلية بحيث يمكنه أن يقاوم هذه الأخطار، مع الاقتراب الدائم للتدخل بالعلاجات اللازمة عند حدوث ضعف مناعي مؤقت أو عند مهاجمة ميكروب قوي لا يستطيع الإنسان أن يتغلب عليه بمفرده.. أي إن تقوية المناعة الداخلية للإنسان وإكسابه آليات الاختيار تعتبر أحد أهم أهداف العملية التربوية.
ولأدلل لك على خطورة الأسلوب الآخر -أسلوب العزل الاجتماعي- سأقص لك قصة إحدى جاراتي.. هذه الجارة أغلقت الباب تماما على أولادها، وكان الأبناء قمة في الالتزام، من البيت للمدرسة ومن المدرسة للمسجد.. والأصدقاء يختارهم الوالدان بعناية شديدة، وفي مرحلة المراهقة تمرد الأبناء على هذا الوضع ورفضوا هذه الوصاية تماما، وانطلقوا في دروب الحياة ينهلون من كل ما فيها.. سواء كان خيرا أو شرا.
ما أردت أن أقوله: إن الله -سبحانه وتعالى- خلقنا وفي داخل كل منا الاستعداد لسلوك سبل الخير أو الشر {وهديناه النجدين}، وكرمنا بأن منحنا أمانة الاختيار، الأمانة التي كرم الله بها بني آدم، وأمانة الاختيار هي الصفة التي تفرق بين الإنسان وغيره من مخلوقات الله. ونزع هذه الخاصية عن الإنسان يعني أنه يفقد جزءا أساسيا من إنسانيته، وعملية التربية لا تعني فرض رأي الوالدين أو سيطرتهم على الأبناء.. عملية التربية تعني فيما تعني كيفية إكساب الأبناء الأحباء آليات ومهارات المفاضلة بين الخيارات المختلفة بناء على القيم الحاكمة لحركة وحياة الإنسان في هذه الأرض. عملية التربية لا تعني حماية الأبناء من الميكروبات الاجتماعية، ولكنها تعني تنمية جهاز المناعة الخاص بهم ليتمكنوا من مقاومة أي ميكروب اجتماعي مدمر. ومن هنا ندرك أن الأسئلة الأهم في العملية التربوية وفي حياة كل من يطلع بهذه المهمة الجليلة ليست هل أسمح للبنات بالخروج أو الدخول أو ما شابه ذلك؟ ولكن الأسئلة الأهم هي كيف أعلم أولادي الحرية المسئولة؟ وكيف أكسبهم مهارات وآليات الاختيار بحيث يمكنهم استخدام هذه الآليات والمهارات سواء تواجدنا معهم أو غبنا عنهم جسديا؛ لأننا في هذه الحالة نتواجد معهم دائما بأرواحنا وبقيمنا وتربيتنا التي غرست بداخل ذواتهم؟.
ومن هنا يمكن أن نقول: إن دوركما مع الحبيبات الصغار وهن على أعتاب سنوات المراهقة تعليمهن اختيار صديقاتهن، والأساس الذي يتم عليه ذلك، هل على أساس المظهر أو الشكل أو المستوى الاجتماعي، أم على أساس الانضباط والجدية والتحلي بالخلق القويم؟ وكيف يمكن أن يكتسبن البصيرة التي تعينهن على التفرقة بين الغث والسمين، مع تنمية قدرتهن على ألا يكن إمَّعه، فنحن مع صديقاتنا إن أحسنَّ ولكننا لا نجاريهن فيما نرفضه من سلوكيات.. ولن يحدث هذا إلا إذا كان بينك وبين بناتك حوار مستمر.. أحيانا جماعي وأحيانا أخرى مع كل واحدة منهن على حدة. احكي لها عن حياتك عندما كنت في نفس سنها، وشجعيها على أن تبوح لك بكل ما في نفسها. لا تلومي ولا تنفعلي ولكن علميها أن تتعرف على الخطأ بنفسها، وأن تتعرف على وسائل إصلاحه وكيفية تجنبه في المستقبل بحلول واقعية نابعة من داخلها، علميها أيضا كيف يمكنها المقارنة والمفاضلة بين الخيارات المختلفة.
وبهذه الطريقة وبهذا الجهد في إنضاج بناتك يمكنك أن تتركيهم ليخرجوا مع إحدى العائلات أو يذهبوا لزيارة الصديقات، ولكن بعد استغلال أي فرصة تبدو طبيعية للتعرف على هذه الأسر من خلال اللقاء في اجتماعات المدرسة مثلا أو من خلال الاتصال التليفوني أو ما شابه؛ بحيث يطمئن قلبك إلى أن للأسرة نفس القيم والأخلاقيات الحاكمة.
ويمكن تلخيص الأمر مرة أخرى بأنه يمكنك أن تتركي بناتك في صحبة أسرة أخرى بشرط أن تتعرفي على هذه الأسرة، وبشرط أن يكون بينك وبين ابنتك حوار مستمر ودائم يمكنها من أن تبوح لك بكل ما يحيط بها، ويمكنها من أن تلجأ إليك إذا شعرت بأي قلق.
ويمكنكما أن تذهبا لزيارة الجيران بدون اصطحاب الحبيبات الصغار إذا كان هذا لا يتكرر كثيرا وبصورة مبالغ فيها، ويفضل أن يتم ترتيب أنشطة ما تقوم بها البنات لحين عودتكما من الخارج.
أختي الكريمة، أشكرك مرة أخرى على اهتمامك بأمر بناتك، وأدعو الله سبحانه أن يبارك فيهن، وأن يجعلهن نعم الذرية الصالحة، وأن يجعلهن لك ولأبيهما ذخرا في الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــــ(104/153)
تفعيل دور الأمهات في المدارس.. وجع آخر- متابعة ... العنوان
السيدة الفاضلة عزة تهامي، سلام الله عليك ورحمته وبركاته، بادئ ذي بدء أود أن أرد تحيتك -سيدتي- بتحية أكبر وأعظم.
أما بعد بالنسبة لما حدث في الاستشارة السابقة من لبس نتيجة خطئي في التعبير -الذي أرجو أن تسامحيني عليه- حيث إنني لم أكن أقصد أنني طالبت المدرسة بتشكيل مجلس للأمهات وإنما قصدت ما أشرت له -سيدتي- وهو رفض المديرة مشاركة الأمهات في مجلس الآباء؛ ظنا منها كما أوضحت مسبقا أنهن غير قادرات على المشاركة الفعالة.. هذا فيما يتعلق بما حدث من لبس.
أما بالنسبة لتساؤلك -سيدتي- عن هدفي، فصدقا أقول وبمنتهى العزم أن هدفي عام يشمل أبنائي وأبناء الآخرين بل وشمل المؤسسة بكاملها؛ لأنني أومن تماما أنني مهما بذلت من جهد مع أبنائي وحدهم في ظل بيئة عامة غير صالحة فإن النتيجة لن تتساوى أبدا مع بذل ذلك الجهد في ظل بيئة أقرب إلى الصلاح -وليست صالحة بالكامل- فكلما اتسعت دائرة الإصلاح فان النتيجة المرجوة ستكون أعم وأفضل.
وبالرغم من الصعاب التي أعلمها وأدركها جيدا والتي تفضلت -سيدتي- بالإشارة إليها، فإن الحماس والإيمان القوي بما أبغي تحقيقه وأحلم به لأبنائي وأبناء أمتي أكبر بكثير من هذه الصعوبات، ولدي الاستعداد الكامل للتضحية بالوقت والجهد في سبيل ذلك، وكل ما أرجوه المساعدة الدائمة والدافعة لي باستمرار حتى تكون خطواتي على أسس منهجية وتربوية صحيحة.
وأخيرا أردد معك -سيدتي- دعاء سيد الخلق جميعا: "اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه".. اللهم آمين.. لك مني كل الحب والتقدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
عليكم السلام ورحمته وبركاته، الأخت والسيدة الفاضلة أم عمرو
لا تتخيلي مدى سعادتي وفخري بك وبحماسك الذي أدعو الله أن يكون خالصا لوجهه، ونحن نضع أيدينا في يدك وكلنا أمل بك وبكل الأمهات اللائي نذرن أنفسهن لصلاح ما أفسد؛ فبارك الله فيك وفي خطاك.
أما عما تفعله ناظرة المدرسة فكما أوضحت لك في الاستشارة السابقة أنه ليس قانونيا وليس من حقها على الإطلاق أن تمنع الأمهات من المشاركة في مجلس الآباء، وعليك حينئذ أن تتقدمي بشكوى للإدارة التعليمية غير موقعة كما ذكرت لك في الاستشارة السابقة، ولكن انتظري للعام القادم، وفي هذه الأثناء حاولي تجميع الأمهات على هدفك حتى يتسنى لكنّ العمل على تحقيقه.
مرةأخرى أختم رسالتي بالدعاء لك ولجميع المخلصين أن يصمدوا مهما كانت العوائق؛ فهذا الجهد هو كتابنا الذي سنقف به أمام المولى عز وجل، وندعوه تعالى أن يتقبل، وأرجوك أن تتابعي معنا فهذا يشرفنا ويسعدنا.
ـــــــــــــــــ(104/154)
شغف التعلم المبكر..أفكار للتنمية ... العنوان
السلام عليكم، لدي خمسة أطفال وجميعهم ممتازون في المدرسة ماعدا علي (6 سنوات) لديه صعوبة في التركيز مع المدرس أثناء شرح الدرس، ومشكلته مع اللغة العربية فهو يقرأ الكلمات جيدًا لكن عند الإملاء فهو لا يكتب الكلمة بل يكتب الحروف التي تحتويها الكلمة، مثلاً حليب فهو يكتبها (ح ل ي ب) وأنا حاولت معه مرارا تعليمه الطريقة الصحيحة لكتابة الكلمة ولكن دون جدوى لأنه بعد لحظات ينسى كل شيء مع أنه ممتاز في الرياضيات إلا أنه في اللغة العربية "مغلبني" ولديه مشكلة التأتأة في الكلام وأنا أخشى أن تستمر معه هذه المشكلة حتى يكبر.
أما ابنتي الصغرى فهي تبلغ من العمر ثلاث سنوات فهي شغوفة بالتعلم وتريد أن تكتب مثل إخوتها الأكبر منها وتحضر لي دائما الكتب والقصص وتريد مني أن أقرأ لها، والجميل فيها أنها تسرد القصة بعد أن أنتهي من قراءتها لها، فأرجو منكم التكرم وإخباري بكيفية استغلال هذه الموهبة بشكل أفضل مع أني أفكر أن أدخلها الروضة خلال هذه السنة.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نشكر لك –سيدتي– ثقتك بنا، وندعو الله تعالى أن يجعل كل أعمالنا خالصة لوجهه، وسأبدأ معك الحديث عن طفلتك الصغيرة التي تبلغ ثلاث سنوات وحبها وشغفها بالتعلم وقدرتها على سرد القصة بعد أن تقرئيها لها وهذا يدل على أن لابنتك قدرة ومهارة لغوية عالية ويمكن استثمارها كالآتي:
• اقرئي القصص لها دائما وأنت تشيرين إلى الكلمات وهي ترى ذلك لتتعرف على شكل الكلمات وتألفها
• بعد أن تقرئي لها جزءا من قصة ما اتركي لها فرصة لتخمين باقي الأحداث، كما يمكن أن تقرئي لها قصة أخرى إلا الخاتمة ودعيها هي تخمن النهاية.
• يمكن أن تتخيري بعض المواقف من القصة لترسم أجزاء منها.
• يمكن أن تسأليها عن أكثر شخصية أو موقف أعجبها بالقصة.
• يمكن أن تعطيها قصة مصورة وهي التي تقص عليك أحداثها من خلال الصور.
• يمكن تشجيعها على أن تؤلف بنفسها قصة وتسردها لك.
• يمكنها معاونتك في ترتيب مكتبة الأسرة وفي أثناء ذلك ابدئي تصفح بعض الكتب المناسبة لسنها فهذا يجعلها أكثر ارتباطا بالكتب.
• يمكن أن تقومي بتمثيل بعض القصص التي تقرئينها معها وليشترك الجميع معكما فسوف يضفي ذلك روح المرح والمتعة على أفراد الأسرة كلها.
• يمكن أن تعطيها قصة مصورة بسيطة للغاية صورها غير مرتبة، وتقوم هي بترتيب صورها حسب الأحداث بعد أن تناقشيها في كل صورة على حدة.
وهناك العديد من الأنشطة المتعلقة بالقراءة يمكنك الاطلاع عليها من خلال بعض الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة ومواقع أخرى خاصة بأنشطة القراءة مثل موقع
WWW.FAMILYEDUCATION.COM
ومواقع باللغة العربية يمكنك الحصول عليها من موقع البحث:WWW.GOOGLE.COM
وهناك كتاب باللغة الإنجليزية (إذا كنت تتقنين هذه اللغة) عن أنشطة القراءة بالذات وهي:
READING MAGIC يمكنك الاستفادة منه في بعض الأفكار في القراءة باللغة العربية
وأخيرا إذا كانت ابنتك أبدت ميولا وقدرة فائقة في الناحية الأدبية فربما لها ميول أخرى لأنشطة أخرى ولكن لم تكتشف بعد؛ ولذا فأنا أنصحك بالقراءة عن كيف نكتشف ميول وقدرات أطفالنا بل وكيف نستثمرها ويمكن أن تستعيني بنفس موقع البحث المذكور سابقا وببعض الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة والتي تناولت الأنشطة المختلفة التي يمكن أن نمارسها مع أبنائنا ويمكنك قراءة الكتابين التاليين:
• كيف نلعب مع أطفالنا ليعقوب الشاروني (مكتبة الإسكندرية للنشر والتوزيع)
• تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال للدكتور على الراشد- دار الفكر العربي.
وبرغم أن دور النشر مصرية لكن يمكن أن تجديها بالبحرين أو على الأقل ستجدي على غرارها.
ولا بأس بإلحاقها بالروضة الآن على أن تكون روضة تعرف دورها التربوي جيدا وتنمي مواهب وقدرات ابنتك.
أما بالنسبة لطفلك علي -حفظه وحفظهم الله جميعا- فلم يتبين من حديثك عنه عدة نقاط لا بد من معرفتها للتأكد من أنه يعاني صعوبة في التركيز والكتابة كما وصفت برسالتك، ومن هذه الأشياء التي لم تتضح ما يلي:
هل التحق برياض الأطفال قبل التحاقه بالمرحلة الابتدائية وهل لاحظ معلموه في تلك المرحلة أن لديه صعوبة في تعلمه للحروف أو عدم التركيز؟
وماذا تقصدين بأن لديه صعوبة في التركيز مع المدرس أثناء شرحه؟ هل يعني هذا أنه دائم الشرود والسرحان معه أم أنه لا يفهم من هذا المدرس بالذات؟ وما ظروف ولادته وهل حدث تعسر ما أثناء ولادته؟
وهل الصعوبة تتركز في أنه يعرف كتابة حروف الكلمة ويعرف تهجيها جيدا لكنه لا يعرف شكل الحرف متصلا بغيره كما ذكرت برسالتك.
كل هذه الأسئلة لا بد من الإجابة عليها فإذا كان قد حدث تعسر ما أثناء ولادته أو أن معلميه لاحظوا عليه في مرحلة رياض الأطفال أنه لا يستطيع التركيز أو أنه لا يعرف في الوقت الحالي تهجي بعض الكلمات السهلة التي يمكن أن يعرفها أترابه بالفصل ولا يعرف شكل الحروف رغم تدريسه إياها أو أنه ينسى شكلها بعد عرضها عليه مباشرة أو بعد قليل.. فهذه الأعراض وغيرها هي التي توضح أن ابنك ربما يعاني من صعوبة تعلم ولا يتضح ذلك بشكل دقيق إلا إذا عرض على متخصصين في مجال صعوبات التعلم بمراكز صعوبات التعلم والتي يمكنك التعرف عليها من خلال المدرسة أو حتى من خلال موقع البحث الذي ذكرته أول ردي على الاستشارة.
وحينئذ لا بد من اجتيازه لاختبارات خاصة بصعوبات التركيز والتهجي أو الكتابة وعلى أساس نتائج هذه الاختبارات يحدد ما إذا كان الطفل يعاني من صعوبة بالتركيز والكتابة أم لا، ويترتب على ذلك بالطبع معرفة الطرق والأساليب الصحيحة لعلاج هذا الأمر بالمدرسة والبيت.
أما بالنسبة لتأتأته في الكلام فله عدة أسباب ربما تكون عضوية أو نفسية لذا يجب التأكد من سلامة الطفل عضويا بعرضه على أطباء (الأنف والأذن والحنجرة والأعصاب) للتأكد من سلامته من الناحية العضوية، فإذا كان سليما (إن شاء الله)، تظل الأسباب النفسية التي أرجح أنها السبب المباشر في هذه التأتأة، والأسباب النفسية تتمثل في البيئة التي ينشأ فيها الطفل فقد يتعرض للحماية الزائدة أو التجاهل أو التركيز على بعض عيوبه مثل تعثره بمادة اللغة العربية أو المقارنة بينه وبين إخوته أو التعامل معه على أنه شخص غير مرغوب فيه فكل هذه الأساليب تؤدي بالطفل إلى التوتر ومن ثم تظهر عليه بعض الأعراض النفسية منها التأتأة ولذا فلابد من:
• التخلص من كل الأساليب التربوية الخاطئة السابقة كخطوة على طريق العلاج.
• وأهم سبل العلاج ألا يركز على تأتأة الطفل أثناء كلامه فلا يقال له مثلا: "تكلم جيدا أو ألا تعرف كيف تتكلم أو انته بسرعة فلدي أعمال كثيرة"، فكل هذه العبارات ومثيلتها تجعل الأمر أكثر سوءا فيجب عليك بل وعلى كل من يتحدث معه -على الأقل بالبيت- أن يكون صبورا عليه ولا يعلق إطلاقا على تأتأته كأنها غير موجودة.
• كما يجب عدم المقارنة بينه وبين إخوته على الإطلاق باعتبار أنك ذكرت أن أولادك كلهم ممتازون –ما شاء الله– فيما عدا علي.
• يجب ألا يعنف أو يسخر منه إذا لم يعرف شيئا أثناء المذاكرة.
• كما يمكن أن تركزي على إيجابياته وتُعلي من شأنها وأن تحاولي اكتشاف قدراته وتنميتها كما ستفعلين مع أخته الصغرى بل يكون ذلك مع أطفالك كلهم.
• ولابد من إشعاره أنه طفل محبوب وله مكانته حتى لو كان ضعيفا في تحصيل مادة ما أو يتأتئ في كلامه.
وأخيرا أدعو لك الله أن يعينك ويوفقك في أمرك كله، وفي انتظار المزيد من المتابعة.
ـــــــــــــــــ(104/155)
ابنتي والحب على الإنترنت ... العنوان
عند مراقبتي لتصرفات ابنتي والتفتيش بحقيبتها علمت أنها كانت على علاقة حب مع شاب بالإنترنت، والمهم بعدما أوضحت لها أنه ليس حبا بل مراهقة وأنه غلط وليس من أخلاقنا، ولا ديننا يسمح بهذه العلاقة، قالت إنها منذ زمن لم تتراسل معه لطلبها هي لأنها أحست بغلطها ولكنها تقول إنها ما زالت تحبه.
أنا لا أعرف؛ هل أصدقها؟ وكيف أجعلها تنساه؟ هل قطع الإنترنت هو الحل؟ وهل أخبر والدها مع أنها طلبت أن لا أخبره؟.. لا أعرف ماذا أفعل ولقد كان زوجي دائما ممانعا للإنترنت بالبيت وأنا أقنعته والآن سيتهمني بأنني المسببة لهذا! أرجوكم أجيبوني بسرعة.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ.د. سحر محمد طلعت ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أختي الكريمة: ابنتك الجميلة أحبت شابا قابلته على الإنترنت.. وهي تدعي أنها قطعت علاقتها به ولكنها ما زالت تحبه، ومن المهم أن ندرك لماذا تحب ابنتك ومن هن في مثل سنها؟ ولماذا يفضلن استخدام الإنترنت؟.
ابنتك كما تعلمين في مرحلة المراهقة، وفي هذه المرحلة تتفتح مداركها على الميل للجنس الآخر. وهذا أمر فطري ولا غبار عليه. ويضاعف من هذه الرغبة الضغط الإعلامي الرهيب الذي يلعب على هذا الوتر بكل قوة مستخدما كل الصور والأشكال الممكنة؛ ضغط إعلامي يدفع بالفتاة لعالم من الأحلام اللذيذة.. فهي تريد أن تعيش حالة الحب وتستمتع بكلمات الحبيب ولمساته ورقة تعامله.. تريد أن تشعر بلمسة الرجل وتشم أنفاسه.. تريد أن يسمعها أحلى وأعذب الكلمات.. تريد أن تسمع كلمات الإطراء التي تمتدح جمالها وتميزها.
ببساطة تريد أن تشعر بأنها محبوبة ومرغوب فيها، وتريد أن تحلق في سماء الحب، ولكنها تصطدم بالمجتمع الذي يرفض أن تكون لها هذه العلاقات، وهنا تبحث عن الملاذ الآمن الذي يحقق لها هذه الغاية من وراء حجاب وبدون خروج أو تعرض لغضب المجتمع والعائلة، فتلجأ إلى الإنترنت وهي لا تدري أي شيء عن هذا العالم الخيالي المسحور.. العالم الذي يتيح لمرتاديه الكثير والكثير من الألعاب الخفية والتي يمكنهم أن يمارسوها من خلف الحجاب. هذه الألعاب التي وصفها الدكتور أحمد عبد الله في استشارة سابقة على مشاكل وحلول بعنوان "إنقاذ ضحايا الشات".
تدخل الفتاة وهي لا تدرك قواعد اللعبة، وتجد نفسها متورطة في قصة حب مع شبح إنترنتي لا تعرف عنه إلا ما يقوله عن نفسه. قد يكون كهلا ويصف نفسه بأنه شاب في السابعة عشرة، وقد يكون دميما أو منحلا ويدعي التقوى والجمال لاصطياد ساذجات الإنترنت. وهذا هو حال ابنتك الحبيبة الآن، تحب سرابا ولا تستطيع أن تنساه، فما هو الحل؟.
الحل يكمن بداية في أن تقدري احتياجاتها العاطفية وألا تسخري منها ومن مشاعرها.. اقتربي منها وكوني لها صديقة وشجعيها على أن تبوح لك بكل ما في نفسها حتى لا تضطري للتجسس عليها مرة أخرى، فقد نهينا عن التجسس أيا كان المبرر وجاء أمر رب العزة صريحا واضحا: "ولا تجسسوا"، وشجعيها على أن لا تستخدم الإنترنت إلا في وجودك وأنت بالقرب منها؛ حتى لو استخدمته في الشات، لا تنهريها ولا تعنفيها ولكن كوني قريبة منها تراقبين وتوجهين وترشدين، كوني كإحدى صديقاتي التي اعترفت لها ابنتها أنها تهاتف شابا على المحمول.. تمالكت أعصابها وتحدثت معها بمنتهى الهدوء وطلبت منها ألا تحادثه إلا في وجودها. كان الشاب يؤكد على رغبته في الارتباط بها، وهنا طلبت منها الأم أن تلتقي به، ولأنه غير جاد تحجج وتلكأ وبدأ يختلق الأعذار. وهنا أدركت ابنة صديقتي أنه مراوغ يريد أن يلعب بها، وأحست بمقدار تفاهته وانتهى تعلقها به إلى غير رجعة.
ومن المهم أيضا أن تدرك ابنتك طبيعة الأداة التي تتعامل معها ولذلك فقد يكون من المفيد أن تشجعيها على قراءة ما كتبناه عن الشات وآثاره وخصائصه.
أختي الكريمة: تعاملي مع الموقف بهدوء وبدون تسرع واكتسبي ثقة ابنتك، وشجعي والدها على أن يقترب منها ويقدم لها الحب والحنان، فهو رمز آمن لجنس الرجال. ويمكنها أن تستغني مؤقتا بحبه الأبوي لها وقربه منها ولمساته الحانية وتعبيره عن إعجابه بجمالها، تستغني بذلك عن حب باقي الشباب، مع أهمية أن يتم التأكيد المستمر على أن هذا الحب نابع من كونه والدها.
دعواتي أن يحفظ الله أولادنا وبناتنا وأن يجنبهم مزالق الشيطان وأن يجعلهم نعم الذرية الصالحة، وأسأل الله أن يبارك لك في ابنتك وأن يعينك على التماسك حتى تمر هذه الأزمة بسلام.. ونحن معك دائما.
ـــــــــــــــــ(104/156)
أنواع الغربة.. وتأثيرها على الأطفال ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا أتقدم بالشكر والتقدير على مجهوداتكم التي نالت رضا جميع الآباء والأمهات ومساعدتنا على إيجاد كل الحلول لمشاكل أبنائنا ليكونوا سببا لرضا الله ولصلاح المجتمع.
ولدي عمار يبلغ من العمر 4 سنوات، طفولته كانت مستقرة وكان هادئا جدا منذ الطفولة، ولديه علامات ذكاء كثيرة، من قوة الملاحظة والتعبير عما في نفسه وتقليد الآخرين وغيرها الكثير.
ولكن المشكلة أنه الآن فقد كل شيء، وأصبحت أشعر أنه مضطرب نفسيا، وذلك منذ قدوم أخته الصغرى زينة (عمرها الآن سنتان)، وأصبح كثيرا ما يتأتأ في الكلام وعنده شعور بعدم الثقة بالذات لدرجة كبيرة جدا ولا يجيد الدفاع عن نفسه.
وهو يخاف من الأولاد الآخرين ولا يستطيع الاندماج معهم؛ وذلك لأننا عندما حضرنا لهذه البلاد وذلك بعد مولد أخته مباشرة حاول الاندماج مع الأولاد الآخرين في أثناء اللعب، ولكن دائما ما كان يقابل بالرفض منهم وذلك لاختلاف اللغة؛ وهو ما سبب له الحرج الشديد، وكانوا يتعدون عليه بالضرب إلى أن أتدخل أنا فأصبحوا لا يحاولون اللعب معه، وهو أيضا لديه خوف منهم ولا يريد اللعب مع أي شخص آخر. يلعب مع نفسه أو أخته أو الأطفال الذين لم يبلغوا السنة يحاول مساعدتهم وإضحاكهم.
ولاحظت عليه في الفترة الأخيرة أنه يقوم بعمل حركات غريبة للفت انتباه الآخرين مثل كأنه كلب أو يمشي بصورة غريبة لإضحاك الأولاد الآخرين، وبالتالي هم يبتعدون أكثر وأكثر، مع أنه لا يريد سوى محاولة اللعب معهم ولفت نظرهم.
وللأسف فأنا كثيرة الصراخ في وجهه عندما يغضبني، وهو دائما يقوم بتقليد أخته في كل شيء تقوم بعمله، ودائما يقول أنتم لا تحبونني، ما في أحد في الدنيا يحبني، ويميل للعب بألعاب البنات مثل أدوات الطبخ والدمى.
المهم أني الآن أحاول إصلاح شخصه وإعادة ثقته بنفسه وإشعاره أن الجميع يحبه، وأريدكم مساعدتي في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكله، وأنا في أتم استعداد لعمل كل ما هو مطلوب مني لأعيد ولدي كما كان من ثقته بنفسه، وتركيزه وحبه للآخرين، وأعيد شخصيته القيادية له؛ لأنه الآن فقدها تماما.
ونسيت ذكر أنه أصبح أيضا يعاني من عدم تركيز بصورة غريبة أي شيء يجب أن يقع من يديه.
وهو كان مدمنا للتلفزيون، ممكن للهروب من حالته، ولكنه الآن قل كثيرا حبه للتلفزيون بسبب أنني أصبحت طوال الوقت أحاول شغله بالألعاب أو أن ألعب معه هو وأخته وتعليمهما؛ فهو جيد في المدرسة لكنه يكره الكتابة، يحب حفظ الأناشيد ويحب الأرقام وهذا من فضل ربي.
وأحمد الله عليه أنه ما زال لديه بعض المميزات؛ لأن حالته دائما ما تشعرني بالإحباط؛ فأنا أريد حلولا لإعادة نشاطه الذهني ليستطيع التركيز مرة أخرى وهو ينسى بصورة غريبة، مستحيل أن يضع شيئا ويتذكر أين وضعه وهو عنده ضعف نظر واستجماتزم ويرتدي نظارة بصورة دائمة.
أريدكم مساعدتي، وإذا كانت حالته تستدعي عرضه على طبيب نفسي فأنا إن شاء الله سوف أسافر لمصر؛ فأرشدوني للدكتور المناسب، مع إعطاء عنوان عيادته وإعطائي الحلول المناسبة لحين سفري، وإذا أردتم أي استفسار آخر فأنا على استعداد للرد، ولكم شكري وتقديري، واعتذاري لطول الرسالة، والسلام عليكم.
... السؤال
عالم المراهقة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله أولا وأخيرا على فضله ومنِّه علينا باستفادة الناس بما نقدمه، ونسأله تعالى أن يعيننا وإياكم على أداء هذه المهمة التي تنوء بها الجبال.
سيدتي، أشكر لك حرصك على الصحة النفسية لابنك واهتمامك بتوجيهه على النحو الصحيح؛ فبارك الله فيك وفي أسرتك جميعا.
والآن تعالي -سيدتي- وقبل أن أضع بين يديك بعض الاقتراحات للحلول أود استعراض الأبعاد النفسية لمشكلة "عمار" حتى تكوني على بينة من الأمر كله فيسهل عليك تطبيق هذه الحلول إن شاء الله.
ودعيني أولا أبدأ بتحيتك مرتين: مرة لأنك لاحظت متى وكيف بدأت التغيرات على "عمار" وتداركت الأمر بإرسال الاستشارة، والثانية أنك بدأت ببعض الحلول الصحيحة مثل اللعب معه وعدم تركه للهروب بمشاهدة التلفاز.
سيدتي، إن ملاحظتك للغيرة التي بدت على عمار منذ قدوم زينة -بارك الله لك فيهما- هي ملاحظة في محلها تماما، وملاحظتك أيضا للتغيرات التي حدثت لعمار بعد سفركم عقب ميلاد زينة هي أيضا ملاحظة صحيحة؛ ففضلا عن غيرته من أخته وهو أمر يكفي وحده -إذا لم نتعامل معه بحكمة- أن ينال نفسيا من الأبناء، فها هي غربة المكان واللغة والأشخاص تحيط به من كل جانب وتزيد من الأمر سوءا، وأضيفي إلى كل ذلك غربته عنك أنت أيضا لكثرة صراخك له عند غضبك منه.
كما أننا لم نتطرق إلى الأب... فأين هو فلم يذكر عنه كلمة واحدة إلا في البيانات؛ فقد ذكرت أن الوالد يتواجد بالبيت ساعتين، ويبدو أنهما الساعتان الخالصتان إذا حذفنا ساعات نومه وقضاء بعض حاجاته الأخرى، وهاتان الساعتان ليستا بالقليلتين وطالما تحدثنا -على هذه الصفحة- أنه ليس العبرة بعدد الساعات التي يقضيها الأب مع أولاده بل العبرة بكيف يقضي هذه السويعات.
كل ما سبق هو أسباب مباشرة لتوتر عمار نفسيا والتي ترجمها في تأتأته وعدم شعوره بالثقة وعدم تركيزه وترديده بأن أحدا لا يحبه، فإذا حاولنا التخلص من هذه الأسباب فسيتضح الحل جليا والذي يتمثل في:
1. عليك أنت -سيدتي- أولا أن تكفي عن صراخك لطفلك المسكين حينما يخطئ وتحلي بالصبر معه وتذكري دائما كل الأسباب السابقة، عندئذ ستشعرين بالشفقة عليه من تكالب كل هذه الظروف ضده، وبالتالي سيساعدك هذا على الصبر وعدم الانفعال عند غضبك منه (لمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات تناولت علاج العصبية عند الأمهات طرحت على هذه الصفحة).
2. ليس المطلوب أن تكفي عن صراخك فقط بل المطلوب أيضا استيعاب "عمار" ومشاعره بالحوار البناء معه، والحوار لا يشترط على الإطلاق أن تقدمي له موعظة مباشرة أو نصيحة سريعة لكي يحسن التصرف معك أو مع أخته أو مع الآخرين، بل يكفي أن تستمعي لما يريد أن يقول وينفس عن انفعالاته بهذا الحوار الهادئ من جانبك المهذب من جانبه.
وإليك نموذجا من هذا الحوار في أحد المواقف، وليكن حينما يحاول تقليد أخته في كل سلوكياتها؛ فيمكنك القول بطريقة مرحة بعيدة كل البعد عن التأنيب أو اللوم: أتخيل أنك أنت الذي ستعلمها كيف تأكل بنفسها وكيف ترتدي بنفسها، وتساعدني في ذلك؛ فما رأيك أن نبدأ الآن، وأن "تبدئي في وضع الطعام وتقولي له هيا بنا لنعلمها كيف تفعل مثل عمار".
3. عليك بتعزيز أنه كبر، وأن الكبير يستطيع أن يفعل أشياء لا يستطيعها الصغير كأن تقولي له: "كم كبرت يا عمار فقد أصبحت تناولني الأشياء من على الأرفف العالية..."، وما إلى ذلك من الأمور التي لم يكن يفعلها من قبل لقصره أو لصغره ثم استطاع فعلها، كما يمكنك الحديث معه بقولك: "وددت لو تكبر زينة وتستطيع أن تهتم بنفسها وتنظف نفسها كما تفعل أنت"، بل وتحدثي زينة نفسها بقولك: "متى أراك قد كبرت وأصبحت مثل أخيك".
وفضلا عن أن عمار يتعلم من النقاط السابقة كيف يعالج الأمور بهدوء وحسن تصرف ويمتلك مهارات الحوار الفعال مع الآخرين ويحسن العلاقة بينكما، فإن ذلك يساهم بشكل فعال في علاج مشكلة الغيرة من أخته (لمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على عشرات الموضوعات التي تناولت الغيرة عند الأطفال على هذه الصفحة).
4. لم تذكري -سيدتي- ضمن مزايا عمار أنه يتمتع بقدرات ومهارات اجتماعية عالية -ما شاء الله- فهو رغم ما يفعله معه بعض الغلمان من ضرب وسخرية فإنه يحاول أن يكسبهم ويتقرب منهم حتى لو قام ببعض الحركات المضحكة من أجل ذلك؛ ولذا فأنا أُفضل -ومن خلال الحوار أيضا والتدريب والقدوة- أن تكسبيه المزيد من المهارات التي تمكنه من تجاوز غربة المكان واللغة، فمثلا يمكنك القول: "أنا سعيدة وفخورة بك لأنك تحاول اللعب والاندماج مع هؤلاء الأطفال رغم أنهم يصدونك أحيانا".
ثم انتظري قليلا حتى يعبر عن مشاعره تجاه مقولتك أو تجاه ما يفعله الأطفال ضده، فإن قال: أنا لن ألعب معهم ثانية فهم يؤذونني"؛ فوضحي له أنه من الأفضل أن يكون له أصدقاء يستطيع اللعب معهم؛ فليس من المعقول أن يظل بلا أصدقاء، واضربي مثلا بنفسك أنك ستحاولين التعرف على أناس في هذا المكان وكسب أصدقاء جدد من الجيران على سبيل المثال (وهذا ما يجب عليك عمله بالفعل أنت وزوجك، فإن لم يستطع زوجك لضيق الوقت فابدئي أنت).
ثم اطرحي قضية كيف يمكن أن نكتسب الأصدقاء في هذا المكان واستمعي لردوده واقتراحاته، ويمكنك أنت أيضا الإدلاء بدلوك وأن تقترحي اقتراحات أخرى شريطة أن يكون ذلك بعد اقتراحاته هو أو على الأقل بعد محاولات منه للتفكير.
واقتراحاتك له يمكن أن تكون: أن نحاول معا التعرف على لغة أهل هذه البلدة من خلال الخروج والتسوق والاحتكاك بالناس بشكل أكبر، أو بمحاولة زيارة بعض الجيران للتعرف عليهم، أو بدعوة بعض هؤلاء الأطفال للعب معه في البيت، أو بشراء بعض الحلوى الرمزية لتوزيعها عليهم... وهكذا يتعلم من صغره عدم الهروب من المشكلات بل السعي لحلها (يمكنك قراءة كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟" لديل كارنيجي؛ فهو كتاب طيب، وكما أنصح الكثيرين عند قراءته أنه لا بد من أن ننفذ منه ما يتناسب مع قيمنا الإسلامية).
وعند لعبه مع الأطفال وقد بدءوا في ضربه فلا تنهري الأطفال بل دعيه يعرف كيف يدافع عن نفسه بنفسه، إلا إذا بلغ ضربهم إياه حد الإيذاء البدني الشديد؛ فيمكن أن تتدخلي لمنع هذا العنف، وحتى عند تدخلك لا بد أن تلاطفي هؤلاء الأولاد ولا تخيفيهم أو تفزعيهم بأن تسأليهم ما فعل لهم عمار؟ وحاولي أن تقربي بينهم. (لمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوع "شجار الصغار كيف يدار؟" للزميلة الدكتورة مي حجازي طُرح على هذه الصفحة)، وكنت أود أن توضحي طبيعة علاقاته في المدرسة بزملاء فصله وبمدرسيه، فيمكنك الاستعانة بمدرسيه ليتعاونوا معك في التقريب بينه وبين أصدقائه بالمدرسة.
5. كما ذكرت في طي رسالتي لك -سيدتي- أن الوالد لا بد أن يكون له دور وتواجد في حياتكم جميعا خاصة مع هذا الوضع الجديد والتنقلات من بلد لآخر، فلا بد أن يمرح مع ابنه في الساعتين التي يقضيهما بالبيت وأن يلعب معه ويصارعه كما يحب الأولاد أن يلعبوا مع آبائهم أحيانا، بل ومن خلال هذا اللعب يعرفه كيف يدافع عن نفسه دون إيذاء للآخرين ويشعره بالأمان والحب والاستقرار الذي يفتقده من كثرة الترحال.
6. أما بالنسبة لعدم تركيزه الآن فلا بد أن تعرفي سيدتي أن العمليات العقلية كلها من تفكير وإدراك وتذكر وانتباه... إلخ تتأثر تأثرا شديدا بالحالة الانفعالية والظروف التي يمر بها الأطفال بل الكبار أيضا، فمتى كانت بيئة التعلم واكتساب الخبرات التربوية مريحة واطمأن الفرد فيها لمكانته الاجتماعية ولتقدير الآخرين له شعر بالأمان والحب والاستقرار؛ الأمر الذي يتيح له فرصة الإنجاز والتعلم بل والإبداع ونموا لمهارات التفكير المختلفة (عليك بالاطلاع على موضوع الذكاء الوجداني للزميلة الأستاذة نيفين عبد الله).
وقبل أن أتركك -سيدتي في رعاية الله- أذكرك مرة أخرى أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر والمثابرة.
وأخيرا أدعو الله أن يعينك ويوفقك، ويسعدنا دائما أن تتواصلي معنا فأرجو أن تفعلي.
ـــــــــــــــــ(104/157)
متاعب التوائم..دفتر يوميات ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاأشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى جهودكم الممتازة سائلين الله عز وجل أن يجزيكم عنها خيرا، أنا أم لأول مرة لتوأمين ولد وبنت عمرهما سنة ونصف.
مشكلتي مع الولد أنه متهور ومندفع وأنه عنيد جدًّا لدرجة أنه يقاوم بشدة خلع ملابسه أو دخوله الحمام أو الخروج منه أو إعطائه الدواء أو حتى إطعامه، وإذا قلت له لا على شيء، فعله مرة أخرى، وإذا عاقبته فعلها مرة أخرى بعد العقاب مباشرة.
حاولتمعه كل شيء، التكلم معه باللين والنزول إلى مستواه والتحدث وعيني في عينه إلى عقابه بحبسه في غرفته 5 دقائق إلى ضربه ضربة خفيفة على يده ولا شيء نافعا.
أما البنت فهي أعند منه، وإذا أرادت شيئا ومنعتها عنه صرخت بشدة وبكت وذهبت إليه غصبا عني مع الإفلات مني بشتى الطرق، وإذا تركتها تبكي تزعجنا لشدة بكائها وصراخها الذي نحس معه أنه سيستمر للأبد؛ فهي لا تتوقف أبدًا عن الصراخ.
كما أنها تستيقظ في الليل حوالي 3 مرات تصرخ بشدة وتعاود النوم بعد أن تشرب ببرونة ماء موضوعة دائما جانب سريرها، ونحن عاجزون أن نعرف ماذا بها؛ فهي لا تشتكي من أي مشاكل عضوية أو مرضية.
والمشكلة أنه حين يلعب الاثنان معا فهما يصرخان كنوع من أنواع اللعب مع بعضهما أو معنا وهما يضحكان؛ وهو ما يجعلني أنا والخادمة في سعي دءوب لمحاولة إسكاتهما؛ لأن زوجي يريد بيتا هادئا ويصل به الأمر أحيانا إلى مغادرة المنزل طلبا للهدوء.
وبالنسبة للتكلم فهما لا ينطقان إلا بعض كلمات مثل "ماما وبابا وتيتة وديدو وجدو"، وأحيانا ينطقون كلمات أخرى مثل بوي ستار، ولكنها لا تتكرر مرة أخرى، أرجوكم صفوا لي العلاج؛ لأني أحس وأنه بدلا من أن أعيش حياة هادئة مستقرة أعاني متاعب يومية، وجزاكم الله كل خير.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
الاستاذة سها السمان ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي الفاضلة جزاك الله خيرا على إشراكنا معك في حياتك، ووفقك الله إلى ما فيه الخير.
قبل أن أجيب عن استشارتك أريد فقط أن تجيبيني أنت على بعض الأسئلة والتي من خلالها إن شاء الله أستطيع مساعدتك في المشكلة؛ لأنني أرى أن مشاكل أولادك ستكون نتيجة لأشياء تحدث لهم في حياتهم، إما نتيجة للأكل أو التعامل والتربية، وها هي الأسئلة التي أريدك أن تجيبيني عليها وبكل تفصيل وصراحة:
1- هل يجلس الأطفال معك طوال الوقت أممع المربية؟ وإن كانوا يجلسون مع المربية فهل تشاهدين كيفية معاملة المربية معهم طوال الوقت أم تتركيهم لوحدهم؟ ومن فضلك اكتبي ليكل شيء يحدث معهم.
2- أرجوأن تكتبي لي تعريفا بسيطا عن شخصية المربية طباعها وأسلوبها حتى معك أنت.
3- طعام الأطفال هل يكون منعمل البيت أم من الوجبات الجاهزة؟.
4- هل يتناول الأطفال حلوى أو شاياأو أكلا به نسبة عالية من السكريات؟.
5- حال الأطفال مع أقاربهم وكم مرة تتزاورونمع الأجداد؟.
6- هل تقومين أنت ووالدهم باللعب معهم؟
ـــــــــــــــــ(104/158)
تفعيل دور الأمهات في المدارس.. وجع آخر ... العنوان
السادة الأفاضل، السيدة الفضلى الأستاذة عزة تهامي، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، أولا بادئ ذي بدء سيدتي الكريمة أتوجه لك دائما بخالص الشكر والامتنان على حسن متابعتك وترحيبك الدائم بنا وجهودك الوافرة والتي حقا أحسبها خالصة لوجه الله تعالى.
لقد أرسلت هذه الرسالة في الأسبوع الماضي، إلا أنني أعتقد أنها لم تصل؛ لأنه لم يصلني ما يؤكد وصولها مثلما يحدث في كل مرة، فسواء وصلت رسالتي أم لم تصل فاسمحي لي بإعادة إرسالها مرة أخرى.
بالنسبة -سيدتي العزيزة- لردك على استشارتي "رسائل حب في الصف الثالث الابتدائي" فقد فهمت وأدركت ما تفضلت -سيدتي- بتوضيحه بشكل وافٍ، وبالرغم من صعوبة تنفيذ بعض المقترحات التي تفضلت مشكورة باقتراحها والتي تتعلق بزميلة ابنتي، وذلك لعوامل وظروف ستتضح لك سيدتي عما قليل، فإنني سأحاول بذل ما في وسعى.
أما فيما يخص الاستشارة التي أحلتني إليها "خطوات لتفعيل دور الأمهات في المدارس" فقد حلمت سيدتي وما زلت أحلم حتى الآن بنفس حلمك، ولكن وبكل أسف كل الظروف غير معينة، واسمحي لي -أستاذتي- أن أعرض عليك الآتي:
أولا: في بداية العام أرسلت المدرسة لكل أولياء الأمور للحضور لانتخاب مجلس الآباء وليس الأمهات -وهذه أول عقبة- فقد رفضت الإدارة تشكيل مجلس للأمهات؛ لأنهن من وجهة نظر المديرة (التي تقوم بإدارة هذه المدرسة لأول مرة فهي منقولة من مدرسة أخرى بالترقية) غير قادرات على المشاركة الفعالة، والمشاركة من وجهة نظرها للأسف هي المساهمات المادية فقط، هذا ما كان واضحًا جليًّا من خلال كلمتها التي توجهت بها إلى الحاضرين والتي كانت منصبة على ما تحتاجه المدرسة من تجديدات ومظلات وتوفير أجور لعمال حراسة للمدرسة... إلخ.
ثانيا: إن هذا الاجتماع كان مجرد شكليات فقد تم اختيار الآباء الذين سيمثلون المجلس من قبل انعقاد هذا الاجتماع، وذلك أيضا لأسباب مادية، وبذلك لم تتح لدينا الفرصة للقيام بما نريد تحقيقه من خلال ذلك.
ثالثا: الإدارة ترفض أو لا ترحب بالزيارات التي نقوم بها للمدرسة للاطمئنان على أبنائنا من الناحية التعليمية والأخلاقية والتعاون مع مدرسيهم في معالجة أي خلل تعليمي أو أخلاقي، مع العلم أن هذه الزيارات ليست بالكثيرة أو المتكررة وتكون عادة في وقت "الفسحة" كما حددت المدرسة من قبل، أي إن الأمر لا يكون فيه أي تعطيل للمعلمين عن عملهم؛ وهو ما لا يتيح لدينا أي فرصة للمشاركة وكأن المدرسة منفصلة في دورها عن المنزل ولكل دوره المنفصل عن الآخر.
رابعا: حتى الإخصائية الاجتماعية ليس لديها -وبكل أسف- أي وعي تربوي وتعتبر أن أي مقترحات تقدم من قبل بعض المعلمات القلائل في المدرسة أو بعض الأمهات ما هي إلا تضييع لوقتها وليس لديها الاستعداد للمشاركة في أي شيء حتى الحالات التي تحتاج منها لتدخل فإنها لا تقدم لها أي شيء.. فمع من نتحدث؟ معالعلم أن هذه المدرسة حكومية -ليست خاصة- ويفترض أنها من أوائل المدارس على مستوى المحافظة ولها سمعتها الجيدة.
سيدتي الكريمة، تقبلي مني كل الحب والتقدير وإلى لقاء آخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
تعليمي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أشكرك-سيدتي- على حسن الظن بي وأسأله تعالى أن يجعلني أفضل مما يُظن بي وأن يغفر لي ما لا يُعلم عني، وأن يعيننا وإياك على أن نجدد العهد معه دائما.
واسمحي لي بداية أن أحييك على ما تبذلين من جهد مع ابنتك ولتهيئة البيئة المناسبة لتربيتها، لكن أريد أن أتوجه إليك -سيدتي- بسؤال سيتوقف عليه ردي على استشارتك:
هل ما تريدينه وتسعين إليه هو إصلاح أمر ابنتك وتربيتها ومحاولة تهيئة الجو المناسب لها بالمدرسة، أم الهدف هو الحرص على تعليم وتربية ابنتك وأبناء الآخرين في مؤسسة تربوية تعي دورها التربوي وأثره على المجتمع؟.
فإن كان هدفك هو الاختيار الأول فلن يلومك أحد وليس عليك -والحالة هذه- إلا أن تقتصري على محاولات بناء علاقة طيبة مع إدارة المدرسة ومع مدرسي ابنتك بحيث يكون لديك الفرصة للحديث معهم في كل مشكلة تقابلك، وحينئذ فأنت رهن الحالة المزاجية لمن تتحدثين معه من المسئولين بالمدرسة، إن شاء نفذ لك ما تطلبين وإن شاء تجاهل وتغافل، وحتى حينما ينفذ ما تطلبين فإن ذلك سيكون تفضلا منه أو هكذا سيشعرك، ولن يكون أبدا حقا من حقوق الآباء بالمدرسة.
أما إذا كان هدفك هو الاختيار الثاني فسيكون عليك عبء آخر بجانب محاولة بناء علاقة جيدة مع إدارة المدرسة والمدرسين، وأنت في النهاية سيدة القرار بحسب ما تحددين هدفك ولكن لتعلمي في حالة الاختيار الثاني سيكلفك الأمر مزيدا من الجهد ومزيدا من قوة الإرادة والصبر.
واسمحي لي أولا وقبل كل شيء أن أُجلي لبسا حدث بالاستشارة السابقة، فعندما اقترحت عليك -سيدتي- قراءة "خطوات لتفعيل دور الأمهات في المدارس" لم يخطر ببالي للحظة أن تطالبي المدرسة بأن يكون هناك مجلس للأمهات؛ فهذه الاستشارة كانت لبيئة عربية أخرى تقوم بعض مدارسها على الفصل بين الجنسين في اختيار طلابها وفي العاملين بها وحتى في المتبرعين والمتطوعين بالعمل بها، أما نحن بمصر فليس لدينا هذا الفصل؛ ولذا فدائما مجالس الآباء تضم الآباء والأمهات على حد سواء.
أماإذا كنت تقصدين أن ناظرة المدرسة قررت قصر مجلس الآباء على الآباء (أي الرجال فقط) فهذا ليس من حقها قانونا. كماأنه ليس من حقها وليس قانونيا أيضا أن يتم اختيار أعضاء المجلس قبل انتخابات مجلس الآباء بالجمعية العمومية، وليس هذا من الشكليات كما ذكرت هي، ولذا أنصحك أن:
"تتقدمي بشكوى في بداية العام الدراسي الجديد (غير موقعة حتى لا تقوم المديرة باضطهاد ابنتك بالمدرسة) موجهة إلى مدير الإدارة التعليمية تشرحين فيها ما تجدينه من تجاوزات فيما يتعلق بمجلس الآباء، وفي الوقت نفسه وخلال الشهور المتبقية من هذا العام تحاولين تشجيع المخلصات من الأمهات على أن يتقدمن لترشيح أنفسهن بمجلس الآباء الأعوام القادمة وأنت بالطبع على رأسهن.
أعلم تماما أن هذا ربما يجر عليك (وجع الدماغ) لكن -كما سبق أن ذكرت لك في بداية الرسالة- الأمر يتوقف على هدفك الذي تبغين تحقيقه، كما يتوقف على مدى قدرتك أنت ومجموعة الأمهات معك على التصدي لمثل هذه النماذج التي أصبحت تسيطر على عالمنا نتيجة أن الجميع قد استسلم، إما لأنه لا يريد أن يتعب نفسه أو من باب (ابعد عن الشر وغني له) أو ليأسه من أن أحدا سينصره أو يجيب مطالبه، وأظن أن كل ما نعاني منه اليوم هو جراء هذه الفلسفة التي نالت منا فآن الأوان لتغيرها حتى لو كلفنا هذا بعض التضحيات.
ـــــــــــــــــ(104/159)
لعب الأطفال الجنسي ليس اضطرابا ولا جريمة! ... العنوان
لدى ابني الكبير ذو العشر سنين اضطرابات جنسية، حيث تحرش بأخته 8 سنوات وأخيه 5 سنوات عدة مرات بخلع ملابسهم ولمسهم... وقد استعملت كل أساليب التربية المعروفة من إرشاد ونصح وضرب وعقاب والفصل بينه وبين أخوته في النوم.
ماذا أفعل أنا في حيرة وخوف على مستقبل ابني؟ ماذا أفعل انصحوني بأسرع وقت أكاد أن أجن؟
... السؤال
عالم المراهقة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على صفحتنا معا نربي أبناءنا، وأول ما أطلبه منك هو تهدئة الانفعالات فأنت تتكلم عن تصرفات طفل سنه عشر سنوات، فلا داعي لحيرة ولا لخوف على مستقبل الولد، من ماذا أصلا هل من أن لدى الولد اهتمامات جنسية في هذه السن؟
إن من الطبيعي والصحي بل ومن العادي والمألوف أن تكونَ لدى الأطفال اهتمامات جنسية وهي نوع من الفضول مثلها مثل أي فضول، وكذلك من الطبيعي أن يكونَ بين الأطفال لعبٌ جنسي!، ومعظمه يحدثُ بعيدا عن عيون الكبار، ومرةً يسمونه "عروس وعريس" ومرة "لعبة الطبيب والمريض" ومرة "لعبة الأسرة"، وما تصفه من أن الولد يخلع أو يكشف ملابس إخوته ويلمسهم ولم تحدد حتى ماذا يلمس من أجسادهم يجعلنا نخمن أنه كان يلعب لعبة الطبيب والمريض أولعبة الأسرة، ومعنى هذا أنك:
أولا: فسرت اللعب الجنسي بين ابنك وأخته بأنه تحرش جنسي وهو ليس كذلك؛ لأن كلاهما لم يبلغ الحلم، وإن كان كبر الفارق السني بينه وبين أخيه الأصغر بخمس سنوات قد يمثلُ نوعا من أبسط أنواع التحرش، ولعله راجع لما أخمن أنه حدث من شدة تضييقك عليه في علاقته بأخته.
ثانيا: بالغت في تضخيم دلالة ما حدث فرأيت فيه ما أوصلك لا فقط إلى ما يجب من توضيح ونصح وإرشاد وتفريق في المضاجع باعتبار الكبير قد بلغ تلك السن عشر سنين كما نعرف من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو بن العاص: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أحمد، وأبو داود وصححه الألباني، وإنما أوصلك إلى العقاب الذي نسأل الله ألا يكونَ قاسيا ولا مفرطا ولا متكررا؛ لأنه يمكنُ أن يثبتَ ما قد يكونُ عابرا من سلوكيات الطفل، بمعنى أن السلوك الذي يثير اهتماما مفرطا من الأهل ولو حتى في صورة الزجر والنهر والعقاب هو سلوك مرشح للتكرار!
أما أن يصل الأمر معك إلى حد وصف حالك بأنك تكاد تجن فمدعاة للقلق، لا بسبب ما يفعل الولد وإنما بسبب تقييمك المفرط للخطر الذي تراه يتهددُ مستقبل ابنك، وإذا نظرنا إلى ذلك على خلفية أنك تعيش بلا زوجة مع بنتٍ وولدين أصغرهم في الخامسة من عمره فإننا نستشعرُ خطرًا أكبر على قدرتك على الأداء بشكل طيب في تربية الأولاد بمفردك، وأنصح بأن تستخير وتستشير، فما ذكرته كله ليس في الأصل مؤشر خطر بشرط أن نحسن التعامل معه ولا نكونُ كما فعلت تلك المدرسة التي يصف سلوكها الشاعر في قصيدة لعبة الزوجين .
وفي نفس الوقت أنصح بأن تفكر وربما تبحث دونما جلبة قدر الإمكان، عن ما إذا كان الولد يتعرض لشكلٍ ما من أشكال المثيرات الجنسية أو ربما يتعرض هو نفسه للتحرش، وهذا ما قد يفسر تكراره إن كان فعلا قد كرر أو عدم استجابته لنصحك وتهديدك ووعيدك وهو ما لست واثقا منه أنا، المهم أنني أريدك أن تدرك جيدا أن الولد لم يبلغ الحلم بعد وواجبنا هو النصح والإرشاد والتفريق في المضاجع لا العقاب، بل إن الضرب الذي أوصى به سيد الخلق كان خاصا بالصلاة وعند سن عشر سنوات، كذلك فإن الولد ليس بالتأكيد جانيا بل قد يكونُ ضحية علينا مساندته ومساعدته في التخلص مما يواجه من ضغوط أو أعباء، لعلها تكون أعباء الاقتراب من المراهقة.
نصيحتي الأخيرة لك هي أن تسارع بالقراءة في مبحث التربية الجنسية للأطفال، وسأعطيك بعضا من الروابط التي أحسبها إن شاء الله ستفيدك كثيرا.
ـــــــــــــــــ(104/160)
... الاسم ...
5 قواعد للتعامل مع مشاكل الأطفال السلوكية ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا مشكلتي أني لا أعرف كيف أتعامل مع ابني خاصة أنه في هذا العمر لا يعرف ما المطلوب منه فابني كثير الحركة ويخرب كل شيء وعنيد ولا أعرف كيف أتعامل معه بالكلام أو بالضرب الخفيف فأنا أراه لا يفهمني عندما أكلمه وأنا ليس لدي خبرة في مجال التربية، بالإضافة إلى أنه لا ينام بسرعة يبكي كثيراً قبل أن ينام ويستيقظ كثيراً في الليل بالرغم أنه يكون نظيف وشبعان.
فأرجوكم ساعدوني في اختيار الأساليب الصحيحة في التعامل معه وكيف أجعله هادئ ومطيع.
فأنا والله حائرة لأني أريد أن أربي طفلي تربية صحيحة من البداية . (وجزاكم الله خيراً).
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مرحباً بكم أيتها الأخت الفاضلة؛ أم الطفل الصغير الحبيب؛ جعله الله سبحانه، قرة عين لكما. وشكر الله لكِ هذه الرغبة الطيبة والنية الحسنة في تنشئة جيل منشود يقر به عيون والديه، وينفع أمته، وجعلنا الله جميعاً ممن حاولوا معاً، واجتهدوا معاً، في تحقيق هذا الهدف الغالي المنشود، وتعاونوا معاً على البر والتقوى.
أما عن مشكلة الصغير الحبيب؛ الذي لم تذكري كم عمره؛ وهذا ما جعلني حائراً في تحديد شخصيته؛ ومرحلته العمرية؛ وبالتالي الحكم على سلوكياته...
وعلى كل حال؛ فقد اجتهدت في تحليل كل ما يقلقك تجاهه؛ فوجدته يدور حول (4) سلوكيات تربوية مقلقة لكِ:
1-الحركة الزائدة.
2-العناد.
3-عدم التواصل بينكما.
4-مشكلة النوم والأرق.
أولا: بداية أذكرك وكل الأحبة القراء من الآباء والأمهات؛ بـ( خماسية القواعد الذهبية للتعامل مع مشاكل الأطفال السلوكية والتربوية):
1-إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال؛ قد يكون مجرد سلوك طبيعي لمن هم في مثل سنه؛ أي قد يكون سمة وصفة لمرحلته العمرية إن نحن درسناها وفهمناها.
2-إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال؛ قد يكون مجرد رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهة.
3-إن أي سلوك غير سوى عند الأطفال؛ قد يكون مجرد مخرج للهروب من واقع نفسي أو أسري أو بيئي يواجهه.
4-إن أي سلوك غير سوى عند الأطفال؛ قد يكون مجرد طريقة أو وسيلة دفاعية تجاه تعامل الآخر معه.
5-إن أي سلوك غير سوى عند الأطفال؛ قد يكون مجرد سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
ثانياً: فلنفتش معكِ عن طريقة مثالية أو منهجية مرتبة للتعامل مع ما يقلقكِ من الصغير الغالي.
أولاً: فهم المرحلة السنية للطفل فقد يكون كل ما يقلقكِ ما هو إلا سمات سوية وصفات طبيعية لمن هم في مثل سن الحبيب الغالي.
وللأسف لم تذكري كم عمره.
ثانيا: محاولة الرقي بأنفسنا لنحسن التعامل معه وذلك بمحاولة إشباع وتوفير احتياجاته النفسية.
ولكننا لعدم معرفتنا لمرحلته السنية؛ فسنذكر أهم وأبرز الاحتياجات العامة للأطفال؛ والتي تحتاج من الوالدين إلى إشباعها:
(1)الحب؛ من كل المحيطين.
(2)التقدير؛ على أي عمل أو قول أو حركة.
(3)الدعم الإيجابي؛ بالتشجيع والمكافأة والثناء والمدح.
(4)اللعب والترفيه والترويح.
(5)الانتماء؛ أي الشعور بالدفء الأسري والإغداق بالحنان الوالدي.
(6)التوجيه؛ وتفهيمه الصواب والخطأ بهدوء؛ واستعمال معايير ثابتة للثواب والعقاب.
(7)الحرية؛ بعدم التضييق المادي والمعنوي.
(8)الأمن والطمأنينة؛ بأن نشعره أننا معه وحوله ونحيطه بالعناية والرعاية والحب، دون إسراف.
(9)التقدير الذاتي؛ واستشعار أن له كيان واستقلالية ودور في الحياة، فنحترم رأيه ونسمع له.
ثالثا: معرفة الأسباب الوالدية التربوية الخاطئة؛ والتي أفرزت هذه السلوكيات التربوية عند هذا الحبيب الصغير.
وذلك إذا تحققنا أن سلوكياته غير سوية؛ وليست سمات مرحلته السنية، وليست من ضمن خصائص مرحلته العمرية.
وفي حالتنا هذه مع هذا الصغير الغالي؛ نستطيع أن نقول إن هنالك بعض الأخطاء التربوية تجاهه:
1-عدم فهم الوالدين لسمات المرحلة السنية التي يمر بها؛ وليتك ذكرت كم عمره حتى نخبرك بأهم سمات وخصائص مرحلته السنية.
وذلك قد يكون لقلة خبرة الوالدين.
2-عدم تلبية احتياجات الطفل؛ في هذه المرحلة غير المعروفة لنا.
وذلكقد يعود لجهل الوالدين باحتياجاته؛ أو لانشغالهم سواء بالعمل أو بأي أمر غير شؤون الطفل.
3-القصور التربوي الوالدي؛ في كيفية وفن أو مهارة التعامل مع (المعارك أو الصراعات الثلاث الخالدة في حياة الطفل؛ وهي النوم والمائدة وقضاء الحاجة).
وقد سبق لنا الحديث عن هذه الصراعات خاصة النوم في استشارات لنا سابقة، نرجو الرجوع إليها.
رابعاً: أما عن محاولة الوقاية وعلاج مشاكل هذا الحبيب الصغير:
1-ضرورة فهم الوالدين لمرحلة الطفل وسماته وخصائصه.
2-محاولة إشباع احتياجاته التي أوردناها.
3- كيف يدير الوالدان صراع أو معركة النوم الخالد معه؟
سأتناول معك بإيجاز منعاً للتكرار؛ قضية (ولدي... وصراع النوم الخالد!!؟)؛
ولنجعل الرد منهجيًّا، وفي نقاط؛ على هيئة أسئلة منهجية بسيطة، وبإجابات أبسط:
1-ماذا عن مدة النوم؟
-الطفل حديث الولادة: ينام كل يومه، ولا يستيقظ إلا وقت الرضاعة. لذا يجب إيقاظه بلطف وقت الرضاعة. ولا يجب تركه لينام دون الرضاعة؛ فإن الغذاء أفيد له من النوم وقتها.
-من الشهر الثاني إلى السادس: ينام (20) ساعة يومياً. ثم تقل تدريجياً.
-من الشهر السادس إلى الثاني عشر: ينام من الساعة (6) مساء إلى الساعة (6) صباحاً، ثم ينام ساعتين صباحاً، وساعتين بعد الظهر.
-وفي خلال السنة الرابعة والخامسة: ينام من (10-12) ساعة.
-ومن عمر السادسة إلى العاشرة: ينام من (10-11) ساعة.
-ومن عمر (13-16) سنة: يجب ألا تقل مدة النوم عن (9) ساعات يومياً.
2-كيف السبيل إلى النوم الهادئ؟
-عوديه منذ صغره على النوم من (6) مساء إلى (6) صباحاً، دون انقطاع إلا لرضعة الساعة (9) أو (10) مساء.
-اجعلي الحجرة هادئة، ومظلمة، أو مغلقة النوافذ، وبعيدة عن الضوضاء.
-ضعي تحت رأسه وسادة لراحته.
-لا تحاولي تغيير نظام أو موعد نومه إلا للظروف القاهرة.
-حافظي على نظافة فراشه قبل النوم، وكذلك ثيابه جافة؛ واسعة صيفاً، دافئة شتاءاً.
-أشعريه بالأمان؛ فلا تقصي القصص المرعبة، ولا تجعليه يشاهد المناظر التليفزيونية العنيفة قبل نومه.
-حاولي تطبيق هديه صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو:
أ-النوم على الشق الأيمن.
ب-وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن.
ج-اقرئي أذكار النوم؛ خاصة المعوذات وانفثي في يديك، وامسحي بهما جسده كله.
والأذكار معروفة ومشهورة، وتستطيعي الحصول عليها من أي كتاب للأذكار.
د-أما إذا كان ولدك كبيراً ويستطيع قراءة الذكر بنفسه يكن أفضل.
3-ما هي أسباب الأرق عند الأطفال؟
وتنقسم الأسباب إلى أسباب مرضية وغير مرضية.
أولاً: الأسباب غير المرضية:
-الإضاءة المتوهجة أو الشديدة بالغرفة.
-الحشرات.
-الملابس الضيقة.
-الملابس المبتلة.
-الغطاء الصيفي الثقيل.
-الغطاء الشتوي الخفيف.
-الجوع.
-الأشياء المزعجة والغريبة بالملابس والفراش، مثل الدبابيس.
ثانياً: الأسباب المرضية:
-المرض العضوي: وما يسببه من آلام أو حمى.
-المغص: نتيجة الجوع أو عسر الهضم الذي سببه عدم انتظام الرضاعة.
-الطفل العصبي: الذي يرث ذلك من والدين عصبيين سريعي الانفعال.
-التوتر النفسي: والذي ينتج عن محاولة تنويم الطفل دون تدرج فيؤخذ من نشوة اللعب أو مشاهدة لعبة مسلية، إلى النوم فجأة وبأوامر يراها ظالمة.
-الكوابيس المزعجة: وهي غالباً ما تصيب الأطفال العصبيين والمتوترين نفسياً، وفي العائلات العصبية، والعائلات ذات المشاكل الاجتماعية والنفسية. وهي تحدث للطفل دون الثالثة من العمر، وتزيد بين (3-8) سنوات، وتندر بعد (12) سنة. فيصحو الطفل من نومه خائفاً صارخاً. وإذا سئل عما يخيفه، أجاب بأنه لا يعرف، أو أنه رأى حيوانات كبيرة مخيفة، وقد يظن أمه الواقفة بجواره حيواناً كاسراً يهاجمه. وقد يفلح من حوله في تهدئته فينام ثانية. ويندر أن يتكرر الكابوس في نفس الليلة.
4-ما هو علاج الأرق(Insomnia)؟
ولعلاج الأرق، نتبع هذه المنهجية:
1-نطبق ما ذكرناه في فقرة: (2-السبيل إلى النوم الهادئ).
2-نعالج السبب غير المرضي.
3-نعالج السبب المرضي:
- نعالج الأمراض خاصة الحمى والمغص.
- الطفل العصبي:
الطريقة الأولى: بالنسبة للطفل الذي لا يجدي معه المحايلة، قد تلجأ الأم إلى وضعه في السرير وتتركه ولا تأبه بصراخه. وتضع في حسابها أنها إذا ضعفت أمام دموعه وصراخه، وحنت إليه فستخسر معركة النوم للأبد وسيستمرئ الطفل طريقته الصراخية الدموعية، وسيطبقها في كل معاركة الأخرى. أما إذا كانت الأم قوية الإرادة فستستمر في تجاهل هذا الصارخ الباكي، وسيسكت في النهاية، وسيعلم أن طريقته هذه فاشلة وسيرضخ وينام، وتنتصر الأم. وستتطبق هذا الأسلوب أمام رغباته الكثيرة والمنوعة.
الطريقة الثانية: وهي الأكثر رفقاً. فتطفئ الأم الأنوار، وتجلس بجواره تهدهده وتغني له أو تقص عليه بعض القصص المحببة إليه. وتتجاهل بكاءه. وبالنسبة للطفل الكبير، تظل بالغرفة وتتجاهل تصرفاته منشغلة ببعض الأمور وتتعمد أن تحدثه في أمور أخرى حياتيه مثل ما حدث اليوم، وما سيفعلوه غداً.
والمنتصر فيهما سيفرض طريقته في النهاية.
والمهم هو الموقعة أو الجولة الأولى في صراع النوم الخالد.
- الكابوس الليلي:
أ-تجنبي الإكثار من كمية وجبة العشاء؛ فالمعدة الممتلئة من أهم مسببات الكابوس.
ب-قللي من النشويات والخضر.
ج-استشيري طبيبك لتنفيذ الآتي:
-إعطاء الطفل بعض المسكنات قبل الذهاب للفراش.
-علاج الأسباب العضوية غير الجراحية؛ مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، أو ارتجاع المريء.
-علاج الأسباب العضوية الجراحية؛ مثل تضخم اللوزتين، أو اللحمية أو زوائد الأنف الخلفية
-علاج المسببات النفسية والعائلية كالتوتر والمشاكل الحياتية الاجتماعية.
4-ولا تنس دوماً هذا الركن العظيم في التعامل مع مشاكل الأبناء؛ وهو سلاح الدعاء:
-خاصة أدعية الشفاء.
-ولا تنس دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان 74]
فسيشفيه ويعافيه الحق سبحانه الشافي المعافي، وسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديه ولأمته، وسيكون للمتقين إماماً؛ علمياً وخلقياً وسلوكياً.
وأخيراً؛...
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز (إسلام أون لاين)؛ قسم (معاً نربي أبناءنا) وتابعينا بأخبارك.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ـــــــــــــــــ(104/161)
عدم التركيز..استفسار على السؤال- متابعة ... العنوان
الأخت عزه تهامي المحترمة،
في البداية اسمحي لي أن أتقدم لك بالشكر الخاص ولكم بالشكر العام لما تولونه من اهتمام بكافه المسلمين وغير المسلمين وكافه الناس في العالم.
لقد قرأت ردكم الكريم على استشارتي السابقة المعنونة بـ: عدم التركيز.. استفسار على السؤال
وبالنسبة للاستفسارات التي طلبتها بخصوص ابني عمر فإنني أجيب عليها حسب الرقم:
ا. عمر يبلغ من العمر (7) سنين وهو في الصف الثاني وهو لا يتكلم تقريبا مع أخته ياسمين.
2. بالنسبة لعدم تركيزه هو من يتحكم بذلك، فمثلا إذا كان يدرس فهو مستعد أن يتشتت بأي وقت وأي ثانية والعكس صحيح؛ فمثلا في بعض الأحيان ينهي ما عليه من واجبات خلال ساعة وبعضها الآخر مستعد أن يجلس كل النهار لإتمامها وفي كثير من الأحيان لا ينهيها.
في الآونة الأخيرة قررت أن أحضر له أستاذا للغة العربية للتوصل إلى حقيقة الوضع فاكتشفت أنه مع الأستاذ ملتزم كليا ولكن معي حسب المزاج.. في المدرسة أتابع مع المدرسات وأطلب منهم المساعدة فيقولون لي هذه قدرته على الدراسة فلا تطلبي الأكثر علما أنه الأول في الرياضيات ولكن درجاته في حدود السبعين في العربي.
تعامله مع الناس فوق الرائع فهو مساعد ذو خلق عال جدا مؤدب وجميل جدا؛ فمثلا في يوم ذهبنا إلى السوق فلم أجده وإذا به يمسك بيد سيدة عجوز ليوصلها للمكان الذي تذهب إليه علما بأنه لا يعرفها، هنا أنوه بأنني أرسخ فيهم هذه الأمور كالمساعدة والحب والعطف وعلما بأنني لي والدي العجوز الذي يبلغ من العمر 89 سنة وأنا من يذهب ويقوم بواجبه وهم يساعدوني.
في حال طرح عليه سؤال إذا كان يعرفه فإنه يجيب فورا من غير تردد وإذا لم يكن يجد له مخرجا وإذا قصصت له قصه يستمع لها بكل حواسه ومشاعره ويعطي أمثله فورا من واقع حياته.. يحاول المقاطعة لإعطاء معلومات متطابقة مع القصة التي أسرد له لكن يا ويلي إذا أخته سبقته وأجابت قبله فإنه يصرخ ويحاول إسكاتها.
في المساء بسبب البرد اتفقنا أن ننام نحن الأربعة على سريري أنا وأخواته الاثنتان وهو، طبعا نامت أخته 3 سنين بجواري بالضبط وهو وياسمين. في الوقت الذي قامت فيه أخته الصغرى من جنبي هجم فورا لينام بقربي فصارت تبكي ورغبت في الرجوع إلى جانبي وياسمين قالت له دعني أنام بالقرب من ماما فأنا لم أفعل منذ مدة لكنه لم يسمح للاثنتين وقال أنا أريد أن أحضن ماما وتحاشيا للصراخ والبكاء نام بقربي وياسمين بجانبه وأخته الصغرى بجانبي من الجهة الأخرى.
3. بالنسبة لدواء نقص الأوكسجين فهو ما زال يأخذه بجرعات معينه 3سم في الصباح و7سم في الليل وقارب على الانتهاء بإذن الله من العلاج في تاريخ 18/3/2006 حيث سنباشر تخفيف الجرعات لإيقافه نهائيا.
بالنسبة لهذا الموضوع فإنني أحب أن أشرح أكثر، حين أنجبت التوأم كان ذلك بعمليه قيصريه كانت بالبيت ممتازة ولا يوجد أي مشاكل لكن هو لاحظت عليه بأنه ازرق ويخرج ماء من فمه طوال الليل فنادينا الدكتور المختص فقام بشفط الماء من معدته أو ما شابه لا أدري ماذا فعل. من ثم تعرض للاصفرار ووضع في الحاضنة لمده 22 يوما.
وكنت ألاحظ بأنه في بعض الأحيان يصاب برعشة كرعشة البرد السريعة، مع الأيام وبعد أن صار يكبر صارت تتكرر الأمور فنصحني والدي أن أتوجه إلى طبيب أعصاب للاستفسار وتم إهمال الموضوع لأنه كان كل حين وحين يتكرر.
حين كنت حاملا في أخته الصغيرة وكان عمره 4 سنوات تكررت معه كانت أختي تحمل كاميرا فيديو فصورناه وقلت لها بأن تستشير طبيبا لديهم في فلسطين لمعرفه الموضوع.
بقيت أختي لدينا لغاية ما أنجبت ابنتي وسافرت. وبعد مدة توجهت لطبيب أطفال متخصص بالأعصاب فقال لها إنه نوع من أنواع مرض الصرع الخفيفة هكذا يقول ويجب أن يتم علاجه فورا، طبعا جننت حين بلغتني ومت من الخوف عليه فأنا لا أتحمل ذلك لغريب فكيف لابني، وهنا أكد الطبيب بعدم "نرفزته" وعدم التجادل معه أو إيصاله لمرحله العصبية لأن ذلك كله يؤثر عليه ويزيد من وجود الشحنات الكهربائية في دماغه.
طبعا هو لا يعاني من الموضوع بشكل دائم لكن كل حين وآخر كانت تحصل معه. فتم وصف الدواء الذي ذكرته لحضرتك الديبالبت ليأخذ الجرعات التي ذكرتها وكان سنه 4 سنين ونصف واستمر لغاية الآن طبعا هو مستجيب كليا للعلاج ونحن دائمين المراجعة مع الطبيب والأمور تمام لكن أنت تعرفين منذ تلك اللحظة أصبحنا نعامله معاملة خاصة. لا ننكد عليه ولا نزعله وأوليناه اهتماما زائدا عن أخواته.
لكن في الوقت الحالي فنحن عاديون جدا مع الجميع نعامل الكل بالمثل باستثناء الصغيرة لأنها لها حركات بريئة جدا. طبعا أنا لا أشعره بشيء ولا أبوه وفهمناه بأن الدواء فقط لكي ينمو ويطول.
4. في بعض الأحيان أضطر للمقارنة بينه وبين أخته حين أصل إلى مرحلة اليأس من تدريسه وحين يصبح عديم الاستجابة لما أطلبه منه.
5. نحن لا نضرب إلا نادرا فأنا دائمة الحوار مع أولادي وأحاول خلق نقاش وحوار
دائم بيني وبينهم وآخذ رأيهم في كل شيء في حياتنا حتى إننا مجددا قمنا بشراء بيت فاستشرتهم في ذلك وأخذتهم إلى المنزل ليقيموه معي ومع والدهم.
وحين يصل مع أبيه إلى الضرب أتدخل فورا خوفا من أن يقوم بأي تصرف رهيب فأنا بدوري أحاول العقاب بطرق أخرى, فمثلا في الفترة الأخيرة قمت ووالده بدراسة نوع عقاب جديد وطبقناه عليه وعلى أخته وهو حين يذنب ننزل لمستواهم الطولي أي نقصر أنفسنا لكي نحدق بأعينهم ونطلب منهم الذهاب كل إلى غرفته لحين الاعتراف والإقرار بأنهم مذنبون ولحين قدومهم والاعتذار عما بدر منهم.
6. نحن نشكل في مواضيعنا دائما ونمتعهم ونأخذهم الأماكن التي يحبونها حتى إننا نلغي حياتنا في كثير من الأحيان ولكن كل الأمور كوم وعندما نأتي إلى الدراسة عنده كوم آخر. بحسب ما إذا كان راغبا ذلك اليوم أم لا؟
إننا نحاول دائما أن نوجههم إلى ما يحبون لكن من الصعب أن تحددي ما يرغبون فيه كل الأحيان. إنني أشفق عليهم وعلى ما مروا به من ظروف في فلسطين ودائما أدعو ربي بأن يعطيني ما تيسر لكي لا أقصر معهم فأنا لا أرى حياتي من غيرهم أبدا. شكرا لك وكل التحيات والدعاء لكم.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
اسمحي لي أن ألقبك بالسيدة المناضلة لا لأنك من أرض النضال والكفاح فلسطين العزيزة على قلب كل مسلم فحسب، بل لأنك أيضا أما مناضلة تسعى سعيا حثيثا لأن تنشئ أبناءها تنشئة صالحة رغم كل الظروف المحيطة، فأعانك الله وثبتك على الخطى، ولكن كما لمحت في طي رسالتك هذا العزم وهذه الروح المقاتلة لتَعْبُري بأبنائك مصاعب التربية، لمحت أيضا وقرأت بين السطور الخوف والإشفاق الشديدين والرغبة الملحة لحماية زائدة للأبناء، وحرصا شديدا على أن تجاب لهم مطالبهم.
ومن هنا أبدأ رسالتي معك -سيدتي- فنحن كأمهات وآباء -مهما كانت الظروف التي نعيشها هنيئة أم مريرة.. عصيبة أم يسيرة.. سراء أم ضراء- لا يجب علينا أن نلبي رغبات أبنائنا دائما حتى لا يحرموا من شيء في ظننا أو نشعر بالخوف الشديد عليهم، وذلك لأننا ببساطة نربي أبناءنا للحياة التي لن تكون معهم بمثل سخائنا وعطائنا وشفقتنا، ليشقوا صخور الصعب بسواعدهم لا بسواعدنا، نربيهم ليتحملوا المسؤولية وليعتمدوا على أنفسهم فضلا عن تحملهم مسؤولية نهضة هذه الأمة.
وتعالي لنجعل هذا الكلام عمليا فعليك سيدتي:
1. ألا تلغي حياتك أنت وزوجك فلا بد أن يكون لديكما وقتا تتبادلان فيه النقاش والحوار في شؤونكما وفي أي موضوع يروق لكما،هذا بخلاف الوقت الذي يمكن أن تناقشا فيه مشكلات الأبناء.
2. تخصيص وقت لنفسك للاسترخاء أو للقراءة ويمكن أن يساعدك الزوج في الحصول على هذا الوقت فيمكنك تركه مع الأطفال ليلعب معهم أثناء استرخائك.
3. أن تخففي من خوفك وإشفاقك على الأبناء فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
4. وكما شكرتك في أول الرسالة أشكرك ثانية على أنك تحاولين بث روح التعاون والرحمة والبر والعطف عند أبنائك فكم هو جميل أن نجد مثل هذه المعاني والقيم تغرس في أطفالنا، وما أجمل أن نربيهم - أيضا -على إقامة الحوار والمشورة كما تفعلين، فاستمري في هذا الأسلوب الرائع.
5. كما أود أن أنوه عن عدم صحة المبيت معك في حجرتك وبجوارك فأرجو ألا يتكرر هذا الأمر فلا بد أن يعرفوا أن هذه الحجرة مخصصة لمبيت بابا وماما فقط.
6. وبالنسبة لطريقة العقاب الجديدة التي استخدمتها أنت وزوجك فأوافقكما على الجزء الأول منها وهو تحدثكما مع المخطئ والجلوس لمستواه وتنبيهه بشكل حازم على عدم تكرار الخطأ، فإذا ما تكرر هذا الخطأ فلا تجلسي لمستواه ولكن انظري إليه وأنت واقفة نظرة غاضبة دون أن تنطقي بكلمة واحدة وثقي أنه حينئذ سيفهم أنك غير راضية عن هذا التصرف وشيئا فشيئا سينتهي عنه، ولا يجب الإصرار على الاعتذار لفظا بل يكفي أن تدل تصرفات الطفل على أسفه لما بدر منه والأهم عدم تكرار هذا الخطأ.
7. عليك أنت وزوجك أن تتعاملا بالعدل مع أطفالكما جميعا دون محاباة أحد سواء الصغرى أو غيرها.
8. عليك استثمار وقتك أنت وأولادك في الأنشطة المفيدة واللعب الذي يكشف لك إبداعات ومهارات وقدرات أولادك المتنوعة بعيدا عن التحصيل الدراسي (هناك العديد من الموضوعات طرحت على هذه الصفحة عن الألعاب والأنشطة وتنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال فيمكنك الاطلاع عليها).
بالطبع أنا أسمعك الآن تتذمرين بسبب أنني بعدت - ظاهريا - عن المشكلة الأساسية التي أرسلت للرد عليها ولكن إذا أمعنت النظر قليلا فسوف تجديننا في صلب المشكلة فلا يمكن أن نبدأ حل مشكلة عمر في الدراسة دون تهيئة الجو العام لعلاج هذه المشكلة، والآن نستعرض حل مشكلة عمر:
أولا بعد أن أوضحت ظروف ميلاد عمر واستمراره في أخذ دواء الديبالبت فهذا يعني أن عمر يعاني بما يسمى باضطرابات التركيز والانتباه نتيجة نقص الأكسجين أثناء الوضع ونشأ عن ذلك عدم قدرته على تحصيل مادة اللغة العربية وحتى لا تفزعي لا بد أن أعرّف لك ماذا يعني اضطرابات الانتباه:
فهو صعوبة أو عجز الفرد عن تركيز الجهد العقلي على مثير داخلي (فكرة - إحساس - صور خيالية) أو مثير خارجي (شخص - موقف - شيء)، ومن هنا تدركين أن عمر لا يركز - كما تظنين - بحسب مزاجه أو أنه يتحكم في هذه العملية فكل هذا خارج عن إرادته.
وبالطبع ليس هناك صعوبة تسمى صعوبة في اللغة بل لا بد من تحديد هذه الصعوبة هل في القراءة أم في الكتابة كما أن كل من هاتين الصعوبتين لهما تفريعات وصعوبات أخرى أكثر تفصيلا، ولتحديد هذا لا بد من اجتياز الطفل اختبار خاص بتحديد هذه الصعوبات على أيدي متخصصين في مجال صعوبات التعلم، والأمر ليس مزعجا أو مخيفا لكن يجب التصرف معه بحكمة وعلى أسس علمية صحيحة.
وهناك الكثيرون الذين يعانون من صعوبات التعلم لكنهم يعيشون حياتهم بشكل سلس بل ينجحون أكثر من غيرهم ممن أدوا أداء متميزا بالدراسة، خاصة أن الله تبارك وتعالى قد أنعم علينا بنعم متعددة وقدرات متنوعة، فهذا هو توماس أديسون كان تلميذا خائبا وكذلك أينشتين -وكل منهما عالم كبير- أحدث أثرا عظيما في البشرية.
ولذا فأنصحك ببعض التعليمات العامة للتعامل مع ابنك عمر:
1. ألا تحملي عمر فوق طاقته ولا تحتدي عليه لأنك كما عرفت أن عدم تركيزه ليس أمرا مزاجيا، وما يجده من تعسر لا ذنب له فيه.
2. عليك عدم المقارنة بينه وبين أخته تماما وكذلك الكف عن الضرب حتى لو كان يحدث نادرا.
3. عند بداية المذاكرة للمادة التي لا يركز فيها عليك توضيح المهمة المطلوبة منه بدقة وبألفاظ واضحة وإذا كانت هناك أكثر من مهمة فلا بد من تجزئة المطلوب منه فإذا أنجز إحداها فيمكن الانتقال للأخرى.
4. عليه أن يرفع صوته عند تنفيذه للمطلوب منه في الواجبات التي لا يركز فيها.
5. إذا كان يحرز تقدما مع المدرس الخاص للغة العربية أو حتى أنه ثابت على درجة لا يقل عنها (حول السبعين كما ذكرت) فهو أمر جيد.
6. عليه أن يجلس في مكان يساعده على التركيز وعدم التشتت فلا يصح أن يجلس للمذاكرة بجوار باب الحجرة ليرى كل حركة تحدث حوله.
7. يمكنك زيادة انتباهه بشكل عام فعند خروجكم مثلا اسألي ماذا رأينا في الطريق من لافتات عن إعلان معين أو كم عدد الشجرات التي مرت علينا واجعلي الكل يشترك في هذه اللعبة بما في ذلك الأب.
8. توظيف أسلوب اللمس والحركة بمعنى أنه يمكنه كتابة بعض الكلمات وحفظ حروفها من خلال كتابتها على الرمل مثلا أو لمس حروف بارزة عند القراءة أو كتابة الكلمة بحركات جسدية.
9. توفير وقت للراحة بين المواد لا يزيد عن عشر دقائق، يلعب فيها الطفل بعض ألعاب التركيز مثل لعبة قوة الملاحظة (وهي عبارة عن وضع بعض الأشياء على منضدة مثل مشط - طبق- قلم.... ثم بعد أن يراها الطفل لمدة 30 ثانية تغطى هذه الأشياء ويطلب منه ذكرها، وتبدأ اللعبة بثلاثة أشياء ثم تضيفي إليها أشياء أخرى، وهناك ألعاب لزيادة انتباه الطفل بشكل تدريجي يمكنك الاطلاع عليها من موقع البحث:www.google.com.
10. عند إنجاز الطفل لمهمة احتاجت إلى تركيز لا بد من تعزيزه بقولك على سبيل المثال: أحسنت صنعا، سيفرح بك والدك عندما يعرف ما أنجزته.
11. كما ذكرت لك آنفا أن هناك الكثيرين الذين ينجحون في حياتهم العملية ولديهم صعوبات تعلم ولكن إذا أثرت هذه الصعوبة على تكيفهم الاجتماعي أو أدى إلى إعاقة واضحة في مواصلة التعليم بشكل عام أو لم يستطيعوا مواصلة حياتهم بشكل مقبول فهنا لا بد من عرضهم على إحدى مراكز صعوبات التعلم لتحدد نقاط الصعوبة بدقة من خلال اختبارات خاصة ومن ثم يصفون كيفية التعامل معها وتحديد دور كل من المدرسة والبيت في العلاج.
ـــــــــــــــــ(104/162)
مهرجان القراءة..حماس المعلم ومشاركة الأب ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الإخوة والأخوات القائمين على هذه الصفحة بارك الله في جهودكم وجزاكم الله كل خير وأعانكم على مساعدة الناس وتوجيهم وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم.
أحتاج مساعدتكم وأفكاركم فيما يلي: أنا معلمة في مرحلة رياض الأطفال من حوالي 7 سنوات.. وهذا العام قررت إدارة عمل مهرجان جديد لأطفال بعنوان "مهرجان القراءة" بحيث يتم تنفيذ بعض الأفكار المتعلقة بالقراءة وتشجيع الأطفال على القراءة والإلقاء والحوار.. وصراحة الفكرة جديدة كمهرجان ليوم كامل خاصة في عمر أطفالي "5 / سنوات" تمهيدي فقط.. قدرات الأطفال متفاوتة بين الأطفال الخجولين وهم الأكثر.. وبعض الأطفال الجريئين الذين لديهم قدرة على الإلقاء والحديث أمام مجموعة. الأطفال خليط بين الجنسين " أولاد / بنات " منهم قليل جدااااااا أطفال لديهم قدرة على قراءة قصص قصيرة جدا. ما هي الأفكار التي ممكن أن أنفذها ليكون مهرجان ممتع لأطفال ومفيد وفيه فقرات منوعة ومبتكرة... وهل هناك أفكار ممكن تنفيذها بمشاركة الأهالي فيها ولا يقتصر فقط على حضورهم المهرجان. وجزاكم الله كل خير
... السؤال
تعليمي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأستاذة، بل الزميلة الفاضلة في مهنة هي من أشرف المهن إن لم تكن أشرفها على الإطلاق (فقد كنت أعمل بمهنة التدريس إلى وقت قريب)، ولا تتخيلي مدى سعادتي عندما أستقبل رسالة من إحدى المدرسات..
فأهلا بك ومرحبا على صفحة معا نربي أبناءنا، وأدعو الله أن يكون كل المدرسين على مستوى وعيك وإحساسك بالمسئولية تجاه جيل المستقبل، ولنطرق باب استشارتك الغالية ولنفتحه بمفتاح التفاؤل والأمل لغد مشرق فهيا بنا زميلتي الفاضلة برغم أن هناك بعض الأمور التي لم تتضح برسالتك مثل:
متى هذا المهرجان؟
والمدة الزمنية المخصصة لأطفالك ضمن برنامج هذا المهرجان؟
وهل أنت المشرفة القائمة على تنظيمه؟
وكم عدد الفصول المشتركة بهذا المهرجان؟
حتىأستطيع الرد بقدر كافٍ وافٍ على استشارتك، إلا أنني سأحاول الرد وفق ما ورد برسالتك..
وقبل البدء في الرد لا بد من إدراك أمر غاية في الأهمية ألا وهو: إن الأطفال لن يتحولوا لقارئين جيدين أو محبين للقراءة أو مستفيدين مما يقرءون بمجرد إقامة مهرجان للقراءة نؤدي فيه بعض الأنشطة، وينتهي الأمر عند هذا الحد، ولكن يلزم لتحقيق هذا الهدف الاستمرارية في الأنشطة المتعددة المتصلة بالقراءة قبل وبعد المهرجان.
وأول خطوة لإعداد هذا المهرجان هو وضع أهداف خاصة به مثال على ذلك:
- أن يحسن الأطفال القراءة المعبرة.
- أن يشجع الأطفال الخجولين على القراءة الجهرية.
- أن يشترك الآباء بأداء بعض المهام الخاصة بهذا اليوم.
- أن يتدرب الأطفال على المواجهة الجماهيرية.
هذهبعض الأمثلة لبعض الأهداف التي يمكن أن تحقق في المهرجان، وأما الأنشطة والوسائل التي يمكن أن تساهم في تحقيق هذه الأهداف.
أولامرحلة الإعداد فيمكن أن:
1. يعلن عن مسابقة من الآن وحتى موعد المهرجان (مسابقة للأطفال وأولياء الأمور):
- لأفضل طفل في القراءة.
- لأكثرهم قراءة للقصص أو الكتب.
- لأفضل طفل يؤلف قصة (قصة مصورة بالرسومات فقط ليحكيها في يوم المهرجان).
- لأفضل راو قصص للأطفال من أولياء الأمور.
2. أن يدرب الأطفال حتى موعد المهرجان على القراءة أمام الجمهور (قدر الإمكان).
3. أن تختاري قصة من القصص السهلة اليسيرة للأطفال ويدرب الأطفال على تمثيلها.
4. أن يساهم بعض أولياء الأمور في إعداد بعض الوجوه لأبطال القصة أو الملابس أو الديكور... إلخ، كل هذا بشكل مبسط.
أما مرحلة التنفيذ والتنظيم فتتطلب:
1. أن يقوم الأطفال بقص القصص التي قاموا بتأليفها أمام أولياء الأمور، على أن يشترك الطفل الخجول في القراءة ولو بجملة واحدة كنوع من التشجيع وتعزيزه بالتصفيق له (ولكل طفل يقوم بأداء المهمة المطلوبة منه) مع ملاحظة ألا يجبر الطفل الخجول على الأداء فإن أصر على عدم الإلقاء فيترك دون تعليق.
2. أن تقوموا بتمثيل القصة التي قمتم بإعدادها على أن يشترك الطفل الخجول بدور صغير أو يقوم بالمساعدة في التنسيق والتنظيم لإخراج القصة (ومن الأفضل والممتع أن تشترك المدرسات بالتمثيل أيضا مع الأطفال).
3. ثم بعد ذلك يقسم المكان إلى أركان كل ركن يهيأ لجلوس أحد الآباء المشتركين بمسابقة أفضل راوٍ للقصص مع مجموعة من الأطفال ليقرأ عليهم القصة وتمر لجنة تحكيم مكونة من مدرسين وأولياء أمور لتقرر من أفضل القراء، وتعلن لجنة التحكيم عما تميز به الفائز عن غيره حتى يقتدي به باقي أولياء الأمور في طريقة قراءتهم لأطفالهم بالبيت.
4. في وقت الراحة يقدم الأطفال بعض المأكولات البسيطة التي قام الأطفال بإعدادها من خلال تعرفهم عليها من كتب وصفات الأكل المصورة للأطفال.
5. وفي نهاية هذا المهرجان:
- يعلن عن نتائج المسابقات السالفة الذكر.
- يوزع على أولياء الأمور ورق تقييم لهذا اليوم مع تقديم اقتراحاتهم، وأيضا عرضكم لبعض الإرشادات لكيفية المساهمة في تنمية مهارات القراءة بالبيت.
هذهبعض الأفكار التي يمكن أن تساعدك في إنجاح هذا المهرجان والتي يمكن أن تختاري من بينها ما يتناسب مع طبيعة أطفالك ومع المدة الزمنية المتبقية على إقامة المهرجان.
وهناك العديد من الأفكار الأخرى التي يمكن أن تطلعي عليها من خلال الكتابين التاليين:
READING MAGIC لميم فوكس
GAMES FOR READING لبيجي كاي
ـــــــــــــــــ(104/163)
حقائق تربوية لنفسية الرضيع وانفعالاته ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله..
أكتب لكم للمرة الثانية، استشارتي الأولى كانت بعنوان " وحيدي والعمل..حيرة أم ".
بعدما أرسلت لكم استشارتي كان محمد قد بدأ يحب الجلوس في المرحاض لكنه لا يقضي حاجته هناك، بل في منشفته الجديدة الناشفة.
لكن في الأسابيع الأخيرة الحال ازداد سوءا، أصبح لا يريد تغيير منشفته، نستعمل جميع الطرق لكن بدون جدوى، فقد تغير طبعه في الأيام الأخيرة، عمره الآن 22 شهرًا. كان يستيقظ من النوم في الصباح فرحا نشيطا، أما الآن فلا يريد لباس حذائه ولا تغيير منشفته رغم أنه غير مرتاح بها، ولا الجلوس في كرسي الأكل الخاص به، لا يريد الاستحمام، فإذا استحم فلا يريد وضع ثيابه.
ويعبر عن عدم رضاه بالصراخ ورمي كل ما بيده وكل ما يجد بالقرب منه، إذا حملته رغما عنه لأذهب به إلى الحمام يضربني يأخذ النظارات من عيني ويرمي بها في الأرض أو يجذبني من شعري. عندما نخرج يريد أن أحمله بين يدي ولا يريد المشي، عندما أتعب وأضعه يصرخ وإذا قلت له هي نتمشى قليلا فأنا تعبانة ينبطح أرضا ويصرخ.
عندما أقول له هي نلبس الثياب لنخرج يجري ويختبئ رغم أنه يتمنى الخروج معي، فأقول له؛ إذن لا تريد الخروج، سأخرج وحدي. فأفتح الباب ويأتي يجري لكي يخرج معي، فأقول له، إذا كنت تريد الخروج هي نلبس فيهرب ثانية وهكذا حتى ألبس له وهو يحاول الإفلات مني. كيف أتعامل معه حين يتصرف بهده الطريقة؟ إن محمدا تنمو له أضراسه الثانية ربما يكون هذا سبب تغير مزاجه؟ هل هذه التصرفات تدل على أنه طفل مدلل؟
إذا أردت أن أعاقبه مثلا بسبب رميه للطعام فلا أتكلم معه، فكم تكون مدة مقاطعة الكلام؟ وهل يجب أن يقاطعوه كل من كان متواجدا معه حينها؟ هل يقتصر العقاب فقط على عدم الكلام معه أم تجاهله كليا؟
محمد منذ أن ولد وهو يمص إصبعه، ويأخذ بطانيته ويضعها على أنفه، فهو متعلق بها كثيرا، إن لم تكن موجودة يعوضها بثوب رطب وناعم إما من ملابسي أو ملابس أبيه أو دب من قماش. لاحظت أنه يمص إصبعه ويأخذ بطانيته باليد اليسرى ويضعها في أنفه في وقت النوم وإذا كان جائعا وإذا كان حزينا أو منعته من فعل شيء كان يريده، فهو يرتاح ويتنهد عندما يأخذ بطانيته. لاحظت أنه أصبح يكثر من هدا، يلجأ إليها باستمرار. إلا عندما ألعب معه ولا أتركه ولا دقيقة وحده، لكن ما إن أنشغل مثلا في المطبخ أو أدخل إلى الحمام يعود إليها. ما هو سبب تعلقه بها أكثر من السابق؟ رغم أنني دائما أتركه في المساء مع الخادمة لأذهب إلى عملي. في الحقيقة يؤلمني فراقه رغم أنه لمدة 3 ساعات يوميا، أحس بتأنيب الضمير لأنني أعتقد أن تربية الأطفال من واجب الأم، وكنت أفكر بجد أن أبحث عن شخص يعوضني في عملي لأمكث مع ابني، جربت لمدة أسبوع لكن لاحظت أنني عندما أغيب عنه أعود وأنا مشتاقة إليه وألعب معه بحماس أكثر.
أفكر الآن أن أسجله في حضانة، فعندما أخرج في المساء يخرج معي ويعود معي، علما بأن الحضانة قريبة جدا من مكان عملي. أظن أنه أفضل من أن أتركه مع الخادمة. ففي الحضانة سيلعب مع الأطفال وسيكون مع مربية لها خبرة في التعامل مع الأطفال. هل تعلقه ببطانيته شيء ضار؟
أشتري لمحمد قصصا ذات صور كبيرة بالعربية والفرنسية وأقرؤها له باللغة العامية، هل يجب أن أقرأها بالعربية والفرنسية؟ هل كل يوم أقرأ له قصة جديدة أم أكرر قراءتها؟ في بيتنا التلفاز غير موجود لكن محمد يحب كثيرا الرسوم المتحركة، أشتري له أقراصا مضغوطة لرسوم متحركة مفيدة ليتعلم اللغة العربية الفصحى، كرسوم لحيوانات أو قصص الأنبياء في ركن الطفل في صفحة إسلام ويب. هل سنه مناسبة لرؤيتها ولكم ساعة؟
محمد مازال لم يتكلم بعد إلا ببعض الكلمات القليلة جدا لا تتعدى خمس كلمات ويقلد فقط صوت الكلب والبقرة. كيف يمكن أن أنمي قدرته اللغوية مع العلم أنني أتكلم معه باستمرار وأحاول أن أشرح له ماذا أفعل أو ماذا سأفعل أو أين سنذهب.
ما هي الألعاب التي يمكن أن ألعبها معه والتي تناسب سنه؟ عندما أعطيه قلما ملونا من الشمع وورقة لكي يرسم يضع القلم في فمه ويريد أكله ويرسم في قصصه بدلا من الورقة المخصصة لدلك، هل ما زالت سنه غير مناسبة لذلك؟ محمد ذكي ما شاء الله، فهو يعرف أين هي اليد والرجل والعين والأنف والأذن وباقي أجزاء الجسم، يشير إليها إذا سألته عنها. يفهم كل ما أقول له وكل ما يدور حوله.
تعلم الأكل بنفسه بالملعقة ويفضل أن يأكل بنفسه على أن أعطيه الطعام. لكنه ما زال يشرب الحليب بالرضاعة قبل النوم وفي الصباح. أما في الكأس فلا يحب شربه، كيف أحبب له شربه في الكأس؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء وأعتذر عن كثرة الأسئلة.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
تقول الأستاذة زينب التجاري من المغرب مستشارة معا نربي أبناءنا:
أشكرك أختي الكريمة على هذا السؤال المفصل الذي حاولت فيه أن توضحي مشكلتك مع ابنك الصغير، الذي لم يتجاوز السنتين حفظه الله لك وبارك فيه وأقر عينك به وأعانك على حسن تربيته.
وإن عرضك أختي بشيء من التفصيل لهذه المشكلة لدليل على اهتمامك بتفهم ابنك وتوجيهه الوجهة السليمة، وهذا شيء إيجابي من أم مثلك لا زالت في بداية حياتها الوالدية مع ابنها الأول.
لا شك أختي أن نوع العلاقة بين الوالدين معا وبينهما وبين طفلهما في السنوات الأولى من عمره وما تلقاه من حنان وحب ومن رضاعة طبيعية، والتفاعل اليومي الذي يتم بين الأم وابنها، إضافة إلى العوامل الوراثية وموقع الابن داخل الأسرة... كل هذا يؤثر على النشأة السوية أو غير السوية لهذا الطفل.
ولا شك أن الأسرة هي المحصن الطبيعي للطفل، ولها أثر عميق في تكوين وتشكيل وصياغة شخصية الإنسان. وخاصة خلال مرحلة الطفولة المبكرة أي السنوات الخمس الأولى التي تعد فترة حاسمة في تكوين الشخصية. لأن الطفل في هذه المرحلة لا يكون له احتكاك إلا بأسرته، ويكون في هذه المرحلة سهل التأثر وبالتالي التشكل؛ لأنه قليل الحيلة عاجز ضعيف في حاجة دائما إلى من يرعاه ويستجيب لحاجاته العضوية والنفسية المختلفة؛ ولأن ما يغرس في هذه المرحلة من عادات ومعتقدات يصعب تغييره فيما بعد.
مشكلة ابنك أختي أنه الأول والوحيد داخل أسرتك المبتدئة، فالطفل الأول عادة ما يجرب فيه الآباء خبراتهم التربوية التي تتفاوت بين أسرة وأسرة، حسب المستوى الثقافي والاجتماعي للزوجين وحسب وعيهما بمدلول الطفولة وقوانين نمو الطفل.
والطفل الوحيد كذلك قد يحرص عليه أبواه حرصًا شديدا وقد يفرطون في تدليله شأنه أي شيء نادر في هذا الوجود ويحيطونه بعناية فائقة مما يؤثر سلبا على سلوكه. حيث إن هذه العناية وهذا الحرص يمنعان الطفل من فرص التجربة والاختبار. ومثل هذا الطفل المحاط كثيرا بعناية والديه قد يجد نفسه مستقبلا مجردا من روح المبادرة وغير قادر على اتخاذ القرارات الحاسمة في المسائل التي تهمه، وقد يكون عصبي المزاج ومنعزلا بسبب نشأته في جو خالٍ من التفاعل الاجتماعي.
الطفل البكر يكون عادة متفوقا من الناحية العقلية؛ لأن الاهتمام الذي يحظى به قد يؤهله للنضج المبكر لقدراته العقلية، لكن على مستوى شخصيته قد يكون عاجزًا عن تحقيق الاستقلال الشخصي بسبب المبالغة وأكرر المبالغة في العناية والرعاية.
كما أن الطفل قد يتعرض في طفولته لصدمات قد تتصل بعملية الإرضاع أو صدمات تنشأ من القسوة في تعليمه بعض السلوكيات وهذه القسوة تسبب للطفل قلقا شديدا وقد تنشئ فيه مشاعر عدوانية.
وهناك صدمات تنشأ عن الفطام المفاجئ دون تدرج ودون حنان. وهناك صدمات تنشأ عن غياب الأم المتكرر عن ابنها، كما أن هناك صدمات تنشأ عن سوء معاملة الخادمة أو غيرها للطفل بتخويفه أو حرمانه..
وكل هذه الصدمات يكون لها أثر سيئ على شخصيته وهو ما يؤدي إلى ظهور مشكلات سلوكية مختلفة لديه كنوبات الغضب واضطراب النوم والتبول اللاإرادي والتشبث بمص الإصبع والتمسك بملابس ولعب معينة يشعر فيها بالحنان والدفء...
أما بالنسبة لحركة ابنك أختي فاعلمي أن حركة الأطفال هي مسألة طبيعية مشتركة بين جميع الأطفال في هذه المرحلة المبكرة من عمر الإنسان، فالطفل يحتاج إلى استيعاب خصائص الأشياء ضمن نشاطه واحتوائها لملائمة هذا النشاط لتلك الخصائص.
والطفل في بداية حياته لا يقيم حدا فاصلا بين نشاطه الذاتي والواقع الخارجي. ويعتبر اللعب كنشاط بدني أو كممارسة خيالية رمزية من أبرز النشاطات المميزة للطفولة، فاللعب ليس فقط تسلية مريحة أو تفريغ لطاقة زائدة، وإنما هو نشاط نافع للنمو الجسمي. بمعنى أن له دلالة وظيفية.
فالطفل حينما يلعب وينمي إدراكاته ويجرب ميولاته، وهذا ما يجعل اللعب وسيلة للتعلم قوية وفعالة وجذابة.
ففي عامه الأول مثلا يلاحظ عند الطفل سلوكيات ذات طابع تمريني صرف حيث لا تكتسي الأشياء أية أهمية في حد ذاتها، وإنما يحاول الطفل لمسها وأخذها وتحريكها وليس اللعب في منطلقه الحسي الحركي إلا محاولة لاستيعاب الواقع في الأنا، وهذا ما يفسر أن ألعاب التمرن تنمي فعليا أعضاء الجسم وسلوكياته.
أما بالنسبة للانفعالات التي تحدثت عنها في رسالتك والتي تصدر من ابنك فهي تختلف باختلاف الظروف الجسمية الداخلية والظروف الخارجية، قد تظهر على شكل غضب عند محاولة إعاقة نشاطه أو حرمانه مما يرغب فيه، وذلك بإظهار بعض التصرفات كالضرب والرقص بالقدم والقفز من أعلى والوقوع على الأرض ورمي الأشياء والعض والبكاء...، وقد تتحول إلى خوف عند سماع أصوات عالية فجائية مثلا لم يكن متعودا عليها أو عند ملاحظته لخوف أمه أو أبيه من حيوان ما أو حشرة أو عند تخويفه بكلمات معينة وقد تظهر تلك الانفعالات على شكل فرح وسرور.
ونعلم أختي أن الوالدين هما قدوة للطفل والطفل يتعلم بمحاكاة الوالدين أو غيرهما، فهو يلاحظ سلوك الغير وينقله في تصرفه.
وكثير من انفعالات الأطفال يتعلمونها بالتقليد دون أن تكون لهم الخبرة المباشرة، فغالبا الأم أو الأب الهادئين يعلمان الطفل بالقدوة مواجهة مصاعب الحياة بهدوء ودون توتر وانفعالية مبالغ فيها، وأهم ما يميز الطفولة هو عدم إخفاء الانفعال وأنه كلما كبر الطفل أصبح أكثر قدرة على أن يفصح لغيره عما يشعر به بوسائل مختلفة إما بالكلام أو الملامح أو الحركات...
وإن أشد ما استغربت منه أختي في رسالتك هو طريقة العقاب التي تعاملين بها ابنك الصغير، فابنك ما زال في الحولين الأولين من عمره فكيف تعاقبينه بالمقاطعة؟
أما بالنسبة لمطالعة القصص فأنا أشجعك على هذا الأمر وخاصة باللغة العربية بشكل بسيط وسليم فأنت تعودين طفلك عادة جيدة وهي عادة المطالعة التي افتقدناها اليوم وخاصة أنه ما زال في السنتين الأوليين من عمره.
وأنت أختي تفكرين في إدخاله للروضة وهذه مسألة تخصك، فإذا كنت ترين أنه من الأفضل إليك لتجنبيه شرور ما يعاني منه في البيت فهذا أمر إيجابي.
أختي الكريمة.. إن علاقتك مع ابنك وحسن تفهمك له ومعاملتك له بالرفق كل هذا سيساعدك على تحقيق ما تصبين إليه من نشأة سليمة وسوية لابنك. فكما نعلم أن الله تعالى رفع القلم عن الإنسان حتى يبلغ، فكيف نحاسب الأطفال ونعاقبهم ونقسو عليهم في هذه المرحلة المبكرة؟
فعاملي طفلك برفق وحنان، والله تعالى يوفقك في مهمتك وتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/164)
برجاء ذكر التفاصيل ليتسنى الجواب ... العنوان
أولا أشكركم على هذا المجهود الرائع؛ لأنني أتعلم منه كيفية معاملة ابني، وكذلك كيفية إطعامه..
أما المشكلة فهي أنني أعمل وأتغيب عن البيت لمدة 6 ساعات يوميًّا؛ وهو ما يضطرني إلى وضع مازن في الحضانة أنا قرأت على الموقع أنه بذلك يمكن أن يكون فاقد الثقة بنفسه ماذا أفعل لكي يكون واثقا بنفسه لأني مضطرة لإلحاقه بالحضانة؟
والده في أحيان كثيرة يكون قاسيا عليه عندما يبكي لدرجة أنه ممكن يضربه "ضربا غير قاسٍ" وأنا أتعارك مع والده عندما يفعل ذلك، وأخاف أن يؤثر ذلك على الولد ماذا أفعل لكي لا يتأثر لأني حاولت مع والده بكل الطرق ولكن لم يتغير في معاملته لمازن مع أن والده "حنين جدا" ويعامله بحنية ولا يقسو عليه عندما لا يبكي.. آسفة للإطالة ولكم وافر الشكر والتقدير.
... السؤال
الحضانة والاستعداد للدراسة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. نشكر لك التماس الأساليب الصحيحة في تربية وتوجيه ابنك..
واسمحي لي أن أبدأ بآخر جملة كتبتها برسالتك وهو أسفك على الإطالة.. العكس تماما هو ما حدث فقد اختصرت -سيدتي- كثيرا لدرجة أنك لم تذكري أمورا غاية في الأهمية لا يمكن حل المشكلة بدون ذكرها وهي:
كم عمر مازن؟
وماذا تفعلين مع مازن في الساعات الست التي تقضينها معه بعد عودتك من العمل؟ وكيف تقضين معه أيام الإجازات؟
وما هي الموضوعات التي قرأتِها على صفحتنا وأخبرتك بأن مجرد ذهاب ابنك للحضانة يفقده الثقة بنفسه؟
وما طبيعة العلاقة بينك وبين زوجك؟ (هل هي مستقرة قائمة على التفاهم والمودة والرحمة أم قائمة على الشجار والاختلاف الدائم أو الفتور....).
وماذا يفعل الأب مع ابنه أثناء وجوده معه بالبيت (بخلاف فترات البكاء والضرب) وماذا أيضا عن الإجازات وكيف يمضيها الوالد مع الطفل؟
وماذا عن الأقارب والمعارف هل تتبادلون معهم الزيارات؟
وكيفية المحاولات التي بذلتِها مع الأب ليكف عن ضرب مازن؟
ـــــــــــــــــ(104/165)
التبول اللاإرادي وصمت العناد والتجاهل ... العنوان
السلام عليكم إخوتي الأعزاء في البداية أود أن أشكركم على خدماتكم وصبركم على مشاكلنا التي لا تنتهي وأرجو من العلي القدير أن يجعلها في ميزان حسناتكم.
مشكلتي أساتذتي الكرام هي مشكلة أخي الذي يصغرني ب9 سنوات والذي يعاني من عدة مشاكل أولها وأهمها هي التبول اللاإرادي بالليل وهي مشكلة الأسرة معه وهي مشكلة ليست صحية بل نفسية؛ لأنه إذا طلب شيء ولم نلبيه له يتبول ذلك الليلة أو إذا أخطأ أو فعل شيء لن يرضينا أو أخفى عنا أمرا ما يتعلق به أو بدراسته يتبول أو ضايقه أحد من الأسرة بكلام أو فعل.
وأما المشكلة الثانية يا أساتذتي الكرام -واسمحوا لي إن أطلت الكلام- هي غموضه التام حيث لا نعرف ما الذي يحب وما الذي يكره، وهذا ما يوقعنا في المشكلة الأولى وهو لا يحكي لنا عما يضايقه، وكلما أردنا أن نصاحبه في الكلام كي يحكي لنا ماذا فعل ولماذا فعل كذا ويجب أن تفعل كذا يتركك تتحدث ما تشاء وتقول ما تشاء، لكن هو يفعل ما يشاء ويبقى على عادته هذه التي مللنا منها وإذا أخطأ وعلمنا بالصدفة عن خطاه؛ لأنه هو سيحاول أن يخفيه عن الأسرة، وإذا أردت أن تنصحه سيظل يسمع لك وأنت تتكلم وفي الأخير سيكرر الخطأ نفسه، وأما أبي فيحاول معه دائما بجميع الطرق التربوية الحديثة لكن في الأخير يحمل العصا.
والمشكلة الأخير أنه جل أصدقائه الذين يلعب معهم أو يخرج معهم أصغر منه سنا ولا نعرف سبب هذا رغم أننا نقول له أن يصحب من هم في سنه أو أكبر منه بقليل لكي يستفيد ويستفاد لكن لا فائدة من الحديث معه.
وفي الأخير أعتذر عن الإطالة وكثرة الكلام، وأتمنى أن أكون وفقت في شرح ما تحتاجونه للإجابة على هذه المشكلة، وأجدد شكري لكم وامتناني لخدماتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
التبول اللاإرادي ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
يقول الدكتور محمد المهدي أحد مستشاري معا نربي أبناءنا:
الأخت الفاضلة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لست أدرى إن كان أخوك هو الأصغر في الأسرة، أم أن هناك من يصغره، ولكن على أي حال فهو الرابع، أي أنه يأتي في وضع متأخر في الترتيب، وهذا يجعله يتصرف كطفل، فيلعب مع من هم أصغر منه سنا ويتبول في فراشه ويمارس العناد السلبي، أما من جانب الأسرة فهي تمارس معه الوصاية طول الوقت وإعطاء التوجيهات والتعليمات بكثرة، وهذا يجعله يسمع لهذه التوجيهات، ولكنه لا يستجيب لها بل يفعل ما يريده هو، ويمارس ما نسميه بـ "صمت العناد والتجاهل"، وهذا نوع من العدوان تجاه أفراد الأسرة الذين لا يكفون عن ممارسة الوصاية عليه واعتباره طفلا قاصرا.
ويبدو أنه تعود ألا يعبر عن مشاعره بصراحة لذلك فهو يكتمها بداخله وحين يضطرب انفعاليا يظهر ذلك في صورة تبول لا إرادي، ويصبح التبول اللاإرادي هنا نوع من التعبير الانفعالي، وهذا يحدث غالبا حين تكون وسائل التعبير عن المشاعر مغلقة أو محفوفة بالمحاذير والمخاطر وأن الجو المحيط لا يتسم بالسماح وقبول الخطأ من الطفل. فأنتم تلعبون معه دور الكبار الأوصياء الناقدين وهو يلعب معكم دور الطفل الصامت العنيد، وهناك جانب آخر في موضوع التبول اللاإرادي وهو أنه علامة على عدم الاستقرار الانفعالي لدى الطفل، ويصاحبه أحيانا صغر في حجم المثانة الوظيفي، وأحيانا يكون النوم ثقيلا وعميقا أكثر من المعتاد، لذلك يتبول الطفل دون أن يدري. وفى بعض الحالات يكون التبول نوعا من العدوان اللاشعوري تجاه الأسرة.
أما العلاج فيتمثل في أن تراجع الأسرة كلها موقف الوصاية الدائمة على هذا الطفل، وتمنحه الفرصة للتعبير عن نفسه دون محاذير كثيرة، وأن تحترم إرادته وخياراته، وأن يسود الأسرة جو من السماح والتقبل يشجع هذا الابن على المحاولة والخطأ وتصحيح الخطأ بنفسه، ويشجعه على المغامرة والتعبير دون تهديد أو خوف معوق، وأن تقللوا من النصائح والتوجيهات حتى لا تفقد معناها وتأثيرها كما حدث، فقد ثبت أن النصائح الكلامية هي أضعف وسائل التربية وكثيرا ما تؤدي إلى حالة من التمرد والرفض والعناد لدى الأطفال.
والأفضل من ذلك أن نهتم بالقدوة وبالتشجيع (الثواب)، فالقدوة تربي دون مقاومة، والثواب يعطي دافعا إيجابيا للعمل ويشجع روح الابتكار والتفاؤل والحب والمبادرة، أما التربية بالعقاب أو التوبيخ أو الانتقاد فهي تخلق روح المقاومة والرفض والعناد والكراهية لدى الطفل، وهذا لا يعني إسقاط العقاب نهائيا من الوسائل التربوية، وإنما يجعله في مؤخرة تلك الوسائل بحيث يسبقه القدوة والثواب فهما عاملان فاعلان وإيجابيان في عملية التربية.
ويحتاج التبول اللاإرادي إلى علاج طبي في أحد الصور التالية- هذه الصور هي الأسماء العلمية للعقار-
- عقار الـ (Desmopressin).
- عقار الـ (Imipramine) .
ويحتاج الأمر في كل الأحوال إلى مراجعة طبيب الأطفال،أو طبيب المسالك البولية لوصف الجرعة بعد عمل التحاليل الطبية اللازمة.
ويصاحب هذا العلاج الدوائي علاج سلوكي ونفسي للطفل على يد معالج نفسي متخصص لكي يساعده على التخلص من مشكلاته السلوكية والنفسية حتى لا تترك هذه الأشياء آثارا عليه في المراحل التالية من نموه وتابعينا بأخبارك
ـــــــــــــــــ(104/166)
الغيرة وقضاء الحاجة مشاكل الطفل الثاني ... العنوان
مشكلتي مع ابني لها أكثر من زاوية، فقد رزقني الله بطفلتي الثانية منذ شهر.. طبعا هو يشعر بالغيرة.. لكنني أتعامل مع هذه المشكلة ولا أشعر أنها الأضخم.. المشكلة الحقيقية هو أنه لا يريد التعود على استخدام (القصرية) أبدا.. جربت استخدام كل الوسائل التي قرأتها في العديد من الرسائل والاستشارات.. هو يكره الجلوس على (القصرية) علما بأنه عنيد جدا جدا.
لكن ما زاد المشكلة هو أنني ضربته أكثر من مرة لقيامه بالتبرز في ملابسه، وضربته بقسوة وأعلم أن هذا خطأ وأشعر فعليا بالذنب الشديد. حين ضربته تحول الأمر عنده لخوف شديد مني لكنه لم يدفعه للجلوس على (القصرية) بل زاد كرهه لها.
آلمني جدا خوفه مني فقلت له إنني لن أضربه أبدا فأصبح يتدلل ويستمر في سلوكياته السيئة وأشعر أني أفشل في تربيته. المهم أن محاولة إجلاسه على (القصرية) تتحول كل مرة لمعركة لأنه عنيد، وكلما يكون فعليا مقبلا على قضاء حاجته زادت رغبته في القيام وزاد بكاؤه، وأحيانا أرد بقسوة. الأمر أصبح سخيفا وأشعر أنني لن أستطيع أبدا تعويده.
أشيروا علي ماذا أفعل كي أعوده على الجلوس على (القصرية)، وكي أتخلص من آثار تجربة ضربه ولا يعود يشعر بالخوف مني، وكيف في ظل هذا أنجح في تأديبه وتربيته بلا عنف بالنظر إلى عناده الذي يضايقني جدا ويدفعني في أحيان كثيرة للقسوة عليه. وجزاكم الله خيرا
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
مرحبا بكم أيتها الأخت الفاضلة أم الطفل الصغير الغالي؛ جعله الله سبحانه قرة عين لكما وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما ممن يدلون على الخير.
أما عن مشكلة الصغير الحبيب؛ فهي تدور حول (3) سلوكيات تربوية مقلقة لكما.
1-العناد.
2-رفض التدريب على قضاء الحاجة.
3-الغيرة.
بداية أذكرك وكل الأحبة القراء من الآباء والأمهات؛ بهذه القاعدة الذهبية التربوية:
(إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه).
أي أن السلوكيات غير السوية عند الأطفال؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
فلنفتش معكِ عن الأسباب الوالدية التربوية الخاطئة؛ والتي أفرزت هذه السلوكيات التربوية عند هذا الحبيب الصغير:
1-عدم فهم سمات المرحلة السنية التي يمر بها.
2-عدم تلبية احتياجات الطفل، في هذه المرحلة غير المعروفة لنا.
ولكننا سنذكر أهم وأبرز الاحتياجات العامة للأطفال؛ والتي تحتاج من الوالدين إلى إشباعها:
- الحب؛ من كل المحيطين؛ خاصة عند قدوم أي ضيف جديد وهو الوليد.
- التقدير؛ على أي عمل أو قول.
- الدعم الإيجابي؛ بالتشجيع والمكافأة والثناء والمدح.
- اللعب والترفيه والترويح.
- الانتماء؛ أي الشعور بالدفء الأسري والحنان الوالدي؛ خاصة عند قدوم الوليد الجديد.
- التوجيه؛ وتفهيمه الصواب والخطأ بهدوء؛ واستعمال معايير ثابتة للثواب والعقاب.
- الحرية؛ وعدم التضييق المادي والمعنوي.
3-القسوة الوالدية؛ بالضرب الشديد كرد فعل عنيف وعشوائي على الأخطاء؛ وذلك لعدم وجود المعايير الثابتة للثواب والعقاب.. فتكوّن رابط ذهني وعصبي بينه وبين القصرية والضرب؛ فكره هذه العملية ككل؟!.
وقد سبق لنا الحديث عن هذه الصراعات في استشارات لنا سابقة، نرجو الرجوع إليها.
4-الغيرة من الضيف الجديد؛ وكأن لسان حاله يقول: لِمَ تجبروني على قضاء الحاجة بطريقة تختلف عن طريقة أختي الصغيرة والتي تتعامل بحرية وحماية وعطف حتى ولو "عملتها" على نفسها؟!
أما عن الشروط الـ(13)الذهبية لعملية التدريب أو كيف يدير الوالدان صراع أو معركة قضاء الحاجة الخالد؟
-ونذكرك بأننا سبق وتحدثنا عن هذه القضية- فسنحاول الإيجاز هنا، منعا للتكرار:
أولا: الفهم: يجب على الوالدين معرفة أن العمر الطبيعي المتوقع عنده القدرة على التحكم في التبول؛ هو من (2) إلى (4) سنوات؛ إذن لا يمكن أن نقول إنها مشكلة قبل عمر أربع سنوات.
الطفل الطبيعي التحكم في عملية التبرز مع بلوغه 30 شهرا، أي سنتين ونصف؛ وذلك لاكتمال نمو العضلة المسئولة عن التحكم في التبرز في مثل هذه السن. وهناك اختلافات شديدة بين الأطفال فلا يقارن طفل بطفل، فلكلٍ طبيعته، ولكلٍ ظروفه.
ثانيا: الجدية: فلا تؤخذ بتراخي.
ثالثا: التعاون: سواء الوالدين بعضهما مع البعض أو الوالدين مع الطفل، أو كل المحيطين به.
رابعا: الاستمرارية: فلا تقطع لأي طارئ؛ فأي انتكاسة تعني عدم الجدية وعدم الالتزام من قبل الوالدين.
خامسا: الثبات: فيجب أن نحاول تثبيت وقت التدريب اليومي، وتثبيت موعد ذهابه قبل النوم وتثبيت وقت إيقاظه من النوم للذهاب للحمام، وتثبيت مكان الحمام، وتثبيت مكان نومه.
فعملية التثبيت كلها تبني ما يعرف بالرابط الذهني؛ وبرد فعل انعكاسي، فيشعر الطفل بالرغبة في الإخراج عند هذا الوقت الثابت والمكان الثابت.
سادسا: الرفق: فلا يعاقب معنويا أو ماديا أو حتى قوليا لأي خطأ، ويكفي حرمانه من المكافأة.
سابعا: الصبر: فلا نفقد الأمل، وعلى الأم أن تبذل قصارى جهدها، وتُصرّْ على جلوسه على المرحاض حتى لو رفض هو الانصياع لذلك.
ثامنا: التهيئة الإيجابية: فنحبب إليه مكان التدريب؛ بوضع بعض اللعب المحبَّبة له، وتجلس الأم بجواره مدة بقائه وتحكي له بعض القصص أو تنشد له بعض الأناشيد.
تاسعا: الإيجابية: أي إشعار الطفل بمسؤوليته الفردية ودوره الشخصي والهام في تنمية وتطوير قدراته في التحكم في نفسه.
عاشرا: الدعم والتعزيز الإيجابي: والتدعيم هو رسالة قولية أو فعلية تنشئ أو تقوي سلوكا. ويشمل هنا كل الرسائل التربوية اللفظية والحركية؛ المباشرة وغير المباشرة؛ المعنوية والمادية؛ والتي تبني روح المبادرة والإيجابية والتحفيز في نفوس الأطفال، ومكافأتهم على كل مرة يعلنون رغبتهم في قضاء الحاجة.
إن عملية التمرين كأي تدريب على سلوك جديد يحتاج إلى حافز ودافع؛ فيحتاج عند الإنجاز والاستجابة إلى الكثير من التعزيز والتشجيع:
أ-التشجيع المعنوي: الابتسامة ـ التصفيق ـ الاحتضان ـ القبلة ـ الملامسة ـ مسح الرأس وفرك الشعر ـ المداعبة والممازحة ـ المصاحبة ـ الثناء ـ المدح.
ب-التشجيع المادي: الهدايا والعطايا ـ الحلوى ـ اللعب الصغيرة.
والتعزيز الفعال هو أن يتم في التو ولا يؤجل وإلا أصبح جزاء فلا تظهر المكافأة إلا في حالة التبول في المكان المخصص لذلك، لخلق رابط عصبي؛ فهذا ينبِّه الطفل وجهازه العصبي، وكأنها ردود فعل انعكاسية.
حادي عشر: التصميم: إن معركة أو صراع قضاء الحاجة الخالد؛ هو صراع سلوكي، ومعركة على الوالدين أن يديراها بحكمة وفهم وصبر وتصميم على إنجاز المهمة، من أجل مصلحة الحبيب. ومن يصمم ويصبر فسيحقق هدفه في النهاية.
ثاني عشر: الدعاء:
فلا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ:
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما". [الفرقان 74]
فسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديه ولأمته، وسيكون للمتقين إماما؛ علميا وخلقيا وسلوكيا.
ثالث عشر: الحرص على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، والمسح بها على أبنائك قبل النوم.
وأخيرا؛...
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز (إسلام أون لاين)؛ قسم (معا نربي أبناءنا).
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
-ـــــــــــــــــ(104/167)
المراهقون ...وعلاج وباء السوق وحمى الاستهلاك" – مشاركة من مستشار ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا وقبل كل شيء لا يسعنا إلا أن نقول لكم من أعماق قلوبنا جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين من خير كثير، ولا أجد أفضل من دعاء الرسول لأدعو لكم به فجزاكم الله خيرا.
أما عن مشكلتي فهي مشكلة ابن أخي الذي يبلغ من العمر أربعة عشر عاما وهو في الصف الثالث الإعدادي، بداية أود أن أخبركم أن ابن أخي هذا أنا أمثل له شيء كبير في حياته فنظرا لاهتمامي بالقراءة في موضوع التربية وخصوصا مرحلة المراهقة فلدي قليل من الخبرة في كيفية معاملة الأطفال والمراهقين.
وأنا قريب من ابن أخي هذا بشكل كبير جدا حيث إننا أصدقاء وأخوة فهو يحكي لي كل شيء عن حياته؛ مشاكله دراسته أصدقائه لدرجة أن والديه يدخلونني في كل كبيرة وصغيرة في حياته. أما عن والديه فهما من أصحاب الخبرة بعض الشيء في العملية التربوية ويهتمون بتربية أبنائهم وتنشئتهم على الإسلام أكثر مما يهتمون بأي شيء آخر، والبيت بفضل الله لا يعاني من أي مشاكل بين الوالدين. أما عن إخوته فلديه توأم (بنت وولد) يصغرانه بسنة ولكنهم جميعا في سنة دراسية واحدة نظرا لدخوله هو المدرسة متأخرا سنة.
وبداية المشكلة أن ابن أخي هذا في مدرسة خاصة ومستواها مرتفع إلى حد ما، مما جعله ينظر إلى من حوله من أصدقائه في المدرسة وبدأ ينتقد الأحوال من حوله مثل ضيق المنزل وعدم حصوله على موبايل خاص به وهذا الكلام لم يظهر عنده إلا مع بداية دخوله سن المراهقة، وهو الآن يعاني من اللامبالاة بشكل كبير فلا يكترث لكلام أمه ولا يهتم بمذاكرته ولا لحفظ القرآن وهو ينام لمدد طويلة جدا ولا يحب الجلوس في المنزل فهو يفضل دائما الذهاب إلى بيت جدته التي تسكن بعيدا عنا لأنه هناك يشعر بحرية أكثر وبعيدا عن رقابة والديه ويجلس أمام الكمبيوتر والإنترنت بالساعات هناك.
أما عن أهم هذه المشاكل الحالية فهي مطالبته اليومية بالحصول على موبايل وبشرط أن يكون من أحدث الأنواع الموجودة حاليا.. حاولنا كثيرا إقناعه بعدم فائدة الموبايل معه الآن وحتى لا يطالب به مرة ثانية نقول له إن إمكانياتنا المادية لا تسمح الآن بشراء موبايل له ولكنه يرفض كل ذلك ويقول إن جميع أصحابه يحملونه سواء في المدرسة أو في الشارع فهل هم أفضل منه، ويعود ثائرا من الخارج في كل مرة يعلم أن أحد أصحابه اشترى موبايل وحاولنا إقناعه حتى أن نشترى له واحدا إمكانياته معقولة حتى يكون سعره مناسب ولكنه يرفض بشدة.
أما عن موقف والديه من التعامل مع هذا الموضوع فوالده يرفض بشدة أي كلام عن هذا الموضوع ويقول إنه ما زال صغيرا على حمل الموبايل ويصده بشدة عند فتح هذا الموضوع.
أما والدته فهي لا تعرف كيف ترد عليه فهي لا تريد أن تصده هي أيضا وفى نفس الوقت لا تستطيع أن تلبي له طلبه فتحيله إلى والده، هذا مع العلم أن إمكانياتنا فعلا لا تسمح بشراء موبايل له الآن هو وإخوته الذين بدءوا يطالبون مثله وهو الآن بدأ في مرحلة أشد وهو أنه يهدد بعدم المذاكرة بل والجلوس من المدرسة نهائيا في حالة عدم شراء المحمول له، بل والأعجب من ذلك هو أنه الآن يهدد بترك المنزل والذهاب إلى جدته والجلوس معها دائما وقال إنه لا يريد أحدا يتصل به هناك.
بقي أن أخبركم عن بعض صفات ابن أخي فهو ولد ذو أخلاق عالية جدا وهو حساس إلى أقصى درجة؛ لدرجة أنه من الممكن أن يبكي لو احتددت معه في الكلام، فأخبروني بالله عليكم ماذا أفعل معه في موضوع اللامبالاة وموضوع الموبايل.. أخبروني كيف أقنعه وما هو التصرف السليم في التعامل معه. وفى الختام آسف على الإطالة عليكم وأشكركم على سعة صدوركم ومرة أخرى جزاكم الله خيرا.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدي إن ما يحدث من ابن أخيك ليس مراهقة ولكنه تدليل زاد عن حده، فلما تدلل الطفل الكبير ذهنيا نشكو دلاله.
إن المشكلة في الأسرة التي لا تسمح إمكانياتها بشراء موبايل ذي إمكانيات عالية ولكنها تدخل ابنها مدرسة بمصروفات عالية يكون مستوى زملائه بها مرتفعا بالنسبة لمستواه فيضيق الطفل بأهله ومنزله ونحن يصلنا شعور بالعجز لأننا نحاول أن نلبي طلباته وندخل معه في مفاوضات للقبول بحلول وسط لأننا بداخلنا شعور بالنقص يجعلنا نتطلع إلى مستوى غير مستوانا ونحن نتصور أن المدرسة عالية المصروفات ستتوقف مشكلتها عند دفع المصروفات وتدبيرها ولا نعلم أن الأمر في مجتمعنا العشوائي المريض الذي بدأ الاستهلاك والمظهرية الكاذبة يصبح فيه دفع المصاريف هو أقل مصائب المدرسة لأننا نتعامل مع منظومة متكاملة من الحياة التي تمثل هذه المدرسة أحد مظاهرها وبالتالي فإن طفلنا الصغير الذي تربى على الحصول على كل ما يريد بل ورأى أهله وهم يدخلونه المدرسة يتطلعون إلى ما هو أكبر من طاقتهم لا يرى بأسا هو الآخر من أن يتطلع إلى ما هو أكبر من طاقته ويرى في ذلك حقا من حقوقه.
أليس كل زملائه في المدرسة يفعلون ذلك ألم نختر له زملاءه هؤلاء ونحن نوافق على دخوله إياها.. إنني لن أنسى تلك التلميذة الصغيرة في الصف الأول الثانوي وقد جاءت أمها تشكو من بعض سلوكياتها التي اعتبرتها الأم شاذة فكان رد الابنة الصغيرة (لقد أدخلتني أمي المدرسة الأمريكية حيث يوجد معي ابنة فلان الملياردير وابن فلان صاحب التوكيلات المشهورة ولا يتحدثون إلا بلغة الأرقام والعلاقات بينهم مفتوحة ماذا كانت تريد أمي أن أفعل وأنا وسط هؤلاء، إن أمي هي التي تعاني من حالة من التناقض فهي تريد إدخالي أغلى مدرسة في الإسكندرية حتى تتباهى بذلك أمام أصحابها ولكنها في نفس الوقت تريدني أن أكون ملتزمة مثلها، هي التي أدخلتني المدرسة وأنا لم أطلب ذلك.. صعب أن أختلف عن زميلاتي وزملائي). انتهى كلام الطالبة الصغيرة سنا الكبيرة عقلا وفهما لطبيعة المشكلة التي لم تفهمها الأم بهذا العمق.
الخلاصة أن نمط العلاقة بهذا الابن يجب أن تتغير والتي ربما تبدأ حتى بتغيير المدرسة التي ينتمي إليها بمعنى أنه بهدوء شديد وبتفاهم ودون أي صدام يقال له إنك لا تريد الذهاب إلى المدرسة لأنك لا تستطيع مواجهة زملائك بدون موبايل نحن معك.. ستذهب إلى مدرسة أخرى في نفس مستوانا ولا يملك تلاميذها تليفونات محمولة.
إنك إن كنت صديقه وقريبا منه فعلا فلتوصل له رسالة حاسمة حازمة لأن الحزم في بعض الأحيان يكون منتهى العطف لأنه يعيد الإنسان إلى صوابه، والرسالة تقول "إن هناك طريقة أخرى للتعامل معك لن تعجبك لأنه من غير المقبول أن تهدد بترك البيت والذهاب إلى الجدة لأن الجدة لن تقبلك"، إن الجميع يجب أن يتكاتفوا من أجل التعامل مع هذا الابن الذي وجد التدليل من الجدة والأم وعندما زاد في التدليل فوجئ بأنهم لا يواجهونه ولكن يحولونه لبعضهم البعض.
واجهه أنت بالحقيقة وواجه أمه وجدته.. لا يصلح أن يطبق نظام آخر عليه عند جدته، لا بد من توحيد كل النظم التربوية فلا يصلح أن يجلس بالساعات أمام الكمبيوتر أو يخرج عن النظام.
الصراحة والحسم والحزم هي مفاتيح مشكلة التدليل وفهم طبيعة ما يجري وأننا مسئولون فيما وقع فيه هذا الابن من صراع.. البداية هي التعامل الصحيح والعميق مع المشكلة، الأمر أصعب وأعمق من الموبايل أو المراهقة، إنه نموذج حياة نفرضه على أنفسنا ثم نذهب لنشكو منه.
ـــــــــــــــــ(104/168)
المواجهة لعلاج التحرش ... العنوان
صدمني ابني التلميذ بالصف الثالث الابتدائي بأن ولدًا من الإعدادي بنفس المدرسة وخلال حصة الألعاب أخذ ابني إلى الحمام وتحرش به، ومن وصف ابني لما حدث بأسلوبه البسيط أخذ يبكي، ويقول إنه كان فاكره ولد طيب، ولكنه وجده شيطانًا على حد تعبيره، وعلمت منه أن هذا الولد يلبس سلسلة تقويم على أسنانه مما يجعل التعرف عليه سهلاً بصفة خاصة.
إن هذه المدرسة تجريبية حكومية مختلطة. أرشدوني ماذا أفعل بأسرع وقت؟ حيث إننا من أسرة متلزمة دينيًّا وأخلاقيًّا، وأنا وأمه في حالة ذهول منذ سمعنا أدى بنا إلى عجز عن الفكر والتصرف.
... السؤال
عالم المراهقة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أهلاًبك سيدتي على صفحتك معًا نربي أبناءنا وشكرًا على ثقتك بنا.
سيدتي الفاضلة.. إن الخطوة الأولى هي طمأنة الابن وإشعاره أننا بجانبه وأنه ضحية لجهله؛ ولذا فإن هذا الحدث فرصة لتعليمه كيف يتصرف في هذه المواقف بدءًا بألا يصحب أحدًا إلى الحمام أو أي مكان ناء تحت أي حجة، وأنه وإذا تحرش به أحدهم فلنعلمه كيف يقاوم بالصراخ بصوت عال يلفت انتباه الآخرين ويفزع المعتدي وكيف أن المعتدي مهما بدا قويًّا فإنه جبان، ثم يتجه مباشرة للشكوى إلى إدارة المدرسة؛ لأنه صاحب الحق وعدم الإذعان لأي تهديد أو تخويف.
أما الخطوة الثانية فهي التوجه معه إلى المدرسة وكتابة شكوى رسمية مكتوبة بما حدث وطلب التعرف على الجاني وعمل رقابة على الحمامات، وفي أثناء الفسحة على التلاميذ حتى لا يتكرر ما حدث، والإصرار على معاقبة هذا الطالب أمام ابنكم حتى يشعر بالأمان، وأن يكون العقاب رادعًا وكافيًا لطمأنة الابن ولعدم تكرار ذلك بالمدرسة.
الخلاصة أن الحل هو عدم السكوت والتعامل مع الأمر وكأنه فضيحة يجب سترها، بل العكس لا بد من التعامل مع الأمر كأصحاب حق تم الاعتداء على حقكم وحق أبنائكم أولاً من المدرسة؛ لأنها لم توفر الرقابة والحماية الكافية، وثانيًا من هذا الولد الذي لم يجد من يوجهه أو يعلمه؛ ولذا فإن اتخاذ موقف عتابي مشدد ضده وهو في بداية حياته قد يوقف سلسلة انحرافه.
إنكم لا تحمون طفلكم فقط ولكن تحمون هذا الولد الصغير الذي ربما فعل ما فعل من باب التقليد لما رآه في قناة فضائية أو غيره ولم يجد التربية السليمة عامة والجنسية خاصة التي تحميه عن الانحراف، ونرجو أن تراجع ملف التحرش الجنسي على صفحة حواء وآدم ففيه المزيد من التفاصيل والمعلومات حول هذا الأمر وتابعينا دائمًا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/169)
المنهجية الرباعية للتعامل مع مشاكل الأطفال السلوكية ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشكركم على هذا الموقع.
المشكلة: ابنتي البالغة من العمر ثلاث سنوات أحاول أن أحفظها القرآن لكنها تسمع منا فقط ولا تقبل بأن تردد بعدنا إلا نادرا بحيث لا أعرف هل حفظت أم لا وأسألها أن تقرأ فترفض.. لا أدري ماذا أفعل معها؟
ثانيا: هي لا تقبل الخروج إلا معي وترفض الذهاب بمفردها مع والدها، مع العلم أنها كانت تخرج معه لكن بدأت بالتدريج لا تقبل الذهاب معه وخصوصا بعد أن ذهب بها مرتين للعيادة بحيث تصرخ إذا لمستها الدكتورة وهي الآن ترفض حطي رؤية أصدقاء والدها أو أي رجل آخر، كما أنها لا تلعب مع الأطفال الذين كنا معهم مرتين أو ثلاثا خلال أسبوع واحد، كما أن طبعها صعب جدا وأنا الآن حامل ولا أدري كيف ستقابل المولود الجديد مع العلم أن معها أخ عمره سبع سنوات.
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكر الله لكم استشارتنا.
وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما ممن دلوا على الخير.
أولا: مرحبا بكم أيتها الأخت الفاضلة، أم الطفلة الصغيرة الحبيبة، جعلها الله سبحانه، قرة عين لكما.
ثانيا: أما عن مشكلة الصغيرة الغالية، البالغة من العمر 3 سنوات، فهي تدور حول 4 سلوكيات تربوية مقلقة لكما.
1-قلة حفظها وتقبلها التعليمي من الوالدين.
2-كراهية الخروج مع الوالد.
3-عدم الجماعية.
4-الخوف عليها من آثار الضيف الجديد، والقادم غير المرغوب فيه.
ثالثا: بداية أذكرك وكل الأحبة القراء من الآباء والأمهات، بهذه "المنهجية الرباعية الذهبية للتعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية"، وذلك من أجل البحث عن الحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة، والتي يجب أن تتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:
الخطوة الأولى: فهم المرحلة السنية التي يمر بها الطفل وسماتها وخصائصها المميزة واحتياجاته فيها.
الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية، ومهارة إشباع هذه الاحتياجات.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية، التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل، فأوجدت المشكلة.
الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة.
تحت فهم هذه القاعدة الذهبية التربوية:
(إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه).
أي أن السلوكيات غير السوية عند الأطفال، ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
لذا فلو تمت وبطريقة صحيحة تلك المنهجية الرباعية، في كل مشاكلنا مع أبنائنا، ما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها، ونحن نجيد فن التعامل مع كل مرحلة بفهمنا لها مسبقا، ولتوقعاتنا بما سوف يحدث منهم.
فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا تدانيها متعة.
رابعا: ولنطبق هذه القواعد المنهجية على حالة صغيرتنا الحبيبة:
الخطوة الأولى: ما هي أهم وأبرز سمات وخصائص واحتياجات هذه المرحلة السنية (3) سنوات:
(أي ما يجب عليكِ فهمه حول شخصية ابنتك الحبيبة)
(1)الجانب العاطفي "النفسي والاجتماعي" للسن من 3 سنوات:
1-صعوبة في مشاركة المشاعر مع الآخرين.
2-الخوف من:
-الارتفاعات.
-الفشل.
-المواقف الجديدة.
3-خجول ويعي نفسه.
4-بداية تأسيس الجانب الأخلاقي.
5-يقل العنف البدني والحركي.
6-يزداد العنف اللفظي.
7-يفضل اللعب في مجموعات صغيرة أو وحيدا.
8-يحتاج إلى تشجيع وتحفيز دائم.
(2) الجانب الفكري للسن من 3 سنوات:
1-زيادة في القدرة على التعبير عن الرأي لفظيا ولكن بدون تركيز.
2-وقت الاستماع أقل من 30 ثانية فقط.
3-المحاولة والخطأ وسيلة اكتشاف العالم.
4-اللعب الحر و التفكير الخيالي.
5-يمكنه اتباع التعليمات ولكن لا تزيد عن فكرتين.
6-يستخدم الأسئلة والطلبات والأوامر كوسيلة اتصال بالعالم المحيط:
-لماذا ...؟!.
-أريد ...!!!!!.
-متى ...؟!.
7-يجمع الكثير من المعلومات والرموز في عقله ولكن بدون منطق في الفهم أو الربط بينهما. (مرحلة التلقي والتكديس)
الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية، ومهارة إشباع هذه الاحتياجات.
(أي ما هي واجباتك التربوية حيال ابنتك الحبيبة في هذه المرحلة السنية)
1-الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2-تلقينها القيم الطيبة.
3-عدم اللوم.
4-معاونتها في الترويح واللعب.
5-احترام تجاربها وتجنب تخطيئها.
6-الاستماع الجيد لها.
7-الحوار والإجابة عن أسئلتها.
8-احترام خصائص وسمات مرحلتها.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية، التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل، فأوجدت مشاكل الطفلة.
1-المرحلة السنية التي تمر بها الصغيرة الغالية، وعدم فهمها من قِبَل الوالدين: فأدى ذلك إلى نوع من الجفاء وزيادة الفجوة بين العقليتين، وراجعي في السمات الفكرية مدة الإصغاء عندها، وتخيلي أنها مجرد دقيقة ونصف فقط، ثم ينتابها الملل من المتحدث.
وتأملي كذلك حبها للعب والتعامل مع مجموعات صغيرة أو اللعب وحدها، وهي من السمات العاطفية.
2-التجربة المريرة في الخروج مع الوالد للطبيبة ولعل الطبيبة أساءت التعامل معها فتكون رابط ذهني عندها وتجربة رصيدها هو: (إن أي خروج مع الوالد مؤلم وغير سار)، فكانت النتيجة هي رفضها للخروج مع والوالد.
3-حذار الغيرة القادمة من الضيف القادم.
الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة.
1-فهم المرحلة السنية للطفلة جيدا.
2-إشباع حاجاتها النفسية في هذه المرحلة الغضة والجميلة.
3-الاستعانة بشخص آخر يحفظها كنوع من طرد الملل التعليمي والروتينية.
3-استخدام وسائل تربوية إيضاحية لتوصيل الفكرة والجزء المراد حفظه ولو بشريط أو برامج تعليمية جاهزة على (CD) والكومبيوتر، أو ألعاب وهي من الكثرة والوفرة بحيث لا يعدمها أحد.
4-محاولة تعويد الطفلة على التعامل الاجتماعي المفتوح مع أقرانها: وذلك بمحاولة دمجها بالآخرين سواء بالزيارة أو في النوادي أو في الحضانات.
5-الاهتمام بها في الأيام القادمة وإشعارها أن القادم الجديد لن يسلبها المكانة والاهتمام.
خامسا: نصائح ذهبية لبناء الطفل اجتماعيا في هذه المرحلة؟
ويتم عن طريق التواصل بين البيت والمدرسة وكل الأماكن التي يذهب إليها، حتى ولو كانت بيوت الأجداد والأقارب.
1-الاقتراب من الطفل وإعطائه قدر من الأمان يقيه من الخوف من البيئة.
2-اصطحابه إلى مجالس الكبار فيتعود على مقابلة ومعاملة الأقارب والغرباء.
3-اصطحابه إلى زيارة الأقارب وتعمد تركه معهم لبعض الوقت بعيدا عن مراقبة وحماية الوالدين ويكون تدريجيا، حتى ولو ترك لدقائق تزيد تدريجيا إلى ساعات، ثم إلى يوم كامل.
4-تكليفه ببعض المهام، ولو بشراء بعض الحاجيات ومراقبته عن بعد، وتدريجيا حتى إرساله وحيدا دون مراقبة فهذا من شأنه أن يبث فيه روح الثقة بالنفس والاعتماد عليها.
5-مكافأته على كل مهمة ينجزها، وكل عمل جيد قوم به فهذا يشجعه ويحفزه ويدعمه إيجابيا.
6-حفظ سره وعدم كشف أفعاله السلبية أمام الغيرفهذا من شأنه أن يعطيه الأمان والشجاعة وعدم الخوف من الآخرين.
7-عدم تساقط زلاته وإعطاؤه قدرا من الخطأ المقبول.
8-عدم التدليل الصارخ ولو برفض بعض طلباته.
9-الدعاء الخاشع الخالص.
وأخيرا.. تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز إسلام أون لاين، قسم "معا نربي أبناءنا".
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ـــــــــــــــــ(104/170)
اللامبالاة .. هل تحرم ابني التمييز- متابعة ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم السادة الأفاضل القائمين على العمل بهذه الصفحة ..
السيدة الفاضلة الأستاذة العزيزة/ عزة تهامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..طبتم وطابت أيامكم وبارك الله لكم في ذويكم وفلذات أكبادكم وسدد الله على طريق الخير خطاكم .. إنه تعالى ولى ذلك والقادر عليه الأستاذة الفاضلة / عزة تهامي - جزاك الله عنا كل خير..
بالنسبة للاستشارة التي هي بعنوان: " اللامبالاة.. هل تحرم طفلي التمييز؟ "
فقد طلبت منى أن تقرأ صاحبة المشكلة بنفسها الرد وأن تقوم هي بنفسها بالمتابعة ولكنها لن تتمكن من ذلك حاليا لأسباب منها الحالة الصحية فهي - أكرمها الله - تنتظر مولود جديد بعد أشهر بسيطة وسأقوم أنا بمجرد كتابة ما ستكتبه هي بنفسها وترسله لي.
بعد اطلاعها على رد الاستشارة وقراءتها بنفسها كتبت التالي:-
ردا على الاستفسارات الواردة:
1- بالنسبة لعلاقة " عمرو " بأخيه "إسلام 10 سنوات " فهي علاقة ممتازة باستثناء بعض المشاحنات والمشاجرات العادية.
2- علاقتهما بالأب ممتازة يسودها الحب والعطف والحنان والتواصل بينهم.
3- ليس من سمات الأب اللامبالاة.
4- لا يعتمد "عمرو" على نفسه في عمل الواجبات ولكنه دائما يحتاج للمساعدة.
5- العلاقة بين الوالدين جيدة جدا يسودها التفاهم.. أما التشاجر بينهما فهو نادر.
6- الأب يعاقب "عمرو" بالضرب أحيانا وبالخصام أحيانا أخرى.
7- " عمرو " بالفعل طفل محبوب من الجميع فهو حنون وودود.
وهناك ملاحظتان أود أن أذكرهما عن ابني "عمرو" وهما الكذب ورغبته في اقتناء أشياء من زملائه مثل (قلم - مسطرة - أستيكة -...) على الرغم من كثرة التحذير من ذلك وعلى الرغم من عدم حرمانه بالإضافة لذلك فهو ليس بخيلا فهو عندما يمتلك مبلغا من المال يعطي أخاه ويشتري لأبيه بعض الأشياء البسيطة التي يكون الأب في حاجة إليها فهل هذا السلوك يعد "سرقة" أم ماذا؟
وأخيرا أود أنا الأم صاحبة المشكلة أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لجهودكم ونسأل الله تعالى أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين.. اللهم آمين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
... السؤال
الكسل والإهمال والاستهتار ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدتان الفضليان..
سلام الله عليكما ورحمته وبركاته..
تحية طيبة لكل من السيدتين اللتين اختلط وامتزج خطابهما كأنهما شخص واحد وكأن كل منهما صاحب المشكلة، فلا تتخيلا مدى سعادتي بهذه العلاقة التي أدعو الله أن تكون نعم الصحبة في الدنيا والآخرة، وأدعو لصاحبة المشكلة أن ينعم عليها بالصحة والعافية مع استقبالها مولود جديد ويجعله من الذرية الصالحة.
واسمحي لي أيتها الصديقة العزيزة التي خطت هذه الرسالة أن أتوجه في سائر خطابي إلى صاحبة المشكلة مباشرة حتى يسهل الخطاب.
إن الظروف التي ينشأ فيها ابنك هي ظروف إلى حد كبير تساهم وتعين على تنشئة سوية جيدة كما اتضح ذلك من ردك على الاستفسارات التي أوردناها في الاستشارة السابقة، لكن اسمحي لي أن ألتقط مما ورد أسباب كل ما تشكين منه:
1. إن عمرو -رغم تفوقه- لا يعتمد على نفسه في المذاكرة ويحتاج إلى مساعدة
2. يلجأ للكذب.
3. يرغب في اقتناء أشياء من زملائه (قلم - مسطرة - أستيكة..) بحد تعبيرك.
أما بالنسبة للنقطة الأولى فقد سبق وتحدثتُ عنها في أكثر من استشارة ووضحت أهمية أن يتدرب الأطفال منذ نعومة الأظفار على الاعتماد على النفس ليس في عملية المذاكرة فقط بل في كل شؤون حياتهم وهذا من شأنه أن يعالج موضوع اللامبالاة، ولا تحملنك -سيدتي- رغبتك في أن يتفوق ابنك دراسيا على أن تنوبي عنه في هذه المسؤولية كأن تجلسي بجواره أثناء المذاكرة حتى يقوم بها على الوجه المطلوب من وجهة نظرك ، أو تقومي بإعادة شرح الدروس بالبيت... إلخ، لأن مثل هذه التصرفات تفرز لنا أبناء لا يستطيعون تحمل المسؤولية بل والتخلي عنها والاستهتار واللامبالاة،
ألا ترين نوعية بعض الأزواج الذين يتخلون عن مسؤولياتهم التربوية تماما ويحملونها كاملة للأم وذلك لأنهم لم يعتادوا ولم يربوا في بيوتهم إلا على الأخذ ومد يد المساعدة إليهم بصفة مستمرة.
ألا ترين ما يعاني منه شبابنا اليوم من عدم القدرة على كبح جماح رغباتهم لأن كل شيء كان يقدم لهم سهلا يسيرا، إن معظم أولادنا -مع الأسف ومهما كانت طبقاتهم الاجتماعية- مدللون، فمعظم الآباء (خاصة في منطقتنا العربية) يسعى لتيسيير الحياة على أبنائه، وما لهذا خلقنا أو خلقوا، لا أود أن أكثر من كلام ربما ترينه غير عملي وحتى ننطلق سويا لكلام قابل للتنفيذ: ابدئي مع ابنك في تحديد المهام المطلوبة منه مثل المذاكرة -الاستيقاظ بنفسه- ارتداء الملابس بمفرده... إلى آخر المهام المفترض أنه مكلف بأدائها، ثم بعد ذلك حددا معا ما المهمة الأولى التي سيبدأ بها للاعتماد على نفسه فيها فإذا افترضنا أنكما ستبدآن بمهمة المذاكرة فعليكما وضع جدول للمذاكرة معا تتخلله فترات راحة بين كل مادة وأخرى يلعب فيها أو تلعبي معه فيها، ولا تزيد مدة الراحة بين المادتين أكثر من 10 دقائق لا يشاهد فيها التلفاز ولا يلعب على الكمبيوتر فذلك يؤدي إلى تشتته، والأفضل أن يكون هذا الجدول متفقا مع جدول المدرسة، وأن يبدأ في الاعتماد على نفسه تدريجيا بمعنى أن يبدأ بمادة واحدة في مذاكرتها بمفرده إذا كان معتادا على أن تجلسي بجواره في كل المواد تقريبا وتتفقي مع معلمة هذه المادة بأن تعزز عمرو كلما وجدته قد أنجز الواجبات بمفرده ويكون ذلك بالثناء عليه أمام الفصل وهذا سيشجعه على أن ينجز واجبات باقي المواد بمفرده بل ويحث زملائه على أن يفعلوا مثله
ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على العديد من الاستشارات التي تناولت المذاكرة وكيف يعتمد الأبناء على أنفسهم بشكل عام.
وأرجو الصبر والمثابرة فإذا خارت قواك أو هبطت عزيمتك فعليك بملاحظة الأبناء المراهقين أو الشباب ممن حولك من الأقارب أو المعارف أو الزملاء، وكيف يتصرفون مع أهليهم حتى يكون ذلك دافعا قويا لك لتفادي الوقوع في خطأ اعتماد أولادك عليك في أي شيء، واعلمي أن أحد أسباب الأزمة المفتعلة للمراهقة هي عدم تنشئة هؤلاء المراهقين على الاعتماد على النفس، وأننا مع الأسف نحاول تسهيل كثير من الأمور لهم، فنحن الذين نبحث لهم عن مدرسين للدروس الخصوصية، ونحن الذين نتنازل عن بعض ما يلزمنا لتوفير الأموال اللازمة لهذه الدروس، ونصرف عليهم في الجامعة بحجة أنهم يدرسون وليس لديهم وقت للعمل وبعد الجامعة نحن الذين نسعى لهم لكي يحصلوا على العمل ثم عن العروسة ثم عن الشقة.... ثم.. ثم.. ألا ترين أننا وبدون أن نشعر نخلف من ورائنا أطفالا مدللين لا يتمتعون بأقل قدر من الاستقلالية أو تحمل المسؤولية.
اعذريني -سيدتي- لهذه الإطالة؛ لأن الأمر جد خطير؛ لذا سيدتي أنا لا أريد لك ولا لغيرك من أمهات جيل المستقبل أن يقعن في هذا الشرك فاحملي على عاتقك مسؤولية ترك أولادك يتحملون ما يجب أن يتحملونه بأنفسهم.
ولننتقل للنقطة التالية ألا وهو أمر الكذب وهو أمر لم يتضح بشكل كاف -سيدتي- في رسالتك، فكان لا بد من معرفة الظروف والملابسات التي تؤدي بالطفل للكذب بمعنى: هل يكذب الطفل حين يخاف أو حين يوجه له سؤال مباشر، أو حين يريد أن يدافع عن نفسه، أو أن كذبه من النوع الذي يمزج فيه الخيال بالحقيقة، أم يكذب ليوقع زميلا له في ورطة كنوع من الانتقام ولأنه لا يستطيع مواجهة هذا الزميل، أو يكذب ليحظى بمزيد من الاهتمام من الآخرين، فهناك أنواع كثيرة للكذب تتحدد أسبابها بتحديد ملابسات وظروف هذا الكذب كما ذكرت. وعلى أية حال هناك إرشادات عامة يمكن اتباعها إلى حين معرفة هذه الملابسات وهذه الظروف:
- لا يصح أن نتعامل مع أبنائنا كمحققين فلا ينبغي أن يُسأل الطفل دائما بشكل مباشر كأن نقول له مثلا: هل صليت الظهر؟ فإن السؤال المباشر مدعاة للكذب ولكن الأفضل من ذلك أن يقال له إن الظهر قد أذن وندعه دون أي تعليق آخر.
- ألا يعاقب عند قوله الحقيقة فلا يعنف أو يلام على ذلك و ليس معنى هذا أن نجعله دائما يفلت من العقاب لقوله الحقيقة فهذا يجرؤه على الخطأ، فمثلا إذا كسر شيئا واعترف بذلك من تلقاء نفسه يمكنك القول بأنك مسرورة لأنه أخبرك الحقيقة، ولكن عندما يتكرر هذا الفعل فعليك حينئذ أن تقولي له بأسلوب حازم: "أنا بالطبع سعيدة؛ لأنك تقول الصدق لكن في نفس الوقت يغضبني جدا أن تتصرف باستهتار وعدم الانتباه للأشياء فأرجو ألا يحدث هذا مرة أخرى، وستدفع ثمن ما كسرت هذه المرة".
- ألا يُوحَى إليه بأساليب الاعتذار كأن تقولين له: إنك لم تقم بأداء واجب الحساب لأنك بالتأكيد نسيته أليس كذلك؟ فهذا يعلمه كيف يختلق أعذارا غير حقيقية.
- أن يربى على الشجاعة الأدبية أي يكون لديه الجرأة (وليست الوقاحة أو البجاحة) لأن يعترف بأخطائه ولا يرضى إطلاقا أن يقع غيره في خطأ ارتكبه هو، ولا يكون ذلك إلا بالقدوة والمثل منك ومن والده.
- كثيرا ما نكذب أمام أبنائنا ولا نقصد ذلك بل ولا ندري به أحيانا، فيؤثر ذلك على سلوكهم فضلا عن أنهم يفقدون الثقة بنا وبمدى مصداقيتنا معهم، فعلينا أن ننتبه جيدا لكل أفعالنا وأقوالنا أمام الأطفال.
- لا بد من منح الطفل فرصة للتعبير عن نفسه وعن مشاعره دون الحجر عليها مع تدريبه أن يكون ذلك بشكل مهذب مؤدب. (لمزيد من الاستفادة يمكن الاطلاع على كثير من الاستشارات التي تناولت موضوع الكذب عند الأطفال(
أما بالنسبة لأخذه الأشياء من زملائه دون علمهم:
لا بد أن نقرر شيئا في غاية الأهمية بالنسبة لأمر السرقة وهي أن مدلول السرقة لدينا نحن الكبار يختلف عن مدلولها عند الصغار، فهي -عند الكبار- جريمة أخلاقية بشعة ضد المجتمع ولذا حرمها وجرمها الله تعالى، ولكنها عند الأطفال -الذين ينشئون في بيئة سوية- تعني مجرد أخذ أشياء من غير استئذان.
وليس الحرمان وحده هو السبب الوحيد الذي يدفع الأطفال لأخذ مقتنيات غيرهم بل هناك أسباب أخرى مثل التدليل المفرط وعدم رفض رغبات الطفل ومحاولة الاستجابة لكل ما يريد، وهناك الرغبة في لفت الانتباه، وهناك الرغبة في استخدام أو امتلاك هذا الشيء الذي أخذه والاستمتاع به لفترة وهو ما يسمى أحيانا "بالسرقة البريئة" كما ذكر ذلك الدكتور علاء الدين كفافي في كتابه رعاية نمو الطفل وأظن أن الشكل الأخير للسرقة هو ما يحدث لطفلك.
وعلاج هذا الأمر هو:
- ضرورة الاستمرار في توجيه الطفل بأن ما يفعله هذا خطأ كبير لا يرضي الله ولا يرضي الناس (ولا يذكر كلمة السرقة حتى ينمي الشعور تجاه هذه الفعلة بأنها بشعة وخطيرة، ولا يذكر له أيضا أنه بهذا السلوك يعتبر سارقا فهذا من شأنه إذا تكرر على مسامعه أن يستهين بهذا الفعل وبهذا الوصف فلا يجد غضاضة في أن يلقب بهذا اللقب بعد قليل).
- لا بد من ضرب الأمثلة له وقص القصص عليه عن الأمانة وخاصة قصص الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.
- يجب ألا تتسم نهايات القصص التي تردعه عن هذا السلوك بالمبالغة في العقوبة بمعنى أنه لا يصح أن تكون نهاية من سرق القتل مثلا أو العقاب بشكل مخيف، ويمكن التركيز على سرد القصص التي تعزز سلوك الأمانة فقط، كما يمكن إعطاؤه مثلا بأمانة الأب والأم.
- مناقشة الطفل والحوار معه كأن يقال له: هل إذا أحب والدك أن يقتني سيارة مثلا فهل هذا يعني أن يأخذ سيارة جاره دون علم هذا الجار أو استئذانه... هل ترضى أن يفعل والدك ذلك سواء كان مع والدك المال الكافي لشراء السيارة أو لم يكن معه؟!
- كذلك لا بد من أن نكون قدوة أمامه في ذلك فنحن أحيانا نرتكب بعض هذه الهفوات (وأقصد عدم الاستئذان في أخذ ما للغير) فمثلا يجد الطفل أنك تأخذين قلمه دون استئذانه وتستعملينه، وفي نفس الوقت نطلب منه وبعنف ألا يأخذ شيئا من أحد دون هذا الاستئذان.
- ولا يُلجأ للضرب لنهيه عن ذلك فلابد أن يرسخ في ذهنه أولا معنى الأمانة والاستئذان وملكية الآخرين واحترامها.
- كما أود التنبيه على أن يدع كل منكما (أنت وزوجك) أسلوب الضرب بشكل عام مع أطفالكما فيكفي أن تُلقى الأوامر والنواهي بشكل حازم، خاصة وأن الأب بالذات له مهابة في نفوس أبنائه تغنيه عن الضرب (ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على العديد من الاستشارات التي تناولت موضوع السرقة عند الأطفال).
- كما أرجو ألا تكون شكل العلاقة بينكما وبين أبنائكما قائمة على الأوامر والنواهي فحسب بل لا بد أن يسودها الحب والدفء والأمان والمرح.
- أود قبل أن أتركك في أمن الله ورعايته أن تقرئي بعض الموضوعات عن الغيرة لأنك على وشك استقبال وافد جديد قد يؤثر ذلك سلبا على أخويه (أو أخويها) إذا لم نحسن التعامل مع الجميع.
سيدتي ربما تجدينني قد أحلتك للاطلاع على كثير من الموضوعات طرحت على هذه الصفحة فلا تستكثري هذا، ولم أكن لأفعل لولا الرغبة والحرص الشديدين على تمام الاستفادة، وثقي سيدتي أن الأمر سيختلف تماما حينما تزدادين اطلاعا ومعرفة بكثير من الأمور التربوية.
وأخيرا أدعو لك بأن يعينك الله ويتم حملك على خير لتهدينا بطفل جميل يكون بارا بوالديه خيرا لأهله ومجتمعه، مع وعد بلقاء جديد على صفحتنا للمتابعة.
وقبل أن أنهي رسالتي أود توجيه تحية خاصة لصديقتك وصديقتنا التي حملت لنا هذه الرسالة مع دعواتي بأن يجعل مسعاك في الخير دائما، وأن تكوني نعم الرفيق في الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــــ(104/171)
رسائل حب في الصف الثالث الابتدائي ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم السادة الأفاضل.. السيدة الفاضلة الأستاذة/ عزة تهامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة لكم جميعا ملؤها العرفان والتقدير لجهودكم المشكورة والتي أدعو الله –أنا والآباء والأمهات- أن يجعلها في ميزان حسناتكم جميعا وأن ينفع بها المسلمين في كل الأمة الإسلامية.. فجزاكم الله عنا كل الخير ..
أما بعد فوجئت منذ أسبوع بابنتي تأتي وتحكى لي أن بعض زملائها في الفصل (هي في الصف الثالث الابتدائي ) يرسلون لها داخل الفصل بورقات مكتوب فيه عبارات حب مثل " أنا بحبك يا آية " و " أنا عايز أتجوزك يا آية" وما شابه ذلك من عبارات وأنها قامت بالشكوى إلى معلمة الفصل ولكنها اكتفت بقول " انتوا إخوات " وقامت هي - ابنتي - بتوبيخ زملائها على هذه الفعلة وحذرتهم من تكرارها ثم ذهبت للمديرة واشتكت لها بنفسها ولكن لم يحدث شيء .. ظلت ابنتي تحكي لي وأنا أستمع إليها في هدوء وقد ارتسمت على وجهي ابتسامة تعجب ودهشة مما يصدر من أطفال في مثل هذا العمر حتى أنهت حديثها ورددت عليها أنا بأن ذلك كلام فارغ وأنهم أطفال ويقلدون ما يرونه في الأفلام والمسلسلات وممن حولهم من الشباب والشابات وكان رد فعل الأب مماثلا لرد فعلا وانتهى الأمر بتوصيتها بألا تعبأ بمثل هذه الأفعال وألا توليها أي اهتمام.
ومن يومين فقط جاءت لتحكي لي - فهي معتادة على أن تقص علي كل ما يحدث لها خارج المنزل - أنها تشاجرت مع إحدى زميلاتها وأن هذه الزميلة شتمتها فنصحتها بالابتعاد عنها وعدم مصاحبتها لما سمعته من ابنتي مسبقا عن طريقة حياة هذه البنت وأنها تتحدث في كل شيء فهي تتحدث عن الحب والزواج وكثيرا من الموضوعات المشابهة، وأظن أن ذلك ناتج من البيئة المحيطة فهي تعيش مع جدتها وخالتيها (فتاتان مخطوبتان) بعيدا عن مسكن أمها فقد تفرغت هذه الأم - حسبما سمعت - لتربية توأميها وهذا ليس كلام ابنتي فقط وإنما أنا لمست ذلك بنفسي عندما رأيت هذه البنت أكثر من مرة وشاهدت تصرفاتها .
وفي كل مرة كنت أريد أن أمنع ابنتي من مصاحبتها ولكن لم أكن أريد أن أفرض عليها شيئا وخاصة فيما يخص صداقاتها وبالفعل اقتنعت ابنتي عندما أوضحت لها الاختلاف بين أسلوب حياة هذه البنت وأسلوب حياتنا وذهبت في اليوم التالي وقد قررت تجنبها ولكن هذه البنت تضايقت من ذلك واتهمت ابنتي بأنها قد قالت لها أنها تحب أحد زملائها في الفصل بالإضافة إلى اتهامها لها بأنها عابت في والديْ زميلة أخرى لها وقالت كلاما يمس سمعة هؤلاء الناس وما أغضب ابنتي هو أن زميلتهما الثالثة صدقتها ولكن والدة هذه البنت الأخيرة تعرف ابنتي وأخلاقها وتعرف الأخرى واستنكرت ما حدث تماما.
أما ابنتي فعندما عاودت الحديث معها أقسمت لي أنه لم يحدث منها ذلك وأنها لا تعرف أن تقول مثل هذا الكلام وأنها تحب زميلها هذا كما تحب أخاها وأن هذه البنت سبب المشكلة تصوغ من خيالها حكايات كثيرة وبعد فترة تعترف لزميلاتها أنها هي من ألفت هذا الكلام - هذا ما تحكيه ابنتي لي - وأنا الآن لا أريد أن تأخذني العزة وأنكر على ابنتي أن يكون قد صدر ذلك منها بالفعل ولو بنسبة بسيطة ولا أريد أن أنأى بابنتي عن الخطأ مهما كان كبيرا فأنا أدرك أنها طفلة أولا وأخيرا ولكن أردت التماس العون منكم بعد الله تعالى في معرفة كيفية مواجهة مثل هذه الأحداث إن كانت قد صدرت منها بالفعل، وفي حالة صدقها الذي أشعره بالفعل فما هو ما يجب فعله في مثل هذه الظروف؟.
هناك شيء أود إحاطتكم به حتى يتسنى لكم الرد وهو أن علاقتي بابنتي منذ فترة قد شابها بعض الاضطراب نتيجة تغيير في سلوكياتها مثل عصبيتها الزائدة وارتفاع صوتها وعنادها وتمردها على كل شيء، ولا أنكر أنني غالبا ما أواجه ذلك بالصراخ والعصبية وأحيانا العقاب البدني وأشعر أن لذلك كله التأثير السلبي على شخصها وعلى علاقتها بي فأعينوني بالله عليكم وسامحوني على الإطالة الشديدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدة الفاضلة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
يسعدني دائما اللقاء بك وبكل الآباء والأمهات خاصة المتابعين منهم معنا مثلك، فأهلا بك ومرحبا مرة أخرى على صفحة " معا نربي أبناءنا "، ونبتهل إلى الله معك أن يجعل كل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهه الكريم.
أبدأ سيدتي بشكر وعتاب أما الشكر فلأنك تستخدمين مع ابنتك أسلوبا رائعا في الحوار أدى إلى أنها تحكي وتسرد لك ما يحدث خارج المنزل وهذا يجعلها تعتبرك نعم العون لها وهذا من شأنه أن يبني جسور المودة والثقة والمحبة بينكما، وأما العتاب لأنك تخسرين - ودون قصد منك بالتأكيد- المكسب الهائل الذي اكتسبته من وراء هذه الحوارات وهذه العلاقة الرائعة بينكما، فقد ذكرت في نهاية رسالتك أن العلاقة بينكما قد شابها بعض الاضطراب نتيجة عصبيتكما معا وأنك أحيانا تلجئين للعقاب البدني فضلا عن ثقتك التي اهتزت قليلا بابنتك لدرجة أنك راجعتها بشأن هذه العلاقة الوهمية التي ذكرتها زميلة ابنتك، وهذا بدء علامة غير صحية على الإطلاق في علاقتكما فأرجو أن تعودي لسابق عهدك في التعامل مع ابنتك وأن تترفقي بها فأنت بنفسك قد لمست ما تواجهه من مشكلات بالمدرسة تجعلها في أحيان كثيرة متحيرة وقلقة في كيفية التعامل مع نماذج غير سوية خاصة في مثل سنها، وأدعو الله أن تكون الخطوات والاقتراحات التالية معينة لك على الاستمرار في الحوار بينكما واستيعاب ابنتك ومشكلاتها دون اللجوء لعصبية أو لعقاب أو للتشكك فيها.
ولنأت الآن لتناول ما ورد بالرسالة تفصيلا :
- خيرا فعلتما- سيدتي أنت وزوجك - بشأن الخطابات التي كانت ترسل لابنتك وطريقتك في الاندهاش من أن يصدر هذا التصرف من أطفال في مثل هذه السن وتفسيرك لهذه الحركات الطفولية الصبيانية بأنها محض تقليد لما يرونه ويسمعونه من وسائل الإعلام وممن حولهم من الشباب والشابات، وخيرا فعلتما بتوصيتها ألا تعبأ بمثل هذه الأفعال ولا توليها اهتماما.
- عليك أن تتعاملي مع ابنتك بثقة وخاصة أنها تسرد لك ما يحدث فإن كانت تبغي الكذب عليك أو تنويه على الأقل لما سردت عليك هذه التفاصيل كما أنها غير مرغمة أساسا للسرد لك فأرجو ألا تخسري ثقتها، ولا تجعلي الشكوك تحيد بك عن ذلك الأسلوب الحواري الرائع الذي تتبعينه مع ابنتك ولا تحاولي تكذيبها فيما ترويه لك أو التشكيك فيه أو استحلافها أو ما شابه لأن كل ذلك من شأنه أن يهدم الثقة التي بينكما فتلجأ بعد ذلك للكذب، كما أود ألا تقلقي بشأن ما يحدث حول ابنتك فهو أمر طبيعي بين الأطفال في مثل سن ابنتك إلى جانب أنك قد عرفت أن طفلتك، ما شاء الله تحسن التصرف بنفسها وبدا ذلك واضحا حينما قامت بتوبيخ زملائها حينما أرسلوا لها الخطابات بل لم تكتف بذلك فشكت للمعلمة وللمديرة فعززي فيها ثقتها واعتزازها بنفسها وقدرتها على مواجهة المشكلات بمفردها .
- أرى من واجبي - رغم إعجابي الشديد بطريقتك وأسلوبك في الحوار مع ابنتك- أن أعدل قليلا في طريقة الحوار وهو تعديل بسيط للغاية لكن تأثيره كبير على الأطفال ألا وهو : ألا نبادر بإملاء ما يجب أن يفعله أطفالنا إزاء بعض المواقف فمثلا عندما أتت طفلتك لتشكو لك ما فعلته زميلتها التي سبتها فلم يكن من الأفضل أن تنصحيها بقطع علاقتها بهذه الفتاة ( حتى لو لم تفعلي ذلك إلا مؤخرا نتيجة لسلوكيات هذه الطفلة السيئة وبيئتها ) فمن المهم جدا بعد أن تقص عليك ابنتك ما جرى وتسألك النصيحة، عليك حينئذ أن تردي عليها قائلة : " تفتكري إنت إيه الحل في المشكلة ديه؟" وتنتظري حتى ترد عليك فإن قالت " لا أدري ولذلك فأنا أسألك " فردي عليها قائلة : " افترضي أن إحدى صديقاتك حكت لك هذه القصة فبماذا تنصحينها " وحاولي دائما أن تساعديها على إيجاد أكثر من بديل للحل، وما عليك إلا مناقشتها في مدى إمكانية تنفيذ الحلول الصحيحة منها، وهكذا يتعلم أبناؤنا كيف يفكرون ويواجهون بأنفسهم المواقف المختلفة التي يمرون بها، إلى جانب تدريبهم على أن الحل لا يكمن في طريقة واحدة بل يمكن أن يكون هناك بدائل على أن يتم اختيار الأنسب من بينها.
- إذا كنا نهتم بأبنائنا في المقام الأول - وهذا واجب علينا - إلا أنني أرى ابنة وطفلة أخرى (زميلة ابنتك التي اتهمت ابنتك ببعض التهم وشتمتها) في حاجة إلى الأخذ بيدها ولو صدقت ظروف هذه الابنة فهي أيضا بحاجة إلى من يساندها ويعينها ولا يصح أبدا أن نتركها دون رعاية أو تقويم، وتقويمها الآن أفضل بكثير من فترة تالية قبل أن تخرج للمجتمع إنسانا مشوها غير سوي نفسيا نتيجة لتخلي والديها عنها وتملص المجتمع منها، ولذا فأنا أقترح عليك أن:
1. تتحاوري مع ابنتك أولا في ظروف هذه الفتاة التي تختلف عن ظروفكم ( كما فعلت من قبل ) وتناقشيها في : هل من الأفضل أن نترك مثل هذه الفتاة بلا مساندة رغم ما يصدر منها؟ وهل هي السبب في ما وصلت إليه ؟ واستمعي لتعليقاتها واقتراحاتها ولا تعلقي عليها إلا إذا كانت اقتراحات غير منطقية مثل :" يمكن أن نذهب لأمها ونقول لها إن ابنتك تتصرف تصرفات سيئة" حينئذ ناقشيها في أنك تتخيلين نفسك مكان أم هذه الفتاة وكيف ستستقبلين مثل هذه المقولة.
2. وضحي لها أنه واجب عليها هي وزميلاتها أن يقدرن هذه الفتاة ويساعدنها بل ويلعبن معها بشرط ألا تعود لألفاظها السيئة أو للكذب أو للحديث عن الخطوبة والزواج وما إلى ذلك ( هذا بعد أن تستمعي لاقتراحاتها فربما هي نفسها تعرض مثل هذا الاقتراح ) .
3. اذهبي إلى مدرسة ابنتك وتحدثي مع ( المشرف التربوي بالمدرسة إن وجد أو الإخصائي الاجتماعي أو مدير المدرسة أو معلمة/ معلم بفصل ابنتك تلتمسين فيه الوعي التربوي عن غيره من المعلمين ) تتحدثين عن هذه الطفلة التي يجب أن يكون هناك متابعة من المدرسة مع الأم واستدعاؤها والتحدث معها عن ظروف الطفلة ومحاولة العناية بها ومتابعتها لأن ما تفعله هذه الطفلة يمثل نذيرا لسلوكيات غير سوية فيما بعد وهذا لن ينعكس عليها وحدها بل على كل من تتعامل معه.
وأنا حين أقترح عليك ذلك لا أطلب منك شيئا مثاليا لا يمكن تحقيقه فقد قمت بعمل دورة للأمهات تناولنا فيها كيف يكون للأمهات دور فعال بالمدارس وقد قامت بعض الأمهات بتنفيذ ما تم اقتراحه بهذه الدورة لدرجة أن مدرسة أولاد هؤلاء الأمهات أرسلت خطابات شكر لكل الأمهات اللائي شاركن في النهوض بالمدرسة عن طريق الاقتراحات أو المشاركة الفعلية بالأنشطة ( ولذا أطلب منك أن تطلعي على بعض الاستشارات التي تناولت دور الأمهات بمدارس أولادهن وعلى رأس هذه الاستشارات استشارة بعنوان خطوات لتفعيل دور الأمهات في المدارس) وإلى جانب ذلك فهناك الثواب العظيم الذي سيثقل ميزانك لهذه المحاولة فأنت بذلك لا تحمين ابنتك وزميلاتها فقط بل تحمين الطفلة نفسها من سلوكيات ربما لو تركت لتفاقم الأمر ومارست سلوكيات أخرى أكثر خطورة حينما تكبر.
- أريد أن أذكرك - سيدتي - في ختام رسالتي أنك إذا كنت تتعرضين لمثل ظروف ابنتك بالمدرسة فأنا أتحداك أن تظلي محتفظة بالهدوء والدعة في البيت لذا فحاولي أن تقدري ظروف ومشاعر ابنتك دون أن تقابلي ذلك بحدة وعصبية مماثلة، وفي نفس الوقت لا تقبلي تجاوزها عن حدود اللياقة والأدب حينما تتحدث معك، فعلى سبيل المثال إذا تحدثت معك بعصبية أو حدة فقولي لها بشكل حازم وعينيك في عينيها : " ربما تكوني غاضبة أو ثائرة لكن هذا لا يعني أن تتحدثي إلىّ بهذه الطريقة فاهدئي أولا وأنا على أتم استعداد للحديث معك والاستماع إليك حينما تهدئين واعلمي أنني لن أقبل هذا الأسلوب مرة أخرى" واتركيها وانصرفي وبالفعل إذا نسيت هذه التعليمات أو غلبتها العصبية مرة أخرى فلا تردي عليها حتى تعدل عن طريقتها، ويكفي أن تتحدث إليك بشكل مهذب بعد ذلك وليس شرطا أن تتلفظ بألفاظ الأسف المعتادة.
وأخيرا - سيدتي - أدعو الله أن تنتفعي بما أوردته من رد وأنا على موعد معك قريبا لمزيد من المتابعة وفقك الله لما يحب ويرضى.
ـــــــــــــــــ(104/172)
جواز المرور من أزمة التربية في الغربة- تعقيب من مستشار ... العنوان
السلام عليكم ...قبل أن أبدأ بسؤالي فيما يخص أولادي, أسال الله العلي القدير أن يوفقكم ويثيبكم عنا كل خير وبركة لما تقدمونه لنا من نصح يعيننا على تربية أبنائنا بما يرضي الله عنا.. ولطالما استفدت من كل ما أقرأ من حلول لاستشارات ترد إليكم.. لدي 3 أولاد: عبد الله (5سنوات) ويوسف 3 ومحمد سنة ونصف, أعيش أنا وزوجي وحدنا في الغربة وليس لدينا علاقات اجتماعية كثيرة بسبب الاختلاف بين مجتمعنا وتقاليده وقيمه الدينية التي نتمسك بها والحمد لله وبين المجتمع الغربي الذي نعيش فيه..
مشكلتي أن أطفالي لديهم شخصيات مختلفة تماما الواحد عن الآخر ولا أستطيع التعامل معهم جميعا في نفس الوقت إلا عندما أقرأ قصة لهم فالحمد لله الثلاثة يستمعون مع بعض المشاغبات من الصغير.
أولا سأكتب بعض صفاتي التي للأسف لها دور في مشاكلي مع أطفالي وأولها العصبية فأنا عصبية أغلب الأوقات ولكني من النوع الذي أستطيع التحكم بعصبيتي ولكن عندما أكون متوترة لا أستطيع ذلك وبالتأكيد فإن الغربة من الأسباب الرئيسية في عصبيتي مع العلم أني للأسف لا أستطيع الرجوع الآن إلى بلدي العراق, أحب العمل بهدوء وعلى راحتي ولكن للأسف بوجود الأطفال معي مثلا بالمطبخ وطلباتهم وكلامهم وتساؤلاتهم لا أستطيع إتمام أي شي وأصبح عصبية وأرفع صوتي عليهم و إن لم يخطئوا أقضي الكثير من وقتي في المطبخ وترتيب المنزل مع العلم أن والدهم يقضي الكثير من الأوقات معهم ويلاعبهم وهم متعلقون به كثيرا ولكن من المعروف أن صبر الرجل أقل من صبر المرأة فلا يستطيع المتابعة معهم كثيرا خصوصا عندما تبدأ مشاجراتهم وصراخهم مع بعضهم.
عبد الله ويوسف الآن في الروضة عبد الله بما أنه الطفل الأول فللأسف ركزنا على كل صغيرة وكبيرة في تصرفاته ولم نكن نسمح له أن يخطئ مثل بقية الأطفال في عمره وبما أنه من النوع المطيع أو كما كنا نعتقد فلم يكن يثير مشاكل ولكن الظاهر أنه كان يكتم مشاعره وكنا نظنها طاعة منه لأوامرنا ولكن الآن بدأ بالعناد والعصبية على أبسط المواقف وأخذ الأشياء من إخوته وبعض من الأنانية لديه أيضا نوع من البطء والحذر في تصرفاته فهو لا يفعل أي شي إلا بعد التفكير به حتى وإن كان شيئا روتينيا، ولا أعرف بماذا يفكر، وعندما أسأله لا يجاوب مع العلم أنه منذ الولادة كان لديه بعض الخمول في تحركاته وقد تم إجراء فحوصات له كاملة ودقيقة في المستشفى والحمد لله لم تظهر لديه أي شيء، فقط قال الدكتور إنه طفل خامل لا أكثر ولا أقل أحيانا عندما يتكلم تظهر لديه التأتأة في كلامه ومرات تطول كثيرا بحيث يعيد الكلمة الأولى خمس مرات ويستطيع إتمام الجملة وأحيانا يقول لي لقد نسيت ماذا أريد أن أقول وأنا أتأثر كثيرا عندما أجده هكذا أحس أنه يتأتئ لأنه يفكر ومن زحمة الأفكار في باله لا يستطيع أن يعبر فكيف أستطيع حل هذه المشكلة؟ مع العلم أن التأتأة ليست بصورة مستمرة لديه ألاحظهامثلا عندما يكون فرحان جدا أو عندما يتكلم بموضوع مشوق، ولكن في الكلام الروتيني العادي يتكلم بشكل جيد والده يلاعبه دائما العاب لغوية مثلا على كل واحد أن يقول ثلاث جمل صحية بالمعنى ومثل هذه الألعاب تعجبه جدا بصراح أحس أنه لديه مشاكل الطفل الأول خصوصا أني عندما أنجبته كنت وحدي بدون وجود إخواتي وأمي أو أي من الأقارب بقربي ليساعدني ويوجهني في تربيته فكيف أستطيع تخليصه من هذه المشاكل؟
أما يوسف فهو متسرع دائما أحس أنه ليس لديه تركيز يمل بسرعة يتكلم بسرعة عنيف في لعبه لكن لديه صفات جيدة وهي أنه يحب الترتيب مثلا يضع كل شيء بمكانه ويرتب ملابسه وعندما يرى شيئا غير مرتب مثلا سجادة الصلاة يرتبها ويرجعها إلى مكانها حنون جدا لكنه يؤذي إخوته بدون قصد أو مرات بقصد المشاغبة مثلا أحيانا عبد الله يعجبه اللعب بدون إخوته وبهدوء لأن طبيعته أهدأ منهما ولكن يوسف يتضايق ويبدأ بتخريب لعب عبد الله وتبدأ المشاكل والصراخ ولا أحد يستمع لما أقول أهم شيء أريد معرفته عن يوسف هو كيفية التعامل مع عدم تركيزه وملله بسرعة من أي لعب، أما الصغير محمد فهو دائم الصراخ وعصبي جدا جدا وبما أنه صغير فهو لا يفهم كثير من لعب الأطفال ومع ذلك يريد اللعب مع إخوته وهم لا يريدون ذلك لأنه يخرب لعبهم فكيف أستطيع التوفيق بين أعمال المنزل وبين طلبات الأطفال وأيضا اللعب معهم سوية وتنمية قدراتهم وسؤالي أيضا كيف أستطيع التعرف على نوع ذكاء كل منهم في أعمارهم هذه حتى أستطيع تنميتها لأني كنت قد قرأت مقياس الذكاء على صفحتكم.
وقد استطعت نوعا ما تحديد ذكاء عبد الله ولكن ليس بشكل دقيق ولكن إخوته لحد الآن صغار وكثير من الأسئلة في مقياس الذكاء لا أستطيع تحديد إجابتها بالنسبة إليهم وجزاكم الله ألف خير.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة.. لقد قمت بعرض استشارتك حين جاءت على كل من الأستاذة سها السمان لما لها من خبرة بوصفها تربوية، وبوصفها مغتربة استطاعت التعامل بنجاح وتوفيق من الله مع كثير من إشكاليات الغربة وخاصة فيما يتعلق بالتربية فيها، وأيضا على الأستاذة نفين عبد الله التربوية والناشطة في مجال الذكاءات المتعددة، وكان بودي لو نشر الردان معا لكن طول كل منهما من ناحية وتعمق كل منهما في زوايا غاية في الأهمية ومستفيضة في الشرح ووضع ظلال حمراء تحت نقاط جوهرية فيها، جعلني أفصلهما في العرض ليأخذ كل منهما حقه في القراءة واستيعاب النقاط الدسمة التي بينهما، وبعد قراءاتك لرد الأستاذة سها السمان: جواز المرور من أزمة التربية في الغربة أتركك مع رد الأستاذة نفين عبد الله:
تقول الأستاذة نفين عبد الله:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا كثيرا على كلماتك الطيبة ..
أثارت إنتباهى كلمتك الأولى التى بدأت بها المشكلة " ليس لدينا علاقات إجتماعية فى الغربة " ..
أختى الكريمة
الإنسان كائن إجتماعي لا يمكنه العيش دون الآخرين ..وللعلم فمن أكبر عوامل الضغوط على الوالدين فى زمننا هذا الذى نعيشه إفتقاد الدعم المجتمعى الذى يتيح تناقل خبرات ؛ و نوعا ما من التنفيس ..
و أذكر لك ذلك حتى تسعى جاهدة أنت و زوجك أن تندمجوا فى جماعات المجتمع الذي تعيشون فيه؛ فلا أحسب أن هناك مجتمعا شرا خالصا .. فهذا أول ما أطلبه منك : محاولة الاندماج بما ييسر لك تخفيف بعض الضغط الذي تجدين؛ توسيع تجاربك و زوجك فى كيفية تربية أولادك فى مجتمع غريب عليكم ؛ و أيضا بما سيتيحه لأطفالك من عوامل الاختلاط والاندماج المجتمعى الضرورية لنموهم الإجتماعى ..
النقطة الثانية التى أثرتيها أن أطفالك بارك الله لكم فيهم شخصيات مختلفة و أعمارهم مختلفة ؛ الأمر العادي أن يكون أطفالنا مختلفي الشخصيات، هذا هو الأصل فلم يخلق الله إلا بصمة جديدة تختلف عن غيرها؛ و يمكنك بطبيعة الحال إشراكهم فى أنشطة جماعية على اختلاف أعمارهم ؛ وسيظل هناك رفض فى بعض الأحيان لهذا الاندماج ..
ولعل التجديد و الجو المرح الذى يسود أثناء اللعب معا هو الذى يتيح نجاحا لهذا التشارك .. لا تتوقعى أبدا أن يظل إخوة تحت سقف واحد على إنسجام و توافق طيلة الوقت خاصة لتقارب أعمار أطفالك ..و لهذا لابد أن يكون الهدف محاولة الاندماج مرات أكثر من الواقع الآن ..
من منا لا يحب العمل بهدوء و على راحته .. و لكن الحياة مواسم هناك موسم لا يمكنك فيه هذا الهدوء كثيرا ؛ و علينا باحتماله و مروره بأكثر مكاسب ممكنة .
أحسب أننا بحاجة لتحديد أولويات: فلو أنك فى مطبخك و يمكن إفادة أطفالك كثيرا جدا فى هذا المناسبة عن طريق مشاركتهم و الحديث معهم ؛ أو الخيار الثانى أن تنجزي أعمالك بسرعة و جودة تحبينها ؛ أيهم من وجهة نظرك الآن فى هذه المرحلة أهم؟.
أعلم كم هو مثير للتوتر أن يكون معك فى المطبخ ثلاثة أطفال صغار و لكن لم لا نفكر معا كيف يمكننا الاستفادة من وجودهم عن طريق التشارك و إتاحة بعض الألعاب لهم ليتموها حتى تنتهى من مهمة ..
و ربما يفيدك فى هذا الصدد أن تدونى و تسجلى فى دفترك عددا من الأنشطة التى يمكنكم التشارك فيها لتكونى مستعدة ..
و أرجو أن تطالعى : طفى يصرخ افهمونى استجب لكم - متابعة .
أختى الكريمة
كل ما طرحته فى استشاراتك ما هو إلا ظواهر لضغوط أحسب أنه من الأهم أن نبحث عن السبب الحقيقى لها لنتعامل معه .. و ربما أحد هذه الأسباب الغربة بطبيعة الحال ؛ افتقاد الدعم الاجتماعى و المساندة ؛ إضافة لضغوط الوالدية فى حد ذاتها .. والذي يخفف منها المعرفة و التأهيل و التدريب ..
وهناك بعض الأفكار التى ربما تيسر لك :
حبيبتي تغاضي عن بعض النقاط لحساب نقاط أحرى .
حاولي أن تستمتعي بأطفالك؛ فغدا يجيء سريعا ؛ حاولى أن تبحثى عن الكثير من الأنشطة لتكون جاهزة وقت الطلب؛ اقضوا وقتكم قدر جهدك فى مرح يحسن سلوك أطفالك: غنوا معهم؛ ارقصي معهم ؛ العبى معهم من قلبك العبى بمشاعر طفلة؛ ليس مشاعر أم تقوم بمهمة ثقيلة.. فما أجمل اللعب مع الأطفال فقط - إن استطعت أن تعودى لروح طفلة!
حاولى أن توطدى علاقتك بالأب وتكونا نعم العون والسكن لبعضكما البعض ..
و دعينا ننتقل لما ذكرته عن طفلك الأول : العناد العصبية وهو ما عبرت عن سببه عنه فى كلمة عارضة: "كان يكتم مشاعره" و بالأحرى كان لا يعرف كيف يفصح عن مشاعره ؛ و كيف يعبر عنه هذه المشاعر والأهم كيف يتعامل معها ..
هناك من الأطفال من يولد بطبيعة مزاجية تميل للهدوء والتعامل على مهل .. و لا مشكلة نهائيا فى ذلك إلا إذا بدأنا ننعته بالبطء والبلادة خاصة إذا ما كانت طبيعة الأم مخالفة لهذه الطبيعة فلا تتركه بطبيعة الحال يتحرك وفق خطوته هو .. بل تريد أن تلحقه بها .. و هذا مما يسبب إحباطا و أغلب سوء السلوك ينبع من الإحباط ..
حاولى أن تتركى طفلك يشعر ببعض الحرية فى الحركة ؛ فى الحديث ؛ فى اللعب ؛ فى التعبير ....
بعض الحرية تنقذ الطفل من التأتأة التى ذكرت والتى أحسب أن أحد أسبابها أنه يحاول أن يلحق بك فى الكلام ..
الطفل فعلا يحتاج حرية ؛ يحتاج لمشاعر الاستقلالية ؛ يحتاج لأن يشعر أنه قادر على الاختيار و يمكنه الاختيار .. خييره تجدينه أفضل بكثير .. امنحيه الحب أشعريه أنك تستمتعين بحديثه .. لا تعلقى على كلماته البطيئة أو " تأتأتة" بل ابتسمى واصبرى حتى يكمل كلماته ..
من المهم أيضا أن تنصتى لطفلك وقت حديثه .. انصتى ؛ قربى منه ابتسمى ربتى على ظهره .. أشعريه بأنه آمن ..
و إن استمرت التأتأة فأرجو أن تستشيرى إخصائى تخاطب .
و قد سألت كيف أخلصه من هذه المشاكل : أقسم لك أنه الحب !
أحبى طفلك أعلميه بهذا الحب ؛ أشعريه بأمان ؛ كفى عن النقد ؛ قللي الصراخ ؛ العبى من قلبك لعبا جميلا؛ تشاركوا ؛ اخرجوا فى نزهات قصيرة وحدكما .. احترميه وقت الحديث انظرى له أسمعيه سماعا حقيقيا علقى تعليقات لطيفة على كلماته ؛ أسمعيه كلمات الثناء الحقيقى على ما يفعل .
لاحظى إيجابياته ..لاحظى إيجابياته.. لاحظى إيجابياته ..
والوقت ما زال بين يديك وفرصتك فى بناء العلاقة الآن فى ذروتها فاغتنميها ..
هناك نقطة أخرى أود ان أذكرها لك : الطفل إذا ما تعلم فهم مشاعره؛ والتعامل معها أمكنه خوض الكثير من المواقف بسلام ..
كما أرجو أن تطالعي:
شجار الأاشقاء.. مثلث الحل
معادلة حل العنف: حب + تعزيز + تدريب
احترام الطفل يضبط رغباته
ضعف الشخصية و البيئة الأخوية
كنز الطاعة المفقود موجود
أسرع قطار لمحطة العناد
افهم النغمة لتستمتع بها
احذروا مطبات التربية
شراسة و عصبية و تخريب برنامج للعلاج
أنتقل معك للنقطة الأخيرة وهي التعرف على ذكاء طفلك:
هناك عدة نقاط أود أن أشير إليها فى مسألة مقاييس الذكاء:
أولا: نحن نقيس ذكاءات طفلنا لهدف ما وليس لنصنفه لذكي وغير ذكي أي الغرض ليس التصنيف بل الغرض دوما بناء برنامج عمل لتنمية الضعيف من القدرات وتعزيز القوى والاستفادة منه؛ أيضا لبناء بعض قرارات بناء على معرفتنا بذكاء طفلنا ومنها على سبيل المثال: تحديد هل يلتحق طفلى بالدراسة مبكرا أم الأفضل أن ننتظر وقتا أطول ؛ هل طفلى من الممكن أن يواجه صعوبات معينة فى دراسته ؛ ما نوع النشاط الذى ينبغى أن الحق به طفلى ؛ ما هي الأنشطة التي لا يفضل أن أنفق فيها وقت طفلى و جهده ؛ هل طفلى من المحتمل أنه موهوب..
و الأهم بكل تأكيد ما ينبنى على هذا من برامج عمل .. هذه نقطة فى غاية الأهمية رغبت فى التأكيد و التشديد عليها نوع و نسبة الذكاء ليس للمعرفة و حسب بل للمعرفة لاتخاذ قرار و تنمية و تعزيز ..
النقطة الثانية كيف لى أن أعرف ذكاء طفلى : ذكاءه الأعلى و قدراته الأعلى؟
هذا بالطبع له عدة مقاييس مقننة . إضافة لمتابعة و مراقبة الطفل أثناء عمله ( لعبه ) و أداءه للأنشطة المختلفة ..
و لذا أرجو أن تتابعى طريقة قيام أطفالك بالأنشطة المختلفة : لعب الكرة ؛ القراءة ؛ القصص؛ الأعمال اليدوية إحساسه باللغة ...
و كثير من النقاط التى ذكرتها فى بروفيل الذكاءات الذى طرح على صفحة أب و أم ..
إضافة لإحتفاظك بعينات لأعماله فى ملف خاص ..
الأهم و الأهم و الأهم أن تعرضى أطفالك جميعا لمزيد من التجارب و الخبرات و الفرص الاستكشافية فهم ما زالوا فى مرحلة نمو و هذا التعريض من شأنه إرشادك لنقاط تميزهم واكتشاف أين تقع قدراتهم فى الحياة الحقيقية ؛ فضلا عن أن هذا التعريض فى حد ذاته يعتبر من طرق تنمية الطفل العقلية . ..
النقطة التالية التى أود الإشارة إليها أن نمو الطفل يشمل عدة نواح لا يجوز إغفال ناحية لحساب بقية النواحى وهذه النواحى هى : النمو الوجدانى ؛ النمو الإجتماعى ؛ النمو العقلى و اللغوى ؛ النمو الجسمى و الحركى .
وأحسب انها نفس الجوانب التى يطرحها بروفيل الذكاءات .
و هذه القدرات لا تنمو إلا فى بيئة آمنه عامرة بالحب .
النقطة الأخيرة التى أذكرها لك هي ما طرحته الأبحاث و الدراسات من أهمية بالغة لما يسمى الذكاء الوجدانى، أو ذكاء المشاعر أو الذكاء الانفعالى و الذى يتناول جانبا كثر إغفالنا له و هو جانب التعامل مع مشاعرنا و إدارتها و فهم مشاعر الآخرين و إدراتها .. والتي أسأل الله العلي القدير أن يوفقني في الاستفاضة فى طرحها قريبا
ـــــــــــــــــ(104/173)
العناد..التعبير السلبي عن المسئولية ... العنوان
السلام عليكم..
ابنتي الوحيدة عمرها سنة وأربعة أشهر، وهي -والحمد لله- ذكية جدا حتى إنها تفوق أقرانها بعدد هائل من الكلمات وسرعة بديهتها، وهي حنونة وتظهر حبها لي ولوالدها باستمرار سواء باللمس أو القبل أو السؤال المستمر عنا إذا غبنا عنها ولو لدقائق.
أنا متفرغة للبيت وتربيتها، وأحاول أن أملأ وقتها باللعب والأناشيد والقصص، وخصوصا أن "دوام" زوجي طويل.
لدي بعض الملاحظات على سلوك ابنتي:
أولا: أنها تمل بسرعة من أي شيء نفعله، وأحس بالحاجة للتغيير في تسليتها بعد دقائق قليلة، هل هذا طبيعي؟
ثانيا: أصبحت ابنتي عصبية وتبكي وتتضايق لتنال أي شيء تريده.
أحاول استخدام كلمة خطأ معها, وأهمل هذا البكاء تارة، وتارة أعطيها ما تريد، وتارة أحاول أن ألهيها بأمر آخر, ولكن بكاءها تطور إلى أن قامت برطم رأسها متعمدة بالطاولة أو الأرض أو حتى تضربني!
وهذه النوبة تنتهي بسرعة، وقد تضحك هي على نفسها بعد هذا التصرف. وأنبه إلى أننا لا نستخدم أسلوب الضرب معها، وهو ما يزيدني حيرة.
كيف أتعامل مع ذلك، وكيف أوصل إليها الأمور الممنوعة، وما العقاب المناسب لهذا العمر؟
ثالثا: أحس أنها قد تؤذي الأطفال الآخرين أحيانا ولا تريد أن تشاركهم ألعابها.. فكيف أعلمها أن تحبهم وتشارك معهم؟
رابعا: ابنتي متعلقة بالملاعق البلاستيكية الملونة الخاصة بالأطفال، وتود حملها في كل حين حتى عند النوم، فما السبب، وهل هذا طبيعي؟
أرجو الإفادة، وجزاكم الله كل خير.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
يقول الأستاذ عبد السلام الأحمر :
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبا بك سيدتي، وأسال الله أن يوفقني للإجابة عن تساؤلاتك، وأن يوفقك وجميع السيدات والمربيات لما فيه صلاح الأبناء.
جوابا عن سؤالك الأول، فإن الملل الذي تشعر به ابنتك عندما تشاركينها لعبها، قد يكون مللا من انخراطك الزائد عن الحد المقبول في توجيه اللعب؛ فهي تشعر بأن انحشارك في لعبها هو مبعث سآمتها وضيقها؛ إذ إنها تريد أن تعبر عن ذاتيتها واستقلالها في لعبها، وأن تمارس فيه حريتها التي هي أعز ما خلق الله في الجنس البشري. فأنت بما تفعلين تسيئين إلى لعب ابنتك الذكية وتعرقلين حركة عقلها الصغير التواق إلى التعبير عن إمكانياته وقدراته التي تتبلور أكثر باللعب، فهي تنتظر منك أن تملي اللعب معها لتتركيها وحدها، تلعب كما يحلو لها دون تدخلك الكثيف حسب ما يفهم من قولك.
ثانيا: أما فيما يخص بكاء ابنتك وعصبيتها وعنادها فهي حالة عادية في المرحلة التي تقطعها، وهي عادة ما تكون مظهرا لإثبات الذات؛ إذ تنطوي على التعبير عن الرغبات والمواقف الخاصة، والتي كلما اختلفت مع ما يريده الآباء حققت الغاية منها. وهذه ظاهرة إنسانية ملازمة لبني آدم، ألم تقل الملائكة عندما أخبرهم الله بخلق آدم الخليفة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟ فالمخالفة لشرع الله هي الطريقة السلبية التي يعبر بها معظم الآدميين عن حريتهم ومسئوليتهم غير مبالين بعواقبها الوخيمة.
وما حالة البكاء لدى الأطفال إلا طريقتهم العملية للتعبير عن أنفسهم، ومحاولة لفرض إراداتهم على الوالدين والمربين عامة. فالطفل يقطع في نموه المتسارع جسميا ووجدانيا ونفسيا مراحل متلاحقة ومتغيرة، فمن الطبيعي جدا أن نلاحظ أن سلوكه يتطور بوتيرة سريعة، وأنه لا يستقر على حال.
وهذا مع تأكيد أن البيئة الأسرية والمجتمعية التي يحتك بها الطفل تساهم بحظ وافر في إملاء تصرفات بعينها عليه.
ومن ذلك بالنسبة لابنتك ما ذكرته من ازدياد بكائها وضرب الطاولة برأسها وما شابه ذلك، فقد يكون السبب فيه هو إفراطك في دلالها وانصياعك لضغوطاتها عندما تبكي ولو أحيانا؛ فهي ترمي من وراء تصعيدها القوي والمفاجئ أن تحملك على الاستجابة لها كلما دمعت عينها بدون تراخ أو تردد.
ومعالجة حالة البكاء تكون بما يلي:
1- بالحيلولة دون التجاء البنت إلى البكاء أصلا؛ وذلك بتلبية حاجاتها الطبيعية، وإذا استحال ذلك واندفعت في البكاء، فيجب النظر في السبب، فإن كان مقبولا استجيب له، وإلا فلا؛ لأن الهرع إلى كفكفة دموع الطفل بترضيته دون قيد ولا شرط يزيد من تعنته واستعماله البكاء كوسيلة للضغط على الأبوين متى شاء.
2- إذا ارتفعت وتيرة البكاء وصار خارج التحمل، يتعامل مع الطفل بحزم فلا يلتفت إليه حتى يتوقف عن الصراخ -دون مخاصمته أو تعنيفه- ويثوب إلى الهدوء.
وبالنسبة للممنوعات: لا يخفى مدى حرص الطفل على استكشاف الأشياء التي توجد في محيطه، وهو ما يدفعه غالبا إلى رميها على الأرض ليرى ماذا يحصل لها، فإذا تكسرت أو طرأ عليها تغير ما استشعر نشوة خاصة؛ لأن ذلك حصل بفعله بها وقدرته على إخضاعها لرغبته الشخصية.. فهذا السلوك طبيعي لا نواجهه بالقمع والزجر حتى لا نثير عناده ونحمله على إعادة الكرة، ولا نضحك من فعله ذاك وإلا كان تشجيعا له على محاولات أخرى، وإنما نجمع الشظايا ونلقي بها في القمامة لنفهمه أنها بفعله صارت تلك الآنية المكسرة غير صالحة، ثم نقوم بحفظ جميع الأشياء التي يمكن أن تمتد إليها يده.
ثالثا: إن امتناع البنت عن مشاركة أطفال آخرين في اللعب ظاهرة مألوفة وعادية ومرحلية، وللتعامل معها تربويا تمنع البنت من الاستمرار في البقاء مع الآخرين كلما أبدت نفورا منهم، آنذاك سترى أنها السبب في حرمان نفسها من لذة اللعب مع الآخرين، وبعد ذلك سترين أنها ستطلب الالتحاق بهم، أو تكون في المرة القادمة أكثر استعدادا للمشاركة وأكثر تعاونا لأجل ذلك.
رابعا: وبخصوص حبها المستغرب منك للاحتفاظ بالملاعق الصغيرة الملونة، فهو تعبير منها عن حب الملكية الخاصة والتي هي غريزة بشرية معروفة ترى مظاهرها في مثل هذا السلوك لدى الأطفال. ولا يبدو لي منه ما يدعو للقلق.
بارك الله لك في ابنتك، وقرت بها عينك، ووفقت لحسن تربيتها آمين. والحمد لله رب العالمين وتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/174)
حساسة وذكية..عناد التخبط التربوي ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أم لابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة. ابنتي ولدت من الشهر السابع. هي عالمي وحياتي. بنت ذكية جدا وحركتها كثيرة. دللها أبوها وأنا أيضا. المشكلة هي أن ابنتي لا تصغي إلينا وعنيدة وتفضل البقاء عند الجيران والأصدقاء. وألاحظ في الفترة الأخيرة أنها بدأت ترمي بالأشياء على الأرض. مثلا رمت على أبيها "منفضة" السجائر الممتلئة. وعندما يكون معها شيء وتتعصب فإنها ترمي به على الأرض حتى لو أنه ينكسر أو يتسخ (أي تصرفات عنيفة).
بصراحة أنا أتعامل معها بهدوء وتفهم أحيانا. ومرات أصرخ بها. أما أبوها فهو عنيف معها رغم حبه ودلاله. وأنا قلبي يتقطع وأبكي عندما تبكي. أرجوكم ما العمل؟ كيف أنقذ الوضع؟ وكيف أتعامل معها؟ علما أنها بنت في غاية الرقة والحساسية والذكاء. أرجوكم لا أريد أن أخسر ابنتي حتى لو الحلول تكلفني الكثير .
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بك - سيدتي - على صفحة معا نربي أبناءنا ونسأله تعالى أن يعيننا وإياك على حسن التربية فهو أمر - لو تعلمين - عظيم.
لكن قبل أن أبدأ في الرد على استشارتك أظن أن هناك لبسا ما، ففي البيانات ذكرت - سيدتي - أن لابنتك أخ ولكن طي استشارتك توضح أنه ليس لديك إلا ابنة واحدة حفظها الله.. على أية حال سأبني ردي على أنها طفلة وحيدة كما فهمت من رسالتك.
سيدتي، إن الحلول لن تكلفك - أنت ووالد الطفلة- أكثر من تفهمك لطبيعة هذه المرحلة التي تمر بها ابنتك واحتياجاتها النفسية والمادية والمعنوية، إن من سمات هذه المرحلة رغبة الأطفال في إثبات الذات والاستقلالية والرغبة في استكشاف كل ما حولهم ولذا نجدهم يتسمون بالعند نظرا لأن كثيرا من الآباء يحجمون حركتهم وحريتهم بحجة أنهم لا يعرفون مصلحتهم أو أنهم سيتعرضون للخطر أو أنهم ما زالوا صغارا لا يعرفون كيف يتصرفون بمفردهم أو لشدة خوفهم - أي الآباء - على أبنائهم أو لضيق الوقت..
إلى آخر هذه الحجج الكثيرة ولنأخذ مثلا واضحا يحدث كثيرا في بيوتنا فعندما يرغب الطفل في ارتداء ملابسه بنفسه أو يصعد على شيء مرتفع -كرسي مثلا- لتناول شيء يرغب فيه فإن الآباء يحولون دون ذلك بحجة أن الطفل صغير لا يستطيع الارتداء بنفسه أو أنه سيقع من على الكرسي ويجرح، وكل هذا يقيد الطفل ويحول دون استقلاليته التي يحاول الدفاع عنها إما بالعصبية والحدة أو بالعند والإصرار على أن يفعل ما يريد أو بكليهما. ومما يزيد الأمر سوءا هو التعامل مع الأبناء بالتذبذب بين نقيضين أحلاهما مر وهما التدليل والقسوة في آن واحد فنحن نلبي رغبات أطفالنا حين نكون في حالة مزاجية تسمح بهذا أو حين تتاح الفرصة لهذا، أو إزاء تشبث الأبناء برغباتهم وفي أحيان أخرى نرفض وبشدة بل بقسوة تستلزم عقاب الطفل ربما بالضرب أحيانا، وبالطبع فكل هذا يثير غضب بل عصبية الطفل نتيجة لهذا التذبذب وهذه المعاملة غير السوية، ولذا يتلخص الحل في كلمة واحدة هو (الحب الحازم) ولترجمة هذا المعنى بشكل عملي فسأقترح عليك بعض النقاط:
1. عليك بترك حرية الحركة لابنتك وأن تعززي فيها الاستقلالية ولا تحولي بينها وبين ذلك، فإذا رغبت في ارتداء ملابسها فاتركيها بل شجعيها وعززي ذلك بقولك: "ياه إحنا كبرنا ما شاء الله وبقينا نعرف نلبس لوحدنا " ولا تعرضي عليها المساعدة إلا إذا رغبت هي في ذلك.
2. عليك بتركها تكتشف ما حولها وإذا خفت على بعض المقتنيات الثمينة فعليك بوضعها في مكان آخر لا تراه الطفلة ويقف حد هذا الاستكشاف عند تعرض الطفلة للخطر كأن تقترب من الكهرباء أو النار أو من مكان يحتمل سقوطها منه - لا قدر الله - كالوقوف على شيء مرتفع بالشرفات (البلكونات).
3. أن تتحدثي وتتحاوري معها فإذا كنت تعدين الطعام مثلا فاشرحي لها ما تفعلين كأن تقولي لها: "أنا دلوقت باحط الطماطم وبعدين هاغسل الخيار علشان نعمل سلطة حلوة لبابا ولماما ولـ( تذكري اسم ابنتك)" بل من الممكن أن تعلميها كيف تساعدك في هذا كأن تجعليها ترتدي شيئا مانع لوصول الماء إلى ملابسها وتضعي لها بعض الماء في إناء لتساعد " ماما " في غسل بعض الخضراوات .
4. أن تجعليها تقوم بترتيب سريرها على قدر استطاعتها بعد أن تجعليها تراك وأنت ترتبين سريرك وحجرتك عدة مرات وحينما تحاول ترتيب سريرها لا تراجعي ما فعلت أي لا تحاولي أن تعيدي ترتيبه أنت مرة أخرى بعدها باعتبار أنها لم تستطع ترتيبه بشكل جيد ولكن اتركيه كما رتبته هي حتى تشعر بالإنجاز وبأنك تحترمين المجهود الذي قامت به إلى جانب أن هذا يدربها على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس بل سيكون للأمر وقع رائع على نفسها حينما تذكرين ما صنعت لوالدها في حضورها (يمكنك الاطلاع على موضوعات كثيرة طرحت على هذه الصفحة عن الألعاب والأنشطة والمهام التي يمكن أن تمارسها الأمهات مع أطفالهن في مثل سن ابنتك سنورد لك بعضها بنهاية الرد).
5. حينما يعاقب الأب ابنته لا تتدخلي حتى لو كانت الطريقة لا ترضيك بل انتظري حتى تنام الطفلة وتحدثي مع زوجك وحدثيه عن أن ابنتك بدأت تتعلم أشياء جميلة وأنها الآن أفضل حالا من ذي قبل ولا تزيدي عن هذا الكلام ولا تلعبي مع زوجك دور المعلم والأستاذ الذي يدرس لتلاميذه الأسس الصحيحة للتربية .
6. حينما تقومين بكل ما سبق ثقي تماما أن حدة ابنتك ستقل إلى حد كبير ويعتدل مزاجها. وحينما ترمي الأشياء أو يصدر منها بعض السلوكيات العنيفة ( على حد تعبيرك ) فإن كل ما ستفعلينه في بادئ الأمر أن تجلسي أمامها وتنظري إلى عينيها مباشرة وتتحدثي لها بصوت حازم حنون قائلة: "أعرف أنك متضايقة ولكن مش معنى كده إننا نرمي الحاجات بالشكل ده لو إنت زعلانة من حاجة قوليها لماما ونشوف ليه إنت زعلانة كده " ثم اتركيها وثقي أنها ستفكر فيما قلت بل في بعض الأحيان ستأتي خلفك كطريقة للاعتذار عما بدر منها وحينما تفعل فتحدثي معها بطريقة عادية دون أن تطلبي منها اعتذارا لفظيا، فإذا تكرر منها هذا الفعل فإنك ستكررين أنت أيضا ما فعلت معها أكثر من مرة لكن حينما يزيد الأمر (أكثر من ثلاث مرات مثلا) فعليك أن تتحدثي معها بشكل حازم قائلة: "بدأت أشعر بالغضب والزعل جدا من ( اسم ابنتك ) لأنها زودتها جدا وأنا مش هاقبل الطريقة ديه مرة تانية" واتركيها فإذا جاءت للاعتذار أو لمحاولة الحديث معك فقولي لها: "أنا أعطيتك أكثر من فرصة والمرة ديه أنا عايزة أشوفك وإنت بتتصرفي صح مش بتعتذري وبس".
7. حينما تبكي ابنتك نتيجة لما ارتكبته من أخطاء أو نتيجة أنك تصرفت معها بحزم في أمر ما فلا تحاولي إرضاءها أو "محايلتها " بل اتركيها حتى تهدأ وحدها.
وأخيرا أدعو الله لك بأن يعينك على تربية ابنتك ويجعل عملك هذا في مرضاة الله وطاعته وسنسعد دائما بالمتابعة معنا.
ـــــــــــــــــ(104/175)
مراهقتي..كيف أتقرب إليها؟ ... العنوان
السلام عليكم..
ابنتي البالغة من العمر السادسة عشرة عنيدة وتريد التحرر كثيرا، تتذمر؛ لأننا نقيدها ولا نسمح أن تخرج بعد المغرب برفقة صديقاتها، ولا نسمح أن تذهب لرحلة نوم في المدرسة، مع العلم أن عندنا المدارس مختلطة، وهي تقول بأن المعلمات يحافظن عليهن، ولا داعي للقلق.
ولكن أنا لا أوافق على هذا الشيء، والمصيبة أن زوجي معارض، ولكن يتأرجح برأيه، ومن الممكن لو بكت أمامه وأقنعته لأن جميع صديقاتها يذهبن.. من الممكن أن يوافق وهي تعلم أني أنا التي أرفض وبشدة...
أنا أيضا التي تتشدد بالنسبة لخروجها عند صديقاتها. ودائما تقول لي بابا يوافق وأنت لا... تحدثت مع زوجي وأحيانا يغير ويمشي برأيه، وأحيانا أخرى يترك القرار بذلك لي وهذا لا يعجبني؛ لأن ابنتي ستشعر بأنه يحبها وأنا لا...
المهم هذه الحوارات والنقاشات دائما بيننا تجعلنا بعيدتين بعض الشيء. نعم هي عندما تأتي من المدرسة تحدثني بكل ما تمر به حتى إنني أستمع إليها قرابة الساعة أحيانا، وأستمع بصبر وتقبل وأضحك معها أيضا للمواقف المضحكة، ولكن أريد أن أعانقها ولكن متى؟.
أختهاالكبرى أقل منها نقاشا، وتسكت حتى لو بدون رضى، أما هذه فلا تسكت وتلح وتسأل كثيرا وأيضا لا ترتب خزانتها وغرفتها؛ وهو ما يجعلني أيضا أحدثها عن ذلك كثيرا.. فكيف أتقرب منها؟.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بك -سيدتي- على صفحة معا نربي أبناءنا، ونشكر لك ثقتك بنا وندعو الله أن نكون عند حسن الظن بنا..
سيدتي،
إن قصر رسالتك وربما أيضا عدم التمكن من استخدام لوحة المفاتيح على الكمبيوتر باللغة العربية أدى إلى بعض الخلط في الحروف واللبس في فهم بعض العبارات، ولكن مضمونها على أية حال يتمثل في حيرتك في كيفية التعامل مع ابنة السادسة عشرة عاما والتي تريد التحرر وعدم الالتزام ببعض قواعد ونظام البيت، وكيف تتقربين منها.
ودعيني أبدأ أولا بشكرك لا على الاهتمام فحسب بابنتك والطريقة التربوية الصحيحة التي تودين اتباعها معها، بل لأنك بالفعل تتبعين بعض الأساليب الصحيحة؛ ولكن تعالي قبل أن ندخل في تفاصيل هذه الأساليب وبيان الصحيح منها وما يحتاج منها إلى تعديل أن نتقرب من طبيعة مرحلة المراهقة التي تمر بها ابنتك حاليا.
فهذه المرحلة (كما ذكرها الدكتور علاء الدين كفافي في كتابه رعاية نمو الطفل وغيره من المتخصصين في المجال التربوي) تتميز بالتالي:
1- المراهقة ليست أزمة في كل المجتمعات؛ ففي حين ينظر المجتمع الحديث إلى المراهقة على أنها أعنف أزمات النمو؛ فالمجتمعات البدائية تنظر إليها على أنها مرحلة من مراحل النمو الطبيعية والتي يحتفلون بها أحيانا على أنها علامة فارقة في حياة الفرد فقد بدأ يعتمد على نفسه ويستقل خاصة من الناحية الاقتصادية إلى جانب محاولة هذه المجتمعات تهيئة الزواج لهؤلاء البالغين وبالتالي يواكب النضج الاقتصادي النضج الجنسي فلا يشعر المراهق بصراعات وأزمات كما يحدث في المجتمعات الحديثة (وباعتبار أن آفات المجتمعات الحديثة تنتشر عبر التلفاز والفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة فأصبح العالم وكأنه قرية صغيرة كما يتردد الآن؛ ولذا فإن مرحلة المراهقة في كل المجتمعات تقريبا تأثرت بهذه التقنيات الحديثة، وأصبحت هذه المرحلة في معظم المجتمعات تعاني فيها من أزمات شبيه بأزمات المراهقة في المجتمعات الحديثة).
2- كما تتسم هذه المرحلة بأنها مرحلة صراع المتناقضات؛ فالمراهق يرغب في الاستقلال عن والديه؛ ولذا نجد التمرد والعند من أهم سمات هذه المرحلة خاصة مع الوالدين اللذين يمثلان القيود على هذه الاستقلالية كما ينتج الصراع بين ميله للجنس الآخر وما يحتمه عليه الدين أو التقاليد من عدم إشباع هذه الاحتياجات بشكل غير مشروع أو مقبول اجتماعيا أو دينيا.
3- والمراهق يصطدم كثيرا مع السلطة بكل أشكالها؛ فالمراهق قد يصطدم مع الوالدين وقد يصطدم مع المدرس بالمدرسة أو المشرف بالنادي... لأن كل هؤلاء يمثلون قيودا عليه ويحولون دون تنفيذ رغباته (انتهى كلام د. علاء الدين كفافي).
4- لذا نجد المراهقين يشعرون بالاغتراب عن باقي فئات المجتمع فيما عدا أصدقائهم ومن يعيشون سنهم، ويرون أن العالم من حولهم لا يفهمونهم ولا يقدرون مشاعرهم؛ ولذا يلجئون إما للانطواء والانزواء وأحلام اليقظة أو التعبير عن هذا التمرد بالاعتراض الدائم والتصادم مع من يكبرونهم أو من يمثلون السلطة الضابطة، ويكونون مع أصدقائهم ما يعرف بالشلة (أي المجموعة) ويحرصون كل الحرص على إرضاء الأصدقاء بكل الوسائل وينفقون في سبيل ذلك وقتا وجهدا ومالا، كما يقلد بعضهم البعض ويؤثر كل منهم في الآخر سواء في قراراته أو أفكاره واتجاهاته ويحاولون دائما التواجد معا (إذا أردت المزيد من الاستفادة والتعرف على السمات الأخرى لهذه المرحلة يمكن الاطلاع على كتب علم نفس النمو، ومنها كتاب الدكتور علاء الدين كفافي الذي ذكرته، آنفا وأيضا قراءة الاستشارات التي تناولت موضوع المراهقة على هذه الصفحة).
وبناء على ما سبق: علينا -نحن الآباء- أن نستوعب أمرا غاية في الأهمية أن المراهقين رغم تمردهم على السلطة الضابطة بشكل عام وعلى الوالدين بشكل خاص فإنهم في أشد الحاجة إلى هذه السلطة رغم زعمهم بعدم حاجتهم لها، ولا أعني بالسلطة الضابطة القيود الصارمة التي لا مرونة فيها، بل أعني تلك السلطة القائمة على الحماية والاحتواء والحب والحزم؛ الأمر الذي يجب أن تتسم بها كل تعاملاتنا مع المراهقين بل وأبنائنا جميعا.
ونأتي الآن إلى هدف الاستشارة وهو كيف نتفهم هذه السمات، وكيف نتعامل معها بحكمة شديدة وبهدوء أشد، وما هي الأساليب التربوية الصحيحة التي تتبعينها بالفعل، وما الأساليب الأخرى التي تحتاج إلى تعديل، وهو أمر يتطلب منك ومن زوجك أن يدعم كل منكما الآخر ولنبدأ الآن بخطوات عملية لتحقيق هذا الهدف:
1. أشكرك على أنك تهتمين بالاستماع والإصغاء لابنتك وأنك تتقبلين ما تقول وتضحكين معها وهذا أمر غاية في الأهمية في مثل هذه الفترة؛ فأرجو أن تستمري على هذا المنوال ولا تضيعي هذه الميزة منك.
2. عليك أن تكفي تماما -حتى في داخلك- عن المقارنة بينها وبين أختها في أي شيء وخاصة في رد فعل كل منهما تجاه تعاليمك وقراراتك؛ لأن كل منهما نسيج وحده، كما أن الفرد الذي يناقش ويحاور ويجادل هو أفضل بكثير (ما دام في حدود الأدب) ممن يستمع وينفذ دون نقاش وهو يكتم حقيقة مشاعره تجاه هذه القرارات؛ فالكبرى من الممكن أن تشعر بالقهر والظلم ولا تستطيع أن تعبر عن رفضها لبعض التعليمات؛ فلا بد من ترك مساحة للمناقشة وللاعتراض، ولكن شرط أن يتسم هذا الحوار وهذه المناقشة بالاحترام المتبادل بين جميع الأطراف.
3. عليك أن تجلسي مع زوجك وتحاولي التفاهم معه على الأطر والقواعد الأساسية لما هو مسموح وما هو غير مسموح بحسب ما يمليه عليكم الدين وعرف بيئتكم، فعلى سبيل المثال: الاتفاق على موعد العودة إلى البيت وعدم التأخر عنه -ومسألة الرحلات والخروج مع الأصدقاء- والأوقات غير المسموح بها التحدث بالهاتف وحد أقصى للفترة الزمنية التي تستغرقها كل مكالمة... إلخ.
فعليكم بإرساء هذه القواعد بالبيت وذلك بعد عرضها على الأبناء والنقاش فيها والاستماع إلى آرائهم والعمل على التوصل لحل مناسب لكما وللأبناء جميعا (إلا إذا كان ما يطلبه الأبناء مغالى فيه مثل الذهاب لرحلات مختلطة والمبيت فيها فهو أمر مرفوض حتى لو ادعت الابنة أن المعلمات يقمن بالمحافظة عليهن وأن معظم صديقاتها يذهبن إلى هذه الرحلات؛ فهذا أمر خارج النقاش، وهو قرار لا رجعة فيه، والذي يساعد على اتخاذ مثل هذا القرار الحاسم الخلفية التربوية الدينية التي نشأت عليها الابنة منذ صغرها).
وبعد أن يتم الاتفاق على كل القواعد والأطر الأساسية يجب ألا نتراجع عنها مهما حاول الأبناء الإلحاح أو البكاء أو استخدام أية وسيلة من وسائل الضغط عليكما.
4. عليك أنت وزوجك أن تظهرا الثقة بما تقومان به وعدم التردد؛ لأن ذلك يجرئ الأبناء على خرق القواعد بل والتجرؤ عليكما كأبوين، فلا تتصرفا وكأنكما لا حول لكما ولا قوة مع أبنائكما قليلا الحيلة تجاه ما يصدران من تصرفات؛ فهذا المظهر من قلة الحيلة يجعل الأبناء غير واثقين في قراركما حتى لو كان صحيحا.
5. ولمزيد من التقرب من ابنتك يمكنك أن تتحدثي معها فيما تهتم هي به، كما يمكنك أن تهاديها ببعض الهدايا الرمزية التي يمكن أن تفرح بها وخاصة الحلي والملابس، ولا أعني بذلك أن تدخلي في منافسة مع الأب في كسب حب ومودة ومكانة عند ابنتك، بل المقصود هو أن تضعي أنت رصيدا كبيرا من الحب والتفاهم اللذين معهما يمكن أن تتقبل ابنتك منك النصح والإرشاد بل لتعي أيضا أن ما تفعلانه وما تقررانه هو بلا شك في صالحها، ويمكنك -بل يجب عليك- أن تفعلي ذلك مع أبنائك كلهم.
6. ونصيحة أخيرة أود أن أهمس لك بها هي ألا تلعبي دور المعلم مع زوجك خاصة في طريقة توجيهه لأبنائكما فهو يضيق ذرعا بذلك؛ ولذا فهو أحيانا يترك لك أنت اتخاذ القرارات حينما يجد أن قراراته وأسلوبه لا تعجبك ولك تحفظات عليها دائما؛ ولذا طلبت منك أن تجلسي أولا مع زوجك لتضعا النقاط على الحروف، شرط ألا تشعريه بالأستاذية وبأنه تلميذ يتلقى منك دروسا في التربية وفي كيفية توجيهه لأبنائه؛ وذلك ليس حرصا على العلاقة بينكما فحسب بل حرصا على العلاقة الأسرية بأكمله
ـــــــــــــــــ(104/176)
عدم التركيز..استفسار على السؤال ... العنوان
السادة المحترمون، ألجأ إليكم آملة من الله أن تساعدوني في حل مشكلتي التي آمل أن تنتهي؛ لأنني والله متضايقة جدا.
بالنسبة لابني عمر فهو من أجمل وأحن وأروع الأولاد في العالم، لكن المشكلة أنه ليس له نفس طويل على الدراسة؛ فهو ليس دائم التركيز، علما بأنه لا يعاني عضويا، لكن منذ صغره كان يعاني من نقزة صغيرة جدا، وتم تشخيص الوضع بنقص أوكسجين عند الولادة فتم إعطاؤه دواء اسمه ديبالبت للمعالجة.
يمتاز عمر بنشاط خارق ونفسية مرحة، لكن عندما أريد تدريسه فإن العفاريت السود تركبه؛ لأنه يرفض، وهذا بدوره ينعكس عليَّ وعلى والده؛ وهو ما يجعلنا في حالة عصبية وغير مستقرة، ويؤدي في النتيجة إلى مشكلة بيننا وبينه.
عمر لديه أخت توأم بنفس الصف وتمتاز بأنها شاطرة جدا ومن الأوائل، وهو في الفترة الأخيرة في حالة مشاحنات دائمة معه أخته الصغرى وعمرها 3 سنوات، وهو أيضا يحاول في بعض الأحيان أن يؤذيها، علما بأنه يحبها كثيرا.
لا أعلم ما الطريقة التي عليَّ اتباعها معه، علما بأنني ووالده الحمد لله لا نعاني من أي مشاكل عائلية. أحزن كثيرا عليه لأنني أعلم بأن بإمكانه التحسن بشكل كبير جدا، لكن لا أعرف كيف أرجوكم أرشدوني؟.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدةالفاضلة، بارك الله في ذريتك وأثابك على تربيتهم وحسن توجيههم.
سعدت بما استهللت به رسالتك الكريمة وشعورك بابنك بأنه أجمل وأروع طفل في العالم؛ فاللهم اجعله كذلك، لكن عذرا -سيدتي- فهناك الكثير من الاستفسارات التي لم تتضح في رسالتك فأرجو الرد عليها حتى تكون الإجابات دقيقة وافية، وهذه الاستفسارات هي:
1. ما عمْر ابنك عُمَر؟ وفي أي الصفوف هو؟.
2. ما حدود عدم تركيزه: فهل يتشتت بسرعة من أي مثير خارجي مهما كان مندمجا في أداء مهمة ما؟ وهل عدم تركيزه هذا في البيت فقط أم في البيت والمدرسة ومع كل الأشخاص الذين يتعامل معهم؟ وهل يتسم بعدم التركيز في كل الموضوعات التي تطرح عليه، سواء كانت موضوعات دراسية أم غيرها، فمثلا إذا قصصت عليه قصة يحبها فهل يركز معك أم يتشتت أيضا أو حين تطلبين منه أكثر من طلب فهل يؤدي ذلك به إلى عدم التركيز والتشتت؟ وهل يقاطعك كثيرا ولا ينتظر أن تكملي معه القصة أو الحديث في أي موضوع؟.
3. وهل ما زال يتعاطى دواء نقص الأكسجين أم توقف عنه؟.
4. واعذريني فلم أفهم جيدا ما المقصود بوصفك أنه كان يعاني -نقزة صغيرة جدا- فلا أدري ماذا تعني النقزة؟.
5. وهل تقومين أنت ووالده بالمقارنة بينه وبين أخته في المذاكرة؟.
6. وما نوعية المشكلة التي تحدث بينكما وبين عمر عندما لا يستطيع المذاكرة؟ هل يعني هذا أنكما تعاقبانه بالضرب مثلا أو بأي شيء آخر (أرجو توضيح هذا الشيء)؟.
7. وهل ينصب كل تركيزكما على موضوع التعليم والدراسة فقط أم أن هناك نواح أخرى تهتمان بها مع أولادكما
ـــــــــــــــــ(104/177)
على مشارف البلوغ أنوثة تائهة ... العنوان
السلام عليكم وشكرا جزيلا لكل ما تبذلونه معنا بهدف الوصول إلى جيل سوي وقوي
ابنتي منذ بلوغها الثانية من العمر وأنا ألاحظ أنها في بعض الأوقات تسلك سلوكا صبيانيا مثل لعب الكرة والحركة الزائدة وما إلى ذلك، ولكن أسرتي قالت لي إن كل الأطفال كذلك ولكن كبرت وتطور معها ذلك السلوك وكنت أنا ووالدها نقوم من سلوكها طوال الوقت ولكن دون جدوى وهي الآن مندفعة دائما نبرة صوتها مرتفعة وعنيفة مع إخوتها، كذلك لا تهتم بمنظرها في هذه السن وقد قربت على البلوغ بشكل لا يعطيك إحساس الأنثى بأدبها ورقتها، والآن بدأت في بعض الأحيان تتطاول على إخوتها بالضرب وبالطبع تعاقب ولكن دون جدوى. كذلك في دراستها وتنظيمها لوقتها بالرغم من أنها متفوقة والغريب أنها خارج المنزل لا تسلك هذا السلوك ومدرساتها يشكرن فيها دائما. المشكلة الكبرى أن أختها الصغرى البالغة من العمر 4 سنوات بدأت في تقليدها
انا لم أدرس علم نفس ولكني قارئة جيدة ولقد حاولت معها بالعديد من وسائل التربية طوال كل سني عمرها ولكن دون جدوى؛ أرجو إفادتي أفادكم الله وسدد خطاكم.
... السؤال
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
تقول الأستاذة زينب النجاري – مستشارة صفحة ما نربي أبناءنا و أستاذة الفلسفة والفكر الإسلامي بالرباط المغرب:
أشكرك أختي الكريمة على هذا السؤال، وأدعو الله تعالى أن يبارك لك في فلذات أكبادك وأن يحقق رجاءك فيهم وأن يجعلهم قرة عين، وأن يعينك أنت وزوجك على تحمل أعباء الأبوة والأمومة وتكاليفها وواجباتها، وأن يرزقكما الصبر على تحمل مصاعب تربية ابنائكم وأن يوفقكما في ذلك.
أختي الكريمة في الحقيقة هناك عوامل عديدة تؤثر في تكوين شخصية الطفل خاصة الإنسان عامة، فهناك عوامل تتعلق بالتكوين البيولوجي للطفل، الموروث والمكتسب، تتعلق بإفرازات الغدد ، والهرمونات، وفصيلة الدم، وظروف الحمل والولادة، والحالة الصحية والجسمية للطفل، والمرحلة العمرية التي يجتازها؛ لأن العديد من الدراسات النفسية أثبتت أن اضطرابات الشخصية تكثر في سن البلوغ وفي سن اليأس وفي سن التقاعد إذا كان الشخص مهيئا لها بتأثير عوامل أخرى.
كما تتعلق بعوامل تربوية تتجلى في نوع العلاقة بين الزوجين وعلاقة الطفل بأبويه ومركز الطفل في الأسرة ونسبة الحنان والحب التي تلقاها الطفل منذ أن كان رضيعا ونسبة الاهتمام التي وجدها منهما، ومدى خبرة الوالدين بتربية الأطفال، ونسبة سيطرة الآباء على أبنائهم، والتأديب الصارم لهم، ونسبة الحزم والحسم في بعض السلوكات والتصرفات وغيرها، ونسبة التسامح وسعة الصدر في تحمل أخطاء وهفوات أبناء صغار لم يصلوا بعد إلى مستوى النضج العقلي والسيكولوجي والنفسي، ونسبة توفير جو المرح واللعب للأبناء داخل البيت وخارجه بالتجول والسياحة والرياضة، ونسبة التوبيخ واللوم الذي يناله الطفل يوميا من آبائه أو مدرسه أو أصدقائه إلى غير ذلك من الامور التي تؤثر في شخصية الطفل ونموها النمو السليم المتزن أو النمو السيئ المضطرب.
أما بالنسبة للعدوان الذي أثرته أختي في رسالتك فهو يتخذ أشكال إذاء الغير او الذات وغالبا ما يكون مقترنا بالغضب ويتجلى في أشكال كثيرة منها؛ العنف الجسدي كالضرب والعنف اللفظي كالسب والتوبيخ ، وفي أحيان أخرى في أشكال غير مباشرة كعصيان الوالدين أو النقد اللاذع لإنسان ما.
إلا أنه لا بد من التمييز بين العدوان كسلوك وبين العدوانية كدافع. ويرى بعض الباحثين في علم النفس أن العدوان قد يكون وسيلة لتأكيد الذات أو وسيلة لإخفاء شعور دفين بالنقص ، أو يكون نتيجة إحباط سابق أو توقع لهذا الإحباط. فالإنسان يعتدي بعد الغضب في المواقف التي يشعر فيها بأنه مهدد، إما في عيشه أو في مركزه الاجتماعي أو في أمنه أو في ماله أو في جسمه..
إلا أن العدوان غير العادي هو العدوان المتكرر الذي يحدث دون سبب واضح، وغالبا ما يصرف إلى الناس أو إلى الأشياء أو إلى حيوان وفي بعض الاحيان إلى الذات.
ويرى بعض الباحثين في علم النفس أن ألعاب الأطفال سواء كانت عدوانية أو عادية تقوم بوظيفة هامة في الحياة النفسية للطفل، فهي تعينه على إفراغ طاقاته وتخفف من القلق الناجم عن مخاوف وعواطف لاشعورية . كما دلت البحوث التجريبية على أن انفجارات الغضب والعدوان عند الأطفال تكثر في البيوت التي تتهاون في معالجة نوبات الغضب لدى الاطفال (في حالة دلال الطفل) أو تعالجها بعقوبة مفرطة في القساوة، أو تتبع خطوات علاجية متذبذبة غير متوازنة. وأن أبرز العوامل المؤدية إلى جنوح الأطفال هي العوامل المرتبطة بحياة الأسرة في الطفولة.
وأنا أسألك أختي الكريمة هل حاولت أن تبحث عن الأسباب التي جعلت ابنتك تسلك هذا السلوك الصبياني (العدواني) سواء الأسباب الوراثية البيولوجية أو الأسباب المكتسبة؟.
ولقد اطمأننت كثيرا حينما قلت أختي في رسالتك إن ابنتك متفوقة في الدراسة وإن معلماتها يشكرنها ولا يشكون من تصرفاتها، بمعنى أن ابنتك –ما شاء الله عليها – تتوفر على قدرات وطاقات عقلية وجسمية وانفعالية هامة تبدو إيجابية خارج البيت في المدرسة وتبدو سلبية –أو تظهر لك كذلك- في البيت على شكل عدوان وسلوك صبياني.
ولتحقيق تكامل في الشخصية لابد من توفر شروط بيولوجية –كمراقبة نشاط الغدد الصم والاضطرابات الهرمونية – وشروط سيكولوجية واجتماعية وبيئية.
فابحثي أختي عن هذه الشروط وابحثي عن الأسباب وتواصل مع المدرسين وصاحبي ابنتك أكثر.
وإن ابنتك أختي ما زالت في مرحلة عمرية قابلة لكثير من التغيير والإصلاح والتوجيه والتهذيب. ابنتك لم تصل بعد إلى النضج الانفعالي الذي هو شرط أساسي للصحة النفسية والتوافق الاجتماعي، ولكن كوني على يقين اختي أنه عن طريق المعاملة الحكيمة لابنتك وتوجيه اهتماماتها وعن طريق التعلم والمدرسة والإصلاح التربوي التدريجي والصبر على الأخطاء والهفوات وإدراك طبيعة المرحلة العمرية التي تجتازها ومعرفة ثنايا نفسيتها والمحبة الحنونة مع الدعاء المستمر فتصلين إلى نتائج مرضية بحول الله.
أختنا الحبيية..لقد حاولت مناقشة الأمر معك وتوضيح الصورة من خلال ما وفرته لنا من معلومات، فأرجو أن تقرئي الرد مرة ومرة وتحاولي العمل بما اقترحته عليك، وأنا معك أنتظر المتابعة بالمزيد وبنتائج التطورات
وجزاك الله كل خير.
ـــــــــــــــــ(104/178)
متى أضرب طفلي ومتى أكافئه؟ ... العنوان
يوسف عنده سنتان و 5 شهور مشكلته أن بيخاف من والدته؛ لأنها بتضربه وبتزعقله جامد؛ لأنه شقي جداً وبيحبني؛ لأني مش بزعله، بس المشكلة أنه ممكن يزودها حبه وأنا معاه ولما أعلي صوتي وأزعقله يضحك وكل ما صوتي يعلا يزيد فى الضحك و ما يخفش فأجد نفسى أقوم بضربه ضربة واحدة أو أثنين ولكن بقسوة شديدة يبكي بشدة وبعضها يجي يصالحني؛ لأنه عارف أنه غلطان. أنا مش راضي عن نفسي وأنا بأضربه من دلوقتي ما هو الأسلوب الأمثل للتعامل معه؟ ومتى يستحق الضرب؟ وهل هناك عقاب آخر غير الضرب؟ وشكراً.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
مرحباً بكم أبا يوسف الغالي؛ جعله الله سبحانه، قرة عين لكما.
مشكلة يوسف الصغير؛ البالغ من العمر سنتين وخمسة شهور، تدور حول قضية مهمة جداً؛ وهي:(القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؟)، وهو ما سأحاول توضيحه لكم من خلال التطبيق على حالة ابننا الغالي يوسف، ولنجعل ذلك في الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: ما هي أسباب هذه الروح الجامحة والسلوك التمردي العنيد عند يوسف الحبيب؟
علينا أن نعيد التذكير بهذه القاعدة الذهبية التربوية: "إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهة"، أي إن السلوكيات غير السوية عند الأطفال؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
الخطوة الثانية: ما هي الأخطاء الوالدية التربوية التي يعاني منها يوسف الصغير؛ فتنعكس على سلوكياته؟:
1-تبادل الأدوار:
فمن المعلوم أن الأب غالبا ما يلعب دور القائد المهاب الجانب؛ أو السوط في العملية التربوية.
وأن الأم تلعب دور المعاون اللين الجانب؛ أو الجزرة في العملية التربوية.
وفي حالة الحبيب يوسف؛ انقلبت الآية وأخذت الأم دور الأب وأخذ الأب دور الأم؛ فحدث الخلل التربوي في نفس الطفل.
2-عدم وجود معايير ثابتة للثواب والعقاب في بيت يوسف الحبيب؛ فكانت قواعد الثواب والعقاب على أفعاله وأقواله نوعا من ردة الفعل الغاضبة أو الراضية.
3-عدم فهم سمات مرحلته السنية وعدم فهم كيفية التعامل معها.
4-عدم فهم (القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء ؟!).
الخطوة الثالثة: ما هي القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؟:
1-وضع معايير ثابتة للثواب العقاب:
فيشارك جميع أفراد الأسرة الرأي فيها، ثم توضع على هيئة لائحة أو جدول واضح، قبل أن يقوم بتطبيقه الوالدان حتى يتقبله الأبناء دون إحساس بظلم أو تعسف.
2-مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل.
والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلاً.
3-فهم معنى المكافأة والعقوبة:
(1)المكافآت: ويقصد بها التحفيز والتشجيع. وهي نوعان:
أ ـ المكافأة الاجتماعية:
هذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معاً.
ويقصد بها المكافآت المعنوية؛ أو التحفيز أو التشجيع الإيجابي المعنوي. وهي نوعان:
(1)تحفيز إيجابي معنوي لفظي: مثل (المديح ـ المجاملة ـ الإطراء المخلص ـ المداعبات اللفظية).
(2)تحفيز إيجابي معنوي غير لفظي: مثل (الابتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الاهتمام - إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان).
ب ـ المكافأة المادية:
دلت الإحصاءات على أن الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية.
ولكن هناك أطفال يفضلون المكافأة المادية مثل (إعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - إعطاء نقود - إشراك الطفل في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد - اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة؛ (حديقة حيوانات - سيرك .. الخ).
(2)العقوبات ، وتنقسم إلي:
-لفظية: مثل (اللوم ـ النقد ـ التنبية على العواقب ـ التوبيخ).
-حركية: مثل (الحجز في مكان معين ـ الضرب في أماكن لا تضره: "إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه". [رواه الشيخان]
4-عدم مكافأة السلوك السيئ مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة:
السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة وبمحض الصدفة من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلاً.
مثال:الأم التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم ثم رضخت الأم لطلبها بعد أن بكت البنت، متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ ابنتها.
5-معاقبة السلوك السيئ عقاباً لا قسوة فيه ولا عنف:
أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر.
العقوبة يجب أن تكون خفيفة لا قسوة فيها؛ لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيئ مستقبلاً؛ وليس إيذاء الطفل وإلحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية أولادهم.
6-الحذر من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء:
أ ـ عدم مكافأة الطفل على سلوك جيد:
ب ـ معاقبة الطفل عقاباً عارضاً على سلوك جيد:
مثال:(زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها فقامت إلى المطبخ وغسلت الصحون وذهبت إلى أمها تقول: "أنا عملت لك مفاجأة يا أمي فقد غسلت الصحون". فردت عليها الأم: "أنتِ الآن كبرتِ ويجب عليك القيام بمثل هذه الأعمال، لكنك لماذا لم تغسلي الصحون الموجودة في الفرن هل نسيتِ؟".
تحليل: زينب كانت تتوقع من أمها أن تكافئها ولو بكلمات الاستحسان والتشجيع لكن جواب الأم كان عقوبة وليس مكافأة. لماذا؟.
لأن الأم:
أولاً: لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت!.
ثانياً: وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة على تقصيرها في ترك صحون الفرن دون غسيل.
ج ـ مكافأة السلوك السيئ بصورة عارضة غير مقصودة:
مثال:(مصطفى عاد إلى المنزل وقت الغداء وأخبر والدته أنه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع أصدقائه قبل أن يتناول غداءه فطلبت منه الوالدة أن يتناول الطعام ثم يأخذ قسطاً من الراحة ويذهب بعد ذلك لأصدقائه فأصر مصطفى على رأيه وبكى وهددها بالامتناع عن الطعام إذا رفضت ذهابه في الحال فما كان من والدته إلا أن رضخت قائلة له: "لك ما تريد يا ابني الحبيب ولكن لا تبكي ولا ترفض الطعام واذهب مع أصدقائك وعند عودتك تتغدى".
د ـ عدم معاقبة السلوك السيئ:
مثال:(بينما كان الأب والأم جالسين؛ اندفع الابن الأكبر هيثم يصفع أخاه بعد شجار عنيف أثناء لعبهم ونشبت المعركة بين الطفلين، فطلبت الأم من الأب أن يؤدب هيثم على هذه العدوانية لكن الأب رد قائلاً: (الأولاد يظلوا أولاد يتعاركون لفترة ثم يعودوا أحباء بعد ذلك).
سيدي الكريم،
لقد حاولت أن أرد على سؤالك بشكل مباشر محملا لك القواعد الأساسية للثواب والعقاب، ونحن على ثقة بإذن الله تعالى أنكم لو اتبعتموها فسوف تتغير الحال بإذن الله تعالى.
وسوف نورد لك بنهاية الرد مجموعة من الاستشارات بها مجموعة من المعلومات حول كيفية إقامة علاقة طيبة مع الطفل واستعادة ثقته وصداقته
وأخيراً..
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا (إسلام أون لاين)؛ قسم (معاً نربي أبناءنا).
ـــــــــــــــــ(104/179)
اللامبالاة.. هل تحرم طفلي التمييز؟ ... العنوان
السادة الأفاضل، وأتوجه باستشارتي -إذا أمكن ذلك- للسيدة الفاضلة الأستاذة/عزة تهامي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أتمنى أن تكوني في خير حال. استشارتي هذه المرة ليست خاصة بي على وجه الخصوص وإنما بإحدى صديقاتي وهى تشكو من ابنها الثاني "عمرو" الذي يبلغ من العمر 7 سنوات ونصفا وهو في الصف الثاني الابتدائي.
وتتلخص المشكلة في أنها -حسبما روت لي- تعانى من شدة إهمال هذا الولد وإحساس اللامبالاة الذي تلمسه فيه بالرغم من وصفها له بأنه يتمتع بقدر عال من الذكاء ومتفوق في دراسته ويشهد له مدرسوه بذلك ولا توجد مشكلة إطلاقا في مدى إدراكه واستيعابه للأمور بالإضافة إلى ثقته بنفسه واعتداده بها إلا أنها مثلا تعاني معه في عمل الواجبات المدرسية حيث إنه يتباطأ وبشدة في أدائها بالإضافة لعدم اعتنائه بكراساته ونظافتها والنظام العام في حياته بالرغم من أنها منظمة.
كما أنها تشكو من لامبالاته بالأمور وتأثره الوقتي الذي سرعان ما يزول ولا يؤثر فيه بالشكل المتوقع فعلى سبيل المثال تقول هذه الأم (للعلم هذه الأم الصديقة معلمة في نفس مدرسة ابنها) بأنها أوصت معلمته بألا تتهاون معه و"تشد عليه حتى يعتدل" وبالفعل قامت معلمة الطفل بحرمانه من الانضمام لأوائل الطلبة -رغم أنه منهم بالفعل فهو يستحق ذلك حسب قدراته ومستواه- كنوع من العقاب حتى يرتدع وينضبط كما تريد وأخذ الولد يبكي بشدة من ذلك.
ولكن الأم تقول بأنه سرعان ما نسي الأمر وكأن شيئا لم يكن ولم يأت هذا التصرف بالمردود المنتظر من الأم وهكذا مواقف مشابهة لذلك. وقد استخدمت الأم كل الأساليب الممكنة من تحفيز وترغيب، ثم أساليب العقاب والتهديد والضرب إلا أنه لم يستجب ولم يعد يخشى من العقاب إلا وقتيا ولا تدري ماذا تفعل فهي تشعر باليأس والإحباط.
نرجو توضيح أسباب ذلك وكيفية التصرف مع مثل هذه النماذج ولكم جزيل الشكر والدعاء بأن يجعل الله تعالى كل ذلك في ميزان حسناتكم بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
الكسل والإهمال والاستهتار ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
عود حميد -سيدتي- وأهلا ومرحبا بك دائما على صفحة معا نربي أبناءنا
وسعدت بعودتك لنا حتى لو لم تكن الاستشارة خاصة بك وأشكرك على ثقتك بنا، كما أشكر لك اهتمامك بصديقاتك وأبنائهن وودت أن تكون العلاقات بين الناس قائمة على مثل هذا الود والصلة والاهتمام المتبادل، وبرغم من سعيك المشكور بالطبع إلا أنني كنت أود أن ترسل لي صاحبة المشكلة لأن هناك الكثير من الأمور لم تتضح في الرسالة فعلى سبيل المثال:
ما علاقة هذا الطفل بأخيه الأكبر؟ وما علاقتهما بأبيهما؟
وهل هذه اللامبالاة وعدم النظام سمات يتسم بها الأب مثلا؟
وهل يعتمد على نفسه دون الحاجة إلى أن تجلس أمه بجواره للمذاكرة؟
وما طبيعة العلاقة بين الوالدين؟
وهل يلجأ الوالد لضربه وعقابه كما تفعل الأم، أم له سياسية مختلفة في معالجة الأمور؟
وألمح في الرسالة أنه طفل محبوب من زملائه ومن مدرسيه وهو -فيما عدا ما تشكو منه الأم- شخصية عطوفة حنونة له قبول عند الناس فهل حدسي هذا صحيح؟.
وحتى توافينا بالردود على التساؤلات السابقة لي بعض التعليقات التي أرجو أن تقرأها صديقتك بنفسها:
أولا إن لديك -سيدتي- طفل رائع لديه قدرات عالية كما شهدت أنت فأرجو التركيز على هذه الجوانب الإيجابية الرائعة وتعزيزها، والتعزيز لا يكون بالجوانب المادية أكثر من الجوانب المعنوية ولا يكون بكثرة المدح بل يكون بإشعارك له بمدى فخرك بأن لك مثل هذا الطفل الجميل الذي تحمدين الله على أن أنعم عليك به وبأخيه.
ثانيا عليك عدم التركيز على سلبيات "عمرو" فهذا التركيز من شأنه -دائما- أن يشعر الطفل بعجزه عن إحراز أي تقدم إلى جانب أنه سيفقد ما كان يمتلكه من قدرات ومزايا خاصة ثقته بنفسه، فالأفضل أن تكفي -سيدتي- عن ملاحقة ابنك في التخلص من هذه السلبيات، وحينئذ (أي بعد تركيزك على إيجابياته وعدم الالتفات الدائم لسلبياته) فإنه سيشعر بأنه غير متربَص به وبالتالي سيكف تدريجيا عن هذه السلبيات.
ثالثا أن تكفي تماما عن عقابه بالضرب والتهديد وهو أمر غاية في الأهمية فإن ذلك يؤدي به إلى مزيد من اللامبالاة فلا تخسري طفلك من أجل أمور تعالج مع مرور الوقت إذا أحسنا التصرف.
رابعا إن العقاب الذي لا يتناسب مع حجم الخطأ أو بمعنى أدق أكبر من حجم الخطأ لا بد أن يؤدي إما إلى الإحساس بالقهر والظلم ومن ثم إلى العدوان والعنف، أو يؤدي للامبالاة وعدم الاكتراث أو إلى الانزواء والانطواء، فلماذا -على سبيل المثال- يحرم من أن ينضم لأوائل الطلبة وهو منهم ألا ترين -سيدتي- أن ذلك أدى به في النهاية إلى ما تخشينه؟
خامسا عليك -سيدتي- سؤال نفسك لماذا نطالب أبناءنا بالوصول دائما للكمال والمثالية مع أننا لا نفعل ذلك ولا نتصرف معهم بهذا الكمال ولا تلك المثالية؟!
سادسا لا تلعبي مع ابنك دور المعلمة في البيت فعليك احتوائه وإشعاره بالحب والأمان وحسني علاقتك به فالابتسامة والكلمة الحانية والاحتضان والعطف دون إفساد يصنع الكثير، أكثر بكثير مما نتخيل.
حاولي -سيدتي- أن تنفذي ما سبق قبل حتى أن ترسلي الرد على الاستفسارات التي أوردتها في بداية الرسالة، فستلمسين بنفسك التغير من ابنك ومنك أنت أيضا إلى الأفضل وستستمتعين به ابنا وترين فيه من المزايا ما لم تستطيعي رؤيته من قبل، وستستمتعين بكونك أما لطفلين رائعين، وسيكتسب هو أما تظهر له الحب وتحرص عليه إنسانا أكثر من كونه آلة تستمع للأوامر فتنفذ
(لمزيد من الاستفادة يمكنها الاطلاع على عدة موضوعات عن العلاقة الإيجابية بين الأم وأبنائها تناولتها هذه الصفحة).
وأخيرا ندعو الله أن يستعملنا فيما يحب ويرضى. منتظرة منكما مزيدا من التواصل فإلى لقاء.
ـــــــــــــــــ(104/180)
أيهما أقدم طفلي أم دراستي؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته المشكلة التي أواجهها أني مضطرة لأن أترك ابني الأصغر عند أمي فترة مؤقتة نظرا لذهاب العاملة وأنا أكمل دراستي العليا ولا أستطيع في هذا الوقت أن أنسحب لأنها فرصة لن تتكرر. مع العلم أن ابني شديد التعلق جدا بجدته وأحيانا يرفض العودة للمنزل معي. ونظرا لبعد المسافة فإنني لا أتمكن من رؤيته إلا في نهاية الشهر. هل يؤثر ذلك سلبا على نفسيته . وأيهما أقدم طفلي أم دراستي؟.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
تقول الأستاذة سها السمان من فريق الاستشارات التربوية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي الكريمة، جزاك الله خيرا على ثقتك بنا وإشراكنا معك في جزء من حياتك، ونسأل الله أن يوفقنا ويهدينا إلى النصيحة التي تهديك إلى الطريق الصحيح.
دعيني فقط أقسم سؤالك إلى أكثر من جزئية وسأبدأ بآخر جزئية وهي سؤال مهم، ويجب علينا جميعا وأذكر نفسي قبل أي شخص أن نفهمه ونقدر مدى أهميته ألا وهو: "أيهما أقدم طفلي أم دراستي؟".
فإن خيرني أحد فسأختار طفلي؛ لأنه نعمة كبيرة أنعم الله بها علينا وخصنا بها ولا يعرف معناها الأشمل والأقوى إلا من حرم منا، وأنها لا تساوي الدنيا وما فيها وليس فقط دراستي، ولكن!!!.
الجزء الثاني وهو تكملة دراستك:
أنا أكثر ممن ينادي بتعليم المرأة وتثقيفها وأن تكمل دراستها وأن تتعمق في تخصصها وأن تستزيد من المعرفة على أكبر قدر من الاستطاعة؛ لأنها لن تفيد أبناءها فقط بل تستطيع أن تفيد المجتمع بأكمله، وأدفع كثيرا من النساء على الاستزادة من المعرفة في كل شيء والقراءة في كافة المواضيع. ولكنني لا أحب أن تترك الأم أبناءها لتفعل مثل هذا، ولكن عليها أن تحاول أن تجمع بين الاثنين ولكن كيف؟.
أما أنها تنتظر حتى يدخل أبناؤها المدرسة وتبدأ في دراستها ووقتها يمكن أن تكون قد انشغلت أكثر في مذاكرة أبنائها ومشاكلهم.
وإما أن تجد من يرعى أبناءها إما مع مربية أو في حضانة لصغار السن، وهذا ما أرفضه تماما ولا أوافق عليه، حتى وإن كانت الدراسة هذه تتوقف عليها أشياء كثيرة.
أما في حالتك أختي العزيزة فهي والحمد لله ميسرة؛ لأن من قامت على تربيتك ومراعاتك هي من ستقوم على تربية ابنك ومراعاته، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى.
الجزء الثالث هل سيؤثر هذا سلبا على نفسية طفلك؟
مما لا شك فيه هو أن الطفل في السنوات الأولى من عمره يحتاج إلى وجوده بجانب أمه؛ لأنه يستمد منها كل شيء يحتاجه، الحنان والطمأنينة والرعاية، وتفهمه لنظام أمه وبدء التربية وما تريد أن تنشئه بداخل طفلها ووضع الأثاث لتكوين شخصيته، وكما قلت لك فأنا لا أحب أن تترك الأم طفلها لمربية أو في دار الرعاية (الحضانة) حتى لا يأخذ الطفل كل ذلك ممن حوله دون الأم، ولكن بالنسبة لك فالحمد لله أن أمك من سيقوم على مراعاته.
وهذه بعض الأشياء التي أدعو من الله أن تساعدك في تجنب هذه المشاكل:
1- أن تتفاهمي أنت ووالدتك على نظام موحد في تربية الطفل حتى لا يحس بفرق بينك وبينها، وهذا خوفا من أن يتعلق بها ويختار أن يجلس معها طوال الوقت، وسيساعد هذا أيضا على أنه لن يحس بفرق بعد عودته معك إلى بيته.
2- عدم القيام بتدليل الطفل الزائد تعويضا عن عدم وجود أمه معه فيتعامل وكأنه مع أمه حتى لا يستغل هذه الفرصة.
3- العمل على وجود إخوته معه أكبر وقت ممكن في العطلات (عطلة نهاية الأسبوع - العطلات الدراسية).
4- محاولة وجود الأم معه بقدر الاستطاعة وأن تحنو عليه وتجلس معه طوال الوقت وأن تلعب معه على قدر الاستطاعة وأن يكون بينهم اتصالات هاتفية دائمة حتى يسمع صوتها وإن لم يستطع الرد عليها.
5- ألا تكون مدة الدراسة لسنوات.
6- أن تأتي به إلى بيتك في وقت استراحتك بين فصول السنة حتى يرى بيته ويتعود على وجوده فيه.
7- وجود والده في حياته من أهم الأساسيات؛ فعلى الأب أن يأتي له بهدايا مميزة وأن يذكره كل من حوله طوال الوقت بأن هذا من والدك وأن يأخذه للتنزه معه في الحدائق وأن يتصورا معا حتى لا يحس الطفل في سنواته القادمة أنه ترك وأهمل من قبل والديه.
وفي النهاية أدعو الله أن يوفقك إلى ما فيه الخير وتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/181)
من مذكرات مشاكس.. لا أحب من يضربني ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله عنا كل خير على جهودكم لبناء أركان وأسس لتربية فلذة أكبادنا.
أنا عندي 3 أولاد؛ الأول 6 سنوات، والثانية 4 سنوات، والثالثة سنتان، المشكلة أن ابنتي تحب كثيرا مشاكسة إخوتها، وعندما أصرخ أو أضربها تقول أنت لا تحبينني وأنا لا أحبك، ولا أحب حسام ولا نور، ولكنها تحب معلمتها بالروضة فقط.
وعندما تبكي من الممكن أن تبكي لمدة ساعة ونصف دون انقطاع، وعندما تتوقف أحاول أن أعانقها وأقبلها فتعود وتبكي مع المعاتبة الشديدة، إلى أن أعود وأصرخ عليها من جديد، ولكنها ذكية وعاقلة مع صبغة من العناد بسبب العمر، فهل من بعض النصائح؟.
وأيضا ولدي حسام في الصف الأول ومعلمته تشتكي من صوته العالي في الصف وحركته الزائدة، ولكنه ما شاء الله ذكي جدا جدا؛ فكيف أوجهه للموضوع؟ وكيف أستغل هذا الذكاء لمصلحته؟.
في الحقيقة عندي عشرات وعشرات من الأسئلة ولكن أكتفي حتى لا تملوا من تساؤلاتي، أرجو إعطائي النصح بالتعامل مع أولادي دون اللجوء للضرب أو الصراخ، عفوا للإطالة، وجزاكم الله كل خير.
... السؤال
الكسل والإهمال والاستهتار ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
يقول الدكتور لطفي الحضري: أخصائي نفساني بالمغرب:
السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي الكريمة، يعتبر التفاعل الأسري منتجا ومحددا لنوعية العلاقات التي يفرزها هذا التفاعل، وبناء عليه نقول: عادة ما تكون سلوكيات الأطفال عنوانا لأحاسيس سلبية. قد تكون هذه الأحاسيس مبنية على سلوكيات أبوية حقيقية، أو قد ترتكز على تفاسير خاطئة لهذه السلوكيات.
من المظاهر التي تؤدي إلى التشنج في التفاعل الأسري العنف الذي ينتجه الأب أو الأم داخل المنزل. وأنت تقولين إن ابنتك مشاكسة ولذلك فإنك تضربينها وتصرخين في وجهها لعلها تغير من مشاكستها.
وأنا أقول إنك تضربينها وتصرخين في وجهها لهذا تصبح مشاكسة. فالمشاكسة لا تولد مع الطفل، ولكنه سلوك يكتسبه في تفاعله الأسري؛ ولهذا أنصحك:
- أن تعي أولا أن الضرب والصراخ هو الذي يولد المشاكسة. بمعنى أن المشاكسة هي نتيجة حتمية لضربك وصراخك وليس العكس.
- من الطبيعي أن تحاول ابنتك أن تستفزك بقولها إنها تحب معلمتها ولا تحبك. بحكم طريقة معاملتك لها. وهي صيغة تقول من خلالها إنها تحب من لا يضربها، وعليه وجب تغيير طريقة معاملتك لها.
- أن تقبلي أن تقومي أنت بأول دور مخفف لهذا السلوك العدواني "المتبادل"، بمعنى ألا تنتظري من ابنتك أن تغير من مشاكستها، حتى تغيري أنت من سلوكك اتجاهها.
فواجب الأم أن تبدأ بتغيير سلوكها حتى تعطيها برهان حبك لها؛ فالحب لا يلتقي مع الضرب المستمر ولا مع الصراخ غير الهادف.
لا بد أن تشعري ابنتك بمقدرتك على مسامحتها وقدرتك على تجاوز أخطائها، حيث ليس من الضروري وليس صحيا أن تضربي ابنتك على كل هفوة؛ فلا بد أن تقبلي هفواتها وتسمحي لها بتكرار أخطائها. وإلا فسيصعب عليها أن تتعلم أي شيء بل هذا قد يسيء إلى نموها النفسي.
ـــــــــــــــــ(104/182)
التعلم.. متى وكيف يبدأ؟ ... العنوان
السلام عليكم، الحقيقة أن لدي طفلا يبلغ من العمر سنتين و4 أشهر وهو ابننا
البكر والوحيد (بعد شهرين سنرزق بطفل ثان إن شاء الله)، والحمد لله ليس هناك أي
مشاكل غير المشاكل الطبيعية التي ترافق مثل هذه السن.
ولكن المشكلة التي أعاني منها أننا نعيش لوحدنا فلا يجد أطفالا يلاعبهم إلا في أوقات نادرة عندما نخرج في العطل لزيارة الأصدقاء أو في المناسبات، ومعظم الأيام لا يرى إلا والديه وليس لدينا أقارب في نفس المدينة؛ وهذا يشكل قلقا لي حيث فكرت بإدخاله حضانة ليلعب مع الأطفال وينمي قدراته.
ولكن المشكلة أنه لا توجد في اليمن حضانات متخصصة بمعنى الكلمة، وحتى الموجودة منها تركز على اللعب فقط، وإذا كان هناك نشاطات تعليمية فتكون باللغة الإنجليزية بنسبة 70% وإهمال اللغة العربية التي هي الأصل في بداية التعليم بحسب اعتقادي.
فأرجوكم أفيدوني ما هي الكيفية الصحيحة لتنمية قدراته؟ وماذا يجب علينا أنا ووالدته فعله بشكل عام معه؟ وهل هناك سن معينة لإدخاله الحضانة؟ وما السن المناسبة لبده تحفيظه القرآن الكريم؟.
وللعلم فقط في هذه المرحلة ومنذ 7 أشهر نمر بظروف غير مستقرة بسبب أننا قد أخرجنا من شقتنا التي كنا نسكن فيها فانتقلنا إلى أكثر من بيت، وما زلنا نبحث عن سكن مناسب؛ فأكثر من مرة تفلت منا أعصابنا أمامه، وأنا أخاف أن يؤثر هذا على ولدنا من ناحية نفسيته وتربيته ونشأته، شكرا لكم لحسن اهتمامكم.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
تقول الأستاذة سها السمان من فريق الاستشارات التربوية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخونا الفاضل أبو أحمد بارك الله لك في ولدك وجعله الله قرة عين لكما.
أخي الفاضل، حقيقة سؤالك يحتاج إلى رد طويل ولا تكفيه صفحات بالنسبة لجزئية التعليم في الحضانة والتي تعتمد على طريقة اللعب، ولكننا على قدر الاستطاعة سوف نختصر في هذا الجزء، وندعو الله أن يوفقنا إلى ما فيه الخير.
أخي الفاضل، بالنسبة لخوفك من أن ابنك لا يرى أصدقاء له في مثل عمره فهذا إن شاء الله سوف يحل عندما يرزقكما الله سبحانه وتعالى بالمولود الآخر؛ فقد كانت لي تجربة مع ابني الأكبر عند سفري إلى بلاد الغربة وكنت وحدي ولا نعرف أحدا لفترة طويلة، وكنت أخشى مثلك تماما أنا وزوجي عليه من الجلوس لوحده، وعلى قدر الاستطاعة كنا نلعب معه ونحاول أن نخرج في الحدائق والملاهي كي لا يحس أنه طوال الوقت بدون أصدقاء.
وبعد أن رزقنا الله بأخته أصبح الوضع مختلفا فوجدته يهتم بها وأعطيته الإحساس بأنه مسئول عنها معي حتى صارت تستطيع الجلوس فقط وبدأ يلاعبها ويكلمها ويحكي لها ما يفعله في الحضانة كل يوم، ويحاول أن يفهمها ما في القصص والألعاب؛ فإن شاء الله عند ولادة المولود الآخر سوف تحل هذه المشكلة.
أما بالنسبة للناحية التعليمية وبداية التحاقه بالحضانة:
فأولا عمره مناسب جدا لبداية وجوده في حضانة جيدة ولا يزيد الوقت عن 4 ساعات، وفي الدراسات الغربية وجدنا أن الطفل يبدأ معه الأهل في الناحية التعليمية وعمره 4 أشهر، ولكن مفهوم التعليم لدينا في الدول العربية يختلف تماما مع مفهوم التعليم في الدول الغربية.
فالتعليم لدينا في الشرق يعتمد على الكتابة وكمية الواجبات والكتب والدروس الخصوصية؛ ولذلك يبدأ الطفل في التعليم عندما يكون الطفل قادرا على مسك القلم، أما في الغرب فالتعليم كما درسناه لا يعتمد على الكتابة إطلاقا بل الاعتماد الكلي على القراءة والمحادثة من خلال الألعاب؛ فلذلك عندما يكمل الطفل شهره الرابع تبدأ الأم في قراءة القصص ذات الصور الكبيرة وأن تقلد له أصوات الحيوانات والسيارات وكل شيء حتى تعمل على تنبيه الطفل ومساعدته بعد ذلك على بداية الكلام.
وأما كما تقول أخي العزيز إن الحضانات لديكم كلها لعب ولا يوجد دراسة؛ ففي هذا العمر حتى الخامسة تكون وسيلة التدريس معه هي اللعب وألا يمسك بالقلم إلا بعد عامه الرابع، ولا يمسكه لفترة طويلة إنما لوقت قليل ويكمل لعبه.
أما بالنسبة للعلب هذا فدعني لأعطيك صورة بسيطة عن مدى أهمية هذا اللعب بالنسبة لمساعدة الطفل على استخدام عقله للتفكير ومساعدته على تقويه عضلات يديه حتى يتأهل لمسك القلم؛ فمثلا لدينا في المدارس هنا في المملكة المتحدة وطبقا للمنهج البريطاني أن الطفل يجب أن يمسك المقص تحت إشراف المعلمة ويقص ورق ويلزقه حتى وإن لم يكن شيئا مرتبا، ولكن الناتج عن هذا هو إعطاؤه فرصة لتقوية عضلات يده لمسكه المقص والتحكم في اتجاهاته وطريقة وضع اللصق على الورق، هذا غير المحادثة التي توجد بين الطفل ومعلمته وينتج عنها أيضا معرفته لبعض أسماء الأشياء التي يستخدمها ومنها أيضا تدخل الرياضيات في عدد الورق الذي قام بقصه ولزقه والفرق بين الكبير والصغير عن طريق حجم الورق الذي قصه.
هذا فقط من لعبة واحدة، كان بعضنا وأولهم أنا أعتقد أنه إذا قال لي أحد اتركي ابنك يقص الورق كنت سأقول له ولماذا؟ هل تريد أن يكون البيت غير نظيف من هذه القصاصة؟ ولكن سبحان الله الدراسة التي قمت بها هنا فرقت معي كثيرا واستطعت أن أفهم مدى أهمية هذه الألعاب.
وعليه فالطفل من خلال اللعب ثبت أنه يتعلم أكثر من أنه يجلس ويمسك القلم ويكتب طوال الوقت، وعليه أخي فلكل لعبة يبدأ الطفل في اللعب بها علينا نحن المعلمات أن نبدأ في فحصها ومعرفة ماذا سيستفيد منها الطفل في جميع النواحي التعليمية التي تشمل الآتي: "التنمية الاجتماعية - التنمية الجسمية - التنمية الشعورية - التنمية العقلية - التنمية اللغوية".
وما نقوم به الآن في بعض المدارس الإسلامية المطبقة للمنهج الأوربي هو الاستفادة من الغرب في هذه النواحي التعليمية وإدماجها للتربية الإسلامية حتى يكون منهجا متكاملا وعلى أحسن وجه، وأدعو الله أن نكتسب من الغرب كل ما هو مفيد لنا ويساعدنا على التقدم وتنشئة أبنائنا تنشئة إسلامية صحيحة.
أما بالنسبة لاستخدام الحضانات اللغة الإنجليزية في الأنشطة أو تعليم الأطفال فلا أرى مانعا من هذا ولا خوفا؛ لأنه ولله الحمد أنت وزوجتك الفاضلة تهتمان باللغة العربية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وهي أهم شيء أن البيئة المحيطة بالطفل هي بيئة عربية، بمعنى أنه سوف يتعلم الإنجليزية في الحضانة فقط، ووقت تعلمها ليس طويلا في اليوم، ولكنه بعد عودته إلى البيت وفي السوق وفي كل مكان يجد من حوله يتحدث اللغة العربية فلا بأس من تعلم اللغات الأخرى، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعلم اللغات.
أما بالنسبة لبداية حفظ القرآن فهي متفاوتة فمن الأطفال من أعطاه الله القدرة على الحفظ السريع ومنهم من هو أقل سرعة، وكله يتوقف في النهاية على البيت، وأنا أرى والحمد لله أنك مستعد لبداية المشوار معه.
وفي أحد الأيام سمعت من أخ ليبي حافظ للقرآن وكان والده يحفظ في المسجد أن أحد أصدقائه أتى بابنه وعمره عامان ونصف واستحلفه بأن يجعله يجلس معه في حلقة الحفظ، ونزولا على رغبه الأب وافق المعلم وقال لي هذا الأخ إن الطفل بدأ في حفظ القرآن بالفعل وأتم حفظه في وقت مبكر؛ فهذا أيضا يعلمنا أن للسمع دورا كبيرا في الحفظ.
وبالنسبة لقلقك من أن بعض الأحيان تفلت منكما أعصابكما أمام الطفل؛ فكل ما أقوله إنه الآن ما زال والحمد لله صغيرا ولكنه يحس بها وقت النوم؛ فممكن أن يحدث له كوابيس أو ما شابه ذلك، وأرجو منك أنت وزوجتك أن تتحكما في أعصابكما؛ لأني لا أفضل أن يتناقش الآباء بصوت عال في أي أمر أمام الأبناء ولا حتى خلفهم، ولكن التعود على الصوت المنخفض في المناقشة أفضل بكثير وهذا سيعود عليكما وعلى أبنائكما بالنفع إن شاء الله.
وفي النهاية أقول لك وفقك الله وإيانا إلى ما فيه الخير لنا جميعا في ديننا ودنيانا، ونحن على استعداد للتواصل معك في أي شيء تحتاجنا فيه.
ـــــــــــــــــ(104/183)
غياب التعبير بالكلام..افتراض وجواب ... العنوان
السلام عليكم..
مشكلتي هي أن ابنتي التي تبلغ 6 سنوات حساسة جدا جدا، ولا تستطيع أبدا أن تواجه الإحباطات أبدا إلا بالبكاء؛ لذلك فهي كثيرة البكاء ومعلماتها يقلن عنها إنها ذكية جدا ولكن حساسة، وطوال الوقت تبكي. كيف أحل هذه المشكلة؟ أنا الآن أنجبت أختا لـ"شهد" وعمرها 4 أشهر، ولكن المشكلة قبل إنجاب أختها بكثير، أرجوكم دلوني على حل.
... السؤال
الخجل والانطواء ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
يقول الدكتور نبيل غزوان، كاتب عام الجمعية المغربية لرعاية الطفولة وتوعية الأسرة، أستاذ علم النفس بالمعهد الملكي لتكوين الأطر في مدينة الرباط بالمغرب:
شكرا سيدتي الكريمة على الثقة التي منحتيها إيانا، ونعدك بإذن الله أن الأمور ستكون بخير إن شاء الله. بداية نود أن ننوه إلى أن خوفك على ابنتك شيء طبيعي، ويرجع بالأساس إلى وعيك بمسئولية الأمومة والدور التربوي والنفسي الذي تتحملينه بجانب زوجك.
لكن الذي يجب أن تعرفيه أيضا سيدتي الكريمة أن سلوك البكاء عند الأطفال تعبير انفعالي عادي وطبيعي جدا، كما هو الشأن بالنسبة للضحك بدون سبب.. فعالم الطفولة عالم غير عالمنا نحن البالغين؛ لذلك يجب ألا ننظر إلى مثل هذه السلوكيات على أنها مظهر سلبي ومرضي خطير، اللهم إن كان السبب مرضا عضويا أو شيئا مثل هذا.
وبما أن طفلتك تبلغ السادسة من عمرها، وهي طفلة ذكية كما أشرت إلى ذلك في سؤالك، وأنها تستمر في البكاء لفترة طويلة، وأضحى هذا هو المظهر الوحيد للتعبير عن الانفعالات وخاصة الإحباط، فهذا معناه سيدتي أن ابنتك تفتقد القدرة على التعبير عما يختلج في نفسها بالكلام، لماذا؟ وما الأشياء أو الظروف التي تمنع هذه الطفلة "شهد" من التعبير بالكلام عما يخالجها من أحاسيس؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن تطرحيه على نفسك سيدتي، وسنحاول مساعدتك ببعض الافتراضات لغياب معطيات أخرى حول الحالة:
أولا: سوف أفترض أنه قد يمنعها الخوف من التعبير عما يخالجها أمامك أو أمام أبيها؛ فهي تشعر بالخوف بالرغم من أنكما قد لا تنتهجان أسلوب العقاب، ولكن قد تكون هناك تصرفات أو إشارات حركية غير منطوقة يقوم بها الراشد تدل على غضبه من موقف ما أو عمل قام به الطفل. وقد يكون سبب تصرفها هذا هو عدم القدرة على التعبير بسبب رؤيتها لمشهد من مشاهد الزجر والعنف مع الأطفال إزاء التعبير عن أفكارهم واختياراتهم بشاشة التلفزيون أو في الشارع؛ لذلك يجب الانتباه إلى سلوكك أو سلوك الشارع غير اللفظي الذي قد يوحي للطفلة بالرعب.
ثانيا: أفترض أن يكون عندها نقص في الرصيد اللغوي الكلامي وجفاف لغوي بالمنزل؛ بسبب قلة الأحاديث الأسرية والحوارات الانفتاحية، وأعتقد سيدتي أن التعبيرات الشفوية مهمة كالأناشيد والقصص والمذاكرة الجماعية، والتعبيرات الفنية كالمسرح والرسم والرقص.. كلها قد تساعد هذه الطفلة على الإفصاح عن مشاعرها بطريقة الكلام أو الإبداع وليس عن طريق البكاء فقط.
فيجب أن تنتبهي سيدتي لهذه المسألة، وإعطاء فرصا واسعة لكي تستطيع ابنتك الكلام والتحاور وإبداء الرأي، وأن تساعديها على ممارسات فنية إبداعية.
ثالثا: أخشى أن تكون ابنتك محاطة بسياج من الأوامر والمتابعة الدقيقة لكل ما تفعل وما ينبغي أن تفعله؛ فذلك يقتل الحوار والتعبير في داخل الأطفال، ويجعل منهم منفذين فقط، لذلك ألتمس -إن كان الأمر كذلك- إعطاء فسحة للبنت وعدم الإكثار عليها بالأوامر والحراسة المشددة لكل صغيرة وكبيرة أو أن تطلبي منها أشياء فوق طاقتها وبدون رغبتها؛ لأن ما نعرفه نحن جيدا ونلزم به أبناءنا الصغار وهم لا يدركون أهميته، ولا رغبة لهم فيه تكون له نتائج عكسية وسلبية.
وقبل أن أختم كلامي أود سؤالك سيدتي سؤالا ليس استفزازيا وإنما للتنبيه فقط، وهو: هل تبكين بكثرة أو شخص ما في عائلتكم أمام طفلتك؟ فالطفل كما تعلمين مقلد بدرجة أولى، والتعبيرات المتداولة في الوسط لها دور في توجيه طريقة التعبير لدى الطفل، والتأثير على سلوكه الحركي، فالطفل كثير السكوت يكون متأثرا بجو السكوت المطبق بالمنزل الذي تربى به وهكذا.
ونشكرك مرة أخرى سيدتي على هذه الثقة، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لتربية أولادك أفضل تربية. وتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/184)
تمرد الأطفال.. الهجمة المرتدة لعنف الآخر ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزى الله خيرا كل القائمين على هذا الصرح العظيم، وأصلح الله ذرياتنا وذرياتكم وأقر أعيننا بهم، وأشكر لكم اهتمامكم بحل المشكلات التربوية وجهدكم في ذلك.. بارك الله في جهودكم وأجزل لكم الأجر والثواب.
السؤال:
أنا أم لثلاثة أولاد، ولدان وبنت، الأول 6 سنوات، والثاني 3 سنوات ونصف، والبنت سنة.
المشكلة التي أعانيها وأحببت استشارتكم فيها تكمن في ابني الكبير، وهو يعاني من عدة مشكلات صحية وتربوية يمكن أن أجملها في الآتي:
1. يعاني من مشكلة الخجل والحياء الزائد وحب العزلة عن الآخرين.
2.كثير التعلق بأمه منذ الصغر ولا يستطيع أن يفارقها عندما كان صغيرا وقبل المدرسة.
3.على الرغم من هدوئه فإنه سريع الغضب والانفعال والتعصب والعناد وبالذات مع أخيه الصغير.
4.في صغره وبعد أن أجريت له عملية الختان بأشهر معدودة ظهرت عنده مشكلة صحية تتمثل في ظهور (فتق) في الخصية وكانت تسبب لنا إزعاجا، واستمرت فيه قرابة السنوات الخمس الأولى من عمره، وهذه المشكلة ظهرت أيضا في أخيه الثاني ولكن الحمد لله أجرينا لهما عملية جراحية وانتهت هذه المشكلة.
كما أنه يعاني -ولا زال- من تضخم في اللوزتين والتصاق اللهاة باللوزة اليسرى مما يسبب له الحكة الدائمة ومشكلات صحية.
كما يعاني من الأستما وضيق الصدر، وهذه كانت تظهر له بشكل كبير في صغره، والآن أصبحت قليلة الظهور.
كما يعاني من كثرة التبول حتى في المدرسة كثيرا ما يستأذن معلمته للذهاب إلى دورة المياه للتبول، وأما أثناء النوم فحدث ولا حرج عن تبوله أثناء النوم.
5.أخطأت يوما ما في تأديبه على خطأ كبير فعله فضربته حتى أوجعته نتيجة لعناده الزائد حيث لم أتحمل ذلك منه، وكانت الكارثة بعدها حيث أصبح يمص أصبعه الإبهام دائما منذ أن بلغ عمره 4 سنوات وإلى الآن وهو لا زال على هذه الحال، حتى بعد أن أدخلناه الروضة والمدرسة، وهذه العادة مقلقة ومزعجة لنا حاولنا معه بكل الطرق لكي يتركها ولكن لا فائدة.
والمشكلة الأخرى التي ظهرت عليه أيضا هي التلعثم في الكلام وثقل لسانه وهذه توجد في أفراد العائلة من جهة والده بالذات.
6.علاقته بأخيه الصغير مضطربة أحيانا ويسودها الود والوئام أحيانا كثيرة حيث إنه يحبه كثيرا ويحب اللعب معه كثيرا ولكن ما أن يحصل بينهما خلاف حتى ينتقم منه بكل قسوة وقوة تصل إلى حد الضرب.
7. بعد أن أدخلناه الروضة والمدرسة بدأ التغير والتحسن في سلوكه من حيث الاحتكاك بالأطفال الآخرين واللعب معهم حيث أصبح مغرما باللعب، ولكن الخجل والخوف لا زال مصاحبا له حتى لو أخذ أحد أغراضه لا يطالب بها ولا يمنعه من أخذها بل يسكت على ذلك. كما أنه جيد في حفظه ودراسته ويثني عليه معلموه خيرا ولكن عندما نوقظه صباحا للمدرسة يخلق لنا مشاكل جمة نتيجة لعناده وبالذات عند الاغتسال وتفريش أسنانه ولبسه ولا يخرج من البيت إلا بعد توتر الأعصاب.
نفس الحالة تظهر له عندما أدرس له وأذاكر له دروسه أو عند حل الواجبات حيث يتهرب كثيرا منها ولا يحب أن يتعود على حلها بنفسه إلا بشق الأنفس.
والخلاصة أن ابني في المدرسة يكون هادئا وخجولا وفي البيت يكون العنيد والعصبي وبالذات في المذاكرة والدراسة.
أعلم أن الرسالة طويلة وكثيرة المشاكل ولكن أرجو أن لا يحملكم طولها على إهمالها أو التغافل عنها، كما أنني كلي أمل أن تتجاوبوا مع مشكلتي هذه وتساعدوني في حلها.
ولكم جزيل الشكر والتقدير والأجر والثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أم عبد الرحمن.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة/ أم عبد الرحمن جعله الله سبحانه قرة عين لكما.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا دوما ممن يدلون على الخير؛ وأن يوفقنا للجواب الشافي، وأن يعينك على تربية أبنائكِ ويثلج صدركِ.
بداية فنحن نذكرك ونذكر كل الأحبة القراء من الآباء والأمهات بهذه (المنهجية الرباعية الذهبية للتعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية)؛ وذلك من أجل البحث عن الحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة؛ والتي يجب أن تتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:
الخطوة الأولى: فهم المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل وسماتها وخصائصها المميزة واحتياجاته فيها.
الخطوة الثانية: كيفية أو "فن التعامل" مع هذه المرحلة العمرية، ومهارة إشباع هذه الاحتياجات.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة.
تحت فهم هذه القاعدة الذهبية التربوية:
(إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه).
أي إن السلوكيات غير السوية عند الأطفال؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
لذا لو تمت وبطريقة صحيحة تلك المنهجية الرباعية في كل مشاكلنا مع أبنائنا لما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها، ونحن نجيد فن التعامل مع كل مرحلة بفهمنا لها مسبقا، ولتوقعاتنا بما سوف يحدث منهم "فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا تدانيها متعة".
أما عن مشكلة هذا الصغير الغالي ذي السنوات الست؛ فإن محورها الأساسي يدور حول مشاكل الطفل الأول أو الأكبر؛ خاصة عندما يحدث خلل تربوي في التعامل معه؛ مما أوجد ما نسميه بحالة تجمع بين (الانغلاق الاجتماعي والإمعية).
ولنبدأ معك تحليل حالة طفلك بناء على هذه (المنهجية الرباعية الذهبية للتعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية).
الخطوة الأولى والثانية: ما هي أهم السمات والخصائص المميزة للطفل من (5-6) سنوات وما هي أهم احتياجاته فيها، وما هو فن التعامل مع هذه المرحلة العمرية وكيف نشبع احتياجاته فيها؟.
(1) الجانب العاطفي (النفسي والاجتماعي) للسن من (5-6) سنوات:
المظاهر والسمات
1- يبحث عن لفت الانتباه الفردي.
2- ظهور بعض اللحظات العصبية.
3- حساس وانطوائي.
4- يحب المساعدة والتدخل.
5- يعبر عن حبة للآخرين سواء بالكلمات أو القبل، ... الخ.
6- بداية التمتع بالمنافسة.
7- حساس للتواضع والرحمة.
8- يحب اللعب الخشن والفوضوي.
9- يستجيب جيدا للسلطة الضابطة (العدل، العقوبة، والنظام).
10- حين لا يفهم المطلوب منه أو كيفية التنفيذ أو تبرير ما يفعل، يسبب حالة قلق.
فن التعامل
1- الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2- الإغداق عليه بالحب.
3- الملامسة.
4- تذكيره بالقيم والمعايير.
(2) الجانب الفكري للسن من (5-6) سنوات:
المظاهر والسمات
1- تعلم القراءة والكتابة والعد.
2- فترة انتباه قصيرة (90) ثانية تقريبا.
3- يهتم ويعجب بالقدرات الجسمية، ودائما يسأل: (لماذا؟) عن حركات الجسم.
4- بداية التعبير عن الآراء ووجهات النظر الشخصية.
5- بداية فهم العمل الجماعي.
6- لديه قدرة كبيرة على الإبداع.
7- يحب ويندفع للتعلم ليرضي الآخرين.
8- توسيع الاهتمامات (التلفزيون ـ ألعاب الإيقاع الحركي كالرقص ـ وألعاب الجمباز والشقلبة).
فن التعامل
1- الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2- اكتشاف مواهبه وتنميتها.
3- الاستماع.
4- الحوار.
5- بناء روح الفريق: تنمية اللعب والمشاركة الجماعية.
6- التسوية بين الأبناء.
الخطوة الثالثة: ما هي الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي مرت بها الأسرة عامة وهذا الطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل فأوجدت هذه المشكلة؟.
لعلنا نستشف من خلال قراءة هذه المشكلة بعض هذه الظروف المسببة للمشكلة:
1- أنه الطفل الأول.
2- أسلوب الحماية الزائدة من الوالدين.
3- المشاكل الصحية التي مر بها هذا الغالي، فعمقت هذه الحماية الزائدة.
4- التدليل.
5- طريقة العقاب الشديد.
6- عدم وجود معايير ثابتة للثواب والعقاب.
7- الغيرة من أخيه.
8- عدم فهم الخطوة الأولى والثانية في فن التعامل معه.
الخطوة الرابعة: كيف نعالج هذه الحالة؟
1- فهم المرحلة العمرية للطفل وخصائصها واحتياجاتها.
2- إشباع حاجات الطفل في هذه المرحلة؛ وأهمها:
- الحب.
- التقدير.
- الترفيه.
- بث روح الانتماء الأسري والاجتماعي.
- الطمأنينة وبث روح الدفء الأسري.
- بث الروح الجماعية؛ والتسوية بين الأبناء.
- بث روح الثقة والاعتماد على النفس ومواجهة المشاكل وحده.
- السماح بالخطأ المقبول، وتشجيعه على التجربة في اللعب وحده والذهاب للمدرسة وحده، وتقليل التدخل الوالدي في كل أموره.
3- وضع منهجية ثابتة للثواب والعقاب.
4- علاج المشاكل الصحية؛ عند أحد الاختصاصيين في الأنف والأذن والحنجرة.
5- علاج حالة التبول اللاإرادي بمساعدة أحد الاختصاصيين في الأطفال والنفسية؛ ويمكنك الرجوع إلى ردنا تحت عنوان: صراع قضاء الحاجة الخالد.
ـــــــــــــــــ(104/185)
المراهقون ...وعلاج وباء السوق وحمى الاستهلاك" ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا وقبل كل شيء لا يسعنا إلا أن نقول لكم من أعماق قلوبنا: جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين من خير كثير، ولا أجد أفضل من دعاء الرسول لأدعو لكم به، فجزاكم الله خيرا.
أما عن مشكلتي فهي مشكلة ابن أخي الذي يبلغ من العمر 14 عاما، وهو في الصف الثالث الإعدادي. بداية أود أن أخبركم أن ابن أخي هذا أمثِّل له شيئا كبيرا في حياته نظرا لاهتمامي بالقراءة في موضوع التربية، وخصوصا مرحلة المراهقة، فلدي قليل من الخبرة في كيفية معاملة الأطفال والمراهقين، وأنا قريب من ابن أخي هذا بشكل كبير جدا؛ حيث إننا أصدقاء وإخوة، وهو يحكي لي كل شيء عن حياته ومشاكل دراسته وأصدقائه، لدرجة أن والديه يدخلاني في كل كبيرة وصغيرة في حياته.
أما عن والديه فلهما بعض الخبرة في العملية التربوية، ويهتمان بتربية أبنائهم وتنشئتهم على الإسلام أكثر مما يهتمون بأي شيء آخر، والبيت -بفضل الله- لا يعاني من أي مشاكل بين الوالدين، أما عن إخوته فلديه توأم (بنت وولد) يصغرانه بسنة، ولكنهم جميعا في سنة دراسية واحدة نظرا لدخوله المدرسة متأخرا سنة.
وبداية المشكلة أن ابن أخي هذا في مدرسة خاصة ومستواها مرتفع إلى حد ما، وهو ما جعله ينظر إلى من حوله من أصدقائه في المدرسة وبدأ ينتقد الأحوال من حوله، مثل ضيق المنزل وعدم حصوله على موبايل خاص به.
وهذا الكلام لم يظهر عنده إلا مع بداية دخوله سن المراهقة، وهو الآن يعاني من اللامبالاة بشكل كبير، فلا يكترث لكلام أمه ولا يهتم بمذاكرته، ولا لحفظ القرآن، وينام لفترات طويلة جدا، ولا يحب الجلوس في المنزل؛ فهو يفضل دائما الذهاب إلى بيت جدته التي تسكن بعيدا عنا؛ لأنه هناك يشعر بحرية أكثر، ويكون بعيدا عن رقابة والديه ويجلس أمام الكمبيوتر والإنترنت بالساعات هناك. أما عن أهم المشاكل الحالية فهي مطالبته اليومية بالحصول على موبايل، وبشرط أن يكون من أحدث الأنواع الموجودة حاليا. حاولنا كثيرا إقناعه بعدم فائدة الموبايل معه الآن، وحتى لا يطالب به مرة ثانية قلنا له: إن إمكانياتنا المادية لا تسمح الآن بشراء موبايل له، ولكنه يرفض كل ذلك ويقول: إن جميع أصحابه يحملونه سواء في المدرسة أو في الشارع، فهل هم أفضل منه؟ ويعود ثائرا من الخارج في كل مرة يعلم أن أحد أصحابه اشترى موبايلا، وحاولنا إقناعه بأن نشتري له واحدا إمكانياته معقولة حتى يكون سعره مناسبا، ولكنه يرفض بشدة.
أما عن موقف والديه في التعامل مع هذا الموضوع، فوالده يرفض بشدة أي كلام عن هذا الموضوع ويقول: إنه ما زال صغيرا على حمل الموبايل ويصده بشدة عند فتح هذا الموضوع. أما والدته فهي لا تعرف كيف ترد عليه، فهي لا تريد أن تصده هي أيضا، وفى الوقت نفسه لا تستطيع أن تلبي له طلبه، فتحيله إلى والده. هذا مع العلم أن إمكانياتنا فعلا لا تسمح بشراء موبايل له الآن هو وإخوته الذين بدءوا يطالبون بمثل ما يطلب. والآن بدأ في مرحلة أشد، وهو أنه يهدد بعدم المذاكرة بل والجلوس من المدرسة نهائيا في حالة عدم شراء المحمول له. بل والأعجب من ذلك أنه يهدد بترك المنزل والذهاب إلى جدته والجلوس معها دائما، وقال: إنه لا يريد أن يتصل به أحد هناك.
بقي أن أخبركم عن بعض صفات ابن أخي، فهو ولد ذو أخلاق عالية جدا، وهو حساس إلى أقصى درجة، لدرجة أنه من الممكن أن يبكي لو شددت عليه في الكلام.
فأخبروني بالله عليكم ماذا أفعل معه في موضوع اللامبالاة، وموضوع الموبايل. أخبروني كيف أقنعه، وما التصرف السليم في التعامل معه.
وفى الختام: آسف على الإطالة عليكم، وأشكركم على سعة صدوركم، ومرة أخيرة جزاكم الله خيرا.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ.د. سحر محمد طلعت ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخ الكريم: بارك الله فيك وفي بيت أخيك لاهتمامكم بتعلم مهارات تربية الأبناء، فهذه المهارات نفتقدها بشدة في البيت والمدرسة، وفي المجتمع ككل.
وكما تعلم أخي الكريم أن أولاد أخيك يمرون بمرحلة المراهقة، وهذه الفترة لا تعتبر في حد ذاتها أزمة، ولكن نحن من يصنع منها الأزمة؛ لأننا نجهل سماتها وكيفية التعامل معها، وهي فترة تغيرات شاملة ونمو سريع في نواحي النفس والجسد والعقل والروح، وهي فترة انقلاب حاد، ومرحلة الانقلاب هذه تتميز بالكثير من التغيرات النفسية ومنها:
(1) الرغبة الشديدة في التفرد والانعزال.
(2) النفور من العمل والنشاط.
(3) الملل وعدم الاستقرار.
(4) الرفض والعناد.
(5) مقاومة السلطة.
(6) الاهتمام بمسائل الجنس.
(7) أحلام اليقظة.
(8) شدة الحياء.
(9) نقص الثقة بالنفس.
(10) الانفعال الشديد.
وهذه التغيرات النفسية تؤدي للكثير من المشكلات الانفعالية لدى المراهق ومنها: الخوف والقلق والحب والاكتئاب واليأس والقنوط والغضب، والغضب عند المراهق إما أن يكون حركيا أو لفظيا أو تعبيريا أو خياليا. وهذه التغيرات النفسية تحتاج منا لحكمة شديدة في التعامل معها، وتحتاج منا لتفهم الاحتياجات النفسية ومحاولة بذل الجهد لتلبيتها، ومن هذه الاحتياجات:
1. الحاجات الفسيولوجية.
2. الحاجة إلى الأمن.
3. الحاجة إلى الحب.
4. الحاجة إلى التقدير.
5. الحاجة إلى المعرفة.
6. الحاجة إلى النجاح والرغبة في التفوق.
7. الحاجة إلى الانتماء.
8. الحاجة إلى الاستثارة.
9. الحاجة إلى الحرية.
10. الحاجة إلى الضبط، الذي يجب أن يحرص المربون على جعله ضبطا داخليا نابعا من المراهق نفسه ومن جماعته وشلته؛ حيث يجب استثمار تأثير الرفقاء على الأبناء.
ولذلك فإن على الوالدين أن يراعوا التوجيهات التالية عند التعامل مع انفعالات المراهق أو المراهقة:
- عدم ترديد الجانب السلبي من سلوكه كثيرا حتى لا يصدقه فيتقمصه.
- البعد عن المنفرات الشخصية، مثل الزجر والتوبيخ.
- إعطاؤه فرصا للتعبير عن النفس.
- عدم التحدث أو النصح أثناء حالة الغضب أو أي انفعال شديد.
- استخدام الإيجابية والتبشير في الحوار عند الحديث.
- عدم الاستهزاء بالمظهر أو بغيره.
- المواظبة على المصارحة وحسن الاستماع.
-الصبر؛ لأن الحالة النفسية تتغير بسرعة، وقد يحدث هذا التغير في نفس اليوم أو الأسبوع أو الشهر.
- إبراز مشاعر الحب بجميع الوسائل.
وهذه روشتة عامة للتعامل مع كل المراهقين وفي كل الأحوال، وهي كما ترى لا تعتبر وصفة سهلة وميسرة في ظل ظروف الحياة الضاغطة، وما يعيننا كآباء على التحمل هو أن فقد الأبناء في بحور الحياة المتلاطمة يعتبر من كبرى المصائب التي تصيب الإنسان.
وإذا نظرنا لمشكلة ابن أخيك الخاصة، وهي رغبته في شراء موبايل على أحدث موديل رغم أن إمكانياتكم المادية لا تتيح ذلك، ورغم أنه بالفعل لا يحتاجه، وما تطور له الحال بينه وبين والديه لدرجة التهديد بترك الدراسة وترك المنزل، فمن المهم بداية إدراك أننا جميعا -إلا من رحم ربي- قد سقطنا في فخ سوق الرفاهيات والكماليات، والضغط النفسي الذي يسببه التطلع لما في أيدي الغير يمثل ضغطا رهيبا على الإنسان وخصوصا لو كان في سن ابن أخيك.
من المهم أن ندرك حجم هذه الضغوط مع تجنب عدم السقوط في براثن الرضوخ لكل طلبات المراهق، وما أراه هو أهمية استغلال الموقف في إفاقة ابن أخيك وتعليمه السبيل القويمة للحصول على الأشياء التي يريدها واستغلال رغبته هذه في إنضاجه؛ وذلك بمناقشته بمنتهى التعقل، والتأكيد على أن تهديداته لن تحرك لكم ساكنا؛ لأنه لا يذاكر من أجلكم ولكن يذاكر من أجل مصلحته هو ومستقبله هو، وأن تركه للمنزل لن يكون حلا؛ لأن جدته لن تستقبله في بيتها، أي أن تركه للمنزل يعني أنه سيقيم في الشارع بدون مأوى أو سند، على أن تكون الجدة حازمة معه أيضا.
لا بد أن تصل له هذه الرسالة واضحة صريحة.. "التهديد والوعيد لن يفيد". اعرض طلبك بأدب وقدم مبررات مقنعة لطلبك، وعليكم بعدها أن تعرضوا عليه وضعكم المادي بصراحة والمبلغ الذي يمكنكم أن تقدموه له ولإخوته كمساهمة في شراء الموبايل، على ألا يضغط أخوك على نفسه، وعليه فقط أن يقدم ما يمكنه تقديمه. وضحوا له الصورة كاملة وأبعاد المشكلة، فهو يريد موبايلا على أحدث موديل، وأنتم بالفعل لا تملكون المال الكافي لذلك، واطلبوا منه أن يبحث عن الحلول والخيارات المتاحة، مع التعرف على سلبيات وإيجابيات كل خيار.
الخيارات المتاحة يمكن أن تكون كالآتي:
- شراء موبايل بإمكانيات محدود.
- الانتظار حتى يستطيع جمع المبلغ المطلوب سواء من مصروفه الشخصي،أو البحث عن أي عمل يمكنه القيام به ويدر عليه دخلا.
- التنازل عن بعض الأشياء الأخرى التي يحصل عليها إخوته (نقود- ملابس- مصروفات دروس خصوصية- مصروفات مواصلات المدرسة- أو الانتقال إلى مدرسة أقل في المستوى وبمصروفات أقل لتتمكنوا من توفير حق الموبايل له مثلا) على أن يشتري من هذه الأموال ما يريده، وعليه أن يتحمل تبعات اختياره، فليذهب إلى المدرسة بالمواصلات أو ليستذكر دروسه بمفرده.
وما أقصده هو استثمار رغبته في شراء الموبايل في إكسابه مهارات التفاوض، وتعويده على مهارات حل المشكلات والمفاضلة بين الخيارات المختلفة، وكذلك تعويده على تحمل مسئولية اختياراته.
وفي هذه الأثناء عليكم أن تطلعوه بطريق غير مباشر على أحوال من يعيشون في ظروف حياتية قاسية، ولا يجدون احتياجاتهم الضرورية؛ حتى يحمد الله على نعمته عليه، وحبذا لو حرك هذا فيه الرغبة لتقديم العون للمعوزين؛ لأن نشاطا كهذا يمكن أن يكسبه رحمة ورأفة ويشعره بقيمته في الحياة وبقدرته على الإنجاز، ويتيح له استثمار طاقته فيما يفيد.
وبعدما تتحرك فيه مشاعر الإحساس بالآخرين والرغبة في تقديم العون لهم، يمكنكم حينها أن تثيروا قضايا عامة وتطرحونها للنقاش، ويا حبذا لو كان من بين هذه الموضوعات موضوع آليات السوق وحمى الاستهلاك التي أصابت مجتمعاتنا، وكيف تؤثر هذه الثقافة السائدة في مسيرة التنمية، ومن ثم يمكنكم التعرف على ما تمثله هذه السياسة من خطورة على مستقبلنا.
أخي الكريم، أدعو المولي -عز وجل- أن يبارك لكم في أولاد أخيك، وأن يجعلهم نعم الذرية الصالحة. ولا تنس في كل الأحوال أن علينا الأخذ بكل الأسباب ولكن الهداية من الله سبحانه، فارفعوا أكف الضراعة سائلين له ولإخوته الهداية والفلاح في الدنيا والآخرة، وتابعنا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/186)
الدراسة و موسم المشاكل ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم، الإخوة والأخوات الأساتذة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
قرأت على صفحتكم -معًا نربي أبناءنا- مقالاً بعنوان مناورات عائلية لحرب دراسية جديدة للأستاذة الفاضلة "عزة تهامي"، وأرجو أن تتفضل هي بالمتابعة معي إذا كان من الممكن جزاها الله عنا هي وباقي القائمين على العمل بهذه الصفحة خير الجزاء، ولقد استفدت واستشعرت متعة تحقيق ما جاء بهذا المقال بالرغم من الصعوبة التي من الممكن مواجهتها عند تنفيذ ما جاء به.
وبالفعل فقد بادرت بتنفيذ شيء مما قرأته حتى يكون لقراءتي معنى وفائدة؛ فمنكم وبكم -بعد الاستعانة بالله- نستمد طاقاتنا التربوية؛ فقد قمت باصطحاب أبنائي (آية 8.5 سنواتبالصف الثالث، وعمرو 5.5 سنوات بالمرحلة الثانية لرياض الأطفال) إلى مدرستهم لدفع المصروفات واستلام الكتب والتعرف على المدرسين الجدد.
ومما أصابني بالقلق أنني التقيت بالمعلمة المختصة بمادة اللغة العربية والتربية الدينية، وكذلك ابنتي نفسها فهي تعرفها؛ لأنها سبق أن أعطتها مادة التربية الدينية لمدة شهرين في العام الماضي وكانت تشتكي من أسلوبها، وأنها لا تفهم منها أي شيء، مع العلم أن ابنتي متفوقة وذكية (فهي تتمتع والحمد لله بقدر عال من أنواع الذكاءات المتعددة)، وتحصل دائمًا على المركز الأول وأكد لي صدق رؤيتي ما عرفته من معلمة العام الماضي عن هذه الشخصية، ورغبة كثير من أولياء الأمور في نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى لهذا السبب، خاصة بعد الشكاوى التي ذهبت لمديرة المدرسة من هذه المعلمة، إلا أنها لم تستجب اعتبارًا منها أن هذا يمثل تعديًا على إدارتها للمدرسة.
فما الذي يمكنني عمله حتى أقنع ابنتي بهاهذا من أسبوع... أما أمس وقد كان أول أيام العام الدراسي الجديد فقد جاءت ابنتي تشكو بشدة من أسلوب المعلمة غير التربوي بالمرة وصراخها الذي امتد 5 حصص، وتهديدها لهم بالضرب من أول يوم والبنت مستاءة جدًّا، ولا أدري ماذا أفعل؟؟
2 - ابنتي في الصف الثالث الابتدائي وهي والحمد لله تقوم بأداء واجباتها بمفردها؛ لأنني عوَّدتها على ذلك وليس لي سوى مهمة الإشراف والمتابعة ومراجعة الواجبات وما بهامن أخطاء، وما أريده هذا العام هو تدريبها على عمل جدول للمذاكرة، وأريد نصيحتكم التربوية العلمية بشأن كيفية تنفيذ ذلك.
3 - بالنسبة للنقطة الثالثة فهي بخصوص معرفة الفرق بين السلوك والسمة، وهل تعديل أحدهما في الطفل الذي تجاوز السابعة من الصعوبة بمكان أم هو من الممكن؟ وعلام يتوقف لأنني وبكل صراحة أحيانًا ما يصيبني إحباط بالغ في محاولة التغيير في سلوكيات أو سمات معينة في أبنائي، وخاصة الابنة الكبرى، وخاصة أنني أشعر بالذنب دائمًا؛ لأنني وبدون قصد أو وعي كنت المتسببة في هذه السلوكيات، ولكن رغمًا عني وشعرت بذلك أكثر وأكثر بعد قراءاتي الكثيرة للاستشارات الموجودة على صفحتكم هذه، وصدقوني أعمل بهاكثيرًا، ولكن للحق ليس دائمًا نتيجة الظروف والضغوط واستفزازات الأطفال التي تعلمونها جيدًا، فبالله عليكم ماذا ترون في هذا الأمر؟؟.
آسفة جدا للإطالة، ولكنني وددت أن أوضح بدقة ما أواجهه حتى يعينكم الله تعالى على إفادتي وتوجيهي في النقاط الموضحة، وجزاكم الله عنا كل الخير.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أؤمِّن على دعائك الجميل وأزيد عليه بأن ينفع الله بنا وبك ويخلص نوايانا وأعمالنا له، إنه قريب مجيب الدعوات.
سيدتي، سعدت برسالتك أيما سعادة وشعرت أن هناك أجيالاً قادمة ستحقق الأمل المنشود على أيدي آباء وأمهات مثلك يعرفون ويقدرون للتربية حق قدرها؛ فبارك الله فيك وفي ذريتك وجعلها قرة عين لكفي الدنيا والآخرة، ولنبدأ الآن في الرد على رسالتك الكريمة.
أولاً: بالنسبة للنقطة الأولى والخاصة بمعلمة اللغة العربية والتربية الدينية؛ فالأمر سيحتاج منك بعض المجهود على الجانبين جانب المعلمة وجانب ابنتك. أما ما يخص المعلمة فأنا أعلم تمامًا هذا النوع من المعلمات التي لا تقتنع بخطأ أسلوبها، وكلما وُجِّه إليها النقد ازدادت تحديًا وتمسكًا بما تفعل، ومن هنا بالتحديد سنبدأ في علاج الأمر؛ فكثير من الناس يتأثرون بما يقال عنهم ممن حولهم فهم يتصرفون وفقًا لما يظن بهم؛ ولذا فسينصب مجهودك على امتصاص واستيعاب هذه الشخصية، وأن تستثيري أفضل ما فيها وتحاولي تصحيح مفهومها عن نفسها، ولنجعل هذا الاقتراح عمليًّا عن طريق:
أن تذهبي إليها في يوم لقاء المعلمات أو تطلبي موعدًا معها ومع بعض معلمات أخريات بحجة الاطمئنان على ابنتك أو بحجة الرغبة في التعرف على أسلوبهن مثلاً؛ لتضمني عدم مخالفة ابنتك لأية تعليمات، وانتهزي هذه الفرصة لتوضحي لهذه المعلمة أنك تقدرين مدى المجهود الذي تقوم به مع الأبناء، وأن مهنة التدريس هذه مهنة صعبة للغاية لا يقوم بها إلا من هم أهل لها وهي لا شك أهل لهذا، والغرض من هذا الحديث ليس الرياء أو مداهنة المعلمة، بل الغرض أن نستحث الدوافع النبيلة الموجودة داخل هذه المعلمة والتي لم يرها أحد، بل الكل يضعها موضع الاتهام مما يثيرها ويجعلها في حالة تحفز دائم، ومن ناحية أخرى لنمنحها الفرصة أن تلين مع الأطفال من تلقاء نفسها.
وعليك أن توضحي لها أنك ترغبين في أن تكون ابنتك عند حسن ظنها بها، وأن تقضي معها عامًا دراسيًّا ممتعًا، وهذا الجزء الخاص بدورك مع المعلمة (لمزيد من الاستفادة في هذا المجال يمكنك الاطلاع على كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟" لديلكارنيجي، تعريب عبد المنعم محمد الزيادي، الناشر مكتبة الخانجي، لكن عليك قراءته بفكر واع -وأنا على يقين من أنك ستفعلين كما ألمح ذلك فيك- لأنه يتضمن بعض الأفكار التي لا تتفق معنا كمسلمين).
أما دورك مع ابنتك فيتلخص في عدم محاولتك إقناعها بأسلوب المعلمة الخطأ أو الدفاع عنها أو أن تبرري لها حدة المعلمة؛ فلا تقولي لها مثلاً: إنها -أي المعلمة- لا تقصد أن تعاملكم بهذا الأسلوب أو أنها لا بد أن تفعل ذلك؛ لأن بعض التلاميذ يستحقون هذه المعاملة أو لا تغضبي منها فإنها طيبة القلب رغم ما يبدر منها؛ فكل هذه الجمل ستجعل "آية" أكثر إحساسًا بالقهر وقلة الحيلة، ولكن عليك عندما تعود من المدرسة مستاءة من المعلمة ومن طريقة تعاملها معهم أن تقيمي حوارًا معها وأن تقدري فيه مشاعرها قائلة لها: "بالتأكيد شيء يضايق حينما تصرخ معلمة في الفصل طوال الوقت"، وعندما تصدِّق ابنتك على كلامك فأكملي الحوار قائلة: يبدو أن الأمر مزعج جدًّا بالنسبة لك فهل هي مع كل التلاميذ هكذا أم مع بعضهم دون البعض؟ "فإن قالت إنها هكذا مع كل التلاميذ فقولي لها إنها مشكلة حقًّا فماذا تقترحين لحلها؟"، واستمعي لها جيدًا واسمعي حلولها وثقي أنك ستجدين حلولاً لم تخطر لكأنت على بال.
أما إذا كان من ضمن الحلول أنها تريد أن تترك المدرسة أو تترك الفصل فإنك تردين عليها قائلة: بأن تفكر في حلول أخرى؛ لأن هذا الأمر غير متاح في الوقت الحالي على الأقل، ولا تزيدي عن هذا. إن مثل هذا الحوار له عدة فوائد:
فهو إلى جانب تقدير واحترام مشاعر ابنتك فهو أيضًا لا يجعلك تحكمين على المعلمة ولم تذكريها بسوء، لكنك تصفين المشكلة بشكل عام فإنه أمر مزعج حقًّا أن نظل نستمع لصراخ طوال الوقت، وذلك حتى تعلمي ابنتك صون اللسان وعدم الغيبة، كما أنه يدرب الفتاة على أن تحاول دائمًا إيجاد حلول للمشكلات وتعتمد على نفسها في ذلك ولا تقف عند الشكوى فقط.
أسمعك تقولين إن هذا لم يحل المشكلة فأجيبك إن مجرد هذا الحوار يجعل ابنتك تشعر بأنك تحترمين وتقدرين مشاعرها فيخفف كثيرًا من الضغط النفسي الذي تشعر به، كما أنه يدربها أن تجد حلولاً هي بنفسها، كما يمكنك أن تلفتي نظرها إلى أشياء جميلة حولها من وجود أصدقاء تحبهم في الفصل ومعلمات أخريات تحبهن وبهذا تدربين ابنتك على أن ترى الجوانب الإيجابية في الموقف الصعب، وكيف نتعايش مع أشياء لا نرغب فيها أحيانًا مع محاولة تغيير الخطأ والظلم ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
أما إذا استمرت المعلمة في أسلوبها الحاد -وأشك أن يحدث هذا بعد اتباعكما سبق- لكن بفرض أنه حدث وأدى ذلك إلى ضغط متزايد على الطفلة، فعليك حينئذ الاتجاه للإدارة لا لتغيير المعلمة فواضح أن ذلك لم يفلح كما ذكرت في رسالتك، ولكن لنقل الطفلة من فصلها إلى فصل آخر على أن تخبري الطفلة أنه قد أصبح الوقت متاحًا لاتخاذ مثل هذه الخطوة.
أما بالنسبة للنقطة الثانية وهي قيام ابنتك بأداء واجبها بمفردها فلا تتخيلي مدى سعادتي بك وبما تقومين بهمع ولديك بارك الله لكفيهما، فكما تعلمين من خلال اطلاعك على هذه الصفحة أن مشكلة اعتماد الأبناء على آبائهم في المذاكرة أصبحت من أكثر المشكلات الواردة لصفحة معًا نربي أبناءنا.
وإذا أردت أن تنظم الابنة وقتها وتقوم بعمل جدول للمذاكرة فيمكنك أن تبدئي أنت في عمل جدول ليومك، وعلقي هذا الجدول في مكان يراه طفلاك، وعندما يسألانك عنه فوضحي لهما أنك تفعلين هذا الجدول لتنظيم مهامك وعملك على مدار اليوم، وهنا يمكن أن يطلبا منك أن يقوما بنفس ما قمت به، وإن لم يفعلا فاعرضي أنت عليهما استعدادك لأن تعلميهما وضع هذا الجدول.
وعندما تبدآن في عمل الجدول فمن الأفضل أن يجلس معكما ابنك "عمرو" ليرى كيف يمكن أن يقوم بعمل هذا الجدول، ويمكنك أيضًا مسايرته في هذا حتى يتعود على تنظيم وقته منذ صغره، لكن لا تركزي عليه وإنما دعيه يقوم به وكأنها لعبة يلعبها.
أما بالنسبة لآية فابدئي بسؤالها عن أي المواد تحب أن تبدأ بها و بأي منها تنتهي واكتبا ذلك في جدول تصممانه على شكل محبب إلى "آية"، كما يمكن أن تحددا لكل مادة لونًا مختلفًا، فإذا انتهت من هذه المادة تلون الخانة الخاصة بها باللون الذي اختارته لهذه المادة على أن يتضمن هذا الجدول أوقاتا للراحة لا تزيد بين كل مادة وأخرى أكثر من 10 دقائق.
أما بالنسبة للنقطة الثالثة وهي الفرق بين السلوك والسمة.. فأما السلوك فهو التصرفات والأفعال التي تصدر عن الأفراد وهي نتاج عوامل كثيرة منها: الوراثة والبيئة والثقافة ومستوى التعليم والمستوى الاجتماعي والاقتصادي وأسلوب التعامل وطريقة التوجيه والتربية وطبيعة الشخصية.
أما السمات فهي الخصائص التي تميز مرحلة عن أخرى من مراحل العمر المختلفة.
وأما الذي يحتاج إلى التعديل فهو السلوك وتعديله بعد السابعة أمر ممكن ومتاح إن شاء الله لكن يتوقف على عدة عوامل هي:
1. الإرادة القوية والعزم على التعديل (سواء تعديل الفرد لسلوكه هو أم تعديل سلوكغيره).
2. الصبروالمثابرة.
3. العلم بقواعد وأسسالتعديل والتي تتوقف -إلى حد كبير- على معرفة ما السلوكيات التي يراد تعديلها.
4. الكف عن الشعور بالذنب وتأنيب الضمير تجاه طفليك وطريقة تربيتك لهما من قبل، ذلك الشعور الذي يجعلنا أحيانًا نقع في بعض الأخطاء التربوية حتى نخفف من إحساسنا بهذا الذنب، فعلى سبيل المثال محاولة تدليل الأبناء أو تلبية رغباتهم كنوع من التعويض عما ارتكبناهفي حقهم، لكن بدلاً من ذلك عليك أن تكرري على مسامعك أنك حينما ارتكبت بعض الأخطاء التربوية لم ترتكبيها متعمدة، بل العكس هو الصحيح كنت تحاولين قدر استطاعتك أن تتخذي من التربية الصحيحة السوية منهجًا لك، وأنك ستحاولين من خلال معرفتك بأساليب وقواعد تعديل السلوك أن تصححي ما فات،ولا يكون كل ما سبق إلا في إطار الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه.
ـــــــــــــــــ(104/187)
تساؤلات الأب الجديد عن دور الجدة ! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله، جزاكم الله عنا خيرا، وأعانكم على توجيهنا لتربية أبنائنا بما يرضي الله عنا وعنكم وعن أبنائنا.
دعني سيدي أبدأ لك من البداية فلقد سألت الله عز وجل أن أتزوج صغيرا لكي لا يكون الفارق بيني وبين أولادي كبيرا (حيث إن ذلك كان قد سبب لي مشكلة، وأنا في عمر المراهقة من صعوبة التواصل مع أبي الذي يكبرني بكثير.. إلى أن منَّ الله عليَّ بمحاولات التقرب إليه بشتى الطرق من خلال مشاركته اهتماماته، وما إلى ذلك، والآن نعيش معا أجمل تواصل بين الأبوة والبنوة)، وأردت أن أعفي أولادي من هذا المجهود لتحقيق التواصل بتقليل الفارق السني بيننا. ومنَّ الله عليَّ وتزوجت وأنا في السادسة والعشرين من زوجة صالحة، ومنَّ الله علينا مرة أخرى فرزقنا بالحبيبة "ملك" سنة ونصف.
مشكلتي أنها متعلقة بجدتها التي تسكن بالقرب منا بشدة، لدرجة أنها كانت تناديها بـ"ماما" وأحيانا تشدها من ملابسها لترضعها، وأمام إصراري لزوجتي أن تنهاها عن ذلك وأن تناديها بـ"تيته أو أنّه" في كل مرة انتهت المشكلة.
المشكلة المستمرة الآن استشعاري للدور السلبي لجدتها، حيث إنها لو طلبت نجوم السما لأتت لها بها دون اعتبار لأي شيء آخر فهي تعطيها ما أمنعها عنه؛ لأنه خطر، مثل المشروبات الساخنة أو الدبابيس وعندما أمنعها أمامها تقول لي "دي صغيرة.. سيبها تعمل اللي هي عايزاه"، وإذا أصرت تزعل وهو ما يسبب مشكلة بيني وبين زوجتي.
وبالتالي أصبحت عند ابنتي في الدرجة الثالثة بعد 1- جدتها. و2- أمها. وإن كنت ارتضيت الدرجة الثانية بعد أمها لطبيعة سنها.
أشعر بضيق حين أعود إلى المنزل فلا تأتيني هرولة كما تفعل مع جدتها (وإن كنت تعاملت مع هذه المشكلة بأن قمت بشراء قطعة من الحلوى ووضعتها في جيب قميصي حتى تأتيني وبالفعل اعتادت على ذلك).
كيف أتعامل مع جدتها، خاصة أن أمها تستشعر نفس الإحساس ولكن يصعب عليها أن تقولها صراحة وإن كانت قد بدأت في الآونة الأخيرة تصر على رأيها أمام أمها في تنفيذ رغباتنا أمام رغبات الجدة وذلك لأنها بدأت تعاني من آثار التدليل الزائد (عناد.. بكاء لعدم تنفيذ الرغبة.. طلب الحمل باستمرار في كل الأوقات) والأخيرة هي ما تقوم به جدتها باستمرار؟ وكيف أجعل ابنتي تحبني ولا تخافني الخوف المؤذي؟ إن كل ما أطمح إليه أن أربيها تربية منضبطة بدون عقد نفسية.
ملحوظة: أنا وزوجتي متعلمان وعلاقتنا بالجدة ممتازة وزوجتي متفرغة لتربية ملك. وعلاقة ملك ببقية الأسرة جيدة؛ فهي مرحة وحبوبة وتحب الضحك، تدرك كثيرا من الأمور الخطأ، فمثلا تقف هي أمام فيشة الكهرباء وتقول (جي..أو) أي (دي أوف)، وتنسى ذلك خارج المنزل كأي طفلة إذا وجدت تشجيعا. لا أريد أن أعاني من المشكلة وبعدها أبدأ في البحث عن الحل.
ملحوظة أخيرة: قرأت كل الرسائل الموجودة على موقعكم بشأن هذا الموضوع، وأعتذر عن الإطالة.
... السؤال
أسر مضطربة ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أخي الكريم، أحمد الله حمدا كثيرا أنه ما زال ضمن الآباء الجدد من يهتم بأمر التربية ويقدر عظمها، ويدرك كونها مسئولية مشتركة في تفاصيلها الكثيرة التي تمثل في نهايتها ومجملها تفاصيل حياتنا مع أولادنا.. وفقك الله وأعانك على حمل الأمانة وأكثر من الآباء المسئولين مثلك.
أخي، تعلق الصغار بأجدادهم أمر طبيعي جدا جدا؛ وتدليل الآباء للأحفاد أيضا أمر طبيعي جدا جدا جدا؛ فلا تدعه يقلقك كثيرا ويفسد عليك استمتاعك بعلاقة جميلة مع صغيرتك وجدتها؛ لأنه ببساطة لن يؤثر بالدرجة التي تتصورها.. بل خوفك الكبير على حبيبتك ملك.. وتجربتك الجديدة كأب مع طفلة لأول مرة تصور لك أن كل صغيرة وكبيرة في حياة ملك ستؤثر تأثيرا كبيرا عليها.
وأشعر بك شعورا حقيقيا فكم تذكرني بتجربتي الأولى مع طفلي، حيث كنت أنا وزوجي شديدي الحساسية لتدخل أي من أهلنا مع الطفل بشكل أو بآخر.. وبعد أن صار لي ابنة أخرى وأخرى -رزقك الله بإخوة لملك- أدركت أن الأمور مع الأطفال لا تسير بالطريقة شديدة الحساسية التي كنت أتخيلها والتي كثيرا ما كانت سببا في قلقي وخوفي، وأحيانا من بعض خلافات مع من يسير مع طفلي على نهج غير نهجي.. أقدر لك خوفك وقلقك.. ولكن.. أدعوك أن تسترخي بعض الشيء.
ودعني أذكر لك أمرا ربما أراحك: دلال الجد والجدة يرضي فيهم شعور الجد الحنون؛ وهذا حقهم.. ورغم هذا الدلال من جانبهم للصغير تظل المسئولية في يد الآباء، خاصة إذا ما كانت علاقاتهم جيدة مع الطفل؛ وييسر جدا أن تكون العلاقة جيدة أيضا مع الجدة حتى تمهد لتعاون بينكما واتفاق في أساليبكما مع ملك دون خسائر جانبية.. وأكررها افعل ذلك بلطف. فأطفالنا بحاجة لمصادر متعددة للحنان، ولا تقلق من ذلك فهذا مفيد للطفل.
أما عن علاقتك بطفلتك فستكون بهذا الحب الذي في قلبك وهذا الاهتمام الذي تبديه شخصا مهما جدا في حياتها وفي تفاصيلها بقدر ما تمنحها من وقتك وبقدر ما تشاركها من تفاصيل؛ فهذه التفاصيل اليومية هي ما يقيم الألفة بين الأطفال وذويهم.
ومن ضمن هذه التفاصيل تفاصيل المأكل والمشرب والملبس؛ حاول أن تشارك طفلتك وتقوم معها بهذه التفاصيل؛ تعلم هذا من أمها واطلب منها أن تدربك على بعض هذه المهام فهي مما يقرب جدا من القائم بالرعاية؛ لأنها ببساطة هي احتياجات الطفل ومن يلبيها فهو الشخص المهم في حياته، سواء كان أبا أو أما أو جدة أو حتى مربية؛ فالأشخاص المهمون في حياة الأطفال في السنوات الأولى هم من يقومون برعايتهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية.
ولكن احذر أن تدخلوا سباقا للحصول على درجة أقرب من قلب الصغيرة، فكما أسلفت فإن قلبها يتسع لكم جميعا دون ترتيب...
أخي، لا تقلق وابذل جهدك في توطيد علاقتك بملك بالمشاركة وبأم ملك بالود اللازم، وتعهد العلاقة بينكما، وبالجدة لأنك إن أحببت شخصا ما فلا بد أن تحب كل من يحبه...
وفي الغد القريب ستعلم تمام العلم أن أكثر من يحب أولادنا هم آباؤنا، حماهم الله، وبارك لنا فيهم، وبصرنا بالخير الذي يجيئنا من جانبهم.
يسعدني تواصلك معنا، فكن على تواصل دائم.. جزاك الله كل الخير عن ابنتك...
والله المستعان...
ـــــــــــــــــ(104/188)
معادلة حل العنف : حب + تعزيز + تدريب ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة والأخوات القائمين على الموقع، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أبعث لكم باستشارتي هذه وهي متضمنة لشقين: الشق الأول متعلق بابني الأول عبدالرحمن البالغ من العمر خمسة أعوام وأربعة أشهر.وهو متابعة لاستشارة سابقة بعنوان الاتفاق على إدارة الاختلاف.
حيث سألتموني عدة أسئلة ولم أجب عليها في حينها على أمل أن تؤتي الحلول الأخرى ثمارها ولكن ما جعلني أعاود الكتابة هو أن الأمر ازداد سوءا بخصوص علاقة عبد الرحمن ووالده. ويكفيني أن أذكر لكم عبارة قالها الطفل حتى تلمسوا بأنفسكم تفاقم المشكلة.
إذ إن عبد الرحمن وقبل أربعة أيام بالتحديد سألني إن كان والده سيتأخر في المجيء؟ فعندما أجبته بالإيجاب قال لي أنا أريده يتأخر بل أريده أن يسكن في بيت آخر وحده ونبقى نحن هنا. وعندما سألته لماذا يا حبيبي؟ قال لأنه يضربني طول الوقت. وكيف لا يقول ذلك وقد تطور عقاب الأب البدني مرحلة القرص إلى مرحلة جذب الابن من تلابيبه وضرب رأسه في خزانة الملابس أو الباب. وعند معاتبتي له يقول إن ذلك ليس بمؤلم. ولم يلتفت إلى حجم الألم النفسي الذي إذا ذكرته به قال لم يؤثر مثل هذا على نفسياتنا من قبل.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالطفل لا يجد متنفسا حتى في لعبه؛ فوالده يتدخل في كيفية لعبه وطريقة تسيير اللعبة ويزجره وينهره إذا لعب بطريقة مخالفة بل حتى في مدينة الألعاب يريده أن يقوم باللعب في الألعاب التي يختارها له؛ مما يضطرني إلى التدخل بينهما في تلك المواقف أمام الطفل أحيانا مع علمي بخطئي في هذا التصرف, أحيانا يستمتع باستفزازه حيث يقوم برفض ما يريد أو يطلب لا رفضا جازما وإنما ليستثير غضبه وانفعاله مما يجعل الصغير يثور ويبكي ويأتي إلي شاكيا باكيا.
والآن أصبحت معلمته هذا العام (مرحلة تمهيدية) تشكو من عنفه مع أصدقائه خاصة الإناث حيث يقوم بدفعهم وضربهم أحيانا أو محاولة مد ساقه في طريقهم لإسقاطهم مما جعلهم ينفرون من اللعب معه. وقد سألتموني عن شخصية الأب وعن علاقتي معه فأقول: شخصيته ما شاء الله لا قوة إلا بالله جدا رائعة مع جميع الناس والأطفال ما عدا عبد الرحمن مع أنه يحبه ويعاتبني أحيانا إذا قسوت عليه مع أن قسوتي لا تعادل شيئا إلى جانب قسوته هذا إن صدر مني قسوة أو عنف في أندر الأحوال.
وعن علاقتي به فهي أيضا ممتازة فأستطيع أن أقول لك إننا بفضل الله تعالى نشكل ثنائيا رائعا وبيننا توافق شديد في كثير من الأمور والاهتمامات، وكل واحد منا بفضل الله تعالى بالنسبة لرفيقه الزوج والصديق والحبيب. وهذا فضل الله تعالى الذي أسأله تعالى أن يديمه علينا، ولكن مشكلتي معه هو تعامله مع هذا الطفل أو بعض المشكلات العادية العابرة التي لا يخلو منها بيت والتي سرعان ما نحتويها بفضل الله أولا ثم بفضل حنانه ورفقه وحنكته وحلمه. تناقض عجيب أليس كذلك؟؟!!! فماذا أفعل في هذه المشكلة؟ وهل ينبغي لي بالضرورة أن أطلع معلمته على هذا الأمر؟ أم يمكنني حل ذلك دون إطلاعها؟
الشق الثاني متعلق بشقيق عبد الرحمن الأصغر: البالغ من العمر عامين وشهرا: حيث إنه شديد الانفعال حتى إنه إذا طلب شيئا ولم أقم بتنفيذه أو منعته من شيء يأخذ في الصراخ والبكاء وقد يلقي بنفسه على الأرض أو يقوم بحذف الأشياء علي أو يضربني أو يضرب أخاه. فإذا ما نهرته وعاتبته وأشحت عنه جاء يتحبب إلي ويطلب مني أن أحمله. مع أنه لا يقوم بمثل هذا التصرف مع والده فهو أكثر انضباطا والتزاما مع والده حتى إني إذا طلبت إليه أمرا يبادرني بقوله لماذا؟ مع أن نموه ما شاء الله من الناحية الجسدية واللغويه والعقلية جدا ممتاز؟ وعصبيته الزائده هذه تجعلني أخفق أحيانا في تدريبه على ترك الحفاظ حيث إنه عند البكاء والصريخ يقوم بقضاء حاجته في ملابسه. فما هي الطريقة المثلى للتعامل مع طفلي هذا واحتوائه وتعديل سلوكه
جزاكم الله كل خير وعذرا للإطالة ولكن المشكلة تحتاج للتفصيل لبيان أبعاده.
... السؤال
العنف والعدوانية ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فى البداية أعتذر عن تأخري فى الرد عليك.. و لقد طالعت استشاراتك السابقة جميعها لرغبة مني في تتبع سير مشكلة عبدالرحمن؛ واسمحى لى أن أقول إنه ليس من المستغرب أختي الكريمة أن تسير الأمور نحو الأسوأ ؛ فعند سن 3 سنوات كان لدينا تأخر فى كالكلام ؛ مع عنف ؛ مع كثرة حركة مترافق مع تعرضك لبعض التعليقات السلبية من الأمهات الأخريات؛ أو الاقارب و الصديقات ؛ ثم أرسلت تشكين فى الاستشارة التالية من عنف الأب مع عبدالرحمن ؛ و هنا أضع خطا ثقيلا ؛ و كأنك تردين عن السبب فى عنف عبدالرحمن نفسه الذى كنت وما زلت حتى هذه اللحظة يمثل شكوتك الأولى من عبدالرحمن ؛ علما بأن أحسب بشكل كبير أن التدريب على المهارات الإجتماعية لم يحظ باهتمام حقيقى وسط هذه الخضم من موجات العنف المتتالية على عبدالرحمن ..
الحقيقة أننى أتعجب جدا من موقف الأب الذى تذكرين فى حقه ما يحتم بالتبعية أن يكون مثال الأب الناضج الحنون الرؤوف؛ ولدي سؤال هام : هل يتعامل الأب بنفس الطريقة مع الطفل الثاني أيضا؟
أعتقد انه لن يفيدنا كثرا أن نتعجب؛ فلنحاول معا التفكير فى بعض الحلول لمشكلة الأب و ليس مشكلة عبدالرحمن:
أول ما سأطلبه منك ألا تتوقفى عن الدعاء أن يبث فى قلب هذا الأب الرفق و الحلم والأناة تجاه ولده ؛ و أن يبصره بأثر ما يفعه الآن على علاقة ابنه به التى بدأت تظهر ملامحها . بل ظهر أثر العنف مع عبدالرحمن عنفا مماثلا مع أصدقائه الأمر الذى سيجعل علاقاته الإجتماعية مهددة ؛ مما سيزيد من مشكلاتنا .. بالله أخبري زوجك بذلك .. سبب كبير من أسباب عنف عبدالرحمن الذى تشكو منه معلمته ؛ و أنت بالطبع هو العنف المتبع معه. فاكسري هذه الدائرة: كفوا فورا عن العنف معه .
أرجو أن تطالعى :
بندق و شركس و دبلوماسية فض المنازعات .
النقطة الثانية : حاولي أن تبحثي وسط الأصدقاء أو الاقارب ممن تثقين به و تثقين فى قربه للوالد ؛ واطلبي منه أن يحدثه فى الأمر. فعلينا واجب التذكير .
إضافة لتذكيرك أنت له و لكن دعينا نفكر فى كيفية هذا التذكير :
حاولى أن تغتنمي موقفا لاطف فيه الأب عبدالرحمن ؛ أو لاعبه وأدخل عليه البهجة ؛ و عامله برفق و حب .. المهم اغتنمى موقفا مما تتمنين تكراره ؛ اثن ثناء وصفيا على هذه الموقف: " ما شاء الله لعبك اليوم مع عبدالرحمن أدخل الفرحة على قلبه ؛ جزاك الله عنه خيرا " .. مع عدم ذكر أى شىء آخر عن مواقفه السابقة ؛ حاولى أن تهيئى فرصة لتكرار هذا الأمر عدة مرات وأن تحكى للأب كيف سعد عبدالرحمن بلعبه معه ؛ كيف أنه يحبه ويحب المكوث بجانبه...
كذلك حاولي أن تطلبي مساندة الأب - دون اتهامه - فى تدريب عبدالرحمن على مهارات ضبط النفس ؛ والمهارات الاجتماعية الضرورية .. فأحسب بإذن الله تعالى أن قيامه بدور المدرب سيقرب إليه فكرة ضرورة الهدوء مع الطفل و معاملته معامل رفيقة .
تبقى النقطة الأخيرة و هي الهامة جدا : حدثي طفلك عن أبيه حديثا طيبا؛ واذكري له أنه يحبه وأنه قال عنه كلاما طيبا؛ وأنه ...
حاولي توفير فرص للعب المحبب بين كل أفراد الأسرة . واختاري الوقت المناسب لذلك واتفقى مع زوجك أن الهدف من هذا اللعب هو تعويد الطفل على وضع قوانين للعبة و الالتزام بها . و كأن الأب مرة أخرى يدرب الطفل على أمر ما مما يصعب إهماله هو شخصيا له .
هذا عن محاولة تطوير العلاقة بين الطفل و الأب .. يبقى لنا أن نتحدث عن مشكلة العنف لدى عبدالرحمن :
أحسب أنه من المفيد العوامل التى تؤدي لعدوانية الأطفال :
فمن الممارسات الوالديه التى نجدها غالبا مترافقة مع الطفل الذي ننعته بالعنيف؛ أو العدوانى:
- إشراف ضعيف على الطفل .
- تربية عنيفة تتبع العقاب الجسدي .
- عدم توافق فى التربية .
- رفض للطفل . ( وهو أكثر ما يؤدي بالطفل لمحاولة إيذاء رفاقه )
- عدم مشاركة الطفل بدرجة كافية فى أنشطتة و أموره الحياتية .
- افتقاد التشجيع و الثناء الكافى و عدم تعزيز السلوك الإيجابى الذى يظهر من الطفل .
- ملاحظة الطفل في أثناء سلوكه السلبى بدرجة أكبر بكثير من ملاحظته في اثناء السلوك الإيجابى .
- - عدم تدريب الطفل على مهارات اجتماعية : الطلب ؛ الاستئذان ؛ أخذ الدور ؛ المشاركة ..
الأمر الذى يجعل الهدوء مع الطفل ضرورة على قمة الأولويات ؛ إضافة لبدء تعزيز الطفل على سلوكياته الإيجابية ؛ و مد جسور العلاقة الطيبة بينه و بين الوالدين ليستشعر الدفء و الحب الذى يحتاجه بشدة ؛ و الذى سيظهر بطبيعة الحال بعد فترة هدوءا فى سلوكه .. الحب مفتاح عبدالرحمن فبالله عليكم غذوه به فهو يحتاجه يحتاجه يحتاجه ..
كما يحتاج لأن يشعر أنه طفل جيد؛ حاولي أن تعلقي على إيجابياته ؛ حاولي أن توصلي إليه أنه طفل محبوب مقبول ؛ بل طفل تسعدين بأنه ابنك ..
وإن كان الأب فى بعد عنه لأى سبب ؛ فامنحيه أنت ما يحتاج حتى يعود إليه الأب الذى يحتاجه .
إضافة لضرورة تدريب الطفل على ثلاث نقاط هامة :
- المهارات الاجتماعية .
- التعاطف .
- التحكم فى الغضب .
وهو ما يمكن مطالعة بعض أفكار عنه فى بعض الموضوعات، التي ذكرتها لك بالسابق
إضافة لتدريب لدى أحد الإخصائيين النفسانين المتعاملين مع الأطفال لتعديل السلوك .
دعديني أجملها لك فى جملة : الحب والتعزيز الإيجابي و التدريبي على السلوك المرغوب .
وفقك الله و أرجو أن تتابعينا .
ـــــــــــــــــ(104/189)
رياض الأطفال..مناحل العسل ... العنوان
السلام عليكم، أشرف على مجموعة من رياض الأطفال تشمل الجنسين، ويبلغ عدد الأولاد حوالي 1700، وما أود استشارتكم فيه ما يلي..
1- أريد مع بداية كل موسم دراسي اكتشاف قدرات الأطفال والنمو بمختلف أنواعه على أن تكون مدة عملية الاكتشاف هي 3 أشهر، والسؤال هو: هل العمل صحيح؟ وفي حالة الإجابة بنعم فما هي الطرق والوسائل التي ترونها مناسبة لإنجاح العملية؟.
2- ما رأيكم في إجراء الامتحانات لهؤلاء الأطفال؟.
3- يشرف على تأطير هؤلاء الأطفال مربيات يختلف مستواهن العلمي من واحدة لأخرى، وأريد أن أعد لهن برنامجًا يسمح لهن بمعرفة كيفية التعامل مع هذه الفئة.. فما هي محاور هذا البرنامج من فضلكم؟.
4- ما هي الطرق الحديثة في تلقين الأطفال المواد التي تحفظ كالقرآن الكريم مثلا أو الحديث النبوي أو الأدعية... إلخ.
5- أشتغل نحالا وأريد أن أغرس ثقافة تربية النحل في المجتمع، وبالأخص أطفال المدارس الابتدائية والمتوسط، وبطبيعة الحال أطفال الرياض، ليكون هذا العمل طريقة لغرس محبة الله في النفوس.. ما رأيكم في الفكرة؟
وما هي الأفكار التي تقترحونها لنجاح هذا المشروع؟ شكرا لكم، ووفقكم الله إلى ما فيه صلاح العباد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
الحضانة والاستعداد للدراسة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
بارك الله فيك وأعانك على المهمة التي حملتها على عاتقك فهي جد مسئولية خطيرة، وخاصة أنك لست من المتخصصين في المجال التربوي وهذا يتطلب منك مجهودًا مضاعفًا؛ فجملة الاستفسارات التي طرحتها في رسالتك هي في الواقع مجال لأبحاث ودراسات وليست استفسارات، كما أن هذا المجهود يحتاج إلى فريق عمل؛ ولذا فأول ما أنصحك به أن تستعين في مهمتك ببعض المستشارين التربويين المخلصين يعينونك على أداء هذه الرسالة النبيلة.
وعندما نتناول النقاط الخمس التي أثرتها في رسالتك فإننا سنطرق الباب فقط، وأشير إلى المصادر التي يمكن أن تعينك على ما أنت بصدده على أن تدرك أن كل نقطة فيها تحتاج إلى المزيد من التعمق والإعداد والبحث والدراسة، ومن أجل ذلك أشرت عليك بالمتخصصين الذين سيتعاونون معك... والنقاط الخمس هي:
1. اكتشاف قدرات الأطفال .
2. إجراء اختبارات لهؤلاء الأطفال.
3. محاور برنامج لإعداد المربيات القائمات على تعليم الأطفال.
4. الطرق الحديثة في تلقين الطفل القرآن والحديث.
5. غرس ثقافة تربية النحل في الأطفال.
بالنسبة للنقطة الأولى وهي اكتشاف مهارات وقدرات الطفل وهو أمر غاية في الأهمية لأسباب عدة، منها استثمار طاقات وقدرات كل طفل ولمعرفة أعلى قدرات الأطفال وأقلها وكيفية تنمية هذه القدرات ومراعاة الفروق الفردية بينهم، ولكن في البداية لا بد أن ندرك الفرق بين اكتشاف المهارات والقدرات وبين تنميتها.
أما بالنسبة لاكتشافها فيكون ذلك عن طريق اختبارات خاصة واستبيانات تجرى للطفل، ويمكن أن يكون ذلك من خلال لعبه ومن خلال رسوماته ومراقبته ومن بعض الاستبيانات التي تجرى للأطفال لقياس قدراته الذهنية أو كما أسماها جاردنر في نظريته بـ"الذكاء المتعدد"، وهذه الاستبيانات يقوم بإجرائها متخصصون في المجال التربوي، وهذه الاختبارات توضح قدرة الطفل اللغوية والتعبيرية والموسيقية والمنطقية الرياضية والجسدية الحركية والذاتية والاجتماعية.
أما بالنسبة لتنمية هذه القدرات فيكون ذلك من خلال البرنامج المعد للأطفال في هذه المرحلة (وهذا البرنامج يكون معدا من قِبل وزارة التعليم في معظم الدول العربية).
أما بالنسبة لإجراء اختبارات للأطفال فإن كنت تقصد بالاختبارات الاختبارات الشهرية أو اختبارات آخر العام كما يحدث في المراحل العمرية الأكبر (الابتدائية والمتوسطة) فقد استعاضوا عنها بما يعرف بنظام التقييم وكتابة التقارير فيوضع معايير لقياس مدى تقدم الطفل ومدى استيعابه للبرنامج الذي تم تدريسه خلال الشهر أو خلال السنة ومدى تحقق الأهداف فيه.
ومن عناصر تقييم الطفل: تقييم للسلوكيات منها: الانضباط - المحافظة على النظام - المحافظة على النظافة - القدرة على التعاون - القدرة على التفاعل مع الزملاء - استعداده لتحمل المسئولية والاعتماد على النفس... وعناصر أخرى لتقييم الجانب الدراسي والتحصيلي ومنها: مدى تفاعله مع موضوع الدرس - القدرة اللغوية - القدرة الرياضية - القدرة البدنية والحركية - القدرة العلمية.... إلخ، ويكتب تقرير من قبل المعلمين الذين يعلمون الطفل في نهاية الشهر بحيث يعطي صورة شاملة عن شخصية الطفل وأدائه الدراسي
ونأتي للنقطة التالية وهي محاور برنامج إعداد المربيات:
لابد أن تدرب المعلمات على مهارات تمكنهن من أداء هذه الرسالة العظيمة، وإليك محاور هذا التدريب:
المحورالأول مهارات شخصية: مهارات أساسية لا بد أن تكتسبها المعلمات مثل: مهارات التفكير الإبداعي - مهارات تنظيم الوقت - مهارات القراءة السريعة - مهارات العمل الجماعي
المحورالثاني: مهارات التدريس وتشمل: وضع الأهداف وتوقعات التعلم - مراحل الدرس - خطة الدرس وطرق العرض - طرق توجيه الأسئلة والمناقشة للأطفال - مهارات تقييم وتقويم المعلم والتلميذ - مهارات ضبط الفصل.
المحورالثالث: المهارات الخاصة بتدريس المواد المتخصصة (الحساب - اللغة - الدراسات الاجتماعية - الدراسات العلمية...).
المحورالرابع: دراسة أهم خصائص مرحلة رياض الأطفال وكيفية التعامل مع أطفال هذه المرحلة.
محور خاص بالثقافة الدينية لا بد أن تكتسب المعلمات المعلومات الدينية التي لا يستقيم حياة المسلم بدونها مثل: السيرة النبوية - المعرفة بشكل عام عن القرآن وأهمية حفظه والمحافظة عليه - أمور فقهية لا غنى للمسلم عنها مثل فقه الطهارة والصلاة والصيام والحج والزكاة إلى جانب فقه المعاملات - القيم التي قام عليها هذا الدين من (الأمانة - العدل - الصدق - العلم - الحرية - التعاون - الاحترام - التواضع - التسامح - العفو - الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية...) وهي نفسها القيم التي سيقوم المعلمات لإحيائها لدى تلاميذهن والتي سيشملها البرنامج التعليمي لهم.
أما بالنسبة للطرق الحديثة لحفظ القرآن فهو مجال بحث كبير والخلاف فيه أكبر فهناك من يرجح طريقة استعمال التكنولوجيا مثل الكمبيوتر و CD وغيرهما، وهناك من يصر على طريقة التلقين العادية من خلال ما عرف باسم (الكُتّاب) وكلتا الطريقتين لها مزاياها وعيوبها ولكن يمكن الاستفادة من كلتيهما وذلك عن طريق:
"أن يتعلم الأطفال أولا مخارج الحروف وذلك من خلال برنامج تحفيظ القرآن على CD يستمعون إليه جيدا ويتدربون بطريقة عملية على إخراج الحروف من مخرجها الصحيح" أن يستمع الأطفال إلى قراءة السورة المطلوب حفظها مع الإنصات جيدا لها ثم ترديدها مرتين أو ثلاث، ثم "تشغيل شريط مسجل عليه هذه السورة أثناء أداء الأطفال لمهمة يدوية مثل (الرسم - اللعب بالصلصال - فك وتركيب بعض المكعبات...) عدة مرات دون أن يطلب منهم ترديدها أو حتى الاستماع إليها.
ثم "تسميع هذه السورة للأطفال بعد ذلك مع تصحيح الأخطاء"
أداء بعض الاختبارات والمسابقات والألعاب الخاصة بتحفيظ السور على برامج تحفيظ القرآن المعدة على الـ (CD ).
وبالنسبة لسائر المواد التي تحتاج إلى حفظ فإن هذا الأمر يعالج في طرق ومهارات التدريس الحديثة التي يتدرب عليها المعلمات.
أما بالنسبة لكونك نحالا وترغب في أن تنشر هذه الثقافة بين تلاميذك فهو أمر طيب ورائع، ولكن كيف كان الأمر لو كنت تعمل خياطًا أو نجارًا أو حدادًا أو مزارعًا، إن كل مهنة من هذه المهن يحتاجها المجتمع ولذا فمن الأجدى أن تعلم التلاميذ كيف يكونون منتجين بشكل عام محبين للعمل وتشمل البرامج المعدة لأطفال هذه المرحلة جزءا مخصصا للتعرف على المهن بل وإتاحة الفرصة لممارسة هذه المهن بشكل مصغر، فالخبرات المباشرة هي أفضل طرق التعليم للأطفال في هذه المرحلة.
وأخيرا أدعو الله لك بالسداد والتوفيق وأن يعينك على أداء رسالة الأنبياء، كما أرجو المتابعة.
ـــــــــــــــــ(104/190)
غياب التواصل بالآخرين..البحث عن أسباب- متابعة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرسل لكم متابعتي على ردكم على استشارتي السابقة المتعلقة بطفلي، ورفضه الحديث والتفاعل مع مدرسيه بالمدرسة، والتي كانت تحت عنوان:غياب التواصل بالآخرين.. البحث عن أسباب.
وسوف أحاول الإجابة عن تساؤلات الأستاذة "عزة تهامي" التي طرحتها عليَّ في ردها السابق:
بالنسبة لعلاقته برفاقه في الفصل، فإنه لا يتفاعل معهم عندما تطلب منه المعلمة ذلك، لكنه أحيانا يستجيب إذا ما طلبت المعلمة أن يتهامس معهم، لكنه في الغالب لا يفعل. حتى إنني طلبت منه أن يعطي بعض الشموع لطفل كان يجلس بجواره فرفض بل وغضب من ذلك.
أما بالنسبة لعلاقته بأخيه، فإنهما يلعبان مع بعضهم لكن يتشاجران في الغالب، وطوال الوقت غاضب، لكن أعتقد أن هذه المشاجرة ترجع إلى اختلاف اهتمامات كل منهما تبعا لعمره؛ فأخوه يبلغ عامين فقط.
لقد لاحظت أنه يعود من المدرسة في حالة من الغضب ويظل يصرخ ويتحرك بشدة، ويلعب بطريقة عصبية حتى أظن أنه سيبقى على حالته هذه طوال اليوم، لكنه سرعان ما يعود لطبيعته مرة ثانية بعد الغداء.
ملاحظة أخرى: عندما نخرج فإنه يكون شديد العناية بأخيه الصغير حتى إنه لا يسمح لأي واحد من الغرباء أن يقترب منه حتى ولو كان طفلا يلعب بالقرب منهم، والغريب أن أخاه يكون على نفس الحالة، وعندما نذهب لزيارة أحد فإنه يجلس متشبثا بي ولا يبرح مكانه إلا إذا تحرك أخوه فيتحرك تبعا له.
هذه في المجمل شخصيته خارج المنزل، أما داخل البيت فشخصيته مختلفة تماما؛ فهو قوي الشخصية، ولا ينفعل إلا كرد فعل لشيء.
بالنسبة لعلاقته بوالده، فعلاقتهم جيدة جدا؛ فهو يحب والده بشدة وكذلك والده يحبه، وطوال الفترة التي يقضيها والده بالبيت -مثلا في نهاية الأسبوع- فإنهما لا يتوقفان عن اللعب، ولساعات طويلة.
لقد نبهت في الاستشارة السابقة إلى أن والده كثير الأسفار لفترات قصيرة تتراوح ما بين الأسبوعين والشهرين، وأني في هذه الأثناء غالبا ما أذهب للعيش مع والدي، وأعتقد أن طفلي يفتقد البيت كثيرا.
أيضا أثناء فترة تواجدي مع والدي أحيانا تحضر أختي مع زوجها وأولادها للعيش عند أمي، وهذا يشعر طفلي بالإحباط والحزن الشديد عندما يذكرونه بوالده وبيته الغائب عنه، لكنه يعود إلى حالته المزاجية العادية عند رحيلهم.
أما بالنسبة لعلاقته بي، فهو متعلق بي بشدة ويحبني كثيرا. أنا أعمل من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء، وفي أثناء هذه الفترة أتركه مع جده لأبيه الذي يحبه كثيرا، وبعد عودتي من العمل أعمل جاهدة على تعويضهم عن فترة غيابي باللعب معهم والتنزه، والحديث المتواصل عن المدرسة وعن حياتهم.
الجدير بالذكر أني في هذا الشهر بالذات قضيت معهم وقتا أطول من أي وقت مضى، لكن هذا ليس هو المعتاد. عادة أحاول الاستيقاظ قبل موعد المدرسة بكثير في حوالي السادسة صباحا، وأوقظه لنعلب سويا ونتحادث أو نعمل الواجبات. وفي عطلة نهاية الأسبوع أستيقظ مبكرا، قبل السادسة صباحا؛ لنلعب ونقرأ سويا لكن غالبا ما يكون ورائي الكثير من المهام التي يجب عليَّ إنجازها، وهو ما يشغلني عنه كثيرا، وهذا في الحقيقة يزعجه. وكثيرا ما ينادي عليّ عند مشاهدته للكرتون لأترجم له، وإذا رفضت فإنه يصبح في حالة مزاجية صعبة، ويظل يصرخ ربما لساعتين حتى يتعب ويذهب في النوم.
أعلم أني أمثل جزءا من مشكلة طفلي بانشغالي عنه، لكني والله أعمل جاهدة لأكون أمًّا صالحة، حتى إني أفكر أحيانا كثيرة في ترك العمل من أجلهم. شكرا جزيلا لكم على سعة صدركم وعلى ما تبذلونه من جهد في تحسين حياتنا، وآسفة على الإطالة.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
جزاك أنت الله خيرا على ثقتك بنا، ولا داعي للاعتذار عن الإطالة، ووددنا لو كان هناك المزيد؛ فالتفاصيل تعين على فهم أدق للمشكلة، وهو ما ييسر حلها إن شاء الله .
والآن تعالي نبدأ أولا في تحليل ما يمر به ابنك، وهو ما أجدك على وعي كبير به ما شاء الله، وهذا أمر طيب يجعل الحل يسيرا في تنفيذه؛ فمعرفة الداء نصف الدواء كما يقولون.
لا بد أن تدركي سيدتي أن ابنك يفتقد بشدة ليس وجود والده فقط كما ذكرت، بل يفتقد وجودك أنت أيضا، فهو يشعر أن كلا منكما وكأنه تخلى عنه. أنت بعملك اليومي لساعات متأخرة ووالده بالسفر (وهذا ما يجعله في صراع بين حبه الشديد لكما وغضبه منكما في آن واحد)، إلى جانب عدم الاستقرار، فهو يذهب للإقامة في بعض الأحيان عند والديك (وهذا لا ينفي حبه لهما)، كما أنه يشعر بالوحدة وما يزيد إحساسه بهذه الوحدة افتقاره لبعض المهارات الاجتماعية التي تجعله منعزلا ليس له أصدقاء. كل المشاعر السابقة تجعله متوترا عصبيا أحيانا، يثور ويغضب في مواقف قد تبدو طبيعية أو متكررة.
والآن تعالي لنبدأ في اقتراحات يسيرة تؤدي في النهاية لحل المشكلة إن شاء الله:
حينما ذكرت -سيدتي- في طي رسالتك أنك في بعض الأحيان تقومين باللعب مع ابنك أو القراءة له أو الرسم أو ممارسة نشاط ما معه كنت أود أن تصفي سلوكيات طفلك ومشاعره في هذه الفترة، فأنا على يقين من أنه في هذه اللحظات سيكون أفضل حالا؛ يشعر بالسعادة والحب والأمان، وهذا جزء من علاج المشكلة، أن تحددي وقتا للعب وممارسة الأنشطة معهما (الطفلين معا)؛ لتعزيز المشاعر السابقة، وليس شرطا أن يكون ذلك يوميا، ولكن في بعض أيام الأسبوع المحددة والمعلومة لديهما.
"إن ابنك -سيدتي- في حاجة إلى أن يعبر عن مشاعره ولا يكتمها أو يكبتها سواء مشاعره تجاه ما يحدث بالمدرسة، ويأتي على إثر ذلك دائم الحركة ثائرا غاضبا، أو عن مدى افتقاده لوالده، وكذلك غضبه عندما تتركينه وتذهبين للعمل... إلخ، ولا يكون ذلك إلا من خلال إدارة جيدة لحوار فعال بينكما، وسأضرب لك مثلا لحوار يساعد ابنك على التعبير عن مشاعره: فبعد سفر الوالد وفي نفس اليوم ابدئي معه الحوار قائلة: "ياه.. البيت وحش جدا من غير بابا"، وانتظري قليلا حتى يجيبك بشيء، فإن لم يفعل فأكملي: " أد إيه بابا بيسيب فراغ في البيت.. مش كده؟"، ثم انتظري قليلا ليجيبك، فإن بدأ الحوار وأبدى هو أيضا استياءه فأكملي حواركما على حسب ما يجيب هو، شريطة ألا يكون الحوار قائما على إعطاء العذر للأب أو الدفاع عنه أو مصادرة لمشاعر الطفل؛ بل دعيه يعبر عن مشاعره حتى لو لم تكن في صالح الأب (وبالطبع يكون ذلك في حدود الأدب وعدم التطاول)، والأفضل أن تسأليه بدلا من الدفاع عن موقف الأب قائلة: تفتكر إن بابا راض عن هذا السفر؟ وهذا السؤال لتعرفي وجهة نظره ومشاعره وانتظري حتى تستمعي لإجابته. وهكذا أديري كل حواراتك معه وبطريقة تلقائية غير مفتعلة حتى يفصح عما بداخله ودون مصادرة لمشاعره.
كما يمكنكم في اليوم الذي سيعود فيه الوالد من السفر أن تقوموا معا بإعداد بعض أصناف الطعام التي يحبها أو بعض المفاجآت كشراء بعض الورود أو هدية له؛ بحيث يشيع روح المرح والفرحة بعودته، وفي أثناء غيابه يمكنكم الحديث عن بعض مواقف الوالد الجميلة أو التمثل ببعض أقواله.
استقراركم في بيتكم في أثناء غياب الوالد يشعر طفليك بمزيد من الأمان والاستقرار ولا داعي للإقامة عند والديك على الأقل في الوقت الحالي؛ أي في الوقت الذي نسعى فيه لحل مشكلة الطفل، ولا يعني هذا بالطبع عدم زيارة الجدين بل يمكن زيارتهما وقضاء يوم أو أكثر معهما، ولكن يفضل العودة للمبيت في منزلكم.
من المهم أن أنبه على أن يكون مبيت الولدين في حجرتهما، ويجب ألا يبيتا معك في حجرتك بحجة أن بابا غير موجود.
حينما تكونون في زيارة لأحد الأقارب أو المعارف فلا داعي للتركيز على سلوكيات ابنك من كونه يجلس بجوارك ولا يتحرك ولا تنبهيه لهذا الأمر بل الأفضل أن تتجاهليه، لكن في الوقت نفسه عليك أن تنمي مهاراته الاجتماعية، ومحاولة حل مشكلة عدم اندماجه مع الآخرين في مجالات ومواقف أخرى سأوردها لك في الأسطر التالية.
في الوقت الذي يتواجد فيه الأب في البيت، عليه -إلى جانب اللعب معهما وهذا أمر رائع- أن يسرد لهما بعض ذكرياته الطيبة أيام طفولته، وليركز على علاقته بالآخرين، وكيف كان يلعب مع أصدقائه، وكيف كان يكوّن صداقاته (إن كان قد فعل ذلك حقا، وألا يكتفي ببعض الذكريات الجميلة التي يحملها من أيام طفولته).
على الأب أن يدعو أصدقاء له بالبيت وكذلك أنت، مع التعليق أمام طفليكما بأن من أجمل النعم التي أنعم الله بها على الإنسان أن يكون له أصدقاء يفرحون له ويمرحون معه، ويشاركونه أفراحه وأتراحه، ولذا لا بد أن يحرص الإنسان على اكتساب الأصدقاء واختيارهم بعناية.
كما يمكن دعوة بعض الأقارب والأصدقاء ممن لديهم أبناء في مثل عمر أولادكما دون التركيز على سلوك ولدكما كما ذكرت من قبل.
من المهم أن يتنزه طفلاك في أماكن مفتوحة تعطي فرصة للحركة والانطلاق، والأفضل أن يكون معكم بعض الأصدقاء، خاصة من لديهم أولاد في عمر ولديك. أما بالنسبة لمحاولة تفاعله بالمدرسة فيمكن أن تكوني على اتصال بشكل دوري بالمدرسة، وتكوني على دراية بما يحدث فيها، وحاولي من خلال هذا الاتصال أن تتعاونا على تنمية مهارات ابنك الاجتماعية؛ وذلك عن طريق إشراكه في بعض الأعمال الجماعية بالفصل أو الألعاب الجماعية في وقت الراحة (الفسحة)، وأقترح التالي:
* أن يشجعه المدرسون على التفاعل والإجابة بالفصل، وأن يسندوا إليه بعض المهام كحمل بعض الكراسات أو الأدوات ووضعها في أماكنها.
* أن يشجعه المدرسون وكذلك أنتِ على أن يشترك في بعض الأنشطة بالمدرسة إن وجدت دون إلحاح أو ضغط، وأنا أتذكر أنه حينما اقترح بعض أولياء الأمور بالمدرسة -التي كنت أعمل بها- تنظيم دوري كرة قدم للأطفال كان تأثير ذلك رائعا عليهم، فلم يقرب الأطفال بعضهم من بعض فحسب بل أيضا كان دافعا للتفوق الدراسي وحب المدرسة إلى جانب العلاقة الرائعة التي نشأت بين المدرسين والتلاميذ خارج نطاق المنهج الدراسي.
أود -سيدتي- أن أطرح آخر اقتراح، وهو بشأن عملك، فإن استطعت أن تأخذي إجازة من عملك إلى أن يكبر ولداك قليلا أو على الأقل إلى أن يتم علاج ما تشكين منه مع ابنك، أو أن تعملي نصف الوقت حتى تتمكني من متابعة ولديك وتوفري لهما قدرا من الوقت والجهد ليس لرعايتهما فقط؛ بل للاستمتاع بالحياة معهما فافعلي فالأمر يستحق.
هذه بعض الاقتراحات أرجو أن تكوني على استعداد للعمل بها، فإن -لا قدر الله- لم يحدث تقدما في سلوكيات ابنك بعد تنفيذك لها، فأرجو إعادة الاتصال بنا للتواصل بشكل مباشر مع أحد المتخصصين، ولكن لا بد أن نعي أن الأمر يحتاج للصبر والمثابرة، وقبلهما ومعهما الاستعانة بالله أولا وأخيرا، فهو الملجأ والمنجى.
في نهاية رسالتي أذكرك -فالذكرى تنفع المؤمنين- بألا تنشغلي بابنك الأكبر عن الأصغر؛ بل حاولي أن تحدثي توازنا واهتماما مشتركا، وأن تشركي كلا منهما في كل نشاط تقومين به.
وأخيرا: أرجو أن تنتفعي بما تم اقتراحه، وأن يؤتي ثماره، وأدعو الله تعالى أن يعينك ويبارك في ولديك.
-ـــــــــــــــــ(104/191)
سرق وكذب وهرب..اضطراب التصرف؟ ربما (متابعة)3 ... العنوان
السلام عليكم، أنا التي كتبت عن مشكلة الابن الذي سرق وكذب واستقبلت منكم الرد مشكورين لقد توجهنا بطلب استشارة عند طبيب نفسي لجيله، ولكن الدور بعد شهر تقريبا، وحتى ذلك الحين كيف نتصرف ونحن نواجه مشاكل منه إلى الآن مجددا بخصوص التعليم.
لم يعد يسرق كما نرى ووعدنا وكذلك الدخان. ولكن يسأل عنه والده في المدرسة يقول المربي إنه يغيب تقريبا 3 أيام في الأسبوع وإن جاء يغادر كيفما يشاء ماذا نفعل؟ وحينما واجهه والده بذلك أجاب أنه لا يحب هذه المدرسة ويكره الدروس ويمل منها، مع أنه تحسن في الفصل الأول عن السنة الماضية ولكن الآن يريد أن يذهب لمدرسة صناعية وكأنه يظن أنهم لا يتعلمون هناك.
هو لا يدرك معنى المسئولية ولا يفهم أنه يبني مستقبله الآن . كل هذا قلناه وأبدى تفهما... ولكن بالواقع لا.
كيف لنا أن نعرف إن كان فعلا ميله صناعة أم للعب والتهرب من الدراسة وخاصة أنه له أختين متفوقتين في نفس المدرسة التي هو بها، مع أننا لا نقارن ولم أسمع منه أن أحدا عايره بذلك، وأحيانا أستيقظ ليلا لا أجده.
وفي إحدى الليالي عاد بعد أذان الفجر.. وعندما سألناه قال: خرجت عند صديقي الذي كان عندي. وأخبرناه كم قلقنا وأن أباه خرج بالبرد يبحث عنه وأخبرته أن أباه عنده ضغط وممكن أن يقضي عليه بتصرفاته هذه.. ولكن لم يبال ويريدني إن فعل شيئا ألا أخبر والده، ويقول لي إنني التي يمكن أن تودي به للمستشفى.. ماذا نفعل؟.
إن تركته ليلا بالبيت مع إحدى أخواته وخرجنا ووصيناه أن يبقى عندها.. يخرج ولا يبالي.. نكاد نجن.. ليلنا لم يعد هادئا ولا نعرف أي مفاجآت تنتظرنا منه وكأنه عدو لنا يؤذينا..
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الوالدة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك الدءوب، فهذه هي الكتابة لمعا نربي أبناءنا من طرفك للمرة الرابعة، وهي وإن أتت بغير جديد بالنسبة لانطباعنا عن حالة الولد أكثر من تأكيد صحة ذلك الانطباع، فإنها تعطي إشارات عن حالة الخدمات النفسية الاجتماعية المتاحة في بلادنا خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين، كذلك تشير إلى عدم استيعابك -أنت على الأقل- الكامل للموقف، فقد ذكرت لك في متابعتي الثانية معك ما نصه:
"ليس صحيحا أن تعتبروا اعترافه ووعده بعدم التكرار يعني أكثر من فض مجالس، وقد لا يطول الوقت لتعرفي صدق حدسي، المبني على خبرات شخصية علاجية؛ فمن بين سمات شخصية المراهق المريض باضطراب التصرف -وما زلت لا أقطع بتشخيص وأكررُ أن حالة ابنك قد تكونُ عابرة- من بين سمات تلك الشخصية أن يخطئ ويعتذر، وربما يتوب، ثم هو يعيد نفس الفعلة الخاطئة!، عليك يا أختي ألا تعتبري أن جلسات الأب معه أو جلساتك أو كلامك معه ومع إخوته عن الأخلاق الإسلامية وعن الحرام ومراقبة الله لعباده، لا تظني هذا كافيا من فضلك؛ فهو محتاج للطبيب النفسي.)، وأنا أعيد عليك ما قلته قبلا من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فليس غريبا إذن أن يستمرَّ الولد في خداعكم ومسايرتكم وفض المجالس معكم دون أن يغير شيئا من سلوكه اللهم إلا أن يحسن إخفاء بعض سلوكياته.
توضح إفادتك أيضًا أن الأطباء النفسيين المشتغلين بطب نفس الأطفال والمراهقين ما يزالون قلة، وهذا متوقع لأن التخصص أصلا جديد على مستوى العالم وانفصاله عن الطب النفسي العام لم يحدث إلا منذ فترة قريبة، ولكن ما شاء الله من الواضح أن من تخصصوا فيه غير قادرين على استيعاب الزبائن حتى إن الحجز عند أحدهم في بلدكم يحتاج شهرا (وهو ما يستحق في حد ذاته جائزة نوبل في كثرة الزبائن للطبيب وجائزة الأمم المتحدة في ارتفاع الوعي بصحة الطفل النفسية للمجتمع الأردني) أعرف طبعا أنه ليست هناك جوائز على هذا لكنني في الحقيقة أحسب أنكم مشرفون على الوقوع في خطأ لا داعي له!، وسأقول لك كيف؟.
ما يحتاج إليه ابنك ليس طبيبا نفسيا لامعا تقابله الأسرة بعد شهر من الحجز لأن النتيجة غالبا لن تكون أكثر من إحباط للأسرة وعدم استكمالٍ للعلاج، ذلك أن أمام ذلك الطبيب المشهور خيارين:
الخيار الأول هو أن يكتب لابنكم عقاقير طبية، وغالبا سيكتب عقاقير للاكتئاب وللقلق (فليست هناك عقاقير تعالج الحالة أصلا)، لكنه لن يملك الوقت ولا الطاقة لسماع الولد وسماعكم وتقديم ما يلزم من العلاج النفسي، وهنا سنعرض الولد لعقاقير نفسية بلا داعٍ، أو بفائدة أقل كثيرا مما تتوقعون مع الأسف، وستتساءلين أنت وأبوه: طبيب نفسي أم طبيب كيميائي؟.
والخيار الثاني هو أن يحيله إلى معالج نفسي يتولى علاجه، أي إلى مختص بعلم نفس الأطفال والمراهقين أو إلى طبيب نفسي متدرب أو مبتدئ يتفق مع الأسرة على جلسات علاجية باهظة الثمن لأنها تتبع ذلك الطبيب اللامع، والذي -في نفس الوقت- لن يقوم أصلا بأكثر من إعطاء اللافتة التشخيصية للولد أيا كانت!، بينما يقوم الطبيب الناشئ أو المعالج النفسي بالعملية العلاجية كلها.
وأنا أكاد أرى رد فعلكم وأنتم خارجون من المقابلة الموعودة بعد الانتظار الطويل: أهذا كل شيء؟ إذن لماذا انتظرنا؟ وأصدقك القول يا أختي، ابنك قد يساعده طبيب أنهى تدريبه ودراسته بالأمس أكثر ألف مرة مما يساعده طبيب لا وقت لديه أصلا لمثل هذه الاضطرابات.
ليست حالة ابنك ملغزة أو صعبة التشخيص بل هي مما يقابله المحتكون بالأطفال والمراهقين من المعالجين والأطباء النفسيين يوميا تقريبا، فابحثوا عن أسرع من يمكنكم الكشف عنده وابدئي في إعطاء الولد فرصته الحقيقية، وتابعينا بالأخبار الطبية
ـــــــــــــــــ(104/192)
العصبية وضعف التركيز والتحصيل الدراسي ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم
إن ابن أختي عمره ثمان سنوات، إنه ولد عصبي و ضعيف التركيز في دراسته، أمه تعاني كثيرا من تشتت باله و ضعف تركيزه عندما تراجع معه دروسه، حتى أساتذته يعانون من نفس الشيء، حيث أنهم يقولون أنه داخل الفصل يقوم بحركات غريبة مثلا كأنه يقود السيارة والأستاذ يشرح الدرس، وكأنه يعيش في عالمه الخاص به.
فقد نصحها بعض الأساتذة بالذهاب به إلى طبيب نفساني، كما أنه عندما كان عمره مابين سنة و سنة و نصف بانت عليه أعراض الطفل العصبي حيث على سبيل المثال كان يضرب رأسه بالحائط أو بالأرض إذا لم يحقق له ما يريد, معلومة أخرى أضيفها وهو أنه سريع الحفظ إذا اهتم وركز ولكن للأسف ناذرا جدا، فأمه تطلب منكم ان تنصحوها وتفيدوها مما علمكم الله و جزاكم الله خيرا.
إذا أردتم أي معلومات أخرى إتصلو بي عبر الإميل وشكرا لكم..
... السؤال
العناد والعصبية, صعوبات التعلم ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
يقول الدكتور لطفي الحضري إخصائي نفساني بالمغرب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخي الكريم تتمحور استشارتك النفسية حول شيئين هما أن الولد عصبي والثاني ضعف التركيز داخل القسم وهما عادة ما يتلازمان:
إن ضعف التركيز في المدرسة أصبح من الأعراض الشائعة في هذا العصر لعدة أسباب يمكن إجمالها في:
- نقص التواصل العاطفي داخل البيت بسبب انشغال الآباء بمشاكلهم العملية خارج البيت
تصرف خاطئ من طرف بعض الآباء عند "ولادة جديدة"؛ وهو ما يترتب عليه غيرة قوية تسبب في العديد من الأمراض النفسية.
- سرعة في اتخاذ القرار في البيت بحيث لا يسمح للطفل بفهم كيف ومتى تم المرور من حالة إلى أخرى.
- التلفزة خاصة "الرسوم المتحركة" التي أصبحت تتحرك أكثر من اللازم: تغيير الأشخاص، كثرة الصور غير الواقعية يصعب الطفل أن يتعامل معها (رأس إنسان جسد حيوان، إنسان يطير، قدرة الطفل على القيام بأشياء خارقة...)، تغيير الألوان، تغيير الصور، الموسيقي الصاخبة...
هذا بالطبع لا يسمح للطفل بالتركيز على أي شيء مما يزيد في ارتباك التركيز.
- اكتظاظ في القسم، وعدم التواصل المباشر بين الطفل والأستاذ.
هذه أهم الأسباب ويمكن أن نحدد بعض النصائح العملية:
- إظهار الحب العملي للطفل، هذا العنصر نجده في جميع المشاكل النفسية. وإني كلما قدمت نصيحة في الميدان النفسي-التربوي إلا وركزت على هذه النقطة. القاعدة أن كل الآباء يحبون أبناءهم، ولكن هل كل الآباء يظهرون عمليا هذا الحب؟ إن أكثر الآباء لا يمرون من الحب القلبي إلى الحب الظاهري العملي، وخاصة استعمال لفظ "أحبك"؛ ولهذا فإن لهذا "اللفظ" تأثيرا سحريا على تغيير العديد من السلوكيات السلبية عند الأطفال.
- وأقول:إن على العديد من الآباء أن يتمرنوا على استعمال هذا اللفظ، لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يستعمله ويحث على استعماله بين المسلمين فما أدراك بالوسط الأسري.في هذا الإطار وللجواب في نفس الوقت عن ما ذكرته، "أن الطفل وهو في السنة الأولى كان عصبيا". أقول على الأب والأم أن: يعودوا ما استطاعوا إلى فترة الحمل والحديث مع الابن على أساس أن هذه الفترة كانت فترة السعادة وأنهما كانا ينتظرانه بفارغ الصبر. وعند ولادته كانت الفرحة أكبر؛ هذا يعطي اطمئنانا نفسيا مهما، في كون مركز الطفل وسط الأسرة هو مركز مهم، وأن الطفل لم يكن يومًا زائدًا في هذه الأسرة. ولم يكن مولودا "بالصدفة" أعني أنه كان منتظرًا. فعادة ما يستعمل الآباء هذه "الجمل" دون الاهتمام بالعواقب الوخيمة على النمو النفسي للطفل.
- أن يهتم الآباء بوجبة الفطور، فغالبا ما يقل تركيز الطفل في المدرسة بسبب إهمال وجبة الفطور كما ونوعًا؛ لأن الدماغ يحتاج إلى "السكريات والفيتامينات" ليشتغل على الوجه الأكمل.
- النهوض في وقت كافٍ قبل الذهاب إلى المدرسة، حتى لا يدخل الطفل في عملية "الإسراع"، الذي هو في غنى عنها.
ألا يذهب للنوم مباشرة بعد مشاهدة التلفاز؛ لأن هذا يؤثر على الدماغ من حيث "تركيز الصور التلفزيونية"؛ مما يؤثر سلبا على التفكير وعدم تركيزه في الصباح كما ذكرت في الأسباب المتعلقة "بالرسوم المتحركة".
أن يحاول الآباء الحديث عن "الرسوم المتحركة" بعد الانتهاء من مشاهدتها: استخراج الأفكار المهمة، ماذا أحب الطفل ، وماذا كره...
- قراءة القصص للطفل.
- الانتباه لأي نوع من التركيز يستعمل الطفل، هل يستفيد أكثر في تركيزه على قدرته السمعية أو على قدرته البصرية.
و يجب التركيز على القدرة الأكثر نجاحًا مما يسهل على الطفل عملية التركيز ويعطيه الثقة في النفس، هذه الثقة تصبح مطية للمرور إلى القدرة الأقل استعمالا.
- أخذ الوقت الكافي لشرح أي متغير يهم الطفل ولو كان بسيطا.
- الطلب من الطفل أن يتحدث ببطء، وهو يستشعر الكلام الذي يقوله.
- التركيز على تخفيف "السرعة الحركية من طرف الآباء داخل البيت"، فإن هناك دائما وقت كافٍ للقيام بأي عمل. والحرص على إيجاد هذا الوقت.
- الطلب من الأستاذ أن يهتم أكثر بالطفل ويقترب منه خاصة على المستوى العاطفي.
هذه أهم المناهج العملية في ما يتعلق بالسؤال المطروح، ولا تنسوا أهم قاعدة وهي دعاء الله له بالتوفيق والنجاح وتابعونا بالأخبار.
ـــــــــــــــــ(104/193)
برجاء ذكر العمر ليتسنى الجواب-متابعة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خيراً -إخواننا- على جهدكم المتواصل لإبراز
وجه ديننا الحنيف جميلاً براقاً، والله نسأل أن يزيدكم حرصاوهمة في عملكم وبعد،
فقد قمت بكتابة استشارة تربوية في قسم "معا نربي أبناءنا"، وتم الرد عليها تحت عنوان: برجاء ذكر العمر ليتسنى الجواب ففوجئت بالخبير أ/عزة تهامي تقول إن المعلومات الناقصة، والمعلومات التي طلبتها أ.عزة فهي كالآتي : طفلي الوحيد ذكر وعمره عامان، وأنا مبرمج حاسوب أقضي معه 12ساعة تقريبا في اليوم وأمه ربة بيت تبقى معه طوال اليوم.
حالتنا المادية متوسطة وجو البيت مفعم بالحب والتفاهم ولله الحمد، كما أنه لا يخلو كأي بيت من بعض الخلافات أحيانا. جزاكم الله خيرا
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخ الكريم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أدري كيف نعتذر لك عن هذا التأخير في الرد خاصة أنك قد لاحظت الإقبال - ولله الحمد - بل الضغط على هذا الموقع إلى جانب عطل قد أصاب الكمبيوتر مما عطل كثيرا من الأعمال فنرجو المعذرة وآمل أن تجد في الرد جوابا شافيا يكون شفيعا لنا عندك،والآن لنبدأ في الرد على رسالتك.
واسمح لي أن أبدأ بآخر نقطة طرحتها وهي حصيلة ابنك - حفظه الله - اللغوية القليلة فهذه الكلمات العشر أو الأكثر قليلا أو أقل قليلا هي في حدود الطبيعية بالنسبة لعمر ابنك ولا داعي للقلق خاصة أنه - ولله الحمد - يفهم ويعي ما يقال له بل يتواصل معكم كما ذكرت في رسالتك، ولكن يمكن مساعدته على زيادة الحصيلة اللغوية بأن تطلبان منه - دون إلحاح أو ضغط - أن يذكر لكما ما يريد ليس بالإشارة ولكن بالكلمات حتى لا يميل إلى استسهال استخدام الإشارة.
ونأتي الآن لبداية رسالتك وكان أول تساؤلاتك هي عدم صبر زوجتك على طفلكما : قد وضحت - سيدي - في طي رسالتك الأسباب التي دعت زوجتك لأن تسلك سلوك عدم الصبر أو التحمل وهي طبيعة النشأة الأولى التي نشأت بها زوجتك في وسط أهلها إضافة إلى ذلك تعبها من الحمل ويمكن علاج هذا من خلال الاقتراحات في الأسطر التالية ولكن قبل البدء في عرض هذه الاقتراحات دعني أشكر لك اهتمامك بتربية ابنك كما أشكر لك مراعاة وتقدير ظروف زوجتك وهذا لا يتأتى إلا لزوج يخشى الله في أهل بيته فبارك الله فيك وفي أهل بيتك وحفظكم جميعا ولنأت الآن للاقتراحات:
- عليك أن توضح لزوجك - بهدوء ولطف - أن الطفل مازال صغيرا وطبيعة الأطفال في هذه السن تتسم بالحركة والنشاط ولا يصح أن نطلب منه ما لا يستطيع أن يفعله من الالتزام بالهدوء أو عدم العبث بالأشياء، ففضلا عن أن هذا الطلب ينافي طبيعة هذه المرحلة فإن الطفل إن استجاب لهذا المطلب فسيؤدي إلى كبته وانطوائه وعدم رغبته في التعلم أو لعدوانيته وعنفه وهذا ما لا ترضاه هي بالطبع ( عليك أن تجعلها تطلع على موضوعات تناولت التغلب على العصبية والتحلي بالصبر عند الأمهات طرحت على هذه الصفحة) ولا يكون هذا التوضيح بالكلام فحسب فيمكنك أنت أن تكون لها نموذجا في صبرك على طفلك.
- عليك أن تخصص وقتا للعب مع طفلك، والأطفال الذكور يسعدون باللعب مع آبائهم ربما أكثر من الأمهات فحاول أن تستوعب هذه الطاقة في لعب المصارعة مثلا والملاكمة فضلا عن اللعب الذي ينمي التفكير والمهارات اليدوية والحسية (هناك كثير من المواقع تعرضت لهذه الأنشطة يمكنك العثور عليها من موقع البحث: WWW.GOOGLE.COM وهناك موضوعات طرحت على هذه الصفحة تناولت هذه الأنشطة، سنورد لك نموذجا منها بنهاية الرد).
- حاول أن تشارككما الأم في اللعب ولا يكون ذلك - بالطبع - في لعبة المصارعة والملاكمة؛ بل يجب أن يفهم الطفل ألا يلعب مثل هذه الألعاب مع الإناث.
- عليكما أيضا أن تخصصا مكانا للعب الطفل يسمح له بالحركة دون أن يحدث فيه خسائر ويمكن رفع الأشياء الثمينة أو التي تخشيان عليها بعيدا عن تناول يد الطفل.
حاول مساعدة زوجك في بعض الأعمال المنزلية فهذا يشعرها بالأمان والحب والتقدير لكن لا تنوب عنها في جل الأعمال المنزلية بل حاول أن تجعلها تتحمل مسؤولية هذا البيت رويدا رويدا وأنا أشعر أنك تفعل هذا ولكن أذكرك فالذكرى تنفع المؤمنين.
نأتي للنقطة التالية وهي تدريب الطفل على عملية الإخراج:
أولا أود أن أطمئنك بأنكما لم تتأخرا على تدريب الطفل على هذه العملية فهي سن مناسبة وعند تدريبه هناك الكثير من الأمور يجب مراعاتها:
- أن تبدأ الأم في إفهام الطفل بهدوء وبشكل واضح أنه عليه أن يبلغها بالوقت الذي يرغب فيه في التبول أو التبرز، وأن يتفقا معا على مصطلح للتعبير عن هذه الرغبة.
- عليها أن تعلمه أنها سوف تخلع له الحفاظة تماما أثناء النهار .
- عندما تأخذه للحمام لا بد أن يصاحب ذلك نوعا من المرح بينهما
- عندما ينتهي من قضاء حاجته في المكان الذي خصصته له فعليها مكافأته بقبلة أو احتضان أو ثناء.
- عليها ألا تغضب ( تتعصب ) إذا قام الطفل بقضاء حاجته في مكان آخر غير الحمام كما عليها عندئذ أن تصحبه للتغيير دون أن توجه له أي لوم أو عتاب أو أية كلمة على الإطلاق، وسيفهم هو من تلقاء نفسه أن هذا الأمر غير لائق، وبالتالي سيحاول أن يصلحه من تلقاء نفسه في مرات قادمة.
- عليكما أن توضحا له أنكما ستعتمدان عليه في مساعدتكما في تدريب الطفل الجديد على هذه العملية عندما يكبر، ووضحا له أن الأكبر هو الذي يستطيع أن يفعل أشياء لا يستطيعها الصغير الذي لا يعي .
- على الأم أن تتهيأ هي نفسيا لعملية التدريب هذه؛ لأنها إذا عاقبته على قضاء حاجته في المكان غير المخصص لذلك فإن هذا يؤدي به إلى الخوف والفزع أو الاستفزاز أحيانا، وأن يتعمد أن يفعل ذلك في أي مكان وربما أدى إلى احتباس البول أو التبرز؛ بل ربما أدى إلى بعض الاضطرابات النفسية التي نحن في غنى عنها إذا ما تحلينا بقليل من الصبر خاصة مع وجود طفل جديد سيؤثر ذلك في مزيد من الإحساس بالاضطهاد والقهر.
- يمكنك أنت أيضا مساعدتها في عملية التدريب بالطريقة السابقة ( ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات عدة تناولت عملية تدريب الأطفال على هذه العملية، سنورد لك نموذجا منها بنهاية الرد ).
والآن نأتي لموضوع نوم الطفل معكما وهو الأمر الذي ما كان يجب أن يتأخر إلى الآن خاصة مع استقبال مولود جديد فأي محاولة الآن لتدريبه على النوم في غرفته سوف تفسر من جانبه بأنه نوع من الإبعاد والتخلي عنه بعد مجيء ضيف جديد يشاركه كل شيء بل يحرمه أيضا من أشياء كان يتمتع بها؛ مما سيثير غيرته بدرجة أكبر؛ ولذا - وبرغم أنني لا أنصح إطلاقا بترك الأطفال ينامون مع آبائهم إلى هذه السن (أفضل سن لتدريب الطفل على أن ينام بمفرده هي نهاية السنة الأولى من عمره) فلن نبدأ في هذا التدريب - في حالتنا هذه - في الوقت الحالي بسبب قدوم طفل جديد - حفظهما الله - ولكن سيتم الأمر بتدريج وتأن شديدين وذلك عن طريق:
- أن تجعلا سريرين (أحدهما أكبر من الآخر) في حجرة نومكما للطفلين وتبدآ في توضيح الأمر لطفلكما الكبير بأن هذين السريرين له ولأخيه وأنه سوف يكون لهما حجرة أخرى خاصة بهما.
- عليكما بإعداد الحجرة للطفلين وبأن تبدآ اللعب معه في الحجرة طوال الصباح حتى ترتبط هذه الحجرة بشيء محبب له.
- عليك أن تقترح على ابنك بعد مرور شهرين مثلا من ميلاد الطفل الجديد نقل سرير الطفل الكبير إلى حجرة نومه حتى ينعم بنوم هادئ في حجرته بعيدا عن إزعاج الصغير، فإن تساءل أو طلب منك النوم معه حتى لا تنزعج أنت أيضا فوضح له أن عليك أنت أيضا مسؤولية في مساعدة الأم في تهدئة الطفل كما كنتما تفعلان معه وهو صغير لا يعي، كما لا بد أن يعرف أن الأب لا بد أن ينام بجوار الأم.
وحتى لا يشعر بالنبذ يمكنك أن تأخذه لتقرأ عليه قصة حتى يدخل في النوم فتتركه لينام، فإن استيقظ وذهب لحجرتكما فانتظرا حتى يكون بين اليقظة والنوم واحمله أنت أو زوجتك لينام بسريره، واستمرا على هذا الأمر حتى يعتاد أن مكانه في حجرته وفي سريره وليس معكما فإن بكى فاشرح له ثانية أن مكانه لا بد أن يكون في سريره وأنك ستنتظر معه حتى ينام ( ويمكنكما أنت وزوجتك أن تتناوبا قراءة القصة أو إعادته إلى حجرته كلما حاول النوم بجواركما).
وقبل أن تبدأ في تدريب ابنك على النوم بمفرده أو حتى في التدريب على عملية الإخراج أرجو أن تطلع أنت وزوجك على بعض الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة عن الغيرة بين الإخوة وكيف تتفاداها مع ابنكما.
كل ما سبق لا يمكن أن يحدث إلا في إطار الصبر والمثابرة وقبل ذلك وبعده الاستعانة بالله، وفي نهاية الرد أرجو أن نكون قد كفرنا عن تأخيرنا في الرد، كما أرجو المتابعة معنا ولن نتأخر بعد ذلك إذا ما دعوتم لنا بأن يعيننا الله وإياكم على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة، وأن يبارك في الوقت والجهد.
ـــــــــــــــــ(104/194)
الطفل الأول ونار الغيرة.. آلام الفطام.. العقاب ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله عنا كل خير على هذا الموقع الرائع الذي نستفيد منه كثيرا.
ابني عمره سنتان وشهر، فطمته عندما كان عمره سنة و4 أشهر، ومرت مرحلة الفطام بدون مشاكل، لكن منذ حوالي 7 أشهر بدأ يتعلق بصدري من جديد ويريد فقط أن يدخل يده ويلمسه، وسافرت عند أهلي وهناك خفت هذه العادة عنده، لكن بعدما عدنا زادت أكثر من قبل.
والآن أصبح يستيقظ بالليل ويقول لي "بدي زيز"، وأنا لا أعرف كيف أتصرف معه، هل أمنعه بشكل نهائي أم أسمح له، مع أنه ينام في غرفة مستقلة، لكن الآن أصبح يستيقظ بالليل ويطلب صدري؟.
والمستجدات التي طرأت علينا هي أنني الآن حامل بالشهر الثامن، فربما يكون هذا هو السبب لا أعرف، وأنتظر استشارتكم بفارغ الصبر؛ لأنني والله محتارة ولا أعرف ماذا أفعل معه.
وعندي سؤال آخر، عندما يزيد في مشاغبته أو يبكي كثيرا ولا يريد أن ينام مع أنه يكون في وقت لا بد أن ينام فيه، هل أضربه أم لا؟ أنا لا أضربه أبدا، ولكن أهدده بالضرب، ولكن أباه أحيانا إذا استنفد كل الطرق يضربه ضربا خفيفا على قفاه، وأنا أقول له الضرب لن يأتي بنتيجة، لكن ضربه له قل أن يحدث.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكر الله لكم استشارتنا.
أولا: مرحبا بكم أم الطفل الغالي؛ جعله الله سبحانه، قرة عين لكما.
ثانيا: بشراك أيتها الأخت الكريمة المجاهدة؛ بهذه المعاناة في تربية الأبناء؛ فكل جهد تبذلينه وكل سؤال تبحثين عن إجابة له؛ ما هو إلا تفسير عملي لبشرى الحبيب صلى الله عليه وسلم باستحقاق الأجر العظيم؛ وهو الجنة التي تحت قدميك؛ فلا ينسيك النصب ما ينتظرك من أجر؛ فهنيئا لكن ما تستحققنه أيتها الأمهات الكريمات الفضليات.
ثالثا: فبشراك مجددا؛ فمشكلة ولدك الصغير، والبالغ من العمر سنتين وشهرا؛ هينة الحل وطبيعية لمرحلته السنية.
فهي تدور حول ثلاث قضايا مهمة جدا؛ في التعامل التربوي في هذه المرحلة؛ وهي:
1- قضية "الغيرة بين الأبناء".
2- قضية "آلام مرحلة ما بعد الفطام".
3- قضية "الثواب والعقاب عند الأطفال".
رابعا: أما بالنسبة لقضية "الغيرة بين الأبناء":
فلقد أوضحنا القول فيها في ردنا على مشكلة مشابهة، هي: عض طفلك..صفحة بملف الغيرة.
ولكن يسرني أن أوجه إليك هذه الملاحظات التربوية:
1- أي سلوك غير طبيعي للطفل ما هو إلا رسالة تمرد كرد فعل لخطأ تربوي من المحيطين خاصة الوالدين؛ أو حادث واجهه في مسيرته الحياتية.
2- وسلوك ولدك الآن؛ وهو العودة إلى مرحلة الرضاعة، أو ما نسميه بانتكاسة الفطام؛ ما هو إلا رسالة رفض وتمرد لشعوره بضيف غريب ودخيل عليه سيخطف منه أضواء الاهتمام الوالدي والرعاية الأسرية؛ فيحاول تقليده في رضاعته وفي نومه وفي كلامه بل وفي قضائه لحاجته؛ فلا تستغربي سلوكه!.
3- هذا السلوك طبيعي جدا نتيجة لشعوره بقدوم هذا الدخيل.
4- المهم هو عدم وقوع الوالدين في أكبر خطأ والدي تربوي؛ وهو التردد في القرارات وعدم الحزم في تنفيذ ما يقررانه خاصة هذه المعارك أو الصراعات الوالدية الخالدة في تربية الأبناء؛ وهي:
(1) صراع النوم.
(2) صراع قضاء الحاجة.
(3) صراع الطعام والمائدة.
ولقد فصلنا كيفية إدارة هذه الصراعات والمعارك الخالدة في ردودنا السابقة في هذا القسم الموقر، وسنوردها لك بنهاية الرد.
5- لا تترددي في العزم على تنفيذ قرار الفطام؛ فإذا ارتددت خطوة فستؤدي هذه الخطوة إلى عواقب تربوية عند الطفل تجعله يفهم أن هذين الوالدين ضعيفان في قراراتهما ومجرد رفضه وتمرده سيجعلهما يترددان ويوقفان مشروعهما ولو كان الفطام.
6- عليك أن تغدقي عليه بالحنان وتشعريه بأنه في أمان من قدوم الضيف العزيز.
7- احذري من عدم التسوية؛ فهي كما أوضحنا من أكبر عوامل بذر العقوق عند الأطفال.
خامسا: قضية "آلام ما بعد الفطام":
فلقد أوضحناها أيضا في ردنا على مشكلة مشابهة؛ في موقعنا الموقر "إسلام أون لاين.نت"، قسم "معا نربي أبناءنا"، وتحت عنوان: "مشاكل ما بعد فطام طفلك ".
ولكن يسرني أن أوجه إليك هذه الملاحظات التربوية:
1- لا شك أن هذه الآلام نقصد بها المعانة التي يواجهها الطفل ويواجهها الوالدان في هذه المرحلة.
2- فالطفل يشعر أنه قد ظُلِم بمنعه من الرضاعة؛ فسيرفض ويقاوم فيختبر جدية وقوة قرار الوالدين؛ فإذا استشعر بعض التردد والضعف؛ نشأ عنده حاسة التمرد؛ واكتسب خبرة تعطيه تجربة بأنه يستطيع مواجهة القرارات الوالدية الضعيفة وينتصر في صراعه معهما.
3- والوالدان يشعران بعقدة الذنب وكأنهما ارتكبا جريمة في حق الطفل؛ ولكنهما يتناسيان أن الإنسان خلق في كبد ومعاناة وما هي إلا تربية على الاستقلالية والحرية وبناء مبدأ الاعتماد على النفس.
4- فعلى رسلكم أيها الآباء وأيتها الأمهات؛ فالتربية فن والمرحلية يلزمها صبر؛ طالما استظلت بالضوابط الشرعية وراعت الجوانب التربوية في التعامل مع مرحلية الطفل.
سادسا: قضية "الثواب والعقاب عند الأطفال":
ولتوضيح ذلك، وللرد على استفساراتكم؛ ردا شافيا، كافيا، سنجعله بعونه سبحانه في نقاط منهجية؛ على هيئة أسئلة بسيطة، وإجابات عنها أبسط.
1- وضع معايير ثابتة للثواب العقاب:
وعلى ولي الأمر أن يقوم بإعلان نظام الثواب والعقاب، ويشارك جميع أفراد الأسرة الرأي فيه، ثم يضعه على هيئة لائحة أو جدول واضح، قبل أن يقوم بتطبيقه حتى يتقبله الأبناء دون إحساس بظلم أو تعسف.
2- مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل.
المكافأة والإثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره.
وهي أيضا أداة مهمة في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار أيضا؛ لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية.
والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلا.
مثال:
في فترة تدرب الطفل على تنظيم عملية الإخراج (البول والبراز)، عندما يلتزم الطفل بالتبول في المكان المخصص على الأم أن تبادر فورا بتعزيز ومكافأة هذا السلوك الجيد إما عاطفيا أو كلاميا (بالتقبيل والمدح والتشجيع)، أو بإعطائه قطعة حلوى.
نفس الشيء ينطبق على الطفل الذي يتبول في فراشه ليلا حيث يكافأ عن كل ليلة جافة.
أنواع المكافآت:
ويقصد بها التحفيز والتشجيع.
1- المكافأة الاجتماعية:
وله القدر الكبير من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معا.
يقصد بها المكافآت المعنوية، أو التحفيز أو التشجيع الإيجابي المعنوي.
وهي نوعان:
(1) تحفيز إيجابي معنوي لفظي، مثل: "المديح - المجاملة - الإطراء المخلص - المداعبات اللفظية".
(2) تحفيز إيجابي معنوي غير لفظي، مثل: "الابتسامة والتقبيل - المعانقة - الربت - الاهتمام - إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان".
2- المكافأة المادية:
دلت الإحصاءات على أن الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية، ولكن هناك أطفالا يفضلون المكافأة المادية!!!.
3- عدم مكافأة السلوك السيئ مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة:
السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة وبمحض الصدفة من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلا.
مثال:
الأم التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم ثم رضخت الأم لطلبها بعد أن بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ ابنتها.
تحليل:
في هذا الموقف تعلمت البنت أن في مقدورها اللجوء إلى البكاء مستقبلا لتلبية رغباتها وإجبار أمها على الرضوخ.
4- معاقبة السلوك السيئ عقابا لا قسوة فيه ولا عنف:
أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر.
العقوبة يجب أن تكون خفيفة لا قسوة فيها؛ لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيئ مستقبلا؛ وليس إيذاء الطفل وإلحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية أولادهم.
وعلى النقيض نجد أمهات -بفعل عواطفهن وبخاصة إذا كان الولد وحيدا في الأسرة- لا يعاقبن أولادهن على السلوكيات الخاطئة فيصبح الطفل عرضة للصراع النفسي أو الانحراف عندما يكبر.
أنواع العقوبة:
(1) العقوبة اللفظية:
أ- اللوم.
ب- النقد.
ج- التنبيه لعواقب السلوك السيئ.
د- التوبيخ.
(2) العقوبة الحركية:
أ- الحجز لمدة معينة:
وتتم في مكان معين كالغرفة المغلقة أو الحمام.
ب- العقوبة الجسدية: ويقصد بها الضرب في أماكن لا تضره.
وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما ممن دلوا على الخير؛ وأن يوفقني في جواب شاف، يعينك على تربية أبنائك ويثلج صدرك وتابعينا بأخبارك . وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ـــــــــــــــــ(104/195)
صيغة تربوية لاستقلال منام طفلك ... العنوان
السلام عليكم. مشكلتي باختصار مع ابنتي أنها تحب النوم معي طوال الليل بالرغم من وجود غرفة خاصة بها، وتريد مني دائما أن أكون معها بالرغم من أنني أتركها عند أمي لبعض الوقت أو مع والدها، ولا يكون عندها أي مشكلة أبدا، ولكن في الليل تنام في سريري، وعندما أنقلها إلى غرفتها تصرخ وتطلب العودة إلى سريري، وكل محاولات الترغيب معها باءت بالفشل.. فماذا أفعل أفيدوني أفادكم الله؟ والسلام عليكم.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكر الله لكم استشارتنا. وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما ممن دلوا على الخير؛ وأن يوفقني في جواب شاف، يعينك على تربية أبنائك ويثلج صدرك.
أما عن مشكلة ابنتك الصغيرة والتي لم أعرف ما عمرها؛ فهي تدور حول قضية مهمة جدا؛ وهي "استقلالية الطفل في فترة نومه.. متى؟!.. ولماذا؟!.. وكيف؟!"، وهي إحدى الرسائل التربوية التي يصدرها مركز "ولدي" الطبي للأطفال بدمنهور، تحت سلسلة تربوية بعنوان "منهجية الاستثمار في الأبناء".
وسأقتطع منها ما يفيدك بعون الله، ويساعدنا للرد الشافي، على رسالتكم الطيبة. وسنجعل الرد مختصرا ومنهجيا، وفي نقاط؛ على هيئة أسئلة منهجية بسيطة، وبإجابات أبسط:
1- متى يستقل الطفل في نومه؟
- يبدأ من نهاية السنة الأولى.
- يكتمل في نهاية السنة الثانية.
2- لماذا يستقل الطفل في نومه؟ أي لماذا نعزل الطفل، في غرفة أخرى عن والديه؟.
- مرحلة مهمة في سلسلة التكوين النفسي والتربوي في حياة الطفل؛ فإذا بدأت مبكرا، أو تأخرت كان لها من الآثار النفسية الشديدة عليه.
- أول خطوة في بناء استقلالية الطفل؛ ونزع الروح الاتكالية، وبناء الاعتماد على النفس.
- حفظ قدسية الرمز ومكانة الوالدين أمام صغارهما؛ فلا يرونهما في وضع خاص؛ قد يريانه أنه يقلل من احترامهم لهما.
- حفظ نفسية الطفل؛ فلا يرى قدوته في وضع ما يرى أنه يحطم صورة الرمز وقدسيته في عقله الباطن؛ فينعكس على تكوينه النفسي السوي.
- بناء الشخصية السوية لدى الطفل؛ والمعتزة بخصوصيتها.
- بناء روح الحرية لدى الطفل؛ فيستشعر أن له مملكته الخاصة، فينظمها على راحته وباختياره.
3- كيف يستقل الطفل في نومه؟ أو بمعنى آخر؛ ما هي الخطوات المنهجية لتدريب الطفل على الاستقلالية في نومه؟
- يتجنب وضع الطفل بين الوالدين على سرير واحد؛ بل يوضع بجوار الأم من الجهة الأخرى.
- ثم يوضع الطفل في سرير خاص به بعيدا عن سرير الوالدين.
- تجهز غرفة للطفل خاصة به؛ ويتفنن في تجهيزها من الألعاب والألوان المحببة إليه.
- تحاول الأم قضاء بعض الأوقات الطيبة والسعيدة مع الطفل في هذه الغرفة، حتى يتكون لديه حب الغرفة والأنس بها.
- تحاول الأم مشاركة الطفل في النوم مع الطفل في تلك الغرفة، في فترات قصيرة ومتفرقة، مع محاولة قص قصص قبل النوم تحبب إليه النوم فيها.
- ثم بالتدريج تحاول تعمد أن يستيقظ الطفل فلا يجدها بجواره فيها؛ أي تتركه لبعض الوقت، وتختبر رد فعله.
- أن يتعمد تسمية الغرفة باسمه، ووضع كل ما يحبه فيها؛ حتى تخلق رابطة خاصة بينه وبين هذه الغرفة.
- أن يستخدم نظام الدعم الإيجابي؛ أي المكافأة المباشرة والفورية؛ إذا قضى بعض الوقت فيها، أو نام فيها وحده.
- أن تتجنب عقابه إذا بكى وحضر إليها؛ حتى لا يشعر أن النوم في هذه الغرفة جزء من العقاب.
- تعمد اختيار هذه الغرفة للمناسبات السعيدة لديه؛ كعيد ميلاده.
- الصبر على الطفل، وعدم الضجر.
- عدم إظهار الغضب والعصبية، عند رفض الطفل أو عودته إلى أمه؛ حتى لا نبني فيه روح العناد، والتمرد.
- قراءة آيات الاستئذان في (سورة النور)؛ خاصة العورات الثلاث وقراءة تفسيرها معه؛ التي يجب ألا يدخل غرفة والديه فيها؛ وهي قبل صلاة الفجر، وعند القيلولة بعد الظهر، وبعد صلاة العشاء.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ". (النور 58).
- التفنن في تنويع حكايات قبل النوم.
- المداومة على أذكار النوم.
- الدعاء.
4: ماذا عن النوم عند الأطفال عموما؟
وهذه قضية ستجدين تفاصليها، وإجابات عن هذه الأسئلة:
- ماذا عن مدة النوم عموما عند الأطفال؟
- كيف السبيل إلى النوم الهادئ؟
- ما هي أسباب الأرق عند الأطفال؟
- ما هو علاج الأرق (Insomnia)؟
- أخلاقيات الفارس (نصائح تربوية غالية لحسن إدارة الصراع)؟
وذلك باطلاعك على رسالة "ولدي.. وصراع النوم الخالد؟!"؛ وهي ضمن ردنا المنشور على موقعنا الموقر "إسلام أون لاين.نت" تحت عنوان: أرق الأطفال..الأسباب والعلاج.
5- رجاء حار!:
وبعد؛...
فالساعة الآن تقترب من منتصف ليل السبت (24 من شوال 1426هـ 26/11/2005م)؛ وقد آثرت أن أرد على تساؤلاتكم؛ فعسى الله عز وجل أن يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
فإن أفادكم هذا الرد، وإن شئتم؛ أن تدعوا الله سبحانه عن ظهر الغيب؛ أن يثيبني، وكذلك كل العاملين على موقعنا الموقر:
- بأن يبارك لنا في أبنائنا.
- يغفر لنا ما لا يعلمون، ولا يؤاخذنا بما يقولون، ويجعلنا خيرا مما يظنون.
- وبأن يحشرنا مع من أغاث ملهوفا.
- وأن يكون في عوننا، بأن جعلنا دوما فيمن كان في عون أخيه.
- وأن يجعلنا ممن دلوا على الخير.
- وأن نكون ممن أدخلوا السرور على بيت مسلم؛ فليس له جزاء -كما بشرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم- إلا الجنة.
وأخيرا؛...
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز "إسلام أون لاين.نت"؛ قسم "معا نربي أبناءنا" وتابعينا بأخبارك. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ـــــــــــــــــ(104/196)
ابنة زوجي ..وأخطاء تعدد المشارب ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخوة والأخوات في إسلام أون لاين، جزاكم الله كل خير على مجهوداتكم الرائعة واستشاراتكم المفيدة، فأنا من أشد المعجبين والمتابعين لموقعكم الرائع، وخاصة صفحة "معا نربي أبناءنا".
أنا أم لأربع بنات، وأدعو الله أن يعينني على تربيتهم الدين والخلق الكريم. ومع تطورات الحياة أشعر بخوف شديد عليهن، فأنا أفكر في المستقبل بشكل دائم وفي الوقت نفسه لدي خوف منه.
لنبدأ منذ البداية، أنا متزوجة من رجل مطلق ولديه ابنة، عندما تزوجته كان عمرها سنة ونصف، وكانت جدتها ترعاها وظلت الفتاة مع جدتها إلى أن بلغت أربع سنوات تقريبا، مع العلم أننا نسكن في نفس البيت ولكن في طابق آخر؛ أي أن المسئولية كانت مشتركة بيننا ولكن جدتها تتحمل الجزء الأكبر بحكم أنني أعمل، أنجبت في هذه الفترة ثلاث بنات؛ الكبرى عمرها الآن أربع سنوات، ثم التوأم وعمرهما الآن سنتين ونصف، وهو ما زاد انشغالي عن ابنة زوجي.
انتقلت الحبيبة للعيش معنا عندما كانت تبلغ أربع سنوات، ولكنها ظلت متعلقة بجدتها بشكل كبير، مع العلم أن جدتها تسكن مع ابنها الأكبر ولديه 6 أولاد منهم من هو في عمر ابنة زوجي التي كانت تتسبب بمشاكل كبيرة مع أبناء عمها؛ وذلك نظرا لأنها تربت على التدليل الزائد عن الحد، فهم يعتبرونها يتيمة ويحاولون تعويضها حنان الأم، فمهما أخطأت لا تعاقب أو حتى توجه، فكل شيء مسموح لها بالمقارنة مع بنت عمها التي في نفس سنها، فمثلا إذا تعاركوا على شيء فهو دائما من حقها، حتى إن أولاد عمها كانوا يعترضوا ولكن دون فائدة.
الآن بدءوا يشعرون بخطاهم ويحاولون تعديل تعاملهم معها وتصحيح أخطائها ولكنها لا تستجيب. الآن ابنة زوجي عمرها 6 سنوات، في الصف الأول الابتدائي ولديها مشاكل كثيرة:
فهي كثيرة الحركة لا تكاد تستقر في مكان واحد 10 دقائق، مهملة في المحافظة على أغراضها، فكل يوم لها شيء مفقود إما قلم أو دفتر وهكذا،
مشكلة أخرى عدم التركيز في شيء معين، مثلا عندما أدرس لها تكون دائما مشغولة وشاردة الذهن وتريد أن تنتهي من واجباتها لتذهب إلى اللعب، شقية جدا بشكل ملحوظ بحيث لا يراها أحد في زياراتنا أومن الضيوف وحتى الأقارب إلا أبدى انزعاجه من شقاوتها.
كل هذه المشاكل أحاول أن أتكيف معها وأعتبرها مشاكل طفولية لا بد أن تنتهي في يوم ما، ولكن المشكلة الكبرى التي دعتني إلى الاتصال بكم، والتي صدمت عندما تأكدت منها ولا أبالغ إذا قلت إنني لم يرقأ لي جفن حينما رأيت ذلك المنظر. لاحظت عليها عدة مرات أنها تنام على بطنها وتضع يديها على فرجها وتتحرك بشكل لا يثير في نفسك إلا أنها تمارس العادة السرية، لم أصدق ما رأيت في البداية، فأنا أتساءل بالفعل هل يمكن لطفلة في هذا العمر أن تشعر بالشهوة أو تطلبها، وقد لاحظت هذا الشيء منذ أن كانت عمرها سنتين، فقد كانت عندما تريد النوم تفعل هذا الشيء وكانت جدتها تنهرها في ذلك الوقت.
أعاد ما رأيت إلى ذاكرتي مواقف كثيرة كنت أستغرب منها وأنزعج في نفس الوقت، مثلا في مرة كنت ذاهبة إلى بيت أختي ومررنا برجل يجلس في الشارع ويدندن بأغنية فقالت لي: انظري ماما بدأ يغني عندما رآني. وفي موقف آخر كنت في بيت أهلي ولديهم محل بقالة وذهبت تحضر شيئا منه فرجعت تقول لي: لقد جاء رجل وغمز لي بعينه وأتى رجال كثيرون حتى يروني. موقف آخر أيضا في بيت أهلي عندما وصلنا البيت وكانت هي تلبس قميصا تحته بلوزة "حفر"، فخلعت القميص وذهبت تجري وتقول: أنا رايحة على بيت خالي لأن عندهم أولادا خليهم يشوفوني بها المنظر (الكلام بالحرف كما قالته)، مع العلم أن أخي لديه ابن واحد أكبر منها بسنتين فقط.
تنزل أحيانا للشارع عندما أكون في عملي مع أولاد عمها، وفي مرة قال لي ابن عمها: إنها ترفع ملابسها أمام الرجال في الشارع وتكشف عن ملابسها الداخلية. أستغرب مما تفعل، فنحن في بيتنا محافظون جدا، ولا نشاهد أو نسمع أي شيء مخالف للدين، فمثلا التليفزيون لا يفتح إلا على الجزيرة، اقرأ، سبيس تون أو سمارتس ووي. أشعر بقلق شديد مما رأيت، لا أستطيع أن أستشير غيركم، حتى والدها لم أخبره حتى الآن بشيء، أفيدوني جزاكم الله كل خير.
الرجاء أن تجيبوني باعتباري أمها، فأنا منذ تزوجت تعاملت معها على هذا الأساس بالرغم من وجودها مع جدتها إلا أنني كنت دائما أحاول أن أتواجد معها يوميا بعد رجوعي من عملي قدر استطاعتي، حتى إنها لا تعرف لها أمًّا سواي فهي تناديني ماما ولا تعرف بقصة أمها.
سؤال أخير: متى يمكن أن نخبرها عن أمها مع العلم أنها أكثر من مرة جاءت إلي تسألني هل صحيح أنك لست أمي وأن أبي قد تزوج امرأة أخرى غيرك وطلقها؟ كنت لا أعرف ما أقول لها، ولكن في كل مرة كنت أسألها من قال هذا؟ فتخبرني بأنهم أولاد عمها، فأتجاهل الموضوع وأغير دفة الحديث.
آسفة جدا على الإطالة، ولكنني شعرت أن هذه التفاصيل مهمة في الاستشارة، وجزاكم الله عنا كل خير.
... السؤال
أسر مضطربة ... الموضوع
أ.د. سحر محمد طلعت ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الكريمة: أم الحبيبة..
بارك الله فيك وأكرمك وأثابك وبارك لك في أولادك بقدر حرصك على ابنة زوجك، ولكنكم رغم هذا الحرص وقعتم في بعض الأخطاء التربوية التي ساهمت بشكل كبير في إحداث هذه المشاكل التي تعانين منها مع الحبيبة. وقبل أن نناقش سويا هذه المشاكل أحب أن أؤكد على نقطتين أساسيتين:
أولاهما: أنني أدرك جيدا أن وقوعكم في هذه الأخطاء التربوية قد يحدث من أي أم مع أطفالها وخصوصا الطفل الأول.
وثانيهما: أن تدارك هذه الأخطاء ممكن بإذن الله، فما زالت الحبيبة صغيرة.
والآن إلى الأخطاء التربوية التي وقعتم فيها:
- ترك الطفلة عند جدتها في المرحلة الأولى من عمرها قد يكون سبب لها أزمة نفسية؛ لأن الرسالة التي تصل لها أن أمي لا تريدني معها، وأنها تفضل عليَّ عملها، وأنني لا أحظى بنفس الحب الذي تكنه لإخوتي؛ لأنها تركت عملها من أجلهم ولم تتركهم عند جدتي مثلما فعلت معي. وهذه الأزمة النفسية تحدث حتى ولو كان اهتمام الجدة ورعايتها أفضل بعشرات المرات من اهتمام الأم ورعايتها.. وقد يكون عند الوالدين أسبابهم القوية جدا لترك أحد الأبناء عند الجدة، ولكن في النهاية الأطفال لا يفقهون هذه الأسباب ولا يقدرونها وكل ما يفهمونه هو أنهم يريدون اهتمام ورعاية الأم.
• التدليل الزائد المبالغ فيه الذي تعرضت له الحبيبة في بيت جدتها، وأظنك تعلمين أن التدليل الزائد والقسوة الزائدة كلاهما خطر على نفسية وسلوكيات الطفل.
• إخفاء الحقائق عنها والتهرب من الإجابة عليها بعد أن أخبرها أولاد عمها أنها ليست ابنتك.. وكان الأولى بكم طالما أنكم تريدون أن تخفوا عنها هذه الحقيقة أن لا تخبروا أبناء عمها بها أو أن تنبهوا على الكبار منهم ألا يطلعوا الصغار على هذا الأمر، أما التمويه والتهرب فلن يصلح علاجا لهذه المشكلة.
• نهرها وتوبيخها من قبل جدتها عندما اكتشفت أنها تلعب في أعضائها؛ وذلك لأن النهر والتوبيخ يرسخ العادات السيئة.
هذه هي الأخطاء التربوية التي وقعتم فيها، وكان نتاجها ما تعانون منه من مشاكل كثيرة مع الحبيبة.
وقبل أن نناقش سويا سبل علاج هذه المشاكل، تعالي نتحدث أولا عن المشكلة التي تؤرقك وهي مشكلة مداعبة الصغيرة لأعضائها التناسلية، وهذه المشكلة قد ناقشتها صفحة "معا نربي أبناءنا" كثيرا في استشارات سابقة، وأرجو منك أن تراجعيها. ولكن أهم ما يجب أن تضعيه في اعتبارك هو أن هذه الممارسات لا تحمل أي معنى جنسي للطفل الذي يمارسها، وإنما هي نوع من اللعب الجنسي الذي يحاول فيه الطفل اكتشاف جسده، ومن خلال هذه المحاولة يجد الطفل شعورا مريحا فيستمر في هذه الممارسة، والعلاج لن يكون أبدا بالنهر والتوبيخ ولكن العلاج يحتاج أولا إلى أن نتأكد من أن الطفلة لا تتعرض لأي شكل من أشكال التحرش والانتهاك الجسدي، خصوصا وأنتم -كما قلت- تعيشون في بيت العائلة ويمكن من خلال التداخل بين الأطفال وفيهم من هو أكبر منها سنا أن يحدث هذا الانتهاك الجسدي دون أن تلاحظوا. وبعد التأكد من أن هذا لا يحدث عليك بعدم نهر الطفلة، ولكن اجتهدي دوما في البحث لها عن نشاطات تحبها وتشغلها بحيث تحولي تفكيرها عن هذه العادة السيئة التي تمارسها، ويمكنك أيضا أن تحادثيها بلطف عن خطورة هذه الممارسة، وكيف أنها يمكن أن تسبب أمراضا مختلفة والتهابات موضعية.. كما أن الميكروبات يمكن أن تنتقل من هذه الأماكن عبر اليدين مع الطعام وتسبب الكثير من الأمراض، أي أن الحديث يكون من باب الصحة والنظافة.
أما علاج كل مشكلات طفلتك الحبيبة فلن تنتهي إلا بالحب والاقتراب منها ومحاولة احتوائها، وإكسابها الثقة بنفسها من خلال إيجاد أدوار تناسبها وتشعرها بأهميتها.. فيمكنها مثلا أن تشاركك في رعاية إخوتها أو أن تقوم ببعض الأعمال المنزلية البسيطة واللطيفة مع الثناء على أدائها وتحفيزها دوما. وعليك وعلى والدها أن تتشاركا في الاهتمام بها. وأحسب أن فترة الأربع ساعات التي تقضينها معها والساعتين اللتين يقضيهما الوالد يعتبرا فترات قصيرة جدا، ولذلك فمن الضروري استغلال هذه الفترات أفضل استغلال بحيث تشعر بحبكما، وبحيث تتمكنا من أن تقيما معها حوارا وصلة جيدة، وليكن هدفكما أن تحموها بحبكما واهتمامكما من أن تبحث عن الاهتمام عند غيركم بالطرق التي ذكرتها.
والحديث مع الطفلة عن حدود العورة وعن أهمية ألا يطلع أحد على جسدها يعتبر بداية جيدة للحديث معها، على أن يتم هذا بصورة غير مفتعلة.
وطاقة الطفلة الزائدة تحتاج إلى أن تستغل الاستغلال الأمثل من خلال أنشطة تحبها، فابحثي عما تحبه وشاركيها فيه. وبعد أن تتوطد تماما بينكم العلاقات يمكنكما أن تخبراها ببساطة أنها ابنتك الحبيبة التي لم تلديها؛ لأن الإخفاء والتهرب لن يكون أبدا حلا للمشكلات.
الأخت الكريمة، أعلم أن مسئوليات البنات عليك كبيرة، ولكن استعيني بالله سبحانه ولا تعجزي، وكوني على يقين من أن الله سبحانه سوف يبارك لك في جهدك ووقتك وصحتك.
ـــــــــــــــــ(104/197)
بكاء الطفل.. مقياس المراجعة لا التراجع ... العنوان
ابنتي عمرها الآن 3 سنوات و9 أشهر وقد ألحقتها الروضة هذا العام، وذلك لما أراه فيها من رغبة شديدة في الالتحاق في الروضة.
في البداية كانت محبة للمدرسة متحمسة وسعيدة، وبعدها بفترة انعكس الوضع وذلك بسبب أن فتاه ضربتها، وأصبحت تكره المدرسة وأنا أحاول أن أسايرها بالكلام وأتركها على راحتها دون إجبار، والحمد لله تجاوزنا المرحلة، ولكن الآن هذه الأيام هي تريد الذهاب للمدرسة، ولكنها تذهب وهي تبكي لأنها تريدني أن أذهب معها في الصف وأجلس معها.
معالعلم أنا لا أجبرها أن تذهب، وأقول لها إذا أنت لا تريدين الذهاب فاجلسي وتغيبي اليوم ولكنها تصر على الذهاب لكن ببكاء.
أريد منكم الحل، هل أنا غلطانة لأنني ألحقتها بالروضة بسن مبكرة؟ وكم السن المثالية للروضة؟ هل أسجلها في الروضة الكورس المقبل، مع العلم بأنها تريد الذهاب للروضة لكنها تريد الذهاب معي فلذلك تبكي؟ أم لا ألحقها هذا الكورس حتى لو طلبت مني ذالك؟ أرجوكم أريد استشارتكم في هذا المجال؛ لأني أحس بالشفقة عليها ولا أعرف ما هو الحل...
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
تحية طيبة وتهنئة خالصة بعيد الفطر، وندعوه تعالى ألا يأتي علينا العيد القادم إلا ونحن في عزة ومنعة.
سيدتي، أهلا بك على صفحة "معا نربي أبناءنا"، ويسرني الرد على استشارتك الكريمة، ولكن قبل الرد أريد أن أوضح لك أمرا -تحدثنا عنه كثيرا على هذه الصفحة- وهو الطفل الأول وأسلوب التعامل معه ومشكلاته واحتياجاته.
وبالطبع لن أعيد ما طرحناه من قبل فلك أن تطلعي على مثل هذه الموضوعات إذا أردت المزيد من الاستفادة، ولكن سأتناول جزءا يسيرا مما يتعلق بأمر الطفل الأول (وربما لا يكون خاصا بالطفل الأول عند بعض الأمهات)، هذا الأمر الذي أود تناوله هو الخوف والشفقة الشديدة التي تنتاب الأم حينما ترى وحيدها يبكي وهل من أسس التربية الصحيحة ألا أدع ابني يبكي أو يتألم قليلا؟.
سيدتي، قليل من البكاء والألم يجديان في التربية، وأرجو أن يُفهم كلامي هذا على وجهه الصحيح؛ فلا يعني من كلامي أننا نتعمد إيذاء أبنائنا إيذاء بدنيا أو نفسيا شديدا، وسأضرب لك مثلا حتى أوضح لك مقصدي؛ فحينما يقترب الطفل من سلك كهرباء مكشوف ثم أنهره ويبكي فهل سأشعر بأنني قسوت عليه، ومن ثم أحاول بعد ذلك النزول على رغبته في أن يقترب من الكهرباء أو أتركه يبكي حتى لو أصر على تنفيذ رغبته؟ بالطبع لن أنفذ ما أصر عليه حتى لو ظل يبكي طوال اليوم، بل سأشعر بالحمق والجنون لو نفذت له رغبته، وهنا يصدق قول الشاعر:
قسا ليزدجروا ومن يك راحما فليقس أحيانا على من يرحم
وليس القسوة هنا بمعناها الدارج الذي هو ضد الرحمة بل المقصود الحزم؛ ولذا سيدتي فليس بكاء الأطفال -في كل الأحوال- مقياسا للتراجع عن أسلوبنا في التوجيه، وإنما نستطيع القول بأنه مقياس لمراجعة النفس، فإن تبين لنا أننا على حق فلا أرضخ لهذه الدموع وأمضي قدما، داعية الله أن يبصرنا بما فيه الخير وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، أردت فقط أن أنبه لهذه الملحوظة التي تجعل كثيرا من الأمهات يتذبذبن في توجيههن وتربيتهن لأطفالهن.
والآن تعالي لنتناول الرد على استشارتك:
أنت لم تخطئي -سيدتي- بإلحاق ابنتك بالروضة في هذه السن فهي سن مناسبة جدا بل بعض التربويين يعتبرونها سنا متأخرة قليلا.
وأما بالنسبة لبكاء ابنتك عند ذهابها للروضة فهذا أمر طبيعي في البداية -حتى لو لم تكن تبكي من قبل- وما عليك الآن إلا أن تحاوريها، فعندما ترغب في أن تذهبي بها إلى الروضة وأن تجلسي معها فأخبريها قائلة: "بالطبع يمكنني أن أذهب بك إلى الروضة لكن لا يمكن أن أجلس معك أو أنتظرك؛ لأن هذا المكان مخصص لدراستك أنت وأصحابك الذين هم في مثل سنك وليست لي أنا".
فإذا ألحت وبكت لكي تجلسي معها فأخبريها بشكل حازم أنك لا تستطيعين التفاهم معها وهي تبكي؛ ولأنكما تتحاوران فعليها أن تكف عن البكاء حتى تستكملا حواركما، ثم ذكريها بأنها كانت تذهب من قبل دون أن تطلب منك أن تجلسي معها فما الذي استجد؟.
فإن تطرقت لموضوع الطفلة التي ضربتها من قبل فقدري مشاعرها قائلة: "ربما تكون هذه مشكلة"، ثم اسأليها عن كيفية حلها واستمعي لحلولها دون أن تعلقي على أي منها حتى تنتهي، ثم اقترحي أنت أيضا بعض الحلول، مثل: يمكنها أن تشكو هذه الفتاة إلى معلمة الفصل، أو يمكن أن تتحدث إلى الطفلة مباشرة وتسألها لماذا تضربها رغم أنها -أي طفلتك- لم تؤذها بشيء، مع ملاحظة أن تتركي لها الفرصة أولا كي تفكر في الحلول الممكنة.
وعندما تذكر من هذه الحلول بقاءك معها بالروضة أو بالفصل فعلقي على ذلك في نهاية اقتراحاتها بأن هذا الحل لا يمكن القيام به، واذكري لها ما ذكرته قبل ذلك أنك يمكن أن توصليها إلى الروضة فقط لكن لا يصح أن تبقي معها.
واتركيها تفكر فيما قلت وعندما تطلب منك مرة أخرى الذهاب إلى الروضة فاقترحي أن تجرب الذهاب غدا وأن تجلس بالفصل كما كانت تفعل من قبل، فإن بكت وأصرت فأعرضي عنها حتى تهدأ، ولتعلم أنك لن تخضعي لهذا الضغط حتى تفهم أنك جادة في قرارك، وعندئذ ثقي أنها ستحاول أن تواجه الموقف وتذهب للروضة بمفردها فعليك التجمل بالصبر والإصرار على موقفك دون قسوة لكن في حزم ودود.
ـــــــــــــــــ(104/198)
تجاوز صعوبات التعلم.. المعايير بقصة نجاح ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله أحبتي في الله أنا لست بصدد طلب استشارة إنما مشاركة وعرض تجربة شخصية لربما أفادت ألأخت السائلة عن (ضعف التركيز..فتش عن صعوبات التعلم).
ولا أنكر رغبتي وحبي لسماعي لرأيكم الكريم. لقد بدأت مشكلتي مع ابني منذ سنتين ونصف عندما لاحظت تأخرا في نطقه ومفرداته اللغوية نسبة لسنه. كان عمره 4 سنوات عرضت طفلي على أخصائية نطق حيث قالت إنه يعاني من تأخر لما يقارب السنة لا أخفي عليك كم حزنت لكن ما حصل بعدها أن مديرة الحضانة الموجود فيها ابني رفضت التقرير واعتبرته مبالغا فيه طلبت رأيا ثالثا وهنا كان حان وقت انتقال ابني إلى المدرسة الابتدائية.
أتت الأخصائية لتعطي رأيها ثم أرسلت لي رسالة توضح فيها رأيها وكان severe disordered language both with his receptive and expressive languge skills.لقد صعقت وبكيت لكن أحمد ألله كثيرا على اكتشافنا المبكر.
أختي العزيزة، أسرعي بابنتك إلى أخصائي فعامل الوقت مهم جدا . لقد تحدثت عن المرحلة الصعبة لا أنكر أبدا حزني وبكائي شبه الدائم لكن كنت أعلم أني لن أقف مكتوفة الأيدي وبدأت أقرأ الكتب وأدخل النت وأتابع البرامج على الشاشة وكل ما تيسر أمامي، ثم بدأت بالتعاون والتنسيق مع المدرسة وخصصت يوما في الأسبوع أبقى فيه في الصف مع ابني لأساعده وكان ذلك لمدة سنة كاملة. كمية الدرس كانت قليلة..ركزنا على الأهم بالنسبة للمدرسة.
الصراخ كان يعيدني أسابيع للوراء الهدوء والضحك والثناء والمديح كان له الأثر الكبير.
الدعاء وخاصة أثناء السجود في الصلاة كنت أشعر أن الله يستجيب لي فابني الآن في الصف الثاني وهو يقرأ ويكتب ومعلمته تقول إنه يتقدم بسرعة كبيرة حتى إن نسبة التقدم لديه أسرع من الأولاد العاديين.
عزيزتي، حاولي أن تستعملي الصور والأشكال خلال شرحك ولا تعتمدي أبدا كتبا فيها كثير من الكلام وقليل من الصور ولا تملي من الإعادة ، ولا تهتمي بإنهاء البرنامج الدراسي.
إنني أشعر بسعادة كبيرة لمجرد رؤيتي له يقرأ وهو فرح أكثر مني وأظن والله أعلم أنهم يعلمون بوجود مشكلة لديهم. أرجو من الله أن أكون قد أفدتك من خلال تجربتي. والله ولي التوفيق والسلام عليكم .
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أختي الفاضلة تحياتي لك ولإرسالك هذه الرسالة الرائعة وأتمنى من جميع الأهل الذين سبق ومروا بتجارب مثلك أن تكون لديهم الجرأة لنشر هذه التجارب؛ لأنها بالتأكيد سوف تكون ذات وقع أقوى على الأهل الآخرين من رأي المختصين.. وبرأيي الشخصي يعود ذلك لسببين:
- الناس يميلون دائما للتفاؤل ولذلك يصدقون الأهالي الآخرين وخصوصا إذا كانت كلماتهم مطمئنة مثل أن الطفل صغير ولا حاجة لمراجعة مختصين بعد، أو أن ابن عم الطفل أو ابن جيرانهم كان لديه تأخر لغوي وهاهو ما شاء الله عليه يتكلم عن بلد... وما شابه ذلك.
- الأهل دائما يميلون إلى استبعاد أن يكون لدى الطفل مشكلة؛ لأن ذلك يهدد خططهم المستقبلية لحياة الطفل وأمنياتهم له وبذلك يستهلون التسويف والمماطلة لعل الطفل يتقدم وحده بدون الحاجة لتدريب.
أختي الفاضلة، أيضا ما هو رائع في رسالتك هو إثبات أن التدريب المبكر للطفل له نتائج رائعة، ورغم أن هذه النتائج تختلف من طفل لآخر طبعا حسب طبيعة المشكلة وحدتها فإن التدريب المبكر له آثار عظيمه وتجربتك خير دليل، وإن شاء الله في المستقبل أيضا سوف تشعرين بروعة اهتمامك المبكر.. أشكرك وأتمنى أن تواصلينا بأخبارك دائما..
ـــــــــــــــــ(104/199)
أرق الأطفال..الأسباب والعلاج ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ابني يبلغ من العمر 8 أشهر و10 أيام، وهو طفلي الأول، وقد عانينا أنا وزوجي الكثير بسبب طريقة نومه فهو يصحو كثيرا ليلا، لا لشيء إلا لأحمله وأهزه حتى يعود للنوم مرة أخرى وهكذا يوميا، وليلة البارحة صحا حوالي 10 مرات وكل مرة أحمله وأهزه لفترة قد تأخذ أكثر من 15 دقيقة حتى يعود للنوم، ثم أعيده لسريره فيصحو مرة أخرى وهكذا، لقد تعبت كثيرا لا أدري ماذا أفعل؛ فنومي أصبح متقطعا وأحس أنني بحاجة لأنام ساعات متواصلة...
فبعض الأحيان يصحو ابني من 3 إلى 4 مرات فقط ومرات أخرى تصل إلى 15 مرة، ذهبت به للطبيب، وهو والحمد الله بصحة جيدة، كما أنه يأكل بانتظام ويلعب ونشاطه اليومي ممتاز؛ حتى إنه كثير الحركة.
والسؤال: هل المشكلة فيّ أنا؟ هل عودته أنا على هذه الطريقة في النوم وإذا كان هذا صحيحا فماذا تنصحونني أن أعمل؟ كثير من الأمهات يقلن لي اصبري وعندما يكبر بعض الشيء سيتحسن نومه! ولكن أنا أحس بأنني متعبة فما العمل؟.
والأهم من هذا أنني خائفة من أن ابني لا يأخذ كفايته من النوم؛ فهو ينام تقريبا من الساعة 9:30 إلى 6:30 صباحا، وكما ذكرت يصحو كثيرا (4 مرات على الأقل ويرضع مرة واحدة في وقت الفجر تقريبا)، وخلال النهار ينام مرتين مرة قبل الظهر لمدة ساعة ونصف أو ساعتين ومرة في وقت العصر من ساعة إلى ساعتين.
لقدحاولت أن أتركه يبكي عندما يصحو ليلا لعله يعود بعد ذلك للنوم وحده لكن هذه الطريقة لا تجدي نفعا معه ولا حتى معي؛ فأنا أجدها طريقة معذبة للطفل.. فبماذا تنصحونني؟ آسفة على الإطالة، وأتمنى أن أجد عندكم الحل المناسب، وجزاكم الله خيرا على جهودكم المثمرة بإذن الله.
... السؤال
اضطرابات النوم ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبا بكم أم الطفل الحبيب؛ جعله الله سبحانه، قرة عين لكما، وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما ممن دلوا على الخير؛ وأن يوفقني في الجواب الشافي، بعونه تعالى المعافي، وبعد:
لقد تساءلتم عن حالة ولدكم الحبيب المبارك ذي الأشهر الثمانية، والذي يعاني من (حالة اضطراب النوم).
أولا: يسرني أن أبشركم بأن كل سؤال تسألينه، وكل خطوة تقومين بها، وكل جهد تبذلينه مع أبنائكم وأكبادكم التي تمشي على الأرض؛ سيدخر لينفعكم في ترجيح ميزان حسناتكم يوم القيامة.
ثانيا: وأبشركم أيضا بأن هذا الجهد والبذل اللذيذ؛ هو كذلك خطوة فاعلة، ودعوة للاستثمار في الأبناء: "إِذَا مَاتَ الإنسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثَلاثَةٍ إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".
ثالثا: أما عن مشكلة ولدك الحبيب فهي تفتح ملفا مهما في تربية الطفل يسمى (ولدي.. والصراعات الثلاثة الكبرى والخالدة في حياته: النوم والأكل وقضاء الحاجة).
وسأتناول معك الآن أحد تلك الصراعات، وهي (ولدي ... وصراع النوم الخالد)
ولنجعلالرد منهجيا، وفي نقاط؛ على هيئة أسئلة منهجية بسيطة، وبإجابات أبسط، وبعدها استعرض معك حالة طفلك الحبيب.
ولنبدأ..
1- ماذا عن مدة النوم للطفل في مراحل عمره المختلفة؟
(أ) الطفل حديث الولادة: ينام كل يومه، ولا يستيقظ إلا وقت الرضاعة.
لذا يجب إيقاظه بلطف وقت الرضاعة.
ويجبألا نتركه لينام دون الرضاعة؛ فإن الغذاء أفيد له من النوم وقتها.
(ب) من الشهر الثاني إلى السادس: ينام 20 ساعة يوميا. ثم تقل تدريجيا.
(ج) من الشهر السادس إلى الثاني عشر: ينام من الساعة 6 مساء إلى الساعة 6 صباحا، ثم ينام ساعتين صباحا، وساعتين بعد الظهر.
(د) وفي خلال السنة الرابعة والخامسة: ينام من 10-12 ساعة.
(هـ) ومن عمر السادسة إلى العاشرة: ينام من 10-11 ساعة.
(و) ومن عمر 13-16 سنة: يجب ألا تقل مدة النوم عن 9 ساعات يوميا.
2- كيف السبيل إلى النوم الهادئ؟
(أ) عوديه منذ صغره على النوم من 6 مساء إلى 6 صباحا، دون انقطاع إلا لرضعة الساعة 9 أو 10 مساء.
(ب) اجعلي الحجرة هادئة، ومظلمة، أو مغلقة النوافذ، وبعيدة عن الضوضاء.
(ج) ضعي تحت رأسه وسادة لراحته.
(د) لا تحاولي تغيير نظام أو موعد نومه إلا للظروف القاهرة.
(5) حافظي على نظافة فراشه قبل النوم، وكذلك ثيابه جافة؛ واسعة صيفا، دافئة شتاء.
(6) أشعريه بالأمان؛ فلا تقصي القصص المرعبة، ولا تجعليه يشاهد المناظر التليفزيونية العنيفة قبل نومه.
(7) حاولي تطبيق هديه صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو:
أ- النوم على الشق الأيمن.
ب- وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن.
ج- اقرئي أذكار النوم؛ خاصة المعوذات وانفثي في يديك، وامسحي بهما جسده كله. والأذكار معروفة وتستطيعين الحصول عليها من أي كتاب للأذكار.
د- أما إذا كان ولدك كبيرا ويستطيع قراءة الذكر بنفسه يكون ذلك أفضل.
هـ- ما هي أسباب الأرق عند الأطفال؟
وتنقسم الأسباب إلى أسباب مرضية وغير مرضية.
أولا: الأسباب غير المرضية:
1- الإضاءة المتوهجة أو الشديدة بالغرفة.
2- الحشرات.
3- الملابس الضيقة.
4- الملابس المبتلة.
5- الغطاء الصيفي الثقيل.
6- الغطاء الشتوي الخفيف.
7- الجوع.
8- الأشياء المزعجة والغريبة بالملابس والفراش، مثل الدبابيس.
ثانيا: الأسباب المرضية:
1- المرض العضوي: وما يسببه من آلام أو حمى.
2- المغص: نتيجة الجوع أو عسر الهضم الذي سببه عدم انتظام الرضاعة.
3- الطفل العصبي: الذي يرث ذلك من والدين عصبيين سريعي الانفعال.
4- التوتر النفسي: والذي ينتج عن محاولة تنويم الطفل دون تدرج فيؤخذ من نشوة اللعب أو مشاهدة لعبة مسلية، إلى النوم فجأة وبأوامر يراها ظالمة.
5- الكوابيس المزعجة: وهي غالبا ما تصيب الأطفال العصبيين والمتوترين نفسيا، وفي العائلات العصبية، والعائلات ذات المشاكل الاجتماعية والنفسية. وهي تحدث للطفل دون الثالثة من العمر، وتزيد بين 3-8 سنوات، وتندر بعد 12 سنة. فيصحو الطفل من نومه خائفا صارخا. وإذا سئل عما يخيفه، أجاب بأنه لا يعرف، أو أنه رأى حيوانات كبيرة مخيفة، وقد يظن أمه الواقفة بجواره حيوانا كاسرا يهاجمه. وقد يفلح من حوله في تهدئته فينام ثانية. ويندر أن يتكرر الكابوس في نفس الليلة.
4- ما هو علاج الأرق (Insomnia)؟
ولعلاجالأرق، نتبع هذه المنهجية:
1- نطبق ما ذكرناه في فقرة: (2-السبيل إلى النوم الهادئ).
2- نعالج السبب غير المرضي.
3- نعالج السبب المرضي:
3- 1 نعالج الأمراض خاصة الحمى والمغص.
3-2 الطفل العصبي:
الطريقة الأولى: بالنسبة للطفل الذي لا يجدي معه المحايلة، قد تلجأ الأم إلى وضعه في السرير وتتركه ولا تأبه بصراخه. وتضع في حسابها أنها إذا ضعفت أمام دموعه وصراخه، وحنت إليه فستخسر معركة النوم للأبد وسيستمرئ الطفل طريقته الصراخية الدموعية، وسيطبقها في كل معاركة الأخرى. أما إذا كانت الأم قوية الإرادة فستستمر في تجاهل هذا الصارخ الباكي، وسيسكت في النهاية، وسيعلم أن طريقته هذه فاشلة وسيرضخ وينام، وتنتصر الأم. وستطبق هذا الأسلوب أمام رغباته الكثيرة والمنوعة.
الطريقة الثانية: وهي الأكثر رفقا. فتطفئ الأم الأنوار، وتجلس بجواره تهدهده وتغني له أو تقص عليه بعض القصص المحببة إليه. وتتجاهل بكاءه. وبالنسبة للطفل الكبير، تظل بالغرفة وتتجاهل تصرفاته منشغلة ببعض الأمور وتتعمد أن تحدثه في أمور أخرى حياتية مثل ما حدث اليوم، وما سيفعلونه غدا.
والمنتصر فيهما سيفرض طريقته في النهاية.
والمهم هو الموقعة أو الجولة الأولى في صراع النوم الخالد.
3-3 الكابوس الليلي:
أ- تجنبي الإكثار من كمية وجبة العشاء؛ فالمعدة الممتلئة من أهم مسببات الكابوس.
ب- قللي من النشويات والخضر.
ج- استشيري طبيبك لتنفيذ الآتي:
- إعطاء الطفل بعض المسكنات قبل الذهاب للفراش.
- علاج الأسباب العضوية غير الجراحية؛ مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، أو ارتجاع المريء.
- علاج الأسباب العضوية الجراحية؛ مثل تضخم اللوزتين، أو اللحمية أو زوائد الأنف الخلفية.
- علاج المسببات النفسية والعائلية كالتوتر والمشاكل الحياتية الاجتماعية.
5- أخلاقيات الفارس (نصائح تربوية غالية لحسن إدارة الصراع)
1- حافظي على أسراره الخاصة؛ فلا تقصي على الأقارب أو الجيران أو المعارف، أي سلوك لولدك في صراعاته الداخلية معكم.
2- اتبعي أسلوب التحفيز؛ بأن تكافئيه بما يحبه إذا استسلم لطريقتك.
3- لا تشعريه بمرارة الهزيمة في صراعاته معك، ولا تقصي أخبار انتصاراتك عليه أمام الغير.
4- اتبعي أسلوب الدعم الإيجابي: أي التشجيع الفوري، وإعطاء الثقة بالنفس.
5- لا تتلذذي بسلطانك وسلطاتك عليه، وكوني رحيمة بمشاعره الرقيقة.
6- الدعاء:
- خاصة أدعية الشفاء.
- ولا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان 74].
فسيشفيه ويعافيه الحق سبحانه الشافي المعافي، وسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديه ولأمته، وسيكون للمتقين إماما؛ علما وخلقا وسلوكا.
6- تحليل الحالة والإجابة عن التساؤلات؟
الواضحأن ولدك الحبيب البالغ من العمر 8 أشهر ويعاني من الأرق:
1- حاولي تطبيق الفقرة: (السبيل إلى النوم الهادئ).
2- ولدك في هذه السن المباركة؛ يمر بمرحلة التسنين؛ فاعتقد أنه يعاني من حالة نقص الكالسيوم (Hypocalcaemia)؛ التي قد تسبب الأرق، والأفضل إعطاؤه مركب الكالسيوم مع فيتامين د مرة باليوم. والأفضل الرجوع للطبي المتابع له لوصف نوع الدواء والجرعة المناسبة.
3- حاولي استخدام طرق علاج (الطفل العصبي).
4- استشيري طبيب أطفال لكشف بعض الأسباب العضوية أو النفسية أو نقص الكالسيوم أو فيتامين د، وذلك لعلاجها فورا.
5- قفي مع نفسك وقفة لعلاج أسباب توترك، وتحليل وضعك النفسي والعصبي.
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز "إسلام أون لاين.نت"؛ قسم "معا نربي أبناءنا". وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ـــــــــــــــــ(104/200)
في الغربة.. وصفة سحرية للاحتفاظ باللغة الأم ... العنوان
السلام عليكم..
لدي مشكلة مع ابني الذي سيبلغ من العمر 4 سنوات في يناير المقبل؛ المشكلة أنه يرفض التحدث بالعربية منذ أن كنا بالسعودية في العام الماضي والتحق هناك بإحدى الحضانات التي تدرس بالإنجليزية، ولكنه يحفظ القرآن الكريم. وفي يونيه الماضي قضينا إجازة الصيف في كندا مع أقاربنا الذين لا يتكلم أطفالهم العربية، والآن رجعنا مرة أخرى وسيلتحق بمدرسة تدرس بالعربية، وأنا الآن أتحدث معه بالعربية وهو يفهمني ولكنه يجد صعوبة في صياغة أفكاره بالعربية، وأعتقد أن تفاعله مع الآخرين بالعربية يساعده، ولكننا ما زلنا سكانا جددا في المنطقة ولا أعرف عربا أو مسلمين ممن هم حولي لإقامة علاقات أسرية معهم.
وأظن أن اللغة لها دور كبير في الثقافة، وهو ما أريد أن أنقله إلى أبنائي، وأدرك أنني لا بد أن يكون لي دور معه في اجتياز الصعوبات التي يواجهها من خلال تقليل الوقت الذي يقضيه في التحدث بالإنجليزية؛ لأن ذلك سيجعله لا يجد نفس الصعوبة التي يجدها الآن.. أرجو المساعدة.
... السؤال
تعليمي ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
تقول الأستاذة "سها السمان" من فريق الاستشارات التربوية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخت الكريمة،
جزاك الله خيرا لحرصك على تعليم أولادك لغة أهل الجنة، وأسأل الله أن يجعلهم ذرية صالحة، اللهم آمين.
قبل أن أبدأ في الرد على سؤالك دعيني أحكي لك عن تجربتي في هذا الموقف، وسامحيني على التطويل.. عندما أتيت إلى المملكة المتحدة كان ابني الأكبر يبلغ من العمر عاما ونصف ولم نتكلم في البيت إلا اللغة العربية، مع العلم بأن والده وأهله من أستراليا ولا يتكلمون اللغة العربية ما عدا زوجي ولله الحمد.
وعندما ذهب إلى المدرسة التمهيدية وكان عمره ثلاث سنوات وجدته يعاني أشد المعاناة في التعامل مع أصدقائه، ولكنه في النهاية كان يعود وهو فرح ومسرور؛ لأنهم كأطفال يستطيعون أن يتفاهموا بدون كلام، ولكنها كانت تضايقني وأفكر في حل ولا أعرف ماذا أفعل معه، وقررت أن نتحدث معه باللغة الإنجليزية، خاصة أن عمته كانت تتعامل معه باللغة الإنجليزية طوال الوقت، وكنت أتضايق وأحاول أن أعلمها العربية حتى تتحدث معه بها.
وذهبت إلى مديرة المدرسة وتكلمت معها على مشكلتي، وخاصة أنني لم أدرس أي شيء وقتها عن الأطفال أو التدريس في هذا البلد، والآن -ولله الحمد- وفقني الله في أن مديرة المدرسة لم تكن إنجليزية الأصل بل من بلد أوربي آخر، فقد أعطتني نصيحة أفادتني بها عمري كله، وقالت لي: إن أردت أن تحافظي على لغتك الأم وتعلميها له وأن يتقنها إتقانا تاما فلا تتحدثي معه داخل البيت إلا بها، ولا تسمحي له بالرد عليك إلا بها، ما عدا وقت الدراسة فادرسي له وتحدثي معه بلغة المدرسة؛ لأنه سوف يتعلم لغة البلد شئت أم أبيتي طالما أنه مقيم هنا ويدرسها بالمدرسة فسوف يتعلمها لا محالة. إما إذا أردت أن تنسيه لغتك فعليك بالتحدث والسماح له بالرد عليك بلغة البلد.
وقالت أيضا: لا أخفي عليك أن ابنك سيمر بمرحلة سيتعب فيها كثيرا؛ لأنه يحاول الحفاظ على لغتين مختلفتين بنفس المستوى في وقت واحد، وبعد مضى هذه المرحلة سيكون الطفل قد أتقن اللغتين معا.
وبالفعل أختي الفاضلة بدأت في تعليمه اللغة العربية قراءة وكتابة، ثم بعد ذلك بدأنا في اللغة الإنجليزية، وهو الآن -ولله الحمد- في التاسعة من عمره ويتقن العربية والإنجليزية والفرنسية.
أما ما أراه هنا عند كثير من العرب أنهم يعلمون أبناءهم التحدث معهم طوال الوقت باللغة الإنجليزية حتى يتباهوا بها عند ذهابهم إلى بلادهم أمام الأهل، واعتبار هذا نوعا من أنواع الرقى والتقدم. وبعد أن يفوت الأوان ويستيقظ أحدهم يأتي به إلينا ويقول: ساعدوني على تعليم ابني اللغة العربية، وفى هذا الوقت يكون تعليم اللغة العربية أصعب من اللغة الإنجليزية في هذا العمر.
إما إذا نظرنا إلى كثير منا، فنحن -ولله الحمد- نتقن اللغة الإنجليزية، وخاصة أن سؤالك بهذه اللغة، فهل أتينا إلى هنا منذ الصغر وتعلمنا في هذه البلاد حتى نستطيع إتقانها؟ بالنسبة لي لا، ولكن تعلم اللغات سهل لمن أرادها، أما اللغة العربية فليس من السهولة بمكان تعلمها عند الكبر، وهذا ما أراه هنا في المملكة المتحدة.
ونصيحتي لك أن تحاولي قدر جهدك تعليم ابنك الأول اللغة العربية؛ لأنه سوف يساعدك في تعليم إخوته، أما إذا لم يتعلمها هو أولا فسيكون تعليم من يأتي بعده أمرا شاقا.
وهذه بعض النصائح التي أدعو الله أن تساعدك:
- التحدث معه طوال الوقت باللغة العربية وعدم السماح له بالرد عليك بأي لغة أخرى حتى وإن لم يفهم معاني الكلمات، فدعيه يقولها لك باللغة الأخرى وترجميها له.
- قراءة قصص عربية مشوقة وذات صور وألوان زاهية تجذبه إليها، وخاصة القصص الإسلامية حتى تساعديه في المستقبل -إن شاء الله- على معرفتها باللغتين.
- مشاهدة الكرتون العربي المساوي في الجودة للكرتون الأجنبي، وهذا متوفر بكثرة لديكم، وإن أردت أسماءها أرسلتها لك ولكن ليس عن طريق الأمر ولكن بحيل، منها أن تخفي الأفلام الأخرى وتقولي له إنك لست متذكرة أين وضعتها، ولكن أمامه هذا الفيلم إذا أراد أن يشاهده، وكل الأطفال تحب فقط أن ترى الحركات الموجودة بالكرتون حتى وإن كانت صامتة، وبعد يوم أو اثنين أظهري فيلما باللغة الإنجليزية وأخبريه أنك وجدتيه، وبعد ذلك اتفقي معه على أن يشاهد فيلما باللغة العربية في يوم، وفي يوم آخر باللغة الإنجليزية، وإن لم يستمع لك احرميه من مشاهدة الاثنين وليس الإنجليزي فقط حتى لا يكره اللغة العربية.
- بداية علميه اللغة العربية، وهات له كتبا في نفس جودة كتب اللغة الإنجليزية، وكافئيه كلما تعلم حتى ولو كلمة جديدة بأن تعملي له جدولا فارغا في حجرته، وكلما تعلم شيئا ذهب ووضع نجمة، وعند امتلاء هذا الجدول اذهبي وأحضري له هدية.
- محاولة إيجاد أصدقاء يتحدثون اللغة العربية أو الاتفاق مع باقي الأهل على أن يتحدث الأطفال في البيت باللغة العربية، وأعطي لهم النصيحة بأن هذا أفضل لأبنائهم.
- التحدث والتباهي والتفاخر معه دائما ببلادنا وتاريخها وحضارتها؛ لأنهم في الغرب يتحدثون كثيرا عن حضارات وتاريخ بلادهم، وهذا أولى لنا أن نفعله مع أبنائنا.
- الانبهار والإعجاب به كلما استطاع تكوين جملة مفيدة، واكتبيها له في كتاب خاص باللغة العربية، واجعليه يقولها أمام والده وأهله وأصدقائه حتى يتكون لديه حب المعرفة للغة أكثر وأكثر.
وفى النهاية، أتمنى لك التوفيق في هذه المسئولية الكبيرة، وأقول لك: لا تقلقي على ابنك في تعلم اللغة الإنجليزية؛ لأنه -بإذن الله- سيكون ملمًّا بها مثل باقي أصدقائه وأكثر، ونحن على استعداد لمساعدتك في كل شيء إن شاء الله.
ـــــــــــــــــ(104/201)
اضطراب التصرف المقتصر علي إطار العائلة ... العنوان
الإخوة الأفضل أشكركم جزيل الشكر على موقعكم المفيد مشكلة ابني وعمره (اثنا عشر عاما وأربعة أشهر) كثيرة الفروع.
أولا: أنه موسوس بالخوف فلا يقبل النزول إلى الطابق السفلي إلا بصحبة أحد ولا يفتح النافذة ليلا خوفا من أن تدخل له رصاصة وهو نائم، وإذا سار وحده نهارا في الشارع ظن أن هذا الشخص أو تلك السيارة تتبعه.
ثانيا: أنه يعانى من التبول ليلا حتى الآن، ففي الأغلب الأعم أنه لا يقوم نظيفا إلا مرة في الأسبوع ثم إنه يستمتع بإيذاء المحيطين به في البيت وتلقيبهم بالأسماء المؤذية والاستيلاء على ما يحب قوة إذا كان للجميع أو حيلة إذا كان الشيء شخصيا.
يظهر عدم اهتمامه أبدا بمشاعر إخوته، يكرر كثيرا قول أن أباه لا يحبه وأنني أفضل فلانا عليه مع أنى أظهر له سبب التفضيل إن حدث؛ حيث إن اخاك عمل كذا وكذا مما يستحق المدح أو أنك فعلت كذا لذا تستحق العقاب، وأغلب عقابه هو أن يمكث في غرفته مدة من الزمن وهو بالطبع لا يحب ذلك لأنه يحب المجموعة والجماعة ولا يحب الوحدة، والآن مع نموه أكثر أصبح عقابه ليس هينا؛ حيث أنه يظهر أنه لا يهتم بل ويكمل خطأه وهو في طريقه إلى الغرفة وبعض الأحيان يرفض العقاب أصلا واضطر لتهديده بالضرب أو أقوم به فعلا.
أباه ضربه عدة مرات لأسباب مختلفة ولكنه في الأغلب لا يحاول التدخل في مشاكله فطبيعة أبيه أنه يجمع كل شيء إلى أن ينفجر عليه مرة واحده بعد مدة طويلة.
ابني هذا اجتماعي جدا ويفضل العلاقات الاجتماعية على أدائه المدرسي مما يجعل مستواه ضعيفا ولكن لا يصل إلى حد الرسوب مع انه ذكي إن أراد أن يركز فعلا.
ويحب المدح وبه كثير من الصفات الطيبة فهو يعينني في رعاية الرضيع وإذا رآني مريضة ساعد بما يستطيع وعلاقته بي طيبه ويحب أباه ولكنه لا يفضل أن يمكث معه إلا إذا كان أباه في حالة راحة شديدة.
لم يصل إلى سن البلوغ بعد اعتبره صديقي فاحكي له ويحكي لي في أمور ومواضيع مختلفة طلباته كثيرة لا يقنع واعتقد أن هذا طبيعي في الأطفال.
دائما يختار صداقة الأولاد المشاغبين بغض النظر عن مستواهم الدراسي والأخلاقي.
لا يلعب في الشارع إلا قليلا لأننا لا نتيح لهم ذلك في بلد منفلت. منتمي إلى نادي كراتي ومدربه يقول انه ولد قوي وعنيف ومتفوق. يذهب إلى المسجد مع أباه ويقابل رفاقه هناك فيقضي وقتا لا باس به في لعب الكرة. يحب السباحة ويمارسها عند توفر الظروف وخاصة في الصيف. يذهب إلى المكتبة ويقرا بنهم فتستطيع أن تقول أنه يأكل الكتب أقصد القصص اكلأ في بعض الأيام ثم تراه يكره الكتاب ولا يمسه في أياما أخرى.
يحب الكمبيوتر واسمح له بذلك حيث أن الجهاز أمام الجميع لا أخشى عليه أن يدخل في شيء مكروه. لا يحسن اختيار الصحبة ولا استطيع أنا أن اختار له لأنه يرفض ذلك ويعي جيدا أن هذا اختيار والديه وليس هو.
الكذب عنده تلذذ واستمتاع فهو يكذب في كل شيء ثم يصحح بعدها أولا حتى أنني أقول له انك لو قلت لي شربت ماء فلن اصدق وأظن انك شربت عصير. أحاوره كثيرا وأحاول أقناعه ويقتنع فهو يأخذ ويعطي في الكلام ولكن بعدها لا يطبق ولا يحاول حتى بعد أن نتفق، ويعلم أن ما يفعله خطا وان التصحيح سيوفر لنا جميعا حياة أفضل؛ حيث أنه يسبب النكد في البيت والشكاوي والبكاء والضجيج ولا يستطيع أن يجلس احد بجانبه في أمان الله.
في المدرسة اشتكت منه المعلمة عدة مرات من أنه يقصر في أدائه المدرسي ليقوم بعلاقاته الاجتماعية فهو يحب أصدقائه ولا يحب إيذائهم وهنا أعطيكم مثالا حيث أن مدربه في الكراتى يقيم بعض المصرعات بينه وبين الأولاد فلا يقبل ابدأ أي يصارع صديقه حتى وإن أثر ذلك على نتيجته وتأخر استلامه لدرجة من الترقية جديدة؛ فهو حريص على أن لا يؤذي أصدقاءه جسديا ومعنويا.
لم يتدخل في تربيته أحد سواى أنا وأبوه؛ حيث أننا مغتربون ولم أضعه في حضانة إلا مدة مؤقتة جدا حاولت أن أشغله فهناك كثير من الأشياء التي يحبها ويمكن أن يتسلى ويستفيد بها ولكنه يكمل مشوار الإيذاء لإخوته حتى وهو مشغول إما بكلمة أو رفسة أو قرصة أو أي تعد يخطر على باله، ويقول ألا تعلمون أني وجدت في هذه الدنيا لأزنخ وأذي الآخرين؟
بعض الأحيان يخطر على بالي أنه ربما يحتاج إلى طبيب نفسي أو ربما اهتمام ولكن لماذا فأنا أعطيه الكثير وأحبه جدا وأعامله معاملة الكبار وأوضح له أنه كبير وأحاوره وأستشيره وأوكل له بعض المهام التي لا يقوم بها إلا الكبار العقلاء وأجازيه على أدائها بما يحب وأشترى له كل ما يريد فقبل ذهابي لشراء متطلبات البيت آخذ طلباته وأقضيها له وله مصروف شخصي كإخوته يصرفه فيما يشاء علما بأنه لا يحكم التصرف فيه إلا نادرا.
أعلم أنه بدأ في ما يسمى بسن المراهقة، ولكن هذه طبيعته منذ فترة طويلة جدا تعد بالسنين. لست أدري إن كنت وفيتكم المعلومات اللازمة كلها ولكني أعلم أني أطلت كثيرا وأسأل الله أن يكون في إطالتي فائدة. أنتظر إجابتكم بفارغ الصبر؛ حيث إن سلوكه يؤثر كثيرا على إخوته الذين يتعلمون منه وتؤثر ألفاظه بشدة على نفسية أخته الصغيرة، ويتعلم منه كل كلمة أخوه حديث الكلام.
آخر معلومة هي أني من بلد وأبوه من آخر, ملتزمون ولله الحمد, العلاقات العائلية كلها جيدة وفي مستوى إسلامي جيد. وفي النهاية أسال الله أن يجعل عملكم هذا كفة ثقيلة في ميزان حسناتكم وجزاكم الله كل خير.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الوالدة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، لأول وهلة أقول لك يا سيدتي أن إفادتك عن حالة ابنك المراهق تبدو للطبيب النفسي وكأنها إفادة عن شخصين مختلفين، فوصفك في السطور الأولى هو وصفٌ لولد خواف رعديد عصابي البنية، أي أن الولد بما أنها (هذه طبيعته منذ فترة طويلة جدا تعد بالسنين) كما قلت، يعاني من أحد الاضطرابات الانفعالية ذات البدء النوعي في الطفولة Emotional Disorders with Onset Specific to Childhood ذلك أن ما تشيرين إليه من أعراض (الخوف من النزول إلى الطابق السفلي وحيدا, والخوف من فتح الشباك إلخ) في طفلٍ ذكرٍ عمره اثنتا عشرة سنة يندرج في ذهن الطبيب النفسي مع اضطرابات الأطفال العصابية، ويتماشى اضطراب البوال أو التبول اللا إرادي الذي يعاني منه مع هذه التركيبة، وإن كان يتماشى أيضًا مع ما تشير إليه السطور التالية في إفادتك.
وأما إحساسه بأنه مراقب كما نقل لك فلا أستطيع التعليق عليه لأنني أحتاج إلى تفاصيل أكثر منه شخصيا، ولذلك فإنني أعتبرُهُ انشغالا عابرا مرَّ به الولد، أو تضخيما من قبله لفكرةٍ عابرة كي يزيد من قلقك وانشغالك به، فإن كان غير ذلك فإن الأمرَ قد يكونُ بدايةً لاضطراب نفسي أعمق وأسأل الله ألا يكون.
إلا أن ما تشير إليه بقية إفادتك هو حديث عن شخص يبدو مختلفا فهو اجتماعي نشيط مغامر يحب أصدقاءه ويحسن معاملتهم، بل ويسرف في الاجتماعيات إلى حدِّ أن ذلك يؤثر على أدائه المدرسي، ولكن معلمته لم تذكر فيه عيبا كالكذب أو قلة الأدب أو غير ذلك، كما أنه يستطيع بفضل ذكائه النجاة من وصمة الرسوب، أي أنه يستطيع ضبط نفسه عند الحاجة وهذه نقطة مهمة، كذلك فإن مدربه في النادي وصفه بأنه "ولد قوي وعنيف ومتفوق" وهو كذلك لا يحبُّ إيذاء زملائه، أي ولد ناشطٍ ومحبوبٍ هو خارج المنزل؟
يبدو إذن أن ما لمسته أنا من تناقض هو تناقضٌ شعرت به لأول وهلة فعلا، لكن الحقيقة هي أنك بمنتهى الصدق والعفوية وصفت لنا التناقض بين سلوكيات ومشاعر وانفعالات ابنك داخل البيت أو في حدود العائلة، وبين مقابلاتها خارج نطاق العائلة، أي أنك ربما تصفين ما نسميه اضطراب التصرف المقتصر علي إطار العائلة : Conduct disorder confined to the family context وتشمل اضطرابات التصرف التي تتضمن سلوكا مستهينا بالمجتمع Dissocial,أو عدوانيا Aggressive(وليس مجرد سلوك معارض أو متحد أو مزعج) ويقتصر فيها السلوك غير الطبيعي تماما، أو يكاد أن يقتصر علي المنزل أو علي التعامل مع أعضاء العائلة المصغرة Nuclear Familyأو المعاشرين المباشرين للطفل أو علي كليهما، مع مراعاة أن أشد علاقات الآباء بالأطفال اضطرابا لا تكفي في حد ذاتها للتشخيص، وقد تكون هناك سرقة (أو أخذٌ بالقوة) من المنزل ترتكز غالبا علي أموال وممتلكات فرد أو فردين بعينهما وقد يصاحب ذلك سلوك تدميري عمدي يركز مرة أخري غالبا علي أفراد معينين من الأسرة ويتضمن تكسير اللعب أو التحف وقطع الملابس، ونحت الأثاث وتدمير المقتنيات الثمينة، كذلك فإن العنف الموجه ضد أعضاء العائلة (دون غيرهم) والمقتصر علي المنزل هو أيضا من أسس التشخيص.
معنى ذلك أن انطباق هذا النوع على حالة ابنك يتطلب ألا يكون هناك اضطراب في التصرف له شأنه خارج نطاق العائلة السوي، وأن تكون علاقات الطفل الاجتماعية خارج إطار العائلة في النطاق السوي.وفي أغلب الحالات سوف نجد أن اضطرابات المسلك المقتصرة علي العائلة قد برزت في سياق شكل ما من الاضطراب الشديد في علاقة الطفل بواحد أو أكثر من أعضاء عائلته المصغرة، ربما معك ومع إخوته مثلا، لكننا بناء على ما لدينا من معلومات لا نستطيع تشخيص اضطراب التصرف العام أي اضطراب السلوك (التصرف) Conduct Disorder
في الأطفال والمراهقين.
ولا حتى اضطراب التصرف غير المتوافق اجتماعيا: Unsocialized Conduct Disorder والذي يشترط لتشخيصه عدم الانخراط الفعال في مجموعة من الأقران، ويستدل علي اضطراب العلاقات مع الأقران أساسا بالانعزال عن الأطفال الآخرين أو المواجهة بالرفض من قبلهم وعدم الشعبية بينهم أو بكليهما معا، وكذلك بافتقاد الأصدقاء المقربين والعلاقات المستمرة، المتعاطفة، المتبادلة مع آخرين من نفس المجموعة السنية أما العلاقات مع البالغين فتتميز بالخلاف والعدوانية والرفض ومع ذلك قد توجد علاقات طيبة مع بعض الأفراد البالغين (ولكنها تفتقر غالبا إلى الطبيعة الوثيقة).
والعلاقات مع الكبار ذوي السلطة تميل إلى أن تكون سيئة ولكن قد تكون هناك علاقة طيبة مع بعض الكبار، وتكون الاضطرابات العاطفية عادة ضئيلة وقد يتضمن اضطراب التصرف أو لا يتضمن الإطار العائلي ولكن اقتصاره علي المنزل يستبعد هذا التشخيص. وغالبا ما يكون الاضطراب أكثر وضوحا خارج إطار العائلة وإذا ما اقتصر علي المدرسة (أو أطر أخرى خارج سياق العائلة) فإن ذلك لا يتناقض مع التشخيص، إلا أن من الواضح أن ابنك أقرب إلى اضطراب التصرف المقتصر علي إطار العائلة، وربما شكل من اضطراب العناد الشارد ربما أيضًا في نطاق العائلة.
أستطيع أن أكونَ مطمئنا إذا تحركتم بسرعة لعرضه على أقرب طبيب نفسي وحبذا لو استطعتم الحصول على العلاج النفسي الأسري خاصةً أنني غير راضٍ عن كثير مما ذكرته من طرقٍ في تعاملكم معه، وأنصحك أيضًا بقراءة حتى نعْدل إن عاقبنا، وكذلك: كيف نُعد دستورًا أسريًا؟ أيضًا، واستخيري ربك واختاري أقرب طبيب أو طبيبة نفسية مسلمة من مكان إقامتك، وتابعينا بالتطورات.
ـــــــــــــــــ(104/202)
قبل نوع التعليم..حدد الهدف ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله عنا خيرا ودمتم خير عون لنا في تنشئة أبنائنا... اسمحوا لي فإن لي عدة أسئلة فيما يخص ابني الذي هو في روضة ثانية.
السؤال الأول: وهو متعلق باختيار المدرسة المناسبة لابني وهو الآن في روضة ثانية، والعام المقبل إن شاء الله سيلتحق بالصف الأول الابتدائي، وحقيقة سؤالي هذا لسيادتكم موجه كآباء وأمهات يتعلم أبناؤهم في مدارس مصر؛ حيث إننا هنا في غربة وتتعدد المدارس والمناهج، ولا أعرف أي المدارس أنسب بحيث إذا نزل ليتم دراسته في مصر لأي سبب من الأسباب لم يتعثر واستمر في تفوقه.
هنا في الإمارات العربية المتحدة حيث نقيم يوجد نوعان من المدارس:
النوع الأول: يعتمد على التعليم المكثف (المنهج الكبير، الواجبات المدرسية الكثيرة المكثفة، وللمادة الواحدة يوجد أكثر من كتاب، ويبدأ في تعلم اللغة الفرنسية مع الإنجليزية هذا العام).
والنوع الآخر: بسيط في كل مناهجه ولا أشعر أن ابني يضيف جديدا خارج الكتب التي تعلمه منها معلمته مما قالته أمامه أو سمعه في فصله، تبدأ اللغة الفرنسية من الصف الرابع أو الثاني الابتدائي وتوجد أيضا واجبات كثيرة نسبيا، ولكن لا توجد مذاكرة كثيرة ولا إملاءات ولا امتحان والمنهج في حد ذاته أبسط.
وأنا لا أعرف القدرات العقلية للأطفال في هذه السن خاصة في تعلم أكثر من لغة، ولا أعرف إن أبقيته في المدرسة البسيطة فهل سينجح في دراسته في مصر؟ وهل يمكنه تعلم أكثر من لغة في هذه السن الصغيرة؟ وهل من الأفضل أن أعوده من الآن على الدراسة الشاقة باعتبار أن هذه هي سياسة التعليم في مصر؟ لا أعرف ماذا أفعل وماذا أختار؟
وأيضا لي سؤال آخر: هل من الخطأ إذا أدخلته مدارس راهبات، علما بأنه ليس لهم أي توجيه ديني على الأطفال ولكن يرى الراهبات بزيهن المميز؟
كذلك أريد أن أعرف ما نوعية الدعم الدراسي المطلوب مني في هذه السن بحيث يكبر ابني معتمدا على نفسه وفي نفس الوقت متفوق؟
سؤالي الأخير وسامحوني علي التطويل هو: متى يصبح الخوف حالة مرضية تستلزم الذهاب إلى طبيب؛ حيث إن ابني دائم الخوف وهو لم يكن كذلك، وهو يخاف من كل شيء حتى إنه في فترة سابقة كان يرفض السير حتى على الأرض ويتنقل قفزا على أثاث المنزل، ولكن الحمد لله انتهت هذه الأزمة مع بدء العام الدراسي، ولكنه يخاف من كل شيء بصفة عامة، حتى إننا أحيانا نترك التلفاز يعمل طوال الليل لكي لا ينزعج.
علما بأنه ينام معنا في نفس الغرفة، وأنا أصبر عليه وأعطيه الوقت الكافي على أمل أن ينتهي الخوف مع الوقت، ولكن لا أعرف هذا سليم أم أنه يتحتم عليَّ عرضه على طبيب نفسي؟ شكرا لكم مرة أخرى، وجزاكم الله عنا خيرا.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -سيدتي- بارك الله في ولدك وجعله قرة عين لك في الدنيا والآخرة.
والردعلى رسالتك -سيدتي- يحتاج أولا أن نضع ذلك في نقاط محددة متتالية حتى يسهل علينا الرد، ويسهل عليك التنفيذ بإذن الله.
1. اختيار نوع التعليم والمدرسة المناسبة لطفلك بحيث إذا عدتم إلى أرض الوطن يستكمل مسيرته الدراسية دون تعثر وبنفس التفوق.
2. القدرات العقلية التي تتميز بها هذه المرحلة، وهل يمكن تعليمه أكثر من لغة في هذه السن.
3. الدعم الدراسي المطلوب منك في هذه الفترة.
4. متى يصبح الخوف مرضيا.
أقدر -سيدتي- تماما حيرتك في اختيار المدرسة ونوع التعليم المناسب لابنك؛ فهذه مشكلة كل أم تحاول أن تجد أفضل الفرص لابنها، ولأننا -خاصة- مع الطفل الأول نضع أحلاما مثالية فإننا في الغالب نصدم بالواقع؛ لذا فعليك أن تجعلي أحلامك في اختيار المدرسة واقعيا -وهذا ما لمحته في طي رسالتك ولكن الذكرى تنفع المؤمنين- وباعتبار أن ابنك سيكمل تعليمه في مصر فكل ما عليك أن:
تقارني مناهج كلا النوعين من التعليم الموجودين بالإمارات بالمناهج المصرية (التي يمكن أن تحصلي عليها هناك عن طريق أحد معارفك أو أقاربك)، وبالطبع ستختارين أقربهما للمناهج المصرية، هذا إذا كنت تبحثين عن نوع من الدراسة مناسب بحيث يسير في دراسته دون تعثر ويحصل ابنك فيهما على درجات تجعله يحتفظ بالتفوق الدراسي.
أما إذا كنت تبحثين عن منهج ينمي شخصية طفلك يعتز بنفسه ودينه وهويته ويحترم فكره وعقله وإمكانياته (والاهتمام بالدرجات آنذاك سيكون أمرا ثانويا لا يأخذ إلا الحيز الطبيعي له)، أقول إن كان هذا ما تبحثين عنه فلن تجدي مدرسة تقدم لك كل هذا (وهذه هي الطموحات- وليست المثالية - التي نبغيها جميعا لأولادنا).
لكن لكي يتحقق هذا فسيكون عليك عبء كبير أوله أنك ستغيرين مفهوم التفوق لديك؛ فليس التفوق هو التفوق أو التميز الدراسي فقط بل ربما يكون لابنك قدرات واستعدادات وذكاءات متعددة لن تكتشف عبر هذا الثقل الدراسي الذي يكبَل به الأطفال في مدارسنا.
ولذا يمكنك أن تبدئي في اختيار المدرسة ذات المناهج البسيطة، سواء هناك في الإمارات أم في مصر، ويكون لديك أنت برنامج خاص بالبيت عن طريق اللعب والأنشطة وتنمية المهارات تقومين به مع ابنك في البيت، ويمكنك الاطلاع على عشرات الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة- سنورد لك بعضها بنهاية الرد- عن الذكاءات المتعددة وكيفية تنمية مهارات ابنك وتنمية التفكير والألعاب والأنشطة التي تمارسينها معه لتنمي كل ما سبق وغيرها من مئات المواقع التي تعطيك أفكارا إبداعية في كيفية تنمية مهارات ابنك.
وتحصلين على هذه المواقع من موقع البحثWWW.GOOGLE.COM ، واطلاعك هذا سيجعلك أيضا تكتشفين قدرات ومواهب صغيرك، إلى جانب أنه سيوضح لك أهم خصائص النمو العقلي في هذه المرحلة.
وأؤكد مرة أخرى هذا في حالة ما إذا كنت تبغين هدفا أكبر من مجرد التفوق الدراسي، وهذا الأمر يحتاج منك ومن زوجك إلى: شجاعة في اتخاذ القرار وإلى أن تتحديا بعض الأفكار التقليدية التي ستقابلكما وتحتاج إلى إرادة قوية منك لتحمل الجهد الذي ستبذلينه مع ابنك فيما ذكرته لك آنفا.
وأخيرا لا أنصح أن يلتحق ابنك بمدرسة راهبات.
أما بالنسبة لدراسة اللغات ومقدرة الطفل العقلية في هذه المرحلة على استيعاب وتعلم أكثر من لغة، فقد أثبتت بعض الدراسات أن الطفل يستطيع ذلك، لكن ستكون هناك لغة هي الغالبة وهي اللغة الأولى التي يتعلمها الطفل، وفي أغلبية مدارس الدول المتقدمة تكون اللغة الأولى هي اللغة الأم وهي التي سيتعلم الطفل التفكير بها وبالتالي التعبير بها.
أمافي بلادنا فاللغة الأولى في معظم مدارسنا الخاصة والتي يقبل عليها معظم الناس الآن هي اللغة الأجنبية، وهنا تكمن المشكلة؛ فالطفل يشب على أنه لا يستطيع التفكير ولا التعبير إلا باللغة الأجنبية، وبالتالي يفقد هويته.
كما أن من مصائبنا الكبرى أن هذه المدارس أصبحت تفرز لنا خريجين مغتربين لا ينتمون قلبا وقالبا لمجتمعهم وحضارتهم ولغاتهم بل ودينهم وأنّى لهم ذلك، وأهم أداة من أدوات التعرف على ما سبق لا يكون إلا من خلال اللغة.
ولذا أنصحك بأن تبحثي عن مدرسة تعلم اللغة العربية كلغة أساسية واللغة الإنجليزية كلغة ثانية (مع عدم الإهمال في دراسة اللغة الإنجليزية بحكم أنها اللغة الثانية)، هذا إذا كنت ترغبين في أن يحتفظ ابنك بهويته واعتزازه بدينه وعروبته والذي لن يحدث من خلال المنهج والدراسة فحسب بل للبيت دور كبير في ترسيخ هذه القيم.
ولك اختيار آخر بأن تلحقي ابنك إحدى مدارس اللغات التي بها اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى إذا كنت ممن يفكرون في مكانة لابنك بين أقرانه ومعارفه أو حتى لا يشعر أنه أقل من ذويه، خاصة أن معظم المدارس -إن لم تكن كلها- التي تدرس اللغة العربية كلغة أولى أقل في مستواها التعليمي والعلمي من مدارس اللغات.
والأمرأولا وأخيرا لك ولزوجك، ولن يعتب عليك أحد في أي الاختيارين، المهم أن تحددي أنت وزوجك الهدف الذي تبغيان تحقيقه مع وضع في الاعتبار أمرا غاية في الأهمية لا تغفلانه وهو قدرة ابنكما واستعداداته الشخصية لتعلم لغة ثانية.
أما بالنسبة للدعم الدراسي المطلوب منك في هذه الفترة هو أن تجعلي ابنك يعتمد على نفسه في موضوع المذاكرة بل وتحببي إليه الاطلاع ليشب على معرفة قيمة الكتاب والقراءة (وقد استفاضت هذه الصفحة في موضوعات عن كيفية الاعتماد على النفس في المذاكرة وعن القراءة وأهميتها فأرجو الاطلاع عليها) وأورد لك بعضها بنهاية الرد.
أما بالنسبة للخوف فهو طبيعي بالنسبة للأطفال في سن ابنك، لكن أن يصل الخوف إلى الحد الذي لا يرغب معه في السير على الأرض أو أن يظل التلفاز مفتوحا طول الليل أو أن يستمر في نومه بجواركما أنت وأبيه إلى هذه المرحلة العمرية فهذا ما يحتاج إلى وقفة، والفاصل دائما بين ما هو طبيعي وبين ما هو مرضي أن المرض يعوق صاحبه عن الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي، ولعلاج الخوف يمكنك اتباع الخطوات التالية فإن استمر فعليك بعرضه على طبيب أو مرشد نفسي، وهذه الخطوات هي:
- حينما يبدي طفلك خوفا من أمر ما فلا تحجري على مشاعره ولا تقولي له مثلا: "إن هذا الأمر لا يخيف أو هذا أمر طبيعي كيف تخاف منه"؛ فهذه الكلمات من شأنها أن تحبطه وتشعره بأنه من الضعف بمكان لا يستطيع معه مواجهة شيء طبيعي يستطيعه كل الناس فيما عدا هو.
ولكن الأفضل من ذلك أن تتحدثي معه عن مشاعر الخوف، فمثلا إذا قال: "أنا أخشى أن أنام بمفردي أو أجلس بمفردي"؛ فانتبهي له وأومئي برأسك كأنك تريدينه أن يكمل الحديث وهذا يساعده على أن يخرج ما لديه من مخاوف فإن استرسل في الحديث عن مخاوفه فقولي: "حينما يشعر الإنسان بالخوف فهو أمر غير مريح بالنسبة له على الإطلاق"؛ فهذه الجملة ستجعله يشعر بأنك تقدرين مشاعره لكنك لا تشجعينه عليها في نفس الوقت لأنك أطلقت عبارة عامة، فبالتأكيد أن كل إنسان لا يشعر بالراحة عندما يعيش في خوف.
ثم انطلقا معا في الحديث حتى يُخرج ما لديه، هذا الانطلاق إلى جانب أنه يشعره بتقديرك لمشاعره فهو يخفف من حدة الخوف بشكل تدريجي، والسبب في ذلك أننا حين نتكلم عن أشياء مجهولة بالنسبة لنا نخشاها ولا ندري لها سببا منطقيا فإن كثرة الكلام عنها تهونها وبالتالي تخفف من حدة هذه المخاوف بل يمكن أن تتلاشى مع الوقت.
- تقديرك لمشاعر الخوف لدى طفلك لا يعني المبالغة في الاسترسال في الحديث معه عنها، ولكن الأمر يكون بشكل وسطي معتدل حتى لا يتحول لقضية لفت انتباه واستعطاف.
- الأفضل ألا تبدئي في الحديث عن مخاوفه بل اجعليه يبدأ هو، فإن لم يفعل رغم أنك تلمحين الخوف في سلوكياته ونظراته في مواقف معينة فابدئي أنت كأن تقولين: إنكَ تخشى أن تنام بمفردك أليس كذلك؟ وعندما يوافق على هذه الجملة فيمكنك حينئذ أن تقولي: "ما رأيك أن تصف لي كيف تخاف أو مما تخاف أو ماذا يحدث لك حين تخاف هل يدق قلبك بشدة هل تحس بالعطش".
ابدئي معه بأي من هذه الأسئلة لكن لا تحولي الأمر إلى عملية استجواب وتحقيق، بل ابدئي ثم اتركيه يعبر عما يشعر دون أسئلة كثيرة (ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات طرحت على هذه الصفحة تناولت الخوف)، وفيها مزيد من التفصيل بين الطبيعي والمرضي وكيفية التعامل مع كل منهما.
ـــــــــــــــــ(104/203)
غياب التواصل بالآخرين..البحث عن أسباب ... العنوان
جزاكم الله خيرا على هذه الخدمة.. ابني في الصف الأول بالحضانة، هو ذكي ونشيط جدا بالبيت، لكن المشكلة أنه في المدرسة يكون عكس ذلك تماما، لا يتحرك ولا يتفاعل مع مدرسيه ويظل صامتا ومحدقا بهم، لدرجة أن المدرسين يظنون أنه لا يفهم ما يقولونه له من معلومات وإرشادات.
سمعت بهذه الملاحظة من مدرسته منذ أن كان بالتمهيدي، هو أيضا حساس وسريع التأثر والانفعال بكل ما حوله.
الغريب أنه طبيعي جدا بالبيت ويتحدث بسهولة مع جده وأحيانا أبناء أعمامه، لكنه أحيانا أخرى يرفض الحديث مع قرنائه.
أود الإشارة إلى أن والده كثير الأسفار.. أسفار كثيرة لكن لفترات كثيرة، وكثيرا ما أشعر أن الولد متأثر بذلك وغير سعيد لغياب والده الكثير، لكن ربما طبيعته وسنه يمنعه من التعبير عن ذلك.
لقد فكرت في عرضه على أخصائي علاج سلوكي للأطفال لأني أخشى أن يعيق سلوكه هذا نموه الاجتماعي كباقي أقرانه، كما أخشى من تأثير هذا على تقدمه في المدرسة.
أتمنى لو كان متاحا التواصل مع أحد مستشاريكم في ذلك التخصص لأشرح له الأمر بالتفصيل أن تمدوني بطريق التواصل معه، وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
الخجل والانطواء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة،سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، نشكر لك ثقتك بنا وندعو الله أن يعيننا وإياك على أداء ما حملناه وحلمنا به.
سيدتي -كما ذكرت برسالتك- أن هناك بعض التفاصيل لا بد أن تتضح لتساهم في فهم طبيعة المشكلة ومن ثم يسهل الحل بشكل كبير، وفي نفس الوقت تدلل ما إذا كان ابنك يحتاج أن يعرض على طبيب أم لا، وهذه التفاصيل هي:
ماذا عن علاقة ولدك بأخيه (بارك الله لك فيهما) وطريقة لعبهما؟ وهل يتشاجران أم لا؟ وإذا حدث فهل ينسحب من هذه المشاجرة أم يدافع عن نفسه؟
وقد تحدثت -سيدتي- عن أسلوبه وطبيعته مع المدرسين لكنك لم تتحدثي عن طبيعة علاقته بزملائه وكيف يتصرف معهم بالمدرسة؟ وما طبيعة علاقته بأبيه؟ وهل يجد والده وقتا لولديه للحوار أو اللعب معهما أو حتى تفقد أحوالهما؟ وهذا السؤال موجه لك أنت أيضا ماذا تصنعين معهما في الأوقات التي تجلسين معهما فيه؟ وأين يقضيان وقتهما في أثناء تغيبك في عملك ومع من وماذا يفعلان؟
كل هذه التساؤلات لا بد أن تتضح حتى يتم الرد على أساس واقعي عملي سليم وحتى نتعرف على ما إذا كان الأمر يحتاج إلى طبيب -كما ذكرت- أم لا.
ـــــــــــــــــ(104/204)
الطفل الأول.. ومتاهة مركزية الكون ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله لكم وطيب مثواكم، وجزاكم عنا خيرا على مجهودكم معنا في هذا الموقع الرائع...
سؤالي عن ابني (4.5 سنوات) وهو: كيف أتعامل مع غيرته؟ وكيف أوجه اعتزازه بنفسه التوجيه السليم؟
وللإيضاح أشرح المشكلتين، وهما مرتبطتان نسبيا؛ ابني يغار عليَّ بصورة فظيعة، يغار من الأشخاص والأشياء، يعني إذا مدحت أي شيء -حتى المسلسل- بأنه رائع يقول إنه أكثر روعة وينطبق ذلك على كل شيء، غيرة من أبيه بحيث يصعب علينا أحيانا التحدث معا بدون أن يحدث معنا ابني مشكلة أو اثنين ويحاول لفت انتباهنا بكل السبل وهو يرى نفسه رقم واحد في العالم وغير مقبول غير ذلك.
والمشكلة تأتي مع المدرسة؛ حيث إنه أصغر نسبيا من بعض زملائه فيسبقه بعضهم في الكتابة مثلا فيأتيني يسألني هل يغير اسمه ليسمي نفسه باسم فلان السريع المهذب المتفوق لأنه الأفضل، أو مثلا إذا رفض أحدهم التلوين بلون معين وقال إنه لون سيئ يكون ملغيا تماما من الألوان بالنسبة لابني؛ لأن فلانا المتميز (على حد قوله) قال إن هذا اللون سيئ.
أعرف بالطبع أنه صغير السن، ولكن أنا أخشى عليه وأحزن عندما يقول لي أنا أحاول أن أكون أحسن واحد في الدنيا لكن لا أعرف، وأخبره أنه جيد وممتاز وأريه ما تكتبه معلماته وهو حقا متفوق ومحبوب جدا من الجميع، ولا أشعر أنه لا يثق بنفسه وقدراته إلا في حالات نادرة؛ فهو عادة رقم واحد وأسرع واحد وأقوى واحد.
لهذا خطؤنا أنا وأبوه حيث إنه وحيدنا ودائما نشعره بالطبع أنه أقوى منا وازدادت قوته بعد أن أكل كذا أو فعل كذا وبالطبع ننهزم له في كل الألعاب؟ فهل نحن من أهملنا تعليمه أن الدنيا غالب ومغلوب مزيج بينهما ولا ينقص من قدره أن ينهزم بين مرة وأخرى وأنه سينتصر أو يتفوق في مجال آخر؟ أم أن ما به طبيعي؟ كذلك كيف نتعامل مع غيرته الشديدة عليّ خاصة من أبيه؛ حيث إنه أحيانا يعامل أباه بعنف لمجرد حديثه معي؟ أشكركم، وجزاكم الله عنا خيرا.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك فيك أنت أيضا، وجزاك الله خيرا على ثنائك، وأدعو الله في هذه الليالي المباركة أن يبارك لك في ابنك بل ذريتك القادمة إن شاء الله، وأن يعينك على أداء رسالتك النبيلة.
أولا أبدأ بشكرك على أنك تداركت مشكلة ابنك -حفظه الله- من الآن وقبل أن يرزقكما الله بمولود جديد يزاحمه هذه المكانة.
أما عن الرد على رسالتك فقد فسرت سيدتي جزءا مما يحدث لابنك في طي الرسالة بقولك في نهايتها: "فهل نحن الذين أهملنا تعليمه أن الدنيا غالب ومغلوب..."، ليس هذا فحسب -سيدتي- بل علمتما إياه أيضا أنه الكائن الوحيد الذي ينصت له إذا تحدث وأنه الوحيد موضع الاهتمام وموضع الالتفات إليه، وأنه المتفرد بمزايا عظيمة؛ فهو الأقوى والأحسن، وهذا هو سبب رغبته الشديدة أن يقلد كل متميز ليظل محتفظا بهذه المكانة وهذا الحب اللذين من أهم أسباب حصوله عليهما -من وجهة نظره- هو تحليه بهذه الصفات المتفردة، ومن أجل ذلك يرفض رفضا تاما أن يرى غيره موضع تقدير واستحسان واهتمام من الآخرين خاصة منك ومن والده؛ لذا فهو يأبى حديثكما دونه ويحدث شغبا أثناءه.
ولن أحلل الأمر كما قال فرويد -أبو مدرسة التحليل النفسي المعروف- أن الطفل في هذه المرحلة لديه ما يسمى بعقدة أوديب فهو يرفض ويغار من الأب بسبب مشاركته إياه في حب الأم ورعايتها؛ فأنا أرفض هذا التفسير ولست من أنصاره، ولكن سأقول إن الطفل أخذ من الاهتمام به والتركيز عليه أكثر مما ينبغي؛ فالطفل يحتاج -بالطبع- لكل مساندة ودعم وحب وأمان وأن يُعطى صورة موجبة عن ذاته، لكنه ليس للدرجة التي لا يرى فيها سوى نفسه وسوى إمكانياته ومهاراته وقدراته الخارقة.
وهذا في الواقع مشكلة الطفل الأول؛ فهو دائما محط أنظار واهتمام الوالدين، وهما يصبان عليه كل ما أوتيا من حب واهتمام ورعاية، ويركزان على كل سلوكياته لتحيق رغبة شديدة في جعله أفضل الناس وأذكاهم وأقواهم... إلى غير ذلك من طموحات الآباء لطفلهما الأول والتي تتغير عادة مع الطفل الثاني وتكون أكثر واقعية.
كل المقدمة السابقة -سيدتي- لكي نضع أيدينا على أسباب المشكلة والتي أظن أنها اتضحت لك الآن. أما الخطوات العملية لحل المشكلتين معا (الغيرة وخاصة من الأب وإحساسه بالتميز والتفرد ورغبته في أن يكون كذلك دائما) فهي:
1. من المهم جدا -سيدتي- أن يدرك طفلك أنك تحبينه لذاته ليس لأنه يمتلك قدرات (super man) فليس شرطا لحبك له أن يكون أسرع واحد وأقوى واحد وأشجع واحد، بل أنت تحبينه لأنه ببساطة ابنك وأنت تفضلينه وتحبينه على ما هو عليه، ولا يكون ذلك بالتأكيد اللفظي فقط بل بالفعل أيضا؛ فعندما يأتي من المدرسة ويحاول تقليد أحد زملائه المتميزين مثلا فقولي له: "إن فلان يمكن أن يكون أشطر من (اسم ابنك) لكن أنا أحب (اسم ابنك) لأنه ابني"، وهكذا في مواقف عديدة من مواقف الحياة اليومية، والقصص والحكايات تلعب دورا مهما ورئيسيا في تعديل هذه الفكرة.
2. عندما تلعبين مع ابنك تبادلا النصر والهزيمة واجعليه حينما يلعب معك يجد في هذا اللعب متعة التحدي بمعنى ألا تنهزمي له أو تغلبيه سريعا بل اجعليه يبذل من المجهود والطاقة التي يشعر معها أنه حينما يفوز.. يفوز عن جدارة واستحقاق، فإذا تعب وبدأ يتململ ويبدي استياءه لأنه لم يتعود إلا على النصر منذ اللحظة الأولى فعليك توضيح الأمر بأنه الآن كبر قليلا وعليه أن يبذل مجهودا أكبر، فإذا ترك اللعب مستاء أو بكى فلا تحاولي إطلاقا استمالته أو إظهار التعاطف لموقفه بل يمكنك أن تتركيه حتى يهدأ ثم يعاود طلب اللعب معك مرة أخرى وحينئذ يمكنك الانهزام له، وفي مرة أخرى لا بد أن تهزميه فإن بكى وتأثر لذلك فوضحي له: أننا لا يمكن أن نكون غالبين دائما بل نغلب أحيانا ونُغلب أحيانا أخرى، فإن بكى وأصر على أن يَغلب فلا تخضعي له أو ترقي لحاله بل عليك التمسك بموقفك في هدوء.
3. عليك أن تبادليه النصر والهزيمة بشكل تدريجي حتى لا يفقد الثقة بنفسه وبقدراته، بل اجعلي مواقف النصر له هي الأغلب في بداية تعديل هذا السلوك ثم عندما يبدأ تقبل فكرة الهزيمة فعليك حينئذ الموازنة بينهما.
4. حينما تتحدثان أنت وزوجك ثم يبدأ في إحداث شغب لصرف الانتباه إليه فأكملا كلامكما بشكل عادي، وإذا أفرط في هذه التصرفات فعليك لفت انتباهه أنه لا يصح أن يفعل ذلك لأنك تتحدثين إلى والده وأن آداب الحديث تقتضي الصمت حتى تنتهيا، وإذا أراد شيئا ملحا فعليه الاستئذان لقطع الحديث، وعندما تنتهين من هذه التعليمات أكملي حديثك مع أبيه دون أن تنتظري من الابن أي رد فعل.
5. على الأب أن يجد وقتا ولو نصف ساعة يوما بعد يوم ليلعب مع ابنه دونك، فيصارعه مرة ويلعبان مرة (الاستغماية) أو يعلمه لعبة الشطرنج مرة أخرى وغيرها من اللعب... المهم أن يدنيه منه عن طريق اللعب بل وعن طريق مصاحبته في صلاة الجمعة أو أي صلاة يؤديها الأب بالمسجد؛ فهذا من شأنه أن يقلل من حدة الغيرة إلى جانب العلاقة الرائعة التي ستنشأ بين الأب وابنه، ومن ثم يسهل على الطفل أن يتوحد (يرى والده نموذجا يحتذي به) مع أبيه.
6. حاولي أن تبحثي عن التعزيز الذي تقدمينه والذي أدى -دون أن تشعري- إلى غيرته بهذا الشكل المبالغ فيه، فربما كنت تضحكين مثلا حينما ينهاك عن الالتفات لغيره أو تنصاعين لأوامره بالتوقف عن محادثة الآخرين، فإذا كنت تفعلين ذلك أو شبيهه من ألوان التعزيز التي من شأنها تثبيت هذا السلوك وتكراره فلا بد من التوقف عنها تماما.
7. عليك في البداية أن تمتدحي بعض الأشخاص أمامه فإن ذكر لك أنه هو أفضل فقولي: "يمكن أن يكون هناك أكثر من واحد جيد أو رائع"، وبعد أن يعتاد منك ومن والده مدح الآخرين ابدئي في مدح بعض الأشخاص الذين يتميزون بميزات غير متوفرة لدى ابنك كأن تقولي مثلا: "إن فلان رسمه جميل"، فإن قال: وأنا رسمي أفضل أو رسمي جميل"؛ فقولي له: "إن فلان رسمه جميل وأنت تلوينك جميل؛ فهو أفضل منك في الرسم وأنت أفضل منه في التلوين" ليعلم ويتدرب على قبول مزايا الآخرين بل وليوقن أن الله قسم هذه القدرات بدرجات متفاوتة على البشر ليكمل بعضهم بعضا ولأنه من المستحيل أن يستأثر أحد بجميع القدرات، والقصص والحكايات تنفعك أيضا في هذا المقام.
وفي نهاية رسالتي لك -التي أرجو أن تنتفعي بها- أنبه على أمرين في غاية الخطورة والأهمية هما: الحزم في ود في أثناء تنفيذ الخطوات السابقة ودون تهاون؛ لأنكما إذا أبديتما تعاطفا أو تساهلا فسوف يشعر الطفل بالتذبذب وعدم الاستقرار في أسلوبكما.
والأمر الثاني هو التدرج -كما ذكرت من قبل- في التنفيذ حتى لا يصدم الطفل ويشعر بتغيير مفاجئ في تعاملكما معه فيشعر بأنكما لم تعودا تحبانه وأنه بالتأكيد أحدث ذنبا عظيما هو الذي سبب هذا الانقلاب فيبدأ بفقدان الثقة فيكما وفي نفسه.
وأخيرا أدعو الله أن يوفقكما لما فيه خير لكما ولأبنائكما، وأرجو المتابعة معنا... ننتظرك قريبا.
ـــــــــــــــــ(104/205)
تنصل الطفل من الخطأ.. بعض الأسباب ... العنوان
عبد الرحمن هو طفلي الأول، ذكي جدا ما شاء الله، وهذا ليس بشهادتي فحسب بل هي أيضا شهادة معلميه، ذكاؤه اللغوي في اللغتين العربية والإنجليزية ممتاز، ومهارات التفكير لديه ممتازة، لكن لديه مشكلة وهي أنه لا يحتمل أن يخطئ أبدا، وطبعا لا يعجبه أن ينتقده أحد، أحيانا أحاول أن أنظر للأمور نظرة إيجابية وأقول في نفسي: "لا بأس فهو دائما يسعى لأن يطور نفسه، ويكون أفضل"، ولكنني غالبا أتضايق لأن رد فعله يكون غير عادي، أيضا أخاف أن تكون هذه الصفة دليلا على الكبر.
أرجو منكم أن تساعدوني في كيفية التعامل مع صغيري الكبير، وجزاكم الله كل خير، وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
... السؤال
السمات الشخصية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صاحب الاستشارة، التي لم يتضح فيها هل السائل الأم أم الأب (أرجح أنه الأب، وذلك من رؤية بريدكم الإلكتروني). على أية حال أهلا ومرحبا بكم على صفحة "معا نربي أبناءنا"، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
سيدي/سيدتي لم تكن هويتكم هي الشيء الوحيد الذي لم يتضح في الرسالة؛ فلم تذكر بعض التفاصيل التي تساهم بشكل فعال في الحل، وهذه التفاصيل تتضمن: عمر صغيرك الكبير، وفي أي الصفوف هو؟ وما هي علاقته بإخوته وعلاقة إخوته به؟ وهل إخوته على نفس القدر -أو قريبا- من ذكائه ومهاراته، أم أنه يفوقهم؟ وما علاقته بالطرف الآخر (الأب أو الأم)؟ ومنذ قد لاحظتم عليه عدم تحمله الخطأ؟ وما هو رد فعلكم تجاه سلوكه هذا؟ وهل لوحظ عليه نفس السلوك بالمدرسة أو مع آخرين يتعامل معهم، أم هذا سلوك يسلكه معكم بالبيت فقط؟.
وإلى أن يصلنا منكم الرد على هذه التساؤلات أرجو أن تعلم أن عدم تحمل الطفل أن يخطئ يرجع إلى عدة أسباب، أهمها:
1. التدليل المفرط، وأن يجاب كل طلب بل كل أمر له.
2. الإفراط في تعزيزه؛ فكلما أتى بشيء يثاب أو يمدح عليه.
3. أن يتمثل ويقلد أحد الوالدين في هذا السلوك.
4. أنه يُقابَل بالتغاضي عن أي خطأ كان يرتكبه أو ُيلتَمس له الأعذار أو حتى يُعزز عن طريق الضحك على ما يأتي به مثلا.
5. أو العكس تماما أن يركز على كل كبيرة وصغيرة في سلوكياته، ولم يسمح له بأخطاء مَن هم في سنه من الأطفال، ويحدث هذا كثيرا خاصة للطفل الأول.
6. أن يكون قد تدرب على أن يسلك هذا السلوك على سبيل المثال: إذا غُلب في اللعب وبكى أو غضب يحوّل الأب أو الأم (أو من يلعب معه) هزيمة الطفل لنصر، أو ينهزم له من أول اللعب إرضاء وترضية له، وكثيرا ما يقع الآباء في هذا من أجل إسعاد أبنائهم، أو بحجة أنهم ما زالوا أطفالا صغارا؛ فلا داعي لإحباطهم من الآن.
وهناك أسباب أخرى سنكتشفها بمعرفة الظروف العامة التي يعيش فيها الطفل، والتي ستوضحها الإجابة على التساؤلات السابقة، والتي يبنى على أساسها الحل إن شاء الله؛ ولذا نحن على موعد آخر لإلقاء مزيد من الضوء على هذه الظروف فتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/206)
سرق وكذب وهرب..اضطراب التصرف؟ ربما متابعة2 ... العنوان
السلام عليكم، أنا الأم التي كتبت عن ابنها البالغ من العمر الرابعة عشرة وتسعة شهور، ابني اعترف أنه سرق.. نعم سرق منا مبلغا من المال لشراء جوال، وعندما لاحظنا وجود الجوال معه كذب وقال: إنه من صديق. أنا لم أصدق أن هناك صديقا يعطي جوالا لمده شهر تقريبا لأحد!! وطلبت منه أن يعيده فأعاده كما قال، والآن اتضح أنه اشتراه، ومن كثرة إلحاحنا حتى لا يفضح نفسه باعه بثمن رخيص لصديق آخر.
زوجي جلس معه جلسة هادئة، وعلى مراحل، واعترف بأنه أخذ المبلغ الذي بحثنا عنه.
ما الحل الآن؟ بعد هذا الحديث وعد بأن لا يكرر ما فعل، وزوجي وعده بأنه لن يفضح أمره أمام إخوانه بشرط ألا يكرر وأنه سيشتري له جوالا على العيد، قولوا لي: هل هذا يكفي؟؟
بماذا أخطانا؟ أنا أستغرب لأني كثيرا أتكلم عن الأخلاق الإسلامية، وعن الحرام ومراقبة الله لنا. وهو صائم سرق. أظنه لا يعتبر هذا سرقة؟ هل نعطيه هذه الفرصة؟ ماذا نفعل؟.
أنا أنتظر استشارتكم من الأسبوع الماضي، ولم أنل أي رد، نحن بحيرة، قولوا لي: هل ما نفعله يكفي لحل مشكلة ابني؟ نحن نراقبه الآن، أريد أن أحاسب نفسي إن أخطأت بشيء حتى لا أخطئ مع أخيه ابن الحادية عشرة، هل الحرمان والحالة المادية السيئة التي نمر بها تسبب ذلك؟ وهل كل من تضايق يسرق؟.
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة، أهلا بك مجددا على صفحتك "معا نربي أبناءنا"؛ فالولد الآن اعترف بأنه سرق فعلا مبلغا من المال من أبيه، ومعنى هذا -إذا استرجعنا خيوط ذاكرتنا الخاصة بالموضوع- أنه اعترف ضمنيا بأنه سرق وكذب، وأصر على الكذب، ثم هو كرر السرقة وكرر الكذب -وهو صائم- وأصر عليهما خلال فترة قصيرة، ثم أنه بعد الضغط والتهديد ونظرات اللوم والحسرة في عيونكما أنت وأبيه، وربما نوبات انفعالات وغضب... إلى آخره.. بعد ذلك اعترف، وعلى عدة جلسات؛ بما يعني أنه -أي الولد- حاكم للأمور، ويحاول ألا يعترف مرةً واحدة بكل شيء، لعله يجد سبيلا للحد مما هو مضطرٌ للاعتراف به.
هذا كله طيب، لكنه علامة خطيرة في مراهق يبلغ الرابعة عشرة من العمر، وليس صحيحا أن تعتبروا اعترافه ووعده بعدم التكرار يعني أكثر من فض مجالس، وقد لا يطول الوقت لتعرفي صدق حدسي، المبني على خبرات شخصية علاجية؛ فمن بين سمات شخصية المراهق المريض باضطراب التصرف -وما زلت لا أقطع بتشخيص وأكررُ أن حالة ابنك قد تكونُ عابرة- من بين سمات تلك الشخصية أن يخطئ ويعتذر، وربما يتوب، ثم هو يعيد نفس الفعلة الخاطئة!.
عليك يا أختي ألا تعتبري أن جلسات الأب معه أو جلساتك أو كلامك معه ومع إخوته عن الأخلاق الإسلامية وعن الحرام ومراقبة الله لعباده، لا تظني هذا كافيا من فضلك؛ فهو محتاج للطبيب النفسي؛ لأن التواصل بينكما يا أختي أنت وأبيه وبين الولد غير قادر على التشخيص الصحيح أو على العلاج.
تسألين: بماذا أخطأنا؟ وأجيبك: ربما لم تخطئوا، ربما لما شهده زماننا هذا من تغيرات جعلت ابنك هذا طفلا ثم مراهقا من جيل الريموت كنترول وثقافة الصورة والإنترنت والفضائيات، وشركات العرض وكيانات التسويق التي تغلغلت في مجتمعاتنا، لعل ابنك صنيعة ما لم تفق مجتمعاتنا بعدُ لتدرك أنها سقطت فيه، لا تحزنوا كثيرا فقط الجئوا إلى الله، وهو إن شاء الله شافيه.
ثم تستمرين في التبرير للولد في قولك: "أنا أستغرب لأني كثيرا أتكلم عن الأخلاق الإسلامية وعن الحرام ومراقبة الله لنا. وهو صائم سرق. أظنه لا يعتبر هذا سرقة"، تقصدين أنه يعتبرها ماذا؟! للأسف فالحقيقة أن الولد الصائم لا يعرف معنى أنه صائم، أو هو لا يعتبرُ ذلك صوما، لكنه بالتأكيد يعرف أنها سرقة، ولا جدال في ذلك.
تسألين أيضًا: "هل نعطيه هذه الفرصة؟ ماذا نفعل؟" تعطونه الفرصة ليجد العلاج النفسي المناسب يا أختي، هذا هو الخيار الأفضل؛ فقد يكون الولد مجرد مكتئب يحتاج إلى علاجٍ طبي، وقد يكونُ على وشك مشكلة نفسية أكبر، أو هو مصابٌ بها، والفصل والعلاج يحتاج إلى متخصصين؛ فمن فضلك تحركي ونفذي نصيحتنا: أرجو أن تسارعوا كأسرة إن أمكن إلى طبيب معالج نفسي يعمل ضمن فريق تربوي أسري اجتماعي، وأسأل الله أن يكون متوفرا في بلدكم؛ حيث يكونُ بإمكان الولد أن يشتكي مما لم يتعلم أن يبوح به، وربما مما لا يفهم أسبابه، ولا تصدقي من يقول بأن الاكتئاب والمرض النفسي لا يصيب الأطفال
ـــــــــــــــــ(104/207)
اضطراب التصرف المقتصر علي إطار العائلة ... العنوان
الإخوة الأفضل أشكركم جزيل الشكر على موقعكم المفيد مشكلة ابني وعمره (اثنا عشر عاما وأربعة أشهر) كثيرة الفروع.
أولا: أنه موسوس بالخوف فلا يقبل النزول إلى الطابق السفلي إلا بصحبة أحد ولا يفتح النافذة ليلا خوفا من أن تدخل له رصاصة وهو نائم، وإذا سار وحده نهارا في الشارع ظن أن هذا الشخص أو تلك السيارة تتبعه.
ثانيا: أنه يعانى من التبول ليلا حتى الآن، ففي الأغلب الأعم أنه لا يقوم نظيفا إلا مرة في الأسبوع ثم إنه يستمتع بإيذاء المحيطين به في البيت وتلقيبهم بالأسماء المؤذية والاستيلاء على ما يحب قوة إذا كان للجميع أو حيلة إذا كان الشيء شخصيا.
يظهر عدم اهتمامه أبدا بمشاعر إخوته، يكرر كثيرا قول أن أباه لا يحبه وأنني أفضل فلانا عليه مع أنى أظهر له سبب التفضيل إن حدث؛ حيث إن اخاك عمل كذا وكذا مما يستحق المدح أو أنك فعلت كذا لذا تستحق العقاب، وأغلب عقابه هو أن يمكث في غرفته مدة من الزمن وهو بالطبع لا يحب ذلك لأنه يحب المجموعة والجماعة ولا يحب الوحدة، والآن مع نموه أكثر أصبح عقابه ليس هينا؛ حيث أنه يظهر أنه لا يهتم بل ويكمل خطأه وهو في طريقه إلى الغرفة وبعض الأحيان يرفض العقاب أصلا واضطر لتهديده بالضرب أو أقوم به فعلا.
أباه ضربه عدة مرات لأسباب مختلفة ولكنه في الأغلب لا يحاول التدخل في مشاكله فطبيعة أبيه أنه يجمع كل شيء إلى أن ينفجر عليه مرة واحده بعد مدة طويلة.
ابني هذا اجتماعي جدا ويفضل العلاقات الاجتماعية على أدائه المدرسي مما يجعل مستواه ضعيفا ولكن لا يصل إلى حد الرسوب مع انه ذكي إن أراد أن يركز فعلا.
ويحب المدح وبه كثير من الصفات الطيبة فهو يعينني في رعاية الرضيع وإذا رآني مريضة ساعد بما يستطيع وعلاقته بي طيبه ويحب أباه ولكنه لا يفضل أن يمكث معه إلا إذا كان أباه في حالة راحة شديدة.
لم يصل إلى سن البلوغ بعد اعتبره صديقي فاحكي له ويحكي لي في أمور ومواضيع مختلفة طلباته كثيرة لا يقنع واعتقد أن هذا طبيعي في الأطفال.
دائما يختار صداقة الأولاد المشاغبين بغض النظر عن مستواهم الدراسي والأخلاقي.
لا يلعب في الشارع إلا قليلا لأننا لا نتيح لهم ذلك في بلد منفلت. منتمي إلى نادي كراتي ومدربه يقول انه ولد قوي وعنيف ومتفوق. يذهب إلى المسجد مع أباه ويقابل رفاقه هناك فيقضي وقتا لا باس به في لعب الكرة. يحب السباحة ويمارسها عند توفر الظروف وخاصة في الصيف. يذهب إلى المكتبة ويقرا بنهم فتستطيع أن تقول أنه يأكل الكتب أقصد القصص اكلأ في بعض الأيام ثم تراه يكره الكتاب ولا يمسه في أياما أخرى.
يحب الكمبيوتر واسمح له بذلك حيث أن الجهاز أمام الجميع لا أخشى عليه أن يدخل في شيء مكروه. لا يحسن اختيار الصحبة ولا استطيع أنا أن اختار له لأنه يرفض ذلك ويعي جيدا أن هذا اختيار والديه وليس هو.
الكذب عنده تلذذ واستمتاع فهو يكذب في كل شيء ثم يصحح بعدها أولا حتى أنني أقول له انك لو قلت لي شربت ماء فلن اصدق وأظن انك شربت عصير. أحاوره كثيرا وأحاول أقناعه ويقتنع فهو يأخذ ويعطي في الكلام ولكن بعدها لا يطبق ولا يحاول حتى بعد أن نتفق، ويعلم أن ما يفعله خطا وان التصحيح سيوفر لنا جميعا حياة أفضل؛ حيث أنه يسبب النكد في البيت والشكاوي والبكاء والضجيج ولا يستطيع أن يجلس احد بجانبه في أمان الله.
في المدرسة اشتكت منه المعلمة عدة مرات من أنه يقصر في أدائه المدرسي ليقوم بعلاقاته الاجتماعية فهو يحب أصدقائه ولا يحب إيذائهم وهنا أعطيكم مثالا حيث أن مدربه في الكراتى يقيم بعض المصرعات بينه وبين الأولاد فلا يقبل ابدأ أي يصارع صديقه حتى وإن أثر ذلك على نتيجته وتأخر استلامه لدرجة من الترقية جديدة؛ فهو حريص على أن لا يؤذي أصدقاءه جسديا ومعنويا.
لم يتدخل في تربيته أحد سواى أنا وأبوه؛ حيث أننا مغتربون ولم أضعه في حضانة إلا مدة مؤقتة جدا حاولت أن أشغله فهناك كثير من الأشياء التي يحبها ويمكن أن يتسلى ويستفيد بها ولكنه يكمل مشوار الإيذاء لإخوته حتى وهو مشغول إما بكلمة أو رفسة أو قرصة أو أي تعد يخطر على باله، ويقول ألا تعلمون أني وجدت في هذه الدنيا لأزنخ وأذي الآخرين؟
بعض الأحيان يخطر على بالي أنه ربما يحتاج إلى طبيب نفسي أو ربما اهتمام ولكن لماذا فأنا أعطيه الكثير وأحبه جدا وأعامله معاملة الكبار وأوضح له أنه كبير وأحاوره وأستشيره وأوكل له بعض المهام التي لا يقوم بها إلا الكبار العقلاء وأجازيه على أدائها بما يحب وأشترى له كل ما يريد فقبل ذهابي لشراء متطلبات البيت آخذ طلباته وأقضيها له وله مصروف شخصي كإخوته يصرفه فيما يشاء علما بأنه لا يحكم التصرف فيه إلا نادرا.
أعلم أنه بدأ في ما يسمى بسن المراهقة، ولكن هذه طبيعته منذ فترة طويلة جدا تعد بالسنين. لست أدري إن كنت وفيتكم المعلومات اللازمة كلها ولكني أعلم أني أطلت كثيرا وأسأل الله أن يكون في إطالتي فائدة. أنتظر إجابتكم بفارغ الصبر؛ حيث إن سلوكه يؤثر كثيرا على إخوته الذين يتعلمون منه وتؤثر ألفاظه بشدة على نفسية أخته الصغيرة، ويتعلم منه كل كلمة أخوه حديث الكلام.
آخر معلومة هي أني من بلد وأبوه من آخر, ملتزمون ولله الحمد, العلاقات العائلية كلها جيدة وفي مستوى إسلامي جيد. وفي النهاية أسال الله أن يجعل عملكم هذا كفة ثقيلة في ميزان حسناتكم وجزاكم الله كل خير.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الوالدة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، لأول وهلة أقول لك يا سيدتي أن إفادتك عن حالة ابنك المراهق تبدو للطبيب النفسي وكأنها إفادة عن شخصين مختلفين، فوصفك في السطور الأولى هو وصفٌ لولد خواف رعديد عصابي البنية، أي أن الولد بما أنها (هذه طبيعته منذ فترة طويلة جدا تعد بالسنين) كما قلت، يعاني من أحد الاضطرابات الانفعالية ذات البدء النوعي في الطفولة Emotional Disorders with Onset Specific to Childhood ذلك أن ما تشيرين إليه من أعراض (الخوف من النزول إلى الطابق السفلي وحيدا, والخوف من فتح الشباك إلخ) في طفلٍ ذكرٍ عمره اثنتا عشرة سنة يندرج في ذهن الطبيب النفسي مع اضطرابات الأطفال العصابية، ويتماشى اضطراب البوال أو التبول اللا إرادي الذي يعاني منه مع هذه التركيبة، وإن كان يتماشى أيضًا مع ما تشير إليه السطور التالية في إفادتك.
وأما إحساسه بأنه مراقب كما نقل لك فلا أستطيع التعليق عليه لأنني أحتاج إلى تفاصيل أكثر منه شخصيا، ولذلك فإنني أعتبرُهُ انشغالا عابرا مرَّ به الولد، أو تضخيما من قبله لفكرةٍ عابرة كي يزيد من قلقك وانشغالك به، فإن كان غير ذلك فإن الأمرَ قد يكونُ بدايةً لاضطراب نفسي أعمق وأسأل الله ألا يكون.
إلا أن ما تشير إليه بقية إفادتك هو حديث عن شخص يبدو مختلفا فهو اجتماعي نشيط مغامر يحب أصدقاءه ويحسن معاملتهم، بل ويسرف في الاجتماعيات إلى حدِّ أن ذلك يؤثر على أدائه المدرسي، ولكن معلمته لم تذكر فيه عيبا كالكذب أو قلة الأدب أو غير ذلك، كما أنه يستطيع بفضل ذكائه النجاة من وصمة الرسوب، أي أنه يستطيع ضبط نفسه عند الحاجة وهذه نقطة مهمة، كذلك فإن مدربه في النادي وصفه بأنه "ولد قوي وعنيف ومتفوق" وهو كذلك لا يحبُّ إيذاء زملائه، أي ولد ناشطٍ ومحبوبٍ هو خارج المنزل؟
يبدو إذن أن ما لمسته أنا من تناقض هو تناقضٌ شعرت به لأول وهلة فعلا، لكن الحقيقة هي أنك بمنتهى الصدق والعفوية وصفت لنا التناقض بين سلوكيات ومشاعر وانفعالات ابنك داخل البيت أو في حدود العائلة، وبين مقابلاتها خارج نطاق العائلة، أي أنك ربما تصفين ما نسميه اضطراب التصرف المقتصر علي إطار العائلة : Conduct disorder confined to the family context وتشمل اضطرابات التصرف التي تتضمن سلوكا مستهينا بالمجتمع Dissocial,أو عدوانيا Aggressive(وليس مجرد سلوك معارض أو متحد أو مزعج) ويقتصر فيها السلوك غير الطبيعي تماما، أو يكاد أن يقتصر علي المنزل أو علي التعامل مع أعضاء العائلة المصغرة Nuclear Familyأو المعاشرين المباشرين للطفل أو علي كليهما، مع مراعاة أن أشد علاقات الآباء بالأطفال اضطرابا لا تكفي في حد ذاتها للتشخيص، وقد تكون هناك سرقة (أو أخذٌ بالقوة) من المنزل ترتكز غالبا علي أموال وممتلكات فرد أو فردين بعينهما وقد يصاحب ذلك سلوك تدميري عمدي يركز مرة أخري غالبا علي أفراد معينين من الأسرة ويتضمن تكسير اللعب أو التحف وقطع الملابس، ونحت الأثاث وتدمير المقتنيات الثمينة، كذلك فإن العنف الموجه ضد أعضاء العائلة (دون غيرهم) والمقتصر علي المنزل هو أيضا من أسس التشخيص.
معنى ذلك أن انطباق هذا النوع على حالة ابنك يتطلب ألا يكون هناك اضطراب في التصرف له شأنه خارج نطاق العائلة السوي، وأن تكون علاقات الطفل الاجتماعية خارج إطار العائلة في النطاق السوي.وفي أغلب الحالات سوف نجد أن اضطرابات المسلك المقتصرة علي العائلة قد برزت في سياق شكل ما من الاضطراب الشديد في علاقة الطفل بواحد أو أكثر من أعضاء عائلته المصغرة، ربما معك ومع إخوته مثلا، لكننا بناء على ما لدينا من معلومات لا نستطيع تشخيص اضطراب التصرف العام أي اضطراب السلوك (التصرف) Conduct Disorder
في الأطفال والمراهقين.
ولا حتى اضطراب التصرف غير المتوافق اجتماعيا: Unsocialized Conduct Disorder والذي يشترط لتشخيصه عدم الانخراط الفعال في مجموعة من الأقران، ويستدل علي اضطراب العلاقات مع الأقران أساسا بالانعزال عن الأطفال الآخرين أو المواجهة بالرفض من قبلهم وعدم الشعبية بينهم أو بكليهما معا، وكذلك بافتقاد الأصدقاء المقربين والعلاقات المستمرة، المتعاطفة، المتبادلة مع آخرين من نفس المجموعة السنية أما العلاقات مع البالغين فتتميز بالخلاف والعدوانية والرفض ومع ذلك قد توجد علاقات طيبة مع بعض الأفراد البالغين (ولكنها تفتقر غالبا إلى الطبيعة الوثيقة).
والعلاقات مع الكبار ذوي السلطة تميل إلى أن تكون سيئة ولكن قد تكون هناك علاقة طيبة مع بعض الكبار، وتكون الاضطرابات العاطفية عادة ضئيلة وقد يتضمن اضطراب التصرف أو لا يتضمن الإطار العائلي ولكن اقتصاره علي المنزل يستبعد هذا التشخيص. وغالبا ما يكون الاضطراب أكثر وضوحا خارج إطار العائلة وإذا ما اقتصر علي المدرسة (أو أطر أخرى خارج سياق العائلة) فإن ذلك لا يتناقض مع التشخيص، إلا أن من الواضح أن ابنك أقرب إلى اضطراب التصرف المقتصر علي إطار العائلة، وربما شكل من اضطراب العناد الشارد ربما أيضًا في نطاق العائلة.
أستطيع أن أكونَ مطمئنا إذا تحركتم بسرعة لعرضه على أقرب طبيب نفسي وحبذا لو استطعتم الحصول على العلاج النفسي الأسري خاصةً أنني غير راضٍ عن كثير مما ذكرته من طرقٍ في تعاملكم معه، وأنصحك أيضًا بقراءة حتى نعْدل
ـــــــــــــــــ(104/208)
قبل نوع التعليم..حدد الهدف ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله عنا خيرا ودمتم خير عون لنا في تنشئة أبنائنا... اسمحوا لي فإن لي عدة أسئلة فيما يخص ابني الذي هو في روضة ثانية.
السؤال الأول: وهو متعلق باختيار المدرسة المناسبة لابني وهو الآن في روضة ثانية، والعام المقبل إن شاء الله سيلتحق بالصف الأول الابتدائي، وحقيقة سؤالي هذا لسيادتكم موجه كآباء وأمهات يتعلم أبناؤهم في مدارس مصر؛ حيث إننا هنا في غربة وتتعدد المدارس والمناهج، ولا أعرف أي المدارس أنسب بحيث إذا نزل ليتم دراسته في مصر لأي سبب من الأسباب لم يتعثر واستمر في تفوقه.
هنا في الإمارات العربية المتحدة حيث نقيم يوجد نوعان من المدارس:
النوع الأول: يعتمد على التعليم المكثف (المنهج الكبير، الواجبات المدرسية الكثيرة المكثفة، وللمادة الواحدة يوجد أكثر من كتاب، ويبدأ في تعلم اللغة الفرنسية مع الإنجليزية هذا العام).
والنوع الآخر: بسيط في كل مناهجه ولا أشعر أن ابني يضيف جديدا خارج الكتب التي تعلمه منها معلمته مما قالته أمامه أو سمعه في فصله، تبدأ اللغة الفرنسية من الصف الرابع أو الثاني الابتدائي وتوجد أيضا واجبات كثيرة نسبيا، ولكن لا توجد مذاكرة كثيرة ولا إملاءات ولا امتحان والمنهج في حد ذاته أبسط.
وأنا لا أعرف القدرات العقلية للأطفال في هذه السن خاصة في تعلم أكثر من لغة، ولا أعرف إن أبقيته في المدرسة البسيطة فهل سينجح في دراسته في مصر؟ وهل يمكنه تعلم أكثر من لغة في هذه السن الصغيرة؟ وهل من الأفضل أن أعوده من الآن على الدراسة الشاقة باعتبار أن هذه هي سياسة التعليم في مصر؟ لا أعرف ماذا أفعل وماذا أختار؟
وأيضا لي سؤال آخر: هل من الخطأ إذا أدخلته مدارس راهبات، علما بأنه ليس لهم أي توجيه ديني على الأطفال ولكن يرى الراهبات بزيهن المميز؟
كذلك أريد أن أعرف ما نوعية الدعم الدراسي المطلوب مني في هذه السن بحيث يكبر ابني معتمدا على نفسه وفي نفس الوقت متفوق؟
سؤالي الأخير وسامحوني علي التطويل هو: متى يصبح الخوف حالة مرضية تستلزم الذهاب إلى طبيب؛ حيث إن ابني دائم الخوف وهو لم يكن كذلك، وهو يخاف من كل شيء حتى إنه في فترة سابقة كان يرفض السير حتى على الأرض ويتنقل قفزا على أثاث المنزل، ولكن الحمد لله انتهت هذه الأزمة مع بدء العام الدراسي، ولكنه يخاف من كل شيء بصفة عامة، حتى إننا أحيانا نترك التلفاز يعمل طوال الليل لكي لا ينزعج.
علما بأنه ينام معنا في نفس الغرفة، وأنا أصبر عليه وأعطيه الوقت الكافي على أمل أن ينتهي الخوف مع الوقت، ولكن لا أعرف هذا سليم أم أنه يتحتم عليَّ عرضه على طبيب نفسي؟ شكرا لكم مرة أخرى، وجزاكم الله عنا خيرا.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -سيدتي- بارك الله في ولدك وجعله قرة عين لك في الدنيا والآخرة.
والردعلى رسالتك -سيدتي- يحتاج أولا أن نضع ذلك في نقاط محددة متتالية حتى يسهل علينا الرد، ويسهل عليك التنفيذ بإذن الله.
1. اختيار نوع التعليم والمدرسة المناسبة لطفلك بحيث إذا عدتم إلى أرض الوطن يستكمل مسيرته الدراسية دون تعثر وبنفس التفوق.
2. القدرات العقلية التي تتميز بها هذه المرحلة، وهل يمكن تعليمه أكثر من لغة في هذه السن.
3. الدعم الدراسي المطلوب منك في هذه الفترة.
4. متى يصبح الخوف مرضيا.
أقدر -سيدتي- تماما حيرتك في اختيار المدرسة ونوع التعليم المناسب لابنك؛ فهذه مشكلة كل أم تحاول أن تجد أفضل الفرص لابنها، ولأننا -خاصة- مع الطفل الأول نضع أحلاما مثالية فإننا في الغالب نصدم بالواقع؛ لذا فعليك أن تجعلي أحلامك في اختيار المدرسة واقعيا -وهذا ما لمحته في طي رسالتك ولكن الذكرى تنفع المؤمنين- وباعتبار أن ابنك سيكمل تعليمه في مصر فكل ما عليك أن:
تقارني مناهج كلا النوعين من التعليم الموجودين بالإمارات بالمناهج المصرية (التي يمكن أن تحصلي عليها هناك عن طريق أحد معارفك أو أقاربك)، وبالطبع ستختارين أقربهما للمناهج المصرية، هذا إذا كنت تبحثين عن نوع من الدراسة مناسب بحيث يسير في دراسته دون تعثر ويحصل ابنك فيهما على درجات تجعله يحتفظ بالتفوق الدراسي.
أما إذا كنت تبحثين عن منهج ينمي شخصية طفلك يعتز بنفسه ودينه وهويته ويحترم فكره وعقله وإمكانياته (والاهتمام بالدرجات آنذاك سيكون أمرا ثانويا لا يأخذ إلا الحيز الطبيعي له)، أقول إن كان هذا ما تبحثين عنه فلن تجدي مدرسة تقدم لك كل هذا (وهذه هي الطموحات- وليست المثالية - التي نبغيها جميعا لأولادنا).
لكن لكي يتحقق هذا فسيكون عليك عبء كبير أوله أنك ستغيرين مفهوم التفوق لديك؛ فليس التفوق هو التفوق أو التميز الدراسي فقط بل ربما يكون لابنك قدرات واستعدادات وذكاءات متعددة لن تكتشف عبر هذا الثقل الدراسي الذي يكبَل به الأطفال في مدارسنا.
ولذا يمكنك أن تبدئي في اختيار المدرسة ذات المناهج البسيطة، سواء هناك في الإمارات أم في مصر، ويكون لديك أنت برنامج خاص بالبيت عن طريق اللعب والأنشطة وتنمية المهارات تقومين به مع ابنك في البيت، ويمكنك الاطلاع على عشرات الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة- سنورد لك بعضها بنهاية الرد- عن الذكاءات المتعددة وكيفية تنمية مهارات ابنك وتنمية التفكير والألعاب والأنشطة التي تمارسينها معه لتنمي كل ما سبق وغيرها من مئات المواقع التي تعطيك أفكارا إبداعية في كيفية تنمية مهارات ابنك.
وتحصلين على هذه المواقع من موقع البحثWWW.GOOGLE.COM ، واطلاعك هذا سيجعلك أيضا تكتشفين قدرات ومواهب صغيرك، إلى جانب أنه سيوضح لك أهم خصائص النمو العقلي في هذه المرحلة.
وأؤكد مرة أخرى هذا في حالة ما إذا كنت تبغين هدفا أكبر من مجرد التفوق الدراسي، وهذا الأمر يحتاج منك ومن زوجك إلى: شجاعة في اتخاذ القرار وإلى أن تتحديا بعض الأفكار التقليدية التي ستقابلكما وتحتاج إلى إرادة قوية منك لتحمل الجهد الذي ستبذلينه مع ابنك فيما ذكرته لك آنفا.
وأخيرا لا أنصح أن يلتحق ابنك بمدرسة راهبات.
أما بالنسبة لدراسة اللغات ومقدرة الطفل العقلية في هذه المرحلة على استيعاب وتعلم أكثر من لغة، فقد أثبتت بعض الدراسات أن الطفل يستطيع ذلك، لكن ستكون هناك لغة هي الغالبة وهي اللغة الأولى التي يتعلمها الطفل، وفي أغلبية مدارس الدول المتقدمة تكون اللغة الأولى هي اللغة الأم وهي التي سيتعلم الطفل التفكير بها وبالتالي التعبير بها.
أمافي بلادنا فاللغة الأولى في معظم مدارسنا الخاصة والتي يقبل عليها معظم الناس الآن هي اللغة الأجنبية، وهنا تكمن المشكلة؛ فالطفل يشب على أنه لا يستطيع التفكير ولا التعبير إلا باللغة الأجنبية، وبالتالي يفقد هويته.
كما أن من مصائبنا الكبرى أن هذه المدارس أصبحت تفرز لنا خريجين مغتربين لا ينتمون قلبا وقالبا لمجتمعهم وحضارتهم ولغاتهم بل ودينهم وأنّى لهم ذلك، وأهم أداة من أدوات التعرف على ما سبق لا يكون إلا من خلال اللغة.
ولذا أنصحك بأن تبحثي عن مدرسة تعلم اللغة العربية كلغة أساسية واللغة الإنجليزية كلغة ثانية (مع عدم الإهمال في دراسة اللغة الإنجليزية بحكم أنها اللغة الثانية)، هذا إذا كنت ترغبين في أن يحتفظ ابنك بهويته واعتزازه بدينه وعروبته والذي لن يحدث من خلال المنهج والدراسة فحسب بل للبيت دور كبير في ترسيخ هذه القيم.
ولك اختيار آخر بأن تلحقي ابنك إحدى مدارس اللغات التي بها اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى إذا كنت ممن يفكرون في مكانة لابنك بين أقرانه ومعارفه أو حتى لا يشعر أنه أقل من ذويه، خاصة أن معظم المدارس -إن لم تكن كلها- التي تدرس اللغة العربية كلغة أولى أقل في مستواها التعليمي والعلمي من مدارس اللغات.
والأمرأولا وأخيرا لك ولزوجك، ولن يعتب عليك أحد في أي الاختيارين، المهم أن تحددي أنت وزوجك الهدف الذي تبغيان تحقيقه مع وضع في الاعتبار أمرا غاية في الأهمية لا تغفلانه وهو قدرة ابنكما واستعداداته الشخصية لتعلم لغة ثانية.
أما بالنسبة للدعم الدراسي المطلوب منك في هذه الفترة هو أن تجعلي ابنك يعتمد على نفسه في موضوع المذاكرة بل وتحببي إليه الاطلاع ليشب على معرفة قيمة الكتاب والقراءة (وقد استفاضت هذه الصفحة في موضوعات عن كيفية الاعتماد على النفس في المذاكرة وعن القراءة وأهميتها فأرجو الاطلاع عليها) وأورد لك بعضها بنهاية الرد.
أما بالنسبة للخوف فهو طبيعي بالنسبة للأطفال في سن ابنك، لكن أن يصل الخوف إلى الحد الذي لا يرغب معه في السير على الأرض أو أن يظل التلفاز مفتوحا طول الليل أو أن يستمر في نومه بجواركما أنت وأبيه إلى هذه المرحلة العمرية فهذا ما يحتاج إلى وقفة، والفاصل دائما بين ما هو طبيعي وبين ما هو مرضي أن المرض يعوق صاحبه عن الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي، ولعلاج الخوف يمكنك اتباع الخطوات التالية فإن استمر فعليك بعرضه على طبيب أو مرشد نفسي، وهذه الخطوات هي:
- حينما يبدي طفلك خوفا من أمر ما فلا تحجري على مشاعره ولا تقولي له مثلا: "إن هذا الأمر لا يخيف أو هذا أمر طبيعي كيف تخاف منه"؛ فهذه الكلمات من شأنها أن تحبطه وتشعره بأنه من الضعف بمكان لا يستطيع معه مواجهة شيء طبيعي يستطيعه كل الناس فيما عدا هو.
ولكن الأفضل من ذلك أن تتحدثي معه عن مشاعر الخوف، فمثلا إذا قال: "أنا أخشى أن أنام بمفردي أو أجلس بمفردي"؛ فانتبهي له وأومئي برأسك كأنك تريدينه أن يكمل الحديث وهذا يساعده على أن يخرج ما لديه من مخاوف فإن استرسل في الحديث عن مخاوفه فقولي: "حينما يشعر الإنسان بالخوف فهو أمر غير مريح بالنسبة له على الإطلاق"؛ فهذه الجملة ستجعله يشعر بأنك تقدرين مشاعره لكنك لا تشجعينه عليها في نفس الوقت لأنك أطلقت عبارة عامة، فبالتأكيد أن كل إنسان لا يشعر بالراحة عندما يعيش في خوف.
ثم انطلقا معا في الحديث حتى يُخرج ما لديه، هذا الانطلاق إلى جانب أنه يشعره بتقديرك لمشاعره فهو يخفف من حدة الخوف بشكل تدريجي، والسبب في ذلك أننا حين نتكلم عن أشياء مجهولة بالنسبة لنا نخشاها ولا ندري لها سببا منطقيا فإن كثرة الكلام عنها تهونها وبالتالي تخفف من حدة هذه المخاوف بل يمكن أن تتلاشى مع الوقت.
- تقديرك لمشاعر الخوف لدى طفلك لا يعني المبالغة في الاسترسال في الحديث معه عنها، ولكن الأمر يكون بشكل وسطي معتدل حتى لا يتحول لقضية لفت انتباه واستعطاف.
- الأفضل ألا تبدئي في الحديث عن مخاوفه بل اجعليه يبدأ هو، فإن لم يفعل رغم أنك تلمحين الخوف في سلوكياته ونظراته في مواقف معينة فابدئي أنت كأن تقولين: إنكَ تخشى أن تنام بمفردك أليس كذلك؟ وعندما يوافق على هذه الجملة فيمكنك حينئذ أن تقولي: "ما رأيك أن تصف لي كيف تخاف أو مما تخاف أو ماذا يحدث لك حين تخاف هل يدق قلبك بشدة هل تحس بالعطش".
ابدئي معه بأي من هذه الأسئلة لكن لا تحولي الأمر إلى عملية استجواب وتحقيق، بل ابدئي ثم اتركيه يعبر عما يشعر دون أسئلة كثيرة (ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات طرحت على هذه الصفحة تناولت الخوف)، وفيها مزيد من التفصيل بين الطبيعي والمرضي وكيفية التعامل مع كل منهما.
ـــــــــــــــــ(104/209)
غياب التواصل بالآخرين..البحث عن أسباب ... العنوان
جزاكم الله خيرا على هذه الخدمة.. ابني في الصف الأول بالحضانة، هو ذكي ونشيط جدا بالبيت، لكن المشكلة أنه في المدرسة يكون عكس ذلك تماما، لا يتحرك ولا يتفاعل مع مدرسيه ويظل صامتا ومحدقا بهم، لدرجة أن المدرسين يظنون أنه لا يفهم ما يقولونه له من معلومات وإرشادات.
سمعت بهذه الملاحظة من مدرسته منذ أن كان بالتمهيدي، هو أيضا حساس وسريع التأثر والانفعال بكل ما حوله.
الغريب أنه طبيعي جدا بالبيت ويتحدث بسهولة مع جده وأحيانا أبناء أعمامه، لكنه أحيانا أخرى يرفض الحديث مع قرنائه.
أود الإشارة إلى أن والده كثير الأسفار.. أسفار كثيرة لكن لفترات كثيرة، وكثيرا ما أشعر أن الولد متأثر بذلك وغير سعيد لغياب والده الكثير، لكن ربما طبيعته وسنه يمنعه من التعبير عن ذلك.
لقد فكرت في عرضه على أخصائي علاج سلوكي للأطفال لأني أخشى أن يعيق سلوكه هذا نموه الاجتماعي كباقي أقرانه، كما أخشى من تأثير هذا على تقدمه في المدرسة.
أتمنى لو كان متاحا التواصل مع أحد مستشاريكم في ذلك التخصص لأشرح له الأمر بالتفصيل أن تمدوني بطريق التواصل معه، وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
الخجل والانطواء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة،سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، نشكر لك ثقتك بنا وندعو الله أن يعيننا وإياك على أداء ما حملناه وحلمنا به.
سيدتي -كما ذكرت برسالتك- أن هناك بعض التفاصيل لا بد أن تتضح لتساهم في فهم طبيعة المشكلة ومن ثم يسهل الحل بشكل كبير، وفي نفس الوقت تدلل ما إذا كان ابنك يحتاج أن يعرض على طبيب أم لا، وهذه التفاصيل هي:
ماذا عن علاقة ولدك بأخيه (بارك الله لك فيهما) وطريقة لعبهما؟ وهل يتشاجران أم لا؟ وإذا حدث فهل ينسحب من هذه المشاجرة أم يدافع عن نفسه؟
وقد تحدثت -سيدتي- عن أسلوبه وطبيعته مع المدرسين لكنك لم تتحدثي عن طبيعة علاقته بزملائه وكيف يتصرف معهم بالمدرسة؟ وما طبيعة علاقته بأبيه؟ وهل يجد والده وقتا لولديه للحوار أو اللعب معهما أو حتى تفقد أحوالهما؟ وهذا السؤال موجه لك أنت أيضا ماذا تصنعين معهما في الأوقات التي تجلسين معهما فيه؟ وأين يقضيان وقتهما في أثناء تغيبك في عملك ومع من وماذا يفعلان؟
كل هذه التساؤلات لا بد أن تتضح حتى يتم الرد على أساس واقعي عملي سليم وحتى نتعرف على ما إذا كان الأمر يحتاج إلى طبيب -كما ذكرت- أم لا.
ـــــــــــــــــ(104/210)
الطفل الأول.. ومتاهة مركزية الكون ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله لكم وطيب مثواكم، وجزاكم عنا خيرا على مجهودكم معنا في هذا الموقع الرائع...
سؤالي عن ابني (4.5 سنوات) وهو: كيف أتعامل مع غيرته؟ وكيف أوجه اعتزازه بنفسه التوجيه السليم؟
وللإيضاح أشرح المشكلتين، وهما مرتبطتان نسبيا؛ ابني يغار عليَّ بصورة فظيعة، يغار من الأشخاص والأشياء، يعني إذا مدحت أي شيء -حتى المسلسل- بأنه رائع يقول إنه أكثر روعة وينطبق ذلك على كل شيء، غيرة من أبيه بحيث يصعب علينا أحيانا التحدث معا بدون أن يحدث معنا ابني مشكلة أو اثنين ويحاول لفت انتباهنا بكل السبل وهو يرى نفسه رقم واحد في العالم وغير مقبول غير ذلك.
والمشكلة تأتي مع المدرسة؛ حيث إنه أصغر نسبيا من بعض زملائه فيسبقه بعضهم في الكتابة مثلا فيأتيني يسألني هل يغير اسمه ليسمي نفسه باسم فلان السريع المهذب المتفوق لأنه الأفضل، أو مثلا إذا رفض أحدهم التلوين بلون معين وقال إنه لون سيئ يكون ملغيا تماما من الألوان بالنسبة لابني؛ لأن فلانا المتميز (على حد قوله) قال إن هذا اللون سيئ.
أعرف بالطبع أنه صغير السن، ولكن أنا أخشى عليه وأحزن عندما يقول لي أنا أحاول أن أكون أحسن واحد في الدنيا لكن لا أعرف، وأخبره أنه جيد وممتاز وأريه ما تكتبه معلماته وهو حقا متفوق ومحبوب جدا من الجميع، ولا أشعر أنه لا يثق بنفسه وقدراته إلا في حالات نادرة؛ فهو عادة رقم واحد وأسرع واحد وأقوى واحد.
لهذا خطؤنا أنا وأبوه حيث إنه وحيدنا ودائما نشعره بالطبع أنه أقوى منا وازدادت قوته بعد أن أكل كذا أو فعل كذا وبالطبع ننهزم له في كل الألعاب؟ فهل نحن من أهملنا تعليمه أن الدنيا غالب ومغلوب مزيج بينهما ولا ينقص من قدره أن ينهزم بين مرة وأخرى وأنه سينتصر أو يتفوق في مجال آخر؟ أم أن ما به طبيعي؟ كذلك كيف نتعامل مع غيرته الشديدة عليّ خاصة من أبيه؛ حيث إنه أحيانا يعامل أباه بعنف لمجرد حديثه معي؟ أشكركم، وجزاكم الله عنا خيرا.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك فيك أنت أيضا، وجزاك الله خيرا على ثنائك، وأدعو الله في هذه الليالي المباركة أن يبارك لك في ابنك بل ذريتك القادمة إن شاء الله، وأن يعينك على أداء رسالتك النبيلة.
أولا أبدأ بشكرك على أنك تداركت مشكلة ابنك -حفظه الله- من الآن وقبل أن يرزقكما الله بمولود جديد يزاحمه هذه المكانة.
أما عن الرد على رسالتك فقد فسرت سيدتي جزءا مما يحدث لابنك في طي الرسالة بقولك في نهايتها: "فهل نحن الذين أهملنا تعليمه أن الدنيا غالب ومغلوب..."، ليس هذا فحسب -سيدتي- بل علمتما إياه أيضا أنه الكائن الوحيد الذي ينصت له إذا تحدث وأنه الوحيد موضع الاهتمام وموضع الالتفات إليه، وأنه المتفرد بمزايا عظيمة؛ فهو الأقوى والأحسن، وهذا هو سبب رغبته الشديدة أن يقلد كل متميز ليظل محتفظا بهذه المكانة وهذا الحب اللذين من أهم أسباب حصوله عليهما -من وجهة نظره- هو تحليه بهذه الصفات المتفردة، ومن أجل ذلك يرفض رفضا تاما أن يرى غيره موضع تقدير واستحسان واهتمام من الآخرين خاصة منك ومن والده؛ لذا فهو يأبى حديثكما دونه ويحدث شغبا أثناءه.
ولن أحلل الأمر كما قال فرويد -أبو مدرسة التحليل النفسي المعروف- أن الطفل في هذه المرحلة لديه ما يسمى بعقدة أوديب فهو يرفض ويغار من الأب بسبب مشاركته إياه في حب الأم ورعايتها؛ فأنا أرفض هذا التفسير ولست من أنصاره، ولكن سأقول إن الطفل أخذ من الاهتمام به والتركيز عليه أكثر مما ينبغي؛ فالطفل يحتاج -بالطبع- لكل مساندة ودعم وحب وأمان وأن يُعطى صورة موجبة عن ذاته، لكنه ليس للدرجة التي لا يرى فيها سوى نفسه وسوى إمكانياته ومهاراته وقدراته الخارقة.
وهذا في الواقع مشكلة الطفل الأول؛ فهو دائما محط أنظار واهتمام الوالدين، وهما يصبان عليه كل ما أوتيا من حب واهتمام ورعاية، ويركزان على كل سلوكياته لتحيق رغبة شديدة في جعله أفضل الناس وأذكاهم وأقواهم... إلى غير ذلك من طموحات الآباء لطفلهما الأول والتي تتغير عادة مع الطفل الثاني وتكون أكثر واقعية.
كل المقدمة السابقة -سيدتي- لكي نضع أيدينا على أسباب المشكلة والتي أظن أنها اتضحت لك الآن. أما الخطوات العملية لحل المشكلتين معا (الغيرة وخاصة من الأب وإحساسه بالتميز والتفرد ورغبته في أن يكون كذلك دائما) فهي:
1. من المهم جدا -سيدتي- أن يدرك طفلك أنك تحبينه لذاته ليس لأنه يمتلك قدرات (super man) فليس شرطا لحبك له أن يكون أسرع واحد وأقوى واحد وأشجع واحد، بل أنت تحبينه لأنه ببساطة ابنك وأنت تفضلينه وتحبينه على ما هو عليه، ولا يكون ذلك بالتأكيد اللفظي فقط بل بالفعل أيضا؛ فعندما يأتي من المدرسة ويحاول تقليد أحد زملائه المتميزين مثلا فقولي له: "إن فلان يمكن أن يكون أشطر من (اسم ابنك) لكن أنا أحب (اسم ابنك) لأنه ابني"، وهكذا في مواقف عديدة من مواقف الحياة اليومية، والقصص والحكايات تلعب دورا مهما ورئيسيا في تعديل هذه الفكرة.
2. عندما تلعبين مع ابنك تبادلا النصر والهزيمة واجعليه حينما يلعب معك يجد في هذا اللعب متعة التحدي بمعنى ألا تنهزمي له أو تغلبيه سريعا بل اجعليه يبذل من المجهود والطاقة التي يشعر معها أنه حينما يفوز.. يفوز عن جدارة واستحقاق، فإذا تعب وبدأ يتململ ويبدي استياءه لأنه لم يتعود إلا على النصر منذ اللحظة الأولى فعليك توضيح الأمر بأنه الآن كبر قليلا وعليه أن يبذل مجهودا أكبر، فإذا ترك اللعب مستاء أو بكى فلا تحاولي إطلاقا استمالته أو إظهار التعاطف لموقفه بل يمكنك أن تتركيه حتى يهدأ ثم يعاود طلب اللعب معك مرة أخرى وحينئذ يمكنك الانهزام له، وفي مرة أخرى لا بد أن تهزميه فإن بكى وتأثر لذلك فوضحي له: أننا لا يمكن أن نكون غالبين دائما بل نغلب أحيانا ونُغلب أحيانا أخرى، فإن بكى وأصر على أن يَغلب فلا تخضعي له أو ترقي لحاله بل عليك التمسك بموقفك في هدوء.
3. عليك أن تبادليه النصر والهزيمة بشكل تدريجي حتى لا يفقد الثقة بنفسه وبقدراته، بل اجعلي مواقف النصر له هي الأغلب في بداية تعديل هذا السلوك ثم عندما يبدأ تقبل فكرة الهزيمة فعليك حينئذ الموازنة بينهما.
4. حينما تتحدثان أنت وزوجك ثم يبدأ في إحداث شغب لصرف الانتباه إليه فأكملا كلامكما بشكل عادي، وإذا أفرط في هذه التصرفات فعليك لفت انتباهه أنه لا يصح أن يفعل ذلك لأنك تتحدثين إلى والده وأن آداب الحديث تقتضي الصمت حتى تنتهيا، وإذا أراد شيئا ملحا فعليه الاستئذان لقطع الحديث، وعندما تنتهين من هذه التعليمات أكملي حديثك مع أبيه دون أن تنتظري من الابن أي رد فعل.
5. على الأب أن يجد وقتا ولو نصف ساعة يوما بعد يوم ليلعب مع ابنه دونك، فيصارعه مرة ويلعبان مرة (الاستغماية) أو يعلمه لعبة الشطرنج مرة أخرى وغيرها من اللعب... المهم أن يدنيه منه عن طريق اللعب بل وعن طريق مصاحبته في صلاة الجمعة أو أي صلاة يؤديها الأب بالمسجد؛ فهذا من شأنه أن يقلل من حدة الغيرة إلى جانب العلاقة الرائعة التي ستنشأ بين الأب وابنه، ومن ثم يسهل على الطفل أن يتوحد (يرى والده نموذجا يحتذي به) مع أبيه.
6. حاولي أن تبحثي عن التعزيز الذي تقدمينه والذي أدى -دون أن تشعري- إلى غيرته بهذا الشكل المبالغ فيه، فربما كنت تضحكين مثلا حينما ينهاك عن الالتفات لغيره أو تنصاعين لأوامره بالتوقف عن محادثة الآخرين، فإذا كنت تفعلين ذلك أو شبيهه من ألوان التعزيز التي من شأنها تثبيت هذا السلوك وتكراره فلا بد من التوقف عنها تماما.
7. عليك في البداية أن تمتدحي بعض الأشخاص أمامه فإن ذكر لك أنه هو أفضل فقولي: "يمكن أن يكون هناك أكثر من واحد جيد أو رائع"، وبعد أن يعتاد منك ومن والده مدح الآخرين ابدئي في مدح بعض الأشخاص الذين يتميزون بميزات غير متوفرة لدى ابنك كأن تقولي مثلا: "إن فلان رسمه جميل"، فإن قال: وأنا رسمي أفضل أو رسمي جميل"؛ فقولي له: "إن فلان رسمه جميل وأنت تلوينك جميل؛ فهو أفضل منك في الرسم وأنت أفضل منه في التلوين" ليعلم ويتدرب على قبول مزايا الآخرين بل وليوقن أن الله قسم هذه القدرات بدرجات متفاوتة على البشر ليكمل بعضهم بعضا ولأنه من المستحيل أن يستأثر أحد بجميع القدرات، والقصص والحكايات تنفعك أيضا في هذا المقام.
وفي نهاية رسالتي لك -التي أرجو أن تنتفعي بها- أنبه على أمرين في غاية الخطورة والأهمية هما: الحزم في ود في أثناء تنفيذ الخطوات السابقة ودون تهاون؛ لأنكما إذا أبديتما تعاطفا أو تساهلا فسوف يشعر الطفل بالتذبذب وعدم الاستقرار في أسلوبكما.
والأمر الثاني هو التدرج -كما ذكرت من قبل- في التنفيذ حتى لا يصدم الطفل ويشعر بتغيير مفاجئ في تعاملكما معه فيشعر بأنكما لم تعودا تحبانه وأنه بالتأكيد أحدث ذنبا عظيما هو الذي سبب هذا الانقلاب فيبدأ بفقدان الثقة فيكما وفي نفسه.
وأخيرا أدعو الله أن يوفقكما لما فيه خير لكما ولأبنائكما، وأرجو المتابعة معنا... ننتظرك قريبا.
ـــــــــــــــــ(104/211)
تنصل الطفل من الخطأ.. بعض الأسباب ... العنوان
عبد الرحمن هو طفلي الأول، ذكي جدا ما شاء الله، وهذا ليس بشهادتي فحسب بل هي أيضا شهادة معلميه، ذكاؤه اللغوي في اللغتين العربية والإنجليزية ممتاز، ومهارات التفكير لديه ممتازة، لكن لديه مشكلة وهي أنه لا يحتمل أن يخطئ أبدا، وطبعا لا يعجبه أن ينتقده أحد، أحيانا أحاول أن أنظر للأمور نظرة إيجابية وأقول في نفسي: "لا بأس فهو دائما يسعى لأن يطور نفسه، ويكون أفضل"، ولكنني غالبا أتضايق لأن رد فعله يكون غير عادي، أيضا أخاف أن تكون هذه الصفة دليلا على الكبر.
أرجو منكم أن تساعدوني في كيفية التعامل مع صغيري الكبير، وجزاكم الله كل خير، وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
... السؤال
السمات الشخصية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صاحب الاستشارة، التي لم يتضح فيها هل السائل الأم أم الأب (أرجح أنه الأب، وذلك من رؤية بريدكم الإلكتروني). على أية حال أهلا ومرحبا بكم على صفحة "معا نربي أبناءنا"، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.
سيدي/سيدتي لم تكن هويتكم هي الشيء الوحيد الذي لم يتضح في الرسالة؛ فلم تذكر بعض التفاصيل التي تساهم بشكل فعال في الحل، وهذه التفاصيل تتضمن: عمر صغيرك الكبير، وفي أي الصفوف هو؟ وما هي علاقته بإخوته وعلاقة إخوته به؟ وهل إخوته على نفس القدر -أو قريبا- من ذكائه ومهاراته، أم أنه يفوقهم؟ وما علاقته بالطرف الآخر (الأب أو الأم)؟ ومنذ قد لاحظتم عليه عدم تحمله الخطأ؟ وما هو رد فعلكم تجاه سلوكه هذا؟ وهل لوحظ عليه نفس السلوك بالمدرسة أو مع آخرين يتعامل معهم، أم هذا سلوك يسلكه معكم بالبيت فقط؟.
وإلى أن يصلنا منكم الرد على هذه التساؤلات أرجو أن تعلم أن عدم تحمل الطفل أن يخطئ يرجع إلى عدة أسباب، أهمها:
1. التدليل المفرط، وأن يجاب كل طلب بل كل أمر له.
2. الإفراط في تعزيزه؛ فكلما أتى بشيء يثاب أو يمدح عليه.
3. أن يتمثل ويقلد أحد الوالدين في هذا السلوك.
4. أنه يُقابَل بالتغاضي عن أي خطأ كان يرتكبه أو ُيلتَمس له الأعذار أو حتى يُعزز عن طريق الضحك على ما يأتي به مثلا.
5. أو العكس تماما أن يركز على كل كبيرة وصغيرة في سلوكياته، ولم يسمح له بأخطاء مَن هم في سنه من الأطفال، ويحدث هذا كثيرا خاصة للطفل الأول.
6. أن يكون قد تدرب على أن يسلك هذا السلوك على سبيل المثال: إذا غُلب في اللعب وبكى أو غضب يحوّل الأب أو الأم (أو من يلعب معه) هزيمة الطفل لنصر، أو ينهزم له من أول اللعب إرضاء وترضية له، وكثيرا ما يقع الآباء في هذا من أجل إسعاد أبنائهم، أو بحجة أنهم ما زالوا أطفالا صغارا؛ فلا داعي لإحباطهم من الآن.
وهناك أسباب أخرى سنكتشفها بمعرفة الظروف العامة التي يعيش فيها الطفل، والتي ستوضحها الإجابة على التساؤلات السابقة، والتي يبنى على أساسها الحل إن شاء الله؛ ولذا نحن على موعد آخر لإلقاء مزيد من الضوء على هذه الظروف فتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/212)
سرق وكذب وهرب..اضطراب التصرف؟ ربما متابعة2 ... العنوان
السلام عليكم، أنا الأم التي كتبت عن ابنها البالغ من العمر الرابعة عشرة وتسعة شهور، ابني اعترف أنه سرق.. نعم سرق منا مبلغا من المال لشراء جوال، وعندما لاحظنا وجود الجوال معه كذب وقال: إنه من صديق. أنا لم أصدق أن هناك صديقا يعطي جوالا لمده شهر تقريبا لأحد!! وطلبت منه أن يعيده فأعاده كما قال، والآن اتضح أنه اشتراه، ومن كثرة إلحاحنا حتى لا يفضح نفسه باعه بثمن رخيص لصديق آخر.
زوجي جلس معه جلسة هادئة، وعلى مراحل، واعترف بأنه أخذ المبلغ الذي بحثنا عنه.
ما الحل الآن؟ بعد هذا الحديث وعد بأن لا يكرر ما فعل، وزوجي وعده بأنه لن يفضح أمره أمام إخوانه بشرط ألا يكرر وأنه سيشتري له جوالا على العيد، قولوا لي: هل هذا يكفي؟؟
بماذا أخطانا؟ أنا أستغرب لأني كثيرا أتكلم عن الأخلاق الإسلامية، وعن الحرام ومراقبة الله لنا. وهو صائم سرق. أظنه لا يعتبر هذا سرقة؟ هل نعطيه هذه الفرصة؟ ماذا نفعل؟.
أنا أنتظر استشارتكم من الأسبوع الماضي، ولم أنل أي رد، نحن بحيرة، قولوا لي: هل ما نفعله يكفي لحل مشكلة ابني؟ نحن نراقبه الآن، أريد أن أحاسب نفسي إن أخطأت بشيء حتى لا أخطئ مع أخيه ابن الحادية عشرة، هل الحرمان والحالة المادية السيئة التي نمر بها تسبب ذلك؟ وهل كل من تضايق يسرق؟.
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
سيدتي الفاضلة، أهلا بك مجددا على صفحتك "معا نربي أبناءنا"؛ فالولد الآن اعترف بأنه سرق فعلا مبلغا من المال من أبيه، ومعنى هذا -إذا استرجعنا خيوط ذاكرتنا الخاصة بالموضوع- أنه اعترف ضمنيا بأنه سرق وكذب، وأصر على الكذب، ثم هو كرر السرقة وكرر الكذب -وهو صائم- وأصر عليهما خلال فترة قصيرة، ثم أنه بعد الضغط والتهديد ونظرات اللوم والحسرة في عيونكما أنت وأبيه، وربما نوبات انفعالات وغضب... إلى آخره.. بعد ذلك اعترف، وعلى عدة جلسات؛ بما يعني أنه -أي الولد- حاكم للأمور، ويحاول ألا يعترف مرةً واحدة بكل شيء، لعله يجد سبيلا للحد مما هو مضطرٌ للاعتراف به.
هذا كله طيب، لكنه علامة خطيرة في مراهق يبلغ الرابعة عشرة من العمر، وليس صحيحا أن تعتبروا اعترافه ووعده بعدم التكرار يعني أكثر من فض مجالس، وقد لا يطول الوقت لتعرفي صدق حدسي، المبني على خبرات شخصية علاجية؛ فمن بين سمات شخصية المراهق المريض باضطراب التصرف -وما زلت لا أقطع بتشخيص وأكررُ أن حالة ابنك قد تكونُ عابرة- من بين سمات تلك الشخصية أن يخطئ ويعتذر، وربما يتوب، ثم هو يعيد نفس الفعلة الخاطئة!.
عليك يا أختي ألا تعتبري أن جلسات الأب معه أو جلساتك أو كلامك معه ومع إخوته عن الأخلاق الإسلامية وعن الحرام ومراقبة الله لعباده، لا تظني هذا كافيا من فضلك؛ فهو محتاج للطبيب النفسي؛ لأن التواصل بينكما يا أختي أنت وأبيه وبين الولد غير قادر على التشخيص الصحيح أو على العلاج.
تسألين: بماذا أخطأنا؟ وأجيبك: ربما لم تخطئوا، ربما لما شهده زماننا هذا من تغيرات جعلت ابنك هذا طفلا ثم مراهقا من جيل الريموت كنترول وثقافة الصورة والإنترنت والفضائيات، وشركات العرض وكيانات التسويق التي تغلغلت في مجتمعاتنا، لعل ابنك صنيعة ما لم تفق مجتمعاتنا بعدُ لتدرك أنها سقطت فيه، لا تحزنوا كثيرا فقط الجئوا إلى الله، وهو إن شاء الله شافيه.
ثم تستمرين في التبرير للولد في قولك: "أنا أستغرب لأني كثيرا أتكلم عن الأخلاق الإسلامية وعن الحرام ومراقبة الله لنا. وهو صائم سرق. أظنه لا يعتبر هذا سرقة"، تقصدين أنه يعتبرها ماذا؟! للأسف فالحقيقة أن الولد الصائم لا يعرف معنى أنه صائم، أو هو لا يعتبرُ ذلك صوما، لكنه بالتأكيد يعرف أنها سرقة، ولا جدال في ذلك.
تسألين أيضًا: "هل نعطيه هذه الفرصة؟ ماذا نفعل؟" تعطونه الفرصة ليجد العلاج النفسي المناسب يا أختي، هذا هو الخيار الأفضل؛ فقد يكون الولد مجرد مكتئب يحتاج إلى علاجٍ طبي، وقد يكونُ على وشك مشكلة نفسية أكبر، أو هو مصابٌ بها، والفصل والعلاج يحتاج إلى متخصصين؛ فمن فضلك تحركي ونفذي نصيحتنا: أرجو أن تسارعوا كأسرة إن أمكن إلى طبيب معالج نفسي يعمل ضمن فريق تربوي أسري اجتماعي، وأسأل الله أن يكون متوفرا في بلدكم؛ حيث يكونُ بإمكان الولد أن يشتكي مما لم يتعلم أن يبوح به، وربما مما لا يفهم أسبابه، ولا تصدقي من يقول بأن الاكتئاب والمرض النفسي لا يصيب الأطفال.
وأهلا وسهلا بك دائما ومعا نربي أبناءنا، وتابعينا بالتطورات الطيبة.
ـــــــــــــــــ(104/213)
سرق وكذب وهرب..اضطراب التصرف؟ ربما (متابعة) ... العنوان
السلام عليكم
أنا أرسلت سؤالا قبل أسبوعين عن ابني، وطلبتم أن أوفي بالتفاصيل..
هو ابن الرابعة عشرة ونصف. في الفترة الأخيرة لاحظنا نقصا بالنقود، وزوجي شك بنفسه وقال: "ممكن أكون نسيت أعدها"، ولكي يتأكد ترك ورقة نقدية، وبعد أسبوع فحص فلم يجدها بالخزنة، وعندما سأل ابني لأننا شككنا به؛ لأنه في الفترة الأخيرة كثيرا سمعنا أنه وجد مبالغ من العالم، ومرة قال: إن صديقه أرجع ما أعطاه هو قبل شهور، هو يكذب ويسرق ويصر على أقواله.
كانت ابنتي تقول لي: إن نقودها تقل؛ فهي طالبة، وتدخر لنفسها، وتقول بأن أموالها تنقص، وأنا لا أصدق أن أحدا عندي يسرق، وأنصحها أن تبحث، ويمكن أن تكون أضاعتها.
والآن تقريبا اتضحت الصورة، حتى جوالي فقدته، وأنا على ثقة أنني لم أخرجه من بيتي، ولأني لم أجده لم أشك بأحد إلا بنفسي، وقلت: "ممكن أكون نسيت".
قبل يومين لم نجده بسريره بمنتصف الليل، وعندما خرج زوجي يبحث عنه جاء مسرعا من عند جار لنا، وبدأ يكذب ويقول بأنه سمع أصواتا وأسرع، وبعد محاولات وبعد ما فهم أننا لم نصدقه اعترف أن صديقه نادى عليه.
لم أعد أحتمل، طيلة يومي دعاء وبكاء، ماذا نفعل؟ ابننا يكذب ويسرق؟ أين أخطاؤنا؟ وماذا لم نفعل لأجله؟ نعم نحن نمر بضائقة مالية.. ولكن هل هذا مبرر للسرقة؟.
أنا أتحدث إليهم كثيرا عن الدين ومخافة الله، وما يدهشني أنه بالأمس سرق من قريبة لنا جوالها وهو صائممممممم وأنكر مع دموع أيضا، وبعد محاولات من زوجي اعترف ولم يقل عن نفسه إنه سرقه، وإنما أعطاه لصديقه ليتصل.
كلامه غير مقنع ويكذب، وبعد ما أعاد الجوال وتكلم معه زوجي بهدوء عاد يبتسم ويتعامل طبيعيا لدرجة كبيرة وكأن شيئا لم يكن، ما هذا؟ أصبحت أشك أني لا أعرف ابني وأنا أبحث بمكتبته، وجدت بعض الصور الخلعية لفتيات شبه عاريات، دهشت جدا.
وعندما كلمته بيني وبينه خجل من نفسه، ووعدته أني لم أكلم أحدا عن ذلك حتى والده، وأفهمته أن هذا حرام، وأبدى تفهمه، ولكن بالأمس وجدت صورا أخرى.
أرجوكم دلوني ماذا أفعل؟ نحن بحيرة شديدة، لا أريد أن يضيع ابني مني.
أما بالنسبة للنقود فأعرف أنه يخرج مع صديقه ليلعب مثل باقي الفتيان، ولم يشترِ أي شيء ثمين إلا قبل شهر، كان معه جوال، وقال: إن صاحبه أعطاه إياه، نحن شككنا بالأمر، وقلت له: أعده لصديقك، فقال: هو لا يريده، ويريدني أن أبقيه معي ليتصل بي، والآن لم أعد أرى الجوال لا تمهلوني، أرجوكم، وردوا بسرعة.
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت العزيزة، أهلا بك، وشكرا على متابعتك، وكان الله في عونك؛ فأنت فعلا في موقف صعبٍ، ولكننا إن شاء الله سنحاول ترتيب الأولويات معا لنصل إلى قرار سليم؛ إذ يجب ألا تشلنا المفاجأة مهما كان وقعها أليما يا أختاه.
سيدتي أستطيع استنادا لما ورد في إفادتك أن آخذ انطباعا؛ مفاده أن الولد يعاني من اضطراب السلوك (التصرف) كما جعلت عنوان ردي السابق عليك، هناك السرقة والكذبُ والإصرار عليه، وهناك التحايل الاجتماعي على المواقف، وهناك الهرب من المنزل، وهناك الإسراف في الصرف فيما لا يفيد أكثر من الصرف فيما يفيد، وهناك وعده وعهده الذي أخلفه معك فيما يتعلق بالصور الجنسية العارية، وقد يكون يعاني من اضطراب العناد الشارد، ولكنني سأركز في ردي هذا على تسارع اندفاعاته في السرقة المتكررة في الآونة الأخيرة.
أنت الآن في انفعالك واستعدادك للوم الذات وجلدها تخلطين بين ما هي الأسباب؟ (بينما نحن على ما يرام، أو كنا نظن كذلك كأسرة)، وبين ما الذي ينبغي عمله الآن؟ (إن ابننا يسرق!)، وإن شاء الله ستعملون معا كأسرة أيضا لمحاولة انتشاله من هذا الابتلاء، وأنا شخصيا أميل إلى التفاؤل خاصة ونحن في شهر رمضان العظيم، وصحيحٌ أن كونَ الولد يسرق وهو صائم؛ يعني أن المشكلة أعمقُ كثيرا من كونها مشكلة سرقة متكررة؛ حيث يبدو الولد مندفعا بشكل غريب لتحقيق نزوة السرقة التي أصبحت كثيرة الورود عليه فجأة في الآونة الأخيرة.
فما ألمسه أن سلوك الولد في مواجهة اندفاعات السرقة المتكررة يبدو وقد شابه الطيش إلى حد كبير؛ فهي على مدار أسابيع يا سيدتي، وهذا لا يعني أن الولد سارق يسرقُ وهو في كامل قواه النفسية والمعرفية، وهو رغم مسئوليته القانونية يعامل عند الطبيب النفسي معاملة المريض، وما يقلقني هو مسألة الصديق الذي يناديه؛ لأن من الممكن أن تكونَ السرقة بالتعاون مع زملاءٍ له، وابنك مجرد مضغوط عليه قد يكون –إذن- بحاجة إلى من يقترب منه، ولا أحسب أنه قريب منك أو من والده كمعظم فتيان هذا الجيل مع الأسف.
لكن ما أتوسمه -دون تأكد- هو أن هذا التكرار الطائش للسرقات في وقت يعرف الولد فيه أنه المتهم الأول دائما، وهو يفعل ذلك دون حتى أن يحسن تغطية نفسه، معنى ذلك أن الاندفاعية تسيطرُ عليه غالبا كرد فعل متزامن مع معاناته في البلوغ والمراهقة، هو غير مستقرٍّ نفسيا كسارق، وغير مستقر نفسيا كمدافع حتى عن نفسه، حتى إنك تقولين: "كلامه غير مقنع ويكذب"، والمفروض أنه في موقف من ينفي التهمة عن نفسه.
أرجو أن تسارعوا كأسرة إن أمكن إلى طبيب معالج نفسي يعمل ضمن فريق تربوي أسري اجتماعي، وأسأل الله أن يكون متوفرا في بلدكم؛ حيث يكونُ بإمكان الولد أن يشتكي مما لم يتعلم أن يبوح به، وربما مما لا يفهم أسبابه، ووظيفة طبيبه النفسي أن يفهَم وأن يفهّم الولد طبيعة المرحلة التي يمرُّ بها وأهميتها في تشكيل حياته، وأن يمكن الولد من اتخاذ موقفٍ بنفسه من كل شيء يفعله. باختصار أن يعطي لابنك ما يدفعه إلى حب أن يكونَ مسئولا لا طائشا هائما وراء نزواته ورغباته، وكيف ينجح إن عاش بالطريقة الأولى؟ وكيف وأين ينتهي به المطاف إذا اشتهر بين الناس بأنه سارق؟.
والمهم في كل ذلك أن يكون ضمن علاج أسري؛ حيث يستطيع المعالج الأسري أن يتفهم أساليب ومسارات التفاعل داخل الأسرة، ويحدد لكل منهم وجوه القصور في طريقة تعامله مع الآخر وهكذا... نتعلم كيف نسمح للمراهق أن يستقل بخصوصيات، وأن يتحمل مسئوليات وغير ذلك كثير، نحتاجه في كل بيتٍ من بيوتنا -أقصد في طول وعرض مجتمعاتنا العربية الإسلامية- فلا تحسبي ما بدر من ابنك يا سيدتي حدثا نادرا بين من هم في عمره، ومن هم أصغر. فحادثات السرقة تكاد تصبح حالة يومية في عيادات الأطباء النفسيين، ومعظم الحالات العاصفة كما أتوسم في حالة ابنك هي حالات قابلة للشفاء، وسبحان من يشفي شفاء لا يبقي أسقاما، تابعينا بنتيجة النصيحة.. وأهلا بك دائما.
ـــــــــــــــــ(104/214)
مدخل العقيدة لابن الثالثة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على ما تقومون به وجعله الله في ميزان حسناتكم
أنا أم لطفل عمره ثلاث سنوات همي الأول والأخير تربيته تربيه صالحة فأنا في غربة فهو الآن يحفظ مجموعة جيدة من القرآن وأحاول تبسيط السورة له وشرحها قبل الحفط وعلمته أن هناك جنة ونارا وأن هناك ملكين يسجلان أعمال المسلم وهو يعي هذا الأمر وقرأت له بعض قصص الأنبياء ونزول القرآن على سيدنا محمد وصفات المسلم على شكل قصص، لكم أشعر أني مشتته من أين أبدأ أو أكمل تعليمه هل أذكر اركان الإسلام أم قصص الأنبياء أولا أم قصص الصحابة ومن أين أجد القصص؟ هل هناك مواقع على الإنترنت ممكن الاطلاع عليها؟ أرشدوني في طريق التربية وسوف أضعه في حضانة ومدرسة بعد ذلك وكيف لي أن أفهمه أننا نختلف عنهم خاصة أعيادهم وبدعهم وطريقة عيشهم.. أرجو النصح.
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نشكرك – سيدتي –ونسأله تعالى أن ينفع بنا وبكم، وأن يبارك لك في ولدك ويمن عليك بذرية صالحة تقر بها عينك في الدنيا والآخرة.
وأما الرد على رسالتك ( التي لم تحددي فيها – سيدتي- من أي البلاد أنت ولا البلد الأجنبي الذي تقيمون فيه أو مدة الإقامة)، ومن ثم سأبني ردي بحسب البيانات الواردة إلينا.
واسمحي لي أن أركز على نقطتين أظنهما غاية في الأهمية:
أولهما أننا ما زلنا نعتبر أن التربية الإسلامية الصالحة تتركز في كم المعلومات التي يحصل عليها الطفل عن دينه وكم القرآن الذي يحفظه، والحقيقة أن الدين أساسه المعاملة والقيم والأخلاقيات الحسنة وهي الأمور التي يشب الطفل عليها عن طريق القدوة في المقام الأول، ولم يصل المسلمون الأوائل إلى ما وصلوا إليه من عظمة وإجلال إلا بسبب القيم والمبادئ التي أرسى الإسلام عليها قواعده عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم - وبغيرها من الآيات التي تدل على أن ما يدركه المسلم بحسن خلقه لا يدركه بشيء آخر- فقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " ولم يقل صلى الله عليه وسلم أكثركم حفظا للقرآن أو أكثركم علما بدينه.
و ليس معنى كلامي هذا أننا لا نعلم أبناءنا أمور دينهم بالطبع لا، ولكن لا يكون الهم الأول هو كم المعلومات التي تساق لهم، والمطلوب على المستوى المعلوماتي في هذه المرحلة أن يتعرف الطفل على دينه بالتتابع والكيفية التالية:
1. أن هناك من خلق كل شيء حولنا وهو الله الذي نعبده ونشكره على هذه النعم، وله قدرة عظيمة غير متاحة لأحد غيره، وأن الله يحب الذين يحبونه ويعبدونه ويطيعونه ويدخلهم الجنة ( ولا داعي لذكر النار في هذه المرحلة فمدخل الأطفال للأمور الدينية والعقائدية لا بد أن يكون بأمر محبب إلى الأطفال وبالترغيب لا الترهيب)، وأن هناك رجلا اختاره الله من بين الناس ليعلمنا أمور ديننا ويبلغنا ما يريده الله منا اسمه محمد فهو رسول الله إلينا ( ويمكن هنا قص بعض لقطات من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ) وقد اختاره الله عن طريق خلق آخر هم الملائكة وهناك ملك هو الذي يبلغ الرسول بما يريده الله واسمه جبريل ( ولا داعي لذكر ملكين يكتبان أعمالنا فالطفل لم يكلف بعد ويمكن أن يعرف ذلك في مرحلة متقدمة بعد ذلك ) والملك جبريل قد نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بكلام الله وهو القرآن الذي نتعلمه ونحفظه بالعلم والعمل ، ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الوحيد الذي أرسله الله للناس بل هناك رسل قبله لكنه هو خاتمهم و آخرهم .
2. والأطفال في هذه السن يحبون قصص الحيوانات فمن الممكن أن تقصي عليه قصص الحيوانات التي ذكرت بالقرآن كما أن خيالهم خصب؛ ولذا فإن قصص معجزات الأنبياء تستهويهم جدا .
3. ولأن حافظة أو ذاكرة الأطفال في هذه السن جيدة فيمكن استثمار ذلك بتحفيظ القرآن ولا داعي لشرح أي شيء فيه لأن ذاكرة الأطفال في هذه المرحلة صماء أي يستطيعون حفظ أي مادة دون فهمها بخلافنا نحن الكبار فمعظمنا لا يحفظ شيئا إلا إذا فهمه ( يمكنك الاستعانة ببعض الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة عن طريقة تحفيظ الأطفال القرآن في هذه السن).
4. أما الصلاة والصيام وغيرهما من أركان الإسلام فيعرفها الأطفال من ممارستنا لها أمامهم فقبل شهر رمضان يبدأ الحديث بينك وبين زوجك عن الاستعداد لهذا الشهر الكريم وكيف ستتنافسان في قراءة القرآن وفعل الخير بل يمكن أن تبدئي في تزيين منزلكم بهذه المناسبة بمساعدة ابنك وزوجك فيرتبط هذا الشهر الكريم بشيء سار ممتع للطفل كما يمكن عمل مسابقة تشتركون فيها جميعا ويعطى فيها أسئلة كل بحسب سنه ومعلوماته فالطفل يسأل عن اسم الرسول والكتاب الذي نحفظه ... الخ وعندما يراك تصلين سيعرف أن المسلم يؤدي هذه الفريضة امتثالا لأمر الله ولذكره وشكره على نعمه ... وهكذا يتعرف الطفل على أمور دينه في السياق الطبيعي للحياة .
5. ونأتي هنا لما هو أهم من المعلومات أو – على الأقل – لا يقل أهمية وهو ممارسة قيم ومبادئ هذا الدين أمام الطفل والتي تتمثل في: أنكم أسرة محبة مستقرة الزوجان فيها يمتثلان خلق رسول الله في معاملة كل منهما للآخر وفي معاملة الأطفال ، أسرة يخلص ويتقن كل واحد فيها عمله صادقون في معاملتكم أمناء طيبون محبون للخير بارون بالأهل وبالناس محافظون على المواعيد تقيمون العدل والشورى ذاكرون لأنعم الله تساعدون غيركم تعينون المحتاج صدوركم نقية محبون للعلم وتوقرون العلماء تعرفون حق الجار والصديق تسارعون في الخيرات تنجدون المستغيث تؤثرون على أنفسكم ولو كان بكم خصاصة كرماء .... إلى آخر الصفات التي يتحلى بها المسلم كي يكون مسلما حقا، ولذا أنصحك –سيدتي – بالتركيز على هذه المبادئ والقيم من خلال القدوة والقصص .. هذه القيم التي جعلتنا نسود العالم يوما ما والتي نفتقدها في حياتنا الآن، كما أنصحك بأن تطلعي على خصائص النمو عند الأطفال في مراحله المختلفة وذلك من كتب علم النفس النمو ( وهي كثيرة وخاصة في الدول الأجنبية ) كي تتعرفي على أهم سمات النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي وغيرها من مظاهر النمو حتى تستطيعي فهم احتياجات ومتطلبات طفلك من النواحي المختلفة.
وأما عن إلحاق ابنك بالمدرسة وما سوف تخبرينه عن مدى الاختلاف بيننا وبينهم فأفضل ألا تبدئي بنقاط الاختلاف بل ابدئي بنقاط الاتفاق من كوننا جميعا بشرا وقد خلقنا الله لنتعارف " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ... " وأننا في مجتمع واحد نحاول الحفاظ عليه وعلى تماسكه والاختلاف الذي بيننا هو أمر الدين فهناك من يدين بما يسمى بالمسيحية وهناك من يدين بما يسمى باليهودية وهناك من يدين بالإسلام ونحن من هذه الفئة الأخيرة ولكل منا طريقة في أداء المطلوب منه ( شعائره ) لذا تجد عندنا الصلاة مثلا تختلف عنهم وكذلك صيامنا وكذلك أعيادنا وهذا الاختلاف لا يجعل منا أعداء بل على العكس يجعل كلا منا يعرف كيف يحترم الآخر رغم هذا الاختلاف .
كانت هذه هي النقطة الأولى أما النقطة الثانية التي أود التنويه عليها فهي أمر الطفل الأول وطريقة تنشئته وتعاملنا معه فهو دائما معمل التجارب فنجد أننا نقع معه في خطأين:
- أولهما أننا نحاول بكل جهدنا أن نصنع منه الصورة التي رسمناها في خيالنا للطفل الذي يجب أن يكون أو بمعنى أدق نقولبه وفقا لصورة مثالية في خيالنا ونريد برمجته عليها بغض النظر عن قدراته وإمكاناته واستعداداته ... والخطأ الثاني التركيز عليه وعلى كل سلوك يسلكه وعلى كل صغيرة وكبيرة يأتي بها ، ولا نشعر بفداحة خطر هذه الخطأين إلا بعد أن نقف وجها إلى وجه أمام أثرهما حيث نجد أطفالنا أصبحوا من العند والتمرد والغيرة والاستفزاز والعنف أحيانا ما نعجز معه عن التعامل معهم ؛ ولذا – سيدتي – أرجو أن تتداركي الأمر من الآن وذلك عن طريق الاطلاع والقراءة في مجال التربية واحتياجات الأطفال ( هناك بعض الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة عن الطفل الأول فأرجو الاطلاع عليها ) أو حضور دورات في هذا المجال إن كان ذلك متاحا في البلد الذي تقيمين فيها.
ـــــــــــــــــ(104/215)
مهارات التعلم لسن الثالثة ... العنوان
بدية نشكر لكم هذا الجهد العظيم ونسأل الله أن يتقبل منكم ويبارك لكم. في الحقيقة ابني لا توجد عنده أي مشاكل نفسية أو صحية والحمد لله ولكن قد بدأ عامه الثالث منذ شهر وأريد أن أبدأ التعلم معه ولكن لا أدري بأي شيء أبدأ في تعليمه، علما بأن النطق عنده جيد ما عدا بعض الحروف وبعض الكلمات الصعبة ، ولكنه يستطيع أن يعبر عما يريد ، وقد يردد معي بعض الأدعية مثل دعاء النوم والطعام ولكن بطريق النطق الخاصة به والتي لا يفهما أحد إلا بعد تركيز ، فأنا أحتاج إلى برنامج تعليمي أبدأ به معه.. فبماذا أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ وهل هذه السن مناسبة أم لا ؟ بارك الله فيكم وسدد آراءكم وتقبل منك.
... السؤال
فنون المذاكرة ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة اهتمامك مشكور وخصوصا في هذه السن الحرجة جدا للتعلم .
أود أن أبدأ بإعطاء بعض المعلومات البسيطة عن المهارات التي ينبغي أن يكون الطفل في هذه السن مكتسبا لها مثل :
1. يستخدم جملا من ثلاث كلمات.
2. كلامه واضح للغرباء بنسبة 80%.
3. قد لا يكون قادرا على إصدار بعض الأصوات الكلامية مثل الأصوات الصفيرية ص-س- ز.
4. يستطيع أن يعيد دعاء أو نشيدا بسيطا بوضوح.
5. يستطيع أن يعيد رواية قصة قصيرة أو يروي ما حدث معه في الروضة مثلا والإجابة عن أسئلة حول ذلك.
6. يكثر من الأسئلة.
7. مهارات مسك القلم والرسم البسيط بالتقليد والتلوين داخل حيز تكون جيدة (مهارات ما قبل الكتابة).
8. يعرف عمره ويشير لذلك بأصابعه ويعد تقريبا للرقم خمسة.
9. يطابق الألوان والأشكال والصور.
10. يتعرف على مجموعة من الألوان وقد يسميها لكن بدون ثبات.
11. يقلد أصوات الأشياء والحيوانات.
12. يعرف استخدام الأشياء.
ثانيا: يمكنك البدء بتعليمه جميع المهارات المناسبة لسنه باستخدام أي جدول للمهارات لعمر ثلاث سنوات ويمكن الاستفادة من الكتب المخصصة لمرحلة البستان في مصر أو أي دولة عربية والتي تتحدث غالبا عن أعضاء الجسم والأسرة والمدرسة والنظافة وبعض الأناشيد وغير ذلك.
مع أمنياتي لك بالتوفيق وأرجو موافاتنا بالتطورات.
ـــــــــــــــــ(104/216)
وحيدي والعمل..حيرة أم ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله. بارك الله فيكم وجزاكم كل خير عن هذا الموقع وعن ركن "معا نربي أبناءنا". فأنا فرحت كثيرا حين تعرفت على هذا الركن وأنصح كل من لديه أطفال أن يتصفحه؛ لأنني وجدت فيه ما كنت أبحث عنه وهو من يرشدني في تربية ابني محمد الذي يبلغ 18 شهرا. فمند أن أنجبته وأنا أسمع نصائح في التربية عشوائية من الأهل والأقارب وليس لها أي صلة مع التربية الصحيحة.
إنني أعمل خارج البيت لكنني صاحبة المشروع أي يمكنني أن أتغيب متى شئت لكن ذلك ليس في مصلحة عملي، رغم ذلك أذهب للعمل في المساء فقط لكي أبقى مع محمد. أي أغيب عنه أربع ساعات في اليوم وأحيانا ستة وأتركه مع الخادمة. علما أنها تهتم به وتحن إليه. السؤال هنا هو هل هذه الساعات التي أمكث فيها مع ابني كافية؟.
ابني يرمي الأكل في الأرض حين يشبع ويطلبه فأعطيه له ظنا مني أنه سيأكله فيقوم برميه. أحيانا ألتقطه دون أن أقول شيئا. أحيانا أقول له هذا الذي تفعل ليس حسنا ولكن بدون جدوى. فما هي الطريقة الصحيحة ليكف عن هذا وعن رمي أي شيء يقع في يده من الهاتف إلى المفاتيح...
قد بدأت تعليمه استعمال الحمام أجلسه بعد الأكل. مؤخرا بدأ يجلس لكن دقيقة ثم يبدأ بالصراخ لكي ينزل منه رغم أنني أغني له وأشجعه أثناء جلوسه، فما هي الطريقة ليجلس ويتعلم استعمال الحمام؟ جزاكم الله عنا كل خير. ... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السائلة الكريمة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وكل عام أنت بخير بمناسبة الشهر الفضيل.
الأم العاملة أمر طرح على صفحتنا وما زال يطرح وسيظل تختلف فيه أولويات الأمهات وتتباين مشاعرهم تبعا لذلك الأمهات فالألوية للطموح أو للأولاد أو الاحتياج للعمل أو خليط ممن بين هؤلاء، وعلى قدر العزيمة وفهم الأدوار والإصرار على ألا يكون هناك تفريط أو إفراط يكون التوفيق من الله تعالى.
وبما أنك واحدة من الأمهات العاملات فسيكون مفيدا الاطلاع على جوانب خبرة من سبقوك في السؤال عن نفس الأمر فيما يخص قضية عمل الأم العاملة أو غيرها من جوانب سؤالك سنوردها لك بنهاية الاستشارة. والآن أتركك مع رد للدكتور عمرو أبو خليل على النقاط المحددة التي طرحتها محررة الصفحة.
يقول الدكتور عمرو:
سيدتي الفاضلة لا تحسبي التربية والعناية بالأطفال بعدد الساعات التي نمكثها معهم ولكن العبرة بماذا نفعل في هذه الساعات وماذا نقدم وكيف نؤثر في أطفالنا هذا هو الأهم؛ لأنني لو كنت أمكث مكوثا عشوائيا بدون وضوح رؤية لما أريده من طفلي فربما يكون مكوثي ضارا أو على الأقل بدون فائدة.
لا يعني هذا أن الأم طوال الوقت لا بد أن تنفذ خطة أو تفعل شيئا مع طفلها وكأنها في مهمة وظيفية لا تغفل فيها عن أداء متطلباتها ليس هذا المقصود. فوجود الأم في حد ذاته تداعب طفلها وتلاعبه وتضمك معه وتقبله وتلمسه ويلمسها وتربت عليه وتحتضنه وتناديه بأحب الأسماء إليه وتدلله بل وحتى يشاغبها وتشاغبه وتوجهه وترشده راضية أم غاضبة.. هذا الوجود هذا الشعور بحضور الأم واهتمامها وقربها أمر هام وحيوي في حياة الطفل. الخلاصة أن الأمر لا يعد بالساعات بل يقاس بإحساس الطفل بالاكتفاء وشعوره بالحنان والدفء والحب الذي يراه ويلمسه ويشمه ويسمعه، ويمكنك الاطلاع على معالجات سابقة تقدم نموذجا من الأنشطة التي يمكن ممارستها مع طفلك سنوردها لك بنهاية الرد.
وبالنسبة لقضية رمي الأشياء بصورة عامة ورمي الأكل بصورة خاصة فالحل هو أن نظهر له الغضب من تصرفه ونعلن له أننا سنخاصمه لفترة عقابا له على ذلك ولا نتعامل معه خلال هذه الفترة ونصعد المدة مع تكرار الأمر بإظهار الرفض لهذا التصرف بأن نزيد مدة الخصام أو نضيف له الحرمان من مكافأة كان سيحصل عليها أو لعبة كان سيلعب بها. مع الإصرار والاستمرار في رفض السلوك وعدم التهاون حتى يقلع عنه مع ملاحظة أنه قد يلجأ أحيانا لرمي الأشياء كنوع من دعوتك للعب معه والاهتمام به فيجب ملاحظة ذلك إلا في حالة الطعام فتبيني له أيضا أنه غير مقبول استخدامه كوسيلة للعب ويضاف لما سبق في حالة الطعام عدم إعطائه له مرة أخرى حتى لو أبدى الرغبة في ذلك حتى يتعود ألا يرفض الطعام إلا عند الشبع وأيضا عندها لا يلقيه على الأرض.
بالنسبة للحمام كل المطلوب هو الاستمرار والإصرار وعدم الاكتراث للبكاء وبعدها سيتعلم ويستقر ستصبح الدقيقة دقيقتين وثلاثة.
إنه يختبر مدى إصرارك وجديتك فإذا رأى تخاذلا فسيصرخ في كل مرة ولكن مع إصرارك واستمرارك سيكتشف أنه لا جدوى من الصراخ ويكتسب العادة الجديدة.
وتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/217)
ضعف التركيز..فتش عن صعوبات التعلم ... العنوان
السلامعليكم.. عندي ابنتان كالزهور الجميلة والحمد الله الكبرى 6 سنوات والثانية سنة ونصف ومشكلتي هي ابنتي الأولى (6 سنوات) فهي الآن بالصف الأول وأدخلتها الحضانة ثم الروضة وكانت تأخذ بالروضة أحرفا وتنسخها بالبيت، وكنت أعاني معها في التركيز بالكتابة فهي دائمة الحركة والآن تأخذ دروس الصف الأول وأعاني معها نفس المعاناة؛ فالمعلمات يشكين من عدم تركيزها بالحصة وكثرة حركتها وأنها بطيئة جدا جدا وعدم استيعابها للمطلوب من السؤال.
حتى أصبحت أقضي كل وقتي في تدريسها وأقرأ لها السؤال وأشرح لها المطلوب بالتفصيل أحيانا وبالذات لمادة اللغة العربية ومادة الإنجليزي حتى الأحرف تنساها بسهولة ولا تربط بين الحرف والحرف الذي بعده لأنها الآن مقرر عليها قراءة كلمة على الأقل، فأعلمها التهجئة للأحرف، ثم نركبها بجانب بعض، فهي مثلاً لا تعرف معنى الحرف الأول مثلاً كلمة (خريف) أقول ما الحرف الأول تقول ( ر) أو( د ) أو أي حرف، فأقول لها ما المقصود بالحرف الأول أكثر من مرة وتجاوب صح، ثم بعد ذلك أكتب لها كلمة أخرى فلا تعرف معنى أول حرف؟.
أنا محتارة معها والمعلمات يقولن لي إنها حركية جدا جدا، ولكن مع العلم ليس مع كل المعلمات، وعندما سألت لماذا؟ كان الجواب أن المعلمة التي لا تشاغب في حصتها تجعلهم يضعون أصبعهم على فمهم علامة الأدب وبالتالي تكتب على دفترهم علامة إضافية فابنتي كل دفترها علامات في هذه الحصة، ولكن لا تشارك بأي حصة، وعندما سألتها لماذا لا تشارك؟ تقول لي أنا لا أعرف أحيانا، وأيضا أنا لا أريد أن أشارك، وهذا الكلام حيرني هل هي ضعيفة الشخصية مع أنها في البيت وعند الأقارب شخصيتها قوية، وأيضا تكون مؤذية فهي في لعبها كله خشونة، والذي يلعب معها يعاني من خشونتها، والأهل يتضايقون من ذلك على الرغم من أنني أنبهها أكثر من مرة وقد أردت أن أسجلها في نشاط الباليه بالمدرسة لعلها تتعلم الرقة والأنوثة أقصد بذلك الهدوء والرقة في التعامل، ولكن المرشدة في مدرستها لم تنصحني بذلك الآن، وقالت إن ذلك بالعكس سيزيد من نشاطها وحركتها.
هي أيضا لا تسمع كلامي في أي شيء أبدا أبدا وعنيدة جدا جدا فوق ما تتصورون، حتى الناس يقولون لي إنها عنيدة كحجر الصوان, ومعلمة الإنجليزي تقول لي إنها لا تعرف أن تتعامل معها فهي تنسى باستمرار وبشكل دائم ولا تركز أبدا أبدا وتقول لي إن هذه أول مرة تتعامل مع طالبة تنسى لهذه الدرجة ولا تركز بالسؤال فهي تعيد وراء المعلمة أكثر من مرة وتنسخ أكثر من مرة ولكن بعد خمس دقائق تنسى ماذا قالت المعلمة وماذا نسخت.
أنا أقضي ساعات وساعات في تدريسها خاصة الإملاء والتهجئة ولكن دون جدوى حتى أصبحت أبكي منها لأني أفكر أنها سترسب في الامتحان في المستقبل وستظل هكذا دائما غير ذكية وأفكر هل هي غبية؟ أريد أن أعرف ما هو الغباء كما نسميه نحن؟ وكيف يمكن أن أطور من مستواها فأنا أريدها أن تكون كتلة ذكاء كعماتها فهن كلهن دكتورات سواء بالطب أو غير ذلك وذكيات جدا أنا أريد لها كل شيء خير في هذه الدنيا.
أنا لا أعرف كيف أتعامل معها فهي لا تقول لي ماذا حصل معها في المدرسة عندما أسألها وماذا درسوا كذلك. ولا تحب أن تدرس طويلاً وأنا أجبرها على ذلك بالصراخ عليها -الصراحة أنها تفقدني صبري في النهاية -وهي عصبية جدا وتصرخ علي بالمقابل ولا تسمع كلامي في أي شيء أبدا مع أني أحبها وأظهر لها ذلك كل يوم وألبي طلباتها باستمرار وأمارس معها جميع ما أقرؤه على موقعكم الرائع من استخدام الأسلوب الإيجابي من جوائز وتشجيع وأيضا من حرمان من أكل الشكولاتة لأنها تحبها جدا جدا ومن معاقبتها في غرفتها لمدة خمس دقائق وتظل تبكي وتوعدني أن تكون آخر مرة تضرب أختها الصغيرة أو تفعل شيئا خطأ وأنا بسبب ذلك كله ألغيت حياتي الاجتماعية نهائياً؛ لأني حتى أنتهي من عملي وأرجع للبيت ونأكل ثم أدرسها ( كل يوم عليها واجب وكل يوم أحد إملاء انجليزي) ينتهي اليوم؛ فلا أخرج ولا أزور ولا أحد يزورني أرجوكم لا أعرف إذا أوصلت كافة المعلومات فأنا لو بيدي أكتب صفحات لأشرح لكم بالتفصيل أكثر وشكرا لصبركم علي.
... السؤال
الحضانة والاستعداد للدراسة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك في زهرتيك وجعلهما قرة عين لك في الدنيا والآخرة
سيدتي نحن أيضا وددنا لو تكملين صفحات وصفحات فنحن دائما نرحب بزوارنا ونرحب بمزيد من التفاصيل؛ لأنها تعين على توضيح الصورة وتعطي أبعادا للمشكلة؛ مما يسهل وضع الحلول إن شاء الله
والآنتعالي لنبدأ على بركة الله
أولا لا بد وقبل كل شيء أن تترفقي بابنتك وألا تحمليها فوق طاقتها باللوم والعقاب والتوبيخ.
ثانيا لتعلمي - سيدتي - أن ابنتك ربما تفوق عماتها ذكاء، ولكن أرجو ألا تعقدي مقارنة بينها وبينهن أو بينها وبين أي أحد آخر؛ فكل إنسان نسيج وحده خلقه الله بمواهب وقدرات متنوعة ومختلفة وإلا كنا نسخا مكررة.
ثالثا قد اتضح من رسالتك - سيدتي - ومما وصفه مدرسات ابنتك بالمدرسة أن ابنتك - حفظها الله - ربما تعاني مما يسمى "بصعوبة التعلم وتحديدا اضطرابات الانتباه وفرط الحركة"، وهذا لا يعني على الإطلاق أنها – لا قدر الله - تعاني من إعاقة أو غباء بل ربما تكون فائقة الذكاء في أحد المجالات التي لم تكتشف فيها بعد، وحتى لا تنزعجي من هذا المسمى أجد أنه من الضرورة أن أعرف لك مصطلح صعوبة التعلم:
فصعوبات التعلم مصطلح عام يصف مجموعة من التلاميذ في الفصل الدراسي العادي يظهرون انخفاضا في التحصيل الدراسي عن زملائهم العاديين مع أنهم يتمتعون بذكاء عادي أو فوق العادي، ولا يكون السبب المباشر في ذلك وجود إعاقة سمعية أو بصرية أو حركية أو صحية أو ظروف أسرية أو اجتماعية أو بيئية أو اضطراب سلوكي وتظهر هذه الصعوبة في إطارين رئيسيين: صعوبات التعلم النمائية مثل الذاكرة - الانتباه ( الذي يصاحبه أحيانا فرط الحركة ) - التفكير - تكوين المفاهيم - حل المشكلات وصعوبات التعلم الأكاديمية مثل التعبير الشفهي - القراءة - التهجي - الكتابة - أو إجراء العمليات الحسابية أو في المهارات المتصلة بكل العمليات السابقة.
إذن فالعملية ليست عملية ذكاء أو غباء ولكن خلل وظيفي يؤدي إلى هذه الصعوبة وأسبابها متعددة لسنا بصدد التعرض لها الآن، ولكن ستعرفينها حتما حينما تعرضين ابنتك على أحد المتخصصين في مجال صعوبات التعلم أو في أحد المراكز المتخصصة في هذا المجال.
وهذا من شأنه أن يبت ويحسم ما إذا كانت ابنتك لديها صعوبة تعلم في واحد أو أكثر من الإطارين اللذين ذكرتهما أم العيب يكمن في طرق التدريس وعرض المنهج والمقرر الدراسي، وهؤلاء المتخصصون لا يكتفون بالتشخيص فقط بل لديهم طرق للعلاج أيضا.
وإلى أن يتم هذا فهناك بعض الإرشادات التي أفضل أن تتبعيها مع ابنتك:
1. عليك أن تكفي تماما عن توبيخ ابنتك أو تأنيبها أو حتى عقابها على عدم انتباهها وفرط حركتها في الفصل أو أثناء تأدية الواجبات؛ لأنك تحملينها فوق طاقاتها وتحاسبينها على ما لا تملكه كما اتضح لك الآن.
2. أن تعملي على تجويد وتحسين العلاقة بينكما؛ لأن هذه العلاقة الجيدة هي الدافع للإتيان بكل سلوك مرغوب فيه بل ولكل تعديل سلوكي يمكن أن نحدثه في أطفالنا ( يمكنك الاطلاع على العديد من الموضوعات التي تناولت العلاقة الإيجابية بين الآباء والأبناء طرحت على هذه الصفحة سنورد لك بعضها في النهاية).
3. ألا تميزي أو تفرقي في التعامل بينها وبين أختها بل أرجو مراعاة العدل والمساواة بينهما لأن الغيرة تلعب دورا خطيرا في شعور الابنة الكبرى بأنها غير محبوبة وغير مرغوب فيها وأنها ليست بذكاء أختها الصغرى؛ مما يؤدي بها إلى مزيد من الغضب والعصبية والعنف.
4. أن تتصلي بمدرسات ابنتك الكبرى وتحاولي التفاهم معهن على ألا يكثرن من الواجبات لها بشكل خاص، وأن يشجعنها على الانتباه بتعزيز أية بادرة تركيز تصدر منها ومحاولة توزيع النظرات على التلميذات بشكل عام وعليها بشكل خاص وخاصة عند شرح درس جديد.
5. أن توضحي للمرشد النفسي أو الإخصائي الاجتماعي بالمدرسة ما تعاني منه ابنتك ليستطيع مساعدتك فيما يخص تفهيم المعلمات وما الذي ينبغي فعله مع الابنة وأسلوب التعامل معها.
6. عليك - سيدتي -بالإسراع بعرض ابنتك على مركز صعوبات التعلم الموجود ببلدتك ( والتي لم تحدديها بالبيانات ) حتى تتعرفي على الأسلوب الأمثل في طريقة التعامل معها وكيف يتم توجيهها قبل أن تفقد الطفلة الثقة بنفسها، وقبل أن تصبح عدوانية لعدم فهمها ولعقابها على ما لا ذنب لها به ولأمر لا تملك له دفعا من تلقاء نفسها.
7. لا تقلقي بشأن عدم انتباه ابنتك وفرط حركتها؛ لأنه أمر أصبح شائعا بين الأطفال، فهناك طرق لعلاج وتعديل هذا السلوك يسيرة إن شاء الله، وأخيرا أدعو الله أن يعينك ويبصرك لما فيه نفع لك ولابنتيك.
ـــــــــــــــــ(104/218)
الدراسة و موسم المشاكل..متابعة ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم السيدة الفاضلة الأستاذة / عزة تهامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعجز كلماتي وألفاظي – لا سيما أنني أمام مدرس أول اللغة العربية بمصر - عن وصف ما يجيش في صدري من مشاعر حب وامتنان وعرفان تجاه شخصكم الكريم الذي أتوق دائما لمخاطبته وقراءة كلماته التي أدعو الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناته يوم الحساب..
أشكر لك سيدتي - أولا - ردودك الشافية الوافية وثانيا حسن ظنك بي وأدعو المولى عز وجل أن يجعلني عند حسن ظنك بي وأن يغفر لي ما لا تعلمين اللهم آمين ... ثم أما بعد:
بالنسبة للنقطة الأولى والخاصة بمعلمة ابنتي فالحمد لله أن وفقت - بعد الاستعانة بالله والأخذ بنصيحتكم - في إقامة علاقة جيدة جدا معها وابنتي نفسها بدأت في التكيف والتفاعل الجيد معها حيث إن المعلمة أشادت بابنتي وأبدت لي إعجابها الشديد بها وبشخصيتها وتفوقها هذا ما دفع ابنتي لأن تبادلها الحب ولكن ما أعيبه على هذه المعلمة هي ألفاظها وبعض الأفعال التي أتت بها مع بعض التلاميذ من باب العقاب كأن تجذبهم من ثيابهم أو تشتمهم بأسماء الحيوانات أو تتلفظ ببعض الألفاظ غير الملائمة والواضح أن هذا هو أسلوبها حتى كإنسانة ومن الصعب تغييره أو التحدث معها بشأنه لما يسببه ذلك لها من حرج ..
هذا أولا.. ثانيا: بالنسبة لجدول المذاكرة ما رأيكم هل نجعل لكل يوم مادة أم مذاكرة كل المواد كل يوم أفضل أم حسب الجدول المدرسي أم أنه لا توجد طريقة محددة هي الأفضل ويرجع ذلك لرغبة الطفل نفسه وما يناسبه؟.
ثالثا: فهمت جيدا الفرق بين السلوك والسمة وما العوامل المؤثرة في تغيير سلوك ما وذكرت حضرتك أن التعديل يعتمد أولا على الإرادة والرغبة القوية في التغيير فمن المقصود تحديدا في حالتي أنا وابنتي وأنا أريد تغيير سلوك ما لديها فهل الإرادة القوية مطلوب توافرها عندي أنا أم لا بد كذلك من وجود رغبة لدى الابنة نفسها لتغيير سلوكها أم لدى اثنتينا؟.
سيدتي، لي استفساران آخران بخصوص ولدي الآخرين بالنسبة لابني الأوسط (5,5 سنوات) يميل بشدة لإغاظة أخيه الأصغر وبكثرة ولا يرجع عن ذلك أبدا بأي طريقة حتى إنه يضطرني أنا أو أباه في بعض الأوقات لعقابه بدنيا رغم رفضي لذلك ولكنه يضغط على أخيه نفسيا وأحيانا يؤذيه بدنيا رغم حزنه بعد ذلك على أخيه عندما يبكي ويحاول مصالحته - هذا مع العلم بأننا نحيطه بكل الحنان والرعاية ونضع في اعتبارنا دائما وجود شيء من الغيرة التي لا بد منها - فماذا علينا فعله؟.
أما الاستفسار الثاني بخصوص الطفل الأصغر (سنتان وعشرة شهور) فهو عنيد جدا ولا يتراجع عن شيء يريده حتى ولو كان يمثل خطرا عليه أو أنه يريد تنفيذ ما يريد فحسب بالرغم من أنني لا ألبي له شيئا نتيجة صراخه هذا وأتركه يبكي كيفما شاء إلى أن يهدأ أو أحيانا ينام من كثرة البكاء إلا أن أباه يعترض على هذا الأسلوب فما رأيكم؟.
أخيرا لقد ألحقت ابني الصغير في دار حضانة لأنني امرأة عاملة فهل لذلك من تأثير سلبي عليه أم أن سنه مناسبة أو ما الذي يحكم الإقدام على مثل هذا؟.
سيدتي، أعتذر في كل مرة عن الإطالة ولكن عزائي أنكم تقدرون دائما حاجتنا الملحة إليكم في كل وقت وانتظارنا لهذا اليوم من كل أسبوع لنستمد منكم العون بعد الله عز وجل .. سامحوني وجزاكم الله عنا خير الجزاء. وكل عام وأنتم بخير.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أولا كل عام وأنت وأسرتك وجميع المسلمين بخير وندعو الله ألا ينقضي هذا الشهر الكريم إلا ونحن من عتقائه.. اللهم آمين.
دعيني أنا بدوري - سيدتي - أردد الدعاء الذي تمثلت به: اللهم اجعلني أفضل مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون وأدعوه تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى ويجعل كل أعمالنا خالصة لوجهه، ويشرفني ويسعدني أن تجمع الفرصة بيننا للقاء قريب إن شاء الله.
أما عن الرد على رسالتك فدعيني أولا أحيي فيك روح المجاهدة وأسأله تعالى أن يمن عليك بأجر المجاهدين ويمن عليك بالمثابرة فما صنعته مع معلمة ابنتك هو الدرب الذي نود أن نسير عليه أملا في أن يسود الود والحب وحسن المعاملة بين الناس الأمر الذي يمهد لمجتمع يرسي المبادئ والقيم وحسن الخلق في أجيالنا القادمة ؛ وأقترح عليك ألا تحاولي إحراز مكاسب جديدة مع هذه المعلمة ولكن المطلوب في هذه المرحلة أن نحافظ على ما اكتسبناه فعلا واستمري في توطيد هذه العلاقة الجيدة بينكما، وثقي - سيدتي - أن أية محاولة منك لتعديل أو حتى تنبيه المعلمة لهذه الألفاظ سيؤدي إلى نتيجة عكسية تماما مهما كانت الطريقة لطيفة ومهذبة مباشرة أو غير مباشرة.
ولكن في نفس الوقت عليك أن تنهي " آية " عن ترديد هذه الألفاظ إن فعلت، فإن قالت : إن الأستاذة فلانة تستخدم هذه الألفاظ " فقولي لها بجملة مقتضبة حازمة غير قابلة للنقاش : " أنت تعلمين أن هذه الكلمات وهذه الألفاظ لا يصح استخدامها ".
هذا عن النقطة الأولى
أما بالنسبة لجدول المذاكرة فأفضلُها الذي يكون موافقا لجدول المدرسة حيث يتم مذاكرة المواد أولا فأولا إلا إذا كان هناك يوم أو أكثر مزدحما بالمواد ففي هذه الحالة يمكن أن تُؤدى الواجبات المطلوبة فقط ثم يذاكر ما لم يتم مذاكرته في آخر الأسبوع.
ثالثا: بالنسبة لتعديل السلوك لا يكون إلا بالرغبة والإرادة القوية حينما يكون الفرد على درجة من الوعي ليدرك أهمية التعديل في حياته الأمر الذي لا يتوفر غالبا عند أطفالنا في سن صغيرة، وفي حالتنا هذه فإن الإرادة تتكون عندك في المقام الأول على أن يتم دائما إثارة دافعية ابنتك للوصول لسلوكيات أفضل ولا يكون ذلك بالكلام أو الوعظ المباشر ولكن من خلال القدوة ومن خلال المواقف الحياتية اليومية وربط السلوك المرغوب فيه بالنفع الذي سيعود على الطفل أو على من حوله من إتيانه هذا السلوك، وليس شرطا أن يكون هذا النفع ماديا أو يكون نفعا قريبا، فعلى سبيل المثال لو أنك تحاولين تعديل سلوك ابنتك لكي تكون منظمة فلا بد أن يتضح من سلوكك أنت ووالد الطفلة أهمية النظام في حياتكم أولا وربط هذا السلوك بالمزايا التي تحصدونها من وراء الالتزام بالنظام، وكما ذكرت لا يكون ذلك بشكل وعظي مباشر ولكن بشكل عملي تراه الطفلة وتلمسه في حياتكم.
ونأتي الآن لاستفسارك عن محاولة إغاظة ابنك الأكبر للأصغر فكما ذكرتِ - سيدتي - أن الغيرة سبب أساسي وعامل مهم فيما يفعله الأخ الأكبر، وخيرا فعلت بأنك تحاولين استيعاب هذه الغيرة وتقابلينها بالحب والاهتمام ومراعاة العدل بينهما، ولكن إلى جانب ذلك لا بد أن يلمح أطفالك منك ومن والدهم الحزم تجاه أي إيذاء بدني أو نفسي يمارسه أحد الأبناء ضد الآخر( و أؤكد الحزم وليس الضرب ) بمعنى أنه حينما يحاول الأكبر إغاظة الأصغر فعليك حينئذ أن تنادي على الأكبر بصوت حازم ( ليس صراخا أو تهديدا ) وعندما يقف أمامك انظري إلى عينيه مباشرة قائلة بحزم : "عمرو ربما تكون متضايقا أو حتى تريد أن تلعب مع أخيك لكن لن أسمح بأي حال من الأحوال أن يؤذي أحدكم الآخر " ودعيه دون أن تسمعي منه تعليقا على هذا الأمر الحازم، والجملة السابقة تختلف عن كثير من تحذيراتنا لأطفالنا في أنها بدت موضوعية وحيادية فلم يظهر فيها التوبيخ أو التحذير بشكل شخصي بل أطلقت قاعدة عامة تسري على الإخوة كلهم، كما لم يبد في هذه الجملة الدفاع عن الصغير الأمر الذي يزيد من عدوان الأكبر على الأصغر ويثير لديه الرغبة العارمة لمزيد من الإيذاء.
وعليك - سيدتي - في كل المشاجرات التي تحدث بين أبنائك أن تجعلي كلامك محايدا غير مدافع عن واحد بعينه ولكنك تدافعين عن مبدأ وقاعدة أساسية ترسينها بالبيت، وإذا لم يحدث إيذاء فلا داعي للتدخل في الخلافات بينهم حتى إذا اعتدى أحدهم على الآخر بالضرب ما دام لا يحدث إيذاء كبير أو خطير.
أما بالنسبة لعند ابنك الأصغر فهو أمر طبيعي في مرحلته الحالية، ولعند الأطفال في هذه المرحلة أسباب كثيرة منها :
- الحيلولة بينه وبين استقلاليته فهو في هذه المرحلة يرغب في أداء بعض المهام الخاصة بنفسه دون تدخل الكبار لكن الكبار يحولون دون ذلك مثل أن يرتدي بنفسه أو يأكل بنفسه... وبرغم أن هذه الرغبات مشروعة، بل المطلوب أن يعززها الوالدان فإننا نجد العكس يحدث أحيانا.
- ويعند الأطفال أيضا للحيلولة بينهم وبين حب الاستكشاف والاستطلاع فالطفل بطبيعته يرغب في اكتشاف ما حوله بنفسه والكبار يحولون دون ذلك أيضا، الأمر الذي يترتب عليه رغبة الصغار في العبث بالأشياء من خلف آبائهم بل إفسادها إذا واتتهم الفرصة.
- ومن أسباب العند أيضا أن يُلبى للطفل رغباته دائما وهو أمر غير محمود على الإطلاق.
- كما يعند الأطفال لأننا نقابل عندهم بعند مماثل فإذا رغب الطفل في شيء ما فإننا نرفضه غالبا لأنه غير مناسب من وجهة نظرنا وقد نكون محقين أحيانا ولكن الطريقة التي نرفض بها تساعده على المزيد من العند ( عفوا مثل الطريقة التي تستخدمينها معه سيدتي ) وهي تركه يبكي حتى ينام أو يهدأ من تلقاء نفسه، والأفضل حينما يبكي طفلك لتحقيق رغبة ترين عدم إمكانية تحقيقها أو حتى يمكن إرجاؤها فيمكن والحالة هذه أن تتحدثي إليه قائلة : ليس ممكنا تحقيق هذا الآن أو هذا الأمر غير متاح تحقيقه " فإن بدأ في البكاء فعليك - أثناء بكائه - أن توضحي له أنك تعرفين جيدا أنه يرغب في تحقيق هذا الذي يطلبه لكن أسلوب البكاء يغضبك ويجعل التفاهم بينكم غير ممكن. وهنا دعيه ليفكر فيما تقولين فإن لحق بك وهو ما زال يبكي كرري عليه جملتك الأخيرة فإن زاد بكاؤه فقولي: "لا لا كده ماما هتزعل وتضطر ماتردش على (اسم ابنك) " وهنا يمكنك التوقف عن محادثته إذا استمر في البكاء، فإن هدأ قليلا عن البكاء لا بد أن تعقبي قائلة: "أيوه كده برافو عليك" والفرق أن طريقة تجاهل البكاء تماما تجعل الطفل يشعر بأننا نتجاهله هو شخصيا وكأننا نقول له "اخبط راسك في الحيط فلن نهتم" مما يؤدي به فيما بعد إلى الحدة والعصبية والرغبة في استفزاز من حوله خاصة الأم، أما ما اقترحته عليك آنفا يجعله يشعر بأنك تقدرين رغبته ومشاعره بالتحدث إليه وعدم تركه هكذا، بل تجعله يفكر في تقدير مشاعرك أنت أيضا و في أن البكاء يغضبك كما أنه ليست وسيلة تفاهم أو حتى وسيلة لتحقيق الرغبات وهذا يجعل لديه القدرة على ضبط انفعالاته فيما بعد هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يعرف أنه ليس من الطبيعي تحقيق كل رغبة أو كل طلب يطلبه، ولن يمكنك تحقيق ذلك إلا بعد محاولات عدة فالأمر يحتاج إلى مثابرة
نأتي لآخر استفسار ذكرته برسالتك وهو إلحاق ابنك الأصغر بالحضانة:
إن إلحاق الأطفال في هذه السن بالحضانات أو رياض الأطفال مناسب ولكن لا بد من توفر عدة أمور على رأسها :
- أن تكون الحضانة مناسبة وتعي دورها التربوي الصحيح فلا تبدأ في تلقين الطفل بعض المعلومات الدراسية من الآن على سبيل المثال.
- ومن الأمور التي يجب توافرها أيضا ألا يشعر الطفل بأن إلحاقه بالحضانة كان لمجرد التخلص منه أو إقصائه لأنه شخص مزعج فيرتاح أفراد الأسرة منه، أو لظروف عمل والدته وانشغال الجميع عنه، ولكن لا بد أن يشعر الطفل أن إلحاقه بالحضانة بسبب أنه كبر وأصبح بحاجة للتعرف على أشخاص و أشياء كثيرة جميلة وكل من يكبر ويبدأ في الاعتماد على نفسه يتعلم هذه الأشياء ويتعرف على أشخاص أخرى وذلك من خلال إلحاقه بمكان اسمه الحضانة وأن من أهم مزايا هذا المكان أنه يستطيع أن يلعب مع غيره ممن هم في مثل سنه كما أن المكان يحوي بعض اللعب التي يستمتع بها مثل الأراجيح وغيرها...
وأخيرا سيدتي وقبل أن أتركك في رعاية الله على أمل لقاء آخر جديد أسألك الدعاء في هذا الشهر الكريم، فأنا أشعر بأنني اكتسبت صديقة جديدة أدعو الله أن يرزقني صحبتها في الدنيا ويجمعني وإياها مع الحبيب صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
ـــــــــــــــــ(104/219)
الخوف الإجتماعي ومظاهره- متابعة2 ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ، إن ابني الآن عمره حوالي 7 سنوات وهو في السنة الثانية، وهو والحمد لله من الطلبة المجتهدين بالرغم من أن المعلمة تقول إنه كثير اللعب قليل التركيز في القسم. أما بالنسبة لمشكلة الخجل فقد تحسن كثيرًا وخصوصًا مع الأطفال، ولكن لا يزال يخجل من الكبار حيث لا يرد على كلامهم ولا ينطق بكلمة. المشكلة ليست في الخجل بقدر ما هي عبارة عن سلوكيات مزعجة يسلكها تجاه أصدقائه ونحن كذلك. تكمن هذه السلوكيات في مثلاً قول كلمات لا يرغب فيها أصدقاؤه، مثلاً يقول الأكل وسخ، وهو يتعمد يقولها بالرغم علمه أن ذلك يزعج أصدقاءه، مع العلم فهو لا يضرب أحدًا.
ولوسقط أحد أصدقائه وجرح فيضحك عليه، لدرجة أنه فقد كل أصدقائه وأصبحوا يتجاهلونه ويسخرون منه، وسبب آخر يتمثل في عدم واقعيته في الكلام فمرة من المرات أحد أصدقائه قال إن ابني قال له إنه يغلب أبوه. حتى إن معلمته قالت لي إن ابني غير ناضج بمقارنته مع أصدقائه من نفس عمره. وعندما سألتها كيف حكمت عليه بذلك قالت بأن أصدقائه يلعبون وكل شيء لكن هناك أشياء فيها حدود ويعلمون ذلك، أما ابني فهو لا يكترث بالحدود. الحقيقة هذا صحيح حتى في البيت فهناك فترة في اليوم أو ربما كل اليوم تقريبًا يتصرف بها وكأنه لا يسمع ولا يفهم. باختصار تصرفاته أقل من قدراته العمرية. في فترة من الفترات شعرت بيأس بعد استخدام واتباع الكثير من الأساليب التربوية سواء أن كانت عن الطريق القصص، أو الصبر، تعليمه المهارات الاجتماعية من خلال خطوات كنت أستنبطها من مواقع تربوية من الإنترنت. أخذته إلى طبيبة نفسية (الطبيب النفسي هنا مكلف جدًّا 100us$ لساعة واحدة) هنا وقالت بعد التشخيص إن لديهADHD ووصفت لهRitalin وقالت لي هذا دواء الدماغ. عندما ذهبت إلى البيت بحثت في الإنترنت عن عوارض الجانبية لهذا الدواء قبل أن أعطيه إياه.
فصدمتصدمة لا توصف عندما وجدت مواقع كثيرة التي تتكلم عن سلبيات ومخاطر كبيرة لم تخطر لي في بال. طبعًا أنا لا أريد أن أعالج مشكلة بمشكلات أخطر. باختصار إن ابني يريد أن يفعل ما يريد دون عقاب حتى وإن كان هذا العقاب عبارة عن حرمانه من شيء مفضل لديه.
الطبيبة بررت تصرفاته لأن الأطفال بـADHD يتصرفون قبل التفكير وهم يزعجون الناس وعدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين، وليس بإمكانهم أن يتبعوا الأوامر أو أي شيء يطلب منهم. إذا كان هذا صحيحًا هل يمكن أن تصفوا لي علاجًا سلوكيًّا يكمن في برنامج يتبع خطوة خطوة، أتبعه مع ابني؟ لأن ابنتي بدأت تتأثر بتصرفاته وأفعاله وتقلده. بينما أنا أبحث في الإنترنت وأحاول أن أفهم أعراضADHD وجدت أنه هناك دواء طبيعيًّا اسمهFocus وأصبح متداولاً بطريقة واسعة على مستوى العالم؛ لأنه ليس له أعراض سلبية. هل هذا صحيح أم لا؟ وأين أجده؟
أريدأن أضيف نقطة مهمة وهي تقلقني جدًّا ألا وهي وضع إصبعه في فمه أو أي شيء كان في يده ويقوم بعضِّه.
والأمر الآخر الذي يعبر عن عدم قدرته على التحكم في نفسه ومشاعره، عندما يكلمه شخص كبير ويشعر بالخجل يطأطئ رأسه للأرض ويحركه يمينًا وشمالاً، وبعض المرات أخرى يمايل جسمه. ابني لا يحترم الكبار إلا إذا كان ذلك الشخص صارمًا معه من البداية، أما إذا كان طيبًا فسوف يصعد فوق رأسه مثلما يقول مثلنا. عندما أحضر أطفالاً إلى البيت لأدربه على التصرفات الاجتماعية (لأن ذكاءه الاجتماعي ضعيف) فهو يكون ثائرًا لدرجة لا يسمع لي ويجب أن أعيد كلامي مرارًا وتكرارًا. وهو يضربني وأبوه أو يرمي الأشياء في الأرض منذ أن كان صغيرًا إذا ما حرمناه من شيء. كذلك أريد أن أذكر أنه يكتب بخط كبير ولا يمكنه التحكم في طريقة كتابته رغم أنني حاولت معه تكرارًا. ولا يحب استخدام الألوان في رسوماته، ويضيع أشياءه في المدرسة مثل قلم الرصاص وغيرها. أريد أن أضيف شيئًا أظنه مهمًّا في تسهيل تشخيصكم ألا وهو عبثه وعدم اهتمامه بكتبه وكراساته، حيث بعد أسبوع فقط من الدخول المدرسي أجد صفحات كتابه مقطعة وكذلك كراساته.
ما هو الفرق بينADHD and BD "bipolar disorder"؟ لأنني أشعر أن ابني لديهBD بسبب القلق النفسي الذي يراوده. يمكنني أن أصف شخصيته بالمزاجية منذ أن كان صغيرًا. أنا قد قرأت تقريبًا كل استشاراتكم وأنفذ كل نصائحكم منذ أول رسالتي يعني قبل 3 إلى 4 سنوات. أعلم أن رسالتي ثقيلة ولكن هذا بسبب ثقتي بكم، وجزاكم الله خيرًا عن أطفال المسلمين، وأنا أنتظر ردكم بفارغ الصبر.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكر الله لكم استشارتنا،
أولاً: أسأل الله سبحانه أن يجعل، كل كلمة تقرئينها، وكل سؤال تسألينه، وكل خطوة تقومين بها، وكل جهد تبذلينه مع أبنائكم وأكبادكم التي تمشي على الأرض؛ في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
ثانيًا: يسرني أن أحاول مساعدتكم في حالة ابنكم الغالي، ومحاولة معاونتكم في حل مشكلتكم.
فهي من تساؤلكم وكما شُخِّصت من قبل الاختصاصية النفسية تبدو لنا كإحدى صور متلازمة أو حالة مرضية سلوكية تسمى (حالة النشاط الزائد مع قلة التركيز Attention Deficit Hyperactivity Disorder ADHD).
وقدتحدثنا عن معناه ومظاهره وأسبابه وطرق علاجه في استشارة سابقة ومماثلة، في قسمنا الموقر (معًا نربي أبناءنا).
ثالثًا: أما عن الرد على تساؤلاتكم:
(1) ماذا عن السلوكيات الغريبة لابنكم الحبيب؟
1 - فتعتبر من مظاهر الخلل السلوكي النابع من الإصابة بهذا المرض.
2 - ستزول هذه السلوكيات والأعراض بمتابعة العلاج والصبر عليه.
3 - يعتبر الجهد الأكبر في العلاج هو العلاج السلوكي والاجتماعي، والدور الأكبر يقوم على استعداد الوالدين للقيام بالدور الأكبر فيه، فقواكم الله تعالى ورزقكم الصبر والجدية اللازمة والتصميم على تنفيذه.
(2) ماذا عن مركب الريتالين (Ritalin)؟
1 - يعتبر أحد مشتقات (Methylphenidate) التي بيناها في طرق العلاج الدوائية (Pharmacological) والتي تنصح ببعض العقاقير المنشطة للمخ والتي تحسن وظائف التركيز والسلوكيات؛ مثل: (Methylphenidate - Dextromphetamine)..
2 - ويعتبر من مركبات الجدول الأول في قائمة أدوية المخدرات المصرية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية خاصة وبحذر شديد.
3 - لا ينصح بإعطائه للمرضى الذين:
1) يعانون من اضطرابات عصبية مثل التوتر.
2) في تاريخ عائلتهم أمراض معينة مثل خفقان القلب (ِArrhythmias) واضطرابات زيادة نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) أو الجلوكوما (Glucoma).
3) الأطفال أقل من عمر (6) سنوات.
4 - من آثاره الجانبية:
1) الأرق.
2) زيادة الشهية للطعام.
3) الطفح الجلدي.
4) العصبية (Nervousness).
(3) ماذا عن (Focus) والطرق الأخرى للعلاج البديل؟
1 - في دراسة نشرتها مجلة (UPDATE) عدد (مايو ويونيو 2005) قررت الآتي:
1) لم يزل العلاج الشائع والمعترف به هو (Ritaline) رغم آثاره التي تحدثنا عنها.
2) لم تزل طرق العلاج النفسية والاجتماعية والتدخل التعليمي المبكر لها الدور المعتبر في أثرها العلاجي.
3) العلاج الغذائي له آثار مشجعة وواعدة.
4) أما عن العلاج بطرق طبيعية مثل (Focus) فلم تذكر المجلة ما يعضد دوره مختبريًّا.
رابعًا: نصائح أخوية:
ونذكر الأخت الفاضلة بالآتي:
(1) استشارة اختصاصي موثوق في نفسية وعصبية الأطفال.
(2) عدم إهمال خطوط وجوانب العلاج الأخرى النفسية والاجتماعية والغذائية.
(3) مشاركة الرأي مع المحيطين من زوجة وأشقاء وأقارب للتعاون في العلاج.
(4) حافظ على سر ومشاعر الابن الحبيب؛ فمثلاً لا تنشر بين الآخرين.
(5) صاحبي ابنكِ الحبيب، واقتربي أكثر منه.
(6) أشعري الحبيب بحبكم له، معنويًّا وماديًّا.
(8) احذري التفرقة في المعاملة.
(9) احرصي على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.
(8) الدعاء:
- أدعية الشفاء.
- ولا تنس دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان: 74]
فسيشفيه ويعافيه الحق سبحانه الشافي المعافي، وسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديه ولأمته، وسيكون للمتقين إمامًا؛ علميًّا وخلقيًّا وسلوكيًّا.
ـــــــــــــــــ(104/220)
سرق وكذب وهرب.. اضطراب التصرف؟ ربما ... العنوان
لقد شك زوجي أن ابني اختلس نقودًا كان زوجي قد خبأها. ووضع نقودا أخرى وأيضا اختلسها، بيتنا لا يدخل الغرباء غرفه.
وابني نرى معه بعض النقود ويقول: إنه وجدها.. هذا ما جعلنا نشك به، مع أني عقليا رفضت ذلك، ولم ألاحظ عليه أي سرقة في البيت، غير أنه أحيانا يأخذ بعض النقود القليلة إن لم يرني ليقول لي عند خروجه.
نصحت زوجي ألا يتهمه، وإنما يسأله فقط، لكنه من شدة غصبه لم يصبر، اتهمه ولامه ومنعه من الخروج حتى يأتي بالنقود.
وليلتها خرجنا وبقي هو بالبيت، وما كان منه إلا أن جمع ملابسه وغادر، وترك لنا رسالة يقول فيها: إنه تألم وإنه ينفي الاتهام. ويقول: إنه غادر المنزل ليريحنا منه، وألا نبحث عنه، جُننت وأخذ زوجي بالبحث عنه حتى أعادته أم صديق. عاملناه برفق، وبكى كثيرا وهو ينفي الاتهام.
دلونا ماذا نفعل؟ أنوجه الاتهام لابن آخر أو ابنه؛ لأن النقود بالفعل سرقت؟
زوجي يريد أن يعاقبهم عقابا جماعيا حتى يعترف أحدهم، وأنا غير موافقة معه، تحدثت معهم بأن هذا سيؤثر صحيا على والدهم، وأتمنى من الذي أخذ النقود لأي سبب أن يعيدنا، وزوجي قال لهم حينما جمعهم: إنه لن يلوم، ولن يوبخ من أخذ، وسيكتم سره وسينصحه، ويكفي أنه تراجع وندم.
ماذا نفعل؟ نحن لا ننام ولا نهدأ، كيف نتعامل مع هذا الظرف؟
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على صفحتنا "معا نربي أبناءنا"، وشكرا على ثقتك، حيرتني مشكلتك كثيرا في الحقيقة رغم أنها مشكلة معادة وكثيرا ما وردت لصفحتنا، إلا أن فارقين مهمين سيجعلان الرد على مشكلتك مختلفا:
الأول هو عدم ذكرك لعمر ابنك المتهم الآن بالسرقة؛ فنحن استنتجنا أنه في سن المراهقة غالبا، أو هو يستطيع الاستقلال معنويا على الأقل عنكم، ولكننا لم نعرف أي شيء عن بقية مناحي سلوكه، وإن وردت في ثنايا إفادتك إشارات إلى أنه قد يكذب، ولكنكم لا تملكون أكثر من الشك في مصدر النقود التي حصل عليها، وهو يقول: إنه وجدها، وأنت لذلك تشكين أنت وزوجك، ومعكما حقٌّ في الشك، ولا أدري هل كنت تخبرين زوجك بما كان يأخذه الولد من النقود دون استئذان من البيت فيما سبق أم لا؟
وإن كان سلوك الأب عندما خبأ بعض النقود في البيت يجعلنا نحتار؛ لأنه في المرة الأولى لم يكن يشكُّ في كون بيته مكانا مأمونا، لكنه كرد فعل على سرقة الخبيئة الأولى وضع الثانية.. كيف كان ذلك؟! أتمنى أن تتابعينا في هذه الجزئية.
أيضًا كان من المهم أن تخبرينا بأوجه الإنفاق التي يوجه ابنك نقوده فيها؛ لأن ذلك قد يكمل لنا ما نحتاج من المعلومات لتكوين انطباعنا المبدئي عن شخصيته، المهم أنك لفرط عصبيتك وغضبك وأنت تكتبين لنا أغفلت كثيرا من المعلومات التي نحتاجها للرد.
أما الفارق الثاني فهو كون المبلغ المسروق غير محدد القيمة (قيمة النقود كما، وكذلك كمُّ اهتمام الزوج باستعادتها)، فقد أنهيت إفادتك بما يشبه النداء الموجه للسارق أو السارقين بأن يعيدوا النقود؛ فهل المتهمون كلهم أو بعضهم ممن يقرؤون صفحتنا؟ أو هل المبلغ المسروق كبيرٌ أصلا؟ هل المشكلة هي أن ابننا يسرقنا؟ أم أن خبيئة الزوج من ماله في بيته قد سرقت؟ هل نحن خائفون على الولد الذي سرق أهله أم على الزوج الذي فقد نقوده؟ ممكن جدا أن يكونَ كل ذلك مجتمعا يهمك ويعنيك، ولكن من المهم أن نضع أولويات خاصة، ونحن نفكر في أبعاد المشكلة وتداعياتها.
وجدير بالتعليق أيضًا أن رد فعل الولد حين واجهه أبوه بأنه اختلس ثم حبسه كان الهرب من البيت، ويبدو أنه استمال قلوبكم أو قلبك أنت على الأقل؛ فقد بكى واشتكى أن يكون موضع الاتهام، ونفى الاتهام كلية عن نفسه، وستعاملونه برفق لأنه لا إثبات لديكم.. على أي حال إن كان الولد مراهقا يكذبُ ويسرق ويهرب فهو مصاب باضطراب التصرف في الطفولة، وهذا ما يستدعي العلاج ويصلح لابنك إن شاء الله، ذلك إن كان ما وصلنا من انطباع صحيحا.
وتسألين أنت -وبيتكم لا يدخل الغرباء غرفه كما قلت- "دلونا ماذا نفعل؟ أنوجه الاتهام لابن آخر أو ابنه؛ لأن النقود بالفعل سرقت؟"، إذن فالسؤال يطرح نفسه مرةً أخرى: هل المشكلة هي النقود في ذاتها؟ إن النقود في يد الأولاد هذه الأيام أخف من الريش الطائر؛ أي أنه إن كان من الممكن إنفاق المبلغ المسروق بأسرع من المدة الزمنية التي نتوقعها.
ومرة أخرى أحتاج لمعرفة عمر الولد لكي أذكرك وأضرب لك أمثلة أوجه الصرف المحتملة؛ بدءا من إدمان الألعاب الإليكترونية، مرورا بإدمان الشراء، وحتى إدمان تأجير السيارات إذا كان في عمر يمكنه من استخراج رخصة قيادة.
من الواضح إذن أن كثيرا من المعلومات لا بد من معرفتها، خاصة التساؤلات عن عمر الولد ونشاطه وهواياته وأوجه إنفاقه ومستواه الدراسي إن كان طالبا ليسهل تكوين رأي أكثر اقترابا من الواقع، ولا أنصح بتحويل الاتهام من هذا الابن إلى ذاك ولا بإبقائه سيفا مسلطا على ابنك موضوع الإفادة، دون دليل دامغ عليه، ودون محاولة لعلاج مشكلاته، ولا أنصح أيضًا بالعقاب الجماعي الذي يريده الأب، وأما ما ننصح به وندلكم عليه فهو أقرب طبيب نفسي أو معالج أسري من مكان إقامة الأسرة؛ فإن اجتمعت لدى الطبيب النفسي معايير تشخيص معين، فإن الوقت كلما كان أقرب كان بدء العلاج أنسب، خاصة إذا كان الولد مراهقا كما نخمن.
ـــــــــــــــــ(104/221)
توقيت تأخر اللغة وتأخر النطق ... العنوان
السلام عليكم، لدي ابن يبلغ من العمر سنة وتسعة أشهر، هو ولد ذكي، ولكن لديه مشكلة وهي أن النطق غير واضح؛ فهو ينطق أسماء بعض الحيوانات حوالي 8-10 كلمات، يعد من 1-3.
وهو اجتماعي ومشكلته أنه في بعض الأحيان لا يستطيع أن يعبر بكلمات واضحة على الرغم من أنه يحاول مثلا عندما يعطش يقول "ماي"، وعندما يريد أن يأكل يقول "أم أم".. فهل هذا يعتبر مشكلة تأخر في النطق؟.
وهو يحب مشاهدة التلفزيون، فهل تنصحونني بالأفلام التعليمية؟ علما أني أقرأ له القصص بشكل يومي وقبل النوم، ونحن في تواصل دائم مع بعضنا البعض.
المشكلة الأخرى هي أود أن أعرف كيف أعلمه على ترك الرضاعة؛ فهو يشربها صباحا وقبل أن ينام، حاولت أن أعلمه أن يشرب من الكوب فباءت المحاولة بالفشل؟ وشكرا جزيلا.
... السؤال
أمراض التخاطب ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي العزيزة، لا أدري إذا سبق لك أن قرأت بعض الاستشارات السابقة الخاصة بالتطور اللغوي للأطفال.
وباختصار شديد فإننا قبل عمر ثلاث سنوات لا نتحدث عن تأخر بالنطق أو مشاكل بالنطق بل هو (تأخر لغوي)؛ لأن اكتساب جميع الأصوات الكلامية لا يتم بشكل كامل تقريبا إلا بعد السنوات الثلاث، ولكن يهمنا ألا يكون الطفل متأخرا لغويا، وقد سبق أن عرضت في استشارة سابقة أن مراحل التطور اللغوي للأطفال تتكون من عدد من المظاهر الأساسية، وسوف أختصرها هنا:
تقريبا بعمر سنة يتحدث الطفل باستخدام الكلمة الجملة، أي أن معظم كلامه من كلمة واحدة وغالبا غير كاملة لكن لها هدفا واضحا مثل مي أو مبو للماء، وهم أو نن للأكل، وماما وبابا، وغير ذلك. ويكون لديه حصيلة مفردات تصل تقريبا إلى 10 مفردات.
بعمر سنتين تقريبا تصبح لديه جمل من كلمتين مثل بابا باي ماما حليب، ويكون وضوح كلامه بنسبة تقريبية 50%.
بعمر ثلاث سنوات تصبح جملة من ثلاث كلمات مع عدم دقة استخدام الأدوات اللغوية بعد، مثل ماما روح باي، أي أريد الذهاب في نزهة ويصبح كلامه مفهوما بنسبة 70% للغرباء.
وبعدأربع سنوات يصبح معظم كلامه مفهوما، ويبدأ باستخدام الأدوات اللغوية مثل حروف الجر وغيرها، كما يكتسب معظم الأصوات، مثل: "ك - ق - ث- ج -ش"، ويمكن أن يتأخر في اكتساب الأصوات الصفيرية "س-ص-ز" لعمر خمس سنوات.
إذنكما فهمت من استشارتك أن الطفل يستخدم جملا من كلمة واحدة ولديه عدد من المفردات وهذا مقبول، خصوصا ونحن نعلم أن تطور الأولاد اللغوي أقل من تطور البنات؛ فيمكن اعتبار هذا ضمن الفروق الفردية.
ولمزيد من الاطمئنان يفضل عرضه على أخصائي نطق ولغة للتأكد من لغته الاستقبالية (المفاهيم اللغوية)، والمتابعة معه كل فترة (ستة أشهر مثلا) للمزيد من الاطمئنان.
وهناك عدد من الأمور التي يمكن تحفيز الطفل فيها لغويا وردت في استشارة سابقة أرجو الاطلاع عليها. تحياتي، وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
ـــــــــــــــــ(104/222)
الغيرة تؤسس العنف ... العنوان
خالد -3 سنوات- كثير الحركة.. مشكلتي معه أنه يقذف الألعاب أينما كان حجمها، وقد تكون ثقيلة تؤذي، وتسبب في فتح جبهة أخته، وضرب أخاه الصغير أكثر من مرة بها، وأنا أحاول أن أفهمه أن ذلك خطأ، ووالده مُصِرّ على ضربه لخطورة حركاته وما قد تسببه من إيذاء للآخرين، أنا فلا أضربه وأحاول معه بهدوء تارة وبعزله في غرفة منفردًا، مع توضيح السبب.
وآخر شيء ضرب الخادمة بالسكين في قدمها مع حبه لها، ودائمًا يقول لي: "أنا أحبك" ويقبلني ويأخذني في حضنه، وبعد كل تصرف يأتي ويخبرني أحيانًا وهو مبتسم وأحيانًا وهو متأثر، ومع التوبيخ يبتسم؛ مما يدفع والده لضربه في بعض الأحيان، فكيف يمكن أن أجعله يتوقف عن هذا التصرف؟ أفيدوني أفادكم الله.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء, العنف والعدوانية ... الموضوع
د. مي حجازي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... مرحبًا بك يا أم خالد.. واسطة العقد.. فهو اللؤلؤة التي تتوسط العقد البديع المكون من 3 لآلئ هم أبناؤك الأحباء بارك الله لك فيهم وأعانك عليهم؛ فتربيتهم -كما قالت لي أم فاضلة ربّت أبناءها وأحفادها خير تربية- كمضغ الصخور.. فهل تستطيعين مضغه؟
أختي الحبيبة، إن خالدًا هو الابن الأوسط، بل وقد أدركه أخ صغير وهو تحت الثلاث سنوات ولطالما يستثير شفقتي كل ابن أوسط.. فهو لا ينال ما يناله من سبقه من الإخوة، حيث استحوذ الطفل الأول على كل اهتمام الأم والأب والعائلة وحبهم وتدليلهم حين أنار حياة الأسرة بمجيئه، ثم يتلوه آخرون يصغرونه، فيستحوذ الصغير على التدليل والحب الذي بالطبع يفوق نصيبه؛ لأنه أصغر الإخوة وربما آخرهم.. إنه حقًّا طفل مسكين.
ولعلّ كون خالد هو الطفل الأوسط –الذي لم يسعه الوقت للاستمتاع بكونه أصغر الأبناء لفترة مشبعة وكافية- هو ما يبرر عدوانيته الزائدة التي يعبِّر بها عن غضبه واحتياجه إلى ما لم يشبع منه من الحب والحنان والاحتضان والتدليل والمناغاة، ولعلّ من الاختبار لكما أنت ووالده أن يكون من تلاه من الأبناء ذكرًا مثله مما يوجد غيرة أشد وتأثرًا واضحًا لدى الطفل، ولعلّ عدوانية ابنك وانفعالاته الشديدة ليست هي المشكلة بقدر ما تعكس مجموعة من المشكلات يعاني منها خالد؛ فمن الواضح أنه يعاني من إحباطات متتالية مرّ بها، وما تعرض له من إحباطات لا يعني الحرمان من شيء معين بقدر ما يعني افتقاده لشيء كان يرجوه، ولعلي أعيد تشبيهًا استخدمته من قبل فأقول لك كيف يداوي الطبيب مريضه؟ إنه يداوي جِراحه باللمس الرقيق وليس بمبضع الجراح، ولا يميل لاستخدامه إلا بإلحاح الحاجة لذلك، أليس كذلك؟
أختي الحبيبة.. إن ما عاناه طفلك كان عليه قاسيًا؛ فهذه العدوانية الشديدة التي تصفينها لا تتواجد بهذه الحدة إلا نتيجة لإحباطات قاسية كما سبق أن أشرنا، فأستحلفك بالله أنت ووالده ألا تزيدا هذه الإحباطات بالعقاب، وسيأتي لك تفصيل مجموعة من النصائح للتعامل مع الطفل في السطور التالية.
اسمحي لي أولاً أن أتأمل معك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاعبه سبعًا..."؛ فباللعب يا أختي الفاضلة يكون التوجيه في هذا العمر، وحتى يمضي الطفل على ظهر هذه الأرض سبع سنوات؛ فالتوجيه والتهذيب والتعليم يكون بالملاعبة واللطف والضحك والقصص والابتسامة والمرح لا بالضرب والعقاب لمجرد أنه "يبتسم أحيانًا حين يعترف بما فعله من أخطاء. وهل ننهاه عن العنف بالعنف؟! لا أعتقد أن الإجابة بالإيجاب فكما قيل:
إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
ونعود للطبيب مرة أخرى لنتخذ من سلوكه ومعاملته للمريض تشبيهًا لما يجب أن تفعلاه أنت ووالد خالد معه، فحينما يشفط الطبيب بالحقنة من جسم الطفل ومن دمائه عينة ليحللها.. هل يسحبها عنوة أم بهدوء ورقة وصبر؟ أو حين يتم شفط سم ما من جسم الإنسان هل يسحب عنوة أم بهدوء قبل أن يختلط بدمائه فيقضي عليه؟
لعلني نجحت أن أفهمكما أن خالد ما زال عجينة طرية سهلة التشكيل يمكن تعديلها وتشكيلها قبل أن تتحول عدوانيته إلى نمط لسلوكه، ولا يجب طمسها وتدميرها للأبد.
كان لا بد من هذا التمهيد للخطوات التي سأسردها لك للتعامل مع الحبيب خالد:
1- قبل البدء في أي خطوة لا بد من عرض الطفل على طبيب نفسي للاطمئنان على جهازه العصبي، فإذا تم الاطمئنان عليه فسيولوجيًّا، فلا بد من تنفيذ كل الخطوات التالية بهدوء وصبر مع تجنب العنف والعدوان.
2- لا بد من منعه من مشاهدة أي مشاهد للعنف والضرب في التلفاز أو برامج الأطفال أو غيرها.
3- لابد من منحه فرصًا عديدة للتنفيس عن طاقته وتصريفها فيما يفيد، من رياضة ولعب وجري، وأنشطة مختلفة، وقيادة للدراجة، وغيرها من الأنشطة الحركية والفنية داخل المنزل وخارجه؛ لاستيعاب طاقته وتصريفها قدر المستطاع؛ فينصرف عن الأعمال العدوانية التي يصرف فيها طاقته، وكما قيل: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".
4- لابد من منحه الحنان والحب غير المشروط منك ومن والده، وهو الطرف الذي أؤكد على ضرورة وأهمية دوره؛ لأن الأب هو الأقرب للابن الذكر، وهو صديقه وحبيبه ونموذج قدوته، واستيعابه بالحب والحنان والهدوء سينقذه من الإحباطات التي تملؤه.
5 -يجب محاولة تأمين البيئة المحيطة من كل ما هو حاد أو مؤذٍ أو خطير حتى لا يؤذي به أحدًا بقذفها. لا بد من عضو جديد في الاسرة محاولات مستمرة للتقريب بينه وبين أخيه الأصغر وغرس الحب والألفة بينهما؛ فمسئولية إعداد الطفل لاستقبال تقع على عاتق الأم والأب معًا، وليس الطفل فقط هو من يحتاج للإعداد، بل إن هذا الإعداد يجب أن يتم على مستوى العلاقات الأسرية بين الأب والأم وبين الطفلين نفسيهما أيضًا، كما يجب أن يوضع قانون داخلي للأسرة يحكم التعاملات في مرحلة ما بعد تحول الأسرة من مربع ذي أضلاع أربعة إلى شكل خماسي له زوايا وأبعاد جديدة ومختلفة، ولتدارك الأمر يمكنك أنت وزوجك القيام بالآتي:
أولاً: يمكن أن تشركي خالد في أداء بعض المهام لأخيه الصغير كأن يناولك الحفَّاظة أثناء التغيير له أو أن يناولك المنشفة أو غير ذلك، والغرض من ذلك أمران:
الأول: إشعار الطفل أن هناك ما يمكن أن يُسعد في وجود هذا الضيف، وأنه وأمه كوحدة واحدة يتوليان رعايته، ويتقاسمان المرح والسعادة في ذلك، فضلا عن إشعاره بالتميز وكبر سنه عن هذا الصغير؛ فهو "أشطر وأكبر منه، فهو يستطيع أن يعمل أشياء كثيرة سيعلّمها لأخيه عندما يكبر".
والثاني: إشعاره أن هذا الرضيع مسئولية وعبء، وأنه هو وأخته هما اللذان يعينان أمهما على أدائها؛ ليكون في صف أمه، وشاعرًا بما تتعب به من أجلهم.
ثانيًا: يمكن أن يتم إحضار بعض المكافآت ووضعها تحت وسادة الطفل، وإخباره أن أخاه يحبه وهو يحب أخاه؛ لذا فسيزيد رزق الله تعالى لنا وستكثر الهدايا والمكافآت.
ثالثًا: لا بد أن يكثر الأب من جمل المجاملة له وإشعاره بالمسئولية، وبأنه هو الأكبر والأقوى والأكثر حنانًا، ويكثر من خروجهما معًا ولو لشراء خبز أو صلاة الجمعة أو غير ذلك مما يشعره أنه أثير لدى الأب.
6 – لا بد لكما أختي الفاضلة من الاهتمام باللعب مع الطفل كما سبق أن أشرنا؛ فاللعب هو أنفع الطرق للتوجيه، ولا بد من جعله دائمًا سعيدًا مبتسمًا في كل وقت، كما يجب التعامل معه دائمًا بوجه مبتسم مستبشر متفائل.
7- يمكن إلهاءه عن كل ما ينوي فعله من شرور بشيء آخر؛ فلو تناول شيئًا يريد قذفه مثلاً تلفُّه الأم بذراعيها -أو الأب- وتزغزغه وتداعبه حتى يضحك وهي قائلة: "إن حبيبي لن يفعل ذلك، لن يرمي شيئًا، بل سيلعب معي بالبالونة، هيا بسرعة لنلعب سويًّا".
8 – لا بد من تجنب انتقاده أو لومه أو التأفف منه أو إظهار الضجر له أو التعليق عليه بشكل فيه (توبيخ) كما ذكرت؛ فسلوكه سيتحسن بالحفز والتشجيع على الخير لا بإشعاره بأنه عبء عليكما وابتلاء يؤرقكما.
9 - أوجِّه للأب مناشدتي ألا يضرب الابن مرة أخرى حين يفعل أفعالاً خطيرة أو مؤذية؛ فإن ضربه أبدًا لن يردعه، بل إشعاره بالحب والدفء والحنان هو ما سيمتص إحباطاته ومن ثَم عدوانيته، وهذا ليس كلامًا مثاليًّا بعيدًا عن أرض الواقع، بل هو الوصفة المجربة مع الكثيرين من الأبناء الذين هم في ظروف خالد، وكم كان لمنع الضرب والعقاب البدني والإحاطة بالحب والحنان من أثر عظيم على تحسن الطفل الذي يغدو غير قادر على فقد هذه المكانة الأثيرة بأي تصرف خاطئ يغضب حبيبيه (أباه وأمه)؛ فيمتنع بوازع من داخله عن أي تصرف يقلِّل من مكانته؛ فتمالك نفسك يا أخي؛ فالقوي من ملك نفسه عند الغضب، ولا تقسُ على حبيبك وسندك، واجعل لعبك ومرحك ومصاحبتك له هو البديل المتاح الوحيد لتوجيه الطفل، ولا تنسَ صورة الطبيب الذي يتعامل مع مريضه المتألم الجريح بكل هدوء ورقة ولطف وخفة حتى يُشفى تمامًا.
10 - جعلت هذا الحل السحري هو الأخير؛ لما له من تأثير فعَّال ينبغي ألا يفارق ذهن كل مربٍّ، ألا وهو القصص؛ حيث تبدأ الأم في تأليف قصص من واقع الحياة اليومية –ولا مانع من الاستعانة بكتب- تركز فيها على أن الشيطان هو الذي يعلمنا فعل الأشياء الخطأ، وأنه يسخر منا حين نطيعه، و"أن الطفل الجميل (فلان) كان لا يستجيب للشيطان الذي يقول له اضرب فلانا أو اقذف هذا الشيء، وكان دائمًا يردّد أنه يعمل حاجات حلوة يحبها الله وبابا وماما فقط، ولا يفعل أي أشياء مؤذية، وكلما حاول الشيطان إقناعه يقول: أنا لن أفعل أي شيء خطأ ... " إلخ؛ بحيث يوجد بداخله الوازع لرفض السلوك السيئ.
أختي الفاضلة، تؤكد نظريات علم النفس أن الطفل يولد ولديه غريزتان منذ ميلاده: الأولى هي غريزة الحياة التي هي نزعة للحب، والأخرى غريزة الموت التي هي نزعة للكراهية، وفي الحالات الطبيعية تكون نزعة الكراهية هينة للدفاع عن النفس والمحافظة على البقاء؛ فتكون بذلك لصالح الحياة، ولكن إذا ما طغت وتحولت لسلوك تدميري فإن لنا هنا أن نسعى للوصول للحالة المثالية بكل ما نملك من طاقات.
حبيبتي ربما كانت الأعباء كثيرة، ولكن تأكدا أن الثمرة جميلة حلوة المذاق تستحق التعب، فلننحِّ كل ما يعوقنا عن الحصول على هذه الثمرة جانبًا، ولنشمر جميعًا كآباء وأمهات ومربين، ولنسدد ولنقارب كي نستحق البشرى ونستمتع بالثمر.
ـــــــــــــــــ(104/223)
التحاور لعلاج مخاوف ابنك ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أبني صابر أربعة سنوات كان من المفروض أن يقوم بعملية للاستئصال اللوزتين بعد رجوعه من العطلة ؟مع العلم أنه كان يرفض مسبقا؟حتى مع قيامي بشرح له ما سيحدث و أن هدا سيمر بسرعة و بلا ألم؟الا أنه يوم العملية أبى تماما أن يخرج من المنزل و بدأ بصرخ و حين و صولنا بعد ما رآه الأطباء ر فضوا أن يجروا له العملية و هو بهده الحالة ؟مع العلم أنه لم يجري إلا عملية واحدة وهي الختان و لقد مرة في سلام أريد أن أعرف كيف أقنع أبني بإجراء العملية و لمادا أبدى كل هدا الرفض؟وجزاكم الله خيرا
... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
أهلا بك معنا علي صفحتك معا نربي أبناءنا و بارك الله في ابنك الغالي
إن أحد مشاكلنا الكبرى مع أطفالنا هو أننا لا ندرك كيف يدرك أطفالنا ما يرونه أو ما يسمعوه ولذا كانت خطورة ما يقدم لهم من خلال أجهزة الإعلام حيث يلعب خيالهم دورا مهما في كيفية استقبالهم لما يرونه ويسمعونه، فما نراه نحن بسيطا قد يضخمه خيالهم.
وبالتالي فأنت تقوم بشرح عملية استئصال اللوزتين لابنك البالغ أربع سنوات وتتصور أنك قد أوصلت له رسالة أن العملية ستمر من غير ألم وبسرعة، فإن كلمة ربما لا تبدي أنت لها بالا يدركها الطفل بصورة لا تتوقعها وتكون هي سبب كل هذا الخوف الذي شعر به طفلك وبالتالي فأنة يرفض إجراء العملية لأسبابه الخاصة جدا والتي تحتاج إلى استقصاء هادئ... نحتاجه لإزالة ما أثير من داخله من مخاوف خلقناها داخله ونحن لا ندري .
قد نستطيع الوصول إلى ما أثار مخاوفه وقد لا نستطيع معرفة أغوار طفل صغير تحتاج إلى شخص مدرب على مستوى عال ولذا فإذا كان رأي الأطباء أن عملية استئصال اللوزتين بالنسبة لحالته الصحية هي عملية لا تحتاج إلى تأخير وعجزنا عن فهم أسباب خوفه فإننا قد نحتاج إلى أن يتم إجراء العملية بدون عمله على أساس أن يذهب للكشف حيث يتم إعطائه حقنه مخدره ليفيق معها وقد أجريت له العملية ليكتشف بنفسه كذب مخاوفه وتصوراته حول العملية وكيف أن الأمور أبسط مما تصر.
إننا نلجأ إلى هذا الحل على اعتبار أن عملية استئصال اللوز ستتم مرة واحدة في حياته ولن تتكرر وإذا احتجنا إلى عملية جراحية أخري لا قدر الله فسيكون في سن أكبر حيث ستكون قدرته العقلية أقدر على استيعاب الموقف بون مخاوف بإذن الله
ـــــــــــــــــ(104/224)
أطفالك ضحية التشتت الأسري ... العنوان
مشكلة أبنائي باختصار أنهم ضحايا أنانية أب، أحب أن ينتزع نفسه من الماضي ليبدأ حياة جديدة، دفعتُ أنا وأولادي ثمنها؛ فقد تخلى عنهم وسن الأكبر سنتان والأصغر سنة، وقام بحرماننا من كل شيء؛ الإنفاق والبيت، يعني كأننا أعداؤه، وبعد سنوات في المحاكم وعذابها الذي ذاق مرارته أولادي الذين يعانون من التشتت الأسري وتحكم جميع الأفراد بهم، والإهانات بكل وسيلة، وابني أصبح عنيدًا يضربني ووالده مُصِرّ على أنانيته معه.
لا أعلم ماذا أفعل، أشعر أن أولادي يضيعون مني، وبسبب القلة دائمًا ابني يهدد بالهروب وأخذ المال من أي مصدر.
وتعاني ابنتي من الخوف الشديد بفقداني ولديها شعور كبير من الحرمان من والدها ومن دفء الحياة الأسرية، ولا أعلم كيف أداوي كل ما تعانيه من كثرة الضغوط.
أفيدوني فأنا في حالة ضياع وخائفة على مصير أولادي.
... السؤال
أسر مضطربة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأم الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بك معنا على صفحتكم "معًا نربي أبناءنا".
سيدتي، إن رسالتك تذكرني بتلك الأم التي حضرت إليّ في المركز باكية شاكية من ابنها الأكبر الذي يسيء معاملتها.. والذي كان أيضًا نتاج صراع طويل ومرير بين الأبوين في المحاكم.. كان يستخدم فيه الأبوان الأبناء كأداة من أدوات الصراع بينهما، ولأنه الابن الأكبر، ولأنه الأكثر وعيًا بكل ما يحدث كانت النتيجة حالة من الضياع العام في حياته والكراهية والرفض للأم على أساس أن المحصلة التي وصلته هي أن الأم قد تُدخل أباه السجن نتيجة لأحكام المحاكم.
جاءت الأم تسأل: ماذا تفعل؟ وكانت الإجابة: لا بد من إزالة آثار العدوان والمعارك من نفس الابن، إن الصورة للأبوين قد اهتزت في هذا الابن، ولا بد من إعادة بناء الثقة في نفسه ناحية أحد الأبوين، قالت: كيف؟ قلت بأن يرى أحد الطرفين وقد تخلى عن أنانيته وعن عدائه للطرف الآخر، وأن هناك من يحرص على مصلحة الأبناء حتى ولو ضحى بمصلحته القريبة.
فعادت تسأل: كيف؟ قلت بأن تبادري بالتنازل عن القضايا التي ما زالت معلقة في المحاكم، وتلغي الأحكام التي تهدده بالسجن في رسالة تقول: "من أجل أولادي سأُبقي على أبيهم حتى ولو كان ظالمًا".
قالت الأم: هذا صعب جدًّا عليّ.. هل بعد كل هذا المجهود آتي لأتنازل بسهولة عما حققته، قلت لها لأنك تريدين كسب ابنك وهو الأهم...
دار هذا الحوار منذ ستة أشهر، وتابعت معي الأم تطورات الأحداث.. والتي بدأت بمفاجأة الابن بما حدث، ثم لترقبه لباقي تصرفات الأم.. ثم لتأكده أن كل ذلك يتم من أجله، ثم إدراكه أن هناك من يستحق الثقة، ولتبدأ العلاقة السوية تعود بين أم وابنها.. هل وصلت الرسالة؟!
لقد تورطت في معركة طويلة مع هذا الأب، والشعار الذي كنت ترفعينه طوال الوقت هو مصلحة الأطفال، وأول ما يفقد عندما نصل إلى المحاكم هم الأطفال؛ لأنهم يكونون أول ما يشتعل به أتون المعركة..
إنك الآن بعد هذه السنين وقد أدركت أن المحاكم لم تأتِ بخير لا بد أن تعودي إلى نفسك وتسأليها: هل حقًّا الأولاد هم من أبغي مصلحتهم قبل أي شيء؟.
فليتوقف الصراع، ولتنتهِ المعركة، ولتمدي يد السلام إلى هذا الأب مهما فعل، ومهما كان شكله، لن يرد يدًا تمتد إليه طالبة التعاون من أجل مصلحة الأولاد، مهما كانت التضحيات..
فأولاً ينتهي هذا الجو المرعب من العداء والكراهية، وثانيًا يبدأ الأولاد في إدراك أن هناك من يسعى حقًّا لمصلحتهم، فتعود لهم الثقة في أنفسهم وفيمن حولهم. ثالثًا يؤدي الأب بعض الدور المطلوب منه قدر المستطاع، بعيدًا عن العناء والفعل ورد الفعل الذي تضيع معه الحقوق..
هذا هو الطريق.. هو أن نتذكر الله، ونتذكر الفضل بيننا، ونعود إلى حالة الطلاق الناجح الذي إذا فشلنا في أن نتفق على استمرار حياتنا الزوجية؛ فلا أقل من أن نتفق على أن بيننا أطفالاً لا يستحقون أن نبحث عن مصلحتهم في النهاية لا ذنب لهم في الحديث.
أما بخصوص خوف ابنتك من فقدانك فاستكمالاً لما ذكرناه لك في ردنا نوضح أن ما يعاني منه أطفالك سواء كان عنفًا أو خوفًا إنما هو نتاج المشكلة الأصلية والتي أسميتها في رسالتك "التشتت الأسري"، ونؤكد هنا أنه عندما يسود السلام العلاقة بينك وبين أبيهم فستكونان قادرين معًا على تحديد أي الأوضاع أفضل لهم هل الاستمرار معهم مع توفير النفقة الكافية لهم؟ أم الانتقال لأبيهم مع الضمانات الكافية لعدم الإساءة لهم؟
عندما تزول الشكوك وسوء التفاهم ويتعاون الأبوان سيزول الخوف من نفس ابنتك؛ لأنه ليس خوفًا من فقدانك فقط، ولكنه خوف من المجهول الذي لا نعلمه في المستقبل، وعندما تستقر الأوضاع فلن يكون طفلك في حاجة للسرقة لتأمين احتياجاته؛ فهو يحصل عليها في إطار من علاقة سوية بين الأبوين حتى لو انفصلا.
انسحبي من المعركة من أجل أولادك، ومدي يد السلام، وعندها ستتفاهمان على ما فيه مصلحة الأولاد؛ فأنتم الأقدر على تحديدها دون أن يكون القرار منفردًا من أحد الطرفين ودون عناد أو كراهية.
ـــــــــــــــــ(104/225)
أفعل ولا تفعل في مواجهة العناد ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .ابنتي التي تبلغ من العمر 6سنوات ، عنيدة جدا لدرجة أنها لاتسمع إرشادتنا،وهي ذكية جدا ومتفوقة في دراستها وأنانية ويصدر منها أفعال وتصرفات أكبر من سنها لدرجة تنسينا بأنها طفلة، وهي تحب السيطرة على زميلاتها وأختها حتى أنهم يخافون منها . لذلك أرجو منكم أن تفيدوني بالأسلوب الأنجع لتقويم سلوكها حيث أنها أصبحت تشكل لي إحراجا كما أرجو منكم أن ترشدونا على كيفية التوجيه في مشاهدة برامج التلفزيون.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سيدتي، أعلم بل أقدر تمامًا ما تمرّين به من تجربة غير سارة في التعامل مع مثل هذه المشكلة، فقد كانت لديّ تلميذة بصفات قريبة من صفات وسمات ابنتك، وقد تم التوصل - ولله الحمد - إلى الطريقة الناجحة لعلاج هذا الأمر بالاتفاق - بالطبع - مع أسرة التلميذة؛ ولذا سأنقل لك هذه التجربة لتعينك أنت ووالد الطفلة على الحل إن شاء الله.
أولاً: تهيئة الجو المناسب لعلاج المشكلة: وسأبدأ بالأشياء التي يجب ألا تحدث أو ما لا يجب فعله، وذلك عن طريق مناقشة هذه المشكلة مع والد الطفلة، والاتفاق سويًّا على خطة وسياسة واحدة في التعامل معها، والتي تتلخص فيما يلي:
- عدم تعارض أوامر أو نواهي كل منكما للطفلة.
- عدم العند مع الطفلة، أو بمعنى أوضح عدم التعامل معها بندِّية، حتى لو كانت تصرفاتها تكبر سنها كما أوضحت في رسالتك.
- لا تكثرا من التعليق على تصرفاتها (بأن هذا يليق أو لا يليق أو هذا يصح وهذا لا يصح)، والإقلال من إصدار الأوامر والنواهي، ولكن في حالة إصدار أمر ما فلا بد وأن تواجه الطفلة بالأمر، (بمعنى ألا تكون الطفلة في مكان وأنت بمكان آخر وتصدرين لها الأمر، بل لا بد وأن تكون واقفة أمامك)، وأن يكون الأمر واحدًا غير متعدد (بمعنى ألا يطلب من الطفلة أكثر من أمر أو أمرين في المرة الواحدة)، كما لا بد أن يكون الأمر واضحًا هادئًا حازمًا مفهومًا لدى الطفلة تستطيع القيام به.
- التغاضي عن بعض أخطائها، فإذا لم تدرك الطفلة أنك ترين ما فعَلَت من خطأ فلا تُعلِّقي على هذا الخطأ، وتظاهري بعدم رؤيتك لها، أما إذا أدركت وعرفت أنك قد رأيتها فيمكن أن يكون النهي بنظرة حادة توضح مدى الاستياء مما فعلت.
- لا تجعلي الطفلة تحس بأنكِ ووالد الطفلة لا حول لكما ولا قوة أمام تصرفاتها، بل يجب أن تحس بالقوة والحزم وفي نفس الوقت بالحب والحنان، فالطفل العنيد لديه الإحساس بأنه يستطيع أن يهزم الجميع بتصرفاته، وأنه لا يوقفه أحد عند حَد.
أما ما يجب فعله:
- دائمًا أوصي الآباء بإيجاد علاقة إيجابية مع الأبناء؛ لأن هذا هو الأساس في التربية السوية السليمة؛ ولذا سأكرر أنه يجب إزالة الفجوات بينكما وبين الطفلة عن طريق اللعب معها ومع أختها، وإقامة الرحلات والتنزه، وإفراد وقت خاص لكل طفلة للحديث معها عن أمورها الخاصة، كأن تخرجي مع كل منهما بالتناوب للتسوق مثلاً، ولا تتخيلي سيدتي مدى تأثير ذلك على الأبناء بصفة عامة وعلى حالة ابنتك بصفة خاصة، فنحن نحاول أن نربي أبناءنا على أن الأسرة هي كيان متماسك يشد بعضه بعضًا، وهذا شيء رائع لا بد أن نتمسك به، لكن في الوقت ذاته لا بد أن يدرك كل طفل أنه له كيان منفرد وشخصية يُهتم بها على حدة وهذه اللقاءات الخاصة تحقق هذا الغرض.
وهذا الحديث الخاص مع ابنتك سيغير كثيرًا من سلوكياتها، واحذري أن يكون الحديث عبارة عن درس في الأخلاق أو ما شابه، بل دعيها تنطلق في الحديث لتُخرجي ما لديها، ولا تعلقي على ما تقول بأنه صحيح أو خطأ، بل تجاوبي معها، ولكن إذا كان كلامها ينمّ على أن هناك ما يدعو أو ما يحتاج إلى تقويم فعليك فقط تدوين ذلك بعد هذا اللقاء، ثم حاولي تقويمه في مواقفه الطبيعية.
- التركيز على الجوانب الإيجابية في ابنتك، وأنا على يقين أنك ستجدين الكثير منها لو أمعنت النظر في تصرفاتها، مع محاولة إثابة الطفلة على مميزاتها (الأفضل أن يكون معظم التعزيز معنويًّا لا ماديًّا).
- أن يسند للطفلة بعض الأعمال المنزلية المحددة (كأن تكون مسؤولة عن ترتيب سريرها وسرير أختها الصغيرة أو تجفيف الأطباق بعد غسلها أو شراء بعض المستلزمات البسيطة التي يحتاجها البيت، وكذلك لا بد أن يسند بعض الأعمال لكل فرد في الأسرة ليقوم به).
وأما عن علاج الأنانية:
- فيمكنك أنت ووالد الطفلة أن تبرزا قيمة الإيثار في حديث تسمعه الطفلة دون أن يوجَّه مباشرة لها.
- كما يمكنك مع الوالد أيضًا تأليف سيناريو أو مشهد يبين أن أحدكما تنازل للآخر عن شيء يحبه أو أنه يمكنه أن يضحي بشيء ليسعد الآخرين، وبالطبع يجد الثناء من الطرف الآخر والتقدير لهذا الإيثار، وعليكما أيضًا تعزيز أي موقف يصدر من ابنتيكما يدل فيه على الإيثار أو الاهتمام بالآخرين، وهذا من شأنه أن يوضح للطفلة أن الإيثار محل تقدير واحترام وحب من الجميع.
- كما يمكن أن تُحكى بعض القصص للطفلة التي تدل على التضحية والإيثار من تراثنا الإسلامي، فهو مليء بمثل هذه النماذج، وهذا من شأنه أن يساعد الطفلة على التخلص من الأنانية.
- إذا اتبعنا ما سبق بدقة وحزم، فإن الطفلة ستستجيب وينسحب ذلك على حب السيطرة على أختها وزميلاتها، كما لا بد أن يوضع في الاعتبار أن صفات الطفلة تحمل جانبًا إيجابيًّا، فهي تتمتع بسمات الشخصية القيادية، ومن واجبنا عدم إحباط هذه القدرات، وإنما يجب توجيهها إلى الاتجاه الصحيح، فيمكن مثلاً أن تسندا إليها مسؤولية تنظيم رحلة خلوية للأسرة تحت إشرافكما بالطبع، ويكون هذا الأمر بالتناوب بين كل أفراد الأسرة حتى الأخت الصغرى، فيسند إليها ما تستطيع عمله.
وفي أثناء قيامها بهذه المسؤولية يمكن أن ندربها على كيفية القيادة الصحيحة، ومما يساعد على تصحيح مفهومها عن القيادة ما ستَلْمسه بطريقة عملية منكما، حين يتم التناوب بينكما في تنظيم هذه الرحلات.
وأخيرًا سيدتي أعانك وأعاننا الله على ما فيه خير وصلاح لأبنائنا.
ـــــــــــــــــ(104/226)
معاناة أم مع الغيرة ... العنوان
أعاني من بكاء ابنتي (سنتان) المستمر؛ فهي سريعة الغضب تريد كل شيء لها. تمتنع عن الأكل ساعات طويلة، لا تلعب مع الأطفال مع أنها تبكي أحيانا إذا جلسنا في المنزل، وتريد الذهاب للأطفال، وتغار كثيرا من أخيها الصغير لدرجة حرجة. وتعاند ولا تخشى العقوبة. وتبكي كثيرا لمجرد مجيء أي طفل إلى البيت ليلعب معها، وإن كانت معتادة على مجيئه. تلعب أحيانا بجلد أظافرها وبرموشها. تسأل كثيرا عن أبيها عند خروجه، لا تهمها ألعابها. فما الحل؟
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/ إيمان السيد ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم يا أختنا الحبيبة ومرحبا، ونأمل أن تنتهي معاناتك التي بدأت بالتعبير عنها مع أول كلمة في سؤالك سريعا إن شاء الله.. ولنبدأ سويا في محاولاتنا للقضاء على هذه المعاناة.
ولنبدأ بالمعطيات التي وردت في سؤالك من توصيف لمشكلات الابنة وطباعها التي تزامنت مع مجيء الصديق اللدود أو العدو الحميم لابنتك، وهو أخوها الصغير، لنضع خطة لتعديل سلوكها، وهي:
1- تجاوز مرحلة الغيرة بسلام؛ فهي أساس معاناة طفلتك، ومن ملامحها (البكاء - العناد - الامتناع عن الأكل - الأعراض السلوكية غير المعتادة منها - عدم مبالاتها بالعقوبة بل سعيها أحيانا لكي تعاقب - العبث بجلدها ورموشها تعبيرا عن التوتر والاضطراب بداخلها).
2- تحسين العلاقة بين الابنة وأخيها.
3- تفادي الدخول في مرحلة الخوف الاجتماعي أو social phobia؛ فأخشى أن تتحول عدم رغبتها في اللعب مع الأطفال لاحقا لعادة تتحول لهذا النوع من الاضطراب النفسي.
ولنبدأ بعرض أسباب ظهور الأعراض التي ذكرتها وغيرها على الأطفال عند قدوم أخ جديد:
مع التفاف الأسرة بأفرداها وأفراد العائلة ومعهم الجيران والأصحاب حول الضيف الجديد خاصة أنهم جميعا مبرمجون على الثناء عليه، خاصة مع تطور نموه بشكل واضح من حيث الكبر وظهور الأسنان والمناغاة... إلخ، فيشعر الطفل الأكبر بأن الاهتمام به لم يعُد كسابقه، وإذا لم ينتبه الوالدان لذلك فإن هذا الإهمال يتسبب في توتر الطفل الأكبر وتزويده بالضغوط والاضطرابات؛ فيسعى لاستعادة مكانته وجذب اهتمام والديه به بأي وسيلة. وهذا الضغط قد يتسبب في عنف الأكبر على الطفل الأصغر -الدخيل من وجهة نظره- لمحاولة النيل منه لجذب الاهتمام أيضا، وخصوصا إذا كان رد فعل الوالدين تجاه هذا العنف هو العدوان على الطفل الأكبر أو عقابه بدنيا؛ إذ يعاود الطفل الأكبر هذا العنف مرات ومرات؛ لكي يعاقَب ويرغم الوالدين على ترك أخيه الصغير والالتفات عنه، وحتى لو تسبب ذلك في إيذائه من والديه.
وقد يتهيأ للطفل الأكبر أن الاهتمام بالطفل الأصغر منشؤه مواصفات شكلية وسلوكية معينة لديه، هي التي تجذب الأنظار إليه، وتحبب المحيطين فيه؛ فيحاول الإكثار من البكاء مثله، وقد يتراجع في قدرته على التحكم في الإخراج والكلام ومراحل النمو الأخرى؛ ليصبح مثل هذا الصغير المتفوق عليه في كسب الحب والود (كما يظن)ونخلص من الأسباب إلى بعض مما يجب اجتنابه قبل أن نقول ما يجب فعله؛ لتحقيق خطتنا ذات الأهداف الثلاثة:
أولا: لتحسين علاقة ابنتك بأخيها:
• تجنبي المقارنة بينهما، أو إظهار الود للصغير في وجود أخته أو مناغاته ومداعبته دون أن توجهي لها أضعاف ذلك، وتجنبي إشعارها "بمعاناتك" منها؛ فهي في مرحلة من الاستكشاف، وتأكيد الذات، واختبار القدرات؛ وهو ما يزعجك بالطبع، ولكن لا تنزلقي في هذا الشَّرَك من انتقاد شقاوتها، والثناء على هدوء أخيها؛ فتنطبع في نفسها جراح مؤلمة.
ثانيا: ولتجاوز مرحلة الغيرة بسلام، والتغلب على كل أعراضها التي تسبب لك "المعاناة" أجمل لك بعض النقاط، ويمكنك الاستزادة بقراءة الاستشارات التي سأوردها لك في نهاية الاستشارة:
1- إذا كان من حق طفلتك أن تغار؛ فإن التعامل الخاطئ مع غيرتها قد يؤدي إلى تعقد الأمور كما أوضحت لك، ومع زيادة مسئولياتك بقدوم الطفل الجديد أصبح ضروريا أن تضاعفي من جهدك مع الطفلين؛ لأن الوقت لا يزيد بزيادة المسئوليات بل يقل، وبالتالي فزيادة الجهد هي المطلوبة؛ وهو ما يتوفر بتعاون أفراد الأسرة، وعملك على تنظيم وقتك وإعادة جدولة مهامك لتتمكني من إنجازها حتى لا يتأثر الاهتمام الممنوح للطفلة الكبرى بسبب انشغالك عنها.
2- تذكري أن الطفل لا يزال طفلا حتى يستطيع الاعتماد التام على نفسه، وهذا في سن (10-14) عاما، وحتى هذه السن لا يجب اعتباره كبيرا أو (قد كبر)، أو أنه أصبح في غنى عن رعاية وحب الوالدين، واهتمامهم به، وخاصة اهتمام الأم بالابنة، وبالتالي فلا يجب أن يطرأ أي تغيير على حياة ابنتك الكبرى بقدوم أخيها الجديد. فلو كانت قد اعتادت طقوسا معينة عند النوم أو الأكل أو اللعب أو مرافقتك لها في بعض أو كل هذه الأمور فلا بد ألا تتغير هذه الطقوس، بل ينبغي أن تزيد مساحة تواجدك معها، وأن تزيد مشاركتك لها في الأنشطة اليومية؛ بحيث تكون الابنة "البكرية" هي المقدَّمة على أولويات جدول أعمالك؛ وهو ما يتعين عليه الاهتمام بوجود تعاون من قبل الأب في رعاية الطفل الآخر، أو وجود أي قوة خارجية مساعدة إن تعذرت مشاركة الأب بحيث تتوزع عليها الأدوار حسب الأولوية، وأقصد دمجها حتى في عمل البيت اليومي.
4- لا بد من إحاطة الابنة بجو من البهجة والمرح والسعادة، يمكن من خلاله إيصال مفهوم معين إلى ذهنها؛ ألا وهو أن من أسباب هذه السعادة مجيء أخ لها؛ وذلك من خلال الآتي:
• اجتنبي كل ما من شأنه إيقاظ الشعور بالنبذ لدى الطفلة كمناداة الصغير بلقب محبب، ثم الصرامة والجفاء عند الحديث معها، أو غير ذلك؛ مما يشعرها أنها خرجت من جنة القرب منك. فمن المهم أن يتأكد أبناؤنا من أن كلا منهم محبوب، سواء أكان هادئا أم صاخبا أم مزعجا أم جميلا أم بشعا؛ وذلك لأنهم أبناؤنا.
• أظهري لابنتك امتعاضك أحيانا من الطفل بشكل مرح كأن تبتسمي مثلا وأنت تغيرين له وتمازحينها قائلة بمرح "أف.. يصنع أشياء مقرفة"؛ فهذا يسمح لها تدريجيا بتجاوز مشاعر العداء، وأن يغلب على علاقتها بأخيها الوجه الآخر للعلاقة وهو المحبة.
• لا بد من إحضار لعبة أو دمية تطلقون عليها اسم أخيها لتخرج في هذه الدمية كل الانفعالات التي تحملها تجاه أخيها هذا من جهة ومن جهة أخرى لكي تنشغل بها عن أخيها؛ فتقلدك في رعايتك له مع هذه الدمية.
• لا بد من التوضيح لها بشكل غير مباشر مزايا كونها الابنة الكبيرة ومزايا هذا الكبر؛ كأن تعطيها صلصالا وتقولي لها: "هيا اصنعي وردة، إن أخاك لا يستطيع ذلك لأنه صغير لكنك كبيرة".
• ويفضل جعلها باستمرار في رفقتك، مع ضرورة أن يكون ذلك ممتعا لها وليس حبسا لها أو حصارا، وإنما على شكل ألعاب ومداعبات ومضاحكات وأعمال مشتركة تؤدونها معا، ولو كانت أعمالا منزلية في المطبخ مثلا أو ترتيب المنزل.
• في حضور الأهل والأقارب والزوار لا بد من إظهار الاهتمام البالغ بالابنة والثناء عليها، ومدح صفاتها الجيدة وكل تطور لها حتى ولو كانت استجابتها لهذا المدح غير مرضية؛ كأن تغادر المكان حرجا أو أن تخفض رأسها أو غير ذلك مما يتوقع حدوثه.. لكن لا بد من إشعارها بثناء الناس عليها، واهتمامهم بها، وإعجابهم بأفعالها؛ فستزول هذه الأعراض تدريجيا.
ثالثا: ولتفادي تطور رفضها للاندماج مع الأطفال إلى مرحلة الخوف الاجتماعي؛ فإني أنصحك بالآتي:
1- من المؤكد أن ابنتك تشعر برغبتك في التخلص منها وإلهائها عنك حينما ترغبين في أن تلعب مع الأطفال.. فتحاول محاربة رغبتك في هذا التخلص برفضها للعب مع الأطفال؛ ولذلك فعليك أن تحاولي تغيير هذا الشعور لديها بأن تشاركيها اللعب مع أصدقائها، وتدريجيا يمكنك الانسحاب حتى تلعب هي مع أصدقائها وحدها حتى لو استغرق هذا الأمر شهورا، بل ويمكن أن يكون طفلك الأصغر شريكا في هذه المجموعة اللاعبة بالمكعبات أو الصلصال؛ وذلك بمناولته شيئا يلعب به هو الآخر إلى جواركم؛ فتشعر أنكم تقضون وقتا لطيفا ولا تتخلصون منها.
2-أظهري الاهتمام بها وبما تلعب، وقدمي لها الاقتراحات بألعاب تلعبانها معا أو تمارسها مع الأطفال، واجعلي اهتمامك بها مقدمًا على الطفل الذي يأتي للعب معها، ولا تنصفيه على حسابها كي لا تكره مجيء الأطفال إليكم.
ابني كثير الحركة ..ماذا أفعل معه؟ ... العنوان
السلام عليكم..
ابني يبلغ من العمر سنة وتسعة أشهر، هو طفل ذكي والحمد لله ولكنه كثير الحركة. كثيرا ما يحرجني عندما نذهب إلى المطعم؛ فهو لا يجلس.. أنا أعرف أنه يريد أن يستكشف ما حوله، ولكن كيف أتعامل معه؟ خصوصا أننا في بعض الأحيان نخرج مع أهل زوجي، فأحس بأنهم متضايقون.
وما يضايقني أكثر أن ابني في موضع مقارنة دائمة مع ابن حماتي الذي يكبره بأربعة أشهر، وهو ما يزعجني بشدة، فدائما يقولون بأن ابنهم هو الأفضل، فكيف أتخلص من هذا الشعور، خاصة أن علاقتي بأهل زوجي جيدة ولله الحمد. وشكرا جزيلا.
... السؤال
النشاط الزائد ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أشكرك -سيدتي- على ثقتك بنا، كما أشكرك على محاولة علاج المشكلة مبكرا. كثيرا ما تطلق الأمهات جملة "ابني كثير الحركة" ولا تعني بها إلا الحركة الطبيعية التي تتسم بها هذه المرحلة العمرية، وهو أمر يبعدنا بالتالي عن مشكلة "النشاط الزائد أو فرط الحركة" المعروف باسم "HYPERACTIVE"، فما يقوم به طفلك هو سمة أساسية في هذه المرحلة العمرية، أما إذا جلس الطفل في مكان دون أن يقوم بعملية الاستكشاف، وكان وديعا هادئا لا يحرك ساكنا (في عرف كثير من الناس) فهذا هو الأمر غير الطبيعي.
ولا يشغلنك -سيدتي- نظرات أو تعليقات أهل زوجك أو غيرهم والتي تجعلك تشعرين بالحرج من سلوكيات ابنك؛ بل على العكس عليك أن تفتخري بأن الله مَنَّ عليك بطفل ذكي مثله ما شاء الله.
وحتى تتخلصي من شعورك بهذا الحرج أقترح عليك أن:
1. تقرئي عن خصائص المرحلة العمرية من كتب علم النفس النمو المتوفرة في مكتبات الكويت للتعرف على احتياجات هذه المرحلة، ولتساعدك على فهم ابنك وكيفية التعامل معه.
2. بعدما تطلعين على جزء من الكتب السابقة سيتكون لديك قناعة بأن طبيعة الأطفال في هذه المرحلة هي الحركة والاستكشاف -كما سبق وذكرت- وكما أكد علماء النفس بأن الطفل يسلك سلوك العالم؛ فهو يحب أن يبحث بنفسه ويتوصل للنتائج بنفسه، وهذه القناعة ستجعلك أكثر قدرة على عدم الاهتمام بالتعليقات التي تثار حول ابنك، بل ستجعلك تشعرين بالقلق إذا لم يسلك سلوكياته هذه.
3. عليك أن تذكري نفسك بأنك إذا انفعلت وتأثرت بتعليقات أهل زوجك أو نظرتهم لابنك، وبدأت في تحجيم حركته فإن ذلك سيؤدي به إلى أحد أمرين: إما إلى عدم الاكتراث بما حوله بعد ذلك، وبالتالي يتكون لديه شعور باللامبالاة وعدم الاكتراث، وينسحب هذا الشعور على كل مظاهر نموه المختلفة العقلية والاجتماعية والنفسية واللغوية والحركية... إلخ، وهو ما يجعله متبلد الحس، قليل الاكتراث بل والذكاء، عديم الثقة بنفسه منطويا، أو يؤدي به هذا التحجيم إلى العكس تماما، فيصبح عنيدا عنيفا متمردا، وبالطبع أنت لا ترغبين في أن يكون ابنك هذا أو ذاك.
4. عليك -سيدتي- ألا تعتادي من الآن على مقارنة ابنك بغيره من ذويه، وحينما تجول بخاطرك هذه المقارنة فاصرفي تفكيرك عن هذا، واذكري أن الله أنعم عليك بصبي رائع ذكي ما شاء الله، فإذا كانت هذه المقارنة من أهلك أو أهل زوجك أو غيرهم فعليك مباشرة أن تردي بأسلوب هادئ لطيف بأن الله قد خلق الناس مختلفين ليكمل بعضهم بعضا، وليتعاونوا في عمارة الأرض مصداقا لقوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...}.
5. حاولي أن تستثمري طاقات ابنك وقدراته في البيت باللعب معه.
6. عند الاجتماع مع أهل زوجك يمكنك طرح بعض الموضوعات التربوية مما اطلعت عليها، والتي تتناول الفروق الفردية بين الأطفال واختلاف استجاباتهم، وعن أهمية الاختلاف بين الأفراد، وبالطبع يمكن طرح موضوعات أخرى للمناقشة والحوار. وفي ذلك تحصدين أكثر من فائدة على رأسها التخلص من الشعور بأن ابنك أقل من غيره، إلى جانب الاستفادة من الوقت وعدم إهداره فيما لا يفيد، مع ملاحظة أن تفعلي ذلك دون أن تلعبي دور المعلم أو الأستاذ بل عن طريق المحاورة والمناقشة واحترام الآراء الأخرى مهما كنت مختلفة معها.
قبل أن أنهي رسالتي أهمس في أذنك -سيدتي-: ليس العيب على الإطلاق في أبنائنا بل العيب فينا نحن الذين نريد أن نضعهم في قوالب جامدة، فإن خرجوا عنها فهم آثمون مذنبون يستحقون كل أنواع اللوم والعتاب والعقاب منا، وهذه نظرة في مجتمعاتنا لا بد أن تصحح، وأنت -ونحن معك- لها إن شاء الله.
وأخيرا: أدعو الله أن يعينك ويوفقك، كما أرجو أن تتابعينا.
ـــــــــــــــــ(104/227)
حنان الأم لتعديل سلوك ابنك ... العنوان
الإخوة الأفاضل في صفحة استشارات "معا نربي أبناءنا"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا تعرفون مدى سعادتي الغامرة باستشاراتكم، والتي استفدت منها كثيرا ولله الحمد. ولكن مشكلتنا أيها السادة قد تكون مختلفة عما قرأته، والموضوع بكل اختصار يتلخص في أنه لدينا ابن يبلغ من العمر 8 سنوات، كثير العناد؛ وهو ما أدى إلى أن والدته أهملته، فهي لا تعطف عليه، ولا تعطيه أي معنى للأمومة والحنان.
وكثيرا ما أحذرها من عواقب ذلك فتقول لي: إن الولد لا يسمع الكلام، ومشاكس، وعندما أحاول التقرب منه يزيد عناده، وبعد كل هذا أصبح الطفل قليل الأصدقاء كثير الكلام كثير السؤال عن أشياء تافهة؛ كأن نكون في النهار وهو يعلم ثم يسأل نحن في ليل أم نهار؟ ليثير الضحك دون مبرر ولأسباب غير معلومة.
أريد من سيادتكم توجيهًا مناسبًا، فأنا أحاول سد نقص دور الأم التي من الواضح أنها من أعماله لم تعد تحبه مثل إخوانه رغم أنها لا تظهر ذلك له. أنا في حيرة من أمري، أرجو منكم التوجيه والإرشاد، والله أسأل أن يجعل ما تقدمونه في ميزان أعمالكم، وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
نسعد دائما بالرسائل التي تشعرنا بأننا على الطريق، وهي في الوقت نفسه تحمِّلنا مزيدا من المسئولية تجاه الرسالة التي ارتضيناها لأنفسنا، ونسأل الله أن يجعلنا عند حسن الظن بنا، وأن يخلص نوايانا وأعمالنا.
والآن دعنا نضع استشارتك في نقاط محددة حتى يسهل الحل إن شاء الله:
- ابنكما -حفظه الله- والذي يبلغ من العمر 8 سنوات يزداد عناده؛ وهو ما أدى إلى:
- إهمال الأم له وكفها عن حبه مثل إخوته بحد تعبيرك.
- لم يعد له أصدقاء، كما أصبح كثير الكلام، كثير السؤال عن أشياء تافهة ليثير ضحك الآخرين.
بالطبع -سيدي- للنظرة الأولى للبيانات ولرسالتك يتضح أن طفلكم يعاني من غيرة شديدة من إخوته، ويشعر بأنه طفل غير محبوب وغير مرغوب فيه، وهذه المشاعر إذا وجدت عند إنسان بالغ لا يسعه إلا أن يكون عنيفا شرسا يحاول الإضرار بالآخرين؛ بل ويؤدي به إلى بعض الأزمات والأمراض النفسية، فلا عجب أن نجد الطفل الصغير يعبر عن استيائه من الإهمال وعدم المساواة بينه وبين إخوته، وشعوره بأنه لا قيمة له بهذه السلوكيات التي وردت في الرسالة، خاصة أن الأم كفت عن منحه حبها واهتمامها به بحجة أنها تستاء مما يفعل، وأنه يزداد عنادا كلما تقربت إليه.
فالمشكلة تكمن في عدم القدرة على الصبر أو التحمل لتعديل سلوك أبنائنا ولذا -سيدي- سيقع على عاتقك أمران في غاية الأهمية، أولهما التفاهم مع الأم وتعديل أسلوبها مع ابنها، وثانيهما: تعديل سلوك ابنك في آن واحد، والله المستعان.
فتعالَ لنبدأ فورا:
- لا بد أن تجلس مع الأم مرة أخرى وبطريقة حانية لطيفة توضح لها عاقبة ما تفعله مع ابنها، وتجعلها تتخيل هذا الطفل بعد عدة سنوات عندما يصبح على أعتاب الشبيبة كيف ستكون علاقته بها، وكيف سيتعامل معها، وما المشاعر التي يمكن أن يكنها لها، بل وكيف يعبر عن هذه المشاعر بشكل عملي من تجرُّؤ وعدم احترام وعدم تقدير لمشاعرها، وسيقابل إهمالها باستفزازات لا قبل لها بها.
فإذا كانت لا تستطيع أن تتحمله الآن فثق تماما أنها في مرحلة المراهقة ستتجرع منه ما لا تطيقه نفسيا وعصبيا وصحيا، ولها أن تسأل من تعرفهم من الأصدقاء والمعارف والأقارب عما يلقاه آباء هؤلاء المراهقين وما يعانونه معهم في هذه المرحلة، فبدلا من الهروب من المشكلة لا بد من مواجهتها والعمل على حلها مع تذكيرها دائما بالصبر والمثابرة، فالأمر لن يكون سهلا في بدايته.
وأظن أن الأمر -إذا مس فلذات الأكباد والأجيال القادمة- فإنه يستحق أكثر من مجرد المحاولة؛ بل يحتاج إلى التفاني في بذل الجهد، وذكرها دائما بقوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى}، فعليها دائما الأخذ بالأسباب، وخاصة أن معظم ما يعاني منه أبناؤنا هو في الغالب نتيجة لما زرعناه نحن فيهم بوعي منا أو دون وعي.
- فإذا وجدت -بعد حديثك مع زوجتك- أنها حاولت أن تستوعب سلوكيات الابن ولكن مع استفزازه المتكرر فقدت أعصابها فلا توجه لها لوما ولا للابن، ولكن عليك حينما تنجح الأم في مرات أن تشجعها على الاستمرار، واثنِ على عملها هذا وأكد لها أن تحملها هذا سيكون له أثر طيب في نفس الابن عما قليل.
- يجب على الأم في هذه الفترة ألا تصطنع حنانا أو عطفا لا تشعر بهما، فسوف يزداد الطفل شراسة وعنادًا؛ لأنه يعلم أنها تفتعل ذلك، بل يكون تقربها منه في البداية من خلالك ومن خلال تجمعكم معا، ودعني أشرح لك بضرب المثل..
فمثلا يمكنك أن تقترح بأن تجتمع الأسرة معا ذات مساء لتقص عليهم قصة أو لتحلوا ألغازًا، وتشترك الأم في ذلك فتلقي أنت اللغز ويحاول الجميع حله، وتحاول أن تشيع في هذا اللقاء روح المرح، وتحاول الأم في أثناء هذا الاجتماع الأسري أن تجلس بجوار ابنها أو في وسط ولدين من أبنائكما على أن يكون الابن صاحب المشكلة أحدهما، وفي أثناء الضحك أو التفكير تضع يدها على كتفيهما كأنها تفكر أو تضحك، فإن رفض الابن ورفع يدها من عليه فلا تغضب أو تتجهم بل ترفع يدها دون أدنى تعليق منك أو منها، أو يمكن أن تلعبوا بعض الألعاب التي تنقسمون فيها إلى فريقين ويكون ابنكما في فريق أمه في إحدى المرات، كما يمكنك أيضا أن تفتح عدة موضوعات وتتناول عدة قضايا عند تناول أي وجبة من الوجبات اليومية وتستشيرهم فيها، وتستمع لآراء كل منهم دون أن يسفه أحدكم رأي الآخر وتحاول الأم أن تتلقف أي تعليق من الابن يبدو قريبا من الصواب وتبني عليه رأيها كأن تقول: إن كلام فلان (وتذكر اسم ابنها) صحيح جدا، وأنا أضيف عليه......، وهكذا تدخل الأم رويدا رويدا إلى قلب الطفل وعالمه.
- عليكما أنت وزوجتك أن تتعاملا بالعدل والمساواة بين الأبناء، ولا تقارنا بين الطفل وإخوته كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أعرف تماما أن هذا الأمر سيكون صعبا على الأم في الوقت الحالي، لكن بتشجيعك إياها ومساندتك لها وبتنفيذ الخطوة السابقة ستتحمل ذلك وتقوم به على الرحب والسعة، خاصة أنها ستسعد -بلا شك- حينما تجده أفضل.
- حينما يسأل ابنكما سؤالا باستخفاف أو بمزاح غير لطيف فلا تعيرا اهتماما لما يقول، لكن حاولا أنت وزوجتك في الوقت نفسه أن تتلمسا أي فعل ولو بسيط قد قام به الطفل لتشجعاه وتعززاه عليه، كأن يلعب مع أخيه ذات مرة دون إزعاج أو أن يطيع أمرًا ما بشكل تلقائي أو أن يناولك شيئًا قد طلبته منه.
- لا بد أن تحاولا اكتشاف مهارات وقدرات ابنك -بل جميع أبنائكما- لتنميتها وتعزيزها.
وحتى يكف الطفل عن عناده المتزايد عليكما أن تكفا عن كثرة الأوامر والنواهي، وألا تقابلا عناده بعناد مماثل، وألا تحولا بينه وبين الاستقلالية. وشجع ابنك على الاشتراك بالأنشطة المدرسية، واهتم بما يفعله في هذه الأنشطة بأن تسأل عما أنجزه فيها.
- تبادلا أنت وزوجتك السؤال عنه في المدرسة وعن أحواله، ليشعر باهتمامكما.
- يمكن أن يشترك بأحد الأندية لممارسة رياضة ما إذا كان هذا متاحا، وسيشعر بالحب والعطف والحنان حينما تذهب لرؤيته وتشجيعه أثناء اللعب، وكذلك إخوته بالطبع.
* من الأنشطة التي ستطلع عليها نشاط الرحلات الأسرية، وأنا أؤكد عليها هنا لما لها من أثر بالغ في إشاعة جو المرح والحب والانطلاق، وخاصة عندما يسند لكل فرد مهمة معينة في إعداد الرحلة.
كل ما سبق يجعل الطفل يشعر بأنه طفل مرغوب فيه محبوب من والديه، وبالتالي يقل عناده واستفزازه، ولكن الأمر لا يكون في يوم وليلة، فما غرس في سنين يحتاج لفترة حتى يعالج.
ـــــــــــــــــ(104/228)
التربية السليمة استثمار لمستقبل أطفالك ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكر الله سعيكم في إصلاح أبناء المسلمين وكلله بالنجاح الباهر.
لقد رزقني الله بتوأم؛ عبد الله وعبد الرحمن، وكل ما أريده من هذه الدنيا أن يتربيا تربية إسلامية صحيحة، وأحاول ذلك بقدر المستطاع.
أمكث مع والدي زوجي؛ لأن زوجي مسافر، وهو يمكث معي شهرين ويسافر 4 أشهر، طبعا هذا الوضع ليس فيه أي نوع من الاستقرار لنا جميعا.
على أية حال عمر الولدين سنتان تقريبا، ألعب وألهو معهما، ومشكلتي أنهما دائما العراك، وعبد الله يضرب أخاه كثيرا بسبب أو بدون سبب، وتعبت جدا من هذا الأمر، أحاول معهما أن يقبلا بعضهما البعض ويحتضنا بعضا، يفعلان ذلك قليلا ثم يعودان لضرب بعضهما البعض.
وأريد أن أسأل ما هي السن المناسبة لكي أبدأ في تحفيظهما القرآن؟ أثابكم الله الجنة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الفاضلة السائلة أم التوأم عبد الله وعبد الرحمن، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكر الله لكم استشارتنا، وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما ممن دلوا على الخير؛ وأن يوفقني في الجواب الشافي المعافي، بعونه تعالى.
مرحبا بكم أم التوأم الغالي؛ وجعل الله سبحانه، كل كلمة تقرئينها وكل سؤال تسألينه، وكل خطوة تقومين بها؛ من أجل هذا الهدف الغالي والراقي؛ أي كما طلبت ورجوت (أن يتربيا تربية إسلامية صحيحة)؛ من باب حسن الاستثمار في أبنائكم من أجل خير الدنيا والآخرة؛ كما نصحنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بأهمية هذا المشروع الاستثماري النافع للأبناء والوالدين والأمة كلها بعونه تعالى؛ وهو مشروع الولد الصالح للعبد الصالح:
إذا مات الإِنسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ، إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ". [رواه مسلم ـ كتاب الوصية 3084].
فإنني سأحاول أن أقدم بعض النصائح التربوية التي تفيدني وتفيدكم وتفيد كل الأحباب القراء حول هذا الهدف والغاية المنشودة، أو مشروع الولد الصالح للعبد الصالح:
1- الاستعانة بالله عز وجل في استكمال مشروعكِ الاستثماري في أسرتك الحبيبة الطيبة حماها الله وحفظها؛ فرددي دوما؛ دعاء عباد الرحمن الخاشع الرائع: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان: 74] فستكون بحول الله سبحانه، أسرة كريمة طيبة صالحة؛ وستكون قرة أعين لأحبابها وجميع أمتها، وستكون للمتقين إماما؛ علما وخلقا وسلوكا.
وكذلك دعاء الخليل عليه السلام: "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء". [إبراهيم: 40].
واحرصي على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.
2- معرفة سمات المرحلة السنية لتوأمكم -وهي عمر السنتين- وكيفية التعامل معها.
فما هي أهم تلك السمات؟
(1) الفضولية:
أي محاولة الطفل معرفة كل ما يحيط به من أشخاص وأشياء، وبالتالي كثرة الأسئلة المحرجة وغير المحرجة، وكثرة العبث بالأشياء ولو أدى إلى تكسيرها.
(2) الأنانية:
أي حب الذات والغيرة من أي شخص آخر، يقترب من ذاته وحقها بالاستئثار بحب الوالدين واهتمام الآخرين ورعاية المحيطين.
(3) الفوضوية:
أي عدم ترك أي شيء على حالة؛ وبالتالي كثرة العبث بالأشياء ولو أدى إلى تفكيكها وتكسيرها.
(4) العناد:
وكأنها رسائل موجهة إلى المحيطين، للحصول على مكاسب واهتمامات وحب، أو الهروب من مشاكل.
3- معرفة احتياجات مرحلة توأمكم الغالي؛ ثم اجتهدي مع زوجكِ الفاضل في توفيرها.
فما هي أبرز احتياجات الطفل في هذه المرحلة؟
(1) الحاجة إلى الحب.
(2) الحاجة للدعم أو التعزيز الإيجابي، أي التشجيع الفوري.
(3) الحاجة إلى اللعب والترفيه والترويح.
(4) الحاجة إلى التقدير.
(5) الحاجة إلى الانتماء، والشعور بالدفء العائلي.
(6) الحاجة إلى التوجيه، وتقويم السلوك، والأخذ باليد لتصحيح الخطأ.
(7) الحاجة إلى الطمأنينة، والشعور بالأمن العائلي.
4- أبشري بنوبات الشجار والعراك الأخوي؛ فهذه طبيعة سن، وسمات مرحلة.
واعلمي هذه القاعدة:
"كل سلوك للطفل؛ ما هو إلا رسالة للمحيطين وأولهم الوالدان للحصول على مكاسب واهتمامات واحتياجات، أو الهروب من مشاكل وأخطاء".
5- عن تعليم الطفل القرآن الكريم والأخلاق والقيم؛ فالأفضل أن تبدأ حسب ما قررته نظرية التعليم المبكر؟
ففي بحث نشره موقع مجلة "ولدي" الكويتية عن أهمية التعليم المبكر جاء فيه:
أهمية المشاركة:
أنه قد وجد الباحثون في كلية طب "بايور" (Bayior) أن الطفل الذي نادرا ما يلمس أو يلعب معه أحد يقل حجم مخه 25% عن الأطفال الآخرين.
تجربة مخ أصحاب المهن:
لقد قام علماء ألمان بتصوير مخ عازفي الآلات الوترية باستخدام الرنين المغنطيسي ووجدوا أن مساحات القشرة الحسية التي تتحكم في حركة الإبهام والإصبع الخامس من اليد اليسرى أكبر من مثيلاتها عند غير العازفين!.
ولا تؤثر فترة الممارسة اليومية للعزف على مساحة القشرة، بل كلما كانت بداية العزف في سن صغيرة زادت مساحة القشرة المخصصة لعزف الموسيقى!.
قام "أرنويد شيبت" (Arnoid Scheibet) وطلابه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بفحص أدمغة أشخاص متوفين ووجدوا علامات عجيبة؛ فالأعمال التي تتطلب مهارة عالية كالطباعة يكون لدى أصحابها تفرعات عصبية أكثر كثافة من منطقة القشرة التي تتحكم في حركة الأيدي والأصابع عن الأعمال الأخرى.
وقام الباحثون بفحص جزء القشرة المسئول عن فهم الحديث فوجدوا أنه كلما ارتفع مستوى الشخص التعليمي زادت التفرعات العصبية في هذا الجزء من المخ!.
ويستمر علماء الأعصاب في البحث عن كيفية تشكيل هذه الخبرات المبكرة للمخ، خصوصا أن التكنولوجيا الحديثة للتصوير تسمح بدراسة المخ وهو يعمل، وإلى الآن يبدو جليا أنه كلما زاد استخدام المخ نما أكثر وزادت قدرته على العمل!.
خبرات التعليم الأولى هي الأكثر ثباتا!!:
تتطور القدرات العقلية بشكل أكبر خلال السنوات القليلة الأولى من العمر، وذلك مع نمو المخ بشكل أسرع ثم ينمو المخ بعد الميلاد بسرعة تناقصية!.
لاحظ التربويون والآباء أن الطفل الصغير يقبل على التعلم بنهم، وأن خبرات التعلم الأولى هي الأكثر ثباتا!.
ما هو التفسير؟!
والآن يقدم علماء الأعصاب التفسير البيولوجي لذلك:
قام د. "Harry Chugans" رئيس قسم الأعصاب الطفولي بدارسة نشاط المخ من الطفولة إلى البلوغ باستخدام أسلوب تصوير المخ (PET) ومراقبة استهلاك المخ للجلوكوز؛ فوجد أن مخ الطفل يمر بفترة تدفق نشاط هائلة بين 4 إلى 10 سنوات ويستهلك أكثر من ضعف الطاقة التي يستهلكها مخ الكبار، وهذا يتوافق مع تلك الفترة من عمر الطفل الذي يستطيع فيها التعلم بسرعة وتقوى الارتباطات العصبية لديه وبعد سن العاشرة يبدأ استخدام المخ للطاقة في التناقص تدريجيا وبوصوله سن 16 سنة يشبه مستوى الكبار.
هل حقا التعليم المبكر ضروري؟
بعد هذه السياحة مع الباحثين حول التعليم المبكر ترى ما هو الهدف الأسمى من التعليم المبكر؟.
إن الهدف الذي يسعى إليه المربون هو غرس الأسس والطرق الصحيحة للتفكير، ومبادئ المعارف والعلوم.
وليس هدفهم هو حب جميع العلوم في عقل الطفل. فهذا هو هدف التعليم المبكر، وهو معنى استغلال هذه الفرصة من عمر الطفل.
وحين نستغل هذه الفترة فإننا نحفظ للطفل حقه من مرحلة لا يستطيع هو الاحتفاظ بها،
تماما كما نحفظ له ميراثه، أي من حقه علينا أن ننمي مداركه بحيث يعتمد عليها ويستفيد منها في المستقبل أكمل استفادة وأفضل إنتاج.
وهذا واجب تربوي إلى أن يستقل الطفل بنفسه فتكون انطلاقته في الحياة بعد ذلك انطلاقه فاعلة ومثمرة يعود خيرها على نفسه وأهله ومجتمعه وبالمحصلة على الإنسانية أجمع.
فالعباقرة والعلماء والمخترعون يسري وينتشر أثرهم ونورهم في البشرية كما سرى اختراع الكهرباء وعم البشرية.
وقبل أن نتوارى خلف الستار نقول:
كالتفويت للتعليم المبكر يعد جريمة دينية أولا ووطنية ثانيا وثقافية ثالثا فيما لو نظرنا إلى المسألة على المدى البعيد، فهل نحن مبكرون؟
6- فاستبشري خيرا، بمشروعك الاستثماري في أبنائك؛ وخططي لذلك، وابدئي من الآن في تنفيذ خطتك، بالآتي:
(1) القراءة ومعرفة سمات كل مرحلة سنية، وكذلك احتياجاتها.
(2) الاشتراك في أي دورة في أي مركز أو جمعية تهتم بتربية الطفل.
(3) تابعي موقعنا خاصة هذا القسم "معا نربي أبناءنا"؛ ففيه المشاكل السلوكية للأبناء تتشابه وتعطيك رصيدا في كيفية مواجهة مشاكل أبنائك السلوكية، وتعينك على تربية ناضجة وراقية لهم؛ بعونه تعالى.
فإنني لا أتوقع فقط؛ بل أجزم إن شاء الله بأن هذا التوأم الحبيب سيكون له شأن في المستقبل، وأرجوك تابعينا لنعرف أخباره وتقدمه وأثره المتوقع على نفسه وعلى أسرته بل وعلى أمته بعون الله.
وأخيرا؛...
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز "إسلام أون لاين"؛ قسم "معا نربي أبناءنا
ـــــــــــــــــ(104/229)
اضطراب اجترار الأكل في الطفولة ... العنوان
قد تكون مشكلتي مع ابنتي غريبة؛ فهي أصلا ليست ابنتي، وأنا آسفة عندما أقول هذه الكلمة، حتى إنني لا أحب أن أذكر ذلك، ولكني أعتبر هذه المعلومة مهمة؛ فهذه الطفلة هي ابنة أخت زوجي التي توفيت أثناء ولادتها، وهي تعيش معي منذ أن كان عمرها 6 أشهر.
مشكلتي معها بدأت منذ سنة تقريبا؛ فهي عندما تضع الطعام في فمها لا تمضغه بل تقوم بمصه أو رضاعته؛ وهو ما أدى إلى تسوس فظيع في أسنانها، وهي الآن ستدخل المدرسة؛ أي بعد أسبوع تقريبا، ولا أدري كيف أتصرف معها، علما أني قد جربت جميع الطرق بلا فائدة تذكر؟
أرجو المشورة والنصيحة؛ لأن الدراسة على الأبواب، وأخاف أن يشمئز منها أحد فيؤثر ذلك على نفسيتها، وشكرا جزيلا، وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
فقدان الشهية ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أدعو الله تعالى أن نستطيع تقديم بعض العون لك. ولدقة ما تسألين عنه فقد قام الدكتور وائل أبو هندي بالرد التفصيلي وشرح الحالة من الناحية الطبية بما تضمنه هذا من مصطلحات علمية حاول تبسيطها قدر الطاقة لبيان حالة الطفلة من واقع البيانات التي تقدمت بها، فأرجو مطالعة الرد بعناية، وأتركك مع رد الدكتور وائل أبو هندي... (محررة الصفحة):
الأخت السائلة العزيزة، أهلا وسهلا بك على صفحتنا "معا نربي أبناءنا"، وشكرا على ثقتك، يفهم من إفادتك أن الطفلة اليتيمة التي تعولينها -جزاك الله خيرا- تعاني على أغلب الظن من اضطراب نفسي نسميه اضطراب اجترار الأكل في الطفولة Rumination Disorder. واجترار الأكل قد يكون إراديا أو لا إراديا، لكنه يحدث دون بذل مجهود؛ حيث يقوس المريض ظهره ويمد رقبته للخلف، وقد يسبق ذلك التجشؤ في بعض الحالات، إلا أن الأمر لا يشمل لا الإحساس بالغثيان ولا محاولة التقيؤ، ولا يكون طعم المضغة المسترجعة من المعدة مرًّا ولا حامضا، ويحدث خلال دقائق من تناول الوجبة، ويستمر بعد ذلك لمدة تصل إلى ساعة أو ساعتين، ورغم أن معدلات تكرار الاجترار غير معروفة على وجه الدقة كما أنها تختلف من حالة لأخرى؛ فإنه عادة ما يحدث كل يوم، وربما استمر شهورا أو سنين.
ورغم أن الفسيولوجيا المرضية Pathophysiology لاضطراب اجترار الأكل غير معروفٍ إلى اليوم؛ فإن الآلية المفترضة لكيفية حدوثه هي أن انتفاخ المعدة بالطعام يتلوه انقباض في البطن مع ارتخاء في صمام المريء السفلي بما يسمح لمحتويات المعدة بالرجوع إلى الفم ليعاد مضغها وابتلاعها أو تفلها.
وما تزال الأسباب الأكيدة غير معروفة بعد، لكن هناك العديد من النظريات التي تتراوح بين من يرجعون الاجترار إلى اختلال المناخ النفسي الاجتماعي، ومن يرجعونه لأسباب بيولوجية بحتة، وأقدم هنا مختصرا سريعا لأهم النظريات المفترضة ذات الصلة بحالة الطفلة موضوع استشارتك مع بيان ما يعضده من معطيات البحث العلمي التي ما تزال محدودة:
1- عدم ملاءمة البيئة النفسية الاجتماعية لمتطلبات الطفل: لعل اختلال علاقة الطفل الوليد بأمه أو المسئول عن رعايته هو أكثر العوامل التي ألقي اللوم عليها في تفسير حدوث الاجترار في الأطفال الرضع؛ فعندما لا تتحقق العلاقة الطبيعية بين الوليد وأمه والتي يفترض فيها وينتظر منها أن تحقق الإشباع النفسي والعاطفي للطفل يلجأ الأخير إلى الاجترار كنوع من محاولة الحصول على الرضا والإشباع من داخل نفسه، وكأنه يسترجع متعة الرضاعة أو استحلاب الطعام. ولعل أهم ما يعضد هذه النظرية أن نتائج محاولات العلاج التي تعتمد على إبدال القائم برعاية الطفل إنما تشير إلى الأهمية القصوى التي يمثلها تلاؤم البيئة المحيطة بالطفل مع متطلباته بما في ذلكَ الحالة النفسية للقائم برعايته وقدرته على التناغم والتبادلية مع الطفل والحفاظ عليها.
2- النظريات القائمة على مفاهيم نظريات التعلم: وتفترض هذه النظريات أن سلوك الاجترار يزيد ويتكرر بسبب تدعيمه، سواء نشأ التدعيم Reinforcement من المتعة التي يجدها المجتر في إعادة المضغ (باعتباره نوعا من استثارة الذات Self-Stimulation)، أم من المتعة التي يجدها الطفل في اهتمامَ المحيطين به بسبب الاجترار وعدولهم عن إهماله، أم قد ينشأ التدعيم من فاعلية الاجترار في تقليل القلق الذي يعانيه الطفل؛ فيجد فائدة في تكراره. وأما ما يجعل السلوكيين يرون في الاجترار ما يرونه في العادة بمعناها السلوكي فهو ظهوره بشكل الفعل الإرادي أحيانا، واستجابته أحيانا لنفس أساليب العلاج السلوكي التي تساعد على التخلص من العادات، من خلال إنقاص ردود الأفعال التي تدعم حدوثها وبقاءها، وكذلك تغير معدلات حدوثه بتناغم مع الكروب البيئية التي يمر بها المريض إضافة إلى استجابته إلى طرق العلاج القائمة على العقاب في أحيان أخرى.
ومن الواضح بالطبع أن وفاة الأم البيولوجية للطفلة، والذي كان محاطا بظروف لا نعرفها لعل منها حرمان الطفلة من الرعاية لفترة أطول من اللازم ربما قبل أن تتولي أنت رعايتها، لعل ذلك كان ذا أثر في حدوث الاضطراب، بينما قد يكون اهتمامك أنت المفرط بالطفلة باعتبارها يتيمة قد جعلك تدعمين منها ذلك السلوك دون دراية منك.
3- النظريات القائمة على افتراض اضطراب ما في المعدة أو المريء: وتختلف آراء الباحثين فيما يتعلق بهذا الاحتمال، وذلك رغم أن الارتداد (أو الارتجاعَ) المعدي المريء GastroesophagealReflux كثيرا ما يصاحب اضطراب اجترار الأكل خاصة في بدايته، كما أن الفتق الفرجوي أو الفوهي Hiatus Hernia (اندفاع المعدة إلى القفص الصدري عبر فتحة المريء في الحجاب الحاجز) يصاحب بعض الحالات، كما افترض أن تأخر خروج محتوى المعدة Delayed Gastric Emptying هوَ أحد الأسباب المتهمة.
وكذلك افترض بعضهم وجود اتساع في الجزء السفلي من المريء أو اتساع في المعدة، واتهمت العضلات الموجودة في جدار الثلث العلوي من القناة الهضمية بأنها مضطربة الوظيفة بشكل أو بآخر، وكذلك تشنج الفؤاد (صمام المعدة الفؤادي، بين المريء والمعدة) Cardiospasm، وتشنج البواب (صمام المعدة البوابي، بينَ المعدة والاثنا عشر) Pylorospasm، كما افترضَ البعض وجود علاقة بزيادة حموضة محتويات المعدة، كما افترض عكس ذلك أي عدم وجود الحمض في عصارة المعدة Achlorhydria، واتهم بلع الهواء Aerophagy وعدم إتقان المضغ، وحركة اللسان ومص الأصابع أو اليد وغير ذلك، لكن الأبحاث حتى الآن لم تصل إلى نتيجة مؤكدة تؤكد أيا من هذه الافتراضات.
وهناك أسباب محتملة أخرى بالطبع، لكننا نحتاج إلى سرعة التوجه بالبنت إلى أقرب متخصص في طب نفس الأطفال إضافة إلى معالج سلوكي يرشحه هو لكم؛ فالعلاج في الاضطرابات النفسية وغيرها يعتمد على معرفة الأسباب إن كانت الأسباب متاحة، وفي الحالات التي تتكون في ذهن الطبيب نظرية عن السبب في حالة بعينها يجب التعامل مع ذلك السبب، ويمكن السير على ثلاثة محاور في علاج حالات اضطراب اجترار الأكل:
1- محور الحالة الجسدية العامة؛ حيث تجب معالجة المضاعفات الناتجة عن اجترار الأكل سواء كانت خوفا أم حرمانا من الطعام أم كانت التهابا في الرئة أو في المريء أم تشنجا في الحنجرة أو في الشعب الهوائية، وكل هذه المضاعفات يمكن أن يصاحب حالات اجترار الأكل ويحتاج إلى العلاج الطبي المناسب.
2- محور العلاج الجراحي في الحالات التي يكون لها سبب عضوي واضح ولا تستجيب للأساليب الأخرى السلوكي، حيث يمنع حدوث الارتجاع المعدي المرييء من خلال إجراء الجراحة.
3- وأما المحور الثالث فهو محور العلاج النفسي: وهذا المحور هو المحور الذي لا مفر من السير فيه لأن اضطراب اجترار الأكل عندما يصل إلى الطبيب طلبا للعلاج عادة ما يكون قد تسببَ في الكثير من الألم والانزعاج للمريض أو للأسرة، وعادة ما تظهر على شكل اضطراب قلقٍ أو اكتئاب أو على الأقل اضطراب تأقلم، سواء في المريض البالغ ذي الذكاء العادي أم في أسرة الطفل أم أسرة المعاق أيا كان سنه؛ أي أن المضاعفات النفسية أمر لا مفر منه، وغالبا ما تستدعي التدخل الطبي النفسي، وأهم جزء من أجزاء العلاج هو العلاج السلوكي الذي يستدعي من المعالج أولا أن يحلل الظروف النفسية والاجتماعية للتصرف أو السلوك المراد تغييره، وهو هنا اجترار الأكل، وعادة ما يجب التفريق بين نوعين من اجترار الأكل من وجهة النظر السلوكية، وهما اجترار الأكل كنوع من سلوكيات استثارة الذات Self Stimulation، أو اجترار الأكل المدعم اجتماعيا Socially Reinforced، ولعل المضغ الممتعَ للطعام المُجْتَرِّ الذي يحدث بنسبة أعلى في النوع الأول كامتداد لاستثارة الذات هو أهم عامل يساعد في التفريق؛ لأنه عادة ما لا يحدث في النوع الثاني، وإن كان من المهم أن نعرف أن التحول من نوع إلى نوع ممكن؛ بحيث تصبح الأمور أكثر تعقيدا، وما أذكره هنا يمثل مصفوفة الأساليب التي يختار المعالج السلوكي منها ما يناسب عمر وذكاء وحالة مريضه وأسرة مريضه النفسية.
ـــــــــــــــــ(104/230)
لا يعرف أباه مِن جده.. مَن المسئول؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله .. ابني عمره سنتان ولكنه كثير الحركة وعنيف تجاه الآخرين، خصوصا من يحاول توبيخه أمام الآخرين. وإن حدث ووبخه جده أو أحد أفراد العائلة أمام الغرباء فإنه ينفجر بالبكاء الشديد، محاولا إخفاء رأسه بين ذراعي أو تحت الطاولة.. فهو جريء وخجول في الوقت نفسه.
حاولت إدخاله إلى الحضانة لأخلصه من الشغب، وكي يحتك مع أبناء عمره، ولكنه يقوم بضرب زملائه أو البكاء بحثا عن أفراد العائلة.
المهم أنني أحس أن لدى ابني طاقة قوية، وربما ذكاء كبيرا وحدسا أكبر، وأرى فيه نفسي في طفولتي، ولا أريد أن تتزعزع شخصيتهكما شخصيتي؛ فقد تأثرت كثيرا بإحراجات الأهل أمام الغرباء فأصبحت انطوائية.
وأرى في هذا الابن المستقبل كله، وأريده أن يتفوق في دراسته وفي حياته، ومستعدة لدعمه بكل ما أوتيت من قوة بإذن الله.. وأريد أن أعرف إن كان لغياب أبيه الدائم يد فيما يحدث له، وإن كان الجواب "نعم".. فما الحل، مع العلم أنه يقضي جل وقته مع أبوي وشقيقاتي؟ ووالدي هو والده طبعا كما يعتقد هو؛ فهو يناديه دائما بـ"أبي"، ويناديني أنا ووالده بأسمائنا.. وكيف يمكنني أن أنمي ذكاءه وأمتص تلك الطاقة الزائد؟
... السؤال
أسر مضطربة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك -سيدتي- على صفحة "معا نربي أبناءنا"، وأعانك الله، وأثابك على تحملك جل مسئولية التربية وحدك، خاصة في ظل ظروف عمل زوجك الصعبة، كما أشكر لك حرصك على استعدادك لبذل الجهد لمعاونة طفلك.
وسأبدأ معك من حيث انتهيت؛ حيث ذكرت أن طفلك الذي يبلغ من العمر سنتين ينادي جده بأبيه وهو يعتقد ذلك فعلا، ويناديك أنت ووالده بأسمائكما، والمشكلة تكمن هنا سيدتي؛ فالطفل لا يكاد يدرك طبيعة علاقته بمن حوله، ولا علاقتهم به، ومن ثم لا يدرك وضعه بشكل جيد؛ مما يسبب له الحيرة والبلبلة، كما أن غياب الأب -كما ذكرت- له دور كبير في سلوكيات ابنك، هذا إلى جانب إحراجه وتوبيخه أمام الغرباء؛ فكل عامل مما سبق كاف لأن يجعل من ابنك طفلا حادا عصبيا شديد التوتر سريع البكاء. فما بالك باجتماع هذه العوامل كلها؟!
ومن ثم سنحاول معا أن نتلمس الطرق لتعديل البيئة من حوله، وهذا يؤدي -إن شاء الله- إلى تعديل سلوكياته..
1. لا بد أن تضعي صورة تجمع بينكم كأسرة صغيرة (أنت والأب وابنكما) أمام الطفل أو بجوار سريره، وأن تتحدثي عن هذه الصورة، وتذكري العلاقة بينكما؛ كأن تقولي: "هذا بابا، وهذه ماما، وهذا ابنهما الجميل"، وأن تبدئي في أن يتعود الطفل على أن يناديكما بأمي وأبي، وإذا كانت لديك صور أخرى لكم أو لوالده فحاولي -بين الحين والآخر- أن يشاهدها طفلك، وأن تحدثيه عن والده، وعن طبيعة عمله، ولا تظني أنه لن يستوعب حديثك؛ بل سيسر به، وخاصة إذا كان ملائما ومناسبا لسنه، كما يجب أن توضحي له أن والدك هو جده، وأن عليه أن يناديه بجدي، وأن يعرف طبيعة الصلة التي تربط بين كل من يعيش معهم.
2. ذكرت في البيانات أن عدد ساعات تواجد الأب معكما هي ساعة يوميا، وهذه الساعة إذا استثمرت بشكل جيد فإنها كافية -إلى حد ما- لأن توطد الصلة بين الطفل وأبيه، فإذا داعب الأب ابنه وحمله وضمه إليه، وحاول أن يتحدث معه، وأن يلاعبه بالطريقة التي يرغب فيها الصبيان في مثل هذه السن من ممارسة بعض ألعاب القوة والمصارعة بشكل مزاح ودعابة؛ فهنا سيشعر الطفل بالأمان والدفء، وبأنه طفل محبوب من والديه ومرغوب فيه، وليس شرطا أن يلاعب الأب ابنه يوميا؛ بل يمكنه أن يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا خلال الأسبوع، لكن الذي يجب أن يواظب عليه هو إبداء عطفه وحبه له.
3. عندما تعودين من عملك عليك أن تعوضي ابنك عن الفترة التي تتغيبين فيها عنه بأن تحضنيه وتعبري له عن مدى شوقك له، دون إفراط أو تفريط؛ أي دون تدليل زائد، أو تجاهل؛ فخير الأمور الوسط.
4. ذكرت أن ابنك لديه طاقات وقدرات عقلية عالية؛ فعليك باستثمار هذه الطاقات من خلال اللعب والأنشطة المتعددة التي لا بد أن تمارسيها معه بشكل دوري وجل حل مشكلة ابنك يكمن في هذه الأنشطة التي تنمي بها قدراته
5. عليك بتدريب الطفل وتدريب نفسك معه على الرد المهذب والذي يضمن حقه أيضا عندما يوجه للطفل توبيخا أو كلمات محرجة فهناك كتب أصبحت منتشرة هذه الأيام يمكنك الاطلاع عليها عن التعامل مع ذوي الطباع الصعبة منها كتاب "كيف تتعامل مع ذوي الطباع الصعبة؟" للكاتب ديل كارنيجي.
إلى جانب المصدر الرئيسي لنا في التشريع، وهو القرآن الكريم، فإذا قرأته بهذا الهدف فستجدين آيات عديدة توضح كيف تعامل الله تبارك وتعالى مع ذوي الطباع العنيدة.
ويمكنك أيضا العودة إلى كتب السيرة فستجدين فيها مئات المواقف التي نتعلم من بين سطورها البلاغة وحسن الرد مع أخذ الحق دون إيذاء لمشاعر الآخرين، وتتجلى هذه المواقف بين الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته، وبينه صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة، وبين الصحابة بعضهم البعض.
وإلى حين أن يتم تدريبك وتدريب ابنك على ذلك:
6. يمكنك الحديث بشكل ودي لطيف مع إخوتك ووالدك، وتوضيح الأثر النفسي السيئ الذي يلحق بابنك عندما يحرج أمام الآخرين، وإذا لم تستطيعي ذلك فعليك مجهود مضاعف لقضاء ساعات أكثر مع ابنك بحيث يقل احتكاكه بأهلك إلى أن يتم تدريبكما.
ـــــــــــــــــ(104/231)
... الاسم ...
9 مقترحات لطفل محب للقراءة ... العنوان
السلام عليكم، أنا لي أخ عمره 13 عاما، حاولت معه مرارا أن أحببه في القراءة بأن أبرز له أهميتها وأقول له: "ابدأ بقراءة ما تحب"، ولكن للأسف لا فائدة؛ فهو يقول لي: "أنا أشعر بالضجر من أول صفحة".
بالله عليكم ساعدوني؛ فأنا أدرك أن القراءة هي أهم ما في الحياة، ولا أدري ماذا أفعل مع أخي! علما بأنه يميل للعب والتسلية، ويكره العمل الجاد كالدراسة وما شابه.. فما الحل؟
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تغمرني السعادة حينما أستقبل استشارة من أخ أو أخت ربما سعادة أكبر من تلك التي أستقبل بها استشارة من الأمهات والآباء؛ لأنني أعتبر اهتمام الآباء والأمهات بأبنائهم أمرا طبيعيا فطريا، لكن حينما تأتي الاستشارات من الإخوة فأشعر بأنه ما زالت هناك روابط أسرية وعلاقات طيبة بينهم أكثر من كونهم يعيشون تحت سقف بيت واحد كما يحدث لكثير من الأسر في وقتنا الحالي مع الأسف؛ فمرحبا بك وجزاك الله خيرا عن أخيك.
ورغم الاهتمام الواضح في الرسالة فإن كثيرا من البيانات لم تتضح؛ فلم يتبين ما يلي:
ما ترتيبك بين الإخوة؟ وما ترتيب أخيك؟ كما لم يتبين من الرسالة جنسك (وأظن أنك فتاة، ولم يتضح ذلك من الرسالة بل من بريدك الإلكتروني) ولم تعطي أي نبذة ولو بسيطة عن البيئة والظروف التي تعيشون فيها مثل: هل أنت المسئولة عن مذاكرة أخيك؟ وما علاقة أخيك بك وعلاقتك به؟.. وما طبيعة علاقته بباقي إخوته؟ وهل عدم رغبته بالقراءة هي شكوى من هذا الأخ فقط أم من الإخوة أيضا؟ والأهم من ذلك كله أين الوالدان من كل ما سبق وعلاقتهما بك وبإخوتك؟ وما هي اهتمامات أخيك الأخرى غير اللعب؟
على أي حال سأبني ردي على احتمالات عدة، وأيها كانت مناسبة لك فيمكنك تطبيقها وإن لم تكن فعليك بإرسال الرد على التساؤلات السابقة:
أولا لا بد أن تعرفي -عزيزتي- أن العزوف عن القراءة في وقتنا الحاضر يرجع إلى عدة أسباب، منها:
- عدم تدريب الطفل من صغره على القراءة.
- عدم وجود قدوة أمام الطفل تجعل من الكتاب والقراءة أمرا مهما ضروريا في الحياة.
- ندرة الكتب المناسبة للمراحل العمرية المختلفة التي تحترم العقول وتقدم فكرا ناضجا، خاصة مرحلة أخيك.
- طغيان وسائل الإعلام الأخرى، وعلى رأسها التلفاز والدش؛ فأصبح الناس عامة والشباب خاصة لا يستقون معلوماتهم إلا من خلال هاتين الوسيلتين، ولا يهتم الشباب الآن إلا بالموضوعات التي تعرض عليهم فيهما، وكما تعلمين نوع الموضوعات المطروحة في هذه الوسائل الآن، ولما لهاتين الوسيلتين من طرق عرض شائقة، وفي الوقت نفسه سهلة يسيرة على من يتعاطها.
- طبيعة المرحلة التي يمر بها أخوك؛ فهو على أعتاب مرحلة المراهقة؛ فهو يسلك أحيانا سلوك الناضجين، وأحيانا أخرى تجدينه يسلك سلوك الأطفال الصغار، خاصة إذا تعلق الأمر باللعب، وستلمسين تشعب اهتماماته وتشتتها في آن واحد، وليس منها القراءة في غالب الأحيان، خاصة مع وجود مغريات أخرى كما ذكرت، وإذا كان هناك من يلح عليه ليطلع ويقرأ.
-هناك سبب لا يدركه كثير من الناس، وهو البطء في القراءة مما يشعرهم بالملل والضيق لعدم الإنجاز والاطلاع السريع.
- ربما كان أيضا من الأسباب غير المباشرة هو أسلوب التربية التي تعودنا عليها في الآونة الأخيرة -كآباء وأمهات ومربيين- من محاولة تيسير وتسهيل الحياة على أبنائنا، ولا نربيهم على الاعتماد على النفس أو بذل الجهد؛ بل ننوب عنهم فيما يجب أن يقوموا به بأنفسهم (المذاكرة، الاستيقاظ، شراء ما يلزمهم، التعاون في تحمل جزء من مسئولية البيت...)، وحجة البعض أن هؤلاء الأطفال ولدوا في زمن صعب؛ فلا يصح أن نكدر حياتهم أكثر من هذا، أو أنه لم يعد هناك وقت كاف لتدريب أطفالنا على تحمل المسئولية، ولا تتعجبي وتتخيلي أن هذا الأمر ليس له دخل بعملية القراءة؛ بل على العكس -من وجهة نظري- فالأطفال الذين نشئوا على الاستسهال لن يجدوا لديهم القدرة على بذل قليل من الجهد، أو حتى تحمل شيء لا يحبذونه مثل القراءة في سبيل الوصول إلى نفع عظيم يعود عليهم بعد ذلك.
أما كيف يمكن أن نساعده على تقبل القراءة فإليك بعض الاقتراحات المجربة والتي لاقت نجاحا مع كثير ممن طبقوها:
1- الكف تماما عن ملاحقة أخيك بالحديث عن أهمية القراءة وفائدتها.
2- إذا كان من المهتمين بمجال الكمبيوتر فيمكنك البحث على النت عن بعض الموضوعات التي تهمه مثل الرياضة أو السيارات أو الجديد في عالم الاتصالات (وهي غالبا موضوعات تهم الفتيان في سن أخيك)، على أن تشاركيه القراءة في هذه الموضوعات.
3- أن تشاهدي معه بعض البرامج الهادفة وتشاركيه في مناقشتها والتعليق عليها.
4- أن يدرب على الاعتماد على نفسه في الأمور التي يجب أن يتحملها بنفسه كالمذاكرة والاستيقاظ كما أشرت.
5. أن تقومي أنت بشراء بعض الكتب والمجلات الطريفة سريعة القراءة مثل مجلة "ماجد"، أو بعض المسرحيات أو القصص التي تتناسب مع سنه (بعض مسرحيات توفيق الحكيم تفي بهذا الغرض مثل: "الطعام لكل فم"، و"مصير صرصار"، و"السلطان الحائر"، و"شمس النهار"، وقصص لكاتبة الأطفال أماني العشماوي)، وتبدئين أنت بقراءتها بحيث يراك وأنت تقرئينها، ويرى استمتاعك بها، على أن تضعيها في متناول يده، فإذا سألك استعارتها، فلا تبادري بسرعة إجابة طلبه وكأنك تنتظرين هذا الطلب، ولكن عليك بالتظاهر بالتفكير أولا، ثم الموافقة على الاستعارة شريطة أن يرجعها لك بسرعة حتى تكملي أنت قراءتها، وهذه الطريقة ناجحة جدا، خاصة إذا كانت العلاقة بينكما طيبة تتسم بالانسجام.
6. أن يتعاون معك والداك في تحقيق هذا الهدف الذي تنشدينه لأخيك بأن يقوما هما أيضا بضرب المثل والقدوة، وذلك عن طريق ممارستهما لعادة القراءة والاطلاع أمام أبنائهما حتى لو كان ذلك قبل النوم فقط، وأنا أتذكر أنني ما تعلمت وتدربت على القراءة إلا من أمي -رحمها الله- فقد كانت لا تستطيع النوم إلا إذا قرأت، وقد أخذنا هذه العادة منها كما أخذها أحفادها أيضا، ولم تكن تلح علينا في القراءة، أو توضح لنا أهميتها؛ بل كل ما كانت تفعله أنها تشتري الكتب والمجلات، وتضعها على مكتبها بجوار سريرها، وكنا نستعير منها الكتب؛ فتسمح لنا ببعض وتشتري لنا بعضا آخر مما يتناسب مع أعمارنا.
7. أن تخصص الأسرة وقتا -وليكن في يوم الإجازة- لتجتمع الأسرة على قراءة كتاب معين يُتفق عليه، أو يستعرض أحدكم كتابا قد قرأه استعدادا لهذا اللقاء، وقد استخدمت هذه الطريقة إحدى معارفنا ونجحت مع أبنائها؛ حيث إنهم لم يكتفوا فقط بالقراءة؛ بل أحيانا يقومون بتمثيل القصة التي تناقشوا فيها بعد التدريب عليها طوال الأسبوع.
8. زيارة مكتبة عامة، وذلك قبل أو بعد رحلة أو نزهة تقومون بها في يوم الإجازة حتى ترتبط المكتبة والقراءة بشيء ممتع بالنسبة لأخيك.
9. تدريب أخيك على مهارات القراءة السريعة؛ فهي من أهم الأسباب التي تجعله يقبل على القراءة؛ لأنه يشعر بالإنجاز في الاطلاع والقراءة في وقت وجيز، ويمكنك الاطلاع على بعض المواقع التي تدرب على هذه المهارة، وقد أفادتني كثيرا دورتان حضرتهما في هذا المجال؛ إحداهما دورة على الإنترنت، وقد عثرت عليها من خلال موقع البحث "جوجل"، كما أفادني كتاب مترجم بعنوان "الانطلاق في القراءة السريعة" لبيتر كومب بمكتبة العبيكان.
ويمكن أن تلهمك هذه الاقتراحات باقتراحات جديدة.
ـــــــــــــــــ(104/232)
الصداقة والحوار... بوصلة صحراء المراهقة ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إخواني الأعزاء أبدأ كلامي بالتحية لكم ولمجهودكم القيم جدا جدا الذي لا يعلم أجره إلا الله. وأنا باسم أسرتي نقول لكم: شكرا إخواني الكرام. أنا أعرف هذا المنتدى أكثر من سنة. ولقد تعلمت منه أشياء كثيرة من أجل ابنتي العزيزة. أحببت أن أشارك في هذه الاستشارة:
أنا منفصل عن أمها منذ 8 سنوات. وأنا الآن متزوج والحمد الله وعلاقتي مع ابنتي جيدة. ولكن ابنتي (12 سنة) أصبحت على أبواب سن المراهقة. وبلغت ابنتي منذ كان عمرها 9 سنوات. وأجد عندها نشاطا جنسيا طبيعيا. ولقد علمت أنه يوجد عندها إعجاب بعدة فتية بعمر 10 سنوات و11 سنة. تقول إنها تحب وإلى ما هناك. ولكن أريد أن أكون عندي فكرة كيف أتصرف معها لأن الحوار مع أمها مقطوع.. حاولت كذا مرة من أجل الفتاة وما يدور حولها من أمور يجب تعلم ابنتها . للأسف ليس هناك أمل معها. أنا عملت على أن أعلمها كل أحكامها الشرعية. وشرحت لها كل الظروف المحيطة بها. وشرحت لها بما تفهم حول علاقتها بالجنس الآخر من ناحية الحكم فقط على أنه أجنبي وإلى ما هناك. أريد منكم برنامجا جيدا من أجل هذه المرحلة. أي سن المراهقة. ومع تحيات أخوكم.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ.د. سحر محمد طلعت ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخ الكريم أبو شهد، أهلا ومرحبا بك في هذه الصفحة التي تنمو وتتطور بفضل ثقتكم فيها، كما أشكر لك حرصك على ابنتك ووعيك الذي يدفعك للتساؤل عن كيفية قيامك بأداء حق ابنتك عليك في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها والتي تحتاج فيها لكل دعم مخلص من أبوين محبين، ولكن غياب أمها جعلك تواجه هذه المرحلة بمفردك، ولذلك أدعو الله أن يعينك وأن يبارك لك في جهدك وأن يقر عينيك بابنتك.
والحقيقة أن الرد على تساؤلاتك الحائرة لا يعتبر عملية سهلة بأي حال من الأحوال؛ حيث يحتاج هذا الأمر إلى منهج متكامل يكفل تقديم المعلومات العلمية بصورة مشوقة ومتدرجة حسب المرحلة العمرية وفي إطار منضبط بضوابط الشرع، وهذا ما حاول موقعنا أن يضع ضوابطه ويرسم ملامحه من خلال مقالات واستشارات سابقة ومتعددة سأوردها لك في نهاية الاستشارة.
وهذه الروابط تحمل الكثير من المعلومات والإرشادات القيمة التي ستفيدك وتفيد كل مرب أثناء رحلته مع الأحباء الصغار، فاحرص على بذل كل جهد مخلص لتحصيل المعرفة اللازمة التي تعتبر زادا لمسيرك في هذا الدرب الممتد.
وتحتاج في رحلتك هذه أيضا إلى أن تكون صديقا لابنتك، وأن تتعامل معها بكل الحب والمودة والقرب لأن الكثير من هذه المشاكل ليس لها حل إلا بالصداقة، ومن مميزات الصديق المحب لصديقه والأب المحب لابنته الجميلة أن يتحلى دوما بآذان مصغية، وأن يقترب منها دوما من خلال الحوار المستمر الذي يتيح للوالدين التعرف على تفكير الأحباء الصغار، ومن الواضح من رسالتك أن أبواب الحوار مفتوحة بينك وبين الحبيبة الجميلة مما شجعها على أن تخبرك بمن تحبهم...فبارك الله فيك وفي ابنتك وأجزل لك العطاء بقدر تفهمك ووعيك والجهد المخلص الذي تبذله مع حبيبتك الصغيرة.
وهذه هي المهارات التي تحتاجها وأنت تقود خطوات شهد بحنان الأب عبر سنوات مراهقتها...تحتاج كما قلت للمعرفة والصداقة والحوار والآذان المصغية، وفي هذا الطريق عليك أن تتخذ من العلامات الآتية ضوابط ترسمها مع ابنتك لتحدد لكما دوما اتجاه المسير وتكون لها كالبوصلة الهادية في صحراء الحياة، وسأحاول تلخيص هذه الضوابط في النقاط التالية:
1. أن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين..خلقنا رجالا ونساء من أجل تحقيق وظيفة من أهم وظائف الحياة..ألا وهي عمارة الأرض والحفاظ على النوع البشري، لقد وهبنا الله سر الحياة، ولكن هذه الوظيفة لن تتم إلا باجتماع رجل وامرأة يربطهما رباط المودة والرحمة والرغبة في تحقيق سنة الله في خلقه.
2. وأن هذه الوظيفة مثل كل الوظائف في الجسم البشري تتم من خلال أحد أجهزة الجسم، هذا الجهاز هو الجهاز التناسلي، وهذا الجهاز يختلف عن باقي الأجهزة الأخرى في أنه مكون من جزأين متكاملين ، أحدهما في المرأة والآخر في الرجل، وتمام نضج هذا الجهاز يحدث في هذه المرحلة التي تمر بها حبيبتنا شهد الآن والتغيرات الحادثة على المستوى الجسماني والنفسي ما هي إلا انعكاس لهذا النضج الجسماني والوجداني.
3. ولأن الإنسان هو خليفة الله في أرضه وعليه عبء عمارة هذه الأرض والإصلاح فيها؛ وجب أن يحاط بالرعاية والعناية والعطف والحنان الذي يحصل عليهم تحت مظلة الأسرة التي تحتويه، وتكفل له التنشئة السوية؛ ولذلك فإن علاقة المودة والرحمة والسكن بما فيها من حميمية لا تكون إلا تحت مظلة الزواج؛ وذلك لضمان أفضل تنشئة للطفل الوليد.
4. وحتى يتيسر ذلك لكل فتاة عليها أن تحفظ نفسها جسدا وقلبا لمن يستحقه فعلا ومن يقدر قيمته ويحفظه ويرعاه ويحصل عليه بحقه.
5. إذا وصلنا إلى هذه المرحلة يثور التساؤل الحائر: كيف أتصرف مع القلب الذي بدأ ينبض معلنا عن وجوده؟ لا تحاول أن تسفه من مشاعرها ولا تحتقرها ولكن ناقشها بهدوء عن تصورها لمصير هذه المشاعر: كيف ستتطور؟ وفي أي اتجاه؟ وهل هذا هو الاتجاه الذي ترتضيه لنفسها ويرتضيه لها الله، ولا مانع من الاستشهاد بتجاربك الشخصية مع الحب والميل القلبي وأنت في مثل سنها.
ويمكنك أن تستعين دوما بالقصص والحكايات من الواقع التي تحمل الرسائل التي تريدها أن تصل لها بدون أن تشعر.
أخي الكريم، أشكرك مرة أخرى على ثقتك بنا وأدعو الله سبحانه أن يبارك لك في ابنتك وأن يقر عينيك بها.
وتابعنا بأخبارك
ـــــــــــــــــ(104/233)
تغيرات الأم المزاجية وتأثيرها على الأبناء ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين. أنا أم لطفلين الأول يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصفًا والثاني عشرة أشهر.ابني الأول اعتنيت جدًّا بأمر تربيته منذ أن كان صغيرًا كانت قواعدي الأساسية في التربية الدعاء دائمًا لأبنائي، والتبرؤ من حولي وقوتي والاستعانة بالله والتربية بالقدوة، وجعل هدفي في التربية لله وليس للناس مطلقًا. منذ أن كان عمره تسعة أشهر وحتى سن الثانية وتسعة أشهر كانت حياتي معه كالتالي:
أقرأ له الكثير الكثير من القصص، وأتحدث معه كثيرًا جدًّا في شتى الأمور وكأنه شخص كبير أمامي،أي شيء أفكر به أشركه معي، وآخذ رأيه فقط حتى يسعد ويفرح، مما أدى إلى أنه منذ أن بدأ بالتكلم وحتى الآن لا يسكت أبدا فهو دائم التحدث معي في شتى الأمور، كنت ألعب معه كثيرًا وأخرج معه للتنزه دائمًا، وكنت هادئة جدًّا معه لا أصرخ ولا أغضب كل أمورنا بالتفاهم وبالحوار والإقناع.
وهذا كان له التأثير الإيجابي عليه والحمد لله، اقتنيت له الألعاب والقصص التعليمية، وكنت دائمًا أقرأ عن التربية والنصائح التربوية والحمد لله أقرأ له القصص باستمرار، فلديه أكثر من أربعمائة قصة اخترتها له بعناية تحتوي على قصص دينية وتعليمية وعلمية وأدبية وتاريخية وقصص مسلية هادفة وكتب الأسئلة والمسابقات والتحذيرات، وكلها قرأناها وأعدناها عدة مرات، المرات الأولى باللغة العامية ثم بعدها باللغة العربية الفصحى. والحمد لله ظهرت فائدة الاهتمام به واضحة في شخصيته وأخلاقه وذكائه.
وبقيت على هذا الحال حتى ولادتي مولودي الثاني، والحمد لله لم يغَر من أخيه؛ لأنني كنت دائمًا أدعو الله تعالى أن يبعد عنه الغيرة، وأيضًا اتخذت الأسباب: من كلام قبل الولادة عن المولود القادم، وهدايا بعد الولادة، ومراعاة لشعوره، واتفاق مع أقربائي حتى يراعوا وضعه. والحمد لله مشت الأمور على أحسن حال.
ولكن الآن وبعد أن أصبح عمر أخيه عشرة أشهر بدأت أشعر أنني تغيرت مع ابني الكبير، لم أعد احتمله كالأول، وكثيرًا من الأحيان لا أحافظ على هدوئي وأوبخه مع تغيير نبرة وحدة صوتي (بدون صراخ)، ومنذ الولادة لم أعد ألعب معه كثيرًا، قد تمر أيام وأنا لم ألعب معه بألعابه، في كثير من الأحيان أجد نفسي مشغولة عنه، لا ألتزم أسلوبًا معينًا في التربية مرة هذا ومرة ذاك، لا أعرف كيف أغير السلوك السلبي لديه ولا كيفية العقاب، تجدني كثيرًا من الأحيان منزعجة وأشعر بالملل بلا سبب وهذا يؤثر سلبًا على أطفالي طبعًا.
أما عنه فنأتي لشخصيته بشكل عام الحمد لله نفسيته هادئة جدًّا، ومتحرك بطبعه يحب الحركة واللعب كثيرًا ويحب القصص ويستمتع بسماعها وتصفحها كثيرًا جدًّا،ويستفيد منها كثيرًا، يسعد جدًّا بأي مجلة تقع تحت يده. شخصيته محبوبة جدًّا؛ وذلك بسبب حديثه فعندما يتكلم تجد الجميع ينصتون باهتمام لحديثه ويتسلون معه وحديثه معظمه معلومات دينية وعلمية، وماذا رأى، وماذا حصل معه، وهكذا...يحترم الكبار ومؤدب مع الجميع. حساس جدًّا عندما يشعر أن وجهي تغير أو نبرة صوتي تغيرت بسببه يأتي ويقبلني، ويتمنى أن أرجع لطبعي بأقرب وقت. لديه ذاكرة دقيقة وممتازة لجميع الأمور مهما كانت قديمة وصغيرة.
هو يتخيل كثيرًا، يعتمد كثيرًا على اللعب التخيلي ودائمًا يشركني معه في ذلك. إلى هنا أعتقد أنذلك طبيعي، ولكن كثيرًا من الأحيان يريد مني أن أوافقه على جميع أقواله وتخيلاته حتى وإن كانت خاطئة، لا أدري كيف أشرح ذلك بالضبط. مثلا يقول لي عندما نلعب: هذه السيارة مرسيدس أليست كذلك (وهو يعلمأنها ليست كذلك)،فأقول له لا إنها (أوبل) فيقول معلش نقول إنوهي (نعتبرها) مرسيدس.. قيل لي في ذلك إنني أضحك على عقله بهذه الطريقة وأضره فماذا أفعل مع أنني حاولت أن أغير ذلك، ولكنه يستمتع كثيرًا عندما أجاريه في أفكاره؟ يحب المدح كثيرًا ويسعد لذلك. فما هي ضوابط المدح؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا حتى لا أضره بكثرة مدحه؟.
يسأل كثيرًا جدًّا، نصف كلامه أسئلة، كيف صنعت؟ وكيف يحدث ذلك؟ ولماذا؟ ومتى؟وأين؟ بعض الأحيان أضيق ذرعًا بكثرة الأسئلة، ولكنني أتحملها حتى يستفيد من الأجوبة،بعض الأحيان أنا نفسي أعجز عن الإجابة فأبحث (بالإنترنت) عنها. ولكن أيضًا هو يسأل الأسئلة التي ربما أكون متأكدة أنه يعرف جوابها،أو يسألني مثلا بعد أن يقوم بعمل، لماذا فعلت أنا ذلك؟ فماذا أفعل هل أتجاهل هذه الأسئلة، أم أحول هذه الأسئلة له حتى يجيب عنها؟ كيف أتصرف مع سلوكياته الخاطئة؟ مثلا التكلم بطريقة غير لائقة معي،عدم سماع الأوامر،عند رفع يده علي فقط كأنه يريد أن يضربني، كيف أعاقبه؟وعلى أي أخطاء؟ومتى؟ كيف أجعله يسمع كلامي من أول مرة؟ في هذه السن ما الذي عليّ أن أعلمه؛ لأنني أحب أن أعلمه الكثير ولكن ليس لدي الفكرة؟.
هو يعرف الألوان،الأعداد،الأشكال،بعض الأحرف،الجمع، عشرة من قصار السور،بعض الأحاديث النبوية،الأيام والأشهر وقصص الأنبياء والكثير من المعلومات الدينية والعلمية والمعلومات العامة. وكلها لم أقم بتعليمه إياها مباشرة أو إجبارًا،بل كلها من السماع أو من القصص. يلقط بسرعة جدًّا كل شيء من الأطفال، فهل أحاول أن أنزع من الحركات والسلوكيات الخاطئة التي يتعلمها من الأطفال أم أتركه وهو سينساها وحده؟. بعض الأحيان يزعج أخاه ويبكيه ببعض الحركات،كالضغط على يده بقوة أو سحب رجله أو هكذا ما الذي علي فعله عندئذ؟ هل أعاقبه؟ أو يكفي التحدث معه ونصحه وتنبيهه؟ وأتمنى أن يخرج أطفالي وهم يحبون بعضهم جدًّا، كما يقال قلبهم على بعض، ويدافعون عن بعض، ولا يسمحون لأحد أن يؤذي أو يزعج أيًّا منهم؟. فكيف ذلك؟ كيف أستطيع أن أزرع في قلبهم هذا؟. في حال المرض تتغير أخلاقه، هل أعامله في هذه الفترة كأي فترة، أم أعامله معاملة خاصة؟. بعد تبول ابني الكبير-أعزكم الله-هو لا ينظف المنطقة جيدًا. هل هذا ممكن في هذه السن؟ أم يجب عليه التنظيف التام؟.
نأتي إلى ابني الثاني عمره حوالي عشرة أشهر هادئ ولطيف، والآن بدأت بقراءة القصص التي تحتوي على الصور فقط له.
ما هي نصائحكم لي في هذه السن من جميع النواحي؟ وما هي الأشياء التي قصرت فيها مع طفلي الأول (كما استنتجتم من رسالتي) حتى أتفاداها الآن؟ كم من الوقت عليّ أن أقضيه معه في اللعب؟ وأية ألعاب؟ كيف أعدل بينه وبين اخية في جميع الأمور حتى لا أظلم أحدًا على حساب أحد؟ لأني قرأت أن أحد الصحابة كان يعدل حتى في القبلة، ولكني احترت كيف أعدل في المداعبة واللعب وفرق السن بينهما متفاوت؟.
في الأحوال الجيدة يكون نظامي باختصار: بعد الاستيقاظ الفطور وترتيب البيت،ثم الخروج للتنزه مدة 3-4 ساعات ثم الرجوع،وبعدها إما طبخ أو لعب أو قصص،ثم يرجع والدهم نتغدى وبعدها لا يوجد نظام محدد حتى وقت النوم. ربما لعب مع والدهم أو معي أو قصص أو مشاهدة (سيدي) كرتون أطفال هادف. ممكن تفيدوني بتنظيم يومي؟ كيف أوفق بين طفلي وأقوم بحقوقهما الكاملة دون أن أظلم أحدًا؟ كيف أوفق بين أطفالي وبيتي ونفسي وزوجي؟ كم مدة اللعب التي عليّ أن أقضيها يوميًّا مع كل منهما؟ وما نوع الألعاب؟ لأن مشكلتي أيضًا في النظام فلا أعرف جيدًا كيف أنظم وقتي مع أداء الحقوق لأصحابها؟.
ما هي أساسيات التربية الثابتة التي عليّ أن أتبعها في تربيتي لأطفالي؟ كيف أربيهم التربية المثلى في جميع النواحي؟ كيف أستعيد قدرتي على الصبر والتحمل؟ لأنني والله يشهد دائمًا أحاول أن أتغير، ولكن بعض الأحيان بلا جدوى وهذا يقلقني ويزعجني كثيرًا؟ وأخاف أن أهدم ما بنيته من قبل. أقرأ الكثير عن أساليب التربية وأستفيد منها، ولكن بعد فترة أنساها؟ هل هناك طريقة تجعل النصائح ثابتة في ذهني؟ مع العلم أنني أقرأ نصائح كثيرة في نفس الوقت. الأب ما دوره في التربية؟.
والدهم جزاه الله خيرًا يصطحبهم معه دائمًا للمسجد أو لقضاء بعض الأمور أو عند أصدقائه وفي البيت يلاعبهم بعض الأحيان. هل يكفي ذلك أم لا؟ وزوجي والحمد لله متفهم لأمور التربية، ولكن طبعًا بعض الأحيان يخطئ فأتكلم معه في ذلك فأجد القبول ويعزم ألا يكرر الخطأ، ولكن بعد فترة قصيرة ينسى. فهل من طريقة أفضل من الكلام المباشر؟ لأي سن أستطيع أن ألبس أمام أبنائي الملابس القصيرة؟ هل لديكم مواقع مفيدة للتربية باللغة الإنجليزية بارك الله فيكم؟ جزاكم الله خير الجزاء؛ لأنكم أتحتم لنا الفرصة لاستشارتكم، ولكنني الآن أشعر بالخجل الشديد لأنني أطلت عليكم،ولكن يعلم الله كم كنت أحتاج لأحد مثلكم أفرغ ما لدي من أسئلة واستفسارات وبإذن الله أجد عندكم الجواب الشافي الذي يريحني ويفيدني. فإنني دائمًا أفكر بأمر التربية تارة أشعر بالتقصير وتارة بالحزن وتارة بتأنيب الضمير،والحمد لله الذي يسَّر لي هذا الموقع الذي هو بحق أكثر من رائع. أثابكم الله خير المثوبة، وأجزل لكم الأجر،ونوَّر وجوهكم وصحائف أعمالكم،وأقر أعينكم بذرياتكم في الدنيا والآخرة، فكم أشعر بالسعادة الآن؛ لأنني بإذن الله سأجد من يساعدني بعد الله عز وجل في أمر تربية أبنائي حتى يكونوا كما أتمنى صالحين مصلحين هادين مهديين علماء ذوي شأن يفيدون المسلمين بعلمهم.. بارك الله فيكم.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
مرحبا بكم أم عبد الله،وإني أشكر الله إليكم هذه الثقة وهذا المديح لقسم (معًا نربي أبناءنا).
ونتمنى من الله سبحانه، أن نكون دومًا عند حسن ظنكم.
أحييكم كثيرا على هذا المجهود الطيب في هذه التفاصيل المفيدة والجادة حول مشكلتكِ، وفي مطالعة ما يفيد في تربية أبنائكم، وفي محاولة تطبيق ما نطمح إليه جميعًا؛ من صور طيبة للبيت المسلم المنتج للذرية الصالحة بعونه تعالى.
لأول مرة أجدني في حيرة شديدة للرد على مشكلة بالله عليكِ؛ أين هي المشكلة؟إنها ليست في الطفل ولكنها في أحبابه؛ وأقرب الناس إليه، وأحق الناس بصحبته، كما وصاه الحبيب صلى الله عليه وسلم!!!.
المشكلة تدور حول قضية: كيفية أو فن التعامل مع الأطفال،وهي إحدى الرسائل التربوية التي يصدرها (مركز ولدي الطبي للأطفال بالقاهرة - دمنهور)، تحت سلسلة تربوية بعنوان (منهجية الاستثمار في الأبناء)،وهي المنهجية التي نعني بها:
كيفية تهيئة وإعداد أولادنا لينجحوا، ويتمايزوا، ويكونوا شيئًا مذكورًا في الحياة، وليتحملوا دورهم المنشود.
وكما تعودنا فإننا سنحاول تحليل المشكلة حسب (المنهجية الرباعية الذهبية للتعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية)؛ وذلك من أجل البحث عن الحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة والتي يجب أن تتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:
الخطوة الأولى: فهم المرحلة السنية التي يمر بها الطفل وسماتها وخصائصها المميزة واحتياجاته فيها.
الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة.
فلو تمت وبطريقة صحيحة تلك المنهجية الرباعية، في كل مشاكلنا مع أبنائنا؛ ما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها، ونحن نجيد فن التعامل مع كل مرحلة بفهمنا لها مسبقًا، ولتوقعاتنا بما سوف يحدث منهم.
فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا تدانيها متعة.
ولنحاول تطبيق هذه المنهجية الذهبية الرباعية على حالة ابننا الغالي ومشكلته التي وصفتها.
الخطوة الأولى والثانية: ما هي أبرز سمات المرحلية السنية للعمر (3-4) سنوات؟
وكيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية (3-4) سنوات؟
(1)الجانب العاطفي (النفسي والاجتماعي) للسن من (3-4) سنوات:
المظاهر والسمات
1-صعوبة في مشاركة المشاعر مع الآخرين.
2-الخوف من:
-الارتفاعات.
-الفشل.
-المواقف الجديدة.
3-خجول ويعي نفسه.
4-يشكل صفاته من البيئة المحيطة مثل: العائلة والأقران.
5-بداية تأسيس الجانب الأخلاقي.
6-يقل العنف البدني والحركي.
7-يزداد العنف اللفظي.
8-يفضل اللعب في مجموعات صغيرة أو وحيدًا.
9-يحتاج إلى تشجيع وتحفيز دائم.
10-يتعرف على الأعضاء الجنسية وكيفية قضاء الحاجة.
فن التعامل:
1-الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2-تلقينها لقيم الطيبة.
3-عدم اللوم.
4-التدريب على قضاء الحاجة.
5-معاونته في الترويح واللعب.
(2) الجانب الفكري للسن من (3-4) سنوات:
المظاهر والسمات:
1-زيادة في القدرة على التعبير عن الرأي لفظيًّا ولكن بدون تركيز.
2-وقت الاستماع أقل من (30) ثانية فقط.
3-المحاولة والخطأ وسيلة اكتشاف العالم.
4-اللعب الحر والتفكير الخيالي.
5-يستخدم الأرقام دون فهم معناها أو محتواها.
6-يمكنه اتباع التعليمات ولكن لا تزيد عن فكرتين.
7-فترة انتقالية بين إرضاء الذات وإرضاء الآخرين أو الجماعة التي ينتمي لها.
8-يستخدم الأسئلة والطلبات والأوامر كوسيلة اتصال بالعالم المحيط:
- لماذا...؟!.
- أريد...!!!!!.
- متى...؟!.
9-يجمع الكثير من المعلومات والرموز في عقله،ولكن بدون منطق في الفهم أو الربط بينهما. (مرحلة التلقي والتكديس)
10-نقص في القدرة على التعميم؛ مثلاً:
-إذا رأى خروفًا يشبه الذي يملكونه يقول: "خروفنا".
فن التعامل:
1-الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2-احترام تجاربه وتجنب تخطِيئه.
3-الاستماع.
4-الحوار والإجابة عن أسئلته.
أبرز احتياجات الطفل في هذه المرحلة:
1-الحب.
2-الدعم أو التعزيز الإيجابي.
3-الترفيه والترويح.
4-التقدير.
5-الانتماء.
6-التوجيه.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
وعندما ننظر إلى أبرز التغيرات التي أثمرت هذه المشكلة؛ فهي ويا للعجب في الوالدين وليس في الأطفال الأحباء، وأهمها حسب ما فهمته من رسالتك الطيبة:
1-هذا التغير الذهني والتحول المزاجي الذي أصابكِ بعد بلوغ ابنك الثاني العمر (10)أشهر.
ولا ندري ما هي أسبابه؟.
ولعلها أسباب بعيدة عن أسرتكِ الطيبة الحبيبة!.
ولكن ما يهمنا هنا: لماذا ينعكس هذا التغير على سلوكك مع هذا الابن الأكبر الطيب الحنون؟وما هو ذنبه؟.
وتأثرت كثيرًا لرد فعله الراقي والناضج والذي يسبق سنه معكِ!!!.
وكم هو مؤثر محاولات اقترابه منكِ!!!.
فلعله يبحث ويحاول كذلك مساعدتك في البحث عن أسباب هذه التغيرات المزاجية!.
ولعله جزاء طيب من الحق سبحانه وثمرة تجنينها من أثر تربيتكِ الطيبة والراقية له من صغره!!!.
فأرجوك لا تدمري مشروعك الاستثماري في أبنائك!.
ومن فضلك لا تحطمي ما بنيتِه بجهد وصبر!.
2-هذا الوقت الثمين الذي تقضينه يوميًّا؛ وليس أسبوعيًّا في التنزه!!!.
سبحان الله؛ نزهة يومية لساعات، وفي وقتٍ ذهبي، وهو أول ساعات النهار، حيث الذهن الصافي، والنشاط الجسدي الوافر؟!!.
هل نغبطك على هذه النعمة، أم نشفق عليكِ ونحذرك؟!.
حقًّا: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ". [رواه البخاري-كتاب الرقائق 5933].
3-على الرغم من اجتهادك التربوي مع أبنائك،فليس هناك منهجية معينة أو خطة تتبعينها!.
الخطوة الرابعة: ماهي آليات الوقاية من هذه الحالة السلوكية الخاصة لولدكم الحبيب، وتغييرها وعلاج مشكلته؟.
وسبحان الله، فلعلها من المرات النادرة التي ليس فيها مشكلة عند الطفل؛ أنه طفل-وما شاء الله لا قوة إلا بالله- سوي، ونموذج طيب وراق لمن هم في مثل سنه.
فالمشكلة كلها وأصلها عند الوالدين؛ خاصة أنتِ؛ أيتها الأخت الفاضلة.
فماذا عليكِ الآن؟!.
ببساطة عليك فقط تنظيم جهدك التربوي، ثم تنظيم وقتك الطيب.
وابدئي الآن بهذه الخطوات:
1-الاستعانة بالله عز وجل في استكمال مشروعكِ الاستثماري في أسرتك الحبيبة الطيبة حماها الله وحفظها.
فرددي دومًا؛ دعاء عباد الرحمن الخاشع الرائع: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان:74]
فستكون بحول الله سبحانه، أسرة كريمة طيبة صالحة؛ وستكون قرة أعين لأحبابها وجميع أمتها، وستكون للمتقين إمامًا؛ علميًّا وخلقيًّا وسلوكيًّا.
وكذلك دعاء الخليل عليه السلام:
"رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء". [إبراهيم:40]
واحرصي على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية،وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.
2-ابحثي جيدا-وبعيدًا عن أبنائك-مع زوجكِ الفاضل الطيب عن أسباب تغيركِ الذهني والمزاجي،وحاولي إصلاحه بهدوء.
3-استثمري وقتك الثمين،خاصة أول النهار.
وتذكري هذا الدعاء، فلعله يظلك: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا". [رواه الترمذي-كتاب البيوع 1133]
وليكن:
- الدراسة.
- حضور دورات تربوية أو علمية.
- نشاط اجتماعي في أي مركز قريب منكِ؛ لتستفيدي وتفيدي غيرك بخبرتك.
- الانتساب لأي مركز علمي؛ خاصة المرتبط بتربية الأبناء، وتنظيم وإدارة الوقت.
4-أعيدي قراءة سمات المرحلة السنية لابنك الحبيب، وكيفية التعامل معها.
5-أعيدي قراءة احتياجات مرحلة ابنك السنية،ثم اجتهدي مع زوجكِ الفاضل في توفيرها.
6-تابعي موقعنا خاصة هذا القسم (معًا نربي أبناءنا)، ففيه المشاكل السلوكية للأبناء تتشابه وتعطيكِ رصيدًا في كيفية مواجهة مشاكل أبنائك السلوكية، وتعينك على تربية ناضجة وراقية لهم،بعونه تعالى.
7-استبشري خيرًا، بمشروعك الاستثماري في أبنائك،وخططي لذلك.
فإنني لا أتوقع فقط،بل أجزم إن شاء الله بأن هذا الطفل الحبيب سيكون له شأن في المستقبل، وأرجوكِ تابعينا لنعرف أخباره وتقدمه وأثره المتوقع على نفسه وعلى أسرته، بل وعلى أمته بعون الله تعالى.
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز"إسلام أون لاين.نت"؛ قسم (معًا نربي أبناءنا).
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ـــــــــــــــــ(104/234)
الاحتواء لعلاج مشاكل ابنتك ... العنوان
أحب ابنتي حبًّا جمًّا، وأحاول أن لا أكرر معها الأخطاء التي أخطأها والدي في حقي، ولكن مشكلتي معها هي:
إنني نادرا ما أقوم بضربها، ولكنني أصرخ فيها كثيرًا؛ حيث إنها تسبب مشكلة معي في أكلها فهي تقوم بمص الطعام، ولا تأكل إلا بالتخويف سواء بالصراخ أو بالعقاب بالشمعة مثلا، ولكنني لا أحرقها، ولكنني أقوم بتخويفها فقط.
أما النقطة الثانية فهي أنها في بعض الأوقات تتبول في سريرها وهي تقوم بذلك بدافع الكسل فهي تكسل أن تقوم من النوم لتدخل الحمام، وعندما تلعب تكسل أن تقطع اللعب لتدخل الحمام فبالتالي تبلل ملابسها، وهذا ما يثير حنقي عليها، خصوصا أن أخاها الأصغر بسنة ونصف لا يفعل ذلك ليلا، وإن كان بدأ يقلدها في عدم دخول الحمام إلا بعد أن يبلل نفسه.
وجدير بالذكر أن ابنتي كانت تجلس مع أختي وقت ذهابي للعمل منذ أن كان عمرها ثلاثة أشهر، أما ابني فقد جلست معه بالمنزل لمدة تسعة أشهر وبعدها نزلت إلى العمل.
أما بالنسبة لمشكلتي الثالثة معها فإنها تحب أن تلبس أفضل ما لديها عند الذهاب إلى الحضانة، ولا تقتنع بكلامي، وعند خروجنا إلى الأقارب أو إلى أي مناسبة مهمة تقوم باختيار أسوأ ما لديها أو أنه يتحول إلى الأسوأ نتيجة ذهابها إلى الحضانة يوميا به، ونبدأ يوميًّا بالصراخ بسبب موضوع الملابس، وأنا لا أمانع من أن تختار ما تريد بنفسها، وخصوصًا أنني لاحظت أن توجيهاتي لها بالنسبة للألوان تؤتي ثمارها؛ حيث إنه أصبحت تعرف كيف توافق الألوان ولكن ماذا أفعل عندما ترتدي أحسن ما عندها لتذهب به إلى الحضانة، وتعود به ملطخا بالبقع نتيجة لأكل أو تراب، أنا أندم كثيرا عندما أصرخ بها، وخصوصا أنني لاحظت أنها أصبحت إما مكتئبة أو كثيرة الحركة.
وأنا فعلا أحتاج للتوجيه في معاملتي لها لأنني أحبها كثيرا، وأريدها أن تكون أفضل بنت في الدنيا وخاصة أن أباها يحبها كثيرًا، ولا يقوم إطلاقا بالصراخ بها أو ضربها مهما كان خطؤها، كل ما يفعله هو أن يقول لها إنه غاضب منها ولا يكلمها، ولكنني ألاحظ أنه لا فرق في معاملتها معه ومعي إلا أنها أصبحت أكثر ارتباطا به مني، ولكن هذا لا يعني أنها غير مرتبطة بي، بالعكس ولكنها أوقاتا ما تفضله عني.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدة الكريمة، سلام الله عليك ورحمته وبركاته..
بارك الله لك في طفليك، وأعانك على حسن تربيتهما، وأشكر لك أنك بدأت إدراك مشكلات ابنتك في وقت يمكن علاج الأمر فيه إذا توفرت الرغبة والإرادة الحقيقية للتغيير والتعديل.
أولا: لم يتضح -سيدتي- في رسالتك سن ابنتك لا في البيانات ولا في فحوى الاستشارة نفسها لكن يمكن الاستنتاج بأنها بين الثلاث والخمس سنوات.
ثانيا: أبدأ ردي على استشارتك بأول جملة ذكرتها في رسالتك وهي: "أحب ابنتي حبا جما".
اسمحي لي -سيدتي ودون أن تغضبك كلماتي-: إذا كانت هذه معاملة وسلوكيات من يحب أبناءه فما هي سلوكيات من يكرههم؟! إن المشكلة ليست في كون ابنتك تمص الطعام بدلا من مضغه، ولا في تبولها، ولا في اختيارها أحسن الملابس حين تذهب للحضانة، والأسوأ حين تذهب للأقارب أو في المناسبات.
المشكلة الحقيقية هي افتقادها لك.. افتقادها للتعبير عن حبك لها دون صراخ أو تخويف، افتقادها لحضنك الدافئ... افتقادها للرفق واللين والصبر في المعاملة.. افتقادها لأوقات تقضيانها معها، تمرحان معا وتلعبان معا وتخرجان معا، وأنك حين تفعلين ذلك فإن كل ما تشكين منه من ابنتك سيعالج تلقائيا.
الأمر يحتاج منك -سيدتي- إلى مراجعة أولوياتك في حياتك، وأن تحددي أين تقع ابنتك -بل ولداك- منها.
مرة أخرى أعتذر عن قسوة كلماتي معك، لكن حينما تطلعين -من خلال هذه الصفحة- على موضوعات تناولت ضبط الآباء أنفسهم والتخلي عن العصبية والصراخ والعلاقة الإيجابية بين الآباء والأبناء والأنشطة التي يمارسونها معهم ستدركين ما أعني.
وأخيرا..
وفقك الله، وأرجو أن تتابعي معنا لنعرف إلى أي حد وصلت مع ابنتك بعدما تنفذين ما سوف تطلعين عليه؛ فالأمر يحتاج إلى بذل الجهد والقراءة والاطلاع والعمل والتطبيق، فإذا لم نفعل ذلك لفلذات الأكباد وللأمانة التي نحملها فلمن نفعل؟!
ـــــــــــــــــ(104/235)
حائرة بين طموحي وأمومتي ... العنوان
قد تعودت قبل الزواج وبالأخص قبل أن يرزقني الله بابنة حبيبة أثيرة، على الحركة اليومية الدءوبة باتجاه رسالتي في الحياة، باتجاه الدراسة العلمية المنهجية والعمل التطوعي الدعوي.
وما إن أنجبت... توقف كل الشيء والسبب "أن ابنتي تأخذ كل وقتي"، كنت أقول في نفسي عندما تكبر قليلا وتلهو بنفسها سأجد متنفسا، ولكنها -حفظها الله- كلما كبرت -وهي تبلغ من العمر الآن 16 شهرا- أخذت وقتا أكثر؛ فهي لا تنام قبلي مهما حاولت، وتصحو في الليل أكثر من مرة (وهي تعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط) وتصحو معي صباحا، وتريد أن أقضي كل النهار معها.
وأنا عندما أفتح لها لعبة أو برنامجا تلفزيونيا أو أعطيها صنفا من الطعام الذي تحب، وأجلس بقربها وفي يدي كتاب أو أمامي جهاز اللبتوب، فهي تقفل كتابي بشدة أو تضع رأسها وسطه، أو تضغط على أزرار اللبتوب.. المهم أن تعيق نشاطي لأنتبه لها وحدها، وعندما أستسلم وأفعل أراها سعيدة مرتاحة تزاول نشاطها بفرح، فهي تريديني فارغة اليدين وأن تكون عيناي عليها فقط.
تخليت عن كثير أو بالأصح عن كل أنشطتي وكل شيء تعودت عليه وأحببته، تخليت عن معظم أهدافي عن الجزء الأكبر من رسالتي في الحياة! وأصبحت أشعر بالعجز وأنني أعيش أحلك فترة في حياتي، مع أن الله قد منَّ علي بإنسان أتعهده وأربيه على الإسلام ليكون داعية يوما ما، ولكني لا أستطيع أن أتغلب على الشعور بالحنين الجارف للقراءة والكتابة، والعمل الدعوي، والرغبة العارمة في مواصلة الدراسة؛ الماجستير أولا والدكتوراه ثانيا إذا سنحت الظروف.
كيف أجد الوقت؟ قليلا من الوقت لنفسي؟؟ لاسيما أني لا أجد بقربي أما أو أختا أو زوجا يساعدني على مراعاة ابنتي؛ قهم جميعا موجودون ولكنهم منشغلون جدا بمشاغل الحياة.
جربت أكثر من مرة طلب المساعدة فلم أجد، ولا أرغب معاودة ذلك ثانية، لأنهم يرون أن هذه مسئوليتي أنا وحدي، وإن لم أستطع فهذا ضعف في قدراتي على إدارة حياتي، وهذا الكلام الذي سمعته عندما شكوت حالي، وأنا لا أستطيع أبدا ترك ابنتي عند خادمة أجنبية.
عذرا على الإطالة، ولكني في الفترة الأخيرة وقعت فريسة الاكتئاب والوحدة والحزن والبكاء دون سبب مباشر، ولا أجد معاونا أو مرشدا؛ لذا لجأت لصفحتكم: كيف أجد الوقت دون أن أفرط في تربية ابنتي؟ وجزاكم الله خير الجزاء، وعذرا على الإطالة.
وأودأن أسأل ما هي الكتب أو مَن هم المؤلفون الذين تنصحون بالقراءة لهم في موضوع التربية أو التنشئة الإسلامية من الطفولة المبكرة؟ وهل توجد كتب حديثة في هذا المجال؟ وكيف يمكن الحصول عليها، أي هل تشترى عن طريق الإنترنت؟
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السيدة الدءوب النشطة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، بارك الله فيك وفي ابنتك وأعانك على حسن تربيتها، وقبل أن أبدأ في الرد على استشارتك اسمحي لي أن أسجل إعجابي بك مرتين مرة على ما قمت به في خدمة الدعوة، وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك وينفع بك، والمرة الثانية على أنك ترفضين فكرة أن يقوم على تربية ابنتك إحدى الخادمات أو الشغالات فأعانك الله وثبتك.
أماعن ردي على استشارتك فأستهله بهذه الكلمة الرائعة التي بدأت بها حديثك وهي: "قد تعودت قبل الزواج... على الحركة الدءوبة باتجاه رسالتي في الحياة" فكم أعجبتني كلمة
"رسالتي في الحياة"؛ فكثير من الناس يعيشون ردحا من الزمن لا يعرفون لهم هدفا ولا رسالة ولا يفعلون أكثر من الأكل والشرب وقضاء الوطر؛ فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وهناك أناس كالمصابيح أينما وجدوا أناروا الطريق لأنفسهم ولغيرهم، ولو أدى كل فرد رسالته في الحياة وقام بدوره المنوط به على الوجه المطلوب لتغير حال البشر ولما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من حروب ودمار وفساد...
والآن تعالي لنحلل موقفك بناء على ما سبق، أو بمعنى أدق نحلل سبب وجود المشكلة التي لن تجديها كذلك بعدما تنتهين من قراءة الرد إن شاء الله.
تعلمت من الحياة -سيدتي- أنه لن يخرجني من محنتي أو مشكلتي إلا رغبة قوية في الخروج منها؛ ولذا لا بد أن يكون لديك الرغبة العارمة الشديدة في أن تساعدي نفسك في الخروج من حالة البكاء والاكتئاب هذه وستساعدك النقاط التالية على ذلك.
بدايةسيكون الحل على مرحلتين، ولا تبدئي في المرحلة الثانية إلا بعد أن تنفذي وتدربي نفسك على المرحلة الأولى:
المرحلةالأولى:
1. لا تلعبي دور الضحية وأنك أصبحت مغلوبة على أمرك لا حول لك ولا قوة، وكفي عن اتهام الآخرين بانشغالهم وتخليهم عنك، ولا تحملِّي أهلك المسئولية وخاصة الجدة فقد قدمت من عمرها وجهدها ما لا يستطيع معه أحد أن يطلب منها المزيد، وأما بالنسبة لزوجك فله دور سوف أوضحه لك بعد قليل.
2. استمتعي بحياتك مع ابنتك وحاولي دائما أن تذكري نفسك بنعمة الله عليك بمنحك إياها.
3. ترجمي هذا الاستمتاع بطريقة عملية فالعبي مع ابنتك وامرحي معها ولا تشعريها أنها أصبحت عبئا عليك؛ لأن الأطفال يكوِّنون مفهومهم عن ذواتهم من خلال البيئة التي تحيط بهم وأولها الأبوان، فإنْ تعامل الوالدان مع الطفل على أنه غير مرغوب فيه فسينعكس ذلك على مفهومه عن ذاته وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكه فيصبح إنسانا غير سوي يصل إلى المرض النفسي في كثير من الأحيان، أما إذا تعامل الوالدان مع الطفل على أنه طفل مرغوب فيه فسيشعر بالحب والأمان وهما أهم عناصر التكوين النفسي السوي.
4. اتركي لابنتك أوقاتا لتلعب بمفردها تحت رعايتك وإشرافك وليس لمجرد تلهيتها عنك فإنها إن شعرت بذلك ازدادت تمسكا بك.
5. حاولي أن ترددي على مسامعك أن مهمتك الأولى الآن ورسالتك هي تنشئة ابنتك تنشئة سوية سليمة؛ فأول ما ستحاسبين عليه أمام الله تعالى ليس الماجستير ولا الدكتوراة ولا حتى عملك الدعوي خارج البيت ولكن رعايتك لأسرتك وبيتك، وهذا إذا كنا بالفعل نبغي مرضاة الله ونعمل في الاتجاه الصحيح للدعوة؛ فنحن نرضي الله بما يريد ويرضى لا بما نهوى ونرغب، وليس معنى ذلك أنني أسألك التنازل عن طموحاتك ونشاطك ولكن ليؤجل هذا على الأقل لحين التحاق ابنتك برياض الأطفال، وسوف أرشدك لبعض الطرق والأساليب للبدء في أنشطتك قبل التحاقها بالحضانة في السطور التالية.
6. أن تساعدي زوجك على أن يقوم بدوره كأب فيرعى ويساهم في تربية الابنة وذلك عن طريق تواجده معكم في يوم الإجازة واللعب والملاطفة للابنة وقضاء هذا اليوم في الزيارات والتنزه وأن يتابع كل جديد يحدث للفتاة؛ فيمكن حينما يعود من عمله تحدثينه عن الكلمات الجديدة التي تحدثت بها ابنتكما، وكيف أنها أصبحت تساعدك في حمل بعض الأشياء وترتب معك بعض الأغراض بالمنزل وأنكما تقومان بعمل بعض العجائن والحلوى معا؛ لتقوى الصلة بينه وبين ابنته من ناحية وليندمج شيئا فشيئا في العملية التربوية التي لا تصح إطلاقا بطرف دون الآخر من ناحية أخرى.
المرحلة الثانية:
وبعد أن تقتنعي قلبا وقالبا بما سبق وتنفذيه بل وتبتكري غيره لتستمتعي بكونك أمًّا تعشق هذه المهمة التي لا تضارعها مهنة أو نشاط آخر،أقول حينما تصلين لهذه المرحلة ابدئي في المرحلة التالية والتي ستساعدك على أن تبدئي نشاطك بقدر ما تسمح به ظروفك وظروف ابنتك والنقاط المقترحة لهذه المرحلة هي:
1. بالتأكيد أثناء تحركك ودعوتك تعرفت على أخوات مررن بمثل ظروفك فلم لا تقومين بالاتصال بهن والاتفاق معهن على أن تقوم إحداكن بمهمة جليسة لأطفالكن أثناء تأدية الأخريات بعض المهام المختلفة وأن تتبادلن هذا الدور بينكن.
2. كثير من الأطفال في سن ابنتك حينما يتنزهون يعودون إلى البيت في غاية السعادة وأيضا في حاجة شديدة للنوم فيمكنك أن تصحبيها لنزهة قصيرة في مكان مفتوح لتلعب وتجري ثم بعد عودتكما قومي بما شئت في أثناء نومها.
3. حينما تكفين عن الشكوى ويرى زوجك مرحك مع ابنتك فربما شجعه ذلك على أن يقضي معها وقتا أطول ويشارك معك في أن تسندي إليه رعاية الابنة فترة تواجده معها لحين قراءتك أو مذاكرتك لموضوع معين على ألا يستغرق هذا أكثر من نصف ساعة على الأقل في بادئ الأمر، فإن وجدت عدم ترحاب من زوجك فلا تعطي للموضوع أكثر مما يستحق؛ فكثير من الآباء لا يحسنون التصرف مع الأبناء بمفردهم، وأذكرك ألا تقدمي على هذه الخطوة إلا بعد أن تشجعي زوجك على القيام بدوره كأب كما سبق وذكرت.
4. اشتري لها بعض الكتب المصنوعة من القماش ودربيها على تصفحه وأحضري كتابا لك وتصفحي فيه بعد أن تخبريها أن كل واحدة منكما عليها أن تقرأ في كتابها، ربما لا تحبذ ذلك في بادئ الأمر ولكن يمكنك تعويدها على ذلك تدريجيا، خاصة أنها ستعتاد على احترام الكتاب وتتعلم من أمها حب القراءة والاطلاع وبعد فترة ستسمح لك بالقراءة والمذاكرة ولكن الأمر يحتاج إلى الصبر والمثابرة.
وأود قبل أن أختم رسالتي معك التي أرجو أن تكون قدمت ولو جزءا بسيطا لأفكار واقتراحات يمكنك الاستفادة منها بل والزيادة عليها، أود أن أهمس في أذنك ألا تجعلي للشيطان سلطانا عليك فيجعلك تحتقرين ما تقومين به ويسول لك أنك لولا هذا الزواج والأبناء وهذه الأعباء لكنت حصلت على الماجستير والدكتوراة ولكان لك شأن في الدعوة والمجال العلمي والمهني، فإنك إن شعرت بهذه الوساوس فعليك بالاستعاذة بالله وأن تتذكري ما ذكرته أنت بنفسك في رسالتك بأن الله من عليك بإنسان تتعهدينه وتربينه على الإسلام، فلتكن هذه رسالتك وهذا عملك الذي تهدينه للأمة الإسلامية وشفيعك يوم القيامة يحجب النار عنك.
إن المأساة التي نعيشها الآن -سيدتي- في المجتمع الذي يدّعي المدنية والتقدم هي ترك مهمة التربية، فقد نفضت الأم يدها عنها -فضلا عن الأب- لتبحث عن كيانها خارج البيت خاصة بعد تشجيع وحث وسائل الإعلام التي نالت من أنبل مهمة خلقها الله وهي التربية وقامت بتشويه صورة ربة البيت والأم وأخذت تقلل من شأن الأمومة حتى تغلغل هذا الفكر في قلب وعقل بنات حواء ، الأمر الذي وجدنا رد فعله في كل الأجيال التي تخرج إلى الدنيا ولا تجد من يرعاها، وما المفاسد التي نطلع عليها ليل نهار في الدش والإعلانات والفيديو كليب إلا نتاج هذه الخدعة التي عشناها عقودا، والتي بدأ يتخلى عنها أصحابها الذين روجوا لها في البداية فنساء الغرب الآن يرفعن شعار العودة للبيت وينادين بأهمية الأسرة ورعايتها فلا تقعي في هذا الشرك وذكري نفسك بأنك تتولين أسمى مهمة ، مهمة الأنبياء جعلنا الله أهلا لها.
أخيراأدعو الله أن يمنحك القوة والثبات ويوفقك لما يحب ويرضى، كما أرجو أن تتابعي معنا.
أما عن السؤال الثاني وهو: الكتب التي تتناول التربية الإسلامية فالكتب المقترحة هي
1. منهج التربية النبوية للطفل لمحمد نوربن عبد الحفيظ سويد.
2. الموسوعة التربوية صدرت عن سفير.
3. بين الآباء والأبناء تجارب واقعية للدكتور محمد سليم العوا.
4. كتاب رعاية نمو الطفل للدكتور علاء الدين كفافي.
5. علم نفس النمو للدكتور حامد زهران.
والكتابان السابقان يتناولان أهم سمات وخصائص المراحل العمرية المختلفة من الطفولة حتى المراهقة.
6. بلوغ بلا أزمة للدكتور أكرم رضا.
مع ملاحظة أن كلا من الكتب السابقة يحوي العديد من المراجع التربوية الأخرى يمكن الرجوع إليها.
7. إلى جانب بعض الكتب التي تترجمها مكتبة جرير.
ـــــــــــــــــ(104/236)
صراع قضاء الحاجة الخالد ... العنوان
استفساري حول تعليم الطفل ضبط البول والإخراج، حيث إن ولدي عمره 3 سنوات و10 أشهر، وبدأنا تنظيفه من بداية شهر 4 الفائت، حيث إنه بداية الصيف عندنا في الأردن وشتاءنا بارد جدًّا.
وبقينا مستمرين على ذلك لمدة شهرين حتى جاءنا مولود جديد في بداية شهر 6؛ لذا اضطررنا للتوقف، وأعدنا استخدام الفوط. الملاحظة هنا أنه بعد شهرين من المحاولات أن الطفل استطاع أن ينظم هذا الأمر نوعًا ما، أي أنه إذا أخذناه إلى الحمام يفعلها ويعرف كيف يتحكم بإخراجها سواء كانت بولاً أو إخراجًا، لكن المشكلة أنه لهذه اللحظة لا يطلب الحمام قطعيًّا، أي إذا تفقدناه يفعلها بالحمام وإذا نسيناه لا يطلب ويفعلها بملابسه، مع أن مستوى الطفل وذكاءه جيد، وإدراكه جيد، طبعًا وصلنا لنفس النتيجة في المحاولة الأولى قبل مجيء الطفل الجديد، وبعد مجيئه بدون أي تقدم مع أننا هيأناه جيدًا قبل مجيئه وهو يحبه جدًّا ولا يؤذيه إلا في بعض الحالات عن غير قصد بهدف التعرف، مثل أن يحاول أن يتلمس أطرافه وعيونه وأنفه، وهكذا...
فأرجوكم ما هو السبيل إلى تعليمه أن يطلب الحمام؟مع أننا نقول له مرارًا أن يطلب الحمام عند الحاجة، لكن دون فائدة شاكرًا لكم مساعدتكم، والسلام عليكم.
مع العلم أني قرأت معظم الاستشارات المتعلقة بالموضوع في موقعكم، ولم أجد فيها جوابًا لمسألتي مع الشكر مرة أخرى.
... السؤال
التبول اللاإرادي ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله عز وجل أن يجعلني دومًا ممن دلوا على الخير؛ وأن يوفقني في الجواب الشافي، بعونه تعالى المعافى. أحييكم على هذا المجهود الطيب في مطالعة ما يفيد في تربية أبنائكم. ونسأله سبحانه أن ينشأ كما تود؛ فيكون ولدًا صالحًا يدعو لكم.
أحييكم ثانية على اجتهادكم في تدريب ولدكم الحبيب عمليًّا على الاعتماد على نفسه؛ خاصة في موضوع الحمام وقضاء الحاجة. وسنحاول معا في حل هذه المشكلة البسيطة.
فهي من تساؤلكم تبدو لنا كإحدى الصور الطبيعية جدًّا والمتوقعة لأي طفل في مثل عمره -وهو عمر 4 سنوات-؛ فهي تفتح ملفًّا مهمًّا في تربية الطفل يسمى (ولدي... والصراعات الثلاث الكبرى والخالدة في حياته: النوم والأكل وقضاء الحاجة).
وأبدأ الحل بتذكيركم بـ(المنهجية الرباعية الذهبية للتعامل مع مشاكل الأبناء السلوكية)؛ وذلك من أجل البحث عن الحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة والتي يجب أن تتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:
الخطوة الأولى: فهم المرحلة السنية التي يمر بها الطفل وسماتها وخصائصها المميزة.
الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة، لتغييرها وعلاج المشكلة.
فلو تمت وبطريقة صحيحة تلك المنهجية الرباعية، في كل مشاكلنا مع أبنائنا؛ ما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها، ونحن نجيد فن التعامل مع كل مرحلة بفهمنا لها مسبقًا، ولتوقعاتنا بما سوف يحدث منهم.فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا يدانيها متعة.
والآن سنحاول تطبيق هذه المنهجية الذهبية الرباعية على حالة ابننا الغالي؛ ومشكلته التي نطلق عليها: (ولدي...وصراع قضاء الحاجة الخالد).
الخطوة الأولى والثانية: ما هي أبرز سمات المرحلية السنية للعمر (4) سنوات؟
وكيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية (4) سنوات؟
(1) الجانب العاطفي (النفسي والاجتماعي) للسن من (3 - 4) سنوات:
أولاً:المظاهر و السمات:
1 - صعوبة في مشاركة المشاعر مع الآخرين.
2 - الخوف من:
1) الارتفاعات.
2) الفشل.
3) المواقف الجديدة.
3 - خجول ويعي نفسه.
4 - يشكل صفاته من البيئة المحيطة مثل: العائلة والأقران.
5 - بداية تأسيس الجانب الأخلاقي.
6 - يقل العنف البدني والحركي.
7 - يزداد العنف اللفظي.
8 - يفضل اللعب في مجموعات صغيرة أو وحيدًا.
9 - يحتاج إلى تشجيع وتحفيز دائم.
10 - يتعرف على الأعضاء الجنسية وكيفية قضاء الحاجة.
ثانيًا:فن التعامل
1 –الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2 - تلقينه القيم الطيبة.
3 - عدم اللوم.
4 - التدريب على قضاء الحاجة.
5 - معاونته في الترويح واللعب.
(2) الجانب الفكري للسن من (3 - 4) سنوات:
أولاً: المظاهر والسمات:
1 - زيادة في القدرة على التعبير عن الرأي لفظيًّا، ولكن بدون تركيز.
2 - وقت الاستماع أقل من (30) ثانية فقط.
3 - المحاولة والخطأ وسيلة اكتشاف العالم.
4 - اللعب الحر والتفكير الخيالي.
5 - يستخدم الأرقام دون فهم معناها أو محتواها.
6 – يمكنه اتباع التعليمات، ولكن لا تزيد عن فكرتين.
7 - فترة انتقالية بين إرضاء الذات وإرضاء الآخرين أو الجماعة التي ينتمي لها.
8 - يستخدم الأسئلة والطلبات والأوامر كوسيلة اتصال بالعالم المحيط:
1) لماذا...؟!.
2) أريد...!!!!!.
3) متى...؟!.
9 - يجمع الكثير من المعلومات والرموز في عقله، ولكن بدون منطق في الفهم أو الربط بينهما. (مرحلة التلقي والتكديس).
10 - نقص في القدرة على التعميم؛ مثلاً:
- إذا رأى خروفاً يشبه الذي يملكونه يقول: "خروفنا".
ثانيًا:فن التعامل:
1 –الدعم الإيجابي: بالتشجيع والتقدير.
2 - احترام تجاربه وتجنب تَخطِيئه.
3 - الاستماع.
4 - الحوار والإجابة عن أسئلته.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمربهاالأسرة عامة والطفل خاصة والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل؛ فأوجدت المشكلة.
لقد وصلتم مع ولدكم الحبيب إلى درجة طيبة في التدريب على قضاء الحاجة، ولكنكم فجأة -ودون سابق إنذار- أوقفتم محاولتكم الطيبة والجادة، فوقف هو في تعليمه عند مرحلة تدريبية معينة، ولم يتقدم عنها لانشغالكم بأخيه.
فلِمَ نلُم هذا الصغير على عدم تقدمه؟!!!.
ولِمَ نستغرب منه هذه الانتكاسة؟!.
ولِمَلا ننظر إلى أنفسنا أولاً وما نقدمه له، قبل البحث عن ضعف استجابته التدريبية؟!.
فلعله قد استغرب توقفكم المفاجئ، وانشغالكم عنه، فماذا كان رد فعله؟
لقد أرسل إليكم الكثير من الرسائل المادية والمعنوية والتي انتظر ردكم عليها!!!.
ولكنكم انشغلتم عنه وعن رسائله؟!.
ولعلكم لم تتخيلوا أن هذا الصغير يمتلك رسائل؟!.
ولعلكم لم تبذلوا جهدًا في فهمها!!!.
فما هي احتمالات مقاصده من رسائله إليكم؟.
فلو أننا حاولنا ترجمة تصرفاته وكأنها رسائل معينة وواضحة، لعرفنا بعض ما يقصده، فالرسائل هي لغته للمحيطين؛ مثل:
1 - هل هذا الحد من التدريب هو المطلوب مني الآن يا والديَّ الأعزاء؟.
2 - لِمَ توقفتم في تدريبي، وما السبب؟!.
3 - هل أصبحت على الهامش بقدوم الضيف الجديد؟.
4 - هل أقلد هذا الضيف وأفعل ما يفعله حتى تهتمون بي مثله؟!.
5 - سأفعل كل ما يجعلكم تهتمون بي مثل أخي؛ لعلكم تفيقون!!!.
الخطوة الرابعة: ما هي آليات الوقاية من هذه الحالة الخاصة لولدكم الحبيب وتغييرها وعلاجها؟:
1 - الفهم الجيد لسمات مرحلته السنية.
2- تطبيق فن التعامل مع مرحلته السنية؛ مع التركيز على فهم حاجات الطفل في هذه السن:
-التدعيم والتعزيز الإيجابي.
- الحرية.
- الترفيه والترويح.
- الحب.
- الحاجة للتوجيه.
- الحاجة للانتماء إلى أسرة دافئة.
3 –محاولة التدريب على قضاء الحاجة بجدية وعدم قطع المحاولة لأي أمر أو شاغل آخر.
فما هي الشروط الـ(11) الذهبية لعملية التدريب؟
أولاً: الفهم: يجب على الوالدين معرفة أن العمر الطبيعي المتوقع عنده القدرة على التحكم في التبول؛ هو من (2) إلى (4) سنوات.
إذن لا يمكن أن نقول إنها مشكلة قبل عمر أربع سنوات.
الطفل الطبيعي التحكم في عملية التبرز مع بلوغه 30 شهرًا، أي سنتين ونصف؛ وذلك لاكتمال نمو العضلة المسئولة عن التحكم في التبرز في مثل هذه السن.
وهناك اختلافات شديدة بين الأطفال فلا تقارن طفلا بطفل، فلكلٍّ طبيعته، ولكلٍّ ظروفه.
ثانيًا: الجدية: فلا تؤخذ بتراخي.
ثالثًا: التعاون: سواء بالنسبة إلى الوالدين بعضهما مع بعض أو الوالدين مع الطفل، أو كل المحيطين به.
رابعًا: الاستمرارية: فلا تقطع لأي طارئ؛ فأي انتكاسة تعني عدم الجدية وعدم الالتزام من قبل الوالدين.
خامسًا: الثبات: فيجب أن نحاول تثبيت وقت التدريب اليومي، وتثبيت موعد ذهابه قبل النوم وتثبيت وقت إيقاظه من النوم للذهاب للحمام، وتثبيت مكان الحمام، وتثبيت مكان نومه.
فعملية التثبيت كلها تبني ما يعرف بالرابط الذهني؛ وبرد فعل انعكاسي، فيشعر الطفل بالرغبة في الإخراج عند هذا الوقت الثابت والمكان الثابت.
سادسًا: الرفق: فلا يعاقب معنويًّا أو ماديًّا أو حتى قوليًّا لأي خطأ، ويكفي حرمانه من المكافأة.
سابعًا: الصبر: فلا نفقد الأمل، وعلى الأم أن تبذل قصارى جهدها، وتُصرُّ على جلوسه على المرحاض حتى لو رفض هو الانصياع لذلك.
ثامنًا: التهيئة الإيجابية: فنحبب إليه مكان التدريب؛ بوضع بعض اللعب المحبَّبة له، وتجلس الأم بجواره مدة بقائه، وتحكي له بعض القصص أو تنشد له بعض الأناشيد.
تاسعًا: الإيجابية: أي إشعار الطفل بمسئوليته الفردية ودوره الشخصي والهام في تنمية وتطوير قدراته في التحكم في نفسه.
عاشرًا: الدعم والتعزيز الإيجابي: ويقصد بالتدعيم هو أي رسالة قولية أو فعلية تنشئ أو تقوي سلوكًا.
ويشمل هنا كل الرسائل التربوية اللفظية والحركية؛ المباشرة وغير المباشرة؛ المعنوية والمادية والتي تبني روح المبادرة والإيجابية والتحفيز في نفوس الأطفال، ومكافأتهم على كل مرة يعلنون رغبتهم في قضاء الحاجة.
إن عملية التمرين كأي تدريب على سلوك جديد يحتاج إلى حافز ودافع؛ فيحتاج عند الإنجاز والاستجابة إلى الكثير من التعزيز والتشجيع.
أ - التشجيع المعنوي: الابتسامة - التصفيق - الاحتضان - القبلة - الملامسة - مسح الرأس وفرك الشعر - المداعبة والممازحة - المصاحبة - الثناء - المدح.
ب - التشجيع المادي: الهدايا والعطايا - الحلوى - اللعب الصغيرة.
والتعزيز الفعال هو أن يتم في التو ولا يؤجل وإلا أصبح جزاء.
فلا تظهر المكافأة إلا في حالة التبول في المكان المخصص لذلك؛ لصنع رابط عصبي، فهذا ينبِّه الطفل وجهازه العصبي، وكأنها ردود فعل انعكاسية.
حادي عشر: التصميم: إن معركة أو صراع قضاء الحاجة الخالد؛ هو صراع سلوكي، ومعركة على الوالدين أن يديراها بحكمة وفهم وصبر وتصميم على إنجاز المهمة، من أجل مصلحة الحبيب.
ومن يصمم ويصبر فسيحقق هدفه في النهاية.
4 - الدعاء:
لا تنس دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. [الفرقان: 74]
فسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديها ولأمتها، وستكون للمتقين إمامًا؛ علميًّا وخلقيًّا وسلوكيًّا.
5 - احرص على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم
ـــــــــــــــــ(104/237)
ماذا تعني كلمة أمومة؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، المشكلة ليست مشكلتي، بل مشكلة جارتي الجديدة التي تحكي لي أنها قبل الزواج كانت تحب الأطفال كثيرا لكنها بعد زواجها أنجبت طفلتين ولم تحب تحمل مسئوليتهما؛ فقد أرضعت الأولى شهرا واحدا والثانية شهرين.
وقد تركت طفلتها الأولى منذ أن كان عمرها شهرا عند أمها وذهبت مع زوجها لدراسته، وبعد مدة سافرت إلى دولة أخرى وأخذت بنتيها وأصبحت متضايقة منهما لأنهما يشكلان عبئا عليها، وتقول هي تحبهما لكن لا تريد أن تتحمل مسئوليتهما وتفكر الآن أن ترسلهما لأهل زوجها لتربيتهما، وهي حامل الآن وتريد أن ترسل طفلها القادم لأمها لتربيته.
ماذا يمكن أن أفعل لمساعدة بنتيها فهما يحبانها رغم الضرب الشديد منها، وهي تقول مستعدة لتضحي ببنتيها لكن زوجها لا؛ فهي تحبه كثيرا. أرجو الاهتمام بالأمر.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
نشكر لك تعاطفك مع أطفال جارتك فهم يستحقون التعاطف وقد ابتلوا بأم غير سوية؛ فهذه الأم التي لا تريد أن تتحمل مسئولية أطفالها وتفكر في إرسالهم إلى أهل الزوج لتربيتهم وإرسال الطفل الذي ما زال غيبا في رحمها ولم يولد بعد إلى أمها لرعايته لا تستحق أن تحمل لقب الأم؛ "لأن الأمومة ليست حملا وولادة.. بل الرعاية والتربية وتحمل المسئولية والسهر، وبذل كل غال من أجل الأطفال هو الذي يجعل الأم تحمل هذه التسمية ويجعل الجنة تحت أقدامها. أما من تلد وتلقي أطفالها للآخرين من أجل رعايتهم فهي مريضة نفسيا وتحتاج لإعادة تأهيلها نفسيا حتى تكون إنسانة أولا ثم أما ثانيا..
وإن حياة الأطفال مع هذه الأم الرافضة لهم خطر عليهم من الناحية النفسية؛ حيث تصل رسالة الرفض إلى الأطفال ويشعرون بها، وبالتالي يرفضون هم كل من حولهم ويشبون كارهين لأنفسهم وللمجتمع الذي لم يستطع أن يمنحهم الحب والحنان الذي يستحقونه؛ لذا فإن أفضل الحلول فعلا هو أن يقوم أهل الزوج أو أم الزوجة برعاية هؤلاء الأطفال عسى أن يجدوا صدرا حنونا.
نعم لن يكون حنان الآخرين مثل حنان الأم ولكن أين هذه الأم... لنعتبر أن هذه الأم قد ماتت في حادثة، وأن هؤلاء الأهل اضطروا لرعايتهم فذلك أفضل من المعيشة مع أم رافضة لهم...
وإن كان لك نصيحة لهذه الأم فهي أن تطلب العلاج النفسي؛ لأنها غير سوية، وتحتاج لإعادة التأهيل النفسي، أو أن تكف أذاها عن الأطفال، وتتوقف عن إنجاب مزيد من الأطفال الذين لا تعطي حقهم في الرعاية والتربية.. وقد قالها الرسول الكريم لمن لا يُقبل أطفاله، وماذا أفعل وقد نزعت الرحمة من قلوبهم؟ "من لا يرحم لا يرحم".
ـــــــــــــــــ(104/238)
هل يعزلك طفلك عن العالم؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
استشارتي تتعلق بابني، فأنا محتارة في التعامل معه. بدت حياتي تتغير من كثرة الحيرة، وكأني أعيش في دوامة لا خلاص منها، صدقوني أنا محتارة.
يبلغ حمد من العمر ثلاث سنوات وتسعة أشهر، ذكي جدًّا جدًّا ما شاء الله، لكن بقدر ما هو ذكي بقدر ما هو عنيد للغاية، يعمل الخطأ عمدًا ولا يكترث لأحد، حتى لو نهرته وضربته لا أجدا فائدة من ذلك أبدًا. كل من يراه أو يجلس معه ربع ساعة يعرف أنه أشقى الأشقياء. كل المعارف يقولون لي بأنه شيطان، الكل والله !!.
سأخبركم بأمثلة كي تتضح لكم الصورة: عندما أذهب لزيارة أهلي يسكب الماء عمدًا على الأرض ويجلس يضحك، حتى لو نهرته أو مهما كان رد الفعل الصادر تجاهه. عندما يكون أمام التلفاز يدير أزرار الصوت لآخر حد، وأيضًا يجلس يضحك، وكأنه دائمًا في تحد مع الأشخاص. ماذا أفعل؟ أشعر بالخوف عندما أكون في زيارة أحد؛ لأنه عندما يمسك بأي شيء يقذفه حتى لو كان شيئًا خطرًا رغم معرفته التامة بأن ما يقوم به خطأ.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
إن إحساسنا بأن أطفالنا يمثلون عبئًا علينا يمنعنا من ممارسة أنشطتنا العادية يجعلنا غير حياديين في تعاملنا مع أطفالنا، بمعنى أننا نتخذ منهم موقفًا نفسيًّا مضادًّا يمنعنا من القدرة على التعامل الصحيح معهم. هذه نقطة مبدئية؛ لأننا في النهاية نتعامل مع طفل نحن المسئولون عن توجيهه وتربيته وليس مع رجل كبير يتحدانا ونتحداه؛ لأن ما يبدو أنه تحدٍّ هو في الحقيقة دعوة للفت الانتباه. أنا موجود.. انتبهوا إليَّ، وعندما نصرخ ونصيح فنحن قد حققنا هدفه.
وعندما نتحدث عن الطفل المشاغب العنيد فنحن نؤكد مكانته التي لا يمكن أن يتخلى عنها؛ لذا فعلينا أولا أن نهدأ وندرك أننا نتعامل مع طفل يحبنا ويحب أن يلفت الانتباه إليه. والبداية أن نكف عن وصفه بالعنيد أو المشاغب أو أن نتحدث مع الآخرين عنه.
والنقطة الثانية: أن نهتم به بدون أن يحتاج إلى استعراض سوء أخلاق، بمعنى أن نقضي أوقاتنا نتكلم معه، ونصغي إليه، ونلعب معه، ونشركه في أنشطتنا؛ فيشارك في إعداد مائدة الطعام ويشارك في التحضير للرحلة، ونناديه بأحب الأسماء والصفات، ونكثر من اللمس والحضن والقبلة فيشعر بالدفء والحنان. وفي كل ذلك نكثر من كلمات التشجيع والتحفز بحيث لا يصبح محتاجًا للفت الانتباه؛ فهو يشعر بحبنا واهتمامنا طول الوقت، بعدها إذا حدث منه أي سلوك سيئ فإن الحسم والحزم من جميع الأطراف في رفض هذا السلوك، والاتفاق معه على طبيعة العقوبة، وضرورة الاعتذار منه بعد وقوعها، وتنتهي القصة بانتهاء الموقف ولا نظل نحكي للجميع ما حدث.
الخلاصة: هو أن تهدئي أولاً ولا تتخذي منه موقفًا نفسيًّا، وأشعريه بالاهتمام والحب، ثم ضعي قاعدة للعقاب، وعندها ستنتهي المشكلة إن شاء الله
ـــــــــــــــــ(104/239)
أشواك الغيرة تدمي الصغيرة ... العنوان
ابنتي ذكية ومنذ الصغر تدللت كثيرا لأنها ولدت بعد 5 سنوات من ولادة أختها الخامسة وكانت تلاعب الجميع وجميع أفراد العائلة يلاعبها ما عدا التي تكبرها بـ 5 سنوات أشعر أنها تغار منها وكثيرا ما تغيظها وتستفزها، وكثيرا ما تبكي وتشكو وأنا أجعلها تلاعبها وتعطيها ما تريده، وأريد الحل ماذا أفعل مع كثرة شكاويها وبكائها حتى إنها لا تنام الليل بطوله وعبارات وجهها غير طفولية ترى علامات الأرق تحت عيونها وتقضم أظافرها وأشعرها دائمة المراقبة لمن حولها.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأم الكريمة..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أدعو الله أن يعينك على تربية زهراتك الست وأن يجعلهن لك سترا مضاعفا من النار.. فبارك الله لك فيهن.
سيدتي..الغيرة سلوك طبيعي لطفلة تعيش مع هذا العدد من الأخوات خاصة إذا كان فارق السن بينها وبينهن كبيرا وبالتالي فهي لا تشعر بالتواصل معهن أو القدرة على مجاراتهن في ألعابهن، ولا ندري هل تجدي أنت وقتا لرعايتها والاهتمام بها.. إن شكاواها المستمرة وبكاءها هي محاولة للفت الانتباه لها إنها تريد أن تجد لها مكانة وسط هذا العدد..
إن قضم أظاهرها تعبير عن شعورها بافتقاد الاهتمام... ولن يعوضها أحد اهتمامك ورعايتك... إنها تحتاج إلى أن تتكلمي معها وأن تجيبي على أسئلتها وأن تأخذيها في أحضانك وأن تقبليها وتتلامس معها وأن تناديها بأحب أسمائها وصفاتها وألا تشعر أنها الصغيرة التي لا تحصل على حقوقها أو أنها الصغرى التي يوجهها الجميع وينقدها الجميع، فكل طفل له أم واحدة، وهي لها خمس أمهات هن أخواتها الكبريات. فليكن دور أخواتها هو أيضًا الرعاية والاهتمام... نعم إنها تبحث بعينها عن الاهتمام من الآخرين لأنها تفتقده ولا تجد طريقة للحصول عليه إلا الشكوى والبكاء..
فلنغلق عليها الطريق ولتشعر بحبنا واهتمامنا فلنشاركها لعبها ولنشركها في أنشطتنا، ولا نجلعها منبوذة بحكم فارق السن؛ فتصرخ فينا باكية شاكية ثم نسأل لماذا تشكو لماذا تبكي.. إنها تشكونا إلى أنفسنا... فلنوصل لها رسالة الحب والاهتمام، وعندها ستتوقف عن البكاء والشكوى وقضم الأظافر وستنام قريرة العين؛ فالكل يحبها ويهتم بها.
ـــــــــــــــــ(104/240)
بطء التركيز لا يعني صعوبات التعلم ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نحن أسرة لطفل عمره 10 سنوات، وبمتابعة البحث وجدنا مجهوداتكم الطيبة قد تطابقت إلى حد كبير مع المشكلة التي نعاني منها مع ابننا، وهي عدم التركيز نهائيا في حياته العامة والدراسية، وصعوبة التفكير والميل للسطحية، وعدم الإمعان في الشيء الذي يحتاج إليه حتى ولو كان مهما، كما يترك دائما ما يحتاج إلى التركيز أو التفكير إلا في حالتين هما لعبة الشطرنج وألعاب الكومبيوتر.
ولقد اطلعنا على رسائل البريد المتداولة بينكم وبين القراء، وقمنا ببعض الخطوات لتوفير الوقت، ونعرض عليكم نتيجة ذلك؛ حيث أجرينا نوع اختبار الذكاء عند الطفل وكانت النتيجة كالآتي:
- وفقا لتوقعات الأم: ذ. لغوي 2/5، ذ. منطقي رياضي 4/5، ذ. موسيقى 4/5، ذ. مكاني فراغي 1/5، ذ. بدني رياضي 4/5، ذ. شخصي 1/5. ذ. التعامل مع الآخرين 3/5.
أما بالنسبة للنتيجة الشخصية للطفل فهي كالآتي: ذ. لغوي 2/5، ذ. منطقي رياضي 5/5، ذ.موسيقى 4/5، ذ.مكاني فراغي 4/5، ذ. بدني رياضي 4/5، ذ.شخصي 1/5، ذ.التعامل مع الآخرين 5/5. وإلى هذا الحد توقفت معلوماتنا وقدراتنا مع محاولتنا المستمرة في تنشيط ذهنه وتركيزه، ولكنه تقدم بطئ وهو ما يتعارض مع عمره (10 سنوات)، وهذا يقلقنا ويعطينا إحساسا بالعجز تجاه المشكلة.
علما بأننا قرأنا بجريدة الأهرام المصرية في 3-7-2005 في عمود (مجرد رأي) عن مرض اسمه (ديسلكسيا Dyslaxia )، فهل هذا هو نفسه حالة طفلنا أحمد أم حالته تختلف عنه؟ مع العلم أنه أنهى الصف الرابع الابتدائي بمستوى دراسي جيد بمدرسة لغات، ويعيبه في الدراسة ليس صعوبة الفهم ولكن يعيبه أولا ضعف التركيز والبطء الشديد في التحصيل والكتابة. فما الحل، وما الخطوات التالية التي يجب عملها؟ أفيدوني أفادكم الله.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الإخوة الأفاضل: شكرا لاهتمامكم بالطفل، وأسأل الله أن يجعله من أبناء السعادة في الدارين إن شاء الله.
من المعلومات التي وردت بالاستشارة أستشف أنه لا مشكلة دراسية لدى الطفل؛ وذلك لأنه أنهى مستوى الصف الرابع بمعدل جيد، وكذلك نتائج اختبار الذكاء جيدة جدا. أما بالنسبة للديسلكسيا فهي بالعربية تسمى صعوبات التعلم الدراسية؛ حيث يعاني الطفل المصاب من صعوبات في القراءة والكتابة، وهي درجات تتراوح من صعوبة إدراك وتمييز الحروف المكتوبة والمقروءة إلى صعوبة ربط الحروف لتكوين كلمات، ومن مظاهرها كتابة الحروف مقلوبة أو الكتابة الإملائية كما ينطق الطفل الكلمة وليس كما يجب أن تكون. وكما هو واضح، فإن الطفل لا يعاني من مظاهر الصعوبات وإلا لكان صعب عليه تجاوز مستوى الصف الرابع الأساسي بنجاح.
أما عن شكواكم الأساسية حول اللامبالاة وضعف التركيز فقد تكون صفات شخصية خاصة بالولد وليست مشكلة كما تتصوران، ويبدو أن كثيرا من الأطفال بهذا الجيل يمرون بنفس المظاهر من اهتمام بالتلفزيون أو الكمبيوتر وعدم الجدية أو وجود حافز. وأرى أن تستشيروا إخصائي إرشاد أسري تربوي لتقييم الطفل وظروف الأسرة والدراسة،
ـــــــــــــــــ(104/241)
مشاكل ما بعد فطام طفلك ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
ابنتي بعد الفطام تغيرت أخلاقها جدا، فبعد الفطام بشهر التزمتُ بمدرسة للغة ثلاثة أيام في الأسبوع من الساعة 8.30 : 12.00 ظهرا، هذا بعد فترة الفطام وآخذ معي خديجة إلى المدرسة، وأتركها تجلس مع مربية وكثير من الأطفال، ولكن هذه المربية تتحدث طبعا الألمانية والأطفال من عدة جنسيات، وبالتالي ليس هناك لغة تفاهم.
ولا أدري، لعل هذا الأمر سيئ لابنتي. المهم.. منذ فترة ما يقارب شهرين وخديجة بدأت تتعامل بطريقة فظة نوعا ما، فهي أولا: تعبر عن استيائها مني ومن أبيها بأن تفعل كل ما تشعر أنه يغيظنا، مثل الوقوف أمام التلفاز أو رمي الأشياء من على الطاولة.
ثانيا: إنني أشعر أنها من طفولتها المبكرة وهي معتدة بنفسها، وفهمها عالٍ عن سنها إلى حد ما، أنا لا أقول ذكية لكن أقصد أنها تتعامل بتركيز أحيانا مع الغير. مشكلتي معها أنها كثيرة الصراخ في الطريق، وعند الناس، وفي السوبر ماركت، وفي البيت، وإلى الآن لم تر ردة فعلي على الموضوع. أنا بانتظار استشارتكم الصحيحة حتى لا أتعامل معها بطريقة خاطئة تجرح شعورها أو تؤثر في المستقبل على شخصيتها، وأكتفي الآن بالصد عنها وتركها تصرخ كما تشاء، وإن كانت تصرخ لتحصل على شيء ما فلا أعطيها إياه، علما بأن سنها الآن سنة وعشرة شهور. وفي الطريق تسبب لي الإحراج أمام الألمان، فكلهم ينظرون إلي نظرات غريبة، ويراقبون ما سأفعله معها، أما في البيت فوالله أحيانا أدخل إلى غرفة ثانية وأبكي منها.
ثالثا: هي تحب أن تأكل بنفسها رغم أن أكلها سيئ جدا، وعندما تأكل تبهدل الدنيا. وحينما تأكل فجأة ترمي الطعام من فمها. أريد أن أخلصها من هذه العادة السيئة ولا أدري كيف. حاليا هي لا تفهم الحرام، وأحاول الشرح لها وأقول لها: هذا خطأ يا خديجة، فتقول لي طبعا بلغتها الطفولية غير المفهومة ما معناه: ماما، ييه الأكل على الأرض، وتبدأ بالتكشير. لكنها في الوقت نفسه لا تتوقف عن فعله.
وفي المدرسة تقول لي المربية: إنها تضرب الأطفال وغير لطيفة إلا مع من يكبرونها سنا؛ فهي تحب اللعب معهم، مثلا: أخذتها للحديقة ولعبنا ساعتين وكانت هناك فتاة ألمانية 3.5 سنوات لعبت معها لكن ليس بانفتاح كبير. أحيانا أشعر أنها تغار، وعندما يأتي عندي أناس معهم أطفال لا تسمح لهم باللعب بألعابها، وإذا أتى طفل عندها وقبل أن يطلب اللعبة ترميها وتبدأ بالبكاء، وهذا يسبب لي الإحراج. أنا لا يهمني الناس، المهم أن تساعدوني وتبصروني بالطريق الصحيح للرد على تصرفاتها.
الحمد لله أطوِّل بالي عليها جدا، لكن أباها أحيانا يتعصب عليها. المشكلة أنها لا تتأثر ولا تنظر إليه وبذلك تجبره على الضحك. والآن عندي شهر إجازة وأريد أن أتفرغ لها كي أصلح من هذه السلوكيات. أنا دائما أشتري لها الألعاب التي تنمي قدرات الطفل من ألعاب الخشب وغيرها، وهي تتجاوب معي والحمد لله.
وللحق هي أحيانا تكون عبارة عن ملاك، وأنا أحبها جدا حتى في قمة تعصبها.
رابعا: وهو أهم شيء؛ أنا أشعر أنني قصرت معها من ناحية الحنان؛ فهي منذ ولادتها وهي تنام في سرير منفصل لكن في غرفتي، وكانت تستيقظ في الليل كي ترضع فأستيقظ وأرضعها وأعيدها إلى سريرها. وعندما بلغت 8 شهور كنت أنام بجانبها عندما أرضعها، وبعد تقريبا ساعتين أعود لسريري، ولكن عندما فطمتها شعرت أني ارتكبت خطأ كبيرا يصعب إصلاحه؛ لأن طريقة الفطام كانت فجائية وبلا مقدمات.
فهي إلى الآن عندما تريد النوم أو أحيانا عندما تلعب تقوم بوضع طرف كمها على فمها وتقوم بعملية الرضاعة. أشعر أن هذا يعطيها شعورا مريحا لكني عندما أراها تفعل هذا أبدأ بالبكاء؛ لشعوري أنني السبب في ذلك.
ساعدوني في كيفية التصرف معها، وما الكلمات التي يجب أن تسمعها مني؟ فأحيانا أقرأ بعض الاستشارات لكني لا أستطيع فهم النقاط العملية المهمة في تطبيق ذلك السلوك، علما أني -والله شهيد- قد استفدت جدا من هذا الموقع الرائع، جزاكم الله خيرا.
... السؤال
السمات الشخصية ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
مرحبا أم سمية.. وإني أشكر الله إليك هذه الثقة في قسم (معا نربي أبناءنا)، وهذا التواصل المتكرر في مراحل نمو الحبيبة الصغيرة (خديجة). وما زلت أذكر استشارتكم الرقيقة وأنت تحاولين المعاونة في فطام الغالية (خديجة)، وقد أعاننا الله في أحد أيام فبراير (2005) على الرد في ذلك الوقت، فلعله أفادك.
ونتمنى من الله سبحانه أن نرى اليوم الذي تسأليننا فيه عن كيفية تهيئتها للخطبة والزواج، ومشاكل الأخت (خديجة) في الحمل والولادة، ومشاكل (أبناء خديجة).
ونسأله سبحانه أن يعيننا على حسن الرد وحسن التواصل مع قرائنا وأصدقائنا من آباء وأمهات مخلصين ومخلصات.
حقا، إن التربية عملية تواصل وتعاون. وحقا كم هو رائع ذلك الشعار، أقصد العنوان: (معا نربي أبناءنا).
ثانيا: فإنني أحييك على هذا الشرح الطيب الدقيق، وهذه المشاعر الوالدية الراقية كما عهدناك (أم سمية).
ثالثا: فإنني أبشركم بمستقبل طيب لأسرتكم الصغيرة في ظل هذا الحب والود والرعاية والاهتمام بأبنائكم.
رابعا: فيسرني أن أبشركم مقدما بحالة الحبيبة (خديجة) وأنا أحاول تفسير حالتها، ومحاولة معاونتكم في حلها.
فهي من تساؤلكم تبدو لنا كإحدى الصور العادية جدا والمتوقعة لأي طفلة في مثل عمرها وهو عمر السنتين؛ تمر ببعض الظروف الخاصة فيكون تفاعلها هو بعينه ما تفعله صغيرتكم الغالية، وتكون رسائلها النفسية والجسدية مثل التي يرسلها من هم في مثل سنها ويواجهون ما تواجهه، ويشتد استغرابها عندما تجد الكبار والمحيطين -خاصة أحب الناس وأعز الناس وهما والديها- وهم حيارى لا يفهمون لغتها ولا يترجمون رسائلها، فتزداد الهوة، وتشتد الحالة من العادية -أي عدم فهم مرحلية الأبناء- إلى المرضية، ونقصد به أزمة وصراع الأجيال، ويخسر الطرفان كلاهما المعركة.
وتكون نتيجة الصراع:
1- طفلا مسكينا مريضا نفسيا، وقد يتطور إلى مريض عضوي.
2- آباء وأمهات حيارى، تعساء مع أولادهم، لا يدرون كيف يجيدون فن التعامل مع أزمتهم الوالدية.
3- مجتمعا مفككا منفرط الوحدات الأسرية.
4- أمة في خطر لفقدها أجيال من الأصحاء الأسوياء ينهضون بها، فتمرض بمرضهم وتتأخر بتأخرهم.
وبعد..
فمعذرة لهذه الهموم والشجون التي أثارتها في نفسي رسالتكم الطيبة.
خامسا: فالحل المثالي لأي مشكلة من مشاكل الطفولة يجب أن يتم وفق منهجية معينة ذات خطوات أربع:
الخطوة الأولى: فهم الحالة؛ أي فهم المرحلة السنية التي يمر بها الطفل وسماتها المميزة.
الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع كل مرحلة سنية.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل.
الخطوة الرابعة: محاولة الوقاية من الحالة السلوكية الخاصة أو تغييرها وعلاجها.
فلو تمت -وبطريقة صحيحة- تلك المنهجية الرباعية في كل مشاكلنا مع أبنائنا ما كانت هناك مشاكل ولاستمتعنا بأبنائنا، ولاستمتعنا بكل مرحلة يمرون بها ونحن نجيد فن التعامل مع كل مرحلة بفهمنا لها مسبقا، ولتوقعاتنا بما سوف يحدث منهم؛ فالتربية فن وفقه جيد ومتعة لا تدانيها متعة.
سادسا: ولنحاول تطبيق هذه المنهجية الذهبية الرباعية على حالة ابنتنا الغالية خديجة (خديجة.. ورسائل التمرد والرفض وعدم التكيف).
الخطوة الأولى: ما أبرز سمات المرحلية السنية لعمر سنتين؟
1- النرجسية، أو حب الذات، أو التمحور حول الذات.
2- بناء الاهتمامات، ونقصد بها كل القيم والمبادئ العامة التي تصوغ الضمير أو ما يسميه علماء النفس (الأنا العليا).
3- بناء مهارات التخاطب والتواصل الاجتماعي.
4- التعرف على الآخر؛ أي كل المحيطين سوى الوالدين.
5- استكشاف البيئة المحيطة من أشخاص وأشياء وأماكن.
الخطوة الثانية: كيفية أو فن التعامل مع هذه المرحلة السنية (سنتين).
1- الدعم الإيجابي.. ونقصد بالدعم أو التدعيم هو كل قول أو فعل ينشئ سلوكا أو يدعم سلوكا. وقد يكون دعما إيجابيا معنويا أو ماديا، مثل: (القبلة والملامسة والابتسامة والمداعبة والممازحة والهدايا والعطايا والتفقد والتشجيع والتقدير وحفظ السر).
2- الحوار والاستماع.
3- المجالسة.
4- تجنب التخطيء.
5- الحرية.
6- الترفيه واللعب.
7-الدعاء.
الخطوة الثالثة: فهم الظروف أو التغيرات البيئية غير الطبيعية التي تمر بها الأسرة عامة والطفل خاصة، والتي أدت إلى تغير سلوك الطفل.
والآن.. تعالي لنرى أبرز الأسباب التي جعلت الصغيرة (خديجة) ترسل رسائلها الشفوية والفعلية والسلوكية التي تظهر لوالديها تمردها على هذه الضغوط النفسية والمادية التي وقفت عائقا أمام سماتها وصفاتها؛ خاصة حبها لذاتها ومحاولة اكتشاف الواقع، واكتساب مهارات الاتصال الاجتماعي..
1- أول من عاملتهم كانوا أجانب مختلفي الجنسيات واللغات، فاحتارت بين من يتحدثون في البيت بلسان عربي وآخرين بلسان أعجمي، وكانت رسالتها التمردية: دلوني.. من أتبعه ومن يقول الحقيقة؟
2- نلاحظ أنها تتمرد بالخارج وتكون رقيقة بالداخل.. وكانت رسالتها الصراخية في الشارع: أنا أرفض هذه البيئة التي لا أفهمها ولا تشعرني بالود!.
3- أنها تحب ذاتها جدا، ومن باب حب الذات تتمسك بأشيائها وتخاف عليها خاصة اللعب.
فالرسالة الطبيعية في هذه السن: لن أسمح لأي غريب بلمس ما يخصني ويقتحم ذاتي ومملكتي!.
4- مص الأصابع أو أي شيء آخر هو فعل طبيعي ومؤقت.. وهو رسالة من الصغيرة: أواه.. كم أشتاق للثدي وللرضاعة!.
الخطوة الرابعة: ما آليات الوقاية من هذه الحالة الخاصة (خديجة) أو تغييرها وعلاجها؟
1- الفهم الجيد لسمات مرحلتها السنية.
2- تطبيق فن التعامل مع مرحلتها السنية.
3- محاولة تعريفها تدريجيا بالمحيطين، وإنشاء علاقات اجتماعية معهم ولو بالزيارات الخاصة لكسر حاجز الخوف والرهبة.
4- تجنب تخطيئها، خاصة عند مص الأصابع.
5- تجاهل تصرفاتها الصراخية التمردية، وفهم رسائلها بمزيد من الحب وعدم مراجعتها عند ثورتها بل عند هدوئها.
6- المزيد من الحب والمجالسة والدفء الأسري؛ خاصة بين الوالدين أمامها.
7- احرصي على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية، وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.
ـــــــــــــــــ(104/242)
عناد الغيرة.. لعبتك.. دواؤك ... العنوان
ابنتي عمرها 5 سنوات تغار كثيرا من معاملة أخواتها الأصغر منها، ودائمة الشكوى والبكاء، ولا تنام بالليل إلا قليلا، تخاف وتلجأ للنوم عندنا، ويضايقني بها أنها لا ترتب الألعاب ولا تدافع عن نفسها إذا ضربها أحد.
وسؤالي: لماذا تلجأ للشكوى هي وكل أخواتها نفس الشيء، كل شيء يؤلمهن ويلجأن لي وكأنهن لا يحببن أن أنشغل عنهن حتى لو كنت مشغولة؟.
... السؤال
العناد والعصبية, غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الكريمة، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، أسأل الله تعالى أن يعينك على حسن التوجيه لأبنائك جميعا حفظهم الله.
حينما تلقيت رسالتك -سيدتي- دار برأسي عدة تساؤلات تحتاج إلى إيضاح، وهي: ألم يصادفك مثل هذه المشكلات مع إخوة "بشرى"، خاصة أن كل ما تشكين منه مع بشرى هو في الواقع يحدث مع كل الأطفال؛ فالغيرة من الإخوة الأصغر وعدم ترتيب اللعب والخوف، وعدم الرغبة في النوم وحدهم، كل هذا -لا شك- قد صادفك مع أبنائك الآخرين فكيف عالجت هذه الأمور معهم؟ وهل تغار "بشرى" من إخوتها الأصغر بشكل عام أم من طريقة معاملة إخوتها الأكبر للأصغر منها؟ وما عمر أصغر أبنائك سنا وأكبرهم؟ وما هي العلاقة بين الإخوة بعضهم وبعض بخلاف موضوع الغيرة؟ وهل لديك الوقت لمداعبة وملاعبة أطفالك؟ وكيف يقضي الأب الوقت المتواجد به في المنزل مع أولاده؟ وهل يعاونك في أمر توجيه وتربية الأبناء؟.
وحتى تتم الإجابة عن هذه التساؤلات يمكن أن أقترح عليك بعض الاقتراحات التي قد تفيدك إن شاء الله فيما سألت عنه:
أولا بالنسبة لغيرة بشرى من إخوتها الأصغر؛ فالغيرة سلوك طبيعي بين الإخوة، وتمر الغيرة بسلام إذا تصرفنا معها التصرف الصحيح، وذلك عن طريق:
1- من ناحيتك أنت لا بد أن تتصف معاملتك بالعدل والإنصاف بين الإخوة لتكوني قدوة لأبنائك في طريقة تعاملهم بعضهم مع بعض.
2- تحدثي مع الإخوة الأكبر ووضحي لهم أهمية العدل في التعامل بشكل عام ومع بعضهم البعض بشكل خاص والأضرار الناتجة عن عدم الإنصاف، وكيف تكون العلاقات إذا ساد الظلم أو المحاباة أو تجاهل حقوق الآخرين.
3- توزيع مهام محددة على كل فرد من الأبناء بحيث يتم تقييم أعمالهم بحسب سن كل منهم، فعلى سبيل المثال هناك من يساعدك في الطهي، وهناك من يرتب المنزل، وهناك من يشتري مستلزمات المنزل، وهناك من يقوم بكي الملابس... إلخ، كل حسب سنه وقدرته، ولكن على الجميع أن يرتبوا أسرتهم ومكان نومهم، ثم قومي بتقييم عمل كل منهم بعد الانتهاء من مهمته على أن تثني على من أتقن ومن اجتهد، وأما من لم يجد أو يجتهد فلا تعلقي على ما قام به أو يمكنك القول بهدوء ولطف: أرجو أن يتحسن هذا العمل في المرة القادمة.
4- أن تتيحي فرصة لكل منهم أن يمارس هوايته التي يحبها من أعمال يدوية أو فنية أو منزلية... وتثني على كل واحد من أبنائك فيما يتقن من أعمال أو مهارات أو هوايات فمن لديه مهارة الرسم مثلا فعليك بالثناء على رسمه مع بيان ما سبب مدحك هذا أو وصفه كأن تقولي: "لقد أجدت في رسم هذا الرجل وخاصة في التناسق بين أعضائه أو في رسم وجهه وعينيه"، وهكذا مع من يجيد الحياكة أو الطهي أو الأعمال اليدوية كأعمال النجارة أو التصليح أو الفك والتركيب وغيرها، وبالطبع لا بد أن تكون "بشرى" ممن ينالون هذا المدح عندما تتقن عملا ما أو تصنع بيديها أي شيء؛ فهذه النقطة وسابقتها تبني ثقة بشرى بنفسها وهو الأمر الذي تفتقر إليه.
5- يمكنك أن تسندي لها بعض الأعمال الخاصة بإخوتها الأصغر كرعاية أحدهم، وذلك تحت إشرافك.
وأما بالنسبة لعدم ترتيبها للعبها فيمكنك أن تستخدمي هذه الخطوات بنفس التتابع الذي سأعرضه عليك:
-بعد أن تنتهي بشرى من اللعب، ولم تقم بجمع أو ترتيب لعبها فاذكري لها هذه المعلومة قائلة بشكل حازم: اللُّعب مكانها في الصندوق أو في الخزانة (اذكري لها المكان الذي يجب أن تضع فيه اللعب) ثم اتركيها.
- بعد فترة ما بين 15: 30 دقيقة اذهبي إليها مرة أخرى، فإذا لم تجدي أنها استجابت فنبهيها بكلمة واحدة بشكل حازم أيضا: "اللعب يا بشرى"، ثم اتركيها ثانية وأمهليها فرصة زمنية مثل الفرصة السابقة.
- بعد ذلك إذا لم تستجب مرة أخرى فأظهري غضبك، ولكن دون صراخ أو عصبية قائلة: "إن وجود اللعب في غير مكانها أمر يغضبني ويضايقني"، واتركيها مرة ثالثة وامنحيها نفس الفرص السابقة، فإذا لم تستجب فعليك أنت بجمع اللعب دون أن تتفوهي بكلمة واحدة فإذا سألتك: "هل أنت غاضبة منها؟" فقولي: ماذا تعتقدين؟ فإن وعدتك بأنها ستجمع لعبها وترتبها في مكانها بعد ذلك فردي قائلة: "اتفقنا"، ولا تزيدي عن هذه الكلمة، أما إذا لم تهتم بالأمر فلا تعاتبيها ولا تهدديها بأي كلمة، والأفضل أن تلتزمي الصمت تماما وأنت تجمعين أو ترتبين اللعب.
- عند طلبها اللعب مرة أخرى فاستجيبي لطلبها دون تحذيرها، ولكن قولي لها: "اذهبي فالعبي كما شئت، ولكن لا تنسي جمع اللعب وترتيبها بعد الانتهاء".
- فإذا لم تستجب ولم تجمع اللعب أو ترتبها فعليك حينئذ جمعها مرة ثانية دون تعليق، ولكن بوجه واجم عبوس، وبعدها قومي بلصق ورقة على مكان اللعب مرسوم عليها لعبة من لعبها، وكأنها تتحدث إلى بشرى مكتوب فوقها: يا بشرى لماذا تهملين في جمعي وترتيبي؟ (يمكن أن يساعدك أحد أبنائك في الرسم).
- وأخيرا إذا لم تستجب بعد كل ما سبق، وطلبت أن تلعب بلعبها فتحدثي إليها قائلة: بشرى هناك مشكلة في هذا الموضوع فأنت تطلبين اللعب ثم لا تقومين بجمعها أو ترتيبها فماذا تقترحين لحل هذه المشكلة؟ وقوما أنت وهي بوضع الحلول المناسبة ثم اتفقا على تنفيذها.
- وبعد ذلك إذا لم تلتزم بالاتفاق الذي قمتما به فعليك حينئذ أن تتخذي موقفا قائلة لها عند طلبها للعبها: "لقد أمهلتك أكثر من فرصة؛ ولذا فلن أستطيع الموافقة على أن تلعبي بلعبك"، فإذا بكت وأخذت تعدك بأنها سوف تلتزم بما اتفقتما عليه فلا تستجيبي لهذا البكاء، ولكن عليك أن تبلغيها بشكل حازم أنه قد قضى الأمر وعليها أن تتحمل نتيجة سلوكها السابق، وعليك أن تتمسكي بموقفك هذا على الأقل لمدة 3 أيام متتالية ثم بعدها يمكنها أن تلعب بلعبها مع التذكرة بالاتفاق الذي بينكما.
لا تتخيلي -سيدتي- أن النقاط السابقة تحتاج إلى جهد أو تفرغ، بل هذه مواقف تأتي تلقائية نتيجة لمواقف ابنتك.
ونأتي الآن لكونها تخاف ولا تنام بمفردها فعليك:
1- حينما تأتي لتنام بجوارك فلا تنهريها أو تصديها بل لا تعلقي تماما، ويمكنك محاولة إعادتها إلى سريرها مرة أخرى فإن أبت إباء شديدًا أو رفضت بفزع، فلا تحمليها أو تكرهيها على ذلك بل يمكن إقناعها بأن تنامي أنت بجوارها في سريرها دون أن تعلقي بشيء ولا تعاتبيها ولا تحاولي تخفيف هذا الخوف بقولك مثلا: "ما الذي يخفيك فلا شيء يخيف هنا، وأنت وسط إخوتك وفي بيتك".
2- تحدثي معها بعد ذلك في مواقف أخرى عن نموها، وأنك سعيدة بأنها تكبر وتستطيع الآن أن تفعل بعض الأشياء التي لم تكن تفعلها من قبل، وذلك مثل استطاعتها الارتداء بمفردها أو تمشيط نفسها أو ربط حذائها، وضمن هذه المزايا التي يتمتع بها الكبير نومه بمفرده والتي لا يستطيع أن يفعلها الصغير.
3- وعليك أن تستمعي لمخاوفها؛ فالخوف في هذه المرحلة العمرية أمر طبيعي، واستمعي دون أن تعلقي على هذه المخاوف بطريقة منطقية من وجهة نظرك، فلا تقولي لها على سبيل المثال: "لا شيء يدعو للخوف أو كيف تخافين، وأنت أصبحت كبيرة هكذا"؛ فهذه الكلمات تحجر على مشاعر الأبناء ولا تجعلهم يتحدثون معنا مرة أخرى، ولكن يمكنك تقدير واحترام مشاعرها بقولك: "أكيد أمر غير مريح أن يشعر الإنسان بالخوف"، هذا إلى جانب أننا إذا أخذنا نتكلم كثيرًا عن مخاوفنا فلن تصير مخاوف بعد ذلك.
أما بالنسبة لعدم دفاعها عن نفسها إذا ضربها أحد فهذه طبيعة بعض الأطفال وخاصة من يتصفون بالخوف؛ ولذا فإن على ابنتك أن تتخلص من الخوف أولا، وعليك مساعدتها على ذلك بالطريقة السابقة، والأمر يتطلب الصبر وعدم التعجل في التخلص من هذه المشكلات.
كما أقترح عليك عدم الدفاع عنها حينما تلجأ إليك، ولكن عليك أن تقولي لها: "أنا الآن أستطيع أن أدافع عنك، ولكن ماذا ستفعلين حينما تكونين بالمدرسة مثلا أو في مكان لا أتواجد معك فيه ولذا فأنا أقترح عليك أن تقومي بحل هذه المشكلة بمفردك.
أما بالنسبة أنها هي وأخواتها كثيرو الشكوى فأظن أن ذلك يرجع لضيق الوقت الذي تقضينه معهم دون أن تكوني مشغولة؛ ولذا فاقتراحي أن توضحي لهم أن عليكم جميعا تنظيم الوقت وتوزيع المهام المختلفة عليكم، حتى يكون هناك وقت للسمر وللعب معا، فهناك وقت لترتيب المنزل والطهي وهناك وقت للراحة ثم هناك وقت للعب... إلخ، وأقترح أن تقوموا بعمل جدول يُعلق في مكان يراه الجميع ليعرف جميع الأبناء الوقت المحدد لكل شيء، ومن ذلك وقت اللعب، ويمكن تحديد ولو 20 دقيقة أو نصف الساعة للعب مع أبنائك.
أعرف -سيدتي- أن لديك مهام كثيرة، لكن لا بد أن تعي أن ما تفعلينه هو من أجلهم، ورعاية الأطفال تستلزم الرعاية الصحية والمادية ورعاية الجانب المعنوي والنفسي أيضا.
وقبل أن أختم رسالتي أود ألا تثقلي -سيدتي- على ابنتك في معالجة هذه المشكلات دفعة واحدة بل عليك التركيز على مشكلة واحدة حتى تنتهي وتُعالَج تماما ثم انتقلي إلى علاج مشكلة تالية وهكذا.
ـــــــــــــــــ(104/243)
عناد الغيرة.. لعبتك.. دواؤك ... العنوان
ابنتي عمرها 5 سنوات تغار كثيرا من معاملة أخواتها الأصغر منها، ودائمة الشكوى والبكاء، ولا تنام بالليل إلا قليلا، تخاف وتلجأ للنوم عندنا، ويضايقني بها أنها لا ترتب الألعاب ولا تدافع عن نفسها إذا ضربها أحد.
وسؤالي: لماذا تلجأ للشكوى هي وكل أخواتها نفس الشيء، كل شيء يؤلمهن ويلجأن لي وكأنهن لا يحببن أن أنشغل عنهن حتى لو كنت مشغولة؟.
... السؤال
العناد والعصبية, غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
...
الأخت الكريمة، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، أسأل الله تعالى أن يعينك على حسن التوجيه لأبنائك جميعا حفظهم الله.
حينما تلقيت رسالتك -سيدتي- دار برأسي عدة تساؤلات تحتاج إلى إيضاح، وهي: ألم يصادفك مثل هذه المشكلات مع إخوة "بشرى"، خاصة أن كل ما تشكين منه مع بشرى هو في الواقع يحدث مع كل الأطفال؛ فالغيرة من الإخوة الأصغر وعدم ترتيب اللعب والخوف، وعدم الرغبة في النوم وحدهم، كل هذا -لا شك- قد صادفك مع أبنائك الآخرين فكيف عالجت هذه الأمور معهم؟ وهل تغار "بشرى" من إخوتها الأصغر بشكل عام أم من طريقة معاملة إخوتها الأكبر للأصغر منها؟ وما عمر أصغر أبنائك سنا وأكبرهم؟ وما هي العلاقة بين الإخوة بعضهم وبعض بخلاف موضوع الغيرة؟ وهل لديك الوقت لمداعبة وملاعبة أطفالك؟ وكيف يقضي الأب الوقت المتواجد به في المنزل مع أولاده؟ وهل يعاونك في أمر توجيه وتربية الأبناء؟.
وحتى تتم الإجابة عن هذه التساؤلات يمكن أن أقترح عليك بعض الاقتراحات التي قد تفيدك إن شاء الله فيما سألت عنه:
أولا بالنسبة لغيرة بشرى من إخوتها الأصغر؛ فالغيرة سلوك طبيعي بين الإخوة، وتمر الغيرة بسلام إذا تصرفنا معها التصرف الصحيح، وذلك عن طريق:
1- من ناحيتك أنت لا بد أن تتصف معاملتك بالعدل والإنصاف بين الإخوة لتكوني قدوة لأبنائك في طريقة تعاملهم بعضهم مع بعض.
2- تحدثي مع الإخوة الأكبر ووضحي لهم أهمية العدل في التعامل بشكل عام ومع بعضهم البعض بشكل خاص والأضرار الناتجة عن عدم الإنصاف، وكيف تكون العلاقات إذا ساد الظلم أو المحاباة أو تجاهل حقوق الآخرين.
3- توزيع مهام محددة على كل فرد من الأبناء بحيث يتم تقييم أعمالهم بحسب سن كل منهم، فعلى سبيل المثال هناك من يساعدك في الطهي، وهناك من يرتب المنزل، وهناك من يشتري مستلزمات المنزل، وهناك من يقوم بكي الملابس... إلخ، كل حسب سنه وقدرته، ولكن على الجميع أن يرتبوا أسرتهم ومكان نومهم، ثم قومي بتقييم عمل كل منهم بعد الانتهاء من مهمته على أن تثني على من أتقن ومن اجتهد، وأما من لم يجد أو يجتهد فلا تعلقي على ما قام به أو يمكنك القول بهدوء ولطف: أرجو أن يتحسن هذا العمل في المرة القادمة.
4- أن تتيحي فرصة لكل منهم أن يمارس هوايته التي يحبها من أعمال يدوية أو فنية أو منزلية... وتثني على كل واحد من أبنائك فيما يتقن من أعمال أو مهارات أو هوايات فمن لديه مهارة الرسم مثلا فعليك بالثناء على رسمه مع بيان ما سبب مدحك هذا أو وصفه كأن تقولي: "لقد أجدت في رسم هذا الرجل وخاصة في التناسق بين أعضائه أو في رسم وجهه وعينيه"، وهكذا مع من يجيد الحياكة أو الطهي أو الأعمال اليدوية كأعمال النجارة أو التصليح أو الفك والتركيب وغيرها، وبالطبع لا بد أن تكون "بشرى" ممن ينالون هذا المدح عندما تتقن عملا ما أو تصنع بيديها أي شيء؛ فهذه النقطة وسابقتها تبني ثقة بشرى بنفسها وهو الأمر الذي تفتقر إليه.
5- يمكنك أن تسندي لها بعض الأعمال الخاصة بإخوتها الأصغر كرعاية أحدهم، وذلك تحت إشرافك.
وأما بالنسبة لعدم ترتيبها للعبها فيمكنك أن تستخدمي هذه الخطوات بنفس التتابع الذي سأعرضه عليك:
-بعد أن تنتهي بشرى من اللعب، ولم تقم بجمع أو ترتيب لعبها فاذكري لها هذه المعلومة قائلة بشكل حازم: اللُّعب مكانها في الصندوق أو في الخزانة (اذكري لها المكان الذي يجب أن تضع فيه اللعب) ثم اتركيها.
- بعد فترة ما بين 15: 30 دقيقة اذهبي إليها مرة أخرى، فإذا لم تجدي أنها استجابت فنبهيها بكلمة واحدة بشكل حازم أيضا: "اللعب يا بشرى"، ثم اتركيها ثانية وأمهليها فرصة زمنية مثل الفرصة السابقة.
- بعد ذلك إذا لم تستجب مرة أخرى فأظهري غضبك، ولكن دون صراخ أو عصبية قائلة: "إن وجود اللعب في غير مكانها أمر يغضبني ويضايقني"، واتركيها مرة ثالثة وامنحيها نفس الفرص السابقة، فإذا لم تستجب فعليك أنت بجمع اللعب دون أن تتفوهي بكلمة واحدة فإذا سألتك: "هل أنت غاضبة منها؟" فقولي: ماذا تعتقدين؟ فإن وعدتك بأنها ستجمع لعبها وترتبها في مكانها بعد ذلك فردي قائلة: "اتفقنا"، ولا تزيدي عن هذه الكلمة، أما إذا لم تهتم بالأمر فلا تعاتبيها ولا تهدديها بأي كلمة، والأفضل أن تلتزمي الصمت تماما وأنت تجمعين أو ترتبين اللعب.
- عند طلبها اللعب مرة أخرى فاستجيبي لطلبها دون تحذيرها، ولكن قولي لها: "اذهبي فالعبي كما شئت، ولكن لا تنسي جمع اللعب وترتيبها بعد الانتهاء".
- فإذا لم تستجب ولم تجمع اللعب أو ترتبها فعليك حينئذ جمعها مرة ثانية دون تعليق، ولكن بوجه واجم عبوس، وبعدها قومي بلصق ورقة على مكان اللعب مرسوم عليها لعبة من لعبها، وكأنها تتحدث إلى بشرى مكتوب فوقها: يا بشرى لماذا تهملين في جمعي وترتيبي؟ (يمكن أن يساعدك أحد أبنائك في الرسم).
- وأخيرا إذا لم تستجب بعد كل ما سبق، وطلبت أن تلعب بلعبها فتحدثي إليها قائلة: بشرى هناك مشكلة في هذا الموضوع فأنت تطلبين اللعب ثم لا تقومين بجمعها أو ترتيبها فماذا تقترحين لحل هذه المشكلة؟ وقوما أنت وهي بوضع الحلول المناسبة ثم اتفقا على تنفيذها.
- وبعد ذلك إذا لم تلتزم بالاتفاق الذي قمتما به فعليك حينئذ أن تتخذي موقفا قائلة لها عند طلبها للعبها: "لقد أمهلتك أكثر من فرصة؛ ولذا فلن أستطيع الموافقة على أن تلعبي بلعبك"، فإذا بكت وأخذت تعدك بأنها سوف تلتزم بما اتفقتما عليه فلا تستجيبي لهذا البكاء، ولكن عليك أن تبلغيها بشكل حازم أنه قد قضى الأمر وعليها أن تتحمل نتيجة سلوكها السابق، وعليك أن تتمسكي بموقفك هذا على الأقل لمدة 3 أيام متتالية ثم بعدها يمكنها أن تلعب بلعبها مع التذكرة بالاتفاق الذي بينكما.
لا تتخيلي -سيدتي- أن النقاط السابقة تحتاج إلى جهد أو تفرغ، بل هذه مواقف تأتي تلقائية نتيجة لمواقف ابنتك.
ونأتي الآن لكونها تخاف ولا تنام بمفردها فعليك:
1- حينما تأتي لتنام بجوارك فلا تنهريها أو تصديها بل لا تعلقي تماما، ويمكنك محاولة إعادتها إلى سريرها مرة أخرى فإن أبت إباء شديدًا أو رفضت بفزع، فلا تحمليها أو تكرهيها على ذلك بل يمكن إقناعها بأن تنامي أنت بجوارها في سريرها دون أن تعلقي بشيء ولا تعاتبيها ولا تحاولي تخفيف هذا الخوف بقولك مثلا: "ما الذي يخفيك فلا شيء يخيف هنا، وأنت وسط إخوتك وفي بيتك".
2- تحدثي معها بعد ذلك في مواقف أخرى عن نموها، وأنك سعيدة بأنها تكبر وتستطيع الآن أن تفعل بعض الأشياء التي لم تكن تفعلها من قبل، وذلك مثل استطاعتها الارتداء بمفردها أو تمشيط نفسها أو ربط حذائها، وضمن هذه المزايا التي يتمتع بها الكبير نومه بمفرده والتي لا يستطيع أن يفعلها الصغير.
3- وعليك أن تستمعي لمخاوفها؛ فالخوف في هذه المرحلة العمرية أمر طبيعي، واستمعي دون أن تعلقي على هذه المخاوف بطريقة منطقية من وجهة نظرك، فلا تقولي لها على سبيل المثال: "لا شيء يدعو للخوف أو كيف تخافين، وأنت أصبحت كبيرة هكذا"؛ فهذه الكلمات تحجر على مشاعر الأبناء ولا تجعلهم يتحدثون معنا مرة أخرى، ولكن يمكنك تقدير واحترام مشاعرها بقولك: "أكيد أمر غير مريح أن يشعر الإنسان بالخوف"، هذا إلى جانب أننا إذا أخذنا نتكلم كثيرًا عن مخاوفنا فلن تصير مخاوف بعد ذلك.
أما بالنسبة لعدم دفاعها عن نفسها إذا ضربها أحد فهذه طبيعة بعض الأطفال وخاصة من يتصفون بالخوف؛ ولذا فإن على ابنتك أن تتخلص من الخوف أولا، وعليك مساعدتها على ذلك بالطريقة السابقة، والأمر يتطلب الصبر وعدم التعجل في التخلص من هذه المشكلات.
كما أقترح عليك عدم الدفاع عنها حينما تلجأ إليك، ولكن عليك أن تقولي لها: "أنا الآن أستطيع أن أدافع عنك، ولكن ماذا ستفعلين حينما تكونين بالمدرسة مثلا أو في مكان لا أتواجد معك فيه ولذا فأنا أقترح عليك أن تقومي بحل هذه المشكلة بمفردك.
أما بالنسبة أنها هي وأخواتها كثيرو الشكوى فأظن أن ذلك يرجع لضيق الوقت الذي تقضينه معهم دون أن تكوني مشغولة؛ ولذا فاقتراحي أن توضحي لهم أن عليكم جميعا تنظيم الوقت وتوزيع المهام المختلفة عليكم، حتى يكون هناك وقت للسمر وللعب معا، فهناك وقت لترتيب المنزل والطهي وهناك وقت للراحة ثم هناك وقت للعب... إلخ، وأقترح أن تقوموا بعمل جدول يُعلق في مكان يراه الجميع ليعرف جميع الأبناء الوقت المحدد لكل شيء، ومن ذلك وقت اللعب، ويمكن تحديد ولو 20 دقيقة أو نصف الساعة للعب مع أبنائك.
أعرف -سيدتي- أن لديك مهام كثيرة، لكن لا بد أن تعي أن ما تفعلينه هو من أجلهم، ورعاية الأطفال تستلزم الرعاية الصحية والمادية ورعاية الجانب المعنوي والنفسي أيضا.
وقبل أن أختم رسالتي أود ألا تثقلي -سيدتي- على ابنتك في معالجة هذه المشكلات دفعة واحدة بل عليك التركيز على مشكلة واحدة حتى تنتهي وتُعالَج تماما ثم انتقلي إلى علاج مشكلة تالية وهكذا.
ـــــــــــــــــ(104/244)
عروض البكاء.. كيف تتوقف؟ ... العنوان
ابني (3 سنوات) شاطر في الحضانة، ومع ذلك رافض يروح الحضانة.. يبكي وهو رايح الحضانة، ولما أتركه يصبح عاديًّا، هو عصبي جدًّا وإذا وجد أي أحد من أولاد خالاته معه لعبة يأخذها منهم، وإن لم يأخذها يبكي ويصمم عليها، وأنا بعيدة عنه لا يبكي ولا يتضايق، وأي حاجة تحصل في البيت يحكيها.. ساعات كثيرة يكذب، أريد أن أعرف كيف أتعامل معه؟ ... السؤال
الحضانة والاستعداد للدراسة ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... مرحبًا بك يا عزيزتي ومرحبًا بأسرتك، وإن كنت متألمة عند قول كلمة "أسرتك"؛ بسبب إقامتك وزوجك متباعدين كما فهمت من البيانات، إقامة الطفل مع الأم، فالأمر جد شاق وغير طيب بالنسبة لطفلك ولعله مفتاح مشكلاته كلها.
إن مشكلات طفلك لا تتجاوز الطبيعي والمتوقع في مثل سنه، لكن ما يضفي عليها لمسة غير مريحة هو تباعد الطفل (الذكر) عن أبيه بحيث يقيم كل منهما في مكان ولا يجد الطفل كفتي الميزان الذي تستقيم به حياته، ولعلها صرخة منه يطلب فيها أن يجتمع شمل الأسرة من جديد لينعم بجناحين يطير بهما سعيدًا.
أعلم أن الأمر قد يكون به صعوبات مثل عملك وغيره، ولكن ما من شك في أن هناك حلاًّ، فإما إجازة مؤقتة من عملك أو أن يحاول الزوج التواجد أوقاتا أكثر معكما أو على الأقل أن يحاط الطفل بصور لأبيه ومكالمات منه وحديث عنه وعما يحبه وما لا يفرحه.. وما سيكافأ عليه ابنه حبيبه لأنه (شاطر)، وهكذا...، فوجود الأب في حياة الطفل الذكر هام جدًّا وإن كان لا يزيد كثيرًا في الأهمية بالنسبة للفتاة، لكن الصبي غالبًا ما يحتاج العنصر الذكري في الحياة ليحاكيه ويتمثل به ويقلده، وبالتالي فلا بد أن يحاول الجد مثلاً أو العم تعويض جزء من هذا الفقد إن تعذر بشكل قوي أن يلتئم شمل أسرتكم بشكل طبيعي، فيخرج مثلاً الجد مع الطفل في نزهات لا يوجد بها سواهما ويشتريان بعض الأشياء أو يذهبان معًا للمسجد أو يقرءان قصة مثلاً وغير ذلك، مما يستشعر من خلاله الطفل الصحبة الرجولية التي يحتاجها في عمره هذا.
وتعالي نحاول تلخيص مشكلاتك لنصل لحل لكل منها:
1- رفض الطفل للحضانة رغم أنه يتميز فيها بمستوى جيد.
2- عصبيته.
3- طمعه فيما في يد غيره.
4- تغير طباعه سلبًا حال وجودك.
5- الكذب.
بالنسبة للمشكلة الأولى فالأمر يحتاج إلى تقصي الحقائق، فلا بد أن تقابلي مدرسته وتسأليها عن أي موقف حدث أدى بالطفل إلى هذا الغضب من الحضانة وكذلك علك أن تحاولي سؤاله هو شخصيًّا لتتعرفي على سبب هذا التغير المفاجئ، وكذلك يمكن محاولة جذبه بأن تهديه المعلمة بعض الهدايا والحلوى، ومحاولة إصلاح ما حدث من مواقف سببت له هذا الضيق، وكذلك فعليك أن تكون رحلتكما من وإلى الحضانة مليئة بالسعادة والغناء والمرح لتتحبب إليه الحضانة أكثر وأكثر.
أما بالنسبة للتعامل مع عصبية طفلك فيمكنك الرجوع لما يلي للتعرف على أفضل الأساليب للتعامل معه:
- أريد حلاًّ لعصبية ابنتي
- طفلي يصرخ أفهموني أستجب لكم
وعن طمعه فيما في يد غيره من الأطفال فمن الطبيعي أن يميل لاستكشاف كل ما هو غريب، ويحب أن يتملك كل ما يراه جذابًا حوله حتى لو كان ملك الآخرين، وما زالت حدود الملكية لديه غير واضحة بشكل كبير، وبالتالي فهو في حاجة لأن يدرك أهميتها بهدوء، ولا مانع من أن تذهبي به إلى أبناء خالاته وفي يده لعبة بحيث يكون أخذه لألعاب الآخرين نوعًا من التبادل، أو أن يكون معه لعبة شبيهة بلعبة أبناء خالته لكي لا يطمع فيما في أيديهم أو لكي لا يشعر أنه يفتقد ما يجده معهم، وتأكدي أن كل الأطفال يعجبهم ما في أيدي الآخرين ولو كان حجرًا أكثر مما يملكون ولو كان ماسًّا.
ولكي يتعلم طفلك المزيد عن الملكية واحترامها يمكنك أن تفعلي ما يلي لتعليمه حدود الملكية بهدوء: فيمكن أن تمثلي معه مواقف شبيهة لما يحدث خارج المنزل مع تقمصك لدوره في طلب ما في أيدي الآخرين، فتأخذين لعبته أثناء لعبكما معًا وتخرجين خارج الحجرة، وعندما يعترض تجيبينه: "أنا آسفة.. كان يجب أن أستأذنك أولاً لأنها ملكك"، "إنها ملكك فلن آخذها دون علمك أو إذنك"، "إن ما يملكه الآخرون لا يصح أن آخذه دون إذن"؛ بالتالي يتعلم الطفل معنى وحدود الملكية وضرورة أن يعامل الناس بما يحب أن يعامل به، ولن يحدث الأثر بين يوم وليلة، لكن بتكراره وتوجيهه إلى أنه لا يجب أخذ شيء يخص أحدًا دون استئذانه ودون موافقته، وإن أخذناه لا بد أن نعيده مرة أخرى، وهكذا...
ويمكنك مطالعة:
- العدوانية.. كل إناء بما فيه ينضح
تبقى مسألة دلاله عند وجودك وتغير طباعه بشكل سلبي وهو ما يحتاج منك ألا تتدخلي حال وجودك لتهدئة أي وضع وللدفاع عنه أو لفرض رأيه لإسكاته عن الآخرين، أي أن تكوني منصفة للعدل والحياد ولست في صفه لكي لا يعتمد عليك، كيده التي يبطش بها وأداة تحقيق آماله أيًّا كانت. ولاحظي أن غياب والده قد يكون له أثر كبير في شعوره بالاستضعاف ورغبته في أن يفعل في وجودك ما يريد وأن تعينيه على شعوره بهذا النقص في الحماية الذي يشعر به جراء حرمانه من والده.
وهناك وجهة نظر تضيف على ما سبق ولا تتعارض معه، وهي أنه حال عدم وجودك يكون خائفًا من ردات فعل المحيطين فيحافظ على صورته وسلوكه معهم لتفادي مسه بأي ضر، فهو غير مطمئن ويخاف أن يسبب لنفسه الأذى، فيظل ضابطًا لنفسه حتى إذا حضرت أخرج ما كان يكبته من مشاعر.
وبالمناسبة فطفلي من هذا النوع، فهو في غيابي نموذجي حتى في شهيته للطعام يفتح فمه ويأكل بكل طاعة ولا يسبب أي مشكلات على أي مستوى.. حتى إذا ما رآني ارتمى في حضني وانتفض بالبكاء، وكأنما كان في سفر طويل يتقمص فيه شخصية غير شخصيته، ويريد أن يرتاح من هذا التمثيل، وأعتقد أن طفلك من هذا النوع أيضًا، وبالتالي فالمطلوب أن تكون علاقتك به تتميز بالرفق والحنو مع الحزم، فما لا تسمحين له به خارج المنزل لا بد أن يكون كذلك داخله، ولا بد من إيجاد حدود وضوابط لكافة تصرفاته، فلا شيء ينفذ إذا ما طلبه بالبكاء.. لا بد أن يحافظ على الأشياء ولا يدمرها، وهكذا...، وسأوفر لك بعض المعالجات السابقة عن توجيه الطفل والتعامل معه بشكل يعينه على طاعة الأوامر.
ويمكنك الاطلاع علي:
- لا تكسري طفلك.. حتى تقاومي عناده
- كنز الطاعة لمفقود.. موجود
- ولدي لا يطيع الأوامر
- قواعد إعطاء الأوامر
أما مسألة الكذب فلا أظن أن ما يقع فيه طفلك يسمى كذبًا، بل هو إما تخيل أو محاولة لحماية نفسه من عواقب وخيمة، وبالتالي فتعليمه الصدق سيكون بالتأكيد على أن نجاته من أي مهلكة ستكون بالصدق وليست في الكذب، وستجدين تفاصيل ذلك فيما يلي:
- كيف نعلمهم أن الصدق منجاة؟
وأخيرًا.. أرجو أن أكون قد وفرت لك ما يفيدك في التعامل مع طفلك.. آملة أن أتلقى قريبًا متابعة منك لنا بآخر تطورات الأمر معه، وأرجو أن أجد البشرى بجمع شمل أسرتكم قريبًا إن شاء الله، وفي انتظار المزيد من استفساراتك وأسئلتك ومتابعاتك، وشكرًا لك.
وبشكل عام سيفيدك في تربية طفلك الاطلاع على ما يلي:
- الاستمتاع بالأمومة ليس مستحيلاً!!
- برنامج مميز للوقت المميز
- افهم النغمة لتستمتع بها
ـــــــــــــــــ(104/245)
... الاسم ...
4 مهارات لإتقان اللغة ... العنوان
الأستاذ الفاضل.. ابنتي ستبدأ الآن سنة أولى ابتدائي، ولكن لغتها العربية ضعيفة جدًّا؛ وذلك لأن أمها غير عربية وهي مرتبطة بأمها كثيرًا، مع العلم أنني أتكلم معها باللغة العربية، وسوف تبدأ في مدرسة عربية بإذن الله إلا أنني أريد استشارتكم في كيفية تعليمها اللغة بشكل صحيح، وإذا كان هناك أي مواد مساعدة سواء كتبا أو مواقع إنترنت الرجاء إفادتي. ... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخ الكريم..
بارك الله فيك، وأعانك في زمن عز فيه طلبك وندر فيه من يحرص على المحافظة على هويته وكيانه، بل ودينه المتمثل في تعلم اللغة العربية.
بداية أوضح لك أن تعلم أي لغة قائم على إتقان أربع مهارات أساسية هي: الاستماع - التحدث - القراءة – الكتابة.
أولاً- كيف يمكن تنمية مهارة الاستماع:
إن الاستماع للغة بطريقة صحيحة هو من أهم عوامل إتقان المهارات الثلاثة الأخرى ويمكن تنمية هذه المهارة عن طريق:
1. قراءتك للطفلة أشعار أحمد شوقي للأطفال وهي عبارة عن قصص عن الحيوانات في قصائد وهي سهلة ويسيرة ولا تزيد القصيدة عن أربعة أو خمسة أبيات، فيمكنك قراءتها لابنتك مع الأداء المعبر ويمكنك تمثيلها أيضًا معها، وقد قمت بهذه التجربة مع أطفال يتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات ولا يعرفون إلا اللغة العامية فكانت تجربة ممتعة مثمرة، وقد حفظ كل منهم هذه القصائد، ودار النشر هي الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأظن أن هذه الأشعار بالذات يمكن أن تتواجد بالمكتبات الكويتية.
2. قراءتك لها قصص الأطفال المنوعة، وحينما تقرأ لها هذه القصص اجعلها ترى الكلمات التي تقرؤها وأنت تشير بأصبعك عليها مع ملاحظة القراءة بأداء معبر وكلمات مشكولة صحيحة، وسأرشح لك بعض أسماء كُتّاب للأطفال منهم:
أماني العشماوي - كامل الكيلاني - عبد التواب يوسف
وهناك إصدارات دار الحدائق بالكويت.
3. مشاهدة بعض الرسوم المتحركة التي تعرض قصصًا باللغة العربية (وابتعد عن القنوات التي لا تعرض إلا العنف والتدمير)، ولكن هناك بعض القصص الهادف منها: محمد الفاتح - كليلة ودمنة - دندش (هذه القصص مسجلة على شرائط فيديو أو على CD).
4. سماع بعض الأغاني للأطفال وإصدارات شركة "سنا" من أمتع الأغاني باللغة العربية للأطفال وهذه الشركة سعودية، لكن إصداراتها موجودة بمعظم الدول العربية.
5. سماع القرآن الكريم على شرائط لقارئ صوته عذب (الحذيفي - مشاري ...)
أما بالنسبة لمهارة التحدث فيمكن تنميتها عن طريق:
1. بعد أن تقرأ لها القصص السابقة ناقش معها هذه القصص وتحدث إليها بالعربية قدر المستطاع كأن تسألها: مَن الشخصية التي أعجبتها في القصة ومن التي لم تعجبها - أي المواقف أعجبتها في القصة وأيها لم تعجبها - لماذا (من وجهة نظرها) تصرف البطل بهذه الطريقة... وقصص عبد التواب يوسف تتميز بمثل هذه الأسئلة عقب كل قصة.
2. اقرأ بعض القصص السابقة ولا تقرأ نهايتها واجعلها تتخيل هي نهاية لهذه القصة وتسردها عليك باللغة العربية.
3. خصص وقتًا لمناقشة موضوع تحبه الطفلة وحاولا أن تتحدثا فيه باللغة العربية.
4. علمها أسماء الأشياء من حولها باللغة العربية مثل: الهاتف - المنضدة - الثلاجة - الزجاجة - ملعقة...
أما بالنسبة لمهارة القراءة فيمكن تنميتها عن طريق:
1. علِّق لوحة في حجرتها عليها حروف الهجاء بالترتيب واقرأ لها الحروف مع الإشارة لكل حرف، وغنِّ لها هذه الحروف ليسهل حفظها (هناك شريط أغان للأطفال لتعلم هذه الحروف ستجده متوفرًا في مكتبات الأطفال بالكويت)، وكرر ذلك لها لتتقن حفظها وحفظ شكلها لحد كبير.
2. استمع إليها وهي تغني الحروف بمفردها ودعها تشر إلى الحروف أثناء الغناء وصحح لها -بالغناء- عندما تخطئ.
3. اجعلها تتعرف على الحروف من خلال كل مكتوب تقع عليه عيناها من لافتات بالشوارع أو كلمات بالجريدة أو بمجلات الأطفال...
4. وعندما تتقن التعرف على الحروف ساعدها على قراءة بعض الكلمات من القصص التي قرأتها لها، والقصص التي تصلح لأن تبدأ بها ابنتك القراءة هي:
تفضل معي لأماني العشماوي
سفروت العجيب
الصياد والأرنب لكامل الكيلاني
دندش
ولمزيد من التفاصيل المفيدة حول هذا الموضوع يمكنك الاطلاع على الروابط التالية:
الحفاظ على الهوية بالقرآن
!!! العربية في الغربة..لم تعد هما
أما بالنسبة لتنمية مهارة الكتابة
عليك أولاً أن:
1. تبدأ بتعليمها كتابة الحروف بتشكيله الأربع ( الفتحة - الضمة - الكسرة - السكون) مع التأكيد على نطقه نطقًا صحيحًا من مخرجه الصحيح، وهذه الطريقة تسمى الطريقة الجزئية (هناك الطريقة الكلية التي تبدأ برؤية الطفل للكلمة أولاً، ثم تحليل هذه الكلمة ومعرفة حروفها حرفًا حرفًا، ومن عيوب هذه الطريقة أنها لا تجعل الطفل يعرف سوى الكلمات التي تعطى له؛ ولهذا السبب هي أبطأ في تعلم القراءة والكتابة أيضًا، وهناك طريقة تجمع بين الطريقة الكلية والطريقة الجزئية وهي أن يرى الطفل الكلمة أولاً مع كتابة الحرف المراد تعليمه للطفل في هذه الكلمة بلون مختلف، ثم يتعرف الطفل على هذا الحرف في كلمات أخرى، ثم يحاول كتابته).
2. أن تتعرف على الحرف الذي تكتبه من عدة كلمات مكتوبة في بطاقات أو في كلمات تعرضها على الطفلة من (مجلة - كتاب - جريدة...).
3. بعد أن تتقن كتابة الحروف، ابدأ في تعليمها كتابة كلمات بسيطة من القصص التي قمتما بقراءتها معًا وابدأ بالكلمات السهلة (التي ليس بها حروف المد أو التاء المربوطة أو الكلمات التي بها بعض حروف لا تنطق مثل واو الجماعة أو اللام الشمسية...)، مع توضيح مخارج الحروف لكل كلمة.
4. ثم بعد إتقانها ما سبق اجعلها تكتب جملاً بسيطة (مكونة من كلمتين)، ويكون ذلك غيبًا.
5. يمكنك عند قراءتك لبعض القصص أن تجعلها ترسم مشهدًا أو موقفًا أعجبها في القصة، ثم تكتب تحت رسمتها هذه جملة قصيرة تعبر عما رسمته.
وهكذا استمر معها على نفس المنوال حتى تتقن الكتابة.
• كما أنصح أخيرًا أن تتعلم الأم هي الأخرى اللغة العربية؛ لأنها هي التي تتواجد مع أطفالها وقتًا أطول، ويتأثر الأطفال بلغتها أكثر من أي شخص آخر.
وفقنا الله وجعلنا وإياك خير دعاة وحماة لهذه اللغة التي اصطفاها الله تبارك وتعالى لتكون لغة منهجنا ودستور حياتنا... لغة القرآن الكريم.
ـــــــــــــــــ(104/246)
... الاسم ...
9 خطوات لعناد طفلك ... العنوان
سيدي الفاضل/ سيدتي الفاضلة: أنا من أشد المعجبين بموقعكم وردودكم الجميلة التي تجعلنا نرى الدنيا بمنظور آخر، وخاصة في تربية الأطفال. إنها كالماء الذي يروي عطش قلة مفهومنا في التربية، وأنا من المتابعين لتربية الطفل على موقعكم.
بداية لم أكن أعرف عن موقعكم، وكان لدي ولد عمره الآن ثلاث سنوات.
كنت أعتقد أنا ووالده أنه حتى يتعلم الصواب من الخطأ لا بد من العقاب وهو الضرب، مع أني كنت أكره نفسي وأغضب من والده عندما يتم ضربه، وهاهو الآن أصبح عنيدًا لا يسمع الكلام ويحاول إغاظتنا بجميع الطرق. كل أفعاله مؤذية، يضرب أخويه الصغيرين (عمرهما سنتان وسنة)، ويؤذيهما بكل ما تتصورينه من أذى، وأعتقد أننا نحن السبب لفهمنا الخاطئ في التربية؛ حيث شعرت أنه يجب أن يُضْرب حتى يسمع الكلام، ولكن حدث العكس تمامًا، وعندما علمت بموقعكم وتصفحته ندمت ندمًا شديدًا على ضربنا له، وبدأت أقرأ استشاراتكم وآراءكم في تربية الطفل، وتحدثت مع والده وقررنا ألا نضربه مرة ثانية ونمسك أعصابنا؛ لأنه فعلاً يثير الأعصاب من أفعاله الشريرة والمستفزة كما أصفها.
وأعتقد أننا سبب في هذه الأفعال، وفعلاً بدأ ضربنا له يخف، ولكن في بعض الأوقات أغتاظ من أفعاله فأضربه، ولكني أحاول أن أهدئ نفسي مرة ثانية. أما والده فقد قرر ألا يضربه ولكن يعاقبه بطريقته، وهي أن يضعه في الأرجوحة (لدينا في البيت أرجوحة معلقة في السقف)، وطبعًا وجوده في الأرجوحة يمنعه من النزول واللعب كما يحلو له، ولكنه يظل يصرخ ويبكي ويقول: (آخر مرة، لن أفعل هذا الخطأ ثانية، ويبكي ويتوسل)، ثم نقرر إنزاله، ولكنه عندما ينزل يبدأ في فعل ما نهيناه عنه. ولا أعرف هل هذه الطريقة في العقاب صحيحة أم خاطئة؟!.
طفلي يحب الحكايات كثيرًا ومشاهدة أفلام الكرتون التي بها حيوانات، وأحاول عن طريق سرد حكاياتي له عن طريق أسماء الحيوانات أن أحكي له الجانب السيئ في الحيوان الشقي الذي لا يسمع كلام أبويه، وماذا يحدث له، وعن الجانب الحسن إذا كان يسمع الكلام.
وقد لاحظت أني عندما أخبره بأنه شاطر وحبيب ماما في بعض الأحيان يستمع إلى كلامي، وعند إخباره بأني لا أريد أن أضربه فيقول لي: "حسنًا"، ولا يفعل ما يغضبني، ولكن هذا قليل جدًّا. وهذا بعد قراءتي لاستشاراتكم فبدأت أنفذ ما فيها.
ومشكلة أخرى هي أن والدتي تعيش معي في نفس المنزل، وعندما يضايقها ابني تضربه، ولكن ليس الضرب المبرح، ودائمًا تصرخ ليتوقف عما يفعل، وأنا لا أريدها أن تفعل هذا معه، ولكني لا أستطيع أن أقول لها لا تضربيه أو لا تصرخي بوجهه، وكما تعلمون فهي الأم التي تعتقد أن تربيتها أفضل منا، فما الحل المناسب معها حتى لا أحرجها وأكون بارة بها، وفي الوقت نفسه أستمر على منهاجكم في تربية ابني؟.
وقد بدأ يلعب مع بنات الجيران (ثلاث بنات)، وإحداهن للأسف شتَّامة وبدأ يتعلم منها، فعندما أصرخ فيه أو أمنعه من شيء يقول لي لفظا معيبا، وأقول له عيب ولكن لا فائدة، بدأ يرد عليَّ ندًّا بند، ويضربني إذا ضربته أو منعته من شيء، وإذا خرجنا وأخذته معي إذا لم أنفذ ما يريد يصرخ ويرمي نفسه على الأرض، وكل الناس تتفرج علينا لأن صراخه عال جدًّا، وكأن أحدًا ضربه، فقررنا ألا نأخذه لمراكز التسوق. وما أريد أن أعرفه هو كيف أتعامل معه خارج البيت إن لم أنفذ مطالبه الطفولية؟.
والآن ابني عمره ثلاث سنوات، هل أسجله في الحضانة حتى يبدأ في أن يتعلم كيف يلعب مع الصغار، وكيفية التعامل مع الآخرين، أم أنه ما زال صغيرًا وأصبر عليه حتى يتم الرابعة من العمر؟ علمًا بأن والده يفضل ذهابه عند بلوغه سن الرابعة. ولكني أشعر أن ذهابه فيه راحة لنا من مشاكله، فإذا ذهب في الصباح إلى الحضانة أظنه سيعود وقد فرغ طاقته، وينام ويبيت بيتنا في هدوء.
وهل أواصل معه نهجكم في التربية، أم أنه لم يَعُد يفلح، حيث إنه أصبح عنيدًا مشاكسًا لا يسمع الكلام، وذلك بسببنا نحن للأسف؟ آسفة لطول استشارتي، وأرجو أن تجيبوني على كل جزئية منها، وتوضحوا لي ما أفعله مع ابني في كافة المواقف التي ذكرتها. وشكرًا جزيلاً، ووفقكم الله لما فيه خدمة المجتمع. ... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السيدة الفاضلة.. سلام الله عليك ورحمته وبركاته..
جزاكم الله خيرًا على ثنائك وعلى حسن ظنك بنا، ونسأله تعالى أن يعيننا وإياكم على تحمل هذه المسئولية، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
بداية: أشكرك أنت وزوجك على أنكما أدركتما مساوئ الضرب وأضراره النفسية والسلوكية على ابنكما، وحاولتما تدارك هذا الخطأ، ولكن تعالي -سيدتي- بنظرة أكثر عمقًا لنتعرف على أسباب أخرى لهذا العناد؛ لأن معرفة الأسباب نصف طريق الحل إن شاء الله.
لم يكن الضرب وحده هو السبب في عناد ابنكما ومحاولات استفزازه، فهناك:
* طفلان أصغر منه يشعر بالغيرة منهما؛ خاصة أنكما -كما هو واضح من رسالتك- تداركتما أمر الضرب مع طفليكما الآخرين، وهو ما أدى إلى تفاقم الإحساس بالغيرة والقهر والظلم.
* تكوَّن لدى الطفل مفهوم عن ذاته بأنه طفل غير محبوب وغير مرغوب فيه، ليس بسبب الضرب فقط، بل لإحساسه أنك ترغبين في التخلص منه كما ذكرت في آخر الرسالة عند السؤال عن إلحاقه برياض الأطفال: "لكنني أشعر أن ذهابه فيه راحة لنا من مشاكله..."، فبالله عليك ألا يشعر الطفل بمشاعرك هذه حتى إذا لم تتلفظي بها أمامه؟!.
* هذه السن التي يمر بها طفلك هي مرحلة حب الاستطلاع واستكشاف العالم من حوله، فهو يرغب في مسك الأشياء والتعرف عليها (أي شيء يجده أمامه)، لكن كثيرا من الآباء والأمهات يحولون دون ذلك ويزجرون الطفل؛ لأنه حاول اكتشاف شيء غريب عليه، بل يصل الأمر أحيانًا إلى الضرب حتى يرتدع الطفل.
* كما أن هذه المرحلة هي مرحلة الرغبة في الاستقلالية، فبعد أن كان الطفل يعتمد على من حوله في كل شيء (طعامه- ملابسه- حتى في عملية الإخراج...) بدأ يشعر أنه يستطيع أن يفعل أشياء كثيرة دون مساعدة، ويشعر بالفرح والفخر بنفسه والرغبة في اختبار قدراته، إلا أن كثيرا من الآباء يحولون دون هذا، ويتعللون إما بضيق الوقت أو بصغر سن الطفل، فهو لن يتمكن من ارتداء ملابسه بمفرده، أو أنه سيعطل باقي أفراد الأسرة عن موعدها إن هو ارتدى بمفرده.
* كثرة الأوامر والنواهي وافعل ولا تفعل، فهذه قيود خانقة تلجئ الطفل -بل تغريه- برفض هذا الكم من الأوامر.
* طلب بعض الأشياء من الطفل في أوقات غير مناسبة بالنسبة له (أثناء لعبه مثلاً).
* التذبذب في التربية والتوجيه؛ فمرة يطلب منه شيء ومرة أخرى يُنهى عن نفس الأمر.
* مقابلة عناده بعناد مماثل، فهو يُصِرّ على رأيه، وأنا أتعامل معه بالمثل وبنفس الأسلوب.
* وربما يحدث العكس ويقابل عناده بتلبية رغباته بعد أن يختبركما في متى سترضخان لطلبه، أبعد بكاء بسيط أم بعد صراخ وعويل أو بعد إلحاح واستعطاف؟
وهكذا نجد أن كل هذه العوامل أدت بالطفل إلى الإحساس بالغضب الشديد والرغبة -كما ذكرت برسالتك- في إغاظتكما واستفزازكما.
الآن وقد استعرضنا بعضًا من أسباب عناد ابنك، تعالي لنستعرض الحل الذي يتمثل فيما يلي:
1. أولاً: لا بد أن تعزما عزمًا أكيدًا أنت وزوجك ألا تلجآ للضرب أبدًا مهما حاول الطفل استفزازكما.
2. أن تعيا تمامًا أن تعديل وتصحيح أي خطأ قام به الوالدان في التربية لا بد أنه يستغرق وقتًا كبيرًا، ويتوقف هذا الوقت على مدى رغبتكما في التغيير ومدى صبركما، ومدى الاستعانة بالله.
3. لا بد أن تعيدا بناء العلاقة الودودة الدافئة بينكما وبين طفلكما؛ وذلك عن طريق:
• تخيري يوم إجازة لزوجك، واقترحي عليه أن تخرجوا جميعًا للتنزه في مكان مفتوح (حديقة- ناد)، ولا تخبرا أي أحد من أبنائكم، بل اجعلي الأمر مفاجأة، والأفضل أن توقظي أبناءك في الصباح على هذا الخبر الجميل بفرحة وانفعال سار، وذلك حتى يسعدوا بهذه المفاجأة، وقبل أن يقوم ابنك (منسي) بأية مواقف استفزازية تعكر أو تفسد ما تخططين له من إيجاد العلاقة الإيجابية بينكما. وجهزا لهذه النزهة، وحاولي أنت وزوجك أن تتغاضيا عن أية مواقف استفزازية يقوم بها ابنك في لحظات التأهب للخروج، بل عليكما بالتظاهر بعدم رؤيتكما لهذه المواقف، وحاولا إضفاء روح المرح على هذه الرحلة مهما حدث، وكررا مثل هذه النزهات والرحلات بشكل دوري.
• لا بد من أن تكونا منصفين في التعامل مع أبنائكم، ولا تفضلا أحدا على الآخر في أي شيء، سواء كان ماديا أم معنويا.
• اصطحاب الأب للطفل عند ذهابه للصلاة وهذه فرصة رائعة؛ لأن الطفلين الآخرين صغيران ولن يستطيعا الذهاب إلى المسجد، ولا بد أن يقال ذلك أمامهم جميعًا، كأن يقول الأب: "أنت كبرت الآن، ويمكن أن أصطحبك إلى المسجد، وحينما يكبر الصغيران سوف تصحبهما أنت للمسجد معي".
• دائمًا أنصح الأمهات بأن يحددن وقتًا للعب مع أبنائهن؛ فهي فرصة للمشاركة وإرساء المحبة والود بينهم، وكذلك الأب في الوقت الذي يتواجد فيه مع أبنائه.
• لا تحاولا التركيز على كل أفعال ابنكما، ولا تكثرا من الأوامر والنواهي.
• شجعا ابنكما على الاكتشاف والفك والتركيب، وتنمية مهاراته العقلية واليدوية وغيرها من المهارات. (يمكنك الاطلاع على الأنشطة التي يمكن أن يمارسها ابنك، وذلك من عدة مصادر: صفحة معًا نربي أبناءنا إحدى هذه المصادر، وشراء بعض الكتب عن الألعاب والأنشطة التي يمارسها الأطفال في هذه السن بالبيت وخارج البيت، والإمارات أصبحت لديها جهود طيبة في هذا المجال -ما شاء الله-، وكذلك من خلال مواقع الأطفال على الإنترنت، ويمكن التعرف عليها من مواقع البحث المختلفة، وأشهرها: (www.google.com)
• استمري في قص القصص والحكايات، فهي من أمتع الأنشطة التي يرغب فيها الأطفال، ولا تجعلي همك في القص هو الوعظ والإرشاد؛ بل اجعلي طفلك يستمتع بهذه القصص دون أن تلمحي له فيها إلى أخطائه على لسان الحيوانات وغيرها، ومعظم القصص -خاصة قصص الحيوانات والبطولات- بها أفكار جيدة وقيم يتعلمها الأطفال، وتاريخنا مليء بصفحات مشرقة عن الأبطال التي تستهوي أطفالنا جدًّا.
• عبِّري عن حبك لابنك بشكل ملموس؛ احتضنيه وقبِّليه من آن لآخر، وحدثيه عن شوقك إليه أنت ووالده قبل أن يولد، وكم كنتما تنتظران قدومه بفارغ الصبر.
• اتركا للطفل فرصة للاعتماد على نفسه في كل ما يستطيع أن يفعله من ملبس ومطعم وغيرهما.
• حاولا ألا تأمرا الطفل بأمر أو تطلبا منه شيئًا يفعله في الحال أثناء اندماجه في اللعب أو مشاهدة للكرتون مثلاً.
• أرجو أن يكف والده عن تعليقه على الأرجوحة كنوع من العقاب؛ لأن ذلك يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان، ولكن إذا اتبعتما النقاط السابقة واللاحقة فلن تلجآ إلى العقاب إلا في أمور بسيطة، ويكون العقاب في الغالب هو عدم التحدث إليه لفترة أو بمجرد أن يفهم الخطأ الذي فعله (دون وعظ أو محاضرة تأنيب)، فسوف يكف عن ممارسة كثير من الأخطاء وليس كلها.
• احرصا كل الحرص على عدم التذبذب في التربية والتوجيه، فلا تأمراه بشيء ثم تنهيا عنه فيما بعد.
• بعد تنفيذ كل ما سبق حاولي في هذه الفترة ألا تصطدمي مع ابنك، فعندما تطلبين منه شيئًا ويرفض أن يؤديه لا تقفي أمامه وتصري على تنفيذ الطلب، بل يمكنك إبداء الغضب على وجهك مع القول له بصوت حان وحازم: فكر قليلاً قبل أن ترفض، وأنا منتظرة ردًّا آخر غير الذي رددته عليّ، واتركيه ليفكر قليلاً، فإذا أصر على عدم تلبية ما تطلبين فعليك حينئذ ألا تتحدثي معه لفترة قصيرة، فإذا أتى إليك نادمًا يتحدث معك وليس شرطًا أن يعتذر (وأنا أتوقع ذلك بعد تنفيذ النقاط السابقة)، فتحدثي معه كأن شيئًا لم يكن، وإذا كرر هذا الموقف فكرري نفس الاستجابة، أما إذا كرر ذلك للمرة الثالثة فعليك أن تقولي له: "لقد أعطتك ماما أكثر من فرصة، والآن أنا أنتظر أفعالا لا أقوالا واعتذارات".
• لا ترضخي لتنفيذ ما يطلب حينما يبكي أو يصرخ، فإن ذلك تعزيز للصراخ والبكاء، ولكن عليك أن تقولي له أثناء بكائه بصوت حازم أيضًا: هذا السلوك يغضب ماما، واتركيه ليفكر فيما يمكن أن يفعله، فإذا استمر في البكاء يمكن أن تنتظري لحظة هدوئه أو انخفاض صوته بالبكاء، فقولي له حينئذ: "أحسنت صنعًا، الآن يمكن أن تتحدث إلى ماما وتطلب ما تريد، وإذا كان ممكن التنفيذ نفذته لك".
أما بالنسبة لموضوع الحضانة فيتوقف إلحاقه بها على مدى مثابرتك أنت وزوجك على تعديل سلوك الطفل، وعلى مدى نجاحكما في تصحيح المفهوم الذي كونه عن ذاته من كونه طفلاً غير مرغوب فيه، فإن استطعتما أن تبنيا ثقة ابنكما بنفسه وبكما، وترسيخ فكرة أنه أصبح طفلاً محبوبًا لا تريدان التخلص منه بذهابه للحضانة، وشعر بأنك تفتقدينه حين يغيب عن نظرك، فيمكنك حينئذ إلحاقه بالحضانة (وأنا أشك أنه سيحدث كل هذا في هذه الفترة القليلة فلم يتبق على دخول المدارس سوى شهرين)، أما إذا لم يتم ذلك التعديل المرجو فأجلي ذهابه للحضانة للعام القادم.
• وأما بالنسبة لوالدتك، فخير وسيلة لإقناعها بالكف عن ضرب الطفل هو تبديل أسلوبكما أنت وزوجك مع ابنكما، وتحويله من الضرب إلى التفاهم وإظهار الحب، وإذا استمرت فعليك حينئذ أن تتحدثي معها بشكل ودود توضحين لها فيه بأن الطفل يحتاج إلى الحب والعطف، وأنك كنت تنتظرين منها إذا احتدت على ابنك -هذا الكائن الضعيف- وغضبت منه للحد الذي يصل لضربه أن تقوم هي باستيعابه واحتضانه وكفكفة دموعه، فهذا هو حال ودور الأجداد والجدات، ثم اعرضي عليها بصورة اقتراح قائلة: "ماذا لو جربنا جميعًا أن نكف عن ضربه، وعوضناه عن هذا بالحب والعطف دون تدليل بالطبع".
وأخيرًا: أدعو الله تعالى أن يثيبك ويثبتك على جهدك الذي ستقومين به أنت وزوجك، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكما، كما أرجو مزيدًا من المتابعة.
(ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على الكثير من الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة):
الغيرة.. حقائق وبرامج علاجية
حضانة نعم..حضانة لا
خطوات لإعادة ثقة ابنتك
صيف ذكي جدا!:
ـــــــــــــــــ(104/247)
عض طفلك..صفحة بملف الغيرة ... العنوان
جزاكم الله كل خير على هذا المجهود الرائع وجعله في ميزان حسناتكم بإذن الله.
ابنتي مريم عمرها سنة و4 أشهر، وزنها 10 كيلوجرامات، بدأ ظهور أسنانها من عمر 10 أشهر، مشت وعمرها 11 شهرا. رضعت رضاعة طبيعية حتى أتمت السنة وتوقفت بسب الحمل وقد كنت أدخل لها الحليب في وجباتها.
عندما ذهبت بها للطبيبة أخبرتني أن ابنتي تعاني من نقص شديد في الكالسيوم سألتها كيف علمت؟ قالت من يديها وجبهتها، فهل الجبهة لها دخل بذلك؟.
هي لا تتعرض كثيرا للشمس بسبب وجودنا بشقة مغلقة إلا خلال النافذة وخروجنا قليل في النهار بسب ظروف عمل زوجي، وصفت لها شراب الكالسيوم وفيتامين (د) لمدة شهرين، وعندما عدت بها بعد عدة أشهر قالت إنها ما زالت تحتاج لتكرير الدواء لمدة شهر آخر.
فطمتها عن الرضاعة قبل فترة لأن شهيتها للأكل أصبحت سيئة، أحاول أن أشربها الحليب بالكاسة ولكنها ترفض فأصبحت أطعمها لبن الزبادي صباحا ومساء، وهي في فترة تسنين حيث تظهر أنيابها وألاحظ تشقق شفتيها. فهل لظهور الأسنان دخل أم أنه علامة على شيء؟ أرجو أن تطمئنوني عن حالتها جزاكم الله خيرا.
مشكلة ثانية في مريم أنها تستخدم العض كثيرا، حيث تعض أختها، مع أن أختها (سنتين ونصف) أبدا لم تعض ولا تعضها، بالعكس تحبها ودائما تلاعبها، حتى نحن تعضنا أحيانا على حين غفلة وغيرتها واضحة جدا؛ حيث إنها تعض ابنة عمها من جيلها وتضربها، فكيف لي أن أنسيها العض وأخفف من غيرتها، خصوصا أنه سيكون هناك مولود جديد خلال أشهر بإذن الله؟ اعذروني على الإطالة، ولكن علمي أن قلوبكم كبيرة تتحمل مشاكلنا وهمومنا وجزاكم الله خيرا. ... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الفاضلة السائلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولا- إني أشكر الله إليكم هذا الاهتمام بابنتكم، جعله الله في ميزانكم يوم القيامة.
ثانيا- إني أبشركم على مستقبل مشكلتي مريم الصغيرة الحبيبة بأنهما من المشاكل المتكررة والمشهورة في هذه السن، والنتائج مبشرة ومضمونة بعونه تعالى.
ثالثا- إنني أحييكم على هذه الثقة وهذا المديح الطيب لموقعنا الموقر ولقسمنا المتواضع، وجزيتم خيرا.
رابعا- يسرني أن أحاول تفسير حالة ابنتكم الغالية، ومحاولة معاونتكم في حل مشكلتيها.
بالنسبة للمشكلة الأولى:
فهي من تساؤلكم تبدو لنا كإحدى صور (مرض لين العظام الكساحRickets ).
أولا- ما معنى مرض لين العظام أو الكساح (Rickets)؟
هو مرض ينشأ من أي سبب يؤدي إلى خلل في تكوين العظام (Mineralization) أثناء مرحلة النمو، فيؤدي إلى ليونة هذه العظام، أو حدوث بعض الكسور بها.
ثانيا- ما هي أنواعه؟
هناك نوعان:
النوع الأول- نتيجة لنقص فيتامين (د) عند الأطفال.
- ويسمى مرض لين العظام عند الرضع (Infantile Rickets)، أو لين العظام الناشئ عن سوء التغذية (Nutritional Rickets). وهو الأشهر. ومن أشهر أسبابه:
(1) قلة التعرض لضوء الشمس:
وذلك قد يعود للبشرة الداكنة، أو الأغطية الكثيرة، أو عدم الخروج من البيت، أو كثرة السحب والغبار.
(2) تناول الأطعمة الفقيرة في فيتامين (د)؛ مثل الألبان الصناعية واللبن البقري.
(3) تناول الأطعمة الفقيرة في الكالسيوم والفسفور.
(4) بعض أمراض الجهاز الهضمي التي تقلل من امتصاص فيتامين (د)، مثل النزلات المعوية المتكررة والمزمنة، وبعض أمراض الكبد.
النوع الثاني- مرض لين العظام المقاوم لفيتامين (د) (Vit-D Resistant Rickets).
- ويسمى مرض لين العظام المتأخر (Late Rickets)، أو لين العظام الناشئ عن سوء التغذية (Non-Nutritional Rickets).
هو النوع النادر. ومن أشهر أسبابه:
(1) بعض أمراض الكبد.
(2) بعض أمراض الكلي.
(3) بعض الأمراض الخلقية.
(4) استخدام بعض العقاقير المقاومة للتشنجات لمدة طويلة.
ثالثا- ما هي أبرز مظاهره؟
- العلامات المبكرة والتي تظهر عند العمر من (3-6) أشهر:
(1) أثناء اليوم: القلق (Irritability)، وكثرة عرق الرأس.
(2) أثناء الليل: الأرق.
(3) ليونة عظام الرأس (Craniotabes)، وظهور تجويف عند الضلوع السفلى مع بروز الغضاريف (Rachitic Rosary).
2- العلامات المتأخرة؛ وأهمها:
(1) تأخر المهارات الحركية: مثل الجلوس والمشي عن عمر 18 شهرا.
(2) تأخر التسنين.
(3) كبر حجم الرأس، مع بروز عظام الجبهة.
(4) زيادة مساحة اليافوخ وهو الجزء الطري أعلى رأس الطفل، وتأخر إغلاقه؛ وعادة ما ينغلق عند عمر 18 شهرا.
(5) ليونة العضلات (Hypotonia).
(6) التشنجات الناتجة عن نقص الكالسيوم (Tetany).
رابعا- كيف نشخصه؟
وينصح بعرضه على إخصائي أطفال، ليتم التشخيص عن طريق:
1- الفحص الإكلينيكي.
2- عمل فحوص بالدم: الكالسيوم (Ca) والفوسفور (P) وإنزيم (Serum Alk. Phosphatase).
3- الأشعة السينية: على منطقة مفصل الرسغين ومفصل الركبة والكاحل.
خامسا- كيف نعالجه؟
ويشمل العلاج:
1- إعطاء الطفل فيتامين (د).
2- أن يهتم بالطعام الكامل المتوازن؛ خاصة المحتوى على الجبن والسمك والبيض.
ولمعرفة الخطوات الصحيحة التدريجية للفطام النموذجي؛ فإني أدعوكِ إلى مطالعة ردنا في باب (استشارات صحية)؛ بعنوان:
- افطمي طفلك فطاما نموذجيًّا
3- أن يعرض لأشعة الشمس قبيل الضحى وعند الأصيل، عندما تميل الشمس.
بالنسبة للمشكلة الثانية:
فإن هذه المشكلة تفتح ملف (الغيرة بين الأبناء)؛ والغيرة شعور فطري يؤدي إلى سلوك ظاهري معين.
وهو أمر فطري في أي تجمع خاصة التجمع الإنساني، حتى بين الأشقاء.
وللرد الشافي فإننا نرجو منك أن تطلعي على ردنا على نفس المشكلة؛ في باب "معا نربي أبناءنا" وهي بعنوان:
- طفلتي تغار من أختها
نصائح أخوية:
هذا دورنا؛ في النصح والتوجيه والدعاء.
أم عن دورك أيتها الأخت الفاضلة:
1- تذكري أن الطفل في مرحلة الطفولة، يحتاج إلى (الرباعية الذهبية لاحتياجات الطفل):
أ- الحب.
ب- التقدير والتشجيع. (الدعم الإيجابي)
ج- الحرية.
د- الترفيه أو الترويح.
2- لا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ:
"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا". [الفرقان 74]
فستكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديها ولأمتها، وستكون للمتقين إماما؛ علما وخلقا وسلوكا. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
لمزيد من التفاصيل المفيدة حول هذا الموضوع يمكنك الرجوع للمعالجات التالية:
- معالجات الغيرة السابقة على الصفحة
- مرحبًا طفلي الثاني
- عض الصغار.. تحليل وعلاج
ـــــــــــــــــ(104/248)
الغيرة.. حقائق وبرامج علاجية ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا من أشد المعجبين بجهودكم وإخلاصكم في حل المشاكل، وسعيدة بأني تمكنت من الكتابة إليكم وطرح مشكلتي عليكم.
أنا لدي ولدان محمد ومهند، فأما محمد فعمره 3 سنوات و4 أشهر عنيد وعصبي، وكل رفض مني يقابله بنوبة صراخ عالية ويضربني، مع العلم أني لا أحاول ضربه، بل أتجنب ذلك، ولكن بعض الأحيان أفقد السيطرة وأضربه؛ وإذا طلبت منه أن يجلب شيئا يرد عليه بأن أذهب أنا وأجلبه.
ومنذ شهرين أصبح يضرب أخاه الأصغر بسبب وبدون سبب، ولا ينام إلا إذا كنت معه في نفس السرير، مع أننا ننام في الغرفة ذاتها، وإذا حاولت التكلم معه بشكل جدي يكرر نفس الكلام لي مثل "أنت نامي" "أنت اسكتي"، وبدأت أشعر أن أخاه الأصغر بدأ يتأثر به فقد أصبح يصرخ إذا رفضت طلبه أو منعته من الخروج، وأصبح يضربني مثل أخيه.
ومهند عمره سنتان وشهران ولا ينطق إلا بكلمة لا وكلمة "إس"، وهو يطلق على جميع الأشياء هذه الكلمة، ولكن بنغمات وأطوال مختلفة وأنا قلقة بشأنه؛ لأنه يفهم كل ما يطلب منه ويستجيب بسرعة ويعرف أجزاء وجهه وجسمه بشكل ممتاز ويؤشر عليه، وكذلك يذهب للحمام وحده، وكذلك أريد أن أعرف متى أبدأ بتعليم محمد الإنجليزية؛ لأني بدأت أعلمه؛ فهل هذا مناسب لسنه أم لا؟ هذا ما لدي، وآسفة إذا كنت أطلت في ذلك، ولكم جزيل الشكر والامتنان.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام -سيدتي- ورحمة الله وبركاته، سعدنا برسالتك ويشرفني الرد عليها، ونسأل الله العظيم أن يعيننا على أداء هذه الأمانة التي تنوء بها الجبال. أما عن استشارتك فتتبلور في النقاط التالية:
1. عناد وعصبية محمد التي تتمثل في صراخه وضربه لأخيه الأصغر وضربه إياك.
2. عدم نومه إلا بجوارك.
3. تأثر أخيه الأصغر -مهند- بما يفعله أخوه وتقليده.
4. عدم نطق -مهند- إلا بكلمتين.
5. متى تبدئين تعليم محمد الإنجليزية.
ولنبدأ الآن في تناول النقاط السابقة الواحدة تلو الأخرى:
بالنسبة لعناد محمد وعصبيته فلهما سببان؛ أولهما غيرته من أخيه الأصغر حتى لو لم تفرقي أو تميزي الصغير عليه في التعامل؛ لأن الغيرة شعور طبيعي في هذه المرحلة. والأمر الثاني الذي يجعل محمدًا عنيدًا هو طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها. ولتفسير وتفصيل هذا إليك ما يلي:
سيدتي.. قبل أن أبدأ في تفصيل ما سبق أود أن تغمضي عينيك لمدة 5 دقائق فقط وتتخيلي المشهد التالي، وهو: أنك كنت طالبة محبوبة من أساتذتك للغاية؛ وذلك لتفوقك وتميزك الفريدين لدرجة أن الأساتذة يجعلونك تنوبين عنهم عند غيابهم وكل الطلبة يلجئون إليك عندما تقف أمامهم معضلة دراسية فكنت -بكل المقاييس- محط أنظار واهتمام الجميع، ولكن فجأة... ودون سابق إنذار فوجئت بأن طالبة جديدة قد وفدت إليكم متميزة متفردة ربما تفوقك، وقد بدأ الأساتذة يوزعون اهتمامهم بينكما ويشركونها معك في المهام المطلوبة منك، بل ويركزون عليها بحكم أنها جديدة ولا تعرف نظام الدراسة بشكل جيد فأصبحوا ينفقون معها وقتا وجهدا واهتماما أكبر دون أدنى قصد لإيذاء مشاعرك... الآن افتحي عينيك واكتبي مشاعرك تجاه هذا الموقف وتجاه هذه الوافدة الجديدة.
عندما طلبت ذلك من الأمهات اللاتي كنت أدربهن على فهم طبيعة المرحلة العمرية في الطفولة المبكرة كتبن هذه المشاعر: "كنت سأشعر بالغضب الشديد ممن حولي وبتخليهم عني - سينخفض مستواي الدراسي - كنت سأشعر بالغيرة الشديدة من الوافدة الجديدة - سأحاول الالتحاق بمجموعة دراسية أخرى - سأحاول عتاب أساتذتي وزملائي، وفي الغالب لن أستطيع؛ ولذا سأترجم هذا بأن أكون عدوانية عصبية معهم جميعًا...".
هذا بعض ما كتبنه هؤلاء الأمهات، وهذا بالضبط ما يشعر به ابنك -محمد- بعد وفود "مهند" إليكم -حفظهما الله جميعا- والسؤال الذي يطرح نفسه.. ما الحل؟ وكيف نحد من الغيرة لتمر هذه المشاعر بسلام دون أن تترك أثرا نفسيا سيئا على كل من الولدين.
1. القاعدة الأولى الذهبية في هذا الأمر ألا أميز بينهما في الاهتمام وإظهار الحب، وربما تقولين إنني أقوم بذلك بالفعل وهذا أمر طيب، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين إلى جانب أننا أحيانا -ودون أن نشعر- نفرق بين أبنائنا، وسأعطيك مثالا بسيطا، فعندما يبدأ الصغير في نطق كلمات جديدة أو يفعل شيئا جديدا يلتفت إليه الأبوان ويضحكان أو يهللان فرحا بما صدر من الصغير بينما -أحيانا- لا يلتفت لما يحدثه الكبير من أشياء جديدة، أو ربما ونحن نتحدث في الهاتف مع أحد الأصدقاء أو المعارف نتحدث عما يقوله أو يحدثه الصغير وكم يتمتع بخفة ظل وحضور وننسى أن نعلق على تصرفات الكبير بحكم أنه بدأ يعرف كل شيء فلننتبه لمثل هذه الأمور الصغيرة وهي كبيرة عند أبنائنا.
2. دعي محمدا يعتمد على نفسه في الأشياء التي يستطيع فعلها ولا تحدي من استقلاليته.
3. اجعليه يشاركك في بعض الأمور التي تساعدين فيها الصغير كأن تطلبين منه أن يناولك بعض ملابس أخيه ليساعد أخاه في ارتداء ملابسه أو يعلمه لعبة جديدة تقومين أنت بشرحها لمحمد ليشرحها بدوره لأخيه، وهكذا...
4. أن تشعريه بأننا كلما اعتمدنا على أنفسنا كان ذلك أفضل وأمثل، ولا يكون ذلك إلا إذا كبرنا، فالأكبر سنا يمكن أن يفعل أشياء كثيرة لا يعرفها الصغير وذلك عن طريق تشجيعه كلما أتقن شيئا جديدا (مثل استخدامه فرشة الأسنان أو تناوله الطعام أو ارتداء بعض ملابسه بمفرده)، كما يمكنك قياس طوله على فترات أو الثناء عليه عندما يقترب طوله من أشياء لم يكن متمكنا منها من قبل مثل وصوله لمفتاح النور، وتمكنه من إضاءة الحجرة أو أن يناولك شيئا من على رف عال، وهكذا...
5. لا تقومي بدور المحامي لمهند فلا تدافعي عنه أمام محمد فهذا يزيد من غيرته، بل وعدوانه عليه.
ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موضوعات عديدة تناولت الغيرة على هذه الصفحة:
عندما تقومين بما سبق لن تعالجي موضوع الغيرة فقط، بل سيحد ذلك من عصبية محمد، خاصة مع النصائح التالية التي تتلخص في إيجاد وبناء علاقة إيجابية بين الآباء والأبناء يسودها الحب والعطف والرفق والحزم في آن واحد والتي أنصح بها جميع الأمهات والآباء؛ لأن مثل هذه العلاقة الإيجابية من شأنها أن تعدل كثيرًا من السلوكيات غير المرغوب فيها من الأبناء، وهذه النصائح هي: صبرك على محمد، وعدم عقابه سريعا على ما يفعل من أخطاء، بل يمكن تجاهل بعضها على ألا تلتفتي إليه عند ارتكاب الخطأ.
كما يجب ألا نقابل العصبية بعصبية مثلها فعندما يقوم بضربك لا تضربيه، ولكن انظري إلى عينيه مباشرة بشكل حازم مع قولك له إن هذا لا يصح، ثم اتركيه ولا تنتظري منه أن يعتذر لك، ولا تلحِّي عليه في ذلك، بل كل المطلوب منك أنه إذا أتى ليتحدث معك فردي عليه كأن شيئا لم يكن، فإذا تكرر ضربه إياك فعليك أن تفعلي مثلما فعلت من قبل، فإذا تكرر وضِّحي له أنك لن تتحدثي إليه إلا إذا كف عن هذا السلوك.
أما إذا ضرب أخاه فلا تتدخلي إلا إذا أذاه إيذاء بدنيا أو نفسيا شديدا كأن يضع يده في عينيه مثلا أو يقوم بإغاظته، أما إذا لم يفعل ذلك فعليك ألا تلتفتي إلى ما يحدث بينهما واتركي الصغير يتعامل مع الكبير ويدافع عن نفسه بطريقته ولا تظني أنه لن يستطيع، بل ثقي أنه سيتمكن من ذلك إذا أعطي الفرصة ولا تتسرعي في التدخل.
ومن الأشياء التي تبني علاقة رائعة مع الأبناء أن نجد لهم وقتا للعب معهم وملاطفتهم ولا تنتظري (سيدتي) نوم أحدهما لتلعبي مع الآخر، بل الأفضل أن تلعبي معهما في وقت واحد حتى يشعر كل منهما أن هناك آخر له مكانته والتي لا تقل عن أخيه وله حضوره الذي لا بد أن يراعى، كما يمكنكما (أنت وزوجك) أن تقوما بالتنزه مع ولديكما بشكل دوري.
مع ملاحظة أنك إذا عدلت من سلوك محمد فسوف يتأثر مهند به ويقلده في سلوكياته الجديدة؛ فالطفل الأصغر يتأثر بالأخ الأكبر بصورة كبيرة -كما عرفت- وهو يتعلم من أخيه الأكبر أكثر مما يتعلم من والديه.
أما بالنسبة لنوم محمد بجوارك فيمكنك أن تبدئي في تدريبه على أن ينفصل عنك تدريجيا بالطريقة التالية:
1. انتظري حتى تقومي بتنفيذ ما سبق من نقاط فإن ذلك تمهيد جيد للتدرج في نومه بمفرده.
2. قبل نومه وقبل وضعه في سريره احتضنيه هو وأخاه واحكي لهما قصة لطيفة.
3. عندما تعززين كونه أصبح كبيرًا فاذكري له أن الكبير يستطيع النوم بمفرده فإن سألك: "ولماذا تنامين أنت بجوار أبي"؛ فقولي: "إنني أستطيع النوم بمفردي وكذلك والدك، ولكننا ننام معا لأننا زوجان" ولا تزيدي في الكلام عن هذا.
4. واستمري في هذه المحاولة معه وبالطبع مع أخيه مهند حتى يستطيع كل منهما أن ينام في سريره الخاص به.
أما عن النمو اللغوي لمهند وأنه لا ينطق إلا كلمتين فهذا أمر طبيعي في مثل عمره ولا يقلق على الإطلاق ما دام أنه يسمع ويفهم ما يقال له جيدًا -كما اتضح ذلك من رسالتك- والمسألة مسألة وقت فهو الآن يخزن كل ما يسمع ليفرزه فيما بعد.
نأتي لآخر نقطة في رسالتك عن تعليم محمد الإنجليزية، فإذا كنت تسألين عن استعداده للتعلم فيمكنك اختبار ذلك من خلال ذكر وتكرار بعض أسماء الأشياء من حوله (كرسي - ثلاجة - طعام - سرير... إلخ باللغة الإنجليزية)، ثم سؤاله عنها بعد ذلك فإن عرف فإن لديه استعدادا طيبا لتعلمها أو أن تجعليه يشاهد بعض أفلام الكارتون أو الأغاني الناطقة بالإنجليزية فإن رددها أو ردد بعض منها فإنه يكون لديه الاستعداد لتعلمها... هذا من ناحية الاستعداد.
وأما عن الدراسات التي تحدثت عن أمر تعلم لغة ثانية غير اللغة الأم فقد تناقضت فيها النتائج تناقضًا بينا واضحا بين مؤيد ومعارض خاصة في هذه السن المبكرة، وهناك العديد من الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة وغيرها من المواقع تحدثت عن أمر تعليم اللغة الثانية، ومن أهم ما نشر عن هذا الموضوع -من وجهة نظري- مقال بعنوان: كيف نجعل الطفل العربي أكثر ذكاء بقلم د/ سهير أحمد السكري (جامعة جورج تاون - واشنطن)، ومع الأسف النسخة التي بين يدي لا يوجد عليها اسم المجلة أو الجريدة التي نشرت بها، لكنك على أية حال يمكنك الحصول عليها إما من المكتبات العامة الخاصة بالاستعارة ففيها قسم الدوريات أو من على موقع البحث:
www.google.com على أن تكتبي اسم سهير أحمد السكري في خانة البحث
وسأذكر لك عبارة مما ذكرته الأستاذة -سهير- في هذا المقال تعارض فيها تعليم الطفل في هذه السن المبكرة لغة ثانية غير اللغة الأم: "أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الطفل يركز طاقة هائلة في السنوات الأولى من عمره حتى الخامسة لإتقان اللغة، وهي من أهم وأصعب مهمة تواجه أي إنسان. وعلى هذا فإن الطفل إذا لم يتقن اللغة التي سيتكلم بها ويعبر بها عن نفسه في هذه الفترة فإنه لن يتعلمها بإتقان مهما حاول ذلك فيما بعد... ولهذا فإن الطفل إذا لم يتعلم اللغة العربية الفصحى قبل سن الخامسة تضيع منه فرصته الذهبية هذه وتتبدد طاقته الاستيعابية في تلك الفترة من عمره في تعليم العامية التي لن تجديه فتيلاً، لا في التعبير عن نفسه كتابة ولا في مناقشة الموضوعات الجدية كلامًا ولا في دراسة العلوم والآداب والفنون.
وهذا ما يفسر حالة ضعف التفكير والتعبير في كل المجالات، بما فيها المجال السياسي في جميع البلدان العربية بلا استثناء".
وأما عن معضلة كيف نحقق الهدفين معًا وهما جعل الطفل يواكب الجديد ولا يتم هذا إلا بتعلم لغة الحضارة والعلم والتقدم الحالي وهي الإنجليزية، وفي نفس الوقت يتعلم لغته ويتقنها إتقانا تامّ حفاظًا على هويته وانتمائه وقبل ذلك دينه، فيمكن حل ذلك عن طريق أن نركز في تعليم الطفل اللغة العربية الفصحى في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، ثم يتعلم بعد بلوغه السادسة اللغة الأجنبية الثانية.
ـــــــــــــــــ(104/249)
التربية بالضرب.. خطوات للتجاوز مع المراهق ... العنوان
جزاكم الله ألف خير على ما تقدمونه من نصائح ومساعدة للجميع.. بتنا في زمن صعب.. التربية فيه صارت من أصعب المهام وشغل الإنسان الشاغل، وزاد الهم النفسي القلق الذي يساور كل من يربي طفلا.. يا ترى ما الذي جرى؟.. تربينا أحسن تربية وكانت الظروف صعبة.. اليوم وبكل الراحة التي نعيشها.. نستصعب تربية أبنائنا.. ترى ما السبب؟
ابني يبلغ 11 عامًا هو الأكبر بين ثلاث بنات، حساس جدًّا جدًّا يبكي على أي شيء ليس له أصدقاء، ولا يحب اللعب مع أبناء الجيران، والده صارم بعض الشيء ويعتقد أن الضرب يربي ويقول دائمًا" ضُرِبنا فتربينا وصرنا رجالا، ولم نتعقد، وهو مُصِرّ على رأيه حاولت مرارًا وتكرارًا تغيير وجهة نظره ولكن دون جدوى.
علمت مؤخرًا بعد أن ذهب ابني في زيارة لأحد الأقارب بأنه لا يحترم أحدًا ويقل أدبه على الناس وقال لي أحدهم: إن ابني يحترم الناس فقط خوفًا منا ومن ورائنا لا يهتم أبدًا.. أحاول جاهدة أن أربي أبنائي أحسن تربية، ولكن بعد الذي سمعته أعتقد أن هناك خطأ ما.. أرجوكم ساعدوني؛ فأخته تقلده، وتفعل ما يفعله من عدم احترام، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
جزانا وإياكم وجعل هذا العمل خالصًا لوجهه تعالى ورزقنا وإياكم الإخلاص قولا وعملا.
أوافقك -سيدتي- أننا أصبحنا نربي في زمن صعب، وإن كنت أومن بقول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
نعم سيدتي لقد غيرنا وبدلنا كثيرًا إلى الدرجة التي تاهت منا معالم وملامح التربية الصحيحة التي كنا نتلقاها جيلا بعد جيل بالفطرة السليمة وبالغريزة النقية، وباتت التربية من أصعب المهام التي يقوم بها الإنسان كما ذكرت برسالتك، والأسباب متعددة ومتشابكة لا يسع المقام هنا لسردها.
أما عن الخطأ الذي تسألين عنه سيدتي فقد أجبت عنه في طي رسالتك؛ فقد ذكرت سببًا جوهريًّا قويًّا لما يعاني منه ابنك ألا وهي معاملة الأب له، واتخاذ الضرب وسيلة تربية وتوجيه وتعديل لسلوكيات الابن؛ الأمر الذي ترتب عليه ما تجدينه في ابنك من حساسية مفرطة وسرعة بكاء والإتيان من ورائك بما يخالف الأسس التي تربينه عليها، وستكون الطامة كبرى إذا كان يستخدم هذا الأسلوب مع هذا الصبي دون أخواته.
وإذا كان هناك بعض المختصين من يقر بالضرب فهم يقرونه كوسيلة أخيرة للعقاب وبشروط صارمة وليست أسلوبًا ونهجًا في التربية، ومن وجهة نظري أرى أن الحزم -وخاصة من الأب- يعوض عن أسلوب الضرب هذا، واسمح لي -سيدتي- أن أوضح عواقب أخرى للضرب ربما إذا عرفها الأب تراجع عن أسلوبه هذا.
حينما نلجأ لأسلوب الضرب كوسيلة للتربية فإننا بذلك نعين على تنشئة جيل جبان سلبي ميت الضمير يخالف القوانين، بل والقيم والمبادئ كلما أتيحت له الفرصة لذلك، وقد ينسحب من الحياة الاجتماعية تمامًا فيصبح منطويًا منعزلا يكره من حوله، وقد يلجأ للعكس تمامًا أي للعدوانية والعنف، ويتجرع الآباء من أبنائهم نتيجة هذه النشأة أحد أمرين: إما أن يتجرأ الأبناء على آبائهم ويتطاولون عليهم ذلك بما أساءوا إليهم، أو أنهم ينزوون ويصبحون في عزلة يجترون الألم دون أن يشعر بهم أحد، وفي كل الأحوال لن يشبوا أسوياء سعداء في حياتهم، فضلا عن كونهم سيصبحون يومًا ما آباء يورثون بدورهم لأبنائهم هذا الأسلوب.
لا أريد بذلك -سيدتي- إخافتك أو إثارة قلقك، ولكن من الأمانة أن أذكر لك هذا حتى يتبين الأب عاقبة ما يفعل مع أحب الناس إليه وأعز البشر إلى نفسه، وإذا كان الأب يبرر استخدامه هذا الأسلوب بأنه تربى هو وأبناء جيله على أسلوب الضرب، ومع ذلك شبوا رجالا فحتى لو سلمنا بهذا فعليه أن يدرك أنه الآن يربي في بيئة وظروف تختلف تمامًا عن ظروف نشأته وبيته هو، وكل ما أرجوه منه أن يعيد التفكير مرة أخرى في أسلوبه هذا، ويجرب أن يصادق ابنه ويترفق به في غير لين ولا ضعف؛ فالحزم مطلوب والحاجة إلى الانضباط والسلطة من الحاجات النفسية التي يجب إشباعها لدى أطفالنا، وليس عيبًا أن نتراجع عن فكرة ثبت خطؤها.
وسواء اقتنع زوجك بما سبق أو لم يقتنع فعليك أنت دور مع ابنك يتلخص فيما يلي:
1. عليك بإظهار الحب لابنك من تربيت عليه وتقبليه والإنصات إليه حين يتحدث وتقدير لمشاعره حينما يعبر عنها وعدم مصادرة آرائه دون مبالغة في كل ما سبق، ودون محاولة منك لتعويض الابن عما يجده من قسوة مع أبيه، بل يجب أن تكوني مثالا للوسطية والعدل والإنصاف في معاملته.
2. عليك ببناء ثقته بنفسه وبك وبمن حوله، وأهم طريقة لبناء هذه الثقة الصدق في الأقوال والأفعال وعدم التناقض؛ فلا يراك أو يسمعك تفعلين شيئًا وتقولين شيئًا آخر مخالفًا، وعلى سبيل المثال إذا قلت له: "الإنسان الذي يبكي إنسان ضعيف"، أو "الرجل لا يبكي" فمثل هذه الأقوال وهذه المعلومة ليست صحيحة وتخالف الأفعال، بل وتناقض الحقيقة والواقع؛ فأنت إذا حزنت بشدة أو آلمك شيء فسوف تبكين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بكى في أكثر من موقف، وأشهرها حين توفِّي ابنه إبراهيم، فعليك بملاحظة أفعالك وأقوالك معه حتى تنشأ هذه الثقة وحتى يصدقك حينما تنصحينه بشيء في صالحه، وكذلك عندما تنهينه عن شيء.
3. عليك أن توقظي ضميره وأن يتصرف من خلفك بما يمكن أن يتصرف في حضورك، ويكون ذلك من خلال: إسناد بعض المسئوليات والمهام له مع ترك المراقبة لنفسه، شريطة أن تؤهليه لهذه المسئولية كأن تطلبين منه مثلا التسوق معك وهو الذي يحمل قائمة المشتريات والنقود اللازمة لهذه المشتريات، وحينما يفعل ما أسند إليه عليك بالثناء عليه باعتدال دون مبالغة، ويمكنك أيضًا أن تسندي له مهمة رعاية إحدى أخواته أو ملاعبتها في أثناء قيامك بعمل ما في البيت مع مراقبته دون أن يشعر بك على الإطلاق أو يقوم برعاية أخته حينما تخرج معه في مكان قريب من البيت .
4. أن تنمي مهاراته وقدراته؛ ففي هذه الفترة يرغب الصبية في الفك والتركيب والأعمال اليدوية، فيمكنك شراء بعض اللعب التي تنمي هذه المهارات، بل يمكن أن يقوم ببعض الإصلاحات بالبيت كتصليح بعض الأثاث أو دهانها أو دهان الحوائط.
5. إذا استطعت أن تحثيه على الاشتراك في بعض الرحلات أو المعسكرات التي تقيمها مراكز الشباب أو تلحقيه بالنظام الكشفي فافعلي؛ فهذه الأنشطة تنمي فيه صفات الرجولة وتحمل المسئولية إلى جانب الثقة والاعتماد على النفس...
6. يمكن أن يقوم بعمل مقابل راتب رمزي بحيث يشعر بأنه فرد منتج وله قيمة، ويمكن أن تطرحي هذه الفكرة على والده، خاصة أن مهنته تسمح بأن يساعده ابنه فيها وأن يعمل معه بأجر رمزي، فينسخ له بعض الأوراق أو يذهب معه إلى الموقع ويساعد العمال، وقد ذكرت في أكثر من استشارة قصة ابن صديقتي الذي يعمل مع والده المهندس المدني في مهام كثيرة، وإذا كان الأب يرغب في أن يُنشئ ابنه منشأ الرجال فهذه فرصة حقيقية لذلك، شرط أن يحافظ الأب على كرامة ابنه أمام الآخرين ولا يهينه أو يعاقبه بالضرب أمام أحد، وفي هذه الحالة فإن مثل هذا العمل سيقرب كل منهما للآخر، بل سيغني ويوفر كثيرًا من مجهودك في النقاط السابقة واللاحقة.
7. أن تأخذي رأيه في بعض الأمور كشراء بعض مستلزمات بالبيت أو تغيير دهانات أو حتى اختيار بعض ملابسك، وأن تحترمي آراءه ووجهة نظره فيما يقول، وتبدي كم تحترمين والده وأخواته وكل من تتعاملين معهم، ولا تلجئي للوعظ المباشر أو النصائح الكثيرة المتلاحقة كما تفعل كثير من الأمهات؛ لأن ذلك يغري برفض هذه النصائح بل والتمرد عليها، وأمر التربية قائم على القدوة أكثر من النصح المباشر.
8. لا تقومي بالضغط عليه أو الإلحاح في تكوين صداقات، أو أن يلعب مع أبناء الجيران؛ فإنك إن اتبعت كل ما سبق فسيساعده ذلك على بناء الثقة بنفسه مما يجعله يغير موقفه ويحاول التقرب لهم.
9. حينما يبكي سريعًا كاستجابة لأي موقف لا يعجبه لا تعلقي على بكائه، واتركيه حتى يكف عن البكاء من نفسه، وسيتخلص من ذلك تدريجيًّا حينما يشعر أن كثرة البكاء لا تليق به.
10. عليك أن تمارسي كل ما سبق مع كل أولادك وليس مع طارق فقط..
ثقي -سيدتي- أنك ستنجحين مع ابنك إذا تذرعت بالصبر والمثابرة والاستعانة بالله.
وأخيرًا.. دعواتي لك بأن يلهمك الله التوفيق والحكمة، كما نرجو المتابعة.
أطفالنا والتكنولوجيا.. ابتلاع الفراغ - متابعة ... العنوان
السادة والسيدات الأفاضل القائمون على العمل بهذه الصفحة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أكرر لكم شكري وامتناني وتقديري البالغ على اهتمامكم وحرصكم على الرد السريع والوافي لاستفساراتنا وتساؤلاتنا.. جزاكم الله عنا خير الجزاء، وضاعف لكم الأجور، وجعل هذا العمل الخالص لوجه الله في ميزان حسناتكم، أما بعد..
أتشرف بأن يرد على استشارتي أي من السادة أو السيدات الأفاضل ففيهم جميعًا كل الخير، ولكن أتمنى لو تفضلت الأستاذة الفاضلة/ عزة تهامي بالرد حيث إنها تفضلت -أكرمها الله- بالرد عليّ في الاستشارة السابقة، وأود أن تكون المتابعة معها إن أمكن ذلك ولكم جميعًا كل الفضل.
سيدتي الفاضلة.. لقد تمكنت بالفعل من تحديد فترة الجلوس أمام جهاز التلفاز وما شابهه من أجهزة أخرى كالأتاري والكمبيوتر وذلك بإشغالهم فترة الصباح في حفظ القرآن الكريم بأحد المساجد، ثم بإلحاق الولدين (5، 3 سنوات) في أحد الأندية الرياضية لممارسة الرياضة البدنية وتحديدًا لعبة الكاراتيه. أما الابنة الكبرى فلا تمارس أي رياضة؛ لأنه للأسف لا يوجد أي رياضيات متاحة لدينا في محافظتنا سوى السباحة والكاراتيه وكرة القدم.. بالنسبة للسباحة فأنا أخشى منها لما سمعناه من حوادث سابقة، بالإضافة إلى أن المدرب سيكون رجلاً وأستحي من ذلك ولا أريد تعويدها على إباحة هذا الأمر، وبالنسبة للكاراتيه فأرى أنه لعبة عنيفة غير مناسبة للبنت، وعلى ذلك فغير متاح لها ممارسة أي من أنواع الرياضة كإخوتها مما سبب لها ضيقا شديدا جدًّا بالرغم من أنني سردت لها الأسباب فما رأي سيادتكم؟
إلا أنها تقضي بعض الأوقات القليلة في قراءة بعض القصص والمجلات وحل الألغاز، فأنا حريصة على شراء وتوفير قصص ومجلات الأطفال الهادفة والممتعة في نفس الوقت إلا أنها غالبًا ما تمل من القراءة بنفسها، وتفضل أن أقرأ أنا لها بالرغم من أنها انتقلت للصف الثالث الابتدائي، أي أنها تجيد القراءة والحمد لله -مع العلم بأنني لا أحرمها من أن أقرأ لها بنفسي دائمًا كل ليلة قبل النوم- فما سبب هذا الملل من وجهة نظركم؟
سؤال أخير خاص بابني الثاني في الترتيب (5.5 سنوات) وهو شدة عناده وعدم استجابته لأي طلب بسهولة حتى يجبرني أحيانًا على ضربه، ولكن ليس بقسوة إلا أنني أكره ذلك فماذا أفعل؟ لا أريد أن أثقل عليكم أعانكم الله، ووفقكم لما فيه خيرنا وخير جميع المسلمين وإلى لقاء آخر بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
أطفالنا والتكنولوجيا ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لا نملك إزاء ثنائك إلا حمد الله على نعمه، وندعوه تعالى أن يعيننا وإياك على حمل هذه الأمانة ويجعلها في ميزان حسناتنا، وأشكرك على المتابعة وحرصك على التوجيه والتربية السليمة لأبنائك.
وأبدأ في الرد على متابعتك والتي تتحدد في هذه النقاط:
1. لماذا تمل ابنتك من القراءة، وكيف يمكن شغل وقت فراغها.
2. عناد طفلك الأوسط وعدم استجابته لأي طلب بسهولة؛ الأمر الذي يلجئك إلى ضربه أحيانًا.
وقبل أن أبدأ في الرد أود أن أحييك على محاولة تدريب وتنشئة الطفلة على حب القراءة وحرصك على شراء الكتب المفيدة لها، وأرجو أن تستمري في تغذية هذه الهواية وتدريب الابنة على القراءة وحدها حتى لو ملت منها في الوقت الحالي فإنها ستصبح عادة طيبة فيما بعد، وأرجو أن تفعلي ذلك مع الولدين أيضًا، هذا إلى جانب ممارسة بعض الأنشطة الأخرى التي سأقترح عليك بعضها في السطور التالية.
ونأتي الآن لملل الطفلة من القراءة الذي يرجع لأسباب عدة على رأسها أنها لا تجد عملاً آخر أو نشاطًا آخر غير القراءة وحفظ القرآن كما فهمت من رسالتك (هذا إذا لم تحددي وقتًا للعب معها كما اقترحت عليك في الاستشارة السابقة)، وحتى إذا حددت وقتًا للعب فلن يملأ كل وقتها، وسبب آخر من أسباب ملل الأطفال من القراءة أنهم اعتادوا على الإيقاع السريع للأشياء بسبب ألعاب الكمبيوتر وبرامج التلفاز، والقراءة لا تتميز بهذا الإيقاع، هذا إلى جانب أننا ربما شجعنا أطفالنا على القراءة، لكنهم لا يجدون أحدًا يمارس هذه العادة المفيدة أمامهم بالبيت فيجدون الأب -بالكاد- ممسكًا بكتاب وكذلك الأم فهذه الصورة غير معتادة عندهم، لكن على أية حال لا بد أن يكون هناك أنشطة أخرى إلى جانب القراءة يمكن القيام بها وأقترح عليك بعضًا منها:
• الطهي: حددا وقتًا لدخول المطبخ معًا وعمل بعض الوجبات الخفيفة (بعض المثلجات- أنواع بسيطة من الكيك- بعض السلطات- ويمكن أيضًا معرفة مبادئ الطهي للوجبات الرئيسية).
لا تتخيلي متعة الأطفال في هذه السن بدخول المطبخ، وخاصة إذا شعروا بالانطلاق والاعتماد عليهم دون توجيهات كثيرة.
• أشغال الإبرة: يمكنك تدريبها على الحياكة وعمل بعض التصميمات لعرائسها أو شغل المفارش والتريكو والكروشيه والكنفا، ولا تظني أنها صغيرة السن على تعلم هذه المهارات، بل هذه هي السن التي تستمتع الفتيات فيها بمثل هذه الأعمال وخاصة إذا كانت بسيطة وصغيرة، ويمكن أن تنتج منها شيئًا وستكون سعيدة جدًّا حينما تعرضين بفخر منتجاتها على أقاربها أو والدها.
• أعمال يدوية: مثل عمل زهريات أو وعاء لوضع الأقلام فيه أو أعمال بالخرز أو عمل بعض المنسوجات البسيطة بالنول... إلخ.
• الرسم والطباعة: يمكنك أيضًا أن تتركي لها عدة أوراق وأقلام ملونة للرسم ويمكن تعليمها بعض أسس الطباعة البسيطة. ولمزيد من التعرف على هذه الأنشطة يمكنك الاطلاع على مواقع على النت وكتب خاصة بالأطفال (وهناك كتب للدكتورة كاميليا عبد الفتاح عن الأعمال الفنية من خامات البيئة، وهي متوفرة في المكتبات المصرية).
• ألعاب الماء: يمكن أن تضعي لها إناء به ماء وتصنع بعض المراكب الورقية لتسير فيه.
لا ينبغي ممارسة كل هذه الأنشطة دفعة واحدة، بل من الأفضل أن تتناولا نشاطًا تلو الآخر وبين كل نشاط وآخر فترة زمنية تتحدد حسب إقبال ابنتك عليها، شريطة أن تغيري هذا النشاط قبل أن تمل ابنتك منه.
وأقترح عليك أيضًا أن تجلسي مع ابنتك لتضعا جدولاً لتنظيم وقتكما وتحديد مواعيد اللعب والأنشطة، وليس شرطًا على الإطلاق أن تمارسي معها كل هذه الأنشطة، بل يجب أن تقوم هي بنفسها بممارسة بعضها وحدها، ويمكنك تحديد يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع للعب معها وتلعب أو تمارس هذه الأنشطة بمفردها بقية أيام الأسبوع.
أما بالنسبة لموضوع ابنك وهو عناده وعدم استجابته للأوامر بسهولة:
تحدد الدراسات أن أطفال ما بين 4 و5 سنوات يتميزون بالعند ولا يستجيبون لأكثر من ثلث الأوامر التي تطلب منهم، وذروة العند تكون في الثالثة من عمر الطفل، فتعالي نتعرف على كيف نتعامل مع هذا السلوك:
1. لا تكثري من الأوامر والنواهي الموجهة للطفل؛ لأننا ودون أن ندري نثقل على أطفالنا بالأوامر رغبة منا في أن يعتادوا على سلوكيات وعادات سليمة.
2. لا تطلبي شيئًا من ابنك في وقت غير مناسب له (وقت اندماجه في اللعب مثلاً أو مشاهدة برنامج يفضله، لكن يمكنك أن تخبريه أنه بعد ربع الساعة أو نصفها مثلاً سيقوم بأداء كذا)، هو بالطبع لا يعلم الساعة ولا يقدر الوقت، ولكنك بعد الموعد الذي حددته بالضبط اطلبي منه ما شئت حتى يعتاد الصدق، هذا أولاً، وثانيًا لتتكون لديه الساعة البيولوجية، ويستطيع تقدير الوقت دون النظر في الساعة، كما أنه بذلك يحترم الوقت، فضلاً عن أنه سيشعر بأنك تقدرين ما يفعل وتحترمين رغباته وبالتالي يعاملك بالمثل.
3. ألا تكون أوامرك فيها شيء من اللين الذي يغري الطفل برفضه أو شيئًا من الإلحاح أو الاستعطاف وإنما يطلب الشيء بحزم كأن تقولي: فلان (اسمه) بعد ربع ساعة اغسل أسنانك استعدادًا للنوم. واتركيه ولا تلحي عليه، لكن عليك فقط التأكد من أنه قد سمعك.
4. اتركي له فرصة لتنفيذ الأمر ولا تتعجليه، فإذا أردت أن يجمع لعبه مثلاً فلا تقولي اذهب فاجمع لعبك، ثم بعد خمس دقائق تقولين له نفس الشيء، ثم تكررين عليه الطلب عدة مرات متتالية، ولكن عليك أن تتركي له فرصة كافية لجمع لعبه.
5. لا تلقي بالأمر مصحوبًا بالتهديد أو التحذير كأن تقولي له مثلاً: "إذا لم تجمع اللعب في ظرف ربع ساعة فسوف أخبئها ولن تلعب بها مرة أخرى" فكل هذا يغري بالعند.
6. لا تقابلي عنده بعند مماثل.. ومثال ذلك إذا طلبت منه جمع اللعب مثلاً أو غسل أسنانه أو وضع حذائه في مكانه وقال لك "حاضر" ولم يفعل فلا تقفي أمامه وتقولي: لا بل عليك التنفيذ الآن ولن تتحرك إلا إذا وضعت حذاءك مكانه. فهذا بالطبع أيضًا يزيده عندًا.
7. والعكس غير مطلوب أيضًا وهو أن يستجاب لطلبه بعد إلحاح أو بكاء وصراخ، ومثال ذلك إذا طلب اللعب في مكان أو وقت غير مناسب، ولم توافقي فأخذ يلح باكيًا أو صارخًا فيستجاب له (وربما تعوّد على ذلك منذ صغره)، والحل هو محاولة تنفيذ ما وضحت سلفًا في النقاط السابقة.
8. التذبذب وعدم الثبات في طريقة التعامل مع الأبناء تولد العند، فإذا كنت تسمحين له ببعض ما تنهين عنه في مواقف أخرى فهذا يجعله مشتتًا مذبذبًا عنيدًا في تمسكه بطلباته.
9. وربما يريد طفلك بعناده هذا جذب ولفت الانتباه إليه باعتباره الطفل الأوسط، فهو يشعر بأنه غير معتنى به مثل آخر العنقود أو الطفلة الكبرى؛ ولذا عليك إشعاره بالاهتمام والرعاية وإظهار الحب له.
10. الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة واستعانة بالله فلا تتعجلي النتائج.
وأخيرًا أدعو لك الله أن يعينك ويوفقك، وأرجو مزيدًا من المتابعة.
ـــــــــــــــــ(104/250)
عصبية أطفالي كيف أتعامل معها؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا أحب أن أشكركم جدا على نشاطكم معنا وعلى مجهودكم.
أنا مشكلتي أن ابني عنيد جدا، ودائم النزاع مع أخته ويضربان بعضًا كثيرًا؛ لدرجة أني أفقد أعصابي وأضربهما كثيرا، وبعدها أندم على ذلك، وأقول سوف أتعامل معهما بالعقل، ولكني عصبية جدا؛ لكثرة الضغوط عليَّ فلم أتحمل شقاوتهما ونزاعهما مع بعض فأصرخ فيهما حتى يسكتا.
أنا أعرف أن عصبيتي هي السبب الأساسي في ذلك، ولكني غير قادرة على أن أتحكم فيها.. فهل هناك أولا، وسيلة للتحكم في أعصابي عند التعامل مع أولادي لأني أحبهما جدا، ولا أريد أن أتعامل معه بهذا الأسلوب؟.
ثانيا أتمنى أن أجد وسيلة لأحببهما في بعض لكي يلعبا بهدوء؛ لأن أحمد يحب أن يأخذ كل حاجة لنفسه، لدرجة أنه يضرب أخته كثيرا ليأخذ ما معها، مع العلم أن أخته أكبر منه بسنتين. علي كثير الشقاوة، لدرجة أن كل من يراه ينتقده وهذا يزيد من ضيقي، أنا آسفة للتطويل، وجزاكم الله خيرا وشكرا.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... تقول الأستاذة سها السمان من فريق الاستشارات التربوية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي العزيزة دعيني أشكرك وأدعو لك ولنا جميعا بأن يبارك الله لنا في أولادنا ويجعلهم ذرية صالحة.
وأعاتبك بإحساسك في التطويل علينا، وأقول لك إنها استشارة مختصرة، وإنه من واجبنا كإخوة في الله أن نستمع إليك ونهتم بكل كلمة تتفوهين بها؛ لأنها مشكلة أبنائنا جميعا.
والآن أقول لك قبل بدء كلامي جملة ما زالت معلقة في بالي من يوم ما قرأتها في أحد المؤتمرات الخاصة بالأطفال، ولم أعِ مدى أهمية كتابتها بالخط العريض على الحوائط في كل مكان في القاعة ألا وهي "الأطفال أمانة"، وهي كلمة نعرفها جميعا ونرددها في كل وقت، إنهم أمانة ورزق قد منَّ الله علينا بها ويجب علينا الحفاظ عليها ومراعاتها.
والدليل على ذلك أننا نعمل ونجتهد طوال الوقت لنوفر لهم الدخل المناسب لتربيتهم، وأعلم أنك تعملين وعليك ضغوط كثيرة، ولكن لا ذنب لهما في هذا فهما في حاجة إلى من يفهمهما وهنا نبدأ في التحدث.
كما فهمت أختي العزيزة أنك تعملين في المحاماة وتدافعين عن المتهمين، ولكن هذه القضية المتهم والمجني عليه واحد وهم الأبناء نتهمهم بالشقاوة والعناد والأنانية وكثير من المسميات، ولكنهم في نفس الوقت ضحايا ولا نجد ما نبرر به إلا القول بأننا نعمل لكسب الرزق والصرف على الأولاد؛ فهذا لا يكفي لتربيتهم وإخراج أطفال أصحاء عقليا وبدنيا.
فكما تقولين إن وجودك معهما في البيت عدد من الساعات، ولكن لم تذكري الوجود الفعلي أي وجودك مع كل واحد منهما وحقه في الجلوس مع أمه والتفرغ التام له؛ فإذا أردنا أن نحسبه فلن نجد إلا دقائق معدودة وبل تكاد تنعدم وطوال الوقت لا يوجد إلا الصراخ فيهما والضرب، فهل سألت نفسك في النهاية بعد هذا الصراخ؟ هل وصلت المعلومة التي أردت أن توصليها لهما وهل استفاد الأطفال من النصيحة والتوجيه التي قامت به أمهم، بالطبع لا؛ فقد سكت الطفل؛ لأنه أحس أن أمه الأكبر منه سنا وجسما صرخت فيه ووصلت له الرسالة بأن الخطوة القادمة هي الضرب، ولكنه لم يفهم ماذا فعل من أخطاء ولم يستطع أن يعي ما هو الصواب المطلوب أن يقوم به.
فالطفل الذي تتحدثين عنه أنه عنيد ويحب أن يستأثر بالأشياء لنفسه.. هل سألنا أنفسنا لماذا يفعل هذا؟ وهل عرفنا سبب شقاوته وإظهارها أمام الضيوف؟ بالطبع لا، ولكن دعينا أن نستشف أسباب هذه التصرفات بالرد على عدة أسئلة، وهي:
1- هل فكرنا في شغل أوقات هذه الأطفال بشيء ما غير مشاهدة التلفاز والجلوس أمام ألعاب الفيديو حتى إنهما بدآ في اكتساب بعض الحركات والألفاظ منه ومن البرامج التي تغرز فيهما بعض الأخلاق التي لا نحبها ونقول ماذا نفعل لهما ولم نسأل ماذا ذنبهما بأنه لا شيء لديهما إلا الخناق والشجار نتيجة للعنف المكتسب أيضا من ألعاب الفيديو.
2- هل أعطينا كل واحد منهما حقه في الجلوس والتحدث مع والديه والإنصات التام لما يقوله لمعرفة ما بداخل الطفل وتصحيح ما به من أخطاء وتوجيهه إلى الصواب والألفة الدائمة بين الأبوين وأبنائهم.
3- هل فكرنا أن نوصل لهما المعلومة بطرق أخرى غير الصراخ والضرب حتى لا يصاب الطفل بداء الكذب والأنانية خوفا من العقاب والضرب.
4- هل قرأنا كتب طريقة التعامل مع أبنائنا.
والآن سنجد أن الرد على معظم هذه الأسئلة بأنه لا. إذا فما ذنب الأطفال أن نعاقبهم ولم نتبع معهم الطريق الصحيح في التوجيه والتربية؟ فمن الطرق التي أعجبتني بشدة في معظم تعامل العائلات في الغرب مع أبنائهم هي أن يجعلوا من الطفل مسئولا عن شيء ما وكل حسب عمره؛ فمثلا عند القيام برحلة إلى مكان ما يقسم العمل على الجميع؛ فأحد الأولاد مسئول عن الطعام والشراب طوال الرحلة، وعليه أن يحافظ عليه بشدة حتى يكفي الجميع لآخر وقت، وآخر مسئول عن رصد كل ما يقابلهم في الطريق خلال الرحلة والتحدث مع باقي الأفراد عنه وأن يسأل ويستفسر عن كل شيء، وبهذا يكتسب الجميع معلومات، سواء كانت من الوالدين أم من أحد الإخوة أو الأصدقاء إن كانوا في مجموعة، وآخر مسئول عن حساب ما تبقى من الأميال أو الكيلومترات وهكذا تقسم الأعمال وليس فقط في أمور الرحلات، ولكن في حياتهم اليومية من سيقوم بترتيب حجرته أو عمل شيء يساعد أمه وله مكافأة حتى إن كانت قطعة من الشيكولاتة أو لاصق جميل يضعه على مكتبه. وبعد فترة من تدريب الأولاد على هذا نجد أنهم على استعداد تام للتحدث والكلام والإحساس بالمسئولية.
5- هل قمنا بتعليم أبنائنا أن يشاركوا بعضهم البعض في الألعاب.
6- هل أعطينا الفرصة لأحدهم أن يقول ما بداخله من معلومات أو كلام حتى إن كان أمام الضيوف لمدة قصيرة حتى يظهر معرفته للشيء وتشجيعه بهذه الطريقة أن يزيد من معلوماته.
وها هي الردود على هذه الأسئلة والتي أتمنى أن نجربها مع أبنائنا.
اللعب مع الأطفال وتخصيص وقت لهم وإحساسهم بأهمية ما يقولونه ويفعلونه، وإن كانت بالنسبة لكم معلومة قديمة أو شيء غير مفهوم فيجب أن نبدي إعجابنا بها وتشجيعهم على اكتساب معلومات أخرى والإسراع في قولها.
النزول إلى مستوى الطفل عند التحدث معه ولا تكلميه وأنت في مستوى أعلى منه والنظر في عينيه وهو يتكلم والإنصات التام له حتى ينتهي من كلامه.
توجيه الطفل أكثر من مرة إلى الشيء الصحيح وإعطاؤه الاتجاهات السليمة لفعل الشيء والعلامات الواضحة لفعل الصواب وتجنب الأخطاء ومن منا نحن الكبار لا يقع في أخطاء ويعرف أنها خطأ، وتذكري مثلا إذا لم توجد اتجاهات وإشارات مرور وعلامات للشوارع فكيف يعرف سائق السيارة اتجاهه الصحيح للوصول إلى الهدف.
الحرص على ملء فراغ الأولاد، وخاصة في العطلة الصيفية والاستفادة منها مثلا الزيادة في القراءات المهمة أن تحضري لهم كتبا ذات قيمة، وليست قصص الأطفال التي لا تفيد بل تضر، وأن تسألي كلا منهم عن المعلومات التي اكتسبها من هذا الكتاب، وأن تبدي اهتمامك الشديد وكأنك تسمعيها لأول مرة في حياتك.
عدم نهر الطفل والصراخ في وجهه عند فعل الخطأ بل الزمي الهدوء، وتحدثي معه لماذا فعل ذلك، وأرشديه إلى الصواب حتى إن تطلب الأمر تكرار الكلام والتنبيه لأكثر من مرة واجعليه يفعل الصواب أمامك وأن تكافئيه على فعلها، وأن تخبريه أن فعل هذا الصواب وحده مرة أخرى فسوف تزيدين من مكافأته.
وزعي عليهم المهام، وتحمل المسئولية في كل شيء حتى الذهاب لعمل المشتريات، كل منهم مسئول عن شيء يبحث عنه واجعليهم يعملون كفريق واحد كل منهم يكمل الآخر.
عدم الجلوس أمام التلفزيون وألعاب الفيديو لأوقات طويلة والأفضل إلغاء ألعاب الفيديو نهائيا، اعملي على تقوية العلاقة بينك وبين أولادك، وتذكري أنهم الأمانة التي أعطاها الله لك، وليس ذنبهم بأنك مضغوطة من مشقة الحياة، ولكن حقهم في إيجاد وقت لهم كافٍ، وستحسين بهذا الحب والارتباط عندما يأتي أحد أولادك، ويضع قلبه على خدك، ويقول لك من قلبه أنا أحبك جدا يا أمي، ومن أهم هذه الأوقات قبل النوم والجلوس والتحدث معهم عن أعمالهم في ذلك اليوم والإشارة إلى الأخطاء التي حدثت بطريق غير مباشر، وأنك تفضلين أنها لا تتكرر مرة أخرى.
وجود الأب في حياتهم حتى إن كان وجوده بالبيت لفترة قصيرة فاذكري أمامهم كل شيء عنه وعن عمله، وأن تجعلي أولادك فخورين به، واعملي على جلوس الأب مع أبنائه في العطلة الأسبوعية والتحدث معهم، وأن يأتي لهم بهدايا إن فعل أحدهم شيء حسن، وأن يعاتب من يفعل منهم الخطأ بأنه سيغضب منه، وأنه يحبه ولا يحب أن يكون غضبان بسبب فعله وأهم شيء عند بداية العصبية الزمي الاستغفار وتوضئي وصلي. وأعاننا الله على تربية أولادنا وحفظ الأمانة
ـــــــــــــــــ(104/251)
كيف تجعل من طفلك مبدعًا؟ ... العنوان
لدي طفل عمره سنتان لغته والحمد لله جيدة سريع الفهم والاستنتاج وسريع الحفظ يحكي القصص من خياله تحتوي قصصه على إثارة شديدة ونهاية مقبولة.. أتمنى أن أجعل منه مبدعًا، فهل هناك من خطوات عملية محددة يمكنني اتباعها؟ جزاكم الله خيرًا. ... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة..
شكرًا لرسالتك الكريمة وإنه ليسعدني كثيرًا أن تصلنا رسائل بمثل هذا الوعي وتتجاوز المشكلات اليومية للأطفال لتتيح لنا أن نتطرق لمساحات أرحب في تنمية الطفل.. شكرًا مرة أخرى وعساها تكون بداية طيبة.
وبما أنك تتمنين أن يكون طفلك رعاه الله وحماه من المبدعين؛ فلا بد أن أذكر لك صفات المبدعين لتحاولي من الآن أن تكسبيها لطفلك؛ وليكن أمامك متسع من الوقت أن تبحثي وتسألي عن كيفية الوصول لكل صفة.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن الإبداع ليس منحصرًا في مساحة الكتابة والفنون كما قد يعتقد؛ ولذا اهتمي بالتنمية الشاملة لطفلك الصغير، وأوجدي البيئة التي تدعم أي تفكير سوي وفعَّال، واهتمي بالمناحي المختلفة للنمو.. وستجدين حينها تلقائيًّا طفلاً مبدعًا ذا تفكير فعّال، أي "قادر على التفكير السليم المنتج".
وكل فرد يمكنه أن يتعلم كيف يفكر إبداعيًّا وكيف يسلك سلوكًا مبدعًا في حياته؛ إلا أنه من المهم أيضًا التسليم بحقيقة هامة مفادها أن الإبداع يتطلب بيئة ومناخًا وظروفًا تساعد على الإبداع؛ ذلك لأن الإبداع يعني الاختلاف وربما الخروج عن المألوف؛ وعدم المسايرة.. وهذه الأمور ليس من السهل دومًا تقبلها أو تحمل تبعاتها.
وأول ما يوفر هذه الظروف هو البيت وطبيعة الأشخاص الذين ينعم الطفل في كنفهم؛ لذا حين تتمنين أن يصبح طفلك مبدعًا عليك بتوفير البيئة له؛ إضافة لتعلمك أنت أيضًا التفكير الإبداعي فهذا مما يسهل الطريق كثيرًا.
وجدير بالذكر أننا لا نبدع في فراغ ولا نبدع بغرض الإبداع في حد ذاته؛ لكن الله سبحانه وتعالى حين دعانا لعمارة الأرض ميزنا بالعقل لنميز ونبتكر ما من شأنه أن يحسن ويجود هذه الحياة، ويساعدنا فيما استخلفنا الله فيه وعمارة ما أمرنا الله به.
هذا هو أهم ما ينبغي علينا معرفته عن الإبداع. لذا فالإبداع يشمل كل مناحي الحياة، ولا يقتصر فقط على الفنون والآداب كما يشيع أحيانًا، بل يتعداه ليكون إبداعًا في المناحي الاجتماعية أو إبداعا في العلاقات أو إبداعا في الصناعة أو إبداعا في طرق التسويق أو إنتاج منتج جديد أو... إلى آخر ما تضج به حياتنا اليومية من أنشطة.
وأعود للبيئة التي لا ينمو ولا يزدهر فيها الإبداع لنصفها بأنها البيئة التي لا تحتمل إلا رأيًا واحدًا وحلاًّ واحدًا وزاوية واحدة لكل موضوع.
البيئة التي تدعم الصمت والأسئلة القليلة أو المنعدمة. وترحب بالطفل الصامت الخانع. قليل الحركة قليل التساؤل المساير.
البيئة التي لا تتقبل الأفكار الجديدة ولا الحلول الجديدة ولا الآراء الجديدة.
البيئة التي تدعم الإجابة الصحيحة التي لا تحتمل الخطأ.
وسأسوق لك مجموعة من المهارات التي يجب دعمها وتنميتها في أولادنا الذين نتمنى من الله تعالى أن ينعموا بتفكير فعَّال:
- على رأس أي مهارات لا بد أن تذكر مهارة طرح الأسئلة. تلك المهارة التي اعتمد عليها سقراط اعتمادًا مفردًا في تعليم تلاميذه حتى إن هناك ما يسمى في بالطريقة السقراطية للتعلم.
- وقد سئل "رابي" الحائز على جائزة نوبل في العلوم: لماذا اختار أن يكون فيزيائيًّا، فكان رده أن أمه كانت تسأله كل يوم عند عودته من المدرسة عن الأسئلة الجيدة التي سألها في يومه. لذا لا بد من إتاحة الفرصة وتعبيد كل الطرق أمام أسئلة الأطفال، وليس فقط للإجابة عليها، ولكن لتنهمر منها المزيد من الأسئلة
- استخدام الخيال: هناك إجماع على الخيال هو التفكير بالصور. والخيال قوة عظيمة يستخدمها الإنسان، ويستطيع بواسطتها أن يحتفظ بالصور في العقل حتى لو لم ترتبط بشيء موجود في الحاضر أو الماضي. وهذه الصور تؤثر فينا كما لو كانت موجودة بالفعل.
- الطلاقة: أي القدرة على الإتيان بعدد كبير من الحلول أو البدائل لأي شيء. وهناك طلاقة بصرية تتصل بالإبداع الفني والتشكيلي، وطلاقة سمعية وهي التي تستخدم في الإبداع اللغوي مثل التأليف؛ كما أن هناك طلاقة في الأفكار العلمية أو الرياضية (مثلاً استخدام القلم في عدد غير مألوف من الأشياء؛ عدد من الكلمات التي تنتهي بحرف "م"؛ اسأل الطفل: أي الطرق التي يمكننا الذهاب بها إلى مكان كذا، سمّ كل شيء أحمر تعرفه، سم كل شيء مستدير، أي شيء يمكن عمله من الصناديق الفارغة؛ كذلك يمكنك أن تجعله يصنف المكعبات بطرق مختلفة تبعًا للشكل، اللون، الحجم...، بناء المكعبات بأشكال مختلفة، اسأل طفلك دومًا ما التشابه بين رأسك والكرة مثلاً، يدك والقلم، علبة العصير وصندوق اللعب، ما الاختلاف بين كذا وكذا...).
- المرونة: أي القدرة على إيجاد الحلول المختلفة عن الحلول الروتينية أو الشائعة، كذلك القدرة على تحويل مسار التفكير. والمرونة عكس الجمود الفكري، أي تبني أنماط ذهنية محددة وغير قابلة للتغيير.
- الوعي بالتفكير: وهو ببساطة القدرة على وصف ما يعرفه الفرد أو يحتاج لمعرفته. كذلك القدرة على وصف الطريقة التي يفهم بها الأشياء والطريقة التي يفكر بها، أي القدرة على تحويل الصور البصرية الموجودة في أذهانهم إلى كلمات وإجراءات. ويمكن ببساطة تدريب الأطفال على ذلك إذا ما طلبنا منهم أن يحددوا خطة لعمل أي شيء أو تنفيذ أي شيء قبل البدء فيه. وأن يقوم بتوضيح ما يفكر فيه عن طريق الرسم أو التجسيم أو غيره من الطرق التي يمكن أن يبتكرها الطفل نفسه.
- العمل التعاوني: ويتضمن ذلك الاستماع إلى الآخرين، إيجاد نقاط الاتفاق، قبول الآخر وعدم التحيز لأي أفكار مسبقة. كذلك إمكانية فهم مشاعر الآخرين، وفهم مشاعره هو نفسه والتعبير عن هذه المشاعر.
- روح المخاطرة: والقناعة بالتجربة والخطأ وعدم الخوف من الفشل. أو الخوف من الاختلاف عن الآخرين. وهذا يكتسبه الطفل الذي يعتاد التجربة بنفسه ويعتاد تقبل أسئلته باحترام وتفهم، وتقبل أفكاره، ولا يجبر على "التقولب" في قوالب جامدة للتفكير.
- كذلك يتدرب الطفل مبكرًا على مشاركة الآخرين أفكارهم التي يعبرون عنها ويشرحونها، وتقديم أفكاره وحلوله في بيئة آمنة وداعمة.
- استخدام الحواس الخمس في التعامل مع المعرفة والخبرات الجديدة، خاصة أن طفلك في سن حسي، أي يتعلم عن طريق حواسه الخمس. أرجو مطالعة
فن تنمية الذكاء
دروس في تنمية الذكاء
- الثقة بالنفس وتقدير الذات: وهو ما يكتسبه الطفل خطوة خطوة في حياته.
- المثابرة.
- التفاؤل.
- المرح وروح الدعابة.
وفي هذا السياق أرجو مطالعة استشارات:
قوة الأمة تبدأ من احترام الذات
أمة ذكية تساوي ثروة حقيقة
الذكاء الوجداني نظرية قديمة حديثة
بندق وشرشر ودبلوماسية فض المنازعات
فن حل المشكلات
ثرثرة ابنتي من يوقف هذا الصداع.. متابعة
حل المشكلات ثراء الحب والخبرات
والآن.. عمليًّا كيف نصنع مبدعًا؟
- متعي طفلك بالحب العميق وأشعريه بالأمان.
اجعلوا شعارهم.. التفوق على الذات لا الغير
- ساعدي طفلك على عمل كل ما يمكنه بنفسه، دعمي الاستقلالية والتجربة بشدة.
- وفِّري له مناخ وبيئة الاستكشاف والتجربة
ساحات الاستكشاف حيث التعلم متعة
- اقرئي لطفلك عددًا لانهائيًّا من القصص، واتركيه ليحكي لك.
أطلقي إبداع طفلك بالحكايات.
- احتفلي بإنجازاته: علقي "شخبطته" في مكان بارز في البيت وادعي الجميع ليطالعوا هذه الإبداعات
بالخطوط والألوان.. طفل ذكي وفنان
- ازرعي التفاؤل في نفس طفلك: ساعديه ليرى دومًا نصف الكوب المملوء، أشيري إلى المحاولات الناجحة ولا تلتفتي للزلات.
- شاركيه النكات والضحكات والمرح، وساعديه ليحكي لك نكاته.
وتبقى هناك بعض الموضوعات الهامة لتطالعيها
مراحل التطور اللغوي للأطفال
برنامج تدريبي لدعم التأخر اللغوي
أنتظر منك قراءة متأنية لما أوردت لك من روابط؛ لأن موضوع سؤالك متشعب ويدخل تفاصيل تكوين وتنمية الأطفال. وكأن تنمية الإبداع هي محض فطرة حين نربي أبناءنا تربية سليمة غير قمعية.
أهم ما أركز عليه: الحب ثم الحب ثم الحب.
ثم مساعدة طفلك على الاستقلال والحرية.
الإبداع حرية فإذا أردت طفلك مبدعًا ساعديه ليكون حرًّا.
والكلمة أيسر من تنفيذها، ولكن الله المستعان.
أرجو أن أسمع منك، كما أنتظر أسئلة لمزيد من التفاصيل التي لم تسعها إجابتي.
وفقك الله وهداك وهدانا للصواب.
ـــــــــــــــــ(104/252)
كيف أتعامل مع ابنتي الزائدة النشاط؟ ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي أن ابنتي البالغة من العمر 10 سنوات كثيرة الحركة والنشاط؛ وهو ما يجعلني أفقد أعصابي معها. مستواها في الدراسة متذبذب بين الممتاز والمتوسط. تحب المنافسة بشكل فظيع وخاصة مع الأولاد وليس البنات، وتحب اللعب مع الأولاد والفوز عليهم في كل لعبة. لا أعرف كيف أستغل النشاط الزائد عندها.
هي ابنتي الكبرى، وبعدها أنجبت ولدا، والآن عندي طفلة تبلغ من العمر 5 أشهر وهي تعامل الصغيرة بخشونة، ولا تتركها إن كانت نائمة تهزها بطريقة عنيفة؛ وهو ما يجعلني أعنفها بشدة وأصرخ عليها. قالت لي إحدى الجارات مرة إن ابنتي قالت لها إنني لا أحبها وقالت أيضا إنها تود أن تقتل أختها وتقطعها إربا.
لا أظن أنها ستفعل، ولكن يراودني خوف في بعض الأحيان أن أتركها وحدها مع الصغيرة.
أنا أعترف بأنني عصبية جدا، ولكن الضغط النفسي الذي أعيشه يجبرني على ذلك؛ فوالدتي كبيرة في السن، وتشكو من أمراض كثيرة؛ السكري والضغط وهي لا ترى (عمياء)، ويعمل لها غسيل للكلى 3 مرات في الأسبوع، وأنا البنت الوحيدة وسط 3 أولاد وكلهم متزوجون.
وطبعا بيتي وزوجي يحتاجانني وأمي تحتاجني مع أنه توجد عندها عاملة ترعاها وترى مصالحها، ولكن أمي تريدني بجانبها في كل وقت. ساعدوني جزاكم الله خيرا كيف أتعامل مع ابنتي الزائدة النشاط؟.
... السؤال
النشاط الزائد ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا: فإني أشكر الله إليكم هذه الغيرة الصحية على حسن تربية أبنائك.
وأهديك هذه الوصية النبوية الحبيبة: "ما نحل -أي ما أعطى أو ما أهدى- والد ولدًا من نحل -أي من عطايا أو منح- أفضل من أدب حسن". (سنن الترمذي ـ كتاب البر والصلة ـ 1875 ـ قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عامر بن أبي عامر الخزاز وهو عامر بن صالح بن رستم الخزاز وأيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاصي وهذا عندي حديث مرسل ـ ورواه الإمام أحمد ـ مسند المكيين ـ 14856 ـ ومسند المدنيين ـ 16111).
ثانيا: فإني أبشركم على بركم بوالدتك الفاضلة عافاها الله وشفاها.
ثالثا: فإنني أحييكم على الشرح الطيب الدقيق، وهذه المشاعر الوالدية الراقية.
رابعا: فيسرني أن أحاول تفسير حالة ابنتكم الغالية، ومحاولة معاونتكم في حل مشكلتكم.
فهي من تساؤلكم تبدو لنا كإحدى صور متلازمة أو حالة مرضية سلوكية تسمى (حالة النشاط الزائد مع قلة التركيز) (Attention Deficit Hyperactivity Disorder ADHD).
ولتوضيح ذلك، وللرد على استفساراتكم؛ ردا شافيا، كافيا، سنجعله بعونه سبحانه في نقاط منهجية؛ على هيئة أسئلة بسيطة، وإجابات عنها أبسط.
أولاً: ما معنى هذا المرض؟
هناك توجه حديث في المجال النفسي والتربوي؛ بأن هناك اضطرابا مستقلا يطلق عليه "فرط النشاط و/ أو ضعف التركيز" (ADHD)، أي إنهما قد يظهران معا أو قد يكون كل منهما ظاهرا على حدة، ولكن من جانب آخر هناك من يعتقد بخطأ هذا الاعتقاد، ويعتبر فرط النشاط عرضا لكثير من الاضطرابات المختلفة. هذه الحالة لا تعتبر من صعوبات التعلم، ولكنها مشكلة سلوكية عند الطفل، ويكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط واندفاعيين ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط.
ثانيا: ما مظاهره؟
- يلاحظ أن الطفل، يعاني من هذه الأعراض:
1- النشاط الزائد جدا (Hyperactive).
2- قلة التركيز (Attention Disorder).
3- قصر فترة الانتباه، لفترة لا تزيد عن دقائق (Low Concentration).
4- سهولة التشتت وجذب الانتباه (Distractable).
5- سهولة التهييج (Excitable).
6- رد الفعل العنيف (Impulsive).
7- العدوانية تجاه الآخرين، ولو كانوا الإخوة (Agressive).
ثالثا: ما هي أبرز أسبابه؟
1- الراجح أنه يعود إلى الضعف الوظيفي (Hypofunction) لبعض الخلايا العصيبة بالمخ التي تعتمد على الوسيط الكيميائي العصبي (Neurotransmitter)؛ وهو الدوبامين (Dopamine)، والذي ينظم وظيفتي التحكم في النفس (Self-Monitoring)، والتنظيم النفسي (Self-Regulation).
2- ولقد أثبتت إحدى الدراسات أن الأمهات اللاتي يعانين من القلق فترة الحمل والرضاعة؛ ينجبن أطفالا عندهم زيادة في معدل الإصابة بهذه الحالة.
3- وهناك دراسات تثبت وجود القابلية الوراثية القوية.
4- وهو مرض يصيب الصبيان 4 أضعاف البنات.
رابعا: ما هي أبرز طرق العلاج؟
ويتم هذا تحت إشراف اختصاصي في نفسية وعصبية الأطفال.
1- في مرحلة ما قبل الدراسة (Preschooling):
- ويقوم على العلاج النفسي الاجتماعي (Psycho-Social)
ومحوره هو ما يعرف بالدعم الإيجابي؛ والذي من أقوى مرتكزاته:
1) التشجيع.
2) الاحترام.
3) دعم الثقة بالنفس.
أما وسائله وآلياته:
(1) التعاون والتباحث والتفاعل للراحة البيئية:
للبحث عن أي مسبب أو منغص أو موتر خارجي للطفل.
وذلك بتعاون الوالدين وكل من يحيط بالطفل أسريا؛ أو بمشرفي النادي أو معلمي دور الحضانة.
(2) مراقبة الضغوطات داخل المنزل:
إذا كانت هذه المشكلة تحدث مع طفلك في المنزل فقد يكون ذلك رد فعل لضغوط معينة في المنزل، فإذا لاحظنا تشتت الانتباه أو النشاط الزائد أو الاندفاع (التهور) لدى طفلك وأنت تمرين بظروف انفصال أو طلاق أو أحوال غير مستقرة، فإن هذا السلوك قد يكون مؤقتا، ويقترح الإخصائيون هنا زيادة الوقت الذي تقضينه مع الطفل حتى تزيد فرصته في التعبير عن مشاعره.
(3) فحص حاسة السمع:
إذا كان طفلك قليل الانتباه وسهل التشتت ولكن غير مندفع أو كثير الحركة، فعليك فحص حاسة السمع عنده للتأكد من سلامته وعدم وجود أي مشكلات به وبعمليات الاستماع؛ ففي بعض الأحيان رغم أنه يسمع جيدا يحتمل أن المعلومات لا تصل كلها بشكل تام للمخ.
(4) زيادة التسلية والترفيه:
يجب أن تحتوي أنشطة الطفل على الحركة والإبداع، والتنوع، والألوان والتماس الجسدي والإثارة؛ فمثلا عند مساعدة الطفل في هجاء الكلمات يمكن للطفل كتابة الكلمات على بطاقات بقلم ألوان وهذه البطاقات تستخدم للتكرار والمراجعة والتدريب.
(5) تغيير مكان الطفل:
الطفل الذي يتشتت انتباهه بسرعة يستطيع التركيز أكثر في الواجبات ولفترات أطول إذا كان كرسي المكتب يواجه حائطا بدلا من حجرة مفتوحة أو نافذة.
(6) تركيز انتباه الطفل:
اقطعي قطعة كبيرة من الورق المقوى على شكل صورة ما وضعيها على مساحة أو منطقة تركيز الانتباه أمام مكتب الطفل، واطلبي منه التركيز والنظر داخل الإطار وذلك أثناء عمل الواجبات وهذا يساعده على زيادة التركيز.
(7) الاتصال البصري:
لتحسين التواصل مع طفلك قليل الانتباه عليك دائما بالاتصال البصري معه قبل الحديث أو الكلام.
(8) ابتعدي عن الأسئلة المملة:
تعود على استخدام الجمل والعبارات بدلا من الأسئلة؛ فالأوامر البسيطة القصيرة أسهل على الطفل في التنفيذ.
فلا تقولي للطفل: "ألا تستطيع أن تجد كتابك؟"، فبدلا من ذلك قولي له: "اذهب وأحضر كتابك الآن، وعد وقل له أرني ذلك".
(9) حددي كلامك جيدا:
يقول د. "جولد شتاين" الخبير بشئون الأطفال: دائما أعطي تعليمات إيجابية لطفلك فبدلا من أن تقولي لا تفعل كذا، أخبريه أن يفعل كذا وكذا.
فلا تقولي: "ابعد قدمك عن الكرسي"، وبدلا من ذلك قولي له: "ضع قدمك على الأرض"، وإلا فسوف يبعد الطفل قدميه عن الكرسي ويقوم بعمل آخر كأن يضع قدميه على المكتبة.
(10) إعداد قائمة الواجبات:
عليك إعداد قائمة بالأعمال والواجبات التي يجب على الطفل أن يقوم بها ووضع علامة "صح" أمام كل عمل يكمله الطفل وبهذا لا تكرر نفسك وتعمل هذه القائمة كمفكرة، والأعمال التي لا تكتمل أخبر الطفل أن يتعرف عليها في القائمة.
(11) تقدير وتحفيز الطفل على المحاولة:
كوني صبورة مع طفلك قليل الانتباه فقد يكون يبذل أقصى ما في وسعه.
فكثير من الأطفال لديهم صعوبة في البدء بعمل ما والاستمرار به.
(12) حددي اتجاهك جيدا:
خبراء نمو الأطفال ينصحون دائما بتجاهل الطفل عندما يقوم بسلوك غير مرغوب فيه، ومع تكرار ذلك سيتوقف الطفل عن ذلك؛ لأنه لا يلقي أي انتباه لذلك، والمهم هو إعارة الطفل كل انتباه عندما يتوقف عن السلوك غير المرغوب ويبدأ في السلوك الجيد.
(13) ضعي نظاما محددا والتزمي به:
التزمي بالأعمال والمواعيد الموضوعة؛ فالأطفال الذين يعانون من مشكلات الانتباه يستفيدون غالبا من الأعمال المواظب عليها والمنظمة كأداء الواجبات ومشاهدة التلفاز وتناول الأكل وغيره، ويوصى بتقليل فترات الانقطاع والتوقف حتى لا يشعر الطفل بتغيير الجدول أو النظام وعدم ثباته.
(14) أعطي الطفل فرصة للتنفيس:
لكي يبقى طفلك مستمرا في عمله فترة أطول يقترح الخبراء السماح للطفل ببعض الحركة في أثناء العمل.
فمثلا: أن يعطى كرة إسفنجية من الخيط الملون أو المطاط يلعب بها في أثناء عمله.
2- في مرحلة الدراسة (Schooling):
-ويقوم على العلاج الدوائي (Pharmacological):
وينصح ببعض العقاقير المنشطة للمخ؛ والتي تحسن وظائف التركيز والسلوكيات
3- النظام الغذائي (Dietitic):
(1) منع بعض الأطعمة التي تهيج أو تثير الطفل؛ والتي تحتوي مكسبات الطعم والرائحة.
(2) التقليل من السكر:
كثير من الأبحاث لا تحذر من السكر كثيرا، ولكن يرى بعض المختصين أنه يجب على الآباء تقليل كمية السكر التي يتناولها الطفل فبعد تشخيص ما يقرب من (1400) طفل وجد حوالي "ثلث" الأطفال يتدهور سلوكهم بشكل واضح عند تناولهم الأطعمة مرتفعة السكريات، وأثبتت بعض البحوث أيضا أن الطعام الغني بالبروتين يمكن أن يبطل مفعول السكر لدى الأطفال الحساسين له.
لذلك إذا كان طفلك يتناول طعاما يحتوي على السكر فقدمي له مصدر بروتين كاللبن، أو البيض، والجبن.
وينتهي كلام الدكتور حمدي شعيب الذي أفاض في وصف النشاط الزائد المرضي أو العرضي على حد تعبيره.
لي كلمة فأنت لم تشرحي لنا ملابسات إنجاب هذه الابنة ولا نوع المعاملة التي كنتم تعاملونها وهل تغيرت فجأة بعد مجيء أخيها؟ وهل تم إعدادها لاستقبال هذا الأخ؟ وتاريخ الاضطراب الأسري بينك وبين زوجك؟ وهل والدها أيضا يعاملها بعصبية أيضا؟ وهل هي محط تفريغ غضب خلافاتكم دون أخيها؟.
فابنتك حماها الله وعلى حد ما ذكرت تحتاج إلى إصلاح المتعاملين معها وكذلك إصلاح الأجواء المضطربة التي تعيش فيها، وهذا يحتاج إلى علاج أسري لأفراد الأسرة وإلى تخفيف الضغوط العصبية عليك بما يجعلك أهدى وأقوى تقبلا لرحلة الصبر نحو تغييرها، وإلى مشاركة والدها في رحلة هذا التغيير.
ابنتك تغار بل تنقم على كل من يأخذ اهتمامك منها (إخوتها، والدتك،..) كل شيء وتتمرد على الظلم الموجه لها بهذا الاهمال وقلة الاستيعاب.
أنتما بحاجة لطرف ثالث يزيل الاحتقان الذي أصاب علاقتكما ويؤمن عودة العلاقة بينكما من جديد... المحررة.
ويختكم الدكتور حمدي رده لك بهذه النصائح الأخوية:
(1) نفذي خطوات العلاج بحكمة وهدوء بعد مشاورة اختصاصي في نفسية الطفل.
(2) شاركي الرأي مع الزوج الفاضل للتعاون في حمل أعباء الأسرة، ومعاونتك في واجباتك الاجتماعية، ومحاولة تجنب المشاكل الأسرية.
(3) حافظي على سر ومشاعر الطفلة الحبيبة؛ فلا تنشريها بين الآخرين.
(4) صاحبي ابنتك الحبيبة، واقتربي أكثر منها.
(5) أشعري الحبيبة بحبكم لها، معنويا وماديا.
(6) احذري التفرقة في المعاملة.
(7) احرصي على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، وامسحي بها على أبنائك قبل النوم.
(8) الدعاء:
لا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان: 74).
فستكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديها ولأمتها، وستكون للمتقين إماما علما وخلقا وسلوكا.
ـــــــــــــــــ(104/253)
زوجة الأب تسأل: إنهم يغارون مني ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم على كل ما تقدمونه لنا جميعًا من خبراتكم ومجهوداتكم؛ فأنا كنت وما زلت أتعلم من ردودكم وأستفيد منها، خاصة أني أعمل كمشرفة لأحد المنتديات النسائية، ودائمًا ما تأتي لنا استفسارات وطلب مساعدة لحل مشاكل العضوات، إلا أني في هذه المشكلة بالذات وقد وصلت لي على بريدي الخاص أول ما قرأتها قلت أطباء وطبيبات "إسلام أون لاين.نت" الأفاضل هم القادرون على حلها بخبرتهم وآرائهم الخيرة المفيدة، خاصة أنها مشكلة لها شقان نفسي وتربوي فبارك الله فيكم، وبعد إذن صاحبتها أعرضها عليكم لإعطائنا الرأي بشأنها، وهي كالتالي عن لسان صاحبة المشكلة..
"أنا متزوجة واحد أرمل عنده بنتان إحداهما عمرها حاليًا 6 سنوات والثانية 4 سنوات، توفيت والدتهما -الله يرحمها- منذ سنتين تقريبًا، وأنا حاليًا عندي بنت عمرها شهران ونصف. البنتان تناديانني: ماما وينامان ويعيشان معي، وأنا مسئولة عنهما. الكبيرة منذ أن كانت صغيرة عند أمها يرحمها الله عندها فوبيا من أغلب الأشياء: القطط، الظلام، الناس، الغرباء، وهي خجولة، وذات شهية مفتوحة للغاية ما شاء الله، كمية الأكل التي تأكلها تفوق كمية البالغين، ودائمًا تعاني من التهابات في المعدة. مسألة الخوف تفاقمت كثيرًا يعني مستحيل تجلس في غرفة وحدها. وأيضًا أحس ما فيها حياء من أشياء معينة يعني دائمًا تقول: مكان عورتها يحكني، يؤلمني، لونه أحمر، ولما سألت عن هذا الوضع قالوا لي من يوم كانت صغيرة وهي تعبث بعورتها، دائمًا تحك، ودائمًا يدها هناك، وعادي في أي وقت وأي مكان تقول أمي أو أبي يؤلمني.. يحكني.. وتفسخ الملابس وتكشف عنه بدون أي خجل، أبوها عودها على كذا.
فيه شيء ثاني إذا قلنا لها: "روحي نامي الوقت متأخر" ترفض أول الأمر ثم تذهب، ولكن بعد دقيقة تأتي تبكي وتقول: بطني يؤلمني، أو عيني تحكني، أو رجلي تؤلمني، أو لا أقدر أتنفس، تبكي بكاء على الرغم أنها طول اليوم ما تشتكي وما فيها شيء، ولكن بسبب أنها لا تريد النوم.
المشكلة أن أباها عودها أنه إذا اشتكت من أقل شيء يأخذها على العيادة، ولما تشتكي من شيء ما ترتاح ولا تسكت إلا لما يقول لها: "سنذهب العيادة العصر" وخلاص تلعب وتنام، ولما يأتي العصر تقعد تذكر أباها "بطني يؤلمني خذني للعيادة"، وفعلا يأخذها، وتصف للدكتور قائمة طويلة عريضة: هذا يؤلمني، وهذا يحكني، وما أقدر أتنفس، وخشمي متسكر... إلخ. مسألة الخوف نقلتها لأختها الصغيرة فصارت تخاف، شهيتها معدومة للأكل المفيد، مفتوحة للحلويات والشبسي والعصير، إذا وضعنا العشاء أو الغداء تقعد تبكي "ما أبغي بطني تؤلمني"، وإذا ضغطنا عليها بعض الشيء تقعد تهرش وتحك جسمها وشعرها وتأكل كمية قليلة وتمضغها لفترة طويلة وبسرعة تترك الأكل.
وفيهما شيء غريب يعني لو ما فيهما شيء فيتمارضان حتى يذهبا العيادة.
هاتان يتيمتان أبغي أن أساعدهما؛ لأنه فعلا ما أقدر أستمر معهما؛ فالخوف أصبح فظيعًا ما أقدر أجلس لحالي لعدة ثوان، غرفتهما ممتلئة لعبًا، ولا يحبان أن يلعبا وحدهما، لا بد أن يكون أحد معهما، ولا يحبان أن يشاهدا التلفاز وحدهما، كل مرة لا بد أن يكون أحد معهما، وأيضًا يبكيان لأتفه شيء، يعني إذا عصبت قليلا عليهن يتصرفن مثل البنات الكبيرات، يرتمين على السرير، ويقعدن يبكين لساعات طويلة حتى لو ما ضربتهن مجرد كلام" هذه هي المشكلة، وأتمنى حلها لهذه الزوجة التي تريد مساعدة أولاد زوجها بأي طريقة، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
... السؤال
الخجل والانطواء ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... نحن نشكر لك اهتمامك ببنات زوجك، ونتوقع منك المساعدة في تغلب هاتين الطفلتين على مشاكلهما.. نعلم أنك تبذلين جهدًا كبيرًا لمحاولة تعويض هاتين الطفلتين عن افتقادهما لأمهما بدليل هذه الرسالة، ولكن الحقيقة هي أن كل ما ذكرته في رسالتك من شكاوى هاتين الطفلتين هو دلالة على افتقاد كبير للإحساس بالعطف والحنان، وربما يكون مطلوبًا منك أن تبذلي جهدًا مضاعفًا لتوصلي نفس الرسالة التي تحتاجين توصيلها لابنتك؛ وذلك لشعور الابنة الكبرى على الأخص أنك أخذت منها أباها؛ ولذا فإن كل الأعراض التي تأتيها وقت النوم هي من أجل هذا السبب.. إن هذا أمر غير متعمد منها في اللاشعور في عقلها الباطن تحاول جذب انتباه أبيها، والحصول على عطفه من خلال هذه الشكاوى المتعددة، وقد تعلمت أختها الصغيرة نفس السلوك.
المسألة تحتاج إلى جهد كبير لتصل رسالة الحب للبنتين وهو جهد تشتركين فيه أنت والأب.. فلا بد من إعطاء وقت كاف لهاتين البنتين للتعامل معها للعب.. للضحك.. للمشاركة في الأنشطة المختلفة.. لا بد من استخدام لغة الجسم من أحضان تلامس وقبلات ونظرات حانية، ولتكن نيتك أنك تكرمين أيتامًا وترعينهم؛ ولذا كان تعبير الرسول المعجزة صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن هو المسح على رأس يتيم تعبيرًا عن هذا الاستخدام الخطير للغة الجسم ولغة التلامس التي تدفع شحنة دافقة من الحب إلى الطفل الذي نلمسه.. وأيضًا كان توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بمناداة الطفل بأحب الأسماء إليه وإحسان اختيار اسمه يدخل أيضًا في باب الحب.
ونعلم أن هناك وافدًا جديدًا متمثلا في ابنتك الصغيرة.. وفي الظروف العادية يكون هذا مستدعيًا لنوازع الغيرة في نفوس الأخوات في بالنا، والظروف في حالتك مركبة، ألم نقل لك بأن الأمر يحتاج إلى جهد مضاعف وتضافر من الأب معك، وهذا من أجل أن يزيد ثوابك من الله، وتجدين يوم القيامة وقد أهدت هاتان الطفلتان لك الجنة ونعيمها، ولتمنيت ساعتها أن تكوني قد بذلت جهدًا أكثر وأكبر..
إن الأمر يحتاج إلى إشراك الطفلتين معك في رعاية هذه الوافدة الجديدة بحيث لا تشعران بمنافستها لهما، وفي هذه الجزئية ربما يكون الأفضل الرجوع لمقال مرحبا طفلي الثاني على صفحة حواء وآدم لمزيد من التفاصيل في كيفية التعامل في هذه النقطة.
بالنسبة لموضوع الحكة الزائدة فإن هذه الطفلة تعاني فعلا من التهاب بدليل هذا الاحمرار الذي يظهر، وأما بالنسبة لكشفها لعورتها فلأن أحدا لم يعلمها أو ينبهها، ولو علمها أحدهم بهدوء لتعلمت وما فعلت ذلك فلا يوصف فعلا بأنه دليل على عدم الخجل، ولكنه دليل على عدم التعلم والتوجيه.. نرجو أن تحتسبي ما تبذلينه من جهد مع هاتين اليتيمتين عند الله تعالى؛ لأن تربية الأطفال كما أقول دائمًا عملية صعبة مستمرة يهونها أنهم أولادنا وفلذات أكبادنا، ويهونها في حالتك أنهم أيتام سيجلبون لك الثواب العظيم والمكانة القريبة من الرسول صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى بإذن الله.
ـــــــــــــــــ(104/254)
اضربيني أنا لا أحس ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أم لثلاثة أطفال يوسف (5 سنوات) وسلمى (3 سنوات) وعمر (18 شهرًا)، وأتمتع والحمد لله بسعادة زوجية أدامها الله علينا في ظل زوج حنون وعطوف وطيب تتمناه أي زوجة (حفظه الله لنا)، وأنا أعمل من الساعة الثامنة إلى الساعة السادسة مساء وكذلك الأب، ويقضي الأطفال معظم الوقت في الحضانة إلى فترة الظهر، ثم في المنزل مع المربية (بالرغم من ذلك فأنا حريصة أن أقضي معهم وقتًا طويلاً للعب والانسجام الأسري والترفيه والتنزه).
مشكلتي مع ابني الأكبر يوسف (حفظه الله) عبارة عن مشاكل عديدة، أرجو إرشادي للحل الصحيح للتعامل معها.
يوسف عصبي، صوته عال دائمًا، يعبر عن تذمره ورفضه للأشياء بالرفض أو ضرب إخوته الأصغر منه خصوصًا أخته؛ فهو يشعرني أنه لا يحبها، فكم كان ابني هذا رقيقًا هادئ الطبع إلى سن الثالثة تقريبًا، فمنذ كان عمره سنة ونصف السنة كان يتميز بالذكاء؛ فمثلاً كان في هذه السن يعرف جميع أسماء الحيوانات باللغة العربية والإنجليزية؛ نظرًا لأنه بدأ الكلام في سن 8 أشهر.
أما الآن فأنا أعاني معه في المذاكرة والتحصيل فهو لا يحب المذاكرة أبدًا، والكمبيوتر وقنوات الكارتون الفضائية والعجلة والأسكوتر هم كل حياته، حاولنا كثيرًا والده وأنا أن نضع قواعد للطعام، والمذاكرة، واللعب، والنوم (بالترغيب والترهيب)، وتكون النتيجة إما تنفيذ رغبته أو الصراخ والبكاء الشديد وقذف الأشياء وضرب إخوته على التوالي.
المهم هو يحاول بأي طريقة استفزازنا إلى الحد الذي لا نملك فيه أعصابنا ونضربه، إلى أن وصل به الأمر ليقول: "وإيه يعني اضربيني أنا مش بحس ولا يهمني لو ضربتني"، في هذه اللحظة أحس بمرارة وخيبة أمل، وبدأنا نضربه كثيرًا ولا توجد فائدة.. فما الحل؟
أنا أعلم تمامًا أن يوسف في هذه السن لا يوجد لديه رغبات جنسية، ولكن ألاحظ عليه بعض الأفعال التي تؤرقني جدًّا ولا أرى لها مبررًا، مثل أنه دائمًا يريد أن يتحسس منطقة الصدر عندي وأعلى الذراع وذلك لثوان معدودة وخصوصًا عندما يريد النوم (ولا يفعل ذلك إلا معي أنا فقط).
وقد أكون نائمة وألاحظ أنه يتحسس قدمي (وقد يفعل ذلك مع خالته أو عمته أو أخته وهي نائمة)، ولكن يحدث ذلك على فترات بعيدة ولا ألاحظه باستمرار. وقد حاورته عن سبب فعله ذلك فأجاب ببراءة شديدة أنه يحبني ويحب أن يفعل ذلك لكي ينام. وأنا أرى البراءة في عينيه؛ فهو مثلاً لا يحب أن يراه أحد وأنا أغيّر ملابسه.
أؤكد لكم أني ووالده نراعي وجوده هو وإخوته جيدًا ولم يرَ أبدًا ما يؤذيه، أيضًا نحن بيت ملتزم ومتدين. برجاء سرعة إفادتي في هذه النقطة بالذات؛ لأني أكاد أجن كلما فعل ذلك.
عفوًا للإطالة، ولكني أحس أنني بالرغم من ذلك بداخلي الكثير لأسرده؛ فأنا حريصة أن أصل بأولادي إن شاء الله إلى بر الأمان وتربيتهم تربية إسلامية يواجهون بها حياتهم (حفظهم الله لي، وحفظكم الله لنا جميعًا لتكونوا عونًا).
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... إن الطفل يستخدم نفس اللغة التي نتعامل بها معه... إنه يعبر عن رفضه للأشياء بضرب أخته... تمامًا مثلما نفعل نحن معه عندما نرفض سلوكه فنضربه ونتمادى في ضربه حتى يقول "اضربوني فأنا لا أحس".. إنه فقد الأمل في أن يواجه ضربكم له بأن يضربكم مثلما تضربونه؛ فلجأ إلى ضرب أخته التي يقدر عليها وفي نفس الوقت يرى أنه يغيظكم بضربه لها... وبالتالي يحصل على جزء من حقه.
إذا كنتم وأنتم الكبار تفقدون أعصابكم وتضربونه فلماذا تعيبون عليه فقدان أعصابه هو الآخر وإلقاءه للأشياء وضربه لأخته... إنها لغة العصبية والعنف نعلمها لأطفالنا، ثم نذهب نشكو من عصبيتهم وعنفهم... لا يصلح مواجهة العنف بالعنف، إن أول خطوة في العلاج هو أن نتوقف تمامًا نحن عن عصبيتنا وعن استفزازنا... إنه تعبير غير مقبول أن نجعل الطفل هو الفاعل الذي يستفزنا ويضطرنا لضربه، إننا نحن الكبار، إننا نحن المسئولون عن تربية أطفالنا؛ لذا يجب أن نحتفظ بهدوئنا تجاههم، إن المطلوب هو توجيههم بصورة صحيحة وهادئة... أن نحدد السلوك المطلوب تغييره ونضع خطة متدرجة لذلك ونتفق معه على برنامج سلوكي يقوم على التشجيع... والعقاب المتدرج أيضًا والذي ليس من ضمن بنوده الضرب، بل نبدأ بالنظرة الغاضبة ونصعد إلى الخصام أو الإبعاد أو الحرمان أو التهديد بالضرب، وحتى لو وصلنا للضرب فهو الضرب الذي لا يهين والذي لا يكون انتقاميًّا والذي يكون رمزيًّا في إظهار أننا قد وصلنا لقمة الرفض لتصرفه وليس الرفض له.
ضعوا القواعد ولا تتخيلوا أنكم ستحلون كل المشاكل جملة واحدة، ولكن ابدءوا بأهم مشكلة وضعوا لها خطة متدرجة في مدى زمني، واستخدموا التشجيع أساسًا وتوقفوا عن الاستفزاز والضرب حتى تتوقف عبارة "اضربني ولا يهمني"، وتتحول إلى "شجعوني تجدوا مني كل خير".
بالنسبة لمسألة أنه يتحسس صدرك عند النوم... فلقد أجابك الصغير بكل براءة وصراحة أنه يحبك وأن هذا التلامس يشعره بهذا الحب والتقارب؛ وهو ما يجعله يشعر بالأمان فينام، وهذا الكلام يعيدنا مرة أخرى لما قلناه في الجزء الأول من الإجابة من احتياج هذا الطفل للشعور بالحنان والعطف والدفء... إن هذا الطفل يحصل على ما يحتاجه منك من خلال تلامسه معك وليس لما نفعله أي دلالة أكبر من ذلك؛ فلا تقلقي، ولكن افهمي الرسالة التي يريد أن يبعثها من خلال هذا التلامس ومن خلال هذه الكلمات البريئة التي أجابك بها... إنه الحب... إنه الدفء... إنه الحنان... إنه الاهتمام... مفتاح الحل لكل المشاكل.
ـــــــــــــــــ(104/255)
تربية الأبناء.. أبيض وأسود ... العنوان
السلام عليكم..
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لنا، ابنتي عمرها سنتان ونصف، ولديها أخت تكبرها بسنتين ونصف، مشكلتي مع طفلتي باتت همًّا يؤرقني؛ فهي أكثر من عنيدة، وقبل أن أشرح مشكلتي أحب أن أحدثكم عن وضعنا العام، فأنا وزوجي متحابان ومتفاهمان وتعاملنا لا يفرق بينها وبين أختها، اللهم في مسألة العقاب، فهي تضطرنا كثيرا لمعاقبتها وضربها، أما أختها فهادئة ومؤدبة وأخطاؤها أقل.
صدقوني أنا لا أريدها مثل أختها، فأنا أعرف أن لكل شخص طبيعته، ولكنها تستفزنا بعنادها على كل شيء وعصبيتها وصراخها الذي يعلو إذا منعناها أو رفضنا لها أي شيء، كما أنها تتفوه ببعض الكلمات غير اللائقة معنا جميعًا مع أن أحدًا لا يتفوه بها في المنزل، وإنما تسمعها من الخارج، كما أنها تحب الاستقلالية في كل شيء، ولا تحب أن يساعدها أحد في أي عمل سواء كانت تتقنه أم لا، وقد أتيت بالكتب، وتصفحت استشاراتكم، وحاولت معها كل شيء، ولكنها تزداد عنادًا وعصبية، ونفقد أنا وأبوها صبرنا عليها كثيرا، وقد حاولت الترغيب قبل الترهيب، وحاولت العقاب غير القاسي، وحاولت حرمانها من الأشياء التي تحبها، ولكن مرات قليلة جدًّا التي أتت بنتيجة صرت أشفق عليها من عنادها وعصبيتها، ولا أعرف كيف أتصرف معها، وقد حدثت مشاكل بيني وبين أبيها؛ لأنه يضربها، مع أنه يحبها لدرجة كبيرة، ولا يرفض لها طلبا، وهي ذكية جدًّا ومحبوبة من الجميع، وليست منبوذة أبدًا وصحتها جيدة والحمد لله، ولكن التعامل معها صعب للغاية، أفيدوني أفادكم الله.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... إن كبرى المشاكل في التعامل مع أبنائنا هو إدراكهم بصورة مختلفة، أي رسم صورة لكل طفل مغاير للطفل الآخر وليتحول الأمر في نهاية الأمر في النهاية إلى أبيض وأسود.. فطفلة هادئة مؤدبة وطفلة عنيدة عصبية.. ونحن لا ندري أن سبب تفاقم المشكلة واستمرارها هو هذا الانطباع الذي ينتقل إلى الطفلة فتشعر بالتفرقة في المعاملة.. وتشعر أنكم تفضلون أختها عليها، وهنا يزداد عنادها وعصبيتها كنوع من الرفض لهذه التفرقة وتأكيدا لمكانتها كطفلة سيئة، فإذا كانت أختي قد فازت بمكانة الطفلة المؤدبة فلا أقل من أن أفوز أنا بمكانة الطفلة السيئة، ولن أسمح لأحد أن يأخذها مني، فليست مسئوليتكم عن تربية أطفالكم هي رد فعل لتصرفاتهم كما هم وليس كما أتمنى.
ولن يكون كل الأطفال نسخة الطفلة الهادئة ورفض الطفلة المشاغبة.. إن المطلوب هو ألا نشعر بالاستفزاز فيضربها أبوها فيزداد إحساسها بالإهانة والقهر والرفض وندخل في دائرة خبيثة لا خروج منها، ونعتبر أنفسنا الضحايا في مواجهة استفزاز أطفالنا الصغر إننا نحن الكبار، ونحن المسئولون عن تربية أطفالنا.. لذا فيجب أن نتحلى نحن بالصبر والحكمة في مواجهة أطفالنا... إن أول خطوة في العلاج أن نتوقف عن وصف طفلتنا بالعنيدة أو العصبية وبالطبع نتوقف عن مقارنتها بأختها الهادئة المؤدبة.. والخطوة الثانية هي أن نبحث عن نقاط التميز في هذه الطفلة مثل استقلاليتها أو حب الناس لها، ونثني عليها في هذه الأمور وكيف أنها تحب أن تفعل كل شيء بنفسها، وكيف أن كل الناس يحبونها... وغيرها من نقاط تميزها أي أننا نحفزها ونشجعها بكل الصور، وأن نوصل لها رسالة الحب بالإنصات لها وباللعب معها.. إنك لو راجعت آخر مرة لعبت معها أو ناديتها بكلمة "يا حبيبتي" أو أخذتها في حضنك أو قبلتها بحنان لوجدت ربما كان ذلك من زمن لأنك مشغولة في معركة الاستفزاز؛ إن الأطفال حساسون جدا لمقارنتهم بغيرهم، ونحن نرتكب جريمة خطيرة في حقهم وفي حق علاقتهم ببعضهم... إننا نزرع الكراهية بينهم..
إن كثيرًا من أزمات الكبار النفسية التي رأيتها في عيادتي كانت بدايتها هذه المقارنة مع الإخوة والتفريق بينهم في المعاملة.. لا يوجد شيء اسمه: "نحن نفرق فقط في المعاملة في العقاب".. إن الرسالة التي تصل للطفل هي أن أهلي يفرقون في المعاملة ويفضلون أختي علي ولا يفهمون أو يفرقون بيننا تفرقة في عقاب أو غيره، إن هذه الطفلة تحتاج جرعة من الحب والتشجيع وسترون تغيرا واضحا..
إن أحدهم وقد شكا لي نفس الشكوى بنفس الطريقة فقلت له ابحث عن نقطة تميز لابنك الثاني وشجعه فكانت النتيجة هو أن الطفل الثاني عندما حدث ذلك معه تحول إلى الهدوء والحكمة، ولا بد منهما في التعامل مع أطفالنا الذين هم أمانة في أعناقنا فيجب أن نراعي الله فيهم، وألا نستفز في المعاملة تحت أي ظرف.
هذا وسوف تجد في هذه المعالجات السابقة كثيرا من التفاصيل حول كيفية التعامل اليومي مع طفلتك الجميلة، أتركك معها مع وعد بأن توافينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــ(104/256)
علاج الغيرة برد الاعتبار ... العنوان
الحالة: هما بنتان الكبرى "مريم" 6 سنين والصغرى "فافي" 3 سنوات، "فافي" أجمل من "مريم"، و"مريم" تعرف هذا وتسمع الكثير من التعليقات على جمال أختها، مع ملاحظة أن "فافي" أذكى.
مشكلة "مريم" أنها مرتبطة بأمها جدا وتحاول تقليدها، مع ملاحظة أن الأم تحاول إعطاءها الثقة بنفسها عن طريق التشجيع.
"مريم" لا تتجاوب مع المُدرسة وإن كانت تحبها. تقول دائما: نسيت.. تشعر أنها باردة الإحساس، تحب لفت الانتباه بأي شكل ممكن، في أثناء شرح الأستاذة تقوم وتسأل سؤالا غريب الشكل خارج الموضوع أو من الممكن أن تطلب الجلوس في حجر الأستاذة أثناء الحصة. هي مؤدبة جدا عندما تذهب إليها في المنزل للتدريس متحملة المسئولية كفتاة كبيرة.
أرجو إفادتنا في كيفية التعامل معها وحل مشكلة الخجل والانطوائية وارتباطها بأمها حتى في الأماكن العامة وأماكن الأطفال كالحديقة. أرجو الرد، وشكرا. ... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... يقول الأستاذ عبد السلام الأحمر:
في مقدمة تشخيصية لحالة مريم يتبين أنها تزحزحت عن موقع الاهتمام والجذب الذي أصبحت تقتسمه معها أختها فافي، بل أضحى نصيبها أقل من أختها التي استأثرت بتعلق الأبوين الزائد نظرا لصغرها ولجمالها.
هنا لا بد من لفت انتباه الوالدين إلى أن الطفل شديد الحساسية لأي تغير يحصل في محبة والديه له، وأنه لا يستسيغ أن يوجه حبهما إلى شيء أو شخص آخر إلا بانتزاعه كلية منه، فتنشأ حينئذ لديه غيرة قوية من أخيه تجعله غريب الأطوار شاذ السلوك، من أبرز مظاهر ذلك:
التشبث الزائد بالأم في محاولة لاسترجاع ما فقده من حبها وانصراف عنايتها له وحده؛ لذلك نجد الطفلة مريم يشتد ارتباطها بأمها إلى حد الرغبة في التماهي معها عبر ما تسلكه من تقليد لها.
التمارض وافتعال المشاكل التي من شأنها تحويل اهتمام الوالدين إليه وحده بالخروج عن الوضع المألوف إلى وضع جديد يثير اهتمام الآخرين ويسترد التميز المفقود، هذا ما يفسر الأسئلة الغريبة التي توجهها مريم لأستاذتها ورغبتها في الجلوس بحجرها من دون باقي التلاميذ.
ملاحظة الانقلاب في السلوك بحضرة المنافسين دائما في صورة صراخ شديد أو غضب حانق أو عدوانية مستفزة، أو تمرد وانطوائية؛ فالطفلة مريم عندما تكون وحدها مع أستاذتها يصبح سلوكها عاديا ومتسما بالأدب والمسئولية.
انشغال نفس الطفل لاشعوريا بهذا الوضع المقلق يعطل أو يضعف شعوره بما يجري حوله؛ وهو ما يجعله كثير النسيان لكل ما قد ينسيه قضيته المركزية التي هي اهتزاز ثقته في نفسه وصعوبة تحقيق ذاته في ظل المنافسة المفروضة عليه من قبل الغير؛ لهذا كانت مريم كثيرة النسيان داخل المدرسة وخارجها.
فما العلاج إذن لظاهرة الغيرة؟
أولا: كيف تكون الوقاية من الغيرة؟
* على الوالدين أن يكون لهما إلمام بنفسية الطفل ومشاكل تربيته قبل الدخول في مرحلة الإنجاب؛ حيث يجنبهما ذلك الوقوع اللاواعي في كثير من الأخطاء المتسببة في مشاكل عويصة في مجال معاملة أبنائهما.
* تتبع تطورات نمو الأبناء بيقظة وحذر، ورصد كل ظاهرة غير عادية لمراجعة ذوي الخبرة والاسترشاد بتوجيهاتهم قبل استفحالها واستعصائها على العلاج.
* تجنب الوالدين كل تصرف تشم منه رائحة تفضيل أحد الأبناء على الآخر، فإن ذلك هو ما يفجر في النفس سيل الغيرة العارم.
* تربية الأبناء على التآخي والتعاون والإيثار، ورحمة الكبير بالصغير، واحترام الصغير للكبير؛ فرسوخ هذه الأخلاق في نفوس الأطفال تعصمهم من داء الغيرة البغيض.
ثانيا: توجيهات على طريق علاج الغيرة:
• ضرورة رد الاعتبار لمريم بحضور فافي حتى تستشعر بأن مكانتها لدى والديها ترجح على مكانة أختها، دون الوقوع في استفزاز الصغيرة على الكبيرة.
• الاتجاه في هذا الصدد بعد ذلك نحو التوازن والعدل في المعاملة قبل أن تشعر فافي بالحيف والإجحاف في حقها، وتراجع الأبوين عما يكنانه لها من حب وتقدير.
• الحرص على جعل مريم هي التي تسلم أختها فافي الحلوى والهدايا والألبسة، وتسدي لها بعض الخدمات في غالب الأحيان؛ لطمأنتها على مكانتها داخل الأسرة باعتبارها بكرا، واعملا على تعميق عنايتها بأختها الصغيرة.
• توجيه الأقارب إلى ضرورة التسوية في المعاملة بين الأختين والامتناع عما من شأنه تأجيج غيرة مريم.
• مناداة مريم بصفة الجمال فقط أو مع صفات أخرى مثلا "تعالي يا جميلة" و"قومي يا جميلتي الحبيبة" أو "يا حبيبتي الجميلة". فإن ذلك كفيل بجعلها تستعيد الثقة بذاتها وتتغلب على الشعور بأنها أقل جمالا من أختها.
والله الموفق لما فيه الخير والسداد
ـــــــــــــــــ(104/257)
علاج الغيرة بقواعد التمريض ... العنوان
السلام عليكم لدي طفلتان.. 8 سنوات و4 سنوات بالإضافة إلى طفل رضيع.
مشكلتي الكبرى هي مع الكبيرة 8 سنوات، حيث بدأنا نلاحظ عصبيتها منذ الأشهر الأولى لميلادها، وكان ذلك واضحا وملحوظا من الجميع، علما أني أتصف بالعصبية، ولكن هذه الصفة لم تظهر جلية إلا بعد إنجابي لطفلتي الأولى.
أصبحت ألاحظ أن تصرفاتها "تنرفزني" كثيرا، وبالذات عصبيتها، بمعنى أن عصبيتي ثارت مقابل عصبيتها وليس العكس كما هو معهود؛ فقد كنت أتضايق عندما أراها تصرخ بشكل هستيري لمجرد أن طلبها لم ينفذ، وعندما كبرت طفلتي العصبية كبرت معها مشاكلها، وسأحاول أن أسردها، وهي كالتالي:
هي عنيدة جدا، ونادرا ما يجدي في مقابل عنادها أي أسلوب ترغيبي أو ترهيبي، وأشعر أحيانا وكأنها لا تستمع لشيء مما نقول، كما أن عنادها هو الجواب التلقائي مقابل أي طلب يطلب منها على مدار يومها، بدءا من الاستيقاظ الصباحي ومرورا بالدراسة حتى وقت نومها؛ فهي لا تذهب للنوم إلا بشق الأنفس.
طفلتي لديها طاقة كبيرة؛ لذا فهي كثيرة العبث والتخريب في المنزل بغية اللعب، وعندما أردنا أن نفتح لها مجالا تفرغ فيه طاقتها الزائدة بأن نقوم بتسجيلها برياض الأطفال تحمست في البداية ثم سرعان ما بدأت التضجر ومن ثم الرفض، وكذلك الحال مع المدرسة حاليا مع أنها ذكية جدا وموهوبة.
صغيرتي تحب أن ألاعبها، لكنها لا تتقبل الأحضان والقبلات والحنان الجسدي، وتتملص منه بكل طريقة، مع أني أحب أن أفعل ذلك معها كثيرا، وبعد إنجابي لأختها لاحظت أنها تتقبل ذلك أكثر وإن كان بفراغ صبر شديد، أي أنه لا بأس بعناق وقبلات سريعة على ألا تزيد عن ذلك، وأعتقد أنها تفعل ذلك بدافع من الغيرة. وهي تحب اللعب مع والدها كثيرا ربما لأن ألعابه تتفوق من حيث الحركة.
وهي عنيفة في كل تصرفاتها، ولست أعني بالعنف ضرب الأطفال وإن كان يدخل ضمن تصرفاتها، لكن أعني أنها تلعب بعنف وتضحك بعنف وتمازح بعنف، وهذه الصفة مرافقة لها منذ أولى أعوامها وهي أحد طباعها لكنها تزيد حدتها وتخف في مراحل مختلفة.
ومع كل هذه الشراسة فهي ضعيفة أمام الغير (حتى الأطفال من الأقارب) فعند أي شجار ولو بسيطا تختبئ خلفي وتبكي وتطلب مني أن أقوم بالدفاع عنها، وأنا غالبا أرفض وأطلب منها أن تتصرف بنفسها وأوجهها إلى ما يجب أن تفعله، لكنها ترفض.
لا تستطيع تكوين صداقات بسهولة، وغالبا ترفض التعرف والمبادرة بالرغم من حبها الشديد للعب، كما أن أسلوب تعاملها مع الأطفال ينفرهم منها بعض الشيء، خصوصا في مواقف الاختلاف معهم (أحيانا تتشاجر معهم أو تقوم بطردهم، أو الاعتصام بغرفتنا حتى يغادروا)، إلا أنهم ببراءتهم يعودون لتقبلها، لكنها هذه المرة هي المعرضة.
وأنا أقوم بتوجيهها بالطرق الفضلى للتعامل، وأحتار في الطريقة التي أوجهها بها، وأتبع في هذا الشأن أكثر من أسلوب، لكن الرفض بشدة وعناد يكون هو الجواب الموحد دائما، ولم أجد منها أي تجاوب مع توجيهاتي في هذا الشأن قط.
في الفترة الأخيرة بدأ سلوكها يصبح حادا بشكل أكبر، خصوصا عندما نكون في زيارة للأقارب، فإن أي طلب منها يقابل بالرفض من قبلنا تصبح ردة فعلها عنيفة ولا يجدي معها لين ولا شدة، ولا تريد أن تخفف من حدة انفعالها إلا بشروط، كأن نوافقها على طلب آخر وأحيانا أشد سوءا من الأول، فإذا ما رفض أيضا بدأت دورة غضب جديدة.
لا أعرف إذا كان من المناسب نعتها بأنها عسرة الطباع أم مشاكسة أم متمردة أم سيئة الخلق، لكن ما أعرفه أنها متعبة جدا في تعاملها، وأتمنى بصدق أن أجد أفضل الطرق لعلاج حالتها التي تزداد سوءا.
وأخيرا لديها مشكلة تعاني منها وهي قابليتها للسمنة (هي ليست سمينة، لكن لديها القابلية)؛ وهو ما يجعلني أضغط عليها في محاولة لتنظيم طعامها، وأحاول كثيرا معها بسبل الإقناع، وأتمنى أن أعرف أسلم الطرق لذلك بالشكل الذي لا يجعل هذا الأمر لها عقدة في المستقبل.
كما أنها تعاني من عاده القضم (هي تقضم كل شيء؛ ملابسها قلم الدراسة وشعرها والمناديل والأوراق)، ومتى ما فتحت فمها في أي وقت أجد بداخله شيئا تلوكه.
أنا دائما ألاطفهما (الطفلتين)، وأناديهما بـ"حبي. عمري. قلبي"، لكن عندما أغضب أضرب أحيانا بشدة وأصرخ بقوة، وأجد أن حالها يعتدل بعض الشيء، لكن لا أريد أن تكون هذه منهجيتي في التعامل بهذه الطريقة.
أما بالنسبة لطفلتي الثانية فهي لطيفة ومحبوبة والحمد لله، ولا يقلقني من أمرها إلا أني أجدها تكتسب بعض الصفات السيئة من أختها، والأمر الآخر هو حساسيتها الكبيرة التي أرغب في التوجيه لكيفية التعامل معها.
ما أود أن أنبه إليه هو أني أحرص كثيرا على العدل في التعامل مع الأختين من حيث الشدة والتلطف، ولا أحاول أن أمدح واحدة على حساب الأخرى إلا للتشجيع، وأنتبه كثيرا إلى المرات التي أمدح فيها كل واحدة، ومع ذلك أجد أن الكبيرة تحمل شيئا من الغيرة في نفسها تجاه أختها (خصوصا من الناحية الشكلية؛ ذلك لأن الصغيرة بيضاء البشرة وشقراء بينما هي سمراء البشرة لكنها أجمل من أختها بشهادة الجميع) بالرغم من تجنبي قدر المستطاع التعليق على الفروق في الشكل بينهما، وأظهر لهما أن لكل واحدة شكلا جميلا وصفات خاصة بها تميزها، لكن لا بد أن يبدر منها من الكلمات والتصرفات ما يدل أنها لا تزال تشعر بالغيرة، وألاحظ أنها تغير من أخيها الصغير (4 أشهر) أحيانا قليلة.
أتمنى أن تستفيضوا في توجيهي لطرق التعامل الأفضل، وتدلوني على المواضيع التي أستطيع الاستفادة منها؛ ذلك لأني قمت بالبحث لكني أجد أن كل مشكلة تتصل بخلفية لظروف مختلفة، وبالتالي تختلف روشتة العلاج بناء عليها. ولكم وافر الشكر.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم على صفحة معا نربي أبناءنا، وندعو الله أن نكون نعم العون لك.
استشارتك -سيدتي- تتبلور في النقاط التالية:
• عصبية وتمرد وعنف ابنتك الكبرى.
• قضمها لكل شيء تناله يدها.
• قابليتها للسمنة.
• غيرتها من أخويها.
• اكتساب طفلتك الوسطى بعض سلوكيات أختها الكبرى.
• حساسية الابنة الوسطى.
أود -وقبل أن نبدأ- أن تتخيلي نفسك وأنت تعملين كممرضة بأحد المستشفيات وأن هذه المهنة محببة إلى نفسك وأظهرت فيها تميزا غير عادي، وكان لديك مريضان أحدهما يتماثل للشفاء ولا يحتاج منك سوى عناية بسيطة وملاحظة طفيفة، والثاني يحتاج إلى عناية أكبر وملاحظة على كل صغيرة وكبيرة في مواعيد الأدوية والحقن وتناوله الطعام وقياس حرارة... إلخ، وفضلا عن هذا فإن هذا المريض يتصف بالعند ويرفض كل ما يقدم إليه، فماذا كنت ستفعلين حينئذ؛ أتتركين المريض الثاني وترعين الأول فقط؟ أم أنك ستقدمين استقالتك لأنك لم تتحملي المريض الثاني؟ أم أنك ستصرخين في وجه الثاني أو تضربينه حتى ينصاع لك؟ أم ستقابلين عنده بعند مماثل؟.
ربما يصيبك بعض الإحباط منه، لكنك بلا شك ستدركين أن هذا المريض يحتاج إلى مزيد من الصبر وأسلوب في التعامل يختلف عن غيره نظرا لطبيعته المختلفة الصعبة، وبالطبع لن يجدي معه الصراخ أو العصبية لأنك ستكتشفين أنك كلما زادت عصبيتك وعندك معه تبارى معك هو أيضا في هذه السلوكيات، وهذا هو الحال بالنسبة لابنتك -عفاها الله- فهي لا تحتاج إلا إلى مزيد من الصبر والاستيعاب لهذه الطبيعة العصبية التي بدت عليها منذ شهور ميلادها الأولى كما ذكرت في رسالتك، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن تقابلي عصبيتها بعصبية أو عندها بعند وقد جربت بنفسك ذلك، ولكن أفضل أسلوب مع الطفل العصبي العنيد في هذه السن ما يلي:
1. أن تبدئي أنت من الآن الكف عن الصراخ والصياح حتى إذا أخطأت ابنتك، وأنا أعلم أن هذا أمر في غاية الصعوبة، لكن ما يساعدك على ذلك أمران في غاية الأهمية؛ أولهما تخيلك برسم صورة لابنتك في ذهنك حينما تكبر على هذه الحالة، وكيف أنها في السن الكبيرة ستكون أكثر جرأة وأكثر عندا وخاصة عند دخولها مرحلة المراهقة التي تتميز بمزيد من التمرد والعند والاستقلالية؛ فهو أمر لن تتحمليه بكل المقاييس.
والأمر الثاني هو التمثل بقدوتنا رسول الله في أقواله وأفعاله حين أوصى بتغيير الوضع عند الغضب أو بالوضوء، ويمكنك أيضا أن تبتعدي عن المكان الذي تخطئ فيه ابنتك حتى لا تضطري إلى الصراخ والصياح.
2. الاتفاق معا على الأعمال الروتينية حتى لا تؤدي إلى الخلاف والتصادم بينكما، وذلك بأن تتحدثي معها بطريقة حانية حازمة قائلة: "سارة، (إن كان هذا هو اسم الابنة الكبرى) إنه يضايقني بل يؤلمني أن يحدث هذا التوتر بيني وبينك كل يوم على كل شيء يطلب منك؛ ولذا أرى أن نتفق معا على ما يجب عليك فعله دون إلحاح مني أو تصادم"، واتفقا معا على الأعمال الروتينية المطلوبة منها، واكتبا ذلك في ورقة ملونة جميلة تعلق في حجرتها، مع الاتفاق أيضا على طريقة للمتابعة، بشرط ألا تكون أعمالا كثيرة وألا تكون المتابعة يوميا بل يومين في الأسبوع مثلا.
3. وتكون المتابعة بأن تري محاسن ما فعلت أولا وتثني عليها ثم تنبهيها للأشياء الخطأ بطريقة لطيفة، وفي كل مرة تجيد فيها فعل شيء اذكري ذلك لوالدها حينما يعود ولا تفعلي العكس؛ فلا تخبريه بالأشياء الخطأ التي فعلتها، ويمكن أن تدربيها لمدة أسبوع كيف يمكنها أن تقوم بهذه الأشياء ثم دعيها بعد ذلك تقوم بأداء هذه المهام بمفردها.
4. عندما لا تنفذ المطلوب منها في أثناء متابعتك لها في الوقت الذي حددتما إياه (آخر الأسبوع) فلا تعلقي ودعيها واذهبي إلى حجرتك مثلا أو إلى المطبخ... فهذا الصمت بالغ الأثر أكثر من أي كلام سيقال في هذا الوقت، وستجدين ابنتك تقوم بأحد أمرين: إما أن تلحق بك لتتكلم معك وكأنها تعتذر وحينئذ تحدثي معها بطريقة أشبه بالعادية ولكن دون لطف، وإذا سألتك هل أنت غاضبة فاسأليها بدورك "تفتكري إيه؟"، وابدئي توضيح أنك كنت جادة فيما اتفقتما عليه وأنت تأملين أن تجدي هذه الجدية منها أيضا ولا تزيدي عن هذا الكلام.
وأما الأمر الآخر الذي من المحتمل أن تقوم به أنها ستحاول اللحاق بك لتقوم بأعمال أخرى أكثر استفزازا لكي تلجئك للصراخ؛ فتشعر هي بالراحة لأنها نالت ما كانت تستحق أو لكي تشعر بأنها كانت محقة في عدم تنفيذ الاتفاق؛ فأنت تصرخين دائما وبذلك تعطي لنفسها هذا المبرر كي تخرق الاتفاق، ولكن عليك ألا تقعي في هذا الشرك، ويمكنك حينئذ أن تنبهيها أنها يجب ألا تتمادى بشكل حازم لكن دون صراخ أو عصبية.
وفي الأسبوع الذي يليه افعلي ما فعلتِ في الأسبوع الأول، فإذا أصرت على عدم تنفيذ المطلوب منها فاذكري لها أن الاتفاق بينكما لم يتم وأنك سوف تمهلينها فرصة أخرى، واتركي لها أسبوعا آخر فإن لم تنفذ فعليك حينئذ أن تجلسي معها وتحاوريها قائلة: هناك اتفاق بيننا لم يتم فهل تجدين صعوبة في تنفيذه؟ فثقي أنها حين تسمع هذا سوف تلين، والسبب في ذلك أنك أعطيتها طوق النجاة، وسوف تخبرك بأن هناك بعض الصعوبات وفي الغالب ستكون صعوبات واهية لكنها على أي حال طريقة للاعتذار غير المباشر عما بدر منها؛ ولذا التقطي هذه الفرصة وابدئي في مساعدتها في تخطي هذه الصعوبات، والإجازة فرصة طيبة أن تنفذي ما سبق حيث لا يوجد شيء ملح وعاجل كالمذاكرة.
5. قد ذكرت سيدتي أن ابنتك عندها طاقة كبيرة وهي لا تخرب أو تعبث في الأشياء بالمنزل؛ لأن عندها طاقة، بل لأن طاقتها لا تستثمر بشكل جيد، وقد ذكرت أنها تحبك أن تلاعبيها فافعلي ذلك بشكل دوري وحددي موعدا للعب مع أبنائك، واحرصي أن تجددي لعبك باستمرار؛ ذلك لأن طبيعة الأطفال الذين لديهم طاقة يملون التكرار، وليس شرطا أن تقومي أنت بهذا التجديد بل عليهم هم أيضا أن يبتكروا ويجددوا في الألعاب (يمكنك الاطلاع على العديد من الألعاب التي تناسب سن أولادك من مواقع الأطفال المختلفة على الإنترنت والتي يمكن أن تبحثي عنها عن طريق مواقع البحث وأشهرها: www.google.com. أو من الكتب الخاصة بأنشطة الأطفال وهي تملأ المكتبات في كل مكان ومن بعض الموضوعات التي طرحت على هذه الصفحة).
ولا تلحي على ابنتك في الأحضان أو القبلات، لكن عليك من آن لآخر أن تربتي على كتفيها أو على رأسها، لكن اجعليها تشعر بأنك على استعداد في أي وقت لأن تفعلي ذلك حينما ترغب هي في احتضانك.
6. إن رياض الأطفال لا تكفي -مع الأسف- لاستيعاب طاقة الابنة؛ ولذا يمكن أن تلحقيها بأحد الأندية أو مراكز تحفيظ القرآن التي تنظم أنشطة أخرى بخلاف الحفظ.
7. ويمكن الاستفادة من علاقة الابنة بأبيها عندما تقوم بسلوك جيد؛ فاذكري ذلك للأب أمامها بفرحة وفخر لكن دون مبالغة، وعندما تسلك سلوكا غير مرغوب فيه يقال لها أحيانا (نادرة): "إن والدك لو عرف ذلك لغضب".
8. في أثناء تنفيذك كل ما سبق، عليك ألا تعلقي ولو بكلمة على موضوع قضمها للأشياء من حولها لأنك بعد فترة من اتباعك لما سبق سوف تقلل من هذا السلوك بل وغيره من السلوكيات التي تشكين منها، ولكن عليك ألا تتعجليها، وعليك بالصبر الشديد والتحلي بالرفق والحلم.
9. عليك -سيدتي- أيضا أن تقللي من زياراتك في الفترة التي تعدلين فيها سلوكيات ابنتك لا لشيء إلا لكون تصرفاتها خارج المنزل تصيبك أنت بانزعاج شديد وعصبية؛ الأمر الذي لا ترغبين فيه على الإطلاق لأنك في مرحلة إعادة بناء علاقة طيبة مع ابنتك، ولا أعني بالطبع الامتناع عن الزيارات ولكن التقليل فقط حفاظا على هدوئك ورغبة في عدم فقد المكاسب التي سوف تحققينها إن شاء الله باتباعك الخطوات السابقة.
10. أما بالنسبة لموضوع قابليتها للسمنة فيمكن أن تقومي معها بالبحث في كتب خاصة بالتغذية الصحيحة أو بسؤال أحد المتخصصين في هذا المجال إذا أمكنكما ذلك، وذلك ضمن أنشطتكما الثقافية التي تمارسانها معا دون التطرق إلى حجمها أو شكل جسمها، كما يمكن مراعاة أنواع الأطعمة التي تطهينها والتي لا تؤدي إلى السمنة، ومراعاة العادات الصحية في تناول الطعام من الأسرة كلها، كالكف عن تناول الأطعمة الجاهزة أو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة دهون عالية.... الخ.
11. وحينما يُعدل سلوك ابنتك الكبيرة، فإن تقليد ابنتك الوسطى للكبرى لن يكون مشكلة إلى حد كبير.
12. أما مسألة غيرة الكبرى من الصغرى فهو أمر طبيعي، ولكن المهم أن تستمري في أسلوب العدل بينهما كما ذكرت في رسالتك، لكن أود فقط أن أؤكد أنه لا يجب عليك إطلاقا الدفاع عن الصغيرة حينما يحدث شجار بينهما، بل دعي الأمر، إلا إذا كان اعتداء الكبيرة على الصغيرة فيه خطورة أو إيذاء بدني بالغ، وحينئذ احرصي على إبعاد كل منهما عن الأخرى دون توجيه أي دفاع عن الصغيرة أو أي لوم للكبيرة؛ فهي تعرف تماما ما الخطأ الذي ارتكبته دون توجيه تأنيب أو لوم ويمكنك الاطلاع على العديد من الموضوعات التي تناولت الغيرة على هذه الصفحة:
أمي لا تثيري غيرتي
خطوات لعلاج الغيرة الأخوية
غيرة طفلي.. كيف أتعامل معها؟
الوعي بالغيرة أول العلاج
13. وبالنسبة لملاحة أحدهما عن الأخرى فأرى ألا يتُطرق لهذا الموضوع على الإطلاق من جانبك ولا حتى لمحاولة إثبات أن كل واحدة جميلة في شيء يميزها عن الأخرى من ناحية الشكل، وليكن ثناؤك دائما على السلوكيات فقط، وإذا كان هناك تعليق من الآخرين على ذلك فلا تعيري اهتماما لأي من تعليقاتهم.
14. أما بالنسبة لطفلتك الوسطى وحساسيتها فأنا لا أدري -سيدتي- ماذا تقصدين بكلمة حساسة بالضبط، هل يعني أنها تبكي سريعا؟ أو أنها تغضب ممن لا يترفقون بها في المعاملة؟ أو أنها رقيقة ولطيفة لا تتحمل ما تفعله معها أختها؟ فأرجو توضيح معنى هذه الكلمة بالنسبة لك مع ضرب الأمثلة حتى تكون الإجابة عن بينة.
وأخيرا أدعو لك الله بالسداد والتوفيق، كما أرجو المزيد من المتابعة.
ـــــــــــــــــ(104/258)
قضم الأظافر مشكلة علاجها الحنان ... العنوان
بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع، ابني الأخير الذي يبلغ من العمر 5 سنوات يعاني منذ أن أنهى السنة الأولى بقليل من عادة قضم الأظافر؛ حتى إن أمه أعيتها السبل على مدى 4 سنوات كي تجعله يترك هذه العادة، حتى قرأنا أنا وهي في موقعكم عن الجداول التعزيزية، وجربتها أمه فنفعت وترك تلك العادة؛ فقد اتفقت معه على مبلغ من المال يكفي لشراء نوع من الحلويات يحبها هو إن بقي من الصباح إلى الظهر بدون قضم أظافره، ومبلغ مثله لفترة من بعد الظهر إلى الليل فنجحنا والحمد لله.
ولكن أنا لي سؤال لو سمحتم وهو أنني لاحظت أنه بدّل بتلك العادة القديمة عادة أخرى وهي مسك شفته العلوية وقرصها أو جذبها بدون داع أو يضع يده في أنفه (أنا آسفة لهذا الكلام) بدون داع أيضا.. فهل هذا صحيح ووارد؟.
وأحب أن أضيف أنه منذ أن بدأت هذه العادة عنده أي قضم الأظافر؛ فهو يستعملها كلما لم نجب له طلبا ولحد الآن، أي أننا إذا طلب شيئا ولم نستجب له يضع أظافره بين أسنانه ويقول عنادا بكم سأفعل هكذا..
وفي الحقيقة فقد ولد هذا الطفل عندما كنا أنا وأمه منفصلين وعدنا بعد أن ولد، وهي دائما تقول لي إنها لم تكن بمزاج حسن طيلة فترة الحمل بسبب المشاكل، مع العلم أنه والحمد لله لم يحدث طلاق بيننا.
وعندما ناهز السنة اضطرت أمه لإعطاء دروس خصوصية في البيت؛ فكان يراها موجودة أمامه ولا تستطيع أن تحمله، وكانت تضربه ضربا موجعا في كثير من الأحيان، رغم نصائحي الكثيرة لها؛ فقد عانى من العنف منذ أن كان عمره سنة لأسباب بسيطة يفعلها كل الأطفال، ولكن في النهاية توقفت عن العمل كمدرسة خصوصية عندما اقتنعت بضرر ذلك على أطفالها، وحاولت وأنا معها أن نعوضه كل الحنان الذي فقده، والحمد لله نجحنا في ذلك، أتمنى أن تساعدونا.
... السؤال
قضم الأظافر ومص الأصابع ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أخي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بك معنا على صفحتكم معا نربي أبناءنا.
سيدي الفاضل، إن عادة إمساك الشفاه وقرضها وجذبها هي عادة عصابية مثلها مثل قضم الأظافر.. إن هذه العادات العصابية تعبر عن نوع من القلق.. ولذا فإننا عندما نعالج العادة دون علاج جذورها فإن الطفل يستبدل بها أخرى مثلما فعل طفلك.
لذا فإن العلاج السلوكي يجب أن يتوازى ويتواكب معه شعور الطفل بالحب والحنان والدفء والأمان، وهو أمر يحتاج إلى جهد ووقت وصبر؛ فيجب أن تقضوا وقتا كافيا حتى تصل رسالة الحب لهذا الطفل بأن تنتبهوا إليه وتسمعوه وتتحدثوا معه وليس إليه، وأن تقضوا وقتا كافيا معه تلعبون وتمرحون وتشاركونه في أنشطته وتشركونه معكم في أنشطتكم وتعبرون عن حبكم بالألفاظ الجميلة، ومناداته بأحب الأسماء والصفات، ولتكن اللمسات والأحضان والقبلات لغة دائمة بينكم يعبر فيها الجسد عن الحب مثلما تعبر الكلمات، ولا تستخدموا الحب أداة في العقاب أو الثواب فالحب ثابت لا يتغير.
وإننا عندما نعاقبه فإننا نرفض التصرف ولكن لا نرفضه هو، هذه الرسائل للحب، وهذا الجو المفعم بالدفء والحنان هو الضمان ألا يعود طفلنا إلى عادة عصبية أخرى يعبر بها عن قلقه وعن افتقاده للحب والحنان.
إننا نعالج جذور المشكلة وليس أعراضها، إننا بالعلاج السلوكي نتخلص من المرض، وبالحب والحنان نتخلص من المشكلة الحقيقية؛ فليتواكب الاثنان حتى نحصل على العلاج الناجح.
ـــــــــــــــــ(104/259)
أطفالنا والتكنولوجيا.. ابتلاع أوقات الفراغ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله خيرًا على جهودكم العظيمة.. جعلها الله في ميزان حسناتكم بإذن الله. أود أن تتسع لي صدوركم لتشمل تساؤلاتي الحائرة، فأنا والله لا أبتغي إلا مرضاة الله في تربيتي لأبنائي وهم (8، 5، 3 سنوات)، وسأحاول تحديد تساؤلاتي في عدة بنود:
1 - ما هو الحد الأقصى من الوقت المفروض أن يقضيه الأطفال أمام التلفزيون؟ حتى وإن كان ذلك في مشاهدة قنوات الأطفال، وكذلك الوقت المنقضي في اللعب أو الجلوس أمام الكمبيوتر والأتاري وما شابه ذلك.
2 - بالنسبة لما يعرض على شاشات التلفزيون وأقصد تحديدًا الفيديو كليب وما يظهر به مما يخدش الحياء فأنا بالفعل حذفت كل القنوات المتخصصة في هذا المجال، ولكن هل هذا يكفي؟ وما هي الطريقة المثلى لمنع الأبناء من مشاهدة مثل هذا الوباء الذي فرض علينا في كل مكان؟ فالأبناء من الممكن أن يشاهدوا مثل هذا الهزل عند الأهل أو الجيران أو ما إلى ذلك، وهل قاعدة الممنوع مرغوب كما يتردد على مسامعنا دائمًا فما هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع مثل هذه المواقف؟
3 - أسلوب الخصام كوسيلة من وسائل العقاب ما هو رأيكم في مدى فاعليته وتأثيره؟
4 - أوضحت في بياناتي أن الأب يقضي حوالي 3 ساعات ومن الممكن أقل مع الأبناء، وحتى الوقت الذي يقضيه معهم غالبًا لا يكون معهم بعقله؛ وذلك نظرًا لطبيعة عمله فهل لذلك من تأثير سلبي قوي عليهم بالرغم من أنني دائمًا أوضح لهم هذا الأمر وأبرر لهم ذلك؟ فهل هم في مثل هذه السن يقدرون ويفهمون؟ تساؤلاتي كثيرة، ولكن سأكتفي بهذا الكم حتى لا أثقل عليكم، وسأرجئ الباقي لاستشارة أخرى، وجزاكم الله عني وعن أمة الإسلام خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
أطفالنا والتكنولوجيا ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أشكرك -سيدتي- على هذه الثقة التي أوليتمونا إياها، مكنّا الله وإياكم لحمل هذه الأمانة، كما أشكرك أيضًا على تحديد النقاط التي أردت الاستشارة بشأنها.
وأبدأ بالرد على سؤالك الأول (ما هو الحد الأقصى لمشاهدة الأطفال للتلفاز؟) والذي سنستعرض من خلاله بقية التساؤلات والردود عليها.
سيدتي: هناك شبه إجماع بين الأطباء والمتخصصين في مجال أبحاث الطفولة سواء المتخصصين في مجال البحث الاجتماعي أو الطبي والصحي أو النفسي أو التربوي على ألا تزيد فترة مشاهدة الطفل أو اللعب على الكمبيوتر أكثر من ساعة يوميًّا؛ وذلك لما لهما من أضرار جسيمة خطيرة على كل من:
- النظر حيث التعرض لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية تؤدي إلى ضعف شديد في النظر.
- وعن تأثيره على المخ أكدت الأبحاث أن مشاهدة التلفاز لفترة طويلة يضر بالدوائر الكهربائية بالدماغ ويؤدي إلى إفراز مواد كيمائية جديدة وخطيرة فيه، ووجد العلماء أن الإشعاع المنبعث من التلفاز يزيد من نشاط النصف الأيمن من الدماغ على حساب النصف الأيسر، الأمر الذي يؤدي إلى تشويش الطفل وإضعاف انتباهه وتركيزه ومستوى احتماله، ويجعله عرضة للإحباط والكآبة، كما يسبب تراجعًا ملحوظًا في ذاكرته وقدرته على التحليل والسيطرة على عواطفه، وأشار العلماء إلى أن التحول من المنطقة اليسرى إلى المنطقة اليمنى في الدماغ يطلق مجموعة من الأفيونات العادية في الجسم التي تشبه في تركيبها الأفيون الطبيعي ومشتقاته من المواد المخدرة، وهو ما يؤدي إلى إحداث تلف في الدماغ.
كما أن الاستثارة الزائدة للمخ الصغير في بعض برامج التلفاز أو الكمبيوتر مثل الرسوم المتحركة ومواد الفيديو الخاطفة سريعة الإيقاع والصاخبة ترهق خلايا المخ وتعيق النمو السوي للتشابكات بينها، والمشكلة أن مثل هذه البرامج تعيق استفادة المخ بالمؤثرات ذات الإيقاع العادي في باقي نشاطات الحياة.
- على المستوى العام للصحة أثبتت الدراسات أن كثيرًا من الأطفال الذين يفرطون في مشاهدة التلفاز (لمدة ساعتين فأكثر) يتعرضون للإصابة بالكوليسترول، والإدمان على التدخين، وتدني في القوة البدنية، إضافة إلى السمنة الزائدة.
- هذا فضلاً على الأضرار النفسية والاجتماعية فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يفرطون في مشاهدة التلفاز أو اللعب على الكمبيوتر يتميزون بالعنف والأنانية، فضلاً عن الإعاقة العقلية والاجتماعية، والسرعة الشديدة لاستجابة الألعاب على الكمبيوتر تجعله يتعرض إلى الوحدة والفراغ النفسي، وعرضة للكآبة والإحباط كما سبق.
- وأما عن الفساد الخلقي والديني فحدثي ولا حرج فنلمسه في كل بيت من بيوتنا في ألفاظ وملابس وسلوكيات أبنائنا، بل يتعدى تأثيره إلى الكبار أيضًا.
سيدتي.. قد سقت لك عددًا من الأضرار الناجمة عن الإفراط في مشاهدة التلفاز أو في اللعب على الكمبيوتر، وغيرها الكثير (هناك المزيد وسأرشح لك عددًا من المواقع في نهاية الاستشارة تناولت هذا الموضوع والتي كانت ضمن ما رجعت إليه للرد على استشارتك)، ولم يكن عرضي لهذه الأضرار لإثارة المزيد من مخاوفك وقلقك، ولكن لأننا سنستخدم هذه المعلومات مع أبنائك في الخطة التي سنتبعها للتقليل من أضراره عليهم، وتتمثل هذه الخطة في:
- عليك باستثمار طاقات أطفالك في نشاطات مختلفة خاصة في فترة الإجازة الصيفية، ولدينا العديد من الأماكن التي تستوعب هذه الطاقة على رأسها الأندية الرياضية أو بيوت الشباب أو في كلية التربية الرياضية (بالهرم بمصر) التي تفتح أبوابها للأنشطة الرياضية المختلفة لجميع الأعمار، وحتى المدارس أصبحت تفتح أبوابها في الصيف لممارسة العديد من الأنشطة أو في المساجد التي تنظم أنشطة أخرى إلى جانب حفظ القرآن الكريم.
هذا ويمكنك الاطلاع على مزيد منها عبر تصفح دليل الأنشطة الصيفية لصيف 2005 على شبكة "إسلام أون لاين.نت".
دليل الأنشطة الصيفية
- في أيام إجازتك وإجازة والدهم لا بد من التنزه وتنظيم بعض الرحلات.
وأما عند الزيارات المنزلية للأهل والمعارف والتي نجد هذا الوباء يلاحقنا فيها، فأمامك أمران إما أن تحاولي أنت جذب انتباه الأطفال في سن أبنائك لبعض الألغاز أو اللِّعَب البسيطة السريعة التي تقومين بإعدادها لهم في مثل هذه الظروف، أو أن تكون هذه الزيارات قصيرة.
- مع تحديد موعد للعب معهم (يمكنك الاطلاع على العديد منها على هذه الصفحة أو من خلال مواقع للأطفال).
- الاشتراك في مكتبة من المكتبات العامة للاطلاع والقراءة.
- تحديد الوقت المتاح لهم للعب على الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز (لا يزيد عن ساعة في اليوم كما سبق وأشرت) والذي سيساعدك على هذا التحديد هو الأنشطة المنوعة التي ستقومين بها معهم.
- تخيري المادة المشاهدة على التلفاز وتخيري ألعاب الكمبيوتر التي تساعد على تنمية الذاكرة والذكاء ومهارات التفكير.
- عندما يلح أبناؤك على المزيد من اللعب على الكمبيوتر ومشاهدة التلفاز فأظهري عدم اعتراضك بقولك "ليس لدي مانع إذا لم تكن هناك أضرار كثيرة لهذا وحتى نعرف هذه الأضرار فيمكن سؤال فلان أو فلانة"، واقترحي عليهم اسم أحد الأطباء من معارفكم أو أقاربكم، وإذا لم تجدي فيمكن من خلال الدخول على النت معهم وعلى المواقع التي سأرشحها لك لكي تقرئي على مسامعهم هذه الأضرار مع شرحها بشكل مبسط لهم، بل يمكنك الحصول على رسم للمخ وشرح الأضرار عليه، وهذا أدعى لاستجابة أطفالك والبعد عن التلفاز واللعب على الكمبيوتر.
أرجو ألا يكون هناك اشتراط، فلا تقولي مثلاً: "إذا أصررتم على مشاهدة التلفاز فلن ألعب معكم اليوم أو سوف أخاصمكم"؛ لأن مثل هذه التهديدات أثرها وقتي وقصير للغاية، إلى جانب أنها تعلم الأبناء المساومة على الأشياء في حياتهم المستقبلية.
أما بالنسبة لتشفير أو إلغاء القنوات التي تعرض أمورًا غير لائقة تربويًّا ولا أخلاقيًّا فهذا شيء طيب، ولكنه لا يكفي وحده، وقد عرفت أن الأهم من ذلك هو شغل وقت فراغ أبنائك بما يفيد ويسمح لهم بالإبداع والتفكير وتنمية مهاراتهم المتعددة.
نأتي لنقطة في غاية الأهمية وهي: دور الأب وقد أرجأته للنهاية لأهميته فلا يصح على الإطلاق أن يتوارى دور الأب بحجة أنه مشغول بالسعي لطلب الرزق، وبرغم تقديري للتعب والمشقة التي يتعرض لها الآباء بسبب هذا السعي فإنه لا يجب أن يكون مبررًا للتخلي عن مسئوليته كأب؛ ولهذا فأرجو أن يستعيد دوره بين أبنائه، وخاصة لأنهم صبيان فهم يحتاجون إلى تواجد الأب كنموذج للتوحد معه وتقليده واتخاذه قدوة لهم، وقد أثبتت دراسات عن الشذوذ الجنسي في المجتمع الأمريكي فوجدوا أن هناك علاقة بين غياب الأب وعدم قيامه بدوره وبين هذا الشذوذ؛ وذلك لأن الأطفال لم يجدوا إلا نموذج الأم أمامهم، ولكي تستعيدي دور الأب فعليك ما يلي:
- إذا كان زوجك من ذلك النوع الذي يستمع إليك ويقتنع بوجهة نظرك بشكل مباشر والتفاهم قائم بينكما، فلك أن تحدثيه عن ضرر عدم تواجده معهم، واذكري له هذه الدراسات، أما إذا كان لا يقتنع سريعًا أو يتهرب من مسئوليته الأبوية، فيمكنك استعادته بطريقة لطيفة عملية عن طريق:
- تهيئة الجو المناسب اللطيف في البيت بحيث لا يكون البيت مجرد مكان للإقامة وكأنه فندق.
- ألا يكون حديثك معه عن الأبناء بصيغة الشكوى دائمًا أو الحديث عن مشاكلهم.
- لا بد أن تذكري مزايا ومحاسن أبنائك أمام والدهم.
- حدثي زوجك عن مدى تعلق الأبناء به، وكيف أنهم يقلدونه في كل صغيرة وكبيرة من أفعاله، وكم أصبح الشبه واضحًا بينهم وبينه قلبًا وقالبًا.
عندما يسمع الأب ذلك فإنه سيشعر بالشوق والفخر بأبنائه، وهذا يجعله أكثر تقربًا لهم، وبالتالي يقضي وقتًا أطول أو يستثمر الوقت الذي يتواجد فيه معهم، فالثلاث ساعات ليست بالقليلة على الإطلاق إذا استثمرت مع الأبناء بشكل جيد، وحينما يحدث هذا فعليك تشجيع أبنائك في جذب والدهم إليهم باللعب معه، وذلك بعد إعداد وتحضير بعض الألعاب والأنشطة لممارستها معه.
وبهذا يندمج الأب رويدًا رويدًا في حياة أبنائه.
وأخيرًا..
أدعو لك الله أن يوفقك لما يحب ويرضى، ونحن في انتظار المزيد من المتابعة كما وعدت.
أما عن المواقع التي يمكن الرجوع إليها للبحث عن أضرار مشاهدة التلفاز واللعب على الكمبيوتر والأتاري... هي:
www.arabynet.com
www.albwaba.com
كما يمكنك الاطلاع على العديد من الموضوعات التي عالجت مشاهدة الأطفال للتلفاز على هذه الصفحة، وأرشح أن تبدئي بموضوع "معركة مع التلفاز" للزميلة الفاضلة هبة رءوف أتركك للاطلاع عليهم:
- معركة مع التلفاز..!
- حيل وفنون في مواجهة التلفزيون
- ابنك والتلفاز.. مشكلة علاجها التحاور
- التلفزيون.. علاج الإدمان بالنشاط
ـــــــــــــــــ(104/260)
بين الضرب والصراخ.. كيف نربي أبناءنا؟ ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم: لقد قلتم "لا ضرب" فرفعنا أيدينا، فهل نستطيع التعبير عن غضبنا بالصراخ؟ فهل للصراخ أيضًا تأثير سلبي على أولادنا؟! والسلام عليكم.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... نادى جبران خليل جبران الآباء في رائعته "النبي" معبرًا عن ضرورة تربية الطفل على أنه كيان مستقل متفرد رغم كونه قطعة من والديه فقال:
أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم؛ فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى".
مرحبًا بك أخي الفاضل واسمح لي أن أضيف إليها الحائر، ولست وحدك من تشعر بالحيرة في مواجهة وتوجيه هذه الكائنات الصغيرة والسهام الحية التي تحمل ذكاء أكبر مما نتصور، والتي رغم صغرها حجمًا فإنها تحمل من القدرات ما يجب احترامه ووضعه في الاعتبار قبل التفكير في رسم أي منهج للتعامل معها بشكل صحيح. ولقد تحيرت كثيرًا وأنا أطالع سؤالك -المختصر جدًّا والخالي من التفاصيل- من أين أبدأ حديثي معك؟ هل أبدأه بالحديث عن الضرب كأحد وسائل العقاب أم عن الصراخ الذي هو أسوأ أسلوب وأخطره على الإطلاق في تربية الأبناء.. أم بالحديث عن أفضل الطرق للتعامل مع أطفال مرحلة طفلك العمرية.. وهنا استوقفتني عبارة في سؤالك قررت أن أنطلق منها في حديثي معك وهي قولك "هل نستطيع أن نعبر عن غضبنا بالصراخ؟" فمنها علمت من أين سأبدأ.
أخي الكريم.. إن التعب ومشاكل العمل وتأزم الأحوال اجتماعيًّا واقتصاديًّا ووجود العديد من العوامل المقلقة التي تعترض حياة الآباء والأمهات قد تجعلهم بشكل عفوي يتخذون من أبنائهم منفذًا لتنفيس كل هذا الغضب، وقد يحاول الأهل السيطرة على عصبيتهم في الظاهر وإن ظلت متحكمة بشكل خفي في سلوكهم، وهو ما يعبر عنه بالملاحظات الجارحة عند كل هفوة أو نبرات الصوت اللائمة ولو بصوت معتدل ودون صراخ.. وتظل المسألة خارج نطاق التربية وإنما هي وسائل للتعبير عن الغضب، وتقول المحللة الفرنسية فرانسواز دولتو: "إن راشدًا يتكلم بفظاظة وعدوانية ويتصرف بعنف ويستسلم لانفجارات مزاجية تجاه ولده، عليه ألا يندهش إذا ما رأى هذا الولد يتصرف بالطريقة نفسها مع من هم أضعف منه...".
إذن فلا تنسَ أننا نتحدث عن الضرب والصراخ وغيرها تحت عنوان كيف نوجّه أبناءنا، لا كيف نعبر عن غضبنا حيال تصرفاتهم والذي يفاقمه مشكلات حياتنا، "فالأبوة هي أن يتعلم الآباء السعادة لسعادة من سواهم -وهم الأبناء- حتى آخر المطاف وفي هذا موت للأنانية" وهو ما أكده د. برنارد مولدروف.
أخي الكريم.. بعدما اتفقنا عما نتحدث بشأنه ننتقل للإجابة عن سؤالك المباشر وهو "هل للصراخ أيضًا تأثير سلبي على أولادنا؟"، وهو ما تم الرد عليه في طي استشارة سابقة سأوردها لك في نهاية الإجابة ليمكنك الإطلاع عليها، وكان ملخص ما جاء بها عن مسألة الصراخ:
إن الصراخ يُعَدُّ أخطر على نفسية الطفل من أي أسلوب عقابي آخر فهو:
- إهانة للطفل ومس بكرامته.
- تحطيم لمعنويات الطفل.
- تشكيك في قدراته الذاتية.
- سحب للثقة بالنفس.
- تدمير للعلاقة الإنسانية بين الطرفين.
- الصراخ يلغي لغة التواصل والتفاهم بين طرفي المعادلة؛ فالابن يدخل في حالة من الدفاع عن النفس والخوف من الصوت المرتفع، ويركِّز اهتمامه على الطرق التي تحميه من ردود أفعال غير منتظرة، ولا يبدي أي اهتمام بسلوكه الذي أثار هذا الصراخ وتسبب فيه؛ ولذلك عده القرآن الكريم أنكر الأصوات وشبَّهه بصوت الحمار، مع اعتذارنا للتشبيه؛ فهو مما يجب اجتنابه لما له من آثار سلبية خطيرة على شخصية الطفل وعلى مستقبله.
أما عن الضرب فهو ما لم نقل بشأنه: "لا ضرب" على إطلاقها، بل إن الضرب من الوسائل التي لها اعتبار ووجود في التعزير والعقاب، ولكن بشروط وأسباب وفي أحيان معينة وقواعد محددة -وسأوضح لك ذلك من خلال الفتوى حول الضرب التي يمكنك الاطلاع عليها في نهاية الاستشارة-؛ فالضرب هو وسيلة للفت حواس الطفل، ألا تستخدم يديك -مثلاً- لهزّ كتف شخص تناديه مرارًا دون أن يسمعك.. فتحاول لفت انتباهه باستخدام حاسة أخرى وهي اللمس؟ وعلى هذا النحو ينبغي أن تكون فكرة استخدام الضرب كوسيلة للفت الحواس والتأكيد على معنى معين تعذرت السبل في إيصاله.
وليس كوسيلة للتعذيب والانتقام والإيلام والتهديد والترهيب والتنفيس عن الغضب في كائنات ضعيفة ليس لها بنا قوة ولا ركن شديد تأوي إليه، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها تجاه هذا العدوان عليها سوى بأن تتعمد ألا تشعر أو تحس لكي تنتقم ممن يؤذيها ويحاول إيلامها بألا تتألم.
أخي الكريم.. كلنا كآباء نتمنى أن تصبح حياتنا مع أطفالنا سهلة لينة ينفذون نصائحنا بمجرد أن يسمعوها بوداعة النسيم.. وكثيرًا ما يكون ارتطامنا بالواقع المغاير مغضبًا لنا ومحيرًا، والمشكلة في أمنيتنا وليست في الأبناء.
إنني لا أطالبك بأن تكبت مشاعرك أو تتصنع الهدوء أو أن تترك لولدك الحبل على الغارب دون توجيه أو تصحيح أو نصح، أو أن تقف مكتوف اليدين، وقد غلقت دونك كل وسائل (التعبير عن الغضب) -كما تسميها-، إنما أريد أن أعرض عليك البدائل الممكنة للتعامل مع الأبناء دون الحاجة للصراخ أو العقاب البدني مع تمرير النصائح والتوجيهات في بيئة ملائمة لتنفيذها، وهو ما نفذته شخصيًّا وكان أثره سحريًّا:
1 - صاحب ابنك وقوِّ صداقتك به، فمصاحبة الطفل لأبويه حق له، ومن خلالها يقتدي بهما، وتتحسن عاداته فيقلدهما في سلوكهما المهذب، وانظر إلى ابن عباس -رضي الله عنه- حين قضى ليلة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم -زوج خالته ميمونة- فقام الليل مقتديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن توضأ مثل وضوئه، ومما يزيد العلاقة بينكما قوة التقبيل والممازحة، واللعب، وتناول الطعام سويًّا، والحوارات، والنزهات، والذهاب سويًّا لشراء الحاجيات، والذهاب سويًّا للمسجد، والمدح والثناء لأي تفوق، والاستماع لآراء الابن واعتراضاته وتوجيهاته أحيانًا.
2 - نمِّ ثقته بنفسه واجعله كاتم أسرارك، واصحبه لمجالس الكبار باعتزاز، ولا تنسَ أن الأطفال كانوا يحضرون مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع آبائهم، واصحبه في الأسواق، واجعله يمارس البيع والشراء، ويساهم في وضع ميزانية مصروفات الشهر وغيرها مما يشعره بذاته وينمي ثقته بنفسه.
3 - اختر الأوقات المناسبة لتوجيهه بشكل غير مباشر من خلال قصة أو موقف مفتعل أو رأيك في ابن زميلك الذي فعل كذا مما لا يليق وكان ينبغي أن يفعل كذا، ومن هذه الأوقات المناسبة وقت الطعام أو المشي معًا.
4 - استخدم القصص في توصيل المعاني التي تريدها، ويمكنك إهداؤه مجموعة من القصص، ثم تتناقشا كل ليلة حول ما استفاده من قراءة كل منها، ومن خلال المناقشة تستطيع توظيفها للتأكيد على معانٍ معينة وأخلاق تريد له التزامها، وهكذا...
5 - اجعل عقابك له الخصام، وإن نجحت في أن تكون له صديقًا حقيقيًّا حميمًا تحقق صداقته له السعادة والاستفادة، سيكون فقده لصداقتك عقابًا لا يسمح أبدًا لنفسه التعرض له.
6 - حاول دائمًا أن تجد المبرر المنطقي والتفسير المحتمل للتصرف الخاطئ الذي فعله ولدك -ويمكنك سؤاله ومناقشته في ذلك- وذلك لتتغلب على غضبك تجاه فعله، ولكي يمكنك توجيهه بهدوء.
أخي الكريم.. أرجو أن أتلقى منك المزيد من التفاصيل عما تريد التعبير عن غضبك إزاءه من تصرفات ولدك، كما أتمنى أن تتابعنا بأخبارك وأخبار أبنائك، وما جنيته من آثار وثمار لما قدمناه لك من مقترحات.. وننتظر منك البشرى بكل خير.
لمزيد من المعلومات المفيدة حول هذا الموضوع:
- اكسب مراهقًا واربح أخوته
- نصائح ذهبية لعلاج العصبية
- !!اضربني ولا تصرخ بوجهي
- نعم للتهذيب ولا للتهديد
- مهمة التربية.. التوجيه لا التشكيل
ـــــــــــــــــ(104/261)
صغيري والقلق في النوم ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله.. بداية أود أن أشكركم على الجهد الكبير الذي تبذلونه في نشر الوعي الإسلامي، ولا أقول غير جزاكم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكم.. المشكلة تتعلق بابني أحمد وعمره 10 شهور وُلِد ولادة طبيعية بصحة جيدة، نشيط، ذكي، طوال النهار يلعب ليس من النوع النكد وأكله طبيعي.
المشكلة تكمن في النوم خلال النهار ساعات نومه قليلة جدًّا بالنسبة لعمره لا تتجاوز الساعتين أو الثلاث على أحسن تقدير، وفي الليل تكمن المشكلة، حيث إنه ينام متأخرًا ليس قبل العاشرة والنصف ينام أول الليل ساعتين متواصلتين، ثم بعد ذلك يستيقظ لا أعرف ما يريد، ويظل يتقلب ويغفو، ثم يصحو حتى الصباح فيغرق في النوم العميق، وأقصد للصباح حتى الساعة 6.30، حيث إنني موظفة أستيقظ في هذا الوقت ويستيقظ وهو نعسان في البداية، ثم يبدأ نهاره بنشاط.
تعبت جدًّا من هذا النظام منذ ولادته حتى أصبح عمره أربعة أشهر. كان هادئًا جدًّا وبعد ذلك أصبح كثير الحركة، وبدأ نومه بالاضطراب، أما الآن فأنا أعتقد أن نومه مضطرب جدًّا. جربت أن أغير عوامل معينة علها السبب في قلقه واضطراب نومه مثلاً غيرت نوع العشاء قلت لعله يسبب انتفاخًا له، أعطيته دواء للمغض، أعطيته حليبًا قبل النوم، ومرة أخرى لم أعطه. عندما يستيقظ يبحث عن يدي ليلمسها ويبقى يمص إصبعه إذا أعطيته رضعة رضع منها القليل وتركها، علمًا أنه لم يسنن.
هو ينام في سرير منفصل قرب سريري قال لي طبيب الأطفال إنني أفسد تربيته بأن أركض له كلما بكى، ونصحني بأن أتركه يبكي لمدة 3 أيام وبعدها سوف يتعود على عدم الاستيقاظ ليلاً. هل هذا تصرف صحيح؟ خاصة إنني أحزن عليه ولا أستطيع تركه يبكي طول الليل؟ لاحظت إنني إذا أحضرته إلى جانبي فإن استيقاظه يكون أقل نوعًا ما 4 مرات بدلاً من 7. لا أريد أن يتعود أن ينام معي، خاصة إنني موظفة ولا أرتاح إلا خلال النوم.. أرجوكم ساعدوني.
... السؤال
اضطرابات النوم ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وشكر الله لكم استشارتنا.
وأسأل الله عز وجل أن يوفقني في الرد بالجواب الشافي الوافي، وبعد..
فلقد تساءلتم عن حالة ولدكم الحبيب والذي يعاني من حالة (عدم انتظام نومه وأحييك على هذا الوصف الدقيق لحالة طفلك، وأدعو الله عز وجل أن يثيبك خيرًا على تعبك وكدك، ولِمَ لا تتعبي وبشراه صلى الله عليه وسلم تنتظرك بأن الجنة تحت قدميك، ووصيته صلى الله عليه وسلم تحنو على من هي أحق الناس بصحبة أولادها؟ فهنيئًا لك هذه المنزلة.
أما عن مشكلة ولدك الحبيب فهي تفتح ملفًّا مهمًّا في تربية الطفل، ومنها مشكلة النوم، وهي إحدى الرسائل التربوية التي يصدرها مركز ولدي الطبي للأطفال بدمنهور، تحت سلسلة تربوية بعنوان (منهجية الاستثمار في الأبناء). وسأقتطع منها ما يفيدك بعون الله، ويساعدنا للرد الشافي، على رسالتكم الطيبة.
بداية سيدتي.. إن مدة النوم تختلف وفقًا للمرحلة العمرية للطفل، فالطفل حديث الولادة: ينام كل يومه، ولا يستيقظ إلا وقت الرضاعة؛ لذا يجب إيقاظه بلطف وقت الرضاعة، ولا يجب تركه لينام دون الرضاعة، فإن الغذاء أفيد له من النوم وقتها.
- من الشهر الثاني إلى السادس: ينام (20) ساعة يوميًّا، ثم تقل تدريجيًّا.
- من الشهر السادس إلى الثاني عشر: ينام من الساعة (6) مساء إلى الساعة (6) صباحًا، ثم ينام ساعتين صباحًا، وساعتين بعد الظهر.
-وفي خلال السنة الرابعة والخامسة: ينام من (10 - 12) ساعة.
-ومن عمر السادسة إلى العاشرة: ينام من (10 - 11) ساعة.
-ومن عمر (13 - 16) سنة: يجب ألا تقل مدة النوم عن (9) ساعات يوميًّا.
ولكي نجعل نوم الطفل هادئًا هناك عدة خطوات:
(1) عوديه منذ صغره على النوم من (6) مساء إلى (6) صباحًا، دون انقطاع إلا لرضعة الساعة (9) أو (10) مساء.
(2) اجعلي الحجرة هادئة، ومظلمة، أو مغلقة النوافذ، وبعيدة عن الضوضاء.
(3) ضعي تحت رأسه وسادة لراحته.
(4) لا تحاولي تغيير نظام أو موعد نومه إلا للظروف القاهرة.
(5) حافظي على نظافة فراشه قبل النوم، وكذلك ثيابه جافة؛ واسعة صيفًا، دافئة شتاء.
(6) أشعريه بالأمان، فلا تقصي القصص المرعبة، ولا تجعليه يشاهد المناظر التليفزيونية العنيفة قبل نومه.
(7) حاولي تطبيق هديه صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو:
أ - النوم على الشق الأيمن.
ب - وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن.
ج - اقرئي أذكار النوم، خاصة المعوذات وانفثي في يديك، وامسحي بهما جسده كله. والأذكار معروفة، وتستطيعين الحصول عليها من أي كتاب للأذكار.
الواضح أن ولدك الحبيب البالغ من العمر (10) أشهر ويعاني من الأرق ولم يسنن بعد، أعتقد أنه يعاني من حالة نقص الكالسيوم (Hypocacaemia) التي قد تسبب الأرق؛ لذلك حاولي استخدام طرق علاج (الطفل العصبي) والتي لها طريقتان:
الطريقة الأولى: بالنسبة للطفل الذي لا يجدي معه المحايلة، قد تلجأ الأم إلى وضعه في السرير وتتركه ولا تأبه بصراخه. وتضع في حسابها أنها إذا ضعفت أمام دموعه وصراخه، وحنت إليه فستخسر معركة النوم للأبد وسيستمرئ الطفل طريقته الصراخية الدموعية، وسيطبقها في كل معاركه الأخرى. أما إذا كانت الأم قوية الإرادة فستستمر في تجاهل هذا الصراخ الباكي، وسيسكت في النهاية، وسيعلم أن طريقته هذه فاشلة وسيرضخ وينام، وتنتصر الأم. وستتطبق هذا الأسلوب أمام رغباته الكثيرة والمنوعة.
الطريقة الثانية: وهي الأكثر رفقًا. فتطفئ الأم الأنوار، وتجلس بجواره تهدهده وتغني له أو تقص عليه بعض القصص المحببة إليه. وتتجاهل بكاءه. وبالنسبة للطفل الكبير، تظل بالغرفة وتتجاهل تصرفاته منشغلة ببعض الأمور وتتعمد أن تحدثه في أمور أخرى حياتية مثل ما حدث اليوم، وما سيفعلوه غدًا.
والمنتصر فيهما سيفرض طريقته في النهاية.
وأظن أن عملك سبب بعض العصبية لك، فانعكس ذلك على ولدك.
وأنصحك سيدتي باستشارة طبيب أطفال لكشف بعض الأسباب العضوية أو النفسية أو نقص الكالسيوم أو فيتامين (د)، وأن تقفي مع نفسك وقفة لعلاج أسباب توترك، وتحليل وضعك النفسي والعصبي.
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ولمزيد من المعلومات يمكنك الاطلاع علي:
ابني والنوم.. حكاية مرهقة
مشكلات وقت النوم... حب واحتياج
وللنوم طقوس ... أيضًا
ـــــــــــــــــ(104/262)
كيف تتعامل ابنتي مع الجنس الآخر؟ ... العنوان
السلام عليكم إخوتي الأعزاء، لقد سبق أن حدثتكم عن ابنتي في استشارة سابقة وقلت إنها تتميز بروح مرحة جدا وبجرأة عالية تقلقني في بعض الأحيان، فأنا من خلال تتبعي لنصائحكم -جزاكم الله خيرا- استطعت أن أحسن علاقتي معها نوعا ما، لكن لا يخلو الأمر من مناوشات واستفزازات أحاول جاهدة التغلب عليها. حسنا، سوف أحاول أن أحدد لكم بعض الأمور التي تقلقني في شخصيتها: بعض الأحيان تقوم بالرقص بطريقة غير محترمة، مع أننا لا نفتح قنوات الغناء والرقص أبدا، ولكن ربما رأته في قنوات الأطفال، كما أنها لا تخجل في التحدث مع الناس الغرباء، سواء أكانوا كبارا أم صغارا، رجالا أم نساء.
أنا دائما أنصحها بألا تتحدث مع الأولاد حتى وإن كانوا من الجيران. قالت لي في إحدى المرات: إن أحد الجيران في سن المراهقة قال لها: إني أريد أن أتزوج منك. تقولها وهي خجلة، نبهتها بأن هذا الكلام غير لائق، وعليها أن لا تتحدث معه أبدا. تقول لي أيضا بأنها تجلس مع الأولاد في المدرسة فتعايرها صديقاتها بأنها ولد، تقول لي: هل في ذلك عيب يا ماما؟ أنا أريد أن تحددوا لي ما يجب أن تكون عليه علاقتها مع الجنس الآخر في هذه السن، هل هي المقاطعة؟ أنا كنت أقول لها: إن زملاءك في القسم مثل إخوتك. إنها تركز على كل صغيرة وكبيرة، مثل أن تقول: هل يمكن لإخوتي أن يقبلوني؟ أسئلة كثيرة وجرأة كبيرة لا تزيدني إلا خوفا عليها، وبالتالي تزداد مراقبتي لها وتعليقي عليها. لا تمشي بهذه الطريقة، لا تتعوجي في كلامك، لا تتحدثي مع هذا، كوني مؤدبة مع الكبار.. إلى غيرها من التعليقات التي أخاف أن تحبطها وتطفئ هذه الشعلة من النشاط.
أمر آخر: هي في القسم الأول الابتدائي، وكان عندهم في أول السنة درس في تعليم الصلاة، وقررت هي أن تبدأ الصلاة، فقلت لها: إن التعلم يبدأ من 7 سنوات وإذا بدأتيها عليك ألا تقطعيها. أنا لا أضغط عليها في هذه المسألة، وهي في غالب الأحيان تصليها بطيب خاطر، لكن في بعض الأحيان تقول لي: أنا ندمت لأني بدأت أتعلم الصلاة قبل سن السابعة. أخاف إن سمحت لها بقطعها أن تستهين بها، وتفعل ذلك دائما. أمر آخر: هي تقوم ببعض السلوكيات الخاطئة منذ كان عمرها 3 سنوات، وقد قرأت في هذا الباب كثيرا عن هذه المشكلة، وعرفت الخطأ الذي ارتكبته في تعاملي معها، المهم هي الآن مقتنعة بأن هذا السلوك خطأ، وبأنه يغضب الله عز وجل، وبأنه مضر بصحتها، وأنا أحاول دائما أن لا أتركها وحيدة أبدا.
أحاول أن أشغلها وأراقبها دون أن تحس، ولكنني أضبطها في بعض الأحيان تفعل ذلك فأبدي لها غضبي، وبأن الله غاضب منها، فتبكي وتعتذر وتعدني بأن لا تعود إليه مرة أخرى، ولكنها ما زالت تفعل ولكن لفترات متباعدة. هذه الأمور وغيرها تجعلني أعيش في قلق دائم، وخوف من أن تؤثر عليها هذه الأمور، وتؤدي بها إلى الانحراف لا قدر الله. سامحوني على الإطالة، وشكرا على سعة صدركم، أرجو أن تجيبوني على كل نقطة بتفصيل إن لم يكن في ذلك إزعاج لكم، وشكرا.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أم أحمد، نسعد بمراسلتك لنا، وندعو الله أن نرد على رسالتك ردًّا يعينك على استكمال مسيرتك التربوية.
كنت أود معرفة المزيد من التفاصيل التي كانت ستساهم في رسم صورة أشمل وأعم للظروف المحيطة بخولة، مثل: كم عمر ابنتك الكبرى، والفارق الزمني بينها وبين خولة؟ وهل هذه الابنة لم تسلك سلوكيات مماثلة لسلوكيات خولة؟ ومدى علاقاتها بأختها. على أية حال سأبدأ في استعراض الرد وفقا للبيانات الواردة إلينا.
ولنبدأ في الرد على استشارتك ببلورتها في النقاط التالية:
* تقوم ابنتك بالرقص والغناء بطريقة غير محترمة -على حد تعبيرك- بالرغم من عدم مشاهدتكم لقنوات الغناء والرقص.
* تتحدث مع الكبار والصغار، رجالا ونساء دون خجل، وهذا أمر يقلقك للدرجة التي جعلتك تنصحينها بعدم الحديث مع الأولاد، مما أثار سؤالك عن كيفية التعامل مع الجنس الآخر بشكل عام.
* تعليم الصلاة.
* تحسس عضوها التناسلي، والذي عبرتِ عنه بـ"السلوكيات الخاطئة".
أود أن أبدأ في الرد على استشارتك بجملة أعدتي تكرارها أو كررتي معناها في ثنايا رسالتك، وختمت بها الرسالة وهي: "أعيش في قلق وخوف دائم"، وهنا تكمن المشكلة، فهذا الخوف الشديد جعلك -كما ذكرت أنت- مترصدة لحركات ابنتك في كل صغيرة وكبيرة، ومعلِّقة على كل سلوكياتها وهناتها، وجعلك تلجئين إلى أسلوب المراقبة بل التجسس، والذي سيزيد بالطبع كلما كبرت ابنتك. كما أن هناك تناقضات تقعين فيها نتيجة هذا الخوف؛ ألا وهي علاقتها مع زملائها البنين بالمدرسة، وعلاقتها بالبنين خارج المدرسة، فأنت تشددين عليها في عدم الحديث مع الأولاد خارج المدرسة، بالرغم من أن ذلك متاح ومباح إلى حد كبير في المدرسة، حتى لو كانوا مثل إخوتها كما تقولين لها.
أعلم تماما –سيدتي- أننا نربي أبناءنا الآن في زمن صعب، كثرت فيه المفاسد وأصبحت تكشف عن وجهها القبيح في كل لحظة من لحظات حياتنا، لكن هل يعني ذلك أنه كلما زاد الفساد كلما ازداد قيدنا وحمايتنا لأبنائنا، فإذا فعلنا هذا الآن، فماذا نفعل معهم غدا حينما يصبحون وجها لوجه أمام مشكلات ومعارك الحياة؟ ومن يضمن لنا العمر حتى نظل حماة وحراسا عليهم؟
سيدتي: إن ما في أيدينا الآن هو أن نربي فيهم الضمير والقيم والأخلاق التي تجعلهم يتحدون مغريات الفساد؛ بل يحاربونها أو أن ينجحوا في مقاومة معظمها، وهذا لا يحدث إلا من خلال التعامل معهم بثقة وتقدير وليس بالتخوين والتحذير والتخويف. والآن تعالي لأستعرض معك بعض الاقتراحات العملية للرد على ما ورد برسالتك:
توقفي تماما –سيدتي- عن تحذير ابنتك من حديثها مع الكبار والصغار دون خجل، طالما كان ذلك في حدود اللياقة والأدب، بل أنا أدعوك لتعزيز ذلك فيها، فهي ميزة تدل على قدرة عالية في التواصل الجيد مع الآخرين، فكيف تكبتينها فيها؟
لا تحذريها من الحديث مع الأولاد، ولكن عليك أن تعلميها كيفية التعامل معهم، ومثال ذلك: أنه إذا وجه أحدهم سؤالا لها فيجب أن ترد، ويمكنها البدء بالحديث أو السلام طالما أنه في حدود الأدب، بمعنى آخر: أن تتصرف حسب ما يمليه عليها الموقف دون تعمد للمقاطعة، وهذا أدعى لأن تتعلم حينما تكبر كيف تشارك في المجتمع مع الجنس الآخر في حدود ما شرع الله (أرجو الاطلاع على كتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة للدكتور عبد الحليم أبو شقة).
حينما تسألك سؤالا عن طبيعة العلاقة بالجنس الآخر فلا تتسرعي بالإجابة بل اسأليها هي ما رأيها، فمثلا عندما طرحت عليك سؤالا باعتبار أن الصبية بالمدرسة مثل إخوتها، فهل يعني ذلك أنه من الممكن أن يقبِّلوها؟ فكان يجب عليك الإجابة بما يلي: "قولي أنت ماذا ترين أو ما هو رأيك في هذا؟ واستمعي إلى إجابتها لتعرفي أولا فيما تفكر وثانيا لتصحيح الخطأ، ولا تنزعجي حينما تخبرك عما يدور بخلدها؛ بل حاولي أن تكوني هادئة صبورة تعالجي الأمور بحكمة؛ لأن الهلع والتخويف لا يزيد الفتاة إلا رغبة شديدة في التعرف على الممنوع، والإتيان به من خلفك ودون علمك، إلى جانب أنه يقطع كل أواصر الحب والتواصل بينكما، خاصة في المرحلة القادمة -وهي مرحلة المراهقة- وهي من أخطر المراحل التي إذا لم يستعد لها الآباء مبكرا تجرعوا جراء أسلوب التوجيه الخاطئ مرارة شديدة.
وأما موضوع الرقص هذا فلا يزعجك على الإطلاق؛ فالأطفال يميلون إلى النغم والتمايل أو الرقص أحيانا حتى ولو لم يشاهدوا أيًّا من هذه الأشياء، وحينما ترقص ابنتك لا تعلقي عليها؛ فهي لا تفعل إلا لهوا وترفيها بريئا لا تقصد به أي شيء سيء.
أما بالنسبة لموضوع الصلاة، فغضي الطرف عن الأوقات التي لا تصلي فيها ابنتك الآن، وعندما تبلغ تمام السابعة ابدئي بتعليمها طريقة الوضوء بشكل صحيح تماما، ثم علميها صلاة الصبح أو أن تؤديها أمامك كما تعلمتها بالمدرسة، ثم اطلبي منها أن تنتظم فيها لمدة أسبوع وتصبح هي الرقيبة على نفسها، وافعلي ذلك معها في صلاة الظهر بحيث تنتظم في صلاتي الصبح والظهر فقط، وفي الأسبوع الثالث تبدأ في الانتظام في صلاة العصر مع صلاتي الصبح والظهر... وهكذا. وعلى مدار خمسة أسابيع تكون قد بدأت الانتظام في أداء الصلوات الخمس، وبعد تدريبها على ذلك أقترح عليك ما يلي:
أن تبدأ هي في وضع جدول بعدد الصلوات في اليوم الواحد وبأيام الأسبوع تعلقه في غرفتها لتتابع نفسها بنفسها، وأن تضع علامة معينة على الصلاة التي تؤديها، وكل ما عليك أن تتابعيها وتشرفي عليها في بداية الأمر بعد ثلاثة أيام (بالاتفاق معها)، وعندما تجدين عدد الصلوات التي أدتها أكثر من التي لم تصلها فأثني عليها واحتضنيها، ولا تعلقي على الصلوات التي لم تؤديها، أما إذا كان عدد الصلوات التي أدتها أقل من التي لم تؤديها فيكون تعليقك "أنا مسرورة جدا لأن هناك صلوات قد أديتيها، وسيسعدني أكثر أن تزيدي في الأسبوع القادم". ثم بعد ذلك -بحوالي شهرين أو ثلاثة- اجعلي إشرافك عليها بعد أسبوع، واجعليها هي التي تعرض عليك الجدول في يوم محدد.
لا تسأليها سؤالا مباشرا هل أديت الصلاة أم لا؟ ولا تلاحقيها وتلحي عليها بتذكيرها بالصلوات؛ بل دعيها تتحمل هذه المسئولية كاملة، ولكن إذا وجدتيها تنسى بالفعل فذكريها بطريقة غير مباشرة بأن تقولي: "سأقوم لأصلي" أو بطريقة مباشرة -ونادرة في الوقت نفسه-: "موعد صلاة كذا، أو إن صلاة كذا قد أُذن لها". عليك أن تفعلي ذلك مدة الثلاث سنوات (من 7 : 10 سنوات) دون أن تلجئي إطلاقا لعقابها على أنها لم تؤديها.
أما بالنسبة لسلوكها الخاطئ، والذي اتضح من رسالتك أنه تتحسس عضوها التناسلي، فقد ذكرتِ –سيدتي- أنكِ قرأت عن هذا الموضوع، ومؤكد أن مما قرأتِ أن تحسس الطفل عضوه التناسلي في السن المبكرة هو أمر يتفق والنمو الجنسي لهذه المرحلة، وتركيزك عليه هو الذي أدى إلى أن تفعله الفتاة خفية، ولذا أرجو أن:
• تستمري في أن تشغلي ابنتك أكبر قدر ممكن طوال اليوم، مثال ذلك: أن ترتب معك المنزل وتساعدك في الأعمال المنزلية، وفي إعداد بعض الأطعمة البسيطة.
• أن تمارس أي نوع من أنواع الرياضة إن أمكن ذلك.
• كفي تماما عن ملاحقتها وعن التجسس عليها، ولكن يمكن متابعتها عن بعد؛ بحيث لا تشعر بك على الإطلاق، فإذا وجدتيها تفعل ذلك مرة أخرى فلا تباغتيها ولا تواجهيها؛ بل عليك أن تبتعدي تماما عن المكان المتواجدة به ثم تنادي عليها برفق، وكأنك تنادينها لطلب شيء أو إنجاز عمل ما. لمزيد من الاستفادة، عليك بالاستمرار في الاطلاع على التربية الجنسية، ويمكنك القيام بذلك من خلال هذه الصفحة:
التربية الجنسية.. متى وكيف؟
التربية الجنسية للمراهقين
• كفِّي تماما -سيدتي- عن ربط ذكر الله بالأعمال الخاطئة أو الذنوب، فلا تذكري لها على سبيل المثال: "إن الله سيغضب منك إذا لم تصلي أو أن الله سيغضب عندما تكرري هذا الفعل الخاطئ"، ولكن اربطي ذكر الله -جل وعلا- في ذهن ابنتك بالأشياء السارة الجميلة، فمثلا عندما تعطف ابنتك على يتيم، أو تتصدق على فقير، أو ترحم حيوانا، أو تحسن التعامل مع أحد فقولي لها: "لكم أخذتِ الآن من حسنات!! أو إن الله يرضى عمن يؤدي مثل هذه الأعمال".
وأخيرا: أدعو الله أن يعينك، وأن يلهمك الصواب، وننتظر منك المزيد من المتابعة معنا.
ـــــــــــــــــ(104/263)
كيف تتعامل ابنتي مع الجنس الآخر؟ ... العنوان
السلام عليكم إخوتي الأعزاء، لقد سبق أن حدثتكم عن ابنتي في استشارة سابقة وقلت إنها تتميز بروح مرحة جدا وبجرأة عالية تقلقني في بعض الأحيان، فأنا من خلال تتبعي لنصائحكم -جزاكم الله خيرا- استطعت أن أحسن علاقتي معها نوعا ما، لكن لا يخلو الأمر من مناوشات واستفزازات أحاول جاهدة التغلب عليها. حسنا، سوف أحاول أن أحدد لكم بعض الأمور التي تقلقني في شخصيتها: بعض الأحيان تقوم بالرقص بطريقة غير محترمة، مع أننا لا نفتح قنوات الغناء والرقص أبدا، ولكن ربما رأته في قنوات الأطفال، كما أنها لا تخجل في التحدث مع الناس الغرباء، سواء أكانوا كبارا أم صغارا، رجالا أم نساء.
أنا دائما أنصحها بألا تتحدث مع الأولاد حتى وإن كانوا من الجيران. قالت لي في إحدى المرات: إن أحد الجيران في سن المراهقة قال لها: إني أريد أن أتزوج منك. تقولها وهي خجلة، نبهتها بأن هذا الكلام غير لائق، وعليها أن لا تتحدث معه أبدا. تقول لي أيضا بأنها تجلس مع الأولاد في المدرسة فتعايرها صديقاتها بأنها ولد، تقول لي: هل في ذلك عيب يا ماما؟ أنا أريد أن تحددوا لي ما يجب أن تكون عليه علاقتها مع الجنس الآخر في هذه السن، هل هي المقاطعة؟ أنا كنت أقول لها: إن زملاءك في القسم مثل إخوتك. إنها تركز على كل صغيرة وكبيرة، مثل أن تقول: هل يمكن لإخوتي أن يقبلوني؟ أسئلة كثيرة وجرأة كبيرة لا تزيدني إلا خوفا عليها، وبالتالي تزداد مراقبتي لها وتعليقي عليها. لا تمشي بهذه الطريقة، لا تتعوجي في كلامك، لا تتحدثي مع هذا، كوني مؤدبة مع الكبار.. إلى غيرها من التعليقات التي أخاف أن تحبطها وتطفئ هذه الشعلة من النشاط.
أمر آخر: هي في القسم الأول الابتدائي، وكان عندهم في أول السنة درس في تعليم الصلاة، وقررت هي أن تبدأ الصلاة، فقلت لها: إن التعلم يبدأ من 7 سنوات وإذا بدأتيها عليك ألا تقطعيها. أنا لا أضغط عليها في هذه المسألة، وهي في غالب الأحيان تصليها بطيب خاطر، لكن في بعض الأحيان تقول لي: أنا ندمت لأني بدأت أتعلم الصلاة قبل سن السابعة. أخاف إن سمحت لها بقطعها أن تستهين بها، وتفعل ذلك دائما. أمر آخر: هي تقوم ببعض السلوكيات الخاطئة منذ كان عمرها 3 سنوات، وقد قرأت في هذا الباب كثيرا عن هذه المشكلة، وعرفت الخطأ الذي ارتكبته في تعاملي معها، المهم هي الآن مقتنعة بأن هذا السلوك خطأ، وبأنه يغضب الله عز وجل، وبأنه مضر بصحتها، وأنا أحاول دائما أن لا أتركها وحيدة أبدا.
أحاول أن أشغلها وأراقبها دون أن تحس، ولكنني أضبطها في بعض الأحيان تفعل ذلك فأبدي لها غضبي، وبأن الله غاضب منها، فتبكي وتعتذر وتعدني بأن لا تعود إليه مرة أخرى، ولكنها ما زالت تفعل ولكن لفترات متباعدة. هذه الأمور وغيرها تجعلني أعيش في قلق دائم، وخوف من أن تؤثر عليها هذه الأمور، وتؤدي بها إلى الانحراف لا قدر الله. سامحوني على الإطالة، وشكرا على سعة صدركم، أرجو أن تجيبوني على كل نقطة بتفصيل إن لم يكن في ذلك إزعاج لكم، وشكرا.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أم أحمد، نسعد بمراسلتك لنا، وندعو الله أن نرد على رسالتك ردًّا يعينك على استكمال مسيرتك التربوية.
كنت أود معرفة المزيد من التفاصيل التي كانت ستساهم في رسم صورة أشمل وأعم للظروف المحيطة بخولة، مثل: كم عمر ابنتك الكبرى، والفارق الزمني بينها وبين خولة؟ وهل هذه الابنة لم تسلك سلوكيات مماثلة لسلوكيات خولة؟ ومدى علاقاتها بأختها. على أية حال سأبدأ في استعراض الرد وفقا للبيانات الواردة إلينا.
ولنبدأ في الرد على استشارتك ببلورتها في النقاط التالية:
* تقوم ابنتك بالرقص والغناء بطريقة غير محترمة -على حد تعبيرك- بالرغم من عدم مشاهدتكم لقنوات الغناء والرقص.
* تتحدث مع الكبار والصغار، رجالا ونساء دون خجل، وهذا أمر يقلقك للدرجة التي جعلتك تنصحينها بعدم الحديث مع الأولاد، مما أثار سؤالك عن كيفية التعامل مع الجنس الآخر بشكل عام.
* تعليم الصلاة.
* تحسس عضوها التناسلي، والذي عبرتِ عنه بـ"السلوكيات الخاطئة".
أود أن أبدأ في الرد على استشارتك بجملة أعدتي تكرارها أو كررتي معناها في ثنايا رسالتك، وختمت بها الرسالة وهي: "أعيش في قلق وخوف دائم"، وهنا تكمن المشكلة، فهذا الخوف الشديد جعلك -كما ذكرت أنت- مترصدة لحركات ابنتك في كل صغيرة وكبيرة، ومعلِّقة على كل سلوكياتها وهناتها، وجعلك تلجئين إلى أسلوب المراقبة بل التجسس، والذي سيزيد بالطبع كلما كبرت ابنتك. كما أن هناك تناقضات تقعين فيها نتيجة هذا الخوف؛ ألا وهي علاقتها مع زملائها البنين بالمدرسة، وعلاقتها بالبنين خارج المدرسة، فأنت تشددين عليها في عدم الحديث مع الأولاد خارج المدرسة، بالرغم من أن ذلك متاح ومباح إلى حد كبير في المدرسة، حتى لو كانوا مثل إخوتها كما تقولين لها.
أعلم تماما –سيدتي- أننا نربي أبناءنا الآن في زمن صعب، كثرت فيه المفاسد وأصبحت تكشف عن وجهها القبيح في كل لحظة من لحظات حياتنا، لكن هل يعني ذلك أنه كلما زاد الفساد كلما ازداد قيدنا وحمايتنا لأبنائنا، فإذا فعلنا هذا الآن، فماذا نفعل معهم غدا حينما يصبحون وجها لوجه أمام مشكلات ومعارك الحياة؟ ومن يضمن لنا العمر حتى نظل حماة وحراسا عليهم؟
سيدتي: إن ما في أيدينا الآن هو أن نربي فيهم الضمير والقيم والأخلاق التي تجعلهم يتحدون مغريات الفساد؛ بل يحاربونها أو أن ينجحوا في مقاومة معظمها، وهذا لا يحدث إلا من خلال التعامل معهم بثقة وتقدير وليس بالتخوين والتحذير والتخويف. والآن تعالي لأستعرض معك بعض الاقتراحات العملية للرد على ما ورد برسالتك:
توقفي تماما –سيدتي- عن تحذير ابنتك من حديثها مع الكبار والصغار دون خجل، طالما كان ذلك في حدود اللياقة والأدب، بل أنا أدعوك لتعزيز ذلك فيها، فهي ميزة تدل على قدرة عالية في التواصل الجيد مع الآخرين، فكيف تكبتينها فيها؟
لا تحذريها من الحديث مع الأولاد، ولكن عليك أن تعلميها كيفية التعامل معهم، ومثال ذلك: أنه إذا وجه أحدهم سؤالا لها فيجب أن ترد، ويمكنها البدء بالحديث أو السلام طالما أنه في حدود الأدب، بمعنى آخر: أن تتصرف حسب ما يمليه عليها الموقف دون تعمد للمقاطعة، وهذا أدعى لأن تتعلم حينما تكبر كيف تشارك في المجتمع مع الجنس الآخر في حدود ما شرع الله (أرجو الاطلاع على كتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة للدكتور عبد الحليم أبو شقة).
حينما تسألك سؤالا عن طبيعة العلاقة بالجنس الآخر فلا تتسرعي بالإجابة بل اسأليها هي ما رأيها، فمثلا عندما طرحت عليك سؤالا باعتبار أن الصبية بالمدرسة مثل إخوتها، فهل يعني ذلك أنه من الممكن أن يقبِّلوها؟ فكان يجب عليك الإجابة بما يلي: "قولي أنت ماذا ترين أو ما هو رأيك في هذا؟ واستمعي إلى إجابتها لتعرفي أولا فيما تفكر وثانيا لتصحيح الخطأ، ولا تنزعجي حينما تخبرك عما يدور بخلدها؛ بل حاولي أن تكوني هادئة صبورة تعالجي الأمور بحكمة؛ لأن الهلع والتخويف لا يزيد الفتاة إلا رغبة شديدة في التعرف على الممنوع، والإتيان به من خلفك ودون علمك، إلى جانب أنه يقطع كل أواصر الحب والتواصل بينكما، خاصة في المرحلة القادمة -وهي مرحلة المراهقة- وهي من أخطر المراحل التي إذا لم يستعد لها الآباء مبكرا تجرعوا جراء أسلوب التوجيه الخاطئ مرارة شديدة.
وأما موضوع الرقص هذا فلا يزعجك على الإطلاق؛ فالأطفال يميلون إلى النغم والتمايل أو الرقص أحيانا حتى ولو لم يشاهدوا أيًّا من هذه الأشياء، وحينما ترقص ابنتك لا تعلقي عليها؛ فهي لا تفعل إلا لهوا وترفيها بريئا لا تقصد به أي شيء سيء.
أما بالنسبة لموضوع الصلاة، فغضي الطرف عن الأوقات التي لا تصلي فيها ابنتك الآن، وعندما تبلغ تمام السابعة ابدئي بتعليمها طريقة الوضوء بشكل صحيح تماما، ثم علميها صلاة الصبح أو أن تؤديها أمامك كما تعلمتها بالمدرسة، ثم اطلبي منها أن تنتظم فيها لمدة أسبوع وتصبح هي الرقيبة على نفسها، وافعلي ذلك معها في صلاة الظهر بحيث تنتظم في صلاتي الصبح والظهر فقط، وفي الأسبوع الثالث تبدأ في الانتظام في صلاة العصر مع صلاتي الصبح والظهر... وهكذا. وعلى مدار خمسة أسابيع تكون قد بدأت الانتظام في أداء الصلوات الخمس، وبعد تدريبها على ذلك أقترح عليك ما يلي:
أن تبدأ هي في وضع جدول بعدد الصلوات في اليوم الواحد وبأيام الأسبوع تعلقه في غرفتها لتتابع نفسها بنفسها، وأن تضع علامة معينة على الصلاة التي تؤديها، وكل ما عليك أن تتابعيها وتشرفي عليها في بداية الأمر بعد ثلاثة أيام (بالاتفاق معها)، وعندما تجدين عدد الصلوات التي أدتها أكثر من التي لم تصلها فأثني عليها واحتضنيها، ولا تعلقي على الصلوات التي لم تؤديها، أما إذا كان عدد الصلوات التي أدتها أقل من التي لم تؤديها فيكون تعليقك "أنا مسرورة جدا لأن هناك صلوات قد أديتيها، وسيسعدني أكثر أن تزيدي في الأسبوع القادم". ثم بعد ذلك -بحوالي شهرين أو ثلاثة- اجعلي إشرافك عليها بعد أسبوع، واجعليها هي التي تعرض عليك الجدول في يوم محدد.
لا تسأليها سؤالا مباشرا هل أديت الصلاة أم لا؟ ولا تلاحقيها وتلحي عليها بتذكيرها بالصلوات؛ بل دعيها تتحمل هذه المسئولية كاملة، ولكن إذا وجدتيها تنسى بالفعل فذكريها بطريقة غير مباشرة بأن تقولي: "سأقوم لأصلي" أو بطريقة مباشرة -ونادرة في الوقت نفسه-: "موعد صلاة كذا، أو إن صلاة كذا قد أُذن لها". عليك أن تفعلي ذلك مدة الثلاث سنوات (من 7 : 10 سنوات) دون أن تلجئي إطلاقا لعقابها على أنها لم تؤديها.
أما بالنسبة لسلوكها الخاطئ، والذي اتضح من رسالتك أنه تتحسس عضوها التناسلي، فقد ذكرتِ –سيدتي- أنكِ قرأت عن هذا الموضوع، ومؤكد أن مما قرأتِ أن تحسس الطفل عضوه التناسلي في السن المبكرة هو أمر يتفق والنمو الجنسي لهذه المرحلة، وتركيزك عليه هو الذي أدى إلى أن تفعله الفتاة خفية، ولذا أرجو أن:
• تستمري في أن تشغلي ابنتك أكبر قدر ممكن طوال اليوم، مثال ذلك: أن ترتب معك المنزل وتساعدك في الأعمال المنزلية، وفي إعداد بعض الأطعمة البسيطة.
• أن تمارس أي نوع من أنواع الرياضة إن أمكن ذلك.
• كفي تماما عن ملاحقتها وعن التجسس عليها، ولكن يمكن متابعتها عن بعد؛ بحيث لا تشعر بك على الإطلاق، فإذا وجدتيها تفعل ذلك مرة أخرى فلا تباغتيها ولا تواجهيها؛ بل عليك أن تبتعدي تماما عن المكان المتواجدة به ثم تنادي عليها برفق، وكأنك تنادينها لطلب شيء أو إنجاز عمل ما. لمزيد من الاستفادة، عليك بالاستمرار في الاطلاع على التربية الجنسية، ويمكنك القيام بذلك من خلال هذه الصفحة:
التربية الجنسية.. متى وكيف؟
التربية الجنسية للمراهقين
• كفِّي تماما -سيدتي- عن ربط ذكر الله بالأعمال الخاطئة أو الذنوب، فلا تذكري لها على سبيل المثال: "إن الله سيغضب منك إذا لم تصلي أو أن الله سيغضب عندما تكرري هذا الفعل الخاطئ"، ولكن اربطي ذكر الله -جل وعلا- في ذهن ابنتك بالأشياء السارة الجميلة، فمثلا عندما تعطف ابنتك على يتيم، أو تتصدق على فقير، أو ترحم حيوانا، أو تحسن التعامل مع أحد فقولي لها: "لكم أخذتِ الآن من حسنات!! أو إن الله يرضى عمن يؤدي مثل هذه الأعمال".
وأخيرا: أدعو الله أن يعينك، وأن يلهمك الصواب، وننتظر منك المزيد من المتابعة معنا.
ـــــــــــــــــ(104/264)