ابني تغير
د.عمر المفدى
ابني تغير إنه لم يعد ذلك الطفل المطيع ؛ لقد بدأ يعاندني بل يخالفني في كثير من القضايا ؛ لم يتقبل كل ما أقوله له عن كثير من قضايا الحياة بكل سهولة كما عهدته من قبل : فقد يجادل ويناقش وقد يرفض التسليم بما أقول . حتى الأنشطة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة كزيارة بعض الأقارب أو حضور مناسبة اجتماعية يرفض الذهاب مع الأسرة إلي كثير منها ويصر علي البقاء في البيت أو مع زملائه. إنه يصر علي السهر : ويمضي مع زملائه وقتاً ربما أطول مما يقضيه مع والديه وإخوانه .
هذه عبارات يرددها كثير من الآباء والأمهات متحدثين عن أبنائهم عندما يصلون إلي المرحلة المتوسطة أو بعد التحاقهم بها بسنة أو سنتين. هذه الشكاوى قد تقولها الأمهات عن بناتهن أيضاً مع بعض الخلافات البسيطة ، فقد تكون الشكوى حول الإصرار علي ملابس معينة أو البقاء علي الهاتف لفترات طويلة . وغيرها من الشكاوى وقد يتحدث الوالدان عن سرعة غضب أبنائهما أو سرعة بكائهما وغير ذلك من الملاحظات التي تؤكد التغير الذي يتحدثون عنه.
ومع أن هذا الوصف قد يكون فيه بعض المبالغة من بعض الآباء والأمهات ، وقد لا تجتمع هذه الأوصاف في ابن أو بنت واحدة إلا أنه يحمل كثيراً من الصحة فالأبناء والبنات لم يعودوا أطفالاً : وهم يمرون بمرحلة انتقالية بين مرحلة الطفولة ومرحلة الراشدين ، إنها مرحلة المراهقة .
هذه المرحلة الانتقالية وما يصاحبها من تغيرات جسمية ونفسية قد لا يجد بعض الآباء سهولة في تقبلها أو التعامل المناسب معها ؛ وهذا راجع لعدد من الأمور منها :
أولاً : الجهل بطبيعة هذه المرحلة وما لها من خصائص تميزها عن غيرها من المراحل . ومع أن جميع الآباء . والأمهات قد مروا بمثل هذه المرحلة فإن كثيراً منهم قد نسي ما كان يحس به وكيف كان ينظر للكبار والحياة بشكل عام عندما كان في تلك المرحلة.
وثانياً : أن الوالدين ينظران دوماً لأبنائهما علي أنهم لا زالوا صغاراً وليس من السهولة تقبل أنهم أصبحوا كباراً يستقلون برأيهم وتصرفاتهم لأن في هذا الاعتراف شعور داخلي بأن ذلك يعني فقد السلطة على الأبناء ، وإشعار بكبر الآباء . مع أن هذه المشاعر قد يخالطها شعور بالافتخار لتحول الأبناء إلي رجال يقفون مع والديهم في شؤون الحياة والبنات إلي نساء يقفن مع والدتهن. إن الوالدين يريدان مزايا تلك التحولات لكن لا يريدان التنازل عن بعض الأمور التي تتطلبها هذه المرحلة.
ولا يعني هنا الكلام أن ما ذكر في مطلع الكلام هنا من صفات يتحدث عنها الآباء أو الأمهات عن أبنائهم وبناتهم أنها صفات حتمية في المراهقة لابد أن يتصف بها المراهق. كلا فإن كثيراً من تلك الصفات تبرر في المراهقة نتيجة طريقة المعاملة التي يتلقاها المراهق ليس من والديه فحسب بل من المحيطين به بشكل عام.
إن الأصل في المراهقة أن تكون طبيعية تمر مروراً سلساً لو تعامل المجتمع معها بما يناسبها.
وإن من الأمور التي جدت في حياتنا المعاصرة طول فترة الإعداد للحياة العملية ، فالفتي أو الفتاة يمضي الواحد منهما أكثر من عشرين عاماً من حياته قبل أن يبدأ في العمل ويتعرف به كعضو كامل العضوية في المجتمع - هذا التأخير ترتب عليه تأخير في إشباع كثير من حاجات المراهق النفسية والفطرية ، وألجأه إلي تصرفات قد تكون غير مقبولة ليثبت لنفسه وللآخرين أنه رجل أو أنها امرأة ، وكلما زاد التضييق من قبل المجتمع على الشباب في إعطائهم ما تتطلبه مرحلتهم زادت تلك التصرفات كثرة وحدة .
وإن المتأمل في وضع المجتمعات بشكل عام ومجتمعنا السعودي بشكل خاص ليجد أن التعامل مع المراهقين لم تكن مشكلة تقلق بال الآباء والأمهات بشكل كبير في الماضي كما هو الحاصل في وقتنا الحاضر. وهذا لا يعود لتغير المراهقة في ذاتها بقدر ما يعود لتغير نظرة المجتمع وتعاملهم مع المراهقين. لقد كان الفتي يعد رجلاً منذ أن يبلغ السادسة عشرة فهو يبدأ بالعمل ويتزوج بل قد يصبح أباً عند هذه السن . والفتاة قبل ذلك بسنتين أو ثلاث بل ربما أكثر.
ومما لاشك فيه أنه ليس في مقدور الآباء في الوقت الحاضر أن يجعلوا أبنائهم يعملون ويتزوجون في السن التي تزوج فيها أجدادهم لأن الأمر يتعلق بالمجتمع بأسرة ، ولكن يمكن للآباء أن يتعاملوا مع أبنائهم بما يوافق هذه المرحلة بما هو في حدود إمكاناتهم وهذا يتطلب في البداية أن يفهم الوالدان طبيعة هذه المرحلة من خلال الإطلاع والقراءة وسماع المحاضرات التي يتحدث فيها المتخصصون المشهود لهم بالعمل والاستقامة عن مرحلة المراهقة والشباب : وفي نفس الوقت يحاولون أن يسترجعوا بعض ذكرياتهم عندما كانوا في تلك المرحلة وماذا كانت مشاعرهم وتطلعاتهم وأن يحاولوا أن يضعوا أنفسهم موضع أبنائهم.كل ذلك دون إفراط أو تفريط ومحكوماً بضوابط الشرع.
أسأل الله الهداية والسداد للآباء والأبناء .
http://www.almurabbi.com المصدر
ـــــــــــــــــــ(101/329)
التحرش الجنسي ... سببه الكبت أم الاختلاط؟
الإسلام اليوم-مكتب الرياض 27/7/1423
14/10/2001
"عند الحديث عن المشاكل التي يعاني منها المجتمع من جراء تصرفات بعض المراهقين كالمعاكسات بين الجنسين ومطاردة الشباب للفتيات بالسيارات وغير ذلك من المظاهر المزعجة التي دافعها الأساسي الجنس؛فقد اعتدنا أن نسمع تعليلات مختلفة تفسرها لعل من أبرزها أن الكبت الجنسي هو الدافع لافتعال تلك المشاكل ...
حسناً ...
لنفترض جدلاً صحة تلك المقولة ... فياترى كيف سنعلل مشكلة التحرش الجنسي والاغتصاب التي تعاني منها لمجتمعات الغربية على أعلى المستويات وأقلها؟!
هل سببها الكبت الجنسي أم الانفجار الجنسي ... !!
تشير إحصائيات المفوضية الأوروبية إلى أنه خلال عام 1999 تعرض نحو 50 في المئة من النساء العاملات إلى تحرشات جنسية ( ... )
وتقول المفوضة الأوروبية للعمل والشؤون الاجتماعية آنا ديامنتوبولو إن حجم هذه الظاهرة غير مدرك على نحو فعلي في دول الاتحاد، وأن 35 في المئة من النساء وعشرة في المئة من الرجال يتعرضون إلى شكل من أشكال التحرش الجنسي في مكان العمل
في اليابان التي تعد من أكثر دول العالم تسامحا في الممارسات الجنسية؛ طالبت النساء بتدخل حكومي لوضع حد للتحرشات الجنسية . وقد ذكر تقرير حكومي صدر عام2000 أن عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم الشرطة اليابانية بسبب التحرشات الجنسية ارتفع بنسبة 25.8 % عام 1999 عما كان عليه قبل ذلك، وقال: إن عدد قضايا التحرش التي سجلت خلال عام 1999 بلغ 5346 حالة.
وفي هذا الصدد قال متحدث باسم شركة كيو إلكتريك اليابانية: إن شركته تلقت في العام 1999 مئات الشكاوي من السيدات تتركز حول تعرضهن لتحرشات ، فضلا عن مئات أخري يخشى أصحابها من الإبلاغ عنها ، مما جعلها تعلن عن عزمها تخصيص عربات منفصلة للسيدات (فقط) في الأوقات المتأخرة من الليل بخطوطها التي تخدم المناطق الغربية من العاصمة خلال فترة إجازات بداية العام الجديد .
وأضاف أنه في حالة تقبل الفكرة فسوف تدرس الشركة إمكان تعميمها بحيث لا تكون مقصورة على فترة الإجازات فقط ويذكر أن التحرشات الجنسية بمترو الأنفاق والقطارات تعد أخطر مشكلة تواجه السيدات في اليابان ، لدرجة أنه تقرر تخصيص شرطة نسائية في المحطات الكبرى لتلقي الشكاوي فيها واعتقال مرتكبيها!
وإذا كانت مشاكل المعاكسات ومثيلاتها في مجتمعاتنا يمارسها الشباب ، فإن ظاهرة التحرش الجنسي في الغرب تمارس على أعلى المستويات ... ! فبالإضافة إلى قصص كلينتون الشهيرة مع المتدربات في البيت الأبيض هناك قصص أخرى لعدد لا بأس من القسس والجنرلات في الجيش الأمريكي اشتهر عنهم التحرش الجنسي !
فقد أجرت الشرطة البريطانية تحقيقا في اتهامات لتعرض تلاميذ في مدرسة الكنيسة الكاثوليكية التي يدرس فيها ابنا رئيس الوزراء توني بلير لتحرشات جنسية من قس كان يعمل بها.
و أعرب أساقفة كنيسة البلاد الكاثوليكية التي تواجه بالفعل تحقيقا واسع النطاق في حوادث تحرش جنسي بأطفال تحت رعايتها عن سخطهم بسبب القضية المتهم فيها ديفيد مارتن وهو قس ومشرف بمدرسة الكنيسة الخاصة في لندن قبل وفاته منذ عامين عن 44 عاما.
وقال كيرن كونري المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية التي تمثل أربعة ملايين شخص في بريطانيا وويلز "رغم أن التحرشات توقفت إلا أن الضرر ما زال هناك".
وتأتي الشكاوى ضد مارتن في أعقاب اعتراف كبير الأساقفة كورماك ميرفي اكونور رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز في وقت سابق من العام الحالي بأنه اخطأ في الثمانينات عندما سمح لرجل شاذ بالاستمرار في عمله كقس.
> وفي خبر طريف تناقلته وسائل الأنباء تقدمت كلوديا كينيدي وهي امرأة تشغل رتبة جنرال في الجيش الأميركي وتعمل في منصب مساعدة رئيس الأركان في الاستخبارات العسكرية بشكوى ضد جنرال (ذكر)بتهمة التحرش الجنسي مؤكدة أنه قام بالتحرش بها في مكتبه في 1996. وقد اعترف وليام كوهين وزير الدفاع الأمريكى بالحادثة وقال للصحفيين "إن شكوى رفعت ولا يمكنني التعليق على هذه المسألة، لكنني أقول بان التحرش الجنسي لن يكون مقبولا على أي مستوى كان وإن الدعوى ستأخذ مجراها". ولم تكشف هوية المسؤول العسكري المتهم بالتحرش الجنسي. وتعد هذه القضية محرجة للجيش الأميركي الذي شهد منذ 1996 عدة حالات تحرش جنسي أسهبت وسائل الإعلام في التحدث عنها.
الغريب أن الغربيين عموماً والأمريكيين على وجه الخصوص يحملون معهمم ههذه المشكلة أينما ذهبوا وأقاموا، ففي اليابان أيضاً حكم على جندي من مشاة البحرية الأمريكية بالسجن عامين لتحرشه جنسيا بتلميذة يابانية في جريمة أثارت احتجاجات ضد القوات الأمريكية في جزيرة أوكيناوا الجنوبية. وقالت متحدثة باسم القوات الأمريكية إن الجندي الأمريكي كيني تيتكوم 19 عاما أدين بتهمة التحرش بتلميذة عمرها 14 عاما بعد دخولها منزلها أثناء نومها. وأضافت المتحدثة: إنه حكم عليه بالبقاء في الحجز عامين بوحدته العسكرية. وجرت المحاكمة أمام محكمة عسكرية أمريكية بدلا من محكمة يابانية للمساعدة في توقيع حكم أكثر قسوة إذ كان سيحاكم أمام محكمة أحداث يابانية لأن عمره أقل من 20 عاما. ووقع التحرش الأخير قبل فترة قصيرة من وصول الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى جزيرة أوكيناوا لحضور قمة مجموعة الثماني، وشكل أكثر من 27 ألف محتج سلسلة بشرية بطول 17 كيلومترا حول أكبر قاعدة جوية أمريكية في آسيا في 20 يوليو قبل يوم واحد من القمة. وجدد هذا الحادث ذكريات اغتصاب ثلاثة جنود أمريكيين يابانية من أوكيناوا عمرها 12 عاما في عام 1995 في جريمة أثارت ردود فعل قوية ضد القوات الأمريكية
ـــــــــــــــــــ(101/330)
اليورانيوم وأطفالنا
الرياض - خاص بإسلام اليوم 27/7/1423
14/10/2001
قال شاون روسلينج الذي كان ضمن الطاقم الطبي المشارك في حرب الخليج: لدينا رجال في حالة احتضار، وقد فقدوا بيوتهم وزوجاتهم وعملهم! ويقول أحد الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في حرب الخليج بعدما ولد له ابن مشوه :( إن الشكوك ستبقى تلح خوفا من أن يكون ولدي قد دفع ثمن مشاركة والده في حرب الخليج )
"أسلحة اليورانيوم المستنفذ أو الناضب أو المنضب حسب الترجمات العربية العديدة مادة منخفضة الإشعاع تتميز بأن كثافتها أعلى من المعادن غير المشعة ولذا فهي تستخدم في صناعة ذخائر ذات قدرة فائقة على اختراق المصفحات، لكن غبار اليورانيوم منخفض الإشعاع الذي يتناثر بعد إصابة الطلقات لهدفها يمكن أن يعرض البشر لمشاكل صحية عند استنشاق ذرة منه بحجم المايكرون (جزء من ألف المليمتر) حيث يلتصق بالرئتين، وقد يبقى في البيئة لوقت طويل، وقد يتم ابتلاعه أو استنشاقه عن طريق أناس لم يكن لهم دخل بالمعركة بعد مرور سنوات طويلة كما يقول البروفيسور فرانك بارنبي مصمم القنبلة النووية البريطانية
وقد أحدث استخدام الولايات المتحدة لهذه المادة انقسامات في حلف شمال الأطلسي وتجاوزته إلى الدوائر الإعلامية والبيئية الغربية وأصبح حديث المجتمع في الأيام الأخيرة.
فبعد إيطاليا التي طالبت الحلف بالتحقيق في العلاقة بين اليورانيوم المستنفذ ووفاة ثمانية من جنودها أصيبوا باللوكيميا أو سرطان الدم بعد ما خدموا في البلقان خلال التسعينيات، انضمت كل من بلجيكا وسويسرا والبرتغال وإسبانيا و ألمانيا إلى قائمة المطالبين بالتحقيق.بالإضافة إلى أسر الجنود المتوفين الذين عملوا في حرب الخليج الثانية و كوسوفا والبوسنة.
وتعتبر إيطاليا أحدث دولة أوروبية تعبر عن قلقها جراء تأثيرات اليورانيوم الناضب على جنودها ، إذ سبقها في ذلك كل من فنلندا واسبانيا والبرتغال وفرنسا ، حيث مات خمسة جنود بلجيكيين وجنديين هولنديين وجنديين أسبانيين وجندي برتغالي وآخر تشيكي وأربعة جنود فرنسيين بسرطان الدم بعد أن خدموا بين قوات الحلف في البلقان.
ويقول بعض المراقبين أن أكثر من مائة ألف من الجنود المشاركين في حرب الخليج يعانون من مشاكل صحية غير معروفة بعد عودتهم من المنطقة.
من جهة أخرى فقد عبّر عدد من الجنود عن مخاوفهم من احتمال وجود علاقة بين أسلحة اليورانيوم المستنفذ وارتفاع الحالات التي يطلق عليها التشوهات المتعلقة بالثاليودامايد عند الأطفال المولودين حديثاً للجنود الذين شاركوا في حرب الخليج ، ففي لقاء مع أحد وسائل الإعلام الغربية قال أحد الجنود المشاركين في الحرب المشار إليها ويدعى كيني دانكان أن أطفاله الثلاثة الذين ولدوا جميعاً بعد عام 1991، يعانون من مشاكل صحية مزمنة، وقالت زوجته ماندي إن المشاكل الصحية التي يعاني منها الأطفال تشبه تلك التي يعاني منها الجنود الذين خدموا في حرب الخليج، مثل الشعور الدائم بالإرهاق، والسعال المزمن، وكلها مشاكل صحية لم ينفع فيها علاج ، وتعتقد ماني كذلك أن أعراض أولية للسرطان قد بدأت تظهر في ورم على ركبة زوجها، ولكنها قالت إن عليه أن ينتظر تسعة اشهر قبل أن يعرف حقيقة الأمر!
أمّا تيم بوبريك، الذي عمل قائد مدرعة إبان حرب الخليج فقد قال أن أبناً له ولد العام الماضي بدون أصابع في الكف الأيسر وبدون مفصل عظمي في الإبهام رغم أنه لم يستعمل ذخائر اليورانيوم المستنزف المخصصة لمدرعته ، لكنه دأب على حفظ الخبز ومواد غذائية أخرى فوق تلك الأسلحة ويذكر أن بوبريك نفسه لا يعاني من مشاكل صحية.! والسؤال الذي بدا يلوح في الأفق ...
هل هناك علاقة بين استخدام القوات الأمريكية لليورانيوم في حرب الخليج وانتشار أمراض السرطان والكلى والكبد والتشوهات والإجههاض والولادة المبكرة في ذات المنطقة، خصوصاً إذا علمنا أن الولايات المتحد الأمريكية ألقت بما يقارب 944 ألف قذيفة (320 طن ) من اليوارانيوم المستنفذ خلال حرب الخليج الثانية بقي منها 270 طناً مبعثرة عبر الأراضي التي وقعت فيها المعارك في العراق والكويت وشمال السعودية.
( إن الشكوك ستبقى تلح خوفا من أن يكون ولدي قد دفع ثمن مشاركة والده في حرب الخليج )
ليس طفلك فقط ... بل أطفال الخليج أيضاً قد يدفعون الثمن !!
الأسباب المعينة على تربية الأولاد
* الاستعانة بالله على تربيتهم : فإذا أعان الله العبد على تربية أولاده وسدده ووفقه أفلح وأنجح ، وان خذل ووكل إلى نفسه فإنه سيخسر .
* الدعاء للأولاد وتجنب الدعاء عليهم : فإن كانوا صالحين دعي لهم بالثبات والمزيد، وان كانوا غير ذلك دعي لهم بالهداية والتسديد .
* غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد منذ الصغر كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين وأن يعلمهم ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم . وإلى غير ذلك من أمور العقيدة .
* غرس القيم الحميدة والأخلاق الحميدة في نفوسهم : فيحرص الوالد على تربية أولاده على التقوى ، والصدق ، والأمانة، والعفة، والبر وصلة الأرحام ، وإلى غير ذلك من الأخلاق الحميدة حتى يشبوا محبين لمعالي الأمور ومكارم الأخلاق .
* تجنيبهم الأخلاق الرذيلة وتقييحها في نفوسهم فيكره الوالد لهم الكذب والخيانة ، والحسد ، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم والبخل ، والجبن وغيرها من سفاف الأخلاق ومرذولها، حتى ينشأوا مبغضين لها نافرين منها.
* الحرص على تحفيظ الأولاد كتاب الله فالاشتغال بحفظه اشتغال بأعلى المطالب وأشرف المواهب ، فإذا حفظوا القران ، أثر ذلك فى سلوكهم وأخلاقهم وفجر ينابيع الحكمة فى قلوبهم .
* تحصينهم بالأذكار الشرعية : وذلك بإلقائها عليهم إن كانوا صغاراً وتحفيظهم إياها إن كانوا مميزين .
* إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن الأولاد حتى يحافظوا على سلامة فطرة الأولاد ، وعقائدهم ، وأخلاقهم .
* تشويقهم للذهاب للمسجد صغاراً وحملهم على الصلاة فيه كباراً.
* الحرص على تربيتهم بالقدوة : فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة للأولاد فى الصدق والاستقامة وكظم الغيظ ، وحسن استقبال الضيوف وبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وغير ذلك .
• تعويدهم على الخشونة والرجولة والجد والاجتهاد وتجنيبهم الكسل والبطالة والراحة .
موقع جمعية البر بالرياض
http://www.albr.org/articles/act047.htm
ـــــــــــــــــــ(101/331)
الطفولة المبكرة••• أخطر مراحل النمو العقلي
أحمد توفيق هلال
يطلق بعضهم اسم مرحلة الطفولة المبكرة على مرحلة ما قبل المدرسة، حيث إنها تبدأ بنهاية العام الثاني من حياة الطفل، وتستمر حتى بداية العام السادس•
وتعد مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة مهمة في حياة الطفل، حيث إن نموه فيها يكون سريعاً وبخاصة النمو العقلي، وتشهد هذه المرحلة مجموعة من التغيرات التي تطرأ على الطفل كالاتزان <الفسيولوجي> والتحكم في عملية الإخراج وزيادة الميل إلى الحرية، ومحاولة التعرف إلى البيئة المحيطة، والنمو السريع في اللغة، ونمو ما اكتسب من مهارات الوالدين، وتكوين المفاهيم الاجتماعية، وبزوغ الأنا الأعلى، والتفرقة بين الصواب والخطأ والخير والشر، وبداية نمو الذات وازدياد وضوح الفوارق في الشخصية حتى تصبح واضحة المعالم في نهاية المرحلة•
وفي هذه المرحلة ينمو وعي الطفل بالانفصال والاستقلالية، فلم يعد ذلك المخلوق الذي كان يحمل على الكتف، أو يحبو، إذا أراد أن ينتقل من مكان إلى آخر، بل صار الطفل الآن قادراً على الوقوف على قدميه والتحرك بوساطتهما ما يجعله يعتمد كثيراً على التجوال هنا وهناك، مستكشفاً ومنقباً في اهتمام واضح، بل إنه يخاطر في تنقله، والمخاطرة تفتح له آفاقاً جديدة للمعرفة، ويستطيع هنا استيعاب الظواهر الخارجية، وفيها يتعرف إلى خواص الأشياء وعلاقتها ببعضها بعضاً•
أي أن الطفل ينجذب إلى الاتصال بالعالم المحيط ومكوناته لاستكشافه والتعرف إليه، فهو في هذه المرحلة يكتسب معلوماته عن العالم الخارجي عن طريق حواسه، وقد أثبتت البحوث أن الحواس تولد شعوراً باللذة عند الطفل أكبر مما تولده عند البالغ•
والطفل في هذه المرحلة يستخدم الأسئلة والاستفسارات الموجهة للمحيطين به لمعرفة المزيد عن العالم الخارجي، حيث يكوِّن كل طفل لنفسه ما يُسمَّى ببنك المعلومات، فاللحاء المخي في هذه الفترة يكون في غاية الحساسية، وهذا يجعل من السهل تخزين المعلومات والخبرات ورموز الأشياء لاستخدامها في اكتساب الخبرات في المستقبل وتفسيرها والتعامل معها•
وتعتبر هذه المرحلة العمرية أسرع مراحل النمو اللغوي تحصيلاً وتعبيراً وفهماً، حيث ينزع التعبير اللغوي نحو الوضوح ودقة التعبير والفهم ويتحسن النطق ويختفي الكلام الطفولي مثل الجمل الناقصة والإبدال والثأثأة وغيرها•
فالطفل خلال هذه المرحلة يتمكن من اكتساب ما يقرب من خمسين مفهوماً جديداً كل شهر وبذلك يضيف هذه الثروة الهائلة إلى محصوله اللفظي بما يساعده على الاتصال بالآخرين وفهمهم والتجاوب مع متطلبات الحياة الاجتماعية، كما أنه يعمل كعنصر أساسي في النمو العقلي السليم للطفل•
ويتصف الطفل في هذه المرحلة بالخصوبة المفرطة في الخيال والقدرة على الربط بين الأسباب ونتائجها، بالإضافة إلى أن النمو العقلي في هذه المرحلة يكون في منتهى السرعة حيث أكد العالم النفسي <بلوم> أن 50% من النمو العقلي للطفل يتم فيما بين الميلاد والعام الرابع من عمره، و03% منه يتم فيما بين العام الرابع والثامن من حياة الطفل•
وفي هذه المرحلة يكتسب الطفل الكثير من المعلومات، وتتكون لديه المفاهيم المعرفية المختلفة التي تساعده على اللحاق بهذا الركب الهائل من المعلومات وخصوصاً أننا نعيش في عصر الانفجار المعرفي•
ويستمر النمو العقلي للطفل في هذه المرحلة بمعدلات سريعة، ففي هذه المرحلة ينمو لدى الأطفال نماذج من المهارات التي تسمى بالذكاء العام، وذلك إضافة إلى استقرار وثبات مهارات أخرى مثل الإدراك والذاكرة والتعلم وحل المشكلات، وفي هذه المرحلة يتلقى الطفل للمرة الأولى معلومات عن كل ما يحيط به كما أنه يبدأ في تكوين المفاهيم المعرفية المختلفة ما يوضح ضرورة تعريض الطفل في هذه المرحلة لأكبر قدر ممكن من المعلومات والمفاهيم المعرفية المختلفة بطريقة مبسَّطة وصحيحة لتسهل عليه عملية اكتسابها، ولتضمن له نمواً معرفياً سليماً، حيث إن تلقي الطفل في هذه المرحلة لأي معلومة خاطئة يصعب تغييرها لاحقاً ما يؤثر على ثقافة الطفل، كما أن حرمانه من التعرض لهذه المعلومات والمفاهيم في هذه المرحلة يؤثر سلباً على نموه المعرفي•
وتؤكد الاتجاهات المعاصرة في تربية أطفال ما قبل المدرسة، على أهمية تعريض الطفل للمثيرات الحسية المختلفة، وإكسابه المفاهيم المناسبة بما يساعده على اللحاق بهذا الركب الهائل من التطور التكنولوجي والعلمي المعاصر حتى لا نضيع عليه الوقت، وحتى لا نهدر الكثير من طاقاته وقدراته العقلية وحتى لا نفقده الكثير من الخبرات قبل أن يصبح في عمر اللحاق بالمدرسة•
ويبدأ الطفل في تكوين المفاهيم المعرفية في سن مبكرة فبعد مرور عامين من حياته يكون قد كوَّن مفاهيم بسيطة عن ذاته وعن الوجود المادي من حوله، ولأن المفاهيم تتكون من الخبرات التراكمية المكتسبة لإنها تبدأ بسيطة للغاية ومُحسَّةٌ من الواقع المادي للطفل•
ويحاول الطفل في هذه المرحلة أن يعيد بناء كل ما تم تنميته في السنوات الأولى من حياته سواء كان من النمو في اللغة أو في العمليات الرمزية، إلا أن إدراك الطفل للمفاهيم التي يبنيها مازال هشاً في الحدود التي تظل هذه المفاهيم في منتصف الطريق بين تعميم المفهوم وفردية العناصر التي تكون المفهوم من دون أن يصل الطفل إلى مستوى أحدهما بسبب تذبذب وعدم استقرار قدراته التصويرية، ولأن إدراك الطفل للمفهوم في هذه المرحلة من التعلم يرتبط بتكوين مهارات وممارسات يقوم بها الطفل، ويصحح منها شيئاً فشيئاً حتى يكتسب تعميمات وقواعد ترتبط بالمفهوم الذي يدركه في مرحلة لاحقة•
وعملية تكوين المفاهيم عند الطفل عملية لها مدخلات تتمثل في الخبرات التي يستمدها الطفل من الأسرة وجماعة الأقران والمدرسة ووسائل الإعلام وبيئته المحيطة به•
ويجري الطفل لهذه المفاهيم عمليات الإدراك والتصنيف ووضعها في فئات من المعلومات طبقاً للخصائص المشتركة والمتشابهة فيما بينهما، ويخرج من ذلك بعدد من المفاهيم والتوجهات الجديدة تجاه حياته، ويتبلور من خلالها سلوكه وتصرفاته، فكل فرد ينظم حياته على أساس المفاهيم التي تحويها ذاكرته والعلاقة بين هذه المفاهيم، والمتغيرات التي تحكم هذه العلاقات•
والمفاهيم عند الطفل تتضمن دائماً شيئاً أكثر من المعنى الخاص لشخص بعينه أو شيء بعينه، أو حادثة بعينها، أو موقف بعينه، وعلى سبيل المثال مفهوم <أم>ينمو عن طريق خبرة الطفل مع أمه هو وخبراته مع نساء أخريات يقمن بدور الأم معه ومع أطفال آخرين•
ونخلص مما سبق إلى أن تكوّن المفهوم عند الأطفال ما هو إلا عملية توصية اجتماعية تتطلب الالتقاء بالنماذج الكبرى لتمده بخبرات عوضية هادفة لأن الاقتصار على خبراته الشخصية المباشرة يؤدي إلى أن يصبح الطفل محدود الإمكانات، والنمو النفسي السليم يحتاج إلى الجمع بين الخبرات المباشرة والخبرات العوضية•
المراجع
1 ـ زكريا الشربيني، المفاهيم العلمية للأطفال ـ القاهرة ـ الأنجلو المصرية، 1987م•
2 ـ سعدية بهادر، المرجع في برامج تربية أطفال ما قبل المدرسة، القاهرة ـ المدني ـ 1994م•
3 ـ عواطف إبراهيم، نمو المفاهيم العلمية ـ القاهرة ـ الأنجلو المصرية ـ 1987م•
4 ـ طلعت حسن، سيكولوجية النمو الإنساني ـ القاهرة ـ د، ن، 1979م•
5 ـ عادل عز الدين، علم نفس النمو ـ القاهرة ـ الأنجلو المصرية ـ 1982م•
6 ـ حامد زهران، علم نفس النمو والطفولة والمراهقة ـ القاهرة ـ عالم الكتب ـ 1990م•
7 ـ محمد عماد الدين، النمو النفسي والاجتماعي للطفل في سنواته التكوينية ـ الكويت ـ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1986م•
8 ـ كوثر حسين، تربية طفل ما قبل المدرسة ـ ا لقاهرة ـ عالم الكتب، 1992م•
رقم العدد:- 441 -الشهر: 7 السنة- 2
مجلة الوعي الإسلامي
http://alwaei.awkaf.net/mus-house/article.php?ID26
ـــــــــــــــــــ(101/332)
سآخذ الأجرين
هنادي النعيمي
لله در النصيحة.. كم غيَّرت من توجَّه.. لله درها تلك الكلمة الصادقة من قلب المحب الغيور.
كنت ولا زلت تلك الناصحة التي ما رأت منكراً إلا وعملت على تغييره بالكلمة الطيبة والدعاء الصادق..
ولعلمي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عظيم قلة هم من يحرصون على تطبيقه، سعيت على غرس هذه الواجب في نفسي أولاً، وفي نفوس من حولي خصوصاً أختي الصغيرة ذات الست سنوات.. كانت دوماً ترقبني بعينيها الواسعتين وأنا أنصح قريبتي في لباسها الضيق، كنت أرى في عينيها سؤالاً لمَّاحاً عندما أقترب من فتاة متبرجة في السوق لأناصحها، فما أن تعود إلى البيت إلا وتسألني ماذا كنت تقولين لها؟ ما الذي يعنيك من أمرها؟ ألا تخشين غضبها؟
فأرد عليها بهدوء وحكمة.. إنه الواجب يا صغيرتي.. إنها تلك السفينة التي تجمعنا فإن تركناهم يخرقونها غرقنا جميعاً، وإن لازمناهم النصح نجونا فنجوا، إنه ديننا الحنيف الذي أمرنا بالنصح لإخواننا، وحذرنا من مغبة التهاون.. وإنه الكرم الإلهي الذي وعدنا بأجرين أجر النصح وأجر الإيذاء.. إن تعرضنا للإيذاء يوماً!
هزت رأسها واقتنعت.. وما أجمل اقتناع الطفل وما أصدق اندفاعه! فإذا بها تسابقني النصح وتبحث بعينيها الجميلتين دوماً عن منكر لعلها تنصح صاحبته..
وجاء ذلك اليوم.. الذي اقتربت فيه أختي الصغيرة من فتاة متبرجة بعباءة فاضحة لتنصحها.. فإذا بتلك الفتاة تصرخ في وجه أختي لصغر سنها ولجرأتها على الحق.. فإذا بصغيرتي تعود لي حزينة مكسورة فأبتسم لها وأذكرها بالأجرين أجر النصح وأجر الإيذاء.. فتعلوا محياها تلك الإبتسامة المشرقة وتردد سأنصح لله دوماً، ولن أدع منكراً ما حييت إلا أنكرته، نعم سآخذ الأجرين.. سآخذ الأجرين.. سآخذ الأجرين.
موقع لها أون لاين
http://www.lahaonline.com/Daawa/Fiqh/a3-03-07-2002.doc_cvt.htm
ـــــــــــــــــــ(101/333)
استراتيجية الأوامر الغريبة
مصطفى أبو سعد
استراتيجية التفريغ الإيجابي للغضب خطوة متميزة في فن التربية الإيجابية وتستند أحيانا على استراتيجيات مدعمة لها..
ومنها استراتيجية الأوامر الغريبة التي يمكن أن نطلق عليها فن المعالجة وتوجيه التركيز خارج مجال الغضب..
- أوامر غريبة أم متناقضة؟:
أحيانا يمكنك التحكم في غضبك وغضب الأبناء باللجوء لأوامر واقتراحات غريبة عن الموقف غريبة عن الحدث... وهذه الاستراتيجية يمكن ممارستها مع الأطفال بين سن الخامسة والثامنة فقط.. مثلا لو كان ابنك في حالة توتر وصياح ومصر على فعل شيء معين لا تريده أنت أخبره أنه في الساعة الثالثة بالضبط يمكنه أن يلعب اللعبة المحببة له واذكرها باسمها ولمدة 15 دقيقة..
قد يستغرب الطفل لهذا الطرح الغريب الذي لا علاقة له بالموضوع محل الاختلاف وقد يستغرب المربي أيضا لهذه الاستراتيجية ولكن ممارستها ستبين قوتها في إحداث التغيير الإيجابي والتحكم في المواقف الحرجة ومساعدة المربي للتفريغ الإيجابي للغضب..
- ماذا تمنحك هذه الاستراتيجية ؟
في الموقف المذكور حققت - باعتبارك مربيا - ثلاث إيجابيات :
1- استطعت تجاهل الموقف المثير للتوتر...
2- منحت ابنك الحق في التعبير عن مشاعره وغضبه وهذه سمة إيجابية في النمو السليم -النمو الاجتماعي والعاطفي -.
3- وجهت تركيز ابنك خارج الحدث والموقف ودفعته للاستجابة لأمر آخر مثل الاستعداد للذهاب للمدرسة..
وبالنسبة للطفل فإنه حصل على ثلاث نقاط إيجابية في الموقف نفسه وهي :
1- تم الانتباه لحالته النفسية ولم يتم تجاهله ومعاقبته عليها وهذا اعتراف به كإنسان له كيان مستقل مما يشبع حاجته للاعتبار..
2- لم يصرخ في وجهه أو يعاقب..
3- اطمئنان وفرح بأنه سيحقق رغبة لديه باللعب لمدة 15 دقيقة اليوم..
- كيف تحقق وعدك؟
مهم جدا الوفاء بالعهد لابنك... وفي الوقت نفسه ستلاحظ أن الحياة مستمرة وقبل الموعد المحدد ستجد أن ابنك منهمك في نشاط معين أو هو في حالة تعب وبحاجة لاستراحة ونوم... قبل دقيقة بالضبط من الموعد توجّه لابنك وقل له استعد أمامك دقيقة لتبدأ لعبتك وفي الوقت نفسه أمامك 15 دقيقة لا غير لهذه اللعبة... ستجد أن ابنك في الغالب منهمك في نشاط آخر وسيقول لك ألا ترى أنني مشغول.. أو أنه سيقول لك إنه بحاجة لراحة.. وهكذا تكون قد وفيت بعهدك ووعدك وفي الوقت نفسه لم يضع وقت ابنك....
- قوة هذه الاستراتيجية:
إنها بسيطة ويمكنك ممارستها بشكل سليم وتحقق من خلالها أهدافا تربوية متميزة..
توجيهات إيجابية
1- اجعل طفلك يبتسم .
2- ابتسم .
3- كن شخصا جديداً وغير أساليبك التي لم تعط نتائج مرجوة .
4- كن بطيئا في الغضب بطيئا في الانتقاد سريعا في تحمل الآخرين والصفح عنهم .
5- كن أبا لأبناء آخرين عاطفة وسلوكا .
6- اقرأ لأبنائك دروسهم وقصصهم والجرائد اليومية .
7- لا تضرب أطفالك .
8- لا تضرب أحدا .
9- كن عادلاً.
10- ألق السلام على أبنائك .
11- تحمل اختلاف الآخرين معك .
12- احترم خصوصية أبنائك .
13- كن مثلا يحتذي به أبناؤك في التسامح.
14- لا تبدأ حديثك بكلمة لا .
15- تعلم الصبر ولا تنتقم من الآخرين.
16- علم أطفالك إنهاء خلافاتهم باستخدام كلمات هادئة .
17- كن مستحقا للاحترام.
18- لا تمارس القوة لتحصل على احترام أبنائك.
19- كن عطوفاً وانزع الكره من قلوب أبنائك .
20- حاول تفهم لماذا ينفعل أبناؤك .
21- كن عطوفا وتسامح مع الآخرين.
22- لا تجعل للكره - مع أفراد أسرتك - مكانا في قلبك.
23- اطلب ممن حولك ترك الكراهية .
24- علم أبناءك احترام الآخرين واحترام أهلهم.
25- لاحظ نفسك وأخرج غضبك في شعر أو مثل ولكن لا تمارس العدوان .
26- استمع إلى أطفالك وتحدث إليهم.
27- ساعد أبناءك على تكوين قيم سليمة .
28-لاعب أبناءك وأعطهم حقهم في وقتك .
29- تعلم لغة أبنائك .
30-تحدث عن سمات أبنائك الطيبة ولا تتحدث عن مساوئهم.
31- تجنب التسرع في الحكم على أبنائك .
32- عالج المشاكل بأقل قدر من اللوم
33- لا تيأس من أبنائك فالتغيير عادة يحدث ببطء.
34- اظهر لأبنائك أهمية العمل والتعليم .
35- لا تكن كسولا وقت الفراغ، وتمتع بالهوايات التي يشارك فيها أبناؤك.
36- عامل أبناءك كما تحب أن يعاملوك.
http://arb.dir.mosaicfx.com/redirect.pl?data4048
ـــــــــــــــــــ(101/334)
حتى لايفشل أبناؤنا !
عمر السنيدي
مشاهد متكررة، وصور متعددة أصبحت مصدر قلق لكثير من الأسر والبيوت، هنا فتاة في بداية حياتها الزوجية يتفاجأ أبواها بطلاقها !، وهناك شاب في بداية حياته الوظيفية يفصل من عمله، ومشاهد أخرى مشابهة تعكس نفس المعاناة . حملنا هذه المشاهد وعرضناها على الأستاذ/ محمد بن فهد الجيفان ( المتخصص في شئون الأسرة والمجتمع) وسألناه عن السبب - من وجهة نظره-.
يقول الاستاذ محمد :"هذه المشاهد التي أصبحت ظاهرة في كثير من البيوت والمجتمعات من أهم أسبابها - في نظري - إهمال تربية الأبناء والبنات على تحمل المسئوليات اليسيرة في مقتبل العمر بحجج متعددة، منها أنهم يعيشون مرحلة الشباب ، وأن خبرتهم في الحياة قليلة ، وبحجة ثالثة ، وهي: أن إشغالهم بالمسئوليات سيؤثر على تحصيلهم العلمي ، والنتيجة في الغالب هي العكس ، فكلما ازداد الشاب تفرغاً اتجه نحو العبث واللهو واللامبالاة والرفاهية القاتلة للهمة والطموح.
إن التربية تبدأ مع الطفل منذ صغره ولن يضيره ذلك ، فهذا إمام المربين- صلوات ربي وسلامه عليه- يولي من حوله من الشباب إمامة المسلمين في الصلاة ، و قيادة الجيوش ، والخروج للجهاد، والسفر لطلب العلم ، وإنجاز المهمات الصعبة والخطيرة ، وما نقص ذلك من شبابهم شيئاً ، بل كانوا قادة الأمة بعده - عليه الصلاة و السلام- في العمل، والعلم،والدعوة ،والجهاد.
ماذا نتوقع من فتاة لم تتحمل مسئولية ترتيب غرفة نومها ، كيف ستقوم بمسئولية بيت الزوجية؟ و ماذا نتوقع من شاب لم يتعلم أصول الضيافة اليسيرة ، كيف سيتحمل مسئولية البيت أ, الوظيفة؟.
نحن نسمع عن شباب هذا الجيل وعدم قدرتهم على الانضباط بوقت الدوام حضوراً وانصرافاً، رغم توفر وسائل الترفيه والراحة جميعها له بما لم يتيسر للسابقين قبله ، كما نسمع الأب عند حضوره للمدرسة ولقائه المدرسين ؛ يرفع صوته قائلاً لابنه: أنا لا أريد منك شيئاً في خدمة أهلك أو خدمتي، فالسائق موجود ، تفرَّغ لدراستك فقط!. يظن هذا الأب أنه قدّم لولده خدمة عظيمة!، وهو في الحقيقة قد قضى على معاني تحمّل المسئولية في حياة ابنه!.
وكذلك الحال للأم مع ابنتها ، فهي تحرمها من التدرب على تحمّل المسئولية ، ولاتريد منها القيام بشيء من شئون المنزل ، فالأم موجودة والخادمة كذلك! إلى آخر مسلسل حرمان الأبناء من جانب كبير من جوانب التربية . ولكن، كيف نربّي أبنائنا على تحمل المسئولية ؟
لابد أن نبدأ بتعويد الأبناء والبنات على تحمل المسئولية منذ الصغر، حسب وسعهم وطاقتهم وعن طريق تعويدهم إدارة شئونهم الخاصة اليسيرة ، مثل: تعويده على ترتيب حجرته ومكان نومه ، وتحمّل نتيجة أخطائه إذا أخطأ ، وتكليفه بشراء بعض مايحتاجه البيت ، كما يعوّد على اسقبال الضيوف، والقيام ببعض واجبات الضيافة.
وكذلك الأمر للفتيات؛ تعتاد مساعدة والدتها في عمل البيت حتى مع وجود الخادمة، وتعوّد على المشاركة في القيام بشئون إخوانها الصغار حتى مع وجود المربية، فمن هنا نكون بدأنا مشوار تربية الأولاد على المسئولية، ونترك لكل مربٍّ جهده وطاقته في غرس هذا الجانب في نفوس أولاده، ليرى بعد ذلك ثمار هذا الغرس يانعة تقرُّ بها عينه.
إضاءة :
ليس من الرحمة في شيء ترك تربية الأبناء على المسئولية.
موقع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id14&catid18&artid42
ـــــــــــــــــــ(101/335)
أرضعيه هم الدعوة
عفاف فيصل
كثير من الأمهات تلك التي تحرص على إيقاظ طفلها قبل موعد ذهابه إلى المدرسة بوقت طويل، حتى يتمكن من تناول فطوره ولبس ملابسه، وفي كل صباح تضع حلقة في أذنه ذاكر يا بني واجتهد كي تنجح وتأخذ الشهادة لتجد لك مكاناً في الجامعة ثم وظيفة ممتازة ثم تبني بيتاً وتتزوج، تلك هي الوصية وذلك الهدف الذي تربي الأم طفلها كي يصل إليه.
مَن مِن الأمهات التي ترضع طفلها هم الدعوة في مهده؟ ثم بعد فطامه تربي نفسها أولاً على تعويده على الواجبات الشرعية المطلوبة منه، تغرس في نفسه الطرية منذ الصغر حب السنة النبوية وحب صاحبها فيصبح وتردد على مسمعيه أذكار الصباح توضئه تدفعه للمسجد كي يصلي الفجر، تحثه كي يطوي ركبتيه في حلقة القرآن. تنهره إذا مد يده اليسرى إلى الطعام ولم يسم "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك".
وإذا حل المساء أسمعته أذكار المساء وإذا وضع جنبه للنوم أسمعته المعوذتين وورد النوم.
من منا تلك الأم التي إذا سمعت الآذان للصلاة دفعت ابنها للصلاة دفعاً؟ وجعلته يفهم أن معنى الآذان أن قم وتوضأ ثم سر إلى المسجد ومعنى الإقامة قم وصف بطولك في الصف.
فالأول يقيمه للصلاة من بيته والثانية تقيمه للصلاة وهو في المسجد.
من منا تلك الأم التي ترسل في يد ابنها طعاماً لجارهم الفقير؟ من منا تلك الأم التي تولي أبنائها عناية خاصة؟ وترى أنهم عماد الأمة مستقبلاً وهم أحفاد السلف الصالح، تحتسب الأجر في تربيتهم، تدفعهم إلى المعالي، ترسخ في نفوسهم القيم الفاضلة، تروى لهم سيرة الرسول ودعوته وصبره ومعاناته وسيرة ومعاناة أصحابه والعلماء الأخيار حتى تغرس في نفوسهم الصافية محبة هذا الدين ومحبة حمله.
يحق لكل أم بعد هذا أن تفتش في نفسها أي نوع من الأمهات هي، أتربي جيلاً يقيم للإسلام راية؟ أم ستربي جيلاً يقيم غير ذلك؟
موقع لها أون لاين
ـــــــــــــــــــ(101/336)
الأب مشغول .. والأم في الأسواق!
عبد الملك بن محمد القاسم
لم يعد أمر تربية الأبناء ذا شأن في حياة الوالدين، على الرغم من أهميته .. بل إن الملاحظة- مع الأسف- أنه في أقصى قائمة اهتمامهم.
فالأب مشغول .. أرهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا، والأم تضرب أكباد الإبل للأسواق ومحلات الخياطة، ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد .. سوى توفير الغذاء والكساء فيتساويان مع الأنعام في ذلك .
أما ذلك الطفل المسكين، فإنه أمانة مضيعة، ورعاية مهملة، تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء. عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات . في حضن الخادمة حيناً وعلى جنبات الشارع حيناً آخر. وتلقى القدوة المسيئة ظلالاً كالحة على مسيرة حياته.
بعض أطفال المسلمين لم يرفع رأسه حين يسمع النداء للصلاة.. وما وطأت قدمه عتبة باب المسجد ولا رأى المصلين إلا يوم الجمعة أو ربما يوم العيد. وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان.
أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من الحرام فأمر غير ذي بال .
قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم .. ولكن من رصد واستقرأ الواقع عرف ذلك ..
وهاك- أخي القارئ- مثالين أو ثلاثة لترى أين موضع الأمانة.، ومدى التفريط !!
- الأول : كم عدد أطفال المسلمين الذي يحضرون صلاة الجماعة في المسجد؟- والله- كأننا أمة بلا أطفال، وحاضر بلا مستقبل!!
أنحن أمة كذلك ؟! كلا .. هؤلاء تملأ أصواتهم جنبات الدور والمنازل والمدارس ويرتفع صراخهم في الشارع المجاور للمسجد. ولكن أين القدوة والتربية .
- الثاني: من اهتم بأمر التربية وشغلت ذهنه وأقلقت مضجعه- أو ادعى ذلك- إذا وجد كتابا فيه منهج إسلامي لتربية النشء ، أعرض عنه لأنه ثمين وغال..وهو لا يتجاوز دراهم معدودة وأخذ أمر التربية اجتهاداً وحسب المزاج وردة الفعل.
وهذه اللامبالاة نجد عكسها تماماً في واقع الحياة .. فإن كان من أهل الاقتصاد فهو متابع للنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة.. ويحضر الندوات ويستمع المحاضرات ولا تفوته النشرة الاقتصادية في أكثر من محطة إذاعية وتلفاز و..؟! وإن كان من أصحاب العقار فهو متابع متلهف لا تفوته شاردة ولا واردة ..
ولنر الأم في أغلب الأسر.. كم أسرة لديها كتاب حول التربية الإسلامية للطفل ؟!
- الثالث : يعطي الأب من وقته لبناء دار أو منزل أوقاتا ثمينة فهو يقف في الشمس المحرقة، يدقق ويلاحظ ويراقب ويتابع .. ويزيد وينقص .. ونسي الحبيب .. من سيسكن في هذه الدار غداً؟!
أيها الأب الحبيب:
ستسأل في يوم عظيم عن الأمانة لماذا فرطت فيها؟! ولماذا ضيعتها؟!
إنهم رعيتك اليوم وخصماؤك يوم القيامة إن ضيعت، وتاج على رأسك إن حفظت .
قال صلى الله عليه وسلم ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..)) الحديث
وقال أنس رضي الله عنه ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيعه))
وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا وحرها وقرها عليك بقول الله جل وعلا {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة }
أصلح الله أبناء المسلمين وجعلهم قرة عين وأنبتهم نباتا حسنا.
موقع صيد الفوائد
ـــــــــــــــــــ(101/337)
توجيهات لتربية الأبناء
قال ابن القيم رحمه الله ما ملخصه : ومما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج :
1. الاعتناء بأمر خلقه، فانه ينشأ على ما عوّده المربي في صغره ولهذا تجد اكثر الناس منحرفة أخلاقهم وذلك من قبل التربية التي نشا عليها.
2. وكذلك يجب أن يتجنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء، وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء فانه إذا عَلِق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر.
3. وينبغي لوليه أن يجنبه الأخذ من غيره غاية التجنب، فانه متى اعتاد الأخذ صار له طبيعة، ونشأ بأن يأخذ لا بأن يعطي ويعوده البذل والإعطاء.
4. ويجذبه الكذب والخيانة أعظم مما يجنبه السم الناقع فانه متى ما سهل عليه سبيل الكذب والخيانة افسد عليه سعادة الدنيا والآخره وحرمه كل خير.
5. ويجنبه الكسل والبطالة والدعه والراحة، بأن يأخذه بأضدادها، فإن للكسل والبطالة عواقب سوء ومغبة ندم وللجد والتعب عواقب حميدة، قال يحيي بن أبى كثير لا يُنال العلم براحه الجسد .
6. ويعوده الانتباه آخر الليل (للصلاة) فانه وقت قسم الغنائم وتفريق الجوائز، فمستقل ومستكثر ومحروم ، فمتى اعتاد ذلك صغيرا سهل عليه كبيرا .
7. ويجنبه فضول الطعام والكلام والمنام ومخالطة الأنام فان الخسارة في هذه الفضلات، وهي تفوت على العبد خير دنياه وآخرته .
8. ويجنبه مضار الشهوات المتعلقة بالبطن والفرج غاية التجنب فإن تمكينه من أسبابها والفسح له فيها يفسده فسادا يعزُ عليه بعد ذلك صلاحه.
9. والحذر كل الحذر من تمكينه من تناول ما يزيل عقله من مسكر وغيره أو عشرة من يُخشى فساده أو كلامه فان ذلك الهلاك كله، ومتى سهل عليه ذلك فقد سهل عليه الدياثه ولا يدخل الجنة ديوث .
10. ويجنبه لبس الحرير فانه مفسد له، كما يجنبه اللواط وشرب الخمر والسرقة والكذب. والصبي وإن لم يكن مكلفا فوليه مكلف لا يحل له تمكينه من المحرم . فإنه يعتاده ويعسر فطامه عنه.
موقع المجلة الإسلامية
ـــــــــــــــــــ(101/338)
اقرئي حتى لاتندمي
أم الشهداء
لتحقيق أفضل النتائج في عمل ما نسارع إلى البحث عن أفضل الطرق لأدائه ونسأل الآخرين كثيرا عن تجاربهم حتى لا نقع في أخطاء مسبوقة تفسد علينا هذا العمل الأمثلة على ذلك في حياتنا كثيرة تكتفي الأخت أم الشهداء صاحبة هذه المشاركة بذكر مثال واحد تقول يخصنا معشر النساء وهو فن الطهي والكلام للأخت أم الشهداء
تقول نحن نقرأ فيه كثيرا ونقتني مجموعات من الكتب تقدم أفضل النصائح لأفضل النتائج كما يتصدر هذا الموضوع مجالسنا النسائية والغذاء وإن كان أمرا مهما إلا أنه لا يعدو أن يكون حاجة جسمية لاتساهم كثيرا في بناء العقل والروح بل إن الإسراف فيه يؤدي إلى العكس تماما هذا فإذا كنا معشر الأمهات نسلك هذا الأسلوب
في التعلم لبعض مسؤولياتنا فإن هناك مسؤولية أعظم تحتاج إلى قراءة وسؤال وتصحيح كثير لكثير من المفاهيم الخاطئة هنا مسؤولية التربية فما هو رصيدك من المعلومات التربوية وكيف تتعاملين مع السلوك الخاطئ للطفل أسئلة كثيرة نقف أمامها عاجزات لا نملك أية إجابة فالتربية لدى بعضنا أصبحت أمرا موروثا فكل امرأة تربي
أبناءها كما رباها أهلها بغض النظر عن ما إذا كانت تلك التربية موافقة للمنهج الصحيح أم لا إنني أدعو نفسي وجميع الأمهات إلى القراءة حول تربية الأطفال لضمان التنشئة السليمة لمن استرعاها الله عليهم وسيحاسبها على التفريط في هذه الأمانة حتى لا يظل أطفالنا حقول تجارب لكثير من الأخطاء التربوية علما بأن بعض
الأخطاء في التعامل مع الطفل قد يصعب محو آثاره السيئة في المستقبل هذا الكلام و إن كان موجها بالدرجة الأولى للأم بحكم التصاقها بالطفل فإنه بلا شك ينسحب على الأباء لأن التربية عملية مزدوجة لا يمكن أن تسير على وجه التمام دون تعاون الطرفين ثم تواصل الأخت بقولها لا بديل لنا نحن الأمهات عن معرفة جوانب
التربية الصحيحة وطرق معالجة بعض الأخطاء السلوكية لدى الطفل وهي أمور تتوفر بكثرة في كتب التربية المتخصصة في الطفولة وبعض التجارب الناجحة وإن كانت لا تغني عن الإطلاع على الكتب الموسعة التي يتكاسل البعض منا عن قراءتها والاستفادة منها أختي الأم اقرئي حتى لاتندمي .
( نقلاً عن موقع "مجلة الأسرة من إذاعة القرآن" )
ـــــــــــــــــــ(101/339)
اتقوا الله .. واعدلوا بين أبنائكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إني نحلت ابني هذا غلاما (أي وهبته عبدا كان عندي) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلَّ ولدك نحلته مثله ؟ فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرجعه " [ رواه البخاري أنظر الفتح 5/211 ]، وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" قال فرجع فرد عطيته [الفتح 5/211 ]، وفي رواية " فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد على جور " [صحيح مسلم 3/1243 ] .
هذا الحديث يدلّ على أمر مهمّ من العدل الذي أمر الله به فقال إنّ الله يأمر بالعدل ألا وهو العدل بين الأولاد.
وكما أن الله قد أوصى الأبناء ببرّ الآباء وجعل حقّهم عظيما عليهم وقرنه بحقّه وتوحيده سبحانه فقال: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) فكذلك جعل على الآباء حقوقا للأبناء مثل التربية والنفقة والعدل بينهم .
وَفي حديث النعمان رضي الله عنه إشَارَةٌ إلَى الْعَدْلِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ فِي النِّحْلَةِ وَهُوَ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمْ لِأَنَّ فِي التَّسْوِيَةِ تَأْلِيفَ الْقُلُوبِ وَالتَّفْضِيلُ يُورِثُ الْوَحْشَةِ بَيْنَهُمْ .. بدائع الصنائع : ج6 - فصل في شرائط ركن الهبة.
ولأنّ عدم العدل يُفضي إلى العقوق فيقول من حُرم أو نُقِص أبي ظلمني وفضّل أخي عليّ ونحو ذلك فيتسلل إلى نفسه شيء من الكراهية لأبيه ومن الناحية الأخرى يزرع الشيطان بذور الشحناء بينه وبين أخيه الآخر الذي أُعطي أكثر منه وقد جاءت الشّريعة بسدّ كلّ طريق يوصل إلى الحقد والشَّحْنَاءُ والعداوة والبغضاء بين المسلمين عموما فكيف بالأخ تجاه أخيه وشقيقه .
وقد فهم بعض العلماء أنّ العدل بين الأولاد لَا يَخْتَصُّ بِالْعَطِيَّةِ بَلْ مِثْلُهَا التَّوَدُّدُ فِي الْكَلَامِ وَنَحْوِهِ وقَالَ الدَّمِيرِيُّ رحمه الله : لَا خِلَافَ أَنَّ التَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمْ أَيْ الْأَوْلَادِ مَطْلُوبَةٌ حَتَّى فِي التَّقْبِيلِ . انتهى وكان بعض السّلف يحرص على التسوية بين أولاده حتى في القُبُلات.
إن من الظواهر الاجتماعية السيئة الموجودة في بعض الأسر عدم العدل بين الأولاد فيعمد بعض الآباء أو الأمهات إلى تخصيص بعض أولادهم بهبات وأعطيات دون الآخرين وهذا على الراجح عمل محرم إذا لم يكن له مسوّغ شرعي كأن تقوم حاجة بأحد الأولاد لم تقم بالآخرين كمرض أو دين عليه أو مكافأة له على حفظه للقرآن مثلا أو أنه لا يجد عملا أو صاحب أسرة كبيرة أو طالب علم متفرغ ونحو ذلك وعلى الوالد أن ينوي إذا أعطى أحدا من أولاده لسبب شرعي أنه لو قام بولد آخر مثل حاجة الذي أعطاه أنه سيعطيه كما أعطى الأول.
" وَإِنْ سَوَّى بَيْنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، أَوْ فَضَّلَهَا عَلَيْهِ، أَوْ فَضَّلَ بَعْضَ الْبَنِينَ أَوْ بَعْضَ الْبَنَاتِ عَلَى بَعْضٍ، أَوْ خَصَّ بَعْضَهُمْ بِالْوَقْفِ دُونَ بَعْضٍ، فَقَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ : إنْ كَانَ عَلَى طَرِيقِ الْأَثَرَةِ فَأَكْرَهُهُ ( أي التفضيل دون سبب شرعي ) , وَإِنْ كَانَ عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ لَهُ عِيَالٌ وَبِهِ حَاجَةٌ يَعْنِي فَلَا بَأْسَ بِهِ . وَعَلَى قِيَاسِ قَوْلِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ : لَوْ خَصَّ الْمُشْتَغِلِينَ بِالْعِلْمِ مِنْ أَوْلَادِهِ بِوَقْفِهِ تَحْرِيضًا لَهُمْ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، أَوْ ذَا الدِّينِ دُونَ الْفُسَّاقِ، أَوْ الْمَرِيضِ .. فَلَا بَأْسَ. الموسوعة الفقهية : تسوية. ونقل الكاساني رحمه الله عن بعض الفقهاء : لَا بَأْسَ أَنْ يُعْطِيَ الْمُتَأَدِّبِينَ وَالْمُتَفَقِّهِينَ دُونَ الْفَسَقَةِ الْفَجَرَةِ. وقيّد البجيرمي رحمه الله الإعطاء بما إذا لم يكن الولد يَصْرِفُ مَا يَدْفَعُهُ لَهُ ( أي أبوه ) فِي الْمَعَاصِي.
وهل يُعطي الذكور مثل الإناث أم يعطي الأنثى نصف ما يُعطي الذّكر؟ ذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى إلى أنه يعطى الذكر مثل حظ الأنثيين كالميراث [مسائل الإمام أحمد لأبي داود /204 وقد حقق الإمام ابن القيم في حاشيته على أبي داود المسألة تحقيقا بيِّنا ونصر القول بذلك ]. قَالَ مُحَمَّدٌ الْعَدْلُ بَيْنَهُمْ أَنْ يُعْطِيَهُمْ عَلَى سَبِيلِ التَّرْتِيبِ فِي الْمَوَارِيثِ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ .
والناظر في أحوال بعض الأسر يجد من الآباء من لا يخاف الله في تفضيل بعض أولاده بأعطيات فيوغر صدور بعضهم على بعض ويزرع بينهم العداوة والبغضاء. وقد يعطي واحدا لأنه يشبه أعمامه ويحرم الآخر لأنه فيه شبها من أخواله أو يعطي أولاد إحدى زوجتيه مالا يعطي أولاد الأخرى وربما أدخل أولاد إحداهما مدارس خاصة دون أولاد الأخرى، أين هؤلاء من قوله تعالى : ] اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله [ ، وعمه هذا سيرتد عليه فإن المحروم في كثير من الأحيان لا يبر بأبيه مستقبلا وقد قال عليه الصلاة والسلام لمن فاضل بين أولاده في العطية ".. أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواء .." [ رواه الإمام أحمد 4/269 وهو في صحيح مسلم رقم 1623 ] . وقال بعض السلف : إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ كَمَا أَنَّ لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَبَرُّوكَ.
ومن وجوه عدم العدل بين الأولاد كذلك الوصية لبعض الأولاد أو زيادتهم فوق نصيبهم الشرعي أو حرمان بعضهم، وتعمد بعض النساء إلى الوصية بذهبها لبناتها دون أبنائها مع أنه جزء من التركة أو توصي بشيء وهبه لها بعض أولادها بأن يرجع إليه بعد مماتها إحسانا إليه بزعمها كما أحسن إليها، وهذا كله لا يجوز فإنه لا وصية لوارث، وكذلك فإن ما دخل في مُلك الأم أو الأب ومات عنه فهو لجميع الورثة حسب أنصبتهم التي فرضها الله تعالى .
وعلى كلّ من الأبوين أن يذكّر الآخر إذا لم يعدل ويقف الموقف الحازم حتى يتحقّق العدل ومن ذلك المطالبة بردّ الأمر إلى أهل العلم كما تدلّ على ذلك الرواية التالية لحديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِبَعْضِ مَالِهِ فَقَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِي فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ قَالَ لَا قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِي أَوْلَادِكُمْ فَرَجَعَ أَبِي فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ. رواه مسلم رقم 1623.
وقد استحبّ عدد من أهل العلم أن يعدل الأخ الكبير بين إخوانه إذا أعطاهم لأنّ موقعه بينهم قريب من موقع الأب ]حاشية البجيرمي ج3 : كتاب الهبة[ وكذلك يعدل الجدّ في أعطياته لأحفاده وكذلك العمّ في أعطياته لأولاد أخيه . وهكذا .
قال صاحب المنهج : ( وَكُرِهَ ) لِمُعْطٍ ( تَفْضِيلٌ فِي عَطِيَّةِ بَعْضِهِ) مِنْ فَرْعٍ أَوْ أَصْلٍ وَإِنْ بَعُدَ سَوَاءٌ الذَّكَرُ وَغَيْرُهُ لِئَلَّا يُفْضِيَ ذَلِكَ إلَى الْعُقُوقِ وَالشَّحْنَاءِ وَلِلنَّهْيِ عَنْهُ وَالْأَمْرِ بِتَرْكِهِ .
وإذا تنبّه الأب إلى أنّ أعطيته لبعض أولاده مخالفة للحديث المذكور فإنّه بين أمرين إمّا أن يزيد الآخرين أو يُعطيهم مثلما أعطى غيرهم أو يستردّ أعطيته ممن زاده او خصّّه بشيء دون سبب شرعي ولا يُعتبر في هذه الحالة داخلا في النهي عن استرداد العطية وتشبيه الفاعل بالكلب يعود في قيئه وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ عَطِيَّةً أَوْ يَهَبَ هِبَةً فَيَرْجِعَ فِيهَا إلَّا الْوَالِدُ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ " رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَاهُ ، وتصحيح الخطأ وردّ الأمور إلى نصابها مما يُحمد عليه الأب .
فَإِنْ خَصَّ بَعْضَهُمْ بِعَطِيَّةٍ، أَوْ فَاضَلَ بَيْنَهُمْ فِيهَا أَثِمَ، وَوَجَبَتْ عَلَيْهِ التَّسْوِيَةُ بِأَحَدِ أَمْرَيْنِ : إمَّا رَدُّ مَا فَضَّلَ بِهِ الْبَعْضَ، وَإِمَّا إتْمَامُ نَصِيبِ الْآخَرِ، لِخَبَرِ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: وَهَبَنِي أَبِي هِبَةً . فَقَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ رضي الله عنها : لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إنَّ أُمَّ هَذَا أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَك عَلَى الَّذِي وَهَبْت لِابْنِهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم يَا بَشِيرُ أَلَك وَلَدٌ سِوَى هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : كُلُّهُمْ وَهَبْت لَهُ مِثْلَ هَذَا ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : فَأَرْجِعْهُ .
فإن كان ( أي الولد ) عَاصِيًا بِحَيْثُ يَصْرِفُ مَا يُعْطِيهِ لَهُ فِي الْمَعْصِيَةِ فَإِنْ تَعَيَّنَ الرُّجُوعُ طَرِيقًا فِي ظَنِّهِ إلَى كَفِّهِ عَنْ الْمَعْصِيَةِ كَانَ وَاجِبًا ثم نقل : وَيُكْرَهُ لَهُ الرُّجُوعُ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَإِنْ وُجِدَ لِكَوْنِ الْوَلَدِ عَاقًّا أَوْ يَصْرِفُهُ فِي مَعْصِيَةٍ أَنْذَرَهُ بِهِ فَإِنْ أَصَرَّ لَمْ يُكْرَهْ ( أي رجوع الأب في الهبة ) .
ومما ينبغي التنبيه عليه أيضا أن العدل بين الأولاد يراعى فيه تفاوت حاجاتهم فمصروف الولد الجامعي ليس مثل الولد في الصفّ الأول ولعبة الولد ذي السنتين ليست كلعبة الولد ذي الثمان والعشر والبنت تُزيّن بذهب لا يجوز للذّكر لبسه وهكذا والخلاصة أنّه يعطي كلّ ولد ما يحتاجه فإن تساووا في الحاجة والحال ساوى بينهم في الأعطيات على النحو المتقدّم ، والله تعالى أعلم
نسأل الله تعالى أن يرزقنا البرّ بآبائنا والعدل في أولادنا واثبات على ديننا وصلى الله على نبينا محمد .
مقال للشيخ محمد صالح المنجد من موقع : مجلة الملتقى .
ـــــــــــــــــــ(101/340)
التعامل مع الطفل الشقي
ذكرت دراسة علمية جديدة أن الأطفال الذين يولدون صغارا في الحجم حتى بعد اكتمال نموهم في نهاية مدة الحمل, قد يظهرون صفات مختلفة من الانفعال وحدة الطباع أكثر من الأطفال ذوي الأوزان الطبيعية.
وأظهرت الدراسة أيضا أن الطريقة التي تستجيب فيها الأم لسلوك طفلها, الذي يكون مزعجا في بعض الأحيان. قد تؤثر على نمو الطفل, مشيرة إلى أن طريقة تفاعل الوالدين مع الطبع الحاد أو انفعال الطفل قد تسهم في تطوره على المدى الطويل.
واكتشف الباحثون في جامعة رودي آيلاند, أن التجارب المبكرة لبعض الأطفال صغار الحجم عند الولادة , وبيئة المنزل, وطريقة تفاعل الأمهات وإدراكهن لكيفية التعامل مع أطفالهن, تؤثر على أداء الأطفال في المقاييس التنموية المتعددة.
وقام الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة (طب الأطفال التطوري والسلوكي), بمقارنة التطور السلوكي لـ 39 طفلا ولدوا بوزن طبيعي و44 آخرين ناضجين ولكنهم صغار الحجم خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة, وقياس انفعالات الطفل اعتمادا على مستوى نشاطه وابتساماته وضحكاته وخوفه من كل شيء جديد, والنعومة والتوجه نحو جسم أو شيء معين, ومن ثم قياس درجات النمو والتطور من خلال اختبارات المهارات الحركية والإدراكية, ومراقبة درجة تفاعل الأم مع طفلها, ومستويات التوتر ونوعية التنشيط الدماغي للطفل في المنزل.
وقال الباحثون إن الطفل الذي يولد بعد حمل دام 37-42 أسبوعا, وكان وزنه أقل من الوزن الطبيعي بنحو 10%, يعتبر صغير الحجم بالنسبة للعمر الحملي, كما لوحظ أن الأمهات اللاتي يصعب عليهن فهم أطفالهن يكن أقل استجابة لهم, وقد سجل هؤلاء الرضع درجات أقل في اختبارات التطور مقارنة مع الأمهات اللاتي يتفهمن حساسية أطفالهن.
ماذا تفعلين إذا رفض ابنك الطعام؟
تشكو كثير من الأمهات من أن أطفالهن يرفض تناول الطعام وغير راغبين فيه، إذا كان الطفل سليماً وغير مصاب بأي مرض فغالباً مايكون سبب رفضه للطعام هي الأسرة أنفسهم نتيجة بعض الاخطاء أهمها:
- عدم تعويد الطفل على استخدام الملعقة مبكراً فيجب ادخال الطعام الصلب بالملعقة مبكراً منذ الشهر الرابع مثل الأطعمة الموجودة بالأسواق والمخصص للأطفال والخضار المهروسة لأن الحليب وحده لايكفي.
- عدم تنويع مصادر الأكل حيث يجب أن يكون بعدة نكهات حتى لايتعود الطفل على نكهة واحدة ويرفض الباقي.
- اصرار الأهل على اطعام الطفل بالقوة والإكراه رغم عدم رغبته في ذلك مما يؤدي الى ردة فعل عكسية يلاحظ فيها الطفل أنه يستطيع السيطرة على الأبوين القلقين لتحقيق إرادته وطلباته من خلل رفضه للطعام، وهكذا يجب عدم الضغط على الطفل باطعامه بالقوة بل أن نعوده على مواعيد ثابته للأكل وحذاري أن يلاحظ ان رفضه للطعام يؤدي إلى انزعاج الأسرة، أما اعطاؤه فيتامينات فهذا قد يؤدي أحيانا إلى أعراض جانبية وتسممات ولا انصح به إلا بعد الكشف عليه وبإشراف الطبيب. بالنسبة لضعف البنية فأحياناً تكون وراثية وطبيعية.
المصدر: موقع محيط
ـــــــــــــــــــ(101/341)
ساعدي طفلك على الكلام
طفلك يحتاج إلى مساعدتك في تطور لغته عندما يقرب من إتمام السنة الأولى من عمره فهو في هذا السن يبدأ يتكلم أكثر؛ إليك هذه النصائح لدعم لغة طفلك :
1- قدمي له الأمثلة : يتعلم طفلك من خلال حديثك. لذا عندما يقوم بحركة مشيراً إلى الثلاجة، أعتقد أنك ترغب في شرب العصير .
2- لا ترغميه: ترغبين في سماع كلمته الأولى، ولكنه لا ترفضي إعطاؤه ما يريد إن لم يتمكن من قول الكلمة مقابل ذلك .
3- تحدثي معه: يتعلم الطفل الكلام في شكل طبيعي عبر سماع اللغة المحكية كل يوم حوله في المنزل .
4- اقرأي له قصة المساء: إن مراقبتك له وأنت تقرأين واستماعه إلى الكلمات بينما تنطقين بها يزيد اهتمامه باللغة المحكية .
5- اعيريه اهتمامك: هو في حاجة إلى معرفة أنك تستمعين إليه. أظهري له اهتمامك به عندما ينطق أمامك ، وحاولي أن تجعلي تعبيرك مشابهاً لتعبيره .
6- غني له أغنيات وأسمعيه أشعاراً للأطفال : يروق لطفلك الاستماع إلى الأغنيات والأشعار ذات القافية المتناغمة ويحاول حتى تردادها .
المصدر: موقع محيط
ـــــــــــــــــــ(101/342)
كيف تُضحكين طفلك؟
الأطفال مثلهم مثل الكبار لديهم روح الدعابة الخاصة بهم. بعض الأطفال يضحكون كثيراً لرؤية البالونات، بينما يضحك الآخرون لرؤية فقاقيع الصابون أو الأراجوز.
لن تستطيعي معرفة ما الذي يضحك طفلك إلا بالتجربة. قد تجهدين نفسك بالقيام بمحاولات قد أضحكت من قبل أخاه أو أخته الأكبر سناً، ولكن يظل طفلك الصغير دون إبداء أى تعبير. لكن إذا جربت شيئاً مختلفاً، قد تجدينه ينفجر ضاحكاً. تقول إحدى الأمهات أنه عندما يكون طفلها حزيناً، تقوم بمسكه من قدميه وتتظاهر بأنها تبحث عن رأسه فى كل مكان ولا تجدها، مما يثير ضحك طفلها بشدة، وتقول الأم أنها تستخدم هذه الطريقة فقط عندما يكون طفلها فى أسوأ حالاته حتى لا تفقد تلك الطريقة تأثيرها بالنسبة له.
إن التجربة هي الطريقة المثلي لاكتشاف ما يضحك طفلك. لكن هناك بعض الطرق الكلاسيكية التى تصلح لمعظم الأطفال. يصف الكاتب جاك مور فى كتابه "97 طريقة لإضحاك طفلك" طرقاً مختلفة ومضمونة قد تم اختبارها لإضحاك الأطفال وهنا نقدم لك خمسة من هذه الطرق لتجريبها:
*فقاقيع الصابون:
اشترى علبة فقاقيع صابون من أى محل لألعاب الأطفال واستخدميها لتنفخى الفقاقيع لطفلك! سيستمتع طفلك كثيراً برؤية الفقاقيع وهى تكبر وتطير فى الهواء ثم تنفجر.
*الأب الذى يشخر :
يمكن للأب أو أى فرد من العائلة أن يرقد على الأرض ويتظاهر بالنوم، ثم يشخر شخيراً عالياً مبالغاً فيه، وعندما يلمس الطفل الأب، يقوم الأب من نومه بطريقة فجائية.
*المرايا:
يعشق الأطفال النظر فى المرآة. احملى طفلك بمواجهة مرآة وقولى له: "بص، فيه بيبى هنا!" ثم قومى بعمل حركة مضحكة، على سبيل المثال بوجهك، أو ضعى قبعة مقاس رأس طفلك على رأسه وضعى أخرى مقاسك على رأسك، ثم بدلى القبعتين، ثم بدليهما مرة أخرى.
*الزحف للخلف:
على سرير كبير، اجعلي طفلك يزحف بضع خطوات بعيداً عنك، ثم قومى بجذب قدميه بلطف محاولة إرجاعه لنقطة البداية، وسيحاول طفلك الاستمرار فى التحرك بعيداً عنك، وسيزداد ضحكه كلما حاولت جذبه إليك مرة أخرى.
*القبلة الكبيرة:
بللي شفتيك ثم انفخي بلطف على جلد طفلك (على سبيل المثال على صدره، بطنه، أو ذراعيه) فالصوت والإحساس بالزغزغة سيضحكانه كثيراً.
الضحك مفيد لصحة أطفالنا الجسمانية والعاطفية، فلا تحرمي طفلك من هذه النعمة الغالية، فهيا استمتعا واضحكا سوياً.
وأبارك لأم البنات الرقابة على القسم لأنها تستحقها عن جدارة.
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/343)
اعرف ابنك .. اكتشف كنوزه
الموهبة والإبداع عطية الله تعالى لجل الناس، وبذرة كامنة مودعة في الأعماق؛ تنمو وتثمر أو تذبل وتموت، كل حسب بيئته الثقافية ووسطه الاجتماعي.
ووفقاً لأحدث الدراسات تبين أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة حتى السنة الخامسة من أعمارهم حوالي90%، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10%، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط، مما يشير إلى أن أنظمة التعليم والأعراف الاجتماعية تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها، مع أنها كانت قادرة على الحفاظ عليها، بل تطويرها وتنميتها.
عزيزي المربي:
هل تعرف كيف تنمي مواهب ابنك وتستثمرها؟
اقرأ معنا هذه الصفحات.
التميز والإبداع
إن لكل طفل ميزة تميزه عن الآخرين، كما نؤمن بأن هذا التميز نتيجة تفاعل ( لا واع ) بين البيئة وعوامل الوراثة.
ومما لاشك فيه أن كل أسرة تحب لأبنائها الإبداع والتفوق والتميز لتفخر بهم وبإبداعاتهم، ولكن المحبة شيء والإرادة شيء آخر. فالإرادة تحتاج إلى معرفة كاشفة، وبصيرة نافذة، وقدرة واعية، لتربية الإبداع والتميز، وتعزيز المواهب وترشيدها في حدود الإمكانات المتاحة، وعدم التقاعس بحجة الظروف الاجتماعية والحالة الاقتصادية المالية.. ونحو هذا، فرب كلمة طيبة صادقة، وابتسامة عذبة رقيقة، تصنع ( الأعاجيب ) في أحاسيس الطفل ومشاعره، وتكون سبباً في تفوقه وإبداعه.
وهذه الحقيقة يدعمها الواقع ودراسات المتخصصين، التي تجمع على أن معظم العباقرة والمخترعين والقادة الموهوبين نشؤوا وترعرعوا في بيئات فقيرة وإمكانات متواضعة.
مقترحات عملية
وقد نصح خبراء التربية الآباء باتباع هذه الخطوات لتساعدهم في تنمية مواهب أبنائهم وهي:
1- ضبط اللسان: ولاسيما في ساعات الغضب والانزعاج، فالأب والمربي قدوة للطفل، فيحسن أن يقوده إلى التأسي بأحسن خلق وأكرم هدي، فإن أحسن المربي وتفهم سما، وتبعه الطفل بالسمو، وإن أساء وأهمل وشتم دنئ وخسر طفله وضيّعه.
2- الضبط السلوكي: وقوع الخطأ لا يعني أن الخاطئ أحمق أو مغفل، فـ " كل ابن آدم خطاء"، ولابد أن يقع الطفل في أخطاء عديدة، لذلك علينا أن نتوجه إلى نقد الفعل الخاطئ والسلوك الشاذ، لا نقد الطفل وتحطيم شخصيته، فلو تصرف الطفل تصرفاً سيئاً نقول له: هذا الفعل سييء، وانت طفل مهذب جيد لا يحسن بك هذا السلوك، ولا يجوز أبداً أن نقول له: أنت طفل سييء، غبي، أحمق... الخ.
3- تنظيم المواهب: قد تبدو على الطفل علامات تميز مختلفة، وكثير من المواهب والسمات، فيجدر بالمربي التركيز على الأهم والأولى وما يميل إليه الطفل أكثر، لتفعيله وتنشيطه، من غير تقييده برغبة المربي الخاصة.
4- اللقب الإيجابي: حاول أن تدعم طفلك بلقب يناسب هوايته وتميزه، ليبقى هذا اللقب علامة للطفل، ووسيلة تذكير له ولمربيه على خصوصيته التي يجب أن يتعهدها دائماً بالتزكية والتطوير، مثل:
(عبقرينو) - (نبيه) - ( دكتور ) - (النجار الماهر) - (مُصلح) - (فهيم).
5- التأهيل العلمي: لابد من دعم الموهبة بالمعرفة، وذلك بالإفادة من أصحاب الخبرات والمهن، وبالمطالعة الجادة الواعية، والتحصيل العلمي المدرسي والجامعي، وعن طريق الدورات التخصصية.
6- امتهان الهواية: أمر حسن أن يمتهن الطفل مهنة توافق هوايته وميوله في فترات العطل والإجازات، فإن ذلك أدعى للتفوق فيها والإبداع، مع صقل الموهبة والارتقاء بها من خلال الممارسة العملية.
7- قصص الموهوبين: من وسائل التعزيز والتحفيز: ذكر قصص السابقين من الموهوبين والمتفوقين، والأسباب التي أوصلتهم إلى العلياء والقمم، وتحبيب شخصياتهم إلى الطفل ليتخذهم مثلاً وقدوة، وذلك باقتناء الكتب، أو أشرطة التسجيل السمعية والمرئية و cd ونحوها.
مع الانتباه إلى مسألة مهمة، وهي: جعل هؤلاء القدوة بوابة نحو مزيد من التقدم والإبداع وإضافة الجديد، وعدم الاكتفاء بالوقوف عند ما حققوه ووصلوا إليه.
8- المعارض: ومن وسائل التعزيز والتشجيع: الاحتفاء بالطفل المبدع وبنتاجه، وذلك بعرض ما يبدعه في مكان واضح أو بتخصيص مكتبة خاصة لأعماله وإنتاجه، وكذا بإقامة معرض لإبداعاته يدعي إليه الأقرباء والأصدقاء في منزل الطفل، أو في منزل الأسرة الكبيرة، أو في قاعة المدرسة.
9- التواصل مع المدرسة: يحسن بالمربي التواصل مع مدرسة طفله المبدع المتميز، إدارة ومدرسين، وتنبيههم على خصائص طفله المبدع، ليجري التعاون بين المنزل والمدرسة في رعاية مواهبه والسمو بها.
10- المكتبة وخزانة الألعاب: الحرص على اقتناء الكتب المفيدة والقصص النافعة ذات الطابع الابتكاري والتحريضي المرفق بدفاتر للتلوين وجداول للعمل، وكذلك مجموعات اللواصق ونحوها، مع الحرص على الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري، فضلاً عن المكتبة الإلكترونية التي تحوي هذا وذاك، من غير أن ننسى أهمية المكتبة السمعية والمرئية التي باتت أكثر تشويقاً وأرسخ فائدة من غيرها.
11- الاتزان: على الأسرة أن تعامل الطفل الموهوب باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألا تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو إهمالها، ومن جهة أخرى يجب عليها ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر.
12- ممارسة الحياة: النظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبداعية المتميزة فقط، وعلى الأسرة أن تعرف بأن على الطفل الموهوب أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية.
عزيزي المربي:
الموهوب طفل كغيره بحاجة إلى الحب والتقدير وتوفير الأمن والاطمئنان الذي يعينه على تحقيق النمو المتكامل لجميع جوانب شخصيته.. ابحث عن موهبة ابنك.. شجعها.. ادعمها، ووجهها إلى الوجهة الصحيحة المرضية
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/344)
كل شئ عن وليدك
عندما تحملين طفلك للمرة الأولي بعد الولادة ـ ستشعرين أن صغير جداً وربما يراودك الخوف من أنه عرضه للأذي، فتخشين حمله أو ضمه إلي صدرك ـوربما تنظرين إليه بعين فاحصة لتتأكد إن كان سليماً معافي؟!
وهل الأصوات والحركات التي يصدرها طبيعية أم لا ؟ بالتأكيد ستأتي إليك الطبيبة لتطمئنك عنه ـ ولكن لا مانع من المزيد من المعرفة عن كل ما يخص الطفل المولود حديثاً.
صرخة
" لا تفزعي عندما تستمعين إلي صرخة مولودك لحظة انتهاء آلام المخاض فهذا تماماً ما يحتاجه، ففي رحم الأم تكون رئتا الطفل زائدتين عن حاجته حيث يحصل علي الأكسجين من المشيمة ـ ولهذا تظلان غير مستخدمين وعند النفس الأول الذي يأخذه الطفل عند خروجه إلي الحياة تتمدد الرئتان مسببتين ضغطاً علي صمام القلب ليتحول الدم الذي كان يذهب إلي المشيمة ويتجه إلي الرئتين - وهذه هي الخطوات الأولي نحو تكوين الطفل لذاته وهي أيضاً تسبب الصرخة الأولي.
دعيه يبكي
يعتبر البكاء من أفضل الوسائل التي تساعد طفلك علي استنشاق الهواء وتنقية مجاري الهواء عند الولادة - فلا داعي لمحاولات إسكاته المستمرة " في البداية فقط".
الذكر مختلف
منذ اللحظة الأولي للولادة - يظهر الطفل الذكر اختلافات عن الأنثي بعضها يستمر طوال حياته ومنها:
1- أن حاسة السمع لديه أقل حدة منها لدي الفتاة.
2- إذا ما سمع صوت بكاء فإنه يبكي ولكنه يتوقف عن ذلك سريعاً.
3- لا يقو الولد بالاستجابة لصوت الأم سريعاً.
4- يجد الولد حديث الولادة صعوبة في تحديد مصدر الأصوات.
5- يحتاج الولد للمزيد من الإثارة البصرية أكثر من الفتيات حتي يبدأ بالاهتمام بالمصدر الضوئي.
6- يكون الولد أكثر نشاطاً من البنت بعد الولادة.
النوم تبعاً لوزن الطفل
يعتمد تحديد احتياجات الطفل الوليد لساعات النوم تبعاً لوزنه واحتياجه للطعام ففي الأسابيع الأولي من عمره كلما قل الوزن وزادت حاجته للطعام قلت ساعات نومه المتواصلة، والعكس صحيح.
" الحازوقة "
يتعرض الأطفال حديثوا الولادة للزغطة ( الحازوقة ) كثيراً وخصوصاً بعد الرضاعة وهذا يجعل بعض الأمهات يخشين أن يتعرض أطفالهن لعسر الهضم ولكن يجب ألا تقلقن فالمسبب لهذه الحازوقة هو ضعف الحجاب الحاجز وسرعان ما تختفي عندما تقوي أعضاء الطفل.
العطس
أحياناً تنتاب الطفل حالة من العطاس المستمر مما يجعل الأم تعتقد أن الطفل يعاني من البرد والحقيقة أن العطس هو عارض شائع في الأطفال حديثي الولادة ولا سيما عند محاولتهم لفتح أعينهم وتعرضا لضوء الشمس - وبوجه عام فالعطاس مفيد ويساعد علي تنظيف فتحات الأنف.
الحب
من أغرب الحقائق أن الطفل الوليد عادة ما ينقصه الحب،فوسط الكم الهائل من المسؤوليات الجديدة الملقاة علي عاتق الام،وخصوصاً مع الخوف أو القلق من التجربة الجديدة تكون الأم مرهقة تماماً وتنسي أن للطفل احتياجاً عاطفياً يجب أن تشبعه.
من الطبيعي أن تقوي الرابطة بين الأم وابنها فخلال 72 ساعة الأولي لا تكون عاطفة جياشة منذ اللحظة الأولي- وذلك ليس خطأ الأم بل لأن هذه العاطفة ترتبط بالهرمونات المرتبطة بإدرار الحليب - وربما ايضاً يأتي بالتدريج فيما بعد .
بعض الأمهات يشعرن بالذنب بسبب عدم إحساسهن بالحب نحو أطفالهن ولكن غالباً ما يكون لهذه الحالة أسباب مثل تعب الولادة أو ربما الصدمة بسبب نوع الجنين أو أي تجارب للأم في طفولتها ولكن عامة لا يزيد هذا الإحساس في أكثر تقديرعن أسبوعين.
الشخير والتنفس المسموع
يقوم الأطفال بإصدار أصوات أثناء النوم وهذا أمر طبيعي - ويرجع معظمها إلي عدم نضوج الجهاز التنفسي - وتختفي بالتدريج بعد أن تكبر فتحات الأنف ويرتفع حاجز الأنف.
العدد ( 1) نوفمبر 1998 ـ ص : 18
نقلا عن مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/345)
نمى ذكاء طفلك!
كيفية تنمية قدرات طفلك من خلال اللعب فى المرحلة من سن سنة إلى 3 سنوات.
فى الجزء السابق من هذا الموضوع فى العدد الماضى تحدثنا عن كيفية تنمية قدرات طفلك من خلال اللعب فى المرحلة من بداية مولده حتى سن سنة. فى هذا العدد نود أن نتحدث عن المرحلة التالية من عمر الطفل وهى مرحلة ما قبل دخول المدرسة. هذه السنوات الثلاث هامة جداً بالنسبة لنمو الطفل بشكل شامل. بدءاً من سن سنتين - السن المزعجة - عندما يبدأ الأطفال يتدربون على الاستقلالية، ووصولاً إلى اليوم الأول فى (KG 1) يواجه الآباء مخلوقاً صغيراً مفعماً بالطاقة والحيوية. يقع الكثير من الآباء فى خطأ اللجوء إلى التليفزيون لتهدئة أطفالهم فى تلك الأوقات النشطة من حياتهم وهو ما يؤدى كثيراً إلى وصول الطفل إلى حالة من الخمول تشبه النوم من ناحية الاستفادة التى تعود عليه. لكن يجب على العكس من ذلك أن يعتبر الآباء هذه السنوات فرصة نادرة لمساعدة عقول أطفالهم للوصول لآفاق جديدة. ويعتبر اللعب من أمتع الوسائل لإفادة الطفل فى هذه المرحلة من عمره.
الألعاب التى تنمى القدرات العقلية للطفل:
بدءاً من عمر 15 شهر يبدأ عقل طفلك فى دخول مرحلة النمو الإدراكى، فيمكنه معرفة الأمور الأساسية مثل التعرف على أنواع معينة من الأشياء. على سبيل المثال، يستطيع طفلك فى هذه المرحلة معرفة أن اللعبة التى على شكل قطة، وصورة القطة، والقطة الحقيقية كلها تمثل حيوانات من نفس النوع، فكلها قطط. من هذه السن وحتى سن الثالثة، يتعلم الطفل تقليد أفعال الكبار، كما يتعلم إبداء وتلقى بعض الطلبات البسيطة التى تتطلب تقييم وذاكرة مثل طلبه للطعام، للعب، أو للقصرية. من المهم فى هذه المرحلة أن يعمل الآباء بقدر الإمكان على إثراء البيئة المحيطة بالطفل. اللعب التى تصور أشكال الحيوانات المختلفة وأصواتها مفيدة جداً بالنسبة للنمو الإدراكى للطفل وكذلك بالنسبة لذاكرته. الألعاب التى تعتمد على التنسيق والترتيب مثل البازل والمكعبات تشجع الطفل على استخدام خياله فى تصور الصورة الكاملة أو الشكل النهائى وبعد ذلك يبدأ الطفل فى الدخول فى التفاصيل لمحاولة تجميع هذا الشكل.
من المفيد جداً فى هذه المرحلة أن تجلسى مع طفلك أثناء اللعب وتعلقى بصوت مسموع على ما يقوم به. على سبيل المثال: "ياه، إنت بتحط مناخير الكلب فى مكانها المظبوط، دلوقتى الكلب يقدر يشم." هذا يساعد على تقدم التفكير المنطقى عند الطفل كما يساعده على تعلم الكلمات. بين سن الثانية والثالثة على وجه الخصوص، ينمو بشكل أكبر إدراك الطفل فيستطيع أن يميز نوعه (ولد أم بنت)، يلبس لعبته ملابسها، يعد، ويستمتع بالألعاب التى فيها محاكاة للواقع. من المفيد فى هذه السن أن يمارس الطفل الألعاب التى تجعله يقوم بالتلوين، العد، وكذلك الألعاب التى تشبه الأدوات الحقيقية مثل اللعب التى على شكل أطقم المطبخ، أو مقشات وجرادل التنظيف. هذا يقوى شعور الطفل بالاعتماد على النفس والثقة فى قدراته بأنه يستطيع القيام بأعمال يقوم بها الكبار أو أنه لم يعد طفلاً.
الألعاب التى تفيد النمو الحركى للطفل:
توضح د. جيهان القاضى - رئيسة الجمعية المصرية لصعوبات التعليم - أنه فى هذه المرحلة يجب أن تكون اللعب والألعاب من النوع الذى يركز على بناء العضلات، التناسق، والقدرات الحركية الكلية بشكل عام. اللعب خارج المنزل يكون فعالاً فى هذه المرحلة، فاللعب فى الحديقة يعرض الأطفال لأشعة الشمس المفيدة لأجسامهم، كما أنه يضفى على اللعب إحساس المغامرة. يجب أن يختار الآباء اللعب التى تجر مثل العربات، أو الحيوانات التى تجر بعجل، أو عجل الأطفال، وكذلك الكور التى تجعل الطفل يقفز فوقها أو يضربها. يمكن للآباء أيضاً أن يشاركوا أطفالهم فى بعض الألعاب، كوضع بعض العجلات أو الأطواق بشكل منتصب وأن يجعلوا الأطفال يمرون منها. كثيراً ما توجد فى النوادى والحدائق العامة ألعاب تشجع هذه النوعية من الأنشطة. فى سن الثالثة يجب على الأبوين أن يضعا فى حسبانهما النشاط الرياضى - أو الأنشطة الرياضية - التى سيمارسها طفلهما فى حياته اليومية حيث أن هناك أنشطة معينة يمكن البدء فى ممارستها بشكل فعال من سن ثلاث سنوات ونصف.
عندما تكونون فى البيت وتحتاجين لإيجاد طريقة مرحة لأداء بعض التمارين وإخراج بعض الطاقة مع طفلك، يمكنكما أن تقوما بالرقص على أنغام الموسيقى فهى طريقة ظريفة تجعل طفلك يتحرك.
الألعاب التى تنمى مهارات الطفل الاجتماعية:
أحياناً يتم تجاهل مهارات الطفل الاجتماعية رغم أنها من أهم العوامل لتعلم اللغة والاكتساب المبكر لمهارة التواصل. باختيار الألعاب المناسبة، يمكن للآباء أن يتعلموا كيف يثيرون انتباه الطفل، وإدراكه السمعى واللغوى. من المهم أن تتذكرى أنه عندما تبدئين لعبة مع طفلك يجب أن تكملاها للنهاية ومن الأفضل عدم مقاطعتكما أثناء اللعب لأن ذلك يظهر للطفل أهمية النشاط الذى تقومان به سوياً مما يزيد من حماس الطفل له. من الألعاب التى تساعد على تنمية المهارات الاجتماعية للطفل هى الألعاب التى تعتمد على تبادل الأدوار أو التمثيل حيث يمكن أن يأخذ كل من الطفل والأب أو الأم دوراً يمثله كأنهم فى موقف حقيقى مثل الطبيب والمريض، أو المدرس والتلميذ. قراءة الكتب المصورة مع طفلك أيضاً من العوامل التى تنمى مهاراته الاجتماعية. احرصى على توجيه أسئلة لطفلك عما يراه فى الكتاب، اذكرى أسماء الأشياء الموجودة فى الكتاب واطلبى من طفلك تكرارها واشرحى له ما يحدث فى القصة بوضوح. فى سن الثانية يجب أن يستطيع الطفل وصف ما يراه فى الكتاب وكذلك التعبير عن نفسه وعن شعوره تجاه ما يراه. كثيراً ما تكون مفيدة أيضاً اللعب التى تعتمد على التقليد والاستجابة، عادةً تنطق هذه اللعب أسماء أشياء ثم تشجع الطفل على تكرار ما سمعه بصوت مرتفع، أو قد تطلب اللعبة من الطفل الاستجابة لأمر معين مثل الضغط على زر معين أو اختيار صورة معينة.
إرسال الطفل إلى حضانة على مستوى جيد من التجهيزات والدراية العلمية والتربوية هى فى الواقع خطوة هامة فى بناء مهارات الطفل الاجتماعية. إن ذهاب الطفل إلى الحضانة يساعده على تعلم كيفية اللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين وهو ما يعلمه مفاهيم معينة مثل التحمل، المشاركة، والاهتمام بمشاعر الآخرين. كما أن الحضانة تعتبر خطوة تمهيدية للمدرسة وتسهل على الطفل المواد التعليمية التى سيتلقاها فى السنوات الأولى فى المدرسة.
كلما قضيتم وقتاً أكبر فى إرشاد أطفالكم للألعاب المفيدة، كلما أتحتم الفرصة لعقولهم لكى تنمو بشكل صحى.
نقلا عن مجلة الأم و الطفل
ـــــــــــــــــــ(101/346)
طفلى عنيد!
أنت فى زيارة إحدى صديقاتك لتشربى معها فنجاناً من القهوة وطفلك يلعب مع طفلها فى أمان. بعد قليل تنظرين فى ساعتك وتجدين أن الوقت قد حان للرحيل، ولكن عندما تعلنين ذلك لطفلك، يرفض بشدة الرحيل وينفجر فى نوبة من الغضب، ويتوسل إليك فى البقاء لبعض الوقت. تعطينه خمس دقائق أخرى، ولكن عندما تمر الخمس دقائق تجدينه يفعل نفس الشيء.
رغم أن معظمنا يمر بمواقف مشابهة مع أطفالنا حيث يحدث صراع بين رغباتنا ورغباتهم، إلا أننا لا نتمتع جميعاً بمهارة التغلب على تلك المواقف. بالطبع نحن جميعاً نتمنى أن يتمتع أطفالنا بأخلاق طيبة وأن يتعلموا الفرق بين الصواب والخطأ، ولكن ليس ذلك دائماً سهل، خاصةً إذا كان الطفل عنيداً ويقابل كل ما تقولينه بكلمة "لا" لا شك أن التعامل مع الطفل العنيد شئ صعب وأحياناً ينفذ صبرك قبل أن ينفذ صبره هو، ولكن هناك طرق فعالة للتعامل مع العند حتى يكون بيتك مكاناً هادئاً بدلاً من أن يصبح ميداناً للمعارك!
هل من الطبيعى أن يكون طفلى عنيداً بهذا الشكل؟
إن العند صفة طبيعية جداً فى الأطفال. السيدة جوانة الخياط - حاصلة على بكالوريوس علم نفس أطفال من جامعة بوسطن ورئيسة المعلمين السابقة بحضانة مستشفى الأطفال ببوسطن، والتى قامت بتصميم المنهج الدراسى للأطفال ورصد نموهم الأكاديمى، البدنى، العقلى، والاجتماعى تقول: "كل طفل عنيد إلى حد معين، لأن من طبيعة الطفل أن يختبر البيئة المحيطة به لكى يعرف مداه. لكن الأطفال لا يعرفون حدودهم ومن مهمة الأبوين أن يضعا لهم هذه الحدود."
تشرح د. نادية شريف - عميد سابق لكلية رياض الأطفال وأستاذ فى معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة - أن الطفل منذ صغر سنه يكتشف أنه شخصية مستقلة وله القدرة الذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه، وكذلك القدرة على الاعتراض على أى شئ لا يعجبه. تقول د. نادية: "يبدأ ذلك عندما يبدأ الطفل فى اكتشاف العالم من حوله ويقابل كثيراً بعبارات مثل، "لا، لا تفعل ذلك" أو "لا تلمس هذا"". عندئذ يبدأ الطفل فى الاعتراض ويحاول أن يفعل ما يريده بغض النظر عما يقوله أبويه. هنا يبدأ دور الأبوين فى تهذيب طفلهما، فكلما كان ذلك مبكراً كلما كان أفضل."
ما هو الحل؟
تتفق الخبيرتان على أن التربية الفعالة هى أفضل طريقة للتعامل مع العند ومنعه. تؤكد د. نادية أن أول قاعدة من قواعد التربية هى الثبات على المبدأ عند تعاملك مع الطفل. هذا يعنى أن تتفقى أنت وزوجك مسبقاً على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به لطفلكما وماذا تفعلان إذا تعدى طفلكما الحدود الموضوعة له، فلا تقبلى شئ يرفضه زوجك والعكس صحيح. أيضاً لا تتغاضى عن شئ فعله طفلك اليوم ثم تعاقبينه على الفعل نفسه فى اليوم التالى.
القاعدة الثانية هى أن تكونى هادئة ولكن حاسمة في نفس الوقت عندما يعند طفلك. إذا طبقت هذه القواعد فسيفهم طفلك حدوده جيداً.
تقترح السيدة جوانة أيضاً قائل : "إن إدخال روتين معين فى حياة طفلك سيقلل من المواقف التى يحدث فيها الصدام بينكما وسيساعده ذلك على معرفة ما هو متوقع منه." فكرة جيدة أن تحددى مواعيد للطعام، الاستحمام، النوم، والأشياء الأخرى التى تعتبرينها هامة.
تضيف السيدة جوانة قائلة: "يجب أن تضعى فى اعتبارك أنه تماماً مثلما تتوقعين من طفلك اتباع النظام دون مساءلة يجب أيضاً أن تسمحى له بمساحة من الحرية لاتخاذ القرارات الخاصة به." أن يعلم الطفل أنه يستطيع تكوين رأى وأنه قادر على اتخاذ قرارات خاصة به ذلك يمثل جانباً هاماً فى نمو شخصيته. تنصح السيدة جوانة بأن يقرر الأبوان الأمور القابلة للنقاش والأمور الغير قابلة للنقاش. على سبيل المثال، لن يضر السماح لطفلكما باختيار فيلم الكرتون الذى يريد مشاهدته أو اختيار ال"تى شيرت" الذى يريده فهذا سيعطيه شعوراً بإشباع رغبته فى الاختيار. لكن إذا صمم طفلك على فعل شئ خطر مثل اللعب بسكين، أو إذا أراد أن يفعل شيئاً لا يناسبك وأصر عليه مثل زيارته لجدته فى وقت يكون لديك فيه الكثير من المشاغل فى البيت، فى هذه الحالة يكون القرار النهائى لك.
إلى أى مدى أكون حازمة؟
تقول د. نادية: "لا يجب أن يكون الأبوان متراخيين أكثر من اللازم أو حادين أكثر من اللازم، فالمبالغة فى كلتا الحالتين ستؤدى إلى نتائج غير طيبة. فإذا قوبل كل ما يريده الطفل بالرفض دائماً دون إعطائه فرصة اتخاذ أى قرار، سيؤدى إلى عدم قدرته على اتخاذ أى قرار أو تكوين أى رأى، فتحكم الأبوين الدائم فى الطفل، يحجم شخصيته. على الجانب الآخر، إذا لم وجه الأبوان طفلهما وتركاه يفعل ما يريد بصفة دائماً؛ أياً كان ما يريده، فستكون النتيجة طفل منفلت ليس لكلام أبويه أى تأثير عليه."
لقد وجدت السيدة جوانة من خلال خبرتها أن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الذى يصر على فعل شئ ترين أنه غير لائق تتضمن ثلاث خطوات: "أول خطوة هى أن تقولى لطفلك بهدوء وحسم أنه يجب أن يتوقف عن ذلك السلوك وأنك لا تريدينه أن يكرر هذا السلوك حيث أنك لا تقبلينه. ثانياً، إذا لم يتوقف الطفل عن سلوكه، ذكريه أنك قد طلبت منه من قبل التوقف عما يفعله وقولى له أنه إن لم يتوقف فى الحال فسوف يعاقب." وأخيراً، تؤكد السيدة جوانة أنه إذا استمر الطفل فيما يفعل بغض النظر عما قلتيه له، فيجب أن تقومى بمعاقبته حتى لو أغضبه ذلك. تقول السيدة جوانة: "يجب أن يعرف الطفل أنك تعنين ما تقولين، وأنه لن يستطيع تحت أى ظرف من الظروف الاستمرار فى اتباع السلوك السئ." العقاب المناسب هو حرمان الطفل من شئ يحبه، مثل مشاهدة التليفزيون، أو الذهاب إلى النادى، لكن ليس من المناسب أبداً ضرب الطفل أو سبه بألفاظ جارحة.
من الطبيعى أن يحدث بينك وبين طفلك أحياناً تضارب فى الرأى. تقول كل من الخبيرتين أن السر فى التعامل مع عناد الطفل هو أن يتسم سلوكك معه بالهدوء ولكن بالحسم والثبات فى نفس الوقت.
نقلا عن موقع أمومة و طفولة .....
ـــــــــــــــــــ(101/347)
طفلي يغضب كثيرا
وغالباً أيضاً قد سألت إحدى صديقاتك أو والدتك عما يمكنك أن تفعليه تجاه تلك المشكلة بعد أن استنفذت كل الطرق للتعامل معها، لكن لازلت تجدين نفسك فى شدة الحرج عندما تكونين فى السوبر ماركت أو فى نزهة مع بعض صديقاتك ويبدأ طفلك فى الصراخ أو ضرب الأرض بقدميه أو إلقاء نفسه على الأرض.
إن التعامل مع غضب الطفل أمراً محيراً، مرهقاً، ويمثل ضغطاً نفسياً على الأبوين، لكن هدفك لا يجب أن يكون كبت مشاعر الغضب لدى طفلك أو لديك بل يجب أن يكون هدفك تقبل تلك المشاعر وفهمها ثم توجيه الطفل إلى الأساليب المقبولة للتعبير عن تلك المشاعر. إذا نظرنا إلى نوبات الغضب بالمنظور السليم سنجد أنها جزء بناء للغاية فى النمو الصحى للطفل.
لماذا يغضب الطفل؟
نوبات الغضب بسبب الإرهاق أو الغيظ
الحالة:
عندما يكون طفلك مرهقاً، جائعاً، أو متضايقاً من شئ، فلأنه لا يعرف أى طريقة أخرى للتعبير عن تلك المشاعر، فهو يشعر بالغضب. ينمو لدى الطفل هذا الشعور بالغضب فيبدأ الطفل فى الصراخ والضرب بقدميه.
ماذا تفعلين؟
حاولى معرفة سبب غضبه أولاً، فإن كان مرهقاً، حاولى أخذه إلى الفراش لينام، وإن كان جائعاً أعطيه وجبة خفيفة، أما إذا كان متضايقاً من شئ، حاولى تهدئته واطلبى منه أن يشرح لك بهدوء ما يضايقه. حاولى أن تظهرى له فهمك له وتعاطفك معه. على سبيل المثال، إذا كان سبب غضبه عدم قدرته على ترتيب ال"بازل" فيمكنك أن تقولى له: "هذه البازل حقاً تبدو صعبة،" ثم اعرضى عليه مساعدتك، وإذا لم يقبل المساعدة اكتفى بتشجيعه. ضعى فى ذهنك أن الأطفال فى هذه السن لا يعرفون متى وكيف يتوقفون عندما يشعرون بالتعب، فطفلك يعتمد عليك فى هذا الأمر. إذا رأيت أن ال"بازل" على سبيل المثال صعبة جداً عليه، اقترحى عليه أن يتوقف ويقوم بعمل شئ آخر لبعض الوقت وقاومى شعورك بالرغبة فى التدخل لحل المشكلة لإنهائها لأنك بذلك ستعلمين طفلك الاعتماد على الآخرين.
نوبات الغضب بسبب الرفض أو الامتناع عن أمر معين
الحالة:
فى مرحلة معينة من مراحل عمر الطفل تكون كلمة "لا" هى الرد الدائم عنده، فعندما تقولين له أن الآن "وقت الطعام" أو "وقت الذهاب إلى المدرسة" أو "وقت الحمام" ستواجهين دائماً بكلمة "لا". بعد قليل، كلمة "لا" ستصبح هى الرد على أى طلب أو اقتراح.
ماذا تفعلين؟
توضح د. سعاد موسى - أستاذ مساعد الطب النفسى بجامعة القاهرة - وتقول: "الطفل يتعلم قول "لا" قبل قول "نعم"، فالطفل يسعى إلى التفرد ويحاول أن يجعل لنفسه كياناً مستقلاً عن أبويه." تجنبى المواقف التى تستدعى قول "نعم" أو "لا" وذلك بالتمهيد مسبقاً لما تريدين. على سبيل المثال، عند وقت النوم قولى لطفلك، "بعد قليل يا حبيبى ستدخل لتنام، يبقى وقت لدور واحد فقط تلعبه،" بدلاً من قول: "هيا! حان وقت النوم." بهذه الطريقة سيكون الطفل سعيداً بأنه لا يزال يستطيع اللعب لبعض الوقت، وعندما ينتهى الوقت وتخبرينه أن الوقت قد حان لدخول الفراش لن يشعر بضيق شديد.
نوبات الغضب بسبب الرغبة فى لفت الانتباه
الحالة:
إن طفلك يحتاج إلى انتباهك له ويريد هذا الانتباه فى الحال. على سبيل المثال أنت مشغولة تفعلين شيئاً أو لديك ضيوفاً على العشاء وطفلك مصر على أن تلعبى معه فى الحال، أو أنت فى السوبر ماركت وطفلك يريدك أن تشترى له شيئاً فى التو واللحظة. هذه النوعية من نوبات الغضب تشمل "الزن" والتمرغ على الأرض. ماذا تفعلين؟
قولى "لا" فقط وارفضى الاستسلام لطلبه، وغالباً سيبكى طفلك ويصرخ ويضرب الأرض بقدميه. حاولى البقاء هادئة وابتسمى وأخبريه أنك تحبينه، ثم خذيه ودعيه يجلس فى مكان هادئ إلى أن تنتهى نوبة غضبه وعندما يهدأ اعرضى عليه أن تتحدثا سوياً. بهذه الطريقة سيتعلم طفلك أن ما فعله ليس هو الأسلوب السليم للفت الانتباه. قد يكون السبب وراء نوبة غضب طفلك هو رغبته فى لفت انتباهك إليه، فإذا كان الحال هكذا، فأنت تحتاجين لقضاء وقت أطول قيم معه.
نوبات الغضب المحرجة
الحالة:
هذه النوعية من نوبات الغضب تظهر عادةً فى الأماكن العامة أو أمام الناس. يقوم الطفل بالصراخ الشديد وضرب الأرض بقدميه والقذف بالأشياء وتكسيرها. يزداد شعور الطفل بالغضب إلى أن ينفجر فى الآخرين. فى هذه الحالة يكون مطلوب منك رد فعل فورى لكى لا يؤذى الطفل نفسه أو الآخرين.
ماذا تفعلين؟
الحل الأمثل هو اتباع طريقة "الوقت المستقطع" وهى وضع الطفل بمفرده فى مكان هادئ (لكن تذكرى، دقيقة واحدة فقط لكل سنة من عمر الطفل)، مع الاطمئنان بأن باب الغرفة مفتوحاً. إذا كنتما فى مكان عام، خذيه واخرجى من المكان أو خذيه إلى سيارتك. علمى طفلك أن سوء السلوك لن يجد قبولاً منك أو من الآخرين وأنه لن يكافأ أبداً على سوء سلوكه، لكن من أجل حل بناء طويل المدى، حاولى الاستماع إلى طفلك لكى تعرفى سبب غضبه.
نوبات الغضب العارمة
الحالة:
إذا أصبح الموقف صعباً على طفلك قد يفقد سيطرته على نفسه ويبدأ فى ضربك أو فى ضرب الآخرين. ماذا تفعلين؟
من المهم أن تمسكى طفلك إذا سمح لك بذلك لكن ليس بطريقة عنيفة. أمسكيه وكأنك تحتضنينه وقولى له: "أنا سأمسكك حتى تهدأ لكى لا تؤذى نفسك أو غيرك،" يمكنك حتى أن تسمى هذا الوقت "وقت الحضن الكبير" وافعلى ذلك كلما فقد طفلك السيطرة على نفسه. تذكرى أن الأطفال أحياناً يخافون من قوة غضبهم ويحتاجون لوجود شخص آخر للسيطرة على الموقف. طمئنى طفلك أنه حتى لو فقد السيطرة على نفسه فأنت لن تفقدى السيطرة على نفسك أو على الموقف.
نصائح لنوبات الغضب
o من المهم للغاية عدم استسلامك لنوبات غضب طفلك لأنها بذلك ستتكرر بشكل أكثر. حتى لو كان ما يطلبه طفلك طلباً توافقين عليه إلا أنه إذا طلب ذلك بدخوله فى نوبة غضب قولى له: "أتمنى أن ألبى لك هذا الطلب ولكنى لا أستطيع ذلك الآن لأنك تتصرف بهذا الشكل، ربما فى المرة القادمة أشترى لك ما تطلب." تطمئنك د. سعاد بأنه حتى لو لم يعبر طفلك عن فهمه لما تفعلين إلا أنك بذلك قد علمتيه شيئاً وفى المرة التالية سيحرص على التصرف بشكل أفضل حتى يحصل على ما يريد.
o تخلصى من فكرة أن الغضب دليل على سوء التربية، فالغضب فى الحقيقة شعور بالخوف يعترى الطفل ولا يستطيع السيطرة عليه ولا يعرف كيف يعبر عنه. لا تنسى أن غضب طفلك كما أنه يضايقك فهو أيضاً يخيف طفلك.
o إن هدفك هو أن تعلمى طفلك كيف يتخذ قرارات جيدة بنفسه وكيف يتعامل مع المواقف الصعبة. عندما ينفجر طفلك من الغضب نتيجة سقوط مكعباته كلما رصها، فهذا يمثل موقفاً صعباً عليه حتى لو لم تلحظى أنت ذلك.
o خلال مرحلة الطفولة يتشابه الغضب مع الحزن، ففى نوبة غضب طفلك القادمة حاولى معرفة إن كان شيئاً يحزنه.
o هناك خط رفيع بين الغضب والعدوانية، فالغضب شئ طبيعى لأن طفلك يشعر بالضيق، أما الطفل العدوانى كثيراً ما يحاول تدمير الأشياء أو إيذاء الآخرين سواء بالكلمة أو بالفعل. السلوك العدوانى يعنى وجود مشاكل مشاعرية لدى الطفل تحتاج للتعامل معها بشكل سليم باتباع طريقة "الوقت المستقطع" فى كل مرة يسئ فيها الطفل السلوك. إذا استمر الطفل فى سلوكه العدوانى وبدا عليه الاستمتاع بإيذاء الآخرين يجب أن يطلب الأبوان مشورة أخصائى نفسى.
o ليس كافياً أن تقولى لطفلك أن هذا سلوك غير مقبول، لكن قولى شيئاً مثل: "دعنى أريك طريقة أفضل لفعل ذلك،" ثم أرشديه.
o تذكرى أن لكل طفل شخصيته المنفردة، فالأسلوب الذى يصلح مع طفل قد لا يصلح مع طفل آخر. فقد يهدأ طفل من حمله واحتضانه، وقد يهدأ طفل آخر إذا أظهرت له أنك تفهمين مشاعره. من المهم أن تجربى مع طفلك كل الطرق حتى تعرفى الأسلوب الذى يشعره بالأمان حتى تمر لحظات الخوف التى تعتريه.
o هناك خط رفيع بين التربية بالإرهاب والتربية التى تعلم الطفل. إن الضرب أو الصراخ فى الطفل سيحط من قدره، ويقلل من تقديره لذاته، أو قد يدفعه للعند. بدلاً من ذلك جربى طريقة "الوقت المستقطع"، عدم استسلامك لنوبات غضبه وتوجيهه خلالها بحسم.
o تقول د. سعاد: "عندما تكونين فى مكان عام يكون توجيه سلوك طفلك مسألة أصعب لكن يجب أن تنسى الشعور بالذنب والحرج وضعى فى ذهنك أن ما تفعلينه هو لصالح طفلك وهو ما سيستمر معه لمدة ال"60" أو ال"70" عاماً القادمين. الطفل الذى لا يتم التعامل مع نوبات غضبه بشكل سليم، سيصبح عندما يكبر إنساناً يعانى من نوبات غضب فى بيته وعمله لأنه لم يتعلم أى طريقة أخرى للتعامل مع المواقف التى تغيظه أو تضايقه."
ـــــــــــــــــــ(101/348)
لا تتركيه يسير معك وهو ينتحب
كيف تتصرفين حين يستفزك طفلك وأنتما تتسوقان بالتشبث بما يراه فى متجر اللعب؟
فى المتجر توقف صغيرى أمام أكثر من لعبة، ودق بقدميه الأرض لأشتريها له، رفضت ، زاد إصرارًا، فنهرته بشدة، وجذبته من يده لأكمل شراء احتياجاتى، فسار معى وهو ينتحب، فى طريق عودتنا التقيت إحدى صديقاتى المقربات، وكانت صغيرتها تحمل فى يدها لعبة، وبمجرد أن تصافحنا لتمضى كل منا فى طريقها، شد ابنى اللعبة من يد الطفلة، وأصر على أن يصطحبها معه إلى البيت قائلاً للصغيرة: هل تسمحين لى بالاحتفاظ بلعبتك، وعندما تأتين مع أمك لزيارتنا سألاعبك معى بكل لعبى؟ أخجلنى تصرف ابنى وبعد نقاش طويل ومجهد ترك اللعبة، وسار بجوارى حزينًا، عدنا إلى البيت، وانشغلت بترتيب ما اشتريته، ولكن ابنى لم يدعنى، فقد ظل ينادينى كل دقيقة تقريبًا ليطلب حلوى، أو ليسألنى بماذا يلعب؟ أو ليرينى رسمًا لونه فى مجلة أطفال، أو ليسألنى متى سنزور جدتى؟ وهل ستتركينى أبيت معها.
شعرت بالاستفزاز والضغط العصبى الرهيب، وتراقصت أمام عينى تصرفات ابنى فى المتجر، ومع لعبة ابنة صديقتى، فاستجمعت قواى فى صرخة نهرته بها، وطردته خارج المطبخ، فجرى وهو يبكى، بينما غرقت فى الإحساس بالذنب والندم، سألت نفسى ماذا عليّ أن أفعل؟ هل شعرت بالإحساس نفسه نحو طفلك؟ وهل مر عليك يوم مثل الذى عاشته هذه الأم، وعجزت عن التصرف السليم فيما واجهك خلاله من مواقف.
إذن لنتعرف معًا على ما كان على هذه الأم أن تفعله ليمر اليوم بسلام، ومن دون ندوب فى نفسية صغيرها البريء؟
تقول الخبيرة التربوية فيليس هوسلر - هناك مشكلة قلما نجد آباءً أو أمهات لم يواجهوها، ألا وهى تعلق الطفل بكل ما هو جديد سواءً فى متاجر اللعب، أو سوق الحلوى، أو حتى ما هو فى يد أقرانهم، وإن كان أقل قيمة مما يملكون بالفعل، لحل هذه المشكلة تضيء الكاتبة حقيقة غائبة عن أذهان الآباء والأمهات، ألا وهى أن هذا التعلق الظاهرى بالأشياء الجديدة مظهر طبيعى نمر نحن الكبار به. ولكننا لا نحزن إن لم نمتلك كل ما نتعلق به، ومن ثم فإن عبارة "أريد يا أمى" الرائعة يجب ألا تؤخذ فى الغالب مأخذ الجد، فهى مجرد تعبير عن رغبة وقتية وبالتعامل السليم مع الموقف لن يتمسك الطفل بها.
إذا نظرنا بهذه الطريقة إلى الأمر سنمتنع عن وصف أطفالنا بأنهم ناكرون للجميل، ومتذمرون، وطماعون، وغيرها من التهم التى نقذفهم بها طوال اصطحابنا لهم فى الأسواق.ماذا نفعل إذن بدلاً من توبيخ الطفل، ووخزه وبدلاً من أن نلوم أنفسنا بأننا نترك أطفالنا تعساء؟ تجيب الخبيرة: يمكننا بدلاً من ذلك، إذا ما أعلن الطفل عن رغباته، أن نتريث لكى نقول له: حقيقة إنه شيء لطيف، أليس كذلك؟ تأمل كذلك هذه اللعبة، وهكذا نستمر فى حديثنا الودى معه فنقول له: إن ذوقك طيب فى اختيار اللعب، فإظهار عطفنا على هذا النحو، يساعد الطفل الذى يقف عند واجهة المتجر، ويبعد عنه أى إيحاء بالخطأ فى إعلان رغبته بصوت مرتفع، وهذا يقلل أيضًا بصورة فعالة الرغبة الحقيقية فى التطلع إلى الأشياء، ورؤيته أشياء كثيرة محببة إليه تفقده جاذبيته القوية لاختياره الأول كانت.
فى أحيان أخرى يمكننا محاولة إرضاء رغبته بطريقة ذكية كأن نقول له: أظن أن لديك نقودًا فى صندوقك تكفى لهذا الغرض، إذا كنت متأكدًا أن هذا هو ما تريد شراءه، فلنذهب إلى البيت لنرى، وهذه الطريقة ستساعد الطفل على معرفة أن الغرض من النقود مبادلتها بشيء آخر وهو درس ضرورى، يعلمه أن الادخار يفيدنا فى أوقات الشدة، لذلك ينبغى أن ندرك أن الطفل الذى يجرى هنا وهناك مأخوذًا فى متجر اللعب يشير ويتعجب، ويعبر عن إعجابه التلقائى، إنما يتصرف تصرفًا سليمًا طبيعيًا، أما إذا وجدناه منصرفًا عن التطلع إلى هذه الأشياء؛ لأنه لا يستطيع الحصول عليها، أو لم يصدر عنه ما يدل على اللهفة، فيحق لنا حينئذ أن ننزعج.
وترصد فيليس هوسلر تصرفًا آخر يزعج الآباء والأمهات، وذلك حين يفاجئون بطفلهم يخطف دمية صديقة أو لعبته، وهو على وشك الرحيل، وهو يقول أريد إبقاءها معى، أو هل أستطيع أن آخذها إلى البيت؟ وتؤكد الكاتبة أن مثل هذا الطفل لا يزيد خطؤه فى الأخلاق الحميدة على ثغرة صغيرة، وفقًا للمعايير التى اصطلح عليها الكبار؛ لأن الطفل على الأقل يقول مخلصًا: إننى أريد لعبتك هذه، ويمكن صرف الطفل عن هذه الرغبة بتحويل الحديث إلى منحى آخر كأن نسأله: وماذا ستعطى من لعبك لصديقك مقابل هذه اللعبة، أو تخاطبين الصديق قائلة: لا تنسى اصطحاب هذه اللعبة معك كلما جئت لتلعبا بها سويًا.
ويحدث تعلق من نوع آخر يزعج الأم خاصة، ويكون داخل البيت، وهى صورة الطفل الذى يلاحق أمه فى أنحاء البيت مرددًا طلبات لا تنتهى مثل: أريد أن ألعب؟ أريد قطعة من الحلوى؟ انظرى يا أمى إلى هذا؟ ماذا سأفعل عندما يأتى صديقى فلان؟ وهكذا سيل من الطلبات التى يريد منها فى الحقيقة جذب أمه إليها ويقول لها: لماذا لا تتحدثين معى، وتنظرين إليّ، وتتصلين بى؟ لأن كل الأشياء التى طلبها ليست إلا تعويضًا عن شيء آخر أكثر دوامًا أنكرته عليه أمه، ومن المؤسف - كما تقول الخبيرة - أن هناك أمهات يجدن فى هذا التعويض بديلاً سهلاً لما يبدينه من إهمال لأطفالهن، والطفل الذى لا يتأكد من شيء معين كحب أمه له، أو من منزلته فى البيت يجد عزاءه وأمنه فيما يستطيع الحصول عليه، فالحلوى التى تقدمها له أمه تعنى على الأقل نوعًا من الاتصال بها، واللعب الكثيرة التى يملكها، والتى تتزايد حجمًا ونوعًا، إنما تؤكد له - بل وتؤكد لغيره - أنه شخص له أهمية فى البيت، لذا فالطفل الذى لا يريد مشاركة أصدقائه فى لعبة، أو ذلك الذى ينتزع منهم لعبه، لن يجدى معه القهر والإجبار؛ لأنه لن يتعلم من ذلك شيئًا؛ لأنه لن يسمع إلا الصوت الذى يتردد فى حياته الخاصة، ولن يدرك إلا أنه محروم من الذى يراه فحسب، والحل إذن - وفى كل مشاكل الصغار، هو تأمين روعهم إلى أقصى حد، ومنحهم نظرات الود التى يحتاجونها، والأذرع الحانية، والحجور المطمئنة، والتعليقات التى تريح الطفل مثل: لقد قمت بعمل رائع إننى أحب ذلك جدًا، تهدئة لروع الطفل وإراحة لنفسه.
ـــــــــــــــــــ(101/349)
الطفل الخديج (المولود قبل تسعة أشهر)
لما كان من الصعب في كثير من الحالات معرفة الوقت الذي حملت فيه الأم بالتحديد، وكان من الصعب بالتالي معرفة المدة التي قضاها الجنين في بطن والدته قبل أن يولد، لذلك اصطلح الأطباء في العالم على أن يعتمدوا قرارهم: هل المولود الجديد كامل النمو أم أنه قد ولد قبل الأوان؟ على وزن الطفل عند ميلاده وليس على عدد الأشهر التي قضاها في بطن والدته، وهو أمر لا يمكن التأكد منه في كثير من الحالات كما سبق. واتفقوا على أنه يعتبروا الطفل الذي يزن عند ميلاده 2.5 كيلو جرام أو أقل، طفلاً خديجاً، لم يستوف أشهر الحمل الكاملة. وبرغم أن هذا الاصطلاح يسهل الأمور وله فوائد عملية، فإنه غير دقيق جداً، لأن وزن الطفل عند ميلاده لا يدل دائماً وفي كل الحالات على عدد أشهر الحمل. وأقوام وشعوب مختلفة يزن أطفالها عند الميلاد أوزاناً مختلفة، فاليابانيون والهنود مثلاً يزن أطفالهم عند الميلاد أقل مما يزن أطفال شعوب أوروبا، برغم أن الأطفال في كلتا الحالتين قد استوفوا أشهر الحمل كاملة. وفي حالة الشعوب الأسيوية قد يزن الطفل 2.5 كيلو جرام أو أقل ويكون برغم ذلك مستوف لأشهر الحمل. والأمهات الصغيرات الحجم والوزن يملن لولادة أطفال قليلي الوزن. وقد يكون طول الطفل عند مولده ذا قيمة أكبر في الدلالة على استيفائه أشهر الحمل أو عدم استيفائه لها، ولكن قياس طول المولود بصورة دقيقة ليس أمراً سهلاً يمكن إجراؤه بدقه وبلا خطأ. وإذا زاد طول المولود عن 18.5 بوصة اعتبر مستوف لأشهر الحمل. وفيما يلي جدول بعمر الجنين بالأسابيع وما يقابلها من الوزن والطول عند مولده: • الجنين في سن 24 أسبوعاً عندما يولد يزن 680 جرام ويكون طوله 11.75 بوصة. • الجنين في سن 28 أسبوعاً عندما يولد يزن 1360 جرام ويكون طوله 13.50 بوصة. • الجنين في سن 32 أسبوعاً عندما يولد يزن 1812 جرام ويكون طوله 15.50 بوصة. • الجنين في سن 36 أسبوعاً عندما يولد يزن 2500 جرام ويكون طوله 17.50 بوصة. • الجنين في سن 40 أسبوعاً (عند اكتمال أشهر الحمل) عندما يولد يزن 3200 جرام ويكون طوله 19.50 إلى 20 بوصة. والعادة أن الطفل لا يعتبر قادراً على العيش إلا بعد أن يتم كجنين 28 أسبوعاً في بطن والدته. ولا يمكن وضع علاقة ثابتة وصحيحة في كل الظروف بين وزن الطفل الخديج عند ميلاده وقدرته على العيش. على أن الأطفال الذين يولدون ووزنهم أقل من كيلو جرام واحد نادراً ما يعيشون ولو أن هناك حوادث قليلة عاش فيها أطفال كان وزنهم أقل من ذلك. ويمكن القول بصورة عامة أنه كلما زادت مدة حمل الطفل الخديج، كلما زادت قدرته على العيش. وفي أغلب الأقوام تتراوح نسبة ولادة الأطفال غير مكتملي أشهر الحمل بين 6% و10 % من المواليد. ويقدر أن 70 % من الوفيات التي تحدث في الأيام الأولى من حياة الطفل و50 % من حالات الأطفال الذين يولدون ميتين يرجع السبب فيها إلى عدم اكتمال أشهر الحمل. أوصاف الطفل الخديج. يكون الطفل الخديج صغير الحجم قليل الوزن، ويكون حجم رأسه وبطنه كبيرين بالنسبة لحجم أطرافه. ويكون جلده مليء بالثنايا كما لو أنه كان رجلاً متقدماً في السن، وذلك بسبب عدم وجود طبقة شحميه كافية تحت الجلد. ويكون الشعر الزغبي غزيراً على جسمه، ويكون الطلاء الشحمي الذي يغطي الجلد عند الميلاد مفقوداً لديه. وتكون درجة حرارته متقلبة ومياله إلى الهبوط بسبب عدم نضج مركز تنظيم الحرارة في الدماغ. ويكون مركز التنفس في الدماغ غير كامل النضوج عنده. ثم أن الرئتين لا تكونان في أحوال كثيرة قادرتين على التوسع الكامل بعد الميلاد، مما يؤدي إلى اضطراب التنفس وعدم انتظامه لديه. ويصاب الطفل الخديج أحياناً بنزيف في الرئتين مما يزيد في اضطراب التنفس عنده، ثم إن الكليتين والأمعاء والكبد تعمل جميعها لديه بصورة أقل كفاءة منها في الطفل المكتملة أشهر حمله. والطفل الخديج معرض أكثر من الأطفال العاديين للإصابة باليرقان، ويتأخر شفاؤه منه عن غيره من الأطفال. وسبب ذلك نقص أو عدم نضوج كثير من الإنزيمات عنده التي يجب توفرها للشفاء من اليرقان الفسيولوجي. ويكون الجهاز العصبي في الطفل الخديج غير مكتمل النضوج لذا فإن قدرته على البلع والسعال والأفعال الانعكاسية تكون غير مكتملة، وقد تكون ضعيفة جداً عند مولده. ويقضي الطفل الخديج أكثر الوقت نائماً. وهو قليل الحركة وقليل الصياح بالنسبة لغيره من الأطفال. كما أن مقاومته للعدوى الميكروبية ضعيفة، وهو لهذا معرض لكثير من الأمراض. ويبقى في الغالب بقية أقل وزناً وحجماً من أقرانه من الأطفال. أسباب عدم اكتمال أشهر الحمل: 1) في حوالي 28 % من الحالات يكون مجيء الطفل الخديج مصحوباً بمضاعفات الحمل كانسمام الحمل والنزيف الرحمي المبكر. 2) أن إصابة الأم بمرض مزمن، كالسكري والزلال مثلاً، مسئولة في 11 % من الحالات عن ولادة الطفل الخديج. 3) الأطفال التوائم يغلب أن يولدوا قبل تتمة أشهر الحمل، وهذه الحالات
مسئولة عن حوالي 17 % من الأطفال الخدج. 4) تصاحب التشوهات الخلقية ولادة الطفل الخديج في حوالي 5% من الحالات. 5) في 1% - 3% من الحالات يستعجل الأطباء الولادة لأسباب طبية كإصابة الأم بمرض السكري أو الخوف من موت الطفل عندما يكون دم الأم سلبي بالنسبة لعامل الـ RH 6) يلاحظ أن حدوث الولادة المبكرة هو أكثر في الأمهات قبل سن الـ 20 سنة وبعد سن الـ 35 سنة منه في سنين العمر الأخرى مما يدعو للظن أن هناك علاقة بين سن الأم وولادتها لأطفال خدج. 7) يلاحظ أيضاً أنه كلما ارتفع مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية، كلما قلت نسبة حدوث الولادة المبكرة (أي الولادة قبل تتمة أشهر الحمل). ولعل السبب في هذا الأمر يتعلق بجودة أو سوء التغذية، والإرهاق في العمل في البيت أو الوظيفة، والقلق وغيرها من الأسباب التي تصاحب في أغلب الأحيان قلة الدخل. وقد لوحظ أيضاً أن هناك بين كثرة التدخين وبين ميلاد الأطفال الخدج. على أنه حوالي 40 % من حالات الأطفال الخدج لا يمكن اكتشاف أي سبب كان يمكن أن تعزي إليه الولادة المبكرة. منع حدوث الولادة المبكرة: هل يمكننا أن نمنع حدوث الولادة المبكرة ؟ ليس باستطاعتنا في الحاضر أن نفعل ذلك بصورة أكيدة وكاملة، ذلك لأننا لا نزال نجهل في حوالي نصف الحالات الأسباب التي تسبب الولادة المبكرة. على أن تحسين التغذية ومداواة أو منع مضاعفات الحمل، كانسمام الحمل، والعناية الجيدة بالحامل أثناء الحمل، والراحة في الأشهر الأخيرة منه، جميع هذه الأمور من شأنها إذا اتبعت أن تقلل إمكانية حدوث الولادة المبكرة. العناية بالطفل الخديج: يحتاج الطفل الخديج إلى عناية خاصة ودائمة لا تتوفر في أغلب الأحيان إلا في المستشفى، خصوصاً إذا كان وزن الطفل يقل عن 2 كيلو جرام، وفي هذه الحالة يجب وضع الطفل الخديج في المحضن (Incubator) حيث تتوفر له درجة حرارة ورطوبة معينتان وثابتتان، وحيث يمكن إعطاؤه الأكسجين إذا احتاج إليه. وكلما كان وزن الطفل أقل كانت حاجته إلى مثل تلك العناية أكثر. ويمكن إجمال العناية اللازمة للطفل الخديج تحت العناوين التالية: 1) درجة الحرارة والرطوبة: يجب أخذ حرارة الطفل الخديج مرتين في اليوم حتى نتأكد من عدم انخفاضها أو ارتفاعها عما يجب أن تكون عليه. وإذا بقى الطفل الخديج في البيت وخارج المحضن فينبغي أن لا تقل درجة الحرارة في غرفته عن 18.5 درجة سنتغراد. أما داخل السرير الذي يرقد فيه فيجب أن لا تقل درجة الحرارة عن 32 درجة سنتغراد. ويمكن الحصول على هذه الحرارة بواسطة قرب أو زجاجات الماء الساخن كما وترتيب سرير الطفل بطريقة تجعل من الممكن تغيير زجاجات الماء الساخن بسهولة عن طريق وضعها في أماكن جانبية بين الأغطية المسدلة على فرشة السرير. ويُستحسن أن تكون رطوبة الجو في الغرفة في حدود (50 - 55 ) % ويمكن الحصول على مثل هذه الرطوبة بوضع وعاء فيه ماء يغلي فوق المدفأة في الغرفة. أما الملابس فيجب أن تكون كافية لحفظ حرارة الطفل، وأن تكون واسعة فلا تحد من حركته. وإذا كان وزن الطفل 1.5 كيلو جراماً أو أقل فيجب بالضرورة وضعه في المحضن. 2) الوقاية من الأمراض: يجب أن لايسمح للأقارب والزوار بزيارة الأطفال الخدج، ويجب أن تضع الأم أو القابلة كمامة نظيفة فوق الأنف والفم وأن ترتديا مراييل أو أردية أخرى نظيفة فوق أرديتهما، وأن تغسلا أيديهما، قبل مباشرة العناية بالطفل الخديج. ويجب عدم حمل هؤلاء الأطفال وتغيير أمكنتهم ومداولتهم بالأيدي. وينبغي أن يرضع الطفل في سريره بعد رفع ظهره ورأسه دون حمله إلى خارج السرير. كما يجب أن تعقم جميع الأدوات المستعملة لهؤلاء الأطفال سواء كانت للرضاعة أو لغيرها. 3) الرضاعة: إن أفضل حليب لإرضاع الطفل الخديج هو حليب الأم، وإذا تعذر إعطاء الطفل حليب الأم فيمكن إعطاؤه حليب العلب الصناعي (نصف دسم). وهناك قسم من الأطفال الخدج هم في أعلى حدود الوزن، أي أن وزن الطفل هو من (2 إلى 2.5) كيلو جرام، وأغلب هؤلاء يستطيعون أن يمصوا ويبلعوا ويمكن إعطاؤهم الثدي للرضاعة. وهناك قسم آخر يستطيع أن يبلع ولكنه لا يستطيع أن يمص، وهؤلاء يمكن إرضاعهم بواسطة القطارة أو الملعقة. وهناك قسم ثالث لا يستطيع أن يبلع ولا يستطيع أن يمص، وهؤلاء يجب إرضاعهم بواسطة الأنبوب المطاطي الذي يدخل إلى المعدة عادة عن طريق الأنف. ويجب التأكد في هذه الحالة من أن الأنبوب هو في المعدة وليس في القصبة الهوائية. وبعض الأطباء يحبذون عدم البدء بإرضاع الطفل غير المكتمل إلا بعد مرور 48 ساعة من ولادته، خوفاً من أن يؤدي عدم اكتمال قدرته على البلع إلى تسرب بعض الحليب إلى القصبات الهوائية وإصابته نتيجة لذلك بالتهاب رئوي. وهناك قسم من الأطباء يحبذون البدء بإرضاع مثل هذا الطفل بعد اثنتي عشرة ساعة من الولادة، خوفاً من إصابته بالجفاف وحموضة الدم لو تأخر البدء في إرضاعه عن هذا الوقت. ولعل التوسط بين الرأيين هو
الأفضل، فيعطى الطفل سائلاً مكوناً من 5% محلول سكر العنب (جلوكوز) بعد 12 ساعة من ولادته، من ملعقة صغيرة كل ثلاث ساعات، ثم يعطى حليباً بعد 24 ساعة من ولادته، من ملعقة صغيرة إلى ملعقتين صغيرتين كل ثلاث ساعات حسب حجم الطفل. وتزداد هذه الكمية بالتدريج كلما زاد وزن الطفل، حتى إذا أصبح وزنه 2.5 كيلو جراماً عُومل كالأطفال العاديين. ولأن هؤلاء الأطفال غير المكتملين ينامون كثيراً يجب إيقاظهم لإعطائهم وجبات الرضاعة اللازمة، ويحتاج الطفل الخديج إلى (150 سم3 - 180 سم3) من الحليب لكل كيلو جرام من وزنه، ويجب وضعه في السرير من أن يتجشأ بعض الحليب الذي رضعه فينزل إلى قصبة تنفسه لو وضع على ظهره، ويحدث هذا بسبب عدم اكتمال القدرة على البلع والسعال عند هؤلاء الأطفال. ويُوزن الطفل الخديج مرة كل يوم حتى يصبح وزنه 2.5 كيلو جرام وحينها يوزن مرتين كل أسبوع. 4) منع النقص في الفيتامينات ومنع فقر الدم: يحسن أن نبدأ بإعطاء الطفل الخديج فيتامين (د) 800 وحدة، وفيتامين (أ) (5000 - 8000) وحدة وفيتامين (جـ) (25 - 50) مليجرام كل يوم ابتداء من الأسبوع الثاني من العمر كما يحسن أن يعطى الطفل أحد مركبات الحديد المناسبة بعد الشهر الأول من عمره وقاية له من أن يُصاب بفقر الدم. الحمام: يجب عدم إعطاء الطفل الخديج حماماً حتى يشتد عوده ويبلغ وزنه 2.5 كيلو جرام، وعندما يعامل في موضوع الحمام كالأطفال العاديين. وخلال ذلك يُنظف بدن الطفل كل يوم بقطع من القطن مبللة بزيت الزيتون. مستقبل الطفل الخديج إن إمكانية معيشة الطفل الخديج تعتمد على وزنه، وعلى العناية الطبية التي تتوفر له، وكلما زاد وزنه زادت إمكانية بقائه حياً، وإمكانية عيش الأطفال الذين ينقص وزنهم عن كيلو جرام واحد قليلة، في حين أن إمكانية عيش الأطفال الذين يبلغ وزنهم 2.5 كيلو جرام هي حوالي 99.5 % من إمكانية عيش الطفل كامل النمو. وأغلب ما تحدث وفاة هؤلاء الأطفال هي بسبب التشوهات الخلقية وأمراض الجهاز التنفسي والنزيف في الرئتين والرضوض أثناء الميلاد، والغالب أن تحدث الوفاة في الـ 48 ساعة الأولى ن الحياة، وإذا عاش الطفل هذه المدة قلت إمكانية وفاته، على أن نسبة الوفيات بين الأطفال الخدج تظل أعلى منها عند غيرهم من الأطفال حتى نهاية العام الأول من عمرهم. والأطفال الخدج هم أكثر إصابة بالتشوهات الخلقية، والسل المخي، والتأخر العقلي من الأطفال العاديين، كما أن تعرضهم للإصابة بمرض كساح الأطفال (Rickets) ، وفقر الدم، وأمراض الجهاز التنفسي، هو أكثر من تعرض غيرهم من الأطفال. نقلاً عن كتاب العناية بالطفل
ـــــــــــــــــــ(101/350)
العبث بالأعضاء التناسلية
عند نهاية العام الأول يبدأ الطفل في التعرف على أعضائه التناسلية بنفس الطريقة التي تعرف بها فيما سبق على أصابعه ويديه، فقد تقوم الطفلة أو الطفل التي تبلغ من عمرها عاماً ونصفاً باستكشاف أعضائها التناسلية أثناء جلوسها على الوعاء المخصص للتبول، فلا داعي للقلق بأن هذا التصرف سوف يؤدي إلى عادة سيئة. في هذه الحالة يمكنك أن تجذبي انتباه طفلتك أو طفلك إلى شيء آخر مثل إعطائها لعبة مثلاً، ومن الأفضل ألا تعلقي أو تعطيها فكرة أنها سيئة أو أن أعضائها التناسلية تمثل شيئاً قذراً أو سيئاً، بل اعلمي واعملي بالآتي: • يجب أن تساعدي طفلك على الشعور بتقبل جميع أجزاء جسمه، لأنه إذا شعر بالخوف من أي جزء من أجزاء جسمه أو كرهه فإن ذلك سوف يجعله يركز اهتمامه عليه ويجذب انتباهه إليه، وقد يؤدي ذلك إلى نتائج سيئة في المستقبل. • إذا حاولت منع طفلتك أو طفلك من ذلك بضربها على يدها أو نهرها فإن ذلك سوف يجعلها تصمم على مزاولة هذا الفعل. • عند بلوغ الطفل ثلاث سنوات من العمر فإن قيامه بالعبث بأعضائه التناسلية يرجع إلى شعوره بالرغبة في ذلك. فالأطفال بين ثلاث وست سنوات ينمون ويكبرون في جميع الجوانب ويبدءون بالشعور بالعاطفة الحميمة نحو الأشخاص القريبين منهم وخاصة الوالدين، وذلك أنه في هذه الفترة من العمر يوجد حب الجنس الآخر لدى الأطفال، ويعد هذا ظاهرة طبيعية لنمو الطفل. فلو أنك نظرت إلى هذا الموضوع من هذه المنطلق فسوف تشعرين بأن هذا نمو طبيعي وأنه شيء يحدث لجميع الأطفال. فإن كان طفلك غير مشغول بهذه العملية بصورة عامة فلا داعي لقلقك. • بعض الأطفال يقومون بهذه العملية نتيجة لقلقهم، وقد يكون السبب في القلق هو تفكير الطفل في السبب وراء اختلاف الطفل عن الطفلة أو لقلقه من أن شيئاً سوف يحدث لأعضائه التناسلية. وفي هذه الحالة ينبغي ألا تخبري طفلك بأنه سوف يجرح نفسه لأن ذلك سوف يجعل الأمور أسوأ. كذلك إذا قمت بتهديد طفلك بحرمانه من حبك به وبأنه طفل سيء فإن ذلك سوف يضيف إلى مخاوفه. • الأسلوب الحكيم هو أن تحاولي إبعاد القلق والمخاوف عن الطفل بمجرد شعورك ببدايتها، وإذا قام طفلك بمثل هذا الفعل أمام بعض الأشخاص أو أمامك فيمكنك أن تحولي انتباهه إلى شيء آخر دون أن توبخيه أو تقومي بمعاقبته. بعد بلوغ طفلك السادسة من عمره: في الفترة بين السادسة وحتى البلوغ يبدو أن الطفل يبذل مجهوداً للحد من شعوره بالعبث بالأعضاء التناسلية - ففي هذه السن يكون لدى الطفل الأفكار بأن مثل هذا الفعل لا يصح، ومن الخطأ ممارسته، سواء أخبره والداه بهذا أم لم يخبراه، ففي هذه الفترة يصبح ضمير الطفل قوياً، ولكن هذا لا يعني أن الطفل قد امتنع نهائياً عن ممارسة هذا وهذا شيء طبيعي. • قد يكون العبث بالأعضاء التناسلية إشارة إلى قلق الطفل في أي مرحلة من مراحل عمره، وفي هذه الحالة يجب عليك البحث عن السبب وراء شعور طفلك بالقلق. فقد يكون الطفل قلقاً مرض أمه أو أبيه أو لترك أحد والديه المنزل، أو لشعوره بالوحدة وعدم قدرته على عمل صداقات مع الأطفال الآخرين..أو لأي سبب آخر. • بعض علماء النفس يرون أن العبث بالأعضاء التناسلية لا يسبب أي أضرار صحية أو نفسية للطفل، ولهذا لا يرون أن هناك ضرورة لمنع الطفل حتى لا نسبب له خوفاً أو شعوراً بالذنب، وكل ما علينا هو أن نحاول أن نشغل وقته بأي شيء آخر حتى يتعود أن يواجه مشاكله بطريقة أكثر إيجابية. • التهديد والتخويف ضاران بالطفل، فلا تحاولي أن تقولي أشياء غير حقيقية من أجل أن يقلع عن هذه العادة. مثلاً بعض الآباء والأمهات يقولون لأطفالهم أن العبث بالأعضاء التناسلية يسبب الجنون أو يجعلهم أشراراً وإن مثل هذا التهديد والتخويف سوف يخلق مخاوف عميقة لدى الطفل وقد يشوه لديه العلاقة الجنسية في المستقبل ويجعله يخاف أي شيء له علاقة بالجنس. • إذا استمر طفلك في ممارسة هذه العادة فهذا يعني أن لديه مشكلة وأن هذا ما هو إلا عرض لمشكلة كبيرة ويجب مساعدته باستشارة متخصص. نقلاً عن كتاب العناية بالطفل
ـــــــــــــــــــ(101/351)
سلوكيات الطفل وعملية التأديب
إن أهم يا يشغل الآباء والأمهات في هذه المرحلة هو السؤال: "كيف يمكننا أن نعلم أطفالنا التصرفات السليمة والسلوك اللائق الذي يساعدهم على تقبل المجتمع لهم؟". فللمجتمع توقعات معينة بالنسبة لتصرفات أفراده وتعد مرحلة ما قبل المدرسة هي المرحلة المثالية لتدريب الطفل على التصرف بناء على هذه التوقعات، ولحسن الحظ، فإن الأطفال في هذه السن: • يميلون بشدة إلى التقليد: ويرغبون بكل إصرار على القيام بجميع الأعمال الروتينية التي يقوم بها الكبار. • يحبون أن يتعلموا لأنهم يريدون أن يعرفوا ما يحيط بهم من أسرار الكون. • يقلقهم احتمال فقدان العطف والحب الذي يتمتعون به مع والديهم: ولذلك فهم يحافظون على مستوى السلوك الذي يتوقعون أنه يبقي على حب أبويهم لهم، ويتوقف ذلك بالطبع على ما إذا كان هناك شعور من ناحية الطفل بوجود هذا الحب أصلاً. .وبناء على وجود هذه الخصائص عند طفل هذه المرحلة سوف يصبح من السهل جداً أن نصل إلى المستويات المطلوبة إذا اتبعت في معاملته الأساليب التالية: • اتبعي مع طفلك بشكل عملي مبدأ "أحب لأخيك ما تحبه لنفسك" كما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم، فطفلك لن يعطيك من الأدب والتعاون والاعتبار أكثر مما تعطينه إياه. ولنفرض أنه طلب منك أن تعاونيه في حل اللغز أو بناء المكعبات مثلاً، ولم تستجيبي له بل صرخت في وجهه.. هل تتوقعين أن يساعدك في تحضير المائدة..كذلك فإنه لن يسامحك سريعاً إذا ما جذبت شعره أثناء تمشيطه. • تأكدي من أن تكافئي طفلك على التصرفات السليمة، بدلاً من أن تكافئيه على التصرفات السيئة, وقد يبدو لك هذا شيئاً واضحاً, ولكنه في الحقيقة غير ذلك مثال ذلك: إذا اصطحبت طفلك معك أثناء التسوق وبدأ في البكاء طالباً بعض الحلوى فربما تستحبين له حتى يكف عن البكاء وتنعمي أنت بالسلام ولكن إذا اصطحبته معك أثناء التسوق ولم يبك طالباً أي شيء فهل تشترين له بعض الحلوى؟ إنك عادة لا تفعلين، هل رأيت إذن أنك أحياناً تكافئين السلوك الخاطئ دون الصحيح؟ • كوني إيجابية فإن الأطفال الصغار يفضلون التوجيهات الإيجابية لما يجب أن يقوموا به، في حين أنهم لا يستجيبون للتوجيهات السلبية التي تتضمن مجرد النهي عن الأشياء التي لا يصح أن يقوموا بها. مثلاً: إذا قلت لطفلك "لا تترك لعبك هكذا" فإن الطفل في مثل هذه الحالة قد لا يفهم ما الذي عليه أن يفعله، وسوف يجعله هذا الموقف الغامض يحجم عن عمل أي شيء، أما إذا قلت له " اجمع لعبك وضعها مرة أخرى في السلة المخصصة لها " فقد تنقل له هذه العبارة شيئاً إيجابياً يمكن أن يقوم بتنفيذه. • كوني واضحة: فقد تكون إرشاداتك إيجابية ولكنها قد تفشل لأنها غير واضحة، مثال ذلك "كن مؤدباً ودعك من هذه التصرفات" إن هذه العبارة تعد إيجابية ولكنها بالنسبة لطفلك في هذه السن لا تعنى شيئاً، إن ما تقصدينه بهذه العبارة هو "لا تفعل شيئاً أنا غير راضية عنه" ويعتبر مثل هذا الأمر في الواقع شيئاً مستحيلاً، ذلك أن طفلك لا يعرف كل ما لا ترضين عنه. • اشرحي لطفلك باستمرار السبب الذي يكمن وراء إرشاداتك: ففيما عدا حالات الطوارئ حيث لا مفر من أن يأتي شرح السبب فيما بعد، يعتبر عدم شرح السبب وراء الإرشادات التي توجهينها لطفلك مبالغة منك في تقدير ذكائه، فإذا سألك لماذا؟ مثلاً وقلت له "لأنني أقول هذا" أو "لأن هذا هو ما أريد" فسوف لا يتعلم منك أي شيء مفيد. وإذا فرضنا أنك طلب من الطفل أن يضع الجاروف في المكان المخصص له دون شرح السبب وراء هذا الطلب، فماذا يدور في ذهن الطفل عندئذ كسبب لذلك: هل لأن الجاروف قذر أو لأنه خطر، أو لأنه قد يُكسر، أو لأنك تريدين ذلك حتى تستطيعي الحصول عليه بسهولة عند الحاجة، أو لمجرد أن هذه رغبتك؟ إن عدم شرح السبب وراء طلبك يعني أنك لا تعلمين طفلك شيئا. • احتفظي بكلمة "لا" فقط للقواعد العامة: إن استخدام لا تكون فعالة فقط عندما تريدين أن تنهي طفلك عن القيام بعمل ما بصورة دائمة بشكل نهائي. أما إذا كنت تريدين أن تنهي طفلك عن القيام بفعل معين الآن، أو في ظل ظروف معينة بالذات فمن الأفضل أن تعطي إرشاداتك بطريقة إيجابية. مثلاً: "انتظر قليلاً حتى ننتهي من الحديث "بدلاً من" "لا تقاطعني أثناء الحديث"، ذلك أنك قد تحتاجين منه أحياناً أن يقاطعك لظروف تكون فيها المقاطعة ضرورية، كما يحدث مثلاً عندما يضطر إلى تنبيهك أن أخته الصغيرة تبكي، أو أنك نسيت الطعام على الموقد، أو أنه يريد أن يذهب إلى دورة المياه. إن الذي نخشاه هنا هو أن النواهي يمكن أن تتحول بسهولة إلى قواعد عامة، وربما كان هذا التعميم في غير صالح الطفل كما سبق أن رأينا، لذلك كلما قللنا من النواهي بحيث تصبح فقط في حدود ما نريد أن يكون قاعدة عامة، قبلها الطفل بشكل أسهل وخاصة إذا قلنا له لماذا. مثلاً: "لا تتسلق أبداً هذه الشجرة إنها غير آمنة"، "لا تعبر الطريق إلا بصحبة شخص كبير معك، فإنك لا تضمن أن تكون هناك
سيارة مسرعة في نفس الوقت الذي تعبر فيه الطريق". إن القواعد العامة لا شك مفيدة لسلامة طفلك، إلا أنها في الواقع لا تلعب دوراً مهماً في تعليم السلوك القويم، ذلك أنها عادة ما يكون بها من الجمود وعدم المرونة ما يجعلها غير مفيدة في الحياة العادية، ولذلك يجب أن تحدي من استخدامها بأن تقصريها فقط على المشكلات الصغيرة المحددة وليس الكبيرة ذات الأهمية. • امنحي طفلك الثقة في نفسه: فإذا ما شعر بأنك على الدوام تمطرينه بأوامرك ونواهيك وأنه باستمرار تصححين له أفعاله، فإنه قد يحاول بعد ذلك أن يفكر كثيراً فيما يجب أن يفعله وما لا يجب أن يفعله، لذلك كان عليك أن تتركي له بعض المسئوليات التي تناسب سنة أو المرحلة التي يمر بها, وأشعريه بثقتك في قدرته على تحمل هذه المسئوليات. فإذا سمحت لطفلك مثلاً أن يذهب للعب مع أطفال الجيران أو الأقارب فلا تمطريه بوابل من التعليمات قبل ذهابه مثل "لا تأتي إلى باكياً" أو "عليك أن تكون هادئاً"، "إذا أعطاك أحد شيئاً قل له شكراً، وإذا أخطأت اعتذر" وهكذا، فما دمت قد سمحت له بالذهاب فاتركيه يتحمل هو مسئولية تصرفاته، ذلك أن كثرة الإرشادات والتعليمات لن تساعده كثيراً على التصرف، وكل ما هنالك هو أنها ستجعله غير مرتاح لعمل هذه الزيارة. • كوني قدوة لطفلك: إن طفلك في هذه المرحلة يتعلم عن طريق القدوة، فإذا داعبت طفلك بكلمة خارجة، تأكدي أنه سوف يرددها بالتالي، وإذا طلبت من طفلك إنكار وجودك فسوف يتعلم أن بإمكانه أن يكذب وهكذا. • وإذا كان الطفل يلاحظ كل تصرفاتك وسلوكياتك ويقلدها، كان من الضروري أن تكوني مستعدة للاعتراف بالخطأ إذا أخطأت، وأن تعتذري عن الخطأ. ومن العبارات المفيدة عند الاعتذار أو تبرير الخطأ قولك مثلاً "إن كل شخص يقوم ببعض الأفعال السخيفة أحياناً" فإذا تفهم طفلك هذه العبارة واقتنع بصدقها فإنه لن يضع لنفسه أو لك مستويات أعلى من الواقع بدون داع، كما أنه لن يصدم إذا ما لاحظ عليك لأول مرة تصرفاً خاطئاً أو حكماً غير عادل أو كذبة بيضاء. فإذا فرض أنك اتهمت طفلك بكسر إحدى الأكواب مثلاً ورفضت أن تصدقي إنكاره لذلك، ثم اكتشفت بعد ذلك أنك مخطئة، عليك أن تعتذري لطفلك وتعترفي بخطئك، لا مفر من ذلك إنك تعلمينه عندئذ أن الاعتراف بالخطأ فضيلة. فلقد كنت مخطئة وكنت غير عادلة في حكمك عليه، ورفضت أن تصدقيه عندما كان يقول الصدق، فإذا طلبت منه بعد ذلك أن يسامحك فإن طلبت منه بعد ذلك أن يسامحك فإن احترامه لك سوف يزيد ولن يقل. وبعد: فلابد أن تعرفي أن اتباعك لهذه النصائح لن يجعلك تحصلين على طفل يعطيك طاعة عمياء بمجرد أن تلقي عليه أمراً ما. فإن مثل هذا الطفل ليس هو الطفل المؤدب الذي نقصده، إن من السهل جداً - وإن كان من غير المفيد - أن تجعلي طفلك يتصرف كما تحبين، يستجيب بسرعة وبدون تردد لأوامرك ونواهيك، ويحاول إرضاءك ويخشى غضبك ويكون رهن إشارتك وطوع بنانك، ولكن هل تضمنين أن تصرفاته سوف تكون سليمة في غيابك؟ إنك لن تكوني بجواره طوال الوقت، ولذلك فإن القصد من عملية التأديب يجب أن يكون في النهاية هو تنمية ما يُطلق عليه "الضمير" في داخل الطفل، أي أن يصبح طفلك قادراً على أن يقوم بما يجب أن يقوم به حتى أثناء وجوده بمفرده. فالآن وقد أصبح طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة، وصار مستعداً لأن يتعلم كيف يحافظ على سلامته وأمنه، وكيف يعمل على تقبل المجتمع له، عليك أن تعاونيه على هذه الاستقلالية، بحيث يصبح في إمكانك بعد ذلك أن تنسحبي تدريجياً وتتركيه يطبق بنفسه ما علمته إياه من مبادئ في السلوك والأخلاق. إنك إذا أدركت بصدق أن عملية التأديب ما هي إلا مجرد توجيه وإرشاد لطفلك كيف يسلك، فسوف تجدين أن معظم ما نسميه بمشكلات في سلوكه لي يصبح كذلك بالمرة، ذلك أنك لن تصدري له الأوامر والنواهي بدون تفسير، كما أنك لن تستنكري منه الإجابة على أشياء من نوع: "لماذا" و"لماذا يجب؟" و"لماذا أنا بالذات؟" وهكذا. نقلاً عن كتاب العناية بالطف
ـــــــــــــــــــ(101/352)
التأتأة عند الأطفال
التأتأة هي أحد مظاهر اضطرابات الكلام وصفتها أن يكرر المتحدث الحرف الأول من الكلمة عدة مرات ، أو أنه يكون عرضة للتردد عند نطق كلمة ، وتصحب هده الحالة تغيرات جسمية وانفعالية تظهر واضحة في تغير تعبيرات الوجه ، وحركة اليدين وكذلك إحمرار الوجه ، والعرق أحيانا .
أسباب التأتأة :
تشمل أسباب التأتأة الجوانب النفسية والاجتماعية كتلك التي تتعلق بالتربية والتنشئة الاجتماعية ، فأساليب التربية التي تعتمد على العقاب الجسدي والإهانة والتوبيخ كثيراً ما تؤدي إلى إصابة الفرد بآثار نفسية وإحباطات من شأنها أن تعيق عملية الكلام عند الأطفال ، فكثيراً ما يلجأ الآباء إلى إهانة الأبناء أمام الغرباء وتوبيخهم ومعاملتهم دون احترام . كما أن إهمال الآباء للأبناء ومحاولتهم إسكات أبنائهم عند التحدث أمام الآخرين يؤدي في النهاية إلى خلق رواسب نفسية سلبية ,، تعمل على زعزعة الثقة بالنفس لدى الطفل مما يجعله يشك في قدرته على التحدث بشكل صحيح أمام الآخرين . كما أن هناك أسباب تشريحية عضوية كأن يعاني الشخص المصاب من خلل واضح في أعضاء الكلام أو يصاب بهذه المشكلة نتيجة لأصابة الجهاز العصبي المركزي بتلف في أثناء أو بعد الولادة ، ويعتقد بعض علماء النفس أن هذا السلوك بدأ إرادياً وأصبح بعد ذلك لاإرادياً .
آثار التأتأة :
كثيراً ما يميل الأشخاص المصابون بالتأتأة إلى الانسحاب والابتعاد عن النشاطات الاجتماعية ، فهم لا يحبذون الاختلاط مع الآخرين ، لكيلا يتعرضوا للإحراج ممن حولهم ، وبالنسبة للأطفال المصابين فإن الوالدين يشعران بالألم خاصة عندما يتكلم أبنهما أمام الآخرين ويبادله هؤلاء الشفقة أو السخرية ، فكثيراً ما يعتقد الوالدين بأنهما السبب في ذلك فيتولد لديهما شعور بالذنب ، وقد يعمدان إلى محاولة عدم ترك الطفل يتحدث أمام الآخرين حتى لا يلفت النظر إليه .
الحلول المناسبة :
المرحلة الأولى:
يخطئ من يعتقد أن التأتأة لا علاج لها ، خاصة إذا كانت ناتجة عن أسباب نفسية ، إذ ينبغي علينا اللجوء إلى المختصين والبحث معهم في إمكان علاج هذه المشكلة . ومن المؤلم أيضاً أن نحاول إخفاء الشخص المصاب عن أعين الناس ، والمؤلم أكثر هو أن تمنعه من البحث عن علاج لهذه المشكلة . أما تجنب الظاهرة فيتحقق بأن تعتمد الأسرة في بداية تنشئتها للأطفال إلى تشجيعهم على التعبير الصوتي لما يجول في أنفسهم ، كما ينبغي أن نكف عن عقاب الأطفال عندما يحاولون التحدث والمناقشة وإبداء الرأي . فلندعهم يتكلمون ولنستمع إليهم كما ينبغي ألا نعاقبهم عند محاولتهم إثبات ذواتهم والتحدث مع الآخرين ، أما الإهانة والتوبيخ للطفل أمام الآخرين من شأنه أن يؤدي إلى خلق شخصية غير سوية للطفل . فتدريب الأطفال على أصول الاجتماعي مع الآخرين وتوضيح ذلك كله يعلمهم العادات والتقاليد التي تخص مجتمعهم وتساعدهم على التمييز بين ما هو مقبول وما هو مرفوض من قبل الأسرة ، ونكرر مرة أخرى يجب ألا نترك الطفل يكتسب الخبرة بعد العقاب .
المرحلة الثانية :
الخطة العلاجية التي تعتمد على الطرق التالية التي نستعين خلالها بأخصائي النطق :
- طريقة تأخير التغذية الراجعة السماعية : وتكون عندما يواجه هؤلاء الأشخاص بأصواتهم ونُسمِعَها لهم بعدة تسجيلات على آلة التسجيل ، وتتم إعادة سماعها عدة مرات حتى يتعرف الفرد إلى طبيعة الحروف والكلمات . عندئذ يعمد إلى التحكم وتجريب الكثير من التغيرات مثل السرعة في الكلام فيبطئ ، ويجب أن يتم التدريب تحت إشراف أخصائي .
- الحديث الإيقاعي : ويتم ذلك بتدريب الفرد على التحدث بإيقاع معين متزامن . إن عملية ضبط الوقت من شأنها أن تزيد السلاسة أو الطلاقة في الكلام .
- التعلم الإجرائي : في هذه الطريقة نستعمل أساليب التعلم الإجرائي مثل التعزيز الذي يقدم للفرد عندما يتقن عملية الكلام بدون تأتأة . هذا بالإضافة إلى الكثير من الإجراءات السلوكية التي ممكن أن تتعلمها أسرة الشخص المصاب بعد مراجعتهم لأخصائي النفسي
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/353)
العادات العصبية عند الأطفال!
ساعدى طفلك فى التغلب على عاداته العصبية
هل أصبح لطفلك عادة لا تستطيعين تفسيرها ولا تعلمين كيف تتعاملين معها؟ قد يرتبط طفلك بعادة من العادات العصبية مثل قضم الأظافر، إدخال إصبعه فى أنفه، لف خصل من شعره على إصبعه، وضع شعره فى فمه، أو التلعثم، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب. من الضرورى ألا يتجاهل الأبوان هذه العادات بل يجب أن يحاولوا البحث عن سببها وكيفية التعامل معها.
لماذا يصاب الأطفال بعادات عصبية
تقول د. جوزيت عبد الله - أستاذ مساعد الطب النفسى - أن الضغط النفسى هو السبب الرئيسى وراء هذه العادات. فقد يصاب الأطفال بهذه العادات العصبية لعدم استطاعتهم التعبير عن قلقهم ومخاوفهم سواء لأنفسهم أو لأى شخص آخر، فالعادات العصبية تساعدهم فى التغلب على القلق والبقاء هادئين فى المواقف الصعبة. إن لجوء الطفل لهذه العادات هو أسلوبه فى إخبار أبويه، مدرسيه، أو أى شخص كبير آخر أنه يحتاج إلى الاهتمام والمساعدة. وبالتالى فهذه العادات هامة جداً لأنها تظهر للأبوين أن هناك مشكلة تزعج الطفل، ويجب أن يحاولوا التعرف عليها.
كيف يتم التعامل مع العادات العصبية؟
التخلص من عادة معينة ليس أمراً سهلاً، فحتى الكبار يعانون إذا ما حاولوا التخلص من عادة معينة مثل التدخين على سبيل المثال. أحياناً يستسهل الأبوان السكوت على عادة طفلهما ويتركاه يأخذ وقته لعله يتغلب عليها بدلاً من اتخاذ خطوات لمساعدته، ولكن بالوقت والصبر يمكن أن تساعدا طفلكما فى التغلب على عادته السيئة، وتشرح د. جوزيت كيف:
• كونا هادئين
تنصح د. جوزيت الأبوين بأن يتعاملا بهدوء قدر الإمكان مع عادة طفلهما العصبية دون إعطائها اهتماماً شديداً. وتضيف أن العادات العصبية أمراً شائعاً عند الأطفال الصغار ولأن الطفل الصغير لا يكون على دراية بما يفعل، فيجب ألا يعاقب أو يلام على ذلك. العصبية مع الطفل ستربكه فقط، والضغط على الطفل للتوقف عن العادة السيئة سيزيد فقط من ضغطه النفسى.
• تعرفا على السبب
يجب أن يركز الأبوان على معرفة سبب العادة السيئة بدلاً من التركيز على العادة نفسها، فيجب أن يفكر الأبوان: ما الذى يضايق الطفل؟ هل حدث أى تغير فى بيئته مؤخراً؟ فالتغيرات التى قد لا تبدو ملحوظة أو قد تبدو غير هامة فى نظر الأبوين، قد تمثل بالنسبة للطفل أمراً أساسياً. على سبيل المثال، مولد طفل جديد فى الأسرة، الانتقال إلى بيت جديد، سفر أحد الوالدين للعمل، الانتقال إلى مرحلة مدرسية جديدة، كل هذه أمور قد تزعج الطفل. كثيراً ما يستحق الأمر أخذ رأى شخص من خارج الأسرة يهتم بالطفل ويستطيع أن يتحدث بصراحة مع أبويه. فلأنه لا يكون له دخل مباشر بالمشكلة غالباً ما يكون قادراً على رؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحاً عمن هم فى المشكلة.
• عبرا عن حبكما ومساندتكما لطفلكما
من المهم أن تتأكدا من أن طفلكما يشعر بأنه محبوب بغض النظر عن أى عادة عصبية لديه. فبمنح طفلكما الكثير من الحب والمساندة، يمكنكما مساعدته فى التغلب على المشكلة. أريحا طفلكما بالكلام وطمئناه إلى أنكما ستكونان دائماً معه. توضح د. جوزيت أنه إذا احتاج الطفل للوم أو التأنيب على سوء سلوكه فى موقف معين، فيجب أن يكون نقد الأبوين للسلوك السئ فقط وليس للطفل ككل. فكثيراً عندما يتعصب الآباء يقومون بنقد أطفالهم والتعليق بكلام مثل: "أنت غبى"، أو "لا أحتمل رؤيتك"، أو "أخوك أفضل منك"، .. الخ، ولكن الآباء يجب أن يعلموا أن الطفل لا يعرف البديل السليم لسلوكه السئ وكل ما ستفعله الإهانة هى أنها ستقلل من تقديره لذاته.
• متى يجب أن يقلق الأبوان من العادات العصبية؟
توضح د. جوزيت أنه عندما تصبح العادة العصبية واضحة لدرجة أنها تؤثر على حياة الطفل الأكاديمية والاجتماعية فذلك أمر يبعث على القلق وقد يحتاج إلى علاج نفسى.
التعامل مع التلعثم
التلعثم من أكثر العادات العصبية التى تقلق الأبوين. كثير من الأطفال الصغار وحتى سن دخول المدرسة يتلعثمون عندما يكونون فى مرحلة تعلم الكلام. فقد يكررون أصواتاً معينة، لزمات معينة، أو كلمات قصيرة، وقد يترددون أيضاً بين نطق كل كلمة وأخرى. قد يظهر التلعثم بشكل أوضح عندما يكون الطفل متحمساً، مرهقاً بشدة، أو يعانى من ضغط نفسى. قد لا يلاحظ الطفل نفسه سلوكه أو يكون له أى رد فعل تجاهه. إن معظم الأطفال الذين يعانون من التلعثم فى الكلام يتخطون تلك المرحلة ويتكلمون بشكل طبيعى كلما كبروا.
تقول د. جوزيت أن الأسباب التى تؤدى إلى التلعثم هى نفس الأسباب التى تؤدى إلى العادات العصبية الأخرى، وتضيف أنه ليس صحيحاً أن الطفل الذى يعانى من التلعثم قدراته الذهنية أقل من غيره، فبعض الأطفال يكونون فى غاية الذكاء ولكن عضلاتهم المسئولة عن الكلام لا تستطيع متابعة سرعة تفكيرهم. عندما يكون التلعثم واضحاً ومستمراً، فهذا يشير إلى وجود شئ يزعج الطفل وقد يساعد العلاج النفسى فى التعرف على السبب الكامن وراء ذلك. ينصح بالتعامل مع تلك المشكلة فى المراحل المبكرة لتجنب تطورها.
ماذا يفعل الأبوان؟
إن التعامل مع التلعثم لا يختلف عن التعامل مع أى عادة عصبية أخرى. فيجب التعرف على السبب، التعبير للطفل عن حبكما ومساندتكما له، والالتزام بالهدوء لكى تستطيعا مساعدة طفلكما فى التغلب على المشكلة. بالإضافة إلى ذلك، من الضرورى اتباع الخطوات الآتية:
• لا تحاولا التصحيح أو التدخل أثناء حديث طفلكما، واطلبا أيضاً من الآخرين عدم التصحيح له.
• لا تطلبا من طفلكما أن يكرر ما قاله أو أن يبطئ من سرعة كلامه. أعطياه الوقت الذى يحتاجه لكى يقول ما يريد.
• لا تجعلا طفلكما يتدرب على قول كلمات أو أصوات معينة.
• تحدثا إلى طفلكما كثيراً، يمكنكما مناقشته فيما مر به أثناء اليوم، وتحدثا إليه عما فعلتماه أنتما، واقرئا كتب معه.
• احرصا على التحدث إلى طفلكما ببطء وبوضوح.
• حاولا تقليل الضغط النفسى أو المواقف التى تثير التلعثم عند الطفل.
إن هدوئكما ومنحكما المساندة والحب لطفلكما سيساعده فى التغلب على عادته العصبية. تذكرا أنه ليس من السهل التخلص من العادات، فيجب أن تتمتعا بالصبر والتفاهم معه.
نقلا عن مجلة الأم و الطفل
ـــــــــــــــــــ(101/354)
لا تندهشى من شكل مولودك الجديد!
تنتظرين مولودك وأنت تتخيلين شكله الجميل وخدوده الممتلئة ولكن حقيقة الأمر أنك تعودين إلى البيت ومعك مخلوق صغير، منتفخ الوجه، لون بشرته غريب، وأحيانا مغطى بشعر أسود! إليك الشكل الحقيقى لمولودك الجديد.
شعر الجسم:
لا يعتبر وجود شعر غامق ناعم على جسم المولود الجديد شئ غير عادى خاصة إذا كان طفلاً مبتسراً، فسوف يختفى هذا الشعر كما ستختفى الأشياء الغريبة الأخرى، ولكن بعد فترة.
الرأس:
تشكل رأس المولود عند الولادة ربع طول جسمه، وبما أن الرأس تكون كبيرة على مرورها فى قناة الولادة، تتراكب عظام معينة فى الجمجمة أثناء عملية الولادة لتقليل حجم الرأس بشكل مؤقت. هذا هو ما يعطى رأس المولود الشكل المخروطى الذى قد يلاحظه بعض الآباء عند الولادة. هناك بعض الأماكن اللينة فى الرأس تسمى "اليافوخ"؛ وهى ما تسمح بالتغير الذى يحدث فى عظام الرأس. بالرغم من ضرورة الحذر مع رأس الطفل عند التعامل معه، إلا أن العناية العادية لن تضره، فيمكنك غسل شعر المولود الصغير برفق وتصفيفه أيضاً برفق باستخدام فرشاة ناعمة. بمرور الوقت سوف تلتئم العظام وسوف يختفى "اليافوخ" تماماً بمرور الشهر الثامن عشر تقريباً.
العينان:
قد لا يستطيع الطفل المولود حديثاً أن يفتح عينيه مباشرة بسبب الانتفاخ الذى قد يحدث فيهما نتيجة الضغط الذى يحدث على رأسه أثناء الولادة. لا تحاولى أبداً أن ترغميه على فتح عينيه فسيقوم هو بفتحمها عندما يكون مستعداً لذلك.
كثير من الأطفال يكون لون عيونهم عند الولادة رمادياً يميل إلى الأزرق، لكن يجب ألا تنخدعى بهذا اللون لأنه قد يتغير. لن تتمكنى من معرفة اللون الحقيقى لعينى طفلك قبل مرور عدة أشهر، عندئذٍ فقط يكتسب الطفل الميلانين، وهو الصبغة الملونة الطبيعية للجسم.
الأنف:
تعد الأنف المفلطحة أيضاً من السمات الشائعة فى الأطفال المولودين حديثاً. بمرور الوقت سوف يظهر عامل الوراثة، وببلوغ الطفل الشهر الثامن إلى الشهر الثانى عشر يمكنك معرفة كيف ستبدو أنف طفلك.
الثديان:
قد تتسبب هرمونات الأم التى تمر عبر المشيمة أثناء وجود الجنين فى الرحم فى جعل ثدى المولود منتفخاً سواء كان المولود ذكراً أو أنثى وهو شئ لا يدعو للقلق. كما يجب ألا ينزعج أيضاً الأبوان إذا وجدا سائلاً لبنياً يخرج من ثدى المولود، ولكن لا يجب أن تحاولى عصر حلمة الثدى، فسوف يختفى اللبن مع الوقت كما أن العصر قد يتسبب فى حدوث التهابات.
السرة:
سوف تظل بقايا الحبل السرى - وهو خط الحياة بين الأم والطفل أثناء الحمل - على سرة المولود لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد الولادة. تكون السرة مصدر قلق كبير لمعظم الآباء والأمهات خاصة الذين لم يسبق لهم الإنجاب. أفضل طريقة للتعامل مع السرة هى إبقاؤها نظيفة وجافة قدر الإمكان. قومى بثنى الحفاضة لأسفل كى لا تبتل منطقة السرة، كما يجب أيضاً تنظيف الأجزاء المتبقية على السرة بالكحول مرتين أو ثلاثة مرات يومياً لإبقائها نظيفة حتى تسقط فى النهاية من تلقاء نفسها. إذا تحول الجلد إلى اللون الأحمر أو إذا خرج منه سائل أبيض رمادى اللون فيجب الاتصال بالطبيب فى الحال.
الأعضاء التناسلية:
قد يصدم بعض الآباء من انتفاخ الأعضاء التناسلية لمواليدهم، هذا الانتفاخ يحدث لكل من البنات أو الأولاد بسبب هرمونات الأم أثناء الحمل. قد تسبب هذه الهرمونات أيضاً خروج بعض الدم البسيط من مهبل المولودة الأنثى وهو ما لا يستدعى القلق.
الجلد:
•قد تغطى جلد المولود الجديد مادة شمعية بيضاء. هذه المادة التى يطلق عليها "vernix" تحمى الجلد من السائل الأمينونى الموجود برحم الأم. تختفى أغلب هذه المادة بعد الحمام الأول للطفل. • قد يوجد بقع حمراء خصوصاً على وجه المولود أو بقع غامقة منتشرة فى جسمه، فهما من الحالات المؤقتة.
• إذا بدأ جلد طفلك يبدو أصفر اللون قد يكون ذلك مؤشراً لإصابة طفلك بصفراء حديثى الولادة، فى هذه الحالة يجب استشارة الطبيب الذى سيصف لك العلاج إذا كان مولودك فى حاجة إليه.
• بسبب ضعف الدورة الدموية لدى الأطفال المولودين حديثاً قد يتحول إلى اللون الأزرق فجأة جانب من جسم المولود أو يده أو قدمه. قد يسبب لك ذلك بعض الانزعاج إلا أن هذا الأمر لا يستدعى القلق، فما عليك إلا أن تقلبى المولود على جانبه الآخر أو أن تدلكى جسمه برفق لتحريك الدورة الدموية.
نقلا عن موقع أمومة و طفولة ...
ـــــــــــــــــــ(101/355)
بـ (60 دقيقة ) تقي طفلك من الإصابة بالبدانة..!!
لأن الطفل البدين ليس مشكلة ..فما الذى نحتاجه كمربين كى نخطو خطوات سليمة علي طريق العلاج ؟
هذا هو ما سنناقشه في السطور التالية.
1-معرفة السبب الغذائي والنفسي والاجتماعي للبدانة لدى الطفل. وكما أشرنا سابقاً، على الأهل وطفلهم أن يدركوا أن الأكل سلوك يعززه الأهل أو المحيط وهو يعزز أيضاً الخمول عند الطفل ويتطلب ضبطه كسر هذه الحلقة التي تشجع على البدانة.
2-تقييم المضاعفات التي خلفتها البدانة لدى الطفل من الناحية الصحية والاجتماعية والتعليمية والعاطفية، إذ من المهم معرفة تأثير البدانة على سلوك الطفل الاجتماعي وعلى دراسته، من أجل تطوير استراتيجية علاجية فعالة.
3-علاج مضاعفات البدانة، يتطلب علاج البدانة لدى الأطفال منح الطفل أعلى نسبة يحتاجها من السعرات الحرارية الضرورية لنموه. وعلى أي برنامج لضبط الوزن أن يلحظ تأثير الريجيم على الوضع النفسي وعلى النمو الطبيعي للطفل.
oقواعد للعلاج
1-يحتاج الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد إلى الدعم والقبول والتشجيع من أهلهم، لذا دعوا طفلكم يعلم أنه محبوب بغض النظر عن وزنه، وركزوا على وضعه الصحي العام وعلى خصاله الإيجابية بدلاً من التركيز والتوقف عند وزنه الزائد.
2-احرصوا على تغيير نشاط عائلتكم الجسدي وعاداتها الغذائية تدريجياً، من دون أن يشعر طفلكم بهذا التغيير الذي يستهدف أساسا الوزن الزائد.
3-عليكم أن تكونوا قدوة لطفلكم، فإذا ما رآكم تستمتعون بالأطعمة الصحية والرياضية، حذا حذوكم طيلة حياته.
4-من المهم أن ندرك بأن الهدف الذي ننشده في علاج السمنة عند الأطفال هو المحافظة على الوزن الحالي بينما يزداد طول قامتهم مستقبلاً وبالتالي يصل الطفل إلى الهدف المنشود وهو السيطرة على السمنة عند البلوغ.
oدور الرياضة
1-تساعد الرياضة على التخفيف من حدة القلق والاكتئاب، لذلك، ينصح الأشخاص الأصحاء بممارسة الرياضة باعتدال مدة 30 دقيقة ( للراشدين) أو 60 دقيقة ( للأطفال )، وذلك معظم أيام الأسبوع، حتى إن المزيد من النشاط الجسدي قد يكون محبذا أيضاً.
2-ينبغي تنظيم نشاطات عائلية رياضية ليحظى الجميع بالتمرين والاستمتاع وتزايد الترابط والدعم بين أفراد العائلة والطفل البدين.
3-على الأهل تأمين البيئة السليمة لأطفالهم كي يلعبوا بنشاط وأمن، ومن المحبذ تشجيعهم على رياضات متعددة كالسباحة وركوب الدراجة والتزلج وألعاب الكرة وغيرها من النشاطات الممتعة.
4-على الوالدين التخفيف من الوقت الذي تمضيه العائلة أمام التلفزيون أو باللعب بالألعاب الإلكترونية، ومن الأفضل تحديد مشاهدة التلفزيون لمدة ساعتين يومياً لا أكثر.
محاولة طبية لتحديد أسباب سمنة الأطفال
صرح فريق من الأطباء في جامعة " نيوهمشير"، أن تحديد أسباب السمنة عند الأطفال يعد صعباً للغاية نتيجة ممارسة العادات السيئة في الحياة، ولكنهم ألقوا باللوم على قلة ممارسة النشاط البدني وتناول الأغذية الدسمة.
وصرح " ترفيس هاركي" طبيب الأطفال في جامعة كونكورد بأن القضاء على السمنة في مرحلة الطفولة يتطلب مشاركة اجتماعية وحكومية لمنع تواجد عربات الطعام الجاهز أمام المدارس والمتنزهات العامة، والتي تعد سببا رئيسياً للسمنة.
خبراء يحذرون من إعلانات الأطعمة السريعة الموجهة للأطفال
طالب أطباء متخصصون الاتحاد الأوروبي بحظر إعلانات المشروبات السكرية والأطعمة السريعة الموجهة للأطفال للمساعدة في خفض نسبة السمنة بين صغار السن.
وقالت لجنة السمنة الدولية والجمعية الأوروبية لدراسة السمنة إن ما يصل إلى ربع عدد الأطفال في بعض مناطق أوروبا تظهر عليهم أعراض السمنة بسبب النسبة الكبيرة من السكريات والدهون الموجودة في الأطعمة السريعة
ـــــــــــــــــــ(101/356)
مشاكل السلوك عند الأطفال - نوبات الخلق
تحدث نوبات الخلق عادة بين سن 15 شهراً وثلاث سنوات أو أكثر، ويتفق ظهور هذه العادة مع فترة السلبية في سلوك الطفل، وفترة رغبته في أن يؤكد ذاته وينتقل من مرحلة الاعتماد على الغير إلى مرحلة الاستقلال بنفسه، وفي نوبات الخلق هذه يصب الطفل جام غضبه على أدوات البيت مثل الأواني الصينية والزجاجية ويضرب أثاث البيت والأرض بقدميه، وهذه النوبات هي مظهر للخلاف بين شخصية الطفل ورغباته من ناحية ورغبات الأهل وإرادتهم من ناحية أخرى. وهي تحدث غالباً في الطفل المصمم الشديد النشاط أكثر مما تحدث في الطفل الضعيف الشخصية السهل الانقياد، ولكنها تحدث لكل مستويات الذكاء، وتحدث خصوصاً للأطفال المتأخرين عقلياً أو المصابين بنقص عضوي عندما تُطلب منهم أمور لا يقدرون عليها. وأهم أسباب هذه النوبات ما يلي: 1) عدم شعور الطفل بالأمان. 2) رغبة الطفل في أن يمارس المهارات والقدرات المختلفة التي تعلمها وحيلولة الأهل بينه وبين أن يفعل ذلك. 3) الحماية الكثيرة من طرف الأم والأهل وعدم إعطاء الطفل قدراً كافياً من الحرية والاستقلال. 4) أخذ الطفل بنظام صارم شديد ودفعه إلى طلب الكمال في سلوكه. 5) وتحدث هذه النوبات على سبيل التقليد عندما يشاهد الطفل شخصاً آخر في محيطه يفعل نفس الشيء. وإذا وجد الطفل أنه يستطيع أن يحقق رغباته بواسطة هذه النوبات وإذا وجد أنها تسبب القلق لأبويه وتجعله مركز الانتباه في العائلة فسيعيدها مراراً. ويكفي أن تُعالج نوبة واحدة من هذه النوبات علاجاً خاطئاً وغير سليم وأن يصل الطفل بواسطتها إلى ما يريد حتى يكررها كلما وجد له مصلحة في تكرارها. وعلاج هذه النوبات يكون كما يلي: 1) مداواة الأمراض العضوية إذا وجدت. 2) إقلاع الوالدين عن إعطاء الطفل حماية زائدة. 3) توفير جو حول الطفل يشعره بالأمان والاطمئنان. 4) إشغال الطفل بأمور تدفع عنه الملل، والسماح له باللعب مع أقرانه. 5) عدم التشدد والقسوة في معاملة الطفل. 6) أن لا يُطلب من الطفل أن يرتفع إلى مستوى لا يستطيعه ولا تسمح له به درجة نموه وقدرته العقلية. 7) أن يسمح للطفل بممارسة مهاراته وقدراته التي اكتسبها. 8) أن لا يختلف الأب والأم على طريقة تربية الطفل خصوصاً أمامه. 9) أن تهمل نوبات الخلق ولا تعطى اهتماماً زائداً، وأن لا يُباح للطفل أن يحقق أياً من أغراضه بسببها، حتى لا يعتبرها كسباً فيعيدها كلما رغب في شيء لا يسمح له أبواه به
ـــــــــــــــــــ(101/357)
مشاكل السلوك عند الأطفال - السلبية
السلبية هي أن يكون سلوك الطفل سلبياً أو معاكساً لما يطلب منه أن يفعله. تأخذه أمه للنوم فيرفض أن ينام، تقدم له الطعام فيرفض أن يأكل، تعطيه مصاصة الحليب ليرضع منها فيصر أن يشرب حليبه من الفنجان، تعطيه الملعقة الصغيرة ليأكل بها فيصر أن يأكل بالملعقة الكبيرة، يرفض أن يفعل ما تطلبه منه أو يفعل عكسه تماماً. ولا يوجد هناك سن معينة نستطيع أن نقول أن هذا السلوك السلبي يبدأ فيها، ولكن السلبية تبرز في الأطفال فيما بين سن 18 شهراً وثلاث سنوات، وهي تبدأ بالتدرج وتعتمد سرعة ظهورها ودرجتها على شخصية الطفل وذكائه، فهي أبرز في الطفل المعتد بنفسه المصمم، منها في الطفل الضعيف الشخصية السهل الانقياد. وسبب السلوك السلبي هو رغبة الطفل أن يؤكد ذاته كشخصية مستقلة لا تعتمد على أمه أو على الآخرين. وهي أيضاً مظهر من مظاهر حب الذات والأنانية. وكثيراً ما يكون الدافع إليها أن الطفل في حوالي العام ونصف من عمره يكون قد تعلم كثيراً من المهارات وهو يحب أن يجرب المهارات التي تعلمها والقدرات التي اكتسبها مع نموه، ثم أن الطفل في هذه السن يحب أن يكون مركز انتباه الذين حوله، وإذا وجد أن سلوكه السلبي ومعاكسته لما يطلب منه فعله يؤدي إلى انشغال أبويه بشخصه وإلى قلقهم عليه زاد ذلك في تصميمه على انتهاج هذا السلوك الذي يحقق له ما يحبه. يُضاف إلى ماسبق أن الطفل في هذه المرحلة من حياته وخصوصاً في أول سنتيت من عمره لا يعنيه شعور الآخرين من حوله ويفكر في ذاته فقط. وفي العادة أن السلوك السلبي في الأطفال يزيد مع الجوع والتعب والغيرة والشعور بعدم الأمان. وهو يزيد أيضاً أمام النقد المستمر ودفع الطفل إلى الكمال في تصرفاته، والطلب إليه أن يقوم بما لا تسمح له به درجة نموه. وفي معالجة هذا الأمر على الأهل أن يدركوا أن سلبية الطفل هي ظاهرة طبيعية في هذه المرحلة من نموه، وعليهم أن يقابلوا سلوكه هذا بالحكمة والتفهم وأن يقللوا ما أمكن من المواقف التي تؤدي إلى سلوك الطفل سلوكاً سلبياً، وأن يحاولوا ما أمكن أن لا يظهروا للطفل أنهم يركزون انتباههم على سلوكه السلبي وأن سلوكه هذا يسبب لهم القلق, وعليهم أن يعطوا الطفل مزيداً من الحب ويوفروا له في محيطه قدراً أكبر من الأمان والسعادة، وأن يسمحوا له بالقدر الذي لا يؤذيه في تجربة المهارات التي تعلمها
ـــــــــــــــــــ(101/358)
مشاكل السلوك عند الأطفال - الخجل
يعتمد خجل الطفل على عاملين: طبيعة شخصيته، والمحيط الذي ينشأ فيه، ومما يثبت الدور الذي تلعبه طبيعة تكوين الطفل في الخجل أن أخوين ينشآن في محيط واحد ويعاملان نفس المعاملة قد ينشأ أحدهما خجولاً بصورة ملحوظة وينشأ الآخر خلاف ذلك. ويمكن اعتبار الخجل ظاهرة طبيعية لابد أن تظهر بصورة ما عند جميع الأطفال في مرحلة أو أخرى من مراحل النمو ولكن درجتها تتراوح بين الشدة والضعف بين طفل وآخر، والطفل الذي يفزع في أول حياته من الأغراب، وقد يبكي إذا تحدث إنسان غريب عنه. وفي حوالي سنة وبضعة شهور من عمره قد يغطي عينيه ويختبئ خلف والدته إذا اقترب منه شخص غريب. والخجل يأتي غالباً كمظهر من مظاهر الشعور بعدم الأمان وعد الثقة بالنفس، والأطفال الذين تعطيهم أمهاتهم حماية أكثر من اللازم ولا يعطون فرصاً كافية للتمتع باستقلالهم والاعتماد على أنفسهم، والذين لا يتاح أو لا يباح لهم الاختلاط بغيرهم من الأطفال ينشأوون وهم أكثر خجلاً من غيرهم من الأطفال. وعلاج الخجل هو أن لا يعطى الطفل حماية أكثر من اللازم من والديه، وأن يشجع على الاختلاط واللعب مع غيره من الأطفال، وأن يعطى أيضاً قدراً أكبر من الحب والتشجيع وفرص الاعتماد على النفس. ومن الخطأ البالغ لوم الطفل الخجول أو الحديث عن خجله للآخرين أمامه، لأن هذه الأمور تزيد من انطوائية الطفل ومن شعوره بالخجل.
ـــــــــــــــــــ(101/359)
مشاكل السلوك عند الأطفال - الغيرة
الغيرة هي شيء طبيعي في الأطفال، وقد تكون شديدة عن البعض وقد تكون قليلة عند آخرين، وهي تحدث غالباً عندما يجيء للعائلة طفل جديد يستقطب انتباه العائلة ومحبة ودلال الوالدين ويحرم الطفل الأكبر سناً من هذه الأشياء التي كان يتمتع بها من قبل، وفي هذه الحالة يشعر الطفل الكبير أن أخاه الصغير قد سلب منه دلال أبويه وانتباه الزائرين وعنايتهم به فيحس بعدم الأمان وبالغيرة من المولود الجديد. ويزيد شعوره هذا إذا لم تكن تصرفات الأهل عادلة حكيمة فأصبحوا يقدمون الهدايا والألعاب إلى الطفل الصغير دون أن يناله هو شيئاً منها، أو إذا نقل من مكان نومه ليحل محله فيه أخوه الصغير، وإذا ابتدأ الصغير يختطف ألعابه ويجد مناصرة له في ذلك من الوالدين. ويزيد هذا الشعور إذا اقترف الأهل أو الزوار غلطة المفاضلة بين الكبير والصغير أو بين الطفل وبين طفل آخر. ويقوى الشعور بالغيرة أيضاً إذا طلب الأهل من الطفل الكبير أن لا يلمس أخاه الصغير وأن لا يؤذيه، ويقترف الطفلان نفس الذنب فيعاقب الكبير ويغفر للصغير، وكلما زاد الفرق بين عمر الطفلين تقل الغيرة بينهما، وهي أكثر بين التوائم منها بين غيرهم من الأطفال. وقد تأخذ الغيرة مظهر النكوص إلى مرحلة سابقة من النمو فيعود الطفل إلى التبول في فراشه بعد أن يكون قد ترك هذه العادة، ويرجع إلى طريقة الكلام الطفولية، ويعود إلى الاعتماد على والدته بعد أن يكون قد أخذ طريقه إلى الاستقلال عنها في كثير من الأمور، فيطلب إليها مثلاً أن تحمله وتطعمه. كما أن سلبية الطفل قد تزيد فيصبح قاسياً ومشاكساً وأنانياً ومحباً للتخريب، وشدة الأبوين وتوتر أعصاب الأم وكل ما يقلل السعادة في محيط الطفل يزيد من شعوره بالغيرة لأنه يزيد من شعوره بعدم الأمان. وأول ما يجب عمله لمعالجة الغيرة هو أن يدرك الأبوان أنها شيء طبيعي، وأن يتفهموا أسبابها وطبيعتها ومظاهرها، وأن يجروا أقل ما يمكن من التغييرات في حياة الطفل الكبير عندما يولد أخوه الصغير وأن يستمروا في إعطاء الطفل الكبير قدراً كافياً من الاهتمام والمحبة، وأن يتوقوا جميع الأسباب التي تزيد الغيرة بين الأطفال كالمفاضلة بينهما ومحاباة أحدهما على حساب الآخر. وقد يساعد في زوال الغيرة بين الطفل الكبير والطفل الصغير أن تطلب الأم من الكبير أن يساعدها في العناية بأخيه الصغير في الأمور الصغيرة التي يستطيعها
ـــــــــــــــــــ(101/360)
مشاكل السلوك عند الأطفال - أكل الأشياء الغريبة
هذه العادة قليلة الحدوث نسبياً بين الأطفال وقد يأكل فيها الطفل الرمل أو قصارة الحائط أو الصابون، وقد يشد أحياناً شعره ويأكله، وفي الحالة الأخيرة قد يتكون لدى الطفل طابة من الشعر في معدته، وقد تدخل هذه العادة إلى جوف الطفل ميكروبات وأشياء أخرى تؤذيه. أما سبب هذه العادة فقد يكون رغبة الطفل في جلب انتباه أبويه إليه، وقد يكون أموراً أخرى تتعلق بحالة الطفل النفسية، وهي تحدث خصوصاً في الأطفال الذي يزحفون وفي البيوت ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض، وقد تصاحب سوء التغذية وفقر الدم عند الطفل. وتنحصر معالجتها في إهمالها وإبعاد الطفل عن الأشياء التي يأكلها ومحاولة صرف انتباهه وتغيير محيطه وظروف حياته.
ـــــــــــــــــــ(101/361)
مشاكل السلوك عند الأطفال - سرك الأسنان
برغم أن هذه العادة قد تحدث عند الأطفال العاديين بسبب التوتر العصبي فإنها أكثر ما تحدث عند الأطفال المتأخرين عقلياً، وقد تحدث في بعض الحالات المرضية المزمنة مثل التهاب السحايا السلي, وكل ما يجب أن يعمل بشأنها في الأحوال غير المرضية هو إهمالها، لأنها تحتفي وحدها عند الطفل العادي مع اختفاء توتره العصبي ومع ازدياد سنه.
ـــــــــــــــــــ(101/362)
مشاكل السلوك عند الأطفال - حركات الرأس
قد تأخذ هذه الحركات شكل هز الرأس والجسم أو ضرب الرأس على الوسادة أو على حاجز السرير وقد يتساقط الشعر في مؤخرة الرأس نتيجة لهذا السلوك وهي تحدث غالباً فيما بين سن ثلاثة شهور وسن سنتين، وتقل جداً بعد هذه السن، وتحدث خصوصاً عندما يستلقي الأطفال للنوم وتحدث عند الأطفال العاديين وعند الأطفال المتخلفين عقلياً على حد سواء على أنه في الحالة الأخيرة قد يستمر هز الرأس وضربها مدة طويلة. وفي الأطفال العاديين تحدث هذه الظاهرة غالباً نتيجة للشعور بعدم الأمان، وإذا لاحظ الطفل أن هذه العادة تقلق أبويه أو أنهم يحاولون إيقافها بالقوة استمر يمارسها بغية جلب انتباه والديه إليه وبقائه مركزاً لاهتمامهما. وعلاج هذه الحالة ينحصر أيضاً في إهمالها، فهي تختفي تلقائياً بعد السنة الثالثة من عمر الطفل.
ـــــــــــــــــــ(101/363)
مشاكل السلوك عند الأطفال - اللازمة
هي عادة تتقلص فيها العضلات في موضع ما من جسم الطفل، ويتكرر هذا التقلص مرات كثيرة أو قليلة، وقد تأتي العادة على شكل هز الكتف أو هز الرأس أو تقطيب الجبين أو رفة الجبين أو السعال الخفيف أو غيرها من الحركات، وهي تأتي دائماً لا إرادية وتتكرر على نمط واحد، وتختفي أثناء النوم ويندر حدوثها قبل سن المدرسة. وتزيد مع التوتر العصبي والقلق وأمام قسوة الأبوين والمعلمين. واللازمة هي في أغلب الأحيان مظهر لعدم الشعور بالأمان وقد يسببها دفع الطفل إلى أن يكون مثالياً وأن ينجز من الأمور ما يصعب عليه أن ينجزه، كأن يطلب إليه في المدرسة أن يحصل على درجة يصعب عليه أن يحصل عليها، وقد يكون سببها تقليد الطفل لشخص آخر يأتي بهذه الحركات. وعلاج اللازمة يكون بإزالة أسبابها من محيط الطفل، وإذا لم يجلب نظر الطفل إليها ولم يركز الانتباه عليها بل أهملت فإنها تختفي وحدها في المستقبل، والنصح والعتاب والتوبيخ والعقاب تزيدها سوءاً في حين أن التشجيع وبعث الثقة في نفس الطفل يساعدان على سرعة اختفائها.
ـــــــــــــــــــ(101/364)
مشاكل السلوك عند الأطفال - قضم الأظافر
نادراً ما تحدث هذه العادة في الأطفال قبل نهاية السنة الثالثة من العمر، وأغلب ما يقضم الأطفال الكبار أظافرهم هو عند توترهم العصبي وقلقهم وشعورهم بعدم الأمان والخوف وعند تفكيرهم العميق. وتشيع هذه العادة في حوالي 50 % من الأطفال. أما أسبابها فقد تكون قسوة الأهل أو المدرسين وقد تكون عدم وجود جو من الاطمئنان والسعادة في محيط الطفل، وقد يكون سببها ملل الطفل وغيرته، وقد يكون تقليده لأطفال آخرين. وبعض الباحثين يقول إنها نوع من مركب أوديب. ولا تفيد الشدة والتوبيخ والعقاب في علاجها، كما أنه لا ينفع في ذلك وضع عقاقير مرة على أطراف أصابع الطفل كما يفعل بعض الأهل أحياناً، وخير ما يفعله الأهل بخصوص هذه العادة هو إهمالها وإشغال الطفل بألعاب أو أمور أخرى تبعد عنه الملل. وينبغي إزالة ما يبعث على التوتر العصبي والقلق، وعلى الشعور بعدم الأمان من محيط الطفل، إذا كانت هذه الأمور هي السبب في حدوث هذه العادة. وقد ينفع أحياناً في علاجها استعمال التشجيع وبعث الثقة في نفس الطفل
ـــــــــــــــــــ(101/365)
اقفلي الأبواب العشرة في وجه الحساسية !!!!
تعد الإصابة بالحساسية التنفسية في الكويت من أعلي النسب في العالم.. ولعل السبب في ذلك هو أن موقع الكويت يجعلها بمناخ صحراوي متزامن مع رطوبة عالية وهذا التصاحب بين الرطوبة والمناخ الصحراوي يعدان عامين رئيسين للإصابة بتلك الحساسية.
ولقد زاد الأمر سوءاً عند غزو الكويت وما نجم عنه من حرق آبار البترول والتلوث الشديد للبيئة والآثار المرضية التي نجمت عن ذلك والتي مازلنا في مجال الطب نتوقع ازديادها وظهور آثارها لعشرات السنين القادمة.
وفي هذا العدد نتناول مر ض الحساسية التنفسية والذي يزعج الأطفال وأسرهم وذلك من خلال الإجابة علي الأسئلة المتعلقة بالمرض.
ما هي الحساسية؟
الحساسية: هي عبارة عن تفاعل الجسم مع عامل محسس خارجي يساعده في ظهورها وجود استعداد داخلي للجسم ناتج عن عوامل وراثية.
ما هي أسباب الإصابة بالحساسية التنفسية؟
كما ذكرنا في المقدمة في أن مناخ وموقع الكويت عامل قوي ومؤثر في الإصابة بالحساسية مثل إصابة الأم أو الأب أو أحد أفراد العائلة بتلك الحساسية من قبل.. مما تجعل الجسم مستعداً لظهور تلك الحساسية عند التعرض لمهيجات البيئة.
ونقصد بمهيجات البيئة :الجو الحارالرطب، وكذلك الأقات الموسمية للقاح النباتي، أو تغير الفصول الأربعة، وهذه هي البيئة الخارجية.
أسباب داخلية
أما الأسباب المتواجدة في البيئة الداخلية ( المنزل ).. فتبدأ من استبدال الأم الرضاعة الطبيعية بالرضاعة الصناعية والتي بدورها تقلل من المناعة الطبيعية للطفل وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالحساسية.. وخاصة حليب البقر فهو يعد عاملاً قوياً ومثيراً ومهيجاً للحساسية.. فإذا كان لدي الطفل كمون واستعداد للحساسية، فحليب البقر كفيل باستثارته وإصابته بالحساسية، ومن العوامل المنزلية أيضاً.. سجاد الأرضيات لأنه بيئة خصبة جداً لنمو الطفيليات التي تهيج الحساسية، ولا نستطيع أن نغفل أيضاً عاملاً قوياً ومؤثراً وهو التدخين في المنزل. فالطفل حتي إذا لم يكن لديه استعداد للإصابة، فإن تكالب العوامل البيئية المسببة للحساسية قد تجعله معرضاً لها.
منذ الولادة
ما هي الأعمار الأكثر عرضة للإصابة بالحساسية؟
الطفل معرض منذ الولادة للإصابة بالحساسية إذا توافر فيه شرطا الاستعداد ووجود المهيجات، ولكن تختلف الإصابة من طفل لطفل آخر حسب مناعته الداخلية والعوامل البيئية.. وأضرب لديه استعداد وراثي للإصابة بالحساسية وعاش في منطقة جبلية في هواء جاف وصحي خال من التلوث والمهيجات، فإنه لن يصاب بالحساسية رغم وجود الاستعداد لديه..
لأن الحساسية لم تجد ما يثيرها.. والعكس صحيح أيضاً، فلو أخذنا طفلاً من هذا البلد الجبلي ليس لديه أي استعداد ووضعناه في بيئة بها مهيجات للحساسية، فقد يصاب هذا الطفل والمقصود من ذلك أن إصابة الطفل في أي عمر تعتمد علي تفاعل الاستعداد الداخلي له مع المثيرات الخارجية، أو تكالب المثيرات الخارجية المهيجة للحساسية عليه، حتي وإن لم يكن لديه استعداد.
استشارة الطبيب
هل يستلزم من الأم استشارة الطبيب بمجرد إصابة ابنها بالبرد ولو بأعراض طفيفة ؟
نزلات البرد البسيطة أو العادية عبارة عن إصابات فيروسية لا تحتاج لمضادات حيوية، لإن اعطاء الطفل المضادات الحيوية سيسئ للطفل، ولن يداوي المرض الأساسي، ولكن المضادات الحيوية تعطي فقط إذا بدأ دور البرد بالتفاقم مثل ارتفاع في درجة الحرارة، باستمرار وبداية تلون في لون البلغم، لأن هذا يعني أن نزلة البرد صاحبتها إصابات أخري مثل التهابات الأذن الوسطي أو التهابات جرثومية تستدعي استشارة الطبيب.
أما إذا كان دور البرد بسيطاً من غير ارتفاع في درجة الحرارة مع سعال خفيف ( لأنه يعد رد فعل طبيعي للجسم لطرد البلغم ) لا يحتاج هنا الأمر لطبيب ولكن تفيد حينها السوائل الدافئة والأعشاب وأحياناً الوصفات البلدية المعتمدة علي العسل والأعشاب.
دور الأم
ما هو الدور الذي يمكن للأم القيام به لوقاية طفلها من الإصابة بالحساسية التنفسية ؟
يمكن أن أوجز دورها في الآتي:
1- استخدام الرضاعة الطبيعية بدلاً من الاصطناعية لتقوية مناعة الرضيع.
2- الاعتماد علي الأغذية الصحية مثل الفواكه والخضروات.
3- التقليل من الوجبات السريعة لاحتوائها علي المواد الحافظة.
4- التقليل من استعمال البخور والعطور بأنواعها في المنزل.
5- منع التدخين داخل المنزل.
6- إزالة السجاد من الأرضيات ما أمكن ذلك.
7- معالجة السجاد بأدوية تمنع انتشار الطفيليات فيه.
8- الاعتناء بصيانة وتنظيف المكيفات المركزية في المنزل.
9- الاهتمام بممارسة الطفل للرياضة لتقوية جسمه وتوسيع رئتيه.
10- استشارة الطبيب فوراً عند إصابة الطفل ببدايات الحساسية.
تعد الإصابة بالحساسية التنفسية في الكويت من أعلي النسب في العالم.. ولعل السبب في ذلك هو أن موقع الكويت يجعلها بمناخ صحراوي متزامن مع رطوبة عالية وهذا التصاحب بين الرطوبة والمناخ الصحراوي يعدان عامين رئيسين للإصابة بتلك الحساسية.
ولقد زاد الأمر سوءاً عند غزو الكويت وما نجم عنه من حرق آبار البترول والتلوث الشديد للبيئة والآثار المرضية التي نجمت عن ذلك والتي مازلنا في مجال الطب نتوقع ازديادها وظهور آثارها لعشرات السنين القادمة.
وفي هذا العدد نتناول مر ض الحساسية التنفسية والذي يزعج الأطفال وأسرهم وذلك من خلال الإجابة علي الأسئلة المتعلقة بالمرض.
ما هي الحساسية؟
الحساسية: هي عبارة عن تفاعل الجسم مع عامل محسس خارجي يساعده في ظهورها وجود استعداد داخلي للجسم ناتج عن عوامل وراثية.
ما هي أسباب الإصابة بالحساسية التنفسية؟
كما ذكرنا في المقدمة في أن مناخ وموقع الكويت عامل قوي ومؤثر في الإصابة بالحساسية مثل إصابة الأم أو الأب أو أحد أفراد العائلة بتلك الحساسية من قبل.. مما تجعل الجسم مستعداً لظهور تلك الحساسية عند التعرض لمهيجات البيئة.
ونقصد بمهيجات البيئة :الجو الحارالرطب، وكذلك الأقات الموسمية للقاح النباتي، أو تغير الفصول الأربعة، وهذه هي البيئة الخارجية.
أسباب داخلية
أما الأسباب المتواجدة في البيئة الداخلية ( المنزل ).. فتبدأ من استبدال الأم الرضاعة الطبيعية بالرضاعة الصناعية والتي بدورها تقلل من المناعة الطبيعية للطفل وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالحساسية.. وخاصة حليب البقر فهو يعد عاملاً قوياً ومثيراً ومهيجاً للحساسية.. فإذا كان لدي الطفل كمون واستعداد للحساسية، فحليب البقر كفيل باستثارته وإصابته بالحساسية، ومن العوامل المنزلية أيضاً.. سجاد الأرضيات لأنه بيئة خصبة جداً لنمو الطفيليات التي تهيج الحساسية، ولا نستطيع أن نغفل أيضاً عاملاً قوياً ومؤثراً وهو التدخين في المنزل. فالطفل حتي إذا لم يكن لديه استعداد للإصابة، فإن تكالب العوامل البيئية المسببة للحساسية قد تجعله معرضاً لها.
منذ الولادة
ما هي الأعمار الأكثر عرضة للإصابة بالحساسية؟
الطفل معرض منذ الولادة للإصابة بالحساسية إذا توافر فيه شرطا الاستعداد ووجود المهيجات، ولكن تختلف الإصابة من طفل لطفل آخر حسب مناعته الداخلية والعوامل البيئية.. وأضرب لديه استعداد وراثي للإصابة بالحساسية وعاش في منطقة جبلية في هواء جاف وصحي خال من التلوث والمهيجات، فإنه لن يصاب بالحساسية رغم وجود الاستعداد لديه..
لأن الحساسية لم تجد ما يثيرها.. والعكس صحيح أيضاً، فلو أخذنا طفلاً من هذا البلد الجبلي ليس لديه أي استعداد ووضعناه في بيئة بها مهيجات للحساسية، فقد يصاب هذا الطفل والمقصود من ذلك أن إصابة الطفل في أي عمر تعتمد علي تفاعل الاستعداد الداخلي له مع المثيرات الخارجية، أو تكالب المثيرات الخارجية المهيجة للحساسية عليه، حتي وإن لم يكن لديه استعداد.
استشارة الطبيب
هل يستلزم من الأم استشارة الطبيب بمجرد إصابة ابنها بالبرد ولو بأعراض طفيفة ؟
نزلات البرد البسيطة أو العادية عبارة عن إصابات فيروسية لا تحتاج لمضادات حيوية، لإن اعطاء الطفل المضادات الحيوية سيسئ للطفل، ولن يداوي المرض الأساسي، ولكن المضادات الحيوية تعطي فقط إذا بدأ دور البرد بالتفاقم مثل ارتفاع في درجة الحرارة، باستمرار وبداية تلون في لون البلغم، لأن هذا يعني أن نزلة البرد صاحبتها إصابات أخري مثل التهابات الأذن الوسطي أو التهابات جرثومية تستدعي استشارة الطبيب.
أما إذا كان دور البرد بسيطاً من غير ارتفاع في درجة الحرارة مع سعال خفيف ( لأنه يعد رد فعل طبيعي للجسم لطرد البلغم ) لا يحتاج هنا الأمر لطبيب ولكن تفيد حينها السوائل الدافئة والأعشاب وأحياناً الوصفات البلدية المعتمدة علي العسل والأعشاب.
دور الأم
ما هو الدور الذي يمكن للأم القيام به لوقاية طفلها من الإصابة بالحساسية التنفسية ؟
يمكن أن أوجز دورها في الآتي:
1- استخدام الرضاعة الطبيعية بدلاً من الاصطناعية لتقوية مناعة الرضيع.
2- الاعتماد علي الأغذية الصحية مثل الفواكه والخضروات.
3- التقليل من الوجبات السريعة لاحتوائها علي المواد الحافظة.
4- التقليل من استعمال البخور والعطور بأنواعها في المنزل.
5- منع التدخين داخل المنزل.
6- إزالة السجاد من الأرضيات ما أمكن ذلك.
7- معالجة السجاد بأدوية تمنع انتشار الطفيليات فيه.
8- الاعتناء بصيانة وتنظيف المكيفات المركزية في المنزل.
9- الاهتمام بممارسة الطفل للرياضة لتقوية جسمه وتوسيع رئتيه.
10- استشارة الطبيب فوراً عند إصابة الطفل ببدايات الحساسية.
المصدر: جريدة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/366)
فقر الدم مرض شائع بين الأطفال والأمهات
فقر الدم بسبب نقص الحديد من أكثر أنواع فقر الدم انتشاراً في العالم، ومن أكثرها سهولة في العلاج، يصيب الأطفال والنساء بنسبة عالية، له أسباب متعددة من أهمها النقص الغذائي،
فالحديد موجود في بعض الأطعمة مثل اللحوم، البيض، الخضراوات، الكبدة، ولكنه قليل جداً في بعضها الآخر مثل الأرز والبطاطس والخبز، لذا فإن العادات الغذائية من أهم مسببات نقص الحديد وفقر الدم.
ما فقر الدم الناتج عن نقص الحديد؟
الحديد من أهم مكونات خضاب الدم (الهيموجلوبين)، وعند وجود نقص الحديد في الجسم فإن نخاع العظام ( المصنع الذي ينتج كريات الدم الحمراء) يعجز عن أداء دوره لعدم وجود المواد الأولية، ولذلك يقوم بإنتاج كريات الدم الحمراء الأصغر حجماً والأقل نوعية، والتي يكون محتواها من خضاب الدم قليلاً، وخضاب الدم مسؤول عن نقل الأكسجين لخلايا الجسم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية، وعادة ما تكون الأعراض تدريجية ولمدة طويلة، وقد لا تكون ملحوظة في مراحلها الأولى.
ما نسبة الإصابة؟
نسبة الإصابة بهذا المرض مختلفة من بلد لآخر، حيث تعتمد على المستوى الصحي والعادات الغذائية، فهي قليلة في البلاد المتقدمة ذات المستوى الصحي العالي، حيث تكون نوعية الغذاء والشراب على مستوى عالٍ، وعلى العكس تكون الإصابة مرتفعة في البلاد النامية حيث المستوى الصحي المنخفض، والعادات الغذائية ونوعية الغذاء، مع انتشار الطفيليات والديدان، كما تختلف النسبة في البلد الواحد، فهي أعلى في الأطفال نتيجة النمو في الحجم والوزن ومن ثم زيادة الاحتياج للحديد مع قلة محتوى الغذاء، كما ترتفع في النساء بسبب متطلبات الطمث ( العادة الشهرية ) والحمل والإرضاع.
الأم الحامل وفقر الدم
يزداد احتياج الأم إلى الحديد خلال الحمل- لها ولجنينها- وقد لا يكون الغذاء الذي تتناوله محتوياً على الكمية الكافية من الحديد التي تحتاجه خلال الحمل، لذا يجب عليها تناول أقراص الحديد والفيتامينات، ولكن ما نراه في مجتمعنا هو عدم تناول الحوامل للحديد والمقويات، فهناك فكرة خاطئة لدى الكثير منهن أن تلك المقويات تزيد من حجم الطفل ومن ثم عسر الولادة، أو أنها تزيد من وزن الأم الحامل، وتلك الفكرة الخاطئة المتداولة بين النساء يجب التنبه إليها، فهي لا تزيد من وزن الطفل أو الأم، وتلك جرعات صغيرة يمكنها منع حدوث النقص الغذائي لبعض المركبات مثل الحديد والمعادن الأخرى والفيتامينات، وتمنع نقص الكالسيوم لدى الأم والكساح لدى الطفل.
الطفل الوليد وفقر الدم
الأم الحامل تعطي جنينها ما يحتاجه من غذاء ومن ضمنه الحديد (حتى ولو كانت هذه الأم مصابة بفقر الدم)، وبعد الولادة يعتمد الطفل على المصدر الخارجي في غذائه، فالطفل يزداد حجماً، ويتضاعف وزنه ستة أشهر، وتزداد كمية الدم لديه ومن ثم يزداد احتياجه للحديد.
الطفل في مراحله الأولى يعتمد على حليب الأم أو الحليب الصناعي في غذائه، وكليهما يحتوي على كمية قليلة من الحديد قد لا تكون كافية للطفل، وحليب الأم هو الأفضل، وبداية من الشهر الرابع والخامس من العمر يبدأ الطفل بتناول غذاء آخر بالإضافة إلى الحليب مثل الخضار والبقوليات، ومساحيق الأطفال المضاف لها الحديد مثل السيريلاك وغيره.
فقر الدم عند الأطفال
فقر الدم بسبب نقص الحديد أكثر أمراض الدم شيوعاً عند الأطفال، ويحدث عادة بين الشهر التاسع والسنة الثانية من العمر، وتزداد نسبة حدوثه في وقت مبكر في الحالات التالية:
- الأطفال الخدج (المولودون قبل الأوان).
- الاعتماد الكلي على حليب الأم بعد الشهر الرابع.
- الأطفال المصابون بسوء التغذية والامتصاص.
- فقدان الدم عن طريق أمراض الجهاز الهضمي.
- سوء التغذية.
- عدم إعطاء الحديد كعلاج وقائي
ما أسباب فقر الدم بسبب نقص الحديد؟
النقص الغذائي للحديد من أهم أسباب فقر دم نقص الحديد، وخصوصاً في مرحلة الطفولة والنمو لدى الأطفال، ومرحلة الحمل والولادة لدى النساء، وفي بعض الحالات القليلة التي يكون السبب فيها هو نقص الامتصاص، ولكن النقص قد يكون ناتجاً عن بؤرة نازفة في الجسم تؤدي إلى فقد كمية من الدم، وغالباً ما تكون في الجهاز الهضمي، وقد لا يشتكي منها المريض، وقد لا يكون منتبهاً لوجودها، وتكون الأعراض الأولية لها فقر الدم، ومن هذه الأسباب:
1- الديدان.
2- البواسير.
3- قرحة المعدة والاثنى عشر.
4- دوالي المريء.
5- سرطان القولون والمعدة.
هل يمكن أن يكون هناك نوعان من فقر الدم في الشخص نفسه؟
فقر الدم لنقص الحديد منتشر وخصوصاً في السنوات الأولى من العمر، كما أن هناك العديد من الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى فقر الدم وتلك لا يمكن علاجها. كما أنها تحتاج إلى تحليل خاص لمعرفة وجودها من عدمه، وقد ينصح الطبيب بأخذ دواء الحديد لفترة من الزمن، وعند فشل العلاج فقد يطلب تحليلاً خاصاً، وعادة هذا النوع يكون موجوداً في أفراد العائلة.
العدد (88) مارس 2006 ـ ص: 36
ـــــــــــــــــــ(101/367)
اسهال الاطفال،، هل نعالجه في المنزل؟؟
ماهو الإسهال وما هي أسبابه؟
الإسهال هو طرح براز رخو رقيق القوام كالسائل ويحدث عدة مرات في اليوم وغالبا ما يكون سببه جراثيم ولكن هناك أسبابا أخرى كالتوتر النفسي والطعام الفاسد
هل الإسهال مرض خطير ؟
قد يصبح كذلك ، فالإسهال يسبب فقد السوائل من الجسم لدرجة قد تكون خطيرة خصوصا بالنسبة للأطفال ولهذا فمن المهم جدا إعطاء المريض كميات كبيرة من السوائل الصافية
ماهو العلاج المنزلي للإسهال ؟
يعالج الإسهال في معظم الأحوال عن طريق تنظيم الغذاء بحيث يتم إعطاء المريض الأطعمة التي تريح الأمعاء مع تجتب الأطعمة عسرة الهضم
في حالات الأطفال لغاية ستة شهور
يعطى الطفل سوائل صافية لمدة 12 إلى 24 ساعة؛ مع العلم أن إعطاء الطفل سوائل صافية فقط لأكثر من 24 ساعة قد يؤدي في الواقع إلى إطالة مدة الإسهال. أما خلال ال 24ساعة الأولى فهو مفيد . لا تعطى الطفل حليبا اصطناعيا "حليب الزجاجة
من السوائل الصافية على سبيل المثال : ماء ، عصير جزر ، سفن أب ( بعد فتحه برهة وجيزة للسماح بخروج الفقاقيع ) ،كما يمكنك استعمال محاليل جاهزة توصف من قبل الطبيب المعالج عقب 24 ساعة يبدأ بإعطاء الحليب الاصطناعي بعد تخفيف تركيزه إلى النصف. ويتم ذلك بمزج علبة واحدة من حليب الزجاجة الجاهز للإرضاع مع علبة واحدة من الماء أو بمزج علبة من الحليب الاصطناعي المركز مع ثلاث علب من الماء
بعد حوالي 12 ساعة من إعطاء الحليب الاصطناعي المخفف إلى نصف تركيزه يمكنك إعطاء الحليب الاصطناعي الجاهز للإرضاع بكامل تركيزه " دون تخفيف في حالات الأطفال من ستة أشهر إلى سنة واحدة
يعطى الطفل سوائل صافية لمدة 12 إلى 24 ساعة ويجب أن نتذكر هنا أيضًا أن إعطاء الطفل السوائل صافية لأكثر من 24 ساعة قد يؤدي إلى إطالة مدة الإسهال أما إعطاءه السوائل خلال ال24 ساعة الأولى فهو مفيد لا تعطي الطفل حليب صناعيا " حليب الزجاجة من السوائل الصافية على سبيل المثال : ماء ، شاي ، جيلو، مرق (حساء غير مركز )، عصير العنب ، عصير التفاح عقب 24 ساعة يبدأ بإعطاء الحليب الاصطناعي بعد تخفيف تركيزه إلى النصف ، كما ذكر أعلاه بعد 12الى 24ساعة من إعطاء الحليب الاصطناعي المخفف إلى نصف تركيزه يمكنك إعطاء الحليب الاصطناعي بكامل تركيزه دون تخفيف ثم تبدأ شيئا فشيئا بإضافة أطعمة أخرى مثل: أرز ، البسكويت الهش ، موز ، خبز محمص، توست ،تفاح مسلوق بعد 12 إلى 24 ساعة على الأطعمة المذكورة أعلاه يبدأ بإضافة أطعمة أخرى من التي يأكلها الطفل عادة
للصغار والكبار تعطى السوائل الصافية خلال ال12 إلى 24 ساعة الأولى 12 إلى 24 ساعة من السوائل الصافية يعطى المريض أطعمة بعد خفيفة مثل الخبز المحمص والموز والتفاح المسلوق تجنب منتجات الألبان لمدة يومين أو ثلاثة حتى تعود حركة الأمعاء إلى حالتها الطبيعية عد إلى نظامك الغذائي المعتاد تدريجيا .
متى تجب مراجعة الطبيب ؟
إذا كان الإسهال مصحوبا بأي من الأعراض التالية
حمى أعلى من 38 درجة مئوية
دم في البراز
ألم شديد في المعدة
التبول أقل من المعتاد ، غياب الدموع عند البكاء ، أو جفاف اللسان، ( فهذا يعني أن طفلك لا يحصل على كفايته من السوائل ) إسهال شديد مع وجود مرض السكري
التبرز أكثر من 10 مرات في اليوم
إسهال مع تقيئ شديد
عدم تحسن الحالة بعد يومين أو ثلاثة أيام من علاج الإسهال في البيت
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/368)
ما هو تسوس الرضاعة ؟!!!
هذا النوع من التسوس يصيب الأسنان اللبنية للأطفال دون سن الثالثة.
ما مدى إنتشار تسوس الرضاعة؟؟
يختلف معدل انتشار تسوس الرضاعة من مجتمع لآخر.
ما هي أسبابه؟؟
غالباً ما يكون تسوس الإرضاع مرتبطاً بأحد العوامل التالية:
أولاً: ترك الطفل يخلد للنوم وبقايا الحليب في فمه سواء كان مصدره الرضاعة الصناعية أو الطبيعية.
ثانياً: عدم تنظيم مواعيد تغذية الطفل وكذلك المسارعة في اعطائه الحليب أو العصائر كلما بكى.
ثالثاً: الاعتماد على إعطاء الطفل اللهاية (المصاصة) المغموسة في العسل أو أي محلول سكري.
كيف يبدو تسوس الرضاعة؟؟
يبدأ ظهور التسوس على القواطع العلوية للطفل على هيئة بقع طباشيرية بيضاء اللون ثم ينتشر التسوس (إذا أهمل علاجه) الى باقي الأسنان لتحول الى نخر حقيقي.
كيف يمكن معرفة ما إذا كان طفلك يعاني من التسوس؟؟
تغير لون السن عن لونها الطبيعي.
يكون السن المصاب بالتسوس في بدايته بقعة ناصعة البياض مختلفة عن بقية لون السن.
هذه البقعة يمكن أن تكون على أحد الأسطح الخارجية أو بين الاسنان لم يتم اكتشافها يبدأ اللون بالتغير ويصاحبه تجويف في السن.
يفقد السن قساوته ويصبح طرياً هشاً.
يبدأ الطفل بالشعور بآلام في سنه وخاصة عند أكل السكريات أو عند شرب الماء البارد.
ما هي أخطار تسوس الرضاعة؟؟
معاناة الطفل من آلام الأسنان المبرحة
تعرض الطفل لعلاج الأسنان المكثف في سن مبكرة مما قد يسبب له معاناة نفسية
فقدان الطفل للأسنان اللبنية في سن مبكرة وما يترتب على ذلك من آثار نمو الطفل صحته وعلى ظهور الأسنان الدائمة
انتشار بكتيريا التسوس الى الأسنان الدائمة لتظهر غير سليمة فيما بعد ظهور الأسنان الدائمة معوجة ومائلة مما يؤدي الى ضرورة تقويتها مستقبلاً
كيف نحمي أطفالنا من تسوس الرضاعة؟؟
تلافي الأسباب المؤدية للتسوس:
تجنب نوم الطفل والرضاعة في فمه (الرضاعة الطبيعية قبل النوم مباشرة أو أثناء نوم الطفل لها نفس الآثار السلبية)
تنظيم مواعيد تغذية الطفل تجنب اعطائه الحليب كلما بكى
عدم غمس لهاية الطفل (المصاصة) في العسل أو في أي محلول سكري قبل إعطائه إياها
تنظيف فم الطفل بعد تغذيته مباشرة بفرشاة صغيرة أو قطعة مبللة من الشاش الطبي المعقم
أخذ الطفل الى طبيب الأسنان بمجرد ظهور الأسنان اللبنية
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/369)
الموسوعة الشاملة لأمراض الأطفال
هذا الموضوع عبارة عن موسوعة لأمراض الأطفال من الألف إلى الياء و هي إهداء لكل من قرأ هذا الموضوع
أ-التهاب رئوى
أحد الأمراض المنتشرة والخطيرة التي تصيب الجهاز التنفسي للأطفال ويكثر حدوثه
في فصلي الشتاء والربيع وهو التهاب للحويصلات الهوائية للرئة وما حولها بواسطة
( المكور الرئوي ) وتحدث العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف وفم المريض
عند السعال وتشكل نزلات البرد والأنفلونزا وإهمال علاجهما العامل الرئيسي في
حدوث المرض .
أعراضه
تبدأ بارتفاع فجائي في درجة حرارة الطفل مع قشعريرة أو رعشة ويصاب الطفل
بهيجان ويصبح تنفسه سريعاً وغير عميق يصاحب ذلك ألم فى جانب الصدر
وسعال جاف وتلاحظ الأم أن فتحة أنف الطفل تنفرج مع الشهيق لإدخال أكبر
كمية ممكنة من الهواء وأن طفلها يحدث أنيناً مميزاً (Grunting)
مع الزفير .
ب- برايت
مرض برايت أو (التهاب الكلى الحاد ) نوع من أنواع الحساسية (للميكروب السبحى)
ولذا فغالبا ما يسبق هذا المرض بالتهاب الحلق أو اللوزتين أو الحمى القرمزية وسمي
بمرض (برايت ) نسبة إلى الطبيب الانجليزي (ريتشارد برايت ) الذي اكتشف الحقائق
الرئيسية للمرض .
وهناك ثلاثة أعراض رئيسيه للمرض منها
أولا: تغيرات فى البول وتشمل
( نقص كمية البول وتغير لونه ووجود الزلال وأسطوانات دمويه بالبول )
ثانياً : ارتفاع ضغط الدم
ثالثا : حدوث تورم خاصة الوجه وحول العينين
المضاعفات
هبوط القلب وارتفاع الضغط بالمخ والفشل الكلوي الحاد
ولذا فالوقاية هنا مهمة جداً فيجب عدم تعريض الطفل لنزلات البرد وتجنب وجوده في الأماكن
الرطبة والمزدحمة والاهتمام بنظافة المسالك الهوائية . وحماية الطفل من الإصابة بالتهابات
الحلق واللوزتين والحمى القرمزية .
ت- تبول لا إرادى
ظاهرة مرضية تعني عدم قدرة الطفل على التحكم في البول أثناء النوم وبعد العام الرابع من عمره
ويحدث بين سن ( 4 ـــ15 ) سنة وتصل نسبته إلى 12% من الأطفال عند عمر ( 5 ) سنوات
و8% عند عمر ( 8 ) سنوات و1% حتى سن ( 15 ) سنة
وهناك الأسباب العضوية وتمثل 10% من الأسباب وتعود إلى خلل أو مرض عضوي في أحد
أعضاء الجهاز البولي أو الجهاز العصبي المتحكم في نظام الجهاز البولي مثل التهابات حوض
الكلى أو الحالب أو المثانة ، ضيق حجم المثانة ، تشوهات العمود الفقري ، مرض السكر
أما الأسباب النفسية وتمثل 90% من الأسباب فتعود إلى فقدان الطفل الشعور بالأمن
وحرمانه من العطف والحنان ، أيضاً ضرب وتوبيخ الطفل بعد تبوله ، وخوف الطفل
وقلة العناية بالطفل بعد الاهتمام به عقب شفائه من مرض ما مثلاً أو ولادة طفل جديد
يقوم الطبيب بعلاج المرض العضوي بعد عمل الفحوصات المعملية في حالة وجوده
ثم يبدأ العلاج النفسي ببحث الأسباب المؤدية إلى التبول مع الطفل وولديه وتدريب
الطفل أثناء النهار على حبس البول أكبر قدر ممكن ويراعى عدم شرب السوائل
بعد السادسة مساء وتعويد الطفل على إفراغ مثانته قبل النوم .
ث : الجدرى
مرض فيروسي تنتشر عدواه عن طريق الرذاذ أو عن طريق أدوات المريض الملوثة
تبدأ أعراضه بارتفاع بسيط في درجة الحرارة مع صداع وتوعك عام يعقبها ظهور
الطفح الجلدي المميز للجدري على البطن والصدر والظهر وتحت الإبطين
ويتكون من بقع صغيرة حمراء تتحول إلى ارتفاعات جلدية صلبة( حلميات )
تتحول إلى أكياس صغيرة بداخلها سائل مائي رائق تسمى ( الحويصلات ) ثم يتحول
السائل الرائق إلى سائل صديدي عكر عندئذ تسمى ( البثرات ) ويتميز الطفح بظهوره
في مجموعات وعلى دفعات ويلاحظ ظهور مختلف مراحل الطفح في نفس المكان الواحد
الوقاية والعلاج
يجب عزل الطفل لمنع انتشار المرض وقص أظافره حتى لا يحك جلده فتنفجر الحويصلات
وتهاجمها الميكروبات والعناية بنظافة الطفل ويعتمد العلاج على إعطاء الطفل عقاقير من
شأنها تسكين شدة الحكة ومنع وعلاج مضاعفات المرض .
ج : الحصبة
مرض فيروسي شديد العدوى تحدث عدواها عن طريق الرذاذ المتناثر من فم وأنف المريض
وأعراضها تشبه الأنفلونزا في البداية حيث ترتفع درجة الحرارة مع زكام ورشح وسعال
جاف واحمرار العينين وفي اليوم الثالث للمرض تظهر بقع بيضاء صغيرة بفم الطفل ( بقع كوبلك )
وفي اليوم السابع يظهر طفح جلدي أحمر اللون خلف الأذنين والجبهة ثم ينشر ليغطي الجسم كله
ومضاعفاتها : النزلات المعوية والشعبية ، والالتهابات الرئوية ، والتهاب المخ ومن هنا تأتي أهمية
( الوقاية ) من هذا المرض الخطير وذلك بتطعيم الطفل بطعم الحصبة ( 2/1 سم حقنا تحت الجلد )
في الشهر التاسع مرة واحدة ..
ح : الخناق ( الدفتيريا )
مرض شديد العدوى ، يصيب الحلق أساساً ( 80 % من الحالات ) وبدرجة أقل الحنجرة
والأنف والعين والجلد وتنتقل عدواها بواسطة الرذاذ المتطاير من المرضى أو حاملي الميكروب
ويلعب اللبن دوراً مهماً في نقل العدوى تظهر أعراضها على هيئة وجع بالحلق وصعوبة في البلع
وارتفاع في درجة الحرارة وقيء وفقدان الشهية للطعام
من علامات المرض وجود ( غشاء ) سميك ملتصق بالحلق لونه رمادي ينزف دما عند إزالته
ووجود تضخم في الغدد اللمفاوية في الرقبة وتتم الوقاية ، بتطعيم الطفل بالطعم الثلاثي
( الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس ) 2/1 سم
حقنا في العضل في الشهور الرابع والسادس والثامن ثم جرعات تنشيطية عند ( 18 ) شهر
و ( 3 ) سنوات و( 6 ) سنوات ..
خ : الدرن
مرض معد تحدث عدواه نتيجة للاختلاط المباشر بالمرضى أو شرب لبن ماشية مصابة بالدرن
أو استنشاق الغبار المحمل بميكروب المرض ويهيئ لانتشاره البيئة غير الصحية والمنازل
المحرومة من الشمس والهواء النقي وسوء التغذية والأمراض المنهكة مثل السكر
وأعراضه
ارتفاع بسيط في درجة الحرارة خاصة في المساء وفقدان الشهية ونقص في الوزن
وكحه جافة وعرق غزير أثناء الليل
( الوقاية ) بالتطعيم بطعم ( البي . سي . جي ) ويعطى حقناً بجلد أعلى الذراع خلال أول
أربعين يوماً للولادة ، ويكرر التطعيم عند سن ست سنوات مع تهوية المنازل ، وغلي اللبن
جيداً ،والفحص الدوري للأطفال واكتشاف حاملي المرض وعلاجهم .
خ: ذبحة الزور
التهاب الحنجرة والقصبة الهوائية مع تقلصهما ، تبدأ أعرضها عادة بعد نوبة
من نوبات البرد أو أي عدوى مشابهة، ويكون الطفل مبحوح الصوت إلى حد
ما ، فيما عدا ذلك يبدو طبيعيا في أثنا النهار وعندما يأوي إلى فراشه تبدأ النوبة
بكحة جافة لها شيء من الرنين الخاص، سرعان ما تصبح شديدة وتتميز بصوت
( النباح ) المميز لها ونظراً لتقليص الحنجرة فإن الطفل يجد صعوبة شديدة في
التنفس ، وعند محاولته التنفس يصدر عنه صوت قوي معروف قلما يُنسى.
العلاج: استنشاق صبغة الجاوة والأكسجين ، ويصف الطبيب المضاد الحيوي
المناسب وقد يحتاج إلى شق حنجري عند انسداد في الحنجرة ..
د: حمى روماتزمية :
مرض خطير يصيب الأطفال من سن ( 5 ) سنوات إلى ( 15 ) سنة نتيجة
( لحساسية ) بعض الأطفال للميكروب السبحي الذي يصيب الحلق واللوزتين
والجلد وتختلف الأعراض من حالة إلى أخرى فقد تظهر على هيئة ارتفاع
في درجة الحرارة مع التهاب وتورم بالمفاصل الكبرى مثل مفصل الركبتين
والكاحلين والكتف والكوع ، أو عقد روماتزمية بالجلد أو إصابة عضلات القلب
وصماماته أو قد يكون على هيئة ( كوربا ) روماتزمية ويتميز ورم المفاصل
بأنه يظهر في أحد المفاصل ثم يختفي ليظهر في مفصل آخر ونظرا للعلاقة الوثيقة
بين التهابات الحلق واللوز والإصابة بالحمى الروماتزمية يجب علاج هذه
الالتهابات علاجاً كافياً وتحت إشراف الطبيب .
ذ: الزكام ( نزلة البرد )
عدوى سريعة الانتشار للجزء العلوي من الجهاز التنفسي بفيروسات معينة
ويساعد على إصابة الطفل ( الإجهاد وسوء التغذية والتعرض للتيارات الهوائية )
الأعراض : زكام ورشح من الأنف ، تد ميع العينين ، صداع وجفاف الحلق ،
وقد ترتفع درجة الحرارة ، مع كحة جافة أحياناً .
المضاعفات : التهاب الجيوب الأنفية ، التهاب الأذن الوسطى والحنجرة
ر: النزلات الرئوية والشعبية.
ويعتمد العلاج على الراحة التامة ، وحسن التغذية ، وتناول فيتامين ( ج )
وسرعة علاج المضاعفات في حالة حدوثها بواسطة الطبيب .
ز: السعال الديكي ( الشاهوق )
مرض معد تنقل عدواه عن طريق الرذاذ أثناء السعال ، وتكثر حالاته
في فصل الشتاء ،
وأهم أعراضه :
ارتفاع درجة الحرارة ، وسعال قد يعقبه قيء خاصة
أثناء الليل ، وحدوث نوبات من السعال ، تتكون كل نوبة من شهيق
عميق يعقبه زفير قصير متتابع مع صوت يشبه صيحة ( الديك )
ومن هنا جاءت التسمية .
وأهم مضاعفاته :
الالتهاب الرئوي الشعبي والفصي وانقباض الرئة
وحدوث فتق سري ، أو سقوط المستقيم
الوقاية :
مثل ( الدفتريا ) بواسطة الطعم الثلاثي
س : شلل الأطفال
مرض يحدث نتيجة العدوى بفيروس خاص . وتنتقل عدواه بواسطة
الرذاذ ، أو عن طريق تناول طعام أو شراب ملوث بفيروس المرض
ويلعب الذباب واللبن دوراً مهماً في نقل العدوى .
الأعراض :
تشبه في البداية الأنفلونزا فترتفع درجة الحرارة ، مع صداع
ورشح واضطرابات بالجهاز الهضمي . ثم يبدأ ( دور الشلل ) فجأة
حيث لا يقوي الطفل على السير أو الجلوس ثم ينحسر الشلل تدريجياً
ويبدأ الطفل في استعمال أطرافه كما يمكنه الجلوس أو السير ثم يتوقف
الشلل عن التحسن ، ويكون الشلل المتبقي أقل بكثير من الشلل الذي
بدأ به المرض .
الوقاية :
بتطعيم الطفل بالطعم الحي المروض ( سابين ) بنقطتين
على اللسان ، وفي نفس مواعيد الطعم الثلاثي . ويجب الاهتمام بتهوية
المنازل ونظافة الطعام والشراب ، ومكافحة الذباب ، وغلي اللبن جيداً
قبل تناوله ، وعدم ارتياد الأماكن المزدحمة .
ش : الصرع
مرض عصبي منتشر ، يحدث نتيجة لعدة أسباب
أهمها: إصابات وأورام المخ
التهاب السحايا ( الحمى الشوكية ) ، التشوهات الخلقية ، الولادة العسرة ، اضطرابات
الغدد والتمثيل الغذائي ، ونقص السكر في الدم وتلعب الوراثة دوراً مهماً في
أنواع معينة من الصرع .
والصرع في الأطفال أنواع:
دور الصرع الصغير ، وهو عبارة عن عدة نوبات تتكرر يومياً كل نوبة تتكون
من غفوة وقتية مصحوبة بالتحديق في الفضاء وصمت لبضع ثوان ، يعود بعدها
الطفل إلى إكمال ما كان عليه قبل النوبة
دور الصرع الكبير ، يبدأ بفقدان الطفل لوعيه مع تشنج توتري في العضلات
مصحوب بتوقف التنفس وظهور زرقة وزبد بالفم ، وقد تبدأ النوبة الصرعية
في جزء محدود من جسم الطفل مثل : زاوية الفم ، أو حركة لاإرادية بالأصبع
الكبير بالقدم ، ثم ينتشر على جانب واحد من الجسم ، وهذا يُعرف ( بالصرع البؤري )
ص : ضعف الشهية :
قد يعود ضعف الشهية عند الطفل إلى ( أسباب مرضية ) مثل : النزلات المعوية
والشعبية الحصبة ،الأنفلونزا ، نزلات البرد ، التهاب الحلق ، التهابات الفم خاصة
مرض القلاع . كذلك عند التسنين وبعد التطعيمات . أو إلى( أسباب نفسية )
وتعود إلى أخطاء تربوية في تنشئته ، أو عدم انتظام وجبات الطفل وعدم مناسبة
نوعية الطعام وتركيزه لسن الطفل ومزاجه الخاص ، والفطام التأخر .
ض : الطفولة ، سكر
مرض يصيب الأطفال تحت سن ( 15 ) سنة ، ويرجع إلى تلف خلايا ( لا نجرهانز )
الموجود في البنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين ، وبالتالي يعجز البنكرياس
عن إمداد الجسم بحاجته من الأنسولين ، ولذا فهذا النوع من السكر يستجيب للعلاج بحقن
الأنسولين ، ويودي ذلك العجز إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم عن معدلها الطبيعي ،
وتسرب السكر في البول ، ومن ثم ظهور أعراض المرض المعروفة
ع : الغدة النكفية ، التهاب ( النكاف )
مرض معد ، يصيب الغدة النكفية ، إحدى الغدد اللعابية الموجودة أمام الأذن .
تحدث العدوى بفيروس خاص ، ينتقل عن طريق الرذاذ أو استعمال أدوات المريض .
أعراض النكاف :
حمى بسيطة ، وزفزفة وغثيان ، ثم بعد 24 ساعة يشكو الطفل
ألم أمام حلمة الأذن ، يعقبه تورم تدريجي بالغدة النكفية ، يزداد الألم عند المضغ
وعند البلع ، وقد تتضخم الغدة النكفية الثانية بعد يوم أو يومين من تضخم الأولى ،
كما قد تتضخم الغدد اللعابية تحت اللسان أو تحت الفك في ناحية أو ناحيتين .
الوقاية :
بواسطة الطعن الفيروسي الثلاثي ( M . M . R ) ضد الحصبة
والنكاف في الشهر الخامس عشر من عمر الطفل مرة واحدة .
غ : أنيميا الفول :
أنيميا تكسريه ، وراثية ، ونادرة الحدوث . تحدث لنقص إنزيم في الدم
يسمى ( G . 6 .p .d ) عند الأطفال ونتيجة لنقص هذا الإنزيم ، تحدث بعض
التفاعلات تكون نتيجتها إحداث تكسير شديد بكرات الدم الحمراء .
وتظهر الأعراض عادة عندما تبدأ الأم في فطام طفلها بإعطائه وجبة فول
عندئذ تفاجأ الأم بطفلها وقد أصيب بامتقاع وشحوب شديدين في وجهه ، وعرق غزير
وهبوط شديد .يصاحب ذلك غثيان وقيء وألم بالبطن . وفي الحالات الشديدة يتحول
لون البول إلى اللون الأحمر مع اصفرار عيني الطفل .
والعلاج هنا
نقل الدم للطفل .. ويجب على الأم تنبيه الطبيب إلى مرض طفلها بأنيميا الفول
إذا ما ذهبت إليه لعلاج طفلها من مرض آخر ، حتى يتجنب إعطاء الطفل
الأدوية التي تسبب هذه الأنيميا ..
ف :الحمى القرمزية :
مرض معد يحدث نتيجة الإصابة بالمكور السبحي المحلل للدم مجموعة ( أ )
وتحدث العدوى عن طريق الرذاذ أو عن طريق اللبن الملوث بالميكروب السبحي
ويتميز هذا المرض بهذه الصورة المميزة : التهاب الحلق ، وطفح قرمزي اللون
( ولذلك سميت بالحمى القرمزية ) وتغيرات مميزة في لسان المريض . وحدوث
تقشر أو انسلاخ في الجلد بعد الطفح.
أخطر المضاعفات :
الحمى الروماتزمية ، والتهاب الكلى الحاد ، فضلاً عن التهاب
الأذن الوسطى ، التهاب غشاء القلب ، التهاب المفاصل ، الالتهاب الرئوي الشعبي .
والوقاية : ضرورة إتباع القواعد الصحية ونظافة فم الطفل ، وتعقيم اللبن أو غليه
قبل تناوله ، وعدم إهمال التهابات اللوز أو الحلق وعلاجها علاجاً كاملاً
وتحت إشراف الطبيب .
ق : التهاب اللوزتين
مرض معد ، يسببه عادة الميكروب السبحي ، وتحدث عداوة عن طريق
الرذاذ المتطاير من حلق المريض .
أعراضه :
ارتفاع درجة الحرارة ، ألم في الحلق صعوبة في البلع . ويكون
اللسان متسخاً ورائحة الفم كريهة . أهم علامات المرض هو تضخم اللوزتين
ووجود حبيبات بيضاء اللون على اللوزتين . وقد يوجد تضخم في الغدد
اللمفاوية تحت الفكين وفي العمق .
المضاعفات :
التهاب الأذن الوسطى ، والالتهاب الرئوي ، والتهاب الكلى ،
والحمى الروماتزمية
ك : إنسداد معوي
هو انسداد تجويف الأمعاء مما ينتج عنه عدم مرور الغذاء المهضوم والعصارات
الهاضمة داخل تجويف الأمعاء ، فتتجمع هذه المواد فوق منطقة الانسداد مما
ينتج عنه مضاعفات خطيرة . وأخطر أنواع الانسداد المعوي هو ما يحدث
في الأطفال حديثي الولادة ، نتيجة لوجود انسداد في المرئ ، أو التواء الأمعاء
أو وجود التصاقات بريتونية خلقية ، أو تضخم القولون ، أو الانسداد الخلقي
في جزء من الأمعاء سواء الدقيقة أو الغليظة .
والأعراض :
غالباً ما تكون حالة قيء مستمر ، وانتفاخ في البطن ،
وعلى الأم المسارعة بعرض طفلها على الطبيب في حالة حدوث بعض
أو كل هذه الأعراض .
ل : نزلة معوية ( إسهال )
تنتشر النزلات المعوية كثيراً في فصل الصيف ، وتعتبر العدو الأول للأطفال
والإسهال هو زيادة عدد مرات التبرز عن العادة وقد يصاحب الإسهال القيء
المتكرر ، وقد يكون سبب النزلة المعوية ميكروباً معدياً ، أو قد تصحب عملية
فطام خاطئة ، أو وضع أصابعه والأدوات الملوثة في فمه .
الأعراض :
فقد كمية كبيرة من السوائل تعرضه لحالة جفاف شديد ،
مما يستدعي السرعة في تعويض هذه السوائل بالمحاليل .
م :الوسطى ، التهاب الأذن :
التهاب حاد يصيب الغشاء المخاطي المبطن للأذن الوسطى ، ويرجع
ذلك إلى كثرة إصابة الأطفال بأمراض الجهاز التنفسي العلوي
كنزلات البرد والأنفلونزا ، وكذلك إصابة الأطفال بالحميات ، وتكرار
التهاب اللوزتين والتهاب الجيوب الأنفية ، وكذلك الوضع الخاطئ
أثناء الرضاعة ، حيث تقوم الأم بإرضاع طفلها وهو في وضع أفقي
وهذا معناه تسرب اللبن إلى الأذن الوسطى عن طريق قناة استاكيوس
التي تفتح مع البلع أثناء الرضاعة .
والأعراض : ارتفاع كبير في درجة الحرارة ، وآلام شديدة بالأذن ،
ويفقد الطفل قدرته على النوم ويصبح متهيجاًً ، كما يفقد شهيته للطعام
الوقاية : يجب علاج نزلات البرد خاصة إذا صاحب حميات الأطفال،
وعلاج التهاب الأنف والجهاز التنفسي ، ويجب إبعاد الطفل عن كل
مريض بالبرد أو الأنفلونزا ، وحث الأم على الرضاعة الطبيعية .
ن : اليرقان ( الصفراء )
الصفراء هي اصفرار بياض العين والجلد وبعض سوائل الجسم ،
نتيجة لزيادة مادة البليروبين ( المادة الصفراء ) في الدم والصفراء أنواع :
( الصفراء التحليلية ) وهي نتيجة لتكسير كرات الدم الحمراء ، وتكون
إما وراثية نتيجة لاختلاف إل R H في دم الزوجين ، أوفسيولوجية
( طبيعية ) وتحدث للأطفال حديثي الولادة في الأسبوع الأول وتختفي
بدون أي علاج . وإما مكتسبة نتيجة لتغير بالأنزيمات داخل كرات الدم
الحمراء ،
( الصفراء الانسدادية ) وهي أكثر أنواع الصفراء خطورة على المريض
وتحدث نتيجة لضيق خلقي بالقنوات المرارية أو التهابات مزمنة بالكبد
أو أورام وتليف بالكبد ، أو وجود حصوات بالقناة المرارية .
( الصفراء الكبدية الوبائية ) وتحدث نتيجة للالتهاب الكبدي الوبائي ،
وتعالج بعزل المريض والراحة التامة ومنع المواد الدهنية والإقلال
من البروتينات والإكثار من السكريات ، وإعطاء الفيتامينات وبخاصة
( ب ، ك ) ........
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/370)
فحوصات ما قبل الزواج تجنب طفلك الإصابة بالصفراء
لقد زادت نسبة إصابة حديثي الولادة بالصفراء Neonatal Jaundice إلا أن الأطباء يؤكدون سهلة وسرعة علاجها .
وعادة يظهر المرض بعلامات مرئية وواضحة على جسم الطفل وعينيه، وأول تلك العلامات ظهور الاصفرار على الجلد وعلى بياض العين وتحت الأظافر نتيجة زيادة مادة الصفراء الناتجة عن تكسير كريات الدم الحمراء بعد الولادة. ويبدأ الاصفرار من الرأس حتى يصل إلى القدمين. ومادة الصفراء تُفرز بشكل طبيعي عن طريق الكبد إلى الأمعاء ثم تخرج مع البراز.
أنواع الصفراء:
الدكتور ضياء الدين أيوب استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى باقدو والدكتور عرفان العام بجدة، يصنف الصفراء في الأطفال حديثي الولادة إلى الأنواع التالية: 1 ـ الصفراء الطبيعية (الفسيولوجية):
يوجد هذا النوع من الصفراء في حوالي 60% من حديثي الولادة نتيجة عدم اكتمال نمو الكبد وبالتالي عدم المقدرة على التخلص من الكمية الزائدة من الصفراء الموجودة في الدم. ويبدأ هذا النوع من اليوم 3 ـ 5 ويختفي بعد 10 أيام أو أسبوعين.. وعادة لا يصل إلى النسب الخطيرة ولا يحتاج إلى أي علاج إلا في حالات نادرة وذلك إذا ارتفع المعدل عن نسبة 18 ـ 20% ملجم.
2 ـ الصفراء نتيجة الرضاعة من لبن الأم: يحدث هذا النوع في 2% فقط من حديثي الولادة نتيجة إفراز إنزيم معين في لبن الأم يساعد على امتصاص الصفراء من الأمعاء بعد إفرازها من الكبد.. ويبدأ هذا النوع بعد 4 ـ 7 أيام ويستمر بين 3 ـ 10 أسابيع. وعلاج هذا النوع يتم عن طريق زيادة عدد الرضعات من صدر الأم بمعدل كل 2/11 ساعة إلى 2/12 ساعة، حيث ان ذلك يسبب في زيادة عدد مرات البراز وبالتالي خروج الصفراء مع البراز بسرعة.
وإذا لم يتحسن الطفل على هذه الطريقة من الممكن إعطاء حليب صناعي بالتبادل مع لبن الأم لمدة 3 أيام ثم يرجع إلى لبن الأم ثانياً.. في حالات قليلة 1% قد ترتفع النسبة إلى 20% ملجم.
3 ـ الصفراء نتيجة اختلاف فصائل الدم بين الطفل والأم: في بعض الأحيان يمكن ظهورها لاختلاف فصائل الدم لكل من الأم والطفل الرضيع، خصوصاً الموجب والسالب من فصيلة عامل ريسوس Rh factor. وينتج عن ذلك حدوث مضادات ضد كرات الدم الحمراء للطفل عن طريق الأم وينتج عنها تكسير شديد في كرات الدم الحمراء للطفل وذلك يؤدي إلى ارتفاع شديد في نسبة الصفراء إلى معدلات عالية تصل إلى 20 ـ 25% ملجم وغالباً ما يحدث ذلك في خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى وإذا لم يتم علاجه بطريقة صحيحة قد يؤدي إلى الصمم وضمور المخ. والطفل المولود بهذه الحالة قد يولد ميتاً، أو يموت في خلال أيام من الولادة، وفي حالات قليلة فإن الشفاء قد يتم بعد حدوث أعراض بسيطة للمرض. يتم علاج الطفل المصاب بالصفراء نتيجة اختلاف فصيلة (Rh )، أولا بالولادة المبكرة وثانياً بتغيير دمه قبل أن تصل نسبة الصفراء إلى الحدود الخطرة كما يتم تعريضه لضوء النيون لتخفيض نسبة الصفراء في الدم.
ومن الممكن منع هذا الارتفاع الشديد في نسبة الصفراء عن طريق تغيير الدم إذا لزم الأمر إضافة إلى استخدام الأشعة البنفسجية.
وحسب ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط ، لقد طرأت تحديثات في هذا الموضوع بناء على التوصيات العالمية الجديدة عن طريق الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP مع التعرض لأسباب حدوث المضاعفات وكيفية منعها ويتم ذلك حسب عمر الطفل بالساعات مع معدل ارتفاع الصفراء والتدخل بالعلاج الضوئي أو تغيير الدم عند معدلات معينة جديدة.
وأصبح من الممكن منع إنتاج الأجسام المضادة لكريات الدم الحمراء للجنين بسبب فصيلة ريسوس (Rh) بنسبة تصل إلى 100% وذلك بإعطاء الأم نوعاً من أنواع الجلوبيولين يسمى (Rh GAM) بعد الولادة بـ 36 ـ 72 ساعة.
وفي النهاية ينصح الأطباء بضرورة الوقاية بعمل الفحص الطبي قبل الزواج ومعرفة فصيلة الدم للأفراد المقبلين على الزواج لتلافي حدوث هذا المرض أو للمتابعة الصحية إذا تم الزواج مع اختلاف في فصائل Rh.
ـــــــــــــــــــ(101/371)
أمراض الصيف
يأتي الصيف و معه كثير من الأمراض و لعل هذا بسبب :
* حرارة الجو المرتفعة و التي تنمو فيها كثير من أنواع البكتريا و الفطريات .
* ارتفاع حرارة الجو قد يقلل مناعة الجسم و بالتالى يكون عرضة للأمراض .
* الأتربة أيضا تلعب دورا هاما .
أهم أمراض الصيف :
* النزلات المعوية و الجفاف .
* الأمراض الجلدية المختلفة خاصة ما يسمى بـ ( حمو النيل)
* أمراض العيون .
نصائح هامة للوقاية :
* عدم الذهاب إلى الأماكن ذات درجة الحرارة العالية جدا .
* لبس ملابس خفيفة و ليست ألياف صناعية .
* البعد عن أماكن الأتربة و أكوام الزبالة .
ملاحظة :
يتم نقل كثير من الأمراض الجلدية و أمراض العيون في المصايف و الشواطئ والأماكن المشتركة كحمامات السباحة .
في حالة حمو النيل :
تخفيف الملابس و الاستحمام بالماء البارد أكثر من مرة تقريبا يوميا .
و أحيانا يعطي الطفل شراب و بعض الأدوية الموضعية ( كلامينا
الإلتهاب الكبدي الوبائي
هو التهاب فيروسي يصيب الكبد، و في الأطفال غالبا هو من النوع الحميد )فيروس أ ( الذي يشفي نهائيا و لا يترك
أي أثر .
الأسباب :
* تلوث الطعام أو أيدي الطفل بالبراز لينقل النوع ) فيروس أ( .
*نقل الدم و مشتقاته أو استعمال سرنجة ملوثة لينقل النوع )ب أو سي(
* قد يولد الطفل و هو مصاب بالالتهاب الكبدي الوبائي من أم مصابة به .
الوقاية خير من العلاج :
* ينصح باستخدام السرنجات البلاستيكية و النظافة العامة .
الأعراض :
* اصفرار بياض العين .
* اصفرار البول أيضا ( يميل إلى لون الشاي (
* قد يكون مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة ، مغص ، إسهال ، قيىء .
العلاج :
أولا : ننصح بعدم القلق و التعامل مع الطفل كأي مرض فيروسي يحتاج إلى الراحة و مخفضات للحرارة .
ثانيا : ثم الذهاب إلى الطبيب و سماع الارشادات و تطبيقها حرفيا لأنه قد يستمر الأعراض حتى 6 أسابيع .
ثالثا : مع كلام الطبيب المعالج نحب أن نركز على الأتي :
* إذا حدث قيىء يستخدم حقن كورتجين ب6 أطفال.
* الأكل كالأتي :
- الأكل الطبيعي مع زياد ة السكريات و النشويات : ( عسل النحل - المربي- الحلاوة (.
- كمية البروتين كمية عادية حتى يساعد على التئام الكبد .
يقلل غالبا من أكل الدهون و السمين إذا كانت تسبب أي مشاكل صحية و كذلك العسل الأسود
ـــــــــــــــــــ(101/372)
مرض الحصبة عند الأطفال
لا داعي للقلق :
هي مرض فيروسي سهل جدا خاصة فى الأطفال الذين تم تطعيمهم .
الوقاية خير من العلاج :
* يأخذ الطفل تطعيم الحصبة في سن المقررة .
* يعزل الطفل عن أي طفل مريض بالحصبة حتى لا يأخذ المرض منه .
العلاج :
* كمادات ماء بارد باستمرار لأن ارتفاع الحرارة قد يظل حوالي 5 أيام .
* البعد عن الشمس و التراب .
* شرب سوائل كثيرة و باردة.
* يمكن استخدام قطرة للعين أو شراب للحرارة حتى يراه الطبيب .
مدة المرض :
* حوالى 5 أيام اتفاع مستمر في الحرارة .
* تقل حرارة الطفل مع ظهور الطفح ( بعد 5 أو 6 ايام )
* يظل الطفح 4 أيام أخرى .
ـــــــــــــــــــ(101/373)
النزلات الشعبية (التهاب الصدر )
أسبابها :
* التعرض للبرد الشديد خاصة بعد حمام دافىء
* نوم الأطفال بجوار بعضهم البعض أو أحدهم يعاني من نزلة أو انفلونزا .
* أيضا أسباب النزلات الصدرية أن كثير من الناس غير الأم يحمل الطفل و قد يكون مصابا .
الوقاية :
* دائما يستحم الطفل بالليل في حجرة نومه.
* لا يحمل الطفل شخص مصاب بأنفلوانزا أو نزلة برد .
* الطفل المريض يعزل عن بقية إخوانه حتى لا يصيبهم .
العلاج المؤقت حتى يذهب للطبيب :
1- كمادات ماء بارد .
2- سوائل دافئة كثيرة لآنها تجعل الكحة سهلة جدا و كذلك مسلوق أوراق الجوافة و شراب التيليو و عسل النحل و حبة البركة (الحبة السوداء)
3- يجلس الطفل في حجرة فيها بخار ماء (إناء به ماء يغلي ) إذا كان عنده أزمة صدرية (كرشة نفس ).
4- يعطي الطفل ملعقة (أمينوفلين أو ممكوفيللين ) بالإضافة إلى ما سبق ثم يعجل بذهابه إلى الطبيب الأخصائي .
5- كثرة تعرض الطفل لنزلات البرد يعنى أن مناعته ضعيفة و ذلك يتطلب من الطبيب زيادة مناعة الطفل ببعض الأدوية و على رأس ذلك الحبة السوداء .
ارتفاع حرارة الطفل
لا داعي للقلق :
ليس كل ارتفاع في حرارة الطفل معناه"حمى" و لكن قد يكون الأمر بسيط جدا و معظم الحرارة نتيجة لأمراض فيروسية خفيفة خاصة إذا لم تكن مصحوبة ببعض الأعراض الأخرى مثل التشنجات أو الإسهال الشديد أو كرشة النفس أو الصداع الشديد .
العلاج :
إذا كان ارتفاع درجة الحرارة مصاحب ببعض العطس أو الكحة الخفيفة (و ما دون ذلك يكون الطفل طبيعي جدا ، يأكل و يتحرك و ينام بصورة طبيعية ) فالعلاج كالأتي :
* حمام أو كمادات ماء بارد أو فاتر ( و ليس ماء مثلج ) ، و توضع الكمادات غالبا على الأطراف ، أو إذا كان الطفل كثير الحركة ينصح بأخذ حمام بارد في غرفة نومه و نذكر حديث النبي صلى اله عليه و سلم " الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء"
و أيضا ممكن عمل كمادات من السبرتو أو الخل .
* يأخذ لبوس أو نقط للحرارة (بارامول ) و يستمر العلاج بالكمادات و اللبوس لمدة 48 ساعة ثم إذا ظهرت أى أعراض أخرى أو لم تنزل درجة الحرارة عندئذ يذهب للطبيب المعالج .
ـــــــــــــــــــ(101/374)
النزلات المعوية و الجفاف
لاداعي للقلق :
ليس كل إسهال أو تغير في براز الطفل يعتبر نزلة معوية . و لكن النزلة المعوية لابد فيها من توافر ثلاثة شروط:
* ارتفاع درجة حرارة الطفل .
* القيىء المستمر
* الإسهال أكثر من -(6-8) مرات يوميا
* و نذكر أن الطفل الذي يرضع من ثدي الأم غالبا ما يتبرز بعد كل رضعة و قد يصل العدد إلى خمس مرات يوميا فلا تقلق الأم بعد ذلك .
أسباب النزلة المعوية :
1- قد يكون التعرض لتيار برد شديد .
2- بسبب اختلاط الأكل و كثرته .
3- تلوث الرضاعة إذا كانت من بابرونه ( بزازة لبن صناعي ) أو تلوث ثدي الأم أو يديها أثناء الرضاعة .
4- قد يكون سببها التهاب اللوز أو التهاب في الصدر أو التهاب الأذن الوسطى .
الوقاية خير من العلاج :
1- لا يتعرض الطفل للبرد المفاجىء و لكن يخرج و على رأسه غطاء دائما .
2- تنظم رضعات الطفل إذا كانت كثرة الرضعات هي السبب .
3- يهتم بنظافة اللبن الصناعي و غلي البزازة دائما قبل كل رضعة و إذا تبقى بعض الرضعة يجب ألا يستعملها الطفل ثانية (البابرونة الزجاج تغير كل شهر ، و البابرونة البلاستيك تغير كل أسبوع )
4- يعالج التهاب اللوز أو النزلات الشعبية مبكرا .
علاقة الأسنان بالنزلة :
ظهور الأسنان يسبب ارتفاع خفيف فى درجة حرارة الطفل و كذلك ليونة أحيانا في البراز لكن النزلة المعوية الكاملة ليست لها علاقة بالأسنان .
الأكل الخارجى أثناء النزلة :
يقف الأكل الخارجى ما عدا الرضعة و بدلا من الأكل يأخذ الطفل سوائل دافئة في صورة نعناع - كراوية - ينسون - محلول جفاف - ماء أرز - و كذلك يمكن استمرار إعطاء الزبادي للطفل .
لا تقلقي أيتها الأم ......
النزلة قد تستمر أسبوع كاملا و لكن طالما أن الطفل لا يقىء و لم يدخل في الجفاف و أن الطبيب المعالج يطمئنك فلا تقلقي إن شاء الله ، لآن معظم النزلات تسببها فيروسات و يأخذ الفيروس دورته التى تستمر من 5-7 أيام تقريبا.
محلول الجفاف و خصائصة .
* يعوض السائل المفقود من جسم الطفل فلا يدخل فى جفاف .
* يعالج القيىء المصاحب للنزلة إذا اعطى ببطىء بالكوب الأول من المحلول و هو كيس على 200 سم من الماء الذي سبق غليه (ملىء زحاجة المياه الغازية الصغيرة )
*لو حدث انتفاخ من المحلول يوقف المحلول .
* يؤخذ المحلول بالتبادل مع ماء أرز خفيف (يؤخذ بالملعقة )
* مسلوق الأرز (ماء الأرز) على قليل من الملح يقوم مقام المحلول خاصة إذا كانت الأم بالليل و لا يوجد صيدليات مفتوحة .
العلاج :
* كمادات ماء بارد للحرارة .
*محلول الجفاف حتى يذهب الطفل للطبيب .
ـــــــــــــــــــ(101/375)
أطفالنا والقيم
في تربيتنا لأبنائنا توجد إشكالية القيم التي تغرس والرسائل الغير مباشرة التي تصل إليهم دون أن نتعمد إرسالها لكنها تظهر في سلوكهم فيما بعد إننا نعطيهم قيمنا دون أن ننتبه إلى أنهم لا يحملون نفس إدراكنا أو ذات التصور للحياة أبسط مثال حين يشتكي الطفل إلى أمه أن زميله في الفصل أو طفلا ما في المدرسة اخذ منه نقوده عنوة، أو أن طفلا في الشارع أخذ منه كرته وهرب فإن الأم تصرخ في وجهه وتحرضه على الذهاب إليه وضربه أما البنت فإن الأم تربت على كتفها وتعدها بأن تشتكي زميلتها إلى أمها !!
المشكلة أننا في المثالين نخطئ في حق أبنائنا ففي المثال الأول نعلم الطفل العدوانية وفي المثال الثاني نعلم البنت الاستسلام والاتكالية بمعنى أننا في المثالين لم نعلم أطفالنا معنى الدفاع عن النفس ومعنى المطالبة بالحقوق والعمل لاسترجاع الحق المسلوب.
في المثالين السابقين يمكننا الاستثمار لغرس أكثر من قيمة جميلة ومفيدة في وجدان أطفالنا.
يمكننا القول للطفل سواء كان بنتاً أو ولداً إن عليك العودة لاسترجاع حقك قلما كان أو مسطرة أو أي شيء تملكه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" ولكن كيف تمارس القوة دون عنف وعدوانية بل بتعامل هادئ ولأن ديننا متوازن فهو يدعو إلى التسامح وفي نفس الوقت لا يشجع الإذعان والخضوع، هنا تصبح مهمتنا أن نعلم أولادنا عظمة هذه الآلية في التعاملات الإنسانية كيف يمكن أن ندافع عن أنفسنا دون عدوانية أو عنف وكيف نسامح الآخر دون أن نتنازل عن حقنا في الحفاظ على حدودنا التي لا نسمح أن تنتهك.
كثير من المواقف تمر على صغارنا في الحياة وعلينا أن ندرك أننا مرجعهم الأهم في مرحلة الطفولة ونحن بمثابة نافذتهم إلى العالم الواسع فهم يرون الحياة من خلالنا أما في المراهقة فتكون سلطة الأصدقاء أقوى ولذلك يكون مهما أن نتقرب إليهم ونصادقهم لنكسبهم، برأيي إن دور الأسرة أساسي وهي منبع القيم الأول وتأتي المدرسة في المرحلة الثانية في وجدان الأطفال ورغم أهميتها في تنشئة الطفل إلا أنها لا تطغى على تأثير الأسرة القوي
ـــــــــــــــــــ(101/376)
اتركي طفلك يتحرك بحرية
الطفولة تعنى الانطلاق والحيوية ، فهي مرحلة للطاقة الزائدة لدي الطفل ففيها لا يمل الأطفال عن اللعب والحركة التي يعجز الكبار عن مجاراتهم فيها .
وهنا يجدر الإشارة إلى أنه ينبغي النظر إلى حركة الطفل على أنها أمر طبيعي، بل صحي من الناحية النفسية والجسمية للطفل حيث يكون فيها تفريغ لطاقته،وفي الواقع فإن الطفل الذي لا يتحرك هو الطفل غير الطبيعي الذي ينبغي استقصاء حالته ومعرفة سبب ذلك فقد يعود ذلك لمشكلة صحية أو نفسية لديه.
وإذا عرفتِ بأن حركة الطفل أمر طبيعي، فينبغي حينئذ عدم منعه من اللعب والحركة، بل ولا حتى تشجيعه على البقاء دون حركة لفترة طويلة فقد تبين أنه عندما يحال بين الطفل والحركة فإن هذا ينعكس على عدم نومه نوما صحيا،كما ذكرت جريدة الجزيرة .
ـــــــــــــــــــ(101/377)
لسلامته..طفلك يحتاج إلي النصيحة قبل شراء لعبته
لا شك أن اللعبة تمثل للطفل أهمية كبيرة بصرف النظر عن قيمتها المادية ، والأطفال عادة يختارون اللعبة دون إدراك لمدى الأخطار التي يمكن أن تسببها لهم لعبتهم الجميلة وإنما يكون الاختيار من منطلق الإعجاب بالشكل أو اللون أو التقليد لأقرانهم من الأطفال وفي معظم الأحيان يكون هناك ثمة تدخل مباشر أو غير مباشر من الآباء في اختيار ألعاب أطفالهم ويعتبر ذلك التدخل ايجابيا معتمدا في مجمله على الإرشاد والتوجيه لاختيار اللعبة التي تتناسب مع عمر الطفل ولا تمثل مصدر خطر على سلامته الجسدية أو الفكرية وعلى الرغم من الحرص الكبير من غالب الآباء على ذلك الأمر إلا أن معظم الأسواق المحلية فى المجتمعات العربية لا تخلو مطلقا من الألعاب الرديئة ذات الصنع الرخيص الخالي تماما من مقومات السلامة الدولية المعترف بها كما ان بعضها صنع بطريقة سلبية تمثل خطرا كبيرا على الطفل في الجانب الفكري، وبعض الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى الألعاب العنيفة لذلك يتوجب على الآباء إقناع أبنائهم بطريقة أو أخرى بالمضار التي ستلحق بهم جراء اختيار تلك الألعاب مع احترام رغباتهم لمنحهم الثقة في أنفسهم ومساعدتهم على تكوين شخصية متزنة تعرف مصلحتها،كما ذكرت جريدة اليوم
ـــــــــــــــــــ(101/378)
... طفلك له الحق أن يملك ذوقاً خاص به في الطعام
عزيزتى الأم .. إن عزوف الطفل عن تناول اللحم قد يكون نزوة ، ولكن العالمين بأمور الطفولة يقولون أن الطفل له الحق في ان يملك ذوقاً خاصاً به، من يدري ان الطفل قد يتحاشى أكل اللحم لأنه لا يحبذ طعمه وربما قوامه؟!،كما ذكرت جريدة الحياة .
فاللحم ليس المصدر الرئيس للبروتينات خلال السنتين الأوليين من العمر، فالحليب ومشتقاته اضافة الى البيض والبقول الجافة تشكل مصادر جيدة للمواد البروتينية.
ـــــــــــــــــــ(101/379)
... بعد العامين كيف تحتوي الصراع بينك وبين طفلك؟
حركة، عبث، استكشاف، أنانية، فضول، رغبة في الاستقلال... نعم نحن نصف طفل الثانية من عمره الذي بدأ صولاته وجولاته مودعاً سنوات المهد واضعاً قدميه على أولى عتبات عالم الطفولة.. كيف نحتوي مرحلة الاستقلالية التي يسعى ابن الثانية لتحقيقها؟
الاستقلالية
عادة ما يبدأ الطفل- مع دخوله عامه الثاني- بإظهار رغبته في إنجاز بعض المهام بنفسه، وبالطبع هذه المهام لا تتجاوز محاولته تحضير وجبة الإفطار، أو ارتداء ثيابه، أو ربط حذائه.. وماذا في هذا الأمر؟
المشكلة تبدأ في الظهور مع اعتقاد هذا الإنسان الصغير أن بوسعه أن يقوم كل شيء بنفسه دون الاعتماد على الآخرين، وهو ما يعتبره خبراء نمو الطفل مرحلة من مراحل تطوره تسمى مرحلة الاستقلالية.
واعتقاد الطفل هذا لا يسبب له مشكلة، بل إن المشكلة هي ما يشعر به الأبوان، فبكل تأكيد أنهما يستطيعان إنجاز ما يقوم به طفل العامين بشكل أفضل وبجهد أقل ودون إحداث أي فوضى، وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يعتبر الطفل أبويه خصمين له حال محاولتهما إمداد يد العون له.. هل كل هذا يدعو للقلق؟
الخبراء يرون أن مثل هذه المعارك من أجل الحصول على مساحة أكبر من الاستقلالية بين الآباء وأطفالهم أمر إيجابي ومرحلة مهمة من مراحل نمو الطفل، بل ويجب تدعيم هذه الروح الاستقلالية لديه.
د.توماس باور- أستاذ علم النفس التطوري في جامعة هيوستن بالولايات المتحدة- يشرح ذلك قائلا:
طفل العامين يحب بطبعه تقليد الكبار، فهو عندما يشاهد أحدهم يفتح باب السيارة، أو يدير جهاز التلفاز، أو يضع مسحوق التنظيف في الغسالة، يتبادر إلى ذهنه: ولم لا أقوم- أنا- بهذه الأشياء؟
وما يغذي إحساس الطفل بقدرته على القيام بمثل هذه المهام هو مرونة يديه، فالطفل يكون قد أمضى فترة طويلة- نسبيا- في معرفة عمل اليدين، وهو يرى أنه بعد أن أصبح لديه بعض التحكم فيهما فإن الوقت قد حن لاستخدامهما، لذلك هو يتوق- الآن- إلى استعمال أنامله في كل شيء كمفاتيح الكمبيوتر والهاتف وأدوات الكهرباء.. وغير ذلك).
اختلاف التقييم
وفي الحقيقة، إن ( الصراع ) ما بين الأطفال والآباء حول هذه ( المعركة ) له ما يبرره، فهم لن يتفقوا على المهام التي تناسب الطفل، والتي يمكن أن يقوم بها، أو التي تثير اهتمامه، فبينما قد يرى الطفل أنه يريد- ويمكنه - تنظيف أدوات المطبخ، سترى الأم أن هذا الأمر أكبر من طاقته، وأن بإمكانه- مثلا- مجرد وضع ثيابه المتسخة في السلة، وهو أمر مرغوب أيضاً، لكنه قد لا يثير اهتمام الطفل بأي شكل من الأشكال.
وفي الواقع إن دور الآباء يبدأ من هنا تحديداً، فردود أفعالهم وسلوكهم تجاه هذا ( الصراع ) هي التي ستعزز- أو تنتقص- من ثقة الطفل بنفسه، ولكي نحدد ما يمكن عمله في مثل هذه الحالة، يجب أن نفهم أن طفل العامين في ميله نحو الاستقلالية ورفضه- لأهله الذي يحبهم كثيراً- يشبه ميل المراهق نحو ذلك.
كما أننا يجب أن ندرك أن تمرد الطفل على أهله في هذه السن يعد مؤشراً واضحاً على ثقته بهم وحبه لهم!!
كيف؟ يفسر لنا أحد الباحثين ذلك قائلاً:
( إن الطفل لا يستطيع أن يقوم بالمهام بنفسه، دون مساعدة أبويه، إلا إذا كان يشعر بقدر من الأمان والطمأنينة، وهي مشاعر لن يحصل عليها إلا عن طريق الحب والحنان اللذين تمنحهما له الأسرة، مما يغذي ثقته بنفسه، ويدفعه نحو اكتشاف العالم من حوله)
كل هذا يوضح أن السلوك المطلوب من الأبوين في مثل هذه الحالة هو تعزيز هذه النزعة الاستقلالية، وهو ما يضعهما أمام تحدي إيجاد طرق يمارس بها الطفل استقلاليته، وفي الوقت ذاته يبتعد عن المهام الخاصة بالكبار، والتي لا يستطيع إنجازها.
المصدر: جريدة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/380)
... خوف الإمتحان لدى الأطفال .. معلومات وأفكار
كثيرا ما نسمع هذه العبارة من أطفالنا قبل بدء امتحانهم ..
ولكننا قد نجهل حقيقة هذا الشعور .. أو قد نستهين به في بعض الأحيان .
لتعلمي يا سيدتي أن الخوف حالة شعورية تنتاب الإنسان عندنا يحس بالخطر الذي يواجهه دون أن يكون لديه سبيل لمقاومته ...
فهو إنذار للمرء لكي يجتاز خطراً محدقا به أو يلتمس طريقا لتجاوز موقف صعب تعرض له .
ولكن إن تراكم مع مرور السنين وأنشأ لنفسه جذوراً في أعماقنا فقد يدمر حياة المرء برمتها ,
إذ يقوده هذا الشعور إلى الضعف والإحباط وقلة الحيلة والشعور بالانهزامية والفشل .
إن الخوف حالة صعب يلزم التعامل معها بالحكمة والتعقل والدراية لتقليل مضارها ..
ولذلك يجب توفير ما يلزم طفلك ويعيد له ثقته بنفسه لتتجنبي أن يتحول هذا الشعور الغريزي لكابوس يطارده كل ليلة .
وإليك بعض النصائح التي تساعد طفلك على التفوق واجتياز هذه المرحلة العصيبة بنجاح
× هيئي لطفلك جواً مناسباً , فأبعديه عن مصادر الضوضاء وخصصي له مكتباً أو طاولة لضمان تركيزه
× هدئي من روع طفلك وأخبريه بأن كل شئ سيكون بأفضل حال إن أستعد جيدا
× احرصي على تغذية طفلك جيدا .. ورغبيه في النوم المبكر
× لا تحاول معاقبة طفلك أو نهره إن لم يستذكر دروسه بل حدثيه وناقشيه بهدوء عن أن المجتهدين وحدهم يحققون أحلامهم بتوفيق من الله
× كوني مع طفلك أثناء دراسته لإجابة أي سؤال يجول بذهنه
× لا تمنعي طفلك من التسلية واللعب بحجة الدراسة وليكن هذا في حدود المعقول
× اجعلي فترة استراحة بين كل ساعة .. واسمحي له بممارسة الأنشطة المضلة لدية
× لا تجعليه يستذكر أكثر من 3 مواد باليوم .. ليستطيع استيعاب كل مادة على حده
× لا تحمليه فوق طاقته .. فقد يزيد هذا الأمر سوءاً
× أعرفي مواطن الضعف في طفلك .. وقويه وحصنيه في هذه الجهات
(استعيني بمعلمته أو مربية الفصل في هذا الشأن)
× لا تمانعي حين يرغب طفلك بالدراسة مع أصدقائه .. ويستحسن أن تصحبيه بنفسك إلى هناك
وفي النهاية لا تنسي أن كل ما يمر به طفلك يسجل كتجربة في عقله الباطن ..
فلا تدعي هذه التجربة تمر كبصمة في سجل الماضي
المصدر: مجلة الفرحة
... كيف تهيئين طفلك للمولود الجديد
في بعض الأحيان يكون من الصعب على الأطفال أن يتقبلوا قدوم مولود إلى العائلة لأن ذلك قد يشعرهم
بالغيرة أو الإهمال بل قد تلاحظين أن أخذ طفلك يتصرف تصرفات أصغر من سنه حتى يحصل على
مزيد من الاهتمام لذلك سنسدي لك بعض النصائح قد تساعدك في التعامل مع طفلك في هذه المرحلة ::
1) قبل أن يأتى المولود الجديد حاولي أن تشركي طفلك بالترتيبات لقدوم الطفل الجديد مثل ترتيب سريره
والألعاب والملابس بحيث يصبح مشوقا لاستقبال المولود
2)بعد ولادة الطفل أعطي طفلك الأكبر مسؤوليات للمساعدة في العناية بالطفل كما حاولي أن تجعليه
يحمل الطفل بصورة أمنة
3) ركزي على توضيح مدى أهمية دور الأبن الأكبر في العناية بالطفل
4) أحضري لعبة للأخ أو الأخت الكبرى ودعيه يقلدك في العناية بالطفل
5) دعي الطفل يحاول بناء علاقة خاصة مع الطفل (الأصغر )فدعيه يلعب معه أو يحاول جذب
انتباهه أو إضحاكه
6) حاولي دائما أن تمدحي الطفل (الأكبر) أمام الآخرين وأن تركزي على مدى أهمية دوره في
مساعدتك بالعناية بالطفل
7) نسقى مع زوجك بحيث عندما يقوم أحدكما بالعناية بالطفل فأن الشخص الأخر سيكون يعتني
بالطفل (الأكبر) حتى لايشعر أنه مهمل
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/381)
... البكاء المستمر عند الطفل
لا داعي للقلق :
البكاء المستمر عند الطفل و خاصة في الثلاثة شهور الأولى من العمر ، قد يكون طبيعيا و ليس فيه أي مشكلة ، و خاصة إذا لم يكن مصحوبا بأعراض أخرى مثل :
الإسهال أو الأنتفاخ أو الإرتفاع في درجة الحرارة .
و في هذة الحالة قد يكون السبب الرئيسي هو الجوع أو الارتفاع في درجة الجو .
و العلاج في هذه الحالة قد يكون برضاعة الطفل حتى يشبع ، و تخفيف الملابس و أحيانا شرب فنجان ماء بارد ليساعد على تخفيف أثر حرارة الجو و كذلك أخذ حمام بارد .
أسباب البكاء المستمر :
* الجوع :
-- و علاجة إعطاء الطفل رضاعته .
* الإنتفاخ :
-- و علاجة بقليل من النعناع الدافىء و تصحيح طريقة الرضاعة و كذلك حبة البركة و الكمون .
* المغص :
-- و علاجة بقليل من النعناع الدافىء أو ماء سيد
* الإلتهابات :
-- حول منطقة الإخراج بسبب نزول البراز و البول
* بلل الحفاضات بسبب البول و البراز :
-- و علاجها كريم مضاد للإلتهابات " درموكورت أو دكتاكورت " أو زنك أو ليف .
* الانفلونزا :
-- أحيانا تسبب انسداد في أنف الطفل فلا يستطيع أن يرضع فيبكي ، و علاج ذلك نقط للأنف (أوتروفين أطفال) أو ماء بملح يحضر فى البيت .
*إلتهاب الأذن الوسطى :
-- و علاجها الذهاب إلى أخصائي و عدم وضع أي شيىء في الأذن
... التطعيم ضد الأمراض
التطعيم مهم جدا للطفل و كما قالوا :
*الوقاية خير من العلاج
وهذا قانون إسلامي علمي كما في حديث الطاعون الشهير :
"إذا كنتم في أرض فيها الطاعون فلا تخرجوا منها و إذا كنتم خارجها فلا تدخلوها " أو كما قال (و ذلك منعا للعدوى ). و حتى لو حدث المرض بالرغم من التطعيم المسبق فيكون بفضل الله تعالى .
أقل في أعراضه .
و أما جدول التطعيم حسب العمر بالشهور كالآتي :
* خلال الشهرين من العمر :
- - حقنة الدرن في الكتف اليسرى
* عند شهرين و أربعة شهور و ستة شهور :
-- حقنة الثلاثي (التيفود - التيتانوس - السعال الديكي )
-- نقطة الشلل .
-- حقنة الالتهاب الكبد الوبائي (ب) .
* عند تسعة شهور :
-- حقنة ثلاثة الحصبة ، النكاف (الغدة النكافية) ، الحصبة الألماني تحت الجلد بالزراع الأيمن .
* عند سنة و نصف :
-- الجرعة المنشطة للثلاثي ، و الشلل .
-- و أيضا مصل التيتانوس عند أي جرح ملوث .
-- تطعيم الحمى الشوكية و خاصة في بداية الصيف .
بعض الأعراض الجانبية للتطعيمات:
*ألم و ارتفاع في درجة الحرارة : بعد حقنة الثلاثي و هذا أمر عادي و توضع كمادات ماء دافىء ثم ماء بارد بالتبادل و أن يأخذ الطفل أي مسكن مثل بارامول شراب .
* يمكن أن يحدث تشنجات بعد الطعم الثلاثي :
- و هي بسيطة إن شاء الله ، و لكن يجب أن يأخذه الوالد للطبيب للامئنان و قد لا يأخذ الحقنة بعد ذلك (برأي الطبيب).
موانع التطعيم :
1- الإسهال أو القيىء يؤخر طعم الشلل (النقط)
2- هزال الطفل و ضعفه يؤخر طعم الدرن و قد يؤخر طعم الحصبة .
3- ليس كل ارتفاع في درجة الحرارة يؤخر الطعم و لكن ننصح بالذهاب للطبيب للنصح .
ـــــــــــــــــــ(101/382)
... طريقة الرضاعة الصحيحة ..
* الأم جالسة و ليست نائمة .
* الطفل نصف جالس بزاوية 45 درجة .
* لا ينقل الطفل من ثدي إلى الثدي الأخر إلا بعد إنتهاء اللبن منه نهائيا و يفضل ثدي واحد لكل رضعة.
* التكريع بعد كل رضعة
* حمل الطفل على الكتف حوالى 10 دقائق بعد كل رضعة .
* إذا نام الطفل بعد الرضاعة يجب أن ينام على بطنه أو جنبه الأيمن ، و ذلك يفيف في خروج الهواء من معدته و بالتالى لا يحدث مغص أ, قيىئ و هذة سنة النبي صلى الله عليه و سلم (في طريقة النوم)
* عندما يرضع الطفل من الأم و هي نائمة يكون كثير التعرض لالتهاب الأذن الوسطى .
علامات كفاية الرضاعة .
* ينام الطفل بعدها مباشرة
* يزداد الطفل فى الوزن تقريبا 20-30 جم يوميا
* يتبرز يوميا 3-5 مرات من غير إمساك و لا إسهال .
قليل البكاء ..
ملاحظة :
لا توضع في فم الطفل السهاية أو التيتينه لآنها :
1- تصد الطفل عن الرضاعة (فقدان الشهية)
2- سبب مستمر من أسباب النزلات المعوية
3- سبب من اسباب فطريات اللسان التي تمنع الطفل تماما من الرضاعة .
... عقبات يمكن للأم التغلب عليها
1- قلة لبن الأم :
و يمكن زيادته بالأتي :
* يوضع الطفل على ثدي الأم مبكرا بعد الولادة مباشرة قدر الإمكان .
* تشرب الأم سوائل دافئة كثيرا و فيها نسبة كبيرة من السكر خاصة الحلبة ، الكمون ، حبة البركة
* أكل الأم متوازن و به أنواع البروتين المختلفة .
* بعد الأم عن الإرهاق النفسي
* بعد الأم عن الإرهاق الجسدي
ملاحظة لطيفة مضحكة:
لا يوجد شيىء اسم كبسة عندما يدخل على الأم مثلا حلاق أو كيس لحمة تظن بعض السيدات أن ذلك يمنع إدرار اللبن .
2- صغر الحلمة :
و يمكن استخدام شفاط الثدي من الصيدلية أو تحاول الأم شد الحلمة أكثر من مرة يوميا مع إستخدام الماء الدافيء
ـــــــــــــــــــ(101/383)
الطفل حديث الولادة
إرشادات :
* يجب أن يشرف على الولادة طبيبة أو طبيب أمراض نساء وولادة .
* إذا لم يبكي الطفل مباشرة بعد الولادة يجب عرضه على طبيب أخصائي الأطفال .
* عند ولادة الطفل :
- يؤذن للطفل في أذنه اليمنى و يقام الصلاة في اليسرى
- يحنك بتمرة في فمه .
- يوضع في عينه قطرة للعين
- يوضع على سرته السبرتو الأبيض ثم يستعمل السبرتو بعد ذلك 4 مرات يوميا حتى تنفصل السرة .
* يوضع الطفل على ثدي الأم بعد الولادة مباشرة قدر الإمكان لأن ذلك يساعد على نزول اللبن مبكرا .
*قد يظهر على الطفل بعد الولادة (اليوم الثاني أو الثالث ) ما يسمى صفراء حديث الولادة و تستمر حتى نهاية الأسبوع الأول أو الثانى و هي صفراء حميدة و لا تسبب أي مشكلة .
* علاج صفراء حديث الولادة :
غالبا لا يحتاج الطفل إلى علاج .
* جلوكوز كل ساعة " ملعقة أو ملعقتين "
* التعرض للشمس صباحا و مساءا مع كشف جسم الطفل للشمس خلف زجاج الشباك ، و إن لم يتوفر فلا داعي لذلك .
و إذا كان هناك قلق عند الوالدين يمكن أن يذهبا للطبيب أخصائي الأطفال للاطمئنان .
ملاحظة :
فترة حديثى الولادة فترة ذات حساسية خاصة ، و أي تغيير على الطفل يجب عرضه على الطبيب مباشرة خاصة :
** منع الرضاعة
** الزرقان أو كرشة النفس
** آي تغيير في درجة حرارة الطفل في صورة انخفاض أو ارتفاع في درجة الحرارة
** إسهال شديد أو قىء
** البكاء المستمر للطفل
** حدوث تشنجات في الجسم
ـــــــــــــــــــ(101/384)
... البراز (الإخراج)
إن براز الطفل الجديد ولمدة بضعة أيام قد يكون مخضرا قاتما شبيهة بمادة القطران. ويصبح هذا البراز بعد الأسبوع الأول أصفرا لينا شبيها بالزبدة اللينة. وقد يتبرز الطفل بعد كل وجبة طعام أو أنه يخرج قليلا بنسبة مرة كل يوم أو كل يومين. والإمساك يعني برازا قاسيا كرويا صغيرا وليس معناه فقط قلة التبرز. والإسهال يعني برازا مرنا وسائلا دون البراز الناعم اللزج المعروف لدى الطفل الرضيع.
تحميم طفلك
من المستحسن غسل طفلك بالأسفنجة إلى أن يسقط حبل السرة وتكون السرة قد شفيت تماما. حممي طفلك قبل الرضاعة وليس بعدها ، واجمعي ما تحتاجينه من أدوات قرب متناول يدك. وهذا بعض ما تحتاجين:
منشفة صغيرة ناعمة للتدليك وأخرى ناعمة أيضا للتنشيف.
منشفة كبيرة لتمديد الطفل عليها.
قطعة صابون ناعم خاص بالأطفال.
مسحوق خاص بالأطفال - بودرة - أو نشا الذرة).
زيت أو غسول خاص بالأطفال أو زيت معدني.
قطع من القطن.
حفاضات وقمصان داخلية وقمصان نوم.
مغطس يحتوي على 10 سم من الماء الفاتر (افحصي حرارة الماء دائما بوضع مرفقك (كوعك) فيه قبل الشروع بتحميم طفلك).
زيارة الطبيب بصورة منتظمة
تابعي زيارتك للطبيب بانتظام حتى لو ظهر طفلك بصحة جيدة. إن تقييم نمو وتطور طفلك يشكل جزءا من الكشف الطبي. وقد ينصح الطبيب بتعديل أنواع الأغذية التي يتناولها الطفل وطريقة العناية به. سيعطي طفلك في الأوقات المناسبة لقاحات مناعة ضد عدة أمراض كالسعال الديكي (الشهقة) والدفتيريا وداء الكزاز وشلل الأطفال والحصبة الألمانية. إن هذه الزيارات ستطمئنك أيضا بشأن نمو طفلك وتساعدك على مناقشة القضايا التي تشغل بالك وهكذا تتخلصين من أي قلق وخيبة قد تطرأ عليك وبذلك تحافظين على جو هادئ ومريح لطفلك.
متى تلجأين للطبيب
من الصعب على الوالدين أحيانا أن يقرروا إذا كان طفلهم مريضا أم لا. وكثير من عطس الأطفال يكون لغطا ، ومن وقت لآخر يخرج بعضهم رذاذا من البصاق دون أن يكون هنالك أي مرض. هذه الأمور ليست جدية ولا تستوجب مراجعة الطبيب.
أما إذا أصبح طفلك خاملا لا يقبل طعامه ويستمر بالبكاء خلافا للعادة أو إذا ارتفعت حرارته أو ظهر عنده طفح جلدي أو أصيب بتقيؤ متكرر أو بإسهال مستمر فمن المستحسن آنذاك استشارة الطبيب. وقبل أن تخابري الطبيب دوني ما تريدين الاستفهام عنة ، ومن الأفضل قبل إجراء هذا الاتصال قياس حرارة طفلك عن طريق المستقيم (الشرج).
نقلا عن موقع صحة دوت كوم
ـــــــــــــــــــ(101/385)
بداية ظهور الأسنان (التسنين)
ظهور الأسنان هي عملية فسيولوجية طبيعية و ليست مرض و لا تسبب أي أعراض مرضية عند الطفل . و تبدأ ظهور الأسنان من بداية الشهر السادس من العمر و ممكن أن تتأخر بصورة طبيعية حتى نهاية السنة الأولى من العمر بشرط أن يكون نمو الطفل طبيعيا و ليس به أي ظواهر مرضية .
نصائح غالية :
* يبدأ الطفل من الشهر السادس من العمر بزيادة تناول صفار البيض ، الحليب ، الزبادي ، شربة الخضار ، الجبنة القريش ، الكبدة ، اللحمة الحمراء و ذلك لأن هذه الأطعمة فيها نسبة كبيرة من الكالسيوم .
* لا علاقة للأسنان بالنزلات المعوية و لكن قد يكون التسنين مصاحبا ببعض الارتفاع في درجة الحرارة ( 38درجة مئوية أو أقل ) أو ليونة في البراز ( و ليس إسهالا) .
*قد يمنع ظهور الأسنان الطفل عن الطعام فترة وجيزة و هذا أمر طبيعي و يجب أن يمضغ شىء في فمه و ننصح هنا بوضع السواك فى فمه ليمضغه تطبيقا للسنة بدلا من مضغ قطع البلاستيك .
* لا داعى لاستعمال أدوية الكالسيوم إلا عند الضرورة و باستشارة الطبيب و خاصة إذا كان الطفل يتناول الأطعمة التى ذكرناها سابقا
ـــــــــــــــــــ(101/386)
متابعة نمو الطفل
يتابع نمو الطفل الطبيعي كالأتي :
* عند الولادة يبكي .
* عند شهرين يبتسم لأمه و تستقيم رأسه و رقبته .
* عند 4 شهور يبدأ الجلوس بسند مقعدته
* عند 6 شهور يجلس بدون مساعدة .
* عند ستة شهور يبدأ في التسنين .
* عند 9 شهور يزحف
* عند 10 شهور يقول ماما و بابا .
* عند نهاية العام الأول :
يستطيع أن يقف و يمشي خطوات .
يستطيع أن يقول كلمات أكثر من ماما و بابا
* عند نهاية سنة و نصف يجري
* عند نهاية سنتين يصعد السلم .
* عند نهاية 3 سنوات يركب دراجة و ينطق باسمه كاملا .
* عند اربع سنوات يعرف الألوان و يلبس الملابس .
عند 5 سنوات يبدأ الكتابة و يسأل عن معانى الكلمات .
ـــــــــــــــــــ(101/387)
إرشادات عامة للفطام
* يوقف أى أكل خارجى ما عدا السوائل الدافئة و ذلك عند : ارتفاع حرارة الطفل - الاسهال - القىء
* يقدم الأكل الجديد للطفل في صورة مغرية و سهلة كان يقدم في أطباق ذات ألوان و يقدم الأكل عند الجوع و ليس و هو شبعان .
* بعض الأكلات التى قد تسبب حساسية تؤجل لبعد مرورو سنة أو أكثر من عمر الطفل مثل :
( الموز- الفراوله - البطيخ - المانجو - بياض البيض - السمك )
* تكرار محاولة تقديم الأكل الخارجى الجديد للطفل مرة بعد مرة و ذلك لمدة 15 يوما و نبدأ بكمية قليلة ثم تزداد مع الوقت مع عدم إجبار الطفل على الأكل .
* إذا أخذ الطفل ثلاث أكواب زبادى يوميا فهذا فيه الكفاية لتغذيه الطفل و نموه .
* إذا استعمل اللبن الحليب للطفل يمكن استخدامه كالأتي :
اللبن البقري :
خلال الشهور الثلاثة الأولى:
2/1 كوب ماء + 2/1 كوب لبن
بعد 3 شهور :
3/2 كوب لبن كامل الدسم .
بعد ستة أو ثمانية شهور :
يأخذ الطفل لبن كامل الدسم .
اللبن الجاموسي :
* خلال الشهور الثلاثة الأولى :
3/2 كوب ماء + 3/1 كوب لبن
بعد ثلاث شهور :
2/1 كوب لبن + 3/1 كوب ماء
بعد ستة أشهر 3/2 لبن + 3/1 ماء
بعد 9 أشهر :
لبن كامل الدسم
ـــــــــــــــــــ(101/388)
... فوائد الرضاعة الطبيعية
للرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة كما ذكرها الله فى كتابه الحكيم "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ"[البقرة : 233] ،لنري قدرة الخالق في خلقة و نعمه علينا ....
* سهلة و فيها درجة حرارة مناسبة لجسم الطفل .
* لبن الأم خالي من التلوث و الميكروبات ، و بالتالى لا يصاب الطفل بنزلات معوية .
* لبن الأم فيه أجسام مضادة لكثير من الأمراض و بالتالى ينشأ الطفل سليم و صحيح العقل لقلة الأمراض التي مر بها في فترة الرضاعة .
* نسبة الذكاء عند الطفل الذي يرضع لبن الأم أكثر بكثير من الطفل الذي يرضع لبن صناعي .
* تتولد علاقة حميمة بين الطفل و أمه و يجمع الله بين قلبيهما حتى إذا كبر الطفل كانت أمه في المقام الأول عنده .
* زيادة على ذلك طوال فترة الرضاعة يتعرض الطفل لنزلات معوية و جفاف و فقدان مناعة الجسم من اللبن الصناعي و بالتالى يتعرض لآنواع الأمراض المختلفة بل قد يتعرض لبعض الأمراض المزمنة بسبب الألبان المستوردة من الدول الأحنبية .
* و أما إذا كان هناك استعمال لبن غير لبن الأم فتلك ضرورة يحددها الطبيب أخصائي الأطفال و ذلك لفائدة الأم من ناحية و فائدة الطفل من ناحية أخرى ، و يفضل استخدام اللبن الحليب بدلا من اللبن المستورد و ذلك بتخفيف هذه الألبان بمقادير يحددها الطبيب ، و يفضل في هذة الحالة إضافة أكلات إضافية مع اللبن ، و يعرف ذلك " بالفطام " و هو أيضا مع لبن الأم و لكن هنا أولى و أكثر بكثير .
** و هذا مثال لدور الفطام أو تقديم أكلات مع اللبن سواء لبن الأم أو لبن الخارجي و ذلك من عر 3 شهور .
** عند الشهر الثالث :
يقدم الزبادي المحلى بعسل النحل أو ( السكر الخفيف - أيضا يقدم عصائر بسكر خفيف ليلا :( طماطم - برتقال- تفاح)
** عند الشهر الرابع : يقدم مهلبية - بسكويت شاي - و كذلك عصائر في وجبات مختلفة و يقدم عندما يجوع و ليس بعد الرضاعة .
** عند الشهر الخامس :
يقدم شوربة خضار - زبادى - بسكويت شاي- و أيضا أنواع العصائر المختلفة .
**عند الشهر السادس :
يقدم كبدة - صفار بيض - جبنة قريش - و أيضا عصائر ليلا .
** عند الشهر السابع :
يقدم أرز - مكرونة - فول مقشور - لحمة مفرومة - ظهر سمكة
**عند الشهر الثامن و ما بعده :
يقدم جميع أنواع الأكل في طبيعية سائلة و سهلة المضغ حتى تكتمل الأسنان .
عند السنة الأولى من العمر :
يقدم للطفل كوب من الحليب صباحا و مساءا + انواع الأكل الأخرى .
ـــــــــــــــــــ(101/389)
... ما هي أهم الأغذية التي تزيد نمو طفلك؟
د. محمود فاضل
أهم خمسة عناصر غذائية يحتاجها الطفل للنمو :
من الصحيح القول: أنه لا يوجد غذاء واحد كامل على سطح الأرض يلبي حاجات الإنسان الصحية طيلة حياته، كذلك هو صحيح أنه: كلما تنوع غذاء طفلك كان نموه أفضل. ولكن ما هي أهم الأغذية التي تزيد من نمو طفلك؟
عنصر الكالسيوم
الكالسيوم هو أكثر العناصر المعدنية وجودا في الجسم، وهو الذي يزيد من نمو العظام في فترة الطفولة وما بعدها، فيزداد طفلك طولا وتقوى عظامه. وكذلك للكالسيوم أهمية كبيرة في عمل القلب ودقاته، وتجلط الدم، وعمل عضلات الجسم.
يكسب الإنسان من الكالسيوم أكثر مما يفقد حتى سن الثلاثين، ثم تنقلب المعادلة وتزداد الخسارة، ويخرج الكالسيوم مع البول والعرق والبراز. وإن كان فقدان الكالسيوم عاليا، ولم يتم تعويضه أصيب الإنسان بهشاشة العظام وغير ذلك من الأمراض.
كثيرون هم الأطفال الذين لا يحصلون على كميات كافية من الكالسيوم يوميا،.ولكن أي الفئات العمرية أكثر تضررا من نقص الكالسيوم؟
إن أكثر المتضررين من نقص الكالسيوم هن الفتيات في سن اليفاعة، لأنها فترة نمو تتطلب كميات كبيرة من الكالسيوم حتى تطول عظامهن وتنتظم أعصابهن. إن نقص الكالسيوم في فترة اليفاعة هو أخطر ما تواجهه الفتيات في حياتهن، إذ يعرضهن ذلك إلى أمراض عديدة منها هشاشة العظام التي تنغص حياتهن في سن هن فيه أحوج إلى التحرك وتَحسس متعة الحياة. وتختلف كميات الكالسيوم اليومية المطلوبة باختلاف السن. ولكن كم هي كمية الكالسيوم اليومية اللازمة للـ:
• أطفال من سن سنة واحدة إلى 3 سنوات 500 ملجم يوميا.
• أطفال من سن 4 سنوات إلى 8 سنوات 800 ملجم يوميا.
• أطفال من سن 9 سنوات إلى 19 سنة 1300 ملجم يوميا.
يكمن خطر نقص الكالسيوم في حياة الأطفال في جهل الآباء الذين يقدمون لأبنائهم المشروبات الغازية والوجبات السريعة التي تنفخ جسم الطفل بالسمنة الخطيرة، بدلا من إعطائهم المشروبات التي تحتوي على الحليب والألبان.
يوجد الكالسيوم في الألبان التي تعتبر المصدر الأهم لعنصر الكالسيوم في فترة الطفولة، إلى جانب وجوده في كثير من أصناف الخضار والفواكه والبقول والحبوب.
البروتين
يعتبر البروتين في الجسم كالحجارة في البناء. وما من جهاز أو عضو في الجسم إلا ويحتاج إلى البروتين. إذ ينحل البروتين في الجسم إلى أحماض أمينية تلزم في تكوين كثيرٍ من الأنسجة والإنزيمات والهرمونات. يوجد البروتين في البيض الذي يزود الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية أي التي لا يستطيع الجسم أن يُشَيّدها بل يحتاج إليها من خارج الجسم. أما العائلة النباتية فلا يوجد فيها أي نبات يحتوي على كل الأحماض الأمينية الأساسية، ويجب تناول الألبان أو البيض لاستكمال هذه الأحماض الأساسية.
وتقدر حاجة الطفل اليومية من البروتين :
• أطفال من سن سنة واحدة إلى 3 سنوات 13 جراما يوميا.
• أطفال من سن 4 سنوات إلى 8 سنوات 19 جراما يوميا.
. أطفال من سن 9 سنوات إلى 13 سنة 34 جراما يوميا.
• اكبر من ذلك من اليافعين 46- 52 جراما يوميا.
الألياف
الألياف هي نوع من النشويات المعقدة التي تخلو من الطاقة. لأن الطفل لا يستطيع أن يهضمها لإطلاق الطاقة التي فيها. وتفيد الألياف في الوقاية من داء السكري، وارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم في الكبار. وتقلل الأغذية التي تحتوي على الألياف من حالات الإمساك عند الأطفال. كما أن الأغذية التي تحتوي على الألياف تعتبر غنية بالفيتامينات والمعادن.
يحتاج الطفل من الألياف يوميا من الجرامات بما يعادل عدد سنين عمره مضافا إليه الرقم 5. فمن كان عمره 10 سنوات يحتاج إلى 15 جراما من الألياف يوميا، ويمكن الحصول على هذه الكمية من تناول الحبوب الكاملة والفواكه والخضار والبقول يوميا.
مضادات الأكسدة
بينت المعلومات العلمية الحديثة أن مضادات الأكسدة لها دور عظيم في الوقاية من الأمراض المزمنة والخطيرة لدى الكبار بما فيها السرطان وأمراض القلب القاتلة. وقد تفيد مضادات الأكسدة من قبل الأطفال في منع أمراض عديدة على المدى البعيد ناجمة عن الجذور الأكسجينية، ولكن ما هي الجذور الأكسجينية؟
الجذور الأكسجينية هي مخلفات كيماوية تنجم عن عمليات التأيض في الجسم ( قُمامة)، وتنجم من تلوث البيئة، والتدخين، وحرارة الشمس الشديدة. وقد يؤدي تراكم الجذور الأكسجينية في الجسم إلى تدمير الجينات في الخلايا. إلا أن الجسم ينتج مركبات عضوية خاصة بإبطال هذه الجذور الأكسجينية، لكنها قد تكون غير كافية، عندها يمكن مساعدة الجسم بتناول مضادات الأكسدة التي قد تقوي جهاز المناعة في الطفل.
من مضادات الأكسدة فيتامين ج C وفيتامين هـ E، ومجوعة الكاروتينات مثل عصير الجزر، ومعدن الـ سيلينيوم selenium، بالإضافة إلى الفواكه الملونة والخضار بما فيها جميع أنواع التوت والتوت البري والبروكلي والسبانخ والبندورة والبطاطا الحلوة والشمام والكرز بأنواعه والجزر.
عنصر الحديد
يعتمد جسم الطفل على الحديد للنمو، فهو أحد المكونات الهامة في كريات الدم الحمراء، وبدون الحديد لا يستطيع تكوينها، لأنه يساعد في نقل الأكسجين إلى كل خلية من خلايا الجسم. وللحديد دور في تطور وعمل الدماغ عند الطفل. والحديد مهم جدا للأطفال لأنهم في حالة نمو سريعة، وقد يؤدي نقص الحديد عند الطفل إلى إعاقة ذهنية دائمة، كما أن الحديد مهم جدا لليافعات لأنهن يفقدن كميات كبيرة منه مع دم الدورة الشهرية.
الحديد موجود في العائلة الحيوانية مثل اللحم الأحمر ولحم الطيور الداكن، والمأكولات البحرية. يمتص الجسمُ الحديدَ من الأطعمة الحيوانية افضل من الأطعمة النباتية، ودائما يتحسن امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي إنْ أُعطي الطفل مشروبا يحتوي على فيتامين ج C. أما إذا كانت تغذية الطفل مضطربة، فيمكن إعطاؤه مستحضرا يحتوي على فيتامينات ومعادن تشمل عنصر الحديد.
نقلا عن لها أون لين
ـــــــــــــــــــ(101/390)
... سلامة نموّ الطفل في استقراره العائلي
بقلم/ علي بوراوي -الرباط
صدر مؤخّرا عن منشورات مجلة علوم التربية بالرباط كتاب جديد للدكتور أحمد أوزوي -الأستاذ بكلية علوم التربية- يحمل عنوان: "سيكولوجية الطفل: نظريات النمو النفسي ومراحله". الكتاب يضمّ 162 صفحة من الحجم المتوسّط، موزّعة على ستة فصول، وهو مرجع هام وضروري للأولياء في فهم الطفولة وحسن التعامل معها.
تناول الباحث في الفصل الأوّل من كتابه مفهوم الطفولة ومكانتها لدى الأمم والشعوب عبر التاريخ، فتحدّث عن مفهوم الطفولة في التراث الحضاري اليوناني والروماني ثمّ الإسلامي. وخصص الفصل الثاني من الكتاب لرواد علم النفس الحديث والمعاصر، وأهم ما جاءوا به. وفي الفصل الثالث تناول نظريات النمو النفسي. وخصص الفصل الرابع لمناهج علم نفس النمو. وتناول في الفصل الخامس العوامل الوراثية والبيئية المؤثرة في النمو. وخصص الفصل السادس والأخير لمراحل النمو النفسي عند الطفل.
بيّن الباحث أنّ الاهتمام العلمي بالطفل هو نتيجة طبيعية للتطور الذي عرفته الحياة البشرية، لكن هذا التطوّر بالرغم من تحسّن ظروف عيش الطفل المادية والصحية والغذائية لم يمنع من ظهور مشكلات جديدة إضافة إلى أخرى قديمة، مثل التشرّد، والاستغلال بمختلف مظاهره، والانحراف بشتى صوره. وعزا ذلك إلى أسباب مختلفة؛ من أهمّها: النزاعات والحروب، والجهل والأمية، والإجرام والانحراف. وأكد المؤلف على أهمية العناية بالطفولة في المجتمعات البشرية؛ فهي رأسمال الإنسانية ومستقبلها، وأوضح أنّ الاهتمام بالطفل هو السبيل القويم لكل تخطيط تربوي واجتماعي واقتصادي جاد وناجح. وبعد أن تناول الباحث تطور نظرة المجتمعات والحضارات إلى الطفل تحدّث عن مدارس علم النفس الحديثة والمعاصرة، واهتمامها بهذه المرحلة من عمر الإنسان، متوقفًا عند فرويد، وبياجي وفيكوتسكي. ثم تناول مفهوم النمو لدى الطفل والعوامل المؤثرة فيه، ملحّاً على ضرورة التمييز بين ما هو وراثي وبيوفيزيولوجي وبيئي. ثم تناول مراحل النمو النفسي، منطلقًا من المرحلة الجنينية، ثم مرحلة المهد، ثم الطفولة المبكّرة، ثم الطفولة الوسطى، إلى الطفولة المتأخرة. وتحدّث المؤلف عن النضج العاطفي للطفل، وتوازنه النفسي، وارتباط ذلك بتطور قدراته الذهنية، مؤكدًا على أنّ الأوضاع العائلية المستقرة هي أساس سلامة الطفل وحسن نموّه. ولم يهمل صاحب الكتاب بقية الأوساط الأخرى المؤثرة في نمو الطفل، فتناول بعد الوسط الأسري: الوسط المدرسي، والوسط الاجتماعي، ومحيط الأصدقاء. كما تحدّث عن تأثير وسائل الإعلام على شخصية الطفل وتكوينه، وأوضح أنها سلاح ذو حدّين، ودعا إلى انتقاء ما يفيد الأطفال منها، وتجنّب ما هو مضرّ منها، مثل برامج العنف والجريمة والجنس. كما تحدّث عن النوادي والجمعيات وغيرها من الأنشطة التي تؤثر فى الأطفال. ودعا المؤلف إلى ضرورة صقل مواهب الأطفال وتنميتها، وإعدادهم في مختلف المجالات، وتشجيعهم على الانضمام إلى الجمعيات والنوادي الجيدة التي تساهم في تطوير مواهبهم وقدراتهم
نقلا عن إسلام أون لين
ـــــــــــــــــــ(101/391)
... نصائح هامة عن الفطام!
إليك الإجابات عن أهم الأسئلة التى قد تخطر ببالك عن الفطام!
متى يبدأ طفلى فى تناول الأطعمة؟
توصى منظمة الصحة العالمية بتقديم الأطعمة للطفل من سن 4 إلى 6 أشهر من العمر. أما قبل ذلك فيجب إرضاع الطفل فقط سواء رضاعة طبيعية أو صناعية. سوف يوضح لك طبيب الأطفال معدل نمو طفلك وينصحك بالتوقيت المناسب لتقديم الأطعمة له. إذا كان معدل نمو طفلك بطيئاً، فيمكن البدء فى فطامه عند بلوغه شهره الرابع، أما إذا كان معدل نموه طبيعياً، فينصح الكثير من الأطباء بالانتظار حتى يبلغ شهره السادس.
هل يضر طفلى تقديم الأطعمة له مبكراً؟
نعم! فقد لا يستطيع طفلك هضم الطعام جيداً قبل سن 4 أشهر، كما أن أى طعام تقدمينه له قد يؤدى إلى حساسية.
ما هى أول الأطعمة التى يجب أن أقدمها لطفلى؟
الحبوب هى أفضل ما يمكن تقديمه للطفل فى البداية. حبوب الأرز هى أقل الحبوب احتمالاً للتسبب فى الحساسية. يمكنك أيضاً تجربة الخضروات والفواكه المهروسة جيداً. خففى الحبوب والخضروات أو الفواكه المهروسة بالماء الدافئ، ثم صفيها من الألياف لأنها صعبة الهضم. احرصى على أن يكون قوام الأطعمة المقدمة لطفلك رفيعاً جداً حتى يسهل على طفلك بلعها. عندما يتمكن طفلك من قدرته على تناول الطعام، يمكنك زيادة سمك قوام الطعام تدريجياً.
كيف يمكننى تقديم طعام جديد لطفلى؟
جربى صنف واحد فقط من الطعام فى كل مرة وذلك حتى إذا ظهرت على طفلك أية حساسية يمكنك تحديد نوع الطعام الذى سببها. بعد أن تتأكدى من أن طفلك قد اعتاد على كل صنف من الطعام على حدة، يمكنك مزج أنواع من الطعام معاً.
قدمى لطفلك الطعام الجديد على مدى ثلاثة أيام، قدمى له ملعقة صغيرة منه فى اليوم الأول، ملعقتين فى اليوم الثانى، ثم ثلاث ملاعق فى اليوم الثالث. راقبى فى الأيام الثلاثة حدوث أى طفح جلدى، قئ، إسهال، انتفاخ، شعور بالضيق، أو أية علامات أخرى لعدم الراحة. تلك العلامات هى مؤشر إلى أن طفلك قد أصيب بحساسية من ذلك الطعام، ويجب عندئذ التوقف فوراً عن إعطائه هذا الطعام والاتصال بالطبيب.
ماذا إذا لم يحب طفلى نوعاً معيناً من الطعام؟
تتغير براعم التذوق عند الطفل كل أسبوعين أو ثلاثة، لذلك حاولى تقديم الطعام الذى يرفضه طفلك مرة أخرى له بعد بضع أسابيع، فقد يقبله. كذلك تتغير براعم التذوق عند المرض، فلا تحاولى تقديم أطعمة جديدة له وهو مريض.
متى يمكن لطفلى أن يتناول الأطعمة فقط؟
حتى بعد أن يبدأ الطفل فى تناول الطعام يظل اللبن جزءاً رئيسياً فى غذائه. يمكنك الاستمرار فى الرضاعة طالما ترغبين أنت وطفلك فى ذلك.
يكره طفلى أن أطعمه بنفسى فماذا أفعل؟
يجب أن يستمتع الطفل بوقت الطعام، لذلك ساعديه على هذا. حاولى تقديم الطعام له بطرق لطيفة باستخدام الأطباق والملاعق الملونة. اتركيه يطعم نفسه إذا كان يرغب فى ذلك وكونى مستعدة للفوضى التى ستحدث. أعطيه ملعقته واتركيه يلمس طعامه، فالأطفال يتعرفون على الطعام من خلال هرسه ونغزه. لا تحاولى إطعامه أكثر من اللازم. قدمى له الطعام المغذى واتركيه يحدد الكمية التى يرغب فى أكلها، فالأطفال بالغريزة يأكلون عندما يجوعون ويتوقفون عن الطعام عندما يشبعون، فحاولى إبقاء هذه الغريزة لدى طفلك.
غيرى كل شهر أنواع الأطعمة التى تقدمينها له لأن الأطفال يشعرون بالملل ويحتاجون للتنوع. تذكرى كذلك أن الطفل يجب أن يشعر بالجوع لكى يأكل، فلا تستمرى فى إعطائه ملاعق قليلة من الطعام على مدار اليوم. حددى مواعيد للوجبات ولا تعطيه طعام بين مواعيد هذه الوجبات. أخيراً، دعى طفلك ينضم إلى مائدتكم أثناء الطعام، حتى يتطلع إلى تناول الطعام مع بقية العائلة.
إليك إرشادات عامة لتقديم الأطعمة لطفلك، لكن تذكرى أنه لا يوجد جدول محدد فآراء الأطباء تختلف كما أن لكل طفل معدل نمو مختلف عن الآخر.
من 4 إلى 6 شهور:
- حبوب الأرز
- الخضروات المهروسة: البطاطس، الكوسة، أو الجزر
- الفواكه المهروسة: الموز، التفاح، أو الكمثرى
6 شهور:
- حبوب القمح
- صفار البيض (مسلوق)
- الدجاج (اضربيه فى الخلاط وطريه بالماء أو المرقة)
- اللحمة الحمراء (اضربيها فى الخلاط وطريها)
- الخبز,
- الجبن (تجنبى الأنواع الصلبة أو المملحة)
عصائر الفاكهة المخففة (بنسبة وحدة من العصير إلى 10 وحدات ماء مغلى ومبرد)
8 شهور:
- السمك المفتت
- أغلب الفواكه
- يمكن الآن تقديم أغلب الأطعمة
من 9 إلى 12 شهر:
التنويع بين أصناف الأطعمة فى الوجبة الواحدة، والأطعمة التى تؤكل باليد:
- البطاطا المطهية,
- البازلاء والجزر
- الجبن المبشور
- قطع طرية من الفواكه الطازجة مثل الموز، الخوخ، والشمام
- أصابع طرية من التفاح والكمثرى المطهية
- المعكرونة بأشكالها المختلفة
- أصابع التوست
- الزبادى
تجنبى الآتى قبل سن سنة:
- اللبن البقري
- بياض البيض
- الفراولة
- الشيكولاتة
- الفول
تجنبى الآتى قبل سن 3 سنوات:
- الأطعمة التى قد تؤدى إلى اختناق الطفل مثل:
- الفشار
- حبات العنب (قطعى الحبة إلى 4 أرباع قبل تقديمها للطفل)
- الجزر الغير مطهي
- الحلويات الصلبة (البمبونى) والمصاصات
تجنبى الآتى قبل سن 5 سنوات
- المكسرات
- إذا كان أحد أفراد أسرتك يعانى من اكزيما، حساسية، ربو، أو أى نوع من أنواع الحساسية، استشيرى طبيبك قبل إعطاء الطفل منتجات الألبان مثل الزبادى والجبن لأنهما قد يسببان له حساسية.
- لا تضيفى ملح أو سكر لطعام الطفل، لأنك إذا فعلت ذلك فإنك تحفزين حاسة طفلك لتذوق الأطعمة الحلوة والمملحة مما قد يؤدى فيما بعد إلى مشاكل زيادة الوزن، مشاكل فى الأسنان، أو ضغط دم مرتفع.
نقلا عن مجلة الأم و الطفل
ـــــــــــــــــــ(101/392)
... حافظى على سمع طفلك!
احرصى على اتباع الأسس الوقائية لحماية سمع طفلك.
أصوات الناس تتحدث، سيارة تمر، موسيقى فى الراديو .. يعتبر أغلب الناس الأصوات المعتادة التى تسمع كل يوم أمراً مسلماً به، لكن يختلف الأمر تماماً بالنسبة لمن لديهم مشاكل سمعية. كيف يحمى الآباء سمع أطفالهم؟ د. ألان صبرى - أخصائى الأنف والأذن والحنجرة ب "مايو كلينيك" بالولايات المتحدة - يعطينا النصائح الآتية:
اهتمى برعاية ما قبل الولادة:
ينصح د. ألان قائلاً: "إذا كان فى أسرتك أو أسرة زوجك أحداً يعانى من مشاكل سمعية، فمن الأفضل حصولكما على استشارة وراثية قبل الولادة." أثناء الحمل، احرصى على عدم الاختلاط بأشخاص أو أطفال مصابين بأى عدوى قد تضر النمو السمعى لجنينك. يشرح د. ألان قائلاً: "إن الحصبة الألمانية، فيروس CMV، وال"توكسوبلازموزيس" هم الأسباب الرئيسية،" ويوضح أن السيدة الحامل يجب أن تقوم بعمل التحاليل والفحوصات اللازمة الخاصة بهذه الأمراض. (إذا كنت تخططين للحمل، فمن الأفضل القيام بعمل تلك التحاليل الآن لكى تستطيعى الحصول على التطعيمات أو العلاج اللازم قبل الحمل.)
يوضح د. ألان أيضاً بأنك يجب أن تأخذى موافقة طبيبك قبل تناول أية أدوية أثناء الحمل لأن بعض الأدوية قد تضر سمع طفلك. عندما ترزقين بمولود سمعه سليم، إليك بعض الخطوات البسيطة التى يمكن أن تتخذينها لكى تحافظى على سمعه:
تجنب الأصوات العالية:
إن التعرض بشكل دائم إلى أصوات عالية يمكن أن يضر عصب السمع الذى يقوم بإرسال الصوت من الأذن إلى المخ، وبمجرد أن يتأثر هذا العصب لا يتجدد مرة أخرى. يشرح د. ألان قائلاً: "إذا تعرضت إلى كمية معينة من الضوضاء لفترة معينة من الوقت، يمكن أن يضعف سمعك ويكون هذا الضعف نتيجة لتأثر عصب السمع ... وبمجرد حدوث ذلك لا يمكن إصلاحه مرة أخرى وستضطرين فى النهاية إلى الاستعانة بسماعة إذا احتاج الأمر لذلك." ينصح د. ألان: "ببساطة، لا تتركى أطفالك فى أماكن بها ضوضاء لفترات طويلة، ولا تأخذيهم فى أماكن بها موسيقى عالية، كما لا يجب أن تسمحى لهم بمشاهدة التليفزيون بصوت عالى."
يقول د. ألان: "إذا أهملت حماية سمع ابنك منذ الطفولة، سيعانى بعد ذلك من مشاكل أكبر لأنها عملية تراكمية،" ويوضح أن الأضرار السمعية تحدث ببطء وقد لا تلاحظ فى البداية، ويشير إلى أن تجنب المشاكل السمعية وضعف السمع هام بشكل خاص بالنسبة للأطفال لأن تعلم الكلام يأتى عن طريق السمع، فإذا لم يسمع الطفل فلن يستطيع الكلام.
سرعة علاج التهابات الأذن:
يجب أن تعالج التهابات الأذن بسرعة لأنها قد تضر عصب السمع، كما أنها قد تضر العظام الموجودة فى الأذن والتى تساعد على إرسال الأصوات، أو حتى قد تضر طبلة الأذن. يقول د. ألان: "إذا لم تعالج الالتهابات جيداً أو إذا تكررت عدة مرات بشكل حاد فقد يؤدى ذلك فى النهاية إلى فقدان السمع بالكامل، لذلك من المهم تشخيص الالتهاب مبكراً وعلاجه بشكل سليم."
يحذر د. ألان الآباء والأمهات المدخنين من أنهم يعرضون سمع أطفالهم إلى ضرر لأن التدخين يؤدى إلى زيادة التهابات الأذن. كما يجب أن يعلم الآباء أن الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانات أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن. يقول د. ألان: "الأطفال فى الحضانة يكونون فى بيئة مغلقة ويحملون الكثير من الجراثيم، لن تستطيعى تجنب ذلك ولكن يجب أن تكونى متيقظة وحريصة أكثر على رعاية الطفل." كما يجب ألا ترسلى طفلك إلى الحضانة عندما يكون مريضاً لكى لا يعدى بقية الأطفال.
الحرص عند استخدام الأدوية:
بعض الأدوية قد تضر سمع الطفل، فأعطى لطفلك الأدوية التى يصفها الطبيب فقط. يقول د. ألان: "لا تذهبى إلى الصيدلية دون مراجعة الدواء مع الطبيب أولاً." عندما يصف طبيب الأطفال أى دواء لطفلك، اسألى عن الأعراض الجانبية لهذا الدواء، واقرئى بنفسك النشرة الداخلية للدواء لتعرفى الأعراض الجانبية له.
اللجوء إلى الطبيب فى الحال:
إذا كنت تشكين أن طفلك لديه مشكلة سمعية، استشيرى فى الحال طبيب أطفال أو أخصائى أنف وأذن وحنجرة.
يقول د. ألان أنه إذا أتى إليه طفل يشك أبواه فى أنه يعانى من مشكلة سمعية، يقوم بسؤالهم عن التاريخ الطبى لهما، عن حمل الأم، وعن ولادة الطفل لأن حدوث مضاعفات معينة أثناء الولادة قد تؤثر على سمع الطفل مثل عدم حصول الطفل على كمية كافية من الأكسجين. يسأل د. ألان أيضاً عن التاريخ الطبى للطفل نفسه لأن هناك بعض العوامل التى قد تضر بسمع الطفل مثل: نقص وزن الطفل عند الولادة، صفراء حادة، الحمى الشوكية التى قد تصيب الأطفال، أو الالتهابات المتكررة فى الأذن. إن الفحص العضوى للطفل بالإضافة إلى بعض التحاليل الطبية يساعد على تحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بمتلازمة قد تؤدى إلى أضرار سمعية.
يقول د. ألان أن العلاج المبكر هام جداً لأنه "كلما كان اكتشاف الضعف السمعى مبكراً، كلما كانت هناك فرصة أكبر لحمايته أو تجنب الأسباب التى تزيده." يوضح د. ألان أيضاً أن الطفل إذا كان بالفعل ضعيف السمع، فإن أخصائى علاج الذي يخاطب الأطفال يستطيع أن يساعده على الكلام، كما أن الوسائل السمعية ستساعده على السمع.
علامات ضعف السمع :
لاكتشاف أي مشكلة سمعية عند الطفل، يقول د. ألان: "إن الأم هى أفضل مرشد." ويشير إلى أن العلامات الآتية قد تشير إلى وجود مشكلة فى سمع الطفل. استشيرى أخصائى فى الحال إذا شعرت بأي من العلامات التالية:
• إذا لم يلتفت المولود إلى الاتجاه الذى يأتى منه الصوت أو إذا لم يبدى رد فعل للصوت.
• عدم نمو المهارات الكلامية للطفل فى أوانها المتوقع. يقول د. ألان كإرشادات عامة: "على سبيل المثال، نحن نتوقع من الطفل فى عمر السنتين أن يكَوّن جملاً من كلمتين، وفى سن 3 سنوات نتوقع منه تكوين جملاً من 3 كلمات، وفى سن الرابعة نتوقع منه تكوين جملاً من 4 أو 5 كلمات."
• إذا رفع الطفل الأكبر سناً صوت التليفزيون أكثر من اللازم أو إذا كان مستواه الدراسى ليس بالمستوى المطلوب.
نقلا عن موقع الأم و الطفل
ـــــــــــــــــــ(101/393)
... قدرة الوليد على الانتباه
ماذا يجذب انتباه الوليد؟ • التغير: يولد الأطفال ولديهم ميل أولي للانتباه إلى الأشياء أو الأحداث التي تتسم بالتغير ويتضمن التغير المظاهر الآتية: • الحركة: فالأشياء المتحركة تجذب انتباه الوليد أكثر من الأشياء الثابتة فإذا عرضنا على الوليد كرة حمراء مرة وطرف شيء أحمر متحرك ببطء مرة أخرى فإنه يظل ينظر إلى ذلك الطرف الأحمر الذي يتحرك ببطء لمدة أطول مما يستغرقه بصره في النظر إلى الكرة الحمراء الثابتة، وذلك لأن الحركة هي نوع من التغير: (تغير في المكان). • التباين: ويظهر التباين في الأشياء ذات الحدود الواضحة، فإذا عرضنا على وليد مثلاً مثلثاً أسود على قاعدة بيضاء فإن الوليد يركز انتباهه بالقرب من جوانب المثلث. كذلك إذا عرضنا على الوليد خطاً عريضاً أسود على أرضية بيضاء فإن الوليد يظل يحوم ببصره قرب حافة ذلك الخط الأسود، ومعنى ذلك أن الوليد يوجه انتباهه دائماً نحو أعلى درجات التباين، وبالنسبة للوجوه الإنسانية يجتذب انتباه الوليد أكثر من غيره الخط الفاصل بين الشعر والجبهة أو الخط الفاصل بين الذقن والملابس وهكذا. • اللون: يبدو أن المواليد يفضلون ألواناً معينة على ألوان أخرى، وقد سبق أن أشرنا أن اللون الأحمر قد يكون أكثر جاذبية بالنسبة للوليد من غيره من الألوان ويأتي بعد ذلك الأزرق فالأصفر فالأخضر على الترتيب. • الخطوط المنحنية في مقابل المستقيم: هناك ملاحظة طريفة جداً يمكنك أن تشاهديها عندما يوجه المولود نظره إليك في هذا الأيام الأولى من الميلاد. إن أول ما يجذب انتباهه فيك هو عيناك، ولذلك فإنه قد يطيل النظر فيهما دون غيرهما ولكن تعرفين لماذا؟ إنه ميل طبيعي عند الوليد أن ينظر إلى الخطوط المنحنية مدة أطول من تلك التي يستغرقها نظره إلى الخطوط المستقيمة. وعلى ذلك فإنه ينظر إلى الدائرة مدة أطول مما ينظر إلى غيرها من الأشكال، ويبدو أن حركة العين تنساب في الخطوط المنحنية والدائرية أكثر من الخطوط المستقيمة المنكسرة في زوايا معينة، ومن هنا كان ميل الوليد للنظر إلى عينيك دون غيرهما من تقاطع الوجه. فالأعين (مستديرة)، وهي متباينة (أبيض وأسود)، وبمراجعة المبادئ السابقة نجد أنه ليس من الغريب أن تأسر عيناك نظر مولودك من البداية. • الأشكال المجسمة في مقابل الأشكال المسطحة: كذلك وُجد أن الوليد يجذب انتباهه بشكل أكبر الأشكال المجسمة، ويستطيع أن يميز بين الأشكال بعضها وبعض، وخاصة فيما يتعلق بالوجوه الإنسانية. الوليد و رغبته في التعرف على ما حوله: يقوم الوليد بعملية مسح بصري للبيئة المحيطة ما دام مستيقظاً، وقد لوحظ أن عملية الفحص هذه تخضع للقواعد الآتية: 1) عندما يكون الوليد مستيقظاً ومتبهاً فإنه يفتح عينيه. 2) في حالة غياب الضوء يقوم الوليد بعملية الفحص بشكل مكثف، وذلك أن عيونه عندئذ تكون مفتوحة بشكل أكبر، كما أن حركتها تكون أكثر انسياباً وأوسع مدى. 3) في حالة وجود الضوء وغياب أي حواف (تباين وحدود) يقوم الوليد بعملية فحص واسعة غير محددة. 4) إذا عثر الوليد ببصره على حواف أو حدود فإنه يركز انتباهه بالقرب من هذه الحدود ويحاول أن يستقصيها. إن عملية الفحص هذه التي يقوم بها الوليد هي محاولة للاحتفاظ بمستوى عال من النشاط العصبي، ذلك أن هذا الفحص يثير أجزاء من المركز البصري في المخ. كذلك فإن الفحص في الوقت نفسه يخدم وظيفة أخرى. فكما أننا نحن الكبار نمل إذا ظل المجال المرئي أمامنا ثابتاً لا يتغير، كذلك الوليد، فإذا لم يحصل الوليد على تغير في مجاله المرئي فإنه يبحث عنه، أي إنه يبحث عن ذلك التغير عن طريق تجواله ببصره في البيئة المحيطة، وقد دلت التجارب العديدة على أن كل من الإنسان والحيوان على أن الحاجة إلى تغير المثير حاجة أولية.
ـــــــــــــــــــ(101/394)
أصدقاء بالمراسلة
للتخلص من الملل والرتابة.. لتوظيف وقت الفراغ في البناء ولتنمية المواهب وقدرات الأبناء، لنمارس معاً تلك الأنشطة المفيدة.
إلى من ضاق ذرعاً بأساليب التربية، لماذا لا تجرب شيئاً جديداً، مراسلة الآخرين، ربما تجد لنفسك مخرجاً بمعرفتك طرق حياتهم ومناهجهم، نوّع حياتك، وجدد أوقاتك، فيما يلي التفاصيل:
هل لديك أصدقاء؟
هل تحب أن تتعرف على أصدقاء أكثر من بلدان مختلفة؟
أسئلة اطرحها على ابنك عزيزي المربي، وعندما تلمع عيناه شغفاً لمعرفة هؤلاء الأصدقاء، ابدأ معه بالحديث عن أصدقاء المراسلة
فعن طريق أصدقاء المراسلة، يمكن لابنك التعرف على الشعوب الأخرى.. عاداتهم، تقاليدهم، أهم المعالم السياحية والتاريخية، طريقتهم في المعيشة والعمل والطعام، وإلى جانب تلك المعلومات المفيدة، فإنه سيكتسب أساليب في الحوار والكتابة والتعامل مع الآخرين، سواء باللغة العربية أو بلغات أخرى.
والآن عزيزي المربي ما رأيك أن تراسل الأسرة بأكملها أسرة أخرى، وتتعرفوا جميعاً عليها، وفيما يلي توجيهات لمساعدتك في ذلك:
1-من المهم قبل كل شيء اختيار الأسرة التي تريد مراسلتها أنت وأسرتك، فاحرص على الأفضل دائماً، ومن ذلك بعض الأسر التي التقيت بها في أسفارك على سبيل المثال.
2-طريق آخر بإمكانك أن تسلكه، وهو التعرف على عناوين الأسر الجيدة من خلال إحدى اللجان الخيرية المسلمة في الخارج كلجنة مسلمي آسيا أو مسلمي أفريقيا.
3-ليكن التراسل فرصة للدعوة للإسلام وسماحته، إذا لم تكن هذه الأسر مسلمة أصلاً، وهناك الكثير من الكتيبات بعدة لغات توضح حقيقة الإسلام يمكن إرسالها إليهم.
4-لتكن أنت من يقوم بالمراسلة، فتجمع الأسرة، وتقرأ الرسالة التي وصلتكم، كذلك قم بكتابة الرسالة، بحيث يكون لكل فرد من أفراد الأسرة نصيب في كتابتها ومشاركة في صياغتها.
5-اشحذ همة أسرتك لجمع المعلومات المطلوبة حول مرسل الرسالة، كأن تفتح الأطلس وتحدد موقع الدولة، وتطلب من الأبناء المساعدة في جمع المعلومات، عن طريق مكتبة المدرسة أو المكتبات العامة، فكل ذلك يرفع ثقافتهم، ويزيدهم متعة وتعلقاً بالمراسلة.
6-اجعل من المراسلة أيضاً فرصة لاكتشاف بلدك، وذلك بعمل رحلة عائلية لأرجاء المدينة لتصوير أهم المعالم المميزة فيها، وكتابة معلومات تحت كل صورة، ليتشكل لديكم بالنهاية كتيب مصور بالمعلومات عن بلدك، ثم قم بإهدائها لأصدقائكم بالمراسلة، ويمكنك إعداد نسخ عدة من ذلك الكتيب، لإهدائها لأصدقائكم في أسفاركم القادمة.
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/395)
الحسم في السلبيات
م. عبد اللطيف البريجاوي
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))
(( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ))
ما زلنا نبحث عن وسائل متعددة لإصلاح الأسرة المسلمة هذه الأسرة التي هي مفتاح الهزائم ومفتاح الانتصارات .. فبقدر ما تكون قريبة من الإسلام فإنها تكون سعيدة منتجة وبقدر ما تكون بعيدة عن الإسلام تكون شقية متفرقة.
ذكرنا نقاطا :
• تخفيف مثيرات الشهوة في البيوت " صيد الفوائد تربة الأبناء "
• إشاعة ثقافة المصارحة في البيوت . "
• مراعاة الفروق الفردية في الأسرة
نتابع اليوم:
الحسم في السلبيات :
إن الإسلام جاء للعالم كله وهذا يعني أنه منفتح على العالم كله قال تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " (107) الأنبياء
ونتيجة لهذا الانفتاح الذي هو ميزة لهذا الدين قد يتسرب للمجتمع المسلم بشكل عام وللأسرة المسلمة بشكل خاص بعض الأمور والحيثيات الغربية أو الشرقية والغريبة عن المجتمع المسلم وعن مبادئه وأهدافه .
ومن هنا يكمن دور الأسرة في تحصين البيت من هذه السلبيات المختلفة وهي مسؤولية عظيمة وجسيمة تقع على أكتاف وأعناق الآباء والأمهات ذلك أن هذا الانفتاح الخطير والاختلاط الكبير جعل كثيرا من الأمور السلبية تتسرب إلى بيوتنا ونحن عنها غافلون وربما الكثير الكثير من المسلمين لا يلقون لها بالا وهي أشد أخطر وأكثر ضررا.
ولقد حذر النبي عليه السلام في كثير من أحاديثه من هذا التقليد الأعمى فقال " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه " البخاري
ووقف أمام هذه الواردات الغربية والشرقية موقفا منهجيا علميا :
1- فما وافق الأصول الإسلامية ووافق الأهداف الإسلامية قبله .
فعندما قدم تميم الداري رضوان الله عليه من بلاد الشام وتعلم من هناك كيف تشعل السرج وأنار بها المسجد النبوي دعا له النبي عليه السلام بأن ينور قبره وقبل منه هذا الوافد الجديد الذي لا يخالف أصولا إسلامية بل يفيد الدعوة ويفيد الأمة
2- ما خالف هذه الأصول والأهداف رفضه رفضا قاطعا لا هوادة فيه حرصا منه على استقلالية الإسلام والمسلمين . روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد "
ومن هذا القبيل أمره عليه السلام بمخالفة اليهود والنصارى فعن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتبع الجنازة لم يقعد حتى توضع في اللحد فعرض له حبر فقال هكذا نصنع يا محمد قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال خالفوهم قال أبو عيسى هذا حديث غريب
وهكذا يجب أن يكون تعامل المسلمين اليوم مع هذه الواردات المختلفة.
إن الأسرة تولد كما يولد الطفل وإن الفترات الذهبية لتربية الأسرة هي تلك الفترات الذهبية لتربية الطفل أي في السنوات الأولى من ولادتها
لكن ويا للأسف الشديد فإن كثيرا من الأزواج يبدؤون حياتهم الزوجية وهم غير ملتزمين بالإسلام فتبدو الأسرة في الفترات الذهبية لتربيتها ضائعة لا تعرف منهجا ولا طريقا وينشأ قسم من الأولاد على هذا المنوال
ثم يبدأ الأب والأم بالتوبة عندما يقتربون من الثلث الأخير في أعمارهم ويريدون أن يزيلوا كل السلبيات التي كانت دفعة واحدة فيحصل الصدام بين الأزواج أو بين الأب والأم من جهة وبين الأولاد من جهة أخرى
لقد كان منهج النبوة في السلبيات التي توجد في البيت منهجا واضحا وصريحا هو عدم السماح لهذه السلبيات أن تبيت ليلة واحدة في البيت لقد كان منهجه هو الحسم في السلبيات .
فعن عائشة قالت جعلت على باب بيتي سترا فيه تصاوير فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل نظر إليه فهتكه قالت فأخذته فقطعت منه نمرقتين " روه الإمام أحمد وأصله في الصحيحين
فالنبي عليه السلام كان موقفه عندما رآى شيئا مخالفا وسلبيا في بيته هو الحسم في هذه السلبية حتى أنه نزع هذه التصاوير بيده كما صرح الإمام أحمد في روايته
ومرة تتكلم السيدة عائشة عن صفية فيكون موقف النبي حاسما فقد روى أبو داود في سننه
عن عائشة قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال غير مسدد تعني
قصيرة فقال " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته "
إن الحسم في السلبيات في السنوات الذهبية من عمر الأسرة له الدور الكبير في سير هذه الأسرة في الطريق الصحيح والسليم
لكن إذا تأخر الرجل في الحسم وإنهاء السلبيات من بيته حتى سن متأخرة فهذا لا يعني اليأس لكنه مكلف شرعا بإزالته ولكنه يحتاج إلى جهد أكبر يرافقه حكمة بالغة
إن السكوت عن السلبيات المختلفة في الأسرة يجعلها تتراكب وتتواكب لتشكل سدا منيعا في طريق إصلاح الأسرة التي كلفنا الله سبحانه وتعالى بإصلاحها والأخطر من ذلك هو أن القائمين على الأسرة من الآباء والأمهات هم الذين يكرسون هذه السلبيات المختلفة فتنشأ الأسرة بعيدة كل البعد عن المنهج القويم والصراط المستقيم والأمثلة على ذلك كثيرة فمن ذلك التدخين أمام الأولاد والجلوس في البيت والأب ذو عورة مكشوفة ومتابعة الساعات الطوال على شاشات الفضائيات وغير ذلك مع أن الله جعل الأب حاكما على بيته فمن يمنعه على الأقل من تطبيق الإسلام في بيته " وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " [المائدة : 47]
والله ولي التوفيق
نقلا عن صيد الفوائد
ـــــــــــــــــــ(101/396)
أدب الاختلاف ضمانة لأسرة متماسكة
م. عبد اللطيف البريجاوي
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))
(( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ))
ما زلنا نبحث عن وسائل متعددة لإصلاح الأسرة المسلمة هذه الأسرة التي هي مفتاح الهزائم ومفتاح الانتصارات .. فبقدر ما تكون قريبة من الإسلام فإنها تكون سعيدة منتجة وبقدر ما تكون بعيدة عن الإسلام تكون شقية متفرقة.
ذكرنا نقاطا :
• تخفيف مثيرات الشهوة في البيوت " صيد الفوائد تربة الأبناء "
• إشاعة ثقافة المصارحة في البيوت . "
• مراعاة الفروق الفردية في الأسرة
نتابع اليوم:
تعليم الأولاد أدب الاختلاف ضمانة لأسرة متماسكة :
يشكو كثير من الآباء الشجار المتكرر بين أولادهم , وأنه ما إن يخرج من البيت حتى يسمع صوت أولاده قد وصل إلى الشارع ويسمع صوت زوجته وهي تصيح عليهم , وربما يرى الشجار بينهم بأم عينه فلا يعلم كيف يوفق بينهم وكيف يجمعهم وكيف يزيل الشقاق بينهم ؟!
إن هذا الشجار الذي يقع في البيت المسلم إنما هو صورة مصغرة لما يقع في المجتمع المسلم بين الأفراد وبين الدول .
فإذا كان الله قد وصف المؤمنين بأنهم إخوة فقال تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون " (10) الحجرات
فهذا يعني أنهم يعيشون في بيت واحد لكنه كبير بعض الشيء وهو المجتمع بأكمله , ومع هذا الوصف الذي وصفه الله للمؤمنين بأنهم أخوة لكن كثيرا منهم لم يحققوا هذه الأخوة على واقع الأرض بل استبدلوها حقدا وحسدا حتى صار شعار العالم الإسلامي :
نقذف نشتم نتشاجر نحسد نبغض نتفاخر
وكل منا يتهم الآخر
إن المشاجرة بين الأبناء في البيت الواحد مشكلة كبيرة جدا قد تؤدي في بعض الأحيان إلى التفكير السلبي بأن يؤذي الأخ أخاه ويكيد له كيدا وقد ذكر الله سبحانه وتعالى كيف كاد أخوة يوسف لأخيهم حتى أنهم باشروا العمل وألقوه في غياهب الجب قال تعالى:
" فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ "(15) يوسف
لذلك كان لزاما على الآباء أن يتعلموا كيف ينقلون أبناءهم من هذه الحالة السلبية إلى حالة أخرى أقل سلبية وأكثر إيجابية وهذا يكمن في أساليب كثيرة منها تعليم الأولاد أدب الاختلاف واحترام الآخر وهو موضوع مهم جدا في العلاقات الأسرية والاجتماعية .
ومعنى أدب الاختلاف ببساطة : أن أحترم الذي أمامي بما يقول ويطرح ويفكر وأن أنطلق في محاورته من نقاط الاتفاق لا من نقاط الخلاف .
لذلك كان الفقهاء يقولون كلامنا صواب يحتمل الخطأ ز تأكيدا منهم على قبول الرأي الآخر واحترامه.
إن أدب الاختلاف عبادة لله سبحانه لأنه طاعة لله وطاعة للرسول الكريم عليه السلام وليس هناك أوضح دلالة من الآيات والأحاديث في ذلك
فلا بد أن نعلم أولادنا منذ صغرهم أدب الاختلاف وإقناعهم بأننا لا يمكن أن نسوق العالم كله لأفكارنا دون أن نعطي للطرف الآخر إبداء ما عنده وحرية التفكر والتصرف
والتركيز على هذا الأدب ضمانة أكيدة لأسرة متماسكة فالذي يخالفني في الرأي هو أخي واستيعاب هذا الخلاف عبادة لأن النبي عليه السلام كان يستمع تماما إلى ما يقوله المشركون ثم بعد ذلك يعرض عليهم الإسلام ويناقشهم ويحاورهم دون حديات جازمة
إننا بتعليم أولادنا هذا الأدب نجتنب نقطتين مهمتين :
- الأحادية : فينشأ الطفل وهو يعلم أن كلامه ليس نهائيا إنما قابل للمناقشة والحوار ولا بد له من تقبل الآخر .
- تجنب الصراخ والشجار : فالذي يظن أنه ضعيف بفكرة يستعيض عنها بالصراخ وربما القوة العضلية .
إن الاختلاف هو سنة الله في عباده لكن يجب أن نعلم أن الاختلاف شيء والتنافر شيء آخر , لذلك لابد أن نعلم أولادنا كيف نختلف والأدب الضابط لذلك.
ويجب أن نعلم أيضا أن الشجار والتنافر بين الأولاد في البيت له أسباب عديدة ومن هذه الأسباب :
1 - الغيرة والتفضيل بين الأولاد .
2 - انشغال الآباء عن أولادهم .
3 - شجار الأبوين أمام أولادهم .
4 - عدم وجود برنامج للأولاد يشغلهم عن الخلافات التافهة .
وبمعرفة هذه الأسباب ومعالجتها يمكن أن ينشأ الأولاد على درجة عالية من الوعي في هذه الأمور .
ولعل أبرز النتائج التي يمكن تحصيلها من تعليم الأولاد هذا الأدب هي:
1- التماسك الأسري .
2- القدرة على المحاورة والمناقشة .
3- تقبل الآخر .
4- توسيع الآفاق وتمحيص الأفكار كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إني رأيت مناقشة الرجال تمحيصا لأفكارهم .
والله ولي التوفيق
نقلا عن صيد الفوائد
ـــــــــــــــــــ(101/397)
... مشاكل الأبناء طعم الحياة ولونها
تؤكد الأبحاث والدراسات التربوية أن الشعور بالانتماء لدى الطفل منذ بداية إدراكه لا يتحقق إلا بإبداء المحبة له وتوفير جو من الإحساس بالأمن والطمأنينة داخل الأسرة، والتي تعتبر الملجأ الأول للطفل في الإجابة عن كل التساؤلات المتبادرة إلى ذهنه،
وكذلك إيجاد الحلول لأية مشاكل تواجهه.. في هذه الصفحة نعرض بعض المشاكل التي تواجه المربين في محاولة للوصول إلى حلول سريعة وبسيطة مع د.غنام عبدالعزيز الغنام الحاصل على دكتوراه في علم النفس التربوي- المملكة المتحدة.
ابني عنيف
ابني يبلغ من العمر (5 سنوات) ومشكلته أنه لا يستطيع الاندماج في اللعب مع الأولاد ودائماً يسبب المشاكل ويؤذيهم ثم يبدأ بالبكاء وإلقاء اللوم عليهم.. ماذا أفعل؟
ساندي وتعاطف
أختي الفاضلة: إن كل طفل يختلف عن غيره ويمثل نوعا متفردا من التحدي لوالديه، ولكن سلوكيات بعض الأطفال يصعب التعامل معها أكثر من الآخرين، وقد يحزن هذا الأمر والديه، ولكن فسر العلماء هذا الأمر بأن كل طفل له تركيبة خاصة ومختلفة، ومن المهم عليك الاعتياد على طبيعة مزاج الطفل حتى يكون التعامل معه أكثر فعالية.
عادة يبدأ الأطفال بعد سن الرابعة أو الخامسة بإجادة التحكم في اندفاعاتهم، ولكن بعض الأطفال يستغرقون وقتا أكبر من غيرهم، مثل حالة ابنك، لكي يتعلموا هذه المهارة، فهم لا يزالون عنيفين أو عدوانيين، حاولي أن تضعي قاعدة صارمة مثل " الركل، أو العنف.. غير مقبول.. فسوف تؤذي صديقك" أما إذا صرخت عليه وأخبرته بأنه طفل سيئ فهذا سيزيد سلوكه سوءاً.
حاولي أيضاً أن تشتتي انتباهه عن طريق اقتراحك عليه قائلة: لما لا تلعبان معا لعبة أخرى مثل كرة القدم، وإذا رفض التوقف عن هذا السلوك فخذيه بعيداً عن الطفل لكي تتحدثي معه، ووضحي ما يضايقه، وقولي له: " أنت تعاني صعوبة في التحكم بنفسك، وإذا استمررت في العنف فسوف نضطر للمغادرة"... وهكذا، واتبعي هذه القاعدة إذا استدعت الحاجة، لكن أحياناً ما يشعر طفلك بأنه لا يستطيع التحكم في نفسه، فحاولي مساعدته على فهم ما يحدث بينه وبين من يلعب معه، شجعيه على أن يتحدث عن غضبه، واقترحي عليه وسائل أخرى يمكنه من خلالها أن يعبر بها عن غضبه من أصدقائه بطريقة إيجابية كأن يعبر عن مشاعره بطريقة لفظية، أو ينادي على أحد الكبار أو يبتعد، وبيني له أن ليس بإمكانه إيذاء أحد، ومع نمو قدراته فيتحكم أكثر في مشاعره وسلوكياته.
نظمي له مواعيد اللعب، واجعليه يلعب مع أطفال غير عنيفين ولكن أقوياء، أبعديه عن برامج التلفاز العنيفة، ولاحظي أسلوب تعامل الأفراد داخل أسرتك، فإذا تعامل أحدهم مع الآخر بطريقة عدوانية، فهذه هي الطريقة التي سوف يتبعها، وإذا تواجد من يضربه، أو يعاقبه بقسوة، أو ينتقده بشكل زائد فلن يتوقف عن عنفه.
أختي: إن كان عنيفا معك أو يقوم بضربك فقولي له " لا أستطيع أن أكون معك، وأنت تؤذيني " واذهبي إلى غرفة أخرى بدلا من أن تردي له فعلته.
حاولي أن تكوني مساندة له على الرغم من غضبك منه، وكوني متعاطفة وانقلي له أنه محبوب، ولكن سلوكياته العدوانية هي ما يجب تغييره، وبذلك ستساعدينه، وعندما يتجاوز الخامسة إن شاء الله ستلاحظين تغيراً ما..
كوني قدوة
أختي الفاضلة: بعض الأطفال يتمتعون بخيال واسع يدفعهم إلى اختراع قصص، وقد يلجأ الطفل إلى الكذب والمبالغة من غير قصد لأن ذاكرته عجزت عن سرد التفاصيل كلها فيضيف أشياء من عنده، وهذه الحالة تزول عادة إذا كبر الطفل ووصل عقله إلى مستوى يميز فيه بين الحقيقة والخيال، وقد تكون المبالغة نتيجة للشعور بالنقص ليكون مركز انتباه وإعجاب، أو ليحصل على أكبر قسط من العطف والرعاية.. وهذا يجب علاجه والانتباه إليه منذ الصغر.
يجب أن لا تنزعجي لما ينسجه خيالها من وقائع، وساعديها لتدرك الفرق بين الواقع والخيال في كلامها، وساعديها أيضاً على التركيز في قصتها التي تقولها، واطرحي عليها الأسئلة حتى تصل إلى أن بعض أجزاء القصة غير حقيقي.
علميها أن الكذب والمبالغة في الكلام وإفشاء أسرار البيت وكل ما يحدث فيه أمر غير مستحب والناس تنزعج منه، وتجنبي الظروف التي تشجعها على المبالغة او تضطرها إليها كدفاع عن النفس.
حاولي أختي الفاضلة أن تبحثي عن الأسباب وراء المبالغة وإفشاء الأسرار وما الذي يدفع طفلك لذلك؟ هل للحصول على الثناء والانتباه؟
فالحل أن تعطي الطفل المزيد من الثناء والتقدير لذاته ولما يقوم به، وتجعلي الصدق وعدم إفشاء الأسرار أكثر إثابة، وتلزمي الكبار المحيطين بالطفل بالصدق وعدم إفشاء أسرار الغير أمامه لكي يكونوا له قدوة، لأنه قد يقلد من في البيت.
... قوانين منزلية للطوارئ
قوانين طوارئ تعلمها لأبنائك.
* خطة الطوارئ المنزلية
إن وضع لائحة الطوارئ، من شأنه أن يعرّف الفرد على الإسعافات السريعة التي قد يحتاجها شخص ما في ظروف متعبة، حريق، أو أي شيء طارئ لا سمح الله،
ولائحة الطوارئ التي تحتاجها في منزلك- عزيزي المربي- ستكون مختلفة، وستساعدك "ولدي" بوضع إطارها الرئيسي، وعليك أنت وأسرتك أن تضيف لها ما تراه مناسباً، وحسب توقعك للطوارئ التي قد تحدث لكم لا قدر الله.
وأهم مرحلة من مراحل وضع خطة للطوارئ، هو مناقشتها مع أبنائك، ثم التدرب عليها وكتابتها أو رسمها وتعليقها في مكان بارز للجميع، وإليك فيما يلي بعض قوانين الطوارئ:
1-القانون الأول للأطفال الصغار.. هذا نصه:
عند وقت النوم ليلاً، ضع الغطاء عليك، ثم قل: " باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه"، ثم حاول النوم، فإن لم تستطع فحرك لسانك بالتسبيح إلى أن تنام، فإن لم تستطع ايضاً قم واطرق باب والديك واطلب المساعدة.
2-ونص القانون الثاني:
في حالة وجودكم خارج المنزل، وابتعدت عن مكان الأسرة، والتفت فلم تجد أحداً، ابق مكانك ولا تتحرك، وندي على والديك بصوت عالٍ، ولا تذهب مع أي شخص، وأخبر الناس باسمك فقط، وانتظر حضور والديك إليك.
3-نص القانون الثالث: في حالة شعورك بضيق ما ولا تعرف له سبباً، اذهب فوراً لأحد والديك أو لأحد أجدادك، وستجده يساعدك لكشف هذا الضيق عنك.
4- نص القانون الرابع:
إذا ما وقعت تحت تهديد من أي نوع من قبل شخص ما، سواء كان صديقاً أو صديقة، أو شخص أكبر منك، لا تستسلم وارفض هذا التهديد وإذا استمر في تهديده أبلغ والديك فوراً فهم خير من يحسن التصرف معه.
5- نص القانون الخامس: أرقام هواتف مهمة يجب أن تعلق دائماً بجانب الهاتف:
- هاتف الأب.
- هواتف الأب خارج المنزل.
- هواتف الأم خارج المنزل.
- هاتف منزل الجد.(1)
- هاتف منزل الجد.(2)
- هاتف منزل الخال.
- هاتف منزل العم.
عزيزي المربي: هذه بعض اللوائح المهمة في قانون خطة الطوارئ، والذي هو عبارة عن توجيه للأبناء للتصرف السليم في مواقف معينة، وهذه المواقف تعترض كل أسرة، فدرّب أبناءك للتعامل معها، ولا تنس أن تعلم أبناءك القواعد البسيطة للإسعافات الأولية في حالة حدوث حوادث طارئة في المنزل لحين وصولك، كابتلاع أشياء صغيرة أو " شرقة" أو "كدمات".
عزيزي المربي: إن كانت لديك آراء أخرى أو تجارب في هذا الموضوع نحن على استعداد لتلقي رسائلك واقتراحاتك.
نحن بانتظارك لتعم الفائدة على الجميع.
ـــــــــــــــــــ(101/398)
... 6 مهارات تجعل ابنك متفوقاً
من هو التلميذ المتفوق؟
امنح نفسك عزيزي المربي دقيقتين وفكر:
من هو التلميذ المتفوق؟
ربما تبدو الأمور لك في البداية سهلة، ولكنك بعد فترة من التفكير ستجد تعاريف كثيرة تتزاحم في عقلك وكلها تحوي تلك المعاني.
•التلميذ المتفوق هو من:
-تكون لديه الرغبة الداخلية في التعلم.
-يتحمل مسؤولية دراسته وواجباته.
-يفخر بإنجازاته وأعماله.
وهذا النوع من التلاميذ لا يولد ولديه كل هذه الإمكانيات، بل هو نتاج جهد وتعب من الوالدين؛ ليبثوا فيه روح تحمل المسؤولية والاكتشاف، وبذل الجهد، من أجل عمل يحرص على إنجازه، ويفخر به.
بداية صحيحة:
ومن أجل بداية صحيحة مع الأبناء، نقترح تطبيق المهارات والوسائل التالية:
1-أرسل رسائل سريعة:
وأمثلة لتلك الرسائل التي توصلها للأبناء أن تقول لهم: " إن دراستكم تعني لنا الكثير"، ورسالة أخرى تقول: " إننا نتوقع منكم أن تبذلوا قصارى جهدكم".
ونقترح لتوصيل تلك الرسائل استخدام الوسائل التالية:
•الوسيلة الأولى: اسأل أبناءك عن أعمالهم المدرسية وليس فقط عن واجباتهم، وأبدِ اهتماماً بالمواد التي يدرسونها.
•الوسيلة الثانية: حصولك على المعلومات من موسوعات أو كتب سيكون مفيداً لأبنائك، فدعهم يشاهدوك ويساعدوك إن أمكنك ذلك.
•الوسيلة الثالثة: احرص على التعلم سواء بحضور دورات تحضيرية أو محاضرات، فأنت بذلك تضرب لهم مثلاً على حب التعلم.
•الوسيلة الرابعة: تكلم معهم عن المراحل الدراسية المقبلة في حياتهم، مثل الجامعة والتخصصات المختلفة.
2-احرص على أصدقائه:
كما أن للأصدقاء تأثيراً قوياً في طباع الأبناء وتصرفاتهم، فإن لهم تأثيراً قوياً أيضاً في مستوى الدرجات المدرسية لرفاقهم، فمنهم من يشجع ويدرس معهم ويسأل ويتبادل المعلومات وأسئلة الامتحانات، ومنهم من ينعت التلميذ المتفوق بعدد من الصفات التي تجعله ينفر من الدراسة، أو تؤثر عليه سلباً، واستعن بالأفكار التالية:
1-شجعه على إيجاد صداقات جديدة إذا ما وجدت خللاً في أصدقائه الحاليين، دون أن تطلب منه تركهم.
2-استغل الإجازة الصيفية في تشجيعه بالانضمام لدورات مختلفة للتعرف على مواد جديدة، وأيضاً تكوين صداقات جديدة.
3-لا تنتقد أصدقاء ابنك أمامه، فهذا بداية الطريق لخلافاتك مع ابنك، ولكن حاول إيجاد حلول بديلة وبهدوء.
4-تعرف على أصدقاء ابنك وإمكانياتهم الحقيقية، فربما يكون هذا الصديق الصامت متفوقاً جداً في مواده الدراسية.
3-أيقظ الرغبة الداخلية:
"إنك تستطيع أن تقود الحصان للماء، ولكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يشرب"، قول ينطبق جداً على علاقتنا بالأبناء، فالرغبة في التعلم يجب أن تنشأ من داخل نفس الابن دون أن يجبر عليها، ونقترح عليك التالي:
أ -ساعده على وضع أهداف جيدة لعامه الدراسي الجديد.
ب - علمه أن يحوّل أحلامه إلى حقائق، فمن الممتع للإنسان أن يرى أحلامه تتحقق، ولهذا ساعده أن يضع أحلاماً قصيرة المدى، مثل " كتابة تقرير"، ثم حول هذا الهدف إلى أهداف أقصر مثل " قراءة كتاب للتقرير"، "كتابة مقدمة"، تحدث معه عن المشاكل التي اعترضته أثناء تنفيذ الهدف، ثم شجعه إذا ما نفذ هذا الهدف في نهاية المدة المقررة.
4-دعه يقيم ذاته ويثق بقدراته:
الطفل الذي يثق بقدراته هو طفل ناجح هذه حقيقة، والحقيقة الثانية أن الابن الواثق بنفسه المدرك لقدراته هو ذلك الطفل الذي وثق به والداه، وأدركا قدراته وشجعاه على استغلالها، فمن حق الأبناء أن يشعروا بمدى حب الوالدين لهم أنفسهم، وليس لدرجاتهم الدراسية فحسب.
•الوسيلة الأولى: استخدم مصطلحات مثل: " أنا أعلم أنك تستطيع"، " لا مانع أن تخطئ، فأنت ستتعلم من أخطائك"، " أنا أعلم أنك ستصل للقرار الصحيح".
•الوسيلة الثانية: ضع حدوداً لكل شيء مثل مشاهدة التلفاز وكتابة الواجبات المدرسية، فمن شأن هذه القوانين أن تشعر الطفل بأن والديه مهتمان به، وأنه جدير بالاهتمام.
•الوسيلة الثالثة: ساعده ليصنع ملفاً خاصاً به يضع فيه أجمل رسوماته وأفضل تقاريره وصور رحلاته ومواقف جميلة مرت به في المدرسة، فهذا الملف يعني له الكثير.
5-كن واقعياً:
امتدح وشجع عند المواقف التي تستحق المديح، فالأطفال أذكياء ويعلمون متى يستحقون المديح، وعندما يسمعون آباءهم يمتدحونهم وهم لا يستحقونه، فإنهم يشعرون أن آباءهم يحاولون تحسين صورهم أمام ناظريهم واستعن بالتالي:
1-كن أكثر تحديداً في مدحك مثل "كم هو جميل هذا اللون الأحمر في لوحتك".
2-امتدح المعلومة التي تجدها في عمل ابنك، وليس العمل ككل مثل أن ترى في تقريره: " لم أكن اعلم أن يوليوس قيصر هو من اخترع الرزنامة".
3-لا تقرن المدح بالندم كأن تقول: " إنك جيد في الرياضيات، ولكن تحتاج إلى بذل مجهود أكثر في الإملاء"، ولكن أعطِ فرصة لابنك ليشعر بنجاحه قبل فشله.
4-دعه يعلم أن الفشل ليس نهاية العالم، وأن الكثير من النجاح هو نتاج عدد من الإخفاقات.
6-أصرّ على الترتيب:
كثير من الأبناء يلتزمون بما يقوله الأستاذ في المدرسة حرفياً، فمثلاً إذا قال ثلاث جمل، فلا يكتبون أكثر من ثلاث جمل، أو إذا كتبوا تقريراً، فلا يحسنون ترتيبه أو الاهتمام بشكله، وهنا عليك أن تصر على الأفضل:
أ -وجه نظر ابنك إلى أن الشكل الخارجي يماثل الاهتمام بالمعلومات الداخلية.
ب -اطلب منه إعادة العمل إذا شعرت أنه غير مرتب.
ج- إذا أحسست أن ابنك واقع تحت تأثير ضغوط معينة، حاول أن تعرف ما يقلقه وخفف عنه معاناته بالفعل أو الكلام
... فلنزرع معاً
للتخلص من الملل والرتابة.. لتوظيف وقت الفراغ في البناء.. لتنمية مواهب وقدرات أبنائنا.. نمارس معاً تلك الأنشطة المفيدة.
ما رأيكم في مشروع زراعي بسيط.. يشترك فيه الآباء والأبناء.. توزع عليهم الأدوار.. ويسمح لهم بحرية اختيار المحاصيل.. ويبدأ العمل.. نغرس البنود.. ونحصد الثمار.
الفكرة بسيطة.. وتنفيذها سهل وممتع.. فهي عبارة عن رزنامة زراعية يشترك في تنفيذها الآباء والأبناء وتعد بمثاب توثيق لعمل زراعي هام.
_ تربة زراعية
- علب فارغة بلاستيكية " من بقايا أدوات المنزل "
- أكياس من النايلون.
- بذور متنوعة : طماطم، دوار شمس، كوسا، بقدونس، جزر،
- لوحة + أفلام.
1- عمل اللوحة : أولا يتم رسم اللوحة وهي الرزنامة التي سوف يتم فيها رصد نمو النبات كالتالي :
• النبات
• موعد الغرس
• تاريخ نموه
• تاريخ نقله من العلبة
• موعد الحصاد
• كتب اسم النبات إلي جانب أن يقوم الأبناء برسم شكل النبات أو لصق صورة له.
• تسجيل التواريخ الخاصة بنموه وحصاده.
وهذا شكل مقترح ممكن أن يطوره الوالدان والأبناء بأي شكل آخر .
1- توضع التربة أولا في الأواني الصغيرة البلاستيكية حتي منتصف العلبة، ومن ثم نغرس البذور، وتسقي بقليل من الماء وتغطي بالأكياس البلاستيكية، ويكتب اسم النبات علي العلبة.
2- تحفظ في مكان دافئ وبعيد عن الشمس حتي يبدأ ظهور الجزء الأول من النبات.
3- تنقل النباتات بعد ظهور الجزء الأول منها إلي أواني أكبر، أو إلي فناء المنزل.
يمكنك السماح للابن أو الابنة بإهداء أصدقائه أو الجيران أو الأقارب من هذه النباتات مع كرت بسيط يرسمه بنفسه ويلصقه علي هذه الأواني.
لنصلح معاً
إن تعليم الأبناء إصلاح ما يتعطل من بعض الأجهزة والأدوات، عمل مفيد يبعدهم عن المطالبة المستمرة لنا بتغيير كل ما يتعطل من ألعابهم أو أدواتهم.
فمثلاً، لنصلح معهم دراجتهم إذا تعطل إطارها، وذلك بشراء العدة الخاصة بذلك وهي مجرد مادة لاصقة وقطع من البلاستيك التي يمكن لصقها علي الإطار الداخلي بعد إخراجه من غطائه الخارجي، ويمكننا معرفة مكان الثقب، عن طريق وضع الإطار في الماء بعد نفخة قليلاً.
كما يمكننا أن نشترك معهم في تصليح ألعابهم إذا تعرضت للكسر.
أما البنات، فيمكن للأم تعليم ابنتها بعضاً من مبادئ الخياطة كتركيب الأزرار، أو خياطة جزء مقطوع من ردائها.
وكثيرة هي الأشياء التي يمكننا أن نشترك فيها مع أبنائنا لاصلاحها، حتي يكون الإصلاح هو مبدؤهم وليس طلب التبديل لأي شيء بكل سهولة.
ـــــــــــــــــــ(101/399)
... اكفل أسرة
أنشطة اجتماعية .. ترفيهية .. أسرية .. رياضية لتنمية المواهب والقدرات ، نمارسها مع أبنائنا علي مدار السنة .
ربما تبدو هذه التجربة غريبة بعض الشيء ، أو أنها نشاط غير متداول بين الأسر أو أنه من مهام الكبار فقط ، ولكن لابد لنا من أن نسلك كل الطرق لننشئ أبناء قادرين علي العطاء والإحسان ، ولا القيم بطريقة غير مباشرة ، وخصوصاً إذا امتزجت هذه الطريقة بشيء من الإبداع والمتعة .
إن التعرف علي أشخاص جدد شيء ممتع جداً ، وهذا ما سوف تقوم به أسرتك ، فسوف تقومون بالتعرف علي أسرة ذات دخل بسيط ، وتبدؤون بزيارتها والتعرف علي أحوالها عن كثب ، وتمدون لها يد المساعدة ، وهذا عن طريق طرق عدة .
1- وضع حصالة في المنزل لجمع بعض الأموال من الأطفال وجميع أفراد الأسرة لشراء الهدايا كأطعمة وألعاب أو ما شابه ذلك ، وإهدائها لهذه الأسرة عند زيارتها .
2- جمع الألعاب القديمة الممكن استخدامها ، وإهداؤها لأبناء هذه الأسرة .
3- دعوتهم للخروج معكم في بعض الرحلات أو شراء التذاكر للأماكن الترفيهية لتقديمها لهم .
ونحن بقيامنا بهذا العمل ، نبث في الأبناء روح العطاء وعدم المن ، وحب الآخرين دون النظر إلي مستواهم المادي أو الاجتماعي .
ويبقي سؤال واحد وهو " كيف نتعرف علي هذه الأسرة ؟ " .
يمكنك التعرف علي تلك الأسرة عن طريق الأقارب ، والكثير من الأقارب يحتاجون إلي مد يد العون والمساعدة لهم ، وإن لم يبد ذلك عليهم ، أو عن طريق الاتصال بأي من المراكز أو اللجان الخيرية التي لديها علم بهذه الأسر .
ـــــــــــــــــــ(101/400)
... ادخل المطبخ
ما رأيكم بمساء مختلف ، يقضيه أفراد الأسرة جميعاً في المطبخ للتعاون في عمل طبق بسيط ، تجتمعون بعدها حول المائدة لتناوله .. إنه طبق " سلطة الفواكه " .
المقادير :
1- كل أنواع الفواكه التي في الثلاجة .
2- بعض عصير الليمون .
3- كوب واحد من الماء .
4- ¾ كوب سكر .
5- كريمة مخفوقة " إن وجدت " .
طريقة التحضير :
1- ليأخذ كل فرد من أفراد الأسرة نوع من أنواع الفاكهة لتقطيعها مع ملاحظة ان يعطي الأطفال ما يمكن تقطيعه يدوياً من دون سكين كالعنب مثلاً .
2- تخلط جميع الفواكه المقطعة في وعاء كبير ويوضع فوقها الليمون والسكر والماء .
3- للأفكار المبدعة دائماً هناك مكان حيث يمكن لكل أسرة أن يكون لها وصفة سرية لصحن الفواكه وذلك بإضافة الآيس كريم أو عصير معين أو جيلي أو أي مكونات أخري تفضلونها .
4- اجلسوا سوياً لتناول هذا الطبق الصيفي الرائع وتذوقوا ما أنتجته أيديكم في أمسية مختلفة .
... لنقتصد معاً
حسن التعامل مع المال والاقتصاد مهمة لتدريب الأبناء عليها ، والتدريب علي مثل هذه الأمور يمكن أن يتحول إلي نشاطات أسرية تبث في نفوس الأبناء السعادة والألفة بين جميع أفراد الأسرة ومن هنا نقترح عليك أيها المربي خطة مبسطة تستطيع بواسطتها إشراك الأبناء في عمل ميزانية الأسرة لنحقق مفهومها هو " لنقتصد معاً " .
1 - شراء شيء جديد للمنزل ، والتخطيط لميزانية السفر في الصيف أمر لابد وأن نشرك الأبناء فيه .. فهي تؤهلهم ليفهموا معني وأسلوب المفاضلة بين عدة اختيارات مطروحة لاختيار الأفضل .
2- الميزانية وما تتضمنه من مشتريات وتكلفة ، مفاهيم يمكننا تبسيطها وتدريب الأبناء عليها من خلال عمل جدول صغير مثل
- التاريخ .
- المشتريات .
- التكلفة .
ومن ثم توزع علي الأبناء ليكتبوا كل ما قاموا بشرائه سواء من المدرسة أو من الجمعية التعاونية ، الأطفال الصغار الغير قادرين علي الكتابة لابد هنا من تدخل الأب والأم لكتابة أوراقهم مع كتابة الأرقام بصورة مبسطة إلي جانب استخدام الرسومات المبسطة .
3 - اجتماع الأسرة يوم في الأسبوع أو كل أسبوعين لمناقشة ميزانية كل فرد فيها يعتبر من الأهمية بحيث يوجه نظر الأبناء إلي مكان الخلل الموجودة في الميزانية وعن المواضع المقترحة للتوفير .. كتقليل كمية الحلوى أسبوعياً .
4 - يفضل تحديد مبلغ مالي معين لكل ابن من الأبناء .. حتي يتعلموا عمل الميزانية الخاصة بهم مع مراقبتنا لهم وتحديد المبلغ الذي نراه مناسباً مع عمر كل ابن .
5 - تعتبر العيدية وهي من الأموال التي تهدي للأبناء في الأعياد بداية لجمع رأس مال خاص بهم ويمكننا من خلال تلك الأموال توجيه الأبناء لعدة مفاهيم مثل الصدقة ولو بالقليل ومفهوم الزكاة إذا مر عام علي المبلغ الذي أدخروه ، ومفهوم الاشتراك مع الأسرة في شراء شيء مشترك مثل شراء سيارة جديدة أو تأسيس مكتبة أو السفر للخارج حتي وإن كانت مساهمات الأبناء رمزية
ـــــــــــــــــــ(101/401)
... لنغسل معاً
يعتبر اللعب في المساء من الأشياء التي يحبها الأطفال ولنستثمر هذا الحب لتعليمهم أشياء مفيدة ، فيمكنا في المساء غسيل السيارة أو تنظيف الفناء ولنبدأ بغسيل السيارة ..
1- قم بتجهيز بعض الفوط والإسفنج ودلو الماء .
2- أغلق جميع نوافذ السيارة قبل الغسيل .
3- ساعد ابنك في تنظيف السيارة بالماء والصابون ومن ثم قم معه بتجفيف السيارة.
4- يمكنك تحفيز الابن بتقديم بعض النقود علي تنظيف السيارة كما يمكن للأسرة بكاملها المشاركة في تنظيف فناء المنزل كنوع من التغيير وإدخال البهجة في صدور أفراد الأسرة
ـــــــــــــــــــ(101/402)
التكيف العاطفي للأطفال
قد توصل الباحثون إلى أن الأطفال فائقي الذكاء- كمجموعة- يستطيعون التكيف عاطفياً بشكل أفضل من الأطفال ذوي الذكاء المتوسط،
فمشكلاتهم العاطفية أقل، وتكيفهم مع تلك المشاكل أفضل من الآخرين، ولديهم ثبات ونضوج عاطفي أفضل وأكثر من زملائهم الذين في نفس عمرهم، والطفل الموهوب لا يتعلم أسرع وأسهل من الآخرين فقط، ولكنه يتعلم بأساليب مختلفة، فلا يحتاج إلى عمليات التعلم المتدرج خطوة تلو الأخرى، ويبدو أنه يكتسب المعلومات بكميات هائلة.
العلاقات الاجتماعية أفضل
عادة ما يكون الأولاد والبنات الموهوبون محبوبين ومعروفين لدى الأطفال الآخرين بمختلف مستوياتهم، فينتخبون مرات عديدة في جماعات المدرسة، ويتخذون أماكن قيادية في الأنشطة اللاصفية، وفي الاختبارات النفسية التي تجري لقياس شهرتهم بين الأطفال يحصلون على أعلى الدرجات، ويتخذهم كثير من الأطفال كأصدقاء، وقد أشارت الدراسات التي أجريت على قليل من الأطفال ذوي نسب ذكاء تفوق 180 نقطة إلى أنه يصعب على هؤلاء العباقرة إيجاد اهتمامات مشتركة وصداقات مع زملائهم من نفس العمر، وذوي القدرات المتوسطة، ولكنهم يتماشون بسهولة وسعادة بشكل عام مع زملائهم ذوي القدرات العالية الذين يقل ذكاؤهم عنهم 40 أو 50 نقطة!!
الأنشطة غير الدراسية
والأولاد والبنات الموهوبون ليسوا آلات يدرسون فقط، ولكنهم يشاركون في الأنشطة غير الدراسية بما في ذلك الرياضة مثل زملائهم، أو ربما أكثر منهم، ولديهم هوايات أكثر واهتمامات أوسع، ويقومون بعمل مجموعات أكبر وأفضل علميا من غيرهم من الأطفال، ويرتبطون بالنوادي الرياضية، ويتعلمون أكثر من لعبة في عمر مبكر، ويكتبون جيداً، وتنمو قدرات الفهم لديهم بشكل عجيب، ولديهم قدرات أفضل على إسعاد أنفسهم حين لا يوجد حولهم أصدقاء.
والطفل الموهوب ليس كئيباً أو عبوساً، بل لديه حس فكاهي أنشط من الأطفال الآخرين، ويعرف كيف يحكي ويقيم النكات، ويصنفه الباحثون على أنه أسعد وأكثر حماساً في حياته بشكل عام من غيره.
صحتهم جيدة
وبالنسبة للطول والوزن والتناسق والتحمل البدني يصنف الموهوبون على أنهم فوق المتوسط، وأمراضهم وصحتهم كذلك فوق المتوسط.
(تشير هذه النتائج إلى النواحي الوراثية لدى الأطفال ذوي القدرات العالية، ولكن التجارب المعملية على حيوانات التجارب أشارت بوضوح إلى أن الإثارة الذهنية وخبرات التعلم المبكرة لا تزيد فقط من ذكاء الحيوان، ولكن يزداد حجمه وقوته، وتزداد مقاومته للمرض).
ويتخوف بعض التربويين من أن يشعر هؤلاء الأطفال الموهوبون وخصوصاً من يصنفون في طبقة عالية القدرات بالغرور والتكبر وبأنهم الصفوة المتميزة، ولكن الأمر ليس كذلك، فالأطفال الموهوبون يميلون إلى التقليل من شأن قدراتهم وإنجازاتهم - كما تشير الدراسات- فهم أكثر انتقاداً لأنفسهم ويقدرون إنجازات زملائهم متوسطي الذكاء أعلى من مستواها الحقيقي.
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/403)
هل يعتذر الأب من ابنه ؟!
أثناء تقديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال لاحظت رجلاً قد تغير وجهه، ونزلت دمعة من عينه علي خده، وكنت وقتها أتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء وكيفية استيعابهم،
وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني علي انفراد قائلاً: هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي ؟! قلت له: لا والله !! فقال: إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة وقد هجرته منذ خمس سنوات لأن لا يسمع كلامي، ويخرج مع صحبة سيئة، ويدخن السجائر، وأخلاقه فاسدة، كما أنه لا يصلي ولا يحترم أمه، فقاطعته ومنعت عنه المصروف وبنيت له غرفة خاصة في السطح، ولكنه لم يرتدع، ولا أعرف ماذا أعمل، ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي، فماذا تنصحني ؟
هل استمر بالمقاطعة أم أعيد العلاقة؟! وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل؟!
قلت له: عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد، وإن ما عمله ابنك خطأ ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً، أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه، ومستقيماً في سلوكه، فرد علي الرجل قائلاً أنا أبوه أعتذر منه، نحن لم نتربي علي أن يعتذر الأب من ابنه!!
قلت: يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً وإنما علي المخطئ أن يعتذر، فلم يعجبه كلامي، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول، وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً فرحاً ففرحت لفرحه، وقلت له: ما الخبر؟
قلت: أخبرني، قال: طرقت علي ابني الباب في العاشرة ليلاً وعندما فتح الباب قلت له: يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات، فلم يصدق ابني ما قلت ورمي رأسه علي صدري، وظل يبكي فبكيت معه، ثم قال: يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل، فإني لن أعصيك أبداً.
وكان خبراً مفرحاً لكل من حضر الدورة ، نعم إن الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً، بل إن النبي محمد صلي الله عليه وسلم في إحدي الغزوات كان يساوي بين الصفوف، فوضع عصاه في بطن أحد الصحابة ليساوي وقوفه مع بقية الصف، فطلب هذا الصحابي أن يقتص من النبي علي فعلته ن فكشف النبي صلي الله عليه وسلم عن بطنه وأعطاه العصا ليقتص منه، ولكن الصحابي انكب علي بطنه يقبله، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: " لم فعلت ذلك ". فقال أردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك، واستشهد الصحابي في تلك المعركة.
إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ، وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر .. هذا ما كنت أقوله في أحد المجالس في مدينة " بوسطن " بأمريكا وكان بالمجلس أحد الأصدقاء الأحباء وهو " د. وليد فتيحي "، فحكي لي تعليقاً علي ما ذكرت قصة حصلت بينه وبين أحد أبنائه عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك، فوقع الكتاب خطأ علي وجه الطفل وجرحه جرحاً بسيطاً، فقام واحتضن ابنه واعتذر منه أكثر منه أكثر من مرة حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا، فلما ذهب به إلي غرفة الطوارئ في المستشفي لعلاجه وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله كيف حصل لك هذا الجرح؟
يقول: كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح.
ثم قال د. وليد معلقاً، أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه، وحدثني صديق آخر عزيز علي وهو دكتور بالتربية بأنه فقد أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به ثم اعتذر منه فعادت العلاقة أحسن مما كنت عليه في أقل من ساعة.
فالاعتراف لا يعرف صغيراً أو كبيراً أو يفرق بين أب وابن.
العدد (24 ) نوفمبر 2000
نقلا عن مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/404)
الفيديو كليب بين الموضة السيئة والعادات الملتزمة
يقدم الفن الجديد المسمي " الفيديو كليب " لأبنائنا وخاصة الشباب ومنهم كل يوم جديداً وعصرياً، ولكنه في معظمه يقدم لهم علي أطباق مذهبة ومزخرفة بنقوش من الزيف والتزوير،
يقدم لهم الأفكار التافهة والمعاني الرخيصة، وما نقوشه ولا زخارفه إلا تعر وكشف للمفاتن، ومحاصرة جريئة لأخلاق الأسر وعاداتها ودينها، حول هذا الموضوع وإمعاناً في إظهار الحقيقة، وغيرة علي أبنائنا وفتياتنا، نجري معكم التحقيق التالي:
" الفيديو كليب " ... صرعة حالية في عالم الإنتاج الإعلامي اتجه إليه المطربون المتميزون وغيرهم .. مناظر خلابة .. فتيات جميلات .. أزياء باهرة .. صوت وصورة .. جودة وتقنية عالية.
مع نهاية الألفية الثانية اشتعلت المنافسة بين المطربين وشركات الإنتاج في تقديم " الفيديو كليب " لنشاهد الغريب والعجيب، الجميل والقبيح.
أبناؤنا عيونهم معلقة بشاشات التلفزيون وأيديهم مبرمجة علي أزرار أجهزة التحكم بحثاً عن تلك الأغاني أو " الصرعة " الجديدة، ولنكن أكثر صراحة، فإن نسبة كبيرة أيضاً من الآباء والأمهات جلسوا بجوار أبنائهم بنفس الحماس.
لقد أكد استبيان أجرته " ولدي " أن 98% من الأبناء يتابعون " الفيديو كليب " بشغف، ألا يستحق هذا الرقم أن نناقش قضية " الفيديو كليب " بموضوعية وعقلانية ودون حماس زائد أو تعصب ؟
أكداستبيان أجرته ولدي علي 57 من آباء والأمهات و65 من الأبناء في كل من الكويت والسعودية والإمارات أن:
1- الأبناء من سن 3 أعوام إلي 18 عام يشاهدون " الفيديو كليب ".
2- 92.3 % من الأبناء يتابعون باستمرار " الفيديو كليب ".
3- 7.7% فقط من العينة هي من لا تحرص علي متابعتها من الأبناء.
4- 39 % من الأبناء تعجبهم كلمات الأغنية و31% يشاهدونها لجمال المغني / المغنية والراقص والراقصة و26% منهم يجذبهم إخراج الأغنية وعلاقة المرأة بالرجل فيها و25% يتابعها لما تحتويه من إثارة وتشويق.
جاذبية "الفيديو كليب ".
أغاني الفيديو كليب مثيرة وجذابة تخطف أبصار الكبار قبل الصغار والأسباب في ذلك متعددة.
تقول " أم سعود " .. مدرسة ولديها ثلاثة أبناء:
المثير في تلك الأغاني هي اعتمادها علي الفتيات الجميلات جداً، فجمالهن لا فت للنظر، فمن الواضح أن القائمين عليها ينتقون الفتيات بعناية شديدة، وإذا اعتبرنا أن جمال الفتيات هو أول الأسباب، فالملابس التي يرتدينها ثاني الأسباب، فألوانها إما غريبة أو باهرة، والمهم أنها في أغلب الأحيان فاضحة كاشفة، وهذا شئ غير مألوف حتي لو عاد المواد المتلفزة.
كأنهم داخل الأغنية
إلي جانب الفتيات تقول:" زينب الكندري " ربة بيت وأم لستة أبناء: الأجهزة المستخدمة في تلك الأغاني من الواضح أن تقنيتها عالية، فمؤثرات الصوت وجودته تبهر وتشد الأبناء، وتجعلهم يشعرون وكأنهم داخل الأغنية نفسها، ولذلك أواجه مشكلة مع أبنائي فهم يودون سماع الأغاني بصوت مرتفع للغاية وهو ما يزعجني.
أماكن التصوير
تصوير الأغاني في أماكن سياحية مثل ريف أوروبا أو آثار تايلاند والدول الآسيوية الأخري، يكون أهم عوامل الجذب والتدجديد، فيقو " أبو ناصر " ( موظف ولديه خمسة أبناء ): إنني أشاهد أحياناً تلك الأغاني مع أبنائي.
ابنتي والفيديو كليب
" ام محمد " تقول: ابنتي عمرها 11 عاماً سنة وتقول لي دائماً ألست جميلة يا أمي وعندما أجيبها بنعم تقول: ولهذا أريد أن أصبح فتاة " فيديو كليب "! وعندما سألتها لماذا؟! قالت: إنها وزميلاتها في المدرسة يتمنين أن يكن في جمال تلك الفتيات، وهذا ما دفع ابنتي للتوقف عن الطعام حتي تنحف لتكون مثلهن، مع العلم أن ابنتي نحيفة!
تقليد في الملابس
البنات وخاصة الفتيات الصغيرات يعشقن التقليد ، وفتيات الفيديو كليب أصبحن الآن أهم هدف للتقليد عند الفتيات.
تقول " أم ضاري ": ابنتي الصغري عمرها 7 سنوات وتحب هذه الأغاني جداً، حتي إنني وجدتها يوماً ترتدي ملابسها القديمة، فارتدت بنطولاً قصيراً وبلوزة قصيرة، وعندما ضحكت عليها قالت: " ألا ترين فتيات " الفيديو كليب " ماذا يلبسن؟ وطلبت منها أن تستبدلهم ،ولكنها رفضت حتي جاء والدها فذهبت مسرعة خائفة منه!
كل يوم .. أغان جديدة
ابني يدمن مشاهدة هذه الأغاني وبشكل دائم .. " أم فهد " تتابع كلماتها وهي مستاءة .. المشكلة بدأت عندما سمحت له بمتابعة الفضائيات عندما كان طفلاً صغيراً والآن عمره 13 عاماً، ولكنني منعته من مشاهدة بعض الأغاني الفاضحة، لأنني أجد ابني مشدوداً إليها، والمشكلة الحقيقية أنه في كل يوم تظهر أغان أكثر فيها تدن وابتذال عن ذي قبل .
مسؤولية الآباء
ومن السعودية تؤكد أم عبد الكريم وهي معلمة أن مسؤولية الآباء تعد مباشرة في تعلق الأبناء بتلك الأغاني وتضيف: ومما يؤسف له أن بعض الآباء هم أيضاً مدمنين لهذه النوعية من البرامج، وبالطبع لا يتوقع من أبنائهم أقل من درجة إدمانهم، وتأثرهم البالغ بما يشاهدون، في حين أن بعض الآباء يرفض بشدة مشاهدة أبنائه لمثل هذه البرامج، دون مناقشتهم وتوضيح الغائب عن أذهانهم، فيدفعون الأبناء دون أن يشعروا إلي التعلق بمشاهدتها، في غياب الآباء، أو عند الأقارب والأصدقاء.
ولذا فإن الآباء هم المسؤولون بشكل مباشر أو غير مباشر عن إدمان ابنائهم أو بعدهم عن تلك المشاهد.
استجابة المراهقين
وتتفق أم عبد الله أيضاً من السعودية مع الرأي السابق وتنتقل لبعد آخر قائلة: إن هذه الأغاني أعدت إعداداً دقيقاً لتؤثر في المشاهد وتحمله علي التفاعل معها، وقد يكون أبرز ما يجذب المراهق إليها تلك الكلمات الرنانة والاجساد المتمايلة واللقطات والمشاهد العاطفية التي تداعب مشاعر المراهق والمراهقة، وباعتبار هذه المرحلة الجرعة التي تشكل فيها الميول الجنسية لدي الشاب والشابة لذلك ليس من المستغرب أن تجد مثل هذه الاستجابة والتفاعل من قبل هذه الفئة العمرية تجاة تلك البرامج خاصة إذا صادفت ضعفاً في التربية والتوجيه والوازع الديني.
وتتابع: أن سلوكيات الأبناء تتأثر بشكل تدريجي قد لا يشعر الشاب أو الشابة بهما، ولا حتي الأهل، إلا بعد أن تفرز هذه التغيرات سلوكيات شاذة أو مستهجنة لم يألفها الوالدين في أبنائهم.
هدم الهوية
وعن رأيه في أغاني" الفيديو كليب " والهدف الكامن وراءها يقول: " عماد الدين عثمان " المستشار الإعلامي بوزارة الأوقاف:
تركز أغاني " الفيديو كليب " جل اهتمامها علي إبراز مفاتن المرآة، وتتخذ من شريحة الفتيات مادة ثرية لأعمالها، وأعتقد أن الهدف من وراء تقديم مثل هذه الأغاني المصورة بهذه الطريقة هو محاولة جادة من القائمين عليها إلي سلخ مجتمعنا العربي الإسلامي عن هويته الإسلامية التي ظل محتفظاً بها.
حاجات لم تشبع
ويضيف د. "عماد الدين عثمان" إن إدمان بعض الأبناء علي مشاهدة هذه الأغاني والتفاعل معها هو تعبير عن حاجات داخلية لم يتم إشباعها ن وهذا تقصير يقع علي العديد من المؤسسات التي تساهم في صياغة وتشكيل فكر الأبناء، بدءاً من المنزل وانتهاء بالمدرسة ومروراً بمحطات تربية وتنشئة كثيرة تقع بين هاتين المؤسستين، يتقدمها جميعاً الإعلام بمختلف وسائله ورسائله.
دعوة للتقنين
ويوجه دعوة للآباء قائلاً.. علي الآباء أن يدركوا حجم الخطورة التي يمثلها تعرض أبنائهم غير المنتظم لوسائل الإعلام بشكل عام، وليست هذه دعوة لمنع الأبناء من متابعة وسائل الإعلام، إنما هي دعوة لتقنين هذه المتابعة ومساعدة الأبناء علي اختيار المواد الإعلامية ( المقروءة والمسموعة والمرئية )، التي تناسب مراحلهم العمرية، وخاصة بعد انفتاح العالم من خلال القنوات الفضائية.
البديل الحقيقي
المنشد محمد الحسيان، بكالوريوس تربية فنية بدأ الانشاد من سن 18 عاماً في لقاء مثمر لولدي معه كانت تلك الأسئلة والإجابات.
* من جمهورك ؟
جمهوري أغلبهم من المتدينين وهو جمهور" حساس " له مطالب محددة، وعلي الجانب الاخر بدأ يظهر جمهور من غير المتدينين، وهم هدفي الآن في جذبهم لأناشيدي، وأسعدني كثيراً خبر مبيع أناشيدي التي أقدمها في مجال الكاسيت العادية، لأن هذا قد يشجع المستمع اللاهي في حياته علي سماع الأناشيد الهادفة والراقية.
البحث عن التميز
ويتابع الحسيان حديثه: هذا ما يدفعني للتفكير في التصوير بالفيديو كليب ولكني أبحث عن التميز بفكرة جذابة مميزة هذا ما يدفعني للتفكير في الاتجاه للإخراج، فأنا أعلم أن لدي إمكانيات كثيرة والمهم أن تلاقي الترحيب من شركات الإنتاج ومن أفكاري مثلاً أن نصور إحدي الأغاني في إفريقيا ومخيمات الجائعين وقوافل الخير وبسمات الأمل علي وجوه الأطفال، ولكن رغم ذلك فأنا علي استعداد للتنازل عن افكاري هذه في مقابل توصيل كلماتي للجمهور العادي، فإذا رأت شركة الإنتاج أفكاراً أخري فلن أختلف معهم، المهم هو التقيد بالشروط الشرعية.
* هل يمكن أن تستخدم عارضين أو عارضات في أغانيك؟
لا أري داعياً لذلك، ولكن إذا كانت الفكرة لسيدة مسلمة بكامل لباسها الشرعي قد لا أمانع ولكن بعد فتوي شرعية أيضاً في ذلك.
العدد (24) ـ نوفمبر 2000 ص : 10
نقلا عن مجلة ولدي
... في التسوق العائلي .,.. للأبناء أيضاً آراء
الأبناء من أهم العناصر التي تقوم عليها الأسرة.. وقد يتحدد التسوق طبقا لأذواق الأبناء، فكان لابد من معرفة آرائهم.
فتقول آية أيمن 14 عاماً:
أفضل التسوق مع الصديقات وليس مع أسرتي فما يعجبني لا يعجب أمي وما يعجب أمي بالتالي لا يعجبني.. وأعتقد أن التسوق ليس له علاقة بالترابط الأسري، بل علاقته ترتبط بالذوق الشخصي، فأنا أحب أسرتي ولكن أذواقنا مختلفة.
ويخالفها في الرأي محمد جلال الدين 11 عاماً حيث يؤكد أن التسوق العائلي بالنسبة له هو الترابط الأسري، ويقول: أنا لا أرى الأسرة مجتمعة إلا عند التسوق، نظراً لانشغال أبي الدائم في العمل فلا أراه سوى عند شراء احتياجاتنا..
فأنا أحب التسوق الجماعي لأنه يشعرني بترابط أسرتي..
ويؤكد محمد أحمد حسن طالب جامعي: أن التسوق يزيد من الترابط الأسري بشرط أن نحدد الهدف من التسوق.. وأعتقد أن التسوق العائلي هو تعود أسري وسلوك قام به الآباء منذ نعومة أظافر الأبناء.. فالتسوق الجماعي يؤدي إلى زيادة التفاهم، ويبعد إمكانية التسلط بين الوالدين والأبناء، ويؤدي أيضاً إلى ذوبان الأنانية وتعلم تحمل مسؤولية القرار بين الأبناء.
د. طالحة حسين: التسوق الجماعي يجعل لكل فرد في الأسرة دوراً في صنع القرار
الحوار.. سفينة النجاة ولما كان التسوق من أهم الحالات المزاجية للفرد كان لابد من التعرف على رأي علم النفس والاجتماع في هذه الإشكالية حيث تقول دكتورة طالحة حسين فدعق الأستاذة بجامعة أم القرى قسم الخدمة الاجتماعية:
إن التسوق العائلي له جانبان أحدهما سلبي والآخر إيجابي.. ففي حال اتفاق أفراد الأسرة على ميزانية محددة ونمط معين في حدود الاتفاق المشترك بينهم يتحقق الجانب الإيجابي، وهو الالتحام الأسري، أما الشق السلبي فله أسباب عديدة أهمها عدم الوعي الأسري وخاصة عند الزوجة التي تخرج وتنكث هذا الاتفاق لما تقابله من إغراءات خارجية سواء لها أو لأحد أفراد الأسرة، أو حتى للمنزل نفسه.
لذلك نرى ضرورة الاجتماع الشهري العائلي الذي يناقش أموراً عديدة خاصة بالأسرة، والتي منها الحالة الاقتصادية للأسرة، فالمشاركة الأسرية تؤثر بالإيجاب وخاصة قبل عملية التسوق، وتساعد على تحطيم أي إغراءات سوقية.. كذلك يؤكد منظور علم النفس على أن التسوق الجماعي يزيد من الترابط الأسري، لأنه يجعل لكل فرد من أفراد الأسرة دوراً في صنع القرار والتقرب الدائم من روح الجماعة والتعرف على كل شخصية داخل المجموع الأسري، ولذا أنصح كل أسرة بأن تكون مجتمعة ومرتبطة أثناء التسوق.
أبحاث عن التسوق العائلي، قد تمت مناقشة الكثير من الدراسات والأبحاث عن التسوق الجماعي وعلاقته بالترابط الأسري.. وحيث تم اختيار بعض النقاط الرئيسية لتحقيق ذلك الترابط داخل الأسرة من دراسة للباحث مطلق الحازمي.. تؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين الترابط الأسري وعملية التسوق باعتبار أن الأسرة دعامة المجتمع ونواته الحية، وكي يتحقق ذلك لابد من القيام بخطوات قبل التسوق..
النقطة الأولى تتمثل في:
• الشعور بالحاجة.
• تجميع المعلومات.
• تقييم الموقف، تقرير الشراء.
ثم تأتي النقطة التالية وتتمثل في:
• المبادرة، وهو الشخص الذي يطرح فكرة الشراء لشيء ما داخل الأسرة.
• المؤثر، وهو الفرد الذي يؤكد فكرة الشراء.
• المقرر، وهو الفرد الذي يحدد بصفة نهائية عملية الشراء وعادة ما يكون رب الأسرة، لأنه يعلم الحدود الاقتصادية.
• القائم بالشراء، سواء أحد أفراد الأسرة أو المجموع الأسري ذاته.
ومن هنا نجد أن الحوار الأسري المفتوح، ومراعاة الحدود الاقتصادية للأسرة، والوعي الثقافي والاجتماعي، يجعل التسوق الجماعي الأسري من أهم أهداف الترابط العائلي.
طاعة الله شرط التسوق الناجح
ومن وجهة النظر الدينية تحدثنا الأستاذة أسماء الربيعي، مدرسة التربية الإسلامية، قائلة:
ما أجمل طاعة الله في كل أمور الدنيا والأسواق من أهم الأمور ولا غنى عنها وكي تعود بالنفع والمتعة على الأسرة فلابد من أن يسأل الإنسان ربه خير ما فيها ويذكر دعاء دخول السوق.
فالتسوق العائلي له علاقة وطيدة بالترابط الأسري إذا كان الزوجان قد قاما بتربية أطفالهما كما أمرنا الله والرسول، ولغة الحوار والتشاور هي وسيلة اللقاء الفكري بين أفراد الأسرة كما كان يقوم الحبيب المصطفى.. ثم مراعاة الحالة الاقتصادية للزوج، فإذا لم نلتزم بما مضى أثناء التسوق يكون خروج الأسرة ليس إلى السوق بل إلى السوء!!
العدد (103) ابريل 2005 ـ ص:22
نقلا عن مجلة الفرحة
ـــــــــــــــــــ(101/405)
... كيف تقضى أجازتك مع العائلة؟
كيف تقضى أجازتك مع العائلة؟
* قضاء الأجازة:
- لكى تجدد نشاطك وخاصة أيام الإجازات والعطلات فهذه هى بعض الأفكار التي يمكنك الاستعانة بها عند الخروج للتنزه مع عائلتك أو قضاء بعض الأوقات معهم وهي تلائم جميع الأعمار، وسأقدم أفكاراًً للأيام الدافئة والأيام الباردة يعني أنشطة تناسب جميع الفصول لأن هناك إجازات تأتي في فصل الشتاء وأخرى تأتي في فصل الصيف وحتى تستطيع الاستمتاع بها مهما كانت ظروف الجو المتقلبة.
* مرح خارج المنزل:
- أعمال البستنة:
إذا كنت من هواة الاعتناء بالحديقة والقيام بالزراعة فيها فالإجازات هي بمثابة الفرصة الكبيرة لكي تتنازل عن أنانيتك في الاعتناء بها بمفردك، إعط الفرصة لأطفالك بأن يعيشوا معك فيها حتى وإذا تعرضوا للاتساخ فلا مانع هذه المرة من ذلك. لا تقلق هذه المرة لن تصرخ الأم في وجهك لأنها ستتركك أنت لكي تقوم بعملية التنظيف لأنه موسم إجازات والمساعدة مطلوبة، لا تفكر في ذلك كله اغمض عينيك وأقدم علي القرار لميزتين: أن أعمالك الخاصة بالحديقة ستنجز في وقت أقل وبمجهود أقل أيضاً، والميزة الأخرى أن اطفالك سيجدون متعة كبيرة فى الاستمتاع بأجازة عند قضائها معك كما أنهم سيرون غرستهم تنمو أمام أعينهم.
- اللعب بالماء:
وبالطبع هذه الألعاب تلائم إجازات الصيف وليس الشتاء وإلا ستكون نزلات البرد والأنفلونزا هي النتيجة الحتمية لمثل هذه الألعاب. عليك باصطحاب أطفالك إلي حمام السباحة، أو استخدام ألعاب الماء مثل المسدس الذي يملأ بالماء لعمل مطاردة مائية من الطراز الأول بينك وبين أطفالك ولتكن طفلاًً حتى ولو للحظات.
- تنظيف السيارة:
هذه إحدى الوسائل الأخرى للعب بالماء، وهى إحدى الوسائل المسلية التى تمكنهم من تعلم اتباع النظافة في كافة أمور حياتهم.
- التنزه في الحدائق:
أنها نزهة غير مكلفة علي الإطلاق لكنها مفيدة جداً، فهي تعطي راحة للنفس، وتعلم أطفالك الانتباه فإذا كانوا كباراًً سيتعلمون أنواع الزهور والنباتات المختلفة، أما إذا كانوا صغاراًً ستعلمهم تحديد أنواع النباتات وأشكال أوراقها.
- القيام بالرحلات:
ولا يشترط أن تكون لأماكن تتطلب إنفاق الكثير من الأموال، فيمكنك أن تختار أماكن بسيطة رخيصة لكنها تفي بالغرض المطلوب من الاستمتاع وليقع اختيارك علي المتاحف، الحدائق، متنزهات لقيادة الدراجات أو أي مكان آخر تجده مسلياً وممتعاً بالنسبة لك.
* مرح داخل المنزل:
أما بالنسبة لإجازات الشتاء الباردة لا تضع خدك علي وجنتيك وتغضب لأنك ستستمتع أيضاًً وإن كانت لا تتساوى مع إجازات الصيف في إمكانياتها وأجمل ما فيها أنها أنشطة تبعث علي الدفء.
- مشاهدة الأفلام:
الالتفاف حول شاشة التليفزيون في المنزل لمشاهدة الأفلام الممتعة أو ما يقع اختيارك عليه من أفلام الفيديو وإذا كانت لديك شرائط عائلية تحتفظ بها للمواقف التي تدور في حياتك سيكون ذلك أيضاًً بالاختيار الصحيح.
- الإعداد لإجازات الصيف:
لا تستعجب من هذا وأعلم أنك في إجازة والتي من الأولي الاستمتاع قبل التفكير في إجازات الصيف، فهذا في حد ذاته إحدى وسائل الترفيه في الإجازات الباردة التى تعمل علي شغل أوقات فراغك مثل البحث من خلال شبكات الانترنت عن الأماكن التى تريد قضاء فيها أحلي الأوقات، ويمكنك جمع أحلي الصور لهذه الأماكن في ملف خاص بك يمكن استخدامه كخريطة للاسترشاد عند قيامك بالرحلة في ميعادها المحدد لها.
- الطهي وإعداد الطعام:
من أكثر الأشياء التي تمثل عبئاًً علي الأم هو القيام بإعداد الطعام أثناء الإجازات وهو الشىء الذى لا يمكن أن يأخذ الإنسان منه إجازة. لكي تجعلي هذه المهمة سهلة عليك اجعلي أطفالك وزوجك يشاركونك فيها مع الاكتفاء بالإشراف عليهم، وعليكي بتحمل النتيجة مهما كانت!
- حكاية القصص:
إنها بالاختيار السليم أيضاً، والغرض من هذه القصص ليس الاستماع إليها فقط وإنما التخيل وتمثيل البعض منها يساعد علي تنمية مواهب أطفالك.
- الألعاب الليلة:
مثل لعب الورق أو الشطرنج فهي تعلمهم المنافسة ومعرفة المكسب والخسارة والمرح قبل أي شئ.
ـــــــــــــــــــ(101/406)
... الشروط اللازمة للبدء بإصلاح الأسرة
م. عبد اللطيف البريجاوي
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))
(( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الرجل راع على أهل بيته والزوجة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )) متفق عليه عن عمر بن الخطاب .
إن ملف الأسرة المسلمة هو ملف خطير جداً بكل معنى الكلمة وهو مهم بكل معنى الكلمة ، وذلك .. ذلك أن الأسرة المسلمة هي أخطر الحصون المستعصية على أعداء الدين ، حيث ذهب الزمان الذي كانت فيه الحصون والقلاع و إغلاق البيوت أمام الخطر تحمي صاحبها وتحمي البلدة من هذا الهجوم وغيره .
إنه هجوم من نوع مختلف ، هجوم يركب الهواء والفضاء ، وأعداء الدين يحاولون وبكل ما أوتوا من قوة تفكيك هذا الحصن الأخير وضربه في الصميم ، وحتى الآن والحمد لله مازالت بعض الأسر مستعصية على هذا الهجوم لكن القسم الأكبر منها سقط وأيما سقوط ...!
(( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )).
إن هذا الإصرار من أعداء الدين فما الذي يقابله من المسلمين ؟!
ومما يزيد هذا الأمر خطورة :
أن المسلمين اليوم قد تعلموا الكثير من العلوم الطبية والهندسية والكيميائية ، ولكن نسوا علماً مهماً جداً هو علم الهندسة البشرية ، كيف نربى أولادنا وكيف نجعلهم يرتقون إلى حمل الرسالة .
إن الحفاظ على الكائن البشري على قيد الحياة هو سهل جداً هو فعل تفعله كل المخلوقات ، لكن المشكلة الكبرى هي تحويل هذا العنصر البشري إلى عنصر فعال ونشيط .
إن مهمة الآباء والأبناء والأمهات انحصرت في هذا الزمن بالمطعم والملبس ، وإن كان هناك اهتمام فإنه بما يرضي غرور الأب.
مما يزيد هذا الأمر خطورة :
أن واقع أسرنا واقع مأساوي في أغلبه إلا من رحم الله ، فالأب مشغول والأم في الأسواق ، والأولاد لا يعرف لهم طريق ولا اتجاه ، وقد أوكلنا تربيتهم إلى الظروف..
إن الإسلام أكد على أن الآباء يلعبون دوراً مهماً في التربية عندما قال صلى الله عليه وسلم ((..فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه )) وهذا حث للآباء على عدم ترك أولادهم ليتحكم الشارع والظروف في تربيتهم .
ناهيك عن الواقع المأساوي في العلاقة بين الزوجين والعلاقة بين الأب وابنه والأم وابنتها بالإضافة إلى العلاقات السيئة بين الحماة والكنة والعم والد الزوج أو الزوجة ...
لاشك بأن أي واحد إلا ويريد لابنه أن يكون أحسن منه حالاً أو مثله على الأقل ، لقد أثبت الله العاطفة على لسان سيدنا إبراهيم (( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي...)) .
في هذه اللحظات لحظات القرب مع الله عزّ وجلّ لم ينس إبراهيم أولاده وذريته وكلمة الإمام هنا ليس معناها النبوة فقط على ماذكره المفسرون وإنما الإمامة في الخير .. فهذه عاطفة متجذرة ، لكن نريد لأولادنا أن يكونوا أفضل حالاً فأي إمامة نريد منهم إمامة خير أم إمامة شر ؟!
إن بيوتنا هي الملاذ الأخير لنا ولاسيما هذه الفتن التي شبهها صلى الله عليه وسلم بأنها " كقطع الليل المظلم يمسي الإنسان مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا " .
إنه في زمن الفتنة وجه صلى الله عليه وسلم إلى البيوت فقال (( وليسعك بيتك ولتبك على خطيئتك )) ، أما إذا كانت البيوت هي الفتنة كما في الشارع و كان البيت يموج بالفتن المختلفة فأين يذهب الأبناء وأين تذهب الزوجات .. ؟!
هناك ثلاثة شروط رئيسة للانطلاق في هذا الموضوع :
1. الاستعانة بالله عزّ وجلّ فكل سهل إذا لم يوفق الله له صعب ، وما تكرار الاستعانة في اليوم يلتزم بها الإنسان سبع عشرة مرة إلا ليكرر هذه الاستعانة, والاستعانة ليست مجرد تكرار ألفاظ إنما هي في حقيقة الأمر التوجه القلبي لما يريد أن يفعل , ثم مباشر العمل الذي يريد .
2. قوله تعالى : (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )) .
فلا يمكنك تحويل أسرتك إلى الخط الصحيح والمنهج السليم إذا كنت لا تزال منحرفاً عن هذا الخط.
مهما دفعت ولدك إلى الصلاة في المسجد لن يؤثر ذلك فيه وإن اصطحابه مرة واحدة أو رؤيته لك تدخل المسجد أفض بكثير من كثير من النصائح
مهما دفعت ولدك إلى التوقف عن التدخين لن يؤثر ذلك فيه إلا إذا رأى ذلك فعلاً وتطبيقاً منك .
ومهما دفعتك ولدك للإقلاع عن مشاهدة البرامج المختلفة فلن يؤثر ذلك فيه إذا لم تقم أنت بالخطوة الأولى
3. ليس البيت حلبة صراع لا بد أن ينتصر فيها أحد الطرفين ويمشي برأي الزوج أو الزوجة أو الحماة أو والد الزوج أو الزوجة.
إن أهم الأسباب الموفقة هو أن يعلم الرجل زوجه وأولاده أنه يحب الحق واتباعه لو جاء على أي لسان ..
إن ما سنذكره في المقالات القادمة ليس كيف نربي الأولاد إنما هو كيف نربي العائلة فهو برنامج للعائلة كاملة ولذلك أسميناه فقه الأسرة المسلمة ، ولا تستغرب من هذا الاسم فقه الأسرة المسلمة .
ـــــــــــــــــــ(101/407)
... آباء يطلبون الكمال
هل تفترضون الكمال فى أطفالكم؟ هل تشعرون عادةً بعدم رضا عن الأشياء؟ كثير منا يرغب فى الوصول للكمال ونتوقع من أطفالنا أكثر من اللازم. نحن نريد أن نكون آباء كاملين لأطفال كاملين، ولكن يجب أن نشجع أطفالنا دون الضغط عليهم. إليك بعض الطرق لتشجيع طفلك على النجاح وفى نفس الوقت تقبل حدوده.
كيف يتصرف الشخص الذى يرغب فى الوصول للكمال
الأشخاص الذين يرغبون فى الوصول للكمال يضعون أهدافاً ومقاييس بعيدة المنال لأنفسهم ولغيرهم تاركين فرصاً ضئيلة جداً للأخطاء كما أنهم يقومون بمحاسبة أنفسهم بشدة. حيث أن هؤلاء الأشخاص يقيسون قيمتهم الذاتية بما يحققونه من نجاحات ونتائج، فهم يعيشون دائماً فى خوف من الفشل والرفض من الآخرين، كما أنهم أيضاً دائمى التأجيل للكثير من الأمور حتى يستطيعون القيام بها على الوجه الأكمل لأنهم يعتقدون أن قيامهم بها فى الحال سيكون بنسبة 90% فقط من المستوى الذى يرغبونه. هذه النوعية من الناس أيضاً لا يكون لديهم أولويات، فكل التفاصيل يجب أن تعطى 100% من الوقت والجهد وهو ما يكون عادةً مستحيل، مما ينتج عنه فى النهاية شعورهم بالغيظ القلق، والاكتئاب.
الخط الرفيع بين الرغبة فى الكمال والطموح
الفرق بين من يسعى بشكل صحى للوصول للامتياز وبين من تتحكم فيه الرغبة فى الوصول للكمال هى أن الأول يضع أهدافاً واقعية تكون عادةً على بعد خطوة مما قد حقق بالفعل، كما أنه يستمتع بعملية التحقيق نفسها حيث أن النتائج ليست فقط كل ما يهمه، وعندما يواجه بالرفض أو الفشل يستطيع إدراك أن ذلك الرفض أو الفشل يكون قاصراً على ذلك الأمر بعينه ولا يعود لشخصه ككل.
جذور سلوك من يرغب فى الوصول للكمال
إن هذا السلوك يبدأ فى الطفولة عندما يتم تقدير الطفل وإظهار الحب له بمدى ما يحققه من نتائج وليس لذاته هو: هذا هو الحب المشروط. بعد قليل يبدأ الطفل فى تقرير أنه لكى يخرج من أى مشكلة يجب أن يكون كاملاً، فذلك سيجعله يأخذ الحب الذى يحتاجه وسيحميه من النقد القاسى والشعور بالفشل فى عيون الآخرين.
تقول الأخصائية النفسية شيرين خليل أن الآباء الذين ينسون مدح مجهودات أطفالهم ويضعون كل تركيزهم على النتائج فقط يكونون هم السبب الرئيسى فى أن يصبح الطفل من راغبى الوصول للكمال. هؤلاء الآباء كما يصفهم أطفالهم يكون من الصعب إرضاؤهم، وتضيف أن الآباء أيضاً الذين يحاولون إظهار أنهم كاملين ويعرفون كل شئ ويتسم سلوكهم بالجمود فى كل المواقف، هؤلاء الآباء نادراً ما يقولون "لا نعرف" أو يعتذرون لأطفالهم.
بعض الأطفال يكونون هكذا بطبيعتهم أى يرغبون فى الوصول للكمال وقد لا يكون لآبائهم أى دور فى ذلك، فهؤلاء الأطفال ينشغلون أكثر من اللازم بنظرة الناس لهم حتى فى سنواتهم الدراسية الأولى. على سبيل المثال إذا ارتكبوا خطأ معيناً فى أحد دروسهم فإنهم يكررون الدرس كله من البداية، وأحياناً يتركون الأمور حتى آخر لحظة لكى يشعروا أن ضيق الوقت هو السبب فى عدم وصولهم للكمال.
الآثار السلبية للرغبة فى الوصول للكمال
إن الرغبة فى الوصول للكمال تؤدى إلى نتائج بدنية ومشاعرية غير صحية تماماً. فراغبى الكمال دائماً لا يصلون إلى المستويات التى يريدونها وبالتالى يؤدى هذا الفشل الدائم - من وجهة نظرهم - والضغط المستمر إلى قلة إنتاجهم وإضعاف تقديرهم لذاتهم. هذا الشخص الراغب فى الوصول للكمال يسير فى طريق من اثنين، إما أن يستسلم تماماً لعجزه عن الوصول لأهدافه ويعانى من اكتئاب، أو أن يحاول وضع أهداف جديدة ولكن أيضاً غير واقعية ويعتقد أنه سينجح هذه المرة وكل ما عليه هو أن يبذل جهداً أكبر وبالتالى يدخل فى الدائرة نفسها مرة أخرى.
يختلف تأثير الرغبة فى الوصول للكمال من طفل لآخر. فى معظم الحالات فالأطفال الذين يكون آباؤهم من راغبى الوصول للكمال سيحاولون دائماً إرضاء آبائهم، وسيتبعون بمرور الوقت سلوكيات الراغبين فى الوصول للكمال. يستمر هذا السلوك معهم بعد أن يكبروا وقد يعانون كثيراً للتخلص منه، لكن قد يستسلم تماماً الطفل الذى يجد أن أمه أو أباه لا يرضيان أبداً عن إنجازاته وقد يصل الأمر إلى التمرد. يحدث ذلك بشكل خاص مع الطفل الثانى إذا شعر أن الطفل الأول كامل من وجهة نظر أبويه. هذا التمرد قد يؤدى إلى سقوط الطفل المستمر أو قد يؤدى إلى ما هو أسوأ وهو اختلاطه بصحبة سيئة وقد يتحول إلى تعاطى المخدرات أو ما شابه ذلك لكى ينسى فشله المستمر.
شجعى طفلك على النجاح دون الضغط عليه من أجل الوصول للكمال
1. تذكروا كيف كنتم تشعرون عندما كنتم صغاراً. فغالباً كنتم تسعدون بكل كلمة مدح تسمعونها وهو ما قد دفعكم للنجاح، وليست كلمات النقد. امدحوا كل مجهود يقوم به طفلكم حتى لو لم تستطيعوا مدح النتائج، فالمجهود الذى يبذل هو المهم ويجب أن يفهم الطفل ذلك.
2. تذكروا أن أطفالكم لا زالوا صغاراً فى سن النمو ولا زالوا يتعلمون فلا يجب أن تتوقعوا منهم أن يعرفوا كيف يفعلون الصواب دائماً.
3. لا تشعروهم بأن عليهم أن يكونوا ممتازين لكى يحصلوا على حبكم بل امنحوهم حبكم الغير مشروط.
4. لا تجرحوهم بكلام مثل، "هل تعتقد أن ما فعلته هذا ترتيب؟ فعلىّ أن أرتب كل شئ من جديد." مثل هذه الكلمات تشعرهم أن مشاركتهم ليست لها قيمة ولا تقابل بالتقدير وليست على المستوى المطلوب.
5. علموا أطفالكم أن يكون لهم أولويات، وكيف يقسمون الأمور الكبيرة إلى أمور صغيرة، وكيف يتحكمون فى وقتهم.
6. كونوا نموذجاً جيداً بتخليكم عن سلوك الرغبة فى الوصول للكمال، فأطفالكم تشاهدكم طوال الوقت. تجنبوا الغضب من الأمور البسيطة أو الإصرار على أهداف جامدة. أن تكونوا نماذجاً يحتذى بها هو أفضل ما يمكنكم عمله مع أطفالكم وهو الأكثر تأثيراً فيهم.
7. تقول شيرين خليل أنه يجب أن يفهم الآباء أن لكل طفل شخصيته المنفردة ولا يمكن مقارنته بطفل آخر، والمقارنة الوحيدة التى يمكن القيام بها هى مقارنة إنجازاته هو الحالية بإنجازاته السابقة وليس بإنجازات غيره.
8. يجب أن تعترفوا أن لكل شخص إمكانياته ويجب أن تسمحوا بحدوث أخطاء. توضح شيرين خليل أن البشر لم يخلقوا ليكونوا كاملين واعتقاد غير ذلك لن يسبب إلا ضغطاً عصبياً.
9. اعترفوا أنتم كآباء أن لديكم عيوباً أو أنكم أحياناً لا تعرفون الإجابة عن سؤال. فى الواقع من الضرورى أن يسمع منكم الطفل كلمة، "لا أعرف"، أو "أريد أن أتأكد"، أو "أنا أخطأت، أنا آسف" هذه العبارات تجعلكم تبدون أكثر إنسانية وتظهر للطفل أنه لا بأس أن تكون إمكانياته محدودة أو أن يخطئ.
10. إذا كان طفلك ذكى ذكاءً شديداً أو يحقق نتائج مبهرة فى سنواته الدراسية الأولى، حثيه على التحدى واخلقى مواقفاً تجعله يجتهد بشدة ولكن لا يصل للكمال فيها. ثم شجعيه على تقبل ما أنجزه وأظهرى له تقديرك لجهده الذى قام به. بمعنى آخر، دربى طفلك على التعامل مع الفشل وأريه كيف يمكن تقبل ذلك والاستفادة منه بشكل إيجابى من أجل المستقبل.
ـــــــــــــــــــ(101/408)
... اختبر نفسك، هل أنت متواضع؟
عزيزي المربي.. حتى تربي ابنك على التواضع هل سألت نفسك مرة هل أنا شخصية متواضعة؟
التواضع صفة كريمة عظيمة اتصف بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهي صفة لعباد الرحمن ( الذين يمشون على الأرض هوناً) فإذا أحببت أن تكون كذلك عزيزي المربي اقرأ بدقة وعناية المواقف التالية، ثم اختر إحدى الإجابات الثلاثة، أجب بصدق وصراحة وموضوعية على الموقف الذي يناسبك ويكون قريباً جداً منك وضع لنفسك الدرجة المناسبة.
أ 1 ، ب 2 ، ج3
1-دعيت إلى حفلة وعند حضورك إلى المكان لم يحتف بك صاحب الدعوة، فكيف تتصرف؟
أ -أترك الحفلة فوراً.
ب - أنزعج من ذلك ولكن أكمل الحفلة.
ج- أجلس وأعذره لأنه مشغول.
2-كنت في العمل ونويت لصلاة الظهر فانضم لك زميلان فكيف تتصرف؟
أ -أحاول أن أختصر الصلاة لأتخلص منهما.
ب -أكمل صلاتي وأنا متضايق " مضطر".
ج- أفرح لوجود من يشاركني في صلاة الجماعة.
3-حصل منك أن غضبت غضباً شديداً فصدر منك لفظ بذيء وتقدم أحد الحضور وكان أصغر منك سنا ونصحك، فكيف تتصرف:
أ -أتركه يتكلم وانصرف عنه.
ب - أطلب منه عدم التدخل فيما لا يعنيه.
ج- أشكره على نصيحته.
4-ذهبت لحضور ندوة ووصلت متأخراً وكان المكان مكتظاً ولم تجد مقعداً شاغراً فعرض عليك أحد الإخوة الجلوس على الأرض لعدم وجود كرسي شاغر.. فكيف تتصرف؟
أ -أنصرف متضايقاً فوراً.
ب - أجلس على الأرض وأنا متأفف " منزعج".
ج- أجلس على الأرض راضياً.
5-مدير جاءه موظف وخاطبه بلهجة عنيفة وغير مهذبة، لو كنت مكان هذا المدير.. فكيف يكون شعورك:
أ -أخاطبه بنفس اللهجة العنيفة وغير المهذبة.
ب - أشعر بالغضب منه ولكن أتمالك نفسي.
ج- أقبل نصيحته وأبين خطأ أسلوبه.
6-قدر الله الثراء بعد فقر شديد وقابلت بعض أصدقائك القدامى في مناسبة ما، فكيف تتصرف معهم؟
أ -أتجاهل وجودهم ومعرفتي بهم.
ب -أحاول تذكرهم وأسلم عليهم ببرود.
ج- أبادر بالسلام والسؤال عنهم.
7-ضمتك جلسة في مكان مع مجموعة متفرقة من الناس أغلبهم فقراء وأنت أغناهم، فهنا حدثتك نفسك..
أ -إنني أفضلهم.
ب -إنني يجدر بي التأكد من الموجودين قبل حضوري.
ج- إنني لا فرق بيني وبينهم.
8-كنت في اجتماع وأثنى عليك المدير ومدحك أمام زملائك وبالغ في مدحك فبم تشعر؟
أ -أتمنى لو أن معي مسجلاً حتى يسمع الجميع ما قاله فيّ.
ب -أتمنى لو سكت قليلاً أخاف من هذا المدح.
ج- أتمنى لو انشقت بي الأرض حياء.
9-كنت ترتدي رداء وأعجب به خادمك وسألك عن اسم المحل لشراء رداء مشابه له فما كان منك إلا أن:
أ -أتجاهل سؤاله ولا أعطه اسم المحل.
ب -أعطيه اسم المحل ولا أرتدي الرداء مرة أخرى.
ج- أعطيه اسم المحل دون تردد.
10-رزقك الله درجة الدكتوراه، وخاطبك أحد الأخوة باحترام ولكن دون استخدام هذا اللقب " دكتور" فما كان منك إلا أن..
أ -أوبخه وأذكره بدرجتي العلمية.
ب -أتظاهر أنني لا أهتم، رغم انزعاجي من ذلك.
ج- لا تهمني الألقاب أبداً.
11-لك قريب فقير معدم ، وأنت أنعم الله عليك بمال ومنصب كبير،، أبلغك أحد الموظفين بخبر وفاة والده وطلب منك الذهاب معه للتعزية.. فكيف تتصرف؟
أ -أنكر معرفتي بهذا الرجل الفقير.
ب -أعتذر عن الذهاب وأختلق الأعذار.
ج- أبادر بالتعزية والمواساة.
12-كان زميلك في الفصل يكثر عليك الأسئلة . فما إحساسك؟
أ - أحس أنه غبي .
ب -أحس أنه يريد التقرب منك.
ج -أحس أنه يطلب العلم لا غير.
13-تجمعك الظروف بأصدقائك دائماً وفيهم واحد لا تحبه فكيف تتصرف ؟
أ -أخطئه في كل قول أو فعل أمام الناس .
ب -أقاطعه كلما تكلم وأحاول تهميشه.
ج -أجامله وأعامله كالبقية.
14-أنت ذو منصب كبير، كنت في مكتبك وقيل لك أن هناك رجل يبدو على مظهره الفقر والبؤس يدعي أنه خالك ويريد مقابلتك فكيف تتصرف ؟
أ -أمنعه من دخول مكتبي .
ب -أعطي للسكرتيرة مبلغاً من المال لتصرفه به.
ج -أبادر بمقابلته.
15-قيل لك أن فلاناً يعصي الله عز وجل بكبائر الذنوب ، وطلب منك مساعدته لأنه في أزمة نفسية كبيرة فما كان منك إلا أن قلت:
أ -أرفض مجالسته لأنه شبهة وشئوم بمعصيته.
ب -أعتذر لأني لا أستطيع مقابلته .
ج- أسأل الله له الهداية وأساعده بما أستطيع بكل إخلاص.
ـــــــــــــــــــ(101/409)
... الحي السكني قد يكون سبباً في ... انحراف الأبناء
قد يظهر في العنوان بعض الغرابة، إذ كيف يكون هناك علاقة بين الحي السكني وانحراف الشباب،
ولكن ستزول الغرابة بقراءة المقال بإذن الله وبداية، نقصد بالحي السكني هنا المنطقة الجغرافية التي تقطنها أسرة الطفل إن كانت بجوار العديد من الأسر وتتشابك بينهم العلاقات الاجتماعية تأثراً وتأثيراً، ومن هنا فالحي يسهم في تزويد الفرد ببعض القيم، والمواقف، والاتجاهات، والعادات، والمعايير السلوكية، التي يتضمنها الإطار الحضاري العام الذي يميز المنطقة السكنية أو الحي.
ويمكن القول أن للحي دوراً قد يكون مكملاً لدور الأسرة في توجيه الطفل، ويؤثر كل واحد في الآخر، فقد يكون داعماً لما تقدمه الأسرة من سلوكيات بغض النظر عن ماهية هذا السلوك، وقد يكون هداماً وذلك يتأتى من طبيعة الحي ومستواه الاقتصادي والاجتماعي، فلقد ربطت العديد من الدراسات بين طبيعة الحي وتأثيره على سلوك قاطنيه، وأبرز تلك الدراسات الدراسة التي قام بها الأمريكي "كليفورد شو" على خمسة من الأشقاء عرفوا بتاريخهم الإجرامي الطويل وأثبت أن للحي أثراً بيناً في تكوين العنف عندهم.
* بطل الانحراف
والحي الذي يساعد على الانحراف نجده يعطي شيئاً من الشرعية على أعمال المجرمين ويصورها بالصورة البطولية، مما يكون لدى الطفل في الحي مثالا وقدوة سيئة يحتذى بها وتتشكل شخصيته على هذا الأساس . ومن هنا فالحدث يرى أنه لا يمكن أن يكون له منزلة في الحي إلا بتبني إحدى صور البطولة والرجولة التي ارتسمت في ذهنه كصورة المجرم في حيه.
حيث يبدأ في تتبع خطوات بطله المنحرف حتى يسقط في أخطائه ويرتكب أعمال ضد القيم والمصلحة العامة لحيه، فالطفل انحرف بإتباعه بطل السوء، وهذا ربما لعدم وجود بطل الخير والصلاح الذي يرشده ويقتدي به في الحي نفسه .
وبالاضافة إلى ذلك لا نستطيع أن نفعل في هذا المجال الوسائل الترويجية المتاحة للأطفال في الحي .
* تشكيل الشخصية
فبعض العلماء يرى أن الجنوح ما هو إلا سوء استثمار الطفل لوقت فراغه في ظل غياب الوسائل الترويجية الصحية المناسبة في الأحياء، مما يجعلهم يتجهون إلى بعض النوادي لتكون مركز تجمع والتقاء بالمنحرفين فتتكون لدى الحدث بلقائهم القدوة السيئة، ويحاول تقليدهم وتقمص شخصياتهم.
ومن هنا نجد شخصية الحدث تتشكل في الغالب بحسب سكان الحي وبحسب مكانة الحي بين الأحياء على مستوى المدينة، وبحسب وسائل الترويح المتاحة فيه، فالحي الذي تتوافق قيمه مع قيم المجتمع الكبير، يكون حباً سوياً يهيء للطفل جواً يكسبه الشعور باحترام النظام والقانون.
ففي الدراسة التي أجراها " الرباعية " على ثلاثة مجتمعات ( الأردن، المغرب، السودان) وجد أن 30% من جيران من ارتكبوا جرائم سبق وأن دخلوا السجن ويتضح الترابط بين الحي وساكنيه وأثره في إكساب الفرد للسلوك المنحرف إذا عرف أنه في الدراسة السابقة نفسها وجد أن 40% من العينة كانوا يزورون جيرانهم يومياً و 34% منهم كانوا يزورونهم أسبوعياً.
كما أظهرت العديد من الدراسات أن هناك علاقة بارزة بين خصائص النسق العمراني البيئي للأحياء وبين انحراف الأحداث، وقوة العلاقة بين مستوى الحي ومتغيراته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من جانب أخر
وأخيراً نستطيع القول: إن الحي مرآة لساكنيه فمن خلا ل الحي نستطيع أن نحدد معالم ساكنيه إلى حد كبير من التسليم أن ذلك الأمر ليس مطلقاً، فليس كل ساكن في الحي السيئ هو إنسان منحرف، بل يتوقف ذلك على مدى تأثره بالمواقف الاجتماعية التي يعايشها في الحي، ودور الأسرة والمدرسة في غربلة تلك المواقف التي يتعلمها في الحي، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
ـــــــــــــــــــ(101/410)
... الحب هو أفضل طرق التربية الناجحة
كثيرة هي الأسئلة التي تدور حول مشاكل وسلوكيات الأبناء تربوياً.. وللحصول على إجابات لهذه الأسئلة تقدم مجلة ولدي هذه الصفحة مع الدكتور عادل الزايد الاختصاصي النفسي للرد على المشاكل التي يقع فيها المربون.
• ابني يأكل أظافره
طفلي عمره ( ثلاث سنوات وأربعة شهور) ومن شهر تقريباً، بدأت تظهر عليه عادة أكل الأظافر ولا أعرف السبب، وحاولت أن أمنعه، ولكن لم يستجب لي وصار عصبي المزاج حتى مع نفسه وهو يلعب.
كيف أتعامل معه؟ لأن هذه العادة سيئة جداً ولا أحبها.
• ظاهرة سوف تزول
من الصعب إعطاء أجابة دقيقة على هذا التساؤل، لأنه من الضروري معرفة بعض التفاصيل الإضافية حول الطفل مثل معرفة أي تغيرات طرأت في حياته، في المنزل، وبعد دخوله المدرسة، أو بعد حالة وفاة في الأسرة، كما إن قضم الأظافر في الغالب الأعم يكون ظاهرة طبيعية لا تحتاج أكثر من إهمالها لينساها الطفل وتزول.
• انقلاب وتمرد ابني
ابني يبلغ من العمر (9 سنوات) .. كان ابناً مطيعاً ويحب الذهاب إلى مركز تحفيظ القرآن.. أما الآن أصبح يتلفظ بالألفاظ البذيئة، ويرفع صوته على والديه، وقبل ذهابه إلى مركز تحفيظ القرآن.. أما الآن أصبح يتلفظ بالألفاظ البذيئة، ويرفع صوته على والديه، وقبل ذهابه إلى مركز التحفيظ يبدأ بالبكاء والصراخ، ويسب ويلعن على نفسه والآخرين.. وعند عودته من المركز يعود منشرح الصدر، وكأن شيئاً لم يكن، ويعتذر عن ما بدر منه على الرغم من أنني ووالده نقوم بنصحه باللين، والكلمة الطيبة، كما أنه يحصل على جوائز تشجيعية من المركز، ونشتري له الهدايا، ولكنه يعود إلى ما كان عليه سابقاً في اليوم التالي.... فما هو الحل؟
• عاملوه برفق
ربما تمارسون عليه ضغطاً مضاعفاً من أجل الاستمرار في الحلقة، أو ربما تشعرونه بثقل الأمر وهذا الذي يجعله عصبي المزاج عند طلب الذهاب إلى الحلقة، أو ربما إنكم تقتلعونه من اللعب للذهاب إلى الحلقة، وعليه فمن الضروري أن تأخذوه بالرفق والمحبة ولا تجبروه على الذهاب إلى الحلقة، لأن هذا الأمر ليس متوقفاً على المكافآت فقط، وإنما على الاهتمام بالمشاعر أيضاً.
• طفلي العنيد
ابني طفل عنيد جداً.. لا ينفذ أوامري، ويفعل عكس ما أطلب منه، مما يشعرني بالغضب.. فما هي الطريقة السليمة للتعامل معه؟
• أهملي تصرفاته
قد يكون إهمال بعض التصرفات التي تكرهينها علاجاً ناجحاً لعناده... مع الأخذ بعين الاعتبار تشجيع تصرفاته الإيجابية من الناحية الأخرى، وتحفيزه على الاستمرار فيها، بل ومكافأته على هذه التصرفات.
وأنصحك أيضاً ألا تبدي أي انفعال عند قيامه بالتصرفات التي تغضبك أو توترك.
• أنا قاسية وطفلتي متعلقة بي
عندي طفلة تبلغ من العمر ( خمس سنوات) ونصف وهي كثيرة الحركة، وشديدة التعلق بي، ولا تزال تنام بقربي على الرغم من أن أختها التي تبلغ من العمر (سنتين) تنام بغرفتها ولوحدها مع أنها شديدة الذكاء والملاحظة، وهي فطنة ومرحة جداً .. ولكني مع الأسف أتعامل معها بقسوة، وخاصة بالعقاب، وغالباً ما يكون بالضرب الشديد، ويرجع هذا العنف مع بناتي إلى خلافاتي المتكررة مع زوجي، ونشأتي مع أبي وزوجته القاسية، مما ترك آثاراً في قلبي ويديّ فماذا أفعل؟
* مشكلتك نفسية
المشكلة عندك وليس عند ابنتك، فأنت التي تملكين مشكلة في التعامل مع انفعالاتك، وطفلتك بحساسيتها وذكائها مدركة لهذا، وهي من خلال التصرفات التي ذكرت ترسل لك رسائل تخبرك فيها عن ضيقها من كل المحيطين بها، فإن لم تحسني التصرف في انفعالاتك فأنت تدفعين بابنتك إلى الهاوية، فاختاري أي الطريقين تفضلين، مصلحة ابنتك أم الطريق الأسهل، وهو عدم التحكم في انفعالات وإلقاء اللوم على ظروفك القديمة والحديث
ـــــــــــــــــــ(101/411)
... الإسعافات النفسية للطفل
اعتاد الناس الاهتمام بالإسعافات الأولية للطفل في مجال الصحة العامة والإصابات المنزلية وغيرها هذه الإصابات وإن كانت تشكل خطراً على حياة الطفل إلا أنها ليست أكثر أهمية من الإسعافات الأولية في مجال الصحة النفسية بالنسبة للطفل خاصة وأن سن الطفولة يعتبر سن تشكيل شخصية الطفل المستقبلية وأن الاهتمام بنفسيته هو اهتمام بمعالم شخصيته في باقي المراحل العمرية..
إن حالة إحباطية واحدة يتعرض لها الطفل أثناء طفولته قد تؤثر سلباً عليه طيلة حياته إن الذين يشتكون مثلاً من انعدام الثقة بالنفس أغلبهم تعرضوا لحالات استهزاء وسخرية أو وسم بالفشل أثناء طفولتهم وكذلك الانطوائيين وأصحاب الخجل الشديد.
المربي مطالب بفهم نفسية الطفل ليحسن التعامل معها فالذي يربي على غير علم يفسد أكثر مما يصلح والمربي يحتاج إلى عاطفة واهتمام يتحسس بهما خلجات النفس لدى الطفل وأحوالها ليتدخل في الوقت المناسب وبالعلاج الأنسب..
كيف تسعف طفلاً يعاني من ضيق نفسي؟
1-ابتسم وحاول الترفيه عنه.
2-الجأ لتجربة خاصة تضحكه بها.
3-لاعبه بلعبة اليمين واليسار:
خذ يده اليمنى وقل له: هنا أضع غضبك وبكاءك وحزنك وانفعالاتك وخوفك وباليد اليسرى أضع قوتك ما تعلمته، ما تحفظه، ما تستطيع عمله " وعدد ما يتقنه من أشياء" ثم ضم اليدين لبعضهما وقل له يداك معاً تساوي أنت!! كل ما فيك يكمل بعضه البعض فلم أنت متضايق؟! هذه اللعبة تمنح الطفل شعوراً بالأمن وتهدئ أعصابه.
4-دعه يرى نفسه في المرآة:
وشجعه على تحسين صورته من خلال الابتسامة.
5-اهده شيئاً خفيفاً يأكله وركز على ما يحب ويشتهى.
6-ردد معه الجزء الأول من دعاء الهم والحزن:
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن.. " أكثر من مرة..
7-اقرأ معه المعوذتين بصوت هادئ مسموع.
ـــــــــــــــــــ(101/412)
... لا تربط حبك لأبنائك بـ "إذا" أو " لكن "
إن مصطلح time out هو مفهوم عقابي يدور حول استقطاع جزء من الوقت المحبب للطفل ودعوته للاختلاء بنفسه بعيداً عن المؤثرات المحببة إليه من أصدقاء أو وسائل ترفيه أو ألعاب وما إلى ذلك،
وتركه يفكر في حجم الخطأ الذي قام به وكيف يستطيع إصلاحه وإبداء الاستعداد لتعديله أو اجتنابه، بقدر اقتناعي وملامستي للأثر الإيجابي لهذا النوع من العقاب على الطفل، وأهميته كبديل عن الضرب والتعنيف، بقدر إيماني بحاجتنا كوالدين وقائمين على العملية التربوية لممارسة هذا الأسلوب على أنفسنا ودعوتها للاختلاء لنفكر فيما صنعت أفكارنا السلبية وأيدينا بأطفالنا وأجيالنا القادمة.. إننا بحاجة لهذا الوقت المستقطع من حياتنا لنفكر في نفسيات أبنائنا ودوافع سلوكهم وحاجاتهم النفسية والاجتماعية حتى نحسن التوجيه والبناء، إننا بحاجة لأن نفكر بإيجابية في إيجاد بدائل عن العقاب والقسوة في تربيتنا، والاقتناع الداخلي بضرورة التغيير لاكتساب الأبوة الإيجابية.
ولحاجاتنا الماسة لجميع ما سبق، فقد آثرت تسمية صفحتي تلك بـ parents time out علَّ ذلك المعنى يجد صدى في نفوسكم وأثراً في قلوبكم وخطوة إيجابية تضاف للعملية التربوية الصحيحة.
oأم غير حنونة
أنا أم وهبني الله طفلين صغيرين، ولكنني أشكو من قلة حناني لأولادي، حاولت بطرق عدة كي أكون حنونة، ولكن دون جدوى.. فأنا أشعر بأنني أم غير حنونة.. هل هناك علاج لي؟
oمقدار الحنان
عزيزتي: أخشى أن رسالتك لم تحمل الكثير من التفاصيل التي تعينني على إرشادك جيداً، فما حملته كلماتك هي شكوى عامة من قلة حنانك لولديك وحكم شخصي بعدم قدرتك على إعطائهما ما يحتاجان
ه منه رغم محاولاتك العديدة لفعل ذلك..
ولكن ما لم تحمله رسالتك هو مفهومك عن الحنان الذي تقصدينه وتطالبين بوصفه له، وما مقياسك له ولمدى فعاليته؟ هل هو مقدار عطفك وتسامحك مع أطفالك؟ أم مقدار رعايتك لهم وتلبيتك لاحتياجاتهم أو رغباتهم؟ أم مقدار الوقت الذي تقضينه معهم وتبادلينهم فيه كلماتهم وحركاتهم وضحكاتهم.. أم ربما مقدار غضبك وصراخك عليهم وعدد المرات التي تخترق آذانهم كلمة " لا " في اليوم الواحد؟ ثم ما هي الأساليب والوسائل التي اتبعتها ولم تفلح في رفع رصيد الحنان تجاه أطفالك؟ وكم هي الفترة والكيفية التي اختبرت بها تلك الوسائل لتقرري عدم جدواها؟
من المهم فعلا أن أجد إجابات على أسئلتي تلك وغيرها قبل أن أقبل حكمك وأتفق معك على أن ما ينقصك مع أطفالك هو مقدار الحنان بذاته، وهو أمر أشك فيه وأستبعده قليلاً لأنني أؤمن بأنه نادر ما نجد من يخلو قلبه من الحنان تجاه أطفاله وأسرته، وإنما أميل إلى الافتراض أن مشكلتك ليست " بكم" الحنان الذي تملكينه ( وما سؤالك إلا دليلاً على وجوده بداخلك) ولكن المشكلة تكمن في " كيفية" تعبيرك عنه وإيصاله لأطفالك الصغار وإشعارهم به .
oرسالة الحب
برأيي الشخصي، إن من أقوى صور الحنان ومن أساسيات العلاقة بين الطفل ووالديه هي رسالة الحب بينهما ومدى وضوحها ومتانة حروفها وكلماتها.. ما أقصده هنا هو حبنا اللامشروط لأبنائنا، فلا نربطه أو نحدده بـ " إذا " أو " لكن "، وإنما نتقبل أطفالنا ونحبهم ونحن عليهم بحسناتهم وسيئاتهم.. نحبهم لذواتهم وليس حسب تصرفاتهم وسلوكياتهم، اتفق العديد من باحثي النفس والتربية على عدد من القواعد الأساسية لتحقيق علاقة الحب بين الطفل ووالديه وتعميقها بين الطرفين وسأذكر لك أربعة منهم إن استطعت الإلمام بهم واجتهدت في إتقانهم ملكت قلب طفليك وأطلقت العنان لذلك الكم من الحب والحنان الذي يسكن داخلك، ويتربص الظهور والانطلاق.
oقواعد للحب والحنان
أولاً: جودة الوقت: أعني بذلك نوعية وكيفية الوقت الذي نمنحه لأبنائنا ونترك لهم فيه حرية تخطيطه وإدارته، ولكننا نشاركهم في تنفيذه والاستمتاع به.. قد لا يتعدى ذلك الوقت نصف ساعة يومياً، ولكنه يترك لدى الطفل أثراً وخبرة تتجاوز الجلوس معه يوماً كاملاً يصاحبنا خلاله جهاز التلفاز أو الجريدة أو رنين الهاتف المتكرر أو حتى مشاكل العمل وإرهاقه اليومي. افترشي الأرض مع طفليك الصغار ومارسي معهما ألعابهما وهواياتهما.. وقد يكون ذلك من خلال لعبة التركيب، أو الرسم، أو قراءة القصص أو حتى التمثيل وتبادل الأدوار.
راقبي حركاتهما وسكناتهما، وعيشي معهما نموهما الجسمي والحركي واللغوي والنفسي يوماً بيوم، حتى لا تفاجئي يوماً بمراهق يقتحم بيتك لا تجيدين التعامل معه أو الاقتراب منه.
تذكري دائماً أن القيادة لطفلك خلال فترة لعبهما معك.. فلا تكثري عليهما اللاءات أو الاقتراحات.. استمتعي بأمومتك معهما ودعيهما يستمتعان بطفولتهما معك وبجانبك.
ثانياً: أثر الكلمة: انتبهي جيداً لأثر وقوة الكلمات التي تخرج من فمك وتجد لها وقعاً وأثراً في نفسية ومشاعر طفلك وقد تدفع به نحو الإقبال عليك أو الإدبار عنك، دعيني أضرب لك مثالاً واقعياً: عندما يأتيك طفلك غاضباً من المدرسة ويشتكي من أستاذه الذي صرخ عليه أمام جميع زملائه، لا تكن استجابتك له " لابد أنك تستحق ذلك وإلا لما فعل أستاذك هذا "! ولكن لتكن " آه .. من المؤكد أن صراخه عليك قد أشعرك بالحرج أمام زملائك " أليس كذلك؟ هنا سيشعر طفلك بأنك قريبة منه، تفهمين مشاعره، وتبادلينه متاعبه، ومتى ما تم ذلك ابدئي الدخول معه في صلب الموضوع وستجدينه آنذاك أكثر إقبالاً وتفاعلا مع حديثك واستفساراتك.
بالطبع لسنا بحاجة لوجود مشكلة حتى نتبع تلك الطريقة مع أطفالنا، ولكن لنتحكم في كلماتنا ونديرها حتى في الأوقات الجيدة. فمثلا قد يقبل طفلك نحوك قادماً من المدرسة ويقول: " لقد حصلت على 5 درجات شفوية في الفصل اليوم وقد صفق لي جميع زملائي".. لا تكن استجابتك " جيد.. اذهب الآن لتبديل ثيابك والاستعداد للغداء"!! بل يجب أن تحمل استجابتك بعض الأسئلة له مثل " أخبرني بما فعلت لتحصل على تلك الدرجات".. أو " بماذا شعرت عندما صفق لك جميع زملائك؟"
إن أسئلتك لطفلك تخبره بأنك قد أحسنت الإنصات لكلماته ولما أراد قوله لك، وأنك مهتمة بحديثه وتودين معرفة المزيد، فتكتمل دائرة الحوار بينكما، وما اهتمامك هذا إلا رسالة حب لطفلك ولبنة بناء تزيد العلاقة بينكما شدة ومتانة.
ثالثاً: أهمية المشاعر: أطفالنا يحملون مشاعر وأحاسيس كالكبار تماما، وقد تتفاوت بين الفرح أو الحزن، والحب أو الكره، والغضب أو الرضا، وكما نطالب نحن الكبار بتقدير مشاعرنا وتفهمها من حولنا، فليس صغارنا بأقل أحقية منا بذلك، عندما يغضب طفلك الصغير ويبكي عاليا لأنه يريد اللعب بعلبة الكبريت مثلا فلا تعاقبه وتصرخ عليه، ولكنك تستطيع التوجه إليه بالقول " أعلم وأشعر بمدى انزعاجك وغضبك وأتفهم ذلك، وأنك تريد علبة الكبريت بشدة، ولكني لن أسمح لك بذلك لخطورتها عليك"، هنا سيشعر الطفل أن هناك تقدير لمشاعره وإن لم يلب طلبه، كما سيشعر أنه لم يتم تجاهله أو تركه وحيداً عقاباً على صراخه، ولكنك كنت بجانبه حتى تهدأ نفسيته ويتفهم سبب رفض طلبه.
رابعاً : ضوابط ولكن بحب: يخطيء البعض عندما يظن أننا لا نستطيع الجمع بين وضع الضوابط والقواعد لأبنائنا مع إمكانية تعبيرنا لحبنا ورفقنا بهم في الوقت نفسه، عندما نمنع أطفالنا من إساءة التصرف ونضع حدوداً لبعض سلوكياتهم قد يشعرهم ذلك بالانزعاج لفترة قصيرة من الوقت نسبياً، ولكن على المدى الطويل ستكون رسالتنا لهم واضحة وهي أن تلك القواعد إنما دليل اهتمامنا ورعايتنا وحبنا لهم.
ـــــــــــــــــــ(101/413)
... أطفال أكبر من سنهم ...
لماذا يحاول بعض الأبناء أن يظهروا للآخرين أنهم أكبر سناً من أعمارهم الحقيقية؟
الإجابة عن هذا السؤال تكون في عدة اتجاهات، فقد يكون المجتمع وضغوط الحياة وراء هرب الأبناء من طفولتهم ليصبحوا راشدين، وقد يكون الوالدين أنفسهم وراء ذلك النمو الصناعي المتعجل للأبناء.. هل تريد التفاصيل ؟ إليك بها.
1- الأبناء في مرحلة الطفولة:
من المعروف أن مرحلة الطفولة تستمر سنوات طويلة وهي تتميز بالنمو الجسدي والعقلي والأخلاقي.. وبالطبع فإن هذه المرحلة لها أفراحها وأحزانها ولها مشكلاتها أيضاُ.. وبعض الأطفال أكثر قلقاً من غيرهم نتيجة ظروفهم الأسرية والاجتماعية وتركيبتهم الشخصية.
2- الأبناء في مرحلة المراهقة:
يشعر الأبناء في تلك المرحلة بالقلق والتوتر والاضطراب ويزداد عندهم الشعور بالإحباط والتمرد، وتكثر الأسئلة الأساسية حول قيمة المراهق أو المراهقة وقدراته وثقته بنفسه.
ـ كيف يحدث النمو الصناعي المتعجل ؟
عندما تحاول الطفلة المراهق بدءاً من سن 11 ـ 12 سنة أن تظهر بشكل أكبر من سنها من خلال ثيابها أو حركاتها أو تصرفاتها فإن ذلك يمكن أن ينتج عن عدة أسباب.
1- ضغط الأهل والقيم الاجتماعية من أجل النمو السريع، فالأهل يكونون قلقين باستمرار من مرحلة المراهقة واضطراباتها ويسعون بجد إلي تسريع عملية النضج وبشكل غير واقعي في كثير من الأحيان.
3- العوامل النفسية :
تحاول البنت أن تصبح مثل أمها أو أخواتها الكبيرات وأن تقلدهن في الثياب والأقوال والأفعال ولا ضرر من ذلك ما لم تدل علي رفض المراهقة لذاتها وكراهيتها لنفسها.
4- المسؤوليات المبكرة:
إن المسؤوليات التي تلقي علي عاتق الطفلة يمكن أن يكون لها دور في ذلك.. كأن يطلب من الطفلة القيام بواجبات رعاية الأطفال الصغار إضافة إلي واجبات منزلية أخري وهذا ما يجعلها تفقد طفولتها مبكراً بسبب ظروف الأسرة.
5- الصراعات الأسرية:
يمكن للصراعات الأسرية بين الوالدين والتي يتحمل أعباؤها الأبناء أن تكون سبباً في التعجيل بالنمو للخروج من هذه الصراعات.
سلبيات النمو الصناعي
1- يحرم الأبناء من معايشة مراحل أعمارهم المختلفة بعمق وكفاية.
2- تشجيع الوالدين الأبناء علي هذا النمو يعزز كثيراً من الفجوات في شخصيات الأبناء.
3- عندما تلجأ المراهقة لتكبير سنها فهذا لأنها تفقد ثقتها بسنها الحقيقي وتحاول محاربة الشخصية الصناعية وتتقمص أدواراً أكبر بدلاً من كسب الثقة لعمرها الحقيقي.
4- تحميل الأبناء مسؤوليات أكبر يحرمهم من الحياة علي طبيعتهم وفطرتهم.
5- حرمان الأبناء من التجارب المتعددة التي يجب أن يمروا بها وهي وإن كانت فاشلة لكنها تقوي من شخصيتهم وتزيد نضجهم.
ولدي ـ العدد 25 ديسمبر 37
ـــــــــــــــــــ(101/414)
كيف تحمي أبناءك من أصحاب السوء
يبلغ ابني من العمر ثمانية عشرة عاما، وهو شاب ملتزم وعلى أخلاق عالية.. وأنا أثق به كل الثقة، لا يخفى عني شيئاً، وإن ارتاب في أمر ما يحاورني دائماً.
ولما التحق بأحد المعاهد المدرسية تعرف على رفاق سيئي الخلق والسلوكيات، وهو من أخبرني بذلك، ولا يطيب له أن يرافقهم، ولكن كل من في القسم على هذه الشاكلة، وأخشى أن يستدرجوه، فقد أهداه أحدهم منذ أيام عددا من الأشرطة لمحاضرين كبار، وتلاوات متعددة من القرآن، فاختار ابني شريطا واحداً لا يمتلكه، وقال لي إن هذا الشاب على ما يبدو غير من نفسه إلى الأفضل، وهو مهتم بابني، حتى إنه صار يقله إلى المنزل، ويعرض عليه خدماته.
فماذا أفعل؟ هل قلقي في محله من أن هذا الشاب ورفاقه يستدرجون ابني ليصبح مثلهم؟
د.الثويني:
حفظ الله ابنك من كل سوء:
1- انصحيه بقراءة كتاب " كيف اختار صديقي".
2- انصحي والده بالخروج معهم أو دعوتهم كي يتحقق منهم ويتعرف عليهم.
3- اشغلوا ابنكم بقدرة أو موهبة يتميز بها حتى ينشغل بنفسه.
4- ليكن والده صديقه الأول الذي يخرج معه ويلعب معه ويسافر معه.
5- انشغلوا بالدعاء له والله خير حافظ.
ضعف شخصية ولدي
المشكلة أنه ضعيف الشخصية، وهو كذلك منذ الصغر، لكن اعتقدنا أنه عندما يكبر سيتغير، وما يزيد المشكلة أنه سريع البكاء، فيجد زملاؤه بذلك طريقاً لإيذائه.. تصور أنهم يأخذون الكتب من حقيبته دون علمه ولا يتكلم، وإذا تعرض للضرب يكتفي بالبكاء دون حتى الدفاع عن نفسه، وكلما قلت له حاول أن تكون أفضل يكرر " ما أقدر " وحاولت منع الأولاد من التعرض له مع إدارة المدرسة، لكني لا أجدها طريقة مناسبة، فأنا أريده أن يعتمد على نفسه في الدفاع عن نفسه.
أحس بأن المشكلة تزيد تعقيدا، وإني غير قادرة على شيء، أي غير قادرة على توجيهه، فماذا أفعل للخروج من مشكلتي؟ وعلمني كيف أرشده، وهل ترى أنه سيخرج من هذا المأزق؟
د.الثويني:
1- الحياة حلوة وجميلة ويجب أن يمارس ابنكم أمورا تبعث في النفس السعادة والسرور.
2- علموه ركوب الخيل.
3- علموه وسائل الدفاع عن النفس.
4- ابحثوا عن طريقة تبرزه بصورة جماهيرية في المدرسة مثل: ( تقديمه هدية تكريما للمعلم المثالي أو تكريما للطالب الخلوق).
5- اعرضوه على أخصائي نفسي والأفضل طبيب نفسي كي يخلصه من الاكتئاب والله المعافي والشافي.
تسهيل حفظ القرآن للأطفال
أدركت أخيراً أن الأهم من حفظ كتاب الله غيبا هو فهمه والعمل به، ولكن كيف أستطيع تطبيق ذلك على الأطفال من سن 9 سنوات إلى 12 سنة، علماً بأنني قرأت تفسير المعوذتين وأردت أن أجسد لهم معاني هاتين السورتين بمؤثرات تصاحب الشرح مثل تشكيل مجسم يعبر عن هذه المعاني مع تطبيقها في لقائي بهم، إذ إنني ألتقي بهم مرة أسبوعياً؟
د.الثويني:
1- قراءة كتاب (كيف أحبب القرآن الكريم إلى نفوس أبنائي) للدكتور محمد الثويني.
2- أن تكون قدوة عملية لمعنى من معانيه مثل اليوم يوم الصدق، ويكون الحوار والشواهد والقصص كلها عن الصدق حتى يحفظها الأبناء.
3- الاستعانة بأهل الاختصاص في تحفيظ القرآن الكريم.
4- الاستعانة بالدعاء الخالص.
5- تصوير الآيات القصيرة وتعليقها في غرفهم بين وقت وآخر.. والله الموفق
ابني سارق وكاذب ..... لا تنزعج إليك الحل !!!
الكذب تملصا عادة ما يكون الدافع لانتشار الكذب بين الطلاب هو التملص من الدراسة، فيتصنع الطالب المرض كي يعود إلى المنزل،
ويكرر كلمة ( نسيت ) لعدم أداء واجباته المدرسية، أو يصنع من الخيال موقفا يكيد فيه لزميله، أو يكذب لخوفه من درة فعل معلمه، وللحد من ظاهرة الكذب المنتشرة بكثرة بين الطلاب أجرت مجلة ولدي لقاء مع أخصائية المدرسة الأهلية سحر عين، فقالت:
لطلاب المرحلة الابتدائية خيال واسع ينسجون منه قصة لا واقع لها، فإذا ما جاء المعلم ليشتكي من عدم أداء الطالب الفلاني لواجبه، وسألته عن سبب ذلك قال: ( لقد كنت مريضاً يوم أمس، فلم أستطع أداء واجبي)، ذاك مبرر يتعلل به كي لا يعاقب ولكني في هذه الحالة لا أدع الموقف يمر عابرا على رغم بساطته، بل أتصل بوالد الطالب، لأروي له الموقف أمام ابنه لأستبين صدق الطالب.
هكذا.. يشعر الوالد الذي أهمل في متابعة دراسة طفله بل وسلوكياته أيضاً بتقصيره، فالمتابعة أمر ضروري جداً يضبط سلوك الأبناء، والتواصل بين المعلم وولي أمر الطالب يحصد إيجابيات كثيرة، وإذا ما قطع حبل التواصل الودي بين الوالد وابنه حدثت كوارث عنيفة.
دوافع وموانع السرقة
حدثتنا إحدى الأخصائيات عن قصة طفلة احترفت السرقة ليس فقط من الطالبات، بل من المعلمات، فقد كانت تدخل غرفة المعلمات، وتسرق من حقائبهم الخاصة وما يعجبها من على مكاتبهم، وإذا ما صادفتها العاملة، تقول لها إن معلمتها طلبت منها جلب ما معها.
كما أن السرقة لا تقتصر على الأموال، بل طالت الكتب والدفاتر، وهذه مشكلة حيرت الأخصائية في كيفية التعامل معها، فقد كانت تضطر إلى تفتيش الفصول أكثر من مرة في اليوم، فما الذي يمكنه أن يدفع تلك الطالبة وأمثالها للسرقة؟
1- الانتقام: فلربما يسرق الطالب بدافع الانتقام من معلمه أو زميله.
2- الغيرة: فتكون غيرة الطالب من زميله المتفوق الذي يحظى بمكانة مميزة من قبل معلميه، هو ما يدفعه للسرقة.
3- الشعور بالنقص: حيث يشعر الطالب أن ما في حوزته أقل مما في حوزة زميله، فيشعر بالنقص خاصة إن كان والداه يبخلان عليه في العطاء.
4- حب التملك: وقد يكون هذا المفهوم غير واضح عند الطالب الصغير، فهو يريد أن يتملك كل شيء يحبه، دون دراية منه عن عواقب السرقة.
طرق علاج السرقة
د.علي راغب حدثنا عن بعض الحلول التي تحد من مشكلة السرقة فقال:
1- شرح الوالدين لسلبيات السرقة ومحادثة ابنيهما عن موقف الإسلام منها، وكيف أنه وضع عقوبة صارمة وحازمة لمن يقدم على السرقة.
2- إقامة الندوات التي توعي الطالب عن ذلك السلوك السييء ومدى مضاره ومخاطره
3- استخدام أسلوب المكافأة إذا امتنع الابن عن السرقة، ذلك يدفعه بإيجابية إلى أن يقضي بنفسه على ممارسته للسرقة.
4- استخدام أسلوب العقاب، وأنوه على أن يكون الضرب آخر خيار يقدم عليه الوالد إذا ما اضطر إليه، فالعقاب الأمثل يكون بالحرمان، فأحرم ابني من شيء يحبه ويتأثر إذا ما مُنع عنه، كأن أحرمه من الخروج في رحلة مع زملائه، أو أقلل من مصروفه اليومي.
ولما سألناه عن قلة المصروف الذي يعطي للطالب.. هل هو دافع للسرقة قال: المصروف القليل ليس مبررا للسرقة، فالتربية هي الأساس، حيث إن الابن المتشرب للقيم والمبادئ السليمة لا يقدم على السرقة مهما كان السبب.. إذن البيت هو المؤثر الأول على الابن.. أيها الآباء.. أحسنوا التربية.
عدم القدرة على التكيف الاجتماعي
طلاب الصف الأول الابتدائي هم من يشتكون عادة من هذه المشكلة، فيلقي المعلمون صعوبة بالغة في ضبطهم، ومحاولة جذبهم إلى الجو المدرسي الاجتماعي، حيث يجهشون بالبكاء لمدة تفوق الأسبوع أحياناً، ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل يصبح الابن العاجز عن التكيف مع زملائه ومعلميه في الفصل علما مميزا بينهم، فلا يكون له رفيق في الفصل، ويكون حاد الطباع متقلب المزاج، يميل إلى الانطوائية، وعادة ما يكون السبب وراء ذلك هو تعلق الطالب بوالديه، وعدم تعوده على مفارقتهما لأي سبب كان، وحرص الأم الشديد على طفلها الذي تعامله وكأنه في سن الحضانة، فلا تطلقه وتشعره بالاستقلالية، ولا تسمح له بالانخراط للعب مع أبناء الجيران، ويمنعه خوفها عليه من انضمامه إلى ناد ترفيهي ثقافي.
فما الحل:
أ . هند الشراح - الأخصائية الاجتماعية في مدرسة حولي المشتركة أدلت بإفادتها حول مشكلة عدم القدرة على التكيف فقالت:
إن من ضمن فوائد التحاق الطفل برياض الأطفال قبل دخوله المدرسة تعوّده على الأجواء الدراسية التي يقضيها دون والديه، فإذا ما بلغ سن تخرجه من الروضة إلى المدرسة، فلن يواجه عقبات الأسابيع الأولى من الدراسة، ولكن على الأم أن تشعر طفلها بالاطمئنان، وتعطيه خلفية عن الأجواء المدرسية وكيف أنها تختلف عن أجواء الروضة، فعلى سبيل المثال تقول له: ( يا بني، ستقابل أطفالاً يفوقونك سنا، فليس كل من في المدرسة في نفس عمرك)، ولا أجد بأسا من مرافقة الأم لطفلها في الأيام الأولى إلى داخل المدرسة، كي يزيد اطمئنانا.
ولكي تحد - عزيزي المربي - من مشكلة الانطوائية في طفلك ابتع الخطوات التالية:
1- أكثر من اصطحاب ابنك إلى حيث تلتقي بزملائك وأقاربك كي يتكيف منذ صغره مع من هم خارج إطار الأسرة.
2- علمه كيف يحاور الآخرين ويكون لبقا في التعامل معهم وغير متكلف كي لا يشعر بالإحراج ويكره الأجواء الاجتماعية.
3- لا تمنعه من الخروج للعب مع زملائه، ولكن ضع ضوابط لأوقات الخروج.
4- أعطه فرصة لاستقبال زملائه بمفرده في تجمع يخطط له هو، ومن الجميل أيضاً أن يستقبل هو بعض ضيوفك في الديوانية، فذلك يزيد الثقة في نفسه ويكسر حواجز الخجل والانطواء
عزيزي المربي
لكل عقدة حل، فلا يصيبك الإحباط إن اعترضت بعض العقبات طريق البنك في أول مرحلة دراسية له، فقليل من الذكاء وفن الحوار والتعامل يلقي بالعثرات إلى خارج الطريق، فتنجح في تهيئة ابنك لاستقبال مراحل أخرى بشخصية قوية ثابتة، لتشهد نجاحه تقر عينك به.
العدد (81) اغسطس 2005 ـ ص:
ـــــــــــــــــــ(101/415)
كيف تحدين من دلع طفلك؟
ذكاء الاطفال : فطري يصعب تفسيره أمام بعض المواقف ، فرغم بساطة تفكير الطفل إلا انه يبدي ذكاءً غريباً حيال لعبة يصرّ على شرائها .
يقول ( دنيس شولمان ) احد الاختصاصين في مجال سلوك الاطفال :
ان الاطفال يترجمون ردود فعل الوالدين الى سلوكيّات تمكّنهم من تحقيق ما يريدون ،
ولذا من الخطأ الكبير أن يتعوّد الطفل على تلبية طلباته ، من المفروض ان يسمع الطفل كلمة
( لا ) كثيرة ، يكفّ عندها من استخدام الاساليب ملتوية لتحقيق مطالبه.
أن كثيراً من الإزعاج افضل من قليل من الانحراف السلوكي ،
ومع ذلك فان هناك وسائل كثيرة لإيقاف هذا الازعاج.
عندما يدرك الطفل أن ما يريده يتحقّق بالإزعاج مثلا فانه يتحوّل الى طفل مزعج.
أهم الوسائل التي تعوّد الطفل ان يكون مثالياً ،
ويطلب ما يحتاج اليه فقط هي تجنّب تعريضه الى التلفاز والالعاب الالكترونية وعلى الوالدين ان يتداركا هذا الامر ، ويقللا جلوس ابنائهم امام شاشتي التلفزيون والكمبيوتر.
لا تستغربي ان يصرّ ابنك على شراء حذاء مرسوم عليه « نينجا السلاحف » ، او الكابتن « ماجد » او غيره من ابطال افلام الكارتون حتى لو كان ذلك الحذاء تعيساً لأن الاطفال صيد ثمين للاعلانات التجارية ، أن وهم اكثر تأثراً بها وأكثر تأثيرا على آبائهم لشراء منتوجاتها .
علينا ان ندرك اطفالنا قادرون على ان يكونوا سعداء بدون تلفزيون والعاب الكامبيوتر والعاب أخرى ، وعلى اطفالنا أن لا يتوقعوا هدية صغيرة أو كبيرة في كل خروج الى السوق بعمد كثير من الآباء والأمهات الذين يمضون ساعات عديدة بعيداً عن البيت سواء في العمل او غيره الى تعويض ابنائهم عن هذا الغياب بهدايا متكررة .
ان سلوكا مثل ذلك لا يجلب الحب للابناء بقدر ما يربط رضا الطفل عن احد والديه بمقدار ما يقدم له من الهدايا .
ويطرح كثير من آباء اليوم ، ابناء الامس عدداً من الاسئلة من قبيل لماذا قل مستوى هيبة الآباء لابنائهم ؟! ولماذا انحسر تقدير الابناء لهم واحترامهم ؟!
في الماضي نكاد تتجمد الدماء في عروق الابناء بمجرد تقطيبة حاجبين ، او نظرة حادة ، او عضّ شفة من أحد الوالدين دون أن ينطق بكلمة ، او يمد يده للضرب ، ورغم التقدم الحضاري والوعي الثقافي لكلا الوالدين ،
ورغم الآف الأطنان من الدراسات التربوية فأن مستوى الإطناب التربوي يتراجع نوعاً ما أمام تربية ابن البادية او الريف الذي لا يتمتع والده بنفس المستوى الثقافي.
يكاد يمضي أبناء الريف والبادية معظم اوقاتهم في رعاية الابل والبقر وحلبهما ورعي الغنم والاستمتاع بمواليدها الصغيرة ، وجمع البيض وغيرها من الواجبات التي لا مناص منها.
بل ان الطفل هناك يسعى الى تعلّمها منذ سنينه الاولى ، ويكاد الصغير في الصحراء او الريف لا يجد وقتا يرتاح فيه ، وعلى هذا فإنه يخلط بين عمله والاستمتاع بوقته ، ويعود الى بيته وقد انهك جسمه النحيل وصفا عقله وفكره.
اما ابناء المدن فطالما يستيقظون متأخرين من النوم خصوصاً من الاجازات يبدأ برنامجهم الترفيهي امام شاشات القنوات الفضائية ، فمن فيلم كرتون ، الى برنامج الاطفال ، الى فيلم كرتون آخر ، وإذا أحس الطفل بالضجر أدار جهاز الكمبيوتر لمزيد من الالعاب الالكترونية ، لتستهلك فكره وابصاره دون أن يستنفذ طاقات جسمه الكامنة.
على الوالدين ان يحددوا لمشاهدة ابناءهم لهذه الأجهزة واذا ما تمّ إغلاق التلفاز فسيبحث الإبن والإبنة عما يشغلها .
ساعدي ابناءك في البحث عن وسائل مفيدة تشغل اوقاتهم ، كما انه من المناسب جداً ان يفهم الأبناء في أداء بعض الواجبات المنزليّة بعد تناول وجبة الافطار ، بإمكان طفل الأربع سنوات ان ينظف طاولة الطعام ، وينقل صحون الافطار الى حوض الغسيل ، وبامكانه ايضا ان يسهم في غسيل الصحون مع بعض كلمات الاطراء.
وبامكان طفل الخمس والست سنوات ان يرتب سريره ويجمع ألعابه وكتبه ويشرع في ترتيبها من الضروري ان يتحمل الابناء الصغار بعضا من الاعباء حتى يتعودوا المسؤولية مهما كان العمل تافهاً وجهي ابنك وابنتك الى القيام به وتشجعيهما على ادائه.
لاحظي ان توفير هذه الالعاب يستهلك ميزانية ليست بالقليلة قياساً بالمنافع التي هي تجلبها ، ومتى ما تولد لدى الابناء شعور بأنهم مميزون وان تفكيرهم يسبق سنهم فإنهم تلقائيا سيتحولون الى مستهلكين انتقاليين واذكياء.
وسيعزز ذلك جانب الضبط والحفاظ على الاموال احذري ان تعطي ابنك او ابنتك شعوراً بأن الاسرة فقيرة وغير قادرة على تأمين ما يلح عليه الابناء . لانهم سيراقبون تصرف والديهم وسيحاسبونهم في كل مرة يشتريان فيها شيئا لهما.
وربما يسرف كثير من الاباء في شرح اسباب امتناعهم عن تلبية رغبات ابنائهم. ولذا فإن الابن سيتعود في كل مرة يرفض فيها طلبه على تفسير منطقي . بغض النظر ان كانوا يستوعبون ما يقال لهم ام لا . اذا رفضت طلب ابنك شراء دقائق البطاطا فإنه غير المناسب ان تشرحي له اضرارها الصحية وانها تزيد من نسبة الكروليسترول وترفع ضغط الدم . وتسهم في تكسير كريات الدم وغيرها . من الايضاحات . فقط قولي له انه غير جيد لك .
في بعض الاحيان يبدو طلب الابناء منطقيا ، ومع هذا لا تستجيبين له مباشرة ... حاولي ان تربطي طلب ابنك بعمل ما حتى يكون مكافأة له على انجازه . من شأن ذلك أن يرفع قيمة السلعة لدى الطفل ، فاذا احتاج الطفل الى دراجة هوائية ، فبامكانك ربط طلبه باداء واجب كمساعدتك في المطبخ لمدة شهر واحد مثلا ، عندما سيحس بقيمة الدراجة وربما يحافظ عليها . ويتعود على طاعة والديه ومساعدتهما في البيت. لاحظي ان الواجبات التي سينفذها ليس هي واجباته اليومية المعتاد أن يقوم بها .
لا تنسي ان وظيفتك هي تنشئة اطفالك حتى يسلكوا طريقهم بيسر في الحياة . علميهم ان الحصول على شيء يتطلب جهداً حقيقياً وان التحايل والالحاح لا يأتيان بنتيجة.
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/416)
... أفكار عملية للمربي الناجح
ماذا أفعل إذا تدخل أبي / أمي في العملية التربوية لأبنائي ؟
لنتعامل مع القواعد التالية :
1- أن العملية التربوية ليست ملكاً يملكه الأب والأم فقط .. بل لنتيح الفرصة لمشاركة الأحباب معنا من آباء وأجداد وخالات وعمات .
2- أن نضع حدوداً وشروطاً لهذا التدخل من الأحباب والأقارب ، فليس كل أسلوب نقبله ، وليس في كل موضوع نرضي بالتدخل ، وليس مع كل الأشخاص .
3- أن نجعل من حولنا يفهمون شروطنا وحدودنا بأسلوب فيه الكثير من الحب والود .
فالخصام والشجار والخلاف علي هذا التدخل وخصوصاً أمام الأبناء يمنع الاحترام ، ويربي الأطفال علي الخلاف والخصام والعقوق .
4- أن نستخدم الذكاء الاجتماعي في التعامل مع كل من حولنا ... فنوجه مشاعرهم تجاه أبنائنا بما فيه خير لأبنائنا ، وبما يوافق أسلوبنا التربوي .
5- إذا أحجم كل الأحباب عن توجيه أبنائي أو نصحي في أسلوب تربيتي لأبنائي بسبب معرفتهم بانزعاجي من هذا التدخل فإنني سأكون أكبر الخاسرين في هذا الموضوع . والسبب أنني خسرت نصيحة ربما ستوفر علّي الكثير من الوقت والجهد وخسرت نظرة تربوية ربما تكون أفضل وأصح من أسلوبي التربوي .
فكرة عملية للسيدة موضي حمد
ما رأيك في ترسيخ المفاهيم التالية في نفوس أبنائك ؟
أ - أن يشعروا أن منزل الجدة منزلهم أيضاً ، طالما أن جدتهم تسمح لهم بفتح الثلاثة واستعمال أغراض المنزل بحرية .. ولكن هذا التعرف لا ينطبق إلا في منزل الجدة فقط .. فنربي الأبناء علي الاستئذان ، وفي الوقت نفسه لا نكسر بنفسية الجدة ولا في شعور الأبناء بالحرية .
ب - أما عن موضوع تفرقة الجدة في المعاملة ، ما رأيك في أن نقوم بعمل الأفكار الذكية التالية :
1- أن نتحدث مع الجدة في هدوء بقولنا : " ما رأيك يا أمي إذا رأيت تغير لون وجه بقية الأبناء بسبب معاملتك الخاصة لابني الكبير أن أخبرك " .
2- إذا رأيتها قد أغدقت بعواطفها لابني الكبير ، تدخلت بصوت مرتفع وحنون قائلة : وأيضاً عبد العزيز وسارة .. ستشترين لهم أيضاً .. أليس كذلك ؟!
حتماً .. ستنتبه الجدة .. وحتماً ستقول نعم سأشتري لهم .
وهكذا عزيزتنا موضي .. بالذكاء .. استطعنا أن نجمع كل القلوب .. وأن نربي أبناءنا تربية فاضلة معتمدة علي بر الأباء وحسن التعامل مع بعضنا البعض .
فكرة عملية للسيدة منيرة بدر
إن الحب والمشاعر قضية لن نستطيع التحكم فيها .. ولكننا نستطيع أن نتحكم بالتصرفات .. لذلك ما رأيك بالفكرة التالية :
أن أتصل في صباح اليوم التالي بالجدة .. وأشكرها علي اهتمامها بطفلي الرضيع .. وأحاول أن آخذ رأيها في مشكلة جديدة طرأت لي وهي رغبة طفلي المتكررة في الحمل وعدم تركه لوحده في السرير .. وأطلب منها حلاً لهذه المشكلة .. بالإضافة إلي طلبي بالمشاركة معها في تنفيذ الحل ..
عزيزتنا " منيرة " .. ربما الرسالة لن تكون واضحة في اليوم الأول .. لكن مع تكرار المحاولة ستكون واضحة .. وستكونان أنت وهي في خندق تربوي واحد بإذن الله .
فكرة عملية للسيدة أماني محمد
ما رأيك في الاستفادة من الألعاب التي تحضرها الجدة في تحقيق الأهداف التربوية التالية :
أ - تشجيع الأبناء علي الانتهاء السريع من المذاكرة والدراسة .
ب - تشجيع الأبناء علي الفهم والحفظ السريع للمادة .
ج- تخصيص فترة حرة قبل النوم للعب .. وبوجود الجدة ..
إننا في هذه الحالة نستطيع أن نحقق الكثير ، فنجعل الأبناء يتحمسون أكثر للمذاكرة ، وفي الوقت نفسه لا نكسر نفسية الجدة .. بل نبقي دوماً العلاقة قائمة وقوية !! ولا ننسي أيضاً أننا في فترة اللعب هذه ستكون علاقتنا حميمة جداً بالأبناء .. وسنقضي علي ذلك الجو المفعم بالتوتر في العلاقة مع أبنائنا بسبب المذاكرة والمراجعة .
عزيزتي المربية ...
إنك شخصية ذكية .. إذا استطعت أن تحققي الأهداف السابقة وتكسبي قلب الجميع .
فكرة عملية للسيدة سليمة عبد الله
لماذا لا نستفيد من تجارب الجدات وطريقتهن المتميزة والحنونة في التعامل ..؟! ولماذا لا ننصت إلي إرشاداتهن .. ومع ذلك سنقدم لك بعض الأفكار الذكية :
أ - أن نستفيد من خبرة الجدة في التعامل مع الطفل .. فليست الشدة بالصراخ والعصبية .. ولكن الشدة هي القدرة علي تغير سلوك الطفل بحب وود .
ب - أن أوقع اللوم علي نفسي في عدم قدرتي علي استيعاب الجدة .. فالشجار والمناقشة بصوت عال وأمام الطفل أسلوب غير تربوي يعلم الابن علي العقوق .. ويجعلني أخسر الكثير .
عزيزتنا سليمة :
فما رأيك بأن تجعلي في نفسك وقلبك مكاناً أوسع لتصرفات والدتك !! ويكون لديك في الوقت نفسه القدرة علي تدريس ابنك وإعطائه المعاني التربوية السليمة .
فكرة عملية للسيدة روابي خليفة
إنها نعمة كبيرة أن يفكر جد الأولاد بزيارتهم فترة غيابك اليومية الصباحية .. ونعمة كذلك أن نستفيد من فترة تواجده معهم في تدريب أنفسنا علي إعطاء من يحبون أبناءنا فرصة في المشاركة في العملية التربوية ..
عزيزتنا روابي ..
إن الأشخاص الذين يكبروننا سناً لن يسمعوا كلامنا ، بل يعتبرونه أوامر .. فلندرب أنفسنا علي استيعابهم والاستفادة من طاقتهم .. لأنهم يسدون فراغأً لا نستطيعه نحن .
فكرة عملية للسيد محمد سلطان
ليس من الحكمة تشجيع الأبناء علي عصيان الجد .. بل إنه من الذكاء التعرف بحكمة وإدارة المواقف وإليك بعض الأفكار التالية :
1- علّم أولادك قبول هدية الجد .. وعلمهم كذلك عدم أكل أي حلوي قبل الأكل .
2- أشكر الجد علي هداياه .. ورب أبناءك علي حب الجد والجدة وبرهما .. فإن ذلك من برك بوالديك .
وستجد عزيزنا المربي بركة هذا البر ونتائجه علي استقامة أبنائك وصلاحهم .
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/417)
... كيف تربي طفلا ذكيا ؟
طفل الثالثة يكتسح عالم التكنولوجيا فيلعب ويتعلم من الحاسوب
غرفة الألعاب والأنشطة .. بين ممارسة ألعاب ذكية وتنظيم برامج مليئة بالمواد الجاذبة وصفات المنزل ونوعية المواد التي تساعد طفلك على الانطلاق وحب التعلم في مرحلة ما قبل المدرسة وكيف تتعامل مع أعماله كي لا تحبطها .. كان ذلك ما تناولناه في الحلقة السابقة .
أما في هذه الحلقة فنقدم لك عزيزي المربي بعض الأنشطة التي تسعدك أنت وطفلك وتساعده على تدريب حواسه وتنمية قدراته العقلية ثم ننطلق في عالم من الإلكترونيات لنتعرف على ما يمكن أن يتعلمه طفل ما قبل المدرسة في جهاز الحاسوب.
1- أنشطة للوالدين:
لتنمية المهارات الحركية :
ارسم دائرة أو شكل بيضاوي على الأرض بالطباشير ثم أطلب من الطفل أن يمشي فوق الخط مباشرة القدم تلو القدم حتى يستطيع ذلك بشكل متوازن ثم شجعه على القيام بذلك وهو يحمل كوبا من الماء دون أن ينسكب أثناء المشي أو جرس دون أن يدق أو يحمل فوق رأسه كيسا من الفول دون أن ينزلق .
2- لتنمية حساسية الحواس لدى طفلك عليك القيام بقص قطع متوافقة من القماش من أنسجة متنوعة المخمل والحرير والشيفون والقطن والمخطط القطني وعندما يقوم الطفل بالتعرف على القطع عن طريق اللمس والنظر اعصب عينيه ودعه يحاول ذلك عن طريق اللمس فقط .
3- ضع بعض الأشياء في كيس من الورق ثم اطلب منه التعرف على هذه الأشياء باللمس قبل إخراجها من الكيس .
4- لتنمية الإدراك البصري يمكنك إحضار مجموعتين من شرائح الألوان ووضع كل واحدة فوق قطعة من الورق المقوي لعمل توافق الألوان .
يستطيع طفل ذو عامين أن يقوم بتوفيق الثلاثة ألوان الأساسية وبعد ذلك يمكن إضافة ظلال متعددة لكل لون لتصبح اللعبة أكثر صعوبة ومع زيادة مهارة الطفل يستطيع أن بتعلم الأطفال في مدارس مونتسوري توفيق وترتيب 64 ظلا لونيا .
وأخيرا في لعبة تذكر الألوان حيث نعرض للطفل لونا ما ثم يذهب إلى الغرفة الأخرى ليختار اللون من بين كومة كبيرة من الألوان .
5- احضر 4 زجاجات تشبه زجاجات الدواء من الزجاج المعتم واحدة قطارة وداخل الأولى ضع عصير ليمون والثانية خلا والثالثة ماء وسكر ا والرابعة عصير فواكه مركزا وضع قليلا من كل زجاجة بالقطارة على لسان الطفل واطلب منه التعرف عليه إذا كان حلوا أو حامضا فمعظم الأطفال يفرحون عند تذوق المواد الحامضة أو القابضة.
6- لتنمية القدرات السمعية لدى الطفل خذ ملاحة صغيرة فارغة أو صندوقا من الكرتون فارغا وضع فبه زوجا من مواد مختلفة مثل الرمل والحصى والأرز والصخر وغيرها من المواد التي تحدث ضوضاء عند هزها ثم يقوم الطفل بتوفيق الأصوات أولا ثم بعد ذلك يرتبها حسب علو درجة الصوت .
7- يمكن القيام باللعبة نفسها بإحضار 6 زجاجات بلاستيك أو زجاجة صغيرة بحيث تغطى بالورق 3 منها بلون ما والأخريات بلون أخر ثم أمل واحدة من كل لون بالبهارات ذات الرائحة النافذة .. غط الزجاجات ودع الطفل يشم ثم يوقفهم عن طريق الرائحة ويمكن إضافة المزيد إذا أتقن الطفل التعرف على الأنواع الأولى.
8 - يمكن تعديل هذه الطريقة كي تساعد الطفل على تعلم الأنواع المختلفة من الأشياء فمثلا:
يمكن شراء أو جمع مجموعات من أملاح المعادن الرخيصة وتعريف الطفل على أسمائها وكذلك ترتيبها حسب درجة القساوة أو تجميعها تحت مسميات أخرى.
9- يمكن استخدام بطاقات اللوتو بأنواع مختلفة لتعليم الطفل أشياء عن الحيوانات .. عن طريق ألعاب التوافق أولا ليعرف أسماءهم ثم بعد ذلك تصنيفهم حسب مكان المعيشة.
10- حتى يتعلم الطفل المزيد عن نفسه يمكنه أن يستلقي فوق لوح كبير من الورق وترسم مخططا حول جسده بقلم رصاص سميك ثم يقوم بتلوين ملامحه وملابسه ثم يقطع بالمقص بالحجم الطبيعي .
11- ولزيادة قدرة الطفل على الملاحظة بمهارة دعه يستخدم زجاج النافذة للرسم بدلا من الورق فيرسم الأشياء التي يراها عبر النافذة بالألوان ويتعلم بنفسه دروسا سهلة من خلال المنظور والأشكال والأحجام المقارنة والتراكيب.. وسوف يستمتع بعد ذلك بتنظيف النافذة بمحلول تنظيف تجاري يستمتع الأطفال الصغار في مدارس مونتسوري بما يختارونه من الأنشطة ( الحياتية) ويمكنك ترتيب وتهيئة معظم هذه الخبرات بسهوله في البيت, فمثلا يمكنك أن تعطي لطفلك وعاءين بلاستيك وإبريقا صغيرا وإسفنجة وفوطة صغيرة ومريلة ثم تشرح له خطوة خطوة كيف يرتدي المريلة ويملأ الإبريق بالماء في الحوض ويحمله إلى الطاولة ويملأ أحد الوعاءين الصغيرين بالماء جيدا ثم يبلل الإسفنجة بالماء ويعصرها ويستخدمها لغسل قمة الطاولة أو الأرضية ثم يتخلص من الأوساخ في الحوض الثاني ويبللها مرة أخرى من الوعاء الأول وعندما ينتهي من ذلك يجب عليه إفراغ الوعاءين في الحوض الكبير وتجفيفهم بالفوطة ووضعهم والمريلة في أماكنهم ولمزيد من التنوع يمكن استخدام نفس الإجراءات والأدوات لتحميم الدمية مع إضافة فرشاة للحك وكذلك غسل تنشيف الأطباق أو تنظيف الأشياء الأخرى القابلة للغسيل . ويستمتع الأطفال بهذه القصة ويكررونها.
بالتعاون مع موقع أسرتي
... لا تأخذ برأي ابنك في كل الأمور
السفر والإجازات رغم متعتهما، إلا أنهما لا يخلوا من المطبات والتي تحتاج لاستشارات يقدمها لنا د. راشد السهل استشاري نفسي الطفولة والمراهقة
المطب الأول
من "أبي يوسف"- الكويت: لديّ ولد عمره اثنا عشر عاماً، وابنة عمرها خمس سنوات، في رحلات سفرنا السابقة كانت زوجتي وابني يرفضان أن نصحب الابنة الصغرى معنا، بحجة أنها صغيرة وتسبب إزعاجاً، إضافة إلى أنها لن تستمتع بالسفر لصغر سنها فكنا نتركها عند الجدة.. في هذا العام أفكر أن أصطحبها معنا، وزوجتي وابني يريدان تأجيل سفرها للعام القادم..
وأتساءل هل تتأثر ابنتي بعدم سفرها معنا؟ وماذا أفعل هذا العام؟ وهل أصحبها معنا أم لا؟ ما هو الأفضل؟
هل آخذ ابنتي معنا؟
د. راشد السهل يجيب على المطب قائلا:
في البداية يجب أن نميز بين الأمور التي نستشير بها الأبناء، فمن الخطأ أن نستشير الأبناء في أمور تؤثر على مكانتهم لدينا، أو التي يمكن أن تؤثر على إشباع حاجاتهم ورغباتهم كما هو الحال في هذا الموقف، فابن الثانية عشر عندما لا يريد أخته أن تكون معه في السفر، فهو يفكر بأنها سوف تزعجه وتحرمه من الكثير من الأنشطة التي يريد القيام بها في سفره، ولكنه في الوقت نفسه لا يفكر بالآثار السلبية التي يمكن أن تعاني منها أخته كنتيجة لتركها مع جدتها، فهذا غير مهم بالنسبة له.
على أي حال أعتقد أنه من الأفضل أن تأخذوا ابنتكم معكم لعدة أسباب منها:
1-إنها الآن بخلاف السنوات السابقة أصبحت أكثر سناً وأكثر فهماً لما يدور حولها، وهي بذلك يمكن أن نتفاعل بسهولة مع كل الأمور التي تحدث لها لو حدث وأنها أجبرت على عدم السفر.
2-إن السفر معكم يعطيها فرصة أفضل للنمو الذهني والاجتماعي، خاصة وأنها تشاهد الكثير من الأشياء غير المتوافرة في الكويت.
3-في السفر معكم تحصل على فرصة جيدة للتفاعل معكم هناك بعيداً عن تأثير المدرسة أو أفراد آخرين من الأسرة.
4-أعتقد أنكم إن قررتم تركها لابد من أخذ رغبتها في ذلك، وإذا أحبت البقاء مع جدتها فلا مانع، وإنما لا تجبر على ذلك، وفي الوقت نفسه يجب أن يتم مناقشة ذلك مع الأم وأخيها حتى لا تشعر بالإحباط والرغبة بالانتقام في المستقبل.
5-يجب أن يناقش موضوع اصطحاب الابنة مع أخيها بموضوعية وعن طريق الحوار الهادئ الفعال، لاقناعه بضرورة كون أخته الصغيرة معه، وما له من قدرة على رعايتها والاهتمام بها لكونه كبير العائلة والمسؤول عنها.
المطب الثاني
من " أم محمود " البحرين: ابنتي عمرها خمسة عشر عاماً، وألحظ اهتمامها الزائد بنفسها وأنوثتها، مما يوقعها في مشاكل مع أخويها الذكرين، وهي لا تعبأ بهما وترى أن من حقها عمل ما تريد، ولا أعرف كيف أحد من اهتمامها الزائد المستمر؟!
اهتمام أنثوي
يجيب د.كمال ابراهيم مرسي قائلاً: إن اهتمام البنت بأنوثتها ومظهرها وهندامها أمر طبيعي في مرحلة المراهقة، فهذا مظهر من مظاهر البلوغ والنضج، لكن تعبيرها عن ذلك قد يكون مقبولاً وقد لا يكون، وعلى الأم هنا أن تعلم أن البنت: تريد أحياناً إثارة الجميع حولها كي يهتموا بها، وذلك باتباع القاعدة ( خالف تعرف ) وبالتالي:
1-على الأم أن تفهم شخصية البنت، وتفهم الدوافع من وراء تلك التصرفات، فإذا فهمت هذه الدوافع تماماً، استطاعت بالتالي تعديل سلوكيات الابنة.
2-أن تشعرها الأم بالتقدير لتصرفاتها، والاهتمام والاحترام لشخصيتها وأفكارها.
3-تجنب استخدام الأوامر المباشرة والتحقير لتصرفات الفتاة، حتى لا تثير عنادها والاعتماد على الحوار الصريح الهادئ بينهم لتوضيح لها ما قد يثير من حولها في تصرفاتها وطبيعة المرحلة التي تمر بها، وتستمع لرأي الفتاة بهدوء ودون عصبية.
4-اعتماد الحوار الهادئ الصريح لتوضيح التصرفات الجيدة من الخاطئة، والإنصات الجيد لحديث الفتاة، وتقدير رأيها بالموضوع.
مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/418)
... ابني لا يصارحني ؟!
كثير من الأمور يعجز الابن عن مصارحة والده أو والدته بها فيكتمها أسراراً في قلبه عن أقرب الناس إليه، ومن ثم يلجأ لأقرب صديق له ليبوح بها، فما السبب الذي يحول دون المصارحة بين الآباء والأبناء؟
ثم كيف يكسر الآباء الحواجز التي تؤثر على العلاقة الودية بينهما؟
الفتيات وسر المدرسة
فتاة لم تقدر على مواجهة الأمر أمام والديها وإخوتها حيث كانت إحدى مدرساتها تستغل مجموعة من الفتيات من أجل ما يسمى بالدروس الخصوصية، وأصبحت هناك علاقات ودية بين الطالبات والمدرسة، فصارت الطالبات يبثثن مشاكلهن للمدرسة، فاستغلت الفتيات استغلالاً سيئاً، وكل ذلك يحدث خفية من وراء الآباء، فما السبب الذي يدفع هؤلاء الفتيات إلى إخفاء أسرارهن عن والديهن؟
المصارحة الأبوية في زمن الرسول
كان الصحابة يواجهون الأمر في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بروح أبوية عالية، راقية، سامية، ولهذا كانت المصارحات بكل الأحوال والأشكال.
الكشف عن الأسرار
أنادي جميع الآباء والأمهات أن يلتمسوا مشاكل أبنائهم ولا يغفلوا عنها، ويعملوا على حلها، وأتمنى أن يكون هذا النداء صريحاً، وأن يكون قد جاء قبل (أن يقع الفأس بالرأس)، فلا ينتظرون أن يكشف لهم أبناؤهم سرا من أسرارهم، وإنما يبادرون بذلك. وانتبه! هذا ليس مدعاة للشك والريبة، فنحن لا نريد أن تكون بيوتنا محض شك، وإنما لو وجدنا أن هناك شيئاً متغيراً فيجب أن نشجعهم على المصارحة ونبادر بسؤالهم مثل: ( شخباركم، شخبار دراستكم)، وذلك لأن كل الأبناء ليسوا من النوعية التي تصارح والديها، ويجب ألا تكون ردة الفعل عنيفة ومؤذية من الوالدين، فقبل كل شيء هم بشر وليسوا أنبياء حتى يكونوا معصومين من الأخطاء، كما يجب الأخذ في الاعتبار الهدوء وحسن الاستماع والتروي.
اللباقة والكلمات الطيبة
راع عزيزي المربي أن تكلم أبناءك بصورة لبقة وحسنة، وأن تختار الألفاظ والكلمات الطيبة في الحوار مثل (لو سمحت، من فضلك)، وليس كما يفعل بعض الآباء ( اقعد علمني أنت ليش ما تقول أسرارك، أنت شنو عبالك صرت ريال ما تقول أسرارك)، فهذه الكلمات والألفاظ تدفع إلى السلبية، لذلك نحن نريد أن نتخلق كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنني متأكد من أن الآباء والأمهات يعرفون الكلمات الطيبة التي يحب أبناؤهم سماعها، ولكن أين السلوك الدال على هذا الحب؟ لذلك نريد أن نعمل على إيصال الرسالة بطريقة تتناسب مع الأبناء.
خوفا من العقاب
اسمح لأبنائك بالمشاركة في حل مشاكلهم لكسب الخبرات والاتعاظ المتبادل، فالسماحة هي من الشخصية المحمدية، ومن الملاحظ أن بعض الأبناء يتوجهون نحو جداتهم بسبب قلة اهتمام أمهاتهم بهم، وقد تواجه بعض الأبناء مشكلات لا يستطيعون مواجهة أبائهم وأمهاتهم بها خوفا من العقاب المتوقع، لذلك أقترح طريقة لسرد المشكلة من دون أي خوف:
1-كتابة رسالة خطية تتضمن:
أ -الدعاء للأب الذي يحب أبناءه.
ب -فضل الأب والاعتراف بالمجهود الذي يقوم به من أجل أبنائه.
ج- ذكر الموضوع بطريقة بسيطة.
د- تقديم العذر والحل للمشكلة.
2-إرفاق الرسالة بهدية يحبها الوالد كعمل قالب حلوى.
3-تقبل النتائج بهدوء وروية.
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/419)
... في بيتي مراهق
ليس سهلاً أن تربي طفلاً في زماننا المشحون بالتوتر، وضيق الوقت واللهث وراء المستوى الأفضل للحياة.
فما بالك بابنك وقد تعدى عتبة الطفولة، وخط شاربه وغلظ صوته، ومن حوله مستجدات وصرعات لا تنتهي، من موسيقى وقصات شعر وأزياء غريبة، وتمرد وعناد وعالم انفتحت أبوابه على مصراعيه!!.
المراهقون: هل هم حقاً مشاكل متحركة، أو براكين ثائرة وحروب مستمرة؟ أم هم أطفال ولجوا عالم الكبار ويحتاجون في دخولهم هذا إلى تهيئة وعناية وتكوين علاقة حميمة؟
ولدي تفتح فوهة الزجاجة لتندفع ثورة المراهقة، وفورانها من أجل البحث والتحليل، والوصول إلى نتائج ليس للآباء فقط، بل وللأبناء أيضاً..
مع من تبدأ ولدي.. الآباء أم الأبناء؟!
نستأذن من الأبناء، لنبدأ في الكويت مع الآباء والأمهات:
من يربي من؟
تبدأ أم أفنان المطيري من الكويت بحماس وانفعال، لم نعد نستطيع تربية أبنائنا، بل هم الذي أصبحوا يربوننا!! فلم نكن أبداً نحث أمهاتنا كما تفعل بنات اليوم كما إننا لم نعد نستطيع التفريق بين البنات والأولاد في ملابسهم وتصرفاتهم، فالبنت تقود سيارتها بشكل جنوني مثل الولد، وأصبحت أيضاً ( تشفط) بالسيارات ومهما حاولت أن أحكم ابنتي البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً، إلا أنها تصاحب فتيات في الجامعة ينتمون لهذا العصر السريع والمجنون أيضاً، ولشدة خوفي عليها أحاول مراقبتها باستمرار، وهذا سبب خلافي المستمر معها، فهي ترى أني لا أثق بها، ولا دخل في رأيي للثقة بذلك، وأرى من حق كل أم أن تراقب أبناءها، خاصة في مرحلة المراهقة الحرجة.
تقليعات جديدة
ولكن هل يمكن أن نتحول من آباء مراقبين لأبنائهم إلى آباء يستخدمون أيديهم للضرب، تضطر أم سالم البدر لفعل ذلك مع ابنها الأصغر سالم البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً وتقول: لم أرهق في تربية إخوته مثله، ولم أمر معهم بمثل ما مررت به معه، واعترف أن دلالي له - كونه أصغر إخوته- هو السبب، فابني يتفنن في الهروب من المذاكرة ليشاهد الفيديو ويحب الخروج باستمرار مع أصحابه، ورغم أني تعاملت مع الأشكال الجديدة التي يفعلها في شعره وملبسه، إلا أني لا أتهاون في دراسته، وأحب أن أشاهده رجلاً محترماً كإخوته الكبار، إلا أنه دائماً يقول لي: " لا أريد أن أكون مثل أحد " وينفذ صبري عندما يشتكي مدرسوه أو أراه يهرب من المذاكرة، فأضطر إلى ضربه، ولقد فوضني والده في ذلك!!
أريد رجلاً
عندما يرغب الأب أن يرى الصغير قد أصبح رجلاً، فتلك الرغبة بحد ذاتها يمكن أن تسبب مشكلة، يقول عبدالله الراشد:
لدى ثلاثة أولاد وبنتين، ابني الأكبر عمره 16 عاماً، ولا أستخدم معه التوبيخ أو أساليب التربية الخاصة بالأطفال، فهو في مرحلة بدء الرجولة، وأعده ليتولى مهام شركتي وتجارتي، ولكن بسبب الحرية التي أعطيها له، أرى أشياء لا تعجبني مثل سهره مع رفاقه لوقت متأخر ليلاً، وأحاول أن ألفت نظره لذلك فقط، فإن ابني بعد سنوات قليلة سيكون زوجاً وأباً مسؤولاً، ويجب أن يكون على قدر هذه المسؤولية.
•تشفيط بالسيارات
أسامة الفراج يعمل بوزارة التربية ولديه أربعة أولاد، أكبرهم يبلغ سبعة عشر عاماً، ويختلف مع الراشد في إعطاء الحرية للأبناء في مرحلة المراهقة، إذ إن الحرية- من وجهة نظره- كانت السبب في أفعال شباب اليوم من "تشفيط" للسيارات، وتعريض حياة الشاب ومن حوله للخطر، وكذلك سماع الموسيقى الصاخبة، والتي تؤذي مسامع الآخرين، وفي عدم سماعه للنقد، وأرى أن هذا الشاب لو سمع ما يؤدبه من أبيه ما كانت أفعاله بهذا الشكل، وطبعاً لا أطالب بالشدة المفاجئة، لأن ذلك سيفلت زمام الأمور، لكن يجب التدرج في أساليب التربية والتعامل معه منذ الطفولة.
•على من يقع الخطأ؟
ويتخذ نوف عبد اللطيف الرشيدي وله عشرة أولاد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم" دستوراً ومنهجاً يتبعه مع أولاده، ويفسر ذلك:
لا أخلط الأوراق فلا أكون شديداً مع طفلي الصغير، وأترك من هو في عمر السبع سنوات، بل لكل سن أسلوب معين، كما وضحه الرسول الكريم، وإذا تراكمت الأمور على بعضها دون حل، كانت النتيجة أبناء لا يوقرون كبيرهم ولا يرحمون صغيرهم، وأصبحت الأمهات يحملن عبء تربية الأبناء، والأم معروفة برحمتها ورقتها مع أبنائها والأب يسد هذا النقص بالحزم والشدة، فإذا كان الأب غائباً معظم الوقت في عمله، فلابد أن ينعكس ذلك على أبنائه.
•ابنتي تتهمني بالجهل
هل يعي الآباء والأمهات مرحلة المراهقة وتطوراتها؟
من المغرب تخبرنا السيدة سعيدة الفارسي وهي ربة بيت: أنا لا أعرف مرحلة المراهقة لأنني إنسانة غير متعلمة، لكنني أعرف مرحلة البلوغ، ولقد عانيت كثيراً مع ابنتي التي أخذت تهتم بنفسها بشكل كبير، وتختلق الأسباب والأكاذيب للخروج من المنزل، ولا أنكر أنني كنت أراقب تصرفاتها وأقسو عليها أحياناً، وكثيراً ما كانت تتهمني بالجهل والتخلف، ورغم محاولاتي المستمرة للتقرب منها، وإسداء النصائح لها، إلا أنها دائماً تقول لي " لنا زماننا ولكم زمانكم".
•الانزلاق في هوة المخدرات
يقول عبد الهادي الملالي من المغرب عن المراهقة:
واجهتني صعوبات مع ولديَّ وعمرهما ستة عشر عاماً وثمانية عشر عاماً، خاصة عند ضبط سلوكهما وكبح جماح أفكارهما وأحلامهما التي لا حد لها، حتى حدثت مشكلتي مع ابني الأكبر، واعتراضي المستمر على سهره مع رفاقه، وسلوكياتهم، فهددته بالطرد ولم يعبأ بذلك، وبالتالي أهملته حتى شعرت أنه يعيش في أزمة، فبدأت أغير من طريقتي وأقترب منه، حتى صارحني بأنه يدخن، وكان أن ينزلق في هوة المخدرات، وبهدوء شديد شرحت له الأخطار الصحية والاجتماعية التي تنتظره، وأعطيت له بعض الكتب ليقرأها، ووعدته بمكافأة مغرية إن هو ابتعد عن التدخين ورفاقه.. والحمد لله، أقلع نهائياً عن التدخين، وبدأت أعتمد عليه كرجل واعي.
•القدوة مع الاستقلالية
هل المراهقة تحتاج للشعور بالاستقلالية في الرأي والقرار؟
تؤكد جميلة أساد من المغرب هذه المقولة إيجاباً بقولها:
الطريق الذي أسلكه مع أبنائي المراهقين بسيط وحذر أحياناً، وأعتمد في هذه المرحلة على لغة الحوار المباشر والتقرب منهم، وأبين لهم القدوة الصالحة من خلال تصرف أبيهم، فعندما أقول لابني إن التدخين ضار بالصحة، أتابع كلامي بأن يتخذ أباه مثلاً له، فهو لا يدخن، وهذا ما يساعدني كثيراً، وأتعمد جلب الكتب الثقافية والعلمية لأبنائي حتى تكون شغلاً لهم في وقت الفراغ.
•مرحلة غامضة
يقول "إبراهيم قشقوش" من سوريا في كتاب "سيكولوجية المراهقة" : تعتبر المراهقة مرحلة غامضة في حياة الفرد، وتتداخل فيها الأدوار التي يعيشها، ولابد أن يشرع الآباء عندها وبعدها في التخفيف من حدة سيطرتهم على أبنائهم، ومن ثم تتخلص كواهلهم من مسؤولية كانت ملقاة على عاتقهم، وتشرع تلك المسؤولية في الانتقال إلى كواهل أولادهم.
•ليس أولادي
ومن سوريا تحدثنا السيدة وفيقة حسني ( أم لشابين/ 18، 22 عاماً ):
المراهقة كما أراها وكما عايشتها حالة من الغليان والتمرد، فمراهقة أبنائي كانت مرحلة متوترة وغير ثابتة، خاصة أن والدهم ترك الجزء الأكبر من مهمة تربيتهم لي.
وتضيف: أحاديث مطولة كانت تدور بيننا، ولم أكن أخجل من أسئلتهم المحرجة، وأستطيع أن أقول إن مراهقتهم كانت مرحلة صعبة بالنسبة لنا جميعاً، لكن الأمور استقرت أخيراً دون مشاكل أو انحرافات.
والسيدة براءة الرفاعي ( أم لشابين وثلاث فتيات) من سوريا رأت المراهقة من جانب مختلف عن سابقتها، تقول: من سمات المراهقة حدوث التغيرات الفسيولوجية، وعلى الوالدين تنبيه المراهقين إلى عدم التخوف من هذه التغييرات وتعليمهم كيفية التعامل مع الجنس الآخر، والنتائج السلبية للاختلاط، والصعوبات التي كانت تواجهني في هذه المرحلة كانت بسبب تصميم المراهق عامة على تنفيذ ما يريد، دون تقدير للنتائج، مثل مسألة اختيارهم لأصدقائهم، وما ينجم عن سوء الاختيار من مشاكل.
كانت هذه آراء الآباء والأمهات في أبنائهم المراهقين وما يسببونه لهم من مشاكل ومتاعب ولكن يظل للأبناء رأي آخر نستعرضه معكم في العدد القادم بإذن الله
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/420)
... قرار الانفصال .. أصعب ما يوصله الآباء للأبناء
الأسرة لبنة أساسية في كيان المجتمع، والأب والأم والأبناء هم مكونات هذه اللبنة ولكن هذه اللبنة قد تتصدع وتفقد أحد أركانها الأساسية نتيجة خلاف أسري أو موت أحد قطبيها الأب أو الأم ...
متي يجب أن يخبر الأبوان أبناءهما بقرار الانفصال وكيف ؟!
إن وضع الانفصال وافتراق الأبناء عن أحد الأبوين بقرارهم يعودا قادرين علي العيش معاً هو وضع مؤلم بالنسبة للأبناء والأباء معاً حتي وإن حاول البعض إظهار الطلاق علي أنه حالة اجتماعية عادية ومتكررة.
لهذا فالواجب علي الوالدين في خضم خلافاتهما ومحاولاتهما لإنهاء حياتهما الزوجية ألا ينسيا دورهما كوليي امر لهؤلاء الأطفال ودورهما في التخفيف من حدة وقع خبر الانفصال المؤلم علي أبنائهما، ويخطئ بعض الأزواج الذين يتجنبون إخبار أطفالهم بقرار الانفصال حتي اللحظة الأخيرة وبعد أن يكون قراراً نهائياً لأن الاطفال يدركون أن هناك شيئاً ما يحدث من الأحاديث والتصرفات التي يقوم بها الابوان، ويحتاجون تفسير هذه التصرفات.
ابعدهم عن القرار
علي الأب ألا يستشير الأبناء، أو يجعلهم يتخذون قرار الانفصال معه، فإن هذا يشعرهم أنهم السبب في ما آلت إليه عائلتهم، وخصوصاً أن الأطفال في الأسر غير المستقرة يعيشون في خوف دائم ويحملون أنفسهم بعض المسؤولية في تعاسة آبائهم وينغلقون علي أنفسهم ويقمعون مشاعرهم الطبيعية ويستحوذ عليهم الشعور بالذنب طوال حياتهم.
لهذا فعند إخباره للابن عليه أن يعرض المشكلة بصورة مباشرة، كأن يقول " إنني أواجه مع والدتك بعض المشاكل - ربما يكون الأمر شاقاً بالنسبة لك ولكني أريدك أن تفهم أن ما يحدث بيننا ليس خطؤك وليس بسببك،هكذا يطمئن الابن نوعاً ما، لأنك قد اجبت عن تساؤل بداخله دون أن يسأله - وتمهد له واقع عملية الانفصال عليه.
إثبات استمرارية الحب
إن الاطفال يحتاجون للتكرار وإعادة التوضيحات نفسها مرات عدة وبأساليب مختلفة حتي يتفهموا الأمر ويتقبلوه - فعلي الوالدين عن شرح أسباب نتائج الانفصال أن ينتبهوا إلي ذلك .
أحد الآباء المطلقين يتحدث عن تجربته في إبلاغ أطفاله نبأ تركه لهم مغادرته المنزل فيقول : " لقد فكرت في حزم حقائبي والمغادرة دون مواجهة أبنائي، لقد كنت خائفاً ولكنني تحدثت مع كل واحد منهما علي حدة ثم مع كليهما معاً- حاولت أن أكون صادقاً فيما أقوله لهما، وكررت لهما أنني علي الرغم من عدم قدرتي علي العيش مع أمهما إلا أنني أحبهما - حتي شعرت أنهما صدقاني في النهاية".
الإجابة عن جميع الاسئلة
علي الأب ( أو الأم ) أن يدركا أن وقع المفأجاة علي الأبناء حين إخبارهم بخبر الانفصال، سيجعلهم غير قادرين علي جمع أفكارهم وتوجيه الأسئلة والاستفسارات التي تقلقهم، فعلي الوالدين أن يجيبوا عن كل ما يمكن أن يهم أبنائهم دون ان يسألوهم عنه كأن يوضحوا ما أسباب الانفصال، وكيف سيكون اتصالهم بالطرف الذي سيخرج من حياتهم ( الأب أو الأم ) - فإن اقل ما يستحقونه وسط هذه المشكلة معرفة ما يحدث .
إن توضيح الأمر للأبناء يعني الاهتمام بهم رغم تحطم الأسرة ولكن يفضل أن يكون هذا التوضيح مجرد خطوط عريضة بعيدة عن التفاصيل الدقيقة مثل المشاكل المادية أو الأزمات النفسية أو الصراعات فهذه الحقائق أصعب من أن يتحملها الأبناء.
من دون تجريح
يجب ألا تحتوي جلسة المفاتحة والمصارحة مع الأبناء علي كلمات قاسية في حق الطرف الأخر كأن يقول الأب: حتي وإن كانت تلك هي الحقيقة، فإن استمرارية علاقتهم بأمهم يحتم علي الأب عدم دفعهم إلي كراهيتها والعكس صحيح.
قرار لا رجعة عنه
علي الأهل أن يوضحوا للأبناء أن هذا القرار لا رجعة عنه - فعلي الرغم من صعوبة هذا الأمر إلا أن تقبل الطفل للحقيقة كاملة وعدم تعلقه بآمال وخيالات عودة شمل الأسرة يجنبه صدمة أخري إذا ما تزوج الأب أو الأم من آخر .
ويقول أحد الآباء الذي تعرض لهذا الموقف : " استجمعت أعصابي وكنت في منتهي الهدوء وأنا اخبر أبنائي البالغ من العمر ثماني سنوات بقرار انفصالي عن والدته وكنت أكرر له أن هذا القرار لا رجعة عنه،حتي لا يعيش علي امل عودتي للمنزل".
يجب أن يرسخ الأهل في عقول أبنائهم فكرة أنهم" ما زالوا أبنائهم " رغم البعد وعدم عيشهم في منزل واحد، ويوضحوا لهم ما تم الاتفاق عليه من أسلوب للمقابلات الدورية واستمرارية الصلة بهم.
العدد (1) نوفمبر 1998 ص : 62
نقلا عن مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/421)
... انحراف الأبناء ... الأسباب والعلاج
ونستكمل حديثنا مع الأستاذ عبدالله العازمي مدير إدارة رعاية الأحداث في الكويت ليكشف لنا عن أسباب انحراف الأحداث ودور الإدارة في إصلاحهم.
الفرحة إن ضعف التربية الأسرية وغياب الدور الرقابي له أثر في انحراف الأبناء كيف يكون ذلك؟
أ.عبدالله: الحديث خلال عملية التنشئة الاجتماعية يحتاج أن يلقن قواعد التربية وأساليب التنشئة السوية التي تؤهله أن يكون مواطنا صالحا فيما بعد فكما ذكرنا أنه إذا عجزت الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى عن القيام بدورها فمن الطبيعي أن يخرج لنا حدث إما معرض للانحراف أو منحرف حيث إنه لم يتسلح بالوسائل التي تقيه هذا الانحراف وحتى إن استطاعت الأسرة أن تلقنه الوسائل السوية التي تساهم في تنشئته التنشئة السوية في مراحل عمره الأولية ولكنها تهاونت في دورها الرقابي لسلوكياته فيما بعد فإنها تتركه يهوي في ظلمة الانحراف بسبب تأثير جماعة الرفاق إن لم يحسن اختيارها فيما بعد ومن هنا يتضح لنا أهمية أساليب التنشئة الاجتماعية السوية بالإضافة إلى ضرورة الدور الرقابي لسلوكياته فيما بعد لحمايته من الوقوع في الانحراف.
السلوكيات المضادة
الفرحة: اذكر لنا دور القسوة في الانحراف؟
أ.عبدالله: أكدت الدراسات العلمية لوسائل التنشئة السوية أن للقسوة في التعامل مع الأبناء آثارها السلبية على بناء شخصيتهم وسلوكياتهم فيما بعد حيث إن الطفل الذي يتعرض خلال مراحل نموه إلى معاملة قاسية من الوالدين أو أحدهما يدفعه ذلك إلى أن يفرز سلوكياته المضادة للآخرين وللمجتمع وكل من يحيط به وبالنسبة له فإن مشاعر الكراهية تتوجه نحو موضوعات الحب لديه من الأب والأم ويسبب له ذلك صراعاً داخلياً بين موضوعات الحب والكراهية لديه مما يجعل سلوكياته تأخذ صفة العدوان نحو الآخرين بشكل عام فلا يستطيع بناء علاقات اجتماعية سوية تجاه الآخرين ويكون هؤلاء الأفراد أكثر إفرازاً للسلوكيات المضادة للمجتمع، وبالتالي تأخذ طابعاً انحرافياً على المستوى النفسي والاجتماعي.
الفرحة: كيف تتعاملون مع الأحداث داخل الدور التابعة للإدارة؟ وما دور المسؤولين داخل الدور التابعة للإدارة في تقويم سلوك الأحداث؟
أ.عبدالله: إن إدارة رعاية الأحداث هي إحدى إدارات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي عهد إليها القانون رقم 3/1983 برعاية الأحداث المنحرفين والمعرضين للانحراف حيث تقدم لهم أساليب الرعاية التالية التي يقوم عليها جهاز فني ذو خبرة طويلة في هذا المجال وتتعامل الدور مع الأحداث من جانبين:
أولاً: أوجه الرعاية الاجتماعية:
وتقدم الإدارة أوجهاً متعددة من الرعاية داخل تلك الدور الاجتماعية بهدف العلاج والتعديل ومنها:
1- الرعاية الاجتماعية.
2- الرعاية النفسية.
3- الرعاية التعليمية.
4- الرعاية الصحية.
5- الرعاية الدينية.
6- الرعاية المهنية.
7- البرامج الترويحية والثقافية.
8- النشاط الرياضي.
9- النشاط الثقافي.
10- النشاط الفني.
تهدف هذه الوسائل إلى تعديل سوكيات هؤلاء النزلاء من خلال أنشطة جماعية حتى يكون تأثيرها أعم وأقوى.
بل وتعدت جهود الإدارة إلى أبعد من ذلك بهدف تقويم البرامج وأوجه الرعاية المقدمة بأسلوب علمي للتأكد من المناسب منها وتعديل غير المناسب فأجرت العديد من الدراسات بهذا الهدف منها الدراسة التي كانت تهدف إلى التعرف على نسبة العودة للانحراف بعد تلقي الرعاية المناسبة بالدور التابعة للإدارة تلك الدراسة التي أجراها قسم الدراسات والإحصاء بالإدارة وكان المعيار فيها المحكومين بأحكام قضائية أودعتهم ظروفهم دور الرعاية ثم عادوا إلى الانحراف بأحكام.
ثانياً: الجانب العلاجي:
وإذا كنا قد تحدثنا فيما سبق بشيء من الإيجاز عن الوقاية فإننا نشير فيما يلي إلى الوسائل المتبعة بالكويت في العلاج لكي نقيهم من الانحراف والذين أوقعتهم ظروفهم في ظلمات الانحراف وكما ذكرنا أن وسائل العلاج قد تدرجت من وسائل بسيطة تعتمد على الأسرة حتى أخذت أشكالاً أكثر رقيا بصدور قانون الأحداث الكويتي الذي عهد إلى إدارة رعاية الأحداث بمسؤولية هذا الأمر وهي إحدى إدارات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تختص بتنفيذ السياسات العامة في توفير الرعاية الاجتماعية والعلاجية للحالات التي تحول ظروفها الاجتماعية والنفسية والبيئية عن التكيف مع المجتمع وتعمل على توفير الرعاية المناسبة التي تهدف إلى تحسين ظروفهم وبث الوعي فيهم وحثهم على حياة فعالة ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم ويعودوا إلى مجتمعهم أفراد صالحين وتشمل الحالات التي ترعاها إدارة رعاية الأحداث المنحرفين والمعرضين للانحراف وتعتمد الإدارة على عدة أساليب لهذه الرعاية.
الفرحة: يقال إن الحدث الذي يعيش في ظروف أسرية جيدة أقرب إلى الاستقامة من الحدث الذي يعيش في ظروف أسرية صعبة.. فهل هذا صحيح؟
أ.عبدالله: إن السؤال يجيب عن نفسه بالطبع فإن الذي ينشأ في ظروف سوية أحسن حالاً ممن ينشأ في ظروف صعبة للأسباب التي ذكرناها من قبل.
إخفاق الأسرة
الفرحة: ما الآثار الناتجة عن انحراف الأحداث على أنفسهم وعلى أسرهم خاصة أو على مجتمعهم عامة؟
أ.عبدالله: إن التنشئة غير السوية ترجع آثارها السلبية على الفرد نفسه فهي لا تؤهله أن يكون فرداً صالحاً يمكنه أن يحقق ذاته ويحقق لنفسه موقعاً اجتماعياً في المجتمع ذا قيمة وقد يأخذ به هذا الانحراف إلى مخالفة القانون فالعقوبة بالحبس والدخول إلى عالم الجريمة من بابه الخلفي ألا وهو انحراف الأحداث أما بالنسبة لأسرته فإن أي أسرة تتوقع من أبنائها أن يحققوا نجاحات في حياتهم حيث إن هذا النجاح هو نجاح للأسرة نفسها وحيث إن العلاقة متبادلة بين الفرد والأسرة فإن إخفاق الفرد هو إخفاق للإسرة التي هي سبب في هذا الاخفاق أما بالنسبة للمجتمع فإن الصغار والشباب هم عدة أي مجتمع في مواجهة مستقبله، فإن فشل هذا الفرد.. وانحرافه يؤدي إلى دمار المجتمع.
الفرحة: بماذا تنصح الأسرة للحفاظ على أبنائها من الانحراف؟
أ.عبدالله: إن الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع إن صلحت صلح المجتمع لذا أنصح الأسر بالاهتمام بالأبناء الذين هم مسؤوليتهم الأولى والاطلاع على أساليب التنشئة الاجتماعية السوية سواء بالاطلاع أو الاستعانة بالجهات المعنية بالدولة في التعرف عليها حيث إن الدولة لا تدخر جهداً في هذا المجال وإن باب إدارة رعاية الأحداث مفتوح لكل أسرة تحتاج إلى النصح والإرشاد في هذا المجال بل إن الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية لا يبخل بالوقت أو الجهد في تلك المساهمات.
العدد (79) ابريل 2003 ـ ص: 40
ـــــــــــــــــــ(101/422)
... إشاعة ثقافة الشورى في الأسرة
م. عبد اللطيف البريجاوي
- إن من أهم الصفات التي يتصف بها المجتمع المسلم أن أموره الصغيرة والكبيرة و التي تصب وتتعلق بمصالحه و تؤثر في اتجاهاته تعتمد على قرار جماعي وتعتمد على ما سماه القرآن الكريم الشورى ، قال تعالى " و شاورهم في الأمر " و قال : " وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ " ، و كانت هذه هي صفة المجتمع المسلم في العصور الأولى فكان النبي لا يفعل أمراً يهم المجتمع إلا و يشاور فيه صحابته الكرام فقد شاورهم في الخروج إلى بدر أو عدم الخروج ( مقاتلة الأعداء ) و شاورهم في غزوة أحد .
- و كذلك شاورهم في قصة و حادثة الإفك فوقف خطيباً على المنبر ثم قال " من يعذرني في رجل ذكر أهلي بسوء " و قد جاء في الترمذي:" ما رأيت أحداً أشد مشورة لأصحابه من محمد " و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم يؤكدون هذا الأمر بتصرفاتهم .
- لقد أنقذت امرأة واحدة الإسلام في لحظة كان الصحابة متجهون فيها نحو الكعبة المشرفة فمنعتهم قريش ووقع النبي صلح الحديبية ، أمرهم أن يتحللوا فلم يتحرك واحد منهم لتنفيذ هذا الأمر ، فدخل النبي على أم سلمة فقال لها هلك الناس ، فأشارت عليه أن أخرج و لا تكلم أحداً ثم أدع حلاقك ففعل عليه الصلاة والسلام ذلك فتهافت الصحابة لتنفيذ أوامره و الاقتداء به عليه السلام .
- إن هذا المثال الحي يعطينا كيف كان النبي عليه السلام يستشير نساءه في كثير من الأمور حتى لو كانت أموراً متعلقة بأمة و ليست أسرة فقط .
- إن اختبار ثقافة الشورى في الأسرة ليجعل الأسرة أقرب للحق و أبعد عن الخطأ كما قال الحسن بن علي : ما تشاور قوم قط إلا هدوا إلى أرشد أمورهم .
- و كما قلنا سابقا ليس المهم أن يكون الحق على لساني المهم أن أتبعه و لو أتى على أي لسان من أهلي أو غيرهم . - إن كثيراً من الآباء ليتصرفون تصرفاً غير إسلامي في هذا الموضوع مع أسرتهم فتراه يأخذ قرارات كثيرة تهم الأسرة كلها دون أن يعلم أحد بهذا الأمر فتارة يبيع البيت أو يبيع المحل أو يزوج بنته أو ما شابه ذلك والأسرة آخر من يعلم ، و بالتالي فإن كثيراً من الأسر تفشل في علاقاتها بسبب عدم التحاور أو التناقش في هذه الأمور
- إن دكتاتورية الأب لا تولد إلا إنساناً مشوهاً و فتاة مهتزة ، و تصبح اهتمامات هذا الشاب و هذه الفتاة التخلص من هذا الواقع ، لذلك نرى مثلاً أن أول شاب يتقدم للفتاة تقبل به حتى و لو كان غير مناسب لتتخلص من ديكتاتورية والدها .
- إن الشورى الأسرية لا تنقص من مكانة الرجل بل بالعكس ترفعه في أعين أولاده و تزيد هيبته و تهديه معهم إلى سواء الصراط .
- إن الفوائد التي نجنيها من هذه الشورى الأسرية كثيرة ومتنوعة نجمل بعضها فيما يلي :
1- الالتزام بمنهج الله في كل حياته .
2- القدرة على الحوار وتقبل الآخرين : فكثير من الأولاد و النساء إذا جلسوا مجلساً لا يستطيعون إبداء آراءهم لأنهم لم يتعودوا هذا في بيوتهم ، وكثير منهم لا يتقبلون الآخرين لأنهم لم يتعودوا هذا في بيوتهم أيضاً ... و هذا خطير على نشأة الأولاد .
3- تفتق المواهب : إن عملية التفكير صعبة ولكن عندما يسأل الإنسان يبدأ بجمع الخيوط تماماً لينسج حلاً و ربما يكون حلاً متميزاً .
4- الابتعاد عن الخطأ .
5- إذا وقع الخطأ بعد المشورة يتحمل الجميع الخطأ ولا يتهم أحد بالتقصير
... ابني وأفلام الكرتون
ابني في السنة الخامسة من العمر منذ أن كان في الرابعة بدأ يتعلق كثيراً بأفلام الكرتون ويتشبه بأبطالها ويحاول تقليد حركاتهم وهو مشغوف باقتناء كل ما له علاقة بهم من ألعاب وملصقات ومجلات حاولت أن أجد له البديل فاشتريت له قصصا مشوقة عن الأنبياء، وأبطال الإسلام وهو يتأثر حين يسمع القصة تأثراً وقتياً فقط ثم يعود لتعلقه بألعابه وشخصياته الكرتونية الأخرى تُرى هل هي فترة وستمضي أم إن هذه الشخصيات قد سيطرت عليه بشكل كبير؟
الرسوم المتحركة تلامس أحاسيسه
أن يحب ابنك الرسوم المتحركة أمر غير مستغرب، وأن يعجب بهذه الشخصيات أمر غير مستغرب أيضاً، حتى شراؤه لملابسهم وألعابهم أمر لا غرابة فيه لأن الرسوم المتحركة وأفلامها يقوم على إعدادها مجموعة من المختصين في سيكولوجية الأطفال بجانب المختصين في فن الرسوم والأفلام وهكذا فهي تلامس أحاسيسه ومشاعره أما قصص الشخصيات الإسلامية فإنها تفتقد الاحتراف في كتابتها وإن ألقيناها نحن فإنها تفتقد لإمكانيات الإثارة التي تمنحها لهم الصورة المرئية، والخطأ يكمن في أن نحاول نحن الآباء أن ندخل أنفسنا أو الشخصيات الإسلامية كمنافس لهذه الرسوم لأنه عندما يتحول الخيار إما إلى شخصيات الرسوم أو تلك الشخصيات الإسلامية ففي معظم الأحيان إن لم يكن أغلبها فالخيار سوف يكون لصالح الرسوم وذلك لجاذبيتها وواقعيتها، فهي حقيقة أمامه يراها ويتفاعل معها ويلامسها من خلال ألعابها وهكذا
أما الشخصية الإسلامية فهي حقيقة تاريخية لكنها ليست حقيقة ملموسة بمعنى آخر هي غائبة عن مدارك الطفل الحسية.
ويبقى السؤال ما هو الحل؟
الحل هو أن نقوم بتعليم أبنائنا قصص وبطولات سلفنا دون أن نجعل من ذلك منافساً لقصص الكرتون ومع الوقت سترسخ هذه القيم في عقول أولادنا وتتحول إلى واقع في حياتهم وتذوب الرسوم في ذكريات الماضي، ولا نكون مخطئين إذا ما حاولنا ربط هذه الرسوم بقيمنا كأن نستفيد من صراع الخير والشر وهو الحبكة الوحيدة في أفلام الكرتون فنجعل من بطل الخير أنه القوي بإسلامه والشرير لن يفلح لأن الله لابد وأن ينصر الخير.
ـــــــــــــــــــ(101/423)
... سلوك ابنك نتاج الجو الذي وفرته له
التربية فن لا يستهان به، ومسؤولية تحتاج الحكمة وضبط النفس.. ومشاكل أطفالنا تضيف لنا خبرات تربوية كبيرة تساعدنا على فهمهم وحل مشاكلهم بطريقة سليمة وصحيحة، ومع حلول الدكتور عادل الزايد نقدم لكم هذه الصفحات.
مشكلة ابني الشرود
مشكلتي هي أن ابني الذي عمره سنتان بدأت عليه بعض الظواهر التي لم آلفها من قبل حيث أصبحت لديه عادة شبيهة بالشرود "وهي ليست شرودا" لأنني أميز بين الشرود وغيره: فهو يحدد نظره إلى مكان معين ويبدأ بتحريك يديه ورجليه وأصابعه حركات سريعة وكأنما يخاطب شخصا أمامه ويداعبه ويلاطفه، لكنه لا يتكلم ولا يصدر أصواتا أبداً.
في البداية منعته منعاً مباشراً ثم أدركت بأن ذلك خطأ فبدأت أمنعه بطريقة غير مباشرة بالألعاب والتحدث المستمر معه فهل هو يتكلم مع أحد من عالم الجن مثلا أم هو مرض نفسي؟ وابني هذا ذكي جداً والحمد لله وشديد الملاحظة، وهو محبوب من قبل العائلة وأخاف إن أخذته إلى الأطباء النفسيين أن يتعقد؟
مرضه عصبي وليس نفسياً
عزيزتي من الضروري عرض ابنك على طبيب الأعصاب وذلك للتأكد بأن هذا الشرود ليس نوعاً من أنواع الصرع، وسيقوم الطبيب المختص بأخذ الوصف الكامل للحالة ثم إذا استدعى الأمر فإنه قد يقوم بتخطيط للمخ.
عزيزتي: إن طبيب الأمراض النفسية هو طبيب يقوم بتشخيص الحالات المرضية ووصف العلاج إذا ما استدعى الأمر، فهو يعين الإنسان الذي يعاني من اضطرابات الأمراض النفسية للخروج من دائرة المرض إلى رحابة الصحة والعافية، ولكنه قطعاً لا يؤثر على شخصية الإنسان المُعافَى فيؤدي إلى تعقده ومرضه، هذه أفكار مغلوطة عن الأطباء النفسيين الذين يسعون دوماً لتقديم الخدمة على كل حال، ولدك يحتاج أن يراجع طبيباً مختصاً في الأمراض العصبية لا طبيباً نفسياً.
طفلتي الأولى
أنا أم لطفلة عمرها سنة وعشرة شهور ابنتي فتاة جميلة يحبها كل من يراها خاصة أنها الحفيدة الأولى ولا أتردد في بعض الأحيان عند تأديبها بأن أكون حازمة معها بنهرها والصراخ عليها إذا استدعى الأمر من غير إيذائها طبعا وذلك من باب التربية وعدم مجاراتها في بعض الأفعال الغير صحيحة.
المشكلة أني لاحظت مجدداً أن ابنتي بدأت تقوم ببعض التصرفات العدوانية والغير مبررة حيث أصبحت ترفع يدها لتضرب كل صغير وكبير من الناس بسبب وبغير سبب وقد كنا تارة ننهرها وتارة نسكت وتارة نضربها على يدها علما أننا نادرا ما نفقد أعصابنا ونضربها ونكتفي فقط بالإشارة لها وإفهامها بأن هذا العمل غير صحيح وتعويدها على أن تتأسف لمن تضربه وأن تقبله والنتيجة أنها لم تتوقف عن عدوانيتها.
لا تنفعلي في ردة فعلك
يبدو لي عزيزتي السائلة أن ابنتك هذه هي طفلك الأول وذلك لأن أي شخص مرّ بالعملية التربوية يعلم بأن الأطفال يمرون بمراحل يتعلمون فيها بعض التصرفات ولكن بعد فترة ينسون هذه التصرفات كل ما عليكم هو أن تتصرفوا بطريقة تعلمها بأن تصرفها هذا خاطئ ولكن دون أن يظهر عليكم الانفعال.
ـــــــــــــــــــ(101/424)
ما ملامح البيئة المثالية لرعاية إبداع طفلك ؟ 1
كيف تشجع طفلك على الإبداع؟) .. ذاك عنوان الحلقة السابقة التي تناول فيها التعريف بالإبداع وكيف يكتشف الوالدان كوامن الإبداع عند طفلهم؟ وما هي صفات الطفل المبدع؟
أما في هذه الحلقة.. نتناول الطرق التي تنمي بها إبداعات طفلك، وكذلك طرق التعامل مع شخصيته المبدعة بذكاء ودون تكلف
كيف يمكن تشجيع وزيادة القدرات الإبداعية لدي الطفل ؟
على الرغم من أن البحوث في هذا المجال ما زالت حديثة العهد، إلا أن هناك كثيرا من التوصيات التي يمكن استخلاصها من كثير من الدراسات لزيادة الذكاء بشكل عام، فحث الطفل على النظر بتأمل والاستمتاع واللمس وتناول الأشياء والاستكشاف والمحاولة بنفسه تزيد من قدراته الإبدلاعية، فالوالد الذي يتمع إلى طفله بسعادة، ويتدث إليه ويتحمس لإنجازاته ومشروعاته، ويشجع حب الاستطلاع الفطري لديه، يساعده على نمو إبداعاته، وبالإضافة إلى ذلك وضع خبراء الإبداع التوصيات التالية :
1- الأمان النفسي
ساعد طفلك على أن يشعر بتميزه، ويحس بالرضا عند التعبيرعن أفكاره وينا لذة الأبداع.. فكثيرا ما يشعر الطفل بأنه لا يتطيع التطلع إلى ذات قيمة وبالتالي لا يتابع أفكاره وكما يقول د.carl ragers من مركز بحوث دراسات the parson in lajalhفي كاليفورنيا: إن الطفل يحتاج إلى الأمان النفسي للتعبير عن أفكاره بأساليب جيدة وتلقائية.. فهذا الوالد الذي يسخر من أفكار طفله مستخفا بها أو يرفض اقتراحاته على أنها تنبع من طفل لا يفهم .. يعطيه مفهوما بأن أفكار غير جديرة ولا تستحق التطوير والتأمل وليس هناك في مجتمعنا أسوأ من تحطيم معنويات الطفل بإهماله والحط من قدره.
2- فرصة التخطيط
دع طفلك يخطط لبعض أنشطة الأسرة عندما يتاح ذلك واستغل أفكاره إذا كانت ممكنة .. حتى حتى طفل الثانية يمكنه ان يقرر أحيانا هل يفضل الخروج للفناء الخلفي للمنزل أو البقاء داخل المنزل لتناول الطعام، ويجب ان تتاح فرصة الاختيار لطفل الرابعة، في ملابس اللعب، بعد أن تحصر الخيار في عنصرين أو ثلاثة حسب الثمن والحجم والقماش والموديل ... يجب أن تتاح الفرصة من الوقت لآخر للطفل لتخطي قائمة طعام الأسرة ( اللحوم والخضروات والسلطة ) وأين يقضي عطلة نهاية الأسبوع .
إتاحة هذه الفرصة أمام الطفل لعمل قرارات تخص العائلة تجعله يشعؤ بقيمة أفكاره وتساعده على إدراك عواقب هذه القرارات . . فإذا قدرت طفلك واحترمته كشخص عاقل يفكر، فسوف تجد أن دافعه املح نحو الأستقبال لن ينجرف إلى مواطن غير مستحية .
3- شجع طفلك على أن يكون أكثر حساسية للبيئة المحيطة وطرح الأسئلة والتجري
4- تتيح الأنشطة العلمية الفرص لمساعدة الطفل حتى يفهم أن كل التجارب ليست ناجحة وعدم نجاحها لا يعني بالضرورة الفشل
ويري د.تورانسي أن معظم الآباء يستصعبون السماح لأطفالهم بلاتعلم بأنفسهم أمو حتى عمل واجباتهم بأنفسهم، فهم يخشون على أطفالهم من عواقب الفشل وبالطبع من المهم أن تعلم الطفل كيف يتجنب الفشل حينما يمكنه ذلك، وهذا ضروري عندما يرتبط بأي خطر يهدد جسده ويرى أن المبالغة في الأكيد قد تعوق الطفل عن التصرف مستغلا خياله، ويصحبه إحباط وفشل لا يمكن تجنبه . . وقد تحرم منالمباردرة وسعة الحيلة في مواجهة الأمور.
إذا تراءى لك أن هذا المفهوم القاس عند فرضه على الطفل، تذكر الطريقة التي تعلم بها المشي، كم مرة فشل ووقع وكم حاول وثابر دون استسلام فالذي قام به الطفل دون مساعدة أو تشجيع الكبار يحتاج من مساعدة حتى يتصرف بإبداع ومتى يكون على وشك الإحباط وترك المهمة.
5- المهمة الصعبة .. والأفكار العظيمة
لا تتوقف أمام المفاهيم التقليدية للاستعداد .. فقد أشارت البحوث الحديثة بعدم دقتها .. فإذا انتظرت ظهور علامات الاستعداد لدى الطفل قبل أن تقدم لابنك الخبرات والواد الجديدة، فأنتتحرمه من التحدى المبدع والدافعية الفاعلة ويرى أن مفهوم الاستعداد ( عملية مقيده ) وعدم أتاحة الفرصة للطفل خوفا من الفشل يعتبر من أقوى مثبطات الإبداع في مرحلة الطفولة ويقولون دفاعا عن ذلك إن الفشل قد يحبط الطفل، ولكن يقال أن القدرة على التعامل مع الإحباط والفشل صفة مشتركة لدى كل الأفراد المتميزين تقريبا.
6- الرياضة الإبداعية
شجع الطفل على ممارسة ما يسميه أحد التربويين ( الرياضة الإبداعية ) وهي ليست دروسا رسمية ولكنها ألعاب يمكن ممارستها أثناء ركوب السيارة أو غسل الأطباق أو انتظار طبيب الأسنان، مثلا : يمكن أن تلعب معه .. كم طريقة يمكنك بها أستخدام القم الرصاص ؟
فكر في أستخدامات عديدة مختلفة للقلم خلاف الكتابة كأن يكون عمودا أو صارى لقارب ( لعبة ) أو عصا يحط عليها الطائر في عشه ثم أستبدل القلم من الورق أو إطار قديم أو بكرة خيط... شجع طفلك وتقبل استجاباته دون انتقاد
في هذا العدد نكمل حديثنا حول ملامح البيئة المثالية التي تصنع لنا طفلا مبدعا فتابعوا معنا
7- الحاجة أم الأختراع
طبق الحكمة القديم بأن (الحاجة أم الأختراع) وذلك بأن تكون له حاجة أو ضرورة تحتاج إلى تفكير مبدع، وذلك بوضعه أمام مشكلة مؤقته أو سؤال صعب ماذا تفعل إذا ضللت الطريق وأنت في المجمع التجاري ؟ كيف تجعل حفلة العيد أكثر بهجة؟ وماذا تفعل ببواقي ألواح الخشب الموجودة في الجراج ؟
نضع أشجارا حول بيت الدمية؟ وماذا وماذا يمكن عمله لوقف رامي عن العنف؟ ماذا يمكن أن تفعل إذا كنت مرسا في الروضة ؟ وهل يمكن أبتكار لعبة نمارسها في السيارة ؟ إّا كنت تملك محطة قناة تلفزيونية فما أنواع البرامج التي كنت تقدمها ؟ يمكنك أن تشجع الطفل على وضع الأفتراضات وذلك بسؤاله : ماذا يحدث إذا ... فهذا النوع من الأسئلة يدخل الطفل فب عالم منالمرح والخيال اللذيذ .. ماذا يحدث إذا لم يأت الليل مطلقا ؟ وماذا يحدث إّا تحول كل شيء تلمسه يصبح ذهب ؟
وماذا اذا استمر نمو الكبار بنفس سرعة نمو الأطفال .
8- تقييم الخبرات الجديدة
كمراقبة نمو برعم نبته الجزر في الطبق الموضوع على النافذة ووضع حلول للمشكلات الجديدة ومراقبة الزهور بالنهار لتعلم المفاهيم العلمية الجديدة
9- اجعل له لحظات وحدة غالية للاكتشاف والأبداع واجعله يختار مكانا هادئا ووقتا مناسبا لأعماله الخاصة دون مشاركة أحد حتى أفراد الأسرة.. ولكن معظم مدارس الروضة ومراكز الرعاية النهارية تركز على المشاركة والأنشطة الجماعية.. فبدون مجهوداتك الدورية لن يستطيع الطف تخصيص وقت للنشاط الأبداعي الفردي.. فكل الأفكار المميزة تنشأ في عقل الفرد الإنساني.
الطفل (أحمد) في الرابعة يذهب الى المدرسة التجريبية ملحقة بالجامعة، كان يعمل بتركيز شديد في اكتشاف العلاقات بين أعمدة الأرقام فوضع عمودا به أربع وحدات بجانب آخر به ست وحدات ثم فكر لحظة حتى وصل لعمود يحتوي على وحدتين وفجأة خطف منه مهند الأعمدة وهرب .. تدخلت المدرسة في هذا الوقت وقسمت الأعمدة بين الطفلين وطلبت من أحمد مشاركته الأطفال في اللعب ولكن كان يبحث عنها لذا يؤكد أحد مباديء مدارس MENTESSQRI على ألا تقاطع الطفل عندما يعمل ولو حتى لتقديم الثناء والمدح وذللك للبقاء على هذه اللحظة الغالية للاكتشاف والإبداع .
ويعتبر التلفزيون أحد الأشياء التي يصعب معها توفير الوقت اللازم حتى يبدع الطفل، فإذا بدأ عمله جذب الصغار نحوه دون عناء أو شعور بالحاجة إلى تفكير في مشروع خاص بهم وافضل الطرق التي يمكن استغلالها لمنع التلفزيون من عمرهم هو تحديد برامج مختارة جيدا وعدم السماح بغيرها.
10- متابعة الأفكار
شجع الطفل على متابعة أفكاره، فكثير من الإبداعات تضيع بسبب فقدان الثقة بالنفس أو التحكم بالنفس لدى المخترع حتى يواصل ويكمل مشواره .. يمكنك طرح الأسئلة على طفللك: فكيف ستنهى هذه الصورة أو عندما تنتهي من الصورة ما رأيك في أن تقوم بعمل إطارها وقد يحتاج غلى بعض الجوانب الإيجابية .. أحيانا، أو يمكن أن توجهه إلى بعض الجوانب الإيجابية .. تعجبني كثيرا فكرة إعادة ترتيب غرفتك .. ماذا لو ساعدتني .. فسوف نقوم بها معا في الحال.
11- القصص والألعاب الخيالية
لا تقلق إذا استغرق الطفل في نسج القصص الخيالية والألعاب الخيالية، فهي جزء من تطور نموه في مرحلة ما قبل المدرسة، وستكون أكثر راحة عندما تساعده على وصف هذه القصص على أنها ( مبتكرة ) أو ملفقة أو خيالية، واضرب له مثلا بالكتب التي تقرؤها .. هلى هي كتب حقيقية أم خيال؟ وكذلك البرامج التلفزيونية التي تشاهدها .. هل هي أحداث واقعية أم مجرد تمثيل ؟ .
العدد (77) ابريل 2005 ـ ص: 26
-ـــــــــــــــــــ(101/425)
لا تحطم شخصية ولدك
كيف يستطيع الأبوان تربية أبناء يتمتعون بشخصيات قوية وقادرة على اتخاذ القرار؟
إن هذا السؤال يقودنا إلى معرفة الأمور الثلاثة التي تضعف الشخصية.
•الإفراط في التدليل:
ينسى المربي نفسه- أحياناً - من فرط حبه لابنه، فيدلله دلالاً يفقده شخصيته ويحوله إلى شخص لا يمكننا الاعتماد عليه.
والتدليل يعني:
تلبية كافة طلبات الابن مهما كانت صعوبتها، في أي وقت كان، الأمر الذي يجعل الطفل يشعر بأنه شخص مجاب الطلبات والأوامر.
لذلك فإن الإفراط في التدليل يعني:
1-إضعاف جانب تحمل المسؤولية في الابن لأن جميع طلباته مجابة.
2-تحكم الابن في أبويه وخضوعهما له.
3-تمكن مشاعر " الغرور" و " التكبر" لدى الابن، وتكراره لعبارة: ( أبي لا يرفض لي طلباً)، ( أمي لا تقول لي" لا" أبداً).
4-تمرد الابن على سلطة والديه وعدم احترامه لوالديه أو تطبيقه لقوانينهما.
5-تحول الابن المدلل إلى شخص غير قادر على التكيف الاجتماعي، لأنه دائماً يتوقع من أصحابه وأقرانه أن يستجيبوا لغروره وطلباته، لذلك نراه دائماً وحيداً بدون أصدقاء.
•الإفراط في القسوة:
يخطئ المربي عندما يعتقد أنه بالقسوة والشدّة والضرب يربي رجالاً أشداء أو نساءً أقوياء.
لأنه في هذه الحالة يقتل فيهم أهم نقاط قوة الشخصية، وينشيء أشخاصاً تكون صفاتهم
1-الخوف: فالابن يكون دائم الخوف من والديه، فتنعدم العلاقة بينه وبينهم، ويتأثر سلوكه معهم فيبتعد عنهم، وإذا رآهم ارتعد وهرب إلى غرفته وإذا مرّ بالقرب منهم ارتجف وتنحى.
2-التردد: إن هذا الابن يفقد الثقة في نفسه، ويكون دائم التردد ولا تكون لديه قدرة على اتخاذ القرار، ويظهر ذلك جلياً عند الكبر.
3-الانطواء وعدم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، فيصبح شخصاً وحيداً، منكمشاً فاقداً لأهم صفات قوة الشخصية.
•الإفراط في الحماية الزائدة
عندما يرزق الله الأبوين ابناً واحداً بين مجموعة من الإناث، أو بنتاً وحيدة بين مجموعة من الذكور، أو عندما يولد طفل بعد فترة طويلة من العقم، تحاول الأم أو الأب حماية هذا الابن الصغير بطرق مختلفة مثل:
•منعه من اللعب مع الأطفال الآخرين، وإن لعب لا يجعلونه يسقط أو يتأذى ويظهرون خوفهم الشديد عليه.
•المحافظة عليه من الدخول في مشاكل، ومحاولة حل كافة المشاكل التي تعترضه.
•الحماية من الأمراض والبكتريا والجراثيم، وذلك بالتعقيم الزائد والإفراط في الاهتمام بالصحة.
-النتيجة:
حتماً.. ابن ضعيف الشخصية
إن أهم صفات هذا "الصغير" تكون:
1-الاعتماد على الآخرين.
2-عدم القدرة على تحمل المسؤولية.
3-الخوف والتردد.
4-عدم القدرة على التكيف الاجتماعي وتكوين علاقات جيدة.
5-عدم القدرة على حل المشاكل.
المصدر : مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/426)
... التربية المجردة من المشاعر تخذل طفلك اجتماعياً
رغم أنك لم تقصري مع طفلك في واجب من واجباتك في تربيته إلا أنك تجدينه انطوائي لا يقوى على مواجهة المجتمع والعالم الخارجي. عزيزتي الأم إن السر يكمن في أسلوب تربيتك إياه؛ لأنك لا تمنحيه حقه من الحب والإشباع العاطفي متخذة منهج العقل أسلوباً للتربية .
فالطفل يستطيع أن يحقق من هذا الإشباع الكثير من أسباب الاتزان الانفعالي حيال مواقف الحياة المختلفة .. وهذا ما أكده الدكتور " وفيق صفوت مختار" أخصائي التربية النفسية والكاتب في مجال العلوم التربوية والنفسية، قائلا : استمرار إشباع حاجة الطفل الي الحب يترتب عليه شعوره بأنه لا يزال موضع تقبل واهتمام من الآخرين , فيقبل علي إنشاء العلاقات الاجتماعية بكل ثقة ويصبح أكثر قدرة علي جذب انتباه الآخرين والتعامل معهم بيسر وسهولة .
فيخطئ بعض الآباء والأمهات الذين يربون أبناءهم تربية مبنية علي العقل والمنطق فقط , فهذه التربية بلا شك تكون مؤسسة بالدرجة الأولي علي مجموعة من القواعد الجافة الخالية من الحب والتواد والتعاطف , علي حين يريد الطفل أن يشعر دوما بحب والديه له , ولذلك فان حالات كثيرة من سوء التوافق كالسرقة والهروب والمشاكسة والعدوان يكون سببها الأساسي جفاف وفتور المعاملة الوالدية وافتقاد الأبناء إلى عاطفة الحب والحنان .
ويضيف الدكتور "وفيق" - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام : وعموما .. فإن الطفل الذي لا تشبع حاجته الي الحب والحنان فانه يعاني من الجوع العاطفي ويشعر بأنه غير مرغوب فيه فيصبح سيئ التوافق مضطربا نفسيا , مما يؤثر علي صحته النفسية بالسلب , علي العكس من الأسرة التي تدعم طفلها بمشاعر الحب وتتعهده بالنماء والرعاية .. فتدفعه إلي انتظام حياته النفسية , واستقرار مشاعره الاجتماعية فينمو شخصا محبا لمعلميه ولرؤسائه , ومحبا للناس جميعا علي اختلاف عقائدهم وجنسياتهم .
وحتى نشجع حاجة الطفل إلي الحب والحنان يجب علي الآباء والأمهات ألا يخشوا إظهار عواطفهم لأطفالهم فمن يزرع حبا يحصد حبا , ومن المهم أن يعرف الأطفال أن آباءهم وأمهاتهم يحبونهم فإذا ما كان هؤلاء الآباء أو الأمهات يعترضون علي سلوك ما يقترفه الطفل فيجب أن تكون هذه المعارضة منصبة علي السلوك وليس علي شخصية الطفل , الأمر الذي يجعله يؤمن بأنه محبوب من الجميع برغم عدم الرضا عن سلوكياته وتصرفاته الخاطئة .
ويرى أخصائيو التربية النفسية، ضرورة امتداح الطفل ومكافأته حين يبذل جهدا جيدا ويحصل علي مستوي عال من النجاح , وبهذا يصبح من السهل أن يشعر بأن هذه النجاحات هي المصدر الوحيد الذي عن طريقه ينال المدح والقبول والحب , فشعور الطفل بتقدير الكبار من أفراد أسرته لما يقوم به من أعمال ينبه خير ما لديه من قدرات , ويبعث فيه الحماس للقيام بخير ما يستطيع .. أما إذا لقي الاستهانة والتحقير وعدم الاكتراث فلن يبعث في نفسه إلا الشعور بالعجز والمرارة ؛ ذلك لان قدرات الطفل تتغذي وتنمو علي التشجيع , ولكنها تضمر وتموت علي التقريع والتثبيط وليس معني ذلك ألا ينتقد الطفل أو يراجع إذا ما أخطأ , ولكن ما أبعد الفارق بين المراجعة في رفق وحب وبين المراجعة في لوم وتحقير .
ـــــــــــــــــــ(101/427)
... أول أركان السعادة
قد تكون كذلك وقد لا تكون ، ولكن الأهم والأكيد أنك تريد أن تكون بالفعل أباً تملك الكثير من الأفكار التربوية ، ومن أجل ذلك احرص علي قراءة هذه الحلقات وتنفيذها ليكون لك ما تريد.
كل الناس يبحثون عن السعادة، ويطوقون في سبيلها أبواباً كثيرة، ويسلكون سبلاً شتي، وأنت عزيزي المربي - يا من عرفت أن السعادة الحقيقية لا تكون في شئ مثل كونها في القرب من الله عز وجل، اقرأ معنا السطور القادمة.
أول أركان السعادة
في هذا العدد سنتحدث عن أول أركان السعادة في تربية الأبناء وهو ركن العبادة، من المهم جداً أن يهتم المربي في إعداد أبنائه إعداداً جيداً لمواجهة الحياة، وأول تلك التحصينات هو ركن العبادة، ويحوي خمس محاور رئيسية هي : الفرائض - النوافل - قراءة القران الكريم - الحديث النبوي الشريف - جانب من جوانب العقيدة.
1- الفرائض:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضجع "، وهذا يبين حرص الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم علي أن نقوم بغرس هذه المبادئ الإسلامية في سن مبكرة في سن التميز وهو سن سبع سنوات.
والفرائض تحوي الصلاة والصيام والزكاة، وقد يبدأ تعويد الابن علي الزكاة من خلال تعويده وضع فلوس معدنية صغيرة في صناديق الزكاة المتواجدة في كل مكان، فيتعود مع الأيام علي هذا الفعل.
والحج أيضاً من الفرائض التي علي الأباء أن يعودوا أبناءهم عليها من خلال زيارة المشاعر المقدسة لأداء العمرة أو مناسك الحج.
2- التقرب إلي الله بالنوافل:
يقول رسول الله في الحديث القدسي عن ربه عز وجل:" من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي ما افترضته عليه ،وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه".
يتبين لنا من هذا الحديث الشريف أن الله جعل هناك مكاناً خاصاً لجماعة من الناس يدافع عنهم ويحميهم ويقيهم، وكذلك يكفيهم الشرور ويتقبل دعاءهم.
3- قراءة القران الكريم:
يجب أن نحرص أن نعلم أبناءنا حسن القراءة والتلاوة والتجويد وحفظ شئ من القرآن، وأفضل طريقة نحبب بها القرآن إلي أبناءنا تكون من خلال القصص، فكثير من القصص في القرآن أفضل من الأفلام والمسلسلات والرسوم الكارتونية وغيرها.
• جلسات أسبوعية
علي سبيل المثال لو جلسنا مع أبناءنا جلسة أسبوعية وقرأنا لهم إحدي القصص مثل قصة سيدنا يونس عندما قفز من السفينة وبلعه الحوت، وأظن أن الأبناء سيكونان شغوفين بتلك القصة التي تتكلم عن البحر وعن الحوت والنبي يونس، وكيف دخل بطنه وكيف استمرت حياته وكيف بعد ذلك أخرجه الله سبحانه وتعالي من بطن الحوت ولماذا أخرجه؟ وتلك القصص فيها كثير من التشويق والأسرار.
4- الحديث النبوي الشريف:
يمكنك عزيزي المربي أن تختار الأحاديث القصيرة السهلة التي وجه بها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم سلوك الإنسان وأخلاقه وطريقة تصرفاته ومعاملاته مع الناس.
وتلك الأحاديث تعطينا الفرصة لأن نظهر بصورة حسنة، كي يحبنا من يرانا ويعاملنا، ويمكنك أن تخصص جزءاً من وقتك مع أسرتك لتتحدث فيها عن السيرة النبوية ولتحبب شخصية الرسول لأبنائك .
5- الجانب العقائدي:
في الجانب العقائدي سنتحدث عن ارتباط الإنسان بالله سبحانه وتعالي، فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم لأحد الغلمان الصغار: " إني أعلمك كمات : أحفظ الله يحفظك"، إلي آخر الحديث ... والسؤال الآن ما الذي جعل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول تلك الكلمات لغلام صغير في عمر ( 7- 9 ) سنوات ؟ وكيف يستطيع غلام أن يفهم هذه الكلمات العظيمة، فيتعلم كيف أن الإنسان إذا التزام بالفرائض والنوافل وحفظ الله وكلامه وأوامره ، وابتعد عن نواهيه، كان له حفظ وصون ووقاية وكفاية ، إن غرس حب الله في هذه السن الصغيرة يصبح عادة ويصير بعد ذلك عبادة ويحسن علاقته مع الله سبحانه وتعالي.
كيف نحسن العلاقة مع الله سبحانه وتعالي ونحسن الظن به ؟
انتظروا الحلقة القادمة
العدد (25 ) ديسمبر ـ 2000 ص : 26
ـــــــــــــــــــ(101/428)
... كيف تربي أولادك ؟
يختلف الآباء في تربية أبنائهم ، فبعضهم يسلك طريق القسوة و إنزال العقوبات الصارمة المؤذية و المؤثرة على شخصية الطفل و نموه الانفعالي معتقدا أن التصويب يكون بإظهار القوة من جانبه و الخنوع و الاستسلام من جانب الأولاد .
و البعض الآخر من الآباء و الأمهات تتحكم فيهم عواطفهم و يستسلمون أمام تعنت الطفل و إصراره على إشباع رغباته فيتركون له الحبل على الغارب فينشأ الطفل بمفاهيم طفولية و بسلوكيات لا مسئولة خالية من ضبط النفس و معرفة الحدود فيمارس ما اعتاد عليه في أسرته مع المجتمع الخارجي فيصدم بالواقع المختلف عما نشأ عليه و يصبح عرضة للإحباطات و الاضطرابات النفسية .
و في هذا الموضوع سوف نقدم أساليب و طرق تربية الأطفال الصحيحة بأسلوب بسيط و عملي استنادا على أفضل ما كتب في هذا المجال .
قواعد أساسية في تربية الطفل
سلوك الطفل سواء المقبول أو المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية و في بعض الأحيان و بصورة عارضة قد يلجأ الوالدان إلى تقوية السلوك السيئ للطفل دون أن يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية .
و يمكن تلخيص القواعد الأساسية لتربية الطفل فيما يلي :
مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل .
المكافأة و الإثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل و السيطرة على سلوكه و تطويره و هي أيضا أداة هامة في خلق الحماس و رفع المعنويات و تنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار أيضا لأنها تعكس معني القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية .
و الطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلا .
مثال - في فترة تدريب الطفل على تنظيم عملية الإخراج ( البول و البراز ) عندما يلتزم الطفل بالتبول في المكان المخصص فعلى الأم أن تبادر فوراً بتعزيز و مكافأة هذا السلوك الجيد إما عاطفيا و كلاميا ( بالتقبيل و المدح و التشجيع ) أو بإعطائه قطعة حلوي .. نفس الشيء ينطبق على الطفل الذي يتبول على فراشة ليلا حيث يكافأ عن كل ليلة جافة
أنواع المكافآت
1- المكافأة الاجتماعية :
هذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفى المقبول و المرغوب عند الصغار و الكبار معا .
ما المقصود بالمكافأة الاجتماعية ؟
الابتسامة - التقبيل - الربت - المديح - الاهتمام - إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا و الاستحسان
العناق و المديح و التقبيل تعبيرات عاطفية سهله التنفيذ و الأطفال عادة ميالون لهذا النوع من الإثابة ، قد يبخل بعض الآباء بإبداء الانتباه و المديح لسلوكيات جيدة أظهرها أولادهم إما لأشغالهم حيث لا وقت لديهم للانتباه إلى سلوكيات أطفالهم أو لاعتقادهم الخاطئ أن على أولادهم إظهار السلوك المهذب دون حاجة إلى إثابته أو مكافأته
مثال - الطفلة التي ترغب في مساعدة والدتها في بعض شئون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلا و لم تجد إي إثابة من الأم فإنها تلقائيا لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبل .
و بما أن هدفنا هو جعل السلوك السليم يتكرر مستقبلا فمن المهم إثابة السلوك ذاته و ليس الطفل
مثال - الطفلة التي رتبت غرفة النوم و نظفتها يمكن إثابة سلوكها من قبل الأم بالقول التالي : ( تبدو الغرفة جميلة ، و ترتيبك لها و تنظيفها عمل رائع أفتخر به يا ابنتي الحبيبة ) .. هذا القول له واقع أكبر في نفسية البنت من أن تقول لها ( أنت بنت شاطرة )
2- المكافأة المادية :
دلت الإحصائيات على أن الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولي في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية ، و لكن هناك أطفال يفضلون المكافأة المادية .
ما المقصود بالمكافأة المادية ؟
إعطاء قطعة حلوي - شراء لعبة - إعطاء نقود - إشراك الطفلة في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيرا عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد - اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة ( سينما - حديقة - حيوانات - سيرك .. الخ )
ملاحظات هامة :
يجب تنفيذ المكافأة تنفيذا عاجلا بلا تردد و لا تأخير و ذلك مباشرة بعد إظهار السلوك المرغوب فالتعجيل بإعطاء المكافأة هو مطلب شائع في السلوك الإنساني سواء للكبار أو الصغار .
على الأهل الامتناع عن إعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل ( أي يشترط الطفل إعطاءه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه ) فالمكافأة يجب أن تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب و ليس قبله .
عدم مكافأة السلوك السيئ مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة .
السلوك الغير مرغوب الذي يكافأ حتى و لو بصورة عارضة و بمحض الصدفة من شأنه أن يتعزز و يتكرر مستقبلا .
مثال - الأم التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم ثم رضخت الأم لطلبها بعد أن بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء و صراخ ابنتها .
تحليل :
في هذا الموقف تعلمت البنت أن في مقدورها اللجوء إلى البكاء مستقبلا لتلبية رغباتها و إجبار أمها على الرضوخ .
مثال آخر -
إغفال الوالدين للموعد المحدد لنوم الطفل و تركه مع التليفزيون هو مكافأة و تعزيز غير مباشر من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب يؤدي إلى صراع بين الطفل و أهله إذا أجبروه بعد ذلك على النوم في الوقت محدد .
معاقبة السلوك السيئ عقابا لا قسوة و لا عنف
أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب و العقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة و عقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر و العقوبة يجب أن تكون خفيفة لا قسوة فيها لأن الهدف منها هو عدم تعزيز و تكرار السلوك السيئ مستقبلا و ليس إيذاء الطفل و إلحاق الضرر بجسده و بنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية أولادهم
و على النقيض نجد أمهات ( بفعل عواطفهن و بخاصة إذا كان الولد وحيدا في الأسرة ) لا يعاقبن أولادهن على السلوكيات الخاطئة فيصبح الطفل عرضة للصراع النفسي أو الانحراف عندما يكبر
أنواع العقوبة :
التنبيه لعواقب السلوك السيئ - التوبيخ - الحجز لمدة معينة - العقوبة الجسدية
و يجب الامتناع تماما عن العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير و الإهانة أو الضرب الجسدي العنيف لأنها تخلق ردود أفعال سلبية لدي الطفل تتمثل في الكيد و الإمعان في عداوة الأهل و التمسك بالسلوك السلبي الذي عوقب من أجله لمجرد تحدي الوالدين و الدخول في صراع معهم بسبب قسوتهم عليه
أخطاء شائعة يرتكبها الآباء
عدم مكافأة الطفل على سلوك جيد :
مثال -
أحمد طالب في الابتدائي أستلم شهادته من المدرسة و كانت درجاته جيدة . عاد من المدرسة و وجد والده يقرأ الصحف و قال له ( أنظر يا أبي لقد نجحت و لا شك أنك ستفرح مني ) و بدلا من أن يقطع الوالد قراءته و يكافئ الطفل بكلمات الاستحسان و التشجيع قال له ( أنا مشغول الآن أذهب إلى أمك و اسألها هل أنهت تحضير الأكل ثم بعد ذلك سأري شهادتك )
معاقبة الطفل عقابا عارضا على سلوك جيد
مثال -
زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها فقامت إلى المطبخ و غسلت الصحون و ذهبت إلى أمها تقول ( أنا عملت لك مفاجأة يا أمي فقد غسلت الصحون ) فردت عليها الأم ( أنتي الآن كبرتي و يجب عليك القيام بمثل هذه الأعمال لكنك لماذا لا تغسلي الصحون الموجودة في الفرن هل نسيتى ؟)
تحليل :
زينب كانت تتوقع من أمها أن فكافأها و لو بكلمات الاستحسان و التشجيع لكن جواب الأم كان عقوبة و ليس مكافأة لأن الأم :
أولا : لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت
ثانيا : وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة على تقصيرها في ترك صحون الفرن دون غسيل
مكافأة السلوك السيئ بصورة عارضة غير مقصودة :
مثال :
مصطفي عاد إلى المنزل وقت الغداء و أخبر والدته أنه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع أصدقائه قبل أن يتناول غذاءه فطلبت منه الوالدة أن يتناول الطعام ثم يأخذ قسطا من الراحة و يذهب بعد ذلك لأصدقائه فأصر مصطفي على رأيه و هددها بالامتناع عن الطعام إذا رفضت ذهابه في الحال فما كان من والدته إلا أن رضخت قائلة له ( لك ما تريد يا أبني الحبيب و لكن لا تبكي و لا ترفض الطعام و أذهب مع أصدقائك و عند عودتك تتغذى )
عدم معاقبة السلوك السيئ
مثال :
بينما كان الأب و الأم جالسين اندفع الابن الأكبر هيثم يصفع أخاه بعد شجار عنيف أثناء لعبهم و نشبت المعركة بين الطفلين فطلبت الأم من الأب أن يؤدب هيثم على هذه العدوانية لكن الأب رد قائلا ( الأولاد يظلوا أولادا يتعاركون لفترة ثم يعودون أحباء بعد ذلك )
تحليل :
هذا الرد من الأب يشجع الابن الأكبر على تكرار اعتدائه على أخيه و يجعل الأخ الأصغر يحس بالظلم و عدم المساواة .
ـــــــــــــــــــ(101/429)
... التوتر وفن تربية الأولاد
أن تكوني أمًا أو أن تكون أبًا، من أكثر التجارب سعادة وأكثرها خبرة. ولكن في حياة كل منَّا أوقات تؤدي إلى التوتر نتيجة لمتطلبات الحياة اليومية.
الاعتناء بالأطفال يؤدي إلى توتر الآباء، وهذا التوتر يجعل الآباء مضطربين و قلقين.
هذه الاضطرابات تمثل جزءاً طبيعيًا من الحياة الأسرية ولا يمكن تجنبها، بل على الآباء أن يبتكروا طرقًا للمواجهة حتى لا يغرقوا في بحر من القلق.
حُبُنا لأولادنا شيء طبيعي وأساسي، ولكن الحب وحد لا يكفي، فنحن في حاجة لشيء من الصبر والابتكار الذي نفتقده نوعًا ما، وسيظل دورنا كآباء مستمرًا حتى يكبر الأولاد، وعلينا أن نعلم أن لكل طفل أو ولد شخصيته المنفردة، وبالتالي تختلف طريقة المعاملة من طفل لآخر.
الاعتناء بالأطفال الصغار يكون مرهقًا، وكلما كَبُر الطفل؛ قل الجهد البدني وزاد القلق على الأولاد، وذلك لوجودهم فترات طويلة خارج المنزل.
ووجود أطفال صغار في الأسرة يجعل من الصعب انفراد الأب والأم للحديث -وإن كان لفترة قصيرة-، ويترتب على ذلك فقدان الطاقة اللازمة وعدم توافر الوقت لممارسة الحياة الاجتماعية، فعلينا ألا ننسى حق أنفسنا وسط ازدحام الحياة اليومية.
الواقعية شيء مطلوب:
كثير من الآباء يبحثون عن الأسرة المثالية وينشغلون في التفكير في مستقبل أولادهم.
وعلينا أن نُذَكَّركُم ونهمس في أُذُنِكُم أيها الآباء: "لا يوجد أطفال مثاليَّون ولا آباء مثاليَّون". فجميع الأطفال يسيئون السلوك من وقت لآخر وجميع الآباء يخطئون، فالبحث عن الأسرة المثالية قد يجعلكم تخطئون تقدير مكانة أسرتكم.
قد ينتابكم القلق على مستقبل أبنائكم، ولكن تذكروا أن لكل فرد شخصيته المستقلة فتقبلوا طفلكم على ما هو عليه. وبالحب والتقدير والتشجيع؛ ينشأ الطفل نشأة طيبة ويحسن تقديره لنفسه.
أعراض التوتر ومعرفتها:
يتحول التوتر إلى مشكلة يجب معالجتها، إذا تركنا أنفسنا نغرق في الأحداث المختلفة التي نواجهها. ويصاحب التوتر بعض الأعراض البدنية: كالإجهاد المصحوب بآلام في الرأس أو في المعدة أو الظهر، وهناك علامات ذهنية تنتج عن التوتر: كصعوبة التركيز، وصعوبة اتخاذ القرارات، وهناك أيضًا علامات عاطفية كالشعور بالغضب والعصبية والقلق.
كيف نواجه التوتر؟:
علينا أن نعلم في البداية الأسباب التي أدت للتوتر لكي نستطيع معالجتها، وعلينا أيضا أن نعلم أن التوتر ينبع من الداخل؛ ومن ثم يجب أن نوجّه انفعالاتنا وردود أفعالنا توجيهًا صحيحًا.
وفيما يلي بعض المقترحات التي يمكن أن تساعدكم -بإذن الله- على المواجهة الصحيحة:
تخصيص وقت من كل أسبوع للنشاطات الشخصية والسعي على أن يكون هناك وقت للحاجات الشخصية.
المحافظة على الصحة بتناول الغذاء الصحي وممارسة التمارين الرياضية باستمرار، فالآباء في حاجة لقدر وفير من الطاقة لتربية أولادهم.
تجنبوا الجهد والإرهاق؛ فالنوم مبكرًا، وساعة القيلولة -إذا أمكن- يأتيان بنتائج جيدة.
التحدث مع الآخرين والمشاركة في حل ما يقلقك يؤدي إلى انخفاض حدة التوتر.
قراءة الكتب والحرص على متابعة البرامج المتخصصة في مجال التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع واستشارة الخبراء في هذه المجالات عند الحاجة كما يستشار الطبيب عند المرض، فالتربية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية لأطفالنا التي نهتم دائمًا بها ونحرص عليها.
إذا كنت تعاني/ تعانين من الضغط والتوتر العصبي بعد يوم طويل، أخبر/أخبري أطفالك بذلك، وبأنك سوف تعود/ تعودين للتفرغ لهم بعد أخذ قدر كافٍ من الراحة.
تقسيم الوقت؛ وتخصيص وقت للأولاد، ووقت لنفسك، ووقت لزوجك، ووقت للأصد
ـــــــــــــــــــ(101/430)
... الطفل المدلل!!!
تقدم لنا أخصائية نفسية نصائحها عن كيفية إعادة تشكيل سلوك الطفل المدلل.
إن وجود طفل مدلل لا يعد مشكلة عرضية أو مؤقتة فقط ولا هى مرحلة وتمر، فإذا لم تعيدى تشكيل سلوك الطفل المدلل فسوف تعانين من سلوكه السئ مدى الحياة. سوف تعانين من سلوكه فى فترة المراهقة لأن غالباً سيكون سلوكه أسوأ، وعندما يكبر قد يجد صعوبة فى التكيف مع أمور الحياة والناس لأنه يكون قد اعتاد أن يحصل على ما يريد عن طريق استخدام سلوكه السئ.
تشرح د. حورية أحمد أن الطفل المدلل هو الذى يثور عندما لا تلبى احتياجاته ويذعن أبواه لرغباته بغض النظر عن وجهات نظرهما هما. على سبيل المثال، يوسف ووالدته يسيران فى السوبر ماركت، يوسف يريد بعض الحلوى ولكن والدته ترى أنه يجب أن ينتظر إلى ما بعد الغذاء. يبكى يوسف ويدبدب بقدميه ويلقى بنفسه على الأرض وهو ثائر. تستسلم والدته وتعطى له الحلوى. يوسف طفل مدلل لأنه لم يلتزم بالقواعد التى وضعتها والدته وقد استسلمت هى لسلوكه السئ، فيوسف قد تعلم أنه يستطيع الحصول على ما يريد عن طريق السلوك السئ. كيف يقع الآباء فى هذه المصيدة؟
كما تقول د. حورية أحمد أن الآباء يفسدون أطفالهم بدون قصد كالآتى:
عدم وضعهم لقواعد محددة يتعايش بها الأطفال.
• عدم الحرص على الالتزام بالقواعد.
• عدم مكافأة الأطفال عندما يحسنون التصرف.
تنصح د. حورية أن يفعل الأبوان الآتى:
أخبرا الطفل مسبقاً:
تؤكد د. حورية أن الأطفال يجب أن يعرفوا دائماً ما الذى يتوقعونه وما الذى نتوقعه نحن منهم. كان يجب على والدة يوسف أن تقول له: "نحن ذاهبان الآن إلى السوبر ماركت، توجد هناك حلوى كثيرة ولكننا لن نشترى أياً منها لأننا لم نتناول غذاءنا بعد." الآن هو يتوقع ما سيحدث ويعرف أيضاً أنه يجب عليه أن ينتظر إلى ما بعد الغذاء.
ضعا قواعداً واحرصا على تطبيقها:
يشعر الطفل بالأمان فى وجود روتين وقواعد معينة فى حياته. توضح د. حورية أن القواعد يجب أن تكون منطقية ومناسبة لسن الطفل. وكلما كبر الطفل يجب أن تتغير القواعد أو تعدل لتناسب سنه. تشير د. حورية إلى أنه إذا حدد الآباء أوقاتاً معينة للأكل، اللعب، والنوم، سوف تنتهى أغلب المشاجرات اليومية بينك وبين أطفالك. وتؤكد د. حورية أيضاً على أن الثبات فى وضع القواعد وتطبيقها هام جداً للحفاظ على السلوك الطيب لطفلك.
كافئا السلوك الجيد:
تؤكد د. حورية على أن سلوك الأطفال الجيد لا يجب أن يؤخذ على أنه أمر مسلم به، فكل مرة يحسن طفلك التصرف كافئيه وامدحيه، فلا تتجاهلى السلوك الجيد وكأنه شئ عادى ومتوقع. لو قال يوسف: "حاضر يا ماما،" وانتظر إلى ما بعد الغذاء، يجب أن تمدحه والدته على صبره. يجب أن يجدد الأبوان فى طريقة مدحهما لطفلهما، فلا تستخدما دائماً نفس ألفاظ وكلمات المدح لأنه بعد قليل ستبدو كلماتكما مكررة ولن يشعر طفلكما أنه يكافأ.
كونا أصحاب الفعل وليس رد الفعل:
تنصح د. حورية الأبوين بأن يواجها السلوك السئ بشكل هادئ. على سبيل المثال: "أنا أعرف أنك ترغب بشدة فى شراء هذه اللعبة، لكننا لن نشترى لعباً اليوم ولكننا سنشترى فقط بعض البقالة." لا تصرخى أو تثورى كرد فعل لفعل طفلك أو تشبثه لأنك بذلك تواجهين سلوك طفلك السئ بسلوك سئ مثله.
إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد كبر وأصبح مدللاً وأن الوقت قد فات لإصلاح ذلك، فكرى مرة أخرى، فتعتقد د. حورية أنه يمكنك إعادة ضبط سلوك طفلك باستخدام النصائح السابقة. قد يستغرق ذلك منك شهوراً وقد يصبح سلوك طفلك فى البداية أسوء من ذى قبل ولكن النتائج التى ستحصدينها تستحق الجهد.
نقلا عن موقع الأم و الطفل ...
... المشاعر .. كيف نساعد أطفالنا للتعامل معها؟
هناك جمل نسمعها من ونحاول أن نناقشها معهم وهي تلك التي يصف فيها الأبناء مشاعرهم مثل :
" أنا متعب لا أستطيع أن أكتب واجباتي "
" إن هذا الولد الجديد في الصف أريد أن أضربه "
" سوف تنتقل ريم من صفي وهي أفضل صديقاتي " .
وللاسف أحياناً ما تكون ردودنا محاولة لأن ننكر عليهم مشاعرهم فنوجه لهم نصيحة مباشرة .. مثل
" لا يمكن أن تكون متعب لأنك مستيقظ منذ فترة قصيرة "
" لماذا تضربه .. إنه يبدو لي طفل لطيف "
أو " سوف يزول شعورك بالضيق بعد فترة " .
مهما كانت هذه النصائح صادقة إلا أنها تنكر عليهم مشاعرهم فيحاولون تبني مشاعرنا نحن أي ندفعهم إلي عدم تصديق مشاعرهم الذاتية .
وهدفنا هنا أن نتدرب علي أن نصل إلي إجابات تؤكد احترامنا لما يشعرون به ، ليحترموا بدورهم مشاعرهم ويحاولوا حل مشاكلهم بأنفسهم بطريقة بسيطة جداً ، وقبل أن نضع مقترحات لردود بديلة للجمل السابقة لنتدرب على استخدام (4) تقنيات لكل واحدة منها لون بطاقة مختلف ولكل منها هدف معين ..
ـــــــــــــــــــ(101/431)
... نعم للضرب بدائل كثيرة
لا تؤذي مشاعر طفلك بالضرب بل امنحه الثقة بحبك وحوارك معه ، في الأعداد السابقة تناولت " ولدي " أساليب المحادثة بين الآباء والأبناء حتي لا تتأثر العلاقة بينهم بنوعية أسلوب المخاطبة الذي قد يؤدي سلبياً إذا أساء الآباء استخدام أساليب المحادثة الصحيحة
ردة فعل الأباء
لماذا نلجأ للضرب كعقاب وهل الضرب هو الوسيلة المناسبة لردع الأبناء ؟
غالباً ما يكون الضرب هو ردة فعل من الوالدين تجاه الأبناء ويلجأ الآباء إليه حتي لا يفلت الزمام أحياناً ولتفريغ شحنة الغضب التي بداخلهم ويمكن أن تكون رسالة موجهة للأبناء فحواها لا تكرروا هذا الفعل مرة أخري ، لكن الضرب يؤدي إلي إيذاء لمشاعر الابن + الشعور بالذنب + الاحتقار للذات والشعور بكراهية الوالدين أحياناً .
ماذا أفعل
ماذا أفعل مع طفل يتحرك كثيراً في الأسواق ويحاول العبث بكل شيء يصادفه ؟
كيف أعاقب ابني الذي يتعمد أن يلعب بالأدوات الخطيرة ويتركها خارج المنزل أيضاً ؟
اجعل هذه الخطوات قاموسك الخاص أثناء إيجاد بدائل للضرب .
البديل :
1- صف مشاعرك بقوة دون المساس بشخصية الطفل .
2- بيّن توقعاتك .
3- قدُ الطفل نحو تعديل ما أفسد .
4- أعط الطفل عدة اختيارات .
5- اتخذ موقفاً حازماً .
6- توصلوا لحل للمشكلة .
استخدام العبارات التالية :
1- إني غاضب جداً فأدواتي الجديدة تركت في الخارج فأصابها الصدأ .
2- أنا أتوقع أن أجد أدواتي في مكانها بعد استعمالها .
3- ما تحتاجه الأدوات هو قطع من ورق السنفرة وبعض الدهون لتنظيفها .
4- امامك اختيارين إما أن تعيد الأدوات إلي مكانها بعد استعمالها أو أن تحرم من استعمالها تماماً .
5- أبي لماذا خزانة الأدوات مغلقة .
لماذا لا تخبرني أنت لما أنا أغلقتها .
6 - لنجلس معاً ونتفق علي طريقة أضمن بها أنك إذا أخذت أدواتي فستعيدها إلي مكانها .
في بعض الأحيان تصل الأمور بيننا وبين الأبناء إلي درجة من عدم التفاهم بحيث لا نستطيع حلها بكلمة أو بموقف ولكنها تحتاج إلي فترة من الجلوس مع الأبناء ومحاولة التوصل إلي حل المشكلة .
حل مشاكلك :
في محاولة لايجاد حل للمشكلة لابد أن نعتمد علي النقاط التالية :
1- نتحدث معه عن احتياجاته ومشاعره .
2- نحدثه بالمقابل عن مشاعرنا واحتياجاتنا .
3- نتفق علي نقاط معينة نتوصل إليها .
4- نكتب كل الحلول دون أن نقيمها .
5- نبدأ في تقيم الاقتراحات ونلغي ما نتفق علي إلغائه .
فإذا ما استخدمنا المثال السابق لتوضيح تلك الخطوات :
1- نعم إنك تحب اللعب والركض واكتشاف الأماكن الجديدة .
2- ولكن نشعر بالحرج والخوف عليك عندما تركض هنا وهناك .
3- لنجلس ونحاول أن نتوصل أنا وأنت إلي طريقة نستطيع أن تذهب معي بها للسوق المركزي .
4- ولنتفق علي عدة أمور :
1- إما أن تجلس في العربة أثناء التسوق أو أن لا تذهب معي إلي السوق المركزي مرة أخري .
2- في كل مرة تخطئ في عمل ما لن أصطحبك إلي ساحة اللعب .
3- أن تساعدني في اختيار المشتريات وتمسك بالورقة وتضع معي الأشياء في العربة ، ومن ثم ندعه يختار الامتياز الذي يناسبه ويتحمل مسؤولية اختياره .
كل ما يحتاجه الأبوين هو إعطاء أنفسهم الفرصة للتفكير بهدوء للتوصل لحل مشاكل أبنائهم ووضع عدة احتمالات وحلول سريعة لتصرفات الأبناء غير اللائقة مع عدم المساس بشخصية الأبناء بما لا يؤثر سلبياً علي مستقبلهم .
ـــــــــــــــــــ(101/432)
غير من تصرفات ابنك، بإتقانك: رواية القصة والمشاركة الوجدانية
خلقنا الله عز وجل نملك العديد من الصفات الفطرية مثل التقليد والإيحاء اللذين تحدثنا عنهما في الحلقة السابقة، واليوم نتحدث عن الاستعداد الفطري الثالث: " المشاركة الوجدانية "، وقبل أن نتحدث عن هذه الصفة بشكل تفصيلي، لاحظ نفسك وأنت تخوض هذه التجربة.
? تجربة لطيفة
لنفترض أنك الآن تنصت لزميلك وهو يتحدث عن قصة حدثت له، وأن القصة تحتوي على مواقف مضحكة وأخرى محزنة، فماذا تتوقع أن تكون ردة فعلك وأنت تستمع؟!
هل سيتأثر تعبير وجهك وتنبسط عند سماعك المواقف الضاحكة؟ وهل ستجاهد الدمع والحزن عند سماعك للعبارات الحزينة؟!
عزيزي المربي ..أنك حتماً ستشاركه وجدانياً، وسيتأثر تعبير وجهك تبعاً لما تسمع، وهذا ما نقصده بالمشاركة الوجدانية.
? الخوف .. صفة مكتسبة
يولد الإنسان وهو لا يخاف من أي شيء، ومع الأيام .. ومع ملاحظته لمن حوله يبدأ يخاف مما يخافون منه، فيخاف من القطة،أن كانت والدته تخاف منها، ويخاف من الظلام أن كانت أخته تخاف منه، ويخاف من الطبيب أن كان والده يخاف منه وهكذا، وبدون أن نشعر، نربي ابناً على الخوف من الأشياء التي حوله، وحتى نرى إنفعال الخوف عند أبنائنا،أنظر إلى تعبير وجه ابنك وأنت تروي القصة التالية :
في يوم من الأيام، كان الفأر يسير في الشارع .. ثم فجأة .. ظهر القط .. فخاف الفأر وركض إلى جحره.
? إنفعال الحزن.. والاستفادة التربوية
كيف أستفيد من صفة " المشاركة الوجدانية " في تربية ابني؟!
إن من أفضل الأساليب التربوية لغرس القيم وتعديل السلوك رواية قصة للأبناء، لأن القصة تحوي العديد من العوامل المؤثرة ولنأخذ هذا المثال:
أرو لابنك قصة طفل يتيم لا توجد لديه ملابس، وحاول أن تكون إنفعالات وتعبيرات وجهك - الحزينة - مناسبة لما تروي.
لاحظ تعبير وجه ابنك، واعلم أنك كلما زدت من درجة التأثر والحزن رأيت زيادة تأثره بالقصة.
ثم انتظر تأثره الشديد عندما يقول: " لماذا لا أعطيه من ملابسي"؟
استفد من هذه اللحظة، التي هي الهدف من القصة، وتوجه معه إلى دولاب ملابسه، كي تجعله يتعود الاستغناء عن كل الملابس التي لا يحتاج إليها.
ولا تنس أن تذكره بالأيتام كلما رأيتم صندوقاً يدعو للتبرع، ليكون هذا التبرع صفة لازمة له.
الاستفادة من القصة:
فماذا تعلم ابنك من هذه القصة؟!
1- تعلم مشاركة الآخرين وجدانياً.
2- خفف من حدة الأنانية، عندما تبرع بملابسه.
? الخوف قسمان !!
نستطيع أن نقسم الخوف إلى قسمين:
1- خوف إيجابي.
2- خوف سلبي.
فالخوف السلبي هو عندما يخاف الابن من الظلام، أو الطبيب، أو الإبرة، أو من أحد الحيوانات، أو الأماكن المغلقة، أو غيرها من الأشياء التي لا تستحق الخوف.
أما الخوف الإيجابي: فعلى قمته يكون الخوف من الله عز وجل، لأن بالخوف من الله يعّدل سلوك الإنسان ويستقيم.
? الخوف الإيجابي
ونستطيع أن نغرس في الطفل الصغير إلى أن يكبر ويعي ويفهم العبرة، بعض معاني الخوف الإيجابية مثل:
1- الخوف من وضع اليد داخل أسلاك الكهرباء.
2- الخوف من أكل المواد الكيماوية السامة.
3- الخوف من السكين أو المقص.
4- الخوف من عبور الشارع بدون مرافق.
? في العدد القادم سنكمل حديثنا عن المشاركة الوجدانية.
ـــــــــــــــــــ(101/433)
أنت وطفلك ذو العامين ... نحو التهدئة
هناك الكثير من الطرق التي تجنب الآباء تصعيد ( النزاع ) مع هذا الصغير، وحتى لا يتحول ( النزاع ) إلى ( صراع ) - غير متكافئ بالطبع- يؤدي إلى نتائج عكسية.
ومن هذه الطرق
1-عدم الإسراع بالتدخل: فسرعة تدخل الآباء أمام عدم استطاعة الطفل إنجاز العمل تعني أنهما يبحثان عن المتاعب، فالطفل ينزعج من أي نوع من التدخل فيما يقوم به، وسيتخذ رد فعل غاضباً إزاء ذلك، ولكن يجب عدم فهم رد الفعل هذا بأنه متجه ضد الآباء، فحقيقة الأمر أن غضب الطفل واستياءه يكون متجهاً نحو المهمة التي يقوم بها ولا يستطيع إنجازها.
العمل كفريق: إن تقسيم المهمة إلى عدد من الوظائف، ومنح الصغير أسهلها، طريقة ناجحة، فهي تزيد من ثقته بأنه يستطيع أن ينجز ما يكلف به، وفي الوقت ذاته تتيح للأهل تقديم المساعدة، مثال على ذلك: يمكن تقسيم عملية ارتداء الثياب، بحيث يسمح له بارتداء بنطاله بنفسه وترك أمر ارتداء الحذاء وربطه للآباء.
تهيئة المنزل: يجب ألا يتردد الآباء في إيجاد وسائل تتيح للطفل القيام ببعض الأعمال بنفسه، كوضع كرسي صغير قرب الحوض في الحمام حتى يستطيع الطفل الوصول إلى فرشاة أسنانه، أو وضع إبريق وكوب صغير يمكن للطفل استخدامهما دون سكب الماء أو الحليب.
تجنب الاستعجال: فبالطبع الطفل- ذو العامين- لن يستطيع أن يقوم بمهمة ما- مهما صغرت- لذا يجب التحلي بالصبر، وإعطاؤه الفرصة للتجريب، وإنجاز المهمة بأفضل شكل ممكن.
بل أكثر من ذلك يجب تخصيص وقت له ليمارس فيه استقلاليته، ولا نعني هنا وقتا محددا، بل يكفي هنا إتاحة الفرصة له لتحقيق إنجازاته الصغيرة كشرب الماء أو إعداد شريحة خبز بالجبن، أو إحضار الصحيفة، أو تفريغ أكياس البقالة.. إن هذه الانجازات الصغيرة تؤكد له أنه شخص كفء يعتمد عليه، قادر على إنجاز ما يطلب منه.
ويقول د.باور ( من الصعب على الأبوين أن يقررا متى يكون الطفل مستعدا للقيام بعمل ما بنفسه، لذلك كل ما يجب أن يفعلاه هو منحه المزيد من الوقت، وألا يتوقعا منه الكمال).
(لا) حاسمة
لكن... على الرغم من أهمية تدعيم نزعة الاستقلالية هذه فإن هناك حدودا يجب الوقوف عندها تفرضها أحياناً طبيعة ما يرغب الطفل في القيام به، وأحياناً أخرى الظروف والوقت الذي يختاره لإنجاز مهامه، فكيف يكون التصرف؟ بداية لا يمكن التساهل مع طفل العامين في أمور السلامة، كرغبته في إشعال الموقد بنفسه، أو عبور الشارع وحده.
فهنا يجب استخدام (لا) حازمة لا تقبل المساومة، حتى لو أدى الأمر إلى تصعيد النزاع، فلا خيار أمام الآباء حينها، أما فيما عدا ذلك فيمكن التحايل على الأمر، كإيجاد بديل للعمل الذي يرغب فيه ولفت انتباهه إلى مهمة أخرى، مثل فتح صنبور المياه له، ودعوته لغسل ألعابه، أو عرض مهمة أخرى محببة لديه على أن ينجزها في وقت لاحق، كمساعدة والده في ترتيب ثيابه عند عودته من العمل مثلا.. ولكن في هذه الحالة يجب الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وعدم النكث بالوعد.
وما يجعل الوالدين يتداركان الأمور قبل استفحالها، تعليمهما الطفل أن يعتاد الاستئذان قبل أدائه للمهمة التي يريد إنجازها، وهذا يتيح لهم ( تقدير الموقف ) في الحال.
عزيزي المربي:
مع طفل يخطو نحو عامه الثالث خطواته الأولى لابد أن تكون جاداً في ابتكار الوسائل والحيل والبدائل التي تحوي تصرفاته والنزاعات التي قد تحدث بينك وبينه!!
العدد (80) يوليو 2005 ـ ص: 48
ـــــــــــــــــــ(101/434)
مدارس مونتسوري بين النجاح والانتقاد!
جذب هذا الانتباه الذي حققته د. Montessori في رعاية وتعليم الأطفال الفقراء في حضانة " bambini casa dei " كثيراً من التربويين والزوار المعروفين من جميع أنحاء العالم في أوائل 1910 فبدأت مدارس د. Montessori وازدهرت في أنحاء كثيرة من أوروبا وبعدها في الهند،
وفتح القليل منها في الولايات المتحدة، ولكن لم يكن إعداد المعلم على درجة عالية من الكفاءة في هذا البلد، فقد كانت تنتشر مبادئ jahm dewey لذا فسرت خطأ وانهارت بسرعة واستمرت د. Montessori في التعليم والمحاضرات والكتابة في أوروبا والهند حتى توفيت 1952، وفي أوائل الستينات عاد الاهتمام بأفكار وأنظمة د.montessori التربوية في الولايات المتحدة التي أثارتها البحوث الجديدة حول أهمية التعلم المبكر والحاجة الماسة لإيجاد وسائل أفضل لتعليم الأطفال من بيئات فقيرة ومتأخرة!
وكان النجاح السريع والواضح لمدارس Montessori في السنوات الأخيرة.
نقد مدارس مونتسوري
وراء السعي نحو نظرة جديدة للمفاهيم التقليدية للتعلم في مرحلة ما قبل المدرسة ينتقد بعض التربويين المتخصصين في الطفولة المبكرة نقص التأكيد على النمو الاجتماعي والوجداني في مناهج هذه المدارس واعتبروها قاسية وروتينية أكثر من اللازم بالنسبة لأطفال الطبقة المتوسطة من الأمريكيين، بينما يرى آخرون أن كل أفكار Montessori الفعال كانت تدرس في برامج الحضانة منذ فترة طويلة!
وقد أصبحت بالفعل أدوات Montessori كالألغاز الثابتة وأثاث الأطفال جزءاً من النظام التعليمي للأطفال إلا أن كثيراً من النقاد تجاهل أثر استخدام هذه الأدوات، فلم يستوعبوا مفاهيم د.مونتسوري حول العقل المكتسب والفترات الحساسة وحرية العمل، وإتاحة فرص الاختيار وأهمية العمل الذهني في فترة يقبل فيها الأطفال على التعلم!
برنامج الطفلة إريكا في مدرسة مونتسوري
تدخل الطفلة إريكا Erica وهي في الرابعة فصلها في إحدى مدارس مونتسوري وتبدأ يومها بتعليق معطفها..
أولاً: تبسطه على طاولة منخفضة ثم تدخل علاقة إلى منطقة الأكتاف وتغلق الأزرار ثم تعلق المعطف في قضيب على الحائط! تعلمت هذه الطريقة من خلال التعلم المبرمج حيث يقسم العمل إلى خطوات بسيطة يستطيع الطفل القيام بها وهدف ذلك التركيز على رغبة الطفل في عمل الأشياء بنفسه ومساعدته على اكتساب كثير من الاستقلال عن الكبار قدر الإمكان في نواحي الاهتمام الشخصي! ثم تغير إريكا حذاءها وتلبس خفاً، وذلك لتقليل الضوضاء التي قد تشتت الصغار أثناء القيام بمشروعاتهم التعليمية! وبعد أن تلقى تحية الصباح على المشرفة، تكون حرة في اختيار ما تحب من الأنشطة التعليمية، ولا يشار إليها أن تشارك أي طفل في نشاطها، ويحترم ما تقوم به وغير مسموح لأي طفل آخر بالتدخل، وذلك على خلاف مراكز الرعاية النهارية الأخرى حيث تؤكد على المشاركة والعمل الجماعي بغض النظر عما يحاول الطفل إنجازه بنفسه!
التعلم نشاط فردي وليس جماعياً
في مدارس مونتسوري، التعلم نشاط فردي مستقل وليس جماعياً، يعمل كل طفل حسب سرعته وبطريقته وبالمواد التي يختارها حسب قدراته واهتماماته، لا يتنافس مع أي طفل آخر، فلا يرتبط بمستوى آخر ليلحق به أو يتماشى معه!
والمسؤولة عن الفصل ليست معلمة بل مشرفة dire dress لتأكيد اختلاف علاقاتها بالأطفال! وظيفتها تهيئة بيئة تعلم الطفل وتوجيهه نحو التعليم الذاتي، والرد على تساؤلاته، فهي عامل مساعد أو محفز! لا تفرض أي نوع من التعلم على الطفل ولكن تشجعه أن يتعلم بنفسه! نادراً ما تثني على عمل الأطفال حتى يتعلم تلمس الرضا والثقة في عمله، ويتعلم أن يسعد نفسه وليس أي شخص آخر!
ماذا يفعل الأطفال في مدرسة مونتسوري؟
تمشي الطفلة إريكا بهدوء في الفصل دقائق عدة ثم تسحب قطعة صغيرة من السجاد وتبسطها على الأرض ثم تحضر عدداً من القضبان يحتوي على وحدات حمراء وبيضاء ثم تبدأ في وضع مسألة طرح، ثم ترتب القضبان حسب رغبتها، وتحضر بعض الأرقام وعلامة "-" لتشرح هذه العملية الحسابية!
تختار jane ذات الثلاث سنوات والنصف أحد الأنشطة العملية، حيث استخدمت إبريقا بلاستيكيا يحتوي على ماء نظيف وإسفنجة وقطعة قماش لتنظيف قمة الطاولات وعندما تنتهي من ذلك تعيد الماء إلى وعاء " الماء غير النظيف" وتعيد بقية الأشياء إلى مكانها!
الطفل jack في الرابعة يقوم بترتيب سلسلة من الخرز " عددها 1000 " يربط شرائط تحتوي كل منها على 10 خرزات حتى يصل إلى الألف وعندما يصل لكل رقم يحتوي على مائة يبدأ مرة أخرى في التعرف على الأرقام.. يستغرق هذا المشروع من الطفل حوالي الساعة، ولكنه لا يتعب أو يمل منه! فعندما يواجه أرقاماً كبيرة فيما بعد في المرحلة الابتدائية، تكون لديه فكرة ثابتة صحيحة عن مفهوم هذه الرموز، يقوم toby بالابتعاد قليلا ويبدأ في تجميع أحد الألغاز الخشبية التداخلية، والتي تمثل خريطة العالم، ويهمس بأسماء القارات عند قيامه بذلك!
تقوم الطفلة juhe بتدقيق مجموعة من ثمانية أجراس مع مجموعة أخرى وتعلم كيفية تقدير فروق الأصوات التي تحدثها.. يقوم طفلان في الخامسة بالقراءة في هدوء ويقوم آخر بكتابة الكلمات في دفتره!
الإنجاز والسعادة
تقوم الطفلة MAR CIA بنقل كومة من المكعبات الوردية متدرجة الأحجام إلى بساطها الصغير كي تبني برحاً
وتعتبر المكعبات مثل معظم أدوات مونتسوري، ذاتية التعليم والتصحيح، فالطفل الذي يستخدمها يعرف متى تكون صحيحة ومتى يحتاج إلى تصحيح، وهذه المكعبات الوردية ذات تصميم جذاب وخالية من أي مشتتات للطفل عن هدفه، وعندما ينتهي كل طفل من مشروعه يبتسم برضا ويتوقف دقيقة أو دقيقتين ثم يعيد هذه الأدوات إلى مكانها المحدد ثم يختار نشاطاً آخر، ومن وقت لآخر تمر المشرفة عليه لترى ما يفعل، ولكن غالبا ما تكون رغبته في الإنجاز هي الدافع والحافز نحو مزيد من العمل.
وتشرح PAULA POIK LILLARD مؤسسة ومديرة إحدى مدارس مونتسوري في CHIAGO:
عندما يندمج الأطفال في مثل هذه الخبرات التعليمية فهناك جدية واطمئنان نحو هذه الأنشطة التي تشعر الطفل بالسعادة والرضا وليس ضروريا أن تظهر علاماتها الخارجية، فقد يصيح الطفل " نجحت وحققت انتصاري" ويكون رد الفعل سعادة على الوجوه وابتسامة هادئة وربما كلمات ثناء بسيطة.
العدد (80) يوليو 2005 ـ ص: 28
ـــــــــــــــــــ(101/435)
إنجازات طفلك الذاتية.. منطلق سعادته ونجاحاته
ما أكثر الأعمال التي تدخل السرور في نفس طفلك؟ هل عليك أن تفرض التعليم على طفل ما قبل المدرسة؟ أيهما أحب إلى الطفل: التعليم الفردي أم الجماعي؟ بماذا يشعر عندما ينجز أعمالاً بسيطة لا يد فيها غير يده كتنظيف طاولة المعيشة، أو غسل يديه بعد وجبة الغداء، أو ارتداء ملابسه بنفسه؟ هل هيأت له البيئة المناسبة لكي يعلم نفسه بنفسه ( الإنجاز الذاتي) ؟ وما أثر ذلك على صحته النفسية والعقلية؟
عزيزي المربي.. هذا ما ستجيب عليه الأسطر القادمة
المبادئ الأساسية لمدرسة مونتسوري:
في مدرستها فلسفة تربوية وأساليب تعليمية أثبتت نجاحها مع الصغار جميعاً مهما تنوعت خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية.. ونقدم فيما يلي بعض المبادئ التي نفذتها:
1-يختلف الطفل عن الشخص البالغ في أنه في حالة من النمو والتغير الدائمين، ويمكن تعديل وسائل تغيره عن طريق البيئة!
2-لدى الطفل رغبة في التعلم، لذا فعلى الشخص الكبير الذي يحبه ان يشجعه ويتيح له فرص التعلم ويسمح له أن يتعلم بنفسه.
-ويقول د. Montessori من منا لا يدرك أن تعليم الطفل كيف يطعم نفسه ويغسل نفسه ويلبس نفسه هي مهمة أصعب بكثير وتحتاج لمزيد من الصبر من إطعام الطفل وغسله وإلباسه! الأولى هي مهمة المعلم أما الثانية فهي عمل سهل وبسيط يقوم به الخادم.. قد تكون أسهل للأم، ولكنها خطيرة على الطفل فهي تغلق الطريق أمامه وتلقي بالمعوقات في طريق نموه وتطوره.
3-لدى عقل الطفل الصغير قدرة واسعة على اكتساب خبرات كثيرة حتى ولو لم يعبر عنها فعلياً، فأهم فترة في عمر الإنسان هي من الميلاد إلى السادسة- وليس مرحلة الدراسة الجامعية- ففي هذه المرحلة يتكون الذكاء الإنساني الذي هو أعظم أدوات البشر على الإطلاق!
4-يكتسب الطفل كل تعلمه المبكر تقريباً من البيئة المحيطة، لذا يجب أن تكون بيئته مهيأة حتى يختار من بين أنشطة التعلم ما هو مستعد له!
5-يتعلم الطفل الصغير الكثير من خلال الحركة، لذا يجب ألا تقيد حركته إلا في حدود ما هو ضروري للمحافظة على سلامته وعدم التدخل في حقوق الآخرين.. فأعط الطفل فرصة كبيرة للتحرك والاستكشاف والتعلم من خلال حواسه!
6-يمر الطفل بمراحل معينة من النمو يسهل عليه فيها اكتساب أنماط معينة من التعلم من غيرها، ويتضح هذا في نمو الكلام لدى الطفل! وتقول د. Montessori إن الطفل يمر بمراحل محددة تتجلى فيها استعدادات وإمكانيات نفسية تختفي فيما بعد، وهذا يفسر ظهور اهتمام غير عادي بجوانب معينة من البيئة خلال فترات معينة خلاف الكبار.
7- تلعب الأنشطة الحسية الحركية دوراً في تعلم الطفل، فكلما زاد كم المثيرات الحسية التي تغذي مخه المتنامي زاد تطور ذكائه!
8-يتم أفضل تعلم للطفل في جو من الحرية والالتزام وفي بيئة مهيئة لمساعدته على التعلم، فكما تقول د. Martessqri : إن الطفل يجب أن يكون حراً داخل الفصل الدراسي حتى يتابع اهتماماته، يتحرك ويختار ما يحب من الأنشطة، ولكن لا وجود للحرية دون نظام والتزام، ودون تنمية مهارات تجعل الطفل مستقلا في نشاطه إلى حد ما عن الكبار وفي الوقت ذاته توضع الحدود لحماية حقوق الآخرين!
9- يجب ألا يفرض التعلم على الطفل، وألا يتدخل المعلم فيما يتعلمه الطفل بنفسه أو يُحرم من متعة القيام بأعماله الخاصة به.
10-يجب أن يتعلم الطفل حسب مستوى استعداده وسرعته دون ضغط للحاق بمجموعة معينة أو انتظار مجموعة أخرى!
11-يتكون لدى الطفل تقدير لذاته عن طريق العمل مهما كان بسيطاً، سواء نظف الطاولة جيداً أو صب الماء، فهو يحتاج إلى هذه الفرص ليكوّن نجاحاته!
12-عندما تتاح للطفل فرصة التعلم ويكون مستعداً لها، لا يزداد ذكاؤه فقط، ولكن يكتسب الرضا والثقة بالنفس والرغبة في مزيد من التعلم!
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/436)
... أبي: قبلة الصباح والمساء لا تكفي
لكل أسرة ظروف خاصة تضطرها للتكيف معها راضية أو مكرهة لتسير عجلة الحياة، ولأسباب عديدة انتشرت ظاهرة غياب الأب عن المنزل، فبين ساعات العمل المزدحمة ( والتي تعتبر السبب الأول)، والإيفاء بمتطلبات المنزل والأبناء، والسمر مع الرفقة والزملاء، والذهاب إلى الفراش للنوم في نهاية اليوم و... الخ. لذلك.. كان لابد لنا أن نقف وقفات نسرد فيها سلبيات هذه المشكلة بعد أسبابها، ثم نتعرف على طرق علاجها، فالآباء يغيبون.. والأمهات والأبناء هم من يدفعون الثمن.
•من واقع الحياة
تقول أم عبد الرحمن: " زوجي طبيب يبدأ عمله من ساعات الصباح الباكر، فلا يستطيع توصيل الأولاد للمدرسة فأضطر لتوفير سائق ليقوم بهذه المهمة، ثم ينتهي به الدوام الرسمي في السادسة مساء حيث يعود منهكاً، بينما يكون الأولاد منشغلين باستذكار دروسهم، فيأخذ قسطاً من الراحة ثم يستيقظ ليعود للعمل الإضافي في عيادة خارجية، ومنها لا يعود إلا في الحادية عشرة بعد نوم الأطفال.. وهكذا يومياً، حتى يأتي يوم الجمعة وهو منهك فلا يغادر السرير من الإعياء إلا للصلاة.. تمر الأيام ولا يعرف الأطفال من أبيهم سوى قُبل الصباح والمساء، والمسؤولية كلها على عاتقي". كثير من الأسر تعيش مشكلة أم عبد الرحمن.. ترى ما شكل العلاقة بين زوجين لا يلتقيان إلا قليلاً؟ وكيف يربي الأبناء بعيداً عن آبائهم؟
•لماذا يغيب الآباء؟
غالبية الآباء يغيبون عن بيوتهم لظروف العمل.. فعادة ما يرتبط الأب بأكثر من عمل وهذا الغياب الذي له مبرراته يعين الأم على تحمل العبء وتقدير التعب والجهد الذي يبذله الأب.
أما الشريحة الأخرى من الآباء فتتغيب لأسباب غير مقنعة وغير مجدية.. فالأب ينهي عمله ليرتاح قليلاً في المنزل دون الالتفات للأبناء.. ثم يقضي بقية اليوم متنقلاً بين أصدقائه للترفيه.. وقد لا يعود إلا في ساعات متأخرة من الليل.
تقول أم أريج: إنني أعيش في صراع مع نفسي وزوجي وأبنائي، أتحمل المسؤولية كاملة بينما هو يصول ويجول في الخارج حتى الثانية بعد منتصف الليل. إنني أقف حائرة أمام أسئلة أبنائي عن أبيهم، هل أقول إنه يتابع الفضائيات مع أصدقائه أم إنه يلعب الورق؟ لا أستطيع الكذب عليهم، فالكبار منهم يعلمون أين أباهم ولقد بدؤوا ينهجون نهجه ويحملون أباهم مسؤولية كل إخفاق لهم.. إنني أعاني كثيراً.
تبقى نسبة قليلة من الآباء الذين ينشغلون عن بيوتهم لانشغالهم بأهلهم فمنهم من له والدان كبيران يحتاجان إلى عناية ومتابعة واهتمام، وهؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه.. لا يذهب العرف بين الله والناس.
وبين هؤلاء الآباء من يتصف بسوء التدبير فلا هو في المنزل يتابع أبناءه ولا هو بمنتج في عمله، وليس له علاقات اجتماعية أياً كان نوعها.. إنما يقتل الفراغ الذي يصنعه بما لا ينفع.
•الأب الرمز
تبرز خلف أسباب الغياب رموز متباينة للآباء.. فالأب العامل المكافح، والداعية المنسلخ عن نفسه لخدمة دينه يتركان خلفهما أعظم المبررات لهذا الغياب، وهي مبررات تمد الأم بسلاح الصبر والتوكل على الله وشحذ الهمة للاهتمام بالأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقها، والشعور بأن لديها عملاً يوازي عمل زوجها بل قد يفوقه وعليها أن تخلص فيه وستجني ثماره- إن شاء الله- عاجلاً أم آجلاً، هؤلاء الآباء يضربون لأولادهم أروع مثل في التضحية والجد والاجتهاد والعمل الدؤوب، ويعلمونهم أهمية الوقت بثوانيه ولذة العمل بنتائجه ولو قلت، ويرسلون رسالة إلى الجيل بأن الحياة كدح وأن العمر ثوانٍ والعمل شرف وواجب، لكن ما الرسالة التي يقدمها أب يقضي وقته في متابعة الفضائيات أو العكوف على الإنترنت فيما لا طائل من ورائه أو ينقضي ليله وهو مع أصحابه بين الورق؟! وأي مدد يصل للزوجة القابعة بين أبنائها تتربص بهم مغريات الحياة ومهالك الردى؟! وأي جيل ينشأ وهو يرى حياة بلا هدف وأوقات تضيع سدى؟!!
•الغياب.. سلبيات وإيجابيات
سنة الله أن يتربى الطفل بين والدين يشتركان في التوجيه والإرشاد والعناية والرعاية، لكن غياب الأب يحمل بين طياته سلبيات وإيجابيات.. أما الإيجابيات فتنحصر في الأب الرمز والمثال، وأما السلبيات فتخوضها الأسرة يومياً كما ترويها لنا دانية قائلة: بيتنا خلال الأسبوع يغرق في الفوضى، كل يأكل عندما يجوع، الأصوات مرتفعة، أثاث البيت متناثر.. أشعر بفرق كبير عندما يتواجد أبي معنا خلال عطلة نهاية الأسبوع! هدوء يخيم على البيت، نجتمع سوياً على الأكل، قطع الأثاث في أماكنها، لا معارك.. نهاية الأسبوع بالنسبة لنا راحة وهدوء وهدنة لوجود أبي بيننا.
وقد يتعدى أثر غياب الأب الإهمال ليصل إلى تدهور في سلوكيات الأبناء.. أم حمزة تشتكي وتقول:
لا أستطيع السيطرة على الأولاد.. معاركهم تكثر في فترة غياب والدهم ولقد كبروا ولا أستطيع الفصل بينهم في خلافاتهم وإذا نزلوا إلى الصلاة لا يعودون مباشرة، وربما يسببون بعض المشاكل مع الجيران فهم لا يخافونني، كما أنهم مطمئنون إلى غياب أبيهم.. أما الكتب الدراسية فلا تفتح إلا عندما يدخل أبوهم ليبدل ملابسه ثم تطوي مرة أخرى عند خروجه!.
•الحنين إلى الأب
بعض الأطفال يشعرون بحنين وفقدان لأبيهم، تقول أم محمد: ابني يحب أباه كثيراً ويفتقده ويومياً يسأل السؤال نفسه: متى يأتي بابا؟ كثيراً ما يجلس في سريره يغالب النوم إلى أن يأتي والده ليقبله فقط ثم ينام.. إنني أشعر بأن قلبه معلق بوالده.
ولغياب الأب أثره على شخصية الولد، تقول أم عبد العزيز: ابني جاء بعد ستة بنات، كبر بينهم وأبوه مشغول كبقية الآباء، لكن المشكلة أن عبد العزيز أصبحت تصرفاته واهتماماته لا تختلف عن أخواته البنات وله عذره فهو لا يرى سوانا.. ماذا أفعل؟ إنه الآن في الصف الأول المتوسط وأخاف عليه.. وأتساءل كيف ستكون شخصيته؟! وكيف سيتعلم أن يصبح رجلاً من دون والده؟!.
•التعويض بالمال
وبعض الآباء يلجأون إلى تعويض غيابهم بإغداق المال على الأولاد.. تقول آلاء: أبي يحبنا كثيراً ويحن علينا، أرى ذلك في عينيه خلال جلوسه معنا آخر الأسبوع.. إنه يعطينا ما نريد بلا حدود ويلبي كل طلباتنا دون مناقشة ولا يرفض لنا طلباً مهما كان.
وبعض الآباء ينشغلون لدرجة أنهم لا يعرفون شيئاً عن أبنائهم، يقول خالد: أبي دائماً يسألني كيف المدرسة ثم يسكت قليلاً ليسألني : في أي صف أنت ؟!
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/437)
... ارسم- لون وتكلم..
إننا نستطيع أن نقيس مستوى ذكاء الطفل عن طريق الرسوم؛ حيث إن الرسم أحد الأساليب الأدائية لقياس الذكاء، والاختبار يقيس المفاهيم العينية التي تعكس تفاعل الفرد الإدراكي مع بيئته، ويتضمن عمليات عقلية مثل الإدراك والتصميم والتجريد.
يقدم لكم د.كمال مرسي في هذه الصفحات تحليلا لرسومات الأطفال في محاولة منا لفهم ما يجول في خاطرهم.
لين عصام كوشك ( 5 سنوات) السعودية
رسمت الطفلة نفسها وبيتها، ورسمت الشمس في الركن البعيد من الورقة في مقابل البيت.
ويبدو أن عندها خيالا واسعا في التعبير عن علاقتها ببيتها ونفسها والشمس، وظهرت عند لين خاصية من خصائص الأطفال في سن الجامعة وهي التمركز حول الذات وما يخصها، وهذه الخاصية طبيعية في هذه المرحلة ويقوم عليها نمو الثقة بالنفس، أما عن تحليل الرسم فنلاحظ في رسمها لنفسها وبيتها وعناصر الرسم وأماكنها وألوانها أن نموها العقلي يسير في مساره الطبيعي، ومهاراتها النفس حركية في البدن والأصابع جيدة. ونتمنى لها التوفيق وننصح والديها بزيادة الاهتمام بها وتشجيعها على الرسم والتلوين.
نوف بنت محمد بن علي ( 4 سنوات )
سلطنة عمان
رسمت الطفلة ثلاث رسومات في الأولى طفلتان، وشمس سقطت على الطفلة التي تفاجأت بسقوط الشمس، ورسمت وردة ودودة، والملاحظ أن الطفلة عندها خيال واسع ويبدو أنها طفلة خيالية وعندها تأمل، وهو أمر طبيعي عند الأطفال الصغار، وتحتاج إلى تنمية هذا الخيال، فهو أساس نمو التفكير الإبداعي في مراحل العمر التالية، ونوف وفق نظريات علم النفس في مرحلة من مراحل النمو تسمى مرحلة الحدس والتخمين التي يمزج فيها الأطفال الخيال بالواقع ويتحدثون عن أشياء من الخيال وكأنها حدثت فعلا.
وعناصر رسمها واضحة وفي أماكنها الصحيحة، وخطوطها متسقة، مما يدل على أنها ذكية ومهاراتها النفس حركية جيدة، ونتوقع لها مستقبلا طيبا بإذن الله.
لكن اللافت للنظر أنها رسمت في الصورة الأولى دودة ووردة، وفي الصورة الثانية رسمت بنتا وعقرب، وفي الثالثة رسمت المهرج والقمر والورد والأرقام.. وهذه الرسومات تؤكد وجود خيال واسع عند الطفلة، ونأمل من والديها تشجيعها على التعبير عن هذا الخيال بالرسم والقصص والحكايات.. نسأل الله أن يحميها ويجعلها قرة عين لوالديها.
سميرة بنت كوشك ( 5 سنوات) السعودية
رسمت ولدا وشمسا وسحبا ووردة.
ويبدو من عناصر الرسم وأماكن أجزاء الجسم أن نموها العقلي يسير في مساره الطبيعي، ومهاراتها الحركية في اليدين والأصابع جيدة، وسميرة في مرحلة نمو نفسي تسمى مرحلة تكوين " مفهوم الذات " من خلال الأحكام التي يصدرها الوالدان والمعلمات على الطفل.. ونأمل من والديها تشجيعها على الرسم والتلوين والحوار وقص القصص والحكايات، فهذه الأنشطة مفيدة للطفلة في تنمية شخصيتها وتنمية قدراتها العقلية ومهاراتها النفس حركية بارك الله فيك.
يوسف عبدالله السادة (8 سنوات) قطر
رسم الطفل لوحة جميلة للشارع الواسع النظيف، والسيارة التي تلوث البيئة بدخانها، ويبدو من تنظيم اللوحة وأشكالها وألوانها أن لدى يوسف حساً فنياً وهندسياً وجمالياً، أما فكرة الرسم فهي فكرة راقية تدل على استيعاب لما في البيئة من حوله ويبدو أن ذكاءه البصري والميكانيكي جيد، ونتوقع أن يكون مهندساً ناجحاً بإذن الله، وننصح والديه بزيادة الحوار والنقاش معه وتشجيعه على التعبير عن آدائه وأفكاره وميوله، وحفظ القرآن وتجويده لتحقيق ثلاث فوائد: رضا الله، وزيادة المحصول اللغوي، وتنمية مهاراته في النطق والكلام.. بارك الله فيه وجعله قرة عين لوالديه.
المصدر: مجلة الفرحة
... هل تعلمين عزيزتي ان اطفالك من اخطائهم يبدعون ...؟؟؟
كل ابن آدم خطاء
تلك الحقيقة المرتبطة بطبيعة البشر، فالكل مفطور على صدور الخطأ منه، ولكن التعامل مع الخطأ يختلف من شخص لآخر. والإسلام علمنا أن خير الخطائين التوابون.
والتجارب الإنسانية تعلمنا أن: من الخطأ يتعلم الرجال.
فهل استفدنا من هذه الحقائق الرائعة في أساليبنا التربوية مع أبنائنا، وفي تعاملنا مع أخطائهم.
ـ وإذا نظرنا إلى الواقع بحياد نلاحظ أننا نجعل من الخطأ سببًا ودافعًا لإحباط همم المخطئ، وتحطيم معنوياته، والتنقيص من قدره وسحب الثقة منه، وأظهر الأدلة على ذلك انتشار الخوف من الوقوع في الخطأ في حياة الناس والأطفال خاصة، فالطفل يخاف من الوقوع في الخطأ لأنه يدرك العواقب والحرمان والعقوبات والشتائم كلما أحدث جلبة أو بلية في المنزل، والمدرس الذي يهدد بالحرمان من الدرجات أو استدعاء ولي الأمر وإخباره بما صنع الابن.
وهكذا.. ينشأ الطفل وفي ذهنه هذه الصورة العقابية المحيطة لهذه الشخصيات المربية له.
إن هذه الصورة من شأنها أن ترسخ في عقله الباطن اللاوعي استشعاره بعدم الكفاءة لتحمل المسئولية وعدم أهليته للثقة في ذاته كما أنه من شأنها أن توقف عملية الإبداع والانطلاق في حياته.
وهنا لا بد أن نتوقف ونتساءل:
أين موطن الخطأ تحديدًا؟ وكيف تكون خطوات العلاج؟
إن الخطأ الذي يرتكبه المربون في تعاملهم مع خطأ الطفل هو:
أن تدخلهم لا يكون مصوبًا على الخطأ نفسه واضعًا دائرة عليه لتحديده وتصحيحه، وإنما يكون التدخل مصوبًا على شخصية الطفل كلها فتوضع في ميزان التقييم مقابل الخطأ، وتتعرض غالبًا للإهانة.
أمثلة:
اصطدام الطفل بالحائط.. أنت أعمى لا ترى ما أمامك.
تبول على فراشه.. أنت قذر.
سكب الماء على السجاد.. أنت فوضوي لا تعرف النظام.
أخذ القلم من زميله.. أنت لص سارق.
عند وقوع أخطاء في الواجب المدرسي أو نقص في درجات الاختبارات.. أنت غبي.
هل هكذا نصلح أخطاء الأبناء؟
وماذا نعرف عن دوافع السلوك عند الطفل قبل تقييم خطأه؟
ـ قد يكون الخطأ الصادر عن الطفل سلوكًا عابرًا فنرسخه بتدخلنا الخاطئ، وقد نترك بصمات مؤلمة في نفسية الطفل وقد لا يتخلص منها طيلة حياته.
ـ ولكي نجعل من خطأ الطفل وسيلة للتعلم بل وللإبداع أيضًا؟ عليكن انتن المربيات أن تنتبهن للخطوات التالية:
1ـ اسألي نفسك عندما يخطئ الطفل، هل علمته الصواب بداية حتى لا يخطئ؟
2ـ أعيدي الثقة للطفل بعد الخطأ؛ فالثقة دائمًا هي العلاج الذي يبني حاجزًا متينًا بينه وبيني تكرار الخطأ.
3ـ علِّميه تحمل مسئوليته عن أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات.
4ـ أشعريه بعواقب الخطأ حتى تولد لديه الرغبة في التغيير.
5ـ ابحثي عن واقع الخطأ لديه لتعالجي الأصل بدل التعامل مع الأعراض.
6ـ كوني دائمًا بجانبه وشاركيه إحساسه لتمارسي توجيهك بشكل إيجابي.
7ـ ابتسمي وأنت تقنعيه بخطئه وتشعريه به.
8ـ افصلي الخطأ عن شخصية الطفل، فلا أحد يحب أن يُعرف بأخائه عند الآخرين.
9ـ كوني عند الطفل المعايير السليمة التي من خلالها يتعرف على الخطأ.
10ـ لا تخيفيه من الفشل بشكل مغالى فيه، وعلمه فن النهوض من جديد.
11ـ لا تجعليه ينسحب أو يتخلى بسبب الفشل.
12ـ لقنيه كيف يكتسب خبرات إيجابية من الفشل.
13ـ ساعديه في أن يضع يده على قدراته وملكاته الت تؤهله للنجاح في المحاولات المقبلة.
14ـ علميه الصلابة والإصرار على النجاح في مواجهة مشاعر الإحباط.
15ـ علميه الاعتماد على نفسه لتجاوز خطأه.
16ـ بشريه لتجعل منه إنسانًا متفائلاً فالتفاؤل يقوي الإرادة الذاتية.
17ـ لا تتدخلي إلا بعد تهدئته.
18ـ أنصتي إليه بتمعن واهتمام لتفهم أصل الخطأ.
19ـ لا تيأسي من طفلك مهما تكرر خطؤه.
20ـ تأكد يأن الحب والتسامح والابتسامة أقوى من الغضب والانفعال.
إننا لا نطالب بتجاهل الخطأ وإنما ندعوا إلى علاقة ود وصداقة تنشأ بين الصغير والكبير يتعلم منها الطفل كيف يستفيد من الخطأ حتى لا يقع فيه مرة أخرى؟
وكيف يستشعر مسئولياته عن أفعاله؟
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/438)
... الليمون ضرورة حياتية!!
اعلن فريق طبي ياباني من جامعة توكاي اليابانية في ناغويا، أن شرب عصير الليمون أو قطرات منه في الماء بشكل يومي أو خلال الرحلات الجوية الطويلة يساعد على منع تكون جلطات الخثرات في الأوعية الدموية.
وأوضح الفريق أن الدم يتحرك في الشرايين بسرعة أعلى بعد تناول مشروب الليمون ناصحا بتناول الليمون مرة كل خمس ساعات في السفرات الجوية الطويلة لركاب الدرجة السياحية. وبين الفريق، حسب صحيفة تشرين، انه توجد مادتان في الليمون هما حمض الستريك وبوليفينول الليمون تمنعان التخثر وتساعدان الدم على السريان في العروق والاوردة بسلاسة. وأشار هؤلاء في دراسة نشرتها مجلة "الطب الجيد" الأمريكية إلى أن العديد من المسافرين في الرحلات الجوية يصابون بظاهرة تجلط الدم التي تعرف طبيا بالتخثرات الوريدية العميقة ، نتيجة للجلوس الطويل على مقاعد الطائرة الضيقة، وخاصة في الدرجات السياحية، وقد تؤدي هذه الحالة إلى الوفاة إذا وصلت هذه التخثرات الدموية إلى الرئة أو الدماغ.
وأظهرت الدراسة التي شارك فيها 13 مسافرا ، شربوا 60 ملليلترا من مشروب يتألف 50 % منه من عصير الليمون النفي، إن الدورة الدموية لديهم تنشطت وسارت بصورة أسرع بنسبة 19 % بعد شرب عصير الليمون. واستنادا إلى هذه النتائج ينصح المسافرون جوا بشرب عصير الليمون بدلا من الماء مرة واحدة كل خمس ساعات على الأقل. والليمون بشكل عام و حسبما يسميه ممارسو "اليوغا" بالوسيلة العامة لدعم الصحة، حيث تقول اليوجا: "كل إنسان يجب أن يعود نفسه على تناول ليمونة واحدة على الأقل أو شرب عصيرها يومياً".
وهذا ما يدعو إليه كتاب "الليمون" حيث تعرفنا المؤلفة بموطنه الأصلي وهو "الهند" وتقول المقدمة: تصادقوا مع الليمون وسيحل الكثير من مشاكلكم، إذ سيخلصكم من الأمراض القديمة ويحميكم من الأمراض الجديدة، تناولوا الليمون وستنسون التعب والحزن والكآبة، وعندما ينقصكم الوقت الكافي سيساعدكم الليمون لأنه سيقصر مدة النوم الليلي وسيكفيكم نومكم لتستقبلوا صباحكم بنشاط وفرح. وثمار الليمون غنية بالعناصر القلوية، وتحوي حموضاً عضوية بنسبة 8% وخاصة "حمض الليمون" إضافة إلى السكريات، والمواد الآزوتية، والعناصر المعدنية بنسبة 3% ومن ضمنها أملاح البوتاسيوم والنحاس وفيتامينات PC,A,B2 وبنسبة 90-100 مليغرام، والفيتونسيدات وغيرها.
وعصير الليمون غني بفيتامين C ويحتوي على فيتامين P الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى أوديما الدماغ، أو نزيف تحت الجلد، وآلام في الأرجل، ويساعد فيتامين P في علاج توسع الشرايين، والباسور، والقرحات الاغتذائية ويقتل الليمون الكثير من الفيروسات، ويوقف تطور فيروسات الانفلونزا وهو مبيد للبكتيريا. وفوائد عصير الليمون (كوسيلة داخلية) إنه أحد أكثر المذيبات ومزيلات السمية، فتأثيره على الجسم يبدأ كمذيب أولاً، ومن ثم كمجدد للقوة، وهو مناسب للجميع: الكهول والشباب والمرضى والأصحاء والأقوياء والضعفاء.. وهو وسيلة جيدة مضادة للتعضنات، وتفاعلاتها وخصوصاً في الكبد، كما يقوي مناعة الجسم، ويستخدم عصير الليمون المحلول بالماء لإبطال مفعول ارتفاع جموضة العصير المعدي، والدم وأيضاً يفيد في حالات الحمى، والحرارة العالية، واستنشاق رائحته يقوي البصر.
وفي الطب الشعبي يستخدم لبعض الأمراض مثل: مرض الحصى الكلوية، والسل الرئوي، وخفقان القلب، والزلات المعدية، والروماتيزم الحاد، والنقرس، وآلام المفاصل والعظام والعضلات وغيرها وينصح الطب الشعبي الإيطالي بمرقة الليمون مع القشرة كوسيلة جيدة لعلاج "الملاريا" كما أن ثماره وسيلة فعالة لعلاج مرض البول السكري وبعض الأمراض الأخرى. أما فوائد عصير الليمون "كوسيلة خارجية" فإنه يستخدم محلولا بالماء لغرغرة تجويف الفم والبلعوم، وإيقاف نزيف الأنف، ومعالجة الآفات الجلدية الفطرية المعدية، ويستخدم في التجميل لإزالة النمش ويستخدم لتهدئة الحكة عند السيلان الزهمي الدهني الجلدي على الزوجة، وضد القراع والجراب، وطفيلات الرأٍس والجسم.
ويعدد الكتاب أهم الأمراض التي يمكن معالجتها بالحمضيات وخوصاً "الليمون" مثل الورم الغدي البروستاتي، والتهاب اللوزتين الحاد والتسمم الكحولي، والتهاب المفاصل والربو، والأرق، وسوء الشهية، والثآليل، والالتهاب الشعبي، والأوردة، والنمش، والفيروسات. ويذكر الكتاب بعض الوصفات التي يستخدم فيها الليمون لعلاج التهاب الكبد، وفرط ضغط الدم، وانخفاض ضغط الدم، ومعالجة العينين، والديدان المعوية، والسيلان والأنفلونزا، والفطر الجلدي وارتفاع الضغط وتقوية اللثة، ويتطرق إلى وصفات أخرى لعلاج السكري، والخناق، وأمراض الجهاز التنفسي والعطش. واليرقان، والإمساك وأمراض الأسنان والسعال والأمراض النسائية.
وتشرح المؤلفة الدكتورة كدراشيوفا استخدامات الليمون في تحضير الأطباق الغذائية، وتذكر بعض تلك الأطباق وطريقة تحضيرها، وكمية الليمون المطلوبة في كل طبق. وتختتم كتابها بعناوين مهمة مثل زراعة الليمون في المنزل، وأساليب الحفاظ على الليمون، واستخدام الليمون في الحياة اليومية. وهكذا: فإن الكتاب يعتبر مرجعاً طبياً وغذائياً ويشكل إضافة جديدة للمكتبة الصحية العربية ويمكن اعتماده في الأبحاث والدراسات الطبية التي تجرب حول فوائد الليمون.
المصدر: مجلة الفرحة
ـــــــــــــــــــ(101/439)
... طفلي فوضوي.. ماذا أفعل؟
يعاني كثير من الآباء من فوضى وإهمال أبنائهم وعدم ترتيبهم للأشياء الخاصة بهم في غرفهم وخزائنهم.
يقول علماء النفس: إن الأولاد الذين يعانون من مشاكل سلوكية يأتون من بيوت يسود فيها الفوضى والإهمال: حيث لا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة الأسرة لتنظيم مجرى الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، وتعويدهم على العطاء وحب الخير ومحبة الآخرين.
حدود وانضباط
طفلك بحاجة لمن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية، فهو يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل، ومتى يستحم، ومتى يذهب إلى سريره، وكذلك ترتيب أغراضه، هذه الحدود التي يضعها الوالدان تعطي شيئاً من الانضباط داخل الأسرة، وهذا الانضباط يعطي ولدك شعوراً بأن هناك من يحميه ويهتم به ويرعاه.
وإذا أمعنا النظر في حال الأمهات مع أطفالهن في قضية الترتيب والنظام والانضباط نجد أنهن على حالين:
- من الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي أو توكل الأمر للخادمة بترتيب كل شيء.. ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله
- ومنهن من تثور ثائرتها؛ فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيء وتضعه في دائرة الكسالى. وكلا الحالين جانبهما الصواب.. فالأم الأولى تنشئ طفلاً اتكالياً، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم. وما ينبغي أن يفعله طفلك هو إعادة ترتيب غرفته وخزانته، ومن أجل تعويده على احترام تلك الأمور ينصحك خبراء التربية باتباع ما يلي:
1-تبسيط
حاولي تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل،، كأن تقولي له: ضع المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف.. ولا بأس بمشاركتك إياه في المرات الأولى على الأقل.
2-تشجيع
عوديه مرة تلو الأخرى.. وساعديه في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة.. وقولي له: سأعلق لك ثيابك هذه المرة وساعدني في ذلك". وفي المرات اللاحقة تستطيعين أن تشجعي طفلك على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة: " هيا يا بطل.. أنت تستطيع أن ترتب غرفتك كما فعلت المرة الماضية بنجاح".
3-احترام النظام
شجعي طفلك على احترام النظام والترتيب وقولي له: " إذا استيقظت وجهزت نفسك باكراً للمدرسة، ورتبت غرفتك.. تستطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة".
4-اتفاق
يجب على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية، فلا يجوز أن تتسامح الأم في موضوع معين ثم يأتي الأب ويناقضها كلياً في الموضوع نفسه!!
إن مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت الواحد يؤدي إلى البلبلة والحيرة والضياع عند طفلك.. وهذه المشاعر غالباً ما تكون هي المسؤولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل السلوكية الشائعة عند أطفالنا.
5- تحمل المسؤولية
حاولي بعد ذلك أن يتحمل طفلك بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما، كترتيب أغراضه، بعد أن تحددي له أهداف هذا العمل، وما ينتظر منه أن يفعله، فيمكن أن تعلمي طفلك البالغ (3سنوات) أن يرفع لعبه قبل الطعام ويعيدها إلى مكانها، ويرتب أدواته الخاصة به من قصص وملابس بسيطة ونحوها.
6-تعاون
اجعلي فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما مع مجموعة يكون طفلك واحداً منها، وهنا يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء.
7-سرور
أظهري مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل، وذلك بحزم ولطف معاً، ودربيه على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة والتزام النظام في جميع شؤونه.
السلوك الفوضوي يتطلب ترويضاً
لا يؤدي عزل الطفل ومنعه أحياناً إلى جعله مطيعاً، ويمكن للأم إحراز تقدم في ترويض سلوك طفلها الفوضوي عن طريق متابعة كل ما يقوم به. فمثلاً إذا كان طفلها يقفز على الكنبة يمكنها أن ترشده إلى المكان الذي يمكنه القفز فيه، وإذا كان يرسم على الجدار يمكنها أن تبعد أقلام التلوين على أن تعلمه في المرة التالية أين يمكنه استعمال أقلام التلوين، وإذا كانت تريده أن ينزل عن طاولة الطعام يمكنها أن تقول: " لن اسمح لك باللعب على الطاولة، فهل تريد النزول وحدك أم تريد مساعدتي".
الأماكن العامة مسرح الفوضى
ترتبك الأم من تصرف طفلها الفوضوي الذي يزعجها ويزعج الأخرين، وعندما تطلب من ابنها الهدوء لا تجد له آذاناً صاغية، لذا من الأفضل للأم أن تحضر طفلها مسبقاً قبل الذهاب إلى بيت الجدة أو إلى الحديقة العامة بأن تقول له ما يتوجب عليه فعله، فإذا كانا سيذهبان في اليوم التالي إلى بيت الجدة في مناسبة خاصة عليها أن تقول له مثلاً: " عندما نذهب إلى بيت الجدة غداً أتوقع منك أن لا تركض طوال الوقت وتزعج الآخرين، لذا عليك الجلوس ومراقبة الجدة وهي تفتح الهدايا"
أما إذا أرادت اصطحابه إلى المتجر حيث يوجد الكثير من الأمور التي تثير فضول الطفل، فعليها أن تطلب من زوجها أو جارتها مرافقتها كي تتمكن من مراقبة طفلها إذا انشغلت بأمر ما.
وإذا لم تعد تستطيع التحكم في تصرفات طفلها عليها إبعاده عن المكان فوراً، ولا تحاول توبيخه أمام الغرباء، فهذا يزيده تعنتاً، بل عليها أن تنتظر اللحظة التي يهدأ فيها وتحدثه بلهجة هادئة وصارمة في الوقت نفسه مبينة له مساوئ تصرفاته، وكيف أن الآخرين سوف ينفرون منه فور رؤيته، فهي بذلك تمنحه فرصة لتقويم نفسه.
الطلب واضح والفعل أوضح
كثيراً ما تطلب الأم من طفلها أموراً عامة فلا يستطيع تحديد ما الذي يجب القيام به، مما يشعره بالارتباك وعدم القدرة على تنفيذها، لذا من المهم جداً أن تكون واضحة في ما تطلبه، فمثلاً بدلا من أن تطلب منه ترتيب غرفته، عليها أن تطلب منه تحديد ما الذي يجب ترتيبه هل السرير أم ترتيب الثياب، كما عليها أن تعلمه كيفية القيام بأمر ما، فمثلاً يمكنها أن تريه كيف يجيد تنظيف الأسنان بأن تنظف أسنانها أمامه.
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/440)
... بهدوء... لاتنفعل لا تتعجل
حتي نتقن اللغة التربوية لا بد أن نتقن حروفها وعندما نتقن ألف باء التربوية تصبح العملية التربوية أكثر متعة وفعالية. الأبناء أيضا يتعرضون للضغوط النفسية.. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ونقرها حتى نحسن فهمها ونجيد التعامل معها.. فضغوط الحياة المستمرة لم تترك كبيراً ولا صغيراً.. وهي كثيراً ما تتسلل إلي الأبناء في المنزل.. والمدرسة.. بل ومع الأصدقاء.. وحتى لا يصبح الآباء مصدراً جديداً لتلك الضغوط.. يجب أن نحسن التعامل مع أبنائنا.. بهدوء.. وبعيداً عن الانفعال والتعجل.. المشكلة تبدأ عندما يتدخل بعض الآباء لفرض رغباتهم.. بل وأذواقهم علي الأبناء.. ترتفع أصواتهم مطالبين بقائمة طويلة من الأوامر.. " هذا التخصص الدراسي هو الذي يناسبك "، " هذه الكتب هي التي تصلح لك "، " يجب أن تختار ملابسك من بين ألوان كذا وكذا ".. وأن حاول الأبناء التعبير عن رغباتهم وأذواقهم الخاصة، يتعرضون لأنواع مختلفة من العقاب.. بدءاً من حرمانهم من المصروف.. وانتهاء بمنعهم من الخروج للتنزه مع الأصدقاء.. إننا جميعاً نحب ـ ونتمنى ـ أن يظهر أبناؤنا في أحسن صورة وأن يتفوقوا ويحتلوا أفضل المناصب.. لكن ذلك ليس مبرراً للقسوة عليهم، أو بمعني آخر لا يسمح لنا بتجاهل رغباتهم وأذواقهم ودفعهم نحو ما نريد.. لنكن علي يقين دائم، أنه ليس في مقدور أي إنسان أن يصقل شخصية إنسان آخر إذ لم يكن الطرف الآخر مقتنع بما يريده منه، فكل ما علينا القيام به هو أن نساعد أبناءنا لاكتشاف ذاتهم وبالتالي سوف يصلون إلي ما هو الأصلح لهم ولإمكانياتهم. ولا ننسي أن أبناءنا في هذا العصر يتعرضون للكثير من الضغوط، بعضها في المنزل، وبعضها في المدرسة، وبعضها بين الأصدقاء، وتركيزنا علي دفع الأبناء لعمل شيء معين بقسوة، سوف يدفعهم بعيداً عما نريد، وربما يجعلهم يكرهون عمله وإن كان لديهم الاستعداد للقيام به إذا ما اختلفت طريقة معاملتنا لهم. البديل الناجح، هو أن نجعلهم يختارون بين عدة اختيارات نقدمها لهم، وندعهم يشعرون أن القصد من وراء نصحهم هو أن هذا العمل سيؤثر عليهم علي المدى البعيد. فمثلاً : التسلسل معهم عند إقناعهم بعمل الواجب المدرسي، من بداية النجاح، ثم دراسة التخصص المحبب إليهم، وبالتالي الحصول علي وظيفة مناسبة أي نحملهم قليلاً إلي عالم المستقبل لتكون أقدامهم أكثر ثبوتاً في عالم الحاضر. هنا يظهر لنا الفرق بين التشجيع والإجبار نحو تحقيق هدف ما، فالتشجيع يرفع من معنوياتهم، وهو شيء إيجابي ، أما الإصرار والإجبار علي القيام بعمل ما يحط من احترامهم لأنفهسم وهو شيء سلبي
... أظهر الإهتمام والمشاركة
حتي نتقن اللغة التربوية لا بد وأن نتقن حروفها وعندما نتقن ألف باء التربوية تصبح العملية التربوية أكثر متعة وفعالية .
فجأة ، يتوقف ابنك عن اللعب ، ويتوجه إليك بإسئلة مختلفة عن طريقة استعمال اللعبة أو يطلب منك قراءة الكتيب المصاحب للعبة حتي وإن كان يتقن اللعب بها ، أو أنها بالسهولة بحيث لا تحتاج إلي قراءة أي كتيب ..
تري ما الذي يدفع الأبناء لهذا التصرف ؟؟ وما الذي يجعلهم بهذا الإصرار ؟
التصرف الذي قام به ابنك ما هو إلا دعوة منه ونداء خفي لنا ، لنشاركه اللعب ، وهذه الدعوة نابعة من الحب الذي يكنه لنا أبناؤنا ، والذي لا يقل عن مقدار الحب الذي نكنه لهم والذي دفعنا أصلاً إلي شراء اللعبة لهم .
ولكن هل وصلت للأبناء رسالة الحب ... لمجرد أننا قمنا بشراء اللعبة .. فإن كانت الإجابة بـ " لا " إذاً كيف سيشعر الابن بهذه المشاعر ( مشاعر الحب ) ؟
شعور الآباء بالحب لا يكفي ولن يصل إلي الأبناء إلا بمشاركتهم حياتهم الخاصة والعيش معهم حتي في آمالهم وألعابهم الصغيرة البسيطة التي قد تبدو لنا مضيعة للوقت .
تأتي النتائج أفضل وأوضح ، إذا ما كان مع المشاركة اهتمام واندماج بصورة صادقة ولفترة حتي لو قصيرة ، فملامح وجوهنا السعيدة ، هي التي تجعل الأبناء يتعرفون علي مدي حبنا لهم .
كلما كانت مشاركتنا قوية ، كان الاندماج معهم قوياً ، وكان الأثر أكثر صدقاً ، فماذا نفعل إذاً ؟
نفرض أن ابنك يريد شراء لعبة ، فما رأيك أن تمارس معه التالي :
1- تشاركه في الاختيار فتبدي رأيك من دون أي تحفظ ولا تجعله يقرر لوحده .
2- تشاركه في الشراء وليس دفعه بمفرده لشراء ما يريد .
3- تشاركه في البحث والتقصي عن لعبته المفضلة .
4- تشاركه اللعب .
العدد (1) نوفمبر 1998 ـ ص : 7
... تقبل ابنك
يعود الابن من المدرسة ويحمل معه شهادته ذات الدرجات المنخفضة فيقف الأب غاضباً وهو يقول " ليس ابني من يحصل علي مثل تلك الدرجات " بعض الكلمات يتفوه بها الكثير من الآباء مثل " أبتعد عني لا أريد أن أراك " ومثل هذه العبارات تقذف بالأبناء خارج نطاق الحب والحنان الأسري وكثيراً ما يستخدم الأباء هذا النوع من الجمل ليوصلوا للأبناء عدم رضاهم عن تصرف معين قاموا به .
ومثل هذه الكلمات تشعر الأبناء بعدم قبول الآباء لهم وربما تشعرهم أنهم أشخاص غير مرغوب بهم .
مسائل الرفض لتصرفات الأبناء الغير لائقة يجب أن تكون أقل حدة فلا نخرجهم من نطاق حبنا وقبولنا لهم بكلمة تقال في لحظة غضب أو بتصرف نجبرهم علي القيام به .
ليس معني ذلك أن نوافقهم علي أي عمل خاطئ يقومون به في سبيل تقبلهم وعدم إخراجهم من دائرة محبتنا ، ولكن لنشعرهم دائماً بأنهم محبوبون ومفضلون لدينا حتي وإن لم نكن راضيين عن بعض تصرفاتهم أو أدائهم في المدرسة أو عن علاقتهم مع إخوانهم .
ولتكن دائماً هناك رسائل واضحة للأبناء أنه مهما اختلفنا أو مهما أخطأت وقمنا تصويب الخطأ فإننا والديك وما زلنا نحبك ونقف إلي جانبك ولن يتغير شعورنا هذا أبداً .
ولنتبع رسائل العتاب أو الاعتراض علي الخطأ برسائل من الأمان حتي لا يشعر الابن يوماً أنه إنسان منبوذ فيتمادي في الخطأ والعناد .
إن البحث عن كلمات أقل حدة تنقل بواستطها للأبناء عدم رضانا عن تصرفاتهم لهو أمر جدير بالبحث ، فمثلاً يمكن أن تقول للابن " من الممكن الحصول علي درجات أفضل من هذه الدرجات وعلي العموم لو أردت ذلك لنجلس سوياً ونري كيف يمكننا أن نحسن من هذه الدرجات فمثل هذه الكلمات المعترضة وفي الوقت نفسه المغلفة بالحب تشعر الأبناء إن والديه يتقبلانه ويحبانه مهما كانت أخطائه مما يزيد من شعوره بالثقة والقبول .
إن مشاعر الحب تلك التي تولد في النفس مع أول صرخات للطفل لابد وأن لا يغيرها أي تصرف خاطئ يقوم به هذا الابن العزيز .
العدد (2) يناير 1999 ـ ص : 7
ـــــــــــــــــــ(101/441)
... الطفل المشاغب كيف نروضه ؟
مشهد يتكرر دائماً .. طفل مشاغب يأخذ الألعاب من أخوته الصغار ويهرب بها راكضاً ومستمتعاً بالصراخ الذي سببه لأخيه الصغير ، أو أن يقوم بكسب العصير علي الأرض وينتهي المشهد بعلامات الغضب الواضحة علي والديه فيا تري ما الذي يدفع الطفل للقيام بمثل هذه الأعمال .
بحث الطفل دائماً عن اهتمام أبويه ومن حوله وتتنوع وسائل البحث لديه ، فإذا وجد أن الوسيلة المجدية لجذب الانتباه هي قيامه بالأعمال الحسنة فإنه سيقوم بها ، وإذا كانت المشاغبة والأفعال الخاطئة المستفزة لوالديه هي طريقته للفت أنظارهم فإنه سيقوم بها ، حيث أن الهدف أمامه هو مزيد من لفت الأنظار لوالديه ومن حوله .
من أفضل الوسائل التي تتبع لإشباع هذه الرغبة علي ممارسة الأعمال الحسنة مما يدفعه للقيام بالمزيد منها ، والعكس صحيح ، أي إذا كانت ردة فعلنا لأعماله السلبية كبيرة وأحس الطفل أن عمله شد انتباهنا سيكرر العمل مراراً حتي يشبع رغبته في لفت الأنظار .
مثلاً .. إذا وجدنا الابن يقوم بترتيب فراشه ، ومكتبته ، ووضع ملابسه في أماكنها الخاصة فلنناديه باسمه أمام إخوانه ونبين لهم كم هو عظيم هذا العمل الذي قام به .
ولهذا ، فإننا يجب أن نحرص دائماً علي أن نتصيد الأعمال الحسنة ، وليس السيئة لنشكرهم عليها ونمدحهم ونربت علي ظهورهم ونكافئهم عليها طعماً في أن يسلكوا هذا الطريق الحسن وليس أي طريق آخر .
العدد (4) مارس 1999 ـ ص : 6
ـــــــــــــــــــ(101/442)
... كيف تتعرف على مشاعر طفلك الوليد
قد لا يتوقف الأب والأم عن مراقبة طفلهما في أشهره الأولى فهما يشهدان تطوراً في حركاته يكاد يكون يومياً، فهما فَرحان بذلك وكل منهما يسارع لإخبار الآخر؛ إنه يبتسم! ...
اليوم بدأ يحرك رأسه ويرفع ظهره أيضاً! ... انظر إنه يسيطر على يديه ويمسك الأشياء!... إنه يحبو!.. وغيرها من الحركات.
لكن هل تساءلت ولو لمرة عن الشعور الذي ينتابه عند ابتسامته أو بكائه؟!... فقد تتعجب إن قلنا لك إن المشاعر والأحاسيس لدى طفلك أيضاً تتطور مع الأيام كما تتطور وتنمو لديه الحركة .. وهذا ما سنحاول شرحه في هذه الفقرات القادمة
من عُمر يوم حتى شهرين
الانزعاج والألم: من السهل إدراك وفهم هذا الشعور لدى طفلك، لأنه يعبر عن ذلك بالبكاء والصراخ وقد يرافق ذلك ارتعاش في الشفتين وتلويح بالقبضتين وإغماض شديد للعينين، حسب شدة الألم والانزعاج.
وسبب ذلك قد يكون التعب أو الجوع أو البلل، فهو ببكائه ينبهك لحاجته لك، وقد يكون الألم لاضطراب داخلي قد يرى أثره في ارتفاع درجة حرارته وقد لا يلاحظ هذا الأثر.
أحياناً ترى أن طفلك يبتكر في هذا السن طرقاً لتهدئة نفسه كأن يضع يده في فمه فكما أن البالغ يحاول أن يخفف عن نفسه إن ألم به أمر، فكذلك أودع الله سبحانه ذلك في الصغير، مع الفارق أن الصغير بحاجة أكبر لمن هم حوله.
السرور والفرح: حركات هذه المرحلة وتعابيرها تمتاز بالعفوية خصوصاً في بدايتها أو في أيامها الأولى وبعد ذلك تبدأ علامات السعادة والراحة بالظهور على وجوه أطفال هذه المرحلة عند الشبع من الطعام والنوم كما وأنهم يلجأون للبكاء عند حاجتهم للأمرين السابقين أو لأحدهما.
وفي الشهر الثاني يبدأ الرضيع بالتعبير عن فرحه بالابتسام وهذا أيضاً يضفي السرور على وجه الأهل من حول الطفل إلا أن هذه الابتسامة بحاجة لشيء من التشجيع كلمس يد الطفل أو ضمه كما وأن رؤية وجه الأم يعني الكثير لهذا الطفل وسماع صوتها أيضاً قد يكون سبباً في ابتسامته وقد تلاحظ أن طفلك في هذا العمر يبتسم لمنظر معلق على الحائط أو يُسر للضوء المعلق في السقف.
القرب والألفة: معلوم أن الجنين يتعرف على صوت أمه وهو ما يزال في رحمها، وبعد الولادة يعرض عليه الصوت نفسه، فهذا يمنحه راحة وألفة واطمئناناً وهذه هي الخطوة الأولى في توثيق عُرى المودة والصداقة بين الطفل وأمه، ومن ذلك يتعلم أن من يعتني به لابد وأن يستجيب لبكائه وبالتالي تكون جسور الثقة قد مُدت وتقوي شيئاً فشيئاً في الأشهر التالية.
لكن تذكر وتذكري أن طفلك ليس فقط بحاجة لحضورك إلى جانبه جسدياً لأن الدراسات أثبتت أن الأطفال الرضع شديدي التأثر بحالات أمهاتهم النفسية وخصوصاً بتعابير وجوههن.
ساعد طفلك
1-استجب لبكاء طفلك في أسرع وقت وامنحه الشعور بالاطمئنان وأنه يجدك عند الحاجة لك.
2-امنحه الوقت الكافي للنظر والتمعن في وجهك، فالأطفال حديثو الولادة يرون بوضوح من على بعد 20-25 سم، حتى يقوى البصر مع مرور الزمن.
3-امنحه فرصة تهدئة نفسه، وذلك بالإمساك بشيء ما حوله أو بالأصابع وبالتالي سيكتسب ثقة أكبر بإمكانياته.
4-تجاوب مع طفلك فأنت تعلم، مدى أهمية المشاعر والأحاسيس عند استجابتك له عندما يبكي أو عندما تبتسم لابتسامته وحتى عندما يحاول أن يصدر ذلك الصوت الخافت الذي يشبه " هديل الحمام" وكذلك تهدئته عندما يكون منزعجاً من شيء ما.
من عمر 2-6 أشهر
السرور والفرح: خلال هذه المرحلة العمرية من النمو والتطور يبدأ طفلك في إدراك النماذج في حياته ويبدأ بالاستجابة لها، فتراه يتوقع أنه سيحصل على الطعام متى احتاج لذلك، فهو يدرك أنه متى ما بدأ بالإثارة أو البكاء أو الحركة بطريقته الخاصة فإن الأم ستعرض عليه حليبها أو حليب الزجاجة ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه، فهو ينتظر أن تعتني به وأن تحنو عليه أمه، وعند الاستيقاظ من النوم يشعر الطفل بالسرور عندما تطل عليه وجوه ضاحكة مبتسمة، فبحصوله على ما يحتاج إليه من ابتسامات، طعام وحنان يشعر أكثر أنه يستجاب له فهو مسيطر متحكم بمن هم حوله وهذا يضفي بهجة أيضاً على حياته.
خيبة الأمل أم " الخذلان "
فكما يشعر الطفل بالسعادة لحصوله على ما يصبو إليه فإنه في المقابل يشعر بخيبة الأمل عندما لا تلقي توقعاته القبول لديك والاستجابة وقد يصل الأمر به إلى الغضب أحياناً وذلك يظهر على تصرفاته فتراه يعقد حاجبيه وجبينه ويعقف شفتيه إلى الأسفل فهو غير مرتاح ومتضايق.
يحاكي مشاعر الآخرين: مع بلوغه الشهر الرابع تتولد لديه مقدرة حادة على معرفة انفعالات وشعور الناس من حوله، فهو واع للاختلاف بين السعادة والحزن والتي تظهر علاماتهما على وجود الناس وعلى نبرة أصواتهم، حتى أنك لتلمس أنه إن رآك غير مبتسم فإنه سيحاول جاهداً وبابتسامته الجميلة مشاركتك معه وتحويلك إلى التبسم وإن لم تساعده على ذلك شعر بالضيق والحزن.
الانخراط أكثر بالمجتمع من حوله: مجتمعه من حوله أسرته، فبدلاً من أن كان يسير خلفهم في المرحلة السابقة تراه في هذه المرحلة يشاركهم ضحكهم يتفاعل معهم عند الحديث بإصدار أصوات مختلفة، فأنت لم تخذله في السابق واستجبت له فستستجيب له هذه المرة أيضاً، وما إن يبلغ شهره السادس حتى تجد أنه يبادلك الشوق ومتلهف لاهتمامك، ومع مرور الوقت ستتوثق العلاقة بينكما والفرحة التي ستشعر بها كمرب كما يشعر بها طفلك إن لم يكن أكثر.
ساعد طفلك
1-امنح طفلك الرضيع لعباً مثل تلك التي تصدر صوتاً كالخرخشة أو الصرير.
2-قلد الأصوات التي يصدرها طفلك، ففي ذلك تعليم له أنه يستطيع التأثير على الآخرين أو عليك على الأقل، ومتى ما توقف عن إصدار هذه الأصوات توقف أنت أيضاً.
3-كن دائماً إلى جانبه، أشعره أنه في أمان، وبعيد عن أي خطر.
ترقبوا .. في العدد القادم.. مشاعر طفلك من عمر 6 أشهر وحتى 18 شهر.
العدد (43) يونيو 2002 ـ ص:
ـــــــــــــــــــ(101/443)
قولا لطفلك لا الدلع لا يبني رجالا
شبيك لبيك طلباتك أوامر ملك ايديك .. عزيزتي الأم إذا ظللتِ تلعبين دور خادم مصباح علاء الدين في حياة طفلك ؛ اعلمي جيداً أنك تهدمين حياته وتفقديه القدرة على تحمل المسؤولية فيما بعد .. والسبب دلعك له.
توضح الدكتورة "مي شهاب" أستاذ التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية أن البداية من الأسرة المؤسسة التربوية الأولي بالالتزام بأساليب التربية السليمة في مرحلة الطفولة المبكرة.. مع المررونة بحيث تجعل الطفل يستطيع التكيف مع الظروف التي يتواجد فيها.. فإن أتيحت له فرصة التمتع بكل شيء فقد لا يقدر أن يتحمل الظروف التي لا تتوافر فيها الكثير من الإمكانيات.. وأن يتعود الطفل علي أن القرش الأبيض ينفع وقت الضيق.. وعلي الأسرة ألا تجيب له كل متطلباته ولذلك فعندما يوجه الطفل منذ الصغر علي التكيف مع الواقع والظروف التي قد تختلف عندما يكبر يكون لديه القدرة والمهارة علي تقبل الظروف والتعايش معها.
دور المدرسة
وتشير الدكتورة " مي " إلي دور المدرسة كمؤسسة تربوية ثانية والتي تلعب دور الأم البديلة.. فتعوده ممارسة الأنشطة وفقا لقدراته ومهاراته وإمكانياته.. فعندما يكبر يكون لديه القدرة علي تحمل أي حرما قد يمر به أو عدم تمتعه بما يتمتع به الآخرون.. وللدين أيضا دور عظيم في التربية علي القناعة والرضا بالقليل والسعي والعمل والكفاح من أجل تغيير الظروف أو التكيف معها.
دور الأسرة
تؤكد الدكتورة عفاف حامد رئيس قسم الطب النفسي بعين شمس أن الأب والأم عليهما ألا يجيبوا جميع طلبات أبنائهما لو كانت أسرة مرفهة ورغدة العيش وأن تعطيهم مصروفا يتكيفوا معه وأن يعودوا الأبناء علي سماع كلمة "لا" لأن الإجابة السريعة لمتطلباته تجعله لا يؤجل ملذاته ولا يتكيف مع أي ظروف.. ولا يتعلم مهارات الحياة وإذا وضع في ظروف صعبة يحبط وينهار.. ويتحول لمشروع مدمن يريد كل شيء في التو واللحظة ولا يهمه كيف تأتي ولا من أين؟
ويصعب عليه التعامل مع مواقف المستقبل عندما تواجهه صعاب.. مما يجعله ينحرف.. فعليهم ان يعودوه علي مشاكله بنفسه دون الاعتماد علي أحد حتي لو أخطأ سيتعلم الصح بعد ذلك وأن تعوده الصوم والصلاة فهما يعودان الطفل علي ضبط النفس ورغباتها.
خطوات تدفع طفلك لتفهم الحالة المادية
كيف تعودين طفلك وعي أهمية الاقتصاد ومراعاة الحالة المادية ؟
" تحديد رغبات الطفل ، وتعويده على أن متطلباته واحتياجاته المادية لها ثمن .
" مناقشة أهمية الادخار والتوفير ، وتعويد الطفل على هذا الأمر من صغره .
" لا يتخلى الطفل بشكل مفاجئ عن حب الامتلاك ؛ لذا علينا أن نوازن بين قبول متطلباته وتأجيلها وأحياناً رفضها وشرح الأسباب المقنعة لذلك ليتفهم الأمر .
" مشاركة الطفل في تحمل المسؤولية بما يتناسب مع عمره وحجم الشكلة .
" جعل الطفل يدرك أن هناك مطالب يرفضها الأهل ليس بسبب عدم القدرة المالية وإنما لوجود بدائل أهم منها .
" تشجيع الطفل على أن يخطط لنفسه كيف ينفق مصروفه الشخصي ، وذلك بحساب أولوياته واهتماماته
في النهاية ضعي يا عزيتي الأم في حسبانك أن الدلع لا يبني رجالاً وإنما تحمل المسؤولية منذ الصغر .
المصدر: موقع محيط
أمي ..أخي فعَلَ كذا !!
أمي أخي لم يذاكر الدرس ...
أمي أخي لم يحفظ الواجب الذي عليه ..
أمي أخي هو الذي فتح باب البيت ولم يغلقه ...
عزيزي المربي ..
هذه الهتافات طالما يصدرها الأبناء داخل البيوت والتي تجسد أمامك صورة الطفل الفتان الذي لا يمل من الفتنة و الافتراء على الآخرين .. بل وهذا الطفل الفتان لا تجده فقط في البيت بل أيضاً في المسجد والشارع والمدرسة .. ففي المدرسة تسمع أيضاً هذه الهتافات ..
أستاذ.. فلان هو الذي كسر الكرسي ..
أستاذ .. فلان هو الذي يشاغب في الفصل ..
أستاذ.. فلان لم يذاكر الدرس ..
بل وقد يصل الأمر إلى أن يفتن الطفل على أمه أو جدته أو خالته أو عمّته ..
فيقول .. أبي .. أمي أحرقت الطعام ..
أبي .. خالتي فتحت درج مكتبك .. وهكذا .
وبالتأكيد عزيزي المربي هؤلاء الأطفال الصغار غالباً لم يصلوا إلى النضج العقلي والفكري الذي يجعلهم حريصين على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أو أنهم يريدون للمعوج أن يستقيم .. بالتأكيد لا ..
وبالتالي فسلوك الفتنة الذي يصدر منهم سلوك مذموم لدى المجتمع خاصة لدى أقرانه الصغار فالطفل الفتان منبوذ من أقرانه وكلهم ينظرون إليه نظرة ازدراء وسرعان ما يفقد صداقاته ويتعقد الأمر وتتطور الفتنة فتصل إلى حد الافتراء والعدوان الموجه تجاه الآخرين !!
لذا فالسؤال الذي يحتاج إلى إجابة الآن لماذا يفتن الطفل؟!
من خلال متابعة الواقع والتجربة تبين أن الطفل الصغير يفتن للأسباب التالية :
1- رغبته في جذب انتباه الآخرين إليه [عقدة الشعور بالنقص ]..
عندما يجد الطفل نفسه مهملاً .. والاهتمام كل الاهتمام موجه للآخرين والحب والعطف والحنان الذي يتمناه بفطرته كطفل موجه تجاه غيره .. فيرغب الطفل بطريقة لا إرادية في أن يجذب الاهتمام ويستجلب هذا الاهتمام فيتصيد أخطاء الآخرين ويفتن عليهم ليجذب الانتباه إليه خاصة وأن كثيراً من الآباء يقابلون هذا الفعل بالمدح و الإطراء .
2- الغيرة الناشئة عن التفريق في المعاملة بين الأبناء ..
فتجد الطفل الكبير يفتن على أخيه الصغير والعكس صحيح
.. فالطفل كان موضع اهتمام والديه وتدليلهم ورعايتهم حتى جاء هذا الطفل الرضيع .. فكلما اقترب منه صرخت فيه أمه انتبه أخوك الصغير ... وإذا أراد أن يأكل قالت له أمه انتظر حتى أرضع أخاك . وإذا جاء وقت النوم وأراد من أمه أن تحكي له قصة .. قالت له انتظر حتى ينام أخوك الصغير .. وهكذا يمتلئ قلب الطفل الكبير غيرة من الطفل الصغير فيجلس متربصاً به يتصيد له الأخطاء .. ويجري إلى أمه لينال منها ما هو مشتاق إليه من الحب والحنان والاهتمام .
3- العدوان أيضاً من أسباب الفتنة ..
فالطفل العدواني كثيراً ما يفتن على أقرانه وإخوانه أو حتى من هو أكبر منه سناً ذلك لأن السلوك العدواني هو سلوك تعويضي يعوض به الطفل نفسه عن حاجات نفسية كثيرة يفتقد إليها الطفل , والفتنة من ضمن مظاهر السلوك العدواني .. فهي كما سبق يعوض بها الطفل نفسه ما يفتقد إليه من الحب و الحنان والاهتمام .
4- الخوف من العقوبة ..
وفي هذه الحالة فالأمر لا يقتصر على الفتنة بل يتعدى للافتراء ..
فعندما يقع الطفل في خطأ كأن يكسر الكوب أو يحرق السجاد .. ويرجع الأب إلى البيت و يعلم بما حدث .. فيصرخ في وجه الطفل أأنت فعلت هذا .. فيقسم الطفل خوفاً من العقوبة أنه ليس هو الذي فعل هذا الأمر ويرمي بالحمل على أخيه كأن يقول مثلاً .. أخي هو الذي فعل هذا الأمر .. ولقد تأملت هذه الحالة استقراءاً من الواقع فالطفل هنا افترى على أخيه كذباً خوفاً من العقوبة النازلة عليه .
5- تشجيع الآباء للأطفال على هذه الفتنة ..
الكثير من الآباء يشجعون الأبناء على الفتنة فتجدهم عندما يأتي الطفل ليفتن على أخيه يقابلون الفتان بالمديح والإطراء في حين توجه العقوبة إلى الطفل الآخر ولم يحاول الآباء أن يعلموا هذا الطفل الفتان كيف أنه يجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وأنه كما لا يحب أحداً أن يفتن عليه فينبغي ألا يفتن هو الآخر على الآخرين ,, بل إن كثيراً من الآباء يتخذ من الطفل الفتان الوسيلة الوحيدة لجمع المعلومات وكأن هذا الطفل الفتان صار بمثابة جهاز المخابرات الذي يعمل لحساب الآباء .. ففي أغلب المدارس يطلب المدرس من أحد الأطفال أن يقف مكانه ليكتب أسماء المشاغبين وهذه الطريقة ما هي إلا مدرسة لتنشئة الطفل الفتان وتنمية العدوان بين الأطفال بعضهم البعض , وفي البيوت عندما يخطيء أحد الأبناء والطفل الآخر جالس إلى جواره تقول الأم للطفل الجالس انظر إلى أخيك ماذا فعل .. إذا رجع أبوك من العمل أخبره , وبهذه الطريقة يكون الآباء هم المسؤولون بصورة مباشرة عن تعليم هذا الطفل الصغير الفتنة المنبوذة .
كيف نعالج الطفل الفتان من هذا السلوك الذميم ؟
• توفير الحب والحنان للطفل من خلال المعاملة الحسنة والقبلة وحكاية قبل النوم وتلبية حاجاته النفسية .
• الاهتمام بما يقول وعدم الإعراض عنه .
• عدم التفريق في العاملة بين الأبناء والاهتمام بالطفل الكبير خاصة عندما يهل المولود الجديد .
• الحيلولة دون أي سبب من أسباب العدوان عند الأطفال وهي :
1- الرفض الوالدي .
2- نقص الغذاء .
3- أفلام الكرتون العنيفة .
4- الأب العدواني الذي يستخدم أساليب العقاب المؤلمة .
5- ضعف الثقة بالنفس .
• عدم التخويف بالعقاب حتى لا يلجأ الطفل للفتنة أو الكذب أو الافتراء .
• ألا يشجع الآباء أطفالهم على الفتنة بل يعلمونهم حديث أحب لأخيك ما تحب لنفسك
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/444)
مات لنحيا
بسم الله والحمد لله والسلام علي رسول الله، كم هي التضحيات التي تقدم في هذه الحياة، فيضحي الأب بوقته وصحته ليرعي أبناءه وتضحي الأم الحنون من أجل صغارها ويضحي الشباب ببذل الوقت للحصول علي الشهادات العلمية، ويضحي الدعاة لهداية الناس لطريق الأيمان ، وهكذا تمتد التضحيات حتي يجد كل منا حجة بها يلاقي الله عز وجل يوم القيامة.
ولكن من منا عود أبناءه علي التضحية وبذل الجهد والوقت والمال وحب بذل النفس لله عز وجل ، من منا استقطع ساعة من نهار أو دقيقة من ليل ليحدث أبناءه عن حال المسلمين اليوم وما هو دورهم في الغد؟ من منا حث أبناءه علي الجهاد في سبيل الله ولو بالدعاء والشعور بأحوال المسلمين ؟ من منا عود أبناءه علي وضع درهم أو دينار في حصالة ليجهز غازياً أو يدعم مجاهداً ؟
أسئلة كثيرة تجول في خاطري وخاطر كل مؤمن حريص علي دين الله عز وجل، كلنا شاهد الطفل الشهيد ( محمد الدرة ) الذي ذهب دمه شاهداً علينا يوم القيامة، هو لا شك في الجنة فرحمة الله أوسع مما نتصور أو يحيطها عقل إنسان، ولكن أين نحن وإلي أين سيكون مصيرنا، قال الله عز وجل في سورة الصف: ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )، فأيقظوا في نفوس الأبناء حب الله عز وجل وحب الرسول صلي الله عليه وسلم وحب الدين الإسلامي العريق، وحب الجهاد في سبيل الله، وحب مقدساتنا ومساجدنا والقدس الشريف ، وأكدوا لهم معني الدفاع عن شبر من ارض الله تعالي عامة والأماكن المقدسة خاصة، كما لا بد من إعلان عداوة اليهود لنا وغيرهم من أعداء الله عز وجل وكيف ينتهكون حرمنا ويسفكون دماءنا ونحن نتفرج، ولنزرع في نفوس أبنائنا كره اليهود والنصارى المعتدين والرغبة في دعوة وهداية المسلمين منهم، وحب تحرير المسجد الأقصى من يد اليهود، هم يزعمون الحقد والغل والبغض لنا في مناهجهم ومحافلهم فكل يهودي يحمل لنا الضغينة، لذا يجب أن نحيي روح الجهاد في سبيل الله تعالي .
1- عرفوا الأبناء بمعني الجهاد في سبيل الله تعالي .
2- اعلموهم بما يجري اليوم في فلسطين .
3- اخبروهم بماذا ضحي الشباب والأطفال من أبناء جلدتهم في جميع محافل الجهاد والأوطان من الإسلام.
4- اسمحوا لي بالمشاركة بالكلمة والصوت التبرع حتي يشعروا بالانتماء إلي هذا الدين العظيم.
5- علموهم الفرق بين الدعوة والجهاد وكذلك الدفاع والاعتداء.
6- بينوا لهم مرتبة الشهيد عند الله عز وجل وخصاله.
7- حثوا الأبناء على الاجتهاد
8- وبلاد المسلمين من كل معتد أثيم...
العدد ( 24 ) نوفمبر 2000 شعبان 1421 ـ ص : 1
ـــــــــــــــــــ(101/445)
... هل تعتبر السياحة من أسباب الانحراف ؟
تأخذ السياحة الخارجية اهتماماً كبيراً من أهل الكويت، وكما أن للسياحة الخارجية آثاراً إيجابية على السائح كالاطلاع على أحوال شعوب العالم وعلومهم, والاعتماد على النفس, واكتساب مهارة التعامل مع الغير, فإنه من الممكن أن يكون لها آثار سلبية خصوصا على الشباب، فهل للسياحة غير الواعية آثار سلبية على الشباب؟
وما الضوابط التي يتخذها الآباء لحماية أبنائهم من الانحراف؟
ولماذا يرفض الآباء سفر أبنائهم وحدهم للسياحة؟
ولماذا يتمرد الأبناء على رفض آبائهم؟
وما هو رأي المختصين للفصل في هذه القضية المهمة؟
هذا ما سنتناوله بالتفصيل في التحقيق التالي:
• غرس الوازع الديني
البداية كانت مع (حياة الفهد) التي أكدت أنها لا تسمح بسفر ابنها إلى الخارج للسياحة بعيداً عن الأسرة، وعللت قولها: بأنه أثناء السياحة من الممكن أن يكون عرضة للانحراف بسهولة مثل شرب الخمور والمخدرات والجنس وغيرها من المحرمات التي تشيع وتكثر بالخارج وخصوصا الدول الأوروبية، أما عندما يكون مع الأسرة فإنه سوف يكون بعيداً عن هذه الأشياء.
وتواصل الفهد حديثها قائلة: إن غرس الوازع الديني في نفوس الأبناء هو من أهم الاحتياطات التي يجب أن يحتاط بها الأهل عند السفر للسياحة، وذلك لأنها تحمي الأبناء من الانحراف، وتضيف بأن اختيار المكان المناسب والبعيد عن المدن الصاخبة وعن الشواطئ هو من أهم عوامل المحافظة على الأبناء من الانحراف.
أما إذا كان سفر الشاب طاعة لله مثل أداء العمرة أو الحج فإنها لا تمانع في سفره مع رفقائه، وكذلك إذا كان السفر للدراسة.
أوافق بسبب
أما أبو عبد الله الموظف بوزارة الصحة فإنه يوافق على سفر ابنه وحيداً للسياحة في الخارج وذلك بعد أن يكمل سن 21 عاماً وعندها يعتمد عليه بأنه سيحافظ على نفسه وقال:
إنني أتعامل مع ابني كرجل وصديق وأتحدث معه عن سبب سفره للسياحة وهل السفر لمجرد السياحة؟ أم أنه للمعرفة والتعليم أيضاً؟ وأحذره من الوقوع في المحرمات مثل المخدرات والخمور، فهذا هو واجب كل أب يترك ابنه يسافر إلى الخارج، وأضاف إنه عند سفر ابنه لا يتدخل في اختيار رفقائه الذين يسافر معهم لأنه يثق بابنه وبرفقته فالتدخل في تحديد من يرافق الابن في سياحته يمحو شخصيته، ويرى أن لشخصية الابن إذا كان مستقيماً دوراً كبيراً في موافقته على سفره للخارج للسياحة، وأوضح أن للسياحة غير الواعية آثاراً سلبية خطيرة على الشباب أصحاب النفوس الضعيفة والذين تستهويهم مفاتن السياحة، ويقول: إنه يعرف شاباً سافر للسياحة بالخارج وكان مستقيماً إلا أنه عاد وهو منحرف أخلاقياً وأصبح مدمناً للخمور والمخدرات والجنس وكان السبب في ذلك هو أنه تأثر بسلبيات البلد التي ذهب إليها، ويضيف أنه إن كان يسمح بالسفر للولد فإنه يرفض سفر البنت للسياحة رفضاً تاماً إلا مع الأسرة والمحافظة عليها بشتى الطرق، وهو ينصح كل أسرة عدم التفريط في ذلك الأمر.
أخاف عليه
ويرى محمد المضيان (موظف) أن موافقته على سفر ابنه للسياحة في الخارج يتوقف على عدة عوامل، وهي شخصية الابن، وأخلاقياته، والصحبة الذين يسافر معهم, والبلد التي يسافر إليها، فإنه قد وافق مثلاً على سفر ابنه لأداء العمرة وكان عمره وقتها 14 عاماً وذلك لاطمئنانه عليه في الرفقة الصالحة ولأنه ذاهب لطاعة الله، أما في حالة سفره للسياحة في أي دولة أوروبية مثلاً فأنا لا أوافق على ذلك إلا في وجود الأسرة معه وذلك نظراً لخوفي عليه من أي انحراف، وعند سؤاله عن كيفية حمايته لأبنائه أثناء السياحة في الخارج؟ قال: يكون ذلك باختيار البلد المناسب للسياحة واختيار الأماكن داخل البلد نفسه والتي تكون بعيدة عن الأماكن المشبوهة والتي يسود فيها الانحراف ويفضل الذهاب إلى الأماكن العامة مثل المتاحف والحدائق والأسواق أثناء فترة النهار فقط لأن لهذه البلاد عادات مختلفة عن عاداتنا، كما أنني لا أذهب أو أسمح لأولادي بالذهاب إلى السينما أو المسرح أو الملاهي الليلية، وذلك حفاظاً مني على أولادي من الانحراف أثناء السياحة، وأضاف أنه حتى التلفاز فإنه يختار القنوات التي يشاهدها أولاده حتى أحميهم من أي مشهد خارج عن الأدب، كذلك عدم السماح لهم بالخروج إلا برفقة الأب والأم وهذا لا يعد تسلطا من الأب ولكنه دوره للحفاظ عليهم من أي انحراف، فإن للسياحة غير الواقعية آثاراً سلبية خطيرة إذا لم ينتبه لها الأب والأم فإنهم سوف يجنون ثمارها انحراف أولادهم، وحذر المضيان الأسر التي تسمح لأبنائها بالسفر للسياحة دون رقيب بقوله : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
أرفض تماما
ومن جانبها تقول أم يعقوب : إن مسألة سفر الأبناء إلى الخارج من غير الأسرة مرفوضة بالنسبة لي، فأنا لا أستطيع أن أترك ابني يسافر للسياحة مع رفقائه وذلك لكثرة الفتن، فأنا قد شاهدت في آخر سفرة لنا إلى تايلاند شباباً يفعلون أشياء منحرفة جداً ومنافية لديننا وقيمنا، وعن قدر الحريات التي يسمحون بها لأبنائهم قالت: إنها حريات في نطاق الأسرة فليست لهم حرية شخصية في الذهاب إلى أي مكان إلا مع الأسرة، فإن التفريط في الحريات مع الأبناء وخصوصاً أثناء السياحة في بلاد الغرب له اثر سلبي عليهم لأنه يدفعهم إلى فعل أشياء منحرفة، وأنا أرى أنه يجب على كل أسرة حماية أبنائها من الانحراف وذلك عن طريق عدم إعطائهم مبالغ كبيرة من المال كمصروف، كذلك عدم الذهاب إلى الأماكن التي يشاهد فيها الأولاد مناظر غير أخلاقية تساعد على الانحراف مثل الشواطئ والسينما والملاهي الليلية، وعدم السماح لهم بالخروج من غير الأب والأم.
حريات محدودة
أما علي العتيقي فيعترض على سفر الأبناء من غير أسرهم قائلاً: أنا لا أسمح لأبنائي بالسفر للسياحة من غير الأسرة إلا إذا كان هناك سبب لهذا السفر مثل الدراسة أو لدورة تدريبية، فأنا أرى أنه من الخطأ سفر الشباب في فترة مراهقتهم للسياحة، لأنهم بذلك يكونون عرضة للانحراف، ولا أسمح لهم بالسفر إلا للحج أو العمرة بل وأشجعهم على ذلك، وأوضح أنه دائماً يكون محافظاً على أبنائه أثناء السياحة في الخارج التي تحتاج إلى الحذر بسبب الانفتاح في هذه الدول وخصوصاً الأوربية، وأشار إلى أن الحريات التي يمنحها لأولاده محدودة وتقتصر على إعطائهم مبلغاً معيناً من المال لشراء ملابس تعجبه أو أكلة يحبها كما أنه لا يسمح لهم بالخروج إلا نهاراً، وكل هذا يكون للحفاظ عليهم من الانحراف، فعلى كل أب أن يحافظ على أبنائه وألا يسمح لهم بالسفر للسياحة بعيداً عن الأسرة، وإن كان لابد من السفر وهو يثق بابنه فليكن بعد فترة المراهقة.
أستنكر سفر البنات وحدهن
وقالت أم عبد الله : إن سفر الشباب مع الأسرة أفضل لأنه لا يستطيع عمل أشيء إلا بموافقة الوالدين له وبذلك يكون بعيداً عن الانحراف، وترى أنه مهما كانت شخصية ابنها مستقيمة ويعتمد عليه فإنها لن توافق على سفره وحيداً، كما رفضت بشدة مسألة سفر البنات وحدهن للسياحة، وقالت: إنه شيء لا يصدقه عقل أن تأمل أي أسرة بسفر بناتها للسياحة وحدهن، وتروي أنها قد شاهدت ذات مرة في أسفارها مجموعة من البنات قد سافرن للسياحة في الخارج وكان نتيجة ذلك أنهن وقعن في الانحراف لدرجة إدمانهن الخمور، وما يزيد على ذلك أن فتاة منهن قررت ألا تعود ثانية إلى بلدها بعد أن انغمست في الانحراف، وأوضحت أن مرافقتها لأبنائها طوال الوقت، وعدم إعطاء مصروف كبير لهم فضلاً عن عدم السماح لهم بوضع تلفاز في غرفهم من أهم العوامل التي تساعد على حماية الأبناء من الانحراف أثناء السياحة الخارجية.
العدد (79) ابريل 2003 ـ ص:
ـــــــــــــــــــ(101/446)
... سفر الأبناء مع أصدقائهم كوارث أم فوائد ؟
من جانب آخر جاءت آراء بعض الشباب متمردة على رفض الآباء السفر من غير الأسرة فيقول أسامة الأشوك إنه يفضل السفر للسياحة في الخارج مع جماعات الشباب ولا يحب السفر مع الأسرة ويبرر ذلك بقوله: إن السفر مع الشباب حرية أفضل ونحن كشباب نأخذ راحتنا أكثر في الخارج والسهر.
ولا يترك لنا الوالدان الحرية في الذهاب إلى الأماكن التي نحبها لذلك لا أستطيع أن أستمتع بالسياحة مع الأهل لأنه لا يكون الوقت كافياً لزيارة كل الأماكن في فترة السفر، كما يضع لنا الأهل مجموعة من الشروط أثناء السفر للسياحة مثل عدم الخروج إلا في وجود الأسرة كلها، فتكون هذه بمثابة القيود التي تقلل من استمتاعنا بالسياحة مع الأهل، وأوضح أنه في حالة موافقة الأهل على السفر مع الشباب فإنهم يتدخلون في اختيار رفقتي فإذا كانوا صالحين وافقوا على السفر، أما إذا كانوا غير ذلك فلا يوافقون، ولكن بالنسبة للبلد التي نسافر إليها فإنهم لا يتدخلون في ذلك ويتركون لنا حرية الاختيار، ومن وجهة نظري أنه لا يقع في الانحراف إلا الشخص الضعيف غير المؤمن والذي ينوي مسبقاً على فعل ما ينافي الآداب الشرعية في غياب أهله، أما الشاب المستقيم لا تنحرف أخلاقه سواء كان سفره للسياحة مع أهله أو مع جماعات الشباب.
من أسباب الانحراف
وجاء رأي زيد بو حمد (23 سنة) موافقاً لرأي أسامة
حيث إنه يفضل السفر مع الشباب لأنه أكثر حرية ولا يكون فيه التزام بوقت معين أو مكان محدد مثلما يكون الحال في السفر مع الأهل، ونظراً لوجود ثقة كبيرة من أهلي في أخلاقي فإنهم لا يعترضون على سفري مع جماعات الشباب، وأشار إلى أنه في حالة السفر مع الأهل يصبح الشاب مقيداً ولا يستطيع الخروج إلا مع الأهل وإلى المكان الذي يذهبون إليه، ويصبح كل شيء التزاماً ويمنع السهر ويقتصر الخروج على فترة النهار فقط.
وأكد أن السياحة غير الواقعية التي يفهم فيها الشباب الحرية بطريقة خاطئة تكون من أسباب الانحراف.
اختيار الصحبة
ويقول مشاري الضفيري إن السفر مع الأسرة له مميزات، والسفر مع الشباب له أيضاً مميزات، فالسفر للسياحة مع الأهل يكون أكثر اطمئناناً ووناسة، أما السفر مع الشباب فيكون أكثر حرية، وأفضل السفر مع الشباب.
وأشار إلى أنه عند سفره مع الشباب فإن الأهل يتدخلون في اختيار رفقائه الذين يسافر معهم حتى يكونوا مطمئنين عليه، أما بالنسبة للمكان الذي أسافر إليه فيكون لي مطلق الحرية في اختياره ولا يتدخل الأهل في ذلك.
وأرى أن السياحة ليس لها شأن بالانحراف لأن ذلك يتوقف على الشخص نفسه، فالكثير من الشباب يسافر ويعود ولا يتأثر ولا يتغير مهما رأى من أشياء منحرفة تشتهر بها الدول الغربية، والمعروف أن لكل قاعدة شواذ فهناك شباب يتأثر بما يرى وينجرف مع التيار فيأخذ منهم سلبياتهم، مثل الشباب الذين نسمع عنهم وهم عبدة الشيطان وغيرهم، وهذه لا أراها نتيجة للسياحة الخارجية فالمنحرف يكون منحرفاً وهو في بلده.
وأنصح كل شاب يسافر للسياحة للخارج أن يكون على قدر من تحمل المسؤولية ولا يتأثر بما يراه من انحرافات، ويجعل سياحته للتنزه وللاطلاع على معلومات جديدة ومفيدة.
السفر مع الأهل أفضل
وتقول أمل الحسنى إنها تفضل السفر مع الأهل ولا تحبذ سفر البنات وحدهن إطلاقاً، وتعتبر السفر مع الأسرة أماناً تاماً للبنت، وكل بنت تريد أن تحافظ على نفسها عليها أن تسافر للسياحة مع أهلها، فالبنت في سفرها مع أسرتها للسياحة تستطيع أن تذهب لأي مكان في راحة تامة دون قلق أو خوف، وأعتبر أن سفر البنات من غير أسرهن شيء خاطئ، فهي بذلك تكون عرضة للانحراف والوقوع في المحرمات، وتضيف إن أبويها لا يسمحان لها بأي حرية سواء في الملابس أو الأماكن التي نذهب إليها، وفي عدم السهر بالخارج، ويكون كل خروجنا مع الأسرة.
وذكرت أن الأبوين ينصحانهم وهم في فترة السياحة بألا يختلطوا بأي أحد غريب وألا يكون لهم شأن بالآخرين، وترى أن السياحة لا تعتبر من أسباب الانحراف في حالة السفر مع الأسرة، أما إذا سافرت البنت وحدها فمن الممكن أن تكون عرضة للانحراف، وأنصح كل أسرة بألا تسمح لبناتها بالسفر وحدهن.
تحفظات وشروط
أما منى المسفر فتقول: إن السفر مع الأهل هو شيء أصبح من عاداتنا وتقاليدنا التي لا تسمح بسفر البنت وحدها من غير أسرتها، ولذلك أنا أفضل سفري مع أسرتي عن سفري وحدي مع البنات، وتضيف إنه في بعض الأوقات تسمح لها الأسرة بالخروج مع صديقاتها أثناء السياحة لمدة ساعات نهاراً ولا يسمح لها بالتأخير، ورأت أن البنت إذا سافرت وحدها مع صديقاتها ستصبح أمامهن حرية بالخروج والدخول وبالتالي يكن أكثر عرضة للانحراف، ويضع الأهل لنا مجموعة من التحفظات أو الشروط، وأنا أراها حماية لنا من أي مكروه مثل عدم الاختلاط بالشباب وعدم الخروج إلا مع الأسرة بأكملها.
حماية وأمان
وترى شيخة فهد أن السفر مع الشابات شيء جميل وجديد ولكن له مساوئ كثيرة، فإن البنات من السهل أن يتعرضن للمشكلات والمضايقات وخصوصاً في السياحة، وتقول : لذلك أنا أفضل السفر مع أهلي لأنني أشعر معهم بالأمان والوناسة والحماية التي لا تتوفر في حالة السفر مع الشابات، وأضافت أن أهلها يرفضون سفرها وحدها مع الشابات رفضاً تاماً ويعتبرونه سلوكاً شاذاً ومنحرفاً.
وتوضح أنه من الصعب الخروج أصلاً بعيداً عن الأسرة لأن البلاد التي نذهب إليها لها عادات وتقاليد مختلفة عن بلدنا، ولا ندري ما سيحدث لنا فيها إذا خرجنا وحدنا بعيداً عن الأسرة، وأنصح كل فتاة بألا تسافر إلا مع أسرتها وذلك إن كانت تحب أن تحافظ على نفسها لأن الدنيا لم يعد بها أمان، ومن السهل على البنت أن تنحرف في بعدها عن أهلها وخصوصاً إذا كانت مدة السياحة طويلة.
العدد (79) ابريل 2003 ـ ص:
ـــــــــــــــــــ(101/447)
... الوعي قبل السفر ...ضرورة
وحول الدافع النفسي وراء اختلاف الآراء بين الآباء حول سفر الأبناء مع جماعات الأصدقاء كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور عويد المشعان بقسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الكويت ليوضح لنا رأيه في هذه القضية:
وأكد د/ عويد أنه يجب أن نسلط الضوء على هذه القضية الهامة التي تمس كثيراً من شبابنا وأسرنا، وقال: إنه يبدي تحفظاً على سفر الشباب بدون رفقة أسرهم، وخصوصاً صغار السن وهم ما دون الثمانية عشرة لأن سفرهم وحدهم يجعلهم فريسة سهلة للانحراف وراء كثير من الانحرافات الجسيمة مثل تعاطي المخدرات والجنس وغيرها من الانحرافات السلوكية، وأضاف المشعان قائلاً: أود أن يشرع قانون من قبل الدولة يمنع سفر الشباب صغيري السن إلا برفقة والديهم، وأنا لست ضد السفر وإنما يجب أن يكون هناك نوع من التقنين حتى نحافظ على أبنائنا من الانحراف، لأنه عندما يسافر الشباب وحدهم لا نضمن ما سيحدث لهم أثناء سفرهم للسياحة بالخارج، فالشباب من السهل تعرضهم للانحراف وارتكاب الرذائل، وينعكس بالتالي هذا الانحراف على الأهل والمجتمع بأكمله وينعكس كذلك على سمعة بلده، فالمسافر هو سفير بلده ونحن لا نريد أن يشوه هؤلاء الشباب صورة بلدنا أمام البلدان الأخرى.
وأشار المشعان أن أفضل سن السفر الشباب للسياحة هو ما يزيد عن (24) عاماً لكي يكون قد نضج فكرياً ويعتمد عليه، ويواصل المشعان حديثه قائلاً: إن هناك اختلافاً في الأراء بين الآباء والأبناء حول السفر للسياحة فمن ناحية الآباء يحرصون دائماً على أبنائهم ويخافون عليهم من أي شيء قد يتعرضون له أثناء سفرهم للخارج، وليست مسألة تسلط أو تحكم منهم في أبنائهم أوصى الآباء الذين يمنعون أبناءهم من السفر للسياحة أن يبرروا لهم سبب رفضهم، وأن يقنعوهم بآرائهم ويعطونهم أمثلة من الواقع لكي تكون عبرة لهم، وكذلك بأن يراعي الآباء تطلعات أبناءهم وما يطرأ عليهم من تغيرات في فترة المراهقة بالخصوص، وما يشعر به الأبناء من حب المعرفة والاطلاع وخصوصاً في ظل الإعلام الموجه الحالي، وألا يغفل الآباء هذه النقطة داخل البيت أيضاً، فهناك وسائل كثيرة قد تساعد على انحراف الأبناء في غير السفر.
ومن ناحية الأبناء الذين يفضلون السفر وحدهم للسياحة، فالشاب يشعر بأن السفر للسياحة حق من حقوقه ويرى أن اعتراض الأب على سفره هو تعسف وتحكم، وهو ليس كذلك وإنما هو حرص من الأب على مصلحته وحمايته من الانحراف، وبالتالي يصطدم رأي الابن مع رأي أبيه، ويصبح خلافاً، وأنصح كل الآباء أن يبنوا جسراً من الثقة بينهم وبين أبنائهم ويتبادلوا الآراء، وأن يعطوا لأبنائهم قدراً من الحرية المحدودة التي لا تتجاوز المعقول، وأن يكونوا لأبنائهم قدوة حسنة، وأن يغرس الآباء الوازع الديني في أبنائهم منذ الصغر فالإنسان إذا كان عنده وازع ديني وقيم أخلاقية فإنه في اعتقادي سيكون بعيداً عن الانحرافات، فمعظم الأشخاص المنحرفين يكون العامل الرئيسي في انحرافهم هو ضعف الوازع الديني لديهم، وكذلك على الآباء أن يشجعوا أبناءهم على السفر إلى الأماكن المقدسة لأداء الحج والعمر مثلاً ففي هذه الأماكن سيكون الأبناء في أمان وبعيداً عن أي انحرافات.
وأوضح المشعان أن الوعي قبل السفر للسياحة للخارج مهم جداً، فإذا أراد الأب السفر بأبنائه للسياحة عليه أن يتعرف على طبيعة هذه البلد، وهل هي تتمشى مع أخلاقنا وقيمنا الإسلامية أم لا فإذا كان يكثر فيها الفساد والإباحية فلماذا يذهب إليها؟ لأنه بسفره إلى هذه البلد يساعد بطريقة غير مباشرة في وقوع أبنائه في الانحرافات، فالأب عليه أن يختار البلد البعيدة عن الفساد والمناطق البعيدة عن الانحرافات أيضاً، وأن يجعل أبناءه تحت عينيه، وألا يغفل عنهم، وأن يكون برفقتهم في كل مكان حماية لهم من الانحراف، فإن السياحة غير الواقعية لها أثر كبير في انحراف كثير من الشباب.
العدد (79) ابريل 2003 ـ ص:
ـــــــــــــــــــ(101/448)
... تربية الأولاد على الآداب الشرعية
عبدالرحمن بن عايد العايد
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،
أما بعد :
فيا أيها الإخوة نتكلمُ في هذه الليلةِ عن موضوعِ تربية الأولادِ على الآدابِ الشرعية، وسيكونُ الكلامُ في النقاط التالية :
1- أهميةُ الموضوع.
2- مفهومُ التربية.
3- جوانبُ التربية.
4- المؤسساتُ التربوية.
5- الحثُ على تربيةِ الأولاد.
6- كيفيةُ تربية الأولاد .
7- بم يتمُ الوصولُ إلى التربية .
أولاً : أهميةُ الموضوع
التربيةُ عملٌ شاق، وجهدٍ يحتاجُ إلى وقت، وهي مهمةٌ ليست جديدة ، وهي عملٌ فاضل . وتبرزُ أهميةُ الكلام في هذا الموضوع في النقاط التالية :
1- الاقتداءُ بالرسول- صلى الله عليه وسلم- والصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح في تربية أتباعهم، وبمعرفةِ كيفيةِ تربيتهم لأتباعهم يتمُ التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا.
2- الوضعُ الحالي للأمة : فالناظرُ لواقعِ الأمة يجدُ وضعاً سيئاً لم يمر عليها طوالَ الأزمنةِ المتقدمة، لقد أوشكت أن تعدم كثيرٌ من المبادئِ الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية، وبالتربية يمكنُ معالجةُ هذا الوضع.
3- بالتربية يتمُ إيجادُ الحصانة الذاتية لدى الولد، فلا يتأثرُ بما يقابلهُ من شهوات وشبهات؛ لأنَّها تقوى مراقبته لله فلا ينتهك حرمات الله إذا خلا بها، ولا يتأثرُ بالشهوات التي تزينت في هذا العصر تزيناً عظيماً فأصبحت تأتي للمسلم ولو لم يأتها، ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله .
4- التربيةُ مهمة لتحمل الشدائد والمصائب، والفتن التي قد يواجهها الولد في مستقبل حياته .
5- التربية تهيئ الولد للقيام بدوره المنوط به ؛ دوره لنفع نفسه ونفع مجتمعه وأمته.
6- تتبين أهميةُ التربيةِ من خلالِ وجودِ الحملةِ الشرسة، لإفسادِ المجتمعِ من قبل أعداء الإسلام، فوجودُ هذه الحملة لابد أن يُقابل بتربيةٍ للأولادِ حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم .
7- التربيةُ تحققُ الأمنَ الفكري للولدِ، فتبعدهُ عن الغلو، وتحميهِ من الأفكارِ المضادةِ للإسلام، كالعلمانية وغيرها.
8- التربيةُ مهمةٌ لتقصيرِ المؤسساتِ التربويةِ الأخرى، في أداء وظيفتها التربويةِ كالمدرسة والمسجد .
9- إن وُجود بعضُ الأمراضِ التي انتشرت في الأمةِ سببهُ التقصيرُ في التربية أو إهمالها، فالسفورُ والتبرجُ والمخدرات والمعاكسات وغيرها انتشرت بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها .
10- التربيةُ وسيلةٌ للوصول بالولد إلى المُثل العليا، كالإيثار والصبر وحبِّ الخير للآخرين .
ثانياً : مفهومُ التربية :
تنشئةُ المسلمِ وإعدادهُ إعداداً كاملا ًمن جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام، وإن شئتَ قُل: هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع على وفقِ شرع الله .
ثالثاً : جوانبُ التربية :
للتربيةِ جوانب مختلفة، فُهناك التربيةُ الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربيةُ الاجتماعية، والتربية الجنسيةِ وغيرها .
أي لابد أن نفهمَ أنَّ التربيةَ ليست قاصرةً على تربية الجسم فقط، وليست قاصرةً على تعريفِ الولدِ ببعض الأخلاقِ والآداب فقط، بل هي أوسعُ وأشمل من هذا .
رابعاً : المؤسساتُ التربوية :
التربيةُ ليست قاصرةً على الوالدين فقط، فهناك إلى جانبِ الأُسرةِ المدرسة، وهُناك المسجدُ، وهُناك التجمعاتُ الشبابيةِ سواءً صالحةً أم غيرَ صالحة، وهُناك وسائلُ الإعلام وغيرها، فكلُّ هذه المذكوراتِ يشارك في عملية التربية.
خامساً : الحثُّ على تربيةِ الأولاد :
لقد حثَّ الإسلامُ على تربيةِ الأولاد، ومحاولة وقايتهم من النارِ فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )) ، وقال تعالى : (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )) وقال عز وجل : (( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ))
. ومدح عبادُ الرحمن بأنَّهم يقولون : (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )) .
ومن السنة يقولُ- صلى الله عليه وسلم-: (( الرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها)) البخاري ومسلم. وفي الترمذي: (( لأن يؤدب الرجلُ ولده خيرٌ من أن يتصدق بصاع )) ضعيف .وفيه أيضاً (الترمذي): (( ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن )) ضعيف وفي المسند : (( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع )) الحديث،
وعند عبد الرزاق وسعيد بن منصور : (( علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم)).
وحرص السلفُ على تربيةِ أبنائِهم، وكانوا يتخذون لهم المُربين المتخصصين في ذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة .
ولاشكَّ أنَّ للتربيةِ أثرٌ كبيرٌ في صلاحِ الأولاد؛ فالأولادُ يُولدون على الفطرةِ، ثَّم يأتي دورُ التربيةِ في المحافظةِ على هذهِ الفطرة أو حرفها (( كلُّ مولودٍ يُولدُ على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه )) . والولدُ على ما عودهُ والده.
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا *** على ما كان عوَّدهُ أبوه
ومادان الفتى بحجىً و لكن *** يعوِدهُ التدين أقربوه
والولدُ في صغرهِ أكثرُ استقبالاً واستفادةً من التربية .
قد ينفعُ الأدبُ الأولادَ في صغرٍ *** وليس ينفعُهم من بعده أدبُ
الغصونُ إذا عدلتها اعتدلت *** ولا يلينُ ولو لينتهُ الخشب
فالولدُ الصغير أمانةً عند والديهِ إن عوداهُ الخيرَ اعتاده، وإن عوداهُ الشرَ اعتاده .
سادساً : كيفية تربية الأولاد :
1- اختيارُ الزوجةِ الصالحة، والزوج الصالح :
اختيارُ الزوجةِ الصالحة أو الزوج الصالح، هو الخطوةُ الأولى للتربية السليمة، وتَعرفون حديث : (( إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه)) , وحديث (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )) .
2- الدعاءُ بأن يرزقهُ اللهُ ذريةً صالحة، وهذا قبلَ أن يُرزقَ بالأولاد (( رب هب لي من الصالحين )) .
3- التسميةُ عند الجماعِ للحديث (( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطانَ وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنَّهُ إن قُضي بينهما ولدٌ لم يضره ُالشيطان أبداً )) .
4- ما يفعلهُ إذا رُزق بمولودٍ من مثل : الأذانُ في أذنِه وتحنيكه وحلقُ رأسه، واختيارُ الاسم الحسن له، والعقيقةُ عنهُ وختانه .
5- الدعاءُ للأولاد بالصَّلاحِ بعد وجودهم، وقد كان الأنبياءُ يهتمون بذلك، فإبراهيمُ يقول : (( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ )) ، (( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي )) , (( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً )) .
ويقول زكريا : (( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)) .
6- عدم إخافةَ الصبي بالجني والظلام و الحرامي، لاسيما عند البكاء .
7- تمكينهُ من أن يُخالط الآخرين، إذا لم يُخشى عليه منهم.
8- عدمُ إهانتهِ وتحقيرهِ خُصوصاً أمامَ أخوته وأقاربه، أو الأجانب .
9- ألا يُنادى بألفاظٍ غير طيبةٍ كـ يا غبي .
10- تنبيههُ للخطأِ برفقٍ ولين، وعدمُ معاقبته إذا أخطأ أول مرة .
11- الاعتدالُ في محبةِ الولدِ، بأن تُشعرهُ بمحبتهِ مع عدم التدليل الزائد.
12- أخذُ الاحتياطات عند قدومِ الطفل الجديد.
13- يُسمحُ للطفلِ الأكبر بمساعدةِ أمِّه في إحضارِ ملابس الطفلِ الجديد، ويُسمح له بمُداعبته حتى لا يحقدَ عليه .
14- تحقيقُ العدلِ بين الأولاد.
15- عدمُ السماحِ للابن أو البنت بلبسِ البنطلون بعد عمر السابعة تقريباً .
16- فصلُ البناتِ عن البنين كلٍّ في غرفةٍ مستقلة، أو التفريقُ في المضاجعِ إن كانوا في غرفةٍ واحدة .
17- أن يُعلمَ الاستئذانَ عند الدخولِ على والديهِ وخصوصاً في غرفةِ النوم .
18- إذا كان الولدُ ينامُ عند والديهِ فليحرصا أشدَّ الحرصِ على ألاَّ يراهُما في اتصالٍ جنسي ولو كان صغيراً.
19- لا تظهر الأمُّ أمامَ أولادها وقد أبدت عن مفاتنها، بارتداءِ ثيابٍ قصيرةٍ أو شفافة، ولا تُلبس بناتها ذلك .
20- تعويدِ الولدِ على غضِ البصر .
21- لا يرى أختهُ أو تراهُ في الحمام، ولا يدخلا الحمام جميعاً .
22- تعويدهُ على عدمِ كشفِ عورته، وعدمِ السماحِ للآخرين بمشاهدتها.
23- عدمُ السماحِ له بالدخولِ إلى النساءِ في الأعراسِ والأسواق النسائية إذا كان ذكراً .
24- لا يُسمح له بمشاهدةِ الأفلامِ والصورِ الخليعةِ والمجلاتِ الهابطة، أو قراءةَ القصص الغرامية.
25- غرسُ العقيدةِ والإيمانِ في نفسه؛ وذلك بما يلي :
أ- تعليمهُ أركانَ الإيمان وأركان الإسلام، والإيمان بالأمورِ الغيبيةِ، كالقبرِ ونعيمه وعذابه، وأن هناك جنة ونار .
ب ـ تنميةُ المراقبة لله عنده (( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ )) .
ج ـ لفت انتباهَهُ إلى قُدرةِ اللهِ المطلقةِ في كلِّ شيء.
إذا رأى البحرَ قال: من خلقه؟من الذي خلقَ الجبالَ العظيمةِ والحيوانات الكبيرة ؟ وهكذا .
د ـ تنميةُ محبةِ اللهِ وخوفهِ في نفسه؛ وذلك بإسداءِ كلِّ نعمةٍ إلى اللهِ، والتحذيرُ من عقابِ الله، والتخويفُ منه.
هـ ـ على الأعمالِ الصالحة، بتعليمهِ الصلواتِ والقرآن، والخشوعُ فيهما والأذكار ونحو ذلك.
و ـ قراءةُ بعض آياتِ وأحاديث الترغيبِ والترهيب، وشرح ما يتيسر.
ز ـ تسجيلهِ في حلقةٍ من حلقِ تحفيظ القرآن، ومتابعتهِ في ذلك.
ح ـ اصطحابهُ لزيارةِ المقبرة، أو زيارة المستشفى .
26- غرسُ الأخلاقِ الحميدةِ في نفسه :
أ ـ يربيهِ على الصدقِ والأمانة، والاستقامةِ والإيثار، ومساعدةِ المحتاج، وإكرامِ الضيف، وغير ذلك من الصفات الحميدةِ المعروفة .
ب ـ يربيهِ على تجنبِ الأخلاق الرديئةِ من مثل الكذب، والسبِّ والشتائم والكلمات القبيحة.
ج ـ قراءةُ بعضِ الأحاديثِ التي تُرغبُ في مكارمِ الأخلاق وتنهى عن سفا سفها .
27- تربيتهُ على مُراعاةِ حقوقِ الآخرين :
فيُربى على مُراعاةِ حقوقِ الوالدين، فلا يمشي أمامَهما ولا يناديهما بأسمائهما مجردةً هكذا، بدونِ كلمةِ أمي أو أبي، ولا يجلسُ قبلهما، ولا يتضجرُ من نصائحهما، ولا يُخالفُ أمرهما، ولا يبدأُ بالطعامِ قبلهما، وأن يدعو لهما ولا يرفع صوته أمامهما، ولا يقاطعهما أثناء الكلام، ولا يخرجُ إلا بإذنهما، ولا يزعجهما إذا كانا نائمين، ولا يمدُّ رجليه عندهما، ولا يدخلُ قبلهما، ويُلبي نداءَهما بسرعة، إلى غيرها من الآداب مع الوالدين .
وأُنبهك أيَّها الوالدُ إلى نقطةٍ وهي :لا تربطُ احترامُ ولدك لك بكثرةِ ما تعطيه، وإنَّما اربطهُ بحقكَ عليه الذي شرعه الله.
بعضُ الأمهات تطلبُ من ولدها أن يحترم أباهُ تقولُ : هو الذي اشترى لك وفعل وفعل ....)
كما يربيهِ على صلةِ الرحم، وحقِّ الجارِ، وحقِّ المُعلم، وحق الصديق، وحقِّ الكبيرِ ونحو ذلك .
28- تربيتهُ على التزام الآداب الاجتماعية فيراعي آداب الطعام وآداب السلام وآداب الاستئذان وآداب المجلس وآداب الكلام وغيرها من الآداب وليس المجال مجال ذكر هذه الآداب فبإمكانك الرجوع إلى الكتب ومعرفتها .
29- تربيتهُ على الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر؛ ويتمُ ذلك بالتغلبِ على الخجلِ والخوف.
30- تهيئةُ المدرسةِ الصالحة، والرفقةُ الصالحة، والتعاونُ معهما في تربية الولد .
31- تربيتهُ على الثقةِ بالنفس، بتعويدهِ الجرأةِ والشجاعةِ والصراحة، وإعطاؤهُ حريةَ التصرفِ، وتحملُ المسئوليةِ، وممارسةُ الأُمور على قدرِ نموه، وأخذُ رأيهِ ومشورتهِ، وتعويدهُ على أنَّهُ لا يلزمُ أن يُؤخذ باقتراحهِ أو رأيه.
32- التربيةُ على التضحيةِ لهذه الأمة، واحتسابُ الأجرِ عند الله .
33- التربيةُ على ضبطِ النفسِ عند الغضب، وتجنبهِ أسبابَ الغضبِ إذا كان صغيراً حتى لا يصبحَ الغضبُ له عادة .
34- مراعاةُ استعداداتِ الولد: فبعضُ الأولادِ قد لا ينجحُ في الدراسة، فإذا كان الأمرُ كذلك فوجِّههُ إلى ما يمكنُ أن يحسنه، بعضُ الآباءِ يجعلُ نجاحَ الابنِ وفشله متوقفاً على نجاحهِ وفشله في الدراسة فقط، فالدراسةُ عندهُ هي الطريقُ الوحيدِ للنجاح والفشل، ولاشكَّ أنَّ هذا خطأ، فرُبما يفشلُ الابنُ في الدراسةِ ولكنَّهُ ينجحُ في شيءٍ آخر، فلابُدَّ أن تراعى استعدادات الابن.
35- تجنيبهِ الميوعةِ والانحلال والتخنث .
36- تعويدهِ على الاخشوشان وعدمُ الاستغراق في التنعم.
37- تحذيرهُ من التقليدِ الأعمى .
38- نهيهِ عن استماع الموسيقى والغناء.
39- ملءُ فراغه بما ينفعه .
40- اختيارُ الأصدقاءِ الطيبين له .
41- تعليمهُ سيرةَ الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وسيرة السلف الصالحِ للاقتداءِ بهم .
42- تعليمه ما يحتاجه من العلوم الشرعية والقصائد الأدبية الجميلة .
43- تعليمهُ أحكامَ البلوغ؛ فتعلم ابنك الاحتلامُ وما يترتبُ عليه، والأمُّ تُعلم بنتها أحكامَ الحيضِ، إننا نسمعُ كثيراً أسئلةً من بناتٍ حضنَ ولم يُخبرن أهليهنَّ، فحصلَ منهنَّ أخطاء، كأن تطوفُ أو تصومُ وهي حائض، ثم تسأل ماذا عليها الآن بعد أن كبُرت، ولو أنَّ الأمهات انتبهنَّ لهذهِ النقطةِ لكان عند البنتِ المعرفةِ المسبقةِ بهذا الحيضِ وأحكامه .
44- الكشفُ للولدِ عن مخططاتِ أعداءِ الإسلام.
45- الإشادةُ بحضارةِ الإسلامِ، وبثَّ روحُ الشوقِ عند الولدِ لإعادتها .
46- تعويدُ الولدِ على حفظِ الوقت .
47- التدرجُ في التأديب .
48- إيجادُ التصوراتُ الصحيحةِ عند الولد؛ فهُناك مفاهيمٌ يجبُ أن تُفهمَ الفهمُ الصحيح، إذ إنَّ الفهمُ الخاطئ لها يوقعُ في الخلل، ومن ذلك مفهومُ العبادةِ التي يحصرها كثيرٌ من المسلمين في العبادات التي لا يتعدى نفعها إلى غير فاعلها، وهذا لاشكَّ أن هذا خطأ، فالعبادةُ أشملُ من هذا، فالأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكر عبادةً وليس تدخلاً في حُريات الآخرين، بعضُ الآباءِ إذا رأى ابنهُ يأمرُ بالمعروف أو ينهى عن المنكر، قال له: مالك وللناس عليك بنفسك فقط .
49- إيجادُ القنا عاتِ المتأصلةِ في النفس بالمعتقداتِ والأفكار الإسلامية، من مثل الحجاب، فتقتنعُ البنتُ به، وأنَّهُ إنِّما ترتديه امتثالاً لأمرِ الله، لا تقليداً للأُمهات، وإذا كان الشيءُ المأمورُ به شرعا،ً إنَّما يُعملُ تقليداً فقط، ويجعلُ من العاداتِ والتقاليد فقط، فإنَّه سرعان ما يترك.
وعندما أقولُ ما سبق، لا أقصدُ أنَّهُ يلزمُ أن يقتنعَ المسلمُ بتعاليم الله، وتدخلُ مزاجهُ وعقله، لا؛ لأنَّ اللهَ سُبحانه هو الذي شرع هذه التعاليم، وهو أعلمُ بما يصلحُ للناس، وليس الناسُ بعقولهم القاصرة يحكمون على هذه التعاليم، ومدى صلاحيتها لنا.
وإنَّما الذي أقصدهُ، أن يعملها الإنسانُ وهو يعلمُ أنَّها من الله، وأنَّهُ يعمُلها لله لا لغيره.
50- حثُ البالغين على الزواجِ قدر المستطاع، وتذليلُ عقباته، فإن لم يكن فيحثون على الصيام.
51- إبعادُ الأولاد عن المثيرات الجنسية .
52- تقويةُ الصلةِ بينك وبين ولدك، حتى تجعلهُ يعدُكَ صديقاً له، بالإضافةِ إلى كونك أباً، وهذا يتمُّ بالبشاشةِ معه، وممازحتهُ، وبما سبق أن ذكرنا من النقاط السابقة.
53- عدمُ إغداقِ المال عليه، بحيثُ يتوفر له المحرمات، وعدمُ التقتيرِ عليه بحيث يضطرُ إلى السرقة
54- الانتباهُ للسيارةِ وشرائها له، إذ قد تكون سبباً لانحرافه.
55- أحذر التناقض عندهم، ووفِ لهم بما تعدهم به.
56- جالسهم، واسمع لهم، وأشعرهم بأهميتهم .
57- عاقبهم إذا لزم الأمر .
58- إعانتهم على برِّك.
59 - لا تُجبر ولدك على أن يكون مثلك في الوظيفة، أنت عسكري فلابُدَّ أن يكون هو كذلك .
60 - لا تبث فيهم روحَ الخوفِ من المستقبل، وتحصرَ الرزق في الوظيفة، ولا يعني هذا إهمالُ توجيههِ وإرشاده إلى أهميةِ الدراسة .
أريدُ أن أهمس في أذنكَ همسةً قبل أن أنتقلَ إلى الفقرةِ التالية، وهي :أنت تُحبُ أن يصلحَ أولادك ويبروك، فإن أردت برهم لك فبر بوالديك.
سابعاً بم يتمُ الوصولُ إلى التربية :
أو ما الوسائلُ التي نسلُكها لتحقيق الأشياءِ المذكورةِ سابقا.
لتحقيق ما سبق نحتاجُ إلى ما يلي :
1- القدوةُ الحسنة : وهي من أقوى وسائلُ التربية تأثيراً؛ وذلك لأنَّ الولدَ ينظرُ إلى مربيهِ وماذا يعملهُ ويستفيدُ من فعله أكثر من قوله، فالولدُ إذا رأى مربيهِ ينهاهُ عن شيءٍ ثم يفعلهُ، كيف ينتهي الولد عن هذا؟ والمفترضُ أن يكونَ المربي قدوةً لمن يربيهم، فمثلا: إذا أذَّنَ أسكت للترديد مع المُؤذن، وبسرعةٍ توضأ، وخذهم معكَ للصلاة، إذا كلمَّ أحدهم في الهاتفِ لا تقُل لهم قولوا إني غيرُ موجودٍ، فتعودهم على الكذب .
والقدوةُ تكونُ في الأبوين، وفي الرفقةِ الصالحةِ، وفي المعلم.
فإذا كان أولئكَ قدوةً صالحةً لمن يُربونهم، أنتجت تربيتهم إنتاجاً سليماً صالحاً، وأمَّا إن كانوا بالعكس، ويُخالفُ قولهم فعلهم فلن يستفيدَ المُتربي منهم شيئاً إلا التناقض، وكذلك القدوةُ تكونُ في الأخِ الأكبر، ولذا ينبغي التنبهُ للمولودِ الأول، فيهتمُ بتربيتهِ اهتماماً كبيراً، لأنَّهُ سيكونُ قدوةً لأخوته الذين يأتون من بعده.
2- المراقبة والملاحظة : ينبغي ألا يغفلَ الوالدُ عن ولدهِ، بل يلاحظهُ ويراقبهُ دون أن يشعر الولدُ، سواءً كان الولدُ ابناً أو بنتاً، فيراقبُ ذهابهُ للمدرسةِ ورجوعه منها، ويراقبُ كتبهُ ومكتبته، وأدراجهِ وغيرَ ذلك، وليكُن هذا بشكلٍ سريٍ جداً ،ولا أقصدُ بالمراقبةِ أن تكون مجهراً على تصرفاتهما، ولكن المطلوبُ عدمُ الغفلةِ، وأيضاً أن تكونَ المراقبةُ من بعدِ دون أن يشعر الولدُ بهذا.
3- التحذير : يحذرهُ من المعاصي على مختلفِ أنواعها التي يمكنُ أن يقعَ فيها، ويحذِّرهُ من الشرِّ وأهله، وأسبابِ الوقوع فيه، وأساليبُ أهلهِ في إيقاع غيرهم فيه، كأن يُحذِّر ابنتهُ عندما تسمع معاكساً أن تردَّ عليه، أو أن تفتحَ لهُ مجالاً ليكلمها، بل تُعلم أن تُغلق السماعةَ مباشرة.
4- التلقين : بأن يُلقنهُ مثلاً السورِ من القرآن، وبعضَ الأحاديثِ والأدعية والأذكار، وماذا يقول لوالديهِ إذا رآهما؟ وماذا يقولُ للضيفِ إذا قدم وهكذا؟!.
5- لتعويد : أن يعودهُ على ما يُريد؛ يعودهُ أنَّهُ يُبكر إلى الصلاة، يعودهُ على أن الاثنين يصام، يعودهُ مثلاً على القيام قبل الفجر ولو قليلاً ، يعودهُ على أنَّهُ يقرأُ القرآن يومياً وهكذا .
6- الترغيبُ والترهيب : بأن يُشجعه أحياناً بالكلمة الطيبة، وبالهدية أحياناً، وقد يلجأُ إلى ترهيبهِ وإخافتهِ من فعل شيءٍ أو ترك شيء .
7- الموعظة : يعظهُ بأسلوبٍ جيد، كأن يبدأَ بالاستعطاف؛ يا بُني ويا بنتي، وربَّما يقصُّ عليه قصةً فيها عبرةٌ وعظة، وربَّما يستعملُ معه السؤالُ والجواب؛ كأن يقولَ ألا تريدُ الجنة، ألا تخافُ من النار، ويمكنهُ أن يغتنمَ المناسبات، ويستفيدَ من المواقف، كأن يرى زحاماً شديداً فيذكرهُ بالقيامةِ، أو يراهُ فرحاً بنتيجةِ الامتحان فيقولُ له مثلاً : وإن شاء الله ستفرحُ في الآخرة أيضاً مادُمت تُطيعُ الله، وهكذا، وينبغي الاقتصادُ في الموعظة وعدمُ الإكثارُ منها لئلا يملَّ الولد.
8- القراءة : سواءً تقرأ عليهِ وعلى الأسرةِ شيئاً مفيداً من مثل سيرةَ الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وسيرةَ السلف الصالح، أو بعضَ القصصِ المُفيدةِ ونحو ذلك، أو هو يقرأُ بتشجيعٍ منك، وتوفيرٌ للكتب .
9- زرعُ مراقبةِ الله في نفسه : حتى يشعرُ أنَّ عليه رقيباً في كل أحواله، وبهذا يعملُ العمل الجميل ولو لم ترهُ، ويتجنبُ العمل القبيح ولو لم تره .
10- العقوبة : قد يلجأُ إليها المُربي بعد أن يستنفدَ التوجيهَُ والإرشادُ والوعظُ والهجر، وهذا الضربُ يراعى فيه التدرجُ من الأخفِ إلى الأشد، وأن لا يُعامل الولد دائماً بالعقوبة، وألا يعاقبَ من أولِ زلة، وألا يجعلَ عقوبات الأخطاء متساويةً مع اختلاف الأخطاء صغراً وكبراً، بل لابُدَّ أن تختلفَ العقوبة من خطأ لآخر . ثم يتجنبُ المواضعَ الخطرةِ كالرأس والوجه، وأيضاً لا يوكلُّ مُهمةَ الضربِ لغيرهِ، كأن يجعلَ أخاهُ الأكبرُ هو الذي يضربه، لأنَّ هذا يزرعُ بينهم العداوةَ والبغضاء، ثم إذا استقام الولدُ على الطريق فليلزم أن يبسط له الوالد، ويهشُ لهُ، ويتلطفُ معهُ، ولا يستمرُ على غضبه عليه.
11- معرفةُ طبيعة المراهق، وكيفية التعاملُ معه .
ثامناً : أخطاءٌ في تربيةِ الأولاد :
هُناك بعضُ الأخطاءِ التي يرتكبُها بعضُ المربين في تربيتهم لأولادهم، نمرُّ على شيءٍ منها بشكلٍ سريع، من هذه الأخطاء :
1- الطردُ من البيت :
قد يلجأُ بعضُ الآباءِ للتخلصِ من أذى ولده وعدم طاعتهِ له بأن يطردهُ من البيت، ويتوعدهُ بأن لا يقتربَ من البيت، ويقولُ : مادمتَ أنك لا تُطيعني، ومادمت عاصياً للهِ، فاذهب إلى من تشاء، فأنا لستُ بأبيك، وأقولُ هذهِ الطريقةُ هل هي صحيحة في هذا الزمن ؟
أيَّها الأخوة :
لنُقارنَ بين مفسدةِ جلوسهِ في البيتِ مع استمرارِ نُصحهِ وتحذيرهِ، وبين مفسدةِ طردهِ من البيت.
إذا طُرد من الذي سيؤويه ؟ بالتأكيد أن الذي سيؤويهِ أصدقاؤهُ الأشرار، وهل هؤلاءِ الأصدقاء سيلومونه ويوبخونهُ على أنَّهُ عصى والديه، وعصى قبل ذلك ربَّهُ حتى استحق الطرد ؟
الحقيقة أنَّهُ إن لم يجد التشجيعُ منهم فلن يجدَ منهم التقريع، وإذا كان معهم فلا شكَّ أن معاصيه ستزيد، قد يتعرفُ على المخدرات بدلاً من شربهِ الدخان الذي كان يضايقك، سيتعرفُ على السفرِ للخارج، سيتعرفُ على السرقةِ إذا احتاج للنقود .
أيَّها الأخوة :
إنَّ هذا العصرُ ليس كسابقه، في العصرِ السابق عصرُ الآباءِ والأجداد، لو طُردَ الولدُ من البيت فلن يذهب بعيداً عن قريته، لعدم توفرِ وسائل المواصلات، ولو وُجدت وسيلةُ مواصلات فلن يجدَ من يحملهُ إلاّ بنقودٍ ولا يملكُ هو هذه النقود، فيبقى في القريةِ، وإذا وُجد في القرية فسيجدُ من يؤنبهُ ويقرعه، ولا يجدُ من يؤويهِ مما يسببُ له الجوعُ لأنَّهُ لن يجدَ من يطعمهُ، فكلٌٌ عاجزٌ عن نفسه ومن يعول، فكيف يعولُ الآخرين ؟ ولذلك فإن طردهُ في هذه الحال سيجدي ويعطي نتيجةً بخلافِ العصر الحاضر.
وإذا عرفت هذا عرفت السبب الذي من أجلهِ يقترحُ كبارِ السن على أولادهم، أن يطردوا أولادهم من البيت إذا كانوا عاقِّين، لأنَّهم يَقيسون هذا العصر على العصر السابق.(101/449)
2- تدخل الآخرين في تربيةِ الوالد لولده :
كأن يسمح الوالدُ بتدخلِ الجدِّ في تربيةِ الولد، نعم الجدُّ لهُ حقهُ واحترامهُ، ولابُدَّ أن يُربى الولدُ على طاعتهِ ومحبتهِ واحترامهِ وإجلاله، لكن تدخلُ الجدِّ قد لا يُعطي نتيجةً حسنة، وذلك لأنَّ الجدَ سيعطيك تجاربهُ وخبراته السابقة، التي قد لا تُناسبُ هذا العصر؛ مثلاً : الجدُّ يرى أنَّ الوسيلةَ الوحيدةِ لإصلاحِ الولد هي ضربهُ وعدمُ إعطائِه شيئا وهذا خطأ .
لكن لابُدَّ من التنبهِ إلى شيءٍ، وهو أن هذا الكلامُ لا يعني أن نلغي دور الجدِّ تماماً، لا، بل ليكن الاستفادةَ منهُ في الأشياءِ الصحيحة، كأن يُربي حفيدهُ على الكرمِ الذي كان موجوداً سابقاً في عهدهم أكثر من وجوده الآن، وعلى حُبِّ مساعدةِ الآخرين، ونحو ذلك من الأخلاق التي تستفادُ من الجد .
3- السفرُ بعيداً عن الأولاد ، خصوصاً في فترةِ المراهقة :
وربَّما يذهبُ بسببِ الانتداب من قبلِ العمل، أو يذهبُ مثلاً إلى مكة في رمضان ويتركُ أولاده، وربَّما يوكلُّ إلى غيرهِ مهمةُ التربية، كأن يقولُ للأخ الأكبرِ انتبه لأخوتك، وهذا خطأٌ من الوالد. إنَّ وجودَ الوالد ليس كعد مه، وهيبتهُ ليست كهيبةِ غيره، وربما في سفرك يتعرفُ أولادُكَ على أنواعٍ من المفاسد التي لا ترضاها، ولا تكتشفها أثناءَ وجودك القصير عندهم.
4-عدمُ فتح المجال للولدِ للترفيه والالتحاق مع شبابٍ صالحين :
يريدهُ دائماً في البيت، أو دائماً معه في السيارة، ورُبما ذهبَ به إلى زملائِه الكبار، الولدُ لا يرتاحُ إلا لمن هُم في سنه، وهذا ليس عيباً فيه، ولذلك فعليكَ أن تختارَ لولدك الرفقة الصالحة، التي تُعينُ ولدك وتدلهُ على الخير .
5-إرسالُ الولد للخارج بحجةِ الدراسة، مع أنه لم يتزوج، وهذا لاشك أنَّهُ خطأ إذ فيه خطرٌ على الولد، فهو إن لم ينحرف في المجتمعِ المفتوح التي تنتشر فيه المعاصي، فسيُعاني من الضغطِ الرهيبِ عليه في هذا المجتمع؛ فإذا رأى منظراً مثيراً للشهوةِ أين سيصرفها؟ هل سيعصي اللهََ أم يكبتها؟ وحصول هذا وهذا مضرٌّ به.
6- الاستهتارُ برأي الولدِ وعدم الاهتمام به:
بل رُبما أحياناً قد يقولُ لهُ : حتى أنت بدأت تتكلمُ ويكون لك رأي، الرأي الأول والأخير لي .
نعم يا أخي: لك الرأيُ والاحترام، لكن عوِّد ابنك على إبداءِ رأيه واحترامه، ولا يلزم أن يكون رأيُ الابن هو الصائب، لكن على الأقل يشعرُ أنَّ لهُ أهمية .
7- أمرهُ بالسكوتِ عند الرجال :
وهذا أحياناً قد يكونُ مفيداً إذا كان الولدُ صغيراً ولا يحسنُ الكلام، أو عندما لا يُطلبُ منه الكلام، أو لا يجدُ فرصةً للكلام فيقاطع الآخرين، لكن عندما يجدُ فرصةً للكلام دون مقاطعةِ الآخرين، وبالأخذِ بآداب الكلام، فلماذا يُمنعُ من الكلام ؟
8- أمرُ الآباءِ أبناءَهم الذكور بعدمِ رفعِ سماعةَ الهاتفِ :
إذا كانت الأمُّ قريبةً من الهاتف، وهذا فيه تحطيمٌ لشخصية الابن.
9- تحقيرُ أمهِ والاستهتارُ بها وهو يسمع :
لأنَّهُ في هذه الحالةِ إمَّا أن يكرهك لأنَّكَ احتقرت أُمه، وأنت في موضعِ قوةٍ وأُمهُ ظهرت في موضعِ ضعف، ويظهرُ له أنَّها المظلومة، أو أنَّهُ يكتسبُ هذه الصفةُ منك، فلا يحترمُ أُمه، وبالتالي فلا يطيعها في سبيلِ تربيته، فتكونُ أنت الخاسر إذا فقدت مساعدةَ الأم في تربيته .
10- تعييرهُ بأخواله :
كأن يتندرَ الأبُ بأخوالِ ابنهِ، ويتهمهم بعدمِ الرجولةِ ونحو ذلك، وهذا خطأٌ وينطبقُ عليه الكلامُ السابق.
11-عدمُ احترام أصدقائِه، وإذا كلموا في الهاتف قال لهم : إن فلاناً غيرَ موجود، مع أنَّ الابن يسمعُ هذا، إن كانوا أصدقاءَ سُوءٍ فنعم، وتُخبر الولد بسببِ تصرفك هذا، وتقنعهُ بهذا الأسلوب . وبالنسبةِ للبنت تُعلم وتُقنع بأن إطالةَ الكلام في الهاتف مع صديقاتها غير جيد، وتُحذر من هذا بأسلوبٍ حكيم، كأن يقولُ: يا ابنتي، عندما تطيلين المكالمةِ رُبَّما يُكلمنا أحدٌ فيجدُ الخطَّ مشغولاً، ظنَّ أن هُناك من يُغازلُ بهذا البيت، فيؤذينا بالاتصال وهكذا .
12- استخدامُ الضربِ مع أولِّ زلةٍ أو خطأ دون توجيه وإرشاد.
13- توحيدُ الضربِ في أي خطأ :
والمفترضُ أن يكون لكلِّ خطأٍ ما يناسبه من الضرب .
14- استمرارُ هجرهِ بعد أن صلحت حالهُ أو قدَّمَ اعتذاره .
15- تركُ إيقاظهِ للصلاة وإهمالهِ بحجةِ هجره .
16-المفاضلةُ بين الأولادِ :
وذلك بالمقارنةِ السيئةِ بينهم، كأن يصفَ أحدهم بالذكاءِ والآخر بالغباء، أو يهتمُّ بأحدهم ويهملُ الآخرين، فهذا مثلاً يُعطى ويُداعب ويُقبّل ويُحمل والآخر لا، أو بالإعفاءِ عن هفوةِ الولد المحبوب ومعاقبة الآخر.
17- الكذبُ على الطفلِ بحجةِ إسكاته من البكاءِ، أو لترغيبهِ في أمرٍ :
كأن يقول : اسكت وأذهبُ بك إلى المكان الفلاني، وأشتري لك الشيء الفلاني، ولا يفي بذلك فيعُودُ الطفلَ على الكذب وإخلاف الوعد.
18- الدفاعُ عن الولدِ بحضرته :
كأن تُدافعَ الأمُّ عن ولدها عندما يلومُهُ أبوهُ، وتقولُ هو أفضلُ من غيره، هذا الكلامُ لا يصلحُ عندما يكونُ الولدُ يسمع .
19- المبالغة في إحسانِ الظنِّ بالولد :
مما يُؤدي إلى الغفلةِ عنه.
20- المبالغة في إساءةِ الظنِّ بالولدِ :
مما يجعلهُ رُبَّما تجرأَ على المعصية.
تاسعاً : مظاهرُ غير مرغوبةً في الأولاد :
هذه المظاهرُ إمَّا أن تكون غيرَ مرغوبةً شرعاً أو غير مرغوبة طبعاً، من هذه المظاهر :
1- الخوفُ والجبن : بحيث لا يصعدُ للدورِ الثاني إلا ومعهُ أحد، ولا يستطيعُ أن ينامَ إلاَّ والنورُ مفتوح، وهذا قد يكونُ بسببُ إخافةِ أُمهِ له عند بكائِه بالجني أو الحرامي، أو يكونُ السبب الدلالُ الزائد له.
2- الشعورُ بالنقصِ بسببِ كثرةِ التحقيرِ له وإهانته، أو بسبب عاهةٍ جسديةٍ فيه، أو بسببِ عدمِ تحميله المسؤوليةِ وتعويده على الثقة بالنفس.
3-الخجل: بحيث لا يجرؤُ على الكلامِ ولا يُطيق مشاهدة الأجانب، ولذا يُعوَدُ الطفلُ على الاجتماع بالناسِ، ويُمكن أن يأخذهُ أبوهُ معهُ في زيارةِ الأقارب .
والخجلُ أيَّها الأخوة غير الحياء ؛ فالحياءُ محمود، وأما الخجلُ فهو انكماشُ الولدِ وانطواؤهِ عن ملاقاةِ الآخرين، وليس من الخجلِ أن تعودَ الطفلُ على عدمِِ مقاطعةِ الكبير، أو تعودهُ على عدمِ الجرأةِ على المعصية .
4- سرعةُ الغضبِ : يغضبُ الولدُ لأيِّ سبب، والذي ينبغي أن يُجنب الولدُ الغضبَ في بدايةِ حياته حتى لا يصبح لهُ عادة .
5- عدمُ احترامِ العاداتِ والتقاليدِ التي اعتاد أهلُها عليها وليست مخالفةً للشرع .
6-الحسدُ لأخوته : وذلكَ لأنَّهُ يخافُ أن يفقدَ دلالهُ وامتيازاته إذا ما جاءَ مولودٌ جديد، أو لتفضيل أخوته عليه.
7- الميوعة : وهذه من أقبحِ المظاهرِ التي انتشرت، تجدُ الابنُ يتخنفس في مظهرهِ، ويتخلعَ في مشيتهِ، ويتميع في منطقه .
8- عقوقُ الوالدين : وقد انتشرت في هذا العصر، فعدمُ تلبيةِ طلبات الوالدين، وعدمُ احترامهم وتقديرهم أصبح شيئاً معتاداً عند بعض الأولاد .
أحياناً تجدُ الأب عندهُ ضيوفٌ وقد تعبَ في استقبالهم، وإحضار القهوة والشاي ونحو ذلك، والولد إمَّا مع أصدقائهِ أو عند المباراة أو نائم .
عموماً ليس المجالُ هُنا مجالٌ للكلام عن هذه الظاهرة، وإنَّما هي إشارةٌ سريعة.
9-عدمُ حفظِ الفرج :
سواءً وقوعهُ في زنا أو لواطٍ أو العادة السريةِ، وهذا ناتجٌ عن قوةِ الشهوةِ عند الشاب، وما يتعرضُ لهُ من مثيراتٍ جنسية، من أفلامٍ وصورٍ، بل وحقيقةً من وجودِ نساءٍ سافرات، وأحياناً معاكِساتٍ على الهاتف.
10-الكذب : بعضُ الأولادِ يكذبُ ويُكثر من ذلك، وقد يكونُ والداهُ سبباً في ذلك، إمَّا بأن يكون قدوةً لهُ في ذلك، أو لأنَّهما يضطرونهُ إلى ذلك، كأن يعتادَ منهما أنَّهما يُعاقبانه عقاباً عسيراً على كلِّ شيء، فيضطرُ إلى الكذبِ تهرباً من ذلك .
11-السبُّ والشتمُ : تجدُ بعضُ الآباءِ يعودُ ولدهُ على ذلك منذُ الصغرِ، فيقولُ للصغيرِ سب واشتم هذا، وذلك ليضحك الآخرين ويستملحُ ذلك .
وقد يكتسبها الولدُ من والديه، إذا كانا سبابين أو شتَّامين، وقد يكتسبها من رفقائهِ أو أصدقائه.
12- السرقة : إذا وجدت معه شيئاً غريباً فاسألهُ ما مصدره، وحاول أن تُحققَ معه بطريقةٍ جيدة ، من الذي أعطاك هذا ؟
13-التدخين: وهي عادةٌ ضارةٌ مالياً وبدنياً، يسقطُ بها الولدُ لإهمال الوالدين وللرفقة السيئة، وأعظم منها السقوطُ في المخدرات، وهي مثلُ التدخينِ من ناحيةِ أسبابها، فإهمالُ الوالدين، والرفقةُ السيئةِ لها الدورُ الكبير في ذلك.
14- السهرُ بالليل والنومُ في النهار خصوصاً في الإجازات.
15- حُبُّ التسيب والتسكعِ في الأسواق، وكثرةُ الدوران على السيارة.
16- المعاكساتُ الهاتفية و في الأسواق .
عاشراً: أسبابُ انحرافِ الأولاد :
1- الإهمالُ في تربيةِ الولد أو التقصيرِ فيها ، أو الخطأ في طريقة التربية.
فإمَّا إن يُهملَ الوالدان تربيةَ ولدهما ويتخليان عن ذلك، أو التقصيرُ في تربيتهِ أو يُخطئا في طريقةِ التربية، كأن يحتقراهُ أو يُهيناه، أو يتعرضُ للدلال الزائد فيسبب له فقدان الرجولةِ، وضعفُ الثقةِ بالنفس، أو يرى المفاضلةَ بينه وبين أخوته، مما يُولدُ عندهُ الحسدَ والكراهية، والانطواءَ والعقدُ النفسية.
2- النزاعُ بين الوالدين وكثرةُ الشجار بينهما ممَّا يُضايقُ الولد، لأنَّهُ لم يجد في البيت الراحةُ النفسية، والحنان العاطفي.
3- الطلاقُ : لأنَّ تَساعُدَ الوالدان في التربيةِ له دورٌ عظيم، أمَّا إذا انفردَ أحدُ الطرفين بذلك صعُب نجاحهُ وان لم يكن مستحيلاً، ومثلُ الطلاق اليتم.
4- اليتم: وهو قد يكون أشدُّ من الطلاق، لأنَّ في الطلاقِ قد يوجدُ عنده والدهُ وهو أكثرُ هيبةً من أُمهِ، أمَّا اليتيمُ فلا.
ولا يعني أنَّ وجودَ حالةُ الطلاق أو اليتم، يعني بالضرورةِ انحرافُ الولد، لا، فكم من عالمٍ من عُلماءِ المسلمين نشأ يتيماً، وإنَّما المقصودُ أنَّها قد تُسببُ الانحراف.
5- الفقر: أحياناً قد يكونُ سبباً للانحراف، لأنَّ الوالدَ مشغولٌ بلقمةِ العيش، وأيضاً الولدُ قد ينحرفُ بسبب بحثهِ عن المالِ، كأن يسرق مثلاً.
6- رفقاءُ السُوء : وهم من أقوى أسبابَ الانحراف.
7- البطالةُ والفراغ: يتركُ الدراسةَ ويتركهُ والداهُ دون عمل، وهذا يضرهُ ضرراً كبيراً،
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة
8- القدوةُ السيئة : سواءً كان هذا القدوةِ الوالدين أو المعلم أو الرفقة.
9- مظاهرُ الفتنةِ والإغراء :
سواءً في الأفلامِ أو المجلات ، أو شبكات الإنترنت ، أو حتى الواقع ، وهذه أيضاً من الأسبابِ القويةِ للانحراف.
عموماً أيَّها الأخوةُ :
أيَّها الآباءُ والأمهات، نُناشدكم أشدَّ المناشدة بالاهتمامِ بتربيةِ أولادكم، وابذلوا كلَّ ما تستطيعون لأجلِّ ذلك، فلو لم يأتكم من تربيتهم إلاَّ أن تكفوا شرهم، وتبرأَ ذممُكم لكفى.
أيَّها الأخوة ُ:
الموضوعُ طويلٌ وتصعبُ الإحاطةُ به، ولكن كما قيل يكفي من القلادةِ ما أحاطَ بالعنق.
اسألُ الله- سُبحانه وتعالى- أن يُصلحَ نياتنا وذرياتنا ، (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)).
اللهمَّ أقر أعيننا بصلاحِ أولادِنا وأزواجنا وأقاربنا وإخواننا المسلمين.
اللهمَّ اغفر لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين ، وصلى اللهُ على نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
نقلا عن شبكة نور الإسلام
ـــــــــــــــــــ(101/450)
... الوقت ممتع ومفيد مع طفلك..
اجعلا الوقت الذى تقضيانه مع أطفالكما وقتاً ممتعاً ومفيداً فى نفس الوقت!
إن دورك كأم هو دور قيادى، وهذا يعنى أن المسئولية تقع على عاتقك. يجب أن يوضع ضمن جدول الأسرة وقتاً مفيداً يجمع الأسرة كلها سوياً إلى جانب الأوقات الأخرى المخصصة للمهام المنزلية، التزامات العمل، الارتباطات الشخصية، الوقت الخاص بك أنت وزوجك، وقت الأطفال الخاص بالمدرسة، لعب كرة القدم، تمرينات الباليه، المذاكرة. إذا فكرت فى الأمر بهذه الطريقة فستشعرين بالتوتر، لكن إذا جعلتما الوقت المخصص لقضائه مع أطفالكما وقتاً ممتعاً للأسرة كلها ويتوق إليه كل أفراد الأسرة، سيكون هذا الوقت بمثابة وقتاً للاستمتاع والراحة النفسية للجميع!
قومى بعمل جدول:
ضعى على الثلاجة نتيجة ملونة لتوضيح الأحداث الشهرية وعلمى على الأوقات التى ستقضيها الأسرة معاً.
بهذه الطريقة، أنت تعطين أهمية لهذا الوقت وفى نفس الوقت تذكرين به كل أفراد الأسرة.
اصنعى "صندوق اقتراحات" :
اصنعى بمشاركة أسرتك صندوقاً ظريفاً وزينوه بالرسومات، الورق الملون، صور لاصقة، .. الخ. عندما يفكر الأطفال فى أنشطة معينة لتقوم بها الأسرة خلال الأوقات الخاصة بها، شجعيهم على كتابة هذه الأفكار ووضعها فى " صندوق الاقتراحات".
عندما تجلس الأسرة كلها سوياً للتخطيط للوقت الخاص بها، افتحى "صندوق الاقتراحات" وألقى نظرة على الاقتراحات الموجودة به. تأكدى من إعطاء كل فرد من أفراد الأسرة دوره لإبداء رأيه فيما ستقومون به. إن جلوس الأسرة معاً لاختيار الأنشطة التى تقوم بها والتخطيط لذلك سيساعد على أن يشارك كل أفراد الأسرة اهتمامات بعضهم البعض وهو ما يؤدى إلى زيادة الترابط والتقارب بينهم، وبما أن هذا المجهود جماعياً فإن ذلك سيشجع كل فرد فى الأسرة على ابتكار أنشطة ظريفة ويساعد أيضاً على استلهام أفكار جديدة!
التزموا بالجدول:
أولى الأوليات هى الالتزام بالخطة الموضوعة: الوقت، المكان، والأنشطة التى ستقومون بها. تقول ماجدة خليل - 26 سنة وأم لطفلين: "هذا يجعل أطفالك يشعرون باهتمامك وبأنهم دائماً على بالك." إذا حدث ظرف طارئ يمنع اجتماع الأسرة، فيجب أن يجلس كل أفراد الأسرة سوياً لتحديد خطتهم المعدلة.
أظهرى اهتمامك وحماسك:
هذا الوقت خاص بكم معاً، فكونى متحمسة له وسينتقل حماسك إلى أطفالك أيضاً. فكرى مسبقاً فى النشاط أو الفكرة التى اختارتها الأسرة وحاولى إيجاد طريقة ظريفة تضيف إليها البهجة وتجعلها أكثر غنى.
5 أفكار لوقت مفيد:
ألعاب مسلية:
شئ ظريف أن يلعب كل فرد فى الأسرة الألعاب المفضلة للآخرين. يمكنك أن تصنعى صندوقاً خاصاً للأفكار الخاصة بالألعاب المسلية حتى يستطيع كل فرد أن يقترح ألعابه المفضلة. هناك أفكار مثل: لعبة تمثيل الأشياء، الدومينو، الكوتشينة، لعبة الذاكرة ... الخ. العبوا ألعاباً جماعية إلى جانب ألعاباً فيها منافسة؛ وذلك لتنمية روح طفلك الرياضية وتدريبه على عدم الشعور بغضب شديد عندما ينتصر دائماً شخص غيره فى المسابقات التنافسية.
أفكار ثقافية:
زوروا متحف أو معرض فنى، لكن اذهبى وحدك أولاً دون اصطحاب أطفالك لكى تتأكدى من عدم وجود أشكال أو مناظر مخيفة لا تريدين أن يراها أطفالك.
إليك بعض النصائح لإضفاء البهجة على هذه النوعية من الزيارات:
• اختارى بعض المعروضات التى تظنين أنها ستعجب طفلك واتركى بقية المعروضات. إن الأطفال لا يتمتعون بقدرة كبيرة على الانتباه لفترات طويلة، لذلك ليس من الضرورى أن تروا كل المعروضات الموجودة بالمعرض أو المتحف فى يوم واحد.
• اجعلى الأطفال متنبهين بسؤالهم عن الألوان التى يرونها وتعبيرات الوجه للتماثيل على سبيل المثال.
• شجعى الأطفال على أن يتخيلوا فيما يفكر صاحب التمثال أو ماذا يقول، أو لماذا يبدو الشخص الموجود باللوحة ضاحكاً أو حزيناً.
• إذا كنتم تشاهدون صورة إحدى الشخصيات التاريخية، احكى للطفل بعض المعلومات البسيطة عنها.
• إذا كان المتحف يعرض أدوات، اسألى طفلك عن استخدام كل أداة، وإذا أعجبته أداة معينة فحاولا أن تصنعا واحدة من ورق الكرتون بعد عودتكم إلى البيت.
• اشتروا بعض الكروت أو التذكارات البسيطة من المتحف أو المعرض (إن وجد)، حتى يستطيع الطفل الرجوع إليها والحديث عما رآه.
المشاركة فى أعمال البيت:
حاولى أن تجعلى طفلك يشاركك فى القيام ببعض الأعمال المنزلية البسيطة مثل تسوية الفراش، ترتيب الأشياء ووضعها فى أماكنها، أو تنظيم الملابس فى الدولاب. سيعلم هذا طفلك الشعور بالمسئولية ويسمح لكما فى نفس الوقت بقضاء وقت معاً. فى أثناء قيامكما بهذه الأمور يمكنك تشغيل بعض الموسيقى كنوع من الترفيه.
الاحتفالات:
• خططا سوياً لحفلات أعياد الميلاد. يمكن أن تكون فكرة الاحتفال: حفلة شاى للبنات، أو قد تدور فكرة الحفل حول شخصية كرتونية معروفة، أو حفل تدور فكرته عن حيوان معين. اجعلى كل الأسرة تشترك فى التزيين للحفل مثل تصميم لافتة "عيد ميلاد سعيد"، أو فى عمل لوحة من الكرتون على شكل شخصية كرتونية محبوبة (يمكن صنعها باستخدام قطعة كبيرة من كرتون، علبة قديمة، وبعض الدهانات).
• يمكن أيضاً أن تقوموا سوياً بعمل بعض المأكولات الخاصة بالحفل مثل الكعك، الساندويتشات، أو البيتزا.
لا تنسوا القراءة:
اختارى الكتب بعناية شديدة قبل أن تقرئيها مع طفلك. عندما تختارين كتاباً خيالياً، تأكدى من أن الطفل سيتعلم منه شيئاً إلى جانب التسلية. يجب أيضاً أن تحرصى على اختيار بعض الكتب التى تحتوى على المعلومات وحاولى تنويع الكتب بما يتفق مع اهتمامات جميع أفراد الأسرة مثل الرياضة، الطبيعة، العلوم، أو الفن. بهذه الطريقة ستشجعى كل منهم على القراءة وكذلك التعرف على اهتمامات الآخرين.
اقرئى المواضيع قبل أن تشركى أطفالك فيها حتى يمكنك إيجاد أفكار تجعل من وقت قرائتكم معاً وقتاً ظريفاً. فكرى فى الأشياء التى يمكن أن يسأل عنها طفلك أثناء القراءة وجهزى إجاباتك!
نقلا عن مجلة الأم و الطفل
ـــــــــــــــــــ(101/451)
... طرق مبتكرة لتحويل الفشل إلى نجاح
لن تجد في هذه الزاوية نظريات فلسفية ولا توصيات أكاديمية.. ستجد مرآة لنفسك.. لطباعك.. ستجد أفكاراً.. لشدة قربها من واقعك.. تظنها أفكارك أفكار جاهزة للتطبيق تدعوك لأن تنتقل - فوراً - نحو الأفضل.. نحو الأمثل.
محفظة جلدية
منذ سنوات قليلة كنت مدير المشتريات لمؤسسة تعمل في استيراد، وتسويق المستلزمات الرجالية، وطلب مني آنذاك فتح خط جديد لاستيراد المحافظ الجلدية، وتسويقها بسعر شعبي.
بعد التفكير رأيت أن أفضل طريقة للحصول علي منتجات جلدية متميزة عن السوق هي رصد آخر منتجات الصناعة الجلدية العالمية، ثم تقليد ما يمكن من موديلاتها، فقمت بعدة زيارات للمعارض الفخمة التي تبيع أشهر العلامات التجارية من المحافظ الجلدية، وانتقيت محفظة إيطالية رائعة من نوع ( أجنير) صحيح أن سعرها كان مرتفعاً جداً : إلا أنها تمتاز بإمكانية الاستفادة منها في ابتكار خمسة " موديلات " جديدة لا توجد لدي المؤسسات المنافسة.
كان لي من شراء هذه المحفظة عدة أهداف هي :
1- الاستفادة منها في الحصول علي موديلات جديدة لم تطرح علي المستوي الشعبي من قبل.
2- الحصول علي نموذج متقن يساعد المصنع علي إنتاج هذه الموديلات بشكل جيد.
3- الحصول علي نموذج يكون مانعاً لسوء التفاهم الذي يمكن أن يقع بين المؤسسة، والمصنع، حيث إن كثيراً من الإضافات لم يسبق لهذا المصنع تطبيقها من قبل، ولا يمكنه فهمها بشكل واضح إذا كانت مرسومة علي الورق، كاستدارة الزوايا، وطريقة قص الجيوب، وإضافة جيب مخفي لمفتاح السيارة، ونافذة مبتكرة لرخصة القيادة.
إن هذه الأهداف كافية جداً لأن أدفع 1000 ريال قيمة محفظة افتح بها خطاً إستيرادياً جديداً، يتميز بموديلات جديدة، متقنة الصنع، وبدون مشاكل أليس كذلك ؟
هذا صحيح، وبالفعل.. فقد نجحت تماماً في إضاعة 1000 ريال من صندوق المؤسسة، وضعت نفسي في موقف لا أحسد عليه أمام المدير العام، وأمام تعليقات زملائي الموظفين، وأصبح حديث ذلك الأسبوع هو المحفظة التي اشتراها صالح بـ 1000 ريال فقط.
لماذا ؟...أين الخطأ ؟
لقد حددت أهدافي بدقة، وجميعها مقنعة، وصحيحة ( كما أخبرني المدير العام ) ولكنني - للأسف - لم أحسن اختيار الطريقة الأمثل لتطبيقها.
جاء أخي الأكبر - المدير التنفيذي - من سفره، وقام بشراء خمس عينات من المحافظ الشعبية جيدة الصنع، واختارها بحيث يمكن تعديل كل واحدة منها إلي أحد الموديلات المرسومة علي الورق، ووضح الصورة تماماًُ لمندوب المصنع، والذي ساعده عي ذلك أنه لم يطلب من المصنع ابتكار شيء جديد، بل مجرد إضافة تعديل علي نموذج سابق من العينات الخمس.
لم اقف عند فشلي : ففكرت في تطوير الأسلوب الذي ينبغي أن أتعامل به مع أي أمر أقدم عليه، وبعد فترة وجيزة من هذه الحادثة صار بإمكاني الدخول في أي مشروع وأنا واثق أنني - بإذن الله - لن أفشل، ولن أشتري محفظة أخري، كيف ذلك ؟
إنها طريقة مبتكرة، وسهلة التطبيق، تتلخص في أربعة أسئلة أطرحها علي نفسي قبل الشروع في أي عمل، وأعتقد أنني إذا أجبت عليها بوضوح وحياد، فلن أصبح في يوم من طرفة يتندر بها الأصدقاء.
1- ما هي أهدافي من هذا العمل ؟
2- ما هو الوقت والجهد، والمال الذي يحتاجه هذا العمل ؟
3- هل توازي هذه التكلفة تلك الأهداف ؟
4- هل هناك طريقة أفضل يمكنني بها تحقيق نفس الأهداف؟
الإجابة علي السؤال الثالث تحدد ما إذا كنت سأدخل في هذا المشروع أم لا، والإجابة علي السؤال الرابع تحدد الطريقة المثلي لتحقيق الأهداف، غير أن السؤال الأخير بالذات قد يحتاج أحياناً إلي استشارة أهل الاختصاص للحصول علي إجابته الصحيحة.
وسيلة مريحة
في الساعة الواحدة ظهراً ارتفع مؤشر الحرارة في سيارتي بشكل مفاجئ حتي وصل إلي أقصي اللون الأحمر، وأصبح صوت المحرك أشبه بأليات أعمال الطرق ! أجل عرفت، لقد عطس المحرك عطسته الأخيرة.. وانتهي.
عدت إلي البيت، وأخرجت ورقة، وقلماً، وكتبت : أريد أن أبيع هذه السيارة، وأشتري سيارة جديدة، أو مستعملة بحالة جيدة.
1- ما هو هدفي من هذا العمل ؟
الحصول علي وسيلة نقل مريحة، وخالية من المتاعب. ( لاحظ أن كتابة الهدف علي الورق تجعله واضحاً ومحدداً في الذهن مما يجعلك تميز بين التصرفات التي تخدم هدفك فتنجزها، وبين التي لا تخدمه فتلغيها من قائمة أعمالك )
2- ما هو الوقت، والجهد، والمال الذي يحتاجه هذا العمل ؟
يومين أو ثلاثة في سوق السيارات + 50 ألف ريال لشراء سيارة جديدة، أو 20 ألف ريال لشراء سيارة مستعملة بحالة جيدة.
3- هل توازي هذه التكلفة ذلك الهدف ؟
طبعاً، لأنني أسير بالسيارة 100 كم يومياً علي الأقل، ولا شك أن لدي من المتاعب منا يجعلني في غني عن أية مشكلات قد تنشأ عن شراء سيارة بأقل من هذا الثمن.
4- هل هناك طريقة أفضل يمكنني بها تحقيق نفس الأهداف ؟
سألت أهل الاختصاص فقيل لي أن قيمة سيارتي المعطلة سوف تكون منخفضة جداً إذا بيعت وهي بهذه الحالة، كما أنه يمكنني إصلاحها تماماً بمبلغ 5000 ريال فقط لتصبح ( كالعروسة )، وقد كان كلامهم صحيحاً إلا أن سيارتي أصبحت أجمل من ( العروسة ) : فأهديتها بهذه المناسبة خمسة إطارات جديدة.
كان من الممكن أن أتهور، وأندفع لشراء سيارة جديدة لست في حاجة لها، أو اشتري سيارة مستعملة لا أدري ما هي المفاجآت المخبأة تحت غطاء محركها ؛
غير أنني بهذه الأسئلة السهلة استطعت أن أتخذ القرار الصحيح.
علاقات عامة
يمكنك استخدام هذه الطريقة حتي في الأمور المعنوية، والعلاقات العامة بتعديل بسيط مثلاً.. إذا كان بينك وبين أحد الأشخاص سوء تفاهم، وأردت إعادة علاقتك به فاسأل نفسك :
1- ما هي أهدافي من هذا العمل ؟
• رضا الله عز وجل ( ملاحظة أن عودة بعض العلاقات لا يرضي الله عز وجل ).
• الاستعانة بهذا الشخص في أمور العمل.
• الاستفادة من منصب هذا الشخص.
• غير ذلك من الفوائد.
2- ما هي الأمور التي سوف تترتب علي هذا العمل ؟
• قد يترتب عليه أن تخسر وقتاً طويلاً كل يوم، أو أن تهتز علاقتك بعدد من الأشخاص، أو غير ذلك.
3- هل توازي هذه التكلفة تلك الأهداف ؟
فكر جيداً، وكن حيادياً.
4- هل هناك طريقة أفضل يمكنني بها تحقيق نفس الأهداف ؟
أبحث جيداً ؛ فقد تستطيع - ببعض الذكاء - أن تجعل الأشخاص الذين سيغضبون من عودة العلاقة بينكما هم الذين يقترحون عليك إعادة تلك العلاقة ! تأمل ما سبق بكل تفاصيله، ثم اتخذ قرارك.
والآن... لكي تضمن أنك لن تشتري محفظة كالتي اشتريتها أنا، ولن تندم علي اختيار سيارتك، أو أصدقائك ؛ فلا تنس أن تقف للحظة.. وتكتب أربعة أسئلة.
ـــــــــــــــــــ(101/452)
... علم أبناءك كيفية العناية بالمسنين
على صفحات مجلة ولدي اعتدت عزيزي المربي أن نقدم لك كيفية العناية بأبنائك ولكن في هذه الصفحة يتغير حديثنا لك من أب إلى ابن.. لنقدم لك كيفية العناية بوالدك المسن.
عديدة هي المشاكل التي يعانيها المسنون نفسياً واجتماعياً، وطبياً، وهذا ما سنحاول الإجابة عليه، وهدفنا أيضاً أن يقوم الحفيد " ابنك " بدوره كما ينبغي مع جده.
في هذا العدد نعرض لمشكلة نفسية كثيراً ما يمر بها أبناء المسنين وهي كيفية الحصول على رضا الأب المسن.. ونستضيف للإجابة على هذه المشكلة سناء مبارك الأخصائية الاجتماعية في مركز الرعاية المنزلية للمسنين.
*معاملة جافة
أرسلت أم سعود من الكويت مشكلتها والتي تقول فيها:
والدي مسن، عمره فوق السبعين، ويقيم معه في منزله أخي الكبير وزوجته وأبناؤه ومنذ فترة بدت معاملة والدي لنا جافة.. فهو يرى أن لا أحد يهتم به، وإذا انفرد بأحدنا يشتكي له من بقية إخوته وشكواه المستمرة من أخي الذي يقيم معه، فهو يدعي أنه لا يهتم به ولا يحضر له الطعام وهذا طبعاً غير حقيقي إن والدي أصبح جافاً وعصبياً حتى على الخدم ولا نعرف كيف نرضيه؟
وتجيب عليها الأخصائية الاجتماعية سناء مبارك قائلة: المسؤوليات السابقة لا يخلو بيت في مجتمعنا الكويتي من وجود مسن يحتاج في هذا العمر إلى رعاية مميزة واهتمام واضح من جانب أبنائه وأحفاده وخاصة إذا كان المسن قبل وصوله لهذا السن مسؤول عن أبنائه ومنزله وعمله وصاحب الكلمة الأولى والآمر الناهي ولذلك يعز عليه أن يكون جالساً من غير عمل لا يستطيع القيام بأي هدف.. وخاصة أنه بلغ من العمر 70 عاماً ويعاني من أمراض عدة فيكون من الصعب عليه تقبل هذا الوضع الجديد عليه.
*شغل الفراغ
وتستطرد مبارك ويحتاج هنا المسن إلى الرعاية الكاملة من جميع من هم حوله سواء كانت زوجته أو أبناؤه أو أحفاده فجلوسهم معه ومناقشته في أمور الحياة اليومية ومحاولة شغل وقت فراغه له الأثر الكبير على نفسيته وإسناد نوع بسيط من الأمور التي يقوم بها حتى ولو كان إحضار أغراض من الجمعية التعاونية إذا كان قادراً على السير، أو بمساعدة أحد أبنائه فذلك يكون له دور فعال في رفع حالته النفسية.
*المقاهي الشعبية والسوق
وتتابع الأخصائية سناء مبارك.. إن محاولة أخذ المسن يوم أو يومين في الأسبوع للخروج في نزهة لمحاولة الترفية عن النفس، أو حتى الذهاب إلى المقاهي الشعبية أو السوق، وذلك حتى لا يشعر بالملل والروتين اليومي الذي يكون فيه.. أما بالنسبة لأم مسعود.. فالحل بيدها وهو:
1-أن تجلس مع إخوانها وتحاول وضع أهداف وأسس لرعاية والدهم.. وتغيير جو المنزل بحيث ينتقل من مكان إقامته لزيارة أبنائه بشكل دوري ويجلس مع أحفاده حتى لا يشعر بالملل من وضعه الحالي.
2-محاولة التحدث معه باستمرار وشغل وقت فراغه مع جعل الأحفاد بجانبه باستمرار والتحدث معه أو مشاركته في غذائه أو عشائه حتى لا يشعر بالعزلة.
3-على الأبناء محاولة القيام بخدمة أبيهم ومتابعة أعماله الشخصية وألا يتركوا هذه المهمة للخدم، فالمسن بحاجة أن يشعر بالراحة والأمان من قبل أبنائه، وذلك من ناحية تغيير ملابسه ونظافته الشخصية وحتى غذائه يكون معداً ومقدماً من قبل الأبناء أو الأحفاد.. وذلك حتى لا يشعر بالغربة بين أهله.
*لماذا جفاؤه؟
أما بالنسبة لنقطة الجفاء فتوضح سناء مبارك.. يمكن أيضاً قياس فترة جفائه في التعامل والبحث عن الأمور التي سبقت ذلك وهل اشتكي من أمور خاصة به أو هل هو مريض ويحتاج إلى رعاية طبية. أو لأنه كان يعتمد على نفسه في السابق مثل دخول الحمام والآن أصبح عاجزاً عن ذلك إن جميع هذه الأمور له وقع في نفسه حيث إنه يشعر بأنه أصبح عاجزاً عن القيام بأموره الشخصية وأنه أصبح حملاً ثقيلاً على أبنائه، إن الواجب على أم سعود وإخوانها هذه الحالة السابق ذكرها، عليهم جاهدين في محاولة تفادي أسباب الجفاف في الجلوس معه بمشاركتهم لوالدهم بالحديث والخروج إلى أماكن الترفية وشغل فراغه.
*معاملة ناجحة للمسنين
وتضرب الأخصائية سناء مبارك مثلاً ناجحاً للتعامل مع المسنين وتقول:
مسن يبلغ من العمر 80 عاماً مصاب بجلطة أفقدته النطق وسببت له الشلل.. ويقوم أبناؤه برعايته رعاية كاملة رغم وجود ممرضتين لرعايته، وهذه تعتبر من أهم الأمور التي يشعرون بها والدهم بوجودهم معه، بأنهم يحاولون شغل ذاكرته بين الحين والآخر بكتابة جميع أسماء بناته وأحفاده على ورق ومحاولة جعل والدهم يقوم بقراءتها أوعد الأرقام.. حتى لا يشعر بالملل أو الكلل.. وبالتناوب بالجلوس معه.. حيث إنه خصص يوماً لكل ولد من أبنائه وبناته بالذهاب إلى والدهم في منزله وقضاء اليوم معه، هذا غير التجمع الأسبوعي على الغداء أو العشاء.
سمات الشيخوخة
1-أهم ما يميز تلك المرحلة مما رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم" ، وهي الصفات التي يعاني منها كبار السن الذين حددت أعمارهم بأكثر من 60-65 عاماً وذلك طبقاً لما حددته منظمة الصحة العالمية في تعريفها للمسنين.
2-ولقد حددت التعاليم الربانية أسس وكيفية التعامل مع كبار السن وبخاصة الوالدين حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) من هذا نجد أن الإجلال والإكرام والاحترام والإحسان وأضعفهم حسن الحديث مرتبطون كلياً مع عبادة الله سبحانه وتعالى وهي أوامر واجبة التنفيذ على كل مسلم تجاه والديه أو وبالتبعية تجاه كبار السن عامة.
ـــــــــــــــــــ(101/453)
ماذا تفعل الأم ؟
عندما يخرجها الأبناء عن شعورها
تتحمل الأم عادة مشاق ومتاعب كبيرة في تربية أبنائها وكثيرا ما تحاول أن تتسلح بالهدوء والصبر في مواجهة المواقف التي يمكن أن تثير غيظها والأمثلة على هذه المواقف كثيرة وتتكرر بصفة دورية في معظم البيوت فقد تعود الأم إلى بيتها بعد يوم عمل مجهد و طويل لتفاجأ بالمكان الذي تركته مرتبا و منظما في الصباح و قد تحول إلى حالة من الفوضى .
فاللعب ملقاة في كل مكان والملابس متناثرة هنا و هناك و كل شئ في غير مكانه فإذا طلبت من الأبناء جمع أشيائهم تفاجأ بعدم استجابتهم و استغراق كل منهم فيها يفعله مكتفين بترديد انهم سوف يفعلون بعد قليل .. فلا تتمالك الأم نفسها وتنفجر غيظا فينزعج الأبناء ويمتثلون لمطلبها متذمرين و لحظتها تشعر الأم أن أبناءها يكرهونها وتهدأ الأمور بعد قليل وتواصل الأم أداء أعمالها المنزلية وفي ذهنها تساؤل هل كانت محقه في انقلاب أعصابها أم أن هناك أسلوبا آخر لمعالجته مثل هذه الأمور ؟
ويجيب على هذا التساؤل علماء النفس بقولهم ما لا يعلمه الأبناء هو أن الأم تصاب بعد انفعالها بحالة من تأنيب الضمير تسبب لها تعاسة لأنها تشعر في بعض التصرفات التافهة و لكن علماء النفس يطمئنوننا بقولهم أن غضبها هذا شئ طبيعي و يقدمون لها بعض النصائح التي يمكن أن تساعدها على التعبير عن غضبها بصورة أهدأ ودون جرح كبريائها أما أبنائها
تحديد الأولويات : يجب على ألام أن تحدد الأهم فالأقل أهمية فليس كل طلب تطلبه من أطفالها يستحق الجدال و المناقشة فلا يستحق الجدال و المنافسة فلا يستحق موضوع بسيط مثل اختيار نوع الطعام بدلا من آخر أو رفض طبق معين أو الإصرار على ارتداء زي معين من جانب الطفل يثير الثورة و الغضب و يمكن للأم أن تعد قائمتين : الأولى بالأسس التربوية التي لا تقبل المناقشة و التفاوض و الثانية ببعض الأسس القابلة للتفاوض و التعديل و التكيف و قد تبدي بعض الأمهات تخوفهن من أن يستنتج الأبناء أن كل شئ قابل للتفاوض و لكن علماء النفس لا يرون الأمر كذلك فالأبناء إذا عرفوا أن هناك أسسا قابلة للتفاوض و أخرى لا سوف يجعلهم هذا يتقبلون الأمر بسهولة و يتمتعون في نفس الوقت بقدر من الحرية تساعدهم على المدى البعيد في تعميق إحساسهم بالمسئولية .
الانسحاب أو التزام الصمت : عند تفجر الموقف بين الأم و أبنائها و عدم تحكمها في أعصابها يثير لدي الأبناء إحساسا بالخوف و القلق لان شكل الأم يتغير و تعبيرات وجهها تصبح اكثر قسوة و هذا أمر طبيعي لان الإنسان عندما يفقد السيطرة على نفسه يتفوه بكلمات جارحة و يرتكب أفعالا يندم عليها بعد ذلك لذلك يجب الانسحاب أو التزام الصمت بعبارة ( من شدة غضبي منك الآن لا أريد مواجهتك و أنا في هذه الحالة ) فيشعر الطفل بتأنيب الضمير و يعتذر بعد ذلك أما إذا اختارت الأم التزام الصمت فان هذا الاختيار سوف يجعلها تشعر بالرضا عن نفسها لأنها لن تتراجع بعد ذلك . و تشعر بعض الأمهات بالقلق خوفا من أن يعتقد أبناؤها أن صمتها أو انسحابها يعني الاستسلام و لكن هذا الاحتمال ضعيف جدا فأغلبية الأبناء سوف يدركون انهم تمادوا في الخطأ فيتراجعون و يعتذرون و تمر العاصفة بسلام .
توضح الأمر بدون توجيه انتقادات جارحة : أما إذا اختارت الأم أن تواجه الأمر بدون انسحاب فعليها أن تحسن اختيار الكلمات المعبرة عن غضبها فتوضح للطفل مدي إحساسه بالأسى و الحزن بدلا من أن تلقي تصريحات عن طباعة السيئة و الأطفال بصفة عامة يكونون اكثر استعدادا للتعاون عندما يسمعون تصريحات حيادية و ليس انتقادات موجهة لهم شخصيا كان تقول الأم مثلا الثياب المتروكة في غير مكانها لن تغسل بدلا من القول رتب حجرتك .
الاختصار : تلاحظ الأم عندما تبدأ في توجيه اللوم إلى أبنائها انهم لا يسمعونها بعد أول جملتين لذلك ينصح المتخصصون بالاختصار في توضيح نقاط الأطفال من سن الرابعة يكونون ابرع بكثير من المحامين في الدفاع رفضت طلبا لابنتك وطالبتك بتفسير ذلك عليك اختيار تفسير ملائم يلقي قبولها .
ـــــــــــــــــــ(101/454)
المهنة: أم
*كيف تستمتعين بأن تكونى أماً متفرغة؟
الأمومة عمل ممتع ولكن مرهق فى الوقت نفسه، فهى تحتاج للكثير من الصبر، الوقت، الصلابة، والمرونة. فى الوقت الذى تختار فيه بعض الأمهات أن تكن أمهات عاملات، فإن أخريات تفضلن البقاء فى البيت والتفرغ لتربية أطفالهن. إن قرار البقاء فى البيت والتفرغ لتربية الأطفال ليس بالخطوة السهلة خاصةً بالنسبة للزوجة العاملة، لكن أحياناً إدارة البيت تتطلب الكثير من الجهد والوقت حتى أن كثير من الأمهات تشعرن براحة أكبر بمنح كل وقتهن لأطفالهن. المهم هو أن تكونى سعيدة بما تفعلين، والأمر ليس دائماً واحداً بالنسبة لكل الأمهات. فبعض الأمهات تشعرن بعدم القدرة على التأقلم مع مسألة البقاء فى البيت والتفرغ لإدارة البيت ورعاية الأطفال فقط، فى أحيان أخرى قد ينبع الشعور بعدم الراحة من الضغوط الاجتماعية، أو الأسرية، أو المادية. لكن هناك الكثير من الطرق للخروج من تلك المشكلة.
لماذا قد تشعر الأم المتفرغة بالاكتئاب؟
يقول د. تامر الجويلى - مدرس الطب النفسى بجامعة القاهرة: "إن التوقف عن العمل مع التخلى فى نفس الوقت عن الاهتمامات هو السبب الرئيسى وراء شعور الأم المتفرغة بالحزن والاكتئاب." أغلب الشكاوى الشائعة للأمهات المتفرغات تكون لها علاقة بالوحدة، العزلة، والشعور بعدم تقدير الذات، فأغلبهن تشعرن بعدم التمتع بالاحترام والتقدير الكافيين من قبل المجتمع أو حتى من قبل أسرهن.
يقول د. تامر أن قرار الأم بالبقاء فى البيت قد يهز تقديرها لذاتها وثقتها بنفسها، فهى تحسد الأمهات العاملات اللاتى تعملن خارج البيت لأنها تعتقد أن وجودهن فى عملهن يرفع من قيمتهن. تقول داليا - أم لطفلين فى الثامنة والرابعة ولا تعمل: "من الصعب أن أشعر بتقديرى لذاتى وأنا فى مجتمع يمدح ويقدر طوال الوقت المرأة العاملة." وتضيف: "أحياناً أشعر بالحرج عندما أقابل سيدة تستطيع أن تحقق التوازن بين عملها ومتطلبات بيتها، وعندها أتساءل إن كان قرارى بالبقاء فى البيت كان قراراً سليماً أم لا."
من مميزات عمل المرأة أنها لا تحتاج للتفكير فى إجابة إذا ما سئلت: "ماذا تعملين؟" فهى لن تضيع وقتها فى التفكير فى نظرة الناس لها، فالأم المتفرغة تشعر أن هذا سؤال محرج.
تقول غادة - أم لطفلين فى الخامسة والثانية: "بالرغم من أننى أشعر بالفخر ومقتنعة تماماً بأن ما أقوم به هو الأفضل لأسرتى، إلا أننى أجد نفسى أحتاج لتبرير سبب اكتفائى بكونى أماً، خاصةً إذا كانت السائلة أم عاملة، فأحب دائماً أن أضيف أننى أكمل دراساتى العليا لأننى أشعر أنه ليس كافياً أن أكون أماً فقط." يقول د. تامر أن أفضل طريقة للإجابة عن هذا السؤال هى أن تجيبى بكل فخر وثقة وتقولى: "أنا أم متفرغة." فأنت لا تحتاجين للاعتذار أو التبرير أو الشرح، وبذكر عملك الذى تقومين به ببساطة وبشكل مباشر؛ فأنت تعكسين بذلك تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك. أنت تحتاجين تذكرة نفسك دائماً بأسباب اختيارك لأن تكونى أماً متفرغة ويجب أن تكونى فخورة باختيارك وبالتالى لا يهم حقاً عدم فهم بعض الناس أو تقديرهم لاختيارك.
أحياناً التفرغ الكامل لمتطلبات البيت والأسرة قد يؤدى إلى شعور الأم بالوحدة والعزلة، فأنت تقومين كل يوم بنفس الأشياء وفى نفس المكان، ومع نفس الأشخاص. فأنت تعملين 24 ساعة وإذا حدث وأخذت يوم أجازة فغالباً يكون بسبب المرض. يوضح د. تامر أن الكثير من الأمهات المتفرغات تجعلن حياتهن تدور حول الأعمال المنزلية فقط وتشعرن بأن بإهمالهن لاهتماماتهن الشخصية هن يفعلن الأفضل بالنسبة لأطفالهن، لكن تعرضك للضغط النفسى بسبب الروتين الذى تقضين فيه ساعات طويلة قد يجعلك تفقدين الرغبة والطاقة لفعل أى شئ، مما قد يؤثر فى النهاية على علاقتك بأطفالك.
هناك أمهات متفرغات أخريات قد لا تضعن كل وقتهن فى الأعمال المنزلية لكن فى نفس الوقت لا تفعلن شيئاً مفيداً. يوضح د. تامر أن الأم التى لا تطور اهتماماتها لا يستفيد منها أطفالها، وقد يعانون من عدم تقدير الذات، أو قد يكونون أكثر عرضة لل"فوبيا" مثل الخوف من الأماكن المظلمة على سبيل المثال، وأيضاً عدم تمتعهم بمهارت اجتماعية جيدة. أنت اخترت أن تكونى أماً متفرغة لتقضى وقتاً أطول مع أطفالك، لكن فى الواقع إن قيمة الوقت الذى تقضينه مع طفلك أهم من طوله.
إن اختيارك أن تكونى أماً متفرغة لا يعنى أن تظلى طوال اليوم تقومين بأعمال منزلية، أو أن تهملى اهتماماتك الشخصية. حقيقة أن أطفالك هم أكثر من يحتاجون إليك لكن هم أيضاً يحتاجون لأن تكونى سعيدة.
كيف تكونين أم متفرغة وسعيدة فى نفس الوقت؟
يقترح د. تامر الطرق الآتية للتغلب على العزلة والوحدة وللتمتع بالتوازن كأم متفرغة:
• احرصى على الاتصال بأمهات متفرغات أخريات، فهن أقرب إلى فهم احتياجاتك ومشاركتك إياها. حتى 10 دقائق فى الحديث مع سيدة فى مثل ظروفك قد يقلل من شعورك بالوحدة.
• إذا كان لديك مولود جديد وتشعرين بالحزن لأنك لا تجدين وقتاً لنفسك، تذكرى أن هذا وضع مؤقت، ففى خلال 5 سنوات سيكبر طفلك ويصبح أكثر اعتماداً على نفسه، وسيذهب إلى المدرسة وسيكون لديك وقتاً أكبر لنفسك.
• تحدثى مع زوجك عن شعورك بالوحدة حتى يستطيع مساعدتك فى التغلب عليها. فمن الممكن أن يبقى هو مع الأطفال لرعايتهم فى الوقت الذى تخرجين أنت فيه لبعض التمشية أو التسوق.
• اذهبى إلى فصول متخصصة لتعلم شئ لا تعرفينه، فذلك سيساعدك على تنشيط ذهنك ومقابلة أشخاص جدد.
• نظمى يومك. يمكنك اختيار ساعتين فقط للقيام بالأعباء المنزلية، أو يمكنك تأجيل بعض الأمور التى يمكن تأجيلها لليوم التالى، فهذا سيسمح لك بعمل أشياء أخرى.
• أوجدى هواية تستمتعين بها مثل القراءة، أو يمكنك الاشتراك فى نادى صحى، أو تعلم رياضة جديدة، أو تعلم الرسم على سبيل المثال.
• إذا كنت أم متفرغة، حاولى إيجاد وقت لنفسك كل يوم مهما كانت الظروف، يقول د. تامر: "يجب أن يكون هناك وقتاً لك وحدك تفعلين شيئاً يخصك."
• فكرى فى القيام ببعض الأعمال الخيرية، فمساعدتك لمن هم أقل منك حظاً سيمكنك من القيام بعمل يحوز اهتمامك وفى نفس الوقت يفيد الآخرين.
• ادخلى على الإنترنت، فهناك الكثير من المواقع الخاصة بالأمهات والتى تحتوى على معلومات عن الأمومة - ولكن اختارى المواقع الجيدة، كما يمكنك من خلال الإنترنت محادثة أمهات أخريات.
• بعض الأمهات تشعرن بالذنب لإنفاق أية نقود على أنفسهن لأنهن ليست لهن نقود خاصة بهن، لكن تبعاً لما يقوله د. تامر أنك لا يجب أن تشعرى بالذنب. إذا كانت الميزانية المالية لأسرتك تحتمل، فاتفقى مع زوجك على أن تجعلى لنفسك راتباً. ليس من الضرورى أن يكون راتباً كبيراً لكن الفكرة نفسها مهمة. فبفعل ذلك بشكل منتظم، ستشعرين أنك تنفقين نقودك أنت دون الشعور بالذنب.
• إذا كنت تفتقدين العمل، يمكنك التفكير فى مشروع يمكن تنفيذه من البيت أو يمكنك إيجاد عمل لا يحتاج لوقت كبير تستطيعين القيام به من البيت. بالرغم من أنه لن يكون هناك اتصال كثير بينك وبين الآخرين، إلا أنك ستقضين وقتك فى عمل أشياء تحبينها.
• شعورك بالثقة فى اختيارك هو ما يؤثر حقاً على نظرتك للأمور. فأكثر الأمهات المتفرغات شعوراً بالرضا هن اللاتى يؤمنن أن ما تفعلن هو الأفضل. لا أحد ينكر أن عمل المرأة يحسن من تقديرها لذاتها، ولكنك كأم متفرغة يمكن أن يكون لديك نفس الشعور. وتذكري دائماً أن شعور أسرتك بالسعادة مرتبط بشكل مباشر بشعورك أنت بالسعادة.
ـــــــــــــــــــ(101/455)
ميزانية الأسرة تحدد من أنت
نقدم لك عزيزي المربي في هذا الاختبار عدة أوجه للإنفاق لتقيم نمط إنفاقك فيها.
الأسئلة العامة
1- إذا كنت متزوجاً، أعط نفسك نقطتين.
2- إذا كنت مخطوباً، أعط نفسك نقطة واحدة.
3- إذا كنت أنت أو زوجك ذا تعليم جامعي، أعط نفسك نقطتين.
4- إذا كنت أنت أو زوجك ذا درجة علمية متقدمة، أعط نفسك نقطتين.
5- إذا كنت أمياً ( جاهلاً ) أي لا تقرأ هذا الاختبار خصم 5 نقط.
6- إذا كنت تتبرع ببعض المال في الخير، أعط نفسك 5 نقط.
7- إذا كنت تخرج 5 % من مجموع الدخل السنوي في عمل الخير، أعط نفسك 10 نقط.
8- إذا لم تتبرع بأي شيء أو تعط أي شيء دون مقابل، اخصم 5 نقط.
9- إذا كان لديك أطفال، أضف 5 نقط.
10- إذا كنت تشعر بمقدرتك علي إعالة أطفالك، أعط نفسك نقطتين.
المصروفات
1- إذا كنت تشتري أغراضك باستخدام قائمة، أعط نفسك نقطة واحدة .
2- إذا كنت تلجأ للتخفيضات والعروض الخاصة في معظم مشترياتك أعط نفسك 5 نقط.
3- إذا كنت تخطط للمصروفات بوضع ميزانية، أعط نفسك نقطتين.
4- إذا كنت تشتري سيارة ولا تؤجر، أعط نفسك 5 نقط.
5- إذا كنت تأكل خارج البيت مرتين أسبوعياً أو أقل، أعط نفسك 5 نقط.
التوفير
1- إذا كنت تدخر 10 % أو أكثر من مجموع الدخل السنوي ويبقي مدخراً، أعط نفسك 15 نقطة.
2- إذا كنت تدخر 5% أو أكثر من مجموع الدخل، أعط نفسك 5 نقط.
3- إذا كنت تدخر 3% أو أقل من الدخل السنوي، أعط نفسك نقطة واحدة.
الرصيد
1- إذا كان لديك رصيد جيد، أعط نفسك 5 نقط.
2- إذا تأخرت 3 مرات عن سداد دين العام الماضي اخصم نقطة واحدة.
المنزل
- إذا كنت تؤجر لمدة أكثر من 5 سنوات، اخصم 10 نقط.
الرهون
- إذا كانت لديك رهن أقل من 20 % من مجموع الدخل السنوي، أعط نفسك 10 نقط.
- إذا كانت الرهون أكثر من 40 % من الدخل السنوي، اخصم 5 نقط.
دين بالتقسيط
- إذا لم يكن لديك أي ديون أو أقساط أضف 10 نقاط.
- إذا كانت لديك ديون بالتقسيط تزيد عن 15 % من الدخل السنوي، اخصم 5 نقط.
- التقاعد : إذا كنت تدخر لمرحلة التقاعد، أعط نفسك 10 نقط.
الاستثمار
- إذا كانت استثماراتك متنوعة، أعط نفسك 3 نقط.
نقط إضافية
- أعط نفسك 5 نقط إذا كان أولادك يعيشون في سعادة وصحة جيدة إلي حد ما، فلديهم آباء جيدون علي أي حال.
تقدير الدرجات
80 % إلي أكثر: ممتاز، أنت شخص اقتصادي عظيم، تنفق بحكمة وعقل وتوفر وتقوم بكل شيء تريده بحدوده القصوى!
من 65 إلي 79 : أنت في طريق التحسن، تقوم بأشياء كثيرة جيدة ولكن يمكنك القيام بما هو أفضل!
- من 50 إلي 64 : بعض الأشياء تسير علي ما يرام ولكن هناك بعض العلامات التحذيرية - انتبه إليها جيداً.
- من 30 إلي 49 : أنت تناضل علي كثير من الجبهات، عليك التحرك حالاً قبل أن تسوء الأمور.
- من 10 إلي 29 : تحذير.. أنت في خطر وعلي وشك الإفلاس، استعد للأحداث التالية.
في أي وقت يمكنك أن تبدأ من جديد بترتيب الأشياء بشكل صحيح وتعيد تقييم أوضاعك المالية، لا تقل إن الوقت قد فات، أبدا ولا تقلق !
ـــــــــــــــــــ(101/456)
لماذا يزعزع المولود الأول استقرار الأسرة؟
تعتبر المرحلة السابقة على إنجاب الأطفال مختلفة كلياً عن المرحلة بعد إنجاب أول مولود، ولذلك كان على الزوجين أن يتزودوا بالمهارات العديدة لاستمرار الاستقرار والهدوء، وينعما مع أبنائهما بالسعادة والمحبة.
مع وصول الطفل الأول يواجه زواجك مجموعة من التحديات، فلم يبق هناك وقت كاف لكلا الزوجين خصوصاً مع اضطراب قائمة الأولويات لديهما، وقد أكدت الدراسات أن 67% من الأزواج يمرن بفترة فتور وخلافات بعد ولادة أول طفل و33% فقط من الأزواج يمرون بسلام في تلك المرحلة.
وقبل أن نقترح عليك أهم الوسائل لحياة سهلة وسلسلة نطرح عليك هذا السؤال.. وبمعنى أدق هذا الاختبار.
هل تعرف شريك حياتك جيداً ؟
استخدم الاختبار التالي من أجل قياس مدى معرفتك بشريك حياتك.
اسأل شريك حياتك، هذه الأسئلة العشرين وإذا أجاب إجابة صحيحة ( من وجهة نظرك) يحصل على نقطة - والعكس كذلك - وإذا حصل كلاهما على أقل من 10 نقاط فإنك تحتاج إلى مزيد من الوقت للتعرف إلى شريكك:
1- ما الضغوط التي أواجهها الآن ؟
2- ما الذي يجعلني أشعر بالمزيد من المنافسة؟
3- صف بالتفصيل ما قمتُ به اليوم أو أمس .
4- ما أجمل أحلامي التي لم تتحقق؟
5- ما العمل الذي أعتبره مثالياً ( عمل أي وظيفة ) ؟
6- ما الذي يحزنني كثيراً ؟
7- ما أفضل الطرق لتهدئة أعصابي وتعطيني شعوراً بالاسترخاء ؟
8- اذكر اسم شخصية أعجبتُ بها كثيراً .
9- ما الشيء الذي يخيفني كثيراً ؟.
10- ما أفضل وقت في اليوم بالنسبة لي لممارسة العلاقة الجنسية؟
11- ما أفضل مكان أحب أن أختلي فيه بنفسي؟
12- ما أكثر اللحظات إحراجاً ؟
13- اذكر اسم شخص لا أحب التعامل معه !
14- ما المكان المفضل عندي لقضاء الإجازات؟
15- اذكر واحدة من هواياتي .
16- ما أقسى تجاربي من الطفولة وأسوأها؟
17- من المساند الرئيسى لي ( غيرك ) ؟
18- ما المطعم المفضل لديّ ؟
19- ماذا كنت أرتدي عندما تقابلنا أول مرة ؟
20- ما طريقتي المفضلة في قضاء أمسية سعيدة ؟
? أطفال وأسر سعيدة
في دراستين أجريتا على مدى 10 سنوات في الولايات المتحدة، وجد أن أطفال الآباء غير السعداء لديهم معدلات أعلى لضربات القلب أثناء اللعب ولا يستطيعون تهدئة أنفسهم، وبمرور الوقت تؤدي الخلافات العائلية إلى انخفاض التحصيل الدراسي بغض النظر عن ذكاء الأطفال، أما الآباء السعداء عاطفياً، فيكون أداؤهم الدارسي والاجتماعي أفضل، لأن والديهم قدموا لهم نموذجاً عن كيفية معاملة الآخرين وكذلك كيفية التعامل مع المشكلات العاطفية !.
ولهذا وجب على الآباء البحث عن أفضل السبل لحل خلافاتهم الأسرية بصورة سريعة وأكثر تعقلاً من أجل تربية أبناء سعداء، ولهذا نقدم لك بعض الوسائل لتمر خلافاتكم الأسرية بسلام وخاصة بعد وصول الطفل الأول .
1- معاً نحو الأمومة: عزيزي المربي ..
إن أهم شيء هو انتقالك مع زوجتك إلى المرحلة الجديدة، فالمرأة تمر بمراحل تغير فسيولوجي ولكن الرجل لا يمر بهذه المرحلة بسهولة، فمرحلة الأبوة مرحلة صعبة، ومن السهل تسلل التوتر والضغوط بين الزوجين، ولكن إذا اتفق الزوجان على تحمل المسؤولية معاً، فإن هذا يعني استمرارية العلاقة الناجحة.
2- التفهم ثم التفهم :
وجدت الدراسات أنه من المهم جداً أن يفهم الزوجان أهداف وآمال ومخاوف كل منهما وكذلك تفاصيل حياته اليومية، وعلى كل منهما أن يعتاد التحدث إلى شريكه حتى يعرف بماذا يفكر ويشعر، حتى يستطيع حماية الزواج من أي اضطراب.
3- لا تصعّد الموقف :
لا يُنكر وجود الخلاف، ولكن المهم تفادي النقد والسخرية والاندفاع، فالأزواج غير السعداء كثيراً ما يبدؤون الشجار بالاتهامات مثل : لماذا أنت أناني دائماً؟ هذه العبارة تجعل الطرف الآخر يبدأ في الدفاع، ومع تصاعد سخونة الشجار، يظهر على أحد الطرفين أو كليهما أعراض التوتر والضغط، كعرق راحة اليد وسرعة نبض القلب، مما يؤدي إلى انتكاسة عاطفية، ثم يتخلص من الموقف بالانسحاب لمشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب، و(80%) من حالات الزواج يقوم الزوج بهذا الدور.
الأزواج السعداء لا يصلون إلى هذه الدرجة أبداً، فهم قادرون على عدم تصعيد الموقف .
4- (5) ساعات على الأقل :
وجد أن الأزواج السعداء يخصصون (5) ساعات أسبوعياً على الأقل لحياتهم الزوجية، وهذا الوقت ليس كثيراً ولكنه يصنع المعجزات، ونوصي الأزواج بـ (20) دقيقة محادثة يومية حتى يعرف كل طرف ما يدور بحياة الطرف الآخر، وكذلك(5) دقائق ليشعر الطرف الآخر بالمحبة والتقدير.
5- موعد للحديث :
لا بأس بتحديد موعد لقاء أسبوعي مدته ساعتان للحديث مع الطرف الآخر، لا يشعر به كلا الطرفين بالذنب لعدم تضمن الحديث عن شؤون الأولاد، فهذا الحديث سوف يجعل الزوجين أقرب إلى بعضهما، ويزيد روابط المحبة ويقويها.
6- المهارة العاطفية:
ومعنى المهارة العاطفية أن يسعى كل طرف وبأقصى جهده أن يكون عطوفاً وحنوناً ومراعياً لشعور الطرف الآخر، فالمشاركة في الأعمال المنزلية أو قراءة كتاب ما، أو التحدث معاً عما يجري في العالم. كل ذلك يشبه إيداع النقود في البنك، فهؤلاء الأزواج يزيدون دائماً من رصيدهم العاطفي حتى إذا ظهرت أي مشكلات أو اضطرابات فإن هذا يساعدهم على تخطي أي أزمة، ومن هنا تظهر علاقة الصداقة التي يحتاج إليها كل من الزوجين.
? كلمة أخيرة
وكلمة أخيرة نهمس بها: إن الزواج الناجح القوي يساعد كلا الزوجين على تحقيق أحلامهما، ويساعدهما على تربية الأولاد ضمن قواعد معينة يتفقان عليها.
تعلّم كيف تحترم الطرف الآخر لتحظى بحياة زوجية سعيدة .
ـــــــــــــــــــ(101/457)
... طفلي.. وعادة السرقة
عندي طفل لديه مشكلة الديسليكسيا (صعوبة في التعليم) وعمره 12 سنة وأحيانا عند العودة من زيارة أحد الأصدقاء أو الأهل أجد في جيبه شيئاً أخذه من ذلك المنزل كلعبة أحد أطفال ذلك المنزل أو شئ بسيط كسبحة جدته أو أي شئ آخر. وقد نهيناه شفهيا أنا ووالده عن ذلك عدة مرات... وفي المرة الأخيرة هدده والده بأنه إن وجد في جيبه شيئاً آخر فسيقوم بحرق يده ليرى كيف سيكون عقاب الآخرة... وقد حصل أن وجد شيئاً في جيبه مرة أخرى وهي (رضاعة) إحدى طفلات المنزل الذي قمنا بزيارته، فنفذ والده التحذير وذلك بملامسة النار فقط ولم يتأذَ الطفل أو يظهر أي جرح ولكن الطفل أحس بالحرارة فقط. السؤال هل هذه هي الطريقة الصحيحة لمنعه من ذلك أم هناك طريقة أخرى؟ مع العلم أننا نفهم حالة الطفل ولكننا أحيانا لا نعلم كيف يكون تصرفنا الصحيح في تربيته. الطفل لديه أخوان أحدهما عمره 4 سنوات وهو ولله الحمد في حالة طبيعية والأخ الثاني عمره 4 أشهرجميع الأطفال ولادتهم طبيعية. والده يعمل محاضراً في إحدى الجامعات. أتمنى أن أكون قد أوفيت في طرح المشكلة وإن كان هناك أي استفسار فسأكون سعيدة بالرد. أشكركم جزيلا على المساعدة وجزاكم الله خيراً عني وعن جميع المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تفاصيل الاستشارة
من موقع لها اون لاين
المستشار : د . عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الصالح
نشكرك على ثقتك بالموقع ونرجو الله لك التوفيق والسداد.
بالنسبة للابن البالغ من العمر 12 سنة والذي لديه صعوبات في التعليم وكثيراً ما يأخذ ممتلكات الآخرين..
أولاً: من المهم جداً أن يكون الابن قد شخصت حالته من قبل اختصاصي، حيث أنَّ صعوبة التعلم عبارة عن خلل في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية، المتعلقة باستخدام اللغة أو فهمها، سواء كان ذلك نطقاً أو كتابة، بحيث يتضح ذلك الاضطراب في نقص القدرة على الفهم عن طريق الاستماع أو التفكير، أو التحدث أو القراءة أو الإملاء أو العمليات الرياضية، وتنطوي أوجه الاضطراب المذكورة على حالات مثل قصور الإدراك الحسي، وعدم القدرة على تنمية مهارات التعبير بالكلام.
وعليه فإنَّ تعليم ذلك الطفل أو تعديل سلوك خاطيء ينبغي أن يراعي ظروفه وقدراته والصعوبات التي يواجهها، ويمكن استشارة اختصاصي صعوبات التعلم عن أسلوب علاج المشكلات التي تلاحظ على الابن وأسلوب تعديلها.
ثانياً: إن مشكلة ابنك وهي أخذ الشيء الذي يجده من ممتلكات الآخرين هو امتداد لحب التملك، ورغم أنه يفترض أن الطفل في هذا السن قد نضج واتضح له ما يخصه وما يخص الآخرين، إلا أنه وبسبب الصعوبات التي لديه ـ والأسرة إذا كانت لا توفر له الألعاب المناسبة التي يرغبها والاحتياجات التي
يحتاجها.
ثالثاً: ولعلاج هذه المشكلة نقترح ما يأتي:
ـ توعية الابن بأنَّ ذلك السلوك خطأ من خلال ما يأتي:
1ـ الكلام بوضوح وإيجاز عند إصدار التوجيهات وتجنب الإسهاب في الألفاظ.
2ـ اسألي الطفل عن سبب أخذه للأشياء، وسوف يوضح السبب، فقد يكون لأنه ليس لديه أو لأنه يرغب به أو يهديه لأخيه.. ومن ثم حققي له تلك الحاجة من خلال إعطائه المطلوب من قبلكم، واطلبي منه إعادة الشيء الذي أخذه إلى أصحابه.
3 ـ دعمي نجاح الطفل في ترك ممتلكات الآخرين أو إعادتها لهم بالثناء والمكافآت المادية التي تشجعه على الاستمرار في ذلك.
4 ـ حاولي أن تكوني قريبة منه وأن تساعديه على تجنب أخذ أشياء الآخرين بابتسامة واضحة وتشجيع مستمر حتى يحب ذلك السلوك ويترسخ لديه.
5ـ من الممكن معاقبة الطفل إذا تكرر السلوك الخطأ منه ـ وهو ما فعلتوه ـ ولكن بعد توضيح الخطأ الذي وقع فيه، على أن يكون في نطاق ضيق حتى لا تخسري تواصل الطفل وتقبله.
آمل توضيح هذه الخطوات مع توفير الألعاب المناسبة للطفل والمكان الذي يمارس فيه ألعابه بعد إنهاء واجباته والإفادة عن مدى تحسن سلوكه من عدمه لرسم خطة إضافية، مع تمنياتي لكم بالتوفيق.
ـــــــــــــــــــ(101/458)
شارة : ... صعوبات التعلم.. مشكلة وحلول ................................................................................................مشكلة ابني أنه لا يعرف أبدا نطق الكلمات التي أمامه، ولا يستطيع التركيز ولا الإملاء حتى وإن كانت نظرا.. هو الآن في الصف الثالث، عمره 8 سنوات، ولكن صعب تعليمه، لا يفهم ولا يركز، يحب وبجنون اللعب والعبث، عصبي المزاج، عنيف، كثير البكاء.. أرجو مساعدتي لكي أستطيع تعليمه القراءة والإملاء، وما هي الطريقة لتعليم أخوه الجديد في المدرسة لا أريد تكرار المأساة ولكم كل الشكر والاحترام.
تفاصيل الاستشارة
من موقع لها اون لاين
المستشار د\ عبد المحسن السيف
مشكلة ابنك يظهر أنها تندرج تحت ما يسمى في علم التربية بـ"صعوبات التعلم"، وهو تخصص حديثاً نسبياً وله نظرياته وحقائقه التي حققت نجاحاً جيداً في التعامل مع هذه الفئة من الطلاب والطالبات..
ولكن قبل ذلك يجب أن تتأكدي تماماً من قدرات ابنك ولا يكن حكمك عليه مستعجلاً، فقد يكون السبب راجعاً إلى من يعلمه في المدرسة أو إلى سبب نفسي يمنعه من فهم واستيعاب ما يدرسه من النطق والإملاء.
وعلى كل حال فيجب زيارة المدرسة والتأكد من هذه المسببات الخارجية والمتعلقة بالبيئة المدرسية.
كما يجب إلحاقه كذلك بهذا النوع من التعليم الذي يراعي قدراته واستعداداته، سواء كان عن طريق الفصول الدراسية الملحقة بالمدرسة العادية أو عن طريق المدارس الخاصة بهذا النوع من الطلاب.
أما بالنسبة للتعامل معه داخل المنزل: فيجب تهيئة الجو النفسي والاجتماعي المناسب له، ومن ذلك عدم تحطيمه وإحراجه أو السخرية منه عند عدم نطقه لبعض الكلمات، بل الواجب تشجيعه واستخدام أسلوب التعزيز بنوعيه المعنوي والمادي، وكذلك حاولي استخدام وسائل إيضاح حسية كثيرة يتوفر فيها عنصر الإثارة وشد الانتباه، ومن ذلك أشرطة الفيديو التعليمية، خاصة للأحرف والكلمات، حيث يمكن دراستها وفهمها عن طريق التمثيل أو الحكاية، وغير ذلك من الأساليب التربوية، ومن ذلك أشرطة التسجيل الصوتي وخاصة ما يكون منها على شكل أناشيد سهلة الحفظ والترديد، وكذلك البطاقات الملونة التي يكتب عليها الحروف والكلمات ويتم تعليقها في غرفته الخاصة أو مكان الجلوس، ومحاولة التنويع له في أساليب التعلم المختلفة شيئاً فشيئاً.
أما حب اللعب فهو من طبيعة هذه المرحلة العمرية في هذا السن، ولكن يجب أن يتم توجيهه إلى اللعب المفيد الذي يستمر فيه التنفيس عن ما بداخله، وسيستفيد في نفس الوقت، وهناك الكثير من الألعاب التربوية الهادفة، واحرصي على الألعاب الجماعية؛ لأنَّ فيها غرسا لمبدأ التعاون وتعلم الإيثار واحترام الآخرين، وهذا سوف يقلل من عصبيته مع إخوانه ويساعد (بإذن الله) في اعتدال مزاجه.
وفقنا الله جميعاً إلى العناية بأبنائنا وبناتنا.
ـــــــــــــــــــ(101/459)
صعوبات التعلم.. مشكلة وحلول!
تاريخ الاستشارة : ... 18/1/2005
الاستشارة : ... الاسم : ود مشكلة ابني أنه لا يعرف أبدا نطق الكلمات التي أمامه، ولا يستطيع التركيز ولا الإملاء حتى وإن كانت نظرا.. هو الآن في الصف الثالث، عمره 8 سنوات، ولكن صعب تعليمه، لا يفهم ولا يركز، يحب وبجنون اللعب والعبث، عصبي المزاج، عنيف، كثير البكاء.. أرجو مساعدتي لكي أستطيع تعليمه القراءة والإملاء، وما هي الطريقة لتعليم أخوه الجديد في المدرسة لا أريد تكرار المأساة ولكم كل الشكر والاحترام.
تفاصيل الاستشارة
إسم المستشار : د. عبدالمحسن السيف
الإجابة
الأخت الفاضلة: ود..
مشكلة ابنك يظهر أنها تندرج تحت ما يسمى في علم التربية بـ"صعوبات التعلم"، وهو تخصص حديثاً نسبياً وله نظرياته وحقائقه التي حققت نجاحاً جيداً في التعامل مع هذه الفئة من الطلاب والطالبات..
ولكن قبل ذلك يجب أن تتأكدي تماماً من قدرات ابنك ولا يكن حكمك عليه مستعجلاً، فقد يكون السبب راجعاً إلى من يعلمه في المدرسة أو إلى سبب نفسي يمنعه من فهم واستيعاب ما يدرسه من النطق والإملاء.
وعلى كل حال فيجب زيارة المدرسة والتأكد من هذه المسببات الخارجية والمتعلقة بالبيئة المدرسية.
كما يجب إلحاقه كذلك بهذا النوع من التعليم الذي يراعي قدراته واستعداداته، سواء كان عن طريق الفصول الدراسية الملحقة بالمدرسة العادية أو عن طريق المدارس الخاصة بهذا النوع من الطلاب.
أما بالنسبة للتعامل معه داخل المنزل: فيجب تهيئة الجو النفسي والاجتماعي المناسب له، ومن ذلك عدم تحطيمه وإحراجه أو السخرية منه عند عدم نطقه لبعض الكلمات، بل الواجب تشجيعه واستخدام أسلوب التعزيز بنوعيه المعنوي والمادي، وكذلك حاولي استخدام وسائل إيضاح حسية كثيرة يتوفر فيها عنصر الإثارة وشد الانتباه، ومن ذلك أشرطة الفيديو التعليمية، خاصة للأحرف والكلمات، حيث يمكن دراستها وفهمها عن طريق التمثيل أو الحكاية، وغير ذلك من الأساليب التربوية، ومن ذلك أشرطة التسجيل الصوتي وخاصة ما يكون منها على شكل أناشيد سهلة الحفظ والترديد، وكذلك البطاقات الملونة التي يكتب عليها الحروف والكلمات ويتم تعليقها في غرفته الخاصة أو مكان الجلوس، ومحاولة التنويع له في أساليب التعلم المختلفة شيئاً فشيئاً.
أما حب اللعب فهو من طبيعة هذه المرحلة العمرية في هذا السن، ولكن يجب أن يتم توجيهه إلى اللعب المفيد الذي يستمر فيه التنفيس عن ما بداخله، وسيستفيد في نفس الوقت، وهناك الكثير من الألعاب التربوية الهادفة، واحرصي على الألعاب الجماعية؛ لأنَّ فيها غرسا لمبدأ التعاون وتعلم الإيثار واحترام الآخرين، وهذا سوف يقلل من عصبيته مع إخوانه ويساعد (بإذن الله) في اعتدال مزاجه.
وفقنا الله جميعاً إلى العناية بأبنائنا وبناتنا.
ـــــــــــــــــــ(101/460)
ابني يتصرف بذكاء.. إلا في دراسته!
تاريخ الاستشارة : ... 18/1/2005
الاستشارة : ... السلام عليكم.. مشكلتي الوحيدة في هذه الحياة ابني البالغ من العمر 8 سنوات، أشكو معه من استيعاب بطيء، وأحاول أن أدرسه وأكرر الواجب أكثر من أيام وساعات، لكن النتيجة: صفر في المدرسة! الأساتذة يشكون منه بصورة متكررة إلا أنني إذا سألته في البيت أجد نتيجة في البيت أكثر ولكنها بسيطة.. لكن المحير في الموضوع أنه ليس غبيا والدليل أنه يتصرف بدهاء في أمور عديدة، يخرج نفسه من المأزق بسهولة، يتصرف في مصروفه بذكاء، إذا ذهبت لمكان بعيد لمرة واحدة فقط يكون على استعداد لأن يذهب إليه وحده دون خوف..! ولا أعرف أهذا ذكاء أم ذاكرة؟ والمشكلة الأكبر أنه لا يتعلم نهائيا من أخطائه، حتى لو عوقب عليها ألف مرة يعاود ويكررها، لا يوجد لديه خوف ورهبة من أي شيء، لا يخاف العتمة، لا يحسب حساب أي أحد.. المشكلة أن المدرسة تحذرني دائما وأخشى أن لا أجد مدرسة تقبل به، علما بأنه هو البكر ويوجد بعده طفل واحد فقط، وهو غير محروم من أي شيء..أفيدوني أرجوكم فقد يئست.. هل ألجأ للأدوية التي تزيد الاستيعاب والانتباه؟ فلم يبقى لي أمل غير هذه الأدوية..!
تفاصيل الاستشارة
إسم المستشار: د . عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الصالح
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
نشكرك على ثقتك بالموقع ونرجو الله أن يسدد خطاكم..
السائلة الكريمة:
ابنك ليس مشكلة، بل هو نعمة، ولكن يجب أن تعرفي قدراته وإمكاناته والظروف التي خلقه الله عليها، فتتعاملي معها بما يساعدك على النجاح معه واستثمار قدرته قدر الإمكان.
والذي يتضح من سؤالك أنَّ ابنك لديه صعوبات في التعلم، وهي تعني خللا في العمليات النفسية يتجسَّد في نقص القدرة على الفهم عن طريق الاستماع أو التفكير أو التحدث أو القراءة أو الكتابة أو إجراء العمليات الرياضية.
وعليه أرى أن يعرض على اختصاصي صعوبات التعلم حتى يقوم بتقويم وضعه وتحديد الصعوبات التي لديه، والتعامل معه وتدريسه بما يناسبه، كما عليكم معرفة أسلوب التعامل معه بأسلوب سليم يحقق له الاتزان العاطفي والنفسي.
وفقكم الله وسدد خطاكم
اسلام اون لاين
ـــــــــــــــــــ(101/461)
المصروف المدرسي.. إرشادات وضوابط!
تاريخ الاستشارة : ... 18/1/2005
الاستشارة : ... السؤال لدى أطفال أعمارهم من ستة إلى ثلاثة عشر عاما.. وسؤالي حول المصروف المدرسي حيث إنني أعطيهم إفطارا (سندويش وعصير) وأقتصر في المصروف على ريالين فقط؛ خوفا عليهم من أن يشتروا أشياء غير مفيدة، ولكن دائما لا يرضون بهذا المصروف حيث إنهم يقارنون أنفسهم بقرنائهم بأنهم يستلموا مصروفا أكثر... هل هذا يؤثر عليهم؟ وهل هذا طريقة مفيدة من ناحية تعويدهم التوفير؟ وهل عدم الاستجابة لمطالبهم يؤدى إلى السرقة أو إحساسهم بالحرمان؟ وما هي الطريقة المثلى في المصروف المدرسي؟
تفاصيل الاستشارة
اسم المستشار: د. عبدالمحسن السيف
الاجابة
الأخت الفاضلة.. أطير الامل
أشكر لك حرصك واهتمامك بتربية أبنائك، وأحب أن أوضح لك أنَّ المصروف المدرسي ليس له حدَّ معين، سواء من حيث القلة أو الكثرة، بل هو مرهون أولاً بحالة الأسرة المادية، وهو كذلك مرتبط بالوضع الاجتماعي الذي يعيش فيه هذا الطالب أو الطالبة، كما أنه يعتمد على المرحلة العمرية لهم، فالطالب في المرحلة الابتدائية ليس مثل من هو في المرحلة الثانوية، وكذلك لا بدَّ من مراعاة قدرة الطالب أو الطالب على التعامل مع هذا المصروف ومدى نضجه العقلي والمعرفي في التعامل مع المصروف، وأخيراً عدد الأبناء وأهمية العدل بينهم فيه؛ حتى لا يورث أو يتسبب في إيجاد البغضاء والقطيعة بينهم مستقبلاً.
ولذلك فإنَّ المصروف المدرسي الجيد هو ما يلبي حاجة الطفل فقط دون زيادة كبيرة تدفعه إلى سوء استخدام المال والاعتياد على توفر السيولة النقدية في يده، ويجب متابعة الطفل في ذلك وسؤاله يومياً ماذا اشترى وماذا فعل بهذا المصروف، وفي حالة قناعتك بأنه لا يكفي بناء على ما ترينه أنت وليس ابنك، مع ضمان استخدامه فعلاً داخل المدرسة في شراء وجبة معينة يرغب فيها فلا مانع من زيادة المصروف أحياناً حتى لا يتسبب ذلك في حرمانه أو احتياجه للآخرين.
أما الأطفال الكبار في المرحلة المتوسطة مثلاً فلا مانع من الاتفاق معهم على زيادة المصروف وترغيبهم في الاحتفاظ بجزء منه وادخاره ومساعدته في ذلك وتحسيسه بأهمية المال وأنه مسؤول عنه يوم القيامة، والتشاور معه في طريقة صرفه؛ لأنَّ المراهق في هذا السن يجب أن يكون معه مال ليرضي به حب التملك أمام زملائه. ولا بدَّ من المراقبة الدائبة لهم في قضايا المال بحيث لا تضطرهم الحاجة إلى غيرك ولا يعتادون كثرة المال ثم يصعب على الوالدين متابعتهم بعد ذلك.
والله أسأل أن يصلح لنا جميعاً النية والذرية، إنه سميع مجيب.
نقلا عن اسلام أون لاين
ـــــــــــــــــــ(101/462)
العربية أم الإنجليزية؟.. حيرة تحسمها المصلحة
تاريخ الاستشارة : ... 18/1/2005
الاستشارة : ... السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أود أن أشكركم كثيرًا على ما تقدمونه من معلومات قيمة في مجال التربية. طفلي الأول عمره عامان ونصف وحتى الآن لا يستطيع أن ينطق غير 10 كلمات، ولكن عندما أقول له كلمة ما فإنه يرددها ورائي ليس بنفس الحروف ولكن بنفس الوزن، ولقد قرأت الكثير من الاستشارات عن هذا الأمر فأستنتج منها أنه إذا بلغ طفلي العام الثالث، ولم ينطق فلا بد أن أذهب به إلى مراكز التخاطب كي يتم إعطاؤه دروس التخاطب، وسؤالي هو أننا نعيش في أمريكا وأنا أريد أن تكون لغته العربية جيدة، وأخاف إن تعلم الإنجليزية لا يستطيع أن يتعلم العربية فماذا علي أن أفعل؟ هل إذا أتم من العمر 3 سنوات ولم يتحدث أذهب به إلى مراكز التخاطب بأمريكا أم إذا أردت أن أحفظ له لغته العربية عليّ أن أرجع إلى بلدي وأعطيه دروس التخاطب هناك؟ كما أنني أريد أن أعرف إذا قمت بإعطائه دروس التخاطب بأمريكا هل لا بد أن أتحدث معه في المنزل باللغة الإنجليزية أم إذا تحدثت معه بالعربية كما يقول لي طبيبه الخاص سيجعله ذلك يتحدث اللغتين معًا، وهل إذا بدأت من الآن سيكون هذا الأمر أفضل بالنسبة له أم من الأفضل أن أنتظر؟ وإلى متى يجب عليّ أن أنتظر؟ ملحوظة: منذ أن بلغ طفلي سنة ونصفًا وهو يقول جُملاً وكلمات غير مفهومة بالمرة ومنذ شهر تقريبًا، وهو يقول كلمة مفهومة ويكمل حديثه بكلمات غير مفهومة، فعلى سبيل المثال عندما أقول له "حوت في الميه" يردد ورائي ويقول "ميه تا بكا تا" أو يقول "ميه"، ويكمل بنغمة الجملة التي قلتها، أو بمعنى آخر على وزن الجملة. أعتذر فما يقوله من كلمات وهمهمة غير مفهومة من الصعب كتابتها. أعتذر إن كنت أطلت عليكم بأسئلتي؟ ولكم مني جزيل الشكر والاحترام على ما تقدمونه.
تفاصيل الاستشارة
اسم الخبير
د/سحر صلا ح
الحل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عزيزتي، ومرحبًا بطفلك، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم، وبالطبع لقد كان سؤالك محيرًا لحساسية أي كلمة تقال لك وتأثيرها الذي قد يمتد لفترات، وعليه فسيدعم كلامي معك شواهد من الواقع العملي لتكون الخيارات بين يديك وتحت تصرفك.
مما لا شك فيه أن تعلم لغتين في نفس الوقت دون التمكن التام من أيهما يحدث إرباكًا شديدًا للأطفال قد يستطيع بعضهم بقدراته المتميزة اجتيازها وقد يخفق الكثيرون في ذلك، وبالتالي فإن الطفل الذي يعاني من مشكلة في النطق لا يمكن أن أكبله بتعلم لغتين في وقت واحد، مما يعقد المسألة بالنسبة له بشكل كبير؛ حيث إنه لا يتقن لغة واحدة فكيف أعالجه بتعليمه لغتين معًا.. هذا أولاً.
ووجودك في الولايات المتحدة في بيئة تتعامل بلغة معينة سيتحتم على طفلك التعامل معها عاجلاً أو آجلاً تجعل هناك أولوية لهذه اللغة لكي يستطيع الطفل التعامل مع مَن حوله، وهو ما سيحدث في غضون شهور بالتحاقه بحضانة ثم المدرسة، وعدم إتقانه للغة من يتعامل معهم قد يسبب له إحجامًا عن التعامل، ومن ثَم فقْد للثقة بنفسه، ثم الانطواء أو غيره كنتيجة حتمية وطبيعية للحواجز التي تمنعه عمن حوله وعن الاندماج معهم وعلى رأسها اللغة.
إذن فوجودك في أمريكا -إن كان سيطول- يحتم عليك لمصلحة طفلك إكسابه لغة من حوله وهي الإنجليزية، وبالتالي فجلسات علاجه عند اختصاصي التخاطب لا بد أن تكون بالإنجليزية، ومن ثَم فإن تدريبات المنزل المطلوبة منك لجانب جلسات التخاطب لا يمكن أن تكون بالعربية، فهل يصلح أن نؤكد على شرح درس العلوم الذي تم شرحه للطفل بالعربية في مدرسته بالإنجليزية عند عودته للمنزل؟ بالطبع لا فهو لن يستفيد شيئًا لسبب بسيط أنه لا علاقة بين ما درسه وبين ما نشرحه له، والأولى التأكيد على الشرح والمذاكرة بنفس اللغة التي تم بها شرح الدرس أولاً.
والخلاصة أن طفلك لا بد أن يتحدث أولاً بالإنجليزية ليتواصل مع من حوله من الناس والأطفال، وذلك من خلال تدريبات التخاطب ومعاونتك المنزلية، ثم حين يتقن الإنجليزية تبدئين معه اللغة العربية، وما أنصحك به أن تبدئي جلسات التخاطب من الآن وليس عند بلوغ السنوات الثلاث.
تبقى لنا جزئية مهمة وهي كيفية تعلم اللغة العربية، ولحسن الحظ فقد مرت صديقة لي بنفس الموقف؛ إذ تأخر طفلها في اكتساب اللغتين العربية والإنجليزية وكانت مقيمة في الولايات المتحدة، وكان ما نصحه بها الأطباء هو ما نصحتك به، إلا أنها زادت على ذلك مشروعًا متميزًا لتعلم اللغة العربية -بعدما انطلق لسان طفلها بالإنجليزية- وهو أن تقضي إجازتها السنوية (3 شهور) في بلدها الأصلي بين الأهل والأقارب مع الذهاب بالأبناء لمركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها 3 مرات أسبوعيًّا في شكل دورة مكثفة، وما زالت تفعل ذلك إلى الآن في كل إجازة ليتقن أطفالها الفصحى وليس فقط لغة الحديث بالعربية، ومن ثَم يظل قرآنهم ودينهم وتراثهم مفهومًا ومستوعبًا بشكل ممتاز بالنسبة لهم، وبالتالي فما أود أن أجمله لك من هذه التجربة أن تعملي على تطبيق ما فيها من أفكار ليتقن طفلك العربية، ولا مانع لديّ مطلقًا من التواصل معك في إجازتك السنوية، ومدك باسم المركز الذي تعاملت معه تلك الصديقة لتتعاملين معه أيضًا.
وتعالي نطرح بديلاً آخر وهو أن يتلقى طفلك جلسات التخاطب بالعربية عند طبيب عربي مقيم في الولايات المتحدة -إن وجد- ولكن يظل اتصاله بمن حوله بالإنجليزية أمر قد يطول أمد تحقيقه، وهو ما قد يكون له آثار غير مرغوبة، وهذا الحل لا يختلف كثيرًا عن فكرتك في علاج طفلك في بلدك، ثم العودة به مرة أخرى.. فالنتيجة تقريبًا واحدة، ناهيك عن أن هذا الخيار -العلاج في بلدك- يترتب عليه اضطرابات في وضع الأسرة من دون شك، وفراق للطفل عن الأب وتغيير في الوجوه والمحيطين حوله بشكل قد يزيد من تعقيد المسألة لدى الطفل.
أعتقد أني ناقشت معك كل ما طرحته من حلول، وفندنا معًا إيجابياتها وسلبياتها ليظل الخيار بين يديك في تحديد الأنسب والأفضل وفقًا لكل المعطيات التي قد يكون بعضها خافيًا عليّ... وأرجو أن يوفقك الله تعالى لأفضل الخيارات، وأخيرًا أوصيك بالاستخارة للوصول لأفضل الحلول.. وبالله التوفيق
اسلام اون لاين
ـــــــــــــــــــ(101/463)
بوابات المراهقة والمواقع الإباحية
تاريخ الاستشارة : ... 18/1/2005
الاستشارة : ... السؤال يبلغ ابني من العمر 13 سنة ونصف السنة، ولكنه يبدو أصغر من سنه بكثير من الناحية الجسمانية فقط؛ لذا فإنني أميل إلى أنه لم يبلغ بعد، وهو طفل وحيد، ويعيش معي ومع أبيه ومع والدتي، وهو في مدرسة مختلطة، وقد وصل إلى الصف الثالث الإعدادي. ولدى ابني أصدقاء من الجنسين، ولكنه مرتبط أكثر بأصدقائه الذكور، ويميل إلى تغيير أصدقائه من آن إلى آخر، كما يحب مصادقة من هم أكبر منه سنًّا. ويلتقي بمجموعة من أصدقاء السكن يوميًّا في الإجازة ويوم الخميس أثناء الدراسة، حيث إننا نسكن في منطقة تحيط بها الحدائق والملاعب، يخرج بمفرده أحيانا، ويزور بعض أصدقائه من المدرسة في مساكنهم، وبدأ منذ فترة التمرد على محاولاتنا للنصح أو السؤال عن أحواله، خصوصا أن الأمر قد يتكرر مني ومن أبيه ومن جدته، وهو عنيد وسريع الانفعال وعصبي، ولكنه طيب القلب. وهو يداوم على الصلاة منذ صغره، وإن كان لا يتقن صلاته، فهو ينقرها نقرا، ويحفظ أربعة أجزاء من القرآن، ولكنه توقف منذ فترة لظروف خارجة عن إرادتنا، وسيعاود قريبا حفظ القرآن بإذن الله، نضع له حدودا فيما يختاره من أفلام، حيث نحاول إبعاده عن الأفلام التافهة وغير الهادفة والتي يكثر فيها الشتائم أو المناظر غير اللائقة، ولكنه يلح علينا لرؤية الأفلام الكوميدية التافهة، ويعلق على اعتراضنا بأنه لن يتأثر بما فيها من أفكار سيئة؛ لأنه يستطيع التفرقة بين ما هو صحيح وما هو خطأ، وكل ما يهمه هو الضحك والتسلية فقط، ويقول لماذا كذا وكذا يرون هذه الأفلام؟ وهو متفوق في دراسته، وإن كان يكره المذاكرة جدًّا، ونحتاج إلى مجهود لجعله يستذكر، لديه هوايات متعددة، أهمها القراءة فهو يقرأ تقريبا طوال اليوم، في البداية كان يقرأ الكتب العلمية فقط مع بعض الكتب الدينية، أما الآن فهو يقرأ القصص والمغامرات وقصص الشباب الخيالية بالإضافة إلى بعض الكتب الدينية، كما أنه مولع بكتب السيارات، بالإضافة إلى أنه يمارس السباحة في الإجازة الصيفية بانتظام، وألعابا أخرى لكن بلا انتظام، حتى الآن يحب أن يأتي في حضني أو حضن أبيه ويقبلنا باستمرار. سأل والده مرة واحدة فقط منذ فترة (حوالي سنتين) عن كيف يفرق الطبيب بين الولد والبنت عند الولادة؟ وللأسف لم تكن الإجابة معدة في ذهنه فأجلها على أساس أن يجيب عليه إذا سأله مرة أخرى، ولكنه منذ ذلك الحين لم يسأل أي أسئلة من هذه النوعية. حدثت له واقعة لا أعرف إذا كان يذكرها أم لا، فقد كان عمره حوالي خمس سنوات، كنا وقتها في الخارج (عدنا من الخارج وهو في ثانية ابتدائي)، وعندما عاد من المدرسة وجدنا خطابا من مدرسته تبلغنا فيه أنه أظهر أجزاءه الخاصة لواحد من التلاميذ، وهذا التلميذ قام بإبلاغ المدرسة التي قامت بدورها بإبلاغنا، وعندما سألناه لِم فعل هذا؟ قال إنه لم يكن يقصد ولم يكن يعلم أن هذه أجزاء خاصة. كل ما سبق كان معلومات مهمة ومفيدة للحكم على المشكلة التي سأرويها الآن. المشكلة: نظرا لحب ابني للسيارات فإنه كان يدخل على الإنترنت لتصفح مواقع السيارات، ويبدو أنه (أو هكذا نرجو) دخل على أحد المواقع الإباحية عن طريق الخطأ، ومن الواضح أنه أغلقه مباشرة، لكنه لم يقل لنا، ونحن عادة نراقب المواقع التي يدخل عليها بطرقنا الخاصة بعد أن يترك جهاز الكمبيوتر. ثم دخل على المواقع الإباحية مرة أخرى في مرة تالية ولا نعرف إذا كان دخل أيضا عن طريق الخطأ أم بمحض إرادته؟ ومن الواضح أنه ظل يتنقل بين تلك المواقع فترة ليست بالقصيرة، ولم يقل لنا أيضا، وقد أسقط في يدنا بعد أن اكتشفنا هذا الأمر، واحترنا هل الفضول وحب الاستطلاع كانا هما الدافع وراء فعلته هذه؟ وهل دخل عليها مصادفة أم أن أحد أصدقائه قال له عن هذه المواقع؟ وإن كان كذلك فكيف نعرف هذا الصاحب في الوقت الذي يرفض فيه ابني الحديث عن أصحابه إلا نادرا، وبعد محاولات شتى مني حتى أحصل على ما أريد من معلومات؟ ونحن لا نعرف ما هو التصرف الصحيح في مثل هذه الحالة، وما هي الآثار السلبية التي قد تلحق به وتنجم ع ن مثل هذا الحدث، وكيف نمحو هذه المناظر من ذاكرته.. أرجو إفادتي فإنني ووالده في غاية الحيرة والخوف والقلق.. أم الطفل.
تفاصيل الاستشارة
اسم الخبير
د/عمرو أبوخليل
الحل
ليست المشكلة هي كيف دخل ابنك إلى المواقع الإباحية؟ وهل كان صدفة أم بإيعاز من أحد أصحابه؟ وليست المشكلة في معرفة من هو هذا الصاحب؟ فلن يغير ذلك من الأمر شيئا... ولكن الأمر هو أنه طالما أننا سمحنا لأولادنا أن يتعاملوا مع النت فوارد جدا أن يتعرضوا لهذه المواقع الإباحية سواء صدفة أو من باب الفضول أو من أي باب آخر...
فيصبح السؤال هو: كيف نتعامل مع هذا الموقف المتوقع حدوثه أو عندما يحدث فعلا؟ وفي الحالتين يحتاج الأمر إلى حوار منا مفتوح...
إنني أعتقد أن ما حدث مع ابنك هو فرصة للأب لكي يخرج من حالة الحيرة والخوف والقلق إلى حالة الفعل الإيجابي.. هل جلس هذا الأب مع طفله الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما والذي لا تعلمون هل بلغ أم لا؛ ولذلك تتوقعين أنه لم يبلغ بعد وليس لديك معلومة مؤكدة؟
وفي كل الأحوال فهو إما أنه على أعتاب البلوغ أو أنه بلغ فعلا، والأمر يحتاج إلى جلسات بين الأب وابنه يعده لاستقبال هذه المرحلة المهمة في حياته، والتي أعتبر أن مسألة اكتشافكم لدخوله هذه المواقع الإباحية ليس من باب التفتيش والاستجواب البوليسي لكشف الخبايا المستورة، ولكن من باب التفهم والاستفهام عما يعنيه ذلك له.
ليصبح الموضوع الرئيسي بعد ذلك ليس هو دخول الموقع الإباحي من عدمه أو من أخبره به... بل المراهقة وماذا تعني؟ يتعامل مع العادات السيئة و... و... وغيرها من مواضيع المراهقة التي تجعل الأب هو المرجعية الطبيعية لابنه وهو على أعتابها... وبالتالي سيفتح الباب على مصراعيه للحوار المستمر في كل الأمور، وكل ما يستجد في حياة هذا المراهق الصغير... وعندها سيكون أمر المواقع الإباحية جزءًا من الحوار الكامل وليس قضية منفصلة، وسيدخل في المنظومة الشاملة للتعامل مع المراهقة أي سيفهمها المراهق في إطار فهمه لمشاعره وللرغبة التي بدأت تثور بين ضلوعه... عندها يعلم كيفية ارتباطها وإعمار الكون... عندها سيكون وضع كل تصرف.. نظرة إلى فتاة.. أو فتح لموقع إباحي في مكانه الصحيح أمرا تلقائيا مع توقع أن يخطئ هذا المراهق، فلا يكون دورنا معه هو الزجر والرفض، ولكن أن يجدنا هناك نسمع ونفهم ونشعر ونحاور في إطار من الصداقة...
اسلام اون لاين
-ـــــــــــــــــــ(101/464)
الوالدية..مهارات وخبرات
تاريخ الاستشارة : ... 18/1/2005
الاستشارة : ... لولوه الصالح - الكويت ما هي المهارات الوالدية التي يجب على الوالدين أن يتحلوا بها تجاه التعامل مع سلوك أطفالهم؟ مثال على بعض هذه المهارات أن يكون مستمعًا جيدًا لابنه، أن يكون عادلاً في تعامله مع جميع أبنائه.
تفاصيل الاستشارة
اسم الخبير
أ/نيفين عبدالله صلاح
الحل
سيدتي الكريمة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كم كانت رسالتك حكيمة وآملة.. فسألت أمرًا هو بحق نحن بحاجة لمعرفته واختباره والتأكيد عليه..
المهارات الوالدية.. صدقت فإنما الوالدية الصحيحة مهارة، ومهارة ليست باليسيرة، فيصدق عليها أنها السهل الممتنع؛ لسهولتها لما في الأمر من فطرة، وصعوبتها لما تحتاجه من بناء مهارات، بل وتعديل سلوكيات الوالدين نفسهما.
وما سألت عنه إنما هو علوم التربية بكاملها، ولا يمكن أن يدعي أحد أنه أحاط بجميع جزئياته علمًا؛ ولذا سأجعل حديثي معك أشبه بالدردشة التي لا نبغي من ورائها حلولاً قاطعة لمشكلات محددة، وإنما الوقوف على بعض الجهات كما أسميتها لتسير رحلة الحياة مع أبنائنا كما نتمنى، وتثمر ما نسأل الله تعالى أن يعطينا من ثمرة نافعة.
دعيني أؤكد لك بداية أنه لا بد من أن يكون هناك هدف نربِّي لأجله، وهذه نقطة هامة؛ لأنه غالبًا ما نبدأ رحلة التربية مفتقدين لهدف نأتيه من بعد تربيتنا تلك، وبالتالي نجهل وسائل هذه التربية، ولكن حين يكون الهدف واضحًا نستطيع أن نحدِّد له من الوسائل الواضحة ما يحققه، فماذا عسانا أن يكون هدفنا الذي نربي لأجله؟
أستطيع أن أقول إنما نربِّي لوجه الله عز وجل، نربِّي طفلاً ليكون خير من يمثل الإسلام، نربِّي طفلاً يحب الله ورسوله، ويصبح هدفه في حياته رفعة الإسلام.
نربِّي طفلاً ليصبح مسلمًا عاملاً لبناء حضارة إسلامية، بل قل: ليعيد حضارة إسلامية عظيمة.. نربِّيه ليحقق عمارة الأرض التي أمر الله سبحانه بها آدم وبنيه.
لو حدَّدنا أهدافًا فسيكون من الأيسر علينا حينئذ تحديد الوسائل، حتى خطابنا مع الطفل سيكون أوضح، وقانوننا معه سيكون أوضح، وتعاملنا معه سيكون من خلال هدف واضح.
فمثلاً إذا أردنا أن يقبل على العلم فسنجد الكلمات المناسبة التي تدفعه لذلك، فقد بدأنا البناء من الهدف من وجوده في الحياة ودوره فيها.
وإذا أردناه أن يأكل جيدًا مثلاً وهي المعركة مع الطفل فسنقول له: "إن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".
هذه الجزئية هامة جدًّا: تحديد الهدف، وربط الطفل في كل حركاته وسكناته بالله تعالى؛ ليصبح لديه قانون يقيس عليه أفعاله، وهذا أصل التربية الثابتة الهادئة.
كم أتمنى أن أسترسل في هذه الجزئية وكيفيتها وطرق تحقيقها، ولكن للأسف لا يتسع المقام للحديث عن ذلك، وعسى أن تَجديه فيما بعد مفصلاً في موضوع آخر مستقل.
المهارة التي تطلبينها سيدتي إنما تكون في:
- القدوة: فخط التربية الأول هو القدوة، مواجهة النفس بصدق بإيجابياتها وسلبياتها؛ ولا مجال للشك في ذلك؛ فإذا رغبنا أن يفعل الطفل سلوكًا ما علينا أن نريه هذا السلوك، ونحن نأتيه فينتقل إليه دون عناء.
- الصبر:
هي أعظم مهارة يمنّ الله سبحانه وتعالى بها على المربي، وما أعظم أثره في رحلة التربية، ونحن نحاول جميعًا أن نصل لهذا الصبر؛ ليسهل المسيرة! فالصبر يعلمنا أن نكرر مرة بعد مرة دون يأس. وهو ما يجعلنا نعلم الشيء الواحد مرة بعد مرة، وبطريقة وبأخرى إلى أن نصل.
كذلك هو الذي يجعلنا ننصت لأطفالنا إنصاتًا يبني لديهم الثقة بأنفسهم، ويشعرهم بأنهم أهل للاحترام، ويشعرهم بأنهم على درجة من الأهمية لأنكم تسمعون ما يقولونه.. وهذه النقطة الأساسية لتكوين صورة جيدة عن الذات؛ فالطفل يرى نفسه في مرآة الأهل، فإذا ما قلنا إنه طفل رائع اقتنع بذلك، وإذا ما وصمناه بالغباء والجبن وغيرها من الصفات السلبية صدَّق أنه كذلك، وتصرف على أساس قناعته تلك.
- الرحمة:
دعني أقُل: إنها المنة الثانية من الله -عز وجل- في رحلة التربية؛ فالرحمة تجعلنا نتسامح مع أطفالنا فيتعلمون التسامح، ورحمتنا بهم تعلمهم الرحمة بجميع مخلوقات الله تعالى؛ تعلمهم التعاطف، والحب، والرأفة، وذلك يدفعهم للتعامل السوي مع الناس، ويعول على ذلك جانب كبير من النجاح في الحياة، فضلاً عن العيش بنفس هادئة مطمئنة؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن الرحيم سبحانه.
- العلم:
كلما نما علمنا وفهمنا بأطفالنا وطبيعتهم وسلوكهم ومبرراتها زاد ابتهاجنا بهم، وزادت قدرتنا على التعامل السليم معهم.
وقد يكون هذا محور ما سألت عنه: ما الذي ينبغي أن تعرفه كل أم، وهو ما أسميتِه بالمهارات؟
وقد يحتاج هذا لمؤلفات، ولكن دعيني أسُق لك نقاطًا قصيرة موجزة:
- إظهار الحب للطفل بمشاركته في أنشطته، واللعب معه، والحديث إليه؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لاعبه سبعًا، وأدبه سبعًا، وصاحبه سبعًا، ثم اترك له الحبل على الغارب".
- أنصتي له جيدًا لتفهميه وتدركي ما يفكِّر به وما يعتمل في نفسه.
ابتكري الوسائل التي تبدئين بها الحديث واتركيه يتحدث هو، وأدلك على القصة؛ فالقصة أحد أهم الوسائل لصنع أحاديث مشتركة ولإيجاد موضوعات تتحدثان حولها، فضلاً عن أحاديث الأسرة الدافئة وعن أحوالها، وعن حكاياتك وذكرياتك وغيرها مما تزرعين أثناءه ما تودين من قيم، ومبادئ، وأخلاق، وسلوك.
- حاولي أن توفِّري لأولادك بيئة ثريَّة، ولا أقصد -بالطبع- الثراء المادي، وإنما أقصد أن يجدوا حولهم نشاطات متعددة، ووسائل تنمية متعددة تستطيعين من خلالها التعرف على ميولهم لتنميتها.
اسألي عما يصادفك من مشكلات أولا فأولا، ولا تدعيها تتراكم.
الأطفال يعشقون الابتسامة كما يعشقون خفَّة الظل؛ فإن استطعت ذلك كسبت قلوبهم، وعليك أن تفتحي بابًا للصداقة بينكم.
- دوِّني ملاحظاتك حول كل طفل وأسئلتك المتعلقة به، والهواية التي تودين تنميتها، وهكذا كل ما يدور بذهنك حول الطفل؛ فذلك ييسر عليك أن تصلي لحلول سريعة، كذلك لأفكار واضحة مرتبة.
سيدتي.. الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء.
إن كونك أمًّا منذ عشرة أعوام يؤكد أن لديك خبرة يمكن أن تنفعي بها؛ فليتك ترسلين لنا بعضًا منها، واعلمي أن الإنسان إنما ينصح بما نجح في اجتيازه من مشكلات، إضافة لنصحه بتجنب ما كان سببًا في بعض العثرات.
اسلام اون لاين
-ـــــــــــــــــــ(101/465)
علمت أن ابني علي علاقة مع فتاة ويتحدث معها كل يوم ماذا افعل ؟
تاريخ الاستشارة : ... 12/2/2005
الاستشارة : ... علمت أن ابني علي علاقة مع فتاة ويتحدث معها كل يوم ماذا افعل ؟
تفاصيل الاستشارة
يمكننا ان نتخيل ثلاث سيناريوهات للحل اما 1- أعنفه وأعلي صوتي في تعنيفه ليسمعني كل من في المنزل وآخذ سماعة الهاتف من يده وأكلم هذه الفتاة وأهدده بالعقاب. 2- أتضايق في البداية ، ولكني أغير وجهة نظري عندما أعلم أن ابني يتسلي في وقت فراغه وليس جادا في العلاقة . 3- تظهر علامات الضيق علي تصرفاتي لأيام متتالية ولا يهدأ لي بال إلي أن أجد طريقة أجعله يترك الحديث معها . بقلم : أميمة العيسي مراجعة : د.عادل الشرف ولنحلل الآن شخصيتك 1 - إذا عاقبت : أنت شخص تحب استخدام أسهل الوسائل التربوية رغم أنها الأقل نفعاً .. ولأنك تريد نتائج سريعة تنسي أن ابنك يستطيع أن يستخدم هاتف عمومي ليتحدث مع الفتاة ، أو يستخدم هاتف المنزل في حال عدم وجودك ، فأنت لم تستطع حل المشكلة ، بل جعلت ابنك يتحدث مع الفتاة في وقت لا تكون أنت موجود بالمنزل .. وهنا تكمن الخطورة في بناء الحواجز بين الآباء والأبناء . والمشكلة أنك تعتقد بعد هذا التعنيف والتهديد والصراخ ، أن ابنك سيتغير سلوكه وترتاح كثيراً عندما تراقبه لمدة أسبوع وتجده لا يتصرف أي تصرف خاطئ أمامك . 2 - إذا غيرت وجهة نظرك : أنت شخص تؤمن بالنظرية العربية الغريبة التي تقول : " ابني شاب فليفعل ما يريد فلن يعيبه شيء " ، ولو كانت بنتا لتغير أسلوبك معها ، وتعتقد أن تصرفه هذا من الرجولة ومن طبيعة المرحلة بل إنك تؤمن أن التعنيف يزيد الرغبة لدي ابنك في التمسك بهذه الفتاة . أنت تري أنك تعالج الموضوع بأسلوب حضاري ، وتترك لابنك الحرية في التنقل من فتاة إلي أخري لأن اللوم يقع علي الفتيات وآبائهم الذين لم يحسنوا تربيتهن . أما ابنك فسيخرج من هذه التجربة ، ولديه خبرة في التعامل مع الفتيات ، وسيشعر برجولته أكثر .. ونسيت وأنت في خضم هذا التشجيع أنك تساعد ابنك علي الوقوع في الرذيلة وتسهم في بناء شخصية مهلهلة مولعة بالحديث مع الفتيات والأهم من كل هذا أنك شجعته علي أن يضيع وقته فيما لا ينفع وتجعل منه مواطنا فقد مؤهلات البناء الحقيقية . 3 - إذا وجدت طريقة أخري : أنت مربي ذكي ، تحاول أن تضبط انفعالاتك ، وتحاول إبقاء الجسور والعلاقات ممتدة مع أبنائك ، لذلك فأنت تعلم أن هذا الموضوع يحتاج إلي ذكاء كي ينصرف ابنك عنه فهذا التصرف خاطئ ، وصفة من الصفات في مرحلة المراهقة ، إنك تعتبر الأيام القادمة تحدي يواجهك ، وتريد النجاح فيه .. لذلك فأنت تشغل تفكيرك في البحث عن طرق كثيرة . ونقدم لك هنا عزيزي المربي اقتراحين فلعل أحدهما يناسب اسلوبك في التعامل مع ابنك . الاقتراح الأول : 1- افتح معه الموضوع ، واجعله يتحدث بكل حرية عن الأسباب وطريقة التعارف . 2- أحاول أن أكون معه علاقة في هذا الموضوع ، فأجعل نفسي مرجعاً له ، وأعرف تفاصيل دقيقة في العلاقة . 3- من منطلق هذه العلاقة الحميمة التي جمعتني معه في هذا الموضوع ، أبدأ في نصحه ، وأركز علي نقاط أساسية : - أنت تضيع وقتك . - أنت تفعل فعلاً ينافي المروءة . - ماذا تفعل إذا وجدت أختك تفعل نفس الشيء مع شاب . - ما هو الحكم الشرعي في الحديث مع فتاة أجنبية والضحك معها ، والسهر ، وفتح مواضيع خاصة " لأجعله يحاسب نفسه في كل مرة يتحدث معها حتي لا يشعر بالراحة أبدا " . 4- أكافئه بين فترة وأخري كلما استطاع أن يقلل من عدد الساعات التي يتحدث فيها معها إلي أن يقطع هذه العلاقة تماماً . 5- أشعره أن القرار قراره وأنني سوف أساعده فقط في اتخاذه ، وأحاول دائماً أن أجعله يثق في سلوكه ودينه . الاقتراح الثاني : 1- أفتح معه الموضوع وأوضح له مدي ضيقي من ممارساته الخاطئة ، وأخبره أنني لا أستطيع أن أمارس عليه ضغوطاً كثيرة ، لكني أحب أن أعطيه الحرية في اتخاذ القرار ومع ذلك انا بانتظاره لأن يترك الموضوع لوحده بدون أي تدخل مني . 2- عندما أتعامل معه لا أنبسط ذلك الانبساط السابق بل أحسسه أن هناك شيئاً ما يعوق صفاء علاقتنا. 3- أنتظر منه أن يفتح الموضوع معي ، فأتكلم معه بحريتي . 4- أضع معه جدولاً زمنياً يحاول خلاله أن يترك علاقته بهذه الفتاة ، وأعزز لديه الثقة بالنفس والقدرة علي تغيير الذات. ولدي العدد (4) مارس 1999 ـ ص :
ـــــــــــــــــــ(101/466)
اخشي علي ابنائي من التحرش الجنسي فماذا افعل ؟
تاريخ الاستشارة : ... 12/2/2005
الاستشارة : ... اخشي علي ابنائي من التحرش الجنسي فماذا افعل ؟ مجموعة من المشكلات ذات العلاقة بمخاوف التحرش الجنسي بالاطفال
تفاصيل الاستشارة
التحرش الجنسي قضية حساسة للغاية .. تقلق المضاجع حتى تخاف الأم من لمسات وقبلات ابنها الزائدة .. وتذعر أم أخرى من بكاء وشكوى ابنتها من تحرشات عمها، وفي السطور التالية الإجابة العلمية لتلك المخاوف والقلاقل. أخاف من احتضان ابني ابني عمره 7 سنوات وهو طفل ذكي ووديع وكعادة أم وابنها يحتضني بشدة ويقبلني، ولكني بدأت أشعر أن قبلاته غير بريئة، وبدأ جسمي يقشعر ليديه وهو يحتضني مما يجعلني أصرخ فيه عندما أشعر أنه يتمادى، فهل ما أشعر به حقيقي أم أنه مبالغة منى .. وهل المطلوب مني أن أكف عن احتضانه وتقبيله؟ ( أم عبد الله - الإمارات ) مجرد تصرف بريء إني أقدر صعوبة مشاعر هذه الأم وهي تفكر بهذا الموضوع وبهذا الشكل، ولكني أريد أن أطمئنها أولاً إلى أنه لا يُخشى على الطفل في هذه السن أن يكون منحرفاً أخلاقياً أو ما شابه ذلك، وإنما الأمر بالنسبة للطفل قطعاً مجرد تصرف بريء، وإن كان يبدو للكبار أنه غير ذلك، فالطفل لا يحمل في هذه السن ما نحمل نحن الكبار من فهم وتصور للسلوك الجنسي. وعلى هذه الأم أولاً أن لا تصرخ في الطفل أو تهدده أو تظهر له أنها مرتبكة أو شديدة القلق والانزعاج، فهذا أولاً يدفعه لتكرار مثل هذه التصرفات لجذب انتباهها، وثانياً فإن صراخها في الطفل يكوِّن عنده مشكلة عاطفية جديدة قد تؤثر على طبيعة العلاقة بأمه، والتي يمكن أن تؤثر على علاقاته مع الناس عندما يكبر، وقد تؤثر سلبياً في طبيعة نموّه الجنسي والاجتماعي عندما يكبر . توجيه دقيق إن مجرد اللمس والمداعبة والتقبيل بين الأم وولدها ( وكذلك بين الطفل وأبيه) هو أمر طبيعي وصحيّ ندعو إليه دوماً. ولكن إذا شعرت الأم أن الطفل يريد أن يقبلها بشكل يقلد فيه ما يمكن أن يكون قد شاهده على التلفزيون مثلاً، كأن يقبلها من فمها، فيمكن للأم عندها وبمنتهى الهدوء أن تقول له أن مثل هذا التقبيل لا يليق أن يفعله مع أحد آخر، ولا حتى بابا أو ماما، وأن مثل هذه التقبيل هو فقط للكبار من الأزواج وليس أمام الناس. وحتى إن ظهر على الطفل ما يشبه الإثارة الجنسية .. فيمكن للأم أن تتصرف بنفس الهدوء، وتخبره بأن هذا لا يليق، ومن غير أن تسمح له بأن يربكها أو يحرجها، فمن المهم جداً أن يعرف الطفل أن أمه في منتهى السيطرة على الموقف، ومنتهى الثقة بالنفس. ; مشاركة أبويَّة وأرى أنه من المفيد جداً أن يقوم الأب أيضاً بمصادقة ابنه، وأن يقدم له الشرح نفسه والتوجيه الذي يسمعه من أمه، فهذا يؤكد عنده نفس الدرس أو التوجيه، وقد يتقبل الطفل هذا الأمر من أبيه بشكل أفضل طالما أنه من نفس جنسه، فالأب هو قدوته في عالم الرجولة. ويمكن أن تستفيد هذه الأم من زوجها من انتهاز هذه المناسبة لتعليم هذا الطفل بعض قواعد السلوك الاجتماعي مما يليق أو لا يليق، ومما يساعد على التكيّف الأفضل مع المجتمع والناس من حوله. المشكلة الثانية : عمها يتحرش بها أنا أم وزوجة منذ 15 عاماً، ولديَّ ثلاث بنات وولدين .. ولقد جاءتني ابنتي الكبرى وعمرها 14 عاماً، لتصارحني بمصيبة وهي أن عمها يتحرش بها جنسياً .. لم أنطق بكلمة .. وتمنيت أن يكون ذلك إدعاء منها حتى جاءتني مرة أخرى وهي تبكي وتحذرني .. والمشكلة أننا نعيش في نفس البيت ولا أعرف هل أخبر زوجي وأطالبه بفصلنا بمفردنا وهذا في الإمكان .. ولكنه سيثير التساؤلات .. أم أتحدث مع العم مباشرة أم أصمت وأتولى أنا الدفاع عن بناتي بأن لا أغفل عنهن رمشة عين ؟! إياك والإهمال أو التغافل إن هذا السؤال يطرح مشكلة الاعتداءات الجنسية بين المحارم أو داخل الأسرة الواحدة، وهي مشكلة خطيرة لاعتبارات متعددة دينية وأخلاقية وإنسانية، وهي مشكلة لها آثارها النفسية والاجتماعية على الفتاة ووالديها والأسرة والمجتمع، وتتوقف بعض هذه الآثار على مدة وطريقة هذا الاعتداء، وعلى طبيعة الأسرة وعلاقة أفرادها ببعضهم، وخاصة علاقة الفتاة بوالديها. على هذه الأم وكما قالت أن لا تغفل عن بناتها رمشة عين، ولكن بشكل يختلف عما جرى حتى الآن. فقد كان على الأم أن تأخذ الشكوى الأولى لابنتها بكثير من الاهتمام، وأن لا تنتظر حتى تعود إليها مرة ثانية وهي تبكي، ففي مثل هذه الشكوى يجب أن تشعر البنت بأن أمها تتفهم مشكلتها وتشعر بمشاعرها، وأنها لن تتركها وحدها لتواجه هذه المصيبة كما قالت الأخت السائلة . لابد من اتخاذ التدبير اللازم، وأرجو أن يكون هذا قد حصل وحتى قبل انتظار طباعة هذا الجواب، فلابد من فصل البنت عن عمها الذي يعتدي، ودون تأخير، سواء بانتقال الأسرة أو العم، وأنصح الأم وخاصة لأنها غير متأكدة مما عليها القيام به، أن تطلب مساعدة من تثق به سواء كان زوجها أو غيره، إلا إذا خشيت من عمل طائش غير مسؤول تجاه العم أو البنت. ولا شك أنها لبعض الوقت حاولت التعامل مع الموضوع من دون إخبار أحد، إما خشية تهديدات عمها، أو خوفها على وحدة الأسرة وتماسكها. إن الفتاة وخاصة الصغيرة قد لا تدري ماذا تفعل وهي
تجد أحد أقربائها الكبار الذين هم محط الثقة والقدوة يتحرش بها جنسياً، ولذلك فهى تحتاج للكثير من الدعم والتشجيع، وتحتاج أن تسمع من أحد الكبار كالوالدين أن ما حدث أمر خطأ معيب، وأنها ضحية هذا الاعتداء اللا أخلاقي بكل المقاييس. ولدي العدد (24) نوفمبر 2000 ـ ص : 60
ـــــــــــــــــــ(101/467)
الخوف من المدرسة
تاريخ الاستشارة : ... 17/2/2005
الاستشارة : ... الخوف من المدرسة كل يوم عند ذهاب ابنتي للمدرسة تنتابها حالة من الخوف والرفض الشديد للخروج رغم كل حيلي انا ووالدها ومحاولاتنا لاقناعها .
تفاصيل الاستشارة
يعد الخوف من المدرسة من الحالات الشائعة حيث يصيب على الأقل 5% من الأطفال في المرحلة الابتدائية ، و 20% من أطفال المرحلة المتوسطة، وفي الغالب تبدأ هذه الأعراض في الظهور في شهر سبتمبر أو أكتوبر ( وهو وقت بدء الدراسة بعد العطلة الصيفية ). لمساعدة الطفل للتغلب على الخوف من المدرسة ما عليك إلا : (1) الإصرار على رجوعه إلى المدرسة حالاً (2) أن تكوني أكثر حزماً في صباح الأيام الدراسية (3) اصطحاب الطفل إلى الطبيب في الصباح الذي يمكث فيه بالمنزل ولا يذهب إلى المدرسة (4) طلب المساعدة من معلمي الطفل في المدرسة (5) تشجيع الطفل على التحدث عن الأشياء التي يخافها في المدرسة (6) مساعدة الطفل على قضاء وقت أطول مع أحد الأصدقاء من نفس عمره • لم يقل خوف الطفل من المدرسة بعد أسبوعين من اتباع هذه التعليمات. • تكررت هذه الحالة. • شعرت أن الأعراض التي تظهر عليه بدنية وليست نفسية. • ظهرت على الطفل مخاوف أخرى أو مشاكل الانفصال عن والديه. • أصبح الطفل منعزلاً بوجه عام ، أو بدا عليه الحزن والاكتئاب. مشكلات الواجبات الدراسية تميز هذه الحالات بما يلي: • يكون مستوى أداء الطفل بالمدرسة أقل من قدراته. • يكون مستوى ذكائه متوسطاً و أفضل من مستوى تحصيله الدراسي وليس لديه إعاقات تعلمية. • لا ينهي الطفل في هذه الحالة واجباته المدرسية أو المنزلية. • ينسى إحضار واجبه المنزلي إلى المنزل • ينسى ويضيع ، أو لا يسلم الواجبات المنزلية المنجزة. • لا يتذكر ما علمه والداه. • يحصل على درجات ضعيفة في شهادة تقييمه. • لا يرغب أن يساعده أحد. لمساعدة الطفل على إستعادة الإحساس بالمسؤولية تجاه واجباته المدرسية: - كوني محايدة حيال واجب الطفل المنزلي - توقفي عن تذكير الطفل بواجباته المدرسية - نسقي مع معلم أو معلمة الطفل في المدرسة - حدي من مشاهدة التلفزيون إلى أن يتحسن أداء الطفل لواجباته المدرسية - ضعي حوافز تشجيعية للطفل على تحسين مستواه الدراسي - قلصي بقية الامتيازات الأخرى للطفل عند تدني مستواه الدراسي من موقع نفساني
ـــــــــــــــــــ(101/468)
نظرتك إلي ابنك كلها فن
تاريخ الاستشارة : ... 17/2/2005
الاستشارة : ... نظرتك إلي ابنك كلها فن كيف يمكن ان اكافئ ابني او اعاقبه بمجرد النظر اليه ؟
تفاصيل الاستشارة
موضوعٌ مهم يغفل الكثير عنه من الآباء والأمهات وذلك عند نظراتهم بأعينهم لأبنائهم ... يجب أن نعلم أن العين توحي بما في داخل النفس . . من أحاسيس ومشاعر وانطباعات عن الشخص المقابل لها .. فمثلاً عندما تشاهد ابنك يعمل عملاً فيه خيرٌ له أو لأهله أو للمجتمع ؛ يجب ألا تكون نظرتك إليه بلا مبالاة أو تجاهل أو نظرة سلبية .. .يجب أن تكون بابتسامة حلوة وعريضة تنطبع على ملامح وجهك حتى ترسل له رسالة مفادها: "أنا أوافقك بشدة على هذا العمل وأثمن جهدك فيه " هو سيفهم ذلك إذا نظرت إليه بابتسامة صادقة وليست صفراء .. وهذه النظرة لها فوائد : * زيادة مكانة الأب أو الأم عند أبنائهما .. * زيادة رصيد العاطفة والحب بين الإبن ووالديه .. * زيادة تحبيب الإبن لهذا العمل .. * زرع الثقة بنفس الإبن ، وذلك بأنه مصيب في عمله لهذا العمل .. * زيادة الثقة بنفس الإبن أيضاً وذلك عندما يرى نظرة أبيه المشجعة ؛ فيثق بنفسه وتكبر شخصيته ويسعد ويفرح بها تجاه أمه أو تجاه إخوانه أو زملاءه أو أي شخص يرى هذا العمل .. لأننا نشاهد البعض إن لم يكن الكثير من الأبناء عندما يصلي أو ينظف منزله أو يساعد أبيه أو أمه ينظر إلى أبيه حتى يرى انطباعاته عن هذا العمل ..فيجب أن تكون نظرتنا حين ذلك نظرة بفن وذكاء لا نظرةً سلبية ...... من موقع نفساني
ـــــــــــــــــــ(101/469)
في 8 خطوات.. وبلا عقاب طفل مطيع ومتعاون
تاريخ الاستشارة : ... 17/2/2005
الاستشارة : ... في 8 خطوات.. وبلا عقاب طفل مطيع ومتعاون كيف اجعل من طفلي مطيعا ومتعاونا دون استخداما للعنف ؟
تفاصيل الاستشارة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعتبر وضع القواعد السلوكية للأطفال أهم مهام الأم وأصعبها في الوقت نفسه فسوف يقاوم الطفل كثيراً لكي يؤكد استقلاله وأنت أيتها الأم تحتاجين للصبر، وأن تكرري حديثك مرة بعد مرة وفي النهاية سوف يدفعه حبه لك، ورغبته في الحصول على رضاك إلى تقبل هذه القواعد وسوف تكونين المرشد الداخلي الخاص به وضميره الذي سيوجهه خلال الحياة. ولكن كيف نقنع الطفل بطاعة الأوامر واتباع قواعد السلوك التي وضعها الوالدان؟ تجيب الاستشارية النفسية "فيرى والاس" بمجموعة من الخطوات يمكن اتباعها مع الطفل: 1 انقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي: ادفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلاً من "كن جيدًا"، أو "أحسن سلوكك ولا ترمي الكتب"، قولي: "الكتب مكانها الرف". 2 اشرحي قواعدك واتبعيها: إن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، ولكن عندما تعطي الطفل سبباً منطقياً لتعاونه، فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلاً من أن تقولي للطفل "اجمع ألعابك"، قولي: "يجب أن تعيد ألعابك مكانها، وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر"، وإذا رفض الطفل فقولي: "هيا نجمعها معاً"، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة. 3 علقي على سلوكه، لا على شخصيته: أكدي للطفل أن فعله غير مقبول، وليس هو نفسه فقولي: "هذا فعل غير مقبول"، ولا تقولي مثلاً: "ماذا حدث لك"، أي لا تصفيه بالغباء، أو الكسل، فهذا يجرح احترام الطفل لذاته، ويصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية. 4 اعترفي برغبات طفلك: من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، وبدلاً من زجره ووصفه بالطماع قولي له: "أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب، ولكن اختر لعبة الآن، وأخرى للمرة القادمة"، أو اتفقي معه قبل الخروج: "مهما رأينا فلك طلب واحد أو لعبة واحدة"، وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك، وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به. 5 استمعى وافهمي: عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فاستمعي لطفلك، فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك فربما حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه. 6 حاولى الوصول إلى مشاعره: إذا تعامل طفلك بسوء أدب، فحاولي أن تعرفي ما الشيء الذي يستجيب له الطفل بفعله هذا، هل رفضت السماح له باللعب على الحاسوب مثلاً؟، وجهي الحديث إلى مشاعره فقولي: "لقد رفضت أن أتركك تلعب على الحاسوب وغضبت أنت وليس بإمكانك أن تفعل ما فعلت، ولكن يمكنك أن تقول أنا غاضب"، وبهذا تفرقين بين الفعل والشعور، وتوجهين سلوكه بطريقة إيجابية وكوني قدوة، فقولي: "أنا غاضبة من أختي، ولذلك سأتصل بها، ونتحدث لحل المشكلة". 7 تجنبي التهديد والرشوة: إذا كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة، فسيتعلم طفلك أن يتجاهلك حتى تهدديه، فإن التهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية، ويتعلم الطفل مع الوقت ألا ينصت لك. كما أن رشوته تعلمه أيضاً ألا ينتبه لك، حتى يكون السعر ملائماً، فعندما تقولين "سوف أعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك"، فسيطيعك من أجل اللعبة لا لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه. 8 الدعم الإيجابي: عندما يطيعك طفلك قبليه واحتضنيه أو امتدحي سلوكه "ممتاز، جزاك الله خيراً، عمل رائع"، وسوف يرغب في فعل ذلك ثانية، ويمكنك أيضاً أن تحدي من السلوكيات السلبية، عندما تقولين: "يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير ولا تبكي كلما أردت شيئاً". بعض الآباء يستخدمون الهدايا العينية، مثل نجمة لاصقة، عندما يرون تشجيع أبنائهم لأداء مهمة معينة مثل: حفظ القرآن مثلاًَ، ويقومون بوضع لوحة، وفي كل مرة ينجح فيها توضع له نجمة، وبعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار لعبة تشترى له أو رحلة وهكذا. إن وضع القواعد صعب بالنسبة لأي أم، ولكن إذا وضعت قواعد واضحة ومتناسقة وعاملت طفلك باحترام وصبر، فستجدين أنه كلما كبر أصبح أكثر تعاوناً وأشد براً. موقع نفساني
ـــــــــــــــــــ(101/470)
ابنك الثار ماذا تفعلين معه
اسم المستشار: ... إلهامي عبد العزيز
تاريخ الاستشارة : ... 18/2/2005
الاستشارة : ... ابنى عصبي جداً يثور من اى شيئ يطلبه وإذالم نجيب طلبه. لم تفلح اى محاوله معه بالشدة او اللين مع العلم ان اخته مطيعه جداً وهو عمره 3 سنوات واخته 6 سنوات ماذا افعل
تفاصيل الاستشارة
حالة الطفل نوع ضطرابات الحركة وتزداد لدي الذكور عن الاناث وترجع احيانا لانخفاض مستوي الذكاء ويمكن التغلب عليها بان يضم الطفل في صدر امه بشده وحنان لفترة
وقد يكون خبط الراس اعلان عن عدم القبول او الرفض او للحصول علي اشياء لايمكنه الحصول عليها او لكي يفرض السيطرة علي المحيطين به وفي هذه الحالة كثيرا ماتنتهي لديهم هذه الحالة في خلال سنة او اكثر دون تدخل من الاهل
ـــــــــــــــــــ(101/471)
أخي يصور نفسه عاريا
تاريخ الاستشارة : ... 26/2/2005
الاستشارة : ... بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أكتب لكم أيها الكرام مشكلة أخي وأريد لها حلا شافيا بأذن لله. قبل فترة اكتشفت أن أخي يصور نفسه بالجوال عاري تماماً ويركز في التصوير علي أعضائه التناسلية وفي أحد مقاطع الفيديو كان يمشي مثل عارضة الأزياء، وحافظ في الجوال صور إباحية، أخي يبلغ من العمر16. لما اكتشفت الموضوع قررت حل المشكلة بنفسي بدون علم ماما وبابا لكن بسبب التوتر الشديد دخلت المستشفي ( اضطرابات في المعدة نتيجة التوتر) وبعد خروجي من المستشفي قررت أشيل الموضوع من بالي عقاب في أهلي لان(دائماً أقول لـ ماما وبابا الدلع ما ينفع لازم نهتم في تربية أخواني ونقرب منهم أكثر يكون الرد الحياة تعلمهم وتربيهم!!!!) لكن لما عرفت أن أخي الصغير الذي يبلغ من العمر 14 يقلد أخوه ويحفظ صور إباحية على جواله شفت أن ضروري بابا يعرف. أريد منكم إرشادي إلى طريقة أقول فيها الموضوع لـ بابا وكيف يتصرف مع أخي؟ ولكم جزيل الشكر
تفاصيل الاستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بك اختي الكريمة والله نسأل أن يمن عليك بتمام نعمة الإيمان والعقل والحكمة ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يجعلك من الغيورين على شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . ولقد سعدنا كثيراً لهذه الروح الطيبة والشعور بالمسؤولية التي إن دلت فإنما تدل على حباك الله قلباً رحيماً وعقلاً وافراً وحكمة وأناة، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك . و بخصوص ما جاء في رسالتك : فيلزمنا أولاً أن ندرس الأسباب المؤدية إليها ، لأن علم معرفة السبب سيجعل الحل صورياً ونظرياً إلى حد بعيد . أتصور أن أخاك ضحية تربية غير سوية ، فوالداك قد يكونونا مهملين بمراقبة ابنائهم و الحرص علي جميع تصرفاتهم و عدم التقرب منهم حتى بمشاعرهم و نحن نعم ان المشاعر والأحاسيس داخل الإنسان لا بد ان تنما من الولدين كي يزرعوا الثقة في ابنائهم و من ثم يهمهدون الطريق الصحيح لحياتهم المستقبلية ، و عدم التفات لذلك يعتبر أسوء صور التربية، وفوق ذلك ان هذه العوامل مجتمعة تشعرنا حقاً بأننا أمام حالة معقدة تحتاج إلى صبر وطول نفس وحكمة ولين ، وأخوك يحتاج إلى تغيير نمط حياته ، والبعد عن صحبة السوء الذين يستغلون ظروفه فيساعدونه على الانحراف وارى بان كانت لديك القدرة علي ان تغيير أخيك فهذا جيد و طريقة تكون كتالي : 1- حاولي النصح والتذكير على قدر استطاعتك ، وحاولي استمالته إليك ، واجعليه يشعر بالثقة فيك والأمان نحوك ؛ حتى لا يتمرد عليك ، أشعريه بأنك في صفه وتريدين مصلحته ، ولذلك استبعدي معه الكلام عن الوالدين ، واجعلي كلامك معه مباشرة ، وقدمي له بعض الهدايا إن أمكن ، وكلما أتيحت فرصة للتخلص من بعض عوامل الفساد فلا تترددي في ذلك ، فإن اكتشف فاسأليه بهدوء عن فوائدها ، وبيني له أن ذلك باب محبته والخوف عليه . 2- ابحثي له عن أصدقاء جدد من الشباب الصالح الملتزم يصحبونه ، ويأخذون بيده إلى الخير ، فالصاحب ساحب . 3- اطلبي من الوالدة أن تتقرب منه ، وأن تضمه إلى صدرها ، وأن تمنحه حضناً دافئاً يسترد به ماضيه الذي كان فيه حدثاً صغيراً ، وتلقى على مسامعه كلمات الحب والتقدير ، ولا تعاتبه على شيء ، وإنما تسمعه دائماً دعائها له بالتوفيق والسعادة . 4- كذلك لا يفوتك الاستفادة من الوالد ، مع إشعاره بأنه في أمس الحاجة إليه فليتخذه صاحباً ، وليحاول الإكثار من مجالسته والخروج معه ، ومشاركته في بعض شؤون الأسرة. 5- اعرضي عليه فكرة الانضمام إلى بعض المؤسسات الرياضية أو الاجتماعية التي تأخذ منه بعض الوقت الذي يضيع في الدمار ، وحببي إليه بعض الألعاب الرياضية ، وأنه بمقدوره أن يكون نجماً من النجوم اللامعين في أي مجال هادف أو بناء . 6- حاولي أن تعيدي إليه ثقته في نفسه ، وأن بمقدوره أن يكون شخصاًَ متميزاً إذا غير نمط سلوكه وترك هذه الرسائل السلبية ، واستعمل بدلها رسائل إيجابية ، اجتهدي في إشعاره بأنه عظيم وأن بمقدوره أن يعمل الكثير . أكرر من أهم العوامل المساعدة في الإصلاح الصحية الصالحة ، فاجتهدي في إيجادها ، مع الصبر والدعاء والأخذ بالأسباب، ثقي وتأكدي أن الله سيصلحه
مضايقات خارجية تؤرق أبني
تاريخ الاستشارة : ... 26/2/2005
الاستشارة : ... بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين نعلم أن الأطفال من السن 8 حتى الرابعة عشر قد يكون عرضة لبعض المضايقات الأخلاقيه من بعض أقرانه أو ممن يكبرونه سنناً سواء في المدرسة أو خارج المدرسه وكثير من الأطفال لايبوح لأهله مايقع له من مضايقات . فما هي الطريقة التي تتبع مع الأطفال لتعوديهم على إخبار الأهل في أي مضايقة يتعرضون لها سواء أخلاقيه أو غير أخلاقية . شكراً لكم
تفاصيل الاستشارة
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته .. ومساءات الخيرررر .. أخي كي نعود الطفل أن يبوح بما يزعجه ، ويضايقه لو حدث له شيء في المدرسة أو الشارع أو مع العائلة الأكبر لتوقع حدوث ذلك لأولاد أكبر منه ، واستغلاله ، يتطلب منح ثقة للطفل منذ صغره ، وليس فقط إذا بلغ الثامنة ، في التعبير ، والأخذ والرد ، وأشعاره بذاته ، وأفكاره حتى لو كانت بسيطة ، والبعد عن العنف ، والضرب ، والاحتقار ، طفل ينشأ في بيت يمنح التواصل بين الأبوين والأطفال ، ويتقبل الأخطأ منهم ويناقشها لو حدث من المؤكد أن الجسور ستكون مفتوحة ، وان وهم الخوف ، وشبحه لأن يعبّر الطفل عن ما يزعجه لو حدث له أمر سيكون سهل عليه ، وتلقائي في الحديث لان أبويه سيسمعان ، دون غضب ، سيتفهمان دون اتخاذ قرار سريع أو فعل تصرف دون التريث ... لكن يا أخي واقع الكثيرين حين تجد الأب يضرب لأنه لم يذاكر درسوه ضربا مبرحا أو قال لفضا جنسيا قد لا يفقه أو نقلة لأنه سمعه ، وسمعه الأب أو كسر شيء لا يقصد كسره في البيت ثم يواجه بعقوبة لا يتوقعها من أبويه مثل تلك المواقف الكثيرة والمتنوعة التي يواجه فيها الطفل بالضرب وعدم الحوار وإنما الفرض بحكم الأبوة ، والشدة ستجعل الطفل الذي شاهده أبوه وهو يعبث بأعضائه التناسلية وهو في عمر 6 أو 7 وحدث له تأنيب ، وعيب ، وحرام ، وتهديد ، وتأجيل عقوبة أشد لو تكرر أو لو أتى الطفل وقال أن طفلا حدث منه حركة غريبة أو لفظ غريب ووجد أن الأب غضب ، وربما هزأ في أبنه وقال لماذا قبلت لماذا صمت ، ولماذا أنت ، وأنت .... لحظتها لك تتصور لو وقع له أشياء أعمق ، وأبشع واستغل من قريبة الأكبر أو حتى معلمة الساقط سيكون الخيار أن لا يقول .. أن يقبل ، ويتألم داخله ، لأنه أعرف أي الطفل بما يحدث له ، لأنه أعرف أن أبويهم من خبرته ، واسلوب تعاملمهم معه سيحملونه المسؤولية ، وكأنه السبب ، والمشكلة ..وكم من الحالات التي أعتدي عليهم جاءت متدرجة خداعا لهم أو إغواء لهم أو خوفا من أهلهم أبلاغهم ... ربي يحفظ لك ابنك
ـــــــــــــــــــ(101/472)
قبل أن تسقط ورقة التوت
تاريخ الاستشارة : ... 26/2/2005
الاستشارة : ... لي قريب مراهق تعرف عليه شاب يزيد عمره عن الثلاثين .. وأغدق عليه بالمال والعاطفة والإهتمام والزيارات والإهداءات من الجوال إلى الملابس الفاخرة وذهاب وإياب في ظل إهمال كبير وعجيب من الأب وإخوانه .. والآن يتعاطى مع هذا الشاب نوعاً بدائياً من أنواع المخدرات .. وما خفي أعظم .. والقادم أكثر خطورة .. والسبب كل الأب وإهماله واهتمامه بأن ذلك الشاب غني ولديه المال ؟؟؟؟؟ مالحل قبل أن تسقط هذه الورقة الأخيرة في شجرة تلك العائلة ...... ومادورنا الآن كأقرباء تجاه هذا الإبن ....
تفاصيل الاستشارة
أخي الفاضل .. مساء الخير .. يا أخي ورقة التوت سقطت لكن لا يعرف بسقوطها إلا أنت .. نتيجة متوقعة ، وطبيعية لكل إضظهاد يمارس على الأبناء سيّان داخل الأسرة أو المدرسة .. ما يحدث أن نتائج الأذى ، والعنف الأسري يأخذ أشكالا ، وأنواعا منها الإنحرافات بأنواعها ، ومنها الإنكفأ في إضطرابات نفسية تعيق مسار الضحية . أخي ما أعرفه أن الهروب صوب المشكلة وليس الهرب منها هو المخرج الذي سيساعد قريبك خاصة أنه وصل إلى وضع وجد فيه العطاء ، وأستسلم مقابل ذلك بقبول أي شيء لأن واقعه هو ما دفعه لذلك ، وليس في حال يدرك ما هو فيه أو حتى يستبصر فالفرق بين ما كان عليه من ألم ، ولذة كما هو يعيشها فرق شاسع .. أخي فكر بالطريقة التي تنتشل قريبك من الوحل الذي هو فيه من خلال أقرباء عقلا ، وذوي حكمة ، فأن أعيتهم المحاولة فالمواجهة تبقى مخرجا ، وإن كانت موجعة فأحينا البعض يحتاج من يأطره على الحق أطرا ، وكما هو واقع كم من المستشفيات المشرعة لمعالجة المدمنين على المخدرات بقيولها بمراجعة أو حمل من يعاني إليه لعلاجه دون مسائلة قانوية .... الهدف العلاج والستر ، وإلا أرجاء المساعدة له ، والتسويف من مبدأ الخشية من الفضيحة يعني توقع الفضيحة في حالة قبض عليه متلبسا بإنحرافه ولحظتها الكل سيعرف ، ولا يفيد الندم أو الخوف من معرفة أبيه بما حال بأبنه . أخي ربي يوفقك ، ويهدي قريبك للخير . من موقع نفساني
قالت هل أستسلم له أم أخبر والديّ؟
لقد تعرفت على شاب وكان الحديث بيننا يومياً عن طريق الهاتف النقال أو الدردشة عبر الإنترنت من غير علم والديّ، وقد اطمأننت إليه، وهو شاب خلوق ومحترم وعمره عشرون عاماً، وأنا لم أتجاوز الثامنة عشرة بعد، وفي يوم من الأيام خرجت معه في سيارته ثم تكرر هذا الخروج حتى أخذني إلى بيت أهله ولم يكن أحد في المنزل فخفت في البداية ولكني اطمأننت لأنه لم يمد يده إليّ ولكنه صورني بعض الصور عن طريق هاتفه النقال وكانت الصور عادية جداً ثم أوصلني إلى بيتي، وكل ذلك من غير علم أهلي، وقد صدمت لأول مرة عندما اكتشفت لي نواياه السيئة بعد علاقة دامت أكثر من ستة أشهر وهو يعبر لي عن مدى حبه لي وأنه يريد أن يرتبط بي، إذ به يفاجئني بطلبه عندما قال: إما أن تستجيبي لي بتمكيني من نفسك بالحرام، أو أن أفضحك عند أهلك بأنك تخرجين معي والدليل الصور التي عندي.
ثم قالت لي: إني خائفة من غضب أبي وأمي وأهلي لو علموا بما صنعت وقدّم لهم الصور ليثبت لهم أني خرجت معه إلى بيته، ولكنني فتاة محترمة ومن عائلة متدينة، وقد راودتني نفسي أن أمكنه من نفسي حتى لا يفضحني، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟
فقلت لها محذراً: إياك أن تستجيبي لهذا الشاب المخادع بارتكاب الفاحشة، إنك قد ارتكبت معه خطأ عندما وثقت به وخرجت معه من غير علم أهلك والحمد لله الذي سلم ولم يمسك، ولكن لا ترتكبي خطأً أكبر منه فتسلميه نفسك خشية الفضيحة من الصور التي التقطها عبر الهاتف النقال.
إن نصيحتي لك أن تخبري والدتك بالخطأ الذي ارتكبته وتواجهي أهلك بما فعلت وأن ترتب على ذلك غضبهم، عليك وتأديبك بما فعلت ولكن غضب أهلك عليك رحمة وغضب الشاب عليك إهانة وفضيحة ثم دعي والدك وإخوتك يتعاملون مع هذا الشاب المخادع بالطريقة التي يرونها مناسبة، وإياك أن تكرري ما فعلت واستغفري الله تعالى مما فعلت.
قالت: ولكن كيف أواجه أهلي بالخطأ الذي ارتكبته وأنا كما تعلم صغيرة وعمري لا يتجاوز الثامنة عشرة سنة؟
قلت: أليس أفضل من السكوت والفضيحة، ومن ثم فإن مبادرتك ستقوي موقفك وتبين صدقك، ولك في مريم عليها السلام القدوة لك عندما واجهت قومها وليس أهلها فقط بما رزقها الله تعالى وهو عيسى- عليه الصلاة والسلام، فنصرها الله على الضغط الاجتماعي الذي كانت تخاف منه بالصدق والثبات على الحق، وعمرها آنذاك لم يتجاوز ستة عشر سنة كما ذكر كثير من المفسرين.
فكوني صادقة مع الله ومع نفسك ومع أهلك وسيوفقك الله تعالى.
وإنني أكتب هذا المقال بعدما كثرت عليّ الرسائل من الفتيات باستغلال الشباب لهن من خلال الكاميرا المحمولة أو الخفية، ونسأل الله أن يحفظ بناتنا من كيد بعض الشباب وفي هذه الرسالة مفهوم تربوي ينبغي أن ندرب بناتنا عليه، وهو الصدق والصراحة مع الأهل عند ارتكاب الخطأ في بدايته.
وكم من فتاة لم تصارح أهلها خوفاً من عسكرية والدها أو غضب أمها فتمادت في الرذيلة واستجابت لحيل الشباب وكيدهم، وعندي من ذلك رسائل وأدلة كثيرة.
إن وصيتي للوالدين أن يراقبوا أبناءهم ( مراقبة حب ) لا ( مراقبة تجسس وشك) وأن يربوهم على ( الصراحة الصادقة ) لا ( الصراحة الخادعة ) وأن يعلموهم مهارة ( الرجوع عن الخطأ ) لا ( التمادي فيه).
ـــــــــــــــــــ(101/473)
هل نسمي عام 1999 عام الحزن
عام الحزن.. هو العام الذي توفي فيه عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته خديجة- رضي الله عنها- وسبب تسميته بعام الحزن لأن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فقد عمودين من الأعمدة التي كانت تدعم مسيرة الدعوة وتدعوا لانتشارها، فهل نسمي عام 1999 م هو عام الحزن؟!
لعل بعضكم الآن يستغرب من هذا التساؤل ويقول بأنني أتحدث عن النجاح والتفاؤل والشخصية الإيجابية، فما الذي تغير في هذا العام 1999م ؟!
أقول بأنه لم يتغير شيء ولكننا فقدنا أشخاصاً نعدّهم مادة حياتنا ومناراً نستنير بهم وهم الشيخ/ عبد العزيز بن باز والشيخ/ محمد الغزالي والشيخ/ محمد الشعراوي والشيخ/ علي الطنطاوي وآخرهم الشيخ الألباني هؤلاء الجبال هم مادة الحياة ونورها وليس ذلك لذواتهم وإنما للعلم الذي بداخلهم.
فالناس في صور التمثال أكفاءأبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن منهم في أصله شرفيفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمعلى الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنهوالجاهلون لأهل العلم أعداء
فوفاة مثل هؤلاء المصابيح يلقي بالمسؤولية على الوالدين في حسن تربية أبنائهم ورعايتهم ومساعدتهم على حب القراءة وطلب العلم، وقد قرأت لهؤلاء العلماء مقابلات صحفية كثيرة وكان السؤال الذي يطرح عليهم دائماً: " ما هو سر تميزكم وحبكم للعلم وتفوقكم على أقرانكم"؟
وكانوا يجيبون بأن أسرهم ووالديهم هم سبب حفظهم للقرآن وتعّلم الفقه، فهؤلاء هم القدوات لأبنائنا، ونرجو أن يسير الآباء والأمهات على هذا النهج في تعاملهم مع أبنائهم، حتى لا يكون عامنا هذا عام الحزن وتكون الألفية الثالثة تزخر بالمتميزين والمبدعين والعلماء.
يقول ابن الجوزيه رحمه الله:
" إن الإنسان إنما يتميّز على غيره من الحيوانات بفضيلة العلم والبيان و إلا فغيره من الدواب والسباع أكثر أكلاً منه وأقوى بطشاً وأكثر جماعاً وأولاداً وأطول أعماراً، فإذا عدم العلم بقي معه القدر المشترك بينه وبين سائر الدواب".
فالعلم هو هدف كل والدٍ ووالدة في التعامل مع أبنائهما ليحفظوا لنا الزمن القادم وأجياله، ولا يُستهان بالتربية وكذلك الأم لا تستهين بنفسها، فقد اطلعت على كتاب ليحيي حسين عنوانه " عظماء اشتهروا بأمهاتهم"، وذكر فيه نخبة متميزة أثرت في التاريخ وغيرت مجرى الحياة، والسبب تربية البيت، ومن يحلل شخصية صلاح الدين فإنه سيجد أنّ سر نجاحه وتميزه بسبب التربية التي تلقاها في منزله وخاصة من أمه، هذا ما أكده الخبير الدكتور/ "ماجد الكيلاني"، وكذلك سفيان الثوري وهو علم من أعلام الأمة نشأ يتيماً وسر تفوقه وتميزه أنّ أمه كانت تقول له: " يا سفيان أطلب العلم وأكفيك أنا الرزق من خلال المغزل".
فلنتعاون حتى لا تكون أعوامنا القادمة أعوام حزن.
ـــــــــــــــــــ(101/474)
المعصية والطاعة الإلكترونية
هل سمعت عن هذه التطورات في المستقبل القريب؟
-سيتغير التلفاز في منازلنا من تلفاز جامد إلى تلفاز تفاعلي، ويسمى ( بالتلفاز الذكي) فهو يعرف ما تحب من برامج، وما هي أوقات رؤيتك للبرامج من خلال ( مجسات) موجودة فيه، فإذا جلست أمامه يقدم لك ما يناسبك.
-كما سيتم تزويد التلفاز بنظارات خاصة تلبسها عند رؤية بعض البرامج لتتفاعل معها أكثر.
-بل وسيزود ( بقفاز) يلبس باليد ويمكنك من خلاله التفاعل أكثر مع التلفاز باللمس واللعب.
-فالتطور القادم للوسائل الإعلامية سيمثل حواس الإنسان كلها ( السمع والبصر واللمس، بل وحتى الرائحة والتذوق)، فالأجهزة التي يستطيع أن يشتم منها المشاهد الرائحة، ويتذوق، موجودة الآن، ولكن الأبحاث كلها تجري لتقليل تكلفتها، فيمكن لمن يتعامل معها أو مع الكمبيوتر مثلاً أن يشتم رائحة الفراولة أو التفاحة ويتذوقها عند طباعة التفاحة على الورقة، كما يستطيع أن يرسل الشخص عبر نقاله رسالة مكتوبة أو مرئية لصديقه، وفي الوقت القريب جداً يمكن إرسال رسالة مصورة أو فيلم أو مشاهدة التلفاز عبر الهاتف النقال ويختار أي قناة في العالم ليستمتع بمشاهدتها.
-لا حاجة للاشتراك بالإنترنت، ولا حاجة للاستديو للتصوير التلفازي، فالجيل القادم هو الجيل الرقمي، وأنا لا أكتب عن أشياء ستكون بعد سنين، وإنما أتحدث عن أمور موجودة حالياً، ولكنها لم تنزل في الأسواق بعد، أو ربما ستكون في الفترة القريبة.
ولدي في ذهني أسئلة كثيرة تربوية واجتماعية في كيفية التعامل مع هذه التطورات وأثرها على الأسرة، ولكن أريد أن أتخيل شاباً مراهقاً في منزله أراد أن يستفيد من هذه التطورات في معصية الله، على سبيل المثال، فيفتح هاتفه النقال الموجود في ساعة يده ويختار البرنامج الذي يريده وبأي لغة في العالم، ويختار ترجمته على حسب لغته وفهمه في أي وقت يشاء، وفي أي مكان يريد، ويشاهد ما يختاره، وربما تكون لقطات مخلة بالآداب، فيشتم الرائحة التي يريد، ويلمس بيده ما يشاهد، كما وأن خدمة التذوق موجودة، ولم يعد منع التلفاز بالمنزل أو عدم تركيب الكيبل للستلايت أي أثر على ذلك، فالمنع الخارجي الذي يسعد به الوالدان تربيتنا لأبنائنا ليكون عندهم الحس الإيماني والعفاف اليوسفي والرقابة الذاتية والشعور بمعية الله تعالى، هذا ما أراه هو المنهج الصحيح والفعال للتربية الحديثة مع تدريب الأبناء على سعادتهم بالتوبة والاستغفار عند ارتكاب المعصية كما علمنا آدم - عليه السلام.
وأتخيل شاباً آخر أراد أن يستفيد من هذا التطور فيفتح ساعته على القناة الناقلة للحرم مثلاً ويتذوق ماء زمزم، ويدعو الله عند شربه، ويلمس الحجر الأسود ويقبله وهو في منزله، وهذا كله متصور حسب ما نراه من تطورات تكنولوجية خلال الفترة القادمة.
إذاً، نعم للتكنولوجيا ونحن مع التطور، ولكننا كذلك نريد جيلاً إيمانياً محافظاً يحسن التعامل مع هذا التقدم الجميل، وهذا ما نتمناه من دور الوالدين في تربية أبنائهما.
فماذا يقول الوالدان اليوم عن التربية الإلكترونية؟
وما موقف علمائنا ومشايخنا من الطاعة الإلكترونية والمعصية الإلكترونية بالصورة التي ذكرتها؟
المصدر: مجلة ولدي
ـــــــــــــــــــ(101/475)
... وابتسمت الفتاة في نهاية الحوار
قالت: إن التحديات أمامنا عظيمة، ونحن بنات، أعمارنا لم تتجاوز العشرين سنة ولم نتلق تربية إسلامية مميزة، فأمهاتنا بسيطات يصلين ويصمن ويعبدن الله على الفطرة،
واليوم أمامنا المغريات والفتن التي تحاصرنا من كل مكان، ونرغب في أن نواجه هذا التحدي ونثبت على الدين).
ولكن الواقع كما ترى، الإعلام يزين لنا لنكون ( سوبر ستار)، والأسرة تضغط علينا وتقيدنا لأننا (بنات)، والمدرسة لا ترحمنا لأننا (بنات) بل وحتى بعض الدول مثل فرنسا تحارب الحجاب علناً، وبعض الدول تحاربه سراً، وكل ذلك يهدد ( أمن البنات) ويقلل من عطائهن للدعوة والإسلام، فما رأيك؟ وماذا نعمل؟!
قلت: إن ما ذكرته هو عبارة عن هموم ( البنات ) في هذا الزمان، فإذا كانت الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع يشكل ضغطاً عليكن، فإني أنصحكن بدراسة شخصية مريم عليها السلام النموذج المميّز لمواجهة الضغوط، وكم كنت أرجو أن أجد منهجاً تربوياً لتدريس البنات سورتي آل عمران ومريم، وبالتحديد كيف تعاملت مريم مع الضغوط التي واجهتها بروح عالية، وإيمانيات راقية، وعلاقة مع الله قوية، وكل ذلك بمفردها، فلا تستهيني بقدراتك ومواهبك وبعقلك، لو جعلتِ ( مريم ) عليها السلام قدوتك في تحديها الضغوط الاجتماعية والمجتمعية التي مرت بها، كانت عابدة متبتلة معتكفة في المعبد وكل المجتمع يحترمها ويقدرها ويحسب لها ألف حساب، ولكن فجأة جاءها المخاض وكان كل همها إذا ولدت كيف تواجه الضغط الأسري والاجتماعي والسياسي في بلدتها، وسنها لم يتجاوز العشرين عاماً فهداها الله إلى جذع النخلة وولدت ( عيسى ) عليه الصلاة والسلام وجاءها التثبيت من رب العالمين لأنها فوّضت أمرها إلى الله فواجهت قومها في أمر عظيم مخالف للسنن الكونية، ولكنها أحدثت تغيراً في مجتمعها وتحدت كل الضغوط بذكاء وحكمة ربانية ( فأشارت إليه) فأنطق الله عيسى عليه الصلاة والسلام ليبرئها ويعلن هدفه من الوجود، وتلاحظين بعد ذلك أن عيسى عليه الصلاة والسلام- تعرض لضغوط المجتمع ولكنه ( ابن أمه)، ربته وعلمته فواجه قومه بشجاعة وجدارة إلى نهاية القصة التي تعرفينها.
قالت: أشكرك على هذه الإجابة، فقد أرحتني ولفتّ نظري إلى قصة عظيمة في القرآن أريد أن أذهب الآن لأدرسها حتى تكون سبباً في انطلاقتي ومواجهتي للتحديات.
قلت: ومع ذلك لا تنسى كثرة ذكر الله تعالى والتواصل معه فكثرة الذكر هي السبب الرئيسي الذي يجعلك تسعدين في الدنيا والآخرة، ولهذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلمّ بعض (بناته) ويقول: " قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، فإنه من قالها حين يصبح حُفظ حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي حُفظ حتى يصبح " سنن الترمذي.
وكذلك أراد الله تعالى لمريم عليها السلام الحفظ من الوقوع في مهاوي التكبّر والاستعلاء بعد علمها بعلو درجتها وكمال قربها من الله فأمرتها الملائكة بقول الله (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين).
قالت والابتسامة على وجهها: أشكرك كثيراً على هذه الوسائل التي ذكرتها لنا لتحفظنا وتحمينا، ومن اليوم سأقول لصديقاتي يدعونني (مريم القرن الواحد والعشرين)، وانطلقت وهي مبتسمة.
ـــــــــــــــــــ(101/476)
... يا للمصيبة هذا شاب سيئ
أعرف أماً حكيمة ومتميزة في تربية أبنائها.. جاءت ابنتها الجامعية يوماً فقالت لها : يا أمي، إن لي علاقة بشاب تعرفت عليه في الجامعة واتفقنا علي أن يتقدم لخطبتي ويتزوجني،
فقالت الأم هذه الساعة المباركة، ونحن ننتظر هذا اليوم لنفرح به، ولكن من هو سعيد الحظ يا تري ؟ قالت البنت: إنه فلان ابن فلان..فقالت الأم متعجبة: ماذا!! فلان !! قالت البنت: وهل تعرفينه يا أمي؟ أنه طيب ومن عائلة طيبة أليس كذلك ؟ فقالت الأم بصوت مسموع: نعم إنه طيب.. ثم تحدثت الأم في حوار نفسي داخلي قائلة: يا للمصيبة هذا شاب سيئ وأبوه أسوأ منه، وإنني أعرف هذه العائلة منذ عشرين سنة، وهي عائلة مفككة وأبناؤها غير صالحين.. ثم تداركت الموقف وقالت: يا ابنتي، ولكن متي الزواج إن شاء الله ؟ قالت البنت: عندما يحدد أبي ذلك، قالت الأم في نفسها: والله لو علم أبوك بالخبر لقتلك.. ثم قالت لابنتها: دعي والدك علي، ومرت الأيام، فاقترحت الأم علي ابنتها أن يذهبا للتسوق لشراء الأغراض للزواج، وبينما هما في السوق بدأت تسأل الأم عن الشاب، وتسأل ابنتها قائلة : ولكن هل سألت عن أهله، وعن أمه وأبيه، وعن أخوته وأخواته، والبنت تقول لأمها : لا، وفي كل سؤال تقول لها : لا.. والأم ترد عليها : يا ابنتي أكثري من السؤال، لأن مستقبلك مهم لدينا...
وهكذا مرت الأيام حتي جاءت البنت لأمها تقول لها : يا أمي لقد صرفت النظر عن الشاب، فقالت الأم : ولم ؟ قالت : لأنه كذا.. ووالده كذا... وأمه كذا... فهي عائلة لا تصلح لنا...
كم أماً وأباً لديهما هذه الحكمة في التعامل مع أبنائهما؟
لو أن ردة فعل الأم كانت من البداية رفض الشاب وبيان عيوبه، لتمسكت هذه الفتاة المراهقة به أكثر، ولكن المرونة والحكمة هي ما نحتاج لهما في العملية التربوية، حتي نضبط القالب الإنساني ونشكل العجينة البشرية فيه، كما قال الأستاذ محمد قطب حفظه الله في كتابه القيم : ( منهج التربية الإسلامية )، فالعجينة البشرية عجينه عصية تحتاج إلي متابعة دائماً وليس يكفي أن نضعها في قالبها المضبوط مرة فتنضبط إلي الأبد وتستقر هناك !
بل هناك عشرات من الدوافع الموارة في تلك النفس دائمة البذور هنا والبروز هناك، ودائمة التخطي لحدود القالب المضبوط من هنا ومن هناك، ولا بد في كل مرة من توجيه لإعادة ضبطها داخل القالب حتي تنطبع نفس المتلقي بالتوجيه، فيقوم هو بذاته بعملية المتابعة والضبط.
ونحن نقول لكل أم وأب......
الحكمة، واللباقة، والفقه في التعامل هو ما نحتاجه من أجل أسر مستقرة وعملية تربوية صحيحة.
ـــــــــــــــــــ(101/477)
... ماذا تتمني عندما ترزق بمولود
اعتكفت علي قراءة كتاب جديد للدكتور / يوسف القرضاوي ـ يتحدث فيه عن الشيخ محمد الغزالي خلال نصف قرن من الدعوة، ولقد لفتت نظري فقرة في الكتاب عندما رزق والده الشيخ " أحمد السقا " بمولود فأسماه " محمد الغزالي" تيمناً بحجة الإسلام "أبو حامد الغزالي"
وكان أمله منذ رزق بطفله أن يكون وارثاً للغزالي، فأسماه هذا الاسم المركب " محمد الغزالي " فالغزالي جزء م اسمه وليس لقباً للعائلة كما يتوهم البعض،ثم قال الدكتور القرضاوي معلقاً علي هذه الحادثة:
( ولم تخيب الأقدار ظن الوالد الطيب، فإذا " غزالي القرن الرابع عشر " يحمل روح "غزالي القرن الخامس " في إحياء الدين وتجديده، وبعث الحياة في جسد الأمة الهامد، علي أساس من تعاليمه، وإن كان في كل من " الغزاليين " ما ليس في الآخر،وقد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل، والله يهب من فضله ما يشاء لمن يشاء ( والله ذو الفضل العظيم ).
نحن نتساءل بعد هذه المقدمة ماذا نتمنى عندما نرزق بمولود جديد ؟
إن ما يهم أكثر الآباء والأمهات هو تأمين الحياة المستقبلية لأبنائهم، وهذه قد تكفل بها الله تعالي ولكنهم لا يفكرون عادة بأن يكون ابنهم نجماً من نجوم الخير والدعوة وخدمة الإسلام وتجديد الدين لهذه الأمة، وهذا أهم من تأمين الطعام والشراب والمسكن للأبناء، إن بناء الروح والاهتمام بعقل الطفل وفكره وصرف الأموال من أجل ذلك أهم شيء لتحقيق نجومية هذا الطفل في المستقبل،ولو تتبعنا سيرة الناجحين والعظماء والعلماء لوجدنا أن لأبائهم وأمهاتهم الدور الأكبر في تهيئة الأجواء لهم ليكونوا قادة الأمة.
إن الشيخ " محمد الغزالي " - رحمه الله - لم يخيب ظن والده به عندما سماه، فقد كان لديه حسن إيماني مرهف فيقول عن نفسه: قلت يوماً لرجل تعود السكر : ألا تتوب إلي الله ؟ فنظر إلي بانكسار، ودمعت عيناه، وقال :أدع الله لي ؟
تأملت في حال الرجل،ورق قلبي : إن بكاؤه شعور بمدي تفريطه في جنب الله وحزنه علي مخالفته، ورغبته في العودة إليه.
( إنه مؤمن يقيناً، ولكنه مبتلي ! وهو ينشد العافية ويستعين بي علي تقريبها،قلت لنفسي :
لقد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ، صحيح أنني لم أذق الخمر قط، فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها، لكني ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني اذهل عن ربي كثيراً، وأنسي حقوقه.
إنه يبكي لتقصيره،وأنا وأمثالي لا نبكي علي تقصيرنا، قد نكون بأنفسنا مخدوعين! وأقبلت علي الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر، قلت له تعال ندع لأنفسنا معاً : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وأن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) الأعراف : 23
بمثل هذه المواقف ومواقف كثيرة للشيخ رحمه الله ليتأمل كل واحد منا كيف حقق الله أمنية والده عندما أسماه باسم كان يأمل منه أن يكون حقيقة، بل أنه اعتني بتصحيح المفاهيم وتوجيه الطاقات لخدمة الدين والإسلام بطريقة صحيحة، حتى أن الدكتور القرضاوي ذكر موقفين له، وهما كما يذكرهما الغزالي فيقول: ( وقد رأيت صيدلياً مشغولاً يبحث قضية " صلاة تحية المسجد" في أثناء خطبة الجمعة، ومهتماً بترجيح مذهب علي مذهب، فقلت له: لماذا لا تنصر الإسلام في ميدانك، وتدع هذا الموضوع لأهله؟
إن الإسلام في ميدان الدواء مهزوم! ولو أراد أعداء الإسلام أن يسمموا أمته في هذا الميدان لفعلوا، ولعجزتم عن مقاومتهم! أفما كان الأولي بك وبإخوانك أن تصنعوا شيئاً لدينكم في ميدان خلا منه، بدل الدخول في موازنة بين الشافعي ومالك؟! وسألني طالب بأحد أقسام الكيمياء عن موضوع شائك في علم الكلام! فقلت في نفسي: إن جائزة " نوبل " لهذا العام قسمت بين نفر من علماء الكيمياء ليس فيهم عربي واحد وحاجة المسلمين إلي الاستنجار في علوم الكيمياء ماسة، وقد أوردت في بعض كتبي كيف أباد الروس قرية أفغانية عندما شنوا عليها حرباً كيماوية، وذهب الضحايا في صمت، وتسامح جمهور المسلمين بالنبأ، وهو لا يدري شيئاً عما كان أو يكون، نلاحظ من حواره مع الدعاة أنه يريد أن يوجههم إلي الاتجاه الصحيح لخدمة الدين ونكررها مرة أخري بأن الله لم يخيب ظن والده به وندعو كل أب أو أم يرزقان بمولود أن يتمنيا لمولودهما خيراً في خدمة الدين ويحسنا الظن بالله، فإن الله لا يخيب ظن عبده ن كما أن للغزالي ـ رحمه الله ـ بعض الهفوات وقد ذكرها الدكتور / القرضاوي في ذات الكتاب، فلمن يريد التعرف عليه من قرب فليقرأ كتاب " الشيخ محمد الغزالي ـ نصف قرن من الدعوة " كما عرفته.
ـــــــــــــــــــ(101/478)
... عندما يصمت اللسان
إذا لم يكن بين الزوجين حوار خارجي واضح ومباشر ، وكلاهما يضمر في نفسه ما لا يستطيع مناقشته مع الآخر ويعيش متكلماً مع نفسه فقط فهذا ضرره بيّن
لأنه وبعد فترة من الزمن يكتشف الزوجان أن كل واحد منهما يعيش خصوصياته فقط لا يشاركه فيها أحد .
وبمفرده يأخذ القرار وبنفسه ينفذه ، وتدور في ذهنيهما أسئلة أشدها : لمَ تزوجت .. بماذا أفادني الزواج ؟
تبدأ الأسرة في التفكك ، حتي وإن كانت في ظاهرها أسرة سوية ، وقد يصل الأمر إلي أن يجعل كل واحد منهما غرفة نوم خاصة به ، وتتطور الحالة إلي تناثر تام في السلوك اليومي للحياة ، وبذلك يصبح في البيت الواحد بيتان منعزلان كلياً عن بعضهما .
وهذا الانفصال يقيم بين الزوجين حواجز مع مرور الوقت ، ومن أجل تكسير هذه السدود لا بد أن يكون عندهما قناعة في أي حوار خارجي في أمر من أمورهما يتحدثان عن إيجابياته وسلبياته ومعرفة ثمار هذا الحوار ونتائجه ، وهذا يترتب علي قناعة كليهما معاً ، وبهذا تصبح قراراتهما مشتركة ، مهما صعبت ، ومن المفارقات أن هناك دراسة تقول إن المرأة تتحدث في اليوم (13) ألف كلمة والرجل (8) آلاف فإن لم يكن بينهما حوار خارجي عقلاني فأين تذهب هذه الطاقة ؟ إلي حوار نفسي سلبي .
أريد حريتي
ومن الأمثلة علي ذلك : آتتني زوجة من المحكمة تطلب الطلاق ، وعندما سألتها عن الأسباب رفضت أن تحدثني قائلة ما أبي أتكلم .. أرجوك خلصن بسرعة .
فألححت عليها أكثر من مرة ، فأطلقت عبارة واحدة من وين أبدأ .. ؟
ما معني هذا الكلام ؟ ( هذا يدل علي أن بداخلها مجموعة كبيرة من الحوارات النفسية : مشاكلها وهمومها متزاحمة فهي لا تعرف من أين تكون البداية ) ، ولو كان بينها وبين زوجها حوارات خارجية لكانت عرفت كيف تبدأ وكذلك ما نشأت لديها زعزعة في الثقة .
فجلست معها أكثر من جلسة إلي أن توصلت معها لحل طيب .
وحالات كثيرة من هذا النوع مر عليّ بعضها ، تطور الحوار النفسي إلي مرحلة بناء القناعات وإصدار القرارات الحازمة مثل الطلاق وحالات أردت أن أثنيها عن قرارها هذا فلا أفلح ، لأنه أقنع نفسه منذ زمن أن ما قرره صحيح ، وبعد أن ينفذ ما في ( رأسه ) يكتشف أن قراره كان خاطئاً .
الحوار الخارجي :
الحوار الخارجي يمر بخمس مراحل بين الزوجين :
- إلقاء التحية السلام عليكم
- الكلام عن بعض الوقائع : الطقس ، كأن يسأل عن الجو ، أو ماذا فعلت اليوم .
- تبادل الآراء : .. كأن يسأل الزوج زوجته ما رأيك في هذا الموضوع ، وتسأله هي وأنت ما رأيك في هذه السالفة .. الخ .
-الحديث المتبادل عن تقبل الأشياء : أنا أحب هذه الأكلة ، وكذلك هذا اللون جميل .. .
- تبادل الحديث عن الاحتياجات الزوج : أنا أحتاج إلي هذا الشيء منك وهو كذلك .
كثير من الأزواج لا يلم بهذه المراحل الخمس ، إما يتحدثون عن الحاجات فقط ، أو بإلقاء التحية والكلام عن الجو وماذا فعلت .
الدراسات تقول إن 85% من المشاكل العالمية سببها انعدام الحوار . تنشب الحرب بين دولتين لأنهما غير قادرتين علي التفاهم وأيضاً المشاكل السياسية والاقتصادية وكذلك الخلافات بين الزوجين .
لاحظوا الفرق
هناك فرق بين الزوج والزوجة في إدارة الحوار الخارجي وفي إصغاء أحدهما للآخر ؟
لا تقاطعيني !
فعبارات الرجل دائماً متصلة فهو يتحدث إلي أن ينتهي من موضوعه ، المرأة بعكس ذلك تدخل في سالفة وتتركها لتدخل في موضوع آخر وثالث .
أنا : هي عنوان حديث الرجل غالباً بـ إحنا .
الاستهزاء يكثر في حديث الرجل لأن زوجات كثيرات يشتكين من أن أزواجهن يتطنزون .
التحدي : أسلوب الرجل في حواره مع زوجته يأخذ سمة التحدي ، والمرأة لا تسلك هذا .
أما الفرق في الاستماع بين الرجل والمرأة فيكون في :
التركيز : ينشغل الزوج كثيراً عندما تحدثه بأي شيء حوله .. ولكن المرأة تصغي .
الاسترسال : لا يحب الرجل أن تقاطعه امرأته في الحديث لأن قطع الحديث يعصبه والزوجة إذا تحدثت فكثيراً ما يقاطعها الزوج .
الإيماءات : تكثر المرأة من إيماءاتها بالإيجاب والإنصات أثناء حديث زوجها أما هو فلا إشارات ولا حركات له تدلل لها أنه يتابعها في الحديث .
حديث الرجل يكون بالتأكيد ، ولكن المرأة تتحدث بمعلومات عامة .
وهذه الفروقات لا بد أن يعرفها الزوجان حتي تتحسن علاقتهما معاً .
الخمس المهلكات..
هناك أقوال وأفعال تنهي الحوار الزوجي الخارجي قبل بدايته وهو ما يطلق عليه مصطلح مهلكات الحوار وهي :
النقد الجارح : في أثناء الحوار إذا نقد أحد الزوجين المتحدث ، فالموجه إليه النقد لا يستطيع الاستمرار في الكلام بعد ذلك .
الحكم بالخطأ : كأن يقول المتحدث أنت أخطأت في .. بدء الحوار بهذا يجعل المستمع يقطع أي نقاش سيدور .
ترك الأمور علي عواهنها دون حوار أو مناقشة متذرعين بـ مع الأيام ستتغير و نتركها للزمن هذا خطأ يحدث في نفس الإنسان تكدساً .. يؤدي إلي الحوار النفسي السلبي .
اجترار السوابق : إذا حدث خلاف آني وحين مناقشته تسترجع المشاكل السابقة كلها وتقال مرة واحدة .
التسبيق بمعرفة المشكلة : كأن ترغب زوجة في مناقشة زوجها في مشكلة حدثت بينهما فيسبق الزوج حديثها قائلاً : أنا أعرف ما تودين الحديث عنه وبهذا يكون قد أغلق باب الحوار .
ـــــــــــــــــــ(101/479)
... نعم أنصحك بالتبرج
جلست أتأمل في قول النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لجابر بن عبد الله: هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك وفي رواية تداعبها وتداعبك، ولعل اللفظ الأول وهو(تلاعبها) لم يستوقفني لأن الرجل من طبيعته المبادرة والتجديد في المعاشرة الزوجية ولكن الذي استوقفني هو كلمة (تلاعبك) أي بنفس مستوى الرجل من الإقبال والتشويق والإغراء،
ولعل هذا النص يتعارض مع واقعنا المعاصر وما نعيشه من تخلف في ثقافة المعاشرة الزوجية، ومما دفع كثيراً من الأزواج وأحياناً الزوجات من منطلق (العيب والحياء المزيف ) إلى الخيانة الزوجية.
ولهذا حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من ذلك فقد روى الطبراني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا، فإن بنى إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساءهم.
أحببت أن أكتب هذه المقدمة وأنا أدعو الزوجات إلى (التبرج الزوجي) وهو يختلف عن تبرج الجاهلية الأولى والذي حذرنا الله منه، ولكن أريد أن ( تتبرج الزوجة لزوجها، وتستخدم كافة قدراتها الأنثوية من أجل الاستمتاع في الحياة الزوجية حتى يشبع كل واحد منهما الآخر.
اكتب هذه الكلمات بعد أن انهالت عليَّ رسائل كثيرة عبر البريد الاليكتروني عن شكوى الأزواج والزوجات في علاقتهما الخاصة مع بعضهما البعض، وبعض المسائل أجيب عليها وأكثرها أحيلها لصديق متخصص في المسائل الجنسية ليجيبهم عليها، ولكن ما لفت نظري في هذه الرسائل شبه ثقافة موجودة عند الرجال بعدم تزين الرجل لزوجته والتجمل لها وإشباع رغبتها، بحجة أن هذا يقلل من هيبته، وثقافة تقليدية أخرى مماثلة لديهم هي أنهم عندما تقرب زوجة الرجل إليه وتبدع في ذلك بلباسها وزينتها فإنه يسألها: من أين تعلمت هذه التصرفات؟!
ويشك فيها ويفتح معها ملف تحقيق فتنقلب لحظات السعادة والمتعة إلى شقاء وعذاب، ونسي هذا الرجل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصف ورغب في من تمتلك صفة وتداعبك وتلاعبك.
فأي جاهلية جنسية نعيشها اليوم وهي البعيدة عن هدي الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأقول كذلك مما لاحظته من الرسائل ذلك الحياء المزيف عند المرأة في عدم تبرجها لزوجها والتفنن في إشباع حواسه، بينما هي تتبرج في الخارج تبرج الجاهلية الأولى من غير حياء، فأي تناقض هذا الذي تعيشه غرف نومنا؟، ولهذا نلاحظ أسراً مفككة ومهلهلة بسبب عدم الاستقرار الجنسي بين الزوجين.
بعض الرسائل تأتيني من أزواج يطلبون من زوجاتهم أن يتحدثوا معهم بكلام غزلي فيرفضن، والبعض يطلب من زوجته أن ترقص له فترفض، وآخر يطلب منها أن تلبس له لباسا معينا فترفض، وإذا خرج من منزله وقعت عيناه على كل ساقطة ولاقطة ثم نشتكي من كثرة الخيانة!
وبعض الزوجات يشتكين من روائح أزواجهن الكريهة، والبعض يعاملها زوجها وكأن المعاشرة الزوجية واجب لابد أن يتخلص منه، فتعيش الأسرة في معاناة والواقع اليوم لا يرحم، كما صرحت بذلك الكاتبة البريطانية ( فيكس وارد ) في تحقيق صحفي كشف التحالفات بين مجلات المرأة ومجلات الجنس بشكل واضح.
كما أن القنوات الفضائية تزيد من شعلة الإثارة وفي مقابل هذا كله ( لا يوجد تبرج زوجي) ولهذا نلاحظ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبعث عند عودته من السفر من يخبر أهل المدينة بقدومهم ( حتى تمتشط الشعثاء وتستعد المغيبة)، ولقد كان الرسول يوصي أصحابه ألا يدخلوا على أهليهم بليل حتى لا يروهم إلا في أحسن هيئة ومظهر.
كل هذا الفقه العظيم الذي عندنا في التأكيد على ( التبرج الزوجي) بحاجة اليوم إلى أن يظهر من جديد بدءاً من ( تلاعبها وتلاعبك) وانتهاءاً بتلك النصوص التي ذكرناها، يقول الله تعالى: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن على اعتبار أن اللذة مشتركة بين الطرفين.
والغريب في الموضوع كما ذكر د. أحمد الأبيض أن أوروبا لم تكتشف أن المرأة تلقى لذة إلا في القرن التاسع عشر من قبل دعاة التطوير ( ذكرتها شرادر كيلبرت) في كتابها الثورة الثقافية للمرأة.
وأقول ختاماً إن الإسلام هو السباق دائما حتى في الثقافة الجنسية، وأقول للأزواج وللزوجات نعم أنصحك بالتبرج، وأنصح زوجك بالتبرج لك.
ـــــــــــــــــــ(101/480)
... هل يسعد الغني زوجته؟
في جلسة عائلية كان محور تقييم (الخاطب) هو كم يملك من المال؟! فهل هذا هو معيار السعادة في الحياة الزوجية؟!
نحن لا ننكر أهمية المال في الزواج، ولكن لو خيّرت بين (غني) جاهل بدينه أو سلوكه سيىء، وبين (فقير) متدين صالح، فإن الخيار سيكون للثاني، وإن كنت أتمنى الغني الصالح، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فالمال مهم في مسيرة الحياة وسعادة الأسرة ومستقبل الأبناء وتعليمهم، ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب الأخلاق أو يقدم على الدين في معايير الزواج.
فالبعض يقول: ( لا سعادة مع الفقر)، وهذا غير صحيح، فأسعد الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- وكان يمر عليه ثلاثة أشهر ولا توقد في بيته نار من شدة الفقر، ألم يكن سعيداً؟!
والبعض يقول: إن الغنية لا تستطيع أن تعيش في فقر، ونحن نقول إن الكفاءة شرط من الزواج، ومنها المستوى المالي للزوجين ، ولكن لا يعني هذا فشل كل زواج غنية من فقير و إلا لفشل زواج سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- من خديجة وهي من أغنياء مكة.
وقد رأيت حالات كثيرة نجحت في الزواج على الرغم من أن أحد الزوجين غني والآخر فقير، كما رأيت حالات أخرى مثلها فشلت، فالإنسان أعرف بنفسه وبقدرته على المعيشة.
أما أن يكون تقييمنا للشخص بما في جيبه من مال فهذا يخالف المنهج الإسلامي في تقييم البشر ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فالرجل عند زواجه قد لا يكون غنياً، بل المهم أن لديه القدرة على الكسب والسعي، ولهذا نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما بين لنا أهم شرطين في الرجل قال:( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ولم يذكر المال، لأن الرجل الأصل فيه أن يسعى، والناس الأصل فيهم أنهم يسألون عن ماله.
أما المرأة فقد ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- أنها تنكح لأربع ومنها (مالها) لأن الرجل في الغالب لا يتزوج من أجل المال، كما أن المرأة في الغالب ليست مطالبة بالسعي وكسب الرزق، وإن كان واقعنا أصبح اليوم الغالب فيه النظرة المادية، وتقييم الأشخاص بما يملكون، فالناس يعتقدون أن السعادة في ذلك ولكنهم أخطأوا الطريق في الحكم والترشيح.
ومن غريب القضايا التي مرت عليّ أن زوجاً فقيراً كان يعوّض النقص الذي يعيشه أمام زوجته الغنية ( بالخيانة الزوجية)، وقضية أخرى لزوجة قطعت علاقتها بأهل زوجها لأنهم أغنى منها مالاً، والحوادث في ذلك كثيرة.
ولهذا فإن المعيار في الزواج أولاً هو الدين والخلق ثم يأتي بعد ذلك الجمال والمال والنسب، وإن كانت هذه لا يستهان بها، ولكن نلاحظ أن الإسلام ركّز على الدين ولم يذكر الحب مثلاً أو المال، لأن العواطف في الغالب تتغير والوضع المالي يتغير والجمال قد يتغير ويتبدل من جمال شكلي إلى روحي، والنسب مع تغير الظروف والبلدان تقل أهميته ولكن الدين والخلق مستقران وإن كان هناك احتمال بتغيير الدين أو الخلق، فإن هذا الاحتمال يبقى قليلاً وأحياناً نادراً، ولو حصل فقد ينحرف أحد الزوجين ولكنه يرجع إلى الاستقامة لو كان أصله الديني والخلقي متجذراً في نفسه.
وهنا نستطيع أن نقول إن الغني يسعد زوجته سعادة كاملة لو كانت أخلاقه حسنة وكان دينه متيناً
ـــــــــــــــــــ(101/481)
... كيف نتعامل مع الأسرار والمشكلات الجنسية؟
بقلم/ أ.جاسم المطوع
قد تتعرض الحياة الزوجية لمشاكل جنسية عدة منها المشاكل الصحية كأن يكون أحد الزوجين عقيماً كلياً ففي هذه الحالة يبقى الأمر محصوراً بين الطرفين، فالعقم منه ما يعالج طبياً إذا كان عقيماً جزئياً ومنه العقم الدائم لقول الله سبحانه وتعالى: ( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) سورة الشورى: 49: 50 .
وقد ضربنا مثالاً لسر جنسي طبيعي، ولكن قد يكون السر عبارة عن معصية يرتكبها أحد الزوجين كأن يدمن على مشاهدة الأفلام الإباحية أو يدخل على مواقع معينة في الشبكة (الإنترنت).. الخ.
ففي هذه الحالة ما موقف الطرف الآخر عندما يكتشف ذلك؟ هل يفضح أحد الزوجين الآخر؟ أم يستر عليه؟ وكيف يعالجه ويغير سلوكه؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة تكمن في توجيه الإسلام لنا بالتعامل مع هذه الأحداث، فالأصل أن يتم التعامل معها بالستر، ومد يد العون للزوج المبتلي بهذا الأمر الجنسي، لمساعدته على التخلص من مشكلته برفق وحلم، وكم من أسرة أعرفها ابتلاها الله بمثل هذه المشكلات فعالجتها وتجاوزتها بالرفق، وكم من أسر تفككت وتشرد أطفالها بسبب جهلها في التعامل مع المشاكل الجنسية.
الحديث والكشف عن تفاصيل المعاشرة الزوجية للحاجة:
إن الحاجة هي التي تدفع أحد الزوجين إلى أن يتحدث عن تفاصيل المعاشرة الزوجية أو المشكلة الجنسية التي يعاني منها أحد الزوجين.
ونأخذ مثالاً على أن السائل هو أفضل من يقدر ذلك.. عن عبدالله بن قيس قال: سألت عائشة- رضي الله عنها- قلت: كيف كان يصنع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الجنابة؟ أكان يغسل قبل أن ينام أم ينام قبل أن يغسل؟
قالت: كل ذلك قد كان يفعل ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام، قلت الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة رواه مسلم.
ونلاحظ هنا أن السؤال والجواب كان بقدر الحاجة، فلم يزد في السؤال عن حاجته، ولم تزد السيدة عائشة رضي الله عنها في الإجابة على السؤال.
ولو كان الشخص السائل لا يريد أن يفضح نفسه أو غيره فيمكنه استخدام التورية لذلك، وهذا ما فعله على بن أبي طالب- رضي الله عنه- إذ يقول: كنت رجلاً مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( وفي رواية: لمكان ابنته) فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال: فيه الوضوء. رواه البخاري
يقول الحافظ بن حجر في فتح الباري تعقيباً على هذه القصة: قال دقيق العيد: كثرة المذي هنا ناشئة عن غلبة الشهوة مع صحة الجسد، ثم قال في الحديث: استعمال الأدب في ترك المواجهة لما يستحي منه عرفا وحسن المعاشرة مع الأصهار وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها.
وقد تقدم استدلال المصنف (أي البخاري) به في كتاب العلم.. لمن استحيا فأمر غيره بالسؤال لأن فيه جمعاً بين المصلحتين: استعمال الحياء، وعدم التفريط في معرفة الحكم.
اكتشاف خيانة أحد الزوجين
قد يتصور الإنسان أن مثل هذه القضايا قد انتشرت في زماننا فقط، لكنها في واقع الأمر موجودة في كل زمان حتى في زمن الصحابة رضي الله عنهم حدثت مثل هذه المواقف.
إذا كانت الخيانة قبل الزواج فيستحب الستر، أما الخيانة بعد الزواج فقد ورد في كتاب أحكام النساء لابن الجوزي ( إذا زنت المرأة وجب عليها أن تتوب مما فعلت، وتعلل على زوجها، فتمنع من أن يقربها إلى أن تستبرئ نفسها).
وعن الإمام أحمد بن حنبل قال: مّن فجر بامرأة ذات بعل لم يكن الزوج قد اطلع على ذلك فلا تعلم زوجها، بل تستر على نفسها وتتوب وتستغفر، ولتهب صداقها لزوجها.
ولكن لو اكتشف أحد الزوجين خيانة الآخر له والحياة الزوجية قائمة، ففي هذه الحالة كيف يتصرف مع الطرف الخائن؟
فإن كان الخائن مقصراً في حق ربه وهو معترف بذلك، ويطلب من الطرف الآخر المسامحة والعفو ويعاهد على الاستقامة ففي هذه الحالة تكون المشكلة قد انتهت.
أما إن كان مقصراً على معصية الخيانة أو لا يظهر الندم الواضح عليها، فهنا لابد للطرف الآخر أن يقف موقفاً حازماً، إما الانفصال وإما العزم على محاولة العلاج وبث الإرادة القوية في الطرف المقابل.
العدد(103) ابريل 2005 ـ ص: 10
... ياليت الشيخ سكت
من قرأ أو سمع هذه الأقوال؟
- شاوروهن وخالفوهن.
- هلكت الرجال حين أطاعت النساء.
- لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركة.
- تعس عبد الزوجة، فمن أطاعها فقد بدل نعمة الله كفراً.
- اتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر.
- أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك.
- ثلاث لا يركن إليها: الدنيا، والسلطان، والمرأة.
- ثلاث إن أكرمتهم أهانوك: أولهم المرأة.
- النساء حبائل الشيطان.
- ضاع العلم بين أفخاذ النساء.
- لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً.
- لا تسكنوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن المغزل وسورة النور.
وإني أتساءل بعد عرض مثل هذه الأقوال التي ينسبها البعض للنبي صلى الله عليه وسلم وهو منها بريء:
- هل الإسلام ينظر إلى المرأة على أنها حيوان؟ أو أقل من الرجل منزلة.
- إن هذه هي نظرة بعض المذاهب والأديان الأخرى غير الإسلامية والتي تعاني من أزمة حضارية في التعامل مع المرأة، فهل الأصل في الإسلام أن الرجل والمرأة متساويان إلا ما دلت النصوص على خلافه؟ أم الأصل أنهما مختلفان إلا ما دلت النصوص على التساوي فيه؟
كل هذا الجدل يحسمه حديث واحد صحيح عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: النساء شقائق الرجال أي إن الأصل هو التساوي إلا ما دلت بعض النصوص على التفرقة فيه بحكم التكوين العضوي والنفسي لكل منهما، وبهذا فإن كل الأقوال التي ذكرتها في بداية المقال لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل وضعها الوضاعون في حق المرأة، وقد قرأت رسالة جميلة في نقد ذلك للدكتور محمد بلتاجي تحت عنوان مكانة المرأة في القرآن والسنة.
وأذكر أن شيخاً سئل عن مثل هذه النصوص الباطلة في حق المرأة فقال معلقاً: إنها غير صحيحة ولكن معناها صحيح، والمرأة ينبغي أن لا يؤخذ رأيها.. ويا ليته سكت، بل أكمل حديثه عن المرأة وكأنه يتحدث عن مخلوق وجد في الأرض خطأ- والعياذ بالله- أين هو موقف خديجة رضي الله عنها واستشارة النبي صلى الله عليه وسلم لها، وأين موقف عائشة رضي الله عنها وأمهات المؤمنين، بل وأين النصوص التي أمرت ولي الأمر باستئذان ابنته عند زواجها، أين ذهبت كل هذه النصوص؟ فإن كان الشيخ قد استشار زوجته وأطاعها، فاكتشف أنه مخطئ فليس له أن يعمم ذلك على بنات المسلمين، وأن كان لديه أزمة مع المرأة فلا يغّلف هذه الأزمة بغلاف الدين، فإن النساء شقائق الرجال كما أخبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أول من حرر المرأة في التقاليد البالية والأعراف الدكتاتورية، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بامرأة وهي خديجة رضي الله عنها وختم دعوته بأن توفي على صدر امرأة وهي عائشة رضي الله عنها فياليت الشيخ سكت.
ـــــــــــــــــــ(101/482)
... أيهما أولى.. الزواج من بنت البلد أو العربية أو الأجنبية
كنت في مجلس مع بعض الأصدقاء والأحباب، ودار الحوار حول أيهما أولى: الزواج من القريبة أم البعيدة، ومن بنت البلد أم الأجنبية؟
ولحسن الحظ أن المجموعة التي تناقش الموضوع لديهم كل هذه التجارب، فأحدنا متزوج من ابنة عمه، والآخر من بنت البلد، والثالث معدد، وإحدى زوجاته أجنبية، والرابع متزوج من عربية من بلد آخر، وكان حواراً جميلاً وغنياً بالمعلومات والحقائق التي ربما لا تظهر في الدراسات أو في المقابلات.
وقد شغلنا الموضوع كثيراً لأننا لم نحسم القضية في الجلسة الأولى، ولكني بدأت أبحث فيها وتوصلت إلى حقائق عدة وهي:
1- إن الإسلام دين عالمي مفتوح على الجميع ويسمح بالزواج من الآخر وفق ضوابط وشروط.
2- النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من أقربائه ومن بنات بلده، ومن أجنبية وحيدة، وهي مارية القبطية.
3- الأصل أن يحقق الزواج أهدافه وهي العفة والتناسل وبناء أسرة متماسكة وتحقيق التوازن النفسي.
4- إعطاء الأولوية لصاحب الدين والخلق، سواء أكان قريباً أم بعيداً، وبنت البلد أو الأجنبية وحتى الكتابية ينبغي أن تكون محصنة، أي عفيفات طاهرات.
5- الإسلام حذر من زواج الأقارب لأن هذا الزواج يتسبب في أمراض وراثية قد أثبتها العلم، ولكنه لم ينه عن الزواج من بنات الوطن.
6- هناك قواعد فقهية عدة تساعدنا على اتخاذ القرار مثل:
( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والمصلحة العامة تقدم على الخاصة، وهذا ما قاد عمر الفاروق إلى منع المسلمين من الزواج بأجنبية على الرغم من جوازه.
والآن وبعد هذه الحقائق، وبالنظر إلى الدراسات الاجتماعية والواقع الذي نعيشه، يتأكد لنا أولويات عدة كالتالي:
- الزواج من فتاة بنت البلد أولى من فتاة عربية.
- الزواج من فتاة عربية أولى من فتاة أجنبية.
- الزواج من فتاة أجنبية مسلمة أولى من فتاة أجنبية كتابية.
- الزواج من فتاة أجنبية كتابية شرقية أولى من فتاة أجنبية كتابية غربية.
- الزواج من فتاة أجنبية كتابية غربية والإقامة معها في الوطن أولى من فتاة كتابية غربية والإقامة معها في بلد المهجر.
وهذا ما خلصنا إليه من حيث الأولويات كقاعدة عامة، ولكن كل حالة لها حكمها الخاص، لأننا نعرف أن أكثر حالات الزواج التي حصلت مع أجنبية كانت أثناء دراسة الشباب في الغرب أو وجود المغترب في بلد الاغتراب وأحياناً يكون الدافع لحماية نفسه من الانحراف أو الحصول على جنسية البلد، وكلما اقتربت الدائرة إلى أن يتزوج الشاب من بنت بلده فيكون الانسجام الثقافي والتربوي والبيئي أقرب، مما يشجع على نجاح الزواج، بالإضافة إلى تقليل نسبة العنوسة في البلد نفسه.
ففي السعودية مثلاً أكثر من أربعة ملايين عانس، ولو فتحنا الزواج من الأجنبية على إطلاقه فإننا سنواجه مشكلة اجتماعية كبيرة، وهذا ما فعله عمر الفاروق في زمانه- رضي الله عنه.
ولو تأملنا في زواج النبي لوجدنا أن نساء النبي كلهنّ كنّ من مكة ومن المدينة والجزيرة العربية إلا زوجة واحدة وهي مارية القبطية، وكذلك كان الصحابة.
والمسألة تحتاج إلى تفاصيل كثيرة ربما المقال لا يسعها، ولكني اقترح عمل حملات توعوية إعلانية وإعلامية من أجل اهتمام بناتنا بالجمال الشكلي والجوهري، مما يساهم في زيادة نسبة حالات الزواج من بنت البلد، بالإضافة إلى تشريع القوانين ( والناس على دين ملوكهم).
ـــــــــــــــــــ(101/483)
... الطفل الاجتماعي سليمٌ عاطفيا
الطفل الاجتماعي سليم عاطفيا يعتبر تعلق الطفل بأحد الكبار من حوله كالأم أو الأب من الأمور الهامة في النمو العاطفي عند الأطفال، حيث تنشأ علاقة متينة بين الطفل وبين من يقوم برعايته وهي الأم غالباً، وأحياناً غيرها سواء من الأسرة أو من خارجها، ويمكن لهذا التعلق من طرف الطفل أن يفسر بعض تصرفات الرضيع كالبكاء والذي مهمته تأمين الشروط المناسبة لتلبية احتياجاته كالغذاء والدفء والراحة وغيرها، وهذا التعلق من جهة الأم يفسر تصرفاتها في الاستجابة لحاجات الرضيع وطلباته. وكلما كان تجاوب الأم واستجاباتها لاحتياجات الطفل إيجابية ومنتظمة ومضمونة كلما زاد شعور هذا الطفل بالأمن والثقة بهذا العالم من حوله، وسينمو في هذا الجو وهو يشعر بأن هناك من يحرص على رعايته وحمايته وتلبية حاجاته.
•الارتباط القوي ينشئ طفلاً مقاوماً عندما يقوم أحد الأبوين بالاستجابة لبكاء الطفل فإن هذا الطفل سيتعلم بأنه سيحصل على ما يحتاجه، عندما يحتاجه، وبأنه يستطيع الاطمئنان للحياة والعالم، ويستطيع الثقة بالآخرين، مما سيساعده ليكون طفلا مطمئناً سعيداً. ويعتقد بأن هذا الارتباط العاطفي القوي بين الطفل وأحد والديه سيكون له الأثر الكبير والإيجابي مدى الحياة، وقد ظهر أثر هذا من خلال دراسة حالات الأطفال الأكفاء الذين تعرضوا لمشكلات كبيرة في حياتهم ولكنهم استطاعوا مقاومة هذه المشكلات. ويظهر عند الأطفال الذين كوّنوا ارتباطا وتعلقا قويا بأحد الوالدين مستوى معقد من اللعب في سنّ الثانية من العمر. ومن هنا تظهر أهمية دور الآباء في إيجاد جو غنيّ بالرعاية والإثارة والعلاقات الإيجابية مع أولادهم، وهذا ما يشكل أرضية صحيّة مناسبة لحياة الأطفال ولتجنيبهم الكثير من المشكلات المحتملة. •ثقة بالنفس: ما يستفيده الطفل من هذا التعلق الآمن: إن هذا الارتباط القوي مع الوالدين يشير إلى أنهما سيقومان برعاية الطفل وحمايته، وبالاستجابة لتلبية احتياجاته، وستعين الطفل في قابلات أيامه على التأقلم الاجتماعي السليم. وسينعكس هذا على ثقة الطفل بنفسه والآخرين والعالم. •التعلق بالأبوين يثمر براً لاشك أن الطفل الذي يشعر بهذه الدرجة من الأمن والسلامة فإنه سيقدّر أكثر قيمة العلاقة التي تربطه بوالديه، وبالتالي يقدّر رعايتهما له ولذلك فسيحرص على الاستمرارية في هذه العلاقة الإيجابية فإذا به يتكيف مع رغبات والديه من خلال السلوك الاجتماعي المقبول. وسائل تنمية العلاقة العاطفية بالأبناء يقوم دور الكبار الراشدين في تقوية هذا التعلق على الاستجابة السريعة لاحتياجات الرضيع ونداءاته بطريقة محبة وهادئة، وعلى قضاء الوقت مع الأطفال بالحديث واللعب معهم، وعلى اللمس وتبادل النظرات معهم من خلال حملهم وضمّهم والغناء لهم وتغذيتهم وتقبيلهم، وتروي لنا السيدة النبوية موقفا رائعاً للرسول: صلى الله عليه وسلم المعلم والمربي عندما زاره في المدينة الرجل الأعرابي الذي استغرب عندما رأى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقبل أحد أحفاده فأعلن بأن له عشراً من الأولاد لم يقبّل منهم أحدا! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مستغربا ) ثم قال: من لا يرحم لا يُرحم . ( متفق عليه). ولكم وددت شخصياً كلما قرأت هذا الحديث لو أستطيع معرفة مصير هؤلاء الأولاد العشرة الذين حُرموا كل هذه السنين من مثل هذه الرعاية العاطفية من أبيهم
ـــــــــــــــــــ(101/484)
أيهما أولى الزواج النفسي أم الزواج الجسدي؟
بقلم/ أسماء فهد الرويشد
تحدثت معي عبر الهاتف بصوت خافت قائلة: أشعر بالخوف والقلق من الليلة الأولى لزواجنا.
قلت: وما الذي يخفيك؟
قالت: أخاف أن أخفق ولا أحقق له.. هل لديك كتب ومراجع حتى أستفيد منها وأنجح في هذه الليلة الصعبة
قلت: اهدئي واسترخي قليلاً ولا داعي للخوف والقلق.
إليك بعض المقالات التي نشرت في مجلة الفرحة بعنوان غرفة النوم، بالإضافة إلى العدد الثالث من المجلة الذي تحدثنا فيه عن ليلة الزفاف، حيث يمكنك قراءتها والاستفادة منها.
لم تكن هذه المكالمة الأولى أو الوحيدة التي ترد إلينا بهذا الشأن بل سبقها الكثيرات.
وهذا ما لفت نظري إلى أن هناك بعض الأزواج يدخلون الحياة الزوجية باحثين عن المتعة الجسدية!!
من أجلها ينامون ولأجلها يأكلون ويشربون ويتخيرون المقويات والمنشطات!!
حتى حواراتهم.. نواديهم.. رسائلهم وتوصيات الأصحاب ليلة الزفاف!!
كيف تصل إلى المتعة من غير أن تكسب دمعة؟!
إن الوصول إلى المتعة سهل، لكن الأصعب هو بقاء هذه المتعة ودوامها..
وهنا أقول لهذه الفتاة الخائفة القلقة إن أهم المهارات في الحياة الزوجية هو أن يحافظ الزوجان على هذه المتعة.. وتلك لن تدوم في لحظة سكرة!!
إن اللقاء الجسدي كجزء من الزواج إذا لم يتم بين النفوس والقلوب أولاً سيتحول إلى عذاب متبادل يعذب فيه كل طرف الآخر بدلا من أن يمتعه، لأن تزاوج القلوب والنفوس يحول هذا التواصل الجسدي إلى لغة للتعبير عن الحب بين الزوجين، يعبر فيها كل طرف للآخر بلغة الجسد عن حبه عندما تعجز لغة الكلمات عن التعبير، أو استكمالاً للغة العيون، أو تسهيلاً للغة الآمال والأحلام والأفعال.
اللقاء الجسدي هنا ليس وظيفة أو أداء لواجب أو تخلصا من رغبة جسدية فاترة بقدر ما هو أثر حقيقي مثالي لتوحد الأرواح في مشاعرها وعواطفها.
لذا فعلى كل زوجين أن يبحثا أولاً في الزواج النفسي، وكيف يطمئن كل طرف إلى الآخر وينجذب إليه، وكيف تلتقي الأرواح قبل الأجساد حتى تدوم السعادة.
وهذا ما يعني به الله عز وجل في محكم آياته في بيان نوعية العلاقة القائمة بين الطرفين بعد الزواج.
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) سورة الروم: 21 .
العدد(103) ابريل 2005 ـ ص: 6
ـــــــــــــــــــ(101/485)
تعلم أن تبتسم 400 مرة باليوم
نشرت دراسة أمريكية في مجلة النجاح الأمريكية عن علاقة الأطفال بالابتسام ، وذكر فيها أن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي 400 مرة في اليوم ، وإذا ما قارناهم بالكبار نجد أن الكبار يبتسمون 14 مرة فقط في اليوم ، ولكما أيها الزوجان أن تتصورا هذا الفرق الشاسع وكأن الناس ينسون الابتسام كلما تقدموا في العمر .
هل سألتما نفسيكما هذا السؤال . هل أبتسم بسهولة .. هل أبتسم كثيراً ؟
وبالأخص هل تبتسم بسهولة مع زوجك ، وهل تبتسم كثيراً مع عائلتك ؟ حاول تذكر آخر نكته سمعتها من أحد أفراد عائلتك أو موقفاً طريفاً معهم وتذكر موقفك منها ، هل كنت مبتسماً أم تكتفي بتحريك شفتيك وهز كتفيك ، حاول أن تسأل بأسلوب آخر لعله يجعلك تجيب عليه بسرعة ووضوح .
هل تجد صعوبة في الابتسامة لزوجك وأفراد عائلتك ؟ وما هو رأيك في سبب هذه الصعوبة ؟
إن إجابتك سوف تحدد لك مدي قربك من أفراد عائلتك أو بعدك عنهم ودرجة انفتاحك عليهم أو انفعالاتك تجاههم .
إليكما هذه الحادثة : لفت نظري شدة ضحك أحد الأزواج ، فسألته هل تضحك بنفس الدرجة مع عائلتك ؟ سكت ثم قال : لا يمكن أن أضحك معهم بهذه الدرجة ، لأن ذلك يهز مكانتي واحترامي في عيونهم ، وبالتالي يمكن أن أفقد خوفهم مني والذي من خلاله أحكم تصرفاتهم وأضبط سلوكهم .
وماذا عن زوجاتكم هل هن موافقات علي تصرفاتكم بعدم الضحك والمرح في البيت ؟وقالوا : في الحقيقة زوجاتنا أكثر مرحاً مع الأطفال ، ونود لو أننا ننسجم في ذلك ولكن هناك قيود اجتماعية ونفسية موروثة تحد من ذلك .
والآن فالرسالة من القصة هي أن نتعلم كيف تكون الابتسامة سهلة بالانتباه إلي الإرشادات الآتية : يمكن أن نجري تمريناً بسيطاً ونسجل ما يمكن أن يشعر به الآخرون ، التمرين علي مرحلتين :
المرحلة الأولى أن ننظر في المرآة بوجه عابس .. والمرحلة الثانية ننظر إلي المرآة بوجه مبتسم .
بالتأكيد إن ما سجلته في المرحلة الأولي من مشاعر للآخرين تختلف تماماً عن مشاعر التجربة الثانية .
إن المشاعر الإيجابية للوجه المبتسم لابد أنها تترك في نفسك راحة وأماناً وانسجاماً وثقة وشجاعة ، بينما المشاعر السلبية للوجه العابس تترك في نفسك ضيقاً وشعوراً غير مريح من الخوف والشك ، فإذن أنت الآن عرفت ما يشعر به الآخر من قسمات وجهك .
وبعد هذا التمرين البسيط لابد أن تتخلص من كل اعتقاد خاطئ يجعلك تتصور أن الابتسامة تقلل من شأنك واحترامك ، وأن تعتقد أن الابتسامة مفتاح لجذب قلوب الآخرين لك .
-اسمتع للنكتة من الآخرين واضحك لها .
-احفظ نكتة طريفة وأسمعها لأفراد عائلتك .
-ابتسم في وجه من تعرف ومن لا تعرف .
-اجلس مع الأطفال وابتسم لهم .
-مشاهدة الأفلام الفكاهية المرحة .
-اذهب مع أبنائك للأماكن الترفيهية المرحة .
كافئ نفسك عندما تبتسم في وجه الآخرين وكل هذا شئ جميل ، ووبخ نفسك عندما تعبس وقل هذا شئ غير مريح ، وصدق الله العظيم حين حذر رسوله الكريم : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) .
فكما كان الرسول صلي الله عليه وسلم ذا قلب كبير متسامح طيب فكذلك رب الأسرة والزوج بحاجة إلي هذه الوصية لكسب أفراد أسرته إلي جانبه ، احتفظ دائماً بابتسامة جذابة علي وجهك تحفظ أسرتك .
العدد (53 ) يناير 2001
ـــــــــــــــــــ(101/486)
سعيدة مع وقف التنفيذ
هل أنا سعيدة مع زوجي أم لا ؟ سؤال بات يؤرق تفكيري كثيراً .
حياتي معه متغيرة وغير ثابتة علي منوال محدد ، ففي فترة يكون رجلاً رائعاً بكل معني الكلمة..
يستمع إلي ويقضي وقتاً كافياً مع أبنائه ويتسامر معهم، ويقضي معهم ويقضي حاجاتنا وفي وقت آخر يكون رجلا آخر مشغولاً ، متسرعاً لا يضع لنا أولوية في وقته .
في الحالة الأولي أشعر بالسعادة والغبطة للهناء الذي أعيشه مع ذلك الرجل، حتي أكاد أحسد نفسي بالمقارنة مع زميلاتي .
وفي الحالة الثانية أقول لنفسي ما الذي رمي بك في أحضان ذلك الرجل فأنا أتعس امرأة في الوجود ، وهكذا حياتي معه طيلة السنوات الخمس الماضية .. فترة سعيدة وأخري غير سعيدة .. وسؤالي الآن هل أنا امرأة سعيدة ولا أعلم بأنني سعيدة وكيف يمكن أن أكون سعيدة في تلك الظروف المتقبلة ؟
بداية أقول لتلك السيدة ومن يعيش في مثل حالتها في تذبذب منسوب السعادة والتعاسة في حياتهن الزوجية ، إن هناك حقيقة ثابتة ونتعامل معها من يوم إلي يوم ، ومن لحظة إلي أخري ، وبالرغم من أننا نتمني بعض الأحيان أن نوقفها ، إلا أن من الاستحالة بمكان أن يحدث ذلك ، ألا وهي حقيقة التغير فلا شئ يبقي علي ما هو عليه ، فأجسامنا تتغير وصحتنا أيضاً ، فنحن لا نستطيع أن نقاومه حيث إنه مستمر وكذلك الحالات المزاجية تتغير بشكل ثابت كما تتغير أفكارنا .
ويبقي سؤال كيف أتعامل مع هذا التغيير ؟
هل أقاوم التغير وأقف ضده ؟ .. وبالتالي كلما سمعت كلمات لا ترضيني من وجهة نظري أو سلوكاً صدر من شريكي أري أنه غير لائق أتهم علاقتي به بالتعاسة والفشل وأتمني لو لم أرتبط به .. حتي يصل الأمر إلي التساؤل لماذا أنا مع هذا الشريك حتي الآن ؟
إن المقاومة هنا تشعر بالإحباط وخيبة الأمل كما هو متوقع وحادث لديك ، فهل التحكم بهذا التغير بأن نحدد اتجاهه وشكله ، وبالتالي يكون هناك اختلاف في وجهات النظر فيما يرضي الشريك ويرضي الآخر من السلوكيات ، أم إن هناك تصرفا ثالثا يمكن لتلك السيدة أن تلتفت إليه وهو أسلوب التعايش مع التغير لعله جعلها في سعادة دائمة .
ماذا تعني بالتعايش ؟
يعني احتواء التغير والتوقف عن المطالبة بأن تكون الحياة أفضل مما هي عليه حقاً في تلك اللحظة ، فعلي سبيل المثال بدلاً من أن تصبحي مستاءة أو قانطة عندما يتجاهلك شريك حياتك لفترة معينة ولظروف طارئة ، فإن الأحري بك أن لا تسمحي لهذه الأمور أن تسبب لك ضيقاً ، فإنك تعرفين أن هذا سيحدث آلاف المرات أثناء سير علاقتكما ، وهذا شئ حسن نظراً لأنك تعرفين أن الأوقات الطبية والمشاعر الجميلة ستعود مرة أخري ، والحقيقة أنك تستمتعين وتبتهجين بالأوقات الطيبة واللحظات السعيدة ولكنك لم تحافظي عليها بإحكام .
إذا علمت انه لا يوجد شئ باق للأبد وأن ذلك يشمل المشاعر الرائعة التي توجد عندما يكون كل شئ في الصورة الصحيحة ، إنك تعرفين الضحك المشترك ومشاعر الود المتبادلة ، ولكن عندما تتغير الحالة المزاجية فإنك لم تفقدي وجهة نظرك أو حبك لشريك حياتك .
إذن فأنت في حالة التعايش والاحتواء تشرعين بالتقبل وإعادة الاستمتاع بكل لحظة تعيشينها وتبذلين طاقة اقل في إصدار حكم تلك اللحظة والمطالبة بأن تكون مختلفة ، ويمكن لك أن تتخيلي مقدار الراحة التي ستصبحين عليها مع شريك حياتك عندما تشعرين بأنه محبوبك الدائم وأنه مقبول طوال الوقت .
ـــــــــــــــــــ(101/487)
... ماذا اكتشفت ( أم فهد ) بعد زواجها من ( أبو سالم ) ؟
من هي أم فهد ؟ ومن هو أبو سالم ؟ وما هو سر اهتمامي بقصتهما عبر صفحة اسمحا لي :
أم فهد هي زوجة أبو سالم ولديها (5) أبناء ثمرة زواج دام ثلاثين سنة .
كان لي لقاء معها في بيتها المتواضع في الرابية ( منطقة في الكويت ) .
أول سؤال تبادر إلي ذهني سألتها إياه : لماذا عمركما الزوجي أصغر بكثير من عمركما الحقيقي الذي يتراوح ما بين الستين والسبعين ؟
والسؤال الآخر : لماذا أنتما مختلفين في الكنية ؟
أنت أم فهد وهو أبو سالم ، هل أم فهد زوجة ثانية أو ثالثة ؟ ضحك أبو سالم وأم فهد ، وقالا:
إن وراء هذا الاختلاف قصة مضي عليها أكثر من ثلاثين سنة تقريباً
الفرحة: بمعني أنها تسبق زواجكما ؟
قالت أم فهد : نعم ، إن أبو سالم هو الزوج الثالث في حياتي الزوجية ، وهذا عكس ما توقعت لقد تزوج مني ( الله يجزيه الخير ويعطيه العافية ويديم عليه الصحة ) بعد تجربتين زوجيتين في حياتي ، في الزواج الأول ترملت بعد إنجاب ثلاثة أبناء ، وفي الزواج الثاني طلقت بعد أن أنجبت ابنتي الرابعة ، لصعوبة تكيف زوجي أبو خالد ( الثاني ) مع أبنائي الثلاثة ، وكان في ذلك الوقت يكبرني بعشرة سنوات .
قلت : تكرارك للزوج شئ غريب في وقتنا الحاضر الذي تتهم فيه الزوجات بعدم الوفاء لزوجها وعدم حرصها علي التفرغ لتربية أبنائها إذا أبدت استعدادها أو رغبتها للزواج ، لذلك لا تقدم الأرملة أو المطلقة علي الزواج ثانية ، فبم تفسرين أسباب تكرار زواجك ، ثم ماذا تقولين لمن يحدث لها ما حدث لك هل تنصحينها في الوقت الحاضر بالزواج مرة أخري ؟
قالت : الناس يا بنتي مشكاتهم علي الله ، ما يرضيهم شئ إلا التراب والله ما يعرف حال الناس أكثر منهم أنفسهم ، هم القادرون علي تقدير مدي حاجتهم لهذا الشئ أم لا .. تصوري أنه عند وفاة ( أبو الفهد ) كنت صغيرة لم يتجاوز عمري العشرين ، كان هو كل شئ في حياتي هو المعيل والمربي والسمير ، وعندما توفي فقدت كل هذا وترك لي (3) أبناء ، وتعرفين في ذلك الوقت صعوبة العيش ، والناس لا يرحمون الأرملة ، فعرضت علي أمي تكرار التجربة مع ( أبو خالد ) ، فقالت : لعل الله يعوضك به خيراً ، ولكن أبو خالد لم يتحمل تربية أبنائي فطلقني بعد سنة من زواجي ، بعد أن أنجبت له نور ابنتي الرابعة ، طلقني وترك لي نور مع إخوتها الثلاثة وزاد العبء والشقاء ، وبدأت أعمل وأخيط الثياب وأبيع حتي اكسب رزقي وأنفق علي أبنائي ، وفي يوم زارتنا جارتنا الخطابة أم علي وقالت لأمي : ليش ما تزوجينها رجل يساعدها علي تربية الأولاد .
قالت أمي وهي مكسورة الخاطر : يالله علي إيدك أول ثلاثة ما قدر عليهم الأول ( الزوج السابق ) الحين بعدما صاروا أربعة ... الله كريم .
قالت الخطابة لها : يا أم سعد قولي خير يأتيك خير ، الله يخلف لها إن شاء الله .
وأرسلت لي هذا الرجل الطيب الحبيب الذي عوضني عن الأيام الماضية كل خير ، رغم صعوبة العيش معه لضيق الرزق وكان رجلاً فقيراً يصيد السمك ويبيعه في السوق ويعيلنا أنا وأبنائي الأربعة ، لم يبخل عليهم بأي شئ حنان قلبه كبير ، وعشنا بعضنا مع بعض حتي هذه الساعة ، نحمد الله علي أن الله وفق بيننا .
أما عن الوفاء فانا وفية لزوجي الأول والثاني ، والذي ساعدني علي هذا الوفاء هو زوجي الثالث .
من يقول إن الوفاء للزوج المتوفي يكون بعدم الزواج وحبس النفس ، وتدهور الأحوال .. إن أكثر مظاهر وفائي لزوجي أبو فهد ( رحمة الله عليه ) إني حرصت علي اختيار أب بديل لأبنائه ، وساعدوني علي تربيتهم ، و ( ما يحلفون إلا براسه ) أي أنهم يعتبرون عمهم أبو سالم شي في حياتهم ، لأنهم لم يعيشوا مع أبيهم إلا السنوات الأولي فقط ، أما المعاناة والتربية فتحملها هو معي ، وفائي له كان بكسب رضي أهله ومباركتهم لي علي زواجي من هذا الرجل ، وحرصي علي تواصل أبنائي معهم دائماً بالزيارات والاتصال ، وفائي له في تخصيص صدقات من أموال أبنائه له وباسمه ووفائي له بأنني أصررت علي فهد أن يسمي أبنه علي اسم أبيه مع إصراره علي تسميته باسم عمه ( زوجي ) تقديراً وعرفاناً لجميله ، والآن كبر الأبناء وتزوجوا وأصبح لديهم أبناء في سن الزواج يقدرون جهود عمهم أبي سالم.
نصيحتي لكل من تمر بالظروف التي مرت بي وترغب في الزواج مرة أخري أن تحسن الاختيار ، وأن يكون قصدها من الزواج العفة والاستعفاف والمشاركة في الحياة والاستقرار وما زالت الدنيا بخير وفيها أناس صالحون يخافون الله .
الله يرحم أيام زمان
أنهيت لقائي مع هذه الأسرة الرائعة متمنية لهم دوام الصحة والعافية والاستقرار معاً في الدنيا والآخرة .
العدد ( 42) مارس ـ 2000 ص : 8
ـــــــــــــــــــ(101/488)
... لماذا الحب أولاً ؟
الحب المتدفق والعاطفة الحميمة والعلاقة الدافئة بين الزوجين ، بوجودها ترفرف طيور السعادة ، معها تهون كل المشكلات ، فيها تتزاحم معاني التضحية والإيثار ، ومنها تتفجر ينابيع العطاء الإنساني اللامحدود .
قال لي : يعجبني ما تقولين .. لكن الواقع يختلف كثيراً ، انظري إلي حالي .. إنني قلق فعلاً وزوجتي كذلك .. لم نعد نحس بتلك المشاعر نفسها التي كنا نحملها تجاه بعضنا بعضاً في الأيام الأولي .. بصراحة كثيراً ما تراودني فكرة أنني لم أعد أحبها وهي لم تعد تحبني .. هذا واقعنا .. نعيشه كل يوم .. فماذا يمكن أن يغير فيه كلامك المثالي الجميل ؟!!
حديث هذا الزوج ربما ردده من قبله العشرات بل المئات من الأزواج والزوجات ، والصامتون بالآلاف ، كل يحبس في صدره زفرة القهر وغصة الألم علي حلم زوجي شاعري مر طيفه في الحياة سريعاً .. ودون عودة .. أو هكذا يظنون .
الأزواج السابقون
الأزواج السابقون جعلوا .. من الحب فعلاً يمارس .. الحب شيء تفعله حتي من أجل الذين لا يبادلونك الحب ، فما بالك بنصفك الآخر .. شريكة حياتك .. قلت له : عليك أن تحبها .. أجل .. وأصر عليها .. عليك أن تحبها ، وأن تبحث معها عن مواطن وبواعث انتعاش الحب والرومانسية في علاقتهما .. ولا تتركانها للموت .
بداية يقظة ..
أسأل نفسك : لماذا بدأت تشعر بفقدان الحب ؟ لماذا أصبحت أحاسيسكما نحو بعضكما غير السابق ؟ كيف ارتحل ( حبك ) لشريك حياتك إلي مؤخرة المشاعر نحوه بعد أن كان يحتل مكان الصدارة والقيادة تجاهه ؟ ما الذي كان يغذي هذه العاطفة . أقصد الحب قبل الزواج أو في أيامه الأولي ؟ - نعم كانت المشاغل قليلة .. وبداية فترة التعارف ( حلوة ) ، وقلة المسؤوليات والصعوبات أسباب قوت العلاقة بينكما ، إلا أن عليك أن تدرك أن هذه العلاقة لا يمكن لها أن تقف في حدود معينة ، أو ضمن متغيرات محدودة أو بسيطة بل إنه كلما تقدم الزمن بكما وتنوعت وتغيرت متطلبات حياتكما اليومية ، اتسعت معها وتعقدت طبيعة تلك العلاقة بما يحتويه هذا التوسع من مسؤوليات وأعباء وشجون ، تقتضي الانسجام والتأقلم معها لتحقيق النجاح ، واجتيازها دون أن يصاب طرف بخيبة الأمل ، أو إلصاق التهم بالطرف الآخر بأنه مبعث للعوائق والفشل .
كم تعجبني يقظة بعض الأزواج وتفحصهم الدائم لطبيعة وشكل العلاقة بينهم ، وكم أتمني أن تكون هذه اليقظة صفة وسلوكاً يمارسه جميع الأزواج وليس حكراً علي فئة محدودة .
وعليها هي أيضاً أن تحبك ..
عليك أن تحبها .. وعليها هي أيضاً أن تحبك .. واجتهدا في البحث عن الوسائل .
إن وجود الوسائل لتجديد هذا الحب .. هو بمنزلة التغذية له ، ومن دونها يموت ..
كل زواج يحتاج إلي العناية والاهتمام تماماً كالنبتة الخضراء ، قلة التغذية ( والإرواء ) تجعلها تجف وتموت حتي وإن بقيت غصناً يابساً واقفاً لا روح فيه .
إن جميع الزيجات وحتى أسعدها تمر بمسارات مشحونة بالعوائق ، مما يتطب الحذر الشديد من أن تخلق هذه العوائق جواً من الفقر العاطفي بينكما .
كأول المشوار
ابحثا عن وسائل كانت تقوي وتثير مشاعركما الحميمة وجدداها وابتكرا فيها ومارساها معاً .
ليشعر كل طرف شريك حياته بأنه هو نور عينه والأول من حيث الأهمية في حياته ، تماماً كما كان يشعره بذلك في بداية المشوار ، بكلمات الود الدافئة ، وعبارات رقيقة تعود أن يسمعها منك يومياً قبل مغادرتك المنزل أو قبل انتهاء مكالمة هاتفية غير متوقعة أثناء النهار ، أو قبيل النوم ، أو حين الاختلاء ببعضكما لتبادل المعانقات بعد نهاية يوم مجهد ، أو عند الصباح قبل بدء رحلة العمل، أو في لقاء جمعكما علي طاولة غذاء في أحد المطاعم ، أو أثناء نزهة قمتما بها سيراً علي الأقدام في جو هادئ .
اجعلا للضحك والمرح دوراً في حياتكما ، واعلما بأنه منشط للعلاقة الزوجية ويقودها إلي النجاح ، وليس من الممكن تجاهله لأنه مبعث للمودة والألفة ويشجع علي التلامس وتبادل الآراء والعواطف .
يمكن للإجازة أن تفعل مفعول السحر في حياتكما ، إذا خطط خلالها للوقت بحكمة ، لأنكما تحتاجان إلي الابتعاد عن البيت للاسترخاء والاستجمام وإراحة البال ، إن من شأن ذلك أن يؤدي إلي الخروج من حلقة التوتر وشجون روتين حياتكما اليومية ، وينشط تفاهمكما معاً ويرفع من معنوياتكما ، ويصبح هناك مجال لاستئناف حياة زوجية جديدة بعد العودة إلي البيت.
حاولا التخطيط لرحلة قصيرة تقوما بها بعيداً عن المنزل والأولاد ، ولو اقتصرت علي الذهاب إلي أحد الفنادق في المدينة نفسها التي تعيشان فيها .
حتي لا يحدث الانفجار
تبادلا الآراء والإنصات لبعضكما ، فإن لذلك أهمية قصوى في حياتكما معاً ، لا بد من اختيار مكان مناسب للمناقشة ، والمصارحة بالشعور الإيجابي أو السلبي لما لذلك من تأثير فعال من تجديد وتحسين العلاقة بينكما ، أما الإخفاء والانطواء فسيؤدي حتماً إلي الكبت والتوتر والتأزم ومن ثم الانفجار في يوم ما ..
وكما أنصتما جيداً .. افهما جيداً أيضاً ، اسألا عما لم تفهماه حتي يتمكن كل منكما من الاقتراب أكثر من شريك حياته .
لو استطعتما أن تتبعا هذه الوسائل وتأخذاها علي محمل الجد في التنفيذ .. أستطيع عندها أن أقول لك ، عزيزي الزوج ولك عزيزتي الزوجة - إنكما لن تشعرا بذلك الفتور الذي انتاب حياتكما إلي الأبد بإذن الله .
أعود وأقول .. حديث ذلك الزوج وغيره ، إضافة لما نتلمسه ونعايشه يومياً من أشخاص وحكايات ورسائل ، شكل قناعة راسخة لدينا في الفرحة بضرورة فتح هذا الملف الحساس وتفجير هذه القضية الملتهبة في حياة كل بيت وأسرة .
الفرحة لديها رأيها الخاص في هذا الموضوع ،
نعتقد أنه جدير بالاطلاع ، علي الأقل من قبل كل الأزواج الجادين الساعين إلي تغيير حياتهم .. لدينا رسالة نريد أن نوصلها .. وليكن من العدد الأول .
الفرحة ـ العدد (1) سبتمبر 1996 ـ ص : 8
ـــــــــــــــــــ(101/489)
... خطوات الطلاق الصحيحة
بادرتني إحدي الزميلات بسؤال مثير يخفي وراءه علامات تعجب أكثر من الاستفسار عن الزواج والطلاق كمفهومين يشكل الأول بداية والآخر نهاية
قائلة : الزواج حتي يتم علي الشكل الذي ينتهي إليه من استقرار الزوجين وبناء الأسرة يمر بخطوات وإجراءات متتابعة ومتعددة بحيث يكون زواجاً صحيحاً وفقاً للشريعة والقيم والعادات السائدة وهادفاً إلي الاستقرار بما يوفره من متعة ونعمة ، ولكن الغريب والعجيب أنه عندما تطفو علي سطح العلاقة الزوجية ما يعكر صفوها يتخذ الطرفان أو أحد الأطراف قرار الطلاق والانفصال دون مقدمات ودون أن يتدرجا في الخطوات بحيث يستطيع كل منهما أن يقرر بعدها ما إذا كانت الحياة الزوجية بينهما متعذرة ومستحيلة أو أنهما محتاجان فقط إلي خطوة معينة للمساعدة علي تخطي هذه المرحلة ؟ فهل هناك خطوات صحيحة تسبق الطلاق ليكون صحيحاً مثل ما للزواج من خطوات صحيحة ؟
الطلاق نعمة
وذكرت لمحدثتي أن الطلاق نعمة عندما يكون حلاً أخيراً يلجأ إليه الزوجان بعد استفياء جملة من المحاولات والإجراءات التي تتخذ لرأب الصدع الناشئ بينهما ، فإن لم تصلح الحال بعد تلك المحاولات يبقي الطلاق نعمة من الله عز وجل قد أسبغها علي هذه الأمة ، ولكن هذه النعمة حولها بعض الجهلة إلي نهمة تفرق بينه وبين الأولاد وتشتت شمل الأسرة بطريقة توحي بالجهل والاستهتار العجيب .
الإحصاءات الرسمية أوضحت أن نسبة الطلاق في المجتمعات العربية مرتفعة تتراوح من 30 % إلي 38 % وكل ثلاث حالات زواج تحدث بينها حالة طلاق واحدة .
تخيلوا كم هي مرتفعة نسبة الطلاق في المجتمعات العربية ؟! والمشكلة لا يشعر بها إلا من يقع فيها ، الأولاد يشعرون بالضياع واليتم لأن انهيار البناء الأسري يترتب عليه دائماً عدم أداء أحد الطرفين واجباته نحو أبنائه وإهمالهم فيواجهون صراعاً نفسياً رهيباً ،وشعور المطلقات بالوحدة والفراغ العاطفي والقيود الاجتماعية علي تصرفاتهن وسوء الظن .
الخطوات الصحية قبل الطلاق
ولقد وضعت الشريعة الإسلامية عدة خطوات وقائية عند خوف النشوز للمبادرة بإصلاح النفوس والأوضاع لا زيادة إفساد القلوب ومثلها بالبغض والمذلة والرضوخ والغضب المكظوم.
لو علمها كل زوجين وسارا عليها وراعا حدود الله فيها لسلمت هذه المؤسسة الخطيرة وأدت رسالتها التي من أجلها أسست .
الخطوة الأولي : الوعظ
قال تعالي : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن .
وهذه هي أول واجبات القيم ورب الأسرة ، إنه عمل تهذيبي مطلوب منه في كل حالة ، ولكنه في هذه الحالة بالذات يتجه اتجاهاً معيناً هو علاج أعراض النشوز قبل أن تستفحل وتتعمق .
وهو أيضاً حق علي الزوجة أن تمارسه مع زوجها إن شعرت بنقص معين في علاقتها معه ، بالكلمة الطيبة ، والسلوك الهادف البعيد عن السخرية والتجاهل ، والمحاولات المتكررة وعدم اليأس .
الخطوة الثانية : الهجر
عندما لا تنفع العظة لأن هناك هوي غالباً أو انفعالاً جامحاً أو استعلاء وتكبراً بجمال أو بمال أو بمركز عائلي أو اجتماعي أو وظيفي ، قال تعالي : واهجروهن في المضاجع فيقهر الرجل دوافعه تجاه إغرائها ويسقط أسلحتها وتكون أميل إلي التراجع والملاينة أمام هذا الصمود من رجلها .
علي أن هناك أدباً معيناً في هذه الخطوة بأن لا يكون أمام الآخرين وخاصة الأطفال حتي يتجنب إذلال الزوجة وإزعاج مشاعر الأطفال والأبناء .
ولكن هذه الخطوة قد لا تفلح كذلك ، فهل نترك المؤسسة لتتحطم ؟
الخطوة الثالثة : الضرب
إذا تذكرنا الهدف من هذه الخطوات كلها فإننا ندرك حكمة ألا يكون هذا الضرب تعذيباً وتحقيقاً للانتقام والتشفي ، ويمنع أن يكون إهانة من أجل الإذلال والتحقير ، ويمنع أن يكون أيضاً للقسر والإرغام علي معيشة لا ترضاها ، ويحدد أن يكون ضرباً تأديبياً غير مبرح ولا مؤذ ويتم تجنب مواضع الأذى والحواس كالوجه ، وهو لا شك مصحوب بعاطفة المؤدب .
وقد جعل الدين لهذه الخطوات حدوداً وأحكاماً كثيرة يجب الوقوف عندها والتقيد بها لتتحقق الغاية عند كل مرحلة من هذه المراحل فلا تتجاوزها إلي ما وراءها .
قال تعالي : فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا .
ليمنع البغي والعدوان والظلم ، فلا يحق باللسان أو القول أو الهجر أو أن يلجأ إلي التهديد واستعمال الوسائل الكيدية لإجبار زوجته علي الخضوع له أو الاستسلام لرغباته بتطليقها أو هجرها أو الانصياع لأهوائه .
وإذا كانت أسباب النزاع والخلاف قوية ومتحكمة ولم يمكن علاجها فيما بين الزوجين وأصبحت حالتهما قريبة من الشقاق ، فعندئذ هنالك وسائل أخري .
الخطوة الرابعة : التحكيم يبعد الشقاق :
قال تعالي : وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً .
وهذه دعوة صريحة للزوجين إلي عدم المسارعة إلي فسخ عقد النكاح وتحطيم الأسرة علي رؤوس من فيها كباراً وصغاراً .
يطلب القرآن الكريم منهما اللجوء إلي الاستشارة وتحكيم طرفان يرتضيهما كل منهما ، يجتمعان في هدوء بعيدان عن الانفعالات النفسية والرواسب الشعورية التي كدرت صفو العلاقات الزوجية ويكونان حياديين ولا يكون لديهما الرغبة في غلبة أحدهما علي الآخر ، وأن يكونا حريصين علي سمعة الأسرتين ، مشفقين علي الأطفال الصغار ، مؤتمنين علي أسرار الزوجين .
الخطوة الخامسة : إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما
فإن كان في نفس الزوجين رغبة حقيقية في الإصلاح وكان الغضب فقط هو الذي يحجب هذه الرغبة فإنه بمساعدة الرغبة القوية في نفس الحكمين وحسن تصرفهما ونوايا الأطراف كلها يقدر الله الإصلاح بينهما والتوفيق .
الخطوة السادسة : العلاج المر
العلاج الأخير : ولكن عندما يتسع الخرق علي الراقع ولا تكون هنالك نقاط للالتقاء أو التوافق فعندئذ يكون آخر العلاج الكي ويكون الطلاق هو الدواء المر وهو وحده العلاج .
والطلاق قد يكون راحة للزوج من زوجة لا تعرف من حقوقه شيئاً وقد يكون راحة لزوجة من زوج متمرد لا يعرف من واجبات الزواج شيئاً .
وهذه الخطوات تساعد علي التفكير السليم المسبق بأهمية العقد الذي تم بينهما وسنوات العشرة التي أمضياها معاً والمؤسسة التي اشتركا في تأسيسها وكيف أنها تتعرض للانهيار والتفكك ، فيعملان علي تلافي ذلك واتخاذ الخطوات الكفيلة بحفظ الحقوق والالتزامات وبذلك يكون طلاقاً سليماً وناجحاً لأنه كان مدروساً ومتفقاً علي خطواته ، وخالياً من رغبات التهديم والانتقام .
العدد (12) سبتمبر 1997 ـ ص : 16
ـــــــــــــــــــ(101/490)
... الاختيار رؤية جديدة
أنا قولت الجوازة دي مش ممكن تتم .. يعني مش لازم تتم )
لعلها كانت أشهر عبارة طالعتنا بها السينما العربية في فترة الستينات ، تلك الفترة التي أغرقتنا ، ولمدة من الزمن ، ، في أفلام الحب الدافئ والشاعرية المفرطة والأحلام الوردية
أفلام طالما أوقعت فتيً غنياً في حب فتاة فقيرة ( أو العكس ) حيث تدور رحي الحرب ، بين علاقة الحب وتصلب الأب ، الذي يصرخ مزمجراً فيمن حوله رافضاً هذا الزواج ومتوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور .
وتتصاعد الأحداث ( الدامعة ) يرفع خلالها ( الحبيبان !! ) لافتات المعارضة ، الزاخرة بمفردات التهديد والطرد والهروب والخطف ومحاولات الانتحار وغير ذلك ، إلي أن يخضع الوالد ( العنيد ) في نهاية الأمر أمام صمود وإصرار العاشقين ، وينتصر الحب وتدق الطبول وتتزوج البطلة من البطل وتهنأ بالعيش معه .
هذا السيناريو لم يقتصر دوره علي أن يكون مجرد وصف موجز لقصص أفلام الأبيض والأسود بل ـ وللأسف الشديد ـ تعداه ليصبح جزءاً من الموروث الفكري والسلوكي لجيل كبير ممتد من الشباب والشابات علي امتداد وطننا العربي ، وذلك بما سطره من قيم ومفاهيم : ( الحب من أول نظرة ) ( الفارس والحصان الأبيض ) ( الحب أقوي من أي شيء ) وغير ذلك من الأفكار المتطرفة في ( خيالها ورومانسيتها ) وكم أثرت هذه المفاهيم وتحكمت في اختيار كثيرين من الشباب والشابات لشركاء حياتهم أملاً بالتحليق في دنيا السعادة .
واقع مختلف
أما واقع الأمر وما تثبته لغة الأرقام وتؤكده محاضر الشكاوي والقضايا في المحاكم ، كل ذلك يعكس الصورة الحقيقية لمثل هذا النوع من الاختيار الزواجي القائم علي الميل العاطفي الجارف ، المتجاهل ( بعمي واضح ) للمعطيات الواقعية في هذا الشأن كالخلفية الثقافية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية لطرفي المعادلة الزواجية .
ولعل ما تقدم من أسلوب لاختيار شريك الحياة يشكل سبباً واضحاً لتنامي معدلات الخلافات الزوجية والطلاق عند الجيل الجديد ( المتحضر المتعلم !! ) في المجتمع ، إذا أخذنا بعين الاعتبار ( إخفاقه ) - هذا الجيل - في أخذ تلك المعطيات بعين الاعتبار ، حيث ثبت أنه كلما ازدادت فرص وعناصر التقارب فيها ساهم ذلك إلي حد كبير في تحقيق الاستقرار والنجاح في مسيرة الحياة الزوجية .
قبل أم بعد ؟!
منذ فترة ونحن نشهد جدلاً واسعاً ومناقشات محمومة بين أهل الاجتماع والاختصاصين حول أنجح وأفضل السبل لاختيار شريك الحياة ، وكلُ حاول إثبات وجهة نظره ، وانقسم المتحاورون إلي فريقين : الأول ينتمي إلي المدرسة المنادية ( بالتعارف قبل الزواج ) والتي عنتها المقدمة السابقة، فيما يتشبث الفريق الثاني بمقولة ( التعارف بعد الزواج ) مخضعاً فيها رغبة الفرد وحاجاته من الزواج إلي المعايير والتقديرات التي تراها العائلة وتقررها المجموعة المحيطة ، فيضعف صوت الشخص ، شاباً كان أمام هيمنة الأب وسطوة العائلة ، فتنحني الأحلام والطموحات لدي الأبناء أمام ( مباركات ) الأهل والأقارب والجيران فماذا تكون النتيجة ؟
استمرار .. ولكني !
غالباً ما يتم الزواج ، ويمضي قطار العمر بالاثنين فينكشف معه وعند كل محطة حجم الاختلاف والتباين بين الزوجين اللذين ينضمان مع الأيام إلي قائمة ضحايا سوء الاختيار ، ويدفعان معاً ، للأسف - ثمن سوء تقدير وخطأ الآخرين ، وكم صادفتنا وتصادفنا النماذج في حياتنا اليومية التي تمثل شاهداً بينا علي ضعف ووهن هذا النوع من الاختيار لشريك الحياة .
هذا الضعف وهذا الوهن شرطاً أن يؤدي إلي الطلاق ، بل العكس هو الصحيح ، حيث إن من أبرز سمات هذا النوع من الارتباط هو دوام واستمرار الحياة الزوجية ، استمرار .. مع هبوط في نفسية كلا الزوجين وزوال إحساسهما بالراحة والانسجام والتوازن فيما بينهما ، وكيف يمكن لشخص متعلم اقترن بفتاة بسيطة التعليم أن يشعر بالاستقرار وقد اكتشف ( فيما بعد ) حاجته إلي إنسانة مثقفة واعية تناقشه وتحاوره وتفهمه ، وقد يدفعه ذلك إلي البحث عن ( المفقود ) في صورة زوجة ثانية أو علاقة شاذة ، والأمثلة علي عدم التوافق كثيرة .
رؤية جديدة
إننا اليوم أحوج ما نكون إلي نمط ثالث من أنماط الاختيار وهو ذلك الذي يرفع شعار ( التخطيط والتفكير قبل الزواج ) ليكون بديلاً ناجحاً لغيره من الأنماط الأخري .
إن لفشل الاختيار أخطاراً فادحة تظهر مبكرة علي نفسية الطرفين والأبناء وعائلاتهم ، وفي النهاية غالباً ما تكون مؤلمة للجميع ، حيث ينفذ الصبر ويحل مكانه التوتر والقلق والخلاف .. ويكفي أن نعلم أن حوالي ثلث حالات الطلاق المسجلة في الكويت تحدث في السنة الأولي للزواج.
لقد نبذ الإسلام فكرة الإجبار والغصب في الزواج، وجعل صحة العقد مشروطة برضا وقبول الطرفين ، بسماع القاضي وشهادة الشهود ، وفي أيامنا هذه طرأ علي المجتمع العديد من المتغيرات جاءت في بعضها منسجمة مع الشريعة الغراء في ترسيخ مبدأ حرية الاختيار وشروط القبول ، فلماذا لا يستفيد المجتمع من هذه الفرص المتاحة ويوظفها لما فيه صالحه وخيره ، نابذا تلك العادات الدخيلة والتقاليد البالية التي لا يقرها الشرع ولا العقل ولا منطق العقول السليمة .
لا غني عنه
إنه من الجهل بمكان حجب دور الوالدين والأسرة في توعية وتوجيه قرار الأبناء والبنات في مسائل الزواج ، فلا غني أبداً عن نصحهم ومشورتهم ، بل أحياناً يأتي قرارهم الصارم في صالح مصير الشاب أو الفتاة وليس في ذلك أدني شك .
القرار النهائي
لكن من الحكمة أيضاً إفساح المجال واسعاً للاختيار الفردي المبني علي العقل والتخطيط ، للمقدم علي الزواج ، يعتمد فيه علي نفسه في تحديد المعايير والمقاييس والمواصفات التي يرغب بها ويرتضيها في شريك حياته ، فالقرار يبقي في النهاية مسؤولية من سيعيشان معاً ويتحملان تبعاته سلباً أو إيجاباً ، صحيح أنه قد يشاركهما الآخرون من الأقربين ، ولكنها مشاركة لا تذكر إذا قورنت بحصة الزوج والزوجة .
وهمسة أخيرة في أذن كل شاب وفتاة بضرورة أن تستشيرا عقليكما قبل عاطفتيكما وتحكما دينكما ومبادئكما قبل أن تراعيا ( خاطر ) فلان أو فلانة ، وأن تراجعا شروطكما ( المعقولة المنطقية ) ملياً قبل أن تتخذا القرار النهائي بالرفض أو القبول .
وفقكما الله ، وألف مبروك سلفاً ..
أسماء خالد الرويشد
الفرحة ـ العدد( 3) نوفمبر 1996 ـ ص : 12
ـــــــــــــــــــ(101/491)
... أهلاً بالمشاكل
بقلم الاستاذة : أسماء الرويشد
كعادتي في كل مساء أستقبل مجموعة من رسائل قرائنا الأعزاء والتي تتفاوت وتتنوع في مضامينها ، فما بين مشاركة لطيفة أو تهنئة رقيقة ، إلي مشكلة ملتهبة أو خلاف يبحث عن إرشاد وحل.
وأنا بدوري أشكر الجميع علي لطف مشاركاتهم وتفاعلهم مع مجلة كل متزوج ، بل ومجلة كل فرد في المجتمع ، وأتمني أن نظل دائماً عند حسن الظن والثقة .
لكن ليس هذا - تحديداً - ما وددت التطرق إليه في زاويتي ، إنما جاء حديثي من وحي رسالة فريدة وغريبة في الوقت نفسه ، استوقفتني لتميز مضمونها وفهم مرسلتها العميق ، وأثارت قلمي للكتابة عنها .
تقول الرسالة
غلطان .. غلطانة .. كل الأزواج ( غلطانين ) إذا تصوروا أن حياتهم الزوجية ستسير منذ بدايتها علي وتيرة واحدة ملؤها الحب والصفاء ، وأن ما يطرأ عليها نتيجة تقادم الأيام من تطور وتعقيد وتشابك في العلاقة وتوزيع للأدوار سوف يخضع بالضرورة لشكل واحدٍ محددٍ مرسوم في التعامل معه .
أقولها وليسمعني كل الأزواج وجميع المقبلين علي الزواج : إن موضوع الخلافات والمشاكل حقيقة مُسلم بها ، وهذه الحقيقة ليست بالشيء الغريب ولا بالجديد ، ولا تستدعي من أحد الزوجين أو كليهما الشعور بالإحباط وخيبة الأمل ، أو التشنج والتصلب الذي ينتابهما حال نشوب الخلاف أو وقوع طارئ سلبي في حياتهما .
خطأ فادح ذلك الذي نرتكبه حين نسمح للروايات ولمسلسلات روائع القصص وأفلام التلفزيون بأن ترسم خطوط مستقبلنا ، وتقود سلوكنا نحو ما نشاهده وما نتمناه ونتوقعه من شريك حياتنا ، ذلك الشخص الذي لا يمل من تكرار كلمة ( حاضر ) ( موافق ) ( علي أمرك ) إلي غيرها من مفردات الإيجاب والقبول ، ثم تأتي الصدمة غير المتوقعة حين يرفض شريك الحياة تلبية طلب أو إشباع حاجةٍ أو تحقيق رغبةٍ يراها ( الطالب ) مُلحة ومصيرية ، ويراها ( المطلوب منه ) غير مجدية ولا داعي لها .
وهكذا ، يظهر فجأة سلوك جديد لم نعتده من شريك الحياة ، أو تكشف لنا المواقف خَصلة فيه لم تكن واضحة من قبل ، أو ينقلب مزاجه وتتغير طباعه باتجاهٍ لا يناسبنا .. إلي آخره .
أهلاً بالمشاكل !!
غير أن القضية المهمة والمهمة جداً التي أود أن أطرحها - والحديث ما زال لصاحبة الرسالة - هو ما للخلافات من أثر إيجابي في حياة الأزواج يتفوق أحياناً علي المظهر السلبي الذي نقر به جميعاً ، فالأول يصعب استنتاجه وتلمس بعكس الأخير الذي تكفي للدلالة عليه مظاهر الخصام والعناد والصوت المرتفع .
بعض الخلافات نحتاج فيها إلي فترة من الوقت كي ندرك فوائدها وآثارها الإيجابية في حياتنا ، وأغلب الخلافات التي تعتري بداية الحياة الزوجية تساهم بشكل كبير في تعديل مسارها ورسم خطوط التعامل والعشرة بين الطرفين .
ما ينقصنا في الحقيقة هو نظرة التفاؤل العامة لحياتنا واكتساب مهارات التعامل وإدارة الخلاف ، وهو ما أدعوكم للتركيز عليه في مجلتي الحبيبة الفرحة .
يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إذا أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .
ثم اختتمت رسالتها بدعوة المتزوجين إلي التحلي بالصبر وطول البال ، والدعوة للمجلة والقائمين عليها بالتوفيق والنجاح .
الحلوة والمرة
لقد أشارت رسالة القارئة الكريمة إلي أمر مهم فعلاً ، جدير بالانتباه والاهتمام ، ألا وهو ( خيرية ) المشكلة ، بل إنني عندما فكرت في التعليق علي ما كتبت ، تملكني حديث الذكريات الجميلة ، للأيام الأولي لبداية رحلة الزواج ، وبالتحديد فترة الخطوبة ( الحلوة ) ، تلك الفترة التي يلتقي المرء فيها شريك حياته ، نصفه الثاني ، يعاهدها وتعاهده علي شق طريق الحياة معاً بحلوها ومرها بكل الإخلاص والتفاني ، وأن يحقق كلُ لرفيقه السعادة والهناء ولو علي حساب نفسه .
لكم كان سهلاً عليكما حينها أن تحملا نفسيكما تبعات هذا العهد وما يُلزمكما به من متطلبات وشروط ، لأنكما حين أبرمتماه لم يكن أمامكما سوي صورة نظرية سطحية سلسة سهلة لشريك الحياة ، مكشوفة المعالم واضحة التوقعات .
وغاب عن بالكما - كما يغيب عن بال معظم الذين يمرون بهذه الفترة - أنه مهما كانت البصيرة ثاقبة والخيال واسعاً وآفاق التفكير بعيدة المدى ، فهناك أمور ومستجدات لا يمكن توقعها ومن الصعب ، بل ومن المستحيل ، إدراكها أو التنبؤ بها .
تري ماذا ستكون عليه الحال لو أننا في بداية المشوار - عندما تعاهدنا - احتطنا ( للمستور ) وهيأنا نفوسنا وعلاقتنا وحتى ميزانياتنا لما قد ( يظهر ) لاحقاً ، ولو من باب الاستعداد والحيطة علي أقل تقدير .
( ماذا لو عجز الطرف الآخر عن تحقيق الصورة التي تمنيتها فيه ؟
( ماذا لو رفض شريك حياتي توفير ما أطلبه وأتمناه منه ؟
( ماذا لو لم يبادلني بمثل ما أبادله من المشاعر أو أنه اختار أسلوباً لا يناسبني للتعبير عنها ؟
( ماذا لو تغيرت مواقفه أو ثقافته أو مزاجه .. أو .. أو ؟
( ماذا لو اكتشفت فيه خصالاً وأعمالاً سيئة جداً ما ظننت يوماً أن تصدر عنه ؟
كمّ هائل من الاعتراضات والمآزق غير المتوقعة يمكن أن تظهر فجأة ، تحتاج إلي قرار بشأنها .. إما الشكر.. وإما الصبر ، وإما الرحيل .
ماذا دهاكم
أتساءل وأنا أطالع بين الحين والحين آخر إحصائيات الطلاق في بلدي والبلدان المجاورة : ماذا دهي الأزواج في هذا الزمن ؟ ألم يكن آباؤنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا يختلفون فيما بينهم ؟
سمعنا وقرأنا عن قصصهم وقصص أخري حزينة قاسية قسوة العيش في تلك الأيام ، ومع ذلك انتهي معظمها بالستر والصبر والوفاء حتى نهاية مشوار العمر .
هل حقاً أن ما نراهم في حياتنا اليومية من أزواج وزوجات تكسو الابتسامة وجوههم ، هل حقاً هم جميعاً في غاية السعادة والهناء معصومون من الاختلاف والزعل ( والتناحر إذا لزم الأمر) ؟!
إنني علي يقين من أن كل المشاجرات والمشاحنات الناجمة عن المشاكل تجلب لأطرافها شيئاً من المرارة واللوعة ، ولكن بقليل من الصبر وبشيء من الحكمة ، حكمة الأجداد ، يمكننا أن نرسم للخلاف ، إذا قررنا ذلك - إطاراً جميلاً فيه الفائدة والسعادة والمزيد من الاستقرار .
كيف .. ؟!
إن القيام بهذه المهمة يستدعي استعداداً ورغبة صادقة من أحد الطرفين أو كليهما علي إنجاحها ، وذلك يكون باستحضار مشاعر عدة :
( تصبير النفس علي الاختلاف في الطباع والرغبات والأمزجة .
( تدريب النفس علي القبول والتسليم بالحد الأدنى من التفاهم القائم في حياتنا الزوجية للوصول بها إلي درجة القناعة ، ومن ثم محاولة الزيادة في التفاعل والتواصل ، فإذا نجح الأمر فهو خير حَضر ، وعكس ذلك فلا شيء خُسر .
( احتساب الأجر ومثوبة الابتلاء ، وأن حُلمك علي شريك حياتك وصبرك علي خصاله يُثقل ميزان حسناتك .
( استغلال أجواء التراضي لانطلاقة جديدة في العلاقة تحوي مساحة أكبر من السعادة والمودة ، وملاحظة أخيرة، وهي الرجاء بألا تفهم دعوتي للصبر علي أخطاء الطرف الآخر وما لا يرضيني منه ، إلي أنها دعوة للسكوت عن كل شيء ، فتأكيداً هناك أمور يكون الصبر عليها مخالفاً للدين والعرف والعقل ، والحزم فيها يكون أجدي وأولي .
المهم أن نضع دائماً مصلحة مسيرة الحياة الزوجية في المقدمة ، ونقدر لكل أمر قدره الذي يستحق ، وبما أن طاعة الله ومرضاته غاية النفس ، فلا شك في أن التوفيق سيكون حليفكما في النهاية .
ـــــــــــــــــــ(101/492)
... أهل الزوجين على صفيح ساخن
بقلم الاستاذة أسماء خالد الرويشد
جاءتني وحالتها النفسية تحت الصفر ، متوترة .. واستجمعت أعصابها لحظات بقدر عدد كلماتها التي أطلقتها كالرصاص
: أريد الطلاق منه .. لا أريده .. خلصوني من هذا الإنسان .. فإنه لا تحتمله أي امرأة .. . احتضنتها وربت علي رأسها ، مهدئة لها ، وخائفة علي مستقبلها .
وحتى لا تأخذني العصبية بغير الحق ، طلبت منها أن تذهب إلي غرفتها ، لتغير ملابسها وتهدئ نفسها بقليل من الماء البارد علي وجهها .. وحتى أستمع إليها بإصغاء وحكمة ..
بادرتها الكلام بأن استرجعت لها حياتنا ، أنا ووالدها : المشاكل الزوجية في كل بيت يا ابنتي ولتكن حياتي مع والدك ، في بدايتها ، دليلاً وموعظة لك ـ لقد حدث ما حدث من مشاكل وخلافات .. إلي أن تساوت الطبائع وأصبحت الآن علي ما يرام .. أخبريني يا ابنتي ماذا حدث ؟
قالت : بكل صراحة يا أمي .. وجدته متصلباً في رأيه ، ليست المرونة من طباعه .. لا يود سماعي في أي خلاف ، لا يعرف التفاهم .. فقط ما يريده هو وفي لحظتها ..
عدت بذاكرتي قليلاً إلي الوراء ، وإلي أسلوبي في احتواء خلافاتي مع أبيها ، فوجدت ابنتي تختلف عني تماماً في مواجهة مشاكلها مع زوجها .. أجرأ مني ، قوية .. قلت لها : لماذا تواجهين خلافاتك بهذا الأسلوب الصارم ؟ قالت : هو يريد ذلك ، فهو يرفض التراجع في موقف قد يكون هو المُسيء فيه .
ثم قالت لها : اذهبي لتنامي الآن وإن شاء الله في الصباح يصير خير ..
صباحاً .. طلبت منها أن تذهب إلي بيتها .. وتكون طبيعية .. حتي يعود زوجها .. ولكنها كانت خائفة .. من أن يرفض عودتها ويجرحها بكلام أثناء غضبه وثورته عليها ..
شغلني أمر ابنتي وشعرت برغبة جادة في التدخل لتهدئة الخلاف بينها وبين زوجها .. فأتت في ذهني فكرة أن أستعين بأحد المقربين .. ووجدت نفسي أتوجه إلي أبيها .. وعرضت عليه التدخل في أمر ابنته ولكنه كان سلبياً وقال لي : اتركيهما يتعلمان من الحياة .. ما هانت علي حالة ابنتي فقررت الذهاب بنفسي ومحادثته .
وصلت إلي بيتهم ، ففتح هو لي الباب - الموقف عصيب - لأنني كنت معبأة نفسياً من كلام ابنتي - راودني شعور بأنه أوبخه وأهجم عليه باللوم والعتاب ، لأدافع عن ابنتي .
حدثته بكل ما أخبرتني به زوجته .. ففوجئ من كمية المعلومات لدي ، ومعرفتي لأدق تفاصيل حياة ابنتي ، مفاجأة جعلتني أندم علي قراري بالحديث معه .
كان رده : الحياة الزوجية عشرة وأسرار لا تخرج خارج أبواب البيت .. ولكن ابنتك مزقت ستر هذه الأسرار وألقتها خارج الأسرار والنوافذ ..!
واستطرد : طبيعي أن نعود إلي حياتنا ولكن ليست كما كانت عليها .. لأنها أحدثت في داخلي شرخاً بمجرد أن باحت بخصوصياتنا .
فقلت له : ولكنني أنا أمها وهي ما أتت إليّ وأزاحت ما علي قلبها من أثقال إلا رغبة منها في أن تجد عندي النصح والإرشاد والتوجيه .. طبيعي أن تجد لنفسك شخصاً ما تبوح إليه في وقت الضيق .. ما بالك وأنا أمها ؟ أتصبح خائنة للأسرار إن هي روتها لأمها ؟؟ ثم إنها لم تبح لي بخصوصيات يقال عنها أسرار ممنوع الكشف أو اللمس .
شعرت بعدها بالهدوء يتسرب إليه وأنهيت مقابلتي بالاتفاق بيننا أن يراعي كل واحد منهما الآخر ، وعلمت بعدها أنه استقبل زوجته استقبالاً جيداً .. وإلي كتابتي هذا الموقف وهما متفاهمان ولم يزعجها بعدها .
موقف 2 : أرفض هذا التسلط
عاد إلي المنزل وحيداً مهموماً - لأنه كان مقرراً أن يعود إلي البيت ومعه زوجته ومولودهما بعد أربعين يوماً من مخاض الزوجة - فسألته أمه : أين زوجتك وطفلكما ؟؟ .. نظر إلي والدته ولم يستطيع أن يخبرها دفعة واحدة بما حدث من حماته وبعد قليل من التمهيد صارحها ، فلقد أطلقت خالتي - صافرة الإنذار - بدءاً للمشاكل والشرور بطلبها سكناً مستقلاً لابنتها بعيداً عن بيتكم ، وعندما رفضت هذا الطلب .. لسببين - الأول مادي ، والثاني ارتباطي بأهلي - رفضت هي في المقابل - عودة زوجتي معي .. ثم زادت النار سعيراً بأن حرضت أبناءها للضغط عليّ لأرضخ لأمرهم .
فكما يقول المثل جه يكحلها .. عماها فزادت شقة الخلاف وازداد إصراري علي رأيي .. وتشابكت الأيدي بالعداوة والصراع مع إخوان زوجتي .. ووصل الأمر إلي أبعد من الاستقلال بمسكن .. انتهينا إلي بقاء زوجتي عند أهلها أربعة أشهر .. وأفكار سوداء بين طلاق وعدمه .. وتطاول بالألفاظ وبالأيدي .
موقف 3 : رسالة
إلي ولدي الذي تزوج ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وليدي حبيبي / ... من ساعة زواجك صرت لها وبالزمن الماضي كنت لي .. يا تري ؟! شِللي تغير ؟.. أدري هذا يصير ، لكن .. شسوي بقلبي ، ما يقدر يبطل تعلق وتفكير فيك .. كنت ألقاك كل يومٍ .. وكل ساعة ، قبل النوم لما أقعد .. لكنها يا وليدي سنة الحياة ..
تولت أمرك مَرة غيري .. مثل زمان أنا توليت أمر أبوك .. لكن الله يرحم أيام زمان ! اللي ما شعر أبوك بشوق لأمه .. لأنه ساكن معاها .. تعالي يا وليدي تغدي عندي كل يوم .. شللي يمنع ؟ .. بس أخاف مرتك تزعل مني .. تأكل من يدها .. ويلي علي وليدي صار يحب طبخ غيري ..
راحت عليك يا أم فلان .. أكلك صار موضة قديمة والسلام ختام .. أمك المحرومة منك .
استعجلناه لأجلكم
المواقف هذه وغيرها العشرات نشهدها جميعاً في حياتنا واحتكاكنا بالناس ، قد لا يراها البعض شديدة الإثارة - والحق معه - لكنها كثيرة التكرار ، وإن بدت لنا أحيانا بأشكال وأحداث مختلفة. ملف علاقة الزوجين بأهل كل منهما لم يكن طارئاً علي خطة التحرير ، ولكن إلحاح القراء علي تقديمه ولّد لدينا قناعة بحجم المشكلة ، وحاجة البيوت إلي إثارة هذه القضية فاستعجلناه لأجلهم ، ولأجلك عزيزنا القارئ .
شرطي متقاعد
علاقة الخالة أو الحماة بزوجة الابن مثلها مثل جميع العلاقات الاجتماعية والإنسانية الأخرى ، تحتاج منا إلي قانون حاكم وشرع منظم يكفل لها الانسجام والتآلف .
بعض الأمهات - لسبب أو لآخر - يبدين نفوراً وبغضاً شديداً لزوج ابنتها أو لزوجة ابنها ، فتهيمن مشاعر الغيرة علي أجواء العلاقة وتتحول إلي تتبع للعثرات وكتم للمحاسن وغيبة وغيمة بما فيهم وبما ليس فيهم ، وبعضهن يلعبن دور الشرطي الذي أحيل إلي التقاعد ، فتحاول أن تفرض سيطرتها ونفوذها علي كلا الزوجين وعلي الأبناء كذلك .
وفي المقابل
تغفل كثير من الزوجات ، رغم ثقافتهن ودراستهن - أن لهذا الرجل الذي اقترنت به أُماً ، لها عليه أعظم الحقوق ، فيدفعها شبابها وعنفوانها إلي أن تثبت وجودها وتملي قراراتها علي زوجها وحتى علي أسرته بمجرد أن تطأ أعتاب حياتها الجديدة ، والويل كل الويل لمن يعترض خططها .
وبين هذه وهذه وتلك يقع الزوج تائهاً حائراً يُرضي من ؟ زوجته ؟ أم أمه ؟ أم أُم زوجته ؟! وبعضهم يفضل الانسحاب من ساحة المعركة تاركاً النار تأكل بعضها ، وكأنه ليس المعني بالأمر وعليه بالدرجة الأساسية يقع عبء التنظيم ومهمة إرساء شكل العلاقة وصياغة لوائحها وفق قواعد البر والعدل والإنصاف .
لأنها صمام الأمان
وحديثنا اللاحق عبر ملف الفرحة لهذا العدد ، وإن ركز علي الأمهات وعلاقتهن بالزوج والزوجة كمحور للنقاش والبحث ، إلا أنه لا يقلل من شأن ودور بقية أفراد الأسرتين ، بل إنه من الثابت أن الآباء والأخوة والأخوات ، وحتى الأعمام والأخوال وغيرهم من الأقارب ، يلعبون أحياناً أدواراً لا تقل قوة وتأثيراً ونفوذاً عن دور الأمهات إن لم يزد عليه في كثير من الأحيان .
ولكن دافعنا الحقيقي لهذا التركيز جاء كردة فعل طبيعية لذلك الموروث الاجتماعي والثقافي والإعلامي الزاخر لدينا والذي سلط بدوره الضوء علي سخونة هذه العلاقة وأثرها في مسيرة السعادة بين الزوجين .
الامتحان الصعب
وكذلك ، فإن اجتياز أحد الزوجين أو كليهما لحاجز الأم - إذا جاز التعبير - ونجاته من الوقوع في دوامة ذلك الموروث السلبي وتأثيره في حياته ، يعني - بتوفيق الله - نجاحاً في الامتحان الصعب ، وبالتالي النجاح في الامتحان الأسهل ، والمتمثل في بقية أفراد الأسرة .
بأخلاق عالية ، ولسان جميل ، وقليل من الحكمة والصبر والذكاء ، نجح الكثير من الأزواج في إسعاد أنفسهم وأهليهم من حولهم ، فكانت خبرتهم وتجربتهم موقع التقدير والاقتداء ، ورصيداً ثقافياً عامراً بالفائدة تقدمه الفرحة في ملف هذا العدد ، مع الدعوة للجميع بالتوفيق .
ـــــــــــــــــــ(101/493)
... مالي خلق
ملاحظات مهمة لا تحتمل التأخير علي نصفك الآخر ؟ وشعرت بحاجتك الماسة إلي الجلوس مع شريك حياتك تحاوره وتتحدث معه ، تطرح الأمر عليه ، تناقشه وتستأنس برأيه ؟ وفعلاً شرعت في تنفيذ هذه الفكرة ، وعندما حاولت اكتشفت أن المهمة ليست بتلك السهولة التي توقعتها ، لأن الطرف الآخر ( ماله خلق ) ، غارق لأنفه في مشاغله ومشاريعه الخاصة ، فهو إما في وظيفته أو في زيارة خارج المنزل ، أو أنه مجهد ( كالعادة ) بعد عمله وكدحه طوال النهار ، ويحتاج إلي قسط ( مفتوح ) من الراحة والنوم ، وتمتد ساعات ( استجمامه ) فلا تُبقي من برنامج اليوم سوي دقائق نادرة غالباً ما تتنازعها شقاوة الأبناء أو برامج التلفزيون ، وهكذا يظل شريكك في حالة ( مزمنة ) من وضعية ( مالي خلق ) ، فيما تتنازعك أنت مشاعر التقدير والتماس العذر والشفقة عليه ، في مقابل ضغط أدبي يدعوك دائماً إلي مشاورته ومحاورته في الأمور المهمة والملحة ، وتتوالي الساعات وتتابع الأيام والشهور ، قد تسنح الفرصة في وقت ما وقد تظل المشكلة معلقة ، ربما تنتهي من تلقاء نفسها وربما تتضاعف ، لكن الشيء الثابت الذي لم يتغير هو مشاعر الخيبة والإحباط وتلك الغصة في القلب علي نصف آخر يهرب من الالتصاق أو حتي من مجرد الاقتراب من نصفه الأول .
مشكلة اسمها الوقت ..
( مالي خلق ) أو بعبارة أخري ( هذا الوقت لا يناسبني ) جملة صارت شبيهة بالبطاقة المدنية يبرزها الشخص كلما طُلب منه كشف هويته ، ولكن الأزواج استخدموها فيما بينهم عند كل دعوة للجلوس للتحدث والتحاور معاً .
( ومالي خلق ) هذه ، لا تعبر بالضرورة عن عنصر الزمن بمفهوم الدقائق والساعات فحسب ، بل إنها تحمل في جعبتها بعضاً من معاني المزاج والرغبة والاستعداد البدني والذهني والنفسي لفتح باب الحوار حول موضوع ما وإعطائه حقه من الاستماع والإنصات والمناقشة .
استبياننا هذا العدد - كما سيرد في الصفحات التالية - أثبت مدي الإيمان والإدراك لأهمية الحوار والإنصات لتحقيق الرضا والسعادة في الحياة ، وأظهر في الوقت نفسه أن غالبية الأزواج يفتقدون للأوقات المشتركة لإشباع السلوك الفطري لديهم وأنهم يبحثون عنه فعلاً ولكن دون جدوي .
لماذا لا نصنعه ؟
إن اللجوء إلي تأجيل وقت الحوار علي أمل قدوم الفرصة المناسبة أثبت أنه فكرة عديمة الجدوى وهو في الكثير من الأحيان لا يؤدي إلا إلي المزيد من الانتظار ، والحقيقة التي يجب أن نقر ونعترف بها هي أننا أضعف كثيراً من أن نهزم مشاغلنا وانهماكنا في أمور الحياة الأخرى ، فلماذا الإصرار علي خلق معركة معها ومقاومة حركتها الجارفة ؟ وهذه بقدر ما تتضمنه من حث علي التعامل مع العصر بإحدى لغاته ، ولتكن لغة الصناعة . أجل لماذا لا نصنع الوقت ؟!! لماذا لا نحدد ساعات أو حتي ساعة معينة للجلوس معاً ؟ فكما أن هناك مواعيد للصلاة وساعات لبدء العمل أو انتهائه ، وهناك أوقات لتناول وجبات الطعام ، وساعات لبث نشرات الأخبار ، يكون هناك بالمثل وقت محدد للجلوس والتحدث في جو وبيئة معدة خصيصاً لهذا الغرض ، من دون مؤثرات خارجية .
قد يري البعض أنها فكرة طريفة أو مضحكة أو أنها غير عملية وصعبة التطبيق ، وأنا أقول لا يوجد شيء مستحيل ، وبرأيي أن وردة صناعية جميلة أنظر إليها كل يوم خير لي من ألف وردة طبيعية أتمناها ولا تأتي أبداً ، وإن جاءت مصادفة ما تلبث أن تذبل سريعاً وتموت .
الفن في البداية
إن تحقيق أعلي مردود لفترات الحوار الزوجي مرهون بحسن استغلال هذا الوقت واستثماره بالشكل الصحيح ، الأمر الذي لا يتحقق إلا بتوافر العناصر التالية :
- رغبة مشتركة للجلوس معاً .
- تخصيص وقت معين وزمن معقول .
- اختيار وتهيئة الأجواء المناسبة .
- إتقان في البداية .
والعنصر الأخير لا يدركه كثير من الأزواج ولا يلتفتون لأهميته مع أنه السر الخفي في إنجاح الحوار أو نسفه من أركانه .
الإتقان في البداية هو أكثر مراحل الحوار خطورة وحساسية ، ذلك أنه مرتبط بالوضع والاستعداد النفسي لكلا الزوجين ورصيدهما ومخزونهما اللفظي من الكلمات ، كما تتحكم فيه طبيعة الموضوع محل النقاش ، فالجلسة العافية العامرة بتعابير الوداد أو حتي العتاب الرقيق تختلف بالتأكيد عن جلسة لمناقشة موضوع ملتهب ومصيري ، وهذا اللغز هو ما يفسر مقدرة بعض الأزواج علي حسم العديد من الأمور في زمن قياسي ، ونجاحهم في تناقل المعلومات والمشاعر فيما بينهم واتخاذ القرارات العائلية بسلاسة واحتراف ، في حين يفتقد الآخرون لمثل هذه النتائج ، حيث تمضي بهم الدقائق والساعات يدورون معها بشكل عشوائي ومضطرب لينتهي الوقت والحوار دون حسم أو نتيجة .
إنه من الضروري أن يتعلم الأزواج والزوجات المهارات اللازمة لبدء أي حوار فيما بينهما وحسن إدارته وكذلك اختتامه ، أساليب وتكنيكات عملية في المحاورة والإنصات يمكن للسادة القراء استخلاصها من متابعتهم لموضوع ملفنا لهذا العدد .
الشريك البارد
عائق آخر يمكن أن يصادفنا في حواراتنا الزوجية ألا وهو برود أحد الأطراف وعدم انسجامه مع الحوار وضعف إنصاته ، وغالباً ما يكون ذلك بسبب اختلاف درجة الاهتمام بالموضوع نفسه ، فتري أحد المتحاورين علي درجة من الحماس والاندفاع في حين يكون الطرف الآخر غاية في البرود ، شارد الذهن ، صامتاً طوال الوقت ولا مانع طبعاً من بعض التعليقات ( الباهتة ) الداعية إلي إغلاق الموضوع .
وهنا تأتي مهمة الشريك المتحمس في استثارة الطرف المقابل وإبقائه مشدوداً طوال الوقت ، بل وإقحامه في صلب الموضوع باعتباره القطب الأهم والرئيسي الذي تتوقف عليه القرارات النهائية .
الخطوط المفتوحة
النجاح الكبير الذي يحققه الحوار الزوجي في حياتنا لا يكمن بالقرارات النهائية التي تتُخذ ، أو بالتغيرات السعيدة والإيجابية التي يُحدثها مهما بلغ حجمها ، بل إن النجاح الأعظم هو ما يسديه إلينا هذا الحوار من خير وفضل عميم في فتحه لخطوط القلوب والمشاعر والأفكار بين كلا الزوجين نقية متدفقة ، وربطه لقنوات الإرسال والاستقبال بينهما بعيداً عن أجواء الكبت والانطواء والصمت وعبارات مثل ( مالي خلق ) .
العدد (6) مارس 1997 ـ ص : 10
ـــــــــــــــــــ(101/494)
... الضرّة مُرة حلوة !!
بقلم الأستاذة : أسماء الرويشد
زارتني في مكتبي علي غير موعد ، وفي وقت لم أعتد أن أستقبل فيه أحداً ، ومع ذلك وجدتني أقول للسكرتيرة : خليها تتفضل .
وفيما بعد أدركت قدر الله وحكمته في تعليمي سراً جديداً من أسرار الحياة الزوجية .
قدمت نفسها لي قائلة : أم ( 000 ) زوجة أولي ، ففهمت علي الفور عنوان حكايتها ، أطلت النظر والتأمل فيها ، لأبحث عن دواعي الزواج عليها إنها جميلة ، أنيقة ، مثقفة ، لبقة ، مفعمة بالحيوية والمرح ، ووجدت نفسي أسألها :
ماذا فعلت ؟ أقصد لماذا أقدم زوجك علي الزواج بأخرى ؟
قالت : ليس هناك من سبب ، هي رغبة في نفسه ، لم يخفها حتي في أيام زواجنا الأولي ، كان يلمح لي بكل الطرق غير مبالٍ بما أبديه أمامه من تأثر وغضب ، رجوته ، طوّرت من نفسي ، وضعت له شروطاً تعجيزية ، ووسائل أخري ، نجحت في تأخير مشروعه 12 سنة ، ثم تهاويت أخيراً أمام إلحاحه وجديته في تنفيذ ما في رأسه ، وعندما طلب مني أن أشاركه البحث والاختيار ، وجدتها فرصة مناسبة لأقوم بنفسي بتحقيق ( حلمه ) ، وأن أجد له العروس التي تناسبه ، والشريكة التي تناسبني أيضاً ، وهكذا وضعت الشروط والمواصفات ، وكان غاية في الالتزام بها ، ولم يعترض ، فكل ما كان يريده زوجة ثانية ، وتحقق له ما أراد .
ثلاثة شركاء
هذه القصة كانت الفاتحة للملف الذي بين أيدينا ، جرّت وراءها قصصاً وحكايات غريبة عجيبة ، أطرافها هذه المرة ( ولأول مرة ) ثلاثة شركاء متساوون تماماً في معادلة الحياة الزوجية ، بعد أن اعتدنا الحديث في الأعداد السابقة عن الزوج والزوجة فقط كقطبين أساسين .
الزوجة الثانية انعكاس طبيعي وشرعي لمفهوم التعدد الذي شرعه ديننا الإسلامي الحنيف ، والذي قصد من خلاله تلبية نداءات الفطرة الإنسانية ، وحفظ سلوكيات المجتمع ، ومده بالذرية السليمة الصالحة ، هذا المفهوم ( التعدد ) تتناوله المجلة في هذا العدد ليس من الزاوية الشرعية ، فهي قضية محسوم خيرها وفضلها ، وإنما من ناحية نفسية وإدارية وتربوية ، كيف تطور الزوجة من نفسها ، وترتقي بأدائها الزوجي لتبقي مليكة عرش زوجها ؟ وكيف تستطيع الزوجة التعامل مع رغبة ( أبو العيال ) الجامحة في الارتباط بأخرى ؟ وكيف يكون سلوكها معه بعد أن يتم له بالفعل ما أراد ؟ كيف تجعل من الحدث الجديد نقطة للانطلاق نحو السعادة مع شريك حياتها ، وليس العكس ؟ من هي هذه الشريكة القادمة ؟ ما مواصفاتها ؟ لماذا قبلت ؟ هل يمكن أن تصبح أختاً لي ؟ كيف ؟ لماذا ؟ متي ؟ من ؟ .
أسئلة تدور في حياة الكثيرين والكثيرات سواء ممن خاضوا التجربة أو ممن يوشكون ، أو حتي ممن يرفعون ( أو يرفعن ) أيديهم بالدعاء بالحفظ والسلامة !!
العدل .. مشكلة
قد يكون من الصعب إقناع النساء بفكرة تقبل الزواج عليها بسبب عاطفتها وفطرتها ، لكن الملاحظ أن سوء تطبيق بعض الأزواج لهذا المفهوم وتداول سيرتهم في المجتمعات جعل هناك ردة فعل مشابهة حتي عند الرجال ،فبات الكثير منهم يخشي مجرد التفكير في الإقدام علي هذه الخطوة مخافة الاتهام ، والأهم من ذلك مخافة الظلم من الرعية .
من الأشياء الطريفة التي يمكن ملاحظتها بسهولة ، وفيها أكبر دليل علي تمسك كل طرف بحقوقه تعامل كلا الجنسين مع قوله تعالي : ( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع ، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) ، فمن المفارقة الواضحة أن معظم الرجال يحفظون الشق الأول من الآية ، عكس الزوجات اللواتي يحفظن الشق الأخير منها ، تمسكاً بأزواجهن وحفظاً لحقوقهن ، وسواء استكمل الأزواج والزوجات حفظ بقية الآية ، أو بقي الوضع علي ما هو عليه ، فإن الشواهد تشير جميعها إلي أزمة حقيقية في تطبيق مفهوم العدل عند الأزواج ، وما يستتبعه ذلك من تنافس وغيرة وكيد بين الزوجات ، ويتجسد في مواقف كثيرة :
- يطرد الزوج زوجته الأولي وأبناءها من العز الذي هم فيه ، لتحل الثانية محلها .
- يبالغ في التودد والزيارة والمبيت عند الثانية لأنها أقل أبناء وأكثر هدوءاً .
- يزيد من نفقته علي الأولي فيما يحرم الثانية بحجة أن الأخيرة تعمل وتصرف علي نفسها وبيتها .
- الثانية تطلب تطليق الأولي .
- الأولي تسعي إلي استرجاع زوجها .
حقل ألغام
الزواج الثاني أشبه ما يكون بحقل للألغام ، مجرد الاقتراب منه وتناول شخصية أحد أطرافه الثلاثة يعني ضمنياً الاستعداد لردة فعل دفاعية عنيفة إما من الشخص نفسه أو من الاثنين الباقيين ، ذلك إن إظهار شيء من التعاطف أو الإعجاب بطرف قد يعني تلقائياً للأطراف الأخرى اتهاماً وإدانة لا تغتفر ، وأصدق دليل علي ذلك حيرة معظم أقارب ومعارف وجيران الأسر التي فيها زوجتان في التعامل معهما وكسب محبتهما مجتمعتين ، وقد انعكست حساسية هذا الأمر علي أسرة تحرير المجلة بمجرد الشروع بالإعداد لهذا الملف ، وما تلقيناه من تحذيرات ممن حولنا من وعورة الخوض في هذه القضية وكيف سيفسرها القراء الكرام كل حسب فهمه واستيعابه ، ومن أي زاوية سنتناولها ، ومع أي طرف سوف نقف ولكنه بالطبع قدرنا الذي وافقنا علي مواجهة كل عواقبه .
وتبقي مسألة التعدد واقعاً فرض نفسه علي حياة الكثير من الأزواج ، ولعلها المرة الأولي التي تخصص فيها ست صفحات كاملة للتحقيق الميداني ، اعترافاً بأهمية التجربة الشخصية في هذا الموضوع بالذات وقيمة وثراء المعايشة الحقيقية للأشخاص المعنيين مباشرة بالأمر بعيداً عن التنظير العلمي والأكاديمي .
تلك اللقاءات عكست شيئاً من ذاتية النفس البشرية ، وسعيها المحموم للبحث عن الاستقرار والأمان ولو كان الأمر علي حساب الآخرين .
أدهشتني مقولة زوجة أولي : فرحت لما عرفت أن الثانية أقل مكانة اجتماعية مني ، و ( الأخرى ) تؤكد : لقد اشترطت عليه ألا تكون أكثر مني جمالاً ، وثالثة تفتخر بأنها هي التي خطبت لزوجها عروسه الجديدة ولكن وفق مواصفاتها وشروطها هي ، وزوجة ثانية تعترف : أجل رسمت عليه وتزوجته ، فأنا أولي به من غيري ، ولكن اسألوا زوجته الأولي لماذا تطلع زوجها إلي غيرها ؟! وأخري تقول : لست خاطفة لأحد ولو كانت هي في مكاني وفي نفس ظروفي لما ترددت في الموافقة عليه ، و ( ثانية ) تُصرح بأنها لا تنام الليل مخافة أن يفاجئها زوجها بالثالثة !!
zقل ورود
وكل ما سبق لم يعادل دهشتي الكبيرة وإعجابي الشديد بتلكما الشريكتين اللتين سافرتا مع بعضهما للخارج ، الأولي تستكمل دراستها والثانية تتولي رعاية أبناء الأولي والاهتمام بهم ، والزوج متنعم بينهما كالملك ، وقصص كثيرة أخير متشابهة لم تنشر كلها بناء ً علي طلب أصحابها خوفاً من الشماتة أو الحسد ، ولكنها غالباً ما أظهرت سلوكيات وحيلاً دفاعية يلجأ إليها الشركاء الثلاثة لحفظ كرامتهم وتأمين استقرارهم وإقناع النفس بالرضا بالقضاء والنصيب ..
ويظل العبء الأكبر أولاً وأخيراً علي الزوج نفسه وحسن استغلال حقه الشرعي وحسن اختياره لزوجاته ومقدرته علي العدل بينهن وصناعة أجواء التفاهم .
أما الشيء الذي لست واثقة منه تماماً فهو مقدرة الأزواج علي تغيير المفهوم السائد لدي الزوجات والنساء بأن ( الضرّة مُرة ) ومدي نجاحهم في تحويله إلي ( الضرة حلوة ) لا أدري ؟!!!
العدد (7) أبريل 1997 ـ ص : 12
ـــــــــــــــــــ(101/495)
... التناغم
بقلم الأستاذة : أسماء الرويشد .
في جلسة أسرية نادرة التكرار ، مفعمة بالمرح والمداعبة ، كان زوجك خلالها في أسعد حالاته ، لاحظت أنت وزنه الزائد فقلت له بكل صفاء نية
( يعجبني جارنا أبو عبد الله فهو يحسن تدبر أموره واستطاع أن يبني منزلاً جميلاً في زمن قياسي ) ، كنت تحاولين حثه علي الادخار لكي يوفر شيئاً للمستقبل ، ولكن ماذا حدث بعد سماعه كلمتك الناصحة ؟ سري تيار كهربائي صاعق في عروق زوجك هز كبرياءه ورجولته ، وكان ذلك واضحاً من عينيه ، وانقلب كل شيء فجأة ، وتحولت الجلسة إلي النقيض تماماً ، كانت ناعمة فأصبحت قاتمة ، وكانت من عالم المرح والمزاح فانقلبت إلي عالم الجراح .
وحادثة مشابهة وقعت بعد عدة أشهر ، حينما كنتما تصطافون في إحدى الدول الأوروبية القريبة ، تتنزهان بالقرب من أحد الأنهار ، وهذه المرة أردت أن تختبر حبها لك فكنت أنت السبب في المشكلة ، كنت تمزح معها بالتأكيد عندما مرت بقربكما فتاة من بنات تلك البلاد فقلت لزوجتك مشاكساً ( وما رأيك لو أتزوج زوجتي الثانية من هنا ) ، لم تكن تقصد إغضابها أبداً ، صحيح أنها ردت عليك بثقة وبرود ( عليك بالعافية ) لكن تصرفاتها بعد ذلك فضحت ما أحدثته دعابتك ( السمجة ) من جرح نافذ اخترق أعماق أنوثتها .
إن عشرات الكلمات تنفلت من بين شفاهنا من حين لآخر ، فتزلزل كيان الأمن والاستقرار في البيت ، وعشرات الأفعال تصدر من شريك حياتنا لا يراعي فيها طبائعنا وفطرتنا التي فُطرنا عليها فتؤذينا وتضرب بمشاعرنا ونفسياتنا عُرض الحائط ، فلماذا يحدث كل هذا ؟!
يظن أكثر الأزواج أنه بمجرد إتمام عقد الزواج بينهما والتقائهما تحت سقف واحد ، أصبحا شيئاً ممتزجاً ، فما يفرح هذا يُفرح الآخر ، وما يحزنه يُحزنه وما يُغضبه ، وهلم جرا .. ولكن هذا خطأ فادح ، فإنهم يتجاهلون بهذا الاعتقاد الاختلاف البيولوجي والفطري بين الرجل والمرأة وما خص الله كلا منهما به ، ويسقطون من اعتباراتهم فترة زمنية لا تقل عن (20-25 ) سنة هي الفترة التي وُلد ونشأ فيها شريك الحياة ، في بيئة حياتية وظروف اجتماعية خاصة به ، تركت بصمتها الواضحة عليه وصاغت عاداته وطباعه ومزاجه وميوله . باختصار صاغت هويته وكيانه .
فيأتي بعد ذلك الزوجان هكذا ، وبكل بساطة ويطالب كل منهما الآخر بالقفز من فوق صفاته السلوكية وميراثه النفسي ، إلي صفاته هو وميراثه ، لا شيء إلا لأنه قبل قليل كان واقفاً معه أمام القاضي ووقع معه علي وثيقة الاقتران به . بحضور شاهدين !!
كيف أفهم شريك حياتي ؟!
( خولة . ج ) إحدى الزوجات ممن مضي علي عمر زواجها أكثر من 19 سنة ومع ذلك لم تستطع أن تحقق درجة مقبولة من التوافق والفهم بينها وبين زوجها ، تقول : لا أعرف ماذا يريد ! أصاب بالحيرة عندما يغضب زوجي ، وكلما اقتربت لفهمه شعرت فوراً باختلافه وتغيره ، نحن دائماً في خلاف مما يؤدي لزيادة التوتر العاطفي بيننا وزيادة الحدة والمشاكل .
( سلوي . ر ) تشعر بالتعب والإرهاق والقلق علي مستقبل حياتها ، بل تجد نفسها مضطرة في كثير من الأحيان لإخفاء وكبت مشاعرها حتي لا تجرح مشاعر زوجها أو علي يفهمها علي غير ما تريد ، لكن الأولاد هم ( مصبرينها ) عليه ، وآخر يتردد علي المحاكم يريد تطليق زوجته بعد عشرة سنوات لا لشيء إلا لأنها لا تراعي ولا تفهم نفسيته ولا تقدر رجولته !! والرابع رزق بزوجة لا تحسن الإنصات لهمومه الشخصية فيشعر بالغربة والوحشة في بيته ومع أهله ، ويجد نفسه دائماً خارج البيت في الديوانية مع ربعه .
التواصل والتفاهم هو فن التعامل مع النفوس ، والمراعاة النفسية بين الزوجين تقودهما إلي جو من التناغم والانسجام فيما بينهما ، واستيعاب كلا الزوجين لمميزات شريك حياته النفسية ، وطباعه وفلسفته ومنهجه في التفكير يمكن أن يحقق الكثير ، ويفعل ما لا يمكن أن تضمنه السنوات الطويلة من الحياة والعشرة ، ولهذا اشتكي أزواج بعد مرور 19 سنة و 10 سنوات ، لأنهم اعتمدوا علي عامل الزمن ونسوا عنصر الفهم .
ماذا نفهم ؟
لا بد أن يصل الزوجان إلي قراءة أفكارهما ومشاعرهما وأحاسيسهما وأن يتفاعلا معاً ، وأن يعرف كل منهما أهداف الآخر ويشترك معه في تحقيقها ، وبذلك يكون قد لامس حياته واقترب منه فأصبح الحديث مشتركاً والهدف والهموم كذلك ، يبث الزوج همه فتعينه زوجته عليه ، وكذلك الزوجة تجد حلولاً مناسبة لمشاكلها التي تواجهها في حياتها العامة والخاصة في ظل مشاركة الزوج لها .
وللتفاهم بين الزوجين أشكال متعددة وعناصر مختلفة ، وكلما كان التقارب والانسجام فيها أكبر والوعي بالتعامل بها أكثر تحقق التناغم ووصل إلي أقصي درجاته ، ومنها :
فهم الأفكار والخواطر .
فهم الأحاسيس والمشاعر .
فهم الحاجات والرغبات .
فهم روح المداعبة والمرح .
فهم المشاكل والهموم .
فهم الأحزان والأفراح .
فهم المشروعات والإنتاج .
فهم الربح والخسارة .
فهم الارتقاء والتقدم .
ولهؤلاء أقول :
إن المواقف السابقة ومثيلاتها من القصص والصور الحياتية التي تتكرر في مجتمعاتنا ، لو بحثنا عن أسبابها الحقيقية لاختصرناها في عبارة واحدة فقط وهي ( مراعاة النفسيات ) أو ( فهم النفسيات ) .
إن اختيار أحدكما وموافقته علي الارتباط بشريك حياته دليل علي وجود درجة معقولة من التقارب والتوافق معه ، ولا يعني هذا بحال من الأحوال أنه نسخة مطابقة أو شبه مطابقة منه ، وليس مبرراً للاندفاع نحو الخطأ ، ومحاولة تكوين هذه النسخة في شريك الحياة ، علي أن هذا يجب ألا يشكل هاجساً أو يكون مبعثاً للقلق والتوتر أو الإحساس بالنقص أو الاستياء ، وإنما يكون مبعثاً للمناقشة والتحليل والمجالسة والحوار الهادئ الصريح ، لخلق مساحة أكبر من التقارب في وجهات النظر والتقارب الوجداني بشرط ألا يتمادى الاختلاف إلي خلاف ، وإنما يقود كلا الطرفين إلي التضحية والإيثار والفهم والتنازل .
وقد قيل في الأمثال ( كل ما من جنسه من ضده ) ، والأقطاب المتشابهة متنافرة ، والمختلفة متجاذبة ، إن الاختلاف بين الأزواج رحمة لهما ، ليكمل ويتمم بعضهما بعضاً ، وما أبلغ قوله تعالي وإن كان في مجال آخر : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ، ولذلك خلقهم صدق الله العظيم .
الزواج أعجوبة من حيث قدرته علي تحويل الغريب إلي قريب ، ولكنه قادر أيضاً علي تغيير فتي أو فتاة أحلامك إلي شخص آخر فيكون الحانق الساخط وتكونين السليطة المتمردة .
الزواج صفحة بيضاء تنتظر رساماً يرسم مستقبلها ، والزوجان هما أصدق رسامين لها إذا فهما بعضهما بعضاً ، وعرفا أن أعظم ما يحفظ قدسية الزواج هو الاحترام المتبادل ، والتقدير للدور الذي يلعبه كل من الطرفين في حياة الآخر ، بعد فهمه ومراعاته له .
العدد (2) أكتوبر 1996 ـ ص : 14
ـــــــــــــــــــ(101/496)
... اتركوها فإنها منتنة
بقلم / أسماء خالد الرويشد
رسالة مؤثرة
تحية شكر أبعثها لكم علي ما تقدمونه لنا من نصائح وإرشادات وعبر نتعظ بها في حياتنا ،
ربما تظنون أنها المرة الأولى التي أكتب لكم فيها ولكنها المرة الثالثة والعشرون ، أكتب إليكم ولكني أصل إلي مكتب البريد فأتردد ولا أرسلها وفي هذه المرة قررت ألا أتردد لأن مشكلتي لا أستطيع أن أبوح بها لأحد سواكم وهي بالأصح مصيبة أهلكتني وقتلت كل حياء في وجهي وكل راحة في قلبي ولم يعد لحياتي معني إلا أنني أحيا لأن الله يريد لي الحياة .
فكرّت في الانتحار ولكني لا أقوي علي ذلك علماً بأنني فكرت في ما سألقاه من عذاب علي معصية ارتكبتها في حق نفسي ، لا أريد أن أطيل عليكم :
مشكلتي بسيطة هي في كلمة واحدة الأصيل ولكنها جرّت وراءها مصائب وآثاماً لا حدود لها ، أحببت شاباً هو من خيرة الشباب لم أعهد منه أي سوء ولم يكن يربطني به إلا كل حب واحترام ، وبعد ذلك تقدّم فصدمت إلي درجة أذهلتني حين رأيت والدي يهدد ويسب ويشتم فأردت أن أفهم الحكاية فقال لي أنا بدوي حر ما أزوج بنتي لعبد ، قلت له إنه ليس كذلك ، فقال ذلك أصله ولن يتغير ، واسودّت الدنيا في عيني لموقف والدي ، تصوروا حين قلت لأبي : كلنا عبيد الله ، قال : لا ، هو نعم ، ولكن أنا لا ، الناس طبقات .
ولا أخفي أنني حاولت أن أتزوجه من دون علم أهلي ، وبالرغم منهم ولكن ذلك مستحيل لأنه لا يجوز الزواج إلا بإذن ولي أمري ، سخطت علي الدنيا وعلى كل شيء تركت الصلاة وأصبحت أصحو وأنام علي سماع الأغاني بعدما كنت لا أنام إلا بعدما أقرأ جزءاً من القرآن .
سخطت على العرف الذي ظلمني وظلم الكثيرات مثلي بأن جعل تزويج الفتاة مرهوناً بإرادة أهلها ، والرجل له كامل الحرية في الاختيار ، لا أخفي عليكم أنني مارست السحر على والدي حتى يرضى ولم أفلح ، وبعدها استسلمت إلي حبيبي بكامل إرادتي .
وأنا الآن حطام امرأة تبلغ من العمر الثالثة والعشرين ولا أعرف ما السبيل إلي خلاصي من هذا الوضع .
هل سأتزوج أحداً أو سوف أبقى دون زواج إلي الأبد ؟ يعني أكون عانساً ، وهل هذه الشروط التي اشترطها والدي من الإسلام في شيء أم هي مجرد عادات وتقاليد لا أصل لها ؟ .. أرجو منكم مساعدتي فيما أفعل ؟
مع خالص الشكر ف.م - الجهراء
• ثلاث قضايا
ثلاث قضايا مهمة تناولتها القارئة في رسالتها المؤثرة جرتها كلمة الأصيل عليها .
اسمحوا لي أن يكون حواري معكم من خلالها لنصل معاً إلي قناعات تتيح تقديم رؤية جديدة نسعف بها الوضع بالنسبة لها ولأخريات آثرن الصمت وعدم البوح بها يجول في خاطرهن من هواجس وأفكار كردود فعل لنفس الموقف ونصحح فيها قناعات لا أصل لها عند بعض الآباء .
القضية الأولي : ( شرط التفاضل )
يقول المصطفي : إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير .
توجيه رباني بلسان نبي كريم يخاطب به البشرية ليكون منهج حياة قويمة إلا أن المحظور والذي نبه إلي وقوعه قد وقع من خلال أحداث هذه الرسالة ، معايير وشروط يبتدعها البشر لإدارة الحياة وما يجنون إلا الفساد والفتنة ، بالله عليكم من أين أتيتم بهذا وعلي ماذا استندتم عندما ترفضون تزويج بناتكم إلي شباب توافرت فيهم الشروط الصحيحة لتحديد الكفاءة ؟
ألم يكن موجه البشرية أحق بهذا لو كان ما تفعلون حقاً أو من أصل الدين ؟
يقول المصطفي : لا فضل لعربي علي عجمي ولا لعجمي علي عربي ولا لأبيض علي أسود ولا لأسود علي أبيض إلا بالتقوى ، كلكم من آدم وآدم من تراب .
والسنة العملية في هذا المجال خير دليل وذلك في تزويجه مولاه زيد بن حارثة من ابنة عمه السيدة زينب ، وتزويجه أسامه بن زيد من فاطمة بنت قيس القرشية وكانت كارهة وكان فيه خير كثير ، وتزويجه ابنتيه السيدتين رقية وأم كلثوم من عثمان بن عفان وهو من بني عبد شمس وليس من بني هاشم ، وتزويجه أبي العاص بن الربيع ابنته وهو أيضاً من بني عبد شمس وليس هاشمياً ، والأمثلة كثيرة لا يسعنا أن نجملها في هذا المقال القصير .
لماذا هذا التسلط من الوالدين في إعاقة الزواج وعرقلته بحجة أن المتقدم غير أصيل أو خارج القبيلة وجعله سبباً قاطعاً للرفض واعتباره أمراً مستهجناً ومنكراً ودافعه هو رؤية أفراد الأسرة أنهم أعز من غيرهم وأرفع مكانة ، والإسلام قد محا كل أسباب التفاضل هذه وأبطلها .
القضية الثانية : ( الزواج المبكر )
ما ترتب علي رفض الزواج من تأخر سن الزواج للفتاة والفتى والآثار النفسية المترتبة من خوف من عدم تكرار الفرصة مرة أخرى ، والكبت للحاجة النفسية من أحلام كانت تعيشها في انتظار فارس الأحلام ، وتحقيق سنة الحياة ، وإشباع دافع الأمن والاستقرار ، من يتحمل هذا التعطيل وهذا التأخير وهذا الخوف وعدم الأمان من تكرار الفرص أو الخوف من العيش مع إخوانهم وزوجاتهم أو .. ؟
يقول المصطفي : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .
تحديد سن الزواج بالاستعداد والتهيئة النفسية والجسمية والانفعالية والثقافية توافق سليم بينّه النبي في حديثه الشريف وحدد السن علي هذا التهيؤ والنضج .
إن تكرار الفرص لبناتكم من نفس النوعية من الأصول الاجتماعية هل سوف يكون مصيره دائماً الرفض أو أنكم قد قررتم أنهن سوف يصبحن عانسات إلي الأبد ؟ أو أنكم مضطرون بعد فترة من العمر المتقدمة إلي الرضوخ والتنازل والمرونة والقبول بأشخاص قد لا تتوافر فيهم الشروط والاعتبارات الصحيحة ؟
في استبيان علي عينة من الشباب والفتيات في المملكة العربية السعودية حول عدم رضا الأسرة أو أحد أفرادها عمن يتقدم من الخطاب بسبب الوضع الاجتماعي الأسباب القبلية أو الوجاهة كسبب يتأخر فيه سن الزواج والعنوسة اتضح أن 44% من البنين و62% من الفتيات يرونه أنه سبب قوي من أسباب عزوف الشباب عن الزواج و 41% من البنين و37% من البنات يرون أنه ضعيف وثانوي .
آراء متعددة ومتخصصة تحض علي عدم التثاقل عن الزواج متى ما تهيأت الظروف وتوافق السن معها .
رأي الدين : يقول ابن حزم وجماعة المسلمين إن الزواج فرض لازم علي كل مسلم قادر ، من تركه أو تثاقل عنه دون عذر فهو إثم ، ويرى جمهور العلماء أنه واجب علي المسلم إن خاف على نفسه العنت ومباح إن لم يكن كذلك ، وفريضة إن خاف الوقوع في المحظور .
رأي الطب : سن (18) للفتاة و (20) للفتى لأنه يكون قد استكمل النمو الطبيعي وتستطيع الفتاة تحمل مشاكل الحمل والولادة والتشوهات الخلقية .
رأي الاجتماع : المعرفة للأدوار الاجتماعية والتعريفات والتحديات المكلف إياها الشاب تحدد الكفاءة له .
علم النفس : السن المناسبة تستلزم نمو الشخصية من الناحية الجسمية والانفعالية والاجتماعية والثقافية .
فإذا توافرت هذه الأمور والاستعدادات لماذا الرفض والتعطيل لها والتأخير فيه .
القضية الثالثة : ( كلكم راع )
أما هذه القضية وهي أهم القضايا فتتمثل في : الآثار المترتبة والوضع النفسي والأخلاقي الذي وصلت إليه القارئة والقناعات الجديدة لكثير من الأمور ، نحن هنا لسنا بصدد الرد عليها ولكن بصدد التعرض لما طرحته كمشكلة من يتحمل مسؤوليتها ؟ إذا سمحتم لي أن أحملهّا على الأسرة وبالأخص الأم والأب القطبان الرئيسيان والمسؤولان عنها ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) إنهما المسؤولان عن التصرف اللاوعي واللامسؤول تجاه هذا الموقف ، والفهم الخاطئ الذي توصلت إليه بأن الإسلام قد ظلم المرأة بعدم منحها حق تزويج نفسها وغيرها .
آخر الكلام
بعد هذه القضايا الثلاث اسمحوا لي أن أقول أن القصص والرسائل التي ترد لنا في تحامل الفتيات علي الأهل وتحميلهم مشكلة عنوستهن ليس بالقليل وإن اقتصار مقالتي علي رسالة واحدة لعرض نموذج واقعي لكن هناك من ساوم علي بناته وآخر اختلف مع الأم في عدم تزويج بناته من أهلها وآخر جعل كل همه الوصول إلي صاحب الثروات والمظاهر .. إلخ ولكن النتيجة والآثار قد يكون فيها شيء من التشابه ماذا يكون لو جعلنا الإسلام والدين هو المرجع الرئيسي في الاختيار والكفاءة وماعدا ذلك فلا أصل له في الدين ، ولو ابتعدتم عن التسلط والتشديد على الوضع الاجتماعي والوظيفة والمركز الاجتماعي والمظاهر والثراء ، وراعيتم نفسيات بناتكم وأنهن هن اللاتي سوف يعشن الحياة وليس أنتم ومنحتوهن حق الاختيار مع التوجيه .
وإن التهيئة للزواج ضروري البدء بها لفتياتنا وشبابنا حتى يكون وجاء لهم ، ودعوتي : رفقاً ببناتكم وعدم تكرار مأساة القارئة في بيتكم ومجتمعكم وليكن المرجع في تحديد ماهية الكفاءة الدين وليس أعراف الناس .
العدد (10) يوليو 1997 ـ ص : 12
ـــــــــــــــــــ(101/497)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
كيف نربي أبناءنا 2
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
غيرة طفلي.. كيف أتعامل معها؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أود أن أسأل عن ابني أحمد 3 سنوات فهو يبكي عندما أصفف شعر ابنتي ضحى 19 شهرًا، ويحاول انتزاع ما أضعه على رأسها، ويحب أن يلعب بعرائسها، فهل هذا عادي؟.
وهما لا يحبان أن يجلسا معًا في الغرفة حتى أكمل أعمال المنزل، فإنهما يتبعانني دائمًا ولا يتركانني حتى لو 5 دقائق، وهو يتحدث الآن جملة من كلمتين وأخته لغتها جيدة، وقد سألت له عن حضانة، ولكني لا أستطيع أن ألحقه بأي من الحضانات لأن سنه 3 سنوات، وعليّ أن أنتظر حتى العام القادم.
عندما أحاول أن أضعهما في حجرة بمفردهما فإن ضحى توافق ولكنه يرفض ويبدأ في البكاء ويتبعني إلى غرفتي وينام بجواري، وعندما أنقله إلى غرفته بعد أن ينام يبدأ في البكاء مرة أخرى ويرفض تمامًا النوم بغرفته.. ماذا أفعل وأنا لا أستطيع أن أتركه ينام في غرفتي أكثر من ذلك؟ وقد اضطررت إلى نقل ابنتي إلى غرفتي أيضًا حتى تكون المعاملة بينهما بالمثل.
ومعذرة فلديّ سؤال آخر لإحدى صديقاتي، فهي لديها بنتان توأم، وهي تريد أن تعرف هل هناك طرق خاصة لمعاملة التوأم؟.
شكرًا، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. ومرحبًا بك في صفحتنا وفي الموقع ومرحبًا بأسرتك، وجزاك الله خيرًا على ثنائك ودعائك وثقتك الغالية.
وكم يسعدنا متابعتك لنا آنًا بعد الآخر، ونرجو أن تكون رضعات الحنان التي أوصيناك بها في الاستشارة السابقة علاج الغيرة برضعات الحنان قد ساعدتك في دعم طفلك ومعونته على تخطي أصعب أزمة مرّ بها منذ ولادته وهي أزمة ولادة أخته، وتعالي نبدأ حديثنا معًا باتفاق مسبق أن توافيني بنتيجة ما أقدمه لك من مقترحات للتعامل مع يوميات طفليك -لن أقول مشكلات- وكذلك أن تحاولي ابتكار المزيد من الأفكار وتوافيني بها ليفيد منها من يطالع الصفحة باعتبار أن تجربة النجاح والخبرة تثري الفكرة بقوة.
عزيزتي، أعتقد أنك تعلمين أن طفليك متقاربان في السن، وهذا يؤكد أن طفلك أحمد لم يشبع من حنانك بشكل يؤهله للنجاح في كل ما ذكرت مما لا يستطيع الاستجابة له، مثل فصل مكان النوم أو الابتعاد عنك داخل المنزل أو حتى الثقة بأن الحلي وفساتين البنات هي أمر من شأن البنات وليس تكريمًا لأخته بالتحديد؛ لأنها الصغرى.. فالفرق في العمر بين الطفلين حوالي 16 شهرًا أي عام ونصف.. فما كاد طفلك يدرك حتى وجد من يشاركه كل شيء، بل وربما يتميز عنه ويفوقه جذبًا لحنان واهتمام الآخرين.
ولا شك أن إيثارك للعدالة بين الطفلين -كما ذكرت في سؤالك- أمر رائع، ولكن العدالة ليست المساواة تمامًا بينهما في كل شيء، وهذا ما أحببت أن أبدأ به قبل أي مقترحات عملية، أحببت أن أوضح لك أنه ليس من العدالة أن تعيدي ابنتك للنوم في سريرك رغم استجابتها للانفصال لمجرد أن أخيها ينام بجوارك ولا يطيق فراقك.. ما العدالة في ذلك؟ أن تؤخري من استجاب للتقدم خطوة لمجرد أن الآخر لم يستجب بعد؛ لأنه يحتاج دعمًا ما يعينه على ذلك؟.
أعتقد يا عزيزتي أن العدالة بين الأبناء تعني العدالة في إرضائهم وفي الاهتمام بهم ومنحهم حقوقهم وإعانتهم على إحراز التقدم في كل خطوة من حياتهم، ودعمهم لتحقيق ذلك كل بحسب قدراته. أما أن نحرم طفلا من تقدم أحرزه أو فرصة توفرت له ليكون مثل إخوته فلا أرى في ذلك أي وجاهة. والخلاصة هي أن العدالة في معاملة الطفلين هي عدالة الحنان والدعم والعطاء وليس إلغاء الفروق بينهما على كافة المستويات.
وبعد أن وضحت لك تلك النقطة أستطيع أن أوضح مقترحاتي بشكل سليم:
أولاً: مسألة رغبة طفلك في ارتداء ما يخص أخته أمر -إن شاء الله- طبيعي؛ وذلك لأنه يجد أن ملابسها وحليها تجملها وتحبب فيها الناس وتجعلها لطيفة فيريد أن يكون مثلها ليحبه الناس وليكون جذابًا وجميلاً.. ولأنه لا يدرك بعدُ اختلافه عنها في النوع.. فهو لا يرى في منعك له إلا إيثارًا لها دونه.. وقد كان طفلي الأصغر (عامان ونصف) -وما زال- يهوى حاجيات أخته الكبرى من حلي وزينة وأحذية.. رغم أن له ما يخصه، وظللنا نفهمه بجملة (أنت ولد).. (تعال أضع لك عطرا مثل بابا)... إلخ.
وقد كانت استجابته أمرا فكاهيا جدًّا.. إذ أصبح يظن أن تلك الجمل هي ما يستخدمه العقلاء للإقناع الهادئ بالتخلي عن رغبة ما.. فإذا رأى أخته تأخذ حلوى من حلواه مثلاً يقول لها: "أنت ولد.."، على اعتبار أن تلك الجملة تعني أنه ليس من حقك ذلك.
وهنا أدركنا أنه يجب أن يتم إفهامه عدم ملاءمة تلك الأشياء له بشكل لا يجعله ينفر من كونه (ولد).. فأصبحت أخصص له بعض الأشياء يتجمل بها مثل أخته إن أراد (فرشاة شعر ملونة وجميلة - زجاجة عطر ألوانها جميلة - بعض الخواتم - جوارب ملونة ومزركشة - أحذية جذابة - قمصان على حوامل مثل حوامل الفساتين تجعل لها بهجة..) وهكذا...
أما قطع الشعر وحليه فصرت أضعها على شعر والده مثلاً حين يرغب طفلي بارتداء أحدها، ونشير إلى والده ونضحك باعتبار أن وضع هذه الأشياء على رأسه يضحكنا.. فأصبح يضحك معنا ويضع الأشياء على رأسه ليضحكنا هو الآخر مؤمنًا أنها ليست لتجميل الذكور وأنها تضحك حين يرتدونها، لكن حينما يضع عطرًا ويصفف شعره يجد التعليقات والمدح على جماله وأناقته مما يجعله يثق بنفسه، وبأنه وصل لغايته التي اعتقد أنه لا يصل لها بغير إكسسوارات أخته.
ولقد ذكرت لك كل هذه التفاصيل لتستفيدي منها وتطبقي ما يمكن لك تطبيقه في محيط أسرتك. وزيدي عليها ضرورة مدح طفلك والثناء على وسامته وأناقته وأنه فواح العطر مثل "بابا"، ومثل "سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"، و.. و... إلخ ليصل لبغيته دون الحاجة لارتداء أشياء أخته التي تحصد الثناء حصدًا.
ثانيًا: لا تكثري من إشعار طفلك بارتباطك بابنتك؛ لأنكما من نفس النوع (إناث) ولأنه ذكر مثل بابا.. فالموجود في البيت هو أنت وهو يريد أن يكون في حماك وفي حضنك طول الوقت، وبالتالي فكونه ذكرًا -من وجهة نظره- يحرمه مما تتمتع به أخته من الالتصاق بك فقط لأنها من نفس نوعك. وبالتالي فلا داعي لتكرار التأكيد أنها مثل ماما وأنت مثل بابا في حالة بحثه عن ميزة يشعر أنها أنثوية (كالتجمل وتحسين المظهر أو ارتداء الثياب الطفولية أو اللعب بألعاب كالعرائس... إلخ).
واجعلي كونه مثل بابا ميزة يتمتع بها حين يرافق أباه للصلاة في المسجد أو لشراء بعض الحاجيات أو غير ذلك، بمعنى: "هيا لترتدي ملابسك كي تذهب مع بابا، أنت قوي مثل بابا وستحمل معه لنا بعض الأشياء من المتجر"، "أنت ذاهب مع بابا للصلاة، أنت رجل مثل بابا، أنا أحبك كثيرًا لأنك رجل وتحب المسجد"، وهكذا...
ثالثًا: اشتري له دمى وعرائس على شكل حيوانات من الفرو مثلاً واجعليه يطعمها ويعتني بها.. ولا تجبريه على ذلك. هو سيسعى للعب بها؛ لأنها جديدة وجذابة.. فقط علّميه أن يلعب معها ويعتني بها والعبي معه بها، فأطعموا الأرنب ومشطوا القط، ونظفوا الكلب، واحتضنوا الدب.. وهذا لا يعني أن لعبه بالعرائس خطأ كبير، ولكن إيجاد عالم لطفلك يسعد به ويجد فيه اهتمامك به ويتعلم فيه ما يفيده ويشعر بمزايا ذكورته هو ما نبغيه من كل هذا.
رابعًا: مسألة التصاق أطفالك بك أثناء مزاولة أعمالك المنزلية أمر طبيعي إن لم يكن في حجرتهما ما يجذبهما، وكذلك إن كانت صحبتك هي مصدر إسعادهما وإبهاجهما.. وبالتالي فلا مانع من تواجدهما بالقرب منك في مكان آمن أثناء أعمالك بشرط وجود ما يفعلان كأن يركّبا المكعبات أو يشكلا صلصالاً وأنت إلى جوارهما توجهين وتشاركين وتعلقين، وهكذا...
وكذلك تركهما في الحجرة يجب أن يكون مسليًا وليس لمنعهما عنك.. فإما أن يشاهدا كارتونًا مسليًا أو أغاني للأطفال مصورة أو يرسمان أو أي شيء يسعدهما ويبهجهما لفترات ليست طويلة يتخللها مشاركاتك لهما بشكل متقطع ومتكرر ومتقارب بين الحين والآخر.
خامسًا: أما مسألة النوم، فمبدئيًّا لا بد أن تظل ابنتك في سريرها كما هي طالما أنها مستجيبة للأمر، ويكفيك تدريب أحمد مرحليًّا، ولكن ابدءوا جميعًا رحلة النوم معًا كل ليلة في حجرتهما ينام كل منهما في سريره، واتركي لأحمد الحرية في ألا ينام في سريره إن أراد، ولكن ليحضر فعاليات هذه الفقرة في حجرته، إما في حضنك على سريره أو على كرسي بين أحضانك وعلى رجليك بجوار سريره، ثم تحكين لهما قصة جميلة في ضوء خافت، وما أجمل أن تكون مصورة، ومن كتاب أحيانًا أو باستخدام عرائس القفاز وتغيير صوتك أحيانًا أخرى، ثم قبلات جميلة على جبين كل منهما وتغطيتهما، ثم الانصراف من الحجرة بعد تراخيهما وتماثلهما للنوم.
ولا بد أن يكون هذا الانصراف ما أمكن بعد نوم (ضحى) لتظل المعركة مع أحمد فقط ولا تتأثر به ضحى أو تقلده، فإن وافق أن يكمل الليلة في سريره فبها ونعمت، وإن صمم أن يلاحقك فلا بد من أن تحاولي إقناعه بأن ينام في حجرته؛ لأنه كبير، وليحمي أخته ويؤنسها، أو ليستمتع بسريره الجميل، أو لأن الدب يجب أن يجد من يحتضنه، وسيصمم على رأيه أحيانًا فلا داعي لإجباره، واقبلي رأيه مع إظهار عدم رضاك ليظل شاعرًا أن هذا ليس المثالي أو الطبيعي، ولينام معك تلك الليلة.
وتدريجيًّا ستجدينه يسقط مرة في النوم أثناء الحكاية أو يقبل النوم في سريره أو يحاول أن يجرب ويقلد أخته. وستجدين نفسك أحيانًا تنامين معهما في غرفتهما ليتآلف مع سريره وحجرته بصحبتك. وسيفعلها ما دمت لا تضغطين عليه ولا تمنعينه من النوم بجوارك، فالممنوع مرغوب كما تعلمين.
وسأوفر لك في نهاية الاستشارة ما يكفيك من مقترحات فصل المنام الموجودة في إجابات سابقة حول هذا الموضوع.
سادسًا: بالنسبة لمسألة التوأم (ابنتي صديقتك) -كان الله في عونها- فالأمر لا يكاد يختلف باستثناء أنهما طفلتين وقد يكون ذلك عونًا لها؛ لأنهما سيؤنسان بعضهما، وكلما بكرت بتدريب الأطفال على الانفصال في الصغر يسر ذلك التدريب الأمر مع تقدم العمر، والأمر يحتاج للتدريج، فالفصل أولاً في أسرة خاصة بكل منهما من عمر 3 أشهر إلى 6 أشهر.
وبعدما يعتادان النوم في السرير الخاص ويتآلفان معه -مع قربهما منها لتلبية طلباتهما وصراخهما أثناء الليل- يمكن نقل الأسرّة لغرفتهما الخاصة مع بداية النصف الثاني من العام الثاني مثلاً. واتباع نفس الطريقة في ختام اليوم والاستعداد للنوم بحدوتة وأغنية لطيفة وقبلات حانية وبسمات ودودة.
عزيزتي، أختم حديثي معك بالتأكيد على ضرورة منح طفلك أحمد قدرًا كبيرًا من المدح والدعم والحنان والاحتضان، يقويه ويثبت أقدامه على طريق التطور والنمو. فهو في حاجة لذلك بشكل كبير.
وأخيرًا، أنا في انتظار متابعاتك واستفساراتك والمزيد من أسئلتك. دمت وأسرتك بكل خير.
ــــــــــــــ(102/1)
دعوة المراهقات.. البداية والمسيرة ... العنوان
أرجو نصيحتي في كيفية الدعوة، لقد منَّ الله عليَّ بأمر الدعوة إلى الله في أحد المساجد، وبفضل الله أحكي قصص أمهات المؤمنين، وطلبت مني أمهات البنات أن أقوم بدعوة بناتهن للتدين والفضيلة، وسن هؤلاء البنات تتراوح بين 9 سنوات و16 سنة.
أرجو من سيادتكم إرسال منهج تربوي أسير عليه مع هؤلاء البنات.. فبماذا أبدأ؟ هل أبدأ معهن بأن أعرفهن وأحببهن في الله ثم في الرسول أم ماذا أفعل؟
... السؤال
تربوي ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... تقول الاستاذة هبة صابر من فريق الاستشارات التربوية:الأخت الكريمة هدى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيرًا، وثبتك وأعانك، وشكر الله لك اهتمامك بالدعوة إليه وتجديدها.. فديننا يحتاج منا لوقفة جادة مع فتياتنا وشبابنا للبناء؛ لتفعيل طاقاتهم، وتحويل العواطف بداخلهم إلى عمل يؤدي إلى رفعته وعزته.. أسأل الله تعالى أن تكوني سببًا في ذلك.
وإنني لأشكر لك حرصك على تربية وتنشئة هؤلاء، وأدعو الله تعالى أن يوفقنا في تقديم ما يساعدك في نشأتهن.
ونود أن نؤكد على فكرة مهمة وهي أن إحدى مشاكل القضايا التربوية والاجتماعية هي الخط الفاصل بين الصواب والخطأ.. وهو شعرة دقيقة تحتاج إلى مهارة عالية لإدراكها وعدم تخطيها، فإننا نتحدث عن عملية حيوية في هذه العلاقة التربوية، فرعاية أبنائنا في هذه السن الحرجة هو بمثابة الوقوف على ثغرة من أخطر الثغرات في مجتمعاتنا الإسلامية.
أختي الكريمة، إننا نتصدى لأمرين في نفس الوقت:
الأول: مجال الدعوة وما يحتاجه هذا من إعداد علمي وثقافي وشرعي.
الثاني: التعامل مع فتيات في سن غاية في الحساسية، وما يتطلبه هذا من اطلاع على خصائص المرحلة العمرية التي يمررن بها، ووسائل التعامل معهن وكسب ثقتهن، وأدوات وطرق التأثير فيهن بناء على فهم طبيعة المرحلة والنمو وإدراك لطبيعة العصر الذي يعشن فيه، وفهم لمفردات هذا العصر الذي يفكرن ويتحدثن بلغته.
إذن فأنت بحاجة إلى إعداد على 3 مستويات:
الأول: الدعوي بفهم هذا العالم وأدوات التأثير فيه، وهو ما تصدت صفحة دعوة ودعاة له من خلال ورشة صناعة الدعاة بالعام الماضي، ويمكنك الاطلاع عليها عبر الرابط التالي:
الثاني: الإعداد الشرعي: والإلمام بالعلوم الشرعية الأساسية (أحكام التلاوة - العبادات - الطهارة - الأخلاق - المعاملات)، وغيرها من المعلومات الشرعية الأساسية.
ويمكنك البدء ببعض ما نشر بصفحة اسألوا أهل الذكر
نأتي للشق الثالث وهو الخاص بفهم نمو الفتيات على المستوي البدني والنفسي، وقد عالجنا هذه النقطة في هذا الملف:
الفتاة المراهقة محاولة للفهم.
رابعًا: هناك قواعد عامة يمكن أن تمثل لك مفاتيح للمعرفة واكتساب بعض المهارات ستجدينها في الاستشارات التالية التي انتقيناها لك من صفحتي استشارات دعوية ومعًا نربي أبناءنا:
وسائل دعوية.. متنوعة ومفيدة
في دعوة البنات.. كل الطرق تبدأ بالحب
حبوب فتح الشهية للعلوم الشرعية
قواعد في الدعوة إلى الله
داعيةٌ في كل مكان
مساجدنا أكثر إمتاعًا
كن صديقًا ولا تبالغ في صداقتك
ضوابط تواصل المشرف التربوي مع أطفاله
مشرفو الطلاب كاتمو الأسرار
التدريس بين الرسالة والفرض
وقبل أن نختم معك نود أن نؤكد أن تربية وتنشئة الفتيات تربية صحيحة والاهتمام بهن بالشكل اللائق عملية تحتاج إلى جهد كبير، جزاك الله خيرًا على هذا الحرص على تطوير ما تقومين به من أعمال دعوية، ونسأل المولى عز وجل أن يتقبل منكِ، وأن ينفع بكِ الإسلام والمسلمين، والله الموفق.. وتابعينا بأخبارك
ــــــــــــــ(102/2)
خطوات لتعلق ابنك بالروضة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ها قد عدت إليكم بمشاكلي من جديد مع طفلي الوحيد ذي السنوات الثلاث. مؤخرًا ألحقته بالروضة ليتعلم ويتأقلم مع العالم الخارجي ويرى الأطفال، ولكن مشكلتي معه أنه لا يريد الذهاب للحضانة ولا يريد ركوب "الباص" مع أنه كان يحب ركوب الباص من أول يوم ولمدة أسبوع.
وهو الآن عكس ذلك، مع علمي بأن من يقضي معهم الوقت من مدرسين ومشرفين مرحون ولطيفون جدًّا، ولكني لا أعلم كيف أحببه في هذه الحضانة، وكنت أعتقد بأنه سيحبها جدًّا لتعلقه بالأطفال وحبه لهم، وهو اجتماعي جدًّا، والآن حينما تأتي مشرفة الباص لتأخذه يبدأ البكاء بحرقة مع أنه كان متعلقًا بها جدًّا منذ البداية، والمدرسات متعجبات من هذا التعلق. فهو في البداية كان لا يريد الذهاب للصف، ولكنه كان يريد هذه المشرفة اللطيفة التي أحبها كثيرًا، وهو الآن لا يريد حتى الذهاب للباص، فماذا أفعل؟. أرشدوني، وجزاكم الله خير الجزاء، والسلام عليكم.
... السؤال
الحضانة والاستعداد للدراسة ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... يقول الأستاذ عبد السلام الأحمر :الأخت الكريمة أم محمد، أهلاً بك معنا على صفحتك معًا نربي أبناءنا..
سيدتي في البداية أرى ضرورة التذكير ببعض الحقائق التربوية قبل محاولة إرشادك إلى ما يعينك على تجاوز رفض ابنك الذهاب إلى الروضة، وهي كما يلي:
- إن للطفل منذ طفولته المبكرة شخصيته الذاتية التي تبرز من خلال سلوكه الخاص الذي يتجلى فيه الحب والكره والإقبال والإحجام والرضى والسخط، وما إلى ذلك من المشاعر التي سرعان ما يترجمها السلوك. فعلى الوالدين احترام مواقف ابنهما واعتباره دومًا هو نفسه القادر على تغييرها ومراجعتها، وحصر دورهما فقط في تيسير ذلك عليه، وتوفير الظروف والإمكانيات المساعدة له في هذا الاتجاه.
-يمر الطفل في سن الثالثة من عمره بمنعطف خاص يتسم بفرض مواقفه على والديه والمحيطين به، فتتوالى طلباته واعتراضاته وتقلبات مزاجه بشكل لافت للنظر ومثير للاستغراب، وهو ما يقتضي من جهة الأبوين صبرًا وحلمًا وتفهمًا، ومعالجة الأمور بالهدوء والرفق والأناة.
وبخصوص حالة ابنك الذي ذكرت بأن الروضة لم ترق له، وإنما كان يذهب إليها حبًّا في ركوب الباص والمشرفة التي تعلق بها قلبه، ثم بعد ذلك رفض الروضة وركوب الباص، فيبدو أن الابن قد ازداد كرهه للروضة لسبب معين قد يكون واحدًا من أمور ثلاثة: إما سوء فهم حصل بينه وبين أحد معلميه، وإما نزاع طرأ بينه وبين أحد الأطفال في الروضة، وإما أن عزوفه عن الروضة يعود لشيء ما كرّه له الباص ذاته.
ولتحديد مصدر الرفض أرى أن ينقل إلى الروضة في وسيلة أخرى غيره، فإذا استمر في رفضه، علم أن السبب موجود في الروضة ليس في غيرها، وآنذاك أنصح بما يلي:
1 - أن يرافقه الوالدان إلى الروضة ومعهما المشرفة على الباص لمكانتها في قلبه، ويلتقيا بمعلميه ويتحدثا معهم، ثم يسلمه المعلم حلوى أو لعبة من النوع الذي يحبه أكثر والتي يكون الوالدان قد اشترياها خفية لتحبيب المعلمين والروضة لابنهما.
ثم يدخل الوالدان معه إلى القسم ويجلسان أكثر من ساعة حسب ما يتيسر لهما، ثم يرجعان معه إلى المنزل في المرة الأولى دون إزعاجه إذا تشبث بالرجوع معهما، وفي اليوم التالي يرافقه أحد الوالدين وتقدم له حلوى أو لعبة، وفي اليوم الثالث تتبع نفس الخطة، وبعد ذلك مرة يتلقى هدية ومرة لا يتلقى شيئًا. فإذا لم يطرأ تحسن ملحوظ نزيد في عدد المرات التي يصطحب فيها أحد الأبوين الطفل إلى الروضة.
2 - ويستحب أيضًا في مواجهة هذه الحالة أن يرافقه -إن أمكن- أحد أبويه مع ابن الجيران واحدًا أو أكثر، وإذا لم يوجد أحد من أبناء الجيران بنفس الروضة فمن الأحسن أن يتم التعارف مع إحدى الأسر الأقرب سكنًا من المنزل، وأن تتعدد الزيارات المتبادلة معها حتى تتوطد الألفة بين الطفلين فيكون ذلك إن شاء الله باعثًا له على الاندماج في أجواء الروضة والتعلق بها.
3 - ويمكن عند تعثر عملية الاندماج في الروضة أن ترتب زيارة للمنزل من طرف مدير الروضة والمعلمين والمشرفة على الباص وسائقه أو جلهم إذا تعذر حضورهم جميعًا في نهاية الأسبوع، ويستحب أن يحملوا معهم هدية للطفل ويلاعبوه كثيرًا قبل الانصراف. فبهذه الطريقة ستصبح الروضة جزءاً من حياة الطفل ويعاد ارتباطه بها؛ لأن من شأن كل هذه الأحداث الهامة أن تمحو الأحداث السابقة التي ارتبط بها رفضه التوجه إلى الروضة.
4 - وإذا لم تجد هذه الأفعال الإجرائية التي يجب تغييرها والزيادة في وتيرتها وكيفياتها بما تمليه ردرد فعل الطفل واستعداداته ومواقفه ومدى تجاوبه معها، فإنني أنصح بعرض الأمر على طبيب نفسي.
مع تمنياتي لأم محمد بالتوفيق ولكل الأمهات والآباء والمربين المثابرين بالنجاح والسداد.
ــــــــــــــ(102/3)
ابني المراهق لا يصلي ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع المبارك سؤالي: لديّ ثلاثة أبناء أعمارهم أكبر من 15 سنة وأواجه مشكلة حثهم على الصلاة؛ إذ إن بعضهم لا يؤدي الصلاة في المسجد، وقد يؤخرها عن وقتها، أو ينام عنها تكاسلاً بعد إيقاظه، ولاحظت أنني إذا عزمت عليهم وكررت الطلب، أجد نفرة وربما يعاندون، وإذا تركتهم يتراخون، مع أن أوسطهم يستجيب ولا يتعبني، ولله الحمد. ... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلاً بك -سيدتي- على صفحة معًا نربي أبناءنا. وندعو الله تعالى أن نكون خطوة على طريق الألف ميل.
مشكلة الحث على الصلاة هي مشكلة دائمًا تثار من الآباء في هذه السن، والمشكلة لا تكمن في ترك الأبناء الصلاة بقدر ما تكمن في عدم إدراك الآباء طبيعة هذه المرحلة، فأبناؤك سيدتي يمرون بمرحلة المراهقة والتي تتسم بسمات خاصة بها.
ومن أهم هذه السمات كما يذكرها لنا الدكتور علاء الدين كفافي في كتابه رعاية نمو الطفل الاستقلالية ورفض سلطة الكبار ورفض النصح، كما يبدأ المراهق في هذه المرحلة -نتيجة تفتحه العقلي وثورته الانفعالية- في التنبه إلى المعتقدات والعبادات ومراجعة كل المسلمات الدينية التي تعلمها من المجتمع حوله، ويبدأ في الانقطاع عن أداء العبادات، بل أحيانًا يتسلل شكه إلى المعتقدات الدينية نفسها، أو يتجه الاتجاه المعاكس تمامًا إلى ما يسمى اليقظة الدينية لدرجة الحماس الشديد للدين ويبلغ ذروة هذا الحماس في سن السادسة عشرة، ويبدأ في المبالغة في أداء الشعائر، ويكوّن آراء دينية تبدو فيها التطرف.
وفي أواخر المرحلة تختفي مظاهر التشدد الديني ليحل محلها نوع من التقييم الموضوعي الهادئ للدين ولموضوعاته، ويصعب تحديد نهاية مرحلة المراهقة؛ لأن ذلك يتوقف على درجة النضج الذي يصل إليه الإنسان، وهذا النضج يختلف من بيئة لبيئة ومن ثقافة لأخرى، ولكن المسلم به أنه كلما كانت البيئة تتسم بالهدوء والصبر والاستقرار وإشباع احتياجات المراهق وتفهُّم طبيعة المرحلة كان أسرع في تخطيها ومرورها بسلام.
وبناء على ما سبق يمكن أن تتعاملي مع هذه المشكلة (مشكلة الصلاة) بأن: تتوقفي تمامًا عن تذكير أبنائك بالصلاة ودعي ذلك للأب، فالأب له دور خطير وتأثير قوي في هذه المرحلة العمرية وخاصة على الذكور، ولا يجب على الأب -بالطبع- أن يذكرهم كل صلاة فهذا أمر مرفوض وسيأتي بنتيجة عكسية تمامًا وينقطع الأبناء عن الصلاة عمدًا، ولكن عليه أن يذكرهم من حين لآخر، وإذا ادعوا أنهم أدوا الصلاة ولم يحدث هذا فلا يكذبهم ولكن يتظاهر بتصديقهم وبالتلطف معهم ومصادقتهم والتقرب لهم ومحاولة أن تكون العلاقة بينه وبينهم قائمة على المودة والمحبة والتفاهم والاحترام بشكل عام، وسيكون لتوجيهه أثر طيب وتقبل في نفوسهم حتى إذا لم يستجيبوا على الفور.
وأسمعك تتساءلين: فما بال ابني الأوسط لا يفعل ما يفعلون وهو في نفس المرحلة العمرية؟
وردًّا على ذلك أقول: إن هناك ما يسمى الفروق الفردية بين الأشخاص حتى لو كانوا إخوة، أو ربما أنك -دون قصد منك- تحسنين إلقاء الأمر له دون إخوته، فأرجو الانتباه لهذا إن كان يحدث.
وأخيرًا.. أقترح عليك وعلى زوجك الاطلاع على كتب علم نفس النمو فهي في غاية الأهمية لمعرفة خصائص هذه المرحلة، مما يسهل فهم الأبناء، ومن ثَم يسهل التعامل معهم، ومن هذه الكتب: علم نفس النمو للدكتور حامد زهران، أو كتاب رعاية نمو الطفل للدكتور علاء الدين كفافي، وغيرهما الكثير فهذا المجال ثري بالمراجع والمصادر.
وفقك الله تعالى سيدتي لما يحب ويرضى، ونرجو المتابعة معنا دائمًا.
ــــــــــــــ(102/4)
ضبط الإخراج خطوة بخطوة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو منكم مساعدتي وإرشادي ببعض النصائح لحل مشكلاتي مع ابني مع خالص الشكر لجهودكم. أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات ونصف وعندي ولد عمره سنتان و6 أشهر وبنت عمرها 11شهرا وحامل الآن في الشهر السابع.
أرجو إعطائي بعض النصائح في مسألة تنظيف الطفل (تعليمه دخول الحمام) حيث أنني بدأت بذلك منذ 4 أشهر تقريبا واستخدمت عدة طرق منها المكافأة والتشجيع أحيانا واللوم والتوبيخ والضرب أحيانا أخرى وحتى الآن لم أر منه إلا استجابة بسيطة وتعلما بطيئا لهذا الموضوع. ولم يتقن حتى الآن لا عملية التبرز ولا التبول (طفلي ولله الحمد لا يتبول ليلا). فما هو الحل؟ وأرجو منكم توضيح النقاط التالية؟
1-هل هذا الوضع طبيعي؟ 2-ما هي السن المناسبة لبدء تعليم الطفل هذه العملية؟ 3-ما هو الوقت المتوقع للحصول على نتيجة إيجابية؟ 4-ما هو أفضل وأسرع أسلوب يمكن اتباعه لحل هذه المشكلة؟ وهل الضرب مفيد؟ 5-متى يمكن اعتبار الوضع غير طبيعي ويحتاج لعلاج؟
مشكلتي الأخرى هي أن طفلي شديد الغيرة من أخته فهو يضربها ويؤذيها بعنف شديد مع أننا نحاول جاهدين تدليله وإظهار حبنا له باستمرار ولا نستعمل معه القسوة إلا نادرا، وهو يضرب الأطفال الذين هم في مثل سنه تقريبا وهو مستمتع بذلك وفي نفس الوقت هو حساس جدا ويبكي ويغضب بشدة إن ضربه أو عاتبه أحد حتى لو كان طفلا مثله. مع خالص الشكر. أم محتارة
... السؤال
التبول اللاإرادي ... الموضوع
... ... الحل ...
...
... تقول الأستاذة هبة صابر من فريق الاستشارات التربوية:
أختي الفاضلة أم أحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله في ابنك أحمد وباقي إخوته وأهلا بك على صفحتك معا نربي أبناءنا.
الأم الكريمة: لا تقلقي فهذه مشكلة بسيطة ويسيرة، وقد سبق أن تناولناها من قبل في عدد من الاستشارات السابقة التي سأورد لك منها ما يفيدك بإذن الله .
عن السن المناسبة لبداية تمرين طفلك على التبول والتبرز فتقول الدكتورة نادية العوضي المحررة العلمية والصحية بالموقع الإنجليزي بإسلام أون لاين.نت:
من أجل تحديد السن المناسبة لبداية التمرين يجب أن يكون الطفل مستعدا من الناحية الفسيولوجية والسيكولوجية لذلك. فمن الناحية الفسيولوجية، حين يبلغ الطفل ثمانية عشر شهرا من عمره يكون التناسق العصبي/العضلي على العضلات العاصرة التي تمنع نزول البول والبراز قد تم نضجه بحيث يستطيع الطفل بداية التمرين على السيطرة على تلك العضلات. ويكون قد تم أيضا في نفس هذا العمر اكتساء الأعصاب -التي تمر بالمجرى الهرمي الخارج extra-pyramidal tract بالغمد النخاعي myelin- الذي ينتج عنه أيضا مزيد من القدرة على السيطرة على الأجهزة المزودة بأعصاب هذا المجرى، وهو ما يؤدي إلى القدرة على السيطرة على التبول والتبرز.
إذن فمحاولة تدريب الطفل على التبول والتبرز الإرادي قبل سن الثمانية عشر شهرا يكون هباء منثورا؛ حيث إن الطفل قبل هذه السن لم يكتمل جهازه العصبي بعد. وهنا قد تندفع بعض الأمهات بالقول بأن ابنها فلان قد تم تدريبه قبل هذه السن بكثير، إلا أن الرد عليها يكون أن قدرة الطفل الحقيقية على التحكم في عملية التبرز والتبول تظهر في قدرته على معرفة احتياجه لدخول الحمام وإبلاغه لأمه بذلك ثم في قدرته على التحكم في العملية بأسرها.
وتضيف:
ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها وملاحظتها لتقييم استعداد الطفل النفسي للتمرين هي:
1. أن يكون في مرحلة استقرار نفسي داخل أسرته، ولا تبدأ الأم التدريب في مراحل ضغط من حياة الطفل كأن تكون الأسرة في فترة انتقال من مكان إلى آخر، أو أن تكون الأسرة قد استقبلت مولودا جديدا.
2. أن يكون قادرا على استيعاب ما تطلبه منه الأم.
3. قادرا أيضا على التعبير عن رغبته للقيام بالتبول أو التبرز.
4. أن تتوافر لدى الطفل الرغبة في إسعاد والديه عن طريق تلبية مطالبهما.
5. بالإضافة إلى رغبته في اعتماده على نفسه في أموره الشخصية، وإظهاره أيضا لضيقه من الكوافيل غير النظيفة الملامسة لجسمه ورغبته في أن تنظفه والدته.
6. قدرة الطفل على التحرك نحو الحمام منفردا وجلوسه عليها بثبات.
ولا بد من توفير جو مريح ومشجع للطفل في هذه المرحلة. وينصح أطباء الأطفال الأمهات أن يتراجعن عن عملية التدريب لمدة قد تتراوح بين الشهر والثلاثة الأشهر إذا اتضح عدم استعداد الطفل بعد أسبوع كامل من المحاولة معه.
ومع كل هذا فإن الكثير من الأطفال يعانون مما يعرف بالتبول اللاإرادي، وهو ما يقلق الأمهات. ومن أجل طمأنة الأمهات فلا بد من ذكر أن الكثير من الأطفال يعانون من التبول اللاإرادي كجزء طبيعي من عملية نضجهم وتكوينهم. فحسب الإحصائيات المرصودة في هذا المجال فإن التبول اللاإرادي يختفي في الأطفال بعد سن الخامسة بمعدل 15% من الحالات كل عام. وذلك حيث يعاني 10% من الأطفال في سن الخامسة من التبول اللاإرادي بشكل طبيعي وفي بعض الإحصائيات تصل تلك النسبة إلى 20% ثم 5% من الأطفال في سن العاشرة و1% من الشباب في سن الثامنة عشرة. يُذكر أيضا أن التبول اللاإرادي منتشر بين الأولاد بمعدل مرتين عنه في البنات.
أما عن الخطوات العملية التي يمر بها التدريب فتقول الأستاذة مني يونس إن تدريب الطفل على التحكم في عملية التبرز يتبع معه الآتي:
1- يحتاج الطفل فسيولوجيا إلى القيام بعملية الإخراج بعد الاستيقاظ من النوم، وقبل النوم وهو ما يمثل طبيعة الإخراج عند الأطفال، وبالتالي لا بد من إجلاسه لقضاء حاجته عقب استيقاظه مباشرة، وكذلك قبل نومه، والصبر عليه حتى يتم قضاء الحاجة بنجاح حتى وإن أظهر تمنعًا ورفضًا.
2- يجب ملاحظة كمية السوائل التي يتناولها الطفل أثناء النهار؛ لأنها تتناسب طرديًّا مع عملية الإخراج، وبالتالي تنتبه إلى إجلاسه للتبول على مرات منتظمة أثناء اليوم، والصبر على الطفل حتى يُتمَّ عملية الإخراج، فإذا قام بها تعطيه مكافأة غير معتادة، وتمدح سلوكه بفرحة عارمة.
3- في اليوم التالي تضع أدوات التبرز أمامه، فيشتاق إلى المكافأة وتجلسه عليها بملاطفته ومحايلته، وتصرُّ عليه حتى يتمّ هذه العملية بنجاح.
تشرح للطفل بلغة بسيطة مناسِبة لسنِّه أن المكافأة مرتبطة بقيامه بعملية الإخراج، بمعنى أن يكون لديه ارتباط شرطي بين المكافأة والقيام بعملية الإخراج بحيث تمثل المكافأة عنصر تنبيه للجهاز العصبي، وبالتالي تمتنع الأم عن تقديم المكافأة له إذا جلس مرة دون أن يقوم بعملية الإخراج.
وتضيف الأستاذة دعاء ممدوح إحدى مستشاري الصفحة أن هناك احتمالا وهو أن يكون الطفل يخاف الحمام أو السقوط في المرحاض وهنا يحب استخدام وعاء ذي شكل طفلي بسيط محبب فيمكنك القيام بالآتي:
1- أن تجعلي فترة إجلاس الطفل محببة وجميلة بغناء الأغاني والتصفيق والضحك واللعب والمداعبة، وتحكيان سويًّا الحكايات، وعندما تنتهي العملية يكون الاحتفال الكبير، والتصفيق الحاد والضحكة التي تنير الوجه، مع الإشارة باليد والكلام ليشعر أن ما عمله إنجاز عظيم.
2- يمكنك أن ترسمي أو تحضري صورًا أو قصصًا -وهذا ما فعلته مع ابنتي- بها صورة لفيل مثلاً أو حيوان يبلّل ثيابه، ثم تقولين عنه ما يشير إلى كونك مستاءة منه مثل "إنه سيئ" أو "غير نظيف"، وصورة أخرى لنفس الرمز وهو يحرص على نظافته ويطيع أمه ويذهب للحمام وتعلقين: "إنه جميل ونظيف" بصوت تبدو فيه الفرحة؛ فالطفل قد لا يفهم المفردات بقدر ما يفهم التعبيرات في صوتك ونظرات عينيك وحركات ملامح وجهك، فيستطيع أن يفرق بين الحالتين، ليعلم أنك تحبين وضعًا وتشجعين عليه وتنبذين الآخر.
2- لا بد من إقران عملية التبول دومًا بمكافأة.. ولا تظهر المكافأة إلا في حالة التبول في المكان المخصص لذلك، فهذا ينبِّه الطفل وجهازه العصبي.
أما عن الغيرة فتربط دعاء ممدوح بين هذا الشعور وبين التبول والتبرز وتقول: إن طفلك يعاني الشعور بالغيرة، وهذا طبيعي، فيعاقبك بأن يمسك فضلاته حتى يُخرج في حفاظته بدلاً من تنفيذ رغبتك.. هذا الاحتمال يكون واردًا إن كان الطفل يتعمد إمساك فضلاته حتى يخرجها فيما بعد في الحفاظة. أما إن كان الأمر خطأ في توقعك لموعد احتياجه للتبرز مما يترتب عليه أنه لا يفعل شيئًا سوى انتظار المجهول -بالنسبة له- الذي لن يأتي الآن، فمن الطبيعي ما يحدث.
هذا ويجب الابتعاد عن أسلوب الضرب لأن العقاب خطأ فادح قد يتسبب له في إمساك لا يشفى أو مشكلات نفسية أخرى أنت في غني عنها فهو لم يفهم بعد العلاقة بين الفعل ورد الفعل.
ــــــــــــــ(102/5)
خطوات أسرية لتعليم التفكير ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكر لكم جهدكم الرائع فيما تقدمونه من إجابات وإرشادات لأولياء الأمور غيرت كثيرًا من أسلوب تعاملنا مع أبنائنا. ابني يدرس في مدرسة لغات بالصف الأول الابتدائي ليست لديّ مشكلة محددة بقدر ما هو استفسار عن كيفية التغلب على عيوب طريقة التعليم المتبعة في مدارسنا والتي تعتمد على الحفظ.
وإذا كان من المفترض أن تعتمد طريقة التعليم على التفكير بدلاً من الحفظ فكيف السبيل إلى تلاشي عيوب طريقة الحفظ وإكساب الطفل مهارات طريقة التعليم التي تعتمد على التفكير؟ وشكر الله لكم على ما تقدمونه لنا من إرشادات.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
نشكرك سيدتي على الإطراء الرقيق، وندعو الله تعالى أن يحقق هذا الموقع نفعًا حقيقيًّا لهذه الأمة.
بداية أقول: إنك ضغطت -سيدتي- على جرح كما يقولون، فاعتماد مدارسنا إلى الآن في مناهجها وطرق التدريس على مستوى واحد من التفكير وهو التذكر أمر مؤسف حقًّا لا بد له من وقفة حاسمة من كل القائمين على هذه العملية والمهتمين بها، ولكن حتى لا نخوض في أمر ليس لنا فيه حيلة فسوف نتناول هذا الموضوع من خلال خطوات عملية يمكن تنفيذها في محيط الأسرة إذا عجزنا -مؤقتًا- عن تناولها وحلها في المؤسسات التعليمية.
وباعتبار أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فلا بد أن نتعرف أولاً على أنماط التفكير، ثم نبين كيف يمكن تنميته، وأنماط أو أنواع التفكير كما صنفها بعض المتخصصين هي:
أنماط التفكير
1 - التفكير البديهي (الطبيعي).
2 - التفكير العاطفي (أو الوجداني).
3 - التفكير المنطقي.
4 - التفكير الرياضي.
5 - التفكير الناقد.
6 - التفكير العلمي.
7 - التفكير الابتكاري.
وما يهمنا في هذا المقام هو تنمية الأنماط الخمسة الأخيرة، وهذه الأنماط تنمو بشكل تلقائي رائع إذا لم نتدخل لتحجيمها أو توجيهها بطريقة تحدّ من الانطلاق الفطري لها، بمعنى أن كل ما علينا هو تهيئة الجو والظروف والبيئة المناسبة لكي تنمو هذه المهارات التي وهبنا الله سبحانه الاستعداد لها، وذلك عن طريق تهيئة: الظروف النفسية الانفعالية السارة التي تسمح بالتعلم بشكل جيد يمكنك الاطلاع على استشارة الذكاء الوجداني نظرية قديمة والتي يدخل فيها الظروف الاجتماعية المستقرة وخاصة العلاقة بين الوالدين والعلاقات الأسرية، وكذلك تهيئة الظروف الاقتصادية وتوفير الإمكانات والخامات اللازمة لهذا التعليم، ولا أقصد بكلمة التعليم ما يوجد داخل جدران المدرسة، بل التعليم بمعناه العام الذي يشمل كل نشاط بشري ينتج عنه اكتساب خبرة جديدة في الحياة.
والمطلوب منك -سيدتي- أن تربطي هذه الأنماط بالمواد الدراسية وبالحياة اليومية لا بأحدهما دون الآخر، ولنتذكر أن الأصل في التعليم المدرسي هو مدّ الفرد بأسباب ومهارات التعامل مع الحياة العملية.
وإليك -سيدتي- بعض الاقتراحات التي يمكن الاستفادة منها في حياة طفلك:
1 . التفكير المنطقي:
الصفة الأساسية للتفكير المنطقي أنه يعتمد على التعليل لفهم واستيعاب الأشياء. والتعليل يُعَدّ خطوة على طريق "القياس". ويلاحظ وجود علة أو سبب لفهم الأمور، وذلك عن طريق ربط الأشياء بعللها، فمثلاً يمكنك سؤال ابنك: لماذا كان الأفضل أن تُصنع مقابض الأواني من الخشب أو لماذا تصنع الأواني من المعدن ومقابضها من الخشب. وإذا أردت أن تربطي هذا بمنهج الدراسة فيمكنك أخذ مادة العلوم خير مثال على ذلك.
2 . التفكير الرياضي:
حيث يمثل إطارًا فكريًّا يحكم العلاقات بين الأشياء.
ويمكن تنميته وربطه بمادة الرياضة بسهولة ويسر، وخاصة عند شراء ما يلزمكم أو يلزم المنزل، فيتعلم الطفل طريقة الجمع والطرح والعمليات الرياضية الأخرى بشكل عملي إلى جانب أن موقف الشراء هذا يعوّده على سرعة الاستجابة. والتفكير الرياضي لا يعني فقط العمليات الحسابية فهو يتعامل مع الأشكال الهندسية والمعادلات والرموز... إلخ، ولمزيد من الأفكار عن هذا الموضوع يمكنك الاطلاع على استشارة بعنوان التفوق في الرياضيات بالألعاب.
3 . التفكير الناقد:
والتفكير الناقد تفكير تأملي يهدف إلى إصدار حكم أو إبداء رأي في موقف ما أو تجاه موضوع معين مع توضيح نقاط القوة والضعف على أن يدلل على ذلك بأدلة وبراهين، الأمر الذي يستلزم جمع بيانات ومعلومات عن الموضوع الذي سيصدر حكمًا عليه؛ ولذا فهو تفكير لا ينمو بشكل ناضج وواعٍ إلا في فترة المراهقة، ولكن يمكن تدريب الطفل عليه بشكل مبسط للغاية.
وذلك عن طريق مناقشة ابنك في إحدى القصص التي قرأها أو التي تقرئينها له، وسؤاله عن رأيه في إحدى الشخصيات بالقصة، وما أعجبه وما لم يعجبه فيها مع بيان سبب ذلك، وستجدين أن حكم الطفل في هذه المرحلة عاطفي سطحي بعيد عن المنطق، فلا يجب مصادرة رأيه أو حتى تصحيحه من وجهة نظرك، بل اتركيه يعبر عن وجهة نظره بحرية تامة، وفي نفس الوقت يتعلم منك في مواقف الحياة اليومية ما يعزز الفكر الناقد الصحيح عن طريق إبدائك لآراء وأحكام قائمة على حجج وبراهين بعد معرفتك معرفة تامة بالمعلومات والبيانات الكافية عن الموضوع.
4 . التفكير العلمي:
هو العملية العقلية التي يتم بموجبها حل المشكلات أو اتخاذ القرارات بطريقة علمية من خلال التفكير المنظم المنهجي.
ويمكن تنميته بربطه بالمنهج عن طريق المسائل الحسابية أيضًا، خاصة المسائل الكلامية، أو بإلقاء بعض الألغاز المتوفرة في مجلات الأطفال، وأيضًا عن طريق بعض الأنشطة التي تمارسينها معه مثل أن تطلبي منه إحضار بعض الأشياء من على رفوف مرتفعة لا يستطيع تناولها وهو واقف على الأرض، وحينئذ اطلبي منه أن يحضرها لك، ولكن دون استخدام وسيلة للصعود عليها وانتظري كيف سيتصرف ويحل هذا الموقف.. ستجدينه يفكر في حل هذه المشكلة بشكل ابتكاري مبدع لن يخطر لك أنت على بال.
5 . التفكير الإبداعي:
هناك تعريفات عدة ومتنوعة للإبداع، منها على سبيل المثال: أنه النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة، ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة، ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال.
ويمكن التدريب على التفكير الإبداعي عن طريق:
• تمثيل الأدوار:
كأن تطلبي من ابنك مثلاً أن يقوم بتحديد شخصية معينة تتفق مع قدراته وميوله في قصة قرأها أو شخصية تاريخية، ويترك له الحرية في التعبير عن آرائه وأفكاره حول هذه الشخصية حتى لو كانت ضد آرائك. وميزات هذه الطريقة أنها تُكسب الطفل مهارة التفكير الناقد والقراءة الناقدة، كما تكسبه مهارة التعبير الحر.
• حصر الصفات أو ذكر الصفات:
وتهدف إلى التدريب على تعديل الأشياء وتطويرها والخروج بإنتاج جديد، ويمكن تدريب الطفل في هذه السن المبكرة بشكل مبسط عن طريق تقديم بعض الأشياء بالمنزل ويقوم بتطوير أدائها بشكل أفضل أو يعدلها لتصلح لشيء جديد، ومثال ذلك أن تعطيه صندوقًا قديمًا ليفكر في طريقة الاستفادة منه بشكل جديد، مع إضافة بعض التعديلات عليه ليناسب وظيفته الجديدة، واتركيه يفكر ما الشكل الجديد والوظيفة الجديدة لما قدمته له دون تدخل منك على الإطلاق.
• طريقة القوائم:
غيِّري بعض عناصر في صورة ما أو شكل ما بطريقة لا تنسجم مع الصورة في بعض ملابسها أو ألوانها مثلاً، ثم اسأليه ما الألوان أو الملابس التي يقترحها لتحقيق التناسق لهذه الصورة.
اعلمي -سيدتي- عند تنفيذك لهذه المقترحات وغيرها التي ستتولد نتيجة التفاعل مع ابنك أنه سيكتسب طريقة هذا التفكير ليستخدمها في المواقف المختلفة لتصبح سمة من سماته، وينتقل أثر تعلمه هذه المهارات وأنماط التفكير لا في المواد الدراسية فحسب، بل في كل سلوكياته وأنشطته المختلفة في الحياة.
ولمزيد من الاستفادة يمكنك الاطلاع على موقع افاق التربية وهو أحد المواقع التي استعنت بها في تقديم المعلومات السابقة.
ستجدين فيه مئات من الموضوعات المثيرة حول مهارات التفكير والإبداع.
هذا فضلاً عن العديد من الموضوعات التي أثيرت على صفحة معًا نربي أبناءنا حول هذا الموضوع ، فلديك -سيدتي- مادة غنية جدًّا لتعويض النقص في مناهج وطرق التدريس بالمدارس.
وأخيرًا.. أدعو لك الله تعالى بالتوفيق مع وعد بلقاء آخر ومزيد من التواصل والمتابعة.
الحوار والصراحة علاقة قوية ... العنوان
أنا من المتابعين للموقع ولصفحتكم بصفة خاصة بشكل يومي، والحق يقال لقد استفدت كثيرًا من اقتراحاتكم الواقعية والقابلة للتطبيق في تربية أبنائي، وأريد أن أسأل عما يلي:
1 - عمر ابنتي سنتان ونصف سنة، وهي تذهب للحضانة وأنا في العمل، أريد أن أربي ابنتي على الصراحة والحوار لبناء علاقة وثيقة معها ولحمايتها من أي عوامل خارجية؛ فأشجعها على الحديث، وماذا فعلت، وماذا أكلت، وكيف لعبت.
السؤال هو: كيف أشجعها على الكلام وفي نفس الوقت لا أريد أن تصبح ناقلة للكلام، خاصة أننا نعيش مع بيت الجد وبيت العم في عمارة واحدة؟.
2 - ابنتي ذكية واجتماعية ومطيعة نوعًا ما.. يكفي أن أفعل الشيء أمامها مرة واحدة لتفهمه.. أتبع معها أسلوب الحوار والإقناع وأراه أسلوبًا مجديًا.
المشكلة أنها أنانية وعنيدة، وقرأت الاستشارات المختلفة عن هذا الموضوع، لكنها لا ترضى أن تعطي أحدًا من لعبها مع أنها تلعب بلعبهم.. إذا جلست على كرسي فهو لها، ولو جلست جدتها عليه بكت حتى تقوم، مبدئيًّا هذا طبيعي بالنسبة لي لكن المشكلة في الأهل حتى إن حماتي قالت لي: إن ابنتك ليست طبيعية، علمًا بأني أراها رائعة وذكاءها حادا.
3 - ابني عمره 6 أشهر ومنذ ولادته وهو يمص إصبعه، علمًا بأنني أعطي وقتًا جيدًا لأطفالي وحنانًا وقبلات، هل أتركه أم أستخدم له "كريما" ليكره المص؟.
وشكرًا لكم، وآسفة جدًّا على الإطالة.
... السؤال
قضم الأظافر ومص الأصابع ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بك معنا على صفحتك معًا نربي أبناءنا.
تحدثي مع طفلتك تتحدث إليك ومعك.. إن الوسيلة المثلى لتشجيع الطفل على الحديث هو أننا نتحدث معه ونحكي له ونعطيه وقتًا كافيًا يلعب معنا، ونلعب معه، ويتساءل ونجيب على أسئلته فليس مهمته فقط أن يجيب على أسئلتنا، بل يجب أن نعلمه أولاً أننا نجيب على أسئلته فيرى بعد ذلك أنه من الطبيعي أن يجيب على أسئلتنا، كما نجيب نحن على أسئلته، ويكون ذلك من خلال اللقاء الطبيعي مع أطفالنا دون إحساس بالواجب أو العبء بأننا نعمل عملاً لا بد من فعله.
إن الحوار المستمر المتبادل وليس استخدام أسلوب التوجيه المستمر أو التحقيق للبحث عن الحقيقة هو ما يجعل أطفالنا متواصلين متفاعلين لا يخافون أن يقولوا الحقيقة؛ لأن الحقيقة بالنسبة لهم جزء عادي من حوارهم اليومي المتواصل وليس مفاجأة تهبط عليهم عندما يكونوا متهمين.
ولم نفهم ما تقصدينه بنقل الكلام، فحكايات الأطفال لما يرونه ويسمعونه من أجل تنمية قدرتهم على الحديث والحوار، فيجب ألا نصف هذا الفعل بأنه نقل للكلام، وإذا كنا نخشى من وصول كلام بصورة معينة إلى جهة ما، فالأمر يخصنا في ألا نقول أمام أطفالنا إلا ما هو مناسب.
بالنسبة لحكم حماتك على ابنتك بأنها غير طبيعية فهو لا يلزمنا في شيء، وسلوكها العنيد يحتاج للصبر والوقت، وذلك قياسًا على المشاكل السابقة التي قرأتها، بل ربما يفاقمها إذا تأثرت أنت بهذا الكلام وقمت بردود أفعال خارج نطاق العلاج السلوكي وبرنامجه المتدرج للخروج من هذا السلوك.
أما بالنسبة لمص الإصبع فنحن لا نتدخل حتى عمر سنة، حيث يعتبر هذا سلوكًا عاديًّا ربما ينتهي وحده بدون تدخل فلا داعي للتدخل الآن أو القلق.
مراهقة بين الانفصال والتعلق ... العنوان
السلام عليكم.. أنا أم لفتاة عمرها 14 عاما وهي وحيدتي، هي فتاة جميلة وذكية ولبقة، لكن مشكلتها أنها عنيدة جدّا وعصبية، فحينما أطلب منها شيئا تلح لمعرفة السبب، ولا تتوقف عند هذا فقط، بل تطالب بشرح وافٍ وحجة مقنعة حتى تقوم بذلك الأمر.
ولعلّ السبب في عنادها هو أنني أدللها جدّا منذ طلاقي من والدها قبل 7 سنوات، فلا أرد لها طلبا، وقد حاولت كثيرا أن أخفف من تدليلي لها فلم أستطع.
كما أنها تكره والدها كرها شديدا مع أني لا أذكره بسوء، بل على العكس أبرز محاسنه أمامها، فكلما يأتي لزيارتها -مرة أسبوعيّا- تتهرب منه وإذا لقيته فإنها تحدثه بغضب واقتضاب شديد، بل إنها في إحدى المرات قالت له: "بكرهك كتير"، وهربت.
وحينما سألتها عن السبب أجابت: "بابا هو اللي دمر حياتنا وخلانا نعيش بفراغ عاطفي، وهو بيظن إنو بزيارتو بخليني أحبو، أنا بكرهو كتير".
وقد صدمت من هذا الأمر كثيرا، فوالدها يدللها بدوره ويحضر لها الهدايا دائما، كما أنه يتصل بها هاتفيّا كل يوم، فلماذا تكرهه؟!.
وهناك أمر آخر، وهو أنها تعرفت مؤخرا على شاب في المدرسة وأصبحت متعلقة به كثيرا، وهي دائمة الاتصال به، ومنذ تعرفها عليه أصبحت تهتم بشكلها كثيرا وتكثر من الخروج مع صديقاتها بعد المدرسة، حيث أسمح لها بذلك لأني أتأخر في عملي حتى الخامسة.
وحينما سألتها عن طبيعة علاقتها بذلك الشاب أجابت بارتباك وبسرعة: علاقة زمالة عادية جدّا فقلت لها: إذن لماذا كل هذه المكالمات الهاتفية؟ فردت: أنا آخذ منه الواجبات المدرسية فقط، ولم أشأ أن أحرجها أكثر فسكت.
فماذا أفعل معها؟ وكيف أخفف من عنادها؟ وهل بإمكاني أن أجعلها تحب والدها؟.
أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم، مع جزيل الشكر.
... السؤال
عالم المراهقة ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي العزيزة.. أهلا وسهلا بك على صفحتنا معا نربي أبناءنا وشكرا جزيلا على ثقتك.
من الواضح يا سيدتي أن جوهر المشكلة التي اعترت سلوك ابنتك لا يمكن مناقشته بمعزل عن المرحلة العمرية التي تمرُّ بها البنت، فنحن نناقش سلوكيات بنت في مرحلة المراهقة، وهو ما يجعل كثيرا من التصرفات والسلوكيات التي تأتيها متوقعا في إطار التغيرات النفسية والمعرفية والجسدية التي تطرأ على البنت في تلك المرحلة.
فأما أنها عنيدة جدّا وعصبية، فهذا نراه في إطار السواء كرد فعل على الكرب الذي تمثله المراهقة، فنجد أن المراهق أو المراهقة غالبا ما يوصفون ممن حولهم من المقربين بأنهم مثلما وصفت أنت ابنتك بقولك في إفادتك (حينما أطلب منها شيئا تلح لمعرفة السبب، ولا تتوقف عند هذا فقط، بل تطالب بشرح واف وحجة مقنعة حتى تقوم بذلك الأمر) ويفسرون ذلك بأنه عناد أو تفلسف في الصغيرة والكبيرة، هذا إذن تغير سلوكي طبيعي الظهور في مرحلة المراهقة، وقد يصل أحيانا إلى درجات تسبب المشاكل.
إذن ليس تدليلك لها بسبب انفصالك عن والدها بالطلاق هو سبب عنادها وكثرة طلبها لمَنْطَقَةِ الأمور وتأكيدها على مبدأ الإقناع، وإنما سبب ذلك هو أنها في مرحلة المراهقة يا سيدتي، ولكن كلاّ من: موقفها النفسي من والدها، وذكريات تدليلك لها، إضافة إلى ما قد يكون بدر من كلمة من هنا أو من هناك.. كل ذلك قد يكون فاعلا في إيصال التفاعل بينكما إلى درجة مشكلة.
وأما ما يبدو كأنه انفلات معنوي في مشاعرها العاطفية وأسميته أنت بالتعلق في علاقتها بزميل دراستها ذلك، فلا نستطيع فهمه أيضا خارج إطار محورين؛ أحدهما هو أنها مراهقة وهو ما يوجب التعامل معها بصدقٍ وحميمية وحزم في نفس الوقت، وأما المحور الآخر فهو محور اضطراب علاقتك أنت بوالدها أو ما أدى إلى الانفصال وبدا واضحا أن فكرة البنت عنه تختلف عما تقولينه لها!.
فهل لدى البنت أفكار تتعلق بوالدها غير ما زرعته أنت؟ هل لدى البنت إجابات تختلف عما أجبتها أنت به عن بعض أو كل الأسئلة فيما يتعلق بـ لماذا انفصلت عن أبي؟.
إن ما تراه البنت هو (بابا هو اللي دمر حياتنا وخلانا نعيش بفراغ عاطفي، وهو بيظن إنو بزيارتو بخليني أحبو، أنا بكرهو كتير)، في حين أن رأيك أنت في ذلك هو الاستغراب وعدم الفهم؛ إذ تقولين: (وقد صدمت من هذا الأمر كثيرا فوالدها يدللها بدوره ويحضر لها الهدايا دائما، كما أنه يتصل بها هاتفيّا كل يوم، فلماذا تكرهه؟).
لقد حدث انفصال والديها، وهي ذات سنوات سبع، فهل ترينها كانت أصغر من أن تفهم أسباب الانفصال؟ ثم إن من المحتمل (كما يمكن الاستنتاج من وظيفة كل من الأم والأب) أن علاقتك مع الأب كانت علاقة وثيقة ربما في العمل والبيت، باختصار لا بد أن أحداثا عاصفة جرت والبنت تدري بها، ولا أدري ماذا قلت أنت وماذا قال هو؟ وماذا قال الآخرون؟، ولا أدري أصلا ماذا حدث وأدى إلى أبغض الحلال؟ إذن لا أستطيع مع الأسف هنا أكثر من طلب معلومات على الأقل عن كل تلك الملابسات لكي يكون من الممكن تقديم إرشاد نفسي أو تربوي.
إذن فقبل أن نجيب على أسئلتك: (فماذا أفعل معها؟ وكيف أخفف من عنادها؟ وهل بإمكاني أن أجعلها تحب والدها؟) نحتاج إلى معلومات تبين لنا ما قد يفسر تباين نظرتها لأبيها مع النظرة التي وددت أنت غرسها فيها؟ كما يهمنا أن نصل إلى استنتاج: هل لاضطراب علاقة الوالدين علاقة بالمشكلة الحالية أم إن الأمر كله ممكن التفسير في إطار سلوكيات مراهقة تتسم بالتقلب الانفعالي؟. ثم ما معنى أنك أخفقت في التخفيف من تدليلها؟ حتى إنك لم تريدي إحراجها في موقف خوفك من تعلقها (كما تصفينه) المفرط بزميل الدراسة (كما تسميه هي)؟ ثم هل مشاعرها الرافضة تجاه والدها طارئة أم أنها قديمة معها منذ حدوث الطلاق؟...
كل هذه أسئلة ينبغي الإجابة عليها يا سيدتي لمن يقيم الموقف.
وما ننصح به هو أن تقيمي الموقف عندك مع من حولك، فإن رأيت الأمور تحتمل الصبر الذي تفرضه علينا وسيلة اتصالنا عبر الإنترنت، فبها ونعمت وتابعينا بالتفاصيل وانتظري انطباعنا وبعض إرشادنا على استحياء.
وأما إذا وجدت الأمور لا تحتمل ذلك فاسألي عن أقرب طبيب نفسي متخصص أو معالج نفسي متخصص من ذوي الخبرة في مشكلات المراهقة والعلاقات الأسرية، واطلبي العون -بعد الله تعالى- منه، وتابعينا أيضا بالتطورات، فنحن معك.
ــــــــــــــ(102/6)
أسئلة - تلعثم - تليفزيون.. مشاكل متنوعة ... العنوان
أختي 6 سنوات تحب أن تسأل، وهذه المرة سألت سؤالاً بدا بالنسبة لي صعبًا: كيف يأتي الأولاد في بطون أمهاتهم؟ وعندما أجبتها أن ذلك يحدث عندما تتزوج الفتاة من رجل. لكن الإجابة لم تكفها وأرادت تفصيلاً فبدوت حائرة ولم أستطع الرد.
وهناك سؤالان آخران:
1. أختي نفسها ذكية جدا، لكني ألاحظها مؤخرا تتلعثم في الكلام وتتأخر لتقول الكلمة، وهذه إن صبر عليها البعض فلن يصبر عليها آخرون.. فما الحل؟
2. تشاهد كوثر وأخي أفلام الكرتون كثيرا (من الاستيقاظ إلى النوم ما عدا وقت الأكل)، مع العلم أن والدتي غير متفرغة بسبب أعمال البيت الكثيرة، وأنا متزوجة وأخواتي الأخريات يدرسن في الرياض في الجامعة، فما الحل لشغلها قليلا عن التلفزيون، خصوصا أن قناتي spacetoon & arteens تبثان بشكل متواصل وطويل وأنا ألاحظ أنها بدأت تنسى كثيرًا، والنسيان الكثير ليس طبيعيا لمن في عمرها؟ شكرا جزيلا.
... السؤال
أمراض التخاطب ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي الفاضلة.. شكرًا لك على اهتمامك بأختك الصغيرة وبارك الله فيك.
عندما نجيب على أسئلة الأطفال الصغار مهم أن تكون الإجابة بالحقيقة مناسبة لسنهم والأهم ألا تفتح المجال لأسئلة أخرى أصعب.. بمعنى أننا نختار الجزء من الحقيقة البسيط الذي يقنعهم ولا يجعلهم يتساءلون أكثر وأكثر... فإجابة مثل أن لدى الفتاة بيضة مثل بيضة الدجاجة ينمو داخلها الطفل مثلما ينمو الكتكوت، مع مراعاة أن يكون قد رأى هذا المشهد حقيقة أو في فيلم كرتوني أو غيره قد يجعله مقتنعًا بالإجابة دون تساؤلات إضافية.
وفي هذا الموضوع يمكنك متابعة:
الهدوء للإجابة على الأسئلة المحرجة
طفلنا يسأل أسئلة "محرجة".. كيف نجيب؟
السؤال الخالد.. من أين جئت؟
وبالنسبة للتلعثم في الكلام في هذه السن فإنه ما دام لم يبدأ من بداية تعلمها الكلام فلا يدعو للقلق، ولا يحتاج إلى عدم إفزاعها أو نهرها على هذا الأمر لأنه يفاقمه، بل إن عدم الاكتراث في معظم الأحيان والتهدئة والتشجيع على أن تتحدث في بعض الأحيان سيجعلها بعد فترة تعود إلى حالتها الطبيعية.
وفي هذا الصدد يمكنك مطالعة:
التلعثم.. استفسار جديد - متابعة 2
التلعثم وكيفية علاجه – متابعة
التلعثم.. وكيفية علاجه
وبالنسبة لمسألة الجلوس الطويل أمام التلفزيون فكما أوضحنا في إجابة سابقة سنوردها في آخر الاستشارة أننا يجب أن نوجد للأطفال البدائل التي تبعدهم عن التلفزيون، وضربت مثالاً تجربتي مع أبنائي بإشراكهم في الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية بحيث تملأ يومهم بحيث يصبح التلفزيون جزءا من النظام اليومي، بل ربما لا يجد الطفل الوقت لمشاهدته ويكتشف وجود أشياء أخرى ممتعة غير الكرتون وأفلامه... المهمة ملقاة على عاتقنا؛ لأنه من غير المعقول أن نحرمهم من مشاهدة التلفزيون ولا نقدم لهم بدائل واضحة ومحددة لما يقومون به.
ــــــــــــــ(102/7)
المتابعة المستمرة لعلاج التأتأة ... العنوان
صاحب المشكلة هو ابن خالتي، في الحقيقة أنه منذ نعومة أظفاره طيب جدا وعاطفي وحساس؛ ولأنه الصغير فهو شديد التعلق بأمه.
من شدة حبه للآخرين أنه أعطى خالته التي احتاجت في وقت من الأوقات إلى المال مصروفه الذي كان يدخره 500 ريال وعندما رفضت أصر على ذلك.
مشكلة حسن أنه من حوالي سنتين أخذ "يتأتئ"، وكان من حوله يعلق عليه، وكان يحاول أن يتدارك الأمر وقد نجح أحيانا وفشل أخرى، ولكنه لم يسلم من سخرية زملائه في الصف وبعض الناس الجهلاء.
ما يحدث الآن أن المشكلة تفاقمت، وأصبح الكلام عليه صعبا، ويحتاج إلى وقت حتى ينطق، وأصبح يتحرج من الكلام، ويشكو ذلك إلى أمه ويبكي لها.
وبالرغم من أن أمه أخبرت أساتذته فإن بعضهم يحرجه أمام الطلاب (ما بك يا حسن إذ لم تكن هكذا؟) وأحيانا أخرى ينادونه في الخارج على انفراد فيحرج في الأولى ويتحسس في الأخرى وليس في يده حل لعلاج مشكلته.
أمه حزينة ومتضايقة جدا لوضعه، لكنها لا تبدي ذلك أمامه وتحاول أن تخفف عنه، وللعلم فقد أخذ لدكتور متخصص في علل النطق وأقيمت جلسات كثيرة ولم يتحسن وضعه.
حسن ولد ذكي جدا خصوصا عندما كان صغيرا وهو محبوب أيضا؛ فأرجو إفادتنا ليعود حسن لحياته الطبيعية.
ملاحظة: والده يعمل في منطقة أخرى منذ حوالي 8 سنوات، ولا يأتي إلا 4 أيام كل أسبوعين.
... السؤال
أمراض التخاطب ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي الفاضلة، تحياتي لك وأشكر لك اهتمامك..
أختي العزيزة، يمر معظم الأطفال ما بين عمر 2-6 سنوات بما يسمى بعدم الطلاقة اللفظية؛ وذلك لأن هذه المرحلة هي المرحلة الذهبية لاكتساب معظم المهارات بما فيها المهارات اللغوية، وبسبب العبء الذي يمر به الأطفال يحدث لنسبة كبيرة منهم صعوبات أثناء التعبير مثل تكرار بعض الكلمات أو المقاطع (أنا أنا أنا بدي بدي بدي)، ويتخلص معظم هؤلاء الأطفال من هذه الصعوبات بعمر 6-8 سنوات على أقصى تقدير.
أما إذا استمرت هذه المظاهر أو زادت سوءا أو بدأت مظاهر أخرى بالظهور فإن الأمر يكون غالبا مقدمة لمشكلة من مشاكل الطلاقة اللفظية والمعروفة باسم التأتأة.
وللتأتأة ثلاثة مظاهر أساسية هي:
- التكرار لمقطع أو كلمة.
- التوقف أي توقف الصوت أو الهواء أثناء إصدار هذا الصوت، مثل (ك- فراغ- ثم كامل).
-الإطالة، مثل سس----------يارة.
وللتخلص من هذه المشكلة يحدث أن يبتكر الطفل سلوكيات يعتقد أنها تساعده على الكلام بطريقة أفضل أو أسهل، مثل شد الفك أو اليد أو القدم أو رمش العين أو وضع اليد على الفم وغيرها وتسمى هذه السلوكيات المصاحبة.
ومع التقدم بالعمر وصعوبة التخلص من المشكلة وظهور بعض الاستهزاء من الآخرين والتوتر من الأهل وغير ذلك من مظاهر لافتة للانتباه يبدأ الطفل بتكوين صورة سيئة عن الكلام وعن نفسه، ويبدأ إما بالانسحاب الاجتماعي أو العدوان اليدوي للتعامل مع آثار المشكلة، ومن الحقائق حول المتأتين ما يلي:
- لا علاقة بين التأتأة والذكاء غالبا (رغم أن التأتأة قد تكون مرافقة لبعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل متلازمة داون كمظهر من مظاهر المشكلة وليس كتأتأة عادية).
-لا علاقة بين التأتأة والأداء الدراسي؛ فمعظم المتأتئين متفوقون دراسيا وذوو حساسية واضحة نفسيا.
- تظهر التأتأة لدى جميع الأعراق والبلدان والمستويات الاقتصادية.
- الأثر النفسي يزيد المشكلة سوءا، لكن غالبية مشاكل التأتأة التي تظهر في الطفولة لا يكون سببها نفسيا مثل تلك التي تظهر بعد اكتساب اللغة أو بعد المراهقة.
العلاج الوحيد المتوفر حاليا للحد من التأتأة أو التخلص منها هو التدريب الكلامي لدى إخصائي نطق ولغة، ونتائج التدريب ونجاحه يحكمها عدد من الأمور أهمها:
- عمر المتدرب ومدة التأتأة التي مر بها.
- طبيعة التأتأة.
- الظروف الأسرية والنفسية المصاحبة.
- اقتناع الشخص بوجود مشكلة لديه والرغبة بحلها نتيجة لما يرده هو وليس أبواه أو الآخرون.
- الالتزام بما يتطلبه التدريب من طرق وتقنيات قد يحتاج الشخص إلى اتباعها طوال عمره.
- الالتزام بالوقت الكافي للتدريب؛ فالتأتأه كما أصفها دائما تشبه الحمية الغذائية فلا يمكن اتباعها فترة ثم التوقف عنها فترة ثم الرجوع، وأيضا يجب أن يتم تطبيقها عن اقتناع وإلا فلن تعطي النتائج المطلوبة، ثم هي طريقة حياة وليست فترة مؤقتة، ثم تنتهي؛ لأن الوزن الزائد قد يرجع عند التوقف عن اتباع أي حمية كانت.
إذًا أختي الفاضلة مشكلة التأتأة ليست في أنها مستحيلة الحل بل في كون الأمور متراكمة حول طبيعتها وطبيعة الشخص المتأتئ وعدد آخر من الظروف، ويمكن الحد منها بشكل كبير مع توافر الظروف والاستعداد والتعاون بين المدرب والمتدرب والأهل وإن شاء الله توفقون بإخصائي جيد يساعدكم في الحد من مشكلة عبد الله، ويسعدني أن تخبريني بأن هناك نجاحا في المستقبل القريب.
ــــــــــــــ(102/8)
التوأم.. كيف السبيل لتربيتهما؟ ... العنوان
بعد سلام الله عليكم أود أن أسأل عن كيفية معاملة التوأم في شتى أشكال الحياة مثل: الطعام، الملبس، اللعب، المذاكرة.... إلخ.
فقد رزقنا الله ببنتين، ونود أنا وأمهما أن نربيهما تربية صالحة لنحقق بذلك نواة المجتمع المسلم الصالح، ولما كنا نخاف من تربية طفل أصبح الآن لدينا طفلان؛ لذا نرجو منكم مد يد المساعدة لي ولكل أب وأم يمران بهذا الموقف. وأحسب أني أول من يسأل عن هذه القضية فلي الأجر وإنكم دائما وأبدا تجيبون عن استفساراتنا فلكم أجور كثيرة. وجزاكم الله خيرا..
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخ الفاضل رحماني.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد تلمست بعض الخصال والنوايا الطيبة في سؤالكم، والله حسيبكم.
وهناك بعض الملامح الطيبة في خطابكم:
1-السؤال: وهذا بداية الخير والمعرفة أن يسأل المرء فما خاب من استشار الخالق وشاور المخلوقين.
2-نية التربية الصالحة طاعة لله.
3-التوأم بنتان. فنبشرك بما بشر به الحبيب صلى الله عليه وسلم بأنه قد وجبت لكما الجنة.
4-نية الأجر حتى في السؤال.
أما عن التوأم، وكيفية التعامل معه فهناك لكل حادث حديث، ولكل مرحلة ما يناسبها.
أما الآن فالمطلوب منك مهمتان:
الأولى: الطعام والغذاء:
فقد ثبت علميًّا أن لبن الأم يكفي للطفل الوحيد والتوأم؛ لأن كثرة الرضاعة تزيد من إدرار اللبن.
بل يمكنها أن ترضعهما من الثديين في وقت واحد، فإن لم تستطع الأم الرضاعة فعليها باللبن التكميلي الصناعي، وذلك بأن تبدأ بالرضاعة الطبيعية، ثم تكملها صناعيًّا وذلك بالمعلقة أو القطارة.
وعليها ألا تعطي أي أطعمة سوى اللبن حتى نهاية الشهر الرابع أو الشهر الخامس.
حيث ستبدأ عند ذلك برنامج الفطام التدريجي حتى سن السنتين.
الثانية: التهيئة المبكرة:
فأوصيك بالاستعداد لهذه المهمة من خلال بناء روح المبادرة والإيجابية، وتكون ببذل مزيد من الجهد في (مرحلة المبادرة)؛ وهي التي تمتد من (3) إلى (5) سنوات من عمر الطفل، ويكون شعار هذه المرحلة كيف أجعل ولدي شيئاً مذكوراً؟
وهذا الجهد يسير بمنهجية تقوم على ركيزتين:
1) توفير احتياجاته.
2) توفير وسائل أو آليات بناء روح المبادرة والإيجابية.
وعندما نتكلم عن احتياجات الطفل نجد أنه يحتاج إلى:
أ- الحب.
ب- التقدير.
ج- الحرية.
د- الترفيه أو الترويح.
أما آليات أو وسائل بناء روح المبادرة فتتلخص في:
أ- تحديد الهدف:
وذلك بأن تساعده على تحديد ما هو المطلوب منه.
ب- التعزيز الإيجابي:
تصيد حسناته واضبطه بالأفعال الحسنة.
ج- لا تنفرد بسلطانك:
واجعل صياغة وتنفيذ هذه العملية البنائية شراكة تساهمية جماعية حوارية، من كل المحيطين بولدك وأولهم هو ولدك نفسه.
د- حدد المعايير والقيم:
ونقصد بها كل المؤشرات والقواعد التي يتم من خلالها تقييم جهده؛ من أقوال وأعمال وسلوكيات وإنجازات، والتي بناءً عليها تتحدد عواقب الأعمال؛ من جزاءات ومكافآت.
هـ-كن عدلاً:
سواء في التعامل مع كل الأبناء، أو في قراراتك.
و- انشر روح الأسرة الدافئ:
ومارس الدفء العاطفي وأسرف في الحب السابغ.
ويسرني أن أهديك هذا الدعاء النبوي الكريم:
(بورك لك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقك بره)
عصبية الأبناء مرآة الآباء ... العنوان
السادة الأفاضل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي مع ابني هي كثرة عصبيته ولعبه بطريقة عصبية، وهذا العام في الحضانة كي جي تو النصف الأول من الدراسة ساكت ولا يتحدث مع أحد أو المدرسة، ولكن في النصف الدراسي الثاني بدأت حالته التي أعرفها في الظهور.. كثير المشاكل والصوت العالي في الفصل، وبدأ من الآن موضوع الكذب، ويأخذ الحاجة من زملائه أو أخيه، ويقول هم أعطوني اللعبة مثلاً حاولت معه بالتفاهم والكلام، ولكن أعصابي لم تتحمل ذلك، وبدأت أضربه وكذلك أمه تضربه.
أثناء حل الواجب تسمع زنًّا وبكاء وفي اللعب حاجة ثانية العلاقة بيني وبين والدته غير مستقرة، وكثيرًا ما تقول والدته لازم الرأي واحد أمام الطفل، وطبعًا الرأي الواحد هذا يكون هو رأيها.. أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أخي الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بك معنا على صفحتك معًا نربي أبناءنا.
في البداية.. أريد أن أوضح أنه ليس هناك طفل عصبي أصلاً بطبيعة، ولكن العصبية سلوك مكتب يكتسبه الإنسان إما عن طريق التقليد ومحاكاة الكبار أو نتيجة لضغط نفسي يتعرض له الطفل فيعبر عن هذا الضغط، ورسالتك تنضح بالعصبية، فأنت أعصابك لم تتحمل الحوار والتفاهم مع طفلك الصغير من أجل أن يتخلص عن سلوكياته السيئة، ولجأت إلى الضرب والأم هي الأخرى تضربه، وبالطبع فإن العلاقة غير المستقرة بينك وبين زوجتك تدل على حالة من العصبية العامة التي تسود جو البيت والتي تطبع أول ما تنطبع على هذا الطفل المسكين والذي لا يرى إلى سلوكًا عدوانيًّا بين طرفي العلاقة في البيت الذي يحيى فيه، فماذا ننتظر منه؟ وكيف يصبح طفلاً هادئًا مسالمًا؟
إن هذا الطفل يعاني من عدم الاستقرار والأمان، وفي الأطفال تعبر الأزمات النفسية عن نفسها في صورة سلوكيات سيئة وعدوانية أن يعبر عن غضبه بصورة غير مباشرة. الحل الحقيقي يكمن في توفير جو صحي لهذا الطفل من خلال علاقة طبيعية بين أبويه وعلاج الاضطراب في هذه العلاقة هي الحقيقة التي يجب أن تتفقا عليها، وإن لم تستطيعا الاتفاق في حياتكما فلا أقل من أن تتفقا على مصلحة هذا الصغير.
ــــــــــــــ(102/9)
بين الخيال والكذب والخوف!! ... العنوان
جزاكم الله خير الجزاء لما تنفعون به المسلمين دائمًا أتابع كتاباتكم، وكم استفدت منها كثيرا، وأصبحت علاقتي بأولادي بفضل الله جيدة جدا، لكن المشكلة أن ابنتي 5 سنوات واسعة الخيال إلى حد أعتقد أنه يفوق الطبيعي.
ولعلمي أن الابتكار أساسه الخيال الواسع، فقد حاولت أن أنمي هذا الخيال عندها بشتى الوسائل مثلا الرسم وحكاية القصص والتمثيل وهكذا، وحاولت أن أوجهه بحيث يزيد من قدرتها على التواصل مع العالم المحيط بها، ويزيد من ثقافتها ولكن عندما يحل الليل ويقترب موعد نومها تتخيل أشياء تتحرك حولها، وتخاف منها وأجدها تصرخ وتجري نحوي فأحتضنها وأهدئ من روعها، وآخذها إلى المكان الذي تخيلت فيه ما أخافها لتتأكد في هدوء شديد مني أنه لا شيء مما توهمته هنا، لكن الأمر لا يقل بمرور الأيام بل يزداد أحيانا فأجدها أيضا عند اقتراب موعد نومها تتذكر مواقف قديمة كانت قد غضبت مني فيها (مواقف عادية كعقابي لها مثلا بحرمانها من شيء تحبه)، وتتحدث عنها، وكأنها فتاة في سن المراهقة تتخيل أن أمها قاسية عليها ولا تحبها، وتفضل أخاها عليها، وتقول كل هذا في حديث متصل، وكأنها وجدت فرصة كي تخرج ما في نفسها، ولا أجد غير أن أهدهد عليها حتى تنام، وقد تتحدث قبل أن تغلق عينيها إغلاقا تاما.
كما ألاحظ أنها تحلم كثيرا أحيانا تضحك بصوت عالٍ، وأحيانا تبكي، وأحيانا تتذكر الحلم، وتحكيه لي دون أن أسألها أخشى أن يكون عندها مشكلة نفسية، مع العلم أني أخصص لها وقتا يوميا أستمع لها فيه، وأتحاور معها، وما الحل لحالتها هذه فأنا أخشى عليها، كما أني سمعت أن الكذب ينشأ من سعة الخيال، فهل هذا صحيح، مع العلم أنها تفرق جيدا بين ما هو كذب، وما هو صدق، وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
الكذب والسرقة, الخوف ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... إن خيال طفلتك في هذا السن (الخمس سنوات) هو أمر طبيعي فهذا هو سن الخيال وما تقوم به من تحويل لهذا الخيال إلى صور واقعية، مثل الرسم والتمثيل وحكاية القصص بشرط أن تكون قصصا واقعية تتحدث عن وقائع فعلية ملموسة وأشخاص عاديين في حياتهم كل ذلك فعلا يحول الخيال إلى طاقة منتجة يستفيد منها الطفل في تنمية ذكائه وإكسابه مهارات جديدة ولا يتحول إلى أوهام يعيش فيها الطفل وعالم غير حقيقي يبعد عن معايشة حياته بصورة طبيعية فما تقوم به نموذج صحيح للتعامل مع خيال أطفالنا في السن وهنا يجب التنويه إلى الفرق بين الكذب العادي والكذب التخيلي، فالكذب الذي ينفي فيه الطفل واقعة أو تهمة أوامر يخاف أن يعاقب عليه كشيء قد كسر أو ضاع أو سكب فهذا هو ما نسميه الكذب ويفعله الطفل دفاعا عن ذاته وخوفا من العقاب أو تقليدا لكبار رآهم يفعلون ذلك وهو يحتاج في هذه السن إلى توجيه هادئ بضرورة قول الحقيقة ومراجعة ردود فعالنا لإبعاد عنصر الترهيب منها حتى لا تكون عاملا في لجوء أطفالنا للكذب.
أما الكذب التخيلي وهو ما قام بها مع زملائه في الحضانة أو إخوته، وكيف أنه تصدى للحيوان المفترس هنا يمكننا أن نعيده إلى الواقع، ونبين له أننا فهمنا أنه يضحك، ولا يقول الحقيقة؛ لأن الحيوان المفترس مثلا لا يمشي في الشارع ونعود به إلى الواقع من خلال ما ذكرناه من أنشطة في البداية.
أما بالنسبة لواقعة الأشياء التي تتخيلها تتحرك قبل النوم فهي أيضا ناتجة عن الخيال توظيفه في جذب الانتباه والحصول على الاهتمام والرعاية في هذه الدقائق قبل النوم.
وما تقوم به أيضا من طمأنتها بالتأكد من عدم وجود هذه الأشياء أمر صحيح، ولكن الأفضل منه التخلص من هذه الظاهرة تماما، وحتى تنساها هو أن يكون هناك طقوس ثابتة تعبر عن اهتمامك بها قبل النوم، بأن تجلس وتتحدث معها في السرير وتعطيها الفرصة دون أن تحتاج إلى إقناعها بهذا الخيال.. ثم تحكي لها قصة جميلة يكون شرطك لحكايتها هو أن تستسلم للنوم في أثنائها لتحكي لها بقيتها في اليوم التالي... وهكذا لا يكون هناك مجال لأي هواجس أو خيالات أو مخاوف.
وعندما تتحدث عن قسوة والدتها وحبها لأخيها.. فإنك تنفي ذلك وتأتي بالأحداث التي تؤكد حبها لها، وتؤكد على الحب المتساوي، وإن كان في كلامها أي دلالة حقيقية على هذا الاختلاف في المعاملة فلا بد أن تراجع الأم بهدوء ولتدخل الأخ في مجال اهتمام الطفلة حتى لا يصبح منافسا لها، وأما عن الكلام قبل أن تغمض عينيها فهذا أمر طبيعي لا خوف منه، ولا يعبر عن أي حالة نفسية.
نحن نشكر لك اهتمامك ورعيك وحرصك، ونرجو أن تكون على تواصل دائم معنا.. بارك الله لك في أولادك.
ــــــــــــــ(102/10)
مثالي يكره البيت ... العنوان
ولدي (14 سنة) دائم الشجار معنا، ومع أختيه لدرجة الضرب، يدعي أننا نكرهه ويقول إنه يكرهنا، مع العلم أنه مثالي جدًّا مع الآخرين ومحبوب جدًّا من الجميع. ... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأم الكريمة، أهلاً بك ومرحبًا على صفحتنا.
وأنا معك أشاركك التساؤل، وأسأل نفس السؤال الذي يضع أمامه علامة استفهام كبيرة؛ فما الذي يجعل طفلاً مثاليًّا مع الآخرين ومحبوبًا جدًّا من الجميع يعلن كراهيته لأهل بيته ويتشاجر دائمًا معهم؟ أين الخطأ في هذا الطفل؟ لكني لا أجد إجابة؛ فلو كان العيب في هذا الطفل لكان سلوكه متشابهًا في الحالين، ولاشتكى منه الآخرون ولتشاجر معهم.
إذن تفسير هذا اللغز في مكان آخر... هناك في طريقة تعاملكم معه، خاصة أنه على أعتاب فترة المراهقة، حيث يبدأ إحساسه بذاته يزيد، وحيث يريد من الآخرين أن يقدروه وألا يعاملوه كطفل صغير، وهو ما يبدو أنه يحصل عليه من الآخرين في الخارج؛ لذا يتعامل معهم بمثالية تصل لأن يحبه الجميع، في حين يبدو أن الأمر مختلف في البيت، حيث يشعر أن الجميع يكرهه فيبادلهم الكره.
إن ابنك وهو على أعتاب المراهقة يجب أن يشعر أنكم تحترمون شخصه وتقدرون تفكيره وأنكم تعطونه مكانته المناسبة، وبذلك يشعر بالانتماء والحب لهذه الأسرة التي يستمد جذور ثقته بنفسه منها وليس العكس كما يحدث الآن.
نرجو منك أن تراجعي حوارنا المفتوح حول رحلة البلوغ..كيف نجعلها متعة؟ ومقالنا حول كيفية إعداد المراهقين لاستقبال المراهقة .
وأن يكون للأب دور كبير في التعامل والتفاعل مع هذا الصبي اليافع في إطار من الصداقة والحوار والتفاهم؛ فالشجار يعبر عن غضب هذا الطفل مما يجري حوله فلا يجد وسيلة يوصل بها إلا هذا الشجار.
يجب الجلوس معه بهدوء لنتدارس أسباب الشجار والكراهية، ونصل إلى اتفاق نشعره فيه بالتفهم لمشاعره وأفكاره والتقدير لها، وعندها ستجدون شخصًا آخر يتعامل معكم؛ لأنكم تعاملاتكم معه تعامل الكبار، وبالتالي ستكون ردود أفعاله على قدر تعاملكم وتوقعكم منه.
ــــــــــــــ(102/11)
تحت أقدامك أمي.. دعيني لأنام ... العنوان
مشكلة ابني (5.5 سنوات) أنه يستيقظ في المساء ويأتي لينام بجواري أنا ووالده؛ فهو يحب ذلك، وعلى الرغم من محاولاتي لإقناعه بأنه أصبح كبيرًا ولا بد أن ينام في سريره بغرفته التي يشاركه فيها أخوه الأصغر منه، فإنه ولعلمه برفضنا أن ينام معنا في سريرنا يستيقظ من النوم ويغادر غرفته، ثم يأتي إلى غرفتي وينام على الأرض.
لقد التحق لتوّه بالمدرسة وعادته هذه في الاستيقاظ تجعله لا يأخذ كفايته من النوم، وبالتالي تؤثر على تحصيله الدراسي.. كيف يمكن أن أحل هذه المشكلة؟
... السؤال
اضطرابات النوم, صعوبات التعلم ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... إن هناك شيئًا ما على مستوى الحلم أو الخيال يخيف هذا الطفل فيجعله يُصرّ على الذهاب والاحتماء بالأم والأب حتى لو نام على الأرض بجوارهما وأثر ذلك على نومه.
الأمر يحتاج إلى حوار هادئ جدًّا وصبر طويل... لا يكفي أن نقول له أنت كبير؛ فهذا شيء لا يعني له أي شيء أمام ما يشعر به، فماذا هي فائدة هذا الكبر فيما يشعر به وأيضًا مقارنته بأخيه ستجعله يشعر بالإحباط لعجزه عن فعل ما يفعله أخوه الصغير.
الحل هو أن نراجع ما يشاهده هذا الطفل من أفلام.. ما يسمعه من حكايات سواء على الكمبيوتر أو قنوات التلفاز حتى نرى هل فيها ما يخيف الطفل سواء باستعادته في أحلامه أو خياله، وأيضًا نتحدث معه بطريقة غير مباشرة عما يشعر به أو يخيفه ويجعله يأتي للنوم عندكم.
ثم نبدأ برنامجًا تدريجيًّا هادئًا يقوم على التشجيع والحفز عندما يستيقظ وينام على سريره، وحتى عندما يأتي ليلاً فإننا نقوم بهدوء ونطمئنه ونأخذه إلى غرفته ونجلس بجواره قليلاً حتى يعود للنوم، ونشجعه في صباح اليوم التالي بمكافأة تعلن سرورنا أنه قد استطاع أن يقضي كل الليلة بمفرده في سريره، وتزداد المكافأة كلما زاد عدد الأيام وزاد الوقت من الليل الذي يقضيه في سريره، ونصبر على ذلك لعدة شهور وبعدها تصبح الأمور طبيعية بإذن الله تعالى. الهدوء والصبر والحافز هي مفتاح الحل.
ــــــــــــــ(102/12)
الفوضوي المستفز ..كيف نجعله قدوة؟؟ ... العنوان
السلام عليكم.. ابني في العاشرة، وهو فوضوي بشكل استفزازي، رغم كل محاولاتي معه أشعر أنه يتعمد عدم إطاعة أي أمر حتى لو كان بسيطًا، وهو أيضًا مغرور لا يهتم بإتقان واجباته حيث يؤديها دائمًا باستهتار، وأنا دائمًا أعاقبه على أفعال لا أستطيع تجاهلها؛ لأنه قدوة لإخوته. ... السؤال
الكسل والإهمال والاستهتار ... الموضوع
أ/أسماء جبر أبو سيف ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي الفاضلة، أم عبد الرحمن..
كثيرًا ما نتجاهل مشاعر أو دوافع أبنائنا في تصرفاتهم المختلفة وتقلبات أجسامهم وأمزجتهم؛ فهم مثلنا -نحن الكبار- يتعرضون لفترات توتر أو حزن أو حيرة، وتكون فترة العاشرة تقريبًا -في الغالب- فترة الشكوى من الأبناء.. لماذا؟ لأننا نكون قد اعتدنا عليهم منذ طفولتهم مسالمين؛ نفرح لحركاتهم وضحكاتهم، ثم فجأة نريدهم أن يتصرفوا كالناضجين تمامًا حين نفاجأ بنموهم الجسمي الذي غالبنا، ونحن لا نريد أن نصدقه.
إن هذه السن تعتبر بداية الانتباه إلى فكرة المراهقة وتداعياتها، ويبدأ الأولاد فيه بسماع قصص ومعلومات عن المراهقة أكثرها خاطئ ومقلق، ويتصرف حياله أطفالنا خطأ، كما أن الأولاد في هذه السن يرغبون في إثبات شخصياتهم ووجودهم، وأنهم أصبحوا أكبر مما نعتقد، كل هذا يحدث في وقت واحد في هذه السن، ولأننا ما زلنا ننظر إليهم كأطفال -أو نتمنى أن تطول طفولتهم- فلا نلاحظ ما يمرون به من تغيير أو نتغافل عنه؛ فنتجاهل إعدادهم لتتعايش مع هذه المرحلة الجديدة، وإعداد أنفسنا للتعامل معهم بطريقة جديدة تتناسب مع دخولهم في مرحلة النضج.
ولنضع الآن بعض المقترحات لحل مشكلة عبد الرحمن التي أعتقد أنها طبيعية، ويمكن للوالدين (أنت ووالده) تداركها إذا ما تفهمتما نفسيته، وماذا يريد؟
1.لا بد أن تكفّا بداية عن موضوع "أوامري مطاعة" وقوانيني وأنظمتي المنزلية، بل ليقل كل واحد منكما لنفسه كلما صادفتم منه هذا الإزعاج: "عليّ أن أتعامل بأكثر سعة وهدوء وتفهم"؛ فعصيان الأوامر عامة مصدره الرغبة في إثبات الوجود، وانصراف الاهتمامات الذهنية والجسدية للابن بشؤون أخرى مختلفة تمامًا عما يفكر به الوالدان من الالتزام بالنظافة، وترتيب السرير، وتنظيف الأسنان قبل النوم ... إلخ من قوانين البيت اليومية، حيث تصبح همًّا وعبئًا على الأولاد والشغل الشاغل للوالدين، خاصة عندما يبدأ الطفل في العصيان ويصرح بإهماله وفوضويته تذمرًا على الأوامر بأشياء ليست في أولويته، أو أن طريقة الأمر نفسها لم تَعُد تناسب نموه الإدراكي كما هو الحال مع ولدك، حتى إن الأب والأم لا يكاد أحدهما يتحدث مع ولده في أي موضوع آخر سوى الأوامر والنواهي والقوانين!! ولا أخفي عليكما أن المعاقبة المتكررة تفقد العقاب أهميته، خاصة إذا كان في غير مكانه وبطريقة غير تربوية.
2. انظرا إليه كما ينظر لنفسه إنه رجل، ولا بد أن يعامَل معاملة الرجال؛ فتقربا منه، واسمحا له بما يؤكد تفهمكما له واحترامكما لنموه؛ فحاولا إشراكه في سهراتكما العائلية، والخروج معه إلى المطعم والجلوس معه وحده لإعطائه الأهمية والاستماع لما يزعجه ويقلقه، فقد يكون يواجه ضغطًا في المدرسة من زملائه، أو يكون قد تعرف على زميل يحدثه عن مخاوف وقلق سن المراهقة أو أية قصص أخرى تسهم في ازدياد توتره وقلقه، وربما هناك مشكلة مع أستاذ أو جيران... إلخ.
3. كل هذا يجعلكما لا بد أن تحسنا الاستماع إليه حتى النهاية، وأن تعترفا بمشاعره، وتحاولا التخفيف عنه ومشاركته وعدم السخرية منه أو فضح أسراره أو توجيه الانتقاد له، مهما كانت المشكلة حساسة وتمس مشاعركما.
4. توقفا عن اعتباره قدوة لإخوته فهذا يشكل ضغطًا نفسيًّا عليه، فهو لا يزال طفلاً مثلهم، ومن حقه أن ينال الحنان، والضحك، والضم، واللعب مثلهم تمامًا، وقد يكون مصدر غروره زرع موضوع القدوة فيه، وهو في سن غير مناسبة، وهو ما يسبِّب له توترًا من جهة وغرورًا من جهة أخرى؛ لأنه الأكبر وعلى إخوته أن يقلدوه.
5. تعاملا معه بصداقة، واحترما مشاعره ولا تستفزاه، بل تعاملا معه بهدوء وتسامح إلى حد كبير -طبعًا في حدود المعقول-، وساويا بينه وبين إخوانه في النظرة والحنان وطريقة التعامل؛ فقد يكون كل ما يقوم به بدافع الغيرة من إخوته، والاهتمام بهم أكثر منه؛ لأنهم أكثر هدوءاً وذكاء ونظافة ... إلخ، وتوقفا عن مقارنته بأحد.
6. لا بد من دوام السؤال عنه في المدرسة وتشجيعه، وتقديم الهدايا له كمكافآت، وتسجيله في أحد النوادي الرياضية الترفيهية الملتزمة بشرع الله عز وجل، وتشجيعه على حفظ القرآن الكريم والنشاطات المختلفة التي تساعده على التعبير عن ذاته ومشاعره.
7. ليتحدث والده معه بصراحة عن فترة المراهقة، وليفتح له صدره ليسأل ما يريد، وستفاجَئان بأن لديه أسئلة كثيرة لا تخطر على بالك أو بال والده تملأ دماغه، فعليكما القيام بتوفير الراحة النفسية والذهنية له بالإجابة على أسئلته وتوضيحها، مهما كانت حسَّاسة وبكل منطقية بعيدًا عن التخويف أو التهويل أو الخطأ، حتى لو اضطررت إلى اللجوء إلى مختص بهذا الشأن.
وستجدين ملفًا كاملًا عن مرحلة المراهقة مرفق في النهاية.
أختي الكريمة.. الوالد الفاضل.. أذكّر أخيرًا بأن الأولاد يتفاوتون في اهتماماتهم وقدراتهم العقلية، ومنهم من يتقن واجباته وأعماله بذكاء، ومنهم من لا تلفت نظره أصلاً هذه الأمور، فعلينا ألا نعتقد أن أبناءنا يجب أن يكونوا مثلنا تمامًا، ولا تنسيا أننا كنا مثلهم يومًا ما، ولم نصبح مربين ومسؤولين إلا عندما كبرنا ونضجنا.
أتمنى لك كل السعادة، وأتمنى أن يكلمني عبد الرحمن بنفسه، وأن يرسل رسالة إلى الموقع يتحدث فيها بكل صراحة عما يقلقه، دون أن تطلعي على رسائله وأسراره ولك تقديري.
ــــــــــــــ(102/13)
أبي.. في قلبي جرح من سفرك ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاً أشكركم على تعاونكم لدي طفل يبلغ من العمر 3 سنوات و10 أشهر. المشكلة أنه دائم على وضع أصابع يديه في فمه وليس كلها واحد واحد، يقوم بقضم أظافره، وفكرت في وضع شطة على أصابعه، ولكن خفت عليه. ماذا أفعل؟
هناك سؤال آخر هذا الطفل لديه غضب عجيب إذا قام أحد يقول لا تفعل هذا، فيغضب ويبكي بحرقة ويضع وجهه في الحائط، ويظل يبكي فترة طويلة، ويقول إنه لا يوجد أحد يحبه. أقر بأنه حساس جدًّا ولا يحب أي أحد أن يعترض على تصرفاته فهو نوعًا ما هادئ بالنسبة للذي في سنه. حاولت معه بكل الطرق بألا يقل هذا بحيث بدأت الناس تتضايق من ذلك التصرف، ماذا أفعل؟
سؤال آخر: أعرف أن هذا السؤال له رد فعل مزعج لديكم، ولكني يجب أن أعرف. تم نقل هذا الطفل إلى حجرة لينام بمفرده، وهو لا يزال يتبول ليلاً من قبل أن ينتقل إلى غرفة منفصلة، وفي بعض الأحيان يزداد الموضوع سوءاً فيقوم باللعب ويتلهى عن رغبته في التبول حتى تنزل القطرات التي تبلل ملابسه الداخلية في عز النهار وهو مستيقظ مجرد قطرات.. قمت معه بكل المحاولات ولا جدوى، فلقد بدأت أقول له لن أشتري ما تحب من حلوى أو "أنا زعلانة منك ومش هاكلمك" فيقوم بمصالحتي، ويزعم أنه لن يفعل ذلك ثم يكرره. ماذا أفعل؟ أعتذر عن الإطالة وأشكركم.
ملحوظة: والد هذا الطفل مسافر منذ سنة و5 أشهر تقريبًا، فهل هذا له علاقة بشيء مما يحدث؟
... السؤال
قضم الأظافر ومص الأصابع ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... إن المعلومة التي ذكرتها عرضًا في آخر استشارتك وهي سفر والده منذ سنة ونصف ربما تكون هي تفسير الكثير من الأعراض، وأكاد ألمح من ذكرك لهذه المعلومة بطريقة سريعة وعفوية وتساؤلك هل لهذا علاقة بالمشكلة أنك لا تتخيلين أنه يشعر ويتأثر ببعد والده عنه، بل ويفتقده بشدة، ولكنه لا يعرف كيف يعبر عن ذلك بالكلام؛ لأنه هو نفسه غير مدرك لذلك، ولكن قضم الأظافر والحساسية الشديدة والغضب والبكاء كلها أعراض لافتقاده حب وحنان والده.
ربما تتصورين أن هذا اتهام لك بالإهمال أو التقصير، ولكن الأمر ليس كذلك فالطفل يحتاج إلى والده تمامًا كما يحتاج إلى أمه، ولكن الطريقة والوقت تختلف، بمعنى أننا نتصور أن الأم هي التي تقوم بكل ما يريده الطفل حتى في وجود والده فهي التي تطعم وتلبس وتنظف وتعطي الدواء وتأخذه للنوم، والأب يرى ابنه سويعات قليلة في اليوم، ويكون دوره فيها الملاعبة والجلوس معه في وجود والدته مجرد مشاركة؛ لذلك نتصور أنه بسهولة يمكن أن يغيب هذا الأب كلية مثلاً في حالة السفر، وتقوم الأم بكل الأعباء كما كانت تقوم بها في وجود الأب، وأن الطفل لن يشعر بفارق ولن يتأثر لمجرد غياب شخص كان أحيانًا يجلس معه ويداعبه أو يلعب معه، ولكن الحقيقة غير ذلك تمامًا، فالطفل يحتاج والده تمامًا كما يحتاج والدته، ولكنه احتياج من نوع مختلف احتياج معنوي ونفسي أكثر منه مادي.
ولا بد أن نعلم أن الطفل في نموه النفسي والعاطفي يحتاج إلى نموذج للأب ونموذج للأم، تمامًا كما يحتاج الطائر إلى جناحين يطير بهما فإذا فقد أحد الجناحين قوته أو أصيب أو فقد تمامًا يضطرب توازن الطائر وتقل سرعة طيرانه، ويعجز عن أداء بعض مهامه، كذلك الطفل يحتاج إلى الأب والأم بنفس قوة الاحتياج، ولكن مع اختلاف الأسلوب والكم أو الجرعة، فلكل من الوالدين دوره ومهامه، ولا تستطيع الأم أن تملأ مكان نموذج الأب عند غيابه، بل نجد الطفل يبحث عن رجل في المحيطين به من العائلة أو المعارف أو المدرسة ويرتبط به ويتمثله ويضعه مكان نموذج الأب.
والآن نستطيع أن نفهم ونفسر هدوءه وحساسيته وإحساسه أن لا أحد يحبه وغضبه الشديد، خاصة وأن الأم أصلاً في حالة غياب الأب الذي هو الزوج بالنسبة لها لمدة طويلة تكون هي أيضًا مشدودة الأعصاب متوترة، وتفتقد هي من يهتم بها ويراعيها ويشبع احتياجاتها النفسية والمعنوية وطبعًا يتأثر الطفل ويشعر بتوتر الأم.
لم تذكر رسالتك ظروف سفر الأب، وكم سيطول ولكن سنة ونصف غياب كامل تعتبر مدة طويلة، ومن الأفضل محاولة ترتيب الأوضاع بحيث تلحقون به أو تزيد معدل إجازاته فإن أبناءنا هم أغلى ما نملك وهم الثروة الحقيقية، وإذا كنا نسافر ونغترب من
أجلهم ومن أجل مستقبلهم، فمن غير المنطقي أن نتسبب بسفرنا هذا في ضررهم.
اهتمي به هو، ولا تشغلي نفسك بتضايق الناس أو ردود أفعالهم، أكثري من الخروج
به للنزهة والحدائق وأكثري من الأوقات التي تقضينها معه في اللعب والحكايات ومشاركته اهتماماته.. لا تستعملي معه أبدًا العنف في العقاب.. يكفي جدًّا نظرة محذرة أو كلمة توجيه هادئة، ولكن حاسمة هذه ليست دعوى للتسيب في غياب الأب، ولكن نظرًا لحساسيته الشديدة وافتقاده حنان والده فثقي أنه حريص جدًّا على رضاك وعلى علاقته بك؛ ولهذا فالعنف سيزيد الأمر سوءاً، ولن يجدي نفعًا في حين إن الأسلوب الهادئ والصبر وإعطاءه الشعور بالثقة والاحترام سيكون له تأثير إيجابي جدًّا على حالته النفسية.
حاولي إيجاد دائرة حوله من الأصدقاء والأطفال القريبين منه يلعب معهم ويقضي
وقته معهم ويخرج طاقته ويتفاعل معهم، فهذا مهم جدًّا لنموه الاجتماعي ونمو شخصيته.
بالنسبة للتبول أثناء النهار نتيجة لانشغاله باللعب فهذا أمر طبيعي جدًّا في هذه السن، وكل المطلوب هو تذكيره كل ساعة بالدخول للحمام والإصرار على ذلك بهدوء ودون عنف أو تجريح، أما بالنسبة لوقت النوم فعلينا منعه من شرب أي سوائل قبل النوم بساعتين والتأكد من تبوله قبل النوم وإيقاظه أثناء الليل للتبول، ومع المداومة على ذلك تتدرب المثانة على الإغلاق التام أثناء النوم، وكل المطلوب بعض الصبر على هذا النظام التدريبي.
ــــــــــــــ(102/14)
زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء (متابعة) ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكركم على جهودكم، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أرسلت قبل ذلك استشارة بعنوان "زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء "، أجاب عنها د.وائل أبو هندي، وكان لي تعليق لو أذنت لي يا سيدي.. فقد قلت في رسالتي السابقة ".. لأنه لا يعتقد أنه يقوم بهذه الأفعال من الأصل".. سيدي لم أقصد منها سوى أنه يكابر عن الاعتراف حتى أمام نفسه أنه يفعل ذلك. مع العلم أني لم أفاجئه مطلقًا؛ لعلمي أن ذلك لن يأتي إلا بعكس ما أريد، وأنا أتعامل مع الولد في هذا الأمر بالإهمال كما ذكرتم؛ حتى أنه نسي الأمر تمامًا عندما غاب والده شهرين في عمله. ثم عاد إليها بعد عودة والده، ولا أخفيكم فالأمر يضايقني في نقطتين:
الأولى: أن زوجي يصرخ في الولد إذا رآه يعبث بعضوه؛ مما يزيد الولد عنادًا فيقوم بضربه أحيانًا.
الثانية: أن حديثكم جعلني أقلق على زوجي؛ فيده طوال اليوم لا تكاد تهدأ في مكان من قضم الأظافر إلى نتف شعر الذقن إلى العبث في عضوه عن طريق الضغط عليه بيده، وهو يفعل ذلك حتى أثناء نومه وأثناء ركوبه السيارة أمامنا وأمام الناس في الشارع.. لا يمتنع إلا عند تناول الطعام ويعود إليها بعد الانتهاء مباشرة.. يفعل ذلك بيده اليمنى؛ فإذا انشغلت اليمنى في الكتابة أو حمل شيء حلت اليسرى مكانها.
أتضايق من داخلي كثيرًا (ولم أظهر له هذا الضيق مطلقًا).. عندما أكون معه ويفعل ذلك أمام الناس؛ خشية أن تهتز مكانته بين الناس؛ فهو شخصية محبوبة وخدوم للجميع وملتزم أيضًا، ولا أدري ماذا أفعل له؛ فهو لا يريد الاعتراف بالأمر؟
فهل تريدني يا سيدي أن أخبره بما يفعل في كل مرة؟ صدقني يا سيدي بما أخبرتك به؛ فهو بعيد عن المبالغة تمام البعد، وأتمنى أن تخبرني بما ينبغي فعله مع زوجي حتى يعود لنا كما كان منذ سنة، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
قضم الأظافر ومص الأصابع ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا جزيلا على متابعتك وعلى ثقتك، ما يُفهم من إفادتك في هذه المتابعة هو أن مشكلة الولد قابلة للحل ببساطة إذا حُلت مشكلة أبيه، ولا بد عندئذ من الاقتراب من زوجك بلباقة ومحاولة مساعدته على طلب العلاج من تلك العادات السيئة، خاصة أنه سيكون أكثر استعدادًا للتعاون بسبب ما يراه من تأثير لسلوكياته تلك على سلوكيات ابنه.
يمكنك أن تبدئي مثلا بتنبيهه إلى نتف الشعر أو قضم الأظافر كلما فعله، وناقشيه في ذلك الأمر، وفي أن اعتياد ابنكما الصغير مثلا على قضم أظافره قد يتسبب في سنه الصغيرة في حدوث التهابات في أصابعه، وربما أدت إلى إصابته بالميكروبات الانتقالية أو نزيف بسيط؛ نظرًا لرقة الأنسجة، وأن الولد يقلده، ولا عيب في ذلك، ولا ذنب أيضًا على الولد إذا ما قلَّد أباه، ثم أتبعي ذلك بأنك قرأت مثلا على موقعنا أو على الإنترنت -إن خفت من رؤيته للمشكلة- أن نتف الشعر وقضم الأظافر اضطراب من الممكن علاجه، حاولي أن تستوضحي رؤيته للأمور ولو من بعيد لبعيد كما نقول في مصر.
يمكنك أيضًا إشراك أحد من أهله؛ فالمفروض أنهم يلاحظون ما تلاحظين من سلوكياته التي يرفض الاعتراف بها، لست أدري شيئًا بالطبع عن علاقتك وعلاقته بأهله، وأنت أقدر على اتخاذ القرار في هذه النقطة تحديدًا؛ فإن كانت علاقتك أنت وعلاقته هو بأهله تسمح لك ولمن تختارين منهم بالتدخل في هذا الموضوع، وبالشكل المناسب؛ لتوجيهه إلى طلب العلاج.
إلا أن هناك ما يجعلني أشعر ببعض الأمل، وإن كنت أيضًا أشكو من عدم الفهم، وهو قولك في متابعتك هذه: "وأتمنى أن تخبرني بما ينبغي فعله مع زوجي حتى يعود لنا كما كان منذ سنة"، هل يعني ذلك أن زوجك منذ سنة لم يكن ينتف الشعر ولا يقضم الأظافر ولا يعبثُ بعضوه التناسلي؟؟ هل تقصدين أن تغيرًا طرأ على سلوك زوجك منذ سنة، وتمثل فيما تصفين من أفعال محرجة؟؟ هي إذن جديدة عليه؟؟ ومنذ سنة؟ إن صدق ذلك فإن الأمور ربما تحتاج إلى طريقة أخرى في التناول.
من هو هذا الزوج؟ وما طبيعة عمله؟ وما مدى توافقه الشخصي والأسري والاجتماعي والوظيفي؟ هل يمر منذ سنة مثلا بكروب حياتية Life Stressorsمن نوع أو آخر؟؟
إن كون ما تصفين من سلوكيات محرجة بهذا الشكل تصدر عن أب تصفينه بأنه ذو مكانة اجتماعية لائقة كما يظهر من قولك وأنت تفسرين أسباب ضيقك وحيرتك: "عندما أكون معه، ويفعل ذلك أمام الناس خشية أن تهتز مكانته بين الناس؛ فهو شخصية محبوبة وخدوم للجميع وملتزم أيضًا"، كون هذه السلوكيات طارئة يا سيدتي يعني أن البحث عن الكروب الطارئة في حياته هو مفتاح الوصول إلى تشخيص وتوصيف لحالته، وهذا أول طريق العلاج.
إذن تستطيعين أن تزيدي من اهتمامك بمعرفة أسباب تغيره الذي طال ولا تجدينه ينتهي؛ ولذلك قررت أن تتدخلي (بخفة الأنثى الحكيمة) لمعرفة أسباب توتر زوجك؛ فقد يكون هناك ما لم يخبرك به؛ سواء في عمله أو علاقاته الاجتماعية أيًّا كان نوعها؟ حاولي..
كما أختتم باقتراح إن رأيتِه مناسبًا (فأنا لا أعرف زوجك، عليك هنا أنت وزن الأمور) فافعليه، وهو أن تذكري له أنك قرأت ما ورد في الأثر الذي قال: "ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية"، فهل يدفعه ذلك إلى الكلام عما يشغله؟ فكري وتابعينا بالتطورات.
ــــــــــــــ(102/15)
ابنتي ..صراخ وبكاء وزن ... العنوان
السلام عليكم، ابنتي عمرها عامان وسبعة أشهر، كنت غالبا متهمة بتدليلها، إلا أني كنت أعتقد أنها طفلة وأن هذا طبيعي، ولكنها كانت متعبة، وكنت أتحملها قدر استطاعتي، لكن الآن صار الأمر صعبا جدا، مثلا في عامها الأول لم تكن تتناول الطعام إلا بمحاولات مضنية، والآن لم أعد أهتم فأضع لها الطعام تأكل وحدها أو أطعمها إن أرادت، وإن لم ترد فلا ألح عليها، لأني تعبت.
والمشكلة أنها لم يعد لها مواعيد منتظمة في تناول الطعام، وغالبا سلوكها هذا معي فقط، فهي ليست بتلك الصورة مع والدها.. هذا مثال، ثم من أجل تدريبها على التحكم حتى على التبرز، والآن فقط بدأت في الانضباط بعض الشيء، رغم المحاولات الكثيرة لتدريبها، وأرى الأطفال مثلها ينضبطون بسهولة وخلال فترة قصيرة جدا من التدريب!!
الآن بدأ صبري يوشك أن ينفد، فهي مثلا تمد يدها علينا بالضرب كثيرا، بمناسبة وبدون مناسبة، ولا أدري كيف أوقفها عن تلك العادة، فإن غضبت منها تعتذر، ثم تعود مرة أخرى.. فكرت في عقابها، لكن لا أدري ما العقوبات المناسبة لها.
ثم إني عندما آخذها من حضانتها فإن الطريق يحتاج إلى نصف ساعة منها ربع ساعة سيرا، لكن هل تصدقون أننا قد نستغرق في الطريق أحيانا ساعة ونصفا أو ساعة، بسبب أنها تريد مواصلة اللعب، وتظل تجري وتلعب في الحدائق، ولا تسير معي، ولم أكن أمانع في البداية حتى تلعب، رغم أن الأمر كان مرهقا بالنسبة لي، لكن أحيانا أكون مستعجلة، وأتعجب ألم يكفها كل اللعب الذي لعبته في الحضانة؟!
ولقد صارت مؤخرا ترفض الجلوس في عربتها مما كان يسهل العملية عليّ، ولقد طاوعتها في هذا لأني في انتظار طفل جديد إن شاء الله على بداية الشتاء، وحتى لا تغار من أن يأخذ منها العربة. وأخيرا زاد الأمر عن الحد فصارت تتعامل بأسلوب الصراخ والبكاء والزن؛ ما يجعل الأمر غير محتمل.
وبدأت حديثا ترفض مواصلة الطريق معنا في بعض الأحيان ولو من باب العناد، لكن حدث منها ما جعل الكيل يفيض بي.. فقد كنا مع زوجي في طريق العودة إلى المنزل، وكنا مرهقين، ولكنها استمرت على حالها ترفض ركوب العربة، ولا تتوقف عن اللعب في الطريق وتعطيلنا، فقلنا لها إننا سننصرف ولن ننتظرها، فكانت كلما ابتعدنا عنها حاولت اللحاق بنا ثم تواصل اللعب، حتى عبرنا على حديقة أطفال، فإذا بها تدخل وتلعب وترفض مصاحبتنا، فانصرفنا فعلا وتركناها وابتعدنا ونحن نقاوم القلق وهي لا تزال تلعب، حتى اضطررنا للاختباء ومراقبتها بدون أن ترانا، حتى تنبهت وراحت تبكي قليلا حتى ظهر لها والدها ومشيت معه وهو يؤنبها.. ثم عندما رأتني طلبت أن أحملها لأنها تعبت، فحملتها للحظات ثم لم أستطع فتركتها وأنا أفهمها أني متعبة، فعادت للبكاء، وجلست على الأرض ترفض التحرك، إلا أن أحملها، فتركناها وانصرفنا فبقيت جالسة ونحن نبتعد ونخفي قلقنا، حتى اضطر والدها للعودة إليها وأخذها فمشيت معه.
فماذا كان العمل؟ لقد كانت فعلا مرهقة وتريد النوم، ولكنها كانت ترفض الركوب في العربة ويمكن النوم فيها، ولقد صار نظامها الجديد أن تظل تلعب في الطريق وتعطلنا، ثم فجأة تنتبه إلى أنها مرهقة وتريد أن نحملها!! فهل هذا أمر يحتمل؟! وهل من الطبيعي أن يسبب طفل في العامين كل هذا القلق في الطريق؟ وكيف نخرج بها إذن؟
أنا لم أعد أعرف كيف أتعامل معها، وأنا لا أشتد مع الصغار ولكنها تجبرني على ذلك.. مسألة استعمال المرحاض مثلا، أعتقد من أسباب تأخرها فيها أنها قد ترفض الذهاب للمرحاض أحيانا، وأطلب منها الذهاب، وألح عليها فتقول إنها لا تحتاج، ثم في لحظتها قد أجدها تبل ثيابها، وقد أحملها رغما عنها، لكنها تقاوم بالقوة.. إلا إذا غضبت منها وتعصبت وتركتها وأغلقت على نفسي مثلا، فإنها قد تعود وتعتذر وتكون أقل لينا.
فما الأسلوب الأمثل للتعامل؟ وما الخطأ الذي ارتكبته معها حتى لا أعيده مع غيرها؟ هل أنا فعلا دللتها؟ وكيف نعامل الأطفال إذن، وإن كنت دائما أنتقد الشدة مع الأطفال؟
عموما هي بها مميزات أخرى كأي طفل، لكنها متعبة جدا خاصة في الفترة الأخيرة صار الأمر غير محتمل...
للعلم هناك نقطتان أشعر أنكم سوف تسألون فيهما، وأولهما مسألة الغيرة من الطفل الجديد، فلقد حاولت تأهيلها لذلك وإشعارها بالثقة في أن القادم الجديد لن يأخذنا منها، بل سنتشارك جميعا في رعايته، وسيكون أخا أو أختا لها يلعب معها، لأنها لا تزال بلا إخوة بخلاف كثير من الأطفال!! أقصد أني لا أهمل تلك المسألة.
والثاني بالنسبة للحضانة فإنها تحبها وتستمتع بها جدا وتحب رفاقها هناك، وأنا أعطيها بعد ذلك من وقتي قدر المستطاع، وإن شاء الله ليس هناك قلق من تلك المسألة.. فبم تنصحون؟ وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
فقدان الشهية ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. ومرحبا بك، وجزاك الله كل الخير على أن أجزلت لنا الثناء بدعائك في نهاية سؤالك أن يجزينا الله الخير، وفي البداية لا بد أن أعتذر لك عن تأخري في الإجابة عليك فأرجو أن تقبلي العذر.
عزيزتي لقد سهلت عليّ كثيرا مهمتي في الرد بتأكيدك على كون الحلم والرفق من سمات تعاملك مع الأطفال، وإنك تحبذين اللين والهدوء والتسامح مع تلك الكائنات المسكينة المزعجة في نفس الوقت، والتي قد تظن أن استعراضها لإمكاناتها في الإزعاج والعناد والتمرد والقلق هو قوة لها ومحاولة للشعور بالمساواة مع الكبار.. ولعل هذه التصرفات هي سمة مشتركة بين معظم أطفال هذه السن والتي تتفاقم وتتزايد تدريجيا في اختبارات متتالية لصبر وحلم الآباء والأمهات ومحاولات متكررة للاستقلال والشعور بالذات حتى يستقر الوضع بعد سن السادسة تقريبا وتبدأ جولات جديدة في ميادين جديدة... والمطلوب في كل جولة وفي كل مرحلة أمران:
- تخلي المربي عن الأنانية، أو بمعنى آخر تخليه عن الرغبة في الانتصار على الطفل وتطويعه، وتجرده من مشاعر الندية أو المواجهة التي لا بد أن تنتهي بالنصر لأحد الطرفين.
- محاولة المربي إفادة الطفل من كل جولة وصقله فيها وتعليمه شيئا جديدا.. بحيث يصل الطفل إلى كم متراكم من المشاعر والأحاسيس والخبرات التي تدخل في تكوين شخصيته السوية، وسأوضح كلامي فيما يلي.
مما لا شك فيه أن عناد الأطفال شيء مرهق ومزعج وممل أحيانا كثيرا، ولكن ماذا لو فكرنا في الأمر بشكل مختلف... فكرنا فيه من وجهة نظر الطفل، أي وضعنا نفسنا مكانه لنقدر رغبته واحتياجه لتنفيذ هذه الرغبة بشكل يفوق رغبتنا في أن ننفذ ما نراه مريحا أو مناسبا... ثم نبدأ في تقييم تلك الرغبة هل هي مناسبة أم لا، وهل ميله لها طبيعي أم مبالغ فيه، وهل هناك ظروف ما تدفعه باتجاه هذه الرغبة...
فمثلا رغبة ابنتك في اللعب في الطريق لا شك أنه يبررها شكل الأطفال يلعبون مما يثير شهيتها للعب، فضلا عن شكل الحديقة، فضلا عن أنها طفلة وحياة الطفل تكاد تساوي في نظره اللعب؛ فهو حي ما دام يلعب؛ لذا نجد الأطفال تكره النوم وتقع فيه بصعوبة كشر لا يمكنهم مقاومته طويلا لأنه لا بد منه.. وللعلم فأطفالي من هذا النوع، لكن حملك وآلامك وإنهاكك الجسدي يجعلك تشعرين أن الأمر زائد عن حده، وأنه يكفيها جرعة اللعب في الحضانة وهذا حقك، ومن هنا ينشأ الخلاف ولو تركتها اليوم كله تلعب فلن تشبع، إذن كيف نوازن؟
لا بد أن تعقدي معها اتفاقا أن هناك وقتا محددا للعب وبعد انتهاء هذا الوقت سنمشي وأشعريها أنك تقدرين رغبتها في اللعب، وهو ما يمكن أن نكمله في المنزل؛ فقط لأن ماما متعبة وأنت تحبين ماما، وإذا مرضت ماما فلن تستطيعي الخروج نهائيا ولا حتى للحضانة.
إذن فالحل أن تلعبي قدرا من الوقت فقط بعد انتهائه نذهب للبيت.. فكما أفرحك لا بد أن تريحيني حتى أفرحك أكثر وأكثر، وبالطبع فهي في المرات الأولى ستنكث وعدها وتطلب المزيد من الوقت.. وهنا يجب أن تشعريها بالحزم أننا اتفقنا ولا بد أن نمشي..
واحذري من مسألة تركك لها واختفائك ثم معاودة ظهورك؛ لأنه من الممكن أن يتسبب في مشكلة كبيرة كأن تختفي عنها ولا تقلق لأن الأمر تكرر كثيرا فتتوه أو تضيع وكلها اطمئنان لظهورك.. وهذا خطر جدا.. بل على العكس لا بد أن تعتاد أن مرافقتك أمر يساوي سلامتها وانفصالكما يعني مكروها... وأكدي لديها هذا المعنى بالقصص والرسوم والقصص المصورة التي تحكي عن طفل ترك يد والده فتاه وضاع وحزن كثيرا وعن طفل بعد عن أنظار أمه في الحديقة فأخذه اللصوص... إلخ.. فمن الواضح أن لديها من الجرأة والانطلاق ما قد يصل لحد الاندفاع الذي قد يوقعها في الأخطار.
وعود على بدء.. فلا بد من الحزم في مسألة الوقت المخصص، لكن اجعليه مشبعا، وأعدي له كان تكون في صحبتك بعض الشطائر أو زجاجة مياه أو عصير أو أشياء تجعل الانتظار مريحا لا يباغتك فيه جوع أو عطش أو ألم لأنك قدرت له وقتا واستغرق ضعفه؛ فأنت من البداية مستعدة لهذا الضعف نفسيا... وبعد انتهاء الوقت تذهبين إليها قائلة: "هيا بنا نكمل في البيت"، ومع رفضها المؤكد ذكريها بالاتفاق المسبق بينكما، ثم حاولي إغراءها بشيء مثل لعبة جميلة ستلعبينها معها عند العودة أو زيارة ستقومان بها مساء أو حلوى ستشترينها لها... إلخ، ونفذي ما وعدتها به.
وأنصحك أن تستخدمي وسيلة انتقال بدلا من السير لأن تعبها مؤكد وطلبها للحمل أكثر تأكيدا؛ فعليكما ركوب سيارة أو سيارة أجرة مع ضرورة أن تكون مصاحبتكما لبعضكما البعض في الطريق أمرا ممتعا مليئا بالبهجة والسرور والضحك والغناء.
ولاحظي أن نصف ساعة من المشي كثير على طفلة عمرها عامان.. وهذا سبب القلق الذي تسببه، كما أن رفضها لعربتها طبيعي؛ لأنه يغريها ما حولها بالانطلاق الذي يفوق طاقتها فيلين عزمها طالبة الحمل ومن ثم البكاء والزن... إذن فقللي إرهاقها بتوفير وسيلة تنقل أكثر راحة وسرعة كالسيارة أو التاكسي على الأقل في رحلة الحضانة باعتبارها رحلة يومية لكليكما.
إذن ما هو الشيء الذي يمكن أن تتعلمه ابنتك من مواجهتك الخاصة بمسألة اللعب:
1- أن لكل شيء وقته وموعده.
2- محاولة التغلب على الرغبات لوجود أولويات.
وهو ما يفوق طاعتها أهمية ويفوق تطويعها للأوامر إفادة لها.. وعلى هذا المنوال يجب أن تسير كل المواجهات معها، ولعلي وضحت ما بدأت به حديثي معك عن مسألة العناد.
والأهم يا عزيزتي من كل ما سبق والذي يجعل اللين والرفق مفيدين مع الأطفال هو الصداقة معهم؟ إن شعرت ابنتك بصداقتك فسترد رفقك معها بحب وامتنان ولن تعتبره تراخيا أو قدرة لها على فرض رغباتها، والصداقة تكون بالحديث والكلام وتبرير التصرفات، فتقولين لها مثلا أنا سمحت لك باللعب في الحديقة لأني أحب أن تفرحي.. لقد أحضرت لك تلك الهدية لأني أحبك لأنك فعلت كذا.. أنا أحب التنزه معك.. أنت صديقتي.. وهكذا.
كما أن مشاركة الطفل في لعبه ومشاهدة ما يحبه من الكارتون وقراءة القصص والأعمال الفنية والتلوين وإشراكه في أنشطة الكبار كإعداد الطعام مثلا وترتيب الأسرة وشراء المستلزمات؛ وهو ما يقوي أواصر تلك العلاقة، فضلا عن اصطحابه في رحلات الكبار كالرحلة للمسجد أو لزيارة مريض، مع إشعاره أنه لا يصطحب ديكورا بل لأنه صديق.. وسؤاله هل تحب أن تأتي معي؟
كل هذا مما يجعل الصداقة حميمة مع الطفل ويفهمه أن الحلم معه ليس ضعفا وأن الحزم معه ليس قسوة ويجعل هناك شفافية بينه وبين أبويه في التعامل؛ فكل التصرفات مبررة وواضحة، والعلاقات بين الأسباب والنتائج لا تحتاج سوء ظن لتبريرها.. وكل هذا سيعينك في مسألة التغلب على الغيرة والتي ستجدين عنها الكثير فيما يلي:
احموا أبناءكم من الغيرة.
أما مسألة ضربها لك ولوالدها فلا بد فيها من الحزم الحاني، بمعنى أن تمسكي يدها برفق معبرة عن استيائك من هذا الأمر بالكلام ونظرات العين وملامح الوجه، لكن لاحظي ألا يكون ذلك في وقت انفعالها، بمعنى ألا تكون منفعلة بسبب ما؛ لذا فتعبر عن استيائها بضربك؛ فلكل مقام مقال.. فلو كانت تفعل هذا من باب المزاح الثقيل فأفهميها برفق وأنت تمسكين بيديها أن الأمر غير لطيف وغير مسموح به.. أما لو كانت غاضبة فامسكي يدها وامنعيها أيضا قائلة: ماذا تريدين؟ أو لِم أنت زعلانة؟ إلى غير ذلك من محاولات حل مشكلتها لكن دون تأنيبها.
بقيت مسألة التحكم فهي مشكلة كل طفل تقريبا في عمر ابنتك، لكن ما يشعرك باللهفة هو قرب وصول الضيف الجديد، ولهفتك تلك تزيد من عنادها؛ لذا عليك تدريبها بشيء من الضحك والمرح وإغراؤها بالمكافآت وجعل الأمر لطيفا ومحببا فتشتاق إليه بدلا من أن تؤثر عليه مشغولياتها في للعب وغيره
ــــــــــــــ(102/16)
أخاف علي بناتي من التحرش (مشاركة) ... العنوان
مشاركة على استشارة أخاف على بناتي من التحرش للدكتورة مني البصيلي ... السؤال
تربوي ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي الفاضلة إن أهم القواعد في التربية، ولعلها تكون القاعدة الذهبية في التربية، "التوازن والتوسط في كل شيء"، فمن المهم جدًّا أن نحافظ على أبنائنا ونخاف عليهم ونحميهم من كل الأخطار، ولكن الأهم من ذلك ألا يتحول هذا الحرص والخوف إلى رعب وفزع يعوق تعاملنا الطبيعي مع أولادنا وتفاعلهم التلقائي مع المجتمع.
فظاهرة التحرش بالأطفال هي من الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا العربية والبعيدة تمامًا عن قيمنا وأخلاقنا وموروثاتنا الثقافية، ولكن مع الأسف أخذت في الانتشار بشدة وساعد في انتشارها إهمالنا وتجاهلنا لها لفترة طويلة من الزمن حتى استشرت، وأصبح من الضروري زيادة الوعي بها، ووضع أسس وقواعد لحماية أبنائنا منها ومن آثارها النفسية المدمرة. ولذلك أصبح من المهم جدًّا لكل أم أن تصاحب أبناءها في الأماكن العامة مثل النوادي والحدائق العامة، وأن نتأكد من الأوساط والأشخاص الذين يتعاملون مع أبنائنا ومتابعة ذلك عن قرب، وكذلك تعليم الأولاد كيفية الحفاظ على أنفسهم وأجسامهم وكيفية الدفاع عن أنفسهم وطلب المساعدة. ولكن من المهم جدًّا أيضًا أن يتم ذلك بطريقة متوازنة وبدون مبالغة شديدة تؤدي إلى نقل هذا الخوف والفزع لأبنائنا، وتؤدي بهم إلى الخوف من الناس والانعزال والانغلاق عن المجتمع، فنحن نريد أبناءنا أقوياء واعين واثقين من أنفسهم وليسوا خائفين مذعورين مهزوزي الشخصية.
فمن غير المعقول أن تتصور أن الناس كلهم أصبحوا ذئابًا بشرية تريد أن تفترس أبناءنا بمن فيهم الأهل والأعمام والجيران، وخاصة مع طفلة عمرها سنتان ونصف.
يا سيدتي.. إن ابنتك صغيرة وتعاني من وحدة شديدة في بلد بعيد عن الأهل والأقارب، وطبعًا لا تستطيع اللعب مع أختها الصغيرة.. وطبعًا أبناء الجيران هم بالنسبة لها الكنز أو المتنفس الوحيد، ولا بد أن تعلمي أنك مهما خرجت معها للحدائق والملاهي فهي تحتاج بشدة إلى أطفال من سنها أو أكبر منها تلعب معهم وتتحدث معهم، وهذا أمر مهم جدًّا لنموها العقلي والنفسي وتواصلها الاجتماعي، وطبعًا أنت محقة في مخاوفك وهي محقة في أن تلحّ طوال اليوم طلبًا للذهب للعب عند الجيران.. فما الحل؟
1 - اذهبي لزيارة الجارة مرة واثنتين وتعرفي عليها جيدًا وعلى جو الأسرة.
2 - الفِتي نظر الجارة بهدوء وبطريقة طبيعية إلى ضرورة أن تتفقد الأولاد من وقت لآخر أثناء لعبهم لتطمئن عليهم من جميع الجوانب حتى من ناحية أنه ليس هناك لعب خطر أو عنيف يؤذي الأولاد.
3 - أنت أيضًا بحاجة لصديقة قريبة منك.. حاولي التقرب منها ومناقشة كل قضايا وجوانب تربية الأولاد، وتعاونا في اكتساب خبرات في هذا المجال سواء بالقراءة أو الإنترنت، وبذلك توجدي قاعدة مشتركة بينك وبينها وتطمئني على أولادك (ابنتك) عندها.
4 - حاولي أنت بين وقت وآخر استضافة الأولاد عندك في البيت لمتابعة الموقف عن قرب والتعرف عليهم.
5 - ضعي مع ابنتك قواعده لهذا الأمر حتى لا تعيشي في صراع دائم ويومي معها، ولكن نظمي الأمر بالتفاهم معها، بمعنى أن يكون اللعب عند الجيران مرة واحدة كل يومين لفترة محدودة من الوقت، مثلاً ساعة، وتعليمها أنه إذا احترمت هذا الكلام ستذهب وإذا رفضت لن تذهب.
6 - بصورة عامة لا بد في تربية البنت والولد على الحياء الشديد فيما يخص جسمه وعورته، وذلك منذ السن الصغيرة جدًّا، لا ينزع ملابسه أمام أحد، وأن يغير ملابسه دائمًا في الحمام أو في غرفته الخاصة وليس أمام أحد، لا إخوته ولا والده، فقط الأم أو الجدة أو الخالة، وعندما يصبح بإمكانه الاعتماد على نفسه لا بد أن يغير ملابسه بمفرده دون وجود أحد.. وكذلك قدسي الجسد وألا يلمس أحد جسم الآخر أو عورته، وألا يدخل الحمام أبدًا مع أحد حتى أخاه، وكل هذه القواعد مهمة جدًّا أن تعطى بصورة طبيعية ودون إثارة خوف الأبناء وفزعهم، ولكن قواعد عامة في البيت.. في المدرسة.. في النادي.. عند الأهل.. عند الجيران.
وهذا الحياء الطبيعي مهم جدًّا لحمايتهم والحفاظ عليهم، وسيجعلها تحكي لك بطريقة طبيعية أي شيء يحدث لها، ويجعلها كذلك بطريقة طبيعية ترفض اقتراب أحد منها.
7 - ليس هناك مانع طبعًا في بيات الطفل عند الجد أو الخال أو العم، ولكن كذلك مع اتباع نفس الخطوات التي اتبعناها مع الجيران.
أخيرًا.. أرجو الرجوع إلى مقالة "مرحبا طفلي الثاني" وكذلك يمكنك الاطلاع علي المشكلات الخاصة بالغيرة بين الابن والمولود الجديد، متى تتعاملين معها جيدًا فيما يخص غيرتها من أختها الصغرى وتجديها في الروابط التالية:
غيرة طفلي تسأل.. أين مكاني في البيت؟
علاج الغيرة بإعادة ترتيب الأولويات
طفلي الأول.. لن تخرج من جنتي
وحاولي الابتعاد عن النقاش الحاد مع والدها أمامها، والامتناع تمامًا عن ذلك في وجودها، وليكن كل نقاشاتكم في غرفتكم الخاصة بعيدًا عن الأولاد؛ لأن ذلك يصيبهم بالتوتر والقلق وعدم الأمان والعصبية ويجعلهم يقلدون الأسلوب العصبي عندما يكبرون.
ومرحبًا بك وبتساؤلاتك في كل وقت.
ــــــــــــــ(102/17)
التأخر اللغوي والتفاعل الاجتماعي ... العنوان
السلام عليكم.. ابني خالد يبلغ من العمر 10 سنوات ونصفًا.. متفوق دراسيًّا يجيد التحدث باللغة الإنجليزية، يحفظ قدرًا لا بأس من القرآن، منتظم في أحد الأندية الرياضية، سليم الجسم لم يشتكِ من مرض في صغره سوى تأخر نمو اللغة، كما أخبرني أستاذ التخاطب، واستمرت الجلسات لمدة سنة كاملة، وانقطعت الجلسات عندما أخبرني الأستاذ أن ابني أصبح يمتلك ثروة لغوية وعددا من الكلمات تضمن له تفاعلاً اجتماعيًّا دون أي مشاكل إلا أنه لا يفرق بين المؤنث والمذكر، فيقول عن والده "إنه تأخرت وعن أخته إنه جميل، والكرسي كبيرة والعصير باردة"؛ مما لفت أنظار من حوله فتأثر نفسيًّا بسب تعليقاتهم، وانعكس ذلك على اختلاطه بالآخرين - فكيف أساعد ابني؟ وجزاكم الله خيرا. ... السؤال
أمراض التخاطب ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي الفاضلة.. أم خالد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلا بك معنا على صفحتك معا نربي أبناءنا..
سيدتي الفاضلة إن المعلومات التي ذكرتها رائعة؛ لأنها تؤكد أهمية التدريب اللغوي للأطفال المتأخرين لغويا ومدى نجاحها.
وأرجو أن تكون نبراسًا للأهل يشجعهم على مراجعة الاختصاصي عند وجود مشكلة لدى الطفل، حيث إنه كلما كان التدريب مبكرا كانت نتائجه أفضل.
أختي الفاضلة أقترح التوجه إلى إخصائي نطق ولغة للتدريب على هذه المهارات (صيغ الأفعال - الضمائر - صيغ المذكر والمؤنث)، ويمكنه أن يرشدكم إلى برنامج تطبقونه في المنزل.. ويمكنني المساهمة بإرشادات بسيطة:
- يمكن وضع النقاط التي تمثل مشكلة لخالد في ورقة كأهداف تدريب.
- الاستعانة بصور للتدريب على الهدف.
- تطبيق الهدف إذا نجح فيه بالصور على الحياة اليومية للتعميم.
وأقدم لك مثالا بسيطا:
1. التدريب على استخدام صيغة الفعل المضارع مع استخدام صحيح للمؤنث والمذكر.
2. تحضير صور تمثل أولادا وبناتٍ يقومون بأفعال متعددة، مثل الأكل الشرب اللعب وغيرها.
3. تجهيز كل صوره بفعل واحد وكأنها بطاقة.
4. التدريب على الفعل الواحد، مثل الأكل باستخدام الصيغة المؤنثة والمذكرة (ولد يأكل تفاحا - بنت تأكل تفاحا).
5. تكرار التدريب لحين بدء الطفل بالاستخدام الصحيح عند وصف الصور.
6. الانتقال لتطبق ذلك في المنزل (أخوك يأكل - ماما تأكل).
7. الانتقال لوصف أحداث تحدث أمام خالد خارج المنزل، وما يحدث له في المدرسة وما يراه في التلفاز وغير ذلك.
8. الانتقال لهدف آخر.
ويمكن وضع هدفين قريبين من بعض إذا وجدنا أن خالدا يمكنه استيعاب ذلك وتخفيف العبء إذا وجد صعوبة..
أرجو أن تكون الطريقة واضحة، وأرجو أن توافينا بالتطورات..
ــــــــــــــ(102/18)
زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله.. عندي طفل عمره 3 سنوات.. المشكلة أن والده اعتاد عادات سيئة، مثل: قضم الأظافر، والعبث بعضوه التناسلي، وبدأ الولد بالفعل يقلد أباه، ووالده ينهره عن ذلك، ولا يصدق أنه يقلده؛ لأنه لا يعتقد أنه يقوم بهذه الأفعال من الأصل.
فماذا أفعل وقد استنفدت كل السبل في إقناع والده بترك ما يفعل؟ ولا أريد أن يشب ولدي على ذلك، ولا يجوز أن ألفت نظره إلى أن والده يتصرف خطأ، وأخاف أن يأتي اليوم الذي يقول فيه "بابا بيعمل كده".. بالله عليكم ماذا أفعل؟
... السؤال
قضم الأظافر ومص الأصابع ... الموضوع
أ.د وائل ابوهندي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الفاضلة.. أهلاً وسهلاً بك على صفحتنا "معًا نربي أبناءنا"، وشكرًا جزيلاً على ثقتك، تبدو مشكلتك لنا من زاوية تجعلنا نملك من التساؤلات أكثر مما نملك من الأجوبة، وهذا موقف كثيرًا ما نقفه في الحياة الواقعية أثناء ممارسة الطب النفسي، فما بالك بكثرته ونحن على صفحات الإنترنت نقرأ السطور الإلكترونية!، على أي حال، سأتساءل كثيرًا خلال الرد ولا تعتبرينه اتهامًا بقدر ما هو محاولة أسأل الله تعالى أن تكون موفقة لتمكينك من رؤية الموقف من زاوية أكثر إنارة، فسامحيني على ما قد يبدو مني قسوة في الرد.
أطمئنك أولاً إلى بساطة ويسر تغيير مثل تلك السلوكيات في الابن، إذا هداك الله وجعل نصائحنا سهلة التنفيذ بالنسبة لك، واتسمت بقدر معقول من الصبر والثبات الانفعالي، فقط ثقي بأن ابنك الصغير يشعر بك جيدًا، ويحتاج أحيانًا إلى الاستحواذ على كل انتباهك وصولاً إلى حد الاستغلال فقط؛ لأنه لا يملك عالمًا آخر قريبًا وحبيبًا ومهمًّا جدًّا غيرك أنت، ويصدق ذلك معك أنت تحديدًا أكثر من أبيه.
ولنبدأ إذن: أتساءل أولاً عن زوجك أبي الولد ذي السنوات الثلاث من العمر، كيف يستقيم فكريًّا أن الأب يفعل الأفعال التي أزعجتك كثيرًا فيما يبدو (مثل قضم الأظافر والعبث بعضوه التناسلي)، كيف يستقيم أنه لا يدري حين يفعلها أنه يفعلها؟ خاصة أنه يفعلها كثيرًا إلى درجة أن ابنه يقلده؟ هناك احتمالان:
الأول أنه نادرًا ما يفعلها، وأن ذلك لا يحدث إلا في بعض حالات الشرود أو التركيز مثلاً في مشاهدة التلفاز أو القراءة أو غير ذلك، وأنه لم يجد من ينبهه إليها ساعة حدوثها، وبالتالي فهو لا يدري أنه يفعلها وهذا مستبعد!.
والثاني أيضًا هو أنه نادرًا ما يفعلها، ولا يحدث إلا في بعض حالات الشرود أو التركيز...، ولكنك حين واجهته فجأة بأنه هو السبب في سلوك الولد المشين خاصة فيما يتعلق بالعبث بالأعضاء التناسلية، لم يستطع أن يتقبل نفسه في هذا الوضع فدفع عن نفسه التهمة بنسيان السلوك.
وفي الحالة الأخيرة يجب أن تكفّي عن نظرات الاتهام والانتقاد وأن تحاولي الاقتراب من زاوية أخرى، ولا تكوني عجولة إذا سمحت فابنك لم يزل صغيرًا، ولم يفعل أي شيء غير طبيعي.
والتساؤل الثاني هو: تعالي هنا أليس من الممكن أن تكوني أنت مبالغة في عدم تحملك واستهجانك لمثل تلك السلوكيات؟ فهي مزعجة جدًّا بالنسبة لك؟ وأنا هنا أنتهز الفرصة للتنبيه والتحذير من اللجوء إلى العقاب للولد بأي شكل من الأشكال الجسدية أو المعنوية؛ لأن ذلك غالبًا ما يعزز السلوك المشين في الطفل، ولو في الخفاء، وساعتها سيصبح أكثر خطرًا، ناهيك عن كل ما يمكن أن يسببه في تكوين الطفل النفسي ويكبر معه!.
لذلك أكرر عليك لا تكوني عجولة من فضلك.
حتى الآن أنا غير قادرٍ على إقناع نفسي كمستشار بأن زوجك لا يدري أنه يفعلها! ذلك أن مرضاي ممن يعانون من اضطراب قضم الأظافر Onychphagia (القهري)، عادة ما يجيئون إلى الطبيب النفسي بأنفسهم مشتكين من تلك العادة السيئة التي تكون آثارها غالبًا ظاهرة في أطراف أصابعهم، وهناك حين نبدأ تدريبات العلاج السلوكي وربما العقاري، نجدهم غالبًا ما يشتكون من عدم قدرتهم على ضبط الرغبة في قضم الأظافر في لحظات الشرود التي أشرت إليها، المهم أنني لم أجد مريضًا واحدًا من مرضى قضم الأظافر الكبار والصغار لا يدري أنه يفعلها! واقرئي من على صفحة مشاكل وحلول الرابط التالي :
نتف الشعر وقضم الأظافر
وما ينطبق على قضم الأظافر ينسحب نوعًا ما على عادة العبث بالأعضاء التناسلية، فهي أيضًا عادة ما تحدث في نفس الظروف مضافًا إليها خصوصية المكان الذي يكون فيه الشخص وقتها، فغالبًا ما تكون غرفة نومه أو ردهة بيته أو أمام التلفاز وليس هناك من يجب فصلهم عن النفس أي أمام الأهل، وهذه لحظة إذا واجهنا الفاعل فيها بأنه يفعل كذا، فإنه لا يستطيع أن يكون غير دارٍ بما يفعل، فكيف مرةً أخرى لا يدري زوجك بأنه يفعلها؟ هل يفعل ذلك وهو نائم؟
أظنها والله أعلم حساسيتك أنت المفرطة لهذا الموضوع، ولا تغضبي مني فما أنهكت هذا الوتر المشدود في حديثي معك إلا لأنه الأهم في العلاج، وأنا من هنا سأتكلم عن الصبي المبارك الذي ترين أن لديه مشكلة، ذلك أننا دائمًا نقول للمشتكين من سلوك في الطفل الصغير، إن عدم الانزعاج هو أهم خطوة، بل هو الخطوة المبدئية والمحورية في العلاج، ولتفهمي أكثر فإنني أحيلك إلى الرابطين التاليين:
عادة ولدي القبيحة.. العلاج بالإهمال !"
صغيراتي يعبثن بأعضائهن الجنسية !
ومن هذين الرابطين يمكنك أن تستنتجي، أن ما يفعله ابنك قد يكون مجرد تعرف على الجسد في حالة العبث بالأعضاء التناسلية، وموقفك يجب أن يكون عدم الانزعاج، ثم الإهمال حتى يترك تلك العادة السيئة، وبالنسبة لقضم الأظافر فإن الأمر قد يكون أعمق كثيرًا ولا بد قبل أن أكون قادرًا على الرد أن أعرف إلى أي مدى تحدث هذه السلوكيات الوسواسية من أبيه؟ ذلك أن الأمر هنا قد يتعلق بالوراثة الجينية وليس مجرد التقليد الطبيعي في تلك المرحلة من عمر الطفل، أريد معلومات هنا يا أختي، وإن كانت أهمية الإهمال هنا ليست أقل من أهميتها في حالة العبث بالأعضاء التناسلية.
نصيحتي الأخيرة بعد ما سبق هي أن تقتربي من زوجك أكثر، وأن تهتمي بمساعدته في حل مشكلته إن كانت لديه مشكلة فعلاً، فهو الآن لديه الدافع للتغيير، وعليك أن تتصرفي بمنتهى اللباقة معه، وتجنبي نظرات الاتهام ولو مستترة، وحبذا لو وجدت أن الأمر قد يحتاج عرض الموضوع على طبيب نفسي أن تقنعيه بذلك، ودمت سالمة لزوجك وطفلك ومعًا نربي أبناءنا، فتابعينا بالتفاصيل.
ــــــــــــــ(102/19)
مدارس اللغات والهوية العربية ... العنوان
السلام عليكم ورحمته وبركاته، استشارتي باختصار بخصوص تعليم ابني (9 سنوات)، فهو منقول للسنة الرابعة ابتدائي لغات، وأفكر أنا ووالده لنقله للقسم العربي تسهيلا عليه وعلينا في المذاكرة والمتابعة مع دوام الاهتمام باللغة، مع العلم أن ابني مستواه أعلى من المتوسط حاليًّا، ولكن نجد صعوبة كل سنة عن الأخرى في المذاكرة.
هل هذا التفكير سليم أم كما يقول لنا البعض خسارة فالمستقبل للغات؟ أما أنا ووالده فنقول إن المستقبل بيد الله، وإن على كل مسلم إحياء لغة دينه، ولعل هذا هو سبب تفوق تلاميذ المدارس العربية دائمًا؛ لقول الله تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم".
وأخاف أن يكون هذا تبريرًا لرغبتنا الشخصية ونظلم ابننا الذي نريد أن نربيه ليعز الإسلام، ونفكر في كل كبيرة وصغيرة تخص مستقبله ونستخير الله ونستشير أهل العلم؛ فهل أجد عندكم الرأي الصواب من الناحية الدينية والتعليمية؟ ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم.
... السؤال
فنون المذاكرة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... بداية، أشكرك سيدتي على مراسلتك لصفحة معًا نربي أبناءنا، وأدعو الله أن تجدي لدينا الجواب الشافي الكافي.
كما أشكرك على اهتمامك بقضية هي من كبرى قضايا التعليم بل -هي في نظري- من أكبر هموم التعليم في الدول العربية بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة، فقد ابتلينا منذ فترة بما يسمى بمدارس اللغات، وقد أصبح لها تواجد لا يمكن تغافله أو غض الطرف عن تأثيره.
وحتى نعيد للغة العربية وضعها الصحيح ومكانتها لا بد من تضافر الجهود على مستوى المجتمع كله لا على مستوى الأفراد، ومن أجل ذلك سيكون ردي على استشارتكم بشكل فردي ولحالة ابنكم الكريم بصفة خاصة، وليس هو الحل الجماعي الذي ندعو الله تعالى أن يأتي اليوم الذي نستطيع معه تحسين الوضع لصالح لغتنا الأم.
قد ذكرت -سيدتي- أن السبب في رغبتك أنت ووالد الطفل من تركه مدرسة اللغات أمران هما:
1. سهولة ويسر الدراسة باللغة العربية بالنسبة للطفل نفسه.
2. إحياء لغة دينه.
بالنسبة للسبب الثاني وهو إحياء لغة دينه فيمكن أن تتحقق هذه الرسالة النبيلة عن طريقكما أنت ووالد الطفل، وذلك من خلال توجيهكما وتربيتكما وفخركما بهذه اللغة، بل ومحاولة التحدث بها أمامه، وأن يستمع لبعض القصص باللغة العربية، وأن تعيناه على حفظ وتلاوة القرآن بأسلوب لطيف وأن يطلع على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة وكيف كانوا يفخرون بإسلامهم وعروبتهم.
ويمكنك الاطلاع على موضوعات تحفيظ القرآن الكريم على هذه الصفحة ومنها:
التشجيع أولي خطوات حفظ القرآن
الترغيب في حفظ القرآن الكريم
المنهج السليم لتحفيظ القرآن الكريم
كما أننا -مع الأسف- لا نجد أن مدارس اللغة العربية تحقق لأبنائنا هذا الفخر وهذه العزة، وأن معظم تلاميذ المدارس العربية -إن لم يكن كلهم- لا يدخلونها ولا يحصلون على درجات مرتفعة لنصرة الله كما ذكرت في رسالتك وإنما لأسباب أخرى تختلف باختلاف أفكارهم وبيئاتهم واتجاهاتهم، بل أحيانًا لأسباب تتعلق بالسياسة التعليمية، إلى جانب أن خرجيها لا يعرفون اللغة العربية بما يتناسب مع سنوات دراستها ولا مع الهدف من تعلمها وهو الإتقان التام لها تحدثًا وقراءة وكتابة وتعبيرًا، ولكن الفيصل في نقل ابنكما من مدرسة اللغات إلى العربية هو مدى استيعاب الطفل نفسه ومدى تقدمه في الدراسة باللغة الإنجليزية.
ولذا وبناء على مقولتك بأن الطفل مستواه حتى الآن فوق المتوسط فأقترح أن يكمل دراسته باللغة الإنجليزية حتى نهاية المرحلة الابتدائية، وفي هذه الفترة لاحظا مستواه ومجموعه في كل سنة وخاصة في السنة النهائية لهذه المرحلة، فإن تعثر أو حصل على مجموع صغير ولا يستطيع استكمال الدراسة بهذا المستوى فعليكما بنقله إلى مدرسة عربية، وذلك بالطبع بعد الاستخارة والتحري عن مدرسة جيدة؛ ليكون أمر الاستذكار والمدارسة أسهل وأيسر عليه، وبالتالي تكون فرصة تفوقه أعلى وأكبر من ذي قبل.
كما أود أن أركز على أمر آخر تربوي ربما يفوتكما في خضم هذه الحيرة وهذا الالتباس وهو: مناقشة الطفل نفسه في مستقبله وما تنويان فعله معه، وتستمعان إلى وجهة نظره وتحترمانها حتى إذا كانت مخالفة لرأيكما، وعليكما محاولة إقناعه بالأدلة والبراهين بوجهة نظركما وليس بالوعظ أو بالأمر.
وهناك أمر آخر استوقفني قد ذكرتِه عَرَضًا -سيدتي- في رسالتك أود الإشارة إليه وهو هذه العبارة "تسهيلاً عليه وعلينا في المذاكرة"، ولا أدري تحديدًا كيف تساعدان ابنكما في المذاكرة، ولكن أرجو ألا يكون كما يفعل الكثير من الآباء يجلسون بجوار أبنائهم لإعادة شرح الدرس الذي أخذوه بالمدرسة أو الانتظار بجانبهم حتى يقوموا بأداء واجباتهم، فإن كنتما تفعلان هذا فأرجو مراجعة هذا الأسلوب، وأن تتوقفا عنه وتستبدلا به أسلوبا تربويا آخر قد تناولته أنا وعدد من زملائي الاستشاريين على هذه الصفحة، فأرجو العودة لهذه الموضوعات والاطلاع عليها.
وأخيرًا.. أسأل الله تعالى أن يعينكما ويلهمكما الصواب وحسن الاختيار، كما نرجو المتابعة معنا.
ــــــــــــــ(102/20)
النشاط الزائد والتأخر الدراسي.. هل من علاقة؟ ... العنوان
ابني الحبيب عمر 7 سنوات، كانت ولادته متعسرة بعض الشيء. تعرض لنقص الأكسجين أثناء الولادة، وكنت مكتئبة أثناء الحمل وبعد الولادة لأسباب كثيرة، لكنى فرحت به فرحة طاغية، واهتممت به اهتماما فوق العادة.
من أول يوم له في الحياة وهو كثير الحركة جدا جدا، كان لا ينام إلا ساعات قليلة مثلا ساعتين ثم يستيقظ 4 ساعات مثلا، ولكني احتملت ذلك والتصقت به أحبه وأرضعه وأنظفه طول اليوم بلا شكوى مشى قبل أن يتم عامه الأول.
تأخر في النطق عندما كان عمره سنتين ونصف، كان لا يتكلم إلا ماما بابا وعنده كلمات أخرى قليلة جدا، وعندما أكمل عامه الثالث تقدم جدا، وأصبح يقول جملا مفيدة، ولكن الآن كلامه صحيح بنسبة 90 % "مش كل كلمه يسمعها يقدر يقولها مثلا كلمه قطار تعبت جدا علشان يقولها مصمم يقولها جيتار".
المشكلة الآن أنه يعاني من كثرة الحركة ونقص الانتباه؛ مما يؤدي إلى تأخر دراسي وأنه لا يستفيد من أخطائه بل يكررها دون قصد فمثلا "وهو ماش بيجرى يوقع حاجه وبعد شويه يوقعها برضه بالرغم من رغبته الصادقة أنه يسمع كلامي؛ لأنه بيحبني حبا رهيبا وهو نفسه يكون أفضل في المذاكرة وفي سلوكه هو بيحب أخوه الصغير جدا جدا وبيلعبوا مع بعض بسعادة لا تخلو طبعا من بعض المشاكل الصغيرة، أخوه ذكى جدا جدا وهو أشطر منه بمعنى أني لما بذاكر لعمر أخوه بيستوعب أسرع منه بالرغم من أنه أصغر منه بسنتين".
هل عمر محتاج أن يذهب إلى دكتور؟ وأي تخصص؟ ولو هناك مركز معين مفيد لعمر يا ليتكم تقولون لي اسمه.
عمر الآن "رايح سنه تالته ودرجاته 80% في السنة السابقة، المدرسات بيشتكوا من حركته الذايده، لكن ما بيشتكوش من تحصيله الدراسي أنا بشتكى من تحصيله البطيء نوعا ما بالنسبة لأخوه وبالنسبة لي عندما كنت طفلة".
ملحوظة أخيرة: "أنا أشعر أن عمر لا يثق في نفسه بدرجة كافية، وأنا ألوم نفسي جدا على ذلك، أفيدوني كيف أعيد لابني ثقته في نفسه؟ وشكرا.
... السؤال
صعوبات التعلم, النشاط الزائد ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الفاضلة أم عمر، بارك الله لك في ولديك، وجعلهما من أبناء السعادة في الدارين، وبارك الله لك في مجهوداتك وإصرارك على متابعة عمر..
أختي الفاضلة لا يخفى عليك أن الأطفال الذين يتعرضون لمشاكل في أول سنتين من حياتهم بما فيها مرحلة الحمل والولادة يكونون عرضة لعدد من المشاكل في المستقبل، وطبعا أيضا لا يخفى عليك أن نقص الأكسجين قد يؤدي إلى إصابة خلايا معينة بالدماغ لا يعرف تماما ما هي، ولكن يظهر هذا التأثر كأعراض في المستقبل، مثل مشاكل في اكتساب المهارات الحركية أو اللغوية أو غير ذلك.
وكما يظهر من المعلومات التي ذكرتها فإن عمر والحمد لله كان تأثره من عسر الولادة بسيطا لأن أداءه جيد، وأعتقد أن أداء 80% ممتاز لأي طفل، وأنصحك بالتالي:
- بالنسبة للدراسة فمستوى عمر ممتاز، واعملي على متابعته دائما للحفاظ على النجاح دراسيا بما يناسب قدراته، ولا تقارني بينه وبين أخيه أو أي طفل آخر؛ لأنه يجب دائما أن نتذكر أن لكل إنسان قدراته، وأنه يجب احترام هذا الاختلاف. كما أرجو عليك عدم التحدث عن أن مستوى أخيه أفضل -حسب رأيك- أمام عمر أو أخيه أو أي أحد آخر.
- بالنسبة لفرط الحركة أو بعض السلوكيات من تكرار خطأ معين فيمكن استشارة إخصائي نفسي ليضع لكم برنامج تعديل سلوك يساعدكم، ويساعد الطفل نفسه في تنظيم حركته ونشاطاته.
- يمكنك وضع برنامج بسيط لمساعدة عمر مثلا كتابة الواجبات المطلوبة منه سواء المنزلية أو الدراسية على ورقة بخط وضح وإلصاقها في مكان مناسب له -مثل باب الغرفة أو سطح مكتبه- وأن يتعود على قراءة هذا الجدول كل صباح، وأن يشطب الواجب عند الانتهاء منه
- يمكن أيضا كتابة السلوكيات غير المرغوب بها، ويمكن أن يساعدك عمر نفسه بالكتابة وتعزيز عدم القيام بهذا السلوك أو تذكر شيء تعود نسيانه بوضع نجمة أو أي تعزيز يحبه إذا حقق ما هو مطلوب.
- بالنسبة للمشاكل اللغوية أو النطقية يمكنك استشارة إخصائي نطق ولغة لتحديد طبيعة المشكلة وإعطاء تعليمات لتعديل طريقة الكلام أو ترتيب الجمل أو غير ذلك..
تحياتي لك ولعمر، وأرجو أن تبقينا على علم بالتطورات..
ــــــــــــــ(102/21)
طفلتي تخاف المواجهة ... العنوان
ابنتي 6 سنوات تخاف من مواجهة الأطفال في ميدان اللعب بالكارتيه، وقد لاحظت أنها تخاف في المدرسة من الأطفال الذين يعتدون عليها جسديًّا، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها؟ ... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخ الفاضل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بك معنا على صفحتك معًا نربي أبناءنا.
نحن نطلب من الطفلة أن تواجه الأطفال في ميدان اللعب بالكاراتيه، خاصة أنها من الممكن ألا تكون محبة لهذه اللعبة.. أو أن تكون نفسيتها مؤهلة لأداء لعبة فيها نوع من المواجهة، فليس من الضروري أن يلعب أطفالنا ما نتصور أنه مهم لهم وليس أيضًا مطلوب أن تواجه طفلتنا الصغيرة زملاءها العدوانيين في المدرسة الذين يعتدون عليها جسديًّا، وطبيعي جدًّا أن تخاف من هؤلاء الأطفال، وألا تستطيع الدفاع عن نفسها في مواجهة هؤلاء الأطفال العدوانيين.
إننا نعلمها كيف تذهب للمدرسة (المعلمة) وتشكو لها هؤلاء الأطفال، وكيف تصرّ على حقها إذا لم تعاقب المعلمة هؤلاء الأطفال إننا نعلمها احترام النظام؛ لأنه إذا علمناها أن تعتدي على من يعتدي عليها فإننا نعلمها العنف والذي سيؤدي بعد ذلك إلى تعاملها معنا بهذا العنف إن عاجلاً أو آجلاً، وعندها نشكو من عنف ابنتنا ونتساءل من أين جاء..
إن رفض طفلتك مواجهة الأطفال في لعبة الكاراتيه دليل على أنها لا تفضل هذه اللعبة ولا تناسبها ولا تناسب طبيعتها النفسية، وليس هناك أي ضرورة لإجبارها على الاستمرار في هذه اللعبة، وتختار لها لعبة أخرى تفضلها وتناسبها حيث يكون المستهدف من ممارسة الرياضة هو تعويدها على النظام والالتزام وإكسابها اللياقة البدنية.
ــــــــــــــ(102/22)
المتعة الجنسية هل يعرفها الأطفال؟ ... العنوان
عزيزي المستشار..
لدي أربع بنات وولد، مشكلتي أن جميع بناتي منذ أن كانت أعمارهن سنة أو سنتين يحاولن أن يضغطن على أعضائهن التناسلية بواسطة أيديهن أو الضغط على أي شيء صلب بشكل ملفت للنظر، حتى أنهن بعد أن يكبرون قليلا يبدأن بالتخفي عن أعيننا، إذ إننا ننبههن كثيرا إلى أن هذا الأمر عيب، ولا يصح حتى أن الصغيرة منهن الآن تحاول أن تضع الوسادة تحتها وتتحرك من الأمام للخلف في الحقيقة أجرينا تحاليل لواحدة منهن، وكانت سليمة ولا أدري ما سبب هذه المشكلة؟ علما بأن بناتي بينهن فرق في العمر، ولا ترى الواحدة منهم الثانية وهي تفعل ذلك، والأمر يستمر مع البعض منهن ست سنوات وسبع، ومما يؤرقني أنهن حين يفعلهن هذه الحركة يتصببن عرقا.
... السؤال
عالم المراهقة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخت الكريمة وأهلا بك معنا..
نحن في البداية نطلب منك عدم القلق؛ لأننا كما كررنا في حالات مشابهة أن الأمر لا يعدو كونه عادة سيئة تكتسبها الطفلة بالصدفة، حيث تلمس يدها أعضاءها التناسلية أو تحتك بها فتشعر بشعور هو ليس المتعة الجنسية بالتأكيد، ولكنه شعور مريح يجعلها تعود لتكرار هذا الأمر.
العلاج ببساطة وبهدوء هو أن تنبه لكون الأمر عادة سيئة أو ضارة ونشجعها ونحفزها للتخلص منها، وعندما نرى يدها تقترب من هذا الموضع.. نبعدها بلطف وهدوء مع التنبيه المتكرر على ضرر الأمر، وإعادة التشجيع على الإقلاع أي المحاولة الإيجابية لإبعادها عن تكرار الفعل وتشجيعها عند مرور فترة كبيرة على عدم حدوثه.
وكما تذكرين في رسالتك فإنهم عند سن السادسة أو السابعة سينقطعن تمامًا عن الأمر إذا تم إهمال الأمر وإضعافه بهدوء
ــــــــــــــ(102/23)
على أعتاب المراهقة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخي يبلغ من العمر 13 عاما، وهو لا يؤدي الصلاة بانتظام أو لا يؤديها مطلقا، وإذا أمره أحد والدي بالصلاة يزعم بأنه قد صلى وهو لم يصلِّ، ودائم الكذب، ولا يهتم بنصائح والدي بأهمية الصلاة، وأن يصلي، ولا يكذب، ولكن لا يهتم لذلك، حتى أن جميع أهلنا يساعدوننا في ذلك، ولكن دون جدوى!!
فهل هذا بدافع نقص ما بداخله؟ أو مشكلة في الطفولة علما أنه الوحيد بين بنتين؟ وهو أيضا لا يستطيع القراءة جيدا حتى الذي يراها يقرؤها بهذا الشكل، يقول بأنه لم يبلغ من العمر 8 سنوات، وهذه الأشهر القليلة كثير البكاء أو الحساسية لأصغر الأمور، وخصوصا هو مقبل على مرحلة جديدة هي الإعدادية، وسوف يرى أشياء، وأخاف أن ينحرف، أرجو منكم المساعدة لمساعدة أخي، ولكم الأجر والثواب من الله.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي الكريم.. نحن نشكر لك اهتمامك بأخيك، ولكن حتى تساعديه لا بد أن نعلم فارق السن بينك وبين هذا الأخ.. وما هي طبيعة العلاقة بينكما أي هل أنتما في حالة من التوافق والصداقة أم في حالة من الخلاف والنفور؟
وما هو مدى تقبله لأي تفاعل منك معه.. وما هي طبيعة علاقته بوالده ووالدته؟ وما هي ردود أفعالهم تجاه تصرفاته؟ وهل هم يضربونه أو يعاقبونه باستمرار أم هم يتجاوزون عن تصرفاته الخاطئة؟... وهل له أصحاب وزملاء؟ وما هي أسباب بكائه؟ وما هي علاقة ذلك بإقباله على المرحلة الإعدادية؟ وما هو مستواه الدراسي؟ وما هي درجاته في نهاية العام الدراسي؟ وهل الأب والأم يشعران بوجود مشكلة في هذا الابن؟ وما هو مدى علاقته بأخته الأخرى أيضاً.
وما هو استعداد الأب والأم لبذل أي مساعدة لهذا الابن؟ إن أخاك مقبل على مرحلة هامة هي مرحلة المراهقة، فهل جلس أي من الأبوين وحدثه في هذا الأمر... وأفهمه طبيعة هذه المرحلة نرجو أن تجيبي على الأسئلة من أجل أن نستطيع مساعدتك مع تحديد قدر طاقتك في هذه المساعدة من وجهة نظرك ومدى تعاون الأب والأم في ذلك.
ــــــــــــــ(102/24)
التربية خبرة + قراءة + تعلم ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم.. الإخوة الاستشاريون الأجلاء أبدأ رسالتي هذه بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. في الحقيقة أنا في حيرة من أمري، ولم أجد غيركم ملاذًا لي لتوجيهي للطريق السليم.
أنا أم وطفلي يبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر، ولكوني أمًّا لأول مرة أجهل في الحقيقة أمورًا كثيرة في تربية الأطفال، وأخشى من الانصياع وراء نصائح والدتي ووالدة زوجي، فأشعر في كثير من الأحيان أن فيها دلالاً مفرطًا للولد، خصوصًا أنه الحفيد الأول للأسرتين، فأرجو أن تدلوني على الخطوط العريضة، وهي:
هل يفهم ابني معنى كلمة "لأ" في هذا العمر؟ وإذا كان يستوعبها فهل هو نوع من العناد عدم الاستجابة للتوجيه؟ وهل يجب أن يكون التوجيه فيه نوع من الترهيب أم اللجوء للصوت العالي يؤثر عليه؟ ألاحظ أن ولدي شديد التعلق بوالده بصورة شديدة ومبالغ فيها لدرجة أنه قد يرفضني تمامًا إذا وجد والده وأعزي ذلك لأن والده مشغول باستمرار وليس لديه وقت كبير وبصورة مستمرة للمكوث بجانبه، فهل تعلقه به نتيجة ذلك أم نتيجة فقدانه لشيء معين مني؟
هل هذه هي السن المناسبة لتعليمه كيفية التبرز في المكان المخصص لذلك دون اللجوء للحفاظات؟
وأخيرًا.. أود ذكر شيء مهم أنني أم عاملة، فما مدى التأثير السلبي لعملي على نفسية ابني؟ كما ألاحظ حبه الشديد للأطفال واللعب فهل لوجوده في روضة للأطفال في هذه السن جوانب إيجابية في تكوين شخصيته؟
وللعلم طفلي ما زال يرضع الرضاعة الطبيعية إلا أنه ليس شديد التعلق بها، فهل لهذا دلالات نفسية معينة؟ أرجوكم مساعدتي لأكون أمًّا صالحة تريد أن تربي ابنها بطريقة ناجحة. وجزاكم الله خيرًا.
تعليق: قصدت بحياة الوالدين المضطربة وجود نقاشات ليست مستمرة بصورة دائمة، ولكن حين وجودها لا ينصاع الأب لطلبي لإيقاف النقاش أو التقليل من الحدة بسبب الولد، فيكون هناك صراخ ونقاش بحدة.
بدأت أنا محاولة معالجة المشكلة بتجنب النقاش والاستماع فقط لكي لا تكون هناك مشكلة أمام الولد، ولكن حدة الأب لا تنتهي فيفرغ ما في جعبته وأنا منصتة، ثم بعد ذلك يسكت أريد أن أعرف أيضا هل لهذا تأثير على ولدي؟.. وشكرًا وآسف أن أطلت عليكم، ولكن سعة صدركم ورغبتي الملحة في التوجيه هي السبب.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأم الحائرة: أهلاً بك وبتساؤلاتك وبحرصك الشديد على تربية ابنك بطريقة صحيحة وناجحة.. ولكن المشكلة أنه لا توجد كبسولة أو حبة دواء يأخذها الإنسان فيتعلم تربية الأولاد، ولكن التربية هي نتاج خبرة وقراءة واستشارات والتعلم في خبرات من سبقونا؛ ولذلك فإن الأم تكتسب هذه الخبرة على مدار السنوات وتعدد التجارب والمواقف؛ ولذلك لا يمكن أن نجد إجابة جاهزة لكل سؤال في التربية، ولكننا نضع قواعد عامة وخطوطًا عريضة لأسلوب التربية الصحيحة:
أولاً: ليست كل نصائح الوالدة أو الجدة مرفوضة، بل العكس فالأم أو الجدة التي ربت أجيالاً وأوصلتهم إلى حياة ناجحة مستقلة حتى استطاعوا أن يكونوا رجالاً ونساء يعتمد عليهم لا بد أن يكون عندها مخزون في الخبرات والتجارب والنصائح السديدة التي يحتاج إليها الأجيال الجديدة، ومع الأسف جزء كبير من مشاكل الأسرة الصغيرة الجديدة هو بسبب انقطاع توارث الخبرات والنصائح السديدة التي تحتاج إليها الأجيال الجديدة، وانتقال هذه النصائح والخبرات عبر الأجيال من الأجداد إلى الأبناء وأصبح على كل جيل أن يبدأ في الصغر.
ثانيا: الطفل يفهم ويدرك معنى كلمة "لأ" منذ أن يبدأ في استيعاب الكلام وملامح الوجه أي منذ سن 8 – 10 أشهر، ولكن المهم الطريقة التي نوصل له بها المعلومة فالأم لا بد أن توجد طريقة ولغة خاصة بينها وبين طفلها بحيث يفهم متى تكون راضية عن تصرفاته، ومتى تكون غاضبة فهناك النظرة التحذيرية والإشارة باليد، وكلمة لا، وأن تمسكي يديه وتمنعيه برفق في التصرف الخطأ الذي تودين منعه منه، ولا بد أن يكون ذلك واضحا جدا في تصرفاتك.. وتنمو هذه اللغة بينه وبينك مع نموه ونضجه.. وهذه بداية أن يتعلم الطفل أن هناك انضباطا وأن هناك خطأ وصوابا، وأن الأم لها سلطة المنع والرفض للتصرفات الخطأ.. ولكن كل ذلك دون الحاجة للعنف أو الضرب أو الصوت العالي؛ لأن الضرب أو الصوت العالي هذه أمور لا يفهمها الطفل ولا يتعلم فيها شيئا، بل بالعكس يتعلم الضد ويقلد هذه السلوكيات فنجد الطفل يكبر ويصرخ ويتعامل مع أشقائه وأصدقائه بهذه الطريقة، ونحن نتساءل من أين جاء بهذا التصرف وهذا الصراخ والواقع أنه يقلدنا نحن..
كما أن الضرب والصوت العالي يصيب الطفل بحالة من العصبية وعدم الإحساس بالأمان والهدوء النفسي في حين أن الأسلوب الهادئ يجعل الطفل يتقبل المعلومة، ويعلمها، أما عدم الاستجابة للأوامر فهذا أمر طبيعي في هذا السن، وليست دلالة معينة على شخصية الطفل فيما بعد جزء منها عناد وهذا طبيعي وجزء في عدم فهم للأمر أو عدم القدرة على تنفيذه، وكل المطلوب في الأم هو أن نستمر في التوجيه بنفس الطريقة ونفس الهدوء حتى يتعود الطفل على التصرفات الصحيحة، وعلى طاعة الأوامر، وهذا أمر مستمر ومتواصل طوال عملية التربية.
ثالثا: ارتباط الطفل بوالده وتعلقه الشديد به هو أمر طبيعي جدا، ولا يدل على افتقاد شيء معين منك، ولكن الطفل يحتاج إلى وجود والده والتواصل حقا تماما كما يحتاج للأم؛ ونظرا لغياب الأب في العمل لفترات طويلة يكون الطفل شديد التعلق به في أوقات وجوده في المنزل وعلى الأم الذكية أن تستثمر هذه العلاقة وتنميها وتشجعها وتساعد على نجاحها؛ لأنها مهمة جدا في تربية الطفل وصحته النفسية واستقراره.
رابعا: هذه هي السن المناسبة جدا للتعويد على التحكم في الإخراج في المكان المخصص وهذا أمر مهم جدا لتعويد الطفل على الانضباط والتحكم في النفس.. حيث يقول الأستاذ سيد قطب في كتاب "التربية الإسلامية": "إن تعود الطفل على التحكم في إخراجه في سن صغيرة يربي عند الطفل قوة الإرادة"، وستجدين عندنا على الموقع الكثير من الاستشارات التي نشرح كيفية تعود الطفل وتدريبه على ذلك.
خامسا: بصورة عامة نحن لا نحبذ ذهاب الطفل إلى الحضانة في هذه السن الصغيرة قبل أن يأخذ كفايته في حب وحنان واهتمام الأم والتصاقه بها... ولكن ما دام هذا هو الوضع فكل المطلوب منك هو تعويض هذا الوقت الذي يقضيه في الحضانة في فترة بعد الظهر حين يعود بكثرة قضائك لوقت طويل معه، واللعب معه، والغناء له، ومشاركته اهتماماته، والتواصل معه حتى تنمو العلاقة بينكم سوية وقوية.
أما الرضاعة الطبيعية فإن في هذه السن تكون مجرد التصاق وارتباط بالأم وليست مصدرا للغذاء؛ ولذلك لا يكون الأطفال قد بدءوا التعلق بها إلا في أوقات النوم أو المرض.
وأخيرا:
لا تتوقفي عن محاولات إقناع والده بعدم النقاش بحدة وصراخ أمام الطفل؛ لأن هذا له أثر سيئ جدا في عدم شعور الطفل بالأمان والخوف والعصبية وهذا غير تقليده لهذا الأسلوب عندما يكبر.
أرجو أن أكون قد أجبت عن كل تساؤلاتك، ومرحبا بك في كل وقت.
ــــــــــــــ(102/25)
طفلي الأول .. "جنني" ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عندي استفسار وأتمنى أن أحصل على رد له.
طفلي عمره سنة وستة أشهر تقريبا (وهو الطفل الأول) مشكلته أنه يريد دائما أن يكون معي خاصة إذا رآني، أما إذا تهربت منه فأحيانا ينسى البحث عني وأحيانا لا، كما أنه مدلل بعض الشيء من أهله. يحب أن يعض الناس ويركض خلفهم ليعضهم (يعتبرها لعبة) وعندما أوبخه أو أصرخ فيه يعتقد أنها لعبة فيعاود الكَرة، كما يحب أن يرمي الأشياء والأكل أحيانا.. ماذا أفعل؟
وما يزيد الطين بلة أنه لم يبدأ الكلام بعد، عنده فقط صريخ وأصوات غير مفهومة، وما يعرف إلا بابا (أحيانا)، واسمي يلفظه بطريقه غريبة، ولا أعلم كيف أتعامل معه وأربيه، هذا واحد ومجنني، ويوم الله يرزقني بغيره إن شاء الله ماذا أفعل؟ الله يستر.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... مرحبا بك عزيزتي الأم الحائرة، وهكذا دوما الأم لأول مرة.. ولكن يا عزيزتي يبدو أنه ليس فقط طفلك الأول بل هو تجربتك الأولى مع الأطفال.. حسبما فهمت.. فكل ما وصفته من مشكلات لطفلك هي محض سمات أطفال تلك المرحلة العمرية، وهو ما أكد لي أنه بداية تعرفك على الأطفال وليس فقط تعرفك على الأمومة.. بارك الله لك فيه، وجعلها معرفة خير كما يقولون في مصر.
وتعالي نفند ما ذكرته من مشكلات:
أولا: ارتباط الطفل بك.. أمر طبيعي جدا لأنك أمه وعالمه ومصدر أمنه الغذائي وإشعاره بالراحة والاستئناس.. لكن الأمر يحتاج لأن ينفتح الطفل على عالم أرحب لمصلحته وليس لشيء إلا مصلحته.. فيعرف مصادر عديدة للمتعة والسعادة والاستئناس.. فتزورين به صديقاتك ليلعب مع أطفال، ويرى وجوها عديدة، وتخرجين به للنزهة والتسوق والمشي، ولا مانع من إلحاقه بحضانة بعد فترة.. ولكن بحثه عنك أمر طبيعي.. وما أجمل أن تسعديه باللقاء حين يجدك بعد بحثه فتفتحين ذراعيك وتحتضنينه بكل حب وسعادة وترحاب وبسمة، قائلة: "أهلا أوحشتني.. أين كنت؟؟".. بل والأجمل أن تلعبي معه لعبة الاختباء فتختبئين منه ويبحث عنك ويجدك، واختبئي منه في أماكن ظاهرة، ومثلي أنك تفاجأت أنه وجدك، وأشعريه بإعجابك بمهارته، ثم تدرجي في الاختباء ليبذل جهدا في البحث، وتضحكان معا، ويتعلم أنك تعودين، وأنك لا تختفين للأبد، وأن الأمر لعبة ممتعة.
كما أن تهربك منه وانسحابك قد يسبب له قلق الانفصال والشعور بالخوف دائما من فقدك وابتعادك.. وهذا أمر لا أعتقدك تفرحين له.. بل يجب عندما يكون هناك داع لتركه أن تتركيه بكل أمان مع بديل لك (جدته مثلا)، وأن تعودي له بهدية جميلة، وألا يطول وقت غيابك.. وقد تحدثنا عن قواعد هذا الانسحاب في موضع سابق:
أعراض متنوعة لقلق الانفصال
أما إن كان لا داعي لتركه والانسحاب من أمامه إلا أن يعتاد وجوها أخرى.. فالأمر يحتاج لإيجاد هذا العالم كما قلنا سابقا والذي يفرح به وينطلق إليه خارجا بكل أمان من بين أحضانك وهو على أرض صلبة من الأمان والثقة وأنت تصفقين له من بعيد.. ولا تنسي وأنت تتعاملين معه أنه طفل لا يعرف إلا الاستمتاع والبهجة ولا يعرف المسئوليات.. فحاولي أن تستمتعي معه وتمتعيه، واجعلي ذلك قربة تتقربين بها لله تعالى.
ثانيا: مسألة التدليل مسألة تقلق إن كان التدليل مفسدا، والتدليل المفسد هو ما يشعر الطفل أنه لا حدود لرغباته ولا طلباته ولا ممنوعات ولا محظورات. أما الرفق والمعاملة الحسنة وتوفير الاحتياجات والحنو واللين فلا يعني تدليلا مفسدا ما دام الطفل يتعلم تدريجيا من خلال التعامل معه وتربيته وتوجيهه أن هناك حدودا لكل شيء.. وراجعي ما يلي للاستزادة حول تلك الجزئية:
طفلتي الأولى.. كيف أوجهها؟
ثالثا: توبيخ طفلك والصراخ عليه غير مفيد في هذا العمر ولا فيما بعد.. فهو لا ينشئ إلا طفلا عصبيا متوترا وهيابا في نهاية المطاف، ولكن طفلك بحاجة لتعليمه مع إسعاده وإمتاعه مع توجيهه، ولنأخذ من مسالة العض نموذجا.. فحين تصرخين لن يفهم شيئا إلا أن الأمر لعبة أو قد يخاف ويرتجف من الصراخ أحيانا.. ولن يفهم التوبيخ.. فماذا نقول له؟ وكيف نفهمه؟؟ حين يعض أحد -وهذا طبيعي لأنه ذكر والذكور لديهم عنف فطري في التعامل يحسبونه مرحا ولطفا- أمسكي كتفيه، وانزلي له على الأرض في مستوى طوله قاطبة جبينك ليفهم أنك غاضبة، ثم مثلي أنك تعضين يديك ليفهم ما تقولين بالإشارة وقولي: "عض... لا".. أو "عض.. كخ"، أو أي مصطلح مما يفهم منه أنه شيء خطأ ولكن في جملة قصيرة ومختصرة.. ثم اشغليه بشيء آخر كأن تقولي له: "هيا بنا نلعب؟؟".. "لعب.. حلو".. فيجد البديل في التسلية ويذهب معك مثلا للألعاب التركيبية أو الخشبية أو للمكعبات أو الصلصال والألوان أو حتى تناول فاكهة.. وبالطبع فالأمر مفتوح لابتكاراتك لكني أقصد أن يفهم أن تلك الوسيلة للمرح غير مقبولة، وأن هناك بديلا يسعد وغير مؤذ.. بأي طريقة يفهمها.
رابعا: أما رمي الأشياء فهذا حقه.. فهو يرمي الشيء ليكتشفه ويعرف الصوت الذي يصدره عند الرمي أو ليتخلص منه، والحل هو رفع كل الأشياء الهامة أو الثمينة في أدراج محكمة أو أرفف عالية لحمايتها من أن تصل لمتناول يديه، وتوفير بدائل من الألعاب البلاستيكية والأشياء البسيطة التي يمكن له أن يقذفها ويلعب بها دون مشكلة أو مضار.. ويمكن توفير بديل لكل شيء يحب رميه؛ فتليفون بلاستيكي بدلا من التليفون العادي.. لعبة هاتف محمول بدلا من محمول الأب الثمين الذي يجب أن يقبع في أعلى الأرفف حماية له.. وهكذا.
ويمكنك مطالعة:
السنة الأولى كهف الأسرار.
خامسا: مسألة النطق مسألة سابقة لأوانها قليلا، وسأفسر لك ولكن دعيني أؤكد لك أن النطق في هذه السن هو محاكاة لما حوله من أصوات؛ فلو عاش مع قطط فسيموء، ولو عاش مع ذئاب فسيعوي، ولو عاش مع أم تصرخ فلن ينطق إلا صرخات.. ألست معي في ذلك؟ وبالتالي فهو ليس في امتحان يحتاج الاعتماد فيه على نفسه ومذاكرته لكي ينجح فيه، ويستعرض قدرات لم يتدرب عليها، بل هو بحاجة لأن تدربيه على النطق؛ فتنطقي له أسماء الأشياء بهدوء وبطء، وتسمي كل شيء باسمه وأنت تناولينه له أو تأخذينه منه: "خذ الطبق"، "ضع يا حبيبي الحذاء"، "هات الكتاب"، "خذ الحلوى"، "اشرب العصير"... إلخ. وتجلسين معه تشاهدان الكتب المصورة وبها صور تشيرين عليها وتنطقين باسمها "قطة -كلب- خروف.. إلخ"، قطة تقول: نياو "بطة تقول كاك.. إلخ".. وتقفان في الحديقة فتشيرين إلى الشجرة والحمامة.. وتنطقين باسم كل شيء وتحدثينه طول الوقت.. فليس له إخوة يمارس معهم الكلام ويتعلمه.. وتفعلين ذلك بكثافة، وحينها يمكنك انتظار التقدم في مسألة النطق.
ويبدأ القلق إذا ما تجاوز السنة الثانية وحصيلته اللغوية لا تكمل 10 مقاطع دالة على كلمات مثل "بو اشرب"، و"اوبة احمليني "... إلخ. وحينها يمكن عرضه على طبيب تخاطب وهو ما أستبعده.. فالطفل -كما يبدو- في حاجة لأن يسمع لكي يتكلم.. ويحتاج لإذن مصغية وصدر رحب يستمع له بهدوء ليفهم غمغماته وطلباته ويترجمها ويلبيها له.. هذا ما في الأمر.. والله أعلم..
عزيزتي، إن الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم.. وأنت في حاجة لكليهما: التعلم والتحلم؛ لتتعاملي مع طفلك الذي تظنين أنك لا تستطيعين التعامل معه بل وتخشين أن ترزقي بسواه.. أنت بحاجة لتتعلمي عن خواص عمره ومتطلبات المرحلة السنية التي يعيشها وكيفية التعامل معها وكيفية التوجيه المناسب لكل عمر، وبحاجة للحلم والهدوء والصبر.. والأهم أن تعرفي جيدا أنك تخطين على صفحة بيضاء ليس بها أي شيء، وبالتالي فلا تنتظري نتائج بلا جهد، لا تنتظري تطورا بلا تدريب أو تهيئة أو تعليم.. ولا تنتظري أدبا بلا تربية.. ولا تتعجلي النتائج كذلك.. ونحن معك دائما، ويمكنك الحصول على الكثير مما يلزمك من المعلومات عن طفلك في هذا العمر من خلال ما قدمناه على الصفحة؛ وهو ما سأحاول توفيره لك في نهاية الإجابة.
وأخيرا أستودعك إلى أجل ليس ببعيد؛ فأنا بانتظار المزيد من متابعاتك واستشاراتك واستفساراتك، وشكرا جزيلا لك.
ــــــــــــــ(102/26)
الاحترام المتبادل مطلب مراهق-متابعة ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر الأخت المربية الفاضلة أسماء أبو سيف على ردها على رسالتي التي تحمل عنوان (الاحترام المتبادل مطلب مراهق)، ولكن السيدة الفاضلة لم تقدم إجابة واضحة بل زادت المشكلة تعقيدا وكأني لا أدري هل أنا مربٍّ أم شيء آخر؟ وحتى جميع الأسئلة لم يتم الإجابة عنها، أنا أريد الصبي كصديق لا كابن أو تلميذ أو كأني والده ومسئول عنه والأخت من الأردن، وهي تعلم أن أكثر من يربي القيادات ويهتم فيهم هم الدعاة ويتربون في مراكز القرآن وغيرها على هذه المعاني، وإن كان هناك تقصير من البعض في هذا الجانب بالنسبة لي أنا أعامل طلابي كإخوة وأصدقاء، بل وأغرس فيهم معاني القيادة بتكليفهم بمهام ومخاطبتهم بالأخ والشيخ بل وأحيانا بالسيد والأستاذ، وعلاقتي بهم أفضل من ممتازة تقوم على الود والاحترام والأخوة، ومن أهم أهدافي في خططي هي صناعة القادة من هؤلاء الشباب الملتزم، وكذلك فن التعامل مع مرحلة المراهقة، أرجو الرجوع للرسالة السابقة وقراءتها، وإيجاد حل حقيقي فلم يبقَ سوى أن أتوسل لهذا الطالب بالبكاء، وأن أترجاه وهذا خطأ حسب ما علمت (مع ملاحظة أني تركته فترات طويلة جدا بدون أن أحدثه أو أتعامل مع الموضوع حتى عن طريق غيري)، شاكرا لكم تعاونكم وما تبذلون من جهود وجزاكم الله خيرا. ... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/أسماء جبر أبو سيف ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أخي عبد الله.. حفظك الله ورعاك..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولا شكر على واجب.. وأتقدم إليك باعتذاري أولا إن كنت قد جرحت مشاعرك في ردي أو زدت لك المشكلة تعقيدا كما ذكرت في ردك.
كنت أتمنى أن تتمعن في الرد جيدا ستجد أنني لا أعني أبدا إلا كل خير. على كل ألخص لك الإجابات على طريقتك، وأرجو الله أن يوفقني إلى مساعدتك في مشكلتك، واسمح لي قبل عرض مقترحاتي المتواضعة عليك أن أذكرك بكل صراحة ووضوح وأذكر نفسي أن تقبلنا للنقد هو جزء من مساعدتنا على التطور للأمام، فردك علمني أن أنتقي ألفاظي في عرض الحلول؛ لأن كل شخص يفهمه بطريقته الخاصة، وعلي أن أراعي ذلك، وأنت ذو خبرة ما شاء الله في مجال التربية والدعوة، وأتمنى أن أستفيد منك ومن تجاربك، بل أتمنى أن تكتب بعض تجاربك مع المراهقين وترسلها للموقع للاستفادة منها من قبل الإخوة العاملين مع مجموعات المراهقين في المساجد ودور القرآن. إلى الأمام وأتمنى لك التوفيق..
وأذكرك أيضا بأمر بسيط لكن مهم، وهو أن مشكلات الشباب لا يمكن أن تتم بحلول سحرية وروشتة جاهزة، هناك تفاصيل صغيرة ومتغيرات أنت أقدر على تمييزها، ونحن في الموقع نعرض مقترحاتنا بناء على تحليل الاستشارة الظاهرة أمامنا، وليس بناء على مقابلة شخصية مع المراهق نفسه أو المربي وتعاملنا معا يتم عبر شاشة الكمبيوتر فقط. أرجو مراعاة هذا العائق أمام تبادل المقترحات عند حل أية استشارة... أهلا بك دوما..
والآن إلى المقترحات وأنت تستطيع أخذ ما يناسبك منها...
أولا:
الاستماع باحترام ومساواة بينك وبينه عندما يتحدث إليك وأن تجعل تعابير وجهك تظهر احترامك واهتمامك وإنصاتك الفعال لما يقوله مهما كان من وجهة نظرك تافها أو غير مهم. فإشعارك له بالأهمية يرفع ثقته فيك، وإذا أظهرت أي نوع من عدم الاهتمام أو الاستصغار لرأيه فإنه يتراجع حالا؛ لأنه من الواضح أنه شاب معتد بنفسه، وواثق من شخصيته.
ثانيا:
أن لا تبالغ في اهتمامك به أكثر من اللازم فهذا يسعده أنه نجح في لفت نظرك وإبقائك على تيقظ دائم تجاهه وانتباه مستمر لوجوده فيتمسك أكثر بسلوكه العنيد؛ لأنه يضمن له انتباهك الدائم.
ثالثا:
تشغيله معك واحتمال بعض المسؤوليات وإعطاؤه الثقة أنه قادر على النجاح والإنجاز ويقربه منك أن تشعره بالمشاركة في الأعمال المختلفة هذا سيخف كثيرا من عناده تجاهك شخصيا وأن تستشيره في الأنشطة الخاصة بزملائه وسواها.
رابعاً:
مشاركته أو إشراكه في دورات بناء الشخصية والقيادة والشباب التي تعقدها بعض المدارس أو مراكز التدريب لتنمية شخصيته القيادية فمن الواضح أنه قيادي وواثق بنفسه. وأهم ما يبني روح القيادة فيه أن تشعره بالأهمية، وتستمع إلى رأيه وتحمله من المسئولية ما يشعره بالفخر والإنجاز ثبت نجاح تعليم المراهق الأكبر للأصغر، فشكل له حلقة من شباب أصغر منه وأعطه مهمة تربيتهم معك أو لوحده، ولكن بشرط أن تدربه وتشرف عليه، وتشجعه باستمرار على التفكير مع زملائه كفريق واحد، ولا تخاف فكل ذلك يبني الشخصية والقيادة ولا يزيد العناد والتكبر بل ينقصه.
خامساً:
أطمئنك أن هذه الصفات لا تؤثر سلبا على مستواه الدراسي، بل تؤثر إيجابا لأنه كلما زادت ثقته بنفسه زاد حبه للدراسة وقدرته على النجاح فيها والتفوق.
سادساً:
بالنسبة لسؤالك هل يمكن أن يكون هذا الصبي يعاني من مشاكل نفسية أقول لك لا، ليس هناك أي مشكلة نفسية في الموضوع اطمئن ولا يمكننا أبداً أن نشخص شيئاً من هذا القبيل بدون عوارض واضحة يشخصها صاحب الاختصاص.
سابعاً:
قلت لك يا أخي العزيز في ردي السابق بعض أسباب العناد المتعلقة بمشكلة عماد وظروفه وأعيدها عليك وأزيدها لك:
1-التسلط في التربية سواء من الوالدين أو المربين ينشئ سلوك العناد ويقويه.
2-إثبات الشخصية والاستقلالية ومحاكاة الكبار في الاعتماد على أنفسهم ومحاولة إيجاد مكانة بينهم بالعناد والتمسك بالرأي بشدة.
3-النقد المتكرر سواء لمظهره أو لسلوكه فيعمد إلى معاندة الكبار.
التقليد، وأعني تقليد الكبار فقد ينشأ ذلك منذ الطفولة بأن يقلد إخوانه والراشدين فيعاند ويتمسك برأيه اعتقادا منه أنه سلوك سليم إذا قام به فإنه يدخل عالمهم، ويصبح كبيرا ًورجلا ًمحترماً.
أخي عبد الله هناك اعتبارات أخرى في النظر إلى العناد –حيث ننظر إليه كمشكلة إذا كان يؤثر على تعامله مع الآخرين ويثير المشكلات والفتن بين الأصدقاء أو أن عناده يؤدي إلى إصراره على عدم الدراسة أو التمسك بآرائه أو طريقة لبس أو سلوك مناوئة لتقاليد المجتمع وقيمه..
انظر إلى سلوكه إذا كان مقتصرا على عدم استماعه إليك، ولكنه خلوق ومؤدب محبوب وقيادي ويحب دروسه فلا تعتبرها مشكلة –وأرجو أن لا تأخذها بمنحى شخصي- فقد كان صغيراً مطيعاً، والآن هو شاب واحتياجاته تغيرت تماما ولا يحتمل أن يقوده أحد... علينا أن نراعي أيضا الفروق بين الشباب فلا نقارن شابا غير مطيع بآخر عنيد، وأن نتعامل مع كلٍّ حسب وضعه وقدراته.
وأخيرا..
لست مضطرا لتقول إن لم يبق سوى أن ترجوه وتتوسل إليه بالبكاء فأنت عملت معه ما يمكنك، ودع غيرك يكمل المشوار فما بنيته فيه لن ينساه، وسيعود إليك يوما ما دون أن تضطر للتوسل صدقني، وأتمنى لك كل التوفيق والنجاح.
ــــــــــــــ(102/27)
الهدوء للإجابة على الأسئلة المحرجة ... العنوان
أنا متزوج، ولدي طفلان أحدهما ستة سنين، والآخر سنة ونصف، تضطرني ظروف عملي أن أكون بعيدا عن البيت لمدة طويلة، وفي آخر زيارة طلبت من زوجتي أن أجامعها، ولكننا نسينا الباب مفتوحا فرآنا الابن عاريين فبقي مندهشا، إذ لأول مرة يرانا في تلك الحالة، فصاح بنا: لماذا تفعلان العيب يا أبي؟!، صعقنا لما رأيناه، فابتعدت عن زوجتي، وطلبت من الولد أن يذهب لينام، ولكنه ظل مذهولا، وقال بأنني قبيح، فكيف تمارس العيب مع أمي وأنت تقول لي لا تتعرَ أمام الناس؟!، ولا تتركهم يمارسون عليك العيب؟!.
في الصباح التالي لما حدث ذهبت إلى العمل باكرا، ولما وصلت العمل كلمت زوجتي وسألتها عن الأحوال فقالت إن الولد سألها عدة أسئلة، مثل لماذا تمارسان العيب؟
دكتور، ماذا حدث للولد؟ هل تعقد؟ أنا أخاف ذلك، كيف سأواجهه بالحقيقة؟ فابننا طفل ذكي، وليس سهلا أن نكذب عليه، وهو لا يتصل برفاق السوء فجيراننا كلهم أطفال مهذبون إلا أن في المدرسة هناك بعض الأشرار، ونحن في عطلة الآن.
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... لقد حدث ما حدث ونسيتما الباب مفتوحا.. وبذلك فقدتما الحكمة التي من أجلها نزلت آيات الاستئذان في سورة النور حتى لا يقع أعين الأطفال على هذا المشهد.. ليس لأنه منظر قبيح أو سيئ، ولكنه تساميا وسترا لهذه العلاقة الخاصة جدّا بين الزوجين أن يطلع عليها أحد حتى ولو كان أطفالها.
وفي دراسة حديثة نشرت على الإنترنت ثبت وجود تأثيرات نفسية سلبية على الأطفال الذين يشاهدون المشاهد الجنسية الكاملة، سواء في الحقيقة أو عبر التلفاز، حيث توجد لديهم نوعا من الحفز المبكر والتقليد لهذه السلوكيات التي لا تتناسب مع سنهم.. وهذا يؤكد عظمة الهدي الإسلامي في هذه النقطة سواء في آداب الاستئذان لمن لم يبلغوا الحلم أو من بلغوه.. والحديث الشريف الذي يوجه فيه النبي الكريم أنه إذا أراد أحدكم بأهله شيئا فليخرج الرضيع من الغرفة...
أعلم أنكما تدركان هذا الأمر، ولكن أردت التأكيد عليه كمقدمة للأمر.. وما حدث كان سهوا غير متعمد منكم.. يجب أن نتعامل معه بهدوء شديد وبغير عصبية؛ لأن العصبية تزيد الأمر تفاقما ولا تحل المشكلة.. وهو ما فعلته الأم، حيث امتنعت عن الإجابة، واكتفت بأنه عندما يكبر سيعرفها، ولما أكثر نهرته ليبكي الطفل كثيرا ويرفض الكلام معك؛ لأنه توقع رد فعل مشابها منك..
إن أسوأ إجابة ممكن أن يتلقاها طفل عن أي سؤال هو أنك عندما تكبر تعرف.. إنها إجابة مهينة لذاته وتجعل ألمه لعجزه عن الفهم والاستيعاب يزيد.. وإلى أن يكبر من يجيب على أسئلته ويشبع فضوله..
إن الإجابة الحقيقية هي أبسط الطرق وأفضلها.. فعندما يسأل الطفل لماذا يمارسان العيب؟ تكون الإجابة...إن هذه الممارسة تصبح عيبا عندما تحدث بين رجل وامرأة غريبين عن بعضهما البعض، أما عندما تحدث بين المتزوجين وبين الأب والأم فإنها لا تصبح عيبا وهي علاقة طبيعية بين المتزوجين..
وعندما يسأل لماذا ليس عندك قضيب مثلنا؟ تكون الإجابة لأنكم رجال أو ذكور وأنا امرأة أو أنثى.. ألا تلاحظ أني مختلفة عنك وعن أبيك... إن شعري طويل وشعركم قصير، وأنا لدي ثدي من أجل إرضاع الأطفال مثلما كنت صغيرا وأبوك ليس لديه وهكذا أيضا أنتم لديكم قضيب، وأنا لست لدي لأنني مختلفة عنكم، وهكذا تتوالى الإجابات الصحيحة بالحقيقة التي يستوعبها عقل الطفل والتي تكون إجابات مغلقة لا تفتح المجال لأسئلة أخرى؛ لأن الطفل يريد أن يشعر أنكم تحترمون ذاته وتجيبون على أسئلته، وسيهز رأسه تعبيرا عن الفهم لأمور قد لا يستوعبها تماما.
إن الطفل عندما يسأل فليست الإجابة فقط هي ما يحتاجه إنه يحتاج إلى الإحساس بالاهتمام. ويحتاج لإرضاء فضوله عندما يرى شيئا جديدا، حيث إن هذا العالم بالنسبة له عالم يريد أن يتعرف عليه وأحد وسائله في التعرف عليه هو السؤال؛ لذا فلا يجب أن ننزعج من الأسئلة أو نتصور أن هناك أسئلة محرجة لا يصح أن نجيب عليها..
إننا أجبنا على الأسئلة التي وردت في الرسالة كنموذج يجب احتذاؤه إذا سألنا ابننا مزيدا من الأسئلة... الهدوء.. الحقيقة البسيطة.. والصبر وسينتهي الأمر بسلام بإذن الله، ونحن معك.
ــــــــــــــ(102/28)
الإرشاد والتوجيه.. مهمة تحتاج جهد ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أسئلتي تتعلق ببعض الأطفال من سن 8 - 11 عام؛ حيث إنني سأقوم بالإشراف عليهم في حلقات المسجد إن شاء الله. في الحقيقة هي المرة الأولى بالنسبة لي التي أقوم فيها بهذا الأمر، وأريد أن أعرف كيف أبدأ معهم؟ وفي أي الموضوعات أحدثهم؟ وكيف أتعامل معهم لأنهم يتأثرون سريعًا بكل ما أقول أو أفعل بحكم سنهم وقلة خبرتهم؟ كيف أبني شخصيتهم وأغرس فيهم القيم الإسلامية؟ وكيف أبسط لهم الموضوعات الصعبة الخاصة بالعقيدة وغيرها؟؟ وكيف أبدأ هذه الجلسة؟؟ وهل أكثر من مداعبتهم؟ وهل هناك كتب محددة تنصحونني بقراءتها قبل البدء معهم؟؟ أخشى أن يظهر مني ما يؤثر على أخلاقهم سلبًا في المستقبل؛ لأن ما يحدث ينطبع في ذاكرتهم لفترة طويلة، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أحمد..
بداية دعني أحيك على إقبالك على مهمة التعليم والإرشاد والتوجيه التي هي في الواقع مهمة ورسالة الأنبياء، وتحية أخرى على أنك لم تفعل ما فعله غيرك من المتطوعين في هذا المجال، ودخله دون امتلاك أدواته وآلياته؛ مما أسفر عن نتائج غير مرضية على الإطلاق برغم حسن نواياهم، ولكنها -أي النوايا- وحدها ليست كافية فلا بد من الأخذ بالأسباب والاجتهاد في ذلك.
وعلى قدر نبل وعظمة وبساطة الأسئلة التي طرحتها في رسالتك الكريمة؛ فإن ذلك يحتاج إلى جهد وصبر ومثابرة مثله مثل أي عمل جاد.
والآن تعالَ معي لنغرس بذور هذه المهمة: فهمت من خلال رسالتك أنك أنت المكلف باختيار الموضوعات التي ستدرسها للأطفال، وهذه المهمة لا تسند لشخص واحد؛ لأنها مهمة متشعبة متعددة الجوانب تحتاج لجهد مجموعة؛ فإن كان لديك أفراد آخرون يمكن أن يشاركوك هذه المهمة الصعبة فافعل، ولكي يتم اختيار الموضوعات المناسبة لهذه الفئة العمرية فلا بد أن يتم الاطلاع ودراسة هذه النواحي:
• خصائص وطبيعة واحتياجات المرحلة التي تدرس لها.
• البيئة الثقافية والاجتماعية لهذه المرحلة.
• الفترة الزمنية التي سوف تدرس فيها لهؤلاء الأطفال.
• خبرات الأطفال التعليمية السابقة.
أما عن خصائص المرحلة العمرية فيمكن أن تستعين بأي كتاب في علم نفس النمو، ومنها:
علم نفس النمو للدكتور حامد زهران (عالم الكتاب)، ورعاية نمو الطفل للدكتور علاء الدين كفافي (دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع)، وسيكلوجية النمو والنمو النفسي للدكتور علي سليمان (مكتبة عين شمس).
أما عن البيئة الثقافية والاجتماعية لهؤلاء الأطفال فإذا كنت من نفس البيئة فسيسهل عليك الأمر كثيرًا، أما إذا لم تكن من هذه البيئة فعليك بالتعرف عليها من خلال تكوين معارف وصداقات، والتواجد مع هؤلاء الأطفال فترة أطول للتعرف على ظروف معيشتهم وبيئتهم.
وبالطبع الفترة الزمنية لا بد أن تكون قد تعرفت عليها من خلال من أسند لك القيام بهذه المهمة، وإذا كنت أنت المتطوع من تلقاء نفسك فلا بد أن تحدد الفترة الزمنية التي ستدرس للأطفال بها والتي تشمل عدد اللقاءات على مدار الشهر والأسبوع وعدد ساعات كل لقاء.
أما خبرات الأطفال التعليمية فيمكن أن تعرفها إما من خلال المناقشة والمحاورة مع الأطفال، أو اختبار كتابي تعرف من خلاله مستوى هؤلاء الأطفال وخبراتهم السابقة الخاصة بالموضوعات المقترح تدريسها لهم.
هذا من ناحية اختيار الموضوعات التي تناسب هذه السن.
أما كيفية توصيل المعلومة أو مهارات تدريس هذه الموضوعات فهذا يقتضي منك أن تقرأ وتحضر دورات في مهارات التدريس، ومع الأسف لا أعرف جهة تؤدي هذه الخدمة وهي مهارات التدريس للأنشطة اللاصفية أو الأنشطة الصيفية (كما يطلق عليها)، فعندما بدأت أنا وزميلة لي هذا المشروع لم نجد من يقوم بهذه المهمة غيرنا، والمجال يحتاج إلى متحمسين مخلصين أمثالك، على كلٍّ يبقى أمامك القراءة والبحث، ويمكنك الاطلاع على موضوعات خاصة بالدعوة والنشاط الصيفي على صفحتي استشارات دعوية ومعا نربي أبناءنا، منها على سبيل المثال:
كيف أبدأ الدعوة؟.. قراءة في النفس والمجتمع
شعلةٌ دعوية.. في المراكز الصيفية
قواعد في الدعوة إلى الله
داعيةٌ في كلِّ مكان
إلى جانب كتب عن مهارات التدريس، ومنها أو أعظمها -من وجهة نظري- مهارات التدريس للدكتور جابر عبد الحميد جابر وآخرين (دار النهضة العربية)، كما يمكنك الاستعانة بالإنترنت في البحث من خلال موقع googleفسوف يقدم لك آلاف المواقع والأبحاث عن مهارات التدريس بصفة عامة وعن تدريس التربية الدينية والأخلاقيات بصفة خاصة، ومن هذه المهارات التي يجب أن تكتسبها للتدريس لهؤلاء الأطفال ما يلي:
• تحديد الأهداف وتحويلها إلى توقعات تعلم.
• مهارات عرض الدرس أو الموضوع: التمهيد وطرقه: كيف تبدأ الدرس، وكيف تنهيه؟ وطرق الشرح والعرض.
• المتابعة والملاحظة.
• الإدارة الجيدة للصف أو للمجموعة، ومنها تستطيع معرفة كيف ومتى تتبسط مع مجموعتك، ومتى تكون حازمًا يستمع إليك الأطفال.
• كيفية صياغة الأسئلة وتصنيفها.
• الأنشطة العملية للموضوع أو الدرس.
• كيف نجعل الطفل مشاركًا في الدرس.
الأمر ليس صعبًا على من نصّب نفسه لهذه المهمة النبيلة، لكنه يحتاج إلى مثابرين مخلصين، واسمح لي أن أذكر لك تجربة خاصة لي في هذا المجال:
كانت أمنيتي في الحياة أن أعمل بمجال التدريس، وقد تحقق هذا الحلم، وبدأت حياتي العملية بالتدريس للأطفال، وزاد عشقي لهذا المجال بعد التجربة العملية حتى وصلت إلى درجة -ولله الحمد- من التفوق فيه ما جعلني أفكر في أن يستفيد منه أكبر عدد ممكن من المخلصين؛ فالتحقت بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، ثم التحقت بعدة دورات أخرى تؤهلني للتدريب في هذا المجال، وأنا الآن أقوم بتدريب المدرسين لتأهيلهم لهذه المهمة الجليلة، وأنا أدعوك لاستكمال رسالتك ومهمتك، وخاصة كما ذكرت لك أننا نعاني بشدة من قلة المخلصين المبدعين في هذا المجال.
ربما تقول في نفسك: أنا لا أبغي أن أكون مدرسًا، أنا فقط أريد أن أُعلم هذا النشء اليسير من القرآن والسنة، وأنا أقول لك: إن من أراد أن يسلك هذه السبيل فعليه أن يدرك خطورة الأمر، وقد أدركته أنت بالفعل حين ذكرت في رسالتك هذه العبارة "أخشى أن يظهر مني ما يؤثر على أخلاقهم سلبًا في المستقبل؛ لأن ما يحدث ينطبع في ذاكرتهم لفترة طويلة"، فالأمر ليس مجرد: قراءة آيات من القرآن الكريم وترديد الأطفال لهذه الآيات، أو حكاية قصص الصالحين فيستمعون ويستحسنون. فكثير ممن فعل ذلك وجد أن ثمرة عمله هو مجموعة من الببغاوات يرددون ما قيل لهم دون وعي حقيقي، ودون سلوك يعكس ما يرددونه؛ فعليك بامتلاك الأدوات والأخذ بالأسباب.
وهناك بعض الإرشادات العامة التي تعينك على دورك كمعلم، منها:
• احرص على التمهيد لكل موضوع بشكل شائق جذاب كسؤال يثير فضولهم نحو التعلم أو قصة شائقة أو رسومات...
• احرص على أن يتحدث الأطفال أكثر مما تتحدث أنت، وأن تترك لهم مساحة زمنية للتعبير عن آرائهم.
• احرص على أن تترفق بهم وأن تحترم أفكارهم ومشاعرهم.
• احرص على تنوع أسلوبك وطريقة عرضك.
وما سبق كله ستتعرف عليه من خلال مهارات التدريس.
وأخيرًا.. وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى، وأرجو أن ترسل لي بما تحتاجه وبما يعينك على مهمتك السامية؛ فأنا من أشد المتحمسات لهذا الاتجاه.
ــــــــــــــ(102/29)
ألعاب طفلي.. علاقة خاصة ... العنوان
أخي الصغير (8 سنوات) لديه في الذهاب للنوم عادة غريبة، حيث يصطحب معه غرضًا ما لينام به مثل: ملاعق، أسطوانات كمبيوتر، كرة، مفاتيح، أقلام، دفاتر... إلخ، وهذا الأمر يثير استغرابنا، وعندما نسأله فإنه يضحك ولا يجيب. فهل يشير سلوكه الغريب هذا إلى مشكلة نفسية لديه؟ نرجو إفادتنا وشكرًا لكم. ... السؤال
الأنشطة والهوايات ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أخي الكريم ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيرًا على اهتمامك بأخيك، وأهلاً بك على صفحتنا.
سيدي الفاضل.. إن أطفالنا تنشأ بينهم وبين بعض الأشياء والألعاب علاقة خاصة، حيث يضفون عليها الحياة في بعض الأحيان، ويتعاملون معها بنوع من الصداقة والألفة؛ ولذا فإنهم وهم يتحركون للذهاب إلى مكان أو عندما يذهبون للنوم تجد بعضهم يصطحب هذه الأشياء معه في حالة من المؤانسة التي يلعب فيها الخيال دورًا.. ليس في الأمر إشارة إلى أي مشكلة نفسية طالما أن هذا السلوك ليس معه أي اضطرابات سلوكية، ولكن الأمر يحتاج إلى التفاهم الهادئ مع الطفل لفهم دوافعه حول ما يفعل من أجل إعادته إلى عالم الحقيقة حتى لا يغرق في عالم الخيال، ولكن بمنتهى الهدوء والتفاهم دون زاجر أو صراخ عليه، بل في جو من المرح الذي يقدم الاستفسار دون انزعاج أو إزعاج للطفل حتى لا نقتحم عليه عالمه الخاص الجميل بدون مناسبة.
ــــــــــــــ(102/30)
صغيري.. في بلاد الغربة ... العنوان
أولا جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهد كبير للإجابة على تساؤلاتنا..
سؤالي يتعلق بابني الأول6 سنوات فهو يذهب إلى الحضانة منذ العام الماضي في إحدى المدارس الحكومية الأمريكية، وأريد أن أعرف كيف أجعله يكون فخورا بأنه مسلم؛ فعلى سبيل المثال فقد أنجبت طفلا وعندما سألته المدرسة ما اسم الطفل أجابها بأننا لم نسمه بعد، وقد حاولت أن أوضح له أننا مختلفون عنهم، فحتى المدرسة لم تتوقع أن يقول اسما أمريكيا.
وعلى كل حال فقد بدأت أن أخبر أولادي عن الجماعات والرفاق منذ أن أصبح لديهم أسماء عربية.. فكيف أجعله يعرف الاختلاف ويشعر بالفخر؟
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د. مأمون المبيض ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... شكرا لك أيتها الأم على ثقتك بصفحتنا "معا نربي أبناءنا"، وشكرا لك على سؤالك حول طفلك، من الطبيعي سيدتي أن يشعر الطفل في بعض مراحل حياته بالخجل من بعض الأمور في حياته سواء باسمه أو بشكله أو بطبيعة أسرته، وقد يزداد هذا الأمر عندما يعيش الطفل في بلد غالبية أهله من غير ديانته أو ثقافته أو انتمائه العرقي، وكما هو الحال معكم؛ حيث إنكم من الأردن وتعيشون الآن في أمريكا.
ولا شك أن تأثير وسائل الإعلام الغربية لها تأثير على أطفالنا فتدفعهم للمزيد من الخوف أو التردد في إظهار هويتهم أو انتمائهم الديني أو الثقافي أو العرقي. وهذا موضوع يطول الحديث فيه.
ولكن يمكنني أن أنصحك في هذا الموقف بالأمور التالية:
- التنبه أن هذه مرحلة طبيعية تختلف من طفل لآخر، إلا أنها مرحلة عابرة وينمو الطفل متجاوزا إياها.
- ألا تركزي معه كثيرا على هذه المشكلة، وألا تشعريه بأن هناك خللا أو عيبا في سلوكه وفي تصرفاته فإن هذا سيزيد الأمر شدة ويطيل أمده عنده.
- حاولي التركيز على الأمور الأخرى في حياته والتي تبني ثقته بنفسه، كتشجيعه بشكل عام على كل الأمور التي يحسنها ويقوم بها بشكل حسن، كواجباته المدرسية والرياضة ومظهره والرسومات التي يرسمها.
- حاولي أن تحكي له أو توفري له القصص التي تنمي الجرأة والشجاعة عند الأطفال، سواء من عالم الواقع كقصص الصحابة والسيرة النبوية، أو القصص الخيالية من عالم الحيوان والشخصيات الخيالية. متذكرة أن كل ما يزيده ثقته بنفسه كلما أصبح أقدر على الافتخار بهويته وانتمائه. - تحدثي له عن طبيعة المجتمع الأمريكي، وكيف أنه خليط متنوع من أجناس وأديان كثيرة، وأن هناك الأسبان والأيرلنديين والإيطاليين والعرب والروس... وكل يعيش وفق هويته التي أتى منها، وكيف أن كل منهم يفتخر بهذا الانتماء.
- تأكدي من أنه لا يوجد في مدرسته من يسيء معاملته له بالسخرية والاستهزاء أو الضرب.
وفقك الله على تربية أولادك التربية الموفقة، وأرجو أن نسمع أخباركم الطيبة.
ــــــــــــــ(102/31)
بناء الثقة يبدأ من البيت ... العنوان
أنا أم لخمسة أشعر بأن ابني البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا ضعيف الشخصية وهو منطوٍ نوعًا ما، ودائمًا يتصادق مع من أكبر منه أو أصغر، وقال لي مرة بأن الأولاد المشاغبين بالصف يضايقونه بأن ينادونه بالدرس ويلهونه، وهذا سبب تراجعه بالدروس فقلت له لا ترد عليهم فكان جوابه أخاف أن يغضبوا مني، وأنا أظنه يخافهم.
أنا من طبيعتي أخاف على أولادي كثيرًا، وهو يقضي أوقات الصباح بالمنزل وبساعات المساء يخرج. ما العمل؟ كيف أقوي من شخصيته؟ وبماذا أخطأنا حتى لا نكرر ذلك مع الصبي الأصغر منه؟ وأريد أن أسأل بخصوص بناتي اللاتي يناقشن كثيرًا وهن في عمر المراهقة.. زوجي يقول لي يجب أن تأمريهن بفعل الشيء بلا نقاش، فهل أفعل ذلك؟
... السؤال
الخجل والانطواء ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بك معنا على صفحتك معًا نربي أبناءنا.
سنبدأ من آخر الرسالة، ونقول إن مبدأ الأمر بلا نقاش يبدو أنه سائد عندكم في البيت، وقد وضح هذا عندما احتاج الأمر مناقشة البنات وهن يتجهزن للانتقال إلى مرحلة المراهقة، فالأمر جاء حاسمًا من الأب بالاستمرار في نفس السياسية سياسة الأوامر بدون نقاش.. خاصة أن ابننا ذا الثلاثة عشر عامًا هو أيضًا على أعتاب المراهقة، ولا بد أنه أيضًا يعاني من نفس الأسلوب في التعامل.. كيف ستقوى شخصية طفل يتم تربيته على الأوامر بدون نقاش؟ وكيف سيكون قادرًا في الرد على زملائه الذين يضايقونه في المدرسة وهو لم يتعود ولا يسمح له بأي رد في البيت.
إن الطفل المنطلق في خارج بيته المتواصل مع الآخرين القادر على التعامل معهم بما يناسب الموقف هو طفل حصل على هذه الثقة في بيته أولاً... من خلال إعطائه الحق في الاختيار بخصوص أموره المختلفة ويشعرونه بالثقة في آرائه، يعطونه الحق في مناقشتهم فيما يخصه من أمور. يفسحون له المجال للتجريب وللخطأ مع التشجيع والتحفيز.. يقللون من التحذيرات والمحظورات يشعرونه باحترامهم لذاته؛ ولذا فإنه يشعر بذاته مع الآخرين.
إن البيت هو العمق الطبيعي لأبنائنا سواء كانوا أطفالاً أو مراهقين، وعندما تمتد جذور الثقة في النفس داخل البيت تزهر أوراقًا وأغصانًا قوية طازجة... كيف يشعر طفل بالثقة في تعامله خارج البيت وهو لا يشعر بها داخل البيت مع أقرب المقربين إليه... إن نموذج تعامله في الخارج نابع من نموذج تعامله في الداخل... هي معادلة بسيطة ولكننا دائمًا نسأل كيف يكتسب أولادنا ثقتهم في أنفسنا وتقوى شخصيتهم ونتصور الأمر شيئًا يخصهم لا علاقة له بطريقة تعاملنا معهم، والحقيقة أن الأصل هو في أن نثق نحن بهم وأن نكون أمامهم شخصيات سوية قوية غير مترددة فيكونون هم مرآة لطريقة تعاملنا معهم.
القصة تبدأ من البيت في تعامل يقوم على الحوار والتفاهم للجميع خاصة المراهقين... أما الأوامر بدون نقاش فتنتج شخصيات مهتزة لا تقوى على مواجهة المجتمع.
ــــــــــــــ(102/32)
أزمة التعليم.. جرح الأفراد وحلول الجماعات ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله.. نشكر لكم جميل صنعكم ونفعنا الله دومًا بعلمكم وإخلاصكم.. ابني محمد6 سنوات يمتاز بصفات رائعة فهو ذكي مبتكر.. طول اليوم هو مشغول بابتكارات واختراعات، وأرى فيه شخصية قيادية فهو يطلب مني باستمرار أن أجعله قائدًا للبيت، حتى في لعبه مع أقرانه يمثل هو دور القائد إلا أن شخصيته أصابها اهتزاز بسبب سياسات القمع والتهديد والضرب التي تمارس في مدارسنا واضطررنا لأن نحوله إلى مدرسة أخرى تتبع أساليب التعليم الحديثة، لكنها تضغط على الطفل أكاديميًّا، كما أنها تتصف بالرسميات الشديدة. صدقوني لم نترك أنا وزوجي مدرسة ولم نزرها إن وجدنا التعامل الطيب لم نجد المستوى الأكاديمي الجيد.. أخاف على ابني من صدمة أخرى خصوصًا أنه أصبح يكره المدرسة والدراسة، فماذا نفعل؟
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي الكريمة..
ها هو السؤال المتكرر والجرح الغائر.. كره أطفالنا للمدارس والتعليم النظامي. أول ما أقوله لك: لست وحدك.. هو نفس الجرح على طول أوطاننا العربية: تعليم ضاغط في الاتجاه الخطأ؛ يفقد معه الطفل أكثر بكثير مما يحصل.
أتدرين أختي لمَ أصر على استهلالي للرد بـ"لست وحدك"؟
لأني أحلم وأحلم بأن نعرف جميعًا أن هذا الجرح الجماعي لن يحل أيضا إلا بحل جماعي من هؤلاء الكثر المتضررين.. وحين نؤمن بهذا سنتحرك فعليًّا كل بدور ولو صغير ليغير هذه الأزمة التي اسمها تعليم نظامي.
كيف يحدث هذا؟؟
يمكن أن يحدث على أربعة محاور:
- محور المعرفة والثقافة التربوية السليمة والمتينة.
- محور التعليم الموازي لسد الفجوة فرديًّا.
- محور التضافر للجهود الفردية حتى نحصل على استفادة أكبر من الحلول الفردية.
- مشاركة شعبية واعية للمطالبة بالتعليم اللائق لأولادنا.
وسأشرح لك بالتفصيل:
- الخطوة الأولى أن تحددي احتياجات طفلك من التعليم النظامي، فكما قلت إن وجدنا في مدرسة التعامل الجيد لا نجد المستوى الأكاديمي الجيد؛ وإن وجدنا... لا نجد...؛ إذن علينا أن نحدد أولوياتنا التي تعتبر ضرورية لنمو طفلك نموًّا متكاملاً متزنًا، وأنت أعلم بطفلك بطبيعة الحال؛ فإن كان من أكثر ما يميزه هو الذكاء والحركة والشخصية القوية؛ فاختاري له المدرسة الأقرب في الإبقاء على هذه المميزات.. وغالبًا المدرسة الأفضل لتنمية مثل هذه النواحي تكون من المدارس التي تهتم بالنشاط، ويغلب على مدرسيها التعامل التربوي نسبيًّا. وهذا أفضل من مدرسة ضاغطة تعمل ليل نهار على جعل طلابها يحفظون وينخرطون في امتحانات وواجبات وأعمال كثيرة غير ذات نفع حقيقي.
- الخطوة الثانية أن تعرفي ما الذي ينبغي أن يتعلمه طفلك فعليًّا في كل مرحلة عمرية وما الطريقة السليمة لتعلمه؛ وهذه هي الأهم: معرفة الطريقة السليمة لتعلم طفلك تعلمًا فعالاً وذلك ببساطة؛ لأن الناس جميعًا يتعلمون ويفكرون ويعبرون عن أنفسهم بطرق مختلفة تبعًا لنقاط القوة المختلفة بينهم: فمنهم اللفظي اللغوي، المنطقي الرياضي، الموسيقي،...
وهذا يعني أن كل شخص يتعلم أفضل بطريقة محددة هي الأكثر ملاءمة له: فمنهم من يتعلم أفضل عن طريق الوسائل البصرية المرئية، ومنهم من يتعلم أفضل عن طريق الوسائل المسموعة، ومنهم من يتعلم أفضل عن طريق اللمس والفعل والتناول اليدوي لما يتعلمه.
وهذه نقطة هامة جدًّا جدًّا أرجو أن تعيريها انتباهًا قويًّا، ويمكنك أن تراسلينا دومًا لتعرفي المزيد. كما أرجو أن تطالعي ملف: الذكاءات المتعددة لتتعرفي ذكاء طفلك والذي يحدد على أساسه نقاط القوة الحقيقية لديه، كما يمكنك أن تتعرفي أيضا أفضل الطرق لتعليمه وفق نوع ذكائه الأعلى.
ويبقى بالطبع لديك تساؤلات نرحب بها في حوارنا الحي ذكاء الطفل من اللغوي إلى الحركي
هذه الخطوة تتضمن جزءاً من كيفية الإبقاء على نقاط القوة لدى طفلك بعد التعرف عليها تعرفًا أدق.
تبقى الخطوة الموازية للإبقاء على نقاط القوة، وتنميتها واستجلاب المزيد: اعلمي أن المدارس ربما أغلبها لا يراعي هذه الفروق والتباينات بين الطلاب -إن كان يعلمها أصلاً- وهذا يتطلب منا أن نعرفها نحن كأولياء أمور وننشرها على كل من يهمه الأمر. وأن نتواصل مع المدرسين ونطلعهم بذكاء ودبلوماسية على طريقة تعلم طفلك المثلى، آملة أن يدرك أهمية تنويع وسائل التعلم ومراعاة طرق التعلم المختلفة بين البشر.
وهذا التواصل مع المدرسين من فوائده ألا يعنون طفلك على أنه -مثلاً- متدني الإنجاز في حين أن الحقيقة أنه لا يلقى الطريقة المثلى لتعليمه.. وهذه الحالة كثيرًا ما تحدث خاصة مع الأطفال ذوي النشاط الجسمي الحركي الأعلى، فكثيرًا ما تشخص حالتهم أنها فرط حركة، وقلة انتباه، أو صعوبة تعلم.. وهي من الممكن أن تكون غير ذلك تمامًا!! فاعرفي حبيبتي حتى تحمي طفلك من مثل هذه التشخيصات والوصمات الخاطئة.
يبقى أن تسدي الفجوة:
• علمي أنت طفلك في البيت كل ما يجب أن يتعلمه وفق مرحلته العمرية، وساعديه في التعلم وفق نمط تعلمه الأمثل الذي أشرت إليه.
• اجتهدي في معرفة أنشطة عديدة تحفز كل أنواع الذكاءات لدى طفلك وشاركي طفلك ممارستها، أو أوجدي له مجالاً ليمارس فيه كل أنواع النشاط الممكنة: الرياضة، الفنون المختلفة، الأعمال اليدوية، الأنشطة العلمية،... وبالطبع نحن نختار حسب رغبة وميل أطفالنا فليس كل نشاط مناسب لكل طفل، ويلقاه كل طفل بنفس الإقبال. ويساعدك أيضا في تخير هذه الأنشطة ذكاءات طفلك الأعلى حسب ما أشرت، ولكن أود أن أشير أنه علينا تنمية الذكاءات الأخرى والتي تعتبر أدنى لدى أطفالنا حتى تصل لأعلى حيز ممكن لها.
ما سبق كان بمثابة خطواتك الفردية لأزمة التعليم في بلادنا العربية.
هل أدركت صعوبة أن يقوم كل فرد بكل من هذه المهام بمفرده؟!!. هناك ضرورة أن تتضافر هذه الجهود الفردية للتكامل مع بعضها البعض لتحقق أداء أكثر فاعلية وتضمن نتائج أفضل.. وهذا الأفضل طريقه الوحيد التحرك الجماعي.
والآن هيا معًا لنخطط هذا الحل الجماعي:
- أول خطوة هي المعرفة الفردية قدر جهدك وطاقتك، ولكن بالله اجتهدي في هذا، فالأمر يستحق العناء المبذول فيه.
ما ينبغي علينا تعلمه ومعرفته هو:
- ما الذي يجب تعلمه؟ وكيف يعلم عن طريق برامج غير نظامية وأنشطة غير نظامية؟
- ثم معرفة طرق التعلم والاستذكار الصحيح.
- كوّني جماعة وفريق عمل يتداول فيما بينه كل ما يتعلمه جميع أفراد الفريق. وعسى أن يكون هذا الفريق هو مجلس الآباء في المدرسة؛ وربما أمكنكم ضم عناصر من المدرسين المخلصين -ولن نعدم نفرًا منهم-. مزايا مجلس الآباء أنه قوة مؤثرة نسبيًّا، فأرجو أن تستغلوا هذا التأثير بشكل إيجابي وسليم، كوّنوا فريقًا مع إدارة المدرسة وليس أعداء تتناوبون قذف الاتهامات؛ لأن الحقيقة أننا كلنا في الهم سواء.. إدارة وأولياء أمور ومدرسين.. كل عناصر العملية التعليمية غارقون حتى أذقانهم في همّ التعليم الخطأ. فدعونا نحاول الآن أن نتلاحم ونكوّن معًا فريقًا حقيقيًّا لتحسين مساحة ولو صغيرة.. وخطوة خطوة ستتحرك الأمور للأفضل إن شاء الله تعالى.
- حاولي أيضا أن تكوّنوا جماعات لأنشطة جيدة للأطفال. ويمكنكم أن تتناوبوا الأدوار مع الأطفال، كل حسب إمكاناته: من يتمتع بقدرة فنية يتولى الأطفال في هذه الناحية، وهكذا الرياضة، الكمبيوتر، اللغات.. حاولوا الاستفادة من معطيات الفريق سواء تولى كل فرد تعليم الأطفال بنفسه أو أشرف على فعالية النشاط الذي يمارسه الأطفال في مكان ما. المهم وزعوا أدوارًا حتى يسهل الأمر على كل الفريق وحتى تتمكنوا فعليًّا من نفع كل الأطفال بممارسة كل الأنشطة التي يحتاجون إليها دون أن يقف الجهد والوقت عثرة في طريق مزاولة أطفالكم لما هو ضروري من نشاط.
- يمكن أن تكون جماعات مختلفة في مناطق مختلفة تتقابل وتتبادل ما وصلت إليه من نتائج في المحورين اللذين تعمل عليهما: التعلم؛ النشاط.
وزعوا المهام حسب ما يلائمكم، وربما كانت المجموعة مكونة من فردين بشكل أولي ثم تكبر وتكبر إلى أن تصبح مجموعة كبيرة هدفها الأساسي تطوير مساحة معينة من التعليم. ولا بد أن نعمل وفق منطق: "ابدأ بنفسك". أومن إيمانًا عميقًا بقدرة الأفراد على إحداث هذا التغيير الذي نتمناه.. فلن يهبط علينا التغيير من السماء كما يعتقد البعض، بل لا بد أن نكون شركاء فيه ولو بقدر.. هيا لنكون الوزارة الشعبية لتطوير التعليم، فإن لم يتطور كل ما نتمناه في التعليم، فلا أقل من أن نلقى الله عز وجل ببعض عمل بين أيدينا نقدمه يوم العرض العظيم، والله المستعان.
ــــــــــــــ(102/33)
عمره سنتان ويدمن الإنترنت! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي العزيزة دعاء ممدوح، طفلي يبلغ من العمر سنتين و8 أشهر، لديه هوايات من هم أكبر منه في السن؛ فهو يحب الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الكومبيوتر يتصفح هنا وهناك مواقع الأطفال التي خزنتها له تحت قائمة المواقع المفضلة؛ فتارة يلعب ألعاب التركيب(Jigsaws) ، وتارة يلعب ألعاب التركيز (الصور المتشابهة) والكثير والكثير، ويقوم بمختلف الأشياء في وقت واحد؛ كأن يقوم بتشغيل أنشودة ويلعب في آن واحد، ويقوم بتغيير خلفية الموقع أحيانا، ولديه مهارة عالية بالتحكم في الموس (الفأرة)، ويقوم بالتلوين كذلك والكثير والكثير من الأشياء التي يتسلى بها، وكل ذلك في غرفته لساعات طويلة.
لذا فأنا أخشى على نظره، هل -لا سمح الله- يتسبب له ذلك في ضعف نظر مستقبلا؟ وكم من الوقت أستطيع أن أخصص له يوميا؟ وهو في الواقع أصبح مدمن إنترنت وهو في هذه السن الصغيرة، وحتى وقت الأكل يأكل وهو يمارس ألعابه هذه في نفس الوقت. وللعلم لم تنفتح شهيته للطعام إلا بهذه الطريقة؛ لشدة إعجابه بهذا الجهاز رغم أن غرفته مليئة بالألعاب، ولا ينال إعجابه إلا كل جديد من المواقع وألعاب الكومبيوتر، وأنا الآن سألحقه بالروضة ليتعلم ويستفيد ويلعب مع أطفال في مثل سنه، ويتعلم النظام، ولكني حائرة أي روضة أختار؟ وقد كنت أفكر في أن ألحقه بدورة تعليم كومبيوتر، ولكن هذا الإدمان هو ما دعاني لأصرف النظر عن ذلك خوفا عليه.
وعندي مشكلة اخري فهو يحب تناول الحليب البارد (غير المغلي) مع الكورن فليكس.. فهل هذا يضره؟ هل يجب أن أغلي له الحليب المبستر؟ فأنا أشتري له الحليب المبستر دائما.. فهل يجب علي غليه أم لا مشكلة من ذلك؟
كذلك ألاحظ علية في الآونة الأخيرة أنه يقوم بوضع يده على عضوه، وأنا أعلم أن ذلك ليس كما نعرفه نحن الكبار، ولكني لا أريد لطفلي أن يستمر ويزداد في ذلك؛ فهو سلوك سيئ وغير مقبول إطلاقا، ولكني لا أريد أن أنهره؛ فربما يقوم بذلك في الخفاء، فحكيت له قصة قلت له فيها بأن هناك ولدا يفعل كذا وكذا وآلمه بطنه وأخذوه للمستشفى، وأعطوه حقنة ودواء سيئ الطعم، ولكن لا أريد أن أزيد الجرعة كما يقولون، ويظهر عكس ذلك؛ فالولد لم يلاحظ أن هناك شيئا آلمه؛ فلن يثق في كلامي، وفي هذه السن الصغيرة يصعب أن أشرح له أو أوصل له فكرتي تماما.. فكيف؟ وماذا أقول له حتى يكف عن هذا الفعل؟ آسفة على الإطالة وشكرا أختي العزيزة مرة أخرى.
... السؤال
أطفالنا والتكنولوجيا ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... لابد أن أبلغك أولا بإعجابي الشديد بابنك وعقليته ونبوغه في هذه السن؛ مما بشرني كثيرا.. وأسجل إعجابي أيضا بتفكيرك في توفير مناخ تنمو فيه تلك العقلية فتبحثين عن دورات هنا ودور حضانة هناك، وتخططين للاستثمار المربح في ذكائه ونبوغه؛ وهو ما قد يتغافل عنه الكثيرون أو على الأقل لا يبدءونه مبكرا.
بالتأكيد فإن ميل طفلك للكومبيوتر بهذا الشكل النهم سلاح له حدان.. فبقدر ما هوأمر مفيد ودليل نبوغ واضح تقدمه في استخدام الكومبيوتر وفأرته وتطبيقاته بقدر ما هو أمر قد يسحبه تدريجيا من حياة الواقع إلى المتخيل، ومن المجتمع والحياة الاجتماعية إلى الوحدة والانعزال؛ وهو ما يمكن أن يحرمه من الكثير من المهارات الحياتية الأخرى، وبالتالي فالتوازن مطلوب دائما.
ولكي نحقق هذا التوازن فلا بد من تخصيص وقت لكل شيء وليس فقط الحاسوب، وهذ الوقت لا بد أن يكون مشبعا بما يمارس فيه من نشاط؛ فوقت الطعام لا بد أن يكون للطعام فحسب، تمارس فيه آداب الطعام من التفاف للأسرة واجتماع للأيدي وبسملة وتسامر وإطعام الأب للام في فمها أمام الأطفال وردها بالمثل وفعل ذلك مع الأبناء...إلخ. ولا تتخيلي وقع جلسة الطعام بهذا السيناريو والشكل على كل أفراد الأسرة من الأطفال والكبار.. حتى إنهم ينتظرونها خصوصا أيام العطلات وفرص الأوقات المتسعة.
فوقت الكومبيوتر للكومبيوتر، ولاحقا وقت المذاكرة للمذاكرة، وعند استضافة زوار يجب عدم التخلف عن الجلوس معهم لأي سبب.. وهكذا.. ويمكنك أن تخرقي انفراد طفلك بالكومبيوتر بأن تجلسي معه عند لعبه به أحيانا وتحدثينه وتطلبين منه أن يريك كذا، وما الجديد الذي يلعب به، فضلا عن تخصيص وقت محدد للكومبيوتر؛ بحيث لا يزيد تعرضه لأشعة الشاشة عن 2-3 ساعات يوميا (هذا ما أفضله شخصيا، لكن يمكنك الرجوع لطبيب عيون للتأكد من المدة المثالية وكيفية التعرض الصحيحة)، فضلا عن ضرورة وجود فلتر للشاشة يحجب جزءا من الأشعة الضارة؛ فلا شك أن التعرض لأشعة شاشة الحاسوب ضارة جدا للعين، ولا بد من اتقاء ما يمكن اتقاؤه من ضررها. ويمكنك تصفح المزيد من الاستشارات حول هذا الأمر في صفحة استشارات صحية
أما بالنسبة لإطلاق كلمة "مدمن إنترنت" على محمد.. فالمصطلح كبير جدا على طفل يستغرقه ويستهويه كل ما هو جديد وغريب يحصل عليه بضغطة زر.. وتقييم حالة ارتباطه بالإنترنت من حيث كونها إدمانا من عدمه أمر له مقاييس ومعايير ومحددات تجدينها فيما يلي:
مقياس إدمان الإنترنت
مرض العصر.. إدمان الإنترنت
وعلى كل حال فالطفل لا بد له من التوازن بين الواقع وحياة المتخيل على الشاشة؛ فلا بد أن تتوفر له فرصة للتعارف على أصدقاء في مكان تدريب رياضة مثلا وحضانة وجيران وأصدقاء وأقارب، وذلك بشكل دوري في جدول يومياته؛ فلا بد من وجود ساعتين أو أكثر للعب مع أطفال أو مشاركة الأطفال بعض الممارسات من خلال أي نموذج مما ذكر أو غيره، ووجود مثل هذا الجو الاجتماعي حول الطفل بشكل بهيج سيجذبه من العزلة التي قد تفرضها عليه لاحقا محبة الإنترنت والشغف بمبهراتها.. وقد فسرت أنت في كلامك تعلقه الشديد بأنه إعجاب شديد، وبالتالي فمسألة الإدمان لا أعتقدها صحيحة.. وكما اتفقنا فوضع نظام وقواعد لكل الممارسات اليومية من طعام وشراب ونزهات وخلافه هو ما سيساعدك في حماية طفلك من أن يكون له اهتمام أوحد.. ولا مانع من تعلمه الكومبيوتر ولكن يمكن تأجيل ذلك قليلا إلى أن تتوازن الأمور مع طفلك وتنتظم عنده الأولويات.
أما مسألة الروضة فقد أوسعنا هذا الموضوع طرحا ومعالجة على الصفحة، وإجمالا فأنت تحتاجين روضة تتوافر بها الشروط التي ترضيك وشروطا أخرى عامة لا بد من توافرها كالنظافة وحنان المربيات ومستوى اجتماعي متناسب للأطفال المشتركين ونوعيات جيدة من الطعام والأثاث وغيره لخدمة الأطفال.
أما الشروط الخاصة فهي ما تتوجهين له وفقا لأمنياتك الشخصية مع طفلك كتحفيظ القرآن مثلا أو تعليم لغة أخرى كالفرنسية أو الإنجليزية أو تعليم رياضة معينة.. إلى غير ذلك مما تتنافس فيه الحضانات، ولكل حضانة توجه؛ فمنها ما يهتم بانهماك بأي مما سبق، أو ما يحاول أن يجمع بين الجميع. المهم أن تفحصي ذلك بنفسك وتتأكدي من توفر ما يفيد طفلك فيما تريدين له أن يكتسبه من الحضانة..
ويمكنك قراءة المزيد عن هذه الجزئية فيما يلي:
أم نحكوش تختار لحضانة .
أما مسألة غلى اللبن المبستر فلا داعي لها؛ فالبسترة أو الغلي كلاهما وسيلة تكفي للقضاء على البكتيريا الضارة في اللبن، وتسخين الحليب لمن يحبه دافئا لا يحتاج للغليان ما دام مبسترا، ويكفي تدفئته بالقدر المطلوب فقط أو تناوله باردا لمن يحبه كذلك..
وبالنسبة لما تصفينه من اعتياد وضع يديه على عضوه.. فبعيدا عن تبرير تلك العادة السيئة لدى الأطفال في سن طفلك نتوجه مباشرة لمحاوة جديدة لإلهائه عن هذا السلوك بلفت نظره لشيء جديد أو لافت أثناء ممارسته مثل هذا السلوك.. كأن تنادينه ليرى نملة وجدتِها مثلا أو برنامجا لطيفا على التلفاز، أو يناولك شيئا دون لفت نظره أنك تحاولين إلهاءه، وحاولي ما استطعت ألا ينفرد بنفسه نهائيا، وأن يكون تحت ملاحظتك غير المباشرة باستمرار..
وحاولي أن تتجنبي توجيهه بشكل مباشر أو عبر القصص لهذا الأمر كيلا يزيد اهتمامه به، بل انتهزي فرصة وعكة -لا قدر الله- يمر بها، أو ألم يشكو منه أو حتى عطاس وقولي له: "كن حريصا فيما بعد يا حبيبي كيلا تمرض ثانية.. أكيد أنك لمست هذه الأماكن، ولوثت يديك فتسبب ذلك في مرضك".. مثلا، أو انظري إليه فجأة إن فعل هذا السلوك، ثم شمي يديه، وقولي له: "يداك تحتاج للغسل سريعا؛ لأن هذه الأماكن بها ميكروبات، ويجب ألا تلمسها اليد.. ولا بد من غسل اليد إن جاء عليها هذه الميكروبات"... وهكذا.
وحاولي ألا تكون هذه التوجيهات متقاربة أو ضاغطة على الطفل، وألا تشعريه بالرقابة الشديدة التي تزيد من تحفزه وارتباطه بهذا السلوك.. فقط انتهزيها فرصة كل حين للفت نظره، وتأكدي أن انشغاله سيصرفه كليا عن تلك الأمور، فاشغليه دائما بصلصال أو بلعب معك أو بمعاونتك في المنزل أو مناولتك شيئا أو الخروج معك للتسوق؛ فالنفس إن شغلناها بالحق انصرفت عن الباطل تلقائيا، ولا تتركيه طريح التلفاز أو غيره طويلا، وحاولي أن تشاركيه المشاهدة والتعليق على الكارتون أو برامج الأطفال أو حتى الكومبيوتر..
واحذري أن يشاهد شيئا غير مضمون على التلفاز من أغنيات ساقطة مصورة أو أفلام بها مناظر خليعة وغير ذلك مما ابتلينا به على شاشات أغلب القنوات.. ولله الحمد أن هناك قنوات مخصصة للأطفال، وتلك أيضا تحتاج لأن تنتقي منها ما يناسب طفلك ليشاهده، وتجنبيه ما لا يصلح من العنف والتكسير والخيال المبالغ فيه.
وحول هذه الجزئية يمكنك مراجعة ما يلي:
إصبعان في مهمة غير مرغوبة ...متابعة.
وأخيرا أرجو ألا أكون قد أطلت عليك، وأتمنى لقاءك قريبا، وتلقي المزيد من أسئلتك واستفساراتك ونتائج تطبيق ما عرضته عليك ومدى استفادتك منه، وحتى هذا الحين أستودعك الله.
ــــــــــــــ(102/34)
خائفة على بناتي من البلوغ ... العنوان
السلام عليكم.. أشكركم جزيل الشكر على هذه الفرصة لنا للبوح بمشكلاتنا ومخاوفنا. أنا سيدة متزوجة، وأم لثلاث بنات ما يؤرقني كثيرًا هو خوفي عليهن من ممارسة العادة السرية، وكيف أجنبهن من الوقوع في هذا المرض؟ فخوفي هذا ناجم من تجربتي المرة في هذا المجال. هل ختان البنات يساعد على تجنب هذه العادة، وخاصة أننا نعيش في منطقة حارة؟ ولكم جزيل الشكر.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي الكريمة، أهلاً بك وبحرصك على فتياتك.
وسأبدأ الرد على سؤالك من حيث انتهيت؛ فليس لختان البنات أي دور في مسألة ممارسة العادة السرية من عدمه، حيث إن العادة السرية هي منظومة من المشاهدة والنظر الحرام، ثم الأفكار والخيالات، ثم الممارسة الجسدية كذروة لما سبق، فيعتقد البعض أنه بإزالة البظر أو جزء منه يؤدي إلى كسر حلقة الشهوة، وهذا كلام غير صحيح يشبه من يعالج من يعاني من كثرة النظر إلى المحرمات بأن يفقأ عينيه حتى لا يرى شيئًا على الإطلاق.
أما بالنسبة لخوفك على بناتك من ممارسة العادة السرية نتيجة لمعاناتك الشخصية من هذه المسألة، فإن المجرب خير من الطبيب وأنت الأدرى والأعلم بالأسباب التي أدت بك إلى هذه العادة، ولو قمت بعملية استرجاع واعٍ لها فستدركين في الحال كيفية الوقاية.
أختي الفاضلة.. إن التربية السليمة لهؤلاء البنات القائمة على التواصل معهن، وفتح الجسور معهن بحيث تصبح الأم صديقة لهن يبثونها أشواقهن وأفكارهن ورغباتهن بغير حرج ولا تردد هي الطريق الأصلي، كذلك مع تربية جنسية سليمة قائمة على الوضوح والصراحة والعملية البسيطة التي تقدم المعلومة الصحيحة لهؤلاء البنات في الوقت المناسب، وهو ما قبل البلوغ بقليل بحيث لا يحتاج هؤلاء البنات للبحث عن المعلومة من مصدر آخر غير مأمون العواقب يعطي لهن المعلومة الخاطئة، ومعها الممارسة الخاطئة، ثم السرية والكتمان الذي يؤدي إلى مزيد من تفاقم الأمور واكتشافها بعد فوات الأوان.
ثم استمرار لهذه التربية الجنسية مع البلوغ وبعد البلوغ، وحوار مفتوح صريح يطرح كل المسائل على نطاق البحث بدون مواربة أو دفن للرؤوس في الرمال، مع تعويد لهؤلاء البنات على البعد عن مواضع الإثارة، ودعوة لطيفة لغض البصر مع فهم واضح لدور الجنس في الحياة، وأنه ليس شيئًا نجسًا أو مستقذرًا تتم ممارسته في الخفاء أو السر أو في الدهاليز، بل هو جزء من حياة الإنسان الصحيحة والصحية، ولكن في الإطار الشرعي الصحيح بدون إفراط أو تفريط، ثم مساعدة لهؤلاء البنات على الزواج المبكر قدر الإمكان، وتوعية صحيحة أيضًا لدور الجنس في الحياة الزوجية، وإعداد صحيح لاستقبال هذا الأمر بيسر وسهولة.
خلاصة القول: إن الوقاية هي تربية جنسية صحيحة علمية مستنيرة، مع حوار مفتوح مستعد لطرح كل شيء للبحث حتى لا يتوه أولادنا في دهاليز كل ما هو سري وممنوع، دعاء خالص ومستمر لله سبحانه وتعالى أن يسترنا في الدنيا والآخرة.
ــــــــــــــ(102/35)
طفلي والأنوثة.. ميل يحتاج ترشيدا (مشاركة) ... العنوان
بداية اسمحوا لي أن أشكر جميع العاملين على تصحيح المفاهيم الخاطئة في موضوع تنشئة الأطفال، وإرشاد الآباء إلى الطريق الصحيح في التعامل معهم، في المشكلة التي نشرت تحت عنوان طفلي والأنوثة.. ميل يحتاج ترشيدا لفت انتباهي عبارة كتبت:
(ويكون ذلك التأكيد في مجال الحصول على المميزات وليس في مجال الانتقاص.. فلا
يقال له: "لا لن تأتي معنا لأنك ولد" بل يقال له: "أنت ولد لذا يمكن أن تذهب مع
بابا أما نحن فلا"..."لأنك ولد فأنت يمكن أن تلعب مع أبناء الجيران في الفناء
أما أختك فلا...".. "لأنك ولد يا بختك ستلعب كرة القدم في النادي ).
لدي سؤال صغير: في الأمثلة التي ذكرتموها لم أجد سببًا مقنعًا لعدم إخبار الابنة أن تفعل المِثل (أقصد لماذا يمكن للولد أن يذهب للنادي بينما تمنع الابنة من ذلك؟ لماذا يمكن للولد أن يلعب في الحديقة مع أبناء الجيران والبنت لا؟).
أفهم أن هذه الأمثلة التي ذكرت هي لتصحيح سلوك الولد، ولكن هل ذكرتموها كقواعد عامة؟ ألا يمكن أن يحدث مشاكل للفتاة التي لا يسمح لها بالخروج أو الذهاب إلى النادي أو اللعب في الحديقة المنزل فقط لأنها فتاة؟ أليس لها نفس الحقوق في هذه الحالات؟
سؤال آخر لو سمحتم لي: ذكرتم أن الولد يلعب بالمسدسات والكرة هل هذه الأشياء ما زالت قاعدة لهويته الجنسية؟ ماذا لو أرادت الفتاة أن تلعب بالكرة هل نقول لها إن هذا للولد فقط؟ أم أن هناك ألعابًا مخصصة للأولاد وأخرى للفتيات؟
وما الذي يجعل اللعبة مذكرة أو مؤنثة؟ إنها مجرد التقاليد العروسة للبنت والمسدس للولد.
أليس من الأفضل ترك ذلك للاختلافات الطبيعية بين الولد والبنت بدلاً من السماح أو منع أحدهم من لعبة يحبها بغض النظر عن كونها للبنات أو الأولاد؟
ما أقصده مثلاً أنه يمكن أن نعرف الولد والبنت اختلافهما الفسيولوجي بدون أن نمنع أو نبيح لعبة، أي أنه يمكن أن نطلب من الولد أن يحمل الحقيبة الثقيلة؛ لأنه رجل صغير لديه عضلات قوية أقوى من أخته.. أليس هذا يجعله يدرك نوعه وجنسه كرجل؟ وفي نفس الوقت يعلمه المسئولية كونه رجلاً تجاه أخته التي يفترض أيضًا أن تكون متعاونة وداعمة؟
أرجو الإجابة على هذه التساؤلات، فأنا مهتمة جدًّا بهذا المجال، وأريد توضيح كل شيء لنفسي حتى أتمكن من تنشئة ابنتي بشكل أفضل.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د. مي حجازي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختي الكريمة شكرا لثنائك الرقيق، بل وجزاك الله خيرا على متابعتك الدقيقة لما ينشر على صفحتنا، وكل كلمة تدون في سطورها؛ فهذا الوعي وذاك الانتباه يشرح الصدر، ويبعث الأمل في مستقبل باهر لأبنائنا وبناتنا، ويزيد كثيرا من شعورنا بالمسئولية التي تثقل كواهلنا.
بالنسبة لتعليقك على ما ورد في الإجابة: دعيني أناقشك فيه كما ناقش النبي سائله عن الساعة بقوله: "وماذا أعددت لها؟".. وبالطبع سأوضح لك ما يكفي ليزيل عن وجهة النظر المقدمة من خلال الإجابة أي التباس ساهم في إيجاده وجهات نظر مسبقة، ولكن تعالي نبدأ بأن الأمر كان يحتاج لقليل من الدقة في استكشاف ما بين سطوره.
وتعالي أيضا نبدأ بالثناء على فكرتك الرائعة بلفت نظر الابن إلى تميزه عضليا وفسيولوجيا عن أخواته البنات، وهو أمر ممتاز، وتحميله مثلا بحقيبة ثقيلة عن حقيبة أخته لأنه رجل صغير، وإشعاره أنه أقدر؛ لأنه ذكر ومطلوب منه حماية أخواته وأسرته وخلافة والده، ومن ثم حماية وطنه ودينه.. ولكن اسمحي لي أن أقول لك: إن الأمر سابق قليلا لأوانه مع طفل لا يزيد عمره عن 3 سنوات.. وإن كانت الفكرة نفسها مطلوبة ولكن في وقت لاحق، ولا تنسي أن الطفل -في مثل حالة فاروق بالتحديد- بحاجة إلى أن يشعر بمميزات ذكوريته أولا، وصلاحيات كونه ذكرا ليحب كونه ذكرا، وحينها يصير تحميله بمسئولية تلك الذكورة والرجولة أمرا محببا له..
لكن من الممكن إشعاره باستمرار بأن له عضلات قوية، وأنه سيستطيع أن يحمل مع أبيه مثل تلك الحقيبة الثقيلة.. كما يمكن لأبيه أن يفحص عضلات ذراعه باستمرار ليداعبه ويقول له: "هيا كل جيدا لتكبر تلك العضلات، وتصبح قادرا على فعل كذا مثلي.." ليشتاق لذلك ويشعر أنه تشريف وليس تكليفا، ويبادر بعرض خدماته واستعراض رجولته، ولعلها إضافة لا بد منها على إجابتنا على اختنا السائلة "أم فاروق"، ولعلها شرارة ممتازة لانطلاق مشاركات تضيف -مثل مشاركتك- و تثري كل المتعاملين مع الصفحة من قراء وعاملين ومستشارين؛ فآبار الأفكار إن ركدت ولم تتحرك وتتقلب قد يصبح ماؤها آسنا، وتجديد هذه المياه بمبادرة كمبادرتك يحميها ويكثرها.
وعودا إلى استفساراتك حول الإجابة سأبدأ بأمر هام، وهو ضرورة أن تقرئي النص في سياقه؛ أي في ضوء أنه موجه لطفل يعاني حالة معينة من اضطراب الهوية الجنسية أو عدم الشعور الكامل بها، وبالتالي فالتعامل معه لا بد أن يكون بشكل مختلف عما هو الحال عليه في عموم الأحوال؛ وذلك لتكتشفي أني لم أقصد أن أقول إن الطفل الذكر متميز عن البنت (الأنثى) بحقوق لا تنالها هي؛ بل فقط عنيت أن له مجالات اهتمام ليست لها.. كما أنه لم يرد أن البنت لا تذهب للنادي.. بل ما ورد أن الطفل يمكن أن يلعب كرة القدم في النادي؛ باعتبارها رياضة تشيع في أوساط الذكور أكثر من البنات.. ومن الممكن أن تمارس البنات رياضات أخرى كاليد أو الكرة الطائرة، أما القدم فيعشقها الذكور، ولا يوجد بها تدريب شائع لغيرهم.. وبالتالي فحالة فاروق في حاجة لاهتمام خاص.
أما ذهاب الطفل الذكر مع أبيه إلى مجالس الرجال أو إلى أماكن الرجال في المسجد في صلاة الجمعة أمر طبيعي، كما هو طبيعي أن تذهب البنات مع أمهاتهن إلى مكان النساء، ولم يكن المقصود إقرار قواعد غير موجودة بقدر ما كان المقصود إشعار الطفل بارتباطه بأبيه ومجالس الرجال، وإشعاره بالاستمتاع بهذا الشعور. أما اللعب في فناء البناية مع الأولاد فمن الطبيعي أنها ستكون ألعابا كالكرة وغيرها مما لا يصلح أن يتم ممارسته في المنزل فهو يصلح للصبيان..
أما البنات فلعبهن بالعرائس والتمثيل وأدوات الطهي وغيرها، وهو ما يكون غالبا في المنزل، وهو أمر أكثر أمانا لهن وأكثر إمتاعا.. ولعلك صائبة في ضرورة الحرص على كليهما والخوف عليهما من المخاطر؛ فذكورة الولد لن تحميه من خطر لا تحمي البنت منه أنوثتها.. ولكن المقصود كان إشعار الطفل بأن ذكورته شيء ممتع يمنحه القدرة على ممارسة ما يهواه بحكم كونه ذكرا؛ كلعب الكرة والجري والشقاوة، مع محاولة إبعاده عن التواجد بين الإناث من أفراد أسرته بصفة مستمرة تجعله يكتسب صفاتهن وعاداتهن.
أما مسألة الألعاب وكون البندقية للذكر والعرائس للأنثى.. فكما قلت في رسالتك: المسألة تترك لاختيار الأطفال، ومن حق الذكر أن يلعب بالعروسة، ومن حق الأنثى أن تلعب بالبندقية.. لكني عنيت الميل الطبيعي؛ فاختيار الأبناء سيكون وفقا لميولهم الطبيعية التي لن تخالف ميل الذكر للعنيف من الألعاب وميل الأنثى للناعم منها، ولعل ما ذكرته في إجابتي بخصوص هذه النقطة كان توجيه ميل الطفل الذكر لما يلائم ذكورته؛ فتواجده مع أخواته قد يجعل ميله أقوى لما يلائم تفضيل أخواته من عرائس وألعاب ناعمة، ولذا فقد طلبت من الأم تخصيص ألعاب مختلفة له لإشعاره بالاختلاف عنهن، والتأكيد على هذا الاختلاف وإشعاره به.. ولا شك أن اللعبة التي يلعب بها الطفل وأسلوب معاملته ستشعره أنه مختلف عن أخواته..
ولا تنسي يا عزيزتي أن ما ورد في الإجابة هو علاج لمشكلة معينة، وليس إرساء لمبادئ عامة للتعامل مع الأبناء الذكور، وإشعارهن بالتمايز عن الإناث دون وجه حق أو التفرقة بينهم لمجرد كونهم ذكورا.
أختي الكريمة، إن خشونة الذكر ليست حقا، ولا تمنحه حقا ستحرم منه الفتاة، كما أن نعومة الفتاة ليست وصمة يتبرأ منها الذكر أو يعيرها بها، لكن حينما يختل شعور الأنثى بنعومتها وشعور الذكر بخشونته يجب حينها تصحيح مسار ذاك الشعور؛ ليشعر الذكر أنه لا بد أن يكون خشنا لأنه ذكر، ولن يكون طبيعيا إلا إذا اتصف بما يجب أن يكون عليه، ولتشعر الأنثى أنه لا بد أن تكون ناعمة لأنها أنثى، ولن تكون جميلة ما لم تكن طبيعية.. هل وصلك ما أعنيه ؟؟
أرجو أن تكون اتضحت لك وجهة نظري.. وكما نصح النبي صلى الله عليه وسلم امرأة بشير بن سعد الأنصارية وزوجها حين أرادا أن يخصا ولدا لهما بمنحة مالية: "لا تشهدني على جور، إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم، كما لك عليهم من الحق أن يبروك" [رواية أبو داود].
وأعود فأكرر أن الأمر لم يتعد كونه علاجا لمشكلة يمر بها الطفل، وليس إرساء لقواعد للتفرقة الظالمة في المعاملة بين الذكر والأنثى..
وأخيرا أستودعك رعاية الله، آملة أن أتلقى المزيد من ملاحظاتك ومشاركاتك ومتابعاتك.. فهذا النوع من المشاركات يسهم كثيرا في تجويد وتطوير ما نقدمه، فضلا عن استدعائه للأفكار والمقترحات وإثرائها..
ــــــــــــــ(102/36)
طفلتي الأولى.. كيف أوجهها؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا أم متزوجة منذ عامين ولديّ طفلة عمرها سنة وشهر، منذ أن حملت وأنا وأبوها منشغلان بأن نربي طفلنا تربية إسلامية ونفسية صحيحة، وكنت أعتقد أن الأمر يسير، ولكني فوجئت أنه ليس كذلك.
أحيانًا لا أعرف كيف أتعامل في مواقف معينة مع ابنتي، فهي منذ فترة وهي لا تنصاع لما آمرها به من عدم الإمساك بأشياء معينة وعدم اللعب بها.
أحيانًا أشعر أنها تفعله عمدًا، وعندما آخذ منها هذه الأشياء تبكي بشدة وأحس أني أغضبتها جدًّا؛ لذلك أحيانًا أتركها مع أني أعلم أن ذلك خطأ وأحيانًا أطلبه منها وأصر حتى تعطيها لي وهي تبكي. وعندما تبكي لا أعرف كيف أتعامل معها.. هل أتجاهلها أم أصالحها؟
مشكلتي أني لا أعرف كيف أوجهها، ولا أعرف هل ما زالت صغيرة على التوجيه أم أن تلك السن هي بداية التربية؟ وما هي طريقة التوجيه الصحيحة؟ قد تبدو مشكلتي بسيطة ولكنها تؤرقني بشدة.. شكرًا مقدمًا على الاهتمام والرد.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. ومرحبًا بك عضوة في نقابة الأمهات لأول مرة، ولعل رقة تعاملك مع ابنتك والبادية بين سطور سؤالك هي أكثر ما أكد لي أن الحيرة هي سمة مشتركة بين أغلب الأمهات لأول مرة، أو بمعنى آخر الرغبة في البحث عن الطريق الأمثل للطفل الأول ليكون نموذجًا لما يحلم به الوالدان، وهو بلا شك توجه ممتاز لا غبار عليه، لكنه غالبًا ما يسبب للوالدين الواعيين الحيرة والتردد حتى يصلا لأفضل ما يستطيعان مع طفلهما الأول، ثم يحظى الثاني والثالث وما بعد ذلك باهتمام ربما يكون أقل، لكن غالبًا ما يصقل التعامل مع ما يلي من الأطفال الخبرة.
وكم هو جميل أن تفكري في ابنتك منذ أن كانت جنينًا لتعدي لها أفضل وسائل التربية وتستعدي لاستقبالها بكل وعي وبنية خالصة، ولكن الإحباط من عدم استجابتها لأسلوبك معها أمر لا يعينك على الاستمرار، بل اسمحي لي أن الإحباط في التعامل مع الأبناء عمومًا يسبب الفشل في التعامل معهم؛ لأنهم ببساطة ليسوا آلات بأزرار تحكم يمكن توجيهها كيفما نشاء.. صحيح أن هناك خطوطًا عريضة وقواعد عامة للتعامل مع الطفل.. ومع سلوكياته من عناد وعصبية وغيره، ولكن لا بد من مراعاة تميز وخصوصية واختلاف كل طفل عن الآخر، بل إنه حتى في تطبيق تلك القواعد لا بد من مراعاة هذا الاختلاف.
وأعطيك مثالاً بنفسي، فلديّ طفلة عمرها 6 سنوات وطفل عمره عامان، وكلاهما على طرف النقيض من الآخر، فابنتي يحفزها جدًّا نظام المكافأة مثلاً وتتشجع به، ومنذ كانت في عمر أخيها وهي تتأثر بنظرة العين فتفهم أن ما تفعله خطأ وتحجم عنه، أما أخوها فهو لا يقبل مطلقًا أن تربطي مكافأة له بفعل صحيح يفعله، أو أن أنظر له بحدة، أو أن أفعل أي شيء مما كنت أفعله مع أخته، فهو حساس جدًّا وعنيد جدًّا، ولديه من الإباء ما يجعله يترفع عن مكافآتي إن كانت ستضعه تحت ضغط لينفذ ما أطلبه، وبالتالي فلكليهما أسلوب مختلف تمامًا عن الآخر في التعامل مع أنهما شقيقان.
أخرج من هذا أن ابنتك لها خصوصيتها عن غيرها بما يجعل التعامل معها يحتاج لأن يتفق مع ما يناسبها ويسعدها ويلائم شخصيتها، لا ما يجعلها تطيع الأوامر وحسب، وبالتالي فأنت في حاجة لدراسة تصرفاتها لمعرفة ما تحب وما يستهويها، وكيف يمكن استمالتها لك، هل باللعب أم بالاحتضان أم أن مفتاحها الهدايا والمكافآت، أم أن لكل موقف ما يناسبه، فهي عند غضبها يهدئها الاحتضان، وعند خطئها يشغلها اللعب، ولحثها على الخير تصلح المكافآت، وهكذا...، وحين تتوصلين لمفتاحها بعد سلسلة من المواقف التي تتابعينها بعناية بغرض الرصد والدراسة تستطيعين استخدام تلك المفاتيح للتعامل مع كل موقف على حدة.
وتعالي نتناول مسألة عدم طاعتها وإصرارها على الإمساك بما تمنعينها من الإمساك به، ومما لا شك فيه أن الممنوع مرغوب، وأن نهيك لها عن الإمساك بتلك الأشياء هو ما يخلق بداخلها إصرارًا على استكشافها ربما لم يكن ليوجد لولا هذا النهي، ومن ثَم فالأصلح أن تحاولي رفع هذه الأشياء إلى أرفف عالية مغلقة أو إبعادها عن مجال استخدام ابنتك وتناولها، وحين تمسك بشيء منها مثلاً رغم كل الاحتياطات فأقبلي عليها برفق بدون نهي وبدون زجر، وبهدوء ولطف وملاعبة وبسمة حانية قولي لها: "أريني ماذا معك؟ الله؟ هيا نضعه معًا في مكانه؟"، مع تقبيل ليديها بحنو ورفق أو اللعب معها بهذا الشيء قليلاً، ثم إحضار بعض الألعاب من الحجرة وقولي لها هيا نلعب معًا فتنشغل معك وتضعه وتلعب معك، ويمكنك بعد فترة إعادة هذا الشيء لمكانه.
ولأني لا أعلم ما هو هذا الشيء، لكنه إذا كان ليس خطيرًا كسكين مثلاً أو لا مشكلة في أن تمسكه فدعيها تمسك به وستتركه وحدها، واعلمي أن من أسوأ أساليب التربية الرقابة الساحقة على الطفل التي ترصد كل تحركاته وتمنعه من استكشاف ما حوله، فإن لمس هذا ممنوع، وإن حاول أن يفتح هذا ممنوع.. مع أنه لا بد أن يعرف وأن يستكشف وأن يخرب قليلاً ليتعلم، ولا بد من توفير ما يلزم لذلك كألعاب بلاستيكية مثلاً تشبه الحقيقية (جهاز تليفون لعبة أو حقيقي ولكنه متعطل) فتمارس به هوايتها وتعبث به كما تشاء بحرية، دون إشعارها أن الحقيقي محظور.. وألعاب فك وتركيب تحل وتربط وتقذف بها كما تحب، وزجاجة بلاستيكية فارغة تضرب بها فتصدر صوتًا أو تقذفها.. هذا هو الأصل في سنها.. ومن يحتاج أن يحافظ على أغراضه فليخبئها أو يرفعها ويحضر لها بديلاً عنها.
ومما لا شك فيه أن بكاءها بشدة هو إصرار بشدة على حقها الذي لا تعلم كيف تدافع عنه إلا بالبكاء، وبالتالي فحاولي أن تتفاهمي معها كما وضحت لك، ولكن ماذا لو بكت إصرارًا على شيء؟
إن كان هذا الشيء ليس خطأ أو مؤذيًا لها فاسمحي لها به وأرضها ولا تدعيها تبكي، وإن كان خطأ فأبدليها عنه.. هكذا ببساطة دون إشعارها أنك خائفة من بكائها أو مهددة به، بل بأنك لا تريدين لها الحزن، وأنك تحاولين التفاهم معها لتعبر عما تريد.. وسؤالها عنه برفق فتشجعينها على التعبير.. واحرصي أن يكون حديثك معها وأنت تقفين على ركبتيك وفي مستوى طولها وعينك في عينيها، وبكل حنو تسألينها: "هل تريدين كذا؟".. "تحبين كذا؟".. حتى تفهمي منها ما تريد لتحققيه لها، مع إشعارها بأنك تحققين لها طلبها حبًّا لها وليس تخلصًا من البكاء والزن، والدليل أنك بعد تلبية طلبها وبعد انتهاء البكاء تلاطفينها وتلاعبينها بما طلبت، وهكذا...
أما بالنسبة لتوجيهها في هذه السن فهو بالملاعبة والضحك والمصادقة، فهي مثلاً معك في المطبخ فتفهمينها أن هذا ساخن "يح" وهذا "مم" طعمه جميل، وهكذا فتوجيهها في هذه السن هو التعلم أن تتعلم صفات الأشياء، ومن ثَم هذا خطأ لأنه مؤذٍ، وهذا جميل لأنه مفيد، وبالاقتداء والمواقف التمثيلية تجدينها تتعلم وتفهم فتتوجه تلقاء الصحيح، وإن كانت ستحاول تجربة الخطأ مرات، ولكن لا مشكلة.. فقط انتبهي لئلا تؤذي نفسها ودعيها تنطلق.. وبالطبع فالمواقف التمثيلية ستنتجها قريحة أفكارك بوفرة بناء على احتكاكاتك اليومية مع ابنتك، وتفهمينها من هذه المواقف التي تنتحلين فيها شخصيتها وتمثلين لها فيها ما تودين لها فعله أو الحذر منه باختصار وبهدوء وبإمتاع لها.
بالطبع لقد قمت بتوضيح بعض الأمثلة والأفكار؛ وذلك لأفتح المجال أمامك لإنتاج المزيد، ولكن في ضوء التكيف مع ابنتك وسمات شخصيتها وليس تسييرها وتشغيلها.. ولأنك الأدرى بها والأكثر احتكاكًا بها فيمكنك فهم تميزها والتعامل معها وفقًا له.
وأخيرًا.. أستودعك رعاية الله على أمل بلقاء قريب، ومزيد من الاستفسارات والمتابعات.. وأرجو موافاتي بنتائج تطبيق ما اقترحت عليك، وما تجدينه غير مناسب أو أحرز نتائج مرضية؛ ليظل ما نقدمه دائمًا محلاًّ للتنفيذ وليس التنظير.. وشكرًا لك.
ــــــــــــــ(102/37)
بكاء، عناد، انطواء...الحل في الاحتواء ... العنوان
ابنتي عمرها 5 سنوات، وهي عنيدة، وكثيرة البكاء، كما أنها متعلقة بي وفي الفترة الأخيرة أصبحت انطوائية ترفض اللعب مع الأطفال، وتشتكي من أن الأطفال لا يحبونها، مع العلم أن وزنها 14 كجم، وهي قليلة الأكل. ... السؤال
العناد والعصبية, فقدان الشهية ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... مرحبا بك أم لمى ومرحبا بابنتك بارك الله فيها، وفي الحقيقة لقد كان سؤالك مختصرا ومركزا ومليئا بالمشكلات فقد وصفت ابنتك بأنها:
1- عنيدة.
2- كثيرة البكاء.
3- شديدة التعلق بك.
4- انطوائية وترفض الاندماج مع الأطفال.
5- تشعر بعدم حب من حولها لها.
6- ضعيفة البنية.
وعلى الرغم من كل تلك المشكلات فإنها تحل بعضها البعض فلو لاحظت تتابعها للاحظت علاقة السبب والنتيجة بين كل منها، فعناد الابنة يتسبب في التعامل معها بضيق فيسبب لها ذلك الشعور بأنها غير محبوبة فتنسحب من التعامل مع الآخرين فتتعلق بك بشكل أكبر لأنها لا تثق إلا بحبك، ثم تحاول استجداءك ولفت نظر من حولها بكثرة البكاء وهكذا.. وكل هذا الجو غير السعيد بالنسبة لها يضعف من شهيتها.. ومن ثم فحلقات هذا السياج تحيط بها بشكل يتسبب في إهدار أحلى لحظات طفولتها.. وبالتالي فهي تحتاج للمساعدة والعون لتخطي مشكلاتها وإسعادها لا التخلص من صداعها.
وبهذا التوجه وتلك النية نستطيع أن نبدأ معا خطة للتعامل السليم مع الابنة وتحسين حالتها.
نبدأ بالعناد الذي هو سمة أساسية في الأطفال تظهر من عمر العامين، وتستمر في التصاعد حتى السادسة تقريبا، وقد تتحول للتمرد فيما بعد ذلك بالتعامل الخاطئ، وقد تتحول إلى صداقة حميمة بين الطفل ووالديه، وكأنما كان يختبرهما بشكل لاإرادي أو غير مقصود، وبناء على نتيجة هذا الاختبار يحدد كيفية التعامل مع والديه هل هي التناطح والتمرد أم الانسحاب لتفادي الأذى والانطواء أم التفاهم والاستيعاب والصداقة.
ولكي لا نكرر الكلام عن العناد والذي تناولناه في أكثر من موضع على صفحتنا فسأجمل لك كل ما ورد من أفكار وأساليب للتعامل مع المعاندين الصغار بشكل سليم فيما يلي:
حينما يكون العناد لاإراديًّا
أسرع قطار لمحطة العناد
العناد.. من يحل المشكلة؟!
أما عن كثرة البكاء والزن فالأمر ليس معقدا فالطفلة تبكي لسبب ما، وبزوال السبب سينتهي البكاء، فلو كانت تبكي لطلب ما يمكنك تحقيقه لها فنفذيه لها لكن اشرطي عليها أولا أن تتوقف عن البكاء، وأن الشيء يمكنها طلبه بدون بكاء وإلا فلن ينفذ، وأما إن كان البكاء لمجرد الزن فيمكنك مراجعة ما يلي:
ابنتي زنانة أفيدونا
عروض البكاء.. كيف تتوقف؟
كما يمكنك استثمار تعلقها بك لدعم شخصيتها وتقويتها وتغذيتها بكل حب وحنان يجعلها تدريجيا وعلى المدى تتجرأ للخروج من قوقعتها بكل ثقة لتندمج مع من حولها ولتثق بحبهم لها؛ لأنها تثق بنفسها، فاخرجي معها وتنزها معا وتجولا معا لشراء متطلباتكم، وأعطيها النقود لتحاسب البائع مرة ومرة أخرى ناديها لتتداول معك في نواقص البيت لتدونا قائمة مشترياتكما ومرة أخرى أشركيها في إعداد الطعام واجعلا لكما فقرة يومية تقضيانها معا في أشغال الإبرة أو الزخرفة أو المكعبات أو القراءة أو الرسم أو المسابقة في الحكايات أو النكات أو لعبة ما تسعدها وتبهجها وتجعل تعلقها بك شيئا يدعمها ويبهجها ولا تطلبه فقط للحماية والاستنجاد ممن حولها.
أما بالنسبة لوزنها فالأمر يحتاج لمراجعة الطبيب للتأكد من كونها لا تعاني تأخر في النمو أو غير ذلك مما يقلق، وللتأكد من أنها في المعدل المناسب لعمرها ولطولها فليس هناك وزن معين يجب أن تكون عليه، ولكن هناك مدى يتراوح من حد أدنى يعتبر ما يقل عنه خطيرا وحد أقصى يعد ما يفوقه بدينا وكلاهما يعبران عن سوء تغذية تحتاج عونا طبيا بفواتح شهية أو مكملات غذائية أو نظام غذائي معين، ولكن بشكل عام تأكدي أن البهجة تفتح الشهية، وتساعد الجسم على الاستفادة من الغذاء بأقصى درجة من الاستفادة، أما الحزن والكآبة فإنهما يسببان سوء الشهية فضلا عن اطلاعي على بعض الدراسات التي أكدت أنهما يسببان عدم استفادة الجسم من أي من المغذيات الموجودة في الطعام.
وأخيرا أهمس في أذنيك بضرورة إشغال الطفلة وملء فراغها بأنشطة وهوايات ورحلات، وغير ذلك مما يبهج ويفيد ويمنحها فرصا للاختلاط والتعامل مع الآخرين، وتدريجيا ستتجرأ على الاقتراب مما تخافه؛ لأنها تجهله وهو العالم الخارجي، فستجد أنها محبوبة منك ومتمتعة بقدر من المميزات الشخصية التي تجذب الناس لها فضلا عن دعمك لها بما يقوي ثقتها بنفسها فتزول السواتر بينها وبين المحيطين واحدا تلو الآخر، وتهدمها هي بنفسها دون حث أو إجبار منك.. وتجدين لها أصدقاء من هنا، وأخريات في المكتبة، وأخريات في المدرسة، وأخريات في دار التحفيظ وهنا وهناك.. المهم أن تخلقي حولها هذا الجو الغني المليء بما ينصرها على مشكلاتها.
أستودعك رعاية الله وحفظه على أمل بلقاء قريب، وقبل أن أغادرك أؤكد على معنى هام وهو حديث النبي عن تهويد الأهل لطفلهما أو تمجيسه أو تنصيره بعدما يولد على الفطرة، وما أقصده أن تشكيل نفس الطفل وروحه إنما هي مهمة والدية بحتة قد تتداخل أو تؤثر معها بعض سماته الشخصية والعوامل الوراثية، ولكن في النهاية يبقى التأثير الأكبر للبيئة التي يتربى فيها.. فوفري لابنتك البيئة التي تصنع منها ما تتمنين.. وإن جعلت ذلك هدفا وصممت على تحقيقه.. فستتغلبين حتما على كل المعوقات وتحققينه.
كيف نستعيد فلسطين؟ (مشاركة) ... العنوان
مشاركة للأستاذة عزة تهامي علي الاستشارة التي نشرت تحت عنوان كيف نستعيد فلسطين؟ ... السؤال
أطفالنا والأحداث الجارية ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي الفاضلة، أحسست وأنا أتصفح بعض الاستشارات في باب "معا نربي أبناءنا" أنني في حاجة شديدة للمشاركة في الرد، وأن واجبي وضميري يمليان علي هذا، ربما لأساهم في إزالة هذه المشاعر المريرة ونسترد إلى حظيرة المتفائلين أسرة رائعة مثل أسرتكم – حفظكم الله جميعا - وبرغم أن ما ذكرته الأخت الفاضلة والزميلة العزيزة زينات أبو شاويش في ردها هو من واقع تجربة عاشتها وتحياها يوما بعد يوم، فإنني أردت أن نتناول الموضوع من زاوية أخرى.
واسمحي لي قبل أن أبدأ في الرد أن أسرد لك حكاية إحدى صديقاتي التي كانت من فرط حساسيتها بالقضايا العربية بل والمضطهدين في كل مكان حرمت على نفسها كل متعة وكل ابتسامة، فكانت إذا دخلت أنا وهي إلى أحد المطاعم – مثلا - لنتناول الغداء سويا أصابها الكدر قائلة : كيف يطيب لنا أن نفعل ذلك وهناك من يموت ولا يجد كسرة خبز لسد الرمق؟! كيف يطيب لنا هذا وهناك من يموت دفاعا عن قضية؟!.. وظلت بهذا الأسلوب إلى أن التقيت بها بعد عدة سنوات فإذا بي أمام إنسان بائس يائس أقرب للأموات منها إلى الأحياء فهي تنتحر ببطء وهي إلى الآن تبكي على اللبن المسكوب ولم تنجز شيئا في حياتها يذكر نتيجة لهذا الإعياء والتشاؤم والهرم المبكر.
اسألي نفسك – سيدتي – ماذا يريد عدونا: هل يبغي انتصارا أفضل مما حققه فيك وفي زوجك وفي صديقتي وأمثالها ؟، إن انتصارات عدونا الحقيقية ليست في تدمير البيوت وتشريد المئات واعتقال الألوف وقتل الملايين بل ما يرغبون فيه هو التدمير النفسي والمعنوي وتحطيم الهمم العالية وأصحاب النفوس المتفائلة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس بشاشة على ما لاقى من أعدائه وما عانى في سبيل دعوته، بل كل صاحب حق وقضية يجد ما وجد الرسول، وتاريخنا مليء بمثل هذه النماذج التي لا يسع المقام هنا لسردها).
ثقي دائما أننا عائدون وأنك يوما ستملكين الدار وجواز سفر وستفخرين في كل بقاع الدنيا أنك من هذا الوطن الذي لم يشهد التاريخ لأناس ضحوا واستبسلوا مثلما فعل هذا الشعب المناضل.. أما كيف يتحقق ذلك فهذا هو مجال حديثنا.
سيدتي، إذا أردت حقا وبرغبة مشتعلة -على حد تعبير الدكتور "إبراهيم الفقي" - أن تتغيري وأن تبدئي حياة جديدة تعينك على الاستمرار والإنجاز والتقدم لا على المستوى الشخصي بل على المستوى الأسري والعائلي والوطني -فشمري عن ساعديك ولتأخذي نفسا عميقا وارفعي رأسك ونفذي على الفور ولا تترددي:
1. اجلسي أنت وزوجك وتحدثا عن كيفية إعادة صياغة حياتكما من جديد صياغة لا تبلد إحساسكما - كما ذكرت - ولكن صياغة تستطيعان معها وبها الثبات دون هذا الهم وهذه الشيخوخة والمرض المبكر، صياغة تسمح بأن تنالوا من أعدائكم ولا ينالون منكم. وهنا تحضرني مقولة للعالم توماس أديسون حيث يقول: "كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأناس لم يدركوا كم هم قريبون من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام" وفي ديننا – وما ذكرته لك الأخت زينات – ما يغني عن الإعادة هنا ؛ ولذا حاوري زوجك، وفكرا معا في هذه التساؤلات:
• ماذا بعد كل ما نفعله بأنفسنا ؟
• هل همنا وشيخوختنا المبكرة يحلان القضية ؟
• هل لهفتنا على نشرة الأخبار اليومية تقلل مما يعاني منه الوطن الغالي؟
• هل هذا هو الجو الذي نرغب أن ننشئ فيه أبناءنا؟
• هل إرضاع أطفالنا الهم المبكر ورؤيتهم للصور البشعة بالأخبار يوميا سيجعلهم ينتفضون من أجل الوطن الحبيب أم سينشأ لديهم الإحساس بالعجز ومن ثم اليأس ثم الحزن والكرب مما يؤثر على العطاء، بل ستنشأ كراهية وحقد لكل من حولهم، وربما يصل بهم الأمر – مثل كثير من الأطفال هنا – إلى أن يتساءلوا: لماذا كان حظنا عثرا لنكون من هذا الوطن أو من هذه الأمة ؟
• ما معنى الصبر على الابتلاء؟ وهل يختار الإنسان نوع الابتلاء الذي يرغب فيه؟
وألا يبتلى الإنسان في وطنه أو في إخوانه أو في أحبته أو في صحته أو في عياله أو في ماله .... إلخ؟!
• ولمن جعلت الجنة إذن إن لم تكن لمثلنا جزاء على صبرنا وعلى مجاهدتنا ؟
أليست الجنة هي الغاية الأسمى والمآل الأخير والوطن الحقيقي لنا "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي لربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
حاولا الرد على هذه التساؤلات بشكل منطقي وكررا ذلك حتى يستقر في وجدانكما أنه لا يوجد أمامنا سوى الإيمان واليقين والتفاؤل بأننا عائدون والسعي والعمل، كل في ميدانه حتى نحقق نصر الله، فهذه أسلحتنا الحقيقية التي لا يستطيع أعداؤنا مهما أوتوا من قوة ومن عتاد وعدة أن يدمروها إلا إذا أتحنا نحن لهم الفرصة لذلك.
• حاولا إدارة الوقت بشكل أفضل بحيث إذا رجعتما من عملكما خذا قسطا من الراحة وليكن ساعة أو ساعة ونصفا ثم ابدأا في الترفيه وبمداعبة الطفلة وغنيا لها وامرحا معها ومارسا معها بعض الأنشطة وهي كثيرة جدا (يمكنك الاطلاع على بعض هذه الأنشطة على هذه الصفحة) حتى لو كان الأمر في بدايته صعبا. وحين ينتابكما خاطر بأنه : كيف تتمتعون وأهلكم مشردون؟!، كيف تتمتعون ووطنكم مسلوب؟! اصرفا عنكما هذا الخاطر فورا وقولا : نفعل ذلك لنسترد الوطن، نفعل ذلك لنحافظ على صحتنا النفسية، نفعل ذلك جهادا وإيمانا منا بأننا لن نعود إلا إذا تمسكنا بأسلحتنا الحقيقية.
• احتفلا بأعياد ميلاد كل مولود يولد لكما، بل انشرا هذه الفكرة بين كل الفلسطينيين الذين تعرفون فإن كان الناس يرون أن ميلادهم مناسبة تستحق الحفاوة والاحتفال بها، فأنتم بذلك أولى؛ فأطفالكم هم الذين يخشاهم الأعداء وهم من سيعمرون هذا الوطن بعد أن ينتهي العدوان الغاشم بإذن الله .
2. قللا قليلا من الاستماع إلى نشرات الأخبار.
3. في يوم الإجازة لا تقتصروا على زيارات المجاملات بل اذهبوا للتعارف على معالم ألمانيا والتنزه في أماكنها الجميلة.
4. حاولا التدرج في تعريف أطفالكما بقضية وطنهم ولا تعرضا على أبنائكم صور القتلى والجرحى وإنما تكفي قصص بطولات وأمجاد للوطن الحبيب في فترة الطفولة المبكرة .
5. بعد مناقشتك للدكتوراة ابحثي عن مجالات متعددة للاهتمام بها ( الكمبيوتر – الانضمام لبعض الجمعيات الخيرية – التواصل مع العرب الموجودين بألمانيا والتفكير معهم بشكل إيجابي حول كيفية مساندة القضية بأسلوب عملي حتى لو كان بسيطا... إلخ).
6. الاستماع إلى موسيقى هادئة.
7. قراءة النماذج الناجحة في تاريخنا.
8. ممارسة بعض تمرينات الاسترخاء (يمكنك الاطلاع عليها من مواقع كثيرة على الإنترنت. وأظنك تعرفين موقع البحث: www.Google.com ).
9. أولا وأخيرا التوكل على الله والاستعانة به فهو نعم المولى ونعم النصير ولنكثر من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
ولا أجد في نهاية ردي إلا الدعاء بأن يعيننا الله على الثبات والإيمان واليقين والتفاؤل وقوة الإرادة إنه قريب مجيب الدعوات.
ــــــــــــــ(102/38)
التفوق الدراسي.. هل المدرسة تصنعه؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. المشكلة التي سأعرضها قد تبدو سهلة ولكني فعلاً متحيرة؛ لذلك أرجو أن أحظى باهتمامكم.
المشكلة تخص أخي الصغير 10 سنوات آخر العنقود. أنا أهتم بدراسته باعتباري الأخت الكبرى وأحس بالمسئولية تجاه مستقبله الدراسي.. أخي كان حتى الصف الثالث في مدرسة عربية خاصة، وكان يدرس بعض الإنجليزية أيضًا، ثم رأينا أن ننقله لمدرسة أجنبية لتتحسن لغته الإنجليزية بشرط أن يدرسوا له العربية أيضًا، ثم انتقل إلى مدرسته الجديدة وبدأت مشاكل جديدة معه، فلقد بدأت تصلنا شكاوى من مدرساته بسبب مشاغباته وعدم اهتمامه بالدرس واللعب والحركة الكثيرين.
حاولت أمي أن تعرف السبب، وزارت المدرسة عدة مرات فوجدت أن في مدرسته الجديدة معظم المدرسات أجنبيات، ويتعاملن مع التلاميذ برحابة صدر، بعكس مدرسته العربية التي كانت المدرسات فيها يعاقبن التلاميذ الأشقياء؛ لذلك كان أخي ملتزمًا ولا يشكو منه أحد، باختصار فإن أخي أصبح يستغل وضعه الجديد؛ لأن مدرساته لا يعاقبنه، بل يكتفين بإبلاغنا في نهاية السنة الدراسية.
طرد أخي من باص المدرسة لكثرة شجاراته مع الأطفال، ثم لمحت لنا المديرة بضرورة نقل أخي من المدرسة.
نقلناه هذه السنة لمدرسة أخرى أجنبية أيضًا والحمد لله تحسن كثيرًا مما دعاني لاعتقاد أن المشكلة السابقة كانت من المدرسة وليس من أخي، ولكني لا أنكر أننا ما زلنا نتلقى بعض الشكاوى من مدرساته؛ وذلك لأنه دائمًا (منذ أيام مدرسته الأولى) يصادق الأطفال المشاغبين، ولكن الشكاوى الآن أخف بكثير، ثم إنه يجد صعوبة في الدراسة بسبب اختلاف اللغة، مع أنني سجلته في دورة تقوية، كما أنه أخذ دروسًا إضافية في المدرسة في اللغة الإنجليزية، وأحضرت له مدرسًا في المنزل، ثم وجدت أنني لا أحتاج المدرس؛ لأن أخي لا يسمع كلامه ويأبى أن يدرس معه، فقمت بتدريسه مرة أخرى. وللعلم أخي الآن في الصف الخامس وهو أصغر التلاميذ في صفه؛ لأنه دخل المدرسة مبكرًا.
الآن أنا أفكر في أن أغير له مدرسته مرة أخرى؛ وذلك للأسباب التالية:
أولاً: أريد أن يعيد الصف الخامس؛ لأن مستواه الآن ضعيف جدًّا، وأشك في أن ينجح وأنا أريده أن يفهم الصف الخامس جيدًا ليستطيع أن يكمل بقوة في الصف السادس.
ثانيًا: أخي أصغر من باقي التلاميذ، وأحس بأن المواد التي يدرسها أكبر من عمره ولو أعاد الصف الخامس فسيكون في الصف المناسب لعمره.
ثالثًا: أخي الآخر الذي يكبر عبد الله بسبع سنوات دخل المدرسة أصغر من عمره أيضًا وإلى الآن يعاني من الدرجات المنخفضة؛ ولذلك أهلي يحسون بالندم؛ لأنهم لم يعيدوا له السنة عندما كان في الابتدائية، ولا أريد أن يتكرر الأمر مع عبد الله.
وأخيرًا لا أريد أن يعيره أصدقاؤه بأنه كسول عندما يعيد السنة وخصوصًا أنهم مشاغبون.
ولذلك أرى أنه من الأفضل أن أغير له المدرسة، ولكني خائفة أن أندم، فلا أجد من أخي التقدم المرجو، كما أخاف أن يعود للمشاغبة في المدرسة التي سأنقله إليها؛ لأنني الآن أرى أنهم في مدرسته الحالية يسيطرون بشكل طيب على الأطفال، أما عندما أنقله أخاف ألا تكون المدرسة الجديدة قادرة على السيطرة على المشاغبين، وللعلم أنا سأسافر بعد شهر لأتزوج ولن أعود إلا في الإجازات؛ لذلك أود أن أطمئن أن أخي بإمكانه الدراسة دون مساعدتي؛ لأنه لا أحد في المنزل لديه وقت ليدرسه..
أتمنى أن تكون المشكلة واضحة ، وشكرًا.
... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الغالية.. مرحبًا بك وبأخيك وأسرتك، وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بشأن أخيك ودراسته ومستقبله إلى هذا الحد، وجزى الله والديك خيرًا أن يعطياك صلاحيات عديدة تمكنك من معاونة أخيك، والتفكير في الأصلح له بكل حرية وقدرة على التنفيذ.
في الحقيقة إن ما عرضته ليس بمشكلة على الإطلاق، فمسألة البحث عن الأفضل أمر مطلوب، ولكن لا بد من أمرين هامين:
1 - أن يكون مضار التغيير أقل بكثير من منافعه.
2 - أن يكون هناك فعلاً البديل الأفضل الذي يستحق التضحية بالاستقرار في البديل الحالي.
وأعتقد أن الشرطين ليسا متوفرين في حالة أخيك، فلا أنت استقر بك الحال على بديل أفضل من المدرسة الحالية والتي تلمسين مزاياها القائمة، ولا تضمنين أن الانتقال في مصلحة أخيك، ولا أخفيك أنني مثلك كلما سمعت عن مدرسة جيدة وددت أن أنقل ابنتي إليها، وكلما افتقدت ميزة في مدرستها الحالية وددت أن أتفاداها بنقلها إلى مكان آخر، ولكن وبعد التفكير ومتابعة تجارب الآخرين أجد أن مزايا استقرارها في مكان تآلفت معه ومع مدرسيه وتلاميذه ونظام التعامل فيه -مع اعتبار أن به مزايا عديدة إلى جانب ما يقلقني مما ينتقص منه- قد يدعم مصلحتها بخير من تواجدها في مكان تشعر فيه بالغربة مما قد يحرمها من الاستمتاع بمزاياه.
والخلاصة أن الضرورات تقدر بقدرها.. فإن كان ما تبغينه هو مجرد البحث عن الأفضل، فلا بد أن تجدي هذا البديل أولاً، ثم تقيمي إيجابياته وسلبياته إلى جانب البديل الحالي ليرجح أحدهما على الآخر.. وإن كان يفي بالغرض تحويل الطفل من فصل لآخر لتفادي فئة مشاغبة من الأطفال يصادقها، أو أن يكون الفصل أقل في الكثافة فتكون الرقابة أعلى واستفادة الأطفال من الشرح أكثر تركيزًا.. فيكون حينئذ الانتقال من الفصل هو الأجدى، مع الاستعانة بالمدرسين لينصحوك بأفضل الفصول التي يمكن أن تتحقق فيها أمنياتك لأخيك؛ بسبب التزام مدرسيه وحزمهم وقلة عدد الأطفال ونجابتهم.. إلى غير ذلك من مقومات تنهض بمستوى أخيك الدراسي.
أما مسألة أن يعيد عامًا دراسيًّا؛ لكونه صغير السن، فالأمر كذلك يحتاج لمشورة معلميه الذين يدرسونه إن كانوا يلمسون فيه اختلافًا عن أقرانه، وأن قدرته على الاستيعاب تختلف عنهم بسبب سنه فحينها تصبح إعادته للسنة الدراسية المناسبة لعمره هي القرار الصائب، وإلا فلا داعي لأن يعيد عامًا دراسيًّا فقد تكون قدراته مناسبة، وتمكنه من التغلب على صغر عمره في تقبل واستيعاب ما يدرس، وإن احتجت لنقله للصف الأصغر فلا داعي كذلك لنقله من المدرسة، بل يمكن تغيير الفصل فقط مع إفهام أخيك ما يردّ به على أي مضايقات، مثل أنه يصغر زملاءه عمرًا وهذا ممنوع، ولا بد أن يكون كل تلميذ في الصف المناسب لعمره ولا بد أن يكون متفوقًا ومتميزًا.
ويمكنك الاطلاع علي:
تبكير التعليم.. هل يؤثر على التفوق؟
توابع القرارات المصيرية وفقه الواقع
وتأكدي من أن المدرسة لا تكفي وحدها لكي يكون الطفل متفوقًا، بل لا بد من معونة المنزل أو التأكيد على جهد المدرسة بجهد يبذل في المنزل من قبل التلميذ بإرشادات والديه أو من يعي أهمية وكيفية أداء هذا الدور، وتدريجيًّا يمكن لعبد الله أن يعتمد على نفسه في هذه الجزئية ما دام قد اعتاد أن يكون الشرح في المدرسة بداية لبذل الجهد في التطبيق والحل والاستيعاب الأمثل في المنزل.
وكما يبدو من انشغال والديك فلا بد من أن يخلفك أحد إخوتك في أداء هذا الدور من المتابعة مع أخيك والاطمئنان إلى استيعابه، والسؤال عنه في المدرسة واختبار فهمه بطرح أسئلة عليه (ويمكن الاستعانة بنماذج أسئلة مجاب عنها بالإجابات النموذجية) بشكل دوري يجعله مستعدًّا ومراجعًا لدروسه باستمرار، وهكذا...
وأخيرًا.. نتمنى لك التوفيق والبركة في زواجك.. ولأخيك دوام التفوق وإلى لقاء قريب.
تنمية ما قبل الموهبة! ... العنوان
السلام عليكم.. أنا أم لطفل عنده سنة وثمانية أشهر، وسؤالي عن كيفية تنمية مواهبه في هذه المرحلة، فأنا أقضي معه أوقاتًا طويلة، فلا أجد شيئًا غير أن أقرأ له قصصه الملونة. وهل هو مفيد أن أتركه يلعب كثيرًا مع أقرانه عند جدتيه؟ وجزاكم الله خيرًا. ... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي الكريمة.. جزاك الله كل الخير على رعايتك واهتمامك بوليدك بارك الله لك فيه وجعله سببًا لجنتك. في تربية هؤلاء الصغار ليس لدينا اختيار بين أن نلعب معه، أو نتركه يلعب مع الآخرين، بل علينا هذا وذاك لنمو الطفل الاجتماعي والوجداني.. كل منهما مطلوب وضروري لنمو الطفل نموًّا سويًّا.
وهناك من الأنشطة ما لا يمكننا أن نمارسه نحن مع الطفل رغم أهميته، منها كل ما يمارس في مجموعات. وهذا ضروري لنمو الطفل الاجتماعي.. وهناك أنشطة أخرى لا بد أن تمارسيها بمفردك مع طفلك أثناء تواجدكما بمفردكما وتعتبر أنشطة تنموية وتربوية. واعلمي أن كل لحظة مع طفلنا يمكننا أن نساعد على تعلم شيء جديد؛ أو النمو لمرحلة أعلى.. فاغتنمي كل فرصة، خاصة أن هناك متسعًا من الوقت أمامكما فاملآه بهجة وحبًّا يساعدك في ترسيخ علاقة الحب القوية بينكما.
وعمومًا الطفل في هذه السن الصغيرة في حاجة للنمو في كل مناحيه:
- لغوي.
- عقلي.
- اجتماعي ووجداني.
- جسمي.
ويمكنك أن تطالعي الاستشارات التالية:
تنمية الذكاء من لحظة الميلاد.
قبول الآخر.. وصفات تربوية.
ساحات الاستكشاف حيث التعلم متعة.
طفلي يصرخ.. أفهموني أستجب لكم.. متابعة
أطلق إبداع طفلك بالحكايات.
بالخطوط والألوان طفل ذكي وفنان.
فن حل المشكلات ثراء الحب والخبرات.
طفلك والقراءة.. حيث التعلم متعة
دروس في تنمية الذكاء
وطفلك الحبيب ينمو عن طريق حواسه؛ لأنه ما زال في المرحلة الحسية التي ينمو فيها الصغار عن طريق حواسهم، ويعمل عقله عن طريق الحواس؛ ولذا إن أردت تنمية له فاعملي على هذه الحواس: السمع، البصر، الشم، اللمس، التذوق.
سأعطيك بعض الأمثلة وأترك لك خيالك وإبداعك لتضعي المزيد:
السمع: العبي معه وقدمي له كل ما من شأنه أن ينمي هذه الحاسة.
- الألعاب مختلفة الأصوات (الطبلة، العربات...).
- الفتي انتباهه للأصوات المختلفة: (الحيوانات، المياه المنسابة، الدق على المواد المختلفة: الخشب، المعادن، الجلود...)، والفتي نظره بين اختلاف الصوت في كل مرة.
- ساعديه على تميز أصوات الأشخاص المختلفة وربط الصوت بصاحبه.
البصر: هناك العديد من الألعاب والأنشطة التي تساعد الطفل على نمو حاسة البصر لديه بما يتضمنه من تمييز اللون، الحجم، الشكل،... ومن الأنشطة التي تساعد طفلك:
- الألعاب التي تصدر أنوارًا لافتة بقدر محدد غير زائد الاستثارة.
- لفت نظره للألوان المختلفة، الحركة، الإضاءات...
- قدر قليل من الرسوم المتحركة.
اللمس: لفت نظره للملامس المختلفة:
- العجائن.
- الأشياء الخشنة والناعمة، البارد والساخن، الصلب واللين...
- ساعدي طفلك ليتلمس كل ما حوله ويكتشفه عبر حاسة اللمس.
- اغمسيه في التعاون معك في أنشطتك التي تستخدمين فيها حاسة اللمس: تنظيف الأشياء، استخدام المواد اللزجة واللينة، والناعمة والخشنة...
- لمس الخضراوات والفاكهة و... والتعرف على كل منها عن طريق اللمس فقط.
التذوق: ساعدي طفلك ليتمكن من التعرف على مذاق كل شيء: حلو ومالح، ساخن وبارد، صلب وناعم وطري...
الشم: التمييز بين الروائح المختلفة، والاختلافات بين رائحة الأشياء في النوع الواحد: كرائحة الورود، الأزهار، الأطعمة،...
- ولتنمية كل حاسة على حدة وتقويتها: يمكنك أن تلعبي مع طفلك هذا اللعبة: تناوبي الأدوار أنت وطفلك واستخدمي حاسة واحدة للتعرف على الأشياء سواء عن طريق اللمس، السمع، الشم، التذوق. واستمتعي بالوقت الرائع الذي تمارسا فيه هذا النشاط..
- استخدمي الكتب والفتي نظر طفلك للحواس المختلفة وتسميتها، ووظيفة كل منها.
- كوني قارئة نشطة تستخدمين كل حواسك لفن الحكي حتى تنعشي حواس طفلك وتدفعيه لاستخدامها: غيري نبرة صوتك ودرجته حسب الوقف، الشخصية، الإحساس المتضمن،... كذلك عبري بوجهك تعبيرات مختلفة، يمكنك أيضًا أن تستعيني بأشياء حية من عناصر القصة ليلمسها الطفل لوقت حكيك: أقمشة، دمى،... إن كان في القصة ما يعبر عن صوت أو ملمس أو رائحة أحضريه لطفلك لتعامل معه وقع الحكي. كوني حية دائمًا واستخدمي كل حواس طفلك.
من النمو اللازم أيضًا لطفلك: النمو الجسمي: تابعي نموه وساعديه لتنمية عضلاته الدقيقة والكبيرة: الرسم والتلوين، العجائن، فرد أصابع اليد وضمها، لضم الخرز.
أما ما تحدثت بشأنه عن مسألة اكتشاف مواهبه فهي مرحلة لاحقة للنمو المتكامل المتوازن الذي تتيحينه لطفلك، وكذلك الفرص الكثيرة للتجارب الثرية التي تنمي طفلنا وفيما بعد حتمًا ستجدينه رغم تنميتك المتكاملة له دون إغفال أي جزئية، إلا أنه لا بد أنك ستجدين ميلاً لديه لشيء دون آخر، وقدرة أعلى من قدرة، ولكن بعد أن نكون قد بذلنا جهدنا في التنمية المتكاملة التي لا تغفل جانب لحساب جانب. وذلك لأن الموهبة تنميها الخبرات والتجارب الثرية، فضلاً عما حباه الله من نقاط قوة تتضح بالانخراط في التجارب.
ــــــــــــــ(102/39)
خطوات لكسب صداقة مراهقة ... العنوان
أختي 16 سنة ستنتقل إلى المرحلة الثانوية وهي كثيرة العناد، كما أنها لا تعامل من في البيت معاملة جيدة حتى الوالدة؛ لدرجة أنها أحيانا تتفوه بعبارات سيئة لها، مثل: "أتمنى أن تختفي"، "أن تخرجي من المنزل"، وذلك دون سبب واضح؛ فأمي تدللها فهي أصغر البنات، وتلبي لها كل ما تطلب، ومع ذلك فهي تجرحها، كما تقوم بسماع الأغاني، ولا تراعي الحجاب دون مبالاة بنصائحنا، ولقد اكتشفنا مؤخرا أنها تصادق فتيات سيئات، وتحاول تقليدهن.
المشكلة أنها لا تستمع لمن حولها، وتعاند بتصرفات غريبة لم نعهدها فيها، كلنا حائرون كيف نتعامل معها؟ فهي لا تكلمنا، ولا تصدقنا القول، وبصراحة لم نعد نثق فيها، ولكننا نحبها، ونريدها أن تعود لنا.
أولا: أرغب في معرفة الطريقة المثلى في التخلص من رفقة السوء؟
ثانيا: ما الطريقة المثلى في التعامل معها والوصول لقلبها؟
ثالثا: كيف نخلصها من هذه التصرفات الغريبة التي اكتسبتها ونستبدل بها أخرى حسنة؟
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الكريمة / أم البراء
سلام الله عليك ورحمته وبركاته..
قبل أن أبدأ في الرد على استشارتك أود أن أشكرك على اهتمامك بأختك ورغبتك في اتباع الأسلوب الأفضل في التعامل معها.
اسمحي لي -سيدتي- أن أقول بأن المشكلة لا تكمن في أختك، وإنما في عدم الإدراك لطبيعة هذه المرحلة ممن حولها فلم تعد أختك تلك الفتاة الصغيرة التي إذا أمرت تنصاع للأمر، أو إذا لم تقتنع برأي تقبله دون مناقشة أو اعتراض، أو إذا أساء إليها أحد -ولو عن غير قصد- تنسى الأمر بعد قليل كأن شيئا لم يكن، بل أصبحت فتاة تحمل من معالم الأنوثة أكثر من معالم وسمات الفتاة الصغيرة فهي تمر بمرحلة المراهقة وهذه المرحلة لها سماتها وخصائصها التي يجب أن تُرَاعى، ومن أهم سمات هذه المرحلة: الاستقلالية والاعتزاز بالنفس والتشبث بالرأي والنقد والمثالية في التفكير والتمرد ورفض الامتثال وهي أيضا فترة الأتراب -إن جاز التعبير- فهي فترة يكون تأثير الأصدقاء فيها قويا، وكلما كانت الفجوة كبيرة بين المراهق وأهله كان الارتباط بالأصدقاء قويا؛ لدرجة التنازل عن أي شيء لكسب رضى الأصحاب، ولو كان على حساب الأهل بل ولو كان على حسابه هو شخصيا؛ فهو مستعد أن يبذل في سبيل رضاهم الجهد والمال والوقت.
والسبب في هذا التمسك بهم هو شعور المراهقين بأن الأهل لا يفهمون مشاعرهم ولا يقدرون أفكارهم ويلزمونهم بأشياء لا تمثل بالنسبة لهم تلك الأهمية عند الأهل، مما يؤدي إلى حرص كل واحد على التمسك بصديقه؛ لأنه في نفس سنه يشعر بما يشعر به، ويفكر بمثل ما يفكر، وعلى قدر عدم تفهم الأهل لهذه المرحلة على قدر رغبة المراهق في مصادقة كل من يختلف اختلافا جذريا مع معتقدات ومبادئ وقيم وأفكار الأهل. ولأن أختك تشعر بهذه الفجوة الكبيرة اختارت صديقاتها من نوع يتنافى تماما مع قيمكم ومبادئكم. وربما تتساءلين قائلة: كلنا مررنا بهذه السن؛ فلماذا هي المتمردة بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة دوننا جميعا؟ وردا على ذلك أمران في غاية الأهمية: أولهما ما ذكرته أنت في رسالتك بأن أختك هذه هي الابنة الصغرى التي تجد تدليلا كبيرا من جانب الأم. وثانيا لأنها في زمن يختلف كثيرا عن زمانكم حتى لو كان الفرق بينكم سنوات عديدة قليلة؛ فالطفرة التي تحدث حاليا والتغيرات التي تطرأ على المجتمعات هائلة للدرجة التي لا نجد فيها التغيير على مستوى تكنولوجي ومعلوماتي فقط بل تغيير على مستوى المعتقدات والقناعات والعادات والتقاليد بصورة مذهلة.
ولكن يبقى السؤال قائما: كيف نتصرف معها والحالة هذه؟ وقبل أن نبدأ في خطوات عملية نحو الحل لا بد أن أنبه إلى عدة أمور يجب وضعها في الحسبان ألا وهي:
• الاستعانة بالله، ويكون لديكم الصبر والحلم عليها حتى نصل إلى النتيجة المرجوة، إن شاء الله.
• لا بد أن تعرفوا أن هذا الحل سيمر بعدة مراحل متتالية؛ فلا تتعجلوا الدخول في مرحلة قبل التمكن والتأكد من نجاح المرحلة السابقة.
• المدة الزمنية لكل مرحلة غير محددة؛ لأنها تتوقف على عدة أمور؛ منها مدى صبركم، ومدى تفهمكم لهذه المرحلة، ومدى استجابتها هي لمحاولاتكم..
• لا بد أن تعلمي أنك أخت لها ولست أمها أو أباها؛ أي لا تأخذي سلطة أو دور الأب أو الأم؛ فلا يجوز عليك -مثلا- منعها من الخروج أو التحدث مع صديقاتها بالهاتف، أو أن تتحدث مع أمها بطريقة أفضل، أو أن تلزميها بشيء مثل الصلاة وما شابه ذلك، كل هذا ليس في حدود دورك كأخت بل هي من الأمور التي ترجع إلى سلطة الأب أو الأم، وأما حدود دورك فسوف تعرفينه من خلال الحلول العملية التالية:
المرحلة الأولى كسر الجليد وكسب الثقة:
• في هذه المرحلة ابتعدوا تماما عن كثرة إصدار الأوامر والنواهي، خاصة من النواحي الدينية والأصدقاء.
• حاولي التحدث مع الأم بمفردكما دون علم أختك بأن تكف عن تدليلها، وأن تقلل من الأوامر أو النصائح أو النواهي، ولا تتعرض لموضوعات، مثل الحجاب أو الصلاة مثلا، ولكن الأمر الذي لا بد أن تكون -أي الأم- حازمة فيه ولا تتهاون فيه أبدا هو طريقة التحدث معها وأسلوبها في الكلام، وألا تسمح لها على الإطلاق بأن تتلفظ بألفاظ غير لائقة معها. وإنها إن فعلت فسوف تخبر والدها عن هذا الأسلوب، ويعاقبها عليه (العقاب لا يعني الضرب، بل يعني حرمانها من مصروفها مثلا أو أن يبدي غضبه الشديد في صوته وطريقة كلامه، مهددا بأنه لن يسمح لها باستخدام هذا الأسلوب مرة أخرى).
• وعندما تجدينها تحدثت إلى أمها بطريقة غير لائقة فاتركي المكان على الفور، ولا تتدخلي بلومها أو تهدئة الأم.
• اهتمي بها من حيث كونها أنثى فاشتري لها هدايا، ولتكن حليا مما يستهوي الفتيات في مثل سنها.
• لا تتطرقي لموضوع الصحبة، ولا تتحدثي إطلاقا معها عن صديقاتها، وأنهن صديقات سوء يجب الابتعاد عنهن... أو ما شابه ذلك.
• في هذه الفترة ترغب الفتيات الاختلاء بأنفسهن؛ فلا تلحي عليها في الانضمام إليكم في مجلسكم بالبيت.
المرحلة الثانية الدفء والتقرب للصداقة:
1. عندما تجدينها تقبلت هداياك فرحة بها، وأنها وجدت فيك الأخت التي تحترم خصوصيتها ابدئي في التحدث معها عن بعض الأمور التي تحب أن تتحدث فيها حتى لو كانت أمورا تافهة من وجهة نظرك، واتركيها تعبر لك عن مشاعرها، واحذري أن تنتهزي هذه الفرصة، ثم تبدئي في نصحها أو وعظها بأي شيء؛ لأنها ستنفر منك ولن تستجيب لك وللحديث معك مرة أخرى؛ مما يجعلك تبدئين الرحلة من جديد (هذا إذا سمحت لك أن تبدئي معها من جديد)؛ لذا لا بد أن تستمعي فقط دون أن تعلقي؛ بل كل ما عليك أن تبدي اهتماما بما تقول، وتقدري أفكارها ومشاعرها مهما كانت مختلفة معك أو حتى لا تصح شرعا؛ فنحن في مرحلة تعديل سلوك، وعلاج فجوة كبيرة وشقة حدثت بينكم وبينها.
2. حاولي بعد قراءتك لهذه الاستشارة أن توضحي لإخوتك الأسلوب الذي ستسيرين عليه حتى يقوموا بمساعدتك والسير معك على نفس الدرب.
3. ادعيها للتنزه معك أو التسوق، وتحدثي معها بود (وأؤكد مرة أخرى دون وعظ أو نصح مهما بدا منها من لين أو إنصات لك).
المرحلة الثالثة: الثبات والحرص على ما جنته معها في الفترة السابقة:
• حينما تشعرين أنك بدأت تكونين معها صداقة (أو شبه ذلك على الأقل أو لم تعد تنفر منك أو تبتعد)؛ فلا تفعلي أكثر من أن تتشبثي بما جنته معها، وما أحرزته من تقدم في علاقتكما، واستمري على هذا فترة حتى تتوطد علاقتكما تماما، وستجدينها تشكو لك بعض مشكلاتها النفسية أو مع صديقاتها، وتسألك عما يجب أن تفعله، وهذه هي علامة انتقالك للمرحلة التالية (لا تنتقلي للمرحلة التالية قبل ذلك).
• بين الحين والآخر احتضنيها وقبليها (احذري أن تفعلي ذلك في المرحلتين السابقتين؛ لأن طبيعة العلاقة بينكما في تلك المرحلتين لا تسمح بمثل هذا النوع من التودد).
المرحلة الرابعة: الحوار الفعال:
نحن الآن قد وصلنا إلى درجة مقبولة جدا للعلاقة بينكما؛ فبعد أن بدأت تشكو لك مشاعرها، وتبث لك أفكارها، وتسألك عما يجب عليها فعله في بعض المواقف حينئذ لا تنتهزي الفرصة، وتبدئي في صب أنواع من الوعظ والحكم؛ فإنك إن فعلت خسرت كل ما جنيت، لكن ردك دائما عليها يكون في إطار هذه الكلمات:
تعالي نفكر سويا ماذا يمكن أن نفعل، أو تعالي لنفكر بالورقة والقلم كل الحلول الممكنة، ونتناول معا مزايا كل حل ومساوئه، ودعيها هي التي تصل للحل وتعرف كيف تنفذه، وكل ما عليك هو أن تساعديها على أن تصل بنفسها إلى الحل، ولا تعلقي إذا اختارت الحل الخطأ من وجهة نظرك؛ بل يمكن أن تقولي لها: تعالي لنعرف ما نتيجة اختيار هذا الحل؟ ودعيها هي (أيضا) تتوصل لهذه النتيجة بنفسها، وسيري على هذا المنوال دائما معها في كل أمرها.
في هذه المرحلة حاولي أن تجدي فرصة لترغيب الفتاة في المشاركة والجلوس معكم والتحدث إليكم بمرح وود وجو يملؤه الدفء والحب ولكن دون إلحاح.
عندما تصل أختك لهذه المرحلة فسوف تراجع نفسها بنفسها في كل تصرفاتها وسلوكياتها وتجدونها رويدا رويدا تعود إلى المبادئ والقيم التي نشأت وتربت عليها.
أدرك تماما ما تعانون منه مع أختك في هذه المرحلة؛ فهذه شكوى كثير من الآباء لكن -كما نصحتك أول الرسالة- لا بد من الصبر، وعدم استعجال النتائج، كما أذكرك بأن تشركي إخوتك في كل الخطوات السابقة.
وأخيرا دعواتي لكم بالتوفيق، كما أرجو المتابعة معنا.
الاحترام المتبادل مطلب مراهق ... العنوان
صبي16 سنة عنيد لا يستطيع أحد أن يؤثر عليه حتى أعز أصدقائه، ولا يستطيع والداه أيضا، وهذه المشكلة لديه منذ أن كان طفلاً صغيرًا، كما يقول والده.
الولد ذكي كما أعتقد وهو من الأوائل على مدرسته، وأصدقاؤه عندما يريدون أن يضربوا المثل في العند يضربونه به. عنده الكثير من الكبرياء وربما الكبر (والدته متدينة، ومع ذلك فهي متكبرة)، بيني وبينه مشكلة فقمت بضربه وإهانته (كما يظن هو).
منذ أكثر من عام معه حاولت معه بشتى الطرق حل المشكلة، وكل محاولاتي ذهبت أدراج الرياح، مع العلم أني أحب هذا الصبي حبًّا لا يعلمه إلا الله عز وجل، وهو يعلم هذا، وكان يزورني في البيت، ولكن عندما ضربته أمام زملائه كأني قتلته وقتلت كل شيء بيننا طبعًا.
علاقتي مع الجميع متوازنة وعقلانية، والكل يحترمني ويحبني ولا توجد بيني وبين أي شخص أي مشاكل سوى هذا الصبي. أنا مستعد لأي حل يصلح العلاقة بيني وبين هذا الصبي الذي كلما كلمته لم يجاوبني سوى بالصمت أو الابتسام.
ملاحظة: أنا على دراية واسعة بالتربية وعلم النفس والإدارة، وأنا أربي من منظور ديني إسلامي، وعلاقتي مع الطلاب من باب الدعوة، شخصيتي قوية وجذابة.
الأسئلة: ما هو الحل الأمثل لمثل هذه المشكلة بالنسبة لي أنا مستعد لأي حل؟ متى ستستمر هذه الصفة (العناد) عند هذا الصبي؟ هل يصلح أن يكون الطالب قائدًا، علمًا أنه يقود معظم أقرانه؟ هل يمكن أن تؤثر هذه الصفة على مستواه الدراسي؟ هل تتعلق هذه الصفة بطريقة التربية؟ هل هي عبارة عن رواسب منذ الطفولة؟ وما هي أسباب العناد الأساسية؟ هل يمكن أن يعاني هذا الصبي من مشاكل نفسية؟
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
أ/أسماء جبر أبو سيف ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أخي عبد الله حفظه الله، أرحب بك في موقعنا، وأشكرك على ثقتك العزيزة في فكرة موقعنا على مساعدتك في حل مشكلتك مع الفتى عماد وغيرتك عليه.. أرجو الله تعالى أن يجعل جهودك في ميزان حسناتك، وأرجو أن تحتمل ملاحظاتي؛ فهدفنا معًا أن نصل إلى حل لمساعدة عماد، إن كان يحتاج إلى مساعدة.
من خلال قراءتي للاستشارة لاحظت أن المحيطين بالشاب هم الذين عززوا لديه فكرة (العناد) بطريقة تعاملهم وأثبتوا هذا السلوك لديه، إن كان فعلاً لديه مشكلة العناد والتي تعني دوران الشخص حول فكرة معينة وتمسكه بها بشدة دون النظر إلى آراء الآخرين.
والأطفال عادة -بالإضافة إلى المراهقين- يستخدمون هذا الأسلوب للفت النظر إليهم وإثبات شخصيتهم واستقلالهم وقدرتهم على اتخاذ القرار الشخصي، وإذا ما تمت مواجهة هذه الرغبة بالاستقلال بعنف أو استنكار أو نقد أو سخرية من قبل الراشد، فسرعان ما يتحول إثبات الاستقلالية إلى عناد بهدف معاقبة الراشدين الذين يصرون على السيطرة الكاملة على المراهق.
نحن نسميها السيطرة؛ لأن المراهق هكذا ينظر إليها، ولنكن صريحين نحن فعلاً نريد السيطرة على المراهق وتحويله أحيانًا إلى شخص مبرمج على هوائنا ويعيش على طريقتنا نحن فقط، وننسى أنه نسيج وحده، وأن الله قد منحه الحق في التفرد فله بصمة مادية ومعنوية مستقلة تمامًا عنا، ويجب على الآباء والأمهات أن يتوقفوا عن اعتبار الطفل أو المراهق "ملكًا" لهم يجب أن يسير حسبما يريدون فقط وما يرونه هم صحيحًا.
إنني أرى جانبًا آخر في عماد.. أرى أنه شاب مستقل ذو شخصية قوية، معتد بنفسه، له شعبية جيدة وشعوره بكرامته عالٍ... نحن دائمًا نحلم أن يكون شبابنا بهذه الصفات، لكن عندما يفعلونها نستنكر عليهم ذلك؛ لأنهم خرجوا عن طوعنا وهذا يجرح كبرياءنا نحن يا سيدي... نعم نحن الكبار لا نسمح لطفل أو مراهق أن يخترق قدرتنا على السيطرة، وأن يجعل كلمتنا في الأرض.
إن أشد ما يؤثر في نفس شاب في هذا العمر أن يهان أو يجرح شعوره أو يضرب أو يهمل رأيه؛ فهو مراهق في مرحلة يحتاج فيها إلى الصداقة والرجولة المتبادلة وحل المشكلات بالحوار، وأن يستمع إليه ويحترم رأيه وسلوكه إن لم يخرج عن الأدب العام، وأنت لم تذكر أنه فعل أي مشكلة أو أن لديه أي انحراف.
أظن أن كل ما يحتاجه عماد الرجل الصديق الذي يعامله بالتساوي ويناديه باسمه ويتخذه صديقًا حميمًا...
إن الشاب في هذه السن يرفض فكرة الوصاية على تصرفاته بهذه الطريقة التي يجب أن تبدأ مبكرًا منذ الطفولة، حتى إذا ما وصل الطفل إلى هذه السن يكون قد اعتاد احترام آراء الآخرين؛ لأنهم يحترمونه وأن يقدر والديه ومعلميه لأنهم يقدرونه.. أما إذا تعرض لأي نقض أو تجريح فإن هذا يحطم احترامه للكبار ويفقده ذلك احترامه لذاته.
إن من أهم ما نفعله مع شاب كهذا أن نتقبله ونمنحه الثقة إلى حد كبير ونصاحبه ونتخذه صديقًا ومستشارًا وشريكًا في كل حياتنا، وقد أعجبني قول: "ابنك سبع أمير، وسبع أسير، وسبع وزير"، وعماد الآن في طور الوزارة، أي أن نتخذه وزيرًا يملك قراره، ونستشيره وله شخصية محترمة ومستقلة حتى لو لم تعجبنا هذه الشخصية أو لم تكن على هوائنا.
عندما أرى أن أكثر المشكلات من هذا النوع تحدث في وسط دور القرآن والشباب المتدينين، لماذا ألاحظ أن الوسط غير المتدين يتقبل الشباب ويحترمه وينمي شخصيته ويرفع من تقديره الذاتي، ولا يتم ذلك في دور القرآن؟ نحن أهل الاحترام والتقبل، وفي ديننا كل ما يبني شخصية الطفل بثقة واستقلال واحترام للفروق الفردية والرغبات والميزات الخاصة ما دامت ضمن حدود ديننا وقيمنا.
نقطة أخرى عززت ما أسميته بالعناد يا سيدي أن الكل يتعامل معه كعنيد فأصبح عنيدًا تمامًا كالشخص الذي تتعامل معه كأنه مريض والكل يقول له: وجهك أصفر.. أنت مريض.. كلما قابله أحد. فإنه يظن أنه فعلاً مريض في النهاية، ويتصرف على هذا الأساس، ويكون سعيدًا أنه ينجح في لفت النظر والاستيلاء على اهتمام كل من حوله حتى لو كان على طريقة اتهامه بالعناد، إنه في نظر نفسه قوي وقادر على أن يفعل ما يحب؛ لأن الجميع مؤمن أنه عنيد لا يشق له غبار.
وبالتالي لا بد أن يعامل على عكس ما يظن هو عن نفسه، وأن نوقف اتهامه بالكبرياء والعناد واتهام أمه بالتكبر، وأن نعامله باحترام متبادل، وأن تحدد علاقتك معه، فلا داعي لشعوره أنه يتلقى كل هذا الاهتمام منك، وهو يعرف أن أمره يشغلك كثيرًا وهذا يسعده وربما يكون يحبك فعلاً، ولكن عليك أن تبحث عن طريقة أخرى للتعامل مع مرحلته الجديدة. احترامه واتخاذه صديقًا وأخًا حتى لو ناداك باسمك فسيقربه ذلك منك، ولا ينقص من قدرك شيئًا، أتمنى لك التوفيق والسداد. وتحياتي لجهودك.
ــــــــــــــ(102/40)
طفلي الأول: قرآن وبازل.. وأشياء أخرى ... العنوان
السلام عليكم، جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه.. ابنتي عمرها عامان ونصف، وهي ربما لأنها لا تزال طفلة وحيدة في المنزل، فهي لا تجد من يشاركها اللعب؛ ولذلك فإنها ملتصقة بي جدًّا وبوالدها أيضًا حينما يكون موجودًا، ولكني أخشى أن يحرمها ذلك من طفولتها، فأنا لا أستطيع أن أقضي كل وقتي بجانب ألعابها، وهي بدلاً من اللعب وحدها تفضل مرافقتي ومشاركتي في أعمال المنزل والوضوء والصلاة، وإن كان يسعدني جدًّا تقليدها ومشاركتها لي في الصلاة وما إلى ذلك، ولكنها لا تقضي وقتًا كبيرًا مع ألعابها شأن غيرها من الأطفال، حتى لو لم يكن لهم إخوة.. وهي للعلم تذهب للحضانة وتستمتع بها، حيث الظروف لا تسمح لنا كثيرًا بالخروج والتنزه واختلاطها بأطفال آخرين.
كما أني حائرة في أمر فحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "لاعب ابنك سبعًا، وأدبه سبعًا" يوحي بأن تلك المرحلة لست مرحلة تأديب، أي أن الأفضل ترك الأطفال على سجيتهم.. ولكني لا أستطيع ذلك، وأشعر أني لا أحسن فهم الحديث الشريف، وأحاول دائمًا تعليمها الكثير من الآداب اليومية، كالاستئذان وأدب الحديث وغسل اليدين والتسمية قبل الطعام واتباع النظام والقواعد المنزلية وضرورة ترتيب حجرتها قبل النوم وترديد أمامها الأذكار اليومية المختلفة وكثير من الأمور التي أخشى أن أكون أضغط عليها فيها، خاصة أني أرى كثيرًا من الأطفال في سنها يمرحون بدون قيود، وكثيرون يقولون لي إنها لا تزال صغيرة.
وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أتركها بدون توجيه.. فلا أدري أين الصواب. ونقطة أخرى هو أملي في أن تحفظ القرآن في سن مبكرة، أي على سن السابعة، قبل دخولها المدرسة بإذن الله.. وبدأت معها محاولات أولى منذ حوالي ستة أشهر، والآن هي تعرف سورة الإخلاص والفاتحة، ويمكن أن تردد ورائي كل آية على حدة، ولكن لا تحفظ السورة كاملة.
أعلم أنها مسألة وقت وتحتاج لصبر وجهد، فقد صدمني في البداية أنها لم تقبل على الأمر بالصورة التي توقعتها، ولكن بعد أن بحثت في الأمر قررت عدم الضغط عليها ولا الإلحاح، واكتفيت بتشغيل الآيات المطلوبة في المنزل خلال فترة الصباح حتى موعد ذهابها للحضانة بعد الظهر، وكذلك ترديد الآيات على مسامعها مرارًا وتكرارًا خلال اليوم كلما سنحت الفرصة، وجعلها تنام ليلاً على الآيات المطلوبة، إلى جانب جلسة قرآنية سريعة مع والدها في المساء، لمدة حوالي ربع ساعة، وهي كعادتها تشاركنا فيها بدون أن نطلب منها، وتمسك بمصحف اعتبرته مصحفها الخاص بها، ونقرأ القرآن ثم يأتي دورها، ولقد كانت توافق على ترديد الفاتحة، ثم صارت الآن ترفض.
وكل ما أفعله هو ترديدها أمامها مرارًا، عمومًا فأنا أنوي إن شاء الله إن شعرت أنها قد عرفت السورتين جيدًا، فلن أنتظر حتى تجيد حفظها، بل أنتقل لسورة أخرى بإذن الله؛ لأنها لا تقدر على حفظ سورة كاملة، وإنما تعرفها وتردد ورائي كل آية على حدة.. وذلك مع المراجعة المستمرة لما سبق حتى يأتي الحفظ على مهل.. أما أن أنتظر حتى تجيد حفظ كل سورة، فهذا ما لا تستطيعه الآن.. فهل هذا الأسلوب جيد أم يصيبها بالملل في النهاية؟ وهل هناك اقتراحات أخرى أو نصائح؟
شيء أخير، وهو أني لا أقدر حتى الآن على اكتشاف هوايتها أو ميولها.. أحضرنا لها ألعابًا مختلفة من فك وتركيب وأدوات رسم وأنواع ألوان مختلفة، ولكني لا أجدها تميل إلى شيء بعينه، إلا مرافقتي، ولكن أكثر ما يستهويها بعد ذلك عندما أنشغل عنها هو أن تمسك بدميتها وتظل ترعاها كأنها طفل صغير.. لا أدري هل هناك وسيلة لاكتشاف ميولها وتنميتها؟ وهل هناك ضرر من التركيز على جانب واحد فقط من الألعاب إن كانت لا تميل لغيره؟ فهي مثلاً متأخرة في لعبة البازل، ولا أدري كيف أجذبها إليها.. فبم تنصحون؟ وجزاكم الله خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
الخجل والانطواء ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله خيرًا على رسالتك.. كم أسعدتني لهفة الأمهات لأول مرة على أداء الأمانة في تربية أبنائهم.. وكم أسعدني حرصك على عدم تفويت أي فرصة على ابنتك جزاك الله عنها خيرًا أنت ووالدها، وأنبتها الله نباتًا طيبًا، وجعلها سببًا في بلوغكما الجنة.. اللهم آمين.
إلا أني أخشى دائمًا فرط الطموح، وفرط المثالية التي تكون عليه الأم لأول مرة. وذلك لأني أخشى أن يحمّلن أطفالهن أكثر مما يطيقون فيفرطوا في توقع الإيجابي منهم، خاصة إذا ما نذروا حياتهم لهم، ولم يَعُد أي اهتمام بعيدًا عنهم، فيكون التعجب كل العجب: لماذا يخطئ طفل يحصل على كل هذا الاهتمام والرعاية؟!! هذا لسان حال كل أم ترعى أمانتها في أولادها..
وإن شاء الله سيعاونك الله عز وجل أن تلزمي الصراط المستقيم، فلا تفريط، ولا إفراط. هذا هو المطلوب مع أطفالنا.. لا نفرط بالكلية ولا نمسك ونضيق ونهتم اهتمامًا خانقًا.. هدانا الله للصواب..
وسأنحي تخوفي جانبًا، أعود لرسالتك بترتيبها:
أول ما ذكرت هو التصاقها الشديد بك وبوالدها، وهذا حبيبتي طبيعي جدًّا؛ لأنها وحيدة، ولأنها ما زالت صغيرة تحتاج شعور الأمان والحب والدفء الذي تجده في أحضان أم جميلة حنونة مثلك، وكذلك فهي أنثى تميل بطباع الأنثى للمشاركة الاجتماعية، والاستئناس بغيرها من أحبائها، إلا أنك تخافين أن تفوتي عليها فرصة اللعب النافع لها.. لا تقلقي حبيبتي فكم تذكريني بتجربتي في الأمومة لأول مرة.. وما أحلاها وأجملها وأقلقها أيام!.
تأكدي أن هذا الالتصاق سيتغير مع الوقت مع الأخذ بأسباب التغيير: دربي طفلتك خطوة خطوة على الانخراط في اللعب مع صغار مثلها لمدة قصيرة في حضرتك في المنزل إن أمكن، خاصة أنها فعليًّا تذهب لحضانة فأعتقد أنها سيسهل عليها بإذن الله الانخراط في الحياة الاجتماعية بيسر. وربما كان التصاقها بك في البيت؛ لأنها تريد أن تعوض ما يفوتها من أحضانك وحنانك أثناء بقائها في الحضانة؛ ولذا أرجو أن يحمل تواصلك معنا المرة القادمة ذكر عن تقبلها للحضانة من عدمه؛ وتطور الأمر معها.
أرجو أن تطالعي الاستشارات الخاصة بالحياة في الحضانة والمغتربين.
أطفالنا في الغربة
في الغربة كيف تندمج وتحفظ هويتك؟ - متابعة
حماية القوارير في الغربة (متابعة)
وعلى كل حال دربيها على أن تلعب بمفردها وقتًا قليلاً لجانبك أثناء أدائك أي من أعمالك على أن تظل مستأنسة بك بشعورها بالصحبة.. يمكنك أيضًا أن تجربي في تركها دقائق معدودة في غرفتها الخاصة، مع إفهامها أنك ستحضرين شيئًا ما وتعودين إليها، واتركي لها شريط القرآن مُدارًا في حجرتها. ومع الوقت يمكنك زيادة هذه الفترة حال انهماكها في لعبة ما.
استفيدي من مشاركتها لك في بناء الحب والرابطة القوية التي تمكنها من تمثل قيمك أنت ووالدها مستقبلاً، فالطفل يتعلم أول ما يتعلم عن طريق القدوة، وعن طريق التقليد؛ ولذا فهذه فرصة لتعلميها كل ما تقومين به من أعمال.. قومي بدور المدرب، المعلق الرياضي.
كما يمكنك تنظيم بعض الأنشطة المنزلية التي تمارسينها مع طفلتك، أو تتركيها تلعب بمفردها بعض الوقت بها.
أرجو أن تطالعي هذه الاستشارات:
طفلي يصرخ أفهموني أستجب لكم.. متابعة.
موهبة أم تميز.. فض الاشتباك.
أمة ذكية تساوي ثروة حقيقية.
تنمية الذكاء من لحظة الميلاد.
فن تنمية الذكاء.
الذكاء الوجداني نظرية قديمة جديدة.
البيئة الذكية والأجيال العبقرية.. متابعة.
- أما سؤالك الثاني عن معنى "لاعبه سبعًا":
فإن المقصود به هو مرحلة التلازم والدفء والمشاركة فيما يحب الطفل.. لتتيحي لها الأمن الذي يمثل الاحتياج الأول للطفل في هذه السن، إضافة لفرصة لأن تعلميها، وتوجهيها باللين عن طرق القدوة والمثل. فالطفل في هذه السن يتعلم أكثر ما يتعلمه عن طريق القدوة.
ولا أنكر عليك ضرورة تعليمها، ولكن بالطريقة السليمة ووفق مرحلتها العمرية. والتي لا بد أن تكون معروفة خصائصها بالنسبة لك.
فإن شددنا عليهم فإننا بأيدينا ننفرهم من الرغبة الفطرية في التعلم والتي تتطور وتنمو إذا ما منحت الفرصة الآمنة للتجربة والخطأ.. اللعب واللهو البريء مطلوب لهذه المرحلة، التعلم العفوي.. في أغلب الأوقات والترتيب المرن في الوقت الآخر.
لا أعني أبدًا تركها بدون توجيه، ولكنها الطريقة كما أسلفت.. وإن أردت أرسلي إلينا طالبة الطريقة التفصيلية لتعلم أي شيء، ونحن معك.
أما في مسألة حفظ القرآن الكريم.. أسأل الله أن يبلغكما به الجنة اللهم آمين.. وجعله الله ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا جميعًا.. اللهم آمين.
أحمد لك حبيبتي في الله حرصك على تحفيظ ابنتك القرآن في سن مبكرة وبلغك الله رجاءك ورجاءنا جميعًا في أبنائنا الذين نعول عليهم كل الأمل في غد مختلف يرضاه الله لأمتنا..
ولكن لدي بعض نقاط أوجه نظرك إليها، ثم أحيلك للاستشارات التي تناولت تحفيظ القرآن الكريم:
- مراعاة المرحلة العمرية والنمو اللغوي لدى ابنتك والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرتها على الحفظ.
- مراعاة الهدف من وراء حفظ القرآن الكريم.
- مراعاة التحبيب في الدين في عمومه وأساسه، وأحسب أن تحبيب الطفل في خالقه ورسوله أولى المداخل في هذه السن.
- مراعاة مستويات التفكير لنصل للتدين السليم. فالحقيقة أن مستويات التفكير تتدرج من أدنى إلى أعلى كالآتي: معرفة، فهم، تطبيق، تحليل، تأليف، نقد.. وما أتمنى أن يحدث هو أن نتجاوز المعرفة في الدين؛ لنصل فهم جوهر الدين، ومن ثَم نتمكن من الوصول للنقد أي الاحتكام لمنهج القرآن في كل تفصيلة في حياتنا.. وأحسب أن هذا هو التدين الحقيقي، وليس ما نراه في كثير من الحالات من حرص على المعلومات الدينية دون تجاوزها للفهم والتحليل والاحتكام لجوهرها ولب العقيدة فيها.
فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه آيات قلائل وإذا ما حفظوها ووعوها وطبقوها منهجًا للحياة أخذوا رحلتهم لآيات أخرى، وهكذا... فليس الحفظ -على أهميته الشديدة لا ريب- هدف في حد ذاته، وإنما العمل والوعي والفهم والاحتكام لها هي الأساس.
- مراعاة التدرج في الحفظ حسب المرحلة العمرية والنمو اللغوي كما أسلفت، إضافة للتدرج من الآيات التي تلفت انتباه طفلتك: وقد أخالف في ذلك عرف شائع من البدء بتحفيظ جزء عم، فمن الممكن أن نتخير آيات القرآن ما يمكننا شرحه وإفهامه ببساطة شديدة للطفل، وما يمكننا أن نترجمه (لعقيدة، خلق، قصة قرآنية...) لنفهمه للطفل، ونبتكر في الأنشطة لتوصيل ذلك للطفل بطريقة التعلم النشط عن طريق الحواس وعن طريق مشاركة الطفل فيما نقدم. (وهو ما أعمل على بحثه الآن أطلب منك الدعاء لي بأن يمكنني الله تعالى من إكماله).
- وتعليقًا على ما ذكرته من طريقة في تحفيظها الآن فأعتقد أنها جيدة إن شاء الله وستؤتي ثمارها.. فكل ما علينا أن نجعل الطفل على ألفة بكتاب الله، وألفاظه ولغته، ويختزن هذا الكم الذي يسمعه إلى أن يجيء الوقت الذي يخرج فيه ما في جعبته..
- ولذا لا تتعجلي طفلتك حماها الله ونفع بها ما زالت صغيرة، فاحرصي على علاقتها المتينة المحببة مع كتاب الله تعالى.. والألفة معه، خاصة إن توافرت ولله الحمد والمنة القدوة الصالحة والبيئة الميسرة -دون تشدد- لارتباطها وحبها كتاب الله.. بارك الله لكما فيها وفي أبنائنا جميعًا.
أما عن اكتشاف الهوايات والميول:
ابنتك الآن في وقت التنمية المتكاملة بما يعنيه من ضرورة الاهتمام بكل الجوانب وعدم تفعيل أو إعلاء واحد من جوانب النمو على الآخر والانخراط في عدد كبير من الأنشطة التي تنمي كل الجوانب، ومع مرور الوقت يمكنك تبين نقاط قوتها الفطرية حتى تهتمي بها، مع عدم إغفال النقاط الأخرى.
- تنمية الطفل تتم في عدة مناح تتكامل مع بعضها البعض بطريقة متكاملة متشابكة بقدر من التعقيد لا يتيح الاهتمام بناحية دون أخرى.
وهذه النواحي هي:
- الجانب الجسماني.
- الجانب اللغوي.
- العقلي (المعرفي).
- الجانب الوجداني - الاجتماعي.
- ونحن كمسلمين لا بد أن نضيف إليه وعلى رأسهم: التنمية الروحية (العقائدية، والإيمانية والأخلاقية)
ويمكنك أن تطالعي هذا الموقع لمزيد من النفع: صيد الفوائد وأيضًا الاستشارات الآتية التي تناولت تحفيظ القرآن الكريم:
حفظ الأطفال للقرآن في زمن العولمة
التشجيع أولي خطوات حفظ القرآن
الترغيب في حفظ القرآن الكريم
المنهج السليم لتحفيظ القرآن الكريم
وحتى تجتذبيها لنوع معين من الألعاب لا بد من مراعاة درجة صعوبة اللعبة حتى لا تملها؛ ليس من المفيد تقديم الصعب، إنما ركزي دومًا على أننا ننمي جانب (معرفي، مهاري، لغوي...) مع بناء والتشديد على بناء الدينامو المحرك لهذه الجوانب وهو تقدير الذات.
تقدير الذات هو الذي يضمن لابنتك إقبالها على التجربة والتعلم، ويضمن لها أن تواصل الحياة بتفاؤل ونجاح. ولا تركزي فقط على أن تتعلم شيئًا صعبًا بقدر ما تهتمي أيضًا بألا تيأس من التجربة أو تشعر بإخفاقات مستمرة؛ ولذا تدرجي معها.. مارسي دور المعلق الرياضي والمدرب دومًا، على سبيل المثال: اشرحي كيف تلعب البازل.. دعيها تراك وأنت تلعبينها بينما تشرحي كيف تفكرين أثناء لعبك.
أتعلمين كلمة السر في إقبالنا نحن الكبار على شيء دون آخر:
إنه التحفيز بالامتياز. نحب ما نجيد؛ فنجيد ما نحب؛ ثم نحبه أكثر فنجيده أكثر وأكثر... وهكذا.
ولذا أعطها في حدود قدراتها: قطعًا كبيرة، أشكالاً واضحة، عددًا قليلاً، سهلة الإمساك بها، على أن تكون موضوع البازل من ضمن الأشكال التي تحبها: صورة عروسة، دمية، دب، حيوان محبب...
انطلقي دومًا مما تحب هي. فهذا أصل التحرك الإنساني في مجمل أنشطته.
ونحن معك في رحلة التربية الممتعة..
والله المستعان..
صدمة البلوغ والحجاب (مشاركة) ... العنوان
مشاركة للأستاذ مسعود صبري الباحث الشرعي بشبكة اسلام اون لاين علي الاستشارة التي نشرت تحت عنوان صدمة البلوغ والحجاب
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... يقول الأستاذ مسعود :اطلعت على رد الأخ العزيز الدكتور عمرو أبو خليل على الأخت صاحبة استشارة "صدمة البلوغ والحجاب"، فسلمت يداه على ما كتب، وبارك الله فيه على أفكاره الطيبة، واسمحوا لي أن أكتب مشاركة على المشكلة التي أرسلتها الأخت العزيزة فيما يخص مشكلة أختها الصغرى بخصوص الحجاب.
وفيما يخص المشكلة المرسلة أقول:
لهذه المشكلة جانبان:
الأول: الجانب العام.
الثاني: الجانب الخاص بالمشكلة ذاتها.
أما فيما يخص الحجاب بصفة عامة فإن الله تعالى فرض الحجاب لأمور عديدة، منها:
1- ما يتعلق بالفتاة ذاتها.
2- ما يتعلق بالمجتمع.
3- ما يتعلق بمنظومة الأخلاق والسلوكيات على وجه العموم.
4- ما يتعلق برسالة الإسلام للناس جميعا.
إن الحجاب بدء لا يعني "تغطية الشعر"؛ بل هو يدخل في ثياب الفتاة والمرأة المسلمة، وإن كان الحجاب الذي هو أحد المظاهر العامة في حياة الفتاة المسلمة؛ فإنه وحده لا يكون كافيا إلا إذا أدى مقصده؛ فالإسلام لم يأمر بالحجاب، ولم يأمر بالصلاة لذات الصلاة وحدها، بل هناك تبعات وراء كل أمر يأمره الله تعالى، ويجب أن نعي جيدا أن كل أمْرٍ أمَرَ الله تعالى به الناس فيه نفع لهم، وفيه دفع للضر عنهم، ربما نعلم الحكمة منه، وربما نجهل، وعلينا دائما أن نبحث عن حكم التشريع. فالله تعالى لا يشرع شيئا عبثا "تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا"؛ فالله تعالى فرض الصلاة مثلا؛ لأنها تعلم النظام في حياة الناس، وتجعلهم وحدة واحدة، وهي تدعو إلى مكارم الأخلاق، وقد قال الله تعالى في شأنها {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}، واعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصلاة التي لا تؤتي ثمارها كأنها لا فائدة منها للإنسان، فقال صلى الله عليه وسلم: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له"؛ أي فكأن الصلاة غير نافعة لصاحبها، وإن سقطت فرضيتها عنه.
والحجاب لا يقصد به الاحتشام في ذاته، بقدر ما يتبع هذا الاحتشام الظاهري من سلوك ظاهري مع الناس، وسلوك باطني، يظهر أثره في تصرفات الناس؛ فالحجاب يدفع المسلمة إلى أن تكون "ترجمة عملية"، وأقصد بهذا الكلام ألا يكون الاهتمام منصبا عند الأبوين والمربين أن تلبس الفتاة الحجاب الظاهر، دون الالتزام بالحجاب الباطن، إن صح التعبير فالتي تلتزم بالإسلام سلوكا ولا تكون محجبة من اليسير أن تقتنع بالحجاب وأن ترتديه؛ لأن أساسها من الأخلاق مبني بشكل سوي. أما أن تكون الفتاة محجبة وهي بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام فما ينفعها حجابها. ويلفت النبي صلى الله عليه وسلم النظر إلى السلوك العملي حين سئل عن امرأة يذكر الناس أنها تصلي وتصوم وتتصدق، ولكنها تؤذي جيرانها، قال: "هي في النار"، فلم تنفعها صلاتها ولا صومها ولا صدقتها، وذكر له أن امرأة مقلة من العبادات غير أنها تحسن معاملة جيرانها، فقال: "هي في الجنة".
وحين نربي بناتنا على فضائل الأخلاق ومكارم السلوك منذ الصغر تكون هذه التربية تربة خصبة لأن نلقي فيها ما نشاء، فتؤتي ثمارها طيبة بإذن ربها.
وعلى الآباء والمربين أن يعوا أن الحجاب فريضة من الله تعالى لمعانٍ متعددة: أولها نشر الفضيلة في المجتمع، وتكريم للفتاة المسلمة من أن تتحول إلى سلعة رخيصة في المجتمع، بل هي الفتاة المصونة المحفوظة المكرمة، وأن حجابها يزينها، وهو عنوان سلوكها؛ لأن الفتاة المتبرجة -نوت أو لم تنوِ، أرادت أم لم ترد- تدفع الشباب لأن ينظروا إليها نظرة مختلفة عن النظرة التي يجب أن تكون؛ فقد يفهم أنها فتاة غير سوية، تقصد إلى السلوكيات الخاطئة، وأنها تحب الرذيلة، فجاء الحجاب ليرد شبهات الشباب في قلوبهم، ويعلن عن عفتها وكرامتها والتزامها بأمر ربها.
كما أنه يجب أن تفهم الفتاة أنها حين ترتدي الحجاب لا ترتديه نزولا على رغبة الوالد أو الوالدة، وإنما تصنعه لله الذي خلقها؛ فهي أمَة الله الذي خلقها، والذي يرزقها، وهي مدينة له سبحانه بالفضل؛ فكل حياتها منه وإليه، وهو الذي يحفظها في حياتها، ويهب لها النعم، بل هي كلها منه وإليه. إن استشعار الفتاة بعلاقتها بالله تعالى وواجب حبه يدفع أن يكون العبد مطيعًا لسيده، لا يحب أن يغضبه، بل يحب دائما أن يتقرب إليه، وإن كان الله تعالى وهو الغني عنا يتودد إلينا دائما بالنعم، ويتفضل علينا بالنعم الكثيرة؛ فكيف لا نتودد نحن إليه؟ بل كيف نعصيه؟ إن الإنسان يعصي من يكره، ومن لا يد له عليه، ولكن الله تعالى هو صاحب النعم الأولى علينا فواجب علينا شكره وطاعته.
ومن واجب الآباء والأمهات أن يُفهموا بناتهم حكمة الحجاب، ولماذا فرض منذ الصغر حتى لو لم يلبسنه؛ فقد تتساءل الأم مع ابنتها: أتعرفين لماذا أغطي شعري حين أخرج، وفي وجود الأجانب؟ لماذا لا أكون مثلك؟ ثم توضح لها شرع الله تعالى في هذا الأمر، مع الاختلاف بينها وبينها؛ لأن الفتاة صغيرة، وأنها يجب عليها حين تكبر؛ فتكون هناك مرحلة تمهيدية، حتى لا تتعجب الفتاة من ارتدائها الحجاب بين يوم وليلة.
إننا دائما في أعمالنا نمهد لها، ونربي أبناءنا لقبولها بطرق تربوية، وأوامر الدين أيضا يجب أن تأخذ هذا المنحى العملي التربوي.
أما فيما يخص الجانب الخاص بالمشكلة المرسلة:
فجزاكِ الله تعالى يا أختي الفاضلة على حرصك على أختك، ولكن هناك بعض المعطيات التي تجعل من المعقول أن تفعل أختك ما فعلت، وترفض ارتداء الحجاب. من ذلك قولك: إنها آخر العنقود، وإنها المدللة التي يجاب طلبها. كما أن والدك لم يكن يعتني بالأمر، ولا والدتك؛ يعني هذا أن الحجاب لم يأتِ على خاطرها يوما من الأيام؛ فما الفارق بين الليلة التي كانت فيها غير بالغة والليلة التي بلغت فيها، ونزلت عليها الدورة الشهرية؟؟ إن فارق اللحظات عنها لا يؤثر في حياة الإنسان، وهناك فرق بين الحكم الشرعي الذي يجب أن نقطع بوجوبه لكل فتاة بالغة وكيفية تطبيق هذا الحكم على الناس ودعوته إليه.
إن الاتفاق مع الفتاة أن لك أن تفعلي ما تشائين حتى تبلغي، فإذا بلغت وجب عليك الحجاب، لم يكن هذا موجودا في قاموسها، ولم يفتحه أحد معها في حياتها، والذنب هنا في الحقيقة على أبويك في المقام الأول، وأنت كذلك عليك جزء في هذا.
ومن المعروف فتغيير الإنسان من أصعب الأشياء، واقتناع المرء بشيء لم يكن متعودا عليه من الصعوبة بمكان.
والذي أراه حتى نسعى لحل عملي ما يلي:
- أن تفهم الفتاة بنوع من الحكمة والعقل أمر الله تعالى لها، وأننا لن نلزمك به، فأنت قد كبرت، والأمر بينك وبين الله تعالى، لكن نحن نخاف عليك ونحبك، ونخشى أن يغضب الله تعالى عليك؛ فنربطها بالله تعالى.
- ألا تمنع الفتاة من مزاولة نشاطها الرياضي والاجتماعي، وأن تفهم أن الحجاب ليس مانعا للفتاة من ممارسة حياتها العادية، بل العكس الحجاب كتعليم من تعاليم الإسلام يدعو أن تكون الفتاة قدوة لغيرها في النشاطي الرياضي والاجتماعي والتعليمي، ومجالات الحياة ما دام الأمر مباحا، وأن يضرب لها المثل من المسلمات الأوليات أنهن كن يمارسن حياتهن بكل أنواعها وتفاصيلها، ولم يكن الحجاب يوما من الأيام مانعا لها من أي ممارسة أي نشاط.
- ويمكن أن تقام حفلة لارتدائها الحجاب، وأن يدعى لها الأقارب في حدود ضيقة؛ ابتهاجا وفرحا لهذه الطاعة.
- وقد يقترح أن يقدم الوالد هدية لها عند ارتدائها الحجاب، وأن يظهر الجميع الفرح لهذه الطاعة، وأن يغرس في نفسها فرح الله تعالى لأنها أطاعته، وكون الله تعالى يفرح دائما لطاعة عباده؛ لأنه يحبهم ويحرص عليهم، ويخاف عليهم من عقابه، وأنه أحَنّ علينا من آبائنا وأمهاتنا.
على أن تفهم الفتاة أن الحجاب طاعة، لكنه ليس كل الطاعات، وأن الحجاب بداية لانتظام السلوك القويم.
وفي هذا الإطار يمكن أن تقام ندوات أو دورات للأمهات بخصوص هذا الشأن، كجزء من تربية الأولاد؛ لما ذكرت أيتها الأخت الفاضلة من سوء تصرف بعض الأمهات مع أولادهن، ويا حبذا لو كانت هناك دراسة اجتماعية ونفسية تبين طبيعة الحجاب ومدلولاته النفسية والاجتماعية، وأثره في إشاعة الفضيلة في المجتمع، وغير ذلك من المعاني الجيدة في موضوع الحجاب.
فكري فيما طرحته من أفكار واطرحيه على مجموعة غيرك، وناقشن معا كيفية تنفيذه وحاولن التجريب.. ونحن في انتظار نتائج كل ذلك لنناقشه ونطوره؛ فأهلا بك.
ــــــــــــــ(102/41)
ابنتي تفقد صديقاتها ... العنوان
السلام عليكم.. سؤالي الأول عن ابنتي هنادي التي تبلغ من العمر 9 سنوات، فقد كانت علاقتها بصديقاتها السنة الماضية رائعة، فقد كانت محبوبة من كل الصديقات ومحط الاهتمام من الكل، وهي بدورها تحب الجميع وتستمتع مع الكل، أما هذه السنة (الدراسية) فبدأت مشكلتها وهي أنه على الرغم من كون معظم الصديقات قديمات، ولكن تعاني الآن من أن البنات لا يلعبن معها أو أنهن لا يهتممن بها.
مثلاً في البداية يلعبن كمجموعة ثم تمسك إحداهن ذراع الأخرى وتنادي غيرها وتبقى هنادي تركض خلفهن، وهذه الحادثة تتكرر باستمرار على الرغم من محبتهن لابنتي، قد يكون مجيء طفلة جديدة ذات شخصية قوية وجذابة ومحبوبة جعلها تقود مجموعة البنات هذه.
في البداية كانت هنادي سعيدة جدًّا بهذه الصديقة الجديدة، ولكن فيما بعد كل يوم تشكو من إهمال البنات لها، وقد جربت مرارًا أن تذكر صديقاتها بألا يتركنها شفهيًّا وعن طريق الرسائل فيتحسن الوضع قليلاً، ثم تعود من جديد وكنت أقترح عليها أن تتعرف على أصدقاء جدد فتلعب معهم، فقالت لي بأنها تفعل ذلك، ولكنها لا تكون سعيدة ودائمًا أواسيها وأقول لها بأنني مررت بنفس التجربة عندما كنت بعمرها، وأن صديقاتك على الرغم من ذلك فهن يحببنك كثيرًا ويفعلن ذلك عن غير قصد، فاصبري يا حبيبتي أو حاولي أن تخترعي ألعابًا جديدة تلعبي بها مع البنات. وهي الآن تتمنى أن تغير المدرسة على الرغم من أنها تحب كل البنات، وقد مر على هذه المشكلة أكثر من 3 أشهر.
أما سؤالي الثاني فهو حول ابنتي الثانية هاجر 7 سنوات فقد ورثت مني نموذج العظم الرفيع، وهذا يعني على الأغلب أن تكون أطرافها دقيقة مثلي، ولا أخفيكم سرًّا بأن هذا الأمر شكل لي ضيقًا كبيرًا سنوات شبابي الأولى وإلى الآن، فهل هناك طريقة لتعديل هذا النموذج؟ أي إعطاء دواء معين في سن معينة لزيادة نمو العظم عرضًا كما هو الحال في علاج قصر القامة بإعطاء دواء لزيادة طول العظم، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
الخجل والانطواء ... الموضوع
أ/أسماء جبر أبو سيف ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت العزيزة مها.. تحية طيبة، وبعد..
أقدر لك اهتمامك بمشكلة أصدقاء هنادي ابنتك فقلما نجد أمًّا مهتمة بهذا الأمر وعلى هذا النحو.
أولاً:
يجب أن نعترف أن المشكلة مقلقة للفتيات بشكل خاص؛ لأن الصداقة من أعز الحاجات لدى الفتاة بشكل خاص؛ لأنها تشعر بقيمتها الاجتماعية وفقدانها للأصدقاء يعني فقدان هذه القيمة في نظرها.
بالإضافة إلى ما يلعبه الأصدقاء من دور مهم في حياة البنات ابتداء من هذه السن "المراهقة المبكرة"، بحيث يشكل الأصدقاء مصدرًا للدعم المعنوي والتقدير الذاتي، بالإضافة إلى أنهم مستمعون جيدون لبعضهم البعض، ويتقبلون بعضهم بلا شروط، ويراعون مشاعر بعضهم، ويتعلمون معًا الحياة على طريقتهم المفضلة وليس على طريقة الوالدين.
بالإضافة إلى بدء الشعور بالاستقلالية عن الأم والأب، ومحاولة البحث عن المجتمع الأوسع والأكثر ثراء وإثارة معًا، فتبدأ البنت بالبحث عن مجتمع تقوم بتكوينه ليكون مرادفًا للأسرة ولكن ليس بديلاً له.
ثانيًا:
أريدك أن تطمئني ابنتك باستمرار على اعتبار أن هذه مرحلة لا يستقر فيها الأصدقاء، ويتغيرون باستمرار نتيجة تغيير الأمزجة واختلاط الطفولة بالمراهقة وهي مرحلة عدم استقرار.
ثالثًا:
ادعمي ثقة هنادي بنفسها، فمن الواضح أن تقديرها الذاتي منخفض قليلاً؛ لذلك عززي نقاط قوتها وادعمي إيجابياتها وشجعيها على ممارسة هوايات وأعمال تتقنها، وحاولي ألا تعرضيها للنقد أو تلقي اللوم فربما يكون ذلك السبب في فقدانها للأصدقاء بسبب أسلوبها أو ضعف قدرتها على جذب الأصدقاء.
رابعًا:
اصحبيها معك في الزيارات الاجتماعية ودعيها تشارك في التجمعات للكبار والصغار، واسمحي لها بحرية التأنق وارتداء ما يحلو لها بحدود الأدب والدين.
كل ذلك يعلمها كيف يتصرف الناس معًا، ويتقبلون أخطاء بعضهم البعض بكل أريحية، وهنا يجب أن تحاوريها باستمرار فهي بحاجة لمن يستمع إليها.
خامسًا:
شجعيها أن تكون هي الشخص الذي يدعم الأصدقاء معنويًّا مثل الضعاف والفقراء.
سادسًا:
قومي بدعوة صديقاتها جميعًا على حفل شاي مثلاً في المنزل، فهذا يعزز علاقتهن بها فيرغبن أكثر بصحبتها ومشاركتها في المدرسة.
سابعًا:
أمر تغيير المدرسة يعود لها ولا أتحفظ شخصيًّا على هذا الطلب، لكن إن استطاعت أن تحل مشاكلها فهذا أفضل.
ــــــــــــــ(102/42)
نفسية الأم وتأثيرها على الأبناء ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكرًا جزيلاً على حسن إرشاداتكم ونصائحكم المفيدة.. أتمنى أن تقدموا نصيحة لكيفية تربية الأطفال؛ لأنني أعرف أمًّا لا تعرف كيف تربي ابنتها 11 سنة، وسوف أعرض ردكم عليها. صحيح أن الابنة لا تسمع نصائح وتوجيهات الأم ولا تهتم بالدراسة ودائمًا تكرر الغلط بالرغم من تنبيهات الأم بعدم عمله، ومقابل هذا من الأم يحصل الآتي:
الأم سريعًا ما تغضب وتثور في وجه الابنة.. تضربها ضربًا مبرحًا، وعندما أتدخل تقول سوف أقتلها (قولاً وليس فعلاً) كثيرًا ما تهينها إهانات (يا مهبولة.. يا حيوانة.. يا كلبة، وغيره من الألفاظ الأخرى)، وعندما أتدخل تقول أليس أفضل أن تعيش مع المجانين في المستشفى.
وعلى العلم بأن الأبوين منفصلان تهددها بأن تسلمها لأبيها، مع العلم بأن الابنة تصاب بخوف كثير عندما تسمع ذلك. إنني حقيقة دائمًا أنصحها بالتعامل مع ابنتها بصبر ولا تعلي صوتها ولا تثور بسرعة، وهذا ينتج عنه راحتها هي فقط وزيادة سوء حالة ابنتها، وترد عليّ بأن تقول نعم سوف أضربها لأرتاح، وتقول سوف أضربها إما تتصلح أو تتجنن، مع احترامي وشكري، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا على رغبتك في مساعدة الأم وابنتها.
أختي الفاضلة.. إننا أمام قضية هامة تجعلنا نطرح سؤالاً ما هي نوعية التوجيهات التربوية المطلوب منا أن نقدمها لأم تضرب ابنتها ضربًا مبرحًا حتى تستريح؟ فضرب ابنتها يريحها من ناحية، ومن ناحية أخرى أن تجننها.. وتناديها "يا مهبولة.. يا حيوانة.. يا كلبة".
ما تفعله هذه الأم لا علاقة له بالأمومة والتربية فهي جريمة كاملة في حق ابنتها، ولو أننا في مجتمعات تسمح قوانينها بحماية الأبناء من مثل هذه التصرفات لتم نزع بنوة ورعاية هذه الطفلة المسكينة من هذه الأم، وتحويل رعايتها لإحدى الأسر للقيام بشأنها أو إحدى دور الرعاية المخصصة لذلك؛ حتى يتم علاج الأم إذا ثبت مرضها أو عقابها إذا ثبت أنها تفعل ذلك عن عمد بدون مبررات مرضية.
ولأنه لا يوجد هذا النظام فيصبح الطريق الوحيد أمامنا هو أن ندرك أن هذه الأم غير سوية وتحتاج إلى العلاج النفسي، فالأمر أخطر من مجرد توجيهات تربوية تقرؤها فتغير طريقة تعاملها مع ابنتها.. إنها تعرف جيدًا ما تفعله مع ابنتها وما يهمها هو أن تفرغ شحنة الغضب بداخلها، وهي تعلم أن أسلوبها هذا سيؤدي إلى جنون ابنتها ولا تبالي.. هذه الأم يجب أن تمنع من التعامل مع ابنتها تمامًا، ويجب أن تعرض على طبيب نفسي لتقييم حالتها وعلاجها حتى تصبح مؤهلة للتعامل مع ابنتها.
ما تقوم به ليس مجرد أخطاء تربوية تحتاج إلى تقويم أو إرشاد، ولكنه خروج عن منطق الفطرة والاستواء النفسي.. إن أطفالنا أمانة في أعناقنا مطلوب منا أن نحسن التعامل معهم وتربيتهم، والأمر يحتاج منا إلى صبر وتحمل وفهم الأطفال المسئولين منا، ونحن الكبار المسئولون عنهم، ولا يصح أبدًا أن تكون مبررات قسوتنا وسوء معاملتنا لهم أنهم لا يسمعون الكلام أو يكررون الخطأ فهذه طبيعتهم، وإلا فأين سيكون دورنا؟ وما هي التربية المطلوبة إن لم نتمكن من إصلاح الخطأ أو لإقناعهم بعمل الصحيح؟
إن ما تفعله هذه الأم غير صحيح فلا نتخيل أن أطفالنا ملك لنا لا يحاسبنا أحد على ما نفعله معهم.. فالله تعالى محاسبنا على هذه الأمانة التي في أيدينا... كيف أحسنا لها.. فلتقرأ هذه الأم هذا الرد، ولتتوجه على الفور إلى الطبيب النفسي لعلاجها، ولتبتعد عن ابنتها حتى تستطيع أن تعاملها بطريقة سوية طبيعية.
ــــــــــــــ(102/43)
رغبة الأمهات دوما.. التغيير في كل اتجاه! ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكرًا جزيلاً على ما تبذلونه من جهد كبير وعلى سعة صدوركم في استقبال رسائلنا الطويلة، استفدت كثيرًا من خلال تصفحي لاستشارت، وبدأت أناقش زوجي في أن نغير في أسلوب تربيتنا لها، لكنه لم يقتنع بما قلت له، وقال إنه مقتنع بطريقته في التربية، ولا يريد أن يغيرها، مع أنكم تعلمون أهمية اتفاق الزوجين على طريقة واحدة، فما أريده منكم أن ترسلوا له رسالة توضحون فيها واجبات الأب تجاه أبنائه بالتفصيل إن أمكن، وإن كان هناك استشارة تفي بهذا الشيء أرجو إرفاقها، وأكون لكم شاكرة.
أما الشق الثاني من الرسالة فيتعلق ببيت والدي.. لا أحد يحترم أحدًا هناك من والدي إلى أصغر إخوتي وعمرها 5 سنوات، لا نظام يوجد.. تتراوح أعمار إخوتي وأخواتي ما بين 5 سنوات و20 سنة وعددهم 9، حاولت إقناع إخوتي الكبار في تغيير وضعهم، لكنهم لم يرضوا ولن يستطيعوا أن يتغيروا لما تعودوا عليه طيلة هذه السنوات.
المشكلة التي تواجهني الآن عندما أذهب لبيتهم كثرة المشاحنات التي تدور بين ابنتي وبينهم، حيث إن الكل يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تحصل للأطفال، مما يدعوني لأن أدافع وبقوة عن ابنتي. من الأمور التي تحدث أن ابنتي دائمًا تضرب خالتها التي في مثل سنها، مع العلم أن ابنتي كانت تضرب في السابق من قبلي وتحتاج لفترة كي تقلع هي عن الضرب وتتغير، ولكن الذي يحدث أن الكبير والصغير يتدخل في الأمر، مما يزيد الطين بلة، وكلما أفهمتهم ليست هذه الطريقة الصحيحة فدعوني أتصرف لا يقبلون، ومن مثل هذه الأمور أشكال وأنواع فبماذا تنصحونني وتنصحونهم؟ علمًا بأن المتنفس شبه الوحيد لابنتي بيت جدها، وهي تحب الذهاب إلى هناك كثيرًا، فماذا أفعل؟ مع العلم أن هذه المشكلة يعاني منها مجتمعنا كثيرًا، وعذرًا على الإطالة، وجزاكم الله كل خير.
... السؤال
التربية الناجحة ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الكريمة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله خيرًا على تحيتك الطيبة؛ وعلى رغبتك الحارة في تغيير ما تجدينه حولك من سلبيات؛ خاصة إذا ما كان يمس أقرب الأقربين: الأهل، الأسرة.
وخير ما تفعل الأمهات مناقشتهن الآباء لما يجدنه نافعًا من طرق وأساليب تربوية؛ فهذا لا بد أن يحدث فرقًا إن شاء الله بشرط مناقشته بالطريقة السليمة، أي المحاورة بين زوجين لهما نفس الهدف، وعدم اتخاذ ما عرف أحد الزوجين حجة لنقد طريقة الطرف الآخر.
وأبدأ بترتيب ما ذكرت في رسالتك: مناقشة الزوج في تغيير طريقة التربية: هل طالبته بتغيير طريقته هو في التربية، أم أنك عرضت عليه ما عرفته من طرق جديدة، ومعارف غيرت في وجهة نظرك تجاه أمر التربية؟ وماذا كان رد فعله حين عارضك؟ هل شعر بأنك تنتقدين طريقته في التربية من طرف خفي؟ أو توجهينه لعادة جديدة وطريقة جديدة لم يعتدها؛ ولم يتدرب عليها؛ ولم يعرف كيفية الوصول لها؟ وهل كان حوار بين زوجين متحابين أم كان نقدًا لزوجك بطريقة أو بأخرى؟ كذلك هل يمكن أن تحددي ما الذي تودين من زوجك تغييره في طريقته التربوية؟
وكنت أود لو تذكري لي طريقة التربية التي يتمسك بها زوجك؛ هل هي نفس الطريقة التي تربى بها هو نفسه؟ هل تعرض عن طريقة المعرفة لطرق أخرى؟ أي الناتجين وجده أفضل من وجهة نظره؟ هل وجد طريقته التي تربى عليها والتي يربي بها أولاده هي الطريقة التي تجني الناتج الذي يرضى؟
طلبت مني لأن أرسل لزوجك رسالة أوضح فيها واجبات الأب تجاه أبنائه: هل تجدين زوجك مقصرًا؟ وهل هو من قراء صفحتنا؟ هل لو أرسلت له سيسمعني أم أننا علينا أن نوصل له رسالتنا عن طريقك أنت؟!
مشاركة الأب في مسئولية التربية مسألة في غاية الأهمية، واسمحي لي أن أقول لك إن جزءاً كبيرًا من انخراط الأب في التربية يكون عن طريق الزوجة.. الأزواج في بيئاتنا العربية لم تعتد القيام بهذا الدور، وليس لديهم في كثير من الحالات مثل يحتذى في ذلك، وليس لديهم أمثلة يتمثلونها، أو ينتهجون نهجها أي ينقصهم في حقيقة الأمر المثل والخبرة المتوارثة في ذلك.
والأمر متفاوت بطبيعة بالحال بين الأزواج، فمنهم من يشارك مشاركة إيحابية جدًّا في مسئولية التربية ويجدها من أولوياته، ويجد أن الرعاية لأولاده دور من أدواره في الحياة، ومنهم من يشارك بنسبة في الرعاية، ومنهم من لا يشارك إلا مشاركة الممول في مشروع تجاري، لا يرى لنفسه إلا دور الإنفاق المادي، وللأسف هؤلاء أحسب أنهم كثر لأسباب شتى منها: عدم المعرفة لحقيقة الدور؛ عدم الاعتياد وعدم وجود القدوة التي يتمثلها؛ عدم الوفاق بين الزوجين بما يجعل رغبته في التواجد في محيط الأسرة غير محبب له أصلاً.
ولأني لا أعلم تحديدًا حالتك المحددة، فدعيني أناقش معك الأمر في نقاط، ثم أتركك مع ما طرح على صفحتنا حول هذه الجزئية، على أن تتواصلي معنا مرة أخرى لنناقش جزئيتك المحددة.
النقطة الأولى: التآلف بينك وبين زوجك، فكما أشرت تمامًا هناك أهمية وضرورة لاتفاق الزوجين على تفاصيل حياتهما الكبيرة والصغيرة. والحب والاحترام والتقدير بين الزوجين هو الذي يأتي بالتوافق والاتفاق على التفاصيل.. فاجتهدي في بناء الحب والتواصل الصحي بينك وبين زوجك..
- أول ما يبني العلاقة الجيدة هو إظهار حسن الظن بالآخر "المرء عند ظن الناس به"، وهذا أساس كل تغيير نود إحداثه في الآخرين، أظهري لزوجك حسن ظنك به. وأثني على ما يفعل؛ حاولي أن تري دومًا -أن تري بصدق- المزايا، وأهملي العيوب إلى أن يمكنك أن تثبتي المزايا لتقوم بدورها في اقتلاع بعض هذه العيوب..
- اتركي النقد تمامًا؛ فما كان في علاقة إلا وأفسدها، بل وترك أطراف العلاقة بهم جراح ربما لا تندمل.. ترى هل يمكننا أن نحب من يسبب لنا هذه الجراح؟
فلا تنتقدي زوجك، بل أثني على ما تجدينه من مزايا وجهد، فإذا ما علم زوجك أنك تقدرين جهده في التغيير لن يرفضه ولن يتمسك برأيه الذي ربما يعرف بينه وبين نفسه خطأه..
- إذا أردت التغيير فلا تحاولي أن تقيمي الحجة على زوجك، فلا تسمحي للكبر والعناد أن يأخذ طريقه إليه.. عرضيه من بعد لما تودينه، واجعلي الحق ينطلق على لسانه هو، المرء حين يقرر هو الفكرة يكون من أشد المتحمسين لها، فلا تملي عليه، بل ساعديه لأن يتبين الحق بنفسه وينطق هو به.
- لكل مدخله ومرجعيته، إن كان زوجك مرجعه القرآن والسنة فلن تجدي جهدًا في أن تشيري بلباقة لما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يفعله لأهله؛ وما أمرنا به الله سبحانه وتعالى: "قوا أنفسكم وأهليكم نارًا" لتحدد تفاصيل دور الأب في حياة أبنائه وأسرته وفق هذه الآية الكريمة، فكل ما يقي الأهل النار هو من تفاصيل دور الأب.. ترى ما هي التفاصيل وفق هذا المحددة الإلهية؟!!
واذكري هذه المعادلة الأولى:
الحب + حسن الظن + الثناء تغيير جزئي لمن نحب
حتى تصلنا تفصيلات حالتك أرجو أن تطالعي هذه الاستشارات والتي ناقشنا فيها دور الأب في ساحة التربية:
الطريق إلى إيقاظ مشاعر الأبوة الكامنة.
راعي البستان.. كيف يعود؟
هدف في مرمى فريق البستان.
راعي البستان.. حقيقة أزلية!! (مشاركة).
فن دعوة الزوج.. الحب أولاً
زوجي ليس كما ظننت
أما الشق الثاني من رسالتك المتعلق ببيت أهلك:
إذا أردت تغيير إخوتك -هداهم الله وهدانا الله جميعًا- فعليك بالتزام نفس المعادلة التي ذكرتها لك فأراها فعليًّا تحمل الجوانب الهامة في تغيير أي إنسان، حتى إنك لو دققت النظر لوجدت أنها تحمل الفعل من قبلنا ورد الفعل من قبل الآخرين؛ الحقيقة أننا لا نملك تغيير غيرنا وإنما نملك تغيير نظرتنا إليهم ومعاملتنا معهم بما يضمن تغيير في ردود فعلهم بناء على ما قدمنا من تصرف مختلف معهم.
بيت والدك ليس في حدود رعايتك ومسئوليتك؛ وإنما دورك معهم دور الناصح المحب، أو إن شئت فهو دور داعية الأهل الذي لا يمل ولا يكل؛ ولذا فيؤدي دوره وفق ما حدده الله له: "ادْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" "ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك" هذا هو أساس الدعوة إلى الحق والخير.. أي الدعوة إلى سبيل الله وما يرضيه.
وليس صحيح أن إخوتك لا يستطيعون أن يتغيروا؛ فلو أن هذا صحيح ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "إنما الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم"، وما جعل الله مجاهدة النفس وتزكيتها بالأخلاق الجملية مما يرفع الإنسان لمرتبه الجهاد.. لو أن الإنسان لا يمكنه التغير بحق لما تغير نفر كبير من الناس من الكفر إلى الإيمان؛ فما بالنا بما هو دون ذلك. "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
فقط أريدك أن تتذكري: "فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمصيطر". أي قم فقط بدورك بالطريقة الصحيحة وستنال إن شاء الله إما السعادة بثمار التغير الذي تجتهد من أجله؛ مضافًا لجزائك من الله لدعوتك الطيبة للحق.. وإن لم يتم التغيير الذي تتمنى فقد نلت من الله جزاء دعوتك إليه.
اللهم اجعلنا ممن يتغمدنا الله برحمته وهداه.. اللهم آمين.
- حاولي قدر طاقتك أن تكوني لينة مع هؤلاء الأهل، واقترحي دومًا ألا يتدخل أحد بين الأطفال، فهذا شأنهم يلعبون ويتشاجرون ويتصالحون وفق قوانين الطفولة والتي في الحقيقة يستفيد الأطفال كثيرًا بتعلمهم طرق حل النزاعات فيما بينهم، وحل مشكلاتهم على أن يوضع قانون وحيد وهو عدم الإيذاء. ومن بعد ذلك اتركوا للأطفال حل مشكلاتهم دون تدخل من أيكم.
- كذلك كرري دومًا؛ لا ينبغي أن نفسد علاقتنا الجميلة لشجار الأطفال الذي يحل بعد دقائق والذي يزيد بتدخلنا، والأهم أنه على الرغم من أن شجار الصغار لا يترك أثرًا سلبيًّا فيهم فإن شجار الكبار وتدخلهم يحدث فيما بينهم من الشحناء والبغضاء ما لا يسهل إزالة أثره. فهل نتدخل فيما يسهل حله لنحدث أثرًا يصعب حله؟!!
كوني أنت البادئة فلا تنتظري منهم عدم التدخل إذا ما كنت أنت تتدخلين أيضًا: إذن اللين، الاتفاق على عدم التدخل، وعدم تدخلك أنت فعلاً.
طالعي هذه الاستشارات للمزيد في دعوة الأهل:
داعية الأقارب.. خفِّف الوطء قليلاً!
والدي وأخي لا يصلِّيان.. كيف أقنعهما؟
- من المفيد تعليم الأطفال طرقًا لحل النزاعات بينهم؛ ولذا دربيهم جميعًا على ذلك.
أرجو مطالعة هذا الموضوع لمزيد من المعلومات :
ثرثرة طفلك.. تواصل.. نمو.. تعاطف
- كذلك لا تتركوا وقتًا زائدًا عن الحد للعب الحر المطلق، بل أشغلوهم جميعًا معًا بالأنشطة اللطيفة المفيدة التي تنميهم معًا وتعودهم اللعب الجماعي معًا، وهناك الكثير من هذه الأنشطة على صفحتنا:
طفلك والقراءة.. حيث التعلم متعة
القراءة النشطة.. العالم السحري لطفلك
تنمية الذكاء من لحظة الميلاد
دروس في تنمية الذكاء
- كما أنصحك بمحاولة الانشغال مع طفلتك بمفردكما بما يفيد من أنشطة لعدة أسباب: من الأفضل أن تعتاد طفلتك على قضاء وقتها بين أنشطة مفردة، وأنشطة تجمعكما معًا، ووقت للتغير في صحبة الأهل. أما أن يكون المتنفس الوحيد لها بيت الجد فلا أعتقد بشكل شخصي أن هذا من المفضل.
فنحن نحتاج مهلة ووقت لنشتاق لأحبائنا، ومن الطبيعي أن تحدث المشاحنات لكثرة التواجد وما يتبعه من احتكاكات. خاصة أن قضاء وقت طويل في خارج المنزل يفوت على أبنائك فرصة الأنشطة المفيدة، والعلاقة المتينة بينكم والتي تنمو بالاشتراك في الأنشطة والاهتمامات المشتركة. وهذا الحب والوقت والقدوة الطيبة هو ما يساعد الأطفال على تمثل قيم الأهل. وتشربها مما يكون لهم حصنًا حصينًا بإذن الله مما يتعرضون له من سلبيات لا تودين بطبيعة الحال تمريرها لأطفالك.
آخر ما أذكرك بلزومه: الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء...
وفقك الله وهدانا جميعًا للصواب..
في انتظار تواصلك الدائم معنا..
والله المستعان..
ممارسة جنسية في سن السنتين ... العنوان
نلاحظ أن ابنتنا تضع يدها على أعضائها التناسلية خاصة عند النوم، وتشد يدها على الأعضاء، فما رأيكم؟ وما الحل لتجنب هذه الممارسة؟ وجزاكم الله خيرًا. ... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أخي الفاضل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبارك الله لك في ابنتك الغالية.
إن ما نحب أن نذكره في البداية أن هذه الممارسة ليس لها أي دلالة جنسية.. فهي مجرد لازمة عصبية تشبه مص الأصابع عند بعض الأطفال، وهي تحتاج للتعامل معها بصورة سلوكية هادئة بإبعاد يد الطفلة بهدوء عن هذا الموضع، خاصة إذا كان هذا يحدث عند النوم ويستمر الإصرار على هذا الإبعاد الهادئ لمدة شهر على الأقل حتى تنسى هذا السلوك ويختفي بدون عناد أو تدخل.. الأمر صغير ولا يستلزم القلق
صدمة البلوغ والحجاب ... العنوان
الأعزاء أسرة معًا نربي أبناءنا: السلام عليكم.. أختي الصغيرة في الثالثة عشرة من عمرها وقد بلغت (بدأت الدورة الشهرية تأتيها) منذ فترة قصيرة فقط (4 أشهر تقريبًا). في بداية هذا العام الدراسي فرض عليها أبي أن ترتدي الحجاب، فغضبت كثيرًا وأصابها الغم وأقنعت أمي بأن ترتدي الحجاب في البداية في المدرسة فقط، وعندما تبلغ تمامًا ترتديه في كل الأماكن، فوافقت أمي وأقنعت أبي الذي وافق على مضض.
وبعد أن بلغت تمامًا أصابها ما يشبه الصدمة؛ فهي ترفض أن يتحدث معها أحد منا أو حتى أمي عن الدورة الشهرية وكيفية التعامل معها، أو عن علامات البلوغ الأخرى مثل كبر حجم الثديين وارتداء حمالة الصدر، وترفض أن تخرج معنا إلى أي مكان، وإذا سألناها عن السبب قالت إنها لا تريد أن تلبس الحجاب وتريد أن تخرج بدونه، وحتى عندما تأتي إحدى الفتيات من الجيران لتطلب منها أن تلعب معها في حديقة البيت تتعذر بأعذار وهمية حتى تتجنب الخروج. وكذلك ترفض أن تصلي.
أما عن طفولتها فهي المدللة وآخر العنقود وكل طلباتها مجابة، ولا تلبس إلا من أغلى الأنواع والماركات وتتباهى بذلك.
وهناك ملاحظة هي أنني أختها الكبرى وقد تزوجت وطلقت وأنا حامل بولدي وولدته، وأنا عند أهلي، وهو يحظى باهتمام كبير من أهلي وحتى هي تحبه كثيرًا.
وهناك سؤال لي في موضوع آخر هو أنني ألاحظ في هذه المدينة -التي أعيش فيها- سوء معاملة للأطفال ومفاهيم خاطئة كثيرة لدى الأمهات وحتى المتعلمات. (وأعرف ذلك من حديث النسوة في العيادة التي بجانبنا وهي عيادة طبيبة نسائية).
فمن الأمهات من سمعتها تقول إنها تضرب طفلتها البالغة من العمر 8 أشهر على وجهها لأنها توقظها في الليل!!! وأخرى تعذب أطفالها الذين هم أقل من 3 سنوات بإحماء ملعقة على النار ثم تكوي هؤلاء الأطفال!!! وأخرى تضربهم بخرطوم المياه عند بلوغهم عامًا واحدًا إذا أخرج أحدهم في غير المكان المخصص!!!.
والغريب أن هؤلاء الأمهات يتفاخرن بذلك ويعتبرن ذلك من حسن التربية؛ لذا كتبت إليكم لأنني أريد أن أصنع نشرة صغيرة تحتوي نصائح بسيطة وقريبة للأذهان لأوزعها على مريضاتي والمريضات في العيادات المجاورة، وأريد منكم أن تساعدوني في كتابة هذه النصائح إذا سمحتم. وشكرًا لكم.
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً بك على صفحتك وبارك الله فيك على اهتمامك بأختك الصغيرة.
أختي الكريمة.. نعم إنها الصدمة وهو أدق تعبير لما نتسبب فيه من مشاعر سلبية تجتاح بناتنا الصغار وهن يستقبلن المراهقة ، فنحن نفاجأ بأن بنتنا الصغيرة قد قاربت البلوغ أو بلغت فعلاً، وهي بالأمس كانت الطفلة المدللة التي لا يرفض لها طلب، تلعب وتمرح كما تشاء، فيكون رد فعلنا بالمفاجآت "غير المتوقعة"، وكأن البنت نامت طفلة واستيقظت هكذا بالغة بدون مقدمات.
يكون رد فعلنا هو أن نحضر هذه الطفلة لنبلغها بالفرمانات والقرارات الصارمة والتي يكون أولها بالطبع هو لبس الحجاب والذي يكون مبرره المصرح به أو المفهوم ضمنًا عند الطفلة هو ستر هذه المظاهر الأنثوية التي بدت على جسمها الصغير.. ويصبح الحجاب -في نظرها- هو التجسيد لعملية التقييد أو التحجيم لأنشطتها ولممارسة ما كانت تحبه.
وتصبح المراهقة رمزًا لفترة تكون فيها الممنوعات والمحظورات هي الأصل، فتكون الصدمة هي رد الفعل الطبيعي ويكون الرفض لأي حديث عن علامات البلوغ أو ما يترتب عليه هذا الحادث الذي قلب حياتها على غير انتظار.
فالبلوغ -عندها- ارتباط بالمنع، والحجاب تجسيد لهذا المنع، بل هو الإعلان الذي لا تحبه عن دخولها في سجن المراهقة الذي سلبها حريتها.. هل ترون ماذا نفعل ببناتنا دون أي مسوغ من شرع أو عقل؟.
وكان يجب عليكم إعداد الفتاة إعدادا جيدا لاستقبال هذه المرحلة، وما حدث منها إنما هو بسبب تقصيركم أنتم في تربيتها التربية الصحيحة وإعدادها الإعداد الجيد في طفولتها لاستقبال هذه المرحلة المهمة والخطيرة من حياتها.
أما وقد ظللنا نائمين على آذاننا ولم ننتبه إلى أن بنتنا الصغيرة قد قاربت البلوغ، وداهمتنا الدورة الشهرية معلنة الميلاد البيولوجي لفترة المراهقة ولم نستعد بتربية الفتاة وتهيئتها لاستقبال هذه المرحلة فليس معقولاً أبدًا أن يكون رد فعلنا الأول هو أن نفرض الحجاب على هذه البنت الصغيرة بالقسر والقهر، بل بالحكمة والإقناع وبالتي هي أحسن.
إن هذه الرسالة ورد فعل ابنتنا الصغيرة على فرض الحجاب عليها بهذه الصورة جعلني أستحضر عددًا من الحالات التي جاءتني في المركز بمشاكل نفسية خطيرة كانت بدايتها هذا الفرض القسري للحجاب -الذي لم يسبقه الإعداد المطلوب، وتهيئة الفتاة لاستقبال هذه المرحلة- والذي عبرت هؤلاء الفتيات عنه بأنه كان بداية الأزمة.
وقد عبرت إحداهن عن تمردها على قهرها بلبسه بأن اكتشفت الأم حمل ابنتها ذات السبعة عشر عامًا بدون زواج، وتعلن الابنة في أول جلسة معها: نعم إنني أنتقم من أبي الذي قهرني على لبس الحجاب، جعلني أكرهه وأكره الالتزام الذي يدعيه.
وقالت أخرى: إنني وأنا أفعل أي خطأ أتذكر أمي وهي تفرض عليّ الحجاب وتتصور بذلك أنها تحميني وتمنعني من الانحراف.. إنني أقول في نفسي: هاأنا أفعل.
الثالثة فرض الحجاب عليها بلغة خطاب كان فيه الترهيب هو الأساس، فأدخلها في صراع نفسي عميق وجدت أحد الحلول للخروج منه بأن انتهزت فرصة سفرها لإحدى البلاد الأوربية لتخلع الحجاب؛ لتعلن أنها تصحح في العشرينيات من عمرها وصفًا ظلت مقهورة عليه لما يزيد على عشر سنوات.
جاءت هذه الرسالة لترسم الخطوات الأولى في بدايات الأزمة.. وهي حالة الرفض الشديد الذي عبرت عنه هذه الطفلة بالانعزال ورفض الخروج، بل ورفض البلوغ ذاته، رافضة الحديث عن أي من آثاره أو علاماته ولتجعل عددًا من الأسئلة تطفو على السطح.. لماذا يفعل الآباء والأمهات ما يفعلون؟.
ونحن لا ننكر أن يكون الحجاب فرضًا منذ البلوغ؛ لأن هذا شرع الله، ولكننا نتحدث في آليات تنفيذه، وقد يكون من الخير أن نتكلم مع بناتنا عن ثقافة الحجاب قبل التنفيذ؛ لأن الإنسان يحب الاقتناع بالشيء قبل فعله، ولا يحب القسر والإجبار على الشيء، حتى لو كان شيئًا يحبه، فلو كان الإجبار -غير المسبوق بالتربية والتهيئة- يؤدي إلى تذمر الفتاة من فعله، وقد يترتب عليه كرهها له، وعدم تطبيقها، فهذا يعني أن الوسيلة لتحقيق الفرض لم تكن صائبة. ونحن نتفق على الهدف، ولكن يجب أن ننظر إلى وسائل التنفيذ بنوع من الفهم العميق للمشكلة في إطارها العام، وليس الإطار الجزئي.
وهل يمكن النظر لمسألة الحجاب كمسألة منفصلة أم ننظر إليها في إطارها الشامل المتكامل في إعداد الطفلة لاستقبال سن المراهقة؟ وبذلك يتحول الأمر إلى منظومة متناغمة تدخل بها الفتاة إلى سن المراهقة في سلاسة وهدوء دون مشاكل وأزمات.. دون تضخيم جزء على حساب الآخر أو تحويله لقضية كلية، وهو أمر يحتاج للنظر إليه في إطاره الصحيح دون إفراط أو تفريط.
وسننطلق من السؤال الأخير فنقول: إن الإعداد الصحيح للطفلة لدخول سن المراهقة يستوجب الإعداد المبكر والمتدرج والهادئ الذي ربما يستمر على مدار العام السابق لحدوث البلوغ الفعلي والذي يبدأ مع بداية ظهور العلامات الثانوية، مثل بداية ظهور الشعر تحت الإبط وحول العانة.. بداية بروز النهدين.. أو تغير توزيع الدهون في الجسم ليأخذ الشكل الأنثوي، حيث تكون هذه العلامات إيذانًا بقرب حدوث البلوغ.
ومن هنا يمكن انتهاز الفرصة لبداية الحوار الهادئ حول ما يحدث وما سيحدث ولماذا يحدث، وربطه برسالة الإنسان في الأرض وغرض الله من خلقه "إني جاعل في الأرض خليفة" وأن خلافة الله في الأرض تعني إعمارها، وجزء من الإعمار هو انتشار البشر وتكاثرهم من خلال تكوين الأسرة، وبالتالي لقاء الرجل والمرأة من أجل تكوينها وتهيئة كل منهم للقيام بدوره، فالأم ستحمل الأطفال وترضعهم، وبالتالي لا بد من إعدادها بيولوجيًّا وجسميًّا لذلك؛ ولذلك كانت هذه التغيرات التي يميز الله بها المرأة ويكرمها لأداء دورها العظيم في الحياة.
وبالتالي فما يحدث من تغيرات يستوجب الفخر؛ لأنه مرتبط بمهمة الإنسان في خلافة الله في الأرض، ثم هو يهب للمرأة جمالاً وجاذبية يجب أن ترتبط برسالتها في الحياة؛ ولذا فإن الله شاء ألا يظهر هذا الجمال إلا للزوج؛ ولذا فإننا مطالبون بستره ليس لأنه أمر نخجل منه فنخفيه، بل هو تمييز للمرأة وتكريم لها "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين".
وهذا لا يعني أن تحرم المرأة أو الفتاة من أي نشاط تؤديه، فهو رمز لالتزامها وإيمانها، ولكنها تمارس كل أنشطتها الإنسانية في إطار عبوديتها لله ورغبتها في إرضائه.. من أجل هذا الأمر العظيم الذي خلقها من أجله، ويسير الحديث بهدوء ويثور عدد من التساؤلات، ولماذا تحيض المرأة دون الرجل؟.. ولماذا تحمل المرأة دون الرجل؟.. ولماذا لا يلبس الرجال الحجاب؟.. ولماذا؟ ولماذا؟... والإجابات تكون هادئة ومقنعة.
إن الله قد خلق كل جنس لمهمة وليس هناك مهمة أهم من مهمة المرأة. فالكرسي والمكتب كل له دور، الكرسي للجلوس والمكتب للكتابة، وليس معنى هذا أن المكتب أهم من الكرسي أو العكس.. هكذا الرجل والمرأة خلقهما الله لأدوار مختلفة، والحجاب أيضًا ليس فيه تقليل من شأن المرأة، فهو شعار المرأة المسلمة ورمزها وهو لا يمنعها من أن تقوم بكل مهامها، وإنه إعلان عن التزام المرأة، ولكنه لا يغني عن الالتزام الحقيقي والأخلاق الصحيحة؛ لأن العاصم الحقيقي هو الأخلاق والأدب، والحجاب يعتبر إعلانًا لوجودهما، ولكنه لا يغني عنهما.(102/44)
فلو وجد الحجاب بدون التزام أخلاقي فلن يغني عن صاحبته شيئًا، فهو جزء من كل كبير وعظيم.. هو هذا الإسلام بغاياته العظيمة؛ ولذا يوضع في مكانه دون أن يتحول إلى غاية في ذاته، فالدين المعاملة، "وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ودخلت امرأة النار في هرة (قطة) حبستها، ودخلت مومس الجنة في كلب سقته.
والتي تقيم الليل وتؤذي جيرانها هي في النار، ومن لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه.. هذه التوجيهات النبوية الشاملة هي التي تزن الأمور وتضعها في نصابها الصحيح ليصبح الحجاب جزءاً من منظومة كلية، وليس هو كلاًّ؛ لأنه التزام بالشكل الخارجي، دون أن ننظر إلى تبعات هذا الأمر الإلهي الجليل.
إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم -الذي حدد طريقة تدريجية للتعامل مع الأطفال في أمر الصلاة تقوم على التشجيع لعدة سنوات حتى يعتادوها، ثم يكون الحساب عليها مع قرب المراهقة- شاهد أسماء بنت أبي بكر في أثوابها الرقاق فلفت الأمر انتباهه ووجهها التوجه الهادئ الكريم دون زجر ودون قسر: يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فلا يصح أن يظهر منها إلا هذا وهذا، وأشار لوجهه وكفيه. أي أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وقد يكون غيرها من الفتيات المسلمات في مثل سنها وظروفها وقد نزلت آية الحجاب ظللن يلبسن ثيابهن العادية حتى جاء توجيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الرقيق الهادئ الذي يدخل إلى القلب والنفس والذي هو في الحقيقة تتويج لتربية تلقتها أسماء بحيث يصبح أمر النبي صلى الله عليه وسلم لها شيئًا نافذًا.
إن بناتنا الصغار دون فرض للحجاب عليهن وهن أطفال يحتاج الأمر منا إلى تهيئة هادئة وحوار لا يشعرهن بأن الحجاب قد جاء لسلب حريتهن، أو أنه فرض قسري لا فكاك منه.. لقد عالج الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر بهدوء؛ بتوجيه بسيط مبني على تربية متكاملة، فكان طبيعيا أن تكون الاستجابة فورية، ولم يعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم تأخر أسماء عن الاستجابة لآية الحجاب كارثة تستدعي الثبور وويلات الأمور، بل أعطى لها توجيهًا خاصًّا يعلمنا كيف نتعامل مع بناتنا دون صدمة أو صدام.
وإذا لم نكن قد أعددنا بناتنا مسبقًا لاستقبال المراهقة، فيجب ألا ننفي الأمر ولا نتعجله ولا نختصره أو نجسده في الحجاب فقط، بل لابد من أن نعطي الأمر وقته بهدوء وتدرج ونفتح الحوار؛ لأن الله قد دعانا للحوار مع الكفار وإلى دعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فما بالنا ونحن نعامل بناتنا فلذات أكبادنا.
وإن من الحكمة ألا نقسرهن على الحجاب وأن نتحاور معهن بهدوء.. حتى لا يصبح الدين عندهن رمزًا للقهر أو المنع أو الحرمان، وهو في الحقيقة غير ذلك، بل وهن يسمعن منا حكمة البلوغ وربطها بغاية خلق الإنسان سيشعرن بعظمة هذا الدين وتكريمه لهن وعندها سيصبح الحجاب رمزًا للكرامة والاعتزاز بالهوية، وستلبسه البنت وهي تعلم أنه رمز لحريتها وليس لقهرها.
أيها الآباء والأمهات.. اتقوا الله في بناتكم.. أعطوا الإعداد حقه فهذه هي الحكمة ليرضى الله عنا.
ولا يفهم مما سبق أنها دعوة للتقليل من أهمية الحجاب، فكيف نقلل من شأن فرض افترضه الله تعالى على بنات حواء بعد البلوغ، وإنما نقصد أن نهيئ بناتنا لهذا الأمر، وأن نوجد لهن المناخ الذي يساعدهن على تنفيذ أمر الله بالحب لا بالجبر والإكراه.
وبناء على ما سبق فإنك -بالنسبة للتعامل مع أختك في حالتها النفسية وانعزالها- يجب أن تراجعي ما كان ينبغي عليكم القيام به مع هذه الفتاة، فأعلنوا لها أنه ليس لدينا مانع الآن أن تتخلي عن حجابك في سبيل أن يكون ذلك في إطار رؤية متكاملة لقضية المراهقة.. بمعنى أن نجلس إليها ونخبرها أن المسألة ليست مسألة حجاب، ولكن مسألة معنى المراهقة ككل فنشرح لها مفهوم المراهقة وعلاقته بدور الإنسان في الحياة وبالرسالة التي خلقه الله من أجلها، والتكريم الذي يحمله سن المراهقة بالنسبة للفتاة.
وفي هذا السياق يأخذ الحجاب وضعه الطبيعي في نظرتها لشمول الإسلام وفي نظرتها لسن المراهقة، ويصبح الأمر مفتوحًا للحوار والتفاهم دون توتر أو قلق، بمعنى أن نعطي لأنفسنا الفرصة لتعويض ما فاتنا من إعداد لهذه الفتاة لاستقبال المراهقة، وأن نعطيها الفرصة هي أيضًا لأن تستقبل مرحلة المراهقة بطريقة سوية يكون الحجاب جزءاً منها وليس هو قضيتها الأساسية.
ــــــــــــــ(102/45)
ابنتي وهاتف منتصف الليل ... العنوان
لقد صحوت على ابنتي16 سنة وهي تتحدث مع شاب بالموبايل بعد منتصف الليل، فوجئت جدًّا ووبختها على ذلك، فتأسفت وبكت، وقالت: إن صديقتها ألحت عليها بأن الشاب أراد محادثتها.
لقد فعلت الشيء ذاته قبل شهور ووبخناها أنا ووالدها وأبدت الندم، أنا قريبة من بناتي، وأعاملهن كصديقة في أغلب الأحيان؛ لذلك صدمت جدًّا ولم أخبر والدها.. أخاف عليه وأخاف من عقابه لها؛ لأنه مؤكد سيصدم مثلي..
أخبروني ماذا أفعل؟ هي تبكي وتبدي ندمها، وأنا أقول لها أنا خائفة أن أصدقك مثل المرة السابقة فتفعلي الشيء ذاته مرة أخرى. ما تفسير تصرفها هذا؟ هل حب استطلاع أم نزوة؟ أنا حائرة.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/أسماء جبر أبو سيف ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت ناردين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكرًا لك على ثقتك بالموقع أولاً، وحرصك على معالجة مشكلة ابنتك التي يبدو أنها تعيش في جو مستقر وحياة مريحة ولا تعاني من مشكلات أخرى.
فيما يتعلق بمشكلة ابنتك، فهي ربما تحدث في أي بيت، ولكن بمستويات مختلفة وتكون الدوافع وراء هذا السلوك كالآتي:
أولاً: من مظاهر المراهقة البارزة في هذه السن تلك الأحاسيس المتفجرة تجاه الجنس الآخر والرغبة القوية والانجذاب الواضح لتجربة هذا الشعور، وتجتاح الرغبة الفتاة أو الشاب بالتجربة المبدئية ومحاولة التعرف على هذا الإحساس الجديد من خلال -مثلاً- كتابة الرسائل حتى لو كانت وهمية أو التحدث إلى شبان بالهاتف، وأعتقد أنه يجب أن نطرح هذا الأمر أمام فتياتنا لإفهامهن أنه لا يجب تجاوز هذا الحد إذا ما حصل، وأنه ليس الطريقة الصحيحة للتعبير عن أحاسيسنا تجاه الجنس الآخر، وأن علينا تأجيل رغباتنا حتى يحين موعدها في إطار الخطبة و الزواج.
ثانيًا:تلجأ الفتاة التي تعيش في جو أسري محافظ جدًّا إلى هذه الأساليب، وأعني الجو الذي يخلو من الحب والعاطفة الواضحة بين الوالدين بداية وبين الوالدين وأولادهما من جهة أخرى.
فقد وجد أن العائلة المفعمة بالعاطفة والحب بين أفرادها تكون مرحلة المراهقة لأبنائها أكثر استقرارًا.
وتزداد ثقة المراهقين بأنفسهم بتوفير عاطفة الحب بحيث يتشبع المراهق بهذه العاطفة، ولا يبحث عنها خارج أسوار المنزل.
ثالثًا:تفكر البنات في سن السادسة عشرة كثيرًا في أمور الزواج والأسرة، وليس بالضرورة أن يكون الدافع وراء ذلك كله نزوة ورغبة بقدر ما هو محاولة جادة للثقة بالنفس وتفهم الحياة مبكرًا، وهنا يبرز دور الوالدين في توعية الفتيات بهذه الحقائق، وكيفية التعامل معها، وتوضيح فكرة الزواج وتشكيل الأسرة والانجذاب.
والمهم هنا.. أن يوفر الوالدان جوًّا للحوار، وتلقين الخبرات في البيت لمثل هذه المواضيع، ومن المهم دمج الفتاة في الحياة الاجتماعية، وعدم عزلها عن لقاءات واجتماعات الراشدين بحجة أنها من غير المعنيين.
فلا ننتظر حتى يأخذ أولادنا خبراتهم في الحياة من خارج البيت، ويجب تحصينهم مبكرًا بالصحيح وبالثقة بالنفس.
وهنا أيضًا يجب عدم الاكتفاء بدور الوالدة أو الأم، وأعتقد أن الوالد الجيد هو الذي يعرف كيف يكون صديقًا جيدًا لابنته في مثل هذا العمر، بشرط أن يكون متفهمًا ومستمعًا جيدًا.
وإليك بعض المقترحات لحل المشكلة:
1- عدم ترك المغريات بين يدي الأبناء بحجة الثقة بهم كالإنترنت والتليفون الخلوي والتلفاز، وليكن توفيرها بإشرافك.
2- اقتراب والدها منها وصحبته لها.
3- رفع التقدير الذاتي وثقتها بنفسها مثل الشعور بالإنجاز.
4- لا تجعليها تشك في نفسها.
5- الانتباه لمحيط الصديقات والأقران
ــــــــــــــ(102/46)
تقييم اختصاصي النطق ...أول العلاج ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ابني الثاني عمره الآن سنة و11 شهرًا، وهو حتى الآن لم يتكلم، مع العلم أن سمعه طبيعي، حيث أجري له اختبار سمع وكان طبيعيًّا، إلا أنني ألاحظ أنه لا ينتبه إليّ عندما أتكلم معه أو أقرأ له قصة، فهو إما أن يلتفت يمينًا أو يسارًا ويحاول أن يقوم، ولكن عندما أغني له أغنية يحبها أو أصدر أصوات يحبها ينظر إليّ بانتباه ويضحك، وهو حتى الآن لا يشير إلى ماما، بابا، عين، أنف أو باب، مع أنني أحاول أن أعلمه دائمًا إلا أنه لا يتجاوب معي.
وهو لا يحب اللعب كثيرًا بالألعاب فهو إما يحب مشاهدة التلفزيون أو المشي ذهابًا وإيابًا، وهو أيضًا يحب اللعب معي كثيرًا، مثل أن أغني له أو يقفز على ظهري أو أحمله أو أضمه ويتفاعل معي كثيرًا، وأحيانًا يلعب مع أخيه (5 سنوات) بالجري والقفز وليس بالألعاب، وهو لا يلعب مع أطفال آخرين.
ابني منذ فترة كان يقول بعض الكلمات مثل هم - لا - بيبي، ولكن الآن لا ينطق بها، وعندما يريد شيئًا فهو يأخذ بيدي ويسحبني إلى مكان هذا الشيء مثل الماء أو الفيديو عندما يريد مشاهدة شريطه الفيديو.
أود أن أشير إلى أن حرارة ابني ارتفعت إلى درجة عالية عدة مرات، وهو يشخر عند النوم وطبيب الأذن والحنجرة أخبرني أن لحميته متوسطة ولا يحتاج إلى إزالتها، إلا أن نومه قليل بالليل وينام دائمًا متأخرًا، ويستيقظ كثيرًا في الليل وأكله قليل. لقد أخذناه إلى طبيب نفسي وأخبرني أن ابني لديه تأخر في النطق وتأخر في فهم الكلام ونصحني بالصبر.
أرجو منكم نصحي هل كلام الطبيب صحيح أم أن مشكلة ابني أكبر من ذلك؟ وإن كان كلام الطبيب صحيحًا فكيف أتعامل مع طفلي حتى أساعده على النطق وأزيد من انتباهه؟ أرجو الرد على رسالتي فأنا فعلاً قلقة جدًّا على ابني، وآسفة على الإطالة.
... السؤال
أمراض التخاطب ... الموضوع
أ/سناء جميل أبو نبعة ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك الله لك في ابنك إن شاء الله.
أختي الفاضلة أم يوسف، أعتقد أن قلقك في محله وأنصحك وبشدة مراجعة اختصاصي نطق ولغة لعمل تقييم لقدرات الطفل التواصلية من لغة استقبالية وتعبيرية وقدرة على فهم الكلام اللفظي.
طبعًا لا أستطيع أن أشخص الحالة من معلومات مهما كانت دقيقة، فلا بد أن يراه الاختصاصي، وأعتقد أن لديكم في الإمارات اختصاصيين في معظم مناطق البلاد يمكنك الاستعانة بهم.
أختي الفاضلة، الاختصاصي سوف يكون إن شاء الله قادرًا على تحديد وجود مشكلة من عدمه، وأعتقد أنه سوف يعطيكم إرشادات للتعامل مع الطفل وتحفيزه ومتابعته بعد لك حسب الحاجة، لكن لا بد من مراقبة تطور الطفل بشكل دقيق، والعمل على تحفيز جميع المهارات لديه من تواصلية (نطق ولغة)، ومهارات معرفية وإدراكية وحركية دقيقة (اليدين) وكبيرة (القدمين) واستقلالية (العناية بالنفس) حسب جداول التطور الطبيعي، ويتم هذا بالتعاون معكم في المنزل لمتابعة برنامج التدريب.
نرجو منك بشكل خاص أن تتابعينا بما يحصل معك.
ــــــــــــــ(102/47)
حفظ الأطفال للقرآن في زمن العولمة ... العنوان
السلام عليكم، ما نسمعه عن حفظة القرآن من أبناء السلف والصحابة، ونرى كيف تراجع ذلك الأمر في عصرنا، والأسباب لذلك كثيرة، حيث إن بيئة مجتمعنا لا تساعد على ذلك، فلا يتوفر في المنزل البيئة القرآنية واهتمام الأهل بالقرآن، بينما نقدم للأطفال برامج التليفزيون والكمبيوتر وما إلى ذلك.
إن ما أود التركيز عليه الآن هو القدرة على الحفظ التي تراجعت كثيرًا في عصرنا، على حد قول أحد أساتذة السلف: "ذهب الحفظ من الناس"، أما الآن فإن الحفظ قد ازداد تدهورًا، فما أسباب ذلك؟ وكيف نعالج ذلك الأمر؟ وكيف نعيد تلك القدرة على الحفظ إلى أطفالنا؛ ليساعد ذلك على حفظهم للقرآن الكريم بسهولة؟ وجزاكم الله كل خير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
أبناؤنا والإيمان ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... تقول الأستاذة هبة صابر من فريق الاستشارات التربوية :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. سيدي الفاضل وأهلاً ومرحبًا بك على صفحتك معًا نربي أبناءنا.
الأخ الكريم.. شكرًا لك على اهتمامك بهذه النقاط الهامة التي طرحتها في سؤالك، ولكنها نقاط عامة سنحاول الإجابة عليها من خلال تقسيمها إلى محاور محددة:
أولاً: طرق حفظ القرآن الكريم:
الحرص على تعليم الأطفال القرآن الكريم وحفظه، هي غاية نبيلة وهدف سام ندعو الله سبحانه وتعالى أن ننال شرف الوصول إليه جميعًا، ودائمًا ما تكون البداية ناجحة فحداثة الأمر وكثرة التشجيع وقلة الكم المطلوب حفظه في البداية عوامل نجاح في البداية، ومع مرور الوقت تبدأ المسألة تفقد الكثير من البريق؛ بسبب الاعتياد وفتور التشجيع وتراكم الكم المطلوب حفظه مما قد يشعر الطفل بأن القرآن الكريم مادة صعبة تحتوي على الكثير من المفردات اللغوية غير المفهومة والمتشابهة، وقد حاولنا معالجة هذه النقطة من خلال طرح لخطوات وأساليب حفظ القرآن الكريم والتي يمكنك التعرف عليها من خلال الروابط التالية:
التشجيع أولى خطوات حفظ القرآن الكريم
الترغيب في حفظ القرآن الكريم
المنهج السليم لتحفيظ القرآن الكريم
أطفالنا خلف لحفظة السلف
قوّموا ألسنة أطفالكم بحفظ جزء "عم"
القدوة والمشاركة سلم المعالي
ثانيًا: البيئة القرآنية المحفزة:
فتوفير هذه البيئة لأطفالنا هدف نتمنى جميعًا تحقيقه فهو مشروع رابح لكسب الأجر والثواب وارتفاع الدرجات عند الله، فتربية الأولاد بهذه النية مشروع لا احتمال للخسارة فيه، وقد طرحنا عددًا من الاستشارات التي تناولت هذه النقطة والتي يمكنك الاطلاع عليها من خلال النقر على الروابط التالية:
فنون تدريس القرآن.. دعوة للبحث
مدارس تحفيظ القرآن: الواقع.. الدور.. وكنز الأمَّة
برنامج لتحفيظ القرآن: تكنولوجيّ.. وغير تقليديّ
تبادل الخبرات.. دعوة معلم
"برنامج لتحفيظ القرآن": من التنظير إلى الواقع.. مشاركة
القرآن ومعانيه المجردة.. متى؟ وكيف؟
تعليم تجويد القرآن لغير العربيات.. صعوبات وحلول
أطفالنا خلف لحفظة السلف
القراءة بداية الحفظ الجيد
ثالثًا: التعامل مع مساوئ التكنولوجيا:
في عصرنا اليوم أصبحنا محاصرين من كل جانب بكل ما هو تكنولوجي (تليفزيون - ألعاب - الفيديو جيم - والكمبيوتر)، وأصبحت هذه التكنولوجيا غير المرشدة تلتهم أوقات أطفالنا وقدراتهم، وهذا يعني أننا أمام نقطة هامة وهي كيفية حماية أطفالنا من هذا الغزو التكنولوجي، وما هي الضوابط التي يجب وضعها؟ وكيفية الاستفادة الإيجابية من هذه التكنولوجيا؟ وقد حاولنا الإجابة على هذه التساؤلات من خلال الموضوعات التالية:
هل مضى زمن الطفل الفصيح؟
التلفزيون وبناء الضمير
معركة مع التلفاز..!
حياة أطفالنا بدون تليفزيون.. كيف تكون؟
التلفزيون جليس سوء للأطفال في سني العمر الأولى
قواعد لضبط مشاهدة التليفزيون
سورة يوسف وتعلم الإنترنت.. هل من علاقة؟!
ــــــــــــــ(102/48)
ثرثرة طفلك.. تواصل.. نمو.. تعاطف ... العنوان
السادة المحترمون.. أثابكم الله عنا خيرًا وجزاكم خير الجزاء.. أرسلت لكم قبل فترة أشكو ثرثرة ابنتي، وطلبتم مني مزيدًا من الإيضاح بعد أن أشرتم عليّ مشكورين بقراءة بعض المقالات، والحق أقول إنها أفادتني لحد كبير، فقد تولى والدها جانب كتابة القصص التي ترويها مما جعلها تركز أكثر ولا تتحدث بإسهاب، وأنا صرت أقضي وقتًا أطول في الحديث معها مما علمها الإنصات، ولكن ليس لحد كبير إلا أني لا أتعجل النتائج، ما دعاني للكتابة اليوم أمور لم أوضحها جيدًا في رسالتي السابقة، فقد قرأت في المقالات أن الطفل الذكي قادر على إنشاء علاقات مع الكبار.
أريد أن أعرف من المقصود بالكبار هل هم أطفال يكبرونه في السن أم البالغون، وما مدى هذه العلاقات أو ما حدها الطبيعي، فابنتي لا تنسجم مع أقرانها وتسعد جدًّا باللعب مع طفل ذي عشر سنوات مثلاً، والغريب أنهم يرتبطون بها جدًّا ولا يرفضوها كونها صغيرة، أما أصدقائي وأصدقاء والدها فيصل بهم الأمر حد الاتصال بالهاتف للسؤال عنها.
هذا الأمر لا يريحني فأنا من جهة أفضل أن يكون الكبار في عالم الطفل هما والديه، ومن جهة أخرى لا يخلو الأمر من إحراج فهي لا تتوانى عن تنبيههم لما يقعون فيه من أخطاء، فهي لا تقبل أن يخطئ شخص كبير كأن يتحدث وفمه مليء بالطعام وتنبهه على الفور، وإن أخطأ الكبار فماذا نفعل نحن الصغار هذا على حد قولها، كما أنها لا تقبل انشغالنا بالحديث مع الضيوف في أشياء لا تفهمها وتحاول جذب انتباههم إليها غير مكتفية بمداعبتهم إياها فور وصولهم، فهي ليست كأي طفل يسلم ويذهب مما يضطرني لزجرها. إنها ذكية ومحبوبة مما يجعلني أخشى أن يشوه العنف قدراتها فأتجنبه؛ لذا أفيدوني أين الخطأ، وأين الصواب، وأعتذر عن الإطالة، وشكرًا.
... السؤال
إفشاء الأسرار والثرثرة ... الموضوع
أ/نيفين عبدالله صلاح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شكرًا جزيلاً على تحيتك الطيبة وجزاك الله كل الخير.. وبارك لك في لجين وأختها.. وألهمك صوابًا.. اللهم آمين.
يمكنني أن أقسم استشارتك إلى نقاط يمكننا مناقشتها معًا بإذن الله:
الأولى - ثرثرة طفلتك وعدم إنصاتها بشكل كاف: وكنت أود لو ذكرت ما علامات عدم إنصات طفلتك؛ وهل تعني بها الاستماع لما تقولين أم طاعة ما تقولين وتنفيذ ما تقولينه من تعليمات؟ أم الأمر يندرج تحت تجاهل الرد عليك في حالة أن تناديها مثلاً؟ التفاصيل هامة لأن لكل مقام مقال. كما كنت أود منك ومن كل زوار صفحتنا أن تذكروا ما الذي جربته مما ذكرنا في هذه المسألة على صفحتنا؛ حتى نتمكن من البناء على تجربتكم.
الثانية - علاقات الطفل مع الكبار (أصحاب أكبر سنًّا منها؛ أو أصدقاء الوالد والوالدة) وكيف تنظم هذه العلاقة، وكيف تستفيد منها لجين أقصى استفادة ممكنة. وهذا يسلمنا لمناقشة مفهوم ذكرته في طيات رسالتك هو للحق يحتاج استفسار من قبلي ومراجعة من قبلك.
هذا المفهوم هو نص ما ذكرت: "رغبتك في أن يكون الكبار في عالم الطفل هما والديه".
وهنا أدعوك لأن تقفي فتراجعي فكرتك: هل كل تواصل مع الكبار خطأ؟
أليس في تواصل طفلي مع الكبار من الفوائد الكثيرة ما يجعلني أتمسك به، وأقومه، وإن بدت لي بعض العيوب المؤقتة: كتوجيه طفلتي لهم، وحرجي من هذا الموقف، أو كمقاطعة طفلتي لجلساتنا.
وأيهم أدعى في هذا المقام: هل منع طفلتي من التواصل مع الكبار أم تعليمها كيفية الأمر بالمعروف بالحكمة والموعظة الحسنة مع أنها ما زالت في الخامسة من عمرها فقط؟!!
الحسن والحسين رضي الله عنهما لهما في ذلك قصة نقتدي بها، حيث شاهدا رجلاً كبيرًا لا يحسن الوضوء فأرادا أن يلفتا نظره لخطئه فتصنعا عدم معرفة للوضوء الصحيح وتسابقهما.. وسألا الرجل الكبير أن يحكم بينهما ليقول أيهم أصوب وضوءاً.. وفهم الرجل ما قصده الطفلان الصغيران دون حرج.. ولم ينههما الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك. بل انظري كيف تعاملا مع موقف كهذا.. ألا يجدر بنا أن نعلم أطفالنا كما علّم الرسول عليه الصلاة والسلام أحفاده نصرة الحق؛ والأمر بالمعروف بالحكمة.
المهم الطريقة التي نأمر بها والتي حددت لنا: "الحكمة والموعظة الحسنة". ولكن لا ينبغي أبدًا أن نمتنع عن تعليم أطفالنا مثل هذه الدعوة لنرسخ لديهم أن الكبار لا يخطئون: من قال إن الصواب أن يعلم الطفل أن الكبار لا يخطئون؟!!
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء...". إذن الأصوب أن نعلمهم أن كل ابن آدم خطاء؛ ونعلمهم دورهم في الحكمة والموعظة الحسنة؛ وأن نعلمهم أن يعملوا عقولهم في الوصول لطرق ووسائل لإيصال رسالة الحق، وإن كانت في لحظتنا الراهنة "مجرد الأكل بصوت عالٍ من قبل هؤلاء الكبار".
أختي..
أولى بنا أن نعوّد أطفالنا من خلال كل موقف الجرأة في الحق؛ (ولا أعني أبدًا سوء الأدب أو التطاول على الكبار). فأطفالنا يعيشون في عالم يخطئ الكبار من حولهم في كثير من الأحوال؛ ماذا يحدث إذا ما علمناهم أن الكبار لا يخطئون؟!!
• الكبير قدوة.. إذن سيقلده الصغار إذا لم يتعلم أن يزن الأمر ويدرك الصواب والخطأ بعيد عن شخص فاعله.
• لن يتعلم الطفل الأمر بالمعروف إذا لم يعمل عقله من الصغر في ذلك؛ وإن لم يدرب عليه.
• سيعتاد الصغير أن ينظر للخطأ ويتركه ويمضي في طريقه. ألا ترين أن هذه السلبية غير مرغوبة في تعليم أطفالنا؟!
دعيني أذكر لك بعض مزايا تفاعل أطفالنا مع الكبار:
- تنمية المهارات الاجتماعية لدى طفلتك.
- تنمية الجرأة والشجاعة لديها.
- التعرف على أنماط مختلفة من البشر والخبرات؛ لا يتيحه الاكتفاء بالوالدين؛ مما يوسع الأفق ويساهم في ثراء الخبرات.
- من المفيد أن يتعلم الطفل من مصادر متعددة. فهذا يثري ويضيف لخبرات الطفل؛ ولا خوف ما دام هؤلاء الكبار ثقة بدليل أنهم أصدقاء.
- اعتياد التواصل مع الغير تحت سمعك وبصرك أولاً؛ مما يساهم في توجيهها ومناقشتها وتدريبها على طرق التواصل السليمة وآدابه؛ إذن تجربة التواصل تحت سمعك وبصرك فيها من الفائدة ما لا يدرك إذا ما تمت التفاعلات بعيدًا عنك؛ وهذا حتمًا لا بد أن يحدث إلا إذا ربينا أطفالنا في محاضن خاصة.
- رؤية الطفل لنفس قيم الأهل في أشخاص آخرين يثبت هذه القيم ويرسخها. وهذا غالبًا ما يتم عن طريق التواصل مع الأصدقاء والأقارب الذين يتقاربون مع الأهل في قيمهم ورؤاهم.
والآن في موازنة بين المزايا والعيوب وإن لم تذكري منها إلا: المقاطعة لكم؛ والتوجيه المحرج للكبار.. كيف ترين الأمر؟
ترتبط هذه الرغبة في التواصل والثرثرة بنمو الطفل اللغوي؛ حيث زادت لديه المفردات وأصبح في حاجة لاستعمالها وإظهار هذا التطور الذي يشعره بفخر. كذلك يتطور الجانب المعرفي أيضًا لدى الطفل في هذه السن مما يجعله على دراية أكبر وفهم أكبر لما يدور حوله.. كيف له بعد هذا النمو أن نطلب منه عدم الاندماج وعدم التدخل في أحاديثنا؟!!
هذا إضافة لنموه العاطفي والاجتماعي أيضًا والذي يتطلب منه إتاحة كل الفرص الممكنة للتواصل الآمن مع الكبار والصغار. في مواقف، وموضوعات، وبيئات مختلفة.
فاستثمري ما لدى طفلتك؛ وزيديها بكل ما يسهم في رفع مستواها اللغوي، الوجداني، المعرفي. أرجو منك مطالعة الموضوعات الخاصة بتنمية الذكاء لدى الأطفال.
النقطة التالية التي أود أن أحدثك عنها هي تعليم أطفالنا مهارات الإنصات:
إذا ما عززنا ويسرنا مهارات الاستماع (الإنصات) لدى أطفالنا؛ فإننا في الحقيقة نعلمهم كيف ينتبه لاحتياجات ومشاعر الآخرين.
مهارات الاستماع الجيدة هي أساس للتعامل السليم مع الآخرين، فبينما يصبح الطفل أكثر اجتماعية في مرحلة ما قبل المدرسة؛ فإنه يحتاج لأن ينتبه لاحتياجات ومشاعر الآخرين.
إن مهارة الاستماع تتضمن إظهار وإخبار الآخر أنك تفهمه وتفهم ما الذي يريده؛ وماذا يشعر. وكلما كبر الأطفال يمكنهم تعلم الاستماع لمشاعر وأفكار، آراء، رغبات، آمال الشخص الآخر. ويتم هذا بالتدريب. فالطفل لا يولد بمهاراته الاجتماعية والوجدانية وإنما يتعلمها.
والاستماع لا يعني دومًا التسليم بما يستمع إليه من آراء. ولا يعني أيضًا قدرتك أو تعهدك بتلبية رغبة أو طموح الطرف الثاني (المتحدث). ولكن فقط يعني أنك تظهر أنك تفهمه، تقدر، تتقبل مشاعره. على سبيل المثال: يمكن أن يقول أحد الوالدين: "أعلم أنك متضايق جدًّا من أن وقت الرجوع للمنزل قد حان. أعلم أنك مستمتع جدًّا بالمكوث مع جدتك وأصحابك، ومن الصعب أن تقول لهم: "إلى اللقاء". هل تحب أن تسير معك جدتك إلى السيارة حتى تودعك؟".. تفهم وتقبل مشاعر الطرف الآخر في غاية الأهمية. الطفل الذي لا يشعر بتفهم وقبول الوالدين لمشاعره وآرائه.. ويصعب عليه الاستماع والتفهم والتعاطف والقبول من الآخرين يتصرف بعناد شديد وعنف وعدوانية..
علينا أن نبذل جهدًا لنعلم أطفالنا التعبير عن مشاعرهم؛ والاستماع لمشاعر الآخرين، ولكن الخطوة الأولى دومًا من قبل الوالدين: الطفل الذي يعتاد الاستماع لأحاديثه بأهمية يأخذ دوره بسهولة في الاستماع للآخرين وتفهمهم والتعاطف معهم. ولكن إذا ما كان الوالدان لا يستمعان له باحترام وتفهم لمشاعره، فعلينا أن نتأكد أنه لن يكون لديه الرغبة في أن يستمع ويتفهم مشاعر غيره.
لعبة: يمكنكم جميعًا أن تلعبوا هذه اللعبة لتساعد أفراد الأسرة على الانتباه، وتذكر مشاعر ورغبات واحتياجات الآخرين.
اجمعوا معًا بعض المواد مثل اللعب الصغيرة، كروت، إكسسوارات، أطعمة. يأخذ كل عضو من الأسرة شيئين على الأقل، ثم اتبعوا الآتي:
1 - اجلسوا على مائدة مستديرة مع وضع كل الأشياء في المنتصف بينكم.
2 - الوالد يقرر من الذي سيلعب أولاً؛ ثم يتبعه الأيمن.
3 - اللاعب الأول ينظر للأشياء ويقول: "الشيء المفضل لي هو ________ (ويسمي الشيء)؛ لأن ____________ (يعطي سببًا). مثلاً الشيء المفضل لي هو السلسلة الروز؛ لأن الروز لوني المفضل.
4 - أكمل الدائرة حتى يختار كل فرد ويقول لماذا اختار هذا الشيء.
5 - اللاعب الأول الآن له دور ثان. هذه المرة سنختار عضوًا آخر من الأسرة، ويستعيد ما الذي قاله الآخر الذي بدأ: مثلاً: الشيء المفضل لدى بابا هو الزبادي؛ لأنه يحب طعمه جدًّا.
6 - استمر إلى أن يذكر كل فرد ما الشيء المفضل لدى عضو آخر.
7 - كرر اللعبة.
الهدف من هذه اللعبة أن يتعلم كل فرد تمييز رغبات الشخص الآخر. ووضع هذه الأفضلية في الاعتبار حين التعامل مع بعضنا البعض.
ماذا نستفيد من معرفة أن رؤى تحب الطماطم جدًّا؟
- يمكنني أن أستفيد من الحصول على ثواب خلق الإيثار حين أعطيها الطماطم.
- يمكنني أن أحصل على ثواب إدخال البهجة على قلبها بإعطائها الطماطم.
- يمكنني أن أمنحها الطماطم كمكافأة.
- يمكنني أن أرسم لها بادج يميزها وقت اللعب. تصبح فريق الطماطم.
ماذا نستفيد جميعًا من معرفة ما نحب:
- إمكانية إسعاد بعضنا البعض. والحصول على الثواب بإدخال البهجة والسعادة.
وهكذا اغتنمي كل فرصة للحوار مع طفلتك والاستماع إليها بتعاطف وتقدير واحترام. وهي بدورها ستفعل ذلك مع دوام التدريب على تناوب الأدوار بين مستمع ومتحدث.
أرجو أن تداومي على التواصل معنا. وإخبارنا بما جربت وما وجدته فعالاً مما ذكرنا.
والله المستعان.
ــــــــــــــ(102/49)
التشجيع والتحفيز لعلاج التبول اللاإرادي ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لديّ مشاكل تربوية مع ابني الكبير الذي يبلغ من العمر 10 سنوات. أرجو أن تكون للخبراء النفسيين أريحية في قراءة هذه الأسطر التي ربما تكون طويلة، وأرجو أن أجد عندهم البرنامج والعلاج العملي لعلاج ابني.
ومشكلتي مع ابني هي التبول الليلي رغم محاولاتي الكثيرة في علاجه، ولكن دون جدوى، ولديّ ثلاث بنات أصغر منه، ولكنهن ليس لديهن هذه المشكلة مطلقًا، وكلما تقدم ولدي في العمر ازدادت هذه المشكلة وأضيف إليها مشاكل أخرى أعظم وأدهى من التبول الليلي مثل التبول النهاري، حيث لا يذهب إلى الحمام إلا بعد نزول جزء من البول في ملابسه، بل إنه حتى البراز لا بد أن يلوث ملابسه بجزء ربما يكون كبيرًا أحيانًا. وعندما نراه يعمل بعض الحركات التي تنم عن حاجته للذهاب إلى الحمام نطلب منه الذهاب إلى دورة المياه لقضاء حاجته، لكنه يرفض ويصرّ أنه غير محتاج للحمام.
والمشكلة الأخرى أنه يتبول في دورة المياه على الجدار وهو واقف، وعند مساءلته عن السبب يُصرّ ويحلف على أنه لم يفعل ذلك رغم تأكدي من كذبه؛ وهو ما يثيرني كثيرًا وربما أتعامل معه بقسوة أحيانًا حسب طبيعة الموقف.
أما خطوات العلاج التي قمت بها لتخليصه من هذه الأمور فقد عرضته على طبيب اختصاصي مسالك، وقام بعمل تحليل بول جاءت نتيجته سليمة، ثم أوصاني الطبيب بعدة أمور وهي منعه من السوائل في الليل... إلخ.
وفعلاً نفذت تعليمات الطبيب، ولكن استمر في التبول، بل إنه في فترات يزداد في التبول كثيرًا، ثم وصف لنا الطبيب حبوبًا يأخذ حبة واحدة قبل النوم لمدة شهر، ولكنه استمر في التبول الليلي حتى مع الحبوب.
وقبل الزيارة الثانية للطبيب بدأت معه برنامجا علاجيا نفسيا فعلاً نجحت إلى حد كبير جدًّا من الحد في التبول الليلي، وأخبرت الطبيب بما فعلت فأوصاني بالاستمرار مع الحبوب، ولكنني حقيقة لا أناوله الحبوب إلا في الليالي التي يشرب في كميات كبيرة من السوائل، والآن ما يقارب الشهرين لم يتبول في فراشه إلا ثلاث مرات فقط وبكميات قليلة جدًّا لا تتجاوز قطرات.
ولكن ازداد تبوله في النهار وتلويث ملابسه بالبراز عن السابق بكثير، فوضحت له أن هذا العمل لا يليق به، وعللت له قبح هذا العمل بعدة تعليلات كثيرة، حاولت في هذه التعليلات ألا أمس شخصيته، ودائمًا أنتقد العمل الذي قام به ولا أنتقده، ولكن أيضًا استمر على التبول والبراز في ملابسه في النهار.
وقررت عمل مسابقة بين أفراد الأسرة لمدة أسبوع في النظافة والفائز يحصل على الضعف من تذاكر ألعاب مدينة المرح التي يحبها أبنائي، وفعلاً كان هناك حماس شديد من الجميع وخاصة هو، وخلال هذا الأسبوع لم يلوث ملابسه مطلقًا بالبراز، ولكنه استمر على نزول قطرات من البول في ملابسه في بعض الأيام وبعد انتهاء المسابقة شجعتهم جميعًا وعاملتهم على أنهم جميعًا فائزون.
وبعد المسابقة بعدة أيام كرر التبول والتبرز في ملابسه، وكأن شيئًا لم يحصل، وفي كل مرة أوجهه وأنصحه ولكن... مع العلم أنه متفوق في دراسته، وهو الثاني على مدرسته، ومؤدب خارج البيت والجميع يشيد به، ولكن فقط مشكلته في قضاء حاجته. ماذا أعمل معه؟ ما الحل لأخلصه من مشكلة قد يراها البعض أنها هينة؟
... السؤال
التبول اللاإرادي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً بك معنا على صفحتك معا نربي أبناءنا.
بارك الله لك في ابنك الغالي، وأعانك على تربية أبنائك بإذن الله.
بالطبع تصبح هكذا مشكلة التبول الليلي قد انتهت؛ لأن ثلاث مرات خلال شهرين لا تعبر عن مشكلة تبول لاإرادي والتبول النهاري أو إن صح التعبير (التكاسل عن التبول والتبرز) حتى تبدأ العملية فعليًّا.
وقد عرفت من خلال تجربتك مع ابنك أن طريقة علاجه هي الحفز والتشجيع والذي نجح تمامًا في التخلص منها خلال أسبوع النظافة... فلماذا الإصرار على أسبوع فقط، ولماذا لم يمتد الأسبوع إلى أسبوع آخر ثم ثالث ورابع، وفي كل مرة تزيد الجائزة ويزداد الحافز ليمتد الأمر لعدة شهور (حد أدنى ثلاثة أشهر وربما يصل لستة أشهر)... بعدها سيكون هذا السلوك السلبي قد نسيه الطفل تمامًا واعتاد السلوك الإيجابي، فمن المعروف أن اكتساب سلوك جديد إيجابي يحتاج إلى وقت وصبر، لقد عرفت الطريق الصحيح ولكنك استعجلت.. وتوقفت بعد أسبوع واحد للنظافة.
ويمكنك ببساطة أن تعلن أنه بمناسبة النجاح الذي تم في الأسبوع الأول سيمتد أسبوعًا آخر، وهكذا... يمتد الأمر من أسبوع لآخر حتى يصل الأمر لثلاثة أشهر، بعدها يتحول الأمر لعادة ولا مانع أيضًا عندها من التشجيع العام كل مدة من الاستمرار في التوقف عن هذه العادة السيئة، وهو ما نؤكده في النهاية أن ما يحدث بالنهار محض عادة سيئة يتم التعامل معها كسلوك سيئ يتم التخلص منه بالحفز والتشجيع مع إعطاء المدة الكافية وهو ما ثبت بنجاح معك.
ــــــــــــــ(102/50)
أخاف علي بناتي من التحرش ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم، فريق معًا نربي أبناءنا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اعذروني على الإطالة وعدم الترتيب، ولكن أحس أنكم أهل للثقة وأخذ الرأي السديد العلمي؛ فجزاكم الله كل خير.
لي بنتان؛ الأولى عندها سنتان ونصف، والصغرى 6 أشهر، نحن نسكن في مدينة أخرى بعيدًا عن أهلنا، ولكننا نراهم كلما أردنا في نهاية الأسبوع، قد يكون ذلك كل أسبوع أو كل أسبوعين وأحيانًا كل شهر، ولكن ذلك نادر.
أحيانًا أمكث مع البنتين عند أهلي أسبوعًا حتى يعود والدهما لأخذنا ويتكرر ذلك، فالسفر مع الأطفال متعب. النقطة التي تعنيني هي ابنتي الكبرى، فمنذ كان عمرها حوالي أشهر تنقلنا بها وسافرنا أكثر من مرة، وعندما استقررنا هنا بدأ حملي بالثانية، وحاولت أن أضعها في حضانة لمدة ساعة لتلعب مع الأطفال فرفضت إلا إذا بقيت معها، لا يوجد أطفال أقارب مقربون لنا فهي الحفيد الأول لعائلتينا والآن نحن أصلاً بعيدون.
بدأت أدعو بنات وأبناء الجيران للعب معها عندنا، وبعد ولادة أختها ذهبنا أكثر من مرة معهم للمنتزهات، ومرتان كانت الصغيرة تبكي بشدة عند العودة فتركتها عند الجارة وصعدت للبيت لأتولى أمر الصغيرة وعدت لأخذها بعد نصف ساعة، المشكلة من فترة هي دعوتهم لها للعب عندهم في البيت، وأنا أخاف من مشكلة التحرش الجنسي فهي تحب اللعب مع الصبيان لأنهم كبار 6، 10، 12 سنة، وهم يتكلمون ويلعبون على الكمبيوتر ومهاراتهم الحركية ممتازة، أما البنتان 3، 5 فالصغرى لا تتكلم كلمات مفهومة والأخرى تلعب وحدها بالدمى واللعب الأخرى عندما يكون هناك بنات أكبر يلعبنها ويتحدثن معها فهي تلعب معهن.
ابنتي جميع من رآها يقول إنها ذكية وتفوق سنها، فهي تتكلم بوضوح بجمل طويلة مترابطة، ومن فترة قصيرة تنسج قصصًا قصيرة وهي القصص التي أرويها لها، ولكن معظم القصص فيها أنها ذهبت وحيدة أو ضاعت ولم تجد أمها، وذلك للقصة التي رويتها لها عن القطة التي تركت يد أمها في السوق وضاعت وأصبحت تبكي حتى وجدتها أمها.
من فترة تقول إنها أختها الصغرى وتبدأ تقول أنا ليس لي أسنان لا آكل لا أمشي احملوني، وهكذا... وأحيانًا تتقمص شخصيتي أو والدها أو غير ذلك وتضع لي دورها أو غير ذلك... وعندما نكون عند أهلي لفترة أسبوع أو أهل والدها تصبح عصبية ويصبح صوتها عاليا وتبكي بكاء عصبيًّا دون سبب معقول، وعندما نعود لبيتنا تتحدث عن الجميع وتفتقدهم وعندما تحادثهم بالهاتف تقول سآتي عندكم.
أحيانًا يقوم والدها، أو أختي، أو جدتها بالتغيير لها وتنظيفها، وطلبت من جدها ومن عمها أن يقوما بذلك، طبعًا هناك نصائح وتحذيرات شتى من أنني يجب ألا أتركها تغيب عن نظري أبدًا حتى تصبح في سن المدرسة وتعي...
ما الصحيح؟ إنني لا أثق أن الأخريات يبقين مع الأطفال، وأخاف أن ينشغلن عنهم لفترة طويلة وأخاف من الكبار والصغار، فأخشى أن يقوموا باستكشاف جسميهما عن فضول طفولي أو غير ذلك فنحن في عصر الإعلام الماجن الإباحي المتاح والمفروض على الجميع...
هي طبعا ككل الأطفال تمسك أحيانًا موضع العورة وأنا لا أنهرها، ولكني أقول لها إن هذه نونو وجراثيم، وأننا جميعًا نغسل أيدينا إذا أمسكنا هذا المكان.
ما الصواب؟ وهي نفسها أحيانًا تريد أن تلعب عند الجيران (أحيانًا تبكي وتعود بعد 20 دقيقة ومرة بقيت أكثر) إنني ما سمحت سوى مرتين أو ثلاث، غير ذلك فهي معي طوال الوقت. أحاول أن آخذها للعب كل يوم تقريبًا خارج البيت، ولكن الظروف هي ما يحكمنا، أحس أنها تمل في البيت، فبالطبع لي أشغالي في البيت زائد أنني أتعصب عليها وأضج كثيرًا وأتثاقل؛ فأنا أيضًا أريد وقتًا لي ولكنهما يريدان أن أهتم بهما كل الوقت وأحملهما.
والكبرى تشعر بالغيرة والإهمال مع أنني ألعب معها وأحكي لها القصص، ولكن أحس أنها تغار من لفتاتي لأختها بالابتسام وحملي لها، فهي أيضًا تنتزع اهتمامي وانشغالي بها هي تحبها وأتركهما ليلعبا فيعلو ضحكهما، ولكن أحس أن كل شيء يشعرها بالغيرة.
المشكلة الرئيسية التي تنغص عليّ وقتي هي هل أسمح لها بالذهاب عند الجارة أم لا؟ هل أسألها هل أمسك جسمك أحد أم أنها صغيرة؟ هل من الصواب أن أتركها عندما تكبر أكثر تبيت عند بيت جدها أو عمها أو خالتها أم أن ذلك خطأ مطلق؟
أحيانًا يقوم والدها باحتضاني أو تقبيلي من الخد أمامها، وأحيانًا يحد بيننا النقاش ويتوتر الجو على نقاط معينة لا يكون هناك صوت عالٍ، ولكن نبرة عصبية غاضبة وتكشير ونزاع لدرجة أنها تقول ما لك يا أمي، وبالطبع نخبرها أننا نتحدث.
ملحوظة: هي للآن تنام بيني وبين والدها.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدتي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما فهمنا من رسالتك هو خوفك من التحرش ببنتيك الصغيرتين هذا الخوف الذي أورث لديك القلق من تركهما عند الأقارب أو الجيران أو ترك الأولاد أو حتى الرجال الكبار يلاعبونهما؛ خوفًا من أن يكون وراء هذا اللعب نوع من التحرش، وبالتالي التساؤل حول وصفهما المستمر تحت عينيك.
وفي البداية نود أن نؤكد على أن منهج الوسطية والاعتدال في تناول الأمور منهج مطلوب بصورة عامة، وفي المسائل التربوية بصورة خاصة؛ لأننا نكون بصدد ظواهر تتفاعل فيها عوامل كثيرة متشابكة ومتداخلة؛ ولذا يحتاج الأمر إلى منهج الوسط حتى لا ننحرف إلى تفريط أو إفراط بدون أي داعٍ يفاقم المشاكل ويزيدها، وبالتالي فإننا مطالبون برعاية أطفالنا كل الرعاية وتوفير كل الحماية لهم.
ولكن هذا لا يعني أن نصيغ الأمر بطريقة (يجب ألا أتركها تغيب عن ناظري حتى سن المدرسة)، ماذا لو احتجت أن تتحركي إلى أي مصلحة كذهاب لطبيب مثلاً، ولا يصلح أن تكون ابنتك أو حتى ابنتاك الصغيرتان معك؟ الطبيعي في هذه الحالة أن تتركيهما عند إحدى الجارات أو أحد الأقارب، وبالطبع لن تكون أي جارة ولن تكون أي قريبة، فلا بد في تقييمك أن الأمانة ستكون أحد أهم الاعتبارات بكل ما تعنيه هذه الكلمة من رعاية وأمان ومنع للأذى أي أذى وليس التحرش الجنسي فقط، فهل عندها نقول لا، لا تذهبي إلى مصلحتك لأنك لا تضمنين أي أحد وربما حدث.. وربما حدث...
نعم نحن نطلب رعاية أطفالنا والحرص عليهم ووضع مسألة التحرش في الاعتبار ولكن بصورة صحية، بصورة وسطية معتدلة؛ لأن إذا تعدى الأمر ذلك فنكون بصدد قلق مرضي أو حتى وسواس قهري تسيطر فيه فكرة على الشخص فتفسد حياته.
أما بخصوص رد فعلك عندما تضع ابنتك يدها عند العورة فهو رد فعل صحيح، حيث وجهت نظرها إلى خطأ الأمر كسلوك سيئ مضر تحتاج إلى غسل أيدينا بعده، ولم يكن رد فعلك عنيفًا باعتباره سلوكًا جنسيًّا خطرًا.. هذا هو الاعتدال الذي نقصده والذي نضيف إليه في هذا الموقف كمثال... أن الأمر لو كان متباعدًا، أي أنها تضع يدها على عورتها كل أسبوع مثلاً مرة بصورة عادية فإن الأمر حتى لا يحتاج التنبيه ويمرر كلمسها، وهكذا في تعاملنا مع باقي جزئيات الأمر.
فلا يوجد ما يسمى الخطأ المطلق، ولكن يوجد ما يسمى دراسة الموقف بحالته مع وضع اعتبار الحماية والأمن، ولكن دون الوصول لحالة القلق المرضي، ونرجو أن تعودي إلى ملف التحرش على صفحتنا وتقرئيه بعين محايدة هادئة؛ لتعرفي كيف توجهين بناتك، وكيف تسألينهما، ولكن دون أن تكون النتيجة هي الرعب والخوف ونحن معًا.
ــــــــــــــ(102/51)
تأتأة وتبول لا إرادي.. ما الحل؟ ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأستاذ عمرو أبو خليل المحترم جدا، أكتب لك هذه الاستشارة وأنا كلي أمل أن يكون حل مشكلة ابنتي الصغيرة ريم 6 سنوات على يديك.
يا سيدي العزيز ريم هي ابنتي البكر التي تبلغ من العمر 6 سنوات، ومهما تحدثت لك عن مدى ذكائها الذي لا يخفى فلن أستطيع أن أوفيها حقها، هي ذكية جدا لماحة جدا بمنتهى الروعة والذكاء والشفافية، ولكن للأسف مع كل هذه الصفات
الرائعة إلا أنها تعاني من مشكلة جعلت حياتي أنا جحيما.. إنها تعاني من مشكلتي التأتأة والتبول اللاإرادي.
أولا وقبل الخوض في تفاصيل مشكلة ريم اسمح لي يا أستاذي أن أقدم لك نبذة مختصرة عن حياتنا الأسرية التي ربما ساهمت في تفاقم مشكلة ريم، يا سيدي أنا تزوجت منذ 7 سنوات وكانت حياتي مستقرة جدا في السنوات الخمس الأولى، إلى أن بدأت المشاكل فجأة بيني وبين زوجي بدون مبرر وبدون سبب واضح، على الأقل بالنسبة لي. وهذه المشاكل كانت تصل إلى حد ضربي أمام أولادي.. بالمناسبة أنا أم لطفلين، فريم لها أخ يبلغ من العمر 3 سنوات ونصفا.
المهم أن إهانتي من زوجي كانت أمام أبنائي، وكانت ريم تخاف وتبكي وتصرخ ماما ماما، وترى بأم عينها تطاول والدها علي وشتمه وسبه وضربه وصراخه.
اضطررت في إحدى المرات أن أترك بيتي وأذهب لبيت والدي لمدة شهرين كان الأولاد وقتها معي، وأصبح هناك تحسن في حالة ريم، وبعد عودتي عادت لها التأتأة، وبعد ذلك تركت المنزل مرة أخرى لمدة 5 أيام وبدون أولادي وعدت مرة أخرى. ومنذ هذه الفترة حتى شهرين بعدها كانت مشاكلنا مستمرة أمام طفلي.. ومشكلة ريم تزداد يوما بعد يوم، المهم أنا وزوجي تجاوزنا هذه المرحلة الحرجة من المشاكل بعد أن استأجرنا بيتا منفصلا عن العائلة.
ونحن نعيش في حالة استقرار منذ حوالي 6 أشهر، ولكن مع ذلك لم تتحسن حالة ريم التي هي كالتالي: أنا آسفة على الإطالة في الموضوع، ولكن شرحي من أجل المساعدة بالحل إن شاء الله.
المهم فيما يتعلق بمشكلة ريم أنها تعاني من تأتأة مستمرة مع القيام ببعض الحركات اللاإرادية كإغلاق العينين أثناء الكلام، وأن تضع إصبعها على رأسها بطريقة توحي بأنها مضغوطة نفسيا حتى تستطيع أن تفسر ما تريد التحدث به.
يا أخي مشكلة ريم لم تبدأ هكذا، وبدايتها عندما كانت ريم في الثالثة والنصف من عمرها، عندما كانت تقلد ابنة عمها، فعندما تحاول أن تتكلم مثلا أو تطلب "ساندوتش" تقول: ماما أريد سسسسسسس ساندوتش، حاولت ألا ألتفت لها واعتبرت أنها مرحلة مؤقتة وستنتهي، ولكن كانت خلال السنتين اللاحقتين إما تختفي وإما تعود. وما دمرني الآن هو ازدياد الحالة سوءا عند ريم، فهي الآن تحتاج تقريبا لمدة 5 دقائق حتى تستطيع أن توصل لي جملة مفيدة لدرجة أنني أشعر بملل هائل.
أنا أنتظر منها أن تتكلم، ولكن لا ألفت انتباهها وأحاول أن أساعدها فأكمل الجملة عنها أو أوضح لها أنني أفهم ما تريد قوله. ولكن أريد حلا لها، خصوصا أن أخاها الأصغر بدأ يقلدها، وأنا أخشى أن تزداد عنده المشكلة كما حصل مع ريم، فهي بدأت التأتأة في مثل سنه الحالية، وإضافة إلى ذلك فريم حتى الآن تتبول بالليل لاإراديا.
وأعتقد أن المشكلتين مرتبطتان مع بعضهما البعض، وما أخشاه أن تكبر ابنتي وتكبر المشكلة معها، وهي بنت وستدخل المدرسة، وقد بدأت تدرك مشكلتها وتقول لي: "ماما البنات بالروضة يضحكون علي لأني لا أعرف أن أتكلم صح".
بالمناسبة ريم بدأت الكلام وهي بعامها الأول ولم تخطئ بأي حرف فنطقت الراء كما هي وليس لاما، ونطقت السين كما هي ولم تنطقها ثاء أو شينا، فالنطق عندها صحيح جدا منذ الصغر، ولكن لا أدري كيف يمكن أن أساعدها.
أرجوك ساعدني في حل مشكلة ابنتي، وبين لي طرق العلاج الصحيحة لريم، خصوصا أنني سيدة عاملة وأترك ولدي بالحضانة لمدة 8 ساعات.
شكرا جدا.. وأرجو المساعدة السريعة.
... السؤال
التبول اللاإرادي ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... إن الأطفال لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بطريقة صريحة؛ ولذلك تظهر مشاكلهم النفسية في غالب الأحيان في صور غير مباشرة.
وتمثل التأتأة والتبول اللاإرادي أكثر هذه الصور شيوعا.. ويتصور البعض ببساطة أنه بمجرد انتهاء أو اختفاء سبب ظهور الأعراض فإن هذه التأتأة أو التبول ينتهي، والحقيقة أن الأمر أعقد من ذلك، خاصة أن مرحلة الطفولة هي مرحلة النمو الأساسية في حياة الإنسان، وأي اكتساب لسلوك أو صفة يمكن أن يؤثر على مسار نمو هذا الطفل؛ ولذا فإنه بجانب تحسين الأوضاع النفسية التي أدت إلى ظهور المشكلة وعودة الشعور بالأمان والحب إلى نفس الطفل والتي كان افتقادها سببا في ظهور الأعراض، فإن الأمر يحتاج إلى علاج نفسي وسلوكي لإصلاح ما تم إفساده.
أما بالنسبة للتأتأة فلا بد من العرض على اختصاصي تخاطب وعمل جلسات علاجية لتحسين التخاطب وتدريب الطفل على العودة للحديث بصورة طبيعية، حيث توجد تدريبات خاصة لما تصفيه في خطابك من عجز الطفلة على إخراج الكلمة أو تكملة الجملة، مع الإدراك التام أن التحسن والشفاء مرتبط تماما باستمرار الحالة النفسية المستقرة بين الأبوين، وبالتالي للطفلة، بمعنى أن أي اضطراب في العلاقة بين الأبوين سيكون له انعكاساته السلبية على تحسن الطفلة في جلسات التخاطب العلاجية التي ربما تصبح بلا جدوى.
وهكذا أيضا بالنسبة للتبول اللاإرادي، حيث يحتاج الأمر لأن تبدئي معها برنامجا سلوكيا لمدة شهرين متتاليين على الأقل بدون أي انقطاع تحرص على عدم شربها لأي مياه أو سوائل أو عصائر أو مشروبات قبل النوم بساعتين على الأقل، والحرص والإصرار على دخولها الحمام للتبول قبل النوم مباشرة مهما أعلنت عن عدم إحساسها بالرغبة في التبول، ثم إيقاظها بعد النوم بساعتين لدخول الحمام مرة أخرى، وربما نحتاج لذلك أيضا عند العجز، ثم عمل جدول حفز وثواب بأيام الأسبوع تصنع فيه الطفلة عددا تصاعديا من النجوم لنفسها عندما تستيقظ جافة، فاليوم الأول تضع نجمة واحدة (إستكر) واليوم الثاني نجمتان، وهكذا حتى نصل إلى سبعة نجوم في اليوم السابع، وعندها تمنح الطفلة مكافأة كبيرة مقابل هذه النجوم السبعة، حيث تحول كل نجمة إلى شيء تحبه قد يكون مقابلا نقديا صغيرا أو حلوى تحبها.
ويكون العقاب هو مجرد أنها لا تمنح النجمة يوم أن تصحو مبللة، ويبدأ العد من جديد في اليوم التالي دون إهانة أو نهر لها، مع التأكيد على الاستمرار والصبر على هذا البرنامج لمدة شهرين.
ويفضل أن يتم التعامل مع المشكلتين بالتدريج، بمعنى ألا تعالج مشكلة التأتأة والتبول اللاإرادي في نفس الوقت حتى لا يمثل ذلك عبئا نفسيا على الطفلة، حيث يكون عليها تحمل واجبات جلسات التخاطب وعبء نظام الامتناع عن التبول، فنبدأ بإحداهما ولتكن التبول، ثم نبدأ في علاج الأخرى والهدوء وسالة الحب هي السياسة الحاكمة في كل الأحوال.
وتابعينا بأخبارك.
صرخة مراهقة ...أريد صديقات ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، "هيا" فتاة عمرها 13 عامًا وهي متفوقة في دراستها، وقد انتقلت لظروف الانتفاضة إلى مدينة أخرى أكثر انفتاحًا، وقد عانت هيا في السنة الأولى من هذا لعدم قدرتها على التأقلم مع المجتمع الجديد، وكنت ألاحظ عليها أنها مكتئبة وتريد أن يتحدث معها أحد، حيث إن أمها قليلة الحديث جدًّا، وأسمعها تردد أريد العودة إلى المدينة التي عشت بها (حيث إن لها بنات عم هناك من جيلها)، وحيث إنه من الصعب العودة حاليًا قلت لها بأنه لا بد من تكوين صداقات لك من المدرسة، وبالفعل كونت صداقات مع بعض الزميلات لها في المدرسة.
وفي السنة الثانية من الانتقال بدأت أشعر أنها أحبت العيش هنا، ولكن لا تزال غير متأقلمة تمامًا، حيث تقول لي إنني لا أريد العودة إلى المدينة الأولى، حيث شعرت أنني كنت أعيش في كهف مغلق أو في قبر من العادات والتقاليد التي تربيت عليها والتي لا أساس لها، حيث يمنع على الفتاة عمل أي شي (ممنوع الخروج لزيارة الصديقات وغيره الكثير).
ولكنني هنا أشعر بأنني إنسانة تعيش حياتها، ولكن لا تزال بعض العقبات في طريقي وإنني أريد أن أصبح كصديقاتي، حيث إنهن يقمن ببعض الأنشطة التي أتمنى أن أقوم بها، مثل الذهاب للتسوق معًا أو للسباحة أو حتى أن ألبس كما يلبسن أو غير ذلك من الأنشطة، فقلت لها أن تحاول محادثة أمها في الموضوع وإبداء رأيها؛ فقالت لي إن أمها تتفهم الفرق بين المدينة التي عاشت بها وهذه المدينة، ولكنها لا تستطيع السماح لها بالقيام بالأنشطة التي تقوم بها صديقاتها، وهذا ما يشعرها بالنقص وعدم التكافؤ بينها وبين صديقاتها، حاولت أن أخفف عنها هذا الشعور، ولكن تسألني دائمًا ماذا أفعل وأريد حلاًّ لمشكلتي.
أنا زوجة عمها (وقريبة جدًّا منها وهي تعتبرني صديقتها) أشعر أنها تشعر بالوحدة حيث لا أخوات ولا قريبات لها في مكان سكنها الحالي غيري وهذا ما قرب بيني وبينها؛ لذلك لجأت لكم لعلمي أنكم خير معين لمشاكل الشباب، أرجو أن تدلوني على الطريقة المثلى لاحتواء هيا وشعورها، حيث إنها تعاني دائمًا من عدم وجود أحد لديها للتحدث إليه، ولأنني لا أستطيع رؤيتها يوميًّا أشعر بشعورها، حيث كما قلت سابقًا أمها قليلة الحديث، وهذا ما تشتكي منه أيضًا، وقد حاولت أن تفهم والدتها ذلك، ولكن والدتها تقول لها أنا هيك طبعي؛ ما يشعرها بالممل في البيت.
آسفة للإطالة، وأرجو أن تردوا على رسالتي هذه، ولكم جزيل الشكر والعرفان، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/أسماء جبر أبو سيف ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت نهال حفظك الله تعالى، أقدر لك جدًّا اهتمامك بقريبتك وغيرتك على مصلحتها ووضعها ورغبتك الصادقة في مساعدتها.
أود في البداية تذكيرك أن هيا في سن المراهقة، ومن الطبيعي أن تشعر بالحاجة إلى الاهتمام والتقدير والحديث والصداقة، وفي العادة الفتيات أكثر حساسية من الذكور.
أعني بشأن انتقالها من مدينة إلى أخرى وأثر ذلك عليها؛ لأنها فقدت الأصدقاء.. أصدقاء الطفولة وذكريات الطفولة، وهذه أمور تعز كثيرًا على المراهق، وهو يحتفظ بأصغر الذكريات لديه عن طفولته، وهي افتقدت كل ذلك فجأة ومرة واحدة، وشعورها أنها تريد أن تبدأ من الصفر أثر عليها كثيرًا.
ولا ننكر يا أخت نهال أننا نحن الكبار نتأثر من فكرة أن نبدأ من الصفر في مكان جديد، ونتعب من فكرة الغربة وتفاصيلها، فكيف بالمراهقة حيث تكون أصلاً في حالة نفسية حساسة وتحتاج للدعم العاطفي والنفسي في بيئتها المعتادة، فكيف في بيئتها الجديدة الغريبة حتى لو كانت في نفس البلد لكن اختلفت عليها المدينة والناس.
وكون والدتها أيضًا لا تحسن صداقتها والحديث معها فهذه عقبة كبيرة تؤثر عليها، فهي ليس لديها على الأقل أخوات يقمن بالدور أو حتى لو كان الوالد صديقًا في اعتقادي يمكنه القيام بالدور على أكمل وجه، فحاولي مع والدها على الأقل.
إن مشكلة هذه السن أنها معرضة للانحراف؛ لذا فإن الرعاية يجب أن تزيد للمراهق، والانتباه يجب أن يكون أكثر دقة في هذه المرحلة؛ لذلك سيكون تصرفًا حكيمًا بإذن الله أن تحافظي على صداقتك معها، وإليك مقترحاتي:
1- لا تقطعي صلتك ولا تباعدي بين لقاءاتك معها، والحقيقة أنه بإمكانك أن تكوني الراشد الصديق لها، ولو رأيتها مرة أو مرتين في الأسبوع واستمعت لكل همومها ومشاكلها وحتى طموحاتها وأحلامها فسيكون رائعًا حتى لو مجرد الاستماع للآخر أحيانًا؛ لأن المراهق يعتقد أن مشكلته أنه لا يجد من يستمع إليه...
وكل فكرة تطرحها منافية للتقاليد الصحيحة ناقشيها فيها، ودعيها أثناء النقاش أن تكتشف الصحيح بنفسها وتقبلي مشاعرها وضعفها، ومهما ذكرت لك من أفكار مستنكرة أو مرفوضة فتعاملي معها بمنتهى الحكمة والتقبل، وتفهمي دوافعها وضعفها ووجهيها من هذا المنطلق، وأعيديها تدريجيًّا إلى مرجعية ثابتة، فالمراهق يحب أن تكون له مرجعية دينية متفهمة ويحب الارتباط بالله تعالى، ولكن على طريقته؛ لأن حجم العواطف لديه قوي جدًّا ولا يتم استيعاب كل عواطفه عادة ممن حوله؛ لذلك نلاحظ رغبة المراهق بالانضمام إلى الجماعات أو الدروس الدينية.. اربطيها بالله ورسوله دون ضغط أو إكراه، بل صوّري لها دومًا أن الله تعالى ونبيه الكريم هما مصدر الراحة والحب والأمان.
2- ساعديها على إنشاء صداقات مع ذوي الخلق الحسن والتفوق الدراسي؛ لأن جماعة الأصدقاء مهمة جدًّا للمراهق، فهي توفر له الدعم النفسي ويتعلم مع مجموعة الأصدقاء التعاطي الاجتماعي والعاطفي في صور لا توفرها الأسرة في العادة، ويجد المراهق نفسه وسط جماعة الأصدقاء ويمارس رأيه وحريته، وقد يتعلم الانضباط الاجتماعي والاهتمام بدروسه أكثر بعكس ما يعتقد الأهل أن الأصدقاء يفسدون المراهق.. هذا يعتمد على طبيعة الأصدقاء، وباعتقادي أنهم ضرورة حيوية للمراهق لا غنى عنها وهم سيحملون عنك بعض العبء تجاهها.
3- عززي ثقتها بنفسها وساعديها على استخراج قدراتها وإبداعاتها، وشجعيها على أن تتجرأ هي وتبدأ مع والدتها ووالدها، وأن تتقرب إليهما وتشاركهما السهر والطعام والخروج، ولا تنعزل عنهما في غرفتها، فهذا يزيدها بعدًا عنهما، وقولي لها إن لوالديها أيضًا ظروفهما وماضيهما وعليها أن تراعيها ولا تنظر إليهما على أنهما هما فقط المسؤولان عن دعمها، وهي أيضًا يجب أن توفر لهما بعض الصداقة والاهتمام ولو بوردة تهديها لوالدتها، وأشعريها أنها كلما كانت أكثر مرحًا في البيت اقتربت أكثر من أسرتها.
4- شجعيها على ملء وقت فراغها بممارسة هوايات تحبها كالقراءة والرسم والرياضة، وغيرها...
5- افتحي معها مواضيع المراهقة الحساسة، فربما تكون هذه الأمور هي ما يقلقها كالدورة الشهرية والتغيرات الجسدية، وعرفيها أنها أمور عادية جدًّا خلقها الله فيها لتعيش حياة طبيعية كأنثى، وإن ذلك مدعاة لاطمئنانها وفخرها بأنوثتها وليس خوفها أو قلقها، وتعرفي على مخاوفها والخرافات التي قد تكون سمعتها من زميلاتها، وبما أن أمها لا تتحدث معها فهذا يعني أن هناك معلومات إما ناقصة أو خيالية عن متاعب هذه الفترة، وهذا دورك، وأتمنى لك التوفيق في هذا الدور أختي نهال.. أذكرك أن هيا لن تنسى مدى حياتها صديقة مراهقتها والصدر الحنون الذي ضمها واستمع إليها.
ــــــــــــــ(102/52)
غيرة طفلي تسأل.. أين مكاني في البيت؟ ... العنوان
طفلي أحمد عمره 8 سنوات ونصف ذكي ونشيط ومتفوق في المدرسة.. بدأت مشاكله في البيت بغيرته من أخيه الذي لم يكمل الرابعة بعد، فهو يحاول مضايقة أخيه في كل شيء ويضربه لأتفه الأسباب، وإذا ما أخطأ أخوه في حقه فإنه يرد بعنف شديد فيضرب أخاه بقوة، وقد يدفعه ويوقعه أرضًا رغم أنه مسالم مع أقرانه.
لي عدة ملاحظات على شخصيته فهو يميل إلى لعب دور الضحية، وإذا ما أصيب بشيء فإنه يبكي ويصرخ بشكل مبالغ فيه محاولاً استدرار عطف من حوله ولا يستجيب بسهولة إلى محاولاتنا لاسترضائه، وإذا ما استجاب في النهاية فكثيرًا ما يتعسف في طلباته.
كذلك فهو يميل إلى شراء كل ما يراه في الإعلانات وإذا رفضنا له طلبًا يبكي ويبدأ بالتذمر.. وهو أصلاً كثير التذمر والشكوى، بالإضافة لهذا فهو لا يطيع الأوامر ولا يلتزم بالآداب السلوكية المعتادة أثناء الطعام ونحوه (مثلاً يمد يده لتناول طبق فيقع طرف كمه فيما يليه من الطعام، كما ينثر الطعام أمامه وعلى ثيابه وتحت المائدة)، وقد جربت معه أن أضع له علامة بعد كل وجبة لا يخل فيها، ثم أعطيه هدية على كل عشر علامات، فالتزم في البداية ثم عاد إلى ما كان عليه.
كذلك فهو لا يحافظ على ممتلكاته الشخصية فقد يبكي في المحل لنشتري له لعبة معينة فإذا وصلنا البيت رأيتها مرمية هنا وهناك فإذا ما أخذها أخوه الصغير ضربه بعنف؛ لأنه أخذها دون إذن!!.
وقبل مدة كان يريد لعبة رآها في التلفاز فعرض عليه والده أن يحفظ سورة من القرآن ليشتريها له مكافأة فوافق، لكنه بعد بضعة أيام تخلى عن الفكرة زاعمًا أن تلك اللعبة لا تعجبه أصلاً!!.
أرجو مساعدتكم ونصحكم لي، ولكم جزيل الشكر.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/ منى أحمد البصيلي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... عندما قرأت أسئلتك وملاحظاتك على أحمد أدركت أنني أمام طفل يبحث عن الاهتمام ولفت الأنظار، ويبحث عن مكانة متميزة له في البيت، ويحاول أن يصرخ فينا: أنا موجود.
وعندما حاولت أن أبحث عن السبب وضعت يدي على عدة نقاط ربما تفسر لنا هذا السلوك:
1. أحمد طفل ذكي ومتفوق في المدرسة، وفي نفس الوقت هو هادئ ومسالم مع أقرانه في المدرسة، أي أنه في المدرسة له مكانة مميزة باعتباره متفوقًا، فهو يحصل على الاحترام والتشجيع ويعيش في جو اجتماعي ناجح مع أقرانه وزملائه...، وهنا لا بد أن يلفت نظرنا هذا الجو الذي يعيشه أحمد في المدرسة، فهو طفل ذكي متميز ويحصل على التشجيع والاحترام وهذا هو ما يريده أحمد -وما يريده أي طفل- وعندما يحصل عليه يكون في حالة من الاستقرار والهدوء النفسي؛ ولذلك يتعامل بهدوء ولا يثير المشاكل، بل بالعكس ربما يحاول أن يتفادى الأخطاء ويكون مثاليًّا؛ لأنه يريد المحافظة على صورته ومكانته، ولأنه لا يقع تحت ضغط محاولة إثبات الذات أو البحث عن مكانة متميزة.. وواضح من رسالتك أنه لا شكوى منه في المدرسة.
2. والآن نأتي للبيت ونحاول أن نرى مكانة أحمد الذي اعتاد على التميز والتفوق والاحترام في المدرسة.. نجد أنه طفل ترتيبه الثاني بين أربعة أشقاء، أخته الأكبر منه فتاه أخذت هي المكانة المميزة الممنوحة للطفل الأول، خاصة أن البنات أقل إثارة للمشاكل من البنين، فهي لها مكانتها الخاصة في البيت ولا تلام وتنتقد بنفس المعدل مثله مع مراعاة الفرق بين سلوكيات وشقاوة ونشاط الولد عن البنت، ثم أخت أصغر منه ربما كان ارتباطها بأختها الكبرى أو بأخيها الصغير الأقرب منها سنًّا أكثر من ارتباطها بأحمد، كما أنها صغيرة تعامل معاملة الصغار.
ثم يأتي الأخ الأصغر والذي يغار منه أحمد ويثير كثيرًا من المشاكل معه.. أولاً لأنه من الطبيعي أن تنشأ غيرة عند أحمد منه، خاصة أن أحمد كان في الرابعة من عمره عند ميلاد أخيه فلا تحاسبيه الآن باعتباره عمر ثماني سنوات، ولكن انظري لبداية لقصة، ثم إنه ولد مثله ولا بد أنه مشاغب أيضًا وله أخطاؤه ومشاكله، ولكنه لا يحاسب عليها بنفس التشدد مثل أحمد؛ لأنه الصغير في نظركم، ولكنه الآن في نظر أحمد مسئول عن تصرفاته مثله تمامًا، ولا يرى مبررا للتفرقة في المعاملة ولا يقتنع بكلمتنا الخالدة "أنت الكبير"، فأين المكانة المميزة التي ينشدها أحمد وسط هذا الازدحام؟.
3. إن أحمد له أخطاؤه العادية مثل أي طفل سواء سلوكياته أثناء الطعام أو مشاغباته الطبيعية مع أخيه أثناء اللعب، ولكن من الواضح أن أحمد يلام عليها بصورة مبالغ فيها بالنسبة لسنه ومقارنة بإخوته، وهكذا نجد أن أحمد بدلاً من الحصول على المكانة المميزة كطفل وابن ممتاز ومحبوب، كما هو في المدرسة حصل على مكانة أخرى، وهي أكثر الأبناء إثارة للمشاكل والمشكو منه دائمًا، وهذا يضع أحمد تحت ضغط نفسي شديد يجعله أحيانًا يمارس دور الضحية لنيل عطفكم وحبكم الذي يريده ويحتاجه وأحيانًا أخرى يدفعه للعناد والتمرد.
والآن بعد أن حللنا الموقف: هل هناك من حل؟ وما هو؟
الحل هو ببساطة شديدة أن نعطي أحمد ما يريده ويبحث عنه.. الاحترام والتشجيع.. الثقة والإطراء.. مكانة مميزة يفتخر بها وصورة جيدة يحافظ عليها أمامنا.. مميزات كونه الولد الكبير وليس السلبيات والمسئوليات فقط.. كيف؟
• البحث عن نقاط تميز في شخصيته وسلوكياته وهواياته ونركز عليها ونطهرها ونرددها أمامه ونشجعه من أجلها.
• الكف تمامًا عن انتقاده بعنف أو أمام إخوته، ولكن نتفاهم معه على انفراد ونضع معه اتفاقات لمنع السلوكيات الخاطئة مع الحرص على ترديد عبارات المديح والثقة به.
• الأخذ في الاعتبار أنه صغير فليس هناك مبرر لمعاتبته على كل تصرف، ولكن لا بد من التغاضي عن بعض الأخطاء والإشارة لها من بعيد وبصورة نصيحة جماعية للأبناء كلهم .
• إعطاؤه سلطات ومكانة بين إخوته وإشعاره بالمسئولية باعتباره الولد الكبير.
• عدم التدخل تمامًا في المشاحنات بينه وبين أخيه فهذا لعب أطفال وعليهم أن يحلوا مشاكلهم معًا.
• رسم صورة جديدة لأحمد باعتباره ابنًا مطيعًا وممتازًا، ويستحق كل تقدير، وترديد ذلك أمام الجميع ومكافأته بوضوح على كل نجاح وسلوك جيد.
• تشجيعه باستمرار واستخدام كلمات الحب والثقة.
• حث إخوته على احترام كلام أخيهم الكبير.
• إنشاء علاقة خاصة من الصداقة والقرب بينه وبين والده فيخرج معه ويساعده ويلعب معه، ويكون بينهم مناقشات وأسرار وأعمال مشتركة.
وبعد فترة من هذا الأسلوب سيتغير أحمد تمامًا بإذن الله تعالى.
ــــــــــــــ(102/53)
قضم الأظافر.. مشكلة والحلول كثيرة ... العنوان
موقع إسلام أون لاين المتميز وحضرة المستشارين الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لديّ استشارة حول ابنتي الأولى وليس لديّ غيرها، وتبلغ من العمر عامين و4 أشهر، أتمنى أن أجد ما يجيب تساؤلي عندكم وأجد حلاًّ لمشكلتها.. وهي أن ابنتي منذ 3 أشهر تقريبًا أدمنت على عادة قضم الأظافر وأظافر جميع اليدين لدرجة أني أصبحت غير قادرة على تقليم أظافرها كل جمعة، كما كنت أفعل سابقًا لأنها باختصار لا يوجد لديها أظافر أقلمها لها فكلها قضمتها إلى بطنها. فلدي سؤالان وهما:
1 - لماذا أدمنت هذه العادة فقد قرأت سابقًا أن أغلب من يقضمون أظافرهم تكون لديهم حالة نفسية أو حالة قلق؟ فلماذا تشعر بالقلق أو الاضطراب وهي محبوبة من جميع أهلها وأنا ووالدها نحرص على إسعادها، ولا نكثر من خصامها إلا إذا أخطأت خطأ فادحًا، ويكون الخصام بأسلوب غير عنيف وبتوجيه، ولا نضربها ونأخذها إلى النزهة من فترة إلى فترة، لكنها دومًا طفشانة؛ لأني لا أسكن في مدينة أهلي كما أن أغلب أهل والدها الذين يسكنون في مدينتنا ليس لديهم أطفال في عمرها، علمًا أننا نسكن في فيلا في الدور الأعلى وجدتها تحتنا وهناك حوش يمكنها من اللعب به.
2 - هل هناك ضرر على صحتها بسبب أكلها لأظافرها؟ أتمنى أن تفيدوني فأنا قلقة على ابنتي، وجزاكن الله خيرًا.
... السؤال
قضم الأظافر ومص الأصابع ... الموضوع
فريق الاستشارات التربوية ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... تقول الدكتورة إيمان السيد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة، وشكرًا جزيلاً لثنائك اللطيف.. وفي البداية لا بد من الاعتذار منك على التأخر في الرد على سؤالك، ولعل هذا التأخر لا يتفق مع القلق البادي من سؤالك على ابنتك، ولكننا نأمل أن تقبلي هذا الاعتذار بأن تفي الإجابة بالرد على كل جزئية سألت عنها بما يدحض قلقك تمامًا إن شاء الله، ويحل الثقة مكانه.
لا شك أنك محقة في كون قضم الأظافر عادة تشي باضطراب أو قلق يعتمل داخل نفس الصغير أو الكبير على حد سواء، ولكن لا بد أن تعلمي أن كلمة (حالة نفسية) لا تعني مرضًا أو جنونًا أو مشكلة تقلق، والدليل كون الحالة النفسية أو المزاجية للمرء تتسبب في تعاطيه مع المواقف بشكل مختلف، وأقصد أنك لو تعانين قلقًا على أمر ما أو في انتظار أخبار معينة كنتيجة امتحان مثلاً أو نتيجة تحاليل طبية فإن تعاملك مع المواقف مختلف فيكون ما يضحك بالنسبة لك مملاًّ، ويكون ما يحزن مبكيًا لك إلى حد الأنين، وهكذا...، والعكس صحيح عند السعادة والمعنويات المرتفعة والحالة النفسية الجيدة التي تجعلك تتعاملين مع كل المواقف بسعادة وبساطة وتفاؤل.
وأخلص من هذا التوضيح أن عبارة (حالة نفسية) لا تمثل أي نوع من أنواع المرض، وإنما هي وصف ما يمر به المرء، ومن ثَم يؤثر في انفعالاته وتعامله مع المحيط به. ونعود لمسألة ابنتك فتشخيص سبب قضمها لأظافرها أمر يصعب عن بعد، فالتعرف على ما يعتمل في النفس الإنسانية أمر يحتاج لمرات من اللقاء مع الطفلة، والحديث معها، وتحليل كلامها، ودفعها للتعبير عما تشعر به بالرسم والأعمال الفنية أو غيره من الطرق غير المباشرة للوصول لي ما تشعر به من قلق أو اضطراب -هذا إن وجد-، ولكن هناك أسباب تشيع لقضم الأظافر منها محاولة التركيز أو الخجل أو الارتباك.. أو حتى مجرد التسلية، والعلاج في هذه الحالات هو منع الطفل ما أمكن عن مسألة قضم الأظافر حتى ينسى هذه العادة السيئة، بالامتناع عن ممارستها فترة ينسى فيها متعته به فيقلع عنها ويفقدها تدريجيًّا، وهذا المنع قد يكون بربط الأصابع بالشاش أو بدهانها بمواد مُرّة الطعم تباع بالصيدليات.
وهكذا فتتوقف الطفلة بعد فترة عن هذه العادة، فحين تستيقظ كل صباح تغسل وجهها وأسنانها ويديها وبعد فطورها وعند غسل يديها تدهن لها تلك المادة على أطراف أناملها من مكان القضم لتظل على أصابعها فلا تقضم أظافرها؛ لأنها لا تستسيغ طعمها في فمها وبالمواظبة ستشمئز من طعم أصابعها فتمتنع عن قضم الأظافر، وهكذا... والضرر في مسألة قضم الأظافر فيما يسبب من تشوه لشكل الأسنان والأظافر، فضلاً عما تحويه تلك الأظافر من جراثيم وميكروبات.
وعندما تبلغ الطفلة عمرًا يمكنها فيها فهم أن هذا الأمر يشوِّه جمال أصابعها ويؤثر على صحتها وجمالها يكون غالبًا هذا هو المدخل لعلاج تلك الحالة مع الطفلة بإيجاد الوازع داخلها والدافع واستنفاد إرادتها للتغلب على هذا السلوك، لكن وعلى كل حال ابنتك ستبلغ هذا العمر إن شاء الله وقد امتنعت تمامًا عن تلك العادة، فلا تقلقي.
أما مسألة كونها (طفشانة) فلا أفهم ما المقصود بها بالتحديد.. وما فهمته أنها تحب اللعب خارج المنزل في حوش الفيلا التي تقطنون بها أو عند جدتها مثلاً، وأرجو أن يكون فهمي صحيحًا.. وإن كان خاطئًا فلا بد لك من إعلامي بذلك.
وعلى اعتبار أن ما فهمته صحيح فلا مشكلة، فالطفل غالبًا في هذا العمر يمل من أسرته، أو بمعنى آخر يحب أن يرى ما وراء هذه الأسرة في العالم الكبير خارجها، وخصوصًا إن لم يكن له إخوة أو أحد يشاركه اللعب والمشاكسات والاستمتاع بالوقت فيمل والديه، بل أحيانًا يمل العناية به ويطمع في الاكتشاف والتنقيب عن الجديد، وخصوصًا إن كان والداه يشعرانه بخوفهما عليه؛ لذا فما أنصحك به أن تلتحق الطفلة بحضانة ذات مستوى متميز لتلعب وتضحك وتمرح مع أولاد من سنها ما دامت لا تجد تلك الأمنية في محيط العائلة ولا الأسرة.. وفي نفس الوقت تجد ما يملأ وقتها بما يسعدها من أنشطة وألعاب وغيره يجعل لها عالمًا مليئًا بالسعادة والمرح فتجد ما تحكي لكما عنه، ولكن لا يفوتك ملاحظتها والاطمئنان عليها باستمرار لحمايتها من أي خطر قد تتعرض له.
وإلى هنا ينتهي كلام الدكتورة إيمان السيد، وتكمل لك أ. دعاء ممدوح فتقول:
السلام عليك عزيزتي، وبعد.. فمن رأى ليس كمن سمع؛ لذا فأنا أعلم أنك قد تجدين مشقة في مسألة البحث عن حضانة باعتبار أن محيط المعارف ليس لديهم أبناء في سن ابنتك، وباعتبار أن مسألة الحضانات والأنشطة في المملكة ليست منتشرة بشكل قوي، لكنك حتمًا ستجدين بالبحث والسؤال ولو زميلاتك في العمل أو البحث على الإنترنت طالعي هذا الموقع كنموذج:
اسواق الرياض
كما أنه يمكنك أن تملئي حياة ابنتك داخل المنزل بالكثير من الأنشطة الممتعة واللطيفة جدًّا كلصق الخرز والتلوين بالرمل، وقد وجدت هذه المواد بوفرة في معظم المحال والمكتبات لديكم بالمملكة، فهناك نماذج كثيرة يمكنكما صنعها معًا، فضلاً عن المعتاد من الصلصال والمكعبات والتلوين وقص الورق والكارتون في أشكال الحروف أو الحيوانات، وهكذا... وعلى كل حال فتلك مرحلة هامة من حياة الطفلة لا بد أن تستثمر لتنمية قدراتها ومواهبها وشخصيتها، وأتمنى لك التوفيق في ذلك.
وأخيرًا..
أختم حديثي معك بعبارة شهيرة وهي (حاصر حصارك)، بمعنى آخر أنه لو تعذرت أمامك السبل لاتخاذ وسائل معينة لتحقيق هدف ما فلا تتقيدي بالوسيلة وتقيدي بالهدف.. فما لا يمكن تنفيذه بالحضانة يمكن تنفيذه بطرق أخرى المهم هو الوصول للهدف المراد.. فلا تدعي الأحوال المحيطة بك أو الظروف تفرض عليك وعلى ابنتك نمطًا من الحياة لا فكاك منه ولا متعة فيه ولا تنمية، بل حاصري أنت الظروف بابتكارات تحقق لك الهدف رغمًا عن الظروف.. وأنا في انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك ومتابعاتك.
ــــــــــــــ(102/54)
التبول في الفراش.. مشكلة أم نذير؟ ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابني يبلغ من العمر سبع سنوات ونصفًا وما زال يتبول على فراشه بالليل، ولا يشعر بالبلل إلا نادرًا ليغير ملابسه. ولا يهتم لهذا الأمر كثيرًا حتى بالحوافز التي نرغبه بها، وفي بعض الأحيان يتبول من الساعة الأولى من نومه حتى لو تبول قبل النوم مباشرة، وأنا أقوم بإدخاله الحمام 3 مرات بالليل وبذلك لا يتبول في الفراش.
وقد ذهبنا به للطبيب، وذكر أن نتائج فحص البول نظيفة، وكذلك لا توجد مشاكل في المثانة والكلى والحمد لله، وقد وصف له دواء (INCONTURINA).
وهناك بعض الملاحظات عنه:
1- ضعيف التركيز لا ينتبه للتوجيهات، وينسى كثيرًا المطلوب منه.
2- لا يرغب في الاعتماد على نفسه كثيرًا ولا يهتم للنظام.
3- حديثه قليل حتى لو كان يعرف الإجابة إذا سئل.
4- كثير الحركة وكثير الجلوس أمام التلفزيون.
5- رغم عدم التركيز الواضح عليه في دروسه في المدرسة وفي البيت فإنه متفوق جدًّا، ويأتي على قائمة زملائه في نتائج الامتحانات.
6- يلاحظ أنه بالنهار يتحكم في البول، ويذهب إلى الحمام بصورة طبيعية، وقد ينساه لفترة طويلة أثناء اللعب.
ختامًا نرجو إفادتنا في هذا الأمر، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
التبول اللاإرادي ... الموضوع
د/ إيمان السيد ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. عزيزتي السائلة بارك الله فيك وفي أسرتك.. وسأدخل في الموضوع مباشرة موضحة بعض النقاط التي تخص مسألة التبول الليلي:
أولاً: مسألة عدم الشرب قبيل النوم والتبول قبله مباشرة لإفراغ المثانة وإلى ما هنالك من تلك الإجراءات.. هي فقط إجراءات لمحاولة تفادي التبول في الفراش، ولكنها ليست في حد ذاتها سبلاً للعلاج، وبالتالي فتبول الطفل في فراشه رغم اتخاذ كل تلك الإجراءات أمر لا يقلق، والمقلق هو عدم استجابته للعلاج إن وجد، مما يستلزم فحصًا جديدًا وتشخيصًا مختلفًا لتحديد علاج آخر يستجيب له الطفل.
ثانيًا: فحص البول للتأكد من خلوه من السكر ومن الميكروبات ليس الإجراء الوحيد للتأكد من عدم وجود سبب عضوي للتبول في الفراش. فالتبول في الفراش ليس هو المشكلة، بل إنه نذير لمشكلة أو أكثر يعاني منها الطفل، ومن هذه المشكلات وجود تضاغط أو مشكلة في فقرات العمود الفقري، مما يقلل من قدرة الطفل على التحكم في عضلاته فيصعب عليه التحكم ليلاً، وأثناء النوم.
ثالثًا: إيقاظ الطفل ليتبول 3 مرات أثناء الليل لن يحل المشكلة هو فقط يمنع بلل الفراش، لكنه لا يعالج الطفل؛ لأنه ما زال لا ينتبه من تلقاء نفسه لحاجته للتبول، بل يحتاج لإيقاظك أنت ولو تركته لن يستيقظ، فانتباهه لحاجته للتبول يحتاج للعلاج، وقد يحتاج الطفل للعلاج الطبيعي لدى اختصاصي للعلاج الطبيعي أو لعقاقير ترفع استعداده للتنبه عند الحاجة لدخول الحمام.
وما أنصح به هو عرض الطفل على طبيب مسالك بولية بحيث تبدأ الرحلة من عنده فينصح بالخطوات التالية والمناسبة للتأكد من الحاجة الفعلية للطفل، وما يحتاجه من علاج دقيق ومناسب لحالته بحيث يساهم في تحسن حقيقي.
أما ملاحظاتك عن الطفل فلا أعتقد أن لها علاقة بمسألة التبول في الفراش اللهم إلا علاقة السبب والنتيجة، فقلة كلامه وعدم رغبته في الخلطة، وغير ذلك من الملاحظات هي بلا شك نتيجة لشعوره باختلاف أو نقيصة عمن حوله، مما يسبب له حرجًا أو ضيقًا يجعله يحجم عن التفاعل القوي مع المحيطين.. ولعله من المطمئن أن نتائجه في المدرسة (الألمانية حيث تقيمون) نتائج مفرحة، ولا تنسي أن مشكلة اللغة قد تساهم في عدم تنفيذه لما يوجه له ربما لعدم فهمه الدقيق لما يقال.
أما مسألة النظام والاعتماد على النفس فهي قضية تعوّد.. وحسبما تعودين طفلك وأسرتك وأفرادها.. حسبما يكونون.. فلو كانت لطفلك مسئوليات محددة يومية شأنه كشأن باقي أفراد الأسرة.. ترتيب سريره مثلاً وتنسيق حجرته والمساهمة في إعداد الفطور، بينما يقوم أخوه برفع الفطور وتنظيف المنضدة، بينما على الأخت غسل الصحون مثلاً أو حتى مشاركتك فيها، فسيعتاد الطفل النظام والمشاركة، وهكذا... ولا تنسي أن أكثر الذكور يميلون لعدم النظام بسبب تعودهم في بيوتهم على ذلك.
فالولد غالبًا ما يكون مخدومًا من قبل إناث المنزل (الأم - الأخت - الخادمة)، فيعتاد ألا يشارك وألا يفعل شيئًا سوى التذمر وتناول الطعام المُعد ونثر الأشياء المنظمة لتجد الإناث شيئًا يفعلنه، وهذا في الحقيقة خطأ فادح في التربية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، فضلاً عن أن الحياة في عصرنا قد تتطلب أن يخدم الابن نفسه إن حكمت عليه الظروف بالسفر للخارج للدراسة أو العمل أو الإقامة بعيدًا عن الأهل لأي سبب أو غير ذلك، مما يؤكد أهمية أن يكون الطفل معتادا على النظام والنظافة والمشاركة في كل المهام خارج وداخل المنزل.
مسألة التركيز يفيدك فيها الاطلاع على ما يلي فستجدين نصائح مباشرة لمعونة طفلك على التركيز:
امتحانات بنكهة النجاح!
أما كثرة الحركة فالأمر طبيعي والأصلح الاستفادة منه وليس استنكاره، فيمكن اشتراك الطفل في رياضة مفيدة أو أكثر من رياضة يمارسها بانتظام.. وسيساهم الأمر في رفع ثقته بنفسه وحثه على الخلطة والاجتماعيات.. وهو ما سييسر التغلب على مشكلته إن شاء الله؛ لأنه سيقوى في مواجهتها، فتصغر المشكلة وتتقلص حتى تختفي، ولا تصير هي كل عالمه كما الحال حاليًّا -كما استشففت من سؤالك.
وأخيرًا عزيزتي.. أرجو أن أكون قد وفرت لك ما يلزم للإجابة على كل سؤال لديك، وأرجو أن أتلقى متابعتك والمزيد من أسئلتك واستفساراتك قريبًا.. وشكرًا.
ــــــــــــــ(102/55)
بالتوجيه لا التوبيخ تكون التربية ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله كل خير على توجيهاتكم التربوية المهمة لأطفالنا جيل المستقبل.. أرجو منكم مساعدتي وذلك بكيفية التصرف مع ابنة أختي مروة 11 سنة.
أختي مطلقة عندما كان عمر مروة بضعة أشهر حتى عندها ابن من الطلاق الأول وهو حاليًا يعيش مع أسرة أبيه. وتصرفات مروة كالتالي: لا تعمل بالنصائح أو الأوامر أو التنبيهات وتقول حاضر ونعم ولا تعمل شيئًا، وعندما نسألها عن السبب تقول نسيت أو تكذب، وأيضًا لا تخاف من العقاب الذي تعرف بأنه سيوجه إليها إن لم تعمل بالنصيحة؛ لذلك هي دائمًا معرضة للضرب أو الإهانة.
المعلمات في المدرسة يشتكين منها من حيث عدم تركيزها ولا تكتب الواجب، ولا تدرس عندما يكون عندها امتحان، ولا تدرس بتركيز، وإنما تقرأ فقط بدون فهم ولا تدرس بتركيز إلا عندما أكون بجانبها بحيث أسألها سؤالاً وأنتظر لكي تدرس إجابته، ثم تجيبني. إنسانة حركية جدًّا لا تصلي إلا عندما أقول لها قومي صلي. نحن حقيقة نتمنى أن تصلي وأن تدرس وحدها دون أي توجيه، بارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
أسر مضطربة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي السائلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك معنا على صفحتنا.
"نحن نريدها أن تصلي وتدرس وحدها دون توجيه"... هكذا كان المطلب في نهاية الرسالة... وهذا المطلب يعني أننا نريد أن تنتهي مهمتنا مع طفلة الحادية عشرة من عمرها (كما هو موضح منها في البيانات) فلا تحتاج إلى توجيه، فنحن لا نريد أن نبذل معها مجهودًا في الدراسة رغم أنها لا تعاني من مشكلة في تركيزها، فهي عندما تترك بمفردها تفعل ما في مقدرتها وتقرأ الموضوع، أي أنها لا تمتنع عن الدراسة، ولكنها تفعل ما تعرفه في سنها.
ولو بذلنا جهدًا متدرجًا في تعليمها كيف تذاكر، بحيث نفعل ذلك أولاً معها مثلما يحصل الآن.. ثم نطلب منها في مرحلة تالية تحت إشرافنا، وفي جزء صغير أن تقوم بذلك بنفسها ونقوم بتقييم الأمر وتشجيعها وبذلك تزيد المساحة الخاصة بها في مرحلة أخرى، وهكذا... حتى نصل معها إلى مرحلة الإشراف عليها، بحيث نكون مساعدين لها تطلب مساعدتنا عندما تريد. ونوجهها عندما تحتاج.. المقصود هو أن الأمر يحتاج إلى تدريب عبر فترة زمنية نتحلى نحن بها بالصبر، ونعامل فيها طفلتنا بالحفز والتشجيع ولا نتركها هكذا فجأة، ونقول لماذا لا تدرس وحدها.
إن أي سلوك جديد نطلبه من الطفل لا بد أن نعطيه الوقت الكافي حتى يتم، وربما نحتاج لعامين دراسيين حتى نصل إلى هذه النتيجة، حيث ننتقل من خطوة إلى خطوة عبر فصل دراسي كامل يشعر فيه الطفل أنه ليس عبئًا نحاول التخلص منه، ولكننا نمد له يد العون والمساعدة حتى يستطيع الاعتماد على نفسه.
وفي كل الأحوال نحن سنظل بجانبه إذا احتاجنا، وهكذا أيضًا الأمر في قضية الصلاة.. فحتى لو احتجنا أن نوجه طفلنا ونذكره عند كل صلاة للقيام من أجلها ويكون هذا أيضًا في إطار من التشجيع والتحفيز، وشكره عندما تتم الصلاة فليس شرطًا أن تكون دعوتنا له للقيام بالصلاة مصحوبة بتذكيره كم هو كسلان، وكم هو مقصر وكيف سيغضب الله عليه، فهذا يجعل أمر الصلاة ثقيلاً إلى نفس الطفل؛ لأنه يتسبب له في الإهانة.
الأمر أبسط من ذلك والتوجيه النبوي في هذا الأمر هو من أجل اعتياد الأطفال على الصلاة، وذلك بصورة محببة إليهم ومشجعة لهم، وليس ليصبح الأمر سوطًا مسلطًا فوق أعناقهم نلهب به ظهورهم عند كل صلاة.. فلنذكر ونوجه عند كل صلاة حتى يعتادها الطفل، وحتى تتسع مداركه وحتى يفهم المعاني المجردة وراء الصلاة... وعندها ربما يستطيع أن يقوم وحده، وهذا أيضًا يحتاج لصبر طويل ومدة قد تصل إلى بدايات البلوغ وبعدها بقليل، وفي كل الأحوال سيظل تذكيرنا لهم ليس مشكلة حتى يختاروا بأنفسهم أن يقتربوا من الله بمحض إرادتهم.
إن مشكلة تعاملكم مع طفلتكم هو أنكم متعجلون عليها وهي تحل مشكلتها معكم بأن تدعي النسيان أو تكذب، وأنتم الذين تضطرونها لذلك؛ لأن البديل هو الضرب والإهانة.. إنها لا تكترث للعقاب؛ لأنه في الواقع لا يوجد منظومة واضحة متفق معها عليها للثواب والعقاب فأنتم تطلبون وإذا لم يلبِّ طلبكم، فالضرب والإهانة فلا وقت عندكم للتوجيه الهادئ والحوار المتفاهم الذي يبني شخصية سوية.. أنتم تحتاجون إلى وقت تدرك فيه هذه والذي ليس بحال من الأحوال هو الضرب والإهانة.
ونرجو أن تعودوا لحلولنا السابقة حول وسائل العقاب وكيفية التوجيه، وأن تتذكروا دائمًا أنكم تعاملون طفلة تحتاج إلى الرعاية منا وليس العكس.
ــــــــــــــ(102/56)
هل أسافر واترك طفلي؟ ... العنوان
أود استشارتكم في أمرين محددين، هما:
1. مسألة النوم
2. مسألة الانفصال عن طريق السفر، فلقد بدأ بعض الاضطراب في النوم بالنسبة لطفلتي منذ عمر سبعة أشهر تقريبا، حيث كانت تستيقظ ليلاً كل ساعة أو ساعة إلا ربع تقريبًا، ونظرًا لآلام ظهري الناتجة من الجلوس فترة طويلة للإرضاع فإنني قمت بتركها تنام معنا في سريرنا، وندمت بعدها أشد الندم لخوفي المستمر عليها عندما تنام قبلنا، حيث نضطر لإحاطة السرير كله بالوسائد حتى لا تقع ونطمئن عليها كل فترة فضلاً عن عدم الراحة أثناء النوم، فحاولت نقلها لسريرها بعد نومها ولم تنفع الحيلة في أغلب الأوقات، ثم صممت على عدم حملها عند استيقاظها والاكتفاء فقط بتهدئتها وقراءة القرآن عليها بصوت هادئ والمسح على جسمها لتطمئن، وفعلت هذا مرة واحدة، ولم أستطع الاستمرار لتأثري الشديد بطريقة بكائها الذي لم يكن عاديًّا، حيث كان نحيبًا يدل على حزن شديد ورجعنا على ما كنا عليه!!
واستمرت على ذلك حتى قاربت عامها الأول، وتركتها في إحدى المرات لدى أمي التي تحبها كثيرًا، وسافرت لمدة ليلتين وصفت لي أمي بكاءها تمامًا على النحو السابق، مع ملاحظة أن هذا البكاء كان يظهر في فترة نوم الليل فقط، وفي الصباح تكون كل الأمور طبيعية للغاية، ولكنها اعتادت تقبل فكرة السرير المنفصل ومنذ ذلك اليوم (أسبوعان تقريبًا)، وأنا أحرص على إرضاعها حتى تنام في حضني، ثم أنقلها لسريرها حتى اعتادت ولله الحمد على ذلك.
ولكن نومها ليلاً يتفاوت بين الاستيقاظ عدة مرات ليلاً وبين النوم المتواصل الجيد لعدة ساعات وبين الاستيقاظ فجرًا دون رغبتها في مواصلة النوم، رغم عدم نومها الكافي أثناء النهار أحياناً فصممت على أن أتبع مشورة أحد أطباء الأطفال بتركها تبكي حتى تنام لتتعلم النوم وحدها، وحتى تقل فرص استيقاظها ليلاً، وطبقت ذلك على نوم القيلولة، حيث حرصت على إرضاعها وتركتها في سريرها، وظلت تبكي وأنا أهدئها بين الحين والآخر وأربت عليها، ولكنها استمرت ببكاء شديد ونظرات حزينة للغاية حتى وصلت حد الاستفراغ ثم نامت بعدها.
ولكنني أحسست بعدها بتأنيب شديد وشعور قاسٍ بالذنب فعزمت عزمًا لا رجعة فيه على أن أكتفي فقط بما وصلت إليه، أي إرضاعها حتى تنام، ثم وضعها في سريرها وتحمل كل الأوقات التي تستيقظ فيها بعد ذلك، وصممت كذلك على ألا يؤثر على شعوري بالذنب في الانتكاس، أي زيادة الرعاية والتدليل المفرط، والحمد لله الأمور سائرة على ما يرام حتى الآن.
ولكنني ما زلت أتساءل: هل من الممكن أن يؤثر كل ذلك على صحة ابنتي النفسية؟ وما هي المؤشرات التي يمكنني ملاحظتها والتي يمكن أن تعطيني دلالة على أي اضطراب لا سمح الله؟ لأن شعوري بالذنب كبير جدًّا، خاصة عندما أتذكر طريقة بكائها واستفراغها.
السؤال الثاني هو: مدى قابلية الطفل في هذه السن لانفصال والديه عنه بالسفر وتأثير ذلك النفسي عليه، والمدة المسموحة، وكيفية التهيئة، علمًا بأن السفر سيكون لمدة أيام معدودة مع ترك الطفلة مع أهلي الذين تحبهم كثيرًا.
ملاحظات: أقضي أغلب أيامي معها فيما عدا يومين في الأسبوع أدرس فيهما دراسات عليا من 7 صباحا إلى 2 ظهرًا، وتكون فيهما لدى والدتي، كذلك أحب الإشارة إلى أنه لا يبدو عليها أي تأزم أو تعلق زائد بي ولله الحمد، كما أنها تتمتع بصحة وتوافق اجتماعي جيدان ويشاركني والدها في تربيتها بحب ويقضي أغلب الأوقات معنا (ساعات مكوثه المذكورة سابقًا تقديرية).
الملاحظة الأخيرة: قرأت العديد من استشاراتكم حول النوم وعلى رغم انتفاعي الكبير بها إلا أنها خلقت لدي بلبلة ففضلت إرسال الاستشارة حتى يراعي الرد الفروق الفردية التي يتميز بها كل سؤال مع جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله خيرًا.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدتي الفاضلة أم فجر.. وبارك الله لك في ابنتك الغالية، ونشكر سعيك للحصول على النصيحة والاستشارة، خاصة في مسألة ابتعادك عن طفلتك بالسفر لعدة أيام.. ونحن إذ نشكر هذا السعي وهذا الإحساس بالمسئولية؛ لأن الكثيرين الآن لا يولون هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا، ويتخيلون الطفل بدون مشاعر أو أحاسيس أو أنه على أحسن الأحوال لا يفهم، وبالتالي فلا مشكلة في الابتعاد عنه ليوم أو أيام أو ربما شهور؛ وذلك لأسباب متعلقة بالعمل أو غيره من أسباب لا يرى الكثيرون أنها مشكلة، وإنما هي أسباب مُلحَّة للانفصال عن أطفالهم، فالكثيرون يتركون أطفالهم لدى الأجداد يرعونهم ويتولون أمورهم دون أسباب حقيقية غير التنصل من تحمل المسئولية أو تقديرها.
إن تجربة ابنتك في النوم نموذج واضح لما نقوله دائمًا من أن الطفل يعي ويدرك الكون من حوله من أول يوم في ولادته، وأن شعوره بالأمان من خلال حصوله على احتياجاته من طعام ودفء ورعاية هو الذي يجعله يشعر بالثقة في المجتمع الذي حوله، ويشعر أنه محبوب، وبالتالي يشعر بالحب نحو الآخرين، وهذه البداية السوية التي تؤدي بعد ذلك إلى مراحل نفسية سوية في نمو الطفل.
هذه القاعدة الأساسية في فهم نفسية الطفل هي التي تجعلنا نستطيع أن نحكم على كثير من التوجيهات الغربية التي يتبرع البعض بالكلام عنها.. مثل ترك الطفل يبكي دون أن نرضعه أو نرى مطلبه حتى لا يتعود ذلك، وغيرها من التوجيهات غير التربوية القائمة على إفقاد الطفل هذا الشعور بالأمان ناحية من يقوم برعايته.
ويجب أن تُلبى كل احتياجات الطفل في السنوات الأولى من حياته، وخاصة السنة الأولى يجب أن تلبى كل احتياجاته من غير تأخير أو تكاسل يجب أن يشعر بالرعاية الكاملة، يجب أن يشعر أنه مطلوب ومرغوب فيه، هذا الكائن الصغير يشعر ويفهم ويدرك.. ومن يتصور غير ذلك هو من لا يفهم أو يشعر.. منذ لحظة الولادة يجب أن يشعر الطفل بلمسة أمه؛ ولذا فإنهم الآن استغنوا تمامًا عن فصل الطفل عن أمه وإحضاره لها بعد ساعات، وعادوا إلى وضعه فوق بطن أمه لحظة ولادته حتى تشعر به ويشعر بها ولترضعه منذ الساعة الأولى ليسمع دقات قلبها وهي تعلن حبها له.
وعلى ذلك فإن طفلك السوي الذي شعر منك بالحب والحنان والدفء خلال سنته الأولى والذي نتيجة لذلك استطاع أن يتواصل مع الآخرين، ويشعر أيضا بحبهم ومعاملتهم الطيبة له فإن انفصال أمه عنه لساعات يكون له أثر نفسي عليه، حيث يصاب ببعض القلق نتيجة هذا الانفصال، ولكن وجوده وسط من يهتم به يقلل من أثر ذلك، خاصة أن الأم تعود لتعوضه هذا الأمر بغمره بالحنان والاهتمام، وهكذا أيضا إذا انفصلت الأم لعدة أيام فهذا أيضا يقلق الطفل وربما يجعله بعد هذه الفترة أكثر ارتباطًا بها خوفًا من أن تختفي من أمامه مرة أخرى، وربما أيضا يزداد رد فعله لغيابها عنه لساعات، حيث يخاف أن تطول الفترة لأيام.
لذا فإن انفصال الأم عن طفلها يجب أن يكون في أضيق الحدود وفي حالة الضرورة القصوى، خاصة في السنوات الثلاث الأولى من عمره، ولا مانع من أن يدرب تدريجيًّا للابتعاد والانفصال، ولكن في ظروف مريحة ودون إجبار على ذلك، ويتم الأمر بهدوء وبدون عصبية مع الطفل حتى لا يسبب له ذلك قلق الانفصال.
ــــــــــــــ(102/57)
الخوف من الأصوات ... العنوان
ابني يبلغ من العمر عامين وتسعة أشهر، وله أخت أصغر منه بعام وسبعة أشهر، وقد فطمته من الرضاعة، وكان عمره سنة وشهرًا.
المشكلة أنه يخاف بشكل مبالغ فيه من الألعاب التي تتحرك أو تصدر أصوات الحيوانات، وذلك من بعض الأشخاص، كما يخاف إن أصدر الأطفال الذين في سنه أصواتًا عالية أو حاولوا تقليد الحيوانات مثلاً. إنه يرتجف من الخوف والذعر فعلاً، ولا يدعي ذلك، ولا أعلم كيف أتصرف معه.
ففي البداية كنت أبعد عنه ما يخيفه وأطمئنه، ولكني وجدت أن مخاوفه تبقى داخله فبدأت أواجهه بمخاوفه، ولكنه يزداد رعبًا، علمًا بأنه لا يخاف من الظلام، كما أنني أنا وأبوه لا نستعمل معه أسلوب التخويف من أي شيء مطلقًا، كما أنني أتابع البرامج التي يشاهدها في التليفزيون ولا يرى مشاهد رعب مثلاً. إن هذا الموضوع يضايقني جدًّا حتى إنني الآن بدأت أنهره إن رأيته خائفًا، وأنا أعلم أنه خطأ، ولكنني لا أعلم ما هو الصواب.. أرجو مشورتكم، وجزاكم الله كل الخير.
... السؤال
الخوف ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أختي السائلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله لك في ابنك الغالي.
هناك أمر هام نقع فيه جميعًا وهو أن اعتيادنا للأمور غير المألوفة جعلنا نستغرب الأشياء المألوفة؛ فالطبيعي أن لِعَب الأطفال حتى سن الثالثة وربما بعد ذلك بقليل تكون من الألعاب التي يتحكم فيها الطفل أي يمسكها ويقذفها بحيث تتكون لديه علاقة مع لعبته تشبع رغبته في النشاط والتناول، وتمكنه من التعرف عليها وتحسسها، ويكون هو العنصر النشط في التعامل معها؛ وفائدة هذا أنه ينشط عقله وتفكيره ويساعد في نمو جسمه ويخرج طاقته في صورة صحية، وبالتالي فإننا نجد أن الألعاب المتحركة تحرمه من كل ذلك، وتكون خارج سيطرته، فهي تتحرك بعيدًا عنه وتحرمه من متعة تناولها والتفاعل معها.
وتزداد المشكلة إذا كانت اللعبة تصدر صوتًا لا يعرف الطفل كيف يُصدر أو لماذا يصدر، خاصة إذا كان هذا الصوت عاليًا، مما يزيد من فزعه واستغرابه ليصبح التساؤل ليس "ما الداعي لإفزاع الطفل بهذه اللعبة؟"، ولكن لماذا فزع وخاف الطفل؟! وكان هذا هو الغريب والعجيب!!
فالأصوات غير المألوفة والأصوات العالية بالنسبة لطفل ما قبل الثالثة تسبب له الإزعاج، ثم يرتبط هذا الإزعاج بالخوف إن صح أن نطلق على هذا التفاعل في هذه السن اسم (الخوف) وهذا هو الطبيعي، وليس العكس.
ليس مطلوبًا من هذا الطفل أن يظل هادئًا مطمئنًا والأطفال حوله يتصايحون بصوت عالٍ يوقظ أصحاب القبور، أو هو يرى لعبة تتحرك في اتجاهه وتصدر أصواتًا مزعجة لا يعرف لها مصدر؛ وبالتالي فلا مشكلة عند طفلك يستحق عليها النهر والتأنيب فهو ينزعج لما يحدث حوله وهو غير مستوعب له؛ والطبيعي أن يكون في بيئة هادئة، وأن يتناول لعبته بهدوء ويحاورها ويقربها ويبعدها ويلمسها ويقذفها ويتناولها بطريقته دون أن تهاجمه اللعبة بالحركة أو الصوت الذي يسبب له كل هذا الفزع.
الحل أن نوفر لطفلنا بيئة هادئة، ونختار له ما يناسبه من ألعاب لا تصدر صوتًا ولا تتحرك... وأن ندعو زملاءه الأطفال وهم يلعبون ألا يصدروا أصواتًا مزعجة بطريقة أفلام الكارتون التي يشاهدونها، فالقضية ليست مشاهد الرعب فقط، ولكن قد يكون سلوك الرعب أيضًا بإصدار الأصوات العالية والصرخات المدوية هو ما يحتاج أن يُجنب أطفالنا التعرض له والذي نرى أثره الخطير إذا ما جلسنا نراقب مجموعة من الأطفال وهم يعلبون ويصرخون ويصدرون هذه الأصوات مثل أبطال الكارتون.
طفلك طبيعي، ولكن ما نُعرّض له أطفالنا هو غير الطبيعي، فلنَعُد للطبيعي وندرس طفلنا ونموه. وتابعينا بأخبارك.
ــــــــــــــ(102/58)
أطفال صعوبات التعلم: نصائح للتركيز ... العنوان
نشكركم على هذه الزاوية والتي أرجو من الله أن أجد فيها حلاًّ لمشكلتي. حلمت دائمًا بطفلة أعطيها كل جهدي ووقتي لأجعل منها مثلاً مميزًا بين أقرانها ذات قدرات ومواهب متعددة، ولكن يظهر أن القدرات لا يمكن صناعتها في الفرد بل هي هبة من الله. طفلتي ذات الـ8 سنوات والتي كرست لها كل وقتي وجهدي ومهاراتي في تعليمها وتحفيظها وتوجيهها دينيًّا وسلوكيًّا وعلميًّا ودراسيًّا طوال السنوات السابقة، وصلت لنتيجة معها أنني أنحت في الصخر وإن جهودي معها تضيع سدى، فهي ضعيفة التركيز، قليلة الانتباه، مشتتة الذهن، سريعة النسيان، بطيئة الحفظ، مع أنها شغوفة بالقراءة والمطالعة، خصوصًا القرآن، ولكن لعدم تركيزها فإن تطورها في القراءة بطيء، لا تركز في أي عمل ولا تنهي ما بدأت به، لعوبة، فوضوية، عنيفة، عفوية، سريعة الغضب، سريعة الرضا، ملولة، ترفض تنفيذ معظم ما أطلبه منها مع أنها تحبني جدًّا، حديثها غير مرتب وعباراتها غير واضحة، أجدها متحمسة لعمل ما ثم ما هي إلا دقائق حتى تتركه وتلتهى بشيء آخر مع أنني أشجعها وأحاول مساعدتها، ولكن دون جدوى.
أخطاؤها كثيرة ومتكررة، كثيرًا ما تعدني بتصحيح سلوكها وسرعان ما تنسى، كثيرة الاعتذار وفي نفس الوقت متسامحة مع غيرها وحنونة. بدأت أشعر ووالدها بالملل من التعامل معها. لا نحاول استخدام الضرب معها، بل نحاورها ونجد أنها تفهم خطأها، ولكنها سرعان ما تنسى وعدها في لحظة نسيان أو غضب. أحاول دائمًا فهم سلوكها وعلاجه بطريقة علمية، خصوصًا أن دراستي وقراءاتي تصب في علم النفس في كثير من الأحيان.
أختها التي تصغرها بثلاث سنوات مختلفة عنها تمامًا. فهي سهلة التوجيه والتعليم وتحفظ دون أن تنسى، مطيعة وتركز فيما تقوم به، تحاول الاستفادة من تجاربها السابقة ومن توجيهاتي بعكس أختها، حتى إنها أصبحت تفوق أختها في كثير من الأمور. أشعر بميل قلبي نحو الصغرى؛ لأنني أجد نتائج مرضية لجهدي معها. علمًا بأنني لا أحاول أن أقارن بين الأختين، وأحاول أن أعدل بينهما ما استطعت.
مع العلم أنني منذ زواجي عشت في ثلاثة بلاد غير عربية مع زوجي بسبب عمله، وأضطر في بعض الأحيان للسفر مع بناتي وترك زوجي لفترة تتراوح بين عدة شهور وسنة، وابنتاي الآن تدرسان في مدرسة غير عربية لعدم توفر مدرسة عربية بالجوار، وقد قمنا بتعيين مدرسة لهما لتدرسهما اللغة الرسمية للبلد.
كيف أستطيع أن أساعد ابنتي على زيادة التركيز وتغير سلوكها للأفضل؛ لأنني أخشى عليها من مستقبل فاشل بهده الصفات؟ أفيدوني أرجوكم.. هل حالة ابنتي طبيعية أم مرضية؟ وهل الوراثة تلعب دورًا في ذلك؟ ما الأسباب؟ وكيف العلاج؟ ... السؤال
صعوبات التعلم ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... أشكرك سيدتي وجعلنا الله نعم العون لك.. اللهم آمين.
يتضح -سيدتي- أنك بذلت جهدًا مضنيًا مع ابنتك وأنا أقدر ما تعانيه تمامًا، وقبل أن أرد على رسالتك سأروي لك قصة بسيطة روتها إحدى الأمهات (في إحدى ورش العمل التي أنظمها) حدثت مع ابنتها التي تبلغ من العمر خمس سنوات، حيث إنها –أي الابنة- كانت دائمًا تقف أمام شاشة التلفاز ليس بينها وبين الشاشة إلا عدة سنتيمترات، فأخذت الأم توضح لابنتها خطورة ذلك على عينيها وتنصحها، ثم عندما ضاقت بها ذرعًا أخذت تعنفها وتضربها، وذات يوم رآها أحد الأقارب وكان طبيب عيون فطلب من الأم أن تذهب بابنتها إلى عيادته، وقد اتضح بالفعل أن الابنة لديها مشكلة في عينيها، فأخذت الأم تؤنب نفسها على ما فعلت بابنتها ومن تعنيفها إياها على شيء لم يكن في استطاعة الطفلة تنفيذه، أو أن تستجيب للأم الاستجابة التي كانت ترجوها منها.
وهذا ما يحدث -سيدتي– مع ابنتك فكل ما يصدر عن ابنتك -بحسب ما جاء في رسالتك- يعني أنها تعاني من صعوبة تعلم، وأنك حينما تُصرّين على أن تركز أو تنتبه أو تحفظ فهذا فوق طاقتها وقدراتها وإمكاناتها؛ ولذا أنصحك بالتوجه إلى أحد المتخصصين أو أحد مراكز صعوبات التعلم لإجراء اختبارات في التركيز والانتباه..، وحتى تطمئني، سيدتي.. ليس معنى صعوبات التعلم أن طفلتك تعاني -لا قدر الله- نوعًا من التخلف أو الإعاقة الذهنية، فمن يعاني من صعوبة ما في تعلمه يكون مستوى ذكائه عاديًّا مثل أترابه أو يفوقهم ذكاء في بعض المجالات.
وهناك نوعان من صعوبات التعلم صعوبات تعلم نمائية خاصة بالإدراك والتذكر والانتباه.. وصعوبات تعلم أكاديمية خاصة بالحفظ أو القراءة أو الكتابة أو الحساب، وتؤثر الصعوبات النمائية على الأكاديمية، وهذه الصعوبات قد ترجع إلى أسباب وراثية كما ذكرت في طي رسالتك (فهل أفهم من ذلك أن هناك من الأقارب من لديه صعوبات تعلم) أو أسباب ولادية أو أخرى يحددها الطبيب كما يحدد طرق العلاج بعد إجراء الاختبار، وربما يتضح لك أنها لا تعاني شيئًا على الإطلاق، وإنما تحتاج إلى أسلوب يختلف عن الذي تنتهجينه معها، لكن لا بد من إجراء الاختبار على أية حال.
وإلى أن تتوصلي لإحدى هذه المراكز أو أحد الأطباء المتخصصين عليك أن:
1. تلتمسي العذر لابنتك -سيدتي- ولا تكلفيها فوق طاقتها من تركيز وانتباه وترديد وحفظ وما إلى ذلك، فكل هذا خارج نطاق قدرتها وإمكاناتها فترفقي بها.
2. بعض السلوكيات التي ذكرتها عنها مثل: فوضوية سريعة الغضب عنيفة.. كلها سلوكيات قد تصاحب من لديه صعوبات التعلم؛ لأنه يشعر بعجزه وعدم الإنجاز وعدم فهم وتقدير الآخرين له وتكليفهم إياه بما يفوق طاقته.
3. أن تعدلي ولا تفرقي بينها وبين أختها في المعاملة ولا تقارني بينهما حتى بينك وبين نفسك، فكل طفل له طبيعته الخاصة وظروف ولادة مختلفة حتى لو كانوا إخوة، واعدلي بينهما خاصة بعد علمك بأنها لا تتعمد عدم الاستجابة لك.
4. وعند المذاكرة يمكنك اتباع هذه النصائح التي تقدمها لك إدارة صعوبات التعلم بموقع وزارة التربية والتعليم السعودية :
- ينبغي تخصيص أوقات محددة من النهار ليعمل فيها الوالد/ الوالدة مع الطفلة.
- يجب أن تكون فترات العمل قصيرة -في البداية-، ومن ثَم يمكن تمديدها تدريجيًّا، ومن المفيد أن ينتهي العمل مع الطفلة حين يبلغ ذروة شعورها بالنجاح، مع الحرص على عدم دفعها إلى حافة الشعور بالفشل.
- ينبغي الحرص على أن تكون التوجيهات والأوامر قصيرة وبسيطة، بحيث تستوعبها الطفلة بسهولة.
- إذا شكت من صعوبة في أداء أحد التدريبات أو الأعمال ينبغي الانتقال بها إلى تدريب أسهل، ثم يعاد إلى التدريب السابق (بعد تعديله) حتى تشعر بقدرتها على النجاح في ذلك العمل.
- ولا يجوز الاستمرار في مطالبتها بمهمات (أو تدريبات) سهلة جدًّا، بل لا بد من التحديات لإثارة اهتمامها.
- لا بد من الثناء عليها حين توفق في أداء عمل ما (مهما بدا بسيطًا)، كما لا يجوز التركيز على السلبيات.
- يجب على الوالد/ الوالدة أن يتبسط مع الطفلة حتى تشعر بالمتعة في أثناء التدريب والعمل.
- لا بد من تعزيزها فيقال لها مثلاً: "يمكنك أن تتعلمي ولو أن ذلك قد يبدو بطيئًا في البداية، ولكن اطمئني فأنا معك في هذا الأمر إلى أن تتعلميه وتتقنيه".
5. أن تطلعي على موضوعات صعوبات التعلم لتحيطي علمًا بما يجري لابنتك وتقدري قدراتها، ويمكنك الاطلاع على العديد من الموضوعات على هذه الصفحة، وأيضًا من خلال مواقع البحث المتعددة على الإنترنت، ومن أشهرها موقع:
- Google.com
6. لا بد من تحسين العلاقة بينكما (أنت ووالدها) وبين ابنتك، وتذكري دائمًا أن قلقك هذا وحدتك عليها في بعض الأحيان هو تعبير عن خوفك عليها من الفشل وهو نوع من الحب لا تفهمه طفلتك ولا تقدره، لكنها حتمًا ستفهم وتقدر الاحتضان والدفء والقبلات واللعب معها والاهتمام بها.
وأخيرًا.. أسأل الله تعالى أن يلهمك الصواب، وأرجو أن توافينا بما توصلت إليه.
ــــــــــــــ(102/59)
إستراتيجيات التركيز والانتباه - متابعة ... العنوان
أولاً: أود أن أشكر السيدة الفاضلة أ. عزة تهامي على حسن إرشادها ونصائحها لما فيه الخير لأبنائنا؛ السلام عليكم ورحمة الله سيدتي، أما بعد..
الحمد لله لقد قمت بكل الإرشادات الخاصة بمحمد والحمد لله قد جاءت بنتائج حسنة، كما أرجو تصحيح شيء ما أنني ذكرت أن سن محمد هو 6 سنوات، وهذا خطأ فعمره الآن 7.5 وأخته 3 سنوات؛ أما بخصوص التعليمات الجيدة والمفيدة فقد قمت بها كأن اشتريت له مجموعة من المكعبات للتركيب، وقد قام بتركيبها بطريقة أدهشتني، وكذلك لتحسين الذاكرة لديه، فقد قمت أيضًا بعمل بعض الألعاب لتنشيط الذاكرة.
ولكن سيدتي هذا هو سؤالي الآن بالرغم من كل ما سرت إليه من تحسن بأدائه، فوجئت به أنه أخذ تعليمات عن امتحان اللغة العربية، وإذا به ينساها تمامًا، وبعد أن امتحن بالفعل قال لي أنا آسف يا ماما أنا نسيت أقول لك فهل مشكلة النسيان هذه لها حل؟ وهل يوجد نوع من المأكولات كما قالوا لي إنها تنشط الذاكرة؟
ويوجد سؤال هام جدًّا بالنسبة لي محمد كثيرًا ما يعامل أخته بالضرب، ويفعل كما كنا نفعل معه بالضبط بالرغم من التوقف نهائيًّا عن ضربه، فهل هذا في ذاكرته أم أنه يقوم بالتقليد فقط عن طريق أخته؟ وإذا أخذت بالي منه فيقوم بسرعة يقبلها ويقول لي إنها مثلاً كانت تؤذي نفسها فهو يمنعها بأنه يضربها على سبيل أنه يخاف عليها، فهل هذا طبيعي يا سيدتي؟.. أرشديني بالله عليك.
وأيضًا أود أن أوضح لك شيئًا أن مدرسة اللغة الإنجليزية فهي بالمدرسة، ولكن أخذت فصلاً آخر، وهو دائمًا يذهب إليها ولكنه يكذب عليها بشأن أرقامه بالامتحان الخاص باللغة الإنجليزية ويخبرها أنه ممتاز ودائمًا متوفق؛ أرجو أن تسامحيني في شرحي لأحواله؛ فقد أكثرت عليك بشرحي ولك جزيل الشكر والعرفان لما تقومي به من إرشاد أمهات كثيرات يهدين لك قبلاتهن.. اصدقيني القول، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
الكذب والسرقة ... الموضوع
أ/عزة تهامي ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. مرحبًا بك مرة أخرى سيدتي مع خالص شكري على إطرائك الرقيق، كما أشكرك على سرعة الاستجابة وتطبيق ما ورد في الرد الأول، والآن تعالي لنستعرض في نقاط محددة ما تفضلت في عرضه بالرسالة الثانية:
1. محمد ما زال ينسى برغم ما قمت به من اتباع لتعليمات لتحسين الذاكرة.
2. ضربه لأخته الصغرى.
وإليك -سيدتي- الرد على النقطتين السابقتين:
بالنسبة لموضوع النسيان:
لا بد أولاً من توضيح أمرين: إن الذاكرة -سيدتي- مثلها مثل التفكير والإدراك والتخيل وغيرها من العمليات العقلية الأخرى كلها تحتاج إلى تدريب، فإذا لم ندرب هذه العمليات فقدنا -تقريبًا- القدرة على القيام بها.
الأمر الثاني: تدريب وتحسين الذاكرة لا يعني أننا نتذكر كل شيء، وهذا ما حدث مع محمد عندما نسي تعليمات خاصة بامتحان اللغة العربية، والمحك الأساسي للتعرف على تحسن ذاكرته هو ملاحظتك لتقدمه التدريجي أثناء تدريبك إياه.
واستكمالاً للاقتراحات الخاصة بتنشيط الذاكرة يمكنك:
1. الاستمرار على تدريب الذاكرة وعدم التوقف مطلقًا حتى لو وصل إلى مستوى ترضين عنه.
2. لا بد أن نعي تمامًا أن ما نحكم عليه -نحن الآباء والأمهات- بأنه مهم قد لا يكون كذلك عند أطفالنا، وبالتالي يصبح عرضة للنسيان، فمحمد من السهل عليه أن يتذكر جيدًا اللعبة التي يريد أن يشتريها له والده، لكنه ينسى تعليمات خاصة بالامتحان؛ لأنها ليست في بؤرة اهتمامه ولا يعيرها الاهتمام إلا لأنها أمر يهمك أنت أو يهم المحيطين به.
3. عدم القلق أو التركيز بشأن ذاكرة محمد فيجب ألا -على سبيل المثال- أن نردد على مسامعه مثل هذه الكلمات: هل نسيت مرة أخرى كذا، أو ألم أقل لك مائة مرة تفعل كذا، أو أتحدث عن موضوع نسيانه هذا أمام الآخرين، فالطفل يكتسب مفهومه عن ذاته من المحيطين به خاصة من والديه، فإذا كررنا ذلك أمامه فسوف يرسخ في ذهنه أنه دائم النسيان ولن يحاول التذكر.
4. أما عن نوع المأكولات التي تساعد على تحسين الذاكرة فطفلك في مرحلة عمرية تحتاج كل العناصر الغذائية؛ لأنه في مرحلة النمو، ولكن هناك بعض الأغذية ثبت علميًّا أنها تساعد على تنشيط الذاكرة وهي الأسماك (ومن الأفضل أن يتناولها مرة بالأسبوع) والخضراوات مثل القنبيط والبروكلي والسبانخ.
نأتي للنقطة الثانية وهي: ضربه لأخته الصغرى:
وقبل أن نعالج هذه النقطة أحييك مرة ثانية -سيدتي- عن الإقلاع عن ضرب محمد، وأرجو ألا تعودي مرة أخرى إلى هذا الأسلوب أبدًا، وأما ضربه لأخته الصغرى فهو أمر طبيعي -إلى حد كبير- بسبب الغيرة، وعندما يسلك نفس أسلوب الضرب الذي كنتما (أنت ووالده) تتبعانه معه من قبل فذلك لأنه هو الأسلوب الذي عهده وعرفه، وربما تجدينه أحيانًا يبتكر أسلوبًا آخر للتعبير عن هذه الغيرة.
وما نود أن نقوم به الآن هو كيف تمر مرحلة الغيرة هذه بسلام دون أن تترك أثرًا نفسيًّا سيئًا عليه أو على أخته، ومن ثَم فأقترح عليك:
1. لا داعي للقلق أو زجر أو ردع بالعنف المعتدي منهما على الآخر؛ لأن هذا الأسلوب من شأنه أن يشعل الغيرة بينهما كما يعزز لديه فكرة العنف والضرب؛ لأنه عومل بنفس الأسلوب الذي يُنهي هو عنه.
2. عندما تجدينه يضرب أخته زاعمًا أنها أخطأت وتؤذي نفسها لا تفزعيه ولا تعنفيه؛ لأن ذلك يلجئه للكذب فضلاً عن تعلمه الخوف والجبن، وإنما يمكنك أن تقولي له: خير من ضربها علمها كيف تتصرف بطريقة صحيحة.
3. ألا يطلب منه التنازل عن بعض حقوقه لأخته الصغرى لكونه هو الأكبر والأعقل، فلا تقولي له على سبيل المثال إذا تشاجرا على لعبة ما: اتركها لأختك فهي صغيرة وأنت الآن كبير.
4. أن يكون هناك مساواة وعدل وعدم تفرقة في المعاملة بينهما (ويمكنك الاطلاع على العديد من الموضوعات التي وردت على هذه الصفحة لعلاج الغيرة سنوردها لك في نهاية الاستشارة).
5. ونصيحة أخيرة طالما أكررها لكل الأمهات تقريبًا؛ لأنها في وجهة نظري مفتاح الأمر كله ألا وهي توطيد العلاقة بينك وبين ابنك، وإظهار الملاطفة والرفق والاحتواء وإضفاء روح المرح والدفء الأسري، ولا أعني بأي حال من الأحوال التدليل، ثقي سيدتي أنك إن فعلت ذلك فسوف تجدين ابنًا آخر يحمل ملامح الشخصية السوية نفسيًّا، السعيدة في حياتها فضلاً عن إسعادها لغيرها.
وأخيرًا.. سيدتي أدعو الله تعالى أن ينفعك بما نقدمه لك، وأرجو مزيدًا من المتابعة، كما أرجو إبلاغ دعواتي بظهر الغيب لهؤلاء الأمهات اللائي ذكرتهن برسالت
حددي سؤالك تجدين العون ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله كل خير على كل ما تقدمونه للأمة من خدمات أنا أم عبد الرحمن، ومشكلتي أنه منذ قدوم ابني صار له أعداء وحاشاهم أن يكونوا كذلك إلا أنهم لصغر سنهم يغارون منه ابنة خاله وابنة عمته، أما الأولى فلا خوف منها فيكفي أن لا يلمسه أحد فكل شيء على ما يرام (عمرها 18 شهرًا).
أما الثانية وهي حقيقة المشكلة وعمرها 3 سنوات فقد تربت في أحضاني منذ ولادتها، فهي تحبني مثل أمها وهي بنت حساسة على حد قولي عائلتها؛ وذلك لأسباب وراثية، إلا أني لاحظت والله أعلم أن الحساسية في كل العائلة ناتجة على إفراط في الدلال، وذلك من الكبير إلى الصغير في العائلة، فجدّها مثلاً لا يناقشه أحد في أي شيء سواء كان على خطأ أو صواب.
وأمها وهي الأغرب وربما سأبعث بمشكلتها إلى قسم مشاكل وحلول فهي متزوجة ولها ابنة، ولأنهم يقولون إن لهم Hypersensibility ...، ولأنها صار لها انهياران واحد بعد الزواج وآخر بعد الولادة، فإن ولديها يسمحان لها بأن تتحدث عن رجل يعمل معها وتحبه، مع العلم أن زوجها على قيد الحياة، والمهم أن الطفلة شبه مهملة فهي تقضي اليوم في منزل الجارة يعلمونها الكلام البذيء، وهذه الجارة عندها أبناء ذكور وأنا خائفة أن يحاول لمسها؛ لأنها دائمًا شبه عارية حتى في البرد إلى أن أصيبت مؤخرًا بألم فلم تَعُد قادرة على المشي، فقال الطبيب إنه برد في المفاصل، أما الجد فيرى أن الطبيب مخطئ وأنه مجرد التواء في كعبها، والله أعلم.
إن هذه البنت المسكينة تنام بعد منتصف الليل ولا تنام إلا وسط أبويها في فراشهما وإن حاولا منعها تقوم بطريقتها في الإقناع، وهي ضرب وجهها بكف يدها وهي تبقى على تلك الحال بالساعات إلى أن انتفخت عينها، والجميع يلاطفها لكي لا تزيد الضرب إلى أن صارت عينها دائمة الاحمرار فخفت على بصرها نصحتهم بطبيب أعصاب إلا أن الظروف المادية لا تسمح.
وأخيرًا.. صارت البنت تتصرف كالرضيع، مع العلم أنها تمشي منذ البدء ببطء وإذا سقطت أو حتى تعثرت فهي تبكي وتصرخ وتلطم وجهها.. شيء آخر نسيته، وأريد أن أعلم إن كانت له علاقة بطريقة مشيها وهي أن أبويها أبناء عم وجديها من الأب أبناء خال وربما تكون لها مرض وراثي فإن لها عمتين عاشتا إلى سن التاسعة ثم ماتتا والمرض لم يبحث عن أصله إلا أنه والله أعلم في عظامهما؛ لأنهما صارتا لا تمشيان أولاً ثم ماتتا.. أنا حائرة فأنا أريد أخذ البنت لأجري لها تحاليل وأعرضها على اختصاصي للأطفال والأمراض الوراثية... إلا أنني لا أستطيع؛ لأن ابني رضيع ولا أستطيع تركه... وكذلك لأن والدها يلوم أمها لإهمالها لابنتها ويقارنها بي، فصرت أحاول الابتعاد لكي لا أزيد من المشاكل الموجودة في العائلة.
أنا آسفة إن أطلت وإن كان سؤالي غير واضح، ولكني أتمنى أن تعينوني أعانكم الله وجزاكم ألف خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
... السؤال
غيرة وشجار الأشقاء ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأخت الكريمة.. أم عبد الرحمن وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شيء جيد أن تشعري أن سؤالك غير واضح؛ لأنه في الحقيقة كذلك؛ لأنك تحدثت في مواضيع متعددة ومتداخلة.. تبدو في بعض الأحيان لا علاقة لها بموضوع محدد لينتهي الأمر في النهاية بالحديث عن تعثر ابنة العمة في أثناء مشيها والخوف من مرض وراثي كان السبب في وفاة عمتين لها سابقًا. والرغبة في إرسالها لطبيب أطفال مع عدم وضوح أين المشكلة التي تبحثين لها عن حل.
الحقيقة أن السؤال الهام الموجه لك بعد طلب أن توضحي ما هي استفساراتك بالتحديد وأسئلتك الموجهة إلينا.. هو ما هو الدور الذي يمكن أن تقومي به في مساعدة هذه الطفلة، وهي التي تعاني من حالة إهمال الأم والتي لا تجدين أنت وقتًا لمساعدتها بالذهاب معها لطبيب الأطفال، بمعنى من سيطبق الحلول التي سوف نقدمها لمساعدة هذه الطفلة، خاصة أنها يبدو فعلاً أنها ستحتاج للمساعدة العلاجية من اختصاصي أطفال أو اختصاصي أعصاب، حيث يبدو ما تعاني منه بداية لمرض ضمور العضلات الوراثي والذي يبدو فعلاً أنه أودى بحياة عمتيها.. المقصود هو أن تحددي من يستطيع الاهتمام بهذه الطفلة المسكينة والتي تشعر بإهمال من حولها لها، وتحاول أن تحصل على ما تريد من خلال ضربها لوجهها، وتحاول أن تشعر بالأمان من خلال نومها وسط أبويها.. الأمان الذي تفتقده وهي متروكة عند الجيران طوال الوقت دون اهتمام أو رعاية.
الدراسة عن بعد.. المسيرة والمسار ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم. أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات. سورية الجنسية ومستقرة في السعودية بسبب عمل زوجي. لدي طفلة، وسأرزق بمولود جديد قريبا إن شاء الله. متخرجة في كلية الاقتصاد والتجارة تخصص إدارة أعمال ولا أعمل حاليا، وأرغب في أن تكون لدي خبرة في مجال تربية الأطفال والعلاقات الأسرية؛ حتى أستطيع العمل في هذا المجال؛ وذلك لأن مجتمعنا أحوج ما يكون إليه الآن، فكيف السبيل إلى ذلك، خاصة أنني لا أستطيع ترك زوجي وأطفالي والالتزام بالجامعات؟
فإمكانياتي هي:
1 - الدراسة في البيت عن طريق التعلم عن بُعْد (من غير تكلف مبالغ طائلة؛ بل تكون متوسطة).
2 - الالتزام بشكل فصلي بالجامعات؛ أي مرتين في السنة في كل من سوريا وجدة، أو إعلامي بمناهج أستطيع دراستها والاستفادة منها دون الحصول على شهادة. وجزاكم الله عنا كل خير.
... السؤال
تعليمي ... الموضوع
أ/مني يونس ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... بسم الله الرحمن الرحيم..
أختي العزيزة، مرحبا بك على صفحتنا، ونشكر لك سؤالك مرتين؛ المرة الأولى لأنك أعدت القلم إلي مرة أخرى، والذي طالما اشتقت للإمساك به والعودة إلى كتابة الاستشارات التي حرمتني منها هموم إدارة القسم الاجتماعي. والمرة الثانية لأنك أعدت إلينا الأمل في وجود أمهات مثلنا يفكرن في احتياجات المجتمع، ويحملن هم سد الثغرات الواسعة التي خرقت "قماش" الأمة حتى صار كالثوب الممزق البالي، على الرغم من أنه كان أبهى وأجمل وأعز شيء عرفه التاريخ. آسفة لهذه المقدمة، ولكنه حنين الكلام مع من عاهد نفسه على حمل الهم، والعمل على سد ثغرات المجتمع. فشكرا لك مرة أخرى.
نعم سيدتي الفاضلة، هذه هي الخيارات التي أمامنا نحن الزوجات الأمهات إن نحن أردنا فعلا وبحق الحفاظ على ذلك الميزان الحساس الذي يتكون من كفتين: كفة كتبت عليها واجبات الزوجة الأم، وكفة كتبت عليها واجبات نحو تنمية وتطوير المجتمع. كفة ترفعها مسئولية بناء وتشييد أجيال فاهمة داعية صالحة وصحبة نفيسة جسمانيا وعقليا، وكفة كتب عليها بناء وتشييد مجتمعات عربية إسلامية فاهمة داعية صالحة .
أرسلوا إلي هذه الاستشارة دون غيرها؛ لعلم القائمين على الصفحة بمدى رأيي وسعيي للوصول إلى دراسة مناسبة لظروفي كأم وزوجة وامرأة عاملة على مدار السنوات الثلاث الماضية.
سيدتي؛ إجابتي لك سوف تنصب على الخيار الأول لسببين؛ عدم علمي بالدراسة الموجودة في سوريا أو جدة (اللهم إلا ما كان منها على الشبكة) من ناحية، وعلمنا بمناهج أخرى تدرس على أرض الواقع يمكن الاستفادة منها.
وبالتالي قبل أن أخوض في تفاصيل "الدراسة عن بعد" لا بد من وضع عدة نقاط على الحروف الآتية:
الدراسة على الإنترنت ما لها وما عليها:
1 - من ناحية: هي أنسب لظروفنا؛ فهي لا تحتاج إلى الارتباط الزمني والمكاني الذي هو لازمة من لوازم التعليم التقليدي، ولكن في مقابل ذلك تؤثر سلبا على احتكاك الدارس بالبشر، ويرتبط -دونما وعي- بالآلة وبالعلم المتخيل، وينفصل عن العلم الواقعي. ولتفادي ذلك تذكري دوما أن الحياة الاجتماعية ضرورية لك ولأولادك ولزوجك، وأن الإنترنت في النهاية وسيلة ممتعة ولكنها تبقى وسيلة.
2 - الدارس على الإنترنت يحتاج إلى صبر وطاقة ودأب، فبالرغم من أن الدراسة في الجامعات والمعاهد الأجنبية -وللأسف أقول ذلك- نجحت في دمج المتعة مع العملية التعليمية، فإن الإنسان عليه توقع أن كل شيء يثمن.
باختصار: الدراسات "المحترمة" ليست رخيصة.
وللأسف فبعد أحداث 11/9 لجأت أغلب الجامعات إلى قصر المنح الدراسية على الطلاب ذوي الجنسية الأمريكية المغتربين في بلادهم، ولكن في النهاية من جد وجد. وهناك منح دراسية يمكن الوصول إليها بعد الدخول في مسابقات ثقافية علمية، وغيرها تضع شروطا يمكن تخطيها.
3 - بالطبع أنا أتكلم عن الدراسة في المعاهد والجامعات والهيئات التعليمية الأجنبية التي تتخذ من الإنجليزية لغة للتواصل. فالعالم العربي للأسف ما زال بعيدا بعد المشرقين عن هذه المساحة.
في البداية لا بد من تحديد عدد من النقاط لاختصار وقت البحث على الإنترنت. ولأنني لم أدرك هذه النقطة من البداية فقد أخذت مني عملية البحث -بصورة متقطعة- 3 سنوات.
- ما الذي تريدين دراسته بالتحديد ما وصفته في الاستشارة (مجال الأطفال والعلاقات الأسرية) مجال واسع جدا وقلما يتم تناوله هكذا في الدراسات العليا في الغرب هم أكثر تخصصا. هل المجال النفسي؟ هل التربوي؟ هل العلاقات الأسرية من منظور اجتماعي؟؟
- هل تنوي الحصول على شهادة أم مجرد الدراسة؟ هنذا طريق وذلك آخر لو لم تحددي بعد، فالتحول والإبحار على صفحات التعلم عن بُعد وتدوين الملاحظات حول الدراسات المختلفة سوف يساعدك.
- ما هي إمكانياتك المادية؟ هناك مواقع عليك فقط ذكر المبلغ الذي في تصورك، ويعرض لك قائمة بالدراسات التي على الإنترنت في حدود المبلغ المذكور. عليك أنت التحديد وفق ظروفك أولا.
وإليك الخطوات العملية؛ فبعد الإجابة على الأسئلة عليك الدخول على أي محرك بحث مثل Yahoo. أو altavisita أو google.
وإدخال كلمة online learning أو online courses أو education أو flekible education أو web- based courses
ثم تحديد البحث بصورة أكثر وحصره في المجال الذي كنت قد اخترته، فمثلا أدخلي كلمة human. Sesices
تدخلك على المواقع التي تقدم دراسات على الإنترنت في مجال صفة المجتمع (التي تحتوي على الإرشاد الأسري والزوجي وفي بعض الحالات يضاف إليها الطفولة) مثلما هو الحال في جامعة capella university.
وفي خلال عملية البحث سوف تجدين هناك دراسات لنيل الليسانسBachelor clegree، وأخرى شهادات متخصصة ما بين الاثنين.
وهناك بالطبع أشكال وأنواع مختلفة من الجامعات معترف بها على مستوى الولايات المتحدة، وأخرى فقط على مستوى الولاية وليس كل الدراسات الأوربية أو الأمريكية معترف بها في كل حدب وصوب، اللهم إلا القليل مثل. Jones Inbesnetianal university.
ومن ناحية أخرى لديك الجامعة الافتراضية السورية والتي بها العديد من الاختيارات، ولكن لم أجد من بينها بالضبط ما ترغبين فيه، اللهم إلا إذا قررت أن يكون توجهك إلى مجال التعليم. والجامعة السورية مثال جيد لتنوع الجامعات؛ لأن الجامعة السورية لها ارتباط بعدد كبير من الجامعات المختلفة من حيث عراقتها وسمعتها وتاريخها.
وعلى العموم حتى لا نطيل عليك. نتمنى لك كل التوفيق والسداد، وإليك هذا الرابط
الجامعة الافتراضية السورية الذي يمكن أن يمثل بالنسبة لك بداية جيدة، بالإضافة لهذا الرابط الرئيسي لكل الكورسات في مجال الاستشارات الأسرية الزواجية والوالدية على الإنترنت.
أتمنى لك التوفيق
ــــــــــــــ(102/60)
اعتذار الأطفال.. لا يرفع العقاب ... العنوان
سيدي الفاضل، الاستشارة التي أطرحها على حضرتكم لطفل لي عمره حوالي 3 سنوات (2.8) حركته زيادة عن اللزوم، وكلما اشتريت له شيئًا من الألعاب كسره وضرب أخاه الذي يكبره بسنتين بأي شيء بيده.. حتى أنا وأمه كذلك.
وحاولت عقابه بعدة وسائل كضربه أحيانًا أو منعه من الخروج أو عدم الشراء له أو غيرها من الأساليب، لكنه عاطفي وحنون جدًّا فيأتي لي ويعتذر ويقول "آسف ما بعيدها"، ولكنه بعد دقائق يكسر الريموت أو السيارة أو يرمي أحدنا بأي شيء بيده حاد أحيانًا.
أرجو أن تدلوني على الطريقة المثلى للتعامل مع فلذة كبدي، سائلاً العلي القدير أن يوفقكم، وأن يسدد خطاكم، ويكتب لكم الأجر العظيم.
... السؤال
العناد والعصبية ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... سيدي الفاضل، السلام عليكم، وأهلاً بك معنا على صفحتنا.
إن المشكلة التي تقع فيها كثير من الأمهات عندما تعاقب طفلها هي عدم الحسم والحزم في توقيع العقاب، بحيث لا يحقق العقاب أثره المطلوب، ويفقد الطفل العقاب نتيجته عن طريق قطع الطريق أمام الأم بالاعتذار السريع قبل أن تقع العقوبة.
بمعنى أنه إذا كانت العقوبة المقررة هي عدم الخروج أو عدم الشراء وهو ما نسميه الحرمان، فإن الطفل يذهب إلى الأم ويعتذر بالرغم من علمه المسبق بنتيجة المخالفة، فهو يعلم أن العقوبة لن تقع، وأن الأمر لا يحتاج إلا لمجرد كلمات الاعتذار التي توقف كل شيء، وبالطبع يرق قلب الأم عندما ترى الطفل يعتذر وتنسى أنها كانت تعاقبه، وتعتبر أو تتصور أن الاعتذار سيحل المشكلة الحقيقية، علما أن الاعتذار أمر مهم جدًّا في منظومة العقاب، ولكن بعد توقيع العقوبة وليس قبلها.
بمعنى أن جزءاً مهمًّا في توصيل رسالة العقاب التربوية هو الاعتذار حتى يترسخ في ذهن الطفل سبب العقاب، ويكون الاعتذار هو التعبير العملي عن وصول رسالة العقاب إليه، أي أنه عرف خطأه؛ ولذلك يعتذر عنه وقد دفع ثمن هذا الخطأ، وهذا ما لا يحدث في حالة الاعتذار قبل وقوع العقاب، وبالتالي لا يصبح لهذا التهديد بالعقاب أو عدم الاستمرار في إنفاذه أي أثر تربوي، وعليه فبعد الاعتذار مباشرة يعود الطفل لنفس السلوك السيئ.
إذن فالطريقة هي علمه السابقة بالعقوبة، ثم عندما يقع الخطأ تنفذ العقوبة أولاً بحزم وحسم ثم يقوم بالاعتذار، وإذا تكرر الخطأ فلا مانع من مضاعفة العقوبة، والأفضل ألا يستخدم الضرب كإحدى وسائل العقاب؛ لأن العنف لا يوجه بالعنف، ولكن الخصام لمدة محددة (نصف ساعة مثلاً) تزيد مع التكرار أو الحرمان أو الإبعاد أيضًا لمدة محددة كلها وسائل فعّالة بشرط الحزم والحسم والاستمرار حتى يقلع تمامًا عن السلوك المطلوب تغييره.
ــــــــــــــ(102/61)
حين تكون الغربة في الوطن ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا جزاكم الله كل خير إنني والحمد لله ليس لدي مشكلة بقدر ما هي استشارات وأسئلة في التربية..
سؤالي الأول: سوف أسافر إلى بلدي في الصيف إن شاء الله، وسوف تكون إقامتي موزعة بين أهلي وأهل زوجي، وعند أهل زوجي يقيم أخوه وعائلته، وهناك يحدث الكثير من المشاكل العائلية التي يحصل فيها الصوت العالي والكلام السيئ، وأنا لا أحب أن تشاهد بناتي مثل ذلك أو يسمعن هذا الكلام، وبناتي تتراوح أعمارهن بين سنتين و10 سنوات، فأرجو أن توضحوا لي كيفية التصرف السليم.
أما سؤالي الآخر فهو أنه في حالة السفر ماذا يجب على الوالدين شرحه للأولاد من ناحية اختلاف العادات أو أشياء أخرى؟ وما هي الأمور التي تعتبر قوانين للأسرة، ولا يمكن التنازل عنها؟
... السؤال
تربوي ... الموضوع
أ/دعاء ممدوح ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة ومرحبًا بك وبأسرتك وجزانا الله وإياك كل خير.. وأعتذر عن أنني لم أحقق رغبتك في إجابة أ.نيفين السويفي؛ وذلك لانشغالها الشديد، وأرجو أن تنجح محاولتي في الإجابة عليك بما يفيدك وأعدك أنه في أقرب فرصة إن شاء الله سنحاول عرض إجابتها على سؤالك في شكل مشاركة تزيد من استفادتك ومعلوماتك فور استعدادها لذلك إن شاء الله تعالى.
وكم أسعدني وعيك العالي بتربية أبنائك وإدراكك أهمية توفير المناخ الصحي والسليم لتنشئتهن على خير وجه، بل لقد دعم سؤالك شعورًا متناميًا لدي -بسبب مشاهدات وأمثلة كثيرة من أسر المغتربين- بأن أبناءنا في الغربة يتمتعون بآباء وأمهات لهم من الوعي التربوي والحرص على الهوية والتمسك بالموروثات ما قد يفوق نظراءهم في أوطاننا، فضلاً عن توفر البيئة الملائمة الصحية لتنشئة سليمة.. حتى إنهم قد يشعرون بالارتباك في إجازاتهم ولدى عودتهم لبلادهم من فرط ما اعتادوا عليه من نظم وعادات تستقيم بها الحياة قد تفسدها فوضى التربية وفوضى التداخلات في مجتمعاتنا التي يكاد الناظر العادي يلمس فيها تلك الفوضى، حتى إن الغربة لم تَعُد خارج الوطن، بل أصبحت كغربة الإسلام حين بدأ؛ إذ "بدأ غريبًا وسيعود غريبًا".. وأقصد أن الغربة أضحت غربة المبادئ والقواعد في محل الفوضى والارتباك، أي أنها غربة في الوطن.
وفي الحقيقة فإن سؤالك الأول لا يختلف عن سؤالك الآخر، بل إنهما تقريبًا لهما نفس الإجابة، وإنما سؤالك الآخر هو ما حمل جزئيتين منفصلتين وهما: إرساء قواعد وقوانين للأسرة، والأخرى إفهام الأبناء ما يلزم لفهم الاختلاف والتعايش معه وعدم التضرر منه.. وسأركز في إجابتي على توفير ما يلزم عن تلك الجزئيتين.
تعالي نبدأ بمسألة قانون وقواعد الأسرة التي لا يجوز التنازل عنها، ومن ثَم يصبح ذلك مدخلاً جيدًا لإفهام البنات مسألة عدم التنازل:
تعالي أولا نبدأ بتعريف ذلك القانون بشكل لطيف يمكن أن يكون سبيلا لتقريبه لذهن بناتك ومن ثَم بث فكرة الاستمساك به.. فهذا القانون هو القاسم المشترك بين أفراد الأسرة الجميلة السعيدة المترابطة وهو سبيلهم لتحقيق أحلامهم وأهدافهم ويميزهم عن غيرهم، ولكل فرد في الأسرة دور واضح ومسئولية، يساعده على القيام بها العلاقات الحميمة والحب الفياض لباقي أفراد أسرته، مع العلم أن هذا لا ينفي الاستقلال في مواطنه، ولكن يؤكد على التعاون؛ حيث يكون مطلوبًا. ومن الواضح أن التعامل داخل أسرتك -بفضل الله- يتسم بهدوء وفهم؛ مما سييسر إن شاء الله تواصلك مع بناتك ووصولك لقلوبهن ليتعايشن مع ما تقترحين.
أما ملامح هذا الدستور أو بنوده فهي تدور حول:
1- آداب تعاملاتكم داخل الأسرة (الصوت الهادئ - الاستئذان - احترام ملكية الغير - التعاون - عفة اللسان - الاحتكام للأكبر سنًّا عند الخلاف... إلخ).
2- مهام كل فرد في الأسرة.
3- كيفية قضاء الأوقات داخل المنزل أو خارجه وضوابط ذلك.
4- التعامل مع المحيطين وحدوده (اختيار الصديقات - آداب الحديث... إلخ).
5- الأخلاق والقيم التي لا يجوز التنازل عنها تحت أي ضغط (التعاون - الوفاء - الإتقان - عدم محاكاة الغير...).
ويمكنك إضافة المزيد من البنود، ولكن الأهم من التوجيه النظري -بلا شك- هو توافر القدوة في محيط الأسرة من الوالدين.
تبقى مسألة وجود نماذج تحمل من العادات ما يخالف تلك الدساتير والقوانين وكيف نتعامل معها؟
- لا بد أولاً من غرس الثقة لدى بناتك بأن ما تحاولين معهن الاستمساك به هو ما تأمر به الفطرة السليمة فضلا عن دين الله، وبالتالي فما يخالف ذلك هو بلا شك غير ملائم للأسلوب اللائق للحياة، وبالتالي يشعرن بأهمية هذا الأمر.
- لا بد من إفهامهن من خلال المواقف والحديث (الذي يناسب عمر كل منهن على حدة) أن المحاكاة أمر ينافي الثقة بالنفس، فمن أراد أن يكون غيره فهو غير راضٍ عن نفسه بالتأكيد؛ لذا لا بد أن نحاول الاستمساك بما نحب حتى لو مالت أنفسنا لمحاكاة وتقليد أحد، وإن كان هناك شيء لا بد من أن نكتسبه فلا بد أن يكون الصفات الحسنة.
- كيف نميز الصفات والتصرفات الحسنة.. إليك هذه القصة: "شاهدت فيلم كارتون من إنتاج "بي بي سي" مترجم للعربية يتحدث عن الضمير لدى طفل عنده حوالي 5 سنوات.. فيحدثه جده عن الضمير بشكل خيالي فيقول له: "عندما تهم بفعل شيء ما.. فكر قليلاً، وأعرض الأمر على قلبك فإن دق قلبك فسيرن الجرس المعلق في قبعتك لتعرف أن الأمر خطأ وإلا فلا.. واعتمد الطفل على ذلك ونجح، ثم علم بالأمر لصان مضحكان فتسللا وأفسدا الجرس بالعلكة ورسما خطة لاستغلال الطفل في أفعال شريرة بحيث لن يعارضهما؛ لأن جرسه لن يرن..
فاصطحباه معهما ليسرق لهما شيئًا من دكان أحد أعمامه.. وأقنعاه أن الأمر ليس به ما يقلق فهو صحيح، لكنه فكر وعرض الأمر على قلبه، ولكن الجرس لم يرن، ففعل ولكن في قلبه ريبة أن الأمر خطأ، وهكذا حتى أخطأ أحد اللصوص، وقال له: "لمَ تقلق يا نوودي؟ إن جرسك لم يرن".. وهنا اكتشف غشهم. فمن أين عرفوا مسألة الجرس، وهنا أصلح أخطاءه وتخلص منهم واعتذر لمن أخطأ في حقهم، وقال إنه لن يحتاج الجرس؛ لأن قلبه أخبره بدون الجرس بالأخطاء فلم يَعُد بحاجة له؛ لأن لديه ضميرًا وقلبًا جميلا".
ما رأيك في القصة؟.. ببساطة ما رأيك في الفكرة التي فهم بها الطفل الضمير؟ حاولي أن تقصي القصة على بناتك عساهن يقمن في قلوبهن هذا الميزان الذي يعرضن عليه كل فعل ليقيمن صحته من خطئه، وفقًا لأن الإثم ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه الناس، وهكذا..
- هناك طريقة أو نوع من التفكير يسمى التفكير النقدي وهي تقييم الأمور وفقًا لمرجعية ما تعرض عليها الأشياء ليتم تقييمها، ولعل في تعليم أطفالك في البلد الذي تقيمون فيه ما يسهل لك عملية إيصال هذا المفهوم.
والخلاصة أن التفكير فيما حولهن من سلوك وتصرفات وملاحظات يمكن أن يتم التفكير فيه بهذا الأسلوب.. لتعرض على ما يحملن من قواعد وأسس ومبادئ فيقيمن صلاحيتها من عدمها.
- لا بد أن تفصل بناتك بين خطأ السلوك والشخص؛ بمعنى أن تستنكر السلوك السيئ، ولكن دون أن ترى في فاعله شخصًا مكروهًا، بل ما أجمل أن تحاول لفت انتباهه أو التصرف أمامه بشكل سليم ليشعر بخطأ ما فعل (مثلما فعل سبطا الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرادا إفهام شيخ عجوز أنه توضأ بشكل خطأ، وأرادا تعليمه طريقة الوضوء الصحيح)، وبالتالي فرفْض السلوك يجب ألا يساوي رفض الأشخاص من فاعليه، بل ينبغي محاولة تقويمهم ومعاملتهم بشكل سليم أو على الأقل عدم محاكاة سلوكهم.
وبالتالي فقد تحدثنا عن عناصر الدستور ومحاولات لتثبيت بناتك عليه ودعم تطبيقهن له بسعادة.. بقيت لنا مسألة إجازتكم في بلدكم في بيئة غير مناسبة وكيفية التصرف السليم:
أولاً: يُعَدّ ما سبق هو الخطوة الأولى في مواجهة مثل تلك المواقف.
ثانيًا: لا بد من إعداد البنات مسبقًا أنه لدى عودتنا لزيارة أهلنا قد نجد اختلافات عما اعتدنا عليه وعما نحب، وعلينا أن نتعامل مع الأمر كما اعتدنا، فإذا وجدنا شيئًا لا نحبه فلنحاول ترك المكان أو الاستئذان والانسحاب.. أو عدم محاكاة ما يحدث أو لفت النظر إن استطعنا لتصحيح أي خطأ.
ثالثًا: لا بد أن تؤكدي لهن ضرورة أن يحدثنك عن أي خاطرة أو شعور يشعرن به تجاه ما يسمعن أو يرين لتحاولي استشفاف مشاعرهن وتأثرهن والتعامل بشكل سليم مع وجهات نظرهن.
رابعًا: ما دامت الإقامة موزعة بين بيت أهلك وأهل زوجك.. فلتحاولي زيادة نسبة التواجد في المكان الذي تطمئنين إليه -إن لم يكن بالأمر مشكلة- وكذلك حاولي التواجد في بيت أهل زوجك وقت تواجد الكثيرين بما يقلل فرص حدوث المشكلات والشجار، ويسمح فقط بالجمع اللطيف لأفراد العائلة المتلهفين لرؤيتكم.. أو حاولي مواعدة الأصدقاء لمقابلتك عندهم -إن كان ذلك مقبولا لديهم- ليظل هناك زوار قدر المستطاع طيلة فترة تواجدكم بما يعيق وجود مشكلات أو شجار أو صياح احترامًا لوجود الغرباء والزوار.
خامسًا: يمكنك كذلك إرسال البنات للتسوق أو لشراء شيء أو شغلهن بشيء (كمشاهدة التلفاز أو الوقوف في الشرفة... إلخ) حال حدوث مثل تلك المواقف لإبعادهن عن هذا المجال، وإن حدث أن شاهدنه فحاولي أن تعقدي معهن جلسة لطيفة تسألينهن فيها عن انطباعاتهن عما رأين وحضرن.. وتحاولي بالحوار تحسين الوضع.. وأنصحك بعقد تلك الجلسة يوميًّا للحديث معهن عن مشاهداتهن وملاحظاتهن ومشاعرهن تجاه موطنهن وأهليهن ورحلتهن.
أنا معك يا عزيزتي أنه من غير المحبذ وجود ما ينافي تربيتك لبناتك، ومعك في محاولات إبعاد تلك المؤثرات السلبية ما مكن عن محيط تواجدهم، ولكن لا بد من التأكيد على أمر هام وهو أن بناتك لن يعشن في حضنك فقط.. وسيختلطن ويشاهدن، وبالتالي فهم في حاجة للتحصين.. كما نطعّم أبناءنا باللقاحات والأمصال لمواجهة الأمراض، لكننا لا نوجدهم في أجواء معقمة طيلة الوقت لتفادي المرض، ولعل في تلك الرحلة تدريب لك ولهن على ذلك.. على مواجهة المجتمع دون التأثر بسلبياته، بل العمل على التأثير فيه بشكل إيجابي.
وأخيرًا.. يا عزيزتي أرجو أن أكون قد أجبت على ما طلبت.. على وعد أن تضيف أ.نيفين السويفي ما لديها لمزيد من النفع في مشاركة سأعلمك بها قريبًا.. وأنا في انتظار مزيد من متابعاتك وأسئلتك.. ونرجو أن يدوم تواصلنا على خير.
ــــــــــــــ(102/62)
الطفل المدلل لا يعرف حدوده ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم كثيرًا على اهتمامكم، وعلى موقعكم المميز جدًّا جدا. ابني يبلغ من العمر 4 سنوات ونصفًا تقريبًا، والمشكلة أن سلوكه يتغير من حين إلى آخر؛ فله أخت عمرها عامان ووالده يعمل في دولة من دول الخليج منذ عامين، ونسافر له كل 3 شهور والحمد لله، لكن المشكلة في تقلبات ابني؛ فهو بالحضانة "كي جي 1" ذكي ومتفوق، لكني ألاحظ عليه في المنزل مع أولاد أختي -وهي تقريبًا مقيمة معي عند والدتي، وأولادها في سن أولادي- أنه عنيف جدًّا وعصبي للغاية وكثير الزَّن.
أما في المدرسة فالسلوك مختلف تمامًا؛ فهو هادئ ولا يتكلم، وبمجرد عودته للمنزل يتغير تماما.. أخاف أن تكون طريقة تربيتي له هي السبب أو بُعد والده عنه؛ فهو مرتبط به جدًّا. كذلك ألاحظ أنه عنيف جدًّا مع أخته أحيانًا، فأقول: ربما يكون السبب دافع الغيرة بالرغم أنه حانٍ جدًّا مع بنت خالته الأصغر سنًّا من أخته، ويعاملها معاملة جيدة. تحيرني فيه تصرفاته غير المتناسقة. أعرف أن سنه ما زالت صغيرة بعد، ولكنني أخاف أن يكون التقصير من بُعْد والده عنه أو من طريقة تربيتي له؛ فأنا في الحقيقة أدلِّله. هل لهذا دور فيما هو فيه؟ آسفة للإطالة، ولكني أتمنى أن أكون أمًّا مثالية لأطفالي ولا أقصر معهم في شيء أبدًا.. شكرًا جزيلاً لاهتمامكم.
... السؤال
أخطاء المربين الشائعة ... الموضوع
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... الأم الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل تشعرين أن طفلك طفلان أم أنه شخصان؟ دعينا نعرف ذلك.
هذا الطفل الذكي المتفوق الهادئ في الحضانة لماذا يتحول إلى طفل عنيف جدًّا مع أبناء خالته ومع أخته في البيت؟ ما الذي يجده هذا الطفل في الحضانة ولا يجده في البيت؟! إن السر يكمن في كلمة واحدة في رسالتك "أدلعه" أي أدلله؛ أي أن هذا الطفل يجد في الحضانة نظامًا وحدودًا وقواعد يلتزم بها ويحترمها، وتكون النتيجة هو التفوق والهدوء. وفي البيت لا قواعد ولا حدود يعرفها، ولكنه التدليل الذي يجعل الطفل حائرًا لا يعرف ماذا يفعل أو أين يقف، فتكون العصبية والعنف والزن. إنه عصبي لأنه لا يعرف اتجاهه وحدوده ومتى يقف ومتى يمشي.
إن التدليل الزائد ضار بقدر ضرر الإهمال، كلاهما ضار تربويًّا بالطفل. إن هذا الطفل يحتاج إلى اعتدال في التعامل معه، يحتاج إلى الإحساس بالحب والدفء والحنان والرعاية، ولكن دون أن تترجم إلى تدليل. فمع هذا الحب يحتاج إلى قواعد ترتب حياته؛ يحتاج إلى حسم وحزم في تطبيق القواعد، يحتاج إلى معرفة متى يعاقب وكيف يعاقب، وإلى معرفة العواقب على سلوكياته الخاطئة، فيعرف أن هناك ثوابًا وعقابًا واضحًا ومحددًا ومتفقًا عليه، وأنه عندما يتجاوز سيحصل على العقاب المناسب دون إفراط أو تفريط. والعقاب بالطبع ليس ضربًا فقط، ولكن هناك النظرة اللائمة المتوعدة، وهناك الخصام، وهناك الإبعاد، وهناك الحرمان، وهكذا.. من درجات العقاب المتدرجة، مع نظم مقابلة للإثابة والتحفيز تطبق في جميع الأوقات دون استثناء.
الطفل المدلل طفل ليس سعيدًا؛ لأنه لا يعرف حدوده.. إنه في الحضانة متفوق وهادئ؛ لأن الأمور واضحة أمام عينيه، وهو يختار تجنب العقاب، وأن يكون من الأطفال الهادئين، ولكنه في البيت لا يعرف ماذا يختار.
بالطبع غياب الأب بصورة عامة له تأثير تربوي في نمو الأبناء النفسي؛ لأن الطفل الذكر بالذات يفتقد صورة الأب الذي يريد أن يتمثله، وهذا أيضًا ربما ينطبع على تصرفاته. إنه عامل مشترك ستجدينه في كل مشكلة تواجهينها مع هذا الطفل؛ لذا فيجب أن تكون هناك خطة محددة واضحة لدى الأب للاستقرار مع أطفاله، حتى يكون نموهم النفسي طبيعيًّا وسويًّا بإذن الله تعالى، ونحن معك.
عواقب التحرش.. العلاج يحتاج للتخصص ... العنوان
رغم محافظتنا الشديدة وحرصنا الشديد على طفلنا 9 شهور فإنه -قدر الله- تعرض الولد لمشكلة أخلاقية مع قرينه من الأقارب.. اكتشفنا الأمر مبكرًا وعالجناه بعنف وبعد فترة عادت معاملتنا له إلى الوضع الطبيعي، الولد ذكي جدًّا والحمد لله، ومتفوق في دراسته، وكذلك يحب والديه جدًّا وعاطفي وحساس بشدة. لديه شيء من ضعف الشخصية أظنها هي التي سهلت ذلك إضافة إلى كثرة غموضه، بل إنه يخفي عني كل شيء قد يثير غضبي مراعاة لوقوعه في المرة الأولى، بدأت الاهتمام بالأمر جدًّا وقرأت الكثير حول المشاكل الأخلاقية للأطفال.
في الآونة الأخيرة وبعد اختلاطه ببعض الأقارب من الأولاد الكبار يعود من عندهم ونفسيته سيئة للغاية بشكل غير مفسر، وأنا خائف جدًّا من أن تكون انعكاسات لمشكلة أخلاقية أخرى لا قدر الله، لكني ومع الأسئلة غير المباشرة لم أصل إلى شيء، لا سيما مع تزايد بعض السلوكيات الغريبة عنده مثل الغيرة الشديدة من إخوانه، والشرود الذهني، وكثرة التذمر من العلاقة بالآخرين والتي وجدت في بعض المصادر أنها من دلائل الاعتداء على الطفل.
أرجو الإفادة في الطريقة الصحيحة لاستجواب الطفل في مثل هذه الأمور والتعرف على أي اعتداءات قد يتعرض لها، فمشكلته حيرتني حفظكم الله.
... السؤال
تربوي ... الموضوع
د/ إيمان السيد ... اسم الخبير
... ... الحل ...
...
... مرحبًا بك أخي الفاضل ومرحبًا بطفلك بارك الله لك فيه.. وفي الحقيقة لقد تألمت كثيرًا لسؤالك؛ فمسألة التحرش الجنسي بالأطفال صارت كابوسًا مفزعًا في مجتمعاتنا العربية تحتاج منا لوقفة على مستوى الأفراد قبل متخذي القرار لوقف تلك الظاهرة أو تقليصها ودحرها، فالعلاج لا يعني علاج الضحية فقط أو علاج المجرم فقط، بل اتخاذ إجراء يوقف هذا المد.
نعم يا سيدي فطالما أن الأمر قد استشرى هكذا لا بد له من مصدات قوية لهذه الأمواج العالية التي لا تتعدى كونها زبدًا سيذهب جفاء، لكنها تعلو بشكل يحتاج لصدها على النحو التالي:
- عقاب الجاني أمام المجني عليه (الطفل) واتخاذ إجراءات لمنعه من إيذاء آخرين بالشكل المناسب لعمره -إن كان صغيرًا- وتنبيه المتعاملين معه.
- فضلاً عن رفع ثقة المجني عليه بنفسه ومحاولة محو الآثار السلبية المترتبة على الحادث من ذهنه، وكذلك إشعاره أنه لا ذنب له وإشعاره بالأمان التام وبجو حميم من الصداقة والحماية والرعاية من قبل الوالدين، وأنه في مأمن تحت كنفهما، وكذلك إشعاره بجرعة زائدة من الحنان والحب لتخطي تلك المحنة على خير.
وهنا لا بد من التأكيد على أمر هام وهو أن التكتيم والتعتيم على مثل هذه الحوادث من قبل أهل الضحية يشجع الفاعل؛ لأنه على علم مسبق بثقافة المجتمع الذي ارتكب فيه جريمته ثقافة التعتيم على ما يرونه عارا، وييسر له أن يعاود فعل هذه الكوارث مرات ومرات في أماكن جديدة ومع آخرين، ويظل يهرب بفعلته تلك بغير عقاب، لذا فالعنف مع طفلك والذي حكيت عنه في علاجك للأمر كان في غير محله فمن يستحق هذه الشدة هو الفاعل الجاني وليس المجني عليه، بل إن طفلك كان في حاجة ماسة إلى الحنان الزائد وجرعات قوية من الحب والرفق والإشعار بالأمان.
وعلى الرغم من أنك لم توضح أي نوع من المشكلات الأخلاقية قد يكون الطفل تعرض لها، وما أظنه أنها في إطار التحرش الجنسي، فقد كان الأولى التعامل مع الطفل بشكل مختلف يقوي من صموده للتغلب على ما واجهه من تجربة مؤلمة، ويقوي من شخصيته الضعيفة التي لن يقويها بالتأكيد عنفك معه ولا عصبيتك ولا الشدة في التعامل معه.
وبشكل عام فالتعامل مع طفلك لا بد أن يسير -في ضوء ما تعرض له- وفقًا للتفاصيل الواردة بالاستشارات التالية:
الخوف من وصمة التحرش.. طريق الضياع
للمرور عبر أشواك التربية.. شمر واجتهد
التحرش كيف نقوم ولا ندمر
أخي الكريم، إن استخدامك لمفردات مثل: "استجواب - تفادي عصبيتي - ضعف شخصيته".. تقلقني على حالة ابنك، فالابن على أعتاب المراهقة -كما استشففت من سؤالك حيث أظنه قرب العاشرة من عمره- وفي أزمة، وهو في حاجة قوية للصداقة والعلاقة الطيبة معك بصفتك أبيه، فلن تحل مشكلته الاستجوابات ولا الاعترافات بقدر ما يحلها صداقتك معه ورفقك به وإشعارك له بالأمان وبالدعم والظهر القوي الذي يستند إليه. وكون الابن يرجع متضايقًا من عند الأقارب فالخطأ ليس لديه، بل إن الخطأ في تركه يختلط بالثقات وغير الثقات من الناس دون رقابة ودون تدقيق رغم ما تعرض له ورغم ما تصفه من الحرص الشديد الذي تتسم به أسرتكم والذي أتمنى ألا يكون معناه التسلط الشديد أو القسوة الشديدة أو التربية الساحقة للأبناء ورغباتهم وأحلامهم ومرحهم.
ينبغي ألا تتاح لأحد فرصة الانفراد به بشكل لا رقابة فيه.. لا في غرف مغلقة أو بيت لا يوجد فيه أحد أو أي شيء من هذا القبيل، بل لا بد أن تكون اختلاطاته بكافة الأطراف في ظل رقابتك من بعيد أو بخلطة من الموجودين من أطراف أخرى من أعمام أو أخوال أو غيره من الثقات، لئلا يتعرض لسلوك معين أو لمشاهدة شيء مثير أو سماع محادثات يشك فيها.
ودعني أضغط على نقطة مهمة وهي مسألة اضطراب العلاقة الأسرية بينك وبين والدته كما ورد في سؤالك والتي أتمنى أن تكون معلومة خاطئة في البيانات كالخطأ الموجود في خانة العمر الذي كتبت فيها أن الابن عمره 9 أشهر؛ فإن صحت تلك المعلومة فتصحيح الوضع مع أم الطفل أمر ضروري لتحسين حالته والحفاظ عليه وعلى إخوته، ويمكنك تحديد مشكلاتك مع زوجتك وإرسالها إلى صفحة مشاكل وحلول الشباب لمعاونتكما في التغلب عليها وتحويل الوضع إلى الاستقرار وإلى الجو الآمن لتنشئة الأطفال بشكل سليم، فتلك الخطوة أساسية في العلاج والنهوض بولدك الغالي.
أما مسألة ضعف شخصيته ولجوئه للغموض وإخفاء الكثير عن نفسه خوفًا من ثورتك وغضبك عليه، فالأمر يحتاج منك لتغيير في أسلوب التعامل معه بحيث يغلب على هذا التعامل الرفق واللين والهدوء والمصاحبة، وكلها أمور طويلة الأمد، بمعنى أنه يجب ألا يشعر طفلك أنك تصادقه اليوم ليعترف لك غدًا، أو أنك تستدرجه أو تصاحبه لغرض ما.. بحيث تكون له فعلاً الملاذ الآمن والصدر الحنون والأذن المصغية التي تسمع آلامه وأحلامه وذكرياته وحكاياته دون ضجر أو ملل أو غضب وثورة.
ويمكنك مراجعة ما يلي للاستزادة حول تلك الجزئية:
اكسب مراهقًا واربح أخوته
ويخلص بنا الحديث إلى ما ذكرته عن أعراض تظهر على ولدك من شرود وغيره.. وقد أصبت في كونها بوادر مقلقة عن احتمال تأثره بما تعرض له أو دلالة ذلك على تعرضه لاعتداء جنسي مثلاً.. وفي كل الأحوال لن ينجح استجوابك في شيء، بل ولن يفيد الابن، والأفضل أن يتم تدخل طرف ثالث متخصص في الطب النفسي.. ليجلس مع الابن جلسات طويلة هادئة ويصادقه ويطمئنه ويستخدم معه أساليبه المتخصصة لمعرفة ما بداخله وما تعرض له وأثر تلك التجربة عليه ويحاول تخليصه من تلك الآثار على المدى وبطرق متخصصة لها مرجعيتها العلمية، وبالتالي فما أنصحك به ضرورة البحث عن طبيب متخصص في طب نفسي ولديه من السمات الشخصية ما يجذب طفلك، من الهدوء والراحة واللطف، فضلاً عن خلفية دينية جيدة تساعده وتساعد طفلك على اجتياز وتخطي تلك الأزمة إن شاء الله تعالى.
كما أود أن أنصحك بضرورة الحديث الصريح والجريء مع طفلك عن نفسه وعن أصحابه وتوعيته بما يمكن أن يتعرض له من أخطار وكيف يواجهها وكيف يطلب النجدة، وغير ذلك من أمور مهمة.
ويمكنك أن تجعله يطلع بنفسه إن كان يستطيع القراءة على الموقع التالي:
موقع كن حرا
وسيفيدك أيضًا مطالعة مواد ذلك الملف:
التحرش الجنسي بالأطفال
وكما يقولون يا سيدي: "رب ضارة نافعة"، فلعل ما حدث يكون سببًا في تغيير إستراتيجيات تعاملك مع أطفالك جميعًا، ليكون الرفق والحنان والآذان المصغية مواصفات علاقتك معهم، فضلاً عن محاولاتك في تحسين علاقتك بأمهم لتهيئة مناخ صحي لتنشئتهم.. "فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا".. أعانك الله تعالى يا سيدي على كل خير وعلى النهوض بحال أسرتك ومعاونة ولدك ونحن معك دائمًا، وعلى استعداد لأي مساعدة أيًّا كانت، وشكرًا لك على ثقتك.
ــــــــــــــ(102/63)