قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (فأما حقكم على نسائكم فلا يوطين فرشكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون) [بهذا اللفظ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها. وهو حديث حسن، انظر صحيح سنن الترمذي 1/341، أخرجه مسلم من حديث جابر في صفة حج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كتاب الحج، باب حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، دون – قوله: (ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون)].
إن هذا يعطي صيانة أخلاقية للبيت، وثقة للزوج، وتربية للأبناء على العفة، وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في أي أمر من هذه الأمور لن يكون سكنًا مريحًا، ولا مكان استقرار.
5 ـ حفظ المال:
يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) [أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل]. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش. أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده) [البخاري في كتاب النكاح، باب إلى من ينكح، وأي النساء خير ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل نساء قريش].
وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها:
1 ـ الإصلاح في البيوت بحفظ ما فيه.
2 ـ عدم التبذير والإسراف.
3 ـ عدم تحميل الزوج ما لا يطيق من النفقات.
والأمور المالية اليوم أصبح لها نظام وحساب فكم من الوسائل والطرق توفر للأسرة عيشًا هنيئًا مع عدم التكلفة المالية، وقد أصبحت فنًّا يدرس، فهل تعي الزوجة دورها في ذلك.
6 ـ المعاملة الحسنة:
فالزوج له القوامة فلابد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا ومن صور حسن المعاملة.
ـ تحمل خطئه إذا أخطأ.
ـ استرضاؤه إذا غضب.
ـ إشعاره بالحب والتقدير.
ـ الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) [أخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة، باب ما جاء في صنائع المعروف، والحديث صحيح انظر صحيح سنن الترمذي 2/186].
فكيف إذا كانت من زوجة لزوجها.
ـ الانتباه لأموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية النوع والوقت. ولتعلم المرأة أنها حين تقوم بهذه الأمور ليس فيه اعتداء على شخصيتها أو حطّ من مكانتها بل هذا هو طريق السعادة، ولن تكون السعادة إلا في ظل زوج تحسن معاملته وذلك تقدير العزيز العليم {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ...} [النساء: 34] يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) [أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب في حق المرأة على زوجها والترمذي في أبواب الرضاع، باب في حق الزوج على المرأة والحديث صحيح انظر صحيح سنن أبي داود 2/402].
فلتفهمي مقاصد الشرع ولا تغتري بالدعاية الكاذبة وليكن شعارك سمعنا وأطعنا.
{فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} [طه: 123].
7 ـ تنظيم الوقت:
احرصي على تنظيم وقتك حتى يكون عملك متعة، واجعلي البيت دائمًا كالروضة نظافة وترتيبًا، فالبيت دليل على صاحبته، وبالنظافة والترتيب يكون البيت بأجمل صورة، ولو كان الأثاث متواضعًا والعكس بالعكس.
إن الزوج والأولاد حينما يعودون من أعمالهم ودراستهم متعبين فيجدون بيتًا منظمًا نظيفًا يخف عنهم العناء والإرهاق، والعكس بالعكس؛ فنظافة السكن ونظامه من أهم الأسباب لكونه سكنًا وراحة.
8 ـ قفي مع زوجك:
في الأحداث والأزمات وما أكثرها في هذه الدنيا! أمدِّيه بالصبر والرأي، اجعليه عند الأزمات يهرب لبيته، لزوجته، لسكنه، لا يهرب عنها، فذلك من أكبر الأسباب للوئام، وبهذا يكون البيت سكنًا.
9 ـ الصدق معه:
كوني صادقة معه في كل شيء وخصوصًا فيما يحدث وهو خارج البيت، وابتعدي عن الكذب والتمويه، فإن الأمر إن انطلى مرة فلن يستمر ثم تفقد الثقة، فإذا فقدت الثقة فلن يكون البيت سكنًا مريحًا، ولا مكانًا للتربية الصالحة.
10 ـ كيف تتصرفين عند حصول الخلاف؟وأخيرًا اعلمي أننا بشر، فلا بد من الضعف، ولابد من وقوع اختلاف حول بعض الأمور، لكن المهم كيف تعالج الخلافات فإذا كان من الطبيعي حصول بعض الخلاف، فليس من الجائز أن يتحول كل خلاف إلى مشكلة قد تقوض كيان البيت، وإليك بعض التوصيات التي ينبغي الانتباه لها عند حصول خلاف.
1 ـ تجنبي الاستمرار في النقاش حالة الغضب والانسحاب حتى تهدأ الأعصاب.
2 ـ استعملي أسلوب البحث لا الجدال والتعرف على المشكلة وأسبابها.
3 ـ البعد عن المقاطعة والاستماع الجيد.
4 ـ لابد من إعطاء المشاعر الطيبة، وبيان أن كل طرف يحب الآخر، ولكن يريد حل المشكلة.
5 ـ لابد من الاستعداد للتنازل، فإن إصرار كل طرف على ما هو عليه يؤدي إلى تأزم الموقف، وقد ينتهي إلى الطلاق.
هذا بعض ما ينبغي للمرأة أن تسلكه في بيتها حتى تكون قد شاركت في إيجاد السكن الحقيقي، البيت الذي يعيش فيه الزوج هادئًا آمنًا مستقرًا فينتج لأمته، وفيه يتربى الأولاد التربية السليمة فتصلح الأمة بصلاح الأجيال، والزوجان هما أساس الأسرة فإذا كانت العلاقة بينهما سيئة فلا استقرار للبيت.
ثالثًا: جعل الأسرة في إطارها الواسع سكنًا:
من الأعمال التي تقوم بها المرأة في بيتها لتؤدي دورها في تربية الأسرة حرصها على جعل الأسرة سكنًا واستقرارًا في إطار الأسرة الواسع، إن الحديث في الفقرة السابقة يمسّ الأسرة في إطارها الضيق الزوج والزوجة والأولاد، لكن هناك إطار للأسرة أوسع من ذلك يشمل الأم والأب والأخوة والأخوات، ولهم حقوق سواء كانوا مع الزوج في البيت أو ليسوا معه. ولابد أن يلتئم شملهم وتصلح العلاقات بينهم، حيث يتعلق بذلك أحكام كثيرة، منها بر الوالدين وصلة الأرحام.
وللمرأة دور خطير في ذلك، فكم من امرأة بوعيها بهذا الجانب وخوفها من الله، كانت سببًا للصلة بين زوجها وأمه وأبيه وإخوته وأرحامه، فأصبحت أداة خير تجمع الأسرة على الخير، وكم من امرأة جاهلة بواجبها في هذا الجانب، أو تعرفه لكنها لا تخاف الله فسببت فرقة الأسرة فكان عقوق الآباء والأمهات، وكان قطيعة الرحم كل ذلك بسبب جهل المرأة بدورها في هذا الجانب وعدم القيام به.
رابعًا: تربية الأولاد:
من المجالات التي يظهر فيها دور المرأة في تربية الأسرة (تربية الطفل) وهذا من أهم المجالات وأخطرها لسببين:
الأول: لأنه موجه للطفل ومن الطفل تتكون الأمة، وعلى أي حال كان واقع الطفل وتربيته اليوم سيكون وضع الأمة في المستقبل كذلك، ومن هنا ندرك أنه سيمر عبر مدرسة الأم أفراد الأمة كلهم.
الثاني: ولأن الطفل كثير المجاهيل ينطبق عليه أنه واضح غامض، سهل صعب، لذا فرعايته وتربيته تحتاج لجهد ليس سهلاً، وهذا ما سوف نوضحه فيما يأتي.
إن رعاية الطفل مسؤولية الأبوين معًا، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) [البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل].
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].
ولكننا إذا نظرنا إلى واقع الأمر وجدنا أن الرجل لا يقضي في بيته ومع أطفاله إلا جزءًا يسيرًا من الوقت هذا من حيث الكم، ومن حيث الكيف فهذا الوقت يكون فيه منهكًا من العمل، يطلب الراحة، وليس لديه قدرة على التفكير في شأن أولاده. لذا يظهر لنا أن الدور الأكبر في هذا هو دور المرأة ومسؤوليتها، أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: هلك أبي وترك سبع بنات، أو تسع بنات، فتزوجت امرأة ثيبًا فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: )تزوجت يا جابر( فقلت: نعم، فقال: )بكرًا أم ثيبًا( قلت: بل ثيبًا. قال: )فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك( قال: قلت له: إن عبد الله هلك وترك بنات وإني كرهت أن أجيئَهُنَّ بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن، فقال: )بارك الله لك، أو قال: خيرًا( [البخاري كتاب النفقات، باب عون المرأة زوجها في ولده].
الحديث دلّ على مشاركة المرأة زوجها في تربية الأولاد بل إن الدور الأول هو دورها: (تقوم عليهن وتصلحهن).
أيتها الأخت:
إن قيامك بهذه المهمة العظيمة يتطلب فهمك التام لها حتى تؤديها على وجهها المطلوب، إن رعاية الطفل وتربيته التربية الجيدة لابد له من معرفة بعض الجوانب التي تتعلق بالطفل، وأعرض لبعض منها:
أولاً الجانب الصحي: إن الطفل المريض أو المعوق لن يكون فردًا تامًّا مفيدًا للأمة.
لذا فأول أمر تعمله المرأة وتوليه عناية، صحة طفلها، ولقد كتبت في هذا الموضوع كتابات متعددة ومن ذلك كتاب (رعاية الطفل الصحية) للدكتور "نبيه الغبرة" فهو يعرض رعاية الطفل الصحية بأسلوب سهل ميسر تفهمه كل امرأة لديها قدر يسير من الاطلاع، ومن الملاحظات التي تتعلق بصحة الطفل:
1 ـ المرأة الحامل وعنايتها بصحتها، حيث صحتها صحة للجنين، ولابد من عمل اللازم لذلك.
2 ـ ما بعد الولادة يمر الطفل بأدوار، لكل دور حالة خاصة ورعاية صحية خاصة، ونجملها فيما يلي.
ـ الوليد في شهره الأول حيث دقة حساسيته في هذا السن، لابد أن تعرف الأم: ما هي المظاهر الصحية وغير الصحية في تلك الفترة، كيف تعامله، مكان نومه المناسب، الرضاع السليم، اللباس.. إلى غير ذلك.
ـ المرحلة الثانية: ما بعد الوليد وهي الرضيع وفيها يحصل المشي، والنطق وما يلزم لها من رعاية صحية، فعند محاولة الطفل المشي لا يكلف فوق طاقته ولا داعي لإعانته بحاجة يمشي عليها بل يترك لقدرته.
النطق: ألا تعلمين أن اضطرابات النطق سببها تشخيص الأهل لها، أي: قولهم بوجودها واتخاذ الوسائل لمعالجتها.
ـ المرحلة الثالثة: سن ما قبل المدرسة، وفيها يتم إعداده للمدرسة، يراعى قدرة الطفل، جعل المدرسة والقراءة محببة إليه.
ـ ثم تأتي مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة والتي يكون الجهد التربوي فيها صعبًا.
ثم تذكري بعض القضايا الصحية التي يجب أن يكون لديك خبرة بها.
1 ـ لقاحات الطفل ما هي، أوقاتها.
2 ـ النمو السليم للطفل.
3 ـ مجارات ملكات الطفل.
4 ـ لِعب الطفل ولُعبه.
أهمية اللعب في حياة الطفل ليس مجرد تسلية بل وسيلة للتعليم وتنمية المواهب.
لكل سنّ لُعب معيّنة تناسبه، لو أعطي لعبة أقل من مستواه الذهني لم يحفل بها، ولو أعطي لعبة فوق مستواه يحتاج لجهد أكبر من طاقته، وقد يفسدها وهناك لعب ضارة يحذر منها.
ـ السلس أو التبول الليلي أسبابه كيف يعالج بصورة صحيحة.
ـ الطفل الأعسر: البيئة والتوجيه. لهما دور كبير.
ـ الحوادث: السقوط، الابتلاع، التسمم، الحروق، الدهس.. إلخ لكل سن حوادث خطرة كيف تقين طفلك؟ [انظر كتاب "رعاية الطفل الصحية" للدكتور نبيه الغبرة].
هذا جانب من جوانب العناية بالطفل، هل لديك فيه الخبرة الكافية؟ لم يكن القصد من ذكرها التفصيل وإعطاء منهج صحي فليس هذا موضعه، وإنما إشارة إلى أن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة.
إذا انتقلنا إلى الجانب الآخر وهو جانب تربية الطفل خلقيًّا وبنائه بناءً صالحًا وغرس العادات الطيبة وإبعاده عن العادات السيئة حتى ينشأ ولدًا صالحًا يكون قرّة عين لوالديه، إن هذا الجانب يحتاج لمحاضرات متعددة؛ لأنه موضوع ذو تشعب. إن من يقوم على تربية الطفل لابد أن يعرف ما هي خصائص الطفل حتى يتعامل معه على بيّنة، ثم ما هي الوسائل الجيدة والمجدية للتربية، ولابد أن تدركي أيتها الأخت أن لكل سن في حياة الطفل طبيعة خاصة ولها وسائلها التربوية الخاصة والكتابات في هذا الجانب كثيرة، وإذا كنت تؤمنين بأن هذا جزء هام من دورك العظيم في تربية الأسرة فلا بد أن يكون لديك فيه الإلمام الذي يمكنك من القيام برسالتك العظيمة [مما أنصح به في هذا الجانب سماع محاضرة مسجلة للدكتور عبد العزيز النغيمشي بعنوان (واقع الطفل المسلم)]. وأنا أذكر إشارات بسيطة في هذا:
خصائص الطفل:
وهذه الخصائص لابد أن يعرفها من أراد أن يربي الطفل على منهج تربوي وسليم ومنها:
1 ـ القابلية، فالطفل صفحة بيضاء لم يتعمق لديه أي سلوك أو أفكار، قابل للتعديل والتوجيه. مثل الغصن اللين قابل للتشكيل على أي شكل تريد، إذن فلا بد أن تعي المرأة دورها في هذا الأمر.
2 ـ مادية في التفكير، فلا تقلق الأم إذا لم يفهم بعض الأمور؛ لأنه يربط ما أمامه بالتفكير المادي، فلو قلت له ثلاثة زائد ثلاثة لم يفهم، لكن ضع أمامه ثلاثة أقلام، وثلاثة، يقول: ستة وهكذا.
من أجل هذا فهو لا يكلف إلا بعد البلوغ ولتربيته على الصفات الحميدة لابد أن تربط بآثارها العملية المحسوسة له.
3 ـ الفردية، والأنانية، كل شيء له، دور المربي إخراجه منها حتى يحترم الآخرين.
4 ـ الطفل له حاجات لابد منها إذا لم توفر له تعرقل نموه، أو تنشئ عنده سلوكيات سيئة، منها:
أ ـ الحب والأمن من أبويه.
ب ـ التقدير والثقة فإنه إذا لم يحترم ويعطى الثقة ينشأ عنده عدم الثقة بالنفس.
جـ ـ الرفقة، لابد له من صحبة، فينبغي اختيار الرفقة الذين اعتني بتربيتهم حتى لا يقع التناقض.
كيف نربي الطفل؟
كل ما نعمله من وسائل لتربية الطفل يرجع إلى أحد الطرق الآتية:
1 ـ التلقين وهذا يعتمد فيه على مجرد الأمر وهو غير مجد كثيرًا، وللأسف أنه المستعمل لدى كثير من الناس.
2 ـ يضاف مع التلقين أمر آخر كالنصح أو الترغيب والترهيب، وهذا أجدى من سابقه.
3 ـ بالملاحظة والتقليد، وهذا أهمها وأخطرها وهنا دور القدوة والسلوكيات في البيت وسلوك الأم كيف يكون حال الطفل، فل تستطيع تعليمه الصدق ونهيه عن الكذب وهي تكذب أمامه.
بعد هذا هناك ملحوظات عامة حول تربية الطفل ومنها:
ـ الضرب وسوء استعماله، لا شك أن الضرب وسيلة تربوية لكن كيف ومتى يستعمل؟ هذا أمر مهم.
ـ تخويف الطفل بالبعبع وآثاره على نفسية الطفل.
ـ التربية بين التدليل والقسوة.
ـ إبعاد الطفل عن الأطفال غير المهذبين.
ـ متابعة الطفل في دراسته.
ـ تربية البنت على الحياء.
ـ التربية بالنظرة وتعويد الطفل على ذلك.
ـ عدم التناقض بين الزوجين في التوجيه فهذا يأمر وهذا ينهى عن نفس الفعل.
ـ عدم التناقض بين القول والفعل.
ـ مراقبة الأطفال في البيت من حيث لا يشعرون.
ـ الدعاء واستعمال الكلمات النابية.
ولا شك أن كل نقطة مما سبق بحاجة إلى شرح وإفاضة، وليس المجال شرح وسائل التربية وطرقها، وإنما ذكرت ذلك لأبيّن أن عمل المرأة في تربية الطفل ليس عملاً يسيرًا بل هو عمل يحتاج للعلم، ويحتاج جهدًا في المتابعة.
خامسًا: أعمال أخرى:
تلك المجالات الأربعة السابقة هي أهم مجالات عمل المرأة في بيتها والتي من خلالها تشارك في إعداد الأسرة إعدادًا سليمًا، ولكن هناك أعمال أخرى فيها نفع للأسرة مادّيًّا أو تربويًّا إن بقي لدى المرأة متسع من الوقت – بعد قيامها بالأعمال الرئيسة السابقة – وهذه الأعمال كثيرة لا تنحصر، وهي متجددة حسب الظروف المادية والاجتماعية للأسرة وحسب جهد المرأة وتفكيرها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
ـ خياطة الملابس، كم تنفق الأسرة من المال في هذا الجانب، إضافة إلى آثارها السلبية الأخرى، حيث تقضي المرأة وقتًا طويلاً أمام هذا الخياط الأجنبي وهي تحاول أن تشرح له ما تريد وهو أعجمي في الغالب يفهم بعض الكلام ولا يدرك أكثره، إضافة لما يجلب للبيوت من الموديلات والموضات المخالفة للشرع وللأخلاق والذوق الاجتماعي.
إنه من العجيب أن تخرج المرأة للعمل خارج المنزل لاكتساب بعض الريالات، ثم يصرف هذا الراتب على الخياط، وعلى المربية التي تقوم على الأطفال، ترى لو تفرغت المرأة لتربية أطفالها وما بقي لديها من وقت قضته في خياطة ملابسها كم ستوفر للأمة، ليس مبلغًا من المال إنما حفظ أجيال الأمة وحفظ أخلاقها، وهذا ليس على العموم، فقد مر بنا أن الأمة بحاجة للمرأة العاملة في بعض المجالات التي لا يقوم بها غيرها، لكن فرق أن يكون هذا استثناءً أو هو الحالة العامة.
ـ من الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة في البيت صناعة بعض التحف والأشكال الجمالية. إن طلب الجمال أمر مركوز في الفطرة، فحب الإنسان للمناظر الجميلة والأشكال الرائعة أمر مباح، وللإنسان أن يطلبها ويعملها إذا لم يكن فيها إسراف، ولا محذور شرعي كوجود الصور. وإن كثيرًا من تلك الأشكال قد تعملها المرأة. إن بعض الناس مولع بتلك التحف ويبذل كثيرًا من المال لاقتنائها، ماذا لو استغلت المرأة بعض وقتها وعملت شيئًا من تلك التحف ووفرت هذا المال. هذا الجانب من الأعمال ليس ذا أهمية كبيرة، لكن ذكرته لأبين أن أمام المرأة مجالاً للتفكير في استغلال فاضل وقتها فيما ينفعها وينفع أسرتها.
وبعد أن استعرضنا تلك الأعمال الهامة التي تقوم بها المرأة في بيتها وتشارك من خلالها في تربية الأسرة. هل يصح أن نقول: إن المرأة إذا جلست في بيتها وتفرغت لتلك المهمات تبقى معطلة، وهل تصح مقولة الذين يقولون: إن بقاء المرأة في بيتها يجعل نصف المجتمع عاطلاً عن العمل؟
ما هي المقاييس الصحيحة للبطالة؟ تخرج المرأة لتترك أقدس وظيفة وأخطرها لتؤدي دور كاتب صادر أو وارد، أو ناسخ آلة يؤديها أي شاب من الشباب العاطلين! وتترك المرأة بخروجها رعاية أطفالها وتربيتهم للخادمة والحاضنة! ثم تعود لتنفق هذا المال الذي تركت وظيفتها الأساسية من أجله تعود لتنفق هذا المال على تلك الخادمة وعلى السائق وعلى أماكن الخياطة! ولكن مرض النفوس وانتكاس الفطرة.
إنها انتكاسات البشر حين يحيدون عن منهج الله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 125] قد يقول بعض من فرض عليهم الواقع ضغوطه وأصبحوا لا يفكرون إلا من خلال أوضاع اجتماعية معينة يقول هؤلاء: إن هذا كلام عاطفي بعيد عن الواقع العملي.
صور من واقع المرأة في الغرب:
أقول لمثل هؤلاء تعالوا واسمعوا إلى صيحات بعض الغربيين الذين هالهم ما وصلت إليه مجتمعاتهم عندما خرجت المرأة وتركت البيت، إن الغرب وإن تقدّم مادّيًّا لكنه تأخّر اجتماعيًّا وخلقيًّا وأصبحت حضارته معرضة للسقوط، وبدأ المفكرون الغربيون ينذرون بالخطر ويحذرون مما وصلت إليه حالة الأسرة، وحالة المرأة بعد نزولها لميدان العمل خارج المنزل، يقول (أجوست كونت مؤسس علم الاجتاع): (يجب أن يغذي الرجل المرأة، هذا هو القانون الطبيعي لنوعنا الإنساني، وهو قانون يلائم الحياة الأصلية المنزلية للجنس المحب (النساء)، وهذا الإجبار يشبه ذلك الإجبار الذي يقضي على الطبقة العاملة من الناس بأن تغذي الطبقة المفكرة منهم، لتستطيع هذه أن تتفرغ باستعداد تام لأداء وظيفتها الأصلية، غير أن واجبات الجنس العامل من الجهة المادية (الرجل) نحو الجنس المحب (المرأة) هي أقدس من تلك تبعًا لكون الوظيفة النسوية تقتضي الحياة المنزلية) [المرأة بين الفقه والقانون ص22].
وهذه كاتبة غربية شهيرة تقول في مقال نشر في جريدة (الاسترن ميل) في 10 مايو 1901 تقول: (لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين، فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء، الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش، ويعاملان كما يعامل أولاد البيت ولا تمس الأعراض بسوء. نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال. فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها) [المرأة بين الفقه والقانون للسباعي ص178، عن مجلة المنار لرشيد رضا].
انظر إلى كلام هذه المرأة في أوائل هذه القرن، وقد زاد حال المرأة الغربية سوءًا بعد ذلك، فأين عقول دعاة التحرير أم ران عليها مرض الشهوة.
ويقول جول سيمون: (المرأة التي تشتغل خارج بيتها تؤدي عمل عامل بسيط ولكنها لا تؤدي عمل امرأة) [المرأة بين الفقه والقانون ص179].
وهذه امرأة تدعى "كاتلين ليند" زوجة رائد الفضاء الأمريكي "د. دون ليزي ليند" فليست أسرة أمية، بل هي أسرة غربية في قمة التقدم العلمي، تقول هذه المرأة: (كربة بيت فإنني أقضي معظم وقتي في البيت. وكامرأة فإنني أرى أن المرأة يجب أن تعطي كل وقتها لبيتها وزوجها وأولادها.. ولازلت أذكر حديثًا لأحد رجال الدين ردًّا على سؤال: إذا كان مصير المرأة بيتها فلماذا إذن تتعلم؟ لقد قال يومها لصاحبة السؤال: إذا علمت رجلاً فإنك تعلم فردًا، وإذا علمت امرأة فأنت تعلم جيلاً أو أمة..
ثم تقول: (وأنا مسرورة جدًّا من بقائي في البيت إلى جانب زوجي وأطفالي حتى في الأيام العصيبة – وأقصد الأيام التي كنا في حاجة فيها إلى المال – لم يطلب مني زوجي أن أعمل وكانت فلسفته أننا نستطيع أن نوفر احتياجاتنا الضرورية لكننا لا نستطيع أن نربي أولادنا إذا أفلت الزمام من بين أيدينا...) [رسالة إلى حواء ص2/61، نقلاً عن جريدة الأنباء الكويتية].
إن هذه النصوص واضحة، وليست بحاجة إلى تعليق، بل لسنا بحاجة إليها فإننا نؤمن بأن ما اختار الله للبشر هو الصلاح، وهو ما جاء به دين الإسلام {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} [الأحزاب: 36].
سؤال أخير:
وبعد هذا يأتي سؤال أخير وهو مهم جدًّا، هل كل امرأة تستطيع القيام بهذه الوظيفة الكبيرة، وهل مجرد جلوس المرأة في بيتها كاف لتتم هذه الوظيفة؟
وجوابًا على هذا السؤال نقول: إن الشرط الأساسي في المرأة التي تستطيع القيام بهذه المهمة هو أن تكون امرأة صالحة كما أرشد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهذا بقوله: )تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك( [الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة، كتاب النكاح/ باب (الأكفاء في الدين) ومسلم كتاب الرضاع، باب (استحباب نكاح ذات الدين)].(83/356)
بيّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعايير التي يقوّم الناس عليها شريكة الحياة، ثم أمر بتقديم معيار الدين. إن بعض الناس يجعل الميزان هو الجمال ويتفنن الناس في رسمه، وبعضهم يجعل المال هو المعيار سواء كان موجودًا أو مكتسبًا.
وبعضهم يجعل الحسب والنسب معيارًا، ولكن معيار الشرع هو الدين. والمرأة الصالحة هي المؤتمنة للقيام بهذه المهمة العظيمة.
إن الذي يختار المرأة الدينة يكون قد وفر على نفسه جهدًا عظيمًا.
وإذا توفرت المرأة الصالحة فلابد أن يكون لديها قدر من العلم الذي يجعلها مؤهلة للقيام بعملها خير قيام، تعرف ما يجب عليها، واعية ومدركة لرسالتها في الحياة، وبهذا ندرك أن المقصود بالعلم هنا ليس الشهادة والمؤهل، وإنما العلم بوظائفها التي يحب أن تقوم بها والعلم بالوسائل التي تعينها على ذلك.
فيلزم المرأة بعد تعلّم دينها أن تعلم كل ما يلزم لها مما يعينها لتقوم بوظيفتها في البيت، تقوم بمتابعة كل ما يستجد مما يكتب حول الموضوعات التي تهمها كالموضوعات المتعلقة بالطفل سواء ما كان حول صحته أو عن تربيته، والموضوعات المتعلقة بالبيت والتدبير المنزلي، والموضوعات المتعلقة ببعض المواضيع الاجتماعية، والمواضيع التي تكتب حول المرأة وغيرها مما يهم المرأة.
إن وجود المرأة الصالحة مع العلم هو المؤشر على إمكانية أداء المرأة لوظيفتها.
وإن جهل المرأة وعدم صلاحها سبب للضياع حتى ولو كانت المرأة متفرغة غير عاملة فإنها سوف تضيع الوقت في الزيارات الفارغة والقيل والقال وتتبع الموضات، ومثل هذه لا يرجى منها أن تقوم بدور مهم ولا أن تخرج جيلاً صالحًا. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
دور المرأة في تربية الأسرة
صالح الفوزان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد: فحديثنا يتعلق بالمرأة المسلمة، والحديث عنها أحسبه في هذا الوقت هامًّا؛ ذلك لأن المرأة في مجتمعنا تتعرض لهجمة شرسة من أعداء هذا الدين حيث يطرح ما يسمى بقضية أو قضايا المرأة، ويقصدون به إخراج المرأة عن الوضع الذي أراد الله لها...
ونحن لا نعرف للمرأة قضية غير قضية أمتها. إن جهل الأمة بدينها، وضعفها في الأخذ به هو قضية الأمة والمرأة. وهو ما نحاول إيضاح شيء منه في هذه المقالة ولنا مع هذا العنوان وقفات.
الأولى: حول مفهوم التربية، حيث نقصد بها المعنى الواسع للبناء وما يلزم له من تعهد الأسرة ورعايتها، حتى لا يظن البعض أن التربية مجرد تهذيب الأخلاق وتقويمها وهذا من مشمولات التربية، والتربية للأسرة أوسع مجالاً من هذا.
والثانية: أنه قد يفهم من العنوان أن للمرأة دورًا في تربية الأسرة ولكنه عمل ثانوي لها، والحقيقة أن عمل المرأة في تربية الأسرة هو عملها الرئيس وما عداه فهو استثناء.
مكان المرأة:
وهذه المسألة بحاجة إلى توضيح وجلاء فنقول: إن مكان المرأة الطبيعي هو البيت وهو مكان عملها، هذا هو الأصل، وهذا ما تدعمه أدلة الشرع، وهو منطق الفطرة التي فطرت المرأة عليها.
أما دلالة الشرع على هذا فالنصوص والوقائع التي تشهد له كثيرة منها:
1 ـ قال تعالى مخاطبًا أمهات المؤمنين: ? وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ?(1)، يقول سيد قطب: « فيها إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن، وهو المقر، وما عداه استثناءً طارئًا لا يثقلن فيه ولا يستقررن إنما هي الحاجة تقضى وبقدرها »(2) .
2 ـ ويقول تعالى: ? لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ ?(3)، وهي وإن كانت في المعتدة فقد قال العلماء: إن الحكم لا يختص بها بل يتعداها. فدلالة الإضافة ?بُيُوتِكُنَّ? ?بُيُوتِهِنَّ? مع أنها في الغالب للأزواج فهي إضافة إسكان لا تمليك، كأن الأصل لها سكنًا.
3 ـ في قصص الأنبياء دروس وعبر. قصة موسى مع المرأتين ?وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ? إلى قوله: ?قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ...?( 4 ) لنتأمل هذه الدروس في الآية. فهذا موسى يجد الرعاة على الماء ومن دونهم امرأتين تذودان غنمهما لئلا تختلط بغنم الناس؟ يسألهما ما شأنكما؟ لماذا لا تسقيان غنمكما مع الناس؟
يأتي الجواب: لا نسقي حتى يصدر الرعاء. إن لديهما تقوى وورعًا يمنعانهما من الاختلاط بالرجال، فكأنه يأتي سؤال آخر، ما الذي أخرجكما؟ ثم يأتي الجواب مباشرة ?وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ? فهي الضرورة والحاجة دعت لذلك، ولما اضطرتا للخروج لزمتا الخلق والأدب، فلم تختلطا بالرجال.
ثم يأتي درس آخر حيث تفكر إحدى المرأتين أن الوقت قد حان لتعود الأمور إلى طبيعتها ? قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ? واقتنع شعيب بالحل فعرض على موسى: ? قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ...? ويقبل موسى العرض وتعود الأمور إلى نصابها فيعمل موسى بالرعي وتعود المرأة زوجة عاملة في بيتها. هكذا يقص علينا القرآن وإن في قصصهم لعبرة.
4 ـ الصلاة في المسجد مشروعة في حق الرجال ومن أفضل الأعمال فكيف إذا كانت في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه، ومع ذلك يحث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المرأة على الصلاة في بيتها. عن امرأة أبي حميد الساعدي، أنها جاءت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك. فقال: ( قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي ). فأمرت فبُني لها مسجدٌ في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل [5] .
وإيحاء الحديث واضح في أن الأصل قرار المرأة في بيتها، حتى فضل الصلاة في بيتها على الصلاة في مسجده ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أنه أذن للمرأة في الذهاب للمسجد.
5 ـ واقع المرأة في القرون المفضلة الأولى – التي هي مكان القدوة – يؤيد هذا، حيث نجد أن خروج المرأة وقيامها بعمل خارج البيت يكاد يكون حوادث معدودة لها أسبابها الداعية لها، بل هذا هو فهم الصحابة. ورد أن امرأة ابن مسعود طلبت أن يكسوها جلبابًا فقال: أخشى أن تتركي جلباب الله الذي جلببك، قالت: ما هو؟ قال: بيتك.
6 ـ ما جاء به الشرع هو الموافق للفطرة ? أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ?[6] إن قرار المرأة في بيتها هو منطق الفطرة الذي يوافق وظائفها وطبيعتها، ويقيها التشتت والتناقض ولقد أثبتت التجارب العلمية والنفسية ما يؤيد هذا، كما نادى بعض الباحثين المنصفين في الغرب لتلافي خطر تشغيل المرأة بما يخالف فطرتها وطبيعتها، ولكن أصحاب الشهوات صم عن كل داع لذلك بل يتهمونه بأنه يدعو للعودة بالمرأة إلى عهود الرجعية والرق كذا زعموا! ويأتي مزيد بيان لهذا في ثنايا الموضوع.
الموقف حول خروج المرأة:
بقي أن يفهم أن خروج المرأة ليس ممنوعًا على إطلاقه، فقد وردت نصوص تدل على جواز خروج المرأة وعملها خارج المنزل، لكن هذه الحالة ليست هي الأصل بل هي استثناء وضرورة.
ومما ورد في هذا إذن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمرأة في الصلاة بالمسجد مع أنه فضّل الصلاة في بيتها.
ومن ذلك ما ورد من مشاركة بعض النساء في بعض المعارك في السقي ومداواة الجرحى.
وقد تمسك بهذا دعاة تحرير المرأة، بل دعاة إفسادها من أصحاب الأهواء، كما استدل بها بعض الطيبين الذين انهزموا أمام ضغط الحضارة الوافدة دفاعًا عن الإسلام في ظنهم.
وللإجابة على هذا نقول: إن خروج المرأة وعملها خارج البيت ليس ممنوعًا على الإطلاق، بل قد تدعو إليه الحاجة كما خرجت بنتا شعيب، وقد يكون ضرورة للأمة كتعليم المرأة بنات جنسها وتطبيبهن وعليه تحمل أدلة خروج المرأة، وهي حالة استثناء وليست أصلاً، ولهذا نجد الإمام ابن حجر يقول: لعل خروج المرأة مع الجيش قد نسخ، حيث أورد في "الإصابة" ترجمة أم كبشة القضاعية وقال: أخرج حديثها أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني وغيرهما من طريق الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من قضاعة قالت: يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا. قال: لا، قالت: يا رسول الله: إني لست أريد أن أقاتل: إنما أريد أن أداوي الجرحى والمرضى وأسقي الماء. قال: ( لولا أن تكون سنة، ويقال: فلانة خرجت لأذنت لك، ولكن اجلسي ).وأخرجه ابن سعد، وفي آخره ( اجلسي لا يتحدث الناس أن محمدًا يغزو بامرأة ) ثم قال: يمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي أن هذا ناسخ لذاك؛ لأن ذلك كان بخيبر وكان هذا بعد الفتح [7] .
وعلى كل حال فالأدلة ثابتة في خروج بعض النساء والمشاركة في مداواة الجرحى والسقي، ولكنها حالات محدودة تقدر بقدرها ولا تغلّب على الأصل، ومن المهم أن يتضح الفرق بين كون عمل المرأة خارج البيت أصل، وبين كونه استثناء.
فإذا كان استثناء لحالات معينة فلن نعدم الحلول للسلبيات المتوقعة من الخروج.. وليس هذا مجال طرحها، أما إذا كان الخروج أصلاً كما يرى بعض المستغربين حيث يرى أن المرأة ستبقى معطلة إذا عملت في البيت، وأن هذا شلل لنصف المجتمع. أقول: إن سرنا في هذا الاتجاه فستقع سلبيات الخروج وما يترتب عليه، كما حصل في المجتمعات الغربية.
ستقع مفاسد الاختلاط، ومفاسد خلو البيوت من الأم، مهما اتخذنا من إجراءات وكنا صادقين في ذلك، ولو حاول البعض أن يغطيها بالشعار الخادع: «خروج في ظل تعاليم شريعتنا، وحسب تقاليدنا». ثم لابد أن نفهم أنه إذا تقرر لدينا أن الأصل هو عمل المرأة في بيتها، وأن عملها خارج البيت استثناء، وأن هذا مقتضى أدلة الشرع فلسنا بعد ذلك مخيرين بين الالتزام بهذا أو عدمه إن كنا مسلمين حقًّا. ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينً?[8] فالآية وإن نزلت في قضية معينة، فمفهومها عام. ثم هي جاءت بعد الآيات التي أمرت نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقرار في بيوتهن.
ولقد بيّن الله أن ترك شريعته والإعراض عنها سبب حتمي – لا شك – للشقاء كحال أكثر أمم الأرض اليوم ?وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكً?[9] وإن حال الأمة التي لديها المنهج القويم ثم تتركه وتبحث في زبالة أفكار الرجال كقول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
ما هي الأسرة؟
الوقفة الثالثة مع العنوان عن "الأسرة": ما هي الأسرة التي هي مجال عمل المرأة، ما أهميتها؟
الأسرة أحد المؤسسات التربوية الدائمة التي لا تنفك أبدًا فلا نتصور مجتمعًا بدون أسرة.
وإن وجودها واستمرارها واستقرارها من مقاصد الشرع ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً?[10] .
توحي الآية أن أصل البشر أسرة واحدة«نفس واحدة وخلق منها زوجها» ومن الزوجين بث أسرًا كثيرة. ويقول: ?وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً?[11] نسبًا بالنسبة للذكور، وصهرًا بالنسبة للإناث.
وقد حثّ الإسلام على تكوينها متى توفرت الإمكانات، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج )[12]، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( تزوجوا الودود الولود )[13] .
بيّن الإسلام دور الأسرة وأثرها العظيم إذ هي التي تحدد مسار حياته ودينه، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.. )[14] .
جاءت تشريعات الإسلام كلها لتنظيم الأسرة وحمايتها من التفكك، ومن ذلك أحكام النكاح والطلاق والعدد وحقوق الآباء والأمهات، وغيرها كثير، كلها تدلّ على تلك المكانة التي أولاها الإسلام للأسرة، لأنها مكان نشوء الأجيال، وعلى قدر ما تكون الأسرة يكون مستقبل الأمة.
وإن المرأة هي العمود الفقري لهذه الأسرة، وكما قيل: وراء كل عظيم امرأة تربى في حجرها.
ألا تستحق هذه الأسرة من المرأة تفرغًا، وهل عمل المرأة فيها جهد ضائع؟ إن رسالة المرأة هي الأمومة بما تحمله، وهي أوسع من مجرد الإنجاب، بل التربية التي تعد الفرد الصالح.
إن عمل المرأة في بيتها إن ظنه البعض صغيرًا فهو كبير تلتقي فيه كثير من التخصصات ويحتاج لما تحتاج له دولة، يحتاج للعلم والفكر، يحتاج الدقة، يحتاج الإدارة، يحتاج الاقتصاد، يحتاج الرقة والإحساس، يحتاج لسمو المبادئ.
إن المرأة التي تنظر لعمل البيت نظرة استصغار لدليل على أنها لم تفهمه حق الفهم، ومن ثم لن تقوم به، كذلك الذين يرون أنها معطلة في بيتها إما أنهم لا يفهمون هذا العمل، أو أنهم يفهمونه ولكن في قلوبهم مرض.
هل يصح أن نقول: إن المرأة إذا تفرغت للعناية بالأسرة تبقى معطلة ويخسر المجتمع نصف طاقاته.
من الضروري أن تفهم المرأة هذا الدور الكبير في ظل العقيدة ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?[15] إنه عبادة، فليس عملاً قسريًا، أو عملاً روتينيًا، بل هو عمل فيه روح لمن أدركت أهداف الحياة وسر وجود الإنسان. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت )[16] .
وبعد هذه الوقفات يأتي الحديث عن أعمال المرأة داخل بيتها والتي تمثل دورها الرئيسي في هذه الحياة لتساهم في بناء الأمة، وسوف يتضح لنا أنها أعمال كبيرة وعظيمة إذا أعطيت حقها فإنها تستغرق جل وقتها، وهذه الأعمال:
أعمال المرأة في بيتها:
أولاً: عبادة الله:
لأن ذلك هو الغاية من وجود الإنسان ككل ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ?[17] .
لذا نجد التوجيه الإلهي لأمهات المؤمنين لما أمرن بالقرار في البيوت، قال الله تعالى: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ...? [18] .
ومفهوم العبادة وإن كان أوسع من أداء الشعائر التعبدية، لكنها جزء كبير من العبادة، وأداء العبادة هو أكبر معين للمرأة على أداء دورها بإتقان في بيتها فالمرأة الصالحة هي التي تؤدي دورها على الوجه المطلوب، كما أن ذلك هو أساس التربية الصالحة بالقدوة، حيث إن قيام المرأة بأداء العبادة بخشوع وطمأنينة له أكبر الأثر على من في البيت من الأطفال وغيرهم، فحينما تحسن المرأة الوضوء، ثم تقف أمام ربها خاشعة خاضعة ستربى في الأطفال هذه المعاني بالقدوة إضافة للبيان والتوجيه بالكلام.
وهذا الجانب وإن كان معلومًا لكن لابد أن تتضح أهدافه وغاياته وأثره ويُفهم بعيدًا عن الروتين القاتل للمعاني السامية.
ثانيًا: المرأة في البيت سكن واستقرار للزوج والبيت:
قال تعالى: ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ?[19] .
التعبير بـ «سكن» وما يحمله من معنى. إن كلمة «سكن» تحمل معنى عظيمًا للاستقرار والراحة والطمأنينة في البيت، ولو حاولنا أن نوجد لفظًا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع، ذلك كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فالمرأة سكن للزوج، سكن للبيت. ثم وصف العلاقة بأنها "مودة ورحمة".
وقال: ?هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَ?[20] أي يأنس بها ويأوي إليها، ولنفهم سر التعبير «إليها» في الآيتين حيث أعاد السكن إلى المرأة فهي مكانه وموطنه، فالزوج يسكن إليها، والبيت بمن فيه يسكن إليها ? لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ? ولا تكون المرأة سكنًا لزوجها حتى تفهم حقه ومكانته، ثم تقوم بحقوقه عليها طائعة لربها فرحة راضية.
لذا يحرص الإسلام على تقرير مكانة الزوج لأنها الأساس، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجه )[21] .
بل الإشعار بمكانته حتى بعد وفاته ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم والآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرًا... )[22] .
وليفهم أن الإحداد أمر زائد على العدة، ففيه إشعار بحق الزوج على الزوجة. وقد شرع في الإسلام أحكام تكفل أداء حقوق الزوج، ومن ثم يكون البيت سكنًا ويصبح بيئة صالحة.
على أن هذه الأحكام والتشريعات ليست خاصة بالمرأة بل هي على الزوجين، لكن دور المرأة فيها أكبر لأنها العمود كما ذكرنا، وحيث مجال حديثنا عن المرأة وعن دورها في تربية الأسرة، لابد من الإشارة لبعض المسئوليات والوسائل اللازمة لها التي تجعل البيت سكنًا كما أراد الله، ومنها:
1 ـ الطاعة التامة للزوج فيما لا معصية فيه لله:
هذه الطاعة هي أساس الاستقرار، لأن القوامة للرجل ?الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ...?[23] فلا نتصور قوامة بدون طاعة... والبيت مدرسة أو إدارة، فلو أن مديرًا في مؤسسة أو مدرسة لديه موظفون لا يطيعونه، هل يمكن أن يسير العمل، فالبيت كذلك. إن طاعة الزوج واجب شرعي تثاب المرأة على فعله، بل نجد طاعة الزوج مقدمة على عبادة النفل، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه ) [24] . وفيه إشارة إلى أهمية طاعة الزوج حتى قدمت على عبادة صيام النفل.
2 ـ القيام بأعمال البيت التي هي قوام حياة الأسرة من طبخ ونظافة وغسيل وغير ذلك:
وحتى يؤدي هذا العمل ثمرته لابد أن يكون بإتقان جيد، وبراحة نفس ورضى وشعور بأن ذلك عبادة.
وإليك أيها الأخت نماذج من السيرة ومن سلف هذه الأمة. أخرج الإمام أحمد بسنده عن ابن أعبد قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أخبرك عني وعن فاطمة رضي الله عنها كانت ابنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت من أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرَّت بالرحى حتى أثّر الرحى بيدها، وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمّت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر، فقدم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبي أو خدم، قال: فقلت لها: انطلقي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاسأليه خادمًا يقيك حر ما أنت فيه، فانطلقت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوجدت عنده خدمًا أو خدامًا فرجعت ولم تسأله فذكر الحديث فقال: ( ألا أدلكِ على ما هو خير لكِ من خادم إذا أويتِ إلى فراشكِ سبحي ثلاثًا وثلاثين واحمدي ثلاثًا وثلاثين وكبري أربعًا وثلاثين ) فأخرجت رأسها فقالت: رضيت عن الله ورسوله مرتين.. [25] . فلم ينكر قيامها بهذا المجهود، ومن هي في فضلها وشرفها، بل أقرها وأرشدها إلى عبادة تستعين بها على ذلك، وأن ذلك خير لها من خادم.
روى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل عليَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد دبغت أربعين منا، وعجنت عجيني وغسلت بنّى ودهنتهم ونظفتهم. قالت: فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( اتيني ببني جعفر ) قالت: فأتيته بهم، فتشممهم وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: ( نعم، أصيبوا هذا اليوم ) ... الحديث [26] .
3 ـ استجابتها لزوجها فيما أحل الله له:
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )[27] . بل الأولى في حقها أن تتقرب إليه دون الطلب، وأن تتهيأ لذلك وتتجمل. وإنه لمن المؤسف أن بعض النساء تتجمل لخروجها – وقد نُهيت عن ذلك – أكثر مما تتجمل لزوجها – وقد أُمرت به – وكل ذلك يدل على جهل بالمسؤولية، أو عدم اتباع لشرع الله.
إن لقيام المرأة بهذا الأمر، وحسن الأخذ به أثرًا كبيرًا على استقرار البيت، حيث عفة الزوج ورضاه بما عنده وعدم شعوره بالإحباط والحرمان، ومن ثم الاستقرار النفسي.
ما أكثر الرجال الذين يعيشون حياة غير مستقرة بسبب شعورهم بالحرمان، لأن المرأة لم تعر هذا الجانب اهتمامًا، أو لم تعرف كيف تقوم به حق القيام، فلتدرك المرأة دورها في ذلك، ثم لتفكر وتبحث كيف تؤديه.
4 ـ حفظ سره وعرضه:
فلا تتعرض للفتنة ولا للتبرج، ولا تتساهل في التعرض للرجال في باب المنزل أو النافذة أو خارج البيت، ولتكن محتشمة عند خروجها.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( فأما حقكم على نسائكم فلا يوطين فرشكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون )[28] .
إن هذا يعطي صيانة أخلاقية للبيت، وثقة للزوج، وتربية للأبناء على العفة، وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في أي أمر من هذه الأمور لن يكون سكنًا مريحًا، ولا مكان استقرار.
5 ـ حفظ المال:
يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيته )[29] . وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش. أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده )[30] .
وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها:
1 ـ الإصلاح في البيوت بحفظ ما فيها.
2 ـ عدم التبذير والإسراف.
3 ـ عدم تحميل الزوج ما لا يطيق من النفقات.
والأمور المالية اليوم أصبح لها نظام وحساب فكم من الوسائل والطرق توفر للأسرة عيشًا هنيئًا مع عدم التكلفة المالية، وقد أصبحت فنًّا يدرس، فهل تعي الزوجة دورها في ذلك.(83/357)
6 ـ المعاملة الحسنة:
فالزوج له القوامة فلابد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا ومن صور حسن المعاملة.
ـ تحمل خطئه إذا أخطأ.
ـ استرضاؤه إذا غضب.
ـ إشعاره بالحب والتقدير.
ـ الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )[31] .
فكيف إذا كانت من زوجة لزوجها.
ـ الانتباه لأموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية النوع والوقت. ولتعلم المرأة أنها حين تقوم بهذه الأمور ليس فيه اعتداء على شخصيتها أو حطّ من مكانتها بل هذا هو طريق السعادة، ولن تكون السعادة إلا في ظل زوج تحسن معاملته وذلك تقدير العزيز العليم ?الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ?[32] يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجه )[33] .
فلتفهمي مقاصد الشرع ولا تغتري بالدعاية الكاذبة وليكن شعارك سمعنا وأطعنا.
?فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى? [34] .
7 ـ تنظيم الوقت:
احرصي على تنظيم وقتك حتى يكون عملك متعة، واجعلي البيت دائمًا كالروضة نظافة وترتيبًا، فالبيت دليل على صاحبته، وبالنظافة والترتيب يكون البيت بأجمل صورة، ولو كان الأثاث متواضعًا والعكس بالعكس.
إن الزوج والأولاد حينما يعودون من أعمالهم ودراستهم متعبين فيجدون بيتًا منظمًا نظيفًا يخف عنهم العناء والإرهاق، والعكس بالعكس؛ فنظافة السكن ونظامه من أهم الأسباب لكونه سكنًا وراحة.
8 ـ قفي مع زوجك:
في الأحداث والأزمات وما أكثرها في هذه الدنيا! أمدِّيه بالصبر والرأي، اجعليه عند الأزمات يهرب لبيته، لزوجته، لسكنه، لا يهرب عنها، فذلك من أكبر الأسباب للوئام، وبهذا يكون البيت سكنًا.
9 ـ الصدق معه:
كوني صادقة معه في كل شيء وخصوصًا فيما يحدث وهو خارج البيت، وابتعدي عن الكذب والتمويه، فإن الأمر إن انطلى مرة فلن يستمر ثم تفقد الثقة، فإذا فقدت الثقة فلن يكون البيت سكنًا مريحًا، ولا مكانًا للتربية الصالحة.
10 ـ كيف تتصرفين عند حصول الخلاف؟
وأخيرًا اعلمي أننا بشر، فلا بد من الضعف، ولابد من وقوع اختلاف حول بعض الأمور، لكن المهم كيف تعالج الخلافات فإذا كان من الطبيعي حصول بعض الخلاف، فليس من الجائز أن يتحول كل خلاف إلى مشكلة قد تقوض كيان البيت، وإليك بعض التوصيات التي ينبغي الانتباه لها عند حصول خلاف.
1 ـ تجنبي الاستمرار في النقاش حالة الغضب والانسحاب حتى تهدأ الأعصاب.
2 ـ استعملي أسلوب البحث لا الجدال والتعرف على المشكلة وأسبابها.
3 ـ البعد عن المقاطعة والاستماع الجيد.
4 ـ لابد من إعطاء المشاعر الطيبة، وبيان أن كل طرف يحب الآخر، ولكن يريد حل المشكلة.
5 ـ لابد من الاستعداد للتنازل، فإن إصرار كل طرف على ما هو عليه يؤدي إلى تأزم الموقف، وقد ينتهي إلى الطلاق.
هذا بعض ما ينبغي للمرأة أن تسلكه في بيتها حتى تكون قد شاركت في إيجاد السكن الحقيقي، البيت الذي يعيش فيه الزوج هادئًا آمنًا مستقرًا فينتج لأمته، وفيه يتربى الأولاد التربية السليمة فتصلح الأمة بصلاح الأجيال، والزوجان هما أساس الأسرة فإذا كانت العلاقة بينهما سيئة فلا استقرار للبيت.
ثالثًا: جعل الأسرة في إطارها الواسع سكنًا:
من الأعمال التي تقوم بها المرأة في بيتها لتؤدي دورها في تربية الأسرة حرصها على جعل الأسرة سكنًا واستقرارًا في إطار الأسرة الواسع، إن الحديث في الفقرة السابقة يمسّ الأسرة في إطارها الضيق الزوج والزوجة والأولاد، لكن هناك إطار للأسرة أوسع من ذلك يشمل الأم والأب والأخوة والأخوات، ولهم حقوق سواء كانوا مع الزوج في البيت أو ليسوا معه. ولابد أن يلتئم شملهم وتصلح العلاقات بينهم، حيث يتعلق بذلك أحكام كثيرة، منها بر الوالدين وصلة الأرحام.
وللمرأة دور خطير في ذلك، فكم من امرأة بوعيها بهذا الجانب وخوفها من الله، كانت سببًا للصلة بين زوجها وأمه وأبيه وإخوته وأرحامه، فأصبحت أداة خير تجمع الأسرة على الخير، وكم من امرأة جاهلة بواجبها في هذا الجانب، أو تعرفه لكنها لا تخاف الله فسببت فرقة الأسرة فكان عقوق الآباء والأمهات، وكان قطيعة الرحم كل ذلك بسبب جهل المرأة بدورها في هذا الجانب وعدم القيام به.
رابعًا: تربية الأولاد:
من المجالات التي يظهر فيها دور المرأة في تربية الأسرة ( تربية الطفل ) وهذا من أهم المجالات وأخطرها لسببين:
الأول: لأنه موجه للطفل ومن الطفل تتكون الأمة، وعلى أي حال كان واقع الطفل وتربيته اليوم سيكون وضع الأمة في المستقبل كذلك، ومن هنا ندرك أنه سيمر عبر مدرسة الأم أفراد الأمة كلهم.
الثاني: ولأن الطفل كثير المجاهيل ينطبق عليه أنه واضح غامض، سهل صعب، لذا فرعايته وتربيته تحتاج لجهد ليس سهلاً، وهذا ما سوف نوضحه فيما يأتي.
إن رعاية الطفل مسؤولية الأبوين معًا، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيته )[35] .
ويقول تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ?[36] .
ولكننا إذا نظرنا إلى واقع الأمر وجدنا أن الرجل لا يقضي في بيته ومع أطفاله إلا جزءًا يسيرًا من الوقت هذا من حيث الكم، ومن حيث الكيف فهذا الوقت يكون فيه منهكًا من العمل، يطلب الراحة، وليس لديه قدرة على التفكير في شأن أولاده. لذا يظهر لنا أن الدور الأكبر في هذا هو دور المرأة ومسؤوليتها، أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: ( هلك أبي وترك سبع بنات، أو تسع بنات، فتزوجت امرأة ثيبًا فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: تزوجت يا جابر فقلت: نعم، فقال: بكرًا أم ثيبًا قلت: بل ثيبًا. قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك قال: قلت له: إن عبد الله هلك وترك بنات وإني كرهت أن أجيئَهُنَّ بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن، فقال: بارك الله لك، أو قال: خيرً )[37] .
الحديث دلّ على مشاركة المرأة زوجها في تربية الأولاد بل إن الدور الأول هو دورها: ( تقوم عليهن وتصلحهن ) .
أيتها الأخت:
إن قيامك بهذه المهمة العظيمة يتطلب فهمك التام لها حتى تؤديها على وجهها المطلوب، إن رعاية الطفل وتربيته التربية الجيدة لابد له من معرفة بعض الجوانب التي تتعلق بالطفل، وأعرض لبعض منها:
أولاً الجانب الصحي: إن الطفل المريض أو المعوق لن يكون فردًا تامًّا مفيدًا للأمة.
لذا فأول أمر تعمله المرأة وتوليه عناية، صحة طفلها، ولقد كتبت في هذا الموضوع كتابات متعددة ومن ذلك كتاب (رعاية الطفل الصحية) للدكتور "نبيه الغبرة" فهو يعرض رعاية الطفل الصحية بأسلوب سهل ميسر تفهمه كل امرأة لديها قدر يسير من الاطلاع، ومن الملاحظات التي تتعلق بصحة الطفل:
1 ـ المرأة الحامل وعنايتها بصحتها، حيث صحتها صحة للجنين، ولابد من عمل اللازم لذلك.
2 ـ ما بعد الولادة يمر الطفل بأدوار، لكل دور حالة خاصة ورعاية صحية خاصة، ونجملها فيما يلي.
ـ الوليد في شهره الأول حيث دقة حساسيته في هذا السن، لابد أن تعرف الأم: ما هي المظاهر الصحية وغير الصحية في تلك الفترة، كيف تعامله، مكان نومه المناسب، الرضاع السليم، اللباس.. إلى غير ذلك.
ـ المرحلة الثانية: ما بعد الوليد وهي الرضيع وفيها يحصل المشي، والنطق وما يلزم لها من رعاية صحية، فعند محاولة الطفل المشي لا يكلف فوق طاقته ولا داعي لإعانته بحاجة يمشي عليها بل يترك لقدرته.
النطق: ألا تعلمين أن اضطرابات النطق سببها تشخيص الأهل لها، أي: قولهم بوجودها واتخاذ الوسائل لمعالجتها.
ـ المرحلة الثالثة: سن ما قبل المدرسة، وفيها يتم إعداده للمدرسة، يراعى قدرة الطفل، جعل المدرسة والقراءة محببة إليه.
ـ ثم تأتي مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة والتي يكون الجهد التربوي فيها صعبًا.
ثم تذكري بعض القضايا الصحية التي يجب أن يكون لديك خبرة بها.
1 ـ لقاحات الطفل ما هي، أوقاتها.
2 ـ النمو السليم للطفل.
3 ـ مجارات ملكات الطفل.
4 ـ لِعب الطفل ولُعبه.
أهمية اللعب في حياة الطفل ليس مجرد تسلية بل وسيلة للتعليم وتنمية المواهب.
لكل سنّ لُعب معيّنة تناسبه، لو أعطي لعبة أقل من مستواه الذهني لم يحفل بها، ولو أعطي لعبة فوق مستواه يحتاج لجهد أكبر من طاقته، وقد يفسدها وهناك لعب ضارة يحذر منها.
ـ السلس أو التبول الليلي أسبابه كيف يعالج بصورة صحيحة.
ـ الطفل الأعسر: البيئة والتوجيه. لهما دور كبير.
ـ الحوادث: السقوط، الابتلاع، التسمم، الحروق، الدهس.. إلخ لكل سن حوادث خطرة كيف تقين طفلك؟[38] .
هذا جانب من جوانب العناية بالطفل، هل لديك فيه الخبرة الكافية؟ لم يكن القصد من ذكرها التفصيل وإعطاء منهج صحي فليس هذا موضعه، وإنما إشارة إلى أن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة.
إذا انتقلنا إلى الجانب الآخر وهو جانب تربية الطفل خلقيًّا وبنائه بناءً صالحًا وغرس العادات الطيبة وإبعاده عن العادات السيئة حتى ينشأ ولدًا صالحًا يكون قرّة عين لوالديه، إن هذا الجانب يحتاج لمحاضرات متعددة؛ لأنه موضوع ذو تشعب. إن من يقوم على تربية الطفل لابد أن يعرف ما هي خصائص الطفل حتى يتعامل معه على بيّنة، ثم ما هي الوسائل الجيدة والمجدية للتربية، ولابد أن تدركي أيتها الأخت أن لكل سن في حياة الطفل طبيعة خاصة ولها وسائلها التربوية الخاصة والكتابات في هذا الجانب كثيرة، وإذا كنت تؤمنين بأن هذا جزء هام من دورك العظيم في تربية الأسرة فلا بد أن يكون لديك فيه الإلمام الذي يمكنك من القيام برسالتك العظيمة [39] . وأنا أذكر إشارات بسيطة في هذا:
خصائص الطفل:
وهذه الخصائص لابد أن يعرفها من أراد أن يربي الطفل على منهج تربوي وسليم ومنها:
1 ـ القابلية، فالطفل صفحة بيضاء لم يتعمق لديه أي سلوك أو أفكار، قابل للتعديل والتوجيه. مثل الغصن اللين قابل للتشكيل على أي شكل تريد، إذن فلا بد أن تعي المرأة دورها في هذا الأمر.
2 ـ مادية في التفكير، فلا تقلق الأم إذا لم يفهم بعض الأمور؛ لأنه يربط ما أمامه بالتفكير المادي، فلو قلت له ثلاثة زائد ثلاثة لم يفهم، لكن ضع أمامه ثلاثة أقلام، وثلاثة، يقول: ستة وهكذا.
من أجل هذا فهو لا يكلف إلا بعد البلوغ ولتربيته على الصفات الحميدة لابد أن تربط بآثارها العملية المحسوسة له.
3 ـ الفردية، والأنانية، كل شيء له، دور المربي إخراجه منها حتى يحترم الآخرين.
4 ـ الطفل له حاجات لابد منها إذا لم توفر له تعرقل نموه، أو تنشئ عنده سلوكيات سيئة، منها:
أ ـ الحب والأمن من أبويه.
ب ـ التقدير والثقة فإنه إذا لم يحترم ويعطى الثقة ينشأ عنده عدم الثقة بالنفس.
جـ ـ الرفقة، لابد له من صحبة، فينبغي اختيار الرفقة الذين اعتني بتربيتهم حتى لا يقع التناقض.
كيف نربي الطفل؟
كل ما نعمله من وسائل لتربية الطفل يرجع إلى أحد الطرق الآتية:
1 ـ التلقين وهذا يعتمد فيه على مجرد الأمر وهو غير مجد كثيرًا، وللأسف أنه المستعمل لدى كثير من الناس.
2 ـ يضاف مع التلقين أمر آخر كالنصح أو الترغيب والترهيب، وهذا أجدى من سابقه.
3 ـ بالملاحظة والتقليد، وهذا أهمها وأخطرها وهنا دور القدوة والسلوكيات في البيت وسلوك الأم كيف يكون حال الطفل، فلن تستطيع تعليمه الصدق ونهيه عن الكذب وهي تكذب أمامه.
بعد هذا هناك ملحوظات عامة حول تربية الطفل ومنها:
ـ الضرب وسوء استعماله، لا شك أن الضرب وسيلة تربوية لكن كيف ومتى يستعمل؟ هذا أمر مهم.
ـ تخويف الطفل بالبعبع وآثاره على نفسية الطفل.
ـ التربية بين التدليل والقسوة.
ـ إبعاد الطفل عن الأطفال غير المهذبين.
ـ متابعة الطفل في دراسته.
ـ تربية البنت على الحياء.
ـ التربية بالنظرة وتعويد الطفل على ذلك.
ـ عدم التناقض بين الزوجين في التوجيه فهذا يأمر وهذا ينهى عن نفس الفعل.
ـ عدم التناقض بين القول والفعل.
ـ مراقبة الأطفال في البيت من حيث لا يشعرون.
ـ الدعاء واستعمال الكلمات النابية.
ولا شك أن كل نقطة مما سبق بحاجة إلى شرح وإفاضة، وليس المجال شرح وسائل التربية وطرقها، وإنما ذكرت ذلك لأبيّن أن عمل المرأة في تربية الطفل ليس عملاً يسيرًا بل هو عمل يحتاج للعلم، ويحتاج جهدًا في المتابعة.
خامسًا: أعمال أخرى:
تلك المجالات الأربعة السابقة هي أهم مجالات عمل المرأة في بيتها والتي من خلالها تشارك في إعداد الأسرة إعدادًا سليمًا، ولكن هناك أعمال أخرى فيها نفع للأسرة مادّيًّا أو تربويًّا إن بقي لدى المرأة متسع من الوقت – بعد قيامها بالأعمال الرئيسة السابقة – وهذه الأعمال كثيرة لا تنحصر، وهي متجددة حسب الظروف المادية والاجتماعية للأسرة وحسب جهد المرأة وتفكيرها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
ـ خياطة الملابس، كم تنفق الأسرة من المال في هذا الجانب، إضافة إلى آثارها السلبية الأخرى، حيث تقضي المرأة وقتًا طويلاً أمام هذا الخياط الأجنبي وهي تحاول أن تشرح له ما تريد وهو أعجمي في الغالب يفهم بعض الكلام ولا يدرك أكثره، إضافة لما يجلب للبيوت من الموديلات والموضات المخالفة للشرع وللأخلاق والذوق الاجتماعي.
إنه من العجيب أن تخرج المرأة للعمل خارج المنزل لاكتساب بعض الريالات، ثم يصرف هذا الراتب على الخياط، وعلى المربية التي تقوم على الأطفال، ترى لو تفرغت المرأة لتربية أطفالها وما بقي لديها من وقت قضته في خياطة ملابسها كم ستوفر للأمة، ليس مبلغًا من المال إنما حفظ أجيال الأمة وحفظ أخلاقها، وهذا ليس على العموم، فقد مر بنا أن الأمة بحاجة للمرأة العاملة في بعض المجالات التي لا يقوم بها غيرها، لكن فرق أن يكون هذا استثناءً أو هو الحالة العامة.
ـ من الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة في البيت صناعة بعض التحف والأشكال الجمالية. إن طلب الجمال أمر مركوز في الفطرة، فحب الإنسان للمناظر الجميلة والأشكال الرائعة أمر مباح، وللإنسان أن يطلبها ويعملها إذا لم يكن فيها إسراف، ولا محذور شرعي كوجود الصور. وإن كثيرًا من تلك الأشكال قد تعملها المرأة. إن بعض الناس مولع بتلك التحف ويبذل كثيرًا من المال لاقتنائها، ماذا لو استغلت المرأة بعض وقتها وعملت شيئًا من تلك التحف ووفرت هذا المال. هذا الجانب من الأعمال ليس ذا أهمية كبيرة، لكن ذكرته لأبين أن أمام المرأة مجالاً للتفكير في استغلال فاضل وقتها فيما ينفعها وينفع أسرتها.
وبعد أن استعرضنا تلك الأعمال الهامة التي تقوم بها المرأة في بيتها وتشارك من خلالها في تربية الأسرة. هل يصح أن نقول: إن المرأة إذا جلست في بيتها وتفرغت لتلك المهمات تبقى معطلة، وهل تصح مقولة الذين يقولون: إن بقاء المرأة في بيتها يجعل نصف المجتمع عاطلاً عن العمل؟
ما هي المقاييس الصحيحة للبطالة؟ تخرج المرأة لتترك أقدس وظيفة وأخطرها لتؤدي دور كاتب صادر أو وارد، أو ناسخ آلة يؤديها أي شاب من الشباب العاطلين! وتترك المرأة بخروجها رعاية أطفالها وتربيتهم للخادمة والحاضنة! ثم تعود لتنفق هذا المال الذي تركت وظيفتها الأساسية من أجله تعود لتنفق هذا المال على تلك الخادمة وعلى السائق وعلى أماكن الخياطة! ولكن مرض النفوس وانتكاس الفطرة.
إنها انتكاسات البشر حين يحيدون عن منهج الله ?وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى? [40] قد يقول بعض من فرض عليهم الواقع ضغوطه وأصبحوا لا يفكرون إلا من خلال أوضاع اجتماعية معينة يقول هؤلاء: إن هذا كلام عاطفي بعيد عن الواقع العملي.
صور من واقع المرأة في الغرب:
أقول لمثل هؤلاء تعالوا واسمعوا إلى صيحات بعض الغربيين الذين هالهم ما وصلت إليه مجتمعاتهم عندما خرجت المرأة وتركت البيت، إن الغرب وإن تقدّم مادّيًّا لكنه تأخّر اجتماعيًّا وخلقيًّا وأصبحت حضارته معرضة للسقوط، وبدأ المفكرون الغربيون ينذرون بالخطر ويحذرون مما وصلت إليه حالة الأسرة، وحالة المرأة بعد نزولها لميدان العمل خارج المنزل، يقول ( أجوست كونت مؤسس علم الاجتاع ) : ( يجب أن يغذي الرجل المرأة، هذا هو القانون الطبيعي لنوعنا الإنساني، وهو قانون يلائم الحياة الأصلية المنزلية للجنس المحب ( النساء ) ، وهذا الإجبار يشبه ذلك الإجبار الذي يقضي على الطبقة العاملة من الناس بأن تغذي الطبقة المفكرة منهم، لتستطيع هذه أن تتفرغ باستعداد تام لأداء وظيفتها الأصلية، غير أن واجبات الجنس العامل من الجهة المادية ( الرجل ) نحو الجنس المحب ( المرأة ) هي أقدس من تلك تبعًا لكون الوظيفة النسوية تقتضي الحياة المنزلية )[41] .
وهذه كاتبة غربية شهيرة تقول في مقال نشر في جريدة ( الاسترن ميل ) في 10 مايو 1901 تقول: ( لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين، فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء، الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش، ويعاملان كما يعامل أولاد البيت ولا تمس الأعراض بسوء. نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال. فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفه )[42] .
انظر إلى كلام هذه المرأة في أوائل هذه القرن، وقد زاد حال المرأة الغربية سوءًا بعد ذلك، فأين عقول دعاة التحرير أم ران عليها مرض الشهوة.
ويقول جول سيمون: ( المرأة التي تشتغل خارج بيتها تؤدي عمل عامل بسيط ولكنها لا تؤدي عمل امرأة ) [43] .
وهذه امرأة تدعى "كاتلين ليند" زوجة رائد الفضاء الأمريكي "د. دون ليزي ليند" فليست أسرة أمية، بل هي أسرة غربية في قمة التقدم العلمي، تقول هذه المرأة: « كربة بيت فإنني أقضي معظم وقتي في البيت. وكامرأة فإنني أرى أن المرأة يجب أن تعطي كل وقتها لبيتها وزوجها وأولادها.. ولازلت أذكر حديثًا لأحد رجال الدين ردًّا على سؤال: إذا كان مصير المرأة بيتها فلماذا إذن تتعلم؟ لقد قال يومها لصاحبة السؤال: إذا علمت رجلاً فإنك تعلم فردًا، وإذا علمت امرأة فأنت تعلم جيلاً أو أمة.».
ثم تقول: « وأنا مسرورة جدًّا من بقائي في البيت إلى جانب زوجي وأطفالي حتى في الأيام العصيبة – وأقصد الأيام التي كنا في حاجة فيها إلى المال – لم يطلب مني زوجي أن أعمل وكانت فلسفته أننا نستطيع أن نوفر احتياجاتنا الضرورية لكننا لا نستطيع أن نربي أولادنا إذا أفلت الزمام من بين أيدينا... » [44] .
إن هذه النصوص واضحة، وليست بحاجة إلى تعليق، بل لسنا بحاجة إليها فإننا نؤمن بأن ما اختار الله للبشر هو الصلاح، وهو ما جاء به دين الإسلام ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينً? [45] .
سؤال أخير:
وبعد هذا يأتي سؤال أخير وهو مهم جدًّا، هل كل امرأة تستطيع القيام بهذه الوظيفة الكبيرة، وهل مجرد جلوس المرأة في بيتها كاف لتتم هذه الوظيفة؟
وجوابًا على هذا السؤال نقول: إن الشرط الأساسي في المرأة التي تستطيع القيام بهذه المهمة هو أن تكون امرأة صالحة كما أرشد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهذا بقوله: ( تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك )[46] .
بيّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعايير التي يقوّم الناس عليها شريكة الحياة، ثم أمر بتقديم معيار الدين. إن بعض الناس يجعل الميزان هو الجمال ويتفنن الناس في رسمه، وبعضهم يجعل المال هو المعيار سواء كان موجودًا أو مكتسبًا.
وبعضهم يجعل الحسب والنسب معيارًا، ولكن معيار الشرع هو الدين. والمرأة الصالحة هي المؤتمنة للقيام بهذه المهمة العظيمة.
إن الذي يختار المرأة الدينة يكون قد وفر على نفسه جهدًا عظيمًا.
وإذا توفرت المرأة الصالحة فلابد أن يكون لديها قدر من العلم الذي يجعلها مؤهلة للقيام بعملها خير قيام، تعرف ما يجب عليها، واعية ومدركة لرسالتها في الحياة، وبهذا ندرك أن المقصود بالعلم هنا ليس الشهادة والمؤهل، وإنما العلم بوظائفها التي يحب أن تقوم بها والعلم بالوسائل التي تعينها على ذلك.
فيلزم المرأة بعد تعلّم دينها أن تعلم كل ما يلزم لها مما يعينها لتقوم بوظيفتها في البيت، تقوم بمتابعة كل ما يستجد مما يكتب حول الموضوعات التي تهمها كالموضوعات المتعلقة بالطفل سواء ما كان حول صحته أو عن تربيته، والموضوعات المتعلقة بالبيت والتدبير المنزلي، والموضوعات المتعلقة ببعض المواضيع الاجتماعية، والمواضيع التي تكتب حول المرأة وغيرها مما يهم المرأة.
إن وجود المرأة الصالحة مع العلم هو المؤشر على إمكانية أداء المرأة لوظيفتها.
وإن جهل المرأة وعدم صلاحها سبب للضياع حتى ولو كانت المرأة متفرغة غير عاملة فإنها سوف تضيع الوقت في الزيارات الفارغة والقيل والقال وتتبع الموضات، ومثل هذه لا يرجى منها أن تقوم بدور مهم ولا أن تخرج جيلاً صالحًا. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[من محاضرة الشيخ فوزان بتصرف]
(1) الأحزاب: 33
(2) في ظلال القرآن 59، 28/5 ( ط- العاشرة – الشروق )
(3) الطلاق:1
(4) القصص: [23ـ27]
(5) [الحديث أخرجه أحمد 6/371، وابن خزيمة في صحيحه 3/95، والحديث حسن انظر حاشية الأعظمي على صحيح ابن خزيمة]
(6) [الملك: 14]
(7) [الإصابة 4/463]
(8) [الأحزاب: 36]
(9) [ط: 125]
(10) [النساء: 1]
(11) [الفرقان: 54]
(12) [أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من استطاع الباءة فليتزوج، ومسلم في كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة]
(13) [أخرجه أبو داود في كتاب النكاح، باب النهي عن تزوج من لم يلد من النساء، والنسائي في كتاب النكاح، باب كراهية تزويج العقيم، والحديث حسن صحيح، انظر صحيح أبي داود. حديث 1805، وصحيح النسائي حديث 3026]
(14) [أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، وباب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، ومسلم في كتاب القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة]
(15) [الأنعام: 162]
((83/358)
16) [رواه أحمد 1/191، والحديث في مجمع الزوائد 4/306، وقال: ( وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح ) وقال شاكر: ( إسناده منقطع فيما أرى ) المسند 3/128]
(17) [الذاريات: 56]
(18) [الأحزاب: 33]
(19) [الروم: 21]
(20) [الأعراف: 189]
(21) [أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع، باب في حق الزوج على المرأة، وابن ماجه في كتابه النكاح، باب حق الزوج على المرأة، والحديث صحيح انظر صحيح الترمذي حديث رقم 926]
(22) [أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب حد المرأة على غير زوجها، ومسلم في كتاب الطلاق، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة]
(23) [النساء: 34]
(24) متفق عليه [البخاري في كتاب النكاح، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعًا، ومسلم في كتاب الزكاة، باب ما أنفق العبد من مال مولاه]
(25) [مسند الإمام أحمد 1/153، وهو في البخاري أخصر من هذا في كتاب فرض الخمس، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمساكين. وفي مسلم كتاب الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، وأبو داود في أبواب النوم باب في التسبيح عند النوم، والترمذي في أبواب الدعوات باب في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام]
(26) [سيرة ابن هشام 3/380]
(27) [البخاري، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم "آمين". ومسلم، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجه]
(28) [بهذا اللفظ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها. وهو حديث حسن، انظر صحيح سنن الترمذي 1/341، أخرجه مسلم من حديث جابر في صفة حج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كتاب الحج، باب حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، دون – قوله: ( ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ) ]
(29) [أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل]
(30) [البخاري في كتاب النكاح، باب إلى من ينكح، وأي النساء خير ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل نساء قريش]
(31) [أخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة، باب ما جاء في صنائع المعروف، والحديث صحيح انظر صحيح سنن الترمذي 2/186]
(32) [النساء: 34]
(33) [أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب في حق المرأة على زوجها والترمذي في أبواب الرضاع، باب في حق الزوج على المرأة والحديث صحيح انظر صحيح سنن أبي داود 2/402]
(34) [طه: 123]
(35) [البخاري في كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن، ومسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل]
(36) [التحريم: 6]
(37) [البخاري كتاب النفقات، باب عون المرأة زوجها في ولده]
(38) [انظر كتاب "رعاية الطفل الصحية" للدكتور نبيه الغبرة]
(39) [مما أنصح به في هذا الجانب سماع محاضرة مسجلة للدكتور عبد العزيز النغيمشي بعنوان ( واقع الطفل المسلم ) ]
(40) [طه: 125]
(41) [المرأة بين الفقه والقانون ص22]
(42) [المرأة بين الفقه والقانون للسباعي ص178، عن مجلة المنار لرشيد رض]
(43) [المرأة بين الفقه والقانون ص179]
(44) [رسالة إلى حواء ص2/61، نقلاً عن جريدة الأنباء الكويتية]
(45) [الأحزاب: 36]
(46) [الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة، كتاب النكاح/ باب ( الأكفاء في الدين ) ومسلم كتاب الرضاع، باب ( استحباب نكاح ذات الدين ) ]
ـــــــــــــــــــ(83/359)
لو كان قومي يعلمون
أخبرتني إحدى الأخوات اللاتي ذهبن مرافقات لأزواجهن إلى الولايات المتحدة الإمريكية أنها تعرفت على جارتها الأمريكية ودعتها إلى زيارتها فوافقت تلك الجارة ولما دخلت بيت الأخت المتحدثة رأت الأثاث الفاخر وما لبسته صاحبة الدعوة من لباس جميل وما حلت به يديها وعنقها من ذهب والطعام الشهي والأواني التي قدم الطعام فيها ودار الحديث بينهما فسألت الأمريكية جارتها الداعية أين تعملين؟
فردت بكل براءة أنا لا أعمل أنا ربة بيت فقالت ولكني أرى هذا الأثاث والطعام الشهي والأواني والملابس والذهب كيف توفرت لك إذا كنت لا تعملين فردت عليها طبعاً زوجي هو المسئول عن كل ذلك فلم تفهم الأمريكية وردت ولكن لماذا؟
فقالت لأن من واجب الزوج أن يوفر لزوجته ما تحتاجه من أمور معيشتها حسب قدرته فقالت الأمريكية
ومن هو الذي أوجب ذلك؟
قالت ديننا الإسلام فقالت هل هذا يعني أن كل امرأة يجب على زوجها أن ينفق عليها؟
قالت نعم فأحست المرأة أنها لم تفهم بعد فأخذت الأخت الداعية تشرح لها شيئاً عن نظام إنفاق الزوج على
زوجته وأنه يجب عليه الإنفاق وإن كان فقيراً وزوجته غنية إلا إذا تسامحت هي من عندها بشيء بطيب خاطر
وأن الزوج لا يحق له إجبار زوجته على العمل بل هو الذي يعمل وينفق عليها والبنت كذلك ينفق عليها أبوها
والأم ولدها والأخت أخوها وهكذا فقالت الأمريكية أعطني شيئاً يشرح نظام الأسرة في الإسلام فطلبت الأخت ذلك من زوجها فأحضر لها كتاباً من مركز إسلامي هناك فقرأته المرأة وكان سبب إسلامها والحمد لله.
هذه القصة فيها كثير من الدروس منها إبراز الأنانية الغربية التي تجعل الرجل لا يصرف على المرأة.
ومنها إهانة المرأة بإجبارها على العمل ومخالطة الرجال حتى توفر لقمة عيشها.
ومنها تعريض المرأة لابتزاز عرضها الذي قل أن تنجو منه امرأة هناك لأن أصحاب الأعمال يطمعون في ذلك.
ومنها عظمة دين الإسلام الذي رفع شأن المرأة وحماها ووفر لها ما تحتاجه.
ومنها بيان الوجه الآخر للمدنية الغربية التي أهانت المرأة تحت شعار براق هو خروجها للعمل وإعطاؤها حرية العمل خارج المنزل تخالط الرجال وهي خديعة يريدون منها امتهان المرأة وابتزازها لتكون لعبة في قبضتهم.
ومنها أننا مفرطون كثيراً في بيان دين الإسلام لغيرنا وإظهار محاسنه فهذه الأمريكية لما رأت عظمة
هذا الدين وحفظه لحقوق المرأة ما كان منها إلا أن أسلمت فعلينا أن نتنبه إلى هذا الأمر الخطير
ونسعى إلى التعريف بديننا.
http://dawahwin.comالمصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/360)
لماذا الاهتمام بالبنات ؟
جاسم المطوع
جلست أتأمل كثيراً في حديث للنبي - صلى الله عليه وسلم - يمدح فيه البنات ويفضلهن على الصبيان الذكور، وما كنت أعرف السبب في ذلك حتى اطلعت على بعض الدراسات والأبحاث التي تبين فائدة البنت ومنافعها، فعندها بطَل العجب، وكما يقال (إذا عُرف السبب بطل العجب).
أما الحديث فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن أدخله الله الجنة برحمته إياهن، فقال رجل: وإن بنتان يا رسول الله؟ قال: وإن بنتان، قال رجل: وإن واحدة يا رسول الله؟ قال: وواحدة».
والغريب في النص أن الثواب الذي ذكره النبي في تربية البنات لم يذكر في تربية الأولاد، وذلك أن البنت إذا كبرت وأصبحت فتاة ثم امرأة فهي مصنع (الحب) وإشاعته وعلى قدر تربيتها في الصغر وحسن تنشئتها يكون حبها الذي تفيض به صافياً وعظيماً يدفع الآخرين للنجاح في صناعة الدنيا والتميّز، ومما يميّز (الحب الأمومي) أنه لا يضع شروطاً للحب ويعطي من غير مقابل وهو أساس كل مشاعر الحب الأخرى والتي تشكّل حماية وأمن للإنسان، ومما يعجب له الإنسان أن الدراسات الحديثة تثبت ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال الذين ترعاهم المستشفيات ولا يحصلون على (الحب الأمومي).
نعم إن (حب الأم) لا يساويه شيء ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة»، ولهذا جعل النبي جزاء من يحسن تربية البنات الجنة ويصبر عليهن لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فلابد أن نهتم كأسرة بالبنات لنساهم في استقرارهم وسعادتهم اجتماعياً وصحياً وشرعياً ورياضياً وترفيهياً، ولا نستغرب مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - (للحب الأمومي) عند نساء قريش - حيث قال فيما يرويه البخاري: إن خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: (أحناه على ولد في صغره) (وأرعاه على زوج في ذات يده).
ونلاحظ هنا ميزة صالح نساء قريش (الحب والعطف والحنان) - سواء على الولد أو على الزوج.
بعد هذه الجولة السريعة لعل القارئ أدرك معي أهمية تربية البنات، ولماذا بشر النبي لمن صبر عليهن وأحسن تربيتهم بالجنة ولم يقل ذلك لتربية الصبي.
وإني أكتب هذه الكلمات بعد لقاء حصل بيني وبين مجموعة فتيات كنت أستمع لشكواهم من سوء تربيتهن المنزلية ومن سوء معاملتهن وهضم حقوقهن الاجتماعية في مجتمعهن، بل حتى الترفيه يحرمن منه والنبي - صلى الله عليه وسلم كان يسمع لعائشة - رضي الله عنها - وهي لم تتجاوز الخامسة عشر سنة أن تشاهد رقص الأحباش ويتسابق معها.
فكم ساعة نخصصها للجلوس مع بناتنا؟ والحوار معهن والطبطبة على أكتافهن إنها لحظات مهمة لا تنسى من شريط الذكريات للبنات، ولهذا روى لنا التاريخ أن أخت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرضاعة وتدعى الشيماء كانت تغني له في طفولته وتقول:
يا رب أبق لنا محمداً *** حتى أراه يافعاً وأمردا
ثم أراه سيداً مسوّداً *** وأعطه عِزاً يدوم أبداً
http://almutawa.info المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/361)
كيف تسرقين قلب زوجك
كانت صديقتي على سفر.. اتخذت كل احتياطات تأمين شقتها، مزاليج تستعصي على الفتح، نوافذ حديدية، وسافرت للمصيف مع أسرتها مطمئنة، وعندما عادت فوجئت بسرقة كل ما خف حمله وغلا ثمنه من بيتها، انهارت، ومن وسط دموعها لم أستطع التقاط سوى عبارة واحدة كانت ترددها طوال نحيبها: كيف دخلوا شقتي؟ كيف فتحوها رغم كل ما اتخذناه من حيطة وحذر؟ أي مفاتيح استخدمها هؤلاء الشياطين..؟
واسيتها.. ودعوتها للاسترجاع، وقلت لها صادقة إن عودتها وأسرتها بسلامة الله من سفر بعيد نعمة جزيلة لا يضاهيها شيء، وتركتها داعية لها بالخلف والعوض.
في طريقي رددت ذات السؤال المحير الذي رددته: كيف فتحوا المزاليج القاسية..وألانوا النوافذ الحديدية؟، ووجدتني أتخيل بيت صديقتي الموصد المحصن كقلعة حربية، قلب رجل تجتهد شريكته أن تفتحه، وتسكنه ملكة متوجة، وسألت نفسي، هل يمكن أن يكون اللصوص أمهر وأذكي من زوجة محبة متفانية معطاءة حانية؟ وهل تلك الشريكة التي تفني نفسها ليل نهار من أجل زوجها وأبنائها يمكن ألا تمتلك بجوار صبرها وتحملها واحتسابها مفاتح قلب زوجها؟ وهل يمكن أن تذوب الزوجة كشمعة وهي تعطي، وتعطي، ومع ذلك يوصد دونها قلب رجلها لمجرد أنها تقبض علي مفاتيحه، أو كانت طوع يمينها وأضاعتها هي غفلة أو استهتارًا؟
كثيرات من نسائنا يعيش معهن أزواجهن بحكم الإلف والعشرة لا بدافع الحب، وعدم القدرة على الاستغناء، اعتادوا عليهن، وقد لا يصعب عليهن حين تقع الفأس في الرأس أن يعتادوا علي غيابهن، فالقلوب مغلقة، والمشاعر محايدة، والنبض لا يهتف باسم شريكة الحياة، والشوق لا يحفز رب البيت لكي يهرول إلي عشه بعد يوم عمل طويل لينعم بصحبة شريكة كفاحه.
قد أظن، ويظن معي كثيرون وكثيرات أن ولوج قلب الزوج أو الزوجة مغامرة شاقة ومهمة عسيرة، ولكن عن خبرة شخصية وسماعية، بوسعي أن أؤكد لكن أن الأمر أيسر مما تتخيلن وتحكمه معادلة:
حب + صبر + دأب سعادة في الدنيا إن لم تكن فأجر في الآخرة.
وكلما كان النظر بعيدًا كانت الجهود أهون والمحاولة أنجح، وأثمر التحبب حبا، والتودد ودا، وتدفقت الكلمة الحلوة أنهاراً من عسل السعادة والاستقرار والوفاق.
لذلك أدعو كل زوجة محبة لأن تجرب تلك المفاتيح، ولن تندم.
حين ينفعل زوجك ويغضب ويحتد، عليك بمفتاح الصمت والابتسامة الودود، ثم الربتة الحانية حين يهدأ، والسؤال المنزعج بلسان يقطر شهدا: مالك يا حبيبي؟.
حين يقصر في العبادة، وتشعرين بفتوره عليك بمفتاح التذكرة غير المباشرة بجمل من قبيل: سلمت لي فلولا نصحك ما حافظت على قيام الليل، سأنتظرك حتى تعود من المسجد لنصلي النوافل، هل تذكر جلسات القرآن في أيام زواجنا الأولى، كانت أوقاتاً رائعة، وكل وقت معك رائع، جزاك الله خيراً، فمسارعتك إلي الصلاة بمجرد سماع النداء تشعرني بالمسئولية والغيرة، جمعنا الله في الجنة ورزقنا الإخلاص والمداومة علي الطاعة.
وإن لمست منه نشوزاً، فلن تجدي أروع من مفتاح الإصلاح الذي ينصحك به الله سبحانه وتعالى، توددي، واقتربي، وراجعي تصرفاتك، تزيني، ورققي الصوت الذي اخشوشن من طول الانفعال علي الصغار، وصففي الشعر الجميل الذي طال اعتقاله في شكل واحد، وتحت منديل رأس لا تخعلينه إلا عند النوم.
حين تحدث له مشكلة في عمله جربي مفتاح بث الثقة، واسيه وشجعيه، قولي له بصدق: والله لو لفوا العالم ما وجدوا في كفاءتك وإخلاصك، هون على نفسك مادمت ترضي الله، الفرج قريب، وبالدعاء تزول كل الكرب.
- أما وأنتما مع أولادكما فلا تنسي مفتاح زرع الهيبة أشعريه بأنه محور حياتكم، إن عاد بشيء مهما كان قليلا فأجزلي له الشكر، وقولي لأولادك بفرحة حقيقية:
انظروا ماذا أحضر لنا باباً، أبقاه الله وحفظه.
إياك أن تسمحي لأحد الأولاد يخاطبه بأنت دون أن تنظري إليه بعتاب، وتحذريه من أن يكررها ويخاطب أباه بغير أدب، على مائدة الطعام احرصي على ألا يضع أحد في فمه لقمة قبل أن يجلس هو ويبدأ الأكل، وحين يخلد للراحة والنوم، حولي بيتك إلي واحة من الهدوء، والزمي وصغارك غرفة واحدة دون أصوات عالية، أو تحركات مزعجة.
- أمام أهله وأهلك، اصطحبي مفتاح الاحترام، وأنتما وحدكما استخدمي مفتاح الأنوثة والجاذبية، وهو يتحدث افتحي مغاليق نفسه بمفتاح الإنصات، والاهتمام، وإظهار الإعجاب بما يقول وتأييده فيه.
وفي أوقات الخلاف استعيني بمفاتيح التفاخر والتماس الأعذار، وحسن الظن، والرغبة في التصافي والصلح.
- إن كنت تحبين زوجك، وتريدين أن تمضي عمرك معه، فستجدين - بعون الله - لكل موقف مفاتيحه، ولكل باب مغلق عصي ما يجعله طوع يمينك، ومهما كان زوجك عملياً غير رومانسي فإن قلبه الذي أمن علي اختيار دينه وعقله لك لن يكون أكثر تحصينا من بيت صديقتي الذي فتحه اللصوص، وأنت لست لصة، بل صاحبة حق، وليس من الحكمة أن يسرق قلب زوجك سواك.
http://www.naseh.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/362)
ونجحت في اختراق الصمت
شمسة العنزي
دائماً صامت واجم يقرأ صحيفته، أو يشاهد التلفاز، أو يهاتف صديقاً له. لا يشعر بوجودي، وإذا تكلم معي فكلامه جمل قصيرة أو أسئلة مقتضبة. نظرتُ إلى نفسي فإذا بالشعر الأبيض قد بدأ يتسلل إلى مفرقي، لقد مر كل شيء بسرعة. إنه لم يعد ذلك الشاب الذي يكافح ليبني نفسه، ولكنه على الرغم من ذلك فهو يتمتع بكامل شبابه وحيويته، ناهيك بالمكانة الاجتماعية المرموقة التي تبوأها.
عدت بخيالي إلى تلك السنين التي ابتعدت خلالها عنه، وتكوَّن بيني وبينه حاجز أخذت تزيده الأيام صلابة وعلواً.
تصورت ـ لفرط جهلي ـ أنني بصبري على ظروفه المادية الصعبة في بداية حياتنا الزوجية، وتفانيَّ في تربية أبنائه، سأقدم له برهاناً وزاداً يبقي نهر الحب بيننا دفَّاقا،ً وأزهار المودة يانعة، وجسور العاطفة قائمة. وغاب عن ذهني أن أزهار الحب بين الزوجين تتغذى بالعاطفة، وتتفتح بالكلام الرقيق، وتثمر بالمشاركة الوجدانية.
تذكرت العبارات السلبية التي طالما رددتها عليه عندما كان يشكو إليَّ همومه، أو يأخذ رأيي في شيء يخص عمله، أو يدعوني لقضاء بعض الوقت معه، كنت أرد:"أنا متعبة"،"أنت لا تعرف كم أعاني في تربية الأولاد"،"نحن كبرنا على هذا الكلام"! بهذه العبارات فقدت مشاعر زوجي بعد أن بنيت جداراً من اللامبالاة والجفاء وذبل به ربيع حياتي.
قررت تحطيم ذلك الجدار بيدي هاتين، كما سبق أن بنيته بإهمالي وعدم مشاركتي لزوجي همومه ونجاحاته أو أفكاره وطموحاته وتطلعاته، وعزمت جادة على تحطيم ذلك الجدار، وجعلت تغييري لنفسي نقطة البداية، وتذكرت الآية الكريمة {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...} (الرعد:11).
بدأت بقراءة الكتب التي تعالج المشاكل الزوجية والعلاقة بين الزوجين، وأخذت منها ما يناسبني كامرأة مسلمة ويناسب ثقافتي ومبادئي. لاحظ زوجي التغيير في منزلي وطريقة ترتيبه، وطعامي والأصناف التي أعدها له، ولاحظ أيضاً اهتمامي بهندامي وتجملي وتزيني له، وأجزم أيضاً أنه لاحظ الكلمات الحانية التي أقولها له، وتلك العطور التي تفوح من كل ركن من أركان المنزل. لاحظ ذلك كله، لكنه بقي على صمته وعدم مبالاته، وأضاف إليها نظرات ساخرة وكأنه يقول: لقد كبرت على هذه الأشياء، أو يقول: الآن بعد كل تلك السنين!!
أدركت في قرارة نفسي أنه لن يعود كل شيء كسابق عهده وتعود الليالي الخوالي بهذه السرعة التي تمنيتها. ولكن لا بد أن أتحمل كل تلك النظرات الساخرة أحياناً والمتعجبة أحياناً أخرى، وعرفت أن قلب زوجي مليء بمشاعر سلبية لا بد أن تخرج، وهي الآن تخرج بهذه العبارات الساخرة والنظرات المستفزة.
وعلى هذا الأساس عزمت على مواصلة المشوار حتى النهاية بالصبر والمثابرة والوقوف بجانب زوجي، والسؤال عن أحواله في العمل، وتعبيري له عن مدى اشتياقي لرجوعه للمنزل، وإصراري على التحاور معه في كل ما يخصه ويخص حياتنا، وتأكيدي له أنه أهم وأكبر شيء في حياتي ـ بعد مرضاة الله - عز وجل - ـ، وأنه كان وما زال على رأس أولوياتي واهتماماتي.
وأخيراً تكلم، ولكن بكلمات ملؤها العتاب واللوم على كل تلك السنين السابقة، وتغلبت على كل ذلك بمشاعر الحب والود والاعتراف بالتقصير.. ونجحت في اختراق الصمت!
http://www.naseh.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/363)
عشر خطوات لتحاشي غضب الزوج في حالة الخطأ
عندما أقع في الخطأ، فإن زوجي يغضب فكيف أرضيه؟!
1.احرصي على رضاه [أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍٍ دخلت الجنة] تذكري هذا لكي تنفذي ما سأقوله لك وتصبري عليه.
2.الوقاية خير من العلاج..حاولي أن تلبي رغباته، وتقومي بحقوقه وتسرعي في قضاء حاجاته. واجتنبي أسباب غضبه قدر المستطاع..
3.اعتذري عن الخطأ..إذا أخطأتِ فاعتذري إليه، وحاولي أن تسوّغي لخطائك بأعذارٍ مقبولة.. مع إحساسك بالذنب والحسرة
4.لا تدخلي معه في نقاش يتحول إلى شجار.
5.لا تحاولي أن تفحميه، وتبيني له أن تقصيرك إنما جاء نتيجة لتقصيره، أو أن تقصيرك لا يُعدُّ شيئاً أمام تقصيره في حقك..
6.أكثري من الدعاء له..ليكن في ثنايا اعتذارك: الله يوفقك، الله يسعدك، أسأل الله أن يغفر لك ويثيبك على صبرك.
7.أغريه.. وأنسيه ما حصل..أحسني لباسك.. ورتبي فراشك، وتعرضي له،وتقربي منه،..ومدي يدك له!!
8.عاهديه بعدم تكرار الخطأ..
9.غيّري مكانك..إذا لم يهدأ غضبه.. فحاولي أن تبتعدي عن مكان النقاش حتى يهدأ غضبه.. ثم أقبلي عليه.. وقبلي رأسه..
10.أكثري من الاستغفار..
http://www.naseh.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/364)
التقليد الأعمى
الشيخ مازن الفريح
س: ما هو التقليد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد:
أما التقليد الأعمى: فهو اتباع المسلمة للكفار أو الفاجرات والأخذ منهم والتشبه بهم دون إدراك أو نظر أو تمحيص. ويفهم منم هذا، أن التقليد الأعمى صفة نقص تدلّ على الانهزامية وضعف الشخصية وهذا هو ما نلحظه على بعض فتياتنا إذ نرى اضطراب شخصيتها وتذبذب سلوكياتها، فكل ما ظهرت موضة سارعت لتقليدها وكلما رأت تقليعة من تقليعات الغرب هرولت للتشبه بها دون أن تنظر إلى مشروعيتها وفائدتها. فتظهر أمام الفتيات وكأنها دمية تحركها أيادٍ خفية دون شعور منها أو اختيار.
س: لِم كان التقليد الأعمى منتشراً في هذا العصر بالذات؟
الحقيقة التقليد الأعمى يظهر جلياً في بعض أفراد الأمة في عصور ضعفها ووهنها كما حصل للمسلمين في عصر التتار، حيث ضعف المسلمون في إيمانهم ووهنت قوتهم فهزموا أمام عدوهم فبرز نجم التقليد الأعمى للغازي، وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد ضعفت الأمة في إيمانها وفقدت أساس قوتها حتى ظهر عليها أعداؤها ومن هنا ظهر التقليد للأعداء نظراً للانبهار بقوتهم وما عندهم من تقدم مادي فتنظر الفتاة ضعيفة الإيمان إلى هذا التقدم فتنبهر به وتعجب به فيحصل التقليد الأعمى في كل شيء دون أن تميز بين النافع والضار.
س: ما هي أسباب التقليد الأعمى؟
لعلي أشرت إلى بعضها في إجاباتي السابقة ولكن من أهم الأسباب ضعف الإيمان والإعجاب بالغرب والانبهار بحضارته دون النظر إلى ما يعانيه من شرور وتفسخ وقلق واضطراب.
س: ما هو العلاج؟
أرى أنه من أهم أسباب علاج هذه الآفة:
تقوية الإيمان في القلوب، وعرض صور عزة المرأة المسلمة لتزداد قناعة الفتاة المسلمة بدينها وبعقيدتها.
بناء الشخصية المسلمة من خلال المحاضن التربوية في المدارس والأُسر والمناشط الدعوية كدور تحفيظ القرآن.
التحذير من التقليد الأعمى وبيان حرمته إذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: [من تشبه بقوم فهو منهم].
بيان مثالب الغرب في سلوكهم ومبادئهم وعقائدهم وعرض الصورة الحقيقية لتعاسة المرأة في الغرب والتي أصبحت سلعة يُتاجر بها.
والحمد لله رب العالمين.
http://www.naseh.net بتصرف من:
ـــــــــــــــــــ(83/365)
هكذا يريد الإسلام المرأة
ذُكرت عدة صفات للمرأة المسلمة في القرآن الكريم..
تعالوا معي أخواتي لنعرف ما هي هذه الصفات..!!
{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا}
هكذا يريد الإسلام للمرأة أن تكون من خلال الصفات الست الواردة في الآية..
ولنسارع مباشرة أخواتي في تصحيح هذا المفهوم الخاطئ:
صحيح أن المرأة المسلمة مكلفة بطاعة زوجها: ترعاه في بيته وترعاه في ولده؟ تطهو له الطعام؟ وتفرش له الأثاث؟ وتنظف له البيت؟ وتخدم له الضيف؟ وتهيئ له راحته؟ وتغسل له الثوب؟ إن هذا كله وارد في إطار الطاعة؟ وبالطبع حسب طاقتها.
لكن ليست هذه المرأة المسلمة المثالية المطلوبة فقط؟ فهذا الدور يمكن أن تؤديه أي خادمة في البيت أو جارية.
هذا ليس دورها الرئيسي أبدا.
ولعل المقارنة بين الرجل والمرأة في هذا المجال تعطي إيضاحا أكثر:
فالرجل مسؤول خارج البيت أن يسعى لكسب الرزق؟ وتحصيل المعاش؟ وجلب القوت؟ وتأمين الطعام والكساء.
هذا صحيح؟ ولكن هل هذه هي رسالته؟
أبداً؟ فهذه وسيلة وليست غاية. وسيلة لتهيئة الطعام والكساء والمأوى؟ لغاية أكبر وأضخم هي عبادة الله.
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون.
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
فمهمة الرجل المسلم هي العبادة والدعوة والجهاد؟ أما الكسب للرزق فهو الوسيلة الضرورية لذلك:
{وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة؟ ولا تنس نصيبك من الدنيا؟ وأحسن كما أحسن الله إليك؟
ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين}
وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة:
فهي يوم تطهو الطعام وتنظف البيت وتهيئ الأثاث وتمتع الزوج؟ تقوم بشيء لا بد منه لإتمام سعي الرجل
في طعامه وكسوته. فالرجل يجلبه والمرأة تطهو؟ والرجل يشتري الكساء والمرأة تهيئه وتنظفه؟ والرجل يحضر الأثاث
والمرأة تعتني به. لكن هذين العملين المتكاملين ليسا رسالة المرأة؟ لكنها وظيفتها الطبيعية؟
أما غايتها؟
أما رسالتها؟
فكما ذكرت الآية يوم قدمت الوصف الأمثل للمرأة.
إن مجال الخيرية لم يكن في نساء أكثر جمالا أو أكثر مالا أو أحسن نسبا أو أقدر طهيا؟
أو أخبر تنظيفا؟ أبدا لم يكن شيء من هذا؟
بل كان مجال الخيرية:
مسلمات
بما تعنيها هذه الكلمة من الاستسلام؟ في كل شيء؟ بحيث يكون سلوكها كله على ضوء الإسلام؟
لا تعمل عملا إلا بهديه؟ ولا تترك أمرا إلا بنهيه.
مؤمنات
وأن يكون قلبها متطابقا مع سلوكها؟ فيعمر الإيمان قلبها , تذوق لذته , وتشهد طمأنينة في كل أمر تأتيه
وتسلم له وجهها له في طواعية ويسر في كل ما تفعل , وفي كل ما تذر..
قانتات
فيكون في عبادتها روح , وفي طاعتها لذة مناجاة للرب سبحانه , أوابة إليه مستغفرة له
ضارعة إليه, كما يقول الحديث:
(اللهم لك أسلمت؟ وبك آمنت؟ وعليك توكلت؟ وإليك أنبت؟ وبك خاصمت؟ وإليك حاكمت؟
اغفر لي ما قدمت وما أخرت؟ أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت).
تائبات
فهو تركيز من لون آخر على التوبة. ومن منا لا يخطئ؟ ! لكن المطلوب هو النفسية المنحنية لله.
تقع في الخطأ فتفر منه مجرد وقوعه؟ لا تجادل فيه ولا تبرره ولا تدافع عنه ولا تصر عليه؟ ولا تلج فيه؟
بل تهرب منه؟ وتستحيي منه؟ وتستغفر منه:
{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}.
عابدات
وبين أن تصلي المرأة المسلمة خمس أوقات في اليوم والليلة؟ والقلب لاه والعقل ساه؟
وبين أن يطلق عليها سمة العابدة؟ شوط كبير.
إن العابدة هي التي يملأ التفكير بالعبادة كيانها. هي التي تنتظر أن تنتهي من كي الملابس؟ مثلا؟ حتى تقوم
إلى الآيات العشرين مثلا تقرؤها وتحفظها؟ وتنتظر حتى يأتي الليل فتستيقظ في جوفه فتتوضأ؟
وتقف في محرابها تؤدي قيام الليل ساعة تتمتع فيها بمناجاة ربها.
إن العابدة هي التي تنهي طهي الطعام؟ فتتجه سريعا إلى كتاب الله فتتلو الجزء الذي ألزمت نفسها به كل يوم؟
فتتمتع خاشعة بتدبر آيات الله.
إن العابدة هي التي لا تنسى حظها من النافلة؟ ولا تنسى حظها من الذكر؟ ولا تنسى حظها من محاسبة النفس والاستغفار؟
ولا تنسى حظها من ترقيق قلبها والزهد في الدنيا في الإطلاع على سير الصالحين..
هي التي ترى واجبها مع ربها هو أساس حياتها؟ وأساس سعادتها.
وما دون ذلك واجب تكلف به لضرورات الحياة.
سائحات
فلا تنسى حظها كذلك من الصيام الذي يكسر شهوة النفس للطعام وشهوة النفس للإسراف في المظهر؟
ويكسر شهوة الإعجاب في النفس؟ ويكسر شهوة الرغبة بالاقتناء للأثاث واللباس. الصيام الذي يذكرها بالآخرة؟
ويذكرها بجوع الجائعين؟ وبؤس البائسين؟ وحاجة المعدمين.
ولا يبعد أبدا كذلك أن تكن السائحات هن المهاجرات إلى الله ورسوله؟
اللاتي هجرن دنياهن وملذاتها في سبيل الله.
هكذا يريد الإسلام المرأة في البيت:
ليست أجمل متزينة فقط؟ أو أنجح طاهية فقط؟
أو أكثر مقتنية للجواهر والزينة؟ أو أجمل أثاثا ورياشا في بيتها الجميل الثري. ليست هنا الخيرية؟
إن الخيرية في المسلمة المؤمنة القانتة التائبة العابدة السائحة.
من كتاب: إليكِ.. أيتها الفتاة المسلمة -
http://www.almeshkat.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/366)
مشاهد لا تليق بمسلمة
* الخروج للأسواق دون ضرورة بألبسة محزقة تبين أجزاء الجسم، أو زاهية ملفتة للنظر أو مفتوحة يحركها الهواء , بخمار رقيق كالشاش يكشف أكثر مما يستر.
* لبس الحلي في الأماكن العامة مع كشف الذراعين و الأذنين كنوع من الاستعراض الماجن المصحوب برنين الحلي وهو مظهر يدل على الخواء الفكري والروحي ودعوة مفتوحة للفجرة والمراهقين.
* التجول في الأسواق والشوارع ورائحة العطور تفوح مع التمايل بالحذاء العالي والضحك والمزاح مع الباعة ورفع الصوت.. فتلاحقها الأجساد والعيون والأنوف المراهقة والفاسقة لتختطف وتغتصب.. ووقتها لن ينفع الندم.
* السفر مع غير محرم بغير ضرورة شرعية.
* الاختلاط بالرجال بغير سبب ودون ضرورة مع وجود البدائل.
* عدم الاحتياط للزيارات المفاجئة ووضع الثوب بعيدا في البيت وعند الزيارة وترك النوافذ مفتوحة.
ما يليق بالمرأة المسلمة:
* لا تخرج إلا بإذن زوجها أو وليها ولحاجة ماسة لقول - صلى الله عليه وسلم -
في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم:"أذن لكن في الخروج لحاجتكن".
وقوله كذلك عن أنس: "أيما امرأة خرجت بغير إذن زوجها كانت في سخط الله - تعالى - حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها".
وقوله - تعالى -: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} [الأحزاب 33].
فإذا دعتها الضرورة للخروج كان لباسها ساترا فضفاضا ليس محزقا ولا ملفتاً للنظر وكان حجابها مشدوداً ولا تضع من العطر شيئاً مهما كان بسيطاً ,مراقبة الله في ذلك.
مرددة قوله - تعالى -: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}
وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية".
* تمشي في أدب وحياء وتلبس حليها إلا لزوجها فإن لبسته وهي خارجة غطته حتى لا يظهر مرددة قول الله - تعالى -: {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}.
* فإن دعت الضرورة للتحدث مع غير محارمها لم تخضع بالقول حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض وحتى لا تعين الشيطان على من يسمع.
* تحكم خمارها إن دعتها الضرورة للأسواق متأدبة في مخاطبة البائع بأمر الله.
* إذا زارت لم تضع ثوبها احتياطا من مريض يتلصص أو امرأة سوء تصف للرجال ما ترى بل حتى في بيتها إن كان عندها زوار تحتاط للدخول المفاجئ من الجهلاء فتقفل الأبواب والنوافذ وتضع ثوبها قريب منها.
* إذا كانت في قطار أو طائرة أو في الشارع أو في السيارة لم تطلق العنان لناظريها يمينا وشمالا بل تردد قوله - تعالى -: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}.
* لا تخرج من بيتها ولا تسافر إلا مع محرم إلا لضرورة شرعية متذكرة مراقبة الله لها في تحديد تلك الضرورة وبأي حال من الأحوال الذهاب للأسواق ليس ضرورة وكذلك كل ما على شاكلته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "لا يحل لامرأة أن تسافر يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها وهو زوجها أو من تحرم عليه".
* أن تبتعد عن الاختلاط بغير ضرورة ماسة لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا يخلون رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما".
http://www.almeshkat.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/367)
ستون طريقة ذهبية لتكسبين زوجك
01- أنت ريحانة بيتك فأشعري زوجك بعطر هذه الريحانة منذ لحظة دخوله البيت.
02- تفقدي مواطن راحته سواء بالحركة أو الكلمة، واسعي إليها بروح جميلة متفاعلة.
03- كوني سلسة في الحوار والنقاش وابتعدي عن الجدال والإصرار على الرأي.
04- افهمي القوامة بمفهومها الشرعي الجميل والذي تحتاجه الطبيعة الأنثوية، ولا تفهميها على أنها ظلم وإهدار لرأي المرأة.
05- لا ترفعي صوتك في وجوده خاصة.
06- احرصي أن تجتمعا سويا على صلاة قيام الليل بين الحين والآخر فإنها تضفي عليكما نورا وسعادة ومودة وسكينة، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
07- عليك بالهدوء الشديد لحظة غضبه ولا تنامي إلا وهو راض عنك ... زوجك جنتك ونارك.
08- الوقوف بين يديه لحظة ارتداء ملابسه وخروجه.
09- أشعريه بالرغبة في ارتداء ملابس معينة واختاري له ملابسه.
10- كوني دقيقة في فهم احتياجاته ليسهل عليك المعاشرة الطيبة دون إضاعة وقت.
11- لا تنتظري أو تتوقعي منه كلمة أسف أو اعتذار بل لا تضعيه في هذا الموضع إلا إذا جاءت منه وحده ولشيء يحتاج اعتذاراً فعلا.
12- اهتمي بمظهره وملبسه حتى ولو كان هو لا يهتم به ويتباسط في الملبس إلا انه يشرفه أمام زملائه أن يلبس ما يثنون عليه.
13- لا تعتمدي على أنه هو الذي يبادرك دائما ويبدي رغبته لك.
14- كوني كل ليلة عروسا له ولا تسبقيه إلى النوم إلا للضرورة.
15- لا تنتظري مقابلا لحسن معاملتك له فإن كثيرا من الأزواج ما ينشغل فلا يعبر عن مشاعره بدون قصد.
16- كوني متفاعلة مع أحواله ولكن ابتعدي عن التكلف.
17- البشاشة المغمورة بالحب والمشاعر الفياضة لحظة استقباله عند العودة من السفر.
18- تذكري دائما أن الزوج وسيلة نتقرب بها إلى الله - تعالى -.
19- احرصي على التجديد الدائم في كل شيء في المظهر والكلمة واستقبالك له.
20- عدم التردد أو التباطؤ عندما يطلب منك شيئا بل احرصي على تقديمه بحيوية ونشاط.
21- جددي في وضع أثاث البيت خاصة قبل عودته من السفر وأشعريه بأنك تقومين بهذا من اجل إسعاده.
22- احرصي على حسن إدارة البيت وتنظيم الوقت وترتيب أولوياتك.
23- تعلمي بعض المهارات النسائية بإتقان فإنك تحتاجينها لبيتك ولدعوتك وأداؤها يذكرك بأنوثتك.
24- استقبلي كل ما يأتي به إلى البيت من مأكل وأشياء أخرى بشكر وثناء عليه.
25- احرصي على أناقة البيت ونظافته وترتيبه حتى ولو لم يطلب منك ذلك مع الجمع بين الأناقة والبساطة.
26- اضبطي مناخ البيت وفق مواعيده هو ولا تشعريه بالارتباك في أدائك للأمور المنزلية.
27- كوني قانعة واحرصي على عدم الإسراف بحيث لا تتجاوز المصروفات الواردات.
28- مفاجأته بحفل أسري جميل مع حسن اختيار الوقت الذي يناسبه هو.
29- إشعاره باحتياجك دائما لأخذ رأيه في الأشياء المهمة والتي تخصك وتخص الأولاد دون اللجوء إلى عرض الأمور التافهة.
30- تذكري دائما أنوثتك وحافظي عليها وعلى إظهارها له بالشكل المناسب والوقت المناسب دون تكلف.
31- عند عودته من الخارج وبعد غياب فترة طويلة خارج البيت لا تقابليه بالشكوى والألم مهما كان الأمر صعبا.
32- أشركي الأولاد في استقبال الأب من الخارج أو السفر حسب المرحلة السنية للأولاد.
33- لا تقدمي الشكوى للزوج من الأولاد لحظة عودته من الخارج أو قيامه من النوم أو على الطعام لأن لها آثارا سيئة على الأولاد والوالد.
34- لا تتدخلي عند توجيهه أو عقابه للأولاد على شيء.
35- احرصي على إيجاد علاقة طيبة بين الأولاد والأب مهما كانت مشاغله ولكن بحكمة دون تعطيل لأعماله.
36- أشعريه رغم انشغاله عن البيت بالدعوة بأنك تتحملين رعاية الأولاد بفضل دعائه لك وباستشارته فيما يخصهم.
37- لا تتعجلي النتائج أثناء تطبيق أي أسلوب تربوي مع أبنائك لأنه إن لم يأخذ مداه والوقت الكافي الذي يتناسب مع سن الطفل يترتب عليه يأس وعدم استمرار في العملية التربوية.
38- اجعلي أسلوبك عند توجيه الأبناء شيقا جميلا يخاطب العقل والوجدان معا ولا تعتمدي على التنبيه فقط حتى تكوني قريبة إلى قلوب أبنائك (أي إقناع الولد بالخطأ الذي اقترفه وليس الزجر فقط).
39- أبدعي في شغل وقت فراغها خاصة في الإجازات وتنمية مهاراتهم وتوظيف طاقاتهم على الأشياء المفيدة.
40- كوني صديقة لبناتك أدركي التغيرات النفسية التي تمر بها الفتاة في كل مرحلة.
41- ساعدي الصبية على إثبات الذات بوسائل عملية تربوية.
42- احرصي على إيجاد روح التوازن بين واجباتك تجاه الزوج والأولاد والبيت والعمل.
43- احترام وتقدير والديه وعدم التفريق في المعاملة بين والديه ووالديك فهما أهديا إليك أغلى هدية وهي زوجك الغالي.
44- استقبلي أهل الزوج بترحيب وكرم وتقديم الهدايا لهم في المناسبات وحثه على زيارتهم حتى وان كان لا يهتم بذلك.
45- الاهتمام بضيوفه وعدم الامتعاض من كثرة ترددهم على البيت أو مفاجأتهم لك بالحضور بل احرصي على إكرامهم لأن هذا شيء يشرفه.
46- اهتمي بأوراقه وأدواته الخاصة وحافظي عليها.
47- اجعلي البيت مهيأ لأن يستقبل أي زائر في أي وقت ونسّقي كتبه وأوراقه بدقة وبشكل طبيعي دون أن تتفقدي ما يخصه طالما لا يسمح لك.
48- لا تعتبي عليه تأخره وغيابه عن البيت بل اجمعي بين إشعاره بانتظاره شوقا والتقدير لأعبائه فخرا.
49- لا تضطرينه أن يعبر عن ضيقه من الشيء بالعبارات ولكن يكفي التلميح فتبادري بأخذ خطوة سريعة.
50- أشعريه دائما أن واجباته هي الأولوية الأولى مهما كانت مسؤولياتك وأعمالك.
51- لا تكثري نقل شكوى العمل الدعوي أو المهني لزوجك.
52- اعلمي أن من حقه أن يعرف ما يحتاجه عن طبيعة ما تقومين به من عمل دون التعريض لتفاصيل ما يدور بينك وبين أخواتك.
53- أشعريه باهتمامك الشخصي فالزوجة الماهرة هي التي تثبت وجودها في بيتها ويشعر بها زوجها طالما وجدت حتى وان كان وقتها ضيقاً.
54- انتبهي أن تؤثر على طبيعتك الأنثوية كثرة الأعمال الدعوية والمهنية.
55- حافظي على أسرار بيتك وأعينيه على تأمين عمله بوعيك وإدراكك لطبيعة عمله.
56- لا تضعيه أبدا في موضوع مقارنة بينه وبين آخرين بل تذكري الصفات الجميلة التي توجد فيه.
57- تعرفي على الفقه الدعوي الذي يساعدك على التحرك بسهولة وحكمة في الوسط النسائي حتى تحققي الأهداف المطلوبة في الوقت المطلوب دون إضاعة وقت.
58- تعرفي على المقاييس المادية التي تشغل عموم النساء ليسهل عليك إخراجهن منها وتخيري مداخل الحديث المناسب لهن.
59- احرصي عند متابعة عملك مع أخواتك أن تخاطبي القلب قبل العقل لمناسبة ذلك مع الطبيعة النسائية.
60- احرصي على التوريث والتفويض وإيجاد الردائف حتى لا تكبر معك أعباؤك ومسؤولياتك فيتوفر من يقوم بها بدلا منك.
وأخيرا لا تعتمدي على الجهد البشري كلية ولا تنسي أننا دائما نحتاج إلى توفيق الله.
http://www.elmoslmon.comالمصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/368)
دور زوجة الداعية مع زوجها
الشيخ يحيى اليحيى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تجهل كثير من الزوجات الطيبات أنها مشاركة لزوجها في الأجر والعمل الذي يجريه الله تعالى على يديه متى ما احتسبت وهيئت له الجو المناسب في منزله لاستجماع قوته وأفكاره ، وشجعته وصبرته وقوت من عزيمته على المضي في دعوته ونشاطاته الخيرية .
هذا الجهل أو قولي التجاهل أحيانا أثمر عن نتائج غير جيدة في علاقاته معها بل تسببت في زرع عوائق في طريق الداعية ومن ذلك :
1. كثرة التشكي منه أو عليه بسبب بعده عن المنزل أو تقصيره في طلباتها .
2. كثرة الطلبات وعدم مراعاة الأوقات المناسبة في طرحها أو طلبها .
3. عمل مقارنة ظاهرية بعيدة عن الوعي مغفلة أسرار البيوت غير مدركة للسلبيات ، بين زوجها وأزواج أقاربها أو صديقتها ومعارفها . وليتها عملت مقارنة مع كثير من البيوت التعيسة التي تعيش حياة الصخب والتهديد والضرب والاعتداء من جراء المخدرات أو الفضائيات أو غيرها .
4. ضعف الأداء التربوي لأبنائها بحجة أن المسؤولية تقع عليه أولا.
5. فقدان البسمات الجميلة من على وجهها بسبب تأخر زوجها أو كثرة مشاغله .
6. إجراء المواعيد مع الأقارب والأحباب دون النظر إلى إمكانات زوجها في تحقيق مطلوبها .
7. سرعة التأثر بأحاديث النساء وتصديقها لكل ما يقال .
8. التنكر لحسناته ومواقفه الطيبة منها .
9. الاهتمام المظاهر والزخارف الجوفاء .
10. عملية الإسقاط والإحباط لعزيمته بسبب دنو همتها : فهمته في الثريا بينما همتها في الثراء ، فعلى حين يحضر البيت وكله هم من منكر وقع أو واجب ترك إذا هي مشغول بالها بموضة جدت أو لباس أخطأ الحائك في خياطته .
المطلوب من خلال التجربة لا غير .
11. الدعاء له بالتثبيت أمامه وخلفه وهذا من أقوى الأسباب في شد أزره ولا يكلفك أختي الكريمة شيئا .
2. القيام بشئون الأولاد وعدم التشكي منهم أو كثرة الاتصال عليه وأخباره بما جرى منهم ، فقد قالت خولة رضي الله عنها في بيانها : ولي منه أولاد إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا " دلالة على دور المرأة الرئيسي في التربية .
3. جمع الطلبات وتنسيقها وتحري الفرصة المناسبة له في قضائها .
4. تذكيره دائما بأبواب الخير وإعانته عليها .
5. تصبيره وتذكيره بالأجر والثواب وحسن الصبر والمواصلة متى رأت منه مللا أو تشكيا وتعبا.
6. تحمل جميع أعباء البيت وجميع ظروفه وأحواله وعدم إخباره بما لا يسر أثناء سفره حتى لا تشل حركته .
7. مساعدته في جمع المعلومات أو كتابة الموضوعات أو الأفكار الجديدِ ، والقيام بالكتابة أو الطباعة له إن قدرت على ذلك .
8. الاقتراب منه متى ما رأته منه ميلا وإقبالا عليها ، وتترك له الفرصة في الابتعاد والانفراد في البيت أو المبيت متى ما أحست رغبته في ذلك .
9. عدم عرض أي طلبات أثناء تعبه أو شروده الفكري ، أو أثناء مداعبته وحضور شهوته والبعد عن الاستغلال المشين والقبيح لذلك .
10. الاهتمام بالمظهر الجميل والهندام الأنيق عند قرب حضوره للبيت .
11. تهيئة الجو المناسب لراحته ونومه بعيدا عن ضوضاء الأطفال وضجيجهم .
12. كثرة التجديد والتغيير في مواقع الأثاث من البيت مما يعطي مناخا مناسبا للراحة النفسية.
13. القيام بصلة رحمه والاطمئنان على أحوالهم فإن هذا يختصر كثيرا من وقته ويرضي عنه أقاربه .
14. حسن الاستقبال بل الاستبشار بضيوفه واحتساب الأجر في إكرامهم .
15. البعد التام عن الإسراف والتبذير في أي شئ من المستهلكات ( الطعام، الماء، الكهرباء، اللباس وغير ذلك )
16. الصبر وعدم التشكي من كل عارض أو وعكة صحية مع الاهتمام الشديد بالرقية أولا ، ومحاولة التخلص من الأدوية الكيماوية بقدر المستطاع.
(نقلا عن موقع "مجلة الملتقى")
ـــــــــــــــــــ(83/369)
التأقلم والتوائم والمطاوعة
حدثني أبو العيال
عن رجل من الرجال أنه قال: {الزوجة كعدسات النظارة الطبية لابد أن تتلاءم مع عيني صاحبها في مقاسها وأبعادها وإلا أصابه الدوار والصداع فرماها}أ.هـ
قلت - وقد أصابني الفزع من قوله إذ وكأنه يعنيني _:وما معنى هذا الكلام؟!!..أتريدني نسخة منك أم إنك تريد أن أتقمص شخصك..
قال:رويدك شروق.. لابد من توطين النفس على التأقلم مع الشريك فقد يحب ما لا تحبين وقد يرغب ما تكرهين وقد يؤخر ما تستعجلين فسددي وقاربي في إظهار التوائم والتالف والمؤمن يألف ويؤلف وأول درجات التأقلم أن تتفهمي ظروفي فتتوأمي معي..
قالت شروق: و يحسن الاستعانة بقاعدة (ضعي نفسك مكانه)للتتفهمي ظروفه وللتتأقلمي
معه وبالمثال يتبين المقال:
* في الوقت الذي تريدين فيه الخروج من البيت لطول مكثك فيه،فانه يحب ان يستريح في البيت لغيابه عنه وتعبه في خارجه.فتأقلمي وتصبري.
* تحبين أن يتمشى معك ويجول الشوارع لتغيير الجو..وهو يريد ان يستريح من التجوال..يحتاج الى ابتسامة حانية وجو هاديء وقبلات حارة..
* تحبين أن يشتري لك ما تحتاجين إليه وهو يفكر بشراء ما تحتاجون إليه من بيت وسيارة مريحة..فلابد من التوائم بين ما يريد وما تريدين.
إذا تحقق التوائم أصبح لا يستطيع أن ينظر الا من خلال (عدسات نظارته) وقد يبدو لمن
قصر نظره انه ترويض للزوجة ولكنه في الحقيقة والمآل ترويض للزوج.وأسال مجرب ولا تسأل طبيب..
http://www.naseh.netالمصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/370)
أمهاتنا والقرآن
أيها الإخوة والأخوات, وما يزال الحديث عن أهل القرآن يتواصل, وهل هناك أجمل وأعذب من الحديث عن القرآن وأهله, لنستمع أيها الإخوة والأخوات إلى أغرب المواقف للنساء مع القرآن فقد نشرت مجلة الدعوة, قصتين لامرأتين كان من أمرهما عجباً..
الأولى لامرأة في السابعة والخمسين من عمرها, بدأت بحفظ القرآن وعمرها خمسون سنة, فقد ذهبت كما تقول هذه المباركة إن شاء الله, لتسجيل بناتها في دار لتحفيظ القرآن وقد لفت نظرها نساء كبيرات في السن يدرسن في هذه الدار, فقررت الالتحاق بهذه الدار ومن ثم بدأت بالحفظ, والعجيب أيها الإخوة والأخوات, أن عندها في البيت كما تقول هذه الأخت ثمانية عشر فرداً, هي تقوم على خدمتهم ولا خادمة لديها, وكانت كما تقول تستغل وقت الراحة لحفظ كتاب الله, وكان مما ساعدها على ذلك وصية معلمتها, فكانت توصيها بقول الله - تعالى -: {واتقوا الله ويعلمكم الله} ثم تذكر أن القرآن كما تقول أعطاني قوةً في البدن وبركةً في الوقت, وأعجب منها الأخرى, فقد حفظت كتاب الله وعمرها أربعة وستون عاماً, نعم أربعة وستون عاماً, فلنستمع لها وهي تقول عن نفسها: كان والدّي رحمهما الله - تعالى - من حفظة كتاب الله - تعالى -, وقد حرصا على تعليمنا إياه, منذ صغرنا, ولا سيما الوالد, لأنه كان مُجيداً للقراءة المُجَوَدة, فكان في فترة الضحى والظهر يعلمنا القراءة, ولما أصبح عمري اثني عشر عاماً, ختمت القرآن نظراً, ثم واظبت على قراءته, حسب ما أقدر عليه يومياً, وبعد ما تزوجت كنت أقرأ جزءين أو أكثر, ولم أفرط في هذه المداومة, حتى بعد أن أنجبت الأولاد, وكثرت مسؤلياتهم, فكنت أتحين الوقت الذي لا شغل لي فيه, لأستغله بالقراءة, كبر أبنائي وتزوجوا, كنت أجلس كل يومٍ فترة الظهر اقرأ , فلما رأت ابنتي اهتمامي, أشارت علي أن أبذل جهدي لحفظ ما أقدر عليه, فاعتبرت رأيها بمثابة النصيحة, سعيت للعمل بها كما تقول, وعلى إثر تلك النصيحة بدأت بالحفظ بحمد الله - تعالى -, كنت أجلس ظهر كل يوم أقرأ سورة وأرددها في كل وقت, وأقرأها في الصلاة ولا أنتقل منها حتى أحفظها تماماً, بقيت على هذا أربع سنوات, أتممت خلالها حفظ سبعة عشر جزءاً, وخلال هذه الفترة, فُتحت عندنا في الحي دار لتحفيظ القرآن الكريم, فسجلت بها, وراجعت عند المعلمة ما حفظت, ثم واصلت الحفظ, وخلال عامين أنهيت الأجزاء المتبقية منه, نعم واجهتني بعض الصعوبات, كصعوبة الحفظ لتقدم السن, ولكنني لم أستكن, ولم أمل أمام هذه العقبة, فرجائي بالله واسع, وقلبي كان منغلقاً بهذه الأمنية العظيمة, وبفضله ومنته, تحققت لي,
وهل تظنون أيها الإخوة والأخوات أن همة هذه المرأة توقفت عند هذا الحد؟ كلا, فقد أصبحت كما تقول معلمة في المسجد, تُدَرس نساء الحي طيلة أيام الأسبوع, عدا يوم الأربعاء, فهي تذهب إلى دار التحفيظ, حتى تُراجع حفظها عند المعلمات هناك, حتى تقول هذه الأخت, لقد أخذ الحفظ والتدريس جل وقتي, ولم أعد أخرج من البيت للزيارات إلا قليلاً, إذا كان هناك واجبٌ لابد من تأديته, كزيارة مريضةٍ مثلاً, حتى تقول وأظن أن هذا أمرٌ طيب, لأن أغلب المجالس فارغة ٌ لا خير فيها, ثم توجه نصيحتها للنساء قائلة: أوصيهن أن يوجهن اهتمامهن لكتاب الله - عز وجل -, ففيه الخير الكثير,
انتهت قصتها وفقها الله - تعالى -,
قلت لا أخفيكم سراً أيها الإخوة والأخوات, أنه تملكني شعور أن الأمة ما زالت بخير, و والله الذي لا إله إلا هو, لقد وصل إلي عددٌ ليس باليسير من أخبار الحافظات, فقلت في نفسي أمة ٌ تتعلق مربية الأجيال فيها بكتاب ربها, إنها لأمة خير, أيتها الأم لا يحولن بينك وبين كتاب ربك كبرٌ ولا أولاد, فقد سمعت من أخبار الكبيرات عجباً, ويا فتاة الإسلام, دونك هذه النماذج, يا من تتحججين بسوء الحفظ ومشاغل الأولاد, إن الخلاص كل الخلاص في التمسك بكتاب الله العظيم, ففيه الفرج والمخرج, مع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -, وصدق القائل حيث يقول:
وليس اغتراب الدين إلا كما ترى *** فهل بعد هذا الاغتراب إياب,
ولم يبق للراجي سلامة دينه *** سوى عزلةٍ فيها الجليس كتاب,
كتابٌ حوى كل العلوم, وكل ما *** حواه من العلم الشريف صواب,
فإن رمت تاريخاً, رأيت عجائباً *** ترى آدماً إذ كان وهو تراب,
ولاقيت هابيلاً قتيل شقيقه *** يواريه لما أن أراه غراب,
وتنظر نوحاً وهو في الفلك قد طغى *** على الأرض من ماء السماء عباب,
وإن شئت كل الأنبياء وقومهم *** وما قال كل منهم وأجابوا,
وجنات عدن ٍ حورها ونعيمها *** وناراً بها للمشركين عذاب,
فتلك لأرباب التقى وهذه *** لكل شقي ٍ قد حواه عقاب,
وإن ترد الوعظ الذي إن عقلته *** فإن دموع العين عنه جواب,
تجده وما تهواه من كل مشربٍ *** وللروح منه مطعمٌ وشراب,
وإن رمت إبراز الأدلة بالذي *** تريد فما تدعو إليه تُجاب،
تدل على التوحيد فيه قواطعٌ *** بها قطعت للملحدين رقابُ,
وما مطلبٌ إلا وفيه دليله *** وليس عليه للذكي حجابُ,
وفيه الدواء من كل داءٍ فثق به *** فوالله ما عنه ينوب كتاب,
يريك صراطاً مستقيماً وغيره *** مفاوز جهلٍ كلها وشعاب,
يزيد على مر الجديدين جدةً *** فألفاظه مهما تلوت عِذاب,
وآياته في كل حين ٍ طرية ٌ *** وتبلغ أقصى العمر وهي كعاب,
وفيه هدىً للعالمين ورحمة *** وفيه علومٌ جمة ٌ وثواب,
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -:"المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة, طعمها طيب وريحها طيب, والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة, طعمها طيب ولا ريح لها, ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة, ريحها طيب وطعمها مر, ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة, طعمها مر أو خبيث وريحها مر"رواه البخاري ومسلم, يا فتاة الإسلام كوني كالأترجة, لا أريدك أن تكوني كالتمرة, وإنني أعيذك بالله أن تكوني كالريحانة أو الحنظلة, تلك هي التي لا تقرأ كتاب ربها حينما هجرته, استبدلت ذلك بالمجلات الساقطة , والروايات الهابطة, حتى علا على قلبها الران, فأصبحت لا تعرف معروف ولا تنكر منكراً, والله - تعالى - المستعان.
ـــــــــــــــــــ(83/371)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(83/372)
ــــــ
من شريط (صانعات المآثر)
للشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي
http://www.saaid.net بتصرف من:
ـــــــــــــــــــ(83/373)
قبل أن تخرجي إلى المسجد
تتهادى عبر النسائم آيات الله تتلى من مسجد مجاور، غضة ندية خاشعة، فتخفق في قلب المؤمنة لهفة للخروج إلى المسجد والصلاة مع المؤمنين، وسماع القرآن الكريم، وسؤال الله بتضرع وإخبات من واسع فضله وعظيم رحمته مع المسلمين..
لكن.. قبل أن تخرجي، انظري بتمعن في الأمر، فللخروج آداب وفضائل وواجبات، تحققي منها أولاً، لئلا يكون خروجك – وهو للمسجد – حرمانًا من الأجر، ومقاربة لاقتراف الوزر!
هذه عشر خطوات، مهم للمرأة المسلمة أن تخطوها في سيرها إلى المسجد، علها أن تسلك الصراط المستقيم وتفوز بالثواب العظيم.
1) رغم ما في الصلاة في المسجد من حماس ملحوظ وسماع مؤثر ودعاء صالح، إلا أن صلاتك في بيتك أفضل، وقد قرر ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يشير إلى مسجده النبوي، رغم ما فيه من مضاعفة الأجر، فما بالك بغيره؟ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه -قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:"صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها.."، وعن أم سلمة نحوه وزادت:"وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها، وصلاتها في دارها خير من صلاتها في مسجد قومها"(1).
أما إن كان ولا بد، فليكن بإذن ولي أمرك، حماية لك وحفظًا، وطاعة لأمر الله وإذعانًا، ولا تجزعي إذا ما أبى، فلعل الله يوفقك بطاعتك له إلى طاعة أخرى خير مما أردت، ويفتح عليك من أبواب الخشوع والقيام والتلاوة، ما يقبله منك ويرفع به درجاتك.
2) وقبل أن تخرجي، تفقدي أحوال بيتك، أمانتك وواجبك الذي ستسألين عنه وتحاسبين على التفريط فيه، فالخاسرة الخاسرة، من خرجت إلى المسجد بزعم الطاعة، وقد تركت صغارها مهملين في أحضان مربيات قاسيات، والفتيات يتجولن في الأسواق أو عاكفات على الهاتف والقنوات، والشباب يتسكعون بعبث وضياع، والأب لا عشاء له ولا اهتمام ولا استعداد، فأي حرص على الطاعة هذا؟!
3) الصغار أمانة في عنقك، وأجرك والله في رعايتهم وتربيتهم، فإن وجدت من يعتني بهم بثقة في غيابك فجيد، أما إن تركتهم تحت أيد غير أمينة، أو اصطحبتهم معك يؤذون المصلين ولا يحفظون للمساجد حرمتها، يضجون بالبكاء والصراخ واللعب والعدو بين الصفوف، فلا تأمني على صحيفتك الوزر حينذاك!.
4) وقبل أن تخرجي، تفقدي حجابك، دليل عفتك وعنوان فضيلتك، وتذكري كيف كان نساء الصحابة رضوان الله عليهم، يخرجن كأنهن الغربان، من غير أي زينة أو بخور – والبخور كما تلاحظين أخف أنواع الطيب وهو سريع الزوال! -،(2) كما قال - صلى الله عليه وسلم -:"أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهدن معنا العشاء الأخير"، وقال:"وليخرجن تفلات"، أي غير متزينات ولا متطيبات.
واعلمي أن الفضيلة ليست بعباءة ساترة فحسب، بل بفضيلة المظهر والمخبر والسلوك، من غض الصوت والمشي على استحياء وغيره، بل جاء في بعض صيغ الإذن للنساء بالخروج للمسجد، أن يكون ذلك ليلا، ويقول الحافظ ابن حجر في ذلك:"وكان اختصاص الليل بذلك لكونه أستر، ولا يخفى أن محل ذلك الإذن إذا أمنت المفسدة منهن وعليهن..".
5) ويبلغ الإسلام شأوًا في العفة والطهارة، بأمره النساء ألا يسرن في وسط الطريق، مزاحمات بذلك الرجال، فيفتِنَّ ويُفتَنَّ، فقد سمع أبو سعيد الأنصاري - رضي الله عنه -رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق:"استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق"، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به"(3)، وإنها بذلك لتقلل من النظرات إليها وتبعد الريب عن نفسها، تمشي باحترام وهيبة، واستحياء وعفاف.
فيا ليت شعري، أين من ينادي بمخالطة المرأة للزملاء في ممرات المصانع والشركات من هذا الأدب وهو في خروج للمسجد؟! لكنه يأبى إلا أن يعمي بصيرته فيمرغ العفة ويذبح الفضيلة.."..وفق الشريعة الإسلامية"!!
6) وقبل أن تخرجي، ليكن بين جنبيك قناديل من العلم الشرعي، آداب المشي إلى المسجد وأذكار دخوله، وفقه صلاة الجماعة بإقامة الصفوف وسد الفرج، فكثير من النساء تصلي لوحدها مستندة على الجدار، رغم ما أمامها من صفوف مبعثرة، وهذا لا يجوز، وقد أبطل بعض أهل العلم صلاة المنفرد خلف الصف (4)، قال - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم:"تقدموا فائتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله"(5)، وقال - صلى الله عليه وسلم -:"أقيموا الصفوف، ثلاثًا، والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم"(6).
مري بالمعروف وانهي عن المنكر، وتعلمي فقه الصلاة وأذكارها، فالخاسر من يعرف كل شيء في حياته، ولو سألته عن أمر في دينه لم يحر جوابًا مستقيمًا!
7) ذكر أهل العلم أن خير صفوف النساء آخرها إذا صلين مع الرجال، أما إذا صلين متميزات عنهم أو بينهم جدار أو حاجز فخير صفوف النساء أولها وشرها آخرها، بل وكان تنبيه المرأة لمن سها في الصلاة بالتصفيق دون التسبيح، كل ذلك من حرص الإسلام على حماية الفضيلة ونقاء العفة، وعدم إشغال النفس بالخواطر والوساوس والأفكار، والمرء واقف بين يدي الله في بيت الله.
قال النووي - رحمه الله -:"وإنما فُضِّل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال، لبعدهن عن مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك، أي لكونها قريبة من الرجال وفي ذلك من الفتن ما لا يخفى"(7).
8) لا ينسينك رؤية فلانة والسلام على علانة والحديث مع هذه والابتسام لتلك، عن غايتك التي جئت من أجلها إلى المسجد، فاحرصي على القيام مع الإمام منذ تكبيرة الإحرام، والاستماع بإنصات إلى القراءة، وتدبر الأذكار وسؤال الله من فضله، وترك الدنيا جانبًا، فهذه فرصتك للتزود للآخرة بالحسنات والخيرات، فلا يكن خروجك ودخولك للمسجد واحدًا!
9) سنة مندثرة، وفضيلة غائبة، تتألق عفة رائعة وفضيلة نقية، فقد كن النساء في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلمن من المكتوبة قمن، وثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام الرجال"(8).
قال الزهري: نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال.
وروت عائشة - رضي الله عنها - قالت:"كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر متلفعات بمروطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة، لا يعرفهن أحد من الغلس"(9).
ولا شك أن مدار الحكم مع علته، فإذا كان من عادة أهل المسجد من الرجال الخروج باكرًا، فينبغي للنساء الانتظار قليلاً ليخف الزحام، بعدًا عن مخالطة الرجال في الطرقات.
ومن آداب الخروج كذلك، أن يخصص للنساء باب يخرجن منه إن كانت صلاتهن مع الرجال، فقد روى أبو داود (بابًا في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال)، ثم روى بسنده عن رافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لو تركنا هذا الباب للنساء". قال نافع:"فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات، وبسنده إلى نافع أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:"كان ينهى أن يدخل من باب النساء".
فالحديث الشريف وفعل عمر وابنه عبد الله، كل هذا يدل على أنه ينبغي أن يكون للمسجد أبواب خاصة للنساء، ويمنع منها الرجال، وهذه السُّنة مع كونها لا تزال قائمة في كثير من الأقطار الإسلامية، للأسف هي مفقودة من المسجد الحرام بمكة المكرمة، وما كان ينبغي ذلك، فعلى المسؤولين هناك الاهتمام بهذا الموضوع، حتى لا تبقى تلك الفوضى وذاك الاختلاط المزري يعبث بقداسة تلك البقعة الطاهرة.
10) وبعد خروجك، ليكن التغير نحو الأفضل على نفسك ظاهرًا، لتكن معرفتك بالله وخشيتك منه أشد، ولتكن صلاتك أخشع، وصومك أنقى، وقيامك بحق زوجك وأبنائك ووالديك أقوم، ولتحرصي على تبليغ ما انتفعت به من الآيات والمواعظ لغيرك، فالبخيل من أشرق نور الخير في نفسه، فضن به وأمسكه عمن حوله، وحرم خاصة أهل بيته!.
http://www.elmoslmon.comالمصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/374)
المرأة ليست ناقصة عقل !
عزيز محمد أبو خلف
تعرَّض الإسلام، ولا يزال، لحملات عدائية شتى، منها موقفه من المرأة، ولا سيما من ناحية عقلها، حيث يُتَّهم الإسلام بأنه ينتقص من عقل المرأة وقدراتها، وانه يحط منها بالمقارنة مع الرجال. هذا في الوقت الذي اثبت فيه العلم عدم وجود أي اختلاف في قدرات التفكير عند المرأة والرجل. كما أن الواقع يشهد بغير ذلك، حيث وصلت المرأة إلى أعلى المراتب والمناصب، وحققت إنجازات وإبداعات فكرية عديدة لا سيما في العالم الغربي. مما يعني ببساطة، كما يزعمون، أن الإسلام يخالف العلم والواقع المحسوس، وان أفكاره تتعارض وتتناقض مع هذه المعطيات المحسوسة المشهودة على ارض الواقع.
غير أن هناك من يقول بان المرأة قد أتيحت لها فرصة عظيمة من حيث حرية العمل وإبراز إمكاناتها، ولكنها لم تُثبت أنها على قدم وساق مع الرجل. فالرجل هو الذي فسح لها هذا المجال من الحرية، ومع ذلك لم تصل إلى كثير من المناصب العالية التي لا يزال يتربع عليها الرجل. كما انه هو الذي أتى بالأفكار العظيمة والمبادئ والنظريات والاختراعات وغير ذلك مما له شان يذكر.
أساس هذه الاتهامات هو حديث صحيح يُعرف بحديث ناقصات عقل. وسوف نستعرض في هذه المقالة نص الحديث والقراءات السريعة الخاطئة له، ونبين أن وصف النساء بأنهن ناقصات عقل لا يحط من قدر عقولهن ولا من مكانتهن، لا سيما إذا تبين لنا أن هذا الوصف ينطبق أيضا على الرجال. كما أن أية امرأة مسلمة سوف تفخر بكونها كذلك إذا ما جرت المقارنة بينها وبين كثير من العظماء والزعماء والعلماء من الكفار الذين نفى الله عنهم العقل بالكلية، وان عقلوهم ومكانتهم لا تغني عنهم من الله شيئا إذ لم يتوصلوا بها إلى أن ينالوا رضوان الله وجنته. بل يمكن القول أن أية امرأة مسلمة هي اعقل من اينشتاين الذي يضرب بذكائه المثل، ولكنه لم يوصله إلى الدخول في الإسلام ولا نيل الجنة.
حديث ناقصات عقل:
هذا الحديث رواه الشيخان (البخاري ومسلم) وأصحاب السنن، وهو صحيح الإسناد والمتن. وسوف نكتفي برواية مسلم، فقد روى - رحمه الله - في صحيحه في باب الإيمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: { يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين}. ومعنى الجَزْلة أي ذات العقل والرأي والوقار، وتَكْفُرْنَ العشير أي تُنكرن حق الزوج.
ولا يمكن فهم هذا الحديث بمعزل عن آية الدَّيْن التي تتضمن نصاب الشهادة، وذلك في قوله - تعالى -: {واستَشْهدوا شهيدين من رِجالِكم، فإن لم يكونا رَجُلَيْن فرَجُلٌ وامرأتان مِمَّن تَرضَوْن من الشُّهداء، أنْ تَضِلَّ إحداهما فَتُذَكِّرَ إحداهما الأخرى} البقرة 282. فالعلاقة بين هذه الآية والحديث وثيقة الصلة، بل يكاد الحديث يُحيلنا إلى الآية صراحة.
الفهم الخاطئ للحديث والمناقض للواقع:
من الواضح أن الذين يتهمون الإسلام بأنه ينتقص من عقل المرأة قد بنوا أفكارهم على الحديث السابق. فقد فهموا منه أن النساء ناقصات عقل، أي أن قدرات النساء على التفكير هي اقل من قدرات الرجال. وهذا جرياً على المعنى الدارج للعقل من انه عضو التفكير، ولسان حالهم يقول بان جهاز التفكير عند المرأة اضعف من جهاز التفكير عند الرجل، وان هذا ينطبق على أية امرأة وعلى أي رجل في الدنيا.
ولكن الحديث نفسه، وجرياً على هذا المفهوم، يبين أن المرأة لا تقل في عقلها عن الرجل من حيث أنها ناقشت الرسول، وأنها جزلة أي ذات عقل وافر، ومن حيث أن الواحدة منهن تَذهب بعقل اللبيب أي الوافر العقل. فكيف تَذهب بعقله إذا لم تكن أذكى منه أو انه ناقص عقل على اقل الاحتمالات؟.
بالإضافة إلى ذلك فان الإسلام يعتبر أن المرأة والرجل سواء أمام التكاليف الشرعية من حيث الأداء والعقوبة، فلو كانت المرأة ناقصة عقل، فكيف يكون أداؤها وعقوبتها بنفس المستوى الذي للرجل، فهذا ينافي العدل الذي يتصف به الله وينادي به الإسلام. فناقص العقل لا يُكلَّف بمثل ما يكلف به من هو أكمل منه عقلاً، ولا يُحاسب بنفس القدر الذي يُحاسب به، على فرض أن الرجل أكمل عقلاً من المرأة.
ما هو التفكير؟
التفكير أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم، ومع ذلك فهو من أكثر المفاهيم غموضاً وأشدِّها استعصاءً على التعريف. ولعلَّ مردَّ ذلك إلى أن التفكير لا يقتصر أمرُه على مجرد فهم الآلية التي يحصل بها، بل هو عملية معقدة متعددة الخطوات، تتداخل فيها عوامل كثيرة تتأثر بها وتؤثر فيها. فهو نشاط يحصل في الدماغ بعد الإحساس بواقع معيَّن، مما يؤدي إلى تفاعلٍ ذهنيٍّ ما بين قُدُرات الدماغ وهذا الإحساس والخبرات الموجودة لدى الشخص المفكر، ويحصل ذلك بناءً على دافعٍ لتحقيق هدف معين بعيداً عن تأثير المعوقات أو الموانع.
وعلى الرغم من تعدد الجوانب وكثرة العوامل المتداخلة والمؤثرة في التفكير والمتأثرة به، فان الأبحاث المستفيضة والكتابات الكثيرة حول الموضوع تؤكد أن عناصر التفكير الأساسية هي الإدراك الحسي والمعالجة والإنتاج. حيث يقوم الدماغ باستكشاف الخبرة وربطها مع الإدراك الحسي للخروج بالفكرة. وهذا ما تؤكد عليه أبحاث علم النفس والأعصاب والفلسفة والفكر الإسلامي، بالإضافة إلى البرامج العملية حول تنمية مهارات التفكير وتعليمه. وليس أدل على صدق هذا التصور من التطبيقات العملية التي نقوم بها في مجال تنمية وتطوير وتحسين مهارات التفكير بطريقة عملية تطبيقية.
علاقة العقل بالتفكير:
ما يتبادر إلى الذهن، أو ما هو دارج على السنة الناس، هو أن العقل اسم لعضو التفكير، وليس الأمر كذلك، فليس في جسم الإنسان عضو اسمه العقل يمكن أن يُشار إليه بالبَنان. فالتفكير كما بيّنا سابقاً عملية متعددة الخطوات والمراحل، وليس يختص بها عضو معين واحد يصفها وصفاً شاملاً. وإنما هناك أكثر من عضو يمكن أن يشترك في عملية التفكير أو يخدمها، مثل العين والأذن وباقي الحواس والدماغ وما يرتبط به من الذاكرة والتخيل وغير ذلك.
ولم تُستخدم كلمة العقل في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة لتشير إلى عضو التفكير مطلقاً، كما لم ترد كلمة العقل على المصدرية في القرآن الكريم. وإنما استُخدمت هذه الكلمة بصيغة الجمع على: يعقلون وتعقلون ونعقل وعقلوه ويعقلها، وذلك في تسع وأربعين موضعا. ولم ترد بصيغة الماضي إلا مرة واحدة، ووردت في باقي المواضع بصيغة الحاضر أو المستقبل. والمعنى المستفاد من هذه الصيغ غالبا هو لفت الانتباه للتفكير من اجل إدراك العاقبة واتخاذ خطوة نحو العمل. وهو بذلك يكون في معناه أوسع من مجرد التفكير؛ فنحن إذا فكرنا ننتج الفكرة، أما إذا عقلنا فندرك ما وراء هذه الفكرة من أبعاد متعلقة بالتصديق والعمل. فالسمة الأساسية للعقل وفق اصطلاح الكتاب والسنة هي إدراك العاقبة المنشودة والعمل لها والثبات على ذلك.
وقد لخص ابن تيمية - رحمه الله -المعنى اللغوي والشرعي للعقل أحسن تلخيص فقال في الفتاوى:"العقل في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلاً، يراد به القوة التي يعقل بها، وعلوم وأعمال تحصل بذلك. وهو علم يعمل بموجبه، فلا يسمى عاقلا من عرف الشر فطلبه والخير فتركه". أما الأحاديث المتعلقة بالعقل فلم يصح منها شيء، فقد قال ابن حبان البستي:"لست احفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خيرا صحيحا في العقل". وقال ابن تيمية:"أما حديث العقل فهو كذب موضوع عند أهل العلم بالحديث ليس هو في شيء من كتب الإسلام المعتمدة".
التفكير عند المرأة والرجل:
إن هذا التصور للتفكير يتعلق بالإنسان بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة، فهو ينطبق على كل منهما على حد سواء. ولذلك فان برامج تنمية وتعليم التفكير لا تميز بين الجنسين في هذه الناحية. ولا تَدُل معطيات العلم المتعلقة بأبحاث الدماغ والتفكير والتعلم على أي اختلاف جوهري بين المرأة والرجل من حيث التفكير والتعلم. كما لا تدل على اختلافٍ في قدرات الحواس والذكاء، ولا في تركيب الخلايا العصبية المكونة للدماغ، ولا في طرق اكتساب المعرفة. فلم تظهر الأبحاث المتعلقة بالدماغ فروقا جوهرية، إلا في حدود ضيقة لا تتجاوز ربع انحراف معياري واحد. فقد أكدت كثير من الأبحاث تماثل نصفي الدماغ عند النساء بشكل اكبر منه عند الرجال، لكن لم يتأكد أي شيء يدل على اختلاف في التفكير بناء على ذلك. معنى هذا أن المرأة والرجل سواء بالفطرة من حيث عملية التفكير، ولا يتميز أحدهما عن الآخر إلا في الفروق الفردية، أي في مستوى الذكاء ودرجته وليس في نوعيته.
التغيرات الجسدية والنفسية التي تتعرض لها المرأة:
تتعرض المرأة لتغيرات جسدية كثيرة ومتكررة، وهذا لا يخفى على المرأة ولا على غيرها، ويمكن ملاحظته دون عناء. كما أن الأبحاث العلمية المستفيضة قد أظهرت التأثيرات النفسية التي تتعرض لها المرأة نتيجة مرورها بهذه الأحوال الجسدية. فالمرأة تأتيها الدورة الشهرية، وإذا حملت فإنها تمر في فترات ما قبل الحمل وما بعده وما بعد الولادة، وإذا أسقطت جنينها أو أجهضته تعرض جسدها لكثير من التغيرات. كما يمكن أن تعاني من عدم الخصوبة، أو العقم، والمرور بفترة اليأس وما يترتب على ذلك من تغيرات قبلها وبعدها. وهكذا فالمرأة تمر بفترات وتغيرات جسدية قد تعاني منها كثيرا، وقد يكون لذلك أثره البالغ على نفسيتها، وطريقة تعاملها مع الناس، وكذلك على طريقة تفكيرها.
فقد أكدت كثير من الأبحاث الطبية أن التغيرات الجسدية التي تمر بها المرأة تؤثر على نفسيتها فتعرضها للإصابة بالإحباط وقلة التركيز والكسل وتأثر الذاكرة قصيرة المدى عندها. كما قد تؤثر على سرعة الانفعال عندها، وتصيبها بالقلق والوهن وتغير المزاج والتوتر والشعور بالوحدة والبلادة وثقل الجسم. هذا بالإضافة إلى التغيرات التي تحصل في العوامل المؤثرة في الحركة والعمل والنشاط الذهني كدرجة الحرارة والضغط وزيادة الإفرازات الهرمونية المختلفة.
ماذا نستنتج من كل ذلك؟
• ليس في الآية ولا في الحديث ما يدل على أن قدرات التفكير عند المرأة اقل من قدرات الرجل، ولا أن الرجل يفكر بالنيابة عن المرأة. وهذا عام في باقي نصوص الكتاب والسنة بدليل الخطاب الإيماني العام لكل من الرجل والمرأة، مما يؤكد على الوحدة الإنسانية في العقل والغرائز والحاجات العضوية عند كل منهما. هذا بالإضافة إلى العديد من النصوص التي تدلل على قدرة المرأة على التفكير والتصرف في أحلك المواقف، وهذا كثير في كل من الكتاب والسنة. وأما النصوص التي تجعل للرجل قوامة وميزات أخرى، فهي أحكام شرعية تتناسب مع طبيعة المجتمع الإسلامي، وليس لها علاقة بالقدرات العقلية.
• يشير الحديث إلى أن النساء ناقصات عقل، لكنه يعلل ذلك بكون شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد. وفي هذا إحالة إلى آية الدّيْن، والتي تعلل الحاجة إلى امرأتين بالضلال والتذكير. والضلال هو العدول عن الطريق المستقيم، ومنه النسيان، وقد يؤدي إليه. والتذكير فيه لفت الانتباه، ويتأثر بالحالة النفسية وقد تحجبه كليا عن رؤية الحق والواقع. فالذي لا يرى إلا جانباً معيناً من الواقع ولا يرى غيره يكون تفكيره ناقصا سواء كان رجلاً أو امرأة.
• الكلام في كل من الآية والحديث هو عن أحكام إسلامية في مجتمع مسلم، والمرأة بحكم طبيعتها وعيشها في المجتمع الإسلامي خاصة تكون خبرتها اقل من الرجال إجمالاً أي من حيث المعلومات وتعلقها بالواقع المعين، لا سيما في المجالات التي يقل تواجدها فيه. لذلك كان لا بد من الاستيثاق في الشهادة ليرتاح صاحب المعاملة المالية من حيث ضمان حقه.
• إذا ما أخذنا في الحسبان كل هذه الحقائق والوقائع ثم قابلنا بينها وبين واقع العقل والتفكير وواقع الآية والحديث، فإننا نخلص إلى أن نقص العقل ليس هو في قدرات التفكير ولا في تركيبة الدماغ، وإنما في العوامل المؤثرة في التفكير والعقل. وهو ينحصر على وجه التحديد في الخبرة ومنها المعلومات وفي موانع التفكير؛ فان كون المرأة المسلمة بعيدة عن واقع المجتمع والمعاملات المالية بالذات، فلا بد أن خبرتها اقل من الرجال المنخرطين في هذه المعاملات. كما أن المرأة تمر في تغيرات جسمانية تؤثر على حالتها النفسية، هذا بالإضافة إلى عاطفتها الزائدة والتي يمكن أن تجعلها تنحاز في تفكيرها وفي قراراتها، كما لو كان المعني بالأمر ابنها مثلا فلا بد أنها ستميل إليه.
• إذن فالحديث عن أن المرأة ناقصة عقل جاء بالإشارة إلى آية الدين، ولا يعني أن الرجل لا يمكن أن يوصف بمثل هذا الوصف. بل هناك آيات قرآنية تنفي العقل عن كبراء القوم وعظمائهم من الكفار والمنافقين وأهل الكتاب. وهذا يعني أن الأمر طبيعي وليس فيه أن قدرات المرأة على التفكير اقل من قدرات الرجل ولا أنها ناقصة عقل بالمفهوم الشائع. فليس في نصوص الكتاب والسنة ما يشين المرأة من هذه الناحية ولا ما يحط من قدرها أبدا.
http://www.saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/375)
لا يُساومني به غير المنيّة
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
طلبوا تحريرك فاعتقلوكِ جثّة بين البرايا هامشيّة
إنما الحرّة من تُغضي حياءً ليست الحرّة من كانت بغيّة
ساوموكِ عبر إعلامٍ أثيم همسوك بالنداءات الخفيّة
فاحذري يا أُختُ أن تُصغي لقولٍ يهدم الإيمان فيك يا أُخيّه
واهتفي يا أُختُ فيهم: لست أرضى لي سوى الإسلام دينا وحميّة
إنه يا طالب النجم حجابي لا يُساومني به غير المنيّة
أنت يا أختاه للأخلاق مهدٌ أنت للأعداء أصبحت القضية
رسم الأعداء كي ما يقتلوكِ بدهاء وخفاء ورَويّة
قتلك يا أختُ في سلب حياكِ ليس بالسيف ولا بالندقية
أنت للإسلام في الأعداء سهمٌ وعلى الإسلام إن رمتِ الدنيّة
فاختاري لنفسك أي الطريقين شئت يا أُخيّه
أنت للإسلام في الأعداء سهمٌ وعلى الإسلام إن رمتِ الدنيّة
فأنت – يا أُخيّه - حفيدة خديجة إذا شئت
التي نصرت دين الله
وآزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأُعيذك بالله أن تكوني حفيدة أم جميل
تبت يداها وخسرت دنياها وأخراها
الخبيثة الفؤاد
البذيئة اللسان
السبابّة الشتّامة
المتبرجة الآثمة
فأنت في الحصن أُخيّه
وثِقي بنفسك أنتِ سرّ حضارة عظُمت وأعطت للورى أبطالا
وأنت - يا أختاه - مَهْد الأخلاق
غذي صغارك بالعقيدة، إنها زاد به يتزود الأبرار
وأنت فتاة اليوم وأمّ المستقبل
في كفك النشء الذين بمثلهم تصفو الحياة وتُحفظ الآثار
وأنت بنت أكرم دين
أختاه حولك روضة مخضرّة تختال فوق ربوعها الأشجار
وإن أعجب فعجبي ممن تتمنّى حياة أقوام يتمنّون حياتها!
كم تتمنى اليوم عاقلات نساء الغرب حياة شرقية!
إنهن يتمنّين حياتك أنتِ يا ذات الحجاب
ومن ذوات الحجاب ممن تتمنّى حياة امرأة غربية!
وهذه نماذج
وليكن لسان الحال منك:
إنه يا طالب النجم حجابي لا يُساومني به غير المنيّة
أُخيّه:
هل علمت أن امرأة من ذلك الجيل الرباني - الذي تربّى في المجتمع النبوي المدني – ساومها اليهود وراودوها على خلع حجابها وعلى كشف وجهها، فأبَتْ وانتفضت، فكادُوها – كعادتهم – فربطوا بغض ثيابها ببعض فلما قامت تكشّفت، فاهتزت واضطربت وصاحت: وا إسلاماه
فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، فشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع، وحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة ليلة فنزلوا على حكمه، فكُتّفوا وهو يريد قتلهم، إلا أن عبد الله بن أُبيّ شفع فيهم وكلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم حتى أُجلُوا من المدينة النبوية.
فأقيمت الدنيا ولم تُقعد
وسُفكت دماء
وحوصرت اليهود
وأُجليَت بنو قينقاع
كل ذلك من أجل حجاب
فهو يا أُخيّه حجابك الذي يجب أن لا يُساومك به غير المنية.
فهل هو عندك بهذه المنزلة، وبهذه المكانة والمثابة؟؟
أرجو ذلك..
http://www.saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/376)
قضية أن تكون المرأة أجيرة
صالح الحصين
في الحوار والجدل العلمي لا بد في البدء من تحرير (محل النزاع)؛ ذلك لأن الحوار والجدل يتنازعه طرفان: مؤيد ومعارض، وينصب فيه التأييد والمعارضة على معنى واحد أو قضية واحدة، وما لم يكن هذا المعنى أو تلك القضية محددة تحديداً دقيقاً واضحاً متفقاً عليه بين طرفي الحوار والجدل، فإن الحوار في هذه الحالة يصبح عقيماً غير منتج، بل يصبح نوعاً من لغو الحديث ولغط القول، يصح أن يوصف بالوصف العامي الظريف (حوار الطرشان)، في بلدان العالم الإسلامي وبخاصة بلدان العالم العربي منه يحتل الحوار تحت عنوان (عمل المرأة) مساحة هائلة من مجال الكلام والكتابة، ولأول وهلة يخيل للسامع أو القارئ أن الحوار يدور بين مؤيد ومعارض لعمل المرأة أو بطالتها (تخليها عن العمل اضطراراً أو اختياراً)، ولكن ما حظ هذا الأمر من الواقعية؟
واضح أن عنونة موضوع الحوار (بعمل المرأة) خطأ اصطلاحي كان يمكن التسامح تجاهه لولا أن المتتبع لمسارات الحوار المشار إليه لا يشك في وجود ضرورة ملحة وآنية إلى تحرير (محل النزاع) في القضية التي يتناولها الحوار.
وفيما يلي محاولة لذلك، تبدأ بالملاحظات الآتية:
الملاحظة الأولى:
قبل عقود قليلة من الزمن كان عمل المرأة يشغل اهتمام بعض المثقفين والكتاب في المملكة العربية السعودية، ولكن من زاوية أخرى مغايرة تماماً للزاوية التي ينظر منها في الحوار الجاري حالياً حول (عمل المرأة).
إذا كان أولئك المثقفون متأثرين في الغالب بملاحظات الرحالة الأجانب، وبالوعي بالاعتبارات الإنسانية يعبرون عن معارضتهم لما يعتقدون أنه ظلم ترزح تحته المرأة في بعض المجتمعات، إذ تحمل من العمل بما يزيد عن نصيبها العادل في تحمل مسؤوليات الأسرة.
فبالإضافة إلى قيامها بوظائف المرأة الطبيعية والتقليدية تقوم بنصيب كبير من عمل الرجل الشاق في الرعي والاحتشاش والاحتطاب واستقاء الماء، مشاركة للرجل أو مستقلة بذلك متيحة له الاستمتاع بوقته، متكئاً على رحله يحتسي القهوة ويتناشد الأشعار مع صحبه من الرجال.
لقد تغيرت هذه الصورة مع الزمن، وأتاح لين العيش الذي أنعم الله به على كثير من سكان المملكة، وتبدل الظروف الاقتصادية والاجتماعية أتاح للمرأة السعودية أن تتحرر من جزء كبير من العبودية للعمل الشاق، ولكن الصورة الغالبة والسائدة في بلدان العالم الثالث ومنها بلدان العالم الإسلامي تتجلى في أن المرأة في كثير من الأحوال تضطر تحت ضغط ظروف العيش إلى تحمل نصيب كبير من العمل الشاق المرهق الذي يشغل كل وقت يقظتها دون أن يترك لها فيه جزءاً من الراحة والاسترخاء، فضلاً عن المتعة والترفيه الذي تحظى به المرأة في المجتمعات الغربية مثلاً.
وعلى سبيل المثال: تمثل النساء في كينيا نسبة عالية من العاملين في الفلاحة اليدوية، حيث يقوم الإنسان بما يقوم به الحيوان أو الآلة، فتمضي المرأة وقتها الذي لا فراغ فيه في مكابدة العمل في الأرض الشحيحة متحملة نصيبها من العمل فيها، ونصيب زوجها الذي يكون في الغالب قد ذهب إلى المدينة للبحث عن عمل أيسر مشقة وأكثر دخلاً، حيث ينجح أحياناً ويساهم –في أحيان أكثر- في رفع نسبة البطالة في الإحصاءات الرسمية.
أما في نيبال فلا أحد يستطيع أن يطبق قانون الحكومة في منع زواج البنت قبل سن الخامسة عشرة؛ لأن المرأة قبل هذا السن تكون محتاجة للزواج من شاب يحتاج إلى من يشاركه في كفاح العمل في الأرض الجبلية، التي لا تكاد تمنحه وزوجته من محصول البطاطس ما يكفي لأن يبقيهما على قيد الحياة.
وأما المرأة الأندنوسية التي تقطع مسافة ربع محيط الكرة الأرضية، لتقوم بعبء البيت الخليجي جاهدة ناصبة لمدة ثماني عشرة ساعة في اليوم، فربما ترى أن حجم هذا العمل ومشقته أهون وأكثر جدوى اقتصادية من العمل المعتاد للمرأة في القرى الأندنوسية.
وإذا كان هذا هو واقع عمل المرأة في العالم الثالث - ومنه العالم العربي والإسلامي- فإن من المحير أن نسمع هذا الوصف للمرأة (النصف العاطل من المجتمع) يتكرر على ألسنة محترفي تقديم النصائح للعالم الثالث من خبراء المنظمات العالمية، ولكن الأدعى للحيرة أن نسمع ونقرأ هذا الوصف لأزمة لفظية في خطاب المفكرين والكتاب العرب.
الملاحظة الثانية:
أوردت مجلة البنات - التي تصدر بإشراف الرئاسة العامة لتعليم البنات في المملكة العربية السعودية في عددها الرابع عشر- خبراً مضمونه أن شركة تأمين بريطانية قامت بدراسة للتقييم الاقتصادي لعمل المرأة المتفرغة لإدارة شؤون الأسرة، وكانت نتيجة الدراسة أن عمل مثل هذه المرأة من حيث الحجم يبلغ معدل تسع عشرة ساعة في اليوم، ومن حيث التقييم المادي أثمن شيء تملكه أي أسرة.
الملاحظة الثالثة:
عبر العصور القديمة كان غالب عمل المرأة عملاً حراً، أما العمل المأجور الذي يخطط وينفذ تحت إشراف وسلطة رب العمل أو الرئيس الإداري فقد ظهر على نطاق واسع مع وجود الثورة الصناعية في أوروبا، حين احتاجت الصناعة إلى كثير من الأيدي العاملة الرخيصة نظراً لقيام الصناعة في ظل النظام الرأسمالي الذي دافعه وهدفه تحقيق أكبر قدر من الربح، فدخلت المرأة العمل المأجور في الصناعة ثم في غيرها من المشاريع الرأسمالية، وقد عملت المرأة في ظروف قاسية وسيئة وظالمة، وبالرغم من دعوات الإصلاح والدفاع عن حرية المرأة ومساواتها بالرجل إلا أن المرأة –وحتى الآن- في أغلب بلدان العالم الصناعي لا تزال عاجزة عن الحصول على مساواتها بالرجل في ظروف العمل وأجره، وقد بلغت المرأة أعلى درجة من المساواة بالرجل في ظل النظام الشيوعي، إذ إن لينين بعد أن أطلق صيحته (إن الأمة لا تكون حرة إذا كان نصف سكانها تحت نير المطبخ) دخلت المرأة مجالات العمل كلها تقريباً على قدم المساواة مع الرجل، ونتيجة لذلك تحملت مسؤولية العمل الروتيني في المصنع تحت إشراف وسلطة مقدم العمل، ولم تستثن من الأعمال الشاقة أو الحقيرة أو القذرة فعملت في حفر الأنفاق وتنظيف الشوارع (سيكولوجية المرأة العاملة: كاميليا عبد الفتاح صـ44-45-539).
فدخول المرأة في سوق العمل المأجور كما نرى دفع إليه تغيير في قيم المجتمع نتيجة الثورة الصناعية، ثم الفلسفة الاشتراكية.
من الملاحظات الثلاث السابقة نستخلص:
أن المرأة في جميع العصور وفي مختلف المجتمعات عاملة وليست عاطلة، ومساهمتها في الإنتاج سواء من الناحية الاقتصادية أو النفعية بوجه عام لا تقل عن مساهمة الرجل، بل غالباً ما يكون نصيبها من العمل كماً وكيفاً أكبر من نصيب الرجل، وفرصتها في الراحة عن العمل أقل من فرصته.
وإذاً فقيام الجدل حول عمل المرأة من حيث هو عمل لا معنى له، وقضية الخلاف على (أن تعمل المرأة أو لا تعمل"لا وجود لها.
والقضية الحقيقية التي ينصب الخلاف عليها هي (عمل المرأة أجيرة، هل هو مطلوب ومرغوب ونافع؟ ومتى وتحت أي ظروف يكون ذلك؟) الحوار والجدل حول هذه القضية ينبغي أن ينصب على ما إذا كان بذل المرأة نفسها للعمل لقاء أجر أمر مفضل ينبغي تشجعيه، ودعوة المرأة إليه والعمل على أن يتيح المجتمع أوسع الفرص له وتقييمه عند المفاضلة والترجيح بأنه أسمى وأنبل وأكثر نفعاً وأكثر تحقيقاً للمصلحة العامة، وأجدى اقتصادياً لها وللمجتمع من عملها الحر أو عملها في مجال الأسرة، إن هذا في الحقيقة هو محل النزاع إذا أردنا تحرير محل النزاع، وقصر الجدال على القضية محررة بهذا الوصف بالإضافة إلى أنه مقتضى المنطق والمحاكمة العقلية، سوف يوفر كثيراً من الوقت الضائع والمجهود الذهني الذي يذهب سدى، سوف يجعل غاية للجدل الذي لا نهاية له ولا حدود.
في الجدل حول (عمل المرأة أجيرة) ينبغي الانتباه إلى الحقائق الآتية:
أ) في العمل المأجور يبيع الأجير وقته وجهده لقاء ثمن مادي أي يبيع جزءاً من نفسه، هذا يعني أن العمل المأجور نوع من الرق، لا أنسى مرة موظفاً في إحدى الشركات كان يريد أن يعبر لي عن ضغوط عمله فقال بتأثر ظاهر: أنا قن.
ب) لا يعني ما ذكر تحقير العمل المأجور أو عيب الأجير، كيف ونبي من أولي العزم من الرسل كان أجيراً لمدة عشر سنين، كما أن الرق لا يعتبر في كل الأحوال عيباً للرقيق، فالرق لم يعب يوسف الصديق ولقمان الحكيم.
والشعوب البدائية كما يعبرون هي وحدها التي يندر فيها الرق والعمل المأجور، أما الحضارات فعلى العكس من ذلك قامت الحضارة الرومانية على الرق، وقامت حضارة الإقطاع الأوروبي على شبه الرق، وقامت الحضارة الأوروبية بعد الثورة الصناعية على العمل المأجور.
في الحضارة المعاصرة وفي كل البلدان على اختلافها في سلم التقدم يتركز إنتاج أغلب السلع والخدمات على العمل المأجور.
إنما قصد من الفقرة (أ) الإيضاح عن خصيصة للعمل المأجور لا يجوز إغفال اعتبارها عند الموازنة والترجيح بين أنواع الأعمال.
ج) عمل المرأة في الأسرة تحت قوامة زوجها وهامش حرية المرأة في أدائه واسع أو غير محدود، وصيغة التشاور فيه أظهر من صيغة الأمر والنهي، يظله فيء العاطفة وندى المشاعر، وعلاقة المرأة بمن له القوامة علاقة المودة والرحمة.
أما عمل المرأة المأجور في سوق العمل فتؤديه تحت قوامة الرئيس الإداري أو رب العمل (ذكر أو أنثى)، وحرية الاختيار فيه محدودة، ولا مجال فيه للعاطفة الإنسانية وإنما تحكمه صرامة الأوامر ويظله جفاف الروتين، وعلاقة المرأة بمن له القوامة علاقة الآمر والمأمور.
د) عمل المرأة في الأسرة غاية في ذاته، يلبي للمرأة أشواقها ويحقق لها الإرضاء النفسي، أما عمل المرأة المأجور خارج الأسرة فهو وسيلة للحصول على الأجر الذي تحتاجه بدرجات متفاوتة لتحقيق أشواقها ورغباتها.
هـ) بما أن الإنسان مدني بطبعه وأن:
الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
وأصدق من قول الشاعر وأبلغ وأوضح قوله - تعالى -:"نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً"[الزخرف:32]، فقسمة المعيشة بين الناس في الحياة الدنيا وتسخير بعضهم لبعض اقتضت بذل العمل من الإنسان رجلاً أو امرأة –الوقت والجهد- لقاء عوض من إنسان آخر سواء في ذلك ما يبذله الأجير الخاص والأجير المشترك، والأعمال تتفاوت ولكن العمل المثالي هو ما يكون أكثر ملاءمة للعامل من جميع الوجوه فلا بد في الموازنة بين الأعمال والحكم عليها أن يكون للملاءمة من شتى الوجوه، وزنها في الترجيح والاختيار.
كما يرى القارئ لم أحكم على (عمل المرأة أجيرة) مؤيداً ومعارضاً؛ لأن الحكم يختلف باختلاف الظروف؛ ولأني لم أقصد إلى الحكم في هذه القضية، وإنما كان قصدي تحرير محل النزاع بين المؤيدين والمعارضين، وأرجو أن أكون وفقت، وما توفيقي إلا بالله.
http://www.islamtoday.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/377)
قبل أن يغازلها الآخرون !!
فهد السيف
فتاة في مرحلة المراهقة.. طاهرة القلب.. لم تسمع بالأشرار.. أو سمعت بهم دون أن تراهم أو تحادثهم.. كانت تظنهم يلبسون لباسا خاصا بهم، أو أن لهم ملامح تميزهم عن الآخرين، كان أبوها جاف العواطف، يخاطبها بصفة رسمية، إنه يبتسم أحيانا، لكنه منذ بلغت ابنته التاسعة من عمرها بدأ يخاطبها بأسلوب الأوامر، لم تسمع منه يوما كلمة حانية ورقيقة، أما أمها فمما يحسب لها أنها حريصة جدا على تعليم ابنتها شؤون المنزل والضيافة وكذلك الحياء.
لقد كان ينتابها شعور – أحيانا- بأنها عادية الجمال، وغير لافتة للنظر، فكرت بالزواج وأنه استقلال وتربية أولاد ومشاكل، رأت مسلسلات تلفزيونية، فتعرفت على شيء اسمه ((الحب)) فتمنت أنها في بيئة غير بيئتها الصحراوية ذات الجفاف العاطفي.
دق عليها جرس الهاتف وهي تذاكر ليلا:
- نعم.
- أهلا بهذا الصوت العذب.
- من أنت؟ وماذا تريد؟!
- أنا شاب مهموم و...
أغلقت السماعة في وجهه، لكن ضميرها بدأ يؤنبها بأنها أخطأت في حقه، وبأنه هو الوحيد في العالم الذي يعرفها حق المعرفة!!
ألم أقل لكم إنها طاهرة القلب؟!!
اتصل ثانية فردت عليه ووقعت في شراكه..الخ القصة
نعم إنها قصة مكررة ومعروفة، لكن هل إلتمسنا أسبابها من جميع الجوانب؟ وهل فكرنا في أن نطرق أسبابا أخرى غير ما نكرره من إلقاء اللوم على الشباب والفتيات؟ ألم نفكر -يوما- في دورنا نحن في القضية، وما هي الأساليب التي كانت سببا في سهولة وقوع فتيات الطهر والعفاف في شراك شياطين الإنس؟
لست أزعم هنا أنني سأتعرض للأسباب، ولكني أكتفي بذكر سبب واحد فقط.
إنه الجفاف الصحراوي في عواطفنا نحو أبنائنا.
ألم يكن من الممكن أن نتعامل مع أبنائنا ذكورا وإناثا بشيء من العاطفة والمديح في جوانب يستحقون المديح فيها، حتى لو كانت في المظهر؟
إن شيئا من الثناء على من يُنَشَّأ في الحلية (البنت) في شعرها أو قسمات وجهها أو ثوبها كفيل بأن يلبي رغبة هذه الفتاة في العاطفة، ويجعلها أكثر نفورا من الأصوات المبحوحة التي تريد إلقاءها في شرك الغزل، والشيء نفسه نقوله في التعامل مع الأولاد.
دخلت فاطمة - رضي الله عنها- على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقام إليها، وقبلها وأجلسها مكانه، إنها ثلاث أشياء نفتقدها في التعامل مع أبنائنا، تأمل قليلا.. (قام إليها).. (قبَّلها).. ولم يقل لها قبلي رأسي!! بل (أجلسها مكانه).
دخلت فاطمة - رضي الله عنها - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام إليها، وقبلها وأجلسها مكانه، إنها ثلاث أشياء نفتقدها في التعامل مع أبنائنا، تأمل قليلا.. (قام إليها).. (قبَّلها).. ولم يقل لها قبلي رأسي!! بل (أجلسها مكانه).
وفي موضع آخر يذكر - عليه الصلاة والسلام - أنها بضعة منه يريبه ما يريبها، يقوله أمام الناس.
ولما رغبت في الخادم ولم تجده عند عائشة جاء إليها بعدما علم بخبرها، وتأمل معي قليلا كيف دخل وكيف جلس: حيث جلس بينها وبين زوجها علي - رضي الله عنهما - حتى أحسا برد أصابعه، ثم قال لهما بأسلوب رقيق: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ سبِّحا الله ثلاثا وثلاثين واحمدا الله ثلاثا وثلاثين، وكبراه ثلاثا وثلاثين. أو كما ورد.
كما أنه - عليه الصلاة والسلام - يجعل عائشة –رضي الله عنها- تنظر إلى صبيان الحبشة في المسجد يلعبون من وراء ظهره، فلا يتركها حتى تكون هي التي تطلب ذلك.
ثم هو يقبل الصبيان، ويحملهم في الصلاة، وفي الخطبة أمام جماهير المصلين!! ويلعب معهم ويخرج لسانه لهم و...الخ.
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه التعاملات الرقيقة التي تجعل لنا أمام أبنائنا قبولا فيما نلقي إليهم من توجيهات، وتعرفهم على مدى القرب والمحبة التي نكنها لهم.
وما يجري على الفتاة يجري قريب منه على الابن.
وإن مثل تلك الفتاة التي تحدثنا عنها آنفا كثير، ممن تعيش في بيتٍ أهلُه صالحون، لكن لها رفيقات يزيِّنّ لها محادثة الشباب، ثم إذا سمعت صوت الشاب فرحت بذلك، لأنها لم تسمع يوماً كلمةً عاطفيةً من أبيها، واستساغت سماعها من الغريب قبل القريب.
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه التعاملات الرقيقة التي تجعل لنا أمام أبنائنا قبولا فيما نلقي إليهم من توجيهات، وتعرفهم على مدى القرب والمحبة التي نكنها لهم.
وما يجري على الفتاة يجري قريب منه على الابن
http://www.almoslim.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/378)
أسوار الحماية
وفاء محمد العيسى
عندما تكون القلاع محصنة بالأسوار العالية القوية يأمن ساكنوها وتقر عين نائميها، وتستكين قلوب واجفة، وتطمئن الأفئدة الخائفة. أما إذا دب الخوار في اللبنات فحينها ترتعش الأوصال وتنتفض العروق من هول الأخطار.
تلك القلعة رمز للمرأة المسلمة القوية بإيمانها، حماها الله بأسوار ثلاثة تحفظ عليها عفتها وتحمي حيائها من خدش الذئاب وتمنع عنها هجمات الكلاب.
أسوار ركبت بعضها فوق بعض لتدرأ الشبهات والزائغ من النظرات، تنقي السريرة وترد الأقاويل والشائعات.
سور من التقوى تمثل في الحجاب شريعة مطهرة لتدفع مرضى القلوب وتصد وقع الذباب.
لكن هناك فتيات تربت على وضع العباءة دون استشعار للمعنى الحقيقي من حكمها فأضحت عادة من عوائد الزمان ورمزا من طقوس البلاد الرجعية وفق ما يردده أدعياء تحرير المرأة في كل مكان، فما عادت تلك العباءة وذاك الخمار يشكل لبعض المسلمات عبادة سماوية كبقية الفروض والعبادات!!
اعلمي أخيتي أن الحجاب بسواده وغمره للبدن وخلوه من الزينة يبعث جواً من النقاء والطهارة يتضوع شذاه ويقطع برقة النسيم الطريق على العابثين من الفسقة والمنافقين.
أما السور الثاني فهو عدم الاختلاط بالجنس الآخر مما يبعد المسلمة عن مستنقعات الريب ومواطن الشبهات ويجنبها خطر الهلاك.
فما هو الحال عندما يقترب الوقود من النار؟! هل نجد نتيجة ذلك ماء عذبا وهدوءا وسكوناً تاماً؟! كلا بل سنجد ناراً أضرمت ف- تعالى - اللهب وأكل البقية الباقية من ماء الحياء وعذب الإيمان.
إن الله - تعالى - خلق الجنسين وهو أعلم بهما فما أشد على الرجال من فتنة النساء، ولا أدل على ذلك من تزايد حالات الاغتصاب والتعدي وغيرها من المشكلات التي تعاني منها الكثير من الدول التي تبيح الاختلاط.
تلك حقيقة ثابتة راسخة منذ القدم فلم التعامي عن إدراك أسباب الفتن والمشكلات القائمة جراء إباحة الاختلاط بين الجنسين في كثير من البلدان؟!
وأخيرا يبطن السورين حصانة الحياء والعفة، فكم تدمع الأعين حين نجد من خلعت ربقة الحياء فأضحت دون حياة، نزعت عنها الشيء الذي تستقي منه جمالها وبهاءها فغدت تصرفاتها مستقبحة مستهجنة.
إن الحياء رمز للخير والفضيلة ولن تتوانى صاحبة الحياء عن غض طرفها وعدم الخضوع بصوتها والتخفي بوقع أقدامها لتستر عرضها وتسمو بنفسها.
تلك بعض أسوار الحماية غلفت المرأة المسلمة لتحمي بريق الجوهرة من نهب المجرمين وتحفظ جمال الوردة من أيدي العابثين، وشذا الزهرة من سهام الحاقدين.
تلك الأسوار حاميتك بعد الله - تعالى - فلا تحملي المعول اليوم لتهدمي فضائل جمعت وأخلاق بنيت وأحكام إن انتهكتها فقد هتكت ستر ما بينك وبين الله - تعالى -.
http://www.lahaonline.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/379)
خصائص النمو لدى الطالبات في مرحلة المراهقة وأسلوب التعامل معهن
د. عبد الرحمن الصالح
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
كثير من المعلمات والمربيات يشتكين من صعوبة التعامل مع المراهقات وصعوبة توجيههن، بل إنَّ عدداً من الأمهات يتألمن كثيراً، حيث إنَّ ابنتها نشأت نشوءاً حسناً، قد ربتها على الأدب والخلق، ولكن البنت فاجأتها في مرحلة المراهقة بسلوكيات غريبة وأفكار عجيبة وتمرد على البيت والأسرة والمدرسة.
وهذا قد يكون نتيجة لعدم المعرفة بالمرحلة العمرية التي انتقلت إليها وأسلوب التعامل معها بما يناسبها.
ولأهمية الموضوع فقد رأيت طرح ما يأتي:
1ـ معنى المراهقة.
2ـ نماذج من الهدي النبوي في التعامل مع المراهقين.
3ـ خصائص النمو لدى الطالبات في مرحلة المراهقة وأسلوب التعامل معهن.
4ـ توجيهات للتعامل مع الطالبات.
أرجو الله أن يبارك في الجهود وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والله الموفق.
معنى المراهقة:
يمر الأبناء والبنات بمرحلة عمرية مهمة هي مرحلة المراهقة، وقد وردت في لسان العرب معان كثيرة لكلمة رهق، ومنها: راهق الغلام، أي قارب البلوغ والمراهقة، وهي الفترة بين البلوغ ومرحلة الطفولة، وهي الفترة ما بين الثانية عشرة إلى الحادية والعشرين، وهي مرحلة يكتمل بها نمو الأعضاء المختلفة، فهي مرحلة نمو شامل لجميع أجهزة الجسم، يقول الله - سبحانه و تعالى -: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم:54).
يقول ابن كثير في تفسير الآية:"ينبه - تعالى - على تنقل الإنسان في أطوار الخلق حالاً بعد حال، فأصله من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم يصير عظاماً ثم تكسى العظام لحماً وينفخ فيه الروح ثمَّ يخرج من بطن أمه ضعيفاً نحيفاً ثمَّ يشبّ قليلاً قليلا حتى يكون صغيراً ثمَّ حدثاً ثمَّ مراهقاً ثمَّ شاباً ـ راشداً ـ وهو القوة بعد الضعف، ثمَّ يشرع في النقص فيكتهل ثم يشيخ ثمّ يهرم، وهو الضعف بعد القوة، فتضعف الهمَّة والحركة والبطش وتشيب اللمة وتتغيَّر الصفات الظاهرة والباطنة".
وقد بالغ عدد من الباحثين إذ اعتبروا مرحلة المراهقة فترة طيش وسفه وتهور، وهذا غير صحيح، فرغم ما يحدث في مرحلة المراهقة من تغيرات يصحبها آثار نفسية وسلوكية مختلفة، بعضها ناتج عن تغيرات عضوية، وبعضها ناتج عن إهمال في التربية أو استخدام أساليب تربوية غير سليمة، إلا أنَّها تمر لدى كثير من المراهقات وهن على مستوى سلوكي جيد ومستوى تحصيلي متميز.
ويحفل التاريخ الإسلامي بنماذج عديدة أثبتت: أنَّ الشباب في مرحلة المراهقة يمكن أن يعطوا عطاء متميزاً، ومازالت هذه النماذج تتكرر في هذا العصر، فكثير من حافظات القرآن الكريم وكتب الحديث والسير ومن يحضرن دروس العلم في المصليات هن من الشابات اللاتي في سن المراهقة، كما أنَّ عائشة - رضي الله عنها - كان الصحابة يرجعون إليها في عدد من المسائل الشرعية. ومن ثم فلا ينبغي أن يبرر كل انحراف من الشباب والشابات بأنه نتيجة لمرحلة المراهقة، أو أن يقرّ المربون الشابات على الوقوع في المخدرات والشهوات والتقليعات الغريبة. بل لا بدّ أن يوجه الشباب والشابات توجيهاً سليماً يتناسب مع طبيعة المرحلة التي يمرون بها والتي سوف نبين شيئاً منها.
نماذج من الهدي النبوي في التعامل مع المراهقين:
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحد. فتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده" (رواه مسلم).
موقف الشاب الذي رغب في أن يأذن له الرسول - صلى الله عليه وسلم - في فعل فاحشة الزنا، فما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن عقد معه جلسة حوارية تصحيحية تخللتها مجموعة من الأسئلة والردود عليها والتعقيبات على الردود:
"أتحبه لأمك؟"
لا والله جعلني فداك
ولا الناس يحبونه لأمهاتهم
"أفتحبه لابنتك؟"
لا والله جعلني فداك
ولا الناس يحبونه لبناتهم
"أفتحبه لأختك؟"
لا والله جعلني فداك
ولا الناس يحبونه لأخواتهم
"أفتحبه لعمتك؟"
لو الله جعلني فداك
ولا الناس يحبونه لعماتهم
"أفتحبه لخالتك؟"
لا والله جعلني فداك
ولا الناس يحبونه لخالاتهم
خصائص النمو لدى البنات في مرحلة المراهقة وأساليب التعامل معها:
سوف نستعرض أبرز خصائص النمو لدى الطالبات وأساليب التعامل معها:
1ـ النمو الجسمي:
يحدث خلال مرحلة المراهقة نمو متصاعد لجميع الطاقات الجسدية، ويشمل النمو ثلاثة جوانب هي: الحجم، الوزن، الطول. ورغم أن نسبة ذلك تختلف بين الذكور والإناث؛ إلا أنها بشكل عام تشمل الخصائص الجنسية الأولية ـ نمو الأعضاء التناسلية وحصول الاحتلام.
والخصائص الجنسية الثانوية مثل: تغير الصوت، ظهور الشعر، ازدياد الوزن نتيجة زيادة نمو الأعضاء وزيادة الدهون وأنسجة الجسم.
2ـ الخصائص الانفعالية والعقلية:
يحصل في هذه المرحلة من المراهقات حساسية مرهفة وتوتر انفعالي شديد نتيجة للتغيرات التي تحصل لهم، فمثلاً: تشعر بالخجل غير الطبيعي، نتيجة للتغيرات التي تطرأ على جسمها، فتخجل من نظر الآخرين لها؛ لذا ترغب في الانعزال، وتخجل من القراءة الجهرية نتيجة لتضخم صوتها.
وكذلك نقصان الثقة بالنفس، فالطفلة قبل المراهقة شديدة الثقة بنفسها، أما في المراهقة فتنقص الثقة لأسباب هي:
أ ـ نقص المقاومة الجسمية والقابلية للتعب.
ب ـ الضغوط الاجتماعية التي تطلب منها أكثر ممَّا تؤديه.
ويلاحظ على المراهقة كثرة أحلام اليقظة ـ وهي التي كثيراً ما تقضي المراهقة أوقاتها فيها نتيجة تكاملها العضوي والعقلي، فهي تملك ما يملكه الكبار، ولكن تنقصها الخبرة والقدرة، وبشكل عام تتميز الانفعالات لدى المراهقة: بالشدة، والحساسية، وتفسر معظم ما تسمعه من الآخرين بأنه موجه لها. أمَّا الخصائص العقلية: فإنَّ المراهقة تعتبر مرحلة تكامل فطري في تكوين الوظائف العقلية العليا لدى الفرد ممَّا يؤهله لحياة منتجة.
3ـ الخصائص الاجتماعية:
لعل من أهم مطالب النمو في هذه المرحلة: تحقيق التكيف الاجتماعي، وتحرص المراهقة على تكوين الصداقات مع فتيات تجمعهن ميول مشتركة، أو هوايات موحدة، إذ تقضي المراهقة كثيراً من وقتها مع رفيقاتها، كما أنَّها تميل إلى الاعتماد على نفسها، وتسعى إلى جعل المحيطين بها يدركون أنها أصبحت كبيرة، فهي تعتز بنفسها وبمظهرها؛ لذا ينبغي الاهتمام بنوعية الصديقات اللاتي يجلسن معها، فهم محضن شعوري ونفسي وعملي لها تتوجه لهن لإعطائها الرأي وبلورة الفكرة. ومن هنا يبرز الدور الفعال الذي يمكن أن تقوم به المصليات والمجال الذي يمكن أن تؤثر من خلاله.
توجيهات للتعامل مع البنات المراهقات:
إنَّ ما تبذله الأخوات المعلمات والمربيات من جهود لتربية بنات المسلمين أثمرت ثماراً يانعة، ولله الحمد، وخرجت أجيالاً من الصالحات والداعيات والمربيات.
والأمة في حاجة إلى مزيد من الجهود لكي يرتقي مستوى العطاء، ولكي يتجاوزوا عصرهم الذي تكالب فيه أعداء الإسلام على بنات المسلمين.
أولاً: لقد سبق شرعنا المطهر في توجيه المربيات إلى الرفق بالمدعوات وتحري الحكمة في ذلك واختيار العبارات المحببة إلى النفس. يقول - سبحانه وتعالى -: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..} (النحل:125).
لذا ينبغي أن تستخدم المربيات الأساليب التربوية المناسبة، وأن لا نتساهل في توجيههن إلى الالتزام بطاعة الله والمحافظة على العبادة، وأن نكون قدوة حسنة لهن في ذلك.
وقد تفنن أعداء الله في استغلال تأثير الأسلوب لجذب الشباب والفتيات إلى ألوان من الانحراف والمعاصي والمنكرات، وبعض المربيات والأمهات يقطبن جبينهن ويستخدمن أغلظ الألفاظ في التخاطب مع أبنائهن وتوجيههن.
ثانياً: المراهقة تحتاج إلى أحد يسمع لها وينصت إلى معاناتها التي ترى أنَّ لا أحد يقدرها ولا يهتم بها؛ لذا ينبغي أن تهتم المربيات بذلك، حيث إنَّ المراهقة تحب المصارحة ويمكن أن تبوح بكل ما لديها وتتقبل التوجيه ممَّن تحس أنه يهتم بها ويسمع لها.
ثالثاً: تحتاج البنات في هذه المرحلة إلى من يظهر لهن الحب والحنان ويحتضنهن ويقبلهن، ولا يعذر الآباء والأمهات بانشغالهم بالعمل أو كبر أبنائهم وبناتهم بعدم إظهار الحب لهم، فإنَّ ذلك يسبب فراغاً كبيراً، وقد يكون سبباً لسعي الفتى أو الفتاة إلى الآخرين لكي يسمع ـ تسمع ـ منهم عبارات الحب والتقدير، ومن ثم يكون لهم نتائج سلبية على سلوكهم.
رابعاً: المراهقة تكون انتقلت من الفردية وأصبحت اجتماعية تحب الخلطة وتندفع إلى الرفقة، فمن المهم ربطهن برفقة صالحة في المصليات يكتسبن منهن الخلق والآداب.
خامساً: عدم التركيز على أسلوب التوجيه المباشر والمحاضرات إلى أسلوب الحوار والمناقشة التي تشبع حاجات المراهقات وتجيب عن أسئلتهن.
سادساً: تصنيف الطالبات حسب قدراتهن العملية وتقديم التوجيه الذي يناسبهن ويثري جوانب الاهتمام لديهن، واختيار المبدعات ورعايتهن حسب جوانب إبداعهن.
سادساً: ينبغي أن تلاحظ المعلمات الجوانب السلوكية والقصور لدى الطالبات ومعالجتها وتوجيه النقد إلى السلوك نفسه، وليس إلى شخصية الطالبة؛ لأنَّها تتضايق من كثرة اللوم والتوبيخ أو توجيه الأسئلة المباشرة لها.
ثامناً: المراهقات يحببن من يفتح المجال لهن لتحقيق ذواتهن ويشركهن معه في المهام المناسبة لهن ويشعرهن أنهن مهمات لكي يتفاعلن ويندمجن معه.
وفق الله الجميع إلى كل خير، وسدد خطانا، وصلى الله على نبينا محمد.
http://www.lahaonline.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/380)
شموع مضيئة
أخيتي في الله:
إليك توجيهاتي تبقى شموعاً "في دربك.............حتى إذا ما ارتحلت
أضاءت لك الحياة.....................
* ابدئي حياة عامرة بحب الله والخوف منه في آن واحد.
* الحواس الخمس (خمسة أبواب) لدخول الخطايا،فشدّدي الحراسة عليها.
* تزيني بحسن الخلق،فالحسنات يذهبن السيئات.
* تخيري من الأصحاب من تعينك وتذكرُك بالله. (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
* اعلمي أنّ جهادَ النفس وجهاد الدعوة عملان دائمان مستمران كلّ يوم وكلّ لحظهّ في حياة المؤمنهّ.
* حاسبي نفسك ,فالشخص الذي يتمتع بمزاج (محاسبة الذات) تكون أموره صحيحة وسليمة.
أما الذي يتمتع بمزاج (محاسبة الغير) فإن شؤونه تتدهور, ومصالحه تضيع, فمحاسبة النفس تصلح الدين والدنيا.
* لا تضيعي الدقيقة........إذا لم تضيعي الدقيقة من وقتك ,فستنجو الساعة من الضياع.
فالإنسان الذي يراعي الجزء ,هو الذي يحافظ على الكل.
* كوني نافعة........ أن قيمة الإنسان تعلو بقدر ما ينفع مجتمعه والإنسانية وبقدر ما يبذل في هذه الحياة من جهود مفيدة وأعمال نافعة.
*لا تبخلي:
العطاء في هذا العالم من نصيب الذي يعطي ماله ووقته وعلمه ورأيه وفكره، فالذي يعطي الآخرين هو الذي يحصل من الآخرين،وهو الذي يستحق العطاء.
* لا تتأخري:
عن كلمة الحق بحجة أنها لا تسمع،فما من بذرةٍ طيبةٍ إلا ولها أرضٌ خصبه.
وإياكِ أن تقفي موقفاً لا تخرجين منه بصيد.
* تفاءلي......
إذا نظرتِ بعين التفاؤل إلى الوجود رأيتِ الجمال شائعاً في كلّ ذراته.
* اسألي:
اسألي الله الثبات على الدين الحق.....
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
واستعيذي به من الفتن.....
اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
واعبدي الله على بصيرة.....
اللهم أرنا الحق حقاً... وارزقنا اتباعه.
وأرنا الباطل باطلاً... وارزقنا اجتنابه.وكرري معي هذا الدعاء......
اللهم إني أعوذ بك من فتنةِ القول والعمل.
كما أعوذ بك،من التكلف لما نحسن.
وأعوذ بك من العجب بما نحسن.
http://gesah.net/mag3 المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/381)
النساء كريمات مع من يكرهن !
سلام نجم الدين الشرابي
إنها حقيقة.. فالمرأة تكون أكرم مع من تكره بينما لا تكون كذلك مع من تحب، كرم من نوع خاص ليس بالمال ولا حتى بالروح، يتخطى حدود الدنيا ويصل بعطائه وبذله إلى موازين الآخرة، نعم إنه كرم، وأي كرم يفوق من تغدق بحسناتها على من تكره!..
ولكن كيف ومتى يحصل ذلك؟
إنها الغيبة، صديقة حميمة لكثير من النساء، ومن يعتقد أن الغيبة مقتصرة على النساء العوام يكون مخطئا، إذ إن كثيرا من المثقفات واللواتي وصلن إلى مستوى عال من التعليم - للأسف - وقعن في براثنها، وغدت الغيبة فاكهة مجالسهن وداء قل البرء منه.
وتعتقد الكثير من النسوة أن الغيبة أمر هين، رغم اعتراف بعضهن أنها خطأ، حيث إنهن يستغفرن الله بعد وقوعهن فيها، إلا أنهن لا يلبثن أن يعدن إلى ذلك.. وربما لو استشعرن خطورة الغيبة وعقابها لجاهدن أنفسهن على تجنبها؛ لأن إحدانا لا تتمنى أن تُسلب منها حسناتها أو تحرم من الجنة.
ذلك أن من يغتاب الناس يفقد حسناته التي حرص على جمعها أملاً في نيل رضا الله ودخوله الجنة.. ولو تعلم المرأة بأنها إن اغتابت من تكره فإنها تسدي لها جميلاً لا يمكن أن تحصل عليه من أحب الناس إليها، ذلك أنه لا أحد يمنح حسناته لأي كان ـ ولو أن ذلك يحصل دون رغبة منا - فكيف تتخلى المرأة عن حسناتها بهذه السهولة، وبهذا الكم الذي تفرقه في كل مجلس وكل مناسبة..
تقول إحدى الداعيات ـ على سبيل الدعابة ـ: إن كانت إحداكن لا تريد حسناتها فلما لا تبر أمها باغتيابها؛ فهي أولى يتلك الحسنات من الأخريات؟
وقال ابن المبارك - رحمه الله -: لو كنت مغتاباً أحد لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي.
و كان الحسن البصري - رحمه الله - إذا بلغه أن أحد اغتابه يرسل إليه بهدية ويقول له على لسان الرسول: بلغني يا أخي أنك أهديت إلي حسناتك.
وقال رجل للحسن البصري: إنك تغتابني؟ فقال: ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي.
بينما نكرم نحن بحسناتنا كما لا نكرم بأموالنا وأرواحنا لنأتي يوم القيامة لا نملك منها إلا اليسير فينتفع بحسناتنا من اغتبنا، وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
ربما لا يعلم من اغتبنا أننا اغتبناهم، لكنهم حتماً سيعلمون يوم الحساب، وسيكونون مسرورين بذلك، إذ تؤخذ من حسناتنا وتضاف إليهم، وأي حق سينالونه منا أفضل من ذلك؟ قال أبو أمامة: إن العبد ليعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يعلمها، فيقول: يا رب، أنى لي بهذا؟ فيقول: هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر.
وقال عبد الله ابن المبارك - رحمه الله -: إن العبد ليعمل الحسنات الكثيرة فلا يراها في صحائفه، فيقول: يا رب، أين حسناتي؟ فيقال له: ذهبت باغتيابك الناس وهم لا يعلمون.
وقد نهى الله - سبحانه و تعالى - على أن يغتب الناس بعضهم بعضا، قال الله - تعالى -: (وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ..).
والغيبة عرفها أهل العلم بأنها: ذكر العيب بظهر الغيب. وتكون الغيبة أيضاً بالفعل والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة، وكل ما يفهم منه تنقص مسلم.
ومن أخبث أنواع الغيبة غيبة المرائين، فيظهر أحدهم الغيبة في صورة توهم النصح للمغتاب والإشفاق عليه، ويحرص هذا المرائي أن يظهر نفسه بالتعفف.
ولا تقف عقوبة من يغتاب على ذهاب حسناته فقط لمن يغتابه، ولو أنها ليست بالقليلة، إذ إن الرابح من كثرت حسناته، والخاسر من قلت. كما يعاقب المغتاب بأشياء أخرى، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم".
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب".
وقد توعد النبي - عليه الصلاة والسلام - أصحابها (الغيبة) بالفضيحة في الدنيا قبل الآخرة، إذ قال"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم اتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته".
وبينما نحن لا نفكر حتى في الابتعاد عن الغيبة، بل ونقع فيها في كثير من الأحيان دون تأنيب الضمير، كان السلف يسعون إلى ذلك ويبذلون قصارى جهدهم للابتعاد عنها، كان وهيب بن الورد يقول: والله لترك الغيبة عندي أحب إلي من التصدق بجبل من ذهب.
وكم من نساء يبخرن مجالسهن ويتعطرن قبل اجتماعهن لا يشممن ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه جابر: كنا مع النبي فارتفعت ريح منتنة، قال أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين.
فكم من ريح نتنة تنبعث من حجراتنا ونحن لا نشم إلا رائحة العطر التي نضعها..!
وربما ظن البعض أن ذلك مذموم إذا كان عن طريق الكذب أو الافتراء، أما إذا ذكر أخاه في غيبته بما فيه فليس من الغيبة. وهذا غير صحيح؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن الغيبة قيل له: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -:"إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته".
ولا يقع اللوم فقط على من ينطق بالغيبة، بل أيضاً لمن يسمعها ويشجع المتحدث على الخوض فيها، كأن يشير له صراحة بمتابعة الحديث أو الإصغاء إلى الغيبة على سبيل التعجب؛ فأنه إنما يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب في الغيبة فيندفع فيه،والأجدر أن نحتذي بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان ينهى - عليه الصلاة والسلام - أن يبلغه أحد من أصحابه شيئاً مكروهاً؛ لأنه يحب أن يخرج إليهم وهو سليم الصدر.
لذلك على كل منا:
- أن تبتعد عن مجالس الغيبة؛ لأن حضور مثل تلك المجالس يعد من باب التعاون على الإثم والعدوان، والمشاركة في الباطل، فالغيبة محرمة وسماعها محرم.
- إذا حضرت إحدانا مجلساً أغتيب فيه أحد من المسلمين، فالواجب عليها رد غيبته، وزجر المغتابة وتخويفها بالله - تعالى - وتحذيرها من أليم عقابه، وليس عليها أن تلزم الصمت، فتحسب بذلك أنها تفعل خيراً، بل ترد الغيبة كما جاء في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة".
- الواجب عدم مجالسة من تغتاب المسلمين أو المسلمات، مع نصحها والإنكار عليها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". فإن لم تمتثل فاتركي مجالستها؛ لأن ذلك من تمام الإنكار عليها.
قال الله - تعالى -:(وإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
ومن آفات اللسان التي تقع فيها المرأة: النميمة. والنميمة هي: نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض للإفساد بينهم.
والنميمة مذمومة وعقابها شديد، وأدلة تحريمها كثيرة من الكتاب والسنة، منها قوله - تعالى -:{ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم)، وقوله - تعالى -:} وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ{. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لا يدخل الجنة نمام".
والنميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر؛ لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال:"إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير"ثم قال:"بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة".
فكيف تحسب بعض النساء أن النميمة لا تتعارض مع ما يوجد في قلوبهن من إيمان، بينما يقول الحسن البصري - رحمه الله -: ما حفظ دينه من لم يحفظ لسانه.
والباعث على النميمة إما إرادة السوء للمحكي عنه، أو إظهار الحب للمحكي له، أو الاستمتاع بالحديث والخوض في الفضول والباطل، وكل هذا حرام..
ولكن كيف يمكن التغلب على هذه العادة السيئة التي تفشت بين الكثير من الناس، خاصة أن تقويم اللسان على شرع الله عسير؛ ذلك أن أعصى الأعضاء على الإنسان اللسان، فإنه لا صعوبة في إطلاقه أو تحريكه.. حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا". وقال محمد بن واسع - رحمه الله -: حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم.
والنجاة من ضرر اللسان لا تكون إلا بالعمل بتوجيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
وإذا كان عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:"والله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان".. فكيف يكون حالنا نحن؟!
ماذا تفعل الغيبة والنميمة؟ ولماذا حرما؟
حرمت الغيبة والنميمة؛ لما فيهما من السعي بالإفساد بين الناس وإيجاد الشقاق والفوضى، وإيقاد نار العداوة والغل والحسد والنفاق، وإزالة كل مودة، وإماتة كل محبة بالتفريق والخصام والتنافر بين الإخوة المتصافين، ولما فيهما أيضا من الكذب والغدر والخيانة والخديعة وكيل التهم جزافا للأبرياء، وإرخاء العنان للسب والشتائم وذكر القبائح. وأصحابهما يتحملون ذنوبا كثيرة تجر إلى غضب الله وسخطه وأليم عقابه.
قَالَ رَسُولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم -:"أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُم"ْ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ:"الْمَشَّاؤونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْمَعَايِبَ".
الغيبة والنميمة من الكبائر، وليس لها كفارة إلا التوبة النصوح، فالتوبة من الغيبة والنميمة واجبة؛ لأنهما من كبائر الذنوب، وهي من حقوق الآدميين فلا تصح التوبة منها إلا بأربعة شروط:
- الإقلاع عنها في الحال.
- الندم على ما مضى.
- العزم على عدم العودة.
- نكثر لمن اغتبناه الدعاء. يقول ابن القيم - رحمه الله -: وهل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب أم لابد من إعلامه وتحلله؟ قال: الصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه، بل يكفيه الاستغفار له وذكره محاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها؛ وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره؛ فإنه ـ أي أعلامه ـ يوغر صدره ويؤذيه ولعله يُهيج عداوته.
http://www.lahaonline.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/382)
صفات نساء الجنة وصفات نساء النار
عبد الله بن حمد الجلالي
أيتها الأخت المسلمة..
كلمتنا هذه تخصك من أجل أنك تمثلين نصف المجتمع..وتربين النصف الآخر، ومن أجل أن أعداء الإسلام يوجهون إليك الأضواء، ويريدون لك التفسخ والانحلال باسم الحرية.
أيتها الأخت المسلمة: سأعرض عليك (صفات نساء الجنة، وصفات نساء النار) فاختاري أنت الطريق، قال - تعالى -: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)(الأحزاب: من الآية 32 إلى الآية33)
* (فلا تخضعن بالقول) المراد بالخضوع هنا أن ترقق المرأة صوتها أمام غير المحارم من الرجال، أو تبتسم في وجوههم، أو تمازحهم فيطمعوا فيها.
* (وقرن في بيوتكن) ابقين في البيوت.. فبقاء المرأة في بيتها خير لها، فلا تزاحمي الرجال الأجانب، ولا تكثري من الخروج بلا حاجة، وإذا خرجت لحاجة فاخرجي محتشمة، والتبرج هو إظهار شيء من الزينة، سواء زينة الجسم، أو زينة الملابس، فإخراج الذراع من شِق العباءة تبرج، وكذلك إخراج جزء من الساقين، أو النحر، أو الشعر، أو لبس الملابس الضيقة، مثل: البنطلون، أو الشفّافة، وكذلك الذهب، والطيب، وسائر الزينة أمام غير المحارم تبرج.
أما نساء النار، فقد وصفهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث:
((ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها)).
* (كاسيات عاريات): أي عليهن لباس غير ساتر، أو عاريات من الحياء.
* (مائلات مميلات): أي منحرفات عن الطريق المستقيم والحشمة، وتميل معهن القلوب المريضة.
* (رؤوسهن كأسنمة البخل المائلة): أي تجمع شعرها من الخلف كسنام البعير..
أيتها الأخت المسلمة: عرضنا عليك صورة لصفات نساء الجنة، وصورة لنساء النار فاختاري أي الطريقين؟
http://www.alezah.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/383)
فضائح الاختلاط والتحرر !!
ـ البيت الغربي من الداخل قرابة نصف المنتهكات في بريطانيا يتم الاعتداء عليهن أولا داخل البيت من الأب أو من صديق الأم حتى إن إحدى المجلات نشرت وقالت إن أخطر مكان يعيش فيه الإنسان الأوربي هو المنزل وذكرت مجلة التايمز أن نصف الشاكيات يغتصبن في البيوت الأمريكية.
ـ مابين 50ـ 70% من الرجال الأمريكان يخونون زوجاتهم على فراش الزوجية و32% من الزوجات يخن أزواجهن.
و90% من النساء متزوجات بدون عذرية وفي بريطانيا فقد وصلت نسبة العذرية عند الفتيات صفر% كما توجد ظاهرة تبادل الزوجات وأن أكثر من مليونين ونصف المليون من الأزواج الأمريكيين مارسوا تبادل الزوجات بانتظام أو على عينك يا تاجر ونسبة 50% من الصبيان والبنات قد تم بينهم لقاء جنسي قبل الخامسة عشرة.
ـ كثرة الطلاق في الغرب كتبت ((دول ستريت جورتال)) أن واحد من كل أمريكيين طلق زوجته وفي مدينة (سان ماتيه)
الأمريكية في كل (100) يتزوجون أول العام (80) منهم يطلقون في آخره (وسان ماتيه بكالفورنيا من أكثر المدن الأمريكية
تقدما وحضارة ومدنية.
ـ تقرير صادر عن وزارة الصحة الأمريكية عن السنوات بين 1985ـ1994م جاء فيه أن عدد النساء والفتيات ضحية العنف بلغ عام 1994م أكثر من خمسة ملايين وتقول إن كل امرأة من ثماني نساء فوق سن البلوغ في الولايات المتحدة تعرضت للاغتصاب مرة في حياتها على الأقل وهذا يعادل مليون أمريكية مغتصبة فأوضاع أمريكا في ظل السلام والحرية
كأوضاع البوسنة والهرسك في ظل الحرب الإجرامية الصربية.
ـ النساء عام (2000) عنوان مؤتمر وطني في باريس 70% من الشابات الفرنسيات يعشن وحيدات ونقصت أعداد المتزوجات زواجا شرعيا بمقدار (68000) ألف امرأة 20% من الولادة عن طريق الزنا.
ـ في أمريكا وحدها يقتل مليون ونصف المليون جنين سنويا بسبب عملية الاجهاض (أين حقوق الإنسان؟!) يقول (اندروشاييرو عن أكثر من عشرة آلاف فتاة أمريكية تضع مولودا غير شرعي سنويا وهي لم تبلغ بعد الرابعة عشرة من عمرها.
هذا مع وجود وسائل منع الحمل...!!
ما رأيكم يا دعاة التحرير والتطور والتدهور هل تريدون المجتمع بهذه الحالة؟!
http://www.alezah.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/384)
قصة حب
نعم أحببتها...جعلتني كأني ملكة وليس أي ملكة...
تعلقت بها...لا أستطيع أن أتركها...
لكن لو خيروني بين الموت وبينك يا حبيبتي...
فأني اختار الموت...لأن كفني سوف يكون بدلا عنك...
فكيف أتركك وأنتي جزء من جهادي...وأنتي جزء من حياتي...
فتذكرت الحديث القدسي... (...... وإن تقرب مني شبراً، تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً، تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)
نعم تقربت إليك يا حبيبتي ولكن تأخرت في ذلك...فلعنة الله على إبليس...
حبيبتي...أنتي فخري...فأني اقتدي بالصالحات والتشبه بهن..فأنتي يا أحلى ما أحسستيني بأني قريبه لربي...
والله يا حبيبتي لقد تندمت إني لم أحبك يوما خوفا من كلام الناس...
فقلت في نفسي كيف أظهر معك؟ كيف أتجول معك وأعين الناس تتعجب من هذا المنظر؟؟
<< ربما يقولون أني نادرة...أو في أحد في زمننا هذا أن يكون بهذا الشكل؟؟؟؟ وفي الوجه الآخر يقولون كيف لك أن تحبي وأنتي في هذا السن...؟؟؟(فأنتي مازلت زهرة)... هذا كلام الشيطان لعنة الله عليه...
كنت دائما أهتم في كلام الناس ولا أهتم بك يا ربي...استغفر الله...
حبيبتي أعتذر لك...لأني تخلفت في حبك لي...أعلم إنك تحبيني...
ولكن يا حبيبتي أن أردتي أن أحبك حبا لا يوصف فأن لي طلب واحد منك...
فقالت لي: ما هو طلبك يا من أحببتني...؟
فقلت: أتمنى أن لا تتركيني...
فإني أحبك حبا...فإن قلبي تعلق بك...
********
لقد تعجبن صديقاتي لحبي لك...
فقلت لهن: كيف لا أحبها وهي سوف تدخلني الجنة بإذن الله...اللهم آمين
فتعجبن من كلامي...فقلن ما هو قصدك...؟
فقلت لهن باركوا لي...فأني قد أحببتها...فأني أفتخر بها...
فباركن لي وكانوا يقولون العقبى لنا...فقلت فإن كنتن تحببنها بصدق فإنها لا تحتاج للتأخير...
ولا تأخير في طاعة من طاعات الرحمن..
فمن تأخر في حبها فربما يكون الموت أسبق من حبكن لها...
فبادروا بحبها...
فعلا إنها تستحق أن أحد يحبها...
فإنها لا تضر لأن لا ضرر لها.. بل نفعها هو الذي يوصلكن لطريق الجنة ونعيمها...
********
أحبتي في الله... والله لو تركتها سوف ينزل عليه ربي عذاب أليم..
فتذكرت كلام حبيبي رسول الله...قال - عليه الصلاة والسلام -..: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)
وأيضا قوله - عليه الصلاة والسلام -..: (إن أكثر أهل النار النساء)
فقلت في نفسي لا والله لن أتركك...لأني لن أحتمل عذاب النار...
كيف أحتمل عذاب النار وأنا في الدنيا لم أحتمل حرق بسيط...
وقبل هذا كيف أحتمل غضب من خلقني...؟؟
فكلما رأيت أخريات مثلك يا حبيبتي...فقلت لن أحب غيرك...ولن أقبل غيرك...
فيا أخوتي فهلا عرفتوا من هي حبيبتي؟؟؟؟
فإنها عباءتي التي على الرأس!!
أعرف أنكم سوف تضحكون مثلما ما ضحكت علي أمي على هذه الخاطرة بعد أن عرفت من هي حبيبتي؟؟ لأنها تعودت على خواطر غير ذلك...
ولكن والله أني لم أكتب هذه القصة بعد أن تعبت لما رأيته من بنات حواء...
وأنا أعلن لكم جميعا...إني لم ألبس العباءة التي على الرأس إلا بعد أن سمعت شريط وغارت الحور...
صحيح أني كنت أفكر فيها من قبل...وأن أخواتي لم يقصرن في النصيحة لي...ولكن كنت ممن...
لا حياة لمن تنادي ومن الخوف والخجل من كلام الناس...
وأحمد ربي إني ملتزمة ولكن كان ينقصني العباءة على الرأس والقفاز...
لكن بفضل الله ثم بفضل الداعية عبد المحسن الأحمد فلقد لبست العباءة والقفاز...فجزى الله كل من أسهم في عمل هذا الشريط...
ولا أنسى فضل أخوتي...والله إني أحبكم في الله...
وعندما لبستها أحسست براحه لم أشعرها من قبل...فأحسست إني حقا ملكة...
وعندما أخرج وأكون لابسة العباءة على الرأس والقفاز...فأني أتذكر دعاء الداعية - حفظه الله ورعاه -...
ولا أنسى بعد أني تركت المسلسلات وغيرها والتلفاز...إلا إذا كان هناك محاضرات فأني أسمعها..
فقولي السابق ليس غرورا أو تباهينا بما أفعل ولكن لأكشف حقيقة غابت عن الكثير- أسألك العفو والعافية- ألا وهي بداية طاعة تجر بعدها طاعات...
أحبتي في الله أهديكم هذه الكلمات لـ هشام زرور والذي أنشدها أحمد بو خاطر...بارك الله فيهم...رزقهم الجنة..اللهم آمين
كيف أنزعه؟
أكثروا من عتابي......بعد لبس الحجاب
بت من قولهم في......حيرة واضطراب
حدثوني فقالوا....... مذ لبس الحجاب
خانك السعد عودي..... حرة كالسحابة
ولكن كيف كيف كيف أنزعه؟
كيف لي أن أزيل...... ذا الحجاب الأصيل
صار مني كبعضي.... صرت فيه جليلة
لن أميط غطائي...... رغم مر الجفاء
شرع ربي دليلي....... لا هوى الأدعياء
ولكن كيف كيف كيف أنزعه؟
جائني بالورود.......ناصح ذو عود
ربة الحسن عودي..... للهنا والسعود
جال فكري وحار..... تارة بعد تارة
بت أسأل نفسي...... هل أزيل الخمار
ولكن كيف كيف كيف أنزعه؟
من يعش في الهداية...... لم يمل للغاوية
ربي ثبت فؤادي......... وامح عني الخطايا
من أراد السعادة....... والعلا والريادة
فليقم شرع ربه........ وليدم في العبادة
ولكن كيف كيف كيف أنزعه؟
رسالة إلى الأزواج... وأيضا الإخوان...
أعين زوجتك على طاعة الرحمن.... فلا تتركها بدون الحجاب الكامل...
فإن كنت ممن تحب أن زوجتك تظهر بلباسها الكاشف.... فماذا يعني لك هذا؟؟؟ انك تحب زوجتك؟؟؟
فهل تحب أن تساندها في ظهر جمالها؟؟؟ عيب عليك فأنته ليس برجل فأنت ذكر...ألا تغار عليها من نظرة الناس وكلامهم... وأول ذلك من غضب الرحمن...
أما ممن يحبون زوجاتهم بأن يكن لكم العون...فساندوهم وساعدوهم وحببوهن...
إنهن جميلات بهذا الحجاب الكامل وبالعباءة على الرأس وقولوا لهم أن الحور سوف يغرن منكن ومن جمالكن... وكل واحد يقول لزوجته سوف تكونين أحلى الحور...
فقولوا لهم قوله - تعالى -...:"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"[النساء 13]
يا الله يا رجال ويا إخواني...فاذهبوا واشتروا عباءة على الرأس وحبوبهن بالحجاب الكامل...إن كنتم تحبون الرحمن...
رسالة إلى الزوجات... وللأخوات...
حبيباتي في الله...ماذا جرى لكن؟؟؟ هل تريدن الجنة أم النار....؟؟؟
فهل تذكرتن قول النبي - عليه الصلاة والسلام -..: (إن أكثر أهل النار النساء)
ألا تريدن أزواجكن معكن وتتمتعون بالجنة؟؟؟ أم تريدن أحد أن يأخذ أزواجكن؟؟ هل سوف تسمحن للحور العين أن يأخذن أزواجكن؟؟؟ فأن كنتن تحبون أزواجكن فعليكن
بطاعتهم في شيء يرضي الله...
وحافظن على أنفسكن من هوى الدنيا وشهواتها واصبرن فإن موعدكن الجنة فإن قمتن بكل ما أراده الله في النساء....
(حبياتي في الله....أجر الصبر على: طاعة الله - تعالى -... والصبر عن معصية الله... السخرية من حثالة القوم... حرارة الطقس، وما أروع قطرات العرق تنحدر من
جبينك لتملأ وجهك النقي عندما تحتسبينها عند الله، ولن يزعجك وجودها أبداً فهي لا تعني لك شيئاً! لأن المحب يصبر من أجل رضا محبوبه، ولن تكون شدة حرارة
الطقس سبباً في تهاونك بالحجاب أبداً لأنك تدركين جيداً معنى قول الله - تعالى -:"قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ"
[التوبة:81]
تذكرن حبيباتي...(الله سبحانه يحب الحجاب فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابه... قال - تعالى - في الحديث القدسي:"وما تقرب إلي عبدي بشيء
أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي
يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..."[صحيح البخاري 6021])
فالآن أزعجن أزواجكم وإخوانكم في شراء لكم الحجاب الكامل...والعباءة التي على الرأس والقفاز والجوارب...والله يا أخواتي الحبيبات فلن تندمن على ذلك...بل
سوف تكبرون في أعين أزواجكن وأول ذلك سوف يرضى الرحمن عليكن وسوف يزيدكن الخير خيرات... <<< استويت جاسم المطوع
رسالة إلى زوجي..
إلى زوجي...فأني أحبك في الله...ولن أتخلى عنك أبدا...لأني لا أريد أحد أن يأخذك مني بسبب غفلة مني...
حياتي...سوف أكون لك الزوجة الصالحة بإذن الله والأم الصالحة الداعية إلى الخير...
زوجي...يعلم الله إني أفعل ذلك أول شيء لرضى ربي...ومن ثم رضاك وأيضا لأني لا أريد الحور العين إن يأخذنك عني...
حياتي...إن كتب الله لك الشهادة..فأرجو أن تشفع لي ولأبنائنا...
ولكن أطلب من الله بعزته وجلاله أن يأخذ أرواحنا بحسن الخاتمة وهي الشهادة...
تذكر يا قرة عيني...
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- جاء رجل إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -:"المرء مع من أحب"[البخاري-الفتح 10 (6169) اللهم آمين
فيا زوجي....قيل لحكيم من أحب الأخوان إليك...فقال: (من سد خللي وغفر زللي وذكرني بربي)
فحاول يا زوجي بكلامك الحلو...أن تسد كل خلل فيه وأن تذكرني بربي...
********
http://www.alislam4all.comالمصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/385)
وصية امرأة لبنتها
كانت امامة بنت الحارث من فاضلات نساء العرب، بل من فواضل نساء عصرها، فهي من ربات الفصاحة والأدب والبلاغة والرأي والتجربة، وكانت زوجاً لعوف بن محلِّم المشهور بالوفاء حيث تقول العرب "أوفى من عوف بن محلم" وقد ولدت له بنتاً أسمها أم إياس، تربت في حفن أم نبلة ترعاها وتغذيها بكل ألوان الأدب والمعرفة.. حتى تقدم لخطبتها عمرو بن حُجْر ملكُ كندة لما سمع من أدبها وجمالها وحسن خلقها...
وهنا تنقل لنا المصادر التاريخية وصية عظيمة من هذه الأم الفطنة العاقلة امامة بنت الحارث توحي بها ابنتها عندما اقترب نكاحها حيث تقول لها:-
أي بنية! إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركتُ ذلك لكِ، لكنها تذكرة للعاقل، وتوعية للغافل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبوها وشدة حاجتها إليها كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خُلق الرجال.
يا بنية! احملي عني عشر خصال تكن لك ذخراً، واحفظيها له تكن لك ذكراً:-
أما الأولى والثانية: فالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتعهد لمواضع عينيه والتفقد لموقع أنفه، فلا تقع عينُه منكِ على قبيحٍ ولا ينم منك إلا أطيب ريح.
أما الخامسة والسادس: فالتعهدُ لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبةٌ، وتنقيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن خالفت امره أو غرت صورة، وإن افشيت سره لم تأمني غدره.
ثم اتقي مع ذلك الفرح بين يديه إن كان ترحاً، والكآبة عنده إن كان قرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة، وأعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحسببت وكرهتِ، والله يَخيرُ لك.
هذه هي وصية امامة بنت الحارث إحدى نساء العرب الفاضلات ... فهل تعمل النساء بوصايا امامة.
http://www.islammag.comالمصدر
ـــــــــــــــــــ(83/386)
إلى أختي الغائبة
أختك أشواق بنت محمد
إلى أختي الغائبة ........................................ المحترمة حفظها الله
أختي الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....هاأنا أتقدم بين يديك بهذه الرسالة الرثة المتهلهلة الأسلوب .. الفقيرة من كل شيء سوى ما تحمله لكم من محبةٍ وتقدير وإجلال واعتراف لما لكِ علىّ من فضل سابق وأياد بيضاء لا أنساها؛ فكم كنت لي دليلا في طريق الخير، وكم كنت مثلي الأعلى في سمتك ودعوتك؛ واراني وإياك أتمثل اللص مع الإمام أحمد حين قال إنما هي الجلدة الأولى.....
أختي ....إن قلة بضاعتي لا تمنعني أبدا من أن أبوح لك بشيء في نفسي قد يكون إلى الخطاء أقرب منه إلى الصواب ....
أني أراك تتوارين خلف اهتماماتك اليومية الخاصة بكل ما فيها من خير ومسؤوليات، في وقت يحتاجك الميدان أكثر من ذي قبل فهذه الحرب الشعواء على الدين والأخلاق، تهدد ليس بيتي وبيتك بل العالم بأسره وهاأنت اليوم بلغتي من النضج والمعرفة ما يجعلنا في أمس الحاجة إليك..... ليس تملقاً ، ولا أنساً بكِ ، بل حاجة إلى خبرتك وحكمتك ....
حبيبتي لا يخفى عليك ما تمر به الأمة الإسلامية اليوم من محاولات لتغريب أبناءها وهدم لقيمها ومسخ لهويتها ، وإن كان ذلك يقع بالأمة عامة فالمرأة أخص بتوجيه الرماح ، وقد كنت ولا تزالين ممن ينافحون عن حياض الدين الحنيف سعيا لإعلاء كلمة الله ودعوة للالتزام بشرعه .... فهل تراه حان وقت ترك السلاح ؟
وألقيت عن كاهليك السلاح
...
أخي هل تراك سأمت الكفاح
ويرفع راياتها من جديد
...
فمن للضحايا يواسي الجراح
تدك حصاه جيوش الخراب
...
أخي هل سمعت أنين التراب
وتصفعه وهو صلب عنيد
...
تمزق أحشاءه بالحراب
إنه لا يسعنا في هذا الدرب التراجع فقد خطونا خطوات إلى الأمام فأصبحنا في منتصف الطريق، فلسنا نصنف من عوام الناس، ولم نصل إلى النهاية بعد ، كما أظنك لا ترضين بالقعود وكأن روحك ومشاعرك في شد وجذب .... والمخرج من هذا في المساهمة و لو اليسيرة في بناء الصحوة وتزكية التجربة و الخبرة فالناس بحاجة إليها ...
أختاه ....! لعلي تجاوزت الحد في حديثي وعذري في ذلك هو رجائي من الله العلي القدير أن يجعلنا ممن قال فيهم (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ).. وحسبنا ذلك دافعا وشرفا .
(نقلاً عن موقع الإسلام اليوم)
ـــــــــــــــــــ(83/387)
دخل بها زوجها فوجدها ليست بكراً وهي لم تفعل الفاحشة قط
أنا امرأة مسلمة ، أخاف الله في كل أفعالي ، تزوجت - والحمد لله - من رجل مثالي في كل شيء ، المعاملة الطيبة المتبادلة ، كانت علاقتنا جيدة في كل شيء: الحب ، الاحترام ، الوئام ، حب عائلتينا ، ولكن تأتي الرياح بما لا تحب السفن ، هذه الأيام اكتشفنا أنا وزوجي أني لست عذراء ، ولكني متأكدة بأني بريئة لأنه لم يمسني أحد قبله .
الجواب:
الحمد لله
إذا كان زوجكِ عاقلاً متديِّنا ، وكانت ثقته بك عالية : فإن الواجب عليه تصديقكِ في قولك بأنكِ طاهرة من كل ما يسيء لكِ ، ولاسيما وأن ما حصل من زوال البكارة قد يكون لأسباب متعددة وليس بالضرورة أن يكون بسبب فعل فاحشة الزنا .
وهذا إذا سلمنا بما اكتشفتماه من كونك لست عذراء ، فقد يحصل بينكما جماع ولا يحصل فض للبكارة ، ولا يكون نزيف ؛ وذلك بسبب طبيعة الغشاء فإن منه ما يكون مطاطياً لا يتمزق بالجماع ويحتاج إلى تدخل طبيب كما هو معروف عند علماء هذا المجال .
وغشاء البكارة مجرد علامة مادية لا ترقى إلى مستوى القرينة على عذرية أو انحراف المرأة ، ولذلك نجد المحاكم من الأغلب لا تعتبر عدم وجود هذا الغشاء سبباً للقدح في المرأة ، لأنه قد يزول لأسباب كثيرة .
إذن وجود الغشاء لا يكون دليلاً أكيدًا على البكارة أو العذرية ، وكذلك لا يكون غيابه دليلاً أكيدًا على عكس ذلك .
فنوصيكما بأن تقوما بمراجعة الطبيبة لاستبانة الأمر ، لاحتمال وجود عارض .
والمرجو أن يعيي زوجك ما سبق وألا يتعجل في الحكم عليك ، ولتعلما أن من مقاصد الشيطان التي يسعى إليها التفريق بين الرجل وامرأته ، لما يترتب على ذلك من الفساد الكبير للأسر والأفراد كما في حديث جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ) مسلم 5023
فليقطع على الشيطان هذا الباب بالبعد عن التفكير في هذا الأمر ، ما دام هنا الأمر محتملاً وأنت جازمة بأنه لم يقع من السوء .
ونسأل الله أن يهدي قلبه ، وأن يجمع بينكما على خير .
والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
ـــــــــــــــــــ(83/388)
همسة في أذنك
جمع وترتيب : أحمد بن صالح بن فهد الخليف
أخيه: هذه همسة من أخ مشفق عليك يحب لك الخير فسلي نفسك هذه الأسئلة ثم أجيبي جواب المرأة العاقلة المتزنة:
هل تفكرتي في خلقك وأنك خلقت من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم من عظام ثم كسيت العظام لحماً ثم أنشأك الله خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين؟
هل تعلمين بماذا تعصين ربك؟ إنك تعصينه بنعمه التي امتن عليك بها بسمعك وبصرك وجميع جوارحك وتعصينه فوق أرضه وتحت سمائه وفي ملكه وهو قريب منك مطلع على السر وأخفى فخير الله إليك نازل وشرك إليه طالع، - سبحان الله الحليم-0
هل تعلمين أنك ستسافرين سفراً بلا رجعة؟ فهل أعددت العدة وتأهبت لسفرك؟
هل تزودت من هذه الدنيا الفانية بالأعمال الصالحة لتؤنس وحشتك في القبر؟
كم عمرك؟ كم ستعيشين؟ ألا تعلمين أن لكل بداية نهاية؟ وان النهاية جنة أو نار؟
هل تخيلت عندما تنزل ملائكة من السماء لقبض روحك وأنت غافلة لاهية؟
هل تخيلت ذلك اليوم والساعة الأخيرة في حياتك ساعة فراق الأهل والأولاد ، وفراق الأحباب والأصحاب إنه الموت بسكراته وشدة نزعه وكبرباته إنه الموت أختاه 000 إنه الموت0
وبعد فراق روحك ويذهب بك إلى مغسلة الأموات فتغسلين وتكفنين ويذهب بك إلى المسجد ليصلى عليك وبعد ذلك تحملين على أكتاف الرجال إلى أين؟ إلى دارك ومسكنك إلى ما قدمت في هذه الحياة الدنيا إلى أين؟
في القبر أختاه 000 إلى أول منازل الآخرة إلى القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار؟
هل تعرفين القبر؟ هل تخيلت القبر؟ ظلمته، وحشته، ضيقه، سؤال الملكين؟
هل تخيلت أول ليلة في القبر كيف بك إذا وضعت في قبرك وحدك وتخلي عنك الأهل والأولاد ، تخلى عنك كل شيء في هذه الدنيا إلا عملك؟ هل تخيلت القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، إنه و الله يوم عظيم، يوم يشيب من هوله الوليد هل تعلمين كم مقداره انه يوم كان مقداره خمسين ألف سنة؟
هل تخيلت نشر الصحف، نصب الصراط على متن جهنم، نزول الملائكة عندما تحيط بأهل الموقف، ووضع الموازين للحساب والجزاء هل استعددت للوقوف بين يدي جبار السموات والأرض ليسألك ويجازيك على أعمالك إن خيراً فخير وان شراً فشر، وسيكلمك ليس بينك وبينه ترجمان؟
والنتيجة:
إلى جنة عرضها السموات والأرض فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أو إلى شقاء وعذاب إلى نار حامية0
إذن بادري بالتوبة الصادقة وتزودي بالتقوى فإنها خير زاد0
واعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده فماذا تنتظرين؟
أختاه أنقذي نفسك من النار0
http://www.dawah.ws المصدر :
ـــــــــــــــــــ(83/389)
الحياء ونساء الغرب
الدكتور مازن مطبقاني
لا تكاد تمضي أيام دون أن يظهر في الغرب هنا وهناك كتاب عن الحياة الاجتماعية في العالم الإسلامي ، ومن الأمثلة على ذلك ظهور كتاب "بنات الجزيرة العربية" لجين ساسون، وكتاب " ثمن الشرف " لجان جوردون (1994). وكلاهما اهتم بموضوع المرأة المسلمة بصفة خاصة. ولنا أن نتساءل لماذا لا نهتم نحن أيضاً بدراسة المجتمعات الغربية ولاسيما أن لدينا أعداداً كبيرة من المسلمين الذين يعيشون في تلك المجتمعات؟ هل نحن أقل منهم شأناً فلا يحق لنا دراستهم كما يدرسوننا؟ أو هل اكتفينا بما لدينا من أفكار جاهزة عن المجتمعات الغربية وطغيان الحياة المادية، والانحلال الأخلاقي، وانتشار الجريمة؟ وإذا أردنا إجراء دراسات علمية أكاديمية حول الغرب فمن المسؤول عن هذه الدراسات؟ ومن الذي يتحمل تكاليف إجرائها؟
إننا لن ندرس الغرب بحثاً عن العيوب ونقاط الضعف فقط كما إنه لا يمكن أن نعاملهم بالمثل حيث إننا نعمل وفقاً للتوجيه الرباني في قوله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}
وفي هذه المقالة أقدم بضع الصور للحياة الاجتماعية في بريطانيا بخاصة والغرب بعامة، ولئن غلب عليها الطابع السلبي فذلك لأن مصادري إنما هي صحافتهم التي تركز على السلبيات دون الإيجابيات. أما الإيجابيات فأتركها لمن يعيش في الغرب ليبحثها وإن كان حديث الصحافة الغربية عن سلبيات مجتمعاتهم إنما هو من جانب النقد الذاتي الذي نفتقده في العالم الإسلامي؛ بالرغم من أننا أولى منهم بذلك ؛ لأن من أسس الدين الإسلامي النصيحة كما قال صلى الله عليه وسلم :" الدين النصيحة ... الدين النصيحة ... "قلنا لمن يا رسول الله؟ فقال: ( لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ).
وفيما يأتي بعض الصور من الحياة الاجتماعية الغربية:
أولاً: السلطات القضائية في نيويورك تبيح للنساء كشف صدوهن:
تقدمت مجموعة من النساء بطلب للسلطات في ولاية نيويورك أن يسمح لهن بكشف صدورهن أسوة بالرجال وبخاصة حينما يشتد الحر. وكان من رأي النساء الراغبات في كشف صدورهن أنهن يردن المساواة مع الرجال الذين يسمح لهم النظام بذلك. أما الأمر الثاني فيزعمن أن صدر المرأة ليس له علاقة بالإثارة الجنسية. وقد أجرت الإذاعة البريطانية (القسم الإنجليزي) استطلاعاً للرأي في 5 سبتمبر 1994 مع بعض سكان مدينة نيويورك فقال أحدهم: " أنا موافق تماماً مع كشف الصدر" وقال آخرون:" لا تسمحوا بكشف الصدر، إنها مأساة." بينما قالت امرأة:" نحن لا نشعر بالأمن بكامل ملابسنا ، فكيف لو كشفنا الصدور؟" وقال ثالث:" إنهم يريدون كشف الصدر اليوم ولا أدري ما ذا سيطلبن غداً؟" وقال شخص آخر:" ما هي الرسالة التي نبعثها إلى المجتمع حينما يسمح للنساء بكشف صدورهن، وما الرسالة التي نوصلها لأطفالنا، إنه لأمر فظيع."
حين قرأت وسمعت تذكرت الآية الكريمة التي تخاطب المؤمنات بأسلوب رقيق وبليغ بالغض من أبصارهن أولاً، ثم بالأمر بإدناء جلابيبهن، ولكن عيون الغربيات وقحة، فهن لم يكتفين بالنظر إلى صدور الرجال المكشوفة، بل أردن أن يكشفن كالرجال. وقد كان الحجاب يختلف بين الحرة والجارية في المجتمع المسلم في شدة الحجاب، وقد نهيت المسلمة عن التبرج كما كانت المرأة في الجاهلية، وما كانت تلك الجاهلية تكشف صدرها تماماً كما تريد نساء نيويورك.
ثانياً: ضابطة إنجليزية تواجه مجلس تأديب هذا الشهر(أغسطس 1994):
اتهمت الضابطة (برتبة كابتن) أنها كان لها علاقة غرامية مع حارس مدفعية، وقد سبق لهذه المرأة أن غرّمت مئتين وألف جنيه، ووجه إليها توبيخ شديد لعدم طاعتها للأوامر العسكرية. ولم تكتف المرأة بكل ذلك بل سمحت لإحدى الصحف الشعبية (التابلويد) أن تلتقط لها صوراً شبه عارية، وزيادة على ذلك فهذه الضابطة الأم لطفلين أصبحت صورتها شبه العارية في حجم كبير يعلقها الجنود العزاب في غرفهم.
وقد نشرت مجلة التايم الأمريكية (صيف 1997) ملفاً خاصاً عن سلوك النساء العاملات في السلك العسكري، ونقلت عنهم بعض المجلات العربية. والغريب في هذه القضايا أن المرأة تلام إذا كانت علاقاتها مع عسكريين أقل منها رتبة، ولعل الجيش يتغاضى عن مثل هذه الأفعال إذا كانت مع من هو أعلى منها رتبة.
http://medinacenter.org/woman/w13.html المصدر
ـــــــــــــــــــ(83/390)
رسالة إلى امرأة متبرجة
رحاب عبدالعزيز سعد الدوّاي
أختاه: أخاطبك باسم الأخوة التي تجمعنا.. وإني لعلى يقين أن بذرة الخير وحب الدين والغيرة على محارم الله لا تزال فيك غضة طرية.. وأن نور الإيمان ما زال يضيء جبينك..لكن..قد تكون نزوة أو طيشا أو حب التقليد..!
ومتابعة كل جديد مهما كان مصدره..هو ما دفعك إلى ارتداء هذه العباءة المتبرجة. أختاه: إنني أكتب لك رسالتي هذه.. لعلها تصلك وأنت ترفلين في ثياب الطهر والعفاف.. وتتقلبين في نعمة الإسلام.. الذي رفع منزلتك وأكرمك أيّما تكريم. إنها رسالة أخت لأختها التي تريد لها من الخير ما تريد لنفسها.. فهات يدك.. ضعي يدك في يدي لنسير معا على نهج الحق المستقيم الذي سار عليه أسلافنا الصالحون من قبلنا.. ودعي عنك كل ناعق يناديك فإنك سترين وتسمعين الكثير منهم.. متى سرت في طريق الحق. مدّي يدك.. هاتها.. انزعي عنك لباس التبرج هذا.. فإني أرى عليك لباسا ما هو بلباس المؤمنات.. وما كان ينبغي لمسلمة أن تلبسه.. إنك تلبسين (شيئا) تسمينه حجابا.. وما هو بحجاب بل هو السفور في أجلى معانيه.. لقد جعلوك ألعوبة في أيديهم يلبسونك اليوم شيئا وغدا شيئا آخر.. وهكذا. إنهم اليوم يلبسونك ما يسمونه (العباءة الفرنسية) وأنى لفرنسا ـ لو عقلت ـ أن تصدر إلينا الخير.. ومنذ متى نأخذ عنها ما يخص أمور ديننا. إنهم حين لم تعجبهم عباءتك الأولى التي كنت تضعينها على رأسك كالتاج وتغطين وجهك بغطاء غليظ.. جاءوك بعباءتهم.. فأنزلوا عباءتك من على رأسك ـ وما كان لها أن تنزل فهي شرفك وتاج عزك ـووضعوها على كتفك.. وقالوا: لا ضير أن تنزل بضع سنتمترات فهذا أجمل وأخف !! ثم منحوك (شيئا) كان في بدء أمره أسود اللون تلفينه حول رأسك وعنقك لفا يكاد يسقط لأدنى حركة وجعلوك تغطين بطرف خفيف منه وجهك المزين بألوان وأصباغ.. حتى لتبدو نقابا؟!! ثم اتسع... اتسع حتى بدا منه نصف وجهك.. ثم لثاما لتسهل أزالته كليا عن الوجه.. هذا فضلا عن شكل عباءتك المزركشة المزينة بخطوط وألوان ومطرزة وكأنها ثوب عرس أو فستان حفل.. يسير مع (صيحات) الموضة... ثم فتنوك بما يعرضونه في الأسواق من (أطقم) العباءات والطرح والنقابات التي تباع بأثمان باهظة.. ! ولو عقلت لعلمت أن الله الخبير لم يكلفك بشيء سوى أن تتحجبي بعباءة سابغة وخمار ضاف لا يكلف عشر ما تلبسين. ولئن سرت معهم خطوة خطوة لينزعنّ عنك حجابك.. ويعرضونك للغادي والرائح كسلعة فاسدة.. لقد أرادوك لشهواتهم.. وأرادك الله لدينك وأمتك.. يقول الله - تعالى-: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا). يريدك ربك عزيزة كريمة كالجوهرة المصونة وكالدر المكنون.. ويريدونك قريبة ليد العابثين. لقد أكرمك الله أما وبنتا وزوجة.. في صغرك وشبابك ومشيبك.. لقد كانت المرأة قبل الإسلام مهدرة الكرامة وكان الرجال يتشاءمون منها.. اقرئي قول الله - تعالى-: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودّا وهو كظيم أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يزرون). قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: (والله إنا كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم) هذا بعض شأن المرأة قبل الإسلام حتى جاء محمد - صلى الله عليه وسلم- فانتشلها مما هي فيه وأكرمها وأعزها وحفظها وصانها وما هذا الحجاب إلا من ضمن ما خُصّتْ به المرأة تكريما وتشريفا وصيانة لها.. فهو كالحصن الحصين فإياك إياك أن تعتقدي أو تظني أن الحجاب عادات وتقاليد ورثناها عن أسلافنا.. تتقادم مع مرور الزمان.. بل هو عقيدة وعبادة نتعبد الله بأدائها كما شرع وهو درع يحميك ممن في قلوبهم مرض ومن خائنة الأعين فلا تنساقي خلف تيار الحضارة الزائفة بدعوى مسايرة الموضة وإني أذكرك بقول الله -جل وعلا-: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن...) إلى آخر الآيات من سورة النور. أما قوله - تعالى-: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) أي على نحورهن وصدورهن ليخالفن شعار نساء الجاهلية اللاتي كن مسفحات بصدورهن وأعناقهن وذوائب شعورهن.. فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن. والخمر: جمع خمار وهو ما يغطى به الرأس..و روى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: " رحم الله نساء المهاجرين الأول لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها ". وقوله - تعالى-: (ولا يبدين زينتهن) فيه بيان لمحارم المرأة الذين يجوز لها أن تظهر عليهم بزينتها لكن من غير تبرج. وتقول أم سلمة - رضي الله عنها- لما نزل قوله - تعالى-: (يدنين عليهن من جلابيبهن) خرجت نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية.. أي لبسن الثوب الشامل المحيط بالجسم كله ويقول العلامة النيسابوري: يدنين من جلابيبهن أي يرخين عليهن طرفا من الجلباب فأمرن بستر الرأس والوجه وذلك في تفسير قوله - تعالى-: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما) روى الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنه-
ما أنه قال في هذه الآية: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة (قال الصابوني: هذا النص عن ابن عباس صريح في وجوب ستر الوجه وكذا رواية ابن كثير عن ابن سيرين وغيرهما من الروايات الصحيحة الصريحة بوجوب ستر المرأة وجهها). قوله - تعالى-: (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) أي ذلك التستر أقرب بأن يعرفن بالعفة والستر والصيانة فلا يطمع فيهن أهل السوء والفساد. وأسوق لك فتوى فضيلة الشيخ محمد العثيمين ـ حفظه الله ـ عندما سئل عن حجاب المرأة وحكم تغطية الوجه؟ فقال: (.. ولا ريب أن كشف وجه المرأة سبب للفتنة ويدعو للافتتان بها ولأنه محل الرغبة والطلب لأن الناس إنما ينفرون من المرأة لقبح وجهها إذا كانوا يقصدون الجمال الظاهر). ولما سئل ـ حفظه الله ـ عن النقاب وأن كثيرا من النساء يكتحلن عند لبسه خاصة أنه متسع تظهر منه العينان وجزء من الوجه أجاب بأنه: (لا يفتي بجواز النقاب ويرى منعه لأن ذلك ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز ويرى أن تتقي المرأة ربها ولا تنتقب لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه). وعندما سئل ـ رعاه الله ـ عن ستر الوجه وكم طبقة من غطاء الوجه ينبغي أن تضع المرأة على وجهها أجاب بأن: (المرأة يجب أن تستر وجهها عن الرجال غير المحارم لا أن تستره بما يصف لون البشرة سواء كان طبقة أو طبقتين أو أكثر.. والمهم أن تستر وجهها بما لا يصف وليس المقصود أن تضع (شيئا) على وجهها بل المقصود ستر الوجه فلا يبين لغير المحارم) من ـ فتاوى منار الإسلام ـ الجزء الثالث بتصرف يسير. وبعد أختاه: ألقي نظرة على هذا الذي تلبسينه مما يسمى تجاوزا أو كذبا وزورا.. عباءة وغطاء وجه ورأس.. هل ترين فيها ما يسمى حجابا؟! ولأذكرك ببعض شروط الحجاب الشرعي.. فانظري أيها ينطبق على ما تلبسين منها: ـ أن يكون ساترا لجميع البدن ـ غير محدد لمعالمه ـ فضفاضا سابغا ـ ولا يكون ثوب زينة أو شهرة ـ ولا يكون ضيّقا ولا يشف ولا يبين ما تحته ـ ولا يكون معطرا أما غطاء الوجه والرأس.. فلا أراه مما جاء به الشرع فهو مجرد (شيء) تضعينه على وجهك لا يستر ولكن يظهر مفاتنه ويزيده جمالا.. كيف والعيون كحيلة.. والوجه مليء بالأصباغ..فماذا بقي؟أختاه: أما وقد بلغت وبلغك البيان.. وحكم لباسك هذا.. فإني أحذرك غضب الله وعقابه.. فإنما الأعمال بخواتيمها وإن الله يغار أن تنتهك حرماته.. فبادري إلى نزع ما تلبسين والبسي لباس الحشمة والحياء واستتري عن أعين الرجال وغطي وجهك ورأسك وبدنك كله.. حتى لا تَضلي ولا تُضلي. وأذكرك بأن الله قد حذر من مخالفة أمره.. ذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد ولا رأي ولا قول.. (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). فانتبهي عما أنت فيه.. واستغفري ربك وأنيبي إليه يغفر لك ما قد سلف.. فقد جاءتك الموعظة واستبان لك الحق.. وقامت عليك الحجة.. فلا عذر لك.. يقول الله - تعالى-: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله). فاستجيبي لله واستقيمي على أمره.. قبل أن يفجأك الموت وأنت سادرة في غيك.. على حال لا ترضي الله - تعالى-.. واستمعي إلى الله - تعالى- وهو يدعو عباده: (استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير). والله - تعالى- يخاطب عباده بأحب الألفاظ التي ينادون بها فيقول: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب).
وهمسة أخيرة.. أن استمعي إلى داعي الله في السورة التي سميت باسمنا تكريما و تشريفا لنا معشر النساء (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما). يقول ابن كثير - رحمه الله-: يقسم الله بنفسه المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول - صلى الله عليه وسلم- في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد إليه باطنا وظاهرا ولهذا قال: (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به وينقادون إليه في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة.. كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) فاسمعي وأطيعي وانقادي لأمر الله.. واعلمي أن لا ملجأ من الله إلا إليه.. فإن كنت جاهلة فقد علمت.. وإن كنت تابعة لركب الموضة فقد استبانت لك أهدافهم الدنيئة.. ولم يبق لك عذر.. إلا أن تكوني مكابرة.. تستنكفين عن أمر الله فالحجاب من صلب الدين وعبادة نتقرب إلى الله بفعلها كما شرع وليس عادة كانت أمهاتنا يفعلنها فسرنا على نهجهن.. وإني أعيذك بالله أن تكوني مستكبرة فقد قال الله - تعالى-: (وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا). واعلمي أن الأمر ليس خاضعا للهوى والرأي فمن شاء أطاع ومن شاء أبى.. فإنها عبادة.. لا تخضع للأهواء والآراء و التخرصات قد قطع الله بالنص قول كل مجتهد ومتقول.. فإذا قضى الله ورسوله أمرا كان علينا الطاعة على كل حال... لأن الله لا يقضي إلا خيرا قال الله - تعالى-: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) فهل أنت معنية بالخطاب.. أم خارجة عنه؟! ضعي نفسك حيث تعلمين مكانها !!!
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم.
http://members.lycos.co.uk المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/391)
" وأنتم الأعلون "
بنيتي
جميعنا مصاب بحزن وإحباط.... ونحن نرى القتل والهدم والدمار، ونشعر باليأس من النصر.... ونحن ننظر نظرة الصامت المتفرج، كمن شُل جسده ولسانه.... لا يستطيع حراكا ً ولا نطقاً، لا تلقي باللوم بنيتي على هذا وذاك.. بسبب الخنوع والانهزامية التي نشعر بها، إن الملوم أولاً وأخيراً.. هي أنفسنا التي اعتادت على الركون والركود.
فهذه المصائب والفتن من عند أنفسنا وبسبب ذنوبنا.... فانفتاحنا وإقبالنا على الدنيا بقلوبنا وأجسادنا وفكرنا.. حتى صرنا لا نفرق بين حلال وحرام أو لا نتحرى الحلال من الحرام فكانت غفلتنا.. الغفلة عن الآخرة والعمل بها.. قال - صلى الله عليه وسلم -: " من أحب دنياه أضر بآخرته.. ومن أحب آخرته أضر بدنياه "
وبانتشار المنكرات والمعاصي هنا وهناك فألفنا هذه المعاصي فلم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر..
يقول - تعالى -: " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون "
إذا من سنة الله في خلقه هذه الفتن.. وذلك ليتميز المؤمن عن المنافق.. ويكون كفارة عن سيئات المؤمن.. ولربما تنبيه من رب العالمين.. أن نرجع لله ونتوب عن المعاصي ونعبده كما هي الغاية من خلقنا " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
ولو تأملنا التاريخ.. لو جدنا الفتن تتوالى على المؤمنين.. وأوضحها صور الأنبياء وما لاقاه الأنبياء من عذاب وفتن..
وفي حياة رسولنا - صلى الله عليه وسلم -.. كم عُذب المسلمون.. وكم فتنوا بدينهم.. وكم كان صبرهم.. وهم واثقون بأن النصر من عند الله..
وفي حياة رسولنا الكريم - عليه السلام - السلوى وتضميد للجراح.
فعندما انهار الحصن الذي كان - عليه السلام - يحتمي به.. وفاة أبو طالب.. ثم لحقته وفاة الزوجة الوفيه.. والتي قال عنها - صلى الله عليه وسلم -: " آمنت بي حين كفر بي الناس, وصدقتني حين كذبني الناس, وأشركتني في مالها حين حرمني الناس, ورزقني الله ولدها وحرم ولد غيرها ".. رواه أحمد ومسلم
تراكم الحزن عليه - عليه السلام - فلم ييأس.. بل سار إلى الطائف عله يجد السلوى.. ومشى على قدميه الشريفتين قرابة مئة كيلو..
على أمل أن يجد الناصر والمعين.. ولكن المصائب تتوالى.. فكفروا به.. وآذوه.. وضربوه.. حتى سال دمه الشريف..
فلم يركن وييأس.. بل رفع كفيه تضرعا لربه.. بدموع حارقة.. " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي, وقلة حيلتي , وهواني على الناس, يا أرحم الراحمين, أنت رب المستضعفين, وأنت ربي إلى من تكلني؟؟ إلى بعيد يتجهمني, أم إلى عدو ملكته أمري؟؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي, ولكن عافيتك هي أوسع لي, أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات, وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك, أو يحل عليّ سخطك, لك العتبى حنى ترضى , ولا حول ولا قوة إلا بالله ".
ثم عندما استشهد سبعون من الصحابة حفظة القرآن الكريم.. ألم تكن مصيبة عظيمة حاقت بالمسلمين..
والتتار.. وما أدراك ما التتار.. لقد قتلوا ونهبوا ودمروا..
لقد قتلوا في بغداد وحدها ثمان مئة ألف ٍ في ظرف أربعين يوما..
إلى أن أنقذهم قطز وأعاد نصر الإسلام.. ودحر الكفر والطغيان..
لن أسرد التاريخ.. ولن أحكي الحاضر الأليم
فالحياة مستمرة.. والزمن لا يتوقف..
يقول - تعالى -: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين, إن يمسسكم قرح ٌ فقد مس القوم قرح مثله, وتلك الأيام نداولها بين الناس, وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين"
لاحظي بنيتي الآية الكريمة... لقد قرن الله - تعالى - العلو بالإيمان..
إن كنتم مؤمنين فأنتم الأعلون.
أنتم الأعلون.. ما دمتم على الحق.. ما دمتم على الإيمان الصادق..
الإيمان القوي..
فإذا أصابنا القتل والجراح فقد أصابهم مثل ذلك..
وعندما كلفنا الله بالجهاد ليمتحننا.. ويرى الصابرين على الشدائد والمحن..
ويميز الثابت على الإيمان من المتذبذب المتشكك..
ففي كلا الحالتين الكسب لنا والنصر لنا بأذن الله..
إن لم يكن نصر الدنيا فالفوز بالآخرة..
ولكن بنيتي.. كيف بنا نصل إلى هذا العلو..؟؟؟؟
اعلمي بنيتي.. أن هذه المحنة لن تكون آخر المحن.. لذلك علينا أن نعود أنفسنا على تلقي مثل هذه المحن.
كيف ذلك....؟؟؟ لنجعلها أول شرارة للتغيير..
فنبتعد عن اليأس والإحباط.. فلا نجعل من هذه الطاقة السلبية أن تتحكم فينا.. وتضعف إيماننا.. فالله - تعالى - يقول: " لا تقنطوا من رحمة الله ".... سورة الزمر
فأملنا بالله كبير.... وثقتنا بالله عظيمة..
واعلمي رعاكِ الله..
أنه لن يأتي النصر ونحن نغرق في معاصينا.. فلابد أن نتحلل من هذه المعاصي.. ونتوب إلى الله.. يقول - تعالى -: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".... سورة الرعد
واسمعي ماذا يقول الخليفة عمر بن الخطاب وهو يوصي قائده سعد بن أبي وقاص.. - رضي الله عنهما -: " فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال.. فإن تقوى الله أفضل العُدة على العدو, وأقوى المكيدة في الحرب, وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم,
فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم , وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله , ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم , ولا عدتنا كعدتهم , فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة... "
يا الله.. انظري بنيتي.. كأن الخليفة عمر يخاطبنا في هذه الأيام..
إن أردتم النصر فاتقوا الله..
وإن تساوينا في المعاصي مع الأعداء.. انتصروا عليكم بعدتهم..
لذلك بنيتي..
فلنراجع أنفسنا.. ولنقف وقفة صدق مع أنفسنا..
هل صلاتنا في أوقاتها وبالخشوع المطلوب..؟؟
أم هي نقرات سريعة خفيفة..!!
هل نقرأ ورداً من القرآن كل يوم..؟؟
أم نسيناه يرحيل رمضان عنا..!!
هل نبر والدينا بالقول والعمل..؟؟
أم نتذكرهم عند الحاجة..!!
هل نصل أرحامنا..؟؟ هل نساعد الفقراء والمساكين..؟؟
هل..؟؟ وهل..؟؟ وهل..؟؟
أسئلة كثيرة وكثيرة نحتاج أن نجيب عليها بصدق وأمانة..
فكيف هي إجابتك.. يا بنيتي..
إن كان فيها شيء من التردد.. إذن.. انظري..
من لم يستطع أن يجاهد نفسه.. فلن يستطيع أن يجاهد عدوه..
فبادري بنيتيً..
بالتوبة الصادقة.. والرجوع لله تعالى.. بالقلب.. والقول.. والعمل..
ولا مجال لتضييع الوقت.. باللهو والعبث..
وأكثري من الذكر والدعاء.. " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
وقال - عليه الصلاة والسلام -:" أفضل ما قلت أنا والنبيين من بعدي لا اله إلا الله "
وتضرعي لله - تعالى - أن يغيث أمة حبيبه محمد - صلى الله عليه وسلم -.. وينصرهم.. ويرحم أمواتهم
تحري لذلك أوقات الاستجابة : دبر كل صلاة.. ويوم الجمعة.. والثلث الأخير من الليل..
والصائم حتى يفطر.. وما بين الأذان الإقامة.. و.. و..
فإذا استطعت أن تغيري من نفسك.. فبادري بتغيير من حولك..
أخواتك.. أهلك.. رفيقاتك.. لتكن دعوتك خالصة ً لله – تعالى -..
بالرفق.. والقول الحسن..
واعلمي بنيتي......
إن إنقاذ هذه الأمة.. لن يكون بمعجزة تأتي بخالد بن الوليد.. أو صلاح الدين، وإنما.. فلننشئ خالداً.. ولنربي صلاحا ً.. ولنقوِّم سعداً..
فهم أبناء الإسلام من سيقود راية تحرير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
http://www.naseh.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/392)
تكريم الإسلام للمرأة
الدكتور عبد الله بن أوكيّل
المرأة في الإسلام هي تلك المخلوقة التي أكرمها الله بهذا الدين وشرّفها بهذه الشريعة فهي في أعلى مقامات التكريم أما كانت أو بنتا أو زوجة أو امرأة من سائر أفراد المجتمع، فهي إن كانت أما فقد قرن الله حقها بحقه فقال: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) فأي تكريم أعظم من أن يقرن الله ُ حقها بحقه جعلها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أحق الناس بحسن الصحبة , فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أُمك, قال: ثم من؟ قال: أُمك, قال: ثم من؟ قال: أُمك, قال: ثم من؟ قال: أبوك) متفق عليه.
وهي إن كانت بنتا فحقها كحق أخيها في المعاملة الرحيمة والعطف الأبوي تحقيقا لمبدأ العدالة: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) سورة النحل, ولقد ذم الله - تعالى - أصحاب العقائد المنحرفة الذين يبغضون الأنثى فقال - سبحانه وتعالى -: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم , يتوارى من القوم من سؤ ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) سورة النحل.
وهي إن كانت زوجا فهي من نعم الله التي استحقت الإشارة والذكر (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا) سورة الرعد, وهي في الإسلام عماد المجتمع وأساسه المتين, ومن التنطع الاستنكاف عن الزوجة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هلك المتنطعون .. ) وللزوجة على زوجها حقوق يحميها الشرع فمنها: المهر, والنفقة عليها بالمعروف, والسكن والملبس, كما أن لها حرية اختيار الزوج كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تُنكح البكر حتى تُستأذن ولا الثيب حتى تستأمر) أخرجه البخاري, ويجب على زوجها أن يعلمها أصول دينها قال الله – تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) سورة التحريم, و على زوجها أن يغار عليها ويصونها فلا يُوردها أماكن الفساد ولا يغشى بها دور اللهو والخلاعة ولا ينزع حجابها بحجة المدنية والتطور.
وهي إن لم تكن أما ولا بنتا ولا زوجة فهي من عموم المسلمين يُبذل لها من المعروف والإحسان ما يُبذل لكل مؤمن ولها على المسلمين من الحقوق ما يجب للرجال.
http://www.khayma.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/393)
كوني قنوعة
الزوجة القنوع هي زهرة البيت وإشعاعه، وخير رزق الزوج ومتاعه، تسلي زوجها في عسره، وتكون بهجته في يسره، فإذا أفتقر أغنته، وإذا اغتنى سرته، فهي نعمة في كل حال.....
وإذا فقدت المرأة خلق القناعة من نفسها، فقد آذنت بالهلاك لها ولبيتها، لأنه لا بديل عن القناعة إلا الطمع والشراهة...... والطمع لا يأتي بخير أبداً.
وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنه - عن قصة إبراهيم - عليه السلام - في بنائه الكعبة... درس بليغ لنساء المؤمنين وحث لهن على القناعة والرضى بما قسمه الله من العيش والرزق.
فقد جاء إبراهيم - عليه السلام - إلى مكة (بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته (أي يتفقد حال أهله بعد ما تركهم مدة) فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه.
فقالت: خرج يبتغي لنا - وفي رواية يصيد لنا - ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشّر، نحن في ضيقة وشدة وشكت إليه.
قال: فإذا جاء زوجك اقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه.
فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم جاءنا شيخ كذا وكذا، فسأل عنك، فأخبرته، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا في جهد وشدة.
قال: فهل أوصاك بشيء؟
قالت: نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول: غير عتبة بابك.
قال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى.
فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد، فلم يجده فدخل على امرأته فسأل عنه، قالت: خرج يبتغي لنا.
قال: كيف أنتم ؟وسألها عن عيشهم وهيئتهم.
فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على الله – تعالى -.
فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم والماء. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -" ولم يكن لهم يومئذ حبّ ولو كان لهم دعا لهم فيه"
قال: فآتى زوجك فاقرئي - عليه السلام - ومريه يثبت عتبة بابه.... الحديث)
ففي قصة إسماعيل تسلية لكل قنوعة في بيتها وعبرة لكل امرأة تضيق عليها الحياة إلا في حال الغنى والسعة.
والسر في أن القناعة هي أساس السعادة الزوجية في شيئين:
الأول: أن السعادة والطمأنينة لا يصنعها الغنى والشبع، وإنما هي شعور وإحساس يولده الرضى بالله وبما قسمه وما يقتضيه من شكر على النعم والصبر على البلاء والمحن، والبعد عن التسخط عن المقدور.
الثاني: أن الغنى ظاهرة متبدلة (فدوام الحال من المحال) ومن يصرف الأرزاق هو الله فإن رزق فله الشكر، وإن منع فله الحمد على كل حال.
وقال بعض السلف: "يا أبن آدم إذا سلكت سبيل القناعة فأقل شيء يكفيك وإلا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك"
فعلى المرأة أن تجتنب هذا الخلق الوضيع، وأن تتحلى بالقناعة فهي تاج رفيع وحصن منيع فإن النفس إذا لم يكبح جماحها طمعت، لكنها إذا تعودت القناعة قنعت وشبعت..
بل على المرأة أن تشكر نعم زوجها وأن تظهر له حمدها ورضاها وثناءها على جهده وخدمته وإنفاقه كثيراً كان أم قليلاً لأن ذلك هو وسيلة كسب وده ونيل حنانه وحبه...وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
أما أن تفتح المرأة عينيها على الدنيا وتقارن معيشتها بالمنازل العليا.... وتطمع مهما بذل زوجها من جهد إلى الأعلى..... فإنها بذلك تركب سلم التعاسة وتدق أبواب خراب البيت.
وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه"
يا رُب شاكرة للزوج في اليسر ****وفي البلاء تُسلي الزوج بالصبر
تبشُ وجنتها في كل آونة ****إذا رأته تنير البيت بالبشر
فزوجها ملكٌ والشعبُ زوجتهُ ****والبيت مملكةُ الأفراح والخير
http://gesah.net المصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/394)
هل الأمريكيات سعيدات بحريتهن ؟؟
كشفت احصائية لرصد اتجاهات الأمريكيين أن 80% من الأمريكيات يعتقدن أن من أبرز النتائج التي نتجت عن التغير الذي حدث في دورهن في المجتمع ، وحصولهن على الحرية : انحدار القيم الأخلاقية لدى الشباب هذه الأيام ..!
وقالت المشاركات في الاستفتاء أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال السنوات الثلاثين الماضية ، هي المسؤولة عن الانحلال والعنف الذي ينتشر في الوقت الحاضر .
ولدى سؤال المشاركات ، وعددهن يزيد على 4000 امرأة : هل تتمنين أن تكون ابنتك مثلك ؟
أجابت 60% منهن بالنفي .
وقالت 75% من اللواتي شاركن في الاستفتاء أنهن يشعرن بالقلق لانهيار القيم التقليدية والتفسخ العائلي ، وقالت 66% منهن أنهن يشعرن بالكآبة والوحدة .
وبالنسبة للنساء العاملات ، قالت 80% منهن أنهن يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ، ومسؤولياتهن تجاه المنزل والزوج والأولاد ، وقالت 74% أن التوتر الذي يعانين منه في العمل ينعكس على حياتهن داخل المنزل ، ولذلك فإنهن يواجهن مشاكل الأولاد والزوج بعصبية ، وأية مشكلة ، مهما كانت صغيرة ، تكون مرشحة للتضخم .
وقالت اللواتي شاركن في الاستفتاء أن الرجل الأمريكي استوعب التغير الذي حدث في حياة المرأة ولم يقاومه ، ولذلك فإن المشاكل لا تأتي من جانب الرجل ، فهو يقوم بدوره في الأعمال المنزلية كما ينبغي ، وإنما من الضغوط التي تتعرض لها المرأة ومن احساسها أنها لا تقوم بالدور الذي ينبغي أن تقوم به في المجتمع .
أما على الصعيد العائلي فقد قالت 84% من المشاركات أن حياتهن خالية من المشاكل الزوجية ، وقالت 82% أنهن سعيدات بالزواج .
ولكن ، لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء ، هل كانت المرأة تطالب بالتحرر وحقها في العمل ، والمساواة بالرجل ؟ 87% من اللواتي شاركن في الاستفتاء قلن : لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء لاعتبرنا المطالبة بالمساواة بين الجنسين مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة ، وقاومنا اللواتي يرفعن شعاراتها .
ج: 25/3/2000م
نقلا عن موقع شبكة الاستقامة
ـــــــــــــــــــ(83/395)
المستحيل
د. توفيق علوان
{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا { [النساء: 32]
أجمع المناطقة وأهل الأصول على أن الأشياء المختلفة في العالم بأسره إنما تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما:
القسم الأول: اختلاف الأضداد (اختلاف التضاد)، وهذا النوع من الخلاف يقضي باستحالة اجتماع النقيضين في مكان واحد وزمان واحد، وذلك مثل النور والظلمة، ومثل السواد والبياض، أما في البشر فالمثل على هذا النوع من الخلاف مشهور في تدافع العقائد أو في الصراع المرير بين الأمم والأفراد من أجل السيادة والبقاء.
القسم الثاني: فهو اختلاف التنوع، وهذا النوع يختلف اختلافاً بيناً عن سابقه، إذ يشمل المختلفات التي لا غنى لنوع منها عن الآخر، مثل البياض والسخونة، أو السواد والبرودة، وفي حالة البشر فإن المثال الواضح هو المؤسسات التعاونية، والوظائف المتنوعة، فلا وجه ها هنا للمنافسة، أو طلب المفاضلة، وعليه فلا يعقل في حقها ذكر المساواة أو غيرها؛ وذلك لأسباب رئيسية:
الأول: أنه لا غنى لأي منها عن الآخر.
الثاني: أن المساواة تستلزم إمكان الاستغناء بواحد منها عن بقية الأنواع.
الثالث: إذا حدث الاستغناء بنوع واحد عن الكل أدى إلى دمار الجميع، حيث إن النوع الواحد بحكم مؤهلاته يفتقر إلى القدرة أو حتى الرغبة في القيام بوظائف جميع الأنواع.
وبيان ذلك أن لكل نوع وظيفته ودوره ومجال أدائه وخصائصه المميزة له عن سائر الأنواع، بحيث لا يطيقها الآخر ولا يتصور التطلع إليها والقيام بها. إن الرجل و المرأة هما المثال الناطق على هذا النوع من الخلاف، ففيهما يتجسد اختلاف التنوع ويتجلى على أظهر صورة. إن عاقلاً في العالم لا يجادل في أن ما ذكرناه من صنوف الاختلافات العضوية والنفسية بين المرأة والرجل إنما هي من قبيل خلافات التنوع لا اختلافات التضاد.
والدليل الذي لا يعارض: أن ما أوردناه مما في الوظائف البيولوجية والنفسية لكل من الرجل والمرأة من التنوع والتباين، لا يتصور معه استغناء أحدهما عن الآخر.
وإن الجريمة الكبرى في حق الإنسانية تتجسد بوجهها الكالح في أي دعوى إجرامية لتحويل هذا الأصل التكاملي التعاوني السلمي الحميم بين المرأة والرجل إلى حالة شاذة مدمرة من التضاد والمنافسة والمحاربة والقتال من أجل (تحرير المرأة) تحت الشعارات الصاخبة حول (الحرية) (والمساواة)، وتشكيل (الحركات النسائية) "للنضال في سبيل حقوق المرأة" والمطالبة والدعوة إلى هذه الفاقرة التي تمثل أشد حالات التخلف والشذوذ. إن العلاقة الحميمة بين الرجل و المرأة والتي هي راسخة رسوخ الأيام لا يمكن لحفنة من الشواذ ـ الذين يفتقرون بصورة فاجعة لكل أهلية دينية أو دنيوية ـ أن يبدلوها. إن هذه المحاولات الكسيحة هي محاولات سرطانية عمياء لتبديل السنن الإلهية التي لا تحابى ولا تميل، ناهيك بالجهل القاتل بالرواسخ العلمية والثوابت العقلية. إن الداء العضال الذي تمثله هذه الشراذم الناعقة كالغربان، إنما يتمثل في أمرين:
1- تجاهل الاختلاف الجذري بين الذكور والإناث على وضوحه وظهوره.
2- التطلع الشاذ من بعض قيادات الحركات النسائية إلى القيام بدور الرجال، والتشبه بهم في حركاتهم وسكناتهم (الاسترجال)، أو على نقيض ذلك حالات شاذة من الكراهية المرضية المُطْبقة لجنس الرجال بكامله، وكلتا الحالتين ناجمة من أنواع من التشوهات النفسية والعقد الجنسية الناتجة عن أحداث مأساوية في مراحل الطفولة متعلقة بالعلاقات الجنسية بالذات، الأمر المقرر في جلاء عند أطباء الأمراض العصبية والنفسية. إننا حين نقرر ذلك فنحن لا نتجنى عليهن ولا على الأصابع الخفية التي تحركهن من وراء الستار؛ إن ذلك مسطور وظاهر في الكتابات المشحونة بالعقد النفسية الكثيرة، سواءً حالات (احتقار الذات) Masochism أو (الشعور بالاضطهاد) أو (جنون العظمة) Paranoia والتي يميزها دون عناء أي طبيب مبتدئ في تخصص الأمراض العصبية والنفسية.
لقد كان جواب القرآن فاصلاً وقاطعاً وواضعاً لأعقد الأمور في نصابها حين أشار في حسم إلى هاتين العلتين تحديداً مرسخاً الأصول التي على كل باحث عن الحق أن يلزمها، فقال تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى..} [آل عمران:36] .
وقال تعالى: }وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِه..ِ { [النساء: 32].
وفي هاتين الآيتين فصل الخطاب، وبيانه ما يلي:
أولاً: تقرير الحقيقة الدامغة في وقوع الاختلاف بين الذكر والأنثى، سواء من جهة الأهلية أو التطبيق والأمر الواقع، وأنه لا ينبغي أن يمارى مجادل في هذه البدهية، والعجب ممن يتغافل عنها على شدة ظهورها، ويخلد إلى ظلمة العمى بين ضياء النهار.
ثانياً: تقرير الحقيقة الثانية الدامغة، وهي أن المواهب والخصائص عند الرجال والنساء، والتي فطر كل منهم وجبل عليها هي كذلك شديدة التنوع شأن الأرزاق والألوان والألسنة، كما أن لكل منهما نصيبه بحسب مواهبه وخصائصه التي لا وجه لمقارنتها بغيره.
ثالثاً: أن تمني المقارنة، أو المساواة، أو تبديل هذه الخصائص أو تغييرها أو تبادلها، إنما هي أمنيات سراب حول غاية مستحيلة، يحيلها العقل، و ينكرها العلم، وتأباها الفطرة، وينقضها الواقع المشاهد.
رابعاً: أن هذه القضية لا تمت بصلة إلى نوع اختلاف الضد وضده، أو الفاضل و المفضول، أو السيد والمسود، بل هي بحذافيرها تقع تحت مسمى التنوع في الوظائف والمؤهلات، كي تعمر الأرض، ويستقر الكون، ويكون كل شيء موزوناً كما أريد له أن يكون.
http://www.lahaonline.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(83/396)
حمل الرسالة
محمد العبدة
أختي المسلمة:
لا شكَّ أنَّ البعض يعاني من الفراغ، فالساعات تمرّ والأيام تمرّ وليس وراء ذلك غير الضجر والملل، فكيف نقطع الوقت، وكيف نستفيد من الوقت؟ إنَّها قضية كبرى وقضية عامة؛ فالوقت لا بدَّ أن يُملأ بشيء مفيد وشيء حسن، فقد يُملأ بالتفاهات والسخافات، بل بما لا يحمد عقباه، مثل الاكتئاب الذي هو من أمراض هذا العصر.
ما الدواء لهذا، وما العلاج؟ يقول علماء التربية وعلماء النفس: إنَّ أول خطوة في سبيل الحل هي أن نحسّ بالمشكلة، أن نشعر أنَّ هناك مشكلة فعلية وخطيرة، وأمَّا العلاج فليس هناك إلا علاجاً واحداً، وهو أن يحمل الإنسان رسالة في الحياة، أن يحمل غاية سامية، أن يحمل همَّاً يقيمه ويقعده ولا يرتاح حتى يعمل لتحقيقه، وإنَّ أعظم رسالة يحملها الإنسان هي رسالة الإسلام، علماً وعملاً وتبليغاً للنَّاس. وإنَّ هذا الدين يسر { ولقد يسَّرنا القرآن للذكر } .
المسلمة التي تحمل همّ القرآن لن تشعر بالفراغ أبداً، بل تتمنى مزيداً من الوقت لتقوم بالواجبات، وهل يليق بالمسلمة أن تكون تطلعاتها مادية بحتة، تتأوه وتتحسَّر كلما رأت شيئاً من زخارف الدنيا، كلما رأت سيارة فارهة أو (فيلا) واسعة، أو محلات ملابس لأرقى الأزياء الأوربية.. هل تقول { ياليت لنا مثل قارون } وإن كان الإسلام يجمع بين الدين والدنيا، ولكن المسلم لا يكون أبداً عبداً للأثاث والرياش.
إنَّ من مميزات الإسلام الفريدة؛ أنَّ الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بخاتم الرسالات، وهيأ له جيلاً كاملاً يحمل الرسالة، أمة إسلامية وسطاً، يقول أحد أفرادها: "ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله". فلم يكن لنبي قبله مثل هذا الجيل ومثل هذه الأمة، نحن أمَّة تحمل رسالة، لها مركز خطير بين الأمم والشعوب، وليس حمل الرسالة حكراً على جيل دون جميل، ولا على الرجال دون النساء، فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من أسلم، وكانت سميَّة أمَّ عمار أول شهيدة في الإسلام، وتاريخ الإسلام حافل بأسماء العالمات كالسيدة كريمة المروزية (365ـ463هـ) كانت تروي صحيح البخاري، قال ابن الأثير: "انتهى إليها علو الإسناد للصحيح، ويقال لها: أمَّ الكرام، وبنت الكرام".
ارجعي ـ أختي المسلمة ـ إلى كتب التراجم، فسترين حشداً كبيراً من النساء اللائي حملن رسالة الإسلام.
http://www.lahaonline.comالمصدر
ـــــــــــــــــــ(83/397)
العلم ولو في الصين
قالت النساء يوماً للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: { يا رسول الله ، لقد غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً يلقاهن فيه فأمرهن بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم، و بلال يأخذ بطرف ثوبه . . . } (رواه البخاري ومسلم)
وقال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) " المجادلة"
إن الدرجات التي يرتفع بها المسلم والمسلمة عند الله ليست كدرجات الدنيا و ترقياتها .. إنما يرفع الله هؤلاء المؤمنين بما عملوا من أمور في دينهم و ما استقاموا على أصوله و التزموا شرائعه، ولا يمكن للمرء أن يلتزم إلا بشيء قد جاءه العلم به، لذا حث الإسلام الناس على العلم و التعلم، و جعل الذين يعلمون أعلى درجة من الذين لا يعلمون، بل و تساءل ـ سبحانه و تعالى ـ مؤكداً الجواب في ذات السؤال بقوله : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) " الزمر : 9 ".
و لا يمكن لمسلم ولا مسلمة أن يرتقي بإيمانه ويرتفع في معا رج التقى والصلاح؛ ما لم يكن عالماً بأمور دينه، باحثاً و بإلحاح لا يتوقف عن تفاصيل الأحكام التي تهمه في حياته و أخرته، يؤمن بها و يتعلم منها و يلتزم بها و يكون من الذين لا يستوون مع الذين لا يعلمون..
وأنت يا أختي المسلمة.. لك في النساء المسلمات في عصر النبوة تلك القدوة الطيبة حيث وقفن أمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقدمن احتجاجاً على سيطرة الرجال على مصدر العلم، مبينات أن لهن حقاً كحقوق الرجال في العلم، و قلن له: بأنهن أيضاً مكلفات شرعاً بالتعلم والتفقه في أمور الدين، وأنهن مستعدات أيضاً لتطبيق الأحكام إذا علمنها..
لذا فعندما حدثهن عن الصدقة و اقترن إيمانهن بالعلم اتجهن الاتجاه الطبيعي في تنفيذ أحكام الصدقة، وقمن بالتبرع بأقراطهن و حليهن، و هي أفضل و أغلى ما تملكه المرأة من زينتها، من هنا فإنه يتحتم عليك يا أختي المسلمة أن لا يمنعك عن طلب العلم أي مانع، و لا يحجزك عن المعرفة أي حاجز، لأنها حجابك في مواجهة الجهل، و سلاحك في مواجهة الجاهلية الحديثة المعاصرة التي تحاول أن تستبدل علوم الدين بعلوم الدنيا، و علوم الهدى بأفكار الضلال، فتطرح عليك وعلى أخواتك أفكاراً غريبة عن دينك، وتستخدم لذلك كل وسائل الإعلام من صحف وإذاعات وتلفزيونات وغيرها.. و لكن يمكن أن تثقي بأن هذا الدين لا تمكن هزيمته لأنه محفوظ بحفظ الله وبجهود المؤمنين والمؤمنات الذين يؤمنون به ويتعلمون أحكامه و يلتزمون شرائعه ولا تأخذهم في الله لومة لائم.
عليك أن تقولي لأبيك أو أخيك أو زوجك وخبريهم أن الله يأمرهم أن يعلموها، فإن لم يفعلوا فإنها ستخرج إلى المسجد و مجالس العلماء و تتلقى علوم دينها..
واعلمي يا أختي المسلمة أن العلم الذي نتحدث عنه ليس علم الدين فقط، و علوم القرآن و الفقه فحسب، بل كل علم يوصل إلى مزيد من اليقين والإيمان لأن الله عز وجل يأمر بذلك، أو ليس هو القائل ـ جل شأنه ـ: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) " آل عمران"
إن التفكر في خلق الله يعني دراسة هذا الخلق والتعرف عليه عن قرب، هذا التفكر يوجد العلم الذي يعرفك بمقدار عظمة هذا الخالق سبحانه في خلقه، لذا لا مانع من أن تدرسي الكيمياء و الفيزياء و الأحياء والزراعة وغيرها من العلوم التي تزيدك معرفة بخلق الله وكائناته فتزدادين علماً وإيماناً و تقرباً إلى الله.. ولا تسمحي لأي كان يقف دون أن تتعلمي و ترتقي في مدا رج العلم، وعليك أن لا تسمعي كلام الجهلاء الذين يقولون أن المرأة يجب أن تكون جاهلة.. إنهم بهذا يسيئون إليك وإلى دينهم الذي حث في آياته الكثيرة على طلب العلم، وعلى السير في الأرض للبحث في مخلوقات الله الكثيرة للوصول بالمسلم إلى أرفع درجات العلم، وأذكرك هنا بتلك الفترة الذهبية من تاريخ الإسلام عندما كان المسلمون منشغلين بعلوم الطب والأحياء و غيرهما و يقدمون للبشرية أرقى الحضارات..
وأنت لا تستطيعين أن تكوني صانعة لها مشاركة فعاله في بناء حضارة إسلامية قادمةٌ بالعلم الذي يجب أن نطلبه و لو كان في الصين .. و كما ورد في الحديث علينا أن نطلبه من المهد إلى اللحد، لأنه كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(فريضةٌ على كل مسلم) (رواه البخاري)..
المصدر : http://www.alshamsi.net
ـــــــــــــــــــ(83/398)
إغاظة الكفار بإسدال الخمار
إن الحديث عن حرمة المرأة المسلمة حديثٌ يكاد يكون مؤلماً في عصرنا هذا، لأنه حديث عن شعبةٍ من شعب الإيمان آخذة في النقص متمادية في الانحسار، ولكن من قلب المأساة ومن صميم المحن تبزغ خيوط الفجر فإذا بشمس الحق بازغة يقذف نورها بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولئن قيل: إن التقوى فوق الفتوى، فإن حديثي هذا سيكون بعيداً عن حدِّية المصطلحات والأحكام الفقهية، قريباً من قلب المؤمن، فالأصل في كلام الله - عز وجل - أن يخالط شغاف القلوب فتتشرب به قبل أن تمر على معامل الفتوى ومدارس الاجتهاد، قال - تعالى -:" إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون" (الأنفال 2)، وما أحوجنا أمةً وأفراداً إلى تعهد غرسة الإيمان في قلوبنا بكل وسيلة ممكنة في زمان الفتنة هذا، فأسأل الله - تعالى - أن يكون في هذه المناصحة نفاذاً إلى قلوبٍ أخبتت لذكر الله وجوارح انقادت لأوامره وارتعدت عن زواجره، ونفوس تجهد في تتبع مواضع رضا الخالق - سبحانه وتعالى - غير قانعة بالحد الأدنى من الواجب ولا زاهدة في صور كمال الانقياد الشرعي حين تتعبد لله - تعالى - به.
قال الله - تعالى -:" يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذَين وكان الله غفوراً رحيماً"(الأحزاب – 59) وبغض النظر عن كون تغطية الوجه واجباً أم لا فإن لا أحد ينكر مشروعية هذه التغطية لا من جهة أنها مباحة بل من جهة التعبد لله - تعالى - بالاستتار عن الأجانب، ولا يخالف من له أدنى حظ من الفهم والعقل في أن تغطية الوجه هي الصورة الأكمل والأورع والأتقى لحجاب المرأة المسلمة، ومرةً أخرى أقول إنني لست في مقام الإنكار على من يرى جواز كشف الوجه أو يعمل بفتيا من يقول بهذا، بل إننا في مقام الأورع والأحوط والأكثر حفظاً وصيانةً ووقايةً لعرض أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا وزوجاتنا، إننا اليوم لسنا في مقام:" ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " (سورة النور 31) وإنما نحن اليوم في مقام:" ولا يضربن بأرجلهنَّ ليُعلَم ما يُخفين من زينتهنَّ"(سورة النور 31)، إننا اليوم في مقام الأورع والأحوط، إننا في مقام التقوى فوق الفتوى...
نحن اليوم نواجه معركةً عنيفةً في الدين معركةً عقدية حقيقتها، فكرية اقتصادية اجتماعية سياسية عسكرية في مظاهرها، وإن تنوع الأدوار المنوطة بكل مسلم متفرعٌ على تنوع جبهات الهجوم والدفاع عن عقيدتنا الغالية؛ وما هذه الرسالة إلا محاولة جادة من أجل تجنيد أخواتنا المسلمات للانخراط في منظومة الدفاع عن هذه العقيدة المفدَّاة بالأرواح، فليس المقام في هذه المعركة مقام الاكتفاء بالحد الأدنى من الواجبات والتكاليف، وإنما هو مقام:" ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَه"(جزء من حديث قدسي وهو عند البخاري)، إنه مقام التشبث بكل جزئيات الدين سواء أكانت مندوية أم مفروضة، وحتى نزيد الموقف وضوحاً نقول – والله المستعان – إن أكل الذبيحة من الغنم مباح لا أجر فيه ولا ثواب لمن فعله من حيث هو مباح، ولكن عندما يجترئ الناس على تحريم الحلال وتحليل الحرام بحيث قد يحرمون ما أحل الله يصبح أكل لحم الغنم إرغاماً لأنوف من يشرعون لأنفسهم وبأنفسهم يصبح هذا المباح من جنس جهاد هؤلاء ولسان حالك يقول: لا حلال إلا ما أحل الله ولا حرام إلا ما حرم الله..
وإذا عرف ما تقدم، نقول – وبالله التوفيق – إن من الممكن أن نجعل من تغطية الوجه الذي هو كمال الستر والعفة والورع جبهةً من جبهات الدفاع عن الدين من جهة، وجبهة من جبهات مراغمة أعداء الله - تعالى - من جهة أخرى وإليك بيان كل منهما:
أما على الجبهة الدفاعية فمن المعلوم أن حقد بني قينقاع الدفين ورغبتهم المستميتة في كشف سوآت نساء المسلمين لا يزال ينفح في جنبات المجتمع المسلم إلى اليوم، ولا تزال نار السفور والفجور تستعر، وأنت تعلمين أيتها الأخت المسلمة أن أخواتٍ لك في الدين يتعبدون الله - تعالى - بوجوب تغطية الوجه – ولهم في ذلك اجتهاد شرعي سائغ – وهو قدر زائد على حد الحجاب الشرعي عند من لا تتعبد الله - تعالى - بوجوب هذه التغطية، فمن الطبيعي إذاً أن تُوجه سهام أحفاد بني قينقاع أول ما توجه إلى هذا الأمر فيحاولون بكل استماتةٍ – كما هو مشاهد – التركيز على كشف الوجه فلا تستشعر من لا ترى وجوب تغطية الوجه أن هذه السهام متوجهة إليها ولا تكترث بها ولا يهمها أن قانوناً قد سُنَّ في البلد الفلاني أو المجتمع الفلاني يمنع النساء من تغطية وجوههنَّ فالأمر عند هذا الحد لا يعنيها، حتى إذا انهدم خط الدفاع الأول توجهت سهامهم النتنة المسمومة بعدئذٍ إلى غطاء الرأس وهكذا حتى تصل نساء المسلمين إلى حال "كاسيات عاريات " وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وخلاصة القول إننا نريد أن نجنّد أخواتنا المسلمات في معركة العفة والشرف والدين بل والعقيدة هذه من أجل التصدي لسموم بني قينقاع وأحفادهم وأعوانهم وعملائهم من خلال الانضمام إلى جبهة إسدال الخمار على الوجه طلباً للصورة الأكمل والأورع والأحوط - سواء أعتقدت المسلمة وجوبه أو ندبه – وذلك تحقيقاً للمكاسب الدينية التالية:
1 - التعاون على البر والتقوى: فكلما زاد عدد النساء الملتزمات بخمار الوجه كلما كان خط الدفاع الأول عن عفة وشرف المرأة المسلمة بل المجتمع المسلم أشد وأمكن وأقدر على مجابهة هذا العدوان البغيض، وقد قال - تعالى -:" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"(الصف 4)، وقال - تعالى -:" وتعاونوا على البر والتقوى"(المائدة 2).
2 - تحقيق الكمال في هذه الشعبة الإيمانية؛ وتوضيح ذلك أن شعبة الحجاب الشرعي لها حد أدنى هو الإيمان المجمل بوجوب ستر المرأة عن الأجانب، وحد واجب هو الالتزام العملي بتطبيق فريضة الحجاب، وحد أعلى هو تحري الكمال في العفة والتستر والتحصن بدليل الأمر من الله - تعالى -:"فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرحج الجاهلية الأولى"(الأحزاب 32 - 33) فهذا غاية ما يكون من المبالغة في التستر عن عيون الناس والعفاف، بل إن قوله - تعالى -::" ولا يضربن بأرجلهنَّ ليُعلَم ما يُخفين من زينتهنَّ"(سورة النور 31) دليل بيِّن آخر على تحري الكمال في الصيانة والعفة لأخواتنا المسلمات.
3 - تحقيق مراغمة الأعداء وغيظ الكفار بهذا الالتزام، ومن الجدير بالذكر أن ننبه في هذا المقام على أن غيظ الكفار من الأمور المطلوبة شرعاً لا سيما في سياق مجاهدتهم بهذا الدين ولهذا الدين، قال - تعالى -:" ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأٌ ولا نصب ولا مخمصةٌ في سبيل الله ولا يطأون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ نيلاً إلا كُتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين"(التوبة 120)، نعم إن التعبد لله - تعالى - بالتزام شرعه الذي يغيظ الكفار هو من العمل الصالح بنص القرآن ونرجو أن يكون من جنس الجهاد في سبيل الله.
4 - استشعار الانخراط في منظومة الدفاع عن الدين؛ ذلك بأن أكثر أسباب الإحباط عند المسلمين حيال الواقع المعاصر هو الشعور بالعجز عن فعل أي شيء لتغييره، ولكن عندما يحرص المسلم والمسلمة على تحري الأكمل فإنه يستشعر التغيير من نفسه ويحقق مساهمته الفردية في الدفاع عن الإسلام فلا يؤتى الإسلام من قِبله، وإن تحري الأكمل اليوم يعني العمل بالأحوط ويعني الخروج من الخلاف ويعني تتبع السنن والتزامها لا تتبع الرخص واعتيادها، إن تحري الأكمل اليوم يعني أن يقوم كل منا بعمل ما من أعمال الإسلام إحياءً لسنته وتحقيقاً لمراغمة العدو به، إن تحري الأكمل اليوم يعني أن التقوى فوق الفتوى...
ختاماً أقول إن هذه الرسالة ليست بحثاً فقهياً كما أنها ليست ترجيحاً لأحد القولين على الآخر فإن لهذا الأمر أهله وعلماؤه، وإنما هذه الرسالة كما قلت وبكل وضوح هي رسالة تجنيد لكل مسلمة لتنخرط في صفوف الدفاع عن شعبة عظيمة من شعب الإيمان ألا وهي الحجاب الشرعي والستر الشرعي والحياء الشرعي وفداك أبي وأمي يا رسول الله حيث قلت:" والحياء شعبةٌ من الإيمان"(البخاري)، فاعلمي أنك عندما تنضمين إلى البنيان المرصوص فإنك تنضمين إلى الأكمل والأطهر والأحوط والأستر بلا خلاف، وإنك عندما تنضمين إلى هذا البنيان المرصوص – أعني بنيان إسدال الخمار على الوجه – فإنك تستحيلين حجراً يلقم فاه كل خبيث، وسهماً يفقأ عين كل حقير متتبع لعورات المسلمين، وشوكة في جنب كل عدوٍ خبيث يتربص بك وبعفتك وبحجابك الدوائر، إنك أيتها المسلمة عندما تنخرطين في منظومة تخمير الوجه ترفعين من معنويات غيرك من المسلمات بنفس القدر الذي تفتين به في عضد المتربصين من أعداء الدين، وإنك عندما تنخرطين في منظومة الدفاع عن شعبة الحياء الإيماني تلتزمين جنس ما التزمه الصديق أبو بكر - رضي الله عنه - في حربه على المرتدين الذين أرادوا تعطيل شعبة واحدة من شعب هذا الدين العظيم، أبو بكر الصديق الذي قال: "لو خالفتني شمالي لجاهدتها بيميني"، فما بالك إذا كان المخالف لنا أعداء الله - عز وجل -، أفلا نكون أول المجاهدين؟
أيها المسلمون، أيها الغيورون، أيها المؤمنون، أيها الأب وأيها الزوج وأيها الأخ وأيها الابن، إن حظك من هذا ليس بأقل من حظ نساء المسلمين، فحذار أخي المسلم أن تقف عثرةً أو عائقاً في طريق ابنتك زوجتك وأختك وأمك، بل نقول إن رأيت فيها رغبةً في تلبية النداء فكن لها عوناً وسنداً ثم ارفع هامك عالياً مفتخراً بهذه المؤمنة المجاهدة، ولتكن كتيبة إسدال الخمار أول الكتائب والصواعق المرسلة على الكفار، ولسوف تتبعها كتائب وصواعق الحق تترى، والله أكبر والعزة لله.
http://www.alezah.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/399)
فضائح التحرر
ـ البيت الغربي من الداخل قرابة نصف المنتهكات في بريطانيا يتم الاعتداء عليهن أولاً داخل البيت من الأب أو من صديق الأم حتى إن إحدى المجلات نشرت وقالت إن أخطر مكان يعيش فيه الإنسان الأوربي هو المنزل وذكرت مجلة التايمز أن نصف الشاكيات يغتصبن في البيوت الأمريكية.
ـ مابين 50ـ 70% من الرجال الأمريكان يخونون زوجاتهم على فراش الزوجية و32% من الزوجات يخن أزواجهن و90% من النساء متزوجات بدون عذرية وفي بريطانيا فقد وصلت نسبة العذرية عند الفتيات صفر% كما توجد ظاهرة تبادل الزوجات وأن أكثر من مليونين ونصف المليون من الأزواج الأمريكيين مارسوا تبادل الزوجات بانتظام أو على عينك يا تاجر ونسبة 50% من الصبيان والبنات قد تم بينهم لقاء جنسي قبل الخامسة عشرة.
ـ كثرة الطلاق في الغرب كتبت ((دول ستريت جورتال)) أن واحد من كل أمريكيين طلق زوجته وفي مدينة (سان ماتيه) الأمريكية في كل (100) يتزوجون أول العام (80) منهم يطلقون في آخره (وسان ماتيه بكالفورنيا من أكثر المدن الأمريكية تقدما وحضارة ومدنية.
ـ تقرير صادر عن وزارة الصحة الأمريكية عن السنوات بين 1985ـ1994م جاء فيه أن عدد النساء والفتيات ضحية العنف بلغ عام 1994م أكثر من خمسة ملايين وتقول إن كل امرأة من ثماني نساء فوق سن البلوغ في الولايات المتحدة تعرضت للاغتصاب مرة في حياتها على الأقل وهذا يعادل مليون أمريكية مغتصبة فأوضاع أمريكا في ظل السلام والحرية كأوضاع البوسنة والهرسك في ظل الحرب الإجرامية الصربية.
ـ النساء عام (2000) عنوان مؤتمر وطني في باريس 70% من الشابات الفرنسيات يعشن وحيدات ونقصت أعداد المتزوجات زواجا شرعيا بمقدار (68000) ألف امرأة 20% من الولادة عن طريق الزنا.
ـ في أمريكا وحدها يقتل مليون ونصف المليون جنين سنويا بسبب عملية الإجهاض (أين حقوق الإنسان؟!) يقول اندروشاييرو عن أكثر من عشرة آلاف فتاة أمريكية تضع مولودا غير شرعي سنويا وهي لم تبلغ بعد الرابعة عشرة من عمرها.
هذا مع وجود وسائل منع الحمل...!!
ما رأيكم يا دعاة التحرير والتطور والتدهور هل تريدون المجتمع بهذه الحالة؟!
http://www.alislam4all.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/400)
خداع البنات سهل وإليكم الطريقة ؟!
أختي في الله. نعم أستطيع أن أخدعك وأكلمًك كلام شبهة. ثم ترقيم.. ثم رسائل جوال. ثم.. ثم.. ثم خيانة للعرض. حمانا الله وإياك. والطريقة بسيطة.!!!
نعم. للفتاة صفات يحبها من في قلبه مرض. والتي نستطيع نحن الرجال الذين في قلبنا مرض الشهوة أن نخدعها عن طريقها. فانتبهي. :
1. أن تكون علاقتها بالله ضعيفة. أما من كانت قوية بربها فلا نستطيع أن نخرق حجابها ولو أن الله يبتليها بنا ولكنها لا تتزعزع..
2. أن تكون طائشة ومغامرة فتكلّمنا بالتلفون والجوال وتجرؤ على إرسال الرسائل بالجوال أو الإيميلات، أو نبني معها علاقات طويلة عن طريق الدردشة،لأنها طائشة وتريد أن تضيّع وقت. وأن تكون ممن تقول أنا أقضي وقت، وأعلم أن من يكلّمني ذئب يريد إفتراسي، ولكنه لن يصل إليّ. ولكن أقول هذه مسكينة فالقرب منها سهل للغاية. ووقوعها بأيدينا سهل أيضا. فإن كانت قويّة بشخصيّتها فنحن نعرف من أين تؤكل الكتف.!.!.!.!
3. أن تكون بعيدة عن الجليسات الصالحات، لأننا ننفرد بها عن طريق صديقاتنا اللاتي يدلّوننا عليها وعلى رقمها. ونحن أيضاً نضع مزاداً علنياً بين أصدقائنا بأرقامكن وأرقام جوالاتكن.
4. أن تكون الرقابة عليها من أهلها ضعيفة فهي تدخل في النت دون رقيب أو حسيب ولديها (جوال) دون مراقبة، وتدخل متى شاءت وتخرج متى شاءت ولا يُعلم أين ذهبت إلا بكلامها " ولو كان كذباً "........ وكل هذا لا تملكه البنت ولكن عندما تضعف مراقبتها لربها فلا نستغرب أن تكون هي التي تطاردنا نحن الشباب.
5. أن تكون فارغة. والفراغ يجر لأهله الحتوف والأمور العسيرة. فعندما تكون فارغة فستخرج أو تتكلّم أو. ثم تقع بأيدينا. إلا من ملأت وقتها بما ينفعها فنحن نعجز عن إخراجها.
6. أن تكون مغفّلة:فهي تجازف بأخذ الأرقام منا في الأماكن العامة. وغير مهتمّة بحجابها، بل تريده على هواها،وتتبع فيه الموديلات ولو كانت محرّمة، وأن ترضى أن تخادع أهلها وخاصة في الأسواق لأخذ الأرقام، أو الكلام أو الـ..
7. أن تكون غافلة عن الغاية التي خلقها الله من أجله وهي عبادته. فتراها تنظر إلى يومها فقط ولا تبني مستقبلها بيدها بل بأمانيها. فكم من فتاة تحرّك الجنين في أحشائها. وكانت تحسب الحياة أن تتلذذ بيومها وفقط.
8. أن تكون جاهزة لكي تعيش الأحاسيس الوردية والمشاعر الفيّاضة والأماني الكاذبة. وكل هذا تحت تأثير الكلمات المعسولة، والنغمات الرقراقة. والوعود بالزواج.. فعلاً غبية ولو كان يريدها للزواج لطرق باب أهلها.!!!؟؟
9. أن تصدّق بالهجران وأن تكون تحت تأثير الأنين من الفراق، وأن ترضى السير في طريق المهالك ولو تراجعت لقطعنا عنها العلاقة وأذقناها مرارة الحرمان.. والله إنها لمجنونة إن صدّقت.
10. أن تكون غبية بالشكل الغريب حتى إذا كلّمناها بالتلفون وسجلنا مكالماتها ثم هددناها باللقاء. فإن وافقت وصلنا وبسرعة لما نريد. وإن رفضت هددناها بنشر المكالمات. وقد نست أن نشر المكالمة أهون من اللقاء. والله إنها غبية للغاية.
11. أن تكون ناسية أو متناسية أنه لا يوجد شيء اسمه (الحب) عندنا، وإنما نحن نريدها للشهوة ثم تهديد بالصور ثم تكون مصدر للمال لنا ثم..
12. أن تكون هذه الفتاة (الغافلة)غافلة عن أمر كبير وهو أننا نقضي الشهوة وفقط وإذا انتهينا منها بحثنا عن غيرها (لأننا نحب التجديد) وهي التي تحمل العار وإلى الأبد.!!!!!! وقد نسيت أن جنينها ما هو إلا نتيجة للعب والضحك والمغازل والترقيم واللقاءات و..
فاحذري أختي من هذه النكبات التي يرسمها لك من أراد لك الشر وأضمر لك المكر. أسأل الله أن يحفظنا ويحفظ نساء العالمين.
http://www. lahaa. net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/401)
مَنْ.. للحطَّابة ؟
ور الهدى سعد
«كوني كزوجة الحطَّاب».. عنوان رائع.. كم قرأنا تحته سطورًا أروع حول الزوجة العاشقة التي كانت تنتظر زوجها الحطَّاب على باب بيتهما البسيط بشراب بارد أو دافئ حسب ظروف المناخ، فإذا ما عاد من عمله.. وشرب.. وجف عرقه أو تدفقت دماء الدفء في عروقه.. تهيأت له كعروس ليقضى وطره منها وينسى شقاء الاحتطاب ويستعد ليوم عمل جديد.. ويوم سعادة جديد أيضًا.
أحببنا هذه السيدة عن بُعد.. ونحن لا نعرف حتى اسمها.. وحلمنا بأن تكون بيوتنا مثل بيت الحطَّاب.. وعاهدنا أنفسنا على أن نكون مثل زوجه، أغمضنا عيوننا على الحلم الجميل وعن سؤال لم يخطر لنا على بال: بم استحق هذا الرجل معاملة امرأته الرائعة؟ ما رصيده لديها؟ وما المعين الذي استمدت منه قدرتها على أن تحبه كل هذا الحب؟
وحين صارت لنا بيوت.. عرفنا الإجابة فمات الحلم ودُفِن بين الجفون!
لقد حمى الحطَّاب الفقير شريكته من شقاء الاحتطاب.. وأظَّلها من هجير الخروج معه أو مثله أو بعده لتعمل هي أيضًا.. وكفاها همَّ التفكير في الرزق.. وتحمل عنها مسئوليات بيته.. فتفرغت هي للتفنن في إسعاده، ووجدت من سعة الوقت.. وصفاء الذهن.. وراحة الجسد.. ورحابة الروح.. وفراغ القلب من الهموم ما سمح لها بأن تفعل ما فعلته فتصير نموذجًا لامرأة دُعينا كثيرًا لأن نكون مثلها.. ولم يَدع أحد الرجال؛ لأن يكونوا مثل زوجها الذي حمل عنها عبئًا ثقيلاً تحمله زوجات اليوم راضيات أو مجبرات «فيحتطبن» هنَّ أيضًا بطريقتهن.. ويشاركن أزواجهنَّ عبء العمل والإنفاق ويدخلن بيوتهنَّ وقد سبقتهن إليها مهام ومسئوليات يهرولن لإنجازها على خلفية شخير الزوج الذي تناول طعامه ونام.
أو جلسته المسترخية.. وهى تعدو أمامه منهكة دون أن يتحرك فيه ساكن أو تُبعث فيه روح المشاركة الميتة!
خرجت نساؤنا للاحتطاب مع أزواجهن وتحملت ذات الأعباء.. وحُرِمن من تعاون هؤلاء الأزواج، فضلاً عن تقديرهن لمعاناتهن، فصار التطوع فريضة.. والتنازل الاختياري عن حق الإنفاق والمشاركة سيفًا مسلطًا على رقابهن، فإذا تجرأن وطالبن بالحقوق المنسية.. قطع السيف رقابهن! وانهالت على رؤوسهن اتهامات لا ينال الزوج أيٌ منها رغم تخليه عن واجب الدعم المعنوي لشريكته واستمرائه لمعاناتها.. وسعادته بقوامة زائفة يتشبث بها ويفرط في الوقت نفسه في مقتضياتها من حماية.. ومساندة.. للشريكة الضعيفة.
هل امرأة كهذه يمكن أن تكون كزوجة الحطَّاب؟ هل من العدل أن نطاردها ليل نهار بهذا النموذج.. فتشعر بالذنب والتقصير إن لم تكنه ولا تستطيع في الوقت نفسه أن تكونه؟
سؤال أوجهه إلى دعاتنا.. ومفكرينا المهتمين بشؤون الأسرة، والذين يدعو بعضهم لفقه جديد في قضايا المرأة يستنبط الواقع ويتسم بالمرونة دون اعتداء على ثوابت العقيدة، بينما ما زالوا يستخدمون خطابًا قديمًا يستدعى الأمس ويجمد عنده ولا تتغير مفرداته وقضاياه مع تغير حال بيوت اليوم.. ورجالها!
لقد كانت بعض نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- يعملن.. ولكن في كنف من؟
في كنف من كان في مهنتهن.. من كان يخصف نعله ويخيط ثوبه، وعائشة - رضي الله عنها - تغزل.. في كنف الشريك.. المحب.. الحنون.. المنصت، الذي يُقدِّر الجهد ولا يستخف بأقل عطاء..
فهل خرجت نساؤنا للعمل في ظل المناخ الرباني الرائع لبيت النبوة؟
أترك الإجابة لكم.. ولكنَّ الإجابة التي ستحدد شكل ومضمون الخطاب الموجه للمرأة والرجل معًا.. وما إذا كنا سنظل ندعو نساءنا؛ لأن يكنَّ كزوجة الحطَّاب. ويجلد ظهورهن المكدودة سوط الإحساس بالذنب إن لم يفعلن؟ أم سنقول للرجل: امرأتك أيضًا «حطَّابة» فكن لها زوجًا.. بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان وظلال ودلالات رائعة افتقر إليها كثير من بيوتنا.. وحرمت منها نساءٌ مستضعفات لعل شمس الإنصاف تشرق في سماء حياتهن ولعلهن يجدن من ينوب عنهن في إثارة سؤال يصحح الخلل ويحرك الراكد ويعدل الميزان: مَنْ - أيضًا - للحطَّابة؟
http://alresalah.masrawy.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/402)
العباءة .. أين المقر ؟؟
عبد الملك بن محمد القاسم
اللباس من شعارات الأمم، ولذا تفتخر الأمم بلباسها وزيها الذي يميزيها عن الأمم الأخرى، وعندما جاء الإسلام بتعاليمه السمحة لم يقيد بلباس معين أو شكل معين، بل جاء بأكمل ضوابط للباس الشرعي للرجال والنساء ووضع الأسس الشرعية لذلك.
ومع كثرة النماذج النسائية المشرقة في جبين الأمة قديماً وحديثاً التي تلتزم بحدود الله في مظهر اللباس وغيره، إلا أنه عصف بالكثيرات وهن الدين وضعف العلم الشرعي.. فها هي العباءة التي جاءت ستراً وحجاباً وشعاراً للمسلمة منذ أقدم العصور إلى اليوم نالها بعض التغيير وعصي أمر الله ورسوله في ذلك.
ولا شك أن العباءة من أوضح مظاهر الطاعة والتسليم لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فمن لبست العباءة ((الشرعية)) فقد أحسنت الالتزام وامتثلت الأمر بوجوب الحشمة والستر. ولكن كيف حال الكثيرات اليوم من هذا الأمر وهذا التشريع؟!
إنه سؤال لا يحتاج إلى عمق بحث واستقصاء وطول تفكير، فإن واقع اليوم لسان حاله يقول غير ذلك.. إنه يصرخ.. أصبحت العباءة رمزاً لإبداء الزينة وإظهار الفتنة وإبراز المفاتن والمحاسن.
فهناك تفنن في إدخال بعض النقوش والزخارف والتطريزات.. بل وكتابة الاسم.. وهناك شفافية في نوع القماش وملمسه وظهور ألوان متعددة على جوانبه وأطرافه.. وهكذا أصبحت العباءة رمزاً للموضة والفتنة.
أما طريقة لبس تلك الموضة الجديدة فقد مر ويمر بأطوار متعددة فقد رفعت إلى ما يقارب نصف جسم المرأة ثم عادت وسقطت من الرأس لتستقر على الكتفين ولا يعلم إلا الله أين تستقر مع عواصف التبدية ومتابعة الموضة.
إن العباءة مظهر خارجي لها نصيب من قول الشاعر:
لا تسل المرء عن خلائقه في وجهه شاهد من الخبر
وقفة:
ذهبت أم كلثوم بنت جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنهما - وهي ابنة خمس سنين - في حاجة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكان ثوبها يجر وراءها شبراً أو يزيد، فأراد عمر أن يمازحها فرفع ثوبها حتى بدت قدماها، فقالت: مه، أما إنك لو لم تكن أمير المؤمنين لضربت وجهك.. - رحمك الله - يا أم كلثوم أين أنت لتري أين ذهب ذلك الشبر هل هو لأعلى أم لأسفل. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) فقالت أم سلمة، فكيف تصنع النساء بذيولهن، قال: ((يرخين شبراً)) قالت: إذن تنكشف أقدامهن. قال: ((فيرخينه ذراعاً لا يزدن)) رواه أبو داود والترمذي.
http://mknon.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/403)
رسالة.....إلى ذات النقاب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله... و بعد:
• فإنني أتألم كثيرا كلما شاهدت فتاة تحمل في قلبها الخير، وتسعى لما فيه عز أمتها وصلاح أخواتها. أتألم كلما رأيتها وقد انساقت وراء موضة النقاب، فأصبحت ترتديه كغيرها دون أدنى تفكير منها بعواقبه أو محاذيره المستقبلية.
• قد تقولين: إنني ما ارتديت النقاب إلا لغرض بريء، ويعلم الله أنني لم أسرف ولم أتجاوز. وقد ترتاحين أنت فعلا مع النقاب فترين الطريق وتبصرين البضاعة، لكن ماذا لو تحول لبس النقاب بصوره المختلفة إلى ظاهرة؟
أتستطيعين بعدها. إيقاف موج فتنته الهادر؟!
ألم تستمعي- وأنت الملتزمة- إلى القاعدة الفقهية التي تنص على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؟
• ربما ترددت زميلتك في لبس النقاب، وحينما رأتك تلبسينه هان عليها أمره، بل ربما قلدتك جارتك ولم تكن نيتها حسنة كنواياك... ألا تتحملين ذنبها؟! ألا تعلمين أن من سن سنة سيئة في الناس فعليه وزرها؟! أيرضيك أن تكوني ممن سن سنة لبس النقاب في مجتمعنا الذي التزمت نساؤه تغطية وجوههن كاملة؟!
• سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: بعض!الفتيات تشجع وتحرض قريباتها وزميلاتها على لبس النقاب العصري الذي هو أقرب إلى النافذة الصغيرة منه إلى النقاب الذي كان معروفا؟ فهل تعتبر هذه ممن يسن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة؟
• فأجاب فضيلته: "نعم، إذا كانت تدعو إلى نقاب تكون به الفتنة فإنها تكون ممن سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
• فأقول: يا معشر المنتقبات والمبرقعات، اتقين الله في الرجال، فكم من فتاة منتقبة أفسدت على بعض الأزواج زوجاتهم!! وكم من فتاة مبرقعة أفسدت على بعض الشباب حياتهم!! وكم من فتاة منتقبة أو مبرقعة أفسدت على بعض الرجال دينهم!!
فاحذري يا أختي المنتقبة أن يفسد الله عليك زوجك، أو يفسد عليك حياتك، أو يفسد عليك دينك.
وفي هذه الرسالة المتواضعة أحببت إلقاء الضوء على النقاب الذي انتشر بكثرة، وإليك فتاوى علمائنا، وكذلك توجيهات لأولياء أمور المنتقبات والمبرقعات.
لم لا يغض الرجال أبصارهم؟
• من أعجب ما سمعت عن لابسات النقاب عندما نصحت إحداهن في السوق وقد أخرجت نصف وجهها من خلال فتحة تسميها نقابا، فنصحت بلبس الخمار الذي يغطي وجهها وترك ما تسميه نقابا؟ قالت:! لا يغض الرجال أبصارهم؟ وهذا من الحق الذي أريد به باطل، فالواجب على الرجال غض أبصارهم في كل حال، ويجب على المرأة أن تعينهم على ذلك بإخفاء محاسنها عنهم وعدم إبداء شيء من زينتها ومفاتنها، أما أن تتعمد إظهار ذلك بلبس النقاب أو البرقع فهذا مما لا يجوز، كما أن فيه تعاونا على الإثم والعدوان.
• وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما نصيحتك لمن إذا نصحت بترك لبس النقاب لأن عيني المرأة فتنة للرجال قالت: لم لا تغضون أبصاركم عنا؟
• فأجاب فضيلته: "الجواب أن يقال: إن الله – تعالى- قال في كتابه العزيز: ((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير)) الأحزاب: 33، ومن المعلوم أن المرأة محط أنظار الرجال، فإذا خرجت إلى الرجال في حال تؤدي إلى الفتنة فإن الناس سوف ينظرون إليها، وتكون قد عرضت هؤلاء الرجال للفتنة.
• لذا قال الله – تعالى-: ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)) الأحزاب: 53، فاحتجاب المرأة عن الرجال طهارة لقلبها ولقلوبهم. وإظهارها لمفاتنها- لا سيما محاسن وجهها- سبب لمرض قلوب الرجال وافتتانهم بها.
حكم لبس النقاب وبيعه:
• لقد تفننت بعض النساء- هداهن الله- بلبس أشكال من النقاب والبرقع لا يشك مسلم فضلا عن عالم بأنها فتنة، وحيث إن هناك من اتخذ بيعها تجارة ومهنة له خاصة النساء؟
فقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
• فأجاب فضيلته: "هذه لا تجوز، لأنه قد ظهر الحاجب من فوق العين وجزء من الجبهة أيضا، وهذا لا يجوز؟ لأن النقاب إنما هو بقدر ما ترى المرأة ما وراء الستار، ونصيحتنا لمن يتاجر بها ألا يتاجر بها لأنه حرام ".
النقاب العصري مبدأ فتنة:
• سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ما نصيحتكم للفتيات اللاتي تركن غطاء الوجه الكامل- الذي عرفت وتميزت به نساء هذه البلاد- ولبسن النقاب العصري؟
• فأجاب فضيلته: "نصيحتي لنساء المسلمين عموما ونساء هذا البلد خصوصا: أن يتقين الله، ويحافظن على الحجاب الساتر للوجه وسائر الجسم؟ عملا بقوله – تعالى-: ((ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)) [الأحزاب: 33] وألا يتحولن من الحجاب الكامل إلى الحجاب الناقص أو ما يسمى بالحجاب الخادع، ولا يكن من الكاسيات العاريات المائلات المميلات، اللاتي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أنهن من أهل النار، وأنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها. وما يسمى بالنقاب العصري لا شك أنه مبدأ فتنة وشر وتحول مخيف".
نقاب اليوم نوع من السفور:
• سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: كثر الحديث حول النقاب ومدى حله أو حرمته، بماذا تنصحني فضيلة الشيخ حول هذا الموضوع؟
• فأجاب فضيلته: "الواجب على المرأة المسلمة التزام الحجاب الساتر لوجهها وسائر بدنها، درءا للفتنة عنها وعن غيرها.
والنقاب الذي تعمله كثير من النساء اليوم نوع من السفور، بل هو تدرج إلى ترك الحجاب. فالواجب على المرأة المسلمة أن تبقي على حجابها الشرعي الساتر، وتترك هذا العبث الذي تفعله بعض السفيهات من النساء اللاتي تضايقن من الحجاب الشرعي، فأخذن يتحايلن على التخلص منه".
• أما فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - فبعد أن بين الأصل في النقاب قال: "في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه، بل نرى منعه، وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز... " إلى أن قال: "ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب أو البرقع في أوقاتنا هذه، بل نرى أنه يمنع منعا باتا، وأن على المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر، وألا تنتقب؟ لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد".
لماذا يمنع النقاب ويفتى بعدم جوازه؟
• سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما دام الأصل في النقاب الإباحة؟ فلماذا يمنع ويفتى بعدم جوازه؟
• فقال فضيلته في إجابة مفصلة نقتطف منها قوله: "... الشيء إذا كان مباحا ويوصل إلى محذور شرعي فإن الحكمة تقتضي منعه، وهذه قاعدة معروفة عند أهل العلم؟ فالشيء المباح: إذا كان وسيلة أو ذريعة إلى شيء محرم صار ممنوعا".
أيتها المبرقعة! ضعي فوق البرقع غطاء:
• سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما حكم البرقع إذا لم يتخذ للزينة وإنما للستر، ومع ذلك يوضع غطاء عليه؟
• فأجاب فضيلته: "البرقع الذي للزينة ولكن تغطي المرأة وجهها لا بأس به؟ لأنه لا يشاهد، فستغطيه غطوة فوقه، لكن البرقع الذي يظهر ولا يغطى لا نفتي بجوازه؟ لأنه فتنة، ولأن النساء لا يقتصرن على هذا... ".
• وعلى هذا فيجب منع تلك البراقع التي تتخذ للفتنة باتساعها وأشكالها، ويجب على من اعتدن لبس البرقع من نساء البادية أن يضعن فوقه خمارا يستر أعينهن، كما لا يجوز لهن لبس البراقع الواسعة ولو غطي بخمار شفاف؟ فهو أقرب للحجاب الكاذب منه للخمار الساتر، ويجب على أولياء أمور المبرقعات منعهن منه؟ غيرة عليهن، ومنعا لفتنتهن للرجال.
قصص في الغيرة لأولياء المبرقعات والمنتقبات:
• قال سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتعجبون من غيرة سعد؟ والذي نفسي بيده، لأنا أغير منه، والله أغير مني ".
• فما الذي دهى بعض المسلمين؟! يسمحون لنسائهم بكشف وجوههن أو ترقيق الخمار لأسباب تافهة وبحجج واهية؟! وماذا دهى بعض شبابنا؟ حيث يرضون لنسائهم بلبس البرقع الذي يجمل المرأة ويظهر زينتها، أو النقاب الذي يظهر جمال عينيها، وقد لا يرضى ولكنه لا يمنعها من ذلك؟ فهل زالت الغيرة من قلوبهم على أعراضهم؟!
• سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: بعض الرجال يسمح لزوجته أو أخته بلبس النقاب، وينكر على من ينصحها بتغطية وجهها كاملا؟ فهل يأثم بذلك؟ وبماذا تنصحونه؟
• فأجاب فضيلته: "نظرا لما اعتاد النساء عندنا من تغطية الوجه كاملا وترك النقاب، ونظرا لما حدث من السماح لهن بالنقاب من التوسع فيه حتى صرن يخرجن الحاجب والوجنة، ويحصل بذلك شر وبلاء، فإننا نرى أن ينظر الإنسان إلى المصالح والمفاسد، ويتجنب ما فيه المفسدة".
• الغيرة الغيرة يا معشر الأزواج:
• فأرونا معاشر الأزواج الغيرة على نسائكم، وامنعوهن من لبس ما فيه فتنة؟ فأنتم مسئولون عنهن أمام ربكم يوم القيامة، يوم تسألون عن الأمانات هل حفظتموها؟ وعن الرعية هل رعيتموها؟ فماذا أعددتم للسؤال؟
هل يجب على ولي المرأة منعها من لبس النقاب؟
• سئل فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين: ما نصيحتكم للرجال الذين يسمحون أو يأمرون نساءهم بلبس النقاب الذي أصبح موضة تتجمل به بعض النساء، وترك غطاء الوجه الكامل؟
• فأجاب فضيلته: "نصيحتنا للذين سمحوا لنسائهم بلبس هذا النقاب أو أمروهن بلبسه أن يتفكروا في أثره عليهن، فإنه مجلبة للشر، وجاذب لهن إلى المعاكسة، وسبب في ميل الرجال إليهن،فعاقبته سيئة، والرجل الغيور لا يرضى لنسائه بكونهن محل ميل الرجال الأجانب (غير المحارم). ومتى رأى أو علم من امرأته المعاكسة أو مخاطبة الرجال اشمأز ونفر من ذلك؟ فكيف يقر أسبابه مثل هذا اللباس الذي هو أقوى سبب لهذه الفتنة؟! ".
• وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: هل يجب على ولي أمر المرأة أن يمنعها من لبس النقاب، لا سيما وهو يراها مجملة لعينيها وما حولهما، لافتة للأنظار في السيارة وعند الإشارات وفي الأسواق؟
• فأجاب فضيلته: "نعم، يجب على ولي أمر المرأة إذا اتخذت نقابا يلفت النظر أن يمنعها من ذلك؟ لأن الله – تعالى- يقول: ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) التحريم: 6 ".
عليكم بالنصيحة!
• إن المسلم! ليعجب من بعض الرجال الذين تلبس نساؤهم نقابا يظهر نصف وجهها أو ربعه، فإذا نصحه ناصح بأن يأمر زوجته بلبس الخمار الذي يغطي وجهها كاملا أحمر وجهه، وانتفخت أوداجه، وقال: ما دمت معها فلن يضرها ذلك، ولا علاقة لأحد بزوجتي!!
• وقد سئل فضيلة الشيخ! صالح بن فوزان الفوزان: بم توجهون الدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الذين يواجهون:أعددا كبيرة من المنتقبات في الأسواق والشوارع والحدائق ونحوها؟
• فأجاب فضيلته: "ننصح للمسلمين عموما وللقائمين على أمور الحسبة خصوصا، أن يحذروا النساء من التساهل بالحجاب وما يجر إلى السفور، لما في ذلك من الفتنة والشرور العظيمة على المجتمع، وألا يتبعوا خطوات الشيطان الذي يتدرج بهم إلى الباطل؟ فأولا يأمر بلبس النقاب، ثم يأمر بكشف الوجه كله، ثم لسفور والعري كما فعل بالمجتمعات الأخرى، والله أعلم ".
دمعة غدير:
• كم بكيت لأن فستاني لا يعجب الحاضرات! كم بكيت لأن فريقي المفضل خسر المباراة! كم بكيت لضياع النسخ الأصلية لأشرطة غناء فناني المفضل! كم بكيت لأن تجعيد شعري لم يعجب الحاضرات، كم بكيت وبكيت.. كدت أنتهي وبكائي لا ينتهي، كنت أبكي بحثا عن السعادة، وبينما أنا في دياجير الظلام وصحاري التيه هداني ربي إلى بصيص من النور ساقه إلي عبر شريط إسلامي كان بالنسبة لي نقطة تحول وعلامة بارزة، أسأل الله أن يحرم اليد التي قدمته لي على النار.
• بفضل الله عدت وما أجملها من عودة! وبفضله حييت وما أجملها من حياة! وبفضله بكيت وما أجمله من بكاء! بكيت حسرة وندما على الماضي أيام الغفلة والضياع.
• دمعه الماضي دمعة، ودمعة الحاضر دمعة، لكن شتان بينهما، دمعة الماضي عذاب وإحباط وحسرة أخشى أن تكون حجة علي في الآخرة، ودمعة الحاضر خشية وسعادة وسمو وأنس أرجو أن تكون سببا في أن يظلني الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ويا أسفاه!!!
• ويا أسفاه على من عرضن مفاتنهن للرجال في الأسواق وغيرها بحجة الحرية! ووضعن العباءة على الكتف بحجة الأناقة! ولبسن البنطال والثياب المفضحة مسايرة للموضة! ولبسن النقاب الفاتن بحجة ضعف النظر! ولبسن المطرز والمزركش من العباءات والخمر الشفافة بحجة وجودها في الأسواق! واستحسن القيطان في أكمام العباءة بحجة أنه أسود... فإلى الله المشتكى.
• حفظ الله نساءنا بحفظه،وأحاطهن برعايته، وسترهن في الدنيا والآخرة، وهداهن للتمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ففيهما الحفظ والعفاف في الدنيا، والسعادة والفوز في الآخرة.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إعداد القسم العلمي بدار الوطن
http://www.islamic-oyster.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/404)
تحدي بين امرأتين ( من تفوز يا ترى )
أخواتي لنحكم بين هاتين المرأتين..
لقد استمر هذا التحدي لست جولات مليئة بالإثارة كل امرأة من المرأتين لها بيت مستقل وزوج مستقل
----
الأولى
صلت الفجر وجلست تعد القهوة لزوجها ووجبة الإفطار لأولادها بانتظام ودقة.
الثانية
صلت الفجر قبل أن يخرج وقتها بقليل ثم إلى غرفة النوم ورمت نفسها على السرير لتكملة النوم.
----
الأولى
نظمت أولادها ثم أفطروا جميعاً فذهب الأولاد إلى المدرسة بنفسية مرتاحة والزوج ذهب إلى العمل قريراً مبتسماً ممتلئاً قوة ونشاطاً.
الثانية
قامت متأخرة فضربت البنت لأنها لم تسرح شعرها ورفعت الصوت على الولد لأنه لم يقم من النوم فقلبت البيت إلى صراخ وزعيق، ثم استيقظ زوجها وذهب إلى عمله ممتلئاً هماً وغماً ثم توجه إلى أقرب بوفية من العمل وتأخر عن عمله وأخر أعمال المسلمين.
----
الأولى
عندما ذهب أولادها إلى المدرسة وزوجها إلى العمل أخذت لها قسطاً من الراحة لمدة ساعة تقريباً ثم قامت وأخذت المصحف فقرأت حزبها اليومي ثم سمعت ما يفيد من إذاعة القرآن الكريم ثم سمعت شريطاً إسلامياً مفيداً ثم أخذت بترتيب مملكتها الخاصة - بيتها - وجعلته نظيفاً مرتباً، ثم بدأت في الإعداد لاستقبال أولادها عائدين من المدرسة ببعض الأكلات الخفيفة، ثم بدأت بتجهيز وجبة الغذاء باهتمام وترتيب.
الثانية
عندما ذهب أولادها إلى المدرسة وزوجها إلى العمل - بعد معركة الصراخ - اتجهت إلى غرفة النوم واستغرقت في النوم إلى قبيل الظهر وبعد الاستيقاظ ذهبت إلى الجيران، وبعد خروج أولادها من المدرسة لم يجدوها في البيت فسألوا عنها فإذا هي عند الجيران، فلما رجعت إلى بيتها بدأت معركة الصراخ في البيت، ثم بدأت في إعداد وجبة الغداء بسرعة وبدون اهتمام.
----
الأولى
وصل زوجها إلى البيت فإذا هي عند الباب تستقبله بابتسامة صادقة وملابس جميلة ورائحة طيبة، ثم أعدت له وجبة الغداء بطريقة ترغبه في الأكل، ثم أعدت له فراشاً ليأخذ قسطاً من الراحة وأخذت الأولاد إلى مكتبتهم لمتابعة واجباتهم ومراجعة ما درسوه في المدرسة
الثانية
دخل الزوج البيت عائداً من العمل يريد السكن النفسي فوجد البيت وكأنه (زريبة)!. الأحذية في كل مكان، ملابس الأطفال في مدخل البيت، ألعاب البنات مبعثرة في غرفة النوم، قابلته المرأة بملابس الطبخ ورائحة البصل تعج منها، مكشرة الأنياب، عابسة الوجه، أعدت الأكل بعد انتظار طويل، أراد أن يأخذ قسطاً من الراحة فلم يجد مكاناً أعد لذلك
----
الأولى
بعد صلاة العصر أعدت أولادها بملابس مرتبة ورتبت بيتها فاستعدت إذا كان زوجها سيذهب بهم إلى زيارة الأقارب أو غيره، أولاده يمازحون أباهم، سعداء معه وهو سعيد لما يرى من أناقتهم ونظافتهم.
الثانية
بعد الانتهاء من وجبة الغداء نوم إلى منتصف العصر، أيقضها الجيران للاجتماع معهم، وزريبتها - بيتها- متسخ غير منتظم، وأولادها قذرة ملابسهم، متسخة أبدانهم.
----
الأولى
بعد المغرب إلى بعد العشاء محاولة لتوجيه أولادها بحفظ سور من القرآن وبعض من أذكار النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أمرتهم بتنظيم وتجهيز دروس الغد وقامت هي بتجهيز وجبة العشاء وبعد ذلك هيأت لهم اللعب إلى الساعة العاشرة ثم ألبستهم ملابس النوم فناموا، وهذا كله بعد توجيه الأولاد بالقيام بواجباتهم الدينية، ثم اتجهت إلى زوجها وتهيأت له وتزينت له وتداعبت معه وناما بأنس وسعادة وتفاهم
الثانية
بعد المغرب والعشاء صولات وجولات إلى السوق والملاهي بلا ضابط، أراد زوجها أن ينام فلم يستطع، الأولاد لم يناموا!! إزعاج وأصوات وفوضى إلى الساعة الواحدة ثم ينام الأولاد ثم تأتي الزوجة وترمي نفسها على السرير وتهمل الزوج ولا تهتم به ولا تتهيأ له.
----
اترك لكِ الخيار أختي لتعرفينا من الفائزة
http://www.twbh.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/405)
كراهية المرأة زوجها داء دواؤه في الإسلام
أ• د• مصطفى محمد عرجاوي
لكل داء دواء، ولكل مشكلة حل، ولكل قضية حكم، ولكل متاعب ومعاناة للمرأة وأدٍ للراحة في الإسلام، بتشريعاته وأحكامه التي لم تغادر صغيرة ولا كبيرة في الحياة إلا وضعت لها ما يناسبها من حلول بدقة متناهية، تستعصي على كبار المتخصصين في شتى العلوم الإنسانية، فلا يمكنهم فهم كنهها، أو حتى مجرد الاقتراب من حماها، أو الوقوف على معلم جوهري من معالمها، وبخاصة ما يتصل بالمرأة عندما تنتابها مشاعر الضيق والنفور والكراهية تجاه زوجها، من غير سبب أو بسبب ظاهر، لأن النفس البشرية بئر عميقة لا يقف على ظاهرها وباطنها سوى خالقها - جل في علاه - ولا يضع الحلول السوية والحاسمة والمريحة لهذه النفس سوى الله - تعالى -•
لذا جاء الإسلام بالحلول المناسبة لكراهية المرأة زوجها سواء أكانت هذه الكراهية من غير سبب ظاهر أم بسبب، وذلك لحماية أفراد المجتمع من الآثار المدمرة لهذه الكراهية وتداعياتها، إذا لم يتم تداركها بالعلاج الإسلامي الناجع، للقضاء على أساس الداء قبل استفحاله، في الوقت المناسب، وبمنتهى الحكمة والواقعية والإنصاف•
ماهية الكراهية:
إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وحقيقة الكراهية وجوهرها يتمثل في أمور معينة، قد تصعب الإحاطة بها، ولذلك يقتضي الأمر ضررة التعرف إلى معنى الكراهية لغة واصطلاحا، لأن اللغة هي أوعية للمعاني، فهي تحمل بين طياتها ما يدور في خلد الإنسان، وتعبر عنه كما قال الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جُعِلَ اللسان عن الفؤاد دليلاً
وعلى ذلك فإن الكراهية في اللغة: هي مصدر كره، فيقال كره كراهية، والكره ـ بالضم والفتح ـ لغتان، وهو يعني البغض، فكَّره إليه الأمر، يعني بغضه فيه•
ويمكن تعريف الكراهية اصطلاحاً: بأنها البغض القلبي، والنفور الذاتي، والرفض النفساني، المتمثل في طغيان مشاعر الصدور والبعد عن شخص معين، بسبب ظاهر أو خفي•
ولا غرابة في هذا، لأن من أحب لسبب فإنه بالضرورة يبغض لضده، لأن الحب والكراهية وجهان لعملة واحدة، ومن ثمَّ يقول الغزالي: <كل واحد من الحب والبغض داء دفين في القلب، إنما يترشح عند الغلبة، ويترشح بظهور أفعال المحبين والمبغضين في المقاربة والمباعدة، وفي المخالفة والموافقة>•
يؤكد هذا المعنى قول ابن القيم: يجتمع في القلب بغض أذى الحبيب وكراهته من وجه، ومحبته من وجه آخر، فيحبه ويبغض أذاه، وهذا هو الواقع، والغالب منهما يوارى المغلوب، ويبقى الحكم له • وبذا يتضح معنى الكراهية باعتبارها ضد الحب، <وبضدها تتميز الأشياء>•
لب المشكلة:
لا شيء يأتي من لا شيء، أي أنه لا كراهية بلا سبب كامن أو ظاهر، لأنها شعور يسري في قلب ونبض الإنسان عموماً، وفي حياة وكيان المرأة على وجه الخصوص، فالمرأة مجموعة من المشاعر والأحاسيس، بل هي رمز الحنان والمحبة والعطاء المتدفق والمتجدد المشمول بالإيثار في أغلب الأحيان، لأنها الأم والأخت والبنت والعمة والخالة•• فهي الرحم لكل أبناء آدم - عليه السلام -، لذلك نجدها تشعر بالظلم والقهر، وتتولد بجنباتها نزعات الكراهية والبغضاء عندما تفتقد العدل، وتحرم من مجرد الإنصاف، فهي لا تريد غالبا سوى السعادة لمن حولها، على أن تشملها أيضاً نسمات الحب الرطبة أو المضمخة بالعبير الفواح بالرخاء والإخلاص، لقاء تعبها وسهرها ومعاناتها من أجل المشاركة الفعالة في تشييد بنيان الأسرة الشامخ، على أسس من المودة والمحبة والعطاء المستمر•
فإذا جحد دورها، وغمط حقها، ولم ينظر إلا لمفاتنها أو لجسدها بعيداً عن مشاعرها وأحاسيسها•• فإنها ستنفر من هذه الحياة، وتقع فريسة في شراك الكراهية، لشعورها بالظلم والقهر والتسلط، والنظرة الدونية ممن حولها، بلا سبب أو منطق مقبول• عندئذ تظهر المشكلة، المبذورة في نفس المرأة منذ مدة ـ سواء طالت أم قصرت - بعد أن تشبعت جذورها وتشعبت وامتدت في نفسها، بسبب من الأسباب الباعثة على الكراهية، سواء ظاهرة أكانت هذه الأسباب أم خفية، لأنها لم تعالج من البداية على النحو المشروع، ولذلك تؤدي إلى تدمير الحياةالزوجية، في وقت (ما)، وربما بلا مقدمات، أو حتى مجرد شكوى أو تضجر، وهذا هو لب المشكلة•
الأسباب الظاهرة للكراهية:
يمكن إجمال الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها في نقاط معينة أهمها ما يلي:
1 - عدم المعاشرة بالمعروف، أي بترك توجيه أي نوع من الأذى إلى الزوجة بالقول أو بالفعل، أو حتى مجرد التهديد بالعقاب أو بالطلاق أو بالتجسس عليها بلا دواعي لذلك•
2 - عدم الإنفاق أو التقصير عليها بصورة ملموسة، تؤدي إلى حرمان الزوجة ربما من الضرورات، بسبب بخل الزوج عليها أو على أبنائه، بالرغم من سعة يده وظهور غناه، وقدرته على الإنفاق المعتدل بلا إفراط أو تفريط، وهذا البخل والتقتير يعتبر من أهم وأبرز الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها•
3 - عدم الاعتدال في الغيرة، لأنها إذا اندلعت شرارتها فقد تحرق البيت، ولكن عندما تمارس باعتدال فإنها تدخل السرور إلى المنزل، لكنها تعني حفظ المرأة وصيانتها، والحرص على كل ما يصون عرضها، تعبيراً عن الحب الصادق، والغيرة المحمودة•
4 - عدم كتمان الأسرار الزوجية، وبخاصة ما يتم بينهما في علاقتهما الحميمة، وذلك لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: <إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه، ثم ينشر سرها> وقال - صلى الله عليه وسلم - عن هؤلاء الذين يفعلون ذلك ما روته أسماء بنت يزيد عنه - عليه الصلاة والسلام -: <فإنما ذلك مثل شيطان لقى شيطانة في طريق، فغشيها والناس ينظرون>، وكفى بهذا تنفيرا، وأي تنفير!•
5 - وجود العيوب المنفرة، سواء كانت خَلقية أو خُلقية، ومن أهمها عدم الحرص على النظافة أو وجود عيب عضوي ظاهر تتعذر معه مواصلة الحياة الزوجية بما فيها من سكينة واستقرار•
6 - وقوع الخيانة الزوجية، لأنه لا شيء يجرح المرأة، بل يطعنها في مقتل سوى إحساسها بتعلق زوجها بامرأة غيرها ويتسع جرحها، ويشتعل قلبها، وتنسحق مشاعرها إذا تأكدت من خيانة زوجها، وقد تسارع إلى إنهاء علاقة الزوجية فلا يمكنها زوجها من مرادها فتزداد كراهيتها له، وربما بلغت حداً يمكن أن يتصور معه وقوع ما لا تحمد عقباه، بسبب هذا الكراهية المقيتة•
7 - هجر فراش الزوجية بلا سبب مشروع، لأن هجر الزوج لزوجته لا يعنى بالنسبة لها سوى الكراهية المجسدة، والبغض الشديد، وبخاصة عندما يكون بلا حاجة أو ضرورة، ومن غير سبب ظاهر يعود إليها•
تلكم أهم الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها•
الأسباب غير الظاهرة للكراهية:
أهم الأسباب غير الظاهرة لكراهية المرأة زوجها تتمثل فيما يلي:
1 - غياب أو تغييب مشاعر الحب، لأن عدم الشعور بالحب المتبادل بين الزوجين يجعل العلاقة بينهما مجرد مساكنة، أو زواج مصلحة بارد لا حياة فيه ولا دفء•
2 - افتقاد الشعور بالأمن أو الطمأنينة، بسبب توقعها لغدر الزوج بها، كونه يهددها تصريحاً أو تلميحاً بالزواج بأخرى، لمجرد وقوع خلاف بسيط في وجهات النظر•
3 - الامتناع عن إعفاف الزوجة، بسبب الإهمال لها أو العجز عن إشباعها لأمر ظاهر أو خفي، واستحياء الزوجة من الإفصاح عن رغبتها المضطرمة، وشوقها الشديد للمعاشرة، لأنها ترى أن يهملها•
4 ـ انعدام التوافق النفسي، يقول ابن حزم في هذا الشأن: <ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنى ولا لعلة، ويستثقل بعضهما بعضاً بلا سبب>(6)، فالنفور وعدم التوافق النفسي، وانقطاع التواصل الروحاني بين الزوجين، يعتبر من أدق وأخفى الأسباب، ولعل سببه يرجع لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: <الأرواح جنود مجنَّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف>، وهذا لا يعني انتشار التباغض بينهما، فلربما يحب أحدهما الآخر، والأخير يبغضه، وبالعكس، فالحب من طرف واحد أمر واقع ومشاهد ولا ينكره إلا مكابر، وعدم التوافق النفسي هو معول هدم للأسرة، إذا لم يتداركه الحرص من الزوجين على الاستمرار لاعتبارات أخرى•
5 - انعدام المصارحة وتأخر المصالحة عند وقوع الشقاق أو ظهور أسبابه، وذلك قبل أن يستفحل خطره، ويهدد كيان الأسرة فالكتمان للآلام المجهولة المصدر وعدم مسارعة الزوج لاسترضاء زوجته عقب استغضابها مباشرة أو بفترة وجيزة، يغرس في نفسها بذور البغض، ويبعث في قلبها نبضات الكراهية••• لا ستشعارها الإهانة من زوجها، ولتأخره في جبر ما صدعته هذه الإهانة التي قد لا تغتفر إذا تأخرت المصارحة أو تعثرت المصالحة، بسبب التكبر أو العناد أو التقاعس غير المبرر•
ولا يمكننا حصر أسباب الكراهية غير الظاهرة، نظراً لتداخلها وصعوبة وضع معيار موضوعي لها، لأنها تتفاوت زيادة ونقصاناً بحسب ما يكمن في نفسية كل زوجة، لكنها لا تخرج - في الجملة - عن ما ذكرناه، من أسباب كامنة تؤدي غالباً إلى كراهية الزوجة لزوجها، من حيث تدري أو لا تدري، لتراكم أسباب هذه الكراهية في النفس بلا اجتثاث أو تناس أو إسقاط لحساباتها القاسية•
آثار الكراهية على عرين الزوجية والمجتمع:
إذا استشرت روح الكراهية في الأسرة، واندلعت نيرانها الخفية في جنباتها، فإنها ستلحق الضرر بالزوجة ذاتها، فضلا عن الزوج والأبناء، ومن ثم المجتمع، لأن الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، فالكراهية لا يتولد عنها سوى المزيد من النفور، ولذلك يدعونا الإسلام إلى بذل المحبة حتى لمن يعادينا من إخواننا أو أخواتنا في الدين أو الإنسانية قال - تعالى -: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت:34، لأن الآثار المدمرة للكراهية قد تدفع بالزوجة إلى التخلص من زوجها غدراً أو العكس، بل قد تدفع بأحد الزوجين إلى التخلص من ثمار هذه الزوجية، بالقتل أو الاضطهاد لفلذات الأكباد من البنين والبنات، بلا ذنب ارتكبوه، ولكن ربما يحدث هذا بسبب الكراهية المنغرسة في قلب الزوجة لسبب ظاهرة أو خفي، والمجتمع في النهاية هو الذي يتحمل نتائج هذه الكراهية بفقده لبنة من لبناته، وهنا تحدث المعاناة من الاضمحلال والتفكك للروابط الاجتماعية بسبب تداعيات هذه الكراهية، لأن الأم مدرسة من يحسن إعدادها، يحصد أمة طيبة الأعراق، قوية متماسكة، مترابطة متراحمة، وتلكم أخطر الآثار الناجمة عن كراهية المرأة زوجها•
العلاج الإسلامي لكراهية المرأة زوجها:
لا داء بلا دواء، لكن قد يعرفه من يعرفه، وقد يجهله من يجهله، فالبحث عن الدواء لمعالجة الداء، بعد الفحص والتشخيص، أمر لا مناص منه، وداء الأبدان قد يكون من اليسير علاجة، لكن داء النفوس وما ينطمر فيها من كراهية عميقة، أو بغضاء شديدة، قد تعجز عنه أنجع الأدوية وأكثرها فاعلية في ظلال الحياة الطبيعية أو السوية لأن الكراهية سرطان خبيث، و<إيدز> العصر الحديث، الذي قد يقاوم الدواء، ويعمل على استشراء واستفحال البلاء بانتشار الداء في النفس البشرية الضعيفة لتعاني منه ومن ويلاته ربما حتى الممات•
لكن خالق النفس الذي سواها جلَّ في علاه، يعلم ما ينضوي في نفوس مخلوقاته مصداقاً لقوله - سبحانه -: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك:14 بلى يعلم علماً تاماً شاملاً، لذلك شرع الدواء الناجع لتلكم الكراهية التي تهدد كيان الأسرة، وتنال من نفس وبدن الزوجة، بلا ذنب - أحياناً - ولا جريرة، ويتمثل العلاج الإسلامي لداء كراهية المرأة زوجها فيما يلي:
أ - توافر أسباب الوقاية من سرطان الكراهية قبل الزواج:
الكراهية لا تتولد في لحظة واحدة، بل تتولد عندما تتوافر بواعثها أو أسبابها، الظاهرة أو الخفية، والإسلام يحض على مراعاة مشاعر المرأة عند خطبتها، فيدعو إلى الأخذ برأيها والاستجابة لرغبتها المشروعة، ولا أدل على ذلك مما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: <أنه جاءته - صلى الله عليه وسلم - فتاة فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع به خسيسته• قال: فجعل الأمر إليها• فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء> ولابد من مراعاة الكفاءة - في الأصل - يقول الزيلعي: <النكاح يعتد للعمر، ويشتمل على أغراض ومقاصد كالإزدواج، الصحبة، والألفة، وتأسيس القرابات، ولا ينتظم ذلك عادة إلا بين الأكفاء> ومن مزايا الخطبة أنها تمكِّن الخاطب من النظر إلى من يرغب في الارتباط بها، وتمكِّنها هي أيضاً من النظر إليه حتى يطمئن قلبها ويشعر بالألفة والمحبة تجاه من يخطبها بالقدر الذي يشعر به هو أيضاً، فلا يكفي الاعتداد بمشاعر خاطب على حساب مخطوبة، بل يعتد برغبتيهما معاً، فقد ورد عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: <أنظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما> أي يؤلف بين قلوبكما، ويجمع شملكما على المودة والرحمة، والأحاديث كثيرة في هذا الشأن، كلها تدعو إلى النظر إلى كل ما يدعو إلى الارتباط، وإشباع نهم الرغبة بعد الزواج، لأن من أهم أهداف النكاح إعفاف الزوجين، ولا يتحقق ذلك بصورة مثلى - غالباً - إلا عن قناعة وطيب نفس ومحبة أو توافق وقبول من الطرفين، وهذه البداية هي أنجح السبل للوقاية من نيران الكراهية التي قد تحتدم بعد الزواج، والوقاية خير من العلاج•
ب - توافر أسباب النجاح للعلاقة بعد الزواج:
ما سمي القلب قلباً إلا لتقلبه، وما سميت النفس نفساً الا لنسيانها، فالقلب يتقلب بين الحب والبغض، والمودة والنفور، والنفس يعتريها الرضا والسخط، وهي عرضة للسلوان والنسيان بمرور الزمان، لأخطر ما قد يحيق أو ينزل بها من أحداث جسام - غالباً - تلكم هي الطبيعة البشرية، ومن هنا جاء العلاج والدواء الإسلامي لاجتثاث جذور الكراهية، وتحصين علاقة الزوجية من براثن داء الكراهية الذي قد يستشرى لأسباب واهية ما لم يتم القضاء الفوري على مسبباته وبواعثه، أو تدارك آثاره ومثالبه، بالحرص على إزالتها بمنتهى القوة والحسم من خلال المنهج الإسلامي المتمثل فيما يلي:
1 - الدعوة إلى الصبر أو التصبر، وينبغي للزوجة أن تتعلم كيف تحب زوجها، فإن العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم والحب يتحقق ببذل المزيد من الحب، لكي يحدث التجاوب بين الطرفين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: <لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر> فالحديث يحض على عدم التباغض بين الزوج وزوجته، لأن لكل واحد منهما من الصفات أو الخصال ما يشتمل على الحميد والذميم، والكمال لله وحده - جل في علاه - فلتنظر المرأة للصفات الحميدة في زوجها، ولتصبر صبراً جميلاً حتى يتحقق لها الخير بفضل التمسك بتلابيب هذا الصبر الجميل•
2 - علاج نشوز الزوجة بالسبل الشرعية بلا إفراط أو تفريط، وذلك لحسم ووأد مادة الكراهية في مهدها، فلا تتمكن من قلب الزوجة، ولا تجد لها موطناً في نفسها بعد تناولها للعلاج الإسلامي وتجاوبها معه بمنتهى السماحة والرضا، وهذا الحل حاسم مصداقاً لقوله - تعالى -: (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) النساء:53•
جـ ـ توافر أسباب إنهاء العلاقة الزوجية بصورة سلمية عند استحكام النفور:
فلا يمكن إجبار زوجة على الاستمرار مع زوج تبغضه أو لا تطيق العيش معه، وذلك بعد استنفاد جميع أدوية وسبل تلافي إنهاء الرباط المقدَّس الذي يجمعهما، وبخاصة ما نص عليه الشارع الحكيم - جل وعلا -• - عندئذ لامناص من اللجوء إلى الحلول والأدوية الإسلامية للتخلص من داء الكراهية بصورة سوية، وبغير تداعيات سلبية شديدة أو غليظة على الأسرة، فشرع الإسلام نقض عرى الزوجية المتهالكة بإحدى الوسائل التالية:
1 ـ إعطاء الزوجة الحق في طلب الطلاق بصورة ودية من زوجها إذ ما توافرت أسبابه•
2 ـ إعطاء الحق في طلب الخلع، وذلك برد ما أخذته من مهر أو بحسب الاتفاق•
3 ـ إعطاء الزوجة الحق في اللجوء إلى القضاء لطلب التطليق للضر أو للكراهية إذا كانت أسبابها ظاهرة، أو تتمثل في جرم وقع على الزوجة، فيمكنها إثباته للتخلص من هذه الزوجية•
تلكم أهم أسباب التداوي والعلاج الإسلامي لكراهية الزوجة زوجها•
http://www.alezah.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/406)
رسالة إلى فتاة تعمل بين الرجال
أختي الكريمة..
فقد آلمني جدا أني رأيتك في هذا المكان، تعملين بين الرجال، وسبب ألمي أن هذا الاختلاط خطر عليك للغاية، في دينك وأخلاقك..
لا تتعجلي وتعرضي عن نصيحتي، وتظني أني أبالغ في ألمي، فإن معي من الأدلة ما فيها البيان الشافي لما أقول، وتذكري أنه لا رابطة تربطني بك إلا رابطة الإسلام، ولست أجني من هذه الكلمات التي أسطرها إليك بأحرف تخرج من قلبي أية فائدة دنيوية، بل إنها تستهلك وقتي وجهدي وتفكيري، فأرجو أن تقدري هذا الموقف مني تجاهك، وتتأملي فيما أقوله مرارا، وستجدين فيه غاية النصيحة لك والإخلاص.
أختي الكريمة!..
إن المرأة مهضومة مظلومة في أي اختلاط لها بالرجال من غير محارمها، فإن عامة الرجال لا تخلو نظرتهم إليها من نظرة شهوانية، ومن زعم منهم غير ذلك فما صدق، فالله خلق في الرجل ميلا قويا إلى المرأة، وخلق في المرأة ميلا قويا إلى الرجل مع لين وضعف، ومن ثم فأي قرب بينهما في غير النطاق المشروع فهو خطير للغاية، فالشيطان يؤجج الغرائز في هذا الحال، وعادة ما تكون المرأة هي الخاسر في هذه القضية، لأن الرجل لا يتحمل تبعات المشكلة كالمرأة، التي عادة ما تتعرض في أية خلطة لها بالرجال إلى متاعب هي في غنى عنها، فالاختلاط قد يفضي إلى هتك العرض وما يتبع ذلك من مآسي كالحمل وظهور اللقطاء، ولأجل هذا حرمه الشارع، والأدلة في هذا المقام كثيرة أذكر منها بعضها:
- قال - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }. (النور:30)
فالله - تعالى - أمر الرجال بغض أبصارهم عن النساء، فإذا صارت المرأة تعمل إلى جانب الرجل فكيف يمكن له أن يغض بصره؟..
فالمرأة عورة كلها، كما جاء في الأثر، فلا يجوز النظر إليها، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة)، رواه الترمذي
فنظرة الفجأة معفو عنها، وهي الأولى، بخلاف الثانية فإنها محرمة، لأنها تكون عن عمد، وقد جاء في الأثر: (العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطو) رواه مسلم
والنظر زنا لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة، وذلك يفضي إلى تعلق القلب بها ومن ثم الفاحشة، ولاشك أن النظر متحقق في الاختلاط غاية التحقق.
- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء) البخاري، فقد وصفهن بأنهن فتنة على الرجال، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون في مكان واحد؟!.
- أن رسول الله لما بنى المسجد جعل بابا للنساء وقال: (لو تركنا هذا الباب للنساء) أبو داود.
فكان عمر ينهى عن الدخول من باب النساء، فإذا كان منع الاختلاط في الأبواب فلأن يمنع ذلك في المكاتب من باب أولى..
- وقد أمر رسول الله النساء بأن يمشين في حافة الطريق دون وسطه حتى لا يختلطن بالرجال..
- وكان - عليه السلام - إذا سلم من صلاته ثبت في مكانه مستقبل القبلة ومن معه من الرجال حتى ينصرف النساء ويدخلن بيوتهن، ثم ينصرف وينصرف الناس معه، حتى لا يمتد بصر الرجال إليهن.
كل هذه النصوص وغيرها كثير تبين حرمة الاختلاط، وحرمة أن تعمل المرأة إلى جانب الرجل، والعلماء كلهم متفقون على هذا بلا خلاف..
إن المرأة مأمورة بالقرار في البيت، هل تعلمين لماذا؟..
حتى لا تتعرض لأنظار الرجال والاختلاط بهم..
ومن المعلوم أن هتك الأعراض وخراب البيوت وضياع مستقبل الفتاة بالذات وظهور اللقطاء نتيجة طبيعية للاختلاط..
وإن أردت أن تقفي على حقيقة الاختلاط وآثاره فاقرئي مشاكل الاختلاط في الغرب، حتى حدى بهم الأمر إلى الدعوة إلى منعه في التعليم، فأنشئت جامعات ومدارس قائمة على الفصل بين الجنسين في أمريكا وغيرها، ما فعلوا ذلك إلا بعد أن ذاقوا المر والألم من كثرة المفاسد الأخلاقية، أفلا يجب أن نعتبر بهذه الحقائق؟..
أليس من الخطأ أن نكرر نحن المسلمون الأخطاء التي وقع فيها الغرب، وهم اليوم يرجون التخلص منها؟!.
أيتها الأخت!..
أنت أعز ما لدينا..
أنت الأخت والبنت والزوجة والأم..
فمن الواجب أن تكوني عونا لنا على صيانتك من المخاطر..
أنت نصف المجتمع، وأنت تلدين الآخر..
أنت التي نرجو منك أن تخرجي لنا الأجيال التي تقود الأمة..
فكيف يمكن لك ذلك إذا تركت القرار في البيت، وتركت عمل البيت وتربية النشء والأمومة، وصرت تزاحمين الرجل في عمله؟..
اعلمي - رحمك الله -، أن الله - تعالى - ما أمرك بالقرار في البيت إلا رحمة بك: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}.. (الأحزاب:33) لأنك إذا خرجت طمع فيك الرجال، وإن شئت أن تتأكدي مما أقول اقرئي كتاب:"(عمل المرأة في الميزان)"، للدكتور محمد علي البار..
وستجدين فيه الحقائق الجلية بالأرقام والقصص التي تؤكد خطورة ترك المرأة بيتها واختلاطها بالرجال، واعتبري بحال المرأة في الغرب: إنها تشكو ظلم الرجل، تشكو الابتزاز الجنسي في كل مكان، ولا تستطيع أن تفر من واقعها، لأنه لابد عليها من العمل و إلا ماتت جوعا، فهي في ألم وشقاء لا ينتهي..
أما أنت فقد أكرمك الله بالإسلام الذي أوجب على الأب والزوج والأخ والابن أن يسعوا عليك بالنفقة، ولم يأمرك الله بالسعي أبدا، فهذه غنيمة أتتك بلا تعب، تمكثين في بيتك كالملكة وغيرك يسعى عليك..
أليست هذه نعمة عظيمة؟..
فلا تغتري ببريق الدنيا وتزيين الشيطان لك بالخروج للعمل، فإنك إن أردت أن تكوني قريبة من الرحمن فكوني في بيتك، قال رسول الله: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها) رواه الترمذي وابن حبان.
واعلمي أيتها الأخت!.. أن أعز شيء لديك هو إيمانك وعفتك، وهو مهدد بالهتك إذا ما اختلطت بالرجال، فابتعدي عنهم ولا تقربي منهم إلا محرما أو زوجا، واعلمي أنك في ظل الحجاب والقرار في البيت تنالين أحسن الأزواج خلقا وغيرة، وإذا بقيت في هذه الأعمال المختلطة فلن تظفرين بالرجل الشهم الغيور..
أيتها الأخت!..
لا تقولي:"أنا قادرة على حفظ نفسي ولو كنت بين الرجال"..
فإن الله ما أمر بغض البصر والفصل بين الذكر والأنثى إلا لعلمه أن الغريزة الجنسية قوة جارفة، والمسلم مأمور بالبعد عن مواطن الفتن، ولا يجوز أن يلقي بنفسه إلى التهلكة، والإنسان إذا جاع لم يقدر أن يمتنع من الطعام، وكذا إذا جاع جنسيا، وفي كل حال إذا ثبت تحريم الاختلاط فإنه يحرم للمرأة والرجل أن يعملا جنبا إلى جنب ولو كانا تقيين، ولا عبرة بخلو النفس من الشهوات أو بقدرة المرأة على حفظ نفسها.. وإن كنت أختي الكريمة في حاجة إلى العمل فليكن بعيدا عن الرجال..
أختي الكريمة!..
لا أدري هل بلغت كلماتي حبة قلبك؟..
وهل استطاعت أن تنفذ في شغافه؟..
أرجو ذلك من كل قلبي، وأدعو الله دعاء المضطر أن يحفظك من كيد الكائدين، الذين يخططون للزج بك في أوحال الرذيلة، وهم في غاية الفرح بما حققوه منك عندما تركت البيت وصرت في محافل الرجال، لأنهم يعلمون أنك مربية الأجيال، فإذا فسدت فسد الجيل، وصارت الأمة لقمة سائغة لأعدائها..
فكلي رجاء أن تعي هذه القضية الخطيرة حق الوعي، وتدركي مقدار الخطر الذي أنت فيه..
وإذا لم تلقي بالا لما قلت ـ ولا أظن هذا منك ـ فلسوف أدعو لك آناء الليل وأطراف النهار، ولن أمل أبدا من الدعاء لك، فأنت أخت لي مهما حصل، وثقتي أنك يوما ما ستعودين إلى رشدك، وثقتي أن الله - تعالى - لن يضيع جهدي معك هباءً، وما توفيقي إلا بالله..
ولي رجاء إليك أن تكرري قراءة هذه النصيحة مرة بعد مرة، من فترة إلى أخرى.
http://geocities.comالمصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/407)
الخطوة خطوة
عبد الرحمن رشيد الوهيبي
كان الحجاب الذي تلبسه نساء المسلمين حجابا كاملا يغطى الواحدة من رأسها إلى أخمص قدميها وكان خمارهن سميكا (من أربع قطع أحيانا) لا يرى من ورائه شكل الأنف ولا الخدين ولا الجبهة!! كما هو الآن؟ ثم بدأ يتناقص شيئاً فشيئاً حتى صار من قطعة واحدة سميكة لا يرى وجه المرأة من وراءه تم وجدت الخمر الشفافة التي تسمى (المسفع)! فلبستها الفتيات واحتججن بأنهن يلبسن أكثر من واحدة!! ثم أصبحت واحدة فقط عند الخروج للسوق أو في السيارة وفي الحدائق والمستشفيات!!؟؟ بل إن بعضهن يزلن الغطاء في أماكن كبيرة بحجج واهية!؟
وأخيرا جاء النقاب ولكن لم يلبس لوحده (لا أبدا لأن التدرج في نوع الحجاب يقتضي ذلك! إنها الحكمة في التبرج وإظهار المحاسن!!؟؟)
بل يلبس فوقه قطعة تغطي الوجه ويظهر من ورائها النقاب ليس هذا آخر الأمر! بل نزعت تلك القطعة وبلى النقاب الفاتن الذي يظهر العينين بجمالهما الذي يفتك بقلوب الرجال عامة والشباب خاصة!! نعم إنهم لم يصدقوا أنه سيأتي اليوم الذي يرون فيه عيون الفتيات وطرف خدودهن وما حولها! ولن يقف الأمر عند هذا الحد بل سيصل إلى ما وصل إليه حال الحجاب في بلاد المسلمين الأخرى!
نعلم مشروعية النقاب على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن ألا نسأل من هم أعلم منا بالقران وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ بلى لقد أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بعدم جواز لبس النقاب في هذا الزمن لأسباب ذكرها في شريط له بعنوان((إذ تلقونه بألسنتكم)).
وختاماً نقول من يوقف زحف النقاب على حجاب أخواتنا المسلمات مياه وجوهنا ودليل عفاف مجتمعنا؟ لقد بات من المألوف أن تشاهد ذوات النقاب وهن يطاردن الشباب بعيونهن في الأسواق..
ويا جيش المنقبات: اتقين الله في أنفسكن وفي شباب المسلمين فالمرأة فتنة لا سيما مفاتن وجهها.
http://mknon.netالمصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/408)
إنه زوجُ وليس عدواً
أراها في كل مجلس وقد فتحت فاها، وبددت أسرار بيتها، وشكت حالها، وسبّت زوجها أمام من تعرف ومن لا تعرف. ولا يحلو لها الحديث إلا عن سب الأزواج، وشكوى الأحوال صدقاً أو كذباً، وكأنها تعيش مع وحش لا يرحم ولا يلين أبداً.
مهلاً أيتها الزوجة.. إذا كنت بكلامكِ هذا تدرئين عنك العين وتخافينها فكيف تدرئين عنك عقاب الله الذي هو أشد وأدهى؟! ألا تخافين الله.. سريع الحساب.. عظيم العقاب؟! ألا تسمعين نبينا يقول: « يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار"قالت امرأة منهن: مالنا أكثر أهل النار؟ قال: « تكثرن اللعن وتكفرن العشير.."رواه مسلم.
ألا تخشين أن يكتبكِ الله من تلك النساء يكفرن العشير فتحق لهن النار فهل فكرتِ بذلك قبل أن يغلق باب لا يمكن أن يفتح مرة أخرى؟!
بادري بالتوبة النصوح قبل الموت وقبل أن تطلع الشمس من المغرب، فلا ندري أيحدث هذا اليوم! أو غداً! أو الآن!! وابتعدي عن كل ما يلطخ صفحتكِ كمسلمة، عليها حق لزوجها ولبيتها، فاحفظي أسرار بيتكِ وتحملي زوجكِ -إن كان ذلك- واصبري فبالصبر تنالين به منزلة تتشرفين بها وربما أدخلكِ الله الجنة بسببه.
تخيلي زوجكِ سمعكِ وأنت تغتابينه أمام النساء فهل سيرضى؟؟ إن ما يسخطه في غيابه هو ما يسخطه أمامه، فاحذري سخطه عليك وتحري رضاه فهو جنتكِ وناركِ، ولا تتعدي على عرضه لترضي صديقاتكِ وقريباتكِ وتضحكينهن، واعلمي يقيناً أنهن يضحكن عليكِ وليس منكِ!! لأنه لا توجد امرأة عاقلة تستسيغ هذا الأمر فكوني على حذر من صديقات السوء وابتعدي عنهن..
وأخيراً أخبرك بقوله: « أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة ». فابشري بالجنة التي زينها الرحمن لعباده وجملها لأصفيائه جعلنا الله وإياكِ من سكانها وساكنيها.
http://www.mnar.net المصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/409)
زينة المرأة بين الطب والشرع
الخطبة الأولى:
أما بعد:
فيا أيها الإخوة المسلمون:أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته، فما قل ولا ذل عبد اتقى الله وحفظ جوارحه عن الحرام.
أيها المسلمون: ومع آخر حلقة في سلسلة المرأة التي خضنا غمارها في أسابيع ماضية مضت، وهي عن زينة المرأة المسلمة ما تأتي فيها وما تذر.
أيها الإخوة الكرام: إن المرأة بطبيعتها تميل إلى حب التزين والتجمل وهذا من أصل فطرتها وتكوينها، قال - تعالى -: (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) [الزخرف 18]وفي قراءة (أومن يَنشأ) وفي هذا العصر الذي كثرت فيه السهام الموجهة إلى صلاح المرة المسلمة وجمالها الباطن لكلي تعيش همّا جديدا في حياتها اسمه الموضة، فتضيع وقتاً كبيراً وثميناً من أجل زينة الظاهر، وتبذر أموالاً كثيرة، لمواكبة آخر ما أحدثته دور الموضة، وهكذا يراد للمسلمة أن تعيش مشغولة بتوافه الأمور متناسية العظيم منها:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته *** أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
أيها الإخوة الكرام: إن المرأة لا تلام على حب الزينة والتزين، بل إن ذلك مطلوب منها شرعا، وهي مأمورة به بمثل قول النبي: ((إن ينظر إليها سرته))، ولو لا الزينة لما رغب رجل في امرأته، ولكن المطلوب في الزينة هو عدم المبالغة، والتوازن بين الاهتمام بالظاهر والاهتمام بالباطن، إلا أن كثيرا من نساء اليوم غلبن جانب الاهتمام بالمظهر على سواه.
أيها الإخوة الكرام: وإليكم أرقام مهولة لاستعمال أدوات الزينة الخاصة بالمرأة، ففي عام 1997م، أنفقت نساء الخليج حوالي ثلاث مليارات ريال على العطور فقط، وخمسة عشر مليون ريال على صبغات الشعر، وبلغت مبيعات أحمر الشفاه أكثر من ستمائة طن، فيما بلغت مبيعات طلاء الأظافر أكثر من خمسين طنا.
وإن الدارسين في معاهد وكليات الإعلام يعرفون جيداً أن نظريات الإعلام تركز على المرأة في إقناع المستهلك على شراء المنتج الجديد حتى في السلع التي لا تتعلق بالمرأة، ولا تجد حملات الإعلان الموجهة للمرأة صعوبة كبيرة في إقناع النساء باتخاذ قرار الشراء، فهذا المنتج يحقق التميز، وذاك يوفر التجاعيد، وهذا يمنع تقصف الشعر، وذاك يفتح البشرة إلى غير ذلك، وآخر تقاليع هذا التقليد إطلاق أسماء الفنانات وعارضات الأزياء على الماركات الجديدة.
أيها الأخ الموفق: ألم يأتك نبأ مساحيق التجميل، وما مكوناتها، إن أشهر ماركات مساحيق التجميل العالمية تصنع من أنسجة أجنة الإنسان الحية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يدخلها سنوياً أربعة آلاف جنين عن طريق ما في الأجنة، لهذا الغرض ولغيره، وقد أثبتت بعض الأبحاث الحديثة التي أجرتها شركات مساحيق التجميل الكبرى في الغرب الفائدة القصوى لأنسجة أجنة الإنسان في صناعة مساحيق التجميل، ومن هنا بدأ الجريمة المقننة التي يتعاون في صناعة مساحيق مع الأطباء في إجهاض النساء، وسحب الجنين، وحفظه في أوعية خاصة تمهيداً لبيعه لشركات إنتاج الصابون الخاص بجمال البشرة، وشركات إنتاج المساحيق والكريمات التي تغذي البشرة.
وقد أعد الدكتور فلاديمير سكرتير عام اللجنة الدولية لحماية الطفل قبل الولادة بأمريكا، أعد تقريراً سرياً عن تلك القضية، وقد أشار ضجة كبرى عرض شريط سينمائي بعنوان (الصيحة الصامتة)، أو بدأ الفيلم بعرض جنين سليم، ثم تصوير بالأشعة فوق الصوتية وهو لم يولد بعد، وينتهي بتقطيع أوصاله، وفصل رأسه عن جسده، وهو يسبح في السائل المحيط داخل الرحم بفعل آلة الإجهاض الحديثة (الجيلوتين) التي تعمل على تهشيمه تماماً، وأوضح الشريط أن الجنين قد تعرض لآلام رهيبة حتى تمت عملية الإجهاض، كما أنه يعيش حالات الشعور بالألم حيث يتحرك بعيدا عن آلة الإجهاض التي تجلب له الموت، كما زادت ضربات القلب الصغير زيادة كبيرة عندما واجهه خطر الموت، ويصرخ بشدة مثل صرخة الغريق تحت الماء، لقد تحول الإنسان إلى وحش يقتل نفسه بنفسه لغرض المتاجرة والاحتيال.
ولم تكتف بعض الشركات بقتل الأجنة وعمل مساحيق التجميل منها، بل فكرت في الاستفادة من الحشرات لتصنيع مساحيق التجميل، وقد اعترفت شركة هندية باستعمالها الصراصير المطحونة لإضافة البروتين إلى كريمات الوجه.
هذه بعض الحقائق المثيرة المخجلة، التي تكشف القناع الذي يلبسه مُدعو المدنية والموضة.
أيها الفضلاء: لقد أطلق الأطباء صيحات التحذير من هذه المساحيق لأنها مجلبة لبعض الأمراض كحب الشباب، والشيخوخة المبكرة، ولها تأثير على الدم والكبد والكلى، ولها تأثير على البشرة عموماً.
يقول الدكتور وهبه أحمد حسن أستاذ الأمراض الجلدية إن مكياج الجلد له تأثيره الضار؛ لأنه يتكون من مركبات معادن ثقيلة كالرصاص والزئبق، تذاب في مركبات دهنية كما أن بعض المواد الملونة تدخل فيها بعض المشتقات البترولية، وكلها أكسيدات تضر بالجلد، وإن امتصاص المسام الجلدية لهذه المواد يحدث التهابات وحساسية، أما لو استمر استخدام الماكياجات فإن لها تأثيراً ضاراً على الأنسجة المكونة للدم والكبد والكلى.
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عن حكم مساحيق التجميل فأجاب: المساحيق فيها تفصيل: إن كانت يحصل بها جمال ولكن لا تضر الوجه ولا تسبب شيئا فلا بأس، أما إن كانت تسبب شيئاً فيه ضرر فإنها تمنع من أجل الضرر.
وفي الوقت الذي نرى فيه تزايد أو تهافتا في استخدام مستحضرات التجميل من نساء المسلمين، فإن الإحصاءات في الغرب تشير إلى انخفاض في مبيعات مستحضرات التجميل.
ورب قائلة تقول: إننا نستعمل هذه الأدوات والمساحيق منذ زمن ولم نصب بأذى، فالجواب على ذلك: أن الأضرار البدنية لهذه المواد قد لا يظهر أثرها في يوم وليلة أو شهر وشهرين، ولكن على المدى البعيد، وقد يطول وقد يقصر.
ومن مستحضرات التجميل إلى مستحضرات صبغ الشعر والإستشوار إذ أكد الأخصائيون والأطباء أن متاعب شعر المرأة له أكثر من سبب، أكثرها شيوعا: استخدام صبغة الشعر، وتمشيط الشرع بالاستشوار، واستخدام مثبتات الشعر، فهذه تؤدي إلى تدمير بصيلات الشعر، لما تحتويه هذه الأصباغ من مواد كيميائية ضارة بالشعر، وقد ذكر صبغ الشعر وبين أنه ربما تكون هناك علاقة بين استخدام مستحضرات صبغ الشعر وبين الإصابة ببعض أنواع السرطان، قام بهذه الدراسة الباحثون في المعهد القومي الأمريكي للسرطان.
أما حكم مثل هذه المستحضرات فقد قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان أما صبغ المرأة شعر رأسها، فإن كان شيباً فإنها تصبغه بغير السواد لعموم نهيه عن الصبغ بالسواد، وأما صبغ المرأة بشعر رأسها ليتحول إلى لون آخر، فالذي أرى أنه لا يجوز.
ويرى الشيخ ابن عثيمين أن هذه الأصباغ إن كانت متلقاة من الكفار والغرض منها التشبه بنسائهم فإنها محرمة؛ لأن التشبه بالكفار محرم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. وبعد:
أيها الإخوة الفضلاء: ومما يخالف الفطرة في زينة النساء ما يفعله بعضهن من إطالة الأظافر، أو تركيب أظافر صناعية، وفي بحث علمي قامت به إحدى الجامعات، تمّ أخذ البقايا الموجودة، تحت أظفار الطلبة ووزعت هذه البقايا في أطباق خاصة في درجة حرارة الجسم، وفحصت الأطباق مجهريا، فكانت النتيجة وجود مئات من الأنواع المختلفة من الجراثيم الضارة الفتاكة في هذه البقايا كامنة منتظرة الدخول إلى جسم الإنسان وبخاصة عند تناول الطعام.
وقد يحتج البعض بأنه يعتني بأظفاره ويغسلها يوميا، وحجته مردودة بأن الشرع قد نهى عن إطالة الأظافر، وأيضا: فإن غسل الأظافر لا يفيد في تنظيفها من الجراثيم والأوساخ؛ لأن الماء لا يصل إلى ما تحت الأظافر، أما طلاء الأظفار فإن الأطباء يحذرون منه يقول أحد استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، إن طلاء الأظفار بالمادة الكيميائية لها تأثيرها الضار على الأظفار، حيث إن هذه المدة تعزل الهواء وتمنع تبادل الرطوبة بين الظفر والجو وربما يؤدي كثرة استعمالها إلى أن تصاب الأظفار بالاصفرار، وتصبح هشة سهلة الكسر.
وقد أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - بأن تطويل الأظفار خلاف السنة، وقد ثبت عن النبي أنه قال: ((الفطرة خمس: الختان، والإستحداد، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر))، ولا يجوز أن تترك أكثر من أربعين ليلة لما ثبت عن النبي أنه قال: (وقت لنا رسول الله في قص الشارب وقلم الظفر، ونتف الإبط وحلق العانة، أن لا نترك شيئا من ذلك أكثر من أربعين ليلة) ولأن تطويلها فيه تشبه بالبهائم وبعض الكفرة.
وسئل الشيخ محمد ابن عثيمين عن حكم استعمال المناكير فقال: لا يجوز للمرأة أن تستعمل هذه الأصباغ إذا كانت تصلي؛ لأنها تمنع وصول الماء في الوضوء، وكل شيء يمنع وصول الماء فإنه لا يجوز استعماله للمتوضئ، أما إذا كانت لا تصلي لوجود مانع فلا حرج عليها إذا فعلته، إلا أن يكون هذا الفعل من خصائص نساء الكفار فإنه لا يجوز لما فيه من التشبه بهم.
أيها المسلمون: ومن الزينة التي فعلها بعض الناس هداهن الله نتف الحاجب واسمه في الشرع: النمص، يقول أحد الأطباء في ضرره إن إزالة شعر الحواجب ينشط الحلمات الجلدية، فتتكاثر خلايا الجلد وفي حالة توقف الإزالة، ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة.
يقول الشيخ عبد الله بن جبرين عن حكم النمص: لا يجوز القص من شعر الحواجب ولا حلقه ولا التخفيف منه ولا نتفه، ولو رضي الزوج فليس فيه جمال، بل تغيير لخلق الله وهو أحسن الخالقين، وقد ورد الوعيد في ذلك ولعن من فعله، وذلك يقتضي التحريم.
أيها المؤمنون: إن ربنا سبحانه رحيم بنا، فهو الذي كتب على نفسه الرحمة، ولم يأمر عباده إلا بما نفعهم، ولم ينههم ألا بما يضرهم فمتى سار الناس منضبطين بأوامر ربهم ساروا بخير وعاشوا بخير، كما أن المسلمين ينبغي عليهم أن يكونوا على مستوى من الوعي والفهم والتأكد من كل شيء يتعاملون به في حياتهم أو يستعمل لئلا يقعوا في المحاذير، والموفق من وفقه الله لإصلاح أهله وحفظهم من كل ما يؤذيهم في الظاهر والباطن.
اللهم اجعل حياتنا ومماتنا ونومنا ويقظتنا، وحركتنا وسكوننا لله رب العالمين لا شريك له.
http://mknon.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/410)
المرأة والوظيفة
د. زيد بن عبد الكريم الزيد
الذين يتحدثون عن المرأة ووظيفتها يعرضون الأمر على أن المرأة والرجل خصمان؛ كل منهما يتربص بالآخر غفلة لينقض عليه ويسلبه جزءاً من حقوقه والحق أن الرجل والمرأة متكاملان، فلا يمكن أن تستغني المرأة عن الرجل ولا يمكن للرجل أن يستغني عن المرأة، ولولا النساء لانتهى المجتمع، ولولا الرجال لانتهى أيضاً المجتمع، ولن تبقى الحياة ولن تستمر إلا باجتماعهما.
ثم إن وجودهما مختلفين لا يعني عيباً أو نقصاً في أحدهما، أو انحيازاً لأحدهما على حساب الآخر ولذلك مثال:
النهار لو جعله الله سرمداً إلى يوم القيامة لما صلحت الحياة، ولو جعل الله - سبحانه وتعالى- الليل سرمداً إلى يوم القيامة لما صلحت الحياة، ولكن حينما يوجد الليل والنهار ينتظم أمر الناس وتقوم الحياة، ويصبح الليل للراحة والنهار للعمل، يقول - تعالى -: {قل أ رأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون، قل أ رأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون}.
وهنا أطرح هذه التساؤلات:
1. هل يعيب الليل أنه أسود، وهل يعيب النهار أن شمسه حارة؟ وهل يعد ظلما لليل عندما كان أسود في مقابلة ضوء النهار أم هل تعد حرارة الشمس في النهار ظلماً في مقابلة نسيم الليل.
2. لو أردنا أن نسري بين الليل والنهار أو نقلب الوظيفة هل يستقيم الأمر: أم نجد العنت والمشقة النهار للعمل والليل للسكن تماماً كالرجل والمرأة، الرجل للعمل والمرأة للسكن {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
إننا نأخذ هذين الأمرين على أنهما ضدان وهما في الواقع متعاونان متكاملان لا يستقيم أحدهما بدون الآخر ولكل منهما وظيفة لا يمكن قيام المجتمع بدونها يقول - تعالى - {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى}.
وإذا قررنا مبدأ التكامل بين الرجل والمرأة دون أن ننتقل بعد ذلك خطوة أخرى نحو ارتباط الوظيفة بالتركيب الجسمي؛ فالرجال منهم من يصلح للرياضة ومنهم من لا يصلح لها. ومنهم من يصلح للأعمال الدقيقة جداً كإصلاح الساعات مثلا ومنهم من لا يصلح، ومع ذلك لا يعيب هذا ولا ذاك، فكل ميسر لما خلق الله وكل يحسن أموراً لا يحسنها الآخر وذلك لضرورة تكامل المجتمع وقيامه بوظائفه والمرأة جزء من هذا المجتمع خلقت لأداء وظيفة تناسب تركيبها الجسمي وكما لا يعيب الرجل عدم معرفته بعمل معين فكذلك لا يعيب المرأة أن تكون مبرزة في عمل يناسبها وعدم ملاءمتها لعمل آخر.
يقول الكسيس كاويل في كتابه ((الإنسان ذلك المجهول)) وهو يتحدث عن الفروق بين الرجل والمرأة ((ولقد أدى الجهل بهذه الحقائق الجوهرية بالمدافعين عن الأنوثة إلى الاعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليماً واحداً وأن يمنحا قوى واحدة ومسؤوليات متشابهة، والحقيقة أن المرأة تختلف اختلافاً كبيراً عن الرجل، فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها)) إلى أن قال: ((فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعاً لطبيعتهن دون أن يحاولن تقليد الذكور، فإن دورهن في تقدم الحضارة أسمى من دور الرجال فيجب عليهن ألا يتخلين عن وظائفهن المحددة)).
وقرأت مقالاً في جريدة الشرق الأوسط في 15/ 4/ 1410 هـ عدد 145031 لفوزية سلامة بعنوان: ((يحيا العدل يحيا الفرق)) تقول عن الفرق بين الذكر والأنثى ((إن الفرق بين الذكر والأنثى يبدأ قبل أن يخرج الجنين إلى الحياة)) وختمت مقالاً بقولها: ((إن الإصرار على إلغاء الفروق بين الجنسين قد أدى إلى مزيد من الانفصال بينهما، فقد أصبح لزاماً على المرأة أن تتكيف مع متطلبات الانتماء إلى عالم الجنس الواحد ((اليونيسكس)) أي أنها مطالبة بدخول الملعب من أبواب المؤسسة الذكرية والنتيجة الحتمية هي الحرمان والغضب والقلق ((ثم قالت))قد أختم هذا الجزء من مذكراتي الشخصية بعبارتين يحيا الفرق يحيا العدل))
وإذا عرفنا أن الفرق لا يعني النقص نعود إلى عمل المرأة الذي أسند إليها ما هو؟ وما هو العمل الذي أسند إلى الرجل؟ الرجل يتعامل في الحياة إن كان مزارعاً فمع الأرض يزرعها ومع الحيوانات يربيها ويبيعها مثلاً، وإن كان نجاراً فمع الأخشاب وإن كان حداداً فمع الحديد، وإن كان تاجراً فهو وسيط يتعامل مع مواد تجارته بين المنتج والمستهلك عموماً في غالب أحواله نجده يتعامل مع الأشياء.
أما المرأة في منزلها فهي تتعامل مع ما هو أسمى من ذلك وأرفع، أنها تتعامل مع الإنسان، إما زوجا يسكن إليها أو وليداً تقوم عليه بالتربية وتخرجه للحياة ناشئاً صالحاً فالمرأة مهمتها التعامل مع أشرف أجناس الكون وهو الإنسان، والذي أوكل لها هذه المهمة شرفها بذلك وهل هناك في الوجود أشرف من تخريج هذه الأجيال كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت جيلاً طيب الأعراق
وهي تقوم بهذه الأعمال تاركة للرجل السعي يومه مع تلك الأشياء التي يكتسب منها قوت يومه لها وله ولأولادهما والذين أرادوا أن يخرجوا المرأة من وظيفتها تلك هل أحسنوا إليها؟ إنهم أولا أنزلوها من منزلتها الرفيعة فاستبدلت بأبنائها وبناتها دخان المصانع وغبار الطرق وزحام المكاتب وخشونة المواد وعناء المتاجر، ومع ذلك لم يكن في ذلك تخفيف للمرأة من وظيفتها الأصلية، فلم يتمكن هؤلاء من إضافة شيء من أعمال المرأة على الرجل فلا تزال المرأة تقوم بوظائفها، وكل ما فعلته أن استعانت بامرأة أخرى تقوم ببعض أعمالها في المنزل إذا هي خرجت إلى ميدان الرجال. وهل يرفع الظلم بظلم؟ فما دامت المرأة ترى أن تربية الأولاد ظلم لها ونقص من حقها فكيف تحضر امرأة لتربية أبنائها، أليس هذا ظلما منها لتلك المرأة؟ وكيف تطالب بعدل لا تقيمه مع بنات جنسها؟
لذلك يمكننا أن نقول:
أولا: إن الإسلام كرم المرأة وخصها بالوظيفة الملائمة لها.
ثانياً: إن تلك الوظيفة التي اختارها الإسلام للمرأة هي أسمى الوظيفتين المسندة إلى الجنسين الذكر والأنثى.
لكن قد يقول قائل إن بقاء المرأة في المنزل لتربية الأولاد وتفريغها لهذا العمل واعتمادها على الغير امتهان لها. وأقول حول هذا:
إن الدول المتقدمة فرغت العلماء والخبراء وأفنت لهم أسباب المعيشة وأغنتهم عن الاكتساب لكي يتجهوا نحو العطاء العلمي النافع لبلدانهم.
والجامعات تفرغ كبار أعضاء هيئة التدريس فيها لإعداد البحوث العلمية المهمة وتؤمن لهم رواتبهم بل وتدفع لهم تذاكر السفر وتهيئ لهم وسائل الراحة ليتمكنوا من تقديم البحوث المطلوبة منهم، ولا يعد هذا إلا تكريماً من الدول لعلمائها ومن الجامعات لأساتذتها وهو كذلك من المجتمع عندما يفرغ المرأة في منزلها للقيام على الجيل القادم بالتربية والرعاية والتنشئة مع كفالة الرجل لها بالاكتساب وإغنائها عن البحث عن مصدر الرزق فتفريغها تكريم لها وإدراك لقيمتها ووظيفتها المتميزة التي أسندت إليها.
والله الموفق
http://mknon.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/411)
المرأة المسلمة في وجه التحديات
أنور الجندي
مقدمة:
إن التغريب والغزو الثقافي المتسلط من خلال قوى كبرى هي الاستعمار والصهيونية والماركسية يهدف إلى غرضين كبيرين:
أولهما: هزيمة العقل الإسلامي بإذاعة الإلحاد والتعطيل من خلال نظريات هدامة وأيديولوجيات مادية تستهدف إعلاء الفكر البشري والتشكيك في العقائد السماوية والأخلاق والقيم التي قدمتها رسالة السماء.
الثاني: تقويض المجتمع الإسلامي بنشر الإباحة والفساد وتدمير الأسرة المسلمة وضربها بإقامة الخصومة بين الرجل والمرأة وبين الآباء والأبناء وبين الشباب وأدوات الترفيه واللهو خاصة المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون [والفضائيات]* والصحافة.
إن الهدف الأكبر هو تدمير المجتمع والأسرة والبناء كله بتغيير الأعراف الإسلامية في العلاقات بين الرجل والمرأة من أداء رسالة كل منهما الأصيلة والتركيز على هدم رسالة المرأة كأم وزوجة وربة أسرة وإخراجها إلى مجال الأهواء والأضواء، والأداة الأساسية لهذا هو العمل على كسر الحاجز القائم بينها وبين الرجل: حاجز الخلق والغيرة والاختلاف العميق في التركيب والوظيفة.
إن هناك محاولة خطيرة لتدمير الوجود الاجتماعي للمسلمين عن طريق إخراج المرأة من بيتها ومهمتها ورسالتها ودفعها إلى ميادين العمل نهاراً وإلى ميادين اللهو والأهواء ليلاً، حتى لا يوجد لديها وقت تنفقه من أجل أطفالها وأسرتها وحتى تخرج أجيال من الشباب فاقدة لحنان الأمومة، تعيش في أحضان الخادمات والمرضعات وقد غاضت من حولهم ينابيع الرحمة وحل محلها لون من القسوة والعنف بحيث يصبح الطفل متمرداً على المجتمع ناقماً على البيئة، مفرغاً من العاطفة والحب والحنان، ولقد كان من أخطر ما يواجه المجتمع أن يفقد الشباب والفتيات النموذج الطيب والقدوة الحسنة في الآباء والأمهات ومن ثم لا يجد إلا مفاهيم الغربة والقلق والانحلال.
ولذلك فان ظاهرة عودة المرأة المسلمة إلى الله في العصر الحاضر تتطلب إضاءة الطريق أمامها لتعرف رسالتها ومسئوليتها والتحديات التي تواجهها حتى تستطيع أن تلتمس طريقاً صحيحاً وتتعرف إلى مهمتها الأصيلة وتستمسك بها على طريق الحق، فعليها أن تثبت في وجه المغريات والأهواء، وعوامل الإخضاع وأساليب السخرية فان لها من الأجر الجزيل لأنها حفظت أمانتها وكرامتها وعرضها وارتفعت فوق الأهواء الباطلة والزائفة فلها حياة طيبة في الدنيا تقدم بها إلى الأمة أجيالها الجديدة القادرة على حمل الأمانة، وله من الله حسن الجزاء في الآخرة.
http://www.resalah.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/412)
المرأة المسلمة في وجه التحديات ( 2 )
أنور الجندي
2- وفي المجال الأوسع وهو مجال عمل المرأة، نواجه المرأة عشرات التحديات والأزمات والمشاكل.
فقد عرضها إلى أن تُفسد بيتها وتفسد زيها وتفسد أسلوب تعاملها مع الرجل. وعرضها لمخاطر كثيرة. ولو أن المرأة لم تأخذ بتلك المسلمات الكاذبة التي ظلت محاولات النسائيين دعاة تحرير المرأة تبثها سنوات وسنوات حتى صدقها الكثيرون ثم كشفت التجربة عن الارتطام بالحقائق فما يزال عمل المرأة في الحقيقة على حساب الأسرة والطفولة والبيت، ذلك أن هذا الوقت الذي تقضيه المرأة في المكتب أو المصنع أو المتجر لا يحقق من الأثر كفاء ما يفقده البيت والأسرة والطفل، فضلاً عن أن ما تحصل عليه من دخل مادي لا ينفق في خدمة الأسرة، بل في سبيل تغطية كطالب تتعلق بالملبس والمواصلات، ولا يوازي في مجموعه تلك الخسارة التي يفقدها البناء في حضانة المرضعات والحاضنات فتفقد أهم ما تعطي الأم ولا يعطي غيرها بديلاً منه: العاطفة ولبن الأم والوجدان.
ولقد خرجت المرأة المسلم إلى العمل في العقود الأخيرة دون أن تفهم حقيقة مهمتها في الحياة الاجتماعية أو طبيعة ترطيبها البيولوجي أو دورها في الأمة. ذلك أن هذا كله لم تتعلمه مع الأسف لأن مناهج التعليم لا تقدم للفتاة ما يدلها على الطريق الصحيح أو يهديها على الحق.
وهكذا نجد أن المحاولة التي قام بها النسائيون دعاة تحري المرأة في العصر الحديث لم تكن في الحقيقة إلا ضد هذه الأمة وضد قيمها وضد رصيدها المعنوي والمادي جميعها.
وعلى حساب الأسرة المسلمة وحساب المرأة نفسها فأنها محاولة مسمومة مضللة، حاولت أن تقدم مجموعة خاطئة من المسلمات ثم مضت تركز هذه المفاهيم خلال تلك السنوات الطويلة من قنوات الصحافة والإذاعة والسينما والمسرح والقصة.
[كيف لو رأي الفضائيات - المنحرفة - عليه رحمة الله] وهي في مجموعها ترمي إلى خلق عقلية خارج نطاق الزوجية والأسرة والأمومة من حيث هي قادرة مضللة للمرأة تصورها بصورة القادرة على الحيلة في المجتمع، مادياً على أن تجد موردها الذي تعيش به. وان هذا القدر يعطيها الحق في أن تختار الطريق الذي ترضاه في الحياة الاجتماعية والذي ربما تخرج به عن الضوابط والحدود والأعراف التي رسمها الدين.
كذلك فان اختبار موانع الحمل والإجهاض كانت عاملاً هاماً في فتح الطريق أمامها إلى كل الرغبات والأهواء التي ساقها غليها الرجل، ومن ثم أصبحت الفتاة قبل الزواج أو بعده قادرة على ممارسة كل رغباتها في ظل موانع طبية مقررة تعيد دم البكارة الأحمر إلى مكانه أو تحول دون وقوع الحمل.
إن الخطاء كله جاء من الذين يتآمرون على المرأة عن طريق تملكها بالقول بأنها مساوية للرجل، وبأنها مستقلة عن الرجل وأنها تصلح لأعمال الرجل. والقول بأن مهمة البيت هي مهمة الخادمة وكيف يسخرون ويهونون من مفهوم الأسرة والأمومة والزوجية ويسخرون منه.
إن محاولة تحرير المرأة كانت سبحاً ضد النهر ومعارضة للفطرة، انه مثابة انحراف للمرأة عن أداء رسالتها ومعوق لعملها الطبيعي الذي يتفق مع طبيعتها وتكوينها وهو خيانة كبرى، على الحياة الزوجية والبيت والأطفال والأسرة. وقد تحرض المرأة للتمرد على رسالتها ومسئوليتها.
إن المفاهيم التي طرحتها حركة تحرير المرأة بالإضافة إلى ما قدمته مفاهيم الاستشراق والتبشير والتغريب كانت جميعها في حاجة إلى مراجعة وكانت مختلفة مع الفطرة ومقررات العلم الحديث فقد أثبتت هذه المباحث والتحقيقات أشياء كثيرة جديرة بالنظر.
http://www.resalah.netالمصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/413)
الفتاة المتميزة
أختي المسلمة.. هل فكرتي مسبقاً بأن تكوني متميزة عن باقي الأخريات.. كيف يكون هذا التميز.. وبماذا يكون هذا التميز.. هل فكرتي بالتميز الذي يرضي الله - سبحانه و تعالى -.. تميز في الدنيا والآخرة.. أم أي نوع من التميز؟؟!!!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: تأملت واقع كثير من الفتيات فرأيت أن كل واحدة منهن تريد أن تكون متميزة عن غيرها.
فهذه تريد أن تكون متميزة في ملابسها بحيث لا يشبهها في ذلك أحد.. وهذه تريد أن تكون متميزة في ماكياجها بحيث تلفت نظر كل من تقع عيناه عليها..
وثالثة تريد أن تكون متميزة في طريقتها في التعامل مع الآخرين، وحتى في طريقة كلامها ومشيتها وأخذها وعطائها وطريقتها في الرد على الهاتف وغير ذلك من الأمور..
هل هذا هو التميز المطلوب الذي ينفع الفتاة في دينها ودنياها؟
هل هذا هو التميز الذي يبعث على العفاف والفضيلة، ويدعو إلى الحياء والخلق الرفيع؟
هل هذا هو التميز الذي ينهض بالأمة ويعيد لها أمجادها من جديد؟
هل هذا هو التميز الذي يجعل المرأة عنصرا فاعلا في المجتمع، ويحقق لها مشاركتها الفعالة في بناء الحضارة المدنية؟
إن التميز - يا أختاه - في شخصية الإنسان.. في فكره الوقاد، أهدافه السامية، وغاياته النبيلة..
إن التميز يا أختاه في التزام مكارم الأخلاق والبعد عن مساوئها..
إن التميز يا أختاه في الاهتمام بمعالي الأمور والبعد عن سفاسفها..
إن التميز في المحافظة على الأوامر الشرعية والصبر على ذلك والانتصار على وساوس الشيطان وحيلة الماكرة..
التميز: أن لا ترضي أن يسبقك، أحد في عبادة الله وطاعته والتقرب إليه بأنواع القربات.. قال أحد السلف: إذا رأيت المرء ينافسك في الدنيا، فنافسه أنت في الآخرة.. وما أجملها من منافسة، وما أحسنه من سباق.. إنه سباق. الجنان.. سباق نحو الفوز بالجنة والنجاة من النار.. سباق نحو تطهير وحزازات الصدور..
التميز: في الحرص على الطاعة والبعد عن المعصية والإضاعة..
التميز: في الانقياد لأمر الله والتسليم لرسوله..
" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا" [الأحزاب: 36]. إننا - يا أختاه - أمة التميز والفضل والعدل والخيرية، ولكن ذلك مشروط بقيامنا بمهمتنا التي خلقنا الله لأجلها، وهي الإيمان به - سبحانه و تعالى - ، وعبادته وحده لا شريك له، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويوم تفرط الأمة - رجالا ونساء - في هذا الواجب تذبل وتضمحل، وتصبح أمة لا كيان لها ولا شأن، قال - تعالى - : "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" [آل عمران: 110].
التميز في العبودية:
نحن عبيد لله - عز وجل - شئنا أم أبينا، بل إن عزتنا وفخرنا وكرامتنا ونهضتنا هي في تلك العبودية لله - عز وجل - والبراءة من عبادة ما سواه.. قال الشاعر:
مما زادني شرفا وفخرا *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا
ومن تكبر عن عبادة الله - عز وجل -.. ابتلي بعبادة ما سواه من البشر أو الأحجار أو الأشجار، أو الأفكار المنحرفة والأيدلوجيات الباطلة، والاتجاهات الخاسرة، فأي الفريقين أهدى سبيلا؟!
هل تعلمين أن هناك من تعبد فستانها وحذاءها وماكياجها؟ أليست العبادة هي غاية الحب مع غاية الذل؟ وهي قد صرفت حبتها وانقيادها لهذه الأمور من دون الله - تعالى -.. فأي تميز لمن كان هذا حالها.. قال النبي:"تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم تعط لم يرض"[رواه البخاري].
فاحذري أختاه من أن يشغلك عن ربك شاغل، بل اقطعي كل لشواغل التي تعترض طريق استقامتك على منهج الله - عز وجل -..
التميز في الإيمان:
إن المؤمنة المتميزة هي التي ترك الإيمان في نفسها وجوارحها آثاره الجميلة، استقامة على شريعة الإسلام، وعملا بالكتاب والسنة، ورغبة في إصلاح النفس والخلق، وشعورا بالرضا والسكينة والطمأنينة، ورفضا لكل مظاهر التغريب والتخريب، وتمسكا بالطهارة والفضيلة والعفاف وإن سخر منها الساخرون واستهزأ بها المستهزئون.
التميز: أن تكوني على الحق وإن كنت وحدك.
التميز في أداء العبادات:
فالفتاة المتميزة تؤدي عباداتها على وجهها المشروع ولا تنقص منها شيئا أو تزيد عليها شيئا، لأنها تعلم أن الإحداث والابتداع مرفوض في دين الإسلام، قال النبي"من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد"[رواه مسلم].
1 - التميز في إقامة الصلاة:
والتميز في الصلاة يكون بالعلم بأحكامها، أركانها، وواجباتها، وسننها، ومكروهاتها، ومبطلاتها، والإتيان بها في مواقيتها، وتعظيم شأنها، لأنها عماد الدين، وأول ما يحاسب الإنسان عليه يوم القيامة..
وإذا نظرنا في حال المسلمات اليوم مع الصلاة، وجدنا تفريطا عظيما وجهلا كبيرا بأحكام الصلاة، والنبي جعل حافظة المرأة على الصلاة من أسباب دخولها الجنة فقال عليه:"إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة، من أبواب الجنة شئت"[رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني].
2 - التميز في أداء الزكاة:
كثير من الفتيات تغفل عن هذا الركن العظيم من أركان الإسلام ألا وهو"أداء الزكاة"أما الفتاة المتميزة فإنها تؤدي زكاة لها إذا كان لها مال أو حلي بلغ نصابا وحال عليه الحول، وهي تتهاون في ذلك أبدا، ولا تتهرب من أداء هذا الواجب الإسلامي العظيم، بل تجعل لها موعدا محددا كل عام تخرج فيه زكاة مالها، طيبة بذلك نفسها.
والفتاة المتميزة تكثر كذلك من الصدقات والنفقات في أوجه البر تبتغي بذلك وجه الله، وترجو بإنفاقها الدرجات العلا في الجنة.
3 - التميز في صيام رمضان:
أغلب نساء المسلمين يصمن رمضان، ولكن المتميزات منهن قليل، فرمضان تحول في واقع أكثر المسلمات إلى شهر للطعام والشراب، وإضاعة الأوقات في النوم والسهر وإعداد ألوان الأطعمة والمشروبات، ومشاهدة البرامج والمسلسلات والفوازير والمسابقات وغير ذلك.
أما الفتاة المتميزة، فهي التي تصوم الشهر كما أرد الله - عز وجل - ، فتحفظ الرأس وما وعي، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، تقضي الساعات الطوال في قراءة القرآن، وتتخلق بأخلاق الصائمات من صدق وأمانة وصبر وحياء وكرم، وتحفظ لسانها من كل زور وبهتان وسمت، وغيبة ونميمة، وسخرية واستهزاء.. ولا تنسى الفتاة المتميزة قيام كل ليلة من ليالي رمضان، وتهتم كذلك بالعشر الأواخر من رمضان، وتكثر فيها من العبادة والذكر والصلاة، وتتحرى فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فمن حرم من خيرها فهو المحروم حقا.
4 - التميز في حج بيت الله الحرام:
كثير من فتيات المسلمين يفرطن في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام تفريطا عجيبا، مع أنه يجب على الفور في أصخ أقوال أهل العلم، فإذا بلغت الفتاة، وتيسر لها تكاليف الحج، ووجدت المحرم، وجب عليها المبادرة إلى أداء فريضة الحج.. أما اليوم فإن الفتاة قد تبلغ العشرين من عمرها ولما تحج بيت الله بعد، بل إن هناك من بلغن الثلاثين ولم يحججن دون أي سبب شرعي.. فما هذا الجفاء يا أختاه؟! ألا تشتاقين إلى رؤية الكعبة المشرفة - عروس المحبين - ؟ ألا تتوقين إلى الطواف والسعي والوقوف بعرفة ورمي الجمار؟
إن الفتاة المتميزة هي التي تسارع بأداء فريضة الحج لأنها تعلم أن الحج هو جهاد المرأة، فعن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل الأعمال، أفلا نجاهد؟ فقال:"لكن أفضل الجهاد حج مبرور"[رواه البخاري].
تميزك في طاعتك لوالديك:
بعض الفتيات وبخاصة فتيات الجامعة، ترى نفسها أفضل من غيرها، حتى من والديها اللذين لم يأخذا حظهما من التعليم كما أتيح لها، فهذه الفتاة تجد صعوبة في الاستفادة من تجارب والديها في الحياة، وتنظر إليهما على أنهما يمثلان نمطا قديما قد تجاوزه الزمن، ولذلك فإنها لا تلقي لهما بالا، ولا تعطيهما حقهما من التقدير والاحترام، وهذا من أعظم الجحود والعقوق والكبر، وإذا كان ذلك هو تعامل تلك الفتاة مع والديها، فكيف بتعاملها مع الآخرين؟ إن هذه الفتاة لابد أن تتعلم أنها مهما بلغت في العلم والمعرفة والمكانة الرفيعة، فإن ذلك بفضل الله أولا ثم بفضل والديها، اللذين قاما على صيانتها ورعايتها وتعليمها والإنفاق عليها، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. قال النبي:"لا يدخل الجنة عاق"[رواه النسائي وصححه الألباني].
أما الفتاة المتميزة، فإنها تطيع والديها في المعروف، وتحترمهما غاية الاحترام، وتقدرهما غاية التقدير، وتخفض لهما الجناح، وتجعل رضاهما غايتها في هذه الحياة، لأن رضا الله - تعالى - في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما..
تميزك في أنوثتك:
وبعض الفتيات - هداهن الله - تحتقر إحداهن أنوثتها، فتشعر دائما بالنقص والدونية، ولذلك فهي تلجأ إلى تقليد الجنس الآخر من الشباب، فتلبس ملابسهم، من بناطيل وأحذية وقمصان وغيرها، وتقص شعرها مثلهم، وهناك قصة محرمة تسمى"قصة الولد"تستعملها بعض المترجلات، وهناك من الفتيات من تمشي مشية الرجال، بل وتتكلم على طريقتهم وتتعمد تخشين صوتها مثلهم..
وقد تفعل الفتاة ذلك في أول الأمر تقليدا لغيرها من غير وعي أو فهم، ولكنها بمرور الوقت تتعود ذلك ويصبح عندها ميل إلى الذكورية.
إن الفتاة التي تميل إلى التشبه بالرجال تحط من مكانتها كفتاة مؤدبة، ويجعلها ذلك مسايرة لركب الأعداء الذين فقدوا الأخلاق والفضائل، وفوق ذلك فإنها ترتكب إثما عظيما لقول رسول الله"لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء"[رواه البخاري].
ويذكر بعض العلماء أن تشبه المرأة بالرجل في اللباس العادات وغيرها، من شأنه أن يعمل على زيادة هرمونات الذكورة عند المرأة، ويصبح عندها نوع من النفور من الرجال وتميل إلى الشذوذ، وهذا ما حدث بالفعل في بلاد الغرب.
تميزك في أهدافك:
إن هدف كل إنسان هو الذي يبين عقله ويفصح عن آماله وأحلامه في هذه الحياة. والله - تعالى - يقول: إن سعيكم لشتى [الليل: 92].. فهذه هدفها في الحياة أن تدخل الجامعة وتصبح فتاة جامعية!! وهذه هدفها أن تصبح طبيبة.. وهذه هدفها أن تصبح مدرسة.. وهذه هدفها أن تتزوج.. وهذه هدفها أن تكمل دراستها.. وهذه هدفها أن تصبح امرأة مشهورة تتحدث عنها وسائل الإعلام.. وهكذا.. ولكن ماذا بعد ذلك؟ ماذا بعد أن تكوني طبيبة أو مدرسة أو مديرة أو زوجة أو مشهورة؟! هل هذا هو غاية أمانيك؟ هل هذا هو سبب وجودك في الحياة.. وهنا يظهر التميز.. فالفتاة المتميزة لها هدف أساسي وأهداف أخرى مساعدة، فهدفها الأساسي:
رضا الله - عز وجل -. الفوز بالجنة. النجاة من النار.
والأهداف الأخرى الفرعية هي التي تساعدها على الوصول إلى غايتها، مثل الزواج إذا كان بنية التهاون بن الزوجين على طاعة الله، وإقامة حياة إسلامية نظيفة، وإنجاب ذرية يتعاونا على تنشئتها تنشئة إسلامية صالحة.
ومثل ذلك أن تكون الفتاة طبيبة لخدمة نساء المسلمين، أو معلمة لتعليم بنات المسلمين، وهكذا فإن الحياة كلها ينبغي أن تكون مرتبطة بالهدف الرئيس والغاية العظمى وهي: رضا الله - الفوز بالجنة - النجاة من النار، قال - تعالى - : "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" [الأنعام: 162 - 163].
تميزك في أخلاقك وآدابك:
بينما فرط كثير من فتيات المسلمين في أخلاق الإسلام وآدابه السامية، وتمسكن بأخلاق وعادات الغرب وتقاليده، نجد أن الفتاة المتميزة لا زالت تحتفظ بأخلاقها الإسلامية وآدابها القرآنية، لا تفرط في ذلك أبدأ، لأنها لا ترى مانعا من أن تكون فتاة عصرية متمدنة، ومع ذلك تكون محافظة على أخلاقها وآدابها الشريفة، فهل من لوازم التمدن والعصرنة أن تقول الفتاة عند التحية"ها لو"أو"هاي"بدلا من:"السلام عليكم ورحمة الله"؟ وهل من مقتضيات التمدن أن تتخلى الفتاة عن حيائها وعفتها وبعدها عن أماكن الفتن ومواطن الشبهات؟
وهل من دواعي المدنية أن تجيد الفتاة فنون الرقص والغناء ويكون لها سجل حافل بالعلاقات المشبوهة بدعوى الحب البريء والتقدير المتبادل بين الجنسين؟
لا.. لا أيتها الأخت الفاضلة.. لقد جربت أوربا كل أنواع الاختلاط والإباحية، فما زادها ذلك إلا سعارا جنسيا، وشبقا محموما، فأين هذا ممن يقولون إن الاختلاط والإباحية يمكن أن يؤديا إلى ضبط الغرائز ولجم الشهوات!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا [الكهف: 5].
فالله الله - أختي المسلمة - في التمسك بمكارم الأخلاق، وأبشرك بقول النبي:"بدأ الإسلام غريبة وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"[رواه مسلم].
تميزك في علاقاتك بالآخرين:
الفتاة المتميزة تتسم بالإيجابية وبخاصة في تعاملها مع الآخرين، فهي اجتماعية، بشوشة، متواضعة، غير معقدة، تحترم وجهات نظر الآخرين، وتقدر آراءهم وإن كانت مخالفة لما تراه هي.. وسيلتها في الإقناع الحوار الهادئ والمجادلة بالحسنى مع التزام الرفق واللين وإشعار المخاطب بمحبته والحرص عليه..
والفتاة المتميزة شعلة من النشاط والحيوية في تقديم المساعدة للغير، ورسم البسمة فوق شفاه طالما حرمت منها. وأخيرا نقول لك: تميزك في إحساسك بالآخرين.
http://www.mnar.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/414)
وأهلها مصلحون
مريم أحمد الأحيدب
في أحد المجالس النسائية، وبينما كان الجميع يتجاذب أطراف الحديث.. جالت أسماعنا هنا وهناك.. فإذا بنا نرى ونسمع العَجَب العُجَاب.. حيث لاحظنا تناقضاً عجيباً في ردود فعل بعض الحاضرات... تجاه ما يُقدّم لهن من نصائح وعظات.. وإليكِ بعضاً منها:
إحدى الزوايا:
سعاد: ما لي أراك مرتديةً هذا الفستان؟!
رجاء: ما به؟!
سعاد: ألا ترين أنّ (موديله) قديم.. وأنّ الدهر قد أكل عليه وشرب.. صدّقيني من يراكِ ترتدينه يقول عنكِ متخلفة.. وليس عندكِ (ذوق).
ردّة الفعل المتوقعة!!
رجاء: بصراحة أشكرك من كل قلبي.. على هذه النصيحة.. هل تصدقين؟! كنت سأرتديه لحضور حفل الخميس المقبل.. لكن الحمد لله أنك أخبرتني بذلك قبل أن ألبسه..
إحدى الزوايا:
هند: ِلمَ يا هدى لِمَ تغيّري لون عدساتكِ.. فهي لم تناسب لون بشرتكِ إطلاقاً؟! بصراحة كنت مترددة في إخبارك، لكن وجدت واجبي كصديقه يُحتّم عليّ ذلك.. حتى لو كان في الأمر ما يضايقك..
ردّة الفعل المتوقعة!!
هند: بل العكس هو الصحيح، لو لم تخبريني لعتبت عليك أشدّ العتب، وإلا فما فائدة الصداقة إذاً!
إحدى الزوايا:
حصة: تعلمين يا منى.. كم أُكِنّ لك من الحُب والاحترام؟ كيف لا وأنت الصديقة الوفية وبنت العم الغالية..
منى: حتى أنا ـ يعلم الله ـ أني أبادلك هذا الشعور بمثله..
حصة: ولكن هذا كله لا يمنعني من إخبارك بأمرٍ جال في صدري.. ولولا فرط حبي لكِ وخوفي عليكِ لما أخبرتكِ به..
منى: تفضّلي.. فكلّي آذانٌ صاغية.
حصة: من المؤكّد يا أخيّه أنّكِ سمعتِ حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله النامصة والمتنمصة"؟
منى: نعم.. لقد تناولناه بالدراسة في المرحلة المتوسطة.
حصة: إذاً.. فأنت تعرفين النمص، وتعرفين حكمه! أتعرفين أنَّ من تقع فيه تعرّض نفسها للطرد والإبعاد عن رحمة الله؟!
أخيتي.. ارفعي يديك عن حاجبيك.. فلا أظنكِ مستغنية عن رحمة ربك.. ولا أظن جسدك يقوى على النار..
منى ـ محاولةً إنهاء الحوار ـ: حسناً.. حسناً.. ثمّ انصرفت.
ردّة الفعل المتوقعة!!
منى: أرأيت يا سعاد.. ماذا فعلت حصة؟!
سعاد: ماذا فعلت؟!
منى: أخذت تمطرني بوابلٍ من النصائح.. كل هذا لأنني أخذت جزءً من شعر حاجباي.. ولا أدري أهما حاجباي أم حاجباها؟
سعاد: غير معقول.. تصرّفٌ غير لائق.. لا أدري.. لماذا بعض الناس لا يفهمون أن هذه مسائل شخصية.. وينبغي عدم التدخل بها!
(انتهى)
لابد أن العجب والدهشة قد أخذت منكم كل مأخذ، لكن وللأسف الشديد..هذه وقائع متكررة في مجالسنا، تصرفات متناقضة.. ردود فعل متضادة.. إن دلت على شيء فإنما تدل على ضعف الإيمان, ونقص التقوى.. حتى أصبح المنكر معروفاً، والمعروف منكراً.. ونسوا أن الإصلاح من أهم مستلزمات الصلاح، وأنه من أسباب دفع العقوبات.. قال - تعالى -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117].
ثم إن ترك التناهي عن المنكر من أسباب الوقوع في اللعن ـ والعياذ بالله ـ حيث ذكر الله ذلك في معرض ذمه لبني إسرائيل.. قال - تعالى -: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ* كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79].
فالمجتمع الذي لا تُرفع فيه راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجتمع يُخشى عليه من الهلاك.. ويا ليتنا نحرص على التناصح في أمور ديننا الذي هو عصمة أمرنا.. كحرصنا على التناصح في أمور دنيانا..
فيا معشر النساء.. أفيقوا من سُباتكن.. واتقين الله فيما استخلفكن عليه.."فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيّته..".
http://www.lahaonline.com المصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/415)
أرقام تؤكد الذل والمهانة
أرقام تؤكد الذل والمهانة.. نار المرأة العربية.. أفضل من جنة المرأة الغربية!
في سياق رؤيتنا الحضارية لواقع المرأة الغربية من الداخل. سنترك دائماً أصحاب الشأن يتكلمون وسنترك الأرقام تفصح عن الحقيقة, فربما ننشئ حوار حضارات حقيقيًا، ليس فقط بين فكرين أو منهجين وإنما أيضًا بين واقعين.
سنتوقف عند العنف الأسري ضد المرأة في الغرب، حيث سيظهر هذا الدراسة أن المرأة المهانة ليست امرأة أفغانستان ذات البرقع، ولا امرأة جزيرة العرب التي تعيش في حيز من الصون والحرمة يدعو كل المجتمع ليقدم لها التوقير والاحترام، وإنما الابتذال الحقيقي هو في جعل المرأة سلعة كما جميع السلع. والعدوان عليها بشتى أشكال التعسف والاضطهاد الذي ستقدمه لنا الأرقام التالية:
أولاً: المرأة في أمريكا:
في عام 1981 أشار 'شتراوس' إلى أن حوادث العنف الزوجي منتشرة في 50: 60% من العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قدر 'راسل' عام 1982 هذه النسبة بـ21%، وقدرت 'باغلو' النسبة بأنها تترواح بين 25 و 35% كما بين 'أبلتون' في بحثه الذي أجراه عام 1980 على620 امرأة أمريكية أن 35% منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل من قِبل أزواجهن، ومن جهتها أشارت 'والكر' استنادًا إلى بحثها عام 1984 إلى خبرة المرأة الأمريكية الواسعة بالعنف الجسدي، فبينت أن 41% من النساء أفدن أنهن كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن، و44% من جهة آبائهن، كما بينت أن 44% منهن كن شاهدات لحوادث الاعتداء الجسدي لآبائهن على أمهاتهن.
في عام 1985 قتل 2928 شخصًا على يد احد أفراد عائلته، وإذا أردنا معرفة ضحايا القتل من الإناث وحدهن لوجدنا أن ثلثهن لقين حتفهن على يد زوج أو شريك حياة، وكان الأزواج مسئولين عن قتل 1984،في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في 10% من الحالات.
أما إحصاءات مرتكبي الاعتداءات ضد النساء في أمريكا: ثلاثة من بين أربعة معتدين هم من الأزواج, 9% أزواجًا سابقين، 45% أصدقاء، و 32% أصدقاء سابقين. إحصائية أخرى تدرس نسبة المعتدين، تبين أن الأزواج المطلقين أو المنفصلين عن زوجاتهم ارتكبوا 69% من الاعتداءات بينما ارتكب الأزواج 21%.
وقد ثبت أن ضرب المرأة من قبل شريك لها، هو المصدر الوحيد، والأكثر انتشارًا الذي يؤدي إلى جروح للمرأة، وهذا أكثر انتشارًا، من حوادث السيارات والسلب والاغتصاب كلها مجتمعة.
وفي دراسة أخرى تبين أن امرأة واحدة من بين أربعة نساء، يطلبن العناية الصحية من قبل طبيب العائلة، يبلغن عن التعرض للاعتداء الجسماني من قبل شركائهن.
تم توزيع بيانات على مستوى الولايات شملت 6000 عائلة أمريكية ونتج عنها 50% من الرجال الذين يعتدون بشكل مستمر على زوجاتهم يعتدون أيضًا وبشكل مستمر على أطفالهم.
واتضح أن الأطفال الذين شهدوا عنف آبائهم معرضون ليكونوا عنيفين ومعتدين على زوجاتهم، بنسبة ثلاثة أضعاف، من الذين لم يشهدوا العنف في طفولتهم، أما أولياء الأمور العنيفون جدًا فأطفالهم معرضون ألف ضعف ليكونوا معتدين على زوجاتهم في المستقبل.
ثانيًا: المرأة في بريطانيا:
أما في بريطانيا فإن أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك. وارتفع العنف في البيت بنسبة 46% خلال عام واحد إلى نهاية آذار 1992، كما وجد أن 25% من النساء يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن. وتتلقى الشرطة البريطانية 100 ألف مكالمة سنويًا لتبلغ شكاوى اعتداء على زوجات أو شريكات، علمًا بأن الكثير منهن لا يبلغن الشرطة إلا بعد تكرار الاعتداءات عليهن عشرات المرات. وتشير 'جين لويس' إلى أن ما بين ثلث إلى ثلثي حالات الطلاق تعزى إلى العنف في البيت، وبصورة رئيسة إلى تعاطي المسكرات وهبوط المستوى الأخلاقي.
وقد أظهر استطلاع نشرت نتائجه في بريطانيا تزايد العنف ضد النساء. ففي استطلاع شاركت فيه سبعة آلاف امرأة قالت 28% من المشاركات: إنهن تعرضن لهجوم من أزواجهن, ويفيد تقرير بريطاني آخر أن الزوج يضرب زوجته دون أن يكون هناك سبب يبرر الضرب ويشكل هذا 77% من عمليات الضرب. ويستفاد من التقرير نفسه أن امرأة ذكرت أن زوجها ضربها ثلاث سنوات ونصف سنة منذ بداية زواجها، وقالت: لو قلت له شيئًا إثر ضربي لعاد ثانية لذا أبقى صامتة، وهو لا يكتفي بنوع واحد من الضرب بل يمارس جميع أنواع الضرب من اللطمات واللكمات والركلات والرفسات، وضرب الرأس بعرض الحائط ولا يبالي إن وقعت ضرباته في مواقع حساسة من الجسد.
وأحيانًا قد يصل الأمر ببعضهم إلى حد إطفاء السجائر على جسدها، أو تكبيلها بالسلاسل والأغلال ثم إغلاق الباب عليها وتركها على هذه الحال ساعات طويلة.
تسعى المنظمات النسوية لتوفير الملاجئ والمساعدات المالية والمعنوية للضحايا، وتقود 'جوان جونكلر' حملة من هذا النوع، فخلال اثني عشر عامًا مضت، قامت بتقديم المساعدة لآلاف الأشخاص من الذين تعرضوا لحوادث اعتداء في البيت، وقد جمعت تبرعات بقيمة 70 ألف جنيه إسترليني لإدارة هذه الملاجئ وقد أنشئ أول هذه المراكز في مانشستر عام 1971، ثم عمت جميع بريطانيا حتى بلغ عددها 150 مركزًا.
http://www.alezah.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/416)
التنبيهات للأخوات المصليات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد جمعت هذه التوجيهات للأخوات المسلمات المصليات في بيوت الله - عز وجل -؛ بياناً للأخطاء التي تقع منهن وتذكيراً لهن عما يغفلن عنه من الأمور، رزقنا الله وإياهن حسن العمل وقبوله.
1 - حجاب المرأة المسلمة:
المرأة كلها عورة خارج الصلاة فلا يحل لها أن تبدي شيئاً من جسمها لغير محارمها، فيجب عليها أن تستر وجهها ويديها وقدميها وجميع أجزاء بدنها وهذا هو الحجاب الذي أمرت به، قال - تعالى -: "يَأَيُّهَا النبي قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ" [الأحزاب:59] وهو كرامة المرأة وحصنها من كل شيطان.
ويتأكد ستر المرأة إذا خرجت من المسجد، فمن النساء من تظهر يديها أو قدميها وربما وجهها أثناء ذلك وهذا فيه مخالفة لأمر الله ورسوله قالت عائشة - رضي الله عنها -: (كان النساء يصلين مع رسول الله ثم ينصرفن متلفعات بمروطهن ما يُعرفن من الغلس) [متفق عليه].
2 - عورة المرأة داخل الصلاة:
(كل المرأة عورة إلا وجهها في الصلاة) وفي كفيها وقدميها خلاف، وذلك كله حيث يراها رجل غير محرم لها فإن كان يراها رجل غير محرم لها وجب عليها سترها كما يجب عليها سترها خارج الصلاة.
قال رسول الله: {لا يقبل الله صلاة حائض - أي من بلغت المحيض - إلا بخمار} [رواه الخمسة].
وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين عن حكم ظهور القدمين والكفين للمرأة في الصلاة مع العلم أنها ليست أمام الرجال ولكن في البيت؟ فأجاب بقوله: (المشهور من مذهب الحنابلة - رحمهم الله - أن المرأة البالغة الحرة كلها عورة في الصلاة إلا وجهها، وعلى هذا فلا يحل لها أن تكشف كفيها وقدميها، وذهب كثير من أهل العلم إلى جواز كشف المرأة كفيها وقدميها، والاحتياط أن تتحرز المرأة من ذلك لكن لو فرض أن امرأة فعلت ثم جاءت تستفتي فإن الإنسان لا يجرؤ أن يأمرها بالإعادة).
3 - تحريم استعمال الطيب للمرأة المصلية في المسجد:
يجب على المرأة أن تجتنب الطيب إذا خرجت إلى المسجد لقوله: {لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات} [رواه أحمد وأبو داود]. ومعنى {تفلات} أي غير متطيبات.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة} [رواه مسلم وأبو داود والنسائي]، وروى مسلم من حديث زينب امرأة ابن مسعود: {إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً}.
قال الإمام الشوكاني: (فيه دليل على أن خروج النساء إلى المساجد إنما يجوز إذا لم يصحب ذلك ما فيه فتنة وما هو في تحريك الفتنة نحو البخور)، وقال: (قد حصل من الأحاديث أن الإذن للنساء من الرجال إلى المساجد إذا لم يكن في خروجهن ما يدعو إلى الفتنة من طيب أو حلي أو زينة).
وقال الشيخ صالح الفوزان - وفقه الله -: (وبهذه المناسبة أود أن أنبه لأمر يتعلق ببعض النساء اللاتي يحضرن إلى المساجد خلال شهر رمضان حيث يحضرن معهن مبخرة وعوداً ويتبخرن بها وهن في المسجد فتعلق الرائحة بهن فإذا خرجن للسوق وجد بهن أثر الطيب وهذا خلاف المشروع في حقهن).
واقرئي أختي المسلمة هذا الحديث من عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد عن جده قال: (خرجت مع أبي هريرة من المسجد ضحى فلقيتنا امرأة بها من العطر شيء لم أجد بأنفي مثله قط)، فقال لها أبو هريرة: (عليك السلام)، فقالت: (وعليك)، قال: (فأين تريدين؟) قالت: (المسجد)، قال: (ولأي شيء تطيبت بهذا الطيب؟) قالت: (للمسجد)، قال: (آلله؟) قالت: (آلله)، قال: (آلله؟) قالت: (آلله)، قال: (فإن حبي أبا القاسم أخبرني أنه لا تقبل لامرأة صلاة تطيبت بطيب لغير زوجها، حتى تغتسل غسلها من الجنابة، فاذهبي فاغتسلي منه، ثم ارجعي فصلي) [رواه النسائي].
4 - ترك الزينة والحلي:
على المرأة ألا تخرج متزينة بالثياب والحلي. قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: (لو أن رسول الله رأى من النساء ما رأينا لمنعهن من المسجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها) [متفق عليه].
قال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار على قول عائشة: (لو رأى ما رأينا): يعني من حسن الملابس والطيب والزينة والتبرج. وإنما كان النساء يخرجن في المرط والأكسية والشعلات الغلاظ.
وقال الإمام الجوزي - رحمه الله -: (ينبغي للمرأة أن تحذر من الخروج مهما أمكنها إن سلمت في نفسها لم يسلم الناس منها، فإذا اضطرت إلى الخروج خرجت بإذن زوجها في هيئة رثة وجعلت طريقها في المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق، واحترزت من سماع صوتها ومشت في جانب الطريق لا في وسطه).
5 - صفوف النساء:
إن كانت المرأة وحدها صفت وحدها خلف الرجال لحديث أنس حين صلى بهم رسول الله قال: {قمت أنا واليتيم وراءه وقامت العجوز من ورائنا} [رواه الجماعة إلا ابن ماجة]. وعنه: {صليت أنا واليتيم في بيتنا خلف النبي وأمي خلفنا - أم سليم -} [رواه البخاري].
وإن كان الحضور من النساء أكثر من واحدة فإنهن يقمن صفاً أو صفوفاً خلف الرجال لأنه كان يجعل الرجال في أول الصفوف والغلمان خلفهم والنساء خلف الغلمان [رواه أحمد].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها} [رواه الجماعة إلا البخاري].
ففي الحديثين دليل على أن النساء يكن صفوفاً خلف الرجال ولا يصلين متفرقات إذا صلين خلف الرجال سواء كانت صلاة فريضة أو صلاة تراويح. ومما يلاحظ على الأخوات المصليات أن المرأة تصلي في صف وحدها أو معها أخرى فقط، قال الشيخ محمد الصالح العثيمين: (مما يجب التنبيه له أن بعض النسوة إذا خرجن للصلاة في المساجد مع الجماعة فإن البعض منهن يصلين منفردات خلف الصف وهذا خلاف السنة لقوله: {خير صفوف النساء آخرها.....} فتبين بذلك أن النساء يكن صفوفاً كما قال - عليه الصلاة والسلام -: {لا صلاة لمنفرد خلف الصف}).
6 - الصف الأفضل للمرأة:
قال رسول الله: {خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها} [رواه الجماعة إلا البخاري]. حمل العلماء - رحمهم الله - هذا الحديث على ما إذا عدم الفاصل بين الرجال والنساء، أما إذا وجد ساتر وفاصل فإن الأفضلية تكون للصف الأول في حقهن، وهو اختيار الشيخ محمد الصالح العثيمين - رحمه الله -.
وسئل الشيخ عبد الله بن الجبرين عن هذه المسألة فقال وفقه الله: (يظهر أن السبب في كون خير صفوف النساء آخرها هو بعده عن الرجال فإن المرأة كلما كانت أبعد عنهم كان ذلك أصين لها وأحفظ لعرضها وأبعد لها عن الميل إلى الفاحشة، لكن إذا كان مصلى النساء بعيداً عن الرجال ومفصولاً بحاجز من جدار أو سترة منيعة وإنما يعتمدن في متابعة الإمام على المكبر فإن الراجح فضل الصف الأول لتقدمه وقربه من القبلة).
7 - تسوية الصفوف:
بعض النساء لا تهتم بتسوية الصف فقد روى البخاري ومسلم عن أنس أن النبي قال: {سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة} فاحرصي أختي المسلمة على تسوية الصف.
8 - عدم إتمام النساء لصلاة الفرض:
بعض النساء إذا دخلت مع الإمام وقد فاتها من الصلاة ركعة أو ركعتان، فإنها تسلم مع الإمام ولا تقضي ما فاتها.
وهذا غالباً ما يكون في رمضان إذا جاءت صلاة التراويح، والصواب في ذلك أن تتم ما فاتها مع الإمام لقول النبي: {وما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا} وفي رواية {فاقضوا}. وهذا عام في الرجال والنساء.
فعلى المرأة إذا دخلت وقد فاتتها ركعة من الصلاة أو أكثر، أن تنتظر حتى يتم الإمام سلامه ثم تقوم فتقضي ما فاتها وبهذا تتم لها صلاتها.
وهذا ناتج عن الجهل بالأحكام الشرعية أو الجهل كذلك بكيفية القضاء.
9 - كيف تقضي المرأة الصلاة الفائتة؟:
إذا أدركت المرأة مع الإمام ثلاث ركعات فإنها تقوم وتأتي برابعة ثم تسلم، وإذا أدركت مع الإمام ركعتين فإنها تقوم وتأتي بركعتين - ثالثة ورابعة - وتسلم، وإذا أدركت مع الإمام ركعة واحدة فإنها تقوم فتأتي بأخرى ثم تجلس للتشهد ثم تقوم وتأتي بركعتين ثم تجلس للتشهد وتسلم وبهذا تتم صلاتها، أما إذا لم تدرك مع الإمام ركعة فإنها تصلي بعد سلام الإمام أربع ركعات... ولتعلم الأخت المسلمة أن الركعة لا تدرك إلا بإدراك الركوع.
10 - المضايقة والزحام في الصلاة:
تضايق بعض النساء بعضاً بحجة تحقيق التراص وسد الفرج مما يضايق بعض المصليات، وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين - رحمه الله - عن الأصح في تسوية الصفوف.. هل هو مساواة الأقدام برؤوس الأصابع فقط أم بمحاذاة الكعبين؟ وهل من السنة إلصاق القدم بقدم المجاور في الصف؟ فأجاب بقوله: (الصحيح أن المعتمد في تسوية الصف محاذاة الكعبين بعضها بعضاً لا رؤوس الأصابع، وذلك لأن البدن مركب على الكعب، والأصابع تختلف الأقدام فيها، فقدم طويل وآخر صغير، فلا يمكن ضبط التساوي إلا بالكعبين، وأما إلصاق الكعبين بعضها ببعض فلا شك أنه وارد عن الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم كانوا يسوون الصفوف بإلصاق الكعبين بعضها ببعض، أي أن كل واحد يلصق كعبه بكعب صاحبه لتحقيق المساواة فقط، وليس معنى ذلك أنه يلازم هذا الإلصاق ويبقى ملاصقاً له في جميع الصلاة).
ومن الغلو في هذه المسألة ما يفعله بعض الناس: تجده يلصق كعبه بكعب صاحبه، ويفتح قدميه فيما بينهما حتى يكون بينه وبين جاره في المناكب فرجة؛ فيخالف السنة في ذلك، والمقصود أن المناكب والأكعب تتساوى.
11 - رفع الصوت بالقراءة والتسبيح:
المشروع في حق المأموم الإسرار بالقراءة وبالتكبير والتسبيح والأدعية والأذكار، ومما يلاحظ على بعض الأخوات رفع أصواتهن بقراءة الفاتحة وبالتسبيح وهذا خلاف المشروع.
12 - أحاديث النساء في المسجد:
بعض الأخوات لا يطيب لهن التحدث إلا داخل المسجد وخاصة بين ركعات التراويح، فيتحدثن عن أنواع الطبخات، وعددها، وعن الألبسة التي اشترينها، وعن أولادهن، وغير ذلك، فيحدثن تشويشاً على المصلين والمصليات، وهذا يتنافى مع الواجب الذي يمليه عليهن رمضان.
هل جئن لصلاة التراويح، ولإراحة النفس من هموم اليوم ومشكلات البيت، أم حضرن للتحدث في أحوالهن؟!
احذرن أخواتي الفاضلات من هذا العمل لأنه يتنافى مع آداب المسجد، وآداب شهر رمضان، ومع روح العبادة. علماً بأن إيذاء المصلي والتشويش عليه بقراءة القرآن منهي عنه فكيف بالكلام الذي لا فائدة منه؟ بل إن بعض أهل العلم كره الكلام المباح في المسجد. فلتكوني أختي المسلمة على علم بهذا الأمر.
13 - إحضار الأطفال إلى المسجد:
تأتي بعض الأخوات بأطفالهن إلى المسجد فيكونون مصدر إزعاج للمصلين والمصليات أو مصدر إيذاء تلويث للمسجد، فعدم الإتيان بهم أولى وأسلم. وأما ما يُشعر من الأحاديث على أنه في زمن رسول الله كانت النساء تأتي بأطفالهن، فلا يصح الاستدلال به على دخول الأطفال المسجد كما صرح ابن حجر وغيره من أهل العلم رحمهم الله، لكن إن أمن إزعاج الطفل وإيذاؤه وكان لابد من إحضاره فلا بأس في حضوره مع شدة ملاحظته وتعويده، على شعائر الإسلام.
أما إذا اضطرت المرأة إلى إحضار طفلها ولم تأمن إزعاجه وإيذاءه، للمُصلين فلا يجوز لها الحضور لأنها بذلك تكسب الإثم والوزر لا كما جاءت طلباً للمغفرة والأجر، بل الأفضل لها في جميع الأحوال - ولا سيما في هذه الحال - البقاء في البيت، روى الإمام أحمد في المسند قوله: {خير مساجد النساء قعر بيوتهن} وأجمع الناس على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد.
14 - نظافة المسجد:
بعض الأخوات المسلمات المصليات لا يعتنين بنظافة المسجد، فيا أختي المسلمة حافظي على نظافة المسجد وكوني ممن ينظف المسجد فقد ثبت في ذلك الأجر العظيم. عن أنس قال: قال رسول الله: {عُرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد} [رواه أبو داود والترمذي]، قال ابن سلامة: (في الحديث ترغيب في تنظيف المساجد مما يحصل فيها من القمامات القليلة).
15 - صلاة الجنازة بالنسبة للمرأة:
بعض النساء إذا صُلي على جنازة بالمسجد لا تصلي عليها ظناً منها أن الصلاة محرمة مثل الزيارة للقبور، وهذا ليس صحيح، فإذا صُلي على جنازة فبادري بالصلاة عليها ولا يفوتك الأجر وهو القيراط - مثل جبل أحد من الأجر - كما ورد بذلك الحديث عن رسول الله أنه قال: {من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان}، قيل: وما القيراطان؟ قال: {مثل الجبلين العظيمين} [متفق عليه من حديث أبي هريرة].
16 - ماذا تفعل المرأة إذا سها الإمام؟:
المشروع للمرأة في هذه الحالة هو التصفيق ببطن كفها على الأخرى لقوله: {إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال وليصفق النساء} [متفق عليه من حديث سهل بن سعد].
17 - خروج النساء بعد صلاة التراويح:
بعض الأخوات اللاتي يحضرن إلى صلاة التراويح، لا ينتظرن حتى يخرج الرجال من المسجد، فتراهن يسرعن بالخروج مع الرجال، مما يؤدي إلى الاختلاط والزحام عند أبواب المسجد، فترى المرأة تتقدم بين الرجال لتبحث عن محرمها، أو عن سائقها الذي جاء بها. فينبغي للنساء أن يكن بعيدات عن الرجال، حتى لا يعرضن أنفسهن للفتنة، وأن تتأخر المرأة داخل المسجد حتى يخرج الرجال أو على العكس فتخرج المرأة قبل الرجال لما روت أم سلمة قالت: (إن النساء كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله قام الرجال) [رواه البخاري] قال الزهري: (فنرى ذلك والله أعلم لكي ينفذ من ينصرف من النساء).
فينبغي على الإمام أن يأخذ بأحد هذين الأمرين وينبه المصلين والمصليات حتى يكون أبعد عن اختلاط النساء بالرجال.
18 - الخلوة مع السائق:
إن من الظواهر الخطيرة، والفتن العظيمة، التي ظهر خطرها وعظم ضررها، ما ابتُلي به بعض الناس في هذا الزمن من استقدام السائقين الأجانب لهذه البلاد، لغرض الخدمة في البيوت وقيادة السيارات وغيرها مما أدى إلى خلوة المرأة مع السائق، وهذا العمل محرم لما ورد عن ابن عباس قال: سمعت النبي يخطب يقول: {لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم} فقام رجل فقال: يا رسول الله! إن امرأتي خرجت حاجَّة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: {انطلق فحج مع امرأتك}.
ومما يلاحظ في رمضان أن بعض النساء - هداهن الله - يحضرن إلى المسجد مع السائق لأداء صلاة التراويح مع الجماعة، ابتغاء الأجر من الله - تعالى -، وربما ركبت إحداهن في مقدمة السيارة مع السائق، وهذا له مخاطره العظمى.
فعلى المرأة أن تصلي في بيتها إذا لم يكن لديها محرم يأتي بها إلى المسجد، حيث إن صلاة المرأة في بيتها خير لها من أن تخرج مع السائق لأداء الصلاة في المسجد.
19 - ماذا لو حرمت عليك الصلاة وحرم عليك الصيام؟:
بعض النساء يكن على حالة حسنة في رمضان من الاجتهاد في الطاعة فإذا ما أتتها عادتها فترت وكسلت وتركت ما كانت عليه من نشاط، وهذا خطأ واضح؛ فطرق الخير كثيرة ولله الحمد: فالدعاء عبادة، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي والاستغفار والصدقة وخدمة الصائمين وقراءة القرآن عن ظهر قلب - على الصحيح من أقوال أهل العلم - كل هذا من أنواع العبادة.
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: (يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن في أصح قولي العلماء لعدم ثبوت ما يدل على النهي عن ذلك، لكن بدون مس المصحف، ولهما أن يمسكاه بحائل كثوب طاهر وشبهه، وهكذا الورقة التي كتب فيها القرآن عند الحاجة لذلك).
20 - خروج النساء إلى الأسواق:
في العشر الأواخر من رمضان - خاصة - تمتلىء الأسواق بأفواج النساء وتكتظ الساحات العامة في الأسواق الرئيسة وسط زحام شديد.
تخرج النساء وقد انخدعن بالموضات والموديلات، فتخشى المرأة أن يخرج نوع من القماش في شهر رمضان، ولا تستطيع شراءه، أو يخرج موديل أو موضة معينة، ولم تأخذ بها. وهذا إسراف لا مبرر له وتبذير بلا تعقل وبلا تفكر، بالإضافة إلى ما يحدث من اختلاط لا مبرر له في الأسواق، ومحلات الاستهلاك، وسط أضواء الفتنة حيث السفور والاحتكاك المباشر بين الجنسين.
فآخر الشهر هو لشد المئزر لطاعة الله - تعالى -، لأن الأجر إنما يأخذه صاحبه عند نهاية عمله. فينبغي للأخت المسلمة أن تحرص في آخر الشهر على طاعة الله وقراءة القرآن، لا على الأسواق.
نسأل الله لنا ولهن التوفيق والسداد في دين الله، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.kalemat.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/417)
العفاف
حفيظ بن عجب آل حفيظ الدوسري
إن أعظم وأجل صفة تتميز، وتتحلى بها المرأة المسلمة عن غيرها، من بني جنسها صفة العفاف التي جعلها الله - سبحانه و تعالى - وساماً، وتاجاً على رأس كل فتاة رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فكانت مسلمة راضية مطمئنة هادئة النفس مرتاحة البال همها طاعة الله، وطاعة رسوله طقس في كلى شأن من شؤون حياتها، فهي مع الكتاب،والسنة في أمورها كلها.. ومهما بلغت المرأة من المكانة، والمنزلة الرفيعة في هذه الدنيا أو ظنت أن ذلك لها في الآخرة لا يمكن أن يتم لها الأمر، وتسعد في الدنيا، والآخرة ما لم تكن عفيفة طاهرة من الأدران، ومن كل ما يدنس، أو يشين سواء كان ذلك في الحقير من الأمور في عرف الناس، أو في الجليل منها.
ولقد كانت صفة العفاف على مر الأزمان، والعصور، صفة تفخر وتعتز بها المرأة العربية الشريفة النسيبة وتحرص أشد الحرص على ألا يدنس عفافها، وألا يشاب بأي شائبة مهما كانت حقيرة في عرف الناس، فهي تحفظ شرفها، وطهرها، لتبقى علامة شامخة مرتفعة عن كل ما يمس الشرف أو يعلق بثوب الحياء.
ثم جاء الإسلام فكان أعظم أمْر أمَرَ المرأة به خاصة أن تحفظ نفسها، وعرضها، من كل ما يخدش كبرياء الحياء، أو يعبث بثوب العفة، والطهر، والنقاء، والفضيلة، فلا بد أن تكون عفيفة في نظرها، عفيفة في ملبسها، عفيفة في مدخلها، ومخرجها، عفيفة في حياتها كلها. فإلى كل مسلمة شهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإلى كل فتاة نشأت في رحاب الإيمان أو بين أحضان الأبوين المسلمين في ديار الإسلام أوصيكن بالتقوى أولاً، ثم أؤكد على ما تحدثت عنه في الأسطر السابقة ألا وهو العفاف. فالعفاف العفاف يا نساء الإسلام وكن حافظات للغيب بما حفظ الله.
http://mknon.net بتصرف من:
ـــــــــــــــــــ(83/418)
كلمات في المرأه
المرأة إذا ذبل عقلها ومات... ذبل عقل الأمة بكاملها وماتت....
العالم بلا إمرأة... كعين بلا بؤبؤها... كحديقة بلا أزهار... كالشمس بلا أشعة....
الدلال... الحاسة السادسة لدى المرأة....
المرأة أمل كل رجل في الحياة....
المرأة تدرك في دقيقة... مالا يدركه الرجل في حياته كلها....
المرأة... أحلى هدية أعطيت للرجل في هذه الحياة....
المرأة هي... زهرة الربيع... وفتاة الدنيا... وروح الحياة....
المرأة... المنبع الفياض للحب في هذه الحياة....
المرأة يمكنها أن تخلص كل الإخلاص... أما الرجل فلا....
المرأة... منبع السعادة... والأنس... والسرور....
المرأة أشد ألغاز الحياة غموضا....
المرأة الجميلة... عدوة الرجل المفكر....
http://www.dorob.ws المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/419)
هل تستطيع المرأة أن تعيش بلا رجل ؟؟
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
هل تستطيع المرأة أن تعيش بلا رجل أم أنها يوما ما ستحتاجه؟
مَنْ تأمل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويُشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيّم واحد. رواه البخاري ومسلم
وفي الحديث الآخر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ويُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يَلُذْنَ به من قِلّةِ الرجال وكثرة النساء. رواه البخاري ومسلم أيضا. فهل من تلوذ به تستغني عنه؟؟!!
فلا غنى للمرأة عن الرجل، كما لا غنى للرجل عن المرأة، فكل واحد منهما يكمل الآخر.
وصدق الله: (ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين)
وليس هذا في حق بني آدم فحسب، بل في جميع المخلوقات، ففي الجن كذلك ذكران وإناث، وفي الطير والحشرات، وفي الوحش، وفي المخلوقات البحرية، بل حتى في الأشجار، فوجود زوجين اثنين للتكامل لا للتناحر!!
فالمرأة أما، وأختا، وزوجة، وبنتا، وجارة، و...
والرجل أبا، وأخا، وزوجا، وابنا، وجارا، و....
وصدق الحق سبحانه (هن لباس لكم)، (وأنتم لباس لهن).
فهل يستغني الإنسان عن لباسه؟؟
حتى المجنون لا يستغني عن اللباس!! وكذا الصغير.
قال البغوي في معالم التنزيل في قوله - تعالى -: (هن لباس لكم) أي سكن لكم.
(وأنتم لباس لهن) أي سكن لهن، دليله قوله - تعالى -: (وجعل منها زوجها ليسكن إليها)، وقيل: لا يسكن شيء إلى شيء كسكون أحد الزوجين إلى الآخر. اهـ.
وقد قال الله تبارك و تعالى -: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
أما ما يستدل به المخالف، من أن بعض العلماء ترك الزواج وكذلك المرأة التي قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سألته عن حق الزوج فقالت له: لا أتزوج أبدا.
فهو يذكرني بما قيل لإمام أهل السنة الإمام أحمد - رحمه الله - حيث سئل عن الزواج، فحثّ عليه ورغّب فيه، فقال السائل: فإن إبراهيم بن أدهم لم يتزوج؟
قال: أوّه! وقعتَ في بنيّات الطريق.
قال بقيّة: جلست إلى إبراهيم بن أدهم فقلت: ألا تتزوج؟ قال: ما تقول في رجل غر امرأة مسلمة وخدعها؟ قلت: ما ينبغي هذا، قال: فجعلت أثني عليه، فقال: ألك عيال؟ قلت: بلى، قال: روعة تروعك عيالك أفضل مما أنا فيه.
وقال مرة: روعة من روعة عيالك أفضل مما أنا فيه.
لقد تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتزوّج الأنبياء من قبله.
قال الله - عز وجل -: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية).
فهذه سنة الأنبياء ولكل قاعدة شواذ – كما قيل – فليس الأصل عدم الزواج، بل الأصل هو الزواج وطلب سكن النفس وزينة الحياة الدنيا (البنين).
فالمرأة التي قالت: لا أتزوج أبدا. لم تكن هي النمط السائد في أي مجتمع، بل هي حالة فردية وواقعة عين ليس لها عموم، ومثل ذلك ما وقع لبعض العلماء العزاب.
غير أن الحكم للأعم الأغلب، والأغلب – كما ذكرت – هو الزواج.
وأنا ذكرت أن المرأة تكون أما وزوجة وأختا وبنتا.
وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة، فلم أقصر الحديث على الزوجين فحسب.
وإن استغنى الرجل عن المرأة كزوجة فلن يستغني عنها أمّاً وأختا وبنتا.
وإن استغنت المرأة عن الرجل كزوج فلن تستغني عنه أباً وأخاً وابنا.
وإن استغنت عنه زوجا فهي تشعر بالنقص، كما هو الحال بالنسبة للرجل.
فلا غنى للرجل عن المرأة، كما لا غنى للمرأة عن الرجل.
----------
سؤال: متى تنال المرأة من الحقوق أكثر من الرجل؟
سبب هذا السؤال:
أن هناك من أعداء الإسلام ممن شَرِقُوا بدين الله، ومن أعداء المرأة من يتبجّحون بأن الإسلام هضم المرأة حقها، وبأن المرأة في الإسلام ليس لها حقوق...
إلى غير ذلك من الدعاوى والكلمات المتهافتة (كبُرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)
وأنتظر الإجابات ثم آتي بما عندي.
أما جواب السؤال المتقدم:
فإن المرأة قد تنال من الحقوق أكثر من الرجل في حالة كونها زوجة وأمّاً.
فمن ناحية تكون أمّاً ولها على أولادها حقوق، وهي المقدمة على الأب في هذا المقام، لأنها كما وصفها الله – وهو أصدق القائلين –: (حملته كرها ووضعته كرها) ولذا أوصى الله الإنسان بوالديه إحسانا ثم خص الأم بالوصية لهذا المعنى، وهو أنها حملته كرها ووضعته كرها وأرضعته وأزالت عنه الأذى بيدها... إلى غير ذلك مما هو معلوم.
وقد كانوا يعرفون حق الأمهات لما لهن من فضل عظيم على الأولاد.
فبينما رجل يطوف بأمه قد حملها على عنقه رفع رأسه إليها، فقال: يا أمه تريني جزيتك؟ وابن عمر قريب منه، فقال: أي لكع! لا والله ولا طلقة واحدة. أي من آلام الطلق والولادة.
وقد سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. رواه البخاري ومسلم.
ثم إن المرأة التي كانت أما، تكون غالبا زوجة من جهة أخرى فلها على زوجها حقوق، فمن ذلك:
لما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذ طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه، ولا تقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت. قال أبو داود: ولا تقبح أن تقول: قبحك الله. رواه أحمد وأبو داود، وهو حديث صحيح.
وأعلن - صلى الله عليه وسلم - في خطبته يوم عرفة، فقال: ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. رواه مسلم.
فللمرأة على زوجها حق:
1 – النفقة، ولو كانت ذات مال.
2 – السكنى، فيوفر لها المسكن المناسب لمثلها حسب استطاعته.
3 – الكسوة، فيكسوها إذا اكتسى، مما يناسب مثلها في حدود استطاعته.
4 – العشرة بالمعروف، ومن ذلك:
5 – عدم ضرب الوجه.
6 – عدم التلفظ بألفاظ سيئة على زوجته.
7 – عدم الضرب عموما، إلا في حالة عدم نفع العلاج بالموعظة والهجر، ثم إذا ضرب فلا يكون مبرِّحا، بل يكون كما قال ابن عباس: بالسواك ونحوه.
فهذه سبعة حقوق – تُذكر على عجالة – من حقوق الزوجة على زوجها، بالإضافة إلى حقوقها على أولادها – ذكورا وإناثا – فتحظى بأكثر من حقوق الرجل، إذا كانت زوجة وأما.
ألا قاتل الله أعداء المرأة الذين يهرفون بما لا يعرفون.
ـــــــــــــــــــ(83/420)
ـــــ
وقد قيل:
فلو كان النساء كمن ذكرن *** لفضلت الرجال على النساء
وقيل:
فما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال.
فكم امرأة فاقت آحاد بل عشرات الرجال؟
http://www.saaid.net المصدر
ـــــــــــــــــــ(83/421)
إلى زوجة داعية
الشيخ / محمد الدويش
أختي الفاضلة يا من وفقك الله أن تكوني زوجة لأحد الدعاة، خطيبا كان، أو أستاذا، أو محتسباً أستأذنك في أن أضع أمامك هذه الخواطر
أولا:- احمدي الله - عز وجل - أن تكوني زوجة لهذا الرجل الذي يعيش لأمته لا لنفسه، إنه يسافر ولكن قد يكون البديل زوج يسافر إلى حيث لا تأمنين عليه الخيانة، إنه منشغل لكن قد تكوني زوجة لمنشغل في جمع حطام الدنيا، وهو أحيانا يسهر لساعة متأخرة لكنه خير ممن يسهر في اللهو واللعب، وأخيراً لو كان البديل رجل لا تفقدينه إلا وقت الدوام ألا ترين أنه من النقص، والأنانية، وفقدان الغيرة، أن يعيش المرء لنفسه، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة؟
إذا من نعمة الله عليك أن تكوني زوجة لداعية.
ثانيا:- هل رأيت درة دون ثمن، أو ثمرة دون تضحية؟ فهي نعمة عظيمة عليك وعلى أولادك أن ترزقي مثل هذا الزوج الصالح، لكنك لابد أن تدفعي الثمن؛ فتفقديه كثيراً، ويتأخر في تلبية بعض المطالب، ولكن كل هذه التضحيات تهون دون هذا الثمن، ودون أن تفوزي بشريك الحياة من هذا الصنف الفريد.
ثالثاً:- هل سمع زوجك مند كلمة تأييد؟ أو رأى منك استبشاراً وتشجيعاً لما يقدم من جهد؟ أو تلقى نقداً هادفاً بناء؟.
أليس فقدان لذلك تقصيرا في حقه؟. أما أن يسمع النقد اللاذع (كثرت مشاكلك، غبت عنا كثيرا، لم تؤد الطلبات، ضيعت أسرتك...) فأعيذك بالله من ذلك.
"كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق"يا لها من كلمات رائعة سمعها - صلى الله عليه و سلم - من زوجه خديجة التي بُشرت ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، فأعطته دفعة، وزادته طمأنينة، وهو هو - صلى الله عليه و سلم -، فهلا سلكت طريقها، واقتديت بها؟
رابعا:- ألا ترين أن مثل هذا الزوج يستحق أن تعرضي عليه خدماتك. فتجمعي له النصوص، أو تعدي المراجع. أو تطرحي عليه رأيا مسددا، وإن عجزت عن ذلك فقولك له (أي خدمة تريد) تعطيه دفعة أحوج ما يكون إليها.
أختي الفاضلة: أقدر أنك امرأة لك عواطف، وتملكين مشاعر، وأمامك تطلعات، وأنت مع ذلك كله لا يمكن أن تتخلي عن بشريتك، ولكن حين تحولي بيت زوجك إلى عش آمن، ومهجع مستقر فأنت تختصرين عليه نصف الطريق؛ فهو بشر يحتاج للسكن النفسي، يحتاج لمن يؤيده، يحتاج لمن يقف معه.
أختي الفاضلة تخيلي معي ذاك الداعية الذي وفقه الله ونفع الأمة به يعود إلى منزله فيستقبل بالنقد اللاذع، والتذمر والاتهام بالتفريط. أي عطاء سيقدمه، وأي نفسية تحكمه، ألا توافقين أن هذه الزوجة تساهم من حيت لا تشعر في تأخير المسيرة، وعرقلة الركب؟
ومع ذلك كله فلست أدعو الزوج للتقصير في حق زوجته وأهل بيته، ولكن الأمر تسديد ومقاربة.
http://www.rasael.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/422)
ذهبت ربّات البيوت بالأجور...!
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
تطبخ
تغسل
تكنس
تُعنى بشؤون بيتها
تتعب من أجل الجميع
تُرضع أطفالها
تُربي أولادها
تحفظ زوجها إن غاب
تسرّه إذا نظر
لا تخرج للجمعة والجماعة
لا يجب عليها الجهاد بالسيف
لكنها تُشارك الرجل في الأجر
كيف ذلك؟
تُجيب عليه وافدة النساء أسماء بنت يزيد الأنصارية التي أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين أصحابه فقالت:
بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك وأعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي.
إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات.
قواعد بيوتكم
ومقضى شهواتكم
وحاملات أولادكم
وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله.
وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجاً أو معتمراً ومرابطاً حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم.
فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟
فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال:
هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟
فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.
فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تَبَعّل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته تعدل ذلك كله.
فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشاراً. رواه البيهقي في شعب الإيمان. وهو في تاريخ واسط.
قال ابن الأثير:
التَّبَعُّل: حسْن العِشْرة.
فإذا قَصَرت المرأة معنى العبادة على الركوع والسجود فحسب فاتها الأجر العظيم.
لأنها تتصور أن العمل في البيت وخدمة الزوج وحسن المعاشرة وتربية الأولاد تظن أن ذلك كله ليس من العبادة في شيء.
وهذا قصور في تصوّر العبادة.
وإذا نظرنا في تعريف العبادة نجد أنها – كما قال شيخ الإسلام -:
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والآمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله.
وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خَلَق الخلق لها، كما قال - تعالى -: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وبها أُرسل جميع الرسل. انتهى كلامه - رحمه الله -.
فأنت أخيه في عبادة ما دمت في خدمة زوجك وبنيك
طالما أنك في طلب مرضاته
وما زلت في إحسان معاشرته
فهنيئاً لك الأجر في قعر بيتك بشرط:
احتساب الأجر.
وإحسان النيّة.
http://www.saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/423)
حواء .. هي الحياة !
إن وضع المرأة في الإسلام هو مكان العين من الإنسان، أو مكان الإنسان من العين، نعلن ذلك اعتقاداً جازماً، ولا نقوله نفاقاً ولا تملقاً، لما رأيناه من تضافر النصوص الواردة في الكتاب والسنة عليه بحيث من ظهوره لا يخفى، ولا يجادل فيه من علم كلام ربه ونهى النفس عن الهوى.
ومن تتبع ذلك وجد من الشمول والعناية والإحاطة والتفصيل ما يقطع بهذه المكانة الرفيعة للمرأة في الإسلام التي وسدها إياها وأنزلها بها، ولا عجب؛ فإن المرأة في جماعة المسلمين هي الأم والأخت والابنة والزوجة، فهي دائرة فياضة تحيط بالرجل من كل جانب وتملأ عليه حياته في كافة أطوارها ومراحلها بما يمدها بنبضات الحياة ويثريها ويبث الحرارة فيها ويسمو بها، فإذا كان الرجل المسلم هو الذي يشيد صرح الأمة المسلمة، فإن المرأة المسلمة هي التي تشيد صرح الرجل المسلم.
وبهذا الفهم التكاملي الوثيق لعلاقة المرأة بالرجل، أبرز القرآن القضايا المتعلقة بالمرأة في أحوالها المختلفة، وقرر أحكامها وشرائعها على هيئة عجزت البشرية عن الطموح إليها فضلاً عن بلوغها.
وعلى الطريقة التي ميزت الكتاب الكريم في عرض مقاصده وغاياته جميعاً، ألا وهي ورود الأحكام متفرقة في جنباته، منتشرة بين ثناياه، إثباتاً لنسبته إلى الله - عز وجل - وتأييداً لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وتحريكاً لقرائح المؤمنين في التفكر والاستنباط، وإعمالاً لمقتضى الحكمة والمناسبة بين الحاجات الفعلية للعباد وبين العناية الفائقة من خالقهم بهم وبحاجاتهم.
ومع ما ذكرنا من هذا المنهاج الذي يسري من كتاب الله مسرى الماء في العود الأخضر، فإنه زيادة في الاهتمام بالمرأة والإقرار بعظيم دورها، والتنبيه إلى كريم مكانتها، قد خص القرآن الكريم مواطن بكاملها من نظمه الشريف لذكر المرأة وما لها وما عليها، وما يجب على الرجل إزاءها والمجتمع الإسلامي حيالها، بل إن بعض سور الكتاب الكريم كادت تكون من أولها إلى آخرها معنية بهذه المسالة، سواء بمقاصدها الأصلية أو التابعة الثانوية؛ بما يشير بوضوح للذي أوردناه.
ومن ذلك سورة النساء كما هو بادٍ من اسمها، وهو واحدة من تلك السور الحافلة بقضايا المرأة وما ينبني ويترتب عليها، بحيث إنك بنظرة عابرة من أولها إلى آخرها توشك أن ترى المرأة منهاجاً متكاملاً مشيد الجنبات، مبنياً على تأصيل رصين، وتفريع بهيج، ونسيج بهي لا تنفصم له عرى. يقول الله - تعالى - مفتتحاً إياها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
http://www.dorob.ws المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/424)
تعدد الزوجات بين عظمة الشريعة الإسلامية وجمود العقلية الغربية
أحبت كيلي دودي (عماد الفايد) وأحبت ديانا دودي وأحب دودي كلاّ من كيلي وديانا. هل هذا لغز أو أحجية؟ لا ليست كذلك ولكن هذا ما تناقلته الصحف في النصف الأول من شهر أغسطس 1997. وقد زعمت إحدى العشيقات أنه كان ينتقل من عشيقة إلى أخرى ربما في ليلة واحدة. اهتمت الصحف بهذه الأخبار لأنها تجمع بين الأميرة ديانا - الأميرة الجميلة أو أميرة الجميلات - كما يراها البعض - والمليونير ابن المليونير المصري عماد الفايد، ويمكن أن نضيف إليهما عارضة الأزياء كيلي فيشر. والحقيقة أن هناك مئات الألوف من القصص الشبيهة التي لا ترويها الأخبار لأن أصحابها لا يتمتعون بشهرة ديانا ودودي.
لماذا وجدت هذه القصة تستحق الكتابة عنها؟ لقد كنت في زيارة علمية للولايات المتحدة الأمريكية في صيف عام 1995 وكنت أمضي بعض الوقت في مشاهدة برامج المقابلات Talk Shows التي يراها بعض الأمريكيين بأنها برامج سخيفة. ولكن القادم من العالم العربي الإسلامي يرى أن هذه البرامج نافذة على بعض القضايا التي تهم الشعب الأمريكي بخاصة والشعوب الأوروبية بعامة. وقد عرض أحد هذه البرامج قصص نساء يبحثن لأزواجهن أو أصدقائهن عن امرأة أخرى. وقد لفت انتباهي امرأة شابة لا تتجاوز العشرين وهي حامل وقد نصحها الطبيب بالابتعاد عن معاشرة زوجها في أثناء الحمل. فهي تتعذب من أجله وقد اتصلت بأكثر من صديقة من صديقاتها. وكانت تتحدث عن الموضوع كأنه أمر طبيعي جداً لا تشعر بأية غيرة بل إنها تتحدث عنه بعاطفة صادقة.
وكنت في أثناء هذا البرنامج أقول في نفسي إن هذا الشعب يريد التعدد ولكن الكنيسة أو التقاليد كبلته حتى جعلته يلجأ لهذه الأساليب غير المشروعة التي تجعل المرأة مجرد هدف للإشباع الجسدي وبالتالي فهو سلوك غير حضاري وأسلوب حيواني في التعامل مع المرأة. أتعجب حين يزعم الغرب أن العالم الإسلامي أو أن الشريعة الإسلامية تتسم بالجمود فإذ بالعقليات الغربية هي التي تسم بالتعصب والجمود، والتمسك بتقاليد بالية عفا عليها الزمان. فما دام الرجل يحب أن يجمع بين امرأتين وأن يبيت ليلة مع واحدة ويبيت الليلة الأخرى مع الثانية، ولعل بعض الرجال يحب أن يرى المرأتين في يوم واحد. بل قد تجبره الضرورة أحياناً ليفعل هذا فقد يتشاجر مع واحدة فيسرع بالذهاب إلى الأخرى لينسى بعض همومه، أو قد تكون لديه الطاقة أن يزور الاثنتين في يوم واحد.
لقد تحدثت كيلي فيشر حديثاً جميلاً عن دودي فهي برغم انتقادها له في مسائل خصوصية لم تستطع أن تفصح عنها صحفنا العربية، لكنها في الوقت نفسه أصرت على أنها تحبه حتى وإن لم يستجب لرغباتها أو للطريقة التي تريده أن يكون بها، وماذا يمكن أن نفسر بكاء هذه المرأة حينما عرفت أنه ينوي خطبة ديانا ويتركها.
لا شك عندي مطلقاً أنها تحبه وتريده أن يبقى لها ولديانا في وقت واحد، والدليل على ذلك أنها لم تكن تعترض على هربه منها ليذهب لديانا أو العكس مستخدماً القوارب السريعة.
أليست مئات الألوف من القصص التي تتناول إعجاب الرجل بأكثر من امرأة ورغبته العنيفة بأن يكون له زوجة ثانية وربما ثالثة ورابعة تدل على أن الأمر ليس كما يراه الغربيون في دساتيرهم وفي كتابهم "المقدس" ويرون أن الزواج بأكثر من واحدة غير مستساغ بينما لا يرون حرجاً في أن يكون للرجل عشيقته أو عشيقاته. وهاهو المجتمع الأمريكي لا يمانع أن يكون لرئيسه علاقات جنسية شريطة أن لا يكون عرقل العدالة أو ضللها. والعجيب أنهم في تطرفهم في الرغبة في أن يكون للرجل أكثر من امرأة أنهم مارسوا سلوكيات غريبة مثل الشارع الباريسي وما يحدث فيه من أمور هي أقرب إلى السلوك الحيواني، والجمعية الإيطالية لتبادل الأزواج والزوجات. فالحيوان يدافع عن أنثاه ولا يتحمل أن يرى ذكراً آخر يقترب منها، والجمل لو أحس أن أحداً يطلع عليه هو وأنثاه لقتله ولو بعد حين.
وأذكر هنا ما يقوله إخواننا في نجد عن الرجل المتزوج بواحدة فقط، إنهم يرونه في محنة،يعيش معذباً فهو يضطر إلى الصبر حينما تأتيها الدورة الشهرية ويجب عليه الصبر والتحمل إذا وضعت وكذلك إذا مرضت. فالأصل أن يتزوج الرجل عندهم بأكثر من واحدة. وقد فسّر بعض العلماء المعاصرين آية (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) بأنها تعني أن الأصل هو التعدد أو المثنى والثلاث والرباع وليس الإفراد.وقد كان هذا هو الفهم العملي لجيل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم حتى قروننا المتأخرة التي تأثرت بالغرب. وأما مسألة العدل فتلك حسمها الحديث الشريف بأنها العدل في الأمور المعيشية والمادية أما الميل القلبي فلا سلطان لأحد عليه (اللهم هذا قسمي فيما أملك فاغفري ما لا أملك) (أو كما قال صلى الله عليه وسلم).
فهل يترك الغرب ما هو فيه من جمود وتعصب وضيق أفق ويفكر عقلاؤه بالسماح بالزواج بأكثر من واحدة. ولعل من أبرز جمود الغرب وتعصبه أنهم يحرمون على ملكهم (بريطانيا) أن يتزوج مرة ثانية بينما لا يشعرون بأي حرج أن يعيش مع المرأة التي أحبها و أحبته في الحرام متمسكين بتشريعات مضى عليها أربعة قرون بينما شريعتنا التي مضى عليها أربعة عشر قرناً فيها من المرونة ما لا يريد الغربيون فهمه أو إدراكه.
إنني أشفق على المرأة التي انكسر قلبها أو أوشك أن ينكسر لأنها حرمت من الرجل الذي أحبت، وأشفق على الرجل أن يحرم من المرأة التي أحب لأن القانون الغربي لا يبيح له أن يجمع بينهما في الحلال. وأما القدرة المالية للجمع بين أكثر من امرأة فإن المسلم يؤمن بأن كل إنسان قد كتب له رزقه فإن المرأة الثانية أو الثالثة تأتي برزقها. وأما في الغرب فإنهم إن لم يؤمنوا بهذا فمعظم النساء يعملن وينفقن على أنفسهم ومنهن من تنفق على الرجال - ولذلك قصص كثيرة- فلن يمنع الاقتصاد ذلك. فمتى يستيقظ الغرب ونستيقظ نحن معه مرة أخرى؟
http://medinacenter.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/425)
الزوجة الصالحة
مدح الله – سبحانه - الصالحات من النساء اللاتي رضين بالمنزلة التي وضعهن الله فيها بقوله – سبحانه – "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله" [سوره النساء].
وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله.
هذه هي صفات النساء المؤمنات الممدوحات مع أزواجهن ...
* صالحات بعمل الخير والإحسان إلى الأزواج.
* مطيعات لأزواجهن فيما لا يسخط الله.
* محافظات على أنفسهن في غيبة أزواجهن.
* محافظات على ما خلفه الأزواج من الأموال.
* لا يرين أزواجهن ألا ما يسرهم، من طلاقة الوجه، وحسن المظهر، وتسليه الزوج.
* إذا كانت إحداهن كذالك فلتبشر إذن بالفوز بمغفرة الله وجنته، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "نساؤكم من أهل الجنة الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى".
فلتحرص صاحبة الدين أن تكون بهذه الصفة لكي تنال الجنة...
http://www.dorob.ws المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/426)
المرأة بين العقل والعاطفة
د. عبد الله بن عبد المحسن التويجري
العقل والعاطفة لا يخلو منهما إنسان إلا من فقد وصف الإنسانية حقيقة لينقل إلى عالم الجنون والبهيمية، والغالب أنهما في خلاف مستمر، لكن الحق غالباً مع العقل، قال - تعالى - حكاية عن زوجة العزيز {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} (الآية 53 – يوسف). وبقدر ما تؤثر العاطفة على ما يصدر من الشخص تكون نسبة الانحراف في حياته، قال سبحانه: {أ رأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم} (الآية 33- الجاثية)،
والغالب على جنس النساء سيطرة العاطفة عليهن، فترى المرأة أسيرة لعاطفتها الجياشة، فتتجاوز الحدود الشرعية والعقلية في حالات كثيرة دونما مسوغ مقبول، ولذلك لما سألت المرأة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبب كون النساء أكثر أهل النار، وضح أن ذلك بسبب كثرة اللعن وكفران العشير، كما ثبت في البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) فتجدها أحيانا تنهار أمام موقف لا يحتاج إلا لبعض الصبر، أو تنفجر غضباً عند سبب تافه، ولست بذلك أقصد التعميم، فمن النساء من تعدل برجاحة عقلها عشرات الرجال، ويكفي في ذلك مثلا أن يجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخرجاً مما نزل به يوم الحديبية حين أخذ بمشورة زوجته أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها -، كما أن في الرجال من لا يوزن حتى بالسفهاء، ولكن ما قصدته هو الغالب.
إن من مظاهر سيطرة العاطفة عند المرأة ألا تستفيد من عملها، فتراها تتأثر بالجو المحيط بها إذا كان ضائعاً لاهياً أو فاسداً، وخصوصاً الزوج، بل إنك تجد الواحدة ربما أنفقت في أسباب الزينة من لباس وعطر ودهان مبالغ طائلة إذا ما قورنت بالذي صرفته في الوجوه اللازمة والمفيدة، بل ربما حملت ولي أمرها على فعل هو غير مقتنع به، وليس هذا بغريب، فقد قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه الشيخان وأصحاب السنن واحمد ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن))، فإذا كان هذا لعقل الرجل الحازم، فكيف يكون حال أشباه الرجال!- وما أكثرهم لا كثرهم الله-؟ الجواب: هو ما نشاهده من حال البيوت والأسواق في مجتمعنا. وهي غيض من فيض، فالله المستعان.
http://mknon.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/427)
أختاه تذكري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
أختاه: أبث إليك بين قضبان حروفي ذكرى.. وأنسخ من ظلال القرآن ومعين السنة وعظا تكسبين به الأجر.. فاسمعي يا أختاه..
فما الحياة الدنيا بباقية.. وما الأحوال فيها ستبقى كما هي، فكلها بما فيها وما عليها إلي زوال ويبقى الله وحده ذو الجلال!
تذكري أنك في رحلة منعطفها الموت، ومحطتها القبر، ومستقرها الجنة أو النار!
فانظري ماذا تركبين؟!
هل تركبين مركب الطاعة والامتثال فيسوقك إلي خير مآل..) في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر([القمر:54،55].
أم تركبين مركب المعصية والغواية، فيسوقك إلي أسوا نهاية..) في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم([الواقعة:42-44]. فانظري أخية! ماذا ستركبين!
فالرحلة قصيرة.. ومراكبها أمامك جلية جلاء الشمس في كبد السماء الصافية!
أختاه.. كم ستعيشين في هذه الدنيا؟ ستين سنة.. ثمانين سنة.. مائة سنة.. ألف سنة.. ثم ماذا؟! ثم موت.. ثم بعث إلي جنات النعيم أو في نار الجحيم!
تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك إلي غيرك فهو في الطريق إليك! وأعلمي أن الحياة مهما أمتدت وطالت فإن مصيرها إلي الزوال وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبحين وحيدة فريدة لا حبيبات ولا أموال ولا صاحبات.
تخيلي نفسك وقد نزل بك الموت، وجاء الملك فجذب روحك من قدميك!
تذكري ظلمة القبر ووحدته، وضيقه ووحشته، وهول مطلعه، وسوء مصرعه! آه له من بيت جمع الأضداد والمتفرقات.. فإما نعيم وإما حميم! لا فرق أن يدخله لئيم أو كريم، أو رفيع أو رضيع، أو داعية أو أبله، أو ملك أو مملوك، أو معسر أو موسر!
تذكري هيئة الملكين، وهما يقعدانك ويسألانك.. تذكري كيف يكون جسمك بعد الموت؟ تقطعت أوصالك، وتفتت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتا للديدان!
ثم ينفخ في الصور.. إنها صيحة العرض علي الله، فتسمعين الصوت، فيطير فؤادك، ويشيب رأسك، فتخرجين مغبرة حافية عارية، قد رجت الأرض، وبست الجبال، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال، وطارت الصحائف، وقلق الخائف. فكم من عجوز تقول وا شيبتاه! وكم من كبيرة تنادي وا خيبتاه! وكم من شابة تصيح وا شباباه.
برزت النار فأحرقت، وزفرت النار غضبا فمزقت، وتقطعت الأفئدة وتفرقت.. والأحداق
قد سالت.. والأعناق قد مالت، والألوان قد حالت، والمحن قد توالت..
تذكري مذلتك في ذلك اليوم، وانفرادك بخوفك وأحزانك، وهمومك وغمومك وذنوبك، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا! قد ملئت القلوب رعبا.. وذهلت المرضعة عما أرضعت وأسقطت الحامل حملها.. وتتبرئين حينها من بنيك، وأمك وأبيك وزوجك وأخيك..
تذكري تلك المواقف والأهوال.. يوم ينسى المرء كل عزيز وحبيب..
تذكري يوم توضع الموازين، وتتطاير الصحف كم في كتابك من زلل، وكم في عملك من خلل!
تذكري يوم يقال لك: هيا اعبري الصراط!
تذكري يوم يقررك الله بذنوبك ليس بينك وبينه ترجمان! ماذا تجيبين، أم كيف ستعتذرين!
أخية: حاسبي نفسك قبل أن تحاسبي! وعدي ذنوبك قبل أن تكون عليك يوم الحشر حسرات) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد([الحشر:18].
كان توبة بن الصمة من المحاسبين لأنفسهم، فحسب يوما، فإذا هو أبن ستين سنة، فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلتي! ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب؟!!
واحذري أختاه: من معصية الله، فإنها نكد في العيش، وقلق في النفس، ومنقصة للرزق وما حقه للعمر، وتعاسة في المعيشة وضنك في القلب.
مساكين أهل الذنوب أطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمن.. وحلت كروبهم وعظمت خطوبهم، وكبرت عيوبهم، وأحصيت عليهم في الكتاب ذنوبهم.. مساكين أهل الذنوب عصوا الجبار بالليل والنهار، وبذلوا مهجهم لعذاب بالنار، وسودوا صحفهم بالخطايا والأوزار..
مساكين أهل الذنوب غفلوا عن الطاعة، وخسروا أنفسهم قبل قيام الساعة! أختي المسلمة: فاجعلي من لحظات عيشك طاعات، واعتقي نفسك من مغبة الحسرات ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) [النحل:111]. يوم تنظرين أيمن منك فلا ترين إلا ما قدمت! وتنظرين أشمل منك فلا ترين إلا ما قدمت.. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله يقول((يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا)) قلت يا رسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قالت: قال: يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض)) [رواه البخاري ومسلم].
في ذلك اليوم..يتبرأ منك القريب والبعيد والصديق والعدو..( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم)[إبراهيم: 22]. في ذلك اليوم (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنية لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)[عبس:34-37].
أخية: ألا فاعملي لتلك اللحظات.. ألا فاتقي النار بامتثال الطاعات، واجتناب المحرمات قال ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)). فابذلي الجهد _ حفظك الله – في المسارعة إلى ما ينجيك من النار، واستثمري وقتك وشبابك فيما يرضي الله، وكوني حافظة لله في الدنيا يحفظك في الدنيا والآخرة!
وتجنبي ما يغضب الله من النواهي والمحرمات، واحذري من الفجور والسفور، والغيبة والنميمة، والجدال والعجب، والكذب والخيانة وسائر المحرمات والموبقات.
وكوني حريصة علي الاستزادة من الخير، ببذل المعروف، والكلمة الطيبة، والنفقة والصدقة، وإغاثة الملهوف، وإكرام الضيف، والرحمة بالضعفاء، والدعوة إلي الله - جل وعلا - وبر الوالدين والإحسان إليهما. والمداومة على الأذكار، والتقرب إلي الله – بالرواتب والنوافل، وقراءة القرآن. واحرصي علي أداء الواجبات والفرائض، ومن أهمها الصلاة، فإنها عمود الدين، وركنه الركين، والزمي الحشمة والوقار، والستر والحجاب، والعفاف والحياء، وطاعة الزوج في المعروف.
فهذه كلمات ناصحة.. جمعتها لك تذكرة وتبصرة، وخير ما أختم به المقال، وصية جامعة من رسول الله ((إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت)) [رواه الحاكم وصححه الألباني].
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.rasael.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/428)
احذري .. ثعبان الموضة
عبد الله الطيار
أختي الحبيبة: بنت حواء وخديجة وخلف فاطمة ونسيبة، إنني أخصك بنداء فاسمعيني، وأبث إليك حديثاً فاحفظيه، فإن مسئوليتك جسيمة ورسالتك عظيمة، أنت أم البنين، وحاملة الجنين، مواسية الزوج وكافلة اليتيم، وراعية حق الأبوين.
نحن معاشر الرجال نملك قلوب الذئاب نحو قطيع الغيلان - إلا من عصم ربك - يلفت انتباهنا حديثك، ويؤلمنا التفاتك، وتمرضنا حركاتك، لا تكوني غبية بالكلام حتى لا نسمع منك خضوعا، وسيري باعتدال حتى لا نرى منك تغنجا وتكسرا، واطرقي باحترام ولا تحاولي الالتفات حتى لا نتهمك بسوء، وكثفي الحجاب حتى لا نرى ما وراء الحجاب، وكوني قصيرة اليد والرجل واللسان، فإن سلفنا قد أوصونا بترك فضول النفس والأكل والكلام - المباح طبعا خشية أن يجرنا إلى الحرام - اهتمي ببيتك وبري والديك، وأدي حق زوجك، واحفظي أولادك، أفشي السلام، وأطعمي الطعام، وأكثري من العبادة عسى أن تحظي بالحسنى وزيادة. و احذري ثعبان الموضة أن ينهشك بنابه أو ينفث في وجهك السم ولو من بعيد، كافحيه بالاستعاذة، وارميه بنبال الدعاء، وتحصني منه بالذكر وكثرة الصلاة، ولا تنسي دعاة السفور، وسفراء العهر والفجور الذين ما فتئوا يصبون على حيائك وحشمتك وحجابك وقرارك في بيتك يصبون على ذلك كله جام غضبهم، ولكنهم يتملقون في الكلام، ويلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، ويحاكون الثعبان في لين الملمس وخبث الطوية. تدثري بالحياء، وتقلبي بين الخوف والرجاء، واحفظي الله يحفظك، والزمي تقوى الله في العسر واليسر، والمنشط والمكره، والخلوة وصية خاصة:
إذا ما خلوت الدهر يوما بريبة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني
اقرائي القرآن وأصغي للتوجيهات الربانية، وافقهي سورة النور فإن لك نصيبا وافرا من توجيهاتها.
مري بالمعروف وانهي عن المنكر، وادعي بنات جنسك علك تفلحي وتفوزي.
أختي: لو تعرفين قدرك عندنا، وميزانك لدينا، وتفوقك علينا! لأثار ذلك عندك مشاعر الرضا والأنفة والغبطة.
ولكن حقك علينا أما البر، وأختا الصلة، وزوجة العشرة بالمعروف، وبنتا حسن التربية وجميعا الدعاء بظهر الغيب، وحسن الظن، والتغاضي عن الزلات، وإقالة العثرات وقبول الاعتذار، والنصح، والحب في ذات الإله.
أسأل الله لي ولك ولجميع من قرأ هذه السطور وسمعها ونشرها ومحصها وصوبها وانتفع بها وسعى في نقل نفعها، أسأل الله – سبحانه - أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا لمرضاته وأن يسعد قلوبنا بصلاح أبنائنا وبناتنا، وأن يتوفانا وهو راض عنا ويظلنا تحت ظل عرشه ويجيرنا من النار، وأن يسكننا الفردوس الأعلى إنه على ذلك قدير، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://mknon.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/429)
التحرر من ماذا ؟!
هيا الرشيد
تحرير المرأة، قضية وهمية نسجها خيال مريض، خرجت إلى الوجود كحقيقة صدقها ضعاف النفوس منذ مئة عامٍ تقريباً، وهي في الأصل حركة علمانية نشأت في مصر، ومن ثم كان التوسع فيها لتنتشر فيما بعد في كثير من الدول العربية والإسلامية. والدعوة إلى التحرر تقوم على كثير من المبادئ الهدّامة التي تهدف في مجملها إلى إخراج المرأة عن تعاليم دينها لإفسادها خلقياً واجتماعياً؛ ليتبعها بطبيعة الحال فساد المجتمع بأكمله، وهذه الحركة تدعو إلى نبذ قوانين دينية نابعة من الكتاب والسنة، وأوامر إلهية يجب على المسلم أن يلتزم بها سواء كان ذكرًا أو أنثى، فهم يدعون إلى التبرج والسفور، ونزع الحجاب، والخروج من البيت، والاختلاط، والمساواة بين الجنسين في كل شيء، مع تجاوزهم في المطالب لتصل إلى تقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات.
وإن ذكرنا في البداية أن المناداة بتحرير المرأة حركة علمانية؛ فإننا في نفس الوقت لا نُغفل أبداً الدور الذي تلعبه القوى الاستعمارية الغربية في تمويل هذه الحركة في السر والعلن، حيث تدعم الاتحادات النسائية المسؤولة تقريباً عنها مادياً ومعنوياً، وتشجعها على المضي قدماً في الترويج لأفكارها المنحلة، وهم بذلك يدّعون حرصهم على حقوق المرأة ومحافظتهم عليها، ومن المعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف بنا أن نوازن بين مطالب الغرب بأن نأخذ نحن -المسلمات- حقوقنا، بينما نرى حقوق نسائهم مهدرة أمام العيان؟!.
فما حال الأم لديهم بعد أن تكبر ويرفضها الرجال، ولننظر إلى مكانة الأم لدينا ومنظر الأولاد والبنات والأحفاد وهم حولها عند حاجتها إليهم، ولنرى أيضاً حال الزوجات وهن يتسولن لقمة العيش من هنا وهناك دون وضع أي اعتبار للمكان الذي تعمل به، وهل هو مناسب لتكوينها أم لا؟ بينما تنعم المرأة لدينا بدفء البيت، وإن خرجت للعمل فهو محصور فيما يناسبها من تعليم لبنات المسلمين ونحوه، ولو فكرنا بأحوال الفتيات في الغرب لرأينا العجب، حيث تخرج الواحدة منهن قبل سن العشرين هائمة على وجهها، تتقاذفها شتى الخطوب من إهانة للكرامة وبيع للشرف، ويريدون لبناتنا نفس المصير وكأن المحافظة عليهن قد أقضَت مضاجعهم، وولدت لديهم رغبة بتوحيد الظروف لتكون النتائج متساوية.
لقد نسوا أو لعلهم تناسوا الويلات التي جرّتها عليهم الحرية المزعومة التي نالتها النساء لديهم، غابت عن أذهانهم تلك الإحصائيات المرعبة عن أعداد الأطفال غير الشرعيين الذين أصبحوا عبئاً على حكوماتهم؛ فقد كاد عدد المواليد خارج مؤسسة الزواج يزيد عن ربع المواليد لديهم، وأصبح لديهم أعداد هائلة من النساء الهاربات من جحيم عنف الأزواج واللاتي يلجأن إلى ملاجئ خاصة لمثل هذه الحالات.
ومما نادوا به سابقاً للمرأة المسلمة المساواة بينها وبين الرجل في الميراث، وهذا مخالف لشرع الله - تعالى -، أما الآن فهم ينادون بالمساواة المطلقة في كل شيء، متناسين الفروقات بين المرأة والرجل، والتي لا تحتاج إلى الجدل، وقد اعترف بعض علمائهم بوجودها، وخرجت نظريات صريحة تبين عدم إمكانية المساواه، ولكن رغبتهم في الإفساد طغت على تحكيم عقولهم، والأهم من آرائهم ونظرياتهم مهماً كان عددها قول الله –- تعالى - في كتابه العزيز: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَىِ) [سورة آل عمران:36]، وقوله - تعالى -: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [سورة البقرة:228]. فنحن -المسلمين- نستقي تعاليمنا من كتاب الله - تعالى -، وندع نظرياتهم جانباً ما دامت لا تتوافق مع مبادئ ديننا الحنيف.
وعارض كثير منهم الحجاب، وربطه بعضهم بالعادات والتقاليد، وتناسوا أنه أمر إلهي قد سارت علية نساء المسلمين لقرون خلت، ولم يكن هذا الحجاب في يوم من الأيام عائقاً للمرأة عن العمل والعطاء في بيتها أو عملها خارج البيت، بل كان أداة عفة وكرامة، وسبباً قوياً في حفظ الأعراض، وللحشمة والتستر أيضاً دور كبير في حفظ شرف المرأة وصيانتها من الابتذال، فما رأينا للمتبرجات في الدول الكافرة وغيرها من دور سوى عرض الأجساد، وكأنهن في سوق عالمي للنخاسة، وأصبحن بسبب ذلك سجينات الذل والإهانة.
أما بالنسبة لقرار المرأة في بيتها وهو الأصل، فكان من أكبر الأشياء التي أزعجتهم، وقد أعيتهم الحيل وهم في كر وفر لإخراج نساء المسلمين من بيوتهن، وتوفير الفرص أمام مبدأ آخر من مبادئهم وهو الاختلاط، والاعتراض بطبيعة الحال ليس على الخروج بحد ذاته وإنما على طبيعة الخروج، أو طبيعة العمل الذي خرجت لأجله المرأة، وهل يوافق تعاليم ديننا ويتناسب مع طبيعتها وإمكانياتها أم لا، المرأة كانت في الماضي تخرج متسترة ومحتشمة لقضاء بعض الأعمال الضرورية، والآن تخرج لطلب علم أو صلة رحم أو عمل، فالاعتراض سيكون بطبيعة الحال لخروجها للعمل بين الرجال، أو مشاركتها في أعمال لا تناسبها، فقد سمعنا عن أول سبّاحة مسلمة، وأول عدّاءة، وأول طيّارة، و...,و... والقائمة تطول، فهذه الأشياء هي التي تتنافى مع تكوين المرأة وقدراتها، وتجعلها كالسلعة معروضة أمام ضعاف النفوس، وكثيرًا ما كان تحقيرهم قوياً وجارحاً لوظيفة المرأة الأساسية من رعاية بيت وأولاد، وعندما خَََرجَتْ للعمل بدأت أساليبهم التهكمية في التقليل من شأن نوعية العمل، فهم لا يريدون الخروج الشريف المتعارف عليه، بل يرغبون في خروج من البيت يكون مصحوباً بالخروج عن المألوف.
أما من ناحية ما يطالبون به من مخالفة صريحة لتعاليم ديننا كتقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات؛ فهذا مالا يقبل به العقل أبداً، والعجب من نفوسهم التي سوّلت لهم أن المسلم سيستبدل شرع ربه بقانون بشري وبهذه السهولة، ولم يشرع الله –- تعالى - مثل هذه الأشياء إلا لسعادة البشرية وبمستوى لا تصل إليه ضحالة تفكير هؤلاء الناعقين، والمشككين في جدوى مثل هذه الأمور.
ويقولون إن المرأة مظلومة، ومهضومة الحقوق، وقد أغفلوا الظلم الواقع على مستوى العالم بأكمله، دول تُظلم، ومجتمعات تُسرق مقدّراتها أمام العيان، وشعوب تُستغل مجهوداتها، وأراضٍ تُنهب خيراتها، ويتركون كل ذلك الظلم، ويتحدثون عن ظلم المرأة، أليس الرجل يُسجن ظلماً؟! ألا يجد الظلم أيضاً من رئيسه في العمل؟! ألا يظلمه أخوته وأبوه وأقاربه؟! ألا يتعرض للظلم من جيرانه؟! ألم يحدث أن زوجة ظلمت زوجها؟! فالظلم واقع من كثيرين وعلى كثيرين أيضاً، فلماذا التركيز على نقطة دون نقاط؟! ولماذا القول بأن المرأة مظلومة؟!
فالظلم الذي يقع عليها أحياناً إنما هو من المحيطين بها، وهو ظلم من البشر، وبعيد كل البعد عن تعاليم الشرع المطهر؛ بل هو خروج عن تعاليم ديننا؛ لأن الله - سبحانه و تعالى - قد حرّم الظلم بكافة أشكاله.
ينادون بالحرية..! الحرية من ماذا؟! وهل يريدون تحريرها وقد تحررت منذ بزوغ شمس الإسلام؟!
الإسلام حرر المرأة وأعطاها حقوقاً لم تحصل عليها في الجاهلية ولا في أي ديانة من الديانات، خاصة في الديانة اليهودية والنصرانية، وماذا قال عنها الإغريقيون والرومان؟، وكيف كانت عند الصينيين والهنود والفرس؟، أما في الإسلام فكان لها شأنٌ آخر، فقد حفظ حقها كاملاً منذ أن كانت جنيناً في بطن أمها، وفي جميع فترات حياتها إلى أن يتوفاها الله.
http://www.islamtoday.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/430)
مقاييس الجمال عند المرأة بين الغرب والإسلام (1)
في شهر كانون أول من عام 2002م، أرعب لندن المسابقة الثانية والخمسون لملكة جمال العالم، تعقيباً على رد مسلمي نيجيريا، الذين جالوا الشوارع للتظاهر ضد هذا النوع من العروض، التي تسمح لمجموعة من النساء اللاتي يكتسين ألبسةً خليعة، للكشف عن أجسادهنّ علناً.
وقد كان من السخرية، أن فازت، في مسابقة هذه السنة، المتسابقة المسلمة الوحيدة، ملكة جمال تركيا أزرا أكين (إن فوزها هذا يدل بشكل واضح، على مدى عدم صدقية هذه النتائج، وعلى أنها نتائج سياسية). وقد صرّحت بعد فوزها بما يلي:"أتمنى أن أمثّل نساء العالم بصورةٍ حسنة، ويشرّفني أن أكون ملكة جمال العالم، وأعتقد أنه من الجيد للمرأة الحصول على هذا المنصب، وأتمنى أن أحقّق تغييراً".
وعلى الرغم من وجهة نظر أزرا في هذا الموضوع، فإن هناك نساءً كثيرات من مختلف بقاع الأرض، مسلمات أو غير مسلمات لا يعتبرن هذا النوع من مسابقات الجمال شيئاً مشرّفاً للنساء، بل على العكس من ذلك، فالكثير من النساء يعتقدن أن مثل هذه المسابقات، تحطّ من مكانة المرأة، فتكون ببساطة كمادة تلبّي رغبة الرجال.
إن الفكرة العالمية السائدة عن المرأة اليوم، هي ما يعرف في عالم الغرب بالمرأة الجميلة، الطويلة، الرشيقة، الناعمة، الشقراء الخالية من العيوب.
إن هذه الفكرة عن المرأة تنعكس على مظهرها ولباسها، والصورة التي تصبو إليها، في تقديم نفسها جسدياً للعالم. وهذه الصورة تمثّل هويتها، التي ترتكز على فكرة أن المرأة، هي التي تحدّد لنفسها كل مظاهر حياتها، وطريقة لباسها، وعلاقاتها مع الرجال، إنها ترتكز على فكرة أن لا أحد غيرها يحدّد هذه الصورة، حتى الرب الذي خلقها. هذه هي الهوية التي ترتكز عليها صورة المرأة الغربية، لتكون نموذجاً لصورة المرأة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك العالم الإسلامي. ويلعب الإعلام الغربي دوراً كبيراً في تقديم هذه الصورة من صناعة الموسيقى، والأفلام، وتقديم الأزياء، ومواد التجميل، وإعلانات التجميل في المجلات واللوحات الإعلانية، ومنه كذلك البث العالمي لمسابقة ملكة جمال العالم. ففي شهر كانون أول من عام 2002 شاهد العرض أكثر من مليوني شخص من أنحاء العالم. وانطلاقاً من هذه الصورة للمرأة الغربية يُنظر للمرأة المسلمة على أنها قبيحة ومتخلّفة. فقد علّقت شاري بلير (زوجة رئيس وزراء بريطانيا) بصراحة في سنة 2001م في مؤتمرٍ صحفي على طريقة اللباس الإسلامي للمرأة المسلمة قائلةً:"لا أعتقد أن هناك ما يمثّل تخلّف المرأة أكثر من البرقع"وقال السياسي الفرنسي جان ماري لوبان عن الحجاب بأنه (يبعدنا عن النساء القبيحات).
لقد أصبحت الصورة والمظهر، مصدر انشغال النساء في الغرب اللاتي ربطن الجمال بالنجاح والثقة وتقديرهن واحترامهن في المجتمع.
هل البحث عن الجمال مسألة اختيارية أم إلزامية؟
إن المرأة الغربية ترى أن البحث عن الجمال مسألةٌ اختيارية، وأنها حرةٌ في أن تحدّد لنفسها الصورة والمظهر اللذين تريد أن تتبناهما في الحياة، على الرغم من أن الحقيقة بعيدةٌ كل البعد عن هذه النظرة السخيفة.
لقد حدّد المجتمع الغربي المقاييس التي تمثل المرأة الجميلة وهي أن تكون طويلة، رشيقة، جميلة، شقراء، مبهجة للحواس، وهذه النظرة للجمال تغصّ بها الآلاف من مجلات الجمال والموضة كمجلة فوغ و La. التي تباع يومياً في شوارع لندن وباريس وروما ونيويورك، وتشجعه صناعة الجمال وأدوات التجميل، وتقدمه العارضات اللاتي يستخدمن في صناعة الإعلان حيث الجسم والمظهر المثالي يقذف على منازل الملايين يومياً مثل كلوديا شيفر، وسيندي كروفورد، ونعومي كامبل... فقد أصبحن مقياساً للنساء يطمحن إليه.
ومع هذه النظرة الطاغية للجمال، والمسيطرة على المجتمع تشعر النساء الغربيات بضغطٍ مستمر لتتأكد من أنها ستظهر جذابة للرجال في المجتمع الذين تأثروا بدورهم بمثل هذه المفاهيم عن الجمال. لقد أصبحت المرأة مستهلكة ومهووسة ومنشغلة غالباً بمظهرها أكثر من أية مسألةٍ أخرى ففي الولايات المتحدة تكرّس النساء العاملات ما يزيد على ثلث دخلهن للمحافظة على الجمال، ووجد أن 55% من النساء صنّفن المظهر على أن اكثر ما يجذب في المرأة، و1% فقط قلن الذكاء. وهذا الضغط لمجاراة التوقعات المحددة عن الجمال قد أنتج عقليةً مستمرة لعدم الأمان والرهبة في النساء الغربيات فيما يتعلق بمظهرهن: هل هي سمينة جداً، أو نحيفةٌ جداً، أو طويلةٌ جداً، أو قصيرةٌ جداً... حتى أن تقريراً صدر عام 1985 في نيويورك تايمز يقول: (غالباً ما يظهر المعاقون جسدياً رضاً كاملاً عن أجسادهم، بينما النساء القادرات جسدياً اللاتي رأيناهن لا يظهرن ذلك). وصرّح الدكتور آرثر كي بالين الذي كان رئيساً للمنظمة الأميركية للشيخوخة في 1988م:"إنه سوف يفيد الأطباء النظر للقباحة ليس كشيء تجميلي بل كمرض".
في خضمّ هذا البحث عن الجمال أصبحت المرأة معاقةً بسبب قلّة الثقة واضطهاد العقل. وأصبحت حتى العارضات لا يثقن بشكلهن، ففي مقالٍ نشرته حديثاً جريدة الأندبندنت أظهر معاناة العديد منهن مثل كارين مولدر التي عانت من مرض فقدان الشهية والإحباط، وأخذت مؤخراً جرعةً مضاعفةً من كبسولات التنويم التي أدخلتها في غيبوبة. وهنا يبدو واضحاً أن فكرة أن الجمال يقود إلى السعادة وهمٌ وتخليط.
وإذا بحثنا في فكرة أن المرأة الغربية هي التي تقرر لنفسها طريقة لباسها، وتحدد ما هو جذاب، وما هو غير جذاب يمكننا أن نرى أن الحقيقة غير ذلك.
فصناعة الموضة العالمية التي تقدّر بـ 105 ألف بليون دولار (أضخم من نفقة الصناعة العالمية للأسلحة) هي التي تضع الأساس لما هو مقبول من اللباس للمرأة ولما هو غير مقبول، وهي التي تحدّد المظهر الجذاب من غيره مما يجعل المرأة تحسّ مرةً أخرى بالضغط لمجاراة الموضة حتى تُقبل في مجتمعها ولا يسخر منها أصدقاؤها أو زملاؤها. والذي يضع المقاييس في كيفية تقديم المرأة نفسها هم مصممو الأزياء المشهورون في العالم وغالبيتهم من الرجال مثل فرزاتشي وجون جاليانو... ومثل هؤلاء الرجال الذين يؤمنون بمبدأ الحرية التي تنبعث من اعتقادهم الدنيوي يرون أنهم أحرار برؤية المرأة في أي وضعٍ يتمنونه وقد عرفوا الملابس الجميلة أنها التي تظهر شكل المرأة وجسمها، وكلما كانت أقل ستراً كانت أكثر جمالاً.
لذلك فإن البحث عن جمال الجسد ليس اختيارياً بالنسبة للمرأة الغربية. وفكرة أنها حرة في اختيار شكلها بنفسها هي خرافة. وهذا الأمر لم يبنِ الثقة بالنفس، واحترام الذات في المرأة، ولكنه صنع عقلية عدم الأمان والهوس بمظهرها.
توقعات غير واقعية:
إن توقّع الوصول إلى قياس طولٍ معيّن، ووزنٍ معيّن، ولون بشرةٍ معيّن، ولون شعرٍ معين، وشكلٍ معيّن وعمرٍ معيّن، للنساء في العالم أو في أي مجتمع، أمرٌ غير منطقي، وغير واقعي. ويصبح حالةً مرضيةً، إذا وجدت النساء أنه يجب عليهن ذلك. ففي استفتاء أجرته جامعة سينسناتي للطب عام 1984 على 33 ألف امرأة وجدت أن 75% من اللاتي أعمارهن من 18 إلى 35 يعتقدن أنهن سمينات بينما 25% منهن كن طبياً فوق الوزن المطلوب، و45% من النساء اللواتي وزنهن دون المطلوب اعتقدن أنهن سميناتٍ جداً، مع لفت النظر هنا إلى أن مقاييس الوزن جمالياً غير صحية ولا تتوافق مع المقاييس الطبية لذلك فإن حقيقة التفكير بهذه المقاييس لا تلائم حقيقة الحياة.
ثم إن صناعة الإعلان تظهر العارضات بالشكل الذي يزيد بيع المجلات وأدوات التجميل أو منتجات الأزياء. يقول بوب كيانو الذي كان مخرج الفن في اللايف ماجازين:"لا توجد صورةٌ لامرأةٍ غير معادٍ ضبطها". وتقول دلماهين التي كانت محررة لمجلتين نسائيتين إن"صور المشاهير الذين تزيد اعمارهم عن الستين تطوّر ليبدوا أكثر جمالاً وأصغر من أعمارهم الحقيقية ووجه المرأة التي في الستين يضبط لأن يكون وجهها في الخامسة والأربعين". والأمر يظهر أكثر في التصوير عن طريق الكمبيوتر حيث يتم تغيير مظهر العارضات وقسمات وجوههن.
حتى النساء المعروفات في الغرب بأنهن في قمة الجمال قد قمن بعمليات تجميل حتى يكون لهن شكلاً معيّناً ووجهاً مثالياً. وقد قالت مرة المغنية وملكة عمليات التجميل شير"لا أدري كم مرةً أستطيع ضرب هذا الوجه حتى الخضوع".
إن هذه التوقعات غير المنطقية الموضوعة للمرأة حتى تصل إلى الجسم المثالي جعلت المرأة العادية لتلحق بالركب مستعدةً للخضوع لعملياتٍ خطيرة. ففي عام 2001 أجرت الجمعية الأميركية للجراحة التقويمية الجمالية إحصاء كان هناك 8.5 مليون عملية تجميلٍ جراحية وغير جراحية مع نساء يشملن 88% ممن أُجري عليهن الإحصاء. وكانت أول خمس عمليات تجميلية هي: جراحة تعويضية لإزالة الدهن، وجراحة الجفون، وتكبير النهد، وتغيير شكل الأنف، وشدّ الوجه.
إن مثل هذه التوقعات للحصول على شكلٍ معيّن ليس فقط غير منطقي بل هو خطير لأنه يسبّب العديد من المشاكل والاضطرابات. فعلى سبيل المثال: إن عارضات الأزياء والممثلات لديهن درجات دهون في الجسم أقل 10% من وزن الجسم بينما النسبة المطلوبة طبياً هي 22-26% وهذا يدفع هؤلاء العارضات والممثلات للقيام بتمارين رياضية شاقة، وتناول مسهلات لمنع امتصاص الغذاء في الجسم وببساطة عدم الأكل. وهذا الهوس بشكل ووزن الجسم ينتج اضطراباً في الأكل، وانخفاضاً في درجة الحرارة، وانخفاضاً في ضغط الدم، واضطراباً في دقات القلب وعدم الخصوبة، ويمكن أن يكون أحياناً قاتلاً.
وفي الولايات المتحدة ادّعت المؤسسة العالمية للصحة العقلية أن كل يومٍ في الولايات المتحدة ينفق الأميركيون بالمتوسط 109 مليون دولار على الحمية. وواحدة من كل 20 امرأة تعاني من فقد الشهية. وواحدة من كل ثلاث ممن يتبعون الحمية يصبح لديهن تصرفات وأخلاق مكروهة، وكل 1 من 2 يصبح لديه اضطراب أكلٍ جزئي. وحسب جمعية بوليميا فإن 1000 امرأة تموت سنوياً بسبب مرض فقد الشهية. وفي عام 2000 نشرت الجمعية الطبية البريطانية في تقريرٍ يناقش أسباب ارتفاع مرض فقد الشهية في المملكة المتحدة قالت فيه:"إن هوس الإعلام بالعارضات النحيفات ساهم بصورةٍ مؤلمة في تضخّم اضطرابات الأكل بين الفتيات الصغيرات". وقد ظهرت على الإنترنت مواقع تشجع النساء على النحافة. ومن ذلك عنوان (وصايا النحافة) ومن هذه الوصايا: إن لم تكن نحيفاً فإنك لست جذاباً - أن تكون نحيفاً أهم من أن تكون صحيحاً - الميزان هو الأهم - أن تكون نحيفاً لا تأكل هي العلامات الحقيقية للنجاح والقوة.
قيمة المرأة في الغرب:
إن المرأة في الغرب تقيّم وفق مستوى جمالها بدلاً من ذكائها. وأغلب الرجال الذين يحملون عقلية الغرب يبحثون عن الشكل عوضاً عن الذكاء في علاقاتهم، يبحثون عن البيضاء، الطويلة، الرشيقة (الغنيمة) ليتباهوا بالصيد أو الجائزة أمام أصدقائهم وعائلاتهم. لذلك ليس من المفاجئ أن لا تشعر المرأة في الغرب بالأمان فيما يتعلق بشكلها فهي لا تستطيع أن تمنع زوجها أو صاحبها من الهروب مع الفتاة التالية التي تكون أجمل أو أكثر رشاقةً، أو أطول أو أكثر بياضاً.
كذلك، فإن توظيف المرأة، وترقيتها في العمل تأثر إلى حدٍّ كبيرٍ بصورة المرأة هذه. وشمل هذا التأثّر كل القطاعات تقريباً. ففي الولايات المتحدة قالت امرأةٌ أميركية أن رئيسها أبدلها في أحد الأيام دون سابق إنذار قائلاً لها:"إنه يريد أن ينظر إلى امرأةٍ أصغر حتى ترتفع معنوياته".
أما الوظائف التي تحصل عليها المرأة في الغرب ويدفع لها أكثر من الرجل هي عرض الأزياء والبغاء. ويمكن أن تتقاضى عارضةٌ مشهورةٌ في بعض الأحيان 10 آلاف دولار في يومٍ واحد.
وكثير من النساء يحصلن على ترقيةٍ في العمل لا على أنها تحسن أداء عملها وإنما على أساس أن رئيسها يراها كشيءٍ يداعب رغباته ببساطة.
أما التحرّش الجنسي فقد بات منتشراً في كل جزء من المجتمع، ففي دراسةٍ سجلت من قبل الجمعية الأميركية للمرأة الجامعية عام 1993 صرّحت أن 85% من فتيات المدارس قد تمّ التحرّش بهن جنسياً. وفي أرقام المكتب الرئيسي البريطاني أن 1 من 20 امرأة في إنكلترا وويلز يغتصبن كل يوم. وبحسب مجلة مسز الأميركية عام 1988 أجاب 83.5% من الرجال بـ(نعم) للعبارة التالية (بعض النساء يبدين كأنهن يردن أن يغتصبن).
تجارة الجمال:
وهكذا تبدو الحقيقة واضحة: إن الجمال لم يجلب الاحترام للمرأة في الغرب، ولم يرفع حتى من مكانتها أو يجعل لحياتها قيمة. لقد أصبحت المرأة الغربية مادة تقيم بالمظاهر الخارجية عوضاً عن تفكيرها وذكائها. وصدق فيهم قول اللَّه - تعالى -:( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)، وصدق فيهم حديث رسول الله r: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش» رواه البخاري؛ والخميصة نوع من الثياب المزركشة.
إذا كان هذا هو الواقع، وهذه هي الدراسات والإحصاءات التي تدل عليه، فلماذا تستمر المرأة الغربية في نظرتها هذه؟، ولماذا لا تلاحظ النساء أنهن يخدعن كل يوم؟ ثم لماذا تقدم المرأة الغربية كقدوةٍ للنساء في العالم لتقليدها؟
إنها الشركات الرأسمالية البغيضة. إن المال، والفائدة، والجمال، والتجميل، وتجارة جراحة التجميل تقودها مؤسسات متعددة البلايين، ويجب أن يحافظ على عملية البحث عن الجمال حتى يحافظ على احتياطي الفائدة لهذه الشركات. تقول نعومي وولف في كتابها (خرافة الجمال):"صورة المرأة في الغرب تستمر بكونها القدوة للنساء في مختلف بقاع العالم لتغذية الشهية لبعض مدراء الشركات الطامعين وملاّك المؤسسات".
إن صناعة الجمال في المملكة المتحدة تؤمن 809 بليون باوند كمصدر دخلٍ كل عام. ولصناعة الأزياء مصدر دخلٍ عالمي هو 105 بليون دولار. ومواد الحمية تجني 74 بليون دولار في الصناعة السنوية في الولايات المتحدة بحسب مجلة تايم 1988. ويمكن لجراحٍ تجميلي كسب مليون دولار في السنة. وعندما فازت الهند بمسابقة ملكة جمال العالم لسنتين، علّقت عدد من الجماعات النسائية بان السبب في ذلك ليس الجمال الأخاذ لملكة جمال الهند، ولكنه رغبة الشركات العالمية للتجميل في التغلغل في السوق الهندية.
بالإضافة لذلك تستقبل وسائل التلفزيون والمجلات مئات الملايين في الإعلان حتى تقدم صورة المرأة الجميلة التي من المفترض أن تلبس أو تستخدم منتجاتهم.
وبعد هذا العرض، فهل على المرأة أن تخدع بهذه الأكاذيب وصور الغش التي تحاط بها المرأة الغربية أم أن عليها أن تفكر ملياً بالهوية الصحيحة والصورة التي يجب أن تتبناها للحياة؟
مقاييس الجمال عند المرأة بين الغرب والإسلام (2)
لقد حدّد المجتمع الغربي المقاييس التي تمثّل المرأة الجميلة، وهي أن تكون طويلة، رشيقة، جميلة، شقراء، مبهجة للحواس، خالية من العيوب... وصارت المرأة تقيّم بناءً على هذه المقاييس عوضاً عن تفكيرها وذكائها، وهذا ما صنع عند المرأة عقلية عدم الأمان، والهوس بمظهرها. فهل على المرأة أن تخدع بهذا؟ أم أن تفكر ملياً بالهوية الصحيحة، والصورة التي يجب أن تتبناها للحياة؟
لسوء الحظ أثّرت مقاييس الجمال، بحسب مفهوم الغرب، على الكثير من النساء، في العالم الإسلامي. والأمر ليس مفاجئاً؛ لأن الثقافة الغربية قد غزت عقول المسلمين، ولقد كان لإعلامهم الموجّه تأثيره البالغ في نقل صورة المرأة النموذجية بنظرهم، فالمجلات التي تتحدث عن طرق الحياة الغربية، وتعرض صورة المرأة النموذجية من مثل (فوغ) و(كوزموبوليتان) و(ماري كلير)... تنتشر في مدن، باكستان، وبنغلادش، وتركيا، ولبنان، ومصر،... وسائر مدن العالم العربي والإسلامي. ودور التجميل، التي تهتم بإبراز صورة المرأة الغربية المرغوبة، تتزايد بصورةٍ واضحة. ففي شهر تشرين الأول عام 2002 قدمت الـBBC تقريراً عن قصةٍ في أفغانستان تسمى (حرية أحمر الشفاه الأفغاني)، وناقشت القصة مشروعاً ممولاً من الولايات المتحدة، لتزويد المرأة في أفغانستان بمدرسة جمال ذات طابع غربي، وتبنى في كابول، داخل مجمع وزارة أفغانستان لشؤون المرأة، على أن يكتمل إنشاؤها في أيار 2003، هدفها تدريب بعض نساء أفغانستان على قص الشعر، وتجارة الجمال، مع تزويدها بمساحيق التجميل، من أرقى شركات أدوات التجميل مثل (ريفلون) و(ماك). فمن بين كل المشاكل التي تواجهها النساء في أفغانستان، من مثل المجاعة، وقلّة الوصول إلى المياه النظيفة، وتفشّي الأمراض، قرر الغرب أن الأولوية للمرأة الأفغانية، ويبدو واضحاً أن الهدف هو غرس الرغبة، في تقليد مظهر المرأة في الغرب، داخل عقول النساء.
ولسوء الحظ، مرةً أخرى، تبنّى عددٌ كبير من النساء المسلمات، صورة المرأة الغربية المبنية على الهوية الغربية، والنظرة الغربية للحياة، التي تقوم على فصل الدين عن الحياة، وصار معيار الجمال عندهن أن تكون الواحدة منهن: طويلة، شقراء، رشيقة، شابة، نحيفة، جميلة... وعند البحث عن فتاةٍ للزواج، ربما يبحث الولد أو والديه، عن فتاةٍ تلائم هذه المواصفات عوضاً عن البحث عن قوة دينها، عملاً بفكرة «الأكثر شقراء الأكثر جمالاً»، وصارت الفتيات يستخدمن أشياء متنوعة، لتفتيح لون جلودهن حتى التبييض، غير مباليات بالعواقب (أحد أنواع منتجات التبييض يسمى جولن، ارتبط اسمه بالسرطان). والممثلة الهندية (أشواريا راي) المشهورة تعجب بها الكثير من الفتيات الآسيويات بسبب بشرتها الفاتحة، وعينيها الزرقاوين بالإضافة إلى أن جراحة التجميل، والأنوروكسيا (مرض فقد الشهية) أصبحا أكثر انتشاراً، بين النساء المسلمات اللاتي يعشن في الغرب، وفي العالم الإسلامي. ومؤخراً ناقش البرنامج الوثائقي (الإيمان والأزياء)، على الـBBC بالتحديد، موضوع كيفية استطاعة المرأة أن تكون مسلمة، وتكون في الوقت نفسه جزءاً من دائرة الأزياء، وكان الهدف الأساسي من هذا البرنامج هو التركيز على المرأة المسلمة التي تعيش في الغرب، لتتبنّى فكرته عن الجمال، وكذلك العمل على تصدير صورة الجمال إليها، بهدف إدماجها في المجتمع على الطريقة الغربية، مما يسبب خسارتها لهويتها الإسلامية، ونسيانها لمسؤولياتها والتزاماتها كامرأةٍ مسلمة.
الإسلام وفكرة الجمال:
على عكس الهوية الغربية التي جعلت العقل ورغبات الإنسان أساساً يحدّد كيف يعيش الإنسان في هذه الحياة، فإن الهوية الإسلامية مبنيةٌ على الإيمان باللَّه الخالق المدبر. فهو سبحانه وحده الذي خلق، ووحده الذي يعلم ما خلق، ووحده الذي يعلم ما يصلح لهذا الخلق من نظام وتدبير، ومعرفة وتنظيم...
وعلى عكس طريقة الحياة، التي تقوم على الحريات العامة بحسب المفهوم الغربي، والتي منها الحرية الشخصية، التي تقضي بحرية كل من الرجل والمرأة، في تحديد طريقة لباسهما، وشكل صورتهما، ونظرتهما لبعضهما، والعلاقات التي تنشأ بينهما، فإن المسلم، رجلاً كان أو امرأة، يعيش حياته على أساسٍ من طاعة ربه، ويعتقد أنه محاسب يوم القيامة على أعماله، على اعتبار أن ما يقوم به يجب أن يكون متقيداً بأوامر اللَّه ونواهيه. لذلك لم يترك الإسلام للمسلم، ذكراً كان أو أنثى، أن تكون حاجاته وغرائزه هي التي تقرر له نظامه، بل ما جاء في القرآن والسنة. قال - تعالى -: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[الأحزاب/36].
وقد حدّد الإسلام للمرأة المسلمة الصورة التي يجب أن تتبناها في ظروف عديدة، ولمن تظهر جمالها الكامل.
- إن الصورة التي فرضت على المرأة المسلمة، في حضور غير المحارم (الذين يمكن أن تتزوج منهم)، هي أن كل جسدها عورة ما عدا وجهها وكفيها. ويحرم أن تكون ملابسها خفيفة بحيث تصف لون بشرتها، أو أن تكون ضيقة بحيث يمكن رؤية تفاصيل جسدها، فقد روى أبو داود عن قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلا المفصل». وقال - تعالى -: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور/31]. بالإضافة إلى ذلك، لا يجوز للمرأة المسلمة، في حضور غير المحارم أن تتبرّج، أي أن تتزيّن بزينة تلفت النظر، قال - تعالى -: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[الأحزاب/33].
- إن الإسلام قد فرض على المرأة المسلمة اللباس الشرعي في حياتها العامة، عندما تخرج من منزلها، وهذا اللباس مؤلّف من الخمار (غطاء للرأس بأكمله، والرقبة، وفتحة الثوب على الصدر) والجلباب (فستان من قطعةٍ واحدة يغطي ملابسها المنزلية، ويتدلى للأسفل حتى الأرض). وإذا غادرت المنزل بدون هاتين القطعتين من الملابس فسوف تكون مذنبة لأنها خالفت أمر خالقها. وعندما سئل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عن التي ليس لديها جلباب، قال: «لتلبسها أختها من جلبابها».(83/431)
ثم إن المسلمة بعد ذلك عليها أن تهتم بجمالها الخاص بحيث يكون لافتاً للنظر أمام زوجها فقط، وأن تظهر بما يجعلها جميلة، وأنيقة، ونظيفة، ومبهجة للنفس، في نظر زوجها، ومن غير أن تكون مهووسة بمعايير الجمال الغربية التي جعلت المظهر مقدماً على الجوهر، والتي جعلت المرأة كسلعة وليست كإنسانة، واستغلت أنوثتها استغلالاً غريزياً ممجوجاً. وهي باهتمامها بنفسها، ضمن تعاليم الإسلام، من غير مجاراة لطريقة الحياة الغربية، تضمن لنفسها رضى خالقها، ورضى زوجها، وحماية أسرتها من التفكك، والضياع، كما هي الحال في الغرب.
كيف تقيّم المرأة المسلمة نفسها:
إن على المرأة المسلمة أن لا تقيّم نفسها، ذلك التقييم السطحي الذي تعتمده المرأة الغربية، بل عليها أن تفهم أن الاشتغال بمثل هذه الصورة غرضه إبعادها عن الاشتغال بالتفكير بتساؤلات الحياة المصيرية، من مثل الغرض الحقيقي للحياة، وكيف ينظم المسلم علاقاته في الإطار الصحيح. والمرأة المسلمة تفهم أن الأساس الذي تحكم به على نفسها ليس وجهها، بل تفكيرها وأخلاقها، ولا شكلها، بل كونها عبدةً مطيعة لخالقها. هذا هو النجاح في حياتها، ومفتاح السعادة الأبدية في الجنة. قال - تعالى -: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب/35]. فهي بذلك تقيّم نفسها على أساس تقواها وعملها الصالح. من هنا كان ميدان الصراع الذي تدخل فيه المرأة المسلمة، في حياتها، ليس البحث عن الجمال، أو محاولة تقليد المرأة الغربية، بل بناء شخصيتها على الإسلام، والعيش بحسب طريقة الحياة الإسلامية، في حياتها العائلية، وفي مجتمعها. قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة».
أما الرجل المسلم، فإنه لا يحق له رؤية المرأة في أي وضعٍ يتمناه، بل إن الإسلام حدّد مواصفات المرأة التي يبحث عنها للزواج بها، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «تنكح المراة لأربع: لمالها وحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"فالمسلم الذي يسعى إلى مرضاة ربه يختار الزوجة الصالحة التي يكون فهمها للدين واضحاً، ويأتي في مقدمة الصفات التي تتحلّى بها المرأة، نظراً لما يترتب على هذا الاختيار، من حسن تربية الأولاد وتنشئتهم على أساس الإسلام.
وإذا كان المسلمون قد تأثروا بطريقة الغرب، في تقييم جمال المرأة، ففي ظل تطبيق الشريعة الإسلامية، سوف تنمو مفاهيم الإسلام وتنتشر: فعند توظيف المرأة سوف لا توظف بناءً على شكلها أو جمالها، وسوف لا تستخدم في أي عملٍ يستغل أنوثتها، بل سيكون توظيفها واستخدامها بناءً على كفايتها، مع المحافظة على مفاهيم الإسلام التي تحرم الاختلاط، والخلوة، وكشف العورة، وسوف تكون العلاقات التي تنشأ بين الرجل والمرأة في الحياة العامة، ضيقة، وبحدود الحاجة. وهذا ما يضمن للمرأة المسلمة أن تقيم بناءً على جودة عملها بدلاً من جمالها أو استخدام (سحرها الأنثوي)، ويمكنها أداء عملها كطبيبة أو مدرّسة أو مهندسة، أو عالمة،... دون خوفٍ من مضايقتها أو التحرّش بها، من قبل زملائها الرجال، كما يحدث في الغرب مما ذكرناه سابقاً. إن المرأة المسلمة عندما تقيّم بحسب شخصيتها، وذكائها، ومهارتها، فإن هذا يجعلها فاعلة في الحياة، إنسانة لها كرامتها وليست سلعةً تمتهن في سوق المتعة الرخيصة.
المرأة المسلمة هي المرأة المفكرة:
إن المرأة المسلمة هي التي تفهم بوضوح أن غايتها في الحياة هي نوال رضا اللَّه - تعالى -. والمرأة المسلمة هي التي لا تنخدع بمقاييس الغرب للجمال، هي التي لا تضيع وقتها، وجهدها، ومالها، في محاولتها مجاراة التوقعات غير الواقعية لما تعرفه المجتمعات الغربية لِـ (المرأة الجميلة)، هي التي لا تجعل ممثلات الأفلام وعارضات الأزياء، والمغنيات، والفنانات،... قدوات لها، بل هي التي تبحث عن رضى الخالق، وتطلب الجنة في أعمالها، هي التي تتحلّى بالشخصية الإسلامية الراقية، هي التي تتّصف بالذكاء، والكرم والتواضع، والوفاء، والشجاعة، والتضحية، هي الزوجة المخلصة، والأم المضحية. لقد عرف المجتمع الإسلامي من قبل نساء كثيرات كنّ مفكرات، ومعلمات، ومقاتلات، وشاعرات، وسياسيات عظيمات، وحاملات للدعوة...
نساء مثل خديجة - رضي اللَّه عنها - أول زوجة للرسول - صلى الله عليه وسلم - التي ساندت زوجها في الدعوة إلى الإسلام، وإلى تأسيس أول دولة إسلامية، وتحمّلت معه كل الصعوبات والمحن وواجهتها بشجاعةٍ وصبر، وقد أقامت في الشعب المقفر مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - تشاطره الأذى وشظف العيش. وقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لموتها حزناً شديداّ وكان يكثر الثناء عليها، وعندما قالت عائشة: قد أبدلك اللَّه - عز وجل - خيراً منها، زجرها وقال: «ما أبدلني اللَّه - عز وجل - خيراً منها، فقد آمنت بي، إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس"أخرجه أحمد. وقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون"رواه الترمذي. ويجمع هؤلاء النسوة أنهن آمنّ باللَّه، وحملن الدعوة، وتحمّلن الأذى في سبيل اللَّه.
نساء مثل فاطمة، ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي ظهر كرمها كالمنارة. فعندما حاول سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أحد أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يجد طعاماً لمسلمٍ كان جائعاً، لم يأكل منذ فترة، وكان قد طرق عدة منازل، وقصد عدداً من المسلمين، فلم يجد أحداً حتى طرق باب فاطمة، فأخبرته بأنه ليس لديها شيءٌ لتأكله منذ ثلاثة أيام، ومع ذلك فقد أعطت سلمان قطعة قماش تملكها، وطلبت منه أن يبيعها إلى اليهودي شمعون، وأن يشتري بثمنها بعض الحبوب للمسلم الجائع. مما جعل اليهودي يسلم، وعندما أحضر سلمان الحبوب لها، طحنتها، وخبزتها أرغفة أرسلتها لليهودي ورفضت أن تأخذ لنفسها ولعائلتها منها شيئاً لأنها تصدقت بقطعة القماش كلها لوجه اللَّه - تعالى -.
نساء مثل عائشة، زوجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي كانت تملك عقلاً سديداً، وذاكرةً مذهلة، ناقلةً أكثر من ألفي حديث، وكان لها فهمٌ عميق لتفسير الحديث والفقه والشريعة.
نساء مثل الخنساء التي كانت شاعرةً ممتازة، استعملت شعرها في حثّ أبنائها على الجهاد، وكانت عندما يستشهدون تحمد اللَّه الذي شرّفها بشهادتهم، وتسأله أن يجمعها بهم في الجنة.
نساء مثل أم عمارة التي كانت مقاتلةً ماهرة، فقد قاتلت في أحد، وحمت الرسول - صلى الله عليه وسلم - بجسدها، وكان أينما أدار وجهه وجدها تقاتل لحمايته حتى دعا لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلها وأهلها رفقاءه في الجنة.
نساء مثل سمية (أم عمار) زوجة ياسر التي كانت أول شهيدة في الإسلام، حيث ثبتت على العقيدة، وصبرت على تحمل الأذى، حتى فارقت الحياة على يد أبي جهل، والتي وعدها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة حيث قال: «صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة».
نساء مثل أسماء بنت أبي بكر، تتحمل المشقات في مساعدة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، وهما في الغار، في طريقهما إلى المدينة، والتي تحملت الأذى من أبي جهل الذي لطمها على وجهها لتدله على مكان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فتثبت وتصبر.
نساء مثل فاطمة بنت الخطاب التي ناقشت أخاها عمر بن الخطاب، فيضربها بسبب إسلامها، ثم تعجبه صلابتها وثباتها على دينها، فيسرع إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - معلناً إسلامه.
النساء المسلمات مفكرات، لا يقلدن النساء الغربيات على عماها، ويسرن بحسب تعاليم دينهن ولو كانت ضد أنماط المجتمع السائدة. يكتسبن ثقتهن بأنفسهن من إيمانهن، ولا يربطن ثقتهن بمظهرهن، ولا ينشغلن بشكلهن على حساب شخصيتهن، ويفكرن بدورٍ لهن في إقامة الدين، واستئناف الحياة الإسلامية، كما كانت نساء المسلمين من قبل. وهذا معنى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم – "النساء شقائق الرجال" إنهن مثلهم في التكاليف، وتحمل المسؤولية إلا ما خصهن اللَّه به أو خص الرجال به.
http://www.al-waie.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/432)
لمرأة والرجل في المجتمع الإسلامي
تاريخ النشر : 11-27-2003 ...
طباعة الموضوع ارسال الموضوع رجوع
نص المحاضرة التي ألقاها الأستاذ عصام عميرة في جامعة بيرزيت بتاريخ 13/11/1996م. وقد استغرق إلقاء المحاضرة حوالي نصف ساعة بحضور جمع من الطلبة والأساتذة من مختلف الكليات والتخصصات، أجاب بعدها المحاضر على أسئلة الحضور على مدى ساعة كاملة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. ?رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي? أما بعد: أيها الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التزام الشرع دون إفراط أو تفريط:
لا يتوقعن أحد منكم أن تكون هذه المحاضرة درساً دينياً تقليدياً حول المرأة المسلمة ما لها وما عليها، أو أن تكون شرحاً لأحكام فقهية فروعية تعالج علاقة الرجل بالمرأة وما ينشأ عن تلك العلاقة من تفاعلات ومشاكل، فكتب الفقه زاخرة بالأحكام التي تعالج وباستفاضة كل تلك التفاعلات والقضايا. ولكن الأمر الأساس الذي سأتصدى له اليوم هو التعرف على سياسة الإسلام في معالجة أمر علاقة الجنس الذكري مع الجنس الأنثوي عند بني البشر، وبالتالي فهم النظام الاجتماعي في الإسلام بشكل أعمق مما هو مألوف عند المسلمين، بعيداً عن التقليد الأعمى لمفاهيم الغرب من جهة وعن الجمود الذي أحاط بعلماء المسلمين ومفكريهم في عصرنا ما أفقدهم القدرة التأثيرية على أبناء الأمة الإسلامية، بل على العكس فقد أدى جمودهم هذا إلى إبعاد الناس عن أحكام الشرع، وعدم الاكتراث بما يقولون، وذلك لسببين:
أولاً: تعاملهم الأعمى مع قضايا المرأة.
ثانياً: عدم ربطهم أحكام النظام الاجتماعي بباقي أنظمة المجتمع.
أما السبب الأول، وإن كان الدافع وراءه صيانة الفضيلة في المجتمع والحفاظ على المرأة المسلمة، إلا أن أصحابه تميزوا بالتعصب الأعمى لحجاب المرأة إلى درجة التضييق عليها وعدم السماح لها بالخروج من بيتها ومباشرة شئونها بنفسها حتى لا ترى أحداً ولا يراها أحد. فحالوا بينها وبين الحياة العامة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأما السبب الثاني فإنهم لم يدركوا أن الأساس لبحث هذا الأمر هو العقيدة الإسلامية وأن المقياس هو الأحكام الشرعية، وليس المصلحة أو العقل أو المحافظة على التقاليد والعادات والأخلاق، وليس الدافع هو الوقوف في وجه الغزوة الكاسحة القادمة من الغرب، بل أن التصدي لها لا يكون إلا بتكامل تطبيق أنظمة المجتمع في دولة الإسلام الواحدة التي تشكل الدرع الواقي للمسلمين.
تأثر المسلمين بحضارة الغرب:
إذن فقد وقع المسلمون بين مطرقة الغرب وأفكاره عن علاقة الرجل بالمرأة المحصورة في صلات الذكورة والأنوثة دون غيرها، وسندان الضعف الفكري عند علماء المسلمين ومفكريهم في التصدي لهذه الواردات الثقافية المنحطة. ناهيكم عن الترويج الفاضح الذي يمارسه حكام المسلمين لتلك الواردات وكأنها قد نزلت من فوق سبع سماوات.
فماذا كانت النتيجة؟ اندفع المسلمون تحت شعار الحرية الشخصية إلى تسويغ اختلاط الرجال بالنساء من غير حاجة، والسكوت على التبرج وإبداء الزينة لغير المحارم، وتولي المرأة لمناصب الحكم. فشاعت الفاحشة وتدهورت الأخلاق وانحرف التفكير وفسد الذوق وتزعزعت الثقة وهُدمت المقاييس. وصار المجتمع الغربي مقياساً دون أن يؤخذ بعين الاعتبار أن ذلك المجتمع لا يأبه بصلات الذكورة والأنوثة، ولا يرى فيها أي طعن أو معرة، أو مخالفة للسلوك الواجب الاتباع، أو أي مساس بالأخلاق، أو أي خطر عليها. فأن يحضن الرجل امرأة ويقبلها في الشارع العام لا يشكل عندهم خرقاً للعرف أو خدشاً للحياء أو مساساً بالمشاعر، مع أن الإسلام -كما تعلمون- يعتبر هذا وأمثاله من الصلات الذكرية الأنثوية من الجرائم، وعليها عقوبات شديدة من الجلد أو حتى الرجم إن ثبتت الفاحشة على المحصن. ويعتبر مرتكبها منبوذاً منظوراً إليه بعين المقت والازدراء. وأن المرأة في نظر الإسلام أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان، وأن ذلك من الأمور التي لا تقبل نقاشاً ولا جدلاً ويجب أن يبذل في سبيل الدفاع عنها المال والنفس عن رضا واندفاع.
ونحن اليوم نتخبط في فوضى لا مثيل لها، وتناقض كبير جراء تأرجحنا بين الجمود والتقليد، وغياب الحكم الإسلامي، فغلب تيار التقليد واندفع المسلمون طوعاً أو كرهاً نحو الكارثة الاجتماعية التي حلت بهم، ليضاف ذلك إلى رصيدهم من الكوارث السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها كثير.
النظام الإلهي هو وحده الصالح:
حضرات الإخوة والأخوات:
من أجل ذلك كان لا بد من دراسة النظام الاجتماعي في الإسلام دراسة شاملة عميقة، حتى تدرك المشاكل بشكل دقيق ومحدد، بأنها اجتماع الرجل والمرأة والعلاقة الناشئة عن اجتماعهما وما يتفرع عن هذه العلاقة.
وإن المطلوب هو علاج هذا الاجتماع، وعلاج العلاقة الناشئة عنه، وعلاج متفرعاتها ومتولداتها ضمن إطار محدد، وهو الكتاب والسنة بغض النظر عن أية معطيات أو مؤثرات أخرى خارجة عنهما. ذلك أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الأزواج كلها ومنها الرجل والمرأة، وهو العليم بما خلق والخبير بما يصلحهم ويفسدهم، فتشريعه لهم هو الحق وما دونه هو الباطل، وكما أن الله سبحانه وتعالى قد أوجد توازنات زوجية في النبات والحيوان ضمن نظام كَرْهِيّ فرضه عليها، فقد أنزل تشريعاً يوجد التوازن بين الأزواج البشرية، إذا هم اتبعوه نجوا وإن خالفوه هلكوا.
من نتائج الحضارة الغربية:
ويختل هذا التوازن في المجتمع بقدر التفريط في الالتزام بمقتضى التشريع. ولقد سمعت يوم أمس نبأً أوردته وكالات الأنباء من الصين مفاده أن أكثر حالات الإجهاض تتم لأجنة أنثوية لأن الأزواج يريدون أبناءً من الذكور نظراً لحاجتهم إليهم، وبسبب منع «الحمل المتكرر» من قبل الدولة. وفي سياق الخبر تعليق حول تكون جيش من العزاب الصينيين بالملايين، لا يقابله عدد من الإناث يكفي لسد حاجتهم، مما أفقد المجتمع توازنه بشكل كبير، وخبر آخر من تركيا حيث قتل في حادث سير رجل أمن كبير وآخر من كبار رجال الجريمة المنظمة، وامرأة كانت في يوم من الأيام ملكة جمال تركيا وأصبحت تعمل مرافقة للرجال!! ولا يزال التحقيق مستمراً في ظروف، وملابسات الحادث، وهناك إحصاءات كثيرة لا أملك منها إلا القليل حول الجرائم الجنسية بالرضا أو بالإكراه، ومع قاصرين ذكوراً وإناثاً -حقائق وأرقام تكاد الأرض تنشق من هولها وتخرُّ لها الجبال هداً. وإحصاءات أخرى عن حالات الطلاق المرتفعة جداً حتى أنها
فاقت حالات الزواج في وقت ما في الكويت، وأن نسبة التزايد السكاني في النمسا عام 94 كان --1%، مما يعكس هرماً سكانياً رديئاً شكلاً ومضموناً. وأما الإيدز والأمراض الجنسية الأخرى فهي شواهد صارخة على فساد الأمر.
يضاف إلى ذلك كله ونتيجة للإباحية الدخيلة على مجتمعنا، فقد تخلخلت حالة التوازن الأسري بسبب خروج النساء إلى العمل وطلب العلم الزائد من غير داع يدعو إلى ذلك، وإخلاء قطاع كبير من البنات لمواقعهن في البيوت استعداداً وتأهيلاً ليكن زوجات وربات بيوت وأمهات وغيابهن المطول في المعاهد والجامعات وأماكن العمل مزاحمة للرجال مما أدى إلى ضعف شديد في الأداء الأنثوي في المجتمع وارتفاع كبير في نسبة البطالة بين الرجال الذين أوجب الله عليهم العمل ولم يوجبه على النساء والبنات.
ونظراً لخلو الشوارع من الضابطة السلوكية الإسلامية قل الحياء وكثرت الملاحقات والمغازلات والتعرض للفتيات والنساء بما يخدش الحياء ويدعو للرذيلة ويهدر الوقت ويضعف الهمة المطلوبة من الشباب لتحقيق الأعمال العظيمة. وتكفي وقفة قصيرة أمام إحدى مدارس البنات الثانوية لتروا العجب العجاب.
العودة إلى ما أنزل الله:
حضرات الإخوة والأخوات:
لستم في حاجة إلى مزيد من الشرح والإسهاب فالحال يغني عن المقال، والشيء المهم هو إعادة النظر فيما نحن فيه والبحث الجاد عن البديل الأنسب، ولعلي أوفق اليوم في عرض وجهة نظر الإسلام في هذا الشأن، والتي أعتقد أنها مفتاح الحل لهذه المعضلة. وإنها لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وأستفتح بالذي هو خير: يقول الله سبحانه وتعالى: ?يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم?.
يعتبر هذا النص القرآني مدخلاً لفهم حقيقة الصلة بين الرجل والمرأة بأنه النسل من أجل إبقاء النوع الإنساني. فإذا تمت الصلة الجنسية بين الذكر والذكر أو الحيوان، وبين الأنثى والأنثى والحيوان لا يحصل مقصد النسل وبقاء النوع، بل يحصل إشباع للغريزة فقط، فينتفي بذلك مقصود الخالق من خلق الناس من ذكر وأنثى، وقد أورد الشيخ العلامة تقي الدين النبهاني رحمه الله في كتابه «النظام الاجتماعي في الإسلام» ما نصه: «لا صلاح للجماعة إلا بتعاون الرجل والمرأة باعتبار أنهما أخوان متضامنان تضامن مودة ورحمة، ولذلك لا بد من التأكيد على تغيير نظرة الجماعة إلى ما بين الرجل والمرأة من صلات تغييراً تاماً يزيل تسلط مفاهيم الاجتماع الجنسي ويجعلها أمراً طبيعياً وحتمياً للإشباع، ويزيل حصر هذه الصلة باللذة والتمتع ويجعلها نظرة تستهدف مصلحة الجماعة لا نظرة الذكورة والأنوثة ويسيطر عليها تقوى الله لا حب التمتع والشهوات، نظرة لا تنكر على الإنسان استمتاعه باللذة الجنسية ولكنها تجعله استمتاعاً مشروعاً محققاً بقاء النوع متفقاً مع المثل الأعلى للمسلمين وهو رضوان الله تعالى» أ.هـ. وصدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول: ?والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة?.
فالله سلط الخلق على الذكر والأنثى من ناحية الزوجية وكرر ذلك حتى تظل النظرة إلى الصلات بين الذكر والأنثى منصبة على الزوجية أي على النسل لبقاء النوع. فلا يطلب الرجل بعد الزواج الذي تتحقق فيه المتعة واللذة سواء من امرأة واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع كحد أعلى، لا يطلب بعد ذلك بنين وحفدة فيكف عن أن يمد عينيه إلى ما متع الله به أزواجاً منهم، ولا يفكر في إشباع شهواته في غير هذا الاتجاه، لأن الحدود قد وضعت والخطوط
قد رسمت، ولكم أن تتصوروا ما يحققه ذلك الالتزام من طمأنينة وسعادة وتقليل للمشاكل التي نعاني منها اليوم إلى حدها الأدنى.
اختلاف النتائج باختلاف النظرة:
حضرات الإخوة والأخوات:
أنتقل الآن إلى أثر النظرة إلى الصلات بين الرجل والمرأة في المجتمعات، فإذا كانت النظرة مسلطة على صلة الذكورة والأنوثة كما هي الحال في المجتمعات الغربية والشرقية كان إيجاد الفكر الجنسي المثير عند الرجل والمرأة أمراً ضرورياً لإثارة الغريزة حتى تتطلب إشباعاً، وحتى يجري إشباعها لتحقيق هذه الصلة، وتوجد الراحة بوساطة الإشباع. وهذا يفسر الكم الهائل من الأفلام والمُسلسلات والقصص والروايات والسهرات المختلطة والرحلات والمهرجانات التي لا طائل من ورائها إلا جمع الرجال مع النساء بهدف الجمع ذاته لا ليتحقق على يد المجتمعين أي خير أو أي إنجاز مجتمعي له معنى.
وأما إذا كانت نظرة الجماعة إلى الصلات بين الرجل والمرأة مسلطة على الغرض الذي من أجله وجدت هذه الغريزة -وهو بقاء النوع- كان إبعاد الفكر الجنسي المثير أمراً ضرورياً في الحياة العامة حتى لا تثور الغريزة لئلا تتطلب إشباعاً لا يتاح لها فينالها الألم والانزعاج، وكان حصر هذا الواقع المادي المثير في حالة الزوجية أمراً ضرورياً لبقاء النوع ولجلب الطمأنينة والراحة في تحقيق الإشباع عند تطلبه.
من الضوابط الشرعية:
ومن هنا اتخذ الإسلام خطوات احترازية تمنع من وجود الواقع المادي المثير لغريزة النوع حتى لا يحصل منها الفساد والضرر. أذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
1- نهى عن الخلوة بين الرجل والمرأة.
2- نهى عن التبرج وإبداء الزينة والتعطر للأجانب.
3- أمر المرأة باللباس المحتشم الذي يستر كل ما هو موضع زينة.
4- حصر الصلة الجنسية بين الرجل والمرأة في الزواج وملك اليمين فقط.
5- أمر كلاً من المرأة والرجل بغض البصر.
6- منع سفر المرأة الطويل بغير محرم.
7- منع خروج المرأة من بيتها إلا بإذن.
8- فصل الرجال عن النساء وحصر الصلة في الأمور العامة.
9- جعل للمرأة حياة خاصة مع زوجها ومحارمها، وحياة عامة بين الرجال الأجانب.
10- حض على الزواج المبكر.
11- منع المرأة من ممارسة أي عمل فيه خطر على الأخلاق.
12- جعل على المخالفات الاجتماعية عقوبات تعزيرية وحدوداً قد تصل إلى القتل.
لا مفاضلة ولا مساواة:
حضرات الإخوة والأخوات:
بقيت مسألة واحدة هي قضية المساواة بين الرجل والمرأة أو المفاضلة بينهما. إعلموا أن الإسلام لا يعتبرها قضية، ولم يراعها أية مراعاة حين شرع أحكام النظام الاجتماعي، فالمرأة إنسان والرجل إنسان، وهما أمام التكاليف سواء، والأحكام الشرعية التي عالجت مشاكلهما لم تعالجها باعتبارها مشاكل رجال أو مشاكل نساء، وإنما باعتبارها مشاكل إنسانية. فالعلاج هو لفعل الإنسان أي للمشكلة الحادثة وليس معالجة للرجل أو المرأة. ولهذا لم تكن مسألة المساواة أو عدم المساواة بينهما موضع بحث. وليست هذه الكلمة موجودة في قاموس التشريع الإسلامي، وليست القضية ذات موضوع في النظام الاجتماعي الإسلامي. وإن هذا المصطلح من ابتكار الغرب الذي كان ولا يزال يهضم حقوق المرأة بشكل فاضح، فطالبت
بهذه الحقوق، واتخذ هذا الطلب طريقاً لنيل الحقوق. وأما حقوق المرأة وواجباتها وحقوق الرجل وواجباته في المجتمع الإسلامي فإنها قد حُددت وفق نظام إلهي متين يضمن تماسك الجماعة والمجتمع ورقيهما، ويوفر للمرأة والرجل السعادة الحقيقية اللائقة بكرامة الإنسان الذي كرمه الله تعالى بقوله: ?ولقد كرمنا بني آدم?.
ولا عبرة باختلاف التكوين الجنسي أو النواحي الخلقية الأخرى، لأن ذلك ليس مما يتفاضل الناس فيه، ولذلك كان من أكبر المساءات التي ارتكبت في حق المرأة إجراء مسابقات للجمال. فهذا مما لا يصح التسابق فيه، إذ لا يمكن لامرأة متواضعة الجمال إن هي قررت خوض السباق أن تأخذ مساقا لدراسة الجمال في إحدى الجامعات أو المعاهد العلمية ثم تتدرب عليه فتبز قريناتها بجهدها المتواصل وعملها الدؤوب كي تصل إلى مستوى الجمال المطلوب حسب مقاييس ومعايير اللجنة المنظمة.
فالمسألة إذن ليست مسألة تفاضل أو مساواة، بقدر ما هي مسألة تكاليف شرعية لمكلفين رجالاً ونساءً. فالمرأة تدعى للإيمان كما يدعى الرجل، ولا فرق بينهما في التكاليف المتعلقة بالعبادات أو المعاملات أو العقوبات أو الأخلاق. فالتكاليف واحدة، والحقوق والواجبات واحدة، والله سبحانه وتعالى يقول: ?من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون?.
حضرات الإخوة والأخوات:
إن لكل من الرجل والمرأة طبيعة خَلْقِه، وموقِعَهُ في المجتمع، وأحكامَهُ التي تعالج أفعاله، وقد أُمِر كل مكنهما أن يَرْضى بما خصه الله به من أحكام، ونهاهم عن التحاسد، وعن تمني ما فضل الله به بعضهم على بعض، قال تعالى: ?ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن?.
نقص العقل والدين؟
وأحب أن أنوه قبل أن أختم إلى مسألة قد تلتبس على بعض النساء وبعض دعاة المساواة والمقلدين للغرب، وهي ما ورد في السنّة من أن النساء ناقصات عقل ودين، فليس معناه نقصان العقل أو نقصان الدين عندهن، لأن العقل واحد باعتبار الفطرة عند كل من الرجل والمرأة، والدين واحد باعتبار الإيمان والعمل عند كل منهما، والمراد من هذا هو نقصان اعتبار شهادة المرأة بجعل شهادة امرأتين بشهادة رجل فيما هو من الحياة العامة التي يغلب وجود الرجال فيها عادة على وجود النساء، أما في الحياة الخاصة فهناك بعض القضايا في الرضاعة مثلاً تكفي فيها شهادة امرأة واحدة. وأما نقصان الدين فمرده إلى نقصان أيام الصلاة والصيام عند المرأة في حالات معينة، وهذا تخفيف من الله عنها.
حضرات الإخوة والأخوات:
في الختام أقول بأن النظام الاجتماعي في الإسلام هو نظام متميز كونه من عند الخالق سبحانه وتعالى وأنه واحد من أنظمة المجتمع التي فرض الله تطبيقها على الناس. ولا يجوز أخذها مجزأة أو بالتدرّج لأن ذلك يعني تعطيل تطبيقها وهو حرام، فوق كونه يعني إشراك غيرها معها، والله سبحانه وتعالى لا يشرك في حكمه أحداً. فلماذا نعرض عن ذكر الله ونطلب ضنك العيش بملء إرادتنا؟.
حضرات الإخوة والأخوات:
لن يكون بمقدورنا أن نشرع بعد هذا اللقاء اليوم في تطبيق نظام اجتماعي إسلامي متكامل إلا بعد أن تكون أسس هذا النظام هي نفس الأسس التي يقوم عليها النظام السياسي عند المسلمين، وهذا يعني ضرورة وجود دولة الخلافة الإسلامية التي تطبق الكتاب والسنة في الدولة والمجتمع.
فإلى العمل لإيجاد هذه الدولة أدعوكم أيها المسلمون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــ(83/433)
الحجاب الشرعي وحجاب النفاق
الشيخ الدكتور صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء
الحمد لله رب العالمين وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
يجب أن يكون لباس المرأة المسلمة ضافيا: يستر جميع جسمها عن الرجال الذين ليسوا محارمها. ولا تكشف لمحارمها إلا ما جرت العادة بكشفه من وجهها وخفيها وقدميها.
وأن يكون ساترا لما وراءه فلا يكون شفافا يرى من ورائه لون بشرتها.
وألا يكون ضيقا يبين حجم أعضائها..في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « صنفان من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، ورؤوسهن مثل أسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها عباد الله »
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : ( وقد فسر قوله صلى الله عليه وسلم : « كاسيات عاريات » بأن تكتسي ما لا يسترها. فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية.
مثل من تكتسي الثوب الرقيق يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها، وإنما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفا واسعا ) ، انتهى
وألا تتشبه بالرجال في لباسها ، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهان من النساء بالرجال ، ولعن المترجلات من النساء.
وتشبهها بالرجل في لباسه أن تلبس ما يختص به نوعا وصفة في عرف كل مجتمع بحسبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : ( فالفارق بين لباس الرجال والنساء يعود إلى ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء. وهو ما يناسب ما يؤمر به الرجال وما تؤمر به النساء.
فالنساء مأمورات بالاستتار والاحتجاب دون التبرج والظهور ، ولهذا لم يشرع للمرأة رفع الصوت في الأذان، ولا التلبية، ولا الصعود إلى الصفا والمروة، ولا التجرد في الإحرام كما يتجرد الرجل. فإن الرجل مأمور بكشف رأسه وألا يلبس الثياب المعتادة، وهي التي تصنع على قدر أعضائه فلا يلبس القميص، ولا السراويل، ولا الخف. إلى أن قال: وأما المرأة فإنها لم تنه عن شيء من اللباس لأنها مأمورة بالاستتار والاحتجاب، فلا يشرع لها ضد ذلك. لكن منعت أن تنتقب وأن تلبس القفازين، لأن ذلك لباس مصنوع على قدر العضو ولا حاجة بها إليه. ثم ذكر أن تغطي وجهها بغيرهما عن الرجال.
إلى أن قال في النهاية: وإذا تبين أنه لا بد من أن يكون بين لباس الرجال عن النساء، وأن يكون لباس النساء فيه الاستتار والاحتجاب ما يحصل مقصود ذلك ظهر أصل هذا الباب وتبين أن اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة إلى أن قال: فإذا اجتمع في اللباس قلة الستر والمشابهة نهي من الوجهين. والله أعلم ) . انتهى
وألا يكون فيه زينة تلفت الأنظار عند خروجها من المنزل: لئلا تكون من المتبرجات بالزينة.
والحجاب معناه أن تستر المرأة جميع بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها كما قال تعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن.. } [النور:31]
وقال تعالى : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } [الأحزاب:53]
والمراد بالحجاب ما يستر المرأة من جدار أو باب أو لباس ، لفظ الآية وإن كان واردا في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإن حكمه عام لجميع المؤمنات، لأنه علل ذلك بقوله تعالى : { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } [الأحزاب: 53]، وهذه علة ، فعموم علته دليل على عموم حكمه ، وقال تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } [الأحزاب:59]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في مجموع الفتاوى : ( والجلباب هو الملاءة، وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره الرداء وتسميه العامة الإزار. وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها فلا تظهر إلا عينها ومن جنسه النقاب ) . انتهى
ومن أدلة السنة النبوية على وجوب تغطية المرأة وجهها عن غير محارمها حديث عائشة- رضي الله عنها- قالت : « كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه » [رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه].
وأدلة وجوب ستر وجه المرأة عن غير محارمها من الكتاب والسنة كثيرة، وإني أحيلك أيتها الأخت المسلمة في ذلك على:
- رسالة الحجاب واللباس في الصلاة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
- ورسالة الحجاب للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
- ورسالة الصارم المشهور على المفتونين بالسفور للشيخ حمد بن عبد الله التويجري.
- ورسالة الحجاب للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
فقد تضمنت هذه الرسائل ما يكفي.
واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الذين أباحوا لك كشف الوجه من العلماء- مع كون قولهم مرجوحا- قيدوه بالأمن من الفتنة.
والفتنة غير مأمونة خصوصا في هذا الزمان الذي قل فيه الوازع الديني في الرجال والنساء، وقل الحياء، وكثر فيه دعاة الفتنة، وتفننت النساء بوضع أنواع الزينة على وجوههن مما يدعو إلى الفتنة، فاحذري من ذلك أيتها المسلمة، والزمي الحجاب الواقي من الفتنة بإذن الله.
ولا أحد من علماء المسلمين المعتبرين قديما وحديثا يبيح لهؤلاء المفتونات ما وقعن فيه.
ومن النساء المسلمات من يستعملن النفاق في الحجاب فإذا كن في مجتمع يلتزم الحجاب احتجبن، وإذا كن في مجتمع لا يلتزم بالحجاب لم يحتجبن.
ومنهن من تحتجب إذا كانت في مكان عام وإذا دخلت محلا تجاريا، أو مستشفى، أو كانت تكلم أحد صاغة الحلي، أو أحد خياطي الملابس النسائية كشفت وجهها وذراعيها كأنها عند زوجها أو أحد من محارمها. فاتقين الله يا من تفعلن ذلك.
ولقد شاهدنا بعض النساء القادمات في الطائرات من الخارج لا يحتجبن إلا عند هبوط الطائرة في أحد مطارات هذه البلاد، وكأن الحجاب صار من العادات لا من المشروعات الدينية.
أيتها المسلمة: إن الحجاب يصونك ويحفظك من النظرات المسمومة الصادرة من مرضى القلوب وكلاب البشر، ويقطع عنك الأطماع المسعورة، فالزميه، وتمسكي به، ولا تلتفتي للدعايات المغرضة التي تحارب الحجاب أو تقلل من شأنه، فإنها تريد لك الشر كما قال الله تعالى : { ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما } [النساء:27].
وإذا خرجت المرأة إلى المسجد للصلاة فلا بد من مراعاة الآداب:
تكون متسترة بالثياب والحجاب الكامل: قالت عائشة- رضي الله عنها-: « كان النساء يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينصرفن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس » [متفق عليه]
وأن تخرج غير متطيبة: لقوله صلى الله عليه وسلم : « لا تمنعوا إماء الله، مساجد الله وليخرجن تفلات » [رواه احمد، وأبو داود]. معنى « تفلات » : أي غير متطيبات.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهدن معنا العشاء الآخرة » [رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي].
وألا تخرج متزينة بالثياب والحلي: قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : « لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى النساء ما رأينا لمنعهن من المسجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها » [متفق عليه]
وإن كانت المرأة واحدة صفت وحدها خلف الرجال لحديث أنس رضي الله عنه حين صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قمت أنا واليتيم وراءه وقامت العجوز من ورائنا » [رواه الجماعة إلا ابن ماجة]
وعنه: «صليت أنا واليتيم في بيتنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأمي خلفنا -أم سليم- » [رواه البخاري].
وإن كان الحضور من النساء أكثر من واحدة فإنهن يقمن صفا أو صفوفا خلف الرجال، لأنه صلى الله عليه وسلم « كان يجعل الرجال قدام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان » [رواه احمد]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها » [رواه الجماعة إلا البخاري].
ففي الحديثين دليل على أن النساء يكن صفوفا خلف الرجال، ولا يصلين متفرقات إذا صلين خلف الرحال، سواء كانت صلاة فريضة أو صلاة تراويح أو كسوف أو صلاة عيد أو صلاة جنازة.
وإذا سها الإمام في الصلاة فإن المرأة تنبه بالتصفيق ببطن كفها على الأخرى ولقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ولتصفق النساء » وهذا إذن إباحة لهن في التصفيق في الصلاة عند نائبة تنوب ومنها سهو الإمام. وذلك، لأن صوت المرأة فيه فتنة للرجال فأمرت بالتصفيق ولا تتكلم.
وإذا سلم الإمام بادرت النساء بالخروج من المسجد، وبقي الرجال جالسين: لئلا يدركوا من انصرف منهن لما روت أم سلمة قالت « إن النساء كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله. فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال » .
قال الإمام النووي- رحمه الله- في المجموع: "ويخالف النساء الرجال في صلاة الجماعة في أشياء:
أحدها: لا تتأكد في حقهن كتأكدها في الرجال.
الثاني: تقف إمامتهن وسطتهن.
الثالث: تقف واحدتهن خلف الرجل لا بجنبه بخلاف الرجل.
الرابع: إذا صلين صفوفا مع الرجال، فآخر صفوفهن أفضل من أولها". انتهى.
ومما سبق يعلم تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء.
وإذا كان الاختلاط ممنوعا في موضع العبادة فغيره من باب أولى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
دار القاسم
ـــــــــــــــــــ(83/434)
أختاه احذري النمص
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. أما بعد:
فإنه مع طغيان موجة الموضة والأزياء، وانتشار عدواها في سائر الأرجاء، أصبح النساء مولعات بأضوائها، ملازمات لإنتاجها، متابعات لقواعدها.. حتى ولو كانت مخالفة للنصوص الشرعية.
ومن المخالفات التي يقع فيها بعض النساء في هذا الخصوص: النمص.
أختي المسلمة: ونحن في هذه السطور نبين لك خطورة هذه المخالفة على دينك ودنياك، وما لها تأثير سلبي على إيمانك وشخصيتك وصحتك. فما هو النمص؟ وما حكمه في الشرع؟ وهل له تأثير على الصحة؟
فالنمص: هو نتف شعر الوجه، وهو وإن كان يطلق في الغالب على نتف شعر الوجه عامة إلا أنه يغلب على القصد منه نتف شعر الحاجب لغلبة فعله. لذلك إذا قيل: النمص، فالغالب أن يقصد به القص من شعر الحواجب أو نتفها أو التخفيف منها أو الحلق منها.
حكمه الشرعي: لقد وردت نصوص كثيرة تدل على تحريمه تحريماً بيّناً، فمن ذلك:
قول الله - جل وعلا -: " إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلا إِنَاثاً وَإن يَدعُونَ إِلا شَيطَاناً مَّرِيداً (117) لَّعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لأُتَّخِذَنَّ مِن عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفرُوضاً (118) وَلأُضِلَّنَّهُم وَلأُمَنِّيَنَّهُم ولآمُرَنَّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنعَامِ وَلآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللهِ فَقَد خَسِر خُسرَاناً مُّبِيناً (119) يَعِدُهُم وَيُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيَطانُ إِلا غُرُوراً (120) أُوْلَئِكَ مَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنهَا مَحِيصاً " [النساء:117-121].
ووجه الدلالة من الآية أن الشيطان عدو لله قد أخذ على نفسه عهداً بإضلال الناس عن الهدي ومن بين أعماله في ذلك أن يأمرهم بتغيير خلق الله، لآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرنَّ خَلقَ اللهِ، والنمص فيه تغيير للخلقة الأصلية لأن الوجه ومنه الحواجب قد خلقه الله - جل وعلا - في أحسن تقويم، كما قال - تعالى -: " لَقَد خَلَقنَا الإِنسَان فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍ" [التين:4]، والنامصة حينما تقوم بحف حواجبها أو قصها أو نتفها أو نتف شعر وجهها فهي بذلك تقع في مصايد الشيطان، ومكايده وتكون من المغيرات خلق الله.
وفي الحديث عن ابن مسعود قال: {لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله}، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت: (إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت) فقال: (ومالي لا ألعن ما لعن رسول الله وهو في كتاب الله؟) فقالت: (لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول!) فقال: (لو كنت قرأتيه لوجدتيه، أما قرأت: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُواْ " [الحشر:7])، قالت: (بلى)، قال: (فإنه قد نهى عنه)، قالت: (فإني أرى أهلك يفعلونه!) قال: (فاذهبي فانظري) فذهبت فنظرت فلم تر في حاجبها شيئاً، قال: (لو كانت كذلك ما جامعتها) [رواه البخاري ومسلم].
ففي هذا الحديث وعيد شديد لكل متنمصة أو نامصة، ألا وهو اللعنة التي هي الطرد من رحمة الله.
أختي المسلمة: فانظري أي جناية تجنيها على نفسها من تقدم على هذه المخالفة.. إذ يكلفها نزع شعيرات من هنا أو هناك في وجهها.. يكلفها ذلك حرماناً من رحمة الله – سبحانه -.. ومن حرم الرحمة أدركه - ولابد الشقاء - وتحريم النمص هو الذي عليه العلماء.
قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: (لا يجوز أخذ شعر الحاجبين، ولا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبي أنه لعن النامصة والمتنمصة، وقد بيَّن أهل العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النمص) [فتاوى المرأة:167].
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -: (التجميل ينقسم إلى قسمين: أحدهما ثابت دائم، مثل: الوشر والوشم، النمص.. فهو محرم بل من كبائر الذنوب لأن النبي لعن فاعله.
الثاني: ما كان على وجه لا يدوم، فإنه لا بأس به مثل التجميل بالكحل والورس لكن بشرط أن لا يؤدي هذا إلى محظور شرعاً مثل أن يكون فيه تشبه بالنساء الكافرات، أو أن يكون ذلك من باب التبرج.. فإن هذا يكون محرماً لغيره لا لذاته) [زينة المرأة بين الطب والشرع:42].
وقال العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين: (لا يجوز القص من شعر الحواجب ولا حلقه ولا التخفيف منه، ولا نتفه، ولو رضي الزوج، فليس فيه جمال، بل تغيير لخلق الله وهو أحسن الخالقين، وقد ورد وعيد في ذلك، ولعن من فعله، وذلك يقتضي التحريم) [فتاوى المرأة:170].
خطورة النمص على الصحة:
يقول الدكتور وهبة أحمد حسن: (إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من"مكياجات"الجلد؛ لها ثأثيرها الضار، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة.. إلى أن قال: إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ينشط الحلمات الجلدية، فتتكاثر خلايا الجلد، وفي حالة توقف الإزالة ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة، وإن كنا نلاحظ أن الحواجب الطبيعية تلائم الشعر والجبهة واستدارة الوجه) [المتبرجات للزهراء فاطمة بن عبد الله:94].
أختي المسلمة: إن هذه المخاطر التي تتمخض عن نمص شعر الوجه، ونتف الحواجب لتوقف كل مؤمنة عاقلة على ضرورة مراجعة نفسها كما تنذر كل مقبلة على النمص وتدق لها ناقوس الخطر..
إن مخاطر النمص تشمل دين المسلمة ودنياها.. إنه يهدد إيمانها لأنه من إيحاءات الشيطان ووساوسه وحبائله لآمُرنَّهُم فَلَيُغَيرُنَّ خَلق اللهِ، كما يهدد صحتها وجمالها لأنه مضر كما تبين للأطباء ولأن جماله مخالف للطبيعة الخلقية التي فُطر على استحسانها الناس.
وإليك أخية أسباب وقوع النساء في هذا المحظور:
الافتتان بالموضة: فالموضة لا تقتصر في غزوها على اللباس بل أصبحت تغزو النساء في كل ما يتعلق بحياتهن حتى أجسادهن.
فالنمص مثلاً يُعد من متطلبات الموضة الحديثة.. تتغير أشكاله.. بل ألوانه من وقت لآخر.. وهنا حين تُفتن الأخت المسلمة بهذه البدعة المحدثة.. وتضعف شخصيتها أمام دعايات الأزياء والموضة تصبح عبدة لتلك الدعايات.. مولعة بمسايرة ركبها.. فعلى سبيل المثال: سادت في أوائل هذا القرن موضة الحواجب الثقيلة، حيث كانت المرأة تستخدم قلماً خاصاً يعطي لوناً أسود، فتخطط به حول حاجبيها لتبدو أكبر وأكثف مما هي عليه.. وبعد ذلك بزمن سادت موضة التنمص: وهي إزالة الشعيرات النافرة عن خط الحاجب، فانتهت بظهور موضة الحواجب الكثيفة.. ثم ظهرت بعدها الحواجب الرفيعة المقوسة.. التي تجعل المرأة تبدو كالمندهشة.. فضلاً عن أنها تبدو أكبر من سنها الحقيقي..
تروي إحدى الأخوات مشهد رأته بعينها يدل على افتتان النساء بالموضة، تقول: (لقد رأيت ذات مرة فتاتين تقلبان في مجلة ألمانية للأزياء فرأيت إحداهن قد توقفت عن التقليب وهي تقول لزميلتها: ألم يلفت نظرك شكل حواجب عارضات الأزياء.. إنها متروكة كما هي.. تأملي معي هذه الصورة.. لابد أن الموضة الآن هي الحواجب الطبيعية!!
فأخذت الأخرى تحدق في الصورة بشدة ثم قالت: صحيح.. ما أجملها!) [الموضة في التصور الإسلامي للزهراء فاطمة بنت عبد الله:142].
أختي المسلمة: إن قضية الموضة والأزياء تعتبر من الفتن التي تهدد عفة النساء، فاحذري من الانجراف وراءها فهي لا تعترف بالقيود الشرعية، ولا بالأصول العرفية وأغلبها تأتي من دول الغرب الكافرة، وقد حذرنا رسول الله، من اتباع سنن اليهود والنصارى، وإن من سننهم: النمص والوشم والوشر كما هو حال نسائهن وعارضات الأزياء، قال رسول الله: {لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه}. قالوا: (اليهود والنصارى). قال: {فمن}.
الرغبة في الجمال: وهناك من الأخوات من تقدم على النمص طلباً للجمال والحسن، وهذا لا يسوّغ لهن ذلك لأن الجمال على درجات ولو أطاعت الفتاة هواها في طلب الجمال لوقعت في مخالفات كثيرة لا حصر لها.
يقول العلامة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: (التجميل نوعان: تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره، وهذا لا بأس به ولا حرج فيه، لأن النبي أذن لرجل قُطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفاً من ذهب.
والنوع الثاني: هو التجميل الزائد، وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن، وهو محرم ولا يجوز، لأن النبي لعن النامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة.. كما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب..) [فتاوى المرأة لمحمد عبدالعزيز المسند:215].
طاعة الزوج: وهناك من الأخوات من تقع في النمص بطلب أو أمر من زوجها لكونه يحب ظهورها بمظهر أجمل، وهذا مخالف للشرع فإنه كما قال: {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق}.
فطاعة الزوج واجبة على الزوجة في المعروف، وليس من المعروف أن تقع في النمص الذي يوجب لها العنة والطرد من رحمة الله.
أختي المسلمة: اعلمي أن الله - جل وعلا - لم يُحرم عليك الزينة مطلقاً، وإنما جعلها مقيدة بما يحفظ عليك مصالح الدنيا والآخرة، فما حرّمه الله من الأمور في الزينة إنما حرمه لما فيه من الضرر الأكيد سواء أدركته عقولنا القاصرة أم لا.
ولقد تبين لك في هذا الكتاب ضرر النمص على المسلمة في الدنيا والآخرة.. فصوني نفسك عن هذه المخالفات المحدثة.. فإن جمالك يزداد بطاعة الله.. ونورك يسطع بعبادة الله..
ولك في ما أحلَّه الله من الزينة غنية وكفاية.. تذكري أن الوجه سيبلى.. والخدود سيأكلها الدود.. والجسد كله سيفنى.. ولا يبقى لك في القبر إلا ما قدّمت من عمل صالح.. وفقك الله لما يحب ويرضى..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.kalemat.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/435)
آه من الظلم ..!
ليس عبثا أن يختم النبي - صلى الله عليه وسلم - حياته بعبارة: " أوصيكم بالنساء خيرا " ، حيث سبقت هذه العبارة الوصية بعمود هذا الدين وهي الصلاة، وما ذلك إلا لما تحمله وصيته بالنساء من الأهمية، حيث يعلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - طبيعة الرجال، ويعلم أن من الرجال من يستغل " قوامته " فيظلم النساء، ويستخدم قوامته الاستخدام الخطأ الذي لم يأمر به الله- تعالى -، وينسى أو يتناسى أن هذا من الظلم الذي سيحاسب عليه أشد الحساب يوم القيامة، وربما رفعت تلك الزوجة المظلومة طرفها إلى السماء مقهورة، لا حيلة لها، دامعة العين، تقول: " يا رب إني مغلوبة فانتصر لي " كما دعا نوح - عليه السلام - فقلب الله الأرض وأغرقها استجابة لدعائه، فهل تأمن أيها الزوج الظالم من استجابة لدعاء زوجتك المظلومة؟ وهل يكون ذلك رادعا لك لإيقاف ظلمك بالتهديد الدائم بالطلاق والطرد من البيت، والتحايل لأخذ حقها ونصيبها من البيت، وامتناعك عن دفع النفقة لها ولعيالها، وظلمك لها بعدم إعطائها حقها في الفراش عندما تتزوج الأخرى؟
إنها تملك سلاح الدعاء، وأنت لا تملك سوى غضب الرب عليك، وإن كانت مخطئة بحقك، فلا يكون علاج الخطأ بالخطأ والظلم، فالله- تعالى - يقول في كتابه الكريم: ((فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)) (البقرة: 229)، فإذا كرهتها، وأصبحت الحياة مستحيلة لانعدام التفاهم، فلا يحل أن تعذبها، وتجلدها ليل نهار بالتهديد والتلاعب بأعصابها، فإن ذلك من الإثم الذي ستحاسب عليه، والإصرار عليه جريمة تحتاج إلى ندم وإقلاع، وعزم على عدم العودة لهذا الذنب، طلبا للمغفرة من الله - تعالى - حتى يغفرها الله.
http://www.mknon.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/436)
التبرج وخطره
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أما بعد
فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة. ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن، وألزموهن التحجب والتستر، واحذروا غضب الله - سبحانه -، وعظيم عقوبته، فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه
وقد قال الله – سبحانه - في كتابه الكريم: " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ "
وفي المسند وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية ثم قال: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
وقد أمر الله - سبحانه - في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت، وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا لهن من أسباب الفتنة.
فقال - سبحانه و تعالى -: " يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "
نهى – سبحانه - في هذه الآية نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين، وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه، لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا، ويظن أنهن يوافقنه على ذلك، وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية، وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله - سبحانه - يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى، وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة، عصمنا الله وجميع المسلمين من مضلات الفتن، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله – سبحانه - في هذه الآية: " وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "
فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن.
وقال - عز وجل -: " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ "
فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله - سبحانه - في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، وأشار – سبحانه - إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة.
فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله، وامتثلوا أمر الله، وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة.
وقال - سبحانه و تعالى -: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "
والجلابيب جمع جلباب هو ما تضعه المرأة على رأسها وبدنها فوق الثياب للتحجب والتستر به، أمر الله - سبحانه - جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة، وقال محمد بن سيرين: سألت عبيدة السلماني عن قول الله - عز وجل -: " يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ "
فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.. ثم أخبر الله - سبحانه - أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي والتحذير منه – سبحانه -
وقال - عز وجل -: " وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
يخبر – سبحانه - أن القواعد من النساء، وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا، لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوههن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بزينة، فعلم بذلك أن المتبرجة بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها، وأن عليها جناحا في ذلك ولو كانت عجوزا، لأن كل ساقطة لها لاقطة، ولأن التبرج يفضي إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزا، فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت لا شك أن إثمها أعظم، والجناح عليها أشد، والفتنة بها أكبر.
وشرط – سبحانه - في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح، وما ذلك- والله أعلم- إلا أن رجاءها النكاح يدعوها إلى التجمّل والتبرج بالزينة طمعا في الأزواج، فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة، ثم ختم الآية - سبحانه - بتحريض القواعد على الاستعفاف، وأوضح أنه خير لهن وإن لم يتبرجن، فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ولو من العجائز، وأنه خير لهن من وضع الثياب، فوجب أن يكون التحجب والاستعفاف عن إظهار الزينة خيرا للشابات من باب أولى، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة.
وقال - سبحانه -: " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
أمر الله – سبحانه - في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وحفظ الفروج، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك، ولهذا قال – سبحانه -: " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة، نسأل الله العافية من ذلك.
وأخبر - عز وجل - أنه خبير بما يصنعه الناس، وأنه لا يخفى عليه خافية، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه، والإعراض عما شرع الله له، وتذكير له بأن الله - سبحانه - يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها. كما قال - تعالى -: " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ "
وقال - تعالى -: " وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ "
فالواجب على العبد أن يحذر ربه، وأن يستحي منه أن يراه على معصيته، أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه، ثم قال - سبحانه -: " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ "
فأمر المؤمنات بغض البصر، وحفظ الفرج، كما أمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة، وتحريضا لهن على أسباب العفة والسلامة، ثم قال - سبحانه -: " وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا "
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ((مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) يعني بذلك ما ظهر من اللباس، فإن ذلك معفو عنه، ومراده بذلك - رضي الله عنه - الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة، وأما ما يروى عن ابن عباس - رضي الله عنهما -أنه فسر ((مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) بالوجه والكفين فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع، كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها. ويدل على أن ابن عباس أراد ذلك، ما رواه عنه علي بن أبي طلحة أنه قال: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق وهو الحق الذي لا ريب فيه.
ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من الفساد والفتنة، وقد تقدم قوله - تعالى -: " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ "
ولم يستثن شيئا، وهي آية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها، وحمل ما سواها عليها، والحكم فيها عام في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن من نساء المؤمنين، وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك، وهو ما ذكره الله - سبحانه - في حق القواعد وتحريم وضعهن الثياب إلا بشرطين، أحدهما: كونهن لا يرجون النكاح، والثاني عدم التبرج بالزينة، وسبق الكلام على ذلك. وإن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة.
ويدل على ذلك أيضا ما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقالت: إنه كان يعرفها قبل الحجاب فدل ذلك على أن النساء بعد نزول آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش.
ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم. وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم وقال - صلى الله عليه وسلم -: لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم" رواه مسلم في صحيحه.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي نسائكم، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه، عافانا الله وإياكم من شر ذلك.
ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" وقال - عليه الصلاة والسلام -: "رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " وقال - صلى الله عليه وسلم -: "صنفان من أهل النار لم أرهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ورجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس" وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور، ولبس الرقيق والقصير من الثياب، والميل عن الحق والعفة، وإمالة الناس إلى الفاحشة والباطل، وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم، ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة، نسأل الله العافية من ذلك.
ومن أعظم الفساد: تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههم في لبس القصير من الثياب، وإبداء الشعور والمحاسن، ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق، ووصل الشعر، ولبس الرءوس الصناعية المسماة (الباروكة).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: من تشبه بقوم فهو منهم ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه، وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة ورقة الدين وقلة الحياء. فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، ومنع النساء منه، والشدة في ذلك، لأن عاقبته وخيمة، وفساده عظيم، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار، لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له، وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن، فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء.
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا ما حرم الله عليكم، وتعاونوا على البر والتقوى. وتواصوا بالحق والصبر عليه، واعلموا أن الله - سبحانه - سائلكم عن ذلك، ومجازيكم عن أعمالكم، وهو - سبحانه - مع الصابرين، ومع المتقين والمحسنين.
فاصبروا وصابروا واتقوا الله، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين.
ولا ريب أن الواجب على ولاة الأمور من الأمراء والقضاة والعلماء ورؤساء وأعضاء الهيئات أكبر من الواجب على غيرهم، والخطر عليهم أشد، والفتنة في سكوت من سكت منهم عظيمة، ليس إنكار المنكر خاصا بهم، بل الواجب على جميع المسلمين - ولا سيما أعيانهم وكبارهم وبالأخص أولياء النساء وأزواجهن - إنكار هذا المنكر، والغلظة فيه، والشدة على من تساهل في ذلك، لعل الله - سبحانه - يرفع عنا ما نزل من البلاء ويهدينا ونساءنا إلى سواء السبيل.
وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (مميزما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
وأسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمرنا، ويقمع بهم الفساد، وينصر بهم الحق، ويصلح لهم البطانة، وأن يوفقنا وإياكم وإياهم وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد، في المعاش والمعاد، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
http://www.dorob.ws المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/437)
امرأة مؤمنة على شفير النار
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
هي امرأة كبقية النساء تُحب الحياة
لقد آمنت بالله، فرضيت به رباً ومالكاً ومُدبِّرا
ورضيت به حَكَماً وحاكماً
آمنت بالله فامتُحن إيمانها، واختُبر صدقها
فنجحت وجاوزت الامتحان.
عُرضت على الفتنة، وتعرّضت للبلاء الذي ربما لا تُطيقه الصمّ الصلاب
لكنها صمدت... كصمود الجبال
ورسخت أقدامها كرسوخ الرواسي
فلما علم الله منها صدق إيمانها ثبّتها أيما تثبيت، وربط على قلبها.
فأي امرأة تلك؟
هي امرأة عاشت ردحاً من الزمن على الكفر والشرك.
فعمرها في الإيمان قصير.
من هي؟
ومن تكون؟
إنها المرأة التي قصّ علينا خبرها من لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم -.
فهاكِ القصة بطولها:
قال - صلى الله عليه وسلم -:
قال كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فأبعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكى ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب: أي بني! أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وانك ستُبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليّ، وكان الغلام يُبرئ الأكمه والأبرص، ويُداوى الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عَمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ قال: ربي! قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفى أحداً، إنما يشفى الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى فدعا بالمنشار، فوُضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقّه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشى إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشى إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام، فأُتيَ الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك. قد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخُدّت، وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه اصبري، فإنك على الحق. رواه مسلم.
فيا لها من امرأة مؤمنة تقف على شفير النار، وتُقبل عليها بحرّها ولهيبها، وهي تعلم إلى أين تذهب، وعلى أي شيء تُقدِم، ومع ذلك تتقدّم وما ردّها أنها سوف تموت وتهلك وتحترق.
وإنما نظرت إلى من لا ذنب له، ولا قضية له، نظرت إلى صبيها، فجاءها التثبيت وبادرها الصبي:
يا أمه اصبري، فإنك على الحق.
ومن عادة الكبير قبل الصغير أن يخاف من النار، ويُروّعه حرّها ولظاها، ولكن هذا الصبي شجّع أمّه على المضي قُدماً، وما ذلك إلا تثبيت من الله، لما رأى من صدق إيمانها.
واليوم لا تُدعى المرأة المسلمة إلى نار تلظّى، وإنما تُدعى إلى ظل وارف تتفيأ ظلاله، إلى التمسّك بتعاليم دينها.
فمنهن من تترك الظلّ الوارف، ويتقحّمن النار، بطوعهن واختيارهن، لا نتيجة إيمان بل نتيجة تمرّد وعصيان!
قال - صلى الله عليه وسلم-: إنما مثلي ومثل الناس، كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه، فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقحّمون فيها. رواه البخاري ومسلم.
فما بال أقوام يتقحّمون النار تلبية لرغباتهم واتِّباعاً لشهواتهم، في حين كان أقوام يتقحّمون النار ويتدافعون فيها هربا من نار الآخرة.
لقد كان أولئك القوم الذين جاء ذكرهم في سورة البروج يقتحمون في النار، ويتسابقون إليها هربا من نار الآخرة، وثباتاً على الإيمان.
جاء في رواية للإمام أحمد: فأمر بأفواه السكك فخُددت فيها الأخدود، وأضرمت فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه فدعوه، وإلا فأقحموه فيها. فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون.
ولكنهم تدافعوا إلى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
قال - سبحانه وتعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)
والقصة لا تنقضي عجائبها، فمن ذلك:
أن ذلك الملك كان يستعين على استعباد الناس بالسِّحر والسّحرة
أنه كان يعلم أنه ليس هو ربهم!
أن زيف ذلك الملك ظهر عند أول امتحان
أنه ما سُلّط على الغلام، ولا استطاع قتله حتى اتّبع تعليماته
عجيب! ملك يدّعي الربوبية لا يستطيع قتل غلام واحد حتى يفعل ما يأمره به الغلام!!
كفاية الله لعبده المؤمن، وحفظه لمن حفظه.
بقاء الحق وظهوره ما بقي له بصيص أمل، ويتمثل ذلك في وجود راهب واحد.
عدم المساومة على قضية الإيمان، ولو كان الثمن هو النفس والنفيس
فالراهب وجليس الملك لم يرجعا عن دينهما ولو شُق كل واحد منهما إلى شقين.
عدم رجوع الناس عن الإيمان بعد أن ذاقوا حلاوته، ولو أدّى ذلك إلى فتنتهم وحرقهم بالنار
إلى غير ذلك من الدروس والعبر التي لا تنقضي.
والله - تعالى - أعلى وأعلم
http://saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/438)
الأناقة طريق للقلوب (1/2)
نوال الطيار
إن الداعية لا ينبغي أن يكون رمزاً للإهمال والفوضى في شكله الظاهر؛ لأنه ليس كل الناس يستقي الدعوة من قوله، فهناك من يستقيها من الهيئة والمظهر العام، لذلك فإن حسن الهيئة والاهتمام بالأناقة الشخصية والمظهر العام طريق إلى قبول قوله ودعوته، لذا فإن إعداد الهيئة لا بد أن يسبق إعداد الكلمات، فلا بد أن يكون منظماً في هيئته وشكله العام؛ لأن من شأن من أتى بالموعظة للناس أن يكون مرتباً في كلماته ومنظماً لها حتى يجد القبول من السامعين.
ولهذا الموضوع عدة محاور:
أولاً: المقصود بالأناقة الشخصية.
ثانياً: أهمية الأناقة الشخصية وعلاقته بالدعوة.
ثالثاً: ضوابط الأناقة الشخصية.
المحور الأول: المقصود بالأناقة الشخصية:
الأناقة مأخوذة من حروف أصلية الهمزة والنون والقاف، يقال: أنق الشيء أنقاً من باب تعب، وشيء أنيق مثل عجيب، وتأنق في عمله أحكمه.
والمراد به هنا هو: المظهر العام الذي يلزمه الشخص.
وكلامي هنا منصب على الأناقة المكتسبة، وهو ما جاء الشرع بطلبه من تحسين الهيئة أو الشكل والنظافة، وسائر الأفعال التي تؤدي إلى التآلف بين الناس، ولا تنفر بعضهم عن بعض.
لذا فإحسان المظهر العام في الملبس والشعر والرائحة والنظافة عندما يحتسبها الداعية إلى الله – تعالى- ويريد بها رفعة هذا الدين، وتمثيل الإسلام التمثيل التام، وإغاظة الأعداء الذين لا يسرهم رؤية المسلمين إلا أذلة، وقد هانت عليهم أنفسهم، وهان عليهم مظهرهم، فإذا قصد هذا القصد فهو مثاب عند الله، داع إلى الله بثوبه ورائحته وحسن شعره وحسن مظهره العام، والوسائل لها أحكام المقاصد، فكما أن القصد عال شريف وهو الدعوة إلى الله فكذلك الوسيلة هنا ترتفع لتلحق بالقصد.
وكما أن رثَّ الثياب سيئ المظهر أشعث الشعر ينفِّر من حيث لا يشعر عن هذا الدين؛ لأن من لا يعرف الدين يظن أن من مقتضياته التزام هذه الهيئة، فلا يقربه نفوراً من هذا المظهر.
المحور الثاني: أهمية الأناقة الشخصية وعلاقته بالدعوة:
تكتسب هيئة الداعية ومظهره العام أهمية واضحة بين صفات الداعية في أنها رسالة من الداعية إلى كل من يراه، لا سيما وأن ما يتعلق بأذهان الناس ليس مصدره السمع أو القراءة بل عن طريق المشاهدة أحياناً، فهناك أغلبية من المجتمع تنظر إلى مظهر الداعية وهيئته وقد يتأثر بها ويحكم على دعوته من خلال المظهر العام.
ولا يفوتني في هذا أهمية القدوة، وأنها طريقة من طرق الدعوة، ويحتمل المظهر العام جزءاً رئيساً من الدعوة بالقدوة، فمظهر الداعية وسيلة لجذب المدعوين بحيث يألفونه ويصفون إلى دعوته وتظهر أهمية ظهور الداعية بمظهر وهيئة حسنة فيما يلي:
إن مظهر الداعية هو أول ما يواجه المدعوين، فأول ما ينطبع في الذهن شكل الداعية، حيث أن هيئة الداعية وجمال مظهره تجذب المدعوين؛ لأن النفوس جبلت على حب الجمال والمظهر الحسن.
إن كثيراً من المدعوين عندما يحدثهم الداعية عن مخالفات يقعون فيها يفتشون مباشرة في مظهره، وما يمكن أن يكون منه لأمر من أوامر الشرع، فمثلاً ينظرون إلى لباسه ومظهره العام، ومدى اتباعه لهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهنا أنوه إلى أهمية صدق الداعية الذي يظهر بوضوح في التزامه التام بتعاليم الإسلام في المظهر العام؛ لأن التزامه بمظهر حسن أدعى إلى قبول قوله.
إن الاستقامة النفسية تتحقق للداعية كلما ازدادت تمسكاً بالسنة، وفي الهدي النبوي من الكمال والتنظيم في كل شيء ـ حتى في المظهر ـ ما ينبغي للداعية أن يأخذ منه بحظ وافر.
إن تميز الداعية في مظهره أدعى إلى سلامته في أخلاقه وأعماله.
ويقودنا هنا الحديث إلى العلاقة بين الهيئة الظاهرة والهيئة الباطنة، حيث إن إهمال الداعية لمظهره بالكلية خطأ، كما أن إعماله حتى يطغى على عمله خطأ أيضاً، وجمال مظهر الداعية ليس مقصوداً لذاته، إذ المظهر ليس غاية يقصدها الداعية حتى تطغيه عن أمور دعوته، وقد ثبت في صحيح مسلم قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم".
لذلك فإن صلاح الباطن له أثره الظاهر على هيئة المرء الظاهرة، والداعية إذ يهتم بصلاح باطنه فإن ذلك طريق إلى تحسين هيئته الظاهرة، فإن للحسنة تأثيراً في مظهر المرء قال ابن عباس: "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق".
قال ابن القيم في"روضة المحبين ونزهة المشتاقين": "الجمال ينقسم إلى قسمين ظاهر وباطن. فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته، وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة، وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته، كما في الحديث الصحيح: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسوا صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتسب روحه من تلك الصفات، فإن المؤمن يعطي مهابة وحلاوة حسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه.
المحور الثالث: ضوابط الأناقة الشخصية، وتظهر هذه الضوابط بأمرين:
الأول: التزام سنن الفطرة.
الثاني: الضوابط المتعلقة باللباس.
الأمر الأول: التزام سنن الفطرة:
تعد هذه الصفة من الصفات الرئيسة للداعية، وهي مما جبل الله عليها الخلق، وهدى لها الأنبياء - عليهم السلام- وأمروا بها، ويحسن بالداعية العناية بهذه السنن امتثالاً وإتباعاً لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم- ولا بد أن يعلم أن كثيراً من الصفات المحمودة في هيئة الداعية مردها إلى سنن الفطرة، وهي أمور حث عليها الشارع، ويمكن تقسيم سنن الفطرة إلى قسمين:
الأول: السنن المتعلقة بالنظافة والزينة الظاهرة كالسواك وقص الأظفار.
الثاني: سنن تتعلق بالنظافة والزينة الباطنة كنتف الإبط وغيره.
وهنا أعرض ماله علاقة بهيئة الداعية منها:
السواك، وهو من السنن التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يواظب عليها، فكان إذا دخل بيته بدأ بالسواك، وإذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.
وله أهمية ظاهرة في هيئة الداعية بشكل خاص فهو يتعلق بالنظافة والزينة الظاهرة، كما أنه يتعلق بالنظافة الباطنة من حيث الرائحة، والفم مصدر تلقى المدعوين، فهو ينظر إليه ويقترب منه لا سيما في الدعوة الفردية.
لذا فحرص الداعية على السواك والاهتمام به سبب في قرب المدعو منه وعدم نفوره، ومن ثم الإصغاء إلى دعوته.
نظافة البدن، نظافة البدن من مقاصد سنن الفطر والرئيسة، وقد شرع الله الوضوء للصلاة والغسل، مما يؤدي إلى تعهد مستمر للبدن بالنظافة والتطهير، ومن هنا فإن الرائحة الطيبة والنظافة تبعث على القرب من الداعية.
الشعر، وهو من الخصال الظاهرة في هيئة الداعية، فينبغي للداعية الاهتمام به وتحسينه وهو من تمام حسن الهيئة، والابتعاد عن كل ما هو سبيل إلى تقليد الكافرين من قصة أو صبغة بما هو مخالف للشرع، ومن ذلك أيضاً الاهتمام بترتيبه، وقد رأى رسول الله رجلاً شعثاً قد تفرق شعره، فقال:"أما كان هذا يجد ما يسكن شعره؟" (رواه أبو داود وصححه الألباني).
لأن الداعية محل النظر والتقليد من قبل من يستمع لها من المدعوين.
الثاني/ الضوابط المتعلقة باللباس:
يعد إصلاح اللباس من تمام إصلاح الهيئة، حيث يشكل اللباس معظم هيئة الداعية الظاهرة، فرث الهيئة عند إطلاقه ينصرف إلى اللباس. واللباس الحسن من التجمل والزينة وهو ما حث عليه الإسلام لا سيما في مواطن اجتماع الناس ولقاءاتهم، قال - تعالى -: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. [الأعراف: 31].
وفي سنن أبي داود عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول:"إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش".
قال ابن الأثير: الشامة: الخال في الجسد. أراد: كونوا في أحسن زي وهيئة، حتى تظهروا للناس وينظروا إليكم كما تظهر الشامة وينظر إليها دون باقي الجسد. (النهاية في غريب الحديث 2/436).
لذلك فإن على الداعية مراعاة الضوابط التالية:
أولاً: خلوه من المحاذير الشرعية، فالداعية قدوة لغيرها في ذلك والناس لها تبع، وعندما تخالف في لبسها فإن ذلك دافع للغير لذلك، وقد جاءت نصوص الشريعة تحذر من أصناف من الملابس تتعلق بهيئتها، أوبنية صاحبها ويمكن إجمالها:
1- الكبر والخيلاء:
فإن كان الملبس يدعو إلى ذلك فالأولى تركه بل الواجب تركه، لذلك فعلى الداعية أن يتعاهد قلبه ويطهر نفسه من الكبر والخيلاء، لكن لا يدل لبس الثياب الحسنة أو محبتها على الكبر أو الخيلاء، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم"الكبر بطر الحق وغَمْط الناس". (رواه مسلم). قال الشوكاني: الحديث يدل على أن محبته لبس الثوب الحسن والنعل الحسن وتخير اللباس الجميل ليس من الكبر في شيء، وهذا مما لا خلاف فيه فيما أعلم. (نيل الأوطار 2/115).
2- الإسراف:
الإسراف قرين الكبر والخيلاء، فإذا خلا اللباس منهما فلا عليه في ذلك شيء، كما قال ابن عباس:"كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان سَرَف أو مخيلة". والمخيلة هي الكبر.
3- الشهرة:
من المحاذير الشرعية في اللباس أن يكون للشهرة، والشهرة هي التفاخر باللباس المرتفع أو المنخفض للغاية، وقيل المراد: ما لا يحل لبسه، أو ما يقصد بلبسه التفاخر والتكبر.
فهدي الداعية ينبغي أن يوافق في ذلك هدي رسول الله وهو لبس ما تيسر من اللباس، قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -"ولا شك أن الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال يلبسون الثياب الجميلة؟ وليس دونهم فإن هذا يعد لباس شهرة". (شرح رياض الصالحين 7/337).
ثانياً: مراعاة المصلحة:
إن ترك الداعية لمظهرها دون الاهتمام به ليس في مصلحة الدعوة، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ومخالطة الناس تستلزم حسن مظهر الداعية، إذ المظهر الحسن طريق إلى جذب القلوب، وصلاح الظاهر طريق إلى صلاح الباطن.
ومدار اللباس على النية والمصلحة الراجحة في ذلك.
فلا يلزم الداعية أن تلبس فاخر الثياب إذا كان ذلك يؤثر على نفسية المدعوات، لا سيما إن كانوا فقراء. قال ابن القيم: "ولبس الدنيء من الثياب يذم في موضع ويحمد في موضع، فيذم إذا كان شهرة وخيلاء، ويمدح إذا كان تواضعاً واستكانة، كما أن لبس الرفيع منها يذم في موضع ويحمد في موضع، فيذم إذا كان تكبراً وفخراً وخيلاء، ويمدح إذا كان تجملاً وإظهاراً لنعمة الله". (زاد المعاد 1/146).
لكن لا يفهم من ذلك إهمال الداعية لأناقتها ورثاثة الهيئة وتكلفها، فقد أنكر رسول الله على مالك بن نضلة - رضي الله عنه -رثاثة هيئته قال مالك: أتيت رسول الله فرآني رث الهيئة فقال لي: هل لك من مال؟ قلت: نعم، قد أتاني الله - عز وجل - من كل ماله من خيله وإبله وغنمه ورقيقه. قال: "فإذا آتاك الله مالاً فلير عليك نعمته". (رواه أبو داوود وصححه الألباني).
وهنا أمر مهم وهو ترك الداعية للباس مع القدرة عليه لا بد أن يكون لمقصد صحيح، فلا يترك اللباس الرفيع بخلاً أو إظهاراً للزهد، وليقال متواضع.
قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: وهذا يعني أن الإنسان إذا كان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيع فتواضع وصار يلبس مثلهم لئلا تنكر قلوبهم، ولئلا يفخر عليه، فإنه يناله الأجر العظيم، أما إذا كان بين أناس قد أنعم الله عليهم ويلبسون الثياب الرفيعة لكنها غير محرمة فإن الأفضل أن يلبس مثلهم؛ لأن الله - تعالى - جميل يحب الجمال. (شرح رياض الصالحين 2/336).
لذا ينبغي للداعية ألا تقتر على نفسها إذ آتاها الله مالاً، وأن تحتسب ذلك قوة في طاعته، ووسيلة من وسائل الدعوة.
لقول رسول الله: "إذا آتاك الله مالاً فلير أثره عليك"(رواه أبو داود).
قال ابن حجر: "أي بأن يلبس ثياباً تليق بحاله من النفاسة والنظافة ليعرفه المحتاجون للطلب منه، مع مراعاة القصد وترك الإسراف جمعاً بين الأدلة". (فتح الباري 10/26).
ثالثاً: التوسط والقصد في اللباس:
الوسطية من خصائص هذه الأمة، فهي وسط في كل أمورها؟ وفي مظهر الداعية يتجلى ذلك؛ لأن فيه تحقيق لنجاح الدعوة. والفهم الصحيح للتوسط في اللباس والهيئة مطلوب من كل أحد، ومن الداعية لوجه خاص، إذ أنها تعد معياراً لغيرها وهي مصب الأنظار وكثير من النساء تبنى على مظهرها قصدت الداعية أم لم تقصد.
لكن لا يقال بأن أمر الداعية بحسن اللباس فيه منافاة للزهد؛ لأن الزهد كما عرفه شيخ الإسلام في الفتاوى المجلد العاشر ص21، ص511"هو ترك ما لا ينفع في الآخرة، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله"أ.هـ
وليس من الزهد أن يلبس الثياب غير النظيفة أو إظهار رثة الحال في وسط نساء ذو لباس رفيع مثلاً، وكذا لا يعني لبس الرديء من الثياب في زمان ومكان لا يلبس أهله إلا الجيد من الثياب.
لذا فعلى الداعية الاهتمام بالمظهر الخارجي وهذا فيما يتوافق مع أمور الشريعة الإسلامية وذلك بترك المحرمات والمكروهات؛ لأن الداعية قدوة للغير، وينبغي أن يعلم أنه لا سبيل لتحريم الزينة التي أخرجها الله إذا لم تصرف عن عبادته أو تُدع إلى ارتكاب محرم، وأنها إذا كانت سبيلاً للخير وسبباً في إقبال الناس عليها فإنها تستحب، وقد تجب أحياناً.
http://www.al-eman.com بتصرف من:
ـــــــــــــــــــ(83/439)
أم سلمة كانت كلمة السر في يوم الحديبية
د.طارق السويدان
اليوم عادت المرأة من جديد لتقيد بأغلال الحضارة الجديدة، ففي حين أعطت لها الحضارة المزعومة - باليد الأولى - حرية الخروج إلى المجتمعات بأي صفة كانت، سرقت منها - باليد الأخرى - كل خصال الكرامة والمعاملة الإنسانية لشخصيتها وقوامها.
فكان حقاً علينا أن نُعرّف البشرية جمعاء بمكانة المرأة في إسلامنا وديننا، ونرفع عالياً علم الكرامة والعزّة التي أولاها الله - تعالى - لها، ونرسل في الناس كلمتنا بكل فخر وعزة وثقة: نعم، المرأة في إسلامنا أعز وأكرم وأنبل من أي نظام آخر، وأي حضارة أخرى، وأي مجتمع آخر..
ولسنا نلقي الكلام جزافاً، أو نمتطي الكلمات تطويعاً، بل إننا في هذه السلسلة نهدف إلى إيراد الدليل على ما نقول، وإجلاء الغشاوة عن الفهم السيء لهذا الدين، ونبيّن بما لا يقبل الشك أو الوهم، نظرة الإسلام السديدة تجاه المرأة وحقوقها وحرياتها.
وبضاعتنا التي نأخذ منها الشواهد والدلائل، هي سيرة الإسلام الكريمة، والقصص الرائعة التي ثبتت بالدليل والتواتر، والقرآن الكريم وقواعده وقوانينه الخالدة، والتاريخ المشرّف الذي تطأطئ له رؤوس العالمين اعترافاً له بالفضل والعظمة، فمن هذا كله نسوق لك - عزيزي القارئ - البراهين والمواعظ، ولا ننسى أن نقارن ذلك كله بما آل إليه حال المرأة في هذا العصر، وما صارت إليه من بؤس وشقاء وإهدار للكرامة، يعلمها الغرب قبل الشرق، ويحسّ بها أصحاب الفكر الغربي قبل غيرهم، وترويها لنا أرقام الإحصائيات المخجلة في بلاد الحضارة والمدنية التي ترفع شعارات تحرير المرأة، وتطلب منا في كل يوم وساعة تطبيقها، والعمل بها في مجتمعاتنا، لا رغبة في الاستفادة منها، إنما لنصير إلى ما صاروا إليه من تفسخ وفساد اجتماعي وأخلاقي.
وفي المقابل نرسل كلماتنا لتضيء سماء المشرق النائم، ليصحو ويلتفت إلى حقيقة كبيرة جداً، حقيقة دور المرأة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ودعوتها لتستأنف من جديد بناء المجتمع إلى جانب الرجال، وتمارس دورها الفاعل والبناء في قيام الأمة وعودة نهضتها وكرامتها، ونضع النقاط على الحروف، في مسيرة تصحيح لنظرة سقيمة أكل عليها الدهر وشرب، تلك النظرة التي تحرم المرأة من كثير من حقوقها التي أعطاها الإسلام لها، وقد كانت في عهد الصحابة، والتابعين معروفة ومشتهرة، لكننا اليوم نسينا كثيراً من تلك الحقوق، وتجاهلنا كثيراً منها، حتى تبدلت المفاهيم، وانقلبت القوانين، وعادت المرأة من جديد في جاهلية جديدة، وبانتظار التطبيق الصحيح للإسلام وتعاليمه.
قصة أم سلمة - رضي الله عنها -:
وقفتنا مع امرأة من النساء العظيمات في تاريخنا المجيد، وهي أم المؤمنين أم سلمة - هند بنت أبي أمية - - رضي الله عنها -، زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسميت بأم سلمة نسبة إلى ولدها سلمة. وزوجها مشهور في التاريخ وهو: عبدالله بن عبد الأسد، وأمّه برّة بنت عبد المطلب عمة النبي - صلى الله عليه وسلم -.. فهي إذن تنحدر من أسرة شريفة عظيمة في مكة.
وقد آمنت أم سلمة مع زوجها بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حينما بلغتهما رسالته، وبعد أن اشتد الأذى على المسلمين أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة، وكانت أم سلمة من العشر الأوائل الذين هاجروا إلى الحبشة، فولدت هناك سلمة ابنها، ثم عادت فيما بعد مع زوجها إلى مكة، ولما هاجر المسلمون إلى المدينة، أراد أبو سلمة الهجرة مع زوجته وابنه، فمنعه رجال من بني المغيرة أن يذهب بأم سلمة، ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوا أم سلمة وابنها، فأغضب ذلك بني أسد، وأمسكوا بابنها سلمة وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها؛ فتجاذبوا سلمة حتى خلعوا يده.
ثم هاجر أبو سلمة وحيداً إلى المدينة، وحبست أم سلمة عند المغيرة، وبقي سلمة عند بني الأسد، فتفرّق بذلك شمل هذه العائلة، وصارت أم سلمة تخرج كل غداة وتجلس بالأبطح، فما تزال تبكي حتى المساء، وذات يوم مرّ بها رجل من بني عمها فرأى ما في وجهها. فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة، فرّقتم بينها وبين زوجها وابنها، فقالوا لها: الحقي بزوجك إن شئت، ورد بنو عبد الأسد عليها ابنها، فرحلت به إلى المدينة وحدها ما معها من خلق الله أحد.
ولما وصلت إلى التنعيم.. وهو مكان قرب المدينة، لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار، فقال: أين يا ابنة أبي أمية؟ فقالت: أريد زوجي بالمدينة. قال: هل معك أحد؟ قال: لا والله إلا الله وابني هذا. فأخذ بخطام البعير فانطلق بها يقودها.
فقالت: والله ما صحبت رجلاً من العرب أراه كان أكرم منه، إذا نزل المنزل.. أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح.. قام إلى بعيري قدمه ورحله ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري.. أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة، وقيل إنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة.
ثم بعد فترة توفي زوجها أبو سلمة متأثراً بجراحه، وبعد انقضاء عدتها خطبها أبو بكر فلم تتزوجه، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطبها عليه، فقالت: أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني امرأة غيرى (أي تغار)، وأني امرأة مُصيبة (أي عندي صبي)، وليس أحد من أوليائي شاهداً، فقال: «قل لها: أما قولك غيرى.. فسأدعو الله فتذهب غيرتك، وأما قولك أني امرأة مصيبة.. فسلّي صبيانك، وأما قولك ليس أحد من أوليائي شاهداً.. فليس أحد من أوليائك شاهداً أو غائباً يكره ذلك». ويقال: إن الذي زوجها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنها سلمة.
وقد كانت - رضي الله عنها - أكبر زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - سناً، إلا أنها كانت موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصائب، وإشارتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها. حيث أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه يوم الحديبية أن ينحروا هديهم ويحلقوا رؤوسهم، ليعودوا إلى المدينة، فتبرم الأصحاب بهذا، ولم يشاؤوا أن يعودوا دون دخول مكة، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيمته وهو يقول: «هلك أصحابي» فأشارت عليه أم سلمة فقالت: يا رسول الله، لِمَ لا تبدأ فتحلق رأسك وتنحر هديك، فإذا رأوك فعلت ذلك اتبعوك.. فعمل بما أشارت عليه، ولما رأى الأصحاب فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمامهم، ندموا على تقصيرهم وبادروا فحلقوا رؤوسهم ونحروا هديهم، حتى قيل: لقد كاد يقتل بعضهم بعضاً، لاستعجالهم ومبادرتهم.
وهذا يشير بوضوح إلى دور المرأة القيادي، فهي زوجة القائد لهذه المجموعة، وربما لولا هذا الرأي الحصيف، لكاد يقع خلاف وشقاق لا يتكهّن أحد بنتائجه، ولكن رأيها كان في مكانه تماماً، وانقشعت بهذا الرأي غمامة المعصية، واقتلعت جذور الخلاف.
فليتحدث بهذا أبناء هذه الأمة العظيمة، وليفخروا بما لديهم من هذا التاريخ العظيم، وليتحدثوا عن نساء نبيهم بكل فخر، فهذا هو الدور العظيم الذي تقوم به المرأة، حتى أنها تدخلت هنا في السياسة والقيادة، وأشارت بقرارات، وشرحت قوانين للدولة، كان لها الأثر المهم والخطير في مصير الأمة جميعها. فهل لقائل أن يقول بعد ذلك: إن الإسلام بخس المرأة حقوقها، وكمّم فمها عن المشاركة والمفاعلة في قضايا الأمة وسياساتها، أو عزلها عن الحياة الاجتماعية وغيرها؟!
وقد روي أن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: ما بال القرآن خصّ الرجال بالذكر دون النساء؟! فإني لا أجد ذكر النساء في القرآن! ومباشرة نزل قوله - تعالى -: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً} الأحزاب «35».
فنزل لأجل هذه المرأة قرآناً يتلى تأييداً ومساندة لرأيها، وإقراراً لا يقبل التأويل بأن المرأة قرينة الرجل في الدين، فانظر إلى الآية الكريمة كيف قرنت الرجال بالنساء دونما تفريق، أفلا يقرأ هذا المعنى أولئك الذين يتشدقون بحرية المرأة في الغرب؟! ألا يلاحظ أولئك أن هذا قانون إسلامي واضح وصريح ويغني عن كتب ومجلدات سطرت في حقوق المرأة شرقاً وغرباً؟!! ألا يكفي هذا القانون المرأة المسلمة لتفخر على ما سواها من نساء الأمم الأخرى بأنها نزلت فيها من الخالق البارئ آيات عظيمات تتحدث بكرامتها وحقوقها؟!
إن في قصة أم سلمة - رضي الله عنها - كفاية للباحث المتجرد ليعلم حقيقة مكانة المرأة في الإسلام، ونضيف إلى ذلك أنها بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - كانت لها مشاركة كبيرة في الحياة الاجتماعية والسياسية؛ فكانت تذهب إلى الذين تخلفوا عن البيعة للخليفة فتكلمهم في ذلك؛ مثل ما حصل مع عبدالله بن زمعة، وهذا دليل آخر على مشاركة المرأة المسلمة ميادين السياسة في أعلى مستوياتها.
قصة زينب بنت جحش - رضي الله عنها -:
زينب بنت جحش - رضي الله عنها - واحدة من بنات سادات قريش؛ وهي ابنة عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأمها أميمة بنت عبدالمطلب، ونشأت كباقي بنات قريش، إلا أنها كانت من أحسنهن جمالاً وحسباً وشرفاً ومالاً.
أسلمت وهاجرت مع المهاجرين إلى المدينة، فلما بلغت سن الزواج.. أتاها من يخطبها من سادات قريش، فأحبت أن تستشير النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فأرسلت أختها حمنة بنت جحش إليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحمنة: «أين هي ممن يعلمها كتاب الله - تعالى - وسنة نبيه»؟!. فقالت حمنة: فمن؟ قال: زيد بن حارثة، فغضبت حمنة غضباً شديداً وقالت: يا رسول الله.. تزوج بنت عمك لمولاك؟ فقال: نعم، فذهبت حمنة فأخبرت زينب بما جرى، فغضبت زينب أشد من غضب حمنة، وقالت: يزوجني عبداً؟
ولكنها ترددت في هذه المسألة، فأرسلت بالاستخبار عن هذا الأمر بشكل أوضح، فجاءها الجواب الحاسم للأمر: قد زوجتك زيداً، ونزل قوله - تعالى -: {ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مُبيناً} «الأحزاب: 36».
غير أن المرأة التي تربت في مدرسة النبوة، وتحت مظلة الإسلام العظيمة، لم تكن لتخالف أمر القيادة النبوية، ولم تكن لتجمح بغرورها وتخرج من دائرة الطاعة لله ولرسوله، فأطاعت الأمر، ورضيت بما رضيه لها الله ورسوله.. وتزوجت زيداً.
وعاشت مع زيد، لكنها لم تكن لتستطيع أن تخفي عدم رضاها ومحبتها لهذه الزيجة، وكانت سيدة من سادات قريش، وزيد كان عبداً، وكان الإسلام حديث عهد بالقلوب، ولم يستطع زيد - رضي الله عنه- تقبل هذه الحياة، وما استطاع التواؤم معها فأراد أن يطلقها، وذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فصبّره ولكنه لم يستطع فعاد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: له: «أمسك عليك زوجك واتق الله"ولكن مشاكل بيت الزوجية هذه بدأت تزيد، وينفد معها صبر زيد، مع أنه كان من أكابر علماء الصحابة ومن أتقاهم، وكذا حال زينب أيضاً، - رضي الله عنهما-.
وهنا ينبغي الوقوف على درس هام، وهو أن للزواج أسساً وقواعد يحتاجها كل خاطب، فليس يبنى الزواج على علاقة حب فقط، كما أنه لا يمكن أن ينجح بناء على مصلحة ما بين طرفين، وقد قضى الله أن تحدث هذه القصة مع زيد وزينب - رضي الله عنهما- ليعلم الله المؤمنين كيف تكون الطاعة، ومن ثم كيف يكون بناء بيت الزوجية؟
وبقي زيد مصراً على الطلاق، فأنزل الله - تعالى - قوله: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذ قضوا منهن وطراً وكان أمرُ الله مفعولاً} «الأحزاب: 37»
فلما نزلت هذه الآية.. ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت زينب بعد مضي العدة، فدخل عليها البيت فإذا هي مكشوفة الشعر، جالسة تعمل في البيت فقال: «قد زوجني الله إياك" قالت: يا رسول الله بلا شاهد ولا ولي؟! قال: «زوجني الله والشاهد جبريل».
فكانت تظهر فيما بعد هذه المكرمة أمام ضرائرها من أمهات المؤمنين.. فتقول: زوجكن لأهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه. وكانت تقول لهن: أنا أكرمكن ولياً؛ لأن الله هو وليها في زواجها، وأكرمكن سفيراً؛ لأنه كان جبريل - عليه السلام-.
واستقرت حياتها بزوجها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشعرت به أنها أسعد الناس وأكرمهن.
وكانت عائشة - رضي الله عنها - تشهد بفضل زينب وتقول: لم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله من زينب، وأصدق حديثاً وأوصل للرحم من زينب، وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً من نفسها في العمل.
وفي يوم عرسها بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.. نزلت آية الحجاب، وكان عمرها (35) سنة.
لقد كان في قصة زينب - رضي الله عنها - موعظة بالغة، ينبغي أن يلتفت إليها شباب اليوم بكل انتباه، وهي أن الإسلام لم يغفل جانب الحب والألفة، بل إنه جعله أساساً لبناء أي أسرة يكتب لها النجاح والسعادة، وقرر أن بناء الحياة المستقرة، مبني أصلاً على الحب والرحمة والمودة، فالإسلام لم يمنع الحب، ولم يشوه صورته كما يفعل بعض المتحمسين للإسلام اليوم، بل شجع عليه، ولكنه وضع له الضوابط والأسس التي تصون الشباب عن الرذيلة والمنكرات، وقد ثبتت قصة كعب بن مالك حين ألقى قصيدته أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومطلعها:
بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ
متيّم إثرها لم يُفد مكبول
واستمع له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعجب بشعره، حتى أنه أهداه بردته التي كان يلبسها، وفي بداية القصيدة ما فيها من الغزل وأشعار الحب، فلم ينكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يعنفه على هذا الكلام، بل خلع عليه بردته وكافأه.
وهكذا يمضي الإسلام يضرب أروع الأمثلة، ويضع أسس أعظم نظام للجمع بين الرجل والمرأة تحت حصانة المظلة الزوجية، والتي تكفل للمرأة كرامتها وحقوقها، وتعطي الرجل كامل شرفه ورجولته التي يصونها له الدين أن يدنسها أحد من الناس.
وفي الختام، فإن في جعبتنا المزيد من القصص التي تدق مسامير هذه الحقيقة، وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه ما من نظام آخر كفل للنساء حياتهن الكريمة كما فعل الإسلام.
وهكذا تكون هذه القصص عبرة ونفعاً لبناتنا اليوم، وأمهاتنا غداً، كي يخرجن إلى الحياة التي طلبها منهن الإسلام، لا ليخرجن عن ثوب الحياء إلى الحرية المزيفة، بل ليخرجن في ثوب الحياء إلى الحياة الكريمة، ومن ثم لتقوم كل منهن بواجبها أحسن القيام، وتترك لها بصمة في التاريخ، وتضع لها هدفاً في الحياة، وفقنا الله جميعاً للعمل بأحكام ديننا العظيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.fawasel.net بتصرف من:
ـــــــــــــــــــ(83/440)
شهادة الهانم وشهادة البواب
من بين اعتراضات المتبجحين على أحكام الله، الداعين إلى تخدير المرأة.... اعتراضهم على كون شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل.... حيث جعل الإسلام نصاب الشهادة التي تثبت الحقوق لأصحابها شهادة رجلين عدلين أو رجل وامرأتين قال - تعالى -: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} {البقرة: من الآية282}.
فيعترض المعترضون بأن هذا انتقاص للمرأة ولكرامتها.... بينما الواضح أن هذا التفاوت لا علاقة له بالإنسانية ولا بالكرامة ولا بالأهلية، إذ أن هذا الأمر وهو اشتراط اثنتين مع رجل واحد هو أمر خارج عن كرامة المرأة واعتبارها واحترامها، فالأصل في المرأة القرار في بيتها والقيام عليه وعلى تربية أولادها ورعايتهم ورعاية زوجها وهذا يقتضيها لزوم بيتها في غالب الأوقات.... وخاصة أوقات البيع والشراء.... فإذا ما اضطرت في بعض الأحوال إلى مخالطة الرجال في شئون العمل والحياة فإنها تتحفظ في هذا الاختلاط.... هذا إن دعت إليه ضرورة.... فالأصل فيها إذن عدم حضور العقود المالية وحالات البيع والشراء إلا نادراً فإذا حضرت شيئاً من ذلك فإن قلة ممارستها له، وعدم حرصها على تذكره حين مشاهدته تجعلها تمر به عابرة لا تلقى له بالاً، ولا تستوعبه من جميع جوانبه فإذا جاءت تشهد به أمام القاضي كان احتمال نسيانها أو خطئها ووهمها هو الغالب.... فإذا شهدت امرأة أخرى بمثل ما تشهد به زال احتمال النسيان والخطأ.
والحقوق لابد من التثبت فيها ومن بَذْل القاضي غايةَ جهده لإحقاق الحق وإبطال الباطل. ومن هنا كان التعليل في الآية نفسها {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} {البقرة: من الآية282}.....
وقد ذهب كثير من الفقهاء انطلاقاً من هذا المعنى نفسه إلى أن شهادة النساء لا تقبل في الجنايات.... وليس ذلك إلا لأنها {يعنى المرأة} غالباً ما تكون قائمة بشئون بيتها.. لا يتيسر لها أن تحضر مجالس الخصومات التي قد تنتهي بجرائم قتل أو نحوه.. فإذا حضرتها فقََلَّ أن تستطيع البقاء إلى أن تشهد جريمة القتل بعينها وتظل رابطة الجأش.. والغالب على المرأة في مثل هذه الأحوال إما أن يغمى عليها أو أن تسارع بالفرار.... فإن لم تستطع أغمضت عينيها وصرخت وما إلى ذلك مما تفعله النساء في هذه الأمور...
فإذا فعلت هذا فكيف يمكن لها أن تؤدى الشهادة كاملة وتصف الجريمة ومرتكبيها وأدواتها وكيفية وقوعها؟!!.
وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات فإن شهادة المرأة في القتل وأشباهه تحيط به الشبهة أي شبهة عدم التثبت من وصف الجريمة.
ويؤكد هذا المعنى في الاحتياط لشهادتها فيما ليس من شأنها أن تحضره غالباً.... أن الشريعة قبلت شهادتها وحدها فيما لا يطلع عليه أحد غيرها أو ما تطلع عليه هي من دون الرجال.... فقد قرروا أن شهادتها وحدها تقبل في إثبات الولادة والثيوبة والبكارة وغيرها لدى المرأة ـ هذا حين كان لا يتولى توليد النساء وتطبيبهن والإطلاع على عوراتهن إلا النساء ـ فرحم الله زماناً مضى....!.
فليست المسألة إذا مسألة كرامة وإهانة.. وأهلية وعدم أهلية، إنما هي مسألة تثبت في الأحكام واحتياط في القضاء بها وهذا كل ما يحرص عليه كل تشريع عادل.....
فإذا كان الأمر كذلك! فماذا نقول لمن يشغبون علينا بين الحين والآخر ويشنعون على الإسلام في هذه القضية وغيرها، ويعترضون على حكم أقره العليم الخبير الحكيم.... ويدَّعون أن الإسلام انتقص المرأة.... حتى لقد قالت إحدى المتبجحات الرافضات لشرع الله وحكمه من اللواتي ضللن وأضللن.... قالت: "كيف تعدل شهادتي النصف من شهادة بواب عمارتي!.... وأنا ومن أنا ـ تعني مركزها الوظيفي والثقافي والتخريبي في المجتمع ـ وهو ومن هو؟ "نقول لها ولأمثالها قول الله - عز وجل -: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} {المؤمنون:71}.
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} {الأحزاب:36}.
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {البقرة: من الآية229}.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} {الشعراء: من الآية227} وفي هذا كفاية.... ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه!.
http://www.quranway.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/441)
هل المرأة في حاجة إلى تحرير؟
هل المرأة في حاجة إلى تحرير؟ وما الحرية التي يريدونها للمرأة؟ وما معنى تحرير المرأة؟ وما معنى هذه المؤتمرات التي لا ينتهي أحدها حتى يعدون لمؤتمر آخر؟ كان آخرها"مؤتمر السكان والتنمية"في القاهرة إلى"مؤتمر المرأة العالمي الرابع"في الصين.لا شك أن الحرية المقصودة ليست مقابل الرق فعهد الرق قد انتهى (على الأقل نظرياً في معظم دول العالم).
لقد بدأت فكرة تحرير المرأة في أوروبا التي عانت فيها المرأة - وما تزال تعاني- من أنواع الاضطهاد حيث يتضمن تراثهم الفكري محاورات هل للمرأة روح أو لا؟وهل المرأة إنسان أو لا؟
وظلت المرأة في أوروبا تكسب حقوقاً ومكانة حتى انتقلت من النقيض إلى النقيض؛ من كائن لا قيمة له ولا كرامة إلى انفلات شبه كامل. فقد ظن القوم أن المساواة بين الرجل والمرأة ينبغي أن تتجاهل كل الفروق التي فطر الله - سبحانه و تعالى - الرجل والمرأة عليها.
والحرية الغربية للمرأة إنما هي حرية كاذبة، فالمرأة الغربية التي يريدون أن تكون المثال لنساء العالم تعاني من أنواع الاضطهاد؛ فقد أُخرجت من بيتها لتعمل مثل الرجل تماماً ولكن دون الحصول على الأجرة نفسها. والمرأة في الغرب أداة للإغراء والإثارة الجنسية، فالمجلات الخليعة ما تزال رائجة لديهم. وبعض هذه المجلات ما تزال تصدر منذ أكثر من خمسين سنة مثل مجلة (بلاي بوي) وغيرها. وقد نشرت صحيفة عربية قبل أسابيع صورة شرطية أمريكية أو أوروبية تقاضت مبلغاً كبيراً مقابل التعري أمام الكاميرا. (وللطرافة فقد كتبت الجريدة أن المبلغ الكبير الذي تقاضته المرأة كان مقابل جهدها!!!).
ونظراً لأن الأوروبي منذ نهضته التي بدأ من خلالها السيطرة على الأمم والشعوب محتلاً الأرض، ومسيطراً على خيراتها، وجاعلاً أسواقها أسواقاً لمنتوجاته الصناعية والزراعية، ظن منذ ذلك الحين أن فكره أيضاً يجب أن يسود العالم كلَّه.
أي تحرير يريدون للمرأة؟ أهي حرية تفكك الأسرة،وضياع الأبناء واختلاط الأنساب. العجيب أنهم ينشرون دراسات عن واقعهم تثبت فشل هذا الفكر المنحرف. فالحكومة البريطانية تنشر سنوياً دراسة عن الأوضاع الاجتماعية وكانت آخر دراسة نشرت هناك وعرضت جريدة التايمز طرفاً منها أثبت أن الإنجليز أصبحوا ينفرون من الزواج؛ فارتفعت نسبة العزوبية بسبب تعايش الرجال والنساء دون زواج، بل إنهم قد ينجبون خارج الزواج، وتسمع الأصوات هنا وهناك مطالبة بمعاملة خاصة لمثل هؤلاء الأبناء. كما طالب بعض هؤلاء معاملتهم معاملة المتزوجين في مسألة الضرائب.
وكان من نتائج هذه الحرية أن ارتفع عدد المواليد خارج مؤسسة الزواج حتى كاد أن يصل إلى أكثر من ربع المواليد الشرعيين. وتكاد الشرعية تضيع حين ترتفع نسبة الخيانة الزوجية فيشك الرجل في أبنائه، ويشك الأبناء في آبائهم. ومن مشاكل حرية المرأة عندهم أن ارتفع عدد الأطفال الذين يعيشون في أسرة ليس فيها إلا والد واحد (الأب أو الأم). فأي حياة هذه؟ ألا يهدد هذا بنشأة أجيال تعاني نفسياً ولا تجد تربية سوية. فالطفل يحرم من الأب أو الأم وقد يكون الواحد منهما يسكن في البيت المجاور ولا يعرف الطفل أن هذا هو أبوه أو هذه أمه.
واكتشفت الدراسات الغربية مخاطر الاختلاط في التعليم على التحصيل العلمي - لم يذكروا الأخطار الأخلاقية - فسعت بعض المدارس البريطانية للفصل بين الذكور والإناث في بعض الدروس للرفع من مستوى الطلاب. وقد أثبت نتائج امتحانات الثانوية العامة في بريطانيا العام الماضي تفوق المدارس غير المختلطة. ولكن الغرب مبتلى بأن أصحاب القرار لم يعجبهم مثل هذه الخطوات فعدوها صورة من صور الرجعية.- وهكذا فالعودة إلى الفطرة الصحيحة تعد رجعية.
وقد انتقل البلاء إلى العالم الإسلامي فقد كتب المؤلف المعروف أسامة أنور عكاشة قصة (ضمير أبلة حكمت)الذي تقع أحداثها في مدرسة للبنات في المرحلة الثانوية يقوم بتدريسهن مجموعة من المدرسين والمدرسات، وتحتوى القصة بعض المناظر الغرامية بين المعلمين والمعلمات، ولكن الأمور كانت- في القصة - طبيعية بين الطلاب والطالبات ومعلميهم. والمصيبة أن صراعات حكمت ضد الباطل تأسر المشاهد فتصبح الأشياء الأخرى ثانوية من اختلاط ومخالفة للشرع.
هل حقاً تحتاج المرأة الحرية؟ وأي حرية هذه. نعم إنها الحرية من هيمنة الفكر الغربي الذي حطّ من شأن المرأة.
http://medinacenter.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/442)
عندما يقود القافلة العميان
د. توفيق علوان
(أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب).
عندما تشتبه الأمور وتتعذر الرؤية وتختلط المنارات ويحار الربان، فإن سبيل الخلاص يمسى في رد المعضلات على أصولها، وتتبع المشتبهات إلى جذورها، فهنالك تتمايز الأضداد، وتتجلى المبهمات، وتنكشف الرؤية لمن أراد النجاة سبيلاً.
وبالرجوع إلى الأصول التاريخية لحركة تحرير المرأة في أوروبا وأمريكا حيث منابعها وأيامها الأولى، وجدنا أن الغرب قبل القرن العشرين قد بالغ في فرض الآصار والأغلال على المرأة بما لا تقره الشرائع حتى المحرفة منها، لقد خرجت المجتمعات العلمانية في الغرب بعد المعركة التاريخية بين الكنيسة وبين العلم بمذهب يدعو إلى الانفصال التام عن الدين وعزل المنتسبين إليه في الزوايا المخصصة للعبادة، وكان البديل عن ذلك عدد من التشاريع الوضعية العجيبة التي حملت في طياتها ما ألفه الرجال هنالك من آثار القرون الأولى فما يتعلق بالمرأة وبين الأهواء المتخبطة الهوجاء، فإذا بنا أمام تشاريع شاذة كانت الثورة عليها جزءاً من الثورة العامة على الماضي في أوروبا.
ولبيان ذلك نضرب مثلاً لهذه التشاريع في الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالمرأة:
·في حالة ما إذا قدم الزوج لزوجته هدايا أو ملابس أو مجهراً، فإن ملكتيها لا تنتقل على الزوجة بإهداء الزوج لها بل تبقى في ملكيته مهما طال الأمد عليها بحيث يجوز له قانوناً استردادها وقت ما يرغب في ذلك دون أن يحل لها منعه.
·يجوز للرجل الأمريكي قانوناً أن يضرب زوجته وقت ما يشاء بشرط واحد أن يستخدم العصا، وبشرط ألا يزيد ثلث سمك العصا المستخدمة في الضرب على سمك إبهامه.
·في حوالي ثلث الولايات المتحدة لم يكن يسمح للمرأة أن تحوز أي أملاك باسمها، ولا يعترف القانون لها بأي ملكية حتى ولو كانت في الظروف الاستثنائية تعمل لتعيل زوجاً لها عاطلاً فإن كل ما يترتب على عملها لا يعد في حكم ملكيتها قانوناً.
·في أحد قوانين أكسفورد بولاية أوهايو تمنع المرأة من التعري أمام صورة الرجل.
·قانون في أوينر بورو يمنع المرأة من أن تشتري لنفسها قبعة إلا إذا جربها زوجها أولاً.
·نساء سان فرانسيسكو ممنوعات من تبليل الملابس اللاتي يقمن بكيها بالماء الذي يقمن برشه من أفواههن.
·نساء نيويورك ممنوعات من التدخين علانية، وسجنت امرأة في عام 1904م عندما خالفت هذا المنع.
·إلى عام 1984م كانت المرأة من ممتلكات زوجها قانونياً.
·حتى يومنا هذا معروف أن المرأة إذا تزوجت نوديت باسم زوجها دون اسم أبيها.
فهذه التشريعات التي لن نضيع الوقت في شرح أسبابها ومناسباتها في هذه المجتمعات هي وغيرها التي أدت إلى الثورة الجامحة ضمن الثورة العامة على الدين وعلى التقاليد هناك، ولما كان العقلاء قد أجمعوا على أن أي قياس يستلزم المطابقة بين الفرع والأصل في الموضع محل القياس، ولما كان أرباب حركة تحرير المرأة قد صمموا على نقل المعركة النسائية مع هذه الشطحات والعجائب بحذافيرها إلى ساحة المجتمع الإسلامي القائم على شريعة ربانية تختلف بما لا يخفى مع كل ما سبق، وسواء راقت الشريعة الربانية أذواقهم أو لا، فإن الخلاف بين الأمرين يبقى قائماً وظاهراً بصورة لا يجحدها إلا أعمى، ورغم وضوح هذا المنطق وجلائه بحيث يصير إنكاره مبطلاً لأي فائدة من الجدال رأساً، نراهم يتعامون عنه عمداً ويخلفونه وراءهم ظهرياً، فهم عميان يصرون رغم عماهم على قيادة القافلة وسط الأحراش والوديان، الأمر الذي يردنا على النزول إلى منطق البُلْه والصبيان، وفي بساطة نسألهم سؤالاً بريئاً: إذا كان يجب على المرأة الأمريكية أن تثور بسبب منعها من تبليل الثياب برش الماء من فمها، فلماذا يجب على المرأة المسلمة أن تثور وقد سمح لها الإسلام بذلك؟!!.
يقول الله تعالى: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).
http://www.lahaonline.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/443)
تربية البنات من الجدات إلى الحفيدات
عند عودتي من عملي وفي طريقي إلي منزلي وجدت تلاميذ وتلميذات المدارس الإعدادية والثانوية يتحدثون مع بعضهم بطريقة مبتذلة، وأسلوب غير محترم، فقد رأيت بعيني فتاة تصرخ في وجه شاب بأقبح الألفاظ، لم أتخيل ساعتها أن التي تتحدث فتاة، فتاة ستكون يومًا ما زوجة وأمًا ومربية أجيال.
عندها أدركت أننا تربينا علي قيم لا يمكن أن تزول بمرور الزمن تربينا علي الحياء خاصة عند محادثة الرجال، تربينا علي أن البنت هادئة بطبعها والتي تفعل عكس ذلك تكون مثل الولد.
تربينا علي ضوابط الحديث مع الشباب وعلي المقولة الشهيرة:"لا تسيري في الشارع إلا مع أبيك أو أخيك أو زوجك، والتزمي في سيرك معهم الأدب والحياء".
استوحشت هذه القيم الجميلة، فقررت البحث عنها عند ثلاثة أجيال.. جدة وأم وحفيدة.
رقابة غير مباشرة:
تقول السيدة أمينة أمين محمد - جدة:
إن الأم الصالحة هي القدوة لأبنائها، وخاصة البنت التي تتأثر كثيرًا بأمها، والزوجة لابد أن تكون مطيعة للزوج، وتُظهر ذلك أمام أولادها كي يكونوا مثلها في الطاعة، وعليها ألا تظهر أي خلافات بينها وبين زوجها أمام أولادها؛ لأن الطفل ينقد ما يراه وتظل هذه الأشياء في ذاكرته، وربما تصاب البنت بعقدة من الزواج، وعلي الأم أن تربي أبناءها علي الأمانة، وعدم التطلع للآخرين، وليس معنى ذلك أن تلبي لهم كل رغباتهم كي لا ينظروا للآخرين، ولكن أن تشعرهم دائمًا بأنهم أفضل من غيرهم، وتجعلهم يراقبون الله، ويخشون عقابه إن كانوا مترفين أو يزيد ما لديهم علي حاجتهم.
وعن تربيتها لبناتها تقول الجدة أمينة: كنت دائمًا صديقة لبناتي تدرجت معهن في كل شيء، ولم أفرض عليهن أي رأي خاصة عندما كن متبرجات في بدايات شبابهن، ولكنني كنت دائمة النصيحة والتوجيه، وبعد ذلك اقتنعن بأنفسهن بأن هذا يغضب الله، وكانت نصيحتي لهن دائمًا لا يقلدن أحدًا في لبسه وتنصح الأمهات بأن يكن صديقات لبناتهن، فهذا يجعلهن ألا يفعلن أي شيء دون الرجوع للأم، ولابد أن يكون هناك ضبط وحزم في المنزل، ولا نترك الحبل علي الغارب خاصة للبنت، ولكن لابد أن تكون عيني عليها دائمًا أراقبها دون أن تشعر حتى لا أفقد ثقتها فيَّ وفي نفسها.
علمتني ابنتي الكبرى:
أما سلوى عبد الجواد - زوجة وأم - تقول: تربية أمي لي لا تصلح الآن لابنتيّ، فقد اختلف العصر واختلفت الأجيال، أيضًا طبيعة كل بنت تختلف عن الأخرى، فما يصلح مع ابنتي الكبرى لا يصلح مع الصغرى؛ لأن لكل منهما شخصيتها المختلفة عن الأخرى، وسوف أضرب لك مثلاً فقد ألبست ابنتي الكبرى - ثانوية عامة - الحجاب مبكرًا ظنًا مني أن هذا تعويد لها علي ارتدائه عندما تكبر، وكانت هي تجيب كل من يسألها عن سبب ارتدائها الحجاب في سن صغيرة بقولها: حتى أعتاد عليه، وظننت أنها مقتنعة بذلك، ولكني عندما أردت أن أتبع ذلك مع أختها الصغرى رفضت هي بشدة، وقالت لا تحرميها من طفولتها، عندها عرفت أنها لم تكن مقتنعة بما كنت أرغمها عليه، ولكنها الآن مقتنعة بعد أن قرأت وعرفت وفهمت، وهذا معناه أن التزام البنت برأي الأم لا يعني أنها مقتنعة به.
من هنا لابد للأم أن تكون صديقة لابنتها، وأتذكر أنني عندما كنت في مرحلة المراهقة سألت أمي: ماذا يعني الحب؟ فلم تجب عليّ؛ لأن أمهات زمان كان عندهن حياء، أما اليوم لابد للأمهات أن يعرفن كل شيء، وأن يجبن علي بناتهن دون حياء؛ لأن البنات تعرف كل شيء يمكن أن تتوقعه الأم أو لا تتوقعه، وذلك من خلال المدرسة والأصدقاء.
إذن على الأم أن تتأهل تربويًا هي والأب، وأن تكون متجددة متابعة لكل ما يحدث حولها، وأن تقرأ في كل شيء، وأن تتعمق أكثر في دينها حتى تستطيع الإجابة عن أسئلة بناتها.
وأنصح كل أم أن تطلع ابنتها علي الكتب التي تتضمن معلومات تريد توصيلها للبنت، وتستحي من ذلك مثل كتب فقه الطهارة.
ممنوع بلا اقتناع:
السيدة أم عمار - ربة بيت وأم لابنتين - تقول: إن البنت لم تعد مثل زمان، فهي تجادل وتناقش، ولا توجد طاعة عمياء، فمثلاً زمان كنا إذا أردنا الخروج ومنعنا الأب والأم نحترم رأيهما، أما الآن إذا مُنعت البنت من الخروج فهي تثور وتغضب وتجادل وتظل علي موقفها حتى نرضي ونوافق علي خروجها، نحن نحاول حماية بناتنا من الخطر الموجود حاليًا، وهن لا يقدرن، وفي معاملتي مع ابنتي لا أمنع عنهما كل شيء دون أن تقتنعا، ولا أستخدم معهما العنف والشدة حتى لا تفعلا ما تريدان دون علمي، وأنا لا أريد أن تصل ابنتاي إلي هذه الدرجة.
جامعية مضطرة:
أما مديحة أحمد - طالبة جامعية - فتوافق مضطرة علي أسلوب التربية الذي نشأت فيه قائلة: أمي لم تفهم أن التربية منها المعنوي والمادي، فأعطتني الحب المادي دون المعنوي، فلم تكن قريبة مني أبدًا مما جعلني أبحث عنه (الحب المعنوي) خارج البيت، ولم تربيني علي مبادئ معينة، ولم يكن هناك حوار بيني وبينها، وإن سألتها عن أي شيء يهم الفتاة يكون ردها تأنيبًا ونهرًا.
من هنا كانت الفجوة كبيرة بيني وبين أمي، فتخبطت في الدنيا، وواجهت الحياة بنفسي، وأدركت أن ذلك يرجع لتربية جدتي لأمي، فقد كانت قاسية مع أمي وخالاتي، وكن لا يتحدثن معها أبدًا، من هنا فعلت أمي معي ما كانت تفعله جدتي معها، مع أن العصر اختلف لكن أمي لم تدرك ذلك.
http://www.islamweb.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/444)
مسؤولية المرأة تجاه كيد أعدائها
أ.د.فالح بن محمد الصغير*
منذ أن بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - وأعداء الإسلام من اليهود والنصارى وسائر الكفار يكيدون للإسلام وأهله، ويبذلون في ذلك جميع قدراتهم وإمكاناتهم ومكرهم وحيلهم، لا يألون في هذا العداء جهدا إلا بذلوه، ولا سبيلا إلا سلكوه. ويقود هذا الكيد شياطين الإنس والجن، واتخذوا في ذلك جهات عدة، فتارة يركزون على الغزو العسكري، وأخرى على غزو الفكر والثقافة وإشاعة الشبهات على هذا الدين، وأخرى يركزون على إفساد مناطق التأثير في الأمة على الطفل والمرأة، مستغلين الإعلام والتعليم والثقافة وغيره.
وفي هذا الزمان، ابتداء من بداية القرن الماضي، ركزوا تركيزا غير عادي على المرأة المسلمة باسم تحريرها، أو مساواتها مع الرجل، أو التباكي على حقوقها.
ويمكننا هنا أن نلخص مخططهم ضد المرأة المسلمة:
1- اتخاذهم جملة من المنافذ والمحاور للنفاذ إلى محاولة إفساد المرأة، ومن ذلك:
أ- أن تكون المرأة قضية تبرز للنقاش، ويكون لذلك أنصار مثل كون المرأة مظلومة، أو أن المجتمع لا يتنفس إلا برئة واحدة، وهي مهضومة الحقوق، أو أننا نعيش في بقايا موروثات قديمة، وتحكمنا عادات وتقاليد بالية عفى عليها الزمن ومحاها التاريخ...، هكذا هم يصرخون، ويكتبون في الصحافة، ويمثلون في المسلسلات التلفزيونية، وفي الكتابات بين فترة وأخرى، ومن العجب أن لهم تواريخ معينة يظهرون فيها، وبخاصة الأوقات التي تمر بها الأمة في أزمات معينة، أو التقاط كلام من مسؤول يبترونه ويجيرونه لاستئناف افتعال القضية.
ب- نشر الرذيلة والفكر المنحرف بعامة في المجتمع المسلم، وذلك عن طريق الإعلام المرئي منه والمقروء والمسموع.
فمن المعلوم أن المجتمع، بل والفرد، يستنكر حين مشاهدته أو سماعه أول مرة، ولكن هذا الإنكار يخف شيئا فشيئا حتى يصبح أمراً مألوفاً.
ففي مجال الإعلام مثلا: تنشر الصور المحرمة والفاتنة، فضلا عن كشف الحجاب، والسخرية منه، وتتكرر هذه المشاهد في كل قناة سخرت لهذا الأمر حتى أصبح في المجتمعات المسلمة أمرا مألوفا وغير مستنكر، وهكذا تسري الرذيلة حتى تتفشى إلى أبشع صورها.
وهكذا في الصحف والمجلات، وقل ألا تضع مجلة على غلافها صورة امرأة في كامل زينتها وسفورها.
والوسائل الأخرى الجديدة التي نقلت إلينا ما يدور في عالم الكفر كالفضائيات وعالم الإنترنت.
أما الفكر فتستخدم له الوسائل نفسها، من خلال أعمدتهم الصحفية أو مقالاتهم وأحاديثهم في الأجهزة المرئية.
ومن المؤسف أن كثيرا من أبناء المسلمين وبناتهم الذين يتكلمون بألسنتهم صاروا ينشرون هذا الفكر، بل ويتحمسون له.
ومما اتخذوه: نشر الشبهات المتعلقة بالمرأة، مثل:
- دية المرأة على النصف من الذكر.
- ميراثها على النصف من الذكر.
- شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل.
- كونها لا تكون والية ولا قاضية.
- تعدد الزوجات.
- قوامة الرجل عليها.
- الحجاب.
ج- إعلان المطالبة بأمرين جعلوهما أساسيين:
- المطالبة بـ (حرية المرأة) ويقصدون بذلك أن تتحرر من عبودية الله إلى عبودية نفسها أو عبودية الخلق، فلم يعجبهم شرع الله – تعالى- لها الذي هو أعلم بمصلحتها ومصلحة المجتمع كله، كيف وهو الذي خلقها وأوجدها؟!
يريدونها تتحرر من تعاليم الشرع وتوجيهاته بمعنى تتحرر من حجابها وعفتها وحشمتها؛ لتكون سلعة رخيصة ينالها كل عابث.
هذا المصطلح (حرية المرأة) استخدموه من باب: التلاعب بالمصطلحات، ولكنهم يرمون من وراء ذلك إلى نشر الفكر الذي يريدون، وهذا المصطلح مصطلح يهودي.
جاء في البروتوكول الأول لحكماء صهيون: (لقد كنا أول من صاح في الشعب فيما مضى بالحرية والإخاء والمساواة، تلك الكلمات التي راح الجهلة في أنحاء المعمورة يرددونها بعد ذلك دون تفكير أو وعي، إن نداءنا بالحرية والمساواة والإخاء اجتذب إلى صفوفنا من كافة أركان العالم - وبفضل أعواننا - أفواجا بأكملها لم تلبث أن حملت لواءنا في حماسة وغيرة).
- المطالبة بـ (المساواة مع الرجل)، وهذه كسابقتها يريدون بها معارضة فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد خلق الله – تعالى- الذكر والأنثى بطبيعتين مختلفتين، ولا ينكر هذا إلا من طمس على قلبه وعينيه، فيريدون أن يتساويا في كل شيء.
نعم إن هناك مساواة في الأصول العامة الشرعية كالمساواة في أصل التكليف، وفي الجزاء من ثواب وعقاب، وفي التملك، وفي اختيار شريك الحياة ونحوها.
أما في كل شيء فأول من يأباه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فضلا عن حكمة الله وشرعه، ولكنهم اتخذوا هذه الشعارات البراقة لينخدع بها السذج وأشباههم، وقد وقع شيء من ذلك. ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة هذه الدعاوى وأمثالها بقدر ما يهمنا أن نتعرف على أن هناك مخططاً كائداً للمرأة والمجتمع.
د- تصوير مهمة المرأة الأساس بأنها هامشية.
وقد اتخذوا هذا المخطط الرهيب لينقلوها من عالمها الحقيقي، البيت والأسرة وتربية الأطفال والعناية بالزوج، إلى أن تهجره إلى عمل تزاحم الرجل فيه فتشاركه في المصنع والمتجر والوظيفة الخاصة به ومخالطته وغير ذلك.
هـ- تصوير قوامة الرجل بأنها تسلط ووحشية.
ويقال هنا ما قيل في (د) من اختلال الموازين الخلقية والشرعية التي خلق الله تعالى الناس عليها.
و- اتباع سياسة فرض الأمر الواقع.
وذلك بأن يتخذوا أموراً واضحة دون أن يقولوا للناس مقصدنا هكذا أو نريد التوصل إلى هذا الأمر، وإنما يأخذون نفساً طويلا لتحقيق مآربهم، وإذا ما تم لهم ما ظاهره حسن ألزم معه أمراً محظوراً، مثل: أن يفتح أقسام مختصة للنساء.. وفي الواقع لا حاجة لهذه الأقسام، مثل: أقسام مسرح ونحوها، فإذا تخرجت الطالبة فلا بد أن تبحث عن وظيفة تناسب تخصصها؛ فيقع المحظور والحرج.
ومثال آخر: أن تفتح معاهد أو دورات للمضيفات أو العاملات في الفنادق خاصة بالنساء، ويركزون على هذا حتى لا يجابهوا بمعارضته من البدء، فإذا حصلن على الشهادة أردن تلك الوظيفة وهكذا.. {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، فإنهم بهذا الأسلوب أحرجوا الدولة والمجتمع وأولياء الأمور والمرأة نفسها بهذا المكر والخبث.
ز- التعليم.
وقد اتخذ هؤلاء الأعداء والمخدوعون بهم التعليم مطية لهم بحيث يلجون من خلاله إلى بث أفكارهم في إفساد المرأة المسلمة، ومن ذلكم: عدم وجود المناهج التعليمية التي تعنى بالمرأة ودورها، كحقوقها في الإسلام، وبيان وظيفة الأمومة تجاه بيتها وأطفالها، وطرق تربيتهم، ووسائل قيامها بواجبها، وكذا المناهج التي تعينها على وظيفتها.
كما حاولوا غزو التعليم في عدة مجالات كالدعوة إلى التعليم المختلط بين البنين والبنات في الصفوف الأولى، وإدخال أقسام في الجامعات لا حاجة للمرأة بها، والاختلاط في المعامل العملية في تدريس الطب وغيره، والمطالبة بإدخال الرياضة للمدارس، ونحو ذلك مما سلكوه.
ح- إقحام المرأة في أعمال الرجال.
وهذا من أهم الميادين التي ولجوها، فعملوا الوسائل والخطط الكثيرة لإقحام المرأة تلك الميادين فطالبوا بإقحامها في كل ميادين الرجال بلا استثناء، وكذا في الفنادق والطائرات والمتاجر، والغرف التجارية والشركات وغيرها. ومن المضحك المبكي مطالبتهم بولوجها المهن الحرفية كالسباكة والكهرباء والنجارة، ومنها الجندية والشرطة ونحوها، سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم!
2- مسؤولية المرأة المسلمة تجاه هذا الغزو المركز:
لاشك أن المسؤولية تجاه تلك الأفكار والمخططات السيئة ضد المرأة المسلمة مسؤولية مشتركة، بين ولاة الأمر والعلماء وطلاب العلم والدعاة وأولياء أمور النساء، وتشاطرهم المرأة المسلمة تلك المسؤولية، وهنا نركز على مسؤوليتها، ولا يعني إغفال هؤلاء من المسؤولية..
فمن مسؤوليتها:
أ - تحصين المرأة نفسها علمياً وفكرياً وعملياً.
ومن مقررات هذا التحصين ما ذكر في مسؤوليتها عن نفسها، ويركز هنا على قضية التعلم والقراءة والتثقف بالثقافة الإسلامية العامة ومعرفة أسرار التشريع، مع قوة الإيمان به – سبحانه- لأنه لم يشرع أمراً إلا لحكمة فيها مصلحة الخلق.
ب - العلم بأن هناك أعداءً يتربصون بها الدوائر من يهود ونصارى ومنافقين وعلمانيين، وقد يكونون من بني جلدتنا ودرسوا في مدارسنا.. لكن أرادوا الضلالة بعد الهدى، فضلوا وأضلوا! والإنسان أول ما يحذر من مأمنه؛ لئلا يلدغ منه، كما قيل: "يؤتي الحذر من مأمنه"، فهؤلاء يظهرون للمرأة المسلمة بمظهر المصلح الباكي المتباكي على مصلحتها وحقوقها، ولكنه تحت أثوابه ضبع ماكر يريد أن يفتك بهذه المسكينة فيرديها المهالك، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ج- ويتبع ذلك التعرف على وسائل هؤلاء الأعداء ومخططاتهم ومطالبهم وأهدافهم ومقاصدهم (عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه)، ومعرفة تلك الوسائل تفيد في مزيد من التحصين والحذر.
د- مجابهة هذا الغزو بكل ما تملك من وسائل، وعلى حسب كل امرأة، فطالبة العلم واجبها أعظم من غيرها، والمعلمة كذلك، ومربية الصغار كذلك، وغيرهن، وطرق هذا الموضوع باستمرار؛ لأنه من أخطر وأشد الموضوعات وأهمها، ما بالكم إذا تمكن هؤلاء الأعداء من تحقيق مطالبهم:
- نزعت المرأة الحجاب عن وجهها، وعبثت في شعرها.
- سفرت عن جسمها أو بعضه.
- خرجت إلى ميادين عمل الرجال.
- خاطت للرجال.
- قادت السيارة لوحدها.
- تركت أطفالها لمربية أو خادمة.
- صادقت الرجال وسهرت معهم.
- تلوثت بدخان المصانع.
- تجملت للزبائن وتركت زوجها وأولادها.
وغير ذلك كثير فمطالبهم لا تنتهي.
فعلى المسلمة الموفقة المبتغية رضا الله - عز وجل- أن تجابه هذا الغزو مع بنات جنسها.
هـ- ومما يفيدها أيضاً: التعرف على أحوال المرأة الكافرة وما جر لها ذلك الانفتاح من ويلات ونكبات، وما تعيشه من قلق واكتئاب، فهي مهانة حقيرة تموت محتضنة كلبها وقطتها، وفي حال شبابها ونضارتها يعبث بها العابثون، فهي كالمنديل يتمسح به ويرمى في القمامة، وكالحمام في قارعة الطريق كل يبول فيه ويواصل سيره. فإذا عرفت المسلمة هذا المآل، استعصمت بالله وحمت نفسها من الوقوع في هذا الوحل المتسخ.
و- قيامها بدورها الإصلاحي ـ الذي بيناه سابقاً - مع نفسها وبيتها ومجتمعها؛ فتصبح مؤثرة لا متأثرة، ومصلحة لا مفسدة، وعاملة لا عاطلة، ومتبوعة لا تابعة، وتختم ذلك بدخول الجنة ورضا الله - سبحانه وتعالى-.
http://www.lahaonline.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/445)
على بركة الله
كان كلما دخل منزلاً خاطباً إحدى الفتيات ووجه بالصد ورد على عقيبيه لمهنته الغريبة في نظرهن حتى مل فأراد أن يصرف النظر عن الزواج ولكن هل يستطيع وأمامه عشرات الحسان يتبخترن أمام محله يومياً؟ ماذا يفعل؟.. هل يلجأ للحرام أو لطرق ملتوية كي يسكت رجولته الصارخة؟ أو يتقوقع في صومعة معتكفاً ويعفّ عن الزواج؟.. لا هذا ولا ذاك فقد قال رسولنا الكريم: 'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء'. إذاً عليه بالصيام كل اثنين وخميس أما بقية الأسبوع فعليه قضاء الوقت مع الصالحين من أصحابه وحضور ندوات دينية او اجتماعات لهو بريء. وهذا ما كان.. ومرت الأيام وتلتها الأعوام وأصبح رجلاً في الثلاثين من عمره، وعاد هاجس الزواج وتكوين الأسرة يلح عليه عندما مرت أمامه صبية متوسطة الجمال لفتت نظره بخطواتها الرشيقة وحشمتها الأنيقة.. ها هي تدخل بيتاً مؤلفاً من غرفتين فقط تقعان خلف مكتبه.. سأل عنها.. إنها ابنة الساكن الجديد الذي انتقل حديثاً مع عائلته المكونة من زوجة وست فتيات كبراهن تعمل في مصنع الحقائب الجلدية القريب من الحي.. إذن ستمر أمامه يومياً في حلها وترحالها.. أخذ يراقبها فلم تبد منها أية شائبة. ازداد إعجابه بها وبأدبها الجم فتقرب من أبيها العامل في شركة المرطبات الذي رحب بجيرته خاصة وأنه جديد في الحي. توثقت عرى الصداقة بينهما وعلم كل واحد منهما عمل الآخر وحياته وفهم منه أنه انشأ فتياته على الفضائل الدينية والصراحة والثقة بالنفس فتقدم منه بعد فترة طالباً يد ابنته الكبرى فوعده خيراً. وقف الشاب أمام المرآة يصلح هندامه ويتأمل نفسه.. إنه رجل لا غبار عليه، قوي البنية مفتول العضلات، حسن السيرة، متوسط الدخل، وحيد بعد وفاة أبويه وزواج أخوته الذين يمتهنون مهنته في أماكن مختلفة من المدينة الكبيرة.. لا شك في أن الوالد سيوافق على زواجه من ابنته لاستقامته ولصداقته المتينة به ثم ليريح كريمته من عملها المرهق.. ولكن الفتاة هل سترحب بعمله؟.. وإن وافقت هل تقبل الوالدة بمهنته هذه؟.. إن كل أم تحلم بمهنة مرموقة لعريس ابنتها.. مهنة تزهو بها أمام النساء.. عند هذا الحد من التفكير اتكأ على سريره وقد أصابه الإحباط.. ماذا سيقول لفتاة أحلامه عن عمله؟ وكيف يقنعها به؟.. ومن أين يبدأ حديثه معها ليفهمها أهمية ما يقوم به للمجتمع؟.. وان اقتنعت كيف تقنع أمها؟.. لا.. لا.. لن يذهب إلى موعده وأخذ يلوم أباه الذي أورثه هذه المهنة إذ كان يصحبه معه منذ نعومة أظفاره ليدربه عليها وعلى عدم الخوف منها. فاعتاد على عمله وأصبح مع الأيام مهنة كسائر المهن الأخرى يؤديه بحزن وألم وأحياناً أخرى بتسليم مطلق بقضائه سبحانه ولكنه استغفر ربه بعد ذلك وترحم على أبيه.. لقد زادته الممارسة إيماناً وارتباطاً به ورضوخاً لمشيئته.. كان مستغرقاً في تفكيره فلم يشعر إلا والساعة تعلن دقاتها الست.. انتفض دون إحساس منه.. إنه الموعد؟.. وبسرعة عدل هندامه وانطلق إلى منزلها.. استقبله الوالد بالترحاب آخذاً بكلتا يديه.. جلس يلتقط أنفاسه المتلاحقة.. إن ترحاب الوالد يبشر بالخير.. ولكن.. ما هذا القلق الذي يستبد به ويسيطر عليه؟.. وليزيل اضطرابه بادره الوالد قائلاً ـ 'كيف حالك يا بني؟.. الجو جميل اليوم أليس كذلك؟.. أجاب وقد ارتاح قليلاً' ـ نعم.. نعم.. إنه حقاً لطيف'. دخلت الأم فعاوده الاضطراب والقلق:
- أهلاً وسهلاً بك يا ولدي.. أجاب وهو يقف لها احتراماً: أهلاً بك يا خالة.. فسلمت عليه ثم جلست.. مرت دقائق صمت كأنها دهر انتقل خلالها بأفكاره إلى المستقبل المنشود الذي ارتسمت ملامحه الشفافة في مساحات العقل والخيال: أيتحقق الحلم؟.. أتوافق على الزواج منه؟.. حلم جميل تمنى أن يجد له في هذا المنزل المتواضع تربة صالحة.. انتزعه منه صوت الأم ليعيده إلى لحظاته المتوترة..
هل أنت سعيد بعملك يا بني؟.. سؤال فاجأه بطريقة طرحه فرد باقتضاب بعد تلعثم 'الحمد لله'. أشار الوالد إليها أن تستعجل الفتاة فإذا بها تدخل لتقدم أكواب العصير ثم تجلس بحياء.. حاوره الوالد ليستدرجه بالكلام سائلاً عن كيفية امتهانه لهذا العمل، تاركاً له حرية الشرح والتعبير.. وازدرد ريقه ثم قال: 'ورثتها عن أبي ولكنني لن أورثها لأبنائي للتناقضات التي أعيشها، فلقد آخيت الموت وعقدت معه اتفاقاً حتى أصبح جزءاً من كياني، إذ أنني أعيش به وأرتزق منه وأحيا بأسبابه.. لقد فرضت علي مهنتي انتظار ملاك الموت وترقب حضوره ليأتيني بالحياة، وبين الانتظار والترقب أدعو الله أن يكون أملي القادم رجلاً طاعناً في السن مر به الماضي، ويهمله الحاضر ويتشح المستقبل أمامه بضبابية الزوال لا أن يكون شاباً قوياً حاضره باسم ومستقبله واعد فيفتت برحيله الأكباد ويلوع النفوس أو طفلاً صغيراً يأتي لهذا العالم زائراً ليغادره سريعاً دون أن يترك أذية في نفس أحد.. لذا تراني أتمعن دائماً بقوله - تعالى -:}ثُم نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُم لِتَبْلُغُوا أَشُدكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَد إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً{
لقد علمتني مهنتي الصبر وزودتني بقوة الإيمان وجعلتني أسلم بقضاء الله الذي لا مرد لقضائه سبحانه، وأظهرت لي ضعف الإنسان أمام جبروت الخالق وعظمته، وسلحتني بفراسة التمييز بين الصالح والطالح، فالمؤمن الصالح تحف ميتته الملائكة وجنازته التسهيلات ويتم دفنه دون تعقيدات أما الفاسق والفاسد فترعاه الأبالسة وتتعقد جنازته ويتم دفنه بعد عوائق كثيرة ومشاكل لا تحصى ثم التفت مخاطباً الفتاة: 'هذه مهنتي يا آنستي.. حفر القبور ودفن الموتى فهل تقبلين بي شريكاً لحياتك؟..
سادت دقائق صمت قطعتها الفتاة وهي تنظر لوالديها كأنها تستأذنهما بالرد وقد أدهشها عمق ثقافته وجمال تعبيره وصدق إيمانه قالت بأدب وحشمة وثقة بالنفس: 'المهنة المرموقة تبهر الفتيات وتجلب لهن أحياناً سعادة آنية فكم من فتاة تزوجت من رجل مرموق ولم تسعد بحياتها معه وكم من بنت ارتبطت بشخصية حسبتها عظيمة فإذا بها أمام رجل هش ذي أموال كثيرة يحاول غسلها وتبييضها ليكسبها الشرعية، وبحسب مفهومي يكفي الفتاة عمق إيمان من سترتبط به.. يكفيها قوة إخلاصه لعمله وتأديته له برضا وقناعة لأن القناعة كنز لا يفنى.. فلو أن كل إنسان رفض امتهان الحرف الصغيرة لعانى الوطن من مشكلة نقص في الأيدي العاملة.. يا سيدي العمل عبادة ومهنتك هذه ضرورة اجتماعية كالمهن الشريفة الأخرى.. ثم صمتت.. وبعد لحظات نظرت إلى أمها تستأذنها بالنهوض معها لإحضار ما بقي من واجبات الضيافة..
سر الشاب من ردها واعتبره إيحاءً له بالموافقة الضمنية وخصوصاً عندما تكلم بعد انصرافها من الغرفة قائلاً له: اطمئن يا ولدي سيضاف إلى بناتي الست ابناً جديداً إن شاء الله..
http://www.attakwa.net بتصرف من:
ـــــــــــــــــــ(83/446)
هل يسيء الإسلام حقاً للمرأة؟
عرفت مجلة ال(ريدرز دايجست)Readers Digest بأنها مجلة ثقافية عامة تحرص على الابتعاد عن الموضوعات الحساسة التي تسيء إلى عقائد الشعوب وأديانها وقيمها حتى سعت بلاد كثيرة لترجمتها إلى لغاتها ووافقت على نشرها بين مواطنيها. وتعرف هذه المجلة بترجمتها العربية باسم (المختار)
وعندما ارتفعت في الغرب موجة العداء ضد الإسلام عقيدة وشريعة بعد سقوط الشيوعية سقطت هذه المجلة ورأت أن تسهم بدورها في هذه الموجة عندما نشرت مقالة بعنوان (يهان النساء بل يّمثّل بهن.. كل ذلك باسم الإسلام) وجاء في ديباجة المقالة أن امرأة مسلمة نزلت في مطار مونتريال بكندا وطلبت السماح لها باللجوء بسبب التفرقة ضد الجنس في بلادها، وزعمت أنها إن لم تعط حق اللجوء فسوف تكون حياتها في خطر، وكل جريمتها أنها ترفض الخروج مغلفة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها. وذكرت المجلة أن هذه المرأة التي تبلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة قد رُفض طلبها في البداية لأن السلطات الكندية كانت مترددة في التصديق بأن النساء يعشن في ذلك البلد الإسلامي مواطنات من الدرجة الثالثة حيث يمنعن من الزواج ممن يرغبن، ولا يسمح لهن بالسفر إلاّ بتصريح مكتوب من أحد الأقارب الرجال وأنهن يتعرضن للمعاملة السيئة من قبل الشرطة الدينية. وأضافت المجلة أن السبب في عدم السماح للمرأة باللجوء لخوفها من فتح الباب الذي قد يؤدي إلى تدفق الهجرة النسائية حيث يبلغ تعداد نساء المسلمين أكثر من خمس مئة مليون امرأة ولا قدرة لكندا على مثل هذا العدد.
وهكذا أظهرت السلطات الكندية حسب رواية المجلة أريحية وكرماً وأنقذت المرأة من حياة مواطن الدرجة الثالثة. لكن هل سمحت هذه السلطات لأحد أن يشرح لها حقيقة موقف الإسلام من المرأة؟ وهل بلد يضم مراكز بحوث ومعاهد للدراسات الإسلامية يجهل مثل هذه المسألة؟ وما الاضطهاد في أن تخرج المرأة محتشمة لا تبدي زينتها إلاّ لمن أحل الله له أن يرى هذه الزينة؟ هلي عيباً أن تكون المرأة كالجوهرة المصونة؟ أليس هذا الأمر أفضل من امتهانها والسماح لها بالخروج عارية أو نصف عارية أو به عارية؟ أليس هذا أفضل من جعلها وجعل جسدها أداة لترويج السلع من إطارات السيارات حتى مقاعد الطيارات وما بين ذلك؟
لقد ارتضى المسلمون والمسلمات أوامر ربهم منذ أكثر من ألف عام أن لا تسافر المرأة إلاّ بمحرم أي زوجها أو أخيها أو أبيها أو ابنها أو من في حكمهم، فما الداعي لسفرها بلا رقيب أو حسيب أو من يحميها ويحرص عليها؟ أليس في هذا صيانة لها وحماية.
وأخذت المجلة بعد الديباجة تتحدث عن "الأصوليين" وموقفهم من المرأة فزعمت أنهم بدؤوا يقبضون على زمام الأمور الاجتماعية في البلاد الإسلامية بلداً تلو الآخر. وأنهم يفسرون القرآن والحديث والشريعة بطريقة انتقائية مما اضطر حكومات تلك البلاد لتقليص حقوق النساء حتى أن كثيراً من هذه البلاد أباح تعدد الزوجات وطلاق المرأة بمجرد قول الرجل (أنت طالق) ورفض حق المرأة في الطلاق، وفي حضانة الأطفال. وأطالت المجلة في موضوع ختان المرأة والممارسات المختلفة في هذا الشأن.
وحاولت المجلة – ذراً للرماد في العيون - أن تبرئ الإسلام من التهمة لأن هذا الدين هو الأسرع انتشاراً في العالم ولكن الذنب ذنب الأصوليين الذين يجعلون من الإسلام عصاً يخوفون بها.
لماذا تنساق مجلة مثل (ريدرز دايجست) إلى هذه الموجة المحاربة للإسلام؟ هل المرأة المسلمة عزيزة على قلوبهم إلى هذه الردة؟ لماذا لا تتناول المجلة قضية امتهان المرأة في الغرب؟ ألا تتعرض المرأة لديهم للاغتصاب والضرب والامتهان؟ أين هذه المجلة من كارثة هروب الأبناء والبنات أو خطفهم؟ أين هذه المجلة من موجة العري والإيدز التي أصابت المجتمعات الغربية؟ أين هذه المجلة من نسبة الطلاق التي تكاد تماثل الزيجات وقد تزيد عنها؟ أين هذه المجلة من التحلل والتفسخ الذي يعاني منه الغرب؟
ينبغي على المجلة لكي تبتعد عن موجة العداء للإسلام والمسلمين أن تبحث عن علماء مسلمين فتسألهم رأيهم في مثل هذه القضايا فليس كل ما ارتضاه الغرب هو الأفضل في العالم. ألا يتوقفوا عن نبرة الاستعلاء والكبرياء هذه؟
ليعلم الغرب أن الإسلام قد كرّم المرأة حقيقة وأعلى من شأنها وحفظ لها حقوقها ولكن ريدرز دايجست قد لا تريد معرفة الحقيقة فلم تسأل من يحق له الحديث باسم الإسلام.
http://medinacenter.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/447)
فتياتنا.. والحب
الحب.. شيء جميل.. وصفة طيبة.. يتميز به كل ذي لب.. وصاحب عقل.. ومزاج مستقيم.. الحب هو الميل بشغف.. مع شيء من التفكير والاسترخاء والتأمل مع الإعجاب الشديد.. أمر الله به ودعا إليه ووصف به عباده المؤمنين ((يحبهم ويحبونه)) وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً كان عنده أن يقوم فيخبر صاحبه أنه يحبه... والحب الصادق.. هو المجرد عن الهوى.. والأطماع.. النابع من القلب.. أو لدين أو لذات كريمة طيبة.. فإن كان الهوى في نفسه أو لحاجة أراد قضاءها.. أو لجاه يطلبه.. فلا يمكن أن يسمى حباً حقيقياً..
فالرجل عندما يحب المرأة يجلها ويحترمها ويحافظ عليها من أن تخدش كرامتها أو يهتك عرضها.. أو تذكر بسوء.. أو أن ينال أحد منها.. والمرأة تحب الرجل: أي تعظم فيه الخصال الحميدة التي يتحلى بها.. لقد أساء قومنا استخدام الكلمات.. فحرفوها عن مواضعها.. فكل شيء يحدث باسم الحب.. حتى ظن السذج من الناس أن الفاحشة حب.. والنظر المدقق إلى امرأة جميلة حب.. فكله الحب.. الحب.. فالشاب الذي ينظر إلى الفتاة فيعجب بها.. لا يسمى حباً وإنما هو إعجاب.. ولو نظر إلى ملايين مثلها لأعجبه منهن الكثير.. فيكون قد أحب نساء العالمين.. ولذا حرم الإسلام النظر.. لئلا يدخل الشيطان.. إن حب الرجل للمرأة لا يكون إلا في حالة واحدة.. وهي إن أعجبته تقدم لخطبتها من أهلها.. وحب المرأة لشاب.. إعجاب بمنظره أو بعلمه أو بوجاهته أو ببدنه.. جهل ولا يسمى حباً.. فإن تقدم لها أحبته.. ودفعته إلى الأمام وحافظت على ماله وعرضه.. وأعطته الأمن والأمان والاستقرار.. فهذا هو الحب.. لقد ارتكبوا باسمك أيها الحب- وأنت مثال النبل والطهر والرحمة والرقة والعطف والإنسانية.. ارتكبوا أعظم الفواحش وأكبر الكبائر.. فنرى أن امرأة متزوجة أحبت شاباً.. وأعلنت حبها.. وطلبت التماس العذر لها.. لأنه الحب!! وكذلك نرى شاباً متزوجاً أحب فتاة.. وتقطع قلبه حزناً لأنه الحب!! وأحب متزوج متزوجة.. باسم الحب!! وباسم الحب أيضا أحب عجوز فتاة!! وأحبت عجوز شاباً!! وخرج الجميع معاً متشابكوا الأيدي، متعانقوا الذراع باسم الحب. وتواعدوا.. تساهروا.. تحازنوا.. تقاطعوا باسم الحب! خربت البيوت.. وضاعت الأمانات.. ونفذت الرحمة.. وغابت الحكمة وسلكوا مسلك الشيطان حقاً: إنها لقلوب ميتة عاجزة عن فهم المعاني الطيبة والمثل الحميدة التي أودعها الله في الإنسان.. فمهلاً مهلاً في التدبير أيها الأحباب.. فالمسلمة يجب أن تحافظ على نفسها خاصة في أمر كهذا فلا تحدث الشاب خارج بيتها إلا في حدود الأدب – إذا اقتضت الضرورة – فإن فاتحها زميل لها أو غيره في مسألة الزواج فلتتمعن فيه ولترجئه إلى أبيها.. فان حضر.. وأسرته أتم الله لها على خير بعد دراسة وتفحص.. وإن لم يحدث فيكون قد أراد التلاعب بعواطفها... وأحذر آلائي يسرن مع أجانب رغبة في التسلية أو تضييع الوقت أو استناداً إلى الصداقة البريئة.. فكلها حيل أجنبية أريد بها حل المجتمع الإسلامي واقتلاعه من أصوله ليصبح غذاء للمهلكات.
نقلاً عن كتاب"مشكلات في طريق المرأة المسلمة"
http://www.alasad.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/448)
أخطار تهدد المرأة المسلمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:- فهذه نصيحة مني وإضاءة في طريق أختي في الله فتاة الإسلام، أكشف لها بعض ما تجهله من دهاليز الشبكة وأضع بين يديها ما أظن والله أعلم أنها بعض ضوابط بإمكانها عن طريقها ألا يخدعها العابثون بالحرمات والشرف، فالفتاة إن تعاملت مع الناس والشباب خاصة عبر هذه الشبكة بما تمليه عليها عواطفها فإنها والله توشك أن تكون إما قتيلة أو أسيرة لا تلبث أن تموت مدفونة وفيها روحها في قبر الخزي والعار في الدنيا قبل الآخرة، وإليك أختي في الله هذه الضوابط وتأكدي أنها من أخ ناصح مشفق حريص عليك كحرصك على نفسك أو أكثر واعلمي أن ما كتبته يعتريه النقص والخطأ ولكن كوني على حذر كوني على حذر..
ثم اعلمي حفظك الله أنك شقيقة للرجل ومثيلة له في كثير من الأمور، وأنك شطر لبني الإنسان كافة. فأنت أم، وزوجة، وبنت، وأخت، وعمة، وحفيدة، وجدة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (النساء شقائق الرجال). أيتها الفتاة المسلمة عليك ألا تحتقري نفسك ولا تقللي منها...لماذا؟، لأنك تنتمين إلى امة عظيمة جليلة هي امة الإسلام، وقد شرع الله لك أيتها العظيمة، أحكاما وتشريعات، وخصك بخصائص، وميزك بميزات تليق بك وتناسب فطرتك، (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). إذا أنت أيتها الأخت شأنك في الإسلام عظيم وليس للرجال غنىً عنك أبدا، فمكانتك عالية وقدرك مرفوع فلا تصغري في عينيك أختي في الله. أيتها الغالية، اعلمي انك مستهدفة من قبل الكثيرين من الذين يخططون لاصطيادك وأنت ربما لا تعلمي ذلك نعم كثير من الذين انعدم عندهم الخوف من الله وتبلد إحساسهم يكيدون لك كيدا ويجتمعون ويخططون للظفر بك ما هما كانت النتيجة، ولا اقصد بما أقول أعداء الإسلام الظاهرين فقط بل اقصدهم وأقصد غيرهم ممن هم حولنا وفي مجتمعنا، من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وأخص بذلك المشاركين في برامج المحادثات كالشات وغيرها من المحادثات الصوتية والمرئية. نعم اقصد أولئك الذين يغلّفون لك المكر والكيد والخديعة بغلاف الصداقة، بغلاف الحب الطاهر، بغلاف التسلية المؤدبة فقط، بغلاف العواطف المريضة الممجوجة، أو بأي غلاف يسمونه. نعم أتحدث لك عن الذين يصطادون في الماء العكر.. عديمي الإحساس عبّاد الشهوة ولصوص الأعراض. أقول ذلك وكلي ألم لحال الكثيرات، من اللواتي أثرت فيهن كلمات الذئاب، فأصبحن يجرين ورائهم جري الظمآن خلف السراب. أختي في الله ارعي لي سمعك واقرئي ما أقوله لك الآن جيدا ولا تنشغلي بشيء غير القراءة في هذا الموضوع لأنه يخصك أنت بالذات ... ألا تعلمي يا فتاة الإسلام أنه يوجد في هذه الشات الخطيرة عصابات متخصصة في اصطيادك وإيقاعك وإغراقك في مستنقعات الرذيلة؟ فهل أنت على علم بهذا؟ أم انك واسمحي لي بهذه العبارة _ ساذجة _؟ تحسنين الظن بكل من تخاطبينه عبرها؟ لماذا هذه الثقة العمياء الصماء التي تولينها شاب لا تعرفينه ولا تعلمي عن تاريخه وحياته شيئاً البته؟ لماذا تنثري أوراقك له وكأنه زوجك أو أقرب الناس لك؟ ما هذا التمادي المؤلم مع الشباب يا حفيدة زينب وفاطمة؟ ألا تعلمي أختي الكريمة أنه بضياعك تضيع أمة الإسلام؟ نعم إذا ضاعت النساء فمن يربي البنين في البيوت؟ من يخرج لنا الأبطال؟ ألم تقرئي سيرة الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - وكيف كان ورائه أم عظيمة أعدته فحفظ لهذه الأمة عقيدتها بفضل الله فهل عندك مثل هم أم الإمام احمد؟ لتخرجي لنا أمثاله؟
http://www.alasad.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/449)
ماذا نُعَلِمْ المرأة الجزء الأول
أم معاوية
من تكريم الإسلام للمرأة أن شرع لها التعليم ، ولم يحرمها منه كما كانت الجاهليات المختلفة قبل الإسلام لا ترى للمرأة الحق في أن تتعلم .. وأما الإسلام فقد جعل للعلم منزلة لا تدانيها منزلة وذلك لأن أهل العلم هم أهل الخشية
?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ?[فاطر:28]من أجل ذلك كان طلب العلم فريضة وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) [رواه البيهقي عن أنس]
ولفظة مسلم هنا تشمل المسلم والمسلمة معاً .. وقد صح أن الشفاء بنت عبد الله المهاجرة القرشية علمت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم الكتابة .. وكان ذلك بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا كانت النساء شقائق الرجال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فلا عجب إذن أن يكرمها الإسلام بأن شرع لها التعليم كالرجل تماماً ولم يحرمها منه ..
أمثلة مضيئة :
وقد ضربت نساء الصحابة رضى الله عنهن أبلغ مثل بحرصهن على أخذ العلم النافع والعمل بذلك العلم الذي يفيدهن في الدنيا والآخرة .. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال صلى الله عليه وسلم اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا فاجتمعن فأتاهن فعلمهن مما علمه الله ) [رواه البخاري] .
فلا عجب إذن .. أن يسطر التاريخ عن العالمات الفقيهات .. والمحدثات النابغات في أزهى عصور الإسلام .. في عصر الصحابة ومن جاء بعدهم ، فهذه السيدة عائشة رضي الله عنها يصفها عروة بن الزبير وغيره فيقول : ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض والمواريث . ولقد نبغت من نساء المسلمات الكثيرات ، ولقد وجد على مر القرون نساء تجاوزن علوم فروض الأعيان إلى فروض الكفاية .. فكانت منهن المحدثات العظيمات .. والراويات الثقات .. وهذا الإمام محمد بن سعد صاحب الطبقات .. يعقد جزأً من كتابه الطبقات الكبير لراويات الحديث من النساء .. أتى فيه على نيف وسبعمائة امرأة روين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته رضي الله عنهم .. وروى عنهن أعلام الدين وأئمة المسلمين .. يقول الحافظ الذهبي في كتابه ميزان الإعتدال " ما علمت من النساء من اتهمت ولا من تركوها " يعني لعدالتهن لم تتهم ولم تترك واحدة منهن ..!!
· وما أدراك ما الواقع !!
· إذا كان هذا حال نساء السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين فماذا عن المرأة المسلمة اليوم ؟.. التي تفتخر بأنها تخرجت في الجامعة .. هذه المرأة التي قضت ستة عشر عاماً أو يزيد في التعليم .. إذا ما سألتها عن فريضة من الفرائض كالصلاة أو الصيام أو الزكاة .. أو حتى معنى الشهادتين أو عن كتاب ربها .. تجدها جاهلة كل الجهل في هذه الأمور التي يجب عليها تعلمها .. وقد تفتخر مثلاً بأنها تجيد الإنكليزية ولا تستحي ولا تخجل من أنها تجهل لغتها العربية !! .. فالمرأة اليوم تستهلك زهرة شبابها في تعلم أمور جانبية ثانوية لا تفيدها في عبادتها ولا في حياتها العملية أو بيتها .. فهي تستذكر المواد الدراسية لمجرد اختبار آخر العام . ثم الحصول على شهادة تنال بها وظيفة خارج بيتها .. ثم هي تنسى كل ما استذكرته طوال عشرين عاماً !!.. فيا عجبا .. هذا في حين أنها لا تدرك عن أمور الدين الواجبة شيئاً اللهم إلا القليل الذي لا يصلح فاسداً ولا يقيم معوجاً !! ..
· برامج التعليم الجائرة ..
· ولكن ما السبب في هذه الحال التي وصلت إليها المرأة المسلمة خريجة الجامعة .. من جهل تام أو شبه تام بدينها ؟!..إن المساواة بين الفتى والفتاة في نفس برامج التعليم يضر بالفتاة أكثر مما ينفعها .. إذ هي يجب أن تؤهل وتعلم تعليماً سليماً يعدها للقيام بمسئولياتها وأداء واجباتها على خير وجه والتي تختلف حتماً عن مسؤليات الفتى وواجباته ..كما أن من أكبر الأخطاء ألا تعتمد خطة التعليم على رجال أكفاء من صلحاء العلماء المشهود لهم بالعدالة وغير المتهمين في دينهم .. أما أن نعتمد على سياسة القسيس الصليبي " دنلوب " أو بقايا خطته التعليمية التي صدرت هنا وهناك .. مع اختلافات قليلة بين كل دولة وأخرى بحسب طبيعة أجوائها ونظمها فهذا ما شهدت بسوء عاقبته الأيام ..! هذه الخطة الدنلوبية التي هدفت إلى تخريج أجيال جاهلة بكتاب ربها ولغتها العربية .. وأمور دينها ... هذه الخطة التى عملت على إخراج المرأة المسلمة من جلدتها لتحاكي المرأة الكافرة .. يقول الأستاذ محمد قطب دخلت المرأة الجامعة لا (لتتعلم ) فقط ولكن ( لتتحرر ) !.. لتتحرر من الدين والأخلاق والتقاليد ..
· وقد اعترفت لي عدة فتيات ممن أنهين الدراسة الجامعية وأخذت في الإعداد للدراسات العليا وكانت دراستهن في أحد فروع علم النفس .. وهو فرع تربوى محترم !! .. وتعرضن من خلاله إلى هوامش عن بقية فروع علم النفس
· قلن لي :" نشعر بأننا نفقد حياءنا شيئاً فشيئاً نتيجة لهذه الدراسة المخزية لقد كنا أطهر قلوباً وأصفى نفوساً قبل ذلك .. أما الآن فإننا نشعر أن دراستنا هذه تلوث قلوبنا وعقولنا
فهل هذا التعليم هو الذي يصلح للمرأة المسلمة؟!! .. والله ما هو بالذي يصلح لها .. وإن كنت لا أنكره كلية .. ولكن لا تتصدى له إلا من رسخت عقيدتها سليمة حتى تميز بين طيبه وخبيثه.. وكذا مراعاة الأهم فالمهم.. ومن هنا فلا بد من إيجاد تعليم خاص بالفتيات يختلف عن تعليم الفتيان.. وقد نادى بهذا كثيرون ..بل لقد وضع بعضهم تصوراً لما يكون عليه منهج تعليم الفتيات منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة .. والتي هي على حد تعبير الأستاذ محمد منير الغضبان " غير أساسية بالنسبة للمرأة .. لأن تأخر المرأة في الزواج بعد سن العشرين بحجة الدراسة هو أمر غير طبيعي .. ولا يتلاءم مع روح الإسلام وتوجيهاته العامة إلى الزواج المبكر "
· ولكن .. سؤالاً لابد منه مادمنا بصدد الكلام عن تعليم المرأة المسلمة .. ماذا نعلم المرأة إذن؟!!هل تُعَلَّم الرقص والغناء والموسيقي والتمثيل ومواد الفجور مثلاً ؟! ويُتَاجر بأنوثتها وجسدها سلعتين رخيصتين .. ما أهونهما عند من يدَّعون مناصرتها ؟! . . أم هل تدخل الجامعة لكي تقضي زهرة عمرها بين الكيمياء في المعامل والفيزياء والجيولوجيا والهندسة والرياضيات والفلك ونحو ذلك .. ثم تكمل فتكون أستاذة مثلاً في هذه الفروع ؟!.. ماذا تُعلَّم المرأة إذن ؟!
· إن المرأة كإنسان قرر لها الإسلام الكرامة والإنسانية كالرجل تماماً وفرض على كل منهما فروضاً وحقوقاً وواجبات .. وساوى بينهما في الأجر والمثوبة إن هما قاما بالتكاليف الشرعية المنوطة بكل منهما .. فكيف يتسنى إذن للمرأة أن تقوم بما أمرها الله به .
· فرض العين .. وفرض الكفاية: هناك علم يجب على المرأة تعلمه وهو من قبيل فرض العين .. وهناك علم من قبيل فرض الكفاية إن قامت به بعضهن سقط عن الأخريات .. فالعلم الذي يجب أن تعلم المرأة أنه فرض عين عليها لابد لها - لصلاح دينها ودنياها وأخراها - من تعلمه وإتقانه والعمل به .. هو أن تعرف أولاً لماذا خلقها الله ؟! أللهو والعبث والمجون والفساد في الأرض وفتنة الرجال كحال غالبية النساء اليوم ؟! أم هو للعبادة ؟ كما قال الله عز وجل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 56 فإذا كان الله سبحانه وتعالى خلقها وغيرها للعبادة فهكذا تكون المرأة قد عرفت الغاية من وجودها في هذه الحياة .. والغاية كما هو معلوم لابد لها من وسيلة أو وسائل تحققها وتوصل إليها وهذه الوسائل محكومة بشريعة الله فالحلال ما أحل الله والحرام ما حرم الله وليست الغاية تبرر الوسيلة كما يقرر الكفار .. كلا فما هي الوسائل إذن ؟.. إنها العلم والعمل ... العلم النافع .. والعمل الصالح .. إذ لابد للمرأة المسلمة كي تعبد الله عز وجل عبادة صحيحة يقبلها الله عز وجل .. لابد أن تعرف خالقها ... تعرف الله بأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم .. وما ينبغي لله من الجلال والكمال .. وتعرف توحيده بأقسامه الثلاثة التي اصطلح عليها استقراءً من نصوص الكتاب والسنة .. وهي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات .. وتتكون لديها عقيدة سليمة راسخة لا يخالجها شك ولا شرك .. ثم تعرف أركان الإيمان الستة ... وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.. وتعرف معنى الإسلام وقواعده الخمس وهي ... الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج ... هذا بشيء من التفصيل الذي لابد منه .. وكذلك تتعلم القرآن وكيف ترتله ترتيلاً صحيحاً كما أمر الله .. وكيف يملأ بيتها وحياتها فلا تهجره ، ثم تعرف بعد ذلك فقه العبادات التي تعبد بها الله عز وجل .. كالصلاة وكيفية أدائها وشروطها وأركانها وواجباتها وسننها ومبطلاتها .. وكذا بقية الفروض كالصوم وأحكامه .. والزكاة إن كانت من أهلها .. وكذا الحج والعمرة . ثم تعرف الحقوق .. كحق الله وحق رسوله وحق الوالدين .. وذوي القربى.. والجار.. واليتامى.. والمساكين .. والزوج .. وحقوق المسلمين عامة .. ومعرفة الحلال والحرام والكبائر .. وكل ما تصلح بتعلمه عبادتها وحياتها الدنيوية والأخروية ... وكذلك دراستها للسيرة .. والتركيز خاصة على سيرة الصحابيات والنابغات ممن جئن بعدهن إذ فيهن القدوة الحسنة.
ومما يجب أن تتعلمه المرأة ويتعين عليها معرفته أمور كالقيام بشؤون بيتها .. ورعاية زوجها .. وتربية أبنائها .. وفضل إتقان ذلك والقيام به وثوابه عند الله عز وجل .. وعليها أن تعرف عقوبة التقصير في هذه الأمور التي تعتبر الوظيفة الأساسية للمرأة .. والتي خلقت من أجلها .. وعليها أن تتعبد الله بها وتتقرب بها إليه سبحانه.
وهذه المهمة التي لا تكاد تتقنها في زماننا هذا إلا القليلات .. ثم هذه الأصول التي ذكرتها لا تكاد تدرس إلا في حدود ضيقة جداً في المدارس .. ثم تلغى تماماً من الجامعة! .. اللهم إلا إذا كانت الكلية خاصة بالعلوم الشرعية !!
لهذا .. فإنني أدعو أخواتي المسلمات ألا يكتفين بما يدرسنه من علم أكاديمى بحت أو من مادة دينية قاصرة عن أن تفي بالمطلوب سواء في المدارس أو الكليات .. ولكن إقرأى - أختي - لتعرفي أمور دينك .. من عقيدة وفقه وسيرة .. وحق زوجك عليك وتربية أبنائك وقيامك على بيتك .. اعرفى الوسائل التي تحققين بها الغاية التي خلقك الله لها.. ألا وهى العبادة فإنك إن فرطت يا أختاه فاعلمى أن الله سائلك عما تهاونت فانظري ماذا تقدمين من عمل بين يدى آخرتك ؟ .. واعلمي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق عبثاً .. ?أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ؟! فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ? ?المؤمنون:115/116?
فروض الكفاية وتعلم النساء
ثم هناك علوم هي من قبيل فرض الكفاية .. إن قامت به بعض المسلمات سقط عن الأخريات .. مثل تمريض النساء وتطبيبهن، وتوليدهن، وتعليمهن. وهذه لتعلمها شروط.
أهمها: ألا يعوق تعلم هذه الأشياء الكفائية فعل الواجبات .. فإن القاعدة .. أن الواجبات إذا تزاحمت قدم الأوجب فالأوجب .. مثل رعاية الأولاد ورضا الزوج والوالدين.
الثاني: ألا يوقع في حرام وإلا انقلب حراماً ووجب تركه .. مثل الاختلاط بالرجال .. أو تأخير الصلاة عن وقتها .. أو إهمال الواجبات الشرعية.
الثالث: أن تطلبه ابتغاء وجه الله .. ورغبة في كفاية نساء المسلمين في هذه التخصصات التي لابد لها من امرأة تقوم بها .. وقياماً بواجب الدعوة إلى الله من خلاله .. فبهذا تنال الثواب عند الله .. وتشارك في إصلاح مجتمعها.
الثرى .. والثريا
وبعد هذه اللمحة السريعة عن المرأة المسلمة وتعليمها .. وهل نستطيع أن نقارن بين المرأة في عهد الصحابة مثلاً .. أو القرون التالية له أو المرأة التي تسير في تعليمها على مثل ما سرن عليه حيث تعكف على كتاب ربها .. وسنة نبيها .. وتقتدى بسيرة الصحابيات .. والمؤمنات الصادقات في كل زمان ومكان .. حيث كانت آمن على تربية أبنائها .. ورعاية زوجها .. وصون لبيتها .. وأحفظ لعرضها .. وأعف للسانها .. وأطهر لقلبها .. تلك التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأمر بالزواج منها "فاظفر بذات الدين تربت يداك" [متفق عليه عن أبي هريرة].
هل نستطيع أن نقارن بين تلك المرأة .. وبين المرأة اليوم التي تدرس الفيزياء والكيمياء والرياضيات ليس من أجل هدف أو غاية سوى الحصول على شهادة تستعلى بها على الناس .. ثم وظيفة تزاحم بها الرجال .. لا لمصلحة المجتمع .. ولكن ليقال هذه المرأة العصرية !! .. ثم هي جاهلة كل الجهل بأمور دينها التي فرض الله عليها أن تتعلمها وتعمل بها مما ينشأ عنه فساد في التصور وفساد في السلوك .. ثم لا نعجب إذا رأينا أكثرهن تجعلن من الكافرات والممثلات وغيرهن قدوة لهن في زيهن ومشيتهن وكلامهن ؟!
إن المجتمع الذي تقوم فيه المرأة بدورها الذي ناطه بها الشرع الشريف جدير بأن يصنع رجالاً قادرين على العطاء بلا ملال .. ونساء متخصصات في صنع الرجال وتربية الأجيال .. وأما المجتمع الذي ينادى به دعاة "تخدير المرأة" .. فهو مجتمع مريض ملئ بالرجال المخنثين والنساء المرتجلات .. لم يعد أحد يعرف دوره .. من آثار التخدير..!!
فهل لنا أن نعرف خطورة ما يدبره لنا الأعداء .. هل آن للمرأة أن تحترم دورها ورسالتها التي شرفها الله بها
ـــــــــــــــــــ(83/450)
د
دور المرأة في الإصلاح 1
محمد حسين يعقوب
أهمية الوقت لدى المرأة وأضرار إضاعته :
لقد جرت العادة في أكثر بلاد المسلمين أن تخصص المرأة فترةً بعد العصر لاستقبال صديقاتها ،أو زيارتهن على اختلافٍ في طريقة الزيارة أهي دورية منظمة أم عفوية؟ ، وأياً كانت الحال فلا يخلو البيت يومها من إعلان حالة طوارئ فيها. فاستعدادات فوق العادة، تستنزف الجهد ، وتضيع الوقت ، وتبعثر المال. وتحول يوم الاستقبال إلى مباراة بين الأسر فيما يقدم للضيوف ، وفي إبراز مظهر البيت ولباس أهله.
ولو سُئلتْ غالبية النساء عن الهدف من هذه الزيارة؟ لكان أحسن ما يفصحن به إنه التلاقي لقتل الوقت والتسلية ودفع السأم والملل عنهن.
ولا أدري هل الوقت إلا عمر الإنسان الذي يسأل عنه ؟ ومتى السؤال؟ إنه يوم الفزع الأكبر.. يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله.
عن أبي بردة - رضي الله عنه - أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - قال: ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ما عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟ ) .
ومن السائل؟ إنه رب العالمين الذي خلق الجن والإنس لعبادته لا للهو ولا للتسلية؛ ? لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إن كُنَّا فَاعِلِينَ ? [الأنبياء:17 ].
فماذا نقول لرب العالمين؟ إذا سألنا عن الوقت المهدور الذي إن لم يخل من المحرمات فلا يخلو من لغو الكلام والثرثرة التي ذمها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني يوم القيامة: الثرثارون المتشدقون والمتفيهقون ) .
ومن أضاع وقته فقد أضاع جزءاً لا يعوض من حياته، وجديرٌ أن تطول عليه حسرته ، وهل الوقت للمرأة وحدها؟! أين حق الزوج والأولاد؟ ومتى تؤدي حقوق مجتمعها وأمتها الإسلامية؟
لمن تترك مهمتها إذا كان همها الخروج من البيت واللهو الفارغ؟ وقد تقول إحداهن: إنها أدت واجباتها، ظناً منها أن مهمتها محصورة في التنظيف وإرضاء الزوج والإنجاب ، وإن التفتت إلى تربية من أنجبتهم فقد لا يتعدى اهتمامها إطعامهم وكسوتهم المناسبة ودراستهم المتفوقة.
لا يا أختاه ، فأنت مربية الأجيال ، وممولة للمجتمع المسلم ببناته من نساء ورجال ، إن واجبي وواجبك التربية الرشيدة لأبنائنا ، وإعدادهم إعداداً إسلامياً يجعلهم قادرين على حمل الأمانة والنهوض بالأمة وبناء المجتمع الفاضل المنشود.
فإن تركتُ وإياكِ أبناءنا والتفتنا للتسلية فقد خلفنا أبناءً هم الأيتام حقاً رغم وجود أبويهم ،إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولاً ، بل من فقد والديه بالموت قد يجد من يشفق عليه ويرعاه ويحنو عليه،أما من فقدهما في اللهو عنه فأنى يجد من يرحمه ويفطن لمأساته ، فالمرأة المشغولة بنفسها دائماً لن تجد الوقت الكافي للإشراف على فلذات كبدها وتوجيههم ومتابعتهم والأنس بهم ، مما يساعدها على أداء رسالتها وإرضاء ربها.
صحيحٌ أن الدنيا - هي دار الامتحان - مليئة بالمتاعب والصعاب وفي اللقاء تسلية ومؤانسة... لكن هل التسلية غاية من تشعر أنها على ثغر من ثغور الإسلام ، فلا يؤتى من قبلها؟ أم هي غاية العابثات؟ أما وإن الترويح ضروري بين الفينة والأخرى فليكن على غير حساب الأخريات وأوقاتهن...!!
كثيراً ما نشكوا من غزو أعدائنا الفكري ... وأننا مستهدفون محاربون، فهل أعددنا العدة لمجابهتهم، أو على الأقل هل حصَّنا أنفسنا ضدهم روحياً وثقافياً لنطالب بالتسلية؟ ولا تنصر الدعوات وتنتشر بالتشكي والأسى.
إن ما نعانيه يوجب علينا أن نراعي واقعنا على أسس إسلامية لنستطيع النهوض من كبوتنا ، وإلا ستبقى آمالنا سراباً وأمانينا حلماً نرجوا أن يتحقق ، وهيهات أن يتحقق بدون عمل وجهد وجهاد. ? والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ? [العنكبوت:69 ].
إن العقوبات التي يوقعها الله في أمتنا ما هي إلا لتخاذلنا عن نصرة ديننا وعدم القيام بواجبنا ، والانهزامات التي أصابتنا قد ساهمت بها المرأة من حيث لا تدري ، يوم بدأ دورها ينحسر وتخلت عن القيام بواجبها كما ينبغي في التربية والتنشئة والتعليم.
وهذه الحقيقة المؤلمة التي تدمي القلب وتحز في النفس ، تدفعنا في الوقت نفسه إلى الاستفادة من أوقاتنا للقيام بمهمتنا التي سنسأل عنها: ( المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ) .
فلنقم بواجبنا في تربية رجال وأمهات المستقبل ثم لنلتفت إلى التسلية. هذا وإن الرسول - صلى الله عليه وسلم- دلنا على طريقة لإبعاد الهم عن النفس ألا وهى توثيق الصلة بالله ، نقبل عليه بالطاعات، ونجعل همنا الدار الآخرة، فما الهم إلا نتيجة الحرص على الفانية.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدِّر له ).
ولقد قال تعالى مبيناً مدى الضيق والضنك ، والعيش النكد الذي يكون فيه الغافل المعرض عن ذكر الله، وذلك في الدنيا قبل الآخرة: ? ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى ?124? قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وقَدْ كُنتُ بَصِيراً ?125? قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى ? [طه:124 ـ 126 ]
فلنجعل غايتنا رضا الله تعالى، وسبيلنا اتباع شريعته، عندها نشعر أنه لا فراغ يثقل على النفس ويجلب الهم والحزن، بل أوقاتنا معمورة بذكر الله وطاعته، والحياة كلها تصبح عبادة وقُربة، واستفادة من كل لحظة في حياة الإنسان عملاً بقول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك ).
وإن كان ابن الجوزي قد عجب من أهل زمانه وإضاعتهم للوقت فقال: « رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً، وإن طال الليل فبحديثٍ لا ينفع أو بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر، وإن طال النهار فبالنوم وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق نشبههم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم وما عندهم خبر، ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فَهُمْ في تعبئة الزاد للرحيل، إلا أنهم يتفاوتون ، وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته بما ينفق في بلد الإقامة » .
فماذا نقول نحن عن الناس في زماننا؟! وقد أصبح العبث الفارغ أساس حياة أكثرهم ، والتبرم بالحياة سبباً في أمراض نفسية غريبة ، وصار الضيق والهلع من المجهول شبحاً يطارد ضعاف النفوس والإيمان؟!
إن أساليبهم في اللهو وإضاعة الأوقات تفوق الخيال: فبعد السهر والسحر - على شتى البرامج في وسائل اللهو الحديثة المحرمة والمباحة- النوم حتى الضحى ، واللهاث بقية النهار للدنيا فقط ، وفي أعمال الدنيا.. وكثرة النوم والتناوم هو شأن الخاملين اللاهين. أما الجادون فيحرصون على أوقاتهم حرص الشحيح على ماله أو أشد حرصاً. حقاً: « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ » .
أيهما أفضل المخالطة أم الانفراد؟
وكأني بك أختي المسلمة تتساءلين: وهل هذا يعني البعد عن الناس وعدم الاختلاط بهم؟
إن اختيار المخالطة مطلقاً خطأ ، واختيار الانفراد مطلقاً خطأ ، والإسلام دين تجمع وألفة ، والاختلاط بالناس والتعارف بينهم من تعاليمه الأساسية ، وقد فضل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ- المسلم الذي يخالط الناس على ذلك الذي هجرهم ونأى عنهم: « المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم » وكيف يكون الإحسان للجيران والأقارب إلا بمواصلتهم ومعرفة أحوالهم؟
فكم من زيارة دلت على خير في الدنيا والآخرة مسحت بها المسلمة آلام أختها المصابة، تقوي عزيمتها، تشد أزرها وتدفعها إلى الصبر ، تحس عندها حسن الظن بالله وقرب الفرج، تشاركها أفراحها، تعلمها ما تجهله من أمور الدنيا والدين ، تتناصح وإياها وتتشاور لما فيه خيرها وخير المسلمين. أما المخالطة العشوائية التي لا يأبه لها كثير من النساء فما هي إلا مظهر من مظاهر انهزام المرأة وتخاذلها عن القيام بواجباتها الأسرية، وهروب من التبعات المنزلية لتمضي مع صويحباتها فترة لهو ولغو. وهى حالة مرضية من حيث الهدف والمضمون. فحري بنا أن نسعى حثيثاً للعلاج قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله. ? ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ?27? يَا ويْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ?28? لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إذْ جَاءَنِي وكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنسَانِ خَذُول ? [الفرقان:27-29 ].
ولما للمرأة من مكانة عظيمة في توجيه الناشئة وغرس العقيدة الصافية في نفوس الأبناء، أجيال المستقبل، كان لابد من محاولة جادة للاستفادة من وقتها وعدم إضاعته سدى في مجاملات تافهة ، ومظاهر فارغة.
لقد كانت المرأة أماً وزوجة خير عون على الخير لما تطلعت نحوه ، وشر دافع نحو الخراب والدمار لما سعت إليه. كانت مطية للأفكار الهدامة في القرن العشرين ، وستكون مشعل نور للأجيال إن تمسكت بعقيدتها ودينها.
واللهَ أسأل أن يجعل هذه المحاولة لبنة تعين الأسرة المسلمة على إكمال رسالتها ،وأن يلهم مسلمة عصرنا رشدها لتعود كسالفتها الصالحة مرشدة لكل خير وفضيلة.
استئذان الزوج في الخروج :
إن الإسلام يأمر بالنظام في كل الحالات، في العادات والمعاملات، في السفر والحضر، فإذا خرج ثلاثة في سفر دعا إلى تأمير أحدهم ؛ لذلك وتنظيماً للمجتمع فقد جعل قوامة الأسرة للرجل ، فهو أقدر على القيام بهذا الاختصاص من المرأة ، إذ جعل مجالها الطبيعي يتناسب مع فطرتها النفسية وتكوينها الجسمي، وهو إمداد المجتمع المسلم بالأجيال المؤمنة المهيأة لحمل رسالة هذا الدين.
ولا أحد ينكر فضل الاختصاص من حيث قلة الجهد ، وجودة المردود ، سواء في النواحي المادية أو الإنسانية، هذه الرئاسة والقوامة تقتضي وجوب طاعة المرأة لزوجها، وقد جاء في الفتاوى لابن تيمية: « والمرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها ، وطاعة زوجها أوجب، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة ، إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسك و مالك ) .
وفى الترمذي عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة ) وقال الترمذي: حديث حسن.
وقد ورد أيضاً في المسند وسنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان عن ابن أبى أوفى قال : لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما هذا يا معاذ ؟ قال: أتيت الشام فوجدتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ: ( لاتفعلوا ذلك، فإني لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهى على قتب لم تمنعه ) .
وإذا أراد الرجل أن ينتقل بها إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب عليه وحفظ حدود الله فيها، ونهاها أبواها عن طاعته في ذلك فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها.
وإذا نهاها الزوج عما أمر الله أو أمرها بما نهى الله عنه لم يكن لها أن تطيعه في ذلك ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .
هذا: وطاعة الزوج ليست تسلطاً منه، ولا امتهاناً للمرأة، وانتقاصاً لشخصيتها، إنما هي من طاعة الله والقربات إليه التي تثاب عليها ويجب أن تعتز بها ... وهذا ما يميز المسلمة الواقفة عند حدود الله عن العابثة المتسيبة، التي لا أب يردها ولا زوج يمنعها، تخرج من البيت متى تشاء وحيث تشاء ، فتزرع هذا الشر لتحصد الندامة فيما بعد بمشاكل لا تنتهي ، واتهامات كثيرة ، وواقع مرير ، ونتائج وخيمة ، ولا ينجي من ذلك إلا العودة إلى تحكيم شرع الله : ? ولَهُنَّ مِثْلُ الَذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ولِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ?[البقرة:228]، وهذه الدرجة هي قوامة الأسرة.
ولا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها ، سواء كان ذلك لكونها مرضعاً أو لكونها قابلة أو غير ذلك من الصناعات ، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزاً عاصية لله ورسوله ومستحقة للعقوبة.
وهكذا فخروجها للعمل بغير إذن زوجها نشوز عن طاعة زوجها وعصيان لله ولرسوله فكيف إذا خرجت للتزاور أياً كان السبب ؟!! ولو كان ذلك لزيارة والديها المريضين.
للزوج منعها من الخروج من منزلها إلى ما لها منه بد ، سواء أرادت زيارة والديها ، أو عيادتهما ، أو حضور جنازة أحدهما. قال أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة : طاعة زوجها أوجب عليها من أمها ، إلا أن يأذن لها .
وحتى الخروج للعبادة تحتاج معه إلى إذنه فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد للعبادة فأذنوا لهن ).
وعن ابن حبان من حديث زيد بن خالد : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) قال القسطلاني : أي إذا أمنت المفسدة منهن وعليهن ، وذلك هو الأغلب في ذلك الزمان ، بخلاف زماننا هذا الكثير الفساد والمفسدين وقد ورد في بعض طرق الحديث ما يدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد وذلك في رواية حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر بلفظ: ( لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن )، وحديث عائشة - رضى الله عنها- في منع النساء علقته على شرط ( لو رأى رسول الله ما أحدثته النساء ).
وفى رواية عند البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما- مرفوعاً : ( إذا استأذنت امرأة أحدكم ـ أي أن تخرج إلى المسجد أو ما في معناه كشهود العيد وعيادة المريض ـ فلا يمنعها ).
قال القسطلاني: وليس في الحديث التقييد بالمسجد ، إنما هو مطلق يشمل مواضع العبادة وغيرها.
ومقتضى الحديث : أن جواز خروج المرأة يحتاج إلى إذن الزوج .
أما قول القائل : إنهن لا يخرجن من بيوتهن مطلقاً لقوله تعالى :? وقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ ? فليس بحجة له بدليل قوله تعالى بعدها : ? ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ? والمقصود به عند خروجهن.
ومعنى هذه الآية : الأمر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء النبي - صلى الله عليه وسلم- فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى . هذا لو لم يرد دليل يخصص جميع النساء ، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة .
وليس معنى هذا الأمر ملازمة البيوت فلا يبرحنها إطلاقاً ، وإنما هي إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن وهو المقر وما عداه استثناءً طارئاً لا يثقلن فيه ولا يستقررن وإنما هي الحاجة وتقضى بقدرها .
وقد عرف عن أمهات المؤمنين والصحابيات أنهن كن يخرجن في حوائجهن وللمشاركة في الغزو.
فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى .
وفيه خروج للنساء في الغزو والانتفاع بهن في السقي والمداواة لمحارمهن وأزواجهن وغيرهم مما لا يكون فيه مس بشرة إلا موضع الحاجة.
وهذه أم عمارة تحدثنا حديثها يوم أحد : (خرجت أول النهار ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والريح والدولة للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون ، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسيف وأرمى بالقوس حتى خلصت إلّى الجراحة ).
وعن عمر - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : ( ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا ورأيتها تقاتل دوني ) .
وتستأذنه - صلى الله عليه وسلم- أم سنان الأسلمية في الخروج إلى خيبر للسقيا ومداواة الجرحى فقال لها عليه الصلاة والسلام: ( فإن لك صواحب قد أذنت لهن من قومك ومن غيرهم فكوني مع أم سلمة ).
وفي خيبر أيضاً عن امرأة من بني غفار قالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غفار فقلنا : يا رسول الله قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا - وهو يسير إلى خيبر - فنداوي الجرحى ونعين المسلمين بما استطعنا. فقال : ( على بركة الله ) فخرجنا معه.
حتى المقعدة فلها الخروج في حوائجها نهاراً ، سواء كانت مطلقة ، أو متوفى عنها ، لما روى جابر قال: طُلقتْ خالتي ثلاثاً فخرجت تجذ نخلها فلقيها رجل فنهاها ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( اخرجي فجذي نخلك لعلك أن تتصدقي منه أو تفعلي خيرا ).
وروى مجاهد قال : استشهد رجال يوم أحد فجاءت نساؤهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقلن: يا رسول الله نستوحش بالليل أفنبيت عند إحدانا فإذا أصبحنا بادرنا إلى بيوتنا؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم : ( تحدثن عند إحداكن حتى إذا أردتن النوم فلتؤب كل واحدة إلى بيتها ) .
ويدخل الرسول - صلى الله عليه وسلم- على عائشة - رضى الله عنها- وعندها امرأة قال: ( من هذه ؟ قالت: فلانة ، تذكر من صلاتها، قال: ( مه ، عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا، فكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه ) [أخرجه البخاري في كتاب الإيمان].
كما طلب من الشفاء – وهى من المهاجرات الأول وبايعت النبي - صلى الله عليه وسلم- وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن – قال لها صلى الله عليه وسلم : « علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة».
وكيف يكون تعليمها إلا بلقائها معها وخروجها إليها ؟!!.
فهذه كلها حالات تخرج فيها المرأة بمعرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم- وإقراره بخروجها أو أمره وإذنه الصريح به ، فلو كان المقصود بالقرار في البيت عدم الخروج المطلق لنهى عن الخروج ولما أذن به.
ثم إن الحبس الدائم للمرأة في البيت ما هو إلا عقوبة شرعية - كان قبل أن يشرع حد الزنا فنسخت هذه العقوبة بالحد الشرعي – أقول: كان الحبس في البيوت للمرأة التي تأتي الفاحشة وذلك لقوله تعالى : ? واللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ في البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيل ? [ النساء:15 ].
أما المرأة العفيفة الملتزمة بأحكام دينها ، والتي تراقب الله تعالى في حركاتها وسكناتها فهي تقدر شرف مهمتها وعظم مسئوليتها : إنها إن قرت في بيتها فهي في عمل واعٍ يقظ ، لا فراغ اللاهيات ولا تفاهة العابثات من ربات الفيديو والأزياء والسينما...
إنها تعد لأمتها الإسلامية أبطالها الذين يستعيدون مجدها فتربيهم على الاعتزاز بقيم الإسلام ليفدوه بأنفسهم إن واجههم الخصوم ، ويعملون وسعهم لإعلاء كلمة الله.
وإن أرادت الخروج من بيتها فلن يكون ذلك إلا إن كانت المصلحة الشرعية في الخروج راجحة عنها في البقاء.
وإن خرجت : فبالحدود المشروعة وبالطريقة المشروعة ، تستأذن الزوج المسلم ولا تخرج بغير إذنه ، وإلا اعتبرت عاصية لمله ولرسوله ، وبالمقابل فزوجها المسلم يرعى الله فيما ائتمنه ، فيحرص على أن يبعدها عن الشبهات ومواطن الزلل. ويأخذ بيدها إلى كل خير ، ليشاركها أجرها سواء كان زيارة أقاربها وصلتهم أو بر والديها ، أو صلة أخواتها في الله ، أو العلم المشروع.
أصل بناء البيت:
ثم إن الأصل أن ينبني البيت المسلم على المودة والرحمة ، لا الغلظة والتسلط. فالزوج والزوجة كلاهما يحكم الشرع ويزن الأمور بمقياسه ، فلا يتعسف الرجل في استعمال حقه الذي منحه الله إياه ويحفظ وصية الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالمرأة : ( استوصوا بالنساء خيراً ) وبالمقابل لا يجمح الهوى بالمرأة ولا تستكبر عن طاعة زوجها فتكون في عداد النواشز .
أما عند عدم الزوج لوفاته ، أو لعدم زواج المرأة. فتستأذن أبويها وهذا من برهما وحسن صحبتهما فهما أحرص الناس على حسن سمعتها وجلب الخير لها.
إن المؤمنة حيثما جالست غيرها تحرص على أن لا تقذف بكلامها دون تمحيص ، فهي تسعى لتكون أقوالها فضلاً عن أفعالها في ميزان حسناتها.
لذا تتواصى مع أخواتها المؤمنات بكل ما فيه خير وصلاح ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وإن لمست نفوراً وشقاقاً بين البعض منهن فهي تعمل على إصلاح ذات البين ، وإطفاء نار العداوة ، تتمثل قوله تعالى : ? لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ? [النساء 114].
المتأمل في هذه الآية يجد أن غالبية النجوى لا خير فيها إلا هذه الثلاث :
1- الأمر بالصدقة.
2- الأمر بالمعروف ، ونجمعهما تحت عنوان الدلالة على الخير.
3- الإصلاح بين الناس.
ومن تكلم بها أو بأحدها فهو في قربة إلى الله تعالى ، بل وكلامه من أفضل الذكر، فقد قال ابن تيمية رحمه الله:
” إن كل ما تكلم به اللسان، وتصوره القلب ، مما يقرب إلى الله ، من تعلم علم ، وتعليمه ، وأمر بمعروف ، ونهي عن منكر ، فهو من ذكر الله ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع ، بعد أداء الفرائض ، أو جلس مجلساً يتفقه أو يفقه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقهاً فهذا أيضاً من أفضل ذكر الله “ .
1
- الدلالة على الخير :
فإذا رزقك الله فهماً وعلماً ، أو قوة وعافية ؛ فاستخدميها لمعاونة المسلمين وتسهيل حاجاتهم ، سواء بعملها بيدك ؛ أو بتعليمها غيرك ، فما ذلك إلا زكاة الصحة التي حباك الله إياها.
( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس ، تعدل بين الاثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) .(83/451)
إن كثيراً من بلادنا المسلمة مليئة بالأزمات الاقتصادية بسبب القحط أو الحروب. وتنشط المؤسسات التبشيرية والشيوعية للاستفادة من تقصيرنا جميعاً ، فتستغل آلام المكلومين لتقدم لهم الغذاء واللباس والدواء طعماً لجذبهم به لمصيدتها ، وتعمل جاهدة بكل الوسائل لجلبهم لساحتها ، بتربية أبنائهم أو تعليمهم أو تطبيبهم...
فهلا استفدنا من زياراتنا ووقتنا الضائع؟! فتدارسنا أحوال أمتنا ، وعلمنا بعضنا أن نخيط الثياب التي تستر عورات أخواتنا المسلمات المحتاجات.
ولنصنع من الطعام ما يمكن أن يرسل لهن. ولنثبت أننا المسلمات اللاتي يهمهن أمر الأمة المسلمة. لا الدمى المتحركة التي تُزين لتلهي من حولها وتبعد عن جادة الصواب.. فهل النصرانيات أقدر منا؟؟ أم أنهن أكثر تضحية وإيماناً؟ نحن حفيدات عائشة وخديجة وأسماء ، أولسنا أجدر أن نضحي من أجل حقنا الأكيد أكثر من تضحيتهن من أجل باطلهن؟.
ويتامى المسلمين؟! من ينجينا من الإثم إذ يُحملون إلى البلاد الشيوعية أو النصرانية ليربوهم على دينهم؟.
ماذا نقول غداً لرب العالمين إن سألنا عنهم وعن تفريطنا وتقصيرنا في حقهم؟
أفلا يجدر بنا أن نتكفلهم؟ وماذا لو ضمت الأسرة إليها فرداً أو اثنين لتنشئتهم (لا تبنيهم فهو محرم ) وتربيتهم؟.
أو إن عملت الجمعيات الخيرية المسلمة لرعايتهم ، وساهمت المرأة المسلمة بما تستطيع ، سواء بالمادة أو بالجهد الذي تقدر عليه ، من عمل يدوي أو تعليمي أو توجيهي؟!
قد يقال : إن هذه أعمال ضخمة لا تقدر عليها جهود فردية قليلة المورد.
? إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ? [الرعد 11] فهذه الفكرة إن اقتنعت وإياي بها وأقنعت في زيارتك صديقتَك المؤمنةَ وجارتَك المسلمةَ لابد وأن نحقق خيراً كثيراً للمسلمين ، ونكون قد ساهمنا معاً في النهضة الإسلامية.
ولاشك أن ذلك مطلب شرعي بدلاً من أن تظل المسلمة مجال تنافس الدول لتلهيها عن رسالتها بمستحضرات التجميل ، وأدوات الترهل والترفيه.
وبذلك نكون قد ارتقينا بزياراتنا عن اللغو إلى التناصح لما فيه خيرنا وخير المسلمين ، وفي عملك ذلك أجر الصدقة.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: ( الإيمان بالله، والجهاد في سبيله. قال: قلت: ثم أي الرقاب أفضل؟ قال : أنفسها ثمناً عند أهلها وأكثرها نفعاً. قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال : تعين صانعاً أو تصنع لأخرق ) .
فلك في معاونتك لأختك المسلمة أياً كانت تلك المعاونة الثواب الجزيل فعملك من أفضل القربات.
فإن كانت مريضة أعجزها المرض عن أداء مهمتها تساعدينها في تعليم أولادها الصغار ، أو عمل طعام لهم، أو ترتيب بيتها وتنسيقه بدل أن تكون زيارتها للكلام والتسلية فحسب.
وإن كانت نفساء أمضَّها ألم الولادة : تقومين على رعايتها ورعاية وليدها. فهذا أجر قد ساقه الله إليك، ولا يقدر عليه غيرك، وإن كانت جاهلة بفنون المنزل، أو حتى في التعامل الاجتماعى تعلمينها وتنصحينها فالدين النصيحة، ولك في كل ذلك أجر الصدقة، ولنذكر معاً حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) .
فلنكن في حاجة أخواتنا المسلمات، والله معنا في قضاء حاجاتنا وتفريج كرباتنا. وأينا تستغني عن غيرها؟! وإن استغنت الواحدة عن غيرها بأعمالها ، فلابد أن تحتاج إلى التناصح والمشاورة معهن.
فما أجدرنا نحن المسلمات الحريصات على حسن تنشئة أبنائنا ونراقب الله في تربيتهم ما أجدرنا أن نستفيد من فترة زياراتنا للتناصح في تربيتهم، وحل مشكلاتهم ليحل العمل والتوجيه محل الشكوى والأسى الذي لا يصحح خطأ ولا يغير واقعاً.
فإن أقلقنا أن نجد بعضاً من أبناء المسلمين يفوتهم الفكر الديني الواعي، أو لا يلتزم آخرون بالتعاليم الشرعية، أو لا يجيد الكثير منهم التعامل مع الآخرين ... فعلينا نحن المسلمات أن نسعى إلى تصحيح هذا الواقع المرير بكل ما نستطيع وبصبر وجلد.
ذلك أن التربية ليست أن تلقي الكلمة والتوجيه على أبنائنا ثم ننتظر الاستجابة، فالمغريات كثيرة لا تنتهي... والتربية طويلة وشاقة تبدأ من نعومة أظفارهم.
فلابد من الرعاية الدؤوب لهم دون ملل. نتابعهم باستمرار في جدهم وهزلهم، لعبهم ومذاكرتهم.
وبعد أن نعمل جهدنا لنكون القدوة الحسنة لهم في كل خلق فاضل كريم، نتناصح مع أخواتنا المؤمنات في حسن اختيار القصص المفيدة التي تثقف الطفل وتعده لحياته المستقبلة، وتربي وجدانه فيعرف كيف يعطي كل ذي حق حقه. ونبعده عن القصص الخرافية والبوليسية وكذلك عن البرامج الإعلامية التي لا تليق، ونسعى بالتشاور مع بعضنا لنحيط أبناءنا بالصحبة الطيبة التي تعينهم على الخير.
فالشر كالداء المعدي، سرعان ما ينتشر بالمخالطة. فنبعدهم عنه لنحفظ عليهم دينهم وخلقهم.
وهكذا نشحذ هممنا لتكون زياراتنا هادفة لما يرضي الله وينفع المسلمين.
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله. أي الناس أحب إلى الله؟ قال: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل- سرور تدخله على قلب مسلم ) .
فلنحرص على نفع المسلمات وإدخال المسرة على قلوبهن ، ولا نبخل بنعمة حبانا الله إياها أن نخدم بها مسلمة فنفرج بها كربتها ونعمل ما فيه مصلحتها ، وندعوها إلى اتباع الخير الذي نريده لأنفسنا، قال تعالى: ? والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? [التوبة 71].
ولا تَقُلْ المسلمة: مالي وللناس، فإني أدعهم وشأنهم ولا أتدخل في خصوصياتهم . نعم ذلك في أمور الدنيا المباحة التي يستوي فيها عملها وتركها »فمن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه« أما ما فيه خطر محقق وحتى لو كان ذلك في أمور الدنيا، فالواجب النصح فالدين النصيحة.
إن المؤمنة عليها مهمة النصح والدعوة إلى دينها على قدر ما تستطيع، ومن روائع ما روته لنا السيرة ، قصة الصحابية الجليلة أم سليم.
(كانت أم سليم أم أنس بن مالك من السابقات للإسلام من الأنصار خطبها أبو طلحة قبل أن يسلم وبعد وفاة زوجها فقالت : يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده نبت من الأرض ؟ قال: بلى. قالت : فلا تستحي أن تعبد شجرة؟! إن أسلمت فإني لا أريد صداقاً غيره. قال: حتى أنظر في أمري. فذهب ثم جاء. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقالت : يا أنس زوج أبا طلحة. فزوجه ).
إنه مهر كريم لامرأة داعية كريمة ، دعته إلى عبادة الله وحده ، والبعد عن الشرك به ، فشرح الله صدره وآمن فأكرِمْ به من مهر.
وما هلك بنو إسرائيل إلا لتركهم فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ? كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ? أما اعتزال الناس اعتقاداً بعدم صلاحهم، فهو كما يقال : آخر الدواء الكي ذلك أننا حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً أو أطيب منهم قلباً ، أو أرحب منهم نفساً ، أو أذكى منهم عقلاً لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً. لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة.
إن العظمة الحقيقية أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم وروحِ الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع.
إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العالية ، ومثلنا السامية ، أو أن نتملق هؤلاء الناس ، ونثني على رذائلهم أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقاً. إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يطلبه هذا التوفيق من جهد هو العظمة الحقيقية .
وهكذا ... فبعد أن تتعهد المسلمة نفسها بالإصلاح فتلتزم السنة وتعض عليها بالنواجذ، تساهم بالدعوة إلى الخير بين النساء. وهذا واجب ديني تأثم إن قصرت به، مهما كان مستواها الثقافي، فتعمل بقدر طاقاتها وإمكانياتها، تأمر بالمعروف بلفظ لين وقول لطيف، والله تعالى يقول لرسوله - صلى الله عليه وسلم: ? ولَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ? [آل عمران 159] ، ترفق بمن حولها، توقر الكبيرة وترحم الصغيرة ، ولا تنسى أنها صاحبة هدف جليل تسعى لتحقيقه بأسلوب يرضي الله تعالى ويؤدي للنتيجة التي ترجوها.
فكما يسعى أصحاب الأهداف الدنيوية لتحقيق أهدافهم، فيتحسسون مداخل نفوس من يتعاملون معهم، ليعرفوا كيف الوصول لغايتهم، يجب أن نكون نحن المسلمات أكثر اهتماماً بمعرفة من ندعوهن لتكون دعوتنا كما أراد الله تعالى:? ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ? [النحل 125].
2- الإصلاح بين المؤمنات :
كما نجعل من زياراتنا مجالاً خصباً للإصلاح بين الناس ، فإن عمل الشيطان على إثارة العداوة بين المسلمات نزيلها بالإصلاح بينهن، فإن إزالة الخصام دليل سمو النفس التي تعمل على إشاعة المودة بين الآخرين، ليحل الوفاق محل الشقاق، والصلة مكان القطيعة، لذا كانت درجة من يصلح بين الناس أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة التطوع لا الواجبة .
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا : بلى. قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) . ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( هي الحالقة: لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ).
ذلك أن الإفساد بين الآخرين يؤدي إلى القطيعة التي حرمها الشرع كما جاء في الحديث الشريف: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .
وقال - صلى الله عليه وسلم- منفراً من الشحناء والقطيعة ومبيناً سخط الله تعالى على المتقاطعين حتى يصطلحا: ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا ثلاثاً ).
فإن حصلت جفوة بين المسلمات نسارع إلى الإصلاح بينهن للتغاضي عن هفوة المخطئة، فإذا بالعيش صافياً بعد كدر ، والوداد عاد بعد الجفاء.
والواجب أن تقبل عذر من تعتذر، لا أن تشيح بوجهها بعيداً عن أختها ، إصراراً على مواصلة القطيعة، وعدم قبول العذر: إذ من شرار الناس من لا يقبل عثرة، ولا يقبل معذرة كما بين الرسول - صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ : ( ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله، قال: إن شراركم الذي ينزل وحده، ويجلد عبده، ويمنع رفده. أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: من يبغض الناس ويبغضونه، قال: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: الذين لا يقبلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنباً، قال: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله : قال : من لا يرجى خيره ولا يؤمن شر5 ) .
وهكذا أختي المسلمة يتلخص دورك في الإصلاح في :
• إصلاح نفسك برفع الجهل عنها وتزكيتها بالعبادات والنوافل ، والزيادة في الطاعات يوماً بعد يوم .
• إصلاح شأن بيتك وتربية أولادك على الدين .
• إصلاح أخواتك المسلمات بأمرين :
• الدلالة على الخير .
• الربط بينهن بالصلح والزيارة .
وأخيراً .... اعلمي أنك مهمة جداً ولك شأن في هذه الأمة ، فلست على هامش الحياة أبداً ، بل أنت نصف الأمة وتلدين لنا النصف الآخر ، فأنت أمة بأسرها ، فبصلاحك وإصلاحك تنصلح الأمة ويتغير واقعنا ؛ فكوني - رعاك الله - على قدر المسئولية ؛ والجنة في انتظارك بإذن الله ..
ـــــــــــــــــــ(83/452)
إلى من كتبت عن حرية المرأة
أم معاوية
كتبت إحداهن ـ أو كتب لها ـ في إحدى الصحف اليومية مقالاً تحت عنوان " حرية المرأة .. وقدرها في المجتمع " .. ولم يجئ المقال بجديد .. إنما جاء بقديم ردده ولا يزال يردده من لم يفهم حقيقة هذا الدين "الإسلام"، ومن لم يفهم طبيعة المرأة فهماً سليماً .. بل لم يفهم ـ أيديولوجية ـ قيام المجتمعات الإنسانية وتطور الحضارة فيها .. إنما فقط تشرب بوعي أو بدون وعي ما يريده الغرب الصليبي في بلاد الإسلام ـ حماها الله ـ.
وتكلمت في كلمتها عن وضع المرأة .. وظلم المرأة ! .. وحبس المرأة! .. ولعمر الله كلها شعارات رددها الاحتلال الصليبي في بلاد المسلمين .. وروج لها كل من تربوا على أعينهم من المسلمين المخدوعين.
فقد افتتحت كلمتها بأن كل مجتمع له تقاليده وعاداته ..
* ثم قالت : " لكن تبقى المرأة ضحية العادات والتقاليد في كل مجتمع .. هل المرأة محكوم بالظلم والقهر دائماً " ا.هـ
أية عادات وتقاليد هذه التي تتكلم عنها ؟ .. لم توضحها!! وأي ظلم وقهر؟ .. لم تحدده .. !! لننظر بقية الكلمة.
* تتساءل : " أليست المرأة (إنساناً روحا وكيانا) مثل الرجل تماماً ؟ " ا.هـ
نعم هي روح وكيان .. وهل قال الإسلام إنها غير ذلك؟! .. إنما الذي اجتمع ليقرر هي روح مثل الرجل أم لا .. هو مجمع ماكون النصراني، وكذا عند الحضارات القديمة واليهودية .. أما الإسلام فقد قرر أن " النساء شقائق الرجال " كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. وأنها مخلوق مثل الرجل تماما "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".
* ثم تتساءل قائلة: معنى هذا أن الجنسين روح وكيان، إذاً لماذا التفرقة الظالمة بين الرجل والمرأة ؟" ا.هـ
أية تفرقة وأي ظلم ؟ .. لقد قرر الطب الحديث .. طب القرن العشرين! .. أن المرأة مختلفة تماماً من الناحية ـ الفسيولوجية ـ عن الرجل .. وكذا من الناحية النفسية .. ومعنى هذا أن ما يناسب الرجل في بعض الأمور لا يناسب المرأة، وما يناسب المرأة في بعض الأمور لا يناسب الرجل .. فما هذا الادعاء بأنه تفرقة ؟! .. وإذا شذ أحدهما عن طبيعته وتكوينه تعب وشقى .. وهذا هو واقع المرأة الأوروبية والأمريكية اليوم .. ثم أي نوع من التفرقة تقصدين ؟ .. لم توضحي شيئاً !!.
* وتتساءلين : " لماذا يفرض على المرأة (قيوداً) صارمة ولا يفرض على الرجل إلا في حالات نادرة ؟! "
قد فرض الإسلام على الرجل قيوداً .. أو هي على الصحيح واجبات وليست قيوداً .. وكذلك فرض على المرأة واجبات، وأمر كلا منهما بالتزام واجباته التي تتفق مع فطرته وتكوينه بما لا يشق عليه .. ولا يخالف فطرته.
* ثم تقولين: " والرجل في نظرهم لا يعيبه شيء أما المرأة فهي عورة " ا.هـ
لماذا لم تفصحي عما تريدين بالتحديد ؟! .. إن المرأة والرجل أمام أحكام الإسلام وشريعته وحلاله وحرامه سواء " ? مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? [النحل:97] .. وهما كذلك في حدود الله ..
? وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ?[المائدة:38] .. ? الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ?[النور:2] .. هكذا إلى آخر حدوده وأحكامه .. فأي شيء محظور على المرأة وهو مباح للرجل في ذلك ؟! .. أما قولك " المرأة عورة " فهو قول رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم : ( المرأة عورة ) فهل تؤمنين أن محمداً رسول الله ؟ .. وهل تفهمين معنى عورة ؟! ..
* ثم تعقبين قائلة : " هذه النظرة السخيفة والتفرقة الظالمة هي التي جعلت الرجل سيداً، والمرأة مملوكة، وجعلت الرجل جلاداً، والمرأة أسيرة، هذا الظلم موجود في مجتمعنا رغم قرب دخولنا أبواب القرن الواحد والعشرين ".
إن الرجل والمرأة إذا فهما دينهما ـ الإسلام ـ والتزما تعاليمه لا يكون بينهما سيد وأمة .. ولا جلاد وأسيرة .. فهذا قول من لم يدرك الإسلام .. ولم يهضم تعاليمه .. فالرجل والمرأة متساويان في الإنسانية والكرامة والأهلية .. كما قال تعالى ? .. أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ? [آل عمران:195] .. أي الذكر من الأنثى، والأنثى من ذكر .. فكل واحد منهما يؤدي واجباته في حدود فهمه وإدراكه لفطرته وطبيعة تكوينه .. ولماذا خلقه الله تعالى في هذه الحياة الدنيا .. وفي ضوء فهمه لعبادة الله عز وجل يؤدي ما عليه برضى تام .. فالرجل لن يكون امرأة .. والمرأة لن تكون رجلاً ! .. وإذا تمثلت المرأة وتشبهت بالرجل فلن تكون رجلاً ولا امرأة إنما تصبح جنساً ثالثاً شاذاً مخنثاً !! .. ولن يبقى للرجل إليها حاجة .. لأنها ستصبح نمطاً ممسوخاً مشوهاً منه .. وكذا إذا تمثل الرجل بالمرأة فلن يكون رجلاً ولا امرأة وإنما يصبح من هذا الجنس الثالث المخنث، وستزهد فيه المرأة .. فما تعنين بقولك " مملوكة وأسيرة " في مقابل " سيد جلاد " ؟.
إن قوامة الرجل في الإسلام قوامة حق وعدل إن جاءت صحيحة وفقاً لما قضى هذا الدين الحنيف وهي ترضى جميع الأطراف من الجنسين، ولا تتعارض مع فطرة أحدهما .. فأي ظلم تعنين يابنة القرن العشرين .. القرن الذي ظلمت فيه المرأة أشد من ظلمها في الجاهلية !!.
* ثم تقولين : " إذا أرادت الفتاة أن تكمل تعليمها "ماجستيرـ دكتوراه" ؟! وتريد أن تحقق طموحها في سبيل ذلك قوبل ذلك بالسخرية "ا.هـ
أي ماجستير ودكتوراه ؟! .. وأي طموح يمنعها منه المجتمع ، إن المجتمعات كلها لا تقيد هذا، ولكن ليت النساء حقا إن خرجن للعلم يخرجن للعلم لا لشيء آخر ـ أقولها متأسفة .. ليتهن التزمن تعاليم الله في خروجهن .. ولكن الواقع يكذب ذلك فلا تخادعي نفسك .. وإنما خرجت المرأة لتتهرب من مسؤولية بيتها التي أصبحت أضعف من أن تقوم بها .. هذا إلا قلة ـ رحمها الله وعصمها من السقوط ـ .. وهذه القلة عندها من الشعور بثقل مسؤوليتها ما يمنعها من مثل هذه المهاترات .. وعندها من الاعتزاز بدينها والانقياد لشريعتها والفهم لحقيقة دورها ما يمنعها من النظر إلى الرجل بروح الندية والتحدي والعداوة .. وحسبها فخراً أنها هي التي تصنع الرجال وتربي الأجيال .. إن العلاقة بين أمثال هؤلاء النساء الصالحات وبين الرجال دافئة حميمة قائمة على المشاركة والتعاون والاحترام المتبادل والاعتراف بالجميل، وشتان بين من قدوتها خديجة وعائشة وزينب وأم سلمة .. ومن قدوتها هدى شعراوي ونوال السعداوي !!
فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بما فيه ينضح !!
* ثم تقولين: " إذا لم تتغير هذه النظرة للمرأة ونحن في هذا العصر المبهر فانتظروا الهلاك "ا.هـ
نعم هو عصر مبهر لكن لمن ؟ .. وهو عصر مظلم، وأيم الله لقد ازداد ظلامه بإفساد أهل الأرض .. واستباحتهم الحرمات وانتهاكهم المحرمات ..
* وتقولين: " فممارسة المرأة لمهنة الطب والتدريس فقط ليست كافية، بل يجب أن يفتح أمامها المجالات دون تقصير لأن المرأة عنصر فعال وحتى تقوم بدور إيجابي إذا فسح لها المجال وعلينا شطب قاموس "العيب" ". ا.هـ
أما قولك "علينا شطب قاموس "العيب" " فسأترك الرد عليه للقارئ اللبيب والقارئة !! .. فرب صمت أبلغ من كلام .. وأدعو أهل الغِيَر والنخوة خاصة للتدبر في هذه الكلمة " علينا بشطب قاموس "العيب" " ..
ثم أي مجالات تريدين المرأة الدخول فيها دون تقصير .. هل تريدينها عاملة بناء تحمل القصعة على رأسها؟ .. وسائقة تاكسي .. وكناسة في الشوارع، وكهربائية، وميكانيكية، وعاملة في المصانع، وفي محطات الوقود، لا تستطيعين تمييزها من الرجال كما حدث في أوروبا وأمريكا؟ .. يا للذلة والمهانة ..
إن هذا من تحقير المرأة وظلمها، وليس من حريتها وتحررها في شيء، بل هذا حقاً هو العبودية .. وكانت الأمة المملوكة في الجاهلية هي التي تقوم بأعمال الرجال مثل هذه التي تتكلمين عنها اليوم !! أما الحرة فهي أصون وأكرم من أن تذل وتبتذل وتمتهن كرامتها على هذا النحو الذي تريدينه للمرأة .. ليتك أردت لها خيراً .. واحسرتاه !
ثم هل انعدم الرجال ؟! .. حتى تترك المرأة مملكتها وأطفالها الذين هم رجال المستقبل ونساؤه .. أرجو أن تنظري نظرة إنصاف في الشوارع والأسواق وكثير من المجالس لتدركي حمى البطالة التي استشرت في الرجال اليوم! .. هذا وأرجو ألا تقترحي على الرجال البقاء في البيوت لأداء مهمة المرأة، فأنت تعرفين أن دور المرأة لا تحسنه إلا المرأة.
* ثم تقولين: " بل العيب والخطأ أن نستخدم هذا المصطلح "العيب" ونحن في هذا العصر ـ عصر التقدم والتكنولوجيا ".
لعمر الله ما نادى أحد بتبذل المرأة وامتهانها إلا وكان جاهلاً بمعنى التقدم والتكنولوجيا .. هل تقدمت أوروبا وأمريكا بانكشاف المرأة وخروجهن يستجدين لقمة عيش تقيم أودهن ؟!.
ثم مرة أخرى تعيبين مصطلح العيب !! هل تريدين للمرأة انخلاعا من الأخلاق .. وبهيمية في سوق الابتذال كما حدث للمرأة التي تشيرين إليها في الشعوب المتطورة .. وهل هذا هو التطور أم العودة إلى "جبلاية" القرود وبدائية ما قبل التاريخ ؟!.
* وتقولين: " إذا أعطوها حريتها فسوف ترون ماذا تفعل ما لم يفعله الرجل ".
ما شاء الله ... ما هذه العنترية الناعمة ؟! .. للرجل يا عزيزتي مجال، وللمرأة مجال، وتصدي أحدهما للآخر لن يقدم شيئاً للمجتمع الذي لا ينفعه إلا انسجام أفراده وتعاون رجاله ونسائه .. ثم أية حرية تريدين ؟ .. هل هي حرية المرأة الغربية المزعومة التي تئن منها الآن ؟! .. ألم تطلعي على مظاهرات النساء هناك .. أعيدونا إلى البيت، العش الآمن الدافي الذي حرمنا منه .. ولا مجيب لهن كأنهن كلاب تعوي !! .. ألم تقرئي نتائج البحوث التي أجريت لاستطلاع رأي المرأة هناك، أعني العاملة التي جاءت تئن ألماً وتقطر دماً وحزناً من سوء أحوالهن النفسية والجسدية والاجتماعية .. لأنهن خالفن فطرتهن وتحملن ما لا يطقن ؟ .. فهل هذه حرية ـ أم هو غاية الظلم والعبودية.
حسبنا هذا .. فتريثي في اندفاعك.
* ثم تقولين: " لكنها مكبوتة لا تستطيع أن تحقق هذه الطموحات في ظل هذه الظروف الصعبة (الذي) "هي كتبتها هكذا والصحيح (التي يفرضها)" يفرضه المجتمع عليها من قيود وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان ".
ألم تقرئي قول الله تعالى: ? وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ? [الأحزاب:33] .. وألم تقرئي قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم (المرأة عورة إذا خرجت استشرفها الشيطان) .. ألم تقرئي قول عائشة ـ رضي الله عنها: " لو رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد كما منعته نساء بني إسرائيل "..
وهذا في زمان عائشة ـ رضي الله عنها ـ زمان طيبٌ أهلُه، صالحٌ مسلمُوه .. وليس في فساد القرن العشرين المبهر لكل من ضل عن طريق الحق ! ..
* ثم تقولين: " فالمجتمع يبقى مشلولاً إذا انعدمت مشاركة المرأة " ا.هـ
نعم هو كذلك، ولذلك فالمرأة المسلمة في المجتمع ليست عاطلة كما يتشدق المتشدقون .. ولكن أية مشاركة تعنين ؟! .. هل هي مشاركة متفلتة هوائية ؟! .. أم هي مشاركة وضحها الله عز وجل وبينها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم .. فلا تخلطي الصدق بالكذب ولا تمزجي الطيب بالخبيث ..
* ثم تعقبين قائلة: " فالعمل القائم على أسس سليمة وهدفه بناء الوطن ورفاهية الشعب.. أمر يقره الدين بل ويعتبر في حد ذاته عبادة لكن عاداتنا وتقاليدنا هي التي تحرم وتفرض قيوداً غير منطقية على المرأة، وكأن المرأة خلقت فقط لتتزوج وتنجب، ثم تحبس في البيت، فالمرأة ليست حيواناً هدفها فقط الإنجاب ".
نعم أقر الدين للمرأة أن تعمل، ولكن أي عمل تعمله ؟ عليها مسئولية بيتها فإن هي ضيعتها ضاع النسل رجالا ونساء، وهذا هو واقع أكثر بيوت المسلمين اليوم .. والمرأة مصونة عن أن تتبذل لكسب قوتها بنفسها، بل هي مكرمة في ذلك، مكفولة من أبيها وزوجها أو ابنها أو أخيها .. وإن لم يكن فمن بيت مال المسلمين .. والمرأة خلقت لعبادة الله .. ومن ضمن عبادته أن تتزوج وتنجب الأطفال .. وهي ليست حيوانا ولكن الله عز وجل جعل منزلتها كأم أعلى منزلة في المجتمع .. أعلى من منزلة الأب ومن أية منزلة .. فإن هي لم تنجب لم تنل هذه المنزلة الرفيعة .. ولم يجعلها بإنجابها حيواناً .. وإنما هذا قول الكفار .. أرادوا ترويجه بين المسلمين، فافهمي هذا قبل أن تتكلمي يا عزيزتي .. وانظري إلى قول الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن ـ رضي الله عنها ـ فقد أتت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت له " بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. أنا وافدة النساء إليك .. إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وصدقناك .. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من هذا الجهاد في سبيل الله عز وجل .. وإن أحدكم إذا خرج حاجا أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم .. وغزلنا ثيابكم .. وربينا أولادكم .. أفنشارككم في هذا الأجر والخير؟ ..".
سبحان الله ! .. انظري يا عزيزتي إلى ماذا تريد الصحابيات .. وماذا تريد من يردن أباطيل روجها الاحتلال بيننا طويلاً .. تريد الأجر والمثوبة لأنها تنظر إلى قرارها في بيتها التي تسمينه حبساً .. وتنظر إلى إنجاب النشء المسلم الصالح الذي يوحد الله عز وجل ويعبده، والتي تسمينها كالحيوان إن كان هدفها الإنجاب فقط، تنظر إلى هذا كله على أنه عباده الله عز وجل وترجو ثوابه في الجنة ..
ثم انظري ماذا فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم .. قد التفت النبي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال مثنياً عليها ـ رضي الله عنها (هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟! ) فقالوا: " يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا !" .. فانظري إلى هذه الصحابية التي أثنى عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهي قد أدركت حقيقة اسلامها وإيمانها .. ورضخت لحكم الله عز وجل وحكم رسوله ..
ثم انظري ماذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها، قال: (افهمي أيتها المرأة وأَعلمي من خلفك من النساء .. إن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته "يعنى في المعروف" يعدل ذلك كله) ..
فلماذا تحقرين وظيفة المرأة التي خلقها الله لها وأمرها بها ورضي لها ذلك .. والتي لا تنجح فيها إلا عاقلة أحسنت الإيمان بالله وبرسوله، والتي تفشل فيها كل ضعيفة تافهة ضالة عن سبيل الله متمردة على حكمه .. ثم لماذا لا تتفانى المرأة في بيتها وتعمل فيه بإخلاص إن كانت حقاً تريد ـ كما تقولين ـ رفعة وطنها وتقدمه .. فلتبدأ بما فرضه الله عليها .. تبدأ بحسن تبعلها لزوجها .. وحسن قيامها على بيتها .. وعلى رعاية أولادها .. فالمرأة التي تكتفي مع أولادها بمجرد أن تنجبهم ثم تمضي لعملها خارج البيت وتتركهم للخادمة .. وهذه امرأة فاشلة فشلت في مهمتها .. وعلى حد تعبير أحد مفكري الغرب من عقلائهم .. " أنها نجحت في عمل يستطيع أن يقوم به أي عامل بسيط .. ولكنها فشلت في عملها كامرأة "! .. فالمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها .. وهذه التي تترك أولادها لخادمة أو غيرها وترجع من عملها منهكة لا تستطيع أن تمنح شيئاً .. فاقد الشيء لا يعطيه .. سوف تمنحهم اضطرابها النفسي والفكري يا عزيزتي .. سوف تخرب ذريتها رجالاً ونساء .. وسوف يشقى المجتمع ويتأخر بنسلٍ هذه صفته، فتأملي قولك ملياً.
* ثم تقولين : " لا بد أن يأتي "يوم" تتحرر فيه المرأة من القيود التي فرضها المجتمع عليها "ا.هـ
أية قيود وأي تحرر؟! .. قد أتى الإسلام فحرر المرأة فهي ليست بحاجة إلى الحرية المزعومة المكذوبة .. واعلمي أن الله عز وجل ارتضى لها القرار في بيتها وصانها معززة مكرمة فيه .. ولا يعترض على هذا ويرفضه إلا منافق ..
ثم كأن المرأة قد علقت لها المشنقة لأن الله عز وجل أمرها بالقرار في بيتها .. وإذا خرجت مصونة محجبة .. هل هذه كل القيود التي تؤرقك وتريدين تحرير المرأة منها ؟! .. وهذه لم يفرضها المجتمع بل فرضها الله عز وجل .. فهل انفلات المرأة وتفسخها عن حكم الله وحكم رسوله يعتبر تحرراً ؟!! .. لبئس ما تنادون به من تحرر .. هذه ليست عزة .. بل هي غاية الذلة .. وهذا ليس تحرراً .. هل هو عودة للغوغائية والجاهلية وبهيمية الغاب.
* ثم تختتمين كلمتك التي كثرت بها الأخطاء اللغوية والنحوية فضلاً عن المفاهيم الشرعية .. قائلة : " ويدرك حينها أن المساواة بين الجنسين أمر هام وضروري لمواكبة التطور والتقدم كالتي وصلت (إليها) المجتمعات الأخرى "ا.هـ
أية مساواة التي تريدينها ؟ .. هل تريدين للمرأة أن تخرج من ثوب أنوثتها وتتحول إلى رجل أم ماذا تريدين ؟! .. كل شيء خلقه الله في الكون جعله ذكراً وأنثى .. فالقطب الموجب لا يشبه القطب السالب ولا يعمل عمله، وإن شابهه خربت الأمور .. وهكذا في كل شيء .. فهل تريدين أن تمسخي جنس المرأة ليصبح صورة مشوهة لجنس الرجل ؟! .. ولن يكون !!
لقد اختلطت عليك الأمور يا عزيزتي .. فتقدم أوروبا وأمريكا العلمي يواكبه أعظم تخلف اجتماعي حدث في تاريخ البشرية .. وأعظم شرخ حدث في شخصية الرجال والنساء وفي صرح الأسرة .. فهل هذا هو التقدم .. والله إنه لنذير بالزوال.
* ثم تقولين: " لكن المجتمع يمنعها من ممارسة هذه الأعمال ومن هنا ينشأ التخلف الاجتماعي بل والاقتصادي وتخلف في جميع المستويات "ا.هـ
ولماذا تعلقين تخلف المجتمع بقرار المرأة في بيتها وصيانتها عن التبذل ؟! .. عجباً لك .. هل أفلحت المرأة في مهمتها وفي تربية أطفالها وفي حسن تبعلها لزوجها .. ولا يغررك زيف الحياة الأوروبية والأمريكية فعقلاؤهم ينادون بعودة المرأة إلى البيت .. وهذا هو الوضع الصحيح ولا يصح إلا الصحيح ولكن قد أفلتت الأمور من أيديهم واتسع الخرق على الراقع.
فهل تريدين لمجتمع المسلمين أن يمضي نحو الهاوية الاجتماعية والسقوط الاجتماعي الذي سقطوا فيه ؟! .. وأن يشرب من نفس الكأس المسموم ؟! أم ماذا تريدين ؟ ..
* ثم هل تقولين هذا مخدوعة بزيف حياتهم لا تدركين حقيقة المظلمة ؟! ..
* أم تقولينه خادعة تريدين أن تضلي غيرك .. فلا تأمني مكر الله فإنه لا يصلح عمل المفسدين
* أم أنك تشعرين أنك مملوكة أسيرة مظلومة مقهورة ؟!
أم انه مجرد إحساس بالضعف والانهزام النفسي .. ألا فاعلمي أن هذا من سمات الضعفاء كما يقرره ابن خلدون في مقدمته .. !!
** وختاماً فاعلمي يا عزيزتي أنه ليس بيني وبينك ثأر! .. وإياك أن يخدعك الشيطان فيزين لك أنني وإياك فرسا رهان .. أو أننا ندان! .. كلا .. بل اعلمي أنني أدعو لك بالهداية والتوفيق.
? ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ? .. مع تمنياتي لك بالتوفيق ..
ـــــــــــــــــــ(83/453)
أطر مسئولية المرأة المسلمة
أ.د.فالح بن محمد الصغير*
تتحدد مسؤولية المرأة ضمن أطر عدة هي:-
الإطار الأول: مسئوليها عن نفسها.
تكمن مسئوليتها عن نفسها بما يلي:
أولاً: في إيمانها بربها - عز وجل - وهو أعظم المسئوليات وأوجب الواجبات وأهم المهمات، ففي الآيات السابقة اشترط الله - سبحانه وتعالى - حسن الجزاء بالإيمان به – سبحانه- قال - تعالى -:( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) [النساء:124] وغيرها من الآيات المشابهة لها.
هذا الإيمان المتمثل بأركان الإيمان الستة:
أ- الإيمان بالله بمعنى الإيمان بتوحيد الله - تعالى - بأقسامه الثلاثة:
-توحيده في أفعاله سبحانه، فتؤمن المسلمة بأن الله هو المالك المتصرف الخالق الرازق، قال - تعالى -:(الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ*) [الفاتحة:2-4] وغيرها من الآيات كثير. وهذا هو توحيد الربوبية.
-وتوحيده في أفعال العباد، فتؤمن المسلمة بأن الله - سبحانه وتعالى - هو المستحق للعبادة وحده دون سواه، وأن تصرف جميع أنواع العبادة له سبحانه فتصلي لله، ولا تدعو إلا الله، ولا تستغيث إلا بالله، وتطيع والديها من أجل الله، وتتحجب طاعة لله، وتطيع زوجها طمعاً فيما عند الله.. وهكذا، قال - تعالى -:(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]. وهذا هو توحيد الألوهية أو توحيد العبادة.
-وتوحيده في أسمائه وصفاته، فتثبيت لله - سبحانه وتعالى - الأسماء الحسنى والصفات العلى من غير تأويل لها ولا بحث في كيفيتها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين ولا تعطيل لها عن معانيها، قال - تعالى -:(ليس كمثلهِ شيْ وهو السميع البصير([الشورى:11].
وتعبد الله - تعالى - من خلال هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى، فتثبت أن الله الرحمن الرحيم فتطلب الرحمة منه، وأنه هو الرزاق ذو القوة المتين فتطلب الرزق منه، وأنه الشافي الكافي فتطلب شفاء مرضها منه، وأن الله غفور غفار فتطلب المغفرة منه، وأنه عفو كريم فتطلب العفو منه.. وهكذا.
ب-الإيمان بالملائكة، فتؤمن المسلمة بأذن لله ملائكة يعبدون الله ليلاً ونهاراً لا يفترون، وأن عليهم مهمات يقومون بها، ومنهم من فصل لنا اسمه ومهمته كجبريل الموكل بالوحي، وإسرافيل الموكل بفنخ الصور، وهناك ملك للجبال، وللريح، ولمحاسبة العباد وكتابة أعمالهم، فكل شخص وكل به ملكان يكتبان كل ما يصدر عنه من قول أو فعل،(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 17،18].
ج-الإيمان بكتب الله - تعالى - المنزلة على رسله، ومنها ما هو مجمل، وما فصل لنا منها أربعة: التوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والزبور الذي أوتيه داود، والقرآن الذي أنزل على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وأن القرآن الكريم هو آخرها وخاتمها وناسخها، ولا تجوز عبادة الله - تعالى - إلا بما جاء فيه.
د-الإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله - تعالى - للناس يبشرونهم وينذرونهم، ويبلغونهم بوجوب عبادة ربهم.
ومن هؤلاء الرسل من سمي لنا، ومنهم من لم يسمّ، فتؤمن المسلمة بمن ذكر تفصيلاً بأسمائهم، ومن لم يذكر تؤمن به إجمالاً.
وأولهم نوح - عليه السلام- وآخرهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي هو خاتمهم وآخرهم، لا نبي بعده، وأرسل إلى الناس كافة جنهم وإنسهم، ولا تجوز عبادة الله - تعالى - إلا بما شرع ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
هـ-والإيمان باليوم الآخر ابتداء بمقدمات نهاية الإنسان من هذه الحياة وبموته وانتقاله إلى حياة أخرى، وبفتنة القبر ونعيمه وعذابه، وبأشراط الساعة الصغرى والكبرى، ثم البعث والنشور، والحشر، والجزاء والحساب والعرض، والصراط، وختاماً بالجنة أو النار.
هذه عقيدة المسلمة التي يجب أن تربي نفسها عليه وتبقى مسئولة عنها.
ثم ما يتبع ذلك الإيمان من مقتضيات ومستلزمات مثل محبة الله - تعالى - والإخلاص له، ورجائه والخوف منه، وتعلم ذلك والصبر عليه، وتحذر من مخالفات هذه العقيدة، ومناقضات الإيمان وعلى رأسها الشرك بالله - تعالى -، والكفر، والنفاق، والاستهزاء بالله - تعالى - أو برسوله - صلى الله عليه وسلم- وبمدينه وبما شرع، أو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله - تعالى -، أو اعتقاد أن حكم غير الله مساو أو أفضل من حكم الله - تعالى - وأن البشرية تسعد كما تسعد في حكم الله - تعالى - وبقيت موروثات مقدسة ولا عمل لها في هذه الحياة، أو عمل السحرة والكهانة وتتبع السحرة والمشعوذين والدجالين، وغير ذلك من مناقضات الإيمان.
فعلى المؤمنة أن تحذر من الوقوع في هذا الشراك الخطير فهي مكلفة بالإيمان، وبالحذر مما يناقض الإيمان.
ثانياً: ومن مسؤلياتها عن نفسها العلم، وأقصد به: العلم الشرعي الذي يقوم به دينها، لن هذا الدين لا يقوم إلا بالعلم، العلم بالله - تعالى - والعلم برسولهe، والعلم بمدينه وبما شرع.
وهذا العلم ينقسم إلى قسمين:-
أ- فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهو ما كان معلوماً من الدين بالضرورة، أو بعبارة أخرى ما لا يقوم الدين إلا به مثل أحكام الإيمان بالله إجمالاً، وأحكام الطهارة، وأحكام الصلاة، فتتعلم المرأة المسلمة كيف تتطهر؟ وكيف تصلى؟ وكيف تصوم؟ وكيف تؤدي حقوق زوجها؟ وكيف تربي أولادها؟ وكل ما هو واجب عليها.
ب- ومنه ما هو فرض كفاية إذا قامت به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وهذا يحسن بالمسلمة أن تبادر إليه وأن تنهل منه فهو الذي جاءت النصوص القرآنية والنبوية بالإشارة به وبيان فضله وعظم شأنه وشأن أهله، وعلو مكانتهم، وتفضيلهم على غيرهم، لأنهم ورثة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
قال ابن عبد البر الأندلسي – رحمة الله:- (أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية.. إلى أن قال: والذي يلزم الجميع فرض من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه).
إن من تكريم الإسلام للمرأة المسلمة أن جعل فضيلة التعلم والتعليم للمرأة كما هي للرجل، ولم يخص بها الرجل دون المرأة. وجميع الآيات والأحاديث الدالة على فضل العلم والتعلم للرجل والمرأة على السواء، مثل قوله - تعالى -: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة:11].
وقوله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الزمر:9].
وقوله - تعالى -: (وقل رب زدني علماً) [طه:114].
وقول الرسول - عليه الصلاة والسلام-: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظً وافرٍ).
وغيرهم من النصوص، وكلها شاملة للرجل والمرأة على السواء، وهكذا تمثلت نساء الجيل الأول، فهذه عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- تضرب أروع الأمثلة لطالبات العلم والمتسابقات فيه حتى إنها كانت من أكثر الصحابة - رضي الله عنهم- رواية للحديث، ومرجعاً لهم في كثير من المسائل، واستدركت على بعض الصحابة في بعض الأحكام.
وغيرها من النساء كثير.
وقد ناقش الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الزنيدي أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام بالرياض مسؤولية المرأة العلمية والثقافية، وذلك في كتيب بعنوان: (مسؤولية المرأة الثقافية في عام 1422هـ، دار الفضيلة)، حيث ذكر أولا صور التحدي الذي تواجهه المسلمة في هذا العصر، وضمنه صور:
الصورة الأولى: عدم وضوح التصور الإسلامي، وبعبارة أخرى: ما يعتري عقيدتها الإسلامية من تشويش، فينحرف تصورها العقدي عن الألوهية أو الحياة أو الكون فتعبد الله بعقيدة مهللة.
الصورة الثانية: موقع المرأة الاجتماعي في علاقتها بالرجل، وبيان ذلك في موقف بعض الرجال الموقف السلبي تجاه أسرته، وهي العلاقة التي تعتبرها المرأة المسلمة تحديا لها حيث لا تتوازن علاقة المرأة والرجل مع الأسرة، فبينما تكون علاقة المرأة مع الأسرة قوية فإن الرجل يخل بها ولا يعيها تمام الوعي.
الصورة الثالثة: البلبلة الفكرية التي يموج بها هذا العصر حيث الثقافات الوافدة التي ضغطت على المرأة المسلمة وأوقعتها في تناقض غريب مقيت حتى أصبح الفن والرقص وغيرها من أولويات ما تهتم به امرأة اليوم، وهذا تحدي صارخ وكبير.
الصورة الرابعة: الإعلام، ولا شك أنه تحدي كبير أيضا بما يحمل في طياته من غث وسمين، وبما يبت من ثقافة محاربة للدين مغيرة لشخصية المسلمة، ثقافة تربي الأطفال على مسخ شخصياتهم والانحراف بفطرهم عن الحق، والمسلمة تعيش في وسط هذا الجو الملوث بما يعكر عليها صفو مسيرتها في هذه الحياة.
وأزيد هنا صورة خامسة وهي: الفساد الأخلاقي المركز الذي يسير بعمق في بعض مجتمعات المسلمين، ويهجم على المرأة المسلمة هجوماً شرساً، ويصور لها بعكس حقيقته مثل ما يرد في ردهات الفن من أمور غير أخلاقية، وما تصور فيه بعض تعاليم الدين بالرجعية والتأخير، فانتشر من خلال ذلك فساد عريض تقليداً لأمة الغرب فيه، فالزواج قيد، والانحلال تمتع، وهكذا.
صورة سادسة: عولمة المرأة إن صح التعبير وهو ما يدعو إليه الغرب الكافر بأن تكون المرأة المثلى هي المرأة الغربية المساوية للرجل في الحقوق، والعاملة مثله في المصانع، وعارضة الأزياء وغير ذلك.
وهذا التحدي بدأ يظهر في مؤتمراتهم التي يدعون إليها وترعاه الأمم المتحدة وتنادى بمبادئه مثل اعتبارهم المرأة العاملة هي المرأة المعتبرة، وربة البيت ينظر إليها باعتبارها متخلفة ويدخل في ذلك تغيير بعض المصطلحات مثل استخدامهم كلمة: (التنمية) للتعبير عن الحرية الجنسية والانحلال الأخلاقي.
لكن رغم هذه التحديات إلا أن بوارق الأمل من اللاتي فهمن دينهن ووعين لمخططات أعدائهن لا زالت تبرق بوضوح فتبهج النفس وتملؤها ثقة واطمئناناً.
ثانياً: ركائز البناء الثقافي للمسلمة:
1.تأصيل التصور الإسلامي الصحيح بصفته الركيزة الأساس التي يقوم عليها البناء العلمي والثقافي.
هذا التصور يشمل:
-ما يتعلق بالإيمان مما سبق ذكره.
-وبالقرآن الكريم والسنة المطهرة من حيث مقامهما في حياة المسلمة.
-وبركائز الإسلام وخصائصه.
-وما يتعلق بالكون المحيط وطبيعتها.
-وبالإنسان نفسنه.
ولكي يكون هذا التصور صحيحاً لا بد وأن تستمده المسلمة من مصدر الإسلام الأساسيي: القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما فهمه السلف منه.
2- استكمال الثقافة الشرعية القائمة في علوم الإسلام- التفسير، والحديث والفقه، والسيرة وغيرها- بما يقيم في شخصية المسلمة بناءً ثقافياً متماسكاً.
وما المقدار من هذه المقررات؟ ليس هناك قدر محدود لأنه راجع إلى طبيعة كل امرأة لكن لا بد أن تعي ما يلي:
أ- أن تتعرف على مقدمات العلوم التي تعتبر أصولاً لها مثل مقدمة في أصول التفسير وكذا علوم الحديث..
ب- أن تناول ما تختص به بصفتها امرأة..
ج- الاستزادة المستمرة من العلم الشرعي والثقافة الإسلامية.
3- القراءة فيما كتبه المعاصرون لإدراكهم واقعهم الذي يعيشون فيه، ولا تكتفي المسلمة بالرجوع إلى المراجع الأصلية فحسب فهذا يعزلها عن واقعها من تأثيرها.
4-الركيزة الرابعة دعم ثقافتها بالعلوم المساعدة الأخرى كاللغة والتأريخ والأدب،فهي تثري المعلومة وتنمق الأسلوب وتزيد من رصيد الفكر.
5-ومن الركائز التنبه إلى ما يعترض المسلمة في بنائها العلمي والثقافي من عقبات قد تخل بهذا البناء أو تفتح فيه ثغرات، ومما يساعدها على تخطي تلك العقبات:
أ-دراستها للنظام الإسلامي عقيدة وشريعة وأخلاقاً وأسرة وغيرها على أنه بناء متكامل يكمل بعضه بعضاً.
ب-التوازن في البناء الثقافي لتبقى معتدلة في نظرتها، فلا تقتصر على مقررات معينة أو تفتح ذهنها لكل ما هب ودب من ثقافة الشرق أو الغرب فتقع في الضلال.
--------------------------------------------------------------------------------
*عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا،ً والأستاذ بها حالياً.
http://www.lahaonline.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/454)
الأم مكانتها ودورها
سعود بن إبراهيم الشريم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جندية مجهولة:
فعلى البسيطة من هذا الكون ثَمَّ مخلوقة ضعيفة، تغلب عليها العاطفة الحانية، والرقة الهاتنة، لها من الجهود والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا جند، وهي حارسة حيث لا حرس، لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي والشرخِ كلَّه، وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟!
أم الإنسان – عباد الله – هي أصله وعماده الذي يتكئ عليه، ويرد إليه وَاللهُ جَعَلَ لَكُم من أنفسكم أَزوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم من أَزواجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل:72]. وكون الشيء أصلاً وعماداً دليل بارز بجلائه على المكانة وعلو الشأن وقوة المرجعية، ألا ترون أن أم البشر حواء، وأم القوم رئيسُهم، وأم الكتاب الفاتحة، وأم القرى مكة، وفي ثنايا العلوم كتاب الأم للشافعي رحمه الله؟!
لماذا الحديث عن الأم؟
من خلال هذه المقدمة الوجيزة عن الأم، ربما يدور بخلد سائل ما سؤال مفاده: أيوجد ثمَّ مشكلة تستدعي الحديث عن مخلوقة ليست هي بدعاً من البشر؟ أم أن الحديث عنها نوع تسلية وقتل للأوقات؟ أم أن الأمر ليس هذا ولا ذاك؟.
والجواب الذي لا مراء فيه: أن الأمر ليس هذا ولا ذاك، بل إن الأمر أبعد من هذا وأجلّ، إننا حينما نتحدث عن الأم فإننا نتحدث عنها على أنها قرينةُ الأب، لها شأن في المجتمع المكوَّن من البيوتات، والبيوتات المكونة من الأسر، والأسر المكونة منها ومن بَعْلِها وأولادها، هي نصف البشرية، ويخرج من بين ترائبها نصف آخر، فكأنها بذلك أمةٌ بتمامها، بل هي تلد الأمة الكاملة، إضافة إلى ما أولاه الإسلام من رعاية لحق الأم، ووضع مكانتها موضع الاعتبار، فلها مقام في الحضانة، ولها مقام في الرضاع، وقولوا مثل ذلك في النفقة والبرِّ وكذا الإرث.
فالحديث عن الأم إذاً يحتل حيزاً كبيراً من تفكير الناس، فكان لزاماً على كل من يهيئ نفسه لخوض مثل هذا الطرح أن يكون فكره مشغولاً بها، يفرح لاستقامة أمرها، ويأسى لعوجه، ويتضرس جاهداً في الأطروحات المتسللة لواذاً؛ ليميز الخبيث من الطيب، فلا هو يسمع للمتشائمين القانطين، ولا هو في الوقت نفسه يلهث وراء المتهورين.
والمرتكز الجامع في هذه القضية، والذي سيكون ضحية التضارب والمآرب، هي أمي وأمك وأم خالد وزيد، وحينئذ يجني الأولاد على أمهاتهم، ويقطعون أصلاً وأُسًّا قرره رسول الله لرجل حين جاء يسأله: {من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك} [خرجاه في الصحيحين]. وسلام الله على نبيه عيسى حين قال: وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً [مريم:32].
ماذا يحدث لو غاب دور الأم؟!
إن الارتفاع بشأن الأم في أوساط الناس وفق الحدود والمعالم التي حددها الشارع الحكيم لهو من دواعي رفعة البيت المسلم، كما أن المحاولات الخبيثة في خلخلة وظيفتها التي فطرها الله عليها من حيث تشعر هي أو لا تشعر، سببٌ ولا شك في فساد الاجتماع، وضياع الأجناس، وانثلام العروة، فأزاحت الأم عن نفسها مسئولية النسل ورعايته، فأصبحت لنفسها لا لرعيتها، ومن ثم قد تُسائل هي نفسها عن السبب، وما السبب إلا ما بيَّناه آنفاً، ولعمرُ الله كم قد تحقر الأم نفسها، أو يغيب عن وعيها مكانتها وسلطانها، ولو رفعت ببصرها قليلاً في ديوان من دواوين سنة المصطفى لوجدت قول النبي: {والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده} [رواه البخاري]، ومعلوم أن الرعاية لا توكل إلا لذي قدرة وسلطان على رعيته، ومن هنا عُلم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
لقد أصبح دور الأم ضعيفاً في تربية الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة؛ بسبب جهلها، أو غلبة المفاهيم الدخيلة عليها، فانحرفت مع التيارات المناوئة لما فُطِرت عليه، فخرج كثير من الأمهات من بيوتهن، وقلَّ تدينُهن وقربُهن من الله، فحصل الإهمال وضاع العيال، ولربما سلّمت فلذات كبدها إلى أيدي خادمة غير مسلمة!! وإن كان ثم مسلمة فجهلها أضعاف جهل الأم، فكانت كالمستجير من الرَّمْضاء بالنار، والمعلوم المقرر أنه ليس لبشر أمان.
أماه ... لا تنخدعي!
لقد انقاد كثير من الأمهات وراء صيحات أهل الكفر، فأُعجبت ببريق ما عندهم، وظهر النَّهم عندهن، حتى إنك لتحسه من إحداهن، فتراها كلما تقدمت في السن والإنجاب ازدادت في التشبب، ولا تزال تبتدئ من حيث انتهى أهل الكفر أنفسهم. إذاً الأم هناك تعيش تعيسة مُهَانة، لا أمل لها في ولد ولا بنت، ولربما لم تشعر بقيمة الأمومة والبنوة إلا بكلب تقتنيه، أو سِنَّور يحل في قلبها محل ابن آدم، وذلك كله ليس بمانع هذا الحيوان من أن يكون يوماً ما وريثها الوحيد دون أولادها، وأولادها في غفلة سادرين، ينتظرون خبر وفاتها بفارغ الصبر، لينعموا بما تخلفه من تركة أو عقار، وإن كانت الأم فقيرة الحال ففي دور العجزة والرعاية بالمسنين متسع لها ولمثيلاتها.
إن الذين يزدرون وظيفة ربة البيت التي هي الأم،هم جُهَّال بخطورة هذا المنصب وآثاره العميقة في حاضر الأمم ومستقبلها المشرق، بل إن أعباء هذا المنصب لا تقل مشقة ومكانة عن أحمال الرجال خارج بيوتهم، وإن القدرات الخاصة التي توجد لدى بعض الأمهات لا تبرِّر لهن إلغاء هذا المنصب، الذي لا يليق إلا لهن، ولا يلِقْن إلا له. فطرة اللهِ التِي فَطَرَ الناسَ عَلَيهَا لاَ تَبدِيلَ لِخَلقِ اللهِ [الروم:30].
أكمل الأمهات!!
ليس أكمل الأمهات تلك الأم التي امتلأت في عقلها بصنوف من العلوم والمعارف النظرية أو التجريبية،في حين أن القلب خواء مما ينفع بيتها أو يفيده، إن مثل هذه الأم تحل بما تعلمت مشاكل وتخلق مشاكل أخرى، لا ليس نضح الأم كمثل هذا، إنما الأم هي تلك المصونة العفيفة، التي أضاءت قلبها بنور الإيمان والطاعة، والاتباع للكتاب والسنة، والتي هي لبعلها وولدها كالإلهام والقوة في إدخال السرور، والنقص من الآلام، ولم تكن الأم قط أعظم من الأب إلا بشيء واحد هو خلقها ودينها، الذي تجعل به زوجها وولدها خيراً وأعظم منها، وقديماً قيل: وراء كل رجل عظيم امرأة. فالمرأة – أيها الناس – إما زوجة حانية، أو أم مربية، أو هي في طريقها إلى هذا المصير النبيل بعد أن تشبّ عن الطوق.
دورك يا أمَّاه!!
إن تصور الأم قاعدةً في البيت لا شغل لها جهلٌ مُركَّب بمعنى الأسرة الحية، كما أن تصورها محلاً لإجادة الطهي والخدمة فحسب ضربٌ من السلوك المعوج الذي عرفته الأم الكافرة إبَّان إفلاسها الأخلاقي والأسرى، والذي أثبت من خلاله أن الأم العاطلة خير من الأم الفاسدة الخرَّاجة الولاَّجة، وأن الأمهات المحتبسات في المخادع والبيوت أشرف من اللواتي يتكشَّفن لكل عين، ولا يرددْن يد لامس أو نظرة لاحظ.
ونحن - معاشر المسلمين - لا نريد في حياتنا من خلال الواقع المرير أن نوازن بين شرين، لنختار أحدهما أو أخفهما، كلا بل إننا نريد أن نحقق ما طالبنا الإسلام به، من إقامة أسرة مستقيمة يشترك الجنسان معاً في بنائها، وحمل تبعاتها على ما يرضي الله ورسوله، ليتحقق فينا قول الباري - جل وعلا -: "وَالذِينَ ءامَنُوا وَاتبَعَتهُم ذُريتُهُم بِإِيمانٍ أَلحَقنَا بِهِم ذُريتَهُم وَمَا أَلَتنَاهُم من عَمَلِهِم من شيء كُل امرئ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ" [الطور:21].
يقول وكيع بن الجراح: قالت أم سفيان المحدِّث لولدها سفيان: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك بمغزلي، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلتتبعني. هذه هي أم أمير المؤمنين في الحديث.
وقبل ذلك حذيفة بن اليمان تسأله أمه: يا بني، ما عهدُك بالنبي؟ قال: من ثلاثة أيام، فنالت منه وأنَّبته قائلة: كيف تصبر يا حذيفة عن رؤية نبيك ثلاثة أيام؟.
وذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم - رضي الله عنها - أنها آمنت برسول الله ؛ قالت: فجاء أبو أنس – وكان غائباً – فقال: أَصَبَوتِ؟ قالت: ما صبوت، ولكن آمنت بهذا الرجل. قالت: فجعلت تلقِّن أنساً وتشير إليه: قل لا إله إلا الله، قل أشهد أن محمداً رسول الله، ففعل، قال: فيقول لها أبوه: لا تفسدي عليَّ ابني، فتقول: لا أفسده، فلما كبر أتت به النبي وقالت له: هذا أنس غلامك، فقبَّله النبي.
لقد قامت الأم بدورها الريادي في التربية والتوجيه، متمثلاً في شخصيات وسلف هذه الأمة لا تعد حصراً، إيمان بالله، وحسنُ تربية، ولا تفسدُ على زوجها إصلاحَ بيتها، تطلعه على كل ما من شأنه إصلاح البيت المسلم، بيتها دار الحضانة الأسمى، لا دور الحضانة المنتشرة في آفاق المسلمين، والتي ينبغي ألاَّ تُقبل إلا في الضرورات الملجئة.
في الخنساء عبرة وعظة:
أيتها الأم المسلمة.. أيها الأب المسلم:
في سير الأسلاف عظةٌ، وفي مواقفهم خير وعبرة، و الخنساء - رضي الله عنها - عُرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفَّى إبان جاهليتها، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله، وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابْنُ أبٍ واحد وأم واحدة، ما خبث آباؤكم، ولا فُضحت أخوالكم. فلما أصبحوا باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قُتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
هذه هي الخنساء فأين جملة من رائدات نهضة الأمومة منها؟ هذه هي الخنساء فأين المتنصِّلاتُ عن واجب الأمومة منها؟ إن جملة منهن – ولاشك – أقصر باعاً وأنزل رتبةً من أن يفقهن مثل هذا المثل، ربما كرهت إحداهن أن تكون أُمًّا لأربعة، ولو تورطت بهم يوماً ما لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها بشيء طائل، وكفى بالأم إثماً أن تضيِّع من تعول. وفي مثل الخنساء تتجلى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها، ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها على رجال كثير مع أنوثتها وقصورها عن الرجل، ولو كانت الأمهات كأم سليم، وعائشة، وأم سلمة، و الخنساء، لَفضُلتْ النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر. فالصالِحاتُ قانِتاتٌ حَافِظَاتٌ للغَيبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ [النساء:34].
فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جُلّ الناس بسبب ضعف الوازع الديني المنجي من الوقوع في الإثم والمغبَّة، وعلينا جميعاً أن نعلم أن الأم خير حانية، لطيفة المعشر، تحتمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يُطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفاً، ويحمِّلها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحسّ به إلا الأمهات، يتبعها آثار نفسية وجسمية، تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة،تحمله وهناً على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، وكأن لسان حالها يقول: "يا لَيتَني مِت قَبلَ هَذَا وَكُنتُ نَسياً منسِياً" [مريم:23]. ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين غلاً قسراً وإرغاماً، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئاً لم يكن إذا انقضى، ثم تعلِّق آمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، والذي تفقهه من قوله - تعالى -: "المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيَا" [الكهف:46]، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذِّيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤْثِره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حملها ومخاضها.
تقول عائشة - رضي الله عنها -: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال: {إن الله قد أوجب لها الجنة – أو أعتقها من النار} [رواه مسلم]. الله أكبر.. ما أعظم الأم الصادقة المسلمة!!.
لا للعقوق:
ألا فليتق الله الأولاد، وليقدِّروا للأم حقَّها وبرَّها، ولينتهين أقوام عن عقوق أمهاتهم قبل أن تحل بهم عقوبة الله وقارعته، ففي الصحيحين يقول النبي: {إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات}، وعند أحمد وابن ماجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: {إن الله يوصيكم في أمهاتكم} قالها ثلاثاً، وعند الترمذي في جامعه عن النبي قال: {إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء ... وذكر منها: وأطاع الرجل زوجته وعقَّ أمه}.
ولا بطلقة واحدة
ألا لا يعجبنَّ أحدٌ ببره بأمه، أو يتعاظم ما يسديه لها، فبرُّها طريق إلى الجنة.
جاء عند البيهقي في شعب الإيمان، والبخاري في الأدب المفرد:"أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدّث: أنه شهد ابن عمر رجلاً يمانياً يطوف بالبيت، حمل أمه وراء ظهره يقول:
إني لها بعيرها المذلَّل *** إن أُذعرت ركابها لم أُذعر
الله ربي ذو الجلال الأكبر، حملتها أكثر مما حملتني، فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟ قال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة!".
ليس هكذا تُكرم الأم!!
ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أنه ينبغي التنبيه إلى مكانة الأم. وواجب الأولاد والمجتمع تجاهها لا يعني خرق حدود الشريعة أو تجاوزها، إذ تلك حدود الله فلا تعتدوها، فالأم لا تُطاع في معصية الله، ولا يُقدَّم قولها على قول الله ورسوله، ولا ينبغي أن يُتشبَّه بأهل الكفر في طقوسهم ومراسيمهم مع الأم، والتي هي ليست من نهج الإسلام في شيء،حيث يعملون لها يوماً في السنة هو يوم البر بها، يقدمون لها فيه شيئاً من الزهور أو الطيب ونحو ذلك، يسمونه عيد الأم، وهذا من البدع المنكرة التي يكتنفها آفتان:
أولاهما: تقليد أهل الكفر: ورسول الله نهانا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، ومن أبى فقد قال عنه: {ومن تشبه بقوم فهو منهم}، حتى لقد قال اليهود عنه: ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه [رواه مسلم].
وثاني الأمرين: هو إحداث عيد واحتفال لا يُعرف في أعياد المسلمين: وما للمسلمين إلا عيدان: عيد فطر، وعيد أضحى، وما عدا ذلك من أعياد للأم واحتفالات، أو أعياد للميلاد أو للبلوغ أو للكهولة أو للشيخوخة، كل ذلك مما أُحدث في الدين، وحرّمه علماء الملة. فكل احتفال أو عيد لم يدل الشرع عليه فهو بدعة محدثة، ورضي الله عن ابن عباس حين قال: {ما أتى على الناس حتى أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن}.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.kalemat.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/455)
للعروسين كلمة
قال - تعالى -: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون) [الروم:21].
إنّ هذه المودة والرحمة اللتين تقررهما الآية لا بد لتحقيقهما من اصطناع الأسباب التي تؤدي إليهما من الكلمة الحلوة، والبذل السخي، والعشرة اللطيفة، والسلوك الحسن، والفعل الطيب، وليس ذلك كائناً إلاّ بأن تعاون الزوجان على فهم كل منهما للآخر، وبأن يخطو كل منهما الخطوة الإيجابية في طريق المحبة، ويبادل صاحبه العاطفة الكريمة بمثلها.
وهذا كلام يفيد الإخوة والأخوات من الأزواج سواء أكانوا حديثي عهد بالزواج أم كانوا ممن مضى عليهم في هذه التجربة حين من الدهر. ولكنَ الكلام الآتي خاص بالزوجين في بدء حياتهما الزوجية السعيدة، ذلك لأن هذه المرحلة مرحلة خطيرة لها آثارها الضخمة على حياتهما المقبلة. وقد يكون كثير من الشباب والشابات على معرفة يسيرة بحقيقة الحياة، وخبرة محدودة بعلائق الناس ومعاملتهم، فإلى هؤلاء أوجه هذه الكلمة لنعيش معهم في جو المودة والرحمة الذي يشع من الآية الكريمة.
أيها العُرُس والعرائس!
إنّ هناك أفكاراً مغلوطة تقوم في أذهان كثير من عامتنا رجالاً ونساءً، وهذه الأفكار الخاطئة ربما أودت بالحياة الهادية السعيدة، والعيشة الراضية الرخيّة التي تطلع إليها كل عروس:
فمن ذلك ما يشيع عند نفرٍ من العامة أن العنف الشديد ينبغي أن يكون في الأيام الأولى للزواج.
ومن ذلك ما بدأنا نسمع به ونراه من التكلف الزائد والتصنّع الواضح في أيام العرس، وتحميل الإنسان نفسه من النفقات ما لا يطيق، وإظهار نفسه على غير حقيقتها.
وهذا وذاك خطأ بيّن، وخطر ماحق، يتهدد السعادة البيتية، ويقضي على الحياة الزوجية.
يا أبنائي وبناتي إنّ المودة لا تهبط علينا هبوطاً، ولا تنبع من تحت أرجلنا نبعاً.. إننا إن لم نسعَ إليها، ونأخذْ بما يوصلنا إليها لم نبلغها. فاستفيدوا يا أيها الأحبة من خبرة أهل العلم والتجربة التي توصلوا إليها بعد أن أمضوا عقوداً عديدة من السنين في دراسة مشكلات الناس ومحاولة التوفيق بين المختلفين منهم.
في كل بلدٍ تقوم أمثال شعبية تعبّر عن آراء أهل ذاك البلد، وهذه الآراء منها الصحيح ومنها المغلوط، فمن الأمثال الشعبية الهدامة التي تهدد سعادة الأزواج بالانهيار مثل يردده الناس في بلدنا وهو قولهم: (اقطع رأس القط في ليلة العرس) وهذا المثل مبنيّ على أسطورة تدّعي أن رجلاً مقبلاً على الزواج أتى بقط وجعله في غرفة العروس، وخبأ تحت الوسادة سكيناً، فلما دخلت العروس أمسك بالسكين وعمد إلى القط فقطع رأسه، فراع دم الهرّ البريء المرأة الغريبة الوافدة، وجزعت أشدّ الجزع وأحسّت أنها إن خالفت أمر هذا الزوج الوحش ربما تعرّضت إلى عقوبة تقرب من عقوبة ذاك القط البريء... ولذلك فقد انقادت لزوجها انقياداً تاماً وأطاعته طاعة عمياء. إنّ هذه الفكرة الخاطئة توقع النفور بين الزوجين في وقت هما في أشد الحاجة إلى الألفة والمودة والانسجام.. إنّ بدء الحياة الزوجية في جو يقوم على الإرهاب والدم والتهديد يذهب بكل إمكانات الوفاق في المستقبل، ويجعل الحياة إن استمرت قائمة على الخوف والحقد، والكراهية والكيد إنّ الأيام الأولى في الزواج مرحلة من أدق المراحل في حياة الإنسان.
نعم.. هناك ضرورة ماسة إلى أن يروض كل من الزوجين نفسه وصاحبه على الحياة الجديدة، وقد تتداخل بعض المعاني في بعض عند كثير من الشباب فيقعون في أغلاط مدمرة.. إن ترويض العروسين نفسيهما وصاحبيهما على بعض العادات والأخلاق والأعراف ينبغي أن يكون مغموراً بندى المودة، وشذا المحبة، ونسيم التفاهم.. أما العصا والسوط والسكين والمعاندة والمخالفة فسلاح مغلول، إن صلح لدى بعض الأمزجة المريضة النادرة فلن يصلح في أكثر الحالات.
إن الزوج الناجح هو الذي يستطيع أن يمتلك قلب زوجته في الأيام الأولى، وإن الزوجة الناجحة هي التي تستطيع أن تحظى بإعجاب الزوج ومحبته في هاتيك الأيام السعيدة، ذلك لأنّ الإحسان يقود إلى الإحسان، وقيامُ مثل هذا الوضع من الطرفين يعينهما على إفراز المحبة والعطف والحنان والتقدير والاحترام، وعلى مرور الأيام كلما قامت عوامل جديدة تربط بين الزوجين نجد أنّ هذه المعاني قد زادت توثقاً ورسوخاً ونمت نمواً كبيراً.
ولو نظرنا يا سادتي في أحكام الشريعة السمحاء لوجدنا ما يؤيد هذا المنطق السليم ويدعمه، فلقد ندب الشارع الحكيم الزوج أن يقيم مع عروسه سبعة أيام إن كانت بكراً، وألا يشرك معها غيرها.
روى البخاري ومسلم عن أنس أنه قال: "من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندهم سبعاً وقسم، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً ثم قسم".
ولقد ندب إلى إقامة الوليمة، وفي ذلك تطييب لخاطرها وإشعار لها بالاهتمام البالغ لا سيما في الأزمان التي يكثر فيها الفقر، وتشح فيها الموارد.
والناظر في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم- مع أهله وأزواجه يعلم حقّ العلم أن الفكرة القائلة باستخدام العنف في الأيام الأولى أو في الحياة الزوجية مرفوضة رفضاً تاماً، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وكان - صلى الله عليه وسلم- يُعنى بملاطفة أهله والتودد إليهن وممازحتهن.
والمروءة تقضي بذلك أيضاً، فهذه البنت الغريبة التي تركت أهلها، وجاءت إلى بيت لم تألفه، وإلى قرين لم يسبق لها به خلطة، جديرة بأن تكرم؛ حتى تزول وحشتها، وتشعر أنها انقلبت إلى جو مفعم بالحب والحنان والمؤانسة والاحترام، يجب أن يشعرها الزوج الذي ارتضاها بأن تكون شريكة عمره وأم أولاده أن يشعرها أن بيت الزوجية ليس قفصاً ولا سجناً ولا أتوناً، وإنما هو واحة عامرة بالودّ والنعيم، وأنها في أفراح متواصلة، لا في معارك ساخنة.
وعليها هي أيضاً أن تبادله هذه العواطف بمثلها، وتروّض نفسها على قبول الحياة الجديدة، ويتنازل كل منهما عن العادات التي كان يحياها فيما قبل الزواج، إنّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه، فالعنف من أحد الزوجين أو كليهما ينمي فيهما الحقد، ويحملهما على العبوس الدائم، وقد يصيبهما ببعض الأمراض النفسية، التي تسيء إليهما مدة حياتهما، وإلى أولادهما من بعدهما، وقد يعرضهما إلى الجنون أو الإجرام، وقد تتقوض الحياة الوليدة وتنتهي إلى الفراق الفاجع.
وكذلك فإن التكلف الزائد، وإرهاق المرء نفسه بالنفقات في أيام العرس لون من الخداع يكون أثره سيئاً على الحياة الزوجية، وحماقة تؤذي مصلحة الأسرة لجديدة.
أيها السادة:
لنتقِ الله في بيوتنا، ولنتخلق بالأخلاق الإسلامية، ولنلقِ وراء ظهورنا كل العادات السخيفة البالية والمستحدثة، ولنستمسك بما جاء في ديننا ففيه - والله - السعادة الحقة، ولنسعَ إلى المودة والرحمة باتخاذ أسبابهما لعلنا نوفق إلى إقامة الأسر المتراحمة المتوادة، التي تحتاج إليها أمتنا في نهضتها المقبلة إن شاء الله.
http://www.wvvw.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/456)
حجابنا يحتاج إلى حجاب!
نظرة تلقينها في الأسواق والمجمعات التجارية والطرقات ترين فيها ما يدمي قلبك, ويحزن نفسك, ويفت كبدك من منظر حجاب بنت الجزيرة المسلمة, ذلك الحجاب الذي بدأ في الانحدار والتدرج في التبرج, لقد أصبح مدعاة للفتنة والإغراء وتتابع النظرات. لقد تفننت بنت الجزيرة في حجابها فبهرجته ونمقته وزينته, حتى أصبح حجاب كثير من المسلمات يحتاج إلى حجاب وستر!
بدأت عباءة المرأة تتقلص شيئا فشيئا فقصرت من جهة القدمين, ومن جهة اليدين, أصبحت العباءة حملاً ثقيلاً لا تستطيع حمله, فخففت من وزنها, فاستبدلت الغليظة بالشفافة, والطويلة بالقصيرة, والواسعة بالضيقة, بل الضيقة جدا فوالله أصبحت العباءة كأنها فستان ضيق يصلح لبسه في أكبر المناسبات, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بدا حجاب وجهها يتقلص ففتحت للعينين لتبصر بهما الطريق, فقد أظلمت الدنيا ولم تعد تبصر جيدا من وراء حجاب, ثم اتسعت الفتحتان فظهر الخدان, حتى ترى وميضهما من غير حجاب, فسقط الحياء ونزع ثوبه, وللأسف الشديد.
يا سبحان الله!! أين الحكمة من الحجاب ومشروعيته؟! أجهلته بنت الجزيرة؟ ألم تسمع وتتلُ قول الله - عز وجل -: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) قالت أم سلمة - رضي الله عنها -: (لما نزلت هذه الآية خرجت نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة, وعليهن أكسية سود يلبسنها)
أخواتي: أليست الحكمة من الحجاب تغطية الزينة وإخفاءها وسترها؟ بلى وربي لكنها تتكلف الزينة لتظهرها بدل أن تخفيها.
سبحان الله لا أعرف لمن تتزين المرأة في لبسها للعباءة المخالفة لعباءة المرأة المسلمة؟؟ لمن؟ألزوجها؟ فمن باب أولى أن تتزين لزوجها ما شاءت من اللباس في داخل بيتها, وعند الخروج تلتزم بالحجاب الشرعي.فللأسف الشديد نرى أغلب من يتساهلن في لبس العباءة من المتزوجات(إلا من رحم الله).
ولمن تتزين الفتاة في لبسها للعباءة إن كانت غير متزوجة؟ التفتن شباب المسلمين ومن ثم تعرض نفسها وعفتها للذئاب؟
أم تتزين للبحث عن الشاب الذي يعجب بها ومن ثم يتقدم لخطبتها؟؟ فان كان غرضها كما في الحالة تلك, فلتعلم بأنها لن تنال التوفيق من الله بعصيانها له. ولكن إذا اتقت الله في حجابها من تلك الشبهات فسيجعل لها مخرجا ويرزقها من حيث لا تحتسب.
أخواتي إنني أنادي بأعلى صوتي: بأن تتقي الله تلك المسلمة المتهاونة في حجابها, وألا تكون سبب فتنة لها ولمجتمعها.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
http://www.wahaweb.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/457)
ماذا تختارين سعادة الدنيا أم سعادة الآخرة؟
أول ما ابدأ به هو الصلاة والسلام علي سيد الخلق والمرسلين.
أخوتي في الله تمر علينا لحظات عصيبة في هذه الدنيا الفانية.
وأحيانا تكون كلعلقم مرة المذاق ساعتها يجب علينا أن نتذكر بأن هذا بلاء من الله – تعالى - ويا سعادة الذي صبر وقال (لا حول ولا قوة إلا بالله) فبذلك قد أراد سعادة الآخرة لا سعادة الدنيا إخوتي إني اكتب لكم هذه الكلمات علني أن أوصل لكم بعضاً ممن نحن نغض النظر عنه واطلب من الله تعالي أن يهدينا ويصلحنا لما يحب ويرضي.
أخواتي هناك أنواع من الناس تتغير نظرتهم في تفسير السعادة فمنهم من يرى السعادة في جمع المال وتوفير الملذات، ومنهم من يرى السعادة في قيادة الناس وتولي أمورهم.
وعندما يستعرض المسلم نهاية هذه الاتجاهات يرى أن نهايتها تتوقف في الحياة الدنيا ولا تتعداها إلي الآخرة التي هي دار المقام مع ما يترتب علي ذلك من الإثم والتقصير وارتكاب المحرمات وترك الواجبات
أما السعادة الحقيقية أخواتي هي التي تتمثل في اتباع منهج الله - سبحانه وتعالى - وإتباع مرضاته، وسلوك الأسباب المؤدية إلي ذلك المتمثلة في إخلاص.
العبادة لله والمتابعة للرسول - صلي الله عليه وسلم - والاستجابة لأوامر الله - سبحانه وتعالى - والانتهاء عن زواجره بقوله – تعالى -: (يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه).
واعلموا إخوتي أن الدنيا عرض زائل وان الجنة هي السعادة الحقيقية، فلنسعى إخوتي لتلك السعادة ولنعمل جاهدين للنيل منها.
أختي الغالية لا تغرك هذه الدنيا بما فيها من زخارف وألوان واعلمي أن الدنيا هي امتحان لكل مؤمنة ومؤمن.
وهيا لنتسارع إلي الأعمال الحسنة وقيام الصلوات والحشمة إخوتي هذه التي تتذرع بعض النساء والفتيات عن الإصغاء لها إن كنتم تبغون السعادة العظيمة الثمينة اقنطي مع نفسك وفكري بما تقومين به.
فهل تريدين هذه السعادة الفانية؟
أم السعادة الأبدية والتي هي أغلي من كنوز الدنيا كلها.
وأخيرا إخوتي أتمني أن لا أكون قد أطلتم عليكم بكلامي هذا.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
لا تنسوني من الدعاء.
http://www.wahaweb.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/458)
التسوّق بين الفتنة والمتعة
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
كان من الصحابة من يأتي السوق لإقامة ذِكرِ الله حال الغفلة.
فقد كان ابن عمر يقول: إني كنت لأخرج إلى السوق وما لي حاجة إلا أن أُسلِّم ويُسلَّم عليّ. رواه ابن أبي شيبة.
وكان بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يُكبر ويُسبِّح ويذكر الله - تعالى - ، فقال له رجل: يا أبا بكر في هذه الساعة؟ قال: إنها ساعةُ غفلة.
وكانت الأسواق تُذكرهم بالآخرة، فإن ابن مسعود - رضي الله عنه - ما خرج إلى السوق فمرّ على الحدادين فرأى ما يُخرجون من النار إلا جعلت عيناه تسيلان.
وكان طاووس اليماني إذا مرَّ في طريقه على السوق فرأى تلك الرؤوس المشوية لم ينعس تلك الليلة.
وكان عمرو بن قيس إذا نظر إلى أهل السوق بكى، وقال: ما أغفل هؤلاء عما أُعِدّ لهم.
وإنما كانوا يحرصون على إقامة ذكر الله في الأسواق لأنها مواطن غفلة ولغو ولهو، ويعظم أجر الذّاكرِ لله في مواطن وأوقات الغفلة، ولذا كانت صلاة الضحى تعدل 360 صدقة، كما في حديث أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. رواه مسلم.
ومن هذا الباب عِظم أجر الذاكر في السوق.
قال محمد بن واسع قدمت مكة فلقيت بها سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. كَتَبَ الله له ألفَ ألفَ حسنة ورفع له ألفَ ألفَ درجة، وبَنى له بيتا في الجنة قال محمد بن واسع: فقدمت خراسان فأتيت قتيبة بن مسلم فقلت: أتيتك بهدية، فحدثته الحديث. قال: فكان قتيبة يركب في موكبه حتى يأتيَ السوق، فيقولَها، ثم ينصرف.
قال الذهبي: هذا إسناد صالح غريب. والحديث حسنه الألباني.
وروى ابن أبي شيبة عن أبي قلابة: قال التقى رجلان في السوق، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي تعال ندعو الله ونستغفره في غفلة الناس لعله يُغفر لنا، ففعلا، فقُضيَ لأحدهما أنه مات قبل صاحبه، فأتاه في المنام، فقال: يا أخي أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق.
وقال عبد الله بن أبي الهذيل: إن الله ليحب أن يُذكر في الأسواق، وذلك لِلَغطِ الناس وغفلتِهم، وإني لآتي السوق ومالي فيه حاجة إلا أن أذكرَ الله.
قال حميد بن هلال: مثل ذاكر الله في السوق كمثل شجرة خضراء وسط شجر ميت.
ولما دخل الحسن بن صالح السوق فرأى هذا يخيط وهذا يصنع، بكى، ثم قال: انظر إليهم يُعللون حتى يأتيَهم الموت.
وكان مالك بن دينار يقول: السوق مكثرة للمال مذهبة للدِّين.
هكذا كانوا مع الأسواق.
ـــــــــــــــــــ(83/459)
ـ
فكيف أصبحت أحوالنا مع الأسواق
أصبحنا نُسمّيها:
(متعة التسوق)!
فنعوذ بالله من أحوال أُناسٍ لا يجدون الراحة والمتعة إلا في مواضع الفتنة. فيُسمّونها: مُتعة التّسوّق!
يجدون راحتهم في الأسواق التي هي أبغضُ البلاد إلى الله.
قال - عليه الصلاة والسلام -: أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها. رواه مسلم.
وما ذلك إلا لأن المساجد أماكن العبادة وذِكرِ الله - عز وجل -.
بينما الأسواق هي أماكن الغفلة.
قال الإمام النووي - رحمه الله -: أحب البلاد إلى الله مساجدها؛ لأنها بيوتُ الطاعات، وأساسُها على التقوى. وقوله: وأبغض البلاد إلى الله أسواقها؛ لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله، وغير ذلك مما في معناه... والمساجد محل نزول الرحمة، والأسواق ضدها.
وحذّر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من المنازعات والخصومات التي تقع في الأسواق فقال: إياكم هيشات الأسواق. رواه مسلم
قال النووي: أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها.
ولذا قال - عليه الصلاة والسلام -: إن التجار هم الفجار. قيل: يا رسول الله أوَ ليس قد أحلَّ الُله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يُحدِّثون فيكذبون، ويحلفون ويأثمون. رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني.
وحذّر السلف من كثرة دخول الأسواق.
قال سلمان - رضي الله عنه – : لا تكونن – إن استطعت – أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته. رواه مسلم.
وقال ميثم رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: يغدو الملك برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منزله، وإن الشيطان ليغدو برايته مع أول من يغدو إلى السوق. قال ابن عبد البر: وهذا موقوف صحيح السند.
وقال أبو عثمان: إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه، فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخلها ولا آخر من يخرج منها فافعل.
وفي الأسواق تجتمع الشياطين للتحريش بين الناس وحملِهم على المفاسد سواء ما كان منها في التعامل والمعاملات، أو ما كان منها في فساد الأخلاق وشَيْن الطبائع.
ومن عجبٍ أن أفضل الأوقات وأحبها إلى الله تُقضى في الأسواق، فيقضون ليالي رمضان في الأسواق والتّسوّق.
وإذا قيل لهم في ذلك.
قالوا: تُريدوننا نحضر الأعياد بملابس قديمة!
لا. لا نُريد لكم ذلك، ولكن هلاّ كان ذلك قبل ذلك؟
أي قبل مواسم الخيرات.
وأشدّ ما تكون فتنُ الأسواق في العشر الأواخر من رمضان، في تلك العشر التي هي أفضل ليالي الشهر بل أفضل ليالي العام فتضيع تلك المواسم بين السوق والمطبخ.
وتتدافع النساء في تلك الأيام على شراء ملابسِ العيد.
ووالله إن الواحد مِنّا ليدخل لتلك الأسواق، فما يجد قلبه الذي كان يجده قبل دخول الأسواق!
فيكون الرجل أو المرأة بين بيته ومسجده ومصحفه في أيام وليالي رمضان ثم تعرض له الحاجة فيدخل السوق، فيتغيّر عليه قلبه.
وقد يقول بعض الناس إنه لا يجد ذلك ولا يُحسّ به!
فالجواب ما قاله ابن القيم - رحمه الله –: مرض القلوب لا يُشعر به غالباً.
أو قوله: وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألّم بورود القبيح عليه، وتألّم بجهله بالحق بحسب حياته. وما لجرح بميت إيلام. انتهى.
وإن كثيراً من النساء أضعن ليالي الشهر الكريم بين الأسواق، فلو سُئلت إحداهن كم سوق دخلته في رمضان، لغلِطت في العدّ!
ولو سُئلت كم مرة قرأتِ القرآن، لما ردّت!
وإن كانت غير قارئة للقرآن لقالت: لا أُحسن القراءة!
ألا تُحسنين قراءة سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) كرريها عشر مرات، ففي كل عشرٍ قصر في الجنة. كما في المسند وغيره، وحسنه الألباني.
والمؤسف حقاً أن تتباهى النساء في مشترياتهن – في هذا الشهر وفي غيره – طلباً للمباهاة، وأن لا تكون"فلانة"أحسن مني! أو لست أقل من"فلانة"!
تقول مُعلِّمة خليجية عن زميلتِها: كانت تقوم بالتدريس معنا فتاة تلبس النادر من الثياب والحُليّ... تقول: وحاولت مُجاراتِها على حساب بيتي وزوجي وأولادي... إلى أن قالت: وقدّر الله أن تموت تلك المُدرِّسة في حادث وتأسفنا عليها وبعد ثلاثة أشهر اكتشفنا أنها غارقة في الديون وأن أهلَها يستجدون أهلَ الخير لسداد الديون، تقول: فقلت: لا للترف والمظاهر.
إسراف وتبذير وحبٌّ للمظاهر.
في أحد محلات بيع العطور تم تكريم بائع لأنه باع على إحداهن ما قيمته خمسة عشر ألف ريال مرة واحدة.
وامرأة اشترت من محِلاًّ يبيع صابون الجسم اشترت منه بأكثر من عشرين ألف ريال
وهذه بلا شك تدلّ على زيادة الترف الذي يُخشى معه من العقوبة التي لا تتخلّف عن المترفين.
وفي الأسواق ربما أُضيعت بسبب التسوّق الصلوات، وعُصي رب الأرض والسماوات.
وإذا كان هذا يُستقبح في غير رمضان فهو في رمضان أشد قُبحاً وأعظم جُرماً.
ذلك أن رمضان شهر الغُفران، فمن لم يُغفر له في رمضان فمتى يُغفر له؟
قال - عليه الصلاة والسلام -:"أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك رمضان فلم يُغفر له فأبعده الله. قل آمين. قلت: آمين. رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه.
النساء وأهداف التسوّق:
منهن من تخرج للسوق دون غايةٍ أو هدف، فتقول بعض النساء نريد زيارة السوق، ولما تُسأل: لماذا؟ وماذا تُريدين؟ تقول: إن لقينا شيء زين اشتريناه!
فالخروج أصلاً لم يكن لهدف، وإنما لإزجاء الوقت، وإضاعة المال، وربما الدِّين.
ومنهن من تخرج وتُخْرِج معها أهلَ بيتها، حتى تُرى المرأةُ الكبيرةُ في السن والتي بلغت من الكِبر عِتيّا تُجَرُّ في الأسواق دون ذنب أو جناية!
فهل تذكّرت تلك النسوة أنهنّ مسؤولاتٌ عن أعمارِهنّ.
فلن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأل عن عمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه
فهذه الأوقات التي تُهدر هي عمر الإنسان، فمن رامَ قتل الفراغ فقد رام قتلَ نفسه
ومنهن من تخرج للتعرّف على كل جديد، تتباهى به، أو بمعرفته!
ومنهن من تخرج للسوق في ليالي رمضان لإضاعة الحياء وقلّة الدِّين، ويتمثّل ذلك في فتنة الشباب والشابات!
فتنة الشباب بما ترتديه من ملابس، وما يفوح منها من عطورات.
وفتنة الشابات بتجرئتهنّ على ذلك الفعل المَشين وتهوينه في أعينهن.
ومن أسباب كثرة ارتياد الأسواق وجودَ الخدم في البيوت.
فلو كانت المرأة تُعنى ببيتها وأولادِها لما وجدت أوقات فراغٍ تقضيها في الأسواق والحدائق والمطاعم التي انتشرت في الأسواق.
ومن النساء من أدمنت خروج السوق فلا يُمكن بعد ذلك أن تستغني عن السائق أو الخادمة، فلا تَتَصوّر هي أن تعيش بدون هذين، ولو افتقرت لاستطاعت العيش ولاقْتَصَرت على ضروريات الحياة.
وكانت السؤال في أوساط النساء: هل عندك خادمة؟ فأصبح السؤال مع تزايد الترف وكثرة المال: كم عندك من خادمة؟
ووجود الخادمة في البيت له تبعاته من إهمال التربية والبيت والزوج، وكثرة الخروج فتُصبح المرأةُ خرّاجةً ولاّجة، لا همّ لها سوى شهوات البطن واللباس، ومن كانت كذلك فهي لا تصلحُ أُمّاً ولا تُحسن التربية.
وكُنت قرأت قبل فترة بعض الإحصائيات عن مرضٍ نفسي تفشّى في أوساط الكفّار، وكنت أظنه حِكراً عليهم، وإذا بي أسمع به في أوساط نساء المسلمين!
ذلكم المرض هو ما عُرِف بـ (إدمان التسوّق)
فتشير بعض الأرقام إلى وجود ثمانمائة ألف مدمن تسوّق بشكل مرعب في بريطانيا
بينما العدد تضاعف في أمريكا فيوجد ثلاثة ملايين ونصف المليون مدمن تسوّق!
و مدمنو التسوق بعضهم أفلس وباع كل ما عنده، فانتشرت عيادات مكافحة الإدمان.
تقول إحدى الأخوات إنها تعرِف فتاة تربّت في عائلة مُحافظة، وكانت أمُها هي التي تقضي حوائج البنات، فتذهب للسوق ما يُقارب ست إلى ثمان مرّات في السنة، تقول: المصيبة وقعت بعد زواجها من زوج كانت أمُّه مُدمنةَ أسواق، ولم تكتفِ بذلك بل كانت تطلب من زوجة ابنها أن تلبس العباءة الفرنسية وترتدي الضيّق من الملابس وأخذ الزينة الكاملة عند الخروج، تقول عن أمّ زوجها: إنها مُدمنة تسوّق بغرض توسيع الصدر؛ لأنها يضيقُ صدرها باستمرار... إلى أن قالت: المشكلة أنها ترتاد السوق في رمضان بشكل شِبهَ يومي من أجل الجوائز!!!
ضاع ليلُ رمضان بين السوق والسائق!
أخيراً:
قد يعترض مُعترض فيقول جعلتم التسوّق فتنة!
فأقول: ما هو تعريف الفتنة أولاً؟
الفتنة تُطلق على عدة معاني، منها:
اختبار الذهب، فتنته على النار، أي عرضته عليها.
والامتحان: فُتِن فلان، أي امتُحِن.
ويُطلق على الجنون، ومنه قوله - تعالى -: (بأيكم المفتون) قال أبو عبيد: المجنون.
والتعلّق بالنساء، يُقال: فَتَنَتْه المرأة، إذا تعلّق بها.
وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ما تركت بعدي (فتنة) أضرّ على الرجال من النساء. متفق عليه.
وقد قسّمت الفتن إلى صغار وكبار كما في حديث حذيفة المتفق عليه.
قال عمر: أيكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة كما قال؟ قال حذيفةُ: فقلت: أنا. قال عمر: إنك لجريء! وكيف قال؟ قال قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر. قال حذيفةُ فقلت: مالك ولها يا أمير المؤمنين؟ إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال: أفيكسر الباب أم يفتح؟ قال قلت: لا بل يكسر. قال: ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا. قال فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم. كما يعلم أن دون غد الليلة. إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط. قال شقيق بن عبد الله: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب، فقلنا لمسروق: سله، فسأله فقال: عمر.
ويُطلق الفاتن على الشيطان.
وعلى من يُثير الفتنة.
وعلى المضلّ عن الحق.
ومن هنا جاء هذا العنوان.
والله أعلم.
http://www.saaid.net المصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/460)
مخلوق في الشارع العام
ميمونة بنت عبد الله الغامدي
قضت عمرها في طريق عام.. قائلةً: خذوه فداء يا أحبائي.. ننام الليل ملء أجفاننا.. ننعم بالراحة والهدوء.. بالدفء والسكون العميق.. كل ما حولنا في البيت سكون!!
لكنها ما تزال تدب بين النيام في أواسط الليل البهيم!! تنتقل من غرفة هذا الابن.. إلى غرفة ذاك.. تعيد الغطاء على فراش تلك.. وتزيل ألعاباً من فوق سرير ذاك.. تصلح يداً صغيرة التوت تحت رأس صاحبها.. ثم تعود لتطمئن على غطاء الصغيرة..
ولا تزال.. رحلةٌ يوميةٌ كل ليلة بين غرف أعز الناس على قلبها حين يهجعون.. ونومٌ عميق يكاد يطبق على الأجفان العزيزة المرهقة.. لكنها لأجل الأحباب؛ تستعذب العذاب.
طافت بي هذه المشاعر.. حين رأيتها مسجاةً بغطاء أسود على قارعة الطريق!! والمارة متجمهرون حولها.. لكن أحداً لم يقترب منها.. فقد كان المصدوم امرأة.. وللتعريف والتشريف أقول: بل كانت أماً من الأمهات.
حين رأيتك أيتها الأم العظيمة.. في مشهد من أعظم المشاهد تأثيراً في حياتي.. لقد كنت حينها: (جثة) تنبض بالعطاء!!
وسأخبركم بها كما أخبروني:
كانت تجتاز الطريق إلى الناحية الأخرى.. خارجة من زيارة بيت ابنتها.. لتصل إلى بيت ابنها الواقع في الجهة الأخرى من الطريق.. دون أن تكلف أحدهم عناء إيصالها.
لقد كانت تتفقدهم بين الحين والحين.. فتؤنسهم وتنعش أرواحهم.. وتحييها بفيض الحنان الدفاق.. ثم تنصرف دون أن تثقل على أحدٍ منهم.. كسحابة ممطرة، نفرح برؤيتها لأنها تحمل لنا الخير.. ثم لا نأبه متى انصرفت بعدما تمطر!!
ثم كانت على موعدٍ مع القدر.. والذي كان أقرب إليها من بيت ابنها.. فعاجلتها سيارة طائشة أودت بالعمر الغالي.. أودت بالنور الذي انطفأ ليضيء لمن بعده الحياة.. ولتعلمنا درساً بعنوان: كيف يكون العطاء؟؟
لقد أودت بك يا من أسأل الله أن يجمعني وإياك في الفردوس الأعلى من جنات النعيم.. ولا تزال كل أمٍ رءوم..تنتقل من غرفة هذا، إلى غرفة تلك تصلح يد هذا، وتعيد الغطاء على جسد تلك.. تطمئن على هذا.. و.. و..
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
http://www.lahaonline.com المصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/461)
صور من التطور إلى الخلف
عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لتتبعن سَنَن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: فمن؟ (البخاري كتاب أحاديث الأنبياء). أتذكر هذا الحديث كلما أخذنا في تقليد الغرب في تقليعة من التقليعات أو في مجال من المجالات.ومن هذه المجالات عروض الأزياء ومسابقات ملكات الجمال أو فتيات الغلاف وغير ذلك.
لقد احتفلت محطة سي إن إن (CNN) بظهور صناعة عارضات الأزياء في بنجلاديش في برنامج دام قريباً من نصف ساعة وأعيد عدة مرات (كعادة هذه المحطات). وكأنّ المحطة تشيد بهذا التطور والتقدم في بنجلاديش وتشير إلى ما يدره هذا العمل على الفتيات الفقيرات من دخل. ولعلها أشارت إلى الاعتراض على هذا العمل ولكن دون اهتمام يذكر بالاعتراض.
لاشك أن بنجلاديش ليست الدولة الأولى في العالم الإسلامي التي تدخل هذا المجال ولكن لعلها من آخر الدول دخولاً إلى هذا المجال. وقد اهتمت المحطة بالعارضات وأهداف الشركة المتبنية لهذا الموضوع وكأنه لم يبق من مجالات التطور غير عرض الأزياء لتلحق هذه الدولة بركب الحضارة والتطور. وكأن صناعة عرض الأزياء وتصميمها من الصناعات التي لا تعد الدولة متطورة إن لم تدخلها. وأعتقد أن إخواننا في بنجلاديش حريصون على تطوير بلادهم في المجال العلمي والزراعي والتقني والصناعي ولكن هناك جهات تعمل في العالم الإسلامي تريده أن يهتم بالقشور والمظاهر والتفاهات أكثر مما تريده أن يهتم بجوهر المدنية والحضارة.
ولو تركنا بنجلاديش فمن صور التطور إلى الخلف ما تقوم به بعض المحطات الفضائية من اهتمام ببث ورعاية ما يطلق عليه فتاة الغلاف وهناك أكثر من جهة تتبني قضية فتاة الغلاف وقد كتبت صحيفة (الاقتصادية) في أحد أعدادها أن مسألة مسابقة ملكات جمال أو فاتنات الغلاف إنما هي تغرير بالصغيرات في هذا المجال حتى إن أصغر متسابقة لفتاة الغلاف لا تتجاوز الثالثة عشرة. ومما كتبته"الاقتصادية"تحت عنوان (حفل يستغل الصبايا لاختيار فتاة غلاف): "وإن كان أهذب وصف يطلق على موضوع الحفل وهدفه هو"الجاهلية الحديثة"تلك الجاهلية التي عادت برقيقها الذي تحول إلى أبيض-تطور في اللون فقط-"وأضافت كاتبة المقالة (الأستاذة خيرية العبد الله)"أن اختيار وجه غلاف للمجلة أو بالأصح جسم غلاف فالمسألة تجاوزت الوجه بكثير حتى وصلت لأمور نعرفها جميعاً ... .واختيار وجه غلاف لا يأخذ من المجلات الأخرى أكثر من دقائق وفي نفس مبنى المجلة دون تكلفة تذكر سواء بالمال أو بالجهد.
وعادت القناة الفضائية نفسها (المستقبل) بعد شهرين لا أكثر من الحفل الأول لترعى حفلاً ثانياً لمجلة فرنسية وكان العرض من خلال اللقطات التي عرضت كنوع من الدعاية أكثر فضائحية وأكثر عرياً من الاحتفال الأول أو المسابقة الأولى. ومن الأمور الطريفة أن إحدى مسابقات اختيار (ملكات الجمال) قد اختارت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي في لجنة التحكيم فهل جلوسها في لجنة التحكيم إلاً تأييد لهذا النوع من المسابقات الذي يمتهن المرأة ويجعلها كالسلعة تعرض على الأنظار. ومن العجيب أن إحدى المتسابقات في مسابقة (ملكة جمال العالم) - وهناك أيضاً ملكة جمال الكون - قالت إنها تشعر بشيء من الخجل أن تخرج في ملابس السباحة.
إن كاتبة اعترضت على مقالة تنادي بأن للرجل أن يجدد حياته بالزواج من فتاة تصغره بسنوات إذا بلغ الخمسين بأنه رجوع إلى عصر الجواري. والحقيقة أن العصر التي كانت تباع فيه الجواري كان أرحم بالمرأة وأكثر احتراماً لها فالجواري مظلومات مع ما يحدث للمرأة التي تزعم أنها حرة في العصر الحاضر. لقد أحصى أحد المؤرخين أن أكثر من ثلاثين خليفة في الدولة العباسية كانت أمهاتهم جوار أو أمهات ولد فهل تبلغ الجواري في هذا العصر شيئاً من هذه المكانة؟.
http: //medinacenter.org :المصدر
ـــــــــــــــــــ(83/462)
إلى من تبحث عن الموضة
بدرية العتيبي
قال - تعالى - (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).
أخيه...
أما آن لطريقك هذا أن يستكين..!
أم أن هذا الطريق هو القدر المبين..
أما زلت تستمعين إلى آخر ما قيل.. وتتوقين إلى معرفة ما وضع على الجبين؟
وما زال يراودك حلم المراهقين.. موضة وأغاني وغيرها من هذا الفعل المشين..
ما عدت أخيه تعلمين.. أبهذا اللبس تفتخرين..!
أم إلى غيره تهوين..
وفي نفسك تتسائلين؟! أمختلفة أنت عن غيرك وبهذا اللبس تتميزين؟
أم أنك أصبحت كالآخرين.. والى التجديد تمضين..
أخيه.. أين عقلك؟ فقد ضاع رشدك فأصبحت بالتفاهات تهذين.. ذاب عمرك وضاع حلم السنين..
وأنت.. أنت تبحثين عن آخر ما قيل وما وضع إلى الجبين.. فبعد ضياع السنين وأنت تبحثين ألا تملين.. والى ربك ترجعين.. وتتسائلين من أين تبدأين.. ألا ترين أنك أصبحت على نفسك من الظالمين.. فبعد أن منحك رب العزة الحياة تسلبينها أنت الروح.. وبعد أن رفعك بالعزة والكرامة تكسبينها الذل والمهانة وتدنسينها بارتكاب المعاصي والتبرج.. وتكونين أخيه لأعداء الإسلام علامة.. ولأقوالهم دلالة.. وتنفذين أعمالهم بكل إشارة وتتبعين طريقهم.. باحثة عن الرشاقة وآخر ما وجد من صيحات الموضة لتبدأين بعدها بالتبرج والسفور وإظهار الزينة ومن ثم تبحثين على شيء جديد في ما تلبسين وبما تتزينين في حجابك عبائتك وبدنك حتى طرأ عليك التغيير فيهما تبعاً لصراعات الموضة فأصبحت الحياكة مطرزة تارةً ومنقوشة تارةً وملونة تارةً أخرى إلى أن يدوم هذا التغيير إلى تقصيرها يوماً بعد يوم حتى قال الشاعر:
لحد الركبين تشمرين *** بربك أي نهر تعبرين؟!
كأن الثوب ظل في صباح *** يزيد تقلصاً حيناً بعد حينا
تظنين الرجال بلا شعور *** لأنك ربما لا تشعرين
أخي.. ألا تعلمين إلى أين تذهبين وما هو مقصدك من هذا اللباس المهين أإلى الشهرة تتزينين وتقصدين فاحذري هذا الفعل وأقرئي قول خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -: (من لبس ثوب الشهرة ألبسه أياه يوم القيامة ثم ألهب في النار).
أما زلت أخيه بأفكارهم تتقيدين.. ولأفعالهم تنفذين ولنواياهم تؤمنين وتثقين فإليك نتيجة نواياهم وأفعالهم اعتراف أجدى المشاهير الممثلة برجيت باردو قالت: (كنت غارقة في الفساد الذي أصبحت في وقت رمزاً له لكن المفارقة أن الناس أحبوني عارية ورجموني عندما تبت، عندما أشاهد الآن أحد أفلامي السابقة فإنني أبصق على نفسي وأقفل الجهاز فوراً كم كنت سافلة، إذا رأيت امرأة مع رجل ومعهما أولادها أتسائل في سري لماذا أنا محرومة من مثل هذه النعمة).
وأقرئي ممثلة أمريكية تنتحر بعد حياة بائسة وقد كتبت لفتاة ترغب العمل في السينما تقول لها: (احذري المجد.. احذري كل من يخدعك في الأضواء.. إني أتعس امرأة، أفضل البيت والحياة العائلية الشريفة على كل شيء،إن السعادة الحقيقية للمرأة في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل أن الحياة العائلية هي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية وتقول لقد ظلمني كل الناس وأن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة وأني أنصح الفتيات بعد العمل في السينما والتمثيل).
أخيه..
هذه مقتطفات مختصرة من بعض الهتافات ضد الخلاعة وضد الأزياء المنتهكة وضد الموضة الساقطة وضد تعرية الجسد وتسعير الشهوات فهل تعتبرين.. ألا تعلمين ما هي نتيجة هذا التبرج والسفور انه الابتذال والمهانات وبعدها الاغتصاب وإليك النتيجة الإحصائية لها:
1- في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد أكثر من نصف مليون عملية اغتصاب.
2- في لوس انجلوس عاصمة الجريمة والاغتصاب يوجد بين فتيات سن 14 سنة أن كل واحدة من ثلاث معرضة للاغتصاب وفي عام واحد أدخل إلى غرفة الطوارئ في مستشفيات المدينة 3646 ضحية اغتصاب أي 10 حوادث اغتصاب كل يوم في مدينة واحدة.
3- في أوروبا.. فرنسا.. عدد النساء المغتصبات أكثر من مئة ألف امرأة والمغتصبون ليسوا دائماً من الشواذ أو المجرمين بل من أناس عاديين.. وفي ألمانيا تغتصب امرأة كل ربع ساعة، فهذا الاغتصاب في الغرب إحدى الثمار المرة لخروج المرأة من بيتها سافرة متبرجة.. فرفقاً بالقوارير يا دعاة السفور..
أخي.. لا تغتري بكثرة المخدوعات والمغريات.. كوني من المؤمنات الراسخات فنحن في زمن طغت فيه الرذيلة على الفضيلة في كثير من البلدان فيكفي أنك في بلد عرف المرأة قدرها وأعزها ورفع مكانتها بشريعة الإسلام وإليك الشاهد من الغرب أنفسهم،، تقول صحيفة فرنسية وجدت المرأة العربية المسلمة محترمة ومقدرة داخل بيتها أكثر من الأوروبية واعتقد أن الزوجة والأم تعيشان بسعادة تفوق سعادتنا ونقول للمرأة المسلمة ناصحة لها لا تأخذي من العائلة الأوروبية مثالاً لان عائلاتها في نموذج رديء لا يصلح مثالاً يحتذى,, فالذي يعتقد أن تطور المجتمعات ورقيها يحصل بسفور النساء واختلاطهن بالرجال في الأعمال وغيرها قد جانب الحق والصواب فالتطور والرقي يتم بالتسليم قولاً وعملاً لأحكام الإسلام الحنيف الذي أعطى المرأة حقوقها كاملة وصان عرضها وحماها من الفتن والشرور وأوضح الطريق السوي لكل من يريد الخير في معاشه ومعاده قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (إنا قوم أعزنا بالإسلام فلن نبتغي العزة بغيره) وبعد هذا أخيه أليس إلى الجنة تشتاقين ومن النار تخافين.. ألا تعلمين مصير المتبرجات والعاصي فقد قال - تعالى -: (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون) ألا تتذكرين صراخ أهل النيران وتسألين نفسك هل أنت معهم من الصارخين أم من أهل النعيم ألا تخافين السقوط من الصراط أم تناسيت مقاطع الحديد والزقوم والغسلين، توهمي بعقلك إن لم يعفو عنك ربك كيف يكون حالك وأين مآلك!
تخيلي نفسك جسدك الذي كنت به تتبرجين وتتزينين تخيلي حين تلتهب النار في جسدك ويتساقط لحمك تخيلي نفسك وقد طال في النار مكثك والح عليك الذاب فتنادين فلا ترحمين وتبكين وتندمين فلا تقبل توبتك ولا يحاب نداؤك.
أخيه مثلي نفسك بهذا المنظر وعندها تتذكرين قال - تعالى - (لقد كنت في غفلة من هذا) يا من كنت عن الموضة تبحثين وباللبس الفاضح تفتخرين إقرئي قال - تعالى - (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار)
أخيه ألا تدركين قولي هذا أم أن ذلك أصبح تحت الرماد دفين فهل بالتوبة تسارعين أم بها تسوفين وتماطلين إلى الجنة تشتاقين أم انك لست لها من الطالبين
أليس النعمة الأمان تريدين إلى الراحة الاطمئنان تبحثين إلى نعيم من كل الألوان تودين فذلك في جنه النعيم دار السلام ألم تسمعي عن أول زمرة تدخل الجنة جنه الرحمن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليله البدر ثم الذين يلونهم على اشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا ينولون ولا يتمخطون ولا يبزقون أمشاطهم الذهب ومجاهرهم الالوة ورشحهم المسك أحلامهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستون ذراعا لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم عل قلب يسبحون الله بكرة وعشيا)
أخيه كم تمنيت إليك الكلام
فجاءت فرصتي فكتبت رسالة إليك لآتي بالبيان
ولكني أخشى الخطأ والنسيان ولكن من الواجب النصيحة ولو بأضعف الإيمان عندما يعجز اللسان فأخاطبك ماذا تنتظري حتى الآن
ألم تكتفي من المعاصي والآثام
ألن تفصحي عن توبتك وترجعي إلى الرحمن مهلاً أخيه فأنا أخشى عليك الذل والهوان وأنت تسيرين في هذه الحياة من دون أساس ولا عنوان
فلا تسوفي بالتوبة ما الذي أدراك ربما لا تدركين الغد
وأنت على هذه الغفلة..
أخيه.. فالقلب يناديك في كل حين وحين.
ومنك أجده ينادي المستحيل.. أفيقي.. أم أنك لا تسمعين الحنين؟
ففي رسالتي هذه حاولت أن أخرج من صمتي لأبوح عما في خلجات خاطري..
أخيه..
نحن في زمن زائف أصبح لا يعرف فيه إلا العصيان..
ولم أر منك إلا العصيان..
تمهلي.. لأقص عليك مشوار الأحزان..
فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها.. فهي من عالم العطور.. والفراء.. ودنيا الموضات والأزياء.. تقول (إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك..
مهمته العبث بالقلوب والعقول.. فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية.. مغرورة فارغة من الداخل.. لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس.. فكنت جماداً يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر.. ولم أكن وحدي المطالبة بذلك.. فكلما تألقت العارضة في تجريدها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم القاسي البارد.. أما إذا خالفت أياً من تعاليم الأزياء فتعرض نفسها لا لوان العقوبات.. التي يدخل فيها الأذى النفسي والجسماني أيضاً.. ثم تضيف عشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة.. بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل ولا حياء.. وتقول لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المقرع من الهواء والقسوة.. بينما كنت أشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصياً واحترامهم لما أرتديه) جريدة المسلمون العدد 238 عن اعترافات متأخرة.
هذا ما قالته (فابيان) عارضة الأزياء الفرنسية البالغة من العمر 28 عاماً بعد إسلامها وفرارها من ذلك الجحيم الذي لا يطاق.
أخيراً.. أتمنى أن لا أكون تبعثرت بالدرب وأخطأت العنوان.. فهذا جزء من نور الحقيقة ولا أملك عليك السلطان.
فبعد هذا.. فأيهما تختاري؟؟ جنة نعيم أو دار مع أسفل سافلين..
فلم يعد أمامي سوى الدعاء لرب العالمين أن يهدينا أجمعين..
أخيه.. احذري الشوك...
إن المعاكس ذئب
يغري الفتاة بحيلة
يقول هيا تعالي
إلى الحياة الجميلة
قالت أخاف العار والإغراق
في درب الرذيلة
والأهل والإخوان والجيران
بل كل القبيلة
قال الخبيث بمكر
لا تقلقي يا كحيلة
إنا إذا ما التقينا
أمامنا ألف حيلة
إنما التشديد والتعقيد
أغلال ثقيلة
ألا ترين فلانة
ألا ترين الزميلة
وإن أردت سبيلاً
فالعرس خير وسيلة
وانقادت الشاة للذئب
على نفس ذليلة
فبالفحش أتته
وبأفعال وبيلة
حتى إذا الوغد أروى
من الفتاة غليله
قال اللئيم وداعاً
ففي البنات بديله
والحمد لله رب العالمين..
http://www.alislam4all.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/463)
الداعية الصامتة لماذا؟
الذي اعرفه عنك أنك تملكين شيئاً من العلم وفصاحة اللسان، فلماذا الصمت والحياء..
نعم الحياء لا يأتي إلا بخير ولكن ليس هاهنا..
وليس معنى الحياء ألا تشارك الداعية في كلمة طيبة تلقيها على أخواتها المسلمات. قال - تعالى -: [وَاللهُ لا يَستَحيِي مِنَ الْحَقّ ِ] الأحزاب الآية:53
فاحذري أن يصيبك العجز والخور... سأذكر لك ما يحرك كوامن الخير في نفسك.
.. ألا ترين أهل الباطل يتسابقون إلى باطلهم ويتنافسون فيه فهؤلاء الراقصات العاريات يتفانين في عملهن وهؤلاء الممثلات والمغنيات الداعرات يبذلن الغالي والرخيص في أعمالهن ولا يستحين من الله ولا من خلقه
هذا وهن على باطل..!
فلماذا نستحي نحن أهل الحق.
أختي الداعية الصامتة..
إن كل واحدة منا على ثغرة في الإسلام عظيمة فاحذري أن يؤتى هذه الثغرة من قِبَلِكْ..
خوضي مجالات الحياة الكثيرة، فإن التفتِّ يمنة أو يُسرة وجدت عالماً تائهاً يمد يديه إليكِ لكي تخرجيه من الظلمات إلى النور بإذن الله...
عند حضورك أي درس أو محاضرة..
فمن الأفضل أن تصطحبي معك ورقة وقلماً وتقومين بتسجيل الأفكار الرئيسية كرؤوس أقلام.
وعند العودة إلى المنزل تكونين داعية بين أهلك، فتبلغين الوالدة المسكينة والأخوات الضعيفات بما منّ الله عليك من علم خلال الدرس الذي حضرتيه أنت وحُرمنَ هنّ فائدته فلا تبخلي عليهنّ فالأمر مهم.
هل فكرت
أن تضعي لك دفتراً خاصاً تلخصين فيه موضوعات أعجبتك من بعض الأشرطة والكتب القيّمة..
وبالتالي تقدمينها أنت دروساً لأهلك وزميلاتك وأقاربك أو الجيران ونحوهم.
http://www.resalah.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/464)
بقية الكحل
د. فيصل بن سعود الحليبي
الزواج واحة غنّاء، ترفرف على أشجارها الوادعة أطيار المودة والسكن، وتغرد في أفنانها الزاهية بلابل السعادة بألحان المحبة والرحمة، { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .
غير أن لهذه المعاني السامية رُسَلاً، تفتح أبوابها، وتمدُّ من أفقها، وتبقي لها في النفس آثارًا غاية في الروعة والجمال، والإخلاص والوفاء .
ولمّا جبل الله تعالى النفس على حب الجمال، وفطر الرجل أن يميل إلى حسن المرأة، دلّه على ما يمتعه بهذه الفطرة، بل حثه على ذلك في شرع الزواج، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : ( أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ؛ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ،وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ،وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ ) رواه الترمذي .
ولعلك تتفق معي أن أعظم ما يسر النظر _ بعد فعل الطاعات _ حسن جمال المرأة واستعدادها لاستقبال زوجها بشيء من الزينة المعهودة، فإنه سر عجيب لفتح قلوب الأزواج تكسل فيه جملة من الزوجات ثم يشتكين من توتر الأزواج وغلظتهم عليهن، والإعراض عنهن، والرغبة في عدم البقاء في المنزل بين زوجته وأولاده، لأنه ملّ من رتابة اللباس المبتذل، وشعر بأن وجوده أو عدمه لا يعني بالنسبة لزوجته شيئًا.
ولتتأمل المرأة عبارة (إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ)، فإن سرور الرجل يعني لها فتح مغاليق القلب، وانشراح الصدر، وسروره بحبيبه، ونسيان اختلافه معه، وفتح صفحة ودٍ جديدة، وتنقش في ذاكرة الزوج صورة عشقٍ لا تفارقه في حله وسفره، ويكون بها الرجل أكثر استجابة لها وتلبية لحاجاتها .. ولو صعبت أو كانت مرفوضة سابقًا !!
قال لي أحدهم بكل صراحة : أدخل البيت أحيانًا وقد امتلأ قلبي غيظًا على شيءٍ ما أخطأت فيه زوجتي ..كانشغال سماعة الهاتف مثلاً .. أدخل وقد جمعت لها كلامًا ليس لها مخرجًا منه، وتحقيقًا لن تستطيع إلا الاعتراف بعده، لكنني أجد نفسي في خجل وحياء .. وتراجعٍ سريع عن كل ذلك الاستعداد العسكري للخلاف، حينما أجدها متزينة متهيئة لاستقبالي ولو بقليلٍ من الزينة، وشيءٍ من العطر الهادئ الأخّاذ !
والحديث الذي يرويه البخاري وتقف بعض النساء منه موقف المتحفظ _ والله المستعان _ وهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ )، يحمل مفاتيح خطيرة لشخصية الرجل .. وليس الرجل فقط .. بل الرجل الحازم، فهل تشك الزوجة بأن زينتها هي أخطر هذه المفاتيح وأسهلها حملاً وعملاً وتأثيرًا ؟ !!
والأمر لا يحتاج منها سوى قليلٍ من الوقت أمام المرآة، ليعود عليها بالكثير من السعادة والبهجة، ودوام الألفة والصفاء .
فوا عجبًا من كل زوجة ليس لزوجها من زينتها إلا بقيتها، وليس له من عطرها إلا فضلته، وذلك حينما تُدعى لحفلة زفاف فتلغي كثيرًا من أعمال المنزل في ذلك اليوم، وتقلل من الحديث مع الجميع، وتنصب ظهرها أمام المرآة ساعاتٍ متواصلات، لتنتهي إلى زينة يفاجأ بها الزوج ويبهر من رونقها، وقد علم يقينًا بأن هذه الزينة المدخرة التي بدت على زوجته في هذه الليلة البهيجة ليس له منها إلا بقيتها !!
فلتسأل الزوجة الطيبة نفسها : ما ذا سيقول زوجي عني حينما يراني بهذه الزينة وقد قصدتها لغيره ! ولماذا أدخرها لسواه ؟ وكم سأسعد بها هذه الليلة !! وكم سأسعد بها إذا كانت له !؟
----------------------
(1) نشر في مجلة الأسرة العدد (122 ) .
http://www.saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/465)
أختاه أين الحياء
أبو أنس الطائفي
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد:
لقد كثر الجدل هذه الأيام حول عورة المرأة ولم يكن المقصود إلا الحصول على رخصه بالسماح لهن بالعري أمام النساء وخاصة في تلك المناسبات والحفلات في قصور الأفراح وهذا من أثر ما تنقله وسائل الإعلام بشتى أنواعها لتغريب المرأة المسلمة وإخراجها في طور الحياة الهمجية البهيمية وأسوق لك يا أخت عائشة وحفصة وزينب من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحياء ما كان له من عظيم الأثر في تلك المجتمعات التي تفتقد لها الأمة في زمننا هذا.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:{ الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعب من الإيمان} رواه البخاري
عن سلمان الفارسي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين } حديث حسن رواه الترمذي
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - { أشد حياء من العذراء في خدرها } رواه البخاري
عمران بن حصين قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: { الحياء لا يأتي إلا بخير} فقال: بشير بن كعب مكتوب في الحكمة إن من الحياء وقارا وإن من الحياء سكينة. رواه البخاري
عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { ما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه } حديث حسن رواه الترمذي
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار} حديث حسن رواه الترمذي
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { استحيوا من الله حق الحياء قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله قال: ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء} حديث حسن رواه الترمذي
عن أبي المليح الهذلي أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشام دخلن على عائشة فقالت أنتن اللاتي يدخلن نساؤكن الحمامات سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: { ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها } حديث حسن رواه الترمذي
وفي سؤال للشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - عن حكم لبس الملابس الضيقة عند النساء وعند المحارم؟
أجاب
بما يلي:
لبس الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة وتبرز ما فيه الفتنه محرم لان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { عن أبي هريرة قال قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} رواه مسلم
فقد فسر قوله كاسيات عاريات بأنهن يلبسن ألبسه قصيرة لا تستر
ما يجب ستره من العورة وفسر بأنهن يلبسن ألبسه خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة وفسرت بأن يلبسن ملابس ضيقه فهي ساتره عن الرؤية لكنها مبدية
لمفاتن المرأة وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده وهو الزوج فإنه ليس بين الزوج وزوجته عوره لقول الله تعالي{والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم ... }
وقالت عائشة - رضي الله عنها - { كنت اغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يعني من الجنابة من إناء واحد تختلف أيدينا فيه } فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما وأما بين المرأة والمحارم فإنه يجب عليها أن تستر عورتها والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء إذا كان ضيقا شديدا يبين مفاتن المرأة
وسئل الشيح صالح الفوزان - حفظه الله - عن امرأة لديها أربعة أولاد وأنها تلبس أمامهم القصير فما حكم ذلك؟
فأجاب بما يلي:
لا يجوز
للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها ولا تكشف عندهم إلا بما جرت العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة وإنما تلبس القصير عند زوجها فقط.
وسئل الشيح صالح الفوزان - حفظه الله - عن كثير من النساء يذكرن أن عورة المرأة من المرأة هي من السرة إلى الركبة فبعضهن لا يترددن في ارتداء الملابس الضيقة جداً أو المفتوحة لتظهر أجزاء كبيرة من الصدر واليدين فما تعليقكم؟
فأجاب بما يلي:
مطلوب من المرأة المسلمة الاحتشام والحياء وأن تكون قدوة حسنة لأخواتها من النساء وأن لا تكشف عند النساء إلا ما جرت عادة المسلمات الملتزمات بكشفه فيما بينهن هذا هو الأولى والأحوط لأن التساهل في كشف ما لا داعي لكشفه قد يبعث على التساهل ويجر إلى السفور المحرم والله اعلم.
وسئل الشيخ ابن جبرين - حفظه الله - عن حكم لبس الثياب الضيقة أو القصيرة أو المشقوقة من
الجوانب أو القصيرة الأيادي؟
الجواب:
الثياب الضيقة التي تبين تفاصيل البدن فلا تجوز للمرأة فإن ظهورها بذلك يلفت الأنظار حيث يتبين حجم ثدييها أو عظام صدرها أو إليتها أو بطنها أو نحو ذلك فاعتياد مثل هذه الأكسية يعودها على ذلك ويصير ديدنها ويصعب عليها التخلي عنه مع ما فيه من المحذور وهكذا لبس القصير أو مشقوق الطرف بحيث يبدو الساق أو القدم أو قصير الأكمام ولا يبرر ذلك كونها أمام المحارم أو النساء لان اعتياد ذلك يجر إلى الجرأة على لبسه في الأسواق والحفلات والجمع الكثير كما هو مشاهد وفي لباس النساء المعتاد ما يغني عن مثل هذه الألبسة والله أعلم
وسئل الشيح صالح الفوزان - حفظه الله - عن حكم لبس المرأة الملابس الضيقة أمام النساء؟
فأجاب بما يلي:
لا شك أن لبس المرأة للشيء الضيق الذي يبين مفاتن جسمها لا يجوز إلا عند زوجها فقط أما عند
غير زوجها فلا يجوز حتى ولو كان بحضرة نساء لأنها تكون قدوة سيئة لغيرها إذا رأتها تلبس هذا يقتدين بها وأيضا هي مأمورة بسر عورتها بالضافي والساتر عن كل أحد إلا عن زوجها تستر عورتها عن النساء كما تسترها عن الرجال إلا ما جرت العادة بكشفه عند النساء كالوجه واليدين والقدمين ومما تدعو الحاجة إلى كشفة.
فا الله الله في حياؤك يا أختاه إياك أن تخدشية فأنه أغلى ما تملكين ولا تكوني إمعة كوني استقلالية ولا تكوني مقلدة وخاصة للكافرات العاهرات كوني قدوة حسنة وأنكري على من ترينها بتلك الملابس العاهرة.
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
http://www.islamic-oyster.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/466)
أمهات عطرات في التاريخ (الخنساء)
الشيخ سعود الشريم
في سير الأسلاف عظة، وفي مواقفهم خير وعبرة، والخنساء - رضي الله عنها - عرفت بالبكاء والنواح، وإنشاء المراثي الشهيرة في أخيها المتوفى إبان جاهليتها، وما أن لامس الإيمان قلبها، وعرفت مقام الأمومة ودور الأم في التضحية والجهاد في إعلاء البيت المسلم ورفعة مقامه عند الله وعظت أبناءها الأربعة عندما حضرت معركة القادسية تقول لهم: " إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابن أبٍ واحد وأمٍ واحدة، ما خبث آباؤكم، ولا فضحت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحدًا بعد واحد حتى قتلوا، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته "
هذه هي الخنساء فأين رائدات نهضة الأمومة؟ هذه هي الخنساء فأين المتنصلات عن واجب الأمومة منها؟ إن جملة منهنَّ ـ ولا شك ـ أقصر باعًا وأنزل رتبة من أن يفقهن مثل هذا المثل، ربما كرهت إحداهن أن تكون أمًا لأربعة، ولو تورطت بهم يومًا ما لما أحسنت حضانتهم وتربيتهم، فلم تدرك ما ترجو، ولم تنفع نفسها ولا أمتها بشيء طائل، وكفى بالأم إثمًا أن تضيع من تعول، وفي مثل الخنساء تتجلى صورة الأمومة على وجهها الصحيح، وما ذاك إلا للتباين الذي عاشته في جاهليتها وإسلامها، ومن هنا يظهر عظم المرأة، ويظهر تفوقها، ولو كانت الأمهات كأم سليم، وعائشة، وأم سلمة، والخنساء،لفضلت النساء على كثير من الرجال في عصرنا الحاضر ( فالصالحات قانتاتٌ حافظاتٌ للغيب بما حفظ الله )(النساء/34)، فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن للأم مكانة غفل عنها جل الناس بسبب ضعف الوازع الديني المنجي من الوقوع في الإثم والمغبة، وعلينا جميعًا أن نعلم أن الأم الحانية، لطيفة المعشر، تحتمل الجفوة وخشونة القول، تعفو وتصفح قبل أن يطلب منها العفو أو الصفح، حملت جنينها في بطنها تسعة أشهر، يزيدها بنموه ضعفًا، ويحملها فوق ما تطيق عناء، وهي ضعيفة الجسم، واهنة القوى، تقاسي مرارة القيء والوحام، يتقاذفها تمازج من السرور والفرح لا يحس به إلا الأمهات، يتبعها آثار نفسية وجسمية، تعمل كل شيء اعتادته قبل حملها بصعوبة بالغة وشدة، تحمله وهنًا على وهن، تفرح بحركته، وتقلق بسكونه، ثم تأتي ساعة خروجه فتعاني ما تعاني من مخاضها، حتى تكاد تيأس من حياتها، وكأن لسان حالها يقول: ( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا )(مريم/22)، ثم لا يكاد الجنين يخرج في بعض الأحايين إلا قسرًا وإرغامًا، فيمزق اللحم، أو تبقر البطن، فإذا ما أبصرته إلى جانبها نسيت آلامها، وكأن شيئًا لم يكن إذا انقضى، ثم تعلق أمالها عليه، فترى فيه بهجة الحياة وسرورها، والذي تفقهه من قوله – تعالى -: ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا)(الكهف/46)، ثم تنصرف إلى خدمته في ليلها ونهارها، تغذيه بصحتها، وتنميه بهزالها، تخاف عليه رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤثره على نفسها بالغذاء والنوم والراحة، تقاسي في إرضاعه وفطامه وتربيته ما ينسيها آلام حلمها ومخاضها.
تقول عائشة - رضي الله عنها -: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: [ إن الله قد أوجب لها الجنة ـ أو أعتقها من النار ](رواه مسلم )، الله أكبر.. ما أعظم الأم الصادقة المسلمة!!
http://www.islamweb.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/467)
امرأة تحب النقاش
هناء الحمراني
عفواً عزيزتي المناقِشة... تذكري هذه الكلمات قبل البدء في نقاش جديد.
مدخل: اختلف الزوج وزوجته في مسألة من مسائل تربية أبنائهما، تبادلا وجهات النظر، إلا أن كل واحد منهما مصرٌّ على رأيه، وكل واحد منهما مصرٌّ على إقناع الطرف الآخر، أو -بصراحة أكثر- إجبار الطرف الآخر على الاقتناع، وقد يقوم الاثنان وهما غاضبان لم يصلا إلى نقطة اتفاق، وإنما وصلا إلى مرحلة عابرة من النفور.
اجتمعت مجموعة من الداعيات لعرض أفكارهن حول المحاضرات التي تراها كل واحدة منهن مناسبة للإلقاء خلال ذلك الأسبوع، كل داعية متمسكة برأيها هدفها الدعوة إلى الله، وترى أن ما قالته هو الأفضل، حدث شيء من الخضوع لرأي أكثرهن نقاشاً.
هل سألت نفسك يوماً هذه الأسئلة: هل أنتِ في معركة؟ وهل لا بد لكِ من أن تكسبيها؟ وضد من هي؟ أم أن المهم هو أنكِ أنتِ الطرف الآخر؟!. هل لا بد للمجالس من مناقشات، حتى يصبح لها طعم؟ وهل لا بد من المحاورات التي تنتهي غالباً بعلاقة غير حميمة بين الطرفين؟
لماذا كلما أبدى أحدهم رأيا قمت بإبداء رأي مخالف له؛ لأنك ترينه أفضل؟! فهذه أسئلة لا بد لك من الإجابة عنها، وأخيراً أمامك هذان السؤالان المهمان:
.1 ما القضية التي ستتغير في هذه المناقشة؟
.2 هل النتيجة التي تأتي بعد المناقشة تستحق خسارة الشخص الذي أمامك؟
لتكوني واقعية، ولتجيبي على هذه الأسئلة بوضوح، فأنتِ لستِ في معركة، وليست كل المعارك مضمونة لكِ بنصرها وغنائمها، والذي أمامك ما هو إلا أخ أو أخت لهما نفس رغبتك في إبداء الرأي وإثباته، وكونكِ الطرف الآخر لا يعني أبداً أن الحق معكِ.
ليس هناك داعٍ لفتح نقاش من أجل قضية لا تستحق ذلك، وليس هناك داعٍ للنقاش مادمت تعلمين سلفاً -من خلال العشرة والتعامل- أنه لن يقتنع برأيك، فلماذا تخسرينه؟.
قد تفتح نقاشات في المجالس، لا داعي للخوض فيها، فإنكِ أيتها الحبيبة محاسبة عن كل كلمة تخرج من فمك، فدعيها رهينة بين يديك؛ لكي لا تكوني غداً رهينة بين يديها.
وعند السؤالين المهمين:
.1 لا قضية هناك ستتغير، فكلا الطرفين سيظل مقتنعاً بفكرته، ويقوم وهو أكثر اقتناعاً بها، أو يجبر نفسه على الاقتناع.
.2 وإذا ما كانت النتيجة صفراً، فبالتأكيد الشخص الذي أمامي أكبر من أن أخسره مقابل هذه النتيجة.
والآن: لنعقد معاً اتفاقاً جاداً، فيه محوران:
المحور الأول: البدائل
المحور الثاني: النتائج
وقبل ذلك نتفق على أن نطلق الجدال ثلاثاً، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المزاح وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).
أما عن المحور الأول:
البدائل: ما الذي يمكن من خلاله تبادل آرائنا وأفكارنا؟
لنتخيل هذا الحوار العائلي:
الزوجة: فكرة رائعة أن ندخل طفلنا مدرسة لتحفيظ القرآن بدلاً من المدارس الأخرى.
الزوج: لا أرى ذلك، فإنه من المهم أن يتعلم العلوم الأخرى، ولا بأس بالتحفيظ في العصر.
الزوجة: لكنه قد يصاب بالضغط من ذلك، وربما يتأخر في حفظ القرآن، وربما يمل من التحفيظ و....
الزوج: المهم أن يتعلم مثل غيره.
الزوجة: بل الأهم أن يتعلم القرآن.
وتحدث المناقشات بصوت عالٍ، وتحدث المشاكل بعدها، ولكن لنتخيل هذا الحوار مرة أخرى:
الزوجة: فكرة رائعة أن ندخل طفلنا مدرسة لتحفيظ القرآن بدلاً من المدارس الأخرى
الزوج: (يجيب الإجابة السابقة نفسها)!..
الزوجة: لا بأس فنحن نبحث عن الأنسب له، والخيرة فيما اختاره الله.
إذاً لدينا بدائل للنقاش العقيم، ما علينا إلا أن نلغيه من قاموس حياتنا، وسوف تظهر البدائل:
1. إبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر؛ والعمل به إن كان جماعياً يحقق الهدف المطلوب، ولا يعارض شرع الله.
2. تجاهل أمر النقاش بأدب، إما بالسكوت أو التبسم (وهو الأفضل).
3. إذا لم يكن هناك حديث يمكن أجراؤه -خصوصاً على مائدة الطعام- فمن الجميل جداً أن تأمري بمعروف، أو تذكري قصة سمعتيها أو قرأتيها.
4. انهي عن المنكر، خصوصاً في المجالس النسائية التي تكثر فيها الغيبة، كأن تبدئي بالتحدث عن فضل الدعاء للأخ المسلم في ظهر الغيب، ثم التدرج إلى ذكر عقوبة شتمه وإيذائه في عرضه بالغيبة، وأخيراً الدعاء الذي يقوله من اغتاب أخاه المسلم وغيرها من البدائل.
المحور الثاني:
النتائج: إن هذه النتائج قد لا تتحقق من أول مرة، ولكنها بحاجة إلى الصبر، بالإضافة إلى أن مفعولها طويل المدى بل وأبديّ.
1. دخول الجنة – إن كان تركه (الجدل) لله.
2. تبادل المعارف دون جرح المشاعر، أو التقليل من قدر آرائهم.
3. الأمر بالمعروف.
4. النهي عن المنكر.
5. نشر المحبة.
6. منع الشحناء.
7. تقبّل الطرف الآخر للرأي، وإن لم يقتنع به في تلك الساعة.
وبالتأكيد هناك بدائل أخرى، وكلها إيجابية، وبفرض أن هذا الرأي رُفض، فإن تخسري رأياً خير من أن تخسري شخصاً يمكنك أن تؤثري فيه بأخلاقك أكثر من مناقشاتك.
جربي هذا اليوم، وفقك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.islamtoday.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/468)
أخاطب فيك إيمانك
سعد بن محمد العطا الله
لا تزال تيارات التغريب تعصف بنسائنا ولا تزال دعاوى تحرير المرأة تتردد أصداؤها في كل وسيلة إعلامية ولا تزال خطوات الشيطان في قيادة
المرأة تحاك خلف الكواليس وتطبخ على نار هادئة ولذا نهدي هذه الرسالة التي حازت على الجائزة الثالثة للمسابقة التي نظمتها مجلة الدعوة من بين ستة
آلاف رسالة نصيحة إلى امرأة متبرجة نهديها إلى كل فتاة تؤمن بالله.. وإلى كل غيور على محارم المسلمين.
أختي الغالية.... نعم أنت من أعني.. أستسمحك العذر فلربما أجهل! وتعلمين! وأغلظ! وتصفحين! نعم أنت يا أخية... نعم أنت يا مؤمنة... نعم أنت يا رؤوم.. فمثلي لا يعلمك ولكن يذكرك! ومثلك لا يعلم ولكن يعلم ويوجه.
أخاطبك وكل منا لا يعرف الآخر ولا ضير ولكني أخاطب أختا فغالية وأما فقدوة وبنتا فمشفق عليها. أخاطب فيك إيمانك.. فكلك إيمان إن شاء الله
.. وأخاطب حبك لحبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم - فكلك حب له.. وأخاطب حياءك فكلك حياء.. ولكنها نزوة يعقبها أوبة.. وخطأ يخلفه تصحيح.. ( فكل أمتي
معافى إلا المجاهرين ) كما قال رسولنا - صلى الله عليه وسلم -.
فمالي أرى بنت الإسلام.. وحفيدة الأعلام تخالف حبيبها حيث قال له ربه عز وجل: ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من
جلابيبهن ). وخاطبك أنت فكرمك وفضلك بقوله: ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) .
فدينك قد نأى بك عن الجاهلية بكل صورها القاتمة فما بالك إذن تتقهقرين نحوها. بل تتهافتين نحوها كتهافت الجراد إلى الضوء ولو كان ذلك الضوء
يصدر من نار!!
حجابك يا غالية.. حجابك يا موفقة.. لا أقول حياءك! بل هو إيمانك هو عنوانك هو دينك.. ثم هو حياءك بعد ذلك فأنت يا أختاه.. تفوقين الرجال
بحيائك.. لذا يقال عن الرجل الحيي: ( هو أشد حياء من العذراء في خدرها ).. فالعذراء أنت.. والخدر هو.. حجابك.
ولا تنسي أخية.. أن زينة المرأة في وجهها وخصوصا في عينيها وكم تغنى الشعراء قديما وحديثا.. بالعيون الكحيلة والوجنات المليحة وربما لا يخفاك
شيئا من ذلك حتى قال قائلهم:
إن العيون السود أذهبن عقلي حتى *** صرت بين الموت أو بين الجنون
عافانا الله وإياك من حال المأفونين... آمين.
أختي الغالية:
الذي خلقك هو الله.. والذي أمرك بالحجاب هو الله.. والذي ترجعين إليه هو الله.. والذي كرمك بقوله: ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
هو الله.. والذي خاطبك أنت.. أنت بخطابه بل وخصك بكلامه: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) هو الله.. فكيف إذن يعصى؟ وهو يعلم
السر وأخفى؟
يا قدوة الأجيال.. ويا مربية الأبطال.. ويا زوج الرجال.. لقد جاءك خطاب من أنت عزيزة عليه ومن هو حريص عليك وبعد ذلك كله كان بك رؤوفا رحيما - صلوات ربي وسلامه عليه -: ( صنفان من أهل النار لم أرهما... وذكر منهما – نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) رواه مسلم.
أختاه... والله لقد اقشعر جلدي وأنا أكتب هذا الحديث.. بل وطار لبي وأنا أقرأ هذا النص فكيف بك أنت؟.. والأمر يعنيك أنت لا غيرك! فهن كاسيات
... لكنهن عاريات في الحقيقة.. بحجاب ولباس متهافت.. إما لخفته.. أو لضيقه.. أو لقصره.. أو لزينته.. فأني يا غالية.. أربأ بك عن تلك الحال.
فحقيقة التبرج يا أخية.. أن تبدي المرأة جمال وجهها.. أو مفاتن جسدها.. أو محاسن ملابسها وحليها.. أو تبدي نفسها بمشيتها.. وتمايلها..
وتبخترها.
ولأن كان من حقك أختاه.. أن تختاري إطارا جيدا لنظارتك.. أو لونا جميلا لساعتك.. أو تصميما رائعا لملابسك.. فما لا تفسير له.. أن تتفنني في
أختيار الموديل والتصميم الحديث والشكل الفاتن لعباءتك وحجابك وحجتك في ذلك.. أوهى من بيت العنكبوت.. حيث تزعمين أنه: أزين شكل؟!! فكان حجابك
للزينة.. لا غطاء للزينة!
ونظرة عابرة لمحلات العبايات والطرح.. تريك أختي ذلك الزخم من عبايات وطرح الدانتيل والقيطان.. أو العباءة العمانية و الفرنسية.. ومسكينة
تلك الأخت التي لم ترض بذلك كله.. فذهبت إلى بيوت الأزياء والمشاغل.. لتفصل عباءة أو طرحة أملاها عليها الشيطان.
ولا أنسى تلك الأخت التي وضعت عباءتها على كتفها!.. ولفت على رأسها طرحتها..! وأبدت خديها..؟.. أقصد عينيها..؟!! فبدى قوامها... وامتشق قدها..
ومع هذا كله تظن وتزعم وتوقن أنها ارتدت.. حجابا.. بل وتصفه بالإسلامي..!!
إن هذه الأفعال أختاه... تحركها أيدي أعداء الله.. الذين لا يرون المرأة إلا ملاصقة للذة والمتعة.. فها هي بصماتهم المقيتة بدت على ما تزعمين
أنه حجابك.. فماذا ترجين ممن:( ودوا لو تكفرون فتكونون سواء) ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )
فاحذري.. أختاه.. احذري... واعلمي أخية اعلمي أن لحجابك الإسلامي علامات يعرف بها:
1- فيجب أن يكون ساترا لجميع بدنك بلا استثناء
2- وألا يكون لباس زينة أو فتنة أو مبهرجا بألوان جذابة تلفت الأنظار.
3- وأن يكون صفيقا كثيفا غير رقيق ولا شفاف ولا ضيق.
4- أن يجنب الطيب والعطور فمن استعطرت ومرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية.
5- ألا يكون مشابها للباس الرجال أو لباس شهرة أو لباسا للكافرات.
وأخيرا أقول لك يا غالية.. فأنا عليك خائف.. وعليك مشفق.. حفظك الله من كيد الأشرار ومن عبث الفجار...
وأقول لك أخيرا ما قالته تلك المؤمنة الصادقة عندما خاطبت من وصموها بحرصها على حجابها.. بالرجعية.. والتخلف.. وعدم مواكبة الحضارة.. زعموا..!!
فليقولوا عن حجابي *** لا وربي لن أبالي
قد حماني فيه ديني *** وحباني بالجلال
زينتي دوما حيائي *** واحتشامي هو مالي
إلا أني لن أتولى *** عن متاع لزوال
لامني الناس كأني *** أطلب السوء لحالي
كم لمحت اللوم منهم *** في حديث أو سؤال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.islamic-oyster.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/469)
لماذا عجزتِ عنها؟
د.مديحه السدحان
كنا في نزهة برية في ساعة من الليل...مجموعة من النساء يجلسن......
الجو لطيف جداً، والهواء بارد عليل.
ثم أقبلت، ضيفة جديدة، تسير خلفها ابنتها لا تتجاوز السابعة عشرة من عمرها كأقصى تقدير، الأم محتشمة، لم تتجاوز الأربعين أي: أدركت التعليم النظامي، والبنت كأجمل مظهر، عباءة ضيقة على الكتف، أسفلها موشىً بحبات تعكس الضوء، والأكمام واسعة مزخرفة الأطراف.
أسرعت الأم لأداء صلاة العشاء قبل أن يخرج وقتها، ثم ذكرت الله طويلاً.
وكان هذا الحوار:
- هذه ابنتك؟
- نعم.
- ما شاء الله كأنها أختك.
- شكراً.
- لكن عباءتها؟
- ما بها؟
- مزينة، مخصّرة، وهذا حرام لا يجوز.
- هداها الله، عجزت عنها.
هذا موضع الشاهد: ( عجزت عنها ).
هذا هو رد كثير من الأمهات عند تذكيرهن بوجوب حجاب بناتهن.
هل تعجز الأم عن تربية ابنتها؟ إذن فمن الذي يستطيع؟
وهل الأمهات عاجزات حقاً؟ أم أن الأمر مجرد كسل واستسلام للراحة.
لا أكاد أشك في أمر وهو: لو أن كل أم جعلت ابنتها تنشأ على حب الحياء و الستر لكبرت على ذلك وهذا هو موضع الخلل الأول.
التساهل مع الصغيرات حتى لو بلغت العاشرة، والحادية عشر، والثانية عشر فهي في نظرهم صغيرة!
وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- تقول:"إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة".
وصدقت – رضي الله عنها- من هذا السن يبدأ جسمها في التغير حتى يصل إلى مثل أجسام النساء البالغات.
وموضع الخلل الثاني:
أن هذه الفتاة لا تُذكر بأهمية الحجاب وفوائده، ولا تسمع شيئاً عن كيد الكفار، والمنافقين في سبيل هتكه وإزالته.
ثم تكبر يأسرها جمال المنظر لا ترى غيره، والطريق إليه بالعباءة هو بالتبرج، وإظهار الزينة.
فيأتي موضع الخلل الثالث:
لا الأب، ولا الأم يبادران في علاج مشكلة تبرج البنت وسفورها، بشتى وسائل الترغيب و الترهيب، والرسول – صلى الله عليه وسلم- يقول: "مروا أولادكم للصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر " أي: لابد عند التربية من الأمر المتضمن بيان فضل المأمور به وأهميته، والتحذير من تركه، فإن لم يفد فالأمر يحتاج إلى قوة، وهي من الوالدين – خاصة – لها أثر عظيم، خصوصاً إذا كان الابن أو البنت حريصان على رضى والديهما، فهما محتاجان لهما.
والقوة هنا، لا تعني بالضرورة الضرب والإيذاء، ولكن ثمة وسائل أخرى يمكن أن تكون أبلغ منها أثراً.
تحكي إحداهن فتقول: إذا رفضت إحدانا أمراً لوالدتي تركتنا ذلك الأسبوع جميعاً في المنزل، وذهبت يومياً لزيارة والدتها، وكان لذلك أكبر الأثر في نفوسنا، فلا نجرؤ على عصيانها في أمرٍ مهم إطلاقاً.
وهذا هو الحق لمن أخلص لدينه ومبادئه، أرأيتم لو أن حفرة من النار قريبة، وذهبت إليها فتاة جهلاً أو عناداً، أتتركها والدتها وتتعذر بعجزها عنها؟ لا. ولكنه ضعف الإيمان.
إنها دعوة صريحة لكل أم، أن تتقي الله في دينها، وفي بناتها، وهل هؤلاء المتبرجات إلا أختي وأختك، وقريبتي وقريبتك، فلو تعاونا لاختفت مظاهر التبرج شيئاً كثيراً.
إن الأمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة، لكن ثمرته أحلى من العسل.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
http://www.islamtoday.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/470)
من مذكرات معلمة
مها عبد الرحمن
منذ نعومة أظفاري وأنا أحلم أن أكون معلمة قديرة، وكثيراً ما كنت أتقمص ذلك الدور حينما كنت ألعب مع أترابي الصغيرات، ومرت الأيام وشاء الله تعالى أن يتحقق ذلك الحلم الجميل بعد أن تخرجت - بحمد الله - في كلية شرعية زودتني – بفضل الله – بحصيلة علمية جديدة ورغبة قوية تدفعني من الأعماق لنشر ذلك العلم والدعوة إلى الله – تعالى-، وكدت أطير من الفرح، ولم أصدق أن قدمي تحملاني لأول مرة لأكون معلمة حقيقية تغذي العقول وتغرس القيم، وبدأت رحلتي الجميلة مع التعليم، وفي تلك الثانوية التقيت بطالباتي الحبيبات بسطت لهن وجهي، وتودّدت لهن في نصحي وقولي، منحت لهن وقتي وراحتي، بل وبذلت لمن أراها تحتاج منهن بعضاً من مالي، كنت قريبة إلى نفوسهن فانجذبن نحوي، وفتحت قلوبهن لي، فتعلمت من خلال ذلك كيف أبذر بذرة الخير فأراها تنمو لتصبح شجرة طيبة تؤتي ثمارها في كل حين رأيت بعضاً منهن يتسابقن إلى مصلى المدرسة وقت الفسحة، ليركعن ركعتي الضحى بعد أن كانت ضحكاتهن وقت الفراغ تملأ الممرات والساحات.
كانت تلك الثمار تمسح عن جبيني آثار التعب والإرهاق من جراء الجهد الذي كنت أبذله في مدرستي مع واجبات بيتي، فأنا زوجة وأم لأطفال.
كابدت المصاعب وأعانني زوجي فهو - بحمد الله - رجل صالح، وكان كثيراً ما يردد: أخلصي في عملك، ودعوتك ليقيض الله لأولادك من يمنح لهم ذلك، فإن الجزاء من جنس العمل.
لم تكن المادة تعني لنا شيئاً ولا دافعاً – بحمد الله – للعمل، ولم نتخذ تلك الوظيفة مطية لتحقيق شهوات دنيوية، ولا أنسى يوم فاتحته برغبتي بمساعدته بجزء من مالي لبناء بيت لنا، ولأطفالنا فقال لي: لن نبني بيتاً في الدنيا فبل أن نبني بيتاً في الجنة، وقمنا بتخصيص مبلغ من كل شهر للمساهمة في بناء بيت من بيوت الله، وواصلت مسيرتي وأنا بحمد الله أقطف كل يوم ثمرة، وأرقب تفتح زهرة حقاً، كم في قلوب بناتنا من خير! ولكن أين المعلمات الداعيات؟!
ومع مرور الأيام زاد عدد أطفالي، وتضاعفت مسؤولياتي، وبلغ بعضهم مرحلة من العمر يحتاجون فيها إليّّ أكثر من ذي قبل، ولأنني لن أحضر خادمة تسرق مني أطفالي، وتهدم فيهم ما بنيت من مبادئ، وتجتث ما زرعت من أخلاق كان أمامي قرار صعب جداً وهو التخلي عن مدرستي، والتفرغ لبيتي وأطفالي، ترددت كثيراً واستخرت الله تعالى، ثم استشرت زوجي فأخبرني أن تركي للعمل لحاجة بيتي وأطفالي هو جزء من دعوتي لطالباتي للفهم الصحيح لدور المرأة في المجتمع، وترتيب الأولويات في حياتها، وأن عليها أن تعطي مادامت قادرة على العطاء، وأن تفسح المجال لغيرها حينما يتراجع ذلك العطاء ويؤثر على واجباتها، وأولوياتها.
فمضيت في عزمي، وقررت إنهاء عملي خارج مملكتي الصغيرة ؛ لأن هناك مهامَّ كبرى تنتظرني، فقدمت استقالتي، وأنا استشعر حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( المؤمن كالغيث أينما حل نفع ) فإن كانت الدعوة في صفوف الطالبات بالنسبة لي أصبحت متعذرة فمجالات الدعوة الأخرى تنادي العاملين ليبذلوا لها شيئاً من وقتهم وطالب الخير سيجده إن شاء الله – تعالى- إذا صدق في العزم وأخلص النية.
كان القرار قاسياً على قلوب زهراتي المتفتحة، وقاسياً أيضاً على قلبي، ولكنه قبل كل شيء استجابة لنداء الفطرة، وعودة إلى عرش الأمومة داخل مملكتي الصغيرة.
وحان وقت الفراق فودعت طالباتي ودعوت الله لهن بالتوفيق، وتمنيت أن تأتي إلى مدرستي من ترفع رايتي، وتحمل شمعتي لتضيء للأجيال الدروب، وتغرس فيهن القيم.
هذه تجربتي وما أجملها من أيام! تعلمت فيها دروساً في البذل والدعوة ودروساً في فن التعامل مع الآخرين، ولكنها - على حلاوتها - كشفت لي واقعاً مراً، وهو أن الكثيرات من العاملات في مجال التدريس لم يدركن المعني الحقيقي للمعلمة، ولا الهدف الصحيح لمهنة التعليم النبيلة، فالتعليم لديهن ميدان لحصد المال فقط، فمنذ بداية الشهر وهن يرقبن آخره للحصول على المال، ومنهن – وهذا أدهى وأمَّر– من استغلت مهنتها للدعوة إلى باطلها وسفورها، وفكرها المنحرف، وعدد ليس بالقليل جعلن من هذه المهنة مجالاً للغرور، والتعالي، والتكبر على طالباتها، وكل هؤلاء أخطأن، وخبن وخسرن ؛ فالتعليم قبل كل شيء أمانة أمام خالقهن أولاً، ثم مجتمعهن ثانياً، وهو ميدان خصب للتربية والتوجيه فهلا أدركن؟
إن هناك فتناً كثيرة تعصف بقلوب فتياتنا المراهقات في المرحلة المتوسطة والثانوية، فالأغنية الماجنة، والفلم الرخيص، وما تعرضه شاشات الأطباق الفضائية سيل عارم لا بد أنْ يوقف بسد منيع من الإيمان والخلق، فهلاّ ساهمت معلمة في بنائه في نفوس طالباتنا؟
إنني لا أدعي السبق إلى هذه التجربة فأنا أعلم أن الكثيرات سبقنني إليها، بل لا أبالغ إذا قلت إنني ثمرة من ثمرات هذه التجربة ولكنني أسبق إلى نشرها، لعل هناك من ينتفع بها، ولأن ذلك جزء من دعوتي بعد أن فارقت مدرستي.
http://www.islamtoday.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/471)
10 فرص ثمينة للمرأة المسلمة
أختي المسلمة:
أسألك سؤالاً بسيطاً وعليك الإجابة بصراحة متناهية:
س: هل يقوى جسدك على النار؟
ج: لقد أحسنت يا أختاه، بالطبع لا، والله لا يقوى!!
إذاً لماذا لا تتقين النار التي حرارتها أضعاف أضعاف نار الدنيا حرارة ولهيباً. وما بالك تتقين حرارة الدنيا التي سرعان ما تزول وتندمل وتشفين منها - حتى و لو كان ذلك حرقاً بسيطاً - ولا تتقين حرارة الآخرة والعياذ بالله منها. كأنني أراك إذا وضعت يدك على قدر النار ترجعينها و تقينها بقطعة قماش، فلتعتبري يا أخية ( الأعمال الصالحة ) هي بمثابة قطعة القماش تلك لتتقين بها حرارة نار يوم القيامة.
نعوذ بالله من عذاب النار، ونسأله الجنة مع الأبرار.
وإليك يا أخية عشر نصائح ولنتفق على تسميتها ( فرص ثمينة ):
الأولى:
احرصي على أداء الصلاة في وقتها - وفقك الله - وبإتقان وحرص على أدائها بخضوع وتدبر وعدم السهو عنها، قال الله تعالى:" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ "[الماعون،4]. فلم يقل الذين لا يصلون. بل يصلون وهم ساهون عنها، متى ما فرغوا من أشغالهم وأهوائهم أدوها ساهون عنها... والويل: واد من أودية جهنم نعوذ بالله منه.
فأنت مسئولة عن صلاتك يوم القيامة فإن صلحت صلح عملك كله، وإن فسدت فسد سائر العمل، فلماذا تضيعين جهدك هباء منثوراً؟ واغتنمي أربعاً قبل أربع: حياتك قبل مماتك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، قال الرسول: { لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يُسئل عن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن عمره فيما أفناه }.
الثانية:
احرصي على صلاة الفجر ووقتي المنبه ( الساعة ) كما توقيتها عند حاجتك الدنيوية، أيقظي من حولك، وخاصة زوجك وأبناؤك وجميع محارمك، لكي تأخذي أجرهم، اصبري ولا تتهاوني، وثابري واحتسبي الأجر والثواب من الله عز وجل.
الثالثة:
احرصي - وفقك الله - على أداء السنن الرواتب فهي لا تأخذ منك كثيراً، واحتسبي الأجر من الله عز وجل، وقومي بركعتين قبل صلاة الفجر، وركعتين ثم ركعتين قبل صلاة الظهر، وبعدها كذلك ركعتين لقوله: { من صلى قبل الظهر أربعاً وبعدها أربعاً حرم الله وجهه عن النار } [رواه أحمد والترمذي]، وبعد صلاة المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين، فتصبح مجموع ركعات السنن الرواتب ( 12 ) ركعة لقوله - صلى اللّه عليه وسلم -: { ما من عبد يصلي لله تعالى كل يوم إثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة } {أو بُنى له بيت في الجنة } [رواه مسلم].
و من النوافل الكثير والكثير كصلاة الوتر، وأقله ثلاث ركعات قبل منامك ركعتين، ثم ركعة واحدة،اطلبي من الله عز و جل كل ما ترجينه في الدنيا و الآخرة. ولا تنسي صلاة الضحى فإنها فضيلة وفي وسعك أن تصلي من ركعتين إلى ما شاء الله. فهذه الصلوات تزيد درجاتك، و تثقل ميزانك يوم القيامة، و تكفر عنك سيئاتك يوم لا ينفع مال و لا بنون.
قال الله تعالى: "فََمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَير يََرَهُ(7)وَََمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ يَرَهُ " [الزلزلة،7].
السنن والرواتب:
وقت صلاة السنة
قبل الفجر ركعتين، وقبل الظهر أربع ركعات، وبعد الظهر ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين.
الرابعة:
احرصي على الأذكار المأثورة عن النبي في كل وقت، والدعاء واللجؤ إلى الله كلما ضاق بك أمر، ولا تلجئي لأي مخلوق،والجئي لرب العباد وحده القادر على أجابتك، وعليك تحري أوقات الإجابة، فمنها ثلث الليل الأخير، فإن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير و يقول { هل من داع فأستجب له، هل من سائل فأعطيه }. وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة وتحريها حتى وقت الغروب، وبعد كل أذان وعند كل صلاة.فلماذا تضيعين تلك الفرص من بين يديك وفقك الله ورعاك؟
الخامسة:
احرصي بارك الله فيك على الصيام لتنالي الأجر والمثوبة من الله، وطهري نفسك من الذنوب، وابتعدي عن الصيام المحرم.
الصيام المستحب:
1 - صيام يوم الإثنين والخميس.
2 - صيام أيام البيض من كل شهر 15،14،13.
3 - صيام يوم عاشوراء 10 محرم.
4 - صيام يوم عرفة 9 ذو الحجة لغير الحاج.
5 - صيام ستة أيام من شوال.
الصيام المحرم:
1 - صيام يوم الجمعة منفرداً أو يوم السبت منفرداً.
2 - صيام يوم الشك ( قبل دخول رمضان ).
3 - صيام يوم العيد ( الفطر، الأضحى ).
4 - صيام أيام التشريق 11، 12، 13من ذي الحجة.
السادسة:
احرصي على أداء واجباتك على أكمل وجه فإنك مسؤلة عنها وأدي واجباتك نحو والديك وزوجك وأبنائك وبيتك، قال الرسول: { كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته } [رواه البخاري ومسلم].
السابعة:
احرصي على الستر، وتستري - سترك اللّّه بالإيمان - عند خروجك من منزلك بعباءتك فاجعليها ساترة من رأسك وحتى أخمص قدميك، وقاطعي كل عباءة جديدة تُخرج المرأة من عفتها وحجابها، واستري وجهك بغطاء ثقيل بحيث ترين ولا يراك أحد، ومن اتقى اللّه أعانه.
ولا تلبسي القصير والضيق والبنطال وابتعدي عن التشبه بالرجال ونساء الكفار، ولا تفسخي الحياء فإن الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - كان أشد حياء من العذراء في خدرها، كما وأنك أيتها الأم مسؤولة عن بناتك عند خروجهن بالقصير أو البنطلون وقد تجاوزن مرحلة الطفولة، ولا تعوديهن ذلك في مرحلة الطفولة لأن من شب على شيء شاب عليه، وصعب التخلص منه حال الكبر.
الثامنة:
ابتعدي عن التعطر عند خروجك من المنزل فقد ورد عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم -: { أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة، ومرت بالرجال لعنتها الملائكة }. فاتقي الله وفقك الله ورعاك، فمن اتقى الله كفاه ووفاه.
التاسعة:
ابتعدي - طهرك الله - عن سماع الغناء، ولا تغرسي ذلك في أبنائك، فإن عذابه شديد ولا يجتمع غناء وقرآن، فالغناء من الشيطان والقرآن من الله، وقد روي أنه لما أسري بالرسول - صلى اللّه عليه وسلم -: { رأى أناساً يعذبون ويصب في آذانهم الرصاص الساخن } فسأل ما بالهم؟ فقالوا: { هؤلاء سامعي المزمار } ( أي أهل الغناء ) فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، نسأل الله من فضله.
العاشرة:
تذكري أختاه أننا في هذه الدنيا عابرون فهي دار ممر وليست بدار مقر، وعندما تذكرين ذلك وتتذكرين أننا كلنا إليه راجعون وميتون.. فذلك يجعلك أكثر حرصاً على تقواه وطاعته، فأين الأحباب والأقارب والأصحاب؟! هم السابقون ونحن اللاحقون جمعنا الله وإياكم في جناته. هذا والله أعلم، ونسأل الله القبول.
__________________
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
http://www.hwarat.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/472)
وأدوها حية
ماجد بن محمد الجهني
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
امرأة أرسلت ابنها وفي يديه رسالة تحمل في طياتها هموم هذه الأم وزفرات فؤادها الحرى بسبب موقف زوجها من تزويج ابنتها تقول فيها: "يا شيخ إن زوجي يرد خطاب ابنتي دون سبب مقنع وتكرر هذا الأمر في أكثر من موقف مع أن من تقدم إليها هم ممن يرضى دينهم وترضى أماناتهم وقد عانيت في ذلك من زوجي أشد المعاناة بسبب تعنته في هذا الأمر فأرجو منكم مساعدتي في إيجاد حل لمثل هذه المشكلة".
إنها صورة لمأساة تتكرر في أكثر من مكان، صورة بغيضة لنوع جديد من أنواع الوأد البغيضة التي حرمها الإسلام، ولئن كان الجاهليون قديما وأدوا الأنثى بدفنها وهي حية حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة ظلما وعدوانا بلا ذنب جنته سوى كونها أنثى، فإن بعض الآباء وبعض الأولياء الظلمة يمارسون لونا جديدا وعنيفا من ألوان الوأد المحرم شرعا ألا وهو العضل وما أدراكم ما العضل؟
العضل وأد للآمال والطموحات، وقتل للحقوق والتطلعات، إنه حرمان لحق من الحقوق الشرعية التي كفلها هذا الدين العظيم لتلك المرأة الضعيفة التي استرعى الله عز وجل الأولياء على حقوقها ليقوموا بصيانتها والحفاظ عليها وتأديتها على الوجه الذي يرضيه – عز وجل - فذهب بعضهم إلى التلاعب بها وتضييعها دون مراعاة لكرامة هذه الإنسانة ودون استشعار لآدميتها و أحاسيسها ومشاعرها فهي بشر كسائر البشر لها آمال وآلام ولها طموحات وأمنيات، تحلم كغيرها بالزوج الرحيم وبالمسكن الكريم وتحلم بأن يكون لها في يوم من الأيام منزلا تسكن إليه وأطفالا تحن عليهم صغارا ليحنوا عليها كبيرة ولكن يا للأسف يأتي هذا الأب أو هذا الولي وبكل بساطة يدوس على أحلامها ويحطم مشاعرها بكل عنجهية وغلظة فيعضلها عن حقها ويسقيها كأس الحسرات فتتجرعه وهي تتجرع معه ألوان الزفرات و الحشرجات التي تبين عن فؤاد مكلم وقلب واله مفجوع لا يستطيع أن يبوح بما يختلج داخله بسبب مانع الحياء والخوف فيا لها من مسكينة وما أعظم جناية مثل هؤلاء الأولياء على مولياتهم؟؟
لقد حرم الله - تبارك وتعالى - العضل بنص الكتاب المبين وبنص سنة سيد المرسلين عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم فلقد قال الله عز وجل: ( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن ) ومناسبة نزول هذه الآية كانت في قصة الصحابي الجليل معقل بن يسار - رضي الله عنه - حيث إنه زوج أخته لرجل فطلقها زوجها طلقة رجعية وتركها حتى انقضت عدتها وأراد زوجها إرجاعها فحلف معقل ألا يزوجها فنزلت هذه الآية والحديث رواه البخاري – رحمه الله -، وعند أبي داوود هذه الزيادة عن معقل قال: " فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه ".
وهذا نص صريح في أنه ليس من حق الولي أن يمنع موليته في نكاح من توافرت فيه الشروط الشرعية، وأن المانع من النكاح يجب ألا يكون مرتبطا بحاجة شخصية أو علة نفسية بل يجب أن يكون المانع شرعيا فإن لم يكن هناك مانع شرعي معتبر فلا حق للولي أن يمنع موليته من نكاح من ترغب، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " فليس للولي أن يجبرها على نكاح من لا ترضاه، ولا يعضلها عن نكاح من ترضاه إذا كان كفؤا لها، باتفاق الأئمة وإنما يجبرها ويعضلها أهل الجاهلية والظلمة، الذين يروجون نسائهم لمن يختارونه لغرض، لا لمصلحة المرأة، ويكرهونها على ذلك يخجلونها حتى تفعل، ويعضلونها عن نكاح من يكون كفؤا لها، لعداوة أو غرض، وهذا كله من عمل الجاهلية والظلم والعدوان، وهو مما حرمه الله ورسوله، واتفق المسلمون على تحريمه ". مجموع الفتاوى – ج / 32 ص/ 52-53.
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "فيا لله العجب كم من الفتنة والفساد الكبير الذي تسبب به العاضلون لبناتهم في أرض الله – عز وجل -، ألم يستشعر مثل هؤلاء الأولياء أنهم بمثل هذه الجناية يقتلون مولياتهم في اليوم الواحد مئات المرات، ألم يفكر هذا الولي وهو ينعم بحياة هادئة في بيت كريم وزوجة صالحة وأولاد بررة ألم يفكر في أن موليته هذه لها نفس الحقوق التي يتمتع بها هو، هي أيضا تتمنى بيتا هادئا وزوجا صالحا وأولادا بررة، هي كيان وإنسان، هي مخلوق فطر الله فيه من الغرائز وركبها كما ركبها في غيرها، فهل يجوز عقلا وعرفا وشرعا وقانونا أن تصادر حقوقها لأنها تستحي أن تتكلم أو لأنها تخجل من البوح بما في صدرها؟؟
يقول الشيخ صالح بن حميد - حفظه الله -: "العضل مسلك من مسالك الظلمة الذين يستغلون حياء المرأة وخجلها وبراءتها وحسن ظنها وسلامة نيتها، وما ذلك إلا لعصبية جاهلية أو حمية قبلية أو طمع في مزيد من المال أو أنانية في الحبس من أجل الخدمة".
لقد نهى الله عز وجل عن عضل المرأة ومنعها من الزواج تحت أي مبرر من المبررات فما بال بعض الآباء قد صمت آذانهم حتى كأنهم لا يسمعون شيئا، ألم يقرأوا قول الله - تبارك وتعالى - في محكم التنزيل: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن).
إن العاضل لابنته أو موليته من الزواج ظالم ظالم ظالم ظالم ومهدد بإسقاط حق الولاية عنه لأنه لم يقم بأداء الأمانة التي استرعاه الله عز وجل عليها على الوجه الصحيح فلقد ذكر أهل العلم رحمهم الله – عز وجل - أن الولي إذا امتنع من تزويج موليته بكفء رضيته سقطت ولايته، وانتقلت لمن بعده الأحق فالأحق، أو انتقلت للسلطان لعموم حديث: " فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له"، والحديث أخرجه الترمذي عن عائشة - رضي الله عنها - وقال الترمذي: حديث حسن.
ويقول أهل العلم أيضا: "إذا تكرر من الولي رد الخطاب من غير سبب صحيح صار فاسقا ودخل عليه النقص في دينه وإيمانه".
إنني أذكر الأولياء الذين يعضلون مولياتهم عن حقوقهن الشرعية أن يتقوا الله وأن يعلموا أن هذه المولية ستقف خصيمة لهم يوم القيامة بين يدي ملك الملوك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وعندها سيتمنى أنه لم يتسلم ولاية على امرأة ليوم واحد وذلك لما يراه من نتائج ظلمه وقسوته وجبروته في الدنيا تجاه هذه الإنسانة التي قهرها وقتلها في الدنيا القتلة تلو القتلة دون مراعاة لمشاعر قلب يتقلب على جمر الغضى لظلم القريب وقلة الناصر.
http://www.saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/473)
الأم.. مدرسة الطفل الأولى
صالح العسعوس
يشعر الطفل بأمه منذ اللحظات الأولى لميلاده، حيث يشم رائحتها، ويتعرف عليها.. ولابد أن تعلم كل أم أن جميع الخبرات التي يتعرض لها الطفل خلال الشهور الأولى من عمره يكون لها أكبر الأثر في نفسه.. كما ويؤكد علماء النفس أن هناك وقت أمثل للتعلم والنمو.. وعلى الأم أن تدرك الوقت المناسب الذي يكون فيه طفلها في حالة استجابة تامة.. فالطفل يتعلم الكلام لأن الأم تكلمه.. ويتعلم التفكير لأنها تعطى له اختيارات وبدائل وفرص تمكنه من التفكير فيها.
أن الطفل يتعلم من الأم الكلام واللعب.. ويشعر بالأم سواء كانت غاضبة أو سعيدة.. لذا يجب أن يترك الطفل ليتعرف على البيئة المحيطة به، وليدرك تباين الأصوات بنفسه.. ولابد أن تنتبه الأم لنمو الطفل عقلياً خلال الستة الشهور الأولى من حياته حتى يكتسب الخبرات المختلفة.. كما أن التحدث للطفل بصوت حنون، والنظر إليه حتى يشعر بنبرات الصوت أمر مهم.. وأيضاً اللعب مع الطفل بالألعاب التي تحتاج إلى التفكير واستخدام البدائل.. مع إتاحة الفرصة للطفل للعب في الأماكن العامة ليساعده ذلك في نموه الجسمي والعضلي.
http://www.almualem.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/474)
50 مخالفة تقع فيها النساء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:-
فقد شرع الله الشرائع، وحد الحدود؛ لما فيه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وفي التزام حدود الله وعدم تعديها الفضيلة والطهر والعفاف، وسمو النفس الإنسانية، والترفع عن الرذائل، وتجنب الشرور والفساد والأثام، والله - تعالى - يقول: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
وفي هذه الرسالة: صور من المخالفات التي ظهرت بين النساء، ولعظم شأن المرأة في المجتمع المسلم، وحرصاً على سلامة الأخت المسلمة من الوقوع فيها؛ أحببنا أن ننبه عليها لتحذرها، وتقلع عنها وتتوب إلى الله إذا كانت واقعة في شيء منها، ثم تحذر أخواتها،وتنكر على من تأتي شيئاً منها.
والله نسأل أن يصلح نيتنا وأعمالنا.
--------------------------------------------------------------------------------
مخالفات العقيدة:
· الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهنة، لمرض أو عين أو فك سحر أو عمل: والرسول - صلى الله عليه وسلم - حذر من إتيانهم فقال: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) السنن الأربع.
بل إن تصديقهم كفر، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -) مسلم.
· زيارة المقابر، وشد الرحال لها؛ وخاصة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله زورات القبور) مسند أحمد.
· النياحة وضرب الوجوه، وشق الجيوب على الأموات، قال: - صلى الله عليه وسلم - (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية) متفق عليه. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب) رواة مسلم.
· إلحاح بعض النساء على الأزواج لاستقدام خادمة أو مربية غير مسلمة، بل قد يشترطن ذلك عند عقد النكاح، ثم يلقين إليهن مهمة تربية الأطفال، وفي ذلك من العواقب الوخيمة على عقيدة وأخلاق الأطفال ما لا يخفى على ذي عقل.
· جزع بعض النساء لضر نزل بهن، والدعاء على أنفسهن بالموت، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنياً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي) متفق عليه.
-----------------------------------------------------------------------------
مخالفات أركان الإسلام:
· تأخر الصلوات عن أوقاتها، خصوصاً عند الخروج والسهر والتأخر في النوم، لما يصحب ذلك من تأخير صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثماني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وأن أتينا على رجل مضطجع ورجل قائم على رأسه بيده صخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة) البخاري.
· عدم الاهتمام بإخراج زكاة المال والحلي التي تملكها المرأة وحال عليها الحول وقد بلغت النصاب، والله - تعالى - يقول: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كمتم تكنزون)
· إهمال بعض النساء للزوج والأولاد - بنين وبنات - فيما يقصرون فيه من أداء الفرائض، وعدم النصح لهم والإنكار عليهم، كإهمال الزوج والبنين لأداء الفرائض في المسجد، وكإهمال البنات إذا بلغن المحيض لأداء الفرائض والصيام وغيرها من الواجبات.
· تخصيص لون معين للإحرام للحج أو العمرة كالأخضر وغيره، وكذلك لبس النقاب والقفازين أثناء الإحرام، قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين) البخاري.
--------------------------------------------------------------------------------
مخالفات اللباس والحجاب:
· عدم الالتزام بالحجاب الشرعي الساتر عند الخروج من البيت، ككشف الوجه أو تغطيته بغطاء شفاف، ولبس الملابس الضيقة والقصيرة والمفتوحة، ولبس النقاب والبرقع الذي يظهر منه الحاجب والعينان وبعض الخدين، ويظهر زينتها.
· متابعة الموضة في اللباس والتسريحات وأدوات التجميل، والاهتمامات النسائية، وفي هذا فقدان لهوية المرأة المسلمة، وضعف لشخصيتها.
--------------------------------------------------------------------------------
مخالفات البيوت والعشرة بين الزوجين:
· استعمال آنية الذهب والفضة، والأكل والشرب فيهما، وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: (لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما، فإنهما لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة) متفق عليه. وذلك لما فيها من الفخر والإسراف، وكسر قلوب الفقراء.
· وضع الصور المجسمة وغير المجسمة على الأرفف والجدران.
· الاعتراض على تعدد الزوجات ومحاربته، والله - تعالى - يقول: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمر أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضللاً مبينا).
· عدم طاعة الزوج والرد عليه بقوة، ورفع الصوت في وجه، وجحد جميله ومعروفه، والشكاية منه دائماً بسبب أو بدون سبب، عن عمة حصين بن محصن قالت: (أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال: أي هذه! أذات بعل؟ قلت: نعم، قال كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه، إلا ما عجزت عنه، قال: أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك) النسائي. وقال - صلى الله عليه وسلم - ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها). الترمذي وأحمد.
· تحديد النسل وتقليل الإنجاب لغير ضرورة، مما يؤدي إلى نقص الأمة الإسلامية، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) أبو داود والنسائي.
· عدم الاهتمام بتربية الأولاد تربية إسلامية سليمة من الشوائب، كأعياد الميلاد، والملابس التي عليها الصور أو الصلبان، وتعليم الأطفال الموسيقى، وفي الجانب الآخر عدم الحث على الصلوات في المساجد، وحفظ القرآن، وربط هممهم بنصرة الإسلام. والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ... والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها).
· إهمال بعض النساء لإدارة شؤون المنزل من نظافة وغسيل وطهي، وإهمال حقوق الزوج من التجمل والتزين والتهيؤ له.
· طلب الطلاق من الزوج من غير بأس، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) أبو داود وابن ماجة.
· تكليف الزوج شراء ما لا يطيق من كماليات وملابس وهدايا لا تلزم.
· نشر ما يدور بين الزوجين من أحاديث وخلافات وأسرار، خصوصاً المتعلقة بالمعاشرة.
· صيام التطوع دون إذن الزوج، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، أو أن تأذن في بيته إلا بإذنه) البخاري.
--------------------------------------------------------------------------------
مخالفات الأفراح:
· العزوف عن الزواج للدراسة وغيرها حتى تتأخر، ثم تجد نفسها وحيدة لا تجد من يرغب في الزواج منها لكبر سنها.
· التساهل في اختيار الزوج بغير اعتبار للدين أو الخلق، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه؛ إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) الترمذي.
· المغالاة في المهور، وفي الحديث: (خير الصدق أيسره) الحاكم، وأكثر النكاح بركة أيسره مؤونة.
· الوقوع في البدع المستحدثة في هذا العصر، كإلزام الزوج بما يسمى الشبكة، أو لبس الدبلة المنقوش عليها اسم الزوج، وكذلك تقليد الكفرة فيما يسمى بالتشريعة وهي الثياب البيضاء الطويلة والقفازات، والجوارب البيضاء.
· ذهاب المرأة للكوفيرات لتزيل شعر جسمها، حتى وصل الحال إلى كشف أماكن من الجسم لا يحل لأحد أن ينظر لها سوى الزوج.
· الإصرار على إقامة حفلات الزواج في القصور والفنادق، وإنفاق الأموال الكثيرة إلى درجة الإسراف، وإحضار المطربين والمطربات، ورفع الصوت بالغناء والموسيقى والصيحات.
· وضع منصة للعروسين (الكوشة أو المنصة) وظهور الزوج والزوجة أمام غير المحارم من الأقارب رجالاً ونساء، وتهنئتهما بالمصافحة، وما يكون من الرقص والتصوير الفوتوغرافي، أو بكاميرات الفيديو.
--------------------------------------------------------------------------------
مخالفات الخروج والسفر والاختلاط:
· وضع الطيب أو العطر أو البخور الذي يشمه الرجال عند خروجها، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أيهما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) أبو داود والنسائي.
· ركوب المرأة مع السائق الأجنبي (غير المحرم)، والخلوة معه، وعدم التحجب عنه وكأنه من محارمها، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم) متفق عليه.
· كثرة الخروج من البيت والذهاب إلى الأسواق، والله تعالى يقول: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
· الاختلاط بالرجال الأجانب من أقارب المرأة أو أقارب الزوج أو غيرهم، والتساهل بالمزاح معهم ومصافحتهم، وإظهار الزينة أمامهم، وعدم التستر عندهم قال: - صلى الله عليه وسلم - (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو يا رسول الله، قال: (الحمو الموت) متفق عليه.
· تساهل بعض النساء في العلاج عند الأطباء، وكشف ما لا يجوز بغير ضرورة قصوى لذلك.
· سفر المرأة بدون محرم سواء بالسيارة أو الطائرة أو غيرهما، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) متفق عليه.
· خروج بعض النساء للعمل الذي يفضي إلى محرم كإهمال الزوج والأبناء أو ترك الفرائض أو الاختلاط أو إهمال الخادمة.
--------------------------------------------------------------------------------
مخالفات عامة:
· ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتناصح في الأوساط النسائية، والله - تعالى - يقول: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)
· عقوق الوالدين برفع الصوت عليهما أو نهرهما وعدم طاعتهما، والله - تعالى - يقول: (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً).
· انتشار آفات اللسان من غيبة ونميمة وغيرهما.
· إهمال غض البصر، وكأن الله أمر به الرجل دون النساء، وقد قال تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصرهن ويحفظن فروجهن)، وإطلاق العنان للنظر للأجانب وخصوصاً على شاشات التلفاز وغيرها مما يسبب الفتنة.
· أن تنظر المرأة إلى المرأة فتصفها لأحد محارمها بغير غرض شرعي كالنكاح، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها) متفق عليه.
· فعل بعض المحرمات التي تؤدي إلى اللعن من الله، قال - صلى الله عليه وسلم - (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله) متفق عليه، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله الواصلة والمستوصلة).
· الخضوع بالقول، ولين الكلام مع الرجال الأجانب، وهذا حرام ويكثر هذا عند الكلام بالهاتف؛ مما يؤدي إلى المعاكسات ووقوع الساذجات فريسة سهلة للذئاب البشرية.
· غرور وكبر بعض النساء لحسن منظرهن؛ أو لارتدائهن للملابس أو الحلي غالية الثمن، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) مسلم.
· عدم التزود من الطاعات فبعض النساء هداهن الله لا يعرفن القرآن إلا في رمضان؛ وبعضهن لا يعرفن صلاة الوتر وصلاة الضحى ولا يحافظن على السنن الرواتب.
· بعض النساء هداهن الله قد يقمن بصبغ شعرهن بالسواد وتغيير الشيب به بدلاً من الحناء والكتم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (يكون في آخر الزمان قوم يخضيون بالسواد، كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة) أبو داود والنسائي.
· مخالفة سنة من سنن الفطرة وهي تقليم الأظافر؛ فتجد إحداهن تطيل أظافرها ثم تضع عليها صبغاً يعرف باسم (المناكير) وهذا الصبغ يمنع وصول الماء إلى الأظافر، ثم تأتي من وضعته لتتوضأ وتصلي فتبطل صلاتها لأن وضوءها غير صحيح حيث إن الماء لم يصل إلى الأظافر، فإن كان لابد من وضعه فيجب على المرأة أن تزيله قبل الوضوء.
· اتخاذ المرأة صديقات سوء يحثونا على التساهل في حقوق الله عليها، والتفريط في المحافظة على شرفها وكرامتها، وإيقاعها فيما لا تحمد عقباه..
· تجاوز مدة الحداد على الميت أكثر من ثلاث ليال ما لم يكن المتوفى هو زوجها، قال: - صلى الله عليه وسلم - (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال، إلا زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشراً) متفق عليه.
· عدم التقيد بشروط الحداد، وتجنب لبس الزينة والحلي والخضاب والكحل والطيب ونحو ذلك، وأن لا تخرج من بيتها إلا لضرورة، ولا يشترط عليها لبس السواد فإن ذلك لا أصل له وهو أمر باطل ومذموم.
http://www.khayma.com/salsabeel/SAL/mukhal.htm : المصدر
ـــــــــــــــــــ(83/475)
صفات المرأة المسلمة
المرأة المسلمة: تقية، نقية، صينة، عابدة.
المرأة المسلمة: حرة، أبية، أصيلة، كريمة.
المرأة المسلمة: قوية، ذكية، واعية، عاقلة.
المرأة المسلمة: صادقة، صابرة، سخية، رحيمة.
المرأة المسلمة: بيتها، نظيف، أنيق، مبارك.
المرأة المسلمة: مطيعة، ودود، ولود.
المرأة المسلمة: بارة، رفيقة، معينة.
قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة).
أختي المسلمة: كوني صالحة بنتا، وزوجا، وأما، متمثلة معنى العبودية لله، واعية هدي دينها تؤمن ايمانا عميقا بأنها خلقت في هذه الحياة الدنيا لهدف كبير، حدده رب العزة بقوله: (و ما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون). فالحياة في نظر المرأة المسلمة الراشدة ليست في قضاء الوقت بالأعمال اليومية المألوفة، والاستمتاع بطيبات الحياة وزينتها، وانما الحياة رسالة، على كل مؤمن أن ينهض بها على الوجه الذي تتحقق فيه عبادته لله.
وهذا الوجه هو أن يستحضر النية في أعماله كلها أنه يبتغي بها وجه الله، ويتحرى مرضاته، ذلك أن الأعمال في الإسلام محصورة موقوفة على النيات، كما أكد رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ بقوله: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
وهكذا تستطيع المرأة المسلمة أن تكون في عبادة دائمة، وهي تقوم بأعمالها كلها، كأنها في معبد متحرك دائم، مادامت تستحضر في نيتها أنها تقوم بأداء رسالتها في الحياة، كما أراد الله لها أن تكون. إنها لفي عبادة وهي تبر والديها، وتحسن تبعل زوجها، وتعتني بتربية أولادها، وتقوم بأعبائها المنزلية، وتصل أرحامها.. الخ، مادامت تفعل ذلك كله امتثالا لأمر الله، وبنية عبادتها أياه.
ولا يفوت المرأة المسلمة الواعية هدي دينها أن تصقل روحها بالعبادة والذكر وتلاوة القران، في أوقات محددة دائمة لا تتخلف، فكما عنيت بجسمها وعقلها تعنى أيضا بروحه، وتدرك أن الإنسان مكون من جسم وعقل وروح، وأن كلا من هذه المكونات الثلاثة له حقه على المرء.
وبراعة الإنسان تبدو في أحكام التوازن بين الجسم والعقل والروح، بحيث لا يطغى جانب على جانب، ففي أحكام التوازن بين هذه الجوانب ضمان لنشوء الشخصية السوية المعتدلة الناضجة المتفتحة.
فتلزم العبادة وتزكية النفس، وتعطي نفسها حقها من صقل الروح بالعبادة، فتقبل على عبادتها بنفس صافية هادئة مطمئنة مهيأة لتغلغل المعاني الروحية في أعماقها، بعيدا عن الضجة والضوضاء والشواغل، ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. فإذا صلت أدت صلاتها في هدأة من النفس، وفي صفاء من الفكر، بحيث تتشرب نفسها معاني ما تلفظت به في صلاتها من قران وذكر وتسبيحات، ثم تخلو إلى نفسها قليلا، فتسبح ربها، وتتلو آيات من كتابه، وتتأمل وتتدبر معاني ما يجري على لسانها من ذكر، وما يدور في جنانها من فكر، وتستعرض بين حين وأخر حالها، وما يصدر عنها من تصرفات وأفعال وأقوال، محاسبة نفسها إن ندت عنها مخالفة، أو بدا منها في حق الله تقصير، فبذلك تؤتي العبادة ثمرتها المرجوة في تزكية النفس وتصفية الوجدان من أدران المخالفة والمعصية، وتحبط حبائل الشيطان في وسوسته المستمرة المردية للإنسان، فالمرأة المسلمة التقية الصادقة، قد تخطئ وقد تقصر، وقد تزل بها القدم، ولكنها سرعان ما تنخلع من زلتها، وتستغفر الله من خطئها، وتتبرأ من تقصيرها، وتتوب من ذنبها، وهذا شأن المسلمات التقيات الصالحات: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).
ولهذا كان الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ يقول لأصحابه: (جددوا إيمانكم). قيل: (يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: (أكثروا من قول لا اله إلا الله).
والمرأة المسلمة التقية تستعين دوما على تقوية روحها وتزكية نفسها بدوام العبادة والذكر والمحاسبة واستحضار خشية الله ومراقبته في أعمالها كلها، فما أرضاه فعلته، وما أسخطه أقلعت عنه.
وبذلك تبقى مستقيمة على الجادة، لا تجور، ولا تنحرف، ولا تظلم، ولا تبتعد عن سواء السبيل.
http://www.khayma.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/476)
من ستكون مثل زوجة شريح القاضي؟
قال الشعبي:
إن شريح القاضي قال له بعد زواجه من تميميه [امرأة من بني تميم ]:
يا شعبي.. عليكم بنساء بني تميم، فإنهن النساء.
فقلت: وكيف هذا؟
قال: مررت بدور لبني تميم، فإذا بامرأة جالسة على وساد، وتجاهها جارية ( فتاة ) كأحسن مارأيت، فاستسقيت. [ أي طلبت أن تسقيني ]
فقالت: أي الشراب أعجب لديك؟.
فقلت: ما تيسّر.
قالت: اسقوا الرجل لبنًاً، فاني أخاله غريباً.
فلما شربت، نظرت إلى الجارية، فأعجبتني فقلت: من هذه؟.
قالت: ابنتي.
قلت: ومن؟ [ أي من هو أبوها، وأصلها ]
قالت: زينب بنت حدير من بني حنظله.
قلت: أفارغه أم مشغوله؟ [ أي هل هي ذات زوج أ و مخطوبة لأحد ]؟؟؟
قالت: بل فارغة.
قلت: أتزوجينيها؟
قالت: نعم، إ ن كنتَ كفاء.
فتركتها ومضيت إلى منزلي، لأقيل فيه [ أي لأقضي فترة القيلولة ].
فلم يطب لي مقيل، فلما صليت، أخذت بعض إخواني من أشراف العرب، فوافيت معهم صلاة العصر، فإذا عمها جالس.
فقال: أبا أميه ما حاجتك؟
فذكرت له حاجتي، وزوجني، وبارك القوم لي، ثم نهضنا، فما بلغت منزلي، حتى ندمت!!
فقلت: تزوجت إلى أغلظ العرب، وأجفاها.
وتذكرت نساء تميم، وغلظ قلوبهم.
فهممت بطلاقها، ثم قلت أجمعها [ أي أدخل بها، وأتزوجها ] فان لاقيت ما أحب و إلا طلقتها.
وأقمت أياماً.
ثم أقبل نساؤها يهادينها، فلما ُأجلست في البيت،
قلت: يا هذه.... إن من السنة، إذا دخلت المرأة على الرجل، أن يصلي ركعتين، وتصلي هي كذلك.
وقمت أصلي. ثم التفت ورائي، فإذا هي خلفي تصلي، فلما انتهيت، أتتني جواريها فأخذن ثيابي، وألبسنني محلفه صبغت بالزعفران.
فلما خلا البيت، دنوت منها، فمددت يدي إلى ناحيتها،
فقالت: على رسلك [ أي مهلاً...].
فقلت في نفسي: إحدى الدواهي منيت بها. [ أي مصيبة ابتليت بها ]. فحمدت الله وصليت على النبي. [ اللهم صلي وسلم عليه ].
وقالت: إني امرأة عربيه، ولا والله ما سرت سيرا قط، إلا لما يرضي الله، وأنت رجل غريب، لا أعرف أخلاقك، [أي لا أعرف أطباعك].
فحدثني بما تحب فآتيه، وما تكرهه فأجتنبه. [كلام يوزن بالذهب].
فقلت لها: أحب كذا وكذا [عدّد ما يحب من القول والأفعال والطعام ونحو ذلك].
وأكره كذا [كل ما يكره].
قالت: أخبرني عن أصهارك [أهل قرآبتك] أتحب أن يزوروك؟.
فقلت: إني رجل قاضي، وما أحب أن يملوني.
فقمت بأنعم ليله، وأقمت عندها ثلاثا، ثم خرجت إلى مجلس القضاء، فكنت لا أرى يوما إلا هو أفضل من الذي قبله.
حتى كان رأس الحول [أي بعد مرور عام] ودخلت منزلي فإذا عجوز تأمر وتنهى!!
فقلت: يا زينب ما هذه!؟
قالت: أمي.
قلت: مرحبا.
فقالت: يا أبا أميه، كيف أنت وحالك؟.
قلت: بخير، أحمد الله.
قالت: كيف زوجتك؟.
قلت: كخير امرأة، وأوفق قرينة. لقد ربيّت، فأحسنت التربية، وأدبّت، فأحسنت التأديب.
فقالت: إن المرأة لا ترى في حال أسوأ خلقاً منها في حالتين...
إذا حظيت عند زوجها.
وإذا ولدت غلاما.
فإن رابك منها ريب [لا حظت ما يغضبك منها] فالسوط [أي عليك بضربها].
فإن الرجال ما حازت في بيوتها شراً من الورهاء المدللة.
وكانت كل حول تأتينا مرة واحده، ثم تنصرف بعد أن تسألني كيف تحب أن يزوروك أصهارك؟.
وأجيبها: حيث شاؤوا [أي كما يشاءون].
فمكثت معي عشرين سنه، لم أعب عليها شيئاً، وما غضبت عليها قط.
ما نستخلصه من هذه القصة:
1) يجب أن يتحلى الرجل بالتدين والالتزام.
2) على الرجل المسارعة للزواج إذا وقع في نفسه حب فتاة، خشية الفتنة.
3) التحري عن الفتاة، وعن أهلها قبل الإرتباط بها.
4) التوكل على الله، وعدم الخوف من المستقبل، والتفاؤل بنجاح الزواج.
5) إتباع السنن المتواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى في مسائل الزواج.
6) إتباع وسيلة الحوار، والملاطفة مع الزوجة، وخاصة في بداية عهدهما بالزواج لتحقيق التآلف المطلوب بينهما، وإزالة الرهبة من الفتاة.
7) اهتمام الرجل بزينته، أمر مطلوب كما هو الحال عند المرأة. لتدوم المودة بينهما، ويعف كل منهما الآخر عن النظر للغريب [ فما يعجب العين، يقع في القلب ].
8) اتصاف المرأة برجاحة العقل أمر مهم، حيث أن ذلك يساعد في فهم، ومسايرة الرجل بما يوافق طبعه وخلقه.
9) التفاهم بين الزوجين منذ بدء الحياة الزوجية، يحقق الاستقرار والهدوء والخلو من المشاكل والمشاحنات، وذلك عن طريق:
أن يحدد الرجل لزوجته:
ا- ما هي الأمور التي يكره أن تتصف بها.
ب- السلوكيات التي يكرهها في المرأة بصفة عام حتى تتخلص منها بقدر استطاعتها.
ج- مَن مِن الصديقات اللاتي يسمح لها بالتواصل معهن. سواء من الأهل أو الجيران أو الصديقات.
فللرجل كامل الحق في تحديد من يدخل بيته، ومن تزورهم زوجته. أو تتصل بهم.
د- يجب على المرأة أن تحرص على طهي الأطعمة التي يميل لها زوجها،
وأن تتجنب ما يكرهه منها، وتلبس من الألوان ما يحبه، وتبتعد عن التي يكرهها [فهي تلبس وهذا من باب تزين المرأة لزوجها].
10) إنصات المرأة لزوجها عند الحديث معه، يساعدها في التبصر بكلامه، وبالتالي تصل لفهمه، فتحسن تنفيذ أوامره.
11) وهنا تجب الإشارة لوجوب طاعتها له في كل أمر يأمرها به دون مجادلة، ما دام لا يأمرها بما يخالف أمر الله - تبارك وتعالى- ورسوله - صلى الله عليه وسلم-.
12) لأهل الزوجة مكانة وتقدير من قبل الزوج، غير أن هذا لا يعطيهم المبرر لزيارة ابنتهم دون أذن ورضى من زوجها.
ولذلك يجب عليها تحسس مدى موافقته لزيارة أي فرد منهم لبيت الزوجية، والأمر لا يحتاج منها للسؤال، فاللبيب يفهم دون التصريح له بالقول.
لأن بعض النساء تغضب، لو صرح الزوج بكراهيته لتردد أحد أفراد أهلها لبيته.
لأنه يود إلتماس الراحة في بيته، ولذلك يكبت هذا الأمر خشية إغضابها ويسكت على مضض.
وهذا الأمر يؤثر في العلاقة بين الزوجين ويكون مدعاة للمشاحنات بعد كل زيارة منهم.
14) الأم الصالحة والمريبة الناجحة، يمتد تأثيرها لابنتها من بعدها، وحرص الأم على استمرار ونجاح الحياة الزوجة لابنتها، هو من أهم واجبتها بعد ترك الابنة لبيت أبيها، على ألا يكون تدخلها إلا في حال الضرورة، وبما يحقق صالح العلاقة الزوجية، وهنا يجب عليها أن تبتعد عن العاطفة الغير موضوعية، في أي خلاف يصل لمسمعها بين الاثنين.
16) التهديد بالضرب، وتعليق العصا، لا يعني استخدام هذه الوسيلة في الإصلاح بين الزوجين.
17) فالمرأة عندما تخرج من بيتٍ أحسن أهلها تربيتها، وغرسوا فيها قيم ومفاهيم تساعد في بناء حياة زوجية سليمة وموفقة، فهذا بلا شك يغني عن استخدام هذه الوسيلة المشروعة للرجل.
18) إن طبق الرجل والمرأة ما سبق، فإنهما سيهنئآن بحياة زوجية سعيدة، لا تتعرض الزوجة فيها لما يكدرها، ويسعد الرجل بزوجة صالحة ويسعد بها.
19) يجب على الرجل ألا يبالغ في تدليل زوجته، وطلب رضاها، لأن المرأة عندما ترى موضعها ومكانتها عند زوجها ـ يأخذها التيه والغرور، وربما يجعلها ذلك لا تأبه لغضبه منها عندما تسئ ويجب عليه أن يحسن التصرف في تقنين ميله لها.
20) الرجل السعيد في بيته، موفق في عمله.
هذه قاعدة يجب على المرأة أن تفهمها وتعييها جيداً، وتكون نبراساً في حياتها:
أحسني تبعلك لزوجك تسعدي، و تحصلي على زوج سعيد ناجح في عمله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
[ملاحظة... ما جاء بين الأقواس هو من قولي لا من قول الشعبي]
http://saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/477)
ما المقصود بحقوق المرأة
سالم محمد أحمد زيد
قال تعالى : ’’ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ,, آل عمران من الآية 36
إن المتتبع لتاريخ ما يعرف بحركة تحرير المرأة يرى العجب العجاب ويقرأ من المقالات والكتب ما يندى له الجبين وخاصةً في عالمنا الإسلامي الذي أصبح يتحدث عنه وعن حقوق المرأة وحريتها فيه كل ناعق مصاب بالثقة الغربية، وليت من يكتبون عن هذه الأمور من الغربيين النصارى الذين أخرجوا نسائهم من بيوتهن وتركوهن عرضة ونهباً لكل صاحب هوى ونزوة وهو اليوم نادمين اشد ما يكون الندم بل أصبح البعض من رجالهم وكثير من نسائهم العقلاء والعاقلات ينادون إلى عودة المرأة إلى ما كانت عليه قبل ما يعرف بتحرير المرأة ومساواتها مع الرجل لتصبح عاملة في المصانع ومناجم الفحم، واللواتي سلمن من ذلك الجحيم أصبحن سلعة رخيصة في أيدي تجار الرقيق الأبيض بل انتهى الأمر بالملايين منهن إلى الهلاك والانتحار والمخدرات.
فهل المرأة المسلمة بحاجة إلى تقليد هؤلاء الضائعات اللواتي أضعن حقوقهن من نساء الغرب والشرق؟ أم قدوتها هي المرأة المسلمة التي وقفت تساند الرجل في الدعوة المباركة ويكفينا مثلاً مواقف أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها- ووقوفها بثبات وشموخ منقطع النذير . وحتى لا أطيل عليكم بهذه المقدمة أسوق إليكم هذه المقالة التي وجدتها في إحدى الصحف التي تصدر في بلد من بلاد المسلمين وقد أشار بها إلىَّ أخ فاضل حريص على نشر كل نافع ومفيد للمسلمين وأنا بدوري أحببت أن يقرأها متصفحي هذا الموقع من الذكور والإناث راجياً من المولى - تبارك وتعالى- أن تحوز على رضا الله ثم رضا القراء الأفاضل فإلى المقالة.
ما المقصود بحقوق المرأة؟
’’ وأنا أتابع صحيفتكم الجميلة أثار اهتمامي موضوع حول المرأة، بعنوان "وهم مساواة المرأة بالرجل" فأعطاني الجرأة على الكتابة، وأن أعبر عن وجهة نظري عبر صحيفتكم التي تشارك المواطنين همومهم، فإني اعبر عن إعجابي بالموضوع الذي تطرق إليه الأخ الصديق محمد سالم شبيل، والذي دار حول مساواة المرأة بالرجل، حيث قال بأن " مساواة الرجل بالمرأة وهم" فلقد عبر العنوان عن ما يريد أن يطرحه الأخ محمد وهو عدم قدرة أحدهما على مساواة الآخر، ولكني أحببت أن أضيف إلى ما قاله بأن كل من الجنسين له حقوق وعليه واجبات.. فكيف يطالبون بحقوق المرأة، كأنه لا توجد لها حقوق، وماذا يقصدون بحقوق المرأة؟ هل يريدونها أن تحمل السلاح وتحارب، أم تختلط بالرجال في الملاهي والمتنزهات والشوارع، أو أن يكون لها حق في الطلاق؟ وهذا يعارض ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: ’’فإن طلقها فلا تحل له ...الخ ,, الآية. ولم يقل فإن طلقته. إنهم لا يريدون للمرأة حقوقاً، وإنما يريدونها أن تخرج عن إطار تكوينها البيولوجي الذي أوجده وخلقها الله عليه، وأن تتطفل على قوانين الحياة والتي إن اختلت تدهورت الحياة! فكل مخلوق على هذه الأرض له حقوق وعليه واجبات يعلمها ويؤديها حق الأداء. ولم تأخذ إحدى هذه المخلوقات حق الآخر.. فلله في خلقه شؤون، وحكمة لا يعلمها إلا الله، ولا توجد مساواة بين جنسين مختلفين، فلنضرب مثلاً بالنحل، فالأنثى هي الملكة، ولم يطلب الذكر بأن يكون له ملكاً ليكون مساوياً للأنثى، ولكنه رضي بما خلقه الله عليه، فكل واحد يرضى بنصيبه.
جريدة الأيام اليمنية العدد (712) 2 أبريل عام 2000م
http://www.resalah.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/478)
المرأة المسلمة في وجه التحديات
أنور الجندي
مقدمة:
إن التغريب والغزو الثقافي المتسلط من خلال قوى كبرى هي الاستعمار والصهيونية والماركسية يهدف إلى غرضين كبيرين:
أولهما: هزيمة العقل الإسلامي بإذاعة الإلحاد والتعطيل من خلال نظريات هدامة وأيديولوجيات مادية تستهدف إعلاء الفكر البشري والتشكيك في العقائد السماوية والأخلاق والقيم التي قدمتها رسالة السماء.
الثاني: تقويض المجتمع الإسلامي بنشر الإباحة والفساد وتدمير الأسرة المسلمة وضربها بإقامة الخصومة بين الرجل والمرأة وبين الآباء والأبناء وبين الشباب وأدوات الترفيه واللهو خاصة المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون [والفضائيات]* والصحافة.
إن الهدف الأكبر هو تدمير المجتمع والأسرة والبناء كله بتغيير الأعراف الإسلامية في العلاقات بين الرجل والمرأة من أداء رسالة كل منهما الأصيلة والتركيز على هدم رسالة المرأة كأم وزوجة وربة أسرة وإخراجها إلى مجال الأهواء والأضواء، والأداة الأساسية لهذا هو العمل على كسر الحاجز القائم بينها وبين الرجل: حاجز الخلق والغيرة والاختلاف العميق في التركيب والوظيفة.
إن هناك محاولة خطيرة لتدمير الوجود الاجتماعي للمسلمين عن طريق إخراج المرأة من بيتها ومهمتها ورسالتها ودفعها إلى ميادين العمل نهاراً وإلى ميادين اللهو والأهواء ليلاً، حتى لا يوجد لديها وقت تنفقه من أجل أطفالها وأسرتها وحتى تخرج أجيال من الشباب فاقدة لحنان الأمومة، تعيش في أحضان الخادمات والمرضعات وقد غاضت من حولهم ينابيع الرحمة وحل محلها لون من القسوة والعنف بحيث يصبح الطفل متمرداً على المجتمع ناقماً على البيئة، مفرغاً من العاطفة والحب والحنان، ولقد كان من أخطر ما يواجه المجتمع أن يفقد الشباب والفتيات النموذج الطيب والقدوة الحسنة في الآباء والأمهات ومن ثم لا يجد إلا مفاهيم الغربة والقلق والانحلال.
ولذلك فان ظاهرة عودة المرأة المسلمة إلى الله في العصر الحاضر تتطلب إضاءة الطريق أمامها لتعرف رسالتها ومسئوليتها والتحديات التي تواجهها حتى تستطيع أن تلتمس طريقاً صحيحاً وتتعرف إلى مهمتها الأصيلة وتستمسك بها على طريق الحق، فعليها أن تثبت في وجه المغريات والأهواء، وعوامل الإخضاع وأساليب السخرية فان لها من الأجر الجزيل لأنها حفظت أمانتها وكرامتها وعرضها وارتفعت فوق الأهواء الباطلة والزائفة فلها حياة طيبة في الدنيا تقدم بها إلى الأمة أجيالها الجديدة القادرة على حمل الأمانة، وله من الله حسن الجزاء في الآخرة.
2- وفي المجال الأوسع وهو مجال عمل المرأة، نواجه المرأة عشرات التحديات والأزمات والمشاكل.
فقد عرضها إلى أن تُفسد بيتها وتفسد زيها وتفسد أسلوب تعاملها مع الرجل. وعرضها لمخاطر كثيرة. ولو أن المرأة لم تأخذ بتلك المسلمات الكاذبة التي ظلت محاولات النسائيين دعاة تحرير المرأة تبثها سنوات وسنوات حتى صدقها الكثيرون ثم كشفت التجربة عن الارتطام بالحقائق فما يزال عمل المرأة في الحقيقة على حساب الأسرة والطفولة والبيت، ذلك أن هذا الوقت الذي تقضيه المرأة في المكتب أو المصنع أو المتجر لا يحقق من الأثر كفاء ما يفقده البيت والأسرة والطفل، فضلاً عن أن ما تحصل عليه من دخل مادي لا ينفق في خدمة الأسرة، بل في سبيل تغطية كطالب تتعلق بالملبس والمواصلات، ولا يوازي في مجموعه تلك الخسارة التي يفقدها البناء في حضانة المرضعات والحاضنات فتفقد أهم ما تعطي الأم ولا يعطي غيرها بديلاً منه: العاطفة ولبن الأم والوجدان.
ولقد خرجت المرأة المسلم إلى العمل في العقود الأخيرة دون أن تفهم حقيقة مهمتها في الحياة الاجتماعية أو طبيعة ترطيبها البيولوجي أو دورها في الأمة. ذلك أن هذا كله لم تتعلمه مع الأسف لأن مناهج التعليم لا تقدم للفتاة ما يدلها على الطريق الصحيح أو يهديها على الحق.
وهكذا نجد أن المحاولة التي قام بها النسائيون دعاة تحري المرأة في العصر الحديث لم تكن في الحقيقة إلا ضد هذه الأمة وضد قيمها وضد رصيدها المعنوي والمادي جميعها.
وعلى حساب الأسرة المسلمة وحساب المرأة نفسها فأنها محاولة مسمومة مضللة، حاولت أن تقدم مجموعة خاطئة من المسلمات ثم مضت تركز هذه المفاهيم خلال تلك السنوات الطويلة من قنوات الصحافة والإذاعة والسينما والمسرح والقصة.
[كيف لو رأي الفضائيات - المنحرفة - عليه رحمة الله] وهي في مجموعها ترمي إلى خلق عقلية خارج نطاق الزوجية والأسرة والأمومة من حيث هي قادرة مضللة للمرأة تصورها بصورة القادرة على الحيلة في المجتمع، مادياً على أن تجد موردها الذي تعيش به. وان هذا القدر يعطيها الحق في أن تختار الطريق الذي ترضاه في الحياة الاجتماعية والذي ربما تخرج به عن الضوابط والحدود والأعراف التي رسمها الدين.
كذلك فان اختبار موانع الحمل والإجهاض كانت عاملاً هاماً في فتح الطريق أمامها إلى كل الرغبات والأهواء التي ساقها غليها الرجل، ومن ثم أصبحت الفتاة قبل الزواج أو بعده قادرة على ممارسة كل رغباتها في ظل موانع طبية مقررة تعيد دم البكارة الأحمر إلى مكانه أو تحول دون وقوع الحمل.
إن الخطاء كله جاء من الذين يتآمرون على المرأة عن طريق تملكها بالقول بأنها مساوية للرجل، وبأنها مستقلة عن الرجل وأنها تصلح لأعمال الرجل. والقول بأن مهمة البيت هي مهمة الخادمة وكيف يسخرون ويهونون من مفهوم الأسرة والأمومة والزوجية ويسخرون منه.
إن محاولة تحرير المرأة كانت سبحاً ضد النهر ومعارضة للفطرة، انه مثابة انحراف للمرأة عن أداء رسالتها ومعوق لعملها الطبيعي الذي يتفق مع طبيعتها وتكوينها وهو خيانة كبرى، على الحياة الزوجية والبيت والأطفال والأسرة. وقد تحرض المرأة للتمرد على رسالتها ومسئوليتها.
إن المفاهيم التي طرحتها حركة تحرير المرأة بالإضافة إلى ما قدمته مفاهيم الاستشراق والتبشير والتغريب كانت جميعها في حاجة إلى مراجعة وكانت مختلفة مع الفطرة ومقررات العلم الحديث فقد أثبتت هذه المباحث والتحقيقات أشياء كثيرة جديرة بالنظر.
http://www.resalah.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/479)
كيف تكونين صديقة دائمة لزوجك؟
قد تتساءلين سيدتي هل يمكن أن توجد صداقة بينك وبين زوجك ؟ ولأن العلاقة الزوجية من أقوى وأهم الروابط التي تجمع بين الرجل والمرأة فيجب ألا تعتقدي أن هذه العلاقة هي أمر واقع...
ويجب على كل منهما أن يعمل واجبه فقط تجاه الآخر أو يؤدي دوره بدون وجود تفاهم حقيقي وصداقة قوية بينهما .. ولكن من المهم أن تحاول الزوجة أن تكون أفضل صديقة لزوجها لأن هذا يجعل لحياتهما معا معنى أفضل كثيرا من مجرد أدوار يؤديانها ، وهذا لا يعني تطابق الطريقة أو القدرات بينهما بل إن اختلاف القدرات أحيانا يكون صحيا .
* أيضا تبدأ الاختلافات بين الزوجين في محاولة كل منهما التدخل في قرارات الآخر، ولكن النصيحة لا تتدخلي في قرارات زوجك إلا تدخلا بناء ولا تحاولي دائما الإصرار على أن نظريتك هي الأفضل والأصول، بل ضعي في اعتبارك دائما أن لكل طرف وجهة نظره وعلى الطرف الآخر أن يحترمها ثم محاولة توضيح وجهة نظرك بطريقة بسيطة بدون فرض رأي .
* لا تعمقي داخلك الإحساس بالوحدة والافتقاد لمن يساندك ويستمع إليك لأن هذا ليس شعورك وحدك بالطبع بل إنه قد يكون شعور زوجك أيضا من حين لآخر ، ولكن الزوج عندما يخالجه هذا الشعور يدفعه ذلك للبحث عن أصدقاء يفهمونه ويتفهون مشاكله فلماذا لا تكونين أنت هذه الصديقة .. ؟ هذه بعض الخطوات التي تساعدك على ذلك :
* كوني دائما مستمعة جيدة لزوجك ، لأن الرجل بطبيعته يحب الحديث عن مشاعره ومخاوفه لمن يجيد الاستماع أكثر من الحديث .
عليك أن تكسبي ثقة زوجك في البداية وتتفهمي طبيعته من كل النواحي .. إذا كان خجولا أو اجتماعيا أو يتمتع بالذكاء أو يمل من المسؤولية وذلك حتى تستطيعي التعامل معه بفهم .
الهدوء من أكثر الصفات التي يحبها الزوج في زوجته عندما يكون مشغولا أو متضايقا من شيء ما ، فهذا يمنحه الراحة ، أي لا تضغطي عليه بالحديث أو تكثري من السؤال : ماذا بك ماذا حدث؟
* هيئي جوا مناسبا قبل أن تنفردي بزوجك ولا تكثري من الحديث عن هموم البيت والأولاد، إنما أعطيه الوقت الكافي أن يخرج ما بداخله أو ما يخفيه عنك .
* شاركيه القرار عن طريق جعله يفكر معك بصوت عال ، وأعطيه المشورة المناسبة بقدر الإمكان .. وإن كان القرار ضد رأيك فيجب أن توافقي عليه في البداية ثم ناقشيه بحكمة وعقلانية محاولة إظهار الأخطاء التي يجب تلافيها .
http://www.lakii.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/480)
د
هكذا تكون الأمهات
أ.د عبد الكريم بكار
أيها الإخوة:
أول ما ينبغي للأم المسلمة تلقينه لطفلها التعرف على الله - تعالى - وحبه وأنه الخلاق الرزاق المعطي الكريم اللطيف الخبير الذي يستحق أعظم الحمد والشكر وأنه سبحانه المطلع على أحوال عباده البصير بنواياهم وأعمالهم مما يقتضي مراقبته والإخلاص له والخوف من عقابه وقد دلنا على ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم- من خلال موعظته العظيمة حين قال لابن عباس وهوراكب خلفه على دابة يا غلام إني أعلمك كلمات ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لواجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف))، وقد كانت أم سليم بنت ملحان - رضي الله عنها- وهي أم أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كانت أم سليم تلقن أنسا ابنها الشهادتين وتشير إليه بقولها لا إله إلا الله قل أشهد أن محمدا رسول الله وكان مالك زوجها يقول لا تفسدي علي ابني فتقول لا أفسده لا أفسده، الأم الفاضلة تربط أطفالها بالله - تعالى - من خلال السؤال تارة ومن خلال التعليم والتلقين تارة أخرى كأن تقول له من الذي وهبك هذا الشعر الجميل ومن الذي رزقنا هذا الطعام الذي نأكله ومن الذي يضيء لنا في النهار حتى نبصر طريقنا فإذا أخطأ في الإجابة شرحت له وعلمته، بإمكان الأم إذا طلب ولدها شراء شيء أن تقول له اطلبه من الله حتى يرزق أباك فيحضره لك وبإمكان الأم إذا لاحظت كذبا على ابنها أن تقول له ألا تشعر أن الله مطلع عليك ويعرف أنك تكذب وهكذا تتم تنمية الوازع الداخلي وتربية الحاسة الخلقية وتقويم أحاسيس المراقبة لله - تعالى - والشعور بمعيته ونحن في أيامنا هذه أحوج ما نكون إلى ترسيخ هذه المعاني حيث تصطبغ الحياة أكثر فأكثر بصبغة مادية قاتمة وحيث أضحى لكثير من الناس سلوكان وموقفان خيرهما الذين يظهر للعيان وحيث انتشر الغش في المعاملات وأكل الحقوق والتحايل على النظم السارية من مراقبة الله - تعالى - وحبه وحتى تعزز الأم المعاني التي ذكرناها وتزرعها في نفس الطفل فإن عليها أن تكثر في حالة التعليم والتوجيه والنهي والزجر من الألفاظ والمصطلحات المرتبطة بالشريعة مثل أن تقول للصغير هذا واجب وهذا مما يحبه الله - تعالى - وهذا مما يرضي الله وأن تقول هذا حرام وهذا يجوز وهذا لا يجوز وهذا مما يغضب الله إلى آخره وكثير من الأمهات تستخدم عوضا عن هذه الألفاظ ألفاظا تعزز الاهتمام بآراء الناس ولا تساعد على تنمية الوازع الداخلي فمنهن من يقلن هذا عيب وماذا سيقول عنا الناس إذا عرفوا ذلك وهذا يجعل انطباعات الناس عنك سيئة إلى آخره والأم التي تفعل ذلك توحي إلى طفلها من طرف خفي بأنه لا بأس إذا فعل ما تنهاه عنه بشرط أن لا يراه الناس وبذلك تؤسس لدى ابنها النفاق الاجتماعي، الأمر الثاني: الذي على الأم أن تنشأ أطفالها عليه هوالثبات على المبدأ، الذات المعنوية هي عبارة عن جملة من المعتقدات والمسلمات والرؤى والمثل والمبادئ والرموز وعلى مقدار وضوحها في ذهن صاحبها وعلى مقدار انسجامه معها يكون تماسك شخصيته وتكون منطقية مواقفه وسلوكياته، الثبات على المبدأ هومطلب شرعي قبل كل شيء، فالحق حق إلى قيام الساعة والباطل باطل إلى قيام الساعة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل من مهمات المسلم الرئيسة في هذه الحياة وبسبب الرغبات الجامحة في تحقيق المطالب وبسبب الخضوع لضغوطات ظروف العيش في زماننا الصعب يتنازل كثير من الناس عن مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم حيث يتحول كثير منها إلى شعارات فارغة من أجل مضمون ولذا فإن الذي يبغي التمسك بمبادئه في الوقت الذي يحقق فيه مصالحه إلى الحد الأقصى إنما يحاول الجمع بين نقيضين ولا بد من التخلي عن أحدهما في لحظة ما والمسلم الحق يمتلك القدرة على التضحية بشيء من مصالحه في سبيل الاستمساك بما يؤمن به ولهذا فإن الأم المسلمة مطالبة بأن تعلي من شأن الثبات على المبدأ في نفوس أبنائها وتنمي لديهم القدرة على التخلي عن بعض المكاسب في سبيل البقاء على الطريق الصحيح وعليها أن تراقب عن كثب التطلعات غير المشروعة التي تنشأ في نفوسهم والتي تأتي غالبا من النماذج السيئة التي يراها الأطفال في بيئتهم الاجتماعية والذي ينظر في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم- يجد أنها عبارة عن سلسلة من المواقف العظيمة التي يضحي فيها بالمصالح من أجل المبادئ وكلنا يعلم موقفه من عروض قريش عليه وقد عرضوا عليه الجاه والمال في سبيل التخلي عن دعوته ورسالته وكلنا يعلم رفضه الاستسلام وضغوط قريش حيث قال لهم ما أنا بأقدر على أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار أي إن عجزي عن ترك دعوتي أكبر من عجز أحدكم عن مطاولة الشمس واقتباس شعلة منها، قال أبو طالب وهو الذي مات مشركا كما تعرفون قال أبو طالب شاهدا على صدق النبي -
صلى الله عليه وسلم-: ((ما كذب ابن أخي، ما كذب ابن أخي))
نسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا
http://islamics.jeeran.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/481)
هموم امرأة
ربى القرجولي
وما أن وقعت عيناه عليها.. حتى شعرت بأنها تحفة ثمينة اعتادت عيناه أن تقعا عليها..!! وصمتت شفتاه عن التعبير بكلمة واحدة تسعدها..!
في هدوء تام, وسكون قد خيم على المكان, جلست أمام مرآتها, تتجمل.. تتأمل.. تتكلم.. تحلم.. تذكر أنها قد رأت مثل هذه الصورة يوم زفافها, يوم أن كانت عروساً كبدر تجلى في كبد السماء.. في أبهى زينة, وأعذب طمأنينة, وأنقى سريرة, فقد تجملت لزوجها, حباً له لتصل به إلى مرضات الله - عز وجل- محتسبة للأجر, مستجيبة لنداء الفطرة يصرخ من أعماقها, يوم أن جبلت على حب الزينة.. والجمال.. ويوم أن استجابت لنداء الرحمن بأن تحفظ جواهرها في محارة لا يملك مفتاحها غير صياد قد ثمنها وعلم كيف يقتنيها.
كانت تنتظر قدوم ذلك الصياد, متجملة, متنعمة, مستجيبة لجميع الهتافات التي تؤكد أنوثتها..
سعدت بنفسها لأنها بذلك ستدخل السرور إلى قلبه.. فقد أصبحا كائناً واحداً حين تلاقت الأفئدة.. وتلاحمت الأرواح..وتوحد بهما المكان.. بلباقته التي أسرتها, توالت طرقات الباب, تخبرها بقدومه, لتجعل من أنوثتها بركاناً يتفجر في عروق وجهها.
وما أن وقعت عيناه عليها.. حتى شعرت بأنها تحفة ثمينة اعتادت عيناه أن تقعا عليها..!! وصمتت شفتاه عن التعبير بكلمة واحدة تسعدها..! فباتت حواء مجروحة الداخل, مكسورة الخاطر, رأت من أنوثتها ضعفاً.., ومن زينتها صخبا, ومن سعيها لجذب انتباهه مراهقة..! حاولت التعرف على ما لم يعجبه في مظهرها, بل لعلها قد كدرته بتصرف سابق لها.. ولم تجد سوى تمثال قد أحسن الباري صنعه, وبسمة قد أضاعت بريقها عبر ثنايا وجهه!!
باتت محتارة في أمرها..!! محتسبة للأجر من خالقها..!! فهي حواء التي تعشق الزينة, وتطرب بكلمات المدح والثناء, هي حواء لآدم واحد في الكون.. ترجو تقديره, وتأمل إعجابه..! هي حواء التي لم تتجمل لغيره.. ولن تطرب إلا بكلماته.. ولن تسعدها غير عباراته..
هي التي تأبى أن تكون تحفة ضاعت بهجتها, وترفض أن تصبح زينتها روتينا يفقد الحياة بعضا من نبضها!
ولكن حواء التي عهدتها ذات عقل واع, وأفق متسع, تعلق أمور حياتها بالسماء, تجعل من دنياها مطية توصلها لدار القرار.. لتكون حورية في الجنان..
فرفقاً بالقوارير.
http://www.ikhwan-muslimoon-syria.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/482)
ويرموننا بالطريقة الغربية
مهدية الزميلي
إن آلية الهجمة الغربية والمشروع الحضاري الغربي، تتبنى وجهة واحدة أحادية طاغية رغم ادعاء الغرب العريض بإيمانه بالتعددية والديمقراطية، وقبول الآخر.
ولذا فانه (الغرب) لا يرضى من الشعوب والحضارات الأخرى، إلا أن تتبنى فكره ورأيه في كل شيء، وأي شذوذ عن ذلك من قبل المجتمعات، التي تحاول الدفاع عن نفسها، بواسطة الحفاظ على شخصيتها وهويتها، يعتبره تخلفاً وخروجاً عن سبيل التقدم، ودخولاً في حومة مجموعة من التهم المغرقة في الكذب والنفاق مثل: الإرهاب، والتعصب، والاعتداء على حقوق الإنسان.
ولقد كان موضوع المرأة من أهم الأدوات والأساليب التي هاجم بها الغرب مجتمعاتنا العربية الإسلامية، بما لها من مكانة، في ترسيخ قواعد المجتمعات، واستقرارها، وتربية أجيالها.
ولقد استغل الغربيون ابتعاد المسلمين عن هدي نبيهم في التعامل مع المرأة، ووجود الكثير من الرجال المسلمين الذين أصبحوا بهذا الابتعاد موضع اتهام بالمساعدة على افتعال قضية للمرأة، أنشئت من أجلها مؤسسات، وعقدت ندوات ومؤتمرات، راح الغربيون يروجون لها ويزينون لمجتمعاتنا صورة المرأة عندهم، ويجعلون من انحرافها وتمردها وعريها ووقوعها فريسة أفكار الرجال الذين يريدونها صيداً سهلاً قريب المنال متسترين خلف شعارات مزخرفة بالحرية والخروج من تحت ركام الظلم والإهانة نموذجاً للعمل. وهم في هذا السبيل ومن أجل الإقناع استعملوا كل وسيلة؛ فمن كتابات وخطب وبيانات المتغربين في مجتمعاتنا، إلى الصورة في التلفاز والصحيفة والسينما، إلى الكتب والصحف المنحرفة وغيرها.
ولقد كانت هجمة عارمة منسجمة مع هجمة عامة كبيرة على مجتمعاتنا، تبغي إسقاط خنادق المقاومة عندنا من أجل أن يصلوا إلى الهيمنة الكاملة، التي تجعل منهم وجهة لنا تعب قلوبنا وأفكارنا منها وتعود إليها، وعندئذ تتم لهم عملية الكسب المادي ونهب الثروات بشكل كامل، وتلك نهاية المطاف الذي يبتغون وعندئذ يحكمون السيطرة على كل مقدراتنا.
ولقد نجحت الهجمة إلى حد كبير، فها هي مجتمعاتنا تعج بالمتغربات، وتلك دوائرنا ومعاملنا ومؤسساتنا مليئة بالنساء الموظفات المختلطات بالرجال بدون حشمة ولا وقار، وفي كثير من الأحوال بدون حاجة لوجودهن هناك، بل قد يكون وجودهن في الغالب من أجل استكمال اللوحة، التي أراد لها الغرب والمتغربون في مجتمعاتنا أن ترسم وتؤطر، ثم تعرض. بشكل احتفالي مثير، يشير إلى الإسلام بأصابع الاتهام مع أنه تقدم بحقوق المرأة أشواطاً لم تستطع حضارة الغرب حتى اليوم أن تلحق بها
وامتلأت الساحات والميادين بصراخ همجي، يدعو إلى جعل المرأة نداً معادياً للرجل، وليس شريكاً مكملاً، يأخذ مكانته الحقيقية لخدمة الإنسان عامة والمبادئ السامقة الكاملة خاصة أنها رمية على الطريقة الغربية، تبتغي سقوط الحصون والمقاومة وإلى الأبد.
2 ـ ولكن ....
وجاءت صحوة الإسلام، وبدأت أحلام التائهين تذوب رويداً رويداً أمام بريق نور الحق، الذي لم يَخْبُ يوماً من الأيام، ولنستمع إلى عائشة التيمورية تنشد (أيام زمان): ـ
بيد العفاف أصون حجابي وبهمتي أسمو على أترابي
ما ضرني أدبي وحسن تعلمي إلا بكوني زهرة الألباب
ما عاقني خجلي عن العليا ولا سدل الخمار بلمتي ونقابي
ثم لنر من جديد حملة العلمانية في فرنسا ولنعجب!! كيف أربكتها عودة المرأة بزخم إلى سبيل الحق والخير والجمال، فراحت تتعرض حتى للصغيرات المسلمات في المدارس، يرتدين تاج العفة، ويقهرن عتمة الضلال، في عقر عاصمة النور المزعومة. فتحاول يد الشيطان أن تحرم هاتيك الصغيرات من مدارسهن، تحت شعارات محاربة التعصب والأسلمة، بينما هم بعملهم المشين ـ القيام بطرد الصغيرات من المدارس لا لذنب إقترفنه إلا لباس العفة والشرف ـ كانوا أشد المتعصبين الظالمين.
فإذا التفتنا حولنا وجدنا هذا التيار الخير، الذي دخلت فيه ممثلات، لم يكن أحد في يوم من الأيام يحس بتوبتهن ورجوعهن، إلى جادة الصواب من بين براثن بريق الأضواء، ومن تحت ركام نشوة الشهرة والمال. وتابت الكثيرات وفي عيونهن دموع الندم، على ما فرطن في سالف الأيام، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: ـ "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً". "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون".
ثم لنستمع إلى صيحة الحق كيف بدأت تعلو من جنبات المجتمعات الغربية، بعد طول عناء وعنت ومقارفة للحرام ومن بين فكي تجربة مرة، عانت منها أجيال آمادا طويلة، ذهبت ضحية أهواء أصحاب الهوى والربح والكسب الحرام، الذي يأتي عن طريق منهجية خروج المرأة، وانطلاقها بلا رادع ولا قيد ولا أخلاق، يحدوها في ذلك طُعم مركب وضع فيه السم لها مدهوناً بكلمات تمويهية تقول: بالمساواة مع الرجل، والندية له، والاستقلال الاقتصادي عنه، بينما يشهد رجل علم من داخل حضارة الغرب بالحق الذي يفضي إلى غير ما أريد من هذه الشعارات يقول الكسيس كاريل: "الحقيقة أن المرأة تختلف اختلافاً كبيراً عن الرجل فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها، والأمر نفسه صحيح بالنسبة لأعضائها، وفوق كل شيء بالنسبة لجهازها العصبي، فالقوانين الفيزيولوجية غير قابلة لليّن شأنها في ذلك شأن العالم الكوكبي، فليس في الإمكان إحلال الرغبات الإنسانية محلها، ومن ثم فنحن مضطرون إلى قبولها كما هي فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعاً لطبيعتهن، دون أن يحاولن تقليد الذكور، فإن دورهن في تقدم الحضارة أسمى من دور الرجال، فيجب عليهن ألا يتخلين عن وظائفهن المحددة«.كتاب الإنسان ذلك المجهول.
وهذه مجلة (ماري كير) الفرنسية، قامت باستفتاء النساء الفرنسيات من جميع الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية، وكان عنوان الاستفتاء (وداعا عصر الحرية وأهلا عصر الحريم)، وشمل الاستفتاء رأي 2.5 مليون فتاة في الزواج من العرب، ولزوم البيت فكانت الإجابة 90% نعم، والأسباب كما قالتها النتيجة هي الآتي:
1 ـ مللت المساواة مع الرجل.
2 ـ مللت حياة التوتر الدائم ليل نهار.
3 ـ مللت الاستيقاظ عند الفجر للجري وراء المترو.
4 ـ مللت الحياة الزوجية التي لا يرى فيها الزوج زوجته إلا عند النوم.
5 ـ مللت الحياة العائلية التي لا ترى الأم فيها أطفالها إلا عند مائدة الطعام.
إن الفطرة التي فطر الله الناس عليها يمكن أن تطمس إلى حين، ولكنها لايمكن أن تطمس إلى الأبد، وما أتينا على ذكره من صيحات دليل رائع على ذلك.
غير أن هذا الذي قلناه، لايمكن أن يستهوينا، فيجرنا إلى الاعتقاد: أن الغرب قد عاد أدراجه إلى الفطرة تواً، وعرف الحق الذي لاحق غيره، لا أبداً فالغالبية العظمى من الغربيين، مازالت تستهويهم حياة الانطلاق المجنون، وتجرفهم تيارات الحداثة، الماجنة، الكافرة بكل قيمة أو مبدأ إلا السلعة والمادة ولحظة المتعة واللذة.
وهم ما يزالون يسيرون بحماس وراء مشروعهم الحضاري وفرضه على الأمم والحضارات الأخرى، يغريهم في ذلك ضعف الآخرين، وكثرة الثغرات في جدر المقاومة، والأعداد الكبيرة من الممالئين لحضارتهم، المتوزعين في كل الأركان الهامة وغير الهامة داخل تلك الأمم. وفوق ذلك كله ومن قبله وبعده الآليات الخفية والظاهرة، التي تعمل بها وبواسطتها مدنية الغرب، فتخترق الحجب والحواجز بخفاء، يكاد يكون محبباً للنفس البشرية الأمارة.
فطرق التعليم، ووسائل الإعلام، وأجهزة الرفاه الحديثة، (وموضات) الملابس، ووسائل الحياة ومظاهرها، ومايدور وراء الكواليس في عمليات الشهرة والابتزاز وتسليط الأضواء، كل ذلك وغيره يعمل بطريقة سحرية، لاستقبال المعجبين، بعد أن يقعوا في الشراك الخطرة، وهم يضحكون، لاهين فرحين، بما آتاهم الغرب، من شرف المشاركة في أفكاره، ورضاه لهم بالعيش على حواشي تضاريسه ومعالمه، وقد يكون الأمر هيناً، لو أن هؤلاء الساقطين في شرك الغرب كانوا أفراداً ومجموعات قليلة، ولكنها شعوب بأكملها، كرست مناهج الحياة الغربية في أرضها، وفوق أديم موروثها وهويتها، وهي تظن أنها تأخذ بأسباب التقدم والنهوض.
ولقد كان لأمتنا نصيب كبير من هذا الذي ذكرناه، ولكن هذه الأمة لايمكن أن تمضي في هذا الاتجاه إلى ما لانهاية، وفيها كتاب الله المحفوظ، وفيها الطائفة الظاهرة على الحق، لا يضرها من خالفها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وسوف تمضي أمم الغرب إلى مصائرهم المحتومة التي تترتب على مخالفة السنن الإلهية التي لا تتخلف، هذا إذا لم ترعوا تلك الشعوب، وتعود إلى الفطرة.
ولنقرأ معاً هذه الكلمات الغربية: »عوامل شيطانية ثلاثة يحيط ثالوثها بدنيانا اليوم، وهي جميعاً في تسعير سعير لأهل الأرض أولها الأدب الفاحش الخليع، الذي لا يفتأ يزداد في وقاحته ورواجه بعد الحرب العالمية الأولى، بسرعة عجيبة، الثاني الأفلام السينمائية التي لا تذكي في الناس عواطف الحب الشهواني فحسب، بل تلقنهم دروساً عملية في بابه، الثالث: انحطاط المستوى الخلقي في عامة النساء الذي يظهر في ملابسهن، بل في عريهن، وفي إكثارهن من التدخين، واختلاطهن بالرجال بلا قيد ولا التزام،. هذه المفاسد الثلاث فينا إلى الزيادة والانتشار، بتوالي الأيام، ولابد أن يكون مآلها إلى زوال الحضارة والاجتماع النصرانيين، وفنائهما آخر الأمر، فان نحن لم نحد من طغيانها، فلا جرم أن يأتي تاريخنا مشابهاً لتاريخ الرومان، ومن تبعهم من سائر الأمم، الذين قد أوردهم هذا الاتباع للأهواء والشهوات موارد الهلكة والفناء، مع ما كانوا فيه من خمر ونساء ومشاغل رقص ولهو وغناء.
http://www.ikhwan-muslimoon-syria.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/483)
إلى صاحبة اليد البيضاء
محمد الركبان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فصاحبة اليد البيضاء امرأة.. ليست كالنساء..
آثرت شظف العيش على رغده.. واختارت طريق التعب والعناء، وسبيل النصب والشقاء..
تارة تمسح عبرة، وأخرى تمحو مرارة وحسرة..
إنها ذات العطف الكبير، والقلب الرحيم..
تراها بين المرضى..
طبيبة.. تقدم - بإذن الله - العلاج الناجع.
أو ممرضة.. تعين مرضاها على دائهم الواجع..
أو أخصائية اجتماعية.. تزيل عن المرضى أحزانهم، وكلَّ همَّ فاجع..
وتراها في المختبر والصيدلية والإدارة ترعى مصالح المرضى، وتسعى في حاجات ذوي البلوى..
موفقة أينما هلّت.. مباركة أينما حلت.
أختاه.. هذه وصايا نابعة من قلب مشفق ولسان ناصح، يرجو لك السعادة في الدنيا والآخرة. أرعي لها سمعك، وافتحي لها قلبك.. أسأل الله - تعالى - أن يرزقك محبة منه تقر بها عينك.
الأولى: تقوى الله ومراقبته:
فهي جماع كل خير، ومنبع كل فضل.. وهي وصية الله للأولين والآخرين، وطريق النجاة يوم الدين قال - تعالى -: "وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللهَ [النساء:131].
ولما سُئل رسول الله: ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟، قال: { تقوى الله وحُسن الخلق } [رواه أحمد والترمذي وابن ماجة].
وتقوى الله: أن يجعل العبد ببينه وبين عذاب الله وقاية، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، قال - تعالى -: "يا أيُها الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ" [آل عمران:102].
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ( أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر ).
ومن جعل الله تجاهه؛ كفاه شر حاضره وما أمامه، وفي الحديث { احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك } [رواه الترمذي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -].
الثانية: تحقيق غاية الخلق:
فالله - جلّ وعلا - خلقك وأوجدك لهدف جليل وغاية سامية، قال - تعالى -: " وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعبُدُونِ " [الذاريات:56].
فلا تُنسك متاعب الدنيا وهمومُها وزينتُها وغرورُها، هدفك الأساس وغايَتك العظمى.. فأنت مسلمة قبل أن تكوني موظفة.
فاحرصي - رعاك الله - على تعلم أمور دينك، وابذلي جهدك ووقتك لرضى ربك وإنقاذ نفسك.. وتداركي عمرك قبل فواته وأجلك قبل نفاذه، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله: { اغتنم خمساً قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك } [رواه الحاكم والبيهقي في الشعب].
بل لتكن همّتك علياء، وعزيمتك شاهقة بارتفاع هامات السماء.. وليكن الوصول إلى رضا ربك هدفاً لا مناص من تحقيقه، وغاية لا سبيل للركون عنها؛ طمعاً في فضل الله وكرمه.. واجعلي نصب عينيك قول الله - عز وجل - في الحديث القدسي: { وما تقرب إلىّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه } [رواه البخاري من حديث أبي هريرة].
وليكن ميزانك للأمور، وترتيبك للأولويات موافقاً لتعاليم دينك.. فحق الله - تعالى - مقدم على حق كل أحد، وحقوق الوالدين والزوج والأولاد مقدمة على مشاغل الدنيا ومتاعها.
الثالثة: التفكر في نعم الله وشكرها:
فأنت تتقلبين بين مكروب فَقَدَ صحته، أو محزون أهمه أمر مصيبته.. وأنت سالمة معافاة، أنعم الله عليك بنعم جليلة، حيث أسبغ عليك لباس الصحة والعافية والسلامة من البلاء، وقبل ذلك نعمة اختيارك لأن تكوني من حملة دينه.
نعم.. إنها النعمة العظمى، فكم ممن ترينهم قد ضلّ دربه وأضل طريقه، وصدق الله إذ يقول: " يَمُنُّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُواْ قُل لا تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسلامَكُم بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيكم أَن هَدَاكُم لِلإِيمَانِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ " [الحجرات:17]، فلله - تعالى - الحمد والمنة.
الرابعة: حسن النية واحتساب الأجر:
قال: { إنما الأعمال بالنيات } [متفق عليه].
فالعمل متى ما أحسن العبد فيه النية أُجر عليه - بإذن الله - وإن كان ظاهره عملاً دنيوياً.. ومجال إحسان النية واحتساب الأجر في عملك واسع..
فمن ذلك: احتساب الأجر في تخفيف آلام المرضى وتفريج كربهم، ومواساة منكوبهم، ومسح دمعة مريضهم، وحل مشاكلهم قدر المستطاع، وكذلك احتساب الأجر في ستر عوراتهم.
فعن ابن عمر قال: قال رسول الله: { المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كُربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة } [متفق عليه].
فتطبيبك لأختك وقيامك على شؤونها وستر عورتها من أعظم أبواب الأجر وأوسعه.
ومن ذلك: احتساب أجر عيادة المرضى، وهو ما غفلت عنه كثير من الأخوات..
عن ثوبان - رضي الله عنه -، أن النبي قال: { من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة }، قيل يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: { جناها } [رواه مسلم].
وعن علي قال: سمعت رسول الله يقول: {ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يُمسي، وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة} [رواه الترمذي].
أليست خسارة - وأيّ خسارة - أن يُفوِّت العبد على نفسه كلَّ هذا الفضل لمجرد غفلته عن نية صادقة؟! وبعض الموفقات يقمن برقية المريضة وقراءة آية الكرسي والمعوذتين عليها، والدعاء بالشفاء لها، وحثها على تعلق قلبها بالله، وتذكيرها أن الدواء سبب من الأسباب وإلا فالشافي هو الله - عز وجل - وبهذا يتحقق التوحيد ويُغرس في نفوس المسلمات.
الخامسة: الإخلاص في العمل وإتقانه
وهو من سمات المؤمنين الصادقين الذين وهبوا دنياهم لأخراهم، والذين استشعروا مراقبة الله لهم واطلاعه على أعمالهم..
ولذلك يحسن بك - حفظك الله - إتقان عملك، والحرص على أدائه على أكمل وجه..
وفي الحديث: {إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه} [رواه أبو يعلى وحسنه الألباني].
فمن وجوه إتقان العمل والإخلاص فيه: بذل النصيحة للمسلمين.
فالمريض عادةً يكون في حالة ضعف يحتاج معها لعون كل مخلص، ولنصيحة كل غيور.
وقد أشار النبي إلى ذلك بقوله: { الدين النصيحة } [رواه مسلم].
ومن ذلك.. كتمان خبايا المرضى وأسرارهم..
فأنت تطّلعين على كثير من الأسرار التي قد يخفيها أصحابها عن أقرب الناس منهم، ويظهرونها لك ثقة بك ورجاء مساعدتك، فكوني - رعاك الله - عند حسن ظنهم، ولا تكوني ممن { إذا اؤتُمن خان }.
السادسة: الدعوة إلى الله:
الوظيفة العظمى والمهمة الكبرى.. وظيفة الأنبياء والرسل - عليهم الصلاة والسلام -.. هداية الناس وإرادة الخير لهم.. فليكن لك حظ وافر ونصيب كبير منها..
قال - صلى الله عليه وسلم -: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أُجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً} [رواه مسلم].
فمساهمتك في رفع درجة إيمان مسلم، أو دلالة كافر على الإسلام خير لك من الدنيا وما فيها، قال: {فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النَّعم} [متفق عليه].
ثم أليس من الغبن أن يعاشر المسلم الكفار ويحادثهم في كلِّ جليل ووضيع ثم لا يكون لأغلى ما يملك نصيبٌ من ذلك؟!
فكوني داعية إلى الله - تعالى - بخلقك، وحسن تعاملك، والتزامك بدينك واعتزازك به.. لكن حسن التعامل مع غير المسلمين بقصد دعوتهم لا يعني محبتهم أو موالاتهم، فالمحبة لا تكون إلا في الله، قال - تعالى -: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ (55) وَمَنَ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ" [المائدة:56،55].
السابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
فهو واجب على كل مسلم ومسلمة بقدر طاقته وحسب حاله وقدرته، ولا يختص بفئة كما يظن البعض، قال رسول الله: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان } [رواه مسلم].
بل إنه من أعظم الواجبات، وأكثرها نفعاً في الدنيا والآخرة.. قال: {إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه} [رواه أبو داود والنسائي والترمذي].
واعلمي - حفظك الله - أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من علامات تراحم المسلمين.. فإنكارك للمنكر وتغييره مع ما فيه من الأجر والثواب، فيه كذلك شفقة على صاحب المنكر لئلا يناله غضب الله وعقابه.
ثم إن الله - تعالى - قادر على ألا يقع المنكر ابتداءً، أو أن يقع دون علمك به.. لكن وقوعه واطلاعك عليه امتحان لغيرتك على دينه وتعظيمك لحرماته.. قال: {إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره} [رواه ابن ماجة].
فحذاري أن يكون جوابك خشية الناس أو حياءً منهم.. أوليس الله - تعالى - أحق أن يُخشى ويُستحيى منه؟!
واحرصي - أقر الله عينك - على التزود من العلم الشرعي خاصة في مجال تخصصك، وليكن لديك من العلم ما يفيد المرضى مثل أحكام صلاة المريض وغيرها.
الثامنة: الالتزام بالحجاب الشرعي وغض البصر والعفاف:
إن الالتزام بالحجاب طاعة لله وامتثالاً لأمره حين قال: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ " [الأحزاب:59]. وحجابك الشرعي من أعظم القربات، فهو عزكِ وحصنكِ، ووقايةٌ لك من تطفل المتطفلين وجرأة العاصين.
واحرصي - وفقك الله لطاعته - على غض بصرك عمّا حرّم الله، ومجاهدة نفسك على ذلك، قال - تعالى -: "وَقُل لِّلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا" [النور:31].
ولَئن يصبر المرءُ على مرارة الحرمان طاعة لله، خير له من أن ينزلق وراء لذة عابرة تهوي به في النار.
التاسعة: من التبرج والخلوة والاختلاط:
تجنببي - رعاك الله - الاختلاط بالرجال والخلوة بهم لقوله: {لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم} [متفق عليه].
وإياك والخضوع بالقول أو المزاح والضحك معهم لقوله - تعالى -: " فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولاً مَعرُوفاً " [الأحزاب:32].
واحذري من التبرج وإظهار الزينة أو التطيب عند المرور بالرجال ففي الحديث: {أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية} [رواه أحمد].
ثم لا تكوني ممن يتعذرون بالواقع وينساقون وراءه، بل كوني ممن يصنعون الواقع ويصيغونه..
العاشرة: الدعاء:
الأصل في عمل المرأة القيام بشئون بيتها والقرار فيه "وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ " [الأحزاب:33]. وحين تتقربين إلى الله عز وجل بعملك لا تنسي أنك في مكان تصوب لك فيه السهام، وتنحدر عليك الفتن من كل جانب، فالزمي جانب الدعاء واحرصي عليه فإنَّ هذا ديدن الأنبياء والمرسلين، ومن أسباب الثبات والتمكين. هذا نبي الأمة وخير من وطأت قدمه الثرى يدعو ربه الثبات على هذا الدين {اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك} [رواه الترمذي]، وكان من دعائه: {اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى} [رواه مسلم].
الحادية عشر: التوبة والاستغفار:
اجعليها شعارك في كل حين، وعلى كل حال.. فهي وصية النبي لك فعن عبدالله بن عمر أن رسول الله قال: {يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار..} الحديث [رواه مسلم].
يا كثير الذنب عفو *** الله من ذنبك أكبر
ذنبك أعظم الأشياء *** في جانب عفو الله يغفر
فالله - تبارك وتعالى - جوادٌ كريمٌ، يفرح بتوبة عبده وإنابته..
يقول - تعالى - في الحديث القدسي: {يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة} [رواه الترمذي].
سدد الله خطاكِ، وبارك مسعاكِ، ورزقكِ السعادة في دنياكِ وأُخراكِ.
http://www.kalemat.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/484)
دراسات طبية حديثة حول ارتداء الملابس الضيقة .
أثبتت دراسات طبية حديثة أن ارتداء الملابس الضيقة في فترات المراهقة قد يسبب ما يُعرف بالتهابات بطانة الرحم، وهي حالة مؤلمة قد تسبب العقم، ونقصان الخصوبة عند النساء. وأوضح البروفيسور جون ديكونسن ـ الخبير في ضغط الدم في معهد وولفسون للطب الوقائي ببريطانيا ـ أن الضغط المتسبب عن ارتداء الملابس الضيقة قد يؤدي إلى تجمع وتراكم الخلايا من بطانة الرحم في منطقة أخرى في الجسم مسبباً الالتهاب. وقال الدكتور ديكونسن: إنه على الرغم من أن التعريف بهذا المرض تم قبل أكثر من 70 عاماً إلا أن العلماء لم يتعرفوا بعد أسبابه، مشيراً إلى أن السر يكمن في كيفية عثور النسيج على طريقه من الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل المبايض، حيث يتجمع ويتراكم مسبباً آلاماً حادة ما قبل الطمث، وأحياناً العقم. وأوضح أن تغييرات الضغط المتسببة عن الملابس الضيقة تُكسب هذه الخلايا قوة دفع تسمح لها بالخروج من الرحم، وتجمعها في مكان آخر، منبهاً إلى مثل هذه الملابس تسبب ضغطاً كبيراً حول الرحم، وقنوات فالوب القريبة من المبيض، وحتى عند خلع هذه الملابس فإن الضغط يبقى لبعض الوقت في جدران الرحم السميكة بالرغم من انخفاضه حول قنوات فالوب، وهذا يتسبب بدوره في توجه الخلايا إلى الخارج لتصل إلى المبايض مضيفاً أن أثر هذا الضغط الرجعي الناتج عن تكرار هذه العملية لسنوات عدة بعد البلوغ يؤدي إلى تجمع الخلايا، وإحداث التهابات. وقال: إن ارتداء الملابس الضيقة والمشدّات كان شائعاً في القرن الماضي بين النساء من الطبقات الراقية مما أدى إلى إصابتهن بآلام بطنية حادة، مما يدل على أن ما ترتديه المرأة من ملابس أثناء فترات الطمث الشهرية يؤدي دوراً مهماً في زيادة خطر الإصابات. وأشار الخبراء إلى أنه إذا كان تفسير ضغط الملابس صحيحاً فإن التهاب بطانة الرحم يجب أن يكون ـ بناء على ذلك ـ نادراً نسبياً في الدول التي ترتدي فيها النساء ملابس واسعة وفضفاضة. وأجاب ديكنسون عن ذلك بمقالة نشرتها "المجلة البريطانية للنسائية والتوليد"، وقال فيها: إن الدراسات الطبية التي أجريت حول هذا الموضوع تدعم هذا التوجه، فجميع النساء في الهند ـ على سبيل المثال ـ يرتدين الساري، لذلك لم يظهر في الثلاثين سنة الماضية سوى أربع حالات إصابة بالتهاب بطانة الرحم التلقائي سجلت بعد مراجعة أكثر من 12 ألف مقالة نشرت في المجلات الطبية الهندية، مؤكداً أن العكس صحيح في الغرب، إذ تعتبر هذه الحالة من أكثر الحالات النسائية شيوعاً في الدول الغربية، حيث ترتدي النساء موديلات مختلفة من الملابس الضيقة. من جانبها قالت آنجيلا برنارد ـ رئيسة جمعية التهاب بطانة الرحم الوطنية الأمريكية ـ: إن ارتداء الملابس الضيقة لفترات زمنية طويلة هي السبب في ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الحالة، مؤكدة على السيدات والفتيات ضرورة تجنب ارتداء هذه الملابس، وخاصة في أثناء الدورة الشهرية. ومن جانبنا:نبدأ من الآن توعية أنفسنا وبناتنا بالابتعاد عن الملابس الضيقة واستبدالها بالفضفاضة حتى لا نتسبب بالضرر لنا ولهن.. منقول للفائدة.
http://www.mtmza.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/485)
حب التملك.. والسيطرة
كثير من النساء وخاصة المتزوجات..... يقعن في هذا النوع من الحب
حب الامتلاك والسيطرة.. فهذا النوع من الزوجات يكون عندها رغبة شديدة في امتلاك المال والذهب والأشياء الثمينة.. وشراء الأشياء التي لا تحتاج لها.. ظنا منها أن هذا يعطيها الأمان.. ومن خلاله تستطيع السيطرة على زوجها..
وهي في هذه الحالة لا تدري أنها تقلل من ثقة زوجها بها وتهدد حياتها الزوجية ومستقبله للخطر..
_ وكثير من الأزواج المساكين مرغمين على تلبية طلبات الزوجة الزائدة عن الحد حتى لا تنقلب سعادته الزوجية إلى تعاسة.. لأن سعادة الزوج يتوقف على عوامل كثيرة للزوجة الدور الأكبر فيها..
_ وللأسف !! هذه الأفكار السيئة والمريضة.. تورثها بعض الأمهات لبناتها.. زاعمة أن الزوج قد يطلقها أو يرمي بها في الشارع..
_ هذا النموذج من الزوجات لا يمكن أن تنجح في حياتها ولا تستمر سعادتها لأنها في يوم من الأيام لا بد أن تهب عاصفة تحول حياتها وسعادتها المزعومة إلى تعاسة دائمة..
_ من تربت على حب الامتلاك والخوف من الزمن.. نجدها تعاني من عدم الثقة بنفسها.. وعدم الثقة بغيرها!!!
_ مثل هؤلاء الزوجات.... علت على وجوههم غشاوة.. وعميت عيونهم عن إدراك حلاوة الزواج.. وأصبح لديهن المال والامتلاك والترف هو قمة السعادة..
فمسكينة هذه الزوجة.. التي قدر لها أن تكون من هذه النوعية وبالتالي مسكين هذا الزوج الذي رمى به القدر؛ ليتزوج من هذه النوعية.
http://www.lakii.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/486)
المنقبات.. و حمار أهله
د. عبدالله بن إبراهيم اللحيدان
تعد لغة العيون من أبلغ اللغات, وقد تغني كثيرا عن ب اللسان, بل إن العيون لها كلام تنطق به هو أقوى من اللسان فهي تتجاوز حدود اللغات واللهجات بلغة صامتة لها مفعول السحر في كثير من الأحيان. نعم إن العيون تتكلم, وإن نظرة واحدة يختلف حالها وتعبيرها, فهذه نظرة إعجاب, وهذه نظرة سخرية, وهذه نظرة غضب, وغير ذلك مما يفهمه الناس بعضهم من بعض من حديث العيون دون حاجة إلى إفصاح اللسان.
وإنك لتعرف من الشخص أنه غارق في الخيال من خلال عينيه, وتعرف خوفه من عينيه, وتعرف حبه من عينيه, والحياء في العينين, والفرح والسرور في العينين, والخيانة في العينين قال – تعالى -: ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) [غافر:19] وتتميز لغة العيون بأنها سريعة الوصول من المرسل إلى المستقبل, قوية الأثر, وهي مع ذلك قصيرة الوقت إذ قد لا تستغرق ثواني معدودة, ومع ذلك تنفذ إلى القلب فهي سهم لا يخطىء ورسالة أبلغ في التأثير, ولأجل ذلك فقد وضع الإسلام الضوابط للنظر إذ إن إطلاق المرء لبصره دون حدود أو ضوابط يؤدي به إلى القلق والحسرة والندامة.
ولقد أمر الله - عز وجل - الرجال والنساء بغض البصر قال – تعالى -: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) [النور:30] ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) [النور:31] , فكما يجب على الرجل أن يغض بصره عما حرم الله فكذلك المرأة أيضا عليها أن تحفظ نظرها وتغض بصرها عن الرجال الأجانب, وقد بين الإسلام حدود نظر الفجأة فالنظرة الأولى لك والأخرى عليك.
ومع انتشار النقاب في أوساط النساء حتى عمت به البلوى وأصبح من أكبر دواعي الفتن لأنه يتيح إطلاق النظر منها وإليها, ومما يدعو إلى العجب أنه إذا كان الرجال لا يسمحون لنسائهم بالحديث مع الرجال الأجانب فكيف يسمحون من خلال العيون?
وفي نظري أن ارتداء المرأة للنقاب له أسباب عديدة منها:
1 - ضعف الوازع الديني لدى المرأة, فقد وردت النصوص في الكتاب والسنة في نهي المرأة عن إبداء زينتها للرجال الأجانب, وأي زينة أكبر من العيون? فقد تغنى بها الشعراء قديما وحديثا وفيها قال جرير:
إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
وقد أفتى العلماء بتحريم النقاب على الهيئة التي تلبسها النساء في الوقت الحاضر لما فيه من الفتنة, ولأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز وهو من أسباب تحديق النظر إليها وفتنتها ووسيلة إلى الفساد وهذا أمر مشاهد ولا ينكره إلا مكابر.
2 - ضعف الغيرة عند ولي المرأة زوجا كان أو أبا أو أخا, لأن الذب عن المرأة وصيانتها عن عيون الرجال الأجانب مهمة وليها, والنساء لحم على وضم إلا ما ذب عنه, وإن رجلا يفرح بنظر الناس إلى زينة امرأته قد ترحلت من قلبه الغيرة.
3 - التقليد واتباع الهوى, فبعض المنقبات لا يفعلن ذلك إلا تقليدا لزميلاتهن أو قريباتهن دون أن يدركن خطورة الأمر وضرره.
4 - الشعور بالنقص والبحث عن الجمال, فالمتنقبة ترى أنها تلفت الأنظار عندما ترتدي النقاب, وهو وسيلة إلى إخفاء العيوب ومخادعة الناس بأن لابسه له حظ من الجمال وقد لا يكون كذلك, ولذلك فإن بعض النساء اللاتي لم يكن يلبسن غطاء الوجه أصلا أصبحن يرتدين النقاب لأنه يظهر العينين فقط ويوهم الرائي بأن خلف النقاب جمالا أكثر وأكاد أجزم أن بعض المنقبات قد يصدق فيهن المثل القائل : " ذكرني فوك حماري أهلي " وقصة هذا المثل أن رجلا خرج يطلب حمارين ضلا له, فرأى امرأة متنقبة فأعجبته حتى نسي الحمارين فلم يزل يطلب إليها كشف وجهها حتى سفرت له عن وجهها فإذا هي فوهاء فحين رأى أسنانها ذكر الحمارين فقال: ذكرني فوك حماري أهلي!!
http://www.saaid.net المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/487)
إلى أصحاب القلوب البيضاء
أختي وأخي الغاليين.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
ابعث إليكم هذه الكلمات وكلي أمل إن تجد سبيلها إلى قلبكم الأبيض..
نعم إلى قلبكم الأبيض... يا من خُلقتما وقلبكم ابيض... يا من نشأتم وقلبكم ابيض.. ينبض بالبراءة.. ينبض بالطهر.. ينبض بالصدق والصفاء والمحبة.....
خُلقتما لتحافظوا على طهركم وعفافكم...
انك أيتها الطاهرة جوهرة مصون ولؤلؤة مكنون... ما أجمل قلبك الأبيض الطاهر إذ لم تمسه كلمة عابث، ولم تطربه نزوة لاهث.. ما أجمله وهو بريء، لا يحمل إلا البراءة والصدق..
فلماذا تسودينه بالذنوب والمعاصي؟.. لماذا تعلقينه بأناس لا يعرفون لك حقا ولا يقدرون لك قدرا..؟ أناس همهم إن يتعرفوا عليك فقط من اجل الشهوة.. شهوة شيطانية لحظية.. دقائق يمارس الشيطان فيها معك أبشع وأشنع وأفظع الذنوب.
أختاه..
لا تغتري بكثرة اللاهيين الوالغين في حمأة المعصية والرذيلة حولك هنا أو هناك!، كلهم سوف يندمون يوم لا ينفع ندم.. كلهم سوف يقفون بين يدي خالقهم ويُسألون.. عن كل صغيرة وكبيرة.. (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:18).
كل كلمة تكتبينها... كل كلمة تتلفظين بها هي محسوبة لك أو عليك... كل همسة حب تهمسين بها أو غرام أو شهوة سوف تُسألين عنها يوم القيامة...
يا بنت الطهر والعفاف مهلا فانك في خطر...
مهلاً فان الموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً... أيسرك أن تموتي وأنت على "التشات" تحادثين هذا وذاك وتتلذذين بأقبح العبارات وأفحش الكلمات مع شباب ما عرفوا النخوة ولا عرفوا الشرف ولا الغيرة ولا المروأة... أيسرك إن تموتي وأنتي على هذه الحال...؟ كيف بك لو وضعت في قبرك وحدك في ظلمة القبر ورحل عنك الأهل والأحباب وتركوك وحدك مع ديدان الأرض تنهش جلدك الرقيق...
كيف بك لو وضعت في قبرك وضمك القبر ضمة اختلفت فيها أضلاعك وتكسرت فيه عظامك..؟،
فكيف بك أنتي يا أختي..؟؟!
وأنت أختي أترى عظامك الرقيقة تقوى على ضغطة القبر؟؟؟..... فهلا لجأت إلى الله تدعينه وتتضرعين إليه وتتوبين إليه حتى يخفف عنك...
كيف بك وقد نشرت الصحائف واستلمت صحيفتك وقد دون بها كل كلمة تكتبينا وكل كلمة تهمسين بها... أيسرك إن تلاقي ما تكتبين هنا في "التشات" بما حدثة الشباب والفتيات..
لا تقولي تسلية... فكم من تسلية كانت بداية لطريق موحل... كما من تسلية جرت صاحبتها إلى هتك الستر وقتل الحياء...
ألا تعلمين انك بهذه التسلية تهدرين اعز ما تملكين... دينك، أخلاقك، حياءك، وقتك، صحتك، مالك... فهل هناك اعز من هذه الأشياء..؟!!!
انك تخونين نفسك،،، نعم تخونيها لأنها أمانة عندك... وتخونين اهلك الذين ربوك على الحشمة والعفة، تخونين الناس بهذه التسلية البشعة...
تقولي: " أنا واثقة من نفسي ولا يمكن إن اسمح لها بذلك ".
فأقول لك.. إن كنت واثقة من نفسك فلست أعظم ثقة ولا أكرم من أمهات المؤمنين نساء النبي أطهر نساء العالمين الذين أوصاهن الله - تعالى - بقوله: ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا )... هل تعتقدين انك تثقين بنفسك أكثر منهن!!
أنت أخي...
اتقي الله إن التسلية بالأعراض والشهوات وهتك الحرمات هو أفظع جرم عرفته جدران بيتك... وأعظم جرم اقترفه قلبك... انك تسود قلبك وتملئه سواداً من الذنوب والمعاصي... كل كلمة.. كل همسة حب وغرام وفحش في القول هي عليك ذنب وجرم فتوب إلى الله - تعالى - وعود إليه واستغفره.
الله أعطاك قلبا طاهرا سليما ويريدك إن تسلمه إليه طاهرا ابيضا كما سلمك إياه...
الله يريدك عفيف طاهر... إن حيائك وطهرك هو مقياس رجولتك... انك إذا انتقلت غدا إلى عش الزوجية فانك سوف تندم اشد الندم على كل كلمة حب وغرام قلته لغير زوجتك وحلالك... انك تخون زوجتك من الآن بهذه التصرفات الطائشة... وهذا اللهث المحموم وراء المعصية والشهوة..
راجعوا أنفسكم... توبوا إلى الله... استغفر و الله...
الله لم يحرم الزنا فقط وإنما حرم وكل وسيلة تؤدي إليه من نظرة خائنة وحركة مريبة وكلمة تدخل القلب...
وآخر قولي أن الحمد الله نحمده ونستغفره و نتوب إليه...
http://www.alsyf.ws المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/488)
جارتي في الطائرة
د.عبد الرحمن العشماوي
حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأول من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولةٍ غربية، كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً، بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فرغاً، قلت في نفسي: أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً، أو أن ييسّر الله لي فيه جاراً طيباً يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد، نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك، ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد!
وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ... فتاةُ في مَيْعة الصِّبا، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزيَّنة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرِّقة والجمال.. كان العطر فوَّاحاً، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكيَّة، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الرُّكاب،
حينما وجهت نظري إلى أحدهم... رأيتُه يحاصر المكان بعينيه، ووجهه يكاد يقول لي: ليتني في مقعدك؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - فيما روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - (( ألا وإنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه، ولم يظهر لونه، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )).
ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف، لقد تساءلت حينها (( لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ))؟
كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل: إن المرأة لزوجها، ليست لغيره من الناس، وما دامت له فإن طيبَها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره، كان هذا الجواب واضحاً، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه، قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي: يا ترى لو لم يَفُحْ طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة، أكانت الأنظار اللاَّهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟
عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير، أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال، وقدَّمته إليَّ
تناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف، وشربت العصير وأنا ساكتٌ،ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني، وجَّهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً - كما أظن -، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة، ولما أصبح ذلك دَيْدَنَه، كتبت قصاصة صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات؟ ))، فلم يلتفت بعدها.
عندما غاصتْ الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع، - سبحان الله العظيم -، قلتُها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة: إي والله - سبحان الله العظيم -، ووجهتْ حديثها إليَّ قائلة ً إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذَّة، ومن حسن حظي أنني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة ًشعرية رائعة لهذا المنظر...
لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة، كلا.. لقد لملمت تلك العباءة الحريرية، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة، لقد بدا وجهها ملوَّناً بألوان الطيف، أما شعرها فيبدو أنها قد صفَّفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين...
قلت لها: سبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة..
قالت: إنها تدلُّ على قدرة الله – تعالى -..
قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه،الذي أودع فيه أسراراً عظيمة، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلَّغهم رضى ربهم،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد.
قالت: إلا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إليَّ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة..
لقد تمنَّيتُ من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف مَنْ أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها.
وسكتُّ قليلاً كنت أحاور نفسي حواراً داخلياً مُرْبكاً، ماذا أفعل، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاءٍ ظاهرة، أم أترك ذلك إلى آخر المطاف؟
وبعد تردُّد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها.
وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصاتٍ ملوَّنة وقالت: هذه بعض أوراق أكتبها، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي...
وقرأت القصاصات بعناية كبيرة، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة..
إنها خواطر حالمة، هي فتاة رقيقة المشاعر جداً، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سبباً في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوارٍ شامل مع الفتاة..
قلت لها: عباراتك جميلة منتقاة، ولكنها لا تحمل معنىً ولا فكرة كما يبدو لي، لم أفهم منها شيئاً، فماذا أردتِ أن تقولي...؟
بعد صمتٍ قالت: لا أدري ماذا أردتُ أن أقول: إني أشعر بالضيق الشديد، خاصة عندما يخيَّم عليَّ الليل، أقرأ المجلات النسائية المختلفة، أتأمَّل فيها صور الفنانات والفنانين، يعجبني وجه فلانة، وقامة فلانة، وفستان علاَّنة، بل تعجبني أحياناً ملامح أحد الفنانين فأتمنَّى لو أن ملامح زوجي كملامحه، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام، أشاهد منها ما أستطيع وأحسُّ بالرغبة في النوم، بل إني أغفو وأنا في مكاني، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي...، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره، هناك يرتحل النوم، فلا أعرف له مكاناً.
عجباً، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة، وتبدأ رحلتي مع الأرق، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها...
(( إنها مريضة )) قلتها في نفسي، نعم إنها مريضة بداء العصر؛ القلق الخطير، إنها بحاجة إلى علاج.
قلت لها: ولكنَّ خواطرك هذه لا تعبر عن شيء ٍ مما قلت إنها عبارات برَّاقة، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق...
قالت: عجباً لك، أنت الوحيد الذي تحدَّثت بهذه الحقيقة،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا، وبعثَ إلىَّ المحرِّر برسالة شكر على هذا الإبداع، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح، ولكنها جميلة.
وهنا سألتها مباشرة:
هل لك هدفٌُ في هذه الحياة؟!
بدا على وجهها الارتباك، لم تكن تتوقع السؤال، وقبل أن تجيب قلت لها:
هل لك عقل تفكرين به، وهل لديك استقلال في التفكير؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل.
هل أنتِ مسلمة؟!..
هنا تغيَّر كل شيء، أسلوبها في الحديث تغيَّر، جلستها على المقعد تغيَّرت، قالت:
هل تشك في أنني مسلمة؟! إني - بحمد الله - مسلمة ٌُ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام، لماذا تسألني هذا السؤال، إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد، إني أرفض أن تتحدَّث بهذه الصورة..... وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم...
لم أعلق على كلامها بشيء، بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (( كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها - كما أخبرتني فيما بعد -، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني:
أتشك في إسلامي؟!
قلت لها: ما معنى الإسلام؟! قالت: هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال! قلت لها: معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمتم النضج، تُلوِّن وجهها بالأصباغ، وتصفِّفُ شعرها بطريقة جيدة، وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها، فإذا رحلت خلعتها وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً، نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان..فمن قال إنك طفلة...؟!
قالت: لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة؟
قلت لها: ما الإسلام؟... قالت: الدين الذي أرسل الله به محمد - صلى الله عليه وسلم -، قلت لها: وهو كما حفظنا ونحن صغار (( الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، و الخلوص من الشرك ))، قالت: إي والله ذكرتني، لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة!
قلت لها: ما معنى (( الانقياد له بالطاعة ))؟
سكتت قليلاً ثم قالت: أسألك بالله لماذا تتسلَّط عليَّ بهذه الصورة، لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسئ إليك؟
قلت لها: عجباً لك، لماذا تعدّين حواري معك إساءة؟ أين موطن الإساءة فيما أقول؟
قالت: أنا ذكية وأفهم ما تعني، أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني، ولكن بطريقة غير مباشرة..
قلت لها: ألست مسلمة؟
قالت: لماذا تسألني هذا السؤال؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك، وأرجوك ألا تتحدث معي مرة أخرى.
قلت لها: أنا متأسف جداً، وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا...
ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنَّى فيه صاحبه على الإسلام، ويقول: إنه دين الإرهاب، وإن أهله يدعون إلى الإرهاب، وقلت في نفسي: سبحان الله، المسلمون يذبَّحون في كل مكان كما تذبح الشيِّاه، ويقال عنهم أهل الإرهاب...
وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير، وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلاً، وعبارة تحت صورتها تقول: إنهم يهتكون أعراضنا ينزعون الحجاب عنَّا بالقوة وأن الموت أهون عندنا من ذلك، ونسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة، وفوجئت بها تقول:
ماذا تقرأ؟.. ولم أتحدث إليها، بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نُقلت عنها...
ساد الصمت وقتاً ليس بالقصير، ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام... واستمر الصمت...
وبعد أن تجوَّلتُ في الطائرة قليلاً رجعت إلى مقعدي، وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة ً:
ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة!..
قلت لها:
لا أدري ما معنى القسوة عندكِ، أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة ً كنت أتوقع أن أسمع منك إجابة ًعنها، إ لم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة ً كبيرة؟ فلماذا تزعجك أسئلتي؟
قالت: أشعر أنك تحتقرني..
قلت لها: من أين جاءك هذا الشعور؟
قالت لا أدري.
قلت لها: ولكنني أدري.. لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك، إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ، أنت تعيشين ما يمكن أن أسمّيه بالازدواجية، أنت تعيشين التأرجح بين حالتين...
وقاطعتني بحدّة قائلة: هل أنا مريضة نفسياً؟ ما هذا الذي تقول؟!
قلت لها: أرجو ألاَّ تغضبي، دعيني أكمل، أنت تعانين من ازدواجيةٍ مؤذية، أنتِ مهزومة من الداخل، لاشك عندي في ذلك، وعندي أدلّة لا تستطيعين إنكارها.
قالت مذعورة ً: ما هي؟
قلت: تقولين إنك مسلمة، والإسلام قول وعمل، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أسس الإسلام (( الانقياد لله بالطاعة ))، فهل أنت منقادة لله بالطاعة؟
وسكتُّ لحظة ً لأتيح لها التعليق على كلامي، ولكنها سكتتْ ولم تنطق ببنتِ شفةٍ - كما يقولون - كما يقولون - وفهمت أنها تريد أن تسمع، قلت لها:
هذه العباءة، وهذا الحجاب اللذان حُشرا - مظلومَيْن - في هذه الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول....
قالت بغضب واضح: هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل، المهم الجوهر.
قلت لها: أين الجوهر؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة (( الإسلام )) الذي تؤمنين به، ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر، إن أحدهما يدلُّ على الآخر، وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر، اضطربت حياة الإنسان...
قالت: هل يعني كلامك هذا أنَّ كل من تلبس عباءة ً وتضع على وجهها حجاباً صالحة نقية الجوهر؟
قلت لها: كلا، لم أقصد هذا أبداً، ولكنَّ من تلبس العباءة والحجاب تحقِّق مطلباً شرعياً، فإن انسجم باطنها مع ظاهرها، كانت مسلمة حقّة، وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها، فكان نزعُ هذا الحجاب - عندما تحين لها الفرصة هيِّناً ميسوراً، إن الجوهر هو المهم، وأذكِّرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية المسلمة، ألم تقل: إن الموت أهون عليها من نزع حجابها؟ لماذا كان الموت أهون؟
لأنها آمنت بالله إيماناً جعلها تنقاد له بالطاعة فتحقق معنى الإسلام تحقيقاً ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها، وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول - عليه الصلاة السلام -: (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ))..
إنَّ لبس العباءة والحجاب - عندك - لا يتجاوز حدود العادة والتقليد، ولهذا كان هيّناً عليك أن تنزعيهما عنك دون تردُّد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك الذي استقيت منه العادات والتقاليد، أما لو كان لبسك للحجاب منطلقاً من إيمانك بالله، واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرّق بين مجتمع ومجتمع، ولا بلدٍ وبلدٍ لما كان هيّناً عليك إلى هذه الدرجة.
الازدواجية في الشخصية - يا عزيزتي - هي المشكلة.. أتدرين ما سبب هذه الازدواجية؟
فظننت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتةً، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال..
قلت: سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادات والتقاليد، وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه، إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان،ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل، فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس، وتلاعب به الشيطان، وظلَّ كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين...
لم تقل شيئاً، بل لاذت بصمت عميق، ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة... وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعاً بما قلت، وتراني وُفَّقت فيما عرضت عليها؟ لم أكن - في حقيقة الأمر - أعرف مدى التأثر بما قلت سلباً أو إيجاباً، ولكنني كنت متأكداً من أنني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بها حينما توجه إليَّ بعض العبارات الجارحة، ودعوت لها بالهداية، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق.
وعادت إلى مقعدها.. وكانت المفاجأة، عادت وعليها عباءَتُها وحجابها... ولا تسل عن فرحتي بما رأيت!
قالت: إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد، صدقت - حينما وصفتني - بأنني أعاني من الهزيمة الداخلية، إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير من بنات المسلمين وأبنائهم، يا ويلنا من غفلتنا! أنَّ مجتمعاتنا النسائية قد استسلمتْ للأوهام، لا أكتمك أيها الأخ الكريم، أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات، والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة، لماذا نحن هكذا؟
هل نحن مسلمون حقاًً؟
هل أنا مسلمة؟
كان سؤالك جارحاً، ولكني أعذرك، لقد رأيتني على حقيقة أمري، ركبت الطائرة بحجابي، وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب، كنت مقتنعة بما صنعت، أو هكذا خُيِّل إليَّ أني مقتنعة، بينما هذا الذي صنعته يدلُّ حقاً على الانهزامية والازدواجية، إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيراً، ولكنك أرشدتني، إني أتوب إلى الله وأستغفره.
ولكن أريد أن أستشيرك.
قلت وأنا في روضةٍ من السرور بما أسمع من حديثها: (( نعم... تفضلي إني مصغ ٍ إليك ))..
قالت: زوجي، أخاف من زوجي
قلت: لماذا تخافين منه، وأين زوجك؟
قالت: سوف يستقبلني في المطار، وسوف يراني بعباءتي وحجابي..
قلت لها: وهذا شيء سيسعده...
قالت: كلا، لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس: إياك أن تنزلي إلى المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس، إنه سيغضب بلا شك.
قلت لها: إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجُك، و بإمكانك أن تناقشيه هادئة فلعلَّه يستجيب، إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.
وساد الصمت.... وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج يوصي زوجته بخلع حجابها... أهذا صحيح؟!
أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا؟! لا حول ولا قوة إلا بالله، إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحداً تلو الآخر، ونحن عنهم غافلون، بل، نحن عن أنفسنا غافلون.
وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد، وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد، ولم أرها حين استقبلها زوجها، بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في عالم النسيان، كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كلَّ يوم...
كنت جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً بعنوان (( المرأة العربية وذكورية الأصالة )) لكاتبته المسمَّاة ((منى غصوب )) وأعجبُ لهذا الخلط، والسفسطة، والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمَّنه هذا الكتاب الصغير، وأصابني - ساعتها - شعور عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم، وفي تلك اللحظة الكالحة جاءني أحدهم برسالة وتسلَّمتها منه بشغف، لعلَّي كنت أودُّ - في تلك اللحظة - أن أهرب من الألم الذي أشعله في قلبي ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تجرد المرأة من أنوثتها تماماً، وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل، فقرأت: (( المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير )).
أم محمد؟ من تكون هذه؟!
وقرأت الرسالة، وكانت المفاجأة بالنسبة إليَّ، إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة، والتي غاصت قصتها في عالم النسيان!
إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها: (( لعلَّك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم، إِني أبشِّرك؛ لقد عرفت طريقي إلى الخير، وأبشرك أن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله، وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها، وأقول لك، ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم، - لقد قرأت قصيدتك )) ضدَّان يا أختاه (( وفهمت ما تريد ))!
لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأت هذه الرسالة.... ما أعظمها من بشرى..... حينما، ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنت أقرؤه (( المرأة العربية وذكورية الأصالة ))، ألقيت به وأنا أردد قول الله – تعالى -: { يُرِيدُونَ أن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ }.....
ثم أمسكت بالقلم... وكتَبْتُ رسالةََ ً إلى (( أم محمد )) عبَّرْتُ فيها عن فرحتي برسالتها، وبما حملته من البشرى، وضمَّنتها أبياتاً من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها، منها:
ضدان يا أختاه ما اجتمعا *** دين الهدى والفسق والصَّدُّ
والله ما أزرى بأمتنا *** إلا ازدواج ما له حَدُّ
وعندما هممت بإرسال رسالتي، تبيَّن لي أنها لم تكتب عنوانها البريديَّ، فطويتها بين أوراقي لعلّها تصل إليها ذات يوم.
القصيدة
هذي العيونُ، وذلك القَدُّ *** والشيحُ والريحان والنَّدُّ
هذي المفاتنُ في تناسُقها *** ذكرى تلوح، وعِبْرَةٌ تبدو
سبحانَ من أعطَى، أرى جسداً *** إغراؤه للنفس يحتدُّ
عينانِ ما رَنَتا إلى رجل *** إلا رأيتَ قُواه تَنْهَدُّ
من أين أنتِ، أأنجبتْك رُبا *** خُضرٌ، فأنتِ الزَّهر والوردُ؟
من أينَ أنتِ، فإنَّ بي شغفاً *** وإليك نفسي - لهفةً - تعدو
قالتْ، وفي أجفانها كَحَلٌ *** يُغْري، وفي كلماتها جِدُّ:
عربيةٌ، حرِّيَّتي جعلتْ *** مني فتاةً مالها نِدُّ
أغشى بقاعَ الأرض ما سَنَحَتْ *** لي فرصةٌ، بالنفس أعتدُّ
عربيّةٌ، فسألتُ: مسلمةٌ *** قالتْ: نعم، ولخالقي الحمدُ
فسألْتُها، والنفسُ حائرةٌ *** والنارُ في قلبي لها وَقْدُ:
من أينَ هذا الزِّيُّ؟ ما عرفَتْ *** أرضُ الحجاز، ولا رأتْ نجدُ
هذا التبذُّلُ، يا محدِّثتي *** سَهْمٌ من الإلحادِ مرتدُّ
فتنمَّرتْ ثم انثنتْ صَلَفاً *** ولسانُها لِسِبَابِهَا عَبْدُ
قالت: أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَدُّ
فأجبتُها _ والحزن يعصفُ بي -: *** أخشى بأنْ يتناثر العقدُ
ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدى والفسقُ والصَّدُّ
والله ما أَزْرَى بأمَّتنَا *** إلا ازدواجٌ ما لَهُ حدُّ
http://www.emanway.com المصدر:
-ـــــــــــــــــــ(83/489)
ضعف الوازع الديني لدى النساء: مسؤولية مَنْ؟
رهام أديب الزعبي
إن الإنسان المسلم يقوم بتطبيق شرع الله ومنهجه على قدر إيمانه وعلمه وثقته بالله سبحانه وتعالى؛ فهناك صلة وثيقة بين ما يلتزم به المسلم في سلوكياته وأفعاله وبين درجة إيمانه؛ فكلما ازداد إيماناً وعلماً كان تطبيقه للشرع على قدر ذلك الإيمان وقوته، وكلما ضعف إيمانه وقلَّ علمه انعكس على التزامه فابتعد عن طريق الشرع وركن إلى نفسه وأهوائها وذلك تصديقاً لقوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر: من الآية28).
"ولما كان الجهل بالشرع ومقاصده أحد الأسباب الكبيرة التي تؤدي إلى الفتن وغوائلها فإن الفقه في الدين وتجريد اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم هما الواقيان بإذن الله – تعالى - من شر الفتن قبل وقوعها، كما أنهما الدواءان والعلاجان للفتن بعد وقوعها؛ كل ذلك على افتراض الإخلاص ونبذ الهوى؛ لأن دور العلم هو كشف الشبهات وبيان الغي من الرشد والحق من الباطل".
فمن الحقائق المؤسفة التي أريد التحدث عنها هي حقيقة الضعف العام في الالتزام وعدم التفقه في الدين في المجتمع النسائي. فالمرأة تشكل نصف المجتمع ولكن تأثيرها ينعكس على المجتمع بكامله. أليست هي مربية الأجيال؟ فالأم مدرسة كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
ولكي تساهم في بناء المجتمع الإسلامي القائم على الأسس الشرعية فلا بد من إعدادها إعداداً جيداً؛ وذلك من خلال تأصيل العلم الشرعي في نفسها وتطبيقه سلوكياً، ومن ثم تشجيعها للقيام بمهمة الدعوة لهذا الدين في مجتمعها؛ فالمرأة المسلمة مأمورة بالدعوة إلى الله ونشر الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (التوبة: من الآية71).
فكلما كان المجتمع النسائي المسلم ملتزماً راشداً ومستنيراً كلما أعان على بناء المجتمع الإسلامي وزاده قوة وتماسكاً، ويصبح بذلك نسيجاً متكاملاً لا يمكن فصل أجزائه بعضها عن بعض.
إذن لا بد من تقييم لوضع المرأة المسلمة من قِبَل أصحاب الخبرة والمسؤولية في هذا المجال لوضع الحلول المناسبة لكل ما تعانيه من تقصير وتقهقر ولا مبالاة. وإن لم يتدارك هذا الأمر فسوف يؤدي إلى انحلال المجتمع بكاملة.
إن ما نشاهده اليوم في بعض المجتمعات العربية والإسلامية من انحلال خلقي ما هو – في كثير من جوانبه – إلا نتيجة لعدم التزام المرأة بالأحكام الشرعية كما أرادها الدين الإسلامي؛ وكل من ينكر هذه الحقيقة فإنه يخادع نفسه؛ فللمرأة دور كبير وتأثير شديد في ضبط أي مجتمع أو انحلاله وفساده. ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تركت من بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"؟.
فلا يمكن أن يستقيم المجتمع النسائي المسلم إلا من خلال تطبيقه للمنهج الإلهي؛ لأن تغييب ذلك المنهج عن حياته يعرضه للزلل والانسياق وراء أهواء النفس الأمارة بالسوء في كل زمان ومكان؛ فكلما ضعف الوازع الديني وانتشر الجهل بالشرع في أي مجتمع إسلامي أدى إلى خلل في العقائد والسلوك، ومن ثَمَّ تنتشر البدع والخرافات وتجد لها تربة خصبة لنموها وترعرعها. وكم نرى من النساء اللواتي يعانين من ضعف في الوازع الديني يمارسن سلوكيات تمس عقيدتهن وإيمانهن وتوحيدهن لله - عز وجل-. فكم من النساء من تؤمن بالسحر والشعوذة والخرافات وتتفاعل معها كأنها حقائق مسلَّم بها؛ فمنهن من تطوف بالأضرحة وتطلب العون من أصحابها وكشف الضر عنها، ومنهن من تؤمن وتصدق ما تقوله قارئة الفنجان وضاربة الودع حيث تخبرها بأشياء لا يعلمها إلا الله – سبحانه وتعالى – عالم الغيب والشهادة، فتلقى وجه ربها وهي على هذا الشرك والعياذ بالله. وأما بالنسبة لأداء العبادات فحدث ولا حرج عن الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها النساء.
ولنا أن نتساءل: من المسؤول عن هذا الوضع؟ إن المسؤولية متعددة الأطراف وأولها الأسرة؛ لأنها المحضن الأول للأبناء والمسؤولة عن توجهاتهم. يقول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه".
إن غرس العقيدة وتعميقها في نفوس الأبناء وكذلك المفاهيم والقيم والسلوكيات الحسنة التي دعا إليها الإسلام تبدأ من الأسرة؛ فإن لم يقُم الأبوان بهذه المسؤولية الملقاة على عاتقهما على الوجه الأكمل فسيؤدي بالأبناء إلى الاعتقاد بكل ما في المجتمع من سلبيات، أو تستقطبهم بعض التيارات الدينية المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة؛ وما أكثرها في زمننا هذا، وعلى سبيل المثال ظهور من يسمون بعبدة الشيطان في بعض البلاد العربية، وهذه حقائق لا يمكن لأحد إنكارها.
فعلى الأُسر أن تتقي الله وتلتزم بقوله – تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6).
ثم يأتي دور الإعلام في المسؤولية. فإن للإعلام دوراً كبيراً في زمننا المعاصر، وله من الأهمية ما يجعله في المرتبة الثانية بعد الأسرة في تنشئة الأجيال وتربيتها.
إن وسائل الإعلام من تلفزيون وإذاعة وصحف ومجلات وأخيراً الإنترنت استطاعت أن تحدث تأثيراً كبيراً في تشكيل مضمون الفكر الإنساني وسلوكه وذلك من خلال ما يتلقاه يومياً من تلك الوسائل المهمة والخطيرة؛ وهذا ما أدركه أعداء الإسلام وأذنابهم من أبناء جلدتنا؛ فهم يبذلون كل ما في وسعهم ولا يدخرون جهداً في التأثير على الرأي العام باتهام الشباب المسلم بالتطرف والإرهاب، والمرأة المسلمة بالتخلف والرجعية.
لم يصل المجتمع الإسلامي إلى ما وصل إليه من الانحلال والتفسخ إلا عندما تخلت المرأة عن دورها، ولم يستطع الغرب التأثير على المجتمع الإسلامي إلا من خلال تخاذل المرأة وتراجعها وعدم التزامها وتفقهها في الدين وانبهارها بزخرف الحياة ولهوها، وعدم السعي إلى صلاح نفسها.
وبدلاً من أن يقوم العاملون على الإعلام في بلاد المسلمين بتوجيه المرأة الوجهة النبيلة وإثرائها فكرياً وثقافياً ومساعدتها على تعلُّمها العلوم الشرعية من فقه وغيره نراهم قد بذلوا جُلَّ وقتهم في السعي لتكوين رأي عام ضد القيم الإسلامية، والترويج للقيم والسلوكيات الغربية؛ فقد تم قصر دورها وحصره في الاهتمام بشكلها وشعرها وبشرتها وجسدها مما ساعد في إلهائها وتخلفها وإذاعة وقتها في أمور تبعدها عن أي تقدم أو تطور. هذا هو دور الإعلام الآن الذي أثَّر كثيراً في تراجع المرأة عن أداء دورها ومشاركتها في إعداد الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
من المؤسف حقاً أن تجد من أبناء جلدتنا من يلوون الثوابت على حسب أهوائهم وأهواء أعداء هذا الدين؛ ينادون ويؤيدون كل ما جاء من الغرب دون وعي أو تفكير حتى لو أدى بهم ذلك إلى الكفر - والعياذ بالله- (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (البقرة:11، 12).
إن من أكبر المهمات التي يقوم بها هؤلاء هي تنفيذ خطط الغرب في إبعاد المرأة المسلمة عن دينها؛ لعلمهم أن للمرأة دوراً كبيراً في إصلاح المجتمع أو فساده.
لقد تداعت علينا الأمم من كل فج عميق تبث سمومها من خلال وسائل الإعلام؛ والحقيقة المرّة أنه ليس بمقدورنا كأفراد أن نمنع هذا الأمر؛ فالمسؤولية تقع أولاً على الحكومات بشكل عام ووزراء الإعلام بشكل خاص، فهم مسؤولون أمام الله – سبحانه وتعالى – عن المساهمة في إصلاح مجتمعاتهم. يقول صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع ومسؤول عن رعيته".
ومن خلال هذا الواقع الأليم أستطيع أن أقول إن المسؤولية تضاعفت في عصرنا الراهن على الأسرة عامة والمرأة خاصة للمشاركة في مجابهة وسائل الإعلام للحفاظ على دينها وقيمها وعلى أبنائها، والحفاظ على هويتهم الإسلامية وبث روح الاعتزاز بأننا خير أمة أخرجت للناس.
فالمرأة المسلمة مطالبة بأن لا تكون المعول الذي يستخدمه أعداؤها لتقويض بناء المجتمع الإسلامي وتدميره.
إن الموقف السلبي للمرأة المسلمة في هذا الزمان وتقهقرها وتراجعها عن أداء دورها ساعد كثيراً في نجاح المخططات الغربية؛ ولها من جداتها المؤمنات العالمات خير قدوة في أن تحذو حذوهن في طلب العلم الشرعي ثم نشره بين النساء؛ وبذلك تتخلص من سلبيتها وتقهقرها وتراجعها.
إن الموقف السلبي للمرأة المسلمة في هذا الزمان وتقهقرها وتراجعها عن أداء دورها ساعد كثيراً في نجاح المخططات الغربية؛ ولها من جداتها المؤمنات العالمات خير قدوة في أن تحذو حذوهن في طلب العلم الشرعي ثم نشره بين النساء؛ وبذلك تتخلص من سلبيتها وتقهقرها وتراجعها.
لقد كان للمرأة دور كبير في عهد النبوة وما بعده في الدعوة إلى الله وتبليغ الأحكام الشرعية، وكم بذلت المرأة المسلمة من الجهد في إشاعة العلم ورواية الحديث الشريف وحفظه، وتعليم النساء الأحكام الشرعية التي تخصهن، وقد ذكر لنا التاريخ كثيراً من النساء المحدِّثات اللائي شاركن في نهضة الأمة العلمية ورقيها الخلقي؛ فهذه عالمة فاضلة فقيهة بالدين فاطمة بنت أحمد بن يحيى كانت تستنبط الأحكام الشرعية وتتباحث مع والدها في مسائل فقهية حتى شهد لها والدها مع علمه وفضله فقال: إن فاطمة ترجع إلى نفسها في استنباط الأحكام. وكان زوجها يدخل عليها فيستفتيها فترشده إلى الصواب، ثم يخرج إلى تلاميذه فيشرح لهم ما أشكل عليه فيقولون: ليس هذا منك بل من خلف حجاب.
وهناك كريمة بنت همام، وهي من راويات الحديث الشريف؛ روت عن عائشة أم المؤمنين وروى عنها يحيى بن كثير وعلي بن المبارك وروى لها أبو داود والنسائي.
ومما يشير إلى دور المرأة العلمي ومكانتها في المجتمع الإسلامي أن نجد أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – على ما كان يتميز به من العلم قد تلقى الحديث عن امرأة مسلمة عالمة صالحة، فقال – رحمه الله -: أخبرتنا الشيخة الصالحة أم الخير ستُّ العرب بنت يحيى بن قايماز بن عبد الله التاجية الكِندية قراءةً عليها وأنا أسمع في رمضان سنة 681هـ، وأبو العباس بن شيبان، وابن العسقلاني، وأبو الحسن ابن البخاري... عن القاسم، عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل من جنابة، فيأخذ حَفنة لشِقِّ رأسه الأيمن، ثم يأخذ حفنة لشق رأسه الأيسر".
هذه هي المرأة المسلمة كما يريدها دينها، وهذا هو دورها وليس كما يريده أعداؤنا.
لم يصل المجتمع الإسلامي إلى ما وصل إليه من الانحلال والتفسخ إلا عندما تخلت المرأة عن دورها، ولم يستطع الغرب التأثير على المجتمع الإسلامي إلا من خلال تخاذل المرأة وتراجعها وعدم التزامها وتفقهها في الدين وانبهارها بزخرف الحياة ولهوها، وعدم السعي إلى صلاح نفسها.
ولا ننسى هنا أن للزوج دوراً أيضاً في تربيتها وتوجيهها وتعليمها ومحاولة إثراء فكرها بالعلوم الشرعية. ومن المؤسف أن نرى أن الرجال قد انشغلوا بأنفسهم عن إفادة النساء في أمور دينهن وعدم تشجعيهن والأخذ بأيديهن إلى الطريق الصحيح.
وهنا أود أن ألفت نظر الرجال عامة والدعاة خاصة إلى أنهم إذا لم يقفوا إلى جانب المرأة ويساعدوها ويقدموا لها العون والنصح والإرشاد لكي تقوم بدورها بل تركوها تركن إلى نفسها وإلى شياطين الجن والإنس فإن الضرر سيلحق ليس بالمرأة فقط، وإنما بالمجتمع الإسلامي برجاله ونسائه ومكامن قوته؛ فـ"إن ترك الزوجة جاهلة بدينها دون تعليم لها وتربية وبخاصة فيما يجب عليها معرفته كالتوحيد وأركان الإسلام والأحكام التي تخصها في الحيض والنفاس واللباس وغير ذلك مما يؤدي الجهل به إلى الإخلال بدين المرأة وعبادتها لربها وسلوكها وأخلاقها. وإهمال الزوج لزوجته في هذه العلوم الواجبة مع قدرته على تعليمها يعد ذلك منه ظلماً لامرأته ومنعاً لها من حقوقها".
والله – سبحانه – يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: من الآية2) لأنه لا بد من تضافر الجهود من قِبَل الجميع: الأسرة ثم المؤسسات الدعوية والإعلامية والتربوية كالمدارس والجامعات؛ لأن من أكبر العوامل في تضامن الأمة الإسلامية وحفظ وحدتها من التمزق والانحراف هو شعور الجميع بالمسؤولية وبالخطر الذي يحيط بالجميع.
تلك كانت بعض الأسباب المهمة التي جعلت المرأة تعاني من ضعف في الوازع الديني وعدم التفقه بالدين. ولنا أن نسأل: ما هو الحل؟ إذا عرفنا السبب فالحل واضح وهو علاج تلك الأسباب.
http://www.almoslim.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/490)
مطلقات ولكن متميزات
جاسم المطوع
نعم إن (الطلاق) وقعه شديد على النفس، والمطلق يشعر بحالة غير مستقرة بعد وقوع الطلاق، ولكن هل كل من فشل في حياته الزوجية يعني ذلك أنه فشل في حياته كلها؟!
لقد تعرفت على نماذج ناجحة ومتميزة، وكان هذا النجاح بعد الطلاق والفراق، وبعضها لم تكن لتستطيع الوصول إلى النجاح؛ إلا بعد أن وضعت لنفسها هدفاً تسعى لتحقيقه بعد الطلاق.
تعرفت على امرأة مطلقة أسميها (أم المدارس)، هذه المطلقة أذكر أنها كانت محطمة عندما تركها زوجها، وفارقها ولديها أكثر من خمسة أولاد، وكلهم أعمارهم أقل من (20) سنة، وبدأت طريقها بعد ذلك بأول معاناة واجهتها، وهي معاناة (تربية الأبناء)، ومن هنا بدأت تفكر عندما التقيت بها في إحدى الدورات التي أقدمها في (التخطيط الاجتماعي)، وكنا نتناقش في كيفية الاستفادة من الخبرة التي اكتسبتها من معاناتها بعد الطلاق، لتقديم عمل متميز، وبدأت (أم المدارس) بتحقيق أول هدف لها عندما أعطت أول محاضرة للأمهات في كيفية التغلب على معاناة التربية. ثم توسع هدفها إلى أن أصبحت مدربة تدرب الأمهات، ثم إلى أن بدأت تخرج مدربات، ثم قالت: لماذا لا أؤسس مدرسة؟! وتحقق حلمها هذا، ثم فكّرت في تأسيس سلسلة مدارس، وهكذا هي مستمرة في نجاحها وتميزها.
أما الثانية فأسميها (أم الثقافة) وهي نموذج رائع كذلك لمطلقة اتخذت قرار الانفصال والفراق، ثم حددت طريقها، والإضافة التي تريد أن تضيفها في الدنيا، واتخذت من العلم والثقافة طموحاً لها، لتحقيق نجاحها، وبدأت طريقها بعد ذلك، فانكبت على الكتب قراءة ودراسة، وما من معرض كتاب إلا وتجدها معتكفة فيه تتفحص المكتبات والكتب عنواناً عنواناً، إلى أن تميزت بفكرها ورقي ثقافتها، فأصدرت كتاباً من تأليفها، وبدأت بعد ذلك تحقق النجاح تلو الآخر.
والثالثة وأسميها (أم الإعلام) وهي مطلقة عندها ميول إعلامية، ولم تجد فرصةً لاستثمار طاقاتها وقت زواجها، ولكنها بعد فراق زوجها انطلقت في تحقيق طموحاتها، فبدأت طريقها عبر الصحافة كاتبة وناقدة، ثم مقدمة لبرامج إذاعية وتلفزيونية*، وهكذا هي مستمرة لتحقيق خدمة المجتمع.
والأخيرة أسميها (أم القرآن) وهي نموذج فريد، وقد التقيت بها بعد طلاقها، وقد حددت أهدافها، وكانت أمنيتها أن تحفظ كتاب الله - تعالى - قراءة وتجويداً، وبدأت بتنفيذ خطتها، وختمت كتاب الله، ثم تعلمت الفقه وأصوله، وهي الآن داعية معروفة، تلقي المواعظ وتفتي الناس عما يسألون، وحققت نجاحاً باهراً على المستوى الشرعي والفقهي.
ويبقى السؤال قائماً، هل لابد من الطلاق حتى ينجح الإنسان؟ والجواب: بالتأكيد لا، ولكن أيما إنسان يضع لنفسه هدفاً ويستعين بالله، فإنه سينجح سواءً أكان مطلقاً أم متزوجاً.
__________________________________
*قد يكون هذا من وجهة نظر الكاتب، لكن هناك تحفظ على كون المرأة مقدمة لبرامج تلفزيونية وإذاعية.
المصدر:http://www.almutawa.info
ـــــــــــــــــــ(83/491)
المرأة المجاهدة أمُ الحياة
سلمان محمد العنزي
المرأة هي أثمن شيء في هذه الحياة بالنسبة للرجل خلا دين الله، ولئن قال أبو العتاهية: روائح الجنة في الشباب، فإنني أقول ونعيم الجنة إذا بحثت عنه في هذه الحياة فإنك لن تصيبه إلا في امرأة مؤمنة صابرة محتسبة، تبني حياتها وأنوار حياتها من يقين قلبها ومن شعور قلبها، وتهب نفسها راضية مطمئنة لزوجها أو أبنائها، وتعلم أن ما ينقص في الحياة من وجه عند بعض الناس يزيد من وجوه كثيرة عند الله، وليس ما يراه الناس من لذات وأفراح تتمشى في الدماء سوى ظل البسط على الأرض يغري السائرين بالجلوس، حتى إذا جلسوا نسخته شمس الحقيقة وبقي من جلس يتلذع بحرها.
إن أكبر ما في الحياة من متع لا يكبر في نفس المرأة المؤمنة، وليس له مكان في زوايا نفسها؛ لأنها في شغل بحقائقها وتربية حقائقها عن التلاعب بالشكوك والظنون الخادعة السافرة عن قلب محطم وعرض ذبيح.
هذه المرأة بحق هي الواحة الفريدة في صحراء الحياة، وهي الربيع الناضر في أيام الرجل الصادق، وهي البسمة العذبة على ثغر الحياة الرضية، لتكون لزوجها أثمن هدية،
هذه المرأة التي قصرت أجمل ما فيها من عواطف رقيقة مهذبة لزوجها، فلم تسفر بعاطفتها بين الناس، ولم تبدد ما يهتز في قلبها من حنان بين من لا يعرفون الحنان والعطف إلا أنهم عارفون لبقية ما يغطيه الثوب من جسمها.
هذه المرأة الطاهرة الجميلة تحب زوجها، وتنسى أن في الكون رجالاً غيره، مهما كان شكله ولونه ولسانه، ما دام أن هذا الرباط المقدس رباط الزواج قد جمع بينهما، وتعلم أن ولعها بزوجها وحبها إياه لا يكون جزاؤه إلا النعيم المقيم في الجنان، والسعادة الغامرة في الدنيا، مع ما تكسبه من عظيم هدايا قلب زوجها،
وهي المرأة المجاهدة في سبيل الله، ولكنه جهاد يختلف عما عند الرجل، كما يبينه لنا الريحاني في ريحانية فيقول:
ليست المجاهدة تلك التي تجندها الدولة للحرب مثل الرجال دفاعاً عن الوطن، ولا هي العالمة المثقفة العاملة مع الرجال في سبيل العلم والتهذيب، ولا هي العصرية المجدة في ميدان الحياة تباري الرجال في شتى الأعمال، ولا هي ملك الرحمة التي تواسي المرضى وتضمد جروح البؤس والشقاء.
إنما المجاهدة في نظري هي المرأة التي لا تكاد تعرف من العالم غير بيتها، ولا تبتغي من الحياة غير ما فرض عليها، فتحمل حملها بعيدة عن كل ما يغري من زخرف الشهرة ولألأة المجد، وتعمل على الدوام في سبيل ما تراه من الواجب الكبير واجب العائلة والبيت، واجب الحب والحياة.
هي الزوجة الصالحة، الأم الحنون، الأخت المؤاسية، ومع أن نصيبها من الحب الصافي قد يقل في الحياة، فهي تشع من ذلك حباً صافياً لكل من حولها، لأهلها، لصحبها، لجيرانها، وتعمل في شتى الأحوال لتساعد ذويها أو لتربي أولادها، ولترضى في كل حال رب بيتها.
هي المرأة الراضية القانعة الصابرة المخلصة المحبة، المجاهدة في ما تعمل ليسلم شرفها ويستقيم أمر أسرتها، تهز بيد ثابتة وبقلب غذاؤه الإيمان مهدًا هو الحياة وحياة هي الكون فهي تعطي على الدوام، يخونها زوجها، يهجرها بنوها، ينساها إخوتها، وتظل مع ذلك في ميدان الجهاد لا تنسى، ولا تهجر، ولا تخون، حياتها بذل دائم، بذل للحب وبذل للواجب.
هذه هي المرأة المجاهدة، وإن كانت لا تخرج من بيتها، إنما بيتها خندق من الخنادق في خطوط النار، وإذا كانت الجنة للمجاهدين، فينبغي أن يكون للمجاهدات نعيم أعلى وأسمى .
أي والله هذه هي المرأة المجاهدة الحقيقة برضى الله وبرضى زوجها، وهي المرأة التي تهب أنفاسها طيباً يرجع أطياب باريس منزوعة النفحة بائسة الشذى.
إنها رقيقة الحياة وصانعة المجد ومفتقة العبقرية في رأس زوجها وبنيها، الهادئة الرزينة القوية الشديدة، إنها المرأة المجاهدة أي المرأة الحية المشعة بنورها، وتشتد الحاجة إلى تلك الصفات التي ذكرناها في أيام الحروب، حيث القلق والشك والريبة والألم وهموم النفس وظنونها، هذه الأيام بحاجة إلى المرأة المجاهدة بنفسها وبعقلها وبأخلاقها وبتربيتها لأبنائها وبكفها وكنسها ما بنفس زوجها أو إخوانها من شكوك وأوهام ..
إن المرأة هي الجدار الواقي من صواريخ الأعداء؛ لأنها تحمي الروح والروح، هي سر النجاح في المعارك أولم يكن من عادة العرب أنهم إذا قاتلوا أتوا بزوجاتهم من ورائهم يشجعنهم ويشرحن لهم كيف يكون الخلود في الدنيا: إما النصر وإما الموت عند خطوط الشرف الرفيع. فإن عجز الرجال عن مصاولة الأعادي برزت من وراء الخدور تحدو:
لا أريد الحياة إلا نضالاً لا ولا أرتضي الدنايا نصالا
لا ولن توهن الخطوب قناتي فلكم أرهبت قناتي الرجالا
صارمي عزمتي وصبر شراعي وبه أعبر الخصم اختيالا
أبدا تضحك الأماني بنفسي وهي تجري بها سحابا ً ثقالا
ولها من حياة سلفها الطاهر شواهد وأدلة تأخذ قلبها في رحلة جهادية تزرع الطريق بصادق الوعد وحسن الظن وقوة التوكل .. وحق لي أن أسمي هذه المرأة المجاهدة: أم الحياة، فالحياة تتدفق من ينابيع قلبها، ومن شلالات نفسها ومن رحيق أفعالها، فكل ما فيها حياة، وكل ما يصدر منها حياة، وكل ما هو ذاهب إليها حياة، فاسلَمي أيتها الحياة الطاهرة، يا من نأوي إليها عندما تهرب منا الحياة!
http://www.naseh.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(83/492)
أيها المعاكس.. قف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من الأخطار التي تهدد كثيراً من البيوت سوء استخدام الهاتف، وعدم مبالاة أولياء الأمور. مع من يتحدث أبناؤهم، ومع من تتحدث بناتهم، حتى وصل الأمر إلى وقوع حوادث وخيمة عن طريق المعاكسات الهاتفية، التي عمت بها البلوى في كثير من مجتمعات المسلمين.
لقد حذر ونهى الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم النساء من الخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيراً لهن عن أسباب الانحراف والفتنة، قال - تعالى -: " يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا " [الأحزاب:32].
ولأهمية هذا الموضوع وخطورته أحببت أن أكتب هذه الرسالة المختصرة مبيناً أسباب المعاكسات الهاتفية وموضحاً أخطارها للتذكير والاتعاظ. أسأل الله - تعالى - أن ينفع بهذا الجهد، وأن يكتبه في موازين أعمالنا، وأن يحفظ علينا أبنائنا وبناتنا، إنه سميع قريب مجيب وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أسباب المعاكسات الهاتفية
أولاً: ضعف الإيمان:
يقول - تعالى -: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " [التوبة:71]، فمن صفات المؤمنين والمؤمنات، أنهم يطيعون الله ورسوله، أما إذا ضعف الإيمان وأصبح العبد غارقاً في المعاصي تاركاً طاعة الله ورسوله، فإنه لا يبالي عندما يستخدم سماعة الهاتف لينتهك أعراض المسلمين.
ثانياً: سوء التربية:
إن إهمال الطفل وعدم تربيته التربية الصالحة المستمدة من الكتاب والسنة منذ نعومة أظفاره لها أثر سيئ على سلوكه، حيث إن الطفل الذي لم يتلق تربية صالحة فإنه في الغالب عندما يكبر ويشب يقع في المحرمات والموبقات.
يقول الإمام الغزالي: الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوّد الخير وعُلّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم ومؤدب، وإن عُوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيّم عليه والولي له، يقول الرسول : { كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه }.
وإذا كان للمنزل كل هذا الأثر في حياة الطفل وجب تحقيقاً للغاية السابقة أن يحاط بكل ما يغرس في نفسه روح الدين والفضيلة.
ثالثاً: رفقاء السوء:
إن قرناء السوء من الجنسين هم أولئك الذين يريدون لأصحابهم الدمار والضياع، ويريدون بهم التعاسة والشقاء، والغرق في بحر المعاصي والمنكرات.
ولقد حذرنا الله - عز وجل - من الرفيق السيئ فقال - تعالى -: " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا " [الفرقان:27-29].
فكم من فتاة أو امرأة أرادت أن تسير في طريق الله - تعالى -، ولكن لم تفلت من براثن الرفقة السيئة التي تجرها إلى المعصية وتحببها إليها.
وكم من شاب أراد التوبة وندم على ما فرط في جنب الله ولكن رفقاء السوء لم يتركوه بل أقنعوه بما هم عليه من ضلال وانحراف.
فاحذر أيها الأب من أن يصاحب أولادك تاركاً للصلاة أو بذئ اللسان أو مستهزئاً بالدين، أو منحرفاً ضالاً بعيداً عن الله.
واحذر من أن تصحب بناتك من تكون متبرجة نازعة لجلباب الحياء، التي تبحث عن الموضة وآخر الموديلات ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رابعاً: الإعلام المدمر:
والإعلام الآن له دور مؤثر في إفساد الشباب والفتيات أعني الإعلام بكل أنواعه المرئي والمقروء والمسموع وخاصةً ما سمي (بالدش) والذي ينقل لنا جميع القنوات الفضائية من أنحاء العالم، والتي تحمل الشر والفساد والفجور والرذيلة.
إن أعظم جرم يرتكبه الأب بحق أسرته هو إدخال هذه الأجهزة الفتاكة المدمرة إلى بيته. فبدلاً من أن يربي أبناءه وبناته على الطهر والعفاف، فإنه يربيهم على رؤية الفاسقين والفاسقات ورؤية المجون والخلاعة.
والنتيجة: انحراف الأبناء وخسارة الشرف وقبل ذلك ضياع الدين.
أيتها الكريمة: إن الحل هو أن تبتعدي عن تلك الروائح المنتنة ليبقى الحياء والعفاف.
ويا أيها الآباء والأمهات: أخرجوا هذه الأجهزة من بيوتكم لتقوم تلك البيوت على الفضيلة.
هذه بعض الأسباب المهمة، وهناك أسباب كثيرة ولكن اقتصرت على أبرزها وأهمها، والتي لو عمل بها أولياء الأمور لخرّجوا لنا جيلاً مؤمناً صالحاً يبني ولا يهدم.
أخطار المعاكسات الهاتفية
لا شك أن للمعاكسات الهاتفية مثالب وأخطار كثيرة، يجب معرفتها وتبصير الناس بها وتحذيرهم منها. فمعرفة الخطر جزء من العلاج، لأن من عرف خطر الشيء ربما دفعه إلى تركه، ومن أهم أخطار المعاكسات الهاتفية ما يلي:
أولاً: إثارة الغرائز وانتشار الزنا:
وهذه هي أشدها وأخطرها وهي غاية ما يريد المعاكس من الفتاة، وبداية المعاكسة تكون بالخضوع بالقول، ثم العشق والحب والغرام، ثم المواعيد... وهكذا. وكما قيل: نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ فكلامٌ فموعدٌ فلقاءٌ. تبدأ الجريمة بالاتصال ثم تعطيه الفتاة رقمها ثم تواعده ليراها، ثم يخلوا بها وما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما، ثم تحدث الجريمة.
ثانياً: انهيار الأسرة و ضياع الأولاد:
وهذه نتيجة من أخطر نتائج المعاكسات الهاتفية لأن الفتاة التي تمارس هذه الجريمة تكون أسيرة تهديد شاب لا يخاف الله، أعطته في يوم من الأيام صورتها أو أخذت صورة معه. إضافة إلى المكالمة الهاتفية التي تم تسجيلها عن طريق هذا الذئب الغدار، وقد امتلأ الشريط بعبارات الحب والعشق والغرام وبألفاظ الخنا والفسق وغير ذلك. وتحت هذا التهديد ربما باعت عرضها خوفاً من أن يعرف عنها والدها أو أسرتها شيئاً.
فتأملي أختي ما يمكن أن تقعين فيه من الغم والهم والفضيحة وضياع أبنائك وأسرتك بأكملها بسبب مكالمة هاتفية ربما كانت في نظرك شيئاً تافهاً.
والأخطار كثيرة ولعل هذه أهمها والله المستعان.
طريق العلاج
إن طريق العلاج من هذه الآفة العظيمة سهل يسير لمن سهله الله عليه، إنه يحتاج إلى نية صادقة وعزيمة قوية، ومعاهدة النفس ومحاسبتها ومجاهدتها للتخلص من هذا العبث المدمر، ومن وسائل العلاج ما يلي:
أولاً: الخوف من الله:
اعلم أيها الأخ الحبيب وأيتها الأخت المؤمنة أن الخوف من الله - عز وجل - هو العلاج الناجح لأي تفريط يقع فيه الإنسان، لأن الخوف من الله يثمر تقوى الله - عز وجل -، والتقوى هي فعل المأمورات واجتناب المنهيات، والرجل أو المرأة اللذان يرجوان الله والدار الآخرة يدفعهما ذلك إلى مراقبة الله - تعالى - والخوف منه.
إذا ما خلوت بريبةٍ في ظلمة *** والنفسُ داعيةٌ إلى الطغيان
فاستحْي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني
وقال آخر:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
و لا تحسبن الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما تخفي عليه يغيبُ
وقال آخر ينصح معاكسة:
هتف بهاتفها الخبيثُ يقولُ *** هل للتعارفِ واللقاء سبيلُ؟
إني رأيتك مرة بجوارنا *** وأصابني فيما رأيت ذهولُ
وودت أن يجري التعارفُ بيننا *** والقول في حُلْو الكلام يطولُ
قلت: اسمعي يا أختُ إني مسلم *** والداء في لغو الكلام وبيلُ
كفي عن القول المعيب فإن ما *** يأتي من النبع الكريم أصيلُ
قالت أراك مطالباً لي بالعلا *** فانصح وإنك بالصلاح كفيلُ
فأجبتها أخت الكرام تجمَّلي *** بالدين تاجاً، والحيا الكليل
قد أفسد الغرب المريض نسائنا *** وأصابنا بعد الشروق أفول
ثانياً: معرفة الغاية التي خلق الإنسان من أجلها:
قال - تعالى -: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ "[الذاريات:57،56]، وهذه هي الغاية الحقيقة للإنسان في الحياة وهي عبادة الله وحده - سبحانه وتعالى - العبادة الحقيقة بمعناها الشامل الكامل، فيأتمر الإنسان بأوامر الله، وينتهي عن نواهيه، ولا يتعدى حدود الله في كل صغيرة وكبيرة، حينئذ يكون العبد قد علم الغاية التي خلق من أجلها وحققها قولاً وعملاً.
ثالثاً: تربية الأبناء تربية إسلامية:
وهذا الطريق من أهم طرق العلاج وذلك أن الطفل إذا نشأ وتربى على الأخلاق الإسلامية وتربى على التوحيد والعقيدة الصحيحة فإنه سيصبح فرداً صالحاً في المجتمع وعضواً نافعاً في هذه الحياة.
فعلى الآباء تربية أولادهم منذ نعومة أظفارهم على أصول الإيمان وأركان الإسلام، ثم تربيتهم على الأخلاق الإسلامية العظيمة كالتحذير من التشبه والتقليد الأعمى، وتحذيرهم من الاستماع إلى الموسيقى والغناء، وتحذيرهم من التخنث والتشبه بالنساء، وتحذيرهم من السفور والتبرج والاختلاط والنظر إلى المحرمات وغير ذلك من الأخلاق المخالفة لتعاليم الإسلام ومبادئ ديننا الحنيف.
رابعاً: الرفقة الصالحة:
وهذا من أهم واجبات الوالدين وذلك بمتابعة أبنائهم والنظر فيمن يصاحبون، ثم يقومان باختيار الرفيق الصالح الطيب المعروف بالطهر والفضيلة والأخلاق والوعي الإسلامي، لأن الرفقة الصالحة تؤصل في نفوس الأبناء روح الإيمان والطاعة لله، والانقياد للإسلام في كل أوامره ونواهيه. والصحبة الصالحة لها آثار طيبة على الفرد والمجتمع منها: الحماية من الانحراف، واكتساب الأخلاق الحميدة، والحماس لفعل الطاعات، والتخلص من المعاصي، وحفظ الوقت من الإهدار، وبركة المجالس التي ينالها بسبب صحبتهم وغير ذلك من الآثار الطيبة.
خامساً: الزواج:
يقول النبي: { يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء } [متفق عليه].
والتبكير بالزواج يكسر حدة الشهوة عند الشباب والفتيات، لذا يجب على أولياء الأمور أن يزيلوا المعوقات التي من شأنها أن تصرف الرجال عن الزواج أو تؤخر سن الزواج.
والزواج فيه مصالح اجتماعية كثيرة تعود على الفرد والمجتمع منها: المحافظة على الإنسان، وافتخار الأولاد بانتسابهم إلى آبائهم، وسلامة المجتمع من الانحلال الخلقي، وكذلك سلامة المجتمع من الأمراض الفتاكة التي تنتشر بسبب الزنى. وأخيراً فإن الزواج سكن روحي ونفساني بما يحدثه من المودة والألفة والمحبة بين الزوجين.
اسمعي! هذه القصة
لم يكن يدور بخلدها أن الأمر سيؤول بها إلى هذا الحد، فقد كان الأمر مجرد عبث بسيط بعيد عن أعين الأهل... كانت مطمئنة تماماً إلى أن أمرها لا يعلم به أحد!! حتى ساعة الصفر ووقعت الكارثة!! زهرة صغيرة ساذجة يبتسم المستقبل أمامها، وهي تقطع الطريق جيئةً وذهاباً من وإلى المدرسة، كانت تترك لحجابها العنان يذهب مع الهواء كيفما اتفق، ولنقابها الحرية في إظهار العينين، وبالطبع لم تكن في منأى عن أعين الذئاب البشرية التي تجوب الشوارع لاصطياد الظباء الساذجة الشاردة.
لم يطل الوقت طويلاً حتى سقط رقم هاتف أحدهم أمامها، فلم تتردد أبداً في التقاطه! تعرفت عليه فإذا هو شاب أعزب قد نأت به الديار بعيداً عن أهله، ويسكن وحده في الحي! رمى حول صيده الثمين شباكه، وأخذ يغريها بالكلام المعسول، وبدأت العلاقة الآثمة تنمو وتكبر بينهما، ولم لا والفتاة لا رقيب عليها، فهي من أسرة قد شتت شملها أبغض الحلال عند الله، وهدم أركانها الخلاف الدائم، فأصبحت الخيمة بلا عمود يحملها، وسقطت حبالها، فلا مودة ولا حنان يربطها.
ألح عليها أن يراها، وبعد طول تردد وافقت المسكينة وليتها لم توافق، فقد سقطت الفريسة سهلة في المصيدة بعد أن استدرجها الذئب إلى منزله ولم يتوان لحظة واحدة في ذبح عفتها بسكين الغدر وافتراسها!!
ومضت الأيام وهي حبلى بثمرة المعصية، تنتظر ساعة المخاض لتلد جنيناً مشوهاً ملوناً بدم العار، لا حياة فيه ولا روح!! وتكتشف الأم الأمر فتصرخ من هول المفاجأة، فكيف لابنتها العذراء ذات الأربعة عشر ربيعاً أن تحمل وتلد!! أسرعت إلى الأب لتخبره وليتداركا الأمر ولكن هيهات، فالحمامة قد ذبحت ودمها قد سال!! والنتيجة إيداع الذئب السجن والفتاة إحدى دور الرعاية الاجتماعية... البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية..!!!
وأخيراً... أختي المسلمة:
ماذا يريد منك المعاكس؟ وهو يستدرجك إلى اللقاء، ويزين لك حلاوة اللقاء، ويغريك بالزواج، إنه يريد أن يقضي منك حاجته ثم يرميك كما يُرمى العلك بعد حلاوته، ثم لا يبالي هو في أي واد تهلكين.
أختي الشابة: ليست الفتاة كالفتى إذا انكسرت القارورة، فلا سبيل إلى إعادتها، والمجتمع لا يرحم، والناس كلهم أعين وألسن.
أختي الشابة: قال الله - تعالى -: " وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ " [النور:33].
أختاه تعففي حتى يغنيك الله بالزوج الصالح، ولا تستعجلي قضاء الشهوة، فإن من تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه.
إن المعاكس ذئبٌ *** يغري الفتاة بحيلة
يقول هيا تعالي *** إلى الحياة الجميلة
قالت أخاف العار والإغراق *** في درب الرذيلة
والأهل والإخوان والجيران *** بل كل القبيلة
قال الخبيث بمكر *** لا تقلقي يا كحيلة
إنا إذا ما التقينا *** أمامنا ألف حيلة
إنما التشديد والتعقيد *** أغلالٌ ثقيلة
ألا ترين فلانة؟ *** ألا ترين الزميلة؟
وإن أردت سبيلاً *** فالعرس خير وسيلة
وانقادت الشاةُ للذئب *** على نفس ذليلة
فيا لفحش أتته *** ويا فعال وبيلة
حتى إذا الوغد أروى *** من الفتاة غليلة
قال اللئيم وداعاً *** ففي البنات بديلة
http://www.kalemat.org المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/493)
الإعجاز في نقصان عقل المرأة
عزيز محمد أبو خلف
يدور جدل كثير ولغط حول وضع المرأة في الإسلام، وكثيرا ما يُتهم الإسلام بأنه ينتقص من حق المرأة في الحياة والوجود والحقوق. وتُعقد لأجل هذا البرامج والندوات والمناظرات في أماكن مختلفة. وأكثر ما يجري عليه التركيز هو عقل المرأة وأن الإسلام يعتبرها ناقصة عقل، ويستشهدون بالحديث الوارد في الصحيحين من أن النساء ناقصات عقل. فهل ما يقولونه حق وصحيح؟ وهل المرأة فعلا ناقصة عقل؟ وهل الرسول وصفها بذلك حقا وقصد ما فهموه هم من الحديث؟ أم يا ترى أن الأمر هو خلاف ذلك؟
حديث ناقصات عقل:
روى الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه في باب الإيمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين". ومعنى الجَزْلة: أي ذات العقل والرأي والوقار، وتَكْفُرْنَ العشير: أي تُنكرن حق الزوج.
وهذا الحديث لا يمكن فهمه بمعزل عن آية الدَّيْن التي تتضمن نصاب الشهادة، وذلك في قوله – تعالى -: (واستَشْهدوا شهيدين من رِجالِكم فإن لم يكونا رَجُلَيْن فرَجُلٌ وامرأتان مِمَّن تَرضَوْن من الشُّهداء أنْ تَضِلَّ إحداهما فَتُذَكِّرَ إحداهما الأخرى) (البقرة: 282).
الفهم الخاطئ والمتناقض للحديث
يبدو أن ما يتبادر إلى أذهان هؤلاء الذين يتيهون فرحاً وطرباً باتهام الإسلام أنه يعتبر المرأة ناقصة عقل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وما رأيت من ناقصات عقل". فاستنتج هؤلاء أن النساء ناقصات عقل، وأن نقص العقل هو نقص في القدرات العقلية، أي أن قدرات النساء على التفكير هي أقل من قدرات الرجال. بمعنى أن المرأة تختلف عن الرجل في تركيبة العقل فهي أقل منه وأنقص. ولو أنهم تدبّروا الحديث لوجدوا أن هذا الفهم لا يمكن أن يستوي، وأنه يتناقض مع واقع الحديث نفسه، وذلك للملاحظات التالية:
ذكر الحديث أن امرأة منهن جَزْلة ناقشت الرسول. والجزلة، كما قال العلماء: هي ذات العقل والرأي والوقار، فكيف تكون هذه ناقصة عقل وذات عقل ووقار في الوقت نفسه؟ أليس هذا مدعاة إلى التناقض؟
تعجب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قدرة النساء وأن الواحدة منهن تغلب ذا اللب أي الرجل الذكي جداً. فكيف تغلب ناقصة العقل رجلا ذكيا جدا؟
أن هذا الخطاب موجه لنساء مسلمات، وهو يتعلق بأحكام إسلامية هي نصاب الشهادة والصلاة والصوم. فهل يا ترى لو أن امرأة كافرة ذكية وأسلمت، فهل تصير ناقصة عقل بدخولها في الإسلام؟!
فهذا الفهم حصر العقل في القدرات العقلية, ولم يأخذ الحديث بالكامل، أي لم يربط أجزاءه ببعض، كما لم يربطه مع الآية الكريمة. فالحديث يعلل نقصان العقل عند النساء بكون شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد، والآية تعلل ذلك بالضلال والتذكير. ولم تصرح الآية بأن النساء ناقصات عقل، ولا أن الحاجة إلى نصاب الشهادة هذا لأجل أن تفكير المرأة أقل من تفكير الرجل.
فما هو التفكير؟ وما هو العقل؟
أنا أعرف التفكير كالتالي:
التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحِسّي مع الخبرة والذكاء, لتحقيق هدف، ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع.
حيث يتكون الإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه؛ أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عن الواقع، ومعايشته له، وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه؛ وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوتة. ويحتاج التفكير إلى دافع يدفعه، ولا بد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به.
إن هذا التصور للتفكير يتعلق بالإنسان بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة، فهو ينطبق على كل منهما على حد سواء. ولا تَدُل معطيات العلم المتعلقة بأبحاث الدماغ والتفكير والتعلم على أي اختلاف جوهري بين المرأة والرجل من حيث التفكير والتعلم. كما لا تدل على اختلافٍ في قدرات الحواس والذكاء، ولا في تركيب الخلايا العصبية المكونة للدماغ، ولا في طرق اكتساب المعرفة. معنى هذا أن المرأة والرجل سواء بالفطرة من حيث عملية التفكير، ولا يتميز أحدهما عن الآخر إلا في الفروق الفردية.
وعليه فإن التفكير ليس مجرد قدرات عقلية أو ذكاء، بل هو أوسع من ذلك وتدخل فيه عوامل كثيرة ويمر بمراحل متعددة، فهو عملية معقدة وليست بالبسيطة. كما أن العقل في مفهوم القرآن والسنة هو أوسع من مجرد التفكير، إذ هو لفت انتباه للتفكير من أجل العمل.
أين الإعجاز في هذا؟
يكمن الإعجاز في الحديث عن نقصان عقل المرأة بهذه الطريقة، فهذا لا يمكن أن يحيط به بشر. فنصوص القرآن والسنة لا تفرق بين قدرات المرأة العقلية وقدرات الرجل، ويتجلى ذلك في الخطاب الإيماني العام لكل من الرجل والمرأة. هذا بالإضافة إلى كثير من النصوص التي تتحدث عن ذكاء النساء وقدراتهن وآرائهن السديدة في مواضع متعددة من الكتاب والسنة. فإذا كان لم يثبت علميا أي اختلاف في قدرات النساء العقلية عن قدرات الرجال، ونصوص القرآن والسنة لا تعارضان هذا، فمعنى هذا أن نقصان العقل المشار إليه ليس في القدرات العقلية. فالتفكير عملية معقدة تدخل فيها القدرات العقلية، ويدخل فيها عوامل أخرى منها الإدراك الحسي والدوافع والموانع والخبرة.
وإذا نظرنا إلى الآية نجد أنها عللت الحاجة إلى نصاب الشهادة المذكور بالضلال والتذكير، وهذا أمر متعلق بالإدراك الحسي وبالدوافع والموانع. وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة لكن المرأة لها خصوصيتها من حيث إنها تمر بحالات وتتعرض لتغيرات جسدية ونفسية تؤثر على طريقة تفكيرها. هذا بالإضافة إلى أن الحديث يجري عن أحكام إسلامية في مجتمع مسلم، والمرأة بحكم طبيعتها وعيشها في المجتمع الإسلامي خاصة تكون خبرتها أقل من الرجال إجمالا، لا سيما في المجالات التي يقل وجودها فيها.
إذن فنقصان العقل هو إشارة إلى عوامل أخرى غير القدرات العقلية التي قد تتبادر إلى أذهان من يتسرعون في إطلاق الأحكام وكيل الاتهامات دونما تحقيق أو فهم صحيح. وقد آن الأوان لهؤلاء أن يتراجعوا وأن ينصفوا الإسلام حق الإنصاف، وعلى المرأة إلا تنجرف وراءهم وأن تثق بربها ودينها وتفاخر بذلك.
http://www.lahaonline.com المصدر:
ـــــــــــــــــــ(83/494)
المرأة والتعليم المختلط!
علي الطنطاوي
أأتكلم بصراحة أم أحاول المجاملة؟ وهل أصلح للمجاملة وأنا رجل قاض مشتغل بالأدب, والقضاء لا يعرف الميل، والأدب ليس فيه كتمان؟! إنني يا سيدي سأقول ما أعتقد، فإن أرضيتك وأرضيت سيداتي القارئات فالحمد لله، وإلا فقد عملتها ورزقي على الله.
يا أستاذ، إني لم أدر إلى اليوم بأنَّ في سورية (شيئاً) اسمه (نهضة المرأة السورية المعاصرة)، فكيف تريد مني أن أحكم على ما لم أعرف، وعلماؤنا يقولون: الحكم على الشيء فرع من تصوره؟
أنا أعرف أنَّ النساء كنَّ جاهلات فصار فيهن متخرجات في المدارس، وحاملات شهادات، وأنهن كن متحجبات فصار فيهن السافرات، وكن مقصورات في البيوت فصرن يخرجن إلى السينمات والحفلات، وكن لا يدرين ماذا يجري في الدنيا فصرن يقرأن الصحف والمجلات.. فهل هذه هي (النهضة) التي تسألني عنها؟ إن كانت هي النهضة فاسمع "غير مأمور" رأيي فيها، وإن كانت النهضة (شيئاً) غير هذا، فأرجو منك أن تعرفني به، فإني أقرّ بأني أجهله.
أمَّا تعلم المرأة، وإنشاء المدارس لها، فلا أظن أنَّ في الدنيا من يكرهه, أو ينكره، وإنما نكره فيه أموراً كان يمكن أن نصلحها، وأن ندفع شرها.
أكره تعليم المرأة، أن يكون البرنامج الذي تسير عليه هو عين ما يسير عليه الطالب، وأتمنى أن نجعل للبنات منذ الشهادة الابتدائية مناهج خاصة، نقلّ فيها من العلوم النظرية التي لا يحتجن إليها كالجبر والمثلثات وعلوم الطبيعة وتفاصيل وتواريخ الأمم البعيدة عنا، ونكثر من دروس الصحة, وتدبير المنزل والتربية والأخلاق وما يتصل بحياتهن. هذه واحدة.
والثانية: إني لا أرى الاختلاط بين الجنسين في المدارس، ولا في كليات الجامعة، لا لموانع الدين فقط، فقد يكون من القراء من لا يحرص مع الأسف على تتبع أوامر الدين ونواهيه، بل لأنَّ هذا الاختلاط إذا قلَّت نتائجه السيئة في فرنسا وإنجلترا وأمريكا؛ لطول اعتياد أهلها عليه، فإنَّ خطره شديد في بلاد خرجت رأساً من الحجاب السابغ إلى هذا الاختلاط، على قوة الغريزة، وشدة الرغبة، وطول الحرمان. وهذه مصر جرَّبت الاختلاط في الجامعة قبلنا ولا تزال إلى اليوم تشعر بأضراره، وقد ظهرت فيها رغبة طوية من الطالبات أنفسهن في الانفصال عن الشباب، ومن شاء فليقرأ خبر ذلك في جرائد مصر، وفي آخر عدد وصل إلى الشام من (أخبار اليوم).
وأنا مستعد للمناقشة في هذا الموضوع بلسان الواقع والعلم, لا بلسان الدين، فمن شاء فليناقشني. أمَّا التسرع إلى الرد عليّ بأنَّ هذه رجعية وجمود، فلا ينفع شيئاً؛ لأنَّه لو كان كل جديد نافعاً، وكان كل قديم ضاراً، لكان أشدّ الأشياء ضرراً العقل؛ لأنَّ العقل أقدم من التسرع، وكان أنفع الأشياء في هذا الباب مذهب العري وأن نمشي في الجامعة وغيرها مثل الحيوانات؛ لأنَّ مذهب العري أحدث المذاهب!!
وأما حبس المرأة في بيتها حبساً مؤبداً لا تخرج منه أبداً، فلم يقل به الشرع ولا العقل، ولا هو بالممكن، ولكن الذي قاله الشرع هو نهي المرأة عن أن تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، وعن أن تخرج مخرجاً يؤدي إلى الإضرار بخلقها الشخصي وبعفافها، أو إلى الإضرار بالأخلاق العامة وبالعفاف.
وأمَّا قراءة النساء الصحف والمجلات ومعرفتهن ما يجري في الدنيا، فهو حسن، بشرطين: ألا يكون ذلك شغل المرأة بحيث يشغلها عن بيتها وزوجها وولدها، وأن تختار أحسن ما يُقرأ، وتجتنب المجلات التي لا ثمرة لها إلا إضاعة الوقت، ونشر الفساد في الأرض، وتلقين الفتيات الصغيرات دروس الغرام، وفن المواعيد، وقواعد القُبَل، ولا يكون هذا إلا بالإكثار من المجلات النسائية التي تجمع بين الفائدة والرشاقة، والمنفعة واللذة.
فهل هذا ما تسمونه: (نهضة المرأة السورية المعاصرة)؟ وهل أنتج هذا وجود طبقة من العالمات أو الأديبات، يزاحمن الرجال في ميدان العلم, وفي مجال الأدب، بالفكر المبتكر, والأسلوب المبدع؟ وهل رفع المرأة (السورية المعاصرة) عن أن تكون أمة لكل (مودة) حديثة، أو بدعة جديدة ترد علينا من الغرب؟ وهل جعل النساء المتعلمات أسمى في تفكيرهن, ومعالجتهن لمشاكل الحياة، وأحوالهن في غضبهن ورضاهن، من سائر النساء، أم اقتصر الأمر على حفظ طائفة من المعلومات من غير أن تمتزج بالنفس، وتتمثَّل في الفكر؟
وهذا هو العدد الممتاز, (أو المختار كما تريدون) من هذه المجلة، فأروني أين هي آثار هذه النهضة على أقلام الكاتبات الفاضلات؟ أين فيهن (مدام كوري) وأين (مي) وأين (الخنساء)؟
لست عدواً للمرأة، وكيف وأمي امرأة، وزوجتي امرأة، وبناتي الثلاث نساء؟
ولكني صديق لها، ومن صداقتي أقول هذا الكلام!
http://www.lahaonline.com بتصرف من:
ـــــــــــــــــــ(83/495)
من الباب الخلفي
قال الراوي: منذ فترة كان هناك حوار طويل بيني وبين إحدى الأخوات.. تناولنا عدة قضايا إسلامية هامة.. وكان حواراً شائقاً مفيداً للطرفين غير أنها فاجأتني بعد حوالي أسبوعين من الحوار أنها غير متحجبة أصلاً..!
ولكنها تحب المتحجبات، وصديقاتها متحجبات، لكنها هي.. هي.. هي لا تزال مترددة حتى الآن..!
قال الراوي:
وصعقت.. كل هذه الثقافة الإسلامية الطيبة، وهذا حوار والمحاجة ولا تزال صاحبتها غير مقتنعة بالحجاب..!؟
هذه والله مصيبة.. مصيبة من العيار الثقيل..!
قال الراوي:
فكرت أن أقطع الحوار تماماً.. وفكرت أن أسوق إليها نصوصاً كثيرة واضحة على هذه القضية..
لكني رجعت إلى نفسي وقلت:
أما قطع الحوار فلن يؤدي إلى نتيجة.. وأما النصوص، فمن خلال الحوار الطويل يتضح أنها على إطلاع جيد بالكتب والمراجع والأشرطة الإسلامية.. ولديها نخبة من الصديقات المتحجبات.. فلابد أنها قد وقفت على تلك النصوص.. فما جدوى أن أسوقها أنا..!؟
ما العمل إذن..؟!
آثرت أن أتسلل من باب خلفي لعلي أصل إلى هدفي..!!!
رأيت أن أعمل على تحريك بعض المعاني الروحية في قلبها، حتى تشب لهيباً!!
فإن أفلحت في هذا فقد انطوى الطريق كله.. وإذا فشلت، فيكفي أنني حاولت واجتهدت.. وبالله وحده التوفيق..
وجاءت ساعة الحوار، وكنت قد تهيأت بما يلزم بعد الاستعانة بالله، والتضرع إليه - سبحانه - أن يشرح قلب هذه الأخت لما يزيدها قرباً منه - عز وجل -..
أخذت أحدثها عن حب الله - جل جلاله -.. وعلامة محبة الله.. وثمرات محبة الله.
وكررت عليها أن أقوى علامات حب الإنسان لله: الطاعة, والتسليم, و تمام الانقياد
وسقت إليها من أشعار المحبين ما يدل على أن:
المحب الحقيقي لا يشغله شيء إلا أن يرضى عنه محبوبه..
ولذا فإن المحب الصادق لا يبالي بكلام الناس أو سخطهم، ما دام محبوبه راضٍ عنه.. فعلى الدنيا العفاء.. وما دام المحبوب يريد ( كذا ).. فلابد من ( كذا ) ولو شق على النفس.. هذا نراه حتى في محبة المخلوق للمخلوق..!!
( والأبيات الكثيرة التي كنت أعددتها، كانت تنصب في هذا )
ثم عرجت أضرب لها أمثلة كثيرة على هذه القضايا من خلال سيرة الأنبياء - عليهم السلام -، وعلى رأسهم محمد سيد الأولين والآخرين..
ومن حياة الصحابة والتابعين..
وخلصت بها إلى أن: الحب ( حب الله ) في الحقيقة هو الذي يحركهم ويدفعهم.. _ مع الرجاء والخوف _
ثم قلت لها:
الخلاصة من هذا كله: إذا كنت أزعم أنني أحب الله فعلاً: فلابد أن أدوس على رغباتي الشخصية التي تعارض ما يأمرني الله به.. لابد أن أنفذ ما يريد مني ولو شق ذلك على نفسي.. المهم أن يرضى عني - سبحانه - ولو سخطت الدنيا كل الدنيا.. المهم أن أنال حبه لي..
ليست القضية أن أحبه أنا، المهم أن يحبني هو..
ثم عرجت أحدثها عن مؤامرات الأعداء, وخططهم لإفساد المرأة المسلمة وأخذت أؤكد لها أنهم يرون أن:
بداية البداية لإفساد المرأة المسلمة هو: نزع حجابها..!
وذكرت لها أمثلة كيف أن ظاهرة الحجاب الإسلامي تخيفهم وترعبهم وتربكهم..! وتقيم الدنيا عندهم ولا تقعدها.
وأخذت أؤكد لها أن أكثر شيء يدخل السرور على قلوبهم: حين يرون النساء المسلمات قد تركن الحجاب، وتابعنهم في موضاتهم, وأزيائهم, وسفاسفهم..! ... الخ
وجاء ردها رائعاً مفرحاً.. أخذت تؤكد أنها تأثرت بهذه المعاني كلها، وأنها بكت وهي تتابع ما تسمع.. وأنها قررت أن تراجع نفسها بجد.. وأنها عزمت عزماً أكيداً على أن تبرهن ( لنفسها ) أولاً.. ثم للآخرين:
أنها فعلاً تحب الله خالقها ورازقها تحبه، بالعمل لا بالكلام، بالسلوك لا باللسان..
وأنها قررت أن تشمخ عالياً معتزة بتعاليم دينها، ولن تبالي بأحد منذ اليوم وشكرت وأثنت، ودعت ووعدت
أسأل الله - سبحانه - أن يعين كل امرأة مسلمة على نفسها..
وأن يأخذ بيد بناتنا وأخواتنا إلى ما يحبه ويرضاه – سبحانه – الرسالة الواضحة من خلال هذه القصة كلها هي:
أن الخير في نسائنا كبير، المهم كيف نصل إلى تحريك هذا الخير في قلوبهن..
هذا هو السؤال..
ومعذرة على الإطالة..
http://www.alwahah.net بتصرف من: ـــــــــــــــــــ(83/496)
مناهج للنساء فقط (1 )
نُعَلِّمْ المرأة
من تكريم الإسلام للمرأة أن شرع لها التعليم ، ولم يحرمها منه كما كانت الجاهليات المختلفة قبل الإسلام لا ترى للمرأة الحق في أن تتعلم .. وأما الإسلام فقد جعل للعلم منزلة لا تدانيها منزلة وذلك لأن أهل العلم هم أهل الخشية {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }{فاطر: من الآية28}
من أجل ذلك كان طلب العلم فريضة، وفي ذلك يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلب العلم فريضة على كل مسلم .( رواه البيهقي عن أنس )
ولفظة مسلم هنا تشمل المسلم والمسلمة معاً .. وقد صح أن الشفاء بنت عبد الله المهاجرة القرشية علمت حفصة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكتابة..وكان ذلك إقرار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وإذا كانت النساء شقائق الرجال كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا عجب إذن أن يكرمها الإسلام بأن شرع لها التعليم كالرجل تماماً ولم يحرمها منه.
أمثلة مضيئة:
وقد ضربت نساء الصحابة ـ رضى الله عنهن ـ أبلغ مثل بحرصهن على أخذ العلم النافع، والعمل بذلك العلم الذي يفيدهن في الدنيا والآخرة .. فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : جاءت امرأة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك؛ فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله!! فقال صلى الله عليه وسلم: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا. فاجتمعن؛ فأتاهن فعلمهن مما علمه الله. رواه البخاري.
فلا عجب إذن أن يسطر التاريخ عن العالمات الفقيهات، والمحدثات النابغات في أزهى عصور الإسلام.. في عصر الصحابة ومن جاء بعدهم، فهذه السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ يصفها عروة بن الزبير وغيره فيقول: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطلب ولا بشعر من عائشة ـ رضي الله عنها ـ، وكان أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألونها عن الفرائض والمواريث . ولقد نبغت من نساء المسلمات الكثيرات، ووجد على مر القرون نساء تجاوزن علوم فروض الأعيان إلى فروض الكفاية.. فكانت منهن المحدثات العظيمات، والراويات الثقات، وهذا الإمام محمد بن سعد صاحب الطبقات.. يعقد جزءً من كتابه الطبقات الكبير لراويات الحديث من النساء.. أتى فيه على نيف وسبعمائة امرأة روين عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو عن صحابته ـ رضي الله عنهم ـ.. وروى عنهن أعلام الدين وأئمة المسلمين .. يقول الحافظ الذهبي في كتابه الاعتدال " ما علمت من النساء من اتهمت ولا من تركوها " يعني لعدالتهن لم تتهم ولم تترك واحدة منهن..!!
· وما أدراك ما الواقع!!
· إذا كان هذا حال نساء السلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ أجمعين، فماذا عن المرأة المسلمة اليوم؟.. التي تفتخر بأنها تخرجت في الجامعة.. هذه المرأة التي قضت ستة عشر عاماً أو يزيد في التعليم .. إذا ما سألتها عن فريضة من الفرائض كالصلاة أو الصيام أو الزكاة .. أو حتى معنى الشهادتين أو عن كتاب ربها .. تجدها جاهلة كل الجهل في هذه الأمور التي يجب عليها تعلمها .. وقد تفتخر مثلاً بأنها تجيد الإنكليزية؛ ولا تستحي ولا تخجل من أنها تخجل لغتها العربية !! .. فالمرأة اليوم تستهلك زهرة شبابها في تعلم أمور جانبية ثانوية لا تفيدها في لا تفيدها في عبادتها، ولا في حياتها العملية أو بيتها .. فهي تستذكر المواد الدراسية لمجرد اختبار آخر العام، ثم الحصول على شهادة تنال بها وظيفة خارج بيتها.
ثم هي تنسى كل ما استذكرته طوال عشرين عاماً!!.. فيا عجباً .. هذا في حين أنها لا تدرك عن أمور الدين الواجبة شيئاً اللهم إلا القليل الذي لا يصلح فاسداً، ولا يقيم معوجاً!!.
· برامج التعليم الجائرة..
· ولكن ما السبب في هذه الحال التي وصلت إليها المرأة المسلمة خريجة الجامعة من جهل تام أو شبه تام بدينها ؟!..إن المساواة بين الفتى والفتاة في نفس برامج التعليم يضر بالفتاة أكثر مما ينفعها .. إذ هي يجب أن تؤهل وتلم تعليماً سليماً يعدها للقيام بمسئولياتها وآداء واجباتها على خير وجه؛ والتي تختلف حتماً عن مسؤليات الفتى وواجباته ..كما أن من أكبر الأخطاء ألا تعتمد خطة التعليم على رجال أكفاء من صلحاء العلماء المشهود لهم بالعدالة، وغير المتهمين في دينهم .. أما أن نعتمد على سياسة القسيس الصليبي " دنلوب " أو بقايا خطته التعليمية التي صدرت هنا وهناك .. مع اختلافات قليلة بين كل دولة وأخرى بحسب طبيعة أجوائها ونظمها فهذا ما شهدت بسوء عاقبته الأيام ..!
هذه الخطة الدنلوبية التي هدفت إلى تخريج أجيال جاهلة بكتاب ربها ولغتها العربية، وأمور دينها هذه الخطة التي عملت على إخراج المرأة المسلمة من جلدتها لتحاكي المرأة الكافرة .. يقول الأستاذ محمد قطب: دخلت المرأة الجامعة لا (لتتعلم ) فقط ولكن ( لتتحرر ) !.. لتتحرر من الدين والأخلاق والتقاليد. وقد اعترفت لي عدة فتيات ممن أنهين الدراسة الجامعية، وأخذن في الإعداد للدراسات العليا، وكانت دراستهن في أحد فروع علم النفس .. وهو فرع تربوى محترم!! .. وتعرضن من خلاله إلى هوامش عن بقية فروع علم النفس قلن لي:" نشعر بأننا نفقد حياءنا شيئاً فشيئاً نتيجة لهذه الدراسة المخزية، لقد كنا أطهر قلوباً، وأصفى نفوساً قبل ذلك، أما الآن فإننا نشعر أن دراستنا هذه تلوث قلوبنا وعقولنا.
http://www.quranway.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(83/497)
مناهج للنساء فقط ( 2 )
· فهل هذا التعليم هو الذي يصلح للمرأة المسلمة؟!! .. والله ما هو بالذي يصلح لها .. وإن كنت لا أنكره كلية .. ولكن لا تتصدى له إلا من رسخت عقيدتها سليمة حتى تميز بين سليمه وخبيثه.. وكذا مراعاة الأهم فالمهم.. ومن هنا فلا بد من إيجاد تعليم خاص بالفتيات يختلف عن تعليم الفتيان.. وقد نادى بهذا كثيرون ..بل لقد وضع بعضهم تصوراً لما يكون عليه منهج تعليم الفتيات منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة.. والتي هي على حد تعبير الأستاذ محمد منير الغضبان " غير أساسية بالنسبة للمرأة .. لأن تأخر المرأة في الزواج بعد سن العشرين بحجة الدراسة هو أمر غير طبيعي .. ولا يتلاءم مع روح الإسلام وتوجيهاته العامة إلى الزواج المبكر ".
· ولكن .. سؤالاً لابد منه ما دمنا بصدد الكلام عن تعليم المرأة المسلمة .. ماذا نعلم المرأة إذن؟!!هل تعلم الرقص والغناء والموسيقي والتمثيل ومواد الفجور مثلاً ؟! ويتاجر بأنوثتها وجسدها سلعتين رخيصتين .. ما أهونهما عند من يدعون مناصرتها ؟! . . أم هل تدخل الجامعة لكي تقضي زهرة عمرها بين الكيمياء في المعامل، والفيزياء والجيولوجيا والهندسة والرياضيات والفلك ونحو ذلك .. ثم تكمل فتكون أستاذة مثلاً في هذه الفروع ؟!.. ماذا تعلم المرأة إذن ؟!
· إن المرأة كإنسان قرر لها الإسلام الكرامة والإنسانية كالرجل تماماً، وفرض على كل منهما فروضاً وحقوقاً وواجبات .. وساوى بينهما في الجر والمثوبة إن هما قاما بالتكاليف الشرعية المنوطة بكل منهما .. فكيف يتسنى إذن للمرأة أن تقوم بما أمرها الله به.
· فرض العين.. وفرض الكفاية: هناك علم يجب على المرأة تعلمه وهو من قبيل فرض العين .. وهناك علم من قبيل فرض الكفاية إن قامت به بعضهن سقط عن الأخريات.. فالعلم الذي يجب المرأة أن تعلم أنه فرض عين عليها لابد لها لصلاح دينها ودنياها وأخراها من تعلمه وإتقانه والعمل به .. هو أن تعرف أولاً لماذا خلقها الله ؟! اللهو والعبث والمجون والفساد في الأرض وفتنة الرجال كحال غالبية النساء اليوم ؟! أم هو للعبادة. قال الله ـ عز وجل ـ:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".فإذا كان الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلقها وغيرها للعبادة، فهكذا تكون المرأة قد عرفت الغاية من وجودها في هذه الحياة.. والغاية كما هو معلوم لابد لها من وسيلة أو وسائل تحققها وتوصل إليها، وهذه الوسائل محكومة بشريعة الله فالحلال ما أحل الله، والحرام ما حرم الله، وليست الغاية تبرر الوسيلة كما يقرر الكفار .. كلا فما هي الوسائل إذن ؟.. إنها العلم والعمل بالعلم النافع .. والعمل الصالح .. إذ لابد للمرأة المسلمة كي تعبد الله ـ عز وجل ـ عبادة صحيحة يقبلها الله ـ عز وجل ـ . لابد أن تعرف خالقها تعرف الله بأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. وما ينبغي لله من الجلال والكمال.. وتعرف توحيده بأقسامه الثلاثة التي اصطلح عليها استقراءً من نصوص الكتاب والسنة.. وهي توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.. وتتكون لديها عقيدة سليمة راسخة لا يخالجها شك ولا شرك، ثم تعرف أركان الإيمان الستة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.. وتعرف معنى الإسلام وقواعده الخمس وهي: الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج. وهذا بشيء من التفصيل الذي لابد منه، وكذلك تتعلم القرآن، وكيف ترتله ترتيلاً صحيحاً كما أمر الله.. وكيف يملأ بيتها وحياتها فلا تهجره. ثم تعرف بعد ذلك فقه العبادات التي تعبد بها الله ـ عز وجل ـ.. كالصلاة وكيفية أدائها وشروطها وأركانها وواجباتها وسننها ومبطلاتها.. وكذا بقية الفروض كالصوم وأحكامه والزكاة إن كانت من أهلها، وكذا الحج والعمرة. ثم تعرف الحقوق .. كحق الله وحق رسوله وحق الوالدين .. وذوي القربى.. والجار.. واليتامى.. والمساكين .. والزوج .. وحقوق المسلمين عامة .. ومعرفة الحلال والحرام والكبائر .. وكل ما تصلح بتعلمه عباداتها وحياتها الدنيوية والأخروية، وكذلك دراستها للسيرة والتركيز خاصة على سيرة الصحابيات والنابغات ممن جئن بعدهن إذ فيهن القدوة الحسنة.
http://www.quranway.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(83/498)
كيف تستفيدين من يومك؟؟
إن الوقت من عمر الإنسان، وأوقاتنا من أعمارنا فكيف ننظم أوقاتنا ونجعلها عامرة بذكر الله؟ وكل خير.. لذا أقدم لكم هذه الفكرة القديمة المتواضعة، لكن ربما نكون غفلنا عنها.. وهي كالآتي:
* المحافظة على الصلوات في أوقاتها دون تأخر لعذر غير شرعي، والمحافظة على سننها وأذكار ما بعد الصلوات.
* المحافظة على أذكار اليوم والليلة كاملة من أذكار نوم، وإستيقاظ، وملبس، ومشرب، ودخول، وخروج، وصباح، ومساء، وغير ذلك من الأذكار.
* المحافظة على ركعتي الضحى، وإن زدتي فلك من الأجر المزيد.
* المحافظة على صلاة الوتر، وإن سبقها شيء من القيام فلن يفوتك الأجر من الله.
* المحافظة على قراءة القرآن الكريم يومياَ حتى يتسنى لك ختمه في الشهر مرة، أو مرتين على الأقل.
* لا تنسي أن تكوني هذا اليوم أكثر خيراً من سابقه من حسن خلق، وتواضع، وتسامح، ومساعدة للآخرين، وبعداَ عن الكلام الغير نافع من كذب أو غيبة ونحو ذلك.
* أحسني نيتك، وجددي التوبة إلى الله كل حين، ولا تقولي أنا لست... فكلنا ذوو خطأ.
* لا يفوتك أجر صيام ثلاثة أيام من كل شهر على أقل التقدير.
* لا تنسي أن تختمي كلامك دائماَ بكفارة المجلس.
* حاولي أن يكون لك لي وقتاً بعد كل صلاة للاستغفار قدر استطاعتك.
* أكثري من ذكر الله، وأنتي جالسة أو ماشية أو ذاهبة وعائدة.
* وحينما تودين النوم حاسبي نفسك عن أي خطأ وقع منك هذا اليوم، وتعهدي نفسك أن لا تعودي إليه في الغد إن شاء الله.
* رتبي أيام حياتك تنتظم لك الحياة، وتسهل لك الصعاب، واستعيني بالله العظيم في كل صغيرة وكبيرة فما وراء الناس صعب المنال، وقولي اللهم أغننا عن من أغنيته عنا.
* كوني قدوة لمن حولك بأقوالك وأفعالك فلربما أثرت الأفعال أكثر من الأقوال.
* لا تنسي أن تستمعي إلى الشريط الهادف، أو تقرئين الكتيب المفيد.
* لا تنسي أن تستغفري للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء والأموات إلى يوم الدين.
وفق الله الجميع لكل الخير في الدنيا والآخرة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.
http://www.emanway.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(83/499)
عباءة يلزمها عباءة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
لا أدري ماذا أصاب عقول بعض المسلمات هذا اليوم !! لا تكاد ترى واحدة من بين عشر نجت من حمى زينة العباءات ويا له من مرض عضال, وداء خطير معد أودى بالكثيرات, وخاصة من لم يكن لديها ( حصانة العلم, والحشمة )، إنها حمى خطيرة تهز الحجاب الصحيح هزا، وترفع درجة حرارة الناظر إلى أعلى درجة، ( إما غيظاً؛ لجهلها بالحجاب الشرعي.. أو فرحاً بمنظرها ).
أتعلمين يا مسلمة خطورة جهلك بالحجاب الشرعي؟.. كيف يكون، وما هي شروطه؟..
هل تريدين أن تنجيك هذه العباءة التي تر تدينها من مساءلة: لم ارتديت الحجاب؟.. وكيف ارتديت الحجاب؟..
أم أنها عادة تفعلينها تقليداً, ومجاراة لمن حولك أصاب أم أخطأ؟..
ألم تفكري في هذا الحجاب الذي تمثله العباءة من فرضها؟.. ولم فرضها؟.. وكيف يجب أن تكون؟
أظنك لست جاهلة فأراك الموظفة ( موجهة، مديرة، معلمة، إدارية..) وأراك الطبيبة. والممرضة.. وأراك الطالبة.. أراك الأم, والأخت.. فماذا دهاك يا مسلمة؟..
ألهذا الحد يتلاعب بك أصحاب الأهواء, والشهوات, وأصحاب المحلات, والمتاجر.. فتنساقين وراء كل موضة مهلكة !! والله إن العجب ليأخذ إحدانا عندما ترى عباءة السهرة !! المطرزة, اللامعة, المنقشة و المخرقة المفتوحة من الخلف, والجانب.. المزينة من الأمام, والخلف من أعلى إلى أسفل.. ذات الكلف, والدانتيل، وقولي ما شئت من أوصاف فلا أخالك إلا تجدينها ماثلة أمامك ترتديها, وللأسف امرأة مسلمة تقول: إنها عباءة، وتقول: إنها حجاب..!!
لا وألف لا، ( عباءتك الفستان ) هذه تحتاج إلى عباءة أخرى فوقها لتسترها... لتواري زينتها.. لتخفف من بريقها.. بل ويا للمصيبة؛ لتستر الخروق, والثقوب التي بها، والتي تظهر لون البلوزة, أو الفستان الذي تحتها؟؟..
ما هذا والله بالحجاب, وما هذه والله بالعباءة الساترة..
بل هي فستان.. وعباءة يلزمها عباءة.
تأملي قليلاً يا أختي المسلمة كيف كانت خطوات الشيطان؛ للحرب على العباءة التي أكرمنا الله بها.. إني لا أظنك ساذجة. إنك لا تعلمين أن العباءة المتبرجة. والتي وصفتها لك, ورأتها عيناك قبل ذلك، أنها من الحرب على الحجاب الساتر الواقي.. وأنها وسيلة - سواء قصد صانعوها, أو لم يقصدوا - للقضاء على الحجاب.. والنيل من مكانته العالية في نفوس المسلمات. وكانت وسيلتهم هذه غير ذكية, ولكنها انطلت على الغافلات اللاتي لا يفقهن ما معنى عباءة؟ وما معنى حجاب؟ انطلت على من اتخذت العباءة عادة لا عبادة.
أقول:أرادوا التجديد في شكل العباءة, وطريقة لبسها, لم ترق لهم أن تكون سوداء, طويلة, سابغة, فضفاضة, لا تلفت النظر شكلها تقليدي, جامد، فبدءوا خطوة, خطوة,( قصيرة خفيفة ) ثم لما أعجزهم الأمر, وظهرت الطويلة جعلوها طويلة, ولكن خطا من الخلف تبعه آخر.. وبعد فترة صار جيشاً من الخطوط القيطان..وأنصتوا قليلاً.. لا معارض!!
الكثيرات معجبات.. ففتح باب الحرمة.. وتجرأ على النظر من لم يكن ينظر.. واقتحم الباب من كان خائفا.. وفتح سيل من البلاء، تارة بتشيكلات من القيطان ذات اليمين وذات الشمال، ثم الكلف العريضة ذات الفصوص اللامعة.. ثم الدانتيل الجميل؛لتكون اليد أجمل, وأجمل.. ثم المخرقة, والمخرمة من الخلف, والأمام.. ولا ندري ماذا يخبئ لنا هؤلاء.. وأظنها العباءة الملونة بالأحمر, والأخضر, والأصفر.
أما بعض الفتيات الأكثر تمدنا, وأناقة فالعباءات المفتوحة, المتباعدة الشقين, المتنافرة الطرفين.. والتي لا يلتقي طرفاها, وكأنها شرق وغرب.. ناهيك عن الطرحة الجميلة, والتي تكون طقماً, بديعاً, ومظهراً , راقياً رفيعاً مع العباءة المذيلة بتوقيع أحدث بيوت أزياء الحجاب.
وأما كيفية ارتدائها.. -فالله المستعان- على صغر العقول، فتارة يظهر البرج فوق الرأس.. ومرة ينزل، وتارة يظهر الذقن, والعنق.. ثم نزلت العباءة على الكتف.. أو لفت ملتصقة حول الجسم.. ورفع طرفها بأنامل خفيفة رقيقة، وكأنها ستعبر ماء.. أو تتجاوز عقبة.
مهلاً.. مهلاً يا أختي.. لم هذا؟ ألم يكفك الفستان تفعلين به ما تشائين من زينة مباحة حتى أغواك الشيطان فسوغ لك ارتداء مثل هذه ( العباءة الفستان ), وبمثل هذه الكيفية المتبرجة.. والملفتة للنظر.. أين العقل؟ أين الحياء؟ بل أين الخوف من الله؟ أين صيانة الحجاب؟
سئل فضيلته عن حكم لبس الثياب التي فيها صور؟
فأجاب قائلاً: ( لا يجوز للإنسان أن يلبس ثيابا فيها صورة حيوان, أو إنسان, ولا يجوز أيضاً أن يلبس غترة, أو شماغاً أو ما أشبه ذلك وفيه صورة إنسان, أو حيوان، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثبت عنه أنه قال: « إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة » ولهذا لا نرى لأحد أن يقتني الصور للذكرى كما يقولون، وأن من عنده صور للذكرى فإن الواجب عليه أن يتلفها سواء أكان قد وضعها على الجدار, أو وضعها في ألبوم, أو غير ذلك فإن بقاءها يقتضي حرمان أهل البيت من دخول الملائكة بيتهم، وهذا الحديث الذي أشرت عليه قد صح عن -النبي صلى الله عليه وسلم-) [مجموع فتاوى الشيخ:1/156].
وسئل فضيلته - رحمه الله - ما حكم لبس العباءة المطرزة, أو الطرحة المطرزة، وطريقته بأن تضع المرأة العباءة على الكتف, ثم تلف الطرحة على رأسها, ثم تغطي وجهها مع العلم أن هذه الطرحة ظاهرة للعيان, ولم تخف تحت العباءة فما الحكم في ذلك لأن ذلك قد انتشر كثيراً بين النساء؟
فأجاب: ( لا شك أن اللباس المذكور من التبرج بالزينة، وقد قال الله –تعالى- لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم-:{ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } [الأحزاب:33] وقال -عز وجل-: { وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن } [النور:31] فإذا كان الله - عز وجل - نهى نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ونهى نساء المؤمنين أن يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن دل ذلك على أن كل ما يكون من الزينة فإنه لا يجوز إظهاره, ولا إبداؤه لأنه من التبرج بالزينة، وليعلم أنه كلما كان لباس المرأة أبعد عن الفتنة فإنه أفضل, وأطيب للمرأة, وأدعى إلى خشيتها لله سبحانه وتعالى والتعلق به ) [فتاوى المرأة: 94].
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: هل يجوز للمرأة لبس الثوب الضيق؟ وهل يجوز لها لبس الثوب الأبيض؟
الجواب: ( لا يجوز للمرأة أن تظهر أمام الأجانب, أو تخرج إلى الشوارع, والأسواق وهي لابسة لباساً ضيقاً يحدد جسمها, ويصفه لمن يراها. لأن ذلك يجعلها بمنزلة العارية, ويثير الفتنة !! ويكون سبب شر خطير، ولا يجوز لها أن تلبس لباساً أبيض إذا كانت الملابس البيضاء في بلادها من سيما الرجال, وشعارهم لما في ذلك من تشبهها بالرجال, وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- « المتشبهات من النساء بالرجال » [فتاوى اللجنة الدائمة].
لن أطيل عليك بذكر فتوى لأحد علمائنا الأجلاء فقد صدرت عدة فتاوى بتحريم هذا النوع من العباءات وتحريم طرق لبسها الملفتة المغرية، كوضعها على الكتف، أو بلفة معينة حول الجسم، أو إسدال الطرحة الحريرية بلا ضابط.. إلخ.
ثم لا عذر لك إن قلت: الأسواق تعرض هذا.. لم أجد إلا هذه ! ! لم لا نفرض نحن اللباس الذي نريد والذي يريده الإسلام لنا.. ثم لو جاءوا بأسوأ من هذه، تر تدينها بهذه الحجة الواهية.. بئست الحجة.. وياله من عذر أقبح من ذنب.. والله لو اقتضى الأمر أن تخيطيها بنفسك لو لم تجدي عباءة ساترة، لكان ذلك واجب عليك.. فالحذر الحذر يا مسلمة من هذه العباءات.. واعلمي أنها محرمة تأثمين بلبسها وترويجها.. أو الدلالة عليها.. اجعليها سوداء سابغة، بلا خط, أو اثنين.. بلا فص, أو عشرة.. بلا دانتيل أو كلفة.. أو توقيع لمحل راق تباهين بالشراء منه.. وإن أردت التغيير فأين أنت من نفسك؟؟ أين أنت من التزين ليوم العرض الأكبر؟؟ واعلمي أن من شروط الحجاب الصحيح: ألا يكون زينة في ذاته.. ألا يكون ملفتا.
اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.
المصدر : دار القاسم
http://www.islamway المصدر :
ـــــــــــــــــــ(83/500)
همسات للفتيات
د . عبد الحي يوسف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فيا فتاةَ الإسلام! أيتها العابدة القانتة! هذه كلمات سبع أهمس بهنَّ في أُذُنك رجاءَ أن ينفعك الله بهنَّ، وأن تعملي بطاعة ربِّك بامتثالهنَّ، فاحرصي – وفقكِ الله وهداكِ – أن تدخلي في دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأدّاها كما سمعها). وأُعيذكِ بالله أن تكوني ممن لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي بعث به أنبياءه ورسله. فالبدارَ البدارَ إلى خير العمل وإياكِ و"سوف" فإنها مطيَّة المفلسين، وتذكّري – رعاكِ الله – أنَّ العُمُرَ قصيرٌ، وأنَّ الأنفاسَ معدودةٌ، وأنَّكِ أيامٌ، كلّما ذَهَبَ يومٌ ذَهَبَ بعضُكِ، وعمّا قريبٍ ينزل بك مَلَكٌ شديدٌ غليظٌ، ينقلك من سَعة بيتكِ إلى ضيق قبركِ، حيث لا تجدين إلا عملَكِ، ولا ينفعكِ إلا دينُكِ، ولا يُنْجيكِ إلا إخلاصُكِ، واليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل (وينجّي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسّهم السوءُ ولا هم يحزنون).
أختاه! أصْغي إليَّ بأُذُنيْكِ، وافتحي ليَ قلبكِ؛ فأنا لكِ ناصحٌ أمينٌ. اقرئي هذه الكلمات، وأَقرئيها أخواتِكِ، وأبشري ببشارةِ الله لكِ: (فبشّر عبادِ الذين يستمعون القولَ فيتّبعون أحسَنَه أولئك الذين هداهم اللهُ وأولئك هم أولوا الألباب).
الكلمة الأولى: كوني أَمَةَ اللهِ حقاًّ:
علاقة المؤمنة بربِّها واضحةٌ لا غموض فيها، بيِّنة لا يحيط بها لَبسٌ، هي أَمَةٌ واللهُ سيِّدُها، عابدةٌ واللهُ معبودُها، تابِعةٌ والنبي - صلى الله عليه وسلم - قائدُها، فهي لا تقدِّم بين يديِ الله ورسوله، وليس لها مع أمر الشرع ونهيه قولٌ ولا رأيٌ (وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسولُه أمْراً أن يكون لَهُمُ الخِيَرَةُ من أمرِهِم). تعتقد - يقيناً – أنَّ الله لا يريد بها إلاّ خيراً، وأنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أولى بها من أبيها وأمِّها، بل من نفسها التي بين جنبيها.
المؤمنة الطيبة تُجهد نفسها في عبادة ربها، تتملّق سيِّدها ومولاها؛ تارةً مصلّيةً وأخرى ذاكرةً وثالثة تالِيةً، تنتقل من عبادةٍ إلى عبادة، ومن خيرٍ إلى خيرٍ، لأنَّ الله تعالى غايةُ رغبتِها، عزُّ كل ذليلٍ، وقوةُ كل ضعيفٍ، وغوْثُ كلِّ ملْهوفٍ، قد علِمَتْ يقيناً أنَّ سعادة الدنيا والآخرة في طاعة الإله القويِّ القادر، وأنَّ الشقاء - كلّ الشقاء - في العصيان والتمرُّد على شرعه ودينه (فمن اتّبع هُدايَ فلا يَضلُّ ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى).
يا أَمَةَ الله! لا تَدَعي ساعاتِ العُمُر تتفلّت من بين يديك واغتنمي الوقت في إرضاء الربّ - جلّ جلاله -، واعلمي أنَّ الحال لا يدوم: (بادروا بالأعمال فتناً كقِطَع الليل المظلم؛ يصبح الرجلُ مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل).
أيتها الشابة المسلمة! ذهنك حاضرٌ، وبدنك ناضرٌ، وحظك وافر؛ فاغتنمي الشباب قبل المشيب؛ لتكوني من السبعة الكرام الذين يظلُّهم الرحمن تحت ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلاّ ظلُّه. ويا أيتها العجوز اعلمي أنَّ وقت الحصاد قد دنا والأجل قد اقترب، والمنقلب إلى الله. تُرى هل تكونين كالغائب يَقْدُمُ على أهله؟ أم كالعبد الآبق يَقْدُمُ على مولاه: (بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلاّ فقراً مُنسياً، أو غنىً مُطغياً، أو مرضاً مُفسداً، أو هرماً مُفنداً، أو موتاً مُجهزاً، أو الدَّجَّال فشرُّ غائبٍ يُنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر).
أختاه! أيُّ عبودية تبقى لمن وجبتْ عليها الصلاة فلم تؤدِّها في وقتها؟! وأيُّ صلةٍ مع الرب إذا كنتِ ممن يُضَيِّعون الصلاة ويتبعون الشهوات؟! وأيُّ علاقة إذا كانت الأيام تمضي بل الشهور وكتابُ الله في بيتكِ مهجور وذكره تعالى منسيّ؟!.. وأي محبة تلك التي تُدّعى وشرع الله – عندكِ – مهملٌ، لا تعنين بتعلمه ولا العمل به؟!.. يا خسارةَ من أعرضَتْ! ويا شقاءَ من صدّتْ عن سبيل الله بـ"قيلَ وقال"!
أختاه! هل أحصيتِ الوقتَ الذي يمضي في غِيبةٍ ونميمةٍ وكذبٍ وبهتان؟ هل حاسبتِ النفس على جلَسَات لاغيةٍ وكلماتٍ لاهية؟ أم ظننتِ أنَّ الرقيبَ يغفل؟ أو أنَّ العتيد يغيب؟ هَيْهات هَيْهات!! (وكلَّ إنسانٍ ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً).
الكلمة الثانية: (من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار):
الشرك بالله حرامٌ في الشرع، قبيح في العقل، (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء) سؤالٌ يتطلب من كلِّ مشرك جواباً إن كان يعقل!! (هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض..) سؤالٌ ثانٍ!! (أفمن يخلُق كمن لا يخلُق) سؤال ثالث!!
لا يتَأتّى الشرك إلاّ من إنسانٍ ضلّ سعْيُه، وخاب فَأْلُه، وألغى عقلَه. سلي نفسَكِ – أيَّتُها المؤمنة! – هل في الكون من يستحقُّ أن يُطَاعَ ويُعبَد سوى الله؟! هل خالقٌ غيره هل رازقٌ سواه؟! الجواب مستقرٌّ في وجداننا، عميقٌ في أذهاننا.. لكن عند التطبيق يخفق كثيرون، وتفشل كثيرات!
أما سمعتِ بتلك التي إذا نزل بها ضُرٌّ هتفت: يا سيِّدي فلان؟! وما عَلِمَتِ المسكينة أنَّها دخلتْ في الشِّرك من بابٍ واسع، ولْتسمعْ قولَ ربِّها: (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبِّئُك مثل خبير).
أما رأيتِ تلك الغافلةَ التي إذا غاضبها زوجها، أو نافرها أحماؤها؛ هرعت إلى الساحر الضالّ تبثُّ شكواها وحزنها!! وتلوذ بحماه!! وقد سمعتْ قولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرّافاً فصدّقه فقد كفر بما أُنزل على محمد).. لو تأملتِ في حال الزميلات والصديقات في الدراسة والعمل كم منهنّ من تصلي الصلاة في وقتها؟! وكم المضيعات اللاهيات؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة)، انظري إلى امرأةٍ تصلي وقد كشفت ما أمر الله بسَتره، فما حصّلت شروط صحة الصلاة، ولا استحقت أجراً ولا قبولاً، وقد أرهقت نفسها في غير طائل!!
اعلمي – أَمَةَ الله! – أنَّ البراءة من الشرك سبيل النجاة: (يا ابن آدم لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي). والوقوع في الشرك قاطعٌ للأمل: (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضلّ ضلالاً بعيداً).
إيّاكِ إيّاكِ - أمةَ الله! - والشركَ، احذريه ولا تقربيه. اعرفي مظاهره فاجتنبيها: لا تأتي ساحراً ولا كاهناً، لا تسألي عرّافاً ولا مشعوذاً، لا تُضيّعي آخرتكِ بالجلوس إلى ضاربي الودع وقارئي الكف والفنجان، لا ترضيْ بغير الله حَكَماً، ولا تقنعي بغير شرعه ديناً ومرجعاً، ولا تفرِّطي في أداء الصلاة في وقتها، لا تسْخري من حكمٍ شرعيٍّ، ولا تستهزئي بأمرٍ نبويٍّ. واعلمي – أختاه! – أنَّ الإنسان يدخل الإسلام بكلمةٍ ويخرج منه – كذلك – بكلمة، وإيّاكِ والرياءَ فإنه محبِطٌ للعمل، وسلي اللهَ حُسن الختام والوفاة على الإسلام.
الكلمة الثالثة: (اقنُتي لربِّك واسجدي واركعي):
أبواب الخير كثيرةٌ لا تحصر، والسُّبُل الموصلة إلى رضوان الله لا تُحصى، وقد أرشد إليها نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -، فهل تُشمّرين لتكوني من الفائزات؟ وهاأنا أدلُّكِ على بعض الأبواب لتديمي طرْقها فيكتبُ الله لكِ سعادة يومَ اللقاء.
[1] أداءُ الصلاة المفروضة في وقتها: (ما تقرّب إلي عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضتُ عليه)، ولمّا سُئل - صلى الله عليه وسلم - عن أحبِّ الأعمال إلى الله قال: (الصلاة على وقتها).
[2] المواظبةُ على السُّنَنَ الرَّواتب: (من صلّى لله في كل يومٍ وليلةٍ اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتاً في الجنة).
[3] التزوُّد من نوافل الصلاة والصيام والصدقة والحج والعمرة: (وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه؛ فإذا أحبَبْتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورِجْله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأُعْطِينّه، ولئن استعاذني لأُعيذنّه).
[4] التّسبيح: (من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة؛ غُفرت ذنوبُه وإن كانت مثل زبد البحر). (من قال سبحان الله مائة مرة كُتبتْ له ألفُ حسنةٍ، أو مُحيَتْ عنه ألفُ خطيئةٍ).
[5] التّحميد: (لو كانتِ الدنيا بحذافيرها بيد عبدٍ من عباد الله ثم قال: الحمد لله؛ لكانت أفضلَ من ذلك كلِّه). قال القرطبي – رحمه الله -: "لأنَّ الدنيا فانية، و(الحمد لله) باقية، (والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملاً)".
[6] التكبير: (أربع كلماتٍ لا يضرّك بأيِّهنّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر). (لأنْ أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحبُّ إليّ مما طلعت عليه الشمس وغربت).
[7] الحوْقلة: (لا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنّة).
[8] ذِكْرُ الله ذكراً كثيراً: (ألا أدلّكم على خير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعِها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخيرٌ لكم من أن تلقوْا عدوَّكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ذكر الله).
[9] قراءة القرآن: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها).
[10] إفشاء السلام: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابَّوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).
[11] طلاقة الوجه: (تبسُّمُك في وجه أخيك صدقة)، وكذلك تبسُّمُكِ في وجه أختكِ.
[12] حفظ الفرج وطاعة الزوج: (إذا صلّتِ المرأة خَمْسَها، وصامتْ شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها؛ قيل لها يوم القيامة: ادخلي من أيِّ أبواب الجنة شئتِ).
[13] حسن التبعُّل للزوج والقيام على شأنه: (حسن تبعُّل المرأة لزوجها يعدِل الجهاد في سبيل الله).
[14] الاستغفار: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجاً، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ورَزَقه من حيث لا يحتسب).
[15] عيادة المريض: (من عاد مريضاً صلّى عليه سبعون ألف ملك إن كان ممسياً حتى يصبح، أو كان مصبحاً حتى يمسي، يناديه منادٍ من السماء: طبتَ وطاب ممشاك، وتبوّأتَ من الجنة منزلاً).
[16] عزاء من أُصيب في حبيبٍ أو قريبٍ (من عزّى أخاً له في مصيبةٍ؛ كساه الله تعالى من حُلَلِ الكرامة).
[17] برُّ الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما (إنَّ من أبرِّ البرِّ صلةُ الرجلِ أهلَ ودِّ أبيه بعد موته).
[18] صلة الأرحام (مَن سرّه أن يُبسطَ له في رزقه، ويُنسأ له في أَثَرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه).
الكلمة الرابعة: (وليس الذَّكَرُ كالأنثى):
قانون إلهي وسنة كونية, للذَّكَر طبيعته ومواهبه، وكذلك للأنثى (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)، وقد نهانا ربنا أن يتمنَّى أحدُ الجنسين حظَّ الآخر (ولا تتمنوْا ما فضَّل الله به بعضكم على بعض)، ونهت السنة عن تشبُّه أحد الجنسين بالآخر (لعن الله المتشبهين من الرِّجال بالنساء، والمتشبِّهات من النساء بالرجال).. هل أرادتِ الشريعة من وراء ذلك إلاّ أن تحفظ لكلٍّ من الجنسين مميزاته التي ترغِّب الآخرَ فيه؟ ما قيمة أن تسترجِل المرأة أو أن يتخنَّث الرجل؟ فلا هو عاد رجلاً سوياً، ولا هي بقيت أنثى جاذبة, بل اختلط الحابل بالنابل.
وما عجب أن النساء ترجَّلت ولكن تأنيث الرجال عجاب
خلق الله الرجال للسعي للكسب، والضرب في الأرض، ومواجهة الأخطار، وجعل فيهم النبوة والرسالة، وأوجب عليهم الجمعة والجماعة، والغزو والجهاد، والآذان والإقامة، وجعل لهم القوامة بما فرض عليهم من النفقة ومتعهم به من القوة.. وخلق النساء حانياتٍ وادعاتٍ, شغوفاتٍ رحيماتٍ، يأوينَ إلى البيوت, يرعَيْنَ الزوج والعيال, يُربِينَ الأجيال, ويُنشِّئنَ الرجال, وطبَعَهنَّ خالقهنَّ على الحياء والخَفَر، ورقَّة الصوت والبنية (أوَ من يُنَشَّأُ في الحِلْية وهو في الخصام غير مبين).. تُرى - أمَة الله! - أتُعاندين فطرتك وتشاقِّين ربَّك؛ فتسمعين شياطين الخليقة الذين يريدون مساواة الذَّكر بالأنثى في كلِّ شيء فيُكذِّبون الفطرة والواقع والدِّين؟! هم يُريدون لكِ أن تُصبحي مسخاً مشوَّهاً! فلا أنتِ امرأةٌ - كما أراد الله لكِ -، ولا أصبحتِ رَجُلاً، بل (مُذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء)، لم يجعل الله في النساء نَبِيَّةً, لكنَّ فيهنَّ خديجة – رضي الله عنها -، قال ابن إسحاق – رحمه الله -: "وكانت وزيرَ صدقٍ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفيهنَّ مريم بنت عمران - عليها السلام – (التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدَّقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين). وفيهم عائشة الصديقة بنت الصديق – رضي الله عنها وعن أبيها - (وفضل عائشة على النِّساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام). قال العلماء: لم يكن في النساء نَبِيَّة؛ لأنَّ منصِب النُّبُوَّة يقتضي مواجهةَ المعاندين, ومحاجَّة المخاصمين, ولقاء الناس سراً وعلانية, ومكاتبة الملوك, وقيادة الجيوش، ومقابلة الوفود, وهذا كله مما يَصْلُح له الرجل دون المرأة (ولا يظلم ربك أحداً)؛ فهو سبحانه خالق الرجال والنساء.
أختاه! لِمَ تتنكَّبين الطريق فتُحاكين نساءً لسنَ نساء!! صوتهن شديد، وكلامهن وعيد, غليظات الأكباد، عديمات الأولاد, رقيقات الدين، قليلات اليقين, يتزعَّمْنَ المؤتمرات، ويتصدَّرْنَ الاحتفالات. يُلَوِّحْنَ بأيديهنّ، ويرفعن أصواتهنّ. أهؤلاء قدوةٌ لكِ؟ إنّا لله!! كم مِن قِيمةٍ ضيَّعْنَها، وحسنةٍ دفنَّها!! ألا تجعلين من خديجة قدوةً لكِ، وهي التي بُشّرَتْ ببيتٍ في الجنة من قصب، لا صخبَ فيه ولا نصب؟ قال العلماء: لأنَّها لم ترفع صوتها قطُّ على زوجها - صلى الله عليه وسلم -. ألا تكفيكِ - يا راغبة الزوج! - أمُّ سليمٍ التي كان مهرها الإسلام؟ أما تُغْنيك - يا طالبة العلم! - عائشةُ التي كان الأكابر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يسألونها عن الفرائض والأحكام؟
فلو كان النساءُ كمن ذكرنا لفُضِّلَتِ النساء على الرجالِ
فما التأنيثُ لاسم الشمس عيبٌ وما التذكير فخرٌ للهلالِ
الكلمة الخامسة: (ولباس التقوى ذلك خير):
جمالكِ حجابكِ، وزينتكِ تقواكِ، وعزُّكِ شرفكِ، وكمالكِ عفافكِ. ما أجمل تلك الفتاةَ الوقورة الرزان التي تستر جسدها وتغطِّي رأسها!! ما أسعد أباها وأمَّها!! وأكرِم بها بنتاً وأختاً وأمّاً، يشرُف بها مَن انتسب إليها أو انتمت إليه!! قد أطاعت ربها، وأحرزت شرفها، وصانت عرضها، واستحقت ثناء المؤمنين، ورضا رب العالمين؛ بعد ما استجابت لندائه، والتحقت بالركب الميمون (قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنينَ عليهنّ من جلابيبهنَّ..) "يرحم الله نساء الأنصار؛ لما نزلت آية الحجاب شقَقْنَ مُروطهنَّ فاعتجرن بها"، ولم يمنعهنَّ الحجاب من تحصيل فضيلةٍ، أو أداء فريضةٍ، أو المسابقة في برٍّ ومعروف، حتى فُقْنَ الرجال أحياناً. ودونكِ – أختاه! – أخبارَ صفية ونسيبة وأمِّ سليطٍ وزِنِّيرة وجارية بني المؤمل - رضوان الله عليهنَّ ورحمته وبركاته -. يا فتاة الإسلام! سلي نفسك: أيُّ خيٍر يحول الحجاب دون تحصيله؟ وأيُّ فضلٍ كان الحجاب مانعاً منه؟ وهل الحجاب إلا ذلك الحارس الأمين من نظرات اللصوص وأطماع المفسدين؟!
إنَّ الرجال الناظرين إلى النِّسا مثل الكلاب تطوف باللُّحمانِ
إن لم تصنْ تلك اللحومَ أُسودُها أُكِلتْ بلا عِوَضٍ ولا أثمانِ
وبضدها تتبيّنُ الأشياء.. ما أقبحها تلك التي عرضتْ مفاتنها، وأظهرت محاسنها، وسارت في الطريق مع أترابها، كقطيع بقرٍ لا يستره من أعين الناظرين شيء, كشفت عن رأسها، وحسرت عن ذراعيها، وأظهرت ساقيها!! وما أشدَّ القبح حين تكون عجوزاً شمطاء, قد أخنى عليها الدهر بكلكله! جحدتِ المسكينة نعمةَ ربها: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً)، وتلبَّستْ بالمعصية مُذْ خرجت إلى أن رجعتْ. كل مَن نظر إليها، أو شمَّ ريحها، أو فُتن بها؛ تَحْمِلُ مثل وزره؛ لأنها داعيةُ الضلال، وكاشفة الستر (ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضلّونهم بغير علم).
تذكري - أيتها المتبرِّجة المتكشِّفة المتعطِّرة المتزينة! – اسأل الله لي ولك توبةً نصوحاً – حين ينزل بك الناس في قبرك عما قريب: هل بقي الجمال أم دامت نضرة الشباب؟ هيهات هيهات! لقد غيّر الموت كل شيء، فالعينان سائلتان، والمنخران مرتفعان، والجبين شاحب، والأعضاء يابسة، والدماء متجمِّدة، والحال غير الحال، (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) لِمَ بدّلتِ نعمة الله كفراً؟ ولِمَ عصيتِ مَن خلقكِ فسواكِ فعدلكِ؟ ولو شاء لصوركِ على غير هذه الصورة، شوهاءَ جذماءَ خرقاءَ. أتقابلين – أمة الله! – نعمةَ ربِّكِ بالكفران والجحود (إن الإنسان لظلوم كفّار).
أماه! يا مَن تحرِّضين ابنتك على التكشُّف بدعوى جلب الأزواج، وترغيب الشباب، اعلمي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتَّقي الله وأجْمِلي في الطلب، ولا يحملنّكِ طلب الرزق على أن تطلبيه بمعصية الله.
أختاه! لا تطيعي أمَّك في معصية الله وتذكّري (يوم يفرُّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يُغنيه).
الكلمة السادسة: (وقل للمؤمنات يغْضُضْن من أبصارهنّ):
نداءٌ من الرحمن - جل جلاله – للمؤمنات الصالحات, الالتزام بمضمونه يحقِّق لهُنَّ حلاوة الإيمان، ويُوصِلهن إلى واسع الجنان.. (النظرة سهم مسمومٌ من سهام إبليس, من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه). أختاه!
كم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها فعلَ السِّهام بلا قوسٍ ولا وترِ
ومن كثرت نظراته دامت حسراته. أراد ربُّكِ لك الخير، حين أمرك بأن تَغُضّي بصرك؛ ليطمئن قلبك، وتسكُن نفسك. إن كنتِ ذات زوجٍ رضيتِ بما قسمه الله لك،. وإن لم تكوني متزوجة صبرتِ حتى يغنيك الله مِن فضله.
لو أنَّ الإنسان أطلق لبصره العنان عصى ربه وأتعب نفسه، رأى الذي لا كلَّه هو قادرٌ عليه، ولا عن بعضه هو صابر.. وفتح باباً للشرِّ والمعصية؛ لأنَّ النظر ذريعةٌ إلى ما بعده؛ وسببٌ لِمَا وراءه
كلُّ الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النارِ من مستصغرِ الشَّررِ
والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغيد موقوف على الخطرِ
يسرُّ مُقلتَه ما ضرَّ مُهجته لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضَّررِ
أختاه! هل ترضيْن لنفسكِ أن تكوني للشيطان عابدةً, ولطرقه سالكةً, ولخطواته متبعةً, أُعيذك بالله من الضَّلال والخبال (يا أيها الذين آمنوا لا تتَّبعوا خُطُوات الشيطان ومن يتَّبع خطواتِ الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) ما يريد الشيطان لكِ خيراً, يُغريك بالنظر إلى ما حرّم الله؛ ليسوقكِ سوقاً إلى الكبيرة المُرْدِية، والفاحشة المُهْلِكة, ثم إذا وقعتِ الواقعة تخلّى، عنكِ وأَسْلمكِ لألسنةٍ حداد (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريءٌ منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النَّار خالديْن فيها وذلك جزاء الظالمين) إنَّ في الدنيا رجالاً منافقون، ونساء منافقات، يزيّنون الشر والفساد للناس، عن طريق مجلة خليعة، وصورة متبرجة، ومسلسل فاسد، وفلم ماجن، وأغنية ساقطة، وهم يحبُّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا. فبالله عليكِ لا تتركي لهم سبيلاً, بل ضيِّقي عليهم الخناق، وأوصدي في وجوههم الأبواب, بطاعتك لربك وغضك لبصرك.
واعلمي – أختاه! - أنّ من غضّ بصره نوّر الله بصيرته, وسيقذف الله في قلبك نوراً ترَيْن به الحقَّ حقاً، والباطل باطلاً, تميّزين به الخبيث من الطيب. وتذكَّري - رعاك الله – أنَّ غضَّ البصر عزيمة ربانية، وأمر قرآني، لا يسعك التهاون به، ولا التقليل من خطر مخالفته, لا تنظري إلى الرجال نظر شهوة، لا في صورة ولا شاشة، ولا في غيرها، بل كوني من المحصنات الغافلات المؤمنات؛ لتصبحي مع عائشة وخديجة في واسع الجنات. ولا تغُرّنّك تلك الجرئية التي تُحِدُّ البصر وتدقِّق النظر, وتلتهم الغادين والرائحين بعينين جائعتين!! فوالله ما هي بصالحةٍ ولا طيبة، ولا حَصَانٍ ولا رزان. مدح الله نساء الجنة – جعلك الله منهنّ – بقوله (فيهنّ قاصرات الطرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ)، قاصرات الطرف أي: حابساتٌ أعينَهنّ، لا ينظرن بها إلى غير أزواجهنّ، لا يسْرَحن بأبصارهنَّ ذات اليمين وذات الشمال .. وقد سأل علي رضي الله عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نظر الفجأة فقال: (اصرف بصرك فإنما لك الأولى وعليك الثانية).
ما أجمل تلك المؤمنة التي تكون غاضّة مُطرقة! قد تدثَّرت بثوبِ الحياة! وما أسبغه من ثوب وما أعظمه من خلق! وفي الختام (عينان لا تمسّهما النار: عينٌ غضّت عن محارم الله، وعينٌ خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله).
الكلمة السابعة: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء):
يُثني ربنا - سبحانه - على هذه الفتاة بأنها كانت حييةً في مشيتها, سيماها الوقار والأدب, ما كانت تمشي على الأرض مرحاً, ولا كانت خرّاجةً ولاّجة, ولا هي ممّن يزاحمنَ الرجال, بل خرجت في طاعة أمر أبيها، الذي بعث بها إلى الكليم موسى - عليه السلام – فجاءت تبلّغه الرسالة: (إنّ أبي يدعوك ليجزيكَ أجر ما سقيتَ لنا) ... (الحياء لا يأتي إلاّ بخير), (وإنّ لكلَّ ديناً خُلُقاً, وخُلُقُ الإسلام الحياء). قال العلماء في الحياء: انقباض النفس عن مواقعة القبيح. وهو خلقٌ كريم مطلوب في الرجل والمرأة جميعاً؛ لأنّ نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان أشدّ حياءً من العذراء في خدرها, وكان لا يواجه أحداً بشيء يكرهه, وكان إذا كره شيئاً عُرف في وجهه - صلى الله عليه وسلم -. ولئن كان الحياء خُلُقَ كلِّ مؤمنٍ, إلا أنَّه في حقِّ المرأة أكرمُ وألزمُ وأوجب, ليزيدها ربها على الجمال جمالاً... فكوني - يا أمة الله! - حيية سِتِّيرة في مظهرك ومخبرك, ومدخلك ومخرجك, وقولك وفعلك, وسلامك وكلامك.(84/1)
كوني حييةً إذا خرجت من بيتك, تخرجين في ثوب الحياء, لا زينةَ ولا تبرُّج, ولا سفورَ ولا عطر, تقصدين قضاء حاجة، أو تحقيق مصلحة، فإذا ما فرغتِ رجعتِ بمثل ما خرجتِ مأجورةً غير مأزورةٍ.
كوني حييةً إذا ما تكلمتِ, فلا ترفعي صوتاً، ولا تُحدِثي ضجيجاً, واقتدي بنبيك الكريم - صلى الله عليه وسلم - الذي ما كان فظّاً ولا غليظاً، ولا سخَّاباً بالأسواق, ولا تُقَلِّدي تلك الخرقاء التي صوتها شديد، وكلامها وعيد.
كوني حييةً إذا سلمتِ على رجلٍ أو سلَّم عليكِ, ولْتكُنْ تحيَّتُكِ تحيةَ الإسلام, ولا تصافحيه؛ فإن نبيَّكِ - صلى الله عليه وسلم - ما مسّت يدُه يدَ امرأةٍ قطُّ إلا امرأة يملكها, فاقتدي به؛ ترشدي وتفلحي.
كوني حييةً إذا ما هاتفتِ أحداً أو هاتفكِ, فلا تكثري من الكلام في غير ما فائدة، واقتصري على النافع المفيد, وإيّاكِ ومضاحكةَ الرجال والثرثرة معهم؛ فإنها لا تقود لخير أبداً.
كوني حييةً في مشيتك ولا تضربي الأرض برجليك, ولتكن مشيتك مشية الحياء والخفر, الزمي جانب الطريق وحافَّته, ولا تُكثري من الالتفات, ولا تُوزِّعي الابتسامات؛ فيطمع الذي في قلبه مرض.
كوني حييةً من فعل ما لا يليق, فلا تأكلي في الطريق, ولا تلبسي ما لا ينبغي لك لبسه, ولا تأذني في بيتك لمن كان زوجك له كارهاً, ولا تخاطي الرجال في حفل ولا عرس، كفعل من لا خلاق لهم.
كوني حييةً في لفظك ومنطقك, فلا تلْعني ولا تطْعني, ولا تسُبِّي ولا تفْحُشي, كوني عَفَّة اللسان، كثيرة الإحسان، (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن)، لا تلعني أولادك ولا تدعي عليهم, وإيّاكِ والغيبة والنميمة والبهتان والكذب وإفشاء الأسرار.
كوني حيية من أن تتسمَّعي على الجيران أو تتجسَّسي عليهم فإنّ (من تسمّع حديث قوم وهم له كارهون صُبَّ في أذنيه الآنك يوم القيامة) واشتغلي – رحمك الله – بعيبك عن عيوب الناس.
أختاه! اعلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أوصانا جميعاً فقال: (استحوا من الله حق الحياء. قالوا يا رسول الله وما ذاك؟ قال: أن تحفظ الرأس وما وعى, والبطن وما حوى, وأن تذكر الموت والبِلى. فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء). يا أمة الله! تذكَّري أنه ما ينبغي أن يراك ربك حيث نهاك, فإيّاك والمعصية فإن المعاصي تزيل النعم, وحق علينا أن نستحي من ربِّنا أن نضيّع أوامره أو أن نفرِّط في فرائضه. وما أحسن ما قيل:
هبِ البعثَ لم تأتنا رُسْله وجاحمةُ النَّار لم تُضْرمِ
أليسَ من الواجبِ المستحقِّ حياءُ العبادِ من المُنْعمِ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.meshkat.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/2)
وسائل إيقاف انتشار العباءة المخصرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
أما بعد
تمهيد
قد يحزن المرء لمصيبة تُلمُّ به، أو لفائت مطلوب لم ينل منه مطلبه، ولكن سرعان ما يتغشى النسيان هذا الإنسان، فينسى ما حل به؛ فيستبدل صفحات الشقاء برموز الصفاء، ويغزو السرور بلاد الشرور، وخصوصاً إذا تلاشت معالم الرزية، وآثارها القلبية.
أحزان مزمنة
لكن هناك أحزان عميقة، ومتجذرة، ومتجددة، تصاحب لحظات العمر الجميلة، ونسمات الحياة الكريمة، فتخلق ظلمة في القلب دائمة، تحكي حياة الشقاء الحارقة فيحكم واقع الحال بإعدام السعادة، في ساحات الأحزان المزمنة.
صور جمالية
ما أجملَ السماء الممطرة حينما تتقلد ألوان الطيف، عقداً، زاهياً، خلاباً، يأسر قلوب الناظرين تعَانٌقَ ألوانه المعدود.
وما أجملَ الشمس حينما تلتثم البحر عند الغروب، فتحاكي الغواني جمال الوجود.
وما أجملَ المرأة تتقلد العفاف حياءاً، فيُبدِعُ حالها جمالاً لا يدركه حدود.
الحزن المزمن
ما أقبحها من صورة، تعكر صفاء السعادة، وتخلق كدر الشقاء، تلك صورة التنازل عن مبادئ الحياء، وجمال العفاف، عند انتكاس الفطرة السليمة، في زمن الأفكار السقيمة.
ما أعفنها من صورة تشمئز منها النفوس النقية، وتعشقها نفوسٌ خانعة الأنوف، لأنها رخيصة، نازلة، دنية.
هذه الصورة هي ( العباءات المخصرة ) وما أدراك ما العباءات المخصرة
هي صرخة الفسوق
هي عنوان الرذيلة
هي لغة الفاحشة
هي غضب الله
هي حكم الإعدام على عفاف المسلمة
هي نداء الزنا
هي رسالة الأعداء
هي صفحة الشقاء
هي تكدير العيش
هي ورم الأخلاق
هي فرحة الشيطان
هي سم الأرواح
هي حرب الصلاح
هي فساد الأجيال
هي الحزن المزمن
إخوتاه انتشر اليوم في الأمة هذا البلاء انتشار النار في الهشيم، بصورة فاضحة، وبشكل مخيف، إنها مؤامرة على المرأة المحتجبة، حتى إذ لم يجدوا إليها سبيلاً، عولوا إلى هذه الرزية، ألا وهي العباءات المخصرة، التي تصف مفاتن المرأة بصورة خبيثة، وقبيحة، وكأنها راقصة، وا عجباه من شوارع تملأها الراقصات، ومن مدارس تملأها المخصرات، ومن أسواقٍ تملأها الفاسقات بهذه العباءات.
عباءات مزخرفة
وأخرى متقطعة
وثالثة شفافة
ورابعة محددة
وخامسة ذات خيط في الوسط إلى الكتف
وسادسة ترسم الصدر وتحكر الخصر وهلم جرا
ولا أدري والله كيف يكون السكوت على هذا الأمر؟!!!
ولمَ لا يرفع هذا الأمر لأهل الأمر، ليمنعوا هذه البلية الموجبة لسرعة العقاب من استيرادها وجزاء من يبيعها؟!!!
إخوتاه ليس الأمر اليوم بالتبرج فقط، بل هو التفسخ والعياذ بالله.
التبرج الذي نهي الله عنه (( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) هو أن المرأة كانت تمشي متبخترة، متكبرة، أي تتغنج فنهى الله عن هذا وجعله من أمور الجاهلية وحذر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - من التبرج أشد التحذير بل جعله أصل من أصول النفاق بل قال هو النفاق قال - عليه الصلاة والسلام -: (( وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات )) وذكر ابن أبي شيبة - رحمه الله - في مصنفه هذه القصة عن متبرجة فقال (( عن أبي ثامر وكان رجلا عابدا ممن يغدو إلى المسجد فرأى في المنام كأن الناس قد عرضوا على الله فجيء بامرأة عليها ثياب رقاق فجاءت ريح فكشفت ثيابها فأعرض الله عنها وقال اذهبوا بها إلى النار فإنها كانت من المتبرجات. ))
واعتبر العلماء التبرج من كبائر الذنوب وهو مجرد المشي بتبختر وتغنج فكيف بمن خرجت تستعرض مفاتنها وترخص جسدها للناظرين؟!!! _ لا إله إلا الله _ رحماك يا الله ألهذا الحال يصل بنا البلاء!!! وأعجب من هذا كثرة الدياثة والله المستعان.
أيها الإخوة الأعزاء لا بدَّ من عمل لإتلاف هذا الوباء.
ويكون هذا العمل كالآتي
1- تنبيه العلماء للحديث حول هذه القضية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
2- تنبيه خطباء المساجد لتخصيص خطبة عن هذه الكارثة الأخلاقية.
3- تأخذ النشرة الأولى وتوزع على مدارس البنات بواسطة الخيِّرات أو القريبات الآتي يدرسنَّ أو يُدرسنَّ سواء كان ذلك في الكليات أو المدارس الحكومية أو الأهلية أو المراكز الطبية أو الدوائر التي يعمل فيها النساء.
4- تأخذ النشرة الثانية وتوزعها على أصحاب محلات بيع الجملة والتجزئة للعباءات
النشرة الأولى:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فيا فتاة الإسلام إن من الفخر لك أيها العفيفة، أن تنتسبي لهذا الدين العظيم، وأنا أكتب لك هذه الرسالة القصيرة، وكلي يقين أنك ستكونين من أنصار هذا الدين، بل من حماة أخلاقه، وقيمه، فأنت اليوم أيها الكريمة حصن هذا الدين، فإن لم تقومِ أنت بحمايته كمسلمة، فمن يحميه بلله عليك؟!!
وما كتبت هذه الرسالة إلا لعلمي أنك حقل كبير للخير لأنك مسلمة، وليس لي أمر ولا نهي سوى أنني أطلب منك مناصرة دين الله فقط، لتكون لك عاقبة الخير في الدنيا والآخرة.
تعلمين يا أختاه أن الأعداء يريدون بك الشر، وأملهم المنشود، وعملهم الدؤوب، السعي لتجريدك من حجابك، فإياك أن تعطيهم مرادهم، على حساب ذهاب دينك، وغضب ربك، فهاهم اليوم أتوا لك بصرخة الفسوق، وعنوان الرذيلة، و لغة الفاحشة، وصفحة الشقاء، وسرطان الأخلاق، وفرحة الشيطان، وغضب الرحمن، إنها سم الأرواح، إنها حرب الصلاح، هي فساد الأجيال، هي الحزن المزمن، هي ( العباءة المخصرة ) قاتل الله من صنعها.
أختاه هل تعلمين أن هذه العباءة من أعظم التبرج والله يقول (( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) والرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم – يقول: (( وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلنَّ الجنة منهنَّ إلا مثل الغراب الأعصم )) فهل ترضينَّ أيها العفيفة أن تكونِ من المنافقات؟!! فقد جاء عن بعض الصالحين أنه رأى في منامه ( كأن الناس قد عرضوا على الله فجيء بامرأة عليها ثياب رقاق فجاءت ريح فكشفت ثيابها فأعرض الله عنها وقال اذهبوا بها إلى النار فإنها كانت من المتبرجات )) وقد أخبر الرسول الكريم أن هذا الصنف من النساء لا يدخلنَّ الجنة وأنا أريد لك الجنَّة فكتبت لك هذا الخطاب قال عليه الصلاة والسلام ((صنفان من أهل النار لم أرهما.... ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) أختي الكريمة كلي أمل أن تخلعي غضب الله المتمثل في مثل هذه العباءات المخصرة، والمزخرفة، والشفافة، المقطعة، وصاحبة الخيط، وغيرها.. من العباءات الفاضحات الموجبات لغضب الله واعلمي أن جمالك في حجابك، فلا تغتري بقول الأعداء، وتتركين أمر الله، فهو الذي أمرك بالحجاب وطاعته جزاؤها الجنَّة، ومعصيته جزاؤها النار قال الله: (( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)
وأخيراً..... أبشرك أختي الكريمة بحال المتمسكة بدينها المصلحة لغيرها بحديث رسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال (( بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس ]. وهو صحيح
فأصلحي نفسك وأمري غيرك بالمعروف وانهي عن المنكر وابشري بالجنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
النشرة الثانية:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
أخي الكريم أود منك لحظة نتلافى فيها خزي يوم القيامة، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
وهذه الوقفة أذكرك بما أنعم الله به عليك، أن جعل لك مصدراً للرزق تقتات منه، وأغناك عن عباده، بفضل عطائه، وكبير منِّه وهذا فضل يستحق منك شكر الله الدائم، فله الحمد دائماَ وأبدا.
أخي الكريم إن بيع العباءات المخصرة، والمزخرفة، والشفافة المقطعة، وغيرها من العباءات التي تفضح، وتجسم، ولا تستر، محرم بيعها، بل من كبائر الذنوب، لأن هذا من إشاعة الفاحشة بين المؤمنين ذكوراً كانوا أو إناثاً، قال الله: (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )) وهذه العباءات هي أقبح من التبرج الذي نهى الله عنه في كتابه فقال: (( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) وقال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (( وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات لا يدخلنَّ الجنة منهنَّ إلا مثل الغراب الأعصم )) فهل ترضى أخي المسلم أن تكون سباباً في نفاق المؤمنات، ودخولهنَّ النار؟ وهل ترضى أن تكون سباباً في فساد أجيال الأمة ومنهم ذريتك وأقاربك؟ وهل ترضى أن تكون يداً من أيادي الأعداء لتنفيذ مخططاتهم لتعرية بنت الإسلام؟ وهل تعلم أن مأكلك من هذه العباءات محرم، لأنه دخل فاسد، وهل تعلم أن أبناءك ينشئوا على الحرام، وهل تعلم أن هذا من التعاون على الإثم والعدوان والله يقول (( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)).
أخيراً.. أخاطب فيك إيمانك بالله العظيم، أن ترحم بنات الإسلام فتستر عوراتهم، فمن كشف عورة مسلم كشف الله عورته، على ماله من بلاء عظيم يوم القيامة، والقبر أول منازل الجزاء نعوذ بالله من ظلمته، ووحشته، وضيقه، وأهواله أخي الكريم رعاك الله وجعل الجنَّة مثواك، وستر عورتك، وأصلح ذريتك، دع هذا لله وأبشر بالخير في الدنيا والآخرة قال الله: (( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) وقال - عليه الصلاة والسلام -: (( إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه )) وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
http://www.saaid.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/3)
إحصائيات عن حال المرأة في الغرب وبعض الدول الأخرى
يبدو أن هذا الكتاب, مكتوب من قبل إحدى العاملات مع الحركات النسوية المتطرفة, ينحي باللائمة على الرجال في ما وصل له وضع المرأة في العالم, وقد لخصت ما رأيت أن له علاقة بالموضوع, في الأرقام التالية:
الاغتصاب:
1- في أمريكا نسبة "إمكان اغتصاب المرأة" ما بين واحدة إلى خمس, والتقديرات المحافظة, واحدة إلى سبع, أي أنه من بين كل (خمس نساء) إلى (سبع نساء) تكون إحداهن تعرضت للاغتصاب, أو ستتعرض له في حياتها.
2- عدد المغتصبات اللاتي سجلن حوادث اغتصابهن عند الشرطة في عام 96 كان90430, أما اللاتي لم يسجلن حادثة الاغتصاب فيقدرن بـ 310000 حالة. وسبب عدم الشكوى؛ اليأس من إمكان الشرطة أن تعرف أو تساعد, وعدم جدوى التقرير, كما أن عدداً كبيراً, لا يحببن أن يسجل عليهن في البوليس ذلك. هناك نوع آخر من الجرائم, وتسمى "الجريمة المسكوت عنها", وهي تحرش أرباب العمل أو المديرين أو المدرسين بالنساء اللآتي يقعن تحت نفوذ رجال متنفذين, وفي العادة لا تسجل هذه الجرائم؛ بسبب خوف المرأة على وظيفتها, أو طمعها في تعويض, أو صعوبة الإثبات, وأشهر الحوادث التي كشف عنها - منذ نحو ثلاثة أعوام - فقد اشتكت إحداهن رجلاً من رجال (الكونجرس) من "أوريجون", وحين اشتهر أمره سجلت عليه 26 امرأة , شكاوى من هذا النوع, ممن سبق أن عملن معه في الكونجرس وخارجه.
3- عدد حالات الاغتصاب في كندا: المسجلة (20530) وليس هناك إحصاء لغير المسجلات, ولكن في كندا (150) مركزاً لمساعدة المغتصبات اللاتي يأتين لطلب المساعدة, بعد الاغتصاب. ورقم المراكز في (أمريكا) لا تتوفر له إحصائية, وذلك أن منه الرسمي, والتطوعي.. ومن يعرف المجتمع, يعرف مدى انتشار هذه المراكز, فهي خدمة اجتماعية منتشرة في الأحياء, والجامعات.
4- في أستراليا (75) مركزاً لمساعدة المغتصبات, وفي نيوزيلاندا (66)
5- حالات الاغتصاب المسجلة في ألمانيا (5527 ) - لم تشر الكاتبة لتقدير الأرقام غير المسجلة".
6- في جنوب إفريقيا (2600 ) حالة مسجلة, وغير المسجل يقدر بـ386000
7- إسرائيل بها سبعة مراكز لمساعدة المغتصبات
8- بنغلاديش بها مركز واحد
9- روسيا سجل فيها (14000) أما التقدير للحالات فهو من أعلى دول العالم : (700000).
قتل النساء في الولايات المتحدة:
يقتل كل يوم عشر نساء من قبل الزوج أو الصديق, من هذه الحالات (75%) يتم القتل بعد, أن تترك المرأة صديقها, فينتقم منها بالقتل. أو تطلب الطلاق من زوجها, أو تعصي زوجها. في روسيا عام 1995 نصف حالات القتل في روسيا, تمت ضد النساء من قبل أزواجهن, أو أصدقائهن, وفي عام 93 قتل (14000) امرأة, وجرح (54000 ) جراحات شديدة.
ملاجئ النساء:
في الولايات المتحدة فقط 1400 ملجأ للنساء المضروبات, أو الهاربات من أزواجهن, وهن اللاتي لا يجدن ملجأ عند أهل أو أقارب.
- في كندا 400 ملجأ
- في ألمانيا 325
- في بريطانيا 300
- في أستراليا 270
- في نيوزيلندا 53
- في هولندا 40
- في استراليا 19
- في ايرلندا 10
- في اليابان 5
- في الباكستان 4
- في تونس 1
نسبة حالات العنف ضد النساء في المجتمع:
أعلى الأرقام سجلت - وللأسف - في الباكستان80 % ثم تنزانيا 60 %. ثم اليابان 59 % بنما 54%. أمريكا 28 %. وكندا 27 % نسبة الطلاق في أمريكا كانت في عام (1970 - 42%) ووصلت في 1990 إلى (55%) وفي فرنسا 32 % , وفي بريطانيا 42% . ص 23 وفي السويد إلى 44% , وفي كندا إلى 38% , وتأخر سن الزواج عن عام 1970 في نيوزيلندا, ليزيد ست سنوات, وثلاث سنوات في أمريكا, وعامين في كل من كندا, وبريطانيا.
حالات الإجهاض:
المواجهات محتدمة بين أنصار الإجهاض وخصومه في أمريكا, ولذلك أثره الكبير ونقاشه العام, حتى على مستوى من يفوز في الانتخابات, قد يساعد على أن يحدد مصيره, موقفه من الإجهاض؛ فالمحافظون المتدينون, ضده, ويتهمون المجهضين والموافقين بأنهم قتلة للأطفال, والمعارضون يسمون أنفسهم أنصار الاختيار, والأزمة أغلبها حول أطفال من السفاح, وقد اشتدت المواجهات بالسلاح بينهم. وإليك هذه الإحصائية: بين عامي 1990 و1995 تم اغتيال خمسة من العاملين في عيادات الإجهاض, و12 حادثة محاولة أخرى, و196 حالة تهديد بالقتل, و65 حادثة مسلحة أو تفجير, تمت للعيادات, و30 محاولة غير ناجحة, و 115 تهديداً بالتفجير, و372 محاولة تخريب و إضرار بالعيادات التي تنفذ الإجهاض. ويموت في العالم ما يزيد عن 200000 امرأة, تموت سنوياً؛ بسبب محاولات الإجهاض غير المسموح به, أغلبهن في آسيا وقد كان شعار أنصار "عدم" الإجهاض.. (أوقفوا القتل) ولكن لما زادت محاولاتهم في قتل الأطباء وتخريب العيادات؛ بدأت تظهر دعايات ضدهم, وكاريكاتيرات تقول: "أوقفوا القتل أنتم أيضاً", وهناك أحد هؤلاء الذين فجروا عيادات في "كارولاينا", لم يزل هارباً - منذ ما يزيد عن عام - وينشر الرعب, هو وأنصاره, ولم يقبض عليه إلى الآن, وهو هارب في الغابات, ويتهم مجموعة من "المتدينين" أنهم يناصرونه.
الإيدز:
في عام 1993, كان هناك 13000 ألف شخص, يصاب يومياً في العالم. والمتوقع أن يصاب بالإيدز هذا العام 1999, ما يقدر بـ60 إلى سبعين مليوناً من البشر. ومناطق العالم الإسلامي هي الأقل إصابة به في العالم, فيقدر منطقة المشرق العربي, وإيران, والباكستان, وتركيا, وإسرائيل, والمغرب العربي.. بنحو 76000 في عام 1995 في أمريكا وكندا - رغم التوعية الصحية والإعلامية - ما يزيد عن مليون وثلاثمائة. وأعلى الأرقام في (إفريقيا - جنوب الصحراء) يصل إلى 3 ملايين و360000.
http://www.naseh.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/4)
يا حاملة القرآن..
مريم بنت أحمد الأحيدب
يا حاملة القرآن، أقول لك: هنيئاً.. ثم هنيئاً.. ثم هنيئاً.. فهذا والله الفوز الحقيقي، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..
يا حاملة القرآن.. أتعرفين من أنت؟! أتعلمين ماذا صرت؟! لقد ميزك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن غيرك فقال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"..
بنيتي.. لكِ عليّ واجب هو حقٌ لكِ عندي، فتقبلي منيّ هذه الهمسات.. من أختٍ تكبركِ بسنوات.. قد صقلتها التجارب.. وعلمتها الحياة.. إن مشوارك الطويل مع هذا الكتاب العظيم لم ينته بعد، فلا زلتِ في البداية.. اجعليه الرفيق والأنيس.. قرّبيه منكِ أكثر وأكثر.. ليكون قريباً منكِ عندما تكونين في أمسّ الحاجة إليه، اقتطعي من وقتك.. من نومك.. لتقرئيه وتراجعيه، اجعلي لكِ منه ورداً يومياً.. فهو والله الزاد الذي لا ينفد، تذكري.. أن مؤامرات أعداء الله لا تنتهي.. كي تتخلّي عن رمز عفتك ووسام شرفكِ وكرامتكِ.. لقد عرفوا من أين تؤكل الكتف، فلا سبيل لهم إلا من خلالكِ.. ولا طريق لهم إلا أنتِ.. فمتى ما فتحت لهم الباب ولجوا، فالله الله في حجابكِ، لا تجعليه لوحة يرسمونها كما يشاءون.. لا تكوني لهم مسرحاً يعرضون عليه ما يشتهون.. لا تكوني دمية في أيديهم يركّبونها كيفما يريدون.
لا يخدعنك عن دين الهوى نفرٌ *** لم يرزقوا في التماس الحقّ تأييدا
عمْيت القلوب وعُرّوا عن كل قائدة *** لأنهم كفروا بالله تقليدا
وللصحبة أثر عجيب في تشكيل أخلاقيات الإنسان.. فقد تكون له رحمة ونور.. وقد تكون له ظلام وحسرة.. تماماً كما قال حبيبنا - صلى الله عليه وسلم -: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة".
واعلمي بنيتي.. أن الأخوة الباقية، والصحبة التي لن تندمي عليها أبداً.. هي التي تكون لله وفي الله، وما سواها زائل.. فالأخوة في الله من أعظم الروابط.. بل هي والله أعظم من رابطة الدمّ والنسب.. فالله الله في الرفقة الصالحة، واعلمي أن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.. اعلمي أن الفتاة المسلمة في عصرنا تعصف بها نيران الأهواء والشبهات.. فيا من مَنّ الله عليكِ بحفظ كتابه، ويا من أكرمكِ بأن سخّر لكِ الظروف لتحيي حياة طيبة بعيدة كلّ البعد عن هذه النيران المحرقة، أقول لكِ: أنتِ الأمل المنتظر.. فيا حبيبتي.. اربئي بنفسك عن كلّ ما يَعيبها، فأنتِ لست كغيركِ.. كوني متميزة في كلّ شيء.. كوني أداة بناء.. ولا تكوني معول هدم.. كوني عوناً للأمة، ولا تكوني عوناً لأعدائها، تذكري أنكِ تحملين بين جنبيكِ آياتٍ عظام.. ودلائل قاطعات.. قال – تعالى -: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}.. فاجعليه حجة لكِ لا حجة عليكِ..
حبيبتي.. أنت الأمل المنتظر في تغيير الكثير من واقع الأمة.. بنيتي.. أنتِ فتاة المستقبل، بين يديكِ مسئولية توجيه بنات جيلكِ.. فكوني على قدر هذه المسئولية..
همسة خاصة جداً.. جداً.. جداً.. اعلمي حبيبتي أن المواهب نعمة إلهية، ومنحة ربانية على اختلاف أشكالها وتنوّع صورها.. وفي المقابل قد تنقلب نقمة وحسرة، فهي نعمة إذا استغلّت الاستغلال الحسن، ووجهت التوجيه السليم.. وهي نقمة إذا سُخرّت لغير ما خلقت له.. ومن هذه المواهب: "نعمة الكتابة".. فيا من أنعم الله عليكِ بهذه النعمة اعلمي أنه قد وُضع بين أناملك سلاح لا يستهان به.. بل ربما فاق في قوته جميع الأسلحة القديمة والحديثة.. أتعرفين لماذا؟! لأنه سلاح طويل الأمد.. تفنين ويبقى أثره.. بينما الأسلحة الأخرى تفنى بفناء صاحبها..
بنيتي.. لكل سلاح ذخيرة، فالسلاح بلا ذخيرة ليس له تأثير.. بل ربما أحدث بلبلة وَضجّة.. وهكذا القلم.. فلابد له من ذخيرة.. فمن أين تستمدين ذخيرتكِ؟! استمديها أولاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. ثم أكثري من الإطلاع على كتب السير وأحوال الدعاة.. التزمي منهج الدقة والتحرّي قبل أن تقع عينيكِ على أيّ مقال أو إصدار لا تعلمين عنه شيئاً.. وأنت بذلك لن تتركي ـ بإذن الله ـ مجالاً لأعدائك للدخول عليكِ مهما حاولوا.. فكلما طرقوا الأبواب وجدوك محصّنة لا سبيل لغزوكِ.. أتعلمين لماذا؟! لأن صاحبة القلم مهما بلغت من الثقافة والإطلاع بدون أن تستند إلى مرجع أصيل، وتقف على أرض ثابتة صلبة فإنها سرعان ما تقع فريسة سهلة يتلقفها الأعداء وأيّ فريسة.. بل هي والله فريسة غالية الثمن.. وذلك لأنها تمتلك سلاحاً فتاكاً يسخرونه لأغراضهم دون أن تشعر.. فحذار.. ثم حذار من الوقوع في فِخاخ الأعداء.. ولا أجد أفضل ولا أكثر بياناً من قول المصطفى علية الصلاة والسلام: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ"..
وختاماً.. هذه بضع كلمات جالت في خاطري أحببت أن أبوح بها لكِ.. يا أمل الغدّ.. حفظكِ الله ورعاك ِ..
http://www.lahaonline.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/5)
إلى غير المحجبات... هذه نتائج الاختلاط
اختلاط النساء بالرجال أمرٌ خطير, وشر مستطير، والمفاسد, والأضرار التي تعاني منها المجتمعات التي طبقته, وجربته خير دليل, وأصدق برهان على ذلك، ولذا كان الرأي بعد تجربة ومعاناة له دلالته ومعناه لأنه رأي جاء بعد رؤية للآثار، ومشاهدة للنتائج سلباً كانت, أو إيجاباً, واختلاط النساء بالرجال تعاني منه المجتمعات التي جربته أشد المعاناة، فقد قوّض أمنهم, وهدم أخلاقهم، وزعزع استقرارهم، وفكك روابطهم فسطرت أقلام بعضهم ذكر شيء من أضراره، وبيان شيء من أخطاره ناصحة؛ لبني قومها، ومحذرة في الوقت نفسه غيرها أن تحذو حذوها فيصيبها ما أصابها .
تقول الصحفية الأمريكية " هيليان ستانبري " أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم, وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية, وانطلاق، ومجون أوربا, وأمريكا، امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً مليئاً بكل صور الإباحية, والخلاعة، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي, والأوروبي، قد هدد الأسرة, وزلزل القيم, والأخلاق " .
وتقول الكاتبة " أنارود " إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال.
وفي بريطانيا حذرت الكاتبة الإنجليزية " الليدي كوك " من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال، حيث كتبت محذرة: على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا.
لقد دلنا الإحصاء على البلاء الناتج من حمل الزنا يتعاظم, ويتفاقم حيث يكثر اختلاط النساء بالرجال، علموهنَّ الابتعاد عن الرجال، أخبروهنَّ بعاقبة الكيد الكامن لهنَّ بالمرصاد.
هذه أقوالهم من واقع حالهم.
أما الأرقام, والإحصائيات عن أضرار اختلاط النساء بالرجال فتوضح أن 70% إلى 90% من الموظفات العاملات بمختلف القطاعات ارتكبت معهنَّ فاحشة الزنا.
ونصف من أجري معهنَّ استفتاء ممن يعملون في مجال الأمن تعرضنَّ لارتكاب فاحشة الزنا معهنَّ من قبل رؤسائهنَّ في العمل.
حتى الجامعات, وأماكن التربية والتعليم, لم تسلم من هذه الموبقات, فأستاذ الجامعة يرتكب الفاحشة مع طالبته، والطلاب يفعلون ذلك مع الطالبات, والمعلمات بالرضا, أو الإكراه.
هذه الإحصائيات، وهذه الأرقام رغم ارتفاع معدلاتها فهي قبل أكثر من ربع قرن من الزمان فما الظن بالحال الآن؟
الحال الآن أن الاختلاط بين الرجال, والنساء في ديار الكفار لم يزد الناس إلا شهوانية حيوانية، وسعاراً بهيمياً فارتكاب الفواحش، وهتك الأعراض في ازدياد وارتفاع، وهذا الواقع يرد على من يقول إن الاختلاط يكسر الشهوة، ويهذب الغريزة، حيث زاد الاختلاط من توقد الشهوة, وزاد من الفساد, ومثله مثل الظمآن يشرب من ماء البحر فلا يزيده شربه إلا عطشاً على عطش, يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ: " ولقد شاع في وقت من الأوقات أن الاختلاط تنفيس, وترويح, وإطلاق للرغبات الحبيسة، ووقاية من الكبت، ومن العقد النفسية (!!)، ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية رأيت بعيني في أشد البلاد إباحة, وتفلتا من جميع القيود الاجتماعية, والأخلاقية, والإنسانية ما يكذبها, وينقضها من الأساس.
نعم شاهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي, والاختلاط الجنسي بكل صوره, وأشكاله أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية, وترويضها إنما انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي, ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ, والاندفاع.
وشاهدت الأمراض النفسية، والعقد التي كان مفهوماً أنها لا تنشأ إلا من الحرمان، وإلا من التلهف على الجنس الآخر المحجوب، شاهدتها بوفرة, ومعها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه ثمرة مباشرة للاختلاط الذي لا يقيده قيد, ولا يقف عند حد.
والتجارب المعروضة اليوم في العالم مصدقة لما نقول، وهي في البلاد التي بلغ الاختلاط فيها أقصاه أظهر في هذا وأوقع من كل دليل. أ.هـ.
إن العاقل لا يقول: " لنلقي إنساناً وسط أمواج متلاطمة, ثم نطلب منه أن يحافظ على ثيابه من البلل.
وهو لا يقول: " لنلقي إنساناً وسط نيران متوقدة، ثم نطلب منه أن يحافظ على جسمه من الاحتراق ".
إذا كان لا يقول ذلك لعلمه باستحالته فهو كذلك لا يقول لتختلط النساء بالرجال في الوظائف, والأعمال, ودور التعليم, والجامعات؛ ليقينه أن العفة لا تجتمع مع مثيراتها، ومن مثيراتها الاختلاط بين الرجال والنساء، ولذا فإن الداعين لاختلاط النساء والرجال من بعض أبناء جلدتنا ممن يتكلمون بلغتنا, وينتسبون لديننا سواء كان ذلك على جهة التعريض, أو التلميح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر, ومتطلبات الحضارة, إنما يحملون من خلال هذه الدعوة معاول هدم لأمن أوطانهم، وسعادة مجتمعاتهم, وترابط أسرهم، وكرامة نسائهم وغيرة رجالهم، إن العقلاء في البلاد التي جربت الاختلاط بعد أن شاهدوا آثاره المضرة, ومساوئه المتعددة, نادوا بقوة بمنع اختلاط النساء بالرجال في بلادهم؛ بعد أن أحسوا أنها تهددهم في قوتهم.
http://www.islamweb.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/6)
اقرئي حتى لا تخدعي
غنية خلفان الغافري
أخيتي: أسطر لك هذه الكلمات بأوراق من الأشجان وحبر من الدموع... مرجعي في ذلك الغيرة على هذا الدين ثم حب الخير لك.. ومن أعماق قلبي أحدثك: حديث الروح للأرواح يسري ... وتدركه القلوب بلا عناء.
** أخيتي عابرة سبيل... وكلنا في هذه الدنيا عابروا سبيل... ويوماً ما سينقطع بنا المطاف لنصل إلى نهايته المحتومة... فإما إلى جنة وإما إلى دار جحيم ـ أجارني الله وإياك عنها... آمين ـ.
** أختاه.. قد تعجبي من مقدمتي هذه وكيف أخاطبك وأنا لا أعرفك ولكني عملاً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة) وقوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) أجدني مضطرة لأن أوجه إليك هذا الحديث عل الله أن يلقي له قبولاً في قلبك، فما رأيته منك اليوم قد دمعت منه عيناي وتفطر له قلبي حزناً.
** عيون كحيلة ووجنات مصبوغة وعباءة ذات قماش ناعم على الكتف وآخر مطرز ومزركش قد وضع على الرأس ليزيدك فتنة وجمالاً و.. و..
** أختاه... لا أشك أنك مسلمة ممن عبد الله وركع وسجد، وتوضأ بنور الأيمان، وممن يفتخرن بدين اسمه الإسلام، ولكن أخيتي: أيليق بمن آمنت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً أن يكون هذا حجابها؟!
** أيليق بمن هذه صفاتها أن تكشف وجهها، أو تلبس عباءة قصيرة ومطرزة، أو تتلثم أو تتعطر؟ أو تكثر الكلام مع الرجال أو تضحك وتمزح مع رفيقاتها في السوق بشكل يلفت النظر، أو تقضي الساعات الطوال فيه دون حاجة لذلك؟!
**كلا والله لا يليق بمن أوصافها مثلك أن تفعل مثل هذا.
**أختاه ... لا أبالغ إذا قلت إن عباءتك في حد ذاتها تصلح لأن تكون فستانا لسهرة، وأنها تحتاج لما يسترها ويخفي زينتها، ولو نطقت لقالت:
لا تلوموني فلست الملام ************ واسألوا من أزال اللثام
وأرادني لافتتان لا احتشام ************ ولم يقتد بالأمهات الكرام
** ألم تسمعي قول ربك - جل جلاله -: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن..) [النور:31].
** أنسيت أنك أمة من إمائه وأنك في قبضته وداره، ولا سبيل لك إلا بامتثال أمره، واجتناب نهيه: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) [الأحزاب:36].
** أخيتي: لا أظن عاقلاً يوقن بالجنة، وما أعده الله فيها من نعيم ثم يأبى دخولها قال - عليه الصلاة والسلام -: (صنفان من أهل النار لم أرهما) وذكر منهما: ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها). صحيح مسلم
فأسلك بالله أخيتي: من هي الفتاة العاقلة التي لا تريد الجنة ولا رائحتها؟ إن كنت لا تعلمين أن التبرج من كبائر الذنوب التي حذر الرسول الكريم منها فاسمعي هذا الحديث: (ثلاثة لا تسأل عنهم: وذكر منهم امرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم) أي: لا تسأل عنهم لأنهم من الهالكين. رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم وغيرهما. (صحيح الجامع 3058).
فهل تختارين أختاه طريق الهلاك بإرادتك واختيارك؟!
** أختي المؤمنة ... .
إن لم نلتزم نحن بالحجاب الشرعي في بلد التوحيد ومهبط الوحي ومهد الرسالات ومحط أنظار المسلمين في العالم فمن يلتزم به؟!
** وكيف يمكننا أن ندعو الآخرين إلى احترام ديننا والدخول فيه؛ ونحن نخالف أوامره ونستنكر تعاليمه؟!
** أختي الكريمة! أعلم أنك تريدين أن تظهري بالمظهر الحسن الجذاب أمام الناس وقد يكون ذلك عن حسن نية ... ولكن أما تعلمين أنك بتبرجك وسفورك تعرضين نفسك للفتن، وتفتنين الآخرين، أيرضيك أن تكوني وسيلة من وسائل الشيطان؟
هل ترضين أن تكوني سبباً في وقوع مسلم في الحرام؟
** أيسرك أن تكوني قدوة في الشر أو ممن سن في الإسلام سنة سيئة فكان عليه وزرها ووزر من تبعه إلى يوم القيامة؟
** أما تدرين أن غاية ما يرجوه أصحاب القلوب المريضة هو أن يسلبوك عقلك ثم يبحثوا عن ضحية أخرى؟
** فيا جوهرتي المصونة.... أحذرك أن تسيري في طريق التبرج والسفور فتتبعي خطوات الشيطان فتقع (الفاجعة) وتفقدين أعز ما تملكين ثم تركنين على هامش الحياة ... هذا مع الذكر المشين وسخط رب العالمين..
** لا تستغربي أختاه.... فكثير ممن آل أمرهن إلى هذه النهاية المظلمة كانت بدايتهن نظرة محرمة أو مكالمة هاتفية أو عباءة مزركشة أو ... أو ....
** أختي المسلمة... إن كنت تريدين أن تكوني جميلة فاعلمي أن جمال المسلمة الحقيقي يكمن في حجابها . وخلقها وحيائها وطهرها..... إن حجابك هو إيمانك وحياؤك... إن حجابك هو طهرك وعفافك..
** إلى متى تغترين بشبهات أعداء الدين من العلمانيين والشهوانيين والمفسدين؟
** إلى متى تعيشين في أسر شهوات النفس وأهوائها وضلالها المبين؟
** أما تدرين أن هناك من يحيك لك الخطط لإخراجك عن دينك ويسلبك عفتك وطهارتك وحياؤك.
** لماذا ترضين أن تكوني فريسة سهلة لهم أو دمية بأيديهم يلبسونها ما شاءوا ويكيفونها على أي وضع أرادوا؟
اسمعي إلى أحد خبثائهم وهو يقول: (امرأة متبرجة واحدة أشد على المسلمين من ألف مدفع)؟؟!!
وآخر يقول (لا تستقيم حالة الشرق – أي لليهود – إلا إذا رفعت الفتاة الحجاب وغطت به القرآن)؟؟!!
** كما لا يخفى عليك أخيتي مواقفهم المفضوحة في بلاد الغرب من المسلمات اللاتي بدأن يظهرن تمسكهن بدينهن وظهورهن بالزي المحتشم مما أثار حفائظهم وبخاصة الفرنسيين في قضية الحجاب على الرغم من أن نصوص قوانينهم تعطي الحق لأهل كل ديانة أن يلتزموا بديانتهم..!!
** فأربأ بك أيتها العاقلة أن تكوني سهماً في كنانة أعداء الملة يرمون به الإسلام وأنت لا تشعرين.
** أيتها العاقلة.. إن كثيراً من النساء الغربيات ممن استيقظت فطرهن بدأن يصرخن ويطالبن بنبذ الاختلاط وعودة المرأة إلى بيتها وممارستها لوظيفتها الأساسية في الحياة بعد أن عانين من ويلات وتبعات سفورهن وتبرجهن واختلاطهن بالرجال..!!
هذا وهن كافرات لا يعرفن للفضيلة قيمة ولا معنى ؛ في الوقت الذي يشتد لهث نسائنا وراء المرأة الغربية وتقليدها في كل صغير وكبير فهل نريد أن نبدأ من حيث ابتدأ الآخرون؟
أصحاب الباطل يتراجعون عن باطلهم ونحن مصرون على تقليدهم والجري خلفهم ـ سبحان ربي العظيم ـ !!
أيتها الفاضلة ...
** لقد ساد المسلمون العالم يوماً من الدهر .. فأسألك بالله العظيم هل سادوه بحسن لباسهم ومظهرهم؟
أو بالزخرفة والزينة والنقوش والألوان؟ أو بآخر موضة من الأزياء ومتابعة آخر صرخة في عالم العطور وآخر قصة في عالم الشعر ؟..كلا والذي لا إله غيره ما سادوا بذلك، وإنما بتمسكهم بدينهم وتطبيقهم لشريعة ربهم، يوم أن قرت نساؤهم في بيوتهن وتفرغن لتربية القادة الأبطال..لا يوم أن خرجت المرأة من بيتها وتمردت على شريعة ربها وتنكرت لدينه باسم التمدن والتحضر !!
** لقد سادوا يوم أن أيقنوا أن عزتهم ليست بالمظهرية الجوفاء، ولا بالتبعية الماسخة المذلة العمياء وإنما بالإسلام .. وبالإسلام وحده فقط فنحن أخيتي قوم كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: (كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).
** فيا أختي المسلمة اعرفي عظمة هذا الدين الذي تنتسبين إليه، واعلمي أن الله سبحانه إنما أمرك بالحجاب ليحفظ لك كرامتك وإنسانيتك وعفافك فهو الذي خلق الخلق وهو أعلم بمصالح عباده أين تكون: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
** أخيتي وغاليتي.. راجعي نفسك وأعيدي حساباتك قبل فوات الأوان.. وأعلمي أن لكل جواد كبوة، ولكل ذنب مغفرة، وسارعي إلى التوبة من جميع الذنوب والمعاصي، وأقبلي على طاعة ربك، واغمري هذه العباءة وهذا الحجاب المزيف بسيل من الدموع والتوبة ثم ألقيه خلفك كماض أسود كسوادك حين أراك لا يرى منك شيء طاعة للرب وكيداً لمن أرادك أن تخرجي عن فطرتك وتمرقي عن دينك...
** وختاماً، تذكري حالك إذا غسلت بسدر وحنوط وكفنت بخمسة أثواب هي كل ما تخرجين به من زينة الدنيا.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته،،،
http://alsalafyoon.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/7)
لا للجسد العاري !!!
آنيا كارلسون فتاة سويدية تعيش في مدينة يوتبوري، كانت عائدة من عملها فاستلفت نظرها أربعة إعلانات كبيرة لإحدى شركات الملابس الداخلية تظهر فيها عارضة الأزياء الألمانية كلوديا شيفر بملابس شبه عارية. عرجت آنيا على أحد محلات الطلاء، واشترت طلاء أسود وطمست به تلك الصور الفاضحة. تقدم أصحاب الشركة بدعوى قضائية ضد كارلسون التي أدينت بدفع غرامة قدرها 16 ألف كراون (1400 دولار). تولى دفع الغرامة لجنة شكلت للدفاع عن كارلسون وتأييد ما قامت به. في تسويغها لما قامت به قالت كارلسون: أحاول منذ مدة طويلة أن أثير نقاشاً حول مشكلة الإعلانات التي تظهر المرأة كأنها سلعة تستخدم لأغراض تجارية، نشرت المقالات ونظمت الندوات دون جدوى، لكن عندما قمت بتخريب لوحات كلوديا شيفر لم يبق محطة تلفاز أو إذاعة أو صحيفة في السويد إلا أثارت الموضوع، ما قمت به وما تقوم به مجموعات أخرى في دول مختلفة تحذير للشركات الكبرى بأن استخدامها لجسد المرأة في الإعلانات أسلوب خاطئ سيؤدي إلى كارثة اجتماعية.
ما قامت به كارلسون أصبح عملاً احتجاجياً مألوفاً في عدد من البلدان الأوربية التي تشهد جمعيات أهلية متنامية ترفض استخدام المرأة لأغراض التسويق، ففي النرويج نجحت الجمعيات النسائية المناهضة لتوظيف جسد المرأة لأغراض دعائية في وقف حملة إعلان لملابس داخلية نسائية بإقناع الحكومة أن تلك الإعلانات تمثل خطراً على سائقي السيارات وقد تؤدي إلى حوادث مميتة.
وفي فرنسا تنتشر الجمعيات النسائية التي تحارب امتهان المرأة في الإعلام فجمعية «النساء الصحافيات» تخصص جائزة للإعلان الأقل جنسية بعد أن طغى الجنس على الإعلانات. أما جمعية «كلبات الحراسة» فتهدف إلى حراسة المرأة من الابتزاز، تقول الوثائق التعريفية للجمعية: المعلنون يستخدمون صورة الجسد بلا مبرر ولاسيما جسد المرأة واللقطات الجنسية، ويلصقون ذلك بأي منتج تحت غطاء الابتكار، يفرضون علينا قيمهم وخيالاتهم، نحن نرفض المظاهر المهينة وغير الإنسانية لكائنات إنسانية، الجسد الإنساني ليس سلعة، ونحن لن نشتري المنتجات المعروضة بإعلانات جنسية.
http://www.bab.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/8)
مطبات تعرقل تنمية الحب
كما أن هناك علامات تدل على حب الرجل للمرأة والمرأة للرجل، ووسائل يعبر بها كل منهما للآخر عن حبه. فإن هنالك أيضاً مطبات معوقة تعرقل تنمية الحب بينهما.
والمطلوب منهما الانتباه إليها، والحذر من وجودها بينهما لئلا تعرقل الحب وتوقفه، ويتسرب الملل والضجر والسخط إلى علاقتهما، وبالتالي يسودها القلق والتوتر لفترة قد تطول، ومن ثم يؤدي ذلك إلى حتمية الانفصال أو العيش على مضض، وهذا بدوره ينعكس سلباً على علاقتهما معاً وعلى علاقتهما بالمحيطين بهما من أولاد وأصدقاء وأهل.
فالزوجان الذكيان هما اللذان يحرصان على معالجة الأمور غير المرضية في علاقتهما الزوجية قبل أن يتوغل المرض في تلك العلاقة؛ وذلك بالحوار الهادئ للوصول إلى الإدراك والفهم والعمل لطرح المعالجات الناجحة.
وهنا بعض المطبات التي تعرقل الزوجين في تنمية الحب عليهما أن يتجاوزاها في حياتهما ولا يتوقفا عندها.
السكوت على المشاكل:
لا تخلو حياة زوجية من المشاكل والخلافات، ولكن كثرتها وتكرارها بشكل مستمر يولد الشعور بالضجر والرغبة في التخلص من هذه العلاقة، وخاصة تلك المشاكل والخلافات التي لا يقف الزوجان عندها، ولا يقومان بجلسات حوارية لوضع الحلول المناسبة لها لئلا تزداد وتتفاقم.
الاستهزاء وجرح المشاعر:
الاستهزاء والسخرية سواء للمظاهر الجسمية أو الاجتماعية فإنها تولد الكراهية لأنها تقلل من شأن الطرف الآخر المصاب، خاصة وأن المرأة تهتم بالمشاعر، فإذا كانت المشاعر التي تحصل عليها من زوجها مشاعر تولد الكراهية والبغض والإحباط كالاستهزاء فإن ذلك بالتالي يستتبع أن لا يكون هناك احترام ولا حب ولا ميل بل دائماً نفور وكراهية أو مشادات ونزاعات، والأمر كذلك إذا صدر من الزوجة لزوجها فيجب أن يكون دور الزوجين هو المحافظة على المشاعر الجميلة بينهما، وحفظ الكرامة لكل واحد منهما سواء معه أو أمام الآخرين، فمثلاً لا يعيب أحدهما سلوك الآخر أو مظهره الجسمي أو تصرفاً له قد يكون بدر منه عفوياً أمام الآخرين.
عدم الاهتمام والانشغال الدائم عن الآخر:
الانشغال الدائم لأحدهما عن الآخر سواء داخل المنزل أو خارجه، سواء في العمل أو مع الأصدقاء أو في ممارسة الهوايات أم أعمال أخرى تشعر الطرف الآخر بالإهمال والنبذ ويشعر بفراغ كبير لاسيما إذا كان لا يستطيع أن يشغله بشيْ ما يواكب فيه انشغال زوجته، لذلك لابد أن يكون هناك اهتمام بالطرف الآخر ولو كان ذلك على حساب بعض الأعمال الضرورية حتى لا يشعر بالإهمال وبالتالي بالفتور العاطفي.
التثبيط وعدم التقدير:
قد يكون لكل من الطرفين رغبات وطموحات وحاجات تحتاج إلى المساندة والمساعدة في تحقيقها، ولكن عدم تفهم الطرف الآخر وعدم تقديره لمدى الحاجة إلى هذا المطلب تجعله لا يدرك أهميته بالنسبة لها. فيقوم بتثبيط الهمة والتوبيخ و استحقار هذا المطلب مما يولد الشعور بالتململ وعدم الرغبة في تحقيقه، وبالتالي يكون سبباً للكبت والشعور بالقهر إلى جانب أنه يولد الإعجاب بالآخرين إذا أبدوا إعجابهم لهذه القدرات وعدم استغلالها، وبالتالي يشعر بعدم الحب لأنه لم يحقق له طموحه، وفي بعض الأحيان يكون ذلك بعدم التقدير للجهود التي يبذلها الآخر في الحياة الزوجية.
الغيرة الشديدة:
الغيرة التي تدمر العلاقة الزوجية وتنقلها من الأمان إلى القلق والشك فتثور الأسئلة التشكيكية بكثرة بينهما، وبعدها يسود سوء الظن والتكذيب في الإجابات؛ مما يولد العنف والخوف، وبالتالي يعتبر ذلك مطباً قوياً مهلكاً للعلاقة بينهما ...
التسلط:
يظن بعض الرجال أنه يجب أن يكون صاحب القرار في كل كبيرة وصغيرة تخص الأسرة؛ مع أن اتخاذ القرار لا يعني التسلط، ولا يلغي دور رأي الآخرين، وكذلك الزوجة إذا كانت متسلطة على الرجل، ويسود البيت جو من التوتر والرغبة في الهروب منه ومنها.
http://mawada1.tripod.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/9)
فارس الأحلام !
أبي الحسن بن محمد الفقيه
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فان الزواج من آيات الله - جل وعلا - في خلقه، ومن دلائل عظمة دينه وشرعه، فبه تحفظ الأعراض والأنساب، وبه تحصل المودة والسكينة، والراحة الطمأنينة، قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ).
والزواج طموح يسكن أعماق كل فتاة راشدة، وهو شعور فطري يصحب الأخت المسلمة بمجرد بلوغها، ويظل كامناً في وجدانها ينمو مع غرائزها وأفكارها وأحلامها، وليس الرجل عن ذاك الطموح ببعيد.
وحقيق على كل أخت مؤمنة أن توطن نفسها لهذه الأمانة العظيمة، والمسئولية الجسيمة، فتكون نفسها تكويناً يليق بمستقبل الزوجة الصالحة ... تكويناً تعرف به قيمة الزواج في الحياة ... وأسس اختيار شريك الحياة ... وما لها وما عليها في الحياة الزوجية، وكيف تكون زوجة ناجحة في بيتها؟
وفي هذه الرسالة ... تجدين أختي المسلمة ـ لفتات مهمة موجزة تدلك على الطريق إلى الحياة الزوجية الناجحة بإذن الله ـ تعالى ـ.
الترغيب في الزواج:
ورغم أن الأصل هو طموح الإنسان إلى الزواج، إلا أننا نجد هنا وهناك من يعزف عنه، بمسوغات لا ترقى في غالب الأحوال إلى مستوى المسوغ.
ومن الأخوات ـ وللأسف ـ من تفضل دراستها على تكوين أسرة في ظل حياة زوجية هادئة، ومنهن من ترغب عن الزواج لأسباب تفتقر إلى الشرعية والعقل، فهي أسباب يعجز عنها اغلب العرسان، وبالتالي تظل تقاسي مرارة العنوسة حيناً من الدهر وقد لا تتزوج بقية حياتها البتة.
ولقد رغب الإسلام في الزواج ترغيباً لا يسع الأخت المسلمة وهي تطلع عليه إلا أن تطلق العنان لجموحها وطموحها من أجل الزواج ... بحيث تبعد عن فكرها كل ما من شأنه أن يؤخر زواجها، أو يتردد من جاء لطلبها ... اللهم إلا إذا كان رفضها مبنياً على أساس الدين والخلق والطباع المحمودة.
فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم ولا تكونوا كرهبانية النصارى" (رواه البيهقي وصححه الألباني".
وقال الإمام احمد بن حنبل: " ليس العزوبة من أمر الإسلام في شيء ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج أربع عشرة، ومات عن تسع ولو تزوج بشر بن الحارث لتم أمره، ولو ترك الناس النكاح لم يكن غزو ولا حج، ولا كذا ولا كذا، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبح وما عندهم شيء، ومات عن تسع، وكان يختار النكاح ويحث عليه، ونهى عن التبتل، فمن رغب عن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم فهو على غير حق-".
ويكفي الزواج نعمة أنه أعظم وسائل الاستعفاف، والعفة أحد الخصلتين اللذين بهما تضمن الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم: " من وقاه الله شر اثنين ولج الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه " ( رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني )، كما أنه استكمال لنصف الدين كما روى انس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا تزوج العبد، فقد استكمل نصف الدين فليتق الله فيما بقى". ( رواه الطبراني وحسنه الألباني ).
والسنة طافحة بالأحاديث التي ترغب في الزواج، وكل تلك الأحاديث وإن كانت تخاطب الرجال إلا أن النساء شقائق الرجال في الاحتكام. بل جاء في السنة ما يخص النساء دون الرجال، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " ( رواه ابن ماجه والحاكم وحسنه الألباني ).
ففي قوله صلى الله عليه وسلم: " فزوجه " أمر إلى من بيده حق التزويج، وهو يصدق على المرأة ووليها، وفي ذلك إشارة إلى زجرها عن العزوف عن الزواج لغير سبب، كما فيه دلالة على اعتبار الدين في الكفاءة.
ومن هذا فعلى الأخت المسلمة أن تكون واعية بقيمة الزواج وان تجتنب الأفكار الدخيلة والحجج الواهية، والمسوغات الخاطئة التي ترغبها عن الزواج وتحصرها عن استكمال نصف دينها. تقول الفتاة ممن فاتها ركب الزواج: " لقد كنت في مقتبل عمري أحلم بذاك القدر العالي من التعليم ... ولا أنكر أنني كنت أحلم بالرغبة في أن أصبح أماً وزوجة في المستقبل ... وحصلت على الماجستير ... ثم فتحت الباب للخطاب أملاً في الزواج ... وكنت أضع مواصفات قياسية للزوج الذي يناسبني ... وكنت مبالغة في ذلك ... حتى جاء آخر الخطاب وقد كنت تجاوزت الثلاثين ـ فقال: لا حاجة لي بامرأة لم يعد بينها وبين سن اليأس سوى القليل. كانت مقولته هي القشة التي قصمت ظهر البعير ... فقد اقتنعت أنني كنت مخطئة في شروطي وإصراري ... وهو ما دفعني أن أفكر كثيراً في أن أشعل النار في جميع شهاداتي التي أنستني كل العواطف حتى فاتني القطار.. ".
أساس اختيار الزوج:
إن الأخت المسلمة الحكيمة هي التي تستنير في اختيارها للزواج المناسب بما شرعه الله - جل وعلا - وجعله أساساً عاماً للاختيار، ولأن الله ـ سبحانه ـ عليم بأحوال خلقه، حكيم في حكمه وشرعه، فان مقومات الزوج التي جاء بها الشرع لا يمكن إلا أن تكون أساساً لاختيار كل امرأة مؤمنة في زواجها: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) " البقرة : 185 "، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكون فتنة في الأرض وفساد عريض " ( سبق تخريجه ). فهذا الحديث فيه دلالة على اعتبار دين الخاطب وخلقه، وفيه ما يرشد الأخت المسلمة إلى أن تشترط فيمن يتزوجها الدين والخلق، وليس المال والحسب، فان اجتمع فيه ذلك كله فهو أحسن وأكمل، وان لم يجتمع فالدين والخلق أولى وأولى.
يقول ابن القيم الجوزية - رحمه الله تعالى -: " والذي يقتضيه الحكم اعتبار الدين في الكفاءة أصلاً، وكمالاً، فلا تزوج عفيفة لفاجر، ولم يعتد القرآن والسنة في الكفاءة أمراً وراء ذلك".
ويقول الله - جل وعلا -: ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) " النور : 32 ":، ففي هذه الآية دليل على تزويج الفقير التقي دون التفات إلى غناه أو فقره.
وإن الأخت المسلمة البعيدة النظر لتدرك من وقائع الأيام أن الغنى والفقر لا ثبات لهما في حياة الإنسان، وأن المال يغدو ويروح ... ورب غنى أصبح فقيراً ... ورب فقير أغناه الله من حيث لم يحتسب ... وهذا كله يدل على أن لا اعتبار للمال والغنى في كفاءة الزوج، وأن دين الزوج وتقواه هو الأساس المعتبر.
إلا إنما التقوى هي العز والكرم ***** وحبك للدنيا هو الذل والسقم
وليس على عبد تقي نقيصة ***** إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم
ولتعلم الأخت المسلمة أنما الدنيا مضمار سباق إلى الآخرة، وأنها في دار بلاء وابتلاء، وأن الآخرة خير لها من الأولى، وأن عليها أن تتزود للقاء الله بالتقى ... واختيارها للزوج التقي وفرحها به أعظم طريق يسهل عليها الطاعة والتقوى، ويكفيها نعمة أنه يعينها على الخير ويدلها عليه ... وتنجب منه ولداً صالحاً يدعو لها... وتحفظ معه عرضها ودينها... فتصفو لها الحياة على ضيقها... وتشرق البركة في وجهها مع أن قول الله - جل وعلا -: ( إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله ) فيه وعد من الله ـ عز وجل ـ بأنه سيغني الفقير من فضله.
الحب... واختيار الزوج:
كثيراً ما يدندن قتلة الفضيلة وأعداؤها عن قيمة الحب قبل الزواج... وأن كل حياة زوجية لا تقوم على حب سابق مهددة بالانهيار والدمار في كل وقت.
وهذه الدندنة ثقافة غربية محضة، تهدف إلى نشر الانحلال والرذيلة وتعبيد الطريق إلى المنكر والفاحشة، إنهم يدعون إلى الاختلاط والخلوة والمعاكسات بالرسائل والهاتف وغاية ذريعتهم هو التفاهم لأجل الزواج، وأن الزواج الذي لا تسبقه مفاهمة بين الطرفين، لا ينجح... فهم يستنكرون زواجاً أو خطبة لا يسبقها كلام... ولا لقاء... ولا غرام.
ودندنتهم تلك كما تنطوي على مخالفات واضحة للدين، تنطوي أيضاً على جهل فظيع بحقيقة الحب... ومعناه في الحياة، أجل هم أجهل الناس بالحب... وأبعدهم عن تذوق أسراره.
فالحب ظاهرة من الظواهر الإنسانية تحكمها كما تحكم سائر الظواهر قوانين موجبة لوجودها وأحوال ناقضة لوقوعها، وسائر الباحثين والناقدين الغربيين في الظاهر الإنسانية مقرون بذلك ومعترفون به، وهم يقرون أيضاً أن الظاهر الإنسانية - ومنها الحب - غير ثابتة، فهي متغيرة في الإنسان بتغير أسبابها... وكذلك متجددة، فهي تذبل وتموت وتتجدد وتحيي في سلوك الإنسان بتجدد أسبابها في الإنسان ذاته وفي المحيط من حوله.
وتوضيح ذلك أن الفتاة قد تحب شاباً في وقت... ثم تتزوجه... وتكرهه لأسباب تستجد لها في حياته... ويكرهها هو للسبب ذاته، وهذا واقع في حياة الناس فحتى لو سلمنا جدلاً بأن الزواج والخطبة لا بد أن يسبقها حب ولقاء بين الزوجين فمن يضمن استمرار هذه الحب في الحياة الزوجية... فإذا كان لا يستطيع أحد ضمان ذلك فكيف يعقل أن يكون الحب قبل الخطبة والزواج شرطاً للسعادة الزوجية وهو غير مضمون البقاء في الحياة الزوجية ذاتها؟.
أختي المسلمة...
فاحذري من هذه الموجة العارمة... فكلها محض استدراج لبنات المسلمين... فكم من أسرة سعيدة ترغد في طيب العيش وراحة البال، وقد أقيمت دعائمها على ما شرعه الله من الخطبة والزواج... لا على المعاكسات واللقاءات والخيانات وتبادل الرسائل.
وتذكري ضحايا الذئاب ممن وعدن بالزواج... وظللن معلقات في غيابات الهوى حتى سقطن في الفضيحة والعار... وعدن وهن من المهانة والصغار في نهاية.
ولا بأس بالحب البريء الذي يقع في قلب الفتاة المسلمة أن هي سمعت بأخلاق شاب أو دينه أو نحو ذلك... فهذا مما لا سلطان للقلوب عليه... ومما فطر الله خلقه عليه... ولكن لا ينبغي لهذا الحب أن يدفع الأخت المسلمة إلى المهالك بل عليها أن تصبر نفسها وتنهاها عن كل سوء وان تستعين بالذكر والدعاء...
وخلاصة الكلام أن على الأخت المسلمة أن تجعل التقوى والورع والخلق أساس اختيارها للزوج فلا ترد من ترضى دينه وتحمد خلقه وتقبل طبعه.
وأما المودة والمحبة فهي نتيجة العشرة الزوجية الناجحة التي يرعى فيها الزوجان الحقوق المتبادلة ويسودها التقدير والرحمة والاحترام.
هكذا تملكين قلب الزوج:
أن تفهم الأخت المسلمة لدورها في الحياة الزوجية هو أساس قدرتها على النجاح فيها، ولا يمكن لها أن تكون امرأة ناجحة وهي تجهل مسئولياتها في البيت تجاه زوجها... وتجهل كيف تصنع السعادة والبسمة في أسرتها.
فالزواج ميثاق غليظ يملي على الزوجة حقوقاً وآداباً كما يملي على الزوج كذلك، كما قال تعالى: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) " البقرة : 228 " ، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: أي لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن ".
ومن آكد حقوق الزوج على زوجته:
1ـ طاعته في المعروف:
فطاعة الزوجة لزوجها في المعروف واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " ( رواه ابن حبان وحسنه الألباني )، بل إن طاعة الزوجة لزوجها مقدمة على طاعة والديها والناس أجمعين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج " وهذه الطاعة - مادامت في المعروف - فهي من أعظم ما تكسب به الأخت المسلمة زوجها وتملك به قلبه، لأنها بذلك تجعل القيام بأمرها بيده، وفي الوقت ذاته تشاركه المشورة في الأمور، وقد تقترح عليه ما يسدد رأيه ويصوب سهمه بما لا يخطر على البال، وهذه الطاعة التي تبديها الزوجة وتلك المشاركة البناءة، هي التي تضفي على الحياة ملح السعادة وطعم اللذاذة..
أما أن تقف الزوجة جبارة أمام زوجها تعصي أمره وتزجر قوله، فهذا الذي يصيرها إلى غضب الله وسخطه، ويجعلها أحقر في عين الزوج وان لم يبد لها ذلك، فعن ابن عمر -رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع " ( رواه الحاكم وحسنه الألباني).
2ـ رفع الأذى عن الزوج:
فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا " ( رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني)، وصور إيذاء الزوج كثيرة، فمن ذلك: الخروج من البيت بغير إذنه، والتصرف في ماله بغير إذنه لقوله صلى الله عليه وسلم: حينما سئل أي النساء خير؟ قال " التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره " ( رواه البيهقي وحسنه الألباني)، وصوم النفل بغير إذنه... ومطالبته بما فوق طاقته... وعدم القناعة بعيشه.. وعدم الاهتمام بمنزله وخدمته... والامتناع عن معاشرته.
فكل هذه الأنواع من الأذى منهي عنها شرعاً، ومعيبة عقلاً وعرفاً. ولكي تكون الزوجة محبوبة إلى زوجها، لابد أن تكون لطيفة في أخلاقها... لينة في كلامها... سهلة في أفعالها وأحوالها... تسره إذا طلت... وتهلل بشره إن هلت وتجهد نفسها... لأجل راحته... تنتقي له من الكلام أعذبه... ومن المزاح أصوبه... وتظل حريصة على ما يهدأ نفسه... ويسكن حسه ... ويذهب بأسه... فتلك هي التي قال فيها الشاعر:
وخير النساء من سرت الوجه منظراً ***** ومن حفظته في مغيب ومشهد
قصيرة ألفاظ قصيرة بيتها ***** قصيرة طرف العين عن كل أبعد
عليك بذات الدين تظفر بالمنى ***** الودود الولود الأصل ذات التعبد
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.uae4ever.com المصدر :
-ـــــــــــــــــــ(84/10)
عيوبك كثيرة
أختنا المسلمة: إن حاجتك إلى التوبة تتضح لديك إذا نظرت إلي سجل عيوبك، وتفكرت في صحيفة ذنوبك، قد تقولين وأين عيوبي؟ وما هي ذنوبي؟ مهلاً قليلاً وصبراً جميلاً؛ إن عيوبك كثيرة وذنوبك جليلة، من عيوبك:
أن تتوهمي أنك ناجية في الآخرة مع أنك الآن في الدنيا، تعملين أعمال الهالكات وهذه قضيه لا بد من الانتباه لها.
ومن عيوبك أيضاً الاشتغال بتزيين الظواهر مع غفلتك عن البواطن.
ومن عيوبك أيضاً كثرة الكلام والخوض في أمور الدنيا و الغفلة عن الآخرة.
ومن عيوبك تضييع الأوقات عبثاً وسداًَ.
ومن العيوب أيضاً الطمع والحسد واتباع الهوى والإصرار على الأخطاء.
ومن العيوب أيضاً رؤية فضلك على غيرك ونسيان فضل الغير عليك.
ومن العيوب أيضاً عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام.
ومن العيوب الأنانية والكلام فيما لا يعنيك.
ومن عيوبك أيضاً الفتور في الطاعة والنشاط عند اللهو والعبث.
ومن العيوب أيضاً عدم الشعور بكثرة نعم الله ـ تعالى ـ عليك.
أرأيت كم كانت عيوبك كثيرة فأين بكاؤك على زلة زللت بها وأين حذرك من أليم عقابه وأين قلقك من شديد العقاب لك، لقد مضت بك الأيام وكتبت عليك الآثام، فأين توبتك على الدوام؟
أختي المسلمة لو رأيت العاصية والكرب يغشاها والندم قد أحاط بها وكفاها، والأسف على ما فاتها في دنياها!!
أختنا ما أضنى هذه المفرطة، ويا حسرة على أيامها الماضية، وأنت ألا تحاسبين نفسك أين دموعك الجارية؟ أين دموعك واعترافك بتقصيرك؟ ابكي على الذنوب كل الذنوب؛ كل ما مضى منك، إن كانت مبارزة لله ـ عز و جل ـ بالقبائح أفتصبرين على الهاوية.
http://www.islammessage.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/11)
ولباس التقوى ذلك خير
د. عبد الحي يوسف
جمالكِ حجابكِ، وزينتكِ حياؤكِ، وشرفكِ رداؤكِ، وكمالكِ عفافكِ. ما أجمل تلك الفتاةَ الوقورة الرزان التي تستر جسدها وتغطِّي رأسها! ما أسعد أباها وأمَّها! وأكرِم بها بنتاً وأختاً وأمّاً، يشرُف بها مَن انتسب إليها أو انتمت إليه! قد أطاعت ربها، وأحرزت شرفها، وصانت عرضها، واستحقت ثناء المؤمنين، ورضا رب العالمين؛ بعد ما استجابت لندائه، والتحقت بالركب الميمون: (قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنينَ عليهنّ من جلابيبهنَّ..)[1] ، "يرحم الله نساء الأنصار؛ لما نزلت آية الحجاب شقَقْنَ مُروطهنَّ فاعتجرن بها"، ولم يمنعهنَّ الحجاب من تحصيل فضيلةٍ، أو أداء فريضةٍ، أو المسابقة في برٍّ ومعروف، حتى فُقْنَ الرجال أحياناً. ودونكِ – أختاه! – أخبارَ صفية ونسيبة وأمِّ سليطٍ وزِنِّيرة وجارية بني المؤمل - رضوان الله عليهنَّ ورحمته وبركاته -.
يا فتاة الإسلام! سلي نفسك: أيُّ خيٍر يحول الحجاب دون تحصيله؟ وأيُّ فضلٍ كان الحجاب مانعاً منه؟ وهل الحجاب إلا ذلك الحارس الأمين من نظرات اللصوص وأطماع المفسدين؟!
إنَّ الرجال الناظرين إلى النِّسا مثل الكلاب تطوف باللُّحمانِ
إن لم تصنْ تلك اللحومَ أُسودُها أُكِلتْ بلا عِوَضٍ ولا أثمانِ
وبضدها تتبيّنُ الأشياء.. ما أقبحها تلك التي عرضتْ مفاتنها، وأظهرت محاسنها، وسارت في الطريق مع أترابها، كقطيع بقر لا يستره من أعين الناظرين شيء, كشفت عن رأسها، وحسرت عن ذراعيها، وأظهرت ساقيها! وما أشدَّ القبح حين تكون عجوزاً شمطاء, قد أخنى عليها الدهر بكلكله! جحدتِ المسكينة نعمةَ ربها: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً)[2]، وتلبَّستْ بالمعصية مُذْ خرجت إلى أن رجعتْ. كل مَن نظر إليها، أو شمَّ ريحها، أو فُتن بها؛ تَحْمِلُ مثل وزره؛ لأنها داعيةُ الضلال، وكاشفة الستر (ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضلّونهم بغير علم)[3].
تذكري - أيتها المتبرِّجة المتكشِّفة المتعطِّرة المتزينة! – اسأل الله لي ولك توبةً نصوحاً – حين يضعكِ الناس في قبرك عما قريب؛ ويحثون عليك التراب، هل بقي الجمال أم دامت نضرة الشباب؟ هيهات هيهات! لقد غيّر الموت كل شيء، فالعينان سائلتان، والمنخران مرتفعان، والجبين شاحب، والأعضاء يابسة، والدماء متجمِّدة، والحال غير الحال، (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)[4].
لِمَ بدّلتِ نعمة الله كفراً؟ ولِمَ عصيتِ مَن خلقكِ فسواكِ فعدلكِ؟ ولو شاء لصوركِ على غير هذه الصورة، شوهاءَ جذماءَ خرقاءَ. أتقابلين – أمة الله! – نعمةَ ربِّكِ بالكفران والجحود (إن الإنسان لظلوم كفّار)[5].
أماه! يا مَن تحرِّضين ابنتك على التكشُّف بدعوى جلب الأزواج، وترغيب الشباب، اعلمي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها، فقد سبق بذلك الكتاب، فاتَّقي الله وأجْمِلي في الطلب، ولا يحملنّكِ طلب الرزق على أن تطلبيه بمعصية الله.
أختاه! لا تطيعي أمَّك في معصية الله وتذكّري (يوم يفرُّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يُغنيه)[6].
--------------------------------------------
[1] سورة الأحزاب 59
[2] سورة الأعراف:26
[3] سورة النحل: 24
[4] سورة الرحمن: 27
[5] سورة إبراهيم: 34
[6] سورة عبس: 34-37
http://www.meshkat.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/12)
قُبلة على رأس ملكة القصر
الشيخ صالح بن ضيف الله الفريدي
الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله ..
والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد :
إخواني وأخواتي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
القصر العالي هو الذي يسكنه كل واحد منٌا على حسب حاله وما قدر الله له. قد يكون قصراً عالياً في بنائه. ويكون خيمة في صحراء قاحلة. ويكون كوخاً خشبياً على ضفة نهر. ويكون أوراق شجر. ويكون في العراء والتشرد. المهم أن كل واحد يعتز في قصره!!
السعادة تنتشر في محيطة ولو كانت مزيفة!!
فرح. طمأنينة.محبة. شفقة. صلة. أنس. وهلم جرٌا....
في هذا القصر رعية ورعاة. وملك وملكة!!
ملكة من؟ وتتملك من؟ وكيف جاءها الملك؟ ومن أين ورثته؟ أسئلة كثيرة... سنبحر في معرفتها..
ملكة القصر... هي.
من تبث المودة.
من يسري رحيق شذاها ويسري عبيرها في القصر.
من تنعش البيت بوصاياها ومراسيمها.
هي رمز العطف.
عنوان الحنان والشفقة.
هي الدعاء المستمر.
زينة الحياة.
هي سعادة المجالس.
طاعتها طريق للجنة.
وعقوقها طريق للنار.
أسألكم بالله.
هل هناك أحنٌ يد في الوجود من يدها الناعمة تجد بردها على صدرك؟؟!!
هل هناك أجمل وأروع وأبرق من بسمتها؟؟
هل هناك أخلص من دعائها لولدها؟؟
هل؟وهل؟ وهل؟
كم آثرتنا على نفسها. كم ليلة سهرت معك إلى ظهور الفجر. إن غبت عنها لم يغب خيالك.
كم تعبت في حملها. مشقة. إجهاد. ألم. مرض. سهر. مخاطر. موت.
الله أكبر..
قال تعالى: { حملته أمه وهناً على وهن} وقال تعالى: { حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً}
ملكة القصر..
كانت تجوع لتشبع أنت.
وتسهر لتنام أنت.
وتتعب لتستريح أنت.
طعامك درٌها. وقصرك جوفها. وجوادك ظهرها. آآآآآه على الأيام الخوالي..
لا تحن إلا إليك.تهواك. وترعاك. قلبها معلق معك.
ملكة القصر.
في الليل البهيم تتنقل في أركان البيت مع سجادتها الطاهرة لتكون بقربك. صلاة لله. بكاء من أجلك. دعاء منها لحفظك. تكبير وتهليل وتمجيد.. وفي الأخير دموع ساخنة على خديها وأنت لا تعلم ولكن الله يعلم.
ملكة القصر.
هي والله الطريق الموصل إلى الجنة!!!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « ويحك الزم رجلها فثم الجنٌة» حديث صحيح.
وقال تعالى عن عيسى - عليه السلام-: { وبرٌاً بوالدتي ولم يجعلني جبٌاراً شقيٌاً}..
ويقول ابن عباس - رضي الله عنهما-: ( إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله من بر الوالدة).
يا أحباب ملكة القصر.
إذا أردتم الرفعة.
السمعة الحسنة.
المحمدة.
المنقبة.
طول العمر.
بركة الرزق.
طرد الغم.
زوال الهم.
صفو الكدر.
السعادة ولين القلب.
عليكم ثم عليكم.. ببر هذه الأم الغالية..
طاعتها وبرها وإسعادها وعدم عقوقها..
ولما قست القلوب. وانقلبت الموازين. وذبح البر والوفاء. واختلت المعايير.
أهينت الملكة. وأصبحت خادمة القصر. ظهر التمرد. والتأفف. والسخط. والتضجر. ورميت بأقذع الألفاظ وأنواع الشتائم..
حدثني أحد الثقاة أن شاباً غضب من أمه ومن شدة الانتقام سمٌى كلب صيده على اسم أمه - نعوذ بالله من حال أهل الضلال-..
ملكة القصر.
لا يجوز إغضابها ولو أغضبتك وضربتك وشتمتك..
من أبكى أمه.
من أحزنها.
من أسهر ليلها.
من أذاقها الهموم.
من جرٌعها غصص الفراق.
من طعنها في قلبها بخنجر القطيعة.
من جعلها أليفة الحزن وحليفة الغم وصديقة اليأس..
الأمل يلوح والتوبة مقبولة.
ارجع إليها.
إنطرح على حضنها.
الزم رجلها.
أضحكها كما أبكيتها.
كيف أنساك وقد أفنيت عمراً
ترسمين الحب حولي والأماني
كيف أنساك وفي قلبي هوى
صاغه النور حروفاً في لساني
كيف يا أمٌاه أنسى قبلة
ويداً كل مناها في احتضاني
بعد هذا كله ألا تستحق هذه الأم العزيزة؟؟.
أن نسميها ملكة القصر.
وأن نطبع على جبينها في كل ثانية قبلة. وقبلة.وقبلات..
بلى والله.
والله يحفظكم.
http://www.islamway.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/13)
المحتشمة عزة في زمن الانبهار
ماجد بن محمد الجهني
بكل الفخر والتقدير نراها فنعجب من ثقة خطاها وقوة يقينها في مسعاها, الأجواء من حولها ملبدة غائمة وعاصفة وهادرة، والدنيا من حولها تتلون وتتفنن وتتزين، القنوات من فوق تصب جام غضبها على عفتها وطهرها، والصحافة تبتز كل ما يؤدي إلى طريقها، والشذاذ من المفكرين والمفكرات يتميز بهم الغيظ كلما رأوا جلبابها الأسود الذي يخفي جبين العزة الأسعد، فيالها من واثقة وما أعظمها من كيان.
إنها التي تفلق وجوه الغدر بنور الحشمة والستر، قطعت نياط القلوب المريضة، وأزهقت الأرواح الساقطة اللقيطة التي كلما اقتربت من ذلك الكيان كلما احترقت بشواظ من نار، ونور يتخفى تحت جلباب من حفظت الله فحفظها ورعت دينه فرعاها.
حين عصفت ببعض النساء العواصف بقيت هذه الشامخة سيدة الموقف التي لا تعرف التضعضع أو التراجع؛ فمع ما تراه من عبايات فرنسية أو غربية ومع ما تراه من تفسخ وانحلال وتميع وانسلاخ إلا أنها بقيت ترى كل ذلك بعين واحدة لا تتغير ولا تتلون لديها المعايير ولا القيم، فلقد ظل الانحراف بالنسبة لها انحرافاً مهماً لونه الملونون وحسنه المحسنون وبقيت الفضيلة بالنسبة لها وبقي الحسن بالنسبة لها هو كل مايمت إلى تعاليم الدين بصلة، فالحجاب بالنسبة لها شرف لا تساوم عليه ولا تناور أو تداور حوله والاختلاط شر ومقت، وإن قالوا عنه: تقدم ومدنية، والخروج من البيت بالنسبة لها لغير حاجة مجلبة لغضب الرب ومقت الخلق .
قالوا لها: أنت امرأة رجعية جاهلية من العصور الحجرية!! فردت بلغة الواثق: مرحباً إن كان ديني جاهلية، فقالوا لها: ولكننا في الألفية الثانية والأمم تتطور والأحوال تتغير!! فردت بكل صرامة: ولكن الله بعث محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهدى ودين الحق ودينه ودعوته باقية إلى قيام الساعة، وصلاحية تعاليم الدين ليست محددة بزمن معين بل هي خالدة إلى قيام الساعة " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ", قالوا لها: لكن مازلت صغيرة وأنت شابة ألا تنظرين إلى أتراب سنك من الفتيات كيف يستمتعن وإذا كبرن تحجبن فلا تضيعي سنوات الصبا، فألقمتهم حجراً بقولها: إنني بفعلي هذا وباستقامتي هذه أكبر وأكبر وأكبر قدراً ومكانة وقيمة، وإن كنت صغيرة السن فإنني كبيرة الهمة والعزم.
وحين فت عزمهم ورأوا همة هذه المحتشمة صوبوا نحوها سهام الاستهزاء فهي ذات الكفن وذات الخيام المسلطة على الرأس، وهي المكبوتة والمقهورة، وهي المعقدة التي تريد بتدينها أن تنفس عن عقد نفسية دفينة، وهي المخدوعة بوهم الحشمة، وهي ضحية تسلط الرجل، وهي دليل التزمت والتطرف والإرهاب، وهي وهي وهي في كم هائل من عبارات الذم والاحتقار ومع ذلك تلتفت إليهم بلسان حالها ومقالها: إن الناس لا يرمون إلا الشجر المثمر، والقافلة تسير و..........
إنها فتاة الإسلام وحامية عرين العفة والطهر ومحضن الأسود ، المرأة المحتشمة التي اجتمع كل أهل الكيد يتآمرون عليها فماذا فعلوا بها؟ لقد زادوها تمسكاً وعزة فخرجت تباهي الدنيا بما هي عليه وتقول لهم في عزة المؤمنة: إنني فوق مطامعكم يا تجار الرقيق وعباد الشهوة، إنني أعوذ بالله أن أنزع لباساً ألبسنيه ربي، وأعوذ بالله أن أنقلب على عقبي كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران، هل تريدون يا أرباب الفجور أن أعود إلى المستنقع الذي أخرج الإسلام المرأة منه؟ هل تريدونني كمارلين مونروا وكريستينا أوناسيس ونادلات الليل وبنات الهوى؟
إنني أقول لكم جميعاً خسئتم فلن أكون دمية للعلمانية، ولا بضاعة في يد الحداثية، ولا مملوكة في سوق النخاسة والنجاسة، لن أخرج إليكم في منتدياتكم لتختلطوا بي وتذبحوا كرامتي على عتبات مسارح المدنية الزائفة والحضارة الزائغة، فبيتي عريني وزوجي خديني وحاميني، وأبنائي امتداد حياتي وعملي في منزلي لا يعادله شرف ولا تضاهيه المناصب.
لقد كنت ميتة فأحياني الله بالدين، وكنت أمة في بيوتكم فنقلني الدين إلى سيدة تملأ البيت نوراً وديناً وبراً وتربية وإحساناً، كنت عائلة فأغناني الله، وكنت بائسة فأسعدني الله، وكنت مقهورة فأنصفني الله، وكنت مكسورة الجناح فأعزني ديني، ومهما ابتغيت العزة في غيره أذلني الله، ولن أرجع للذل بعد هذا العز الذي لا تزعزعني عنه جميع المغريات، فوفروا نصائحكم لأنفسكم يا مرضى القلوب.
http://www.saaid.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/14)
عشرة أفكار دعوية للفتاة المسلمة
أحببت أن آتيك عزيزتي بـ 10 أفكار دعوية خاصة فقط للفتاة المسلمة ( الأخت - الابنة - الزميلة في العمل - الصديقة) حتى تكوني بحق عزيزتي لبنة من لبنات المجتمع، لك ثقلك الخاص بك كأنثى وامرأة أعلى من شأنها الإسلام فأصبحت أمهاتها المؤمنات أمثال خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر ( رضي الله عنهما - زوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم- ) وأسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس وسمية أم عمار ( رضي الله عنهن ) أصبحت مضرب الأمثال للمرأة المسلمة التي فتحت عيناها على هذه الدنيا وحملت على عاتقها نشر الإسلام والدعوة إليه حتى بين بنات جلدتها المسلمات؛ لأن لكل واحد منا هفوات وغفلات ولابد لنا من تذكير دائماً وأبداً، وحتى تحظين أنت أخيتي الحبيبة بالثواب الجزيل والأجر العظيم، لهذا أهيب بي وبك أن نبدأ يداً بيد في دعوة أخواتنا المسلمات ذوات القربى أو غيرهن من خلال هذه الأفكار:
الفكرة الأولى:
أخيتي الحبيبة: إذا كنت طالبة في مدرسة مثلاً أو معهد علمي يمكنك صنع لافتات دعوية أو بطاقة دعوية مزخرفة وملونة وتقومين بكتابة بعض الآيات القرانية التذكيرية عليها، ثم قومي بتوزيعها على صديقاتك أو زميلاتك، وإذا كنت في جماعة الصحافة أو مسئولة تحريرية في مدرستك فيمكنك توزيعها مع نشرات ومطويات جماعتك كملحق مجاني، وهكذا يتم الإقبال على النشرة أو المطوية التي تقومين بتحريرها، ويمكن إن لم تكوني في جماعة الصحافة أو مسئولة تحريرية، يمكنك عمل مطويات ونشرات ملحقة معها بتلك البطاقات الملونة والمزخرفة، وبإذن الله ستكسبين أجر ذلك وثوابه عند الله أجراً عظيماً.
الفكرة الثانية:
أخيتي الغالية: في الاجتماعات الأسرية بينك وبين قريباتك يمكنك أن تعدي سلة وتملئينها بالأشرطة الإسلامية أو المطويات الدعوية، وتنسقينها بشكل مؤنق وجميل، وتقومين بتمرير تلك السلة على جميع الحاضرات حتى تأخذ كل واحدة منهن هدية ويمكنك لإضفاء مزيد من التشويق لهذه المطويات أن تغلفيها بأغلفة الهدايا وترفقي معها بحلوى صغيرة مغلفة كذلك، وهكذا تتأكدين من أن الجميع سيتلهف للحصول على تلك الهدايا، ويكون لك بذلك أجراً وثواباً عظيماً عند الله - بإذنه تعالى-.
الفكرة الثالثة:
عزيزتي: أنت الآن من مستخدمات شبكة الإنترنت التي تعتبر سلاحاً ذو حدين؛ فاحرصي دوماً على استغلال حد الخير فيها لتضمني بذلك رضا الله وثوابه، وإليك ثلاثة أفكار يمكنك من خلالها استغلال حد الخير ذلك:
أ- إذا كان لديك صديقات من مستخدمات الإنترنت فيمكنك مراسلتهن على بريدهن الإلكتروني، وإرسال بطاقات إلكترونية دعوية إليهن، أو موضوعات دينية تمس عقيدتهن.
ب- إذا كنت من مستخدمات برامج المحادثة الإلكترونية فيمكنك أن تتحدثي مع صديقاتك من مستخدمات الإنترنت عن موضوعات دينية تمس عقيدتهن، كما يمكنك كذلك إعطائهن مجموعة من المواقع الدينية النسوية، وتذكري دائماً بأنه لابد لك عزيزتي أن تكوني فطنة كيسة ولا تدعي ذئاب تلك المحادثات من الشباب ذوي القلوب المريضة لا تدعيهم يتصيدوا منك ما يلبي نزواتهم وشهواتهم الشيطانية.
ج- إذا كنت من مستخدمات المنتديات العربية في شبكة الإنترنت فيمكنك كتابة المواضيع الدينية الهادفة، وتذكري دوماً أن مبتغاك من ذلك هو وجه الله ـ تعالى ـ فقط وليس كثرة الردود.
الفكرة الرابعة:
يمكن عزيزتي صناعة صندوق للتبرعات من الكرتون أو الخشب، وتغليفه وكتابة بعض العبارات عليه مثل: ( لا تفشلوني .. هذولا إخوانكم محتاجين ) أو ( أين الرحمة في قلوبكم ) ومرريه على صديقاتك في المدرسة أو على أقاربك عند الاجتماعات الأسرية بينكن، وعندما تجمعين المبلغ المطلوب ( 100 ريال مثلاً ) قومي بإعطائها إلى الجمعيات الخيرية، وتأكدي أن لك أجر جميع من تبرعوا لا ينقص ذلك من أجورهم شيء، بالإضافة إلى أجر إنفاقك على المحتاجين من خلال الجمعيات الخيرية.
الفكرة الخامسة:
أخيتي المسلمة: إذا كنت تجدين الأشغال الفنية واليدوية يمكن صنع لوحات كبيرة مزخرفة وملونة وتوزيعها على صديقاتك أو قريباتك، ولزيادة جمال تلك اللوحات يمكنك بروزتها ضمن إطار مزخرف وجميل.
الفكرة السادسة:
أخيتي الفاضلة: يمكنك صنع مطويات أو نشرات ووضعها ضمن لوحة وتعليقها على حائط غرفتك مثلاً وهكذا كلما تأتي صديقاتك لزيارتك يقرأنها وينتفعن بما فيها من موضوعات دينية هادفة، ويمكنك كذلك عمل مطويات صغيرة (5 سم × 5سم) ووضعها ضمن باقة من الزهور وتعليقها عند باب غرفتك أو باب منزلك وهكذا يأخذ منها كل من يأتي لزيارتك.
الفكرة السابعة:
عزيزتي: بمكنك أن تتفقي أنت ومجموعة من زميلاتك في الدراسة أو في العمل أو حتى جاراتك أن تتفقن على عمل مجلة دينية بسيطة ـ فلنفترض مثلا أنكن ثمانية ـ فلتكن منكن فتاتان مسئولتان عن تنسيق المجلة، وخمس فيتيات مسئولات عن تحرير المجلة وكتابة المواضيع فيها، وثلاث فتيات لتوزيع المجلة، بعد نسخها وتصويرها.
الفكرة الثامنة:
يمكنك أن تكوني داعية مسلمة فتجمعي صديقاتك وقريباتك في اجتماع أسري جميل، وتتحدثي لهن عن سيرة صحابية من الصحابيات - رضوان الله عليهن- وتتناقشي معهن في أهم النقاط التي تمس المرأة المسلمة في عصرنا الحاضر من خلال هذه السيرة، واجعلي أسلوبك مشوقاً وجذاباً، ويمكنك طرح أسئلة في نهاية الاجتماع، وتحضير هدايا تعطينها لمن تجيب بشكل صحيح، وتأكدي أن تكون معلوماتك من مصادر موثقة.
الفكرة التاسعة:
أخيتي الغالية: لا تنسى أن سلوكك وخلقك النابع من تعاليم الإسلام السمحاء هو خير دعوة لقريناتك المسلمات، وتذكير لهن بتلك السلوكيات الإسلامية السامية.
الفكرة العاشرة:
أن تنشري هذه الأفكار العشرة بين من تعرفينه من صديقاتك وقريباتك.
وتأكدي أخيتي المسلمة أنه ـ بإذن الله ـ ستنالين أجر ذلك عند الله مثوبة عظيمة وأجراً جزيلاً ... ولا تنسي قول رسول الله المصطفى المختار: { لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ } .. كتاب الجهاد والسير حديث رقم (2787) صحيح البخاري
http://www.al-islamguide.net/ بتصرف من :
ـــــــــــــــــــ(84/15)
عشرة أفكار دعوية للفتاة المسلمة
أحببت أن آتيك عزيزتي بـ 10 أفكار دعوية خاصة فقط للفتاة المسلمة ( الأخت - الابنة - الزميلة في العمل - الصديقة) حتى تكوني بحق عزيزتي لبنة من لبنات المجتمع، لك ثقلك الخاص بك كأنثى وامرأة أعلى من شأنها الإسلام فأصبحت أمهاتها المؤمنات أمثال خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر ( رضي الله عنهما - زوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم- ) وأسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس وسمية أم عمار ( رضي الله عنهن ) أصبحت مضرب الأمثال للمرأة المسلمة التي فتحت عيناها على هذه الدنيا وحملت على عاتقها نشر الإسلام والدعوة إليه حتى بين بنات جلدتها المسلمات؛ لأن لكل واحد منا هفوات وغفلات ولابد لنا من تذكير دائماً وأبداً، وحتى تحظين أنت أخيتي الحبيبة بالثواب الجزيل والأجر العظيم، لهذا أهيب بي وبك أن نبدأ يداً بيد في دعوة أخواتنا المسلمات ذوات القربى أو غيرهن من خلال هذه الأفكار:
الفكرة الأولى:
أخيتي الحبيبة: إذا كنت طالبة في مدرسة مثلاً أو معهد علمي يمكنك صنع لافتات دعوية أو بطاقة دعوية مزخرفة وملونة وتقومين بكتابة بعض الآيات القرانية التذكيرية عليها، ثم قومي بتوزيعها على صديقاتك أو زميلاتك، وإذا كنت في جماعة الصحافة أو مسئولة تحريرية في مدرستك فيمكنك توزيعها مع نشرات ومطويات جماعتك كملحق مجاني، وهكذا يتم الإقبال على النشرة أو المطوية التي تقومين بتحريرها، ويمكن إن لم تكوني في جماعة الصحافة أو مسئولة تحريرية، يمكنك عمل مطويات ونشرات ملحقة معها بتلك البطاقات الملونة والمزخرفة، وبإذن الله ستكسبين أجر ذلك وثوابه عند الله أجراً عظيماً.
الفكرة الثانية:
أخيتي الغالية: في الاجتماعات الأسرية بينك وبين قريباتك يمكنك أن تعدي سلة وتملئينها بالأشرطة الإسلامية أو المطويات الدعوية، وتنسقينها بشكل مؤنق وجميل، وتقومين بتمرير تلك السلة على جميع الحاضرات حتى تأخذ كل واحدة منهن هدية ويمكنك لإضفاء مزيد من التشويق لهذه المطويات أن تغلفيها بأغلفة الهدايا وترفقي معها بحلوى صغيرة مغلفة كذلك، وهكذا تتأكدين من أن الجميع سيتلهف للحصول على تلك الهدايا، ويكون لك بذلك أجراً وثواباً عظيماً عند الله - بإذنه تعالى-.
الفكرة الثالثة:
عزيزتي: أنت الآن من مستخدمات شبكة الإنترنت التي تعتبر سلاحاً ذو حدين؛ فاحرصي دوماً على استغلال حد الخير فيها لتضمني بذلك رضا الله وثوابه، وإليك ثلاثة أفكار يمكنك من خلالها استغلال حد الخير ذلك:
أ- إذا كان لديك صديقات من مستخدمات الإنترنت فيمكنك مراسلتهن على بريدهن الإلكتروني، وإرسال بطاقات إلكترونية دعوية إليهن، أو موضوعات دينية تمس عقيدتهن.
ب- إذا كنت من مستخدمات برامج المحادثة الإلكترونية فيمكنك أن تتحدثي مع صديقاتك من مستخدمات الإنترنت عن موضوعات دينية تمس عقيدتهن، كما يمكنك كذلك إعطائهن مجموعة من المواقع الدينية النسوية، وتذكري دائماً بأنه لابد لك عزيزتي أن تكوني فطنة كيسة ولا تدعي ذئاب تلك المحادثات من الشباب ذوي القلوب المريضة لا تدعيهم يتصيدوا منك ما يلبي نزواتهم وشهواتهم الشيطانية.
ج- إذا كنت من مستخدمات المنتديات العربية في شبكة الإنترنت فيمكنك كتابة المواضيع الدينية الهادفة، وتذكري دوماً أن مبتغاك من ذلك هو وجه الله ـ تعالى ـ فقط وليس كثرة الردود.
الفكرة الرابعة:
يمكن عزيزتي صناعة صندوق للتبرعات من الكرتون أو الخشب، وتغليفه وكتابة بعض العبارات عليه مثل: ( لا تفشلوني .. هذولا إخوانكم محتاجين ) أو ( أين الرحمة في قلوبكم ) ومرريه على صديقاتك في المدرسة أو على أقاربك عند الاجتماعات الأسرية بينكن، وعندما تجمعين المبلغ المطلوب ( 100 ريال مثلاً ) قومي بإعطائها إلى الجمعيات الخيرية، وتأكدي أن لك أجر جميع من تبرعوا لا ينقص ذلك من أجورهم شيء، بالإضافة إلى أجر إنفاقك على المحتاجين من خلال الجمعيات الخيرية.
الفكرة الخامسة:
أخيتي المسلمة: إذا كنت تجدين الأشغال الفنية واليدوية يمكن صنع لوحات كبيرة مزخرفة وملونة وتوزيعها على صديقاتك أو قريباتك، ولزيادة جمال تلك اللوحات يمكنك بروزتها ضمن إطار مزخرف وجميل.
الفكرة السادسة:
أخيتي الفاضلة: يمكنك صنع مطويات أو نشرات ووضعها ضمن لوحة وتعليقها على حائط غرفتك مثلاً وهكذا كلما تأتي صديقاتك لزيارتك يقرأنها وينتفعن بما فيها من موضوعات دينية هادفة، ويمكنك كذلك عمل مطويات صغيرة (5 سم × 5سم) ووضعها ضمن باقة من الزهور وتعليقها عند باب غرفتك أو باب منزلك وهكذا يأخذ منها كل من يأتي لزيارتك.
الفكرة السابعة:
عزيزتي: بمكنك أن تتفقي أنت ومجموعة من زميلاتك في الدراسة أو في العمل أو حتى جاراتك أن تتفقن على عمل مجلة دينية بسيطة ـ فلنفترض مثلا أنكن ثمانية ـ فلتكن منكن فتاتان مسئولتان عن تنسيق المجلة، وخمس فيتيات مسئولات عن تحرير المجلة وكتابة المواضيع فيها، وثلاث فتيات لتوزيع المجلة، بعد نسخها وتصويرها.
الفكرة الثامنة:
يمكنك أن تكوني داعية مسلمة فتجمعي صديقاتك وقريباتك في اجتماع أسري جميل، وتتحدثي لهن عن سيرة صحابية من الصحابيات - رضوان الله عليهن- وتتناقشي معهن في أهم النقاط التي تمس المرأة المسلمة في عصرنا الحاضر من خلال هذه السيرة، واجعلي أسلوبك مشوقاً وجذاباً، ويمكنك طرح أسئلة في نهاية الاجتماع، وتحضير هدايا تعطينها لمن تجيب بشكل صحيح، وتأكدي أن تكون معلوماتك من مصادر موثقة.
الفكرة التاسعة:
أخيتي الغالية: لا تنسى أن سلوكك وخلقك النابع من تعاليم الإسلام السمحاء هو خير دعوة لقريناتك المسلمات، وتذكير لهن بتلك السلوكيات الإسلامية السامية.
الفكرة العاشرة:
أن تنشري هذه الأفكار العشرة بين من تعرفينه من صديقاتك وقريباتك.
وتأكدي أخيتي المسلمة أنه ـ بإذن الله ـ ستنالين أجر ذلك عند الله مثوبة عظيمة وأجراً جزيلاً ... ولا تنسي قول رسول الله المصطفى المختار: { لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ } .. كتاب الجهاد والسير حديث رقم (2787) صحيح البخاري
http://www.al-islamguide.net/ بتصرف من :
ـــــــــــــــــــ(84/16)
إلى كل فتاة... رسالة هامة
طه حسين أبو على
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد...
فضلاً منكِ قبل أن تقرأي هذه الرسالة، كوني على يقين من أننا كلنا ننسى ونُخطئ، ولكن ليس من الحكمة أن تحزني إذا ذكَّر بعضنا بعضاً، فهل يضايقكِ أن تعيريني قلبكِ المطمئن وعقلكِ الفاهم دقائق لقراءة هذه الرسالة؛ عسى أن تجدي في النهاية ما تبحثين عنه!!!
بداية: أختي الفاضلة إن المصارحة قد تكون مُرَّة الطعمِ؛ لكن نتائجها محمودة وقد ذُقنا شُؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة، فآمل أن يتسع صدركِ لسماع ما أقول.
يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، فقالوا يا رسول الله: ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» (البخاري).
وقال أيضاً - صلى الله عليه وسلم-: « سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، على رُؤُوسُهنِّ كأسنمةِ البُختِ، العنوهُنَّ فإنهن الملعونات» (صحيح) ومعنى كاسيات عاريات أي كاسيات في الصورة، عاريات في الحقيقة؛ لأنهن يلبسن ملابس لا تستر جسداً ولا تخفي عورة، فالغرض من اللباس الستر فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عارياًَ. وهذا ينطبق تماماً على كل الملابس الضيقة والمفتوحة. ومعنى على رؤوسهن كأسنمة البخت: أي يصففن شعورهن من فوق رؤوسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل.
وقال الله تعالى: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤذَين} وهذا أمر صريح من الله ـ تعالى ـ بالحجاب وأتى في صورة أمر إلى النبي لأهميته، فلو لم يكن الحجاب الشرعي أو الزي الإسلامي ذا أهمية كبيرة - كما يظن البعض - فهل يأمر به الله على هذا الشكل؟ وإذا كان الظاهر غير مهم فهل يأمرنا ربنا بأشياء غير ضرورية؟!!
فمن هذا المنطلق نبُيِّن لكم بعض الأحكام التي تُبَصِّرُكِ بمظاهر التبرج؛ فاجتنبيها:
أولاً : حكم لبس المرأة البنطلون ..
- أفتى الشيخ صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية بما يلي:
"لا يجوز للمرأة أن تلبس ما فيه تشبه بالرجال أو تشبه بالكافرات، وكذلك لا يجوز لها أن تلبس اللباس الضيق الذي يبين تقاطيع بدنها ويسبب الافتتان بها، والبناطيل فيها كل هذه المحاذير فلا يجوز لبسها."
وكما أفتى الشيخ صالح العثيمين أنه " لا يجوز لبس البنطلون حتى لو كان البنطلون واسعاً فضفاضاً لأن تَمَيُّز رِجْل عن رِجْل يكون به شيء من عدم الستر، ولأن البنطال من لباس الرجال."
وقد أفتت دار الإفتاء المصرية بما يلي:
" لبس المرأة للبنطلون الضيق المُفصِّل لجسدها حرام شرعاً وأن عقوبة التبرج والسفور في الآخرة عقوبة شديدة مثل عقوبة تارك الصلاة أو الزكاة؛ لأن الحجاب واجب شرعي، والتبرج والسفور من الكبائر المحرمة شرعاً إذْ أنهما يؤديان إلى انتشار الفساد والفاحشة."
وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: « لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: الرجلَ يلبسُ لِبْسَةَ المرأةِ ، والمرأةَ تلبس لِبْسَة الرجل» رواه أبو داود بإسناد صحيح، وصححه الألباني.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « ثلاثٌ لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه، والمرأة المُتَرَجِّلة المتشبهة بالرجال، والدَيُّوث» (الحديث صحيح)
ثانياًُ : حكم المرأة التي تخرج متعطرة ..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « أيما امرأة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها؛ فهي زانية» رواه أبو داود، و النسائي.
ثالثاً : حكم المرأة التي ترقق حواجبها ..
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « لعن الله الواشمات، والمُستوشمات، والنامصات، والمُتنمصات، والمُتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله» متفق عليه. والنامصة: هي من ترقق الحاجبين للنساء، والمتنمصة: هي من يتم ترقيق حواجبها.
رابعاً : تبرج المرأة بصوتها أو مشيتها ..
قال تعالى: { يا نساء النبي لستُنَّ كأحد من النساء إن اتقيتُنَّ فلا تخضعنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ،وقلن قولاً معروفاً} [ الأحزاب : 32 ].
ولا تخضعن بالقول: أي لا تُلن القول، ولا يكن في صوتكن ميوعة الأنوثة عندما تخاطبن الرجال.
وقال تعالى: { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} وذهب ابن كثير، إلى أن المرأة منهية عن كل شيء يلفت النظر إليها أو يحرك شهوة الرجال نحوها.
خامساً : التبرج المُقَنَّع ..
فقد رأى أعداء الصحوة الإسلامية أن يتعاملوا مع الحجاب الشرعي بطريقة خبيثة؛ فراحوا يروجون صوراً متنوعة من الحجاب على أنها حل وسط ترضي المحجبة به ربها – زعموا!!! - وفي نفس الوقت تساير مجتمعها، وتحافظ على أناقتها.
وكانت بيوت الأزياء قد أشفقت من بوار تجارتها؛ بسبب انتشار الحجاب الشرعي، فمن ثَمّ أغرقت الأسواق بنماذج ممسوخةٍ من التبرج تحت اسم (الحجاب العصري) وأحرجت ظاهرة الحجاب الشرعي طائفة من المتبرجات اللائي هرولن نحو (الحل الوسط)؛ تخلصاً من الحرج الاجتماعي الضاغط، الذي سببه انتشار الحجاب الشرعي، وبمرور الوقت تفشت ظاهرة (التبرج المقنع) المسمى بالحجاب العصري، يحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات؛ لذا فيا صاحبة الحجاب العصري: حذار أن تصدقي أن حجابك هو الشرعي الذي يرضي ربك، وإياك أن تنخدعي بمن يبارك عملك هذا، ويكتمكِ النصيحة ولا تغتري فتقولي: " إني أحسن حالاً من صويحبات التبرج الصارخ" فإنه لا أسوة في الشر، فعليك أن تقتدي بأخواتك الملتزمات بالحجاب الشرعي بشروطه.
سادساً : ماذا عن الوجه ؟
اتفق العلماء على وجوب تغطية الوجه في مثل هذا الزمن الذي كثرة فيه الفتنة، وكثر فيه الفساق الذين لا يتورعون عن النظر المحرم. ويقول تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما} [ النساء : 65 ]، ويقول ابن كثير - رحمه الله- في تفسير هذه الآية: يُقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة: أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول - صلى الله عليه وسلم- في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له ظاهراً و باطناً، وإذا حكّموك يطيعونك في بواطنهم، فلا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكمت به؛ فينقادون له في الظاهر والباطن لذلك فهو تسليم كلي، من غير ممانعة، ولا مدافعة، ولا منازعة.
والخلاصة: أن أبواب التبرج محدودة، ويسهل تفاديها وهي لبس القصير أو الضيق أو الرقيق أو المزين اللافت للنظر، وعلينا أن نرسي مبدأً هاماً، وهو أن الإسلام هو الاستسلام، والإذعان والانقياد، لأمر الله تعالى، إذاً يكون موضع البحث هو التأكد من أن هذا التكليف قد ورد في كتاب الله أو في سنة رسول الله.
فهيا أختاه نعود إلى رضا الله الذي خلقنا بيده، ونفخ فينا من روحه، فهذا الحجاب أمر به الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- وقد قال الله تعالى: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنةِ إذا قضى الله ورسولُه أمراً، أن يكون لهم الخِيَرةُ من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً} [ الأحزاب : 32 ]، أي أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء؛ فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحدهم لا برأي ولا بقول.
إذاًً المسألة ليست مسألة اقتناع، بقدر ما هي مسألة إيمان وامتثال لأمر الله.
وإنا لعلى يقين من وجود الخير داخلك، فإنك ما تقومين بمعصية الله عن قصد، وإنما هي فطرتك في حب الظهور بمظهر الجمال والتناسق ومسايرة أقرانك, ولكن ما دام هذا يثير الفتنة ويغضب ربك ويؤدي للإساءة إليك؛ باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء النية وخبث الطوية، مما يعرضك لأذى الأشرار والسفهاء، كما تقومين بتسهيل معصية الزنا بالعين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « العينان زناهما النظر» رواه مسلم، فعليك ألا تُصِّري على ذلك. فهيا انضمي إلينا؛ ليُكَثِّرَ بعضُنا بعضاً. واعلمي أن حجابك يَبُث الرعبَ في قلوب أعداء الإسلام.
وتحتَجُّ بعض الفتيات حين تنهاها عن التبرج أو تأمرها بالحجاب الشرعي، أنها مقتنعة تماماً، لكن شهوة المظهر تغلبها، وهي لا تستطيع ضبط نفسها. وقد يبدو العذر منطقياً لدى البعض لأول وهلة، ولكن حين تراها في شهر رمضان وقد التزمت بعض الشيء - وهو سلوك محمود ولا شك- يدل على أنها تملك القدرة على ضبط نفسها و الانتصار على شهوة المظهر.
أختاه تخيلي بعض الملتزمات في عقلك، واسألي نفسك هذا السؤال: ألا أستطيع أن أكون واحدة من هؤلاء؟ كيف نجحوا وهم يعيشون في المجتمع نفسه، ولهم شهوات وأمامهم عوائق كما أن لي شهوات وأمامي عوائق فقد كان العديد من الفتيات في طريق التبرج ثم منَّ الله عليهن بالهداية؛ فتبدلت أحوالهن وتغيرت و سرن في رِكاب الصالحات الطائعات، وربما كانت زميلة لك...
فكيف ينجحن في اجتياز هذه العقبة وتفشلي أنت؟! ولماذا استطعن التوبة ولم تستطيعي أنت؟ إن العوائق عند الكثير من الفتيات عن التوبة والالتزام ليس عدم الاقتناع، بل هو شعور بعدم القدرة على التغير. أفلا تُعتبر هذه الفتاة الملتزمة نموذجاً لك، ودليل على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً نصطنعه؟!! فماذا يمنع أن تكوني أنت واحدة من هؤلاء؟ وما الذي يحول بينك وبين ذلك؟
فأعيدي الحسابات، وصححي الطريق، ولا تكوني ممن تقتنع بخطأ طريقها وتتمنى التغيير؛ لكنها تنتظر المناسبة ألا وهي أن يموت قريب لها، أو تُصاب بحادث فتَتَّعِظ؛ فيهزها الموقف فيدعوها للتوبة!! ولكن ماذا لو كانت هي ذلك الميت فيتعظ بها غيرها؟ أو كان الحادث الذي تنتظره ليردها إلى التوبة فيه نهايتها؟!! أختي الفتاة ليس للإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة، فالأمر لا يحتمل المخاطرة. يقول الله تعالى: { إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} [ النور : 51 ]
فهناك غائب ينتظرك وليس له وقت محدد، إنه الموت.. نعم الموت، قد يأتي وأنت تأكلين أو تشربين أو نائمة، وربما وأنت تضحكين أو تلعبين... فاتقى الله، فمهما تهربين منه فإنه ملاقيك { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم} ماذا أعددتِ له؟ .. ماذا عمِلتِ للفوز برضا الله؟ قولي لي بربك ..كيف ترتاح نفسك وأنت عاصية لله؟ أم كيف يطمئن قلبك، أم كيف يرضى ضميرك عما أنت فاعلته؟!! أما استشعرتي عظمة الجبار؟! أما تخافين غضب القهار..؟!! نعم لقد أغضبتِ مولاك من أجل هواكِ، من أجل أن يُقال: فلانة جميلة .. وليكن ذلك فقد قيل. ثم ماذا. ثم تُلعنين؟!! إلى متى وأنت في غفلة..؟ إلى متى وأنت تقولين غداً أتوب! غداً أرجع إلى ربي! غداً أخلع كل المنكرات و أقوم بكل الصالحات...!!! إلى متى؟!!
أختي الغالية كوني شجاعة ولا تترددي، اتخذي القرار، واسلكي طريق الصالحات، ولا تغتري بكثرة الهالكات فعمل الناس ليس هو الحكم يقول الله تعالى: { وإن تُطِع أكثر من في الأرض يُضلوكَ عن سبيل الله} وقول الله تعالى: { قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون} [ المائدة : 100 ]، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»
واعلمي أن الله - عز وجل- يفرح بتوبة عبده، ويبدل له السيئات حسنات عند رجوعه إليه { إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً} [ الفرقان : 70 ]
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: « للهُ أشدُّ فرَحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة (الصحراء الخالية) معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال: أَرجعُ إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده» أخرجه البخاري ومسلم.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: « قال الله - عز وجل- يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة» أخرجه الترمذي.
أختاه... إن فيما أوضحته لك ما يكفي لإقناعك بالمنطق السليم الذي لا التواء فيه؛ بأن إتباع شريعة الله ـ تعالى ـ لا يضمن لك بلوغ مرضاة الله فحسب، بل هو يضمن لك إلى جانب ذلك تحقيق أسباب سعادتك الدنيوية كلها، فقد بدا من النادر أن توجد امرأة مسلمة ترتدي الزى الإسلامي قد جاوزت سن الخامسة والعشرين دون زواج، فالزواج سنة الله، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته. أمَا وقد تبين لك كل ذلك؛ فقد آن لك أن تنهضي للاستجابة لحكم مولاك العظيم، وأن تصطلحي مع الله - عز وجل- بعد طول نسيان وتنكر له، ودعك من انتقاد الناس وحسابهم، فإن حساب الله غداً أشد وأعظم. تَرَّفعي عن السعي إلى مرضاتهم وتحقيق أهوائهم فإن التسامي إلى مرضاة الله أسعد لك وأسلم، ولسوف تجدين وأنت تعزمين على الرجوع إلى صراط الله من يحاول أن يرهق مشاعرك تخديراً تحت وطأة هذه التقاليع التي أحاطت بك، كما تحيط خيوط العنكبوت بضحيتها الحبيسة.
أما نحن فنذكرك بقول الله ـ تعالى ـ: { يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين} وستجدين من يُذَكِّرك بجمال هذه الدنيا، ومغريات الارتواء من لذَّاتها وزينتها، ولكني أذكرك بخطورة عقابها وجسامة ما ينتظرك من آثارها.
كلمة أخيرة نتوجه بها إلى اللواتي استيقنت أفئدتهن الحق الذي بيَّناه، غير أن الواحدة منهن تشعر ببعد النَّقلة بين الواقع الذي تعيش فيه والحق الذي آمنت به، فتركَنُ آسفةً إلى الوضع الذي تعيش فيه، وتعتذر بأنها عاجزة عن مثل هذا القفز البعيد، وهكذا فهناك الكثير ممن ليس يلتزمن بالزي الإسلامي ما يمنعهن من السعي إلى إصلاح حالهن، إلا ما يرونه من بعد الفجوة وعمقها بين الكمال الذي يسمعون عنه، والواقع الذي يعيشون فيه، ولكن هذا التصور خاطئ، فإن الفاصل بين الحق والباطل إنما يتمثل في الفرق بين أبعد طرف عن الباطل وأول درجة من درجات الحق، وفرق ما بينهما لفتة صغيرة وحركة بسيطة، إذن فالحق هو سلّم ذو درجات متقاربة، تبدأ أولها عند طرف الباطل الذي تعيشين فيه، وتقف الدرجة الأخيرة عند نهاية الكمال الذي يشدك إلى تشريع الله وحكمه.. إذن فالمطلوب منك بعد أن انتبهت إلى الحق وآمنت به أن تتحركي صاعدة في درجاته، لا أن تقفزي قفزة واحدة إلى نهايتها. فإذا كنت لا تملكين من الطاقة أو الإرادة أو الظروف المساعدة، ما تفرضين به على نفسك حجاباً سابغاً للجسم والوجه، فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك مما تساعدك عليه الظروف والأحوال، وإذا كنت لا تجدين طاقة كافية لتغيير أي شيء من لباسك وهيئتك، مهما كانت منحرفة وبعيدة عن الله - عز وجل-، فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك أيضاً من أداء العبادات المفروضة، وتلاوة شيء من كتاب الله بتدبر خلال كل صباح ومساء، وإذا كنت عاجزة حتى عن ذلك فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك من استشعار خطورة الحال التي أنتِ فيها والالتجاء إلى الله تعالى بقلب صادق واجف، تسألينه العون والقوة واستعيني في ذلك بالبكاء والتضرع إلى الله، واعلمي - وفقك الله - أنه ما سار إنسان أبداً إلى الحق بادئاً بخطوة من هذه الخطى متجهاً إلى الله بصدق وعزم، إلا وفقه الله ـ تعالى ـ في السير إلى نهاية الطريق والوصول إلى مجامع ذلك الحق.
واعلمي أن المصيبة كل المصيبة، أن تعلمي الحق وتؤمني به، ثم لا تتجهي إليه بخطوة أو بعزم كأن الأمر ليس مما يعنيك في شيء، أو كأن الذي شرع هذا الحق و أمر به لن تطولك يده، ولن يبلغ إليك بطشُه وسلطانُه، مثل هذا الحال يعتبر أعظم سبب لاستمطار غضب الله ـ تعالى ـ والتعجيل بعقوبته، وعقوبة الدنيا هنا لا تتمثل في بلاء عاجل يحيق بالإنسان، وإنما تتمثل في انغلاق العقل وقسوة القلب، فلا يؤثر في أحدهما تذكير ولا تخويف ولا تنبيه مهما كانت الأدلة واضحة والنُذُر قريبة.
حتى إذا جاءه الموت تخطّفَه وهو على هذا الحال، فينقلب إلى الله ـ تعالى ـ وقد تحول انغلاق عقله وقسوة قلبه إلى ندم يحرق الكبد، وقت لا ينفع الندم ولا رجوع فيه إلى الوراء. وقد عبر الله ـ تعالى ـ عن هذه العقوبة وسببها بقوله: { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكِنَّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً}
فإذا كنتِ تؤمنين بالله فلا ريب أنك تؤمنين بشريعته واليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء والحساب، وإن من مستلزمات هذا الإيمان أن تضعي الكلام الذي سردته عليك في هذه الرسالة، موضع الجد والاهتمام من تفكيرك، حتى إذا أيقنتِ أنني لم أخدعك بباطل من القول ولم أضع بين يديك إلا الحقيقة الصافية التي يتمثل فيها حكم الله - عز وجل-، فإن عليك أن تنهضي إلى تطبيق هذا الحكم بالسير في مراحله المتدرجة فإن رأيت أن حبال الدنيا وأهوائها، وتقليد الصديقات والقريبات تشدك إلى الخلف وتصدك عن النهوض بأمر الله، فلا أقل من أن تفيض الحسرة في قلبك، فيسوقك الألم إلى باب الله ـ تعالى ـ وأعتاب رحمته لتعرضي له ضعفك و تجأري إليه بالشكوى أن يَهَبَكِ من لَدُنه قوةً وتوفيقاً، وأن يمنحك العون؛ لتتحرري عن سلطان نفسك وسلطان التقاليد والعادات وسلطان الأقارب والصديقات.
أما إن لم ينهض بك الإيمان إلى هذا ولا إلى ذاك، ولم يتحرك القلب الذي وراء ضلوعك بأي تأثر واهتمام لكل هذا الذي حدثتك به، فلتكوني في شك من إيمانك بوجود الله ـ تعالى ـ، ولتعلمي أنك تسيرين - إن استمر بك الحال - إلى نهاية رهيبة ليس منها مخلص ولا مفر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:« ما تركت بعدى فتنة أضَّر على الرجال من النساء» متفق عليه.
فاعلمي أنه ما من شاب يُبتلى منك اليوم بفتنة تُغريه، أو تُشغل له باله ، وكان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها، إلا أعقبك منها غداً نَكالٌ من الله عظيم . ا.هـ.
أسأل الله لي و لكِ الهداية و التوفيق ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
http://www.islamway.com بتصرف من :
ـــــــــــــــــــ(84/17)
رسالة إلى الفتاة الملتزمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى من رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً.. إلى من ارتفعت بالإسلام فوق الهوى، إلى من عزت بالقرآن على نساء الدنيا، وسمت بالإيمان حتى قاربت النجوم، وإلى من صانت جمالها، وإلى من اختارها الله تعالى وتوّجها بالالتزام.
قال رسولنا الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم- مخاطباً الصحابة: [فإن من ورائكم أياماً الصابر فيهن مثل القابض على الجمر..] الحديث.
وهذا ما يحصل لكِ الآن يا فتاة الإيمان.. من تمسّكت وعضّت على دينها بالنواجذ، تعتبر فتاة غير متحضرة ونائية!!
فلا و ألف لا... لا تسمعي كلامهم ولا تبالي بأكاذيبهم وافتراءاتهم ولا تجعليهم يطرقوا بابك بهذه الأفكار الهدّامة.
فأنتِ يا مصونة بالستر فتاة المستقبل، أنتِ مربية الأجيال، أنتِ نصف هذا المجتمع.. إن صلحتِ أصلحه الله تعالى وإن فسدتِ بأخلاقك العالم كله فسد..
أنظري إلى من كان قبلنا من صحابيات وأمهات المؤمنين والمؤمنات، وصلن إلى عنان السماء، وارتادوا كل بقاع الأرض.. حتى كانت الواحدة تعدل ملء الأرض نساءً ممن لا همّ لهن إلا تسريحة شعرٍ وجمال فستان.
ولكن كيف؟
كان بالتستر ولبس العفاف، كان بالحياء والخجل، كان بمراقبة الله ـ تعالى ـ بالقول والعمل، إن الناس في هذا الزمن خاضوا بكلمات كالأمواج على المرأة، تطرحها يميناً تارةً وشمالاً تارةً أخرى.. ولكن عندما يتم التحدث عن صحابياتنا الجليلات ويُسرد ذكرهن، تجدين الرقاب تنحني والرؤوس تطرق إلى الأسفل والقلوب واجفة.
فعليك يا أختي بهذا الهدي.
فعليك يا أخيتي بأثر الصالحات.
فعليك يا أختاه بالسير في طريق الرحمن.
ولا تنجرفي في تيارات زائفة ليس لها إلا الانخداع والتمويه.. فلقد صاغك الله ـ تعالى ـ وأحسن خُلقك وخَلقك، وأمددكِ بالنعم الظاهرة والباطنة.. أجلّها وأعظمها: الإسلام والإلتزام..
فهلمي بنا أنا وأنتِ ممسكين بيد واحده لا تتركيني ولا أتركك في هذا الطريق، طريق الاستقامة, فكل شيء فانٍ وهالك ومرجعه إلى النهاية.. فواظبي على أن تكون لكِ ذكرى حسنة وطيبة بعدما تنتهي أدوارك من هذه الدار، ولا يأتي الطيب والخير إلا من الطيب نفسه والخير بحد ذاته وهو بالقرآن الكريم والسنّة النبوية للرسول العظيم.
http://www.naseh.net بتصرف من :
ـــــــــــــــــــ(84/18)
قضية المرأة.. من جديد
عند كل حدث يمر به العالمان العربي والإسلامي، وعند انطلاقة المؤتمرات العالمية التي تزعم حماية حقوق المرأة والطفل والأسرة، وعند حدوث التغيرات الإقليمية في المنطقة، تخرج علينا بين الحين والآخر بعض الأصوات الناعقة من بني جلدتنا، التي تصب في صالح تلك الدعوات الهدَّامة التي لا تنفك عن عالمنا العربي والإسلامي، ومن هذه الدعوات التي كثر الحديث عنها مؤخراً ـ على سبيل المثال ـ: قضية المرأة السعودية، حيث يدور صراع كما تصف تلك الأصوات من خلال المقابلات بين الأفكار والآراء بين تيارين، وكل منها لها طريقتها في طريقة معالجة قضية المرأة من كافة جوانبها، من ناحية حضورها الاجتماعي واستقلاليتها ومساهمتها في التنمية وعجلة المشاركة اليومية في مناشط الحياة.
ومع التغيرات الحادثة على المشهد السياسي والاجتماعي في السعودية جراء الأحداث الإقليمية الأخيرة وما سبقها من أحداث عصيبة؛ عادت قضية تحرير المرأة إلى الظهور من جديد، وباتت العديد من الأصوات النسائية وغيرها تحاول القول أنَّ المرأة السعودية ـ مثلاً ـ لم تنل حقها ولا بد من منحها الحقوق، وظهرت بعض المطالبات بالمشاركة النسائية السياسية في العديد من المناصب، وذلك عبر نسيج من الادعاءات بأنَّ هذه المطالب إنما هي حقوق شرعية معطَّلة، والواضح أنَّ هناك استعانة بمنظمات غربية ومحاولة نشر تقارير وأخبار مغرضة في كثير من الأحيان، حتى يتحقق الضغط الدولي سعياً وراء مصالح خاصة.
والتيَّار الثاني ـ الذي دائماً يمثل الأمل والرجاء، فيسير وفق المنهج القرآني.. (كل نفس بما كسبت رهينة)، فالإسلام يقرر الحرية ويشدد عليها، وهذه الحرية التي صانها الإسلام ومنحها امتدت إلى كافة الفروع الأخرى التي لم تتحدث عنها الدساتير إلا مؤخراً، والعلماء هم المرجع في هذه الأمور.
إنَّ تلك الأصوات الناعقة بسعيها إلى المطالبة بالحرية بنموذجها الغربي، ليست إلا ترويجاً وتسويقاً للإباحية الغربية بكافة أشكالها؛ لأننا عندما نتبع مجالات الحرية بكافة أشكالها، التي قررها الإسلام للمرأة على سبيل المثال، نجد أنَّ الأمور تأخذ جانباً آخر يصعب تعداده في مثل هذه العجالة.. فالشريعة الإسلامية أعطت الحرية في كل شيء، إلا ما ورد به تحريم.. كما أنَّ الأصل في المسائل الإباحة إلا ما ورد النهي عنه.
إنَّ مثل تلك الصيحات التي يحاول المتشدقون بها لا تعدو كونها صيحات في واد.. ينادون بتحرير.. وإعطاء حقوق.. ولو دققوا النظر وأمعنوا قليلاً في النموذج الإسلامي لوجدوا أنَّ الإسلام كرَّم (الرجل والمرأة) وأعطاهم من الحقوق ما عجزت عنه الدساتير الغربية.
المشكلة هي أنَّ هؤلاء أصبحوا الآن ينادون بأن تنال المرأة حقوقها حسب ما تمليه الشريعة الإسلامية.. وهم في حياتهم وأسلوب تفكيرهم وعلاقاتهم أبعد ما يكونون عن الشريعة!
وقد تعودنا من بعض الأصوات النسائية ضيقاً بالشريعة، في الوقت الذي يتمسحون بها لتحقيق هدف محدد هو مزيد من التفلت والانسلاخ!
http://www.lahaonline.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/19)
عائشة أم جوليا ؟!
بقلم : زكية إبراهيم
من أجمل ما يميزك اسمك الجميل الذي تطرب لسماعه الآذان، ويخطفنا إلى تلك الأزمان الجميلة التي سطرها التاريخ، ولطالما توسمنا فيك أسوة حسنة لصاحبة هذا الاسم، علماً، أخلاقاً....
عندما سمعتها تناديك "جوليا" اضطرب سمعي، وازدادت نبضات قلبي.. حاولت الهروب متجاهلة ما أسمعه، بل ما أراه أيضاً، ولكني لم أستطع.. تابعت محاولاتي في التجاهل، ربما ينتهي إلى هذا الحد..
لكن الطامة أن تقبل معاتبة لأني لم أبارك لها اسمها الجديد! ابتلعت حروفي في جوفي.. عادت لمواصلة حديثها: ما رأيك في اسمي الجديد؟
قلت لها: أنا لا أعرف سوى عائشة..
قالت : عائشة انتهى زمنها، بل انتهى تاريخها، لم يعد لها أي وجود في حياتي.. لقد تحررت من قيود القرية لأعيش متحضرة.. وداعاً للخجل والحياء من هذا الاسم!! فهنا تبدأ نقطة انطلاقي وتحقيق أحلامي..!
قلت: أنسيتِ قولك عن عائشة؟! عن عزتها وتفاخرها بهذا الاسم؟
تهاوى كل ذلك لمجرد اسم سحيق لا يعني سوى الخزي والعار والفساد ليس إلا..
لكن تساؤلي.. هل اسمك فقط هو الذي تغيَّر؟
أتمنى ذلك يا عائشة.. و إلا فالمصيبة أعظم، وأتمنى أن يكون تفكيرك فقط، وليس تفكير العائشات الباقيات..
لقد تغيَّر الحال.. أصبحنا نهجر الأسماء التاريخية المجيدة التي دائماً تقرب عقولنا لمعايشة الأحداث التي غالباً ما ترتبط بتلك الأسماء.. من بطولات.. وأخلاقيات.. وغير ذلك.
فعندما نسمع عائشة، مريم، خديجة، أسماء، خولة، آسية... إلخ تجرنا الذاكرة إلى تلك العصور.. وما إن ننظر أمامنا إلا ونجد أننا نحتاج كثيراً لأمثالهن، فيثري لدينا العزة للإسلام والشجاعة وقوة الإيمان.
فهلا وعيتِ يا أسماء، ويا فاطمة، وغيرهما؟!
إن لم يكن فلا تحرمينا من وقع هذه الأسماء ورنينها على غيرك..
فلربما غداً تسألك ابنتك عن معناه؟
فتطربينها بقصة بطولية..
أو دروس علمية..
أو أحداث مسلية..
http://www.lahaonline.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/20)
المرأة في دول الخليج ومطارق التغريب
دأبت أقلام على السعي من خلال الوسائل والأدوات الإعلامية وبإصرار على معاودة الطرق على أوضاع المرأة في دول الخليج العربي، بل والوصاية عليها، فتارة تتباكى تلك الأقلام وأحيانا ترسم المستقبل الذي تعشقه كما رأته في بلاد الجريمة والاعتداءات على المرأة في عرضها أو مالها أو حياتها.. وأحيانا تندد وتشجب وتتعلق بخيوط العنكبوت لتبني منها أوهامها وتنفث من خلال ذلك الفكر الدخيل لتهدم صروحا وأمجادا بنتها المرأة خلال عقود من الزمن.
فحيث توجد المرأة المسلمة فالإسلام أعطاها أعلى درجات السعادة التي ممكن أن تحصل عليها في الحياة، فالمرأة منذ بداية الإسلام لم تكن شيطانا نجسا لا يعترف به وليس له حق في الملكية الخاصة وليس له حق السعادة والفرح والبهجة، أو معزولة موروثة وخادمة و مهانة لا كرامة لها ولا حقوق، كما هي في الحضارات التي عاصرت كثيرا المد الإسلامي.
فأصول النظام الإسلامي ومصادره تتزاحم فيها النصوص التي تعتني بالمرأة وتحافظ على حقوقها الأصلية، بل كثيرا ما تجعل الخطاب الموجه إليها نصا خاصا ينفرد بالتوجه إليها غير نص الرجال لا في ضمنه ولا في محتواه ولا بالمفهوم فقط، وذلك من إعزازها وتكريمها واستقلالها.
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ.........}{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ.....} (سورة النور).
ولقد فرض الإسلام لهن مثل ما عليهن {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}
حتى بلغت النصوص درجة الوجوب في العناية بالمرأة وتغليب جانب الخير عند التعامل معها "استوصوا بالنساء خيرا"، بل ربطت خيرية الرجل بمدى خيريته لأهله "خيركم خيركم لأهله".
ومع هذا تطالعنا وسائل الإعلام ببعض الكتابات التي تطل بأعناقها للحديث عن المرأة في بلاد الإسلام.
عجباً!! أو تتناسى أدنى درجات الموضوعية والإنصاف؛ لأنها تنساق في قوالب قد أعدت مسبقا لها؟! فحينا تسمي الإسلام: أوضاعا اجتماعية، ومرات تسميه: مخلفات تراكمية، وتارة تنسبه لعصور الانحطاط ....عجبا!!
نقول هذا ونحن نتداول بين أيدينا مقالا نشرته إحدى الصحف العربية وقد حملت كاتبته مطرقة حديدية هوت بها على أوضاع المرأة المسلمة في إحدى بلدان الخليج العربي؛ استمرارا للحملة التي ما تزال مطارق المنصرين ودعاة انسلاخ المرأة من دينها و فطرتها وعفافها تدق عليه. انظر إلى هذا النص من مقالها تقول:
"تعيش السعوديات حياة صعبة تمزج بين التقاليد الصارمة وقواعد السلوك مع المطالب الحديثة للتعليم والحرية".
أرأيت ـ أخي القارئ ـ لوجود التقاليد ولوجود قواعد السلوك يسمون الحياة صعبة! إنهم يريدونها بلا قواعد للسلوك ولا تقاليد وأعراف البيئة التي رضيتها الشعوب لنفسها! أنهم لا يريدون لأي أمة أن تختار، بل لهم الحق ـ في رأيهم ـ أن يجددوا المنهج للعالم أجمع، ومن رأى لنفسه غير ذلك فهي حياة صعبة وفيها نظم وبنود، ولا حرية هوجاء فيها ولا انفراط من مجتمع القيم والأعراف كما هي المطالب الحديثة التي تتميز بالانحلال وفسخ كل التعاليم إلا ما ترتضيه الأهواء والنزوات، حيث التعليم المختلط والسائب والحرية المزعومة التي تقضي على القيم والأخلاق والأعراف، حيث إن تلك البلد التي تتحدث عنها المجلة أعرافها جلها من الشرع المطهر.
ثم انظر ماذا تقول المجلة: (وبينما يتعين على النساء في المملكة ارتداء الحجاب... ـ إلى أن تقول ـ ولا بد من اصطحاب أحد أقاربهن الذكور كمحرم عند سفرهن للخارج...) (منقول).
إنهم لا يريدون الحجاب ولا يريدون المحرم! اعتراض سافر على أحكام الشريعة وعلى اختيار الناس الذي اقتنعوا به ورضوا به لذواتهم!
(إلا إنهن ابتعدن كثير عن الصورة النمطية السائدة عنهن في الغرب) (منقول).
وهذا هو المطلب، إنه انهزامية من الداخل، كل المراد هو تغيير الصورة عند الغرب.
وفي مقطع آخر من المقال نفسه: (ورغم أن كثيرا من النساء لا يعملن حسب اختيارهن، هناك أيضا بعض القيود على مشاركتهن في المهن المختلفة. وفي بعض الحالات فإن القيود على النساء لا تقرها القوانين وإنما الممارسة).
يا للعجب!!
اعتراض على الحرية الفردية والجماعية للفرد والمجتمع. القانون لا يسمحون له أن يتحكم في الممارسة ولا الأعراف، تدخل سافر وتحكم ومصادرة للحريات.
وفي المقال نفسه: (رغم إن النساء في السعودية يملكن 40 بالمئة من الثروة الخاصة، وآلاف الشركات التي تعمل في مجالات تراوح بين تجارة التجزئة إلى الصناعات الثقيلة، إلا إنهن يواجهن قيودا ثقافية وقانونية محبطة. ويتعين على النساء الاعتماد على وكيل رجل للتعامل مع المكاتب الحكومية ولإدارة الكثير من المعاملات).
كيف تكون أن ما تعمل به الأمة من أنظمة وتشريعات يسمونها قيودا ثقافية وقانونية محبطة وكيف تكون محبطة وهم يقولون (النساء في السعودية يملكن 40 في المئة من الثروة الخاصة وآلاف الشركات التي تعمل في مجالات تراوح بين تجارة التجزئة إلى الصناعات الثقيلة). لكنهم يريدون المرأة تأتي للمكاتب وتحتاج إلى مقابلات ولقاءات.
ثم تقول الصحيفة :(ويقول كثيرون إن التقاليد والثقافة هما اللذان يدعمان هذه القيود لا الإسلام، ويشيرون إلى أن الدين يدعم حقوق المرأة في البيت والعمل).
ماذا يقصد بالثقافة، والكل يعرف أن الثقافة التي تنبني عليها أحكام في السعودية هي الثقافة الإسلامية؟
وتقول الصحيفة: (فالإسلام يكفل للنساء حق إدارة ميراثهن بأنفسهن ويمنحهن حقوق الملكية. ويقول مسلمون كثيرون إن القرآن كفل للنساء حقوقاً اقتصادية واجتماعية قبل فترة طويلة من حصول المرأة في الغرب على الحقوق نفسها).
نعم، إنه تناقض كبير بين النداء وبين التحقيق، أو أنه سم في العسل، فإذا كان الإسلام بهذه الصفة فلماذا لم يكن النداء دعوة للتوجه إليه؟!
http://www.lahaonline.comالمصدر
ـــــــــــــــــــ(84/21)
معلمتي والكتاب
بنيتي
نسائم الذكريات تنقلني لقاعات الدراسة , أشم رائحة الطباشير تتطاير ذراتها
في أجواء الفصل .. نتسابق لنكتب على ذلك اللوح الأسود فيصدر صريرا
مزعجا يثير الغيض والضيق
تدخل المعلمة
نتدافع بسرعة لنتخذ أماكننا ونتظاهر بالهدوء والسكينة
اذكر تلك المعلمة .. المحتشمة بذاك الحجاب الأسود الساتر .. والملابس
الفضفاضة الأنيقة
كانت من أحب المعلمات إلى قلبي أو بالأحرى إلى قلوبنا جميعا
دائمة النصح والإرشاد .. تحنو علينا حنو الأم على أطفالها .. أحببناها
حتى أننا كنا نحتكم عندها في حل مشاكلنا .. وخلافاتنا .. ومشاكساتنا
على اختلاف هواياتنا وتوجهاتنا .. إلا أنها استطاعت أن تنمي فينا
حب الكتاب
الكتاب ذلك الكنز الذي لا يبلى .. الثروة التي لا تنتهي ..
لأنه غذاء العقل .. والروح .. والفكر .. واللسان
هكذا كانت تقول
علمتنا كيف ننشئ مكتبة ً للفصل .. وكراسة ً للاستعارة نتداول كتبها ونتناقش
في محتوياتها
فغرست في نفوسنا حب الكتاب .. وتقدير الكُتَّاب
دفعني ذلك أن أنشئ مكتبتي الخاصة في غرفتي .. وكم كنت سعيدة عندما
وضعت فيها أول كتاب حصلت عليه هدية من معلمتي
ثم حرصت على شراء الكتب من المعارض المدرسية والمكتبات التجارية
وتعلمت فنون القراءة
فوجدت أن الكتاب الذي اقرأه بأناة وروية خير من كتب كثيرة اقرأها على عجل
وكتاب أطالعه ثم أعود إليه أنفع من كتب أتصفحها بسرعة
ووجدت أن القراءة المتواصلة المرتبة بتخصيص وقت كل يوم للقراءة أنفع
وأجدى من قراءة متقطعة على مدى أسابيع
وتعلمت كيف أحافظ على هذه الكتب .. فأختار الكتب التي لا تنتهي قضيتها بل تفيدني في حياتي وديني
هل تعلمين بنيتي .. أنني ما زلت أحتفظ ببعض تلك الكتب .. وقد أهديتها لابنتي
كم هو جميل أن تكون هديتك لمن تحبين .... كتاب مفيد
http://www.naseh.net المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/22)
وقرن في بيوتكن
منذ بضع سنوات وفقني الله إلي زيجة صالحة، فزوجي ولله الحمد خلق قويم سوي الشخصية، كريم الطبع، باسم الوجه وقد بدأت حياتنا حلوة ندية ولا يعكر صفوها كدر .. ولكن سرعان ما تبدل الحال، وتدخلت الكآبة والسأم لتأخذ مكانها البارز في بيتنا الدافئ .. لم أكن أنا السبب، بل هو الذي أخذ يكثر من الخروج من البيت حتى أصبح بيتنا بالنسبة له محطة استراحة، وأصبح شديد الحرص علي قضاء أوقات راحته وفراغه خارج المنزل إلا في حالات نادرة واعتراني السأم ولفني الحزن، وعزفت عن الابتسام .. وأخيراً أصبحت أنافسه في هوايته.
تلك كانت كلمات خفيفة همست بها زوجة بتردد يصاحبه انكسار وألم.. ربما لا يعني هذا أمراً جللاً وخطباً عظيماً، فالمشاكل والآلام التي تفوقه كثيرة لكن لو أمعنا النظر لوجدناه يستحق البحث والدراسة، فليس هيناً افتقاد البيت لرجل يحمل بين أضلعه قلباً بالمحبة والمشاركة الحقة، وليس مبهجاً تحمل المرأة للحياة حلوها ومرها.. وحيدة تائهة، تقف مشاركة زوجها لها عند حد الاستماع لشريط أحداث اليوم وانفعالاته دون التجارب الصادق بسبب تأخر الوقت مساءً والإرهاق الذي يعتريه من خروج النهار.
إن حياة من هذا النوع تصيب المرأة بالخذلان وتشتت الفكر، فيضعف الإنتاج أو يتوقف حتى لا يعود همها إلا إدارة حياة أسرتها اليومية كيفما كان .. لنَعُد إلي ما قبل النتيجة وننظر إلي المشكلة بعيون نساء تتساقط بينهن الحواجز، ونبحث عن السبب بصدق وعزم جارف مُلِح علي العودة بالرجل إلي بيته بمحبة وشوق.
وحتى لا نكون ممن يلقي بأخطائه على سواه، نبحث عن السبب في ذات المرأة فنقول: أختي الزوجة المحبة.. أنت تبكين من إعراض زوجك عن بيته حتى أصبح هاجسك أنه لا يحب بيته.. هل أحببِتِه أنتِ أولاً ؟ هل تحبين بيتك حقاً ؟
لا تحسبي أختي أن بقاءك في منزلك مقترن ببقائه، فإن خرج تبعتِه، بل المرأة المُحبة لبيتها هي الملازمة له " وقرن في بيوتكن " تقضي السويعات في الاستعداد الجسدي والنفسي لصاحب البيت، لا تكل ولا تمل مع الأيام محتسبة قرارها وصبرها قُربة لله، أما إذا عاد الزوج ووجدها قد عادت لتوّها من الخارج فإنه ينظر إلي وجه قد أذبله جهد الخروج ولن يجد صدراً يتحمل إجهاده هو .. فينفر ..
إن خروج زوجك لا يبرر لك الخروج.. فالأصل خروجه والأصل بقاؤك.. إن التقيت معه في جلسة هادئة ما هي الأحاديث التي تدور بينكما ؟
حاولي أن تكوني صادقة مع نفسك هل يتعدى حديثك معه: لقد بهت لون السجاد، كم هي سليطة اللسان هذه الخادمة، أختي ستسافر هذا العام إلى.. منذ زمن لم نخرج إلي البحر، للأسف إنك لا تحسن انتقاء أصدقائك، لقد كثر الأطفال وكثرت احتياجاتهم، كم أشتاق إلي أخي، لماذا لا تحترم مشاعري، طفل شقيقتك مزعج.. تمعني في نوعية أحاديثك، إنها تدور في حلقة المشاريع المرهقة والطلبات والانتقاص منه، والتذمر من أهله والمطالبة بمزيد من الحقوق، أكل هذه الأحاديث المنفرة المملة الغارقة بعدم محبتك لبيتك ثم تطالبينه بمحبة البيت؟
إليك هذا العلاج، وابدئيه من اليوم .. ما رأيك باستبدال تلك الأحاديث بأحاديث مشتركة ومناقشات مثمرة تنصب علي اهتماماته هو بالدرجة الأولى، حاولي وكرري المحاولة فالأمر يحتاج إلي تربية منك لنفسك.
زوجك هذا الذي تشتكين من انصرافه عن بيته.. هل يجد هذا البيت معداً لاستقباله فعلاً؟لا أعني التنسيق والنظافة وطيب الرائحة علي أهميتها، إنما أعني صاحبة البيت ذاتها هل تهيئ الهدوء وتهتم بالنفس فترتب أمر الصغار وتشطب المشاكل وتلغي المحادثات الهاتفية فور عودته؟
هل تحسني أختي من الابتسام ومن ملاحقته بالطلبات والخدمة المتفانية المخلصة؟
هل يعتريك الخجل والندم عندما يلمح منك تثاقلاً في إحضار ماء يشربه من يدك؟
هل توكلين هذه المهمة لأحد صغارك؟
هل تتوقعين منه الراحة في منزل يحسب نفسه فيه ضيفاً ثقيلاً ويشاركه فيه دائماً ضيوفك الذين يستقبلهم صباح مساء؟ فأنت كريمة تفتحين أبواب بيتك وقلبك للجميع إلا هو الذي يجد أبواب قلبك دائماً موصدة فيدلف إلي غرفته، وربما يغلبه النعاس وأنت لم تنته بعد من توديع آخر الضيوف الكرام الذين يعاودون الزيارة تلو الزيارة، فلهن أحسن الكلام وأطيب الطعام وأجمل الثياب، أما هو فله ما تجود به نفسك ويتبقى من وقتك.
معذرة أختي إن كان في الحديث قسوة ولكنها قسوة أخٍ ناصحٍ محب.. راجعي حساباتك وابحثي عن السبب الحقيقي في هروب زوجك من بيته.
وأخيراً أحبي بيتك يحبهُ هو .. وفقك الله.
http://mawada1.tripod.com المصدر :
ـــــــــــــــــــ(84/23)
فسوق المرأة الأمريكية
كتبه / محمد الكندري
"البرقع مقابل البكيني . . . فسوق المرأة الأمريكية" عنوان لمقال سطره د.هنري ماكوو يبدي من خلاله تقديره للحياء كصفة ملازمة للفتاه المسلمة كما لا يخفي احترامه للمرأة المسلمة التي تكرس حياتها لأسرتها وإعداد النشء وتربيتهم. وعلى الوجه الآخر يبوح بما يضمره من استياء نتيجة للانحطاط القيمي والهياج الجنسي الذي تعيشه الفتاة الأمريكية.
د. هنري ماكوو- أستاذ جامعي ومخترع لعبة (scruples) الشهيرة ومؤلف وباحث متخصص في الشؤون النسوية والحركات التحريرية .المقال يعكس مدى إعجاب بعض المنصفين من دعاة التحرير في الغرب بقيمنا الإسلامية رغم اختلاف الأيدلوجيات والتوجهات . وقد أثار مقال د.هنري ردود أفعال في الشارع الأمريكي بين مؤيد ومعارض .
صورتان متناقضتان
يقول د. هنري في مقالة: ( على حائط مكتبي صورتان، الأولى صورة امرأة مسلمة تلبس البرقع – النقاب أو الغطاء أو الحجاب – وبجانبها صورة متسابقة جمال أمريكية لا تلبس شيئاً سوى البكيني، المرأة الأولى تغطت تماماً عن العامة والأخرى مكشوفة تماماً )هكذا كانت مقدمة المقالة والتي تعتبر مدخلاً لعرض نموذجين مختلفين في التوجهات والسلوكيات.
حرب متعددة الأهداف
يشير الكاتب إلى الدوافع الخفية لحرب الغرب على الأمة العربية والإسلامية موضحاً أنها حرب ذات أبعاد سياسة وثقافية وأخلاقية، إذ أنها تستهدف ثروات ومدخرات الأمة، إضافة إلى سلبها من أثمن ما تملك: دينها، وكنوزها الثقافية والأخلاقية. وعلى صعيد المرأة فاستبدال البرقع وما يحمله من قيم بالبكيني كناية عن التعري والتفسخ. يقول الكاتب ( دور المرأة في صميم أي ثقافة، فإلى جانب سرقة نفط العرب فإن الحرب في الشرق الأوسط إنما هي لتجريد العرب من دينهم وثقافتهم واستبدال البرقع بالبكيني)!!
دفاعاً عن القيم
يمتدح د.هنري القيم الأخلاقية للحجاب أو البرقع ، أو ما يستر المرأة المسلمة فيقول ( لست خبيراً في شئون النساء المسلمات وأحب الجمال النسائي كثيراً مما لا يدعوني للدفاع عن البرقع هنا ، لكني أدافع عن بعض من القيم التي يمثلها البرقع لي ) ويضيف قائلاً : ( بالنسبة لي البرقع ( التستر) يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها ، هم فقط يرونها وذلك تأكيداً لخصوصيتها). وكأن د.هنري يتفق هنا مع ما ذهبت إليه أم المؤمنين عائشة - رضي الله- عنها لما سئلت: أي النساء أفضل؟ قالت ( التي لا تعرف عيب المقال ولا تهدي لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لزوجها والإبقاء على رعاية أولادها) أو كما قالت - رضي الله عنها- .
المسلمة مربية أجيال
ويشيد الكاتب بمهمة ورسالة المسلمة والمتمثل في حرصها على بيتها واهتمامها بإعداد النشء الصالح فيقول ( تركيز المرأة المسلمة منصب على بيتها، العش حيث يولد أطفالها وتتم تربيتهم ، هي الصانعة المحلية، هي الجذر الذي يُبقي على الحياة الروح للعائلة .......تربي وتدرب أطفالها .......تمد يد العون لزوجها وتكون ملجأ له).
وماذا عن المرأة الأمريكية ؟
بعد الانتهاء من شرح الصورة الأولى التي على مكتبه وهي صورة المرأة المسلمة ينتقل د. هنري إلى الصورة الثانية فيقول: (على النقيض ، ملكة الجمال الأمريكية وهي ترتدي البكيني فهي تختال عارية تقريباً أمام الملايين على شاشات التلفزة....وهي ملك للعامة... تسوق جسمها إلى المزايد الأعلى سعراً ....هي تبيع نفسها بالمزاد العلني كل يوم).
ويضيف ( في أمريكا المقياس الثقافي لقيمة المرأة هو جاذبيتها، وبهذه المعايير تنخفض قيمتها بسرعة ...هي تشغل نفسها وتهلك أعصابها للظهور)
الجنس والعواطف الفارغة
ينتقد د. هنري فترة المراهقة الشاذة التي تعيشها الفتاة الأمريكية حيث التعري والجنس والرذيلة فيقول ( كمراهقة قدوتها هي بريتني سبيرز المطربة التي تشبه العرايا، من شخصية بريتني تتعلم أنها ستكون محبوبة فقط إذا مارست الجنس... هكذا تتعلم التعلق بالعواطف الفارغة بدلاً من الخطوبة والحب الحقيقي والصبر ).
الفتاة المسترجلة
ثم يعرج الكاتب إلى الآثار السلبية لتلك الحياة الماجنة التي تعيشها الفتاة الأمريكية فيقول: (العشرات من الذكور يعرفونها قبل زوجها...تفقد براءتها التي هي جزء من جاذبيتها .. تصبح جامدة وماكرة ..غير قادرة على الحب )
ويشير إلى أن المرأة في المجتمع الأمريكي تجد نفسها منقادة إلى السلوك الذكوري مما يجعلها امرأة عدوانية مضطربة لا تصلح أن تكون زوجة أو أماً إنما هي فقط للاستمتاع الجنسي وليس للحب أو التكاثر.
النظام العالمي يكرس العزلة
وينتقد د. هنري نظام الحياة في العالم المعاصر حيث التركيز على الانعزالية والإنفراد فيقول: (الأبوة هي قمة التطور البشري، إنها مرحلة التخلص من الانغماس في الشهوات حتى نصبح عباداً لله ...تربية وحياة جديدة ) ويضيف قائلاً: ( النظام العالمي الجديد لا يريدنا أن نصل إلى هذا المستوى من الرشد .. حيث يريدوننا منفردين منعزلين.. جائعين جنسياً ويقدم لنا الصور الفاضحة بديلاً للزواج )
احذروا خدعة تحرير المرأة
ويكشف د. هنري زيف ادعاءات تحرير المرأة ويصفها بالخدعة القاسية إذ يقول : ( تحرير المرأة خدعة من خدع النظام العالمي الجديد، خدعة قاسية أغوت النساء الأمريكيات وخربت الحضارة الغربية )
ويؤكد الكاتب أن تحرير المرأة يمثل تهديداً للمسلمين فيقول : (لقد دمرت الملايين وتمثل تهديداً كبيراً للمسلمين ).
وأخيراً يقول د. هنري: [ لا أدافع عن البرقع ( أو النقاب – أو الحجاب ) لكن إلى حد ما بعض القيم التي يمثلها، بصفة خاصة عندما تهب المرأة نفسها لزوجها وعائلتها والتواضع والوقار يستلزم منى هذه الوقفة].
- أليس هذا الكاتب و أمثاله أكثر صدقاً وجرأة وقولاً للحق من الكثير من دعاة العلمانية في بلادنا؟!
- ألا يكفي المرأة المسلمة فخراً بأن يشيد بمكارم أخلاقها من ليسوا على دينها؟
http://www.khayma.com/ftat/Mj/kundree.htm : بتصرف من
ـــــــــــــــــــ(84/24)
الأسرة في الإسلام
ينظر الإسلام إلى الرجل والمرأة نظرة عميقة ومستقره لاتجاري الرغبات التلقائية لدي أدعياء العدالة بإراحة ضمائرهم المثقلة بإرث تاريخي من الشعور بالذنب تجاه المرأة التي كثيرا ما ظلمت في غالب العصور والأقطار عن طريق دعوتها إلى المساواة غير المدروسة بين الجنسين، كما أنه لا يغير مواقفه ونظرته تبعا لتغير مواقف المفكرين وعلماء النفس والاجتماع التي تتبدل بدورهامع تبدل الظروف الاجتماعية الركام التاريخي حول هذه القضية وتجارب الشعوب المختلفة فيها والزاوية التي ينظر المجتمع منها إلى هذا الموضوع بحيثياته المختلفة . فعمق النظرة الإسلامية يتجلى في الاعتراف الصريح الواثق بوجود خصائص عامة مشتركة بين الرجل والمرأة وأيضاً بوجود فروقات أصلية خلت معهما وظلت معهما وظلت جزء من تكوينهما لتهيئ كلاً .منهما إلى الوظيفة التي يسره الله تعالى للقيام بها " النساء شقائق الرجال "وهذا القول من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعلن بوضوح أن المرأة والرجل يشتركان في
الحقوق والواجبات التي تشتمل عليها الأحكام الإسلامية ما لم ينص بوضوح على تخصيص أحدهما بحكم معين، .ويقول سبحانه وتعالى : " من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "
[النحل : 97] وانطلقا من هذا الإدراك الواثق لطبيعة الرجل والمرأة أوجب الإسلام على الرجل القادر أن ينفق على نفسه وعلى من يعول من النساء والأولاد ولم يوجب ذلك على المرأة حتى وأن كانت غنية وقادرة بل ترك لهما ذلك إن شاءت فعلته وإن شاءت امتنعت عنه وفي العبادات شرع للمرأة أن لا تصلي في حالة الحيض والنفاس، ولم يوجب عليها أن تقضي هذه العبادة بعد أن تتطهر لما في ذلك من المشقة عليها والإرهاق لها، بينما أوجب الصلاة على الرجل العاقل الواعي أن يؤدي الصلاة مهما كانت حالته وثبات النظرة الإسلامية إلى الجنسين يتمثل في أنها لم ولن تكون في يوما من الأيام ردة فعل لرأي مجتمع معين أو سلوك مجتمع آخر أو فكرة مفكر من هنا أو هناك بل هي نظرة منطلقة من المعرفة الدقيقة بطبيعة كل من الرجل والمرأة وما يناسبها في أحوالها المختلفة ويمكن التعبير عن النظرة الإسلامية إلى الأسرة التي تقوم أساسا على الرجل والمرأة ضمن
البنود التالية
* الزواج في الإسلام شركة : لهذه الشركة عضوان مؤسسان ( الرجل والمرأة ) ، لأن الرجل هو صاحب الخطوة التأسيسية الأولى، ولأنه صاحب النفسية الأقل تقلباً وانفعالا.وللشركة دستور واضح وبنود محدده تقوم في مجملها على الحب والمودة ثم تتعرض في تفاصيلها لجميع جوانب الحياة الأسرية، ثم إن الإسلام يدعو كل من يستطيع تأسيس هذه الشركة إلى المبادرة بتأسيسها ويعده التيسير الكثير والرزق الوفير إذا التزم في إقامتها ببنود الدستور الأسري الإسلامي، ففي صحيح مسلم أن أسماء بنت يزيد الأنصارية أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت : " بأبي وأمي أنت يا رسول الله : أنا وافدة النساء إليك .إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك. إنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم وحاملات أولادكم ، وأنتم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل. وإن أحدكم إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم ، أ فنشارككم في الأجر والخير ؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه ثم قال : هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن في مسألتها في أمر دينها من هذه ؟ فقالوا يا رسول الله : ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال : افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته وابتغائها موافقته يعدل ذلك كله. فانصرفت المرأة وهي تهلل حتى
وصلت إلى نساء قومها من العرب وعرضت عليهن ما قال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم ففرحن وآمن جميعا " [الأسرة في الإسلام] والزواج هو العقد والميثاق الذي على أساسه تقوم رابطة الأسرة ويلتقي الرجل والمرأة ليكونا هذه المؤسسة الاجتماعية الخطيرة الشأن وقد اعتبر الإسلام هذه العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على الرحمة والمودة "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا "لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة" [الروم: 38] وجعل هدفها السكن وتحقيق السعادة لتسكنوا إليها، "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" [سورة الأعراف: 189 ] "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" [سورة البقرة: 187] كما أنه أقامها على التراضي والاختيار الحر "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف" [ البقرة : 132 ]"ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه" [سورة البقرة:231] " يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها" [سورة النساء: 19] كما أنه جعل إدارة شأنها واتخاذ القرار داخلها أمراً يتم بالتداول والتشاور بين الزوجين " وأتمروا بينكم بمعروف " [سورة الطلاق: 46] ونجد القرآن في جزئية من جزيئات الشؤون الأسرية هي فطام الرضيع فيوليها اهتماما ويحض على أن تتم بالتشاور والتراضي "فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهم " [البقرة: 233] وحتى لا يحدث تلاعب بهذه العلاقة تروح ضحية الأسرة بما فيها من أولاد لهم الحق في أن يوفر لهم جو مناسب يتنفسون فيه السعادة ويتربون بدون ضجيج وإزعاج جعل للرجل الحق في الطلاق مرتين فإن طلق الثالثة سد أمامه هذا الطريق وحرمت عليه المرأة حتى تتزوج غيره " الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " [ البقرة : 229 ]وحث الإسلام على استمرار هذه الرابطة وكره قطعها من غير مبرر وشرع لذلك جملة تشريعات :
-حث كل واحد من الزوجين على إحسان العلاقة بالآخر والقيام بواجبه تجاهه مما يقلل فرص الشقاق ويزرع الحب والمودة في قلب كل واحد منهما تجاه الآخر.
- حث على صبر كل واحد من الزوجين على ما يلاقيه من الآخر ما دام ذلك ممكنا وما دام سبيلا لاستمرار هذه العلاقة بشكل مقبول وأثار في نفوس الأزواج الرغبة في دوام هذه الرابطة بفتحه نافذة المستقبل الواعد الزاهر الذي قد يترتب على هذه العلاقة " وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً " [ النساء : 19 ]
- شرع العدة بعد الطلاق وهي فترة يحق للزوج فيها مراجعة زوجته بدون عقد جديد ، عسى أن تحن نفسه إلى مراجعة زوجته وتحركه ذكرى الأيام الخوالي والذكريات السعيدة إلى ذلك كما أنه قد يكتشف أسبابا للبقاء مع زوجته تفوق تلك التي من أجلها قَطَعَ العلاقة
-كما شرع التحكيم وهو أن تتدخل أسرتا الزوجين إذا توترت العلاقة بينهما فيبعثون "حكماً من أهله وحكماً من أهلها "لدراسة أسباب الشقاق والبحث عن سبل لتجاوزها لإعادة سفينة الأسرة إلى بر الأمان " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما " [ النساء : 35 ]فبهذه كلها حافظ الإسلام على الأسرة ، بالإضافة إلى ما ينشره في مجتمعه من حرص على الفضيلة وابتعاد عن الممارسات الضارة كالأكاذيب والشائعات والعلاقات المشبوهة التي غالبا ما تكون سببا في دمار البيوت وخراب العلاقات الاجتماعية وذلك من أجل تحقيق المقاصد التي يعلقها الإسلام على الأسرة والمهام الاجتماعية الجسيمة التي ينوط بها والتي منها . إنجاب الذرية من أجل أن تستمر الحياة الإنسانية على هذا الكوكب ، فاستمرار الحياة متوقف على الإنجاب ولكن هذا الإنجاب لابد أن يتم وفق نظام وذلك عن طريق الأسرة التي تربي الذرية وتتعهدها حتى تهيأ لمهام المحافظة على الجيل القادم. وقد أعتبر الإسلام إنجاب الذرية من نعم الله وآياته التي يستحق بها الشكر " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة "[ النحل :72 ] كما أعتبر الذرية والمال زينة الحياة " المال والبنون زينة الحياة الدنيا "[ الكهف :46]وكان من دعاء الرسل أن يهبهم الله الذرية الصالحة، فهذاالسلام يقول"رب هب لي من الصالحين " [ الصافات : 100 ] وهذا زكريا عليه السلام يقول " رب هب لي من لدنك وليا " [ مريم : 5 ]وعباد الرحمن يحدثنا القرآن أن من دعائهم " ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين "[ الفرقان : 74 ] فاستمرار الحياة الإنسانية على الأرض مقصد من مقاصد الإسلام ولا يتم ذلك على الوجه الأكمل إلا بقيام الأسرة .
1 - تنظيم الطاقة الجنسية .
فقد ركب الله سبحانه في الإنسان الطاقة الجنسية التي بها استمرار الحياة وهذه الطاقة لا يسعى الإسلام إلى كبتها أو مشاكستها ، وإنما يسعى إلى تصريفها بطريق منظم لا تنتج عنه مخاطر على المجتمع وهذا الطريق هو تكوين الأسرة .
2- تقاسم أعباء الحياة والمشاركة في تكاليفها :
فالإنسان بمفرده ضعيف عن حمل هذه الأعباء فإذا شعر بوجود من يقوم معه بحمل هذه الأعباء ويقاسمه مسرات الحياة و أجزائها دفعه ذلك إلى مزيد من التضحية والبذل والصبر على تجاوز الصعوبات وتذليل العقبات . .
4- تربية الأجيال الجديدة التي تخلف الجيل السابق وتحمل أمانة الاستخلاف لمن بعدها وتزويد الحياة بعناصر الإعمار والبناء فالتربية القديمة التي ينشأ فيها الجيل الجديد قوي العزيمة راسخ الإيمان سليم البنية أبي النفس عالي الهمة ضرورية لأخذ مهام الاستخلاف بقوة وهي لا تتم على الوجه المطلوب إلا في ظل ، حياة أسرية سعيدة يشعر فيها الأبوان بالمسئولية المشتركة عن الأبناء ويؤدي كل منهما الواجب الذي عليه ومن هنا أكد الإسلام على الوالدين أن يقوما بواجب الرعاية والتربية نحو الأبناء وجعل كل منهما راعيا ومسئوولاً عن رعيته.
5- حفظ النسب فالإسلام يسعى إلى تقوية الروابط الاجتماعية وتوثيقها حتى يتم الانسجام داخل المجتمع ويكتسب قوة داخلية وحصانة ضد عوامل الهدم كما يحرص على الإسلام تحديد المسؤوليات الاجتماعية كمسؤوليات التربية والرعاية والقيام على مصالح الأبناء ، فإنه يرفض أن يتهرب الأب من هذه المسؤوليات وتبقى الأم وحدها هي الضحية ومن هنا حرص على حفظ النسب حتى يجنب المجتمع الكوارث الاجتماعية التي عادة ما تنشأ عن فوضى العلاقات الجنسية.
الحقوق الزوجية :
لكي تكون العلاقة بين الزوجين واضحة المعالم وحتى لا يكون هناك أدني غموض أو التباس في تحديد المسؤوليات والواجبات رسم الإسلام حدود هذه العلاقة وأقام أساسها على مبدأ عام وأساسي هو قوله سبحانه " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة " [ البقرة : 228] فالواجبات التي فرضت على المرأة جعلت لها بمقابلها حقوق مكافئة . أما الدرجة التي ذكرتها الآية للرجال فهي درجة المسؤولية عن قيادة البيت وإعمار الأسرة وذلك مقابل التكاليف التي جعلت على عواتقهم مالية كانت أو معنوية " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " [ النساء : 34 ] إلا أنها رئاسة وقيادة قائمة على التشاور "وأتمروا بينكم بمعروف " [ الطلاق : 6 ] " فإن أرادا فصالا عن تراضي منهما وتشاور فلا جناح عليهما [ البقرة : 223 ] وهذه الحقوق هي :
حقوق الزوجة على زوجها:
المهر: وهو الحق المالي الذي يجب على الرجل لامرأته بالعقد عليها أو الدخول بها " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " [النساء : 4] وقد أوجبه الله سبحانه وتعالى إظهارا لمكانة الزواج وتقديرا للمرأة إذا لو أبيح بدون مهر لأدي ذلك إلى امتهان المرأة ولأزال من شعور الرجل قداسة وخطر هذه الرابطة ، لأنه لا يحس بأنه أنفق شيئا ذا خطر في نفسه في مقابل الزواج من المرأة ، كذلك فإنه أدعى لاستمرار رابطة الزوجية ، لأن الزوج يعلم أنه قد ضحى من أجل الحصول على المهر الذي بذله في إقامة هذه الرابطة.
النفقة : وهي ما يصرفه الزوج على زوجته وأولاده من طعام ومسكن وكسوة ، ونفقة الزوجة هي ما يلزم للوفاء بمعيشتها بحسب ما هو متعارف بين الناس وقد ثبت وجوبها بالكتاب والسنة وذلك في قوله تعالى " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " [ البقرة : 233 ]" أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدهم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن " [ الطلاق : 6 ]ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " [ مسلم ] وتستحق المرأة هذه النفقة متي ما كان عقد الزواج صحيحا وكانت صالحة للمباشرة الزوجية ومكنت الزوج من ذلك ، سواء كانت مسلمة أو كتابية ، غنية أو فقيرة ..
عدم الإضرار بالزوجة .
فمن حقها أن لا يؤذيها بقول أو فعل أو خلق فالإضرار بها غير جائز " فأمسكوهن
بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرار لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه
" [ البقرة :231] وإذا خالف الزوج أدب الإسلام وآذاها كان من حقها أن ترفع
أمرها إلى القضاء لينصفها ويزجره عما فعل بل يرى بعض الفقهاء أن من حقها أن
تطلب التفريق للضرر الواقع عليها وللقاضي أن يحكم بطلاقها جبرا على الزوج
طلاقا بائنا " لاحق للزوج في إرجاعها "
حقوق الزوج على زوجته
الطاعة بالمعروف في غير معصية الله وذلك حتى تقوم العلاقة الأسرية على أساس متين من النظام والانضباط يحترم كل طرف فيه التزاماته التي يقتضيها هذا العقد .
ولاية التأديب : - فمن أجل الحفاظ على الأسرة جعل الإسلام رئاسة هذه المؤسسة في يد الزوج وذلك كما سبق مقابل المسؤوليات التي ألقاها الإسلام على عاتقه تجاه هذه المؤسسة. وقد نشأ عن هذا الحق أن الزوج إذا تمردت عليه الزوجة وامتنعت من أداء حقوقه عليها كزوج بأن لم تمكنه من المعاشرة كان للزوج تأديبها لهذا السبب وهو تأديب يمر بثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى الموعظة: بأن يذكرها ما أوجب الله عليها من حقوق تجاه زوجها
بموجب هذا العقد .
المرحلة الثانية الهجران : بأن يعتزلها في المضجع فلا يبيت معها ويعرض عنها .
المرحلة الثالثة الضرب الخفيف غير المبرح : ويستحب أن لا يمارس هذا الحل الأخير لقوله صلى الله عليه وسلم في الذين يضربون زوجاتهم " ليس أولئك خياركم " [ أبو داود ] ومع ذلك فهو ضرب بالسواك- وهو عود من جذور بعض الأشجار لا تأثير في البدن بالضرب به- ونحوه والقصد منه معنوي بالأساس .وعلى هذا دل قوله تعالى : " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا " [ البقرة : 34 ] الحقوق المشتركة
حق الاستمتاع : وهو حق مشترك بين الزوجين كما يدل عليه قوله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " [ البقرة : 230 ] . كما أن من مقاصد الزواج عفاف كل واحد من الزوجين وإيجاد الحل النظيف للمسألة الجنسية وذلك لا يتم إلا بأن يكون هذا الحق مشتركا ، وقد اتفق الفقهاء على وجوب الاتصال الجنسي على الزوج بزوجته حسب قدرته واستطاعته ، وإلا كان لها الحق في الانفصال عنه .
حسن المعاشرة :- فكل واحد من الزوجين مطالب بإحسان الصلة بالآخر حتى يسود الأسرة جو من التواد والتعاون ليحقق مقصد هذه العلاقة " و جعل بينكم مودة ورحمة " [ الروم : 31 ]" وجعل منها زوجها ليسكن إليها " [الأعراف : 189]"هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"[البقرة : 187]حق الإرث :- ويثبت في الزواج الصحيح إذا مات أحد الزوجين حال قيام الرابطة الزوجية حقيقة أو حكما بأن كانت الزوجة في العدة ، وقد حدد القرآن هذا الحق في الآية الكريمة " ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين " [ النساء : 12 ] وقد جعل الإسلام للرجل في الميراث ضعف ما للمرأة في بعض الحالات وذلك لاعتبارات موضوعية تتمثل في أن الرجل مكلف بالإنفاق على نفسه وزوجته وأولاده ، والمرأة لم تكلف بالإنفاق على أي من أولئك ، ومن هنا كان العدل أن تتكافأ الحقوق مع الوجبات فيعطي للرجل على قدر مسؤولياته .
إنهاء الزواج
الأصل في الزواج في الإسلام أنه عقد أبدي لذلك فهو لا ينعقد على التأقيت إلا أن أساس هذا العقد قائم على المودة والتفاهم بين الزوجين إذ بدونهما تصبح الحياة الزوجية مستحيلة ، ولذلك حرصت الشريعة الإسلامية على بقاء هذه المودة وحثت على حسن المعاشرة ودعت إلى الرفق والتآلف وشرعت نظام الحكمين الذي أشير إليه سابقا ، ولكن القلوب تتنافر وتستفحل هذه النفرة بحيث تستحيل عودة المودة والتفاهم ، وفي هذه الحال ، لا بديل عن الطلاق إلا حياة الصدام والتشاكس الذي يقضي على الأعصاب ويجعل الزوجين في شقاء دائم أو الإبقاء الصوري على العقد مع هجران كلا الزوجين لصاحبه وبذلك ترتفع مقاصد النكاح وتبطل حكمته التي هي السكن والمودة والتعاون فالحل المنطقي في هذه الحال هو إنهاء عقد الزواج ، و إفساح المجال لكل من الزوجين للبحث عن حياة أسرية أسعد وأكثر هدوء وذلك بالطلاق أو الخلع
الطلاق :، وهو رفع قيد النكاح في الحال أو المآل وهو قسمان :
قسم يرفع النكاح في الحال وهو الذي لا يحق للزوج أن يراجع زوجته فيه إلا بعقد وصداق جديد ورضي منها . قسم يرفع النكاح في المآل وهو الطلاق الرجعي إذ للزوج الحق في استرجاع زوجته فيه من غير عقد جديد وهو لا يرفع النكاح إلا بانتهاء العدة وقد جعل الإسلام الطلاق بيد الرجل إلا أنه احتاط في ذلك فقيده بقيود معينه وذلك بأن يكون مرة واحدة في طهر لم يمسها فيه أي أنه لا يجوز أن يطلقها خلال دورتها الشهرية ، ولا إذا أصابها بعد انتهاء تلك الدورة ، إلا بعد أن تتطهر من دورة أخرى ومن ثم جعل الفترة الزمنية المتاحة للزوج لممارسة هذا الحق محدودة ، كما جعل له حق الرجعة بحيث إذا عاوده الندم بعد الإقدام على الطلاق يجد الفرصة مواتية لاسترجاع زوجته واستئناف الحياة الأسرية معها من جديد دون حاجة لمراسيم أو تكاليف كما أنه كذلك جعل فترة العدة- وهي فرصة المراجعة -طويلة نسبيا فهي ثلاثة أشهر لكبيرات السن أو اللاتي لم يحضن بعد ، وثلاث حيضّات لغيرهن إلا أنه كذلك جعل للمرأة الحق - عند كثير من الفقهاء- في طلب التفريق إذا تضررت من زوجها وثبت أنه يؤذيها إيذاء ماديا أو معنويا وذلك بواسطة القضاء حيث يحكم لها القاضي بالطلاق إن شاءت. والحكمة في جعل عقد النكاح بيد الزوج هي أن المرأة غالبا ما تحكمها العاطفة ، والعاطفة لا يمكن أن تواجه بها الأمور الخطيرة في حياة الأسرة ، والرجل بما أنفق من مال في سبيل إقامةالأسرة وبما ألقي عليه من تبعات وبماله من حرص على مستقبل أولاده وبوعيه بما يترتب على الطلاق من عواقب يفكر ويقدر قبل الإقدام عليه فيوازن بين التبعات المترتبة عليه والحاجة الدافعة إليه.
الخلع :
وهو الطلاق مقابل مال تقدمه المرأة لزوجها فداء لنفسها من علاقة الزوجية وقد
دل عليه قوله تعالى: " فإن خافا أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به " [ البقرة : 229 ] وحمكة الخلع أنه حلوضع في يد الزوجة إذا حصلت لها النفرة من زوجها مقابل حق الطلاق الذي جعل في يد الزوج فقد تنفر المرأة من زوجها ، ويكون هو في غاية الاستمساك بها ، فشرع الله لها الخلع لتتخلص من الاستمرار مع رجل لا تستطيع أن تحافظ معه على قواعد الحياة الزوجية المستقيمة والاتجاه العام للفقهاء على أن الخلع يكره من غير تحريم - إلا إذا كان الزوج هو سبب نفور زوجته بأن ضرها أو جفا معها في تعامله مما أضطرها إلى الخلع منه ، وذلك لما ورد من النهي الشديد عن مضارة الزوجة تحايلا على أخذ مالها " ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتتيتموهن " [ البقرة : 232 ].
العدة :
وهي أجل ضرب لانقضاء ما بقى من آثار النكاح وهو زمن ينتهي بانتهاء ثلاث دورات شهرية بالنسبة للمطلقة وانتهاء أربعة أشهر وعشرة أيام بالنسبة للمتوفى عنها زوجها .
وقد شرعت لعدة حكم منها:
- استبراء الرحم حتى لا تختلط الأنساب ، وهو أمر يوليه الإسلام عناية كبيرة .
- أن تكون فرصة- في حال الطلاق- أمام استئناف الحياة الزوجية ورأب الصدع الذي حصل فيها فإذا ذاق الزوج مرارة فراق زوجته ولم تكن أمامه عوائق تصده عن ذلك وخفت في نفسه حدة أسباب الفراق فذلك أدعى أن يعيد علاقته مع زوجته في جو من التصالح والوئام .
- التنويه بشأن الزواج وخطورته .
- تمكين الزوجة المتوفى عنها زوجها من الحداد عليه وفاء له بالجميل ومراعاة
لمصاب أهله فيه .
حقوق الأولاد :
الأولاد هم الثمرة المرجوة من الزواج ، والإنجاب هو المقصد الأهم من مقاصد النكاح ، وذلك لأنهم يمثلون بذور الحياة الإنسانية في المستقبل والجيل الجديد الذي يرث الحياة ويحفظ استمرارها عبر الزمن؛ لذلك كان لابد من الاعتناء بهم عناية خاصة حتى يشبوا قادرين على الاحتفاظ بأمانة الاستخلاف الإنساني في الأرض وتسليمها إلى الجيل الذي يأتي بعدهم ولا يتم ذلك إلا بإيجاد الضمانات الكافية لصحتهم النفسية والجسمية والعقلية والروحية .من أجل ذلك اعتنى الإسلام بشأن الأولاد وجعل لهم على الأسرة أما وأبا حقوقا يجب عليهما القيام بها كما ينبغي وهذه الحقوق تشتمل في الآتي :
- ثبوت النسب وقد اعتنت الشريعة الإسلامية بثبوت النسب وحرمت على الأباء أن ينكروا أبناءهم أو يدعوا بنوة غير أبنائهم لهم وأمرت بنسبة الأولاد إلى آبائهم " أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " [الأحزاب:5]
- الرضاع : وهو من النفقة الواجبة على الأب لابنه بمعنى أنه ملزم قانونا بإعداد المرضع ودفع أجرة الرضاعة إذا امتنعت الأم عنها أو كانت في وضع لا يمكنها منها ، أما الأم فتطالب بذلك دينا أي فيما بينها وبين ربها لا قضاء إلا إذا كان الولد بحال لا يستغني عن إرضاعها ، كأن لم توجد مرضع غيرها أو رفض رضاع غيرها .
- الحضانة : وهي تربية الولد ورعاية شؤونه ممن هو مطالب بالحضانة شرعا والأم هي أول من تكون عليه مسؤولية حضانة الصغير ما لم تتزوج من غير أبيه ، وذلك تبعا لما لها على ولدها من عطف وحنان فطري وإذا أسقطت الحضانة عن الأم قدمت قرابتها على الأب وعلى قرابته .(84/25)
- حسن التربية : وذلك بإعدادهم إعدادا صالحا بتنمية الدين والأخلاق في نفوسهم ومجتمعاتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الأعظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وولده وهي مسئولة عن رعيتها وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " [ البخاري ] . -ويدخل في ذلك مقصد تعليمهم وحسن توجيههم وتوفير الظروف الملائمة التي تمكنهم من القيام بواجبهم في التعليم .
- العدل بين الأولاد :والعدل قيمة من قيم الإسلام الأساسية في جميع الأمور وفي كل الأحوال : كما قال الله تعالى : " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " [ المائدة : 8 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " [ مسلم ] ذلك أن النعمان بن بشير أعطى ابنا له عطاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال له صلى الله عليه وسلم أ فعلت هذا بولدك كلهم قال: لا قال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " [ مسلم ]
- حسن اختيار الاسم له :ذلك لأن الاسم الجديد له معنى وله مدلول وقد حث النبي (صلى الله عليه وسلم ) على أن يختار الأب لولده اسما حسنا وأن يبتعد عن الأسماء المستكرهة أو تلك التي تشتمل على معان غير لائقة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم " [ ابن حبان ] وقال (صلى الله عليه وسلم ) : " إن أحب أسمائكم عند الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن " [ مسلم ]
الولاية على النفس :
المقصود بالولاية على النفس : هو الإشراف على التصرفات المتعلقة بنفس القاصر من حيث التعليم والتربية والرعاية والحماية حتى التزويج . الغاية من الولاية على النفس : إن الإنسان ينشأ في هذا الوجود ضعيفا لا يقوى على الانفراد بمواجهته إلا بعد زمن طويل . فإذا كانت رعاية الحيوان لصغاره قصيرة ، فرعاية الإنسان لأولاده طويلة ، تمتد خمسة عشر عاما على الأقل ، بينما الحيوان لا تمتد رعايته لصغاره لأكثر من بضعة أسابيع أو أشهر على الأكثر ، ولهذا الضعف الذي يصحب الإنسان منذ ولادته نظم الإسلام له ولاية لرعايته وحمايته حتى يستوي شابا قويا يقوم بشؤون نفسه ويختلف ذلك باختلاف الأزمان ، فإنه كلما تعقدت أساليب الحياة كان الضعف لا يزول إلا بكثرة الدراية والخبرة بالحياة ، كما أن ذلك يختلف بحسب نوع الإنسان من حيث الذكورة والأنوثة ، فإن الذكر يبلغ درجة القوة والاستغناء قبل الأنثى التي يجب أن يرعاها ويحفظها وليها سواء كان أبا أو زوجا . .
أنواع الولايات على الإنسان :
1/ الولاية على النفس : وهي التي يقوم فيها وليه برعاية شؤونه منذ ولادته ففي فترة الحضانة تحتضنه الأم وتسقيه من ثديها الغذاء ومن صدرها العطف والحنان حتى تربى فيه النوازع والعواطف الإنسانية . وقد حث الإسلام على استيفاء الرضاعة لعامين قال الله تعالى : " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتمم الرضاعة " [ البقرة : 233 ] والولاية في هذه الفترة خاصة بالأم أو امرأة أخرى تقوم مقامهالأن الطفل في هذه المدة يحتاج إلى أمومة مستمرة حتى يصبح غلاما يألف الناس ويألفونه ، أما الوالد فإنه يشارك في هذه الفترة بالإنفاق على الأم حتى تقوم بواجبها، لذا كانت النفقة واجبة عليه فلو حدث أن أم الطفل لم تقطع إرضاعه لقلة لبنها أو لمرضها وجب على الأب أن يدفع المال لامرأة أخرى تقوم بإرضاعه قال الله تعالى : " وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف " [ البقرة : 228 ] ثم إن الأب يشارك كذلك بالولاية على النفس بالعناية والتهذيب والإصلاح والحماية حتى إذا انقضت فترة الحضانة استقل الأب بالولاية على النفس فيكون هو المسؤول مباشرة عن الصبي ولهذه الولاية أهمية قصوى في حياة الأطفال إذ هي التي يصلح بها الناشئة وتجعل المجتمع قائما على التآلف والحفاظ على وشائج القربى وصلة الأرحام ورعاية حقوق الوالدين، وبذلك يقل في المجتمع الشذوذ و الانحراف السلوكي والأخلاقي للأطفال كما تختفي ظاهرة تشرد الأطفال وتسولهم وجنوحهم إلى الجرائم . لأن الأطفال دائما يكونون تحت الرعاية المباشرة لوالديهمحال استقرار حياتهما الزوجية أو في رعاية من تؤول إليه الولاية حال انفصال بالطلاق أو إلى وال ينوب عنهما حال وفاة صاحب الحق في الولاية أو فقده لشرط من شروطها .
الولاية على المال : وهي مختصة برعاية مال الصغير والمجنون إن كان لهما مال
- بإدارته وتنميته وتزكيته حفظا وصونا ذلك أن الصغير لا يستطيع مباشرة ماله
وتنميته وحمايته لذا يتولى ذلك الولي على ماله إلى أن يبلغ الصغير الرشد الذي يمكنه من القيام على ماله ، كما قال الله تعالى : " وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا " [ النساء : 6 ] ويلاحظ أن الولي على النفس ليس هو دائما الولي على المال إلا إذا أوكل إليه ذلك ، أما إذا لم يوكل إليه القيام على المال فإن القائم على المال يكون الوصي الذي عهد إليه ذلك من قبل الأب وإلا فإن القاضي يختار له من يصلح للقيام بذلك .
أ سباب الولاية على النفس :
تثبت الولاية على النفس حيث يتحقق أحد أمرين :-
الأول : العجز عن وقوف الشخص وحده في الحياة واحتياجه إلى من يحميه ويقوم على شؤونه في معترك الحياة .
الثاني : أن يكون الشخص في حاجة إلى التأديب والتهذيب والتعود على العادات الإسلامية الكريمة وبالنظر في أحوال الناس نجد أن هذين الأمرين يتحققان بثلاثة أسباب هي : الصغر - والجنون - أو العته والأنوثة في دائرة خاصة . السبب الأول: الصغر : يولد الإنسان ضعيفا محتاجا لمن يقوم على احتياجاته وهو في ذلك يمر بمرحلتين . المرحلة الأولى : مرحلة فقد التمييز: وهذه المرحلة لا تكون التبعة فيها ملقاة على الولي ، بل يشاركه فيها الحاضنة لأن الصغير هنا بحاجة إلى رعاية المرأة وإشرافها حيث تكون مسؤولة عن الرعاية اليومية من إعداد غذائه وإطعامه وإلباسه ونظافته والأشراف على منامه ، والقرب منه للوفاء بحاجاته اليومية العاجلة ، إضافة إلى إمداده بالعطف والرحمة والمودة- أما الولي على النفس فهو الذي يحميه ويربيه ويهذبه ويقوم بتطبيبه وتنمية عقله ومعاونته في مصاعبه الحياتية ، ويحفظ عليه دينه وأخلاقه ويراقب الحاضنة لينشأ نشأة حسنة متزنة .
المرحلة الثانية : مرحلة التمييز دون البلوغ :وفي هذه المرحلة ينفرد الولي على النفس بالمسؤولية عن الغلام مع عدم سقوط الحاجة إلى الحاضنة ويتمثل واجب الولي على النفس في أمور ثلاثة: .
الأمر الأول - ولاية التعليم والتأديب : حيث يقوم الولي بتعليم الصبي بنفسه ،
أولا : بغرس مبادئ الدين في نفسه وتعويده على ممارسة بعض العبادات كالصلاة وتعليمه قراءة القرآن الكريم وحفظه ، كما قال ( صلى الله عليه وسلم ) : " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " [ أبو داود ]لذا تجد من أولاد المسلمين من يحفظ القرآن الكريم جميعه وهو لم يتجاوز العشر سنين من العمر. كما تقع على الولي مسؤولية التعليم النظامي للصغير بحيث يأخذه إلى المدرسة ويوفر له احتياجاته الدراسية ومصروفاته وكل ما يحتاجه في هذه الفترة وجوبا .
الأمر الثاني : ولاية التزويج : وتتعلق بتزويج البالغ حماية لمصالحه .وهي إما
أن تكون ولاية إجبارية وذلك بالنسبة لقاصري العقل أو ولاية اختيارية وتكون للمرأة البالغة العاقلة .وإنما جعلت ولاية الزواج الاختيارية على المرأة لأن الرجال صناديق مغلقة بالنسبة للنساء وعقد الزواج يعد عقد حياة لها وهي لا تعرف أسرار الرجال لأن أكثر النساء محافظات لا يخرجن من البيت إلا في حدود ولا يختلطن بالرجال إلا بضوابط وفي بعض الأحوال حسب تعاليم الشريعة الإسلامية والأغلبية منهن تؤثر فيهن العاطفة الوقتية السريعة فكان من مصلحتها أن يشترك معها الولي في الاختيار حيث إنه يميل في حكمه إلى التعقل وترجيح المصلحة المستمرة على المصلحة الطارئة الزائلة . إضافة إلى أن عقد الزواج فيه آثار تعود على الأسرة جميعا لأن فيه إدخال عضو جديد فيها فقد يدخل هذا العقد عضوا جديدا يحمل العار أو الفجور للأسرة ، خلافا للتصرفات المالية فإنها كالولد في ذلك يمكن أن تستقل فيها ببلوغ الرشد غير أن هذه الولاية ليس المراد منها إكراه الولي المرأة على الزواج ممن لا ترغب ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : " الأيم أحق بنفسها من وليها " [ ابن ماجه ] وجاء في السنة أن امرأة جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقالت يا رسول الله إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته ، وأنا لا أريد فذكر لها صلى الله عليه وسلم أن ذلك ليس لأبيها فقالت : لقد أ مضيت ما فعل أبي ولكن أردت أن أعلم أ للنساء من الأمر شيء؟ " [ ابن ماجه ]
الأمر الثالث : ولاية الحفظ والصيانة :
قدمنا أن الولي عليه واجب حفظ الصغير وصيانته لأن الصغير يحتاج إلى الحماية فيبعده عما يلحق به الضرر في جسمه أو في عضو منه . وانه يجب على الحاضنة والولي أن يتعاونا في حفظ الصغير فإن أصابه ضرر جراء إهمالهما أو تفريطهما في حفظه وصونه حوسبا ومن ذلك على سبيل المثال : أن الأم إذا كانت هي الحاضنة فخرجت وتركت الصبي فوقع في النار فإنها تضمن الدية وتعاقب مع ذلك تعزيرا لتفريطها ، لأن القاعدة العامة أن الولي إن أهمل في حفظ الصغير ورعايته فإنه ترفع يده عن الصغير وتزول ولايته عنه ويدفع لمن هو أهل لذلك . السبب الثاني : الجنون أو العته :
إن الجنون أو العته علتان تؤديان إلى زوال العقل الذي هو مناط التصرف المسؤول أو المرتب للمسؤولية لذا ، فإن المجنون يكون في حكم الصغير الذي يحتاج إلى ولي يرعى شئونه ويحفظ ، حقوقه كما أنه ربما يحتاج إلى ولي على ماله إن كان له مال ، فالولي على النفس لا يتركه في الطرقات بحيث يتعرض الناس لأذاه ويتعرض هو لأذاهم ويكون مظهره معلنا فقد كرامته .وبالجملة فإن ما يجب للمجنون على الولي هو مثلما يجب عليه للصغير إلا التأديب فإنه للمجنون يكون تعذيبا لا جدوى منه .كما أن الولي يكون وكيلا عن المجنون في المطالبة بحقوقه على الآخرين فيطالب بعقوبة كل من يلحق بالمجنون أذى كما يطالب بالقصاص ممن يقتله . أما ما يقع من المجنون من أذى على الناس فإن الأصل أن الحدود الشرعية لا تقام عليه لأنه غير مكلف إذ مناط التكليف العقل وهو زائل عنه أما الجنايات التي توجب قصاصا أو دية فإنها تؤدي من مال عاقلته وذلك لأن حقوق العباد لا تقبل السقوط بالأعذار ذلك أن عمل المجنون يعد من قبيل الخطأ.
السبب الثالث الأنوثة : - أساس الولاية على الأنثى هو كون المرأة بطبيعة تكوينها الجسدي عرضه للآفات الاجتماعية أكثر من الشباب ، وإذا أصيبت بشيء من ذلك كان في نفسها أعمق تأثيرا وفي كرامتها أبعد أثرا ،وما يمسها يمس أسرتها بالعار إن تعلق بسمعتها وإن الإسلام الذي يريد المجتمع نزيها عفيفا يدعو إلى ألا تغشى المرأة مجتمعات الرجال إلا بقوة من الأخلاق الفاضلة والإرادة القوية وضوابط تحكم فعلها، وذلك كله لا يكون إلا إذا كانت هناك مشاركة لها في الحفاظ على نفسها والمحافظة على سمعتها وشرفها فكان لا بد أن يكون الشريك لها في الولاية على نفسها أحد أفراد أسرتها التي تتصل بها في كل ما يعيبها أو يحفظها إضافة إلى ذلك فإن المرأة بحسب وظيفتها الاجتماعية فطرت على عاطفة قويه تربي بها صغارها وتصبر بدافع تلك العاطفة على أذاهم رغم ما تلاقيه من عنت ومشقة وذلك لشدة ارتباط الأم بولدها أما ترى أن الأب يضيق صدره من بكاء الصغير بينما الأم يكاد ينفطر فؤادها شفقة عليه فتضمه إلى صدرها بحنان حتى يسكت بينما الأب يخرج من البيت لشدة تضايقه .
مدة الولاية على النفس :
مدة الولاية على النفس هي زمن بقاء السبب فتستمر باستمراره وتنتهي بانتهائه . فإن كان السبب هو الصغر فإنها تنتهي بالبلوغ وإن كان السبب هو الجنون أو العته فإنها تنتهي بالاستقامة وإذا كان السبب هو الأنوثة فإنها تستمر مادامت الأنثى غير مأمونة على نفسها فإذا صارت مأمونة على نفسها أولا يخشى عليها الفساد ، فإن الولاية على النفس بالحفظ والصيانة تنتهي وأما ولاية المشاركة في اختيار الزوج فإنها تستمر لأن السبب في وجودها ليس مصلحة المرأة فقط بل تندرج فيها مصلحة الأسرة فلا تنتهي إلا باختيار الزوج المناسب .
من هو الولي عن النفس :
هو أحد الأقربين الذين تربطهم صلة رحم قوية وقريبة بالصغير أو المجنون أو الأنثى ، وتتدرج هذه الولاية فتنتقل من الأعلى إلى الأسفل الذي يليه إلى أن تصل إلى الوصي أو من يعينه القاضي ذلك عند انعدام من هو أعلى منه أو قيام مانع به يحول دون ولايته ..
شروط الولي على النفس :
لما كانت الولاية تدور حول الحفاظ على مصالح من قامت به أسباب الولاية عليه فإنه يشترط في الولي شروط مهمة حتى يتمكن من القيام بواجبه وهذه الشروط هي : أولا : أن يكون بالغا عاقلا : لأن هذين الشرطين بهما تحصل المصلحة وبهما يعرف الشخص مصلحة نفسه حتى يعرف مصلحة غيره .
ثانيا : الإسلام : ذلك أن توابع الولاية و واجبات الولي: الحفاظ على دين الصغير، والقيام بالأحكام الشرعية المتعلقة بمن قامت به أسباب الولاية فكان الإسلام شرطا لذلك .
ثالثا :- الذكورة :- وذلك أن الرجل أميل في حكمه إلى العقل والحكمة، وأبعد عن العاطفة، وأقدر على الوفاء بحاجات القاصر ، و أ مكن في حمايته ورعايته ..
رابعا : ألا يكون محجورا عليه . لأن هذه الولاية للحفظ والصيانة والتربية كما إنها للمساعدة في اختيار الزوج للأنثى فلا يمكن أن تثبت إلا لرشيد يحسن التصرف في نفسه ويحسن الاختيار لنفسه ولغيره والسفيه لا يحسن ولا يقدر على تدبير أموره والاختيار لنفسه فأولى ألا يقدر لغيره
خامسا : القدرة على حفظ من قام به سبب الولاية وصيانته ، لأن الولي إذا كان شيخا عاجزا فإنه يضعف عن الحفاظ على نفسه فضلا عن غيره، وكذلك العاجز لمرض ونحوه .
سادسا :- العدالة : والعدالة ضابط شرعي يقوم على الالتزام بالأوامر الشرعية واجتناب النواهي الشرعية، لاسيما الكبائر، والحفاظ على عوامل المروءة ، لأن هذا هو الذي يحسن التعرف على وجه المصلحة فيما يختاره أما الفاسق فليس أهلا لذلك .
نفقة الأقارب
أرسى الإسلام نظاما للتكافل الاجتماعي قائما على أساس عام هو مسؤولية الجماعة عن رعاية أفرادها غير القادرين على الكسب والقيام بحاجاتهم من المعاش والكسوة والسكن، وجعل جزء من هذه المسؤولية واجبا بحكم القضاء في دائرة الأسرة والأقارب حيث جعل الرجل مسؤولا مسؤولية قانونية - لا على المستوى الأخلاقي فقط - عن النفقة على زوجته وأولاده العاجزين عن الكسب حتى يبلغوا القدرة على الكسب، وعلى أبويه إذا عجزا عن الكسب أو كانا فقيرين في حدود استطاعته وقدرته " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها " [ الطلاق : 7 ] ويتفق الفقهاء على المسؤولية عن الزوجة والأولاد والأبوين ويختلفون في توسيع هذه الدائرة فيما وراء هؤلاء من الأقارب فالبعض يوجهها لغير هؤلاء والبعض يراها من باب الإحسان والتطوع . وقد وردت آيات عدة في النفقة منها " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " [ البقرة : 233 ] وقال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إئما أن يضيع من يقوت " [ أبو داود ]
http://www.wamy.org/html/osrah.asp
ـــــــــــــــــــ(84/26)
عصر جديد
بقلم الدكتورة رقية بنت محمد المحارب
ليس بين النساء وبين النجاة في هذا العصر الذي تموج فيه الفتن والتيارات إلا شيء واحد أرى أنه في مقدور كل سيدة وكل فتاة؛ هذا الأمر هو العلم!
عندما يحل العلم في عقل المرأة فلا يمكن أن تتسلل السطحية في الفكر والسلوك، ولا يمكن أن نرى من مظاهر التيه والتقليد وصور الاستهلاك المزعج والانجراف وراء الألوان وصخب الدعايات وزبد الأعمال، وعندما تتميز المرأة بالعلم فهنا تسمى مثقفة. هذه مسألة.
والمسألة الأخرى هي عن أي علم أعني؟ وعن أي ثقافة أتحدث؟ إن الثقافة التي أقصدها هي تلك التي تدل على الطريق الصحيح في بناء التصورات، وإن العلم الذي أشير إليه هو ذلك الذي ينير قلبها ويميز بين جيد الأفكار ورديئها، وهو ذلك الذي يدل المرأة على التصرف الصحيح في مالها وبيتها وسلوكها. إن عناية المرأة بعلمها أصبح اليوم حتم لازم، وبدونه تكون القلوب مرتعاً خصباً لشياطين الإنس والجن، إنه العلم الشرعي المتمثل في القرآن وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
عندما غابت المرأة عن الحياة الحقيقية في ظل الآيات الربانية التي تسكب في القلب من أنواع النعيم واللذة ما لا يخطر على البال؛ صار لكل ناعق مستمعات، وعندما أصبح الدين في حياتها هامشياً لا تكون حياتها دائرة عليه ولاء وبراء؛ جلبت لبيتها أدوات عدمه وتأثرت بالكافرات وأعجبت بالسافرات المطربات والممثلات، وعندما أصبحت سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجهولة، ومواقفه وجهاده وأخلاقه وجديته وأقواله لا تجد من يتدارسها ويعتبر بها؛ راجت مظاهر الركون إلى الدنيا والاغترار بها، وانتعشت أسواق الماركات العالمية، وأصبحنا نرى بناتنا في الأسواق يتسابقن لشراء أغلى الساعات، وأغلى الألبسة بشكل مجنون لا أستطيع أن أصفه. لقد صرنا أمة تضحك من جهلها الأمم ويتندر بها كل عدو !
لا يمكن أن تنطلي طروحات المؤتمرات الدولية وتوصيات اللقاءات النسائية العلمانية على من عرفت دينها، بل إن طلب العلم الشرعي في هذا الوقت هو أهم ما ينبغي أن تسعى إليه المرأة المثقفة لأن فيه الإجابات الوافية لكل ما تواجهه من مشكلات. وإن طلب العلم الشرعي مع مجموعة من الأخوات وبشكل مستمر كفيل بتقوية الإيمان، وسبب للثبات على الحق، ومفتاح لكثير من أبواب الخير، وإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. فالإنسان حارث وهمام كما صح في الحديث فهو لا يبقى على حال، روى البخاري في كتاب العلم عن أبي مليكة أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من حوسب عذب) قالت عائشة: فقلت: أو ليس الله ـ تعالى ـ يقول: ((فسوف يحاسب حساباً يسيراً )) قالت: فقال: (إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك). فمن يجدد التاريخ ونرى من نسائناً عالمات داعيات واعيات في زمن الجاهلية؟
--------------------
مجلة الشقائق – العدد (الرابع والثلاثون) ربيع الآخر 1421هـ
المصدر : http://www.khayma.com
ـــــــــــــــــــ(84/27)
المرأة باعتبارها عضواً في المجتمع
د.يوسف القرضاوي
يشيع بعض المغرضين أن الإسلام حكم على المرأة بالسجن داخل البيت، فلا تخرج منه إلا إلى القبر!! فهل لهذا الحكم سند صحيح من القرآن أو السنة؟ ومن تاريخ المسلمات في القرون الثلاثة الأولى، التي هي خير القرون؟
لا ... ثم لا ...
فالقرآن يجعل الرجل والمرأة شريكين، في تحمل أعظم المسؤوليات في الحياة الإسلامية، وهي مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول تعالى: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله).
وتطبيقاً لهذا المبدأ وجدنا امرأة في المسجد ترد على أمير المؤمنين عمر الفاروق وهو يتحدث فوق المنبر على ملأ من الناس، فيرجع عن رأيه إلى رأيها ويقول بصراحة: " أصابت امرأة وأخطأ عمر ".
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:[ طلب العلم فريضة على كل مسلم ]. رواه ابن ماجة.
فيجمع علماء المسلمين على أن المسلمة - أيضاً - داخلة في معنى الحديث، ففرض عليها أن تطلب من العلم ما يصحح عقيدتها، ويقوّم عبادتها، ويضبط سلوكها بأدب الإسلام في اللباس والزينة وغيرها، ويقفها عند حدود الله، في الحلال والحرام، والحقوق والواجبات، ويمكنها أن تترقى في العلم حتى تبلغ درجة الاجتهاد.
وليس لزوجها أن يمنعها من طلب العلم الواجب عليها، إذا لم يكن هو قادراً على تعليمها، أو مقصراً فيه.
فقد كان نساء الصحابة يذهبن إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألنه فيما يعرض لهن من شؤون، ولم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.
وصلاة الجماعة ليست مطلوبة من المرأة، طلبها من الرجل، فإن صلاتها في بيتها أفضل، لظروفها ورسالتها، ولكن ليس للرجل منعها إذا رغبت في صلاة الجماعة بالمسجد، قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: [ لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ] .رواه مسلم.
وللمرأة أن تخرج من بيتها، لقضاء حاجة لها أو لزوجها وأولادها، في الحقل أو السوق، كما كانت تفعل ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر، فقد قالت: "كنت أنقل النوى على رأسي من أرض الزبير - زوجها - وهي من المدينة على ثلثي فرسخ".
وللمرأة أن تخرج مع الجيش، لتقوم بأعمال الإسعاف والتمريض وما شابه ذلك من الخدمات الملائمة لفطرتها ولقدراتها.
روى أحمد والبخاري عن الرُبيع بنت مُعوِّذ الأنصارية ـ رضي الله عنها ـ قالت: "كنا نغزو مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نسقي القوم ونخدمهم، ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة".
وروى أحمد ومسلم عن أم عطية قالت: " غزوت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، واصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على الزمنى ".
فهذه هي الأعمال اللائقة بطبيعة المرأة ووظيفتها، أما أن تحمل السلاح وتقاتل، وتقود الكتائب فليس ذلك من شأنها، إلا أن تدعو لذلك حاجة، فعند ذلك تشارك الرجال في جهاد الأعداء بما تستطيع، وقد اتخذت أم سليم يوم " حنين " خنجراً، فلما سألها زوجها أبو طلحة عنه قال: " اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه ".
وقد أبلت أم عمارة الأنصارية بلاءً حسناً في القتال يوم "أحد"، حتى أثنى عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي حروب الردة شهدت المعارك بنفسها، حتى إذا قُتل مسيلمة الكذاب عادت وبها عشر جراحات.
فإذا شاع في بعض العصور حبس المرأة عن العلم، وعزلها عن الحياة، وتركها في البيت كأنها قطعة من أثاثه، لا يعلّمها الزوج، ولا يتيح لها أن تتعلم - حتى إن الخروج إلى المسجد أصبح عليها محرماً - إذا شاعت هذه الصورة يوماً فمنشؤها الجهل والغلو والانحراف عن هدى الإسلام، وإتباع تقاليد مبالغة في التزمت، لم يأذن بها الله، والإسلام ليس مسؤولاً عن هذه التقاليد المبتدعة بالأمس، كما أنه ليس مسؤولاً عن تقاليد أخرى مسرفة ابتدعت اليوم.
إن طبيعة الإسلام هي التوازن المقسط، في كل ما يشرعه ويدعو إليه من أحكام وآداب، فهو لا يعطي شيئاً ليحرم آخر، ولا يضخم ناحية على حساب أخرى، ولا يسرف في إعطاء الحقوق، ولا في طلب الواجبات.
ولهذا لم يكن من هَمّ الإسلام تدليل المرأة على حساب الرجل، ولا ظلمها من أجله، ولم يكن همه إرضاء نزواتها على حساب رسالتها، ولا إرضاء الرجل على حساب كرامتها، وإنما نجد أن موقف الإسلام تجاه المرأة يتمثل فيما يلي:
أ ) إنه يحافظ - كما قلنا - على طبيعتها وأنوثتها التي فطرها الله عليها، ويحرسها من أنياب المفترسين الذين يريدون التهامها حراماً، ومن جشع المستغلين الذين يريدون أن يتخذوا من أنوثتها أداة للتجارة والربح الحرام.
ب ) إنه يحترم وظيفتها السامية التي تهيأت لها بفطرتها، واختارها لها خالقها، الذي خصها بنصيب أوفر من نصيب الرجل في جانب الحنان والعاطفة، ورقة الإحساس، وسرعة الانفعال، ليعدها بذلك لرسالة الأمومة الحانية، التي تشرف على أعظم صناعة في الأمة، وهي صناعة أجيال الغد.
ج) إنه يعتبر البيت مملكة المرأة العظيمة، هي ربته ومديرته، وقطب رحاه، فهي زوجة الرجل، وشريكة حياته، ومؤنس وحدته، وأم أولاده، وهو يعد عمل المرأة في تدبير البيت، ورعاية شؤون الزوج، وحسن تربية الأولاد، عبادة وجهاداً، ولهذا يقاوم كل مذهب أو نظام يعوقها عن رسالتها، أو يضر بحسن أدائها له، أو يخرب عليها عشها.
إنّ كل مذهب أو نظام يحاول إجلاء المرأة عن مملكتها، ويخطفها من زوجها، وينتزعها من فلذات أكبادها - باسم الحرية، أو العمل، أو الفن، أو غير ذلك - هو في الحقيقة عدو للمرأة، يريد أن يسلبها كل شيء، ولا يعطيها لقاء ذلك شيئاً يذكر، فلا غرو أن يرفضه الإسلام.
د) إنه يريد أن يبني البيوت السعيدة، التي هي أساس المجتمع السعيد، والبيوت السعيدة إنما تبنى على الثقة واليقين، لا على الشك والريبة، والأسرة التي قوامها زوجان يتبادلان الشكوك والمخاوف، أسرة مبنية على شفا جرف هار، والحياة في داخلها جحيم لا يطاق.
هـ) إنه يأذن لها أن تعمل خارج البيت، فيما يلائمها من الأعمال، التي تناسب طبيعتها واختصاصها وقدراتها، ولا يسحق أنوثتها، فعملها مشروع في حدود وبشروط، وخصوصاً عندما تكون هي أو أسرتها في حاجة إلى العمل الخارجي، أو يكون المجتمع نفسه في حاجة إلى عملها خاصة. وليست الحاجة إلى العمل محصورة في الناحية المادية فحسب، فقد تكون حاجة نفسية، كحاجة المتعلمة المتخصصة التي لم تتزوج، والمتزوجة التي لم تنجب، والشعور بالفراغ الطويل، والملل القاتل.
وليس الأمر كما يدعيه أنصار عمل المرأة دون قيود ولا ضوابط.
من كتابه: ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده
المصدر : http://www.islamweb.net
ـــــــــــــــــــ(84/28)
الشيخ الدكتور عبد الله وكيل الشيخ يبين الضوابط الشرعية للعاملات في المجال الطبي
د . عبدالله وكيل الشيخ
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله وكيل الشيخ الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض محاضرة علمية تتبعه بعنوان "الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي والآمال المعقودة عليها" قدم فيها فضيلته جملة من الضوابط الشرعية التي تحدد مسارات العمل للمرأة في الطب وأبان فيها بجلاء موقفاً معتدلاً إزاء هذه القضية المثيرة للجدل . كما أوضح الأحكام الفقهية المتعلقة ببعض مسائل عمل المرأة مع الرجال .
# ضوابط :
تحدث الشيخ في البداية عن الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي فقال : ينبغي أن يكون مسبوقاً بالصورة الإجمالية التي يريدها الإسلام للمرأة في مجتمع المسلمين وهى بصورة مختصرة :-
1- المرأة أحد عنصري المجتمع فلا غنى عنها ولا يجوز إهمالها .
2- الأسرة وحدة المجتمع الأساسية وعليها يقوم بناءه .
3- ليس هناك بديل عن قيام المرأة برعاية أسرتها وأولادها وإن كان هناك بديل فهو ناقص وله سلبيات كثيرة يلمسها الناس في واقعهم هنا وفى المجتمعات الأخرى .
4- ومع هذا فللمجتمع حاجات متعددة لا يصلح لها إلا النساء أو على الأقل النساء في تلبيتها خير من غيرهن من الرجال . والواجبات الشرعية منها ما يكون فروضاً على الأعيان . ومنها ما يكون فروضاً على الكفايات يجب على الأمة أن يكون فيها من يقوم بها كالتعليم والتمريض والعمل الاجتماعي في صفوف النساء .
في ضوء هذه النظرة يكون عمل المرأة داخل بيتها هو الأساس الذي يبنى عليه المجتمع المسلم ، ويجوز خروج المرأة لحاجاتها أو حاجة المجتمع إليها : وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أذن لكن في الخروج لحاجتكن ' .رواه البخاري .
وفى ضوء هذه النظرة الإجمالية يمكن صياغة الضوابط الشرعية .
الضابط الأول :الموازنة الدقيقة بين مسئوليتها الأساس وعملها خارج بيتها .
ومسئوليتها الأساس دل عليها قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" أخرجه البخاري . ومسلم . قال البخاري في كتاب النكاح – باب المرأة راعية في بيت زوجها وأولاده في كتاب الأحكام [ 7138 ] قال الحافظ بن حجر :
ورعاية المرأة تدبير أمر البيت والأولاد والحزم والنصيحة للزوج في كل ذلك .
هذه الموازنة في ثمرة الإجابة الصحيحة على التساؤلات التالية :
1- هل هي بحاجة إلى الخروج للعمل لكسب المال ؟
2- هل المجتمع بحاجة إليها ، حيث إن هناك مجالاً يختص بالمرأة لا يزال عاطلاً عن من يسده من النساء ؟
3- هل تستطيع في ظروف العمل أن تؤدى المهمتين بشكل مناسب ؟ .
4- هل يعود هذا العمل بضرر عليها في علاقتها الزوجية وأمورها البيئية ؟ .
** على العاملات في المجال الطبي عدم الخضوع بالقول ، وترك التبختر في المسير **
5- هل يترتب على هذا العمل ضرر بمن يلزمها رعايتهم من البنين والزوج ؟ .
لا نفترض جواباً واحداً . إذ أن ذلك يختلف من امرأة إلى أخرى ولا يليق التعميم في مثل هذه الحالات ففرق بين المتزوجة وغيرها ، وفرق بين من لها أبناء ومن ليس لها ذلك ، وفرق بين الصغيرة والكبيرة .. إلى غير ذلك من الظروف التي تفرض إجابات متعددة يختلف الحكم الشرعي باختلافها ، ومن الخطأ البيِّن تعميم القول بأن خروج المرأة ضرورة تقتضيها حاجات التنمية أو تعميم القول بألا حاجة لخروج المرأة إلى العمل ، لأن الزوج كفيل بالنفقة عليها ، وفى هذا النظر قصور إذ أنه لم يتعد حاجة المرأة إلى حاجة المجتمع .
وقد حفلت البيئة بشواهد لعمل المرأة خارج بيتها لحاجتها وحاجة أسرتها ولحاجة المجتمع .
فخرجت للعمل في الزراعة وتعلم العلم والكسب بالمهن والحرف المناسبة لها .
وخرجت لحاجة المجتمع في المشاركة في الجهاد يشتغلن بما يناسبهن مداواة الجرحى وسقي العطشى وطبخ الطعام وحفظ الرحال والمشاركة بفعالية في القتال أحياناً .
أخرج البخاري عن أنس قال : لقد رأيت عائشة بنت أبى بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدام سوقهما ينقلان القرب على متونهما ثم تفرغاه في أفواه القوم ثم ترجعان .
ويقول صلى الله عليه وسلم : (ما التقت يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا رأيت أم سليم تقاتل) أصله في صحيح البخاري .
(وكانت أم سليم ومعها نسوة يغزون مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا غزا) رواه مسلم .
# الضابط الثاني : التزام الحجاب الشرعي .
وقد قال الله تعالى: [ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً ] الأحزاب : 59 ' وقال تعالى:[ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الأربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ] .
ويقول تعالى : [ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن أتقتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ]الأحزاب : 33 ' . والحجاب الشرعي يتناول جانبين : الجانب الحسي . وذلك بتغطية البدن، والجانب المعنوي بترك الخضوع في القول واللين في الخطاب وما كان شبيهها لذلك من التكسر في المشية والتبختر في المسير ومحاولة إبداء الزينة بأشكال متعددة من التصرفات ..
ويلحق بذلك اتخاذ أسباب الزينة في الثبات والتثبت .
# الضابط الثالث : البعد عن الخلوة .
البعد عن الخلوة بالرجل الأجنبي .. قال ابن عباس سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – يخطب يقول:" لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم " رواه الشيخان واللفظ لمسلم [ 1341 ] .
قال النووي : إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء وكذا لو كان معهما من لا يستحى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم ، وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام بخلاف ما لو اجتمع رجل بنسوة أجانب فإن الصحيح جوازه .
ويستثنى من هذا كله دوافع الضرورة بأن يجد امرأة أجنبية منقطعة في الطريق أو نحو ذلك فيباح له اصطحابها. بل يلزمه ذلك إذا خاف عليها لو تركها وهذا لا اختلاف فيه ويدل عليه حديث عائشة في قصة الإفك .
# الضابط الرابع : البعد عن الاختلاط .
البعد عن الاختلاط بالرجال وذلك كف لذريعة الفساد والإفساد والتعدي عليها وقد استفاد أهل العلم هذا الضابط من خلال جملة من الوثائق والنصوص منها:
1- الفصل بينها وبين الرجال في الصلاة .
2- تخصيص باب لدخولهن وخروجهن .
3- تخصيص أيام لتعليمهن العلم .
4- التنبيه إلى انجذاب الجنسين إلى بعضهما بمقتضى الخلقة .
5- إذا منع الخضوع في القول والضرب بالأرجل فكيف بالاختلاط الذي يقتضى أنواعاً من لين الجانب وتنمية العلاقات ونحو ذلك .
* المحو الثاني : الآمال .
ثم انتقل فضيلة الشيخ إلى الآمال التي تعلقها الأمة على العاملة في المجال الطبي وأن ذلك يحول عملها إلى عبادة تثاب عليها إذا أحسنت نيتها باصطحاب:
- أنها تقوم بأحد فروض الكفايات عن الأمة .
- أنها تغنى مجتمعها عن الحاجة إلى الكفار .
- أنها تحسن إلى بنات جنسها بتحقيق ميثاقهن من التطبيب والتمريض في جو نفسي مريح .
** جمع الطبيبة بين التمسك بدينها والأخذ بأسباب التقدم ممكن ولكنه شاق **
النموذج المثالي
1- أن تبرز العاملة في المجال الطبي نموذج المسلمة التي تجمع بين تمسكها بدينها وأخذها بأسباب التقدم المادي في عملها .
فهناك من يرى أنه لابد لإدراك التقدم من التخفف من بعض الالتزام بحجة ضريبة الحضارة .
وهناك من يرى التخلي أو شبهه عن التقدم المادي حفظاً لما هو أغلى وأبقى .
والتعارض بين الأمرين وهم كبير منشؤه إما الجهل بالدين أو الانهزام الداخلي ومحبة محاكاة الآخرين .
نشر الخير
2- أن ترى المجال الطبي من أنشط المجالات في نشر الدعوة وحض الناس على الخير ولسنا نعنى أن تنقلب العيادات والمستشفيات إلى قاعات محاضرات ومنابر عظيمة . ولكننا نعنى أن يستغل العامل في هذا المجال علاقته بالمريض في دلالته على الخير وتخفيف ما تلبس به من المخالفة .
والعلم عندكم أن الميدان الطبي من أوسع الأبواب التي يدخل منها الداعون إلى النصرانية ، فلا يحسن بأبناء الإسلام وبناته أن يكونوا ضعافاً في استثمار هذا الحقل المهم .
4- كما نأمل أن يستثمر العاملون في هذا المجال وضعهم الاجتماعي المتميز الذي يضفى على موافقتهم وكلامهم ونصائحهم نوعاً من القبول والالتزام وهذه الوضعية قد تقل مع الأيام إذا كثر المنتسبون إلى هذا المجال فلا ينبغي التفريط في هذا القبول الاجتماعي للعاملين في هذا المجال .
** للمجتمع المسلم حاجات متعددة لا يصلح لها إلا النساء ** القول أنه لا حاجة لخروج المرأة إلى العمل بحجة تكفل الزوج بالنفقة تصور قاصر !
النصح والإرشاد
5- الوضعية الطبية ميراث ورثناه عن غيرنا وفى هذا الميراث أشياء حسنة جداً وأخرى ليست بحسنة سواء كان ذلك في البرامج أو الإدراة أو السلوكيات والذي ينبغي العناية به أن نكون مجالاً لتصحيح وترشيد لكل هذه المكونات للمجال الطبي بالمراجعة الدائمة والنقد الهادف والأسلوب الحسن .
إزالة العوائق
6- كما أن من الآمال أن يزول الحرج الذي يعانيه الكثيرون اليوم تجاه الطب وروافده فإن هناك فئاتاً من المجتمع رجالاً ونساءً يحبون هذا المجال ويعشقون العمل فيه ولكنهم – وبخاصة النساء – يلحظون العوائق التي تصدمهم وترددهم عن التفاعل الإيجابي وهذه العوائق نوعان :
الأول . . عوائق تنظيمية إما إدارية نشأ عليها هذا الجهاز .
الثاني . . بعض سلوكيات أرباب المهنة .
ولاشك أن المجال الطبي يشكو عجزاً كبيراً في العاملين فيه رجالاً ونساء وليس ذلك العوز لعدم محبة المجتمع لذا المجال . وإنما لمثل هذه العوائق أو غيرها فهل يساهم العاملون في إزالة هذه العوائق ليظهروا بأخوة أبناء المجتمع لهم في عملهم .
فصل الرجال عن النساء
7- ظهور الفصل في المجال الطبي في قنواته المتعددة من طب وتمريض وخدمة للمجتمع وأجهزة إدراية.
- وهذا ليس حلماً فالواقع في كثير من البلدان في العالم يشهد بإمكانية هذا . بل نجاحه .
- ثم هو وسيلة للتخلص من كثير من السلبيات في هذا المجال رجالاً ونساء .
- بالإضافة إلى أن الجو المنفصل يهيىء لكل من الجنسين عاملين ومرتادين جواً نفسياً يساهم في إنجاح العمل الطبي .
- لسنا ندعى أن هذا يكون بين يوم وليلة . ولكننا نريد خطوات حقيقية واستراتيجية واضحة المعالم محسوبة الخطى تسعى نحو هذا الاتجاه .
اقتراحات تطويرية
8- وأخيراً أرجو أن يساهم الإخوة والأخوات باقتراحات عملية في تحقيق هذه الآمال .
- اقتراحات عملية تقدم إلى المسؤولين المباشرين .
- استراتيجية ترفع إلى أصحاب القرار .
- إيجاد نماذج حية من أمثلة إبراز صور عملية من العيادة إلى المستشفى إلى تأسيس المشروعات الكبرى التجارية التي تعزز هذه النظرة التي نتمناها .
http://198.169.127.218/kashaf : بتصرف من
ـــــــــــــــــــ(84/29)
تحرير المرأة .. عقم المفهوم وانتهازية التطبيق
معتز الخطيب
درجت حركة تحرير المرأة العربية على الاحتفاء بقاسم أمين رائدًا للتحرير , واعتبار كتابه "تحرير المرأة" البيان الثوري لها , لكن مفهوم "تحرير المرأة" مر بتحولات تجاوزت فكر قاسم أمين بمراحل نظرًا لاختلاف "المرحلة" والظروف المحيطة , بالإضافة إلى الإنجازات التي تحققت .. ففي حين كان الاحتكاك الإرادي بالغرب الشرارة التي أحيت الكثير من الإشكاليات في الفكر العربي والإسلامي , وقضية المرأة إحداها , وخصوصًا واضع دستور التحرير "قاسم أمين" الذي عاش في فرنسا من 1881 إلى 1885 ووضع كتابيه "تحرير المرأة" و "المرأة الجديدة" في 1889 : 1900 متأثرًا بأنموذج باهر ؛ عاينه في حضارة حديثة ومسيطرة .
وفي حمأة الثورة العارمة من أجل الحرية في مصر وغيرها (كانت هناك مسيرة متعثرة منذ أول مشاركة دستورية حقيقية من 1866 إلى قيام الثورة العرابية لانتزاع الحق في المشاركة في السلطة) فكان "تحرير المرأة" جزءًا من مشروع البحث عن الحرية الشاملة .. وفي لحظة الانبهار هذه يكمن تفسير التقلب الملحوظ في فكر قاسم أمين بين كتبه الثلاثة "المصريون" و "تحرير المرأة" و "المرأة الجديدة" .
في هذه المرحلة استند مفهوم "تحرير المرأة" إلى تحرير جسدها من الحَجب والحجاب ؛ باعتبارهما ينتميان إلى التراث (نقيض العصر) في وقت كان مفهوم سائد للنهضة ينبني على القطيعة معه .
وفي حين كان "الحجب" يستمد مشروعيته من خصوصية كل من الرجل والمرأة , هذه الخصوصية التي تفرض نفسها على مجال ونوع المهام التي يمارسها كل منهما , و"الحجاب" يستمد مشروعيته من اعتبار أن الجسد حامل للذة , في ذلك الحين بدأ "تحرير المرأة" بنزع الحجاب وتجاوز الحَجب باعتباره رمزًا إلى عمق الإحساس بالسجن والقيد الذي لا يستقيم مطلقًا مع قيمة الحرية على النمط العصري .
وفي سنة 1924 دخل مفهوم "تحرير المرأة" مرحلة التنظيم حيث أسست هدى شعراوي الاتحاد النسائي بعد عودتها من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي المنعقد في روما سنة 1922 , ثم انعقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي سنة 1944 الذي لقي ترحيبًا من بريطانيا والولايات المتحدة حتى إن زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت كانت من ضمن المؤيدين , والمميز لهذه المرحلة أن ذلك كان يتم "طوعيًا" وبترحيب خارجي .
وفي مرحلة لاحقة تحولت تلك التنظيمات إلى مراكز استطالة لسلطة الغرب داخل المجتمعات العربية .. على صورة مؤتمرات دولية تشكل وثائقها أجندة عمل التنظيمات النسائية بل والحكومات أحيانًا , وفي هذا السياق يأتي مؤتمر المرأة الأول في مكسيكو عام 1975 تحت شعار "رفع التمييز ضد المرأة" ثم مؤتمر كوبنهاجن سنة 1980 ونيروبي 1985 ومؤتمر السكان والتنمية في القاهرة 1994 وبكين 1995 , وعن هذه المؤتمرات وبالتنسيق مع قياداتها تحت مظلة الأمم المتحدة انبثقت المؤتمرات العربية حيث شهدت مصر ظهور أول قمة نسائية سنة 2000 شارك فيها تسع من زوجات الرؤساء , ثم قمة المرأة العربية سنة 2001 التي شهدت إنشاء منظمة عربية للمرأة لها استقلالها في إطار جامعة الدول العربية .
وإذا كان مفهوم "تحرير المرأة" لدى قاسم أمين ركز على الحجاب وتعدد الزوجات والطلاق ونحوها , فإنه أصبح أكثر تبلورًا نتيجة الاطلاع العميق على حركة التحرر الغربية والتشبع بأفكارها , خصوصًا من خلال الانخراط في التنظيمات الدولية والإقرار بمرجعية ما يصدر عنها من بيانات وتوصيات , بحيث أصبح جوهر فكرة "تحرير المرأة" يكمن في مطلب السيطرة دون الرجل أو في العلاقة مع الرجل بحيث تركز المؤتمرات على المرأة "الفرد" (أنا أولاً) و(حقوقنا الآن) الشعار الذي اتخذته سابقًا المنظمة القومية للمرأة التي أسستها رائدة التحرر "بيتي فريدان" في أمريكا وذلك في مقابل أولويات الأسرة والأطفال.. ومن ثم اعتبرت وثيقة بكين أن "الأمومة" (الدور الذي كانت تطمح إليه المرأة لتصبح رمزًا للعطاء وتستمد منه سلطتها وسطوتها) دور "نمطي" تقليدي (بمعنى الازدراء) ؛ لأنه مرتبط بالخضوع للرجل .
وإذا كانت المرحلة السابقة اقتصرت على الدعوة الفكرية (بدءًا من قاسم أمين) ثم التوصيات "غير الملزمة" (مع مؤتمرات الأمم المتحدة) فإن المشروع دخل طورًا جديدًا مع تبني بعض الأنظمة العربية والإسلامية له في محاولة استعجال تطبيقه بالدفع تجاه الحل السياسي من أعلى , وفي هذا السياق تأتي تعديلات قوانين الأحوال الشخصية بدءًا من مصر , ثم مشروع قانون "الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية" ـ كما سُميَ ـ في المغرب وعدد من الدول , وأخيرًا ـ وليس آخرًا ـ تعديل قانون الأحوال الشخصية في تركيا الذي أنهى سيادة الرجل على الأسرة وفرض مطالب "تحرير المرأة" كاملة وبدأ تنفيذه مطلع سنة 2002 .
في هذه المرحلة نجد أن المفهوم انتقل من مجرد "الثورة الفكرية" ليصبح "مطلبًا اقتصاديًا" وسياسيًا باعتباره ركنًا في "التنمية" ليتناسب مع توجهات مجتمع السوق والقيم الرأسمالية , وبهذا يصبح مفهوم الإلحاح على موضوع "عمل المرأة" ومنح القروض المالية من البنك الدولي للمرأة العاملة , الأمر الذي يبين تحول وسائل تنفيذ مشروع التحرير من مجرد بث الأفكار إلى التوصيات والتنظيمات ثم محاولة الفرض الحكومي الرسمي .
ـ التنظيمات النسائية.. قراءة نقدية:
إنه من اللافت للنظر تزايد النشاط النسوي في العالم العربي وتأسيس الكثير من التنظيمات النسوية (الحكومية وغير الحكومية) في البلد الواحد ؛ فمثلاً وجد في الأراضي الفلسطينية (كما تسمى) ـ حسبما ذكر بحث موَّله برنامج الأمم المتحدة للتنمية عن المنظمات النسوية ـ أكثر من (174) منظمة حتى عام 1993 , وبعد اتفاق أوسلو في العام نفسه بدأت وتيرة النشاط النسوي في التزايد بشكل فاق التوقعات , حتى إنه ربما تجاوز غيره من الأنشطة الاجتماعية والسياسية الأخرى .. وكذلك الأمر في كثير من الدول العربية هذا فضلاً عن المنظمات الحكومية والاتحادات النسائية المرتبطة بالتنظيم العالمي للمرأة , ومن المثير للجدل .. الدعم الأوروبي والدولي السخي لهذه التنظيمات والأنشطة وتمويل صندوق المرأة التابع للأمم المتحدة لها ! وعلى سبيل المثال حصلت التنظيمات النسوية في الأراضي الفلسطينية على 5% من إجمالي المعونات الدولية المخصصة للأراضي الفلسطينية (حسب تقرير 1997) فيما لم يخصص للمجال الزراعي والصناعي إلا أقل من 1.2 % منها .
ومن الجدير بالذكر أن أي تمويل إنما يتم لأهداف محددة وله شروطه ومحدداته السياسية والثقافية , ومن ثم تخضع الأولويات لتحديد الجهات المانحة ماليًا والضاغطة سياسيًا وثقافيًا , كما أنه يتعين الالتزام بتلك الأولويات لضمان استمرار التمويل .. ومن جهة أخرى فإن التنظيمات الحكومية تخضع لأولويات النظام السياسي ووفق خلفيته الفكرية والأيدلوجية .
هذه الاعتبارات تجعل التنظيمات وما يصدر عنها من مؤتمرات وأنشطة تختلط فيها المواقف الثقافية والحضارية بالسياسية إلى حد كبير ؛ مما يُحدث إشكاليات كبيرة على المستوى الثقافي والاجتماعي والديني ؛ لأنه لا يمكن لنا أن نستعير / نستنسخ جزءًا من نمط حياة قائم في بناء حضاري وثقافي معقد (الغرب هنا) من دون إدراك مكملات هذا الجزء , وتبعات ومشاكل هذا الاستنساخ على مجتمعاتنا ؛ ما يسفر عن فجوات تفرضها خصوصية المجتمعات العربية المتعددة ثقافيًا , والمتفاوتة وعيًا وتمسكًا بالقيم الدينية (المتيقنة أو الموهومة) .
فمثلاً , إن التوجه الحكومي في اليمن لدمج المرأة في العملية الاقتصادية لا يبتعد كثيرًا عن "التوجه العالمي" والتنسيق مع جهات خارجية أو "الخضوع" لمطالب سياسية دولية بخصوص هذا الشأن .. والأهم من ذلك هو أن هذا التوجه الذي ينشغل "كلية" بالتساوق مع التوجه العالمي لا يهتم كثيرًا بخصوصية المجتمع اليمني والذي يفرض سلم أولويات يختلف عن غيره ؛ فأبرز ما نلحظه في هذا التوجه أنه لا يهتم "الاهتمام المطلوب" بتعليم المرأة في مجتمع ترتفع فيه نسبة الأمية بشكل مقلق , خاصة بين صفوف النساء , فالإمعان في مطلب "اللجنة الوطنية للمرأة" اليمنية (وهي هيئة حكومية تأسست قبل نحو خمسة أعوام) الذي ينص على (توفير فرص التعليم وخصوصًا الثانوي لجميع النساء , وتشجيع الإناث على الاستمرار في مواصلة دراستهن لما بعد المرحلة الإلزامية وعدم الاكتفاء بمستويات متدنية من التعليم لزيادة فرص مشاركة المرأة في سوق العمل بتوفير حوافز مادية وعينية) .. هذا الإمعان يبين أن مطلب تعليم النساء ينحصر في هدف محدد جاء "مكملاً" للتوجه العام نحو إدماج المرأة في العملية الاقتصادية , بمعنى أن الاهتمام بالتعليم لغرض إشراك المرأة في سوق العمل "فقط" , الأمر الذي يؤكد ما قلناه قبلُ من قفز التنظيمات النسوية على البعد الثقافي والفكري (باعتباره كان يمثل مطلبًا مبدئيًا مع قاسم أمين ومعاصريه) , لتحقيق مطالب سياسية واقتصادية من دون الالتفات إلى الفوارق التي تعيشها تلك المجتمعات .
وكذلك الأمر بالنسبة للتنظيمات النسوية الفلسطينية التي تنشغل بقضايا الزواج المبكر والتعدد ونحوها .. في حين لم نجد تنظيمًا نسائيًا يهتم بالمقاومة والعنف الإسرائيلي !
يأتي ذلك في سياق عولمة نموذج المرأة الغربية من خلال سعي الأمم المتحدة والتنظيمات المنضوية تحتها والخاضعة لها إلى فرض منظومة من القيم الغربية على أنها قيم إنسانية عالمية , وتطالب بها كل المجتمعات وتعتبرها هدفًا يستحق النضال من أجله .. وهذا من شأنه أن يجعل قضايا المرأة (وفق تصور التنظيمات النسوية) جزءًا من مشروع "العولمة" على اعتبار أن لها تداعيات وتأثيرات تتجاوز حدود الجغرافيا والهويات وتهميش كل المرجعيات الدينية والثقافية لصالح مرجعية الفلسفة الغربية .. وهذا يعيدنا من جديد إلى أزمة العلاقة مع الغرب والحداثة , وإشكالية الهوية والمرجعية .
ولو عدنا نتأمل القضايا التي تلح عليها كل المؤتمرات على مدار القرن الماضي لوجدناها تنحصر في مطلبين رئيسين :
الأول : حق المرأة في إثبات الوجود والمشاركة في فعاليات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعية وغير ذلك في محاولة لإعادة صياغة العلاقة "المتخلفة" (بمعيار المقارنة مع الغرب) التي تقوم على "اقتسام" النشاط الإنساني بين الرجل والمرأة , وتجعل لكل منهما مجالاً خاصًا , مكانًا ونوعًا .. هذه الصياغة الجديدة استدعت الكثير من القضايا مثل "القوامة" و"عمل المرأة" , ما استدعى "حق المرأة" في التشريع القانوني وممارسة أدوار قيادية سياسية وغيرها , وما تفرع عن ذلك من إشكالات شغلت نقاشًا طويلاً من الخطاب الثقافي والسياسي .. هذه المشاركة مع الرجل كانت كفيلة بإعادة صياغة "العلاقة" بين الرجل والمرأة من منظور "حديث" و "واقعي" بعد أن كان ذلك الاحتكاك استثنائيًا وفي نطاق ضيق جدًا , وبعد أن كان الرجل هو المسؤول عن الدور القيادي في البيت وخارجه .
و"الحقوق" هذه تستدعي ضرورة مبدأ "المساواة" الذي شغل مساحة كبيرة من المؤتمرات المتوالية ثم من التشريعات في بعض الدول العربية والإسلامية كتركيا ومصر والمغرب وغيرها.. والإقرار بهذا المبدأ كفيل بإعادة صياغة خارطة العلاقة بين الرجل والمرأة في البيت وخارجه , ومن أبرز القضايا التي تحضر هنا "القوامة" , وبالتالي تأثيراتها على تنظيم شؤون الأسرة وتربية الأولاد , وحق الطلاق , وسفر المرأة وعملها من دون إذن الزوج , والتساوي في الميراث؛ بل اقتسام الممتلكات بالتساوي بعد الانفصال أو الوفاة , وغير ذلك مما قد يعود بالنقض على مسلّمات دينية ونصوص صريحة .
إن توسيع مشاركة المرأة في الاقتصاد من خلال تأمين فرص العمل بالاستناد إلى مفهوم "المساواة" وكذا باقي المجالات .. من شأنه أن يغير كثيرًا من ملامح الخارطة الاجتماعية والثقافية للأسرة العربية ؛ لنجد أنفسنا أمام "نمط" مختلف , يثير كثيرًا من الإشكالات التي سنستوردها من "النموذج المثال" الذي نحاكيه , من دون تَبْيِئَة هذا الاقتباس نفسه (قد رأينا بعض هذه البوادر من خلال أَنْثنة الإعلام العربي عامة) ؛ فتأمين فرص العمل لكل امرأة (من المهم هنا تَذَكر عجز الحكومات عن القضاء على البطالة بتوفير فرص عمل للرجال) من شأنه أن يرفع ـ إلى حد كبير ـ من نسبة البطالة في مجتمعات "نامية" كمجتمعاتنا , كما من شأنه أن يضع بثقله على قوانين وأعراف "الزواج" ليعاد ترتيبها وفق الوضع الجديد (بطالة الرجل وفقره , وخلق نساء رأسماليات) وربما نصل إلى أن تدفع المرأة المهر كما في كثير من ولايات الهند , أو أن يعول كل من الزوجين نفسه كما في الغرب .
المطلب الثاني :
تركز حول "حرية" المرأة في ممارساتها ونشاطاتها .. والحرية هنا تعني الانعتاق من أي سلطان (وفق التصور الغربي) ؛ وإذا كان المطلب الأول يركز على "الحقوق" بوصفها نشاطًا , فإن الثاني يركز على "الحرية" بوصفها قيمة لا بد أن تحضر في كل النشاطات التي تمارسها المرأة .
وتحت هذا المطلب تندرج كثير من القضايا الشائكة أبرزها حرية المرأة في التصرف بجسدها (الحرية الجنسية , والتحكم بالحمل وبجنس الجنين , والإجهاض , وتشكيل الجسد كما تشاء أو هكذا تتصور) في مقابل منع التعدد , وهو ما ركزت المؤتمرات وخاصة مؤتمر السكان ووثيقة بكين .. يأتي هذا في زمن ازدهرت فيه فنون صناعة الجسد وفنون الاهتمام باللذة الجنسية ومستلزماتها (الإعلان , التجميل , الموضة , العطور , الملابس الداخلية والخارجية , الإكسسوارات , مسابقات الجمال , عروض الأزياء , فنانات ذوات أجساد ..) , وأصبح فيه الجنس والجسد هما الثقافة السائدة (في النموذج المثال الذي يراد عولمته) بالتحالف مع العقل المادي الساعي لتعظيم اللذة والربح وتقديمهما على كل هدف آخر , بعد أن كان الجنس والجسد يخضعان للثقافة السائدة التي يساهم في تشكيلها الدين والعرف الاجتماعي .
ومن المهم هنا أن الحرية الجنسية لا تقتصر على العلاقة الطبيعية (ذكر وأنثى) بل تتسع لتشمل اشتهاء المماثل والدخول معه في ممارسة فعلية ربما تؤدي إلى الاكتفاء به عن الشريك الطبيعي , الأمر الذي سيصل إلى الاعتراف به قانونيًا كما في ألمانيا مثلاً , بالرغم من وجوده بكثرة في أمريكا وفرنسا والسويد والكيان الصهيوني وغيرها .
إن الإشكالية الجوهرية التي تنشأ عنها كل هذه الإشكاليات هو تَعَمّد التنظيمات النسوية العربية (حكومية وغير حكومية) تجاوز النسق الثقافي والديني الخاص بنا , وتَبنّي النموذج الغربي للمرأة لتحقيق مكاسب خاصة بتأثير الإرهاب أو الإغراء الدولي , وتحدي معتقدات ومفاهيم الجماهير التي تبقى على الدوام مشدودة إلى ثوابت دينية (سواء متيقنة أم مظنونة أو موهومة) فضلاً عن نسقها الثقافي الذي يتميز بكثير من الخصوصية والتحفظ إزاء نقيضه الغربي الذي تلح نخبنا (الثقافية والسياسية) المنتمية إلى ثقافته على فرضه وتعميمه .
إن غياب المؤتمرات والتنظيمات النسوية العربية عن الاهتمام بشكل رئيس بموضوعات التربية والأسرة والعنوسة (سجلت بعض الإحصائيات أن في مصر 9 ملايين عانس) وصورة المرأة في وسائل الإعلام (خاصة أن هذه المؤتمرات لها صفة رسمية بمعنى أنها قريبة من مواقع القرار) وعن قضايا مشاكل الدعارة والبغاء المتنامية في العالم العربي , وعن خطاب المجلات النسائية الاستهلاكي , الذي ينشغل كلية بجماليات الفن لصناعة أجساد وفق المقاييس المحددة مسبقًا للجسد المثال في عالم يشكل فيه الجسد الأنثوي كل مقتضيات التوظيف في عالم المال ؛ لأن قطاع الإنتاج لا يرى في المرأة سوى جسد , ومن ثم يشترط ـ في الدرجة الأولى ـ جمال الهيئة في معظم المهن التي تشغلها المرأة ليكون الجسد هو أداة التواصل بين المالك والزبون , إن غياب كل ذلك عن أجندة التنظيمات يؤكد اغترابها عن المطالب الحقيقية للمرأة لاستلابها لمرجعية مختلفة كليًا عن مرجعية مجتمعاتها , كما يؤكد على البعد الاقتصادي في "تحرير المرأة" .
هذا العبث الذي يصر على تغيير ملامح حياتنا يجعل من أولوياتنا الحالية العودة إلى قضية المرأة وإعادة تأهيلها ومعالجة مشاكلها من سياق واقعها وثقافتنا ومرجعيتنا الدينية , والتأكيد على صناعة كوادر نسائية قادرة على العطاء والإبداع في المواقع الفكرية والاجتماعية وغيرها ؛ فقد تسبب تجاهلنا لمشاكل المرأة وغيابها أو تغييبها (بفعل عادات وتقاليد واجتهادات غير واعية) بإتاحة المجال لكثير من الاختراقات , وحدوث هذه التشوهات والالتباسات التي نعايشها.. وغني عن القول : إن الحل لمشاكل المرأة لا يكون بالقوانين والقرارات "الرسمية" أو بتسييسها ؛ لأنها مشاكل ثقافية واجتماعية منبنية على الوعي الديني والثقافي والاجتماعي .
المصدر http://www.almanar.netا
ـــــــــــــــــــ(84/30)
منزعجة من كثرة ضيوف زوجها الذين يأتون في كل الأوقات
السؤال:
زوجي يحب استقبال الضيوف في بيتنا في جميع الأوقات . وهذا يزعجني كثيرا ويضايقني لأن ذلك يأخذ من وقتنا الخاص كزوجين . فإلى أي مدى نكون ملزمين تجاه ضيوفنا ؟ وما هي حقوقنا ومسؤولياتنا تجاههم في الإسلام ؟.
الجواب:
الحمد لله
عن أبي شريح العدوي قال سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته ، قال : وما جائزته يا رسول الله ؟ قال : يوم وليلة ، والضيافة ثلاثة أيام ، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " أخرجه البخاري (5560) ، ومسلم (69) ، وهذا لفظ البخاري .
والضيف له حق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا أمر لا ينبغي الشك فيه ، فإذا كان يأتيه الضيوف بدون دعوة منه ، فالواجب إكرامهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
نعم ، إذا كانوا أصدقاء سوء أو من المتطفلين من أصحاب البطالة ، فهؤلاء يتخذ معهم الأسلوب الذي يليق بحالهم ؛ لأنهم يؤذون الناس بأفعالهم .
وإذا كان زوجك هو الذي يدعو الناس إلى بيتكم كثيرا ، فالحل هنا أن تكلميه بأسلوب سهل ولين ، وأن تتفقا على وضع طريقة لدعوة الناس ، بحيث لا يدعو أحداً إلا بعد المشاورة بينكما ، وتتفقان على تقليل الدعوات بشكل مناسب .
وينبغي لك _رعاك الله _ أن لا تظهري الضجر من زوجك حال وجود المدعويين ، فإن هذا الأمر مما يزيد الأمور تعقيدا ، ولا يحلها ، وعليك بالصبر ؛ فإن الصبر مفتاح الفرج .
واحرصي على توفير جو من الهدوء في بيتكم ، من الكلام الطيب ، والمعاملة الحسنة ، فإن بعض الأزواج قد يلجأ إلى مثل هذه التصرفات من الإكثار من استضافة أصدقائه بحثاً عن الترويح عن النفس ، بسبب أن زوجاتهم قد لا يحسنّ كيفية توفير الجو الملائم لطبيعة أزواجهن مما يجعلهم يبحثون عن هذا الجو مع أصدقائهم ، فاحرصي على معرفة طبيعة زوجك لإدراك ما يلائمه مما يوفر له السعادة والأنس الذي ينشده مع البعد عن أسباب المشاكل والتنكيد ونحوها .
نسأل الله أن يصلح بينكما ، وأن يوفقكما لما يحبه ويرضاه .
الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
ـــــــــــــــــــ(84/31)
زوجتي .... !
الأستاذ : علي الطنطاوي
قال لي صديق ، معروف بجمود الفكر ، وعبادة العادة ، والذعر من كل خروج عليها أو تجديد فيها . قال:
- أتكتب عن زوجك في الرسالة تقول إنها من أعقل النساء وأفضلهن ؟ هل سمعت أن أحداً كتب عن زوجه ؟ إن العرب كانوا يتحاشون التصريح بذكرها ، فيكنون عنها بالشاة أو النعجة استحياء وتعففاً ، حتى لقد منع الحياء جريراً من رثاء زوجه صراحة ، وزيارة قبرها جهاراً . ومالك بن الريب لمّا عد من يبكى عليه من النساء قال :
فمنهن أمى وابنتاها وخالتى **** وباكية أخرى تهيج البواكيا
فلم يقل وامرأتى . . وكذلك العهد بآبائنا ومشايخ أهلنا . لم يكن يقول أحد منهم : زوجتى ؛ بل كان يقول : أهل البيت وأم الأولاد ، والجماعة ،والأسرة ، وأمثال هذه الكنايات .
أفترغب عن هذا كله، وتدع ما يعرف الناس،وتأتى ماينكرون ؟
قلت : نعم !
فكاد يصعق من دهشته مني ، وقال :
- أتقول: نعم بعد هذا كله ؟
قلت : نعم ! مرة ثانية .
أكتب عن زوجتي فأين مكان العيب في ذلك ؟ ولماذا يكتب المحب عن الحبيبة وهي عشيقته بالحرام ،ولا يكتب الزوج عن المرأة وهي حبيبته بالحلال ؟ ولماذا لا أذكر الحق من مزاياها لأرغب الناس في الزواج ؛ والعاشق يصف الباطل من محاسن العشيقة فيحبب المعصية إلى الناس؟ إن الناس يقرؤون كل يوم المقالات ،والفصول الطوال في مآسي الزواج وشروره ، فلم لا يقرؤون مقالة واحدة في نعمه، وخيراته ؟
ولست بعد أكتب عن زوجي وحدها ؛ ولكنى كما كان هوجو يقول : "إني إذ أصف عواطفي أبا،أصف عواطف جميع الآباء" .
لم أسمع زوجاً يقول إنه مستريح سعيد ، وإن كان في حقيقته سعيداً مستريحا ؛لأن الإنسان خلق كفورا ، لا يدرك حقائق النعم إلا بعد زوالها ؛ ولأنه ركب من الطمع ، فلا يزال كلما أوتى نعمة يطمع في أكثر منها ، فلا يقنع بها ولا يعرف لذتها ؛ لذلك يشكو الأزواج أبداً نساءهم ، ولا يشكر أحدهم المرأة إلا إذا ماتت ، وانقطع حبله منها وأمله فيها ، هنالك يذكر حسناتها ، ويعرف فضائلها ، أما أنا فإني أقول من الآن – تحدثاً بنعم الله وإقراراً بفضله – :إني سعيد في زواجي وإني مستريح .
وقد أعانني على هذه السعادة أمور يقدر عليها كل راغب في الزواج ، طالب للسعادة فيه ، فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها ، وليسمع وصف الطريق من سالكه من لم يسلك بعد هذا الطريق.
أولها : أني لم أخطب إلى قوم لا أعرفهم ، ولم أتزوج من ناس لا صلة بيني وبينهم . . فينكشف لي بالمخالطة خلاف ما سمعت عنهم ، وأعرف من سوء دخيلتهم ما كان يستره حسن ظاهرهم ، وإنما تزوجت من أقرباء عرفتهم وعرفوني ، واطلعت على حياتهم في بيتهم ،واطلعوا على حياتي في بيتي ؛إذ رب رجل يشهد له الناس بأنه أفكه الناس ، وأنه زينة المجالس ونزهة المجامع ، وهو في بيته أثقل الثقلاء ،ورب سمح هو في أهله سمج ، وكريم هو في أسرته بخيل ، يغتر الناس بحلاوة مظهره، فيتجرعون مرارة مخبره . .
تزوجت بنتاً أبوها ابن عم أمي ، وهو :الأستاذ صلاح الدين الخطيب شيخ القضاء السوري ،المستشار السابق والكاتب العدل الآن ، وأمها بنت المحدّث الأكبر ، عالم الشام بالإجماع الشيخ بدر الدين الحسينى رحمه الله . فهي عريقة الأبوين ، موصولة النسب من الجهتين.
والثاني : أني اخترتها من طبقة مثل طبقتنا . فأبوها كان مع أبي في محكمة النقض ،وهو قاض وأنا قاض ، وأسلوب معيشته قريب من أسلوب معيشتنا ،وهذا هو الركن الوثيق في صرح السعادة الزوجية ، ومن أجله شرط فقهاء الحنفية (وهم فلاسفة الشرع الإسلامي) الكفاءة بين الزوجين .
والثالث : أني انتقيتها متعلمة تعليماً عادياً ، شيئاً تستطيع به أن تقرأ وتكتب ، وتمتاز من العاميات الجاهلات ، وقد استطاعت الآن بعد ثلاثة عشر عاماً في صحبتي أن تكون على درجة من الفهم والإدراك ، وتذوق ما تقرأ من الكتب والمجلات ، لا تبلغها المتعلمات ،وأنا أعرفهن وكنت إلى ما قبل سنتين ألقي دروساً في مدارس البنات ، على طالبات هن على أبواب البكالوريا ، فلا أجدهن أفهم منها ، وإن كن أحفظ لمسائل العلوم ، يحفظن منها ما لم تسمع هي باسمه.
ولست أنفر الرجال من التزوج بالمتعلمات ، ولكني أقرر – مع الأسف – أن هذا التعليم الفاسد بمناهجه وأوضاعه ، يسيء على الغالب إلى أخلاق الفتاة وطباعها، ويأخذ منها الكثير من مزاياها وفضائلها ،ولا يعطيها إلا قشوراً من العلم لا تنفعها في حياتها ،ولا تفيدها زوجاً ولا أما .
والمرأة مهما بلغت لا تأمل من دهرها أكثر من أن تكون زوجة سعيدة، وأما.
والرابع : أني لم أبتغ الجمال وأجعله هوو الشرط اللازم الكافي كما يقول علماء الرياضيات ؛لعلمي أن الجمال ظل زائل لا يذهب جمال الجميلة ، ولكن يذهب شعورك به ، وانتباهك إليه؛ لذلك نرى من الأزواج من يترك امرأته الحسناء ،ويلحق من لسن على حظ من الجمال ، ومن هنا صحت في شريعة إبليس قاعدة الفرزدق وهو من كبار أئمة الفسوق ، حين قال لزوجه النوار في القصة المشهورة : ما أطيبك حراماً وأبغضك حلالا ً!
والخامس : أن صلتي بأهل المرأة لم يجاوز إلى الآن ، بعد مرور قرن من الزمان ، الصلة الرسمية : الود والاحترام المتبادل ، وزيارة الغب ، ولم أجد من أهلها ما يجد الأزواج من الأحماء من التدخل في شؤونهم ، وفرض الرأي عليهم ، ولقد كنا نرضى ونسخط كما يرضى كل زوجين ويسخطان ، فما تدخل أحد منهم يوماًفي رضانا ولا سخطنا .
ولقد نظرت إلى اليوم في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي ، وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ، ولم يدخل بينهما أحد من الأهل ولا من أولاد الحلال ، لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج.
والسادس : أننا لم نجعل بداية أيامنا عسلا ، كما يصنع أكثر الأزواج ، ثم يكون باقي العمر حنظلا مراً وسماً زعافاً ، بل أريتها من أول يوم أسوأ ما عندي ، حتى إذا قبلت مضطرةً به ، وصبرت محتسبةً عليه ، عدت أريها من حسن خلقي ، فصرنا كلما زادت حياتنا الزوجية يوماً زادت سعادتنا قيراطا ً.
والسابع : أنها لم تدخل جهازاً ، وقد اشترطت هذا ؛لأني رأيت أن الجهاز من أوسع أبواب الخلاف بين الأزواج ، فإما أن يستعمله الرجل ويستأثر به فيذوب قلبها خوفاً عليه ، أو أن يسرقه ويخفيه ، أو أن تأخذه بحجز احتياطي في دعوى صورية فتثير بذلك الرجل .
والثامن : أني تركت ما لقيصر لقيصر ، فلم أدخل في شؤونها من ترتيب الدار وتربية الأولاد ؛ وتركت هي لي ما هو لي ، من الإشراف والتوجيه، وكثيراً ما يكون سبب الخلاف لبس المرأة عمامة الزوج وأخذها مكانه ، أو لبسه هو صدار المرأة ومشاركتها الرأي في طريقة كنس الدار ، وأسلوب تقطيع الباذنجان ، ونمط تفصيل الثوب.
والتاسع : أني لا أكتمها أمراً ولا تكتمني ، ولا أكذب عليها ولا تكذبني ، أخبرها بحقيقة وضعي المالي ، وآخذها إلى كل مكان أذهب إليه أو أخبرها به ، وتخبرني بكل مكان تذهب هي إليه ، وتعود أولادنا الصدق والصراحة ، واستنكار الكذب والاشمئزاز منه . ولست والله أطلب من الإخلاص والعقل والتدبير أكثر مما أجده عندها ؛ فهي من النساء الشرقيات اللائى يعشن للبيت لا لأنفسهن .
للرجل والأولاد ، تجوع لنأكل نحن ، وتسهر لننام ، وتتعب لنستريح ، وتفني لنبقي . هي أول أهل الدار قياماً ، وأخرهم مناماً ، لا تني تنظف وتخيط وتسعى وتدبر ، همها إراحتي وإسعادي .
إن كنت أكتب ، أو كنت نائماً أسكتت الأولاد ، وسكنت الدار ، وأبعدت عنى كل منغص أو مزعج .
تحب من أحب ، وتعادى من أعادى، وإن كان حرص النساء على إرضاء الناس فقد كان حرصها على إرضائي ؛ وإن كان مناهن حليةً أو كسوةً فإن أكبر مناها أن تكون لنا دارٌ نملكها نستغني بها عن بيوت الكراء.
تحب أهلي ، ولا تفتأ تنقل إلى كل خير عنهم ، إن قصرت في بر أحد منهم دفعتني ، وإن نسيت ذكرتني ، حتى أني لأشتهي يوماً أن يكون بينها وبين أختي خلاف كالذي يكون في بيوت الناس ، أتسلى به ، فلا أجد إلا الود والحب ، والإخلاص من الثنتين ، والوفاء من الجانبين !!
إنها النموذج الكامل للمرأة الشرقية ، التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها ،والتي يزهد بعض الشباب فيها ، فيذهبون إلى أوربة أو أميركة؛ ليجيئوا بالعلم فلا يجيئون إلا بورقة في اليد ،وامرأة تحت الإبط ، إمرأة يحملونها يقطعون بها نصف محيط الأرض أو ثلثه أو ربعه ، ثم لا يكون لها من الجمال، ولا من الشرف ولا من الإخلاص ما يجعلها تصلح خادمة للمرأة الشرقية ؛ ولكنه فساد الأذواق ،وفقد العقول ، واستشعار الصغار ،وتقليد الضعيف للقوى .
يحسب أحدهم أنه إن تزوج امرأة من أمريكا ،أو أى امرأة ٍ عاملةٍ في شباك السينما ، أو في مكتب الفندق ، فقد صاهر طرمان ، وملك ناطحات السحاب ، وصارت له القنبلة الذرية ، ونقش اسمه على تمثال الحرية !!
إن نساءنا خير نساء الأرض ، وأوفاهن لزوج ،وأحناهن على ولد ، وأشرفهن نفسا ، وأطهرهن ذيلا ً، وأكثرهن طاعةً وامتثالا ًوقبولا ًلكل نصح ٍنافعٍ وتوجيه ٍسديد .
وإني ما ذكرت بعض الحق من مزايا زوجتي؛إلا لأضرب المثل من نفسي على السعادة التي يلقاها زوج المرأة العربية (وكدت أقول الشامية) المسلمة ؛ لعل الله يلهم أحداًمن العزاب القراء العزم على الزواج فيكون الله قد هدى بي ، بعد أن هداني !
الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عليه ....
المصدر : موقع الإسلام اليوم
ـــــــــــــــــــ(84/32)
هل حقوق المرأة مهضومة في التشريع الإسلامي
ليس الهدف من تعاور هذا الموضوع بالدراسة الموجزة هو بسط القول في ما كرَّم به الإسلام المرأة من حقوق، فهي فوق ما يمكن تصوره، وقد قيل فيه الكثير، ولكن الهدف هو تبيان أهم الأسس التي تبنى عليها الشريعة الإسلامية أحكامها، الأمر الذي لا يُنتبه إليه عادة في دراستها، وهو ربط تلك الأحكام بسلوك المسلم المخاطب، الذي توجهه خشية الله تعالى توجيهاً عظيماً لا يوجد في أي مصدر آخر موجَّه لسلوك الناس· لأن رقابة الوازع الديني المستمرة ليست كالرقيب الذي تضعه القوانين الوضعية، إذ إن سلطته محدودة، ولا طاقة لها بمراقبة أسرار الإنسان·
لذلك سنقف في بعض المحطات التي فضل الله عز وجل فيها الرجل على المرأة تفضيلاً قد يبدو لبعضهم أنه السبب في إلحاق الرجل الضرر بالمرأة، دون البحث عن مسوِّغ هذا التفضيل على مستوى الظاهر، وعلى مستوى جانب من الحكمة الإلهية فيه·
دأب الغرب على التبجح بوضع قوانين وبيانات تضبط ممارسة الإنسان لحقوقه، كما أنه يتبجح بالدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الطفل خاصة، معتقداً أنه السبَّاق إلى هذه المكرمات، التي غُيِّبت في سلوك المجتمعات البشرية وقوانينها وأعرافها، وقد تعمد مهندسو هذه الشعارات والقوانين المنظمة لهذه الحقوق أن يقفزوا على مصادر هضمها ومسبباته لينزلوا بمظلتهم في ساح الإسلام الذي يعارض ويشوَّه منذ أن صدع الرسول صلى الله عليه وسلم بما أُمر به، وهذه المحاربة اختلفت أساليبها عبر التاريخ، منها الحملة الإعلامية المبنية على الإقناع <الديماغوجي>، وعلى الهجمات العسكرية المتطورة، وذلك بتشويه منهج الإسلام في تنظيم حياة البشر، وتمتيع المرأة ـ خصوصاً ـ بحقوقها، وهذا التحامل كالجرثومة تتنوع أشكاله وصوره تبعاً لتنوع الظروف والعوامل، ذلك أن أعداء الإسلام دأبوا على نعته بكونه هضم حقوق الإنسان بعامة وحقوق المرأة بخاصة، متخذين سلوك بعض المسلمين المنحرفين ذريعة لهذا الادعاء المبني على جهلهم للتعاليم الإسلامية المراعية لجميع متطلبات الإنسان النافعة له، ومصالحه عبر حياة البشرية، أو حقدهم على الإسلام ومعتنقيه·
يقول تعالى: (الرجال قوَّامون على النساء بما فضَّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)(1)·
يقول الزمخشري: <يقومون عليهن آمرين ناهين، كما يقوم الولاة على الرعايا··· وفيه دليل على أن الولاية إنما تستحق بالفضل، لا بالتغلب والاستطالة والقهر، وقد ذكروا في فضل الرجال: العقل، والحزم، والعزم، والقوة، والكتابة في الغالب، والفروسية، والرمي وأن منهم الأنبياء والعلماء، وفيهم الإمامة الكبرى والصغرى، والجهاد، والآذان، والخطب، وبما أنفقوا: وبسبب ما أخرجوا في نكاحهن من أموالهن في المهور والنفقات>(2)·
فإذا كان الله تعالى جعل الرجل قوَّاماً على المرأة، فإنه أوجب عليه أن يوفر لها ما تضمنه قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يجيب عن سؤال والد حكيم بن معاوية رضي الله عنه: <يا رسول الله، ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال: <تطعمها إذا أكلت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبِّح ولا تهجر إلا في البيتد>(3)، لقد حفظ الإسلام كرامة المرأة فحذَّر الرجل من تقبيحها بإسماعها ما تكره، وما يجرح نفسها، وبما أن الرجل قوَّام على المرأة بموجب ما فضله به الله على مستوى التكوين البيولوجي والفيزيولوجي، وتحمل المسؤولية الكبرى، وغيرها من الخصائص الأخرى، فإن هذا التفضيل تقابله ضمانات شرعية تحمي المرأة من سوء فهم الرجل للهدف من الحقوق التي فُضِّل بها، إضافة إلى أن الإسلام حينما يشرِّع قوانينه وأحكامه، ينطلق من كون المؤمنين الذين سيطبقونها لهم وازع ديني وعقل رزين يجعلان الزوجين وجلين خائفين من الله عز وجل في كل سلوك يُقدمون عليه، لذلك أذن للرجل بتأديب زوجه تأديباً خفيفاً قصد تقويم إعوجاجها الذي غالباً ما ينتج مما يتولد عن أنوثتها، وتكوينها العام، فقد ثبت علمياً ـ إن كان لزاماً إقناع من قصر نظرهم وعميت قلوبهم ـ أن دماغ المرأة أقل تركيزاً من دماغ الرجل، وهو ما سبق إلى الإشارة إليه قوله تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضلَّ إحداهما فتذكِّر إحداهما الأخرى) البقرة: 282·
يقول الزمخشري: <وشهادة النساء مع الرجال مقبولة عند أبي حنيفة فيما عدا الحدود والقصاص>· ويقول: <ومن بدع التفاسير: فتذكِّر، فتجعل إحداهما الأخرى ذكرا، يعني أنهما إذا اجتمعتا كانتا بمنزلة الذكر>(4)·
لكن الله عز وجل ربط هذا الإذن بما ينبغي أن يتوافر في المؤمن من التقوى التي تمنعه من ظلمها، وهو الشرط الشرعي والمنطقي الذي يتجاهله من لا يربط سلوك الرجل المتقي بالحكم الشرعي التأديبي، أي الضرب الخفيف التأديبي الذي لم يبحه الإسلام إلا إذا كان له مسوِّغ شرعي، ولا تشوبه شائبة من الظلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: <لا يجلدْ أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم>(5)، أما هجر الرجل لزوجه في فراشها فهو إجراء دال على غضبه عليها، غالباً ما لا تتحمله، لكونها تشعر بالمهانة وغيرها، فتحس بانقطاع رابط قوي أسس عليه رباط الزواج، فتتراجع عن خطئها·
وإذا انتقلنا إلى محطة الميراث نجد الإسلام قد فضل الذكر على الأنثى في نصيبهما من الميراث، لحكمة إلهية، يمكن إدراك جزئية منها، وهي أن الذكر هو المسؤول في التشريع الإسلامي عن المرأة مسؤولية تحرم عليه التصرف في مال زوجته إلا برضاها، وعلى الرغم من ذلك فإن الشريعة الإسلامية منحت للأنثى نصيباً مهماً من الميراث، إلى درجة أنها قد ترث ما فسر به قوله تعالى: (فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين) النساء: 11·
يقول الزمخشري: <ألا ترى أن امرأة لو تركت زوجها وأبوين فصار للزوج النصف وللأم الثلث والباقي للأب حازت الأم سهمين والأب سهماً واحداً، فينقلب الحكم إلى أن يكون للأنثى مثل حظ الذكرين>(6)· ومن محطات حقوق المرأة حقها في الزواج بعد موت زوجها وهي نفساء، مراعاة لضمان استمرار حياتها في كنف من يصون حقوقها، وينفق عليها، في الحديث الشريف: <فأرسل ابن عباس غلامه كُريباً إلى أم سلمة يسألها، فقالت: قُتل زوج سُبيعة الأسلمية، وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة فخُطبت، فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم>(7)·
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمعاملة المرأة معاملة طيبة، وذلك في قوله: <واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خُلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً>(8)·
إن ما يمكن أن يجعل قوة الرجل البدنية والعقلية وشعوره بتفضيله عن المرأة في بعض الأمور، سبباً في ظلمها، احتاطت الشريعة الإسلامية في إزالته بشتى الوسائل منها هذا الحديث الذي دعا فيه النبي صلى الله عليه وسلم المسلم إلى معاملة المرأة معاملة حسنة، تضمن كرامتها وحقوقها العامة، كما أن المسؤولية قد تم تقاسمها بينهما كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: <كلكلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته>(9)، وهكذا ضمن الإسلام للمرأة كل حقوقها، وحَفِظَ كرامتها، وأشركها مع الرجل في تحمل المسؤولية لتكون عضواً عاملاً في الأسرة، وفي المجتمع، لتُسهم في تحقيق متطلبات البشر عبر التاريخ·
ومن محطات حقوق المرأة حماية الإسلام لليتيمة التي تكون تحت كفالة رجل يحل له الزواج بها، فقد نزلت آية كريمة في هذا الأمر، وهي قوله تعالى: (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يُتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط) النساء:127·
يقول الزمخشري: <وكان الرجل منهم يضم اليتيمة إلى نفسه ومالها، فإن كانت جميلة غنية قال: زوِّجها غيرك والتمس لها من هو خير منك، وإن كانت دميمة، ولا مال لها قال: تزوجها فأنت أحق بها>(10)
قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ في سبب نزول هذه الآية الكريمة: <هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليُّها ووارثها فأشركته في ماله حتى في العَذْق فيرغب أن يَنكحها ويكره أن يزوِّجها رجلاً فيَشركه في ماله بما شركته، فيعْضُلها فنزلت هذه الآية>(11)·
فهل الفكر الغربي كرَّم المرأة بحقها في الحرية التي جعلها وسيلة لاستغلالها في مجالات متعددة استغلالاً بشعاً أدى إلى الإجهاز على كرامتها، وتمريغ شرفها في التراب، فقد استُغلت في المجال السياسي والإعلامي، وفي الإعلانات التجارية التي أصبحت وسيلة لإغراء الوسيط التجاري والمستهلك، كل ذلك باسم الحرية ومساواتها مع الرجل، فأي حرية هذه التي نزعت عن المرأة لباس الشرف والعفة والكرامة الذي كساها به الإسلام·
إن من يتتبع التشريع الإسلامي في مجال حقوق المرأة سيقف على حقيقة جليلة، وهي أن الإسلام راعى خصائص الأنوثة والفرق البيولوجي والفيزيولوجي بين الرجل والمرأة، فشرَّع قوانين وضوابط تجعل الرجل مكرَّماً في موقعه، والمرأة مكرَّمة في موقعها، وجعل بينهما مودة ورحمة واحتراماً متبادلاً يؤدي إلى تقاسم المسؤولية بينهما طيلة استمرار العلاقة الزوجية بينهما·
الهوامش
1 ـ تفسير الكشاف للزمخشري 1/495، رتبه وضبطه محمد عبدالسلام شاهين· دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1415هـ·
2 ـ رواه البخاري وأبو داود والنسائي وغيرهم·
3 ـ تفسير الكشاف 1/321·
4 ـ رواه البخاري في باب النكاح·
5 ـ تفسير الكشاف 1/473·
6 ـ رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن، سورة الطلاق·
7 ـ رواه البخاري في كتاب النكاح·
8 ـ رواه البخاري في كتاب النكاح·
9 ـ تفسير الكشاف 1/558·
01 ـ نفسه 1/558· العَذْق: النخلة
http://www.dawaweb.infoالمصدر
ـــــــــــــــــــ(84/33)
كيف تصرفت في هذه المحنة؟
قد يجابه الإنسان في حياته الكثير من المشاكل المتعددة ونظراً لذلك ينطلق إلى من يتوسم فيهم الخير والصلاح من ذوي الرأي والمشورة وعلى ضوء مشورتهم يبدأ تدريجيا في حل مشكلته . ففي غزوة الحديبية عقد الرسول صلى الله عليه وسلم صلحاً مع المشركين ، وكان من بنود ذلك الصلح : أن يرجع المسلمون هذا العام ويعودون في العام القادم لأداء العمرة . من جاء من مكة إلى رسول صلى الله عليه وسلم في المدينة فيجب إعادته مرة ثانية إلى مكة أما من جاء من المدينة إلى مكة فلا يعاد. هذا من بعض بنود الصلح . . . وكان رسول صلى الله عليه وسلم محرماً وقد ساق الهدى معه . . . ولما فرغ رسول صلى الله عليه وسلم من الصلح قال لأصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا
وهو أراد بذلك أن يتحللوا من إحرامهم ثم يعودوا إلى المدينة ، ولكن الصحابة رضي الله عنهم لم يقم أحد منهم . . . لأنهم اعتقدوا بأن بنود الصلح جائرة وهي لصالح المشركين ولم يعلموا رضي الله عنهم ببعد نظر الرسول صلى الله عليه وسلم
حيث كان هذا الصلح تمهيدا مباركاً، للفتح الإسلامي العظيم . وأعاد عليهم مرة ثانية . . . وثالثة ، ولكنهم لم يقوموا أيضا سبحان الله . . . هذا ليس من ديدن الصحابة رضي الله عنهم ، ولكننا قد لا نؤاخذهم بما يرونه بالنظرة القصيرة . لأنهم سيرجعون دون أن تكتحل عيونهم برؤية بيت الله الحرام ... يطوفون حوله .. . ويتضرعون إلى الله تعالى عند الملتزم ويودون مناسك العمرة . .. فتشتاق النفس للطواف . . . والصلاة لله رب العالمين
فهل تلوم الصحابة !؟ أما أنا فلا ألوم ما في نفوسهم . ولكن طاعة القائد واجبة ... فما بالك إذا كان القائد خاتم الأنبياء والمرسلين ؟! فيجب أن تهفو النفوس للالتزام والطاعة ؟ ولكن . . . كيف يتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المشكلة ؟ لقد تركهم . . . ودخل خيمته .. وكانت ، في الخيمة " أم سلمة " رضي الله عنها . . . فذكر لها ما لقي من الناس ؟ فكيف تتصرف أم سلمة رضي الله عنها ؟ هل تشور عليه بأن يعود ويتركهم ؟ أم تشور عليه أن يقاتل المشركين كما يريد الصحابة رضي الله عنهم ؟ أم تسكت ولا تبدي رأيها ؟ ماذا تتوقع أن تقول أم سلمة ؟ لا شك إنه موقف حرج .. . وفي أحلك الأوقات ... فيحتاج إلى مشورة حكيمة قبل أن يستفحل الأمر
وهذه المشورة يجب أن تخترق النفوس . . . فتستقر في الفكر . . . وتعيد القلوب مرة ثانية إلى نبعها الإيماني الخاضع لرأي رسول الله صلى اله عليه وسلم وأم سلمة لها ....
فقالت : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج ولا تكلم أحدا منهم كلمة . . حتى تنحر " هديك " وتدعو حالقك فيحلقك
بالله عليك ، أعيد قراءة مشورة أم سلمة مرة ثانية . بادئ الأمر أرادت أن تبين أن الأمر ليس بهين فهو محتاج إلى علاج ؟ فقالت : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ ثم أعطت جرعة الحل : وهو أن يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوم بالفعل دون القول ، وبالعمل دون المناقشة . وهذه طريقة بارعة من طرق معالجة النفوس البشرية
ولكن ما نتيجة هذه المشورة ؟ لقد خرج عليه أفضل الصلاة والسلام من الخيمة فلم يكلم أحدا . .
ونحر هديه ... ودعا حالقه . . . فحلقه . . . نعم . . . لقد نفذ مشورة أم سلمة رضي الله عنها . . . ولكن ماذا فعل الصحابة عندما رأوا ذلك ؟ لقد قاموا . . . لماذا ؟ انظري إليهم . . . إنها ينحرون هديهم
وانظري أيضا .. . إنها يحلقون بعضهم بعضا . . . الله أكبر . .. الله أكبر . . . ولله الحمد . . . لقد نجحت مشورة أم سلمة رضي الله عنها . . . لقد رضي الصحابة بالأمرالواقع . فاندحر الشيطان الذي أراد أن يجد له مكانا متخفيا بين النفوس الإيمانية . . .
وتدفقت الطاعة في القلوب . . . طاعة السراج المنير . قد عادت المياه . .. مياه الالتزام والصحبة . وذلك بفضل من الله تعالى ومن ثم بفضل المرأة الفاضلة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
المصدر بتصرف http://www.khayma.com
ـــــــــــــــــــ(84/34)
الله أمرك بهذا ??
جاءت العائلة قادمة من فلسطين ... ومتجهة إلى مكة .
والعائلة مكونه من أب وزوجته وابنه الرضيع
فالأب إبراهيم عليه السلام ، والزوجة هاجر رضي الله عنها ، والابن الرضيع إسماعيل عليه السلام
ومكة آنذاك لم تكن شيئاً مذكورا ، فهي عبارة عن واد تحيط به الجبال ، وصحراء قاحلة لا نبات فيها ولا شجر إلا أشجاراً قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع . وعند البيت بقرب شجرة جلس إبراهيم وهاجر وإسماعيل وآنذاك لم يكن في مكة أحد ، وبعد ذلك قفل إبراهيم راجعا ولكن من معه ؟
آه لقد رجع وحيدا ... ما الأمر ؟
هل سيترك هذه المرأة الضعيفة والرضيع ؟؟
هل سيتركهما وحيدين في ذلك المكان المقفر ؟ ... نعم . . .. رجع تاركا معهما جراباً به تمر و سقاء به ماء ، فما كان من هاجر إلا أنها تبعته وأخذت تسأله عن سبب تركهما وحيدين في هذا الوادي البهيم . . . لم تستطع أن تحصل على الإجابة . وإذا هي تسأله سؤالا واحدا . . . أالله أمرك بهذا ؟ سبحان الله . . . لماذا فكرت هاجر بهذا السؤال ؟ لماذا لم يطرق على تفكيرها من سيأتيهم بالطعام والشراب بعد نفاد ما عندها؟ لماذا لم تسأله عن المدة التي سيتغيب فيها عنهما ؟ لماذا . .. ؟ لماذا . . . ؟ لماذا . .. ؟ ولكنها سألت . . . آلله أمرك بهذا ؟
هذا السؤال من أدق الأسئلة التي تدل على : عمق التفكير . . . وأصالة في التدبير .. .
ولكن .. . بماذا أجابها إبراهيم عليه السلام لقد قال عليه السلام : نعم .
فما أن سمعت هاجر رضي الله عنها هذه الإجابة حتى هتفت قائلة : إذاً لا يضيعنا اهتفي يا أختي الفاضلة وقولي . .. الله أكبر . . . رحمك الله يا هاجر .
ما أعظمها من ثقة وما أجمله من اتكال على من اتكلت ؟ ... لقد اتكلت على رب السماوات والأرض . الذي تتضرع إليه النفوس المؤمنة . . . والجباه الساجدة ، وتنهمر الدموع عندما تناجيه .
لقد تناست هاجر الوادي الذي قد يحتضن السباع والهوام . وتناست أن الطعام والشراب سينفد بعد فترة وجيزة . وتناست الليالي المخيفة في هذا الوادي المفزع .
يا أختي الفاضلة ... انتقلي الآن لتتصوري نفسك مكانها . ماذا تفعلين ؟ والله إنها الحقيقة . .. الحقيقة التي يجب أن تعيشيها حقيقة التربية الإيمانية . . . والعقيدة الراسخة والثقة العالية بجبار السماوات والأرض وبعد أن قالت هاجر" إذا لا يضيعنا " انطلق إبراهيم عليه السلام إلى الثنية ، وهو مكان مرتفع في مكة . وفي ذلك المكان استقبل البيت . . . ورفع يديه متضرعاً إلى الله تعالى ودعا قائلا
" رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ "
ومن ثم تحرك إبراهيم عليه السلام مستجيباً لنداء رب العالمين . وبقيت هاجر ورضيعها إسماعيل وأخذت تأكل من ذلك التمر وتشرب من ذلك الماء وترضع طفلها . . . . . . . وتمر الأيام والليالي . .. .. فنفد التمر الذي في الجراب . .. والماء الذي في السقاء . والإنسان قد يصبر على الطعام فترة . . . ولكنه لا يستطيع الصبر على العطش . فعطش الطفل . . . وأخذ يتلوى . . . وهاجر أيضا عطشت . فمن أين تحصل هاجر على الماء لكي تسقي طفلها ونفسها ؟ ولكن طاقة هذه المرأة لم تهدأ إنما أرادت أن تسعى .. . باحثة عما يبقي حياتها وحياة طفلها الرضيع . وهي قد توكلت على الله منذ البداية عندما قالت " إذا لا يضيعنا "
توكلت عليه هو القائل :
" هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "
سبحان الله . . . كأنها قرأت هذه الآية الكريمة . .. فانطلقت ماشية على قدميها لتبحث عن المجهول . وعندما تحركت . . . حركت أيضا فكرها . ومشت حتى وصلت إلى جبل الصفا فارتقت الصفا ... حتى أصبحت في أعلاه ثم أخذت تنظر لعلها تجد أحدا .. . ولكنها لم تر أحدا . . . نزلت من الجبل . . . ومشت .. . حتى إذا وصلت سعت سعي المجهود المتعب حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى المروة ، فاعتلته ، وعندما أصبحت في أعلى جبل المروة نظرت .
وأيضاً لم تجد أحداً
فها هي قد بذلت السبب .. . وتحركت . .. ولكنها لم تجد أحدا . . . فهل تنزل من المروة وتعود إلى طفلها يائسة ..... لا يا أختي الفاضلة .. . إن المرأة الداعية لا تكل و لا تمل ولا تقنط من رحمة الله تعالى وتتحرك بأقصى طاقة أودعها لها الله تبارك وتعالى إذا هل أعادت هاجر الشوط مرة ثانية من الصفا إلى المروة ؟ نعم أعادته مرة .. . ثانية وثالثة ... ورابعة ... . وخامسة ... . وسادسة ... . وسابعة
سبحانك يا رب . . . سبحانك يا من أودعت هذه القوة في تلك الضعيفة .
يا أختي الفاضلة إنها حركة المتوكل على الواحد . . . وهذه الحركة لا تذهب هباء منثورا .
أشرفت هاجر على الشوط السابع . .. إذ سمعت صوتاً فإذا هي بالمَلَك . . الملك الذي أرسله اللطيف .
فبحث ذلك الملك بجناحه حتى ظهر الماء . . . نعم الماء الذي أجهدت نفسها لكي تحصل عليه . الفرج . . . الفرج . . . اللهم لك الحمد
" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا َيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.
" فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًاً "
وأخذت تغرف بسقائها وهو يفور بعدما تغرف ، فشربت وسقت طفلها .
وبعد ذلك . .. بعد أن طويت السنون وجاء خاتم الأنبياء والمرسلين بالشريعة السمحاء أمره الله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك المكان الطاهر من القربات التي يتقرب بها العبد لله تعالى .
وها هي الجموع الإسلامية ... تأيما جماعات جماعات . . . متجهة للبيت العتيق . يؤدون العمرة والحج لله رب العالمين وعند ذلك .. . لا بد أن يطوفوا ويسعوا . . . يسعون . .. كما سعت هاجر بين الصفا والمروة فهذا إكرام لهاجر رضي الله عنها .. .. . وأيضا . . ...
يشربون من ماء زمزم .. . وهذا أيضا مكرمة لهاجر رضي الله عنها .
وأرجو منك يا أختي الفاضلة عندما تذهبين لذلك المكان أن تستحضري في نفسك قصة هاجر . . . فرحم الله هاجر المتوكلة على الله تعالى
والآن يا أختي الفاضلة . . ما رأيك في موقف هاجر؟ إذاً حدثي من تجدينها امامك . . واستخلصي من قصتها العبر والعظات التي لم يتطرق إليها قلمي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله ، لرزقكم ، كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً "
http://www.khayma.com المصدر
ـــــــــــــــــــ(84/35)
المرأة في الإسلام
واقع المرأة قبل الإسلام :
جاء الإسلام وكل أمم الأرض تمتهن المرأة وتبخسها حقها وغاية ما تصل إليه من تقدير: الاعتراف بأصلها الإنساني، فكيف بتقرير كرامتها ونيلها حقوقها
فهي عند اليونان وسيلة للترفيه والمتعة،وقد عبر عن ذلك نص( ديمو ستين)حين قال ( إننا نتخذ العاهرات للذة، ونتخذ الخليلات للعناية بصحة أجسامنا اليومية، ونتخذ الزوجات ليكون لنا أبناء شرعيون )(قصة الحضارة 394)
وعند الرومان فكان يحق للأب والزوج أن يبيعها لمن يشاء ، وأما عند العرب فكان يحق لأبن زوجها أن يرثها كما يرث فرض أبيه ودابته! هذا إن نجاها الله من الوأد عند ميلادها .
وهكذا بقية الأمم من فرس وهنود وغيرهم .
ودون أن تقوم المرأة بثورات أو احتجاجات على هذا الوضع المزري ودون أن يقوم أحد بذلك ودون أن تحدث تطورات اجتماعية أو اقتصادية تفرض شيئا من ذلك جاء الإسلام ليقرر لها حقوقها كاملة و لينقذها من ذلك الوضع المأساوي الشائن إلى أفق سامية على الأصّعدة كافة . فكيف تم ذلك :
المساواة الإسلامية بين الرجل والمرأة:
قرر الإسلام مبدأ المساواة بين الجنسين في كافة المجالات التي يستويان فيها من حيث هما إنسانان وفرق بينهما في بعض المواطن لاعتبارات خاصة راعى فيها أصل خلقهما وكفاءة كل منهما وطبيعته وفيما يلي ذكر مجالات المساواة :
المساواة في أصل النشأة :
قرر الإسلام بشكل قاطع وحدة أصل النوع البشري وذلك في عدة آيات
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)" النساء : 1" ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )" الحجرات : 3 "
المساواة في المصير
كما قرر أن البشر جميعا صائرون إلى الله الذي خلقهم أول مرة وكل واحد منهم ذكرا كان أم أنثى سيلقى هناك جزاء عمله في هذا الدنيا إن خيرا فخير وإن شرا فشر ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) "مريم : 95 "(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى)" النجم : 39 -41"( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) "آل عمران:195"
(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )" النحل : 97"
المساواة في أهلية الخطاب الشرعي
فخطاب الله إلى البشر ورسالته إلى الناس متجهة إلى المرأة والرجل على حد سواء، وشخصية المرأة تجاه الرجل مستقلة تماما: فهي مطالبة بالإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر،ومخاطبة بكافة التكاليف الشرعية دون وساطة أحد أو وصايته، وهي تتحمل المسؤولية الكاملة في كل ذلك ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد لهم الله مغفرة وأجرا عظيما )"الأحزاب : 35 "(رب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين * وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذا قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة نجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ، ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)"التحريم :10-12"
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة : (يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا)
المساواة أمام القضاء والمرأة:
كذلك لها حصانتها القانونية ولها حق التقاضي
ورفع الظلم إن وقع عليها (ا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما )"نساء : 135"
وكثيرات هن النساء اللاتي جئن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكين من الظلم الواقع عليهن من بعض أقاربهن فأنصفهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع عنهن ذلك الظلم . فمنهن تلك التي منعها أخوها عن الزواج ممن ترضى فجاءت تشكوه إلى الرسول فنزل قوله تعالى(فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف)"البقرة : 232 "
وتلك التي زوجها أبوها وهي كارهة فرد الرسول صلى الله عليه وسلم نكاحها ، وتلك الفتاة التي زوجها أبوها ممن تكره فجاءت إليه صلى الله عليه وسلم
فخيرها فقالت : ( قد أجزت ما فعل أبي ولكن أردت أن يعلم النساء أن ليس للأباء من الأمر شيء ) ”أبو داود"
وأخرى جاءته وقد منع عم ابنتيها أباها من الميراث من أبيهما فنزل قوله تعالى(فإن كن نساء فوق اثنين فلهن ثلثا ما ترك )"النساء : 11 "وغيرهن كثيرات.
المساواة داخل الأسرة بين الحقوق التي للمرأة والواجبات التي عليها .
فقد أعلن الإسلام المساواة والتكافؤ بين الحقوق والواجبات الأسرية للمرأة فقال تعال:(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)" البقرة : 232 "
وأعلن كذلك حقها في الشورى داخل الأسرة في أمر الأبناء وتربيتهم وغير ذلك من أمور الأسرة فقال تعالى في شأن فطام الأبناء : ( فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ) " البقرة : 232"
وقال : ( وأتمروا بينكم بمعروف ) " الطلاق : 6 " أي ليأمر كل واحد من الزوجين الآخر بالمعروف في شئون الأسرة - من إرضاع للأبناء وتربيتهم وغير ذلك .
حقوق المرأة في الإسلام
يجدر التنبيه إلى أن حقوق الإنسان عامة في الإسلام واجبات وليست مجرد حقوق بمعنى أن الإنسان يجب عليه الحفاظ عليها والسعي إلى استردادها إن غصبت منه كما يجب على المجتمع أن يوفرها لأفراده كاملة.
وقد قرر الإسلام للمرأة كل الحقوق الإنسانية سواء في ذلك الحقوق الفكرية والدينية ، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية ، والحقوق السياسية .
حقوق المرأة الفكرية والدينية .
كفل الإسلام للإنسان ذكرا أو أنثى حق التفكير والاعتقاد ، بل اعتبر التفكير والنظر أمرا واجبا على الإنسان، فتعددت الآيات التي تحض الإنسان على النظر والتفكير في ظواهر الكون والحياة .( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء ) “ الأعراف :185 “ ، (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) ، (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) “ يونس : 101 “ ، (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من )" سبأ : 46 “
أما حق الاعتقاد فقد كفله الإسلام للإنسان كذلك ومنع الإكراه على تغيير المعتقد ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) “ البقرة : 256 “ ، (أ فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) “ يونس : 99 “ ، ( إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) “ الغاشية : 21 “ وقد توعد القرآن أولئك الذين يفتنون المؤمنين والمؤمنات عن دينهم فقال : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) “ البروج : 10 “ ومن كل تلك النصوص تتجلى استقلالية الشخصية الدينية للمرأة وأنه لا أحد يقرر لها معتقدها وإنما هي التي تقرره بإرادتها الحرة ( يا أيها الذين آمنوا إذا
جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعهن إلى الكفار) “ الممتحنة : 10 “
(يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله) “ الممتحنة : 12 “ ، ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين) “
الأحزاب :30-31 “ ولما جاء الإسلام أسلمت المرأة وهاجرت ، مع كفر الزوج والأب وكافة الأقارب من الرجال فهذه أم حبيبة بنت أبى سفيان تسلم وتهاجر مع أن أباها كان إذاك من رؤوس الكفر ويرتد زوجها فتثبت هي على الإسلام. وهذه فاطمة بنت الخطاب تسلم قبل إسلام أخيها عمر وتكون هي سبب إسلامه بواسطة تصديها وتحديها له لما علم بإسلامها وأراد أن يفتنها. وهذه أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط تسلم وتهاجر رغم أن كل أفراد أسرتها كانوا على الشرك.وكثيرات هن اللواتي كن السبب في إسلام أزواجهن منهن أم سليم زوجة أبى طلحة الأنصاري ، وأم حكيم بنت حزام زوجة عكرمة بن أبى جهل ، وغيرهن كثير .
الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمرأة
وكما اعترف الإسلام للمرأة بشخصيتها الفكرية والدينية ، اعتبرها كذلك عنصرا فاعلا في المجتمع وعاملا مؤثرا في حركته من خلال ما قرر لها من حقوق في التعليم والتملك والتصرف والعمل وغيرها مما يأتي شرحه :
حق التعليم
طلب العلم في الإسلام فريضة على كل مسلم ذكرا كان أو أنثى ، وذلك لما للعلم من أهمية في حياة الإسلام فبواسطة نوره يفتح الإنسان عينه على الحياة والأحياء ويعبد ربه على بصيرة ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) العلق :1-5
للعلم هبة لكل إنسان ومن ثم كان حقا مشاعا لكل أحد ، لا يصد عن بابه رجل ولا امرأة ، فالمرأة -شأنها في ذلك شأن الرجل - مطالبة بتعلم أمور دينها والتفقه فيه والخطاب الموجه إلى الإنسان بالقراءة والتعلم في أول آية نزلت من القرآن يشملها دون أدنى فرق . وهذا ما وعته المرأة المسلمة في فجر الإسلام وعبر تاريخه ، فقد شاركت الرجال طلب العلم في المسجد وفي بيوت رسول الله بل كان من طموحها وشدة حرصها على العلم أن طلب النساء من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهن يوما خاصا بهن بالإضافة إلى الدروس العامة والمشتركة بينهن مع الرجال ( فجعل لهن يوما يذكرهن فيه ويعلمهن ) “ البخاري “ وكان من أثار ذلك الوعي من طرف المرأة وهذا الاهتمام من طرف الإسلام بروز كثير من النساء العالمات الفقيهات والأديبات والشاعرات في عصر الصحابة والتابعين ، وعبر كل عصور الإسلام الزاهرة .
حق التملك والتصرف:
قرر الإسلام الأهلية الكاملة للمرأة في التملك وفي كافة التصرفات المترتبة عليه دون أي تدخل من أحد وذلك في نصوص كثيرة من القرآن الكريم ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) “ النساء : 32 “ ، ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ) “ النساء : 7 “ ، ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ) “ النساء : 4 “ ومن المجمع عليه بين علماء الإسلام أن كل تصرفات المرأة من بيع أو شراء و إجارة وهبة ورهن وغيرها نافذة وأن شخصيتها الحقوقية مستقلة استقلالا تاما .
حق العمل:
وللمرأة في الإسلام أن تمارس كل الأعمال التي ترغب في ممارستها - داخل إطار الأعمال المشروعة للرجل والمرأة معا- ولا حجر عليها في ذلك ، وقد كانت المرأة في صدر الإسلام تمارس أعمال كثيرة من تجارة وزراعة وصناعة . وغيرها ، فهذه امرأة تأتي إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وتقول له)إني امرأة أبيع وأشتري - فتستفتيه في بعض الصفقات التي تبرمها .
وهذه امرأة ثانية تشكو إليه أن أحد الرجال منعها من العمل في مزرعتها فقال عليه السلام (جذي نخلك فعسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا ) “ أخرجه مسلم “
حق الإرث:
ولأول مرة في التاريخ تتمتع المرأة بهذا الحق حينما قرره لها الإسلام . وقد قرر القرآن حقها في الإرث في عدة نصوص ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ) “ النساء : 7 “ ، ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث ) “ النساء : 11 “ ، (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصى بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث ) “ النساء : 12 “ ، ( إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنين فلهما الثلثان مما ترك ) “ النساء : 176 “
حق الزواج :
فقد قرر الإسلام حق المرأة في أمر زواجها وأنها صاحبة القرار في اختيار شريك حياتها (فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ) “ البقرة: “ 232 ، ( فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف) “ البقرة : 234 “ ، ( الثيب أحق بنفسها والبكر تستأذن ) “ البخاري و مسلم “ وقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاح نساء جرى زواجهن دون اختيار منهن كما سبق.
بتصرف منhttp://www.wamy.org
ـــــــــــــــــــ(84/36)
أدركوني أدركوني
دار القاسم
أتت صرخات متتالية من فتاة في عمر الورود . . تلتها أصوات امرأة شابة تنادي بصوت مرتفع... والجميع يقلن بصوت واحد ويرددن مطلبا واحدا : أين السعادة والهناء وأين استقرار النفس وسكينتها ؟!
لقد أرهقتنا الهموم ونالتنا الغموم . وأقض مضاجعنا سحابة المعاصي التي تحوم في سمائنا ...
لقد حاصرتنا نيران الشهوة وأخذت الشاشات تحرك غرائزنا . . ولا تزال بقية إيمان في قلوبنا تستصرخكم . . أدركونا . .
أختي المسلمة : نحن في زمن تعددت فيه وسائل الإعلام وتنوعت ، وضج الكون بحضارة مادية ملأتها الملهيات والمغريات . . فبددت السعادة وقربت الشقاء !
وفي وسط بحر هادر متقلب يخشى المسلم فيه الفتنة على نفسه لما يرى من انتشار الشبهات وكثرة الشهوات قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا " [ رواه أبو داود ] .
وطمعا في جنة عرضها السموات والأرض وخوفا من الوقوع في الزلل ، هاك نهرا صافيا رقراقا من كلام الله عز وجل ومن كلام رسول الله أتت صرخات متتالية من فتاة في عمر الورود . . تلتها أصوات امرأة شابة تنادي بصوت مرتفع... والجميع يقلن بصوت واحد ويرددن مطلبا واحدا : أين السعادة والهناء وأين استقرار النفس وسكينتها ؟!
لقد أرهقتنا الهموم ونالتنا الغموم . وأقض مضاجعنا سحابة المعاصي التي تحوم في سمائنا ...
لقد حاصرتنا نيران الشهوة وأخذت الشاشات تحرك غرائزنا . . ولا تزال بقية إيمان في قلوبنا تستصرخكم . . أدركونا . .
أختي المسلمة : نحن في زمن تعددت فيه وسائل الإعلام وتنوعت ، وضج الكون بحضارة مادية ملأتها الملهيات والمغريات . . فبددت السعادة وقربت الشقاء !
وفي وسط بحر هادر متقلب يخشى المسلم فيه الفتنة على نفسه لما يرى من انتشار الشبهات وكثرة الشهوات قال النبي أتت صرخات متتالية من فتاة في عمر الورود . . تلتها أصوات امرأة شابة تنادي بصوت مرتفع... والجميع يقلن بصوت واحد ويرددن مطلبا واحدا : أين السعادة والهناء وأين استقرار النفس وسكينتها ؟!
لقد أرهقتنا الهموم ونالتنا الغموم . وأقض مضاجعنا سحابة المعاصي التي تحوم في سمائنا ...
لقد حاصرتنا نيران الشهوة وأخذت الشاشات تحرك غرائزنا . . ولا تزال بقية إيمان في قلوبنا تستصرخكم . . أدركونا . .
أختي المسلمة : نحن في زمن تعددت فيه وسائل الإعلام وتنوعت ، وضج الكون بحضارة مادية ملأتها الملهيات والمغريات . . فبددت السعادة وقربت الشقاء !
وفي وسط بحر هادر متقلب يخشى المسلم فيه الفتنة على نفسه لما يرى من انتشار الشبهات وكثرة الشهوات قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ، ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا " [ رواه أبو داود ] .
وطمعا في جنة عرضها السموات والأرض وخوفا من الوقوع في الزلل ، هاك نهرا صافيا رقراقا من كلام الله عز وجل ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيل وحشتك ويذهب غوائل الشيطان ويهتك أستارا زينتها المعصية !
ستدركك رحمة الله عز وجل لتنجيك من عذاب أليم وتحميك من التردي في باب عظيم من أبواب الهلاك والدمار !
أختي المسلمة : من أعظم الأخطار التي تهدد المرأة المسلمة إثارة غريزتها وفتح باب الشهوة أمامها على مصراعيه ، وبسبب بدايات بسيطة لا تلقى لها بالا قد تقع في الزنا المحرم . يقول الإمام أحمد رحمه الله : " لا أعلم بعد قتل النفس ذنبا أعظم من الزنا " . وقد حرم الله عز وجل ورسوله الزنا لشناعة فعلته وقبح مورده ونهى الله عز وجل عن التقرب من دواعيه وأسبابه لأنه الخطوة الأولى نحو الوقوع فيه قال تعالى : ] وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [ والزنا من أكبر الكبائر بعد الشرك والقتل وهو رجس وفاحشة مهلكة وجريمة موبقة .
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له " وفي الحديث المتفق عليه : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ".
وقد أكد الله عز وجل حرمته بقوله : ] وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [ فقرن الله عز وجل الزنا بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ، ما لم يرفع العبد موجوب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح .
وعلق سبحانه وتعالى فلاح العبد ونجاته على حفظ فرجه من الزنا ، فلا سبيل له إلى الفلاح بدونه قال تعالى : ] قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [ حتى قال تعالى : ] وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ[.
أختي المسلمة : الزنا عار يهدم البيوت الرفيعة ، ويطأطئ الرؤوس العالية ويسود الوجوه البيض ن ويخرس الألسنة البليغة . وهو أقدر أنواع العار على نزع ثوب الجاه مهما اتسع وهو لطخة سوداء إذا لحقت أسرة غمرت صحائفها البيض وتركت العيون لا ترى منها إلا سوادا كالحا .
عقوبة الزنا
خص الله حد الزنا بثلاث خصائص :
أ – القتل فيه بأبشع قتلة وأشد عذاب .
ب – نهى الله عباده أن تأخذهم بالزنا رأفة ورحمة .
جـ - أن الله أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر.
عقوبة الدنيا : إقامة الحد على الزاني والزانية إذا كانا محصنين وذلك : بقتلهما بالحجارة حتى يموتا لكي يجد الألم في جميع أجزاء الجسم عقابا لهما ، ويرميان بالحجر كناية عن أنهما هدما بيت أسرة ، فهما يرجمان بحجر ذلك البناء الذي هدماه . وإن كانا غير محصنين جلدا مائة جلدة بأعلى أنواع الجلد وغربا عاما عن بلدهما .
ومن عقوبة الزنا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : " تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مكروب فيفرج عنه ؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها . . " [ رواه أحمد والطبراني بسند حسن ] .
ومن عقوبة انتشار فاحشة الزنا أن تكثر الأمراض والأوجاع ففي الحديث : " . . لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا " [ رواه ابن ماجه ] .
وهذا مشاهد الآن في أمم الإباحية والرذيلة .
قال عبد الله بن مسعود : ما ظهر الربا والزنى في قرية إلا أذن الله بإهلاكها .
ومن عقوبة الزنا : ما قاله صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا : " . . . فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد نارا ، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كان أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها ، وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هؤلاء ؟ قالا لي : هؤلاء هم الزناة والزواني " . وجاء في الحديث أيضا : " أن من زنى بامرأة كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة " .
ومن عقوبة الزنا : إنه يجمع خصال الشر كلها من قلة الدين وذهاب الورع وفساد المروءة وقلة الغيرة ، فلا تجد زانيا معه ورع ولا وفاء بعهد ولا صدق في حديث ولا محافظة على صديق ولا غيره تامة على أهله .
ومن عقوبة الزنا : سواد الوجه وظلمته ، وظلمة القلب ، وطمس نوره ، وكآبة النفس وكثرة همومها وغمومها وعدم طمئانينتها ، ومنها قصر العمر ومحق بركته والفقر اللازم . وفي الأثر : إن الله مهلك الطغاة ومفقر الزناة .
ومن عقوبة الزنا : أنه يسلبه أحسن الأسماء وهو اسم العفة والبر والعدالة ، ويعطيه أضدادها كاسم الفاجر والفاسق والزاني والخائن ، ومنها الوحشة التي تعلو وجهه وضيق الصدر وحرجه .
ومن أعظم عواقب الزنى سوء الخاتمة ، قال ابن القيم رحمه الله : " إذا نظرت إلى حال كثير من المحتضرين وجدتهم يحال بينهم وبين حسن الخاتمة عقوبة لهم على أعمالهم السيئة " .
أختي المسلمة : احذري الجرأة والإقدام على المعاصي كبيرها وصغيرها فإن نساء العرب في الجاهلية كن ينفرن من الزنا ولا يرضينه للحرة الأبية .
عندما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين قالت هند بنت عتبة متعجبة : أو تزني الحرة يا رسول الله ؟!
وفي الأمثال العربية " تموت الحرة ولا تأكل بثدييها " وتذكري أختي المسلمة أن الله يراك فاحذري مخالفته والوقوع فيما يغضبه .
طريق النجاة :
أختي المسلمة : صانك الله بالعفاف وزينك بالتقوى اسلكي طريق النجاة واستيقظي من الغفوة وابتعدي عن أما يدفع بك إلى الهاوية ويسير بك إلى الحضيض ومن طرق النجاة :
1 – عدم الخلوة بالرجل الأجنبي إطلاقا سواء في المنزل أو السيارة أو المحل التجاري أو الطائرة أو غيرها ، وكوني أمة مطيعة لله عز وجل ولرسوله r فلا ترضي لنفسك مخالفة أمرهما قال صلى الله عليه وسلم: " ما خلال رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما " .
2 – التقليل من الخروج للأسواق قد المستطاع وتعبد الله عز وجل بالمكث والقرار في البيت امتثالا لأمر الله عز وجل ] وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [ .
قال عبد الله بن مسعود : " ما قربت امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها " . وفي حالة الخروج ليكن معك محرمك أو امرأة ثقة من قريباتك ، ولا تخضعي بالقول ولا تليني الكلام مع البائع فلا حاجة لأن ينقص لك ريالات مقابل أن ينقص دينك والعياذ بالله .
3 – الحذر من التبرج والسفور حين الخروج من المنزل فإن ذلك من أسباب الفتنة وجلب الأنظار وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم " صنفان من أهل النار " وذكر منهما : " نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات . . " ومن أعظم أنواع الستر لبس العباءة المحتشمة وستر اليدين والقدمين ، والبعد عن النقاب والبعد عن مس الطيب . وتشبهي بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة فإنهن كن يخرجن كالغربان متشحات بالسواد لا يرى منهن شيئا .
4 – ابتعدي أيتها المسلمة عن قراءة المجلات الهابطة ومشاهدة الأفلام الماجنة فإنها تثير الغرائز وتهون أمر الفاحشة وتزينها باسم " الحب والصداقة " وتظهر الزنا باسم " العلاقة العاطفية الناضجة بين الرجل والمرأة " ولا تفسدي بيتك وقلبك وعقلك بعلاقات محرمة !
5 – قال الله عز وجل : ] وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [ فابتعدي عن سماع الأغاني والموسيقى وعطري سمعك بالقرآن وحافظي على الذكر والاستغفار ، وأكثري من ذكر الموت ومحاسبة النفس واعلمي أنك حين تعصين الله عز وجل إنما تعصينه بما وهبك من نعم فاحذري أن يسلبها منك .
6 – الخوف من العلي القدير المطلع على السرائر هو أعظم أنواع الخوف وهو الذي يحجب عن المعصية .
ولكن احتملي نسبة واحد في الألف أنك ربما زللت ووقعت في الزنا . فكيف الحال إذا علم والدك ووالدتك وإخوتك وأقاربك أو زوجك ؟! وأصبحت في أعينهم وعلى ألسنتهم حتى تموتي " أنك زانية " والعايذ بالله !
7 – ليكن لك رفقة صالحة تعينك وتسددك فإن الإنسان ضعيف والشياطين تتخطفه من كل مكان ، واحذري رفيقة السوء فإنها تأتي إليك كاللص تتسلل خلسة حتى توقعك في الحرام ، وتذكري عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل كبير السن راجح العقل ومع هذا كله فإن رفيق السوء أبو جهل حضر عند وفاته وكان سببا في موته على الشرك .
8 – أكثري من الدعاء فقد كان نبي هذه الأمة دائم الدعاء كثير الاستغفار .
9 – لا يفوتك وقت إلا والقرآن بين يديك تقرأين فيه ، وحاولي أن تحفظي ما تيسر ، وإن علت همتك فالتحقي بأحد دور التحفيظ النسائية ، ونفسك إن لم تشغليها بالطاعة والعبادة أشغلتك بالباطل .
10 – إن ما تبحثين عنه في العلاقات المحرمة لإزجاء الوقت وإشباع العاطفة إنما هو نتاج فراغ روحي وخواء قلبي وضيق في الصدر منشئه البعد عن الطاعة والعبادة ] وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [ .
11 – تذكري أنك سوف ترحلين من الدنيا بصحائف كتبت طوال أيام حياتك فإن كانت مليئة بالطاعة والعبادة فأبشري وإن كان غير ذلك فبادري بالتوبة قبل الموت . . فإن يوم القيامة هو يوم الحسرة . . ] وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ [ وهو يوم الفضائح وتطاير الصحف يوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت ! وتذكري أختي المسلمة يوما توسدين فيه في القبر وحيدة فريدة !
12 – الهاتف – أختي المسلمة – أصبح مصيدة لكثير من النساء فلا تكوني إحداهن وإن ابتليت بذئب بشري وبدأت معه علاقة محرمة فسارعي إلى قطعها قبل أن تتطور الأمور وأبلغي رجال الهيئة عنه ، واعلمي أن الله سيجعل لك فرجا ونجاة منه .
13 – تذكري يا من تبحثين عن السعادة وتسعين نحو الجنة أن ذلك في طاعة الله واتباع أوامره.. ] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [ وتذكري أن ترك المعصية أهون من طلب التوبة . وأذكرك بحدث الحبيب r : إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت " .
جعلك الله هادية مهدية عفيفة تقية نقية وزينك بالإيمان وجعلك من الصالحات القانتات ممن ينادون في ذلك الموقف العظيم : ] ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ [ .
موقع رسائل
http://www.rasael.net/link28.asp?pid28&id10
ـــــــــــــــــــ(84/37)
وجوب ستر المرأة لوجهها
محمد بن إبراهيم آل الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
سئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله - :
ما معنى قوله تعالى : ] وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [ [ النور : 31 ] .
فأجاب : اختلف المفسرون في معنى هذه الآية : على أقوال :
الأول : روى الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وسعيد بن منصور في سننه وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم بأسانيدهم ، عن ابن مسعود أنه قال : ] وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [ .
الزينة : السوار والدملج والخلخال والقرط والقلادة ] إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [ الثياب والجلباب .
الثاني : روى عبد الرازق في المصنف وعبد بن حميد في تفسيره بسنديهما ، عن ابن عباس – رضي الله عنه – أنه قال : ] وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [ قال هو خضاب الكف ، والخاتم .
الثالث : روى ابن أبي شيبة في مصنفه وابن أبي حاتم في تفسيره بسنديهما ، عن ابن عباس – رضي الله عنه – أنه قال في قوله : ] إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [ : الوجه ، والكفان ، والخاتم . وروى بن أبي شيبة في المصنف عن عكرمة في قوله : ] إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [ قال : الوجه ، والكفان ، وبه قال سعيد بن جبير ، وعطاء .
وروى أبو داود والبيهقي في سننهما بسنديهما ، عن عائشة – رضي الله عنها – قال : إن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها ، وقال : " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا " وأشار إلى وجهه وكفه .
وروى أبو داود في المراسيل عن قتادة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل " .
إذا علمت ما سبق من الأقوال ، فالراجح منها هو قول ابن مسعود – رضي الله عنه – لدلالة الكتاب والسنة على مشروعية التستر للنساء في جميع أبدانهن إذا كن بحضرة الرجال الأجانب .
أما أدلة الكتاب فهي ما يلي :
الأول : قال تعالى : ] وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [ [ النور : 31 ] .
وجه الدلالة أن المرأة إذا كانت مأمورة بسدل الخمار من رأسها على وجهها لتستر صدرها فهي مأمورة بدلالة التضمن أن تستر ما بين الرأس والصدر وهو الوجه والرقبة ، وروى البخاري في الصحيح ، عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : " رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل ] وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [ شققن أزرهن فاختمرن بها " .
" والخمار " ما تغطي به المرأة رأسها ، و " الجيب " موضع القطع من الدرع والقيص ، وهو من الأمام كما تدل عليه الآية لا من الخلف كما تفعله نساء الإفرنج ومن تشبه بهن من نساء المسلمين .
الثاني : قوله تعالى : ] وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاتي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [ [ النور : 60 ].
قال الراغب في مفرداته ، وابن فارس في معجمه : القاعدة لمن قعدت عن الحيض والتزوج .
وقال البغوي في تفسيره : قال ربيعة الرأي : هن العجز اللاتي إذا رآهن الرجال استقذروهن ، فأما من كانت فيها بقية من جمال وهي محل الشهوة فلا تدخل في هذه الآية . انتهى كلام البغوي.
وأما التبرج : فهو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال الأجانب ، ذكر ذلك صاحب اللسان والقاموس وغيرهما .
وجه الدلالة من الآية أنها دلت بمنطوقها على أن الله تعالى رخص للعجوز ، التي لا تطمع في النكاح ، أن تضع ثيابها فلا تلقي عليها جلبابا ولا تحتجب ، لزوال المفسدة الموجودة في غيرها ، ولكن إن تسترن كالشابات فهو أفضل لهن ، قال البغوي : ( وإن يستعففن ) فلا يلقين الحجاب والرداء ( خير لهن ) قال أبو حيان : ( وإن يستعففن ) عن وضع الثياب ويتسترن كالشابات فهو أفضل لهن . انتهى كلام أبي حيان .
ومفهوم المخالفة لهذه الآية أن من لم تيأس من النكاح وهي التي قد بقي فيها من جمال وشهوة للرجال ، فليست من القواعد ، ولا يجوز لها وضع شيء من ثيابها عند الرجال الأجانب ، لأن افتتانهم بها وافتتانها بهم غير مأمون .
الثالث : قال تعالى : ] وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [ [ الأحزاب : 33 ] ,
وجه الدلالة أن الله تعالى أمر نساء النبي بلزوم بيوتهن ونهاهن عن التبرج ، وهو عام لهن ولغيرهن ، كما هو معلوم عند الأصولين أن خطاب المواجهة يعم ، ولكن خصهن بالذكر لشرفهن على غيرهن . ومن التبرج المنهي عنه إظهار الوجه واليدين .
الرابع قوله تعالى : ] وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [ [ الأحزاب : 53 ]. المتاع عام في جميع ما يمكن أن يطلب من مواعين وسائر المرافق للدين والدنيا .
وجه الدلالة من الآية أن الله تعالى أذن في مسألة نساء النبي r من وراء حجاب في حالة تعرض ومسألة يستفتن فيها ، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى ، وبما تضمنه أصول الشريعة من أن المرأة عورة بدنها وصوتها فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة ، كالشهادة عليها ، وداء يكون ببدنها ، وسؤال عما يعرض وتعين عندها ، وهذا يدل على مشروعية الحجاب ، ولهذا قال : ] أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [ [ الأحزاب : 53 ] ويريد الخواطر التي تعرض للنساء في أمر الرجال ، وبالعكس أي ذلك أنفى للريبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية ، وهذا يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يثق بنفسه في الخلوة مع من لا تحل له .
الخامس : قال تعالى : ] يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [ [ الأحزاب : 59 ] .
وجه الدلالة من الآية ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم بأسانيدهم ، عن ابن عباس – رضي الله عنهما وعبيدة السلماني – رضي الله عنه – أنهما قالا : " أمر الله نساء المسلمين إذا خرجن من بءيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عيناً واحدة " [ أخرجهما ابن جرير في تفسره ( 12 / 49 ) ، وانظر في تفسير ابن كثير ( 3/519 – 520 ) ] . انتهى كلامهما .
وقوله : ( عليهن ) أي على وجوههن ، لأن الذي كان يبدو في الجاهلية منهن هو الوجه . و " الجلابيب " جمع جلباب ن قال ابن منظور في ( لسان العرب ) نقلا عن ابن السكيت أنه قال : قالت العامرية : الجلباب الخمار . وقال ابن الأعرابي : الجلباب الإزار ، لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجعل جميع البدن ، وكذلك إزار الليل ، وهو كثوب السابغ الذي يشتمل به النائم فيغطي جسده كله . انتهى كلام ابن منظور .
وفي صحيح مسلم عن أم عطية رضي الله عنها : قالت يا رسول الله ، إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : " لتلبسها أختها من جلبابها " .
وقال ابن حبان في تفسيره : كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة وهما مكشوفتا الوجه في درع وخمار ، وكان الزناة يتعرضون لهن إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والحيطان للإماء ، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة يقولون : حسبناها أمة ، فأمرن أن يخلفن بزيهن زي الإماء بلبس الأردية والملاحف وستر الرؤوس والوجوه ، ليحتشمن ويهبن فلا يطمع فيهن .
وإذا أتينا على الأدلة من الكتاب ، فيحسن أن نختم الكلام عليها بكلام لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية يتعلق بهذه الآيات . قال رحمه الله تعالى " والسلف قد تنازعوا في الزينة الظاهرة على قولين ، فقال ابن مسعود ومنه وافقه : هو ما في الوجه واليدين ، مثل الكحل والخاتم . قال : وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين : زينة ظاهرة ، وزينة غير ظاهرة وجوز لها إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذي المحارم ، وأما الباطنة فلا تبديها إلا للزوج وذي المحارم .
وقبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرجن بلا حجاب ، يرى الرجال وجهها ويديها ، وكان إذا ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين ، وكان حينئذ يجوز النظر إليها ، لأنه يجوز لها إظهاره ، ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب بقوله : ] يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ [ [ الأحزاب : 59 ]حجب النساء عن الرجال ، وكان ذلك لما تزوج النبي r الستر ومنع أنسا من أن ينظر [ أخرجه البخاري ، كتاب النكاح ( 8085 ) ، فلما أمر الله أن لا يسألن إلا من وراء حجاب ، وأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلالبيبهن . و " الجلباب " هو الملاءة ، وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره " الرداء " وتسميه العامة " الإزار الكبير " الذي يغطي رأسها ويستر بدنها ، وقد حكى عبيدة وغيره أنا تدنيه من فوق رأسها فلا تظهر إلا عينها ، وجنسه " النقاب " فكان النساء ينتقبن .
وفي الصحيح " أن المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين " وإذا كن مأمورات بالجلباب – وهو الوجه بالنقاب – كان حينئذ واليدان من الزينة التي أمرت أن لا تظهرها للأجانب . فما بقي يحل للأجانب النظر إلا الثياب الظاهرة ، فابن مسعود ذكر آخر الأمرين وابن عباس أول الأمرين " . انتهى كلام شيخ الإسلام .
وأما الأدلة من السنة فتقتصر على ما يأتي :
الدليل الأول :
عن أم سلمة – رضي الله عنها - ، أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ميمونة ، قالت : بينما نحن عندها أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعد أن أمر بالحجاب ، فقال صلى الله عليه وسلم : " احتجبنا منه " فقلت : يا رسول الله ، أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " أعمياوان أنتما ؟ ألستما تبصرانه ؟ ! " رواه الترمذي وغيره ، وقال بعد إخراجه : حديث حسن صحيح ، وقال ابن حجر : إسناده قوي .
الدليل الثاني :
عن أنس – رضي الله عنه – قال : قال عمر الخطاب – رضي الله عنه – يا رسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب . أخرجه الشيخان .
الدليل الثالث :
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه . [ رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وابن ماجه ، وغيرهم ] .
الدليل الرابع :
عن عقبة بن عامر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أخت له نذرت أن تحج حافية غير مختمرة ، فقال : " ردها فلتخمر ولتركب ولتصم ثلاثة أيام " [ رواه الإمام أحمد ، وأهل السنن ، وقال الترمذي بعد إخراجه : هذا حديث حسن ] .
أما وجه الدلالة من الأحاديث الثلاثة الأول فظاهر . وأما الرابع فوجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالاختمار ، لأن النذر لم ينعقد فيه ، لأن ذلك معصية ، والنساء مأمورات بالاختمار والاستتار .
الدليل الخامس :
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " المرأة عورة " [ رواه الترمذي ، والبزار وابن أبي الدنيا ، والطبراني ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ، وقل الترمذي : حديث حسن صحيح غريب ، وقال المنذري : رجاله رجال الصحيح ] .
والمقصود أن الأدلة الدالة على جواز كشف الوجه واليدين نسخت بالأدلة الدالة على وجوب تستر المرأة كما يدل عليه حديثا أم سلمة وحديث أنس السابقان .
معنى إخفاء الزينة
وسئل سماحته – رحمه الله - :
ما معنى قوله تعالى : ] وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [ [ النور : 31 ] .؟
فأجاب : روى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر في تفاسيرهم بأسانيدهم إلى ابن عباس – رضي الله عنه – إنه قال : هو أن تقرع الخلخال بالآخر عند الرجال ، وتكون على رجليها خلاخل فتحركهن عن الرجال ، فنهى الله عن ذلك لأنه عمل الشيطان . وجاء هذا التفسير عن ابن مسعود وقتادة ومعناوية بن قرة وسعيد بن جبير وغيرهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
موقع رسائل
http://www.rasael.net/link28.asp?pid28&id8
ـــــــــــــــــــ(84/38)
احتشامك هو جمالك
لا شك أن اللباس والمظهر الخارجي الأنيق له دور هام في إظهار جمال المرأة ولا شك أن الحجاب الشرعي من أفضل ما تزينت به المرأة عند خروجها من بيتها .
والله سبحانه وتعالى لما ذكر اللباس وذكر تفضله على عباده عرج على الجمال الحقيقي وهو التقوى قال تعالى : (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير)والحجاب الشرعي سر لجمال المرأة وكما قيل : المرأة كالجوهرة إن أكثر النظر إلى جمالها ذهبت قيمتها ونضارتها وكذلك المرأة وهنا يكمن سر جمال الحجاب الشرعي .
وأما التزين للزوج بأنواع مختلفة من الثياب فله دور هام في جذب الرجل لزوجته وبقاء المودة والألفة ذلك أن الرجل الذي يرى زوجته معتنية بمظهرها الخارجي وبملابسها الأنيقة والنظيفة لا شك أنه يشعر بسعادة ويزداد ودا ومحبة وعلى نقيضه من أن يأتي إلى بيته ويرى زوجته بثياب البيت ورائحة الطعام على ثيابها فالأمر مختلف .
موقع لها
http://www.lahaa.com/down.asp?order2&num10&text_num479
ـــــــــــــــــــ(84/39)
الأدب مع القرآن
عبدالقادر أحمد عبدالقادر
الآن نتعرف على أهم الآداب, التي يستحب للمسلمة أن تتحلى بها في أثناء الجلوس لحفظ أو تلاوة القرآن الكريم, بل قد تجب أحياناً آداب يزاد بها الأجر, وتظهر بها ربانية المسلمة مع كتاب ربها, فليس القرآن كتاباً كأي كتاب , إنه التنزيل الطاهر, كما وصفه جلّ جلاله)إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين([الواقعة/77ـ80].
وقبل أن أسجل جملة الآداب المطلوبة هنا, أحب أن ألفت نظر الأخت المسلمة أن هذه الآداب ليست قيوداً مانعة من التلاوة والحفظ أو البحث في كتب التفسير, فقد أجاز العلماء للمسلمة أن تحفظ أو تتلوا أو تبحث في المعاني دون أن تتحقق الآداب أو الواجبات المطلوبة, بسبب بعض الأعذار أو غيرها.
والآن إلى أهم الآداب والواجبات المطلوبة حين الجلوس إلى القرآن الكريم
* اختيار الوقت المناسب لتلاوة القرآن. وأفضل الأوقات ما كان في الثلث الأخير من الليل , ثم قراءة الفجر, ثم قراءة الصبح, ثم قراءة باقي أوقات النهار.
* اختيار المكان المناسب, كأن يكون بيتاً من بيوت الله, أو ركناً في البيت, يفرغ من الموانع والشواغل والتشويش. أو في حديقة جميلة. أو في جلسة مع أخريات ( المقارئ المنزلية ).
* اختيار الجلسة المناسبة, وأفضل الجلسات أن تستقبل القبلة, أو أية جلسة شاءت, على أن يظهر منها توقيرها لكلام الله وتذللها لله وإجلالها له.
* الطهارة الخارجية فلا بد أن تكون متطهرة من الجنابة والحيض والنفاس, ومن الحدث الأصغر بأن تكون متوضئة.
* تطهير أدوات التلاوة, التي تتعامل مع القرآن من خلالها, وتنظيفها مما علق بها من معاص وذنوب ومنكرات, فكيف يحسن تلاوة القرآن وتدبره وفهمه بعين لوثتها النظرات المحرمة, أو بأذن دنستها الأصوات المنكرة ومزامير الشيطان؟ أو بلسان نجسته الغيبة والنميمة والكذب والافتراء والسخرية والاستهزاء؟ وكيف يعي القرآن ويتفاعل معه قلب عليه أغطية وحجب وموانع الشبهات والشهوات والرغبة في المعاصي والمنكرات , والإقبال على الرذائل والمحرمات , وقد أفسدته الأمراض والآفات , من الرياء والعجب والتكبر ؟
* إن القرآن كالمطر, كما أن المطر لا يؤثر في الجماد والصخر, ولا يتفاعل معه إلا التربة المهيأة, فكذلك القرآن لابد أن ينزل على بيئة صالحة؛ ليتفاعل معها, ويحيا من خلالها, وهذه البيئة هي الحواس والقلوب التي تقبل عليه.
* استحضار النية عند التلاوة, والإخلاص الكامل لله, والتخلص من كل غرض دنيوي؛ لأن الأعمال بالنيات.
* الالتجاء إلى الله والاحتماء بحماه والإقبال عليه إقبال المضطر.
* الاستعاذة والبسملة,)فإذا قرأت القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم([النحل/98]. والإتيان بالبسملة من باب التبرك والتيمن بذكر اسم الله, باستثناء سورة براءة.
* تفريغ النفس من شواغلها قبل الإقبال على القراءة. فلا تكون قارئة القرآن –في أثناء قراءتها- جائعة أو عطشى , أو تعيش في برد شديد أو حر مؤذ, أو جالسة أمام التلفاز ...
* حصر الفكر في أثناء التلاوة, ومنعه من الشرود والتجوال مع مظاهر الحياة.
* استحضار الخشوع اللائق بكتاب الله وتلاوته, وملاحظة بعض نماذج الخاشعين المتأثرين في أثناء التلاوة؛ لتكون لها بهم قدوة.
* البكاء في أثناء التلاوة , وبخاصة إذا قرأت آيات العذاب, وعندما تستحضر مشاهد القيامة وأحداث اليوم الآخر. فإذا لم تستطع البكاء فلتحاول التباكي. وتفرح إذا قرأت آيات التبشير والرجاء والأمل, وإذا قرأت آية نعيم , سألت الله أن تكون من أهله.
* الوقوف أمام الآيات؛ لتتدبرها, وتفهم معانيها؛ لأن هذا هو الهدف من التلاوة.
* الشعور بأن القارئة نفسها هي المخاطبة بالأبيات, وهي التي وجهت إليها التكاليف. وبذلك تقف طويلاً أمام الآية, وتعرف ماذا تطلب منها, وماذا تنهاها عنه. ولا يليق بالمستمعة للقرآن أن تفتح الراديو أو المسجل على قارئ القرآن, وتنصرف عنه, وتتشاغل بأشغال أو أحاديث جانبية, وإن اضطرت, فلتغلق الراديو أو المسجل, على أن تعود إليه بعدما تنتهي من عملها.
أفلا يتدبرون القرآن ؟
تلاوة القرآن وحفظه يؤديان بالمسلم إلى التدبر, بمعنى التفهم بعد الدراسة, هذا التفهم يقصد منه إقامة الحياة وفق هذا القرآن, فليس القرآن كتاباً للعبادة المنفصلة عن الحياة, وقد حاولت الحركات العلمانية والحكومات التابعة لها أن تفصل القرآن عن الحياة؛ تقليداً للغرب, الذي فصل دين النصارى عن الحياة ,فخابت العلمانية ,وطاشت سهامها, وانهزمت جميع المحاولات التي أرادت فصل هذا القرآن عن الحياة, وتألفت زعامات في العالم الإسلامي ربطت حياة المسلمين المعاصرين بالقرآن الكريم.
موقع لها أون لاين
http://www.lahaonline.com/Studies/DesertedSu/A1-08-09-2002.doc_cvt.htm
ـــــــــــــــــــ(84/40)
المرأة الإدارية!
المرأة الإدارية تحتاج إلى الكثير من المهارات؛ من أجل إنجاز أفضل وراحة نفسية أكبر؛ لذا فإن من المهم لكل امرأة ذكية أن تحرص على القراءة في كتب الإدارة المتوفرة بكثرة في المكتبات، وأن تركز على تنمية مهاراتها القيادية من خلال التسجيل في دورات إدارية بصفة دائمة؛ حتى تكون على اطلاع مستمر بالتطورات في مجال الإدارة، ولتتمكن من الاحتكاك بذوات الخبرة والتأهيل. والنساء بحاجة إلى فهم ظروف العاملات والتعامل معهن بطريقة تؤدي إلى كسب قلوبهن، وتنمية حب العمل، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بجهود علمية مؤسسة على ثقافة إدارية جيدة.
إن من ملامح الضعف العام في مؤسساتنا التعليمية والصحية والدعوية والاقتصادية وغيرها: النقص الواضح في الإداريات المتميزات، وقلة الاهتمام ببرامج الإدارة ودوراتها. قد تكون البداية زيارة لإحدى المكتبات، واقتناء كتاب أو كتابين عن الإدارة، والتمعن في قراءة مبادئ الإدارة وسبل بناء الثقة بين أفراد منظومة العمل الواحدة. وليس غريباً أن يكون للنساء الإداريات حاجات مختلفة وظروف متباينة؛ نظراً لاختلاف المكونات النفسية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية.
ولا تقتصر الاستفادة من هذه المهارات الإدارية في مجال العمل، بل إن الزوجة تستطيع توظيف هذه المهارات لتعامل أفضل مع زوجها، والحال نفسه مع المرأة العاملة الأم لمعاملة أرقى مع أولادها.
في عصر اليوم يمثل الجانب الاقتصادي هاجساً حقيقياً لا يمكن إغفاله أو التغاضي عنه، وبعض الطرائق الإدارية تؤدي إلى تخفيض التكاليف، ومن هنا فإن عناية المرأة بالمهارات الإدارية يأتي في تصورنا في المراتب الأولى من الاهتمامات؛ لأنها لا تؤدي فقط إلى مكاسب اقتصادية مباشرة من خلال النجاح في مجال العمل، وإنما يتعدى هذا إلى تغيير في مكونات الشخصية وطريقة التفكير والتعامل مع المشكلات بأنواعها. كثير من القرارات نقلت أصحابها مراحل في حياتهم العملية، وبعض المهارات الإدارية أصبحت تتيح إنجاز أعمال كثيرة في وقت قصير، بل إن تصنيف الأعمال من مهم وعاجل.. إلى مهم وغير عاجل.. أو عاجل وغير مهم.. أو غير عاجل وغير مهم، أصبح من القضايا الأساسية في تنظيم الوقت التي تلقى رواجاً كبيراً؛ نظراً لتشعب المستجدات وكثرة الأعمال. كما أصبحت السرعة في الإنجاز مع الحفاظ على جودة العمل معايير لتقويم الأداء ينبغي على النساء بخاصة الأخذ بها؛ نظراً لظروفهن الخاصة التي لا تتيح الوقت الكافي للقيام بمسؤوليات كثيرة في وقت واحد.
موقع لها أون لاين
http://www.lahaonline.com/LahaOpinio/a1-25-08-2002.doc_cvt.htm
ـــــــــــــــــــ(84/41)
المرأة العاملة في الغرب!
تقارير غربية كثيرة تؤكد أن المرأة العاملة لديهم تعاني العديد من المشكلات، وكذلك مَنْ حولها من زوج وأولاد، بل والمجتمع بأسره.
ولعلَّ ما يُثار كثيراً في الآونة الأخيرة عن مشكلات التحرش الجنسي (التي تتعرَّض لها المرأة في أماكن العمل) يلقي الضوء على جانب من معاناة المرأة الغربية العاملة!
العجيب أنَّ الطفولة البريئة قالت كلمتها بدورها في هذا الشأن! فقد صدر مؤخراً تقرير (نشرته مجلة "The Women" الأمريكية) بعنوان: "لماذا تعملين يا أمي؟!".. كان التقرير محاولة للإجابة عن السؤال الذي يهتف به الطفل كل صباح وهو يرمق أمه من النافذة حتى تغيب عن ناظريه، وهي تمضي إلى عملها، تاركة إياه للمربية أو الخادمة!
جاء في التقرير أنَّ معظم الأطفال يعانون عقدة ذنب ليس لهم فيها يد، مفادها شعورهم بأنَّ أمهاتهم يتركونهم عقاباً لهم على شيء اقترفوه.. لا يدرون ما هو؟!
ناهيك بما تؤدي إليه هذه العُقَد المركبة من شروخ نفسية يصعب التئامها مستقبلاً، فيزداد الخرق على الراقع، حين تُثار قضية "الحصول على جيل من الأسوياء".
إنَّ نوعاً من المافيا الاجتماعية الغربية وكثيراً من حملة الأقلام الصحفية المؤثرة لديهم يسهمون إسهاماً فعَّالاً في تفاقم المشكلة. وما لم تُقاوم هذه التأثيرات السلبية بتأثيرات مضادة من عقلائهم ومريدي الإصلاح الحقيقي لديهم، فسوف تظل نساؤهم وأطفالهم يعانون، ويتهددهم التفكك الأسري المُفضي إلى الانهيار الاجتماعي.
نعم، إنَّ القضية قد تكون شائكة في المجتمع الغربي الذي لا يتبع وحياً مطهَّراً من التحريف والأهواء. أما نحن المسلمون.. فلدينا ـ بفضل الله عز وجل ـ تشريعات من لدن حكيم خبير، تحفظ على المرأة دينها وأخلاقها، وتسد أبواب الفتن والاختلاط، والوسائل المفضية إليهما؛ فتنتفع المرأة بعملها ويُنتفع بها دون أن تَفتن أو تُفتن، ودون أن تقصر في حق بيتها وأهلها، ولكل مقام حقه ـ عند التعارض ـ من فتاوى العلماء الربانيين.
فهل نتعظ بأحوال الغربيين، ونستمسك بالوحي القويم؟!.
موقع لها أون لاين
http://www.lahaonline.com/LahaOpinio/a1-21-06-2002.doc_cvt.htm
ـــــــــــــــــــ(84/42)