لذلك لا بد للولي من اعتماد منهج متوازن يبدأ من إعطائه المثل الصالح، بتركيزه من خلال النهج الذي يعتمده الولي في الحياة. فلا يمارس بعض الأساليب التي ينهاه عنها حين ينهاه عن الكذب، ويكذب معه، ويمنعه عن الألفاظ الفاحشة البذيئة ويطلقها أمامه، وعن الخيانة ويخون، وعن الظلم ويظلم، وأمثال ذلك مما يرتد سلباً على أسلوب الطفل، فيتحول إلى منافق كبير. ولا بد له أيضاً من التدخل لاختيار الرفقة ليكونوا ممن عاش تربية أخلاقية سليمة، واختيار المدرسة، بل والكلام الذي يلقيه عليه، وما إلى ذلك مما له تأثير كبير في تكوين منهجه وعقليته وتفكيره وأسلوبه. ومن هنا نهى النبي (ص) إحدى النساء عن وعد طفلها بشيء لا تعطيه إياه، لأنها تكون كاذبة وتعلمه الكذب في الوقت ذاته.
سلبيات العنف
بهذا يمكن الوصول بالطفل إلى تربية هادفة، ولا يصح اعتماد أسلوب الضرب والشتم والعنف كأسلوب من أساليب منع الطفل عن عادات معينة، أو أسلوب يتنافى مع المنهج الذي يراد اعتماده..
فإن للضرب والعنف سلبيات كثير في كثير من الحالات:
فهو من جهة يطبعه بطابع العنف كأسلوب من أساليب الحلول للمشاكل التي قد يواجهها في حياته، وهذا يقوده لمواجهة الكثير من التحديات حين يتجه لعلاج أي موضوع أو قضية يفرض واقعه وحاجته علاجها. وذلك ينعكس سلباً على مختلف حالاته، وربما تكون عاملاً من عوامل الفشل في مستقبله.
وهو من جهة أخرى يبني نفسيته على الضغينة والحقد الذي يحمله تجاه من يعايشه من أهله، ولا سيما حين لا يستوعب دوافع القسوة تجاهه، أو حين يجد أن الآخرين لا يفهمون حالته ولا يستوعبون واقعه.
ومن جهة ثالثة يخلق في داخله عامل الخوف والرهبة من الآخرين، فينطلق في اتخاذ قراراته الحياتية بفعل هذا العامل الذي ربما يقوده إلى الانحراف في تبني القرارات في مستقبله.
كما ربما يقوده هذا الأسلوب لممارسة دور التحدي والتمرد برفض ما يطرحه الآخرون مهما كان موضوعياً وسليماً حين يفسح له المجال للاختيار، تنفيساً عن الضغط النفسي الذي خلفه العنف في داخله حين واجهه وعاش حالته، فيتحرك من باب الشعور بضرورة استرداد الكرامة التي امتهنت.. ولو كانت من خلال علاقته بأبويه، وأقرب الناس إليه.
من هنا لا مجال لاعتماد أسلوب العنف مع أبنائنا مهما كانت الدوافع، ففي الكثير من الحالات لا يعطي النتائج المتوخاة، بل ربما ينعكس سلباً على كل واقع حياته أو حياة الآخرين ممن يعايشه. فالعنف قد يخلق عقدة حادة في حياته تجعل كل الواقع لديه معقداً صعباً. ومن الطبيعي أن المطلوب في مجال التربية هو تحقيق النتائج من خلال الدخول إلى نفس الطفل وترويضها خلقياً، لا بطريقة العنف. وهذا ما اعتمدته الرسالة في منهجها، فقد ورد عن رسول الله (ص): ((من كانت له ابنة فأدبها وأحسن دبها وعلمها فأحسن تعليمها فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له منعة وستراً من النار) كنز العمال، خبر 45391.. وقوله (ص): ((أحبوا الصبيان وارحموهم)) البحار، ج104، ص93.. وعن عمر بن الخطاب قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي رسول الله (ص) فقلت: نعم الفرس لكما.. فقال (ص): ولنعم الفارسان هما...)) البحار، ج43، ص385.. وقوله (ص): ((أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم)) كنز العمال، خبر 49409، إلى غير ذلك الكثير من كلمات الرسول (ص) الداعية إلى الدخول إلى نفسه من خلال أسلوب المحبة والعاطفة والشعور بالمسؤولية تجاهه لا من خلال الشدة والعنف.
شواذ القاعدة
وليس معنى ذلك شمول هذا الحكم لكل الحالات. إذ قد يكون بعض الشدة علاجاً يتحقق من خلاله نتائج إيجابية، فبعض النماذج لا تستكين إلا لأسلوب الشدة من خلال واقعها وتركيبتها النفسية. لكن لا بد قبل اللجوء إلى العنف من دراسة الواقع النفسي لدى الطفل، وملاحظة واقعه العاطفي والروحي، ومدى انسجامه مع الشدة وتأثره بها من دون أن تحقق سلبيات عليه.. فإن بعض التركيبات النفسية لا مجال لانسجامه مع الفكرة إلا بهذا الطريق، وهذا يفرض اللجوء إليه، شرط أن لا ينطلق الأب أو الأم في حركتهما التربوية الحادة متأثرين بعامل الانفعال والتوتر الذي يقود غالباً إلى تجاوز الحدود المرسومة. فلا مجال شرعاً لمثل الأب الولي أن يضرب ولده أو يقسو عليه أكثر مما تفرضه الحاجة التربوية، وإلا فإنه يكون ظالماً. وقد ورد في بعض استفتاءات الإمام الخوئي (قده) عن الحدود التي تجوز ضرب التلاميذ في المدرسة؟ وهل يجب أخذ إذن ولي التلميذ؟ بأنه: ((لا يجوز ضربهم إلا لدى إيذائهم الآخرين وإخلالهم بنظام المدرسة، أو ارتكابهم محرماً، فحينئذ يجوز ضربهم بإذن الولي بمقدار خمسة أسواط أو ستة برفق، بنحو لا يستوجب الدية)) (أي لا يؤدي إلى جرح أو كسر أو إيذاء)...منية السائل، ص216.
بناء عامل الثقة
فمن أجل بناء روحية أبنائنا وتركيز واقعهم لا بد من العمل على خلق حالة الشعور بالثقة بالنفس لدى الولد، بإشعاره بالكرامة والعزة والاحترام. فلا نحاول تعنيفه وتأنيبه أمام الآخرين حتى إخوته، حين يمارس أي دور خاطئ، مع أن المفروض فيه كطفل أن يقع في ممارسة بعض الأخطاء، لأن واقعه النفسي والفكري وضيق أفقه يفرض وقوعه في مثل ذلك. ولا بد من إشعاره بأخطائه بهدوء، وحين لا يستجيب لمثل هذا التصحيح يمكن التشدد في معاملته حسب ما تفرضه الضرورة، شرط إشعاره بدوافع العنف الذي مورس معه، والإيحاء له بالضرر الذي يترتب على سلوكه الذي عوقب عليه.
ولا بد من الإشارة إلى ضرورة التعامل بصدق مع أبنائنا، فلا نمارس معهم أسلوب الغش والخداع والكذب، لأن ذلك مرفوض تشريعياً من جانبين: أحدهما حرمته في نفسه، وثانيهما تأديته إلى تربية الطفل على هذه الوسائل المنحرفة التي سيتلقنها ويتطبع بها، ولا سيما حين تصدر من أبيه الذي يعتبر مثله الأعلى. كما لا يصح تهديده بما لا ننفذه من وسائل العقاب، فإن ذلك سيفقد تأثيره عليه مستقبلاً، ويجب أيضاً أن نمتنع عن ممارسة دور الهزء والسخرية به كي لا نخلق فيه الشخصية المهتزة الضعيفة المشوهة..
باختصار
المسؤولية التي تفرضها الولاية والقيمومة ترتب على الولي القيم أن يشعر بضرورة التعامل مع من يتولى رعايته ويقوم على أموره بأسلوب الحكمة والعدالة، فلا يتجاوز الحدود التي ترسمها الانسانية، ويخطها التشريع الرسالي الذي يطبع أطر الحياة الصغيرة والكبيرة بطابع الحق والعدل والأخلاقية المتميزة، لتتحول الحياة في كل هذه الأطر إلى واقع يمثل الحنو والحب والرفق واللطف، فنعيش أجواء الرحمة ضمن واقع العدالة. هذا هو النهج الذي أراد الله سبحانه لنا أن نرسمه لواقعنا الداخلي وعلاقتنا مع الأزواج والأبناء.
-------------------------------------------
المصدر: مجلة نور الاسلام_ العددان 54_53
ــــــــــــــــــ
لكي لاتفقدي زوجك
هناك صفات لا يحبها الرجل في المرأة لذلك يجب على الزوجة الذكية تدارك هذه الحقيقة حتى لا تفقد محبة زوجها واحترامه لها
و من أبرز تلك الصفات :
1. الزوجة المسيطرة :
وهي التي تلغي وجود زوجها فلا تستشيره أو تشركه في أمور الأسرة و تقوم هي بكل شيء يخص الأسرة و البيت دون أن ترجع إليه أو تضع اعتباراً لرأيه و من هنا يشعر الرجل أن ذاته قد تلاشت و أن ما عليه إذا أراد خير البيت و الأولاد إلا أن يستسلم و يلغي وجوده و كيانه , و مثل هذا الرجل إن لم ينفصل عن تلك الزوجة فإنه ربما يجد عند إمرأة أخرى ما يعوضه عما يلقاه من الأولى .
2. عاشقة الكذب :
إن أحد ما في أخلاقيات الزواج ، هو عنصر الصدق في كل شيء فهو من أهم دعائم الاستقرار و السعادة ، وهناك من النساء من يعشقن الكذب ، إما كهواية و إما خوفاً و جبناً و في كلتا الحالتين فإن الرجل يمقت في المرأة الخداع و الكذب ، و إذا قبل الرجل الكذب لظرف أو لآخر فإن ذلك يكون مصحوباً بنظرة احتقار .
3. الزوجة الشرسة :
وهي تلك المرأة التي إذا صدر من زوجها تصرف ما فلا بد أن ينال عليه عقاباً وهي دائماً تسبب الحرج لزوجها بسبب هذه الطبيعة العدوانية فهي مع الجيران و الأصدقاء و الأهل تتحدث بلهجة حادة و جادة و لسان قاس ، وهي بذلك تسبب لزوجها الكثير من المشاكل ,, بل و لأبنائها أيضاً عندئذٍ تغرس في نفوسهم الكره و النفور .
4. الزوجة النكدية :
وهي تلك التي لا تعيش إلا في جو مليء بالزوابع و العواصف و تختلق أسباب الخلاف ففي كل كلمة من جانب زوجها معنى هام و نتائج يجب أن تصل إليها و تلك المرأة عادة تحمّل التصرفات و الأقوال أكثر مما تتحمل ، فتخلق المتاعب و تثير الخلافات بينها و بين زوجها ، وهو عندئذ يفضل الهروب من البيت أو ربما يبقى لأنه هو الآخر يشترك مع زوجته في الصفة نفسها .
5. الزوجة الانعزالية :
التي تبتعد عن كل الأمور الخاصة بزوجها ، و لا تهتم إلا بشؤونها و هوايتها ، و تتلذذ كلما استطاعت الاختلاء بنفسها و تحتفظ بكل ما تسمعه أو تراه أو تلمسه لنفسها ، و قد يكون ذلك المرض نفسياً أهمل علاجه .
6. الزوجة السلبية :
و هي تترك كل التصرفات لزوجها ليقوم هو بكل شيء و يقتصر دورها على تنفيذ الأوامر فهي تستسلم لكل شيء و كأنها تطلب من زوجها مزيداً من التحكم دون أدنى إثبات لوجودها أو لكيانها مع زوجها كشريكة لحياته
7. الزوجة العنيدة :
وهي التي تعاند في أي شيء و لا شيء لمجرد العناد تحت شعار ( خالف تعرف ) فقط ، و التي تجد كل متعتها في الإصرار على رأيها مهما كان خاطئاً ، و من ثم تركز كل اهتمامها على كيفية إثبات ذاتها عن طريق العناد ، فلو رغب زوجها مثلاً في تناول نوع من الطعام أصرت على إعداد نوع آخر حتى و لو كانت هي لا تحبه وهذا النوع من النساء من أكثر ما يكرهه الرجل .
8. الزوجة الروتينية :
وهي من تعتبر أن الزواج هو نهاية ما تحققه في الحياة فهو كل أملها و طموحها ، وبعد الزواج ليس لديها طموح أو آمال و من ثم كل يوم عندها كالذي كان عليه اليوم السابق ، كل شيء في حياتها الزوجية يتم بانتظام و رتابة .
هذه بعض الصفات التي يمقتها الرجل أي رجل لذلك يجب على كل زوجة تحقيقاً لسعادتها أن تعيد النظر في أسلوب حياتها لتبتعد عن هذه الصفات لتحقق سعادتها و هناءها .
ــــــــــــــــــ
كيف نتعامل مع الطفل البكر
أن الأشخاص الذين يحتلون المرتبة الأولى من أبناء العائلة، أكثر عرضة للأمراض التاجية، بسبب طبيعة شخصياتهم المعروفة بـ"شخصية النوع A" التي تتميز بفرط السلوك التنافسي وسرعة الغضب والعند والنشاط.
وقال هؤلاء إن العوامل البيولوجية والاختلافات البيئة والاجتماعية وفرص التعليم تتفاوت بين الطفل البكر وأخواته الأصغر، وهو ما قد يؤثر في احتمالات إصابة بأمراض حادة ومزمنة في مراحل حياته اللاحقة.
ووجد الباحثون أثناء دراستهم للعلاقة بين الولادة البكرية الأول وأمراض القلب عند 348 شخصاَ من المصابين بمرض القلب التاجي أن 46.7% من المرضى كانوا أبناء بكريين وهي ضعف النسبة الموجودة في المجتمعات.
ويرى العلماء أن شخصية الابن البكر وطبيعة سلوكه التنافسي التي يكتسبه من طفولته بسبب ضغط الوالدين عليه لتوجيهه إلى الطريق الصحيح ودفعه إلى التقدم والفوز والتحدي وأحياناً العدوانية، تلعب دورا في زيادة خطر تعرضه لأمراض القلب التاجية.
ومن جانب آخر، يرى علماء التربية وعلم النفس، أن الثواب المعنوي افضل بكثير من الثواب المادي بالنسبة للأطفال وكيفية التعامل معهم ،حيث إن الثواب المعنوي يكوّن وجدان الطفل وضميره ويهذب مشاعره ويقوي ثقته بنفسه ويشعره انه تحسن في عمله وقادر على الإتقان والنجاح.
أما الثواب المادي، فغالبا ما يؤدي إلى النفعية وتكوين شخصية انتهازية مادية حريصة على الهدايا والمنفعة المشتركة ويعتبر النجاح وسيلة من وسائل الإكثار منهما وهكذا يخرج الثواب من وظيفته الأساسية ويصبح غاية في ذاته بعد أن كان في الأصل مجرد وسيلة للمكافأة والتهذيب. وعلينا أن نفكر مليا بالقاعدة السلوكية الصحيحة حين أثاب أطفالنا وهي:
ـ أن لا ثواب على عمل طبيعي يومي، فإذا قام الطفل بتناول طعامه أو نام في الوقت المناسب أو درس دروسه، فإنه لا يستحق ثوابا على ذلك، أما إذا قام بواجب من الواجبات الاجتماعية بكامل حريته حينها يتطلب منا أن نقدم له الثناء والثواب على سلوكه..
أما العقاب: فإنه يتضمن إيلاما جسميا ونفسيا يقصد به تقويم سلوكه وشخصيته أي حينما يقوم الطفل بسلوك منحرف أو سلوك مضاد لنظام الأسرة والمجتمع وهذا العقاب بمنزلة ردع له ورده عن هذا السلوك مهما كانت طبيعته.
وقد أجرى الباحثون التربويون بحوثا كثيرة ، تناولت أهمية الثواب والعقاب والنتائج التي توصلوا إليها هي:
ـ الثواب أقوى وأبقى أثرا من العقاب في عملية التعلم، وان المدح أقوى أثرا من الذم بوجه عام.
ـ أن الجمع بين الثواب والعقاب افضل في كثير من الأحوال، في اصطناع كل منهما على حدة فيستخدم العقاب لكف السلوك المعوج حتى يستقيم فيثاب عليه الطفل.
ـ أن يكون العقاب والثواب بعد السلوك مباشرة لانه في حال تأخر العقاب للغد أو بعد يومين نعلم الطفل بهذه الحال معنى الانتقام، وفي حال تأخر عملية الثواب تفقد جدواها وأهميتها وأثرها على النفس والسلوك عامة.
ـ أن يكون العقاب متناسبا مع حجم الخطأ ونوعه، أن يكون تقديره موضوعيا جدا، ولا ينسى الأهل أنفسهم أثناء العقاب وكأنها (فشة خلق).
ـ أن أثر الثواب إيجابي في حين أن أثر العقاب سلبي ويبلغ أقصاه حين يعاقب السلوك مباشرة.
كما اتضح في بحث تجريبي أن الأطفال المنبسطين يضاعفون جهودهم بعد اللوم والعقاب في حين أن الأطفال الانطوائيين يضطرب إنتاجهم وسلوكياتهم بعد اللوم ..كما أن النقد وإعطاء الملاحظات والتوجيهات تجدي مع الموهوبين، أما الثناء فيجدي مع بطء التعلم.. وهكذا موضوع الثواب والعقاب حين يتم وفق سياسة تربوية مدروسة بدقة وضمن ظروف ومواقف اجتماعية ونفسية صحيحة يؤدي بلا شك إلى نتائج مجدية وصحيحة.
ــــــــــــــــــ
العادات الخاطئة في الاسر وعلاقته بمشاعر الطفل
من المعروف أن السنة الأولى من عمر الطفل تشهد تطورا كبيرا في تعبيراته الوجدانية المختلفة سواء كانت الخوف أو الحزن أو الفرح وتتسم تعبيراته في الشهور الأولى عادة بطابع الحدة والعنف، وعندما يبلغ سن الخامسة أو السادسة نجده يميل إلى كبت مشاعره ولا يعترف بها سوى للشخص الذي يثق فيه سواء كان الأب أو الأم أو المدرسة ،
لذلك فإن مهمة هؤلاء تقتضي مساعدة الطفل على الإفضاء عن كل مخاوفه أو مشاعره للتخفيف من حجم معاناته وإبعاد مصادر خوفه أو كشف عدم وجود أي أساس حقيقي لها ، لأنها،وحسب صحيفة الأهرام المصرية، يمكن أن تكون مجرد أوهام وتخيلات أو سوء تفسير منه لمواقف معينة داخل وخارج المدرسة.
وحول هذه الظاهرة يقول د.عادل المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر " إن العادات الخاطئة التي تنتهجها معظم الأسر هي السبب وراء حدوث مثل هذه المشكلات للأبناء. فكبت مشاعر الأطفال تجعلهم غير قادرين في الكبر على التعبير عن كل ما يجول بداخلهم من انفعالات. ومن أكثر هذه العادات انتشارا أن يطلب الأبوان من الابن الولد كبت انفعالاته وعدم أزهاره لمشاعر الغضب أو الضيق أو حتى التعبير عن حبه للآخرين بحرية، لأن هذا ليس من شيم الرجال..
كما أن بعض الأسر تمنع البنت من التعبير عن انفعالاتها بوضوح أمام الآخرين حتى لا تبدو غير مهذبة.. فالبنت في نظر المجتمع تعد مؤدبة إذا ما اتسمت بالهدوء، لا تناقش، صوتها منخفض، لاتتكلم كثيرا فيكبر هؤلاء الأبناء غير قادرين على إظهار مشاعرهم للآخرين وخصوصا إذا ما تزوجوا وأنجبوا فيكون رد فعلهم لأي تصرف من الأطراف الأخرى أكبر من حجم الفعل نفسه.
والأسرة بدون شك كما يقول د.عادل تهدف إلى تهذيب انفعالات أبنائها وليس كبتهم ، ولكنها تتبع الأسلوب الخاطئ في تربيتهم.. ومن أجل الوصول للطريقة المثلى لتهذيب انفعالات الأبناء يجب اتباع ما يلي:
- ألا يتحدث الآباء مع الأبناء بصورة انفعالية شديدة اللهجة بصفة متكررة حتى لا يكتسب الأبناء هذه الطريقة في الحديث.
- من الخطأ أن يعتبر الآباء حديث الأبناء عن مشاعرهم الخاصة سلوكا سلبيا.. فلا يقال لهم مثلا لا تبك أو خليك رجل أو كوني مهذبة فهذا يرسخ في أذهانهم أن التعبير عن العواطف هو نوع من الضعف أو قيمة سلبية.
- ضرورة تشجيع الآباء لأبنائهم بالتعبير عن عواطفهم كتابة في المناسبات كأن يرسل بطاقة تهنئة إلى صديقه أو كلمة رقيقة إلى مريض.
- عدم السخرية من مشاعر الأبناء حين يعبرون عنها، كما أنه من الخطأ إعادة رواية ما حدث أمام الآخرين بأسلوب استهزائي مما يثير شجون الأبناء وضيقهم ويشعرهم بالخجل وامتهان كرامتهم، وكذلك عدم الاستهزاء من مشاعر الآخرين أمامهم.
ومن جانب آخر فان التشجيع للطفل مثل الماء للنبات ، فالنبات يذبل ويموت إذا منعنا عنه الماء ، كذلك فإن ذكاء الطفل وقدراته العقلية تذبل وتموت إذا منعنا عنها التشجيع، بينما الذكاء والقدرات العقلية تنمو إذا حرصنا على تشجيعه .
يقول كاتب أدب الأطفال يعقوب الشاروني إن علم التربية الحديث يسمي عقاب الطفل البدني بالضرب أو القرص أو اللكم أو عقابه النفسي بالألفاظ القاسية، كل هذا يسميه علم التربية الحديث إيذاء للطفل وتحطيما لقدراته.. كل هذا يصيب الطفل بالإحباط وفقد الثقة بالنفس ويجعله غير راغب في التعاون ولا في تحمل المسؤولية بل يجعله عدوانيا قلقا سريع الانفعال .
فالطفل إذا استخدمنا معه أساليب الإيذاء البدني والنفسي سيشعر بأن كل ما يقوم به لا يرضى عنه الكبار المحيطون به ، ولما كان الطفل يهتم جدا بالفوز برضاء الكبار ، فإنه سيمتنع عن كثير من الأشياء اللازمة لنموه العقلي والنفسي والبدني نتيجة أسلوب الكف أو المنع الذي يلجأ إليه الكبار في تعاملهم مع الأطفال .
ويضيف أن التنشئة الاجتماعية للأطفال تتوقف إلى حد كبير على أساليب الدعم والتشجيع أو الكف والمنع التي يمارسها الكبار مع الصغار؛ فسلوك الطفل الذي يجد تشجيعا وترحيبا وتدعيما من الكبار سيكرره الطفل ويعتاد عليه .. أما سلوك الطفل الذي تقابله بالاستنكار أو الإهمال أو العقاب فسيكف عنه .
لذلك إذا واجهنا سلوك الاستطلاع أو التساؤل بالتشجيع والدعم سيستمر فيه الطفل ويترتب على ذلك نمو معارفه وخبراته .
أما إذا واجهنا سلوك الطفل للاستطلاع أو التساؤل بالإهمال أو السخرية، فإن الطفل سيكف عن التساؤل والاستطلاع، ومعنى هذا يتوقف عقله عن العمل ومن ثم يتوقف الذكاء والقدرات العقلية عن النمو.
أما بالنسبة لاستخدام أسلوب العنف والضرب مع الأطفال يعتقد العديد من الآباء أنهم إذا ربوا أولادهم بالضرب فإنهم سيحصلون على أطفال مؤدبين يخافون الخطأ ونتائجه فيحسنون عندها التصرف، غير أن هذا الاعتقاد ثبت خطؤه إذ يؤدي ضرب الإجفال من قبل آبائهم إلى تغيير غير سار في شخصياتهم فينشأون معقدين ومشاكلهم النفسية أصعب من أن تحل بسهولة، خاصة وأن الإنسان غالبا ما يتأثر بطفولته ويبقى محتفظا بآثارها السلبية على شخصيته.
والحقيقة أنه ليس هناك أمر أصعب على الطفل من أن يصفع على وجهه من قبل أي إنسان ولكن لو كان هذا الشخص هو والده أو والدته فإن المشكلة أكبر وأعقد وذلك لأن الطفل عندها سيوجه مشاعر العداء لهما، حتى وإن نسي بعدها، إلا أن الحالة التي مر بها والخوف المصاحب سيكون لهما دورهما في شخصيته.
وقد حذر العلماء في المركز الوطني للأطفال الفقراء بجامعة كولومبيا الأميركية من أن صفع الأطفال قد يسبب آثارا مؤذية طويلة الأجل على سلوكياتهم ولا تساعد على تربيتهم وتحقيق الطاعة المطلوبة منهم لآبائهم.
وربطت الدكتورة اليزابيث جيرشوف, أخصائية العلوم النفسية بالمركز الصفع بمشكلات سلوكية سلبية تصيب الأطفال مثل العدوانية والسلوك غير الاجتماعي والانطوائي واضطرابات نفسية عديدة.
وقالت الدكتورة اليزابيث جيرشوف, أخصائية العلوم النفسية ,أن الصفع غير فعال أبدا في تقويم سلوك الطفل وتربيته ولا يساعد في تعليمه الصح من الخطأ، كما أن له دورا في عدم التزام الطفل بطاعة والديه فهو يخاف في حضورهما فقط، ولكنه يسيء التصرف في غيابهما.
وأشارت إلى أن الصفع الخفيف إلى المتوسط قد يفيد الأطفال في عمر السنتين إلى الست سنوات ولكن لا ينصح أن يحاول الآباء الذين يملكون ميولا عصبية بالصفع على الإطلاق، منوهة إلى أنه ليس جميع الأطفال الذين يتم صفعهم قد يعانون من مشكلات انطوائية أو عدوانية.
ووجدت جيرشوف بعد تحليل 88 دراسة عن العقاب الجسدي وتأثيراته أن هذا العقاب يختلف حسب طبيعة الآباء من ناحية استخدامه بصورة متكررة، والمواقف التي تجبرهم على استخدامه، والأحاسيس التي تنتابهم أثناء صفع أطفالهم، وإذا ما كانوا يستخدمونه مع وسائل تربية أخرى.
ولاحظت أن جميع هذه العوامل إضافة إلى علاقة الآباء بأطفالهم هي التي تحدد الاستجابات العاطفية والنفسية عند الطفل، مؤكدة ضرورة اللجوء إلى وسائل أخرى غير الضرب لإفهام الطفل أخطاءه ومضاعفات سلوكياته السيئة، وتعليمه التصرفات الصحيحة التي يجب عليه الالتزام بها.
ــــــــــــــــــ
النتائج السلبية في المدرسة . . أرق الآباء قبل الأبناء
المؤلف: د. محمد عباس نور الدين(54/248)
إذا كانت النتائج المدرسية للابن غير ما كان يتوقعه الأبوان فإن اللوم كل اللوم غالباً ما يصب على الابن لأنه ((لم يجتهد بما فيه الكفاية، وأكثر من اللعب ومشاهدة التلفزيون والاهتمام بكل ما ليس له علاقة بالدرس))، إلى غير ذلك من الاتهامات التي تحمله المسؤولية الكاملة عن فشله، وقلما يعترف الآباء بأنهم يتحملون جزءاً من المسؤولية في فشل أبنائهم، على الرغم من أنهم قد يكونون ـ في بعض الحالات ـ هم السبب الرئيسي لهذا الفشل، وكمثال على هذه الحالات يورد العالم الأمريكي (بتلهايم) حالة فتاة عرفت، وبكيفية مفاجئة، تراجعا في نتائجها المدرسية. وبعد تحليل وضعيتها الأسرية تبين أن الفتاة متعلقة بوالدها المنفصل عن أمها التي تولي ابنتها عناية كبيرة، وتتمنى هذه الفتاة أن يتراجع والدها عن قراره بالانفصال عن أمها ويعود إلى أسرته ويستأنف حياته في جو من التفاهم والحب، إلا أن نجاحها في دراستها قد لا يشجع الأب على أن يعيد النظر في قراره، في حين أن فشلها في الدراسة قد يشعر الأب بأنه مسؤول عن هذا الفشل، مما قد يدفعه إلى العودة إلى منزل الزوجية والتراجع عن قراره. ويؤكد (بتلهايم) أن الفشل في مثل هذه الحالة (متعمد) ويرمي لا شعورياً إلى تحقيق هدف أهم من النجاح المدرسي ألا وهو عودة الأب إلى زوجته وأسرته، وهو نفس الهدف الذي تتمني الأم تحقيقه. ويشير إلى أن غالبية الآباء لا يدركون أن أبناءهم يشاركونهم نفس الأهداف، غلا أن التعبير عن هذه الأهداف يتم في الجانبين بكيفية مغايرة إذ قد يكون لا شعورياً لدى الأبناء وشعورياً لدى الآباء، وقد تكون حوافز الأبناء مختلفة عن حوافز الآباء إلا أنها في النهاية ترمي إلى تحقيق هدف واحد ألا وهو نجاح الأبناء وتفوقهم.
إن اهتمام كثير من الآباء بالنتائج الدراسية لأبنائهم قد يبلغ حداً ينسيهم الاهتمام بالأبناء أنفسهم كما لو كانت هذه النتائج ـ في نظرهم ـ أهم من الأبناء، حتى إن الابن، في مثل هذه الحالة، يشعر أن حب والديه له وعطفهما عليه مرهون بنتائجه الدراسية مما يجعل علاقته بوالدين معرضة دائماً للاهتزاز وعدم الثبات.
ويشعر الابن بخوف شديد من إمكان فقدانه لحب وعطف والديه بسبب عدم حصوله على النتائج الدراسية التي يتوقعها والده، وشعور الابن بالفشل والإحباط بسبب نتائجه الدراسية المتدنية قد يدفعه حتى إلى التفكير بالانتحار لكونه يعتبر أنه لم يعد يساوي شيئاً في نظر والديه، وأنهما لن يمنحاه الحب والعطف اللذين تعودا منحهما له، وبذلك تضطرب صورته عن ذاته. وقد يميل إلى تعذيب نفسه بأشكال مختلفة كأن يتظاهر بالمرض أو يفقد شهيته للطعام أو يتكاسل في أداء واجباته المدرسية، كل ذلك ليثير اهتمام والديه به شخصياً بدل اهتمامهما بنتائجه المدرسية، وقد يلجأ الطفل إلى مثل هذه الأساليب اللا شعورية عندما يتحول اهتمام والديه به إلى الاهتمام بمولود جديد لهما، بل قد تظهر لديه بعض الأعراض المرضية بسبب تحول الاهتمام عنه (التبول اللا إرادي، تساقط الشعر).
وعادة ما يصعب على الآباء قبول تدني النتائج المدرسية لأبنائهم. وليس المطلوب منهم قبول هذا الوضع باعتباره أمراً طبيعياً، وإنما المطلوب منهم أن يتساءلوا عن سبب ذلك ويحاولوا ـ بالتعاون مع الأبناء أنفسهم وبمحاورتهم ـ إيجاد الحل المناسب الذي يكون منطقياً ويقتنع به حتى الأبناء. وبلجوء الآباء إلى هذا الأسلوب الهادئ والمتفهم يمكنهم التوصل إلى فهم موضوعي لأسباب تراجع النتائج المدرسية لأبنائهم، وإلى تحفيز الأبناء على بذل ما يكفي من الجهد للحصول على نتائج أفضل. وعملية تحفيز الأبناء، يجب أن تقوم على أساس إدراك أن حوافزهم تختلف عن حوافز الأبناء، وإن الحاضر أهم من المستقبل بالنسبة للأبناء، الأمر الذي يتطلب تعديلاً للخطاب الأبوي التقليدي يأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات، بحيث يغلب على الخطاب الأبوي طابع الحب والحنان والتفهم والحوار، لا طابع الزجر والتبخيس والتهديد، ومن شأن خطاب كهذا أن يعيد للابن ثقته بنفسه ويشعره بأنه لا يزال محط عناية وحب والديه، مما قد يساعده على الاهتمام أكثر بدراسته وبالتالي تحسن نتائجه المدرسية.
وقد يلجأ الآباء، عندما يفاجأون بنتائج أبنائهم الدراسية المتدنية، إلى اتخاذ موقف اللا مبالاة من الأبناء، كأن يتفادون الحديث معهم والاهتمام بهم كتعبير عن عدم رضاهم عن النتائج التي حصل عليها الأبناء في الدراسة، إن مثل هذا الموقف يماثل في سلبيته موقف الزجر والتهديد والتبخيس الذي يتخذه بعض الآباء إزاء أبنائهم، إذ إنه قد يضعف لدى الأبناء الحوافز التي تدفعهم إلى بذل أي مجهود، أو يجعل منهم أشخاصاً لا عقلانيين عديمي الثقة بأنفسهم ويميلون إلى العزلة والعنف، وبالتالي يجعلهم أكثر استعداداً للانحراف، وفي هذا يقول (إريك فروم): ((إن الفرد المعزول والعاجز تغلق أمامه أبواب تحقيق إمكاناته الحسية والعاطفية والعقلية، وهو ينقصه الأمان الداخلي والتلقائية وهما الشرطان لمثل هذا التحقيق)).
وماذا ننتظر من أبناء يواجهون بالتجريح والتهديد والزجر أو باللا مبالاة والعزلة بسبب نتائجهم المتدنية؟ إن رد الفعل المباشر للأبناء في مثل هذه الحالة هو كرههم لكل ما يتعلق بالدراسة ونفورهم منه، لأن الدراسة ارتبطت في أذهانهم بالفشل، والتحقير، والاستهزاء، والوصم بالتفاهة وغير ذلك.
يكتشف الطفل، من خلال علاقته بوالديه ونتيجة لاهتمام والديه المبالغ فيه بجهوده في المدرسة، أن النتائج المدرسية تشكل بالنسبة له سلاحاً ناجعاً يمكن له أن يستخدمه لتحقيق أغراض معينة لا يستطيع تحقيقها بكيفية عادية. كما يكتشف أن هذا السلاح يجعله على قدم المساواة مع والديه ويجعله في مستوى يؤهله لمواجهتهما والتأثير في مواقفهما نحوه، وهي مواقف غالباً ما يختل فيها التوازن لصالح الوالدين.
وهكذا قد يكون تراجع الابن في نتائجه المدرسية بمنزلة رسالة موجهة لوالديه يريد من خلالها تحقيق هدف معين، ودور الآباء في مثل هذا الموقف هو اكتشاف هذه الرسالة وإدراك مغزاها الحقيقي، والتصرف بكيفية تستجيب لرغبات أبنائهم، ليعود الوضع إلى ما كان عليه، وليسود علاقة الطرفين جو من الحب والثقة المتبادلتين.
عندما يغير الآباء موقفهم:
يخطئ بعض الآباء، نتيجة خيبة الأمل التي يشعرون بها بسبب النتائج المدرسية المتدنية لأبنائهم عندما يغيرون من أسلوب تعاملهم مع الأبناء، إذ يميل هذا الأسلوب إلى المبالغة في اللوم والنقد وعدم التسامح وضعف الحوار، إلى درجة أن بعض الآباء يصبحون أكثر عرضة للإثارة والانفعال كلما تعلق الأمر بأبنائهم. بل إن من الآباء من لا يتردد في انتقاد أبنائهم أمام الغرباء عن الأسرة وبحضور الأبناء أنفسهم، وغالباً ما يكون النقد أقرب إلى التجريح والاستهزاء منه إلى النقد الموضوعي والبناء. ويتحول النقد في مثل هذه الحالة إلى نوع من السلوك السادي الذي يشعر فيه الفرد باللذة نتيجة إيلامه للآخرين. ولا يكتفي بعض الآباء بالنقد بل ينتهزون كل الفرص لتذكير الأبناء بفشلهم وتخلفهم في الدراسة متناسين مواقف النجاح التي قد حققها الأبناء في الماضي وفي مناسبات مختلفة. وينسى الآباء وتحت تأثير شعورهم بالإحباط وخيبة الأمل، أن أقسى ما يمكن أن يتعرض له الانسان في الحياة هو أن يشعر بأنه تافه ولا قيمة له سواء في نظر نفسه أو في نظر الآخرين.
إن مثل هذا السلوك من جانب الآباء يعزز قناعة الأبناء من أن اهتمام والديهم بالنتائج المدرسية يفوق الاهتمام بهم شخصياً، وأن وجودهم ككل ليس له ما يبرره سوى أن يكون من أجل الآباء وامتداداً لهم. يحاول الآباء من خلالهم أن يحققوا ما لم يتمكنوا هم من تحقيقه في الماضي، وهكذا يصبح الابن في نظر والديه ذلك المشروع الذي لم يكتمل وينتظر التحقيق، كما ينظر إليه بمنظار الربح والخسارة كما لو كان ملكية فردية، وليس إنساناً له مشاعر وأفكار ومواقف وبالتالي شخصية متميزة ومستقلة.
إن تغير سلوك الوالدين إزاء ابنهما الذي لم يحصل على نتائج مدرسية إيجابية يجعل الابن في موقف متناقض، فهو من ناحية مطالب ـ أخلاقياً واجتماعياً ودينياً ـ بطاعة والديه وإبداء مشاعر الحب والتضحية نحوهما، ومن ناحية أخرى يشعر بالنفور منهما لكونهما يوجهان إليه النقد والتجريح والاستهزاء الأمر الذي يفرض عليه كبت موقف النفور في اللا شعور ليبقى موقف الحب (المبطن) في ساحة الشعور. والخطير في هذه العملية أن يختل التوازن بين ما يكبت في اللا شعور وما يظهر في ساحة الشعور ليجد الابن والوالدان أنفسهم في مواجهة مكشوفة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. وما حالات تمرد الأبناء التي تنقلها إلينا من حين لآخر وسائل الإعلام إلا ظهر لهذا الاختلال في التوازن بين جانبي السلوك الشعوري واللا شعوري.
امتحان لكل الأسرة:
إن فترة الامتحانات، ولا سيما في نهاية السنة المدرسية، تجعل كثيراً من الأسر تعيش جو الامتحان ببالغ الترقب والخوف، فهي تخشى ألا ينجح الابن في الامتحان، أو لا يحصل على المعدل الذي يسمح له بدخول الكلية التي يرغب في أن يتابع دراسته فيها، مما يفرض عليها الدخول في مسلسل البحث عن كلية تقبله، وقد يدفعها ذلك إلى تحمل مخاطرة إرسال ابنها إلى بلد أجنبي ليتابع دراسته. ونعرف جميعاً المخاطر التي يتعرض لها الأبناء في مثل هذه الحالة، والمعاناة التي تعيشها أسرته سواء من الناحية المادية أو النفسية، خاصة عندما يتبين للأسرة أنها خسرت الرهان ولم يحقق الابن ما كانت تنتظره منه.
ومع الأسف أن تعليمنا مسؤول إلى حد بعيد عن هذا الموقف من الامتحان، فالتلاميذ لا يعدون لاستيعاب العلم ومواجهة الحياة بقدر ما يعدون للنجاح في الامتحان، وحتى أصبح الامتحان الهاجس المخيف الذي يسيطر على عقول تلاميذنا وطلبتنا. وإذا كان النجاح في الامتحان هو الغاية وليس العلم، فلا مانع إذن ـ في نظر التلميذ ـ من اللجوء إلى كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق هذا النجاح وانتشار ظاهرة الغش في الامتحانات، وتسرب أسئلة الامتحان، تشكل إفراز لهذا الوضع الذي ينظر إلى الامتحان كغاية في حج ذاته كما لو كان الامتحان هو الحد الفاصل بين النجاح والفشل، وهو الذي يحدد فيما إذا كان المرشح للامتحان يستحق احتراما وتقديرنا أم العكس. وكم نردد على مسامع أبنائنا العبارة الشهيرة والتي تلخص المأساة وهي: ((عند الامتحان يكرم المرء أو يهان)). فعدم النجاح في الامتحان يعني المهانة والمذلة واحتقار الذات... وغير ذلك، بل يعتبر مؤشراً على ضعف احتمالات الناجح بصفة عامة، هذا على الرغم من أن أعداداً كبيرة من حملة الشهادات العليا من مختلف التخصصات لم يجدوا العمل المناسب لهم، ويصنفون في عداد العاطلين.
ويصف أحد الباحثين العرب في مجال التربية المدرسة العربية بأنها ((حمال الوعي الزائف، وحمال ثقافة التخلف)). كما توصل باحث عربي آخر إلى أن الخطاب المدرسي يظل بوجه عام محملاً بالقيم والمفاهيم نفسها السائدة في المجتمع، أي أن المدرسة لا تحقق الدور المطلوب منها في تكريس العقلانية، إن هذين الحكمين يلخصان واقع معظم المؤسسات التعليمية في المجتمعات العربية، فعوض أن تكون هذه المؤسسات عاملاً رئيسياً في تغيير بنية المجتمعات العربية إذا بها تعكس نفس ما يسود هذه المجتمعات من مفاهيم وقيم وأنماط سلوكية سلبية.
----------------------------------
المصدر: مجلة العربي
ــــــــــــــــــ
مشاكل الولد مع ابويه
د. مصطفى السباعي
من مشاكل الأسرة التي تؤثر في سلوكنا الاجتماعي علاقة الآباء والأمهات ، فكثيراً ما يقع الخلاف بين الولد وأبيه ، وكثيراً ما يجر هذا الخلاف وراءه ذيولاً أخلاقية واجتماعية مؤلمة ، وقد تؤدي إلى ارتكاب جرائم القتل والعدوان . ونستطيع أن نقسم أسباب الخلاف إلى سببين رئيسيين :
سبب معقول : لا بد فيه من استعمال الحكمة .
وسبب غير معقول ولا مشروع : وهو ما يتسم بسمة العقوق من الولد نحو أبيه.
أما الأول : فهو ما ينشأ عن تحكم الأبوين في علاقة ولدهما بهما بعد الزواج أو عنده ، فهما يحرصان غالباً على زواج ولدهما بفتاة يريدانها. أو ليست له مصلحة حقيقية في الزواج منها ، بل إنهما ليرغبان في ذلك طمعاً في مال ، أو انسياقاً وراء عاطفة ، أو حرصاً على صداقة أو قرابة ، دون نظر إلى مصلحة الولد الحقيقية في هذا الزواج ، وهذا خطأ فادح يجر إلى أسوأ العواقب ، وهو تحكم من الأب أو الأم لا يبرره الشرع ولا العقل ولا الحكمة ، ومن الخير أن يؤخذ في ذلك رأي الابن ويقتنع به ، لأنه هو الذي سيتزوج الفتاة ويشترك معها في السراء والضراء ، فإذا لم يجد فيها سَكَنَه النفسي والروحي كان زواجه منها مبعث شقاء له ولها، وقد يتعدى ذلك إلى شقاء أسرتيهما معاً .
وحين يتزوج الولد يرغب الأبوان ( غالباً ) في أن يظل بجانبهما ، يسكن معهما هو وزوجه وأطفاله ، فتنشأ المشاكل بين الأم والزوجة ، وبين الأب والابن ، وكثيراً ما تكون أسباب المشاكل التافهة ناشئة عن رغبة الأب أو الأم في فرض سلطانهما على الولد بعد زواجه ، كما اعتادا ذلك أيام طفولته وعزوبته ، وقد تنشأ عن غطرسة الزوجة أو نفرتها من حماتها ، أو تدخل الأبوين في العلاقة بينها وبين زوجها ، وفي البيئات الجاهلة أو الظالمة يحمل الأبوان ولدهما على القسوة على زوجته وتعذيبها ، وأحياناً على طلاقها لأنها لأنها لا تخضع لهما أو لا تنسجم معهما ، وعادة إسكان الولد مع أبويه بعد الزواج لا تزال منتشرة في القرى وفي أكثر سكان المدن ، وهي عادة قديمة نرى آثارها في البيوت القديمة التي كانت تعد لإسكان الأولاد حين زواجهم مهما كان عددهم في البيت الواحد ، وكان الأب حين يريد تزويج ابنه يكتفي بأن يفرد له في الدار غرفة واحدة لسكنه وزوجته ، بينما يشترك مع أبويه وإخوته في غرف الأكل والجلوس والاستقبال ، وقد رأينا عدة أبناء يشتركون مع أبويهم في بيت واحد ، ويتكاثر الأولاد في هذا البيت حتى يشبه خلية من النحل تعج بالأطفال والنساء والرجال ، ولهذه العادة محاذير متعددة من جهة الشرع والأخلاق والصحة النفسية والجسمية .
والآن وقد تطورت الحياة وتعددت مشكلاتها ومطالبها ، وتطور بناء البيوت من الأسلوب الإسلامي الشرقي إلى الأسلوب الغربي الحديث، لم يعد من المستحسن أن يتمسك الأبوان بهذه العادة ، ومن الخير لهما ولولديهما أن يهيئا بأنفسهما له سكناً خاصاً خارج بيتهما، لتظل علاقات الود والحب والاحترام قائمة بينهما وبين ولدهما وزوجه ، فيحال دون وقوع المشكلات وتجددها يوماً بعد يوم في البيت الواحد والعائلة الواحدة .
والقسم الثاني : من أسباب الخلاف هو ما يكون منشؤه العقوق والجحود ، عقوق الولد لأبويه وجحوده لفضلهما ، ويتجلى ذلك في تأففه من أوامرهما وتكاليفهما ، ومن رقابتهما لسلوكه ونصحهما له في أعماله، كما يتجلى عقوق الولد في انشغاله بنفسه وعائلته عن النظر في شؤون والديه وإعالتهما حين يحتاجان إلى إعانته وإنفاقه وقد يتطور هذا العقوق إلى الغلظة في خطابهم ، والتعدي عليهما بالضرب والإهانة. وكم رأينا أبناءً مجرمين اعتدوا على حياة آبائهم وأمهاتهم بالقتل أو الضرب المبرح الذي تنشأ عنه إحدى العاهات المزمنة .
ومن أقبح مظاهر العقوق أن يتبرأ الولد من أبويه حين يرتفع مستواه الاجتماعي عنهما ، كأن يكونا فلاحين وهو يعيش في المدن ، ويتسلم بعض الوظائف الكبيرة ، فيخجل من وجودهما في بيته بثياب الفلاحين أو الأزياء القديمة ، وقد شاهدنا من بعض هؤلاء العاقين المغرورين من زعم لزواره عن أبيه أنه خادم مستأجر لشؤون البيت ، لما يتوهم في لباسه وهيأته من حطَّة تتنافى مع وظيفته أو مقامه الاجتماعي الكبير ، وهذا بلا ريب دليل على حطة نفس ، وصغر عقل ، وحقارة شأن . والنفس العظيمة تعتز بمنبتها وأصلها ، وتفخر بأبيها وأمها ، مهما كانت حياتهما ونشأتهما وبيئتهم ، وحسبك أن القرآن الكريم - مع تشديده على الشرك والمشركين - أوصى الولد بأن يعاشر والديه المشركين بالمعروف : ( وإنْ جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعْهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) . لقمان:15.
هذه هي بعض مظاهر العقوق من الولد نحو أبيه وأمه ، من ثم كان العقوق قبيحاً في نظر المروءة والشريعة .
أما قبحه في نظر المروءة : فلأنه مكافأة لإحسان الأبوين بالإساءة ولنعمتهما بالكفران ، فلو استحضر الولد ما عاناه أبواه منذ أن حملته أمه إلى أن وضعته وأرضعته وربته ، ومنذ أن أنفق الأب عليه جنيناً في بطن أمه حتى أصبح رجلاً ذا زوج وأولاد ، ولو تذكر فضل أبويه وكفاحهما من أجله في مراحل حياته منذ الاجتنان حتى الزواج ، لوجد أن ما يقدمه لهما بعد ذلك من بر وعون في حياته كلها لا يعادل فضل يوم واحد من أيام أبويه معه ، فكيف يكون من المروءة أن يجحد فضلهما ، ويبدلهما بالإحسان إساءة وبالشكر كفراناً ؟
ولو كان فضل الأبوين قاصراً على الإنفاق المادي لهان الأمر ، ولكن فضلهما في حياطته بالعاطفة والحب والرعاية والسهر هو أقوى وأشد تأثيراً في حياته وهو طفل صغير ، إن الطفل يعيش بعاطفة أبويه وحنانهما أكثر مما يعيش بمالهما ، ويا الله للأبوين ، ما أكبر قلبيهما ، وأنبل عاطفتيهما ، حين يسهران الليل كله لطفلهما الوليد الذي يصرخ ويبكي ، فلا يذوق الأبوان طعم المنام ولا برد الاستقرار ، يكبان عليه ساهرين جزعين وجلين على حياته وصحته ، حتى ليتمنيَّان أن يفدياه بحياتيهما ، فإذا بزغ الفجر وهدأ الألم وعاودت الطفل ابتسامته ، نسيا سهرهما وآلامهما وأكبّا عليه يقبلانه ويضمانه ؟! إن ليلة واحدة من هذه الليالي - وما أكثرها في حياة الطفل - في آلامها وأحزانها وتعبها وسهرها ، لتعدل مال الدنيا يصبه الولد حين يكبر بين قدميهما، ثم لا يكفي ذلك في جزائهما ولا شكرانهما.
فما يطيق الولد - مهما كان براً وفياً - بعض ما كان يطيق الأب من عذاب وآلام ولده الصغير حين كانت تنتابه الأوجاع والأسقام .
أفليس قبيحاً إذن في عرف المروءة والأخلاق أن يقف الولد من أبويه في كبره موقف الجحود ، وهو المدين لهما في حياته منذ ولادته وطفولته ؟
ومن هنا كان حقاً ما تقرره الشريعة من أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وأشد الذنوب بعد الشرك بالله عز وجل : ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم . ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير ) . لقمان: 13-14 .
فانظر كيف قرن النهي عن الشرك بالله مع الوصية بالوالدين ووجوب الشكر لهما في آية واحدة ونسق واحد .
ــــــــــــــــــ
كيف نرغِّب أطفالنا في الصلاة؟
د . أماني زكريا الرمادي
منذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين- أو مَن يقوم برعاية الطفل- على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ، حتى لا يحدث تشتت للطفل، وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء ، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة ، فذلك يجعل المكافأة التي أخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلا قيمة؛ أو أن تقوم الأم بمعاقبته على تقصيره ، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية عليه.
وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما ، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة.
أولاً: مرحلة الطفولة المبكرة (ما بين الثالثة و الخامسة) :
إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلال الطفل وإحساسه بكيانه وذاتيته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد ؛ فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء ، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه .وفي هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور : الفاتحة ، والإخلاص ، والمعوذتين .
ثانياً: مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين الخامسة والسابعة ):
في هذه المرحلة يمكن بالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالى وفضله وكرمه (المدعم بالعديد من الأمثلة) ، وعن حب الله تعالى لعباده، ورحمته ؛ يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله ، ففي هذه المرحلة يكون التركيز على كثرة الكلام عن الله تعالى وقدرته وأسمائه الحسنى وفضله ، وفي المقابل ، ضرورة وحتى لا تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في إطار العبادة ، لابد من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة ، ومن المناسب هنا سرد قصة الإسراء والمعراج ، وفرض الصلاة ومن المحاذير التي نركِّز عليها دوما الابتعاد عن أسلوب الترهيب والتهديد ؛ وأن الضرب في هذه السن غير مباح ، فلابد من التعزيز الإيجابي ، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاً أساسياً من حياته.
ويلاحظ أن تنفيذ سياسة التدريب على الصلاة يكون بالتدريج ، فيبدأ الطفل بصلاة الصبح يومياً ، ثم الصبح والظهر ، وهكذا حتى يتعود بالتدريج إتمام الصلوات الخمس ، وذلك في أي وقت ، وعندما يتعود على ذلك يتم تدريبه على صلاتها في أول الوقت، وبعد أن يتعود ذلك ندربه على السنن ، كلٌ حسب استطاعته وتجاوبه.
ويمكن استخدام التحفيز لذلك ، فنكافئه بشتى أنواع المكافآت ، وليس بالضرورة أن تكون المكافأة مالاً ،.
أما البنين ، فتشجيعهم على مصاحبة والديهم ( أو من يقوم مقامهم من الثقات) إلى المسجد ، يكون سبب سعادة لهم ؛ ويراعى في هذه المرحلة تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره ، وكيفية الاستنجاء ، وآداب قضاء الحاجة ، وضرورة المحافظة على نظافة الجسم والملابس ، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة .
و يجب أيضاً تعليم الطفل الوضوء ، وتدريبه على ذلك عملياً ،
ثالثاً: مرحلة الطفولة المتأخرة (ما بين السابعة والعاشرة) :(54/249)
في هذه المرحلة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة ، وعدم التزامهم بها ، حتى وإن كانوا قد تعودوا عليها ، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم ، إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة : مرحلة التمرد وصعوبة الانقياد ، والانصياع وهنا لابد من التعامل بحنكة وحكمة معهم ، فنبتعد عن السؤال المباشر : هل صليت العصر؟ لأنهم سوف يميلون إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها ، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه ، أو إغفال الأمر ، بالرغم من إدراك كذبه ، والأولََى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال ، مثل العصر يا شباب : مرة ، مرتين ثلاثة ،
وفي هذه المرحلة نبدأ بتعويده أداء الخمس صلوات كل يوم ، وإن فاتته إحداهن يقوم بقضائها ، وحين يلتزم بتأديتهن جميعا على ميقاتها ، نبدأ بتعليمه الصلاة فور سماع الأذان وعدم تأخيرها ؛ وحين يتعود أداءها بعد الأذان مباشرة ، يجب تعليمه سنن الصلاة ونذكر له فضلها ، وأنه مخيَّر بين أن يصليها الآن ، أو حين يكبر.
رابعا:ً مرحلة المراهقة :
يتسم الأطفال في هذه المرحلة بالعند والرفض ، وصعوبة الانقياد ، والرغبة في إثبات الذات - حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء ، التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه ، إذا حدث أن توقُّفه عن فعله سيشوبه شائبة، أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعاً من ذاته ، وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد . ولنعلم أن أسلوب الدفع والضغط لن يجدي ، بل سيؤدي للرفض والبعد ، وكما يقولون "لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه" لذا يجب أن نتفهم الابن ونستمع إليه إلى أن يتم حديثه ونعامله برفق قدر الإمكان.
وفيما يلي برنامج متدرج ، لأن أسلوب الحث والدفع في التوجيه لن يؤدي إلا إلى الرفض ، والبعد ، فكما يقولون :"إن لكل فعل رد فعل مساوٍ له ومضادٍّ له في الاتجاه".
هذا البرنامج قد يستغرق ثلاثة أشهر، وربما أقل أو أكثر، حسب توفيق الله تعالى وقدره.
المرحلة الأولى:
وتستغرق ثلاثة أسابيع أو أكثر ، ويجب فيها التوقف عن الحديث في هذا الموضوع "الصلاة" تماماً ، فلا نتحدث عنه من قريب أو بعيد ، ولو حتى بتلميح ، مهما بعد. والهدف من التوقف هو أن ينسى الابن أو الابنة رغبتنا في حثه على الصلاة ، حتى يفصل بين الحديث في هذا الأمر وعلاقتنا به أو بها ، لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة يشعر فيها بالراحة ، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بيننا وبينه ، فيستعيد الثقة في علاقتنا به ، وأننا نحبه لشخصه ، وأن الرفض هو للفعال السيئة ، وليس لشخصه.
المرحلة الثانية:
هي مرحلة الفعل الصامت ، وتستغرق من ثلاثة أسابيع إلى شهر.
في هذه المرحلة لن توجه إليه أي نوع من أنواع الكلام ، وإنما سنقوم بمجموعة من الفعال المقصودة ، فمثلاً "تعمد وضع سجادة الصلاة على كرسيه المفضل في غرفة المعيشة مثلاً ، أو تعمَّد وضع سجادة الصلاة على سريره أو في أي مكان يفضله بالبيت ، ثم يعود الأب لأخذها و هو يفكر بصوت مرتفع :" أين سجادة الصلاة ؟.... واستمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أسابيع أخرى أو أسبوعين حتى تشعر أن الولد قد ارتاح ، ونسى الضغط الذي كنت تمارسه عليه ؛ وساعتها يمكنك الدخول في المرحلة الثالثة...
المرحلة الثالثة:
قم بدعوته بشكل متقطِّع ، حتى يبدو الأمر طبيعياً ، وتلقائياً للخروج معك ، ومشاركتك بعض الدروس بدعوى أنك تريد مصاحبته ، وليس دعوته لحضور الدرس ، بقولك:"حبيبي أنا متعب وأشعر بشيء من الكسل، ولكِنِّي أريد الذهاب لحضور هذا الدرس ، تعال معي ، أريد أن أستعين بك ، وأستند عليك ، فإذا رفض لا تعلق ولا تُعِد عليه الطلب ، وأعِد المحاولة في مرة ثانية.
ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركه في كل ما تصنعه في أمور التزامك من أول الأمر، وأن تسعى لتقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما من خلال طلب رأيه ومشورته بمنتهى الحب والتفاهم
ويجب أن نلفت النظر إلى أمور مهمة جدا:
يجب ألا نتعجل الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليها تماما ، فالهدف الأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما ، وإعادة وصل الصلة التي انقطعت بين أولادنا وبين أمور الدين ، فهذا الأمر يشبه تماما المضادات الحيوية التي يجب أن تأخذ جرعته بانتظام وحتى نهايتها ، فإذا تعجلت الأمر وأصدرت للولد أو البنت ولو أمراً واحداً خلال الثلاثة أسابيع فيجب أن تتوقف وتبدأ العلاج من البداية.
لا يجب أن نتحدث في موضوع الصلاة أبداً في هذا الوقت فهو أمر يجب أن يصل إليه الابن عن قناعة تامة ، وإذا نجحنا في كل ما سبق- وسننجح بإذن الله ، فنحن قد ربينا نبتة طيبة حسب ما نذكر، كما أننا ملتزمين، وعلى خلق لذلك فسيأتي اليوم الذي يقومون هم بإقامة الصلاة بأنفسهم ، بل قد يأتي اليوم الذي نشتكي فيه من إطالتهم للصلاة وتعطيلنا عن الخروج مثلا!
لا يجب أن نعلق على تقصيره في الصلاة إلا في أضيق الحدود ، ولنتجاوز عن بعض الخطأ في أداء الحركات أو عدم الخشوع مثلا. ولنَقصُر الاعتراض واستخدام سلطتنا على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها ، كالصلاة بدون وضوء مثلا.
استعن بالله تعالى دائما ، ولا تحزن وادع دائما لابنك وابنتك ولا تدع عليهم أبدا ، وتذكر أن المرء قد يحتاج إلى وقت ، لكنه سينتهي بسلام إن شاء الله ، فالأبناء في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلة التي يمرون بها وتعامَلنا معهم بمنتهى الهدوء، والتقبل وسعة الصدر والحب.
ــــــــــــــــــ
أغنياء مع فقراء في حفل زواج رائع
بعض النساء تتكلف وتقيم الأعراس والحفلات الصاخبة خوفاً من كلام الناس وطلباً لرضاءهم وإعجابهم،
اذا ترغب في إقامة عرس كبير يجمع الأقرباء والأصدقاء فلنجعله حفلاً إسلامياً خالياً من المنكرات والمخالفات.
وإليك تصور بسيط لمثل هذا الحفل. الذي سيختلف شكلاً من امرأة إلى أخرى حسب إبداعها ونشاطها.
1- وجهي دعوة الحضور إلى قريباتك وجيرانك ومن تحبين حضوره، ولا تفرقي بينهم فاحرصي وكذا الحال بالنسبة لزوجك أو أبيك مع الرجال.
2- تهيئة المكان المناسب للمدعوات مع معرفة أعدادهن حتى تتمكني من إكرامهن على أحسن وجه، وحبذا أن يكون مكان النساء بعيداً عن الرجال، وحتى لا يسمع الرجال أصواتهن، وحتى تأخذ النساء راحتهن بدون قيود.
3- إعداد مكان مريح لمن يشتكي ألماً أو به علة.. والعناية بكبيرات السن من الحاضرات أمر رائع..
4- الاستئذان من ولاة الأمر في وضع صندوق للتبرعات حتى يتسنى لمن تشتاق نفسها فعل الخير أن تمد يد العون لمن يحتاج .
5- الحرص على الأطفال ومن الأفضل أن يكون الأبناء الأولاد مع الأب، والبنات والصغار جداً يكونون مع الأم، وهذا هو الأفضل، وجذبهم إلى السماع والتجاوب أمر مطلوب.
6- المشاركة بالقصائد الجميلة والنوادر والملح والفكاهات التي لا تفسد الدين وتثري على الجو المرح والسعادة.
ثم القيام لصلاة العشاء.. وبعدها تناول وليمة العرس.. ويجب الحذر من الإسراف والتبذير أو العكس البخل والتقتير.. وإذا تبقي من الطعام والشراب.. فلتطعم المسلمة جيرانها أو بعض العمال المسلمين الذين يعرفهم الرجل.. المهم أن لا يفسد أو يرمى وهناك محتاجين،- معوزين في البلد.
بعد تناول طعام العرس.. توزع أسئلة وبطاقات وألغاز لكي تتنافس في حلها الحاضرات.
7- إتاحة الفرصة كي تنصرف المدعوات باكراً فذلك احترام لها ولأهل بيتها.. فالسهر لا يفيد الإنسان إلا إذا كان عبادة.. وبعض الناس من عادتهم عدم السهر والنوم مبكرين إستعداداً لا أعمالهم أو مدارسهم.
8- عند إنصراف الحاضرات عليكن بتقديم الأشرطة الإسلامية والكتيبات النافعة كهدية لهن، ولابد من توزيع الحلوى على أطفالهن، ولهن شخصياً .. حتى يعرفن مدى جمال الحفل الإسلامي فلا ضجيج ولا تضييق ولا تأخير.. بل إكرام ودين ويسر وسرور وخير.
9- الحرص على أن تخرج النساء بدون المرور من بين الرجال.
10- إذا كان لدى الرجال رجل علم ودين وحتى لا تمل الحاضرات.. أو محاولة سماع ولو جزء منها. إذا كان لدى الرجال أحد المشايخ أو طلاب العلم وألقى محاضرة فلا مانع من أن تسمعها النساء الحاضرات بشرط عدم خلخلة البرنامج الخاص بهن وكي لا تمل الحاضرات أو محاولة سماع ولو جزء
11- أن من تقيم حفلاً كهذا عليها أن تتحلى بالصفات الجميلة التي تجذب القلوب والعقول وأن تختار من الأخوات اللاتي يحملن مثل صفاتها الكريمة مثل الصبر، التواضع، الاحترام، السماحة، والحرص والبلاغة وحسن الاستقبال وبراعة التعامل مع الصغار والكبار.. والأخت التي يكون صبرها قليل، وفيها شيء من الدلال المغرور فلا تكن من ضمن اللاتي يساهمن معك حتى لا تحرجك مع المدعوات وكذا بقية الصفات التي تنفر الناس من بعضهم مثل الصفاقة الغلاظة وغيرها.. جنبنا الله إياها..
12- إذا كان لا بد من ضرب الدفوف.. فليتم إحضار من تتصف بالصفات الحسنة فتنشد القصائد الجميلة بصوت جميل 13- لبس الملابس الجميلة والتزين والتطيب أمر لا خلاف فيه، بل هو المفروض لمثل هذه المناسبة السعيدة لكن في اللباس احتشام وحياء.. ومن تحضر عليها الدعاء للعروسين، والمباركة وعليها احترام أهل الحفل ومن يحضره صغار كانوا أو كبار.. أغنياء كانوا أو فقراء وأن تتجنب المرور أمام الرجال وأن تكون متعاونة مع أهل الحفل وأن تساعدهم من أجل إنجاحه حتى تنال رضا الله ثم محبتهم وتقديرهم..
ــــــــــــــــــ
المراهقة ..والصرعات الحديثة
المراهقة هي السن الحرجة التي يتخوف منها كثير من الأهل لصعوبة التعامل مع الأبناء و لكثرة مطالبهم في تلك الفترة ... و كسر الجمود و الخروج عن التقليدية من أبرز سمات المراهقة و مطالبها , و هذا ينطبق بلا شك على غرف المراهقين , اختيار سمات الغرفة للمراهق لابد أن يشارك فيها بل يختارها بنفسه تحت توجيه و إشراف من والديه بحيث لا يضيقون عليه الخناق و لا يفلتونه تماماً يفعل مايشاء .
قبل عشر سنوات لم يفكر أحداً في أن المراهقين يحتاجون لديكور و أثاث خاص بهم و كان مظهر غرفهم لا يختلف عن ديكور غرف الأطفال إلا ببعض الملصقات على الحائط و ملابس و مجلات ملقاة على الأرض...
و في السنوات القريبة عندما إتسعت أسواق الأثاث الخاصة بغير البالغين تطور العديد من الأفكار الخاصة باحتياجات الأطفال في غرفهم في مختلف أعمارهم .
غالباً ما ينشد المراهقين إلى الصرعات الحديثة و الأشكال الغريبة و قد يتمسك المراهق برأيه ويطلب أن يصبغ غرفته بلون غريب قد لا يراه الأهل مناسب , أو قد يطلب سرير كبير كسرير والديه , أو مصباح غريب الشكل و غير تقليدي و غير ذلك من الأمور التي يقف أمامها الأهل في ذهول خصوصاً مع تمسك المراهق برأيه و جديته في الموضوع .
لذلك كان لابد من مسايره المراهقين في بعض مطالبهم التي لا ضرر منها و عيبها فقط أنها لا تروق للأهل و لأذواقهم .
و هنا بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- من أبرز مطالبهم في هذا السن أن يكون لهم غرفة خاصة بهم , و في حال توفر إمكانية ذلك فالغرفة الخاصة من حقهم لما يتطلبه هذا السن من خصوصية نتيجة للتغيرات العديدة التي يتعرض لها المراهق و التي جعلته يختلف عن سن الطفولة و لا بأس بدورة مياه خاصة بهم أيضاً.
- يرفض المراهق أي شيء يشعره بأنه ما زال طفل لذلك على الأهل عدم الإلحاح عليه باختيار تصميم طفولي زاهي الألوان كألعاب الأطفال أو الحيوانات أما إن أرادها بنفسه فلا تتعجب فكل شيء معقول في هذا السن .
- تميل الفتيات أحياناً إلى الرومانسية بشكل كبير و يؤثر هذا على اختيارها لألوان و أشكال غرفتها حيث يقع اختيارها على ألوان كالوردي أو البنفسجي و زخارف بأشكال كالقلوب و الأزهار و تميل للسرير المزود بستائر كأسرة الأميرات , و قد تطلب الفتاة غرفة معاكسة تماماً لذلك و لا تتوفر فيها أي صفات للأنوثة كنوع من التمرد فقط .
- قد يطلب أفكار غريبة بخصوص غرفته كأن يطلب طلائها بنفسه و بلون غريب أو يختار سريراً معلق أو أريكة غريبة الشكل أو حتى إكسسوار لم ترى مثله من قبل , و ما دام طلبه في حدود المعقول لا مشكلة في ذلك مع التأكيد عليه أنه المسؤول عن اختياره إذا أكتشف فيما بعد أنه غير مناسب .
- يحتاج المراهق في هذه المرحلة إلى مكتب كبير و مقعد مريح للدراسة كنتيجة طبيعية لتقدمه في مراحله الدراسية وأيضاً إلى مكان يتسع لجهاز كمبيوتر خاص به .
- من الأمور التي يحتاجها المراهق في غرفته المرآة حيث يهتم بشكل كبير بمظهره الخارجي و للفتيات و الصبيان على حد سواء و يمكن أن يضاف للفتيات تسريحة لترتيب و تخزين أدواتها الخاصة بزينتها .
- التخزين من الأمور التي تطور أيضاً مع تقدم سن الأبناء ففي مرحلة المراهقة تزداد الرغبة في اقتناء الأشياء بمختلف أنواعها من ملابس, إكسسوارات , كتب و مجلات ...الخ فلا بد من توفير مكان مناسب لتخزين كل ذلك بشكل جيد .
- الهاتف و الأجهزة الكهربائية الصوتية و المرئية من الأمور التي تثير اهتمام المراهقين خصوصاً الحديث منها فعلى الأهل التوصل إلى اتفاق مناسب بهذا الخصوص مرض و مقنع للجميع .
ــــــــــــــــــ
الحياة حلوة ..اذا أردت
قبل الزواج
هناك فئات كثيرة تفهم الزواج فهما خاطئا أو قاصرا، ولا تتصور الحكم العظيمة التي شرع من أجلها:
- فمنهم من يرى أنه متعة وشهوة جسدية فحسب.
- ومنهم من يرى أنه سبيل للإنجاب والتفاخر بكثرة الأولاد.
- ومنهم من يرى أنه فرصة للسيطرة والقيادة وبسط النفوذ.
- ومنهم من يرى أنه فرصة لإعفاف النفس وتكثير سواد المؤمنين.
- ومنهم من يرى أنه عادة توارثها الأبناء عن الآباء.
وقليل منهم من يرى أنه رسالة! ومسئولية عظمى، وتعاون مستمر، وتضحية دائمة في سبيل إسعاد البشرية وتوجيهها إلى الطريق السليم.
اظفر بذات الدين:
•قال النبي(ص): "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" .
• وقال النبي(ص):" أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنئ. وأربع من الشقاء المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق " .
الهينة اللينة السهلة:
• قال النبي (ص): "ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟ على كل هين لين، قريب سهل "
إياك وهؤلاء:
قال بعض العرب: لا تنكحوا من النساء ستة: لا أنانة، ولا منانة، ولا حنانة ولا تنكحوا حداقة، ولا براقة، ولا شداقة.
حسنة الخلق صابرة:
عن ابن جعدبة قال: كان في قريش رجل في خلقه سوء، وفي يده سماح، وكان ذا مال، فكان لا يكاد يتزوج امرأة إلا فارقها لسوء خلقه وقلة احتمالها، فخطب امرأة من قريش جليلة القدر، وبلغها عنه سوء- فلما انقطع ما بينهما من المهر قال لها يا هذه! إن في سوء خلق، فإن كان بك صبر، وإلا فلست أغرك بي. فقالت له أسوأ خلقاً منك لمن يحوجك إلى سوء الخلق، ثم تزوجته، فما جرى بينهما كلمة حتى فرق بينهما الموت.
التكافؤ:
لا تتزوج امرأة ترى أنها تسدي إليك معروفاً بزواجها منك، واعلم أنك إذا فعلت ذلك فسوف تثحول حياتكما الزوجية إلى نكل دائم وتعاسة مستمرة. فإما أن ترضخ لزوجتك باعتبارها صاحبة المعروف والشريك الأعلى، وبذلك تفقد اعتبارك وإحساسك بالأهمية، وإما أن تطالب بحقك في القوامة والريادة والمسئولية، وعند ذلك لن تخضع لك شريكتك لأنها تنظر إليك على الدوام نظرة الشريك الأدنى، ففي كلا الحالين سوف تنشأ المشكلات، والسلامة ألا تقدم على مثل هذا الزواج.
التقارب:
لا تتزوج امرأة على نقيضك تماما في الذوق والمشارب والاهتمامات؛ لأن هذه الأشياء هي التي تكوّن حياتكما الزوجية متعتها فكلما كانت الشقة بينكما بعيدة كلما فقدت حياتكما الزوجية متعتها. وكلما تزايدت عاداتكما وصفاتكما واهتماماتكما المتشابهة كلما قويت سعادتكما وازدادت فرص نجاحكما.
لا تخفي عيوبك عمن اخترتها أن تكون شريكه حياتك، بل أطلعها على عيوبك كلها، كحدة الطبع، وسرعة الغضب، وشدة الغيرة التي تجاوز الحد المحمود، والحرص الشديد، وغير ذلك، فإن رضيت بك على ذلك فهذا شأنها، وربما استطاعت أن تغير فيك هذه الصفات السلبية وتجعل عوضا عنها صفات إيجابية. أما إذا لم تظهر سوى صفاتك الحميدة، وطباعك الرشيدة، وبالغت في كتمان العيوب، فسرعان ما سيتكشف أمرك بعد الزواج، وستظهر بصورة الكاذب المخادع أمام زوجتك، وهذا نذير بالخطر المحدق بحياتكما الزوجية.
اتفقا على كل شيء قبل الزواج حتى لا تكثر بينكما الخلافات بعد الزواج، ومن الأشياء التي يجب الاتفاق بشأنها:
• طبيعة ومكان وأثاث منزل الزوجية
• كيفية الإنفاق.
• عمل الزوجة.
• خروج الزوجة.
• نظرتكما للمناسبات والعادات الاجتماعية.
• وقبل ذلك الاتفاق على هدفكما من الزواج، بل في الحياة كلها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
بعد الزواج
(1) ارض بما قسم الله لك:
إذا تزوجت امرأة فيجب عليك أن ترضى بها زوجة لك، إذ لا مفر لك من ذلك، ولن تجني من وراء بغضك لها وكرهك إياها إلا الحسرة والتعاسة والفشل في الحياة.
اعلم أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك، فإذا كنت شخصاً متزناً عاقلاً خالياً من العقد النفسية، مستقيماً على شرع الله، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة في الزواج، فالزواج برغم مشكلاته ومصاعبه هو أفضل طرق الحياة وأرضاها.
جدد حبك لزوجتك:
لا يمكن أن تستمر سعادتك الزوجية إلا بتجديد حبك لزوجتك، فالحب هو الذي يصنع الزواج السعيد، بل هو الباعث على كل التصرفات الحميدة.
اعلم أن زوجتك ليست أنت:
على الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينك وبين زوجتك، فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عنك زوجتك من نقاط اختلاف فلا يمكن لاثنين يجتمعان في خلية زوجية أن يكونا متطابقين تماماً تطابق نصفي الكرة ولابد أن يكون كل منهما متفرداً بشخصية مميزة وذاتية محددة، تجعله بعيداً عن التماثل مع صاحبه.
لا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف:
قد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أي لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لابد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البنّاء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيأس من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.
اعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر، وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً، ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة.
اعرف طبيعة زوجتك:
إن جانب العاطفة لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل، وقد يطغى عليها هذا الجانب فتقوم بتصرفات خاطئة، والواجب عليك عندئذ ألا تقابل هذه الثورة العاطفية بثورة أخرى غضبية منشؤها إرادتك إظهار رجولتك، فإن الرجولة الحقيقية تعني التعقل في جميع التصرفات، ووضع الأمور في نصابها، وقيادة سفينة الحياة حتى تصل إلى بر الأمان.
لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك:
قال ابن الجوزي: "أكثر شهوات الحسن النساء. وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها، فيتخايل له أنها أحسن من زوجته، أو يتصور بفكره المستحسنات، وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري، فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر في عيوب الحاصل التي ما كان يتفكر فيها، فيمل ويطلب شيئاً آخر، ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن، منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل، أو لا محبة لها أو لا تدبير، فيفوِّت أكثر مما حصل!
وهذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش، لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم، وظهور محاسنها، فتلذهم تلك الساعة ثم ينتقلون إلى أخرى.
• قم باستشارتها في أمورك.
• استخدم معها الأسلوب الرقيق.
• تلطف في الأوامر ولا تقرن أوامرك بالتعالي والتكبر.
• وفر لها ما يلزمها من نفقة وما تحتاجه من أجهزة منزلية.
• مازحها ولاعبها وضاحكها في بعض الأوقات.
• اجعل لها جزءاً من وقتك، ولا تجعل عملك يلهيك عن إيناسها.
• أعلمها بحبك لها وغيرتك عليها.
• قدم لها الهدايا.
• راع توترها صحياً ونفسياً واجتهد في حل مشكلاتها.
• تجاوز عن هفواتها ولا تكثر عليها الطلبات.
اهتم بالنظافة:
من أهم الأمور التي يسعد بها الرجل مع المرأة وتسعد بها المرأة مع الرجل النظافة، وإن إهمال هذا الجانب يوجب نفور كل من الطرفين من الآخر . تخلص من القلق:القلق عدو السعادة وقاتلهاويكون القلق المرتبط بالحياة الزوجية عادة بسبب ما يلي:
أ- الخوف من عدم القدرة على الإنفاق.
ب- الخوف من حدوث مشكلات مالية.
ج- الخوف من تغيير سلوك الزوجة وحدوث ما يوجب الشقاق.
د- الخوف من عدم القدرة على التوافق الجنسي وإشباع حاجة الزوجة في هذا الجانب.
هـ- الخوف من حدوث وفاة مفاجئة فتضيع الأسرة.
فهذا النوع من القلق لا داعي له وهو يصيب أولئك المذبذبين الذين يعتمدون على الأسباب ولا يتوكلون على مسبب الأسباب .لا تكن سريع الغضب:إن التخلص من الغضب بالكلية أمر عسير، إلا أن العاقل لا يكون سريع الغضب بحيث يستفزه أي تصرف، وكذلك فإنه لا يسيطر عليه الغضب بحيث يصبح من سماته، فإنه إذا كان كذلك فقد السعادة، وامتلأت حياته بالنكد والأحزان، لأن الغضب إذا زاد عن حده خرج عن حدود العدل والرحمة والإنصاف، إلى الظلم والقسوة والإجحاف.
لا تحتفظ بذكريات الآلام:
بعض الرجال يجعلون لأخطاء زوجاتهم وهفواتهن وسوء تصرفاتهن خزانة في صدورهم، ويظلون يجمعون هذه الأخطاء والهنات والكلمات المؤلمة خطأ خطأ وكلمة كلمة، حتى إذا وقع خلاف ما فتحوا تلك الخزانة وأخرجوا ما بداخلها من ذكريات الآلام مما يزيد حجم المشكلة ويوسع رقعة الخلاف.
ولا يمكن لهؤلاء أن يسعدوا في حياتهم الزوجية طالما أنهم يحتفظون بهذه الذكريات المؤلمة، والواجب عليهم أن يفتحوا تلك الخزانة ويلقوا ما بداخلها ولا يحتفظوا إلا بالذكريات السعيدة، والأيام الجميلة، والليالي الرائعة التي قضوها مع زوجاتهم،فالحر من راعى وداد لحظة!!
تخلص من التصورات الخاطئة عن النساء:(54/250)
بعض الرجال يعاملون زوجاتهم من خلال تصورات خاطئة توارثوها عن آبائهم، مثل اعتقاد البعض أن المرأة لا وفاء لها ولا أمان أو أنها تأخذ ولا تعطي، أو أنها تتمتع بقدر كبير من الحقد والكراهية، وتصور مثل هذه الأمور وجعلها مقياساً للتعامل بين الزوجين كفيل بإفساد الحياة الزوجية وإفشالها.
لا تكن زوجاً جاهلاً:
إن الجاهل بالحياة الجنسية بين الزوجين يؤدي إلى النفور المتبادل بينهما، وقد يتعذر مع ذلك استمرار تلك الحياة الزوجية، فيلجأ الزوجان إلى الانفصال.
قد بحث الدكتور "بول بوبينو" مدير معهد الصلات العائلية في لوس أنجلوس آلافاً من الزيجات، وخرج من بحثه الواسع بأربعة أسباب رئيسية للإخفاق في الزواج ؟ هي على هذا الترتيب:
أ- عدم التوافق الجنسي.
ب- تضارب الآراء والمشارب.
ج- المشكلات المادية.
د- الشذوذ العقلي، أو العاطفي، أو الجثماني.
فالناحية الجنسية- بلا شك- من أهم الأمور التي تجعل الزواج ناجحاً أو مائلاً إلى الفشل. فعلى الزوجين أن يدرسا الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الناحية، ولا يهملا كذلك الجوانب النفسية لهذه العلاقة حتى يسعدا في زواجهما ويظلل حياتهما المودة والرحمة.
(24) لا تحاول فرض رأيك بالقوة:
إن الإقناع شيء وفرض الرأي بالقوة شيء آخر، ولا يلجأ إلى هذا الأخير إلا من قصر رأيه، وضعفت حجته، وزل منطقه .
اشترك مع زوجتك في الأعمال الخيرية:
إن اشتراكك مع زوجتك في أعمال خيرية تزيد المحبة بينكما، فالعطاء من الأمور الهامة التي تؤدي إلى مزيد من الترابط بين الزوجين، فعليكما أن تتناقشا بشأن يتيم تكفلونه، أو أسرة فقيرة تدعمونها، أو مشروع خيري كبناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو حفر بئر أو غير ذلك من المشروعات الخيرية التي يمكن أن تسهمون فيها معاً.
شارك زوجتك متعتها:
إذا كان لزوجتك هواية من الهوايات كالعناية بالزهور وزراعتها، أو القراءة، أو رسم بعض اللوحات الجميلة، أو صناعة بعض التحف البسيطة، فمن الأفضل أن تشاركها في ذلك ولو لبعض الوقت، فإن ذلك يسعدها كثيراً ويقوي ثقتها فيك وفي نفسها.
ثق بزوجتك:
إن أولى الناس بثقتك فيهم هي زوجتك لأنكما ترتبطان برباط قوي هو رباط الزوجية، فلا ينبغي عليك أن تترصد كل تصرفات زوجتك وترتاب في أفعالها، طالما أنها من أهل الصيانة والتدين ولم يصدر منها ما يخالف ذلك، فقد أساء كثير من الناس ظنونهم بزوجاتهم ولم يجنوا من وراء ذلك إلا نكد العيش والتعاسة المستمرة.
كن متقبلاً للتغيير:
من المهم دائماً أن تقبل التغيير، وإذا نظرت حولك فسوف ترى أن كل شيء يتغير، أطفالك يكبرون، وآباؤك يموتون، وأنت نفسك تتغير، واهتماماتك تتغير بمرور الوقت، وهذا يساعدك على أن تتقبل تغيير كل سلوك سلبي لديك واستبداله بسلوك إيجابي
تغيب قليلاً:
قد تحدث المشكلات بسبب وجود الرجل في البيت بصورة دائمة، فهو دائماً يرى امرأته وتراه، ويخالطها وتخالطه، مما ينتج في بعض الأحيان الملل والسآمة، فتفقد الحياة الزوجية بريقها نتيجة ذلك، ولكي ينجح الزوج في إعادة السعادة إلى حياته الزوجية يمكنه أن يتغيب عن زوجته ولو لعدة أيام .اجعل لك أهدافاً عليا في الحياة:
فإن صاحب الأهداف العليا والمقاصد السامية يعرف أن استقراره في الحياة هو السبيل الموصل لتلك الأهداف والمقاصد، وعندئذ يسعى جاهداً لكي يكون مستقراً وسعيداً في حياته.
وأخيراً: كن دائم الاتصال بربك:
إن دوام الاتصال بالله تعالى كفيل بإسعادك، وإن انقطاع صلتك بالله عز وجل كفيل بشقائك، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 128]. ولكي تكون دائم الصلة بالله عز وجل:
أ- حافظ على الصلوات الخمس في جماعة .
ب- اجتهد في أداء النوافل.
ب- أكثر من ذكر الله عز وجل.
د- عليك بكثرة الدعاء والثناء والتضرع إلى الله.
هـ- أكثر من الاستغفار.
و- أكثر من تلاوة القرآن.
ز- أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ح- التزم التزاماً كلياً بأداء الفرائض وترك المحرمات.
ط- صاحب من يذكرك بالله.
ي- احضر مجالس العلم والذكر.
ك- طهر بيتك من المنكرات.
ــــــــــــــــــ
كيف يسود الحب والود بين أبنائك
محمد الكاتب
ما هي نقاط العداء بين الأبناء؟ وكيف نستطيع أن نقتلعها من صدورهم، ونزرع مكانها أشجار الحب والوئام؟
أي كيف تجعل ابنك يطبع قبلة على وجنتي أخيه بدل أن يوجه إليه الضربات؟
الجواب: تستطيع أن تقتلع جذور التباغض والعداء من بين أبنائك إذا ما عملت بهذه الوصايا التالية:
أولاً: اعرف متى تطبع القبلة وتوزع الحب.
جاء في الحديث أن النبي (ص) نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي (ص): ((فهلاً واسيت بينهما؟)).
إذاً.. لا تنس في المرة القادمة التي تريد أن تقبل فيها أحد أبنائك، أو تضمه إلى صدرك، وتعطف عليه بالحب والحنان، لا تنس أن عليك أن تفعل ذلك في وقت لا يلحظك فيه أبناؤك الآخرون، وإلا.. فإن عليك أن تواسي بين أبنائك في توزيع القبلات، ويعني ذلك إذا قبلت أحد أبنائك في محضر إخوانه الصغار حينئذ لا بد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضاً، وإن لم تفعل ـ بالخصوص إذا كنت تكثر من تقبيل أحد أبنائك دون إخوانه ـ فكن على علم أنك بعملك هذا تكون قد زرعت بذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم.
وقد أكد الاسلام على هذه المسألة الحساسة، وأعار لها انتباهاً ملحوظاً.
والمطلوب ـ في الحقيقة ـ إقامة العدل بين الأبناء سواء في توزيع القبلات أو في الرعاية والاهتمام بشكل عام.
يقول الرسول الأعظم (ص): ((اعدلوا بين أولادكم، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف)).
وتحضرنا هنا بعض الأسئلة حول وضع الإخوة في الأسرة:
ـ هل الأطفال الأصغر دائماً يحمون حماية زائدة؟
ـ وهل الأطفال الأكبر يجدون قبولاً أكبر أو أقل عندما يأتي أطفال آخرون؟
ـ وهل يكون المولود الأول مفضلاً دائماً؟
ـ وما مركز الابن الأخير والابن الوحيد؟
ـ كيف يكون موقع الابن الجميل والابن القبيح؟
ـ هل هناك تفاضل بين الأبناء وعلى أي أساس يقوم؟
ـ على أساس الجمال، أم على أساس التقوى والعمل الصالح؟
ـ وإذا كان هنالك من تفاضل.. كيف يجب أن يتم إشعار الأبناء به؟
يجيب على بعض هذه الأسئلة أحد الباحثين التربويين فيقول: ((عندما يولد الطفل الثاني، ويأخذ بالنمو والكبر ويدرك ما حوله، لا يجد الوالدين من حوله فحسب، بل يجد كذلك في الميدان أخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد، والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسماً ووزناً.
وكلما كبر أدرك أنه اصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة تتضح له من الأمور الآتية: نعطي له اللعب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدة واستعملها أمامه، ونعطي له كذلك ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح غير صالحة للاستعمال إلا قليلاً.
والذي يزيد الطين بلة، ميلاد طفل ثالث في الأسرة يصبح موضع رعاية جديدة من الوالدين، فيقل لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه.
وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيباً جديداً بين الإخوة، ويصبح طفلاً أوسط. وإن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه إذ إنه يكون مهاجماً من الأمام (عن طريق الأخ الأكبر) ومن الخلف (عن طريق الأخ الأصغر).
أما عن الطفل الأخير في الأسرة، فإن مركزه تحدده العوامل التالية نجد أولاً: أن هنالك اختلافاً في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات، وميلاً لإطالة مدة الطفولة، لأن الوالدين ـ حينئذ ـ يكونان غالباً قد تقدم بهما السن وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد محدوداً.
وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الصغير الأخير يكون موضع رعاية خاصة و (دلال) الوالدين أو من أحدهما، وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته وتذكرنا أمثال هذه الحالات بقصة يوسف (ع)، وما تعرض له من إيذاء نتيجة كره إخوته له، لإيثار والديه له بالعطف الزائد)).
وبالنسبة إلى مسألة التفاضل، نجد أن بعض الآباء يزدادون حباً وعطفاً على أحد أبنائهم دون إخوته اللآآخرين، ليس لأنه الأجمل أو الأكبر أو الأخير، وإنما لأنه الأفضل نشاطاً وعملاً وخدمة لوالديه.
هنا لا بأس بهذا التفاضل إذا ما كان سراً، ولكن حذار من الطريقة السلبية التي يتم إشعار الإخوان بها. والطريقة السلبية ـ التي يجب اجتنابها ـ هي: أن يقول الأب لأبنائه ـ على سبيل المثال ـ : لا بارك الله فيكم إنكم جميعاً لا تساوون قيمة حذاء ولدي فلان!! أو يقوم باحترام ابنه والاهتمام به دون إخوانه وأخواته.
بينما الطريقة الايجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح الصفات التي يتحلى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه، أو حتى إذا ما اضطر إلى ذكر اسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً: إني على ثقة من أنكم ستحذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة، ولا شك ـ يا أبنائي ـ أن لكم قسطاً من الفضل في مساعدتكم أخاكم حتى وصل إلى هذه الدرجة من الرقي والتقدم والكمال.
بالطبع ـ عزيزي القارئ ـ إنك وجدت الفارق بين الطريقتين، ففي الطريقة الأخيرة تجد أن الأب يحاول إعطاء التفاضل لأحد أبنائه بصورة فنية دون أن يحرك مشاعر الحقد والحسد في صدور أبنائه الآخرين، تجاه ابنه المتميز لديه، بل بالإضافة إلى ذلك فهو قد دفع أبناءه إلى تقليد أخيهم الصالح عبر إعطائهم الثقة في الوصول إلى مرتبته، وبصورة هادئة وحكيمة.
والتفاضل هنا لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقاً أكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين، كأن يعطي الابن المتميز طعاماً أكثر أثناء وجبة الغذاء أو أن تقدم إليه الملابس الأجود واللوازم الأفضل، لا.. إن هذه الطريقة هي طريقة الحمقى والذين لا يعقلون.
إذاً.. إن آخر ما نريد قوله في هذا الباب هو: المطلوب مزيد من الانتباه إلى هذه الملاحظة الهامة والتعرف ـ جيداً وبحكمة ـ على كيفية توزيع الحب بين الأبناء.
ثانياً: بيّن أهمية الأخ لأخيه.
إذا كنت ترغب في أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه، وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الإخوان لبعضهم البعض.
وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبها الأخ من أخيه.
إذاً.. فالأخ هو المساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضاً في قصة النبي موسى (ع) حينما قال: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري).
بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه، وبالتالي قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهم.
ثالثاً: اسق شجرة الحب بينهم..
الأب الناجح في التربية هو الذي يجسم المحبة بين أبنائه ويقوم باروائها وسقيها كل وقت. وتسأل: كيف يتم ذلك؟ والجواب يأتيك على لسان أحد الآباء، وهو يسرد تجربته مع أبنائه، حيث يقول:
لقد رزقني الله (عز وجل) الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله (تعالى) كثيراً على ذلك. وكما هو الحال عند كل الأطفال، أخذ ولدي الأول يشعر تجاه أخيه، كما يشعر الانسان تجاه منافسيه، كان ينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضى، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول: لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟ وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في مهده. لقد كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنع الأذى عن هذا الرضيع. فكرت بالأمر ملياً حتى اهتديت إلى فكرة سرعان ما حولتها إلى ميدان التطبيق، حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولات الطيبة، ووضعتها في المهد عند طفلي الرضيع، ثم جئت بولدي الأكبر وأفهمته بالطريقة التي يفهمها الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيراً وقد جاء له بهدايا حلوة وجميلة، ثم أمرته بأن يأخذها منه، فأخذها وهو فرح مسرور لا يخامره أدنى شك في ذلك. ومنذ ذلك اليوم لم أترك العملية هذه، حيث أوصيت زوجتي بأن تقدم أكثر الأشياء التي تريد تقديمها لوليدنا الأول أن تقدمها باسم الصغير وعبره، مثلما فعلت أنا في بادئ الأمر. وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حباً لأخيه حتى وصل به الأمر إلى البكاء عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء وقال له مازحاً إنني سأسرق أخاك منك!
كان ذلك بالنسبة للأطفال الصغار، بينما السؤال الآن: كيف نزرع الحب بين الأبناء الكبار؟
تستطيع أن تحقق ذلك عبر الطرق التالية:
الطريقة الأولى: ادفع أبناءك ليقدم كل واحد منهم هدية لكل أخ من إخوانه، سواء عبر إبلاغ كل واحد منهم بطريقة مباشرة أو عن طريق توجيههم إلى القيام بهذا العمل بطريقة غير مباشرة، أو من خلال الطريقتين معاً، وإن كان نفضل الطريقة غير المباشرة.
يقول رسول الله (ص): ((الهدية تورث المحبة))، ويقول (ص) أيضاً: ((الهدية تفتح الباب المصمت)).
الطريقة الثانية: ادفع أبناءك للتزاور والتواصل بينهم فإنه ليس هناك شيء يمتن العلاقة والحب بين الإخوان مثل الزيارة.
والجدير بك أن تعلمهم هذه الأحاديث الشريفة التالية حتى تدفعهم ذاتياً للقيام بالتزاور فيما بينهم:
يقول رسول الله (ص): ((من زار أخاه في بيته قال تعالى: أنت ضيفي وزائري وقد أوجبت لك الجنة لحبك إياه)).
الطريقة الثالثة: ادفعهم إلى المصالحة والمعانقة فيما بينهم.
يقول الإمام الصادق (ع): ((إن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه، فينظر الله إليهما والذنوب تحات عنهما حتى يفترقا، كما تحت الريح الشديد الورق من الشجر)).
ويقول رسول الله (ص): ((المصافحة تذهب الغل)).
رابعاً: اقض على الظلم والحسد فيهم.
ابحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلعها من الجذور وازرع مكانها رياحين المودة والأخاء.
ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد.
فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض، ويمارسون الظلم وفي صدورهم يعشعش الغل والحسد، حينئذ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود والإخاء.
ترى كيف يمكن أن يحب الصغير أخاه الكبير، وهو يقاسي من مرارة ظلمه وعدوانه.
إن وجدت الكثير من الأبناء يمارسون أقسى أنواع الظلم بحق إخوانهم وأخواتهم فهم يمارسون الضرب القاسي، ويسلبون حقوق الإخوان في الأكل والمنام والملبس وكل شيء.
وأحياناً كثيرة تجد أن الأخ الأكبر في العائلة يصبح مستبداً إلى آخر حد، يقوم بأحكام سيطرته الحديدية على أخواته مكسورات الجناح، وكأنه سلطان جائر.
هنا لا بد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم، وإلا فإن الأبناء ـ كلهم ـ سيصحبون على شاكلة أخيهم الكبير، لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشاً ضارية، تضطر الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه، وهكذا بالتسلسل حتى آخر طفل.
وهكذا الأمر تماماً بالنسبة للحسد، فالأبناء الذين ينامون على وسائد الحسد ويلتحفون بلحاف الحقد والضغينة، وتنمو في صدورهم أعشاب الغل، هؤلاء الأبناء يعيشون حياة ضنكاً، لا تجد للمحبة أثراً فيها.
فالحسود بطبعه يبغض الآخرين، ويكنّ لهم الحقد والكراهية، ولربما تسول له نفسه القضاء على من يحسده، كما فعل قابيل بأخيه هابيل من قبل.
من هنا، فإذا ما كنت تريد أن يسود الحب والود بين أبنائك، فلا مناص م رفع أي بوادر سيئة مثل الظلم والحسد من بين أبنائك.. بل ولا بد أن تقتلها وهي في المهد قبل أن تترعرع وتكبر.
خامساً: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات.
هنالك بعض الأبناء لا يعرفون طريقاً لحل المشكلات غير طريق المشاجرة والاشتباك الحاد، وكأنهم أعداء وليسوا إخواناً!
ترى.. لماذا لا ينتهجون سبيل الحوار الهادئ بينهم؟
بالطبع إن السبب يرجع إلى الوالدين فهما المسؤولان عن خلق الأجواء والعادات والتقاليد في العائلة.
لذلك.. من المفترض أن لا ينسى الآباء تعليم أبنائهم عادة الحوار والتفاهم الرزين بدل أسلوب المناقشات العصبية والمشاجرات الصاخبة.
والمسألة لا تحتاج إلى فلسفة وتنظير، إذ يكفي لأحد الوالدين أن يستوقف أبناءه، في حالة حدوث أول صراع كلامي ويبدأ يحل لهم المشكلة بالتفاهم والسؤال الهادئ.
ونضرب مثالاً على ذلك: كثيراً ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة، ويبدأ كل منهما يجر اللعبة. هنا على الأم أو الأب أن يسرع إلى ولديه، ويحاول أن يرضي أحد الطرفين بالتنازل، مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة.. واحداً بعد واحد.
وهكذا على أي حال فالمهم أن ينهي المسألة بالتفاهم وبمرور الزمن يتعلم الأولاد هذه العادة الحسنة في حل أي مشكلة تطرأ لهم، فيقضون بذلك على أي سبب للخصام قبل أن يفتح عينه للحياة.
سادساً: عرفهم.. حقوق الإخوان.
وهذه الحقوق يبينها رسول الله (ص) في حديثه التالي حيث قال (ص): ((للمسلم على أخيه المسلم ثلاثون حقاً، لا براءة منها إلا بأدائه، أو العفو:
يغفر زلته، ويرحم عبرته (إن من واجب الأخ تجاه أخيه أن يخفف عنه حزنه ويهون عليه رزيته)، ويستر عورته (إذا رأى بادرة سيئة من أخيه، أن يسترها ولا ينشرها)، ويقيل عثرته (من صفات المؤمن، أن يمتلك قلباً كبيراً وصدراً رحباً يستوعب بها عثرات إخوانه)، ويرد غيبته، ويقبل معذرته.. (يقول الإمام علي (ع): اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له ذعر فالتمس له عذراً)، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعوده في مرضه، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويحسن جيرته، ويكافئ صلته، (فإن قدم له خدمة فلا بد أن لا ينساها حتى يقدم له خدمة مماثلة)، وأن يشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته (زوجته)، ويقضي حاجته، ويستنجح مسألة (أي يسعى لنجاح مسائله بأي شكل كانت وفي أي مجال)، ويسمت عطسته (فإذا عطس الأخ ـ أو أي أحد من الجالسين ـ لا بد أن يقول له الانسان: ((يرحمك الله)) ويدعو له)، ويرشد ضالته، ويطيب كلامه (أي يقول له: طيب الله أنفاسك)، ويوالي وليه (أي يصادق صديقه)، ولا يعاديه (لا يصبح عدواً لصديق أخيه)، وينصره ظالماً ومظلوماً (فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه)، ولا يسلمه (لا يتركه فريسة عند العدو، ولا يتجاهله عند الخطر)، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسهن ويكره له ما يكره لنفسه)).
بعد أن يكون أبناؤك قد تعلموا هذه الحقوق وأدوها تجاه إخوانهم ـ حينئذ ـ لا تخش على نور الحب أن ينطفئ بينهم، بل وكن على أمل كبير من ازدياد شعلة الحب والمودة بصورة مستمرة ودائمة.
------------------------------
المصدر:مجلة نور الاسلام 49 ـ 50
ــــــــــــــــــ
دور الأب في توفير الأمن للطفل
د. علي القائمي
يحمل الطفل غالباً انطباعاً عن والده بأنه الأقوى والأعلم والأقدر في محيط الأسرة، وهو الذي يصدر الأوامر والنواهي ويواجه مختلف الأحداث.
فالطفل يذكر عادة ما يحتاجه لوالديه حتى يقوما بتوفيره، لكنه يلجأ إلى أبيه ويعتبره مديناً له في توفير أمنه. فهو قد شاهد عدة مرات كيف أن جميع أفراد الأسرة يلجأون إلى الأب عند الحالات الصعبة والظروف الحساسة، ولا يعتقد ـ عملياً ـ بوجود من هو أكثر كفاءة أو قدرة منه.
تأثير الأمن على النمو:
ويحتاج الطفل بشدة إلى الأمن في كل أقسامه، فهو يحتاج إلى الأمن في المجال الاقتصادي، والانضباط لدى مواجهته لمختلف الحوادث، والأمن الفكري والعاطفي وغير ذلك.
ولا يمكن أن يتم نمو الطفل إلا في محيط الأسرة الآمن، ويصدق هذا حتى على النمو الجسمي أيضاً. إذ سيتوقف نمو الجسم فيما لو انعدم الأمن بالمقدار الكافي كما أشارت إلى ذلك مختلف الدراسات والبحوث. ويتسم مثل هؤلاء الأطفال بأجساد هزيلة وأجسام نحيلة ونحيفة، وإنهم ينظرون إلى عالم الوجود بنظرات موحشة، ويحملون انطباعاً لا يمكن معه الاعتماد على أي إنسان أبداً، ويشعرون بأن الظلام والبرق والرعد يهددهم ولا ملجأ لهم سوى الآباء الذين يمكنهم أن يحموهم ويطردوا عنهم الخوف، وهذا الإحساس ضروري لنمو الطفل جسدياً وعاطفياً وخلقياً.
الوظائف في هذا الطريق:
لذا يمكن القول إن وظيفة الأب لا تقتصر على توفير نفقات الأسرة وما تحتاج إليه من المأكل والملبس فقط، بل عليه إضافة إلى ذلك أن يتواجد بين أفراد أسرته، وذلك التواجد مهم لتوفير الأمن لهم.
ويمكن وصف الأب في محيط أسرته كالبطل الذي ينجز جميع المهمات، ويعوض جميع النواقص. إذ ما فائدة توفير الحاجات فيما لو لم يتمكن الأب من توفير الأمن إلى جانبها، حيث إن الطفل سيفقد قابلية الاستفادة من تلك الحاجات.
كما يعتبر الأب الرابط بين البيت وخارجه، ويمكن للحوادث التي تطرأ خارج البيت أن تأخذ طريقها إلى داخل البيت فتزرع الخوف والقلق في قلوب أفراد الأسرة، ولا يتمكن سوى الأب أن يهدئ من روع الأفراد ويحثهم على الصبر والاستقامة.
مَن الذي يدخل الاطمئنان إلى قلب الطفل عندما تمرض أمه؟
مَن الذي يشجع الطفل ويدافع عنه عندما يشعر بالخوف من الناس أو من زملائه وأصدقائه في المدرسة فيزيل عنه هذا الكابوس ويدفعه لأن يتقدم في حياته؟
خطر فقدان الأمن:
لا بد من توفير المقدمات التي يطلبها تحقيق الأمن، وينبغي على الأب أن يقوم بدوره في هذا المجال بأحسن شكل. وقد قلنا سابقاً بأن فقدان الأمن يؤثر سلباً على نمو الطفل في مختلف المجالات، وسيكون عاجزاً عن أداء دوره في المجتمع وعن أن يكون عضواً فعالاً فيه.
فقد أظهرت الدراسات العديدة التي أجريت بهذا الشأن أن فقدان الأمن يقلل من الشهية للطعام، ويصيب الطفل بعسر الهضم والهزال والمرض أخيراً، كما أنه يؤدي أيضاً إلى إيجاد الخوف والاضطراب عند الطفل مما يجعله جاهزاً لممارسة بعض التصرفات المرفوضة كالإدعاءات الكاذبة والشقاوة والعصيان، وبعض الاضطرابات السلوكية الأخرى.
وقد كشفت الدراسات أيضاً بأن الأطفال الذين لا يشعرون بالأمن إلى جانب آبائهم يتصفون بالنفاق والخوف والصمت والهدوء والكآبة أحياناً، أو يصابون بعقد نفسية في أحيان أخرى، وينصاعون إلى القوانين دون نقاش ويكونون بالنتيجة أفراداً غير أسوياء.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن الطفل الذي يشعر بحاجته إلى الأمن يلجأ بلا شك إلى شخص أو أشخاص آخرين فيما لو قصر والده في هذا المجال، وسوف يبتعد في الحقيقة عن عائلته وأسرته وينفصل عنها، وهذا يشكل بحد ذاته الأساس للعديد من المفاسد (الأخلاقية) والسلوكية التي يصاب بها الطفل. وسوف ينظر إلى والده يائساً منه لأنه يحمل عنه انطباعاً بأنه ضعيف وغير منضبط.
الأب هو الملاذ:(54/251)
فالأب هو ملاذ الأسرة وحاميها، ويجب عليه أن يترجم هذا المفهوم عملياً لأطفاله، لأن الأولاد بحاجة إلى دعمه وحمايته في جميع أمورهم، وسوف يشعرون باليأس فيما لو أدركوا بأن الأب عاجز عن تحقيق ذلك.
فينبغي على الأب أن يتصرف في محيط أسرته بصورة تسمح للطفل بأن يرتمي في أحضانه متى ما أدركه الخطر، وأن يشعر بالاستقرار عندما يكون إلى جانب أبيه، وهذا من ضروريات نمو الطفل وسلامته.
لذا حري بالأب أن يكون شجاعاً جريئاً ومقاوماً لمختلف الحوادث، فالأب الذي يعتريه الخوف والاضطراب عندما ينظر إلى مشهد مخيف أو تواجهه مشكلة معينة لا يمكنه أن يوفر الأمن لطفله، ويجب عليه أن لا يكشف عن اضطرابه أمام طفله أبداً.
فالطفل يحتاج إلى أب شجاع وقوي يقف إلى جانبه في الأزمات والمشاكل، ويكون قادراً على ممارسة وظيفته ومسؤوليته في توفير الأمن والاستقرار النفسي والخلقي، وهذا من حاجات الطفل الضرورية حتى في السنوات الأولى من عمره.
الأمن في الأسرة:
البيت هو المكان الآمن والملاذ لجميع أفراد الأسرة عندما تواجههم المشاكل. وإنه لذنب عظيم قيام الأب بتشجيع أولاده للهروب من البيت من خلال تصرفاته السيئة وشعورهم بفقدان الأمن، وسبب ذلك هو عدم وعي الأب لمسؤوليته.
فالأب هو الذي يرفع معنويات أفراد أسرته ويكون ملاذاً لأطفاله في الشدائد، ويوفر لهم الأجواء الملائمة للحركة والنشاط.
ويمكن لعامل الأمن أن يساهم في تفعيل النشاط الفكري للطفل وتوجيهه نحو مجالات مفيدة، ودفعه إلى الأمام دائماً.
وحري بالأب أن يتصرف وفق سلوك بين حتى يكون الولد قادراً على العيش مرفوع الرأس ومفتخراً، إذ لا يكفي الشعور بالجرأة والشجاعة لوحده عندما يصاب الطفل بحالات الخوف والاضطراب.
وأخيراً فإن الطفل لا يمكنه التقدم والتحلي بالصدق والأمانة إلا في ظل المحيط الآمن للأسرة.
-------------------------
المصدر: مجلة نور الاسلام 57 ـ 58
ــــــــــــــــــ
تكوين الأسرة المسلمة
د. عيسى العمري
إن الأسرة هي الخلية الأساسية التي يتركب منها جسم المجتمع الكبير، وما المجتمعات إلا مجموعة أسر تعيش معاً، ترتبط فيما بينها بقوانين وأنظمة تحكمها، وبذا تتكون الدولة ويكون الوطن.
فإذا كانت الخلية الأساسية (الأسرة) سليمة قوية كان المجتمع كله سليماً قوياً، وإذا كانت الأسرة مفككة في علاقاتها، متباينة في الفكر والسلوك، انعكس ذلك كله على المجتمع فاصبح مفككاً مهزوزاً ومهزوماً، ولقد اهتم ديننا الحنيف بمراحل بناء الأسرة حتى تستقيم مهامها وتؤتي ثمارها كخلية صالحة في المجتمع ليصلح المجتمع كله.
وأول مراحل بناء الأسرة هو اختيار الزوجة، فقد وجهنا الشرع الحنيف عند العزم على تكوين الأسرة أن نحرص على اختيار الزوجة، حيث إنها أهم ركن من أركان الأسرة، إذ أنها المنجبة للأولاد، وعنها يرثون كثيراً من المزايا والصفات، وفي أحضانها تتكون عواطف الطفل وتتربى ملكاته، ويكتسب كثيراً من عاداته وتقاليده، ويتعرف دينه، ويتعود منها السلوك الاجتماعي إلى حد كبير.
وإن رسول الله (ص) قد أرشدنا لأن ننتقي الأزواج فنختار الأفضل منهن، صاحبة الدين والخلق، قال عليه الصلاة والسلام: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).
ومعنى ذلك إن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الأربع، فاحرص أنت على ذات الدين واظفر بها واحرص على صحبتها والزواج منها.
فاختيار الزوجة الصالحة أول خطوات السير الصحيح لبناء الأسرة القوية المتحابة المترابطة، القادرة على تنشئة الأبناء نشأة سليمة، حيث تربيهم على أدب الاسلام وتصقلهم بالإيمان، وبمثل هذه الأسرة يقوم المجتمع كله على أساس كريم وبناء متين، يضطر كل من يعيش فيه أن يتخلق بعاداته ويتأدب بآدابه.
ولما كانت تربية الأطفال هي الخطوة الأولى التي تبدأ بها الأسرة مهماتها، لذا فلا بد من العناية التامة بتلك الغراس الصغيرة واللبنات اللينة حتى تشب على أساس متين وفكر سليم وسلوك قويم، وصدق رسول الله (ص) في قوله: ((كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)).
فالطفل بجوهره خلق قابلاً للخير والشر جميعاً، وإنما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين.
والأولاد والزوجة إنما هم أمانة عن الآباء، وفي صحائفهم يكتب ما يفعلون، وإنهم عند الله تعالى عنهم المسؤولون، فحذار من ضياعهم وإهمالهم. قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم)) (سورة الأنفال 27 / 28).
ولكي يكون البيت مسلماً حقاً والأسرة التي تملؤه قوية متحابة، لا بد أن تكون أعمالهم نموذجاً عملياً لما يطلبه الاسلام، وقدوة حسنة لمن جولهم من الجيران، وعلى المسلم أن يستشعر عظم مسؤوليته تجاه أهل بيته وإنهم أمانة في عنقه، وعليه أن يتقي الله فيهم رعاية وعناية وتربية وسلوكاً.
وبما أن الأمر بهذه الخطورة فإليك بعض التوصيات الخاصة بالبيت المسلم في مختلف الجوانب، آملين أن يتدارسها الآباء والأبناء والأمهات بعناية ودقة، ويقوموا بالعمل على تحقيقها في بيوتهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، راجين أن يكون فيها الفلاح والصلاح في الدنيا والآخرة.
ـ ففي الجانب التعبدي:
ـ أن يقوم الأفراد المكلفون بأداء الفرائض في أوقاتها، وأن تؤدي الصلوات في جماعة في بيوت الله ما أمكن، لقوله تعالى: ((إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر)) (التوبة آية 18).
ـ أن يخصص كل فرد في الأسرة من البالغين كل يوم وقتاً لتلاوة جزء من كتاب الله تعالى، لوصية رسول الله (ص): ((اقرؤوا القرآن في شهر)) قال رجل: يا رسول الله إني أجد قوة، قال: ((اقرأه في اسبوع...)) فعلى المسلم أن يقرأ في كل يوم جزءاً، فإذا تعسر ذل يتلو بعضه، وعلى مسمع من أهل البيت جميعاً لكسب الثواب وبركة القرآن الكريم.
ـ أن يعتاد أفراد الأسرة على صيام التطوع ولو يوماً في الأسبوع على الأقل.
ـ أن يعود الرجل أهله على قيام الليل ولو مرة في الاسبوع كذلك.
ـ أن يكون الرجل قدوة لزوجه وأبنائه وسائر أهله في الالتزام بالعبادات والمداومة عليها في أوقاتها.
ـ أن يعلم الرجل أهله وأبناءه بعض الأذكار الواردة عن رسول الله (ص) في المساء والصباح وحين الحاجة، مع صدق التوجه إلى الله تعالى عند الدعاء، والاستعانة بالله وحده لا شريك له.
ـ أما في الجانب السلوكي:
ـ فيلزم رب الأسرة أن ينفر أهله ويحذرهم من سائر العيوب الاجتماعية السارية والتي حذر منها الاسلام، كالغيبة والنميمة والشتم والسخرية من الآخرين وإيذائهم والكذب وغير ذلك، لقوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن، ولا تلموا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)) (الحجرات آية 11).
ـ إلزام أهل بيته من الاناث بارتداء الزي الشرعي الكامل والظهور بمظهر القدوة الحسنة للناس وتعويدهن على ذلك منذ الصغر، والأدلة على ذلك ظاهرة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله.
ـ تعويد أهل بيته الآداب الاسلامية في الأكل والشرب، كالأكل باليمين والبدء باسم الله، لتوجيه رسول الله (ص) لأحد أصحابه: ((سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك))، وكذلك تعليمهم أدب المعاملة مع الآخرين، مثل طرح السلام والإحسان إلى الناس وصلة الأرحام واحترام الكبير والعطف على الصغير وأدب الاستماع ونحو ذلك.
ـ أن يعود أهل بيته الصدق والصراحة في القول مع مراعاة الأدب في ذلك، قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)) (التوبة آية 119).
ـ أن يحذرهم المجالس المختلطة ويرشدهم إلى الابتعاد عنها ما أمكن، ويراقب سلوك الأبناء خارج البيت ويتابع تصرفاتهم ويسأل عنهم ويتعرف على أقرانهم وأصدقائهم ونوعايتهم، فيحذرهم من مخالطة الأشرار ويحثهم على مصاحبة الأخيار حفاظاً على أخلاقهم وسلوكهم.
ـ في الجانب التثقيفي:
ـ على رب الأسرة أن يعمل على تزويد بيته بمكتبة ثقافية هادفة تتناسب مع مستوى الزوجة والأبناء ما أمكن، فيحرص على تزويدهم بالمجلات الاسلامية النافعة والكتب الثقافية الهادفة، إضافة إلى كتب في الفقه الميسر والحديث الشريف والسيرة النبوية.
ـ تخصيص وقت في الاسبوع ولو مرة واحدة تلتقي فيه الأسرة على مدارسة موضوع فقهي أو تربوي هادف.
ـ أن يكون الأب ضابطاً حازماً عند استخدام جهاز التلفاز بحيث يمنع مشاهدة ما تضر مشاهدته من برامج وأفلام وأغان لا تتناسب مع أدب الاسلام وأخلاقه.
ـ أن يعود أهله على استماع الأخبار المحلية والدولية لتكوين وعي عام عندهم عما يجري في العالم، وكذلك يحثهم على سماع البرامج العلمية والثقافية الهادفة.
--------------------------
المصدر: مجلة هدي الاسلام 1 و 2
ــــــــــــــــــ
الإفراط في محبة الأولاد
محمدتقي فلسفي
قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) آل عمران/ 188.
من عوام نشوء عقدة الحقارة، الإفراط في إبداء مظاهر الحب والحنان بالنسبة إلى الطفل. إن الأطفال الذين يبذل لهم من العناية والحب أكثر مما ينبغي ينشأون في النتيجة معجبين بأنفسهم، فيلاقون طيلة أيام حياتهم، وخاصة عند مواجهة مشاكل الحياة، والشعور بالحقارة والضعة بشدة، فيقدمون على أعمال غير مرضية... وقد يؤدي بهم الشقاء والضغط الروحي إلى الجنون والانتحار.
أن المحبة ضرورية لنمو روح الطفل كالغذاء الضروري لنمو جسمه. وإن أهمية التوازن الصحيح في كم المحبة وكيفها وأسلوب إظهارها لا تقل عن أهمية المحبة ذاتها. وكما أن لكل من التقليل من الغذاء، والإكثار منه، وتسممه، أثراً في بدن الطفل، كذلك لكل من التقليل من المحبة، والإكثار منها، والمحبة غير موضعها والتي ينحرف بها الطفل آثاراً مشومة في رح الطفل وتسبب له مشاكل كثيرة.
الاعتدال في المحبة:
الهدف من التربية الصحيحة هو أن تقرن حياة الطفل بالسعادة، وتكلل جهوده بالنجاح. إذ الحياة على طولها تتضمن صراعاً مع المشاكل وهكذا يواجه الفرد كثيراً من المنخفضات والمرتفعات والمنغصات والمصائب في مختلف أدوار حياته. والمربي القدير هو الذي يعمل على تنشئة جسم الطفل وروحه على أحسن الأساليب بحيث يعده للمقاومة والثبات أمام صعوبات الحياة.
وكما أن جسم الطفل يقوى نتيجة للمراقبة الصحية، والتوازن في أكله ونومه وحركته ورياضته، ويستطيع من مقاومة البرد والحر، والجوع والعطش، والمرض على أحسن وجه، فكذلك روحه فإنها تنمو قوية في ظل الصحة الروحية والتعاليم الخلقية، والتوازن بين أساليب العطف والحنان والشدة والخشونة... وبذلك يتمكن من الصمود أمام المصائب والمشاكل والإندحارات الروحية.
وبالعكس فإن الأطفال الذين يواجهون المحبة والرأفة الزائدتين، ويستسلم لهم آباؤهم وأمهاتهم بدون أي قيد أو شرط، ويستجيبون لجميع مطاليبهم من صالح أو طالح، وبالتالي ينشأون على الاستبداد والإعجاب بالنفس... فإنهم يحملون أرواحاً ضعيفة ونفوساً سريعة الانهزام من ساحة المعركة، ويتأثرون من دور الطفولة حتى آخر لحظة من العمر من مواجهة أبسط الأشياء، وأخف المصائب، وينكسرون أمام مشاكل الحياة بسرعة.
إن الأفراد الذين نشأوا في ظل الحنان المفرط، هم أتعس الأفراد، لأنهم يعجزون عن حل مشاكل الحياة الاعتيادية، فيلجأون في الشدائد إلى الانتحار متصورين أن النهاية الحتمية لفشلهم يجب أن تبرر بالانهزام من معركة الحياة.
خطأة تربوية:
بالرغم من أن كل أسلوب أهوج يتبعه الوالدان في تربية الأولاد يكون له الأثر السيئ، ويولد نوعاً من الانحراف، فإن الإكثار الضار من المحبة للأطفال يعد من أعظم الأخطاء التربوية. إن العواقب السيئة التي يلاقيها الأطفال بهذه المناسبة مهمة وخطرة. ولقد اهتم جميع علماء النفس بهذا الموضوع في بحوثهم التربوية، ولكل منهم حوله كلام مفصل.
ولأنقل لكم ـ على سبيل الشاهد ـ بعض النصوص لعدد من علماء الغرب:
1 ـ يقول (جلبرت روبين): ((إن تعويد الطفل على الإعجاب بنفسه يورث الغضب الشديد فيه لأبسط الأشياء، والاستبداد في الراي. وفي الغالب يدفعه إلى الرغبة في طلب الجاه، وفي النتيجة يحصل الطفل على القدرة التي تساعده على التقدم، ومع كونه ذا أعصاب هزيلة فإنه ينجح بواسطة الحيلة والشدة. إن جعل الأطفال معجبين بأنفسهم يكون منهم أفراداً تعساء، ضعفاء، عديمي الإرادة)).
((لقد كان أولئك الذين يقولون للأم العابثة بلحن مصحوب بالسخرية: ليس طفلك معجباً بنفسه، بل هو غير صالح... لم يكن كلامهم خالياً عن المبالغة فحسب، بل كان تنبؤهم صحيحاً أيضاً. هناك حالات تتقزز النفوس من مشاهدتها لعدم الالتزام في التربية، لأننا نشاهد في الحقيقة مقتولين أبرياء كان بالإمكان إنقاذهم)).
الأطفال المدللون:
2 ـ يقول (مك برايد): ((الشعور بالدل والغنج أمارة أخرى من أمارات عقدة الحقارة، ويجب البحث عن أساسه في أسلوب التربية الخاطئ المتخذ في دور الطفولة. إن الطفل الذي كان يرى نفسه قرة عين والديه، عندما يكبر ويصبح رجلاً كاملاً يجب أن يكون في جميع نواحي الحياة محبوباً من غير علة ومحترماً لدى الجميع. فعندما يرى أنه لم يعتن به، يفقد الهدوء والاستقرار، ويختل ما صفا من فكره، فإما أن يلتجئ إلى الانتحار، وإما أن يبغض الآخرين. إن عقدة الحقارة التي تنشأ في الناس بهذه الظاهرة مصيبة عظيمة للمجتمع)).
3 ـ يقول (ريموند بيج): ((يجب أن ننبه على بعض الأخطاء في السنين الأولى من حياة الطفل. وأكثرها شيوعاً هو الأسلوب الذي يؤدي إلى غرور الطفل وأنانيته إن المحبة بدون سبب في الأيام الأولى هو التي تسبب غرور الطفل وأنانيته)).
((إن الآباء والأمهات يأملون في الطفل النجاح والسعادة طبعاً، ولهذا فهم يرأفون به أشد الرأفة، ويتملقون له ويبعدون كل عقبة أو مشكلة حتى لو كانت تافهة عن طريقه... وكلما كبر الطفل حاولوا تهيئة وسائل اللعب المناسبة له. إن هذه الأعمال تستوجب الاستحسان في الظاهر. أما في الباطن فإن الخطر الكامن وراءها موحش جداً)).
((إن الفرد الناشئ في ظل الرأفة الزائدة لا يطيق المقاومة أمام تقلبات الحياة، ولا يستطيع الصراع معها)).
4 ـ يستشهد (الفرد آدلر) العالم النفسي الشهير، وزعيم المدرسة الفردية في علم النفس بإمرأة ((انتحرت لسبب تافه هو أن جارها كان يعلي صوت المذياع، ولم يهتم باستنكارها المستمر. وأخيراً أقدمت على الانتحار وتدل التحقيقات التي أجراها (آدلر) بهذا الصدد على أن هذه المرأة نشأت منذ طفولتها على الغرور والرضا بالنفس، وكان يحضر إليها في المنزل ما تشاء من دون قيد أو شرط. ولهذا السبب فإنها لم تطق العيش في دنيا تسمع الجواب السالب على ما تطلب فيه)).
الإفراط في المحبة:
لقد حذرت الشريعة الاسلامية الغراء أولياء الأطفال في أسلوب تربيتهم من الإفراط في المحبة. إن الذين يفرطون في الرأفة بأطفالهم، ويدفعونهم بسلوكهم الأهوج هذا إلى الإعجاب بأنفسهم، ملومون من قبل الأئمة (ع). فعن الإمام الباقر (ع) أنه قال: ((شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط، وشر الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق)).
إن العواقب السيئة التي يلاقيها الأطفال نتيجة الإفراط في المحبة تجاههم مهمة جداً وخطرة. ولهذا السبب يعرف الإمام (ع) الآباء الذين يفرطون في التظاهر بالحب والحنان لأطفالهم بأنهم شر الآباء.
إن الطفل مفطور على حب الحرية... إنه يرغب في أن يعمل ما يريد، ويمد يده إلى ما يشاء، لا يمتنع أحد من تنفيذ ما يطلب، ولكن ذلك غير صالح للطفل، لأنه لا يميز الحسن من القبيح، ولا يفهم الخير من الشر. إن المربي الصالح هو الذي يسير وفق مقتضيات العقل في الاستجابة لمطاليب الطفل، فيعمل على تحقيق مصلحة الطفل مع العطف والحنان عليه، ويمنعه متى كان طلبه يخالف صالحه، بكل صرامة، متبعاً في ذلك مختلف الوسائل، من النظرة الشزراء، والإهمال الموقت وما شاكل ذلك.
العواطف التافهة:
هناك بعض الآباء والأمهات الجهلاء ليس لهم أدنى اهتمام بخير الطفل وصلاحه. هؤلاء الوالهون المفرطون في الحب والحنان، الذين أعمى الحب عيونهم، واصم آذانهم... هدفهم الوحيد هو إرضاء الطفل وتنفيذ رغباته، فيعطون المجال له بدون حساب، ويجعلون أنفسهم طائعين فعلاً وممتثلين لأوامر الطفل الصغير، منقادين له تماماً.
كل يوم يزداد من عمر الطفل يزداد إعجابه بنفسه، وتتحكم في نفسه جذور الاستبداد والتعنت بالرأي، ويعود عالة على المجتمع.
هؤلاء الآباء والأمهات، وإن تظاهروا بمظهر الحب والحنان فإنهم في الواقع يحملون معاول لهدم أساس سعادة أطفالهم، ويقودونهم بعواطفهم التافهة ومحبتهم غير المرضية إلى طريق التعاسة، والمستقبل المؤلم.
إن الأطفال الذين يتربون على هذا الأسلوب المذموم، ينشأون معجبين بأنفسهم. وهذا الخلق السيئ من الآفات الروحية الخطيرة، بحيث يترك آثاراً وخيمة على الجسم والروح، وتظهر نتائجه السيئة من خلال أقوال المصاب وأفعاله بكل وضوح.
وبهذا الصدد يقول الإمام علي (ع): ((شر الأمور الرضا عن النفس)).
----------------------------
المصدر: الطفل بين الوراثة والتربية 2 ـ 1
ــــــــــــــــــ
العلاقة بين فساد نظام الاسرة وبين اجرام الأبناء
عمر السعيد رمضان
أن فساد نظام الأسرة يرجع في الغالب إلى عدم مبالاة الآباء أو إهمالهم. ففي كثير من الأسر لا يبذل الآباء جهداً كافياً في سبيل تهذيب أبنائهم والإشراف عليهم، وبمجرد أن يصبح الأبناء قادرين بدنياً على الاعتماد على أنفسهم فإنهم يتركونهم وشأنهم دون رقابة أو توجيه. ونتيجة لذلك يجد الأبناء أنفسهم على اتصال بأشخاص خارج المنزل ويصبح صيرورتهم مجرمين أولاً متوقفاً على نوع النماذج التي يصادفونها في المجتمع الخارجي. وهذا الإهمال من الآباء في تربية أبنائهم يصاحبه في الغالب سلوك إجرامي من جانب الآباء أنفسهم، ومن المحتمل كذلك أن يتحقق هذا الإهمال في الأسر التي تنتمي إلى أدنى المستويات الاجتماعية والاقتصادية وتقيم في المناطق الموبوءة المكتظة بالسكان أكثر مما يتحقق في عائلات الطبقة المتوسطة. وتبعاً لذلك فإن احتمال ارتباط الطفل ـ الذي يهمل آباؤه تربيته ـ بكثير من نماذج السلك الإجرامي يكون احتمالاً كبيراً.
وثمة مشكلة أخرى تنصل بنظام الأسرة وتربية الأبناء وتبدو في عائلات المهاجرين. فالآباء الذين يكونون ناجحين في معاملة أبنائهم وتهذيبهم في المجتمع الريفي، يجدون أنفسهم عاجزين عن ذلك متى هاجروا إلى مجتمع حضري. ويرجع السبب في ذلك من ناحية إلى جهل الآباء بظروف الحياة الاجتماعية في المدينة وسرعة إدراك الأبناء لهذه الظروف الأمر الذي قد يحمل الأبناء على النظر إلى آبائهم نظرة استخفاف أو سخرية. ومن ناحية أخرى إن افتقاد المهاجرين مساندة العائلة الكبيرة والجماعة التي يستعينون بها في مجتمعهم الأصيل يضعف من مدى وفاعلية رقابتهم لأبنائهم. ونتيجة لهذه الصعوبة التي تواجهها الأسرة المهاجرة في تربية أبنائها والإشراف عليهم، فإن هؤلاء الأبناء سوف لا يحظون بمساعدة فعالة في توجيه سلوكهم ويجدون أنفسهم على ارتباط بكثير من النماذج الإجرامية التي يصادفونها في المجتمع الحضري.
كذلك من المشاكل التي تتصل بتربية الأبناء مشكلة الأطفال الذين ينشأون في مؤسسات الرعاية كالأيتام واللقطاء. حيث أنه من بين 84 من الأطفال الذين حرموا من آبائهم في سن مبكر وبلغوا سن الثامنة عشرة دون إيداعهم في ملاجئ للأيتام لم يحظ 18% منهم فقط بتقويم كاف، في حين أن 34% من بين 96 طفلاً من نفس النوع سبق إيداعهم في ملاجئ للأيتام لمدة خمس سنوات أو أكثر لم يحظوا بهذا التقويم. والواقع أن الأطفال الذين ينشأون في مؤسسات الرعاية لا يكتسبون في الغالب الشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس، كما أن الكثيرين منهم يزجون بغير تحصين كاف في ارتباط مع المجرمين والنماذج الإجرامية.
ويسود الاعتقاد كذلك بأن الأطفال الذين يحرمون من آبائهم ويتولى الغير تربيتهم يميلون إلى الإجرام أكثر من غيرهم من الأطفال. غير أنه من المتعذر التحقق من مدى صحة هذا الاعتقاد نظراً لعدم وجود المقارنات الصحيحة بين الأحداث في خصوص هذه المسألة، وقد يكون من العسير للغاية اختيار العينات الملائمة التي تجري عليها هذه المقارنات. ومن المحتمل أن يكون هذا الاعتقاد مبنياً على ملاحظات عارضة خاصة بأطفال حرموا من آبائهم وأصبحوا مجرمين.
حقيقة الدور الإجرامي للبيئة العائلية:
من التحليل السابق لظروف البيئة العائلية وعلاقتها بالإجرام يمكننا أن نستخلص خمس حقائق رئيسية في شأن الدور الإجرامي لهذه البيئة، نوجزها فيما يلي:
1 ـ إن الطفل يمكنه أن يستوعب أثناء وجوده بمنزل أسرته عن طريق ملاحظة الآباء وغيرهم من الأقارب بعض التصرفات الإجرامية ونماذج السلوك الإجرامي. وهو حينئذ يصبح مجرماً لأنه تعلم أن يكون كذلك في بيئته العائلية.
2 ـ إن الآباء يحددون على السواء الموقع الجغرافي للمنزل والمستوى الاجتماعي للأسرة.
وموقع المنزل له أهميته الكبيرة في تحديد نماذج السلوك التي قد تحيط بالطفل. فإذا كان المنزل في منطقة ترتفع فيها نسبة الإجرام فإن احتمال مواجهة الطفل لنماذج عديدة من السلوك الإجرامي يكون أكبر مما لو كان المنزل في منطقة تنخفض فيها نسبة الإجرام.
وبالمثل إن انتماء الطفل إلى أسرة ذات مستوى اجتماعي واقتصادي منخفض قد يؤثر كثيراً على إنكاره أو تقبله للقيم السائدة في المجتمع.
3 ـ إن أسرة الطفل قد تحدد له المكانة الأدبية لمختلف الأشخاص وكذلك أنماط الأشخاص الذين تربطه بهم فيما بعد علاقات وثيقة فقد يتعلم الطفل في أسرته الابتعاد عن الغرباء أو تجنب أفراد أقليات معينة أو رجال البوليس أو غيرهم. وقد يتعلم أن يقدر الناس بحسب مظهرهم وملبسهم ولهجتهم أو مهنتهم، وهذا التقدير يؤثر فيما بعد على مدى تقبله أو طرحه لنماذج السلوك التي يواجهها في المجتمع. وبتعبير آخر إن الطفل يتعلم في أسرته عدم المبالاة بما يبديه بعض الأشخاص من نماذج للسلوك إجرامية كانت أو غير إجرامية وأن يهتم بالعكس اهتماماً كبيراً بتلك النماذج التي تصدر عن أشخاص آخرين.(54/252)
4 ـ إن الطفل قد يجد نفسه مضطراً إلى هجر أسرته بسبب ما يواجهه فيها من ظروف أو خبرات غير مرضية، وقد يجد نفسه رغم بقائه في منزل أسرته مضطراً إلى الانعزال عن أفرادها والانطواء على نفسه بسبب تخلف الخبرات السارة. فقد يهرب الطفل من منزل عائلته أو يبقى فيه ولكن في شبه عزلة عن أفرادها رغم استمراره في تناول الطعام والنوم معهم. وهذه العزلة عن العائلة من المحتمل أن تؤدي إلى زيادة ارتباطات الطفل بالنماذج الإجرامية وتقلل من ارتباطاته بنماذج السلوك القويم.
ومع ذلك فمن المتصور في بعض الحالات أن تؤدي هذه العزلة إلى نتيجة عكسية، فقد تكون البيئة العائلية ذات طابع إجرامي وحينئذ يؤدي انعزال الطفل عنها إلى زيادة ارتباطاته بالنماذج غير الإجرامية.
5 ـ إن الأسرة قد تفشل في تدريب أبنائها على علاج المواقف التي تواجههم في المجتمع بكيفية تتفق مع القانون. فقد لا توجد في البيئة العائلية نماذج إجرامية، ولكن تتخلف فيها في نفس الوقت النماذج غير الإجرامية. وهذا الفشل في تقديم نماذج غير إجرامية يرجع إلى نقص في الإشراف على الأبناء وتوجيههم إما بسبب عدم وجود الأبوين أو بسبب عدم اهتمامهم، وأما بسبب حمايتهم المفرطة لأطفالهم في صورة عدم إطلاع الأبناء وإفهامهم لأنواع السلوك الإجرامي التي من المتوقع أن تواجههم في المجتمع فيعملوا على مقاومتها، الأمر الذي يكون من نتيجته أن يفشل الطفل في تنمية العوامل التي تحول بينه وبين الإجرام تلك العوامل التي من المفروض أن ينميها في بيئته العائلية.
والواقع أن معظم العوامل التي تساهم في إجرام الأحداث يمكن إرجاعها إلى الحقيقتين الرابعة والخامسة السابق شرحهما. فاشتغال الأم خارج المنزل، ووفاة الأب، وعدم مصادفة الطفل للظروف الملائمة في منزل العائلة، وعدم مبالاة الآباء بسلوك أبنائهم أو صرامة النظام الذي يفرضونه عليهم وقسوته، كل هذه العوامل تدخل في إطار الحقيقتين الرابعة والخامسة. وهاتان الحقيقتان تبدو أهميتهما في أن انعزال الطفل عن أسرته أو عدم مواجهته في بيئته العائلية بقدر كاف من نماذج السلوك غير الإجرامي من شأنه أن يضاعف من احتمال اتصاله بالمجرمين والتمثل بنماذج السلوك الإجرامي. ويمكن القول بأنه إذا كانت الأسرة تقيم في وسط لا توجد به نماذج للسرقة فإن أبناءها لن يرتكبون هذه الجريمة مهما بلغ إهمال الآباء لهم وبالرغم من كون الظروف في المنزل غير مرضية. وهناك بعض الأحياء المنعزلة يهمل فيها الآباء مراقبة أبنائهم، ويسيئون معاملتهم، ويكونون في حالة فقر مدقع، ويدمنون على السكر، ورغم هذه الظروف العائلية السيئة لا يسلك الأبناء سلوكاً إجرامياً.
عقدة أوديب وعلاقتها بإجرام الأحداث:
وبالإضافة إلى الحقائق الخمس السابقة هناك حقيقة تبدو لها بعض الأهمية في تحديد السلوك الإجرامي للحدث، هي أن الطفل قد يتعود في الأسرة عدم الطاعة، والنفور من السلطة.
ويفسر علماء النفس اعتياد الطفل على عدم الطاعة بعقدة أوديب ويعتبرونها السبب الرئيسي في الإجرام. وتتكون هذه العقدة من كراهية الابن لأبيه بسبب منافسته له في محبة أمه وتودده لها وكونه السلطة العليا في المنزل. ويحول الابن كراهيته لأبيه إلى كراهية للسلطة والنفوذ وميل إلى عدم الطاعة حينما يصبح له نشاط في المجتمع الخارجي. غير أنه من العسير أن نحدد مدى التحول المذكور في إحساس الطفل، إذ من الملاحظ أن كثيراً من الأطفال الذين يعلنون التمرد والعصيان في منزل عائلتهم يسلكون سلوكاً قويماً في منازل الجيران أو في المدرسة.
التوتر النفسي والاضطرابات العاطفية:
إن التوتر النفسي والاضطرابات العاطفية في منزل العائلة تساهم في إجرام الأبناء. فمما لا شك فيه أن التوتر النفسي الذي ينتج من المحاباة أو النبذ أو عدم الطمأنينة أو الشدة البالغة في المعاملة أو الإثارة أو غير ذلك من الظروف المماثلة أمر يميز كثيراً من الأسر ويؤثر على كثير من الأطفال. ويذهب علماء النفس إلى أن المجرم مصاب باضطراب عاطفي مرجعه اضطرابات عاطفية في الأسرة، وهم بهذا الاضطراب يفسرون عادة إجرام الأحداث.
وإذا تساءلنا عن العلاقة بين التوتر النفسي للمجرم واضطرابه العاطفي وبين ارتكابه الجريمة لوجدنا الإجابة على ذلك في إطار الحقيقتين الرابعة والخامسة السابق إيضاحهما. فهذا التوتر النفسي والاضطراب العاطفي للأبناء إذا كان من المحتمل أن يدفعهم إلى الإجرام فإنما يكون ذلك في حدود ما قد يترتب عليه من انعزال الطفل عن أسرته وتبعاً زيادة ارتباطاته بنماذج السلوك الإجرامي وفشل الأسرة في إفهامه للنماذج الإجرامية التي من المتوقع أن يقاومها وتحصينه ضدها. ولكن التوتر النفسي للطفل واضطرابه العاطفي لا يؤدي بالضرورة لصيرورته مجرماً. ويكفينا تأييداً لذلك أن نلاحظ أن الفتاة التي لا تجد عطفاً وحنواً في منزل أسرتها قد تصادف هذا العطف والحنو في علاقات غير مشروعة مع الصبية. ولكنها قد تصادفهما أيضاً خلال مباشرتها لأوجه النشاط المشروع في المدرسة أو في المجتمع. وعليه نعتقد أنه إذا كان من المحتمل أن يكون للتوتر النفسي والاضطراب العاطفي الذين يصيبان الطفل نتيجة للظروف الشاذة في منزل الأسرة أهمية في تسبيب الجريمة فإن ذلك لا يكون إلا في إطار الحقيقيين الرابعة والخامسة السابق شرحهما ولكن لا باعتبارهما سببين قائمين بذاتهما.
---------------------------
المصدر: دروس في علم الإجرام
ــــــــــــــــــ
الإتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين
نمو الأولاد نموا انفعاليا سليما وتناغم تكيفهم الاجتماعى يتقرر ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما فى تدبير شؤون أطفالهم.
على الوالدين دوما إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل ويزيدان من اتصالاتهما ببعضهما خاصة فى بعض المواقف السلوكية الحساسة.
الطفل يحتاج إلى قناعة بوجود إنسجام وتوافق بين أبويه .
شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التى يسديها الوالدان إليه.
مثال على الاضطراب الانفعالى الذى يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذى يبديه:
زكريا عمره أربعة أعوام يعمد إلى إستخدام كلمات الرضيع الصغيركلما رغب فى شد إنتباه والديه وبخاصة أمه الى إحدى حاجاته فإذا كان عطشا فإنه يشير إلى صنبور الماء قائلا (امبو00امبو ) للدلالة على عطشه .
ترى الام فى هذا السلوك دلالة على الفطنة والذكاء لذا تلجأإلى إثابته على ذلك أى تلبى حاجته فتجلب له الماء من ذاك الصنبور.
أما والده فيرى الالفاظ التى يستعملها هذا الولد كريهة فيعمد إلى توبيخه على هذا اللفظ الذى لايتناسب مع عمره .
وهكذا اصبح الطفل واقعا بين جذب وتنفير بين الأم الراضية على سلوكه والاب الكاره له ومع مضى الزمن أخذت تظهر على الطفل علامات الإضطراب الانفعالى وعدم الإستقرار على صورة سهولة الإثارة والإنفعال والبكاء وأصبح يتجنب والده ويتخوف منه.
أهمية الإتصال الواضح بين الطفل والأبوين
على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته.
شجع طفلك بقدر الامكان للاسهام معك عندما تضع قواعد السلوك الخاصة به او حين تعديلها فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل ان عليه أن يحترم ماتم الإتفاق عليه لأنه أسهم فى صنع القرار.
على الأبوين عدم وصف الطفل (بالطفل السيء) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها فسلوكه السيء هو الذى توجه إليه التهمة وليس الطفل كى لايحس انه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو شخصيته مستقبلا وتكيفه الاجتماعى.
كيف تعطى الأوامر الفعالة؟
أحمد أرجوك إجمع لعبك المرمية على الأرض وإرفعها إلى مكانها عندما تخاطب إبنك بهده اللهجة فمعنى ذلك أنها طلب.
أما عندما تقول له ( أحمد توقف عن رمى الطعام أو تعال إلى هنا وعلق ملابسك التي رميتها على الأرض ) فإنك تعطيه أمرا ولاتطلب طلبا .
يتعين على جميع الآباء إعطاء أوامر أو تعليمات باتة حازمة واضحة لأطفالهم وبخاصة الصعبين منهم إزاء سلوكيات فوضوية إو منافية وليس إستجداء الأولاد والتوسل إليهم للكف عنها.
إذا قررت الأم أن تطبق عقوبة الحجز فى غرفة من غرف المنزل لمدة معينة ( وهذه عقوبة فعالة فى التأديب وتهذيب السلوك ) عليها أن تأمر الولد أو البنت بتنفيذ العقوبة فورا وبلا تلكؤ أو تردد.
الأمر الذى نعنيه ليس معناه أن تكون عسكريا تقود أسرتك كما تقود أفراد وحدتك العسكرية وانما أن تكون حازما في اسلوبك.
متى تعطى الأوامر للطفل؟
تعطى الأوامرللطفل فى الحالتين:
1- عندما ترغب أن يكف الطفل عن الاستمرار فى سلوك غير مرغوب وتشعر أنه قد يعصيك إذا ما التمست منه أن يتخلى عنه
2- إذا وجدت أن على طفلك إظهار سلوك خاص وتعتقد أنه سيعصيك لو إلتمست منه هذا اظهار هذا السلوك
كيف تعطى الأوامر للطفل؟
لنفترض أنك دخلت غرفة الجلوس فوجدت أحمد ابنك الصعب القيادة يقفز على مقاعد الجلوس القماشية قفزا مؤذيا للفراش الذى يغلف هذه المقاعد وقررت إجبار الولد على الكف عن هذا العب التخريبي.
هنا تعطىتعليماتك بالصورة التالية:
1- قطب وجهك وإجعل العبوس يعتلى أ مارات الوجه
2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء
3- ثبت نظرك فى عينيه وناده بإسمه
4- اعطه أمرا حازما صارما بصوت قاس تقول فيه : ( أحمد .. أنت تقفز على المقاعد وهذا خرق للنظام السائد فى البيت .. كف عن هذا السلوك فورا ولا تقل كلمة واحدة )
5- يجب أن يكون الامر واضحا وغير غامض.
مثال:
إذا أمرت طفلك بالصيغة التالية : ( سميرة تعالى إلى هنا و ضعي هذه الالعاب على الرف ) فإنها بهذا الأمر الواضح لاعذر لها بالتذرع بأى شىء يمنعها من التنفيذ.
أما لو قلت لها : ( لاتتركي الالعاب مرمية هكذا ) فإنها ستتصرف وفق ما يحلو لها عكس مرادك ورغبتك لأن الأمر كان غير واضحا.
6- لاتطرح سؤالا ولا تعط تعليقا غير مباشر عندما تأمر ابنك او إبنتك فلا تقل له ( ليس من المستحسن القفز على المقاعد) ولا أيضا ( لماذا تقفز على المقاعد ؟ ) لأنه سيرد عليك وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز دون إعطاء أى تبرير أو تفسير
7- إذا تجاهل الطفل امرك وتمادى فى سلوكه المخرب ليعرف إلى أى مدى أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لايجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد الولد وتحديه لك.
الحل بسيط نسبيا .. ما عليك إلا أن تلجأ إلى حجزه فى مكان ما من البيت لمدة معينة ( وهذا موضح في قسم آخر ).
الأطفال يحتاجون الى الإنضباط والحب معاً
الانضباط يعنى تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول و طفلك يتعلم إحترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقى الحب والانضباط من جانبك.
لماذا لا يتمكن الوالدين من فرض الإنضباط على الطفل؟
يجب أن يكون هناك الوعى الكافى لدى الاباء فى الاخذ بالانضباط لتهذيب سلوك أطفالهم وازالة مقاومتهم حيال ذلك.
وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم فى تبديل سلوكهم.
يمكن إيجاز الاسباب المتعددة التى تمنع الأباء من تبديل سلوكهم :
1- الأم الفاقدة الأمل اليائسة :
تشعر هذه الأم أنها عاجزة عن تبديل ذاتها وتتصرف دائما تصرفا سيئا متخبطة فى مزاجها وسلوكها
مثال:
فى اليوم الاخير من المدرسة توقفت الام للحديث عن ولدها أحمد مع مدرسه .. هذه الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها إلا أنها لم تحاول قط يوما ضبط سلوك إبنها الصغير وعندما كانت تتحدث مع المدرس كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح قالت الام :- أنا عاجزة عن القيام بأى إجراء تجاه سلوك إبنى إنه لايتصرف أبدا بما يفترض أن يفغل وبينما كانت مستغرقة بالحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أن أحمد يدخل إلى داخل برميل النفايات ويغوص فيه ثم يخرج توجه المعلم نحو أمه قائلا لها : أترين كيف يفعل إبنك ؟! فأجابت الأم: نعم إنه إعتاد أن يتصرف على هذه الصورة والبارحة قفز إلى الوحل وتمرغ فيه
الخطأ هنا .. ان الام لم تحاول ولا مرة واحدة منعه من الدخول فى النفايات والعبث بها ولم تسعى إلى أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية متفرجة فقط .
2- الأب الذى لايتصدى ولايؤكد ذاته :
مثل هذا الاب لايمتلك الجرأة ولا المقدرة على التصدى لولده إنه لايتوقع من ولده الطاعة والعقلانية وولده يعرف ذلك وفى بعض الاحيان يخاف الأب فقدان حب ولده له إن لجأ الى إجباره على ما يكره كأن يسمع من إبنه : أنا أكرهك .... أنت أب مخيف ... أرغب أن يكون لى أب جديد غيرك
مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن يفعل أى شيء يناهض سلوكه وتأديبه.
3- الام أو الاب الضعيف الطاقة:
ونقصد هنا الوالدين ضعيفى الهمة والحيوية اللذين لايملكان القوة للتصدى لولدهما العابث المستهتر المفرط النشاط وقد يكون سبب ضعف الهمة وفقدان الحيوية مرض الام والاب بالاكتئاب الذى يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل وحياته.
4- الام التى تشعر بالاثم :
ويتجلى هذا السلوك بالام التى تذم نفسها وتشعر بالاثم حيال سلوك إبنها أو إبنتها الطائش وتحس ان الخطيئة هى خطيئتها فى هذا السلوك وهى المسؤولة عن سوء سلوكه ومثل هذه المشاعر التى تلوم الذات تمنعها من إتخاذ أى إجراء تأديبى ضد سلوك اطفالها.
5- الام او الاب الغضوب :
فى بعض الاحيان نجد الام او الأب ينتابهما الغضب والانفعال فى كل مرة يؤدبا طفلهما وسرعان ما يكتشفا أن ما يطلبانه من طفلهما من هدوء وسلوك مقبول يفتقران هما اليه
لذلك فإن أفضل طريقة لضبط إنفعالاتهما فى عملية تقويم السلوك وتهذيبه هى أن يلجآ إلى عقوبة الحجز لمدة زمنية ردا على سلوك طفلهما الطائش.
6- الام التى تواجه بإعتراض يمنعهامن تأديب الولد :
فى بعض الاحيان يعترض الأب على زوجته تأديب ولدها أو العكس لذلك لابد من تنسيق العملية التربوية بإتفاق الابوين على الأهداف والوسائل المرغوبة الواجب تحقيقها فى تربة سلوك الأولاد ويجب عدم الأخذ بأى رأى أو نصيحة يتقدم بها الغرباء فتمنع من تنفيذ ما سبق وإتفق عليه الزوجان.
7- الزوجان المتخاصمان:
قد تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة الى اهمال مراقبة سلوك الاولاد نتيجة الانهاك الذى يعتريهما - مثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسرى وهذه المسألة تكون من إختصاص المرشد النفسى الذى يقدم العون للوالدين و يعيد للاسرة جوها التربوى السوي.
ــــــــــــــــــ
دور الانشطة المهنية والرياضة والثقافيةفي تربية الاسرة
امنة اليحى
يمكن ان تلعب الممارسة المهنية الخاصة بالمحيط الاسري دورا في اشاعة مناخ ثقافي يساعد على تنمية ودعم النمط التربوي بشكل عام
1 - الأعمال الصناعية :
o توفير الأجهزة اللازمة للصيانة .
o بيات أهمية الاكتفاء الذاتي في أعمال المنزل والصيانة الخفيفة .
o إعطاء فكرة أولية عن بعض الحرف وتدريبهم عليها .
o من الممكن أن يكون كل واحد مسؤولا عن فن معين .
o تعويدهم على الفهم من الصناعيين عند استخدامهم في المنزل والانتباه لخطوات العمل .
o تعويد أهل البيت على معرفة وجه الخلل والمبادرة في اتخاذ الاحتياطات الجزئية . كمعرفة محابس المياه وقواطع الكهرباء ونحوها .
2 -الكتابة والرسم :
o محاولة احتواء البيت على مناظر طبيعية والاستفادة منها في التفكر في مخلوقات الله عز وجل .
o التدريب على الكتابة على الآلة الكاتبة والحاسب الآلي . بأخذ برنامج تدريبي على الحاسب نفسه .
o لفت النظر إلى أهمية الدقة في الرسم والخط .
o جعلهم يقومون بتقليد بعض الأعمال الموجودة .
o بيان تحريم رسم ذوات الأرواح .
o الحذر من الصور الوافدة والتي قد ترمز إلى عقائد الكفار .
3- الحاسب الآلي :
o تدريبهم على حفظ المعلومات وترتيبها وعرضها وبرمجتها بدقة.
o الاستفادة من البرامج المتاحة في السوق مثل برنامج الحديث والقران والرسم ، وأيضا برامج المسابقات التي تحتوي على تقدير للدرجات .
o يحذر من جلوس الساعات الكثيرة عنده.
4 -تربية الحيوانات والطيور والأسماك :
o بيان عظمة خلق الله .
o بيان رحمته التي وسعت كل شيء وتكفله بالرزق لها على ضعفها.
o رحمتها والعطف عليها والأجر المترتب على ذلك .
o بيان عقوبة من أساء إليها .
o تعليمهم كيفية رعاية كل صنف من أصناف الحيوان وفي أي جزء من أجزاء المنزل يمكن رعايتها .
5 -الرماية :
o بيان فضلها .
o بيان خطرها وخطر التساهل في استعمالها .
o بيان خطر وضعها في متناول الصغار والسفهاء .
o يحسن وضع هدف بعيد يقصد رميه .
o عدم الإسراف في استخدامها وتضيع الذخيرة في غير وجه
o بيان آدابها وواجباتها مثل عدم رفع السلاح على مسلم .
6-السباحة :
o بيان فضلها وآدابها .
o بيان خطرها .
o بيان مقاصدها .
o تعلم أصولها وأصول إنقاذ الغريق وإسعافه .
o تعليم الصغار وعدم التأخير في ذلك .
7 - ركوب الخيل والفروسية :
o بيان فضلها .
o بيان أهميتها وأنها من خصال الرجولة والشجاعة .
o تجنب تسخيرها للفخر والخيلاء . بل يحتسب الأجر فيها عند الله تعالى .
o إجراء مسابقات فيها .
o تعلم الكر والفر والمراوغة .
8- السباق والمشي :
o بيان أهميته للجسم .
o إجراء المسابقات فيها بين الجميع حتى النساء كما فعل صلى الله عليه وسلم .
o محاولة الإكثار من المشي وعدم التعود على السيارة في كل حال .
9 - حمل الأثقال :
o تعويد النفس والأولاد على حمل حاجياتهم وأغراضهم وعدم الاتكال على الآخرين فيها .
o مساعدة الآخرين على نقل حاجاتهم وبخاصة الجيران واحتساب ذلك .
o التعود التدريجي على حمل الأشياء كل حسب سنه وقوته .
10-الألعاب الذهنية :
o ضرورة التنوع فيها .
o من أنواعها : الحسابية ، واللغوية ، والفقهية ، والهندسية ، والأحاجي العامة .
o من الممكن استعمال حوافز تشجيعية وترويحيه .
الأنشطة الثقافية والاجتماعية 1- قراءة الكتب :
o اختيار الكتب بعناية بحيث تتناسب مع الأسرة ، ويحسن استشارة أهل التخصص والخبرة للاستعانة بهم في اختيار المهم منها ، نظرا لكثرة الكتب في الساحة .
o أن تكون ذات أسلوب شيق ، وينبغي للأب أن يقدم للكتاب ملخصا أو عرضا مشوقا عند الأسرة ، كمثل اختيار مسابقة حوله .
o يفضل التنويع في الموضوعات والأسلوب بين تلك الكتب فلا تكون على وتيرة واحدة ، ولا تكون غارقة في الهزل بمثل القصص التي لا فائدة من طرحها سوى التسلية .
o التنويع في طريقة الحث على قراءتها بين الحين والاخر، فمرة تطرح أسئلة والإجابة عليها يحال إلى الكتاب ، ومرة بذكر طرف الموضوع ، ثم يكلف بعض أفراد الأسرة بصياغة سؤال تحدي للأسرة من الكتاب ، ومرة يذكر طرف القصة والإحالة على الكتاب .
o الإجابة عن كل سؤال قد يشكل عليهم في الكتب ، إما مباشرة ، وإما بالدلالة على مظنتها .
o التنويع في طريقة الثواب عليها : فيكون بالطريقة المباشرة مثل الهدية على القراءة أو السماع ، أو الثناء والتشجيع المعنوي والرحلات والنزهة . . إلخ . وغير المباشرة مثل : بيان الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى وبيان منزلة الأخيار وتوفيق الله وتسديده لهم .
2- الكتابة والحكاية :
o تعويد أفراد الأسرة جميعا على حكاية ما شاهدوه في رحلة أو نزهة ، أو ما قراءة، أو ما مر بهم في حياتهم اليومية ، ويركز على المراحل الأولى من الأطفال .
o التعبير بالكتابة عن تلك المشاهد بالوصف . وهذه من أكبر الوسائل في رفع مستوى اللغة والأسلوب ، ولهذا أنماط متعددة منها : التلخيص - الاستدراك - ا لاستدلال - السؤال والجواب .
o التعويد على مراسلة الأقارب ونقل المشاعر والتحيات .
o ويحسن تعليمهم بعض القواعد السهلة في كتابة الرسائل .
3- البرامج التربوية والعملية :
o المشاركة في حلق تحفيظ القران الكريم مع المتابعة والتشجيع .
o المشاركة في المراكز الصيفية مع زيارتها ومتابعة برامجها .
o المشاركة في مخيمات الربيع ورحلات العمرة ونحوها بعد معرفة برامجها وأهدافها
o حضور الندوات والمحاضرات لا سيما ما يكون قريبا منه كمدرسته أو مسجده . وبخاصة الموضوعات التي تناسب مداركه. وشرح أوجه الغموض التي قد لا يدركها .
4-سماع الأشرطة ومشاهدتها :
o اختيارها بدقة مع ملاحظة تناسبها مع السن والفهم ، فلا يتساهل في الاختيار .
o اختيار الأوقات المناسبة لعرضها وسماعها .
o يجتنب عرض الفلم أو الشريط لأكثر من ساعة واحدة .
o عدم اتخاذها ديدنا في كل وقت ، فهو إما أن يشتغل بها عن ما هو أهم وأوجب أو تصبح ليست ذات قيمة فتتحول إلى عادة .
o مراقبة الأجهزة مراقبة تامة فلا تكون في متناول الجميع وتربيتهم على ذلك ، فلكل شيء وقت وحدود .
o اختبارهم في إخراج الملاحظات على الفلم أو الشريط مع التعليق عليها ، مما ينمي مرحلة النقد لدى الأسرة وعدم التسليم لكل مايقال .
5- تعليم اللغات :
o عدم الإعجاب بها أو الانبهار بأهلها وخطر ذلك في باب الاعتقاد .
o بيان المقصد من تعلمها وأعظمه الدعوة إلى الله .
o التعليق على المعاني المتعلقة بأديان أهلها ، وعدم أخذها مأخذ التسليم .
o بيان فضل لغة القرآن عليها .
6- زيارة المعارض والمكتبات :
o أن تكون بمصاحبة المربي .
o محاولة تدريبهم على الاختيار .
o التأدب في المعرض مع الجميع .
o مطالبتهم بتقويم تنظيم وترتيب المعرض .
7- ا لرحلا ت :
o اختيار المكان المناسب للرحلة بحيث يأخذ الجميع حريتهم بعيدا عن أنظار الناس. تعليل اختيار المكان للأولاد .
o يحسن ترك مجال في اختيار المكان للفائز بالمسابقة أو المستحق للتشجيع .
o ترتيب أعمال الرحلة على الجميع كل في ما يناسبه .
o برمجة الرحلة قبل الخروج مع مشاركتهم في وضع البرنا مج .
o تنمية روح التعاون والبذل والتنافس في الخدمة بين أفراد الأسرة .
8-المشاركة في أعمال المنزل :
o إشعار الجميع بالمسؤولية وتربيتهم على التعاون المباشر .
o تعريفهم بأن هذا من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه (كان في مهنة أهله ) وهو من عادة الكرام .
o تهيئتهم لتحمل المسؤولية في أي وقت يمكن أن يحتاج !ليهم .
o تحقيق خلق الجسد الواحد في المنزل .
o تقسيم أعمال المنزل بالتناوب على الجميع .
o تجسد عمل الأم وبيان مكانته وكثرته وتشعبه ومن ثم شكرها عليه إذ من لم يشكر الناس لا يشكر الله . *(54/253)
o تعويد الأولاد على القيام بحاجتهم من هذه الأعمال وبيان أنه من الممكن أن تتعطل الأم في يوم ما عن مثل هذه الأعمال فمن يقوم بها ؟
o اغتفار الأخطاء للأولاد عند التدرب على عمل من أعمال المنزل .
9 - الاهتمام بالمناسبات بأنواعها :
o بيان أهميتها للأولاد في صلة الرحم وفضل ذلك عند الله .
o البدء بالسلام على الكبار وتعليمهم الأدب معهم والتقدير والتبجيل والاستفادة من خبراتهم .
o التذكير بتقلب أحوال الدنيا فأناس في فرح وآخرون في ترح ، هؤلاء يلهون ويلعبون وآخرون لا عائل لهم ولا من يواسيهم .
o الاهتمام بذكر الجوانب الحسنة والثناء عليها . والجوانب الخاطئة وتصويبها في كل مناسبة .
o القيام بخدمة الآخرين في المناسبة وعدم استخدام من هو أكبر منهم وبيان منزلة ذلك عند الله وعند الخلق .
o لفت أنظارهم للتعرف على الأقران الطيبين .
ــــــــــــــــــ
أسعد زوجتك تسعد
أعط لتأخذ، هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لزوجتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادة زوجتك هو أنت، لأنك إذا نجحت في إسعادها فسوف لا تدخر وسعاً لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.
ولإسعاد زوجتك:
• قم باستشارتها في أمورك.
• استخدم معها الأسلوب الرقيق.
• تلطف في الأوامر ولا تقرن أوامرك بالتعالي والتكبر.
• وفر لها ما يلزمها من نفقة وما تحتاجه من أجهزة منزلية.
• مازحها ولاعبها وضاحكها في بعض الأوقات.
• اجعل لها جزءاً من وقتك، ولا تجعل عملك يلهيك عن إيناسها.
• أعلمها بحبك لها وغيرتك عليها.
• قدم لها الهدايا.
• راع توترها صحياً ونفسياً واجتهد في حل مشكلاتها.
• تجاوز عن هفواتها ولا تكثر عليها الطلبات.
اهتم بالنظافة:
من أهم الأمور التي يسعد بها الرجل مع المرأة وتسعد بها المرأة مع الرجل النظافة، وإن إهمال هذا الجانب يوجب نفور كل من الطرفين من الآخر، وقد نشأت خلافات زوجية ومشكلات أدت إلى الطلاق بسبب إهمال الرجل تنظيف فمه أو بدنه أو إبطه أو إصراره على التدخين، أو تركه تنظيف الحمام بعد قضاء حاجته، أو غير ذلك من الأمور التي تدل على عدم اكتراث الرجل بأمر النظافة.
تخلص من القلق:
القلق عدو السعادة وقاتلها، ومن عاش في أسر القلق النفسي لا ترجى له سعادة وكثير من الناس ينتابهم القلق خوفاً على حياتهم الزوجية من التصدع والانهيار فينبغي على هؤلاء أن يعلموا أن القلق لا يفيد شيئاً، ولا يحل مشكلة، بل إنه على العكس من ذلك يزيد المشكلات ويشل العقل عن التفكير في الحلول الصحيحة، ولأنه مشكلة في حد ذاته فينبغي علاجه أولاً ثم علاج باقي المشكلات بعد ذلك.
ويكون القلق المرتبط بالحياة الزوجية عادة بسبب ما يلي:
أ- الخوف من عدم القدرة على الإنفاق.
ب- الخوف من حدوث مشكلات مالية.
ج- الخوف من تغيير سلوك الزوجة وحدوث ما يوجب الشقاق.
د- الخوف من عدم القدرة على التوافق الجنسي وإشباع حاجة الزوجة في هذا الجانب.
هـ- الخوف من حدوث وفاة مفاجئة فتضيع الأسرة.
فهذا النوع من القلق لا داعي له وهو يصيب أولئك المذبذبين الذين يعتمدون على الأسباب ولا يتوكلون على مسبب الأسباب، فالواجب أن يعمل الإنسان ويترك النتائج على الله تعالى، وأن يرضى بالقضاء والقدر ولا بأس أن يأخذ بالأسباب، ويدفع القدر بالقدر، مع التوكل التام على الله واللجوء والتضرع إليه، وسؤاله العفو والعافية.
لا تحتفظ بذكريات الآلام:
بعض الرجال يجعلون لأخطاء زوجاتهم وهفواتهن وسوء تصرفاتهن خزانة في صدورهم، ويظلون يجمعون هذه الأخطاء والهنات والكلمات المؤلمة خطأ خطأ وكلمة كلمة، حتى إذا وقع خلاف ما فتحوا تلك الخزانة وأخرجوا ما بداخلها من ذكريات الآلام مما يزيد حجم المشكلة ويوسع رقعة الخلاف.
ولا يمكن لهؤلاء أن يسعدوا في حياتهم الزوجية طالما أنهم يحتفظون بهذه الذكريات المؤلمة، والواجب عليهم أن يفتحوا تلك الخزانة ويلقوا ما بداخلها ولا يحتفظوا إلا بالذكريات السعيدة، والأيام الجميلة، والليالي الرائعة التي قضوها مع زوجاتهم،فالحر من راعى وداد لحظة!!
ابتغ الأجر من الله:
ولكي تشعر بالسعادة الزوجية عليك أن تعرف ما ينتظرك من أجر وثواب على إحسانك لزوجتك ورفقك بها، ومحبتك لها.
تخلص من التصورات الخاطئة عن النساء:
بعض الرجال يعاملون زوجاتهم من خلال تصورات خاطئة توارثوها عن آبائهم، مثل اعتقاد البعض أن المرأة لا وفاء لها ولا أمان أو أنها تأخذ ولا تعطي، أو أنها تتمتع بقدر كبير من الحقد والكراهية، وتصور مثل هذه الأمور وجعلها مقياساً للتعامل بين الزوجين كفيل بإفساد الحياة الزوجية وإفشالها.
اجتنب النقد العقيم:
هناك فرق بين النصح والإرشاد الذي تفوح منه رائحة المحبة والاحترام وبين النقد العقيم الذي هو نوع من التوبيخ والتعيير.
إن هذا النوع من النقد سهم قاتل للسعادة الزوجية إذا تكرر وانعدمت فيه اللباقة واللطف.
إن على الزوج أن يتحلى بالكياسة عند نصح زوجته وإرشادها إلى أمر ما، فمع أنها أقدر على تحمل أخطاء زوجها من الغير، إلا أنها إنسانة ذات مشاعر، فإذا ما نفر قلبها صعب رده إلى مكانه، وعندئذ تبدأ منغصات الحياة في العمل.
تقول الكاتبة دورتي ديكس الأخصائية في البحث وتقصي أسباب الطلاق: (إن أكثر من نصف الزوجات اللواتي يمكن أن يحظين بالسعادة يتحطمن في العادة على صخور محاكم الطلاق بسبب النقد وحده) وهي تعني النقد العقيم الذي يكسر القلب، ويذل النفس.
لا تكن زوجاً جاهلاً:
إن الجاهل بالحياة الجنسية بين الزوجين يؤدي إلى النفور المتبادل بينهما، وقد يتعذر مع ذلك استمرار تلك الحياة الزوجية، فيلجأ الزوجان إلى الانفصال.
قد بحث الدكتور "بول بوبينو" مدير معهد الصلات العائلية في لوس أنجلوس آلافاً من الزيجات، وخرج من بحثه الواسع بأربعة أسباب رئيسية للإخفاق في الزواج ؟ هي على هذا الترتيب:
أ- عدم التوافق الجنسي.
ب- تضارب الآراء والمشارب.
ج- المشكلات المادية.
د- الشذوذ العقلي، أو العاطفي، أو الجثماني.
فالناحية الجنسية- بلا شك- من أهم الأمور التي تجعل الزواج ناجحاً أو مائلاً إلى الفشل. فعلى الزوجين أن يدرسا الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الناحية، ولا يهملا كذلك الجوانب النفسية لهذه العلاقة حتى يسعدا في زواجهما ويظلل حياتهما المودة والرحمة.
لا تحاول فرض رأيك بالقوة:
إن الإقناع شيء وفرض الرأي بالقوة شيء آخر، ولا يلجأ إلى هذا الأخير إلا من قصر رأيه، وضعفت حجته، وزل منطقه .
لا تغذ نفسك بالأفكار السوداء:
بعض الناس يجاهدون ضد السعادة كما يجاهد الغريق ضد من يسعى لإنقاذه.
لا تقل إن السعادة والتفاؤل ضرب من الوهم، بل قل: إن على عينيك غشاوة تمنعك من رؤية السرور حيث هو.
ارفع هذه الغشاوة، وثق بما يساعدك على رؤية ما هو جميل وجيد في نفسك وفي غيرك وفي العالم من حولك، ولا تسترسل وراء ضلالك وأوهامك. [الموسوعة النفسية].
لمُ نفسك أولاً:
يعجبني قول أحد السلف رحمه الله : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وزوجتي.
وقال آخر: نظرت نظرة محرمة فنسيت القرآن بعد أربعين سنة!
إن هؤلاء العقلاء إذا رأوا تغيراً في حياتهم، وضيقاً في معيشتهم، وتعسيراً في أمورهم ألقوا باللوم على أنفسهم وحاسبوها محاسبة الشريك الشحيح لشريكه، ورأوا أنهم ما أوتوا إلا من قبل التفريط في طاعة الله وركوب معصيته.
ومن ذلك أنهم إذا رأوا تغييرا في سلوك زوجاتهم قاموا بإصلاح ما بينهم وبين ربهم، وطلبوا منه تعالى أن يصلح زوجاتهم وذرياتهم، وهؤلاء حقيقة هم السعداء في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
ثق بزوجتك:
إن أولى الناس بثقتك فيهم هي زوجتك لأنكما ترتبطان برباط قوي هو رباط الزوجية، فلا ينبغي عليك أن تترصد كل تصرفات زوجتك وترتاب في أفعالها، طالما أنها من أهل الصيانة والتدين ولم يصدر منها ما يخالف ذلك، فقد أساء كثير من الناس ظنونهم بزوجاتهم ولم يجنوا من وراء ذلك إلا نكد العيش والتعاسة المستمرة.
كن متقبلاً للتغيير:
من المهم دائماً أن تقبل التغيير، وإذا نظرت حولك فسوف ترى أن كل شيء يتغير، أطفالك يكبرون، وآباؤك يموتون، وأنت نفسك تتغير، واهتماماتك تتغير بمرور الوقت، وهذا يساعدك على أن تتقبل تغيير كل سلوك سلبي لديك واستبداله بسلوك إيجابي ومن ذلك:
عادة التدخين التي ثبت ضررها صحياً وحرمتها دينياً، فلماذا لا تقبل تغيير هذه العادة القبيحة بممارسة الرياضة مثلا؟!
تذكر أنك كلما ازدادت قدرتك على تغيير عاداتك السلبية كلما ازدادت فرص سعادتك وراحتك النفسية ونجاحك في الحياة.
انظر إلى من هو أسفل منك:
إذا أردت أن تدوم عليك سعادتك الزوجية فانظر إلى من يعاني فقدان هذه السعادة بصورة دائمة.
- انظر إلى من يعيش في نكد دائم وتعاسة مستمرة.
- انظر إلى من لا يستطيع توفير ضرورات الحياة لزوجته وأولاده.
- انظر إلى أصحاب الأمراض المزمنة التي أفقدتهم الفرح والبهجة والاستمتاع بالحياة
- انظر إلى غيرك ممن تعدوا سن الزواج- رجالاً ونساء- ومع ذلك لم يجدوا طريقاً للزواج والاستقرار.
كن دائم الاتصال بربك:
إن دوام الاتصال بالله تعالى كفيل بإسعادك، وإن انقطاع صلتك بالله عز وجل كفيل بشقائك، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 128]. ولكي تكون دائم الصلة بالله عز وجل:
أ- حافظ على الصلوات الخمس في جماعة .
ب- اجتهد في أداء النوافل.
ب- أكثر من ذكر الله عز وجل.
د- عليك بكثرة الدعاء والثناء والتضرع إلى الله.
هـ- أكثر من الاستغفار.
و- أكثر من تلاوة القرآن.
ز- أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ح- التزم التزاماً كلياً بأداء الفرائض وترك المحرمات.
ط- صاحب من يذكرك بالله.
ي- احضر مجالس العلم والذكر.
ك- طهر بيتك من المنكرات
ــــــــــــــــــ
أنت وأهل زوجك
* محمود أحمد الشامي
ـ اعلمي أن العلاقة بينك وبين أهل زوجك تحتاج إلى الكثير من حسن الظن والاستعداد للتغاضي عن الأمور الصغيرة وإلتماس العذر لهم في أي إجراء يقومون به نحوك، مما يجعلهم آخر الأمر يوقنون بأنك حقيقة جزء منهم لا دخيلة عليهم، ويكون ذلك بمحاولة نسيان ما جعلك تنفرين من التعامل معهم في أسرع وقت، وذلك بأن تكون البسمة الخانية هي أول ما يطالعهم في وجهك عند لقياك.
ـ تأكدي من أن جانباً كبيراً من عوامل نجاح حياتك الزوجية يتوقف على حسن العلاقة بينك وبين أهله.. حتى يتأكد من أنك أضفت جدياً إلى حياته بدلاً من الإحساس بأنك تحاولين القضاء على صلته الوثيقة بأهله.
ـ إذا حدث أي خلاف بينك وبين زوجك لا تذكري أي شيء يسيء إلى أهله نتيجة لتصرفاتهم معك فيشعر بأنك غريبة عنه.. في حين إنه كان يعتقد أنه بزواجك منه أصبح أهل بمثابة أهلك فلا تجعليه يأسف على ذلك.
ـ إذا حدث خلاف بينك وبين حماتك لا تجعلي الأمر يتطور إلى أن يجد زوجك نفسه إلى موقف حرج بالمفاضلة بين زوجته وأمه.. وأيهما ينصف وإلى أي جانب ينحاز.. فأمه مهما كان الأمر ومهما قست عليك فهي دائماً على حق.. من وجهة نظره ويتمنى أن تكون كذلك بالنسبة لك.
ـ تجنبي أن تتطور المجاملات بينك وبين أهل زوجك إلى الحدث الذي تشعرين فيه أنها أصبحت تشكل عبئاً نفسياً عليك.. يصعب الخلاص منه.. وإذا ما حاولت أن تتوقفي أو تضعي حداً تخشين أن تظهرين في صورة التي كانت تجاملهم من أ<ل كسب رضاهم.. ولكي تتجنبي هذا الوضع المقلق.. اعملي منذ البداية على أن تكون العلاقة بينك وبين أهل زوجك علاقة متزنة ليست بالفاترة ولا بالمبالغ فيها..
ـ الزوجة العاقلة هي من تتجنب التمسك برأيها في توافه الأمور حتى لا تتسبب في إيجاد فجوة في التعامل مع الأطراف الأخرى.. بل تجعلهم يوقنون بأنها تحرص على راحة الجميع وتتجنب ما يمكن أن يسيء إليهم.
ـ حاولي أن تكون الخلافات.. مهما صغرت بينك وبين زوجك محصورة في نطاق بيتك ولا تتعدى شخصيتكما.
ـ إذا حدث خلاف أو عتاب أمام والديه أو أحد من أفراد أسرته.. لا تظهري له اهتماماً وانهيه أمامهم حتى لا تهيئي الفرصة لتدخلهم وحتى لا تجدين نفسك منساقة للعمل بآرائهم مع إعطاء إنطباعاً بأنك تحرصين على العلاقة بينك وبين زوجك فلا تجعليه يقف منك موقف المدافع عن نفسه أو الناقد لتصرفاتك أمامهم.
ـ مهما حدث من زوجك من تصرفات لا ترضين عنها لا تحاولي الشكوى منه لأمه، فهي مهما كانت متعاطفة معك فإنها لا تنسى أنه ابنها وإنها هي المسؤولة عما وصلت إليه أخلاقه وتصرفاته ونظرته إلى الناس، فتعتقد إنك تنقدينها بطريقة خفية وبذلك تخسرين عطفها عليك وشعورها الطيب نحوك، كما أنها قد تظن إنك إذا كنت تشكين زوجك إلى أمه ـ وه يمن تكون بالنسبة إليه ـ فماذا تكون شكواك منه للآخرين.. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى غضبها عليك مما يؤدي إلى أن تقف منك موقفاً عدائياً قد يؤثر في علاقتك مع زوجك لأنها بدلاً من أن تتدخل لنصرتك ستعمل على زيادة تأثر علاقته بك.
ـ اعلمي أن الخلافات بينك وبين أهل زوجك تظل عالقة بذهنه مهما بذلت بعد ذلك من جهد لتصفية الأمور.. وهو عندما يشعر بأنك لست على وئام مع أهله ولو لفترة قصيرة يعتقد أن أي صفاء بينك وبينهما لا أساس له من الواقع.. وإلا كان من الأفضل عدم حدوث مثل هذا الخلاف حتى ولو كان بسيطاً.
ـ اعلمي أن مجاملتك الصادقة لأهل زوجك.. تعمل عمل السحر في علاقتك مع زوجك.. بل يجب أن تحثيه على الاتصال بهم من حين لآخر.. والسؤال عن المريض وزيارته إن أمكن.. وعليك أن تسهمي في هذا الشأن حتى ولو بمكالمة تليفونية ومراقبة الأحداث التي تقع في محيطهم فتتقدمين بالتهنئة في المسرات والمواساة في الملمات حتى يشعروا بأنك فرد أصيل من عائلتهم.
ـ اظهري لزوجك إن إنتماءك له.. مرتبط بإنتماءك لأسرته.. وذلك بذكر حسناتهم وحسن معاملتهم لك واهتمامك بكل شؤونهم.. كل ذلك دون مبالغة أو مغالاة حتى لا يظن إنك تظهرين غير ما تبطنين.
ـ لا تسيئي أبداً إلى أهل زوجك حتى لو كان زوجك نفسه متبرماً منهم وصدرت منه إساءة إليهم فلا تندفعي في إخراج كل ما يعتمل في نفسك تجاههم وتأخذي في تعديد مساوئهم، فإنه لا يلبث أن ينسى إساءته لأهله ولكنه لن ينسى أبداً إساءتك لهم.. فالزوجة العاقلة هي التي تفضل بين زوجها وبين تصرفات أهله.. فهو ليس مسؤولاً عن هذه التصرفات فلا يجب معاقبته عليها.
ــــــــــــــــــ
موقف الإسلام من البنات
* د.خير الدين عبد اللة الجابري
عندما جاء الإسلام قضى على التصورات والظلم للبنت واعتبرها أعز وأكرم الأولاد .
مسؤولية الوالدين
وحمّل الإسلام الوالدين المسؤولية الكبرى في تربية الأولاد عموماً والبنات خصوصاً وأن المسؤولية للوالدين لا تنحصر في الجانب المادي وسد حاجاتهن والإغداق عليهن ، بل هذا جزء من المسؤولية وليس هو كل المسؤولية وبقية الأجزاء لا تقل أهمية عن هذا الجزء إن لم يكن أعظم وأهم الأهداف المستقبلية للأولاد والبنات فلهذا ركز الإسلام على جانب البنات أكثر من جانب الأولاد . فقد ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قوله : ( خير أولادكم البنات ) .
وعن الإمام الصادق عليه السلام : ( البنون نعيم ، والبنات حسنات ، يسأل الله عن النعيم ويثيب على الحسنات ) .
اهتمام الإسلام بالبنات لم يكن جزافاً ولم يكن ردة فعل لما حصل في الجاهلية فقط بل لما تشكله البنت في المستقبل من دور فعّال وكبير في بناء المجتمع وصلاحه بل هي أهم عنصر فيه فهي اليوم بنت وغداً زوجة وبعده أم تربي الأجيال القادمة .
وعلى هذا الأساس اعتنى الإسلام بالبنات عناية كبيرة تفوق العناية بالأولاد .
التربية الإيجابية
1- إنقاذهن من غضب الوالدين :
فقد ساد في زمن الجاهلية كراهة البنت ومجيئها - كما تقدم - وكذلك اليوم في ظل الحضارة الغربية كثير من الناس من يكره مجيئها أو أن الزوجة التي تلد الذكور تكون أعز من المرأة التي تلد الإناث . الإسلام شجب هذا التصور وأن البنت والولد جزء من الأبوين .
2- احترام البنت :
الإسلام يحبذ كثيراً احترام البنات وتقديرهن وإشعارهن بالمحبة والمودة من قبل الأبوين وبالأخص من جانب الأب . فينبغي له أن يراعي عواطفها ومزاجها ويجنبها الغضب أو ما يضايقها وهذا ما أكدته النصوص الشريفة كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ) .
3- الاهتمام بتربية البنات :
الإسلام اهتم بتربية البنات وتعليمهن وتثقيفهن أكثر من أية مدرسة من المدارس الأخرى بل وأصبح ذلك حقاً من حقوقهن على الوالدين . فعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( من كان له ابنة فأدبها وأحسن أدبها ، وأحسن غذاها وأسبغ عليها من النعم التي أسبغ الله عليه كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنة ) .
4- الضمان الاقتصادي للمرأة :
فهي مضمونة المعيشة في أي مرحلة من مراحل حياتها ومنها مرحلة الطفولة وقبل الزواج فالمسئول عن ذلك والدها وبعد الزواج زوجها .
5- الحث على حمايتها :
فالوالدان مكلفان بحمايتها ورعايتها في المنزل وخارجه من الأقارب والأباعد وذلك لدعم مكانتها الاجتماعية .
6- الاهتمام بعواطف البنت :
فينبغي أن يمارس الأهل وغيرهم إزاء البنات الحيطة والحذر من أن تخدش عواطفهن ، وأكثر ما يتحمل ذلك هو الأب فلا يجوز أن يجرح عواطفها ويكسر قلبها ، وإذا أراد أن يعاقبها فلابد من اتخاذ الأسلوب الذي يجنبها الأذى والاضطراب المؤدي إلى العقد النفسية .
الإسلام اهتم بعواطفها ورعاية مشاعرها من أن تجرح وربما بعض العادات بنيت على ذلك ، فمثلاً في حالة عقد النكاح تكون البنت الطرف الأول الذي يمثل الإيجاب ، والشاب هو الطرف الثاني الذي يمثل القبول .
ــــــــــــــــــ
ماذا وراء الزوجة الجميلة ..
المرأة الجميلة هى مطلب وأمنية كل رجل، وقد خلق الله المرأة مخلوقا جميلا يصعب مقاومة سحره وخاصة من طرف الرجال، ومهما تظاهر بعضهم بأن الجمال صفة غير ذات قيمة كبيرة بالنسبة لهم فى المرأة فإننا كثيرا ما نرى أصحاب تلك الآراء يلاحقون الفتيات الجميلات بأعينهم بطريقة تعكس تناقض آرائهم التى يتفوهون بها مع حقيقتهم التى يخفونها، ولأن المرأة الجميلة تكون محط الأنظار دائما تسلط عليها الأضواء بكمية أكبر من غيرها فإن ذلك يدفع الرجل إلى الغيرة عليها
وقد تصل هذه الغيرة إلى حد مبالغ فيه يجعل المرأة تشعر أن جمالها الذى أنعم الله عليها به لتكون أكثر سعادة فى حياتها قد عكر عليها صفو هذه الحياة بسبب غيرة الرجل الزائدة، فالرجل الغيور قد يتفنن فى اختراع طرق تعبيره عن الغيرة وقد يصل به الأمر أحيانا إلى حد منعها من الخروج من البيت أو النظر حتى من شرفة أو نافذة البيت، ليس ذلك فحسب بل إن الواقع يحمل أمثلة عن الغيرة أكبر بكثير مما يمكن أن يتصوره العقل، وقد حملت لنا المحاكم قضايا طلاق كثيرة حدثت بسبب الغيرة الشديدة على الزوجة الجميلة ونتيجة عدم احتمال الزوج تبعات جمال زوجته، وإرهاق أعصابه التى لا تهدأ يفكر فى كل لحظة فى وسائل أكثر فاعلية من سابقاتها لمدارة عيون الرجال عنها، وفى المقابل نجد عدم احتمال الزوجة دفع ضريبة جمالها الباهظة الثمن من حريتها وراحتها، ودفعها الى ملل من قائمة الممنوعات المفروضة عليها، وكأنها قد أذنبت حين جاءت الى الدنيا جميلة.
قضايا لم تحسم
ونسرد هنا إحدى القضايا المعروضة الآن أمام المحاكم لزوجة عانت كثيرا من غيرة زوجها الشديدة عليها وهذه هى حكايتها التى تقول فيها:
كنت دائما محط أنظار الجميع وخاصة الرجال، وكان الجميع يبدون إعجابهم بجمالى الذى كان وبلا غرور مميزا ولافتا للأنظار، كنت حديثة التخرج من الجامعة عندما تقدم لخطبتى شاب كان دائما يلاحقنى بنظراته أينما ذهبت، دون أن يحاول الحديث معى حتى فوجئت ذات يوم وقد حضرت والدته إلى بيتنا تخطبنى لابنها، بالرغم من أنى كنت قد رفضت قبله كثيرين إلا أن شيئا ما كان قد شدنى إليه دفعنى لقبول الخطبة، هذا إلى جانب أنه ذو مستوى اجتماعى وثقافى مميز مما شجعنى أكثر على القبول، فقد كان باختصار عريسا تتوفر فيه مواصفات متكاملة وتحسدنى عليه الكثيرات، وجعلتنى فترة الخطوبة القصيرة نسبيا أتعلق به وكان هو يغدق على بكلمات الحب والإعجاب بجمالي، ولم تكن غيرته فى فترة الخطوبة تتجاوز حدودها المتعارف عليها، ولا يمكن وصفها بالغيرة الشديدة أو المرضية إلى أن تم زواجنا، ومنذ الأسبوع الأول بدأت أشعر وكأنى أعيش داخل زنزانة معزولة عن العالم الخارجي، ممنوع على أن أفتح باب البيت، ممنوع أن أفتح نافذة أو أنظر منها، ممنوع أن أتحدث مع الجيران، حتى الهاتف غير مسموح لى بالرد عليه، عملى أجبرنى على تقديم استقالتى منه، لا يمكننى أن أذهب لشراء حاجياتى الخاصة أو حاجيات البيت، حتى زيارة أهلى لا تحدث إلا فى فترات متباعدة ولا تكون الا برفقته، معاملته لى أجبرتنى على مقاطعة أعز صديقاتي.
هذه القيود التى كبلنى بها جعلتنى أكره الحياة معه، كان يقول لى أنت جوهرة ثمينة لابد من الحفاظ عليها من أعين الناس، حتى لا يحاولون سرقتها، وكأنى امرأة ساذجة وتافهة لا عقل لها ولا تعرف كيف تتعامل مع الآخرين بطريقة توفر بها الحماية لنفسها من دون أن يعمل هو على ذلك.
قائمة الممنوعات والاوامر
وفى كل يوم تزداد قائمة الممنوعات، وتضاف إليها آوامر جديدة وكأنى أعيش داخل معسكر بل أكثر بكثير من ذلك، بدأت أكره تلك القيود وكرهت نفسى وجمالى الذى جعلنى أعيش تحت الإقامة الجبرية، وتمنيت أن أكون كأية امرأة عادية حتى أستمتع بحياتى وأحس أنى إنسان يستحق أن يمارس حياته بصورة طبيعية، وفى لحظة شجاعة طلبت من زوجى الطلاق، بعد أن سقطت كل قدراتى على الاحتمال، صدم كثيرا بقرارى ورفضه ورفض مناقشتي، فقد أوضحت له أن هذه الحياة المقيدة الحرية والغيرة الشديدة من قبلك حرمتنى من أن أكون إنسانة كاملة وجعلت حياتى هامشية لا هدف لها ولا معني.
رفض أن يمنحنى الطلاق معللا بأن كل ما يفعله من باب حبه لى والحفاظ علي، تركت البيت وذهبت إلى بيت أهلي، ثم تقدمت بطلبى الى المحكمة ولازالت انتظر القرار الذى سيمنحنى حريتى وراحتي.(54/254)
ونرى رأى علماء النفس فى مسألة غيرة الزوج المبالغ فيها على الزوجة، وهل جمال المرأة الزائد يعطيه الحق فى ممارسة غيرته عليها جميلة بشكل واضح
عندما تكون المرأة جميلة بشكل واضح فإن ذلك يجعلها عرضة دائمة لإبداء الإعجاب بها، ومحاولة التقرب إليها والتعرف عليها، وهذه التصرفات تدفع الرجل إلى محاولة فرض سياج حولها لعزلها عن كل العالم المحيط بها حتى لا يرى هذا الجمال سواه، ولكن الغيرة عندما تزيد عن حدها فإنها تصبح قيدا مملا تسعى المرأة لكسره بكل قوتها، فعندما يقوم الرجل بوسائل تقيد المرأة بطريقة مبالغ فيها يدفعها ذلك إلى النفور، منه وبالتالى كراهيته والغيرة على الزوجة الجميلة يجب أن لا تتجاوز حدود الغيرة التى تعبر عن الحب لها والإعجاب بها اما منعها من مزاولة عملها أو الخروج من البيت وغيرها الكثير من التصرفات التى يقوم بها الرجال الغيورون تدل على أنانية شديدة وحب للتملك، وفى ذلك مصادرة لكل حقوقها فى ممارسة حياتها بصورة طبيعية بعيدة عن كل الأمراض النفسية التى يمكن ان تتعرض عليها نتيجة هذه التصرفات، وأول هذه الأمراض هو الاكتئاب نتيجة العزلة المفروضة لها ومنعها من الاختلاط بالآخرين ومحاولة إلغائها كانسان له كيان وفكر وعقل وليست امرأة جميلة فحسب.
كل هذا يدفعنا إلى السؤال هل جمال المرأة سبب كاف لتقييدها ومنعها من ممارسة حياتها الطبيعية؟ وإذا كان هذا الجمال نعمة قد وهبها الله لماذا يحوله الرجل إلى نقمة عليها؟ ولماذا الاعتقاد دائما بأن المرأة الجميلة لا يمكن أن تكون قادرة على تحمل مسئولية الحفاظ على نفسها بل إنها تحتاج إلى راع يرعى هذا الجمال ويحافظ عليه من أعين المعجبين؟.
وكلمة أخيرة نقولها لك أيها الرجل الغيور لديك امرأة جميلة فحافظ عليها ولا تحملها ذنب أنها قد خلقت جميلة، فقد خلقها الله ذات جمال لتسعد أنت به لا لتستقى هى به كأس العذاب.ورة كبيرة؟.
ــــــــــــــــــ
كيف تسلي افراد الأسرة في البيت
التعلم تشحذ الفكر وتزيد من قدرات الأبناء ، وتفرغ طاقاتهم وتكسر الملل والرتابة في حياتهم أيام الإجازة ، والتعلم متعة شتاءاً وصيفاً ، في أيام الدراسة .. وأيضاً في أيام العطلات .. ولنستمر في متعة التعلم نقدم لكم ألعاباً جميلة وطريفة
? لعبة النقاط والخطوط
- تصلح اللعبة للأطفال الأكبر من 6 سنوات .
- تحتاج إلى قلم وورقة .
- عدد اللاعبين 2 .
طريقة اللعب :
1- تحضّر ورقة بيضاء كبيرة بها عدد من النقاط على شكل صفوف وكلما كبرت الورقة زادت النقاط وتزيد مدة اللعب .
2- كل لاعب يبدأ برسم خط يوصل به بين نقطتين بالطول أو العرض وهدفه هو أن يكوِّن مربعاً ،
وآخر لاعب يرسم آخر خط في المربع يكون هذا المربع باسمه ويكتب فيه أول حرف من اسمه .
3- بعد الانتهاء من جميع النقاط يجمع كل لاعب عدد المربعات التي بها حروف اسمه والفائز هو من يحصل على أكبر عدد من المربعات .
وهذه اللعبة تعلم الابن التفكير ووضع هدف استراتيجي بسيط يحاول الوصول إليه .
? الكيس والمضرب
- تصلح اللعبة للأطفال أكبر من سنتين .
- تحتاج إلى كيس من القماش أو البلاستيك المقوي - خيط متين - أوراق جرائد - ملعقة خشبية كبيرة .
طريقة اللعب :
1- دع ابنك ذا السنتين يساعدك في تقطيع أوراق الجرائد وتحويلها إلى شكل كرات صغيرة ووضعها في الكيس .
2- عندما يملأ الكيس اربطه بالخيط بإحكام ثم اربطه في مكان ، بحيث يكون معلقاً بشكل يكون فيه بعيداً عن أي شيء يسقطه .
3- أعط ابنك ملعقة خشبية وسيجد متعة كبيرة في ضرب هذا الكيس .
هذه اللعبة تفرغ الطاقة عند الأبناء ، وخاصة الطاقة التي يستخدمها الأبناء في الشجار والعبث بالأشياء .
? الكرة والمضرب
- تصلح اللعبة للأطفال الأكبر من 6 سنوات .
- تحتاج إلى طاولة متوسطة - كتب - مسطرتين - أوراق - شريط لاصق .
طريقة اللعب :
1- تصفُّ الكتب حول حدود الطاولة على شكل سدود على أطرافها ، بحيث تترك فتحة على طرفي الطاولة تسمح بمرور الكرة .
2- تلف الأوراق على شكل كرة ثم تغطى بالشريط اللاصق .
3- يقف كل لاعب على طرف الطاولة عند الفتحة التي تركت ، ويبدأ اللعب بحيث يضرب الكرة ضربة واحدة باتجاه هدف اللاعب الآخر.
ملاحظة : يفضل وجود أحد معهم لأن الهزيمة أحياناً تدفع الأبناء للشجار .
هذه اللعبة تفيد الأطفال الذين يشعرون بالملل في أيام الصيف الطويلة .
? قاموس العائلة الخاص
- تصلح اللعبة للأبناء الذين يجيدون الكتابة .
- دفتر أقلام وألوان .
- عدد اللاعبين غير محدد .
طريقة اللعب يمكن أن تكون جدِّية أو فكاهية هزلية :
1- لكل عائلة أحياناً كلمات ومصطلحات خاصة بها ربما تكررها الأم ، أو يحرص الأب على ترديدها أو حتى الأبناء الصغار، فتقوم الأسرة بجمع هذه المصطلحات أو الكلمات في دفتر ، وتكتب فيها معانيها ، ومن قائلها ، ويمكن توضيح معاني تلك الكلمات بالرسم ، ومن الأفضل أن يتم هذا في وقت محدد في اجتماع العائلة .
2- ويمكن أن تكون مهمة أحد الأبناء هو تجميع كل الكلمات الصعبة بالنسبة له ولإخوته ، ويحاول استخراج معانيها من قاموس معين مثل مختار الصحاح ، بحيث يكون في كل يوم عدد محدد من الكلمات للبحث عن معانيها وقراءتها للأسرة ، ويمكن جمع هذه الكلمات في دفتر ملون ذي غلاف جميل يضم هذه الكلمات وصور تعبر عنها .
من فوائد هذه اللعبة هي زيادة الحصيلة اللغوية لدى الأبناء وزيادة القدرة على التعبير والكتابة .
اللعبة الليلية
- تصلح هذه اللعبة لكل أفراد العائلة .
- تحتاج إلى أوراق وأقلام .
طريقة اللعب :
1- يسلم كل فرد من أفراد الأسرة ورقة وقلم ويكون جلوس كل فرد بطريقة مريحة تمكنه من الرسم .
2- تطفأ الأنوار ويطلب من كل فرد أن يرسم شكلاً معيناً ( بيت - سيارة - شجرة ) .
3- بعد أن ينتهي الجميع من الرسم تضاء الأنوار وتشاهد إلى الرسومات التجريدية التي تم رسمها ! إنها لوحات نادرة فعلاً !!
هذه اللعبة تدخل كثيراً من البهجة على الأسرة .
ــــــــــــــــــ
انواع المكافآت
1- المكافأة الاجتماعية:
هذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معا .
ما المقصود بالمكافأة الاجتماعية؟
الابتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الاهتمام - ايماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان .
العناق والمديح والتقبيل تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ والاطفال عادة ميالون لهذا النوع من الاثابة
قد يبخل بعض الآباء بابداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيدة اظهرها اولادهم اما لانشغالهم حيث لاوقت لديهم للانتباه الى سلوكيات اطفالهم او لاعتقادهم الخاطئ ان على اولادهم اظهار السلوك المهذب دون حاجة الى اثابته او مكافأته
مثال
الطفلة التي رغبت في مساعدة والدتها في بعض شئون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلا ولم تجد أي اثابة من الام فانها تلقائيا لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبل
وبما ان هدفنا هو جعل السلوك السليم يتكرر مستقبلا فمن المهم اثابة السلوك ذاته وليس الطفل
مثال:
الطفلة التي رتبت غرفة النوم ونظفتها يمكن اثابة سلوكها من قبل الام بالقول التالي: ( تبدو الغرفة جميلة . وترتيبك لها وتنظيفها عمل رائع افتخر به ياابنتي الحبيبة ) .. هذا القول له وقع اكبر في نفسية البنت من ان نقول لها ( انت بنت شاطرة )
2- المكافأة المادية:
دلت الاحصاءات على ان الاثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الاولى في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية , ولكن هناك اطفال يفضلون المكافأة المادية
ما المقصود بالمكافأة المادية ؟
اعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - اعطاء نقود - اشراك الطفلة في اعداد الحلوى مع والدتها تعبيرا عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد -اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة ( سينما - حديقة حيوانات - سيرك .. الخ )
ملاحظات هامة
1- يجب تنفيذ المكافأة تنفيذا عاجلا بلا تردد ولا تأخير وذلك مباشرة بعد اظهار السلوك المرغوب فالتعجيل باعطاء المكافأة هو مطلب شائع في السلوك الانساني سواء للكبار او الصغار
2- على الاهل الامتناع عن اعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل ( اي ان يشترط الطفل اعطائه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه ) فالمكافأة يجب ان تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب وليس قبله .
2- عدم مكافأة السلوك السيء مكافأة عارضة او بصورة غير مباشرة السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة وبمحض الصدفة من شأنه ان يتعزز ويتكرر مستقبلا
(مثال)
الام التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها الى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم ثم رضخت الام لطلبها بعد ان بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ ابنتها
تحليل
في هذا الموقف تعلمت البنت ان في مقدورها اللجوء الى البكاء مستقبلا لتلبية رغباتها واجبار امها على الرضوخ
(مثال آخر)
اغفال الوالدين للموعد المحدد لنوم الطفل وتركه مع التليفزيون هو مكافأة وتعزيز غير مباشر من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب يؤدي الى صراع بين الطفل واهله اذا اجبروه بعد ذلك على النوم في وقت محدد
3- معاقبة السلوك السيء عقابا لاقسوة فيه ولاعنف أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر
العقوبة يجب ان تكون خفيفة لاقسوة فيها لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيء مستقبلا وليس ايذاء الطفل والحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الاباء في تربية اولادهم .
وعلى النقيض نجد امهات ( بفعل عواطفهن وبخاصة اذا كان الولد وحيدا في الاسرة ) لايعاقبن اولادهن على السلوكيات الخاطئة فيصبح الطفل عرضة للصراع النفسي او الانحراف عندما يكبر
انواع العقوبة:
- التنبيه لعواقب السلوك السيء
- التوبيخ
- الحجز لمدة معينة
- العقوبة الجسدية
وسيتم شرحها بالتفصيل
يجب الامتناع تماما عن العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير والاهانة او الضرب الجسدي العنيف لأنها تخلق ردود افعال سلبية لدى الطفل تتمثل في الكيد والامعان في عداوة الاهل والتمسك بالسلوك السلبي الذي عوقب من اجله لمجرد تحدي الوالدين والدخول في صراع معهم بسبب قسوتهم عليه
أخطاء شائعة يرتكبها الآباء 1- عدم مكافأة الطفل على سلوك جيد :
( مثال )
أحمد طالب في الابتدائي استلم شهادته من المدرسة وكانت درجاته جيدة عاد من المدرسة ووجد والده يقرأ الصحف وقال له (انظر يا ابي لقد نجحت ولاشك انك ستفرح مني). وبدلا من ان يقطع الوالد قراءته ويكافئ الطفل بكلمات الاستحسان والتشجيع قال له (انا الآن مشغول اذهب الى امك واسألها هل انهت تحضير الاكل ثم بعد ذلك سأرى شهادتك).
2- معاقبة الطفل عقابا عارضا على سلوك جيد :
(مثال )
زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها فقامت الى المطبخ وغسلت الصحون وذهبت الى امها تقول ( انا عملت لك مفاجأة يا امي فقد غسلت الصحون) فردت عليها الام (انتي الآن كبرتي ويجب عليك القيام بمثل هذه الاعمال لكنك لماذا لم تغسلي الصحون الموجودة في الفرن هل نسيتي؟ )
تحليل:
زينب كانت تتوقع من امها ان تكافئها ولو بكلمات الاستحسان والتشجيع لكن جواب الأم كان عقوبة وليس مكافأة لأن الأم :
اولا لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت
ثانيا وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة على تقصيرها في ترك صحون الفرن دون غسيل
3- مكافأة السلوك السيء بصورة عارضة غير مقصودة :
(مثال )
مصطفى عاد الى المنزل وقت الغذاء واخبر والدته انه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع اصدقائه قبل ان يتناول غذاءه فطلبت منه الوالده ان يتناول الطعام ثم يأخذ قسطا من الراحة ويذهب بعد ذلك لاصدقائه فأصر مصطفى على رأيه وبكى وهددها بالامتناع عن الطعام اذا رفضت ذهابه في الحال فما كان من والدته الا ان رضخت قائلة له ( لك ماتريد يا ابني الجبيب ولكن لاتبكي ولا ترفض الطعام واذهب مع اصدقاءك وعند عودتك تتغذى )
4- عدم معاقبة السلوك السيء :
(مثال )
بينما كان الاب والام جالسين اندفع الابن الاكبر هيثم يصفع أخيه بعد شجار عنيف اثناء لعبهم ونشبت المعركة بين الطفلين فطلبت الام من الاب ان يؤدب هيثم على هذه العدوانية لكن الأب رد قائلا ( الاولاد يظلوا اولاد يتعاركون لفترة ثم يعودوا احباء بعد ذلك )
تحليل:
هذا الرد من الاب يشجع الابن الاكبر على تكرار اعتدائه على اخيه ويجعل الاخ الاصغر يحس بالظلم وعدم المساواة
ــــــــــــــــــ
تعرّفي على زوجك قبل أن تحكمي عليه
* أحمد النجار
الرجال كلهم سواء ومتشابهون ,هذه العبارة غالبا ماتطلقها المرأة إذا ماثار رجل على زوجته أو هجرها أو غدر بها مع أخرى،وكذلك في حال بخل الزوج أو الأب .لكن ننصح المرأة قبل أن تحكم على الرجل وتصفة بصفات ليست فيه عليها ,دراسة تصرفاته لتعرف أي نوع هو .
أن هناك أنواعا مختلفة من الرجال ولكل نوع صفات تخصة وتميزه و تجعل كل رجل يختلف عن الآخر ونستطيع أن نعرف كل نوع من خلال التصرفات وأسلوب التحدث ومن خلال الألفاظ التي يمكن أن يتفوه بها خاصة فيما يتعلق بعلاقته مع المرأة،ولكن في الغالب لا يعرف الرجل الصفة التي تنطبق عليه ومن الرجال العصبي،و تتوفر في الزوج (العصبي) مجموعة من الصفات تدل عليه•
فالعصبي في الواقع طيب القلب ولكنه سريع الغضب وهو حاد المزاج شديد الإنفعال ويشعر بضرورة الإسراع في الهجوم على الآخرين قبل أن يباغتوه بالهجوم، ونجده لا يثق بأحد ويركز على نقاشات متصيدة•
ثم هناك الرجل (المتصيد) للأخطاء ويطلق عليه(الشكاك) وهو ضيق الأفق ولا يتورع في التعليق على أتفه الأخطاء ونجده ثائرا دائما ويلجأ للعنف عند الكلام ورغم أنه يسعى أن يكون اداؤه نموذجيا في كافة الأمور إلا أنه ينزعج من تذكيره باخطائه،ولذلك فهو يراقب الآخرين بدقة في كل تصرفاتهم•
ومن الرجال الزوج (المؤنب الممل) وهو يجيد إشعار الطرف الآخربالذنب بصرف النظر عن الأسباب الحقيقية للأمور،ويجيد أيضا أستخدام النقد لتأكيد آرائه وأحكامه كما إنه يستغل الخطأ ويجسمه حتى يقنع غيره ويسيطر عليه عند ذلك،وبمعنى آخر هو يمسك بيديه حتى يوقعه في مصيدة الإحساس بالذنب وهو لاينسى الخطأ ودائما مايذكر الطرف الآخر به ويقدم اللوم وهو ممن يهتم بالأداء ويتناسى الولاء•
أما إن دخل حياتكم رجل أو زوج (متصلب متشدد) فإننا نلاحظ عليه إنه عنيد صاحب إرادة حديدية يتشبث بأفكاره ويفرض رأيه بقسوة وعصبية وتزمت واضح وكل مايرغب به هو تنفيذ مايطلبه بدون نقاش، وهو يهتم بالنظام والقواعد أكثر من أهتمامه بالناس ويخشى على سلطته إذا ماغير آراءه ولا يعترف بأخطائه الناجمة عن تفرده•
وأضاف: هناك الزوج (القاضي) الذي ينصب نفسه قاضيا ويوجه الحكم دون أن يعرف التفاصيل إن كان هناك مخطىء أو على صواب ولا يعترف بفشله مطلقا فهو يجيد فن الهروب من المآزق فهو أعلم الناس بقوانين اللعبةودائما لديه ضحية على خطأ،كما يجيد هذا الرجل الاحتفاظ بالسيطرة والجلوس على منصة القضاء ويلمح للخطأ ويصرح به،كما أن لديه مهارة في اتهام الآخرين واستعراض هفواتهم•
ومن الرجال الذين يحيلون حياة من حولهم إلى جحيم الزوج (الطاغية) ومن صفاته الأستبداد وهو قاس وديكتاتور عدواني، يغير ويبدل القواعد واللوائح حسب رغباته ونزواته ويمتلكه نفوذ لا سلطة ويقاوم تفويض السلطة للغير،وهو يخشى من فقدان نفوذه وتحكمه في مجريات الأمور ويحلو له دائما أستضعاف من يتعامل معه وسحق إرادته ويقاطع الحديث من منتصفه ويمزق ملاحظات المتحدث،وإن تم توجيه أي نقد له فإنه يعلن الحرب على الناقد وهو يحب طقوس الولاء•
رقيق ويحصي الخدمات
من صفاته الدقة في كل شيء وهو يحاسب نفسه كما يحاسب الغير ويحصي الخدمات التي يمكن أن تقدم له ويحب أن يتعامل على أساس تبادلية الخدمات ولا ينسى أن يجعل العلاقة كأنها تاجر وعميل•
هناك أيضا (الحانق) وهو ذلك الذي نجده غير راض عن شيء في حياته ولا عن عمله ولا حتى عن الآخرين ونجد أن تصرفاته غير مخطط لها وتنتابه نوبات غضب مفاجئه وجنون مؤقت دون سبب واضح وهو على قدر عال من الحساسية المفرطة وإذا قدمت له رأيا يظن أنك تنتقده هو شخصيا وهو كذلك دائم الأعتقاد بأن مايقوله هو السليم والصحيح وأن من يتعاملون معه ليس لديهم القدرة على أستيعاب الأمور، وهناك الزوج(مدعي الفضل) وهو ممن ينسب العمل لنفسه وبصورة فجة متغطرسة وبأنانية ويعتقد أن ذلك حق مكتسب له لأنه هو الذي يقود العمل ويوفر لك كل شيء وهو يتحسس من أي نقد أو أي ملاحظة،ويفتخر بالنجاح ويرغب في عدم مشاركته لأحد فيه، لذلك نجده متعطشاً للحصول علي ماهو جديد لينسب لنفسه الفضل والفخر•
الضبط والربط
أما الزوج (الضابط) فهو عسكري قبل أن يكون زوجا ويستخدم أسلوب الضبط والربط والسمع والطاعة العمياء ويطغي على حياته أستخدام الأسلوب البوليسي والعسكري في القول والفعل، لذلك نجده دقيقاً ومنظماً ويحول آراءه إلى أوامر، أما (التافه) فإنه يعرض رأيه بطريقة صاخبة وبصوت مرتفع ووقاحة أكثر من اللازم وهو محاط دائما حيث يحبذ الضجيج والغضب، وهو مزعج بصورة غريبة حيث يكثر من الجدال والنقاش دون معنى وإذا وجدمنك أي خطأ فقد وقعت بين فكي أسد شرس، ومن صفاته أنه يحب إشعال نار الفتنة كثيرا ويحلو له إعطاء الحكم والمواعظ ويعرض مساعدته، بل قد يفرضها عليك، وعند تحدثه للآخرين يقوم برفع صوته معتقدا ضرورة ذلك حتى يسمعه الآخرون وهو يقول( ينبغي أن أصيح كي أسمع) ويحدث أستخدام الصوت العالي لتجاوز الأكاذيب أو الفبركة•
هناك أيضا الرجل (الأبلة) وهو ذو سلوك سيء جارح للمشاعر ويبتكر من الطقوس مايجبر الطرف الآخر على الألتزام بها دون أن يلتزم هو بها ويرى الكثيرون هذا الرجل اخرقاً ومعتوهاً حتى زوجته وفي الغالب هو غير متعلم ويؤمن بالخرافات•
ويكمل الدكتور أحمد النجار بقية أنواع الرجال:
الرجل (السخيف) يرغب في إجراء التعديلات عن طريق النقد اللاذع وأمام الغرباء ويرى نفسه ظريفا وكذلك خفيف الظل ونجد أفكاره وآراءه تفصيلية تافهة وهو يحب أن يثبت وجوده من خلال النقد والتقليل من شأن الآخرين ولا يحسن التعامل ولا الحوار وأهتماماته بسيطة•
والرجل (المنشغل) هو نوع نجده كثيرا بين الرجال وهو يطلب من الجميع أن لا يزعجوه بطلباتهم المستمرة فهو منشغل في العمل ويرى أنه يستطيع أداء كل الأعمال وعلى درجة عالية من الدقة، وينغمس في أعمال كان من الممكن أن يؤديها عنه مساعدوه،ويرى أنه إذا قام بتفويض ناجح للأعمال سوف يكون بلا أهمية في العمل وهو عادة لا يخطط للمستقبل بعناية ويشعرك بالإحباط ويعتقد أن من حوله لا يدركون حجم المسؤليات والمهام الملقاة على عاتقه،ولذلك هو كثير الهموم•
ويستطيع الأنسان أياً كان أن يتعرف على الرجل (المهمل) من خلال عدم أهتمامه بما يحتاجه الطرف الآخر وبما يسببه له من متاعب ولا يقدم يد العون ولا يتدخل ولا يهتم بأي شيء ويتفرج ولا يحرك ساكنا وهو دائما لديه اهتماماته الشخصية، أما (الثرثار) فهو مريض بداء الحديث المتواصل ويحكي أمورا لا معنى لها وليست ذات صلة بما يعرض من أمور ويرغب أن تشاركه زوجته أو من يجلس معه جميع اهتماماته وخبراته،والزوجه مفروض عليها سماعه لأنه زوجها وهو يظن أن مايقوله كلام ضروري لما تقوم به من عمل ويغلب عليه طابع المرح وهو أجتماعي يحب الناس ويوقع نفسه في الحرج كما يوقع زوجته أو مرافقه بسبب ثرثرته•
عكس الرجل الثرثار هناك الرجل (الصامت) الذي لا يستجيب لماتقوله وهو يرفض أن يطلعك على سر صمته ويستخدم أيضا ذلك الصمت لخدمة أغراضه وهو يدرس الأمور بصورة أكثر تعمقا ولذلك نجده هادئاً في ردود أفعاله ويندر أن يبدي من الأفعال مايعبر عما يجول بخاطره، وفي حياتنا قد نقابل الرجل (الطيب الساذج) وهو جاد في عمله ولكنه طيب القلب يصدق كل مايقال له ولا يعتقد أن الدنيا بها شر أو كذب أو خيانة، وهو غير قادر على حسم أي نزاع ويحلل في مسارات لا وجود لها•
المتردد المتذبذب هو شخصية ضعيفة الرأي يتراجع عن كلمته بسبب عدم الإحساس بالأمان، ولذلك نجد هذا النوع من الرجال يخاف من أتخاذ قرار أويخشى نتائج أتخاذه ولذلك هو لا يثق بنفسه ويحس بالنقص وأن هناك عيبا في سلوكه أو أسلوبه،ونجده غير متأكد من أي شيء وسريع التأثر بكلام الآخرين•
محتار ومتردد
ومن الشخصيات التي تثير حنق وغضب من يتعامل معها الرجل (المسترخي) وهو من يؤجل الأعمال فربما تختفي المشكلات مع الوقت وهو محتار ومتردد وإذا أخطأ يشعر بأنه في حالة أنعدام وزن وعدم الأمان ويصاب بالإحباط والأكتئاب التام، وهو يتوقع من الآخرين القيام بأدوراه وحل مشكلاته ولا يفهم قانون الأولويات ولا يصلح مافسد ولا يرمم ماأنكسر ولا يشتري الضروري ولا يتخذ قرارا نافذاويهرب من الواجبات الأسرية•
من الملل أن نعاشر هكذا شخصيات ومنها (النمطي) وهو يطلب إتقان الأشياء التافهة وهو ضيق الخلق ويراعي ويدقق جدا في الأشياء التي لا يراها أحد ويفتقد إلى الخيال ولا يملك فهما علميا دقيقا ولا يفكر في التطوير، كذلك يدعو للملل أن نعاشر رجلا باردا، و(البارد) غير أجتماعي ولا يهتم بتبادل الأفكار مع الغير ويشبه جبل الجليد وهو لا يظهر مشاعره وكتوم يستخدم الصمت عند المناقشة والرد ولا يرغب في أن يزعجه أحد، وهناك (الروتيني) الذي يطبق القواعد واللوائح الخاصة به ويقاوم التغيير ويضع أمامه العقبات والعراقيل ويتجنب المسؤولية ولا يقوم بأية مبادرة كانت وهو جامد يعتمد على التعليمات وهو ضعيف الثقة بالنفس، أما الرجل (الموسوس) فهو ذلك المعقد المتجهم دائما وصوته تجده عاليا وهو لا يتمتع بالمرونة في حل المواقف والأزمات وهو كثير الشكوك وإنفعالاته غير متوزانة ويخاف ويتوهم المرض ودائما مايتوقع الشر، وهناك رجل ذو صفه مكروهة وهو( الكذاب) وهو كثير الخطأ وكثير التبرير،ويرجع في وعوده ويحنث إتفاقه ولا ينوي أن يفي بما وعد ابداً ولا يكف عن ألقاء اللوم على الطرف الآخر ويحلو له سحب البساط من تحت قدمك وإحراجك ولا يتعلم من أخطائه، ومن الرجال (النقال) وهو ينقل مايدور داخل بيته للخارج ويلقي اللوم على الآخرين في كل مايحصل ويحرص على تلميع صورته ويقحم ويشرك أشخاصاً غرباء في مشكلات عائلية وينكر بسهولة مافعله ويعرف أنه سلبي•(54/255)
الأسوياء عادة ما يكونون طبيعيين في تصرفاتهم مع من حولهم ولا يثيرون الكثير من المشاكل ونجد بهم الكثير من الصفات التي تجعلهم محبوبين ولذلك تأتي شكاوى الناس والزوجات من الأنماط التي ذكرتها
ــــــــــــــــــ
أثر التربية السلبية على الحياة الزوجية للأبناء
* عبد الكريم الشيبي
الإسلام أهتم بصلاح الزوجين اهتماماً كبيراً إلى حد نظر الزوج والزوجة منذ تكون الجنين ، فوضع القواعد والأسس الأولية في اختيار أم الجنين وهي الأرضية الصالحة وفي ليلة العقد والرباط المقدس وليلة الزفاف وما يعمل فيها لحماية الطفل الآتي في المستقبل ورعاية الطفل في بطن أمه ثم بعد وضعه والاهتمام بتغذيته وتربيته التربية الصالحة وإعداده للحياة الزوجية السعيدة .
إننا في مسيرة حياتنا اليومية لا نلتفت ولا نتعمق فيما يصدر منا من هفوات وما يعكسه ذلك على تربية الأولاد والبنات ومستقبل حياتهم الزوجية وبالأخص فيما يتعلق بالبنت في الجانب العاطفي من هذه الهفوات والأمور السلبية :
1-النزاع بين الوالدين كثيراً ما يحدث نزاع ومشاجرة بين الوالدين وأمام مسمع الأطفال عموماً والبنت خصوصاً ، فهذا يسبب الأذية والعقد النفسية للبنت ويصبح ذلك درساً عملياً لحياة البنت في المستقبل .
2-عدم المحبة للآخرين :
من الأخطاء الفظيعة التي يمارسها الوالدان ؛ تربية الأطفال على عدم محبة الآخرين ولو كان ذلك من باب الغيرة أو الحسد أو الغيبة لغيرهم فإن الأولاد عموماً والبنت خصوصاً سوف يتأثرون بهذه التربية السلبية وسوف تنعكس على البنت في حياتها المستقبلية ويكون ذلك مبعداً لها عن زوجها مما يؤدي إلى تهديد حياتها الزوجية بالفشل .
3-إثارة البنت :
في بعض الأحيان يقوم الوالدان بإثارة البنت - ولو لأجل المزاح أو غيره - مما يجعلها تفقد أعصابها وتقوم بالصراخ والعويل فقد يصبح ذلك عادة لها وهذا ما يؤثر على حياتها الزوجية وسلوكها مع زوجها .
4-عدم المحبة للبنت :
إن شعور البنت بعدم المحبة من أبويها له آثار خطيرة في حياتها الزوجية فقد تكون معقدة من الطفولة إلى الكبر ويسبب لها الإرباك في الحياة الزوجية .
5-خارج البيت :
يجب على الأبوين أن يهتما بملاحظة المحيط خارج البيت فإن الآثار السلبية للمحيط خارج البيت له أثر كبير على سلوكية الأطفال وبالأخص البنت فإهمال الأبوين يسبب إخفاق الأولاد والبنات في حياتهم الزوجية .
6-لسان الكبار :
عندما يصيح الطفل ويصرخ ويحقق ما يريده ولا يتمكن الوالدان من إرضائه فإنه من الخطأ الشائع عند كثير من الآباء والأمهات أن يخاطبوا الطفل بلسان الكبار وقد يكون شبه المحاكمة وهذا غير صحيح ، بل ينبغي على الوالدين أن يخاطبا الطفل بلسان الأطفال .
7-سلاح الطفل :
إن السلاح الذي يستعمله الطفل هو الصراخ ولا يجوز أن يستسلم الوالدان للطفل بسبب صراخه ويلبيا طلبه إن كان مضراً له أو يكون عادة له .
8-التفرقة بين الأطفال :
إن التفرقة بين الأطفال وتمييز بعضهم على البعض الآخر في العطاء والمنع ، أو المدح والثناء ، بأن يعطي البعض منهم أكثر من الآخر أو يمنع أحدهم أكثر من الآخر ، أو يمدح أو يذم بعضهم أكثر من الآخر فإن ذلك مما يؤثر على الحياة الزوجية لهم ، وإذا أريد المدح أو الذم فينبغي أن يكون بحذر شديد لأجل التشويق له وحثه على مكارم الأخلاق وترك مساوئ الأخلاق .
9-غياب الوالدين :
إن ابتعاد الوالدين ومغيبهما أو أحدهما عن البيت يشكل خطراً كبيراً على تربية الأولاد والبنات وانعكاسه على الحياة الزوجية المستقبلية لهم .
10-الإفراط في العقوبة :
إن الإفراط في عقوبة الأطفال له انعكاس سلبي على حياتهم الزوجية .
11-الإفراط في المكافأة :
فكما أن الإفراط في العقوبة مضر فكذلك الإفراط في المكافأة والإغداق عليهم في الماديات مضرة أيضاً فلابد من التوازن .
12-تكرار العيوب :
إن تكرار عيوب الأطفال وعرضها في مناسبات شتى مما ينعكس على حياتهم المستقبلية .
13-التعيير بالعيوب :
كذلك من الخطأ تعيير الأطفال بعيوبهم الخَلْقِيّة أو الخُلُقيّة وأفعالهم .
14-الإفراط في الحريات :
ينبغي أن تكون الحريات مقيدة بالأحكام الشرعية ولا يجوز الإباحة المطلقة للأطفال بلا قيد ولا رادع ولا وازع ، فما يشاهده الطفل من مسلسلات أو مناظر أو في الأكل والشرب وبقية أفعاله ، يجب على الأبوين أن يخضعانها للأحكام الشرعية وإلا سوف تكون عائقاً عن الحريات الشرعية في المستقبل وتؤثر على حياتهم الزوجية .
15-الإفراط أو التفريط في الرغبات :
من الخطأ الإفراط في إرضاء رغبات الأولاد والبنات وتلبية جميع رغباتهم وعلى حساب أي طرف من الأطراف ، وكذلك من الخطأ التفريط في منعهم من رغباتهم بأن يمنعوا من كل شيء وعن حقوقهم المشروعة أو ما ينبغي أن يحقق لهم . فكل من الإفراط والتفريط في إرضاء الرغبات غير صحيح والأفضل حالة الوسطية .
َََََََََََََََََََََََََََََََ - - - - - - - - - - - - - - - -(54/256)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
الشقاق والنشور
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود(55/1)
ج - الضّرب غير المبرّح.
الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 2 / ص 3431)
وهذا التّرتيب واجب عند جمهور الفقهاء ، فلا ينتقل إلى الهجر إلاّ إذا لم يجد الوعظ ، هذا لقوله تعالى: «واللّاتي تخافون نشوزَهنّ فعِظُوهنّ واهجروهنّ في المضاجِع واضربوهنّ» .
جاء في المغني لابن قدامة: في الآية إضمار تقديره: واللّاتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ ، فإن نشزن فاهجروهنّ في المضاجع ، فإن أصررن فاضربوهنّ.
وذهب الشّافعيّة - في الأظهر من قولين عندهم - إلى أنّه يجوز للزّوج أن يؤدّبها بالضّرب بعد ظهور النّشوز منها بقول أو فعل ، ولا ترتيب على هذا القول بين الهجر والضّرب بعد ظهور النّشوز ، والقول الآخر يوافق رأي الجمهور.
ويجب أن يكون الضّرب غير مبرّح ، وغير مدم ، وأن يتوقّى فيه الوجه والأماكن المخوفة ، لأنّ المقصود منه التّأديب لا الإتلاف.
لخبر: « إنّ لكم عليهنّ ألاّ يوطئن فُرُشَكم أحداً تكرهونه ، فإنْ فعلنَ فاضربوهنّ ضرباً غير مبرّح » .
ويشترط الحنابلة ألاّ يجاوز به عشرة أسواط لحديث: « لا يجلد أحدٌ فوق عشرة أسواطٍ إلاّ في حدّ من حدود اللّه » ر: مصطلح « نشوز » .
«طرق تأديب الصّبيّ»
9 - يؤدّب الصّبيّ بالأمر بأداء الفرائض والنّهي عن المنكرات بالقول ، ثمّ الوعيد ، ثمّ التّعنيف ، ثمّ الضّرب ، إن لم تجد الطّرق المذكورة قبله ، ولا يضرب الصّبيّ لترك الصّلاة إلاّ إذا بلغ عشر سنين.
لحديث: « مروا أولادكم بالصّلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ، وفرّقوا بينهم في المضاجع » .
ولا يجاوز ثلاثاً عند الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة.
وهي أيضاً على التّرتيب ، فلا يرقى إلى مرتبة إذا كان ما قبلها يفي بالغرض وهو الإصلاح.
«تجاوز القدر المعتاد في التّأديب»
10 - اتّفق الفقهاء على منع التّأديب بقصد الإتلاف ، وعلى ترتّب المسئوليّة على ذلك ، واختلفوا في البلوغ بالتّأديب أو التّعزير مبلغ الحدّ.
وتفصيله في مصطلح « تعزير » .
«الهلاك من التّأديب المعتاد»
11 - اختلف الفقهاء أيضاً في حكم الهلاك من التّأديب المعتاد
فاتّفق الأئمّة الثّلاثة: أبو حنيفة ، ومالك ، وأحمد على أنّ الإمام لا يضمن الهلاك من التّأديب المعتاد ، لأنّ الإمام مأمور بالحدّ والتّعزير ، وفعل المأمور لا يتقيّد بسلامة العاقبة.
واختلفوا في تضمين الزّوج والوليّ ، إذا حصل التّلف من تأديبهما ولم يتجاوزا القدر المشروع.(55/2)
فذهب مالك وأحمد إلى أنّه لا ضمان على الزّوج والوليّ من التّلف الّذي ينشأ من التّأديب المعتاد.
وعند الحنفيّة يضمن الزّوج إذا أفضى تأديبه المعتاد إلى الموت ، لأنّ تأديب الزّوجة إذا تعيّن سبيلاً لمنع نشوزها مشروط بأن يكون غير مبرّح ، فإذا ترتّب عليه الموت تبيّن أنّه قد جاوز الفعل المأذون فيه ، فيجب عليه الضّمان.
ولأنّه غير واجب ، فشرط فيه سلامة العاقبة.
واختلف أبو حنيفة وصاحباه في تضمين الأب والجدّ والوصيّ ونحوهم: فذهب أبو حنيفة إلى أنّه يضمن الجميع إذا ترتّب على تأديبهم التّلف ، لأنّ الوليّ مأذون له بالتّأديب لا بالإتلاف ، فإذا أدّى إلى التّلف تبيّن أنّه جاوز الحدّ ، ولأنّ التّأديب قد يحصل بغير الضّرب كالزّجر وفرك الأذن.
وخلاصة رأي أبي حنيفة: أنّ الواجب لا يتقيّد بسلامة العاقبة ، والمباح يتقيّد بها ، ومن المباح ضرب الأب أو الأمّ ولدهما تأديباً ومثلهما الوصيّ ، فإذا أفضى إلى الموت وجب الضّمان ، وإن كان الضّرب للتّعليم فلا ضمان ، لأنّه واجب ، والواجب لا يتقيّد بسلامة العاقبة.
وذهب الصّاحبان إلى أنّه لا ضمان عليهم لأنّ التّأديب منهم فعل مأذون فيه لإصلاح الصّغير ، كضرب المعلّم ، بل أولى منه ، لأنّ المعلّم يستمدّ ولاية التّأديب من الوليّ ، والموت نتج من فعل مأذون فيه ، والمتولّد من فعل مأذون لا يعدّ اعتداءً فلا ضمان عليهم.
ونقل عن بعض الحنفيّة أنّ الإمام رجع إلى قول الصّاحبين.
وذهب الشّافعيّة إلى وجوب الضّمان في التّأديب وإن لم يتجاوز القدر المعتاد في مثله ، فإن كان ممّا يقتل غالباً ففيه القصاص على غير الأصل « الأب والجدّ » وإلاّ فدية شبه العمد على العاقلة ، لأنّه فعل مشروط بسلامة العاقبة ، إذ المقصود التّأديب لا الهلاك ، فإذا حصل به هلاك تبيّن أنّه جاوز القدر المشروع فيه ، ولا فرق عندهم بين الإمام وغيره ممّن أوتوا سلطة التّأديب ، كالزّوج والوليّ.
الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 2 / ص 6793)
12 - ذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى جواز أخذ الزّوج عوضاً من امرأته في مقابل فراقه لها سواء كان العوض مساوياً لما أعطاها أو أقلّ أو أكثر منه ما دام الطّرفان قد تراضيا على ذلك ، وسواء كان العوض منها أو من غيرها ، وسواء كان العوض نفس الصّداق أو مالاً آخر غيره أكثر أو أقلّ منه.
وذهب الحنابلة إلى أنّ الزّوج لا يستحبّ له أن يأخذ منها أكثر ممّا أعطاها بل يحرم عليه الأخذ إن عضلها ليضطرّها إلى الفداء.
وفصّل الحنفيّة فقالوا : إن كان النّشوز من جهة الزّوج كره له كراهة تحريم أخذ شيء منها ، لقوله تعالى : «وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً» .
ولأنّه أوحشها بالفراق فلا يزيد إيحاشها بأخذ المال ، وإن كان النّشوز من قبل المرأة لا يكره له الأخذ ، وهذا بإطلاقه يتناول القليل والكثير ، وإن كان أكثر ممّا أعطاها(55/3)
وهو المذكور في الجامع الصّغير ، لقوله تعالى : «فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ» .
وقال القدوريّ : إن كان النّشوز منها كره له أن يأخذ منها أكثر ممّا أعطاها وهو المذكور في الأصل « من كتب ظاهر الرّواية » لقوله صلى الله عليه وسلم « في امرأة ثابت بن قيس : أمّا الزّيادة فلا » .
وقد كان النّشوز منها ، ولو أخذ الزّيادة جاز في القضاء ، وكذلك إذا أخذ والنّشوز منه ، لأنّ مقتضى ما ذكر يتناول الجواز والإباحة ، وقد ترك العمل في حقّ الإباحة لمعارض ، فبقي معمولاً في الباقي.
الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 2 / ص 10834)
«ج - الاستمتاع بالزّوجة»
13 - من حقّ الزّوج على زوجته الاستمتاع بها ، إذ عقد النّكاح موضوع لذلك .
وقد ذهب الفقهاء إلى أنّه يجوز للرّجل أن ينظر إلى جميع بدن زوجته حتّى إلى فرجها .
قال الكاسانيّ : من أحكام النّكاح الصّحيح حلّ النّظر والمسّ من رأسها إلى قدميها حالة الحياة ، لأنّ الوطء فوق النّظر والمسّ ، فكان إحلاله إحلالاً للمسّ والنّظر من طريق الأولى. قال ابن عابدين : سأل أبو يوسف أبا حنيفة عن الرّجل يمسّ فرج امرأته وهي تمسّ فرجه ليتحرّك عليها هل ترى بذلك بأساً ؟ قال : لا ، وأرجو أن يعظم الأجر .
كما ذهب الفقهاء إلى أنّ للزّوج الاستمتاع بزوجته كلّ وقت على أيّ صفة كانت إذا كان الاستمتاع في القبل ، ولو كان الاستمتاع في القبل من جهة عجيزتها لقوله تعالى : « نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ » .
«منع الزّوج زوجته من كلّ ما يمنع من الاستمتاع أو كماله»
14 - لمّا كان من مقاصد عقد النّكاح الصّحيح هو استمتاع الزّوج بزوجته ، كان للزّوج أن يمنع زوجته من كلّ ما يمنع من الاستمتاع أو كماله .
ومن ثمّ فقد ذهب الفقهاء إلى أنّ للزّوج إجبار زوجته على الغسل من الحيض والنّفاس ، لأنّ ذلك يمنع الاستمتاع الّذي هو حقّ له ، فملك إجبارها على إزالة ما يمنع حقّه .
وصرّح الفقهاء بأنّ للزّوج أن يمنع زوجته من كلّ ما يمنع من كمال الاستمتاع ، قال الكمال بن الهمام : وله أن يمنعها من أكل ما يتأذّى من رائحته ، ومن الغزل .
وعلى هذا له أن يمنعها من التّزيّن بما يتأذّى بريحه ، كأن يتأذّى برائحة الحنّاء المخضرّ ونحوه ، وله ضربها بترك الزّينة إذا كان يريدها .
وفي الفتاوى الهنديّة : وله جبرها على التّطييب والاستحداد .
وصرّح الشّافعيّة والحنابلة بأنّ للزّوج أن يجبر زوجته على غسل ما تنجّس من أعضائها ليتمكّن من الاستمتاع بها ، وله منعها من لبس ما كان نجساً ، ولبس ما له رائحة كريهة ، وله إجبارها على التّنظيف بالاستحداد وقلم الأظافر وإزالة شعر الإبط والأوساخ سواء تفاحش أو لم يتفاحش ، وله منعها من أكل ما يتأذّى من رائحته كبصل وثوم ومن أكل ما يخاف منه حدوث مرض .(55/4)
«د - التّأديب عند النّشوز»
15 - من حقّ الزّوج على زوجته تأديبها عند النّشوز والخروج على طاعته ، لقوله تعالى : « وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً » .
وتفصيل ذلك في مصطلح : « تأديب ف 8 » ومصطلح : « نشوز » .
«هـ - عدم الإذن لمن يكره الزّوج دخوله»
16 - من حقّ الزّوج على زوجته ألاّ تأذن في بيته لأحد إلاّ بإذنه ، لما ورد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : « لا يحلّ للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلاّ بإذنه ، ولا تأذن في بيته إلاّ بإذنه » .
ونقل ابن حجر عن النّوويّ قوله : في هذا الحديث إشارة إلى أنّه لا يفتات على الزّوج بالإذن في بيته إلاّ بإذنه ، وهو محمول على ما لا تعلم رضا الزّوج به ، أمّا لو علمت رضا الزّوج بذلك فلا حرج عليها ، كمن جرت عادته بإدخال الضّيفان موضعاً معدّاً لهم سواء كان حاضراً أم غائباً فلا يفتقر إدخالهم إلى إذن خاصّ لذلك .
وحاصله أنّه لا بدّ من اعتبار إذنه تفصيلاً أو إجمالاً .
«و - عدم الخروج من البيت إلاّ بإذن الزّوج»
17 - من حقّ الزّوج على زوجته ألاّ تخرج من البيت إلاّ بإذنه لما روى ابن عبّاس رضي الله عنهما : « أنّ امرأةً أتت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول اللّه ما حقّ الزّوج على زوجته ؟ فقال : حقّه عليها ألاّ تخرج من بيتها إلاّ بإذنه ، فإن فعلت لعنتها ملائكة السّماء وملائكة الرّحمة وملائكة العذاب حتّى ترجع » .
وتفصيل ذلك في مصطلح : « زوج ف 5 ، 6 » .
«ز - الخدمة»
18 - اختلف الفقهاء في وجوب خدمة الزّوجة لزوجها :
فذهب الشّافعيّة والحنابلة وبعض المالكيّة إلى أنّه لا يجب على الزّوجة خدمة زوجها ، والأولى لها فعل ما جرت العادة به .
وذهب الحنفيّة إلى وجوب خدمة المرأة لزوجها ديانةً لا قضاءً .
وذهب المالكيّة إلى أنّه يجب على المرأة خدمة زوجها في الأعمال الباطنة الّتي جرت العادة بقيام الزّوجة بمثلها إلاّ أن تكون من أشراف النّاس فلا تجب عليها الخدمة ، إلاّ أن يكون زوجها فقير الحال .
وتفصيل ذلك في مصطلح : « خدمة ف 18 » .
«ح - السّفر بالزّوجة»
19 - من حقّ الزّوج على زوجته السّفر والانتقال بها من بلد إلى بلد ، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يسافرون بنسائهم .
واشترط الحنفيّة للسّفر بالزّوجة أن يكون الزّوج مأموناً عليها .
الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 2 / ص 12106)
«ما يسقط به القسم»(55/5)
26 - يسقط حقّ الزوجة في القسم بإسقاطها ويسقط بالنّشوز كما تسقط به النفقة .. وذلك باتّفاق الفقهاء ، ومن النّشوز أن تخرج بغير إذنه أو تمنعه من التمتّع بها .. قال الشافعية : ولو بنحو قبلة وإن مكنته من الجماع حيث لا عذر في امتناعها منه ، فإن عذرت كأن كان به صنان مستحكم - مثلاً - وتأذت به تأذّياً لا يحتمل عادةً لم تعد ناشزةً ، وتصدق في ذلك إن لم تدل قرينة قوية على كذبها .. وسقوط حقّ الناشزة في القسم لأنها بخروجها على طاعة زوجها وامتناعها منه رضيت بإسقاط حقّها في القسم .
ولا تستحقّ القسم زوجة صغيرة لا تطيق الوطء ، وكذا المجنونة غير المأمونة ، والمحبوسة ; لأن في إلزام زوجها بالقسم لها إضراراً به حيث يدخل الحبس معها ليوفيها قسمها ، والزوجة المسافرة لحاجتها وحدها بإذن زوجها .
ـــــــــــــــــــ
نشوز
التعريف
40 284 نشوز التعريف 1- النشوز في اللغة من النشز ، وهو المكان المرتفع ، كالنشاز والنشز ، يقال نشز الشيء نشزا ونشوزا ارتفع ، ونشزت المرأة تنشز عصت زوجها وامتنعت عليه . ويقال نشز به ومنه وعليه ، فهو ناشز ، وهي ناشز وناشزة ، والجمع نواشز . قال أبو إسحاق النشوز يكون بين الزوجين ، وهو كراهة كل واحد منهما لصاحبه ، واشتقاقه من النشز وهو ما ارتفع من الأرض ، ونشزت المرأة بزوجها على زوجها ارتفعت عليه وأبغضته وخرجت عن طاعته وفركته ، قال الله تعالى { واللاتي تخافون نشوزهن } نشوز المرأة استعصاؤها على زوجها ، ونشز هو عليها نشوزا كذلك ، وضربها وجفاها وأضر بها ، وفي التنزيل العزيز { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } والنشوز في الاصطلاح عرفه الحنفية بأنه خروج الزوجة من بيت زوجها بغير حق وعرفه المالكية والشافعية والحنابلة بأنه خروج الزوجة عن الطاعة الواجبة للزوج وصرح بعض الفقهاء بأن النشوز بمعناه الاصطلاحي يكون من الزوجة ولا عكس ، وصرح آخرون بأن النشوز كما يكون من الزوجة يكون من الزوج . قال الشرقاوي إن النشوز يكون من الزوجة ومن الزوج وإن لم يشتهر إطلاق النشوز في حق الرجل ، وقال البهوتي يقال نشزت المرأة على زوجها فهي ناشزة وناشز ، ونشز عليها زوجها جفاها وأضر بها
الألفاظ ذات الصلة
أ- الطاعة
40 285 الألفاظ ذات الصلة أ- الطاعة 2- الطاعة في اللغة الانقياد والموافقة ، وفي التهذيب طاع له إذا انقاد له ، فإذا مضى لأمره فقد أطاعه ، فإذا وافقه فقد طاوعه ، وطاوعت المرأة زوجها طواعية وفي الاصطلاح الطاعة هي موافقة الأمر طوعا . قال الراغب أكثر ما تقال الطاعة في الائتمار لما أمر والارتسام فيما رسم والصلة بين النشوز والطاعة التضاد .
ب- الإعراض(55/6)
ب- الإعراض 3- من معاني الإعراض في اللغة الصد ، يقال أعرض عن الشيء صد وولى ، وفي التنزيل العزيز { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض وناء بجانبه } ويقال أعرضت عنه أضربت ووليت عنه . قال الراغب العرض . خص بالجانب ، وعرض الشيء بدا عرضه ، وأعرض أظهر عرضه أي ناحيته ، فإذا قيل أعرض عني فمعناه ولى مبديا عرضه . ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي والصلة بين النشوز والإعراض أن الإعراض يكون أمارة من أمارات النشوز .
ج- البغض
ج- البغض 4- البغض هو الكره والمقت ، يقال بغض الشيء بغضا كرهه ومقته ، وأبغضه كذلك ، وبغض الشيء بغضا ، وبغض الشيء بغاضة وبغضة صار ممقوتا كريها ، وباغضه جزاه بغضا ببغض . والبغضاء شدة البغض ، قال البركتي وهي في القلب . وقال الراغب البغض نفار النفس عن الشيء الذي ترغب عنه ، وهو ضد الحب والصلة بين النشوز والبغض هي أن البغض سبب من أسباب النشوز ، وأمارة عليه .
الحكم التكليفي للنشوز
الحكم التكليفي للنشوز 5- ذهب الفقهاء إلى أن نشوز المرأة على زوجها حرام ، لما ورد في تعظيم حق الزوج على زوجته 40 286 ووجوب طاعتها له ، ومنه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -لامرأة " ( أذات زوج أنت ؟ قالت نعم ، قال انظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك ) " ، ولما روى عبد الرحمن بن عوف - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال " ( إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) " ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم " ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) " .
واستدل الفقهاء كذلك على حرمة نشوز المرأة على زوجها بما ورد من الوعيد الشديد لمن تنشز على زوجها ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم " ( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) " ، وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح ) "
وقد أخبر الله تعالى أن الصالحات من النساء قانتات أي مطيعات لأزواجهن ، وذلك بقوله تعالى { فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } قاله ابن عباس وغيره ، كما أخبر أنهن حافظات للغيب أي يحفظن أزواجهن في غيبتهم في أنفسهن وأموالهم بحفظ الله تعالى ومعونته وتسديده
وقال القرطبي قول الله تعالى { فالصالحات قانتات حافظات للغيب } هذا 40 287 خبر ، ومقصود الأمر بطاعة الزوج والقيام بحقه في ماله وفي نفسها في حال غيبة الزوج ، وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " ( خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك " ، قال ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم { الرجال قوامون على النساء } الآية )(55/7)
وقال ابن حجر الهيتمي عد النشوز كبيرة هو ما صرح به جمع ، أي من الفقهاء ، ولم يرد الشيخان بقولهما امتناع المرأة من زوجها بلا سبب كبيرة خصوصه ، بل نبها به على سائر صور النشوز
ما يكون به نشوز الزوجة
ما يكون به نشوز الزوجة 6- اختلف الفقهاء فيما يكون به على نشوز المرأة على زوجها ، ولهم في ذلك تفصيل . فقال الحنفية لا نفقة للناشزة لفوات التسليم من جهتها وهو النشوز ، والنشوز قد يكون في النكاح ، وقد يكون في العدة .
فأما النشوز في النكاح فهو أن تمنع نفسها من الزوج بغير حق خارجة من منزله ، بأن خرجت بغير إذنه وغابت أو سافرت ، فأما إذا كانت في منزله ومنعت نفسها فلها النفقة ؛ لأنها محبوسة لحقه منتفع بها ظاهرا وغالبا ، فكان معنى التسليم حاصلا .
وجاء في رد المحتار وشمل النشوز بخروجها من منزله الخروج الحكمي ، كأن كان المنزل لها فمنعته من الدخول عليها ، فهي كالخارجة ما لم تكن سألته النقلة - بأن قالت له حولني إلى منزلك ، أو اكتر لي منزلا فإني محتاجة إلى منزلي هذا آخذ كراءه - فلها النفقة حينئذ .
ولو كان في المنزل شبهة - كبيت السلطان - فامتنعت منه فهي ناشزة لعدم اعتبار الشبهة في زماننا ، بخلاف ما إذا خرجت من بيت الغصب لأن السكنى في المغصوب حرام ، والامتناع عن الحرام واجب ، بخلاف الامتناع عن الشبهة فإنه مندوب ، فيقدم عليه حق الزوج الواجب .
ولو سلمت نفسها بالليل دون النهار ، أو عكسه ، فلا نفقة لها لنقص التسليم ، قال في المجتبى وبه عرف جواب واقعة في زماننا أنه لو تزوج من المحترفات التي تكون بالنهار في مصالحها وبالليل عنده فلا نفقة لها ، قال في 40 288 النهر وفيه نظر ، وجهه - كما ذكر ابن عابدين - أنها معذورة لاشتغالها بمصالحها ، بخلاف المسألة المقيس عليها فإنها لا عذر لها فنقص التسليم منسوب إليها ، وإذا كان له منعها من ذلك فإن عصته وخرجت بلا إذن كانت ناشزة مادامت خارجة ، وإن لم يمنعها لم تكن ناشزة
والنشوز في العدة أن تخرج من بيت العدة مراغمة لزوجها ، أو تخرج لمعنى من قبلها . وقد روي أن فاطمة بنت قيس كانت تبذو على أحمائها ، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف " ( أن فاطمة بنت قيس أخبرته أنها كانت تحت أبي عمرو ابن حفص بن المغيرة فطلقها آخر ثلاث تطليقات ، فزعمت أنها جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تستفتيه في خروجها من بيتها ، فأمرها أن تنتقل إلى بيت ابن أم مكتوم الأعمى ، فأبى مروان أن يصدقه في خروج المطلقة من بيتها ، وقال عروة إن عائشة أنكرت ذلك على فاطمة بنت قيس ) " ، ولأن الإخراج كان لمعنى من قبلها ، فصارت كأنها خرجت بنفسها مراغمة لزوجها .
وقال المالكية مما يكون به نشوز الزوجة منعها زوجها من الوطء أو الاستمتاع - في المشهور - وخروجها بغير إذن زوجها لمحل تعلم أنه لا يأذن فيه أو لا يجب خروجها إليه ، وعجز الزوج عن منعها ابتداء ثم عن ردها لمحل طاعته ، فإن قدر(55/8)
على منعها ابتداء أو على ردها بصلحها أو بحاكم فلا تكون ناشزا ، ويكون النشوز كذلك بتركها حقوق الله تعالى كالغسل أو الصلاة أو صيام رمضان ، وبإغلاقها الباب دونه ، وبأن تخونه في نفسها أو ماله
وقال الشافعية مما يكون به نشوز الزوجة خروجها بغير إذن زوجها من المنزل لا إلى القاضي لطلب الحق منه ، ولا إلى اكتساب النفقة إذا أعسر بها الزوج ، ولا إلى استفتاء إن لم يكن زوجها فقيها ولم يستفت لها ، ولا إلى الطحن أو الخبز أو شراء ما لابد منه ، أو الخوف من انهدام المنزل ، أو جلاء من حولها من الجيران في غيبة الزوج ، أو انقضاء إجارة المنزل أو رجوع معيره ، 40 289 وكذا لو خرجت لحاجتها في البلد بإذنه كأن تكون بلانة أو ماشطة أو داية تولد النساء فلا تعتبر ناشزة بذلك .
وتكون الزوجة ناشزة كذلك بإغلاقها الباب في وجه زوجها ، وعدم فتحها الباب ليدخل وكان قفله منها ، وبمنعه من فتح الباب ، وحبسها زوجها ، ودعواها طلاقا ، وكونها معتدة عن غيره كوطء شبهة .
وتكون ناشزة بمنعها الزوج من الاستمتاع بها حيث لا عذر ، لا منعه من ذلك تدللا ، ويدخل في المنع من الاستمتاع الذي تنشز به المنع من نحو قبلة - وإن مكنته من الجماع - حيث لا عذر في امتناعها منه ، فإن عذرت كأن كان به صنان مستحكم - مثلا- وتأذت به تأذيا لا يحتمل لم تعد ناشزة ، وتصدق في ذلك إن لم تدل قرينة قوية على كذبها .
وقالوا إن شتم المرأة زوجها وإيذاءها له بنحو لسانها لا يكون نشوزا ، بل تأثم به وتستحق التأديب عليه .
ويكون النشوز كذلك إذا دعا الزوج نساءه إلى منزله الذي أعده لإتيانهن فيه فتمتنع إحداهن ، بخلاف ما لو دعا إحداهن لمنزل ضرتها فلا يعد امتناعها نشوزا ، ومحل كون امتناعها نشوزا عند دعائها لمنزله إن لم تكن شريفة ، وإلا فلا يعد نشوزا حيث كان منزله في بيت آخر ، فإن كان في البيت الذي هو فيه عد ذلك نشوزا .
وتعد الزوجة ناشزة إذا سافرت بدون زوجها بلا إذنه ، أو بإذن لغير حاجته بأن كان لحاجتها ، أو لحاجة أجنبي ، أو لحاجتهما ، أو لا لحاجة كنزهة .
ولو سافرت الزوجة مع الزوج - ولو بلا إذن - فلا تكون ناشزة إن لم ينهها ، فإن نهاها كانت ناشزة ، سواء أقدر على ردها أم لا ، نعم إن استمتع بها لا تكون بعد الاستمتاع بها ناشزة ؛ لأن استمتاعه بها رضا بمصاحبتها له .
ولو ارتحلت لخراب البلد وارتحل أهلها ، واقتصرت على قدر الضرورة لا تعد ناشزة . وقالوا من أمارات نشوز الزوجة قولا أن تجيب زوجها بكلام خشن بعد أن كانت تجيبه بكلام لين ، فلو كان الكلام الخشن عادتها لم يكن نشوزا إلا إن زاد .
40 290 ومن أمارات نشوزها فعلا أن يجد منها إعراضا وعبوسا ؛ لأنه لا يكون إلا عن كراهة ، وبذلك فارق السب والشتم لأنه قد يكون لسوء الخلق ، لكن للزوج تأديبها عليه ولو بلا حاكم
وقال الحنابلة أمارات النشوز مثل أن تتثاقل أو تتدافع إذا دعاها للاستمتاع ، ولا تصير إليه إلا بتكره ودمدمة ، أو تجيبه متبرمة متكرهة ، ويختل أدبها في حقه .(55/9)
ويكون نشوز الزوجة على زوجها بأن تعصيه فيما فرض الله عليها من طاعة ، وتمتنع من فراشه ، أو تخرج من منزله بغير إذنه
أثر النشوز على النفقة
أثر النشوز على النفقة 7- اختلف الفقهاء في سقوط نفقة الزوجة بنشوزها . فذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية على المشهور والشافعية والحنابلة والشعبي وحماد والأوزاعي وأبو ثور إلى أن الناشز لا نفقة لها ولا سكنى ؛ لأن النفقة إنما تجب في مقابلة تمكينها له ، بدليل أنها لا تجب قبل تسليمها إليه ، وإذا منعها النفقة كان لها منعه التمكين ، فإذا منعته التمكين كان له منعها من النفقة كما قبل الدخول .
وقال بعض المالكية إن النفقة لا تسقط بالنشوز ، واحتج لهم بأن نشوزها لا يسقط مهرها فكذلك نفقتها
وللفقهاء القائلين بسقوط النفقة بالنشوز تفصيل قال الحنفية لا نفقة للناشزة لفوات التسليم بمعنى من جهتها وهو النشوز . والنشوز عندهم نوعان نشوز في النكاح ونشوز في العدة ، وقد تقدم .
وتسقط بالنشوز النفقة المفروضة لا المستدانة في الأصح ، أي إذا كان لها عليه نفقة أشهر مفروضة ثم نشزت سقطت تلك الأشهر الماضية ، بخلاف ما إذا أمرها بالاستدانة فاستدانت عليه فإنها لا تسقط ، قال ابن عابدين وسقوط المفروضة منصوص عليه في الجامع ، أما المستدانة فذكر في الذخيرة أنه يجب أن يكون على الروايتين في سقوطها بالموت ، 40 291 والأصح منهما عدم السقوط، ومقتضى هذا أنها لو عادت إلى بيته لا يعود ما سقط، وهل يبطل الفرض فيحتاج إلى تجديده بعد العود إلى بيته أم لا؟ الظاهر عدم بطلانه، لأن كلامهم في سقوط المفروض لا الفرض .
واتفق المالكية على أن نفقة الناشز لا تسقط إذا كانت حاملا، لأن النفقة حيئذ للحمل، وكذا إذا كانت مطلقة رجعيا وخرجت بلا إذن، لأنه ليس له منعها من الخروج.
واختلفوا في سقوط نفقة الناشز في غير هاتين الحالتين
فقال بعضهم وهو الرواية المشهورة إن منعت المرأة زوجها الوطء أو الاستمتاع بغير عذر تسقط نفقتها عنه في اليوم الذي منعته فيه من ذلك.
وقالوا تسقط نفقتها أيضا إن خرجت من بيته أو من محل طاعته ظالمة بلا إذن ولم يقدر على ردها بنفسه أو رسوله أو حاكم ينصف، وكان خروجها إلى مكان معلوم ولم يقدر على منعها ابتداء، فإن قدر على منعها ولم يفعل لم تسقط نفقتها.
وقال بعض المالكية أن النفقة لا تسقط بالنشوز بعد التمكين وقد تقدم ذكر قولهم .
وقال الشافعية تسقط النفقة بنشوز- أي خروج- عن طاعة الزوج وإن لم تخرج من بيته أو قدر على تسلمها، ولو بمنع لمس أو نظر بنحو تغطية وجه لغير دلال بلا عذر، وتسقط نفقة كل يوم بالنشوز بلا عذر في كله، وكذا في بعضه في الأصح، قال القليوبي هو المعتمد، وكسوة الفصل كنفقة اليوم، ولا تعود بعودها للطاعة في بقية اليوم أو الليلة أو الفصل ما لم يستمتع بها على المعتمد.
ونشوز المجنونة والمزاهقة كالعاقلة البالغة، وإن كان لا إثم عليهما.(55/10)
ولو صرف الزوج لامرأته المؤن غير عالم بالنشوز ثم علم به فله الاسترداد، ولو تصرفت فيها لم يصح، لأنها باقية على ملكه.
وقال الأنصاري في سقوط نفقة اليوم كله بالنشوز في بعضه وإنما سقطت النفقة لها لأنها لا تتجزأ، بدليل أنها تسلم دفعة واحدة ولا تفرق غدوة وعشية .
40 292 وقال الحنابلة الناشز لا نفقة لها ولا سكنى، لأن النفقة إنما تجب في مقابلة تمكينها، بدليل أنها لا تجب قبل تسليمها إلى الزوج، فإذا منعها النفقة كان لها منعه من التمكين، فإذا منعته التمكين كان له منعها من النفقة كما قبل الدخول، وإذا كان له منها ولد فعليه نفقة ولده لأنها واجبة له فلا يسقط حقه بمعصيتها، وعلى الزوج أن يعطيها إياها إذا كانت هي الحاضنة له أو المرضعة له، وكذلك أجر إرضاعها يلزمه تسليمه إليها، لأنه أجر ملكته عليه بالإرضاع، لا في مقابلة الاستمتاع، ولا يزول بزواله .
عودة النفقة بترك النشوز
عودة النفقة بترك النشوز
8- ذهب الفقهاء القائلون بسقوط النفقة بالنشوز إلى أن الناشز إذا رجعت عن نشوزها وعادت إلى زوجها، عادت نفقتها لزوال المسقط لها. ولهم في ذلك تفصيل.
فقال الحنفية الناشز تسقط نفقتها حتى تعود إلى بيت الزوج ولو بعد سفر الزوج، فلو عادت إلى بيته بعدما سافر خرجت عن كونها ناشزة، فتستحق النفقة، فتكتب إليه لينفق عليها، أو ترفع أمرها للقاضي ليفرض لها عليه نفقة، أما لو أنفقت على نفسها بدون ذلك فلا رجوع لها، لأن النفقة لا تصير دينا إلا بالقضاء أو الرضا، فتسقط بالمضي بدون قضاء ولا تراض .
وقال الشافعية لا سكنى للمعتدة الناشزة، سواء أكان ذلك قبل طلاقها- كما صرح به القاضي وغيره- أم كان في أثناء العدة- كما صرح به المتولى - فإن عادت إلى الطاعة عاد حق السكنى- كما صرح به المتولى - وقيل إن نشزت على الزوج وهي في بيته فلها السكنى في العدة، وإن خرجت واستعصت عليه من كل وجه فلا سكنى لها، ويرجع بأجرة المسكن في مدة النشوز وإن كان لزوجها، وله إخراجها إذا نشزت، ويجب عودها إذا عادت.
ولو نشزت فخرجت من بيته بغير إذنه فغاب، ثم عادت بعد غيبته فأطاعته لم تجب نفقتها زمن الطاعة في الأصح لانتفاء التسليم والتسلم، ومقابل الأصح تجب لعودها إلى الطاعة، فإن رفعت الأمر إلى الحاكم كتب إلى حاكم بلده يعلمه بالحال، فإن عاد الزوج أو وكيله واستأنف تسلم الزوجة عادت النفقة، كان مضى زمن إمكان العود ولم يوجد عادت أيضا.
والحكم كذلك لو حصلت غيبة الزوج قبل النشوز.
40 293 ولو نشزت في البيت من غير خروج فغاب، ثم أطاعت، وجبت النفقة بمجرد إطاعتها- كمرتدة أسلمت - لأنه لم تخرج من يده .
وقال الحنابلة إذا سقطت نفقة المرأة لنشوزها فعادت عن النشوز والزوج حاضر عادت نفقتها، لزوال المسقط لها ووجود التمكين المقتضى لها، وإن كان غائبا لم تعد(55/11)
نفقتها حتى يعود التسليم بحضوره، أو حضور وكيله، أو حكم الحاكم بالوجوب إذا مضى زمن الإمكان.
وقالوا إن النفقة سقطت في النشوز بخروجها عن يده، أو منعها له من التمكين المستحق عليها، ولا يزول ذلك إلا بعودها إلى بيته وتمكينه منها، ولا يحصل ذلك في غيبته، ولذلك لو بذلت تسليم نفسها قبل دخوله بها في حال غيبته لم تستحق النفقة بمجرد البذل، كذا هنا
أثر النشوز في مدة الإيلاء
أثر النشوز في مدة الإيلاء
9- نص الشافعية على أنه إن وجد مانع الوطء في الزوجة المولى منها وهو حسي، كصغر ومرض يمنع كل منهما الوطء، منع ابتداء المدة، فإذا زال استؤنفت، وإن حدث مانع لوطء في أثناء مدة الإيلاء- كنشوزها فيها- قطعها لامتناع الوطء معه، فإذا زال الحادث استؤنفت المدة، إذ المطالبة مشروطة بالإضرار أربعة أشهر متوالية ولم توجد، وقيل تبنى على ما مضى ورجحه الإمام والغزالي .
وقال الحنابلة إن كان العذر المانع من وطئها من جهتها، كصغرها ومرضها وحبسها، وصيامها واعتكافها الفرضين، وإحرامها ونفاسها وغيبتها ونشوزها وجنونها ونحوه كالإغماء عليها، وكان ذلك العذر موجودا حال الإيلاء، فابتداء المدة من حين زواله، لأن المدة تضرب لامتناعه من وطئها، والمنع هنا من قبلها، وإن كان العذر طارئا في أثناء المدة استؤنفت الأربعة أشهر من وقت زواله، ولم تبن على ماض لقوله تعالى { تربص أربعة أشهر } وظاهره يقتضي أنها متوالية، فإذا انقطعت وجب استئنافها كمدة الشهرين في صوم الكفارة إن كان قد بقي من المدة التي حلف لا يطؤها فيها أكثر من أربعة أشهر، وإن لم يكن بقي منها أكثر من أربعة أشهر، بل أربعة فأقل، سقط حكم الإيلاء، كما لو حلف على ذلك 40 294 ابتداء، ولا تبنى على ما مضى إذا حدث عذر مما سبق، كمدة الشهرين في صوم الكفارة إذا انقطع التتابع يستأنفهما .
أثر النشوز في القسم للزوجة
أثر النشوز في القسم للزوجة
10- ذهب الفقهاء إلى أن نشوز الزوجة يسقط حقها في القسم لها مع سائر الزوجات، لأنها بنشوزها رضيت بإسقاط حقها في القسم، فإن عادت إلى المطاوعة استأنف الزوج القسم لها مع باقي زوجاته، ولم يقض لها مبيته عند ضرتها لسقوط حقها إذا ذاك .
إعطاء الناشزة من الزكاة
إعطاء الناشزة من الزكاة
11- نص الشافعية في الأصح على أن المرأة الناشزة على زوجها لا تعطى من الزكاة، لأنها ليست فقيرة لقدرتها على الطاعة حالا والرجوع عن النشوز، فتكون عندئذ مكفية بنفقة الزوج فلا يصدق عليها أنها فقيرة، لأنها باكتفائها بالنفقة من الزوج غير محتاجة، كالمكتسب كل يوم قدر كفايته.(55/12)
والثاني مقابل الأصح عندهم يجوز إعطاؤها من الزكاة نظرا إلى أنها لا مال لها ولا كسب، ويمنع تشبيهها بالمكتسب .
مشروعية تأديب الناشزة وولاية تأديبها
مشروعية تأديب الناشزة وولاية تأديبها
12- تأديب الزوجة الناشزة مشروع بقوله عز وجل { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } نزلت هذه الآية ( في سعد بن الربيع رضي الله تعالى عنه نشزت عليه امرأته فلطمها، فجاء بها أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أفرشته كريمتي فلطمها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اقتصي منه، وانصرفت مع أبيها لتقتص منه، فقال صلى الله عليه وسلم ارجعوا، هذا جبريل أتاني، وأنزل الله تعالى هذه الآية، فقال قيم أردنا أمرا وأراد الله أمرا، والذي أراد الله خير، ورفع القصاص ) " .
40 295 فالحق في تأديب الزوجة إن نشزت للأزواج في الجملة عند الفقهاء، ولهم في ذلك بيان
قال الحنفية ولاية التأديب للزوج إذا لم تطعه- أي الزوجة- فيما يلزم طاعته بأن كانت ناشزة، فله أن يؤدبها .
وقال المالكية إذا علم أن النشوز من الزوجة فإن المتولى لزجرها هو الزوج إن لم يبلغ نشوزها الإمام، أو بلغه ورجا إصلاحها على يد زوجها، وإلا فإن الإمام يتولى زجرها .
وقال القرطبي ولى الله تعالى الأزواج ذلك دون الأئمة، وجعله لهم دون القضاة بغير شهود ولا بينات ائتمانا من الله تعالى للأزواج على النساء .
وقال الشافعية جاز للزوج ضرب الناشزة، ولم يجب الرفع للحاكم لمشقته، ولأن القصد ردها إلى الطاعة كما أفاده قوله تعالى { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا } وخصص الزركشي ذلك بما إذا لم يكن بينهما عداوة، فإن كان بينهما عداوة تعين الرفع للحاكم .
وقال الحنابلة الزوج الذي له حق تأديب امرأته يمنع منه إذا علم منعه حقها حتى يؤديه وحتى يحسن عشرتها، لأنه يكون ظالما بطلبه حقه مع منعها حقها .
وللتفصيل انظر مصطلح ( تأديب ف 3،4،7، 8، وزوج ف 7 ).
ما يكون به التأديب للنشوز
ما يكون به التأديب للنشوز
13- اتفق الفقهاء على أن للزوج تأديب امرأته لنشوزها ، وعلى أن هذا التأديب يكون بالوعظ والهجر في المضجع والضرب، لقول الله عز وجل { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ }
ولهم بعد هذا الإجمال تفصيل في كل من الوعظ والهجر في المضجع والضرب، على النحو التالي(55/13)
أ- الوعظ
أ- الوعظ
14- الوعظ هو التذكير بما يلين القلب لقبول الطاعة واجتناب المنكر من الثواب والعقاب 40 296 المترتبين على طاعته ومخالفته.
وقد اتفق الفقهاء على مشروعية وعظ الرجل امرأته إن نشزت، أو ظهرت أمارات نشوزها، لقوله تعالى { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ }
ونص الشافعية على أن الوعظ- في الحالات التي يشرع فيها- مندوب إليه.
وقال الحنفية والمالكية إن الزوج يعظ امرأته إن نشزت فعلا.
وقال الشافعية والحنابلة إنه يعظها إذا ظهرت أمارات نشوزها.
وقال الفقهاء يعظها على الرفق واللين، بأن يقول لها كوني من الصالحات القانتات الحافظات للغيب، ولا تكوني من كذا وكذا، ويعظها بكتاب الله تعالى، ويذكرها ما أوجب الله عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة للزوج والاعتراف بالدرجة التي له عليها، ويحذرها عقاب الدنيا بالضرب وسقوط المؤن، وعقاب الآخرة بالعذاب، ويقول لها اتق الله في الحق الواجب لي عليك، ويبين لها أن النشوز يسقط القسم، فلعلها تبدى عذرا أو تتوب عما وقع منها بغير عذر، ويندب أن يذكر لها قول النبي صلى الله عليه وسلم " ( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) " ، وقوله صلوات الله وسلامه عليه " ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) " ، وما قاله ابن عباس رضي الله عنهما أيما امرأة عبست في وجه زوجها إلا قامت من قبرها مسودة الوجه ولا تنظر إلى الجنة.
ويستحب أن يبرها ويستميل قلبها بشيء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ( المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ) " .
وقالوا إن رجعت بالوعظ إلى الطاعة والأدب حرم ما بعد الوعظ من الهجر والضرب .
ب- الهجر
40 297 ب- الهجر
15- اتفق الفقهاء على أن مما يؤدب الرجل به امرأته إذا نشزت الهجر، لقوله تعالى { واهجروهن في المضاجع }
واختلفوا فيما يكون به الهجر المشروع ، وفي غايته.
فذهب الحنفية إلى أنه إذا وعظ الرجل امرأته، فإن نجعت فيها الموعظة وتركت النشوز وإلا هجرها، وقيل يخوفها بالهجر أولا والاعتزال عنها وترك الجماع والمضاجعة، فإن تركت وإلا هجرها، لعل نفسها لا تحتمل الهجر.
ثم اختلفوا في كيفية الهجر، قيل يهجرها بأن لا يجامعها ولا يضاجعها على فراشه، وقيل يهجرها بأن لا يكلمها في حال مضاجعته إياها، لا أن يترك جماعها ومضاجعتها، لأن ذلك حق مشترك بينهما، فيكون في ذلك من الضرر ما عليها، فلا يؤدبها بما يضر بنفسه ويبطل حقه، وقيل يهجرها بأن يفارقها في المضجع ويضاجع أخرى في حقها وقسمها، لأن حقها عليه في القسم في حال الموافقة وحفظ حدود الله(55/14)
تعالى لا في حال التضييع، وقيل يهجرها بترك مضاجعتها وجماعها لوقت غلبة شهوتها وحاجتها لا في وقت حاجته إليها، لأن هذا للتأديب والزجر، فينبغي أن يؤدبها لا أن يؤدب نفسه بامتناعه عن المضاجعة في حال حاجته إليها .
وقال المالكية الهجر أن يترك مضجعها، أي يتجنبها في المضجع فلا ينام معها في فراش، لعلها أن ترجع عما هي عليه من المخالفة، وهذا ما رواه ابن القاسم عن مالك واختاره ابن العربي وحسنه القرطبي .
وغاية الهجر المستحسن عند المالكية شهر، ولا يبلغ به الأربعة الأشهر التي ضرب الله أجلا عذرا للمولي .
وقال الشافعية إن نشزت الزوجة وعظها زوجها، ثم هجرها في المضجع لأن له أثرا ظاهرا في تأديب النساء، أما الهجران في الكلام فلا يجوز فوق ثلاثة أيام لحديث " ( لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ) " إلا أن قصد ردها أو إصلاح دينها، إذ الهجر- ولو دائما ولغير الزوجين- جائز لغرض شرعي كفسق 40 298 وابتداع وإيذاء وزجر وإصلاح.
والمراد بالهجر أن يهجر فراشها فلا يضاجعها فيه، وقيل هو ترك الوطء، وقيل هو أن يقول لها هجرا أي إغلاظا في القول.
وقال ابن حجر الهيتمي لا غاية له عند علمائنا، لأنه لحاجة صلاحها، فمتى لم تصلح تهجر وإن بلغ سنين، ومتى صلحت فلا هجر كما قال الله تعالى { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا }
وقال الحنابلة إن أظهرت المرأة النشوز هجرها زوجها في المضجع ما شاء، لقوله تعالى { واهجروهن في المضاجع } وقال ابن عباس لا تضاجعها في فراشك، وقد " ( هجر النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فلم يدخل عليهن شهرا ) " ، وهجرها في الكلام ثلاثة أيام لا فوقها لحديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق وللتفصيل (ر هجر ).
ج- الضرب
ج- الضرب
16- اتفق الفقهاء على أن مما يؤدب به الرجل زوجته عند نشوزها الضرب لقول الله تعالى { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ }
وللفقهاء تفصيل في كيفية الضرب وما يلزم توافره لمباشرته.
فاشترط الفقهاء في ضرب التأديب المشروع إن نشزت الزوجة أن يكون الضرب غير مدم ولا مبرح ولا شائن ولا مخوف، وهو الذي لا يكسر عظما ولا يشين جارحة كاللكزة ونحوها، لأن المقصود منه الصلاح لا غير.
وتابوا الضرب المبرح هو ما يعظم ألمه عرفا، أو ما يخشى منه تلف نفس أو عضو، أو ما يورث شيئا فاحشا، أو الشديد، أو المؤثر الشاق، قال بعضهم لعله من برح الخفاء إذا ظهر، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ( اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم(55/15)
عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح ) " .
40 299 ونص المالكية والشافعية على أن الناشزة إن لم تنزجر وتدع النشوز إلا بالضرب المبرح أو الخوف لم يجز لزوجها تعزيرها لا بالضرب المبرح ولا بغيره، قال الدردير لا يجوز الضرب المبرح ولو علم أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع فلها التطليق عليه والقصاص .
ونص الشافعية والحنابلة على تفصيل في هيئة الضرب
فقال الشافعية لا يضرب الزوج امرأته التي تحقق نشوزها على الوجه والمهالك ، قال ابن حجر الهيتمي في الحديث النهي عن ضرب الوجه، فعن معاوية القشيري رضي الله عنه قال " ( قلت يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ) " ، وقال الهيتمي لا تضرب إلا في البيت، ويفرقه على بدنها، ولا يواليه في موضع لئلا يعظم ضرره، وقالوا لا يبلغ ضرب حرة أربعين وغيرها عشرين .
وقال الحنابلة يجتنب الوجه تكرمة له، والبطن والمواضع المخوفة خشية القتل، والمواضع المستحسنة لئلا يشوهها، ويكون الضرب عشرة أسواط فأقل .
لقوله صلى الله عليه وسلم " ( لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ) " .
وقال الشافعية في الأوجه المعتمد عندهم والحنابلة في المذهب إن للزوج أن يؤدب زوجته إن نشزت بضربها بسوط أو عصا ضربا غير مبرح ولا مدم ولا شائن.
وقال المالكية وبعض الشافعية والحنابلة يؤدبها بضربها بالسواك ونحوه أو بمنديل ملفوف أو بيده، لا بسوط ولا بعصا ولا بخشب، لأن 40 300 المقصود التأديب .
ونص الشافعية والحنابلة على أن الزوج- إن جاز له الضرب لتأديب امرأته لنشوزها- فالأولى له العفو لأن الحق لنفسه ولمصلحته، قال الشافعية ترك الضرب بالكلية أفضل، وقال الحنابلة الأولى ترك ضربها إبقاء للمودة .
وفي ضرب المرأة للنشوز قال المالكية لم يأمر الله عز وجل في شيء من كتابه بالضرب صراحة إلا هنا- أي الضرب للتعزير على النشوز - وفي الحدود العظام، فساوى معصيتهن بأزواجهن بمعصية الكبائر.
وقال الشافعية ليس لنا موضع يضرب المستحق فيه من منعه حقه غير هذا، والرقيق يمتنع من حق سيده .
هل يشترط تكرار النشوز حتى يشرع الضرب
هل يشترط تكرار النشوز حتى يشرع الضرب
17 - اختلف الفقهاء في اشتراط تكرار نشوز المرأة لضربها
فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الضرب لتأديب الزوجة الناشزة مشروع بتحقق نشوزها ولو لأول مرة دون أن يتكرر النشوز، لظاهر قوله تعالى { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ } فتقديره واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، فإن نشزن فاهجرون في المضاجع واضربوهن، والخوف هنا(55/16)
بمعنى العلم كما في قوله تعالى { فمن خاف من موص جنفا أو إثما } والأولى بقاؤه على ظاهره، ولأن المرأة صرحت بنشوزها فكان لزوجها ضربها كما لو أصرت، ولأن عقوبات المعاصي لا تختلف بالتكرار وعدمه كالحدود.
ورجح الرافعي وأبو حامد والمحاملي وغيرهم من فقهاء الشافعية، وهو ظاهر كلام الخرقي من الحنابلة أنه إن تحقق نشوز الزوجة ولم يتكرر ولم يظهر إصرارها عليه لا يجوز ضربها، لأن الجناية لم تتأكد بالتكرار، ولأن المقصود زجرها عن المعصية في المستقبل، وما هذا سبيله يبدأ فيه بالأسهل .
واشترط المالكية والشافعية لمشروعية ضرب 40 301 الناشزة أن يعلم الزوج أو يغلب على ظنه أو يظن أن الضرب يفيد في تأديبها وردعها عن النشوز، فإن غلب على ظنه أنه لا يفيد لم يجز له ضربها ويحرم لأنه عقوبة مستغني عنها .
وقيد الزركشي ضرب الزوج امرأته الناشزة بنفسه لكفها عن النشوز وتأديبها بما إذا لم يكن بينهما عداوة، وإلا فيتعين الرفع إلى القاضي لتأديبها .
الضمان بضرب التأديب
الضمان بضرب التأديب
18- ذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن ضرب الرجل امرأته لنشوزها - بالقيود المنصوص عليها عندهم- هو ضرب تأديب يقصد منه الصلاح لا غير، فإن أفضى إلى تلف أو هلاك وجب الغرم والضمان، لأنه تبين أنه ضرب إتلاف لا إصلاح، ويضمن الزوج ما تلف بالضرب من نفس أو عضو أو منفعة، لأن ضرب التأديب مشروط بسلامة العاقبة.
وذهب الحنابلة إلى أن المرأة الناشزة إن تلفت من ضرب زوجها المشروع للتأديب على نشوزها فلا ضمان على الزوج لأنه مأذون فيه شرعا .
الترتيب في التأديب
الترتيب في التأديب
19- اختلف الفقهاء في التزام الزوج الترتيب في تأديب الزوجة حسب وروده في الآية الكريمة .
فذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية، والحنابلة وهو المذهب عندهم، وهو أيضا رأي عند الشافعية إلى أن تأديب الزوج امرأته لنشوزها يكون على الترتيب الوارد في الآية، فيبدأ بالوعظ ثم الهجر ثم الضرب، ولهم في ذلك تفصيل
قال الحنفية للزوج ولاية تأديب امرأته لنشوزها لكن على الترتيب، فيعظها أولا على الرفق واللين، فإن نجعت فيها الموعظة وإلا هجرها، وقيل يخوفها بالهجر أولا والاعتزال عنها وترك الجماع والمضاجعة، فإن تركت وإلا هجرها لعل نفسها لا تحتمل الهجر، فإن تركت النشوز وإلا ضربها، فإن نفع الضرب وإلا رفع 40 302 إلى القاضي.
والأصل فيه قول الله عز وجل { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ } فظاهر الآية وإن كان بحرف الواو الموضوعة للجمع لكن المراد منه الجمع على سبيل الترتيب، والواو تحتمل ذلك.(55/17)
وقالوا وسبيل هذا سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حق سائر الناس أن الآمر يبدأ بالموعظة على الرفق واللين دون التغليظ في القول، فإن قبلت وإلا غلظ القول به، فإن قبلت وإلا بسط يده فيه .
وقال المالكية يعظ الزوج من نشزت، ثم إذا لم يفد الوعظ هجرها في المضجع، ثم إذا لم يفد الهجر جاز له ضربها، ولا ينتقل لحالة حتى يظن أن التي قبلها لا تفيد، ويفعل ما عدا الضرب ولو لم يظن إفادته- بأن شك فيه لعله يفيد- لا إن علم عدم الإفادة، وأما الضرب فلا يجوز إلا إذا ظن إفادته لشدته، قال الدسوقي والحاصل أن الزوج يعظ زوجته إن جزم بالإفادة أو ظنها أو شك فيها، فإن جزم أو ظن عدمها هجرها إن جزم بالإفادة أو ظنها أو شك فيها، فإن جزم أو ظن عدمها ضربها إن جزم بالإفادة أو ظنها، لا إن شك فيها .
وقال الحنابلة، وهو المذهب إذا ظهر من الزوجة أمارات النشوز وعظها، فإن رجعت إلى الطاعة والأدب حرم الهجر والضرب لزوال مبيحهما، وإن أصرت هجرها في المضجع ما شاء، وهجرها في الكلام ثلاثة أيام لا فوقها، فإن أصرت ولم ترتدع بالهجر فله أن يضربها بعد الهجر في الفراش وتركها من الكلام ثلاثة أيام .
وذهب الشافعية وفي رواية عن أحمد إلى أن للزوج أن يؤدب زوجته بما يراه من طرق التأديب الواردة في الآية دون مراعاة الترتيب. قال النووي مراتب تأديب الزوجة ثلاث
إحداها أن يوجد منها أمارات النشوز قولا أو فعلا، بأن تجيبه بكلام خشن بعد أن كان لينا، أو يجد منها إعراضا وعبوسا بعد طلاقة ولطف، ففي هذه المرتبة، يعظها ولا يضربها ولا يهجرها.
الثانية أن يتحقق نشوزها، لكن لا يتكرر، ولا يظهر إصرارها عليه، فيعظها ويهجرها، وفي جواز الضرب قولان، رجح الشيخ أبو حامد والمحاملي المنع، ورجح صاحبا المهذب والشامل الجواز.
40 303 قال النووي رجح الرافعي في " المحرر " المنع، والموافق لظاهر القرآن الجواز وهو المختار.
الثالثة أن يتكرر وتصر عليه، فله الهجران والضرب بلا خلاف، هذه هي الطريقة المعتمدة في المراتب الثلاث. وحكى ابن كج قولا في جواز الهجران والضرب عند خوف النشوز، لظاهر الآية، وحكى الحناطي في حالة ظهور النشوز، ثلاثة أقوال. أحدها له الوعظ والهجران والضرب، والثاني يتخير بينها ولا يجمع. والثالث يعظها، فإن لم تتعظ هجرها، فإن لم تنزجر ضربها .
اختلاف الزوجين في النشوز
اختلاف الزوجين في النشوز
20- اختلف الفقهاء فيمن يؤخذ بقوله منهما عند اختلافهما في وقوع النشوز.
فنص الحنفية على أنه إذا اختلف الرجل وامرأته في وقوع النشوز أو عدم وقوعه، فادعاه الرجل وأنكرته المرأة، فالقول لها في عدم النشوز بيمينها حيث لا بينة له وكانت في بيته، قال ابن عابدين وهذا ظاهر لو كان الاختلاف في نشوز في الحال،(55/18)
أما لو ادعى عليها سقوط النفقة المفروضة في شهر ماض- مثلا- لنشوزها فيه فالظاهر أن القول لها أيضا لإنكارها موجب الرجوع عليها، ولو ادعت أن خروجها إلى بيت أهلها كان بإذنه وأنكر، أو ثبت نشوزها ثم ادعت أنه بعده بشهر- مثلا- أذن لها بالمكث هناك هل يكون القول لها أم لا؟ لم أره، والظاهر الثاني لتحقق المسقط .
وقال المالكية إن ادعت الزوجة منع الوطء أو الاستمتاع لعذر وأكذبها الزوج أثبتته بشهادة امرأتين، وهذا فيما لا يطلع عليه الرجال، وأما ما يطلع عليه الرجال فلا يثبت إلا بشاهدين كخروجها بلا إذن، ولا يقبل قول الزوج هي تمنعني من وطئها حيث قالت لم أمنعه وإنما المانع منه، لأنه يتهم على إسقاط حقها في النفقة.
وقالوا إن ضربها، فادعت العداء وادعى الأدب فإنها تصدق، وحينئذ يعزره الحاكم على ذلك العداء ما لم يكن الزوج معروفا بالصلاح، وإلا قبل قوله .
وقال صاحب مغني المحتاج من الشافعية لو ضربها وادعى أنه بسبب نشوز وادعت عدمه، ففيه احتمالان في المطلب قال والذي يقوى في 40 304 ظني أن القول قوله، لأن الشرع جعله وليا في ذلك، والولي يرجع إليه في مثل ذلك، أما بالنسبة لسقوط شيء من حقها فلا، وهذا إذا لم تعلم جراءته وتعديه، وإلا لم يصدق وصدقت هي، وقيد الشرقاوي تصديقه بيمينه .
ونص الحنابلة على أنه إن اختلف الزوجان في نشوزها بعد الاعتراف بالتسليم فالقول قولها، لأن الأصل عدم ذلك .
نشوز الزوج أو إعراضه
نشوز الزوج أو إعراضه
21- ذهب الفقهاء إلى أن المرأة إن خافت من زوجها نشوزا أو إعراضا لرغبته عنها، إما لمرض بها أو كبر أو دمامة أو غير ذلك، فلا بأس أن تضع عنه بعض حقوقها تسترضيه بذلك، لقوله تعالى { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا } ولما ورد عن عائشة رضي الله تعالى عنها في هذه الآية قالت "الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها، فتقول أجعلك من شأني في حل، فنزلت هذه الآية في ذلك " .
قال الحنفية هذه الآية دالة على وجوب القسم بين النساء إذا كانت تحته جماعة، وعلى وجوب الكون عندها إذا لم تكن عنده إلا واحدة واستدلوا بأن كعب بن سور قضى بأن لها يوما من أربعة أيام بحضرة عمر رضي الله عنه فاستحسنه وولاه قضاء البصرة ، وأباح الله أن تترك حقها من القسم وأن تجعله لغيرها من نسائه، وعموم الآية يقتضي جواز اصطلاحهما على ترك المهر والنفقة والقسم وسائر ما يجب لها بحق الزوجية، إلا أنه إنما يجوز لها إسقاط ما وجب من النفقة للماضي، فأما المستقبل فلا تصح لبراءة منه، وكذلك لو أبرأت من الوطء لم يصح إبراؤها وكان لها المطالبة بحقها منه، وإنما يجوز بطيب نفسها بترك المطالبة بالنفقة وبالكون عندها، فأما أن تسقط ذلك في المستقبل بالبراءة منه فلا، ولا يجوز أيضا أن يعطيها عوضا على ترك حقها من القسم أو الوطء، لأن ذلك أكل مال بالباطل، أو ذلك حق لا يجوز أخذ العوض عنه، لأنه لا يسقط مع وجود السبب الموجب له وهو عقد النكاح .(55/19)
40 305 وقال القرطبي من المالكية قال علماؤنا أنواع الصلح كلها مباحة في هذه النازلة، بأن يعطي الزوج على أن تصبر هي، أو تعطي هي على أن يؤثر الزوج، أو على أن يؤثر ويتمسك بالعصمة، أو يقع الصلح على الصبر والأثرة من غير عطاء، فهذا كله مباح .
وقال الشافعية لو كان الرجل لا يتعدى على امرأته، وإنما يكره صحبتها لكبر أو مرض أو نحوه، ويعرض عنها فلا شيء عليه، ويسن لها استعطافه بما يحب، كأن تسترضيه بترك بعض حقها، كما تركت سودة نوبتها لعائشة رضي الله تعالى عنهما لما خافت أن يطلقها صلى الله عليه وسلم حديث " ( أن سودة تركت نوبتها لعائشة رضي الله عنها .. ) " ، كما أنه يسن له إذا كرهت صحبته لما ذكر أن يستعطفها بما تحب من زيادة النفقة ونحوها .
وقال الحنابلة إن خافت امرأة نشوز زوجها وإعراضه عنها لكبر أو غيره كمرض أو دمامة، فوضعت عنه بعض حقوقها أو كل حقوقها، تسترضيه بذلك جاز، لأنه حقها وقد رضيت بإسقاطه، وإن شاءت رجعت في ذلك في المستقبل، ولا رجوع لها في الماضي، وإن شرطا مالا ينافي نكاحا لزم وإلا فلا، فلو صالحت المرأة زوجها على ترك شيء من نفقتها أو قسمها، أو على ذلك كله جاز، فإن رجعت فلها ذلك، قال أحمد في الرجل يغيب عن امرأته فيقول لها إن رضيت على هذا وإلا فأنت أعلم، فتقول قد رضيت، فهو جائز، فإن شاءت رجعت .
تعدي الزوج
تعدي الزوج
22- ذهب الفقهاء إلى أن الزوج لو تعدى على زوجته فإن الحاكم أو القاضي يكفه عن ذلك.
ونص جمهور الفقهاء على أن للقاضي أو الحاكم أن يعزر الزوج، ولهم بعد ذلك تفصيل
قال الحنفية لو كانت الزوجة في منزل الزوج وليس معها أحد يساكنها، فشكت إلى القاضي أن الزوج يضربها ويؤذيها، سأل القاضي جيرانها، فإن أخبروا بما قالت- وهم قوم صالحون- فالقاضي يؤدبه ويأمره بأن يحسن إليها، ويأمر جيرانه أن يتفحصوا عنها، وإن لم يكن والجيران قوما صالحين أمره القاضي أن يحولها إلى جيران صالحين، فإن أخبروا القاضي بخلاف ما قالت أقرها هناك 40 306 ولم يحولها .
وقال المالكية لو تعدى الزوج على الزوجة لغير موجب شرعي بضرب أو سب ونحوه، وثبت ببينة أو إقرار زجره الحاكم بوعظ فتهديد، فإن لم ينزجر بالوعظ ضربه إن ظن إفادته في زجره ومنعه، وإلا فلا، وهذا إذا اختارت البقاء معه فإن لم يثبت وعظه فقط دون ضرب .
وقال الشافعية لو منع الرجل امرأته حقا لها كقسم ونفقة ألزمه القاضي توفيته إذا طلبته لعجزها عنه، بخلاف نشوزها فإن للزوج إجبارها على الفاء حقه لقدره، فإن لم يكن الزوج مكلفا أو كان محجورا عليه ألزم وليه توفيته.(55/20)
فإن أساء خلقه وآذاها بضرب أو غيره بلا سبب نهاه عن ذلك، ولا يعزره، فإن عاد إليه وطلبت تعزيره من القاضي عزره بما يليق به لتعديه عليها، وإنما لم يعزره في المرة الأولى وإن كان القياس جوازه إذا طلبته قال السبكي لعل ذلك لأن إساءة الخلق تكثر بين الزوجين، والتعزير عليها يورث وحشة بينهما، فيقتصر أولا على النهي لعل الحال يلتئم بينهما، فإن عاد عزره وأسكنه بجنب ثقة يمنع الزوج من التعدي عليها .
وقال الغزالي ويحال بينهما حتى يعود إلى العدل، ولا يعتمد قوله في العدل، وإنما يعتمد قولها وشهادة القرائن.
وفصل الإمام فقال إن ظن الحاكم تعديه ولم يثبت عنده لم يحل بينهما، وإن تحققه أو ثبت عنده وخاف أن يضربها ضربا مبرحا- لكونه جسورا- حال بينهما حتى يظن أنه عدل، إذ لو لم يحل بينهما واقتصر على التعزير لربما بلغ منها مبلغا لا يستدرك .
وقال الحنابلة إذا وقع بين الزوجين شقاق نظر الحاكم، فإن بان له أنه من المرأة فهو نشوز، وإن بان أنه من الرجل أسكنهما إلى جنب ثقة يمنعه من الإضرار بها والتعدي عليها .
تعدي كل من الزوجين على الآخر
تعدي كل من الزوجين على الآخر
23- ذهب الفقهاء إلى أنه إذا ادعى كل من الزوجين أن صاحبه تعدى عليه، فإن أمرهما يرفع إلى القاضي فينظره، ويأمر فيه بما يمنع الاعتداء ويزجر المتعدي، وإلا نصب حكمين للنظر في الشقاق ومحاولة الإصلاح بينهما، وذلك على التفصيل الآتي
40 307 قال الحنفية إذا اختلف الزوجان وادعى الزوج النشوز، وادعت هي عليه ظلمه وتقصيره في حقوقها، حينئذ يبعث الحاكم حكما من أهله وحكما من أهلها ليتوليا النظر فيما بينهما، ويردا إلى الحاكم ما يقفان عليه من أمرهما، وإنما يوجه الحكمان ليعظا الظالم منهما وينكرا عليه ظلمه وإعلام الحاكم بذلك ليأخذ هو على يده .
وقال المالكية إن ثبت تعدي كل من الزوجين على صاحبه- عند الحاكم- وعظهما ثم ضربهما باجتهاده، فإن لم يثبت عنده ذلك فالوعظ فقط، وسكنها بين قوم صالحين إن لم تكن بينهم، فإن كانت بينهم من أول الأمر فإنهم يوصون على النظر في حالهما ليعلم من عنده ظلم منهما، وإن أشكل الأمر بعث الحاكم حكمين من أهلهما .
وقال الشافعية إن قال كل من الزوجين إن صاحبه متعد عليه وأشكل الأمر بينهما، تعرف القاضي الحال الواقعة بينهما بثقة واحد تخبرهما ويكون جارا لهما، فإن لم يتيسر أسكنهما في جنب ثقة يتعرف حالهما ثم ينهي إليه ما يعرفه، وإذا تبين له حالهما منع الظالم من عوده لظلمه، وطريقه في الزوج ما سلف في " تعدي الزوج " وفي الزوجة بالزجر والتأديب كغيرها.
واكتفي هنا بثقة واحد تنزيلا لذلك منزلة الرواية، لما في إقامة البينة عليه من العسر، قال الشربيني الخطيب وظاهر هذا أنه لا يشترط في الثقة أن يكون عدل(55/21)
شهادة بل يكفي عدل الرواية، ولهذا قال الزركشي والظاهر من كلامهم اعتبار من تسكن النفس بخبره، لأنه من باب الخبر لا الشهادة.
وقالوا إن اشتد الشقاق بينهما، بأن استمر الخلاف والعداوة، ودام التساب والتضارب، وفحش ذلك، بعث القاضي حكما من أهله وحكما من أهلها .
وقال الحنابلة إذا وقع بين الزوجين شقاق نظر الحاكم، فإن بان من كل واحد منهما تعد، أو ادعى كل واحد منهما أن الآخر ظلمه، أسكنهما إلى جانب من يشرف عليهما ويلزمهما الإنصاف، فإن لم يتهيأ ذلك وتمادى الشر بينهما، وخيف الشقاق عليهما والعصيان، بعث الحاكم احكما من أهله وحكما من أهلها .
التحكيم عند الشقاق بين الزوجين
40 308 التحكيم عند الشقاق بين الزوجين
24- ذهب الفقهاء إلى أنه إذا اشتد خلاف الزوجين، وأشكل أمرهما، ولم يدر ممن الإساءة منهما، وخيف الشقاق بينهما إلى حد يؤدي إلى ما حرم الله من المعصية والظلم، فإن التحكيم بينهما يكون مشروعا بقوله الله عز وجل { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا }
ومشروعية التحكيم في الشقاق بين الزوجين قال بها الفقهاء، اتباعا للحكم الذي جاءت به الآية السابقة، وعملا به.
وقد بسط الفقهاء أحكام التحكيم بين الزوجين في مسائل، منها
أ- الحال التي يبعث عندها الحكمان
أ- الحال التي يبعث عندها الحكمان
25- ذهب الفقهاء إلى أن الزوجة إن نشزت ولم يجد في تأديبها وكفها عن النشوز الضرب أو ما يسبقه من وسائل التأديب والردع، فإن الزوج يرفع أمرها إلى القاضي ليوجه إليهما الحكمين.
وكذلك إذا أشكل الأمر بين الزوجين، ولم يدر ممن الإساءة منهما، واستمر الإشكال بعد إسكانها بين قوم صالحين، أو كانت بينهم ابتداء، أو لم يمكن السكنى بينهم، أو إذا اشتد الخلاف والشقاق والعداوة بينهما، ودام التساب والتضارب وفحش ذلك، وتمادى الشر بينهما وخشى أن يخرجهما إلى العصيان بعث القاضي الحكمين .
ب- الخطاب ببعث الحكمين وحكمه
ب- الخطاب ببعث الحكمين وحكمه
26- ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الخطاب ببعث الحكمين في قول الله عز وجل { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا } للحكام والأمراء، لأنهم الذين ينظرون بين الخصمين ويمنعون من التعدي والظلم.
وقيل الخطاب للأولياء، وقيل للزوجين، فيكون للأولياء وللزوجين إقامة حكمين للحكم بين الرجل وامرأته، ويكون حكمهما كحكم من عينهما القاضي لذلك .
40 309 ونص جمهور فقهاء المالكية والشافعية على أن بعث الحكمين واجب على الحاكم أو القاضي، لأن آية بعث الحكمين محكمة غير منسوخة، فالعمل بها واجب، ولأنه من باب دفع الظلامات، وهو من الفروض العامة على القاضي، "قال(55/22)
الشربيني الخطيب صححه في زيادة الروضة ، وجزم به الماوردي ، وقال الأذرعي ظاهر نص الأم الوجوب.
ونص الأم هو قال الشافعي فإذا ارتفع الزوجان المخوف شقاقهما إلى الحاكم فحق عليه أن يبعث حكما من أهله وحكما من أهلها .
ج- كون الحكمين من أهل الزوجين
ج- كون الحكمين من أهل الزوجين
27- ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن كون الحكمين من أهل الزوجين مستحب غير مستحق، لكنه الأولى لقول الله تعالى { فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها } ولأنهما أشفق وأعلم بالحال، ويجوز أن يكونا من غير أهلهما، لأن القرابة لا تشترط في الحاكم ولا في الوكيل، فكان الأمر بذلك إرشادا واستحبابا .
وقال المالكية يكون الحكمان من أهل الزوجين- حكم من أهله وحكم من أهلها- إن أمكن، لأن الأقارب أعرف ببواطن الأمور، وأقعد بأحوال الزوجين، وأطيب للإصلاح، ونفوس الزوجين أسكن إليهما، فيبرزان لهما ما في ضمائرهما من الحب والبغض وإرادة الفرقة أو الصحبة، ولا يجوز بعث أجنبيين مع إمكان الأهلين، فإن بعثهما مع الإمكان فالظاهر نقض حكمهما، لأن ظاهر الآية أن كونهما من أهلهما مع الوجدان واجب شرط.
فإن لم يكن كونهما معا من الأهل، بل واحد فقط من أهل أحدهما والآخر أجنبي فقال اللخمي يضم لأهل أحدهما أجنبي، وقال ابن الحاجب يتعين كونهما أجنبيين وترك القريب لأحدهما، قال الدسوقي لئلا يميل القريب لقريبه.
وندب كونهما جارين في بعث الأهلين إن أمكن والأجنبيين إن لم يمكن.
وقال القرطبي فإن لم يوجد من أهلهما من يصلح لذلك فيرسل من غيرهما .
وقال الجصاص إنما أمر الله تعالى بأن يكون أحد الحكمين من أهلها والآخر من أهله لئلا 40 310 تسبق الظنة إذا كانا أجنبيين بالميل إلى أحدهما، فإذا كان أحدهما من قبله والآخر من قبلها زالت الظنة، وتكلم كل واحد منهما عمن هو من قبله .
د- شروط الحكمين
د- شروط الحكمين
28- ذهب الفقهاء إلى أنه يشترط في الحكمين العدالة والفقه بأحكام النشوز، واختلفوا في اشتراط الذكورة والحرية، وذلك في الجملة، ولهم تفصيل
قال المالكية شرط الحكمين الذكورة والرشد والعدالة والفقه بما حكما فيه، وبطل حكم غير العدل- وهو الفاسق والصبي والمجنون - بإبقاء أو بطلاق بغير مال أو بمال في خلع، وبطل حكم سفيه- وهو المبذر في الشهوات ولو مباحة على المذهب- وحكم امرأة، وحكم غير فقيه بأحكام النشوز ما لم يشاور العلماء فيما يحكم به، فإن حكم بما أشاروا به عليه كان حكمه نافذا .
وقال الشافعية يشترط في الحكمين التكليف والإسلام والحرية والعدالة والاهتداء إلى المقصود بما بعثا له، وذلك على القولين الأظهر في المذهب وهو أنهما وكيلان، ومقابله وهو أنهما حاكمان، وإنما اشترط فيهما ذلك من القول بأنهما وكيلان لتعلق(55/23)
وكالتهما بنظر الحاكم كما في أمينه، ولا يشترط فيهما الذكورة على الأظهر في المذهب، قال القليوبي وتندب وتشترط على القول الثاني .
وقال الحنابلة الحكمان لا يكونان إلا عاقلين بالغين عدلين مسلمين، لأن هذه من شروط العدالة، سواء قلنا هما حاكمان أو وكيلان، لأن الوكيل إذا كان متعلقا بنظر الحاكم لم يجز أن يكون إلا عدلا كما لو نصب وكيلا لصبي أو مفلس، ويكونان ذكرين لأنه مفتقر إلى الرأي والنظر، قال القاضي ويشترط كونهما حرين لأن العبد عنده لا تقبل شهادته فتكون الحرية من شروط العدالة، قال ابن قدامة والأولى أن يقال إن كانا وكيلين لم تعتبر الحرية لأن توكيل العبد جائز، وإن كانا حكمين اعتبرت الحرية لأن الحاكم لا يجوز أن يكون عبدا، ويعتبر أن يكونا عالمين بالجمع والتفريق لأنهما يتصرفان في ذلك فيعتبر علمهما به .
هـ- صفة الحكمين وصلاحيتهما
هـ- صفة الحكمين وصلاحيتهما
29- ذهب الحنفية وهو الأظهر عند الشافعية 40 311 والصحيح من المذهب عند الحنابلة إلى أن الحكمين وكيلان عن الزوجين، لا يبعثان إلا برضاهما وتوكيلهما ولا يملكان التفريق إلا بإذنهما .
وقال المالكية وهو مقابل الأظهر عند الشافعية والرواية الثانية عن أحمد إنهما حاكمان يفعلان ما يريان أنه المصلحة، وكلهما الزوجان أو لم يوكلاهما .
وهذا في الجملة ولكل منهم تفصيل
30- قال الحنفية الحكمان وكيلان للزوجين، أحدهما وكيل المرأة والآخر وكيل الزوج، كذا روي عن علي رضي الله تعالى عنه، فقد جاء رجل وامرأته بينهما شقاق إلى علي رضي الله عنه، مع كل واحد منهما فئام من الناس فقال علي رضي الله عنه ابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها، ثم قال للحكمين تدريان ما عليكما؟ عليكما إن رأيتما أن تجمعا أن تجمعا، وإن رأيتما أن تفرقا أن تفرقا، قالت المرأة رضيت بكتاب الله بما علي فيه، قال الرجل أما الفرقة فلا، فقال علي رضي الله عنه كذبت والله، لا ينقلب حتى يقر بمثل الذي أقرت به، فأخبر علي رضي الله تعالى عنه أن قول الحكمين إنما يكون برضا الزوجين.
وقالوا ليس للحكمين أن يفرقا إلا أن يرضى الزوجان، وذلك لأنه لا خلاف أن الزوج لو أقر بالإساءة إليها لم يفرق بينهما ولم يجبره الحاكم على طلاقها قبل تحكيم الحكمين، وكذلك لو أقرت المرأة بالنشوز لم يجبرها الحاكم على خلع ولا على رد مهرها، فإذا كان كذلك حكمهما قبل بعث الحكمين فكذلك بعد بعثهما لا يجوز إيقاع الطلاق من جهتهما من غير رضا الزوج وتوكيله ولا إخراج المهر عن ملكها من غير رضاها، فلذلك لا يجوز خلعهما إلا برضا الزوجين، ولأن الحاكم لا يملك التفريق فكيف يملكه الحكمان، وإنما هما وكيلان لهما في الخلع أو في التفريق.
وقالوا إن الحكمين لا يملكان التفريق إلا برضا الزوجين بالتوكيل، ولا يكونان حكمين إلا بذلك، ثم ما حكما بعد ذلك من شيء فهو جائز، وكيف يجوز للحكمين أن يخلعا بغير رضاه ويخرجا المال عن ملكها وقد قال الله تعالى { وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ(55/24)
اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ } 40 312 وقال تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ } فمنع كل أحد أن يأكل مال غيره إلا برضاه، وقال عز وجل { وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ } فأخبر سبحانه وتعالى أن الحاكم وغيره سواء في أنه لا يملك أخذ مال أحد ودفعه إلى غيره، فثبت بذلك أن الحاكم لا يملك أخذ مالها ودفعه إلى زوجها، ولا يملك القاع طلاق على الزوج بغير توكيله ولا رضاه 31- وقال المالكية للحكمين التفريق بين الزوجين، وتفريقهما جائز على الزوجين، وكلهما الزوجان بذلك أو لم يوكلاهما، ويكون طلاقا بائنا ولو لم يكن خلعا بأن كان بلا عوض، وينفذ وإن لم يرض الزوجان به بعد إيقاعه- وأما قبله فللزوجين الذين أقاما الحكمين بدون رفع للحاكم الرجوع- وينفذ حكم الحاكمين إن لم يرض به الحاكم، أو خالف حكم قاضي البلد، وسواء أكانا مقامين من جهة الحاكم أم من جهة الزوجين، لأن طريقهما الحكم لا الشهادة ولا الوكالة، لأن الله تعالى قال { فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها } وهذا نص من الله سبحانه بأنهما قاضيان لا وكيلان ولا شاهدان، وللوكيل اسم في الشريعة ومعنى، وللحكم اسم في الشريعة ومعنى، فإذا بين الله كل واحد منهما فلا ينبغي أن يركب معنى أحدهما على الآخر، وقد روي من
حديث ابن سيرين عن عبيدة - الذي سبق ذكره في استدلال الحنفية- أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال للحكمين "أتدريان ما عليكما؟ عليكما إن رأيتما أن تفرقا فرقتما" فلو كانا وكيلين أو شاهدين لم يقل لهما أتدريان ما عليكما؟ إنما كان يقول أتدريان بما وكلتما؟ .
ولا يلزم طلاق أوقعه الحكمان بأكثر من طلقة، ولا يجوز لهما ايقاع الأكثر ابتداء لأنه خارج عن معنى الإصلاح الذي بعثا له فللزوج رد الزائد، قال الآبي وفي المدونة ولا يفرقان بأكثر من واحدة وهي بائنة فإن حكما به سقط.
وإن طلق أحد الحكمين واحدة وطلق الآخر اثنتين أو ثلاثا لزمت طلقة واحدة لاتفاق الحكمين على الواحد .
وإن طلق الحكمان، واختلفا في كون الطلاق بالمال للزوج من الزوجة أو كونه بلا مال ، بأن 40 313 قال أحدهما طلقتها بمال، وقال الآخر طلقتها بلا مال، أو قال أحدهما طلقناها معا بمال وقال الآخر بلا مال، فإن لم تلتزم الزوجة المال فلا طلاق يلزم الزوج، ويعود الحال كما كان، وإن التزمته وقع وبانت منه.
ويجب على الحكمين- كما قال الدسوقي - أن يأتيا للحاكم الذي أرسلهما فيخبراه بما فعلاه ليحتاط علمه بالقضية، فإذا أخبراه وجب إمضاؤه من غير تعقب كان خالف مذهبه، بأن يقول حكمت بما حكمتما به.
وإذا أقام الزوجان حكمين بدون رفع إلى الحاكم، جاز للزوجين أن يرجعا عن التحكيم ويعزلا الحكمين ما لم يستوعبا الكشف عن حال الزوجين ويعزما على الحكم بالطلاق، أما إن استوعباه وعزما على ذلك فلا عبرة برجوع من رجع منهما عن التحكيم، ويلزمهما ما حكما به، سواء رجع أحدهما أو رجعا معا، وظاهره ولو رضيا بالبقاء على الزوجية، وهو ظاهر الموازية ، وقال ابن يونس ينبغي إذا رضيا معا بالبقاء أن لا يفرق بينهما.(55/25)
وقال الدردير مفهوم ذلك أنهما لو كانا موجهين من الحاكم فليس- أي للزوجين- الإقلاع عن التحكيم ولو لم يستوعب الحكمان الكشف عن حال الزوجين .
32- وقال الشافعية الحكمان وكيلان عن الزوجين في الأظهر لأن الحال قد يؤدي إلى الفراق، والبضع حق الزوج والمال حق الزوجة، وهما رشيدان فلا يولى عليها في حقهما، ولأن الطلاق لا يدخل تحت الولاية إلا في المولى وهو خارج عن القياس، وعلى هذا يشترط رضا الزوجين ببعث الحكمين، فيوكل الزوج إن شاء حكمه بطلاق وقبول عوض خلع، وتوكل الزوجة إن شاءت حكمها ببذل عوض للخلع وقبول طلاق به، ويفرق الحكمان بينهما إن رأياه صوابا.
ولا يجوز لوكيل في طلاق أن يخالع ، لأن ذلك إن أفاده مالًا فوت عليه الرجعة، كما لا يجوز لوكيل في خلع أن يطلق مجانا .
وإن اختلف رأي الحكمين بعث القاضي اثنين غيرهما حتى يجتمعا على شيء، فإن عجزا أيضا أدب القاضي الظالم منهما وأخذ حق الآخر منه.
ومقابل الأظهر عند الشافعية أن الحكمين 40 314 حاكمان موليان من الحاكم قال الخطيب واختاره جمع، لأن الله تعالى سماهما في الآية حكمين، والوكيل مأذون ليس بحكم، وعلى هذا القول لا يشترط رضا الزوجين ببعثهما، ويحكمان بما يرياه مصلحة من الجمع والتفريق، وإذا رأى حكم الزوج الطلاق استقل به ولا يزيد على طلقة، وإن رأى الخلع ووافقه حكمها تخالعا ولم لم يرض الزوجان .
33- وعند الحنابلة اختلفت الرواية عن أحمد في الحكمين
ففي إحدى الروايتين عنه أنهما وكيلان للزوجين، لا يرسلان إلا برضاهما وتوكيلهما، ولا يملكان التفريق إلا بإذنهما، لأن البضع حقه والمال حقها، وهما رشيدان فلا يجوز لغيرهما التصرف فيه إلا بوكالة منهما أو ولاية عليهما، وهذه الرواية هي الصحيح من المذهب كما قال المرداوي .
والرواية الثانية أنهما حاكمان، ولهما أن يفعلا ما يريان من جمع وتفريق بعوض وبغير عوض، ولا يحتاجان إلى توكيل الزوجين ولا رضاهما، لقول الله تعالى { فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها } فسماهما حكمين، ولم يعتبر رضا الزوجين، ثم قال { إن يريدا إصلاحًا } فخاطب الحكمين بذلك.
وقال الحنابلة إن قلنا هما وكيلان فلا يفعلان شيئا حتى يأذن الرجل لوكيله فيما يراه من طلاق أو صلح، وتأذن المرأة لوكيلها في الخلع والصلح على ما يراه، ولا يصلح الإبراء من الحكمين لأنهما لم يوكلا فيه إلا في الخلع خاصة من وكيل المرأة فقط فتصح براءته عنها، لأن الخلع لا يصح إلا بعوض، فتوكيلها فيه إذن في المعاوضة ومنها الإبراء.
وإن قلنا إنهما حاكمان فإنهما يمضيان ما يريانه فن طلاق وخلع، فينفذ ذلك عليهما رضياه أو أبياه .
و- إقامة حكم واحد
و- إقامة حكم واحد
34- اختلف الفقهاء في إقامة حكم واحد بين الزوجين في حال الشقاق(55/26)
فقال المالكية للزوجين إقامة حكم واحد من غير رفع للحاكم يكون عدلا رشيدا ذكرا فقيها بما بعث له، ويفعل ذلك الحكم ما يفعله الحكمان من الإصلاح أو التطليق بغير مال أو بمال.
40 315 واختلفوا في حكم إقامة الوليين على الزوجين المحجورين حكما واحدا على الصفة المطلوبة من العدالة والرشد والذكورة والفقه، ويكون أجنبيا منهما، فقال اللخمي يجوز ذلك، وقال الباجي لا يجوز، والأظهر- كما قال الدسوقي - القول بالجواز، وعلى القول بمنع إقامة حكم واحد فإنه لو أقيم وحكم بشيء لم ينقض حكمه .
وعند الشافعية قال الرملي لا يكفى حكم واحد، بل لا بد من اثنين ينظران في أمرهما بعد اختلاء حكم كل به ومعرفة ما عنده.
وقال الخطيب اقتضى كلام المصنف- النووي - عدم الاكتفاء بحكم واحد وهو الأصح، لظاهر الآية، ولأن كلا من الزوجين يتهمه ولا يفشي إليه سره .
ز- ما ينبغي للحكمين
ز- ما ينبغي للحكمين
35- ذهب الفقهاء إلى أن على الحكمين أن يصلحا بين الزوجين ما استطاعا ، فإن أعياهما الصلح رفعا الأمر إلى الحاكم أو فرقا بين الزوجين، وهذا في الجملة ولهم تفصيل
قال الحنفية يبعث الحكمان إلى الزوجين للصلح بينهما، فإن أعياهما الصلح وعظا الظالم منهما، وأنكرا عليه ظلمه، وأعلما الحاكم بذلك ليأخذ على يده .
وقال المالكية يجب على الحكمين في أول الأمر أن يصلحا بين الزوجين بكل وجه أمكنهما لأجل الألفة وحسن العشرة، وذلك بأن يخلو كل واحد منهما بقريبه ويسأله عما كره من صاحبه، ويقول له إن كان لك حاجة في صاحبك رددناه لما تختار معه.
فإن تعذر الإصلاح نظر الحكمان فإن تبين أن الإساءة من الزوج طلقا عليه بلا خلع، أي بلا مال يأخذانه منها له لظلمه.
وإن كانت الإساءة منها ائتمناه عليها وأقراها عنده- إن رأياه صلاحا- وأمراه بالصبر وحسن المعاشرة، أو خالعا له بنظرهما في قدر المخالع به ولو زاد على الصداق، إن أحب الزوج الفراق أو علما أنها لا تستقيم معه.
وإن كانت الإساءة من كل من الزوجين فهل يتعين على الحكمين عند العجز عن الإصلاح الطلاق بلا خلع إن لم ترض الزوجة بالمقام معه، أو لهما أن يخالعا بالنظر على شيء يسير منها له؟ قال خليل وعليه الأكثر- أي على الخلع 40 316 بالنظر وعليه أكثر من شراح المدونة - وقال الشبرخيتي إن الأول- وهو الطلاق بلا خلع- هو الذي عليه الأكثر.
وقال الآبي نقلا عن ابن عرفة في كيفية التفرقة عبارات، قال الباجي وإن كانت الإساءة من الزوجين فرق الحكمان على بعض الصداق فلا يستوعباه له، وعليه بعض أهل العلم، رواه محمد عن أشهب ، قال محمد وهو معنى قوله تعالى { فلا جناح عليهما فيما افتدت به } وقال ابن فتحون إن لم يقدرا على الصلح فرقا بشيء(55/27)
من الزوجة له، أو إسقاطه عنه، أو على المتاركة دون أخذ وإسقاط، ولا ينبغي أن يؤخذ لها منه شيء، وتبعه المتيطي .
وعلى الحكمين أن يأتيا الحاكم فيخبراه بما حكما به .
وقال الشافعية ينظر الحكمان في أمر الزوجين بعد اختلاء حكمه به وحكمها بها ومعرفة ما عندهما في ذلك، ولا يخفى حكم عن حكم شيئا إذا اجتمعا، ويصلحان بينهما أو يفرقان بطلقة إن عسر الإصلاح، ويلزم كلا من الحكمين أن يحتاط، فلو قال الزوج لوكيله خذ مالي منها وطلقها، أو طلقها على أن تأخذ مالي منها اشترط تقديم أخذ المال على الطلاق، وكذا لو قال خذ مالي منها وطلقها- كما نقله في الروضة عن تصحيح البغوي وأقره- لأن الوكيل يلزمه الاحتياط فيلزمه ذلك وإن لم تكن الواو للترتيب، فإن قال طلقها ثم خذ مالي منها جاز تقديم أخذ المال لأنه زيادة خير، قال الأذرعي وكالتوكيل من جانب الزوج فيما ذكر التوكيل من جانب الزوجة، كأن قالت خذ مالي منه ثم اختلعني .
وقال الحنابلة ينبغي للحكمين أن ينويا الإصلاح، لقول الله تعالى { إن يريدا صالحا يوفق الله بينهما } وأن يلطفا القول، وأن ينصفا، ويرغبا، ويخوفا، ولا يخصا بذلك أحدهما دون الآخر ليكون أقرب للتوفيق بينهما .
ح- غياب أحد الزوجين أو جنونه
ح- غياب أحد الزوجين أو جنونه
36- ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه لو غاب الزوجان أو أحدهما بعد التحكيم لم ينقطع نظر الحكمين، ولو جن الزوجان أو أحدهما انقطع 40 317 نظر الحكمين، وذلك في الجملة، ولهم تفصيل
قال الشافعية على القول الأظهر بأن الحكمين وكيلان إن أغمى على أحد الزوجين أو جن ولو بعد استعلام الحكمين رأيه لم ينفذ أمرهما، لأن الوكيل ينعزل بالإغماء والجنون، وإن أغمي على أحدهما أو جن قبل البعث لم يجز بعث الحكمين، وإن غاب أحدهما بعد بعث الحكمين نفذ أمرهما كما في سائر الوكلاء .
وقال الحنابلة لو غاب الزوجان أو أحدهما لم ينقطع نظر الحكمين على الرواية الأولى- باعتبارهما وكيلين، وهي الصحيح من المذهب كما سبق- وينقطع على الرواية الثانية التي تعتبرهما حاكمين، وقيل لا ينقطع نظرهما على الرواية الثانية باعتبارهما حاكمين.
ولو جن الزوجان أو أحدهما انقطع نظرهما على الرواية الأولى، ولم ينقطع على الثانية، لأن الحاكم يحكم على المجنون، قال المرداوي هذا هو الصحيح من المذهب وعليه جماهير الأصحاب، وأضاف قوله وجزم المصنف في المغني بأن نظرهما ينقطع أيضا على الرواية الثانية لأنه لا يتحقق معه بقاء الشقاق.
وقال ابن قدامة إن غاب الزوجان أو أحدهما بعد بعث الحكمين جاز للحكمين إمضاء رأيهما إن قلنا إنهما وكيلان لأن الوكالة لا تبطل بالغيبة، وإن قلنا إنهما حاكمان لم يجز لهما إمضاء الحكم لأن كل واحد من الزوجين محكوم له وعليه، والقضاء للغائب لا يجوز إلا أن يكونا قد وكلاهما فيفعلان ذلك بحكم التوكيل لا بالحكم، وإن كان أحدهما قد وكل جاز لوكيله فعل ما وكله فيه مع غيبته.(55/28)
وإن جن أحدهما بطل حكم وكيله، لأن الوكالة تبطل بجنون الموكل وان كان حاكما لم يجز له الحكم، لأن من شرط ذلك بقاء الشقاق وحضور المتداعيين ولا يتحقق ذلك مع الجنون .
ط- امتناع الزوجين من توكيل الحكمين
ط- امتناع الزوجين من توكيل الحكمين
37- ذهب الشافعية في الأظهر والحنابلة في الصحيح من المذهب إلى أن الحكمين وكيلان عن الزوجين، فلا يرسل الحكمان إلا برضا الزوجين وتوكيلهما، وإن لم يرض الزوجان 40 318 ببعثهما أو امتنعا من توكيلهما لم يجبرا على ذلك، لكن لا يزال الحاكم يبحث حتى يظهر له من الظالم من الزوجين فيردعه ويستوفى منه الحق للمظلوم إقامة للعدل والإنصاف .
الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 69 / ص 2)
من لا نفقة لها من الزوجات
7 - بعض الزوجات لا تجب لها النفقة في مال زوجها على تفصيل عند الفقهاء .
قال الحنفية لا نفقة لكل امرأة جاءت 41 39 الفرقة من قبلها بمعصية كالردة والزنا بالأصول أو الفروع ، أو تقبيل ابن الزوج بشهوة ، وكذا النشوز .
ويرى المالكية أن من موانع النفقة النشوز ومنع الوطء والاستمتاع ، ويعدون الخروج بغير إذن الزوج نشوزا مانعا من النفقة على المشهور من مذهبهم تغليبا لحق الاستمتاع في وجوبها على حق العقد ، وكذا العدة من طلاق بائن ، فالمعتدة من طلاق بائن لا نفقة لها إذا كانت حائلا ، أما إذا كانت حاملا فلها النفقة ما دام الولد حيا ، فإن مات انقطعت نفقتها ، كما لا نفقة لحمل ملاعنة بنفيه ، ولا لحمل أمة زوجها حر ، لأنه اجتمع في حقه موجبان من موجبات النفقة الولادة والملك ، فاستحق النفقة بأقوى الموجبين وهو الملك وسقط الموجب الآخر .
والقاعدة عندهم إذا اجتمع موجبان من موجبات النفقة لشخص أخذ نفقة واحدة بأقوى الموجبين .
وعند الشافعية تسقط النفقة بالنشوز والصغر وبالخروج للعبادة غير المفروضة أو الصوم أو الاعتكاف بغير إذن وبالطلاق . البائن ما لم تكن حاملا .
ويرى الحنابلة عدم استحقاق الزوجة للنفقة إن لم تسلم نفسها لزوجها أو تعرض عليه ، أو كانت مما لا يوطأ مثلها لصغر لعدم وجود التمكين من الاستمتاع من جهتها ، وكذا الحكم لو سافرت بغير إذنه لغير واجب أو انتقلت من منزله لخروجها من قبضته وطاعته ، فأشبهت الناشز .
الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 112 / ص 56)
ب- حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى زَوْجَتِهِ فِي الْوَطْءِ: 40 - ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ لِلزَّوْجِ أَنْ يُطَالِبَ زَوْجَتَهُ بِالْوَطْءِ مَتَى شَاءَ إِلَّا عِنْدَ اعْتِرَاضِ أَسْبَابٍ شَرْعِيَّةٍ مَانِعَةٍ مِنْهُ كَالْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَالظِّهَارِ وَالْإِحْرَامِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَإِنْ طَالَبَهَا بِهِ وَانْتَفَتِ الْمَوَانِعُ الشَّرْعِيَّةُ وَجَبَتْ عَلَيْهَا الِاسْتِجَابَةُ [213] . قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تُطِيعَهُ إِذَا طَلَبَهَا إِلَى الْفِرَاشِ، وَذَلِكَ فَرْضٌ وَاجِبٌ عَلَيْهَا [214] . وَقَدْ عَدَّ الذَّهَبِيُّ وَالرَّافِعِيُّ وَالنَّوَوِيُّ وَابْنُ الرِّفْعَةِ وَالْهَيْتَمِيُّ وَغَيْرُهُمُ امْتِنَاعَ الْمَرْأَةِ عَنْ فِرَاشِ زَوْجِهَا إِذَا دَعَاهَا بِلَا عُذْرٍ شَرْعِيٍّ(55/29)
ضَرْبًا مِنَ النُّشُوزِ، وَكَبِيرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ، وَذَلِكَ لِوُرُودِ الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ فِيهِ [215] . وَمِمَّا وَرَدَ فِي ذَلِكَ: مَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ" [216] . وَمَا وَرَدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِذَا < 39 > بَاتَتِ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ" [217] وَمَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَتَأْبَى عَلَيْهِ،إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي
السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا" [218] . وَفِيمَا ذُكِرَ مِنَ الْأَحَادِيثِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ امْتِنَاعِ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا إِذَا أَرَادَهَا، وَلَا خِلَافَ فِيهِ [219] . أَمَّا الرَّجُلُ فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْإِجَابَةُ إِذَا دَعَتْهُ الْمَرْأَةُ لِلْوَطْءِ لِأَنَّهُ لَوْ أُجْبِرَ الرِّجَالُ عَلَى إِجَابَتِهِنَّ لَعَجَزُوا، إِذْ لَا تُطَاوِعُهُمُ الْقُوَى فِي كُلِّ آنٍ عَلَى إِجَابَتِهِنَّ، وَلَا يَتَأَتَّى لَهُمْ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْوَالِ لِضَعْفِ الْقُوَى وَعَدَمِ الِانْتِشَارِ، وَالْمَرْأَةُ يُمْكِنُهَا التَّمْكِينُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ. إِلَّا أَنْ يَقْصِدَ الرَّجُلُ بِالِامْتِنَاعِ مُضَارَّتَهَا فَيَحْرُمُ عَلَيْهِ ذَلِكَ [220]
الموسوعة الفقهية1-45 كاملة - (ج 113 / ص 53)
الأمر الثاني: ولاية الزوج التأديبية:
80 ـ ذهب أهل العلم إلى أن من أحكام عقد النكاح ولاية الزوج على تأديب زوجته إذا استعصت عليه وترفعت عن مطاوعته ومتابعته فيما يجب عليها من ذلك، لقوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً)(190).
فيعظها أولاً بالرفق واللين، لعلها تقبل الموعظة فتدع النشوز، فإن لم ينفع معها ذلك هجرها في المضجع، فإن أصرت على البغض والعصيان ضربها ضرباً غير مبرح بالقدر الذي يصلحها له ويحملها على توفية حقه.
والتفصيل في (نشوز ف 12ـ19).
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... النشوز : استخفاف المرأة بزوجها وعصيانه
تاريخ الفتوى : ... 10 جمادي الأولى 1422 / 31-07-2001
السؤال
فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، السؤال هو : ماهو نشوز المرأة ، ومتى نطلق هذه الكلمة عليها . وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فنشوز النساء هو: استعلاؤهن على أزواجهن وارتفاعهن وعصيانهن ، وعدم طاعتهن ، فيما تلزم طاعتهم فيه، بغضا منهن وإعراضا عنهم. وأصل النشوز: الارتفاع ومنه قيل للمكان المرتفع من الأرض نشز ونشاز وتطلق هذه الكلمة على المرأة إذا كانت مخالفة لزوجها فيما يأمرها به، وكانت معرضة عنه غير طائعة له مستعلية عليه، مستخفة بحقه. ومن النشوز أذنها في بيته لمن يكرهه وخروجها من(55/30)
البيت بغير إذنه وصور النشوز كثيرة وضابطها أنها كل أمر ترتكبه الزوجة على غير رضى من زوجها بشرط أن لا يكون الشارع قد أمرها به أو أذن لها فيه. والواجب في هذا أن يذكرها زوجها بالله ويخوفها وعيده لارتكابها ما حرم الله جل وعلا عليها من معصية زوجها ، فإن لم يجد معها ذلك فليهجرها في المضجع ، فإن لم يصلحها ذلك فله أن يضربها ضربا غير مبرح ، قال الله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرون في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيراً) . [النساء : 34] .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل للزوج ضرب زوجته إذا سبته أو تطاولت عليه
تاريخ الفتوى : ... 02 صفر 1428 / 20-02-2007
السؤال
هل يجوز للرجل أن يضرب زوجته إذا تجاوزت عليه بالكلام؟ أفتونا جزاكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتجاوز المرأة على زوجها بالكلام كالشتم ونحوه تأثم عليه الزوجة، وللزوج تأديبها عليه، لكن لا تعتبر به الزوجة ناشزا، بحيث تعامل معاملة الناشز، قال في فتوحات الوهاب من الشافعية: فمن خرجت عن طاعة زوجها كأن خرجت من مسكنه بغير إذنه أو لم تفتح له الباب ليدخل أو لم تمكنه من نفسها لا تستحق قسما كما لا تستحق نفقة. اهـ
قال في الشرح: خرج بذلك ضربها له وشتمها فلا يعد نشوزا. اهـ
وقال في مغني المحتاج من الشافعية: والنشوز هو الخروج من المنزل بغير إذن الزوج.. وكمنعها الزوج من الاستمتاع ولو غير الجماع لا منعها له منه أي الاستمتاع تدللا ولا الشتم له ولا الإيذاء له باللسان أو غيره بل تأثم به وتستحق التأديب عليه. اهـ
وهل يرفع الأمر إلى الحاكم ليقوم بتأديبها أم يؤدبها بنفسه وجهان عند الشافعية أصحها أن له أن يؤدبها بنفسه، ففي حاشية قليوبي وعميرة على المنهاج للنووي قال: لو صدر منها شتم له وبذاءة لسان فهل له تأديبها أو يرفع الأمر إلى الحاكم وجهان أصحهما ما في زوائد الروضة أن له ذلك لأن في رفعها إلى الحاكم مشقة وعارا وجزم به الرافعي في باب التعزير.
فإذا تقرر أن له تأديبها وأنه يقوم بذلك بنفسه على الأصح فله أن يؤدب بالضرب.
قال زكريا الأنصاري رحمه الله في أسنى المطالب: لو حلف لا يضربها إلا بواجب فشتمته فضربها بالخشب مثلا لم تطلق لضربه لها بواجب إذ المراد بالواجب ما تستحق الضرب عليه تأديبا. انتهى بتصرف يسير، وقد نص علماء الحنفية على أن له ذلك.
قال في غمز عيون البصائر شرح الاشباه والنظائر: للزوج أن يضرب زوجته على أربع وما بمعناها على ترك الزينة بعد طلبها، وعلى عدم إجابتها إلى فراشه وهي(55/31)
طاهرة من الحيض والنفاس، وعلى خروجها من منزله بغير إذنه بغير حق، وعلى ترك الصلاة في رواية.
قال في الشرح: وليس في كلام المصنف رحمه الله ما يقتضي أنه ليس له ضربها في غير هذه الأربعة ولهذا قال الولوالجي في فتاواه: للزوج أن يضرب زوجته على أربعة أشياء وما في معناها، ففي قوله: وما في معناها إفادة عدم الحصر، فما في معناها ما إذا ضربت جارية زوجها غيرة ولم تتعظ بوعظه فله ضربها كذا في القنية وينبغي أن يلحق به ما إذا ضربت الولد الذي لا يعقل عند بكائه لأن ضرب الدابة إذا كان ممنوعا فهذا أولى ومنه ما إذا شتمته أو مزقت ثيابه أو أخذدت لحيته أو قالت له: يا حمار يا أبله يا بغلة أو لعنته.
تنبيه: إنما يجوز الضرب إن أفاد ضربها في ظنه وإلا فلا يضربها كما صرح به الإمام وغيره، ولا يأتي بضرب مبرح ولا على الوجه والمهالك، وعبر في الأنوار بالوجوب في ذلك، وهو ظاهر والأولى له العفو عن الضرب وخبر النهي عن ضرب النساء محمول على ذلك أو على الضرب بغير سبب يقتضيه. اهـ قاله في مغني المحتاج على الشرح المنهاج.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... زوجة تاركة للصلاة تخرج وتتبرج دون إذن وعلم زوجها
تاريخ الفتوى : ... 11 رجب 1426 / 16-08-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل
أنا متزوج منذ حوالي سنة وأنعم علي الله بالهداية إلى صراطه المستقيم كما بسط لي في الرزق و الحمد لله .
أعلمكم شيخنا أني متزوج من عائلة لا تملك إلا هذه البنت فأصبحوا يتدخلون في كل صغيرة و كبيرة حيث إن زوجتي أصبحت لا تطيق البيت فتطلب مني كل يومين أن آخذها إلى والديها بحجة أنها تحس بالملل و الفراغ.
كما أعلمكم أنها لا تصلي وأنا ألح دائما على الصلاة و أذكرها بالموت والوقوف بين يدي الله لكن بدون جدوى فهي تميل إلي الاستماع إلى الأغاني و هذا بمساعدة والدها الذي اشترى لها الجهاز كما أنه قال لي أني تشددت مع ابنته وضيقت عليها وأنها مازالت صغيرة و لها الحق في التمتع بشبابها أما أنت فإن كنت تريد أن تلتحي و تلبس القميص فافعل ما يحلو لك أما أن ترغم ابنتي على عدم التمتع بحياتها وعدم الذهاب إلى ولائم الزواج فلا يجوز لك ذلك.
والسبب في عدم ترك زوجتي الذهاب إلى الولائم هو أنني في أحد الأيام و جدتها مرتدية لباسا غير مستور و هذا اللباس تخبئه عند أمها و تستعمله كلما جاءت الفرصة.(55/32)
وفي أحد الأيام طلبت مني أن تذهب إلى الحلاقة لتذهب إلى وليمة فرفضت فما كان إلا أن أتى والدها إلى البيت و أنا كنت في العمل فأخذها إلى الحلاقة و من ثم إلى الوليمة بدون إذني. إلى حد الآن (حوالي 45 يوما)فهي في بيت والدها و لا تريد العودة إلى البيت كما أنني لا أستطيع الاتصال بها.
ثم ذهبت إلى بيت والديها فأغلقت أمها في وجهي الباب ثم اتصلت بوالدها فطلب مني إن أنا أردت أن أعيد زوجتي إلى البيت أن أستأجر بيتا آخر وهذا لا يمكن لأنني أعمل ليلا ولا أستطيع ترك زوجتي وحدها بالإضافة إلى أن بيتنا واسع والحمد لله وكل واحد من أفراد عائلتي له مدخل خاص إلي بيته.
فبما تنصحني يا شيخ لأنني في حيرة من أمري.
أفيدونا بارك الله فيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أوضحنا في أكثر من فتوى، ومنها ما هو مبين تحت رقم: 17277 أن تارك الصلاة جحودا هو مرتد عن الإسلام، وكذلك تاركها بالكلية على الصحيح من أقوال أهل العلم، أما من يفعلها أحيانا ويتركها أحيانا أخرى مع إقراره بوجوبها فهذا لا يكفر.
وبناء على ما تقدم فإن كانت زوجتك تاركة للصلاة جحودا أو بالكلية فهذه كافرة لا يحل لك البقاء معها، وذلك لانفساخ النكاح بينك وبينها.
وأما إن كانت تصلي مرة وتكسل مرة فهذه يجب نصحها ووعظها، فإن قبلت ذلك فبها ونعمت، وإن أبت إلا التمادي على فجورها فيندب تركها ولا بأس بحبسها حتى تفدي نفسها منك.
قال ابن قدامة في المغني معددا أنواع الطلاق: والرابع مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله تعالى الواجبة عليها، مثل الصلاة ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها أو تكون له امرأة غير عفيفة. قال أحمد: لا ينبغي له إمساكها، وذلك لأن فيه نقصا لدينها...... ولا بأس بعضلها في هذه الحالة والتضييق عليها لتفتدي منه. اهـ.
هذا ونشير إلى أن ما يقوم به والد زوجتك من تحريضها على عصيانك وتسهيل المعاصي لها بالاستماع إلى الأغاني والتبرج وشبههما من الأمور المخالفة للشرع هو أمر لا يجوز، وسيسأل عنه يوم القيامة إذا لم يبادر إلى التوبة من ذلك قبل أن يأتيه الأجل، وليس لها الحق في استئجار بيت آخر ما دمت موفرا لها سكنا مستقلا من بيتكم بمرافقه ولوازمه الأخرى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الطلاق أولى من البقاء مع امرأة تفسد دينك ودنياك
تاريخ الفتوى : ... 06 ذو الحجة 1425 / 17-01-2005
السؤال(55/33)
أنا متزوج منذ 7 سنوات ولي بنت وولد، نعيش في فرنسا وإننا مختلفون تماما، فهي لها تقاليد فرنسية
وأنا لي تقاليد عربية إسلامية، لقد أوقفت الصلاة وتلبس كالفرنسيات، فهي تنام وحدها في غرفة وأنا وحدي في غرفة أخرى ويدوم ذلك منذ سنتين، ولم أجامعها حتى الآن. فقلت في نفسي أصبر قليلا لعل الله يجعل خيرا، ولكنه لم يحدث شيء حتى الآن، فهي باقية معي لأن والديها ضغطوا عليها، وإنها لا تريد المصالحة، فأنا في مأزق ولا أدري ماذا أفعل.
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإقامة في بلاد الكفر لغير حاجة لها مخاطر جمة ومحاذير كثيرة ليس أقلها فساد المرأة وتمردها على زوجها، وتقليدها للكافرات في لبسها وفي سلوكياتها، مما يجعلها غير مؤهلة لأن تكون زوجة صالحة وربة بيت فاضلة ، وبالتالي فنقول للأخ: إن كنت قد استنفدت كل الوسائل لإصلاحها، ومن ذلك ما تقدم في الفتوى رقم : 17322 من التعامل مع المرأة الناشز
، ويئست من رجوعها إلى صوابها، وأصرت على ترك الصلاة والتشبه بالكافرات في لباسهن، وعلى هجر فراشك وعدم المصالحة معك فنرى أن لا تحرص على البقاء معها، وننصحك بأن تعف نفسك بامرأة صالحة، تعينك على التمسك بإسلامك وتقاليدك الموافقة لدينك.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الخيار من الرجال لا يضربون الناشزات من النساء
تاريخ الفتوى : ... 08 شوال 1425 / 21-11-2004
السؤال
هل امتناع زوجتي عني يوجب لي أن أضربها أي في حكم الناشز؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فامتناع الزوجة عن إجابة زوجها إذا دعاها إلى فراشه لغير عذر معتبر شرعاً محرم، ويعد نشوزا لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح. متفق
عليه من حديث أبي هريرة، وهذا لفظ مسلم. قال النووي رحمه الله: هذا دليل على تحريم امتناعها من فراشه لغير عذر شرعي. انتهى. والناشز يتعامل معها بالتدرج كما هو مبين في الآية من سورة النساء بالوعظ أولا، ثم الهجر، ثم الضرب غير المبرح، قال الله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً {النساء: 34}.غير أن ترك الضرب أفضل، قال الدكتور عبد الكريم زيدان: والراجح أن(55/34)
ضرب الزوج زوجته على وجه التأديب مباح إذا لم ينفع معها الوعظ والهجر، ولم يستطع الزوج الصبر على نشوزها ومعصيتها، ويكون ترك الضرب أفضل إذا أمكن إصلاح الزوجة بدون ضرب، وإن استلزم ذلك الصبر عليها والاستمرار على معالجة عصيانها بالوعظ والهجر، لدلالة بعض الأحاديث النبوية الشريفة على أن الأولى والأفضل هو ترك الضرب، وهذا ما أخذ به الإمام الشافعي فعنده ترك الضرب أولى وأفضل، ويؤيد هذه الأفضلية لترك الضرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضرب زوجة له قط، فقد أخرج ابن ماجه في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا. وقال القاضي ابن العربي في أحكام القرآن: قال عطاء: لا يضربها وإن أمرها ونهاها فلم تطعه، ولكن يغضب عليها. قال القاضي: هذا من فقه عطاء، فإنه من فهمه بالشريعة ووقوفه على مظان الاجتهاد علم أن الأمر بالضرب ها هنا أمر إباحة، ووقف على الكراهية من طريق أخرى في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن زمعة: إني لأكره للرجل يضرب أمته عند غضبه، ولعله أن يضاجعها في يومه. وروى ابن نافع عن مالك عن يحي بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: استؤذن في ضرب النساء؟ فقال: اضربوا، ولن يضرب خياركم. فأباح وندب إلى
الترك، وإن في الهجر لغاية الأدب، والذي عندي أن الرجال والنساء لا يستوون في ذلك، فإن العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة، ومن النساء بل من الرجال من لا يقيمه إلا الأدب، فإذا علم ذلك الرجل فله أن يؤدب، وإن ترك فهو أفضل. انتهى كلامه من كتاب" المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تستقيم الحياة الزوجية إلا بالتفاهم والتغاضي عن الهفوات
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1425 / 18-07-2004
السؤال
فضيلة الشيخ سؤالي هو: حق مطالبة الزوجة في المصاغ والمؤخر في حال كانت هي من تفتعل المشاكل ومنعت الأولاد عن أهلي، وأنا أعمل في بلد آخر، هي لا تطلب الطلاق بشكل مباشر وإنما يجب أن أتقيد بطلبات أهلها وأن أبتعد عن أهلي ولأهلها الحق في التدخل في حياتنا حرصاً على مصلحتنا، وعدم قبولي بهذا هو حرماني من حق مطالبتها برؤية أهلي للأولاد، ومطالبتها لي بالطلاق والمقدم والمؤخر والذهب وقد اقترضته منها سابقاً برغبتها وهي تطالبني به الآن مع رواتب عملها الذي ساعدتني به عندما كنا بعيداً عن أهلها في بلاد الغربة؟ شاكراً لفضيلتكم سعة صدركم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/35)
فالحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالتفاهم وحسن الخلق والتغاضي عن الهفوات ما أمكن، وهذا ما بيناه في الفتوى رقم: 2589، والفتوى رقم: 8102.
والواجب على هذه الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وطاعة المرأة لزوجها سبب لرضا ربها وصلاح حالها، ولا ينبغي للزوجة أن تفتح آذانها لكلام المحرضين والمفسدين، ومن أعظم الإفساد إفساد المرأة على زوجها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجهاً أو عبداً على سيده. رواه أبو داود وغيره، والتخبيب هو: الإفساد، وانظر الفتوى رقم: 49592.
وأما بشأن مطالبتها لك بالمهر والمؤخر وما أقرضته لك فذاك حق لها، ولا فرق بين أن تكون طائعة أو ناشزة عاصية تفتعل الإشكالات، وأما النفقة فإنها لا تستحقها في حال النشوز والعصيان، كما بيناه في الفتوى رقم: 11797، وليس لها منع أولادك من زيارة أهلك، والقول في ذلك قولك لا قولها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يستقيم الزواج بأداء الحقوق والصفح عن الزلات
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الأول 1425 / 10-05-2004
السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسوالله أحييكم على موقعكم المميز وجزاكم الله ألف خير، وبعد:
أنا متزوج ولدي طفلان والثالث في الطريق ولكن كثرت المشاكل بيني وبين زوجتي حتى إننا نجلس أكثر من خمسة أيام لا أحد يتكلم مع الآخر حتى إنها لا تأتي وتتأسف وأكثر من مرة أخرج عن أعصابي ولا أقدر أن أتمالك نفسي فأقوم بضربها وبعد ذلك أندم ولكن هي من تخرجني عن أعصابي في البداية كانت امرأة مميزة ولكن لا أدري ما الذي غيرها فلا تكلمني عن الحب ولا تقول لي أنا حبك ولكن دوما تضرب الأطفال خاصة بنتي من زوجتي الأولى ولكنها كانت تعاملها بلطف في البداية أما الآن لست أدري ما جرى والله أنا محتار في أمري وأحاول قدر الإمكان أن لا أقصر في حقها ولكن لا يوجد هناك تقدير والله حتى إني أدخل البيت فلا تأتي وتسلم علي ولا تقول كيف حالك وما أخبارك كأني غير متزوج هذا في غير وقت الغضب أما في وقت العضب حتى النصر لا تنصر علي انصحوني والله أنا لا أعرف ما ذا أفعل؟ كثيرا ما أنصحها وأفهمها حق الزوج على الزوجة وحق الزوجة على الزوج وأحضر لها أشرطة وكتبا ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول ما معناه: إن المرأة خلقت من ضلع أعوج حتى والله إنى أندم أني تزوجتها انصحوني ماذا أفعل
أخوكم يوسف بتاريخ 8/3/1425
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/36)
فإن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا إذا علم كل من الطرفين أن عليه حقا للآخر وقام به، وتغاضى كل منهما عن زلات صاحبه، فإن للرجل حقوقا على زوجته، وكذالك للمرأة حقوق على زوجها. قال تعالى: [
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ] (البقرة: 228) فيجب على الرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف.
قال تعالى: [وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ] (النساء: 19) وفي حديث أبي هريرة المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا أحب منها آخر، ومعنى لا يفرك: أي لا يكره ولا يبغض، وإذا قصر أحد الزوجين في حق صاحبه فليس للآخر أن يعامله بالمثل، فكل مسؤول عن تقصيره، فعليك أيها الأخ الكريم أن تصبر على تقصير زوجتك ما دام في حدود قلة المؤانسة والكلام ونحو ذلك ولا تعاملها كأنها مملوكة لك تضربها إذا غضبت أو خرجت من أعصابك، فضرب الزوجة ليس أمرا هينا في الشرع، بل له حدود وله شروط، وهذه الشروط مفصلة في الفتوى رقم: 69، وعليك أن تعاملها على أساس أنها أم أولادك وشريكة حياتك وصاحبة سرك، وربما تكون زوجتك في الآخرة، فعالج تقصيرها بالإحسان، وقلة كلامها بالمفاتحة وطيب الكلام، وقلة بشاشتها في وجهك بالبشر والابتسام، فبذلك تكسب ودها وترجع إلى سابق عهدها وتذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء.
أما ما نوصي به زوجتك: فعليها أن تعلم أن الله أوجب عليها طاعة زوجها في المعروف، وضابط ذلك هو فعل كل ما أمر به وترك كلما نهى عنه مما ليس في فعله أو تركه محظور شرعي ولا مشقة غير معتادة، ولتستمع إلى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه. رواه ابن ماجه بإسناد صحيح. ولا شك أن عدم تقدير المرأة لزوجها وقلة بشاشتها في وجهه وعدم سؤاله عن أحواله وغير ذلك من المعاملة غير الطيبة التي لا يرضاها أن ذلك إخلال بحقه، فعلى هذه الأخت الكريمة أن تراجع رشدها وترضي زوجها لا سيما وهو لا يطالبها بالمحال طبقا لما في السؤال، أنه يريد الزوجة الودود البشوشة الملاطفة التي تحترمه وتقدره وتحترم أولاده ولا تضربهم إلا على وجه التأديب العادي، أعني أولادها، أما ابنته من غيرها، فلا يجوز لها تأديبها إلا بإذنه.
ولمزيد الفائدة، يراجى مراجعة الفتوى رقم: 27662، 5291، ولحكم تأديب الأطفال راجع فتوى رقم: 37091.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم ضرب المرأة(55/37)
تاريخ الفتوى : ... 07 صفر 1425 / 29-03-2004
السؤال
هل يجوز ضرب المرأة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز ضرب الزوجة من غير موجب شرعي يستدعي ذلك، وإن وقع ذلك كان اعتداء وظلماً لها بلا خلاف، لكن إن حدث من الزوجة عصيان لأوامر زوجها في ما أمرها الشرع أن تطيعه فيه، فقد شرع الله تعالى علاج ذلك بجملة من الأمور، أولها: النصح والإرشاد بأن يعظها ويبين لها وجوب طاعته، فإن لم تستجب انتقل إلى الخطوة الثانية وهي: الهجر في الفراش تعبيراً منه عن عدم الرضا عنها والاستياء من معاملتها، فإن استوفى الزوج هاتين الخطوتين وبذل وسعه في ذلك ولم يفد الأمر جاز له أن يضربها ضرباً غير شديد تأديباً لها متجنباً الوجه والشتم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خروج المرأة بغير إذن زوجها للعمل
تاريخ الفتوى : ... 30 محرم 1425 / 22-03-2004
السؤال
ما هو أصل قانون بيت الطاعة، أي إجبار الزوجة للعودة إلى بيت زوجها بقوة القانون، هل هذا جائز شرعاً، هل من حق الزوج أن يمنع زوجته من العمل، وما الحل لو رفضت؟ ولكن جزيل الشكر، وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بقانون بيت الطاعة المذكور في السؤال إلا أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، وإذا خرجت بغير إذنه فإنها ناشز يجب عليها أن تتوب وترجع إلى بيت زوجها، وإذا كان القانون يجبرها على ذلك فهو قانون شرعي، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18036، 6478، 33969.
ومن حق الزوج أن يمنع زوجته من العمل إلا إذا اشترطت عليه العمل عند عقد الزواج، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20142، 35203، 41072.
وإذا رفضت الزوجة -التي لم تشترط- طلب زوجها بترك العمل فإنها ناشز، وقد تقدم الكلام عن التعامل مع المرأة الناشز في الفتوى رقم: 6939، والفتوى رقم: 9904.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... بيع الزوجة لما تملكه دون علم الزوج ليس من النشوز
تاريخ الفتوى : ... 15 محرم 1425 / 07-03-2004(55/38)
السؤال
أريد أن أعرف حكم امرأة قامت ببيع الذهب الذي اشتراه لها زوجها بدون علمه مما سبب ذهابها إلى بيت أهلها وهي عندها أولاد، فإن طلقها فما هي حقوقها إن كانت قد خانت الحياة الزوجية، وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذهب الذي اشتراه الزوج لزوجته إن كان قد أعطاه لها كمهر أو هدية، فإنه قد صار ملكاً لها تتصرف فيه بما تريد من بيع أو هبة، أو غير ذلك من التصرفات المباحة، وبيعها للذهب بدون علم زوجها لا يعدّ خيانة للزوج ولا للحياة الزوجية (كما يُقال)، ولا يعد نشوزاً منها.
ولا يوجب تطليقها، بل لا ينبغي أن يكون سبباً فيه، فقد فعلت ما يباح لها فلا تلام عليه.
وعليه؛ فإننا ننصح هذا الزوج بأن يقوم بإرجاع زوجته إليه وإمساكها بالمعروف حفاظاً على الأسرة والأولاد من الضياع، ومع هذا فقد كان من الأفضل في حق هذه الزوجة إعلام زوجها واستئذانه أو مشورته قبل بيع الذهب تأليفاً لقلب الزوج، وتطييباً لخاطره، وتجنباً للمشاكل المتوقعة -غالباً- جراء هذا السلوك عرفاً في بلد الزوجين، ولكن ذلك لا يلزم حيث لا نعلم دليلاً يلزمها بذلك، وأما لو طلقها الزوج في هذه الحالة فلها كامل حقوقها، وتلزمه نفقة الأولاد في كل الأحوال كما هو مبين في الفتاوى التالية أرقامها: 8845/9746/9746/7455.
ونسأل الله أن يؤلف بين الزوجين إنه سميع قريب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الصلح خير من الفراق
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو الحجة 1424 / 03-02-2004
السؤال
أنا متزوج ولدي ثلاث بنات، ومشكلتي هي أن زوجتي تضخم الأمور وتثير المشاكل لأبسط الأسباب، ولها مشاكل مع أمي وإخواني رغم أنهم يسكنون في بلد آخر، ويكنون لها الاحترام، فهي تريد أن أقوم بكل شيء لحساب أسرتها، والآن أفكر في طلاقها، وذلك نتيجة لكل تلك الموا صغت أرجو أن تقولوا لي رأي الإسلام في مثل هذا الأمر ورأيه حول سلوكها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطلاق مباح في الأصل، وقد يكون مكروهاً إذا كان لغير حاجة، وقد يكون حراماً، وقد يكون واجباً على ما بيناه في الفتوى رقم: 12962، ومع هذا فقد حث الله تعالى على الصلح ووصفه بأنه خير من الفراق فقال سبحانه: (والصلح خير)[النساء:128] ونصيحتنا لك أيها -الأخ الكريم- أن تمسك زوجتك وتصبر(55/39)
عليها لاسيما وأن لديكما ثلاث بنات، وهن في حاجة إليكما معاً في تربيتهما ورعايتهما، وأما ما ذكرته من كونها تثير المشاكل مع والدتك وإخوانك لأبسط الأسباب فهذا -إن صح- فهو خطأ ينبغي أن تكف عنه زوجتك، وعليك أن تذكرها وتعظها بالله وتبين لها خطورة ما تفعله، وأنه من سوء الخلق، ومن سوء العشرة، ويمكنك توسيط امرأة عاقلة صالحة لنصحها وإرشادها، كما أننا ننصحك بالتغاضي عنها بعض الشيء ما لم يستفحل أمرها، كما يمكنك توسيط بعض الصلحاء للإصلاح ولتقريب وجهات النظر بينكما، وأما ما ذكرته من كونها تريدك أن تقوم بكل شيء لحساب أسرتها فلا يلزمك ذلك، ولكن لا شك أن إكرام أهلها بما لا يعود عليك بالضرر من حسن عشرتها، وعليك بنصحها وتقويمها ما أمكن، وعدم فراقها حفاظاً على الأسرة، فإن تعذر استدامة العشرة بينكما فلا حرج حينئذ في الطلاق، نسأل الله أن يصلح بينكما، ولا تنسى أن تدعو الله بصلاحها إنه على كل شيء قدير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... هجرها زوجها سنة فماذا تصنع؟
تاريخ الفتوى : ... 08 ذو القعدة 1424 / 01-01-2004
السؤال
أنا فتاة متزوجة لم أبق مع زوجي فترة طويلة، وأنا الآن جالسة في بيت أهلي لي سنة و لم يسأل عني وكأنه لا يعرفني و لم يتحرك أحد الطرفين للبحث في الموضوع ودائما على وعود من أهلي بأن يحركوا الموضوع و لكن دون فائدة وأنا أريد حقي في الانفصال عنه لأني فعلا كرهته جدا فبماذا تنصحوني؟ و جزاكم الله خيراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنصيحتنا هي أن توسطي أحداً من أهل الخير والصلاح ليبحث مع أهلك وزوجك في أسباب الخلاف ويحاول أن يصلح بينكما، ولا تتعجلي في طلب الطلاق ما دام الإصلاح ممكناً، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 28749والفتوى رقم: 31962والفتوى رقم: 3748 والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زوجها يهددها بالطلاق إن هي تنقبت
تاريخ الفتوى : ... 20 شوال 1424 / 15-12-2003
السؤال
السلام عليكم أنا متزوجة وزوجي يقف في طريقي في كل شيء، وأنا أريد أن ألبس النقاب، ولكنه هددني بالطلاق وأنا أخاف كثيراً من شره فلا أعلم بماذا تنصحوني؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى(55/40)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله أن يصلح حالك وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير. واعلمي أنه لا يجوز لزوجك منعك من تغطية الوجه، ولا تجوز لك طاعته في ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 39636، والفتوى رقم: 7846. وننصحك بأن تنصحي زوجك وتذكريه بالله واليوم الآخر، وأن توسطي له من يقنعه من أهله أو غيرهم، فإذا صلح حاله فذاك، وإلا فالزمي طاعة الله ولو غضب زوجك، بل ولو هددك بالطلاق، بل ولو وقع الطلاق، : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... على الزوجة ألا تطلب الطلاق بغير ما بأس
تاريخ الفتوى : ... 12 شوال 1424 / 07-12-2003
السؤال
ما رأي الدين في المرأة التي تطلب الطلاق وتشتكيه في الشرطة لأنه ضربها ضرباً غير مبرح وأهلها يحرضونها على الطلاق بشدة رغم وجود ثلاثة أطفال وقد زج به في السجن بسببها مع العلم بأنه طلقها برغبتها بعد أن رفعت عليه قضية ضرب بالمحكمة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، ومن المعروف أن لا يضربها، وإن ضربها لسبب شرعي ضربها ضربا غير مبرح، وعلى الزوجة الصبر على زوجها ما استطاعت، وأن لا تطلب الطلاق من غير بأس حتى لا يشملها الوعيد النبوي: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. رواه ابن ماجه.
ويجب على أهل المرأة أن لا يتدخلوا للإفساد بينها وبين زوجها حتى لا ينطبق عليهم الوعيد النبوي الموجود في الفتوى رقم: 7689.
أما إن تضررت من البقاء معه بسبب ضربه لها، فلها الحق في طلب الطلاق منه، وما دام الأمر قد رفع للمحكمة فإليها المرجع، وعلى كل حال فقد وقع الطلاق، فننصح الجميع بإصلاح ذات بينهم والتوبة إلى الله تعالى، وللزوجين مراجعة أنفسهما للعودة للزوجية إن كانت هنالك فرصة شرعية للمراجعة.
ولمزيد من الفائدة، تراجع الفتوى رقم: 22226، والفتوى رقم: 3484.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا صبر الزوج على سوء خلق زوجته فله أجر
تاريخ الفتوى : ... 12 شوال 1424 / 07-12-2003
السؤال(55/41)
هل الصبر على الزوجة السيئة لمصلحة ألأولاد عليه أجر من ألله وهل أحاسب على تفريط هذه الزوجة فى بعض الأمور الشرعية نتيجة عدم فهمها، وهل أأثم إن لم أوقظها للصلاة لأنني نائم وأنا غاضب عليها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزوج إذا صبر على ما قد يصدر عن زوجته من خلق سيء فيرجى أن يكون له بذلك الأجر من الله تعالى، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يفرك مؤمن من مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. وليتبع في علاج هذه المرأة ما أمر الله تعالى به بشأن المرأة الناشز، وقد سبق أن بيناه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9904، 17322، 31060.
ثم إننا ننصح هذا الزوج بأن لا يحمله غضبه على زوجته على ألا يقوم بإيقاظها للصلاة وتوجيهها في كل ما يتعلق بأمر دينها، لأنه راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الهجر في الفراش جائز إذا كان بسبب مشروع
تاريخ الفتوى : ... 08 شوال 1424 / 03-12-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته السؤال الثاني: ما حكم الدين في الزوج الدي لا يكلم زوجته لعدة شهور تصل حتى ثلاثة شهور، ولا يقترب منها في الفراش، وهي ساكتة ولا تقول شيئاً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يفعله هذا الزوج من ترك الكلام مع زوجته وهجرها في الفراش لهذه المدة بغير سبب شرعي يتنافى مع حسن العشرة، والإحسان إلى الزوجة، كما أنه سبيل إلى البغضاء والكراهية بين الزوجين، وطريق إلى وقوع الزوجة في ما يغضب الله، والله تعالى يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، ويقول: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229].
علماً بأنه يجوز للزوج أن يهجر زوجته في الفراش إذا كان ذلك بسبب مشروع، كنشوزها مثلاً، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وقد ذكر الخطابي أن هجر الوالد ولده والزوج زوجته ونحو ذلك لا يتضيق بالثلاث، واستدل بأنه صلى الله عليه وسلم هجر نساءه شهراً. انتهى.
وننبه إلى أن الهجر ليس هو أول العلاجات للنشوز، بل تسبقه أمور بيناها في الفتوى رقم: 17322، وراجعي الفتوى رقم: 27810، والفتوى رقم: 27852.
والله أعلم.(55/42)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يجوز لأهل الزوجة أن يفسدوها على زوجها
تاريخ الفتوى : ... 07 شوال 1424 / 02-12-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله إكمالا لسؤالي السابق رقم 221679 بالنسبة لعائلة الزوجة كانوا على علم بالموضوع، وسهلوا للرجل مقابلتها في بيوتهم وحاربوا الزوج وتعدوا عليه بالشتائم والبذاءات، وكانوا يسعون لكي يتم الطلاق ما الحكم فيهم؟ وهل لو سمح لهم بزيارتها ومكالمتها في بيتها هل يأثم إذا منعها من الذهاب إلى بيوتهم ويكون قاطع رحم جزاكم الله كل خير عنا وعن المسلمين
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد كتبنا لك الرد على السؤال الذي أشرت إلى رقمه، ولعلك تجد فيه الإجابة الشافية إن شاء الله.
وبالنسبة لأهل الزوجة فإنهم لا يجوز لهم أن يساعدوا هذه المرأة على هذا النوع من الأعمال، لما فيه من معصية الله تعالى وإفساد للزوجة على زوجها، والتعاون على الإثم والعدون.
وقد قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان[المائدة:2].
وكان الواجب عليهم أن ينصحوها ويوجهوها للخير دائماً، بدلاً من تحريضها على معصية الله تعالى والخروج على طاعة زوجها وإفسادها عليه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها... رواه أحمد وأبو داود ، ومعنى خببها أفسدها.
وإذا ثبت عنده أن أهلها يفسدونها، فله منعها من زيارتهم ومكالمتهم منعاً للضرر، ولتفاصيل ذلك نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
20950
وننبه السائل الكريم إلى أن العلاقات الزوجية، وخاصة مع أهل الزوجة مبناها في الأصل على الاحترام والمكارمة والمودة، قال الله تعالى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(البقرة: من الآية237).
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اتفقت مع أجنبي على الزواج وهي لم تزل في عصمة زوجها
تاريخ الفتوى : ... 25 رمضان 1424 / 20-11-2003
السؤال
ما الحكم في زوجة تحدثت مع رجل من أقاربها وكانت تتصل به باستمرار واتفقت معه على الزواج على أن تطلب الطلاق من زوجها و انتهزت فرصة سفر زوجها(55/43)
وقابلت هذا الرجل وخرجت معه وعزمته على الطعام في بيت أهلها بدون علم زوجها هل إذا تابت الزوجة بعد انكشاف الموضوع هل يحتفظ بها الزوج وما العقاب المناسب لها وما عقابها عند الله جزاكم الله كل خير عنا وعن المسلمين
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما فعلته هذه الزوجة من الاتصال بالرجل الأجنبي واتفاقها معه على الزواج وهي في عصمة رجل آخر، وعزمها على طلب الطلاق منه، من المنكر الحرام والأفعال القبيحة التي يجب عليها التوبة منها والندم عليها.
وكذلك ما فعله هذا الرجل من الاتصال بامرأة لا تحل له، وإفسادها على زوجها من المنكرات المحرمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أحمد وأبو داود ومعنى خببها: أفسدها.
فإذا تابت هذه المرأة توبة نصوحا، وتبين لزوجها صدقها، فلا مانع من أن يحتفظ بها إن رأى ذلك، لأن التوبة تجبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وفي هذه الحالة ينبغي له أن يعفو عنها ويسامحها ويستر عليها، كما قال تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة: 237].
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم .
وأما إذا لم تتب من ذلك ويظهر ندمها بالفعل ويلاحظ صدقها، فلا ننصح بإمساكها.
وأما عقابها عند الله تعالى، فلا أحد يستطيع تقدير درجته، المهم أنها أغضبت الله واستحقت سخطه، وهو تعالى وصف نفسه بأنه: "غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول".
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الناشز لا نفقة لها ولا سكنى ولا قسم
تاريخ الفتوى : ... 15 رمضان 1424 / 10-11-2003
السؤال
أنا رجل متزوج وتزوجت زوجة ثانية، بعد علم الزوجة الأولى بخبر زواجي أخذت جميع أموالي وباعت شقة الزوجية بالوكالة التي وكلتها عليها حتى أطلق الزوجه الثانية، والآن هي تجلس هي والأولاد في بلد أهلها ورفضت رفضا تاما أن يعيشوا معي والآن لا تسمع كلامي وتعمل عكس ما أطلبه منها، وسؤالي هو ما هو حكم الشرع فيها وما تقوم بعمله وهل يجب الإنفاق عليها؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن حق الرجل أن يعدد الزوجات إذا كان قادراً على العدل بينهن، ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق لأجل ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 10298، والفتوى رقم: 10382. وإذا كان الأمر كما ذكرت فقد ارتكبت زوجتك بفعلها المذكور عدة محذورات:(55/44)
الأول: نشوزها عن طاعة الزوج. الثاني: أخذها أموال الزوج وبيع شقته بغير إذنه. والثالث: طلبها طلاق أختها. فيجب عليها أن تتوب إلى الله من ذلك وتعود إليك، كما يجب عليك أن تعدل بين الزوجتين. أما عن النفقة فإذا كان الأمر كما ذكرت، فامرأتك ناشز لا نفقة لها ولا سكنى ولا قسمة، وراجع الفتوى رقم: 36384، والفتوى رقم: 18753. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ذهبت إلى بيت أهلها بغير إذن ولم ترجع
تاريخ الفتوى : ... 11 شعبان 1424 / 08-10-2003
السؤال
زوجتي ذهبت إلى أهلها ولم ترجع ولم أطلقها 1)هل تعتبر ناشزاً أو معلقة؟ 2)أرجو التفصيل في الحقوق الشرعية لكل منهما؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن جلوس المرأة في بيت أهلها وعدم رجوعها لبيت زوجها دون إذن منه يعتبر نشوزاً وخروجاً عن طاعة الزوج، وقد تقدم ذلك في الفتوى رقم: 6895والفتوى رقم: 18036كما سبق بيان الحقوق الزوجية في الفتوى رقم: 19419والفتوى رقم:27662 هذا وننصح الزوج بأن يتعامل مع الموضوع بشيء من ضبط النفس والعقلانية، ويذهب إلى زوجته ويترضاها ويأتي بها إلى البيت، وليراجع الفتوى رقم: 3738 والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فسق أحد الزوجين لا يوجب الفرقة بينهما
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الأول 1424 / 21-05-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماذا يقول الإسلام في الزوج والزوجة الذى يقيم علاقة جنسية مباشرة أو عن طريق الرسائل والمكالمات الهاتفية مع إنسان آخر؟ وهل يعتبر عقد الزواج مفسوخاً بسبب ذلك؟ أرجو التوضيح مع ذكر الأدلة من الكتاب والسنة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الزواج شعيرة من شعائر الإسلام، ويتحقق به التقرب إلى الله تعالى إذا قصد به الإنسان إعفاف نفسه عن الوقوع في الحرام، وإن من أعظم مقاصد الشرع من الزواج هو حفظ الإنسان نفسه من الوقوع في معصية الله تعالى، وإن إقدام أحد الزوجين على إقامة مثل هذه العلاقة المذكورة في السؤال لهو معصية للرب تعالى، فإن كان ذلك بالوقوع في فاحشة الزنا فهو كبيرة من كبائر الذنوب، وإن كان بما هو دون ذلك فهو صغيرة من صغائر الذنوب. وفي كلتا الحالتين، فإن الواجب التوبة إلى الله(55/45)
تعالى توبة صادقة بالإقلاع عن هذا الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه. وأما كون ذلك موجباً لفسخ النكاح فلا، إذ أن الفقهاء قد نصوا على الأمور التي توجب الفرقة بين الزوجين، لكن من حق الزوج تطليق زوجته إذا علم من زوجته القيام بذلك، وكذا من حق الزوجة رفع أمرها إلى القاضي ليفسخ النكاح إذا علمت من زوجها القيام بذلك، والإصرار عليه ولم يرتدع بالنصح والتوجيه. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا نشزت المرأة ولم يجد معها إصلاح جاز لزوجها أن يطلقها
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1424 / 22-04-2003
السؤال
اختلفت أنا وزوجتي واحتدم الخلاف بيننا فأخبرتها ان زواجنا كان على شروط هي كتاب الله وسنة رسوله وهذه هي الحدود التي يجب أن نتعامل من خلالها فأصرت على رأيها ولكني أحاول أن تكون حياتنا سعيدة ومستقرة ولكنها لا تعينني على ذلك وتركت المنزل مرتين دون رغبتي وغصبا عني وعندما تصل الأمور بيننا إلى الانفصال تقول إنها لا تريد الانفصال وإني لوتركتها أكون ظالما لها مع أنها لا تريد التغير وأهلها يقفون جميعا فى صفها ويسيئون لي ولوالدتي فماذا أفعل معها فأنا أصبحت لا أطيق هذه الإنسانه إطلاقا من تصرفاتها ومعاملتها السيئة جدا فهي لا تعينني على البر بها ومعاملتها بما يرضي الله فهل تعتبر هذه التصرفات نشوزاً من زوجتي لأن معظم النساء تعتبر النشوز هو فعل الفاحشة فقط، فهل إذا طلقتها أو تزوجت بأخرى عليها أكون ظالما لها؟ وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحياة الزوجية يجب أن تكون مؤسسة على اتباع الكتاب والسنة، اشترط ذلك الزوج أو الزوجة أو لم يشترطاه، ويجب على الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، كما قال الله تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34].
ومعنى قانتات: أي مطيعات لله وأزواجهن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قوله تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ يقتضي وجوب طاعتها لزوجها مطلقاً من خدمة وسفر معه وتمكين له وغير ذلك. انتهى.
وفي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت.
وليس للزوجة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير هما باتفاق العلماء، ومتى تركت الزوجة طاعة زوجها كانت ناشزاً، يشرع لزوجها أن يعظها فإن لم ينفع الوعظ جاز له أن يهجرها في المضجع، فإن لم ينفع الهجر جاز أن يضربها ضرباً غير مبرح حتى تطيعه، كما قال الله تعالى: وَاللَّاتِي(55/46)
تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء:34].
والنشوز في قول الله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فسره العلماء: بأن تنفر عنه بحيث لا تطيعه إذا دعاها للفراش، أو تخرج من منزله بدون إذنه، ونحو ذلك مما فيه امتناع عما يجب عليها من طاعته، فليس النشوز هو فعل الفاحشة فقط.
ومتى استمرت المرأة على نشوزها ولم يُجْدِ فيها فيها الوعظ والهجر والضرب، ونحو ذلك مما تستصلح به المرأة الناشز كان لزوجها أن يطلقها ولا يعد ظالماً لها، بل هي الظالمة بترك ما أوجب الله عليها من طاعته، وراجع للأهمية الفتوى رقم:
1103، والفتوى رقم: 9904، والفتوى رقم: 3738.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أحسن الزوج وأساءت زوجته
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الثانية 1423 / 20-08-2002
السؤال
السلام عليكم
أنا طلبت من زوجتي عند ذهابها لالتقاط صورة عند المصور لجواز السفر بأن لا تضحك وكانت حجتي أن الصورة ليست خاصة وإنما سوف يشاهدها أشخاص غير محارم وقلت لها إن لم تفعلي ذلك فإنك لم تطيعي زوجك وهذا سوف يغضب الله سبحانه فلم تستجب لطلبي. أفيدونا جزاكم الله خيراً.....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أحسنت فيما أمرت به زوجتك من عدم إظهار اللين والخضوع وما قد يكون سبباً للفتنة، وقد أساءت زوجتك حين عصتك فيما أمرتها به من الطاعة وعليها أن تتوب إلى الله عز وجل وتستغفره مما فعلت، والله عز وجل يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نصيحة لزوجة دمرت بيت الزوجية ودنست عرضها
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1423 / 16-08-2002
السؤال
أنا شاب عربي حاصل على الجنسية من دولة أوروبية مسلم تزوجت من فتاة عربية من بلد عربي مسلمة عام 1988 بعقد إسلامي صحيح ومكتمل الشروط من وجود ولي للمرأة وشهود وموثق رسميًا بدولة عربية وقد أثمر زواجنا عن طفلتين بريئتين إحدهما حاليًا عمرها 6 أعوام والأخرى 12 عاما وقد مكثنا في هذه الدولة حتى عام 91 ثم انتقلنا إلى أرض المهجر بالدولة الأوروبية وظلت حياتنا الطبيعية وكأي(55/47)
أسرة عادية وحيث أنني شاب طموح ورجل أعمال ناجح استطعت أن أكون ثروة طائلة ولا أخفي على حضراتكم أن هذا كان يأخذ الكثير من وقتي واهتماماتي حين بدأت تظهر آثار النجاح السلبية على حياتي الأسرية بوضوح عام 2000 أي بعد حوالي 8 أعوام من وجودنا في المهجر حيث أن زوجتي بدأت تتهمني بأني على علاقة بامرأة أخرى وأن العمل أهم عندي منها ومن كل شيء وبدأت النزعات وتطالبني بالطلاق ليس هذا فحسب وإنما تتوعدني وتتهددني بأنني إن لم أرضخ لطلبها للطلاق فإنها سوف تدمر كل حياتي وتتسبب في إفلاسي حيث تعلم أن قانون هذه البلد مع المرأة وأنها إن حصلت على الطلاق يكون لها بحكم هذا القانون الجائر نصف ممتلكاتي من شركات وأموال وخلافه وبدأت تطالبني بأن أطلقها أمام محاكم هذه البلدة الكافرة وحيث أنني أعرف أن الطلاق الإسلامي الشرعي لا يتم إلا أمام محكمة إسلامية وقاض مسلم ومن شروطه أن أطلقها ثلاث طلقات وأن لا يكون فيه إجبار لي وتهديد لمستقبلي ومع الضغوط والتهديدات المستمرة اضطررت أخيراً أن أرضخ لمطالبها وأمثل أمام المحاكم في هذه البلدة مدفوعاً بالخوف على مستقبلي الذي بنيته بعرقي وكدي وحينما سألني القاضي في المحكمة هل أنت متفهم لهذا الطلاق؟ فأجبته قائلاً أنا مجبر على الطلاق المسيحي لأني مسلم... فقال لي القاضي إن القانون المدني في هذه البلد يطبق علي بعد مرور خمس سنوات على إقامتك هنا وقد طلقنا القاضي الكافر علماً بأنني لم أطلقها أبداً لم أنطق بكلمة الطلاق أبداً
أبداً من قبل وأنني قلت لها من قبل إنني لم أطلقكك ولكن فقط أجبرت بدافع الخوف من تدمير مستقبلي على المثول في المحاكم الكافرة وأعجب من هذا بعد الطلاق الكافر أنه هناك رجل نصراني كافر كان على علاقة بها طوال هذه الفترة وقد ضحك عليها وأوقعها في حبائله ووعدها أنه سوف يعلن إسلامه في المستقبل وسوف يهتم بأمورها وهو كالذئب كان يطمع فيها وفي أموالها وهو العاطل عن العمل الذي تزوج من قبل مرتين وطلق من زوجاته وقد نطق بالشهادة بفمة فقط وتزوجته ولقد منعت أنا حتى من دخول بيتي بالشرطة والقانون لأنها تتهمني بأني أحاول إغتصابها وأحاول قتلها.... إلخ وحتى من الأقتراب من اولأدي فلذات كبدي وعلى العلم إنني أحضرت أهلها مرتين لكي يتم الإصلاح بيننا وتحملت كافة تكاليفهم ولكن للأسف الشديد طردت حتى أهلها وهددتهم بإحضار الشرطة لهم وفشلت للأسف أن أجعلها تغير من موقفها وبعد فترة زمنية استطاعت أن تحتوى أهلها مرة أخرى وربما قبلوا بالأمر الواقع ورضخوا لها وأنني يا فضلية الشيخ أضع هذا الأمر بين أيديكم لكي تفتوني فيها فأنا مازلت أكرر أن طلاقي غير شرعي وأنني ما طلقتها أبداً وعندي أمل في الله عز وجل ثم فيكم أن تأتيني فتوى مكتوبة بعدم شرعية هذا الطلاق الذي تم أمام قاضي كافر وكذلك تحت الضغوط القانونية والإجبار والخوف على المستقبل..... ولعل وعسى أن يهديها الله إلى الصواب بهذه الفتوى لأنها تعتقد بأنها مطلقة وتعتقد بأنها يحق لها التصرف كيف تشاء من الوجهة الشرعية.... وأن تقنع أهلها أيضاً بهذه الفتوى الشرعية ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(55/48)
فلا شك أن ما حصل لك من تطليق زوجتك وحرمانك من طفلتيك، وتقسيم مالك، بلاء كبير، نسأل الله أن يرزقك الصبر عليه، والأجر فيه وأن يجعل لك منه مخرجاً وفرجاً .
وهذا يؤكد خطورة العيش في هذه البلاد، مهما بدا فيها من بريق للحرية أو وفرة المعيشة، فإن ذلك لا يساوي شيئًا أمام حرمان الإنسان من أبنائه وإجبارهم على حياة لا يرضاها الله تعالى .
وهذا الطلاق الذي لم تتلفظ به لا يقع، ولا تزال هذه المرأة زوجة لك شرعاً، ونكاحها الثاني باطل، وزنىً قبيح محرم؛ لأنه لا يجوز للمتزوجة أن تنكح غير زوجها حتى تطلق وتنتهي عدتها .
وقد وقعت زوجتك في جملة من المحرمات الكبار :
1- طلبها الطلاق من غير مبرر يدعو إلى ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة سألت زوجها طلاقًا من غير بأسٍ فحرام عليها رائحة الجنة .رواه الترمذي وأبو داود و ابن ماجه .
2- أنها أقامت علاقة مع هذا الرجل الأجنبي عنها، فإن كان كافرا فالبلية أعظم، وإن كان قد أسلم فهو فاسق لكونه أفسد بيتاً على أهله، وقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس منا من خَبَّبَ امرأة على زوجها . والمعنى : أي أفسدها بأن زين لها كراهة زوجها.
3- أنها لجأت إلى تلك المحاكم مع علمها أنها لا تحكم بشرع الله تعالى، وقد أوجب الله على المتنازعين أن يتحاكموا إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفى الإيمان عمَّن يرغب عن حكم الشرع فقال :وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً .(النساء:61) ، وقال :فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً .(النساء:65) .
4- أنها أخذت ما لا تستحقه من المال، فإن المرأة إذا طلقت شرعاً لم يكن لها أن تأخذ إلا بقية مهرها إن كان فيه جزء مؤجل، ثم لها النفقة أثناء العدة، فإذا انقضت عدتها فليس لها إلا نفقة الأولاد الذين هم في حضانتها .
وكون المحكمة تقضي لها بنصف مال الزوج ظلم بين، وباطل واضح، وذلك لا يبيحه لها، بل لو قضت بذلك محكمة شرعية لم يكن ذلك مبيحاً لأن تأخذه وهي تعلم أنه مال بغير حق .
فقد روى البخاري و مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ، فإنما أقطع له قطعة من النار .
5- أنها حرمت زوجها من أطفاله، والمقرر شرعاً أن البنت إذا بلغت سبع سنين انتهى
حق أمها في حضانتها، ورجعت إلى أبيها، أو خيرت بين أبيها وأمها عند بعض العلماء .(55/49)
والأهم من ذلك أن المرأة إذا تزوجت سقطت حضانتها، وانتقل حق الحضانة إلى من بعدها، وهي أم الأم، عند جمهور العلماء .
ونحن نوجّه إلى هذه الزوجة نصيحة صادقة فنقول : احذري مقت الله تعالى وغضبه، واعلمي أن الظلم ظلمات، وأن متاع الدنيا بأسرها لا يساوي غمسة في نار جهنم، وأن كل درهم من مالٍ حرام أخذته إثم ووبال عليك، وأنك إن أفلتِّ من عقوبة الدنيا، فإن عذاب الآخرة أشد وأنكى .
واعلمي أن الكافر إذا أتى بالشهادتين فقد دخل في الإسلام، ثم إنه يطالب بالالتزام بشريعة الله، وأداء ما افترض الله عليه من الصلاة، فإن لم يفعل ذلك كان كافراً، ولا ينفعه قوله لا إله إلا الله.
فإن أبيت إلا فراق زوجك الأول، فاحتكمي وإياه إلى حكم الشرع، وردي إليه ماله، ومكنيه من أولاده، على أن يطلقك كما أمر الله تعالى .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تعامل هذه المرأة معاملة الناشز خطوة خطوة
تاريخ الفتوى : ... 22 جمادي الأولى 1423 / 01-08-2002
السؤال
زوجتى اتصلت بشخص غريب لحل مشكلة حصلت لها في العمل وسبق أن حذرتها من ذلك وقد تكرر فعلها ذلك مرتين ما حكم الشرع في ذلك وكيف أفعل معها ولي منها 3 أطفال ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام نظم العلاقة بين الزوجين، وبين ما لكل منهما من الحقوق، وما عليه من الواجبات، كما هو الحال بالنسبة للحياة كلها. قال تعالى:وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَة [البقرة:228]. وقال تعالى:وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة:237].
وما من مؤسسة أو شركة إلا ولها إدارة لها كامل المسؤولية ... والأسرة هي أعظم المؤسسات، وقد جعل الله تعالى مسؤوليتها بيد الزوج، وهذه المسؤولية هي ما يسمى في الشرع "بالقوامة" فقال تعالى:الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].
ولكن هذه القوامة والمسؤولية ليس معناها الاستبداد واستغلال المنصب... وإنما هي مسؤولية تكليف وقوامة....:وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ :وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ
وقد أمر الإسلام المرأة بطاعة زوجها في المعروف، ووعدها على ذلك بالخير الكثير، والثواب الجزيل.
فعن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة. رواه الترمذي.(55/50)
وقال صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي.
وهذا الطاعة ليست طاعة عمياء إنما هي طاعة مبصرة، وبالمعروف، وفي حدود الشرع "فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
وبناء على ما تقدم فيجب على هذه المرأة طاعة زوجها، ولا يجوز لها أن تُدْخل شخصاً غريباً في حل مشاكلها، ولو كانت خارج البيت وفي العمل، إلا بعد إذن الزوج، واستشارته.
أما وقد فعلت ذلك فعليها أن تتوب إلى الله تعالى، وتستغفره، وتقطع علاقتها بكل ما يريب زوجها.. وتتعاون مع زوجها في حل مشاكلها، فإن ذلك أنفع لها في دينها ودنياها.
وننصح السائل الكريم بالصبر والمعاملة بالتي هي أحسن والنصح لزوجته لعلها تتعظ وتعود إلى رشدها وطاعته... وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً فقال: استوصوا بالنساء خيراً. متفق عليه
واعلم أن السلف كانوا إذا رأوا من زوجاتهم نفوراً وعصياناً أرجعوا سبب ذلك إلى ذنوبهم حتى قال قائلهم: إني لأرى أثر معصيتي في خلق دابتي وزوجتي.
فإذا أطعت الله تعالى سخر لك كل شيء وأطاعتك الزوجة والولد والخادم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم ضرب الزوجة لأجل المعاشرة
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الأولى 1423 / 24-07-2002
السؤال
الوالد الكريم سامحه الله يضرب الوالدة لأجل الجماع علما أنه لا يعيلها ويضربها ضربا مبرحا كيف التصرف؟ علما أنها تطلب الطلاق.
جازاكم الله عنا خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الضرب غير المبرح للزوجة هو أحد أنواع العلاج التي أباح الله تعالى للزوج بغرض إصلاح زوجته، وهي المرتبة الثالثة بعد الوعظ والهجر، كما قال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيرا)ً [النساء:34].
وقد مضى الجواب عن ضوابط وحدود ضرب الزوج لزوجته برقم: 69،
وليُعلم أن النفقة لا تجب للزوجة إلا إذا مكنت زوجها من الاستمتاع بها تمكيناً كاملاً في كل وقت وفي المكان الذي يريد، إلا إذا منع من ذلك مانع كالحيض والنفاس، ولمعرفة المزيد من أحكام النفقة راجعي الفتوى رقم: 722، والفتوى رقم: 2317.(55/51)
وإذا كانت والدتك لا تريد أن تبقى في عصمة والدك لسبب شرعي، وهي تطلب الطلاق منه وهو لا يريد، فمن حقها أن تلجأ إلى المحاكم المختصة للفصل في مثل هذا النزاع.
ولتحذر والدتك من طلب الطلاق دون سبب، لئلا تدخل في الوصف المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة" رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
ولمعرفة المزيد عن الخلع وأحكامه راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 10917، 7820، 3875، 3484.
ويجب على الزوجة قبل طلب الطلاق اتباع الخطوات الشرعية للصلح، لقول الله تبارك وتعالى: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء:128].
ولمعرفة هذه الخطوات راجعي الفتوى رقم: 8649.
والواجب عليك أيها الأخ السائل أن تنصح والديك بحسن المعاشرة والمعاملة بالمعروف حفاظاً على كيان الأسرة الذي يعود على الأبناء بالخير والبركة، ونبذاً للخلاف والفرقة، لما يسببان من شر مستطير لا يعلم مداه إلا الله.
وهدانا الله وجميع المسلمين لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... امتناع الزوجة المبيت في بيت زوجها نشوز
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الأولى 1423 / 26-07-2002
السؤال
مشكلة زوجية: اسكن في بيت أبي زوجتي ودائماً تقول أن البيت ليس لك لأبي حيث أنني لا يوجد بيني وبين اخوتها عقد حيث توفي أبوها وكلما حاولت أن تنقل معي ترفض ولدرجة أنها وأهلها يقومون بإغلاق منزلي عندهم ... وحيث أنا وأخواتها متقاطعون ولا نسلم على بعض منذ 6 سنوات وسبب ذلك لأني تزوجت على أختهم وفي آخر مرة قامت بطلب الطلاق والخروج من المنزل وفعلت وأخذت أولادي بنت عمرها 8 سنوات وولد عمره 5 سنوات وقررت أن لا أرجع حتى تخرج معي إلى منزلي حيث أني أملك منزلاً خاصاً بي ولها فيها شقة ولكنها تريد ومصممة على البقاء في شقة والدها عند أهلها وأنا أجد الكثير من أذى من أخواتها في عدم المعاملة الحسنة وعدم السلام والآن القضية في المحكمة أرشدوني علما لأنه لا مجال للصلح لأن أخواتها وهي مصرون على الطلاق ومصرون على أخذ أولادي
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها، وأن توقره، وتعرف له قدره، وتحفظ له حقوقه، وزواجك بالثانية لا يسوغ ما بدر من زوجتك لأنك لم تفعل إلا ما أباح الله لك ما دمت تعدل بينهما في المبيت وغيره، ولا يلزمك شرعاً إبقاؤها في بيت أهلها لاسيما وبينكم ما بينكم من الشحناء ما ذكرت، والواجب عليها أن تذهب معك إلى(55/52)
بيتك، ولا يجوز لها الامتناع إلا إذا كان عليها مضرة في ذلك، وامتناعها من غير ضرر يعتبر نشوزاً منها، وحيث إن المسألة في المحكمة الآن فيلزمك ما يحكم به القاضي الشرعي لأنه أدرى بأطراف القضية، ومدى الضرر الذي قد يلحق بالزوجة من عدمه، ومن الأصلح فيكما لحضانة الأطفال.
إلا أننا ننصحك بعدم التسرع في الطلاق، والصلح معهم حفاظاً على أسرتك وأولادك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
كما ننبهك إلى حرمة هجرك لإخوان زوجتك هذه المدة، فعليك أن تبدأهم بالسلام، وإن لم يبدأوك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يمكن حل الخلاف بين الزوجين بالصدق والإخلاص والمصارحة
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1423 / 16-07-2002
السؤال
ما حقوق المرأة المطلقة أوالمختلعة؟ هل من حقها السكن إذا كان لها أولاد من زوجها؟
هل إذا طلبت المرأة الطلاق من زوجها إذا كانوا مختلفين في الطباع والأفكار ولا تشعر أنه يكن لها المودة والرحمة .. هل بذلك تكون ظلمت أولادها .. وهل تصبر المرأة من أجل أطفالها وتعيش مع زوجها بنية تربية أطفالها فقط .. وقد تكون نفرت من زوجها ولا تستطيع أن تؤدي حقوقه كاملة كما أمرت بذلك؟ أم تفارق زوجها حتى لا تأثم بتضييع حقوقه ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن حقوق المطلقة وأولادها في الفتاوى التالية أرقامها:
9746
8845
7455.
والخلاصة أن المطلقة طلاقاً رجعياً لها النفقة والسكنى ما دامت في عدتها، أما المطلقة طلاقاً بائناً فلا نفقة لها ولا سكنى إلا أن تكون حاملاً، أما الأولاد فالواجب على أبيهم لهم النفقة والسكنى وما إلى ذلك من متطلبات الحياة.
أما عن استشارتك لنا في طلب الطلاق من زوجك الذي تختلفين معه في الطباع والأفكار فإننا نقول لك: لا تعجلي وخصوصاً أن لديك أطفالاً، وعليك باستشارة من تثقين به من أهلك وأقاربك وغيرهم، وعليك قبل ذلك أن تستخيري الله سبحانه، ثم اعلمي أنه يمكن حل الخلاف بين الزوجين بقليل من الصدق والإخلاص وجلسات المصارحة، ويمكنك أن تهدي لزوجك بعض الكتيبات والأشرطة التي تتحدث عن حسن العشرة والعلاقات الزوجية.
نسأل الله أن يصلح حالنا وحالك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.(55/53)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أخطأت علاج زوجتك..وهاك ما نوصيك به
تاريخ الفتوى : ... 04 جمادي الأولى 1423 / 14-07-2002
السؤال
زوجتي تقاطع أخاها منذ عشر سنوات مضت ومات أبوها وهو عنها غاضب كل مشاكلي الآن مع زوجتي وأسبابها الأساسية حديثي معها بضرورة صلة الرحم وتطور الأمر بيننا إلى حد القطيعة علما بأننا نعيش في أمريكا ولنا طفلان ماذا أفعل معها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليكن الصبر مطية لك، فلا حيلة لك إلا أن تصبر عليها وتحلم عنها، وحاول أن تنوع من أسلوبك وطريقتك معها.. بالشدة تارة وباللين تارة، ودع القطيعة فإنها لن تجلب عليكما إلا التعب وكثرة المشاكل، لا سيما وأن لديكما طفلين يحتاجان إلى تربية ورعاية في جو أسري خالٍ من الشحناء والبغضاء، ومن التنويع في الأسلوب أن تأتي لها بشريط يتناول قضية صلة الرحم، وليكن الداعية من الدعاة المعروفين الذين ربما سمعت امرأتك بهم، فلعلها تتأثر وتستجيب حين تستمع إلى ذلك الشريط، ومن ذلك أن تأتي لها برسالة في ذات الموضوع أو مطوية، ونحن نصف لك علاجين ناجعين بإذن الله:
الأول: أن تتقي الله تعالى، وتزداد من القربات، وتراجع نفسك فلا شك أنك ستجد نفسك مقصراً، فكل بني آدم خطاء، فتب إلى الله فخير الخطائين التوابون. وإن المعصية قد تكون سبباً في تغير خلق امرأتك، كما قال بعض السلف: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
الثاني: أن تجتهد في الدعاء لامرأتك بأن يهديها الله ويصلح بالها وقلبها، والدعاء سبب عظيم في علاج مثل حالتك.. ورحم الله من قال:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن لها أجل وللأجل انقضاء
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يعالج نشوز الزوجة بنشوز مثله
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الثاني 1423 / 06-07-2002
السؤال
أنا متزوج من امرأتين وإذا غضبت من إحداهن ...غضبت وذهبت عند الأخرى ..وأجلس بالأسابيع ..وهكذا في كلتا الحالتين ..هل آثم بهذا الفعل أم لا ؟؟
الفتوى(55/54)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أباح الله تعدد الزوجات واوجب العدل بينهن في المبيت بلا خلاف، وكذلك في سائر ما هو مادي كالطعام والكسوة ونحوهما من غير تفرقة بين شريفة ووضيعة على القول الراجح، فإن خاف الإنسان الجور وعدم الوفاء حرم عليه التعدد، ولزمه إبقاء ما علم من نفسه العدل فيهن. قال الله تعالى:فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً [النساء:3].
وأخرج أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل.
ومن هذا يتبين للسائل إن الذي قام به فعل محرم تجب عليه التوبة منه وإرضاء من جار في حقها من زوجاته، وألا يعود إلى مثل ذلك في المستقبل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زوج ضحية زوجة لا تخاف الله
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الثاني 1423 / 07-07-2002
السؤال
تزوجت من فتاة مصرية بعقد زواج لدى محامي وشهود وتقدمت للمحكمة لتوثيق العقد وسافرت معي إلى الأردن وعادت لمصر لمتابعة الأمور وأعطيتها مبلغ 12000جنيه وهدايا وتذكرة طيران للعودة واستغلت أنني فلسطيني ولم أستطع الحصول على تأشيرة لدخول مصر ووقعت ضحية لعملية نصب واحتيال وسحبت الأوراق من المحكمة والمحامي والآن تقوم هي وأهلها بتهديدي بإيصال أمانة كنت قد كتبتها كمؤخر لها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت قد عقدت على هذه المرأة عقداً شرعياً مستوفياً للشروط، وهذا الذي ظهر لنا من السؤال ومن توثيق المحكمة للعقد، فإن هذه المرأة زوجة لك.
ولا يجوز لها الامتناع من الرجوع إليك، ولا يحل لأحد أن يتزوجها حتى تطلقها وتعتد منك.
ولكن هذه الأحكام وقولنا يجوز ولا يجوز كل ذلك إ نما يوجه لمن كان يخاف الله ويرجو ثوابه، وأما من لا دين له فلا يبالي بذلك.
ولعلك كنت تسبح في بحر هواك غافلاً عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
والآن عليك أن تتجرع مرارة ما قدمت، وغير أهل الدين لا يتعاملون إلا تحت مبدأ: القانون لا يحمي المغفلين.
والخلاصة: هي أننا نرى أن توكل محامياً أو شخصاً آخر لاستخراج أوراق من المحكمة الشرعية تثبت أنك زوجاً لهذه المرأة كبدل فاقد من العقد، وعليك أن ترفع(55/55)
قضيتك إلى المحكمة بطريق محام في الداخل، أو بما يشير عليك به محام ثقة، فإنهم يدركون المداخل والمخارج في قوانين المرافعات.
وننصحك قبل ذلك وبعده بالرجوع إلى الله عز وجل، والإكثار من دعائه، والتوبة من معاصيه الصغير منها والكبير، فإن الله عز وجل قد وعد المتقين ووعده لا يخلف، فقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الكائدة للزوج بأمور شريرة تعامل كناشزة
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الثاني 1423 / 30-06-2002
السؤال
رجل متزوج من امرأتين الزوجة الأولى كثيرة المشاكل وسليطة اللسان وقد قامت بعدة أعمال مشينة منها أنها استعانت بأشخاص يتعاملون بما يغضب الله لمنع الزوج من الاقتراب من الزوجة الثانية وكذلك قامت بإخفاء الساعة التي قدمتها الزوجة الثانية هدية للزوج عندما ذهب للمبيت لديها والثالثة قامت بازعاج الزوج وزوجته ليلاً بإدعائها أن شخصاً ما يؤذيهم بالهاتف ليلاً وعندما قام الزوج بسحب الخط من الكاشف لأكثر من مرة وصعقت من المفاجأة واتضح لي أن رقم المتصل هو نفس هاتف نقال الزوجة الأولى فعندما واجهتها ليلاً أنكرت فطلبت منها الحلف على المصحف فامتنعت بحجة أنها كانت غيرانة فما الحكم في نظركم تجاه هذه الزوجة؟ مع العلم أنها كانت منذ عشرين سنة وهي بمشاكل معه ومازالت.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من حق الزوج على زوجته طاعته في غير معصية، والعمل على راحته، وأن تمتنع عن كل ما يؤذيه ويغضبه من أفعال وأقوال، فحق الزوج على زوجته من أعظم الحقوق وآكدها.
روى الترمذي وابن ماجه وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عِظم حقه عليها".
فعلى الزوجة المشار إليها في السؤال أن تتقي الله وتعرف لزوجها حقه، ولتعلم أن أكثر ما يدخل المرأة النار عصيانها لزوجها وإضاعة حقوقه.
روى البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلعت على النار، فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن العشير! لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأن منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط!!".
وأمَّا ذهابها إلى السحرة لمنع زوجها من الاقتراب من زوجته الثانية، فلا شك أن هذا من أقبح الأعمال وأشنعها، لما فيه من الشرك والفساد بين الرجل وزوجته، ويجب عليها التوبة إلى الله والاستغفار والإقلاع فوراً عن هذه الأعمال التي تستوجب غضب الله ومقته.(55/56)
روى عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من تطير أو تُطير به، أو تكهن أو تُكهن به، أو سحر أو سُحر له، ومن آتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنُزل على محمد" رواه البزار بسند جيد.
وعلى الزوج أن يأخذ على يد هذه الزوجة، وينهاها عن هذه الأفعال، فهو مسئول عنها، كما في الحديث الصحيح: "والرجل راع في أهل بيته، وهو مسئول عن رعيته".
وعليه أن يسلك في سبيل إصلاحها ما أرشد الله إليه الأزواج بقوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) [النساء:34].
نسأل الله أن يهديها ويصلحها لزوجها إنه سميع قريب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اصبر وأرشد ولا تيأس من صلاح زوجتك
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الثاني 1423 / 29-06-2002
السؤال
أنا رجل متزوج من بنت عمي مع العلم أني لم أكن أعرف أخلاقها قبل الزواج لأني كنت ساكنا في المدينة وهي في الريف وبعد الزواج اكتشفت أنها بذيئة الخلق لا تحترم أحدا لا زوجها ولا عمها ولا عمتها وأنا لا أصبر على ذلك لكونها زوجتي وكونها تسيئ لي ولوالدي في المعاملة مع أنها بنت عمي وأنا في بعض الأوقات أضربها بسبب ذلك ولكن هذا الضرب لا يفيد كما أني قد كنت قبل ذلك أذهب إلى عمي وأخبره ولكن لا فائدة فما رأيكم في ذلك؟
أفتوني مأجورين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي ننصحك به الآن هو أن تصبر وتحتسب الأجر، وتجتهد في إصلاحها بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تتجنب مقابلة إساءتها بالإساءة أو بالضرب، فإن ذلك قد لا يجدي.
كما أن إخبار والدها بما تصنع أمر لا ينبغي، بل عليك أن تسعى لتقوية إيمانها، وإعلامها بأن هذا الخلق السيئ يكتب في صحيفتها، وينقص من أجرها، ويوجب نفرة الناس منها، كما أن الخلق الحسن يقربها من ربها، ويؤهلها لدرجات عليا في جنته سبحانه.
كما في الحديث الذي رواه أبو داود بسند حسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم" رواه أحمد.(55/57)
وقال صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف". رواه الطبراني في الأوسط بسند صحيح.
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على فضيلة حسن الخلق، ولا ينبغي أن تيأس من صلاحها، ولا أن تضجر من أفعالها، بل اصبر واحتسب، فإنك مأجور على ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نشوز الزوجة...حكمه...وعلاجه
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1423 / 19-06-2002
السؤال
زوجتي جاء أبوها وأخذها من المنزل بحجة أني قمت بضربها مع العلم بأني لم أقم بذلك فحاولت منعها من الخروج فتحدتني وقامت وهي عند أهلها بالتسجيل في الجامعة من أجل الدراسة بدون إذني وعلمي ولم أقم بإرجاعها إلى المنزل لغاية الآن منذ 6 شهور مع العلم بأنها تقوم بأفعال دون إذني وبمباركة من أهلها مع العلم بأن أمها تقوم دائما بالتدخل في حياتنا اليومية وبصورة مستمرة بالرغم من تحذيري لها من الرد والانجراف وراء أمها باستمرار ولكن دون جدوى وهي تحاول إبعادي عن أهلي بشتى الوسائل ولا تتقبل مني أي ملاحظات أو نصائح ولكم الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على الزوجة هو طاعة الزوج في المعروف، وطاعة الزوج مقدمةٌ على طاعة الوالدين كما هو مقررٌ في دين الإسلام، فعليها طاعته على كل حال مالم يأمر بمعصية لله تعالى.
وحيث إن الأمر كما ذكرت، فهذه المرأة تعتبر ناشزاً عاصية لله تعالى بخروجها من بيتك بلا إذن وبلا مبرر، ومن أعانها على ذلك فهو أيضاً عاص وداخل في الوعيد الوارد في من خبب زوجة على زوجها، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 1169.
وأحسن حل لهذه المشكلة هو أن ترسل جماعة من أهل الخير ليقوموا بواجب النصح لهذه الزوجة ولوالديْها، فإنْ قبلت وإلاّ فارفع أمرك للقضاء، لأن الزوجة والحال هذا تعتبر ناشزاً، وللناشز أحكام معروفة، فخير وسيلة لذلك القضاء ليردَّ الأمور إلى نصابها، ويحكم بما هو مقررٌ في الشريعة الإسلامية إن شاء الله تعالى.
فنسأل الله لك التوفيق، ولزوجك الهداية، والله من وراء القصد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حلول مقترحة حال اختلاف الزوجين قبل الدخول
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1423 / 19-06-2002
السؤال(55/58)
أنا شاب تزوجت إحدى قريباتي ولكن للأسف الشديد لم يتم الزواج من أول ليلة .. والسبب هو رفضي الدخول إلى زفة الحريم ليلة الفرح فزعلت العروس ولكن تفاهمنا بشكل ودي قبل ليلة الفرح والحمد لله ..
ولكن أتضح لي أنها حزينة لعدم الدخول الزفة ليلة الفرح وعندما ذهبت إلى بوابة الحريم وطلبت من الوالدة أن تنادي زوجتي لكي أكلمها فزعمت العروسة بأنها مشغولة مع صديقاتها فزعلت أنا وأخذت سيارتي وقلت لهم لو تريدني زوجتي ستجدني في البيت ومن يومها لم أر زوجتي ولا دخلت بها ولا دخلت بيتي أبداً ..
والآن أطالب من أهل العروس المهر لكي كل واحد يذهب في طريقه ولكنهم رافضون ويماطلونني بها فحيث أنني تعبت أشد التعب في تجميعها بتعب ؟ أعطوني الحل جزاكم الله خيراً .. حيث أن حالتي النفسيه لا تطاق أبداً تعبت جداً من هذه المسأله ؟ طالب الدعاء ..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجزى الله الأخ السائل خيراً على وقوفه عند حدود الله تعالى فقد فعل الواجب، إذ اختلاط الرجال بالنساء مع عدم التزام النساء بالحجاب -وهذا غالب الأحوال في الأعراس- حرام شرعاً، وعليه أن يحسن الظن بالله عز وجل، وأنه سيجعل له مخرجاً.
والحكمة في مثل هذه المواقف أن يبدأ الشخص بتوعية الأهل وأهل الزوجة بالمحاذير الشرعية قبل الوقوع فيها، ومحاولة ترغيبهم في التزام آداب الشرع، وبيان العواقب الحميدة من وراء ذلك.
والآن وقد حصل ما حصل فلا بد وأن تعرف أن الرجل إذا طلق زوجته قبل أن يدخل بها فليس له إلا نصف المهر.
وما ينبغي أن تفعله أنت هو أن تراسل زوجتك أو تهاتفها بالتليفون أو ما شابه ذلك من وسائل الاتصال، وتبين لها سبب وقوفك هذا الموقف، وأن الحياة الزوجية لا تسعد إلاَّ إذا بنيت على طاعة الله عز وجل والوقوف عند حدوده، وأنك لم تفعل ذلك إلاَّ حبا لها وحرصاً على تكوين بيت يبنى أساسه على رضوان الله، وأنها إذا أطاعت ربها والتزمت ذلك فإن ذلك سبب لسعادتها في الدنيا والآخرة.. ونحو هذا الكلام الذي يختلط فيه النصح بكلام الود والحب، فإنه أقرب إلى قبول القلوب له.
وعليك بعد ذلك أن تطالبهم بتمكينك من زوجتك ولا تطلب منهم مهراً ولا تعرض بطلاق، فإن أبوا وسدت الأبواب، فبإمكانك أن ترفع قضيتك إلى المحكمة وحينها ستلزمهم المحاكم بواحد من أمرين: إما تمكينك من زوجتك، وإما برد المهر عليك على طريق المخالعة.
وأما أن تكون أنت المطالب بالمهر والمعرض بالطلاق فإنه لن يحكم لك إلاَّ بنصف المهر كما سبق.
وما أوصيناك به من محاولة إصلاح الخلل ومحاولة إعادة الأمور إلى مجراها إنما ننصحك به إذا كانت الزوجة صالحة ذات دين، وأما أن كنت قد أسأت الاختيار من(55/59)
بداية الأمر فلعل من الخير لك أن تعرض عنها إلى غيرها، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ميثاق الزوجية أغلظ من أن يُتَلاعب به
تاريخ الفتوى : ... 29 ربيع الأول 1423 / 10-06-2002
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما مخطوبة لشاب يبلغ من العمر 30 وهو شاب صالح ويخاف ربه وعنده دين، إنه يحبني كثيرا ويخاف علي، أما بالنسبة لي فعندما تقدم هذا الشاب لخطبتي لا أعرف كيف وافقت ولماذا يمكن لأني شعرت أنه يحبني كثيراً وقلت توكلي على الله، فأنا لا أشعر بأي شعور تجاه هذا الشاب بعض الأوقات أشعر أني أريده وبعض الأوقات أشعر أني لا أريده وهو متمسك بي، ففي معظم الأوقات أطلب منه الطلاق لأمور بسيطة جدا وأشعر أني أريدها ولا أريدها فكثيرا من الأحيان أشعر بأني لا أريد أن أكمل معه، فساعدوني في إبداء الرأي السليم في أسرع وقت أرجوكم .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان زوجك على ما وصفتِ من دينه وصلاحه وخوفه من ربه، فأولى بك ثم أولى بك أن تتمسكي به، بل عليك أن تحمدي الله الذي وفقك لزوج ذي دين في زمان قلت فيه الديانة، ثم عليك أن تشكري وليك الذي اختاره لكِ زوجاً فامتثل بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي من حديث أبي حاتم المزني.
واعلمي أن الزوجة التي تطلب من زوجها الطلاق من غير سبب ولا مقتض حرام عليها رائحة الجنة، فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي.
ونصيحتنا لكِ أن تتقربي من زوجك أكثر وتتحببي إليه كما يتقرب هو ويتحبب إليك. وبعد الدخول إن شاء الله ستزول كل وحشة تجدينها الآن وسيتعمق الحب بينكما وستكونان بإذن الله نواة لأسرة مسلمة أسست بنياتها على تقوى من الله ورضوان.
وفي الأخير نقول للأخت السائلة: إن العلاقة الزوجية ليست لعبة في يد المرأة تتصرف فيها حيث شاءت، بحيث تريد الطلاق لأدنى شعور سلبي لها اتجاه زوجها أو نحو ذلك من الأمور التافهة التي لا يخلو منها بيت ولا تنجو منها أسرة، لذا فعليك بطاعة زوجك والسعي في كل ما من شأنه أن يحببك إليه ويحببه إليك، مما ليس فيه معصية الله.(55/60)
هذا وقد أجبناك على أساس أن هذا الرجل قد عقد عليك فعلاً -كما هو الظاهر من طلبك منه أن يطلقك- إذ لا يطلق إلا من قد زوج، وإن كنت أنت لا تزالين تسميه خطيباً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خروج الزوجة عن الطاعة نشوز له علاج
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الأول 1423 / 06-06-2002
السؤال
حدث خلاف بيني وبين زوجتي وذلك عندما خرجنا وبصحبتنا الأطفال إلى حديقة عامة . فتركتهم في الحديقة وذهبت لشراء بعض الأشياء وأخبرتهم بأني سوف أعود بعد قليل ولكني عندما عدت وجدتها قد أخذت الاولاد ورجعت إلى المنزل دون إذني ؟ فحدث بيننا خلاف ومنذ حوالي اسبوعيين لا حديث بيننا على الإطلاق.
ما حكم الشرع في الزوجة التي تتعمد عدم سماع أوامر زوجها علما بأنها كثيرا ما تخرج من المنزل بالرغم من منعي لها ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في الحياة الزوجية أن تقوم على التفاهم، بمعرفة كل من الزوجين ما له من الحقوق وما عليه من الواجبات، ليتحقق استقرار الأسرة، الذي هو أساس الحياة الزوجية.
وجماع هذا كله أن يكون الدين هو الأساس في معاملة الزوجين أحدهما للآخر، وإلا انفرط النظام، وتشتتت الأسرة، وضاع العيال.
فلا بد إذن أن يكون منطلق التصرف مرضاة رب العالمين، فلا يفسَّر التصرف من أحد الطرفين بأنه فرض قرارات.
ولتعلم الزوجة أن الله تعالى جعل القوامة بيد الرجل، حيث قال:الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم [النساء:34]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه أحمد عن معاذ بن جبل والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنهما بإسناد صحيح.
والمرأة إذا خرجت عن طاعة الزوج في المعروف فهي امرأة ناشز جاء الإسلام بآداب للتعامل معها، تتمثل هذه الآداب في:
أولاً: الوعظ والتذكير بالله تعالى.
ثانياً: الهجر في الفراش.
ثالثاً: الضرب غير المبرح الذي لا يكسر عظماً ولايشين جارحة.
رابعاً: إذا لم تطع يبعث حكمان من أهله ومن أهلها للإصلاح .
خامساً: الطلاق إذا تعين حلاً وهو آخر علاج، وآخر الدواء الكي.(55/61)
قال الله تعالى:وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً*وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:35].
وقد سبق الإجابة على حكم الناشز وعلاجها في الفتوى رقم:
9904.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الطلاق آخر حل يلجأ إليه
تاريخ الفتوى : ... 23 ربيع الأول 1423 / 04-06-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.. أرجو منكم أن تهتموا برسالتي وتردوا علي في أقرب وقت لأنني راسلت كثيرين ولم يردوا علي .. ما حكم الدين علي إذا كان لدي أخت لها زوج ظالم متجبر يعشق الشجار معها فشلنا فشلنا فشلنا في إصلاحه فأتيت بأختي وأولادها وحاليا نقوم بإجراءات الطلاق هل أنا مخطىء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن اللجوء إلى تطليق المرأة من زوجها ينبغي أن يكون هو آخر العلاج، أما من ابتليت بزوج ظالم متجبر -كما يقول السائل- فلها ولولي أمرها السعي في علاج هذا الزوج بوسائل الإصلاح المتاحة لديهم، مثل: نصحه أو إرشاده وتبيين الحكم الشرعي والحقوق الزوجية وخطورة الظلم، فإن فاء إلى رشده وتوقف عن ظلم زوجته فذلك هو المطلوب -والحمد لله- وإلا فالخطوة الثانية: هي أن يبلغ أهل الجاه من قرابته: أبا كان أو أخا أو نحو ذلك بحقيقة ما يجري منه من ظلم لزوجته ليرده إلى رشده، فإن لم ينفع ذلك فيرفع أمره إلى المحاكم الشرعية لتنظر في الموضوع وتقرر الصلح وما ينبغي أن يفعل فيه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم رفض الخروج مع الزوج للمتنزهات
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الأول 1423 / 02-06-2002
السؤال
أنا امرأة عندي 50 عاماً وزوجي عنده 60 عاماً وأجلس أغلب الوقت في المنزل أقرأ القرآن وأتصفح شئون ديني أو بيتي ولا أخرج إلا للصلاة في المسجد أو تلقي دروس العلم في المسجد بعد موافقة زوجي ولكنه يريد مني الخروج من المنزل معه أحيانا في زيارات عائلية وأحيانا لأماكن عامة كالنادي مثلاً أو إلى المصيف وأنا(55/62)
أرفض ذلك بشدة فهل يعتبر ذلك خروج عن طاعة الزوج؟ وحتى إذا كانت الأماكن التى يرغب في اصطحابي إليها غير ملائمة؟
وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز لزوجك أن يأمرك بفعل المحرمات كالاختلاط بالرجال، أو الذهاب إلى المصايف حيث تبدو العورات، ولو أمرك بذلك فلا تجوز لك طاعته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الله". رواه الطبراني عن عمران بن حُصين.
وإذا امتنعت من الذهاب معه إلى الأماكن التي لا يرضى الله عن تواجدك فيها، فإن لك أجر ترك الحرام.
أما إذا كانت هذه الأماكن لا تشتمل على المحرمات أو المنكرات، فإنه لا يجوز لك مخالفة أمر زوجك، لأن طاعته واجبة عليك في المعروف.
والأفضل في كل هذا أن تنصحي زوجك بالمعروف دون تشنج أو عصبية، لقول الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) [النحل:125] .
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 4149، 4180، 6063.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حاولي الإصلاح، وإلا فطلب الطلاق صيانة لك
تاريخ الفتوى : ... 14 صفر 1423 / 27-04-2002
السؤال
إذا لم يكن هناك تفاهم بين الزوجة والزوج بل إن الزوج يعرض زوجته للاختلاط مع أصدقائه وهي ترفض ذلك وقد تعدى هذا الزوج على الزوجه بالضرب والإهانه ولقد كرهته الزوجه وتريد الطلاق نعم هناك أطفال ولكن الزوجه تريد الطلاق وذلك لكي تحمي نفسها من الوقوع في الحرام لأن هذا الزوج يهملها ولا يصونها في الفراش وأهلها يعتبرون الطلاق عار وأن عليها أن تدبر مصروفها إن هي أرادت الطلاق ,إضافة إلى أن هذا الزوج أيضا يقوم بقذف الزوجة في عرضها وهي شريفة , في الواقع هي كرهت هذا الزوج وتريد الطلاق ولكنها تفكر في الأطفال وأهلها ...فما الحكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا لعذر، وإذا كان الأمر كما ذكرت من أن زوجك يعرضك للاختلاط، ويهملك في الفراش، ويضربك من غير سبب ويهينك، فإن ذلك يبيح لك طلب الطلاق، ولكن قبل ذلك حاولي إصلاح الوضع معه بجلسة مصارحة، أو بتوسيط من له كلمة عليه حتى ينصحه، فإن لم يفد ذلك فلك طلب الطلاق، أما بالنسبة لأهلك فحاولي أن تقنعيهم بأن أمر الاختلاط خطير، وأنه(55/63)
يغضب الله، وأن هذا طعن في عرضهم، وأن الرزق على الله وأنه ما من نفس إلا ورزقها معها، فإن لم يقتنعوا فوسطي لهم من يقنعهم بذلك.
وراجعي الفتوى رقم 2019 والفتوى رقم 7981 نسأل الله أن يصلح حالك وان يختار لك ما فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كون الزوجة تسبق زوجها علما ووظيفة لا يسوغ الانفصال
تاريخ الفتوى : ... 09 صفر 1423 / 22-04-2002
السؤال
هل الطلاق حرام في حالة اكتشاف عدم التكافؤ بين الزوجين؟ علما أن الزوج صغير السن وهي تكبره بأربع سنوات وتسبقه في العلم، والوظيفة، وهو لا يملك مقومات الزواج، والقوامة، أضف إلى ذلك اختلاف الثقافة فهي غير عربية. وشعرت بالخوف من عدم المقدرة على السيطرة على الأسرة في المستقبل؟ فهل الطلاق حرام أم حلال لتفادي أي مشكلات معقدة خاصة أنه لا يوجد أطفال إلى الآن؟ وأنا أمامي أكثر من أربع سنوات لأتمكن من كسب رزقي. هل أسرحها بإحسان لمنفعتي ومنفعتها في المستقبل خوفا من المشاكل والعقد النفسية التي قد أمر بها وتمر بها ويمر بها الأطفال بسبب عدم التكافؤ الذي لا أضمن حدوثه في القريب العاجل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ....أما بعد:
فكون زوجتك تسبقك علماً ووظيفة أو تكبرك سناً كل ذلك لا أثر له على الحياة الزوجية واستمرارها، وننصحك بعدم طلاقها بسبب ذلك إذا كانت ذات خلق ودين، إلا أن كانت هذه الفوارق مع فارق اللغة وفارق البلد لها تأثير ظاهر على العلاقة الزوجية بينكما بحيث يتعذر استمرارها، فلا حرج عليك حينئذ في طلاقها، ولعل الله يقدر لك خيراً منها، ويقدر لها خيراً منك .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزوجة المصرة على وضع العطور عندما تخرج تجرى عليها أحكام النشوز
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1423 / 18-04-2002
السؤال
زوجتي تحب أن تضع العطر (البرفان) خارج المنزل؟ فهل علي ذنب في ذلك مع العلم بأنني نصحتها كثيرا لدرجة المشاجرة؟ وهل علي أكثر من النصيحة؟ وإن لم تقبل النصيحة، ما المطلوب مني عمله؟
الفتوى(55/64)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .... أما بعد:
فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال : " والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا - يعني زانية " رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما .
فهذا الحديث كما هو واضح يبين لنا خطورة وضع المرأة للعطور خارج بيتها ، وذلك لأنه يهيج شهوة الرجال حينما تمر بهم فينظرون إليها، والنظر إلى المرأة نوع من أنواع الزنا.
لذا فإنا نقول للسائل : لا يجوز لزوجتك أن تضع العطر خارج بيتها حيث يشم رائحته الرجال..كما لا يجوز لك أنت أن تتركها تخرج متعطرة، بل إن تركها تخرج على تلك الحالة هو من الدياثه المذمومة طبعاً، والمحرمة شرعاً ، وهو خلق ينافي الرجولة والقوامة والمسئولية التي ميز الله بها الرجال وخصهم بها ، فالواجب عليك منع زوجتك من الخروج متعطرة، فإن امتنعت فهي عاصية لربها، وعاصية لزوجها، وتجري عليها أحكام النشوز التي قد ذكر الله عز وجل علاجها في قوله : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن...) [النساء :34 ]
و بهذا يعلم السائل أن النصيحة وحدها لا تبرئه من المسئولية التي أنيطت به - وراجع الجواب رقم :
1225.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يسقط حق الزوجة والقيام بشؤونه حال الخلافات
تاريخ الفتوى : ... 28 محرم 1423 / 11-04-2002
السؤال
عندما يكون هناك أي نوع من الخلافات أو المشاحنات بيني وبين زوجتي فما عليها إلا أن تتوقف عن كل شيء حتى خدمتي وخدمة أولادنا وتبدأ في ضرب الأولاد بدون داع وذلك لمضايقتي ما جزاء من يفعل ذلك؟ وما الحل في مثل تلك الأمور مع العلم بأنني تكلمت معها ونصحتها مراراً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخدمة الزوجة لزوجها واجبة، وقد سبق تفصيل هذا في الفتوى رقم: 13158.
وإذا وقع بينها وبين زوجها نزاع وخصام، فلا يسقط عنها هذا الواجب، ولا يبيح لها الاعتداء على أولادها بالضرب ونحوه لإغاظة زوجها، بل الواجب عليها هو القيام بما أوجب الله عليها من طاعة زوجها وتربية أولادها ونحو ذلك، وحل مشكلتها بغير هذه الطريقة التي هي في الحقيقة إشعال لها، وتوسيع لدائرتها.
وعليها أن تعلم أن ما تقوم به يعد نشوزاً على زوجها، وفي هذه الحالة ينبغي للزوج أن يحل المشكلة حسبما بينه الله تعالى بقوله: ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ(55/65)
كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً) [النساء:34-35] .
فيبدأ الزوج بوعظها وإرشادها وتذكيرها بالله تعالى وتخوفيها من سخطه وعقابه، فإن استمرت على نشوزها انتقل معها إلى مرحلة أخرى، وهي هجرها في المضجع بحيث يوليها ظهره ولا يطؤها، فإن استمرت على نشوزها فليضربها ضرباً غير مبرح، وهو الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحة، فإن استمرت على نشوزها وسوء تصرفها، فإن شاء صبر عليها، وإن شاء طلقها، وإن شاء رفع أمرها للحاكم للنظر في القضية، أو يبعث حكمين: حكماً من أهله وحكماً من أهلها فينظران في القضية، ويحكمان فيها بالجمع أو التفريق حسبما يظهر لهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إعراض الزوجة عن المعاشرة بدون ضرر عليها لا يسوغ
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو الحجة 1424 / 25-01-2004
السؤال
أنا متزوج ولدي طفلتان وزوجتي لاترغب في المعاشرة الجنسية وإن فعلتها فعلتها مضطرة وكل فترة يحدث بيننا خلاف بسبب هذا الموضوع وبعدها تلتزم معي فترة قصيرة وتعود ثانية لما كانت عليه مما يضطرني في بعض الأحيان ونظرا للشهوة الجنسية العادية أضطر إلى الاستمناء باليد للتخلص من شهوتي وبعد ذلك أندم على ذلك وأكررها بعد ذلك وأحيانا أفكر بأن أحرمها على نفسي بأن أقول لها أنت تحرمن علي وأحرم عليك إذا تمت بيننا معاشرة مرة ثانية فلا أدري ماذا أفعل وهل تفريغ الشهوة بهذه الطريقة حرام وهل زوجتي تعتبر آثمة على ذلك وهي أيضا ترفض زيارة الطبيبة لعرض حالتها عليها؟
الرجاء الرد عليّ سريعاً وعدم إهمال سؤالي وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على الزوجة أن تمكن زوجها من الاستمتاع بها كلما أراد ذلك على الوجه الذي أباحه الله، فإن لم تفعل من غير ضرر فإنها ناشز عاصية لربها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" .
وعند ابن ماجه وأحمد وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده! لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها عليها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب". وروى النسائي والترمذي عن طلق بن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأته، وإن كانت على التنور" .(55/66)
وإن لم تجد الزوجة رغبة في معاشرة زوجها فيلزمها مطاوعته في ذلك متى ما أراد، تحصيناً له عن الحرام، كما ينبغي عليها أن تذهب إلى الطبيبة المختصة لمعرفة الأسباب، ولا يجوز لك الاستمناء لمجرد أن زوجتك امتنعت من فراشك. وانظر حكم الاستمناء في الجواب رقم: 7170.
وعليك بنصحها ومعالجتها، وإلا فالحل يكمن في الزواج بأخرى مع إبقاء هذه الزوجة وإمساكها، مع الإحسان إليها ومعاشرتها بالمعروف ونصحها وتوجيهها إلى ما يصلح حالكما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من عنده امرأة لا تصلي نصحها فإن أبت عاملها ضمن أية النشوز
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الثانية 1422 / 26-08-2001
السؤال
أخي الكريم السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أحد الأخوة متزوج من فتاة أوكرانية وهي أسلمت كما يقول ولكن لا تصلي ماذا يفعل معها؟ وجزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
الزواج أمر مقدر على الإنسان ونصيب مكتوب له، وهذا لا يعني أن عليه أن يفعل في شأنه ما وافق هواه بدون النظر في ما أمر الله بتحصيله في هذا الباب من الأوصاف المطلوبة في المرأة وأهمها أن تكون من ذوات العفة والدين.
وعلى كل فعلى هذا السائل أن يعلم هذه الفتاة أمور الدين، ويحثها على الصلاة ويبين لها أن الصلاة ركن ركين في الإسلام من تركها فقد كفر كما قال صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " رواه أحمد و أبو داوود . فإن نجح في ذلك فبها ونعمت وإلا فليبدأ معها العلاج الذي أرشدنا الله إليه في التعامل مع النواشز من النساء وهو كالتالي:
أ- الموعظة فإن لم تجد فـ
ب- الهجران في المضجع بأن يوليها ظهره وينام فإن لم يجد.
ج- ضربها ضرباً غير مبرح لا يكسر عظما ولا يشين جارحه، قال تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً) [النساء: 34]. وهذا مقيد بما إذا لم يؤد إلى مفسدة أعظم منه ، فإن أدى إليها فليس أمام هذا الرجل من خيار إلاّ أن يفارق هذه المرأة لأن مفسدة البقاء معها وهي لا تصلي - مع إقرارها بأنها مسلمة - أعظم من المفسدة التي قد تترتب على فراقها ، فدين المرء رأس ماله ولله در القائل :
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بطائل
نسأل الله تعالى أن يوقنا جميعاً لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/67)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الحقوق الواجبة على الزوجين تجاه بعضهما
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
ما الحكم في زوجة تركت بيت زوجها وذهبت إلى بيت أولادها منذ عشر سنوات ، علماً بأن زوجها لم يسأل عنها وكان مقصراً في جميع حقوقها ، فما الحكم من الناحية الشرعية ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الله جل وعلا قد افترض للزوج على زوجته أموراً وافترض لها أموراً ، قال تعالى: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ).
ومما افترض لها على زوجها نفقتها وكسوتها بالمعروف ومعاشرتها بالمعروف ، ومما افترض له عليها : أن تطيعه في المعروف وألا تخرج من بيته إلا بإذنه ، وأن تحفظه إذا غاب في ماله وفي نفسها ، وأن لا تدخل بيته من لا يرغب هو في دخوله له ... الخ.
فإذا وفى كل من الزوجين بما عليه من حقوق انعدمت المشاكل بينهما أو كادت ، وإذا قصر أحدهما في حق الآخر ، فالذي ينبغي للآخر فعله هو أن يذكره بالله وبما افترض عليه تجاه الطرف الآخر كما ينبغي له ألا يحمله ما يقع منه من تقصير في بعض الجوانب على تجاهل ماله من حسنات ، فإن استقامت الأمور فحسن وإلا فإن كان التقصير من المرأة ، فقد شرع جل وعلا لزوجها سبيلاً إلى التعامل مع هذا التقصير وهو سبيل مرتب على خطوات لا يجوز أن يؤتى بواحدة منها قبل استنفاد الوسع في الخطوة التي قبلها وهي :
1 - الوعظ
2 - الهجران في المضجع بأن يوليها ظهره وينام .
3 - الضرب غير المبرح الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحة .
قال تعالى: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ... الخ).[الآية].
وإن كان التقصير من جانب الزوج فللمرأة أن ترفع أمرها إلى المحاكم الشرعية - إن وجدت - وإلا فإلى أهل العلم والصلاح من جماعة المسلمين في البلد الذي هي فيه .
أما أن تلجأ هي إلى هجران البيت وأن يلجأ هو إلى أسلوب المضايقة وعدم المبالاة ، فهذا ما لا يقره شرعنا الحنيف ، فعلى الكل أن يتوب إلى الله جل وعلا ، فتعود هي إلى بيت زوجها في أسرع وقت قبل أن يهاجمها الموت وهي على حال لا يرضى الله جل وعلا وعليه هو أن يقلع عن مضايقتها والتعسف في معاملتها والاعتداء على حقوقها أو يفارقها إذا رأى أن استمرار العلاقة معها قد وصل إلى طريق مسدود ، فالله جل وعلا يقول: ( فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف(55/68)
ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا * ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه * ولا تتخذوا آيات الله هزواً ). [ البقرة : 231].
هذا هو الحل فيما نرى ، والعلم عند الله .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ضرب الزوجة جائز إذا كان هناك مسوغ شرعي مع عدم تجاوز ذلك
تاريخ الفتوى : ... 12 ذو القعدة 1421 / 06-02-2001
السؤال
ما هو حكم ضرب الزوجة؟ وهل هناك حالات يعتبر فيها هذا جائزا؟ الرجاء إيراد الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة بهذا الخصوص وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن المعلوم أن الله ـ جل وعلا ـ قد شرع من أحكامه، وسن من معاملاته، ما يكفل للعباد تحقيق كافة مصالحهم على وجه التمام، في جميع أمورهم وأحوالهم. ولا ريب أن من أعظم ما أولاه الشرع عنايته، وصرف له رعايته، حفظ رابطة الزوجية التي تجمع شمل الزوجين، وتضم أنفاسهما في ظلال بيت واحد. فقد أحاطت الشريعة المطهرة هذا الصرح (صرح الزوجية) أحاطته بسور من الأحكام التي ترسي دعائمه، وتقيم بنيانه على وجه الكمال والتمام. وهذا في غاية الوضوح والبيان لمن كان له أدنى اطلاع على علل الأحكام، وأسرار التشريع والإبرام. وبالجملة، فإن قاعدة الشرع الثابتة هي: "جلب المصالح للعباد وتكميلها، ودرء المفاسد عنهم وتقليلها". إذا علم هذا، فليعلم أن الأحكام الشرعية قد تطرقت إلى حال الشقاق والخلاف إذا طرأ بين الزوجين، وقسمتها إلى أحوال، فنأخذ منها الحالة التي ورد السؤال عنها، ألا وهي "حكم ضرب الزوجة، وهل هناك حالة يجوز فيها ذلك؟.
والجواب : أن الله جل وعلا قد حرم على كلا الزوجين ـ بل على عموم الخلق ـ الظلم والتعدي، ولا ريب أن في ضرب الزوجة بلا مسوغ شرعي أذية لها، واعتداء على حقها، فإن من حقوقها المعاملة والمعاشرة بالمعروف قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة:228] وقال جل وعلا: (وعاشروهن بالمعروف)[ النساء:19]. وقد حرم الله جل وعلا إبقاء الزوجة في العصمة بقصد إذايتها ومضارتها، وسمى ذلك اعتداءً وظلماً، قال جل وعلا: (ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا، ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)[ البقرة: 231] وقد ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار" أخرجه الإمام أحمد في مسنده وهو أيضا في سنن الدارقطني.
وعليه فضرب الزوجة بلا مسوغ من الاعتداء والظلم الذي لا يجوز، وقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال فيما يرويه عن ربه جل وعلا: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه. إذا ثبت هذا فإنه مما ينبغي أن يعرف أن هنالك حالات يسوغ فيها مثل هذا الفعل ، ولكن مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك. فقد نص(55/69)
الله جل وعلا في كتابه العزيز أن ذلك يسوغ إذا خرجت الزوجة عن طوع زوجها بلا مسوغ لها في ذلك. فمن المقرر أن طاعة الزوجة زوجها من الواجبات المتحتمات المقررة في الكتاب والسنة وبإجماع أهل العلم بالملة، فإن خرجت الزوجة عن طوع زوجها تمردا وعصيانا بلا مسوغ، فقد شرع الله ـ جل وعلا ـ علاج ذلك بجملة أمور.
أولها: النصح والإرشاد، بأن يعظ الزوج زوجته ويبين لها وجوب طاعته، وما افترضه الله عليها وعليه من الحقوق، مترفقا بها تارة، وزاجراً لها أخرى بحسب المقام والأحوال. فإن تعذر ذلك لعدم استجابتها انتقل إلى الخطوة الثانية، ألا وهي الهجر، فيسوغ له عند تعذر الأمر الأول أن يهجرها في الفراش، إظهاراً لها منه بعدم الرضا عنها، والاستياء من معاملتها.
فإن استوفى الزوج هاتين الخطوتين، وبذل وسعه في ذلك ولم ينصلح الأمر، جاز له أن يضربها تأديباً لها مراعيا جملة أمور في ذلك:
أ ـ أن لا يكون الضرب مبرحا، أي شديداً ، بل يكون على وجه التأديب والتأنيب ضرباً غير ذي إذاية شديدة.
ب ـ أن لا يضربها على وجهها.
ج ـ أن لا يشتمها بالتقبيح.
د ـ أن يستصحب أثناء هذه المعاملة، أن القصد حصول المقصود من صلاح الزوجة وطاعتها زوجها، لا أن يكون قصده الثأر والانتقام.
هـ ـ أن يكف عن هذه المعاملة عند حصول المقصود.
والأصل في كل ما قدمناه قوله ـ عزَّ من قائل ـ (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرون في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيراً) [النساء :34]. وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم على نساءكم حقا ولنسائكم عليكم حقا ... الحديث) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وخرج الإمام أبوداود في سننه من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت". وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة الجياد، ولا بد من الإشارة إلى أنه ينبغي لكلا الزوجين مراعاة جانب الرأفة والرحمة كلاً مع الآخر، وأن يتجنبنا الجنوح إلى هذه الحالة ما استطاعا إلى ذلك سبيلاً. وأيضا فإنه مما يعين على ذلك التغاضي عن بعض الأخطاء التي لا تخل بأمور الشرع ، ولو أن كلا الزوجين تدارسا طرفا من الهدي النبوي في ذلك لكان حسنا، كباب حق الزوج على المرأة، وباب الوصية بالنساء من كتاب رياض(55/70)
الصالحين، جعلنا الله جميعاً من عباده الصالحين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حل الخلافات الزوجية أولى من الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 25 صفر 1428 / 15-03-2007
السؤال
أنا مسلم سني 35 سنة
تزوجت من خمس سنوات من إنسانة دار حولها شبهات كثيرة قبل الزواج ولكني رفضت أن أستمع للآخرين وقررت الزواج بها ولكن بعد الخطبة أصبحنا كزوجين في كل شيء . ظهرت بيننا مفارقات ومشاكل كثيرة جدا وكان عندها إصرار غير عادي على فك الخطبة بالرغم من أننا قد عشنا مع بعض أكثر من سنة كزواج كامل ورفضت أنا فك الخطبة وبإصرار غريب مني تم الزواج ولكن الحياة لم تستقم بيننا حدثت كثير من المشاكل ولكني كنت دائما أحاول أن لا نفترق ومررت بظروف صحية قاسية وهي لم تهتم كان همها الوحيد هو العمل فقط . وزقنا الله الحمل ثلاث مرات ولكنها أجهضت نفسها بسبب أنها كانت تريد أن نمتلك الشقة والسيارة أولا . والآن يا سيدي العزيز توقفت الحياة ورفضت هي الآن أن نكمل حياتنا سويا وهي مصرة على الانفصال وأهلها لا يعلمون أي شيء مما كان بيننا قبل الزواج من معاشرة وأنا لا أعرف هل لو انفصلنا هل هذا حرام أم حلال ولكن السبب أنها اعتبرت أن ما حدث بيننا وقت الخطبة انتهى بالزواج هل هذا صحيح من ناحية الدين. ماذا أفعل أطلق أم ألتزم الصمت لفترة ربما تغير رأيها في ونكمل بالحلال. أرجو منك سيدي سرعة الرد.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما حصل بينكما من معاشرة وغيرها بعد العقد الشرعي ولكن قبل الزفة فإنه لا حرج فيه لأنها تصير زوجتك بمجرد العقد الشرعي، ويباح لك منها ما يباح للرجل من زوجته.
وأما إن كان ما حصل هو قبل العقد الشرعي فهو زنى والعياذ بالله؛ لأن مجرد الخطبة لا يبيح أمرا محرما، وتبقى المرأة أجنبية عن الرجل حتى يعقد عليها عقد نكاح صحيح، وإن كان كذلك فعليكما أن تتوبا إلى الله توبة نصوحا مما وقعتما فيه من أخطاء. وكذلك ما قامت به هي من إجهاض لحملها وإن كنت شاركتها في ذلك فأنت شريكها في الإثم أيضا ولو بمجرد إقرارها والقبول بفعلها، ولمعرفة حكم الإجهاض وما يترتب عليه انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية:16048، 50549، 2208.
وأما هل يجوز لك أن تطلقها الآن؟ فالجواب لا حرج عليك في ذلك سيما إن كان الخلاف بينكما مستحكما، والنزاع متحدما. وإن أمكن حل الخلاف وبلوغ التراضي فهو أولى، وهو ما ننصح به لأن الطلاق ينبغي أن يكون آخر العلاج. ففي الحديث:(55/71)
إن المرأة خلقت من ضلع، ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها. رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم. وفي الحديث أيضا: لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. ومعنى لا يفركن لا يكره ولا يبغض. رواه أحمد وهو صحيح
وننبه هنا إلى أن المرأة لا يجوز لها أن تسأل زوجها الطلاق لغير ضر أنزله بها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم:27381، 30519.
وللفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:79603، 1089، 4115، 5670.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصائح للزوجين المتهاجرين
تاريخ الفتوى : ... 02 صفر 1428 / 20-02-2007
السؤال
زوجتي تركتني منذ 4 سنوات وعندي ابنة عمرها 6 سنوات رغبت في إرجاعها ووضعت شروطا لا ترضي الله عز وجل، ولا ترضيني، فلم أقبل ولم تقبل العودة وفي هذه الأثناء قمت بممارسة الجنس معها، علما بأني لم أطلقها طول هذه المدة ولم أتزوج بسبب الأحوال المادية، فما هو الحكم في ذلك، وهل يوجد علي إثم في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على الزوجين أن يعلما أن الحياة الزوجية لا يمكن أن تستقيم إلا على التفاهم والتغاضي عن الهفوات، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، فإذا قام كل من الزوجين بواجبه تجاه الآخر وراعى مشاعر صاحبه استقام الحال بينهما، ولا بد من العلم بأحكام الشريعة التي توجب على المسلم الإحسان إلى الناس، ولا شك أن من أحق الناس بالإحسان هي الزوجة من قبل زوجها، والزوج من قبل زوجته، ولذلك فإننا ننصح الزوج بما يلي:
أولاً: أن يتقي الله تعالى في أهله، فإن الله تعالى يقول: فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
ثانياً: أن يكون رفيقاً في التعامل مع أهله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله.
ثالثاً: إذا كانت زوجه ناشزاً فعليه أن يعالج النشوز بما أمر الله عز وجل في كتابه، وسبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 54131.
وننصح الزوجة بما يلي:
أولاً: أن تطيع زوجها في المعروف، فإن طاعة الزوج من الواجبات الشرعية، ويمكن مطالعة ذلك في الفتوى رقم: 6939، والفتوى رقم: 60701.(55/72)
ثانياً: أن تتحلى بالصبر، قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}.
ثالثاً: أن تجتهد في البعد عن كل ما يثير زوجها أو يضايقه، وننصح الزوجين بمطالعة الفتوى رقم: 2589.
وأما عن سؤالك: فنقول بما أنك لم تطلقها فهي زوجتك، ولك أن تستمتع بها كيف شئت.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... درء الطلاق ما أمكن
تاريخ الفتوى : ... 24 محرم 1428 / 12-02-2007
السؤال
أنا لدي مشكلة كبيرة مع زوجي ولا أستطيع التحدث فيها مع أحد من أسرتي خاصة وأن والدي ووالدتي متوفيان قبل زواجي وأنا أكبر إخوتي، ولذلك أرجو منكم الرد علي بسرعة نظراً لاهمية الموضوع، الموضوع بدايته: أنني تزوجت منذ حوالي 7 سنوات عن حب جارف بشخص مطلق ولديه ولدان أصبحا اليوم شبابا وعندما تقدم لي وعدني بأن يؤمن لي مستقبلي حتى إذا حدث له مكروه لا أتشرد من أولاده وفي يوم عقد القران تراجع قبل حضور المأذون وقال إن والدته (وهي رافضة لزواجه مرة ثانية كما أنها ترى أنني طمعانة في ابنها كما أنها متسلطة جداً عليه لأنه ابنها الوحيد مع البنات)، طلبت وعدا منه ألا يكتب شيئا لي، عادي تقبلت الموقف وأنقذت الموقف وقلت ولا يهمك أهم شيء أننا نتزوج وبالرغم من معارضة أسرتي على زواجي منه، أولاً: لأنه مطلق ولديه أولاد وأنا لم يسبق لي الزواج. وثانياً: لأنه لم يؤمن لي مستقبلي -ومع ذلك عارضت الكل واشتريته لكني فوجئت بعد الزواج بحوالي سنة أنه بدأ في التغير معي وذلك بعد أن أصبحت مطلقته تتصل به بحجة الأولاد وبدأ الأولاد يأتون لنا دائما وطبعا أخدمهم- ومشاكل ما لها نهاية بسبب خبث الأبناء وهو أيضا أصبح خبيثا وتغير تماما وأصبح لا يريد أولادا مني وكان لديه مرض أثر مؤخراً على الإنجاب فرفض العلاج وكان يتركني في المستشفى أثناء عمليات أجريتها للإنجاب ويذهب خارج المستشفى بحجة أن العمل استدعاه وذلك حتى لا يدفع بقشيش للممرضات -كما أنه أصبح يسافر إلى شقته بالمصيف مع ولديه ويتركني وحيدة و....... إلخ، وأصبحت لا أعلم عنه شيء إطلاقا لدرجة أنه اشترى شقة فاخرة لابنه الكبير وباع ميراثا لديه وأصبح مليونيرا ومع ذلك لم يخبرني بشيء لدرجة أنني عرفت تلك الأشياء من الأغراب- المهم هو أنه كان أعطاني وعدا بأن نغير شقة الزوجية بمكان أفضل عندما يستطيع ماديا وصبرت حتى هذا العام حيث كان له ميراث
وباعه بمبلغ كبير يقارب المليون وعندما طالبته بتنفيذ وعده فوجئت به يقول لي أنا قررت أطلقك لأنه أرخص لي أن أطلقك لأن طلبك تغيير الشقة سيكلفني أكثر بكثير من حقوقك إذا طلقتك -وذلك حتى يتهرب من تنفيذ وعده، وبالتالي لم يكن أمامي(55/73)
سوى القبول بالأمر الواقع، مع العلم بأنه الآن مليونير واشترى شقة في أفخر المناطق لابنه الكبير الشاب وناوي يشتري شقة لابنه الآخر- هو في العموم شخص طيب وعلى خلق (لكن عالمه كله عبارة عن والدته وأخوته وأولاده فقط)، وهو ضعيف الشخصية جداً أمام والدته وأخواته النساء وأصدقائه حيث إنهم يسيرون له حياته، كما أنه في مسألة الفلوس خبيث جداً ومراوغ ويكره أي شخص يطلب منه فلوسا أو أي مطالب مادية لأنه شايف أنها من حق أولاده فقط، فماذا أفعل لقد أحببته لمدة خمس سنوات وتزوجته منذ 7 سنوات أي أنه أخذ أجمل سنوات خصوبتي وعمري حيث أصبح عمري 41 سنة وصرفت كل ما أملك على العلاج للإنجاب ولم أنجب حتى الآن، وسؤالي هو: ماذا أفعل الآن هل أصمت وأتقبل الوضع الراهن وأبقى في بيته مهددة دائما بالطلاق والطرد في أي لحظة حيث إنني ليس لي حق في هذا البيت أم أتقبل قراره بطلاقي أو على الأقل تهديده الدائم لي بالطلاق، كلما طلبت منه شيئا ماديا مثل تغيير الشقة أو حتى كتابتها باسمي كضمان لمستقبلي إذا حدث له مكروه، أرجوكم الرد بسرعة لأنها أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة لي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن الزوج يجب عليه أن يوفر المسكن المناسب لزوجته، ولا يجب أن يكون هذا البيت ملكاً له، بل يكفي أن يستأجر لها بيتاً، ولا يجب على الزوج أن يُمَلِّكَ زوجته البيت، ويجب على الزوج أن يوفر لزوجته الملبس والمطعم والمشرب، فإذا وفر لها ذلك فليس من حقها أن تلزمه بأكثر من ذلك، ولمعرفة ما يجب على الزوج تجاه زوجته فانظري الفتوى رقم: 50068.
ومن حق من ملك شيئاً أن يتصرف فيه، فمن حق زوجك أن يملك أولاده بيتاً أو مالاً أو سيارة، ولك أن تطالبيه بأن يهبك منزلاً أو سيارة أو غير ذلك ويكتبه باسمك، ولكن لا يجب عليه الاستجابة لذلك، ولذا فإننا ننصحك أيتها الأخت الكريمة بما أن زوجك -كما قلت- يحبك وهو طيب على خلق أن لا تتركي للشيطان مدخلاً ليفسد بينكم، فكوني رفيقة معه، وتحببي إليه، وقومي بواجبك تجاهه، ولا تلزميه بما لا يلزمه شرعاً، فإن تيسر لك إقناعه بلين ورفق دون أن يؤدي ذلك إلى خصام أو طلاق فلا بأس، وإلا فترك هذه المطالب هو الأولى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ضوابط جواز كتابة قصة زواج واقعية مريرة
تاريخ الفتوى : ... 24 محرم 1428 / 12-02-2007
السؤال
لقد عشت قصة زواج مريرة مع امرأة "مسلمة غربية" ـحسب خبرتي ليس لها شبيه، وخاصة ما تم في إنهائها من تلفيقات من قبل جهات مختلفة بما فيها "إسلامية"، لم أجد أية وسيلة لإظهار هذا الحق الضائع وباسم الإسلام، والإسلام منها بريء، إلا التعبير عن هذا البلاء (ولا حول ولا قوة إلا بالله) في صورة رواية(55/74)
قصصية واقعية 100% التزاماً بمرارات وتفصيلات هذه الفترة من العمر، الرجاء إفادتنا شرعياً، إلي أي مدى يجوز لي كشف هذه الأسرار والعورات، علماً بأنني سأكتبها بلغة البلد الغربي الذي تمت فيه هذه الوقائع، وسأستخدم بقدر الإمكان الرمزية مع تغيير الأسماء، للعلم لي خبرة سابقة في هذا المجال والمجال الشرعي كذلك؟ جزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في كتابة موضوع يتحدث عن المشاكل الزوجية بقصد الاصلاح، وتذكر فيه القصة دون تعيين لأحد، ثم تذكر الحلول والعلاج، وما كان ينبغي أن يكون، مع الحض على ا لعشرة الحسنة بين الزوجين والأرحام والجيران، وأن يؤدي كل ما عليه من الحقوق لصاحب الحق، وأن يسامح في حقه ويدفع السوء بالحسنى، عملاً بالحديث: صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك. رواه أحمد وصححه الألباني.
وينبغي أن يلتزم المحكمون -أشخاصا كانوا أو هيئات- بالسعي في الاصلاح بينهم، وحجز ظالمهم عن الظلم، ونصر المظلوم. ويشترط أيضاً ألا تكون هذه القصة أداة لمن يريدون الطعن في الإسلام وأهله، فقد ذكرت أنك ستسردها بلغتهم، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 45703، 66026، 51252.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التريث في أمر الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 19 محرم 1428 / 07-02-2007
السؤال
قمت بالزواج من فتاة بالزواج التقليدي عن طريق الأهل وبعد فترة سافرت للعمل بالخليج وكنت أقوم باجازات كل فترة ثم حدثت بعض الخلافات منها قد وصل إلى سمعي كلام عن سلوكها ومررت بظروف صعبة بعدها وعند السؤال عن الأسباب وجد عن طريق شيخ أن قد تم عمل سحر لي وتم علاجي منه مع الاحتفاظ ببعض الرقى الشرعية وكنت قد أعطيتها مبلغا كبيرا من المال على سبيل الأمانة وعند السؤال عليه قالت قد تم صرفه ومعي منها طفلان والثالث في الطريق وبيننا الحين مشاكل عن طريق المحاكم الرجاء أفيدوني بما يمكنني عمله، هل أطلقها أو أبقيها؟ والأولاد ماذا أفعل بهم؟ أم أتزوج بأخرى وأتركها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطلاق أبغض الحلال إلى الله، ولا يلجأ إليه إلا عند تعذر الوسائل الأخرى، ومنها الإصلاح، فقد حث الله تعالى على الصلح ووصفه بأنه خير من الفراق، فقال سبحانه: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}، كما أن اللجوء إلى المحكمة لحل الخلافات بين الزوجين لا ينبغي إلا بعد تعذر حلها فيما بين الزوجين أولاً، ثم عن طريق(55/75)
توسيط أهل الخير والصلاح، ولمعرفة الطريقة الشرعية لحل الخلافات مع الزوجة انظر الفتوى رقم: 5291.
وحيث إن النزاع قد وصل إلى المحكمة الشرعية فليس أمامك إلا ما قضت به، وعلى كل حال ننصحك بالتريث في أمر الطلاق، وعليك أن تحسن عشرة زوجتك، وأن تؤدي ما عليك من نفقتها ونفقة الأبناء، وننصحك بالتنازل عن شيء من حقوقك، إظهاراً لحسن نيتك ورغبتك في عودة الحياة الزوجية كما كانت، وحفاظاً على الأسرة وخاصة الأبناء، ولا تنسى أن تدعو الله بصلاحها إنه على كل شيء قدير، ونسأل الله أن يصلح بينكما، فإن تعذر استدامة العشرة بينكما فلا حرج حينئذ في الطلاق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إساءة الزوج لزوجته نقض للميثاق الغليظ
تاريخ الفتوى : ... 27 ذو الحجة 1427 / 17-01-2007
السؤال
شيخنا الفاضل أرجو الاستفسار عن قضيتي وهي جد مهمة في حياتي وأنا حائرة من أمري أنا امرأة متزوجة منذ 5 سنوات وأم لولدين
وزوجي يسيء معاملتي فهو يضربني ضربا مبرحا ويشتمني أمام مرأى من أولادي والأخطر من ذلك أنه يصلي وفي بعض الأحيان يتركها ومرة تشاجر معي في رمضان ومن شدة غضبه شرب الماء وقال لي أنت السبب وتتحملين الذنب ويقول بأنه إنسان غير سوي الشخصية وكل مرة أريد الانفصال يقول بأنه سيتغير وحالته مؤقتة لأنه لا يعمل وفي كل مرة يعود إلى ضربي فقررت أن أرفع دعوى إلى المحكمة مع العلم أني أقطن في بلد أوروبي لطلب الانفصال عنه علما أنه طلقني طلقتين بالقول ثم أتى بشاهدين ليراجعني قبل انقضاء العدة فرجعت إليه لأنه قال بأنه تاب وأصبح يصلي مع العلم أن المحكمة طلبت منه الخروج فورا من البيت ويذهب ليعالج نفسه عند طبيب نفساني والآن يطلب مني أن أسحب القضية لأنه على حسب قوله تاب والله أعلم ومشكلتي أني لا أثق فيه لأنه ناقض للعهد فأرجو منكم أن توضحوا لي الأمر وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على هذا الزوج أن يحسن معاملة زوجته، ولا يجوز له أن يضربها لغير نشوز، ولا أن يشتمها، كما أن عليه التوبة إلى الله من ترك الصلاة ومن الإفطار في رمضان لغير عذر، وعليه قضاء ذلك اليوم.
وأما الأخت فنقول لها: لا بأس بالصبر على هذا الزوج، وإعطائه فرصة أخرى لعله أن يكون صادقا في ما ادعاه من التوبة وصلاح الحال، فإن لم يتب ولم يحسن معاملتك وعاد إلى ضربك، فلك رفع أمره إلى من يرد ظلمه عنك وينصفك منه،(55/76)
وعليك أن تبدئي بالمركز الإسلامي في بلد إقامتك إن وجد، فإن لم يوجد أو لم ينصفك، فلك اللجوء إلى المحكمة حينئذ.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تدرج مع زوجتك في الترغيب بالحجاب
تاريخ الفتوى : ... 19 ذو الحجة 1427 / 09-01-2007
السؤال
تزوجت قبل 3 أشهر من فتاة جامعية لم أكن أعرفها من قبل، عندما ذهبت أنا وأهلي لرؤيتها لأول مرة خرجت علينا بغير حجاب، وقد سألتها عن طريقة لبسها فقالت إنها محجبة وتصوم وتصلي ولكن بعد الزواج قالت لي إنها لم تكن ترتدي الحجاب وأنها لا تطيقه وأنها الآن ترتديه من أجلي، وقد عرفت عنها أشياء أخرى مثل أنها كانت تشرب الدخان، وأنا الآن عندي شك في حياتها أثناء الجامعة، والمشكلة الآن وصلت بيننا إلى درجة الطلاق, فماذا علي أن أفعل، أفيدونا أثابكم الله وجزاكم خير الجزاء. أرجو الإجابة في أقرب وقت ممكن .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث نبينا صلى الله عليه وسلم على الظفر بذات الدين، بقوله:
فاظفر بذات الدين تربت يداك، وحيث قد تزوجت هذه المرأة، فنرى أن تصبر عليها وتتعاهدها بالنصح وترغبها في الحجاب، وتسمعها كلام أهل العلم والدعاة المؤثرين، فإن كثيرا من النساء ارتدين الحجاب بعد سماعهن لبعض الدعاة الذين رزقهم الله أسلوبا وتأثيرا، فإن كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية فنرى أن تراجعها وأن تحسن إليها وتستميل قلبها، وتأخذها بالتدريج ولا تحكم عليها بحسب ماكانت عليه في الماضي؛ بل بما هي عليه في الحاضر.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم هجران المرأة بيت الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1427 / 07-01-2007
السؤال
سيدي الفاضل ما حكم الدين في المرأة التي هربت من بيت زوجها أثناء عدم وجوده وأخذها الأطفال معها وقيامها باستئجار شقة في مكان غير معلوم للزوج وفرشها لها دون علمه والإقامة فيها ورفع قضية طلاق ونفقة وحضانة على الرغم من محاولة الزوج لحل الخلافات التي بينهم بأي شكل من الأشكال حفاظا على استقرار الأسرة وعلى أن ينشأ الأطفال في أسرة ذات جو صحي سليم - إلا أنها في حالة إصرار تام على طلب الطلاق وتمزيق العائلة. بقي أن أضيف أننا في بلد غريب ليس لنا فيه قريب وعلى الرغم من ذلك فهي فعلت ما ذكر أعلاه. وما رأي الدين فى ذلك؟(55/77)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم سبب إقدام الزوجة على هذا الفعل، فربما كان لها عذر شرعي يبيح لها فعل ذلك، لكن نقول: إذا لم يكن لها عذر شرعي، فلا يجوز لها الخروج من البيت بغير إذن الزوج، فإن هذا نشوز محرم، كما أن طلب الطلاق بغير عذر حرام، وانظر الفتوى رقم: 39211.
وعلى الزوجة أن ترجع عن هذا الأمر، وتعود إلى بيت زوجها، فإنها واقعة في معصية كبيرة، فإن الملائكة تلعن من هجرت فراش زوجها وبات عليها غضبان حتى تصبح، فكيف بمن هجرت بيته، وليس لها حق في النفقة ما دامت على نشوزها، حتى ترجع.
وأما الزوج فننصحه بنصحها، ووعظها، والإحسان إليها، والدعاء بأن يهديها الله سبحانه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... استوصوا بالنساء خيرا
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو الحجة 1427 / 28-12-2006
السؤال
زوج يقدس الحياة وتكوين أسرة مثالية في صعوبة تكوينها في العصر الحالي، تزوجت فتاه تصغرني في 12 سنة وباختيار أهلي ورغبتي رضا أهلي في ذلك حتى تكون زوجتي قريبة منهم دائما ولكن حدث عكس ما أتمنى جملةً وتفصلاً ، ملكت عليها قبل الزواج بـ 9 أشهر وفي هذه الفترة حاولت أفهمها نفسي وكيفية طريقة معاملتنا بعد الزواج وكانت فتاة كلها حيوية وكانت تتكلم كثيرا عن العين والحسد والسحر، وكنت أرد عليها أني لا أحب الكلام في ذلك لأن الإنسان يعمل والله يشاء بما لا يشاء الإنسان نفسه . اختصار للموضوع لي مشكلة كبيرة مع هذه الزوجة //////
1/ تريد كل شيء لنفسها وليس فقط ذلك حتى لو هذا الشيء ممنوح لوالدتي أو إلى ابنتها التي من المفروض أن يرخص كل شي لها .
2/ لديها غيرة بحجم الكون وهي المسبب الأول لمشاكلها دائماً أقول دائماً.
3/ فتاة متصورة بصورة رجل جبار دكتاتوري على الزوج والبنت والخادمة وجودها في البيت على التلفزيون أو نائمة لا تخدم البنت ولا الزوج إلا بصنع الغداء فقط .
4/ دائماً على لسانها كلمات لا أحب أن تقال في منزلي وأمام بنتي لا تستغرب لو قالت البنت ((حيوانة)) كيف تستغرب وهي التي لقنتها ذلك كلمات لو قيلت على جبل لانصهر من قوة الكلمات وتقال بسب أو دون سبب مثلا عند مشاهدتها(55/78)
التلفزيون أو عند رفضي لشيء لها مثال ذهابها للسوق لوحدها أو طلبها مبلغا من المال .
5/ عند حدوث مشكلة بيننا مباشرةً أخرج من البيت ولكن يحدث شيء غريب إما أن ترفض خروجي أو تزعجني على الجوال لتتشعب المشكلة .
6/ غير محترمة مع أهلي بعكس ما أعمله لأهلها من مكالمات وعطايا مادية .
7/ فتاه لا تعلم ما تريد من الدنيا لا تصلي ولا تعرف الرب حتى وقت الضيق أقول لها أثناء غضبك صلي وادعي ربك أن يوسع صدرك سوف تهدئين بعد ذلك تقابل هذه النصيحة برفض مع معصية .
8/ تسب والديها وتتوجه مع توجهات الغير مثلا في السفر أو الأجهزة أو الصديقات، علماً أن جميع توجهاتها خطأ، عندها استعداد أن تخرب منزلها من أجل جهاز جوال .
9/ حدثت مشاكل بيننا ونطقت كلمة الطلاق ثلاث مرات في ثلاث مشاكل متفرقة ولكن دون وعي مني، أنا لا أتمنى أن أعيش معها ولكن كلي حزن على ابنتي التي سوف تعيش معها من بعدي لو كان ذكرا ليس لدي هذا القلق كله ولكن حتى الآن هي لا تريد ان تذهب إلى أهلها ولا تريد أن تغير من حالها إلى حال أفضل من أجل نفسها وبيتها .
10/ هاجس في حياتي لا تريد تبقى باحترام ولا تفارق باحترام، أقل شيء من أجل البنت تضايقني في عملي لأن عملي في بعض السفريات داخل وخارج المملكة، أقول وبعض الأحيان يسافروا معي، أثناء السفر الرسمي وهي تطالبني بالسفر معي في جميع سفرياتي وأنا أقول لها السفر الذي يمكنني أخذك فيه سوف آخذك بدون تردد، ولكن عندها عادة وهي أنها لا تقدرني إذا لم يكن لدي مال، هذا حز كثيرا في نفسي، فيمكن يوم لا سمح الله أنكسر في حياتي فتمشي وتخليني، علما أنني متأكد أنه ليس لديها مأوى غير منزلي لأنها خسرت كل الناس بما فيهم أهلها.
الحلول التي قمت بها //
1/ الهجر المشروع
2/ تركها لدى أهلها لتحس الفروق بين منزلها وغيره وفعلاً كانت تتألم في هذه الحالة ولكن لما رجعت الرياض رجعت لعادتها .
3/ البعد عنها في المنام في إحدى غرف المنزل لمدة طويلة .
4/ تذكيرها بالله ورسوله وقراءة آيات وأحاديث للعبرة .
5/ ذهبت بها إلى شيخ في المدينة المنورة حتى ترى المرضى الحقيقين للعبرة وكانت صدمتي بعدما خرجت هي المريضة فقط وخاصة لما قابلت الشيخ شخصياً وقال لي هذه الفتاة بعيدة كل البعد عن الله .
6/ عرضت عليها الذهاب إلى أطباء اجتماعيين ونفسيين ولكن رفضت مع تكراري لذلك وسوف أرافقك في الزيارات لعرض نفسي عليهم لنفس السبب دون جدوى.
7/ تذكيرها بعواقب الطلاق والفراق عن منزلها وبنتها وزوجها .
المطلوب:
النصيحة /الفتوى / الحل السليم /الطريقة لإعادتها صالحة .(55/79)
معلومات :
عمر البنت سنتين وست أشهر /الزوجة 24 سنة /الزوج 36سنة السكن الرياض /الأهل لجميع الزوجين في مدينة واحدة في المنطقة الغربية / الحالة المادية جداً ممتاز والحمد لله / التعليم زوج جامعي زوجة ثاني ثانوي /المتوفر لجميع الطبقات التي تعلو المتوسطة متوفرة للعائلة بفضل الله ثم فضل دخل الزوج /علاقة الزوج مع الأهل من الطرفين ممتازة والزوجة جيدة من جهة أهلها فقط.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد وأن يهيئ لك من أمرك رشدا ويصلح لك زوجك إنه سميع مجيب.
والذي ينبغي أن تعلمه أيها السائل الكريم هو أن البيوت لا تبنى كلها على الحب؛ كما قال عمر رضي الله عنه وإنما على التفاهم بأن يفهم كل واحد من الزوجين طبيعة الآخر ونفسيته ومزاجه ورغباته. ويتحمل الزوج من ذلك نصيب الأسد فيتغاضى عن أخطاء الزوجة ما أمكنه ذلك، مسترشدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. متفق عليه من حديث أبي هريرة، ولمسلم عنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمعت وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها. وقوله: لا يفرك -أي لا يكره- مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.
ولا ينبغي أن يكون الزوج ندا للزوجة ويترصد أخطاءها وهفواتها، بل ينسى ويتناسى ما يمكنه من ذلك. وهذا لا يعني أن يترك لها الحبل على الغارب لتفعل ما تشاء، بل يذكرها ويعظها ويؤدبها ويزجرها ويمنعها مما لا يجوز؛ لأنه راع لها ومسؤول عن رعيته، ولأنها لوترك لها العنان ربما تفعل ما لم يكن في الحسبان، فأوتي القوامة عليها ليضبط أفعالها وأقوالها، لكن بحكمة وموعظة حسنة، وللمزيد نرجو مراجعة الفتويين رقم: 2050، 5291.
وأما زوجتك.. فلا نملك أن نقول لها سوى أن تتقي الله تعالى في نفسها وفي زوجها وتتوب إليه مما كان، ولتعلم أنها وهي تعاملك -بما ذكرت- تفرط في أعظم حق عليها بعد حق الله تعالى، وهو السبب بإذن الله تعالى في دخولها الجنة إن حفظته ووفته، أو ولوجها النار والعياذ بالله إن ضيعته، وقد فصلنا القول في وجوب طاعة الزوج وعظيم حقه على زوجته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1780، 17322، 18814.
وقد تضمن سؤالك أمرين لا بد من الوقوف عندهما والتنبيه إلى الحكم الشرعي فيهما.
أولهما: ترك زوجتك للصلاة وإعراضها عنها، وهذا ذنب عظيم ووزر كبير ومنكر لا بد من تغييره لأن بعض أهل العلم يرى كفر تاركها تهاونا وكسلا، وأما جحودا(55/80)
فالكل يقول بكفر من جحد وجوبها وتركها لذلك، ولمعرفة تفصيل كلام أهل العلم في ذلك انظر الفتويين رقم: 512، 1145.
والأمر الثاني: هو نطقك بالطلاق ثلاث مرات متفرقات، وزعمك أنك لم تكن تعي ما يصدر منك.
وهنا نقول: ينبغي رفع الأمر إلى المحاكم الشرعية هنالك وعرض ذلك على القضاء ليتبين من حالك وقت تلفظك بالطلاق، وهل يحسب عليك أم لا يحسب. لأن طلاق الغضبان فيه تفصيل وقد بينا متى يقع طلاقه ومتى لا يقع في الفتوى رقم: 2182، وينبغي أن تعلم أن حسيبك هو الله الذي لا تخفى عليه خافية من أمرك، والقاضي إنما يحكم على ضوء ما ستذكر له من أمرك، وحكمه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله، فإنما أقطع له قطعة من النار، فلا يأخذها. رواه البخاري.
فعليك أن تصدق في قولك وتذكر للقاضي حالك وقت الطلاق كما هو. كما يجب عليك أن تمسك عن زوجتك ولا تقربها حتى تعرض الأمر على القاضي فربما تكون قد بانت منك وحرمت عليك.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الفتوى : ... نصائح ثمينة في فن التعامل بين الأزواج
تاريخ الفتوى : ... 05 ذو الحجة 1427 / 26-12-2006
السؤال
السادة الأفاضل أود أن أسألكم هذا السؤال متمنيا منكم التكرم برد واضح شمولي مدعم ومسند:
امرأة متزوجة متدينة كثيرا وملتزمة وزوجها متدين ومسرور منها لتدينها إلا أنه يغفل أحيانا ويقصر عن أداء واجبات دينه ومنها الصلاة فهو يقصر أحيانا في أداء صلاته وهي تحاول أن تذكره بالصلاة وتطلب منه الالتزام بالصلاة وعندما تطلب منه أحيانا ذلك فإنها تشاجره وتصرخ بوجهه بطريقة مستفزة، فهل يحق للزوجة أن تصرخ بوجه زوجها وخاصة أمام أبنائه وأن تتشاجر معه وأن تخاصمه وأن تتمنع عنه حتى لو كان الهدف نبيلا وهو حثه على أداء الصلاة .
وهل يحق للزوجة أن تخرج لدرس ديني أو محاضرة دينية أو لقاء نسوي أسبوعي لدراسة الدين ولحفظ القرآن الكريم أو لتعلم أحكام التجويد دون استئذان زوجها والاكتفاء بإعلامه عن استئذانه ولو كانت هذه اللقاءات اثنين إلى ثلاثة أسبوعيا، وهنا أطلب التركيز والتوضيح ما بين الاستئذان والإعلام وهل أحدهما يغني عن الآخر، وما ينطبق أيضا بنفس المفهوم على صيام التطوع والقضاء، وما هو الحكم في رغبة المرأة بأداء صلاة التراويح في رمضان في المسجد وإحياء ليلة القدر في منزل مع جماعة نساء أو في المسجد حتى منتصف الليل أو الفجر أو المبيت خارج المنزل في وضع غير آمن كوضع فلسطين، وهل يشترط موافقة الزوج أو أنها غير(55/81)
لازمة، وهل يجوز أخذ موافقة الزوج بالضغط عليه أو ابتزازه، وهل يجوز للمرأة أخذ موقف من زوجها بسبب رفضه ذهابها لإحياء ليلة القدر وأن تسيء معاملته في أواخر رمضان وفي العيد بسبب رفضه المذكور،
والأسئلة السابقة تندرج تحت باب السؤال الأشمل وهو حدود طاعة الزوج ووجوبها، وهل للمرأة المسلمة الملتزمة أن تهمل هذه الطاعة وهل تأثم على ذلك.
وبالمستوى الثاني هل للمرأة المسلمة أن تصرخ بوجه زوجها أمام أطفالهم وأن يسمعها الجيران تحت مبرر أنها عصبية أو أن صوتها مرتفع، وتحت مبرر أن زوجها صرخ بوجهها أي يعني إذا كان تسليما لما تدعيه الزوجة ( وليس صحيحا ) أن زوجها صرخ عليها أو أنه شتمها هل يكون مبررا للمرأة المسلمة أن تصرخ على زوجها وأن تشتمه .
مع الشكر والتقدير لحضراتكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام ويحث عليها، لذا فعلى كل من الزوجين أن يحافظ على ما يضمن استمرار الحياة الزوجية، ويقوي أواصرها، وأن يفي لصاحبه بجميع الحقوق الواجبة له، وأن يتغاضى عما يمكن التغاضي عنه من حقوقه الخاصة، هذا هو ما يحث عليه الشرع ويرغب فيه، وبناء على ما تقدم نقول ونوجه الكلام هنا إلى تلك الزوجة لأنها هي مبعث السؤال ومحك المقال، وللزوج كلام آخر سنجعله خاتمة هذه الفتوى.
فنقول أولا: على تلك الزوجة أن تعلم حق زوجها عليها، فإن كثيرا من المشاكل تحدث بسبب جهل بعض الزوجات بما أوجبه الله عليهن تجاه أزواجهن، وتحل كثير من المشاكل بقيام الزوجة بهذا الحق، فطاعة الزوج واجبة على الزوجة ما لم تكن في معصية الله تعالى، بل إن طاعته مقدمة على طاعة كل أحد حتى الوالدين، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: زوجها، قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال: أمه. رواه البزار والحاكم بإسناد حسن. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب. انتهى.
ثانيا: ينبغي أن تعلم أن أداء الزوجة لحق زوجها إضافة إلى ما ينتج عنه من سعادة في حياتها الزوجية فإنها تنال به الأجر والثواب الجزيل، فقد جعل الله سبحانه طاعتها لزوجها والقيام بحقوقه تعدل الجهاد في سبيل الله والشهادة في سبيله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة (وهي أسماء بنت يزيد الأنصارية) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون. ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك كله، وقليل منكن من يفعله. رواه البزار والطبراني، وجعل سبحانه رضى زوجها عنها سببا في دخولها الجنة، فقد روى الترمذي وابن ماجه والحاكم عن أم سلمة(55/82)
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة.
ثالثا: عند غضب الزوج ينبغي ألا تقابله بغضب مثله، فإن ذلك مما يزيد الأمر سوءا، ويفتح للشيطان بابا بينهما، والذي ننصحها به هو التزام الصمت عند غضبه، وعدم مقابلته والرد عليه، فإنه سرعان ما يهدأ، وعندها يمكن لها نصحه والتفاهم والتناقش معه في جو هادئ تسوده المودة والاحترام. كما ننصحها بتدبر قول أبي الدرداء رضي الله عنه لأم الدرداء: إذا غضبت فرضيني، وإذا غضبت رضيتك، فمتى ما لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن عساكر في "تاريخه"، وقول أسماء بن خارجة الفزاري لابنته لما أهداها لزوجها: يا بنية كوني لزوجك أمة، يكن لك عبدا، ولا تدني منه فيملك، ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه، وكوني كما قلت لأمك:
خذي العفو مني تستمدي مودتي ***** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى***** إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب.
وأما ما سألت عنه من حكم خروجها دون إذنه وهل يقوم إعلامه مقام الإذن؟ فجوابه أن استئذانه للخروج واجب، ولا يجوز لها أن تخرج من بيته دون إذنه ولو كان خروجها للعبادة وطلب العلم؛ إلا إذا كانت تستفتي في فرض عينها وهو لا يكفيها ذلك.
ولايقوم إعلامه مقام الاستئذان إن كان بعد الفعل، وأما إن كان قبله وأعلمته أنها ستخرج ولم يعترض على ذلك ولم ينهها فسكوته دليل على رضاه بذلك وإذنه فيه، وإن كان الأولى والأطيب للخاطر أخذ إذنه صريحا. وتراجع الفتاوى رقم: 9897، 54679، 18688، 49264.
ولا ينبغي رفع الصوت عليه والصراخ في وجهه لأن ذلك مما يؤدي إلى الشقاق واحتدام الخلاف ولو كان لنصحه وأمره بالمعروف، لأن الحكمة في ذلك مطلوبة، ومن الحكمة لين الكلمة وحسن الأسلوب سيما إن كان المخاطب زوجا وسيما إن كان أمام الأبناء وبين الجيران. وإن كانت عصبية المزاج سريعة الغضب فعليها أن تكبح جماح غضبها وتتخذ الأسباب المعينة على ذلك، وقد بيناها في الفتوى رقم: 8038.
وعلى كل، فالذي ننصح به تلك الزوجة هو الصبر على زوجها وحسن التبعل له، ولا يعني ذلك عدم نصحها إياه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، بل تنصحه وتعظه وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر سيما في شأن الصلاة إذ هي عماد الدين، والتكاسل عنها مئنة من ضعف الدين ومن سيما المنافقين. وسلوك الأب يؤثر على الأبناء بل والأسرة جميعا كما قيل:
إذا كان رب البيت للطبل ضاربا **** فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .
فنقول للزوجة: ذكري زوجك وامريه بالمعروف وانهيه عن المنكر ولكن بحكمة وموعظة حسنة بلا صراخ ولا جدال.
وأما زوجها فنقول له: إن عليه أن يتقي الله تعالى في زوجته فيتمثل أمر الله فيها ويحفظ لها وصية النبي صلى الله عليه وسلم، وليعلم أن خير الرجال من كان خيرا لأهله، وأن لهذه المرأة من الحقوق عليه ما له عليها، كما قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ(55/83)
الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228}. ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 3698، والفتوى رقم: 5381.
وأما تهاونه بالصلاة وتفريطه فيها فهو ذنب عظيم ووزر كبير.. ذلك لأن الصلاة هي عماد الدين، من حفظها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. وهي أول ما يسأل عنه العبد من الأعمال يوم القيامة. والتكاسل عنها والتهاون في أدائها من سيما المنافقين؛ كما قال رب العلمين: إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا {النساء:142} وقوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ* هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
فعليه أن يتقي الله تعالى في نفسه وزوجه وأبنائه، وليحافظ على صلاته ولا يغضب على زوجته إن ذكرته وأمرته بالمعروف ونهته عن المنكر، ونعيذه بالله أن يكون من قال الله تعالى فيهم: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادُ {البقرة:206}
بل ينبغي أن يشكر زوجته على ذلك، ويحمد الله تعالى أن رزقه زوجة صالحة تعينه على طاعة ربه.
ولمعرفة أهمية المحافظة على الصلاة وخطورة التهاون في شأنها وحكم تاركها نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1061، 1145، 1490، 3830.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التغاضي عن زلات الزوجة خلق حميد
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو الحجة 1427 / 24-12-2006
السؤال
السادة الفضلاء العلماء الأجلاء:
لم أتصور أن يجيء يوم لأكتب لكم هذه الرسالة ألهمني ربي لكي أكون في مستوى المسؤولية الزوجية من معرفة لواجباتي وحقوقي الزوجية
المهم أذهب مباشرة لأعرض عليك مشكلتي وتتلخص أنني أتواجد فوق فوهة بركان بسبب ما قامت به زوجتي التي تتواجد في بلد آخر وقبل المجيء عندي اتفقت معها على إجراء فحوصات خاصة بها وأبلغتني بعد ذلك أنها سوف تقوم بعملية لإزالة كيس يوجد على المبيض الأيمن وبعد طلوعها من المصحة تابعت حالتها الصحية بالاتصال بها والطمأنينة عليها ولكن ما لم يكن في الحسبان أنها لم تخبرني أنه تم بتر مبيضها الأيمن إلى حين معرفة ذلك من الدكتور الذي أشرف على العملية والذي أخبرني أنها كانت على علم بذلك قبل دخول العملية وهذا بالإضافة إلى أنها لم تخبر حتى والدتي التي كانت معها قبل وأثناء وبعد العملية وعليه أصبحت تائها ما بين أسرتي التي أصبحت تشك في صدق نيتي بعدم العلم بذلك وزوجتي التي لم تجرؤ بالتحدث بالحقيقة وحتى أهلها لم يقوموا بأي اتصال بي لتوضيح الموقف.
أيها السادة لم أعد أحتمل أن أتصور أن زوجتي تصل لهذا المستوى من الغموض كما طالبتها عدة مرات بأن تذهب لأسرتي صحبة أهلها للاعتذار عما حصل سواء(55/84)
بحسن نية أو سوء نية وردت علي أن أسرتها خارجة من هذا الموضوع وهي المسؤولة عن كل شيء رغم أن والدها اعترف لي هاتفيا أنهم قاموا بخطأ فادح اتجاهي
جزاكم الله كل خير في أن تقدمي لي مشورة حتى أهدأ وأتمكن من السيطرة على الأمور لأنني صراحة أنا على فوهة بركان ولم أعد أحتمل الصبر على هذا الأمر.
أبقاكم الله ذخرا لنا وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زوجتك قد أخطأت حيث لم تعلمك بما تنوي فعله من استئصال مبيضها الأيمن. لكن وقد كان ما كان فننصحك بالتماس العذر لها والتغاضي عما كان منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفركن مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. ومعنى لا يفركن: لا يكره ولا يبغض. رواه أحمد وهو صحيح. وقوله عليه الصلاة والسلام: إن المرأة خلقت من ضلع، ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها. رواه البخاري ومسلم، وهذا لفظ مسلم.
ولا ينبغي تهويل الأمر وتضخيمه وتوسيعه ليشمل العائلتين. وننصحها هي بالاعتذار إليك وإلى أهلك إرضاء للخواطر ووأدا لأسباب الخلاف. وللفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:36570، 25070، 38538.
ثم اعلم أن من حقك اتخاذ زوجة ثانية ليتحصل لك الإنجاب ويتم مرادك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وسائل إصلاح المتهاون بأوامر الله
تاريخ الفتوى : ... 30 ذو القعدة 1427 / 21-12-2006
السؤال
لي زوجة أخ لا تحافظ على الصلاة لا تصوم إلا بالقوة تكثر الجدال معنا في البيت لأسباب تافهة ولا نستطيع تحملها في البيت مع العلم أن أخي يحبنا ويحترمنا وإذا أخبرناه بالحقيقة يضربها بقوة إلى حد الإغماء وإذا حاول طردها يتوسل إليه أهلها ويقولون له اقتلها ولا ترجعها لنا افعل بها ما شئت ولا يملك المال لشراء بيت خاص به وإذا ضغطنا عليه يهدد بالطلاق مع العلم أنه لديه طفلة منها ما هو الحل أرجوكم الشجار اليومي أم الطلاق ومصير الطفلة مع أم ضائعة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصح بالطلاق أبداً، بل ننصح بالسعي في إصلاح هذه المرأة، وذلك عبر الوسائل المختلفة، ومنها:
أولاً: أن تعامليها أنت وأخواتك كأخت لكم، تشعر معكن بالأنس والمحبة والعطف، وحب الخير، فإذا شعرت بذلك منكن لانَ جانبها، وربما استجابت للتوجيه والإرشاد.(55/85)
ثانياً: أعطوها الفتاوى التي فيها الترهيب من ترك الصلاة أو التهاون فيها، والترهيب من ترك الصيام، والترهيب من النشوز، ويمكنكم الاستفادة من الفتاوى ذات الأرقام التالية:6061، 1195، 3830، وينظر في التهاون في الصيام الفتوى رقم: 12069.
ثالثاً: اجتهدوا في نصحها وتذكيرها بالله تعالى عن طريق الموعظة البليغة، وإسماعها الشريط النافع، وإهدائها الكتاب المؤثر.
رابعاً: أن يقوم أخوك بسبل العلاج الشرعية من وعظ وهجر وضرب غير مبرح عند الحاجة الشديدة إليه، وتفصيل ذلك سبق في الفتوى رقم 17322.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المشاكل الزوجية.. الداء والدواء
تاريخ الفتوى : ... 21 ذو القعدة 1427 / 12-12-2006
السؤال
أنا متزوج ولدي طفلتان، وأعاني من مشاكل مع زوجتي على كثرة نومها في النهار وزيادة سهرها على التلفاز في الليل واهتمامها في بيتها من نظافة وطبخ ورعاية للأطفال. وأنا على قناعة تامة بأنه لا يوجد بيت يخلو من المشاكل. وكل شيء يصلح بالنقاش بعد توفيق الله، ولكن عندما أناقشها في شيء مما ذكرت تستشيط غضبا وتحاول أن تدافع عن نفسها ولو بالكذب، وإذا لم تستطع أن تفلت بكذبها تبكي وتخبر والدتها بما حصل، ومن ثم ينتقل الحوار من زوجتي إلى الحوار مع والدتها التي تدافع عنها لدرجة أنني لم أعد قادرا على الكلام مع زوجتي، وكلما تكلمت معها ينتقل الخبر عن طريق عدم حفظ الأسرار وبعد ذلك تتصل على والدتها والتي ترفع صوتها علي وتحاول بأن أصبح ضعيفا أمام كل هذا وأن أرضخ وأنا لم ولن أتعود على هذا. علماً بأن زوجتي أخبرتني بأن والدتها لم تسمح لوالدها أو زوجها بأن يدخل عليها منذ أكثر من خمس سنوات لأنه تزوج عليها قبل تلك الفترة ثم طلق. وزوجتي الآن عند والديها وذهبت يوم أمس لمحاولة تقريب وجهات النظر واسترجاع زوجتي وذكرت بعض الأحاديث التي تبين وجوب طاعة المرأة زوجها وعظم ذنبها إن لم تفعل وكنت موجها الكلام لزوجتي، فغضبت أمها - وأعتقد بأن الأحاديث أصابتها في مقتل - وقالت إنك لا تأتي إلا بالأحاديث التي تهمك وتنسى الآيات والأحاديث التي تهم المرأة مثل وعاشروهن بالمعروف، وخيركم خيركم لأهله، ورفقاً بالقوارير، ثم بدأت بالنقاش الحاد الذي يعني أنني لن أسترجع زوجتي وكأنك( يا بو زيد ما غزيت). وأنا ولله الحمد مسلم ملتزم بالدين ومحافظ على الصلاة وأحب زوجتي وأحب بناتي. علماً بأن زوجتي عند والديها من اليوم الثالث والعشرين من رمضان هذا العام 1427هـ وهي التي رفضت العودة إلى البيت ولست أنا من أمرها بتركه أو طردها لا سمح الله.(55/86)
هل من أحد يفيدني بكيفية التصرف والتعامل وما العمل؟ أرجو أن لا تحال مشكلتي إلى المواضيع السابقة. وساعدوني على ردع الشيطان عن التفرقة بين الزوج وزوجته.
ولكم الأجر إن شاء الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهديك ويوفقك للحق والصواب، وأن يجعل لك من أمرك يسراً.
وينبغي أن تعلم أيها السائل الكريم أن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالتفاهم وحسن الخلق والتغاضي عن الهفوات ما أمكن، وهذا ما بيناه في الفتوى رقم:2589، والفتوى رقم:8102، .
والواجب على هذه الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وطاعة المرأة لزوجها سبب لرضا ربها وصلاح حالها، ولا ينبغي للزوجة أن تفتح أذنيها لكلام المحرضين والمفسدين، ولو كان ذلك من أقرب الناس إليها كأمها أو أبيها. ومن أعظم الإفساد إفساد المرأة على زوجها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجهاً، أو عبداً على سيده. رواه أبو داود وغيره، والتخبيب هو: الإفساد، وانظر الفتوى رقم: 49592.
ولا ينبغي إدخال الأهل في المشاكل الزوجية لأن ذلك مما يفاقمها ويزيدها -في الأغلب- كما هو الحال هنا. فعلى زوجتك أن تكف عن نقل أسرار بيتها وما يختلج بين جوانبه إلى أمها أو غيرها . ولتعلم أنها ناشز بخروجها من بيتها دون سبب معتبر لذلك كما ذكرت، وقد بينا حكم النشوز وما يترتب عليه في الفتويين رقم:1103، 30145.
وأمها مشاركة لها في تلك المعصية ما دامت تحرضها على البقاء وتمنعها من الخروج إلى بيت زوجها وهذا من التعاون على الإثم والعدوان. قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ {المائدة:2}
ولكن ينبغي التعامل بحكمة مع هذا كله، ومن ذلك محاولة استرضاء المرأة وأمها وتوسيط من له وجاهة عندهم لحل المشكلة، فإن لم يفد ذلك شيئا فينبغي رفع الأمر إلى المحاكم الشرعية لتلزم المرأة بالرجوع إلى بيتها أو تحكم بما تراه، فهي الفيصل عند استحكام الخلاف واحتدام النزاع. نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.
وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتويين رقم: 9226، 67315.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
جزاء الممتنعة عن فراش الزوج
تاريخ الفتوى : ... 19 ذو القعدة 1427 / 10-12-2006
السؤال(55/87)
ما حكم المرأة التي إذا دعاها زوجها إلى فراشه لم تجبه ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بين حكم هذه المرأة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. ففي الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح . فإذا امتنعت المرأة عن طاعة زوجها وتلبية أمره لغير عذر كمرض فهي ناشز، والنشوز هو الخروج عن طاعة الزوج. وقد أرشد الله عز وجل في كتابه العظيم إلى السبل التي تسلك في إصلاح المرأة الناشز، فقال سبحانه وتعالى : وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء: 34 ـ 35} فجعل الله سبحانه وتعالى علاجها على مراحل :
فالمرحلة الأولى : الوعظ والتذكير بعقاب الله والترغيب في ثوابه، فإن لم تنفع هذه الخطوة فانتقل إلى التالية وهي :
المرحلة الثانية : أن يهجرها زوجها في المضجع بأن يوليها ظهره وهو على فراش النوم، فإن لم تنفع هذه فانتقل إلى التالية وهي :
المرحلة الثالثة : أن يضربها ضربا غير مبرح لا يكسر لها عظما ولا يشين جارحة ، والناشز لا تستحق النفقة ولا السكنى حتى تعود إلى الطاعة .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هجر الزوجة بين الحرمة والإباحة
تاريخ الفتوى : ... 12 ذو القعدة 1427 / 03-12-2006
السؤال
هل يحق للزوج أن ينام في غرفة نوم ثانية عند حدوث خلاف بينه وبين زوجته لأسباب صغيرة أو كبيرة وخاصة بأنها أصبحت متكررة خلال عام ونصف من الزواج ؟ وهل يحق للزوجة عمل ذلك عند حدوث الخلاف؟ مع العلم أن ذلك التصرف يزيد من الجفاء والبعد من قبلي أنا الزوجة وأحيانا أفضل ذلك لراحتي النفسية..أريد نصيحة لزوجي لكي لا تصبح عادة سيئة وتكون نتائجها أسوأ مما هو عليه وتصبح رغبتي أنا بدلا من زوجي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هجر الزوج لزوجته لغير مبرر حرام لا يجوز؛ كما سبق في الفتوى رقم : 12969 ، وأما إن كان الهجر بسبب نشوزها فهو حينئذ نوع من أنواع العلاج، ولكن لا ينبغي المصير إليه إلا إذا عجز عن إصلاحها بالكلمة الطيبة والنصيحة والموعظة، فإذا فعل ذلك ولم تستجب له زوجته فله حينئذ أن يهجرها في مضجعها(55/88)
أي مكان نومها بأن يوليها ظهره، ولا مانع من نومه في غرفة أخرى؛ كما سبق في الفتوى رقم : 62239 ، وإن كان الأولى هو أن يكون الهجر في نفس الفراش ، ويحرم على الزوجة أيضا أن تهجر زوجها، بل الأمر في حقها أشد لما للزوج من عظيم الحق على زوجته، ويكفي في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها . وهو في الصحيح.
وعلى الزوجة أن تلين مع زوجها وتسعى في رضاه ما لم يأمرها بمعصية الله تعالى، وأن لا تبادل الجفاء بالجفاء والقسوة بالقسوة، ولا يمكن للحياة الزوجية أن تقوم إلا على أساس التفاهم والمودة، وأن يسعى كل طرف في القيام بحقوق الآخر ويتساهل في حقوق نفسه .
ونوصي الزوج بالإحسان إلى زوجته والقيام بحقوقها وحسن معاملتها واحترامها ومراعاة مشاعرها والحفاظ على الود والرحمة التي جعلها الله بينهما. قال تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم: 21} ومعاشرتها بالمعروف قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19} وإكرامها فإن إكرام المرأة دليل على الكرم والنبل، وإهانتها دليل على الخسة واللؤم، فما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التفريق بين الزوجين إفساد في الأرض
تاريخ الفتوى : ... 09 ذو القعدة 1427 / 30-11-2006
السؤال
إني متزوج منذ 27 سنة وأنا أحب زوجتي ولي منها ست بنات ثلاث منهن متزوجات شاءت الصدف أن تعرفت على امرأة متزوجة لديها مشاكل مع زوجها منذ أكثر من 15 سنة وهي غير مرتاحة معه ولقد حاولت كثيرا على معالجة مشاكلهم إلا أنني لم أتمكن وخلال محاولاتي أخبرتني بأنها تريد أن تتركه وتتزوجني هل هذا جائز شرعا وإذا زوجتي لم توافق ماذا أعمل فهذه المرأة تشعر بالاطمئنان معي وهي في نفس الوقت لا تريد أن تدمر بيتي ولكن أشعر بأنني لو تزوجتها سأغير من مجرى حياتها لأنها تشعر بالسعادة معي وإنني راغب بالزواج منها على سنة الله ورسوله ؟
مع الشكر .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تخرج من حياة تلك المرأة وتقطع كل اتصالاتك بها، وإياك أن تعدها بالزواج فتخببها على زوجها، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ليس منا من خبب امرأة على زوجها . أخرجه أحمد واللفظ له والبزار وابن حبان في صحيحه ، ولبشاعة هذا الفعل فإن أهل العلم قد اختلفوا في نكاح المخبب بمن خببها على زوجها إذا طلقها وانتهت عدتها، فذهب المالكية وبعض أصحاب أحمد إلى أن نكاحه(55/89)
باطل عقوبة له لارتكابه تلك المعصية، ويجب التفريق بينهما معاملة له بنقيض قصده ، خلافا للجمهور وقد بينا ذلك في الفتوى رقم : 7895 ، وينبغي أن تعلم أن هذا ليس من وسائل الإصلاح وإنما هو من وسائل الإفساد، فدع المرأة وشأنها، وتب إلى الله تعالى من حديثك معها إن كنت وعدتها بالزواج حال طلاقها أو عرَّضت لها بذلك. وإذا أردت نكاح زوجة أخرى مع زوجتك فالنساء العوانس كثير ثيبات وأبكار فابحث عن ذات دين وخلق إن كنت تستطيع الجمع، ولا يشترط لصحة ذلك موافقة زوجتك الأولى، لكن ينبغي إقناعها به ومشاورتها فيه تفاديا للخلاف والشقاق. وللفائدة نرجو مراجعة الفتويين التاليتين : 3628 ،310 .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطوات معالجة الزوجة إذا كانت على علاقة بأجنبي
تاريخ الفتوى : ... 09 ذو القعدة 1427 / 30-11-2006
السؤال
انصحوني جزاكم الله خيرا، اكتشفت مؤخرا أن زوجتي كانت تخونني ولا زالت منذ زواجنا، وهي مدة عشر سنين ولديها طفل مع الخائن سنه 7 سنوات.الآن علمت بهذه الخيانة ولم أحرك ساكنا. أنا أتربص لأضبطهم متلبسين. ما الحكم في الشريعة والدنيا. أخبركم بأن الخائن كان عاطلا ولا شغل له عندما كان يمارس الخيانة الآن أصبح له شغل مهم ومال كثير، أما هي أصبحت مسؤولة كبيرة في شركة ولها دخل مهم، أما أنا بعد أن كنت صادقا مع زوجتي وأثق فيها الثقة العمياء أصبحت فاقدا لكل شيء ولا أكسب سوى دخل قليل. أقسم لكم بأنني لم أخنها إطلاقا حتى في هذا الوقت، الآن لم أستطع أن أمسها أو حتى أنظر إليها. أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت زوجتك على علاقة برجل أجنبي
وتأكدت من ذلك يقينا وليس بناء على مجرد الظن والتخمين، فيجب عليك أولا أن تتخذ الإجراءات اللازمة لقطع تلك العلاقة تغييرا لذلك المنكر، وينبغي أن يكون ذلك بالحكمة، فإن لم يفد ذلك فهي امرأة ناشز، وتعامل معاملة الناشز، وتراجع لها الفتوى رقم: 57955، فإن أصرت على ذلك ولم تفد فيها المعاملة المذكورة أو كنت أنت لا تستطيع فعل شيء فننصحك بطلاقها ولو كنت تحبها لأن مثلها لا يؤمَن على العرض، ولأن البقاء معها وهي مصرة على أن تكون لها علاقة مع رجل غيرك فيه إقرار لها على ذلك، وهو من الدياثة، وتراجع الفتوى رقم: 56653 .
واما قولك: إن الولد منه فهذا قول عظيم، وما يدريك وأنت لم تعلم بعلاقتهما إلا بعد تلك المدة، والأصل أن الولد الذي ولد على فراشك هو منك ينسب إليك ولا يجوز لك أن تتبرأ منه وتنفيه إلا إذا علمت أنه ليس منك فعليك نفيه بملاعنتها كما بينا في الفتوى رقم: 1147، مع التنبيه إلى أن أهل العلم ذكروا أن النفي لابد أن يحصل بعد ولادته أو العلم به مباشرة، ومن سكت بعد ذلك بلا عذر فليس له النفي ولا يصح(55/90)
منه بحال، وهذا هو مذهب جمهور أهل العلم وهو الذي نراه راجحا، قال خليل في مختصره: وإن وطئ أو أخر بعد علمه بوضع أو حمل بلا عذر امتنع.
والخلاصة أنه يجب عليك أن تكف عن هذا القول، وإذا تأكدت من وجود علاقة بين زوجتك وذلك الرجل أو غيره فعليك أن تمنعها من ذلك بما استطعت، فإن لم تكف فننصحك بمفارقتها، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25475، 63250، 61445.
والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طلب الزوجة للطلاق بدون مبرر شرعي ذنب كبير
تاريخ الفتوى : ... 06 ذو القعدة 1427 / 27-11-2006
السؤال
في حالة حدوث خلافات بين الزوج والزوجة ونتيجة لعدم طاعتها له ولردها عليه والإشارة له دائما أنها لن تتحمل العشرة معه بعد 11 سنة من الزواج وأنها كانت مستحملة وزهقت لمدة 11 سنة على الرغم من عدم وجود أي خلافات أو أي تذمر منها طوال هذه الفترة، مما أدى بعد فترة إلى زيادة الفجوة بين الزوجين وطلبها المُلح والمستمر للطلاق بدون وجود أي سبب جوهري على الرغم من وجود 3 أطفال، فهل يصح لوالد الزوجة أن يقف بصفها على خلاف الجميع ويقف ضد الزوج ويعمل جاهداً على تنفيذ رغبتها ووقوع الطلاق، على الرغم من اندهاش واستغراب جميع الأهل من موقفه، أما البنت فهي ترفض العدول عن الطلاق على الرغم من الإلحاح المستمر من الزوج بنسيان الخلافات والبدء من جديد لوجود أطفال وحرصه على استمرار العلاقة، فما رأي الدين في موقف الزوجة وموقف والدها؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تفعله هذه الزوجة -إن كان كما قال السائل- نشوز على الزوج، مخالف لما أمرها الله سبحانه وتعالى به من طاعة الزوج وحسن معاشرته، كما أنه كفران للعشير، ففي الحديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير. متفق عليه.
وقد بين الله عز وجل كيفية التعامل مع الناشز، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 17322.
وأما طلبها للطلاق بدون مبرر شرعي فهو ذنب كبير، ورد فيه وعيد شديد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن، وقال الترمذي: حديث حسن.
وأبوها إن كان يساعدها على ذلك مشارك لها في هذا الذنب، كما أنه معني بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود وأحمد والنسائي وصححه الألباني والسيوطي. ومعنى خبب: أي أفسد.(55/91)
فنصيحتنا للزوجة أن تتقي الله عز وجل وأن تحسن عشرة زوجها، وتطيعه في المعروف وتكف عن النشوز، وعن طلب الطلاق لغير مسوغ، أما إن كان هناك مسوغ مثل كونها كارهة للزوج وتخشى أن لا تقيم حدود الله معه، فلا حرج عليها في طلب الطلاق، ويسن للزوج إجابتها للطلاق، وله أن يطلب منها فدية مقابل طلاقها، كما ننصح والد الزوجة بأن يتقي الله عز وجل وينتهي عن هذا المنكر، وأن لا يكون سبباً في طلاق ابنته من زوجها وحرمان أولادها منها أو من أبيهم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الترغيب في التأليف بين الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 01 ذو القعدة 1427 / 22-11-2006
السؤال
أنا شاب عمري 28 كنت على علاقة حب استمرت 7 سنوات مع ابنة عمي وقد كان أهلها معارضين لزواجي منها نهائيا وقد أجبروها على الخطبة وهي معارضة وأنهت خطبتها بعد ستة أشهر وقد خطبت مرة أخرى بواسطة الضغط عليها من قبل الأهل واضطرت للموافقة وهي الآن متزوجة ولديها طفل وهي غير قادرة على التواصل مع زوجها نهائيا ولا بأي حال من الأحوال ولا يوجد توافق بينهما نهائيا وأنها لا ترغب بالعيش معه وأنا غير قادر على إكمال حياتي ولا أتصور حياتي نهائيا بدونها مع أنني مؤمن بقضاء الله وقدره ولكنني لا أستطيع العيش مع غيرها وهي غير راضية عن وضعها الحالي مع زوجها وغير قادرة على مواصلة حياتها معه وتحرمه كثيرا من معاشرتها لأنها لا تتصور وكانت مجبرة على زواجها منه مع أنها في ليلة الدخلة مكثت شهرين كاملين وهي بنت لم يلمسها وكانت في هذه الفترة تريد الطلاق لأنها لا تتخيل نفسها مع غيري نهائيا ولكن بحكم العادات والتقاليد حيث يمكن أن يشعر الأهل أو أهل العريس بتفكير خاطئ من ناحيتها إذا طلبت الطلاق قبل لمسها فأنا أريد الزواج منها ولديها طفل عمره سنة سؤالي : ما هو حكم الشرع في حال تركت زوجها ولديها طفل وماذا تنصحوني أن أفعل بخصوص هذا الموضوع ولمن تعود حضانة الطفل في حال تزوجت بعد الطلاق وما هو حكمه في الشريعة الإسلامية .
أرجو من حضرتكم الرد السريع والقريب في أقرب فرصة على الايميل الخاص، وجزاكم الله كل خير لخدمة أبناء المسلمين .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى الإنسان أن يكون متزناً في عواطفه، فإن الإفراط في الحب دون حدود وضوابط يعود سلباً عليه، ويكون سبباً لفساد الحياة، واختلال نظامها.
ونقول لك يا أخي الكريم: افترض أن الله جل جلاله قدر الوفاة على بنت عمك، هل ستُوْقِفُ جميع مشاريعك الأسرية، وهل ستترك الزواج وتستغني عن الأولاد، ويبقى فكرك مشغولاً بها.(55/92)
لا شك أنك ستبحث لنفسك عن غيرها، فكيف تبقى معلقاً بحب امرأة متزوجة، فكان الأولى بك أن ترسل إليها من ينصحها -بما أنها قد تزوجت وأنجبت- بحسن التعامل مع زوجها، والسعي في التعايش معه، والقبول به زوجاً وأباً لولدها.
ولذا فإن نصيحتنا لك أن لا تكون سبباً في طلاق بنت عمك بسبب تعلق قلبها بك، فاتق الله تعالى، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أخرجه أحمد واللفظ له، والبزار وابن حبان في صحيحه.
والسعي في إفساد المرأة على زوجها هو فعل الشياطين، ففي صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت فيلتزمه.
فابتعد يا أخي عن هذه المرأة، واحذر من إفسادها على زوجها.
وأما سؤالك عن طلاقها وعن حضانة ولدها فأمر مستعجل، ومتى حدث فيمكنها هي أن تسأل عنه.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ما يفعل الزوج العاجز عن معالجة نشوز امرأته
تاريخ الفتوى : ... 26 رمضان 1427 / 19-10-2006
السؤال
أنا شاب عمري 24 سنة تزوجت من فتاة كنت أحسبها ذات دين وخلق... وبفضل الله بعد شهر من زواجنا حملت بمولود، ولكنها كانت غير مطيعة لي بتاتاً وتريد النوم والذهاب (المبيت) عند أهلها ليوم كامل وأحياناً لمدة أسابيع متتالية بدوني أو حتى أن أنام معها عند أهلها أو حتى أن ينام أهلها عندي في المنزل لكي تبقى هي معهم، بحجج غير منطقية بتاتاً، وبعد 3 شهور من زواجنا أيضا طلبت أنها تريد النوم عند أهلها ولكني رفضت، قامت بالاتصال بأهلها ثم حضر والدها وأخذها من بيت الزوجية بالقوة وقام بالتعدي علي بالضرب في الشارع وبشهادة سكان العمارة، تدخل المصلحون وأقنعوني بترجيعها بشروط، وبعد ترجيعها بشهر حدث نفس الأمر أتى والدها وأخذها من البيت الساعة الثانية ليلاً وأنا نائم وبشهادة والدتي التي كانت متواجدة عندي في ذلك الحين، ولم أدر عنها أي شيء من ذلك الحين، ومضى على هذا الحال 7 شهور، وأنا بدون زوجة ومتكلف بإيجار البيت وغيره، السؤال: أرجو التكرم بإرشادي بالحكم على مثل هذه الحالة وإلى أين أذهب لأشتكي في المحكمة فأنا لا أعلم بأقسام المحكمة بمدينة جدة ولا أعلم ماذا أفعل، مع العلم بأني أريد الطلاق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خروج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه ولغير مسوغ شرعي لذلك نشوز ومعصية كبيرة يجب عليها التوبة إلى الله منها، وقد بينا في الفتوى رقم: 3738،(55/93)
والفتوى رقم: 6895 حرمة خروج المرأة بدون إذن زوجها، فإن أصرت على الخروج بدون إذنه فهي ناشز لا تستحق النفقة ولا السكنى حتى تعود إلى الطاعة، وأما عن وسائل علاجها فهي مبينة في الفتوى رقم: 31060 فتراجع.
وحيث إنها ممتنعة بوالدها، ولا تستطيع أن تعالجها من النشوز بما هو مذكور في الآية، فليس أمامك إلا أن ترفع الأمر إلى المحكمة الشرعية، لتلزمها بالرجوع إلى بيتك ولزوم طاعتك، أو ترد لك ما بذلت لها من مهر ونحوه.
أما الإجراءات الإدارية لكيفية إيصال المشكلة وتبليغها إلى المحققين في المحكمة فلتسأل عنها هنالك ولن تعدم إن شاء الله من يرشدك إلى طرقها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيف تتعامل الزوجة مع زوجها الذي يخونها
تاريخ الفتوى : ... 05 رمضان 1427 / 28-09-2006
السؤال
ما رأي فضيلتكم: إذا شعرت الزوجة بميل زوجها إلى جارتها وهذه (الجارة متزوجة وتعيش مع زوجها) زوجها هذا طبعا عندما يرى الزوجة الأخرى ينسى أنها متزوجة، المهم أن تلك الزوجة الحائرة لم تسكت لزوجها وتعاتبه مرة وتهدده مرة أخرى بأنها ستفعل مثلهما أعني زوجها وجارتها، ويكون رد فعلها بسيط وهو أن تهمل شؤون بيتها من نظافة وما إلى ذلك، لأنه للأسف ليس لديها غير تلك الوسيلة لأن زوجها لا يأبه أن منعت نفسها عنه أو خاصمته أو حتى أهملت بيتها، للعلم فإن الزوجة الحائرة كانت طلبت من زوجها الطلاق في بادئ الأمر، الآن زوجها أوهمها بأن ما تشعر به مجرد وهم، المهم في رأي فضيلتكم هل تأثم الزوجة بإهمالها لبيتها وشعورها باللامبالاة خاصة وأن زوجها لا يأبه إن كان البيت نظيفا أم لا، ومن وجهة نظركم ما هي أفضل وسيله للتعامل مع مثل هذا الزوج غفر الله لنا وله، أ
فيدونا أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية على هذه الأخت أن تتذكر أنها مسؤولة أمام الله عز وجل عن أعمالها، محاسبة عليها بمفردها، ولن ينفعها أن تقول: كان زوجي يفعل ذلك، هذا، رداً على قولها أنها ستفعل مثل زوجها، وأما عن سؤالها فنقول: كل ما وجب على الزوجة تجاه زوجها لا يجوز لها منعه منه، ولا إهماله، ولو عصى الله عز وجل، فعصيانه لا يسقط حقه عليها، وخدمة الزوج سبق أنها واجبة على الزوجة، كما في الفتوى رقم: 43541.
ثم إنه ليس في إهمالها لبيتها حل للمشلكة، بل ربما أدى إلى نفور الزوج عنها وبعده منها، وبالتالي قربه من الحرام، أما كيفية التعامل مع الزوج، فخير وسيلة للتعامل معه أن تطيع الله عز وجل فيه بقيامها بما يجب عليها تجاهه، وأن لا تعصي الله كما(55/94)
عصاه، ومناصحته بالرفق واللين وبالتي هي أحسن، كما ينبغي نصح هذه الجارة وتحذيرها من مغبة فعلها وأنه خيانة لزوجها، هذا إن ترتب على الميل المذكور تصرف لا يقره الشرع منهما كاختلائهما أو نحو ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الوفاق خير من الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 03 رمضان 1427 / 26-09-2006
السؤال
أختي متزوجة من قريب لنا فى العائلة منذ أكثر من 20 عاما، ولها ولد وبنت في المرحلة الجامعية وبنتان أخريان إحداهما في المرحلة الابتدائية والأخرى رضيعة، توجد مشاكل متكررة فيما بينهما يتمثل معظمها في رغبة الزوج الدائمة محاولة إبعادها عن أخواتها وهو دائم الشجار معها ومع أولاده لأتفه الأسباب، مما قد يؤدي للخصام بينهما الذي يمتد لأسابيع عديدة، تم التدخل عدة مرات بمساعدة شقيقه، وبعد محاولة الإصلاح فيما بينهما نجد أن الأحوال تعود إلى سابق عهدها، مما يوضح صعوبة الحياة بينهما على هذا الوضع، وحسب ما أوضحه الزوج أنه هناك طلقتان سابقتان، لا أستبعد قيامه بالزواج من أخرى وهذا حسب ما يهدد به دائما، مما جعلها في حالة نفسية متدنية خاصة أنه لم يراع حالتها النفسية أثناء الولادة وقد قام باستثمار الشجار مع ابنه وابنته الكبرى رابع يوم الولادة مع أخواتها البنات حين حاولوا الدفاع عن الوالدة مما اضطر أخواتها لترك منزلها وعدم السؤال عليها إلا عن طريق التليفون، فهل أقوم بتشجيعها على تركه خاصة بعد تكرار مرات المصالحة مع تحملها لنتائج ذلك: أنها الطلقة الثالثة، سوف يقوم بإبعادها عن أولادها، ربما لا يسمح أيضا لها أن تستقر في مسكنها خاصة وأنه يملك مسكنين، أم أتركها لمحاولة العيش مرة أخرى في حضن أولادها رغم أن ابنتهما الجامعية تشجعها أحيانا على ترك المنزل إرضاء لها، أما من ناحيته فهو يقول أنا أريد بيتي وأولادي يعيشوا معي، وأما من ناحية زيارتها لأخواتها ففي الوقت المناسب لي وحسب المواعيد التي أراها، هذا بالرغم من استمراره في نفس أحواله السابقة بعد انقطاع أخواتها أيضا عن منزلهما وشجاره الدائم معهم ومحاولة فرض الرأى الواحد وعدم الشورى معها في أي من الأمور حتى المتعلقة بالمنزل لدرجة أنه باع سيارته بدون علمها، ومن ناحية أخواتها فهم يأملون أن يعيشوا في أمان وسعادة هي وأولادها بعد أن يوفر لها الجو الأسري المسلم من
حب وود ووئام، فأفيدونا يرحمكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أمكن من التقريب بين الزوجين والإصلاح بينهما فهو الأفضل، فينبغي بذل الجهد في الجمع بينهما وتلافي حصول الطلاق بعد هذه العشرة الطويلة والأبناء، ولا يجوز تشجيع الزوجة على مفارقة زوجها لأن ذلك من إفساد الزوجة على(55/95)
زوجها وهو من التخبيب الذي ورد فيه الوعيد بقوله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود والنسائي.
وبدلاً من ذلك ينبغي نصح الزوجة بطاعة زوجها وبالقرار في بيتها، ولا يجوز لها مخالفة أمره في الخروج لزيارة أخواتها أو غيرهن، ولا يجوز لها أن تدخل أحداً بيته إلا بإذنه، وفي حال حصول الانفصال لا قدر الله فالحضانة للأم ما لم تتزوج أو يقوم بها مانع من موانع الحضانة، وإذا طلقت طلاقاً بائناً فليس لها حق في السكنى إلا أن تكون حاملاً فلها السكنى والنفقة حتى تضع حملها، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 36248.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الاعتذار لأهل الزوج حل للمشكلة ورضا للزوج
تاريخ الفتوى : ... 23 شعبان 1427 / 17-09-2006
السؤال
تزوجت منذ3سنوات من أحد أقاربي زواجا عائليا بلا تعقيد أو تكاليف، واتفقنا على التفاصيل المادية كيفما حددها ولم نطالبه بها، وهو للحق رجل كريم وحنون ومحترم وكان في بداية الالتزام مما أجهدني قليلا، علما بأني تزوجت في خارج بلدي بسبب ظروف عملي ولقد شرطنا أن صحة عقد زواجي منه مبنية على أساس أن أسكن في القاهرة حيث إني لا أستطيع أن أعيش في الأرياف، وقد وافق ولكن عند عودتي أنا وزوجي من الخارج ومحاولتنا تأسيس منزل متواضع للغاية، قام أهل زوجي بشن الغارات علي رافضين لمبدأ السكن الذي بني عليه عقد زواجي بل إلى رفضي شخصيا ومحاولة قول كلام سيئ عني بتهم مثل الكبر والغرور وأني أريد سرقة أموال ابنهم (علما بأن ما أمتلكه من عطايا أبي لي يفوق مدخراته بكثير ) وصبرت ثم بدؤوا بمحاولة القول أني لا أحترم أحدا بمساعده أحد قريباتهم و ذكر أن قريبتهم الأخرى أفضل وياليته تزوجها وللحق هو لم ينتبه لكلامه في هذه النقطة، ولقد صبرت على أذاهم النفسي وشتمي أنا وأهلي ومعايرتنا بالتزامنا حتى أصروا إن لم أعتذر ذات ليلة عن غلقي لباب الغرفة بقوة في وجه أبيهم وهذا لم يحدث وقامت قريبتهم بمكالمة زوجي على المحمول وإخباره برواية كاذبة وظللت أقسم له أنه لم يحدث وطلبت منه أن يسأل والده فرفض وأصر أن أعتذر لأبيه وأخواته البنات ورفض أن يسمعني فطلبت منه أن يوصلني بيت أبي فقال إما أن أنتظر في جو من المشاحنات والإهانه للصباح أو أكلمهم ليحضروا ويأخذوني فظللت أستحلفه أن يسأل والده إن كنت قد فعلت فرفض وبدأت ففقدت أعصابي حيث إني قد جلست عندهم في هذه الزيارة لمدة أسبوع كامل أغلبه إهانة فحادثت أخي ولم أستطع انتظاره حيث أنني تملكني رغبة بموتهم جميعا فخشيت على نفسي من شيطاني فخرجت إلى الشارع أجري حاملة ابنتي ذات العام ونصف بعد الساعة الثانية مساء ناسية غطاء وجهي حافية القدم ولم يلحق بي زوجي بل أخوه لحق بي من نفسه وطلب مني أن أعود إلى(55/96)
المنزل وهاتف أخي وأخبره أن يعود إلى القاهرة وبت في بيت أخيه وعندما حادثته في الصباح ليأتي لنتحدث في المشكلة رفض وقال اذهبي لأهلك ولا كلام لك عندي فاستلفت ثمن المواصلات وذهبت إلى بيت أهلي في القاهرة ثم بالأمس ذهب أبي لبيت حماي مع عمي (علما حماي هو عم والدي) حتى لا تقطع الأرحام، فقال زوجي الموضوع سهل تعتذر لبابا فقط لأنه رجل كبير ولن يقبل بغير هذا مع إقراره بأني لم أخطئ بينما لا يرى حماي غير أن زواجه شؤم رغم أن الخير المادي لم يأت لابنه إلا عندما تزوجني فرزق بعمل 4 أضعاف راتبه، وانتهى الموقف على أن قال لي أبي إما أن أذهب إليهم لأعتذر وأصبرعلى هذه الإهانات بلا ردود أو أطلق، ومطلوب مني الرد اليوم وأنا لا أعلم ماذا أفعل حيث زوجي سيسافر خلال 10 أيام هل أذهب أم لا أفيدوني ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله عز وجل: ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ.
{فصِّلت:34،35} ، وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن قرابته الذين يصلهم ويقطعونه ، ويحسن إليهم ويسيؤون إليه، ويحلم عليهم ويجهلون عليه، قال له : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. ومعنى (تسفهم المل) تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار.
فلا بأس أن تذهبي إلى أهل زوجك وتعتذري لهم، وهذه هي نصيحتنا لك مادام في ذلك حل للمشكلة وفيه رضى للزوج ولو كانوا على خطأ ، فهم قرابتك على كل حال.
وذلك من الدفع بالتي هي أحسن، ولعل الله أن يبدل العدواة بينك وبينهم إلى مودة وموالاة، وما يلقاها إلا الذين صبروا .
وينبغي أن تكون العلاقة بينك وبين زوجك أكبر من هذا، بحيث لا تعصف بها مواقف كهذه، فتقوية هذه العلاقة وترسيخها، والاهتمام بكسب محبة الزوج وثقته يقضي على كثير من المشاكل، ولن يحصل ذلك دون ثمن تقدمينه من طاعة للزوج وإخلاص له وصدق معه ونحو ذلك.
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاقة الزوجة المفرطة مع صديقتها.. حلول مقترحة
تاريخ الفتوى : ... 20 شعبان 1427 / 14-09-2006
السؤال
جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع. سؤالي هو أنا رجل متزوج منذ 15 عاما ولدي خمسة أبناء المشكلة يا إخواني هي أني بدأت أشك في زوجتي مع أني لم ألاحظ عليها أي شيء ولكن منذ فترة دخلت إلى حياتنا امرأة صديقة لها وتحصل(55/97)
بينهما اتصالات دائما وفي كل الأوقات وخصوصا الأوقات المتأخرة من الليل علما بأن هذه الصديقة معها في نفس الدوام وهي تسكن خارج بيت أهلها وعندها حرية الخروج في أي وقت تشاء وتسكن عند صديقتها في منطقه تبعد عنا 5 كيلو مترات وألاحظ أنها عند الاتصال مع تلك المرأة بأن زوجتي ترتبك عند وجودي وتحاول إفهام صديقتها بأني موجود عكس الكلام مع صديقاتها الأخريات تتحدث معهن بشكل عادي وفي بعض الأحيان تأتي هذه الصديقة وترفض الدخول إلى البيت وتقعد معها في السيارة في وقت متأخر من الليل حاولت أن أمنع زوجتي مرارا من تلك الصديقة ولكنها لم تستجب لي وأخبرتني بأن هذه الصديقة بنت ناس والمفروض أني ما أتكلم عليها بهذا الكلام علما بأني اكتشفت في تلفون زوجتي رسائل حب وغرام متبادلة بينهما ولله الحق فإني لم عرف تلك الصديقة ولا أخلاقها يا إخواني حاولت أن أمنع زوجتي من تلك الصديقة بكل الطرق أخبرت أهلها وأخبروها أن تستجيب لطلبي ولكنها تقول إن صديقتها هي التي لا ترغب بالبعد عنها حاولت أن أعمل بعض الطرق مثل إرسال رسائل إلى زوجتي عبر التلفون غير مفهومه المعنى حتى تخاف ولكن دون فائدة دلوني على طريقة ترضي الله في حل هذه المشكلة. وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهك أيها السائل الكريم إلى أن الغيرة محمودة شرعا، ولكن شريطة أن تنضبط بضوابطها ولا تجاوز حدها، لئلا تنقلب إلى ضدها، وقد بينا المحمود منها والمذموم في الفتوى رقم: 75940.
فإذا رأيت من سلوك صديقة زوجك ما يدعو إلى الريبة فلا حرج عليك أن تمنع زوجتك منها، ويجب على زوجتك أن تطيعك في ذلك؛ إذ طاعتك واجبة عليها ما لم تأمرها بمعصية. وانظر الفتوى رقم:51430، ويمكنك أن تطلعها على الفتوى رقم:8424، إذ بينا فيها أنواع الحب بين النساء ما يجوز منه وما لا يجوز، كما بينا خطورة الشذوذ الجنسي وحكمه في الفتوى رقم: 31486 .
إلا أنه لا ينبغي أن تسيء الظن بزوجتك أو تفتش رسائلها وأرقامها ما لم تلاحظ على سلوكها ما يدعوك إلى قطع الشك باليقين، وحينئذ فلك ذلك وهو من مقتضى القوامة عليها ورعايتها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته. متفق عليه. ولا تغفل تحري الحكمة في كل تصرفاتك، وللوعظ في مثل هذه الحالة دور كبير، وبإمكانك أن تبحث عن أشرطة وكتيبات فيها المواعظ التي ترقق القلوب وتزيد الإيمان، فتسمعها تلك الأشرطة بحضرتك، وتقرأ عليها من تلك الكتب في جلسة حب دعوية، فإن ذلك نافع بإذن الله تعالى، ولا تنس الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نسيان خطيئة زوجك التائب وستره هو الحل(55/98)
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1427 / 13-09-2006
السؤال
أنا لا أشعر بأي حب تجاه زوجي مع العلم أننا تزوجنا عن حب هو ابن عمي وهو يحبني بجنون ولم يقصر معي بأي شيء، لكن المشكلة هي أنني عندما علمت بماضيه وهو وحده أخبرني تضايقت كثيرا ولم أعد أحتمل منه أي شيء وأصبحت أشك فيه وأنا أؤكد أنه لا يستحق مني هذا..........
أنا تعبت كثيرا ولا أدري ماذا أفعل، والمصيبة أنني أخبرت والدتي بالأمر وبكت بكاء مرا هي مثلي تعتقد أنه كان نظيفا ودائما تقول لي أنا نادمة لأني زوجتك إياه، فأبكي أنا حينها لماذا قمت بإخبارها، لو لم أكن قد أخبرتها يمكن للمشكلة أن تحل وأنسى أنا ما قد فات لأنه ليس بملكنا، مضى على زواجنا سنتان ونصف ولم نرزق بأطفال,,,,,يا شيخ أنا تعبانة وقد خسرت الدراسة وأجهضت في الشهر الثاني، ولكن الحمد لله علاقتي بربي طيبة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان ينبغي لزوجك أن يخبرك بماضيه ولا أن يتحدث بمعاصيه
فيهتك ستر الله عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري، وانظري الفتويين رقم:30429، 20880.
وكان الواجب عليك أنت أن تستريه حينما حدثك عن ماضيه ولا تفشي سره إلى أمك أو غيرها. والآن وقد كان ما كان فعلى أمك أن تستره فيما علمت، وعليك أنت أن تتوبي إلى الله وتطلبي من زوجك أن يسامحك فيما فعلت إن كان لا يترتب على إخباره بذلك مفسدة، وإلا فحاولي الاستسماح منه بصيغة العموم، وحاولي نسيان الماضي لأن تذكره لا يولد إلا الحزن، والتوبة تهدم ما قبلها حتى الكفر، فما بالك بما دونه، ومن ذا الذي ما ساء قط، فكلنا ذوو خطأ، وإن كانت الأخطاء تتفاوت، ومن ستره الله فليستتر بستره ولا يفضح نفسه، وقد أخطأ زوجك حين كشف ستر الله عليه. ولكن إذا كان قد ندم وتاب وحسن حاله وصلح أمره فلا ينظر إلى ماضيه ولا يحاكم عليه؛ وإنما العبرة بحاله وواقعه. فننصحك بترك الماضي ونسيانه والستر على زوجك، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. رواه البخاري و مسلم.
فينبغي أيتها الأخت أن تحسني معاملة زوجك وتحسني الظن به، وليس من حقك أن تهتكي ستره، ولا أن تطلبي منه الطلاق من أجل ما كان يرتكبه سابقا من المعاصي، وانظري الفتوى رقم: 53948.
والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المتهاونة بحقوق ربها وزوجها.. إمساك أم طلاق(55/99)
تاريخ الفتوى : ... 13 شعبان 1427 / 07-09-2006
السؤال
زوجتي ترفض الحجاب وتصافح الرجال الأجانب وتسمع الأغاني، كل محاولاتي معها باءت بالفشل وعندما آمرها بالحجاب وترك سماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات تقول اتركني وشأني سيهديني الله إن شاء الله كما هدى غيري، أفادكم الله ونفع بعلمكم أفتوني في أمري علماً بأنني لي معها طفلة وعمرها 10 أشهر كما أفيدكم بأنها
مقصرة جداً جداً في حقي لكن كل هذا لا يهمني ما يهمني فقط هو الالتزام الشرعي.
ملاحظة: آخر محاولة معها أعطيتها فرصة عشرة أيام لتفكر إما الالتزام وإما الطلاق ...
ولكم خالص الشكر،،،
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا من قبل حكم مصافحة المرأة للرجال، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 59671.
كما بينا حكم الحجاب في فتاوى سابقة، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 4470.
ولك أن تراجع في حكم أنواع الغناء فتوانا رقم: 987.
واعلم أن الشرع الحنيف قد حث على اختيار المرأة ذات الدين والخلق، لأنها تعرف أن طاعة الزوج من طاعة الله، فتطيع زوجها متقربة بذلك إلى خالقها ومولاها، أما من تهمل زوجها وتنشغل عنه ولا تطيعه فإنها لم تتصف بصفات الدين الفاضلة، ولم تتحل بالأخلاق الحسنة، فالأولى لكل من يرغب في الزواج أن تكون ذات الدين والخلق هي طلبه والهدف الذي ينشده، ومن لم يراع تلك الصفات التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبتها فليلم نفسه أولا، فهو الذي عرضها لما يلاقيه من سوء معاملة وقبح معاشرة، ثم ليحاول علاج ما تقابله به زوجته من عصيان وتمرد بالحكمة، فلينصحها مبينا لها ما يجب عليها تجاه زوجها، وأن طاعتها له ومعاشرتها إياه بالمعروف واجب أخلاقي وديني تثاب عليه في الآخرة، وتحمد عليه في الدنيا، وإذا لم تفد جميع العلاجات والنصائح، فالخير –قطعا- في الطلاق حينئذ، لأن دين المرء هو رأس ماله، ولا تؤمَن من هذه حالها أن تفسد على الزوج دينه.
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... هل تعد ناشزا إذا هجرها زوجها
تاريخ الفتوى : ... 06 شعبان 1427 / 31-08-2006
السؤال
قبل أسبوعين غضب زوجي مني وأهانني ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أتكلم معه وهو أيضا لا يكلمني وليس بيننا علاقة، هل أعتبر ناشزا مع أنه أيضا لا يكلمني، بل(55/100)
خرج منذ يومين في رحلة إلى خارج البلاد وتركني دون إخباري، وأنا الآن أشعر بكراهية شديدة له، هل يحق لي طلب الطلاق ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الأمر كما وصفت حقا فإن امتناع زوجك عن الحديث معك وإهانته لك أمر لا يجوز ، وعليه أن يتوب إلى الله من ذلك إن كان فعل ذلك بلا مسوغ شرعا ، وإذا كان هو الذي أهانك وهجرك فلست ناشزة بترك الحديث معه. وأما طلب الطلاق ففيه تفصيل تجدينه في الفتوى رقم : 52707 ، والفتوى رقم : 8622 ، فراجعيهما .
وننصحك أن لا تقابلي القسوة بالقسوة، والجفوة بالجفوة، والإعراض بالإعراض؛ فإن هذا مما يحطم بناء الأسرة ويعمق الخلاف والفرقة ، قال نبينا صلى الله عليه وسلم : لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . متفق عليه . فإذا كان هذا بين المسلم والمسلم فكيف بين المرأة وزوجها ، فكوني خيرا منه بالمسارعة على الحديث معه ومصالحته. وانظري الفتوى رقم : 17586 .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ترغب البقاء مع زوجها.. تدابير وحلول
تاريخ الفتوى : ... 04 شعبان 1427 / 29-08-2006
السؤال
هل يجوز للزوج أن يبقي زوجته على ذمته مع العلم أنها هي رافضة البقاء معه وبشدة وهي تقول له إني أحبك مثل أخي فقط ولا أستطيع أن أكون زوجتك ولكن هو متمسك بها . فهل يجوز له التمسك بها وهل تأثم هي لامتناعها عن فراشه ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فيجوز للزوج أن يتمسك بزوجته وإن أخبرته بعدم رغبتها فيه، وأن مشاعرها تجاهه مشاعر الأخت، فهذه المشاعر لا تمنع الزوج من إبقائها والاستمتاع بها، وربما تتحول هذه المشاعر إلى مشاعر حب ومودة إن صدقت العزائم من الجميع وحاولا حل ما بينهما من خلاف وإزالة ما قد يكون سببا لذلك ، ولا يجوز للمرأة أن تمتنع عن فراش زوجها بسبب هذه المشاعر ، ولكن إذا كانت المرأة بسبب ذلك ستقصر في حق زوجها فلها أن تطلب الطلاق، فإن رفض زوجها فلها أن تطلب الخلع بأن تدفع له مالا في مقابل أن يطلقها، ويشترط في الخلع أن يكون برضا الزوج ، ويستحب للزوج في هذه الحالة أن يجيب طلب زوجته؛ كما سبق في الفتوى رقم : 70273 ، وننصح بمطالعة الفتوى رقم : 18414 ، والفتوى رقم :40943 .
والله أعلم .(55/101)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ينبغي تحري الحكمة قبل طلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 26 رجب 1427 / 21-08-2006
السؤال
أنا يا شيخ امرأة أبلغ من العمر 26 سنة ولدي من الأبناء 3 ( ولدان وبنت) أعمارهم 7 و5 و3 سنوات وعمر زوجي 40 سنة نظراً لعدم وجود التفاهم والخلافات المتواصلة فإني أفكر جدياً بطلب الطلاق فأتمنى من حضراتكم أن تزودوني بما هو لي ولأبنائي من حقوق مترتبة على هذا الطلاق، حيث إن زوجي يشغل مركزاً مرموقا من حيث النفقة والسكن وخلافه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حقوق المرأة المطلقة وأولادها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 20270، والفتوى رقم: 8845.
واعلمي أن مجرد الخلاف بين الزوجين وعدم التفاهم بينهما في بعض الأمور ليس مسوغاً لطلب الزوجة الطلاق، وقد ذكرنا بعض الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق، فراجعيها في الفتوى رقم: 37112.
ثم إنه قلما تخلو الحياة الزوجية من خلافات تطرأ على الزوجين، فالذي ينبغي حينئذ تحري الحكمة وتحكيم العقل، والسعي في سبيل للحل، فإن صدقت النية جاء التوفيق والسداد. وراجعي للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 16092 والفتوى رقم: 32354.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نشوز الزوجة وعدم استقامتها على الشرع
تاريخ الفتوى : ... 27 رجب 1427 / 22-08-2006
السؤال
زوجتي خرجت من المنزل غاضبة إلى بيت أبيها دون إذني وتمت مراضاتها وإعادتها وحاولت ذلك مرات كثيرة وفي كل مرة أبادر بالصلح وإعادتها عن طلبها الطلاق وأقول لها لماذا ينهد بيت مسلم لأسباب هينة وعرش الرحمن يهتز لذلك وسبب غضبها أنها تريد الاستمرار في الدراسات العليا وتطلب أن أتركها تعمل على الرغم من عدم حاجتنا لذلك وأطالبها بلبس العباءة الفضفاضة عند الخروج والاستيقاظ مبكرا فهي لا تستيقظ قبل الساعة 12 ظهرا وتعاملني بعناد شديد ولا يجوز لي أن أوجهها أو أقول رأيي في لبسها وسريعة الغضب والخصام وشديدة الخوف مني وتسيء النية بي دائما وتعتبر مكوثها بالمنزل وحدها حبسا لها على الرغم من عدم مرور سنة من الزواج وترفض الإنجاب بعد موت ابنتنا بساعات من ولادتها وتحملني مسؤولية موتها لأني أحضرت لها دكتورة للولادة وهي ترغب فى دكتور وتدعي قيام الدكتورة بتوليدها طبيعيا وليس قيصريا بخلا مني لتوفير النفقات(55/102)
وعند خروجنا لزيارة والدها رفضت خروجها بعباءة مجسمة وعليها طرحة قصيرة وما كان منها إلا أن رفضت النزول إلا بهذه العباءة ثم قالت سأخرج هذه الملابس لأخواتي بأسلوب مهين لي وبمعاتبتها عن أسلوب حديثها وإخبارها بموافقتي على لبس العباءة التي لا أرغبها لإرضائها قالت لا أنا اتخذت قرارا وتركت المنزل رغم عدم موافقتي وتطالبني بالطلاق وتمكث الآن أكثر من أسبوعين دون تدخل من والديها وأخواتها الإناث والرجال على الرغم أن والدها عالم دين فاضل ولكن
مشغول بالعمل بحي جامعات الدول العربية ماذا أفعل هل ليس للرجل رأي في ملابس زوجته وعملها وهل كما تقول ليس واجبا على الزوجة إحضار الطعام له ونظافة المنزل وتهيئة الجو المناسب حتى يستريح الزوج وينتج أكثر في عمله ملحوظة زوجتي العزيزة خرجت من المنزل وأنا مصاب بالقولون العصبي بسببها وعلمت بإصابتي بدور برد شديد يلزمني الفراش مع ارتفاع في الحرارة دون جدوى برجاء التكرم بسرعة الرد ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على الزوجة طاعة زوجها والإحسان إليه، ويحرم عليها أن تخرج من بيته إلا بإذنه، والذي أمرها بذلك هو الله عز وجل الذي خلقها ورزقها، فكيف تعصي المسلمة ربها وتفسد بيتها طاعة لهواها، ويجب على المرأة أن تلبس اللباس الساتر الذي لا يكون فيه فتنة وإثارة للفاحشة، ويجب على أهلها أن يأمروها بالمعروف وأن يكونوا عونا لها على الخير، ولا يجوز لها أن تمتنع عن الإنجاب مع أمر زوجها لها بذلك إلا إذا ترتب على الحمل ضرر لا يحتمل، ولا شك أن الرجل مسؤول عن زوجته وهو راع لها ومسؤول عن التفريط في ذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
وأما بشأن مسألة خدمة الزوجة لزوجها في إعداد الطعام وغسل ملابسه ونحو ذلك ففيه خلاف بين أهل العلم سبق ذكره في الفتوى رقم :43711 ، والفتوى رقم : 14896 .
وننصحك يا أخي بأن يكون لك شخصيتك وكلمتك في البيت، فإن استقامت المرأة على الشرع والخلق والعفة فالحمد لله وإلا فهي ناشز لا تستحق نفقة ولا سكنى، واسلك معها سبل العلاج الشرعي مع الناشز وهي : الوعظ ، ثم الهجر ، ثم الضرب غير المبرح ، قال الله تعالى : وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء: 34 } وانظر الفتوى رقم : 57955 ، فإن استقامت وإلا فالنساء غيرها كثير .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا ينبغي الإخلال بميثاق الزواج(55/103)
تاريخ الفتوى : ... 19 رجب 1427 / 14-08-2006
السؤال
أنا فتاة 22 سنة تمت خطبتي منذ حوالي سنة، وتم كتب الكتاب وبعد كتب الكتاب تغير خطيبي فى معاملته معي إضافة إلى أنه بخيل قليلاً ويسمع كلام أهله فى كل حاجه لدرجة تغيير المعاملة معي، أحياناً تكون معاملة حسنة، وفي اليوم الثاني عكس ذلك (هو ساكن فى بلد غير البلد التي أسكن بها وهو ابن خالي) هو معتمد على نفسه في تجهيز نفسه لكن مشكلته أنه يسمع للناس كثيراً، وسنه 24 سنة، نحن اتفقنا على السفر هو أو أنا لكي نحسن من المستوى، الآن هو غير رأيه ولا يريد أن يسافر وأنا جاءتني الفرصة لكي أسافر وهو غير موافق على السفر في مكان جيد جداً ومناسب لأي بنت، نتيجة مشادة بيني وبينه هو خيرني بين السفر وبينه أو كل واحد يروح لحاله، أنا أحسست من كلامه أنه لا يهمه شيء (كنا لسه كمان مخلصين مشكله هو السبب فيها ما كملناش يومين) بعد ذلك أنا كلمته وقلت له إني لن أسافر ولن أكمل معه، وهذا قرار نهائي، كلمني بعد ذلك وقال لي لو أنا أريد يمكن أن يكلم بابا ويحل المشكلة (المشكله أن السفر ضروري لي ولأهلي)، هو كثير المشاكل والخناق يمكن أن يكون ذلك لظروف عمله وبعده عني، لقد حاولت أن أغيره ولكنه لا يريد أن يتغير، وأهلى تضايقوا من المشاكل الكثيرة هذه، والله كأنها مشاكل الصغار، أنا أريد السفر وأحس أن حبه بداخلي قل، وأخاف أن آخذ القرار النهائي بالبعد عنه ثم أندم، فأرجو الرد فأنا أحس أني مخنوقه جداً، كان يطلب مني أن أشتغل -ويتخذ من ذلك مشكلة- بالرغم أنه يمكن يكفيني بشغله الجديد، وذا بناء على إلحاح أهله، أنا أخاف أيضا من التدخل المستمر من أهله بعد الزواج، هو أيضا سلبي جدا أمامهم، أنا أطلت ولكن أرجو الرد السريع؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن الصلة بين الزوجين من أقوى الصلات وأوثقها، وليس أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال الله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {النساء:21}، وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شأنها، وكل أمر من شأنه أن يهون هذه العلاقة ويضعف من قواها فهو بغيض إلى الإسلام.
واعلمي كذلك أن عقد النكاح إذا تم مستوفياً جميع شروطه فإن الزوجية بذلك تكون قد حصلت، وترتب عليها حقوق لكلا الطرفين، وليس للزوجة أن تسافر إلا بإذن زوجها، فقد صرح بعض أهل العلم -وهم فقهاء الحنفية- بأن الزوج إذا وفى للزوجة مهرها المعجل فله أن يمنعها من السفر.
واعلمي كذلك أن المرأة لا يحل لها أن تسافر إلا برفقة زوج أو محرم، لما رواه الشيخان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم.(55/104)
واعلمي كذلك أن المرأة لا يحل لها أن تطلب الطلاق من زوجها لغير سبب معتبر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حديث حسن.
فننصحك إذاً بأن تتمسكي بهذا الزواج الذي تم بينك وبين زوجك، وأن تعملي على إرضاء زوجك والنصح له، وإذا كانت لك حقوق لم يؤدها فاطلبيها منه، وتوخي في ذلك الحكمة وتقديم المصلحة العليا على المصلحة التي هي دون ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أمسك عليك زوجك واتق الله
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الثاني 1427 / 11-05-2006
السؤال
أحسن الله إليك فضيلة الشيخ لدي سؤال ومفصل أرجو الرد عليه في أسرع وقت لأهميته: أنا شاب عمري 23 عاما عقدت الزواج منذ شهر ونصف ولكن ليس في المحكمة ولكن أتينا بمأذون شرعي وكتب العقد إلى الآن لم يتم كتب العقد بالمحكمة ووالدي أخر موضوع المحكمة بما أنهم من القرابة ونحن معهم منذ سنين وأنا الآن في بلد وهي الآن في بلد بسبب العمل وهي هذه الفتاة تقربني من بعيد ويكون والدها ابن عم جدتي وهم هذه العائلة كأنهم أولاد عمنا وبنات عمنا ونعتبرهم بيت العم وهذه الفتاة كنت أريدها منذ 4 سنوات تقريبا وكل مرة بعد سنتين أو أكثر حاولت أن أطلبها كانت ترفض وتقول إنها تعتبرني مثل أخيها ولا شيء غير ذلك وبعد ذلك تيسر الأمر وتم الأمر عقد الزواج الذي كنت أريده ولكن حصل شيء لم يكن بالحسبان بعد أسبوعين أو أقل من عقد الزواج كانت تقول لي بعض الأمور مثل : إذا أنت أقتنعت في أمر وأنا لم أقتنع فيه لا أوافق عليه ومثل : لا تريد أن تعيش في بيت أهلي وبعد ذلك رضيت أن تعيش معهم وعندها مشكلة كبيرة ألا وهي أنها هي وأخواتها يهتمون بأمر النظافة البيتية أكثر من الدين وهذا ماشاهدته أنا عندهم وقلت لعلها تتغير بعد الزواج ممكن أن تزعل أهلها بسبب النظافة يعني شيء غريب هذا وسواس والله أعلم ، أقول مثلا قصة صارت عندهم مثل : مرة حصلت مشكلة بسبب أبيهم أنه له علاقة مع امرأة يكلمها وتكلمه بعد التأكيد من هذا الخبر قال الأخوات للإخوان بأن القصة كذا كذا فقام أحد الإخوان مسك رقبة أخيه وقامت هذه الفتاة التي خطبتها أيضا خنقته ودفعته هي وأخواتها ويكلمونه بألفاظ غير لائقة ومرت على هذه الحادثة سنة ونصف تقريبا قبل عقد الزواج قلت لعلها تغيرت تخيل ياشيخ أنها من بداية عقد الزواج بأسبوع او اثنين حصلت مشكلة أبيها مع أمها مشاكل بيتية وكنت جالسا بقربها , أي الفتاة قالت بالحرف الواحد : الله يخلصنا منه قلت لها قولي الله يهديه قالت : لا الله يأخذه أفضل فإلى
الآن والله أعلم أبوهم غير راض عن أفعالهم والدليل على ذلك , لا يصرف على البيت فلسا واحدا والإخوان هم الذين يصرفون المال في بيت أهلهم وهم كما قلت لك(55/105)
ياشيخ إن النظافة عندهم أهم من الدين أهم من بر الوالدين حتى مرة كانت أم ووالد خطيبتي عندنا في البيت في سهرة نتمازح ونتضاحك قال والدي لعمي لماذا تريد الذهاب إلى البيت الآن تريد أن تغتسل فضحك عمي وقالت امرأة عمي انظر إلى هذه المقولة بأن هذه فلانة يعني خطيبتي هي ابنتهم تقول امرأة عمي :( لا تدعه يغتسل في هذا الوقت بما أنها نظفت الحمام وتقوم الدنيا ولا تقعد ) وأشياء كثيرة مثل هذه وأنا من بداية عقد الزواج إلى الآن وأنا غير مرتاح وعندما أسمع سيرتها يضيق علي صدري وعندما أبتعد أرتاح جدا وكثيرا أتوقع أن أبويها غير راضيين عن أفعال بناتهم لذا أنا أريد الانفصال مع العلم اخبرتها بذلك وغضبت وامتنعت وقالت لو أنا فعلت هذه الفعلة هي غير راضية عني وأنا اتصلت فيها من بعد ما أتيت قلت لها على الهاتف ماذا بك صوتك متغير قالت لي بصراحة أنا غير مرتاحة بعدما فكرت بكلامك بأنك لا تريدني فالآن لا أستطيع نسيان هذا الموضوع وتقول كنت أريد أن أخبر أخي بأن ينهي الموضوع الذي بيننا وأنا الآن غير مرتاح ومع العلم نسيت شيئا أن أمي كانت غير راضية على هذا الزواج وأن آخذ هذه الفتاة لكن بعد إقناع والكلام مع أمي وأبي كلمها فشبه اقتنعت وأنا الآن غير مرتاح وأريد الانفصال فماذا تنصحون بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي التأني في اختيار الزوجة ، والحرص على أن تكون ذات دين وخلق ، عملا بوصيته صلى الله عليه وسلم بقوله : اظفر بذات الدين تربت يداك .
وننصح الأخ حيث قد اقترن بهذه المرأة ، وعقد عليها ، أن يتأنى في فراقها ، ولا يستعجل فيه ، فإن في العجلة الندامة ، وأن لا يحكم عليها قبل أن يعاشرها ، فإن المرء لا يعرف خلقه وطبعه إلا بمعاشرته، وما لاحظه عليها من تصرفات ، لا تكفي للحكم عليها بأنها غير صالحة أن تكون زوجة ، وعليه أن يعلم أنه لن يجد امرأة كاملة من كل وجه ، فالنقص من طبع البشر ، والكمال المطلق لله سبحانه .
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها **** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
فننصح الأخ بأن يمسك زوجته ، وأن ينقلها من بيئتها إلى بيئة صالحة ، ويسعى في تعليمها ، وتعويدها على الأخلاق الطيبة ، وليراجع الفتوى رقم: 23293، في بيان حقوق المطلقة قبل الدخول .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الخلاف الطبيعي لا يحل بالطلاق
تاريخ الفتوى : ... 15 ربيع الثاني 1427 / 14-05-2006
السؤال
عاجل ( لا أُريد إحالتي على سؤال آخر ) سؤالي باختصار . متزوج منذ ثلاث سنوات وملتزم ولله الحمد حياتنا حلوة وجملية، لكن من ست شهور حصلت مشاكل عائليه كما يحصل بين أكثر من عائلة وأنا المخطئ لكن قمت بالاعتذار لأب زوجتي(55/106)
وقبل عذري وزوجتي الآن هي عند أهلها، طلبت الصلح قال لي أبوها إن زوجتك تقول لا يكون الصلح إلا بعد إرجاع قيمة ذهب أعطتنيه هي بنفسها أثناء حياتنا وهي الآن تطلبه بعد الغضب ( قمت وأتيت بالمبلغ حيث استدنت به وهوما يقارب الثلاثين ألفا ) وعندها طلبت الطلاق، وقتها صدمت لأني أحبها والأخطاء يمكن أن تصلح :
1- هل عليها إثم في طلب الطلاق ؟
2- هل علي إثم إذا تركتها معلقه بدون طلاق ؟
3- وما إثم من أعانها عليَّ بالظلم ؟
عاجل جزاكم الله كل خير ...!!!
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلافات بين الزوجين أمر طبيعي ، فليس هناك زوجان دامت بينهما العشرة سنين طويلة ولم يقع فيها خلاف ، حتى أن خير الأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وخير الزوجات أمهات المؤمنين كان يقع بينه وبينهن الخلاف، وربما هجرهن شهرا
، ومثل هذا الخلاف الطبيعي الذي لا بد منه ينبغي أن لا يحل بالطلاق ، فإن الطلاق إنما يلجأ إليه إذا قام بين الزوجين شقاق تقطعت به علائق الزوجية وحلت محلها الكراهية والنفرة ولم يتمكن المصلحون من إزالتها، فالدواء لمثل هذه الحالة الطلاق، وما لم تصل الأمور إلى هذا الحد فلا يلجأ إلى الطلاق، وتراجع الفتوى رقم: 73889.
ولا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق لغير عذر ، وتقدم في الفتوى رقم: 1114 ، ولا يجوز لأحد أن يساعدها على هذا الفعل ، لأنه من التعاون على الإثم والعدوان .
وإذا طلبت الزوجة الطلاق لغير عذر ، فللزوج أن لا يطلقها، وله أن يطلقها على أن ترد له ما أعطاها من مهر أو تعطيه شيئا من مالها ، وتراجع الفتوى رقم: 36350 .
الله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أول الحلول معرفة سبب نفور زوجتك منك
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الثاني 1427 / 09-05-2006
السؤال
أنا شاب في الخامسة والعشرين من العمر، عقدت على ابنة عمتي التي تصغرني بست سنوات وقبل أن أعقد عليها أرسلتُ اُختي لكي تأخذ رأيها شخصياً فأبدت رغبتها بالزواج مني وفي فترة العقد التي استمرت خمسة شهور أحسَسَتُ أنها لا تريد التقرب مني وكلما أردت الكلام معها أو لمسها كانت تتضايق بعض الشيء مني ولكن لم اُعط هذا الأمر أهمية ولكن المفاجأة كانت في ليلة الزفاف، عندما انتهينا من مراسم الزواج وبعد ما اختليتُ بها، تغيّرت ملامح وجهها وصارت تصرخ وتشتم وتطلب الطلاق وتقول لا اُريدك زوجاً لي ولا تقترب مني ، وفي اليوم الثاني بعد ما أخبرتُ أنا والدتها بذلك ، أخذتها إلى أحد المشعوذين وعمل لها(55/107)
بعض أعمال الشعوذة التي لا تخفى عليكم وصار في الأذهان أنها ممسوسة أو مسحورة وكانت أعراض السحر أو المس موجودة فيها، من ذلك كانت تتضايق عند وجودها في بيتي وكانت ترى في المنام رؤى مخيفة و تقول إنها ترى في بيتي حيوانات ووحوش يُريدون أن يفترسوها وكانت في هذهِ الفترة لا تسمح لي أن أختلي بها أو أقترب منها في الفراش وبعد ذلك أصبحت والدتها تتردد بها بين مشعوذ وراق ولكن هذا الراقي ليس عنده خبرة في مثل اُمور السحر والمس ولم يسبق أنهُ قرأ على أحد أو شفى الله أحدا على يديه، وبعد مضي شهرين من زواجي أشار عليَ أحد الأصدقاء أن أذهب بها إلى أحد المعالجين المجربين وسافرتُ بها إلى دولة يوجد فيها راق ذو خبرة في اُمور السحر ولكن زوجتي لم تكن ترغب في العلاج وترفض فكرة أن يكون بها مس أو سحر وتقول أنا من البداية لم أكن أرغب في الزواج، لا منك ولا من أى شخص آخر ولكن لم اُبدي رأيي بصراحة لك ولكن أبديت رأيي لوالدتي وقالت لي هذا الشعور، يعني شعور الخوف وعدم الرغبة في الزواج شيء طبيعي وينتاب كل بنت قبل الزواج ولكن بمجرد الزواج سينتهي كل ذلك ولكن لم يتغير شي بعدالزواج ، وبعد ذهابنا إلى أحد المعالجين الذي لديه خبرة طويلة في اُمور السحر والمس
وبعد أن قرأ عليها أربع مرات لم يتبين له أيُ أعراض السحر وهيَ أيضاً لم تكن ترغب في العلاج ورجعنا الى بلدنا بدون فائدة الآن بعد مضي ما يقارب السنة من زواجنا هيَ موجودة في بيت والدها وترفض حتى أن تأتي إلى بيتي ولكنها لا تطلب الطلاق مثل قبل وعندما أقول لها إذاً الحل هو الانفصال ، تقول هذا شيٌ راجعٌ إليك ولكني لا أرغب في الانفصال . وأنا بعثتُ إليكم بمشكلتي لكي أستشيركم في أمري هل اُطلقها أو أصبر عليها مع العلم أني لوكنت متأكد أنها مسحورة أو مريضة بأى مرض لأخترتُ أن أصبر عليها ولو لسنوات، وفي الختام أقول لكم إنّ هذهِ المصيبة التي حدثت لي كانت خيراً لي في ديني، لأني كنتُ بعيداً عن الله وهذهِ المصيبة كانت سبباً لي في الرجوع إليه سبحانهُ وتعالىَ ولله الحمد أولاً وآخِرا . وجزاكم الله خيراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفي زوجتك ويصلحها ، ثم اعلم وفقك الله تعالى أن الطلاق ينبغي أن يكون آخر الحلول . ومن هنا ننصحك بالبحث بصدق عن أسباب هذا النفور الحاصل من زوجتك، فإن كان بسبب تقصير منك فحاول إصلاحه ، وإن غلب على ظنك وجود سحر أو مس من جن فعالج ذلك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، فقد قال الله تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ { البقرة : 186 } وقال تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ { غافر: 60 } ولا بأس في أن تقرأ عليها القرآن لأنه شفاء ورحمة؛ كما قال ربنا جل وعلا : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ { الإسراء:82 } وإن طلبت الرقية ممن عرف بالصلاح والورع فلا حرج ، وإياك أن تطلب ذلك(55/108)
من أهل الدجل والشعوذة فإن أم زوجتك قد أخطأت خطأ كبيرا في ذهابها إلى المشعوذين وأصحاب الدجل . وإذا لم تجد حلا لمشكلتك غير الطلاق فلا بأس بأن تلجأ إليه فقد يكون فيه الفرج ، والحمدلله الذي هداك إلى معرفة ما كنت عليه من البعد عن الله فاثبت على توبتك ، فرب معصية انقلبت إلى نعمة على صاحبها بسبب ما أحدثه بعدها من التوبة والانكسار وزيادة الذل والخضوع لله رب العالمين .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كوني لزوجك سكنا وعونا
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1427 / 07-05-2006
السؤال
أنا فتاة متزوجة ولدي أولاد زوجي يعمل في منطقة بعيدة عنا يأتي يومين بالأسبوع ويعيش عند أخته الذي توفي زوجها منذ أشهر ( يعمل عندها) ودائما تحدث بيننا خلافات كثيرة حتى أنها تصل إلى درجة أني أفكر بالطلاق منه لأنه لا يقوم على أكمل وجه في بيته بينما عندها يلبي لها طلباتها وهو يرعى يتامى ويلبي احتياجاتهم بينما بيتي تقريبا لا يلبي احتياجاته لأنه ما يلبث أن يأتي إلىَّ وانتهى الوقت وغادر عنها مع العلم أنها تقدر أن تعيش وسط أهلها وأخواتها لكنها تريد العيش بعيد وحدها وتأخذ زوجي مني للعمل ولمصالحها أيضا أنا لا أريد أن أحرمه ثواب اليتامى ولكن لا يحق له هجرنا هذا فهل أنا على صواب أم لا ؟ ماذا أفعل ما أطلب منه أنا في حيرة مع أنه مصدر رزق لنا أيضا لكن مسؤليته تجاه الأولاد صعبة ولا أتحملها ؟
وأيضا أريد أن أسال سؤالا غريبا أيضا هو ينام في بيتها ولكن هي تلبس له ملابس امرأة تلبسها لزوجها وأنا أخجل أن ألبس هذه الملابس أمام أطفالي من أجل أن أربيهم على الإسلام الصحيح وعندما أقول له يقول إني أغار فهل أنا على صواب؟ هل يصح لها أن تكشف عورتها عليه؟ أرجو الرد.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفترة التي يغيبها زوجك ليست كثيرة ، ويمكن تحملها فاستعيني بالله تعالى على ذلك, واشغلي وقتك بطاعة الله تعالى وذكره وتلاوة كتابه ومطالعة الكتب النافعة ، وأعيني زوجك على القيام بأعماله الدنيوية ، وكوني له سكنا إذا أتاك وجد عندك المحبة والمودة والرحمة وتجملي له وأحسني استقباله .
وأما إعانته لأخته وقضاء حوائجها فذلك من المعروف ، وبيان عورة المرأة أمام محارمها كأخيها سبق في الفتوى رقم : 21428 ، فإذا خشي الفتنة والوقوع في الفاحشة وجب عليه أن يغض بصره عنها ، ووجب عليها أن تستتر منه كما تستتر الأجنبية من الأجنبي .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/109)
الفتوى : ... تسامح الزوجين يحقق مصالح عديدة
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1427 / 07-05-2006
السؤال
المشكلة لا تخصني وإنما تخص أشخاصا مقربين لي جدا وهي كما يلي :
امرأة رأت زوجها يلامس زوجة أخيه ويقوم بتحسيس لها ، واجهت الزوج ولكنه نفى واتهمها هي بالأشياء الباطلة وقام بضربها وطردها من البيت ، حاولنا إرجاعها ولكن دون جدوى، طلبها أن يأتي زوجها لأخذها لرد اعتبارها مع العلم بأن لديهم طفلان ، كيف باستطاعتي أو استطاعة أشخاص آخرين حل هذه المشكلة لأنها مشكلة كبيرة وسوف تؤدي إلى هدم بيوت وتدمير أطفال لا حول لهم ولا قوة .
أرشدوني ماذا أقدر أن أساعد به
جزاكم الله كل خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكن أن تستمر الحياة الزوجية إلا بالتفاهم والتعاون والمودة ، وأن يتسامح كل من الزوجين في حقوقه ، ولذا فإننا ننصح الزوج بتقوى الله تعالى ، وأن يتوب إلى الله تعالى مما وقع منه إن كان ذلك صحيحا ، وأن يذهب لأخذ زوجته واسترضائها حفظا لأسرته ورعاية لحق أبنائه . وننصح الزوجة بالعفو والصفح ، وأن تعود إلى زوجها وإن لم يحضر لأخذها ، مع نصحه وتذكيره بالله تعالى بالطرق المناسبة ، وفي الأوقات المناسبة والكلمة اللينة ، وإن تمكنت أن يكون ذلك بطريقة غير مباشرة فهو الأفضل والأحسن ، وإذا كان من المناسب توسيط بعض من لهم رأي سديد وكلمة مسموعة فهو حسن ، نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالهم ، وأن يؤلف بين قلوبهم ، وأن يعصمهم من الزلل والذنوب . وراجعوا الجواب رقم : 3819 والجواب رقم :3335 .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لايجوز للزوج أن يضآرَّ زوجته لتتنازل عن حقها
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الأول 1427 / 19-04-2006
السؤال
أنا زوجة منذ عام ونصف وقد حصل شقاق بيني وبين زوجي بسبب تدخل أهله في حياتنا ومطالبتي بسكن مستقل عنهم وقد رفض، حتى لا يغضبهم وقضيتي في المحاكم الآن، هل صحيح أنه إذا تركني في بيت أهلي لأكثر من عام دون نفقة ولامعاشرة أو سؤال أوأدنى اهتمام أعتبر مطلقة، مع العلم بأنه قصد إضراري وتركي معلقة ليضغط علي لأنصاع لطلبات أهله. وأرجع دون اكتراث للضرر الواقع علي من العيش معهم، وهل من حقه تعليقي هكذا دون طلاق أو زواج . أفتوني جزاكم الله خيرا...
الفتوى(55/110)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
فمجرد تركك في منزل أهلك سنة أوأكثر ليس طلاقاً ، لأن الطلاق يشترط فيه أن يتلفظ الزوج بلفظ الطلاق أونحوه ، ولايجوز للزوج أن يضآرَّ زوجته لتتنازل عن حقها ، ومن حق الزوجة المسكن المستقل كما سبق تقريره في الفتوى رقم : 56585، والفتوى رقم :54070 . ولمعرفة المراد بالمسكن المستقل راجعي الفتوى رقم :51137 , وبيّنا في الفتوى رقم : 71288 أن الزوجة التي سلمت نفسها بشرط المسكن المستقل تستحق النفقة والسكنى ، وليست ناشزاً فتراجع.
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الاعتداء على الزوجة نفسيا وماديا ظلم صارخ
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الأول 1427 / 19-04-2006
السؤال
إن ما أرسلتموه إلي غلط وليس هذا بسؤالي أبداً لا بد أنه لأحد آخر، وسؤالي الذي أرسلته عن الطلاق ولم تردوا علي بعد، والسؤال مرة ثانية هو: هل أطلق بعد 7 سنين ونصف وولدين، والسبب الرئيسي في زوجي وبعد ذلك أهله، فهو الآن يبيع كرامتي من أجل أي أحد قريب أو بعيد أوصغير أو كبير من عائلته كما أنه يكذب كثيرا علي وأمورنا المادية تعرفها أمه وكل أخواته ما عدا أنا، طبعا هو يؤمن لي مأوى وأكل فقط، والآن قال إنه علي أن أنفق على نفسي، عندي القليل من مالي الخاص فقال هو لا يريد الإنفاق علي، علما بأن أحواله جيدة جدا، وعدم قوله الحق في العديد من المواقف مع أهله، وأنا الآن منهاره نفسياً ولا أعرف ماذا أفعل، من أجل الأولاد صامته حتى الآن، وآخذ الحبوب المهدئة، فمن الصعب جدا كذب الرجل وتحقير الزوجة من أجل الآخرين، وإذا صبرت الآن فلا يمكنني أن أكمل معه لنهاية العمر، علما بأني أكرهه تماما، الآن وهو كما تبين يريد أن يطلقني، ولكن يريدها مني لكي لا أحصل على المؤخر فقد سلمت أمري لله، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهلا أرسلت إلينا برقم سؤالك السابق حتى نعلم أين ذهب، وعلى العموم فمن حقك أن تطالبيه بالنفقة عليك وعلى أولادك، وأن ترفعيه إلى القاضي ليلزمه بدفعها، ويجب عليه أن يعاشرك بالمعروف، ولا يجوز له أن يحقرك، أو ينتقص من كرامتك، فإن هذه الأمور منهي عنها في حق كل مسلم، وفي الحديث: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. رواه مسلم.
فكيف بالزوجة التي أمر الله عز وجل بمعاشرتها بالمعروف، قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.(55/111)
فننصحك بالصبر، فإن النصر مع الصبر، ولم يُعطَ أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر، ومحاولة كسب وده، وطاعته في المعروف، وأدي ما يجب عليك تجاهه، فإذا لم يفد فيه ذلك وأصر على منعك مما يجب لك عليه من حق مادي أو غير مادي فلك طلب الطلاق منه، وإن لم يستجب فارفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية لتلزمه بالطلاق ودفع المؤخر أو رفع الضرر الحاصل منه عليك، أما إذا كان يقوم بما هو واجب لك عليه ولكنك لم تستطيعي احتماله، وخشيت أن لا تقومي بما أوجب الله عليك من طاعته، فلك طلب مخالعته ببذل مؤخر الصداق أو ما تتفقان عليه ليطلقك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وسائل إرشاد الزوج الظالم العاصي
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الأول 1427 / 17-04-2006
السؤال
شكرا لكم على جهودكم الطيبة اللهم اجعله في ميزان حسناتكم .
مشكلتي مع زوجي أني أريده ولا أريده ، لا يقدر تعبي إني أم 5 أطفال أكبرهم 9 سنوات وأصغرهم سنة 3 بنين ، 2 بنات ، أعمل من 7- 2 ظهراً سكرتيرة وليس لدي خادمة ، أقوم بصرف راتبي على الحضانة والروضة وأغراض الجمعية وأغراض المدرسة والمصروف اليومي للمدارس ، يصلي لكنه لا يحافظ على المواقيت ولا يصلي في المسجد إلا يوم الجمعة ، في أشياء كثيرة أخبره بحرمتها ولكنه يفعلها مشاهدة الأغاني الهندية الخليعة ، المشاهد الجنسية الخليعة ، يرغب في الوطء من الدبر ، لا يقدر تعبي ولا يشعر لا يهتم بأخذ الأطفال إلى الألعاب أو الجلوس معهم ، حتى الجمعية يأخذنا بعد طول إلحاح وترجي مع أنني أصرف من راتبي ، بطاقتي للصراف الآلي قد أخذها وهو الذي يسحب لي المصروفات التي ذكرته بعد طول إلحاح وترجي ويصرف بقية المبلغ هو بحجة أنه راتبه لايكفي علماً ، بأن راتبه 3000 وأحيانا يزيد ، الخبز والفواكه والأشياء الأخرى هو يشتريها ، لأنه اشترى سياره بقسط شهري 1500 ريال من بنك ربوي ، طلبت منه الاستخارة وأن يقترض من بنك إسلامي رفض بحجة أن الفائده أكثر ، أريد الطلاق وفي نفس الوقت لا أريد ، أحس أن بعده عن ربه هو السبب ، أحيانا أبيت في بيت أبي يغلق الهاتف وأترجاه يأتي لأخذنا ، يتضايق كثيراَ من إزعاج أبنائه وبعثرتهم يتهمني دائماَ بأنني قذرة وغير نظيفة علماً بأن البنت 4 سنوات ، والأخرى 2 سنة والولد سنة هم الذين يقومون برمي الأوساخ أو عند الأكل ، محتاجة إلى شخص يأخذ بيدي ويساعدني ، ألجأ إلى الله دائما وأدعوه ليهديه ويفرج وأنا متزوجة من 10 سنوات ولكنه لم يتغير علماً بأنني استخرت قبل الزواج منه ، أخشى أن أفعل في يوم من الأيام شيئا خطأ أندم عليه. بقية حياته خاصة أنه جاف في علاقاته ولا أسمع منه إلا ثلاث جمل ، بكسر راسك ، حمارة كلبة ، غير متربية وكل هذا الأشياء أمام أبنائي ، وخاصة أنني أعيش في منزل عائلته الكبيرة ، أي شيء لا أنفذه بسرعة أو لا(55/112)
أنفذه معناه أنني عنيدة ، في جواله صور فيديو خليعة ، وحتى الرسائل البريدية تكون وسخة ، أرجو الدعوة والإرشاد إذا أمكن ، الدعوة بالصبر ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج عنك الهموم والغموم ، وأن يصلح لك زوجك ويهديه سواء السبيل. ونرشدك أيتها الأخت الكريمة إلى أمور :
أولها : أن تلوذي بالذي بيده مقاليد السموات والأرض ، فتكثري من الدعاء لنفسك ولزوجك بأن يهديه الله تعالى سواء السبيل, وأن يوفقه لترك ما هو عليه من المنكرات .
ثانيا : داومي على نصحه وتذكيره بالله تعالى, وأن الله تعالى مطلع عليه, يعلم سره ونجواه, وأنه مرتحل من هذه الدنيا وبضاعته هي عمله, فإن عمل خيرا وجد خيرا, وإن عمل شرا وجد شرا ، والعاقل هو من أدرك حقارة الدنيا وأنها لا تساوي في ميزان الله تعالى جناح بعوضة ، فجعل الدنيا دار طاعة يتبلغ بها إلى جنات النعيم ، والجاهل هو من اغتر بالدنيا وجعلها مبلغ علمه واتخذها وسيلة لقضاء الشهوات ونيل اللذات، وكانت جسرا له إلى النار ، ونوعي وسائل النصح كالشريط النافع والكتاب المؤثر ونحو ذلك .
ثالثا: ذكريه بأهمية الصلاة وفضلها وإثم تركها ويمكنك الاستفادة من الفتوى رقم : 6061 .
رابعا : بيني له حرمة السب والشتم وأثر ذلك السيء على الأبناء من حيث التماسك الأسري ، ومن حيث التربية على الأخلاق السافلة ، وننصح بإعطائه الفتوى رقم : 63932 ، والفتوى رقم : 60909 .
خامسا : وسطي من أهلك شخصا عاقلا يقوم بنصحه وضبطه ، وكفه عن المحرمات إن أمكن .
سادسا : النفقة الواجبة لك ولأولادك حق واجب على الزوج يجب عليه القيام به ، فإن تمكنت من إعانته ولم يترتب على ذلك ضرر يلحقك فلا بأس وتؤجرين على إحسانك إلى زوجك ، ولكن نذكرك بأنه يجب عليك في عملك اجتناب الخلوة والاختلاط بالرجال ، فإن كان في عملك اختلاط وخلوة وكنت غير مضطرة إلى العمل فيجب عليك تركه ، وإن كنت مضطرة فيجب عليك تجنب المحظورات .
وأخيرا نقول : إن فعلت ذلك كله ولم يستقم زوجك ويصلح حاله فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه ، ولكن عليك استخارة الله تعالى واستشارة أقاربك ممن يعلم ظروفك قبل الإقدام على فعل هذه الخطوة .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حاول إصلاح زوجتك عن طريق الرفق والموعظة الحسنة
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الأول 1427 / 12-04-2006
السؤال(55/113)
من أخيكم في الإسلام إلى شيخنا الجليل... إنا نحبكم في الله ونحسبكم من الصالحين إن شاء الله... أما بعد، سؤالي لكم يا شيخ هو: أني متزوج منذ سنتين وغير مرتاح في زواجي، فزوجتي كثيرة الشكوى والبكاء، وحين أناقشها لأصحح لها مفاهيمها ترد بما هو بعيد عن المنطق، فمثلا بعد أن تهدأ العاصفه تبدأ بالاعتذار وتقول لا أعرف لماذا فعلت كذا وذاك، ولها أفعال بعض الأحيان تدل على المزاجية في التعامل فمرة تجدها تسمع القرآن والأناشيد الإسلامية وتقرأ القرآن ومرة تجدها تسمع الأغاني ومرة تجدها مطيعة، ومرة غير ذلك، يا شيخ الكثير من كثير ذكرت لك، فانا أعتقد أن بها سحراً أو ملبوسه، وذلك لتصرفها بعض الأحيان معي بطريقه كمن يقول لي يجب أن يفشل هذا الزواج، علما بأنها ابنة خالتي وأنا أحضرتها من فلسطين كي أتزوجها، وعلما بأنها تحبني كثيراً وأنا كذلك..... فأنا دائم النصح لها وفي بعض الأحيان أضطر إلى ضربها، ودائما أقول لها إن أردت رضا الله عليك بطاعتي خصوصا أنني إنسان مؤمن ولا أطلب منك سوى ما يرضي الله والحمد لله، ولقد طلبت مني أن تعمل فعملت في إحدى الشركات، ولقد اشتريت لها سيارة وجوالا ووفرت لها الكثير من طلباتها بعيداً عن الإسراف والتبذير، وهي من هذه الناحية راضية جداً، ولكن المشاكل ما تزال موجودة، ففي بعض الأحيان أكرهها من أفعالها، وعندما أهدأ أعود للصواب، فأنا أقول لها أريد أن أرتاح في حياتي ولا أريد أن أكون مصحح أخطاء لك طول عمري، فمن مشاكل زوجتي هي تكرار نفس الأخطاء، فممكن أن نكون قد تشاجرنا منذ ساعة بموضوع وأن أكون قد تناقشت معها وأفهمتها خطأها وكلها ساعات حتى تعيد نفس الخطأ... قد حاولت زوجتي الانتحار عند أهلها من قبل ولم أكن أعلم بذلك وقد حاولت هنا كذلك الانتحار... وعندما أعلمها أن الدنيا كلها أهون من سكرات الموت فقط فكيف يكون الموت وكيف يكون القبر وأين الراحة والمنتحر مطرود من رحمة الله... تقول لي إنها
فقط كانت تريد أن تخيفني وأنها مستحيل أن تكمل الانتحار... وإليك يا شيخ هذه النسب
الالتزام الديني 60%
الطاعه للزوج 70%
التذمر 80%
المشاجرات 75%
شيخنا الجليل أعرف أن رسالتي ينقصها الكثير من التفاصيل، ولكن هذا جوهر ما أعرف أن أقول، وأرجو من سيادتكم نصحي وإرشادي، فلقد بدأت بالمعاملة مع زوجتي باللين والتفاهم العقلاني الإسلامي، ومن اللين إلى العتاب إلى الحساب إلى الضرب الخفيف وإلى الهجر ولم يبق عندي غير الطلاق خصوصا أننا لم نرزق بأطفال حتى الآن، فأفيدونا؟ نفع الله بكم الناس وجزاكم الله خيراً، الرجاء الرد بأسرع وقت ممكن
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/114)
فننصح الزوجة أن تتقي الله عز وجل، وأن تعاشر زوجها بالمعروف فإن له حقاً عظيماً عليها، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 58807.
وعليها التوبة إلى الله من عصيان زوجها وما تسببه له من الأذى، ولتعلم أن زوجها باب لها، إما إلى الجنة وإما إلى النار، كما ورد بذلك الحديث، فعن الحصين بن محصن: أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك. رواه أحمد.
وننصح الزوج بأن يصبر على زوجته ولا ييأس من صلاحها، ويستمر في وعظها، وينبغي له أن يقتني لها بعض الأشرطة والكتيبات التي تتحدث عن حقوق الزوج وما شابه ذلك من أمور الدين، وأن يربطها برفقة طيبة من النساء الصالحات، ولا بأس بأن يطلب لها من يرقيها بالرقية الشرعية، كما يمكنه أن يراسل قسم الاستشارات بالشبكة الإسلامية، وتراجع الفتوى رقم: 38538.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اسلك الطرق الشرعية في معاملة الناشز
تاريخ الفتوى : ... 13 صفر 1427 / 14-03-2006
السؤال
أريد إجابة عن سؤالي من فضلكم بالتحديد أريد ان أطلق زوجتي لأنها عنيدة جدا ولا تطيع أوامري وتسبني أنا وعائلتي التي ربتني لأني لست ابنهم فأنا ابن متبنى وهي امرأة مسرفة أيضا وكل مرة أضربها تعود وتسامحني وتقول إنها لن تكرر ما تفعل وستكف ولكن بدون جدوى فإنها تكرر الغلطة ولم تترك وجه الاحترام بيني وبينها بسبها لي مع أنها لم تكن على هذا الحال قبل الزواج فإنها كانت مطيعة وإنها تقول لي إنه ليس لي الحق أن أضربها وبعد نزاعنا الأخير عندما عدت الى البيت وجدتها قد تركت البيت دون علمى
ووجدنا فى البيت بعد مغادرتها له ونحن ننظف ورقة بها سحر وتقول لتزيد المحبة بيننا وتقل النزاعات فكيف ترونها أنتم هذه الزوجة ماذا أفعل أرجوكم أفيدوني بجواب محدد أرجوكم مع كل تحياتي لكم وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرى أن تقوم بنصحها وتذكيرها بالله تعالى، وبوجوب طاعتها لزوجها، وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية برقم:6478، ورقم: 44186، ورقم: 56198، ورقم: 70323، ورقم: 1780، وبحرمة السحر. وقد سبق في الفتوى رقم: 54894، بيان ما يفعله الرجل الذي تمارس زوجته السحر فراجعه، فإن صلح حالها وإلا فطلقها وسيعوضك الله خيرا منها.
والله أعلم(55/115)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطوات هامة قبل طلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 11 صفر 1427 / 12-03-2006
السؤال
أنا سيدة عمري 25 عاما متزوجة منذ 3 أعوام ولي طفلة عمرها تقريبا عامان ؟ زوجي يعمل معي في نفس العمل وتعرفت عليه في هذا العمل وتزوجنا بعد ما تساهل معه والدي في أشياء كثيرة جدا نتيجة لأنه شاب في بداية حياته ولا يملك الكثير ، وساعدته أنا في أشياء أكثر من راتبي الخاص دون أن يعلم أحد من أهلي ولا أهله . وفوجئت بعد الزواج أنه مدان بمبلغ كبير اضطر لاقتراضه من أصدقائه لإتمام الزواج .فلم ألمه أبدا وكنت أقوم بدفع إيجار الشقة وأسدد من باقي راتبي هذه الديون بمعرفته حيث كنت أقوم بتوفيرها وعندما يكتمل معي مبلغ معين أعطيه إياه ليقوم بسداده . عانيت معه حالة مادية سيئة جدا حتى انتهينا من سداد كل المبلغ الذي كان لأصحابه "من مالي الخاص 12000 جنيها" على مدار عامين من الزواج. كانت هذه الفترة فترة غريبة في حياتي حيث كان والدي ثريا جدا وتعودت على أسلوب حياة عال المستوى ولما وضعت في هذا الموقف لم يعلم أحد عنا شيئا سوى أننا في منتهى السعادة الزوجية. زوجي رجل متدين يؤدى الصلاة في وقتها "فقط" ولكنه شخصية همجية جدا يريد في كل حياته أن يأكل وينام فقط بالإضافة إلى أنه يلقي كل ما يقع بيده في أرض المنزل من ملابس وطعام ويلقي حذاءه وشرابه وكل شئ يخصه في كل مكان بالمنزل دون نظام ، عندما يستخدم كوبا لشرب الماء يلقيه في أي مكان .يدخل بالحذاء على كل مفروشات المنزل يلقي أوراقة في كل مكان في المنزل ولولا أنني امرأة لا تقبل الهمجية لكان بيتي عبارة عن مخزن وليس منزلا للحياة الكريمة . تحدثت معه كثيرا في أن يضع أشياءه في أماكنها أو يعطيني إياها وأضعها أنا بدلا من هذه السلوكيات الغريبة ، ولكنه كان يرفض ويقول لي "هو أنت هتربينى أنا حر أحط اللى أنا عاوزه في المكان اللى أنا عاوزه " لم يكن معي من المال ما أحضر به عاملة لتساعدني في أعمال المنزل رغم راتبي الكبير الذي يوازي راتبه بالضبط . ساءت حياتي معه بسبب الهمجية وبدأت أكره
التعامل معه وكرهت حتى معاشرته فهو همجي في كل شيء .عندما نعود من العمل سويا ينام هو وأظل أنا في دوامة المنزل نظافة وغسيل وتجهيز الطعام ولم ألق منه أبدا كلمة مساعدة أو حتى كلمة تشجيع على كل ما أفعله ولكنه ياتى في نهاية كل شهر ليقول لي ادفعي الإيجار نحن اتفقنا على ذلك . كرهت الإنفاق معه وكرهت أن أكون فقط من أجل الراتب . فانا أقوم بكل أعبائى المنزلية ولا يشعر هو أبدا بأنني مقصرة في واجباتى المنزلية ولا واجباتى نحوه . عندما يزورني أحد من أقاربه أو أقاربي يقول إن بيتي منظم ونظيف وكيف أوفق بين عملي وبين بيتي بهذا الشكل . أشعر بآلام في ظهري من كثرة العمل ولا يقول لي حتى شكرا . توقفت عن دفع الإيجار تماما وبدأت أدخر راتبي كاملا فبدأ يطلب منى ذهبي وذهب ابنتي ليقوم ببيعه ويسدد التزاماته ولكنني رفضت فأقسم علي يمين طلاق أن أبيع ذهب ابنتي(55/116)
بزعم أنه ملكه هو . رغم أنه عبارة عن هدايا من أبي وإخوتي لها عند ولادتها ولكنه قال إن ما لابنته فهو له . تم الطلاق ثم أحضر أباه وقاما بردي إلى بيته وبعد الرجوع بثلاثة أيام عاود الكلام عن ذهب ابنتي مرة أخرى فاتصلت بوالده ووالدته فحضروا ليتحدثوا معه ولكنه لم يستجب لأي كلمة قالها والده أو والدته عن حسن معاملة الزوجة ورحمتها والنفقة عليها رغم أنه ابن بار ومحترم . مات هذا الموضوع مع الأيام مع اقتناعه الكامل بأن ذهبي وذهب ابنتي من حقه هو وحده التصرف فيه . بعد 4 شهور أتى وأنا أقوم بتنظيف المنزل وقال لي حضري لي إفطارا حيث كان صائما يوم عاشوراء فقلت له إنني أقوم بالتنظيف وهناك طعام بقي من أمس وعندما حان وقت الإفطار ولم يجد طعاما جديدا سكب إناء الطعام القديمة في كل الشقة بعدما انتهيت من تنظيفها ثم طلب مني في اليوم التالي تجهيز الإفطار وكنت نائمة فلم أستطع تحضيره حيث كنت مرهقة ونائمة فأحضر ماءا كثيرا وسكبه فوقي وأنا نائمة فعدت إلى بيت أبي والآن أنا مصرة أنا وكل
أهلي على الطلاق وأشعر أن الطلاق قادم عاجلا أم آجلا و أشعر أن حياتي مع هذا الهمجي لن تستمر وأنه ليس الزوج الذي ترقى به الحياة وأشعر أن الطلاق قادم لا محالة . استخرت الله كثيرا ولا أعلم ماذا أفعل استرحت للطلاق وأشعر أنه حل لمشاكلنا . والآن عندي طفلة واحدة بدلا من أن يتم الطلاق ولدي أطفال أكثر من ذلك، أرجو الرد على رسالتي . أريد أن أشعر بتوجيه أحد بعيد عني لا يراني ولكنه ينظر إلى الموضوع بشكل حيادي . أرجوكم المشورة أرجوكم أعينوني على اتخاذ قراري النهائي وجزاكم الله عنى خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الغايات التي يحرص عليها الإسلام بناء الأسرة المسلمة، والحفاظ على بنائها من التصدع والانهيار، ولذا حرص الإسلام على استمرارية الحياة الزوجية ودوامها، وانظري الفتوى رقم: 18440.
وسمى العقد بين الزوجين، بالميثاق الغليظ، فقال: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء: 21].
فلا ينبغي تعريض الحياة الزوجية لما يوهنها ولا التفكير في قطعها لأدنى سبب، وما ذكرت الأخت من أسباب لتفكيرها في قطع هذه العلاقة، لا تدعو لذلك، وإنما تحتاج إلى جلسة صدق ومصارحة، ونقول للأخت: أعطي زوجك فرصة أخرى، لا تستعجلي في هذا القرار لما له من آثار سيئة سواء على الطفلة التي ستعيش بعيدة عن أحد أبويها، أو عليك فربما لا تجدين زوجا آخر، فتقاسين مرارة العزوبة وكآبة الوحدة، فلا يخفى عليك أن كثيرا من الفتيات الأبكار لا يجدن من يتقدم لهن، فكيف بالمطلقة ومن لديها طفل، ثم إن الزوج القادم - إن أتى - قد يكون أسوأ من الموجود، فننصحك بالتروي كثيرا قبل اتخاذ هذا القرار والاستشارة والاستخارة، وإياك أن تكفري النعمة، فزوجك ليس سيئا جدا، نعم هذه الممارسات لا يقرها الشرع ولا الخلق، ولكنها بالنسبة لغيرها من الصفات أهون، ثم يمكن علاجها بوسائل غير الطلاق، نذكر بعض هذه الوسائل على سبيل المثال:(55/117)
- يمكنك أن تجربي ترك البيت دون نظافة فترة من الوقت حتى يرى الزوج الجهد الذي تبذلينه ويحس بالفرق بين النظام والنظافة وبين عكسهما.
- يمكنك أن تهدديه بترك العمل (الوظيفة) والبقاء في البيت إذا لم يساعدك في النظافة والحفاظ على النظام في البيت، هذا إذا كان حريصا على بقائك في العمل.
- يمكن تهديده بقطع المال عنه، أو إغرائه به، بأن تمتنعي عن دفع الإيجار أو نحوه مما عودتِه على دفعه، إن لم يحافظ على النظافة، وبدفع ذلك إن هو التزم النظام، مع العلم أنه لا يلزمك شرعا دفع إيجار ولا غيره، بل يجب على الزوج أن يوفر لك المسكن والمأكل والملبس وأنت جالسة في بيتك.
وهناك الكثير من الوسائل التي تستطيعين أن تحلي بها هذه المشكلة وتغيري بها زوجك، مع تذكيره ونصحه بالتي هي أحسن.
كما ننصح الزوج بأن يعاشر زوجته بالمعروف، وأن لا يكلفها من العمل ما لا تطيق، كما ينبغي له أن يكون عونا لها في عملها المنزلي كما كان يفعل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، أخرج البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . وفي مسند أحمد وصححه الأرناؤوط عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا؟ قالت: نعم؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته.
والله نسأل أن يصلح حالكما ويهديكما إلى كل خير
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكم رفض الزوجة السفر مع زوجها وعصيان أوامره
تاريخ الفتوى : ... 01 صفر 1427 / 02-03-2006
السؤال
تزوجت منذ أربع سنوات من فتاة عربية مسلمة من غير بلدي وأخبرتها قبل الزواج أنني أنوي العودة للعيش في بلدي بعد عدة سنوات وكانت الإجابة بأنهم يؤمنون أن المرأة عندهم تتبع زوجها أينما ذهب , تم الزواج وما هي إلا أسابيع بعد زواجنا حتى بدأت المشاكل بيننا بسبب تدخل أختها وأخيها اللذين يعيشان بنفس المدينة معنا في أمريكا, والله الذي لا إله إلا هو أنه لم يحصل خلاف أبداً بيننا لخطأ عملته أنا أو فعل قامت به هي ولكن كلما أرادت أختها أو أخوها التسوق أو الذهاب للمطعم فإننا يجب أن نرافقهما أو على الأقل أن ترافقهم زوجتي, حتى أنني وصلت إلى مرحلة أصبحت أكره فيها الرد على الهاتف لعلمي المسبق أن المتصل سيكون أخت زوجتي أو أخاها, قبل أربعة أشهر كان يجب علي أن أذهب لزيارة أهلي لحضور زواج أختي ومن بعدها زواج أخي وبعد أن حجزت تذاكر السفر رفضت زوجتي السفر معي بدعوى أن أختها ستضع مولودها فأخبرتها بأننا سننتظر حتى يتم ذلك ومن بعدها سنسافر وافقت في البداية ومن ثم غيرت رأيها , اضطررت للسفر(55/118)
لوحدي ويعلم الله كم عانيت نفسياً لعدم وجودها معي, قبل سفري تَركَت زوجتي البيت وبدون إذني ولمدت 14 يوماً في رمضان وذهبت لبيت أختها علماً بأني أعاني من آلام في المعدة وهي تعرف ذلك, بقيت تلك الفترة لوحدي وقبل سفري تركت لها مبلغا من المال وأخبرتني بالهاتف أنني عند عودتي من السفر سأجدها في البيت وبعد أن عدت لم أجدها وتفاجأت بأنها قد أخذت كل ما يخصها من ملابس وأثاث وأدوات مطبخ كانت قد اشترتها سواء من مالي أو منها وقد ساعدها في ذلك أهلها من أخ ووالد وزوج أخت, حاولت إصلاح الأمر بعد عودتي بنفسي ولكنني ووجهت بالصدود وكانت إجابتهم جميعاً أن زوجتي قد أخذت وقتها طوال هذه المدة وفكرت ووجدت أننا لا يمكن أن نستمر بالعيش معاً, طلبت من إمام المسجد وإخوة آخرين التدخل من باب إرسال حكماً من أهلي وحكماً من أهلها ولكن الرد كان بالرفض وطلب
الطلاق حجتهم في ذلك أنني عصبي المزاج وكلما طلبت مني زوجتي زيارت أختها أرفض مع اعتراف الزوجة أنه لا يوجد أي سبب ديني أو خُلقي يعيبني, الوالد والأخ والأخت ووالدتها كلهم يطلبون الطلاق مع نعتي بكل الصفات التي تشير إلى أنني سريع الغضب وصعب التعامل معي والوحيد الذي لم يكل كثير الاتهامات كانت زوجتي , أخت زوجتي وأخوها أصبحا يبرران كثرة اتصالهما بها وأخذهما لها للتسوق أو للمطاعم لأنني لا أُنفق عليها ووالله الذي لا إله إلا هو إن هذا الكلام غير صحيح وعندما طلبت من زوجتي أن تقسم على كتاب الله لصحة هذا الكلام رفضت, الآن بدءوا يسألون إمام المسجد بأن أطلق زوجتي وإلا فإنهم سيلجأون للخلع لأنني رفضت أن أطلق زوجتي ووعدتها أن القادم من حياتنا سيكون أفضل مما كان بشرط أن تعينني هي على ذلك, فأنا إنسان مستقل وأحب أن أعيش حياتي دون تأثير الغير مهما كان , الحمد لله فأنا إنسان ملتزم وأعرف الله وأتقيه , حياتي منقسمة بين عملي وبيتي , زوجتي أصبحت تضع الأعذار والعراقيل حتى تطلب التفريق فهي تقول أحياناً إنها لن تقدر على العيش معي في بلدي وذلك لعلمها أنني سأعود لهناك قريباً وعندما سألتها وبحضور والديها ما الذي طلبت مني ولم أُلب قالت: أريد أن أتعلم السواقة وشراء سيارة وأنت رفضت. هي الآن خارج البيت لأربعة أشهر وما زال الجميع مصرين على الطلاق وإلا الخلع على الرغم من تأكيدي لإمام المسجد ووعدي بأن أعمل جهدي أن أكون زوجاً أفضل مما كنت مع أنني والله كنت وما زلت أتقي الله فيها ومهما كان يحصل بيننا لم أتفوه عليها بكلمة بذيئة أو مسبة أو بالضرب. ماذا علي أن أفعل لإبقاء هذا البيت المسلم ولمقاومة كيد شياطين الإنس والجن أفيدوني بارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته هذا المرأة من عصيان زوجها ورفضها السفر معه، وخروجها من منزله بدون إذنه، ورفضها العودة بعد رجوعه من سفره كل ذلك لا يجوز، فعلى هذه المرأة أن تتقي الله تعالى وتحذر من النشوز عن طاعة زوجها، وقد بينا في فتاوى(55/119)
سابقة حرمة عصيان الزوجة لزوجها، وأنه يجب عليها طاعته في ما ليس فيه معصية لله تعالى، ويمكن مراجعة الفتاوى التالية برقم:1780، ورقم: 9218.
وننصحك أخي الكريم أن تصبر عليها وتعظها، فإن لم ينفع ذلك فتزوج بغيرها وطلقها إن شئت، أو أبقها حتى تطلب الخلع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزوج الحكيم يسعى للتقليل من الخلاف بين زوجته وأمه
تاريخ الفتوى : ... 28 محرم 1427 / 27-02-2006
السؤال
زوجتي عصبية ومتشككة وعنيدة وقد احتكت مع والدتي أكثر من مرة والنتيجة أنها تقاطعها ولا تسلم عليها وقد مرت الأعياد الأخيرة ولم تعايدها، وعندما أرجوها أن تصالحها تقول عن والدتي إنها تتدخل في شؤونها والأفضل أن تقاطعها وأن راحتها بعدم الاحتكاك معها، لقد حاولت أن أجبرها على المصالحه عن طريق مقاطعتها في الأمور اليومية وعلاقات الفراش، ولكن دون جدوى، أمي متضايقه من هذا الوضع وتعبانة نفسياً، فما هو واجبي الشرعي تجاه والدتي في هذه الحالة، علماً بأننا نسكن في نفس البيت وزوجتي تؤدي واجباتها الأخرى تجاهي والأطفال والبيت بشكل جيد؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد النهي عن هجر المسلم فوق ثلاثة أيام؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 23920، ويزداد الإثم إذا كان المهجور ذا صلة وقرابة من الهاجر كأم الزوج، وتزول الهجرة بمجرد السلام ورده، قاله ابن حجر في فتح الباري.
فيجب على الزوج نصح الزوجة، ونهيها عن هذا الهجر المحرم، ويجب عليها طاعته، وسبق أن مما يجب على المرأة طاعة زوجها فيه طاعته في ترك المحرمات وفعل الواجبات، كما في الفتوى رقم: 50343.
مع التنبيه إلى أن الزوجة ليست ملزمة بالسكن مع أم الزوج، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 62280، ولا يجب عليها خدمتها كذلك، وإنما هو من باب المعاشرة بالمعروف، كما تقدم بيانه في الفتوى رقم: 35683.
وبيان هذا للأم سيساعد على التقليل من الخلاف بينهما، فحاول أن تسترضي أمك ما وسعك بالإحسان إليها وخدمتها، ولا تقصر في حق زوجتك، وحاول نصحها باللين والرفق لما تريده منها مما لا يلزمها شرعاً القيام به، فذلك أدعى إلى استجابتها. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/120)
حكم طلب الزوجة المحرومة من حقوقها المادية والأدبية الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 23 محرم 1427 / 22-02-2006
السؤال
تزوجت منذ 23سنة بإكراه من والدي برجل لا تتوفر فيه شروط التكافؤ حيث كان بلا عمل ولا سكن و حتى أنه لم يلج المدرسة بينما كنت فتاة جامعية يومها رفضت بشدة دون جدوى وكانت ذريعة أبي أن يتخلص من الحريم الذي أنجبه بأي وجه كان لأنه يكره خلفه الإناث ولسوء حظه كنا خمس بنات وكنت أكبرهن ورضخت للأمر خصوصا أن والدي كانا عنيفين جدا معنا وهكذا تزوجت رغم أنفي بلا مهر ولا حتى أبسط هدية ناهيك عن الطقوس المشينة التي مورست علي في ذلك العرس ومرت السنوات وقلت لنفسي لم لا أصبر على قضاء الله تعالى وهكذا عشت بين مد وجزر وأنجبت 3 أطفال ونذرت نفسي لأسرتي وكنت له خير سند ولم أبخل عليه بالأموال التي كان أبي يساعدني بها ورغم أن زوجي قد حصل على عمل إلا أنه بقي سلبيا في تعامله معي فأنا ملزمة بمصاريف علاجي وكسوتي بل لم يكلف نفسه طيلة عمر زواجنا أن يقدم لي حتى خاتم زواج ولطالما أثرت انتباهه لهذا الأمر فكان يقول أنا لا أحب شراء الذهب وقد تمادى في سلبيته خاصة عندما مرضت مؤخرا بمرض في فم الرحم وتطلب الأمر إجراء تشريح لقطعة من منطقة المرض يومها تنصل من كل مسؤوليته كزوج وتركني أواجه المرض بتبعاته المادية والمعنوية في الحقيقة لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة فبعد سنوات الصبر والوقوف إلى جانبه يتخلى عني وعندما احتججت على الوضع كان ذلك بداية العد التنازلي في علاقتنا الزوجية بحيث أصبح يمتنع عن الإنفاق على الأولاد وحين احتججت أيضا قال ل مع من استشرت يوم أردت إنجابهم ِ هذه نبذة من مشاكل أعيشها باستمرار أنا اليوم أعيش حالة نفسية مزرية والطبيب أخبرني أنني أعاني انهيارا عصبيا وللإشارة أنا إنسانة متدينة أخاف الله عز وجل بينما هو لا يهمه سوى السهر السمر مع شرذمة الصعاليك من خلانه لم يشبع يوما من السهر والضحك خارج البيت وكأن الزواج في نظره علاقة حيوانية وأطفال يولدون بمحض الصدفة وكلما ثرت على الوضع يقول إذا لم يعجبك الوضع طلقي نفسك
واليوم مرت ستة أشهر بالتمام والكمال ونحن نهجر بعضنا ويتحاشى حتى الكلام معي مما حدا بمن يرون هذا الأمر إلى القول بأن ما يحصل بفعل ساحر المهم أنا الآن أريد طلاقا خلعيا وأتساءل عن رأي الدين في هذه المسألة خصوصا وأنه لا ينفق علي فما قول الشرع الكريم في حياة زوجية لم أعد أطيقها وبالتالي أخاف أن لا أقيم حدود الله وهذا يفضي بي إلى الخوف من غضب الله والعياذ بالله أرشدوني جزاكم الله عني خيرا جمانة 41سنة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصي الآباء أن يتقوا الله تعالى في بناتهم، وأن يقوموا بما أوجب الله عليهم، من تربية وتعليم، وأن يختاروا لهن الأزواج الصالحين، ونذكرهم بالبشارة النبوية على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: من عال جاريتين حتى(55/121)
تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه. فكيف بمن عال أكثر من ثنتين، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 49195، والمؤمن هو من يرضى بما قسم الله تعالى له، ويقوم بما أوجب الله تعالى عليه.
وأما أنت أيتها الأخت الكريمة فنوصيك بالصبر والتحمل قدر طاقتك، وأن تكثري من الدعاء لزوجك بأن يصلحه الله تعالى، وتقومي بنصحه وتذكيره بواجبه من رعاية البيت والإنفاق عليه وغير ذلك، ولكن برفق ولين، فهو زوجك وله عليك حق عظيم.
فإن لم يستجب، ولم يقم بما يلزمه القيام به، فمن حقك أن تطلبي الطلاق أو الخلع ولكن اجعليه آخر العلاج بعد أن تفعلي جميع وسائل الإصلاح الأخرى.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج عصيان الزوجة وتمردها
تاريخ الفتوى : ... 20 محرم 1427 / 19-02-2006
السؤال
أفيدوني أفادكم الله أنا على خلاف دائم مع زوجتي بسبب عندها وتقصيرها في واجباتها وإهمالها الدائم وانشغالها الدائم مع أهلها وأخواتها، وزاد على ذلك معاملتها السيئة لي بدون سبب ورد الجميل بالسيء، ولكن في أحد الأيام وأثناء الشجار قالت لي شيء غريب وهو كوابيس دائمة تراني فيها سيء الخلق معها وأضربها وكوابيس أخرى ترى فيها قططا سوداء تطاردها وتريد أن تؤذيها وتؤذيها في الحلم دوماً، وإنها تكره كل الرجال لأنها ترى الكثير منهم يحاولون الهجوم عليها وتمزيق ثيابها واغتصابها وضربها وبما فيهم بعض محارمها وأزواج أخواتها، أفيدوني ما هو الحل في هذه الحالة خصوصاً بأني بدأت أكرهها لكثرة مشاكلها معي ومع أهلي، وانشغالها المبالغ ببيت أهلها وأخواتها وقضاء معظم وقتها هناك، وعندما تكون عندي في البيت تنشغل بهم على الهاتف؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث الشرع على اختيار ذات الدين والخلق، لأنها تعرف أن طاعة الزوج من طاعة الله، فتطيع زوجها متقربة بذلك إلى خالقها ومولاها، أما من تهمل زوجها وتنشغل عنه ولا تطيعه فإنها لم تتصف بصفات الدين الفاضلة ولم تتحل بالأخلاق الحسنة، فالأولى لكل من يرغب في الزواج أن تكون ذات الدين والخلق هي طلبه والهدف الذي ينشده, ومن لم يراع تلك الصفات التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبتها فليلم نفسه أولاً، فهو الذي عرضها لما يلاقيه من سوء معاملة وقبح معاشرة، ثم ليحاول علاج ما تقابله به زوجته من عصيان وتمرد بالحكمة فلينصحها مبيناً لها ما يجب عليها تجاه زوجها، وأن طاعتها له ومعاشرتها إياه بالمعروف واجب أخلاقي وديني تثاب عليه في الآخرة وتحمد عليه في الدنيا، وليطلعها على الفتاوى ذات الأرقام التالية عن حق الزوج: 29957، 56198.(55/122)
أما عن الكوابيس التي تراها في المنام فهي من الشيطان، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان...
فننصحها بالمحافظة على أذكار النوم، وسبق بيانها في الفتوى رقم: 4514، وإذا رأت شيئاً من هذه الكوابيس فلتتفل عن يسارها ثلاثا، ولتتعوذ بالله من شر الشيطان، ولتتحول عن جنبها الذي كانت عليه، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 11014.
وعليها الالتجاء إلى الله والالتزام بالطاعة والبعد عن المعاصي، ولك أن ترقيها، أو أن تسترقي أحد الرقاة المجربين الملتزمين بالشرع، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 4310.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج من ارتبط زوجها بعلاقة مع أجنبية عنه
تاريخ الفتوى : ... 13 محرم 1427 / 12-02-2006
السؤال
أنا متزوجة من 7 سنوات وفي العام الماضي علمت أنه على علاقة بامرأة أرملة تكبره ب5 سنوات وعندما علمت قال لي أنا متزوجها عرفيا وحدثت مشاكل كثيرة وطلبت الطلاق وبعد فترة رجع إلي وطلقها ولكن استمر بالحديث بالتليفون والخروج للأماكن العامة معها وكان يكذب علي ولكن الله سبحانه وتعالى جعلني أعلم وخيرته أنا وأولاده أو هي فالتزم حوالي شهرين ولا كلمها وربنا هداه في رمضان بصوم وصلاة وقيام ليل وحتى الآن صائم منذ رمضان ولكن مازل يحدثها بالتليفون يوميا وتحدثة أكثر من 6 -7 مرات وكل أخباري وأخباره وأخبار بيتي عندها ولكن نادرا ما يقابلها ويكون بإلحاح شديد منها لأنه أصبح لا يذهب إلى مكان فيه اختلاط
ولكن هي دائما تلاحقه وتستميل عطفه فماذا أفعل؟؟؟ أنا مللت وأنا لو أسأله يقول لي أنا أقف بجانبها فهي إنسانة ضعيفة وأنا لا أغضب الله في شيء ولكنه لا يقدر مشاعري مع العلم الحمد لله أننا سعداء في حياتنا لولا هذا الموضوع بالنسبة لي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن علاقة الزوج بامرأة لا يربطه بها رابط الزواج الشرعي علاقة منكرة، ومعصية يجب عليه التوبة منها، والإقلاع عنها، وينبغي للزوجة أن تناصحه، بالحكمة والموعظة الحسنة.
وللزوجة الحق في المطالبة بحقوقها الشرعية في النفقة والمبيت وغير ذلك، وليس من حقها مطالبة الزوج بطلاق ضرتها، وقد ورد النهي عن ذلك كما في الفتوى رقم: 20665، ومن فعلت ذلك فعليها التوبة من فعلها ذلك.
ولمعرفة حكم الزواج العرفي تراجع الفتوى رقم: 5962.(55/123)
وأخيرا ننصح الأخت بمعالجة موضوع زوجها بالحكمة، وأن لا تستعجل باتخاذ قرار قد يشتت عائلتها ويمزق كيانها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... مزاجية الزوجة لا تستدعي الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 10 محرم 1427 / 09-02-2006
السؤال
أريد أن أطرح عليكم حالتي وهي كالتالي:
عندما أردت أن أكمل نصف ديني (أتزوج) بحثت عن فتاة ذات دين وأخلاق كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدت فتاة متحجبة متسترة فسألت عنها وأخبروني عنها كل خير فتكلمت مع أهلها، وكتبنا الكتاب وهي لازالت حتى الآن خطيبتي، لكن شرعاً زوجتي.... مضى على خطبتي حتى الآن سنة ونصف وأنا على أبواب الزواج إن شاء الله تعالى، حيث أكملت بيتي وصار جاهزاً للسكن، ولكن المشكلة هنا:
1- هناك مشاكل كثيرة بين أهلي وأهلها لأسباب خاصة بينهم (تقاليد وعادات وفسخ خطبة تخص الطرفين.... إلخ)
2- من خلال خطبتي أدركت حق الإدراك أن خطيبتي تتمتع بشخصية قوية ومزاجية جداً فأنا أحسن إليها دائماً وأعاملها بلطف، ولكن تنفر مني وتخاصمني وتجرحني في الكلام عند أقل سبب تافه، لا أنكر أنها تكون معي جيدة بل ممتازة عندما يكون مزاجها حسنا أو تكون الأمور على خاطرها...
3- أهلي يتمتعون بعقلية صعبة جداً وأنا دائماً أحرص على إرضائهم وحسن عشرتهم وبرهما، كما أمرنا الله ورسوله صلى الله عيله وسلم، لذلك وخوفاً من الله عز وجل ولحرصي على إرضاء الله لجأت إليكم من بعد الله كي تساعدوني فعلاً بأي وسيلة... فزواجي من هذه الفتاة لا يعارض عليه أهلي، ولكن أنا أعرف أني سأعيش بين إرضائها ومشكلة هناك وسأتعب، ولكني لست من النوع الذي يستسلم أبداً، فرجائي لكم أن تنصحوني، هل أترك خطيبتي التي تحبني تارة ومزاجية تارة، أم أصبر عليها، أفيدوني بتوسع وعاجلاً إذا أمكن إن شاء الله تعالى.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بموقعنا واستشارتك لنا في أمرك، وننبهك أن المرأة بعد تمام العقد الشرعي المستوفي لشروطه من الولي والشاهدين ونحوهما، زوجة وليست خطيبة، ويترتب على كونها زوجة حقوق.. منها: حقها في نصف المهر المسمى في حالة حصول الطلاق قبل الدخول، أو المتعة إذا لم يسم مهر، بخلاف الخطيبة، فليس لها حق في المهر في حال فسخ الخطبة، ولا في الإرث حال الوفاة، هذا لبيان أثر كونها زوجة، ونرجو أن لا يصل الحال إلى ذلك.(55/124)
ولا ننصحك بطلاقها، فما ذكرت من عيوب بها كتطاولها عليك، ومزاجيتها ونحو ذلك لا تستدعي الطلاق، وينبغي الصبر عليها ومحاولة نصحها وتعليمها، وبيان ما يجب عليها تجاه الزوج، ونرجو أن تتغير في المستقبل، وعليك أن لا تنظر إليها بعين السخط، فعين السخط تبدي المساوئ، بل انظر إليها بعين الرضى والإنصاف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم. وقد أحسنت حين كتبت الكتاب حتى تكون علاقتك بها مشروعة.
وأما بشأن الخلافات العائلية بين عائلتك وعائلة الزوجة، فإذا حصل بينك وبين الزوجة الانسجام والتفاهم، وصار أمركما بأيديكما ولم يعد للأهل من الجهتين تدخل في حياتكما، فنرجو أن لا يكون لهذه المشاكل تأثير سلبي عليكما، ولا يجب عليكما طاعتهم إذا أمراكما بما يخالف شرع الله في حسن العشرة بين الزوجين، بل لا تجوز طاعتهم في ذلك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، مع السعي في حل هذه المشاكل بكل الوسائل الممكنة، وتوسيط أهل الخير للإصلاح بينهم، حتى يسود الحب والوئام ويتوفر الجو العائلي الملائم لكم وللصغار في المستقبل.
وأما والداك فنوصيك بالإحسان والبر بهما، وهذا ما سيكون إن شاء الله خير معين لك في حياتك العائلية وغيرها، فدعوة الوالد مستجابة.
وعليك بالصبر على تعارض الرغبات وتباين الوجهات، ومحاولة إعطاء كل ذي حق حقه، واستعن بالله ولا تعجز، وأكثر من الدعاء، وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هجر الزوجة غير الناشز حرام من جهتين
تاريخ الفتوى : ... 07 محرم 1427 / 06-02-2006
السؤال
امرأة ذاقت الشقاء من زوجها وصبرت من أجل أبنائها العشرة سنوات طويلة فالزوج منذ البداية كان لا يصلي ولا يصوم أحيانا ويشرب الخمر ويسافر أماكن بعيدة الشهور مهملا زوجته وأولادها وبعد أن أنجبت الأولاد مرضت وألزمت بعملية إزالة الرحم وكان هو غير راض عن العملية وقال لها بعدها لا شيء بيني وبينك وهجرها وكان بينهم الخصام ثلاث عشرة سنة لا يتكلمون وليس بينهم أي احتكاك ويسكنون في بيت واحد هي تربي أبناءها وترعى شؤونهم وهو كذلك، تقول بأنها حاولت أن ترضيه لكنه أبى وطردها من الغرفة وكذلك حاول أحد الأبناء وأهل الخير الصلح بينهم لكن النتيجة هو غير راض وهي تكره العيش والاستمرار معه بعد تلك المعاناة
حياتهم هكذا خصام ورضى شهرين وخصام سنتين إلى تلك الحادثة وهي العملية لكن هي خائفة من الله تعالى وهي مواظبة على الطاعات وتتقرب إلى الله بالنوافل وتريد أن ترضي الله تعالى لكنها تخاف أن الله تعالى لا يتقبل منها وغاضب عليها وفي نفس الوقت لا تحب زوجها ولا تريد أن تستمر معه، وهي تريد أن تنفصل عن البيت بعد أن يكبر الأبناء ويعتمدوا على أنفسهم ويستقلوا لكن ظروفها غير مناسبة(55/125)
مع العلم بأنهم في بيت واحد ويلتقون في الممرات والمطبخ وغيرها لكن ليس بينهم أي كلام منذ ثلاث عشرة سنة ولا أي صلة بين الزوج وزوجته، وأريد أن أعلمكم بأن الزوج يصلي في البيت ويصوم رمضان قبل سنوات لكن يؤخذ عليه بعض الأمور في الدين وغير ملتزم تماما وحاولت هي بقدر استطاعتها أن تنصحه وتهديه لكنه كان قاسيا عندها ولا يهتم بما تقول وكان في بداية زواجها يضربها ويطردها ويضرب أبناءها ويذيقها الويل والهوان، الآن هي تريد أن تعرف حكمها، وهل الله تعالى لا يقبل منها، تريد أن تطمئن لمصيرها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنذكر بداية أن عملية استئصال الرحم أو ما يسمى الإعقام محرمة شرعا إلا في حالات الضرورة وسبق بيانها في الفتوى رقم: 17553، فإذا كانت العملية أجريت لغير ضرورة ، فإن الزوجة تأثم، ويزداد الإثم إذا كان الزوج غير راض عن العملية، لأن له حقا في الإنجاب ، وفي قطع الإنجاب تعد على حقه، أما إذا وجدت الضرورة للعملية المذكورة فلا تأثم الزوجة بها.
أما الزوج فلا تجوز له معاقبة الزوجة بما يخالف الشرع سواء كانت مضطرة للعملية أو غير مضطرة، وليس من الشرع هجر الزوجة غير الناشز، والمسلم عموما فوق ثلاثة أيام، فكيف بثلاث عشرة سنة، وهذا فوق كونه حراما من جهة هجر المسلم، فإنه حرام من جهة ما فيه من إضاعة لحقوق الزوجة فمن حقها على زوجها أن يعاشرها بالمعروف، كما قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف [النساء:19].
ومن حقها عليه إعفافها وهذا من أوكد الحقوق الزوجية، فلا يجوز له إهمالها وتركها كالمعلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة.... وقد قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف {النساء:19}، وقال تعالى: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة:229}
ويجوز للزوجة رفع أمرها إلى القاضي وطلب الطلاق، أو إلزام الزوج بمعاشرتها بالمعروف، وحيث إن الناشز هو الزوج فلا يلحق الزوجة إثم ولا حرج إن شاء الله، وننصح الزوجة الفاضلة أن تتقرب إلى الله بطاعته، وبترك معصيته، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولتدعوه سبحانه أن يصلح حالها مع زوجها، وأن يجعل لها من أمرها يسرا ومخرجا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نصائح وفتاوى في تقويم الزوجة الناشز
تاريخ الفتوى : ... 02 محرم 1427 / 01-02-2006
السؤال(55/126)
أنا متزوج من 9 سنين وهذه السنين كلها وأنا أعاني فيها مشاكل مع زوجتي حيث إني حاولت كل جهدي لأحافظ على أسرة تتكون من طفلين وهذه المشاكل لأنها لا تريد الذهاب معي أين أريد مثلا فرح سبوع .....
وبالعكس عندما يريد أهلها أن يذهبوا فهي تصر على ذلك وبإلحاح شديد ويزكيها في ذلك أحد الوالدين علما أنه ذهب إلى بيت الله حتى أن في كثير من الأحيان نصل فيها إلى الطلاق كما أنها لا تقوم بواجباتها الزوجية أقصد هنا المعاشرة كما أنها في معظم الوقت تقضيه عند أهلها هذه بعض المشاكل الكثيرة أرجوكم أن تنصحوني وترشدوني إلى ما فيه الخير ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المرأة أن تطيع زوجها، وتحسن إليه، وتقوم بحقه ، ولا تمتنع عنه إن طلبها لحاجته ، وننصح بمطالعة الفتاوى التالية رقم : 25825 ، ورقم : 21691 ، ورقم : 54131 ،
ولمعرفة كيفية التعامل مع الزوجة الناشز عن طاعة زوجها راجع الفتوى رقم : 55948 ، والفتوى رقم : 31060 ، وفيهما غنية وكفاية ، أصلح الله لك زوجتك .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أحسن لزوجتك ما دامت قد ندمت
تاريخ الفتوى : ... 30 ذو الحجة 1426 / 30-01-2006
السؤال
تزوجت زوجتي وعلمت أنها كانت تحب في الماضي وأخلاقها سيئة كانت تخرج مع من تحب وتقابله سرا فماذا أفعل بالله عليكم علما بأنها الآن تقول لي إنها نادمة جدا علي ما فعلت ولكنني لا أستطيع نسيان ذلك أبدا وأخاف أن أظلمها فماذا أفعل بالله عليكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي أن التوبة الندم، فإذا كانت هذه المرأة قد تابت وأقلعت عن تلك العلاقة، فنرى أن تحسن إليها وتكرمها، وتذكرها بالله تعالى، وتغرس معاني الخير فيها، فلعل استقامتها وصلاحها وتدينها يكون على يديك، فتكون في ميزان حسناتك، ويكتب الله لك فيها خيرا كبيرا.
وإن أحببت أن تتزوج بأخرى فإن ذلك مما أباحه الله لك، ولكن مع العدل في العشرة والنفقة، ولا نرى أن تطلق هذه المرأة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أمسك عليك زوجك وأحسن إليها واتق الله(55/127)
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو الحجة 1426 / 24-01-2006
السؤال
بعد أن تزوجتها اكتشفت أنها كانت تحب إنساناً آخر غيري وأن أهلها أرغموها على الزواج، أفكر في تطليقها أو الزواج عليها، أغيثوني فأنا محتار في أمري؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك أيها الأخ الكريم أن تستديم العلاقة بزوجتك وأن تحسن إليها، فإن القلب ما سمي قلباً إلا لأنه يتقلب، ومحبتها لرجل في الماضي لا يعني ذلك أنها ما زالت تحبه الآن، وكم من امرأة تُكرَه من قبل أهلها على رجل وهي لا ترغب في الزواج منه، ثم يكتب الله تعالى بينهما المحبة والمودة وتجد بغيتها فيه، وإن أحببت أن تتزوج بثانية مع المحافظة على الأولى والقيام بحقها فلك ذلك، وهو مما أباحه الله لك، أعانك الله ووفقك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مشكلة زوجية أدت إلى الطلاق.. الحل
تاريخ الفتوى : ... 18 ذو الحجة 1426 / 18-01-2006
السؤال
أبلغ من العمر 41 عاما متزوج وعندي ستة أولاد تزوجت قريبة لي بعد إنهائها الثانوية العامة مباشرة وحيث إنني حاصل على درجة البكالوريوس وملتزم بالدعوة وثقافة زوجتي متواضعة مقارنة بي فقد عمدت إلى استعمال أسلوب الضغط لكي تستوعب أمور الإسلام والدعوة بسرعة وذلك من قلة فقهي في ذلك الوقت وأدى الوضع إلى نوع من قسوة في العلاقة بيننا وعلى إثر خلاف مرة وحتى أكسر من شوكتها حتى تلين وذلك من قلة فقهي أيضا وكنت غاضبا قلت لها أنت طالق ثم في نفس اليوم تقريبا أرجعتها .وبعد مضي عامين أو ثلاثة وبينما كنت نائما فتحت التلفاز فطلبت منها أن تغلقه فرفضت وقلت لها أنت طالق إذا لم تغلقيه ولكنها رفضت إغلاقه وخرجت هي من البيت لمدة خمس دقائق تقريبا ثم عادت(والحقيقة في هذه اللحظة لا أذكر إذا علقت الطلاق ام قلت لها أنت طالق المهم رفضت وبعد ذلك راجعتها ربما بعدها بيوم أو نفس اليوم) وبعد اثنى عشر عاما وبعد خروجي من سجن الاحتلال الصهيوني بعد قرابة عام من السجن وكانت نفسيتي غير طبيعية وفي يوم بعد عودتي من العمل ولم يكن لي سوى أيام خارج من السجن وجدت مشاكل بينها وبين ابني الأكبر وتقول إنه لا يطيعها وهو يقول إنها تقسو عليه وقالت لي يا أنا يا ابنك (وهي أمه) فقلت لها أنت طالق بكل هدوء وبعدها ندمت هي وقالت لي ما إذا فعلت دمرت حياتنا ما كنت أظن انك ستتصرف هكذا وحقيقة بعد مراجعتها نفسها بدأت هي في البحث عن مخرج فاتصلت بإحدى صاحباتها التي أخبرها زوجها أن الطلاق البدعي لا يقع وفعلا اطلعت على الفتاوى لابن تيمية حيث يذهب إلى عدم وقوع الطلاق البدعي فراجعتها لأنها وقت الطلقة الأخيرة(55/128)
كانت حائضا علما كذلك على ما أذكر انني لم أطلقها ولا مرة طلاقا سنيا أي في طهر لم أجامعها فيه. ثم وحتى أحتاط أكثر ذهبت للمفتي
وقصصت عليه الموضوع فقال لي لا تقربها وأحضرها معك غدا وفعلا أتيت بزوجتي إليه وقال لنا خلاص كل واحد في حاله. فقالت له هذا سيدمر بيتا فيه ستة أطفال وهم متفوقون فقال المفتي هكذا الحال تستعجل الناس وبعدها تبدأ حسابات الأولاد والحقوق المادية وغيرها وبعد أن وجد حرصا عندها على الحياة الزوجية (هذا حسب استنتاجي) قال لي نحن حين تضيق الأمور وحتى لا تتدمر الأسر نبحث عن مخرج فخذ زوجتك وهذه آخر مرة وإذا حدث أي شيء بعد ذلك فسأفرق بينكما. وراجعته بعدها بيومين تقريبا لوحدي حتى أرتاح وأطمئن للفتوى فقال لي أنا بنيت على إسقاط الطلقة الثانية لأنك كنت على الفراش إما نائم أو تريد النوم (لأنني لم أتذكر الموقف بالضبط) وأنت في غير وعيك الكامل. وقال لي بأن الطلاق البدعي لا يقع ولكن لا تأخذ به المحاكم عندنا ورسميا لا نفتي به. فوقف الأمر بي عند هذا الحد ثم في هذه المرحلة وهذا السن أصبح عندي حرص على الدين أكثر فالموضوع ليس موضوع دعوة والتزام فحسب بل أصبح الدين هو حياتي وأنفاسي وتغيرت أخلاقي ومعاملاتي بفضل الله وتوفيقه وأسأل الله الثبات والتوفيق ولهذا أرسل السؤال لكم احتياطا لديني وإرضاء لربي .علما أنني اطلعت قبل يومين تقريبا على نيل الأوطار للإمام الشوكاني حيث يذهب إلى مخالفة الجمهور في هذه المسألة ويقول بعدم وقوع الطلاق البدعي وينقل ذلك عن ابن تيميه وتلميذه ابن القيم. وبعد حادث الطلقة الأخيرة بفترة وبعد مراجعة زوجتي رأيت رؤيا وهي أن هناك مساحة دم صغيرة على قطعة قماش فوق الفرج تقريبا لكن ليست ملاصقة على ما أذكر فاهتزت أو اهتز الدم فأولتها بأن الطلاق البدعي عند الله يقع وإن كنا لا نؤاخذ به من رحمة الله بنا حيث إنني لم أعنف في المنام فعلمت أن الله يريد فقط أن يعلمني الحق عنده في هذه المسألة لأنني أهتم بهذا الموضوع كثيرا(الحق واحد عند الله حسب فهمي وإن اختلفت الاجتهادات حول المسألة عند أهل العلم ) وفي كثير
من المسائل المختلف فيها أهتم فيها لمعرفة أين الحق عند الله ولا أدري أهو من التكلف أم لا. أحيانا أفهمها في المنام وأحيانا بإلهام في الحياة نتيجة موقف معين أدقق النظر فيه. وسؤالي الآن هل وضعي الشرعي صحيح مع زوجتي. وسؤال آخر وهذا الدين عظيم فكيف ستؤدي كلمتان(أنت طالق) ثلاث مرات لإنهاء وتدمير بيت يحوي ستة أولاد وكثير من الناس عصبيو المزاج. وفي الحديث كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون.أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعلك قد تبين لك بما لا يدع مجالا للشك خطورة التعجل وعدم التروي في حل المشاكل الزوجية، ولماذا التعجل إلى الطلاق على سبيل التحديد؟! ألم يجعل الله سبحانه وسائل للإصلاح قبل اللجوء إلى الطلاق؟ فهناك الوعظ والتذكير والهجر في المضجع وتحكيم العقلاء من الناس، وراجع الفتوى رقم: 2589
.(55/129)
وأما الطلاق البدعي سواء كان طلاقا في الحيض أم غيره فإنه يقع على الراجح من أقوال الفقهاء. وراجع في هذا الفتوى رقم: 8507 ، فالمسألة محل خلاف. ومن استفتيت من أهل العلم عندكم إن كان ممن يوثق بعلمه ودينه فخذ ما أفتاك به ولا تكثر التنقل بين المفتين، فإن هذا قد يوقعك في الشك والحيرة، وراجع الفتوى رقم:33577 ، والفتوى رقم: 50358، والفتوى رقم: 23725.
ثم اعلم أن العلم يستمد من الوحي المتمثل في الكتاب والسنة على فهم الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء الأمة، والترجيح في المسائل الاجتهادية يكون وفقا لأصول وضوابط الشرع، وأما المنامات أو المكاشفات فيستأنس بها في معرفة الحق ولا يعتمد عليها، ومن الصعب الجزم في مسائل الاجتهاد بكون هذا هو الحق عند الله، ولا ينبغي للمسلم تكلف البحث في ذلك، وحسبه العمل بما تطمئن إليه نفسه، وهذا هو فهم سلف هذه الأمةن وكل خير في اتباع من سلف.
وأما جعل الطلاق سبيلا للفراق فمن شرع هذا الدين العظيم، وهذا الشرع لم يحبذ للزوج تطليق زوجته لأول وهلة، بل جعل الطلاق آخر الدواء، فإذا استحمق الزوج وأوقع الطلاق فقد جنى هو على نفسه ودمر حياة أسرته وليس الشرع هو الذي فعل ذلك، وراجع الفتوى رقم: 18440.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزوج بأخرى مع إبقائها زوجة
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو الحجة 1426 / 14-01-2006
السؤال
إنني مواطن تركي الجنسية حصلت على هندسة الكمبيوتر من أمريكا التي أقيم فيها حاليا، تزوجت قبل 3 أشهر من ابنة خالتي السورية الجنسية والتي نجحت لدخول كلية الطب في سورية هذه السنة. تعهد والدي لهم عند الخطبة بإتمام دراستها في أمريكا وبعد أن جئنا إلى أمريكا تبين أنهم لا يقبلون الأجانب في كلية الطب في المنطقة التي نقيم فيها، وهي منطقة ميتشيغان وعرضت على زوجتي فرعا آخر غير الطب لكنها أصرت على فرع الطب، وتركتني مغادرة إلى سورية حيت بدأت الدراسة هناك
1- إنني لا أستطيع أن أذهب وراءها إلى سوريا لأسباب كثيرة .
2- عندما تعهد والدي بدراستها لم يكن ولم أكن أنا أيضا على علم بأنهم لا يقبلون الأجانب إلا من معه البطاقة
الخضراء. والآن هي وأهلها يصرون اصرارًا رهيبا على دراستها الطب في سوريا حتى ولو أدى ذلك إلى الطلاق هكذا، ويقترحون علي أن تأتي إلي أمريكا في العطلة الانتصافية والصيفية مع إضافة شرط جديد لم نتكلم فيه سابقا وهو إنجاب الأولاد، فهم يقترحون على أن نمنع الحمل حتى تستطيع إتمام دراسة الطب التي تستغرق ست سنوات على الأقل الآن، وقد حدث ما لم يكن في البال ولا في الخاطر ولا في الحسبان، أرجو منكم في سبيل الله أن ترشدوني إلى مخرج على ضوء تعاليم(55/130)
الإسلام ومن وحي تجاربكم مع الأخذ في الاعتبار الظروف التي نعيشها وجزاكم الله خيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا اشترطت المرأة في عقد النكاح على زوجها مواصلة الدراسة أو التعليم ففي صحة هذا الشرط خلاف، فمن أهل العلم كالشافعية من قال: لا يلزم الزوج الوفاء به، ومنهم من قال: يلزمه الوفاء بذلك كالحنابلة. والفتوى عندنا في الموقع على هذا القول الثاني كما في الفتوى رقم: 46938، والفتوى رقم: 1357.
وليس من حق الزوجة أن تمتنع عن الإنجاب إلا بموافقة الزوج.
وننصحك أخي الكريم بأن توسط من الأقارب من يمكن أن يحل هذا الإشكال، فإن عجزت عن ذلك فيمكن أن تتزوج بغيرها مع إبقائها زوجة، فإن طلبت الطلاق بعد زواجك من غيرها أو قبله فإن من حقك أن تطلب ما دفعت إليها من المهر في مقابل أن تطلقها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم اعتراض الزوجة على غياب زوجها بسبب وظيفته
تاريخ الفتوى : ... 19 ذو الحجة 1426 / 19-01-2006
السؤال
أنا زوج أعمل بوظيفة تتطلب مني الغياب عن البيت غيابا كاملا لمدة أسبوع, وفي هذا الأسبوع تكون مسئولية البيت على زوجتي, وهذا العمل هو السبب الرئيسي للخلافات الزوجية بينا منذ أربع سنوات ؛لأن زوجتي لاتستطيع تحمل هذه المسئولية بنفسها, علما بأني أطلب منها اللجوء لأهلي أو أهلها عندما تحتاج في غيابي ولكنها ترفض ذلك, وحل المشكلة هو أن أنتقل من مكان عملي إلى مكان يمكن أن أكون فيه يوميا متواجدا فيه في البيت, مايمنعني عن ترك مكان عملي هو أن تطور حياتي الوظيفية ومستقبلي مرهون بهذا المكان حيث إن ما أطمح للوصول إليه سوف يكون خلال سنتين أو ثلاث سنوات إن شاء الله , ولكن بتغيري لمكان وظيفتي سوف تتأخر السنوات إلى ست سنوات تقريبا لوجود من هم يستحقون التطوير قبلي, وهذه المشكلة تسبب بيننا المشاجرات بشكل كبير يصل إلى مرتين أسبوعيا وأمام الأطفال, حيث لي طفلان أكبرهما عمره ثلاث سنوات ونصف ؛مما سبب تطليقي لها طلقة واحده عندما احتدم الشجار بيننا وبدأت هي بمد يدها عليَّ أولا فكانت ردة فعلي هي أني قلت لها أنتي طالق وأنا غاضب, ولكن بسؤالها لمركز الدعوة والإرشاد أخبروها بأنها تعتبير طلقة رجعية فتركت البيت بحجة أنها مجروحة وطلبت مني أن أتفاهم مع أحد إخوتها ولكن على كيفية اختيار طريقة أرجعها بها وليس لحل المشكلة الرئيسية بيننا, إني أطلب منكم مشورتكم في حل هذه المشكله : هل أترك مكان عملي وبهذا أجعل فرصة تطويري ومستقبلي متأخرة لعدة سنوات أكثر مما خططت له , علما بأن هناك ترقيات حصلت عليها تمهيدا لكي أصل إلى(55/131)
المكان المناسب والذي أطمح إليه بحكم أحقيتي له وقربي منه ؟ أم أبقى في مكان عملي ونبقى على هذه المشاكل والمشاجرات بيننا أمام الأطفال ؟ أم الحل الوحيد هو أن نفترق فلا أخسر أنا مستقبلي ولا هي تعيش في حياة متعبة لا راحة لها فيها كما تقول ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تسود الحياة الزوجية روح الحوار والتفاهم بين الزوجين واحترام كل منهما الآخر ومعرفة ما عليه من حقوق تجاهه ، فإذا كانت هذه المعاني موجودة في الحياة الزوجية ما وجدت مثل هذه المشاكل ، وعلى كلٍ فينبغي التروي وتحري الحكمة في حل هذه المشكلة ، وإذا كانت زوجتك قد حدث منها شيء من التطاول عليك ومد يدها لضربك أو إهانة لك فقد أساءت، وهي بذلك تعتبر ناشزاً ، وقد جعل الشرع لعلاج النشوز خطوات يمكنك أن تراجع فيها فتوانا رقم : 1103 ، وما كان ينبغي لك التعجل إلى الطلاق قبل استنفاد الوسائل الأخرى للإصلاح، وراجع الفتوى رقم : 2589 ، وهذا الطلاق قد وقع إن كنت قد تلفظت به وأنت تعي ما تقول ، إذ أن مجرد الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ، وراجع الفتوى رقم : 1496 ، وما دامت هذه هي الطلقة الأولى فهي طلقة رجعية تجوز مراجعة الزوجة فيها ما دامت في العدة ، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 21438 ، وغيابك عن زوجتك هذه المدة لا يسوغ لها اعتراضها عليك وراجع الفتوى رقم : 10254 ، وما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك وهي تعلم أن في استمرارك في هذا العمل مصلحة كبيرة لك ، وفي هذا مصلحتها أيضاً في الغالب ، خاصة وأنك قد أوجدت لها البديل وهو بقاؤها هذه المدة مع أهلك أو مع أهلها ، فينبغي أن تطيعك في ذلك أو أن تبقى في البيت مع عيالها إن لم تخش ضررا من ذلك ، فنرى أن تعالج الأمر معها بشيء من التفاهم والحكمة كما ذكرنا سابقاً ، فالأمر هين واستعن بالله أولاً وآخراً .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصائح لمن تصورت كاشفة رأسها
تاريخ الفتوى : ... 15 ذو الحجة 1426 / 15-01-2006
السؤال
زوجتي في حفل زفافها ارتكبت معصية لم أكن أتوقع أن تفعل ذلك
وهي أنه كان هناك مصور يصورها وهي كاشفة الرأس و تزينت بكل أنواع الزينة فلما رأيت تلك الصور فكرت بأن أطلقها. هل يجوز لي فعل ذلك أم هناك حلول أخرى علما بأنها لا تريد أن تتوب من فعلتها هذه بل هي سعيدة بما جرى في حفل زفافها أريد منكم جوابا شافيا لأنني أحس أنني مسؤول أمام الله عن تصرفها هذا؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/132)
فننصحك بإمساك زوجتك والإحسان إليها ونصحها وتذكيرها بالله تعالى وبأن ما فَعَلَتْه حرام لا يجوز، فقد أجمع العلماء قاطبة على حرمة كشف المرأة رأسها أمام الأجانب، فيجب عليها أن تتوب منه، واعلم أخي الكريم أن زوجتك بحاجة إلى بيئة صالحة ، فاجتهد في تثقيفها بأمور الدين وسماع المحاضرات والأشرطة النافعة ومطالعة الكتب التي تناسب حالها ومستواها العلمي، واحرص أيضا على ربطها بنساء صالحات من زوجات أصدقائك ونحو ذلك من الوسائل. وفقك الله لما فيه الخير.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... عاقبة تخلي الرجل عن القوامة
تاريخ الفتوى : ... 15 ذو الحجة 1426 / 15-01-2006
السؤال
دوافع طرح السؤال:
1)زوجتي تعامل التلاميذ والأساتذة معاملة لا أحظى بمثلها ( علماً أني تخليت لها عن المدرسة بحكم الدراسة في الخارج )
2) كلما قمنا بزيارات عمل للإدارات تتركني أقفل السيارة وتسير مع من يرافقنا دون أي اعتبار.
3) كلما تحدثت إليها تقحم اسم أحد الأساتذة في كل صغيرة وكبيرة؛ علماً أن هذا الأستاذ متزوج ولا محل للشك فيه!
4) طلبت منها أن تخصص ساعتين في الأسبوع لنخرج سوياً ونتحدت كأي متزوجين دون جدوى, علماً أنها تشتغل طوال الأسبوع دون توقف من الثامنة صباحا إلى التاسعة ليلاً .
5) كل هذا ولد لدي الغيرة, فقمت ببعث رسالة من هاتف محمول محاولاً أن أدفعها للاهتمام بي؛ نص الرسالة كالآتي ( نريد أن نعرف هل زوجك هو الأستاذ مجيدي أم الأستاذ سعيد؟ )
6) بعد توصلها بالرسالة قالت لي: إني أتهمها في شرفها وكرامتها وأصبحت تطالبني بالطلاق.
سؤالي هل: إرسالي للرسالة التي كانت بدافع الغيرة فيه مس بشرفها وكرامتها؟ علماً أني أثق فيها ثقة عمياء ولا يمكنني التنازل عنها مهما كلفني الثمن ؟
جزاكم الله عني وعن كافة المسلمين خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر -والله أعلم- أنه ليس في ظاهر هذه العبارة اتهام منك لزوجتك في عرضها ، خاصة وأنك قد قصدت بذلك لفت انتباهها إلى القيام بحقوق زوجها عليها ، وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم : 47755 .(55/133)
واعلم أن الله تعالى قد جعل القوامة في البيت للرجل ، وأوجب على الزوجة طاعة زوجها وبين عظيم حقه عليها، وراجع في هذا الفتوى رقم : 5705 ، والفتوى رقم : 9623 ، فإذا كان حال زوجتك في التعامل معك على ما ذكرت فقد تخليت عن هذه القوامة ، وفي ذلك من المفاسد ما لا يحصى ، فنوصيك بالجد والحزم وعدم ترك الحبل على الغارب فتنفلت الأمور ويحدث ما لا تحمد عقباه ، ثم إن من الغيره أن تنهاها عن مسايرة الرجال ومحادثتهم على النحو المذكور ، وراجع الفتوى رقم : 56653 .
واعلم أيضاً أن المرأة إذا تعالت على زوجها فهي امرأة ناشز, فينبغي للزوج أن يعاملها كذلك وفقاً للخطوات التي ورد بها الشرع في علاج نشوز المرأة وهي مبينة بالفتوى رقم : 51562 .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تستعجل في طلاقها
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو الحجة 1426 / 04-01-2006
السؤال
تزوجت بفتاة مسلمة عاشت كل حياتها هنا بفرنسا، فقد حاولت منذ البداية تلقينها الأصول الإسلامية، فهي ولله الحمد تغلب عليها الفطرة الدينية، ولكن طبعها جاف ويغلب عليها حب السيطرة وعدم الاقتناع بوجوب طاعة الزوج والدور الحقيقي للمرأة المسلمة داخل الأسرة مما يجعل حياتنا كثيرة الشجار والسب والإهانات من الطرفين، فكرت مراراً في الطلاق ولكن رحمة بطفلتنا التي لا أريد أن تضيع بعيداً عني، فأهل زوجتي الله يهديهم أناس غير متدينين، كما أنني أصبحت اعتبر نفسي مسؤولاً عن تلقين المبادئ الإسلامية لهذه الزوجة التي لم تنشأ نشأة إسلامية، الشيء الذي جعلني أتردد في اتخاذ أي قرار، فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالصبر على زوجتك، وتعليمها مبادئ الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فالدعوة والتربية تحتاج إلى صبر، وإلى مدة طويلة، فلا تعجل عليها، ثم اعلم أن للمجتمع الذي تعيش فيه أثر على زوجتك، وربما لا تستطيع إقناعها بهذه المبادئ وأنت تعيش في هذا المجتمع المناقض لهذه المبادئ، فما تبنيه أنت يهدمه ألف هادم بعدك، ومثلك كمثل من يبني بيتا في الهواء، أو في الماء، لذلك فابحث عن مكان يساعدك على تعليم زوجتك وتربيتها، ولا تستعجل في طلاقها.
وأما البنت في حال وقوع الطلاق، فاحرص -إذا بلغت سن التمييز- على ضمها إليك حتى تتمكن من تربيتها التربية الصالحة، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/134)
ـــــــــــــــــــ
حل الشقاق بين الزوجين كما ورد في كتاب الله
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو الحجة 1426 / 04-01-2006
السؤال
السؤال/ إذا حدثت مشاكل بين الزوج وزوجته فكيف تحل تبعا للشريعة الإسلامية والقرآن الكريم حيث إن بعض الأشخاص يقول إنه يجب إشراك الأصدقاء في حلها والبعض يقول إنه يستشهد بشاهدين من أهلها في حلها فهل هذا صحيح؟ ومن يجب استشارته الشيخ أو الأهل أو الأصدقاء ما هو النص في ذلك الخصوص أرجوكم أجيبوني وفقكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي حال حدوث مشاكل وشقاق بين الزوجين فينبغي لهما أن يحلا مشاكلهما بينهما، وأن لا يطلعا عليها أحدا، فإن اشتد الشقاق، واتسع
الخلاف ولم يتمكنا من حله، فلا بأس بتحكيم رجلين من أهل العدالة وحسن النظر والبصر بالفقه من أهلهما للعمل على الإصلاح بينهما وإزالة أسباب النزاع والشقاق بالوعظ وما إليه, قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا {النساء: 35}.
فالحكمان من أهل الزوج والزوجة لا من الأصدقاء، حتى يبقى الخلاف في نطاق ضيق، ولأن من مهمة الحكمين أن يخلو كل واحد منهما بصاحبه، فيخلو الحكم من أهل الزوج بالزوج، ويخلو الحكم من أهل الزوجة بالزوجة إن كان محرما لها. وبيانه في الفتوى رقم: 57926
وأما الاستشارة فالمقدم فيها من يوثق به من أهل الرأي والفطنة والفقه، سواء كان المتصف بهذه الصفات شيخا أو صديقا أو من الأهل.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
على الزوج أن يكون عادلا فيما بين زوجته وبين أخواته
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو الحجة 1426 / 04-01-2006
السؤال
سؤالي يتمثل فيما يلي أعاني من مشاكل مع أخوات زوجي وأنا أعيش لوحدي مع زوجي بالطبع وأمه متوفاة رحمها الله ابتعدوا عني في أصعب المواقف بدون سبب مقنع حاولت عدة مرات الاقتراب منهم لكن بدون فائدة وعاد علي بالمرض لسوء معاملتهم لي وردة فعلهم السيئة وطباعهم غير الأخلاقية الآن تعبت ومرضي لا يسمح لي أن أعاني أكثر وزوجي أطعته وأطعته ولكن لا يحاول أن يضع لي و لو القليل من الاحترام أمامهم أي لا يدافع عني قولا منه اتركي كل شيء لله لا أستطيع أن أعاشر هؤلاء الناس لأن معاشرتهم تجلب لي المرض والمتاعب مع زوجي و(55/135)
في نفس الوقت لا أريد أن أعصي زوجي ما العمل تعبت من فرضه علي أهله وأنا في حالة مرض عصبي. وشكرا لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حقك أيتها الأخت الفاضلة أن تستقلي بمسكن مستقل لا يشاركك فيه أحد من إخوة أو أخوات زوجك كما هو مبين في الفتوى رقم:51137، وبذلك تبتعدين عن المضايقات والمشاحنات التي بينك وبين أخوات زوجك، فإن كان زوجك غير قادر على الاستقلال ببيت وقبلت البقاء معهن في بيت واحد، فاحرصي على أن تتعاملي معهن بأخلاق الإسلام من المحبة والمودة والصبر والعفو والصفح والتعاون والكلمة الطيبة وغير ذلك، وما صدر منهن من إساءة تجاهك فتذكري قول الله تعالى:
فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى: 40}
ونوصي زوجك بتقوى الله تعالى، وأن يكون عادلا ومنصفا فيما بينك وبين أخواته، فلا يحابي طرفا على ظلم طرف آخر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم إطلاع الأصدقاء على المشاكل الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1426 / 26-12-2005
السؤال
ما هو رأي الشرع في الزوج الذي يطلب النصح من أصدقائه عند حدوث أي خلاف بينه وبين زوجته قولاً منه أن ذلك مذكور في كتاب الله عز وجل، وما مدى صحة هذا القول، أرجوكم أفتونا وفقكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأمر يختلف من قضية إلى أخرى، فمن المسائل ما ينبغي ستره وكتمه وعدم إخبار أحدٍ به، ومن النزاع بين الزوجين ما يكون الأفضل فيه استشارة أهل الرأي السديد من الأصدقاء والقرابة.
وقد شاور زيد بن حارثة النبي صلى الله عليه وسلم في شأن زوجته زينب، وعرضت أم الدرداء حالها على سلمان لما سألها عن سبب تبذلها؛ كما في البخاري وغيره عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل. فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم: فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان.(55/136)
وعموماً فلا ينبغي إخراج ما بين الزوجين إلى غيرهما إلا إذا لم يمكن حلُّ الأمر بينهما، فحينئذ يكون إعلام صديق أو قريب لحل النزاع أو المشورة برأي هو الأفضل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... منع الأب ابنته من العودة إلى بيت الزوجية لا يجوز
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1426 / 26-12-2005
السؤال
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المفيد، منذ فترة ليست بالقصيرة حدث خلاف بيني وبين زوجتي أسفر عن إهانة زوجتي لي بالرغم من أن أصل الخلاف كان تقصيرها في احترامي وذلك بعدم طاعتي واحترامي وكعادتها ترفض أن أواجهها بأخطائها حيث إنها تقابل أسلوبي الدمث في الإفصاح عن ما يضايقني بأسلوب قبيح جداً لا يليق برجل تقي ومخافة الله عز وجل في قلبه.. حضر أبوها في غير تواجدي وأخذها إلى منزله بدون إذني وعلمي, ولا أعلم ماذا قالت له, المهم أن الرجل يرفض إعادتها إلى منزلها ويريد أن أذهب وأحضرها بنفسي لكي أرد اعتبار ابنته على حد تعبيره... أبيت أن أذهب لأني لم أكن مخطئا أبداً وإضافة إلى هذا أنه هدد ابنته إن خرجت من منزله لن تعود إليه أبداً.. ضاربا بكرامتي أمام زوجتي عرض الحائط بدلا من أن يقوم بتأديبها وإرجاعها إلى منزلها, وبعد محاولات ومحاولات كثيرة من أهلي لم يضع أبوها أي اعتبار لأهلي وبقي مصراً على أن أكلمه وأن آتي بنفسي لأخذها من منزله.. وبقيت أنا أيضا رافضا لمطالبه وزاد إصراره على ذلك, فهو لم يتدخل أبدا بالخير ولم يحاول حل خلاف بل كان يقف إلى جانب ابنته.. افترضت أنه لا يعلم ما حدث فتحدثت إلى أحد إخوانها وشرحت له الموقف والمشكلة فقال لي إني أعلم، ولكن ما بيدي حيلة فهذا أبي مصر على موقفه, رغم أنني وضحت له أن ليس لأبيه أي حق فيما فعل، ولكنه بقي مصرا على موقفه.. حاولت أن أتصل بزوجتي وأمرتها أن تعود، ولكنها أبت إلا أن أكلم أباها وأستأذنه بذلك.. وبعد ذلك تنازل الأب تدريجيا عن قراره أمام ابنته، ولكنها أبت أن تكسر كلامه اعتقاداً منها بأنه ضعف أمامي وفي النهاية أصبحت تريد الطلاق لأني لم أقدر أباها على حد تعبيرها، رغم أن أباها هو الذي لم يفعل خيراً بها.. وأصبح الأب يلوح بأن ابنته لا تريد العودة وأنا لا أستطيع أن أجبرها بعدما فعل ما فعل... وبقيت المحاولات مستمرة، ولكن دون جدوى رغم أن الزوجة اعترفت أمام
أهلها وأهلي بخطئها، ولكن ظهرت أمها بالصورة وزادت الطين بلة وأصبحت تلوح بكرامة زوجها الذي أمرني ولم أجبه على حد تعبيره.. وخلال تلك الأيام أمرتها بعدم الخروج من المنزل، ولكن أيضا دون جدوى، فكان أبوها الذي يفترض أن يكون رأس الحكمة يخرجها وبدون أي اعتبار لأوامري وبدون أن يحترمني واضعا العقد الذي بيني وبينه تحت قدمه!! وعندما استفحلت الأمور وطفح الكيل ذهبت إلى المحكمة وطلبتها في بيت الطاعة تفاجأت بها بعد ذلك بأنها ذهبت إلى المحكمة(55/137)
وطلبت الطلاق... أريد أن أعرف هل ما حصل يعطي الحق للأب بفعل ما قام بفعله والزوجة طلب الطلاق، هل تعتبر الزوجه ناشزا في هذه الحالة، أفيدوني؟ جزاكم الله عني كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه، ولا يجوز لها أيضاً رفض العودة إليه بعد خروجها منه، فإن لم يوجد لخروجها أو رفضها العودة مسوغ شرعي فهي امرأة ناشز، وتراجع الفتوى رقم: 8513.
ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا لمسوغ شرعي، فإن فعلت أي طلبت الطلاق وليس ثم مسوغ فللزوج أن لا يجيبها، وله أن يجيبها إليه في مقابل مال تدفعه له، وهو ما يسمى بالخلع، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 59390.
وأما تصرف الأب وأخذه ابنته من بيت زوجها بغير إذن الزوج، وكذا عدم سماحه لها بالعودة إلى بيت الزوجية، فكل ذلك من المنكر -إن فعل ذلك لغير مبرر شرعي- ولا يجوز لابنته طاعته في ذلك.
وإذا كانت القضية معروضة على القاضي الشرعي فهو أحق بالنظر فيها وإصدار الحكم المناسب، والذي ننصح به اللجوء إلى الصلح ما أمكن، ففي الصلح الخير، وهو يقتضي العفو والتنازل من قبل كلٍ من الزوجين، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 1762، والفتوى رقم: 38538.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ظلم الزوجة وأذيتها مناف لحسن العشرة
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1426 / 26-12-2005
السؤال
إذا ظلم رجل امرأة وذلك بهجره لها وضربها لكن مع ذلك صبرت لكن في نهاية المطاف قام بطردها وطلب منها الطلاق -فما حكمكم في هذا الرجل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لم نعرف السبب الذي دعا الرجل المذكور إلى هذا التصرف إذ لم تعرب الأخت السائلة عن أسباب ذلك الهجر والضرب،
ولكن إذا لم يكن لذلك سبب شرعي وهو النشوز فإن الزوج هنا يعتبر ظالما ومعتديا لأن معاملة الزوجة على هذا النحو المذكور في السؤال مناف لحسن العشرة، وحسن الخلق المرغب فيه شرعاً، بل هو ظلم لهذه المرأة المسكينة، ، وذلك لأن الشرع لم يأذن في ضرب الزوجة إلا في حالة واحدة، وهي حالة النشوز، وهذا الضرب مضبوط بضوابط ذكرناها في الفتوى رقم: 69، والفتوى رقم: 46353، وكذلك الهجر فإنه لا يجوز إلا في حالة النشوز ويكون في الفراش فقط وتعامل به الزوجة(55/138)
الناشز بعد الوعظ وقبل اللجوء إلى الضرب. ولمزيد الفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 55948، 57395، 60909.
وعلى كل حال فإن على هذا الرجل أن يتقي الله تعالى في زوجته، ويكف عن هذا الخلق القبيح الذي لا يقره الشرع ولا الخلق. وعلى زوجته أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله وإن كانت مظلومة فلها أن ترفع أمرها إلى جهة ترفع عنها الظلم.
لكن إن كانت هي التي تسببت في هذا فعليها أن تتقي الله تعالى وتطيع زوجها ولا تحمله على ما يؤدي إلى أذيتها وربما إلى الطلاق ، ولتراجع الفتوى رقم: 1780، لبيان وجوب طاعة الزوج في المعروف ، وأما قولها في السؤال, وطلب منها الطلاق فإنه غير وارد لأن الطلاق بيد الرجل إلا إن كانت تعني أنه خيرها بين الطلاق أو البقاء معه، ولها في هذه الحالة أن تختار أي الأمرين أرادت لكن لا ينبغي أن تختار إلا ما فيه المصلحة ولتراجع الفتوى رقم: 61998.
أما إن كانت تقصد أنه يضطرها بإذيتها إلى أن تختلع منه بمال فإن ذلك لا يجوز له، فإن وجدت القاضي الشرعي الذي يرفع عنها الضرر فبها ونعمت، وإن لم تجد وأرادت أن تخلص نفسها من هذا الزوج الظالم لها فلها أن تعطيه مالا ليطلقها إن كان لن يطلقها إلا بذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الطلاق آخر الحلول وليس أولها
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو القعدة 1426 / 25-12-2005
السؤال
إلي الإخوة الكرام والشيوخ الأجلاء، أنا طالب مغربي مقيم بفرنسا وقعت مشاكل بين زوجتي وعائلتي مما أدى إلى تغير علاقة زوجتي معي فأنا أتصل بها هاتفيا مند ثلاثة أسابيع لكنها لا تجيب، فما حكم الشرع في هذا، وهل أعتبر ظالما إن طلقتها، أفتوني؟ جزاكم الله خيراً فإني حائر، شكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن حصول الخلاف بين الزوجة وأهل الزوج من الأمور التي قد تحدث كثيراً لأسباب عدة منها سوء الفهم من البعض لتصرفات البعض الآخر، وكذا الغيرة في بعض الأحيان ونحو ذلك، والعاقل الحكيم من الأزواج من يستطيع التوفيق بين الطرفين أو التقليل من آثار مثل هذه الخلافات، ولا ينبغي أن يصل الأمر إلى أن تسوء العلاقة بين الزوجة وزوجها بسبب تلك الخلافات.
فإن كانت زوجتك على ما ذكرت من كونها لا تكلمك عند اتصالك الهاتفي بها، ولم يكن ذلك لعذر شرعي، فهي امرأة ناشز، ومع هذا ينبغي أن تصبر عليها وأن تسعى في سبيل الإصلاح، وقد جعل الشرع لعلاج النشوز خطوات، آخرها الطلاق، فلا ينبغي أن تتعجل إلى الطلاق حتى تستنفد كل سبل الإصلاح وتلتمس الأسباب وتسعى في علاجها، وتراجع الفتوى رقم: 9904.(55/139)
وإن من أسباب مثل هذه المشاكل سكن الزوجة مع أهل الزوج، وإصرار الزوج أحياناً أو أهله على سكن زوجته مع أهله، فإن كان هذا هو الواقع، فاعلم أن من حق الزوجة أن تحصل على مسكن مستقل ولا يلزمها السكن مع أهل الزوج، وتراجع الفتوى رقم: 38616، والفتوى رقم: 52604.
ثم إننا فهمنا من سياق السؤال أنك تقيم بعيداً عن زوجتك، وإن مثل هذا الحال قد يكون من أسباب المشاكل في الحياة الزوجية، فينبغي أن تجتهد في أن تجعل زوجتك معك، تقيم حيثما تقيم أنت، بل إن من حق الزوجة على الزوج أن لا يغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها، وتراجع الفتوى رقم: 10254.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أمثال هذه المخالفة لا تبيح طلب الطلاق بحال
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو القعدة 1426 / 12-12-2005
السؤال
أود الاستفسار عن طلبي الطلاق من زوجي حيث إني متزوجة منه منذ خمس سنوات وأسفر عن هذا الزواج ثلاث بنات والمشكلة تتلخص فى أن زوجي لا يغض بصره ولم أكتشف هذه الصفة فيه إلا بعد الزواج، حيث إنه فى فترة الخطوبة كان يتصنع غض البصر وأنا بعد الزواج مباشرة اكتشفت فيه هذه الصفة وصدمت ولم أستطع مواجهته، لكن ذلك أثر فيّ كثيراً حيث أحسست أني كنت مغشوشة وكان يوهمني أنه عفيف حيث إني متدينة ولا أوافق على التساهل فى هذه الأمور وبدأت ألمح له عاقبة النظر الحرام وذلك بطريقة غير مباشرة بحيث لا أجرح شعوره وأوضح أنى على علم وساكتة، لكن تلميحاتي ذهبت عبثا إلى أن جاء اليوم الذي استجمعت فيه شجاعتي وواجهته فأنكر فى بادئ الأمر وصدم بمعرفتي بنظراته الخائنة وواجهته بها أنا منقصة منه شيئا مع العلم بأنه والحمد لله حياتنا لا ينقصها شيء، فهو دائم البوح أمامى وأمام أهلى وأهله بأنه مرتاح وسعيد ودائماً أسأله إذا كنت مقصرة وإذا كان راضياً عني فيجيب كل الرضا وعند المواجهة أجابني أنه سعيد ولا ينقصه شيء، لكنها عادة سيئة تعود عليها وأجاب وهو يبكي أنه مريض وسوف لن يعود إليها وأعطيته فرصة وأخذت أدعو له دوما بالهداية، لكن تلك الوعود تكررت مرة واثنتين وثلاثة دون جدوى، حيث كان ينصلح فترة ثم يعود هذا أمامى والله أعلم ماذا يحدث من ورائي، وعندما أواجهه يثور ويقول إنك تهينينى بهذه الاتهامات وأنا ليس لي قصد والأعمال بالنيات لقد تعبت وأصبحت لا أثق فيه وأحس بعدم احترامي له وأنا إنسانة متدينة أخاف الله ولا أريد أن أعصي الله فى زوجي والآن عندي ثلاث بنات ولا أريد أن تكبر بناتي ويرين أباهم إنسانا مهزوزا أنا لا أشكر نفسي، لكني زوجة بكل ما تعنيه الكلمه فأنا صبورة حكيمة ومتعلمة وربة منزل ممتازة ويتوفر في الجمال والنظافة والأناقة وكل ما يتمناه الإنسان فى البيت المسلم وهذا من فضل ربي، وللعلم فإني أحنو عليه وأعامله كما تعامل الأم طفلها(55/140)
وأغفر له كثيراً، فأنا لا أعرف القسوة وهو كذلك حنون وطيب القلب وعطوف لكني لا أستطيع العيش وكرامتي مهانة بهذا الشكل وأنا غير مقصرة، ولعلها تعيده إلى رشده ولا يطمع دائما في المسامحة، فهل حرام إن طلبت منه الطلاق لأن هذا الموضوع يؤثر في بشدة وأنا لا أحب النفاق، وأعتبر هذا العمل خيانة ويجر لأشياء كثيرة، أرجو أن تفيدوني فأنا فى حيرة ولا أحب أن أحكي لأحد فى العائلة أو صديقاتي، لكي لا أهز صورته، فهو أبو بناتي وأتمنى أن تردوا علي سريعا، فقد تأزمت الأمور بيننا كثيراً وأنا بحاجة لمن يرشدني الصواب؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن نظر الرجل إلى النساء الأجنبيات أمر محرم، ومخالف لما أرشد الله تعالى إليه من غض البصر، والذي هو من شأن أهل الإيمان، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، والاسترسال في النظر إلى النساء دليل على ضعف إيمان صاحبه.
فإذا كان زوجك على ما ذكرت من نظره إلى النساء الأجنبيات، فهو بذلك قد أساء، ولكن مع ذلك نوصيك بالصبر عليه والاستمرار في نصحه وتذكيره بالله تعالى وبسوء عاقبة هذا الفعل، وأنه قد يجر إلى ما هو أعظم منه، و ينبغي أن تذكريه بأن يتقي الله تعالى إذا أراد أن يحفظه لله في زوجته وبناته، كما قال الله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا {النساء:9}.
وأما أن تطلبي منه الطلاق لمجرد حصول هذا الفعل منه فلا يجوز، ما دام الأمر لم يصل به إلى حد الوقوع في الفاحشة، روى أبو داود وغيره عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. ولا يجوز لك التقصير في حقوقه عليك لكونه يرتكب هذه المعصية.
ونوصيك بأن تغلقي أبواب الشيطان إلى نفسك، فلعله يريد (أي الشيطان) أن يشتت أسرتك ويفرق بينك وبين زوجك باستغلاله هذه المخالفة التي تحدث من زوجك، ولا شك أن في تشتت الأسرة وحصول الطلاق ضياعاً للعيال.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وازن بين محاسن زوجتك ومساوئها
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو القعدة 1426 / 05-12-2005
السؤال
مع التحيات الوافرة إلي سماحة المفتين الموقرين
والدي أجبرني علي الزواج من بنت كنت لا أحبها ولا أحب أسرتها بل أنا أنفر منهم جميعا حتي الآن لأنني قد كنت سمعت منهم ما لا ينبغي ذكره، ولم يكن لي بد سوي(55/141)
الزواج لأن والدي مع مساندة ومساعدة أقربائي اضطرني للزواج، وقد تزوجت قبل سنة وجميع ما كنت سمعت وجدته فيهم وأنا والله لا أحب أن أري زوجي وأحترق حينما أراه وأكابد وأجاهد مع نفسي والله أراهم مجانين، وقبلي قد تزوج شخص آخر من أخت زوجي وهو أيضا مثلي ينفر منهم حتي لا يذهب إلي بيتهم في الأعياد وأنا أخاف من الله أن أستمر إلي هذه الحالة ووالدي لن يرضى بالطلاق ولا أري لنفسي سوي الطلاق طريقا، ماذا أفعل الآن وأنا علي مفترق طريقين، أفتوني فتؤجروا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أخي الكريم أن تسعى في إرضاء والدك فإن حقه عليك كبير وفي إصلاح زوجتك فلعل الله أن يرزقك منها ما يسرك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. كما في صحيح مسلم، ومعنى لا يفرك: لا يبغض ويكره. وهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للأزواج أن لا ينظروا إلى المساوئ فقط ويغفلوا عن المحاسن، ويمكنك أن تتزوج بزوجة ثانية مع بقاء الزوجة الأولى إن تمكنت من ذلك، فإن فعلت ما نصحناك به ولم تر تغيرا من زوجتك إلى الأحسن أو كرهت البقاء معها فلا يلزمك طاعة أبيك في إبقائها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... علاج الزوجة سيئة الخلق
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو القعدة 1426 / 05-12-2005
السؤال
ما حكم الزوجة التي تستمر بشتم الزوج أمام أطفالها وشتم أهله وإخوانه وتتهمهم بعرضهم وقذفهم بالمسبات وتعتقد بخيانتي لها حتى أنها تشك بأي مكالمة تليفونية بأنها صديقتي حتى لو كانت مكالمة عن طريق الخطأ وتتهم زوجها بالخيانة وهي دائما تعلي صوتها على مسمع من الجيران وبعض الأحيان أثناء قيادة السيارة تقوم بفتح الأبواب طالبة النزول من السيارة والتهديد بعمل فضيحة بالشارع العام وأحيانا تقوم بتخريب السيارة مما يضطرني ببعض الأحيان إلى الوقوف، لقد هددتها بالطلاق عدة مرات، لكن دون فائدة وأحيانا عندما تفقد أعصابها تقوم بالاعتداء فأضطر إلى الخروج من البيت كي أخفف عن أطفالي, مع العلم بأن أسلوبها قد دفعني ببعض الأحيان إلى ضربها أو إجبارها على كتم صوتها وفي بعض الأحيان أقوم برد السب، لكن ليس بمثلها, لقد عجزت عن نصحها وقد طلبت من أهلها التدخل لكن للأسف كان موقفهم سلبيا, حاولت أن أعرضها على طبيب نفسي، لكنها رفضت بشدة واتهمتني أنا وأهلي بضرورة اللجوء إلى الطبيب النفسي, أرجو النصح والإفادة؟
الفتوى(55/142)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصح بعلاجها بحسب ما ورد في الفتوى رقم: 54131 والفتوى رقم: 55948.
وقد يكون من المفيد أن تهددها باتخاذ زوجة ثانية لعل ذلك يردها إلى الصواب، فإن لم يفد شيء فلا حرج عليك في طلاقها.
والأفضل أن تصبر عليها ما استطعت حفاظاً على أبنائك واحتسب أجرك على الله، فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وصايا لمن تلاقي الظلم من زوجها
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو القعدة 1426 / 04-12-2005
السؤال
إخوتي أنا أكتب لكم وأنا في قمة الهم ولا أدري ماذا أتصرف، فأنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات ولدي طفلة . فأنا لست سعيدة بزواجي أولا هذا بالإضافة إلى ضغط العمل ورعاية ابنتي( والأكثر هماً هو أن زوجي عصبي جدا ويعصب عليَّ لأتفه الأمور فحياتنا أصبحت كلها مشاكل لا يوجد راحة فهو يسبني ويهينني ويحلف علي بالطلاق لأتفه الأسباب ويضربني أحيانا ويفوه بكلمات العار عليَّ ) وعندما أريد الخروج من البيت يحلف بالطلاق إذا ذهبت سيقتلني أنا وابنته وهو ... فحياتي جحيم. فلا يوجد بحياتي أمر سعيد سوى ابنتي ( لا بيت لا زوج صالح لا راحة نفسية فصحتي تتدهور وأنا أحس بالكبت وأحيانا أفكر بقتل نفسي ولكن ما يمنعني هو ابنتي) ماذا أفعل وماذا أتصرف أرجوكم ؟
لا همكم الله وجزاكم ألف خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو الله تعالى أن يفرج عنك همك ، وأن يمن عليك بالراحة والسعادة ، وأن يصلح لك زوجك ، ونوصيك بأمور :
أولاً : الصبر ، فإن صبرت فأبشري. قال تعالى : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة: 155} وقال سبحانه : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10} فثواب الصبر مطلق غير محدود ، وأجر الله تعالى لعباده الصابرين عظيم ، فقد روى الترمذي بسند حسن صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .
ثانياً : أن تكثري من الدعاء بأن يفرج الله عنك ويصلح لك زوجك .
ثالثا: التلطف مع الزوج والإحسان إليه بالكلمة الطيبة ، وطاعته فيما أمر ما لم يكن أمر بمعصية .
رابعاً : نصحه بلطف في الوقت المناسب عندما ترين منه حالة صفاء ونقاء وبسمة .(55/143)
فإن فعلت ذلك ولم يصلح حال زوجك فلا حرج عليك في طلب الطلاق، فإن شريعة الله تعالى لم تضيق عليك ولم تلزمك العنت .
ونوصي الزوج بتقوى الله تعالى ، وأن يتوب من سباب زوجته، وننصح بمطالعة الفتوى رقم : 63932 .
وبقي أن ننبه إلى قضية الحلف بالطلاق الذي تكرر منه ، فنقول : إن كان حلف بالطلاق أي علق الطلاق على أمر ثم وقع ما علق عليه الطلاق فيكون الطلاق واقعاً ، فكم من الناس يطلق زوجته ثلاثاً وأكثر ثم يستمتع بها كما يستمتع الزوج بزوجته ، وهي قد حرمت عليه ، وأصبح مقامه معها من الزنا والعياذ بالله ، فتنبهوا لهذا .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.
تاريخ الفتوى : ... 13 شوال 1426 / 15-11-2005
السؤال
لقد كتبت لكم من قبل ولكن لأسف الإجابة لم تكن جوهر الموضوع أنا فتاة أبلغ 22عاما متزوجة والمشكل أنني أرغب في الطلاق بالرغم من حبي لزوجي لأنه يعاملني بقسوة لا تحتمل وخاصة أمام العائلة وأكثر أمام والدته التي أكن لها كل الاحترام وهذا يزداد مع مرور الأيام وحتى طريقة التفكير
مختلفة تماما عن بعضنا البعض حتى كلامه على أهلي سيئ .وعموما معروف في عائلته أنه يؤذي الآخرين بكلامه......وأيضا هو يتحكم فيّ بشكل مبالغ فيه حتى عندما كنت أعمل شرط علي أن يأخذ راتبي وإلا منعني من العمل كله وبصعوبة أقنعته بأن يأخذ النصف فقط ووافق و لكن أخذه بدعواه أنني أبذر المال ويترك لي القليل...وأيضا هناك مشكل أنه عندما يدخل إلى البيت لا يقول حتى السلام ولا حتى ابتسامة مع أني رأيته خارج المنزل كيف يتعامل مع أصدقائه وبكيت كثيرا ومازلت أبكي على حسرتي .المشكل أننا نعيش في بلاد الغربة وليس سهلا علي أن أطلق لأنه يجب أن أجد منزلا أولا ويكون لي المال الكافي وأنا طبعا لا أملك وهو يعرف هذا الشيء .هناك جمعية تساعد المطلقات ولكن لا أريد سمعتها ليست جيدة ،،،المشكلة مع كل هده العوائق طلبت منه الطلاق وأهنته لكي يطلقني ولكن فتحت على نفسي مشكل آخر أصبح يهددني بأنه سوف يدمر لي حياتي وبأنني تزوجته طمعا في أخد أوراق الإقامة في بلجيكا المهم أنني أعيش حياة رهيبة وسوداء أفيدوني أفادكم الله، مع العلم أنه مواظب على الصلاة والمسجد.وأنا أيضا أصلي ومحتجبة وليس لدينا أولاد والحمد لله على كل حال وأعطيه حقه في ما أمر به الله ويمارسه بغير حتى كلمة جميلة حتى ابتسامة كأنه مصنوع بصخر ومع كل هذه المعاملة يقول لي إنه يحبني هل أصدقه؟ آآه لالا لا، أريد حلا وهل الطلاق هو الحل؟أحتاج إلى زوج حنون عليّ؟ شكرا على سعة صدركم جزاكم الله على فعل الخير.
الفتوى(55/144)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك أيتها الأخت الكريمة بالصبر والدعاء وحسن المعاشرة لزوجك، اغلبيه بحسن خلقك وتبسمك له والكلمة اللطيفة، حركي مشاعره أشعلي عواطفه، وذكريه وبلطف وفي الوقت المناسب بحاجتك إلى ابتسامته وعطفه، وبإذن الله إن فعلت جميع ذلك سيغير من حاله ويشعر بتقصيره.
ونوصي الزوج بتقوى الله تعالى وحسن المعاملة لزوجته واحترامها ومراعاة مشاعرها، والحفاظ على الود والرحمة التي جعلها الله بينهما: وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم: 21}. ومعاشرتها بالمعروف: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}. وإكرامها فإن إكرام المرأة دليل على الكرم والنبل، وإهانتها دليل على الخسة واللؤم، فما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.
وقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء . متفق عليه.
فإن فعلت أيتها الأخت الكريمة ما نصحناك به ولم يغير الرجل من خلقه وضاق بك الحال، فمن حقك طلب الطلاق ، نسأل الله تعالى أن يصلح حالك مع زوجك ، وننصح بمطالعة الفتاوى التالية برقم 32384، ورقم 59551، ورقم 67104 .
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم معاملة الزوجة لزوجها بمثل ما يعاملها به
تاريخ الفتوى : ... 14 شوال 1426 / 16-11-2005
السؤال
أنا أم لطفلين ومشكلتي هو أني أصبحت أعيش مشاكل مع زوجي حتى أنه لم يعد يتكلم معي ويقول بأني سبب المشاكل علما أني حاولت أن أرضيه بجميع الطرق لكني لم أنجح لأني أعرف بأنه إنسان تطغى عليه الأنانية أضف على ذلك أنه غليظ القلب فهل علي ذنب مع الله إذا عاملته بمثل معاملته جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج مبني على الألفة والمودة والتفاهم، لكن قد يقطع ذلك أمور عارضة للطبيعة البشرية وسرعان ما تزول وتتلاشى إذا عولجت بحكمة ورزانة، وما من زوجين إلا ويحدث بينهما ذلك، وانظري الفتوى رقم: 55800
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم. قال النووي: هو نهي للزوج أن يبغض زوجته فلا ينبغي له ذلك لأنه إذا كان يكره منها خلقا فإنه يرضى منها غيره... انتهى منه بتصرف(55/145)
وإذا هجر الزوج زوجته فلا يجوز لها هي أن تهجره مطلقا؛ لما بينا في الفتوى رقم: 62842 ، ولكن يجب على الزوج أن يراعي حقوق زوجته ويتقي الله تعالى فيها، فالله سبحانه وتعالى يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228}
ومع هذا، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا إثم على الزوجة إذا عاملت زوجها بمثل ما يعاملها به، ولا يعتبر ذلك منها إساءة عليه؛ لقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة: 194}ذكره العلوي في نوازله وهو ما نظمه ابن مايابى فقال:
ولا إساءة إذا الزوج ابتدا **** بمثلها لقوله من اعتدى
ولكن ليس ذلك في الفراش، فللزوج هجر زوجته في الفراش تأديبا لها، ولا يجوز لها أن تهجر فراشه إذا دعاها إليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح. متفق عليه. وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها.
فننصحك أيتها الأخت الكريمة أن لا تعاملي زوجك بمثل جفائه وغلظته فذلك إنما هو صب للزيت على النار، ولكن من عفا وأصلح فأجره على الله. فأحسني التبعل والتجمل له وتحسسي أمر نفسك فربما أهملتِها فأدى ذلك إلى نفوره منك. وانظر الفتوى رقم: 13748.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يترك الهجر إذا خشي الفتنة على امرأته
تاريخ الفتوى : ... 24 رمضان 1426 / 27-10-2005
السؤال
هل يجوز هجر المرأة وفي نفس الوقت أخاف الفتنة لها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الهجر شرع لحكمة ومصلحة فإذا علم أنه سيؤدي إلى مفسدة كافتتان الزوجة أو وقوعها بسبب الهجر في أمور محرمة امتنع هجرها، ونظر الزوج في وسيلة إصلاح أخرى كالموعظة واللين والكلمة الطيبة والهدية وغير ذلك مما يؤثر في النفوس، فإن لم يفد جميع ذلك فآخر العلاج هو الضرب الخفيف الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحة، والله المستعان، وانظر الفتوى رقم: 20346، والفتوى رقم: 14139.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الشك في الزوجة من عمل الشيطان(55/146)
تاريخ الفتوى : ... 22 رمضان 1426 / 25-10-2005
السؤال
تزوجت الأولى ليست بكراً بعد طفلين صارت لا تحترمني صبرت عليها حتى أنجبت طفلين آخرين طال الصبر تزوجت من أخرى أصبحت تتهمني بأني لا أمتعها صرت أشك فيها ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشك الذي يدور في ذهنك من عمل الشيطان، ولا ينبغي أن تضع له اعتباراً إلا أن يكون شكا مبنيا على ظن غالب، إما بإقرارها أو بأن ترى معها رجلا ونحو ذلك، أما مجرد قولها لك بأنك لا تشبعها من حيث الاستمتاع فليس مبرراً لسوء الظن بها أو اتهامها، بل ننصحك بالإحسان إليها والعدل بينها وبين الزوجة الثانية، وإعطاء كل واحدة حقها، وخيركم خيركم لأهله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء في الحديث: من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط. وفي رواية: إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط. وفي رواية: فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل. كما في المسند والسنن.
نسأل الله أن يصلح لك زوجتك، وأن يوفقك لأرشد أمرك، ولا ننسى في ختام كلامنا أن نذكر الزوجة بحق زوجها، وذلك في الفتوى رقم: 29957.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المشروع للمرأة عندما ينشز الزوج
تاريخ الفتوى : ... 12 شوال 1426 / 14-11-2005
السؤال
هل يحق للزوجة تطبيق ما جاء في سورة النساء على زوجها اذا رأت منه نشوزاً (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) (34)؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خطوات علاج نشوز المرأة المذكورة في الآية التي ذكرتها في السؤال حق خالص للرجل بنص القرآن، وفي تعميم هذه الآية على النساء ليشتركن في حكمها مع الرجال تبديل لكلام الله وتحريف له عن مواضعه، وذلك أن القوامة حق للرجل دون المرأة، كما قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء {النساء:34}، وجعل القوامة بيد الرجل ليس تفضيلاً مطلقاً له على النساء، بل هو اختيار الله تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ {القصص:68}، وفي هذا من الحكم الكثيرة ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ولربما كان من النساء من هن أفضل من كثير من الرجال، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34605، 41491، 62842.(55/147)
والمشروع للمرأة عندما ينشز الرجل أن تطبق المرأة قول الله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها فيريد طلاقها ويتزوج غيرها تقول له: أمسكني ولا تطلقني ثم تزوج غيري فأنت في حل من النفقة علي والقسمة لي، فذلك قوله تعالى: فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من أساليب الدجالين في الإفساد بين الأزواج
تاريخ الفتوى : ... 25 شعبان 1426 / 29-09-2005
السؤال
أنا شخص كنت متزوجا من فتاة ولم أدخل بها وكنا نحب بعضنا بشكل لا يمكن وصفه بأنه حب طاهر ولكننا بشر ونخطئ ونتوب نعم كان هناك أخطاء بيننا ولم أزن بها قبل أن أتزوجها ولكن كانت مداعبات ولكنها فجأة قالت إن ما فعلناه حرام ويجب أن نتطلق ونبدأ من جديد وذهبت لتستفتي شيخا كان في منطقتها وهي تعيش في الغرب وهذا الشيخ اتهمني بأنه ليس عندي دين وأفهم كل ديني خطأ وأخبرها أنه يجب أن تتطلق مني وعلى الرغم من أنه يوجد عقد شرعي بيننا وبعد فترة أخذ هذا الشيخ يتصل بها بحجة أنه يريد الاطمئنان عليها حتى أنه حرم عليها أن تتحدث معي ونحن عاقدان بحجة أننا ارتكبنا معصية كبيرة ولا أريد أن أخبر بها ...وبعد ذلك طلبت الطلاق وبعدها أصبح الشيخ يسيطر على كل تفكيرها حتى أنه لو أتت فتوى ممن أتت فلا تقبل إلا من ذلك الشيخ وبعدها رأيت أن ذلك الشيخ يريدها لنفسه حيث إنها تقول إن ذلك الشيخ دخل على يده العشرات إلى الإسلام ولكن كيف يسمح لنفسه بالحديث إليها كل ليلة قبل النوم بحجه أن يطمئن عليها ويقرأ عليها الرقى وأعطاها ماء لتشرب منه وجعلها تكشف أسراري أنا وهي بقوله لها إنك مسحورة ولكن هناك خوف داخلك فأخبريني بكل شيء فلعب في عقلها واتهمني اتهامات إني سائله عنها يوم العرض على الجبار دون أن يراني أو يتحدث إلي أو يعلم صحة ما تقول تلك المرأة وأنتم تعلمون كيف تزيد النساء وتنقص وحيث إنها قلبت كل الصفات التي كانت تقول إنها حسنة في إلى أسوء الصفات وأخذ يعلمها كيف تفعل معي ....فبالله عليكم كيف
يكون شيخا وإمام مسجد ويهدي الناس إلى الدين ويفعل كل ذلك ولا أريد الدخول في تفاصيل ما قال عني وفعل بي عن طريقها فالله سبحانه وحده هو الذي يعلم ما جرى لي ...أفتوني أرجوك هل يجوز له أن يأخذ زوجة غيره ويبعدها عنه بحجة أنكم أخطأتم من قبل فهل أصبح الشيوخ يحاسبون الناس .... أرجوكم أفتوني في فتوى ذلك الشيخ وفي ما يفعل معها وقد رأيت أنه أرادها لنفسه ....لأني طلقتها رغما عني وبعد إلحاحها وبكائها أنه سوف نتزوج من جديد عندما نلتقي علما أني لم أدخل ...وإن الله خصيمي يوم القيامة في ذلك الشيخ وفي كل الشيوخ الذين يضلون(55/148)
ويفرقون وأرجوكم عندي سؤال هل الشيخ يعطي ماء ليشرب عليه من به سحر فلا أدري ........أرجوكم أفتوني في كل شي ...وبالله عليكم إذا كان الشيخ فعل ذلك ....
بالملح يحفظ ما يخشي تعفنه فكيف بالملح إذا دب به العفن.....
أخيرا لا أدري ولكني عندما طلقتها وأغلقت السماعة وكأني استيقظت فلا أدري ما جرى أرجوكم أفتوني في كل شيئ في كل شيئ ....وأنتم لا تعرفونني ويشهد الله أني أحب الله وأحب رسوله وأحب كل الناس ولكني بشر وأخطئ أنا أصبحت لا أدري أني أريد الفتاة أم لا على الرغم أني أحبها وأشفق عليها كثيرا...ولكنها أساءت كثيرا....أفتوني بكل شيء أرجوكم
وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الظاهر من كلامك أنه كانت بينك وبين زوجتك تجاوزات قبل العقد عليها.. وعلى هذا، فإن الواجب عليكما التوبة والندم عما بدر منكما، وعقد العزم على عدم الوقوع في مثله أبدا.
هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقك زوجة صالحة تقرُّ بها عينك. واعلم أن للرجل بعد أن يعقد على امرأته وإن لم يدخل بها له أن يهاتفها وأن يختلي بها وأن يمسها وأن يفعل كل ما يجوز أن يفعل الرجل مع زوجته، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3561، 6263، 2940.
بذلك تعلم بطلان ما أفتى به ذلك الرجل من حرمة الخلوة والمهاتفة بينكما ووجوب الطلاق عليكما.
وإن كان ما ذكرته عن هذا الرجل صحيحا فالذي نظنه أن هذا الرجل ليس من أهل العلم؛ وإنما هو دعي ودجال وأفاك أثيم وأنه متستر بالدين ومستغل لجهل الناس بأمور دينهم بدليل تخبيبه لامرأتك عليك حتى طلبت منك الطلاق وطلقتها، ثم استمراره في العلاقة معها عبر الهاتف ولقائه بها بحجة الاطمئنان عليها، ثم السماح لها بأن تقص عليه ما كان بينكما من أمور خاصة تكون بين الزوجين، كل ذلك قرائن تدل على خبثه ودجله. وانظر حكم تخبيب المرأة على زوجها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29924، 1169، 7895، 25635، 47790.
والذي نراه هو أن تطلع هذه الفتاة على هذه الفتوى وما تفرع عنها من فتاوى، فإن قبلت أن تتزوجها فافعل، وإلا، فإن النساء الصالحات سواها كثير، واستخر الله قبل كل عمل.
وأما علاج السحر بقراءة القرآن على الماء وشربه فإنه مشروع ولا حرج فيه، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8197، 2244، 5433.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أجبرها أهلها على نكاح قريبها وتأبى معاشرته
تاريخ الفتوى : ... 21 شعبان 1426 / 25-09-2005(55/149)
السؤال
قصتي أني تزوجت فتاة قريبة لي تقول إنها أجبرت من قبل أهلها لكي تتزوجني، والفتاة كانت تدرس في الجامعة وهددها أهلها بأنها إذا لم تأخذني لن تكمل دراستها في الجامعة فوافقت على مضض بأن تخطبني وقمت بتدريسها وتكفلت بكامل تكاليف دراستها حتى تخرجت من الجامعة وبعدها تزوجتها وإذ بها بعد سنتين من خطبتها وبعد زواجي منها تقول لي إنها لا تريدني، مع العلم بأنها تمتنع عن النوم معي في فراشي وترفض أن أدخل بها، فما الحل برأيكم جزاكم الله خيراً، ثم هل علي إثم في هذا الموضوع أرجو أن ترسلوا لي ببرقية رد؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على هذه المرأة أن تطيع زوجها وتحسن معاشرته، فإن رأت أنها لا تستطيع أن تعيش معه فلا مانع من أن تطلب الخلع.
وأما أنت يا أخي فمن حقك أن تلزم هذه المرأة بالطاعة وإلا فهي ناشز لا تستحق نفقة ولا سكنى، ولك الحق أن تمتنع عن طلاقها حتى ترد عليك ما أعطيتها، ووسط من الأقارب من له وجاهة وكلمة مسموعة لعلهم أن يجدوا حلاً أنفع من الفراق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وسائل تفادي المشاكل الزوجية والأسرية
تاريخ الفتوى : ... 18 شعبان 1426 / 22-09-2005
السؤال
والدة زوجتي تتدخل في أمورنا وتؤثر على زوجتي وتثير المشاكل بيننا وزوجتي صغيرة في السن وتسمع كل ما تمليه عليها أمها رغم أن فيه عصيانا لزوجها وهي الآن عند أهلها بسبب مشكلة تافهة ولدي ولد منها وهو معي الآن فكيف التصرف والحال ما ذكرت وكيف نمنع أو نتجنب المشاكل التي تثيرها والدة زوجتي؟.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سبب المشاكل الأسرية الرئيسي هو عدم التزام أفراد الأسرة بشرع الله وتطبيقه، ففي حالة السائل ما كانت المشاكل ستحدث لو التزمت الزوجة بما أمرها الله به في حق الزوج من الطاعة، والتزمت الأم أمر الله في عدم إفساد الزوجة على زوجها، والتزم الزوج بأداء حقوق زوجته، وتعامل مع والدتها بالأخلاق الحسنة، فنقول للزوج: عليك بالتزام شرع الله في نفسك وألزم زوجك به بتعليمها إياه، وتعلمه وتطبيقه، وابدأ بالصلح مع وزجتك وأمها، وأرجعها إلى البيت، واعمل على كسبها وعَرِّفها بواجبها تجاهك، وعامل والدة زوجتك بالأخلاق الحسنة، واستمل قلبها إليك، بالاحترام والتوقير والهدية ونحو ذلك، نسأل الله أن يوفق الجميع للعمل بشرعه ولزوم طاعته.(55/150)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تغير الزوجة غير المدخول بها على زوجها.. نشوز أم سحر
تاريخ الفتوى : ... 17 شعبان 1426 / 21-09-2005
السؤال
أنا شاب في الـ 26 من العمر مضى على خطبتي وكتب كتابي الشرعي على فتاة سنة كاملة وهي تعتبر شرعا زوجتي إلا أنها لا تزال في بيت أهلها، وقد عشنا قصة حب جميلة طوال هذه الفترة واقتربنا من الله سبحانه وتعالى كثيرا، وصبرت على أهلها الذين ضيقوا عليّ كثيرا وحرموني من الكثير من حقوقي معها كالخلوة بها أو الخروج معها أو أخذها الى بيت أهلي وما شابه لأنني كنت أحبها وهي تحبني كثيرا، إلا أنها ومنذ حوالي الشهرين بدأت تتغير كثيراً معي وتهاجمني دائما بكلام قاس وتفتعل المشاكل معي وتكذب على لسان أمي وتنحاز إلى أهلها بغير حق أبدا.... حتى جاء يوم لم أعد أستطيع الصبر على ما يجري لأنني مظلوم والله يشهد على ذلك فنشب خلاف بيني وبين خطيبتي وتدخلت أمها وصرفتني من بيتهم وقالت لي أن لا أعود... شككت في الأمر وبتصرفات خطيبتي مؤخرا فذهبت إلى أحد الأشخاص الذين يعرفون بأمور السحر والكتيبة بعد مراجعة الشيخ في منطقتنا أنه حلال إن شاء الله فوجدت أن هناك سحرا علي وعليها كي نفترق عن بعضنا ونكره بعضنا البعض فعملت على فك السحر عند هذا الشخص الذي لا يتعامل إلا بالآيات القرآنية وبدون مقابل وقد طلب مني صورة لها كي يفك السحر الموجود عليها لأنني لا أستطيع اصطحابها إليه أبدا ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أتكلم معها أبدا ولا تأتي إلي ولا تتصل بي علما بأنها هي المذنبة والأمور واضحة... فأفيدوني جزاكم الله خيراً بما فعلته أنا من فك للسحر ومن هجري لها كي تتأدب وما يجب علي فعله أكثر، علما بأنني لاجئ إلى الله عز وجل وهو مفرج الكروب؟ ووفقكم الله في ما أنتم عليه.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تقصد بكتب الكتاب أي عقد النكاح الشرعي المكتمل الشروط والأركان بأن قال الولي زوجتك بنتي فلانة، وقلت قبلت نكاحها، وكان ذلك بحضور شاهدي عدل، فهذه المرأة زوجتك ولا يحرم عليك أن تخلو بها وأن تستمتع بها، ولكن لها ولأوليائها الامتناع من تركك تخلو بها حتى تدفع لهم المهر الحال، بل لو لم يمانعوا من ذلك، فإن عرف الناس جار بأن لا يدخل الرجل بامرأته إلا بعد الزفاف، والأولى مراعاة ذلك، كما في الفتوى رقم: 3561، والفتوى رقم: 5859.
وأما إن كان الذي بينك وبينها مجرد خطوبة وتلاوة فاتحة كما يعتاد بعض الناس فهذه المرأة أجنبية عنك لا تجوز لك الخلوة بها ولا الاستمتاع بها.
وأما عن حل السحر فسبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 10981، والفتوى رقم: 61790.(55/151)
وإياك ثم إياك من أن تحاول حل السحر عند مشعوذ لا يتقيد في رقيته بالضوابط الشرعية في الرقية، وتراجع الفتوى رقم: 6347 للمزيد من الفائدة في هذا الموضوع، وإنا نخشى أن يكون هذا الذي يطلب صورة المرأة المريضة من هذا النوع.
وأما عن الهجر فإن كانت زوجتك كما فهمنا وكان تغير حالها بسبب السحر فلا يجوز هجرها؛ بل ينبغي إعانتها على الخروج من الحالة التي هي فيها، وانظر الفتوى رقم: 51572، والفتوى رقم: 62239.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من حق الزوج طلب عودة زوجته إلى البيت فوراً
تاريخ الفتوى : ... 10 شعبان 1426 / 14-09-2005
السؤال
قالت حماتي في مشادة خذ بنتي وامشى فقلت (غوري فى داهيه بدون ابني وكنت في أقصى درجات الغضب)، ولم يكن فى نيتي الطلاق وهي الآن عند أمها، فما الحكم في ذلك وإن طالبوني بالطلاق، هل من حقي عدم القبول وإن رفضت الرجوع هل من حقي طلبها في بيت الطاعة، وما المدة الشرعية التي يجب أن أصبر لفعل ذلك، مع العلم بأني في الثلاثين ومتزوج منذ عام فقط، وأعاني الفرقة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول الزوج للزوجة (غوري في داهية) دون نية الطلاق، لا يقع به الطلاق، لأن الكناية لا يقع بها الطلاق إلا بالنية، على القول بأن هذا اللفظ يحتمل الطلاق، وإذا لم يحتمل الطلاق، فليس فيه شيء نوى به الطلاق، أو لم ينوه على الراجح.
وليس من حق الزوجة طلب الطلاق لغير مسوغ شرعي، ويحق للزوج الامتناع عن تلبية طلبها، ويجب على الزوجة العودة إلى بيت الزوجية، وإلا اعتبرت ناشزاً، وما دامت كذلك فليس لها نفقة، ومن حق الزوج طلب عودتها إلى البيت فوراً، وليس هناك مدة ينتظرها الزوج للمطالبة بعودة الزوجة، وننصح الزوج بإصلاح الوضع مع الزوجة بالحكمة والتسامح، والعفو والتنازل عن بعض حقوقه ليكسب قلبها وودها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزوج زانية وواقعة في كبائر الذنوب ومصرة على الفسق
تاريخ الفتوى : ... 10 شعبان 1426 / 14-09-2005
السؤال
نحن عائلة محافظة جداً لكن أخي انحرف في السنين الأخيرة ووقع في الرذيلة مع فتاة تنحدر من عائلة لا صلة لها بالدين أصلاً تتعاطى الخمر والسجائر فأنجبا ابنة لم(55/152)
نتعرف عليها إلا وهي بنت سنتين حيث أدخلناها البيت وأولمنا وقرأ فاتحته عليها ظنا منه أنها ستتوب ويصلح حالها غير أنها لا تحترمه تخضع بالقول مع الباعة في الدكاكين وتبدي زينتها عمداً لكل من هب، وليس لها عمل غير هذا، تغتاب أخي علنا وتحتقره في غيابه طبعا نحن نربي البنت على أصول الدين وهي تفعل العكس جهراً وتأخذها إلى حيث عائلتها، فهل يجوز أن أخبر أخي بما تفعل وبما تقول، مع العلم بأنها أنجبت طفلة أخرى عندنا وأنها عندنا منذ عامين و أخي ولو لم يصل إلا أنه يحثها على الصلاة والصوم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أخاك قد وقع في أكثر من كبيرة من كبائر الذنوب، مثل ترك الصلاة وارتكاب فاحشة الزنا، وإن الواجب عليه أن يبادر بالتوبة من فاحشة الزنا ويحافظ على إقامة الصلاة من قبل أن يدهمه الموت وهو مصر على هذه الكبائر، وحينئذ لا ينفعه الندم، وأعلميه أن كثيراً من أهل العلم يقولون إن تارك الصلاة تكاسلاً كافر كفراً أكبر مخرجا من الملة، وانظري الفتوى رقم: 6061، وانظري شروط التوبة النصوح في الفتوى رقم: 9694، والفتوى رقم: 5450.
وكان الواجب على أخيك أن لا يتزوج من تلك المرأة التي زنى بها، فإن الراجح من كلام أهل العلم أن الله تعالى حرم الزواج بالمرأة الزانية حتى تتوب وتظهر توبتها، قال الله تعالى: الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور:3}، وانظري الفتوى رقم: 38866.
وكذلك كان الواجب على أخيك قبل أن يعقد على هذه المرأة عقداً صحيحاً أن يستبرئ رحمها بحيضة حتى لا يختلط ماء النكاح بماء السفاح، وانظري شروط صحة النكاح في الفتوى رقم: 964.
وأما هذه البنت التي ولدت من الزنا فإنها لا يجوز أن تلحق به ولا أن تنسب إليه، وإنما تنسب إلى أمها، وهذا هو قول الجمهور من الفقهاء، وانظري الفتوى رقم: 12263.
وأما هذه المرأة الزانية التي تزوج بها أخوك، فإنها واقعة في كبائر الذنوب ومصرة على الفسق من خلال تركها للصلاة والصوم وخضوعها بالقول وتبرجها أمام الرجال الأجانب، والظاهر أنها لم تتب من الزنا ولم تندم على تفريطها في جنب الله تعالى، وعلى ذلك فإن الواجب عليك أن تطلعي أخاك على هذه الفتوى والفتاوى الأخرى المحالة عليها، كل ذلك يكون بحكمة وبإظهار النصح وليس لغرض الوقيعة بتلك المرأة، فيأمرها بالتوبة وبالاستقامة على أمر الله تعالى ولبس الحجاب الشرعي والقرار في البيت، فإن استجابت فبها ونعمت، وإلا فليطلقها والنساء سواها كثير، وانظري الفتوى رقم: 62695.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اشعار الزوجة بوجوب طاعة الزوج مفتاح حل المشكلة(55/153)
تاريخ الفتوى : ... 09 شعبان 1426 / 13-09-2005
السؤال
أنا متزوج من عام وعمري 30 عاما وزوجتي 28 عاما تصلي وعلى خلق والمشكلة فى حماتي التي تقوم بدور الرجل فى إدارة بيتها مع وجود زوجها وابن 25 وابن 16 وزوجتي وتريد أن تدير بيتي أيضا وتجعل ابنتها نسخة منها، وأنا أعمل محاسبا وتربيت على أن الزوجة يجب أن تطيع زوجها فيما لا يخالف شرع الله
فلا تحتمل أن أثور عليها، فإن حدث خطأ تعظمه وتهددني بتطليق ابنتها فسبب المشكلة أن حماتي لها 5 إخوة وأختان ودائمة الزيارة لهم مع ابنتها اعترضت على ذلك فكانت الخلافات القوية والتدخل المستمر حتى علمت زوجتي وبدأت تتشاجر معي لأجل بنت خالتها وزوجها وأخوالها وخالاتها وتستدعي أمها للشجار معي هي وأخوالها وكنت أفقد أعصابي أحيانا وأسب أهلها ويجتمع أخوالها على أن لي الحق وقد أخطات مرة واستغفرت الله واعتذرت وندمت على ما فعلت أني كنت فى الشارع مع زوجتي واتصلت أمها ونحن عائدون من العمل وطلبت منها أن تقابلها لزيارة ابنة خالتها فاعترضت فثارت ورفعت صوتها رأيتها بحالة هستيرية فتذكرت قول بعض الأطباء فقمت بصفعها حتى تهدأ وهي حامل فى الشهر الرابع فاجتمع الأهل وأصلحوا وعاهدت الله أن لا أسبها أو أؤذيها بعد ذلك إلى أن وضعت ابني والحمد الله وظلت في بيت أمها وأقامت السبوع عندها، فكلما يحين عودتها تختلق حججا لعدم رجوعها وبعد 65 يوما من الإقامة مع أننا كنا متفقين على 15 ثم 45 يوما تركوا ابني عمره شهران عند خالتها في نفس العمارة بحجة التنظيف فاعترضت وطلبت ذهاب ابني إلى أمي على بعد 300 متر من سكني قالو إننا لا نأتمن أمك عليه فثارت ثائرتي وقالت حماتي آخذ ابنتي مرة أخرى والتي لم تبق 30 دقيقة فقلت اذهبي من غير الولد ونزلت بسرعة لابني فأمسك زوج خالتها بي وأمها وحاولوا الاعتداء وخرجت فاتصلت حماتي بإخوتها وقالت إنني ضربته وكسرت شقتي ولم يحدث ذلك ففوجئت بخالها أحضر حوالي 15 عاملا للاعتداء علي أنا وأخى فقط وأهانني وسبني وضرب أخي بالقلم فهربنا وأحضرت أصدقائي وطلبت منهم عدم التدخل إلا لتخليصي فقط لو وقعت أو قتلت وفاوضت حتى وصلنا إلى خالها وقام أخي بصفعه وقمت وحدي بالدفاع عن نفسي وأعانني الله عليهم وهي الآن عند أمها وقاموا بتغيير مفتاح بيتي فاقتحمت الشقة وأعيش فيها الآن وحدي، فما الحكم فى زوجتي وحماتي وأهلها مع أني
لا أريد الطلاق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الزوجة مطالبة شرعاً بطاعة الزوج في غير معصية، وعدم الخروج من بيته إلا بإذنه، وطاعته مقدمة على طاعة أمها، كما أنه لا يجوز لأم الزوجة التدخل في حياة ابنتها وزوجها، وتحريض البنت على عصيان الزوج، حيث يعتبر ذلك من(55/154)
تخبيب الزوجة على زوجها وهو إفسادها، وقد ورد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه الترمذي.
وأما الزوج فينبغي له أن يحسن التصرف مع الزوجة، وأن يكون حكيماً في التعامل معها، كما ينبغي له أن يكسب الزوجة ويجعلها في صفه، ويقنعها بوجوب طاعته، وتقديم حقه على حق الأم، فإذا كسبها إلى جانبه وكانت تطيع أمره إذا تعارض مع أمر أمها -كما هو واجبها- فإن الأم ستكف عن تدخلها، وعليه نصحها بحرمة خروجها من المنزل دون إذنه، وأن هذا من النشوز المحرم، الذي تُحرَم بسببه من النفقة، وينبغي له أن يكون رفيقاً حكيماً فلا يمنعها من زيارة أقاربها مطلقاً، لكن مع امرأة أمينة إذا كان يخشى أن يفسدوها، وينبغي له أن يصلح علاقته مع حماته وإخوانها حسبما يستطيع ويعفو عنهم، ويوسط من يصلح بينه وبينهم، فالصلح خير، وليعلموا جميعاً أن بينهم أرحاماً ومصاهرة ينبغي لهم مراعاتها، ونسأل الله أن يهدي ويصلح الجميع بمنه وكرمه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ضرب الزوجة على عدم الخدمة.. رؤية شرعية أخلاقية
تاريخ الفتوى : ... 08 شعبان 1426 / 12-09-2005
السؤال
هل يجوز للرجل ضرب زوجته أو هجرها إن قصرت في خدمة البيت من طبخ وغسل وتنظيف؟ وهل عمل المرأة في بيت زوجها واجب ملزم إن قصرت فيه آثمة؟ وهل لها طلب خادمة؟ وماذا علي إن ألزمتها بعمل ما فلم تفعله فضربتها هل أكون آثما؟ وهل علي مساعدتها في البيت؟
وجزاكم الله عنا وعن الإسلام كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من نشزت على زوجها وترفعت عن طاعته يشرع له علاج عصيانها له بالوعظ والتذكير بحق زوجها عليها، والأحسن أن يتم ذلك بواسطة قراءة كتاب عليها أو إسماعها شريطاً في الموضوع أو إعطائها مراجع تحتوي على ذلك الأمر لتطالعه فيها، فإن لم يُجْدِ الوعظ فيشرع الهجر، ثم الضرب غير المبرح.
ولكن الأولى هو السماح وترك الضرب والصبر عليهن كما قال الشافعي، ولما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تضربوا إماء الله، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئرن النساء على أزواجهن، فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم. رواه أبو داود وصححه الألباني.
واعلم أن خدمة المرأة في بيت الزوج مختلف في وجوبها عليها، ولكن رجح ابن القيم في زاد المعاد وجوبها، وأما جواز الضرب على عدم الخدمة فهو متفرع على(55/155)
وجوب الخدمة، فعلى القول بوجوبها يشرع ضربها إن لم يجد الوعظ والهجر، إلا أنه على مجرد التقصير في خدمة البيت خلاف الأولى، وليس من حسن المعاشرة التي هي من مكارم أخلاق الرجال، وأما على القول بعدم وجوبها فلا يشرع ضربها على ما لا يجب عليها، ثم إنه لا يجب عليك إحضار خادمة لها إلا إذا كان مثلها ممن لا يخدم، فقد أوجب بعض أهل العلم أن توفر لها خادمة، وأما مساعدتها في الخدمة فهي هدي النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي الاعتناء بها، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 16441، 1103، 2589، 22559، 55948، 69، 13158، 35325، 30021.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ضرب الزوج وطلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 25 رجب 1426 / 30-08-2005
السؤال
زوجتي ضربتني، هل يجوز ضرب الزوجة لزوجها إذا رأته يقبل الخادمة بالمنزل ؟ أم من حقها طلب الطلاق فقط دون أن تمد يدها على زوجها ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب أولا أن نذكر هذا الزوج بحرمة ما فعل، وأن ما وقع فيه خطوة من خطوات الشيطان يجره بها إلى سخط ملك الملوك، فعليه أن يحذر من سطوة الله وانتقامه.
وأما الزوجة فلا يجوز لها ضرب زوجها وعليها أن تقوم بنصحه وتذكيره بالله تعالى ، ولا ينبغي لها المسارعة إلى طلب الطلاق إلا بعد أن ترى إصراره على المنكر وعدم انتصاحه فلها حينئذ طلب الفراق. وانظر الفتوى رقم 29932
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الفتوى : ... التفريق بين الزوجين من أحب الأعمال إلى الشيطان
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الثانية 1426 / 26-07-2005
السؤال
تزوجت منذ مدة بابنة عمي التي لم أرها أبدا قبل الزواج بعد عقد القران بدأت أكتشف أشياء غريبة في بيت أهل الزوجة وصارحت والدي بما عرفت ولكنهما قللا من شأن ما عرفت على أساس أن العائلة فوق كل الشبهات من هذه الأمور اهتمام أخت زوجتي المبالغ به بي علما بأنها متزوجة ومنجبة وقيام هذه الأخت بالاتصال بي بدون أسباب حقيقية بعد أن أحسست بعدم مبالاتي بها بدأت في محاولة التقريب بين زوجتي وزوجها هي واجبار زوجتي على الاتصال بزوجها والتحدث معه وللأسف يتم هذا بمساعدة أمها في ذلك وعندما علمت بذلك صارحت زوجتي وأبلغتها عدم تقبلي للموضوع فوعدتني بعدم تكراره ولكن بعد مدة اكتشفت العكس(55/156)
وعندما صارحتها قالت بأن أمها قاطعتها عندما عصت أختها فيما تريد وهي خائفة من عصيان الأم في ذلك ووعدتني مجددا بعدم التكرار قمت بمكالمة الأم في ذلك وبينت لها عدم الرضا وحذرتهم من أني سوف أطلق لو تكرر ذلك وبعد الزواج اكتشفت قيام زوجتي بمكالمة زوج أختها من الهاتف النقال الخاص بها فصارحتها ولكها ادعت بأن أختها استخدمته وقامت الأخت وزوجها بمطاردتي أنا وزوجتي في كل مكان إلى درجة المراقبة الدائمة وبعد فتره قام مجموعة من الشباب بمضايقة زوجتي على الهاتف ومجموعة من البنات بمضايقتي على الهاتف واتضح فيما بعد أنهم من طرف أختها لكنها ترفض التصديق ثم قامت الأخت والأم بايهام زوجتي بأني شخص صاحب علاقات محرمة وأني أخدعها وأخونها وأثبت لها العكس لكن عاودت الأم والأخت بتحريض الزوجة علي والقول لها بأن هناك الكثير من الناس طلبوا الزواج منها بعد أن تزوجتها وأدى هذا إلى تكبرها علي وعدم قيامها بكامل واجباتها الزوجية وطلب الكثير من المال وإهمال الأولاد وسوء معاملة أهلي وقامت الأخت بعمل مكيدة لكي تضمن زوجتي بأن أهلي يسعون لتزويجي من غيرها وأنهم يسعون لطلاقها وقامت زوجتي بعد ذلك بالذهاب إلى بيت أهها ولكنها بعد فترة رجعت لوحدها لكنها تقضي معظم اليوم
في بيت أهلها وتتجاهل اتصالي بها إذا كانت هناك كما قامت الأم بتشويه سمعتي في العائلة هي وأخت زوجتي وقاموا بعمل مكائد بيني وبين أزواج أخواتها وإخوان زوجتي لكي أختلف معهم وأقطعهم وتقوم أم زوجتي وأختها بسؤال زوجتي عن أدق تفاصيل حياتنا حتى النواحي الجنسية وتحريضها على هجر فراش الزوجية وقامت هي بالفعل بذلك كما كثرت أمراض زوجتي الجنسية و تعبت من علاجها وهي كلها عدوى فيروسية أنا لا أشك في طهارتها لكن التكرار غريب وأصبت أنا بأمراض غريبة علي وبعد استشارة الأطباء كثيرا قمت باستشارة شيخ دين ومعالج بالطب النبوي وقال يوجد لديكم أعراض سحر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكر السائل من أعمال منكرة وتصرفات مشبوهة وسعي في الإفساد بينه وبين زوجته من قبل أخت الزوج وأمها لا يجوز بحال، وهو من كبائر الذنوب، فعليها الإقلاع عن هذه الأعمال والتوبة إلى الله من هذه التصرفات. لاسيما سعيهما في التفريق بين الزوج وزوجته، فإن هذا من أحب الأعمال إلى الشيطان، كما ورد بذلك الحديث. ومن أعمال السحرة كما أخبر الله عنه في القرآن الكريم بقوله: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ {البقرة: 102}.
كما أن ما فعلته الزوجة بحسب السؤال ذنب عظيم، يجب عليها التوبة منه، فإنه يحرم عليها الخروج من بيت زوجها بغير إذنه، كما يحرم عليها هجر فراش زوجها، وفي الحديث أن الملائكة تبيت تلعنها إذا فعلت ذلك، وفعلها هذا نشوز على الزوج يسقط حقها في النفقة ويسوغ للزوج تأديبها ومعاملتها معاملة الناشز، كما في الفتوى رقم: 17322.(55/157)
فننصح الزوجة بطاعة زوجها ومعاشرته بالمعروف وعدم إهمال واجباتها نحو بيتها وأولادها، وعدم الإساءة إلى أهل زوجها، وبأن لا تطيع والدتها ولا أختها في أمرها لها بعصيان زوجها.
وننصح الزوج بأن يحسن معاملة زوجته ونصحها، وعدم إساءة الظن بها، وأن يطلب العلاج له ولها من الأمراض التي أصيبا بها، من خلال المختصين من الأطباء، ولا بأس بالرقية الشرعية، مع التحصن بالأذكار والمحافظة على الصلوات، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من صور نشوز المرأة.. والعلاج الممكن
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الثانية 1426 / 26-07-2005
السؤال
زوجتي لا تلتزم بما أربد منها تخرج من البيت بدون رضاي و سافرت مع والدها إلى بلد آخر بدون موافقتي بعد أن حصلت مشاكل مع والدها وأهلي والآن والدها يريد الطلاق وأنا متأكد أنها لا تريد الطلاق والمشكلة الأكبر أنها لن تستطيع أن ترجع لأن فيزتها إلى أمريكا انتهت فما علي أن أفعل كي لا اظلمها ولا أتحمل إثما وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لكل من الزوجين السعي إلى إصلاح ذات البين عند حدوث خلاف بينهما، وهو أمر متوقع لا يخلو منه بيت في الغالب، والسبيل إلى تحقيق ذلك يتم باعتراف كل من الزواجين بحقوق الآخر والتغاضي عن الزلات ما دام ذلك ممكنا.
ومن الحقوق التي جعل الله تعالى للرجل على زوجته هي طاعته في المعروف، وذلك بحكم القوامة التي منحه الله تعالى عليها. قال جل شأنه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء: 34}
ومن هذا تعلم زوجتك أن خروجها من بيتك بغير إذنك وسفرها إلى البلد المذكور هو محض معصية إذا لم يكن لها عذر شرعي من ظلم وقع عليها من طرفك أو نحوه، فإن لم يكن لها عذر فالواجب عليها التوبة والاستغفار والرجوع إلى طاعتك وعدم مطاوعة الأب في العصيان وطلب الطلاق، وذلك أن طاعتك مقدمة على طاعة الأب عند التعارض.
هذا وليعلم والد هذه المرأة أن سعيه للتفريق بين بنته وزوجها هو عمل محرم لا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلمك ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود، بل الأولى في حقه أن يكون حريصا على بقاء بنته في عصمة زوجها لتكتمل بذلك سعادتها، ولا يجعل جانب الخلاف الذي حصل بينه وبين أهل زوج بنته سببا لإفساد زواجها.(55/158)
وعلى العموم، فإن تابت هذه المرأة ورجعت عن عصيانها لك واستطعت استخراج تأشيرة دخول لها للبلد الذي تقيم فيه فبها ونعمت، وإن لم تتمكن فلك أن تبقيها في عصمتك وتبقى هي في بلدها وتأتيها متى تمكنت إن رضيت هي بهذا الوضع، وإن أبت إلا البقاء مع والدها فهي امرأة ناشز وسبقت الإجابة عن حكم الناشز وعلاجها في الفتوى رقم: 9904 .
وإذا طلقتها فلست ظالما لها ولا يلحقك إثم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حرمة إمساك الزوجة بغية الإضرار بها
تاريخ الفتوى : ... 17 جمادي الثانية 1426 / 24-07-2005
السؤال
تزوجت من رجل مدرس ثانوي منذ ستة أشهر له زوجة أخرى بعصمته ولكنها تعيش في منزل أهلها منذ ثلاث سنوات بسبب ضبطه مع سيدة بمنزله وقيدت له بقضية زنا وقال لي بأن الله يعلم بأنه مظلوم وأنها قضية ملفقة ومن الأولاد أربعة وقد صارحني بأنه لا يملك المال اللازم لدفع أجر المأذون ولقد قمت بإعطائه مبلغا من المال حتى يتم العقد كما أنني اشتريت حليا ونسبت إليه شراءه أمام إخوتى ليقدمه لي وعشنا في شقتي الخاصة بي دون أن يتكلف بأي شيء من الجهاز وبعد الزواج فوجئت أنه لاينفق علي وأنا التي أقوم بجميع النفقات وذلك لأنني ميسورة الحال والحمد لله وعندما لفت نظره إلى هذه المسألة أجاب بأن ظروفه المادية لاتسمح له بذلك ورضيت وأسلمت أمري لله ولكن فوجئت بأنه على علاقة بسيدة أرملة وعلمت منها أنه يحضر إليها باستمرار وأحيانا يبيت عندها وهي تسكن بنفس الحي الذي أسكن فيه وعندما واجهته بما سمعت قال إن هذه السيدة كان يعطف عليها ويساعدها ماديا وتهيأ لها بأنه سيتزوجها وبعدها علمت بتعدد علاقاته النسائية وعندما نصحته بأنه لايجوز ذلك لأنه ملتح ومتدين كما أنني سيدة منقبة أراعي الله في كل شيء أفادني أنه لايستطيع رفض أي طلب مساعدة لأي سيدة لها ظروف خاصة لأنني لاحظت أن علاقاته مع النسوة المطلقات والأرامل وضقت بهذا وطلبت منه الطلاق بعد أن أهانتني وسبتني أمامه تلك السيدة ولم يرد عليها وباتت تطاردني وكررت طلب الطلاق منه مرة أخرى حيث إنه أصبح يهجرني بالأسابيع وأعلم أنه كان يذهب إلى تلك المرأة ليقضي لها بعض الأمور التي تخصها ولأنه حاول أكثر من مرة إتياني من الدبر فرفضت رفضا باتا وتشاجرنا مرارا وتكرارا وكان يبرر لي بأنه لايقصد وهو كثير الحلف بقسم الله كذبا وعندما أواجهه بأن الكذب حرام يقول بأنه يسد أبواب الذرائع والخلافات فهو ليس بحرام لأنه كذب أبيض ولكن الآن وقد ضقت بالحياة معه لأنه أصبح يهينني ويسبني ومع ذلك لاينفق علي بأي حال من
الأحوال وحجته أني كنت أعلم بظروفه المادية ورضيت بها وعندما ضقت من حياتي معه غير المستقرة رفعت دعوى للخلع ولكنه يرفض حتى أن يحضر أي(55/159)
جلسة بالمحكمة وأنا أعلم تمام العلم بأنه يطمع في مالي ولذا يرفض الطلاق ولقد عرضت عليه ما يريد من المال مقابل طلاقي ولكنه رفض والآن وأنا في حيرة من أمري ماذا أفعل وأنا الوحدة تقتلني والمرض يتمكن من جسدي لحزني الشديد لما أنا فيه وعلى وشك إجراء عملية خطيرة فما موقفه من أموالي لو توفاني الله هل له الحق بأخذ نصيبه من أموالي قبل أن يحكم القاضي بالخلع وما جزاؤه عند الله في الإمساك علي دون أن أكون زوجة أو مطلقة - أفيدوني فالأيام من عمري قليلة وأبيت وأصبح باكية لهذا الرجل الخائن والذي لم يكن محل ثقتي به 0
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل. ثم اعلمي بارك الله فيك أن الدنيا دار ابتلاء ومحن، وشأن المؤمن عند حصول ذلك الصبر والاحتساب لينال بذلك من ربه العفو عن السيئات، ففي الحديث الصحيح المتفق
عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكة يشاكها. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته. فعليك بالصبر على كل ما تلاقينه.
وبخصوص ما سألت عنه فنرى أنه ما دام الأمر قد وصل إلى المحاكم فهي صاحبة الاختصاص فيه، ولم يعد مجديا فيه إصدارنا لفتوى لا تلزم زوجك بالقبول. وعلى كل فننصحك بمحاولة إقناع هذا الزوج بالموافقة على طلاقك إذا كنت أيست من إصلاح الوضع معه، ولا بأس أن تستحثي المحكمة على طلب التعجيل في الحكم لرفع الضرر الواقع عليك من طرف زوجك حيث إنه لا يؤدي إليك حقك في النفقة والمعاشرة.
ونقول لهذا الزوج: عليك أن تتقي الله تعالى في هذه المسكينة، فأد إليها حقوقها وإلا فطلقها، واعلم أن الله تعالى حرم إمساك الزوجة إضرارا بها ، فقال سبحانه: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ {البقرة: 231}. وقد كان عليك أن تقدر إحسانها إليك وتحملها النفقة علنك وتحسن العشرة معها، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}. أما بالنسبة لو كتب الله عليك الموت قبل هذا الزوج فهو يرثك إن لم يقع طلاق من المحاكم عليه قبل الموت.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يجوز لمن ذهبت إلى بيت أهلها الخروج معهم لمكان ما
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الثانية 1426 / 18-07-2005
السؤال
أخت زوجتي على خلاف كبير مع زوجها وهي منذ أيام في منزل والدها الذى طلب من زوجها أن يطلقها لاستحالة العشرة -حسب وجهة نظره- فهل يجوز لها أن(55/160)
تخرج من منزل والدها للتنزه مع أخواتها وأزواجهن أو مع صديقاتها علما بأنها حتى الآن لم تطلق بعد، وفي حالة طلاقها وقبل انتهاء عدتها هل يجوز لها أن تخرج مع أخواتها وأزواجهن أو مع صديقاتها؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه، ومن فعلت ذلك تعد عاصية وناشزا، كما هو مبين في الفتوى رقم: 18036، والفتوى رقم: 33969.
واستثنى العلماء أمورا يباح للزوجة الخروج فيها من غير حاجة لإذن الزوج لأنه لا غناء لها عنها، ومن جملتها خروجها لتحصيل أكل، والذهاب إلى القاضي لطلب الحق واكتساب النفقة إذا أعسر الزوج ، والاستفتاء إذا لم يكن زوجها فقيها.. أو نحو ذلك من الضرورات.
وبما أننا نجهل حقيقة سبب خروج هذه المرأة المذكورة، فإنه ينبغي لزوجها السعي لحل المشكلة معها بما يضمن عودة الأمور إلى سابق عهدها من الود والوفاق، وعلى أهلها أن يحرصوا على تصالح ابنتهم مع زوجها لا أن يكونوا هم جزءا من المشكلة، لأنهم بذلك يعدون مخببين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود.
وليعلموا أن السعي في إفساد المرأة على زوجها أو التفريق بينهما لغير مسوغ شرعي من أحب الأعمال إلى إبليس عليه لعنة الله تعالى، ففي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيئ أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه ويقول: نعم أنت. قال الأعمش: أراه قال فيلتزمه.
وعلى هذا، فالواجب نصح والد هذه الفتاة بأن يتقي الله تعالى في نفسه، ولا يسعى في طلاق ابنته من زوجها ، نعم إن كانت ابنته مظلومة ولها الحق في طلب الطلاق من زوجها شرعاً جاز له مساعدتها في ذلك.
هذا فيما يتعلق بخروج هذه المرأة من بيت زوجها ومحاولة والدها تطليقها من زوجها.
أما بخصوص خروجها من بيت أبيها للتنزه فيفصل فيه، فإن كانت خرجت في الأصل وهي ناشز فهذه لا يجوز لها الخروج لأن مقامها في بيت أهلها تعد به عاصية فأحرى خروجها، وإن كانت خرجت لحق لها، فما اعتاد العرف بالسماح لها بالخروج خرجت، وما لم يعتد فلا تخرج، ومحل هذا إذا لم تعلم من الزوج كراهة لذلك. ويستفاد هذا من قول صاحب المنهاج حيث قال: وأخذ الأذرعي وغيره من كلام الإمام أن لها -الزوجة- اعتماد العرف الدال على رضا أمثاله لمثل الخروج الذي تريده وهو محتمل ما لم يعلم منه غيرة تقطعه عن أمثاله في ذلك. اهـ(55/161)
ومما ينبغي التنبه له أن أزواج أخوات المرأة أجانب عنها لا يجوز لها الخلوة بأحدهم ولا وخلع الحجاب أمامه.
وأما بالنسبة لخروجها في حال ما إذا طلقت فيراجع في الفتوى رقم: 35808.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نصائح لمن كرهت زوجها بسبب بعض تصرفاته
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1426 / 16-07-2005
السؤال
زوجي عنيف ولعنفه المستمر لم أعد أحبه، فما هوالحل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصحك أيتها الأخت الكريمة بجملة من النصائح لعلها تنفعك في حل مشكلتك:
- حاولي الابتعاد عما يغضب زوجك، وتجنبي ما يسببه.
- إذا أردت نصحه أو مناقشته في تقصيره معك، فاختاري الوقت المناسب لذلك، وهو الوقت الذي يصفو فيه لك.
- حسن التبعل للزوج من أهم الأسباب التي تحبب الزوجة إلى زوجها وتزيل المشكلات بينهما.
- التغاضي عن الهفوات أمر مهم في الحياة الزوجية، بل إنها لا تنجح إلا به.
- لا تيأسي من صلاح حالك مع زوجك، فقد ينقلب البغض إلى حب، لا سيما مع تحسين تعاملك معه بالابتسامة اللطيفة والكلمة الطيبة والخلق الحسن، فقد قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34}.
- عليك بالصبر ابتغاء مرضاة الله تعالى، فإن لك على الصبر على زوجك أجر عظيم، فقد قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}.
- إن كنت تكرهينه بسبب صفاته السيئة، فلا تهملي ما فيه من صفات حسنة، فقد قال تعالى عن كره الزوج لزوجته فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19}.
نسأل الله الهداية لزوجك وأن يصلح حالك معه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خروج الزوجة من بيت زوجها لأنه ينفق على أبويه نشوز من وجهين
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1426 / 14-07-2005
السؤال
ما هو الحكم في زوجة تهجر بيت الزوجية أكثر من ثلاث مرات بسبب أن الزوج يصرف على والديه غير القادرين على الإعاشة بمفردهم كما أنهم ليس لهم دخل يعيشون منه مع العلم أنها هذه المرة خرجت ورفضت العودة كما أقامت دعوى نفقة(55/162)
تطلب فيها نفقة لتعيش منها على الرغم من أنها هي الرافضة للعودة إلى منزل الزوجية إلا اذا توقفت عن إعانة والدي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان خروج هذه المرأة من بيت زوجها لهذا السبب المذكور فلا ريب أن هذه المرأة تعد عاصية من جهتين، جهة أنها خرجت من غير إذن الزوج وقد ورد الوعيد فيمن وقع منها ذلك، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على الزوجة؟ فقال: حقه عليها ألا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع. ذكره المنذري في الترغيب والترهيب وعزاه للطبراني. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه البزار وفيه حسين بن قيس وهو ضعيف وقد وثقه حصين بن نمير وباقي رجاله ثقات وضعف الحديث الألباني. والجهة الثانية لسعيها في الحيلولة دون بر زوجها بأبويه والإنفاق عليهما مع حاجتهما إلى ذلك إذا زاد ذلك عن نفقة نفسه وزوجته.
وعليه؛ فالواجب على هذه الزوجة التوبة والرجوع إلى طاعة زوجها والكف عما تقوم به تجاه والديه، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 31060.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إعانة أهل الزوجة على النشوز من التخبيب
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الثانية 1426 / 13-07-2005
السؤال
لي مشكلة تكمن في أني على خلاف مع زوجتي -مع العلم أن لي معها طفلة عمرها 3سنوات- حول الدراسة و العمل، لها 3 سنوات في الجامعة اتفقنا على عدم الدراسة قبل الزواج ولكن مع مرور الوقت قلت لها ربما تكملي السنة المتبقية من الدراسة ولكن تدخل أبوها وأمها وطلبا مني السماح لها بالعمل والدراسة أو التطليق فتدخل أبي فتفاقمت الأمور .
مع العلم أن زوجتي في بيت أبيها مند3 أشهروأنها تخرج دون علمي فتدخلت حول هذا الأمر، فقال لي أبوها تخرج وركبت في سيارة أحد أقارب أمها لم فاتحته في الأمر قال لي إنك تشوه سمعتي ومن حقي تركها تخرج دون علمك فهل هذا جائز شرعا.
مع العلم أن زوجتي لا تصلي وبعض الوقت تصلي وأحيانا توهمني أنها تصلي وهى لا تصلي فحاولت دون جدوى لا تقول الحقيقة وتكذب في عدة أمور.
فهل لي الحق في تطليقها فإني على وشك فعل ذلك.
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/163)
فمن النشوز ما تفعله هذه الزوجة من خروج من بيتها بغير إذن زوجها، وينبغي لهذا الأخ أن يذكرها بالله ويخوفها وعيده لارتكابها ما حرم الله جل وعلا عليها من معصيته ، فإن لم يجد معها ذلك فليهجرها في المضجع ، فإن لم يصلحها ذلك فله أن يضربها ضربا غير مبرح ، قال الله تعالى : وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا. {النساء : 34} .
ومن التخبيب وإفساد الزوجة على زوجها ما يفعله والد الزوجة من إعانة لها على عصيان زوجها ، فعلى الزوجة التوبة إلى الله من عصيان الزوج ، ومن التهاون في الصلاة، وعلى والد الزوجة أن يتقي الله في ابنته ولا يعينها على المعصية ، وعلى هدم أسرتها والتفريق بينها وبين زوجها.
وأما الزوج فينبغي له أن يصبر ويتريث في الطلاق ، ويوسط من له رأي ووجاهة لحل هذه المشكلة ، فإن صلحت الزوجة واستقامت، وإلا فله أن يطلقها، ولا خير في البقاء معها ما دامت عاصية لله تعالى وعاصية لزوجها، وليس لها الحق في النفقة في فترة نشوزها ، ويلزمه نفقة ابنته.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تخبيب المرأة على زوجها معصية خطيرة
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1426 / 10-07-2005
السؤال
متزوج منذ عام 1986 ورزقت بأربعة أطفال صاروا الآن شبابا وقمت بتطليق زوجتي ثم رددتها في نفس الشهر وهذا منذ 8 سنوات والعام الماضي صارت بيننا مشكلة وتدخل أهلها وفوجئت أنهم أخفوا قسيمة الزواج وأظهروا قسيمة الطلاق التي هي منذ 8 سنوات وقالوا إننا مطلقين وأخذوا أولادي وكل شيء وأصبحت في الشارع وهم يعرفون أنني لا أستطيع اللجوء للقضاء أو الجهات الرسمية لأنني مطلوب في شيك قيمته خمسة آلاف جنيه تداينت بها لدخولي القصر العيني الفرنساوي بالقاهرة لإصابتي بجلطة في قدمي اليسرى ولا أعرف ماذا أفعل " أريد أولادي : حتى أريد أن أراهم إنهم منعوهم عني ويهددونني إذا ما حاولت أن أقترب منهم فسيبلغون عني : أريد أولادي : : أريد أولادي " مر عام ولا أراهم أنا مريض وقلبي
يكاد أن ينخلع من مكانه انفطارا على أولادي أنا غير مصدق لما يحدث 19 عاما زواج وأب ويذهب كل شيء في لمح البصر فأنا لا زوج ولا أب ولا شيء ....ماذا أفعل في مصيبتي هذه ...إن الشيطان يخيل لي أشياء كنت أقاومها ولكن لطول الوقت والحرمان من بيتي وزوجتي وأولادي يجعلني قريبا من أن ارتكب أشياء غير مصدق أنه يمكن أن افعلها لأني غير أهل لها ......أجيروني ... أجيروني ...أجيروني أجاركم الله وأثابكم عني وعن أولادي . أنا اسمي ممدوح علي محمد 44 سنة من القاهرة(55/164)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف همك ويفرج كربك ويجمع شملك، ثم اعلم أيها الأخ الكريم أنه إذا كنت قد أرجعت هذه المرأة إلى عصمتك في زمن العدة فهي زوجتك شرعا سواء رضيت أو كرهت؛ لقول الحق سبحانه:
وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ {البقرة: 228} قال العلامة القرطبي:أجمع العلماء على أن الحر إذا طلق زوجته الحرة وكانت مدخولا بها تطليقة أو تطليقتين أنه أحق برجعتها ما لم تنقض عدتها؛ وإن كرهت المرأة
وعليه، فالذي ننصحك به لحل هذه المشكلة أن تحاول إقناع زوجتك بأن تتقي الله وتعود إليك فذلك خير لها في دينها وأجمع لشمل ولدها، وعلى أهلها أن ينصحوها بذلك، ولا يكونوا عونا لها على التمادي على عصيانها لأنهم بذلك يكونون عاصين لله تعالى بتخبيب زوجتك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه الترمذي.
ولا بأس أن توسط من تراه وجيها عندها وعند أهلها حتى تنحل المشكلة فإن أفاد هذا فلا إشكال، وإن لم يفد فلك أن ترفع الأمر إلى القاضي لإلزامها بالرجوع إلى طاعتك أو بحل مرضي آخر.
هذا، وننصحك بأمرين:
1- الصبر على هذه البلايا، فهي وإن كانت في ظاهرها محن إلا أن من رحمة الله تعالى بعباده أنه جعلها سببا في تكفير الذنوب والخطايا، ففي الحديث: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. متفق عليه.
واحذر بارك الله فيك من أن يزين لك الشيطان عدم الرضا بالقضاء أو أن تفعل فعلا فيه مخالفة للشرع فتجمع على نفسك خسارة المصيبة في الدنيا وحسرة العقوبة في الآخرة
2- أنه يجب عليك قضاء تلك الديون لأصحابها متى قدرت على ذلك، ولا يجوز لك التخفي عنهم إلا إذا كنت معسرا لا تستطيع أداءها.
والله علم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... للزوجة الثانية من الحقوق كما للأولى
تاريخ الفتوى : ... 28 جمادي الأولى 1426 / 05-07-2005
السؤال
أنا في أمس الحاجة لفتواكم الكريمة وأتمنى أن يأتيني ردكم قبل فوات الأوان لأني أعاني من مشكلة منذ قرابة سنة والآن حالتي الصحية والمعنوية في تدهور لا أحسد عليه... مشكلتي أني تزوجت من رجل متزوج ولديه ذرية ومن بلد عربي مسلم لكن بلده لا يسمح بالزواج من أجنبية إلا بترخيص، مع العلم بأن هذا الترخيص بإمكان(55/165)
أي إنسان أن يحصل عليه لو لديه نفوذ أو.... إلخ، المهم نحن تزوجنا ببلد عربي آخر يعني على سنة الله ورسوله بولي وشاهدين أمام شيخ رجل دين وقد وصى زوجي بي خيرا، اتفقنا على أن أبقى في هذا البلد وزوجي يقوم بزيارتي كل 3 أشهر وخلال 6 أشهر الأولى لم أر منه إلا حسن خلق ولم أسمع منه إلا الكلمة الطيبة وكنت أحاول جاهدة أن أكون له نعم الزوجة المحبة الوفية وألبي كل رغباته وطلباته وبالأخص العلاقة الحميمة التي كنت أحس أنه في حاجة لإشباعها يعني عملت كل شيء على إرضائه ومن أجل أن أكون دوما عند حسن ظنه، وصبرت على تهاونه في حقوقي لأنه وعدني بأن يفتح لي بيتا في بلده وأعيش بقربه للأبد، بصراحة القصة طويلة وباختصار إني سافرت لبلده ولكن لم أجد الإنسانية وحب الأخوة التي كنت انتظرها سواء من الزوجة الأولى ولا من أهله أشعروني أنه غير مرغوب في وأهانوني بشتى الوسائل سواء الشتم وبعدها أخذني زوجي لفندق وتركني هناك وبسبب عمله الذي يجبره أن يبقى بعيدا عن البيت لعدة أيام، وكان خلال تواجدي يبقى معي غالب الوقت ولكن في كل يوم يرجع إلى بيته ويقضي حاجاتهم وأنا كنت أحزن لأني أعرف أن هذا ليس عدلا اتجاهي فأنا لن أبقى إلا مدة قصيرة معه وسأرحل عنه بسبب قصر تأشيرتي.. وأهله من جهتهم يعكرون علينا سعادتنا باتصالاتهم الهاتفية الدائمة وطلباتهم السخيفة، مع العلم بأنهم لا ينقصهم شيئ فلهم بيت فاخر وخادمة وكل ما يتطلب ولكن أنا ليس لي إلا تلك الأيام القليلة التي كانت كل ساعة أو دقيقة أو ثانية منها ثمينة للغاية، كنت أريد أن أعيشها بكل
حبي ووجداني معه... ورجعت وانقطعت عني مكالماته وأصبح يتهاون في كل الأمور خلال سنة لم يرسل لي إلا 4 مرات بنفقتي وحتى الآن لم أحصل على مهري وأعيش هنا بقرب بنتي وتقريبا على نفقتها.. قرأت فتاوي كثيرة ولكن لم أجد مشكلة تشبه معضلتي... وعدني بزيارته ولكن أخلف وعده بادعائه أن ظروفه المادية لا تسمح له بالسفر لي، مع العلم بأن عمله وراتبه أكثر من جيد، سافرت إليه مرة أخرى بتأشيرة قصيرة عسى أتفهم الوضع لكني هذه المرة طالبت بحقوقي يعني بالعدل في كل شيء، ولم أبق معه إلا فترة وجيزة.. وكانت نفس المعاملة بل أسوأ أصبحت أسمع منه كلاما جارحا سواء يقبحني أو يقلل من قدري كقوله أم الأولاد أفضل منك.. وحتى هذه اللهجة لا تشعرني بالنقص لأنه أدرى مني بأم أولاده وأدرى بي، أعتذر لأني لا أريد أن أغتاب هذه المرأة.. أشفق عليها من كرهها لي.. وأنا رغم ذلك أحاول معه أن أريه الصواب، ولكن كان يتركني في ذلك الفندق اللعين ويذهب لبيته وأولاده وكم مرة قلت له أن هذا من حقي لأني لا أراه إلا نادرا... شيخي الكريم أنا لا أطلب المستحيل ولست من النوع الذي يهتم بأمور الدنيا الفانية -ذهب أو زينة أو بيت فاخر- يكفيني ولو غرفة بسيطة تكون بيتا لنا، لا يهمني بيته الفاخر ولا خادمته، كل هذه الأمور بالنسبة لي تافهة، الآن حالتي الصحية ساءت للغاية -انهيار عصبي حاد- ومنذ أسبوع لم يصلني أي خبر عن زوجي وأنا بعيدة عنه فلا هاتف ولا رسالة ولا نفقة ولا....... ورغم ذلك أحتسب لله وأسأل الله أن يجعل لي من أمري مخرجا ويجمعني بزوجي الحبيب، مع العلم بأني أكبر زوجي بعدة سنوات ولكن أعلم أن هذا ليس عائقا بالنسبة له، فهو اختارني(55/166)
وأحبني، ولكن أريد أن أعيش بقرب زوجي وأهم شيء أريد أن أكون له زوجة في الآخرة -مع العلم بأني كثيرة الاحترام لشخص زوجي ولم أسمعه أبدا كلمة غير لائقة... فطبيعتي وأصولي لا تسمح لي بذلك... هل يعني أن زوجي يشعر بنقص ما؟ عجيب أمره؟
قلت له أسأل الله لك العافية والهداية... فيرد علي -من قال لك إني ضال-!! غريب، أشعر بالإحباط الشامل والذل والهوان لأني لا أستحق هذه الفظاظة.. أين الرحمة يا إخوتي؟ هل انعدمت من عالمنا؟ الرحمة الرحمة بالله عليك يا شيخي الكريم ما حكم الإسلام في معاملة أهله لي رغم أني لا أشعر بأي غيرة ولا حسد اتجاه الزوجة الأولى وأدعو لهم بالهداية... جردوني من كل شيء كل حقوقي مهضومة يالله ماذا أفعل؟ ضاقت بي الدنيا وأتعبت بنتي معي ولا أحد يرحمني حتى زوجي أصبح قاسي القلب، ما العمل أرشدوني بارك الله فيكم لا تنسوننا من الدعاء، أعيش الآن بأدوية مهدئة وينتابني بعض الأحيان ألم في الصدر جهة القلب وفي الكتف بسبب الضغوط، أعتذر على الإطالة وأفكاري المشتتة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية ندعو الله تعالى للأخت السائلة أن يفرج همها وأن يكشف كربها، وأن يعافيها ويجمع بينها وبين زوجها على خير ويصلح زوجها ويهديه، ونوصيها بالصبر واحتساب الأجر، فإن المؤمن أمره كله خير لأنه إن أصابته شدة وضراء صبر، وإن أصابته سراء وعافية شكر، وفي كلا الحالتين هو في خير.
وأما بشأن سؤالها عن حكم معاملة أهل زوجها لها، فإنه لا يجوز شرعاً إهانة المسلم أو احتقاره أو ظلمه، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره... الحديث. ولا يجوز للزوجة الأولى أن تسيء إلى أختها المسلمة أو أن تظلمها أو تحرض الزوج على ظلمها، فالغيرة الفطرية من الضرة وإن كانت لا تؤاخذ عليها المرأة إلا أنه لا يجوز أن تحملها هذه الغيرة على الوقوع فيما حرم الله مما ذكرنا.
وعلى الزوج أن يعلم أن زوجته الثانية كالأولى لها عليه من الحقوق ما للأولى، فعليه أن يتقي الله في زوجته فإنها أمانة في عنقه، وبينه وبينها عهد الله وميثاقه الغليظ، وأن يؤدي إليها حقوقها كاملة وأن لا يجور عليها أو يهضمها حقها، فقد شدد الرسول صلى الله عليه وسلم وحرج حق المرأة، حيث قال: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة. رواه ابن ماجه وأحمد.
ونوصي الأخت بأن تكثر من الدعاء لزوجها بالصلاح والهداية ليؤدي ما أوجبه الله عليه من حقوقها، مع العلم بأن من حق الأخت شرعاً أن تطالبه بحقوقها من مهر ومن نفقة في الفترة السابقة، ولها أيضاً طلب التفريق عن طريق المحكمة الشرعية أو من يقوم مقامها إن لم يؤد ما عليه من حقوق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/167)
الفتوى : ... الزوج مطالب بتقدير ظروف زوجته والزوجة مطالبة بالعشرة بالمعروف
تاريخ الفتوى : ... 25 جمادي الأولى 1426 / 02-07-2005
السؤال
أنا متزوجة منذ شهرين من إنسان هادئ الطباع طيب القلب و لم يحدث بيني و بينه أي خلاف والحمد لله حامل أيضا ولكن شعرت بكره أمه لي من أول يوم و كنت أعاملها على أحسن وجه وأحتمل منها ما لا يطيقه أحد وهذا طبعا من دون علمه وحاولت مرارا أن تحدث الفتنة بيني وبينه وهذا من دون أن أشتكي ولكن هذه المرأة بها خبث كبير جدا و لها تأثير السحر عليه و هو لا يعلم هذا تماما ولكنها أمه أردت أم لم أرد.
و بعد الزواج مباشرة طلبت أكثر من مرة أن نبيت عندهم و لكني مازلت لا أفهم حتى الآن و ظروف حملي تجعلني متعبة و لا أستريح إلا ببيتي وخاصة أيضا وأن له أخ في المنزل فاستحيت أن ألبي طلبهم، و في مرة وجدت زوجي قبل خطبة أخيه يطلب مني المبيت معه راجيا لي فطلبت منه كثيرا و شرحت له مبرراتي كثيرا ولكنه لم يرض وأصر علي مبيتي معللا أنه يريدني معه وأني لا يمكن أن أبيت وحدي بالمنزل وبصراحة إجهادي و خجلي و الرواسب الكامنة من أمه جعلتني عاجزة عن القبول فاتصلت بأمي وجاءت لتبيت معي واتصلت به لأبلغه بقراري وأنا في حالة ثورة فقلت أمك ضايقة مني و لكني فوجئت بالآتي
بأنه هددني بأنه كاد أن يطلقني وأن هذا يعتبر نشوزا وأنه سيطبق الشرع بأنه سيهجرني وعاملني أسوأ معاملة دون الاعتبار لظروفي الصحية والنفسية هل هذا صحيح .
أنا أشعر بإهانة وجرح عميق فما أفعل في حكم الدين وما هو الصواب . أرجو الاهتمام جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأساس الذي تقوم عليه الحياة الزوجية هو التفاهم والرحمة وحسن العشرة ، وذلك قول الله سبحانه
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء :19} وقوله : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228 }.
فالزوجة مطالبة بطاعة زوجها في المعروف، ولذا كان على الأخت السائلة تلبية طلب زوجها في المبيت معه في بيت أهله إذا لم يترتب على ذلك محظور شرعي من اجتماعها بأخيه على حالة غير شرعية، أو ضرر عليها من أمه أو من غيرها، وفي الوقت نفسه الزوج مطالب بتقدير ظروف زوجته الصحية والنفسية والتماس العذر لها . ولذا ما كان ينبغي له أن يشتد عليها كل هذه الشدة لهذا الأمر الهين ، فنوصي الزوجين الكريمين بالمحافظة على حدود الله في التعامل في ما بينهما ، ومعرفة الأحكام المتعلقة بالعشرة بين الزوجين، والحقوق المتبادلة ونحيل لمعرفتها على الفتوى رقم 27662(55/168)
وننبه الأخت السائلة أن ما ذكرته من كلام عن أم الزوج لا ينبغي ، فعليها أن تحسن معاملة أم زوجها فإن هذا من الإحسان إلى الزوج ومن حسن عشرته
مع تنبيه الأخت إلى أنه لا ينبغي لها أن تمتنع عن زيارة أهل زوجها هذه الزيارة إن لم تكن سببا لمحرم. وتراجع الفتوى رقم 4180
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يلجأ إلى الطلاق إلا عند استحالة العشرة تماماً
تاريخ الفتوى : ... 26 جمادي الأولى 1426 / 03-07-2005
السؤال
أنا أعمل في بلد عربي وقمت باستضافة والدي زوجتى، وكنت أقوم بواجبي معهم لدرجة أنى أنهكت ما بين العمل والرحلات الشرائية لهم وكانو يبادلوني الشعور الطيب إلى أن قامت زوجتى بالتطاول بالقول في أحد المحلات التجاريه أمام والدها بدون أي سبب، فانتظرت حتى عدت إلى المنزل وبدأت أعاتبها باللين أني لا أحب أن يحدث مثل هذا لي من أجل الدين والكرامة، ولكن ما كان منها إلا التمادي، فشكوت إلى والدها ولكنه لم يستجب, فبدأت زوجتي بسب أمي ولا حراك لأبويها, فما كان مني إلا أن صفعتها لتسكت, فقام والداها بضربي وسب أمي بأبشع الألفاظ داخل بيتي وجرحي وقاما بأصوات عاليه لتسبب لي الفضيحة في مكان سكني وعملي وأشياء يصعب وصفها, وقاما بطلب الشرطة لي وأصبحت فجأة من إنسان محترم إلى
متهم لا تحترمه الشرطة كما تعلمون, إلى أن كنا أمام النيابة حيث تصعب عليهم النساء, وقامت هي ووالدها بشهادة الزور والكذب لأخذ الموقف إلى صفهم, وتم حبسي إرضاء لشهوات وكيل النيابة, ومكثت 24 ساعة تأديبيه بدون وجه حق, مع أخذ قرارات بسفر زوجتي وأولادي وحرماني منهم، إلى أن سافر أهلها وبقيت هي لمحاولة الصلح وبقيت معي ولكني لا آمنها علي نفسي ولا أولادى، وأشعر دائما أن شيئا ما سيحدث عند سفري في الإجازة الصيفية إلى بلدي أو سأحرم من أولادى في أي وقت، فأنا الآن لا آمنها على مالى وأولادي ونفسي بالرغم أن ظاهرها عكس ذلك, فماذا أفعل أرجوكم، هل أتحمل من أجل أولادي, أم أنفصل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوصول الأمر بينك وبين زوجتك وأهلها إلى هذا الحد من تبادل السب والشتم والضرب وإبلاغهم عنك الشرطة ووصولكم إلى المحاكم شيء مؤسف للغاية، ولا ينبغي أن يصل بين مسلمين فضلاً عن زوجين يفترض أن يكون بينهما من الود والرحمة والشفقة الشيء الكثير، وأن يكون كل منهما سكنا للآخر وشريكا له في حياته حلوها ومرها، وخصوصاً إذا كان بينهما أولاد.
فالذي ننصحك به الآن هو أنك إن كنت قادراً على الصبر على هذه المرأة وراجياً صلاحها وعودتها إلى رشدها وقد رأيت منها ما يدل على ندمها وتبدل حالها فلا(55/169)
شك أن بقاءك معها إلى جنب أولادك خير وأولى، فالله سبحانه وتعالى يقول: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ {النحل:126}، وقال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}، وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، وأما الشكوك التي في نفسك فينبغي أن تتركها وتزيلها عنك، فقد قال تعالى: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث. متفق عليه.
ولتعلم أن المشاكل الزوجية قلما يخلو منها بيت، ولا ينبغي أن تكون سبباً لفصم عرى وثيقة قد أحكمت، سيما بعد مجيء الأولاد فلا يلجأ إلى الطلاق إلا عند استحالة العشرة تماماً فهو كالكي، والكي آخر الدواء، وأما أهلها وقد شاركوا فيما حدث فينبغي أن توسط بينك وبينهم من يصلح ويرأب الصدع حتى تعود مياه المودة إلى مجاريها، فكلاكما قد ارتكب خطأ لأن ضرب الزوجة لا يجوز إلا بضوابط محددة وبأسلوب محدد، كما بينا في الفتوى رقم: 69 وليس ما ذكرته من ذلك سيما أمام والديها، وإن كان لا يجوز لها التطاول عليك ولا لوالدها إذايتك بالسب ولا بغيره، ولكن ما حصل كله نزغة من نزغات إبليس وإغوائه للإفساد بينكم، فلتعودوا إلى رشدكم جميعاً وتصلحوا ما فسد، والصلح خير، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... معصيان خطيرتان ترتكبهما الزوجة الأولى في تعنتها
تاريخ الفتوى : ... 26 جمادي الأولى 1426 / 03-07-2005
السؤال
تزوجت في سنة 2000 للمرة الثانية فالأولى لم تقبل وأخذت كل متاعنا وهربت به لبيت أمها فاحتراما لها لم أدخل الثانية وبعت البيت وأعطيتها نصف المال وطلبت الطلاق ورفضت وهي الآن في بيت أمها لأن الأب توفي وحرمتني من أولادي (طفلين) الأول 16 ستة و الثانية 11 سنة.
فماذا أعمل هل أطلقها لأن شرطها للعودة تطليق الثانية وأنا مرتاح مع هاته الثانية، فماذا أعمل و كيف أجعلها تترك أولادي يأتون لرؤيتي، وبما أنها منعتني من رؤيتهم منعتها الإنفاق، علما بأني أعطيتها نصف مبلغ البيت مسبقا فلا أريد أن أدخلها للعدالة وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/170)
فما فعلته زوجتك من الخروج من بيت الزوجية وطلب الطلاق لمجرد زواجك عليها هو معصية يجب عليها التوبة منها والاستغفار، وذلك لأن الشرع الحكيم أذن للرجل في التعدد عند القدرة على القيام بحقوق الزوجات، وراجع الفتوى رقم: 1660.
وبناء عليه فطلب المرأة للطلاق لهذا الغرض يعد إثما، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.رواه أصحاب السنن.
كما أن مطالبتها لتطليق ضرتها هو معصية أخرى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسأل المرأة طلاق أختها. رواه البخاري ومسلم.
وعلى العموم، فإن تابت هذه المرأة ورجعت إلى طاعتك ورضيت بالأمر الواقع في التعدد فلا إشكال ، وإن بقيت على موقفها من طلب تطليقك ضرتها فلا يلزمك طاعتها في ذلك، وتعد هي في هذه الحالة امرأة ناشزا لا حق لها في النفقة وتوابعها.
ولمعرفة حكم النشوز راجع الفتوى رقم: 17322 ولا يحق لهذه المرأة منعك من رؤية أولادك حتى لو طلقتها وبانت منك، أما الحضانة ولمن يكون له الحق فيها، فتراجع لها الفتوى رقم: 6660 والفتوى رقم: 61128.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... عقاب الزوجة بحرمانها من أبنائها غير مشروع
تاريخ الفتوى : ... 21 جمادي الأولى 1426 / 28-06-2005
السؤال
هل إذا قام الزوج بابقاء الأطفال عند إخوته مثلا لنصف نهار أو للبيات عندهم رغم إرادة زوجته بسبب الخصومة القائمة بينهم وعدم القبول للصلح مع الزوجة، فهل يكون قد قام بحرام أو هذا من حقه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، وعند نشوز الزوجة وخروجها عن طاعته شرع الله سبحانه للزوج أسلوباً معيناً يتعامل معها به، وسبق في الفتوى رقم: 17322.
وليس من حقه أن يبقي أبناءها عند إخوته أو غيرهم كنوع من التأديب أو العقاب فهذا ليس مشروعاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأفضل التغلب على المشاكل وحلها بعيدا عن الطلاق.
تاريخ الفتوى : ... 22 جمادي الأولى 1426 / 29-06-2005
السؤال(55/171)
هل يجوز لي طلاق زوجتي التي تجاوزت على والدتي بلسانها البذيء وكلماتها النابية وقد جاوزت أخلاق كل زوجة مسلمة تحب زوجها أو تهابه.
علما" أن هذا حصل أكثر من مرة وبحضوري ، وقد نصحت وهجرت وضربت والنتيجة واحدة
زوجة سليطة اللسان وتهددنني بأهلها إخوتها رغم أنهم يؤذونني ويعلمون أن أمي وزوجتي على خلاف دائم خفي وأنا تعبت من مداراة ومعالجة الوضع العائلي المتعب هذا.
أخذتها لأهلها وكلمتهم عنها تفهموا وقالوا لقد حصل هذا الشجار أو الخلاف مع أمك أكثر من مرة
نعتقد أنه يتوجب لك التفكير بعزل سكنها عن أمك حتى لا يكون هناك سبب للمشاكل معها. وهم يعلمون وضعي المادي الضعيف....ومتسامحين
أنا أود طلاق زوجتي وصليت لله استخارة 3 مرات عن موضعها ...طلاقها
حتى الآن أنا متحير حتى لا يقال طلقها بسبب أمه ...أنا كرهتها...أنا لله الحمد ذو دين ولن أظلمها معي سوف أطلقها حتى لا أضربها بسبب أمي وأتركها تعيش حياة جديدة علما أن لي منها طفلة ومضى على زواجنا 1 سنة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي أن يجعل الطلاق حلا أوليا للمشكلات التي تعترض الزوجين والتي لا تخلو في الغالب منها أي أسرة ، بل الأولى الصبر والتغاضي ما أمكن عما ينغص الحياة الزوجية ويكدر صفوها والتغلب على المشاكل وحلها بعيدا عن الطلاق.
ولا يتم ذلك إلا بالنظر إلى الأسباب ومعالجتها بصدق وموضوعية، ولا يستقيم ذلك إلا إذا روعيت أحكام الشرع الحكيم، ولا ريب أن الزوجين إذا واجها مشاكلهما بهذه الطريقة فإن الحياة بينهما تصبح طيبة.
ومن هنا نقول للأخ: إذا كنت عجزت عن التوفيق بين أمك وزوجتك وذلك لوجودهما في منزل واحد، فحاول أن تسكن زوجتك في مكان مستقل ولو بإيجار إن أمكنك ذلك، وهذا من حقها شرعا عليك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 34802 . فإن أفاد هذا فذلك المطلوب، وإن لم يفد وكانت زوجتك هي الظالمة لأمك ولم تستمع إلى نصحك باحترام أمك فطلاقها حينئذ لا كراهة فيه إن شاء الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تفاهم مع زوجتك وأهلها حول أسباب سعيهم للتفريق بينك وبين زوجتك
تاريخ الفتوى : ... 21 جمادي الأولى 1426 / 28-06-2005
السؤال
أنا شاب متزوج منذ أكثر من سنة ونصف, ولكن حياتي الزوجية مهددة بالانفصال, فالفتاة التي هي زوجتي لم أر فيها إلا الحب وما يرضي الله, ولكن عائلة زوجتي تبحث عن تفرقتنا بأي طريقة ممكنة رغم أني أقيم مع زوجتي بعيدا عنها، ولكن في(55/172)
نفس المدينة, أنا أعمل طول النهار وأعود إلى البيت في الساعة الثامنة أو التاسعة ليلا, أما عن زوجتي فإنها مازالت تتابع دراستها, هي بلغت من العمر 19 سنة وأنا 28 سنة بعد انتهائها من دراستها تذهب يوميا إلى بيت أهلها لأنه قريب من بيتنا, ولكن تبدأ المشاكل كلما جاءت إلى بيتها بحيث أعلم بأن من تكلم معها قال لها إن زوجك لا يعطيك كل حقوقك وأنه يكسب مالاً آخر غير الذي يخبرك به, علما بأن عند رجوعي إلى بيتي غالبا أمر إلى بيت أهلها لاصطحابها إلى بيتها, فهنالك مشاكل كثيرة من بينها عدم الاهتمام بالمنزل وطهو الطعام إلى مشاكل أخرى, أما الشجار الذي يقع ينتهي بسب وشتم، وفي بعض الأحيان بالضرب هذا فعلا غير الحياة الزوجية التي كنا نحلم بها فقد تحولت إلى جحيم, أما الآن اعترض كل من في عائلتها حتى قد فكروا في المتابعة القانونية للانفصال رغم أن الفتاة أصبحت بين نارين حب الزوج وقيادة عائلتها، المرجو إخباري هل أنفصل عنها، أم لا رغم انف أي أحد من عائلتها ولو طلبت الزوجة الطلاق الذي يبغضه الله هل أطلقها أم لا، ما هو الحل وما قول الدين في ذلك المرجو إخباري بالوجه المبسط عن هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي الاستعجال في أمر الطلاق من أول وهلة ما دام الأمر قابلا للحل بالطرق الشرعية، ومن هنا ننصحك بالتفاهم مع أهل زوجتك والنظر بجد في الأسباب التي جعلتهم يسعون للتفريق بينك وبين زوجتك، فإن استطعت حلها عن طريق الحوار أو مشاركة العقلاء من أهلكما فهذا أمر طيب واحمد ربك على عظيم فضله، فإن لم يستجيبوا فلا شك أنهم آثمون لسعيهم للإفساد بينك وبين زوجتك، وهذا من أعظم المحرمات وهو من عمل الشياطين، ففي صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما فعلت شيئاً ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت فيلتزمه. ويقول صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أحمد.
وما دام حال أهل زوجتك كذلك فلك أن تمنع زوجتك من الذهاب إليهم، والواجب عليها أن تطيعك ولا تستمع إلى ما يقول أهلها بشأنك، وذلك لأن طاعتك مقدمة عند التعارض على طاعة الأبوين، وراجع الفتوى رقم: 49601.
فإن استقرت على هذا الحال فلا إشكال، وأن أبت المرأة إلا المضي فيما يطلبه أهلها فهي ناشز، وراجع حكم النشوز في الفتوى رقم: 9904.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وازني بين مفسدة ظلم زوجك ومفسدة الطلاق وعواقبه
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1426 / 07-07-2005
السؤال(55/173)
تزوجت به وهو متزوج لأنه يدعي أن زوجته تسبب له كثيراً من المشاكل ولا تساعده على الدعوة وهو يقول كل حياتي لله ولخدمة هذا الدين، شدني حديثه هذا فقررت الزواج به بعدما تعبت من حياتي بين أهلي لأن الكل يلومني لماذا لم أتزوج وكأن الأمر بيدي قبلته، وقلت في نفسي هذا هو الرجل التقي الورع الذي كنت دائما أحلم به لنصرة ديننا الحنيف مصداقا لقوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولأنني من المغرب وهو من ماليزيا سهلت عليه كل الإجراءات للزواج رغم أن الأمر ليس بالسهل في بلادي لم أشترط عليه أي شيء غير التقوى أنوي الخلاص من نظرات أهلي التي تسوم كسهم قاتل في قلبي فقط من باب الإشارة كنت مستقلة بحياتي أعمل في مدينة أخرى غير بلدتي الأصل نظرا لظروفي المادية الضعيفة وأمي المريضة التي أعمل من أجل مساعدتها وهي أيضا تعاني من جبروت أبي الذي لا عمل له ولا مسؤولية فقط مشاكل ومخدرات بل حتى إخوتي صاروا على نهجه إلا أنا وأخي التوأم ونحن الأصغر في البيت، إذن خلاصة القول أريد زوجا تقيا كي يتقي الله في وفي ظروفي القاسية التي مررت بها وأحصن نفسي من ذئاب المجتمع الذين يرونني فريسة سهلة المنال... بعد أسبوعين من الزواج بدأت أرى رجلا آخر يأخدني إلى العمل معه ويهددني لقد انتهى شهر العسل يجب أن تبحثي عن النقود لكي تساهمي في التذاكر وأشياء أخرى، أصابني بالذهول إذ كيف أعمل وأنا لا أتقن لغتهم والإنجليزية ومشاكل في الطبخ رغم أنني طباخة ماهرة طبعا طبخ بلدي كل شيء لوم وسب وتكسير لأثات البيت وأنا لا أفهم لماذا يتصرف هكذا طول مدة حملي مشاكل وصراخ وضرب والآن بعد أن أصبح عمر ابنتي سنة اكتشفت أن كل ذلك بسبب زوجته الأولى التي تحرضه علي بل يشاركها في كل ما يتعلق بي حتى في مشاكلي الصحية وأنا أعاملها والله على ما أقول شهيد بكل حنان واحترام لأنني أخشى الله في ظلمها... يستهزؤون مني و يسخرون مني لأنني أجنبية عنهم وتتعالى
ضحكاتهم على مسامعي وأصبر لأن القرار صعب بالنسبة لي في ظروفي السابقة والآن ابنتي هذه المعاناة دامت ما يقارب سنتين والآن وهذا الصباح بالضبط طلبت الطلاق لأنني لا أستطيع أن أستمر في حياة مع رجل كل الوقت ينتقدني مثلا يلومني لماذا لم أكمل تعليمي الجامعي رغم أنني شرحت له الأمر مرات كثيرة ، خلاصة هذا كله لا تقدير ولا احترام لي مهما تبعلت ومهما عطفت عليه ومهما أحببته بل حتى قبلتي له ينزعج منها أحاول ما أمكن أن أرضيه ولكن أحتار دليلي معه ولا أريد أن أستمر وسأدفع الثمن غاليا أمام نظرة أهلي لي لأنني أنا التي اخترته وأنا التي أرغمت الكل على تقبله ... فأرجو أن ترشدوني لما فيه الخير وجزاكم الله عني كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويفرج كربك، وأن يعينك على ما أنت فيه، إنه نعم المولى ونعم النصير.(55/174)
ثم اعلمي بارك الله فيك أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وشأن المؤمن فيها الصبر على ما يصيبه من أقدار فينال بذلك غفران الزلات ورفع الدرجات، واسمعي ربك جل شأنه يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.
وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد البلاء، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يعيش على الأرض ما عليه خطيئة. رواه أحمد وصححه الألباني.
فالزمي أختاه الصبر واعلمي أن مع العسر يسرا، وأن بعد الظلمة ضياء، هذا فيما يتعلق بنصيحتنا لك نحو هذه الهموم، أما فيما يتعلق بحال هذا الزوج، فالواجب عليه الكف في الحال، ثم التوبة والاستغفار فيما يسببه لك من أذية، وليعلم أن الله تعالى سائله عن ذلك، وأطلعيه على جواب لنا برقم: 69.
أما أنت فاجتهدي في نصح هذا الزوج ووسطي أقاربه وأهل العلم من بلده في أن يكف عن تلك الأمور، فإن تاب وغير من طبعه وعاملك معاملة حسنة ولم يفضل عليك ضرتك فاحمدي ربك على صلاح الأحوال، وإن لم يقبل النصح وبقي على ما هو عليه من التعامل فلا جناح عليك في طلب الطلاق منه.
على أننا نرى أن توازني بين مفسدة ما تعانيه من العناء معه ومفسدة الطلاق وعواقبه، ثم إذا رأيت أن مفسدة الطلاق ورجوعك إلى البيئة السابقة أعظم مفسدة فلتتحملي مفسدة أذى الزوج وكلامه، نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تطليق المعقود عليها بسبب مخالفاتها الشرعية
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الأولى 1426 / 20-06-2005
السؤال
انا شاب مقيم في أمريكا وقد عقدت على فتاة من المغرب منذ حوالي
سنة وشهرين. كنا دائما على اتصال بواسطة الهاتف وأحيانا أخرى بواسطة الرسائل و بعد مرور الوقت بدأت أنكر عليها بعض المخالفات الشرعية (كزيارة الأهل بدون محرم, الذهاب عند طبيب بدل طبيبة من نفس الاختصاص, لباس السروال و الجاكيط, ...) , و عند كل رد توحي لي بأني متشدد في الدين مما يدفعها لعدم المبالاة بما أقول. وقد طلبت منها مرات عدة أن تزور والدي إثر إصابته بكسر في الكاحل لكنها أبت بدعوى أنها ليس لها وقت. فكل هذه التصرفات جعلتني أبغضها ولا أرغب بها شريكة للحياة فهل علي شيء إن طلقتها. أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/175)
فالذي ننصحك به في بداية الأمر أن تحاول نصح هذه الزوجة وإرشادها إلى ترك تلك الأمور المخالفة للشرع ولا بأس أن توسط من تراه وجيها عندها من أهلها، فإن قبلت النصح واستقامت أحوالها وابتعدت عن تلك المنكرات فهذا طيب، وإن أصرت على تصرفاتها ولم تبال بما تقول لها فلا مانع من تطليقها لذلك قبل أن يوجد الأولاد.
وراجع أحكام الطلاق في الفتوى رقم: 43627.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إقامة الزوجة علاقة مع غير زوجها
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الأولى 1426 / 12-06-2005
السؤال
كنت قد كتبت لكم قبل عامين عن قصتي مع زوجتي, عندما اكتشفت أنها قد كانت أقامت علاقة غير شرعية مع ابن عمي وحسبما اعترفت لي وقتها لم تصل لحد الزنا ولكنها اختلت به أكثر من مرة وحصل بينهما أمور كثيرة كالقبلات وبأنها قد مصت ذكره واستمنى في فمها وغير ذلك من الأمور, وقتها لم أستطع تخيل أو تحمل الوضع وطلقتها طلقة رجعية كانت الثانية وأرجعتها قبل انقضاء العدة لأنني أحسست بندمها وبعودتها إلى الله، ولأن لي منها 3 أطفال ولأنها ابنة عمي ولاعتبارات أخرى كثيرة ومضى عام تقريبا وعادت الحياة بيننا إلى طبيعتها وإذا بي أكتشف أنها كانت تتحدث على الهاتف مع صديق لي بصورة ودية أكثر من الطبيعي حيث كانت تقول له اشتقنا إليك ولا بد أن تأتي اليوم ونخرج معا وما إلى ذلك من غير أن تكون النوايا واضحة وقد تكررت هذه المكالمات وأنهما أخفيا حديثهما عني متعمدين وقد اكتشفت الموضوع صدفة وعند مواجهتي لها قالت إن الغرض من الموضوع كان فقط الحصول على معلومات عني وأنه ليس بنيتها شيء تجاهه وقد صدّقت قولها واستمرت الحياة الزوجية مع وجود الخلافات لأكثر من سبب معظمها عنادها وعدم احترامها لشيء، الموضوع يبدأ الآن فلقد اكتشفت منذ أسبوع أن زوجتي قد أقامت علاقتين جديدتين إحداهما عابرة ولمدة أسبوعين تمثلت بإرسال الإيميلات والمحادثات التلفونية والشات ومقابلة واحدة في أحد المقاهي ثم أنهت العلاقة وأخرى جديدة دامت حوالي العام وقد التقت فيها هذا الشاب في بيته أكثر من مرة وتبادلوا القبل والله أعلم ماذا، و كان بينهم اتصال هاتفي دائم ولقاءات خفيفة متواصلة ولم يحدث بينهما شيء آخر على حد قولها (إذا صدقت هذه المرة)، و قد كان هناك حواران على الشات قمة في الوساخة في الكلام عن ماذا سيفعلون ببعضهم البعض عند اللقاء من زنى وأبعد من ذلك وقد قرأتهما عن طريق برنامج مراقبة للكمبيوتر الذي كنت قد وضعته قبل سنتين أي عند الحادثة الأولى ولكني لم أعد أفتحه
منذ زمن لاعتقادي بأنه لا داع لذلك والله لا أعلم لماذا قمت بفتحه في ذلك اليوم وبعد كل هذه المواجهات والاعترافات والأكاذيب حيث إن الحقيقة ضاعت مع هذه(55/176)
المرأة، ولا بد أن أقول إن الزوجة التي قامت بكل ذلك هي ملتزمة دينيا والله أعلم بالسرائر حيث إنها محجبة (حجاب حديث مع المكياج وهذا الموضوع سبب خلاف رئيس بيننا)، وأيضا تحافظ على صلاتها وصيامها وقيامها حيث تقرأ القرآن في كل ليلة وقد ختمته مرة في رمضان الماضي ومرة بعده والآن هي طلبت مني طلبا أخيرا وهو أخذها إلى العمرة حيث إنها تابت إلى الله وقد علمت أن أفعالها خاطئة وقد وافقت وقد قررت طلاقها حين عودتنا من العمرة والمشكلة أنها تريد الاحتفاظ بالأولاد في حال الطلاق ومستعدة لدخول المحكمة من أجل ذلك أو كما تدعي وأنا أعيش حياتي من أجل هؤلاء الأولاد وقد تحملت ما تحملت في الماضي من أجلهم فكيف أتركهم الآن، أخلصوا لي النصح، أعانكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بمواصلة نصحها وتذكيرها بالله تعالى، وتخويفها من حسابه وأليم عقابه، وتنبيهها إلى قبح ما فعلت، وأنها بذلك الفعل أغضبت ربها، وجلبت سخطه، وأعطها في ذلك الفتوى رقم: 26237.
وأعنها على الهداية بتوفير البيئة الصالحة كطهارة البيت من المحرمات كالغناء السافل والمسلسلات الخليعة، ومصاحبة الفاسدات، واقطع عنها الوسائل التي تستخدمها في المعصية، واجعل بيتك عامراً بذكر الله تعالى، وسهل الأسباب المعينة على الطاعة كالمحاضرات النافعة والكتب المفيدة التي تذكر بحقيقة الدنيا وأنها إلى فناء والآخرة وأنها إلى بقاء، نسأل الله أن يصلح زوجتك وأن يهديها سواء السبيل.
فإن رأيت عدم صلاحها بعد فعل ما سبق فطلاقها أفضل ولك إمساكها، وأما بشأن الحضانة فسبق الكلام عن ذلك في الفتوى رقم: 6660.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التدرج في الإصلاح قبل طلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الثاني 1426 / 05-06-2005
السؤال
إنسانة محبطة من تعامل زوجي معي لدرجة أني أتمنى بعض الأحيان الموت أو الطلاق أو أي شيء يبعدني عنه لا أعرف ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يتضح لنا من السؤال كيفية تعامل زوجك معك مما جعلك لا تطيقين العشرة معه، لكن إن كان ذلك بسبب تقصيره في حقك أو سوء خلقه في التعامل معك، فإننا ننصحك أولا بالصبر ومعالجة الأمر برفق ولين، وتحمل أخطاء زوجك قدر استطاعتك واحتساب أجر ذلك عند الله تعالى، واعلمي أختي الكريمة أن صبرك على زوجك فيه من الأجر ما لا يعلمه إلا الله؛ لقوله تعالى:(55/177)
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10} كما ننصحك بأن تقابلي إساءته إليك بالإحسان إليه، فإن لذلك أثر عظيم في علاج الخلافات، فقد قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34} وننصحك أيضا بتجنب ما يثير غضبه عليك.
وعليك بالإكثار من الدعاء بأن يهدي الله زوجك ويحسن خلقه، فإن لم يؤد ذلك إلى حل ما بينكما من مشكلات فاستعيني على نصحه بمن له تأثير عليه من أهل الخير والصلاح، فإن لم يؤد ذلك أيضا إلى إنهاء ما بينكما من شقاق فيجوز لك حينئذ طلب الطلاق، لأن طلب الطلاق المنهي عنه هو ما كان لغير سبب معتبر، فقد روى أصحاب السنن إلا النسائي وصححه الألباني من حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
واعلمي أختي الكريمة أنه لا يجوز للمسلم أن يتمنى الموت لضر حل به، ففي الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي.
نسأل الله أن يفرج همك وهم جميع المسلمين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... امتناع الزوجة من معاشرة زوجها لكونه تزوج من أخرى نشوز
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الثاني 1426 / 05-06-2005
السؤال
تزوجت من امرأة أخرى على زوجتي قامت بيننا مشاكل كثيرة وأمرتني هي وأهلها وأهلي بأن أطلق الزوجة الثانية فرفضت هذا وخصوصا بعد إنجابي من الثانية بولد والآن زوجتي الأولى ترفض معاشرتي وحرمت نفسها وجسدها علي فما حكم الشرع في ذلك؟ مع العلم بأن هذا التحريم منها منذ شهور.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أباح الشرع الحكيم للمسلم أن يتزوج بأكثر من امرأة إلى أربع إن علم من نفسه القدرة على العدل في النفقة والنوبة. قال الله تعالى:
فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً {النساء: 3}
وقد نص أهل العلم أنه لا يلزم الزوج إخبار زوجته عند إرادته الزواج بامرأة أخرى، نعم إن فعل ذلك لتطييب خاطرها وكسب ودها فهو أمر محمود يؤمل منه تفادي حدوث الشقاق المتوقع عند عدم الإخبار في الغالب.(55/178)
وعلى كل، فإذا لم يحصل ذلك وثارت المرأة وغضبت فعلى الزوج أن يكون حكيما في معالجة الأمر، وذلك لأن الغيرة شيء طبيعي جبلت عليه المرأة، ولو سلمت منه امرأة لكانت أمهات المؤمنين أولى بذلك.
أخرج مسلم في صحيحه عن ابن قسيط أن عروة حدثه أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: ما لك يا عائشة أغرت! فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك.
وعلى هذا، فندعوك إلى حل هذه المشكلة وذلك بترضية زوجتك وأهلك وإقناعهم بمشروعية ما أقدمت عليه، وأن عليهم أن يتقبلوا ذلك ويرضوا به، فإن قبلوا فلا إشكال، وإن أبوا فلا يلزمك أن تطيع أهلك في ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1549.
وأما طلب زوجتك لطلاق ضرتها فهو معصية منها يجب عليها التوبة منه، لما في البخاري: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها، فإنما لها ما قدر لها.
ولا يجوز لها أن ترفض معاشرتك لهذا السبب، كما أن تحريمها لنفسها وجسدها لا أثر له ولا يترتب عليه شيء، فهي لا تزال زوجتك فإن أصرت على الامتناع في معاشرتك فهي ناشز تعامل معاملة الناشز المذكورة في الفتوى رقم: 9904 والفتوى رقم: 1103.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تحريض الأهل ابنتهم على عصيان زوجها
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الثاني 1426 / 04-06-2005
السؤال
في بداية الأمر حصل سوء تفاهم بين والدتي وزوجتي حيث إنني أعيش وزوجتي مع والدتي، ولزوجتي كل شيء مستقل واتصلت بوالدها وأتى إلي المنزل تفاهمت معه بأن أبني منزلا صغيرا في بيت والدتي ولكن أتمنى أن تصبروا علي وقال لها والدها اصبري قليلا وطلب مني أن تذهب معه للبيت لمدة يومين فرفضت، علما بأنه يوجد بنت عمرها سنتان بعدها بيومين دعتني زوجتي بأن أوصلها إلى بيت أهلها لزيارتهم في المساء اتصلت بها وقلت لها هل يوجد أحد يوصلك أم آتي لأوصلك فردت علي وقالت لن أعود تفاجئت وظننت بأنها تمزح وقفلت خط الهاتف اتصلت مرة أخرى فرد علي والدها فقال لي عندك المحكمة اذهب إليها تفاجئت بما حدث فأدركت أنها كانت نية مبيته لذلك باتفاق مع والدها الذي أتى ليصلح ذهبت للتفاهم فقوبلت مقابلة غير طيبة من أحد إخوانها حيث كان يريد الشجار معي وغير الألفاظ غير السوية التي خرجت منه، نفذت كل طلباتهم ولم تعد إلى الآن ذهبت ثلاث مرات، ولكن دون جدوى أتحدث معها تقول لي اذهب إلى المحكمة وأخيراً(55/179)
أريد أن أرى ابنتي، ولكن هددتني بالضرب إن أتيت لأن عدد إخوانها 9 وأنا لحالي فدلوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن وجود الخلاف بين الزوجين أمر عادي وظاهرة طبيعية قلما تنجو منها أسرة بحكم اختلاف الطباع، والسبيل القويم لاستمرار سفينة الحياة الزوجية هو التغلب على تلك المشكلات والصفح عنها ما أمكن، والنظر بجد من الطرفين في حل العويص منها، ولا يتم ذلك إلا بالرجوع إلى الأسباب المنشئة للخلاف أو المحاولة بصدق في حلها.
ومن هنا ندعوك إلى أنه إن كان سبب الخلاف المذكور بينك وبين زوجتك هو رفضها للسكنى مع أمك في بيت واحد فحل هذا سهل وهو تلبية طلبها بإسكانها في بيت مستقل ولو بالإيجار، وقد نص أهل العلم أنه حق للزوجة على زوجها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 34802.
هذا، ونشير إلى أن عصيان هذه المرأة لزوجها وخروجها إلى أهلها من غير إذن زوجها هو معصية لله تعالى يجب عليها التوبة منه، وإلا فهي تعتبر في حكم الناشز، الذي سبق بيانه في الفتوى رقم: 9904.
وليعلم أهلها أنهم بتحريضهم لابنتهم على عصيان زوجها يقعون في ذنب خطير وهو التخبيب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها.
وعلى العموم فالذي ننصحك به أنه إذا لم تستجب هذه المرأة للصلح، وأصرت على موقفها من عدم الرجوع إلى بيتك وعدم السماح لك برؤية ابنتك هو اللجوء إلى المحاكم الشرعية لحل هذه المشكلة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم عدم رجوع الزوجة إلى بيتها
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الثاني 1426 / 30-05-2005
السؤال
أريد أن أعرف رأي الشرع في الزوجة التي تخرج بالحيلة من بيت زوجها إلى بيت أهلها وبعد ذلك ترفض العودة لبيت الزوج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 25737 أن المرأة إذا كانت ذات زوج لا يجوز لها أن تخرج إلا بإذنه إلا لضرورة، فإن خرجت لعذر أو غيره فالواجب عليها في جميع الأحوال الرجوع إلى بيت زوجها نزولاً عند رغبته، وذلك لأن طاعة الزوج في المعروف واجبة على زوجته وتأثم بتركها.(55/180)
وعلى الزوج أن يحاول حل المشكلة بالتفاهم مع هذه المرأة وتوسيط أهلها ومن له رأي وجاه مقبول لديها من الثقات، فإن وافقت ورجعت إلى بيت زوجها فلا إشكال، وأن أبت إلا العصيان فهي امرأة ناشز يطبق عليها حكم النشوز المبين في الفتوى رقم: 1103.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطورة الإفساد بين الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1426 / 22-05-2005
السؤال
أود من فضيلتكم جزاكم الله عنا كل الخير أن توجهوني لأني وللأسف في طريقي إلى تخريب بيتي وطلاقي بيدي فأنا أصبحت منذ فترة أسمع لصوت نفسي التي توسوس لي ببدء المشاكل مع زوجي، فعندما أحاول التغلب عليها تأتيني من طريق آخر، فمثلا عندما أتغلب عليها بالتماس العذر لزوجي وأن أتركه يفعل ما يريد وأنه لايجب علي أن أسيء الظن فيه بعد قراءتي لموضوع عن سوء الظن، وخاصة أني أراه مواظبا على أن يصلي العشاء والفجر في المسجد، ومثلما هو نفسه حذرني من ذلك على الرغم من أني لم أتكلم ولم أرفع السلاح ضد زوجي إلا بعد أن لاحظت تلميحات من صاحبة الموضوع ومن سيدة أخرى برغم ذلك كله أخطئ نفسي وأخطئهم إلا أن نفسي أتتني هذه المرة- وهذا الشعور لا أعرف التغلب عليه- كيف وهذا الشعور للأسف هو أنه قد ينتقم من والدي رحمه الله بتذليلي وهدر كرامتي لأنه على علم تام بأني لا أستطيع أن أخالف له رأيا حتى وإن كان خاطئا لشدة احتياجي إليه وحبي له، وأقول لنفسي بأنه احتمال أنه يستعر مني ولكن كيف وأبي كان رحمه الله ذو مركز مرموق وأنا والحمد لله أحمل البكالوريوس وكنت أحاول دائما أن لا أشعره بأي نقص لديه بل العكس حتى الآن أعمل على ألا أتعالى عليه وإنما آخذ رأيه في كل شيء ولا أتصرف في أي شيء بدون علمه لأني أفرح جدا عندما آخذ رأيه وحتى إذا تعرضت لموقف محرج كنت لا أخشى أن أخبره به وقد جعلته صديقا لي ولم أتخذ من الرفيقات أو زوجات زملائه أي واحدة منهن صديقة أحكي لها كل شيء وإنما جعلته هو زوجي وصديقي فهل أخطات في ذلك وإن كنت أخطات بصراحة أحيانا ألوم نفسي وأقول لها أني أخطات كثيرا في ذلك قد تسألني طالما أني أشعر بإلاذلال والمهانة لم لا أطلب الانفصال منه ؟ الاجابة أولا أني كنت سمعت في الشريط أن الزوجة لا تشم رائحة الجنة إن طلبت هي الطلاق من زوجها وكيف لي- ثانيا أني أتراجع عنها لأني أقول لنفسي قد تكون المشكلة في أنا وهي الغيرة على زوجي أو أني
أخاف على مصلحة أولادي فبالافصال أخاف أن أخسر من ناحية الشرع وأيضا دنيا، ولذلك أريد منكم أن تدلوني على الصواب وما أفعله: إن كان فعلا مثلما ألاحظ من تلميحات الناس لي بخيانة زوجي ومشيه مع واحدة متزوجة فهل أقطع علاقتي بهذه السيدة وماذا إن قطعت أنا العلاقة فتكون نفس المشكلة وهي أن زوجي لن يعبأ(55/181)
بكلامي وسيتودد إليهم هي وزوجها بحكم الجيرة وسأكون أنا في نظرهم أنني أنا التي لا أسال عنهم، الصراحة هم جيدون جدا جدا ولكني مثلما قلت فهمت بتلميحات الناس وتصرف زوجي، ثانيا ماذا أفعل إن قمت بتكذيب كل ذلك واعتبرتها أنها شك وغيرة، أتمنى من الله أن يجعلكم لي العون في هدايتي وارشادي .
ثم كيف يكون قطع لسان من قامت بالتلميح بذلك ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من سؤالك أنك تعانين فعلا من غيرة شديدة، مصحوبة بوسواس قوي، جاء نتجية لهذه الغيرة المفرطة. وعليه فإننا ننصحك بترك هذه الوساوس والأوهام، فإنها تؤدي بك في نهاية الأمر إلى مفاسد ومخاطر جمة لا تحمد عقباها ، وذلك لأن التمادي في هذا الوسواس قد يحدث الشقاق والخلاف بينك وبين زوجك، هذا زيادة على أنها عامل قوي للإصابة بالأمراض النفسية، وللسلامة من ذلك لاتصدقي ما يقول الناس عن زوجك، ولا تلتفتي إلى قولهم، بل أظهري لزوجك الحب والتودد، ثم إنه على افتراض أن زوجك على علاقة محرمة مع زوجة جاره فعلاج الأمر هو نصيحته وتخويفه بعذاب الله تعالى إذا لم يتب، ثم بلفت نظره إلى أن ذلك عمل مشين وقبيح يضر بسمعته وسمعة الأسرة جميعا، وليقس حاله بالغير، فإذا كان ذلك لا يرضاه لزوجته ولا لأبنائه ولا واحدة من قريباته فكذلك الناس لا يرضون ذلك، فإن أفاد هذا فيه فاحمدي ربك على ذلك، وإلا فواصلي النصح له، ونسأل الله أن يهديه.
وأما فيما يتعلق بتلك المرأة التي تزعمين أن لزوجك بها علاقة محرمة، فإن تحققت من ذلك فاعملي على إبعادها عنه بالطرق الشرعية كتهديدها وفضح أمرها أو بتبليغ زوجها فذلك الأولى، وإذا لم تقبل النصح أو لم يفد فيها ذلك فهجرها لهذا الغرض أمر مشروع إن كان يردعها عن ذلك.
والخلاصة أننا ننصح السائلة بالتأني والحكمة في هذا الموضوع الذي تعاني منه. ونقول لها، إن ما تتهم به زوجها لا يبرر لها ما هي فيه من القلق، ولا يسوغ لها طلب الطلاق ما دام أمرا غير ثابت، وإنما هو عن طريق التلميح والإشارة
ونحو ذلك، وما يقوم به بعض الناس من الوشاوية بين الزوجين وإبلاغ أحدهما عن الأخر أمرا يكرهه منه هو من قبيل النميمة والإفساد بين الزوجين، وهذان أمران كل منهما محرم في حد ذاته، فكيف إذا اجتمعا.. لذلك فإننا ننصح مرة أخرى بالإعراض عمن جاء بوشاية من هذا القبيل، وعدم الاستماع أو التصديق لما يقول. كما يجب عليه هو أن يكف عن هذا، وأن يتوب إلى الله تعالى منه، وليعلم أن الإفساد بين الزوجين أمر خطير ويكفي في ذمه وقبحه زيادة على ما يترتب عليه من الإضرار بهما أو بأحدهما وبسائر أفراد أسرتهما ـ أنه من فعل السحرة والشياطين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/182)
الفتوى : ... الهجر في الفراش والبيت
تاريخ الفتوى : ... 09 ربيع الثاني 1426 / 18-05-2005
السؤال
معنى هجر الزوجة؟ هل في الفراش فقط، بأن يصد عنها أثناء النوم مغاضبا، أم هو عدم معاشرتها جنسيا، أم المبيت في غرفة أخرى، وهل إذا بات عنها في غرفة أخرى بنتيجة غضب، يكون آثما؟ أرجو بيان أحكام ذلك بالتفصيل للحاجة إليه، ولكم وافر التقدير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهجر الزوجة أحد وسائل إصلاحها عند نشوزها ودليله قوله تعالى :
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء:34}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن" رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
ومعنى الهجر الوارد في الآية والحديث هو أن لا يضاجعها ولا يجامعها بل يوليها ظهره في الفراش ، وأما النوم في غرفة أخرى أو خارج البيت ففيه خلاف والراجح جوازه.
قال في فيض القدير: في شرح حديث: حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح.
قال :( ولا يهجر ) كذا في كثير من النسخ وفي رواية: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت. ورأيت في أصول صحيحة من كتب كثيرة ولا يهجرها (إلا في البيت) وفي رواية للبخاري: غير أن لا يهجر إلا في البيت. والحصر الواقع في خبر معاوية هذا غير معمول به بل يجوز الهجر في غير البيوت كما وقع للمصطفى صلى الله عليه وسلم من هجره أزواجه في المشربة، قال ابن حجر : والحق أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال فربما كان الهجر في البيت أشق منه في غيره وعكسه، والغالب أن الهجر في غير البيت آلم للنساء لضعف نفوسهن. واختلف المفسرون في المراد بالهجر فالجمهور على أنه ترك الدخول عليهن والإقامة عندهن على ظاهر الآية من الهجران وهو البعد وظاهره أنه لا يضاجعها، وقيل: يضاجعها ويوليها ظهره، وقيل: يترك جماعها، وقيل: يجامعها ولا يكلمها . انتهى كلامه.
ومنه يتبين للسائل معنى الهجر واختلاف أهل العلم فيه وأنه يجوز لمسوغ شرعي كنشوز المرأة.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/183)
ـــــــــــــــــــ
ضرب الزوجة بين الحرمة والإباحة
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الثاني 1426 / 19-05-2005
السؤال
كيف يكون ضرب الحيوان حراما وضرب الرجل لزوجته حلالا!؟ كما أني سمعت أن هناك نبيا ضرب زوجته فهل هذا صحيح؟ ولماذا؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكر في السؤال غير صحيح فضرب الزوجة لغير نشوز حرام لا يجوز، بل حتى عند نشوز الزوجة ومعصيتها لزوجها فيحرم على الزوج أن يضربها ضربا مبرحا، والذي أجازه الإسلام الضرب غير المبرح الذي لا يشين عضوا ولا يكسر عظما، فما يروجه أعداء الإسلام من شبهات حول الإسلام وتشريعاته من مكانة المرأة فيه ترهات وأباطيل.
فالإسلام أمر الزوج بأن يوفر للزوجة المسكن اللائق والملبس اللائق والمطعم اللائق، فإن قصر في ذلك كان لها الحق في طلب الطلاق، فيلزمه الحاكم بالإنفاق أو الطلاق، فإن طلق وإلا حبسه القاضي من أجل زوجته، فديننا يحبس فيه الرجل من أجل المرأة. فأين هم من ذلك وهم الذين أخرجوا المرأة من بيتها وجعلوها(فرجة) وعارضة أزياء، وجعلوها بضاعة رخيصة، وتؤجَّر في الفنادق والمنتزهات، وكلفوها العمل الشاق وترك أولادها بحثاً عن لقمة العيش، ولكن الحقيقة التي يجهلها كثير من الناس، أن هؤلاء الكفار وقعوا في مستنقع الرذيلة وتخبطوا في حياتهم فأرادوا من المسلمين أن يقعوا في ما وقعوا فيه، وصدق الله تعالى إذ يقول: مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {البقرة:105}. والقائل سبحانه: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً {النساء: 89}. وبشأن مسألة ضرب المرأة تنظر الفتاوى التالية برقم: 57395، ورقم:22559.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الفتوى : ... التصرف تجاه الزوج المصمم على سوء العشرة
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الأول 1426 / 05-05-2005
السؤال
أرسلت سابقا بمشكلتي وتتلخص في سوء معاملة زوجي لي خلال 16 عاما من إهانة لي ولأهلي والتجريح وأفدتم بأن يتم التصالح لكن لم يتم ذلك فأهلي لم يساعدوني في رغبتي بالطلاق هنا أسأل هل يحق لي طلب الطلاق لهذا الضرر أشعر بكرهي لهذا الرجل الذي لم يراع العشرة وأنني أم أولاده ويعيرني بأمور عتا عليها الدهر ظننت أنه سيتغير لكن ظل الحال على ماهو عليه نحن منفصلون من سنه وخمسة أشهر لكل منا غرفة ولا بيننا سوى مال ومناقشات في الأساس لا تمت(55/184)
لها بصله بل مخاطبتنا وكأننا جنود تحت أمر قائد جيش الضرر هنا ولأحدده إهانه تجريح سب تطاول على أهلي وتتبع العورات ردد اخرجي من بيتي لمرات ويعلم الله وحده عن الهم الذي أعيشه فهل يجب علينا أن نموت وسط هذا الغم لأجل أطفال يعانون مثلي ونتمنى وأطفالي الخلاص من سوء المعامله وسؤال ما الأمور المترتبه على الطلاق هل يحق لي حضانة أولادي فأكبرهم 16 عاما وأصغرهم سنة وخمسة أشهر وكذلك هل يجب علي في حال طلبت الطلاق دفع المال الرجاء إفادتي فالصبر أعياني والأمل في الله كبير لكن هذا الزوج لا يود أن يحسن معاملتي وأذكر هنا زوجي على علاقة بأمرأة منذ زواجي ووالدته على علم وتساهم في أخذ الهدايا منها لأولادنا فالهدايا لن تغمض عيني عن ذلك أرجو النظر لواقعي المؤلم وأذكر أني قرأت لا يجب على الزوجه طلب الطلاق فهل يجب علينا العيش وسط نار كهذه
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان زوجك على ماذكرت من سوء العشرة فلا مانع من رفع أمره للقاضي ليلزمه بالكف عن الإضرار بك أو يجبره على الطلاق، وننصحك بالصبر عليه، وبنصحه عن الكف عن أذيتك، وراجعي الفتوى رقم: 26915. وأما بخصوص الحضانة فهي حق لك ما دمت لم تتزوجي، وما دام الأولاد في السن الشرعية المقررة لهم في الحضانة. وراجعي الفتوى رقم: 6256. أما ما نسبت إلى زوجك من وجود علاقة بينه وبين امرأة أجنبية فإن كان صحيحا فهذه معصية يجب عليه التوبة منها لأنه اتخاذ للأخدان المنهي عنه، قال تعالى: وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة: 5}. والأخدان هم الأصدقاء والصديقات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
القطيعة بعد طول عشرة
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الأول 1426 / 04-05-2005
السؤال
ما هو رأي الدين في امرأة زوجها مقصر في جميع حقوقها وهي مطالبة بطاعته كزوج علماً بأن الزواج عمره 35 سنة وهي صابرة مرة تحتسب ومرة لا تستطيع أخرجت له أبناء صالحين للمجتمع تربية وتعليماً وأخلاقاً وتفوقاً وقامت بتزويج اثنين منهم والثالث في المرحلة الجامعية .. تشعر بأنها غير قادرة على العطاء أكثر أو التسامح وتقريباً هنالك قطيعة بين الطرفين لسنين { لا أود أن أتطرق لموضوع المعاشرة لأنها الآن لا تعني لي شيئاً وانا في هذه السن } أفتوني أفادكم الله فأنا الآن في أهم مراحل حياتي وهي التقرب أكثر وأكثر إلى الله سبحانه وتعالى .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/185)
فاعلمي أيتها الأخت أن من أفضل ما تتقرب به المرأة إلى ربها عز وجل طاعة زوجها وحسن التبعل له، أخرج أحمد في المسند عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي
أبواب الجنة شئت. وقال صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق. رواه أبو داود وصححه الألباني. ولاشك أن من كان هذا منزلته لا تجوز قطيعته لأنه إذا كان ذلك ممنوعا في عامة الناس فهو في حق الزوج أشد وأعظم حرمة لما في ذلك من إهمال حقوقه التي أوجب الله تعالى له، والتي من أهمها حقه في الاستمتاع، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح. فعليك أيتها الأخت الفاضلة بالمبادرة إلى التوبة من هذه القطيعة إذا كنت أنت السبب فيها، ولتحاولي حل كل الخلافات مع زوجك بأسلوب فيه لين ورفق فذلك أحسن لحالكما خاصة أن العشرة بينكما قد دامت هذه المدة الطويلة. فإن كان الزوج مقصرا في حقوقك كما ذكرت فالأولى مسامحته والصبر عليه ومناصحته إذا لم يترتب على ذلك ضرر بك، ولو استدعى توسيط الأبناء والعقلاء من أسرتيكما وكل من له جاه مقبول عنده فلا حرج، لكن إذا لم تستطيعي الصبر فلك رفع الأمر إلى القاضي لرفع الضرر عنك، وإن كان لا ينبغي أن يلجأ إلى ذلك إلا إذا لم يجد غيره من نصح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تحمل إساءة أم الزوج
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الأول 1426 / 01-05-2005
السؤال
عندي مشكلة مع أم زوجي دائما تحاسبني على كل صغيرة وكبيرة وأنا أتحملها لأجل زوجي ولا كنت أخبر أهلي على المشاكل اللي تحصل بيننا. حدثت مشكلة أخرى فقامت تسبني وتسب أهلي فذهبت وأخبرت أمي فاتصلت أمي على أم زوجي وكلمتها لتعرف سبب المشكلة. زوجي عرف أن أمي اتصلت لتدافع عني فقام وأوصلني عند أهلي ولم يسأل علي وصار لي الحين في بيت أهلي شهر تقريبا فما الحل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أهم ما جاء به هذا الدين مكارم الأخلاق قال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. رواه مالك في الموطأ. وإن من مكارم الأخلاق التي جاء بها هذا الدين
إكرام كبار السن، والإحسان إلى الأقارب والأرحام حتى في حال إساءتهم، فأم الزوج ينبغي إكرامها لكبر سنها ولمكانها من الزوج، وإذا كانت سيئة فيتعامل معها(55/186)
بحكمة وبشيء من الصبر. والمرأة العاقلة تكسب حب زوجها ووده بإكرام أمه والصبر على أذاها. والحاصل أن ما ينبغي لك هو أن تصبري على أم زوجك وتحتسبي الأجر، وفي حال عدم قدرتك على التحمل والصبر فلك الحق في المطالبة ببيت مستقل لا تتضررين فيه ، إذا كان ذلك في إمكان زوجك واستطاعته، ويجب عليه في هذه الحالة أن يجيبك إلى ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 50420
وعلى زوجك نفقتك مدة بقائك في بيت أهلك ما دام أنك لم تخرجي بغير إذنه، ولا تمانعين من العودة إلى البيت.
وننصح بأن توسطي أحدا من أهل الخير والدين ليسعى في الصلح بينكما وإزالة أسباب الشقاق، فإن لم يجد ذلك فلك رفع أمرك إلى القاضي الشرعي ليلزمه بما يجب عليه أو يطلقك.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ترك الزوجة الناشز حتى تعود إلى الطاعة
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الأول 1426 / 26-04-2005
السؤال
زوجتي ناشز وقد عملت بالخطوات الخاصة بالتعامل مع الناشز وبدون فائدة وهي مصرة على موقفها ومضى على ذلك 10شهور وهي تسكن نصف البيت والأبناء(الستة)قريبون مني ومنها وليس هناك اتصال بيني وبينها حيث إنها لا تريد ذلك وأنا لا أرغب في الطلاق بسبب الأطفال أخشى عليهم إذا طلقت وأصبحوا بعيدين عني فهل إذا استمر الوضع على هذا الحال أكون على خطأ أو إثم وأرجو ألا تحيلوني على فتاوى مشابهة وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قد فعلت معها ما هو المطلوب منك شرعا ، فلا حرج في تركها على حالها إلى أن ترجع إلى الطاعة أو تطلب الخلع فإن طلبته بغير مضارة منك لها فيسن لك إجابتها إلى ما طلبت ولا يجب عليك ذلك ولا إثم عليك فيه، وننصح بأن تراجع وزوجتك ذات الأرقام التالية: 2589، 53593، 31962، 3738.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إرشاد الزوجة بما يتوجب عليها تجاه زوجها وأهله
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الأول 1426 / 21-04-2005
السؤال
زوجت ابني من فتاة تعرفت عليها. حسبتها من أسرة طيبة. صدرت منها تصرفات دنيئة. وأظهرت عن أخلاق سيئة. من بينها عدم احترام زوجها وعائلته. والكبر والتكبر. ومنذ شهرين وقع بيننا اختلاف. استرجعت كتبي التي استلفتها من عندي.(55/187)
فوجئت بها وهي تسبني وتشتمني أمام ابني وعائلة زوج ابنتي. وتتلفظ بكلام غير لائق. كانت صدمة قاسية وابني لن يفعل شيئا. المرجو إرشاد ابني وإياي فيما يجب فعله. ومنذ تلك اللحظة وأنا لم يغمض لي جفن.
ولكم جزيل الشكر..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ينبغي لكم فعله تجاه هذه المرأة هو إرشادها ونصحها بأسلوب حسن وبرفق ولو بطريقة غير مباشرة عن طريق زميلة لها -مثلا- بما يتوجب عليها تجاه زوجها وأهله، فربما صدر منها ذلك جهلا، والمطلوب أن يبين لها أمور.
أولها: ما لزوجها عليها من حق في طاعته واحترامه، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 4180.
ثانيها: أن المرأة التي تسعى لإرضاء أم زوجها هي في نفس الوقت تسعى لإرضاء زوجها، وأن في احترامها لوالدته احتراماً له.
ثالثها: أنه ليس من أخلاق المسلم السب والشتم، فقد روى أحمد والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش البذيء.
رابعها: أن الكبر من كبائر الذنوب ويمنع صاحبه من دخول الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. رواه مسلم. وينظر تفصيله في الفتوى رقم: 10706. فإن لم يُجْدِ النصح معها، ولم تكف عن هذه التصرفات لاسيما في حق الأم فعلى زوجها أن يزجرها عن ذلك ويردعها لصيانة مكانة الأم، وسبق في الفتوى رقم: 7068. ونوصي الأم كذلك بالصبر ومعالجة الأمر بروية وتقديم مصالح ولدها على غيرها من الاعتبارات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
تغلظ الحرمة بضرب الزوج لزوجته بدون مسوغ وسبها وأخذ مالها
تاريخ الفتوى : ... 11 ربيع الأول 1426 / 20-04-2005
السؤال
أنا متزوجة من أربع سنوات ومنذ بداية الزواج والخلافات بدأت بين زوجي وأهلي على تفاصيل العرس وغيره ولكن استمر الزواج بمشيئة الله تعالى . ولكن استمرت بعد ذلك الخلافات بيني وبين زوجي فكان يأخذ ولا يزال راتبي رغما عني ثم أخذ ت جزءا منه ولكنه لا يرضى عن ذلك وغير ذلك أنه لأقل سبب يمنعني من زيارة أهلي لفترة قد وصلت مرة لسنة تقريبا وأعاود زيارتهم ويعاود منعي عنهم غير أنه كثير السب لي ولأهلي وحريص جدا في الإنفاق ولا ينفق على أشيائي الخاصة شيئاً من راتبه بحجة أنني أعمل كل هذا جعل الخلافات بيني وبينه تزداد حتى فقد كل منا احترامه للآخر من سب وضرب وأنا قمت بترك البيت حوالي سبع مرات وذهبت للشرطة والمحاكم أكثر من مرة فهو من جهته يعدني بالتغيير ولا يفي بوعده وأنا(55/188)
أعده بأني لن أعود لأخرج من البيت مرة أخرى وأفعلها ثانية فلم يعد لكل منا ثقة بالآخر فما الحل ولدينا ولدان ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يسب المسلم ولا أن يأخذ ماله بغير رضاه لما في ذلك من الاعتداء على عرض ومال المسلم، ففي السب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق. رواه مسلم. وإذا كان هذا محرما في عامة المسلمين فهو فيمن حقه التبجيل والعشرة الطيبة كالزوجة وأهلها أولى. وفي شأن المال يقول الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}. وفي الحديث: لايحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه. رواه الترمذي.
وعلى هذا.. فإن كان ما نسبت إلى زوجك من أخذ المال والسب حقا، وكذلك الضرب إن كان لغير مسوغ شرعي فهذا أمر مخالف للشرع يجب عليه منه التوبة والاستغفار، كما تجب عليك أنت أيضا التوبة بسبب الخروج من البيت بغير إذن زوجك.
ولتعلمي أن الزوج لا يجب عليه أن ينفق على أمورك الخاصة ما دامت خارجة عن النفقة المعروفة. وعلى العموم فعليكما أن تعلما أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر وتحمل ومواجهة الصعاب والمشاكل بهدوء وروية، وليس بالشتم والضرب ومقابلة الإساءة بالإساءة، بل لا بد من الصفح ومحاولة التفاهم. فمثلا ينبغي من جانبك على سبيل الترضية وطلب الأجر مساعدة زوجك بجزء من راتبك حتى تكسبي وده بذلك، لأنه ورد في الحديث: تهادوا تحابوا. رواه البخاري في المفرد. كما ينبغي من جانبه هو أن يكرمك ويحسن إليك، وأن يكون عونا لك على صلة الرحم الواجبة وغير ذلك مما يقوي الصلة بينكما، وينمي المحبة والمودة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الخروج بغير إذن الزوج لحجج واهية
تاريخ الفتوى : ... 26 صفر 1426 / 06-04-2005
السؤال
المرأة تترك منزل الزوجية وتعيش في منزل لوحدها بحجة أن الزواج عائق لها في تحقيق نجاحات في الدراسة والعمل علما بأن الزوج لا يمانع الدراسة ولا العمل بل يشجع الدراسة ويحث عليها، هذه الحادثة تعرض لها أحد الإخوة في أوروبا(UK) مع أخت عربية أيضا، الأخت كررت المسلك مرارا وتعود فيقبلها الزوج، هذه المرة تكرر الأمر أيضا، نود حكما وتوجيه رسالة لها لكي تعي فعلتها، أرجو أن يكون الرد مكتوبا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/189)
فلا يجوز للزوجة الخروج من بيت الزوج بغير إذنه بحجة أن الزواج يعيقها عن الدراسة والعمل، وتركها بيت زوجها لهذا السبب ليس عذراً مقبولاً، وهذا المسلك فيه عصيان للزوج ونشوز عن طاعته وتأثم الزوجة على ذلك، فنوجه هذه الرسالة لهذه الأخت بأن تتقي الله عز وجل، وأن تلزم بيت زوجها، وأن تطيع زوجها في المعروف، لاسيما وأن زوجها لا يعترض على مسألة الدراسة.
كما ننصح الزوج بأن لا يسمح لزوجته بأن تسكن في بيت لوحدها لما فيه من تعريضها للفساد، وعليه أن يمارس قوامته عليها، وأن يلزمها طاعته، وليتعامل معها معاملة الناشز إن هي أصرت على النشوز والعصيان، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 17322.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هجر المرأة الفراش لتضررها من الدخان
تاريخ الفتوى : ... 26 صفر 1426 / 06-04-2005
السؤال
زوجي دائم الشكوى مني لأخواته بدون أي وجه حق، مثلا عندما يدخن في حجرة النوم وينتابني شيء من السعال لوجود حساسية عندي من الدخان أقول له ذلك لا يمتثل لي ويستمر فاضطر إلى ترك الحجرة إلى حجرة أخرى للنوم فيها، فيذهب إليهم ويقول إنها تترك حجرة النوم وهذا خطأ وإن الله سوف يغضب مني فيعطون له النصائح التي تعمل لنا إشكالات وخناقات زوجية، فهل لي أن أتحاشى الذهاب إليهم، وهل يعتبر في هذه الحالة الملائكة غاضبة مني لأن أي خلافات في الرأي معه يغضب ويقول إني غاضب ولن تري الجنة، أعينوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة هجر فراش الزوج والنوم في مكان آخر بغير إذنه دون عذر، أما إذا تركته لعذر كالذي ذكرته الأخت وهو تضررها من الدخان فلا تاثم على ذلك، ولا يجوز للزوج أن يؤذي زوجته بهذه الروائح المضرة، ففي الحديث: لا ضرر ولا ضرار.
وينبغي للزوجين أن يحلا مشاكلهما بينهما ولا يُدخلا أحداً بينهما، كما ينبغي للزوجة أن تتودد إلى زوجها ولا تثيره أو تفعل ما يجعله يشكوها إلى إخوانه.
كما أن على أخوات الزوج أن يقلن خيراً ولا يحرضن الزوج على زوجته، وأما كون الملائكة تلعن المرأة لكل غضب يغضبه الزوج فغير صحيح؛ إلا إن غضب عليها زوجها لامتناعها عن فراشه، فإن الملائكة تلعنها حتى تصبح لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح. متفق عليه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/190)
ـــــــــــــــــــ
هجر الزوجة للخلاف حول وسيلة منع الحمل
تاريخ الفتوى : ... 18 صفر 1426 / 29-03-2005
السؤال
ما رأي الدين في رجل يهجر امرأته في الفراش مدة أكثر من 3 أشهر بسبب خلاف حول وسيلة منع الحمل. هو يريدها أن تستعمل اللولب لمنع الحمل في حين أنها تستعمل الأقراص وبطريقة منظمة طبقا لنصيحة الأطباء لأن اللولب سيضر بها نظرا لأنها بكر. ربما لا يثق في أنها تأخذ الأقراص مع أنها تأخذها بانتظام وهي حريصة على ذلك, هما متفقان على مبدأ تأجيل الحمل لكن الخلاف قائم حول الوسيلة وما أدى إليه الخلاف من هجر قاس وصعب. أفيدونا أفادكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما في السؤال فلا ينبغي للزوج فعل ذلك، وكلمة الفصل في القضية لأهل الاختصاص، وأهل الاختصاص هنا هي الطبيبة المسلمة الثقة، وهجر الزوج لزوجته من أجل هذا السبب هجر لا مبرر له، وهو من سوء العشرة ومصادم لقوله تعالى:
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وانظر الفتوى رقم 59897 والفتوى رقم 51572.
علما بأن اللولب لا يجوز إلا عندما يتعين وسيلة لتنظيم الحمل، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 636.
وعليه، فإذا كانت الأقراص أو العزل تفي بالغرض المذكور فلا يجوز لك اللولب ولو طلبه الزوج، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأفضل المواءمة بين حاجة الزوج ورغبة الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 13 صفر 1426 / 24-03-2005
السؤال
السؤال : تعودت النساء المتزوجات في المنطقة التي تزوج منها رجل على الذهاب إلى بيوت أهلهن للغداء الجمعة الثانية ( أي جمعتان في الشهر ) وصارت هذه عادة فهل يحق للزوج منع زوجته من الذهاب في هذه الأيام لحاجته لها، لأنه مرتبط بعمل طيلة أيام الأسبوع ولا يتفرغ للجلوس في البيت إلا يوم الجمعة , فهل يحق له منعها من ذلك , مع أنه مستعد لأخذها لزيارة أهلها في أي يوم آخر غير يوم الجمعة ولم يحدث أن منعها من زيارتهم ولا يفكر في ذلك أبداً وكل ما يريده هو أن تجلس معه في أيام الجمعة وتذهب في غيرها , والموضوع هو إلحاح أهلها على إلزامية هذا الأمر كونهم تعودوا عليه مع أن الزوج من منطقة أخرى ليس فيها هذه العادة , ونفس الأمر ينطبق على بعض العادات الأخرى التي يرونها ملزمة لكن الزوج ليس(55/191)
مقتنعا بها وهي لا تعدو كونها عادات غير أساسية مثل بعض الأعمال والحفلات أثناء الأعراس والولادات وغيرها . وشكراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما أمر به الشرع طاعة المرأة زوجها، وتحريم الخروج من البيت إلا بإذنه.
وعليه، فإذا كان الزوج بحاجة إلى زوجته في هذا الوقت فيحق له منعها من الذهاب، ولا يلزم مراعاة هذه العادة في هذه الحالة.
فإنما يراعى العرف إذا لم يخالف الشرع، وخروج الزوجة من بيت زوجها بغير إذنه مخالف للشرع الذي أمر الزوجة بطاعة الزوج، لكننا ننصح الزوج بأن يحاول إصلاح الحال مع زوجته باللين والرفق ولو آثر رغبتها أحيانا فحسن، وقس على ذلك بقية العادات، ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 14805.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما ينصح به قبل اللجوء للطلاق
تاريخ الفتوى : ... 03 صفر 1426 / 14-03-2005
السؤال
هناك أخت في الله متزوجة من أخ وقبل الزواج اتفقا على بعض الأمور الشرعية ولكن بعد الزواج تبين للأخت أن زوجها لم يف بعهده معها على ما اتفقوا عليه، والآن الأخت تريد أن تطلق منه وهو يرفض حتى تعطيه مبلغا يسافر به إلى بلدهم الأصلي ويطلقها هناك لأنه لا يستطيع هنا أن يطلقها قانونيا إلا في بلده الأصلي، والسؤال هو: هل أستطيع أن أساعد هذه الأخت حتى تعطي زوجها المبلغ ويقوم بتطليقها أم لا، مع العلم أن الأخت لا تريد البقاء معه؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ينبغي فعله هو الصلح بين الرجل وزوجته، وتوضيح أن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على التفاهم، وأن يتنازل كل طرف عن بعض حقوقه، ويغض الطرف عن بعض التصرفات، ولذا فإننا ننصح هذه المرأة بأن تصبر على زوجها، وإن كان ما اتفقا عليه من أمور ليس من الواجبات المتحتمة، أي يمكن التسامح فيه، فلا يليق بها أن تجعل من ذلك الأمر مثار إشكال وسبب نزاع، وأما إن كان إخلال الزوج بأمور واجبة فالذي ينبغي فعله قبل طلب الطلاق هو النصيحة بالمعروف والكلمة الطيبة، فإن أصر على ذلك فمن حق الزوجة في تلك الحالة أن تطلب الطلاق، ولا مانع من إعانتها على ذلك.
ونرجو بيان ما هي الأمور التي تم الاتفاق عليها لتكون الصورة واضحة ويتم الجواب على الصورة المسؤول عنها، لأن بعض الناس قد يظن بعض الأمور البسيطة عظيمة أو العكس.
والله أعلم.(55/192)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من تزوج امرأة فوجدها على مواصفات غير التي ذكرت له
تاريخ الفتوى : ... 03 صفر 1426 / 14-03-2005
السؤال
تزوجت من إحدى العوائل بعيدة الصلة بعائلتنا وقد زارت والدتي هذه العائلة وشاهدت الفتاة وأخبرها أهلها بأن عمرها 26 سنة متعلمة مطلقة من 6 سنوات، واتكلت على الله وتزوجتها بعد اشتراط مؤخر صداق مائة ألف ريال، وهي الزوجة الثانية لي، وبعد الزواج اكتشفت أن عمر زوجتي 39 سنة تكبرني بـ 3 سنوات غير متعلمة لا تستطيع القراءة ولا الكتابة، مطلقة منذ أكثر من 17سنة، أنجبت لي ولدين وأنا لا أطيق العيش معها الآن كل ما تذكرت كذبة أهلها لا أطيق أهلها وأصبح بيني وبين وليها مشاكل بسببها, أصبح العيش معها صعب جدا لأنها تعرف أنني مطالب بمؤخر ولا أستطيع دفعه، ناهيك عن إهمالها لبعض حقوقي الزوجية، ماذا أفعل؟ جزاكم الله عنا خيراً كثير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما إخبار أهل المرأة بأن عمرها 26 سنة، وأنها متعلمة، ومطلقة من 6 سنوات في حين أن عمرها 39 سنة، وغير متعلمة فهذا كذب محرم وغش، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. متفق عليه، وهذا لفظ البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: من غش فليس مني.
ولكن هذا الكذب وهذا الغش لا يؤثر على استمتاع الزوج بزوجته، ولا تفويت مقصد من مقاصد النكاح، فإنه لا يؤثر في لزوم النكاح، وبالتالي فلا خيار لك في فسخه، وبالتالي فليس لك إلا أن تطلق وتدفع المهر كاملا، أو تبقى مع زوجتك وهذا هو الذي ننصحك به حفاظاً على أولادك، وحماية لهم من الأثر السيء الذي يترتب على الطلاق، ورفقا بك أنت لئلا يحل فيك مؤخر الصداق، وما ذكرته من كونها غير متعلمة لا تقرأ ولا تكتب، أو أن بينك وبين وليها مشاكل لا يبرر كل ذلك طلاقها، وعليك أنت أن تعلمها ما يجب عليها تعلمه من أمر دينها، ولا تنس قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم وأحمد، قال الإمام النووي رحمه الله: أي لا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا، بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة، أو جميلة، أو عفيفة، أو رفيقة به، أو نحو ذلك. انتهى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طريقة التعامل مع الزوجة الناشز(55/193)
تاريخ الفتوى : ... 14 محرم 1426 / 23-02-2005
السؤال
يا شيخ الله يحفظك، الآن لما تعصيني زوجتي وتصير ناشزاً وأنا ماذا أفعل؟ هل أعظها أولا وإذا استمرت أهجرها بالمضجع ولو استمرت أضربها أم يا شيخ لو بدأت بأي واحد من الحلول جائز لأني قرأت حول هذه المسألة وما فهمت ماهو الراجح لو سمحت يا شيخ بسط لي المسألة مع الراجح حتى أعرف أتعامل مع زوجتي الناشز؟
وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشوز النساء معناه استعلاؤهن على أزواجهن وعصيانهن وعدم طاعتهن فيما تلزم الطاعة فيه، وإذا ما حصل من المرأة ذلك فعلى الرجل أن يتدرج معها في الأمور التالية، فيبدأ بالأولى، فإذا لم يفد ذلك انتقل إلى الثانية ثم إلى الثالثة، وهذه الأمور هي:
1/ الوعظ ومنه تذكير المرأة بحق الزوج، وأن طاعته بالمعروف من طاعة الله تعالى، ومعصيته معصية لله.
2/ الهجر في المضجع ومعناه أن يبيت الرجل مع المرأة في فراش واحد لكن يوليها ظهره ولا يجامعها.
3/ الضرب ويشترط لجوازه أن يكون ضربا غير مبرح.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل راجع الفتوى رقم: 26794.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج زوجة ناشز من عدة أوجه
تاريخ الفتوى : ... 08 محرم 1426 / 17-02-2005
السؤال
نرجو من الله أن تفيدونا مأجورين على هذه المشكلة التي لم أستطع اتخاذ قرار حاسم فيها لأني أريد أن يكون قراري وفقا لشرع الله.
أنا متزوج منذ 11 سنة ولي طفلان من زوجتي التي أغضب من تصرفاتها باستمرار من سوء معاملتها لي وقد تصل إلى السب وعدم الاحترام في التعامل ولأنها تغضب بسرعة وتحب التدخل الدائم بجميع شئوني الخاصة والعامة (العمل ، معاملتي مع الأقارب وغيرها) وعندما تقع في الغضب تقوم بأي عمل يساهم في إغضابي كمشاهدة المسلسلات التلفزيونية ومشاهدة البرامج التافهة والأغاني وغيرها من التصرفات التي تضايقني وبالنسبة للصلاة فعندما أسألها هل صليت تتضايق وتقول لي لست صغيرة ولا تعاملني كأطفالك.
وعندي مشكلة أخرى معها وهي عدم معاملتها الحسنة لوالدتي حيث إنها لا تحترمها وتريد مني أن أقطع رحمي وذلك بطرح الخلافات وإظهارها لحرصها علي(55/194)
والتمسك بأي خطأ من طرف أقاربي ولو كان على سبيل المزاح ونظرا لأن حياتي أصبحت في الفترة الأخيرة في خلاف دائم ولا يكاد يمر يوم بدون مشاكل وآخرها أن تقفل الباب ولا تفتحه لي وكذلك قطعت خط الهاتف الذي بيني وبين بيت والدتي (هو خط هاتف واحد مركب في البيتين) وتعلم هي جيدا أن هذا الأمر يغضبني ويغضب أمي ، عليه نأمل منكم أن توضح لنا هل علي أي إثم إن طلقتها للأسباب المذكورة سابقا علما بأنني أنصحها دائما وبدون انقطاع على مسيرة حياتنا كلها وإن طلقتها هل الأطفال من حقي أن يكونوا معي أم معها خصوصا إني أخاف عليهم من عدم تربيتهم تربية صحيحة معها؟ وما هي حقوقها الشرعية التي علي بعد الطلاق؟ أم هل يكون الحل بأن أتزوج بأخرى تكون أكثر التزاما وأذرها معلقة.
أفيدوني جزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أخي ما يلي:
أولاً: بين لزوجتك انزعاجك من تصرفاتها، وأنها بذلك تغضبك وتهدم بنيان الأسرة المبني على المحبة والمودة والتغاضي عن الهفوات والتجاوز عن الزلات، ثم هي بفعلها هذا تغضب ربها الذي أمرها بطاعة زوجها، واعرض عليها الفتاوى التالية برقم: 11963، ورقم: 9623، ورقم: 1780.
ثانياً: تدرج في علاج زوجتك ولا تعجل بالطلاق، وانظر الفتوى رقم: 54131.
ونقول للزوجة: إن علامة المرأة التي تحب زوجها أن تحب له الخير، وإن من الخير بل من أعظم أعمال البر أن يكون طائعاً لوالديه، فكيف تفعل الزوجة أو تطلب من زوجها عملاً يكون نتيجته أن تحل عليه لعنة الله تعالى كقطيعة الرحم!! ففعلها ذلك يدل على أحد أمرين:
إما أنها لا تحب زوجها، بل تريد له الشر، وأن يقع في غضب الله.
وإما أنها تحبه، ولكنها لا تعرف ما الذي يضره وما الذي ينفعه، وهذا أيضاً خلل.
وأما بشأن الطلاق، فإنه عند استقامة الحال مكروه وليس محرماً، فلا يأثم الزوج إذا طلق زوجته.
وأما عند فساد الحال ووجود النزاع والنشوز من الزوجة فلا يكره، بل يكون مباحاً، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 48927، كما سبق في الفتوى رقم: 20270 ذكر ما يجب للمطلقة ، ولك أن تتزوج بأخرى على كل حال، أما أن تذر هذه المسكينة كالمعلقة لا هي مطلقة ولا هي ذات زوج، فلا يجوز لك ذلك.
وأما عن حضانة الأولاد، فانظر الفتوى رقم: 6660.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التفكك الأسري يوقع الإضرار بالأولاد
تاريخ الفتوى : ... 08 محرم 1426 / 17-02-2005
السؤال(55/195)
بعد العديد من المشاكل والطلاق مرتين بيني وبين زوجتي تزوجت امرأة أخرى مع احتفاظي بالأولى من أجل أولادي الأربعة منها لكنها لم تتحسن بل ازداد الأمور سوء وتوصلت إلى استحالة العيش بيننا فجمعت أهلها وأخبرتهم بتعذر العيش بيننا وأنه ليس لي الرغبة في مجرد إعادة النظر مستقبلا ولعلمي بظروفها الأسرية طلبت منهم تخييرها ثلاث خيارات أولها الطلاق والابتعاد إذا كانت لديها رغبة في بناء حياة جديدة وثانيها الطلاق مع البقاء مع أولادها حيث نعيش مغتربين بالسعودية وآخرها الاحتفاظ برابطة الزواج والبقاء مع أولادها ولكن دون علاقات زوجية مع انفصالي التام عنها وبشرط أن تقطع الأمل بصورة نهائية عن إمكانية عودتي إليها حتى لا يكون الأمل هو سبب بقائها فاختارت الخيار الأخير وسؤالي هل يجوز هذا الوضع شرعا وما هو الحال إذا علمت أنها ما زالت تتمسك بالأمل وأحيانا تقول في جلسات نسائية إنها سوف تتزوج وعندما طلبت من شقيقها تخييرها مرة أخرى اختارت البقاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أولا هو الاستمرار في محاولة الصلح بينك وبين زوجتك هذه بقدر ما تستطيع من المحاولات المفيدة في هذا الموضوع؛ إذ لا يخفى على أحد ما يترتب على التفكك الأسري من الإضرار بالأولاد والأفكار السلبية الناتجة عن ذلك.
أما بخصوص قبول هذه الزوجة التنازل عن حقوقها مقابل بقائها مع أولادها في عصمة زوجها فهذا لا مانع منه، وهي زوجة ترث وتورث، ويمكنها التراجع عما قبلت به في أي وقت شاءت كما سبق بيانه في الفتوى رقم:48409 ، والفتوى رقم: 58838.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الحر تكفيه الإشارة
تاريخ الفتوى : ... 04 محرم 1426 / 13-02-2005
السؤال
أساتذتنا الكرام..
اطلعت على تفسير كل من الإمام القرطبي وابن كثير للآية رقم 34 -سورة النساء:
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )
.............................................
ولي أكثر من تساؤل..(55/196)
حول تفسير ابن كثير فسّر الضرب بأنه ضرب غير مبرح، و في القرطبي ذكر أنه ضرب للأدب.. وعلى حسب درجة الخطأ فمن (ضرب السواك) و(اللكزة) و نحوه، إلى (الضرب بالسوط)..و هو ما راعني وهالني وقلب فكري إلى حد كبير..
فلي هنا أكثر من تساؤل، علاقة الزواج سيدي الكريم علاقة حميمة بالأساس مبنية على المشاركة والود والمحبة بين الزوجين، فكيف إذن يفترض أن تتخلل هذه العلاقة الحميمة – بين محب ومحبوبة- شكل آخر للعلاقة هو علاقة الضارب والمضروب، والمؤدِّب والمؤدًّب، ثم تتحول العلاقة بعدها –بمنتهى البساطة- في الفراش من ضارب إلى حبيب ومن مضروب إلى محبوب؟ كيف يمكن أن تستقيم علاقة أصلها الحب والتكافؤ بينما يتخللها الضرب والتأديب ولو لم يكن مبرحاً؟ وهل يمكن أن نتخيله ضربا مبرحاَ من الأساس؟ إذن لصارت بهيمة البعير أكرم من المرأة بكل حال..!! كما أن لي تعليقاَ على فكرة الضرب المبرح أو غير المبرح..
فلو كان المقصود بالضرب هنا ضرب (السواك) و (اللكزة) ونحوها كما ورد في تفسير ابن كثير، فكيف يمكن أن تحل (اللكزة) أو (وخزة السواك) أي مشكلة بين زوجين (نشوز أي عصيان كما ورد بالآية)؟ وهو العصيان الذي استوجب في الآية نفسها (الموعظة) و (الهجران في المضجع)..ثم نأتي لنقول بعد ذلك (اضربوهن) أي ضرب كاللكزة وبالسواك ونحو ذلك، هل من المنطقي أن يحل مثل هذا الضرب -غير المنطقي و غير العقلاني أصلا في رأيي- مشكلة بين زوجين من هذا النوع؟ إذن لابد من شرح أكثر منطقية وعقلانية للآية.. فلو قلنا (ضرب السواك) هو غير منطقي ولا يمكن أن يقبله الواقع لحل مشكلة ولا حتى للمساعدة في حلها على الإطلاق..و لو قلنا (ضرب مبرح) –كما ورد في القرطبي أنه يمكن أن يصل في إحدى درجاته إلى الضرب بالسوط- هو أمر غير إنساني بالمرة ولا ملائم لعلاقة كالزواج وقد ذكر القرطبي بالنص :
"....يجوز معه أن يضربها الزوج ضرب الأدب......ويختلف الحال في أدب الرفيعة و الدنيئة، فأدب الرفيعة العذل، وأدب الدنيئة السوط، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله أمرؤاً علّق سوطه وأدّب أهله".
هذه تساؤلات تحيط بتفسير هذه الآية الكريمة ومدلولاتها بعد الاطلاع على كل من تفسيري ابن كثير والقرطبي.. أرجو الإيضاح والتفسير من حضرتكم..
و قد قال تعالى: (واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
و شكراً..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قوله تعالى: وَاضْرِبُوهُنَّ خطاب من الله تعالى الذي خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه وما يفسده، قال تعالى: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {الملك: 14}. فالمسلم إن وقف أمام حكم الله ولم يعقل حكمته اتهم نفسه وعقله، ونبذ وراء ظهره عقلانيته ومنطقيته المصادمة لحكم الله تعالى، قال الله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء: 65}.(55/197)
وقال عز وجل: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب: 36}. فالمسلم ينقاد لحكم الله تعالى ويستسلم له سامعاً مطيعاً علم الحكمة من ورائه أو غابت عنه: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {النور: 51}.
واعلم أن من أرشد الرجال إلى ضرب النساء ضرباً غير مبرح هو من بعثه الله رحمة للعالمين بما في ذلك النساء، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع: فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكن عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح.
وما من أمر من أوامر الله تعالى إلا وله سبحانه فيه الحكمة البالغة عقل ذلك من عقله وجهله من جهله، ومما فيه الخير قطعاً ما أرشد الله إليه في وسائل علاج المرأة الناشز من الموعظة أولاً والتذكير بالله تعالى وحسن الخلق معها لتبادل الإحسان بالإحسان، فإذا لم يكفها ذلك وتكلفت من الأخلاق شططا ومن الصفات شينا وقبحا، فينتقل الرجل معها إلى الهجر وهو علاج معنوي تعالج به صاحبة المزاج السوي، وترتدع به صاحبة المشاعر الرقيقة، فإن لم يكن ذلك نافعا لغلظة الطبع وجفاء الخلق فينتقل معها إلى العلاج البدني وهو الضرب الذي لا يشين البدن ولا يكسر العظم، لان المقصود به هو التأديب والإيقاظ من السبات والغفلة، ويكفي ذلك ضربة بسواك أو لكزة به، ومن السواك ما لو ضرب به لكسر الرأس، ولذا فتمثيل العلماء بضرب السواك ليس متعارضاً مع تمثيلهم بالسوط، والذي يضبط الأمر هو ما سبق.
وأما قولك بأن المحبة تتنافى مع الضرب فغير صحيح، فالوالد يضرب ولده مع المحبة، بل ما دفعه إلى الضرب إلا المحبة وكما قيل: يقسو ليزدجر.
وقولك: إنه أمر غير إنساني. قول عجيب مردود إذ يعرف العقلاء أن الناس ليسوا سواء فمنهم من تنفعه النظرة ومنهم من لا يرتدع إلا بالزجرة، ومنهم من لا يكف إلا بالكف، وإنكار ذلك إنكار للحقائق وجنوح إلى المثاليات الزائفة، ومع هذا فقد قرر علماء الشريعة أن الأفضل أن يعزف الرجل عن الضرب، ويكتفي بما دونه من العلاج إلا أن يتعين الضرب ويعلم فيه نفعاً فالنفع مطلوب.
قال ابن العربي في أحكام القرآن: قال عطاء لا يضربها وإن أمرها ونهاها فلم تطعه، ولكن يغضب عليها.
قال القاضي: هذا من فقه عطاء، فإنه من فهمه بالشريعة ووقوفه على مظان الاجتهاد علم أن الأمر بالضرب هاهنا أمر إباحة ووقف على الكراهية من طريق أخرى في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن زمعة إني لأكره للرجل يضرب أمته عند غضبه ولعله أن يضاجعها من يومه.
وروى ابن نافع عن مالك عن يحيى بن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استؤذن في ضرب النساء فقال: اضربوا ولن يضرب خياركم، فأباح وندب إلى الترك، وإن في الهجر لغاية الأدب، والذي عندي أن الرجال والنساء لا يستوون في(55/198)
ذلك، فإن العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة ومن النساء بل من الرجال من لا يقيمه إلا الأدب، فإذا علم ذلك الرجل فله أن يؤدب، وإن ترك فهو أفضل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يخشى أذى زوجته.. تسريح أم إمساك
تاريخ الفتوى : ... 26 ذو الحجة 1425 / 06-02-2005
السؤال
جزاكم الله خيراً
أنا عراقي ولي زوجة كويتية تزوجتها في العراق قبل الغزو وكنا نسكن معاً في العراق لغاية نهاية سنة 97 وكانت مع كل المشاكل بسبب ظروف الحصار كانت طيبة ومؤدبة لكن حدث أني وبعد أن خرجنا من العراق وقدر الله أن أدخل إلى الكويت وأصبحت لدي إقامة أصبحت عدوانية جداً ومتزمتة إلى درجة أنها تهددني بأن تتهمني إلى رجال أمن الدولة بأي تهمة باطلة وأصبحت لا أطيق العيش معها، علماً بأنها بنت خالتي ولديها أخوان في الكويت وللأسف أنهم يقفون معها في الباطل والسبب الطغيان وعمى القلوب، وبدأت أكرهها لدرجة إني أدعو الله أن يصيبها في مصيبة كبيرة وللعلم أنا لدي منها 3 أولاد وتربيتها للأولاد فاسدة حيث إن الأولاد أصبحوا إذا رأوا أولاد خالاتهم وأولاد أخوالهم يعملون شيئا يريدون أن يعملوا الشيء نفسه كقصة الشعر الغريبة ولبس البنطلون الجينز الذي فيه من الأمور المخزية كالصور وما شابه وحين أكلمهم بأن هذا الشيء غير صحيح يقولون لي أنت جعلت كل شيء حراما وغير صحيح، فأرجو إفتائي هل أنفصل عنها لأني أصبحت لا أطيق رؤيتها وأخاف أن تعمل شيئا معي أفقد فيها أعصابي وأقوم بعمل خاطئ؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تخشى من أن تصيبك بأذى فلا حرج في طلاقها والنساء غيرها كثير، وإن كنا نفضل أن يكون آخر العلاج هو الطلاق، فعظها وبين لها حق الزوج وكن رفيقا معها لعل الله يزيل عنها تلك القسوة، وننصح بإعطائها الفتوى التالية: 9904، والفتوى رقم: 27662.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
معالجة الخلافات الزوجية برفق أدوم للعشرة
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو الحجة 1425 / 02-02-2005
السؤال
صار سوء نقاش مع زوجتي فطلبت الذهاب إلى بيت والدها في حالة أعصاب ولم أرفعها وعندما رجعت لم أجدها ذهبت إلى بيت أبيها كيف أتصرف؟(55/199)
أرجو منكم الجواب بأسرع وقت قبل العيد . أرجو أن لا يكتب السؤال إن أمكن.
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت زوجتك قد خرجت من بيتك بدون إذنك لمجرد خصام ولم يلحقها ظلم أو تفريط في حقوقها كالنفقة مثلاً، فقد أخطأت ويجب عليها التوبة إلى الله تعالى مما فعلت.
وأما موقفك أنت منها، فالصبر والتحمل والتغاضي عن الزلات والأخطاء، فإن الحياة الزوجية لا تدوم إلا بذلك، ثم إن الرجل أملك لنفسه، وأقدر على ضبط الأمور وسياسة الموقف من المرأة، فاذهب إليها وعالج الأمر برفق، وفقك الله لطاعته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ضرب الزوجة لحق الله تعالى.. رؤية شرعية
تاريخ الفتوى : ... 19 ذو الحجة 1425 / 30-01-2005
السؤال
فتاه تقوم بنتف الحاجب قليلا(من الأعلى والأسفل)منذ الصغر وعند الزواج طلب منها زوجها ترك ذلك وهي تعمل بوظيفة وأخبرته بأنها سوف تتركه تدريجيا ولكنها قد تنحرج في تركه فجأة في النظر في حاجبيها, ما حكم ذلك الشرعي؟ وفي حال لم تتركه هل ألجأ إلى العنف معها كإجبارها أو ضربها على ترك ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنتف الحاجب لا يجوز وهو النمص وقد لعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاعلة ذلك، وانظر الفتوى رقم 7172 والفتوى رقم 8472 والفتوى رقم 17609 .
والواجب على هذه المرأة أن تطيع زوجها الذي أمرها بما هو طاعة واجبة، ومن حق الزوج أن يزجر زوجته على فعلها الحرام، وهل له أن يضربها على أمر لا يتعلق به بل يتعلق بحق الله تعالى؟ في ذلك خلاف بين أهل العلم .
فذهب الشافعية على المعتمد وبعض الحنفية وبعض الحنابلة إلى أن الزوج ليس له أن يضرب زوجته لتفريطها في حقوق الله تعالى .
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب : وللزوج ضرب زوجته لنشوزها ولما يتعلق به من حقوقه عليها للآية السابقة أول الباب لا لحق الله تعالى لأنه لا يتعلق به، وقضيته أنه ليس له ضربها على ترك الصلاة، لكن أفتى ابن البزري بأنه يجب عليه ذلك، وفي الوجوب نظر.اهـ
وذهب الحنابلة في المعتمد والمالكية وجمع من الحنفية إلى أن للزوج أن يضرب الزوجة على تركها لحقوق الله تعالى .(55/200)
ففي البحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم الحنفي قوله: لكن وقع الاختلاف في جواز ضربها على ترك الصلاة فذكر هنا تبعا لكثير أنه يجوز، وفي النهاية تبعا لما في كافي الحاكم أنه لا يجوز له؛ لأن المنفعة لا تعود إليه بل إليها، وليس في كلام المصنف ما يقتضي أنه ليس له ضربها في غير هذه الأربعة أشياء؛ ولهذا قال الولوالجي في فتاويه: للزوج أن يضرب زوجته على أربعة أشياء وما في معناها. ففي قوله: وما في معناها، إفادة عدم الحصر . اهـ
وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار : وله ضرب زوجته على ترك الصلاة ... قوله على الأظهر ومشى عليه في الكنز والملتقى، وفي رواية ليس له ذلك وعليها مشى المصنف في التعزير تبعا للدر .اهـ
وفي الشرح الصغير للدردير المالكي: ووعظ الزوج من نشزت: أي خرجت عن طاعته بمنعها التمتع بها، أو خروجها بلا إذن لمكان لا يجب خروجها له, أو تركت حقوق الله كالطهارة والصلاة, أو أغلقت الباب دونه، أو خانته في نفسها أو ماله ... ثم إن لم يفد فيها الوعظ هجرها في المضاجع فلا ينام معها في فرش, ولا يباشرها لعلها ترجع عن نشوزها . ثم إن لم يفد الهجر ضربها ضربا غير مبرح. ولا يجوز الضرب المبرح وهو الذي يكسر عظما أو يشين لحما, ولو علم أنها لا ترجع عما هي فيه إلا به، فإن وقع فهو جان فلها التطليق والقصاص. ومحل جواز الضرب إن ظن إفادته وإلا فلا يضرب, فهذا قيد في الضرب دون ما قبله لشدته .اهـ
وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله تعالى في المغني: فصل: وله تأديبها على ترك فرائض الله. وسأل إسماعيل بن سعيد أحمد عما يجوز ضرب المرأة عليه؟ قال: على ترك فرائض الله. وقال في الرجل له امرأة لا تصلي: يضربها ضربا رفيقا غير مبرح. وقال علي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: { قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } قال : علموهم أدبوهم .اهـ
والواجب على هذه المرأة أن تتقي الله تعالى، وأن تعلم أن خشية الله تعالى والخوف منه مقدمة على الحياء والخوف من المخلوقات.
وننبه إلى أنه يحرم على المرأة أن تظهر زينتها أمام غير زوجها أو محارمها.
فمسألة ضرب الزوجة لحق الله تعالى من مسائل الخلافز وعلى كل حال، فالضرب المأذون فيه لا يلجأ إليه إلا عند ظن إفادته، فإذا لم يفد أو ترتبت عليه مفسدة أعظم منه تجنب.
والذي ننصح به الأخ السائل أن يعالج الموضوع بحكمة وبرفق، وأن لا يقع في أمر يضرُّ به وبعلاقته أكثر مما ينفعها
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طرق رأب الصدع بين الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 19 ذو الحجة 1425 / 30-01-2005
السؤال(55/201)
فضيلة المفتي جزاكم الله خير الجزاء، سؤالي هو: لي أخت تزوج زوجها عليها قبل مدة وعندما تزوج الثانية أعطى الزوجة الأولى بعض الذهب حتى ترضى وباقتناع منه، كما أنه سبق أن كاتبها بالمنزل الذي تسكن فيه معه بيعاً وشراء، وبمستند شرعي صحيح، وأخيراً حدثت بينهما مشاكل وضربها كثيراً بشكل لا يرضي الله ولا رسوله ولا المؤمنين، ولم يفلح صبرها عليه في أن يعود إلى رشده فاضطرت إلى اللجوء إلى أهلها وطلبت الطلاق للضرر والكره نتيجة أفعاله، ولكنه اشترط كي يطلقها أن تعيد إليه ما أعطاها من ذهب وكذلك المنزل الذي باعه لها مدعياً أنه باع عليها مراضاة لها كي تقبل بزوجته الثانية، وأنه لم يأخذ منها ثمنه، فما رأيكم فضيلة الشيخ في طلبه وما رأي الشرع، مع العلم بأن الزوج كثرت أمواله مؤخراً وكانت أحد أسباب ظلمه ورجائي أن لا ترجعوا الأمر إلى المحاكم الشرعية لأننا نريد أن نتبصر منكم؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى الزوج والزوجة أن يؤدي كل منهما ما يجب عليه من حق تجاه الآخر وأن يتعاشرا بالمعروف، فإن دب بينهما خلاف أو نزاع فعليهما أن يعالجاه بحكمة ومسؤولية، فإن كبر الخلاف واتسعت مسافة الشقاق ولم يفلحا في تسويته فليحكما بينهما حكمين من أهله وأهلها من أهل العدالة وحسن النظر والبصر بالفقه لينظرا في أسباب الشقاق والخلاف ويصلحا بينهما، كما قال الله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء:35}.
وعليهما أن لا يلجآا إلى الطلاق، إلا بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح، فالصلح خير، فإن رأيا أن لا سبيل إلى الصلح، فلهما -إن رضي الزوجان- النظر في الطلاق، فإن كان النشوز والضرر واقعاً من الزوج على الزوجة فيفرقان بينهما دون غرم تغرمه المرأة، وإن كان النشوز من المرأة فيأخذان منها للرجل ما هو مخرج لها من ملكه ويطلقاها عليه.
قال في المدونة: وإذا حكم الزوج والمرأة الحكمين في الفرقة والإمساك فقد حكماهما فيما يصلح ذلك بوجه السداد منهما والاجتهاد، قال: قال مالك: إن رأيا أن يأخذا من المرأة ويغرماها مما هو مصلح لها ومخرجها من ملك من أضر بها، ولا ينبغي أن يأخذا من الزوج شيئاً ويطلقاها عليه. انتهى.
فإن لم يحكما حكمين فللزوجة رفع أمرها إلى القاضي وإثبات نشوز الرجل والضرر الواقع عليها منه وطلب الطلاق، فإن لم تثبت نشوزه والضرر الواقع عليها، وأرادت الطلاق لكرهه وعدم إطاقتها العيش معه، فلها أن تخالعه بإعطائه ما طلب منها حتى تفتدي منه، لقوله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة:229}.
مع التنبيه إلى حرمة طلب المرأة الطلاق من زوجها لغير عذر شرعي، لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. أخرجه الترمذي وأبو داود.(55/202)
وأما قضية البيت فهي تدعي ملكيتها له بشرائه منه وهو ينكر البيع ويدعي عدم أخذ ثمن مقابل البيت، وإنما أرضاها به لكي يتزوج بالثانية، فهذه قضية مرجعها للمحكمة الشرعية فهي المخولة بالفصل في قضايا المناكرة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مشكلة زوجية
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو الحجة 1425 / 25-01-2005
السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ إحدى عشر سنة وبعد استحالة الحياة بيني وبين زوجي وشعوري أني لا أطيق أن أعيش معه بسبب معاملته السيئة لي وضربه لي وإهانتي في كل وقت وحين بسبب أو بدون سبب، وإحساسي أني كالخادمة عنده ليس لي أي حق ولا واجبات، وإحساسي أني إنسانة ميتة لا قيمة لي ، فما عدت أطيق الحياة معه وخفت على نفسي من الفتنة خاصة أني كنت أكره أن يلمسني أو يقترب مني وكنت لا آخذ حقي الشرعي منه ولا أشعر به زوجا لي بل إني كنت أعطيه حقه الشرعي لأنه مفروض علي وكي لا يعاقبني الله دون أن أشعر بأني أقضي رغبتي وحاجتي منه فخفت على نفسي بالوقوع في الحرام مع أني صبرت عليه سنوات عدة لكني لم أعد أطيق وفكرت مرات عديدة أن أفعل بنفسي شيئا كي أخلص منه وأرتاح إلى الأبد لكني كنت أخاف الله وكلما فكرت نفسي بهذه الأشياء أقول خسرت الدنيا ولا أريد أن أخسر الآخرة وأستغفر الله على هذا التفكير...
مشكلتي هي أني تركت بيت زوجي وطلبت الطلاق منه لكنه رفض فذهبت إلى المراكز الإسلامية الموجودة في البلد الذي أعيش فيه كي يساعدوني على الطلاق لكنهم لم يستطيعوا مساعدتي وقالوا لي إنهم لا يملكون الحق من الدولة على تطليقي ولا يستطيعون أن يعطوني شهادة خلع أو تفريق فلجأت إلى القانون الدانماركي ورفعت قضية طلاق وذهب زوجي إلى المحكمة ووافق على الطلاق المدني وقال لي إنه لا يعتبره طلاقا لأنه لم يتم بمحكمة شرعية وهو لا يعترف بهذه المحاكم ولا بقانونها وأنه وافق على الطلاق فقط من أجل أن تنتهي القضية ولكنه لم ينو الطلاق بقلبه كما قال لي لأنه يريد أن أتنازل عن أولادي وإقامتي هنا كي يعطيني حريتي وهو مقتنع أن الحياة بيننا متسحيلة ولا مجال للعودة لكنه مصمم على رأيه وكلما ذهب أحد ليطلب منه أن يفارقني بإحسان يقول للناس إنه طلقني كي لا يكلمه أحد بالموضوع مع أن هذا الكلام غير صحيح سؤالي هو هل يمكنني أن أعتبر طلاقي المدني طلاقا واقعا صحيحا خاصة أن المراكز الإسلامية لا تستطيع مساعدتي في الموضوع؟ وكنت قد اتصلت بالمحكمة الشرعية في وطني الأصلي لكي أرفع قضية تفريق أو خلع وقالوا إنه عليّ الحضور بنفسي لرفع القضية ولا يصح أن أوكل أحدا عني لأنه علي الشهادة أمام القاضي وحلف اليمين أن زوجي لم يكن يعاملني بطريقة حسنة وأنه علي إثبات ذلك وإثبات أني لا أعيش معه وأنا لا أستطيع السفر إلى بلدي لأسباب عديدة ولا أستطيع إثبات أني لا أعيش معه فجيراني يعلمون أني لا أسكن(55/203)
معه ولا أعرف عنه شيئا وحتى أولادي لا يراهم لكن لا يستطيع أحد أن يذهب للمحكمة لقول ذلك فقال لي القاضي أن طلب الخلع صعب نوعا ما ويحتاج إلى وقت طويل وأنهم سيرسلوا لزوجي كي يحضر ويسألوه عن أقوالي وأنا أعلم أنه لن يحضر لأني أنا نفسي لا أعرف أين هو وسمعت أنه يجهز نفسه للرحيل من البلد الذي أعيش فيه ما معناه أني سأظل لا معلقة ولا مطلقة طوال حياتي وأنا أخاف على نفسي
من الوقوع بالحرام في هذه البلاد المتاح فيها كل شيء وأريد أن أحصن نفسي خاصة أني لا زلت في الثلاثين من عمري يعني شابة وأيضا لدي أولاد أخاف عليهم من هذا البلد وأحتاج أن أتزوج كي أجد أحداً جنبي يساعدني على تربية الأولاد خاصة بعد أن تخلى والدهم عن مسؤولية تربيتهم وتركها لي وأنا وحيدة في هذه البلاد ليس لي عائلة ولا أهل ولا أصدقاء ....
ولدي سؤال آخر وهو أني عندما تزوجت وأتيت إلى هذه البلاد كنت أحصل على مرتب شهري من الدولة أنا وزوجي وكل منا يستلمه على رقم حسابه الخاص بالبنك وكنا نشتري منه عفش البيت ومستلزماتنا المشكلة أن زوجي يعتبر أن هذا العفش من حقه وحده لأنه كما يقول هو من أتى بي إلى هذه البلاد ولو لم يأت بي إلى هنا لما كنت حصلت على هذا الراتب وعندما تركت بيتي وذهبت إلى بيت مؤقت لحين انتهاء القضية المعلقة بيني وبين زوجي قام زوجي وأهله بأخذ عفش بيتي كاملا مع حاجاتي الخاصة وهدايا كنت قد أخذتها من أهلي وأصدقائي وحتى أنه أخذ حاجات أولادي وألعابهم ولم يترك لنا شيئا في المنزل وعند حصولي على شقتي بحكم المحكمة رجعت إليها فوجدتها فارغة من كل شيء حتى ثيابي أخدها ولا يريد أن يرد لي شيئاً منها ويقول إن هذا حقه لأن الرجل من حقه العفش وأنه هو السبب في حصولي على هذه الأشياء مع العلم أن زوجي لا يعمل وأنه يأخذ مرتبا من الدولة مثلي لكنه مقتنع تماما أن ما أخذه هو من حقه ويحل له وكنت قد اشتكيت للشيخ هذا الفعل وقال لي الشيخ هنا أن العفش من حق الزوج ولا يحق للزوجة أخذ شيء منه إلا حاجاتها الخاصة وأنا لم أستطع أن أفهم ذلك القول مع العلم أنه اشتراه من مرتبي ومرتبه وبحكم القانون الدانماركي يحصل كل من الزوجين على نصف العفش أي يتم تقسيمه بينهم بالنصف بحيث لا يظلم أحد لكني لم أستطيع أخذ أي شيء منه وحتى الدولة لم تستطع أن تعيد لي عفشي لأن زوجي لا يريد أن يعترف أين قام بتخبئة العفش وهو ينكر أنه كان لدينا عفش
من الأساس وهذه القضية ستأخذ وقتا في المحاكم لإثباتها وأنا لا أريد رفع دعوى لأنها مكلفة لكني أريد أن أعرف هل حقا أن ما أخذه زوجي حلال عليه وأنه لا حق لي بالعفش؟ وأنا فوضت أمري إلى الله وقلت حسبي الله ونعم الوكيل ...المشكلة أن لدي ثلاثة أطفال ومرتبي قليل لا يكفي لشراء أثاث للبيت وما آخذه يكفي لشراء الضروريات من أكل ولبس فقط وأنا لا أستطيع أن أعمل في الوقت الحالي لأني مريضة وأولادي بحاجة أن أكون بجانبهم في هذا السن وزوجي لم يفكر إلا بنفسه والانتقام مني ولم يهتم لحالنا وقال لي إنه يريد أن يتزوج وليس لديه مال لشراء أثاث جديد وعلي تدبير نفسي بنفسي ما دمت أنا من قام بطلب الطلاق فعلي تحمل(55/204)
نتيجة قراري ... أريد من فضيلتكم جوابا شافيا لأسئلتي وأدعو الله لي أن يريحني من الذي أنا فيه وأن يعينني على تربية أولادي على الخير والصلاح.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعينك على ما أنت فيه، وأن يكتب لك الخير والتوفيق، وأما بشأن ما ورد في سؤالك فجوابه ما يلي:
أولاً: إياك واليأس، فإن اليأس والقنوط يجران إلى مفاسد عظيمة.
ثانياً: نوصيك بالهجرة إلى بلدك، ولن يضيعك الله تعالى، فإن في مقامك في البلد الذي أنت فيه مفاسد عليك وعلى أبنائك.
ثالثاً: إن كان في رجوعك إلى هذا الرجل بصيص أمل بحسن حاله وتبدل أخلاقه فافعلي وكوني عوناً له على الاستقامة وبيني له حرمة ما يقوم به من سوء العشرة، ويمكن الاستعانة بالفتاوى التالية : 25387، 2589، 4291.
الرابع: يجب على هذا الزوج أن ينفق على أولاده ويرعاهم وإلا فهو مفرط آثم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول. رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ولذا فعليه أن ينفق على أولاده.
خامساً: نحن نذكِّر الزوج بالله تعالى إن كان ممن يخشى الله ويتقيه بأن من الواجب عليه أن يمسك بالمعروف أو يسرح بإحسان؛ لقوله تعالى: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة: 229}.
سادساً: ما صرفته الدولة من مال للمرأة فهو حقها، ولا يجوز للزوج أن يتصرف فيه بدون إذنها، وأما الاحتجاج بأنه كان سبب حضورها إلى تلك البلاد فحجة غير صحيحة، وليست مقبولة شرعاً، فليتق الله تعالى وعليه أن يرد حق زوجته.
سابعاً: إذا كان قد تلفظ بالطلاق، فقد وقع الطلاق نوى الطلاق أم لا.
ثامناً: إذا كان لم يتلفظ بالطلاق، وإنما كتبه كتابة، فإنه يقع إن نوى الطلاق ولا يقع إن لم ينوه.
تاسعاً: في حال أن الطلاق لم يقع، وكنت في بلد لا قاضي فيه، فيمكنك الرجوع إلى جماعة المسلمين في البلد الذي أنت فيه، فإنها تقوم مقام القاضي كما نص على ذلك المالكية، ففي حاشية العدوي المالكي على شرح كفاية الطالب الرباني قوله: وجماعة المسلمين العدول يقومون مقام الحاكم في ذلك، وفي كل أمر يتعذر الوصول إلى الحاكم أو لكونه غير عدل، وأما من لم يثبت عسره وهو مقر بالملاء وامتنع من الإنفاق والطلاق، فإنه يعجل عليك الطلاق على قول، ويسجن حتى ينفق عليها على آخر، فإن سجن ولم يفعل، فإنه يعجل عليه الطلاق. اهـ
وسبق في الفتوى رقم: 56673. بل نص الفقهاء أيضا على أن العالم في البلد الذي لا يوجد به قاض ينزل منزلة القاضي قال الناظم :
وعالم في البلد كالقاضي **** في بلد ليس به من قاضي
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/205)
الفتوى : ... المرأة التي تخرج وعلى وجهها زينة.. إمساك أم طلاق
تاريخ الفتوى : ... 29 ذو القعدة 1425 / 10-01-2005
السؤال
..زوجتي عند خروجها من البيت تضع بودرة على وجهها بحجة أن وجهها يبدو شاحبا وقد نهيتها عن ذلك عدة مرات...بأن هذا حرام ولا يجوز...وكانت حجتها بإن جميع النساء يفعلن أكثر من هذا ..وآخر مرة نصحتها بأن لا تفعل ذلك قالت أنا سأفعل وإن لم يعجبك فكلا في طريق تعني الطلاق...ولنا ثلاث أطفال..فإن سكت على ذلك فأين القوامه للزوج ...وقال الحق: ولايبدين زينتهن الإ لبعولتهن...فهل أنا محاسب أمام الله..وكيف الحل
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تخرج متزينة بزينة يراها الرجال الأجانب، منها كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 4052. وعليه.. فالواجب عليك منع زوجتك من الخروج وهي على هذا الحال من الزينة كاشفة وجهها، وذلك لأن الله
تعالى أمر المؤمن أن يقي أهله من النار، وذلك في قوله سبحانه: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً {التحريم: 6}. وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام رع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. ويجب على زوجتك أن تطيعك في ذلك لأنه إذا كان يجب عليها ذلك في الأمور العادية فمن باب أولى إذا أمرتها بواجب أو نهيتها عن محرم، فإن أصرت على ذلك فهي ناشز وقد مضى حكمه في الفتوى رقم: 1225.
فإذ لم يفد علاج النشوز فيها فلا مانع من تطليقها، ولك أن تصبر عليها، قال ابن قدامة في المغني في معرض تعداده لأنواع الطلاق وذكر منها قوله: الرابع مندوب إليه وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله تعالى الواجبة عليها مثل: الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها أو تكون له امرأة غير عفيفة، قال أحمد: لا ينبغي له إمساكها وذلك لأن فيه نقصا لدينه. اهـ.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيفية حكم الحكمين عند الشقاق والنشوز
تاريخ الفتوى : ... 30 ذو القعدة 1425 / 11-01-2005
السؤال
أنا شاب من بلد عربي إسلامي أمي وأبي غير منفصلين وغير مجتمعين منذ مدة طويلة تقريبا 2 سنة
وأثناء هذه المدة كان أبي يظلم أمي ويضربها كثيرا صبرت عليه لحد ما تشاجرا لآخر مرة وكان في كل شجار يعتذر وتسامحه إلى أن طردها في الليل هي وأختي وكانا في منزله ونحن البقية يعني كنا في العاصمة ولم نكن معهم سمعنا بالقصة ثم جاءتنا أخبار أنه يزور امرأة ويهدي لها هدايا يعني ارتباط غير شرعي ولما أخبرته(55/206)
أختي الكبيرة والوسطى غضب وفي الليل هددهما بسكين وطردهما وتمر الأيام بل السنون وطلب من أمي الاعتذار فرفضت لأنه لا يعطيها حتى النفقة ولما يعطيها ذلك يعطي بضع نقود فهل الحرام على أمي أم أبي؟ وما الحل أتبقى أمي كذلك؟ ماذا نفعل؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعرف سبب معاملة والدك لوالدتك، لكن نقول: إن كان ضربه لها وتشاجره معها وطرده لها أخيراً من البيت مع طاعتها له وعدم نشوزها فهذا ظلم وحرام، وقد قال الله تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء: 34}.
قال القرطبي رحمه الله: إن كنتم تقدرون عليهم فتذكروا قدرة الله، فيده بالقدرة فوق كل يد، فلا يستعلي أحد على امرأته فالله بالمرصاد. انتهى
وقولك: إنها رفضت الاعتذار لا ندري هل طلب منها الاعتذار فرفضت الاعتذار أم اعتذر لها فرفضت اعتذاره؟ وعلى كل فلا نستطيع الحكم عليها بأنها تأثم لأننا لم نسمع منها ونعرف الدافع لها على ذلك.
أما السؤال عن الحل فهو اتباع ما أمر الله تعالى به في قوله: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء: 35}.
فننصحكم بالبحث عن حكمين من أهله وأهلها ممن تثقون فيه من أهل العدالة وحسن النظر والبصر بالفقه ليصلحا بينهما.
قال القرطبي رحمه الله: فإن لم يوجد من أهلها من يصلح لذلك فيرسل من غيرهما عدلين عالمين، وذلك إذا أشكل أمرهما ولم يدر ممن الإساءة منهما، فأما إن عرف الظالم، فإنه يؤخذ له الحق من صاحبه ويجبر على إزالة الضرر، ويقال: إن الحكم من أهل الزوج يخلو به ويقول له: أخبرني بما في نفسك أتهواها أم لا حتى أعلم مرادك؟ فإن قال: لا حاجة لي فيها خذ لي منها ما استطعت وفرق بيني وبينها، فيعرف أن من قبله النشوز، وإن قال: إني أهواها فأرضها من مالي بما شئت ولا تفرق بيني وبينها، فيعلم أنه ليس بناشز.
ويخلو الحكم من جهته بالمرأة ويقول لها: أتهوين زوجك أم لا؟ فإن قالت: فرق بيني وبينه وأعطه من مالي ما أراد، فيعلم أن النشوز من قبلها، وإن قالت: لا تفرق بيننا ولكن حثه على أن يزيد في نفقتي ويحسن إلي علم أن النشوز ليس من قبلها، فإذا ظهر لهما الذي كان النشوز من قبله يقبلان عليه بالعظة والزجر والنهي فذلك قوله تعالى: فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا {النساء: 35}.
فإذا انسد باب الصلح عن طريق الحكمين، فيلجآن إلى القضاء، لأخذ الحق من الظالم وإنصاف المظلوم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/207)
التفاهم أول خطوة في طريق استقرار الحياة الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو القعدة 1425 / 05-01-2005
السؤال
أنا شاب عمري 31 عاما متزوج منذ ثلاثة أشهر ونصف ولدي مشكلة أريد أن أستشير أهل الرأي فيها .. متمنياً أن أجد حلاً أو رأياً فيما أعاني منه .. وجزاكم الله خيراً ..
مشكلتي كالتالي :
خطبت فتاة عمرها 19 عاما تربطني بها صلة رحم ( من أقاربنا ) وبعد موافقتها طلبت من أبيها أن أراها فوافق دون تردد وقال لي من حقك أن تراها ؛ تم تحديد موعد لرؤية خطيبتي ، دخلت علي بالمجلس وصافحتني وجلست أمامي .. خرج والدها لبضع دقائق ثم سألتها عن دراستها ثم سألتها عن رأيها في زواجي منها فقالت موافقة ولديها الرغبة في الزواج .. عاد والدها ثم خرجت قليلاً وعادت ومعها كوب من العصير وقدمته لي ثم جلست قليلاً بعدها خرجت ولم تعد .
المشكلة بدأت من بعد الرؤية بل في نفس الوقت الذي كانت فيه أمامي إذ انتابني شعور وخوف وضيقة صدر إذ كنت متوقعا أنها أجمل مما هي عليه عند الرؤية .. وحقيقة لا أدري حقاً إن كان الخوف من ناحية جمالها أم من شيء آخر .. بعد ذلك تناقشنا أنا ووالدها فيما سيجري بعد الرؤية وقال لي ( استخر ) ورد علي بعد يومين كلمني بعد يومين انتهى اللقاء بعد ذلك خرجت و صرت أفكر كثيراً لماذا هذا الخوف وبسبب ماذا كنت لا أدري ولكن كان هنالك معطيات تشير إلى أنها فتاة جريئة بسبب مصافحتها لي وكلامها معي . في الحقيقة ترددت كثيراً بالموافقة أو الرفض ؛ كان جرني للموافقة أمر واحد هو : بما سمعت عن أخلاقها العالية والمثالية والحسنة وعن أخلاق والدتها الطيبة وعن أخلاق أخواتها الخمس المتزوجات قبلها . وكان هنالك أمر آخر يدفعني للرفض وهو الحالة النفسية التي عشتها بعد رؤيتها وعدم ارتياحي لها . بعد يومين ( بادرني ) والدها بالاتصال .. حينها تفاجأت بالاتصال ولم أكن قررت بعد بالرفض أو الإيجاب، حقيقة توقعت أن يبلغني عن رفضها لي وأنها استخارت الله في ولم يجعل لي نصيب .. سألني عن وضعي وقلت له بخير إن شاء الله وقلت له كيف حالها هي قال : مرتاحة تماماً قلت له على عجل على بركة الله ثم أعلنت الخطوبة .
بعد الزواج
تمت ليلة الزفاف على خير ولله الحمد .. بعد مرور أسبوع أو أقل تفاجأت بسوء أخلاقها وأنها جريئة جداً ولا تتحمل كلمة ( لا ) من زوجها إذ كانت تبكي لرفض أي من طلباتها .. ويعلم الله أني لم أقصر بأي حق من حقوقها وكنت معها حسن الأخلاق ولم أحملها ما لا تطيق بل كنت ليناً سمحا .. بعدها كنت ألاحظ عليها كثرة الصمت وضيق الصدر سألتها ما بك وبعد جدال هادئ قصير قالت أنا غير مرتاحة معك قلت لماذا قالت لا أدري قلت لها إن كنت ترين عيبا في فأبلغيني فأغيره قالت ليس فيك أي عيب قلت لها نحن في بداية الطريق والحب لا يأتي بهذه السرعة وإنما يأتي من خلال العشرة ومن خلال التضحية من كل منا للآخر بعدها إن شاء الله تتم(55/208)
المودة بيننا والرحمة . بعد ذلك صرت حريصاً أكثر على راحتها لما أرى في وجهها من ضيق وهم . بعد فترة قصيرة صرحت لي بأنها لا تحبني وأنها تكرهني وأن هذا الأمر كان معها منذ ثاني يوم من زواجنا .زوجتي لديها صفات كثيرة غير حميدة ( عصبية جداً ، مادية جداً ، جريئة جدا ، غير مدبرة للمنزل ، تهتم في تزيين نفسها عند خروجها لأي زيارة ولا تهتم لتزيين نفسها لي حتى ولو كنت غائباً لمدة أسبوع عنها ؛ لا تنفذ كل ما أطلب منها بل تظل تحاججني في أي موضوع لا يروق لها .. كل هذا كنت أعاني منه من بداية زواجنا وكنت أقول في نفسي ( غداً تكبر وتعقل ) .الآن هي عند أهلها ومنذ أسبوعين تقريباً وذلك بسبب أنها تعبانة نفسياً وأنها تكرهني ولا تطيق الجلوس معي .. الغريب في الأمر أنها وهي لا تحبني وتكرهني تتصل بي وترسل لي رسائل حب وتسأل عني وتطلب مني مالاً .
السؤال :
هل الأسباب التي ذكرتها تعتبر أسبابا شرعية للانفصال أم لا ؟
إذا كانت الإجابة بـ( لا ) فكيف يكون التعامل معها وهي تكرهني وأنا لا أميل إليها بسبب ما رأيت منها .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت أخي السائل من مشاكل مع زوجتك، كثيرا ما تحدث بين الأزواج وخاصة في بداية الزواج، والسبب هو عدم فهم كل من الزوجين للآخر حيث إن فترة ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر قد لا تكون كافية لحصول التفاهم المرجو، فننصحك بأن تتريث في أمرك هذا وأن تحاول أن تفهم شخصية زوجتك فهما جيدا وهي كذلك، فإن التفاهم هو أول خطوة في طريق استقرار الحياة الزوجية.
أما عن حكم الطلاق، فقد قال ابن قدامة في المغني: والطلاق على خمسة أضرب - يعني منه الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام – إلى أن قال: والثالث: مباح، وهو عند الحاجة إليه لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها، والتضرر بها من غير حصول الغرض بها. انتهى
لكن وإن كان الانفصال مباحا في مثل حالتك إلا أننا ننصحك بالصبر عليها، وإحسان سياستها، ونصحها بلين وحكمة
واعلم أنه سيظل بها عوج مهما حاولت إصلاحها وإقامتها، فليس أمامك إلا أن تستمتع بها على عوجها هذا، فهذا شأن النساء، ولا تنفرد هي بذلك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم.
وقولك لها ( نحن في بداية الطريق والحب لا يأتي بهذه السرعة، وإن الحب يأتي من خلال العشرة، ومن خلال تضحية كل منا للآخر بعدها إن شاء الله تتم المودة بيننا والرحمة ) هو عين الصواب نرجو أن تلتزم به أنت وتطبقه
وإن وصل الأمر إلى النشوز وهو عصيان المرأة لزوجها وترفعها عن طاعته في المعروف، فلك أن تتعامل معها معاملة الناشز وقد تقدم الكلام عن كيفية التعامل مع(55/209)
المرأة الناشز، وذلك في الفتاوى التالية: 25009 9944، 26794، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم 15387
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خيركم خيركم لأهله
تاريخ الفتوى : ... 15 ذو القعدة 1425 / 27-12-2004
السؤال
أريد النصيحة حيث إن زوجي حاد الطباع سليط اللسان مغرور بدرجة كبيرة وحيث إن كل خلافاتنا تكون بعيدا عن الموضوع الأساسي للخلاف ولكنها تكون بسبب سبه لي ومعاملته القاسية حتى أنه ينهر أولادي إذا فكر أحدا منهم أن يخفف عني أو يتحدث معي ووصلت به الجرأة أنه يقول للأولاد إنه إذا غضب عليهم سوف يمرضون لقد ساءت نفسيتي جدا ولا أعلم إذا كان الأصلح لي ولأولادي أن يطلقني وحيث إنه رافض ويطلب مني مالا حتى يطلقني هل حرام أن أفكر في الخلع؟ إنني دائما أقف عند حد معين عندما يتطاول علي حتى لا أحرج نفسي أمام أولادي ولكني داخليا محطمة تماما من سوء معاملته لي ليس دائما طبعا ولكن عندما يكون غاضبا من عمله أو عنده مشكلة ما وطبعا لا يحدثني عنها ولكنه لا يجد أحدا يتطاول عليه غيري فماذا أفعل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو من الله أن يفرج همك ويصلح زوجك، ثم اعلمي أيتها الأخت أن الحياة الزوجية لا تخلو في الغالب من كدر، وهذا ما يجعل التحمل فيها أمرا مطلوبا، وإلا لن تستمر تلك الحياة طويلا.
ومن هنا، نوصيك بالصبر ومحاولة نصح زوجك وإرشاده إلى ترك هذا الخلق المشين، وذكريه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي. وقوله: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخيارهم خيارهم لنسائهم. رواه أحمد والترمذي، وصححه الأرناؤوط.
هذا إلى جانب حسن التبعل له وطاعته في المعروف، ومن ذلك تجنب ما يثير هذا الخلق السيئ فيه.
ولا بأس بأن توسطي أهل الخير والصلاح وكل من له رأي مقبول عنده حتى تعود الأمور بينكما إلى طبيعتها من الود والرحمة، فإن أفاد هذا فاحمدي ربك على ذلك واشكريه، وإلا، فلا حرج من رفع أمره إلى القاضي ليصلح بينكما، فإن تعذر ذلك ولم تعد لك قدرة على الصبر وتضررت من معاملته لك، فلا مانع من طلب الطلاق منه ولو مقابل فدية، وهو ما يعرف عند الفقهاء بالخلع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/210)
ضوابط في ضرب الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 16 ذو القعدة 1425 / 28-12-2004
السؤال
رجل ضرب زوجته ضربا مبرحا
1- ما الحكم إذا أنكر ولم يكن بينهما شاهد ؟
2- إذا كانت الزوجة متضررة وخائفة على نفسها من ضربه هل من حقها أن تطلب أن تقسم هي وليس هو ومن ثم تحصل منه على طلاقها ؟
3- كيف إذا كان رده أنها قذفتني بالكفر والزنا وغيره وأنا ضربتها ؟ وادعى أنه ضربا غير مبرح؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للزوج أن يضرب زوجته ضربا مبرحا، وإنما أذن الشارع في ضرب المرأة في حالة نادرة، وذلك فيما إذا خرجت عن طاعته ولم يفد فيها الوعظ ولا الهجر في المضجع، ففي هذه الحالة يأذن الشارع للزوج أن يؤدب زوجته بما يردعها عن العصيان ويردها إلى الطاعة، والضرب الذي أذن الشارع فيه المقصد منه هو التأديب وليس الانتقام ولا هوى النفس، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه بأنه غير مبرح، أي غير شديد، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بما يفيد أن تركه في هذه الحالة أفضل، فقال عليه الصلاة والسلام: لن يضرب خياركم. قال الإمام الشافعي بعد أن ذكر جواز ضرب الناشز للتأديب: ولو ترك الضرب كان أحب إلي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لن يضرب خياركم.
وبهذا يعلم أنه لا يجوز للرجل أن يضرب امرأته ضربا مبرحا تحت أي مبرر، من نشوز أو غيره، علما بأن حد القذف يقيمه الحاكم أو نائبه، أما الزوج فليس من صلاحيته أن يقيم الحد على زوجته سواء كان الحق له أو لغيره، وغاية ما له هو ما قدمناه في شأن النشوز.
وللمرأة إذا تضررت من الاستمرار مع زوجها أن ترفع أمرها إلى من يرفع عنها ذلك الضرر، هذا هو غاية ما يمكننا أن نفيد به في هذه المسألة، أما ما فيها من المناكرات والدعاوى فالمرجع فيها هو القاضي.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
نصائح للزوجة قبل اللجوء للطلاق
تاريخ الفتوى : ... 09 شوال 1425 / 22-11-2004
السؤال
انا أم لطفلين زوجي إنسان حقود قبيح جدا تراه دائما كئيبا يصرخ على كل شادة وفادة يضرب أولاده بدون سبب منعني من الذهاب لزيارة أهلي لدي 8 أخوات و 2 إخوان لا أرا هم إلا إن التقيتهم عند أمي التي لا أراها إلا مرة كل شهر، منعني من رؤية جميع أهلي وأقاربي وصديقاتي نذهب فقط عند أقاربه صبرت على هذه(55/211)
المعاملة من أجل أولادي لكن المشكلة أنني أصبحت لا أطيقه كرهت معاملته لي وللناس ولأولاده حتى تربية أبنائي ليس لدي الحق في تربيتهم لا أكثر عليكم المهم كلما غضبت وأردت الذهاب إلى منزل أبي يمنعني ساعدوني على حل مشكلتي هل أطلب الطلاق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا قبل أن نشير عليك بالطلاق ننصح بما يلي:
أولاً: أن تحسني إليه بالكلمة الطيبة والاستقبال الحسن والتجمل له وتجنب كل ما يثير غضبه، وتذكري أنك مأجورة من الله تعالى على كل ذلك، فطاعة الزوج مما أوجبه الله على زوجته.
ثانياً: وجهي له النصح بالمعروف وفي الوقت المناسب، وحاولي معرفة سبب غضبه وأعينيه على معالجة ذلك.
ثالثاً: أطيعيه في غير معصية الله، فإذا منعك من زيارة إخوانك وأخواتك فعليك طاعته، فطاعته مقدمة على طاعة غيره ولو كان هذا الغير هو أباك وأمك.
رابعاً: أكثري من الدعاء له بالخير والصلاح، فإن حقه عليك كبير وهو أبو أولادك، وفي صلاح الحال بينكم خير لأولادكم.
خامساً: الصبر عليه، فإن عاقبة الصبر خير.
فإن فعلت ما سبق ولم يتغير حاله، وخشيت من التقصير في واجبه، فلا حرج عليك في طلب الطلاق ما دام الحال كما ذكرت.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مخاطر اتخاذ الخليلات
تاريخ الفتوى : ... 08 شوال 1425 / 21-11-2004
السؤال
بعد زواج 12 سنة و4 بنات أحبَّ زوجي امرأة حتى الإدمان وإلى الآن وقد باءت كل المحاولات بالفشل وأستقر الأمر بنا على أن يقوم بالصرف علينا شهرياً ولا يهتم بأي شيء آخر من أمرنا وأحيانا يأتي إلينا كل شهر أو شهرين مرة وهو مسافر للخارج حاليا للعمل ولا أعرف عنه شيئا إلا بالصدفة ولا يسأل عن الأبناء وعندما يأتي يخبر أمه وأخواته وعشيقته بميعاد حضوره أما أنا فلا ويأتي محملا بالهدايا لأهله وعشيقته وأبنائها من طليقها وينساني وبناتي ولقد فوضت أمري إلى الله فيه ولكنني اعتمرت معه وأريد أن أصفي قلبي وأن أصارحه بظلمه لي ولبناتي ولكن إن حدث فسوف يقطع عنا المصروف الشهري ويتركني ببناته ولا يهمه شيء ولكني أريد أن أتصل به وأصرخ في وجهه وأقول له إنه رجل ظالم يعيش بالسعودية ولا يراعي قدسية ذلك المكان بل ويؤثر عشيقته وأبناءها على زوجته الحلال وبناته ما العمل؟
الفتوى(55/212)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك على ما ذكرت من اتخاذه ما يسمى خليلة، وتفريطه في حقك وحق أولاده فلا شك أنه قد أخطأ خطأ بيناً، فقد حرم الإسلام اتخاذ الخليلات، وقد كان ذلك من عادة أهل الجاهلية، فقال سبحانه: وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة: 5}.
وبين النبي صلى الله عليه وسلم حرمة تضييع الرجل من هم تحت رعايته، فقال عليه الصلاة والسلام: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت. رواه أبو داود وغيره.
واعلمي أن أفضل علاج لما أنت فيه هو الصبر، فإنه مفتاح الفرج، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر. رواه البخاري ومسلم.
فنوصيك بالصبر على زوجك، واعلمي أن إقدامك على أي نوع من العصبية والتلفظ بمثل الألفاظ التي ذكرت لا يزيد المشكلة إلا تعقيداً، وإن مصلحتك ومصلحة أولادك في عودة زوجك إلى جادة صوابه، وذلك لا يكون إلا بالصبر، وينبغي أن تكثري من دعاء الله تعالى له ولا سيما في الأحوال والأوقات الفاضلة كحال السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، واستعيني بأهل العلم والفضل، وبالعقلاء من أهلك وأهله، فلعل الله تعالى يوفقهم في الإصلاح بينكما.
وإذا لم يتم ذلك ووصل بك الأمر إلى حال تخشين معه الضرر على نفسك وعلى عيالك فارفعي الأمر إلى المحكمة الشرعية لتنظر في القضية وتزيل عنك وعن عيالك الضرر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم خروج المرأة لطلب العلم بغير إذن زوجها
تاريخ الفتوى : ... 07 رمضان 1425 / 21-10-2004
السؤال
تخرج الزوجة وهي متعلمة وتعلم علوم الدين من صلاة وصيام وطهارة ومعاملات وأحكام, وهي تخرج للدراسة في معهد إعداد الدعاة ثلاثة أيام من كل أسبوع من الساعة الثالثة إلى التاسعة مساء ولمدة عامين, وقد نهاها زوجها عن ذلك ولكنها لم تستجب له وأصرت على الخروج. فهل تعتبر هذه الزوجة ناشزا؟ وكيف يعاملها زوجها؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التوافق بين الزوجين أساس من أسس إرساء العلاقة الزوجية وتمتينها، ومن المهم أن تبنى العلاقة الزوجية على التفاهم لا التنافر، وعلى الاتفاق لا الاختلاف. و
طالبة العلم الشرعي تعلم أن طاعة الزوج في المعروف واجبة شرعا، وأنه لا يجوز لها الخروج بدون إذن زوجها إلا عند الضرورة أو الحاجة التي لا بد منها، لذا فعليها أن تستعمل الحكمة مع زوجها بحسن العشرة معه، والتودد له حتى يأذن لها في الدراسة في المعهد والتفقه في الدين. وتذكيره بالأجر العظيم الذي يناله من وراء(55/213)
ذلك. فإن أصر الزوج على منعها من الخروج فلا يجوز لها الخروج، ولتتق الله ما استطاعت، وتحاول مواصلة طلب العلم في البيت بالوسائل البديلة من الأشرطة والكتب، وعلى الزوج أن يعلم أن من حق زوجته عليه أن يقوم بتعليمها العلم الواجب، وهو ما كان متعلقا بفروض الأعيان التي أوجبها الله عليها، كالصلاة والصيام والزكاة، فإن لم يستطع تعليمها بنفسه أذن لها بأن تتعلم عند غيره، ولتعلم الزوجة أيضا أن ما زاد من العلم على فرض عينها، فليس واجبا على الزوج تعليمها إياه، والسماح لها بالخروج لطلبه، وله منعها منه، فإن أصرت فإنها تعتبر ناشزا وسبق في الفتوى رقم: 1225، كيفية التعامل مع الناشز.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من حق الزوج أن يؤدب زوجته متى خرجت عن طاعته
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1425 / 04-10-2004
السؤال
وضع الإسلام منهج كيف يعاقب الزوج زوجته منها الهجر في الفراش وإلى الضرب غير المبرح (تأديبا) أريد أن أعرف الحالا ت التي تصل بالزوج الذي يعاقب زوجته بالهجر في المضجع وخاصة إذا كان يعرف أن زوجته لا تتحمل ويخشى عليها من الفتنة، وأريد أن أسال كيف تعاقب الزوجة المسلمة زوجها في حال الخطأ وليس هنالك إنسان معصوم عن الخطاْ وبالله لا تقول الإصلاح وهذا الكلام لأنها تكون قد حاولت جميع هذه الطرق خاصة وأن الزوج في بعض الأحيان يتعمد تكرار الخطأ المرتكب مع الزوجة وإحراجها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الزوج أن يؤدب زوجته متى خرجت عن طاعته، لقوله تعالى: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء:34}، والنشوز مبين في فتاوى كثيرة منها الفتوى رقم: 1103، والفتوى رقم: 31060.
ولكن إن علم الزوج أن زوجته ستفتن بهجرها، فلا ينبغي له هجرها، بل يسعى في إصلاحها بوسائل أخرى.
وأما ضرب الزوجة لزوجها، فلا يجوز لأن الواجب عليها حفظ حق زوجها وطاعته، لأن له القوامة عليها وضربها له ينافي ذلك، كما وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 29932.
ولكن لها أن تسعى في حل الأمر عن طريق الأقارب، فإن لم تستطيعوا فعن طريق القضاء.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/214)
إرشادات للتعامل مع الزوجة الناشر
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1425 / 04-10-2004
السؤال
أنا متزوج وأعاني من ديون كبيرة زوجتي قدمت لي مساعدة مالية إلا أن الديون ما زالت متراكمة ولم تحل المشكلة أصبحت تطالبني بالمبلغ الذي ساعدتني به على اعتبار أنه دين علي. سددت لها دفعة منه. الحمد لله إنني أصرف على المنزل وعلى الأسرة لكن لأنني موظف لا أتمكن من تسديد ديوني دفعة واحدة المشكلة تطورت بأنها أنهت من جانبها العلاقة العاطفية ولم تتم معاشرة منذ ما يقارب السنة حديثا تطور الأمر إلى طلبها بالانفصال أنا أحبها كثيراً وأرفض أن يتم الطلاق للحفاظ على أسرتي أرجو إرشادي ماذا أفعل؟ هل يتم الطلاق أم الهجرة ام الاستمرار بالعلاقة الزوجية؟ وما حكم الشرع في رفضها للمعاشرة؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك باللجوء إلى الله تعالى أولاً لقضاء ديونك، فإنه سبحانه وتعالى يجيب من دعاه، ولا يخيب من لجأ إليه ورجاه، وإليك هذا الحديث العظيم المشتمل على دعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة، وقد لزمته ديون أهمته وأقضت مضجعه، فعن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني. رواه أبو داود.
وفي المسند وغيره: أن رجلاً أتى علياً رضي الله تعالى عنه فقال: يا أمير المؤمنين، إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال علي رضي الله عنه: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه الله تعالى عنك. قلت: بلى. قال: قل: اللهم أكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
ونذكر الزوجة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. أخرجه مسلم وغيره.
وأولى الناس بهذا المعروف هو الزوج الذي يربطك به رابطة الزوجية تلك الرابطة التي جعلها الله سبباً للإفضاء والاتصال والاطلاع من كل من الزوجين للآخر، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً {الروم: 21}.(55/215)
وإذا كان زوجك معسراً وجب عليه إنظاره حتى ييسر الله عليه، والله تعالى يقول: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة: 280}.
وعليك أيها الزوج متى توفر لك المبلغ أن تسدد لزوجتك ذلك القرض، ولا تماطلها لأن مطل الغني ظلم، كما ثبت في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم.
ونقول للزوجة أيضاً: إنك بامتناعك عن معاشرة زوجك ترتكبين إثما كبيراً لمخالفتك لأمر الله ورسوله، فقد حث صلى الله عليه وسلم المرأة على طاعة زوجها ورغبها في ذلك أعظم ترغيب، وذلك في أحاديث كثيرة صحيحة، منها: ما في الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. صححه السيوطي.
ومنها: ما في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده؛ لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه. قال الشوكاني إسناده صالح، ومنها: ما في المسند أيضاً من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. ورواه أيضاً البخاري ومسلم. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.
وأشد من ذلك طلبك للطلاق من زوجك لهذا السبب فقط، فالمرأة التي تطلب من زوجها الطلاق من غير مسوغ تكون آثمة بذلك متعرضة لسخط الله ومقته، فقد روى أبو داود والترمذي وابن حبان عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة.
وروى ابن ماجه في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسأل المرأة زوجها طلاقها من غير كنهه فتجد ريح الجنة.
وننصحك أيها السائل الكريم بالإبقاء على زوجتك، واتباع وسائل الإصلاح لاستقرار حياتكما معا، فتبدأ معها بالوعظ والتذكير بحق الزوج، وأن الله أوجب على المرأة أن تحسن لزوجها، وأن تطيعه في غير معصية، وتتدرج معها في مراحل الإصلاح المذكورة في قوله تعالى: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء: 34-35}.
فابدأ معها بالوعظ، ثم هجرها إن لم يفد معها الوعظ، ثم ضربها ضربا غير مبرح إن لم تنزجر بالهجر، فإن لم تنفع معها الطرق السابقة في إصلاحها فيجري التحكيم بإرسال حكم من أهلك وحكم من أهلها، ليتروى كل منكما، ويجد الفرصة للصلح والرجوع عن رأيه، فإن نفدت وسائل الإصلاح والجمع وتحقق لدى الحكمين أن التفريق أجدى فالفرقة في هذه الحالة أفضل.(55/216)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصيحة للزوجة الناشز
تاريخ الفتوى : ... 18 شعبان 1425 / 03-10-2004
السؤال
أنا متزوج منذ سنتين ولدي طفلة عمرها سنة وأسكن أنا وأبي وأسرتي بالإيجار، وفي يوم من الأيام حضر أقارب زوجتي وبالتحديد أولاد عمها وأخذوها من البيت من دون مشاكل سابقة، وفي اليوم الثاني رفعت علي قضية نفقة لها ولبنتي وعفش بيت وامتدت المشكلة إلى 4 شهور وشروطهم إذا رجعت البنت أن أسكن بعيداً عن أهلي وأن لا أصلهم أبداً، علما بأني المعيل للبيت وأبي مريض بمرض الربو منذ أكثر من 30 سنة وظروفي المادية لا تسمح أن أستأجر بيتاً ثانياً، فماذا أفعل أغضب أبي وأمي وأرضي أقارب زوجتي أو أطلق زوجتي وأكسب رضى أبي وأمي وأسرتي التي لا تملك رجلا ومعيلاً في البيت وأنا أكبر إخوتي وكلهم صغار في المدارس، علما بأن زوجتي لم تكن تلك الزوجة الجيدة معي في البيت، ولكن كنت أقول هذا نصيب حتى حصل هذا الموضوع أرجو إفادتي في هذا الموضوع؟ ولكم مني جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت القضية بهذه الدرجة من التعقيد ووصلت إلى المحاكم الشرعية فلم يعد يفيد فيها إصدار فتوى، لكن مع ذلك ننصحك بمحاولة حل المشكلة عن طريق توسيط الخيرين من أهلها وخاصة أولئك الذين لهم جاه مقبول عندها حتى تتنازل عن هذا الشرط المجحف، ومما ينبغي أن يقولوا لها إن فعلها هذا معصية لأنه نشوز وخروج عن طاعة الزوج الذي أوجب الله طاعته، وانظر الفتوى رقم: 9904.
كما أن عليهم أن ينبهوها إلى خطورة هذا التصرف لما له من آثار وخيمة على علاقتها الزوجية مما يؤثر على نفسية البنت وتربيتها، ولا مانع من أن تعترف لها بأن الشرع قد أعطاها الحق بأن يكون لها بيت مستقل، كما بينا في الفتوى رقم: 4370. إلا أن ظروفك المادية وحالة أبيك الصحية تحتم عليك البقاء في البيت، وتعهد لها أنه متى توفرت القدرة على ذلك أنك تسكنها في بيت مستقل.
هذا.. وننبه إلى أن تدخل أبناء عم هذه المرأة في علاقتها مع زوجها بعد أن كانت راضية بسكناها معه في بيت أهله هو ذنب عظيم لأنه يدخل في التخبيب المنهي عنه في الشرع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده. رواه أحمد وصححه الألباني.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من المشكلات الزوجية(55/217)
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1425 / 04-10-2004
السؤال
إذا قال زوج لزوجته إذا أن بعت العمارة بالمبلغ الفلاني فما فوق المبلغ لك وهو لا يظن أنها تأتي بأكثر مما قال ويوقع ورقة بينهم ويقول الله شاهد بيننا وبنفس الطريقة تكون بينهم عهود واتفاقات مثل إن رجع زوجته وهو يحلف بالإيمان المغلظة ويحرم ويطلق أنها لعيالها ومن ثم تنكشف الأمور ويعطيها ليله مع أنه ليس من الاتفاق وكنت حاملا بـ3 توائم ونضع شروط ويوافق وبعد أن رجعت له لا ينفذها كما أنني أجاهد نفسي على التعايش وأحتسب لكنني لا أحتمل فأتطاول بلساني لأنني أشعر أنه خدعني وأنه غير صادق ويتدرج ومع أننا نحب بعضنا البعض بشدة وقد غطيت وجهي الحجاب الشرعي بعد الولادة مع أني أصغره بـ13 سنة ولا ينقصني شيء بتاتا ولدي 5 أطفال الآن أحاول التقرب إلى الله ولكن الغيرة وتذكر الصدمات والاستغفال لي تجعلني أغلط عليه وأأثم مع إني أرضيه بنفس الوقت خوفا من الله سبحانه لأنه يدعو علي دعاء شديدا ويسبني ببذاءة ويقهرني ماذا أفعل وهو يريد أن يسكننا في بيت واحد مقسوم؟ ولم يصدق بالوعود والشروط التي بيننا وبين أخي وقال الله شاهد راح أنفذ لكم كل الشروط ولم ينفذها؟ ولأنني طيبة لذلك فعل كل الذي يريده ماذا أفعل وكل ما يريد على حساب راحتي وعيالي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة وفقنا الله وإياك لما يحبه سبحانه ويرضاه أن المرأة يجب عليها القيام بحق زوجها وطاعته، وامتثال أمره في غير معصية الله تعالى، وأن لا ترفع عليه صوتاً، وأن تحسن إليه غاية الإحسان، فحق الزوج على زوجته عظيم، ويكفي أن تطالعي الفتاوى بالأرقام التالية: 4373، 52900، 50599.
وأما مطالبتك بالمسكن، فإن كان المسكن الذي أنت فيه مستقلاً بمرافقه من مطبخ وخلاء وممر فلا يلزم زوجك شرعاً أكثر من ذلك، فلا تكثري عليه المطالب، وأما الوعود التي وعدك بها فيستحب له الوفاء بها، ولا يجب عليه، وانظري في الوفاء بالوعد الفتوى رقم: 17057.
ونذكر الزوج بأمور:
أولها: أن السب لا يجوز، قال صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق. متفق عليه.
ثانياً: المطلوب من الزوج هو الإحسان إلى زوجته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله. رواه الترمذي والنسائي وغيرهما.
ثالثاً: ترك التحريم والحلف بالطلاق، لأنه قد يهدم بيته وتحرم عليه زوجته وهو لا يشعر، فليتق الله تعالى.
وأما بشأن التحريم والحلف بالطلاق، فلا ندري ما الذي حدث، وما هي الألفاظ على وجه الدقة لنتمكن من الجواب.(55/218)
وأما بشأن الوعود التي بينك وبين زوجك، فنرجو توضيحها أكثر ومتى كانت؟ هل كانت في عقد النكاح أم بعد ذلك؟ وما هي الوعود؟ وكيف كانت الصيغة التي تم الاتفاق عليها؟.
وعلى كل حالٍ، فالأولى بكم أن تصلحوا ما بينكم بالتفاوض والتفاهم والتغاضي عن الهفوات، فإن لم يحصل ذلك فالمحاكم الشرعية هي صاحبة الاختصاص في حل مثل هذه الأمور.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مثل هذا الرجل لا يصلح زوجا ويحق طلب الطلاق منه
تاريخ الفتوى : ... 14 شعبان 1425 / 29-09-2004
السؤال
أرجو الرد على رسالتي بسرعة وأفيدوني جزاكم الله ألف خير، أنا سيدة متزوجة منذ 15 سنة ولدي 3 أولاد وحامل، المشكلة هو زوجي عشت معه على الحلوة والمرة ويمكن المرة أكثر حيث صبرت وتحملت على نفسي غلطاته التي لا تنتهى يريد الآن أن يتزوج، وممكن يكون تزوج خلاص الله أعلم.
أنا ما اعترضت على الزواج من غيري لكن أنا إنسانة لا أقدر أتحمل على نفسي أكثر لأن اللي شوفته منه كثير حيث أنه بعد ما تزوجته بـ3 سنوات وكنت حاملا اكتشفت أنه يروح مع الحريم ويعمل اللي بكيفه حتى أنه كان أجر استراحة وكان اللقاء طبعا هناك ويأتي بأصحابه وكان يفتخر باللي يسوي وشراب ومخدرات وسهراته اللي كانت دايما طبعا أنا ما كنت أدري عن شيء أفتكر أنه بعيد عني عشان أني حامل وتعبانه وما أقدر على طلباته الزوجية المهم أتوقف في السجن لمدة 3 سنوات وخلال السنين دي أنا عرفت اللي كان ماشي فيه وخيانته لي، المهم طلعت أصيلة معاه وما هان علي أني أسيبه في أزمته وظروفه وحالته النفسية السيئة اللي كان فيها على فكرة هو توقف بسبب ديون ومبلغ كبير حوالي 3 مليون ريال الله أعلم فين راحت فلوس الناس اللي أخذها ولليوم ما تسدد منها شيء المهم أنه جلس سنتين معايه ودخل التوقيف تاني بنفس السبب لأنه ما سدد المبلغ وكمان زاد إلى 7 مليون ريال وفي خلال السنتين اللي كان فيها بره السجن رجع تاني وعلى أفظع من الأول أخذ عماره وطبعا ما سدد فلوسها وأجرها وأخذ شقة في العمارة وعملها للسهرات وكان يمكن كل يوم والشراب والحريم والفلوس اللي كانت تروح وما نشوف منها حاجة، وأنا كنت بداري وأسكت عشان أولادي وكنت بحافظ على بيتي بأي طريقه كنت أروح الشقة وأجلس فيها عشان أمنعه أنه يجيب أحد وكان يطردني وينهرني ويسبني حتى أنه في ليلة رمضان جيته فيها لأني عرفت أنه بيسوي الخراب وقلة الحيا حتى ليلة رمضان بدل ما يستغفر ربه في الليلة الكريمة وجلس يسب ويلعن ويطرد في كمان صبرت عليه وما طلعت من
الشقة علشان ما يغضب ربه في هذه الليلة على فكره هو ما يشرب لأني ما شوفته قبل في حالة سكر والله أعلم لكن يجيب الشراب لأصحابه والبنات اللي معاهم المهم(55/219)
أني تحملت الكثير والله، وشوفت أيام ما كنت فيها أشوف النوم من القهر كنت أشوف أغراض الحريم ملابس داخلية وأشياء يستعملوها وأسكت المهم بعدها دخل السجن وتوقف 4 سنوات ونصف وصبرت كمان عليه واتحملت الذل من أهله لأن ما كان عنده مصاريف يصرف علينا وكانت الحالة سيئة جدا كان أهله يرسلون لي 500 ريال في الشهر أنا وأولادي الـ 3 و2 منهم في المدرسة وأكل وشرب ومصروف وليموزينات عشان كنت أروح أزوره، وللعلم هو متزوج قبلي 2 واحدة طلقها بعد ما طلع أول مرة من السجن والثانية لحد الآن وهي تطلب الطلاق منه لأنه ما يروح عندها ولا يشوف أولاده ويقعد ممكن بالشهر والاثنين ما يشوفهم لأنهم عايشين في المدينه واحنا أيامها كنا في جده، وبعدين خرج من السجن من 3 سنوات بمهلة 5 سنوات يسدد فيها الملايين اللي عليه طبعا دلوقتي زادت وصارت فوق العشرة أو أكتر كمان الله يعلم أخد فلوس من ناس وكتب شيكات ولسه ما سدد منها يعني يأخذ الفلوس من الناس وما يسدد، أنا الآن ساكنه في الرياض وأجر لي فله حتى لسه ما فرشها حتى غرفة نوم ما اشترى لي وبعد طول صبري شاف عروسه أصغر منه بـ30 سنه بعمر بنته واشترى لها الشبكة وعمل الفحص اللي قبل الزواج وشوفت الرسائل في الجوال وكل شوي اتصالات ورسائل وحاجه تحرق الدم وإن سألته يقول لي كان موضوع وانتهى وأنا متاكده أنه ما انتهى على طول ماسك جواله في يده وما يخليه قدامي حتى الحمام الجوال معاه نفسي أعرف بس أيه اللي سويته عشان يقهرني، والله إني مطيعة له وهادئة وأخاف عليه حتى أنه يقول لي والله أنك ما قصرت معي في حاجه بس أنا فكرت إني أتزوج كده بس مجرد فكرة جاءت في رأسي أنا عارفه أنه يحلف ويكذب ويقول لي أن الموضوع انتهى، لكن أرقام التليفون في جواله ما تمسحت حتى أنه
كاتب عليها رقم البيت الثاني والله إني بأموت من القهر وخايفه إني أفكر في الانتقام منه بأي شكل عشان كده أنا طلبت الطلاق لكنه رافض ويقول لي ما استغني عنك وأنت وأنت وكلام ماله معنى وماله داعي، فهل يحق لي طلب الطلاق في المحكمة ولا لا لأني قلت له أنه إذا لم يطلقني بالمعروف باروح وأطلب الطلاق من المحكمة، وقال لي ما عندي سبب قوي عشان أطلب الطلاق يا ترى صحيح كلامه أن المحكمة ما تأخذ حقي منه ويبقى هو يلعب بأعصابي ويضحك علي بكلامه ويخليني أقبل غصبا عني أعيش معاه لغاية ما السنين تروح مني وأموت من القهر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد ذكرت أن زوجك منغمس في المعاصي ومقارف لكبائر الذنوب، مثل الزنا وإحضار الخمر لأصدقائه ليشربوها، وتمكين أصدقائه من الزنا بالنساء في شقته، وأنه لا يتورع عن ذلك حتى في ليالي رمضان، وكذلك كذبه في الحديث، وحلفه الأيمان الكاذبة، ثم إنه سفيه في إنفاقه، ويقترض أموال الناس ويضيعها.
فالواجب عليك أن تجتهدي في نصحه وتذكيره بالله وانتقامه، وبالآخرة وقربها، وبالنار ولهيبها، واستعيني على ذلك بأهله وبمن ترينه من أهل الصلاح والدين، فينصحونه ويخوفونه بالله، لعله يعود إلى رشده وينتهي عن غيه.(55/220)
فإن لم يتب توبة نصوحاً، ويندم ندماً شديداً على ما فرط في جنب الله، ويعزم عزماً أكيداً على عدم العودة لسابق عهده، فلك حينئذ أن ترفعي أمرك إلى المحكمة الشرعية لتطلبي الطلاق للضرر، فمثله لا يصلح أن يكون راعي أسرة، ولا يؤتمن على تربية أبنائه.
ومتى ثبت للمحكمة وقوع الضرر اللاحق بك من زوجك، واطلعت على القرائن المثبتة كشهادة الشهود ونحوها، حكم القاضي بإزالة الضرر، إما بإجباره على تأدية حقوقك ومعاشرتك بالمعروف، وإما أن يطلقك كما قال الله تعالى: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة:229}، ولك أن تستعيني في تقديم أوراق الدعوى بمحام أمين متمرس، وإن رأيت أن المصلحة في الصبر عليه وعدم رفع الأمر إلى المحكمة فلا حرج عليك في ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إصرار الزوجة على الخروج والسفر بغير رضا الزوج يعتبر نشوزا
تاريخ الفتوى : ... 12 شعبان 1425 / 27-09-2004
السؤال
أنا متزوج منذ أكثر من سنة وزوجتي جارتي لكن لديها الجنسية الفرنسية وذلك يسمح لنا العيش في فرنسا حيث المعيشة أحسن وفرص العمل متوفرة, والد زوجتي لم يرد أن يعطيها وثائقها وهذا ما جعلها دائمة متوترة سعيت بكل جهدي لأخفف عنها وذلك حتى أنني أسمح في حقي أحيانا كزوج , ستتزوج ابنة خالها وطلبت مني أن تذهب إلى العرس على بعد 400 كلم فرفضت لأسباب منها عدم وجود النقود وطول المدة التي ستقضيها وقالت سأذهب حتى ولو كلفني هذا الطلاق وطلبت مني أن آخذها إلى منزل والديها فرفضت وخرجت من المنزل وأنا أكتب لكم لا أدري إن ذهبت لوحدها أم لا مع العلم أن والديها لا ينهيانها عن المنكر و أنا أعمل بقوله تعالى إن أبغض الحلال عند الله الطلاق و أنا لا أريد أن أطلقها أطلب منكم نصحي في كلتا الحالتين إن ذهبت أو لا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما قامت به زوجتك من خروجها عن طاعتك وإصرارها على الخروج والسفر بغير رضاك يعتبر نشوزا، ولكن لا يجب عليك طلاقها، وكنا قد أوضحنا الخطوات التي يتبعها الزوج في حال خروج زوجته عن طاعته في الفتوى رقم:
17322، كما بينا حكم سفر المرأة بدون إذن زوجها وبدون محرم في الفتوى رقم: 3449 والفتوى رقم: 21016، والواجب على هذه الأخت أن تتقي الله تعالى وتطيع زوجها فلا تخرج إلا بإذنه؛ لأن له الحق في أن يمنعها من الخروج إلى ما يباح لها الخروج إليه فكيف بخروجها وسفرها إلى مناسبة قد تكون مشتملة على بعض المنكرات من اختلاط أو غيره، ولا يجوز لها أن تطلب الطلاق بغير ضرر أو تتسبب فيه، ولذلك يرجى مراجعة الفتوى رقم: 2019، كما يجب على والدها أن(55/221)
ينهاها عن المنكر ومنه الخروج عن طاعة زوجها، ويأمرها بالمعروف ومنه طاعة الله تعالى، ثم طاعة زوجها.
والواضح من السؤال أنك تريد السفر صحبة زوجتك إلى بلاد الغرب من أجل تحسين المعيشة، ولشروط جواز السفر والإقامة في تلك البلاد راجع الفتوى رقم: 44524، ولعل والد زوجتك منعها الوثائق اعتراضا على سفرها إلى هناك، فإن كان منعه إياها لسبب شرعي وهو عدم وجود ضرورة تبيح لكما الهجرة إلى تلك البلاد فهو محق في ذلك، وإن كانت ثم ضرورة تبيح ذلك فلا يحق له أن يمنعها الوثائق الضرورية للسفر مع زوجها، هذا مع أن التجنس بجنسيات الدول غير المسلمة لا يجوز إلا في حالات خاصة كنا قد ذكرناها في الفتوى رقم: 26795.
واعلم أن النص الذي أشرت إليه ليس آية من القرآن ولا حديثا قدسيا وإنما هو حديث رواه أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصححه السيوطي وضعفه الألباني، ولفظه: أبغض الحلال إلى الله الطلاق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج مشكلة زوجية
تاريخ الفتوى : ... 06 شعبان 1425 / 21-09-2004
السؤال
ابدأ بالشكر الجزيل على سهركم في خدمة
الناس
سؤالي كالتالي
أنا مغربية متزوجة من رجل لبناني وله زوجتان ببلد أوربية إنا مسلمة زوجي لا يغيب عني إلا كل شهر مشكلتي هي أنه له أصدقاء نساء كل مرة يدعي أن له علاقات عمل لأكتشف رسائل في الموبايل تدل عكس دلك وعندما أواجهه رده أني لا أزني أو أعمل الحرام ولست مسؤولا عن مشاعرك .. غيرتي دمرت نفسيتي مما أدت بي إلى كل مرة الصراخ في وجهه وهو يكره هذه العادة إنما ذلك يفوق طاقتي فأصبح يقارني بمن يعرف ويجلب لي صورهن ويقول لي انظري إلى الشكل المتناسق؟ وغير ذلك طلبت الطلاق وتراجعت لأني أحبه ولي ابنة بنفس الوقت هو لن يتغير ماذا أفعل أجيبوني أفادكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لزوجك الهداية والصلاح، والمطلوب منك أن تكوني عونا له على الخير والهداية بحسن الخلق ولطف الكلمة، وأن تتزيني له وتحسني إليه وتطيعيه في المعروف، ولا ترفعي صوتك عليه، فإن حق الزوج على زوجته كبير، وعليك مع ذلك أن تعظيه وتنصحيه بلطف عبارة وحسن ابتسامة، وأن تزفي إليه الكتب النافعة والأشرطة المؤثرة،(55/222)
وأن تغيري من حالك قبل حاله فتكوني مثالا للمرأة المسلمة التقية لربها القائمة بواجبها تجاه ربها وزوجها، وأكثري من الدعاء له بالخير والصلاح .
ونتوجه بالنصح للزوج فنقول له: اعلم أن ما تقوم به من العلاقات مع النساء إن تعدى مجال العمل المنضبط بالشرع فهو حرام لا يجوز، وما تقوم به من عرض الصور على زوجتك أمر يخالف الشرع، وهو من سوء العشرة لزوجتك، فاتق الله وتب من ذلك قبل أن تندم في يوم لا ينفع فيه الندم .
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مسائل في الخلافات الزوجية وحلولها
تاريخ الفتوى : ... 04 شعبان 1425 / 19-09-2004
السؤال
تزوجت أختي بشاب لأنه يعرف من الدين ما يعرف، بعد سنة من الزواج تغيرت الأشكال وطلع أنه لا يصلي إلا عندما يرى الناس يصلي فقط لأنه يخاف من الناس، النقطة الثانية في الفترة الأخيرة لا يأخذ من أي مصروف يأتي من الدولة منها إيجار البيت حق الأطفال ولا يفي بعهوده ولأنها لم تعطه ما سألها ضربها وسرقها وأخذ منها الفلوس التي كانت بحوزتها. النقطة الثالثة. أنها حامل منه4 شهور، قالت إذا لا نستطيع البقاء مع بعض، طلبت الطلاق منه فقال لها أسقطي الطفل الذي في بطنك وبعدها سوف يطلقها وهو ليس صادقا في كلامه . النقطة الرابعة . إذا كنت سوف أطلقك سأقتل أحدا من عائلتك ويأخذ منها أولادها . أفيدوني جزاك الله خيرا أرجو لأن الوقت ضيق جدا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجب على الشاب المذكور أن يتقي الله تعالى ويحافظ على صلاته، وكنا قد أوضحنا حكم من يترك الصلاة أحيانا، وهل يوثر ذلك على عقد نكاحه في الفتوى رقم: 15494
. ثم إنه يجب عليه أن ينفق على زوجته وأولاده، ويدفع أجرة سكنهم أو يسكنهم، سواء كان يتقاضى من الدولة مصروفا أم لا إن كان عنده ما يصرفه عليهم، فإن لم يكن عنده أو منعه فللزوجة أن تصبر على عسرة زوجها حتى يرزقه الله، ولها أن ترفع الأمر إلى المحاكم الشرعية في بلدها لتقرر الحكم في ذلك، ولهذا الموضوع راجع الفتوى رقم: 19453 ، 11800 كما يجب الوفاء بالعهد لأن الله تعالى يقول: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً{الاسراء: 34}، وليعلم أن مال الزوجة ملك لها، فلها منعه ولها إعطاؤه، ولا يجوز لزوجها أن يأخذه منها غصبا ولا سرقة. ففي الحديث الصحيح لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد وغيره.
وليس من المعاشرة بالمعروف الشتم والضرب لغير سبب شرعي، والتهديد بقتل الأقارب، وكنا قد ذكرنا الحالة التي يجوز فيها الضرب في الفتوى رقم: 69. ولا يجوز له أن يطلب من زوجته الإجهاض، ولا يجوز لها أن تطيعه في ذلك في أي(55/223)
حال من الأحوال، سواء طلقها أو لم يطلقها. ولموضوع منع الإجهاض راجع الفتوى رقم: 25906، ومما ننصح به أخت السائل أن تعلم أن طلب الطلاق لغير ضرر محقق حرام، ولبيان الضرر الذي يجوز معه طلب الطلاق يرجى مراجعة الفتوى رقم: 8622 ، 2019، ثم إن لها الحق في حضانة الأولاد في حال وقوع الطلاق ما لم تتزوج من رجل آخر، وللاطلاع على تفاصيل الحضانة، ومن الأحق بها وتسلسل ذلك، راجع الفتوى رقم: 6256 ورقم: 49511.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نصيحة الزوج العاصي بالرفق واللين مع الصبر
تاريخ الفتوى : ... 08 شعبان 1425 / 23-09-2004
السؤال
أنا متزوجة وزوجتي رجل طيب يقوم بجميع التزاماته تجاه البيت، وأخلاقه جيدة، وكذلك ملتزم بواجباته الدينية، ولكن لا بد أن يسهر في ليلة من الأسبوع في نايت السهر وإلى الصبح، وطبعا معروف ما يحصل في هذا النايت، وأنا لست راضية عن هذا الوضع، ولكن الشدة لم تنفع معه، علما بأن لدي منه أولاد، فماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تصبري على زوجك وأن ترعي حقه، فحقه عليك عظيم، ولا ترفعي عليه صوتا، بل أظهري له احترامك بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة، وتجملي وتزيني له، فإن أردت نصحه فتخيري لذلك وقتا مناسبا، وحبذا لو أهديت له كتابا نافعا أو شريطا مؤثرا أو غير ذلك من الوسائل، مع إكثار الدعاء له أن يهديه الله للحق والخير.
ونريد أن ننبهك إلى أنه لا يحق لك استخدام الشدة معه، بل الرفق واللين، لما ذكرنا من حقه عليك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نسيان الماضي اللذي يثير الخلاف واجب على الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 27 رجب 1425 / 12-09-2004
السؤال
هل يجوز للمرأة أن تخفي عن زوجها أموراً حصلت معها قبل أن يتزوج بها، صحيح أنها ليست بالأمور الخطيرة أو المعيبة ولكن قد تؤدي إلى خلاف بين الزوجين وربما لا، فهل يجوز إخفاؤها؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/224)
فإن من الواجب على الزوجين المحافظة على العلاقة بينهما، ونسيان ماضي كل واحد منهما، حفاظاً على عرى الزوجية إذا كان في ذكر بعض الماضي ما يثير الخلاف، وعليه فلا يجوز للأخت السائلة أن تخوض في هذه الأمور التي قد تؤدي إلى الخلاف بينها وبين زوجها أو تثير عنده الشك والريب وغير ذلك من الأمور التي لا خير فيها.
وننبه إلى أنه إن كان الأمر يتعلق بذنب ارتكبته الزوجة فلا يجوز لها أن تخبر به أحداً ولو لم يترتب على إخبارها به مفسدة لأن الإخبار بارتكاب الذنب ذنب آخر، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 20880.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إرشادات للزوجة التي تعاني من ظلم وتعسف زوجها
تاريخ الفتوى : ... 24 رجب 1425 / 09-09-2004
السؤال
أنا امرأة متزوجة ولي بنت عمرها 5 سنوات . عشت عديد المشاكل مع زوجي بسبب تسلطه علي حيث كان يقلل من احترامي في عديد المناسبات وأمام الناس وكان يأكل مرتبي ولا يأخذ رأيي في شيء كما أنه يصرف علينا القليل ويكنز البقية ويقول إني مسرفة يتحدث عني بالسوء لعائلته للجيران ولكل الناس. توترت أعصابي لكل ذلك وأصبحت أرد الفعل أحيانا للدفاع عن نفسي وزاد ذلك في تعكر الأمور حيث أنه أصبح يضربني وامتنعت أنا عن إعطائه راتبي لكني كنت أصرفه كله على ابنتنا والمنزل وامتنع هو عن إعالتنا وازداد غيظه لذلك أصبح يطردني ويتهمني بأعمال غير أخلاقية. في البداية كنت أنا من طلبت الطلاق ثم تراجعت عن ذلك لأن ابنتنا شديدة التعلق بنا ولم تحتمل أن يعيش كل منا على حدة وساهمت بشتى الطرق للعودة إلى بيت الزوجية والاستمرار على الكفاح من أجل استقرار ابنتي .أملي هو على عديد الشوط وقبلتها لكن في كل مرة أكتشف أنه يحمل البعض من أغراض البيت ويخفيها عند إخوته وأمه وعندما رأى حرصي على عدم الطلاق أصبح يهددني به ليلا نهارا وأمرني بالاستغناء عن العمل وأصبح يتدخل في تفاصيل عملي ويأمرني بأشياء تجعلني أتقهقر كعدم حضور حصص تدريبية واجتماعات... و يقول لي أنه يعرف بأن تلك الأمور عادية لكن ما دمت لا أسلمه كل الراتب في يده فله القدرة أن يقول إنها غير ذلك) وفي الأثناء قام برفع قضية طلاق لا لضرر من سوء أخلاقي. ويتهمني أني أستقبل رجالا في منزلنا. بالرغم من كل هذا فأنا أول من يعرف نفسه بأنه ظلمني كثيرا نفسيا بدنيا وعاطفيا وحرمني من الاستقرار العائلي والإنجاب وعديد الأمور الحياتية إلا أني أقول وبأعلى صوت أرفض الطلاق لأن ابنتي شديدة التعلق بنا وهي معذبة كثيرا لأجل ما يحصل لنا، كرامتي لم تعد تسمح أمام إصراره على الطلاق بأن أطلب منه إعادتي إلى بيتي. تدخلات العائلة يرفضها ويستهين كثيرا بعائلتي عائلته في السنوات الأولى لا يريدون التدخل لأنه صعب(55/225)
المزاج ثم أصبحوا يحثونه على الطلاق لكثرة شكواه مني والله يعلم أن ذلك كذب وافتراء، أصحابه لم تعد لهم ثقة فيه خاصة أنهم رأوا بعض ما فعله بي مباشرة، شيئان وحيدان يجعلاني أشعر بالأمل هما أنه يصلي وأنه يقول أنه يحب ابنته كثيرا. إخواني الأعزاء أكيد أنكم لاحظتم اضطرابي فذلك رصيد خمس سنوات من الضياع والألم . إخواني أنا دائمة الدعاء بهدايته وأتمنى ذلك بكل جوارحي. فهل لكم أن توجهوني إلى حل ترون فيه حل أو أمل.
شكرا لكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لزوجك الصلاح والهداية، وأن يغير ما بك إلى خير حال ونرشدك إلى فعل الوسائل التالية: أولا: الإكثار من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى أن يصلح زوجك وأن يمن عليه بالهداية. ثانيا: تحذير الزوج مما يقع فيه من التهم الباطلة، وأن قذف المحصنات حرام، بل هو من السبع الموبقات، فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات، وعدَّ منهن ... قذف المحصنات المؤمنات الغافلات. ثالثا: تزويده بالكتب والأشرطة النافعة التي تبين له حرمة قذف المسلم بالفاحشة وكيفية تعامل الرجل مع أهله، وخلق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أهله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم خيركم لأهله، إلى غير ذلك من الأمور. فإن اتعظ الزوج بذلك فالحمد لله.. وإلا فهو رجل لا يستحق أن تصبري من أجله، وقد جعل الله لك مخرجاً بالطلاق، وسوف يعوضك الله عن صبرك عليه خيرا. وفقك الله لما يحب ويرضى. وننبهك إلى أن الزوج إذا طلق فإن طلاقه ينفذ ولو كانت الزوجة رافضة له لأن الله تعالى جعل الطلاق بيده.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
منع الأذى والظلم عن الزوجة من واجب الزوج
تاريخ الفتوى : ... 17 رجب 1425 / 02-09-2004
السؤال
مشكلتي هي أهل زوجي منذ أن تزوجت وكل ما أصيب زوجي بمرض بسيط وهم يتهمونني بكل شيء ويسمعونني الكلام المهين وعندما أقول لزوجي يدافع عنهم وهذا أمر طبيعي. أنتظره لكي يوضح الأمور إلى أهله ويدافع عني لا يفعل فيصبح الوضع غير مطاق، بعض الأحيان أمتنع عن التكلم معهم مجددا إلى أن أنسى الإهانة وبعض الأحيان أدافع عن نفسي. فمشكلتي أن زوجي بعد هذا كله ينظر فقط إلى تصرفاتي ويعاقبني عليها مع العلم أني حامل وحساسة جدا. و يتكلمون عني طوال الوقت في سوء عند عدم وجودي بعدها أعلم من أخت زوجي ماذا قيل عني أو أسمعهم بنفسي. ماذا أعمل هل أنا على خطأ؟ أصبحت لدي مشكلة نفسية مع العلم(55/226)
أن حماتي بعيدة عن الدين .أفيدوني أرجوكم هل أنا على خطأ؟ و كيف أتصرف مع زوجي ومعهم؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج كربتك ويزيل وحشتك ويسوقك إلى الرشاد وصلاح الحال.
واعلمي أن واجب زوجك هو حسن عشرتك والتوسيع عليك ومنع أذى أهله عنك استجابة لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}، ويتأكد في حقه ذلك عندما تكونين حاملا أو في حالة توتر نفسي. ومن واجبه كذلك أن ينهى أهله عما يظلون فيه من الغيبة، وخاصة أنها غيبة زوجته. ولا نرى أنك على خطأ فيما قصصت لأن من حقك أن تدافعي عن نفسك، وتكافئي من أساء عليك بمثل إساءته. قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة: 194}.
وعلى كل حال فإذا كنت متضررة من معاملة زوجك لك، أومن الإهانات التي يلحقها بك أهله، وهو لا يريد أن يزيل ذلك عنك أو يكشف عنك مكروها، فمن حقك أن تطلبي منه الطلاق إذا كنت ترغبين فيه. قال خليل: ولها التطليق بالضرر البين ولو لم تشهد البينة بتكرره. وإذا كنت تستطعين تحمل ما أنت فيه، فالأفضل الإبقاء على كيان الأسرة، وعسى أن تؤجري بما تصبرين عليه من الإهانة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطأ الزوج لا يبرر الإقدام على ربط علاقة مع أجنبي
تاريخ الفتوى : ... 15 رجب 1425 / 31-08-2004
السؤال
أنا فتاة في العشرين من عمري متزوجة وغير مرتاحة مع زوجي وحملت منه وتم إجهاضه غصباً عني وأنا الآن لا أطيقه وتعرفت على شاب من بلدي تعرفت عليه بالجات وهو يعيش في بلدي أنا مغتربة في فرنسا وهذا الشاب أحبني وأحببته حبا طاهرا فماذا أفعل وزوجي لايقبل أن أصبح حاملا ولا يرحمني ويجبرني للذهاب إلى بيت طليقته الفرنسية أرجوكم أعطوني الحل فأنا أتعذب وأحب غير زوجي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن القضاء الشرعي هو الذي ينظر في
مثل هذه القضايا والخصومات وملابساتها ويحقق فيها، ثم يتخذ الإجراءات اللازمة والمبنية على دارسة الأمر من جميع أطرافه، ومع ذلك نقول: لو كان زوجك -كما ذكرت- من إرغامك على إسقاط الجنين ويغلظ عليك في معاملاته، ويجبرك على الذهاب إلى بيت المرأة التي قد طلقها فإنه يعتبر ظالما لك، ولك رفع أمرك إلى القضاء الشرعي ليردعه عن قبيح فعله، ويلزمه بما يجب عليه من حقوق لك، فإن لم يكن هناك قضاء شرعي فنوصيك بالصبر وإبلاغ أهلك وذوي الصلاح والرأي السديد في محل إقامتك، ومن ذلك المراكز الإسلامية.(55/227)
واعلمي أن خطأ زوجك لا يبيح لك الإقدام على ربط علاقة مع أجنبي والاتفاق معه على الزواج منك بعد طلاقك من زوجك الأول فإن هذا محرم عليكما، والواجب عليكما التوبة منه، فإذا ما تم الطلاق بينكما فلا حرج عليك بعد ذلك في الزواج به إذا كان صالحا في دينه وخلقه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عنوان الفتوى : ... كيفية التعامل مع زوجة تمنع بنتها من النقاب وستر بدنها
تاريخ الفتوى : ... 09 رجب 1425 / 25-08-2004
السؤال
ماحكم المراة التى لا تلبس العباءة والنقاب إن كانت ابنتى هل هي عاقة وأمها تساعدها بذلك وهل هوواجب أم جائز أم من الأفضل وهل إذا الأب أو الزوج عليه شيىء علما بأنه هو الذى يدعو لارتداء النقاب والعباءة، في حال عدم طاعته هل يهجر أم يطلق أم ماذا يفعل بتلك الزوجة؟
أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المرأة إذا بلغت سن الحيض أن تلبس ما يستر كافة بدنها، وقد اختلف أهل العلم في وجوب ستر الوجه والكفين عند أمن الفتنة.
واتفقوا على وجوب الستر عند خشيتها. وراجع في الشروط الواجب توفرها في لباس المرأة فتوانا رقم: 6745. ومخالفة البنت لأبيها في ستر بدنها وفي لبس النقاب يعتبر عقوقا، ولو كانت الأم تأمرها بذلك لأن طاعة الأب في هذا أولى. ولا يجوز طاعة الأم فيه، لأن فيه معصية الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه. وواجب الأب أن يصلح ابنته ويمنعها من ارتكاب ما حرم الله ، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نارا {التحريم: 6}، فإذا عجز عن صدها عن المخالفة سقط التكليف عنه ووقع الإثم عليها هي وعلى من يساعدها على ذلك. وإذا كانت زوجتك هذه هي التي تحمل ابنتها على ترك النقاب وستر البدن مخالفة بذلك أمرك، فإنها تكون في حكم الناشز، والله تعالى قد بين الخطوات التي تتبع في نشوز المرأة، فأمر بوعظها أولا، ثم بهجرها في المضجع، ثم بضربها ضربا غير مبرح، فقال الله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ {النساء: 34}، وإن كان الضرب لا ترجى منه فائدة فإنه لا يفعل. وأما طلاقها فليس واجبا في الأصل، وعلى الزوج أن يقارن بين الضرر المترتب عليه والضرر المترتب على بقائها في العصمة، ويفعل من ذلك ما تترجح فيه المصحلة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/228)
من أخطر مداخل الشيطان
تاريخ الفتوى : ... 08 رجب 1425 / 24-08-2004
السؤال
أرجو منك وأستحلفك بالله أن تقرأ رسالتي إلى آخرها رغم طولها جزاك الله عني خيرا
أنا سيدة أبلغ من العمر 27 سنة متزوجة من أربع سنوات ولدي طفل. عندما نوينا أن نصيف فذهبت أنا وزوجي وأختي وزوجة أخي وأمها وأخيها فمكثت أنا وزوجي وأختي في شقة أما زوجة أخي وعائلتها فمكثوا مع خالتها في شقتها، المهم كنا ننزل الشاطئ معا فأجلس تحت الشمسية وينزل زوجي وأختي وزوجة أخي وأخيها إلى الماء فشعرت بالغيرة لكرامتي والضيق الشديد وبدأ هذا الضيق علي طيلة الرحلة أنا لا أشك في زوجة أخي ولا زوجي ولكن أعتقد أن من المفروض أن أكون أنا وسط كل هؤلاء. أطلب من زوجي أن يتمشى معي في المصيف فيرفض وإذا بي أفاجأ بعد ساعتين من طلبي له أنه أخذ زوجة أخي وأخاها و أختي وخرجوا للتمشية فبالله عليك ماذا أفعل في مثل هذا الموقف. وموقف آخر ونحن نجلس في نادي على البحر فإذا بنا نتكلم عن السن ويقول كل واحد سنه فقلت إن عمري 27 سنة فإذا بزوجة أخي تقول لي " إذا ستكونين بعد ثلاث سنوات عمرك 30 سنة " وماذا في ذلك لا أدري وما قيمة هذه المعلومة بالنسبة للجالسين فالكل يعلم ذلك من غير أن تقول فما فائدة هذه المقولة وزوجي جالس معنا. مع العلم بأن عمرها 21 سنة وهي تتباهى بذلك طبعا ودائما أمام الجميع. فرجعت من المصيف لا أطيقهم وفي داخلي بركان لا أدري أين أفرغه وإذا بي أتصل بصديقة لي لأفرغ شحنتي فإذا بها تسيء إلى زوجة أخي وتقول لي إنها غير أمينة على أخي فرفضت هذا التفسير لأني أثق في أخلاقها ولكن تفسيري أنها صغيرة وتود أن تظهر جمالها وعمرها الصغير أمام الجميع ولكن ما يقلقني زوجي وأنت تدري أن الشيطان شاطر وسؤالي هل أنا اغتبتها مع صديقتي ولكن يعلم ربي بما داخلي من غليان لكرامتي . وإلا بما تفسر كل ما رويته لك. ماذا أفعل على الرغم من أني أصلا لا أحب زوجي ولا أشعر معه بأي متعة أثناء المعاشرة وأعاني من هذه المشكلة طيلة 4 سنوات ولا أعرف الحل وزوجي يرجع هذه المشكلة لي بخصوص موضوع الختان ويدعي برودي الجنسي ولكن ذهبت إلى الطبيبة
وتأكدت أني طبيعية جدا وأحتاج إلى الجنس ولا أجده وأحتاج إلى العاطفة ولا أحبه وقد حاولت أن أرضى بقضاء الله وأكيف حياتي التي ينقصها كل شيء على هذا اللاشيء ولكن موضوع المصيف وما حدث جعل حياتي أكثر مرارة جعلني أشعر بفقداني كل شيء كنت أملكه من جمال وخفة ظل وبسمة للحياة لا تظهر الآن إلا علي زوجة أخي. ألا يشعر زوجي بما يسلبه مني يسلب مني الفرحة والراحة والحب والعاطفة والجنس يقتل في كل معاني الحياة ويتركني جسدا خاويا لا شيء فيه الآن وقبل ذلك بأربع سنوات وأنا لا أشعر بشيء من حولي مثل الآلة التي تؤدي ما عليها في الحياة من تربية طفل وتنظيف منزل وإعطاء جسدي لزوجي دون روحي روحي التي تتعذب وسوف تتعذب طيلة حياتي لا أشعر بعمري وأتمنى أن(55/229)
يتوقف حتى يتوقف العذاب وبعد كل هذا لا يحافظ حتى على شعوري أو كرامتي ولا أدري ماذا أفعل أرجوك ساعدني في حل مشاكلي التي تدمر وتعكر علي حياتي وماذا أفعل مع زوجة أخي التي بدأت آخذ منها موقفا بعد ماكنت أعتبرها أختا لي وكنت لا أذهب في أي نزهة أنا وزوجي إلا وهي وأختي معنا على العلم بأننا كلنا أقارب أبناء عم أفيدوني أفادكم الله .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأول ما نريد التنبيه عليه في إجابتنا على هذا السؤال هو أنك رويت قصة فيها اختلاط شديد بين نساء ورجال، مما يجلب في العادة فتناً كثيرة، ويؤدي في الغالب إلى نتائج سيئة، وقد نهى الله عن كل ما من شأنه أن يثير العواطف بين الجنسين في غير نطاق الزواج وملك اليمين. قال تعالى:
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ {النور: 30-31}. وقال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن كل ما أصابك من المعاناة والعذاب النفسي هو بسبب مخالفة أوامر الله بالخروج إلى المصائف المختلطة، فتوبي إلى الله من جميع ذلك، وبيني لزوجك أنه أخطأ في نزوله المذكور مع نساء أجنبيات عليه، وعرفي أسرتك وسائر من رافقوك في الرحلة بذلك، ثم حاولي أن تهوني على نفسك، فإن الشيطان يقوى عليك إذا علم ما أنت فيه من الضعف النفسي والعاطفة الجياشة والغيرة الشديدة.
واعلمي أن مسألة السن ليست ذات اعتبار، فإذا كانت زوجة أخيك تباهي بصغر سنها فذلك نقص في إدراكها للأمور، فلا يحز ذلك في قلبك، فإنه ليس شيئا معتبرا، وكذلك جمالها الذي ذكرت إن لم يكن يصحبه جمال في الأخلاق فلا فائدة فيه.
وحاولي أن تطوري علاقتك بزوجك بأن تتجملي له وتحسني له في التبعل وتبحثي عن مواطن رغبته حتى تجعليه يلتفت إليك برغبة وعناية.
وعلى زوجك هو الآخر أن يزيل عنك ما تجدينه من الوحشة والعذاب النفسي استجابة لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}.
وأما ما سألت عنه مما إذا كنت اغتبت زوجة أخيك بما قلت، فإنه يُنظر فيه.. فإن كانت تكرهه فهو غيبة، وإلا فلا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره.. الحديث. رواه مسلم.
ولا تتمني الموت، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن تمنيه، قال: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، وليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.(55/230)
ونسأل الله لكم جميعا التوفيق والاستقامة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج من تطلب الطلاق بدون مبرر
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1425 / 18-08-2004
السؤال
مشكلتي أو قضيتي باختصار أنني متزوج منذ 3 أشهر فقط ومنذ بداية الزواج والمشاكل بيننا لا تنتهي فزوجتي دائما تشتكي أنها غير سعيدة بدون إبداء أسباب ودائما تبكي. أخيرا طلبت الطلاق عدة مرات أيضا بدون إبداء أسباب بالرغم من أنني لا يعيبني شيء في مالي , ديني, عملي, أخلاقي ومعاملاتي معها ومع الجميع. حاولت عرضها على إحدى الفقيهات فرفضت ولا أجد حلا غير الصبر والصلاة والدعاء حيث أنها لاتستمع لنصيحة أي أحد. ماذا أفعل معها فأنا لا أريد الطلاق؟
وجزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك أخي الكريم تطليق زوجتك، وليس للقاضي ولا غيره أن يلزمك بطلاق زوجتك إن لم يوجد منك المضارَّة، ونصيحتنا لك أخي الكريم أن تتوجه أولاً إلى الله تعالى بالدعاء أن يصلح زوجتك ويصرف عنها ما تجد من ضيق وكراهية تجاهك، ولا بأس في رقيتها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ففي كتاب الله وما ورد من الآثار علاج أيما علاج، وبين لها أن طلبها الطلاق من غير بأس أمر نهى عنه الشرع، وعالجها بوسائل التحبيب والتودد كأن تهدي إليها هدية تستميل قلبها، وأحسن معاشرتها وانظر في حاجاتها فلعل عندها إشكالات لم تعلمها لكونك منشغلا عنها بعملك أو غير ذلك، فإن صلح حالها فالحمد لله، وإلا فأخبر أمها أو إحدى قريباتها بحالها فلعل الأمر يُحَل، فإن عجزت عن حل الأمر بعد هذا كله فلا حرج في طلبها الطلاق إما بمقابل تدفعه
الزوجة وهو الخلع أو بغير مقابل. والله نسأل أن يوفقك للخير وأن يصلح زوجك إنه على كل شيء قدير ويمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 50499.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تلمسي الأسباب التي اقتضت عدم ارتياح زوجك منك
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الثانية 1425 / 03-08-2004
السؤال
زوجي غير مرتاح لعلاقتنا مع بعض فهل أتركه أم لا مع العلم بأني أريده
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/231)
فقد شرع الإسلام الزواج لتتحقق به مقاصد كثيرة، ومن أهم هذه المقاصد حصول الإلفة والمحبة والاستقرار النفسي لكل من الزوجين.
قال تعالى: [هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا] {الأعراف: 189}.
ويتحقق هذا المقصد بمعرفة كل من الزوجين لما عليه من واجبات والقيام بها على أتم حال، ولمعرفة الحقوق والواجبات في الحياة الزوجية تراجع الفتوى رقم: 27662.
فالذي ننصحك به أختنا الفاضلة أن تتلمسي السبب أو الأسباب التي اقتضت عدم ارتياح زوجك للعلاقة بينكما، فإن لم تدركيها بنفسك فصارحي زوجك ليطلعك عليها، واجتهدي في أن تفعلي كل ما يستجلب وده من حسن التبعل والتجمل والتزين وطاعته في المعروف، فلعل الله تعالى يوفق بينكما، وراجعي الفتوى رقم: 32459.
وننبه إلى أنه لا ينبغي سعي الزوجين أو أحدهما إلى قطع حبال الود وفصم عرى الحياة الزوجية لأدنى سبب، وإذا وجد أحدهما في الآخر ما يكره فلعله أن يجد فيه أضعاف ذلك مما يحب.
قال تعالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19).
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم. وراجعي الفتوى رقم: 30318.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اختاري الأوقات المناسبة لنصح زوجك مع الصبر
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الثانية 1425 / 02-08-2004
السؤال
الرجاء إفادتي.. بعد تديني تغيرت أحوالي مع زوجي بعد كل الحب الذي احتواني به أصبح العكس لا يحب أن يسمع مني أي شيء دائما يقول لي احتفظي بالعلم لك لا يريد أن يسمعني، كلمته واحدة لا نقاش ولا حوار يغضب ويمتعض عندما يدخل البيت ويراني أقرأ القرآن أو أصلي أو أسمع محاضرة أو أقرأ كتاباً مفيداً أو أحضر محاضرة أو غيرها مع حرصي على إرضائه والتزين قدر الإمكان بعد 4 سنوات تقريباً من تديني أصبحت لا أطيق سوء خلقه وألفاظه البذيئة وتهاونه في الصلاة خاصة الفجر والصبح وقضائهم بعد الاستيقاظ أصبحت أفقد أعصابي وطلبت منه الانفصال وأصررت على ذلك، وذلك في فترة الحيض ثم تراجعت عن ذلك وأنا لا أعرف ما أريد وخاصة بيننا أبناء أصبحت كثيرة الحزن والاضطراب والبكاء على الرغم من أن الجميع يحبني وأنا أحب الجميع إلا أمه وإخوته تركتهم للحد من الضغط النفسي الذي لاقيته منهم، هل أنا مريضة نفسياً أحتاج إلى طبيب نفسي، أم هذا ابتلاء فقط يجب على مقاومته مع أني في نفسي أرفض أسلوب زوجي إلا أنه يجب علي طاعته.
الفتوى(55/232)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الثبات على الهداية والخير، ونوصيك بالصبر فعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، واجتهدي في طاعة زوجك والرفق معه في النصح واختيار الأوقات المناسبة لذلك مع بذل كل ما يجب عليك كزوجة، وأكثري من الدعاء له بالهداية والصلاح، وإن تمكنت من توسيط بعض الصالحين الذين لهم كلمة مسموعة عنده ليقوم بدور النصح والإرشاد له فهذا أمر حسن، وننصحك بأن لا تيأسي من نصحه والصبر عليه، وأكثري من الاستغفار والدعاء والتضرع وقراءة القرآن وسير الصالحين (كصفة الصفوة) للإمام ابن الجوزي
، واعلمي أن طلب المرأة من زوجها الطلاق لغير ضرر فيه وعيد شديد، ففي الحديث الذي يرويه الترمذي وأبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حرمة هجر الزوجة بدون موجب
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1425 / 27-07-2004
السؤال
أنا امرأة متزوجة ولدي ثلاثة أطفال أكبرهم عمره 8 سنوات مشكلتي
في زوجي قلبه أسود في كل في فترة يقلب عليه ويجلس مدة شهر ما يكلمني ومن ثاني سنة زواج وهو ينام في الأرض ويأ خذ غرضه مني وينزل هل هذا حرام أم ماذا مع أنني فتاة جملية وعمري 28 سنة ومع العلم بأنه يميل إلى الشواذ من جنسه ولا أدري ماذا أفعل مع أنني حاولت معه كثيرا لكن دون جدوى وعندما يغضب يقول كلاما مجرحا ومع العلم بأنه يصلي ويصوم لكن مع هذا كله أحس أنه إنسان شرير أفيدوني
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن هجر الزوجة وترك الكلام معها من غيرموجب شرعي كالنشوز يدخل في حكم هجرة المسلم لأخيه المسلم، كما أنه يتنافى مع حسن العشرة الذي أمر الشرع به، وانظري الفتوى رقم: 40769.
وعليه، فالواجب على زوجك أن يتقي الله تعالى وينتهي عن هذه المسائل التي تنافي الشرع والخلق الرفيع، كما أن عليه ترك مصاحبة أهل الفسق والعصيان لأن في مصاحبتهم شرا مستطيرا، كما بيناه في الفتوى رقم: 49072، ولعل ما يصدر منه من تهاون في حقك هو نتيجة لهذه الصحبة السيئة.
وعلى كل، فالذي ننصحك به هو مداومة نصحه والصبر عليه وحسن التبعل له، مع الالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه أن يشرح صدره للحق ويوقفه فعسى أن يرجع عن هذا المسلك المشين.(55/233)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التفريط في القوامة وعلاج النشوز عواقبه أليمة
تاريخ الفتوى : ... 08 جمادي الثانية 1425 / 26-07-2004
السؤال
سيدي الفاضل: أنا طبيب أبلغ من العمر 60 عاماً لدي مشكلة عمرها 25 عاماً سألت من قبل ولم أجد في نفسي هدوءاً وما زالت وأنا في هذا العمر أبكي بمرارة شديدة على ما أصابني وأكاد أجن وأنا رب أسرة في أشد الاحتياج لي وليس لهم من معين إلا الله، كنت طالباً في كلية الطب حيث تعرفت إلى إحدى الطالبات من ليبيا وأنا أنتمي إلى عائلة رقيقة الحال ونشأت بيننا علاقة عاطفية قوية شهدت فصولها القاهرة، واستمرت 8 سنوات كاملة وفي خلال هذه الفترة كانت العلامات المميزة كالآتي: لم يكن أهل الفتاة راضين عن هذه العلاقة حين علما بها، كانت لها أخت بكلية الآداب معارضة وكارهة لهذه العلاقة وكانت تحاول بشتى الطرق، ولكن لم تنجح وكذلك أخ غير شقيق لها وأيضاً حاول بأكاذيب وأيضاً لم ينجح وفي هذا الوقت كانت خبرتي في الحياة محدودة جداً، ولم أفكر أبداً أن السبب هو اختلاف البيئة أو المجتمع أو حالتي الاجتماعية الأدنى ولم تكن لي رؤية ولكن ربما تحت وطأة فكرة أن العلاقة قد وصلت إلى طريق يوجب توثيقها وافقت أسرتها على الزواج ويعلم الله أنني تزوجتها بكراً لم أمسسها بسوء بل كنت دائماً لا أفكر في احتمال الانفصال وأوفد والدها أحد أشقائها لإتمام الزواج وعلى الجانب الآخر كانت أسرتي الصغيرة معارضة أيضاً من منطلق أنني ابنهم الوحيد وبدأنا في الإجراءات في الشهر العقاري وفوجئت بأن الوالد اشترط أن يكون المهر 500 جنيه ذهب انجليزي خيالي، فكانت صدمة وموقفاً محرجاً وأنا مجرد طبيب منذ عامين فقط، وتمت تسوية الأمر بأن تم حساب الجنيهات الذهب بالمصري فبلغت في هذا الوقت 6000 جنيه وهو مبلغ ضخم ولكن لم أدفع منه شيئاً ولكن تكفلت بكل مصروفات العرس وتم الزفاف في شقة مفروشة في مدينة نصر إلى أنهت هي فترة تدربها وسافرت إلى ليبيا واستطاعت الحصول
على وظيفة هناك بفضل توصية من جانب أحد الشخصيات الليبية والتحقت بها وبدأت عملي وكان أهلها سكنى نفس الشارع فكانت تمضي كل وقتها لديهم وكان لدي إحساس شديد بالوحدة وزاد الأمر حين وضعت أول مولود لنا وكانت أنثى فصدمت برد فعل على مولودي الأول الذي كان مماثلاً تماما لخبر فقد عزيز لديهم واستمرت وحدتي واستمرت سلبيتي تجاه إقامتها الدائمة لدى أهلها ولم تكن معاملتهم لي تتميز عن معاملة أي غريب مع كثير من الجفاء وعدم الاكتراث بشخصي ولم يكن لي إلا أصدقاء في القاهرة وكنت أراسلهم شاكياً حالي سائلاً النصيحة، وكانوا يصبرونني على حالي في الفترة نشأت بيني وبين إحدى الممرضات علاقة عاطفية وكتبت في أحد الأيام إلى زميلي في القاهرة أستشيره وخرجت لإرسال رسالتي وفي هذه الأثناء حضرت زوجتي وفهمت أنني كنت أكتب رسالة وعن طريق مسح(55/234)
بالكربون استطاعت هي وإحدى أخواتها من الاطلاع على فحوى الرسالة وعند عودتي وجدت أحد إخوانها في انتظاري متوعداً بلقاء في المحكمة وتركت البيت إلى بيت أحد الزملاء حتى تهدأ الأمور وعند عودتنا وجدت كل ملابسي جمعت في وسط الصالة فجمعتها أنا وزميلي واستضافني عنده، وفي اليوم التالي استدعاني مدير المستشفى ليبلغني أنني مطلوب في الشرطة بسبب ضربي للدكتورة زوجتي وكسر ذراعها، ويعلم الله أنني لم أمسسها أبداً كيف وأخوها كان حاضراً عند رجوعي واستمر الوضع مع مطاردات بوليسية ثلاثة أيام إلى أن حضرت سيارة شرطة وهي بصحبتهم إلى منزل الزميل وألقوا القبض علي وفي الشرطة قامت بسبي وسباب أبي رحمة الله عليه ناعته إياه أنه لا يجد العشرة قروش، وانتهى الحدث بالصلح الذي لم يكن لي خيار سواه وبدأت البحث عن مخرج إلى أن وجدت فرصة في السفر إلى إيرلندا للدراسة فغادرت تاركاً ليبيا وتاركا بناتي الاثنين وأيضا وهي حامل، ثم رزقني الله بولد بشرت به وأنا في الخارج ثم أبلغتني بذهابها إلى مصر للدراسات العليا فابتهجت ورجعت للقاهرة
متمنياً حياة عائلية هادئة وفوجئت بوجود أختها الكارهة لي في الشقة المقابلة وذلك كان في أبريل 1977 وتسلمت عملي في أحد مستشفيات القاهرة واشتريت سيارة باسمها حتى نستفيد بالإعفاء الجمركي المؤقت وبعد وصولي بشهر على الأكثر تمسكت ابنتي الصغيرة بأحد دفاترها فقطعت إحدى الورقات إرضاء للطفلة حتى تهدأ وذهبت لعملي وعند عودتي كانت تركت البيت لأختها فتكلمت مع زوج أختها محذراً من هذا التصرف فرجعت وكانت منتظمة في واجباتها لمدة أسبوع ولكن لاحظت أنها احتفظت بجواز سفر أولادي فلم أهتم وفي شهر مايو 1977 أي بعد عودتي بحوالي 5 أسابيع عدت من عملي لم أجدها أو الأولاد تاركة لي قصاصة أنها ذهبت إلى والدتي للاعتذار ومصالحتها بعد تعديها عليها بألفاظ وفي الحال توجهت إلى بيت أهلي وكان يقع في ضاحية بعيدة فلم أجدها ولكن والدتي صارحتني أن أختها لم تكن سعيدة بعودتي تصريحاً واضحاً فرجعت ثانية إلى البيت فلم أجد أي قطعة ملابس أو أي شنطة فتوجهت إلى المطار راجياً من المديرة الاطلاع على قوائم المسافرين ولم يكن السفر في ذلك الوقت مباشراً إلى ليبيا لأسباب سياسية وبعد حوالي ساعتين وجدت أسماء أولادي على الطائرة المتجهة إلى أثينا ثم طرابلس وكانت أقلعت في نفس الوقت الذي كنت فيه في المطار وصدمت صدمة عنيفة ثم طلب زوج أختها السيارة رغم أنها من مالي وأرسلت لها واستقلت من وزارة الصحة وسافرت إلى السعودية وأصابني نجاح عظيم ولكن لم يفارقني خيال أولادي وأدمنت الشراب وكانت مأساتي اليومية شراب ثم بكاء وأحسست بخطر ما أنا فيه فتركت السعودية إلى ليبيا بعد ثلاث سنوات وسعدت أيما سعادة حين وجدتها في المراحل النهائية من بناء فيلا فأقمت فيها دون ماء أو كهرباء حوالي شهرين إلى أن تمت وتم فرشها وكل ذلك كان لفرط سعادتي لأنها كتبتها هبة لأولادها ثم بدأت البحث عن العمل ولدهشتي لم تكن سعيدة لذلك وكانت تقول يكفيك البقاء بجانب أولادك أي سأكون الحارس(55/235)
والسائق وأي شيء ما عدا الطبيب وتركت ليبيا مرة أخرى إلى إيرلندا طامعا في الدكتوراة وأعانني الله على ترك الشراب ولكن في أثناء دراستي مرضت بشدة لفترة ووجدت فرصة عمل في الكويت فالتحقت وأرسلت لها حتى تحضر ونستقر وطلبت منها الحضور مع أوراقها لتعمل بجانبي في الكويت فحضرت مع الأولاد ولكن دون أوراق، رفضت البقاء للعمل وأقامت شهراً وتركته بعد أن حملت من الهدايا وكل ما طلبت ثم داومت على الاتصال بها تليفونيا لفترة أسابيع ثم فوجئت بها غاضبة ثائرة من تليفوناتي المزعجة ثم ألغت خط التليفون هكذا دونما سبب أفهمه أو شيء واضح وفجأة وجدت نفسي في ضياع خصوصاً بعد أن كثرت علاقاتي النسائية، وهداني الله وتزوجت وأنجبت ثلاثة أولاد آخرين وطوال هذه الفترة وطوال 24 عاماً لم أر أولادي ولم أسمع عنهم ولم يحاول أي منهم الاتصال بي وانشغلت بعائلتي الثانية، والآن أكاد أجن لرؤيتهم للقائهم فهم في مأزق يقيمون في بلد ليس وطنهم وأحاول الاتصال بهم ولا مجيب وليس أمامي إلا الاتصال بأختها الكارهة، والآن ما هو الصواب وما هو رأيكم، أنا أرجو أن أبريء ذمتي هل أجرمت في حق أولادي، وهل أغضبت المولى عز وجل، هذه رسالة من كهل في الستين والموت يأتي بغتة ودون ميعاد ولم يبق في العمر الكثير، أرجو أن يكون هناك رد؟ لكم الشكر وخير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ما أنت فيه نوع من الابتلاء ينبغي أن تقابله بالصبر، لأن هذا شأن المؤمن،
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
واعلم أنك إنما أُتيت ووقعت فيما وقعت فيه من جهتين:
الأولى: العلاقة العاطفية التي كانت بينك وبين هذه الفتاة، وهي علاقة محرمة ولو لم يترتب عليها زنا، ويغلب على مثل هذه العلاقات وما يكون بعدها من زواج أن يكون مصيره الفشل بسبب ما يقع من الانخداع بالمظاهر، فالواجب عليك التوبة والندم على تلك العلاقة المحرمة.
الثانية: أنك قد فرطت في أمر القوامة على بيتك، فتركت زوجتك تتصرف كما تشاء، وكان الواجب عليك الحزم اتجاهها، واتباع ما أمر الله تعالى به في علاج المرأة الناشز. قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء [النساء: 34].
وعلى كل حال، فهذه المرأة لا تزال زوجة لك ما دام لم يحصل طلاق، ولا شك أنك قد فرطت كثيراً في كونك طيلة هذه الفترة لم تمسك بمعروف أو تفارق بإحسان، وكذا قد فرطت في حق هؤلاء الأولاد، ولا سيما حال صغرهم وحاجتهم إلى العناية والرعاية، فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، ولا ينبغي أن تترك هذه المرأة معلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة، وينبغي أن تسعى إلى صلة أولادك لئلا تكون سبباً في(55/236)
عقوقهم لك حرصاً على الرحم أن توصل، وحذراً من أن تقطع، وأحسن فيما تبقى من عمرك يغفر لك ما مضى، ويصلح لك ما تستقبل ويحسن خاتمتك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الموقف من الزوج الذي لا يصلي ويرتكب منكرات بحجة أنه مريض
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1425 / 25-07-2004
السؤال
السؤال: ما هو العمل؟
ـ حكم امرأة زوجها لا يصلي، بحجة أنه مريض ومصاب بمرض الصرع؟
ـ مشاهده الافلام الخليعة أمام الزوجه؟ وممارسة العادة السرية أمامها؟
ـ عدم الاغتسال بعد الجماع؟ والبقاء لمدة ثلاثة أيام وهو على الجنابة؟
ـ مشاكل بالقرب من استلام الراتب؟ والغضب لعدم إعطاء المصروف لها؟
ـ مشاكل بصفة يومية، للسهر خارج المنزل إلى منتصف الليل؟
تزوجت ولا تعلم حال الزوج قبل ذلك، فما هو العمل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العقل هو مناط التكليف، فمن كان عاقلا فهو مكلف ومؤاخذ بما يقع منه من تصرفات. ثبت في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق.
وعلى هذا؛ فإن كان هذا الرجل يعي ما يقول وما يفعل -كما هو الظاهر من حاله- فهو مؤاخذ بهذه التصرفات التي تصدر عنه من ترك للصلاة ومشاهدة للأفلام الخليعة وغير ذلك. فالواجب عليه التوبة، والواجب على زوجه بذل النصح له والسعي في إصلاحه بالاستعانة بالله أولاً، ثم بمن له جاه عنده وبأهل الخير والصلاح، فإن تاب وأناب فالحمد لله، وإن أصر على ذلك فلترفع أمرها للمحكمة الشرعية لطلب فسخ النكاح.
وأما إن كان هذا المرض يؤدي به إلى حالة من عدم الوعي وفقدان أهلية التكليف، فلا تجب عليه الصلاة ولا يؤاخذ بشيء من تصرفاته، ولكنه لا يسقط عنه ما وجب عليه في ماله من نفقة الزوجة ونحوها، فيقوم بذلك وليه بدلا عنه.
وبقي احتمال ثالث، وهو أن يؤدي به المرض إلى أن يغيب وعيه أحيانا ويفيق أحيانا، فهو مكلف حال إفاقته. وتراجع الفتوى رقم: 6855 والفتوى رقم: 20350.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... سوء عشرة الرجل لزوجته خلق وضيع
تاريخ الفتوى : ... 23 جمادي الأولى 1425 / 11-07-2004
السؤال(55/237)
أعرض عليكم مشكلتي هذه والتي تعتبر بصراحة مشكلة والدتي لكنها تؤلمني فعلاً فوالدي كنا نعتبره دائماً القدوة الصالحة لنا وقد ربانا والحمد لله تربية يضرب الجميع بها المثل وتزوجت من رجل صالح ومحترم والحمدلله وإخواني الاثنان أيضاً تزوجا وبقي بالمنزل أخي الذي يدرس بالجامعة ونادراً ما يأتي إلى البيت (فقط بالإجازات) وأختي التي تدرس بالصف الأول المتوسط ....كلنا متعلمون أحسن تعليم ولله الحمد وكان الفضل بعد الله لأمي حفظها الله ورعاها شجعتنا منذ الصغر على التعليم والقراءة وهي أيضاً متعلمة ومثقفة لحد كبير..... تأتي المشكلة في أن والدي طوال عمره يحترم والدتي ويقدّرها ويقدّر ماتعمله لأجله وأجلنا ..فوالدتي عملت واشتغلت كل مااستطاعت عمله ولم تدخل في جيبها ريالا واحدا كانت تعطي كل شيء لنا ولوالدي... والآن وبعد أن مرّ على زواجهم 29 عاماً تغير أبي فجأة أصبح لا يحترم أمي ويتلفظ بألفاظ غريبة تستحي أي فتاة أن تسمعها من أبيها وخاصة حين يكون زوجي جالساً معنا...أصبح يقضي(لا أبالغ إن قلت) كل وقته أمام الإنترنت على أشياء فاضية فتراه يدخل في غرف المحادثة ومواقع الأغاني والبطاقات وأشياء أستغربها منه ... خاصة أنه أصبح رجلا كبيرا ووقورا وعمره(أطال الله في عمره)53 سنة... وأصبح يشتم أمي ..مرة قال لها أمام أختي(والله أني أستحيي أن أتلفظ بها لكن لتعرف مدى ماوصل إليه)قال لها : الله يلعنك.. تخيل يقول ذلك أمام أولادها لأجل أمور تافهة... والله أمي إنسانة محترمة لا تستحق كل ذلك وفوق كل ذلك أبي لم أراه منذ وعيت صلى ركعة واحدة...حتى أنني لم أصل كما يجب إلا حين تزوجت بفضل الله ثم بفضل زوجي...حاولت التحدث معه قال : لا تتدخلي...لا أريد أن يتدخل زوجي حتى لا يأخذ موقفاً منه فأنا أعرف والدي وأعرف طبعه.. كلنا حاولنا معه ولا فائدة....راتب والدي ووالدتي يذهب على الإنترنت والأشياء الفاضية...لكن الله يهديه لايسمع من أحد....
أخي الكبير والحمدلله هداه الله بعد أن تزوج على يد زوجته الصالحة فأصبح لا تفوته ركعة بالمسجد بعد أن كان لا يعترف بشيء اسمه الصلاة... وبعد أن هداه الله أصبح والدي يسخر منه ويعيره على أيامه السابقة...
أنا فعلاً أتألم من داخلي لأجل والدتي ووالدي أيضاً فلا أحب أن يحصل شيء له لا سمح الله وهو على هذه الحال...
أمي تتصل علي وتشكي وأنا لا أملك سوى أن أسمع لها....
أرجوك دلّني ماذا أفعل أو إذا عملت معروفا فينا أن أعطيك بريد والدي الإلكتروني وترسل له أشياء تفيده لعل الله يهديه على يديك...لكن دون أن يعلم أن لي يدا في هذا...لأنه سيغضب مني..
وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ترك الصلاة كبيرة من أعظم الكبائر لإنها إحدى دعائم الإسلام الخمسة، وتركها عنوان على فساد الدين، ويكفي للردع عن تركها أن الله تعالى توعد في كتابه العزيز مضيعها والساهي عنها بالغي والويل، وهما واديان في نار جهنم حيث(55/238)
قال سبحانه: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} (مريم:59) وقال: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} (الماعون: 4 ـ 5)
ولمعرفة المزيد عن أهمية الصلاة وحكم تاركها نحيلك على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5259 ، 17277 ، 6061.
ثم إن من الذنوب التي تخالف الدين والخلق الرفيع سوء عشرة الرجل لزوجته، ومن ذلك شتمها وإهانتها لأن هذا إذا كان ممنوعا في حق أي مسلم فهو بين الزوجين أشد، لما في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر.
ومن قبائح الذنوب وأشنعها عكوف ذي الشيبة على المواقع الإباحية والأفلام الخليعة.
وبناء على ما تقدم يتبين لك أن أباك على خطر جسيم إن لم يتدارك نفسه بالتوبة وإقامة الصلاة وترك المنكرات، وعليك بمداومة بذل النصح له واتخاذ كل سبيل مشروعة في ذلك حتى يتوب، ومما يساعد على ذلك إمداده بالأشرطة والكتيبات التي فيها ترغيب وترهيب، وينبغي لأمك أن تقوم بدور في سبيل هداية زوجها فإن استجاب وعاد إلى جادة الحق وأدى حقوق الله تعالى وحق زوجته عليه فبها ونعمت، وإن أصر على عصيانه فلترفع أمرها إلى القاضي لرفع الضرر عنها من ناحية، وللنظر في حكم استمرارها معه كزوجة وهو على هذا الحال من ترك الصلاة واقتراف السيئات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إرشادات للزوجة التي تشك في زوجها
تاريخ الفتوى : ... 22 جمادي الأولى 1425 / 10-07-2004
السؤال
مشكلتي أنني بعد زواج عمره 12 سنة اكتشفت علاقة زوجي بزميلة له في العمل وكان دائم الاتصال بها على جوالها وفي مقر عملها وكذلك هي تعرف كل التفاصيل عنه واكتشفت العلاقة قبل أربع سنوات وحصلت مشلكة كبيرة بيننا ووعدني بأن يقطع علاقته بها ولكن ماحصل أن ذلك لم يتم وتم اكتشافي لاستمرار علاقته بها مرة ثانية وثالثة ورابعة وكل مرة يتم الصلح فيها ونفس الوعود برغم أنه في كل مرة يؤكد لي أنه لا توجد علاقة بينه وبينها وأنه مجرد كلام وكل ذلك يحصل برغم التزامه وإطلاقه للحيته وتقصيره لثوبه
مشكلتي معه أن الشك دخل في علاقتنا والثقة لم تعد موجودة بالذات من ناحيتي ولكني أسير عجلة الحياة معه من أجل الأولاد (لي منه بنتان وولد) فما أدري ما الحل وما الطريقة للتصرف معه.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/239)
فالأصل في المسلم السلامة وحمل ما يصدر عنه من تصرفات على الظن الحسن، وبما أن زوجك قد نفى وجودعلاقة بينه وبين تلك الفتاة فالواجب تصديقه في ذلك ما لم يثبت خلاف ما يدعيه، وهذا لا يعني إقراره على ما ذكر من كون ذلك مجرد كلام، لأن هذه الفتاة أجنبية عليه، فلا يجوز له التحدث إليها أو محادثتها إلا بقدر الحاجة.
فنوصيك بأن تدفعي عن نفسك ما قد يلقيه الشيطان من خواطر، واجتنبي تصديق هذه الخواطر بمحاولة البحث والتتبع لزوجك، وابذلي له النصح في ما يقع فيه من منكرات بحديثه مع هذه الفتاة، وذكريه بالله تعالى، وأنه عليه أن يبحث عن مكان آخر يعمل فيه ولا يوجد فيه اختلاط، وإن كانت ثمت ضرورة للعمل في هذا المكان فعليه أن يتقي الله تعالى قدر الاستطاعة.
ولا شك أن في صبرك عليه الخير الكثير ولا سيما مع وجود هؤلاء الأولاد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تزوج من أخرى وهجر زوجته وترك لها تربية الأولاد
تاريخ الفتوى : ... 12 جمادي الأولى 1425 / 30-06-2004
السؤال
أفيدوني أفادكم الله
أنا زوجة وأم لأربعة أطفال وزوجي تزوج علي من زوجة أجنبيه ولكي يهاجر معها إلى بلادها قام بارتكاب عدة أخطاء في حقي منها أنه أخذ بطاقتي بحجة أنه يريدها معه لاستخراج بعض الأوراق التي تخصني بعد عودتنا من الخارج واتفق مع ساعي البريد وأعطى له فلوساً أمام عيني بحجة أنه في انتظار أوراق تأتيه من خارج البلاد يريد ساعي البريد أن يسلمها له وفي ذلك الوقت أنا لم أكن على علم أنه متزوج وأن زوجته أحضرها وتعيش معه في بلدته وكان يسافر لها بحجة أنه يسافر ليرى والدته وفي ذات يوم وجدت ساعي البريد يحضر لي خطابا من هيئة حكومية ويريدني أن أوقع على الخطاب وطلب مني التوقيع بنفسي فوقعت على الخطاب وفتحته فوجدت ورقة بداخله مفادها أن زوجي طلقني طلاقا رجعياً وأنه تزوج من امرأة أجنبية وطبعاً هذا الخبر نزل علي كالصاعقة وأصابتني حالة من الذهول وأول تصرف فعلته أنني ناديت على أخي وأعطيته الورقة وأنا في انهيار نفسي شديد واتصلت على زوجي لكي أسأله عن سبب الطلاق وخاصة أنه كان يبيت معنا قبلها بيوم
وفوجئت باستهتاره للموقف وضحكه الشديد بالرغم من سوء حالتي النفسية في ذلك اليوم وقال لي بكل سهولة يا خائبة وهو يضحك في التليفون أنا عندما أحضر سوف أفهمك كل شيء وحضر في نفس اليوم وهو على نفس الحالة من الضحك وأنا على حالتي من الذهول والبكاء وقال هذه أوراق صورية وأصنعها فقط للسفر إلى الخارج وأنا غير متزوج وهذا الزواج حدث فقط في البلد الذي كنا فيه ثم طلقتها وهي عادت إلى بلادها ولكن أنا أخذت الأوراق هذه وسجلتها فقط لإمكانية السفر إلى الخارج(55/240)
وتشاجر معي بسبب إعطائي ورقة الطلاق لأخي وتشاجر معي لأنني ذكرت لأخي هذا الكلام وطلب مني إحضار الورقة من أخي وطبعا أنا صدقته في كلامه وبالفعل سحبت الورقة من أخي وأخذت وعدا من زوجي أنه سوف يردني وطبعا أنا اضطررت إلى السكوت من أجل أبنائي بالرغم من تعبي النفسي بسبب تلاعبه بعواطفي واستهتاره بي إلى هذه الدرجة وبعد سحبي للورقة من أخي أخذها مني زوجي وأصبح كل يوم يراوغني في ردي ويقول هذا طلاق صوري فقط وطبعا أنا لم أسترح له وصممت على ردي رسمياً وفي ذات يوم سافرت معه لعمل الأوراق من بلدته وفوجئت ببعض الأشياء في شقتي التي توجد هناك في بيت أهله وهذه الأشياء تخص امرأة أخرى وعرفت من بعض الناس هناك أنها كانت موجودة منذ شهر أي بنفس التاريخ الذي جاءت فيه الورقة فزادت حالتي سوءا وطلبت منه أن أغادر المكان فوراً فلم يطعني وتشاجرنا معا لدرجة أنه رفع على عنقي السكينة ومنذ ذلك اليوم وهو سقط من حياتي كزوج وأصبحت أكرهه كل الكره المهم أنه أخذني إلى المأذون الذي قام بعمل ورقة الطلاق الصورية لكي يردني وهناك حاول معي كثيراً أن لا أصنع قسيمة الزواج لردي ولكن أنا صممت أن تعمل لي ورقة وبالفعل قام المأذون بعمل بعض الأوراق ومضيت عليها وقال لي المأذون سوف أرسل لك ورقتك وبعد مدة اتصل بي المأذون وقال أنا سوف أعطي الورقة لزوجك ليوصلها لك وبالفعل أعطاها له ولكن زوجي رفض تسليمي الورقة
وظلت معه وفي يوم من الأيام أحضر زوجته وعاشت معه في بلدته لمدة عام وفي يوم من أيام فوجئت به يقول أنه مسافر إلى نفس البلد الذي كنا فيه للبحث عن عمل بعد يومين وطبعا سافر وأخذ معه زوجته ولكنني علمت أنه سافر إلى موطن زوجته وظل لمدة نصف عام يكذب علي ويقول أنه في نفس البلد الذي كنا فيه المهم أنه هاجر إلى موطن زوجته وأن ورقة إثبات أنه زوجي معه وأظن أنها لم تسجل رسمياً لدى الحكومة وطبعا ترك لي تربية الأولاد ويعلم الله أنني أتعب كثيراً في تربيتهم ولا أريد شيئا منه سوى أن يعتقني لوجه الله فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ويعلم الله مدى الحزن الموجود بداخلي وأريد الانفصال منه ولكنه يقول أنني لو سعيت لطلب الطلاق سوف يدوخني بالمحاكم وسوف يأخذ الأولاد مني ماذا أصنع أفيدوني؟ وخاصة أنني دائما في حالة حزن شديد بسبب الذي حدث معي وخاصة أنني خدمته كثيراً في بلاد الغربة فكنت أعطي الدروس وأسلمه النقود في يده وكنت أسهر الليالي بعد عناء طوال اليوم لأكتب له أوراقاً على الألة الكاتبة وعلى الكمبيوتر لمدة عشر سنوات وهو ينام بجانبي في الغرفة وأنا أسهر للصباح لكتابة الأوراق له لأنه كان يحضر دراسات عليا ثم الماجستير ثم الدكتوراة ولم أصنع معه أي سوء ولكنه كان دائم الشجار معي بسبب أنه كان يريد أن يتزوج ماذا أصنع وأنا أحس دائما الآن أنني لا أريد الارتباط بهذا الشخص لأنه أتعبني كثيراً وأدخل علي حزنا شديداً واستهتر بمشاعري كإنسان وأظن أن الله لا يحلل هذا وأظن أن الله لا يرضى بالظلم لعباده وهل يعيش إنسان يتمتع بالحياة ويترك زوجة تربي أربعة أطفال ويهاجر ويتركهم بدون تربية وبدون مراعاة الله فيهم إنهم أنفس تريد الحنان من الأب والأم وتريد أن تحس بالأمان وأين تربية الأبناء الإسلامية التي(55/241)
فرضها الله عز وجل هل حب الشهوات من النساء يحلل ما فعل هذا الأب وهجرته هذه إلى خارج البلاد ويعلم الله إلى متى ويعلم الله متى يرجع
أليس هذا ظلم للزوجة والأبناء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال على ما وصفت حقاً، فلا شك أن هذا الزوج أخطأ في حقك، ولم يمتثل أمر الله تعالى، ولم يحفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى كل، فالذي نوصيك به الآن هو التفاهم مع زوجك، وتذكيره بحقك عليه في إعفافك، وحق أولاده عليه في التربية والرعاية، والاتفاق معه على ما تقتضيه من الإقامة معه في تلك البلاد، أو العودة إليكم حسب الإمكان، وذكريه بما قد يترتب على هذا الحال الذي هو عليه من تشتت الأسرة وضياع العيال، فإن تم الاتفاق فالحمد لله.
وإن أصر الزوج على عدم العودة أو الاستقدام، ودون أن يكون له عذر، وكان بإمكانك الصبر على هذا الحال رعاية لأولادك، ونظراً لمصلحتهم عسى أن يعود أبوهم إلى رشده، ويرجع عما هو عليه من تضييع حقك وحقهم، فلا شك أن هذا أولى، وإن خشيت على نفسك الضرر، أو على أولادك الضياع بسبب عدم النفقة، أو رأيت مخالعته بسبب كرهك إياه جاز لك رفع الأمر إلى القاضي، ليحكم بما تقتضيه كل حالة من طلاق أو إلزام بالنفقة ونحو ذلك.
واعلمي أنه لا يجوز لك الطلاق لمجرد كون زوجك قد تزوج من امرأة أخرى، لأن هذا أمر أباحه الله تعالى.
وبخصوص الطلقة التي أوقعها عليك، فإن كان قد تلفظ بها، فتحسب تطليقة، ولا عبرة بادعائه أنه فعل ذلك لمصلحة خاصة، وإن اكتفى بمجرد كتابة الطلاق دون التلفظ به فالراجح عدم وقوع الطلاق بمجرد الكتابة إلا مع العزم على الوقوع، وقد بينا ذلك بالفتوى رقم: 8656.
وعلى تقدير وقوع الطلقة وكانت الأولى أو الثانية، فتكون رجعية يملك الزوج فيها إرجاعك بلا عقد جديد أو مهر جديد، ويستحب الإشهاد عليها، وإذا انقضت العدة ولم يراجع كانت الطلقة بائنة بينونة صغرى لا يملك الزوج فيها الرجعة إلا بعقد ومهر جديدين، فإذا فعل ذلك صح النكاح ولو لم يوثق بالكتابة عند القاضي أو المأذون.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مساعدة الزوجة على الخروج من بيت الزوجية إثم مبين
تاريخ الفتوى : ... 04 جمادي الأولى 1425 / 22-06-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(55/242)
أنا عراقي أقيم في الخارج، لي أخت زوجتي متزوجة من ابن عمها داخل العراق ولها طفلان منه حيث هي وزوجها لا يؤديان الفرائض ولا يقيمان حدود الله ، وبعد أن فقدت أخويها حيث دب الخلاف بينها وبين زوجها حسب ادعائها وكذلك أصبح السب والشتم والضرب هو السائد بينهما وهذا كله حسب قولها وقد طلبت مني هي وأمها مساعدتها لإخراجها خارج العراق وقد تمكنت من ذلك، وبعد وصولها إلينا أخذنا ننصحها بخصوص الالتزام بالفرائض ونجحنا أنا وأختها بذلك، وأخيرا تمكنت من أداء فريضة الحج على نفقتنا، ولا زالت على ذمة زوجها الموجود مع الطفلين داخل العراق، وقد تم الاتصال به أخيرا حيث أبدى التسامح والصلح مع زوجته وحين أخبرناها بذلك رفضت رفضا قطعيا. أرجو الإجابة بخصوص العمل الذي قمت به، هل هو صحيح أم لا ؟ وماذا يترتب علينا ؟ اجيبونا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعمل الذي قمت به يا أخي العزيز وهو إخراج هذه المرأة من العراق وإبعادها عن طفليها وزوجها وسفرها إلى الحج من غير محرم وبغير إذن زوجها غير صحيح وأنت آثم بذلك العمل، فيجب عليك أن تستغفر لذنبك وتتوب إلى الله عز وجل ليتوب عليك إنه هو التواب الرحيم.
ولتعلم هي أن خروج الزوجة من بيتها لا يجوز إلا بإذن زوجها إلا بشروط وضوابط مبينة في الفتوى رقم: 33969، والفتوى رقم: 7996، ورقم: 1762. وكذلك لا يجوز للزوج أن يسيء معاملة زوجته، ولا أن يسبها ويؤذيها، بل عليه أن يمسكها بمعروف أو يسرحها بإحسان.
ولا يجوز للمرأة أن تسافر بغير محرم لما جاء في صحيحي البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم. وكان على هذه المرأة إذا لحقها ضرر من زوجها أن ترفع أمرها إلى القاضي ليحكم بينهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ضابط العلاقة بين الزوج وزوجته كتاب الله
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الثاني 1425 / 14-06-2004
السؤال
سؤالي يخص أختي وهي متزوجة من رجل لا يتحمل مسؤولية زوجته ولا بيته, فهي التي ساعدته بمبلغ كبير جدا أكبر من ما دفع هو و ذلك لشراء الشقة التي يعيشون فيها, وهي التي تدفع معظم الفاتورات من هاتف إلخ, وهي التي تشتري حاجيات المنزل وتذهب إلى السوق لإعداد ما يطيب من المأكولات الشهية, ولكنه في غالب الأحيان يتصرف معها تصرفات غير لائقة كعدم الكلام معها لعدة أيام, الثورة والغضب عليها من غير سبب, فرغم كل هذا فهي صابرة عليه, ولكنها مؤخرا أقرت لي بأنها تحس بأنه تزوجها فقط من أجل دخلها الشهري (مع العلم بأن(55/243)
دخلها الشهري أحسن من دخله هو) وكذلك من أجل العلاقة الجنسية حتى لا يفعلها في الحرام, لأنه ليس لديه أي اعتبار لمشاعرها فهو عندما يريدها في سريره لا يبالي إن كانت مريضة أم مرهقة من نهار طويل في العمل (هي مدرسة في الثانوية) إلى جانب الأشغال الأخرى المتعددة التي تقوم بها بدون مساعدة منه.
تحاول أن تكلمه و لكنه لا ينصت إليها. ليس لديهم أولاد رغم أنها حملت مرتين وسقط الجنين في الأشهر الأولى ربما من شدة تعبها, إلى جانب أنها أصيبت بمرض السكري بضعة أعوام بعد زواجها.
معذرة على إطالتي, والسؤال هو ما الذي يمكنها أن تفعل حتى تعيش في سلام وبدون مشاكل وكيف العيش مع زوج كهذا الزوج المتمرد؟
جازاكم الله خيرا وفي انتظار الجواب بإذن الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على شقيقتك التحلي بالصبر وأن تحتسب عند الله ما تلاقيه من زوجها، وعليها كذلك أن تختار أوقاتاً تجلس معه فيها وتنصحه وتعبر له عن احتياجاتها ورغباتها ومشاعرها بكل صراحة.
وعليها أن تكثر من دعاء الله أن يهدي لها زوجها وأن يرزقها السعادة الزوجية، فالله على كل شيء قدير، وهو بالإجابة جدير، وتتحرى في دعائها أوقات الإجابة خاصة ثلث الليل الآخر وتلتزم آداب الدعاء.
ولا بأس أن يتدخل أحد الأطراف بغرض الإصلاح بينهما، فينصح الزوج، ويذكره بحقوق زوجته وواجباته نحوها، وما شرعه الله تعالى في ذلك.
فإن أبى الزوج بعد كل ذلك إلا الاستمرار فيما هو عليه من فساد الأخلاق وسوء العشرة، والإساءة إلى زوجته، فلها حينئذ أن تطلب الطلاق، فإن ضابط العلاقة بين الزوج وزوجته كتاب الله: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229]، ونريد أن نؤكد في هذا المقام على أن الواجب على الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف، ولو كانت غنية كما قال الله تعالى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7]، وذلك لأن الإنفاق من جملة أسباب قوامة الرجل على زوجته، كما قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].
ولكن إذا شاركت المرأة زوجها في النفقة بطيب نفس، فإن ذلك يدل على حسن طبعها وكمال خلقها، وكل ما تبذله برضاها صدقة تثاب عليها، ولكن لا يحل للزوج أن يأخذ مال زوجته رغماً عنها، ولمزيد بيان راجعي الفتوى رقم: 32280.
ولا يفوتنا هنا أن ننبه إلى أن المرأة لا تخرج إلى العمل إلا بشروط وضوابط، تجدينها في الفتوى رقم: 8528، والفتوى رقم: 17523.
هذا وإن للزوجة على زوجها حقوقاً أخرى غير النفقة، منها الإحسان إليها ومعاشرتها بالمعروف، كما قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، وكون زوج شقيقتك يقاطعها فلا يتكلم معها أياماً، ويُكرهها على الجماع حتى ولو(55/244)
كانت مريضة أو مرهقة، فإن هذا لا شك من سوء العشرة، وفي الفتوى رقم: 31386، والفتوى رقم: 9560 بيان الواجب على الزوج اتجاه زوجته في معاملته إياها.
وإذا كانت أختك مريضة ولا تقوى على الجماع، فإنها لا تأثم إذا لم تمكنه من ذلك، لكن عليها أن تحاول إمتاعه بما لا يشق عليها من طرق الاستمتاع الأخرى، وأما ما فقدته شقيقتك من أجنة، فبشريها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... النساء لا يكدن يسلمن من الاعوجاج
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الثاني 1425 / 08-06-2004
السؤال
متزوج منذ17 عاماً زوجتي منذ زواجي منها لا تعترف بأخطائها التي لاتنتهي ومنذ فترة تعترض دائما عندما أقوم بنصيحة أوتوبيخ أحد أبنائي لدرجة أنني سئمت منها وهجرتها لمدة طويلة كي تعترف بأخطائها دون جدوى مع العلم أنني أعاملها بما يرضي الله وأتقي الله في كل شيء 0 أرجو الإفادة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلح أمرك ويعينك في إصلاح أهلك، وأعلم أن النساء لا يكدن يسلمن
من الاعوجاج في العشرة مع أزواجهن.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء.
ونرجو الله أن يتقبل منك تقاك وسعيك في مرضاته. ثم ما ذكرته من أخطاء زوجتك واعتراضاتها عليك في فعل ما من حقك أن تفعله يتنافى مع ما أمرها الله به من طاعتك، وإن كانت الأخطاء التي نسبتها إليها تبلغ درجة النشوز فلك الحق في أن تعظها ثم تهجرها في المضجع، فإن لم يفد شيء من ذلك فلك الحق في ضربها ضربا غير مبرح لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، قال تعالى: [ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً](النساء: 34)
وراجع في موضوع النشوز الفتوى رقم: 1103 والفتوى رقم: 1225 ثم إذا كنت لا تستطيع الصبر على أخطائها فيمكنك أن تهددها باتخاذ زوجة ثانية لعل ذلك يردها إلى الصواب، فإن لم يفد شيء من ذلك فقارن بين ما سينجر عن طلاقها من ضياع(55/245)
للأولاد وحرمان من عواطفهم وغير ذلك، وبين ما تبحث عنه وقد لا تجده عند غيرها من راحة نفسية واطمئنان.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يجوز لزوجة المسحور طلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الثاني 1425 / 06-06-2004
السؤال
أنا سيدة متزوجة منذ عام ونصف.تعرض زوجي إلى سحر عن طريق الطعام وضع عن طريق أهله وذلك للتفريق بيننا. وعلى إثره تركت البيت الزوجية وعدت عند أهلي في بلد آخر.وأشعر أنه في غير وعيه ولأن بيننا محاكم.لا أدري كيف بإمكاني علاجه وهو في بلد آخر.وهل أطلب الطلاق أم لا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا قدرت على السعي في علاجه بأن تخبري من يفعل ذلك من أقاربه أو بإخباره هو إن أمكن فذاك أمر حسن، وإن لم تستطيعي ذلك فإذا لم تكوني قادرة على الصبر فلا حرج عليك في طلب الطلاق لتدفعي الضرر عن نفسك، فإن الشرع قد أباح للمرأة طلب الطلاق عند الضرر، يدل على ذلك الحديث الذي رواه الترمذي عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
قال المناوي في "فيض القدير": والبأس الشدة، أي في غير حالة شدة تدعوها وتلجئها إلى المفارقة؛ كأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له، أو بأن يضارها لتنخلع منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اجمع بين زوجتك وقريبتك التي تحب
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الثاني 1425 / 25-05-2004
السؤال
أنا تزوجت أنجبت طفلة ولكن عندي مشكلة وهي أني متزوج من امرأة لا يوجد حب ومودة من طرفي أنا وأعيش مشكلة لأنني
أحب امرأة آخرى هي قريبتي من الأهل وأحب الزواج منها، وهي مشكلة حقيقية أرجو مساعدتي
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/246)
فإنا ننصحك بأن لا تستعجل في أمرك ولا تترك العواطف تلعب بك، ولموضوع انعدام الحب بينك وبين زوجتك راجع الفتوى رقم: 22758.
وأما عن موضوع تعلقك بامرأة أخرى، فإن كان يمكنك أن تجمع بينها وبين زوجتك فافعل، لأن الله أباح لك ذلك بشرط أن تستطيع القيام بحقهما.
قال تعالى: [فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً] (النساء: 3) فإن لم يمكن الجمع بينهما واستطعت أن تصبر مع زوجتك فذلك أفضل لك ولطفلتك، واعلم أن الإسلام قد وضع أساسا لاختيار الزوجة، من ذلك الدين والخلق والعفاف، ولا يشترط أن تكون المودة والمحبة في أعلى مستوياتهما، فقد تكون المحبة متوسطة لكن مع الصبر وحسن العشرة والأخلاق الفاضلة في المرأة يتغلب على ذلك.
وعلى كل حال، فأنت أصبحت مسؤولا عن هذه المرأة فاستوص بها خيرا وأحسن عشرتها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم. واستحضر ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والإحسان.
وإن لم تستطع الصبر مع هذه المرأة فإن الله أباح لك أن تطلقها وتتزوج بمن شئت، والله أعلم.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 30318.
وفي الأخير نلفت انتباه الأخ إلى خطورة إنشاء العلاقة مع امرأة أجنبية إلا في نطاق الزوجية، فيجب عليه الابتعاد عن المرأة التي ذكر أنه يحبها إلا إذا أراد خطبتها فلا حرج عليه حينئذ في أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فقط.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تكره زوجها وتخشى من إعلامه
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الثاني 1425 / 23-05-2004
السؤال
متزوجة منذ ما يقرب من خمس سنوات ولا أطيق معاشرة زوجي جنسيا ولا أشعر نحوه بأي عاطفة على الرغم من أنه طيب ولكن أشعر بألم نفسي شديد أثناء معاشرته لي وأتمنى في هذه اللحظة لو أني أموت وأحس بكره له مع العلم أني أشعره بغير ذلك ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أشعر أحيانا أني أريد مصارحته والخلاص مما أنا فيه ولكن أخاف من الله والسؤال هل يحاسبني الله على عدم حبي لزوجي وهل يحاسبني على ما أكنه في صدري من عذاب يترجم إلي حالة من اليأس من أي فرج في الدنيا مع خوف من عدم وجود جزاء في الآخرة وأنا أتحمله بالكاد ويطلب مني مساعدة أمه ولا أستطيع من شدة الضغط النفسي الذي أتعرض له في بيتي لا أستطيع وليس عندي الرغبة في مساعدة أي أحد وبالطبع هو لا يعرف عن ظروفي هذه أي شيء ويعتقد أني لا ينقصني شيء وفي الحقيقة ينقصني كل(55/247)
شيء من إشباع عاطفي وإشباع جنسي أيضا حيث لا أشعر معه بأي متعة جنسية مع العلم أن لي منه ولد حملت به أول ماتزوجت والآن يطلب مني طفلا آخر ولا أشعر برغبة في أنجاب طفل آخر منه مع العلم أنه قريبي ولن يسمح أهلي بالانفصال إلا بالموت كل ما أرجوه توضيح هل يعطيني الله جزاء حسنات على تحملي ما لا طاقة لي به في الآخرة أم يعاقبني وهل سوف أكون معه في الجنة أيضا إن قدر الله لي الجنة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ولتعلمي أن الله تعالى وعد الصابرين بالخير الكثير والثواب في الدنيا والآخرة، فقال تعالى:
[إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب] (الزمر: 10)
وأن أكثر البيوت لم تبن على الحب والعاطفة .. ولكن على المكارمة والمصلحة والاحترام.
ولهذا جاء عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كما في كنز العمال، كلام معناه أنه قال لامرأة: إذا كرهت إحداكن زوجها فلا تخبره، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
ومسألة الحب ـ وإن كان أصلها موجوداً بالطبيعة عند كل شخص لكن الناس يتفاوتون فيها تفاوتهم في الأشياء الأخرى؛ كالجمال والصحة والذكاء، فلا ينبغي أن تجعل كل شيء في الحياة الزوجية.
ولهذا ننصح السائلة الكريمة أن تنمي ما لديها من حب وعاطفة تجاه زوجها وذلك بالمودة والإحسان، والحديث عن هذه الأمور، وغض الطرف عن المساوئ والسلبيات ونسيانها، ولتعلمي أن الصبر بالتصبر، ومن يتصبر يصبره الله تعالى.
وما دمت تقومين بحق زوجك فلن يعاقبك الله تعالى على مجرد عدم الحب فهذا ليس بيدك [لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ](البقرة: 286)
ومع ذلك فإذا خشيت أن يؤدي ذلك إلى نقص في دينك أو تضييع لحق زوجك فحينئذ لامانع من طلب الطلاق أو الفراق بالخلع، فقد روى البخاري أن امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يارسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حد يقته. قالت نعم، فقال: له النبي صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة.
وقال الله تعالى:[وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيما](النساء:130)
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 33408
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مشاكل زوجية(55/248)
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الأول 1425 / 18-05-2004
السؤال
أنا متزوجة من شخص بكتاب شيخ يعني بدون أن يتم تثبيته في المحكمة وهو يهملني كثيراً لا يسأل عن مصروفي ولا لباسي ولا يخرج معي إلى مكانٍ وليس لنا أولاد، وسؤالي: هل إن طلبت الطلاق منه تقع علي عدة لمدة ثلاثة أشهر أم لا؟ وجزكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الزواج المذكور تمت فيه شروط النكاح المفصلة في الفتوى رقم: 5962.
فإنه زواج صحيح ويقع فيه الطلاق، كما يقع في الزواج الموثق، وإذا وقع الطلاق وجبت العدة، ولبيان عدة المطلقة سواء كانت ممن تحيض أو يائسة أو صغيرة، يرجى مراجعة الفتوى رقم: 10424.
وعن الأحكام التي تخص المعتدة، راجعي الفتوى رقم: 28634.
وعلى الزوج أن يتقي الله تعالى في المرأة ويعطيها حقوقها المترتبة على الطلاق ولهذا الموضوع يرجى مراجعة الفتوى رقم: 70، ثم إنه لا يجوز للرجل أن يفرط في نفقة زوجته لأن نفقتها واجبة عليه شرعاً بل إن ذلك محل إجماع من العلماء، إلا أن تكون الزوجة ناشزاً أو صغيرة كما هو مبين في الفتوى رقم: 19453، والفتوى رقم: 20845.
هذا وننبه السائلة الكريمة أنها لا يجوز لها طلب الطلاق إلا لضرر محقق؛ لما جاء في الحديث الذي رواه أصحاب السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطوات معالجة المرأة التي تطلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الأول 1425 / 02-05-2004
السؤال
أنا متزوج منذ 15 عاما ولي من الأولاد 3 ولدان وبنت
وخلال هذه المدة كانت تحصل بيننا كثير من المشاكل على أتفه الأسباب وكثيرا ما أتنازل لكي تهدأ الأمور ولكن لا فائدة .
قبل سنة حصل بيننا طلاق(خلع) وبعد عشرة شهور حاولت أن أعيدها إلي طبعا بعقد جديد ومهر جديد والحمد لله تم كل شيء ولكن بعد فترة وجيزة رجعت إلى عادتها القديمة لا احترام ولا تقدير ولا اهتمام في البيت والزوج والأولاد ومنذ شهر حصلت مشادة فضربتها ضربا غير مبرح فذهبت إلى بيت أهلها لأنهم دائما يستقبلونها بكل احترام وتقدير وكأنها لم تخطئ في حق بيتها وأنا دائما أكون على خطأ في رأيهم والآن هي تطلب الطلاق وأنا أريد أن أحرمها جميع الحقوق لأنها لا تستحق أي شيء.(55/249)
أرجو إفادتي ماذا افعل وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أن تصبر ولا تستعجل في شأن تطليق هذه المرأة، بل ابذل جهدك في محاولة إصلاح الأمر وحل كل المشاكل، وإن استدعى ذلك ترضيتها بمنحها بعض المتاع فلا حرج، وذلك حفاظا على أولادك من الضياع، ونقصهم للتربية خاصة في هذا العصر الذي يحتاج فيه الأطفال إلى تربية إسلامية صحيحة.
ثم إن على هذه الزوجة أن تتقي الله تعالى وتقوم بحقوق الزوجية كاملة، فإنها إن فعلت ذلك نالت الخير في الدنيا والآخرة، ونذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحفظت فرجها دخلت الجنة. رواه أحمد. وعلى أهلها أن يعينوها على هذا، وليعلموا أنهم إن حاولوا الإفساد بينها وبين زوجها فإنهم يعتبرون مخببين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود والنسائي.
فإن أبت هذه المرأة الوفاء والصلح وأصرت على طلب الطلاق من غير موجب فهي بذلك عاصية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي. ولك في هذه الحالة أن تمتنع عن طلاقها حتى تدفع إليك مالاً، والأولى أن لا يتجاوز ذلك ما دفعته إليها من صداق ونحوه، وانظر الفتوى رقم: 8649، والفتوى رقم: 43053 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أجبرها أهلها على نكاحه وامتنعت فترة عن الفراش وهي كارهة له
تاريخ الفتوى : ... 07 ربيع الأول 1425 / 27-04-2004
السؤال
أنا امرأة متزوجة الآن لكني كنت قبل أن أتزوج بهذا الشخص أحب شخصا آخر وكنت غير موافقة على هذا الشخص ولكني كلما استخرت الله سبحانه وتعالى أرى في منامي الشخص الذي أحبه ولكن أهلي أخبروني بأن أعمل الخطبة مع هذا الشخص وأثناء الخطبة أحاول مع الشخص الذي أحبه بأن يأخذني وأن الخطبة ممكن أن تفكك ولكن بعد الخطبة بثمانية اقترب العرس وأهلي كانوا فرحين ولكني كنت أبكي ليل نهار وكنت غير مرتاحة وعندما سمع الشخص الذي أحبه بأني غير مرتاحة من هذا الزواج وأني أبكي أثناء مراسيم الزواج طلب من أحد أهلي بأنه يريد أن يتزوج بي لكن أهلي خانوني لم يكونوا معي ففقد الأمل الشخص الذي أحبه لكن حاول بأن يلقى الشخص الذي أتزوج به وأن يخبره بأحوالنا لكن الشخص الذي يريد أن يتزوج بي لم يوافق على طلبه ولكن أنا كنت بحزن شديد ولما اقترب يوم الدخلة كانت تلك الليلة أكثر ليلة محزنة عندي ولم يخبرني الشخص الذي تزوجت به ما حدث معه مع الشخص الذي أحبه في تلك الليلة ولكني أخبرته في اليوم الثاني بأني أحب شخصا آخر وأني غير مرتاحة معك ولا أقدر أن أعيش معك ولكن هذا(55/250)
الشخص لم يكن لديه ردة فعل إلا أن أخبرني بأنه يحبني ولكني قلت له أنا لا أحبك مرت الأيام والشهور ولم نقم بعملية الجماع وبعد ذلك وصل الخبر عند أهلي ولكن أهلي كلما أتيت عندهم أغصبوني بأن أعيش معه وأتى شهر رمضان بعد ذلك وكنت أقوم الليل كله وأقرأ سورة يس 40 مرة في كل ليلة مع النوافل واستخارة الله بأن أعيش معه أم لا فكنت أرى في المنام الشخص الذي أحبه يبكي في كل ليلة أرى هذا الحلم في المنام ولم أحس بارتياح مع الذي تزوجت منه بعد الاستخارة من الله ولما أخبرته بذلك ضربني ثم طلب مني السماح، إنه شخص طيب لكني لست مرتاحة معه وطول شهر رمضان لم نقم بعملية الجماع لكنه بعد العيد أغصبني بأن يجامعني لكني كنت أرفض لما هربت إلى بيت أهلي طردوني من عندهم إلى بيت زوجي وأسلمت أمري إلى الله وضعفت
في هذه الفترة بشدة من كثرة عدم الارتياح معه وقمت بالجماع معه ولكني لم أحس بأي لذة بهذه العملية وكنت أرتاح عندما يذهب إلى العمل ولكن عندما يحضر أحس بضيق حتى وصل عيد الأضحى فقرر بأن يسافر إلى باكستان للقيام ببعض الأعمال وتركني ببيت أهلي واكتشفت بأني حامل وحزنت كثيرا بأني حامل وكنت أكره أن أراه في هذه الفترة ووأستقسئ كثيرا عندما أسمع اسمه أو أسمع صوته في التلفون أو أن أراه ورفضت بأن أذهب معه إلى بيتنا وهذا التصرف كان تلقائيا مني ولكنه يظن بأني أتعمد فطلب من أخته أن تتصل وتنازعني على هذا التصرف وكان أسلوبها غير لائق معي وهكذا رفضت أن أعيش في هذا العذاب معه وأنا الآن أطلب الطلاق لكي أرتاح من هذا العذاب والفكر والهم وأنا الآن أحس بارتياح في بيت أهلي ولا أريد أن أذهب إلى ذلك البيت الذي أعيش مع عائلته وأنا الآن أريد الطلاق ولكن هو يقول بأنك تريدين الطلاق بأي عذر شرعي وإن رائحة الجنة تحرم علي فأريد من سماحتكم الحل لهذه المشكلة وأنا لا أريد أن أعيش مع هذا الشخص؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المرأة البكر لا تجبر على الزواج ممن لا ترغب فيه كما هو مبين في الفتوى رقم: 44474 ، وذهب كثيرون إلى أن الأب له جبر ابنته البكر وإن كانت بالغة، وعلى كلٍ فما دام قد تم هذا النكاح فإنه يمضي، وبهذا يتبين لك أن ما أقدمت عليه من الامتناع عن فراش الزوجية، وطاعة زوجك عموماً فيما لم يكن فيه مخالفة للشرع هو معصية لله تعالى، يجب عليك منه التوبة وطلب الصفح من صاحب الحق في ذلك، وذلك للحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وعليه؛ فننصحك بقبول الأمر الواقع إذا كان هذا الرجل صاحب دين وخلق، ويظهر أن أهلك ما اختاروه إلا لأنه الرجل المناسب لك والقادر على إسعادك، ونذكرك بقول الحق سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(البقرة: من الآية216)(55/251)
فإذا تغيرت الأمور إلى نحو ما قلنا من المصالحة والرضى وهذا ما نتمنى حصوله فالحمد لله، وإن تعذر ذلك ووجدت نفسك غير قادرة على القيام بحقوق الزوجية لنفرة نفسك من هذا الرجل فلا مانع شرعاً من طلب الطلاق منه مقابل بذل مال تدفعينه إليه، وهو ما يعرف عند الفقهاء بالخلع وقد سبق حكمه في الفتوى رقم:3875 ، والفتوى رقم: 15736.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عقوبة المخبب
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الأول 1425 / 25-04-2004
السؤال
أنا رجل متزوج ولدي طفل عمره 5 أشهر وقد حدث قبل أيام أن قمت بتركيب برنامج على جهاز الكمبيوتر لدي يقوم بالإجابة على المكالمات وتسجيلها في حالة عدم الرد وقد سجل البرنامج بطريق الخطأ مكالمة هاتفية بين زوجتي وأختها الصغرى تحدثتا فيها عن رجل غريب يقوم كلاهما حسب ما ورد في أقوالهن بالتحدث معه ويعرف عنهن الكثير وقد طلب من أخت الزوجة أن تضغط على زوجتي من أجل أن تطلب الطلاق مني وتحدثن عن أنه يساوي مائة رجل وأنه يستحق كل شيء وقالت الزوجة إنها قد أدبته عن سواها من البنات حيث إنه كان يتنقل من بنت إلى أخرى والآن هو لا يريد سواها وأثناء المكالمة اعترفت الأخت أنها طلبت منه أن تراه وقالت بالحرف الواحد"أنا سوف أحضر لرؤيتك " وهي امرأة متزوجة ودار كثير من الكلام حوله ومدى صدقه وإخلاصه وعلاقتهم معه ..والسؤال هل يكفل لي الشرع أي حقوق من تلك الزوجة وهذا الرجل الذي هتك محارمي وتحدث في أمور لا ينبغي أن تدور سوى بين زوجين وهل علي إثم إن أنا اتهمت الأخت بالتحريض على الطلاق وكذلك هذا الرجل وجعلت الأمر يصل إلى زوجها من خلال الجهات الرسمية أفيدوني وفقكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل هو إحسان الظن بالمسلم وخصوصا الزوجة، فاتهامها بالخيانة أمر صعب جدا، فينبغي التثبت وعدم التسرع في ذلك، وراجع الفتوى رقم: 36189.
وإذا تيقن الشخص من محادثة زوجته لرجل أجنبي حديث ريبة، فإنه يجب عليه أن يذكرها بالله واليوم الآخر والتوبة إلى الله مما فعلت، فإن تابت وأنابت فذلك، وإن أصرت واستكبرت فلا خير في إمساكها، ولا حرج عليه في طلاقها، بل يتعين ذلك عليه في حال إصرارها على العلاقة المحرمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث. رواه أحمد والنسائي، وفي رواية أحمد: ثلاثة حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والذي يقر في أهله الخبث.
قال السيوطي في شرحه على النسائي: والديوث بالمثلثة هو الذي لا يغار على أهله.(55/252)
وأما ما فعله هذا الرجل وكذا أخت زوجتك فهو ما يسمى بالتخبيب وهو إفساد زوجة الرجل عليه، وهو من الذنوب العظيمة، وهو من فعل السحرة ومن أعظم أفعال الشياطين، كما في صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت فيلتزمه، وقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. أخرجه أحمد وابن حبان.
أما عقوبة المخبب: فالواجب تعزيره على هذه المعصية على ما يقرره القاضي الشرعي، وقد ذكر الحنفية أن من خدع امرأة رجل أو ابنته وهي صغيرة، وزوجها من رجل قال محمد رحمه الله: أحبسه بهذا أبدا حتى يردها أو يموت، وذكر ابن نجيم أن هذا المخادع يحبس إلى أن يحدث توبة أو يموت، لأنه ساع في الأرض بالفساد. ولك الحق في أن ترفع أمرك إلى الجهات الرسمية وإلى القضاء ليكفوا عنك وعن زوجتك شرهم، ولو اقتضى لك علم زوج أخت زوجتك بحالها؛ لكن ينبغي أن تنهاها أولاً عن ما صدر منها ويكون ذلك بالوسائل المناسبة، وتبين لها خطورة علاقة المرأة بالرجال الأجانب، فإن استجابت فلا تكشف سرها ولا تخبر زوجها، وإن أصرت على ما هي عليه، فأخبر بذلك من يستطيع كفها عن ذلك المنكر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أسلمت حديثاً وهي حامل وتلح في طلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الأول 1425 / 25-04-2004
السؤال
أنا شاب مسلم أعيش في بلجيكا، تعرفت على فتاة أوروبية وبعد مدة وجيزة جداً (12 يوماً) أسلمت فتزوجتها إلا أننا وبعد مدة يسيرة من الزواج بدأت المشاكل بيننا بسبب اختلاف الآراء فرغم أدائها الجيد للشعائر الإسلامية إلا أن مزاجها حاد جداً ومتعصبة وأنا لم أعد أطيق العيش معها لكنني أخاف أن تفتن في دينها إذا طلقتها، ينضاف إلى ذلك أنها حامل وأخاف على مستقبل ابني، المشكلة هي أنها تلح علي كي أطلقها، فماذا أفعل فأنا أعتبر نفسي عديم الكرامة إذا لم أطلقها، وفي نفس الوقت لا أريد أن أطلقها لبغض الله عز وجل للطلاق من جهة، ومن جهة أخرى خوفاً مني أن تفتن في دينها، وكذلك لأني أحيي فيها إسلامها؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو الصبر والتأني والسعي في تقويم زوجتك وإصلاحها، فإن النساء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع لن تسقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها. متفق عليه واللفظ لمسلم.(55/253)
وهذا في عموم النساء ، فما بالك بالمرأة التي تعتبر حديثة عهد بإسلام فإنها تحتاج إلى تعليم وإرشاد وأخلاق حسنة من زوجها ليثبت الإيمان في قلبها، فحاول يا أخي الكريم أن تجلب لها بعض الكتيبات والأشرطة التي تعالج الأخطاء التي تقع فيها، واعلم أن القلوب بيد الله عز وجل، فرب كلمة أو موقف تغير حياتها وتغرس في قلبها محبتك ومحبة البقاء معك، لاسيما وهي الآن حامل فربما لو وضعت شعرت بأهمية الاجتماع لتربية الطفل، ونوصيك باحتساب الأجر في إمساكها حفاظاً على إسلامها، وتحسين خلقك معها بقدر الاستطاعة، وحاول أن تتجنب ما يؤدي إلى الخلاف بينكما، نسأل الله عز وجل أن يصلح شأنكما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
افترق الزوج وزوجته مدة سنة ونصف
تاريخ الفتوى : ... 28 صفر 1425 / 19-04-2004
السؤال
حدثت مشكلات عائلية بيني وبين زوجتي وافترقنا لمدة سنة ونصف وطيلة هذه المدة لم ألمسها، ومنذ مدة قريبة تحسنت الأوضاع بيننا وجرى الصلح بيننا، وسؤالي: بما أننا افترقنا لمدة أكثر من سنة فهل يجب علي كتب الكتاب عليها مرة أخرى، ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحمد الله تعالى أن عادت الأمور إلى طبيعتها من التصافي والود ونسأل الله عز وجل أن يديم الحال على ذلك، أما بخصوص ما سألت عنه من الفرقة فهو غير واضح، وعلى كلٍ فلا يخلو من أحد أمرين:
الأول: أن يكون هذا الفراق طيلة هذه المدة بعد طلاق، فإن كان ذلك كذلك وأردت العودة إلى تلك المرأة فلا بد لك من عقد جديد ودفع صداق كأنها امرأة جديدة إذا كانت خرجت من العدة.
الثاني: أن يكون هذا الفراق من غير طلاق فهذا لا يحتاج الأمر فيه إلى عقد وصداق لأن المرأة لا تزال زوجتك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم رفض الزوجة إجابة زوجها إلى الفراش
تاريخ الفتوى : ... 28 صفر 1425 / 19-04-2004
السؤال
بس الله الرحمن الرحيم أنا شاب مسلم تزوجت بمسلمة لمدة تزيد عن سنة وخلال هذه المدة أبت أن أدخل بها فقررت تطليقها فما هي الواجبات التي علي وما حكم الإسلام في رفضها لي جزاكم الله عني خيرا(55/254)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الواجبات المترتبة على من طلق زوجته قبل الدخول بها فقد سبق بيانها في الفتوى رقم: 1955، فالرجاء الاطلاع عليها.
وأما رفض الزوجة إجابة زوجها إلى الفراش بلا عذر فهو حرام، وصاحبته تسمى ناشزاً، وتعامل بما ذكره الله تعالى:
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً(النساء: من الآية34)، وقد سبق في الفتوى رقم: 1225.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... طلب الزوجة الطلاق لمشاكلها مع أهله
تاريخ الفتوى : ... 22 صفر 1425 / 13-04-2004
السؤال
الحمد الله على كل حال فأنا امرأة متزوجة و لكن الظروف شاءت أنا وزوجي وهذا عند رغبتي أن ننفصل عن بعضنا من جراء
المشاكل التي لا يستطيع أن يحلها زوجي مع أهله وكانت كل يوم تزداد عن اليوم الآخر وهو كانت معاملته معي حسنة ولكنه يتجاوب مع أهله ولا يسمعني حتى تذمرت وتركت البيت بسبب أنانيته وذلك بحجة زيارة الأهل ولكن لم أعد بعدها عندهم فأنا أسكن مع أهله في مسكن واحد فهل أنا مخطئة في هذا الأمر وبماذا تنصحوني؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السائلة لم تذكر لنا ما هي الأسباب التي دعتها لطلب الطلاق على وجه التحديد، لأن الأصل أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق، لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وحسنه، والبأس: كإضرار الزوج بزوجته أو كرهها له بحيث لا تطيق العيش معه أو عدم القدرة على القيام بحقوق الزوج.
أما مجرد المشاكل البسيطة التي قد تحصل بين المرأة وزوجها أو بين المرأة وأهل زوجها أو بين الرجل وأهل زوجته، فلا ينبغي أن تكون سببا في الطلاق، لأن الطلاق يهدم البيوت، وهذه المشاكل يمكن أن تحل.
والذي ننصحك به هو أن ترجعي إلى زوجك إذا أمكن حل تلك المشاكل وتحملها، وذلك ما لم يكن الطلاق بائنا بينونة كبرى، نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
ونريد أن ننبه إلى أن قول السائلة "ولكن الظروف شاءت" مما لا ينبغي قوله، لأن الظروف لا تشاء؛ وإنما الله هو الذي يشاء، وراجعي الفتوى رقم: 29504.(55/255)
كما نريد أن ننبه إلى أن من حق الزوجة أن يكون لها بيت منفصل عن بين أهل الزوج، ولكن لا ينبغي لها التشدد في ذلك، خصوصا إذا كانت ظروف الزوج لا تسمح بفتح بيت جديد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تطلق قبل استنفاد جميع الحلول
تاريخ الفتوى : ... 22 صفر 1425 / 13-04-2004
السؤال
إخوتي في الله
أعرض عليكم مشكلتي وبأمر الله تعالى أجد حلها عندكم
أنا شاب متزوج منذ أقل من عام بقليل ولكن حياتي الزوجية غير موفقة فأنا ابن وحيد لأبوي ولي خمس أخوات كانوا ينتظرون زواجي بفارغ الصبر والمهم تزوجت ولكن زوجتي لم تعامل أهلي كما ينبغي ولم تعاملهم بما يرضي الله حتى وصل الأمر بوالدي بأنهم مرضوا وهم كبار السن
وباختصار شديد والدي يريدونني أن أطلقها ومع أنني غير مرتاح معها ولأن أهلها لا يقومونها معي بل يشجعونها على ما هي فيه فهي تعمل على قطيعتي من أهلي وتحاول أن توقع بينهم بالمشاكل
وللعلم بأن هناك طفل إن شاء الله بعد أربعة شهور إن أراد الله تعالى
فماذا أفعل والدي الآن غاضبان علي والمرض اشتد بهم وأخاف أن يتوفاهم الله وهم غاضبان علي ومع أنني أعلم بأن زوجتي لن تصلح من حالها لأنها تريدني هي وأهلها أن أنقطع عن أهلي وأبعد عنهم ومع أنني ابنهم الوحيد
بالله عليكم ماذا أفعل بعد أن حاولت مع أهلي كثيرا باسترضائهم ومع زوجتي بأن تصلح من حالها
منتظر ردكم بسرعة لأنني في حيرة من أمري أنني أريد أن أرضي ربي وأبوي
هل لو طلقتها أكون قد ظلمتها ومع أنني غير مرتاح معها
وهل لو استمرت في الحياة وفي هذا غضب من والداي علي سيكون صحيح
أفيدوني بما يرضي الله
( ومع علم سيادتكم بأنها لن تصلح من تصرفاتها معي ومع أهلي )
ماذا أفعل قبل أن يحدث شيء لن أسامح نفسي عليه وقبل أن يتملك من الغضب
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وأن يصلح زوجك وأن يصلح ذات بينكم، وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولكم ما فيه الخير، وعليك أخي الكريم باستخارة الله سبحانه وتعالى بصلاة ركعتي الاستخارة، ثم الدعاء المعلوم، وعليك كذلك باستشارة من تثق فيه من أهلك أو أصحابك أو غيرهم ممن هم أدرى بحالك ووضعك، أما نحن، فإننا ننصحك بعدم التعجل بالطلاق حتى تستنفد كل الوسائل قبل(55/256)
ذلك، لأن القطع هو آخر العلاج، فحاول إقناعها بما تريده من الإحسان إلى الوالدين وفضل القرب منهما ونحو ذلك، فإن لم تستجب فوسط لها من يقنعها ممن له كلمة عليها، فإن لم تستجب وكان أبواك يطلبان منك الطلاق، فالأفضل أن تستجيب لطلبهما، وراجع الفتوى رقم:1549 .
وإذا طلقتها فلست ظالما لها، وليس عليك في ذلك إثم، ونريد أن نشير إلى أنه من حق الزوجة أن يكون لها بيت منفصل عن أهل الزوج، وذلك لا يعني أن يقطع الزوج أهله، بل يكون له بيت منفصل مع صلته لأهله وإحسانه إليهم، ولا تعارض في ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... علاج الزوجة البذيئة المهملة العاصية
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1425 / 07-04-2004
السؤال
نرجو التكرم بالإجابة على السؤال التالي بالتفصيل، وجزاكم الله خيراً: ما رأيكم بالمرأة التي تسب بناتها وفي جميع الأوقات حتى عندما يوقظنها لصلاة الفجر وبعبارات غير لائقة، مثل (حيوانة، بقرة، غبية، وقحة، سأقوم وأدعسك تحت رجلي مثل الحشرة، يلعن اليوم والساعة التي رأتيكم فيها، وما بديش إياكم، الله يأخذكم عني، الكثير الكثير من الشتائم)، وأيضاً وصل بها المطاف إلى سب زوجها وأهله رغم أنها بعيدة عنهم، وشتمها لزوجها بمثل (الله يلعن اليوم الذي عرفتك فيه، أنت من بلد كذا وأنا من بلد كذا (رغم أننا نفس المستوى) أنت تدعي أنك متدين وتذهب إلى المسجد ولن يقبل الله منك، تعيب علي الذهاب إلى المسجد وحضور الدروس الدينية أيضاً، لحيتك هذه نجسة ولو وصلت إلى الأرض، أنت مجنون وتحتاج إلى المستشفى، والكثير الكثير من الشتائم التي لا يمكن أن يتصورها أحد، أيضا طلب الطلاق عدة مرات لكي تعيش حياتها بحرية، وعندها جلسة مع بعض صاحباتها النساء أفضل من البيت والزوج والبنات، للعلم لديها خمس بنات وهي حامل الآن، أصبحت تهمل البيت والبنات والزوج ولا يهمها إلا المكالمات الهاتفية مع النساء وممكن أن تتكلم ساعات على الهاتف، وعندما يطلب منها شيء تدعي التعب وعدم مساعدتها من قبل الزوج والبنات، ومنذ حوالي ثلاثة أشهر اعتزلت زوجا وتنام بغرفة لوحدها ولا تأكل ولا تشرب لوحدها ولا أحد يستطيع الدخول عليها تسبه وتشتمه، وتقضي وقتها بالمكالمات الهاتفية مع النساء وأمام شاشة التلفاز، طبعاَ تشاهد المسلسلات والأغاني وغير ذلك، والكثير الكثير من التصرفات غير اللائقة، مع العلم بأن المشاكل بدأت منذ حوالي ثماني سنوات ونصحتها كثيراً وأخذتها لأداء فريضة الحج ولم تتغير بل زادت، حاولت معها بالنصح والهجر بالمضجع وقبل سنوات ضربتها ولكن دون جدوى، بالعكس تقول أنت تعاقبني بالفراش أنا أعند منك، تقول لي كلمة أقول لك عشرة، وكل هذه المشاكل حدثت أمام البنات، حتى(55/257)
أصبحن تأئهات ويقمن بين الحين والآخر بالنصح لها رغم صغر سنهن وأكبرهن عمرها 14 سنة وأصغرهن 6 سنوات حتى عندما تبدأ بالشتائم يجلسن أي البنات ليشاهدن ويستمعن لأمهن، وأحياناً يضحكن والكثير يبكين، وصدقوني أحتاج لوقت طويل للكتابة عن هذه الزوجة يهديها الله؟ واعتذر عن الإطالة بالسؤال.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وأن يصلح زوجك وأن يصلح ذات بينكم وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير، ولا شك أن ما تقوم به هذه المرأة -إذا كان الأمر كما ذكرت- يعد من الذنوب والآثام والمعاصي، فالواجب عليها التوبة من ذلك والندم والاستغفار، أما بالنسبة لك أخي السائل فإننا ننصحك بأن تجلس معها وتذكرها بالله واليوم الآخر وبما أعده الله من العذاب لمن عصاه، ويمكن أن تهدي لها بعض الكتب الصغيرة والأشرطة التي تتحدث عن المعاصي التي تفعلها، وحاول أيضاً أن توسط لها من له كلمة عليها ليقنعها بترك ماهي فيه، ويمكن أيضاً أن تكلم أهلها حتى يمنعوها مما تفعل.
فإذا لم تنفع كل هذه الوسائل فلا خير لك في العيش مع مثل هذه المرأة -إذا كان الأمر كما ذكرت- فلك أن تطلقها إن شئت، وإن رأيت أن طلاقها قد يشتت البنات فيمكن أن تتزوج بامرأة أخرى ذات دين وخلق، ثم تضمها إليها وربما كان ذلك من أنفع العلاج لها والتأديب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تمتنع الزوجة من فراش زوجها بسبب خيانته
تاريخ الفتوى : ... 08 صفر 1425 / 30-03-2004
السؤال
هل منع الزوج من أن ينام مع الزوجة حرام مع العلم بأنه يخونهاعن طريق الإنترنت والتلفون
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 27221 أن الوطء حق للزوجة على زوجها، وأنه لا يجوز للزوج أن يهجر فراش زوجته بحيث يضر بها، ولا يجوز كذلك للمرأة أن تمتنع من فراش زوجها، وإن كان عاصيا فإثمه على نفسه.
وتقدم في الفتوى رقم: 8635 كيف تتعامل المرأة مع زوجها الذي يتصفح المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت.
وتقدم في الفتوى رقم: 26233 كيف تتعامل المرأة مع زوجها الذي له علاقات مشبوهة، وكذا في الفتوى رقم: 4489.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/258)
مسائل في النشوز والحضانة
تاريخ الفتوى : ... 03 صفر 1425 / 25-03-2004
السؤال
زوجتي لا تمكنني من نفسها بالإضافة إلى عدم طاعتي، والخروج من البيت دون إذني، ومع ذلك حكم القاضي لها بالنفقة رغم كونها ناشزاً وتعترف بذلك لكون القانون المطبق في بلدنا هو قانون فرنسي، وسؤالي: هو هل ما أخذت من مال حرام شرعاً، وما الحكم الشرعي في حضانة الأولاد، متى يحق للوالد أخذ أولاده من مطلقته وفي أي عمر سواء الذكور أو الإناث؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فامتناع المرأة من فراش زوجها حرام، كما تقدم في الفتوى رقم: 14690.
وخروج المرأة من بيتها بدون إذن زوجها لغير عذر شرعي حرام كذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 7996.
ومن كان هذا حالها من النساء فهي ناشز، وقد تقدم الكلام عن التعامل مع المرأة الناشز في الفتوى رقم: 17322، وراجع الفتوى رقم: 25009.
والمرأة الناشز لا نفقة لها ولا سكنى حتى ترجع عن نشوزها، وراجع الفتوى رقم: 36384، والفتوى رقم: 18753.
وإذا حكمت المحكمة للمرأة الناشز بالنفقة فإن حكمها باطل، وما تأخذه من النفقة يكون حراماً، وأما عن الحضانة فقد تقدم تفصيل الكلام عنها في الفتوى رقم: 6256، والفتوى رقم: 10233.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... زوجها يسيء معاملتها وتخاف الضيعة على أولادها
تاريخ الفتوى : ... 24 محرم 1425 / 16-03-2004
السؤال
أنا أم لخمسة أطفال، المشكلة مع زوجي أنه تعود أن يضربني ويشتمني بأقبح الألفاظ أمام أولادي، حتى إنني وصلت لمرحلة أن أولادي نفسهم طلبوا مني الذهاب إلى إخوتي لأن أبي وأمي في رحمة الله، وأنا لا أريد ترك أولادي، ماذا أفعل، أرجو منك النصح، ملاحظة: إخوتي يقولون لي اتركي أولاده وتعالي، وعلى فكرة هو يحمل جميع الصفات السيئة وأعامله بالحسنى وبجميع الوسائل، وهو يظن أني ضعيفة ولكن لست كذلك لأنني أريد أن أحافظ على أولادي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وأن يصلح زوجك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.(55/259)
ونحن بدورنا نذكر هذا الزوج بقول النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
فليتق الله هذا الشخص في أهله وليعلم أنه كما أن له حقوقاً فإن عليه حقوقاً، وأما الأخت السائلة فإذا كان الأمر كما تقول فإننا ننصحها بالصبر والرد بالحسنى، وامتصاص غضب الزوج ونصحه وتذكيره بالله واليوم الآخر، ويمكن أن تهدي له بعض الكتيبات والأشرطة التي تتحدث عن العلاقات الزوجية وحسن العشرة، ويمكن أن توسط له من ينصحه ويصلح ذات البين، فإن لم تنفع كل هذه المحاولات ورأت أنها لا تستطيع العيش معه فلتطلب الطلاق، وسيخلف الله عليها بخير، وأما عن الأولاد فإن الله لن يضيعهم إن شاء الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مسائل في بعض المشاكل الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 24 محرم 1425 / 16-03-2004
السؤال
سؤالي هو: أنا متزوج منذ 5 شهور ولم أنعم بطعم الراحة وذلك لأسباب ومنها:
في الليلة الأولى أتى شخص غريب ليخبرني أن زوجتي ما زالت في الدورة الشهرية، ولا يجوز لي أن أمسها، غضبت من هذا الخبر لأنه غريب وكيف علم أن زوجتي عليها الدورة الشهرية، أخبرت أبي وأمي عن هذا الخبر فقالوا لي أنه أمر عادي.
لم يستخدموا المهر استخداماً صحيحاً من الناحية الإسلامية وذلك أنهم لم يعطوا المهر كاملاً للزوجة بل أعطوها مبلغاً بسيطاً والباقي أخذوه وتم توزيعه على الأهل والأقارب، هل هذا الشيء صحيح أم لا .
زيارة أهل الزوجة يومياً إلى منزل والدي الذي أسكن فيه أنا وزوجتي مع أهلي لزيارة ابنتهم، وذلك أفقدني صوابي لذلك قررت أن أسكن بعيداً عن أهلي وعن أهل الزوجة، ولكن والدي ووالد الزوجة قالوا لي إنهم سوف يأخذونها مني إن خرجت من المنزل أو سوف يبلغون الشرطة أنني خطفت ابنتهم، هل هذا يرضي الله ورسوله.
أم الزوجة تحب أن تتحدث عني في غيابي بسوء وعندما أجلس معهم يمدحوني لدرجة أنها في ليلة الدخلة أخبرت الأقارب والجيران أنني لا أعرف كيف أتصرف في الليلة الأولى، وكانوا يسخرون مني في تلك الليلة بغيابي، تريد أم الزوجة أن تعرف كل شيء عني لتخبر الجيران أو أقاربها أنها تعرف كل شيء عني وعن زوجتي، هل هذه المضايقات والتصرفات ترضي الله ورسوله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(55/260)
1- فاعلم ان الغضب في غير انتهاك محارم الله تعالى خلق غير حميد وعاقبته سيئة، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني: قال: لا تغضب فردد مرار، قال: لا تغضب.
وعلى هذا.. فليس فيما ذكره الشخص الغريب موجب للغضب لأن هذا ربما علمه من زوجته أو إحدى قريباته ويشهد لهذا كلام أبويك، وعلى هذا كان عليك أن تحمل قوله على هذا المحمل لا على شيء آخر لأن ذلك من الظن لأخيك المسلم بأمر فيه سوء، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12].
2- فإن مهر المرأة ملك لها وليس لأحد من أقاربها فيه نصيب إلا ما تبرعت به لهم، قال الله تعالى: وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا [النساء:4]، ووجه الدلالة إضافة الصداق إلى المرأة وحقها في إسقاط جزء منه عن الزوج إن كانت رشيدة، لكن إن وقع ذلك على سبيل العرف والعادة وبرضا من الزوجة فلا حرج، خاصة أن الأقارب يقومون في أغلب الأحوال بمساعدة قريبتهم في أحوال تجهيزها وقد يتكلفون أموالاً زائدة على ما أخذوه.
3- فإن تبادل الزيارات بين الزوج وأصهاره أمر مشروع بل يدل على الخلق الرفيع وموجب لتقوية أواصر المودة بين الطرفين وهذا أمر مطلوب شرعاً طلبا قوياً، خاصة إذا علمنا أن الشرع الحكيم جعل المصاهرة في معنى قريب من مستوى القرابة يدل لهذا ما نقله صاحب المغني عن الزهري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف عام حنين على كل عشرة عريفا، وإذا أراد إعطاءهم بدأ بقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما روي عن عمر رضي الله عنه، ويقدم الأقرب فالأقرب، ويقدم بني عبد العزى على بني عبد الدار لأن فيهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن خديجة منهم حتى ينقضي قريش. انتهى.
وقد بلغ نبينا صلى الله عليه وسلم مبلغاً عظيماً في إجلال زوجاته وتقديره لهن حتى إنه أعتق قرابة إحداهن إكراماً لها.
وعلى هذا فمن الجدير بك أن تتقبل زيارة أهل زوجتك ولا تجعل ذلك أمراً يضايقك، بل عليك أن تتلقاهم بالترحاب والبشاشة ولك في ذلك أجر عند ربك، خاصة أن في هذا إرضاء لأبويك، وإياك أن يحملك الغضب على تصرفات قد تؤدي إلى إحداث خلافات بينك وبين أهلك وأصهارك في حال خروجك إلى بيت مستقل لا حاجة لك به أصلاً، نعم إن وجدت ضيقاً في البيت أو ما يؤدي إلى ارتكاب مخالفات شرعية كاختلاط زوجتك بإخوانك مثلاً، فلا مانع من أن تطلب من أبويك أن يسمحوا لك بالاستقلال عنهم على أن تظل أمور العائلة كما هي فإن وافقا فذلك المطلوب، وإن لم يوافقا فلك الذهاب وليس في ذلك عقوق لهما لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.
4- فإذا كان ما نسب إلى هذه المرأة من الغيبة والتجسس صحيحاً فقد ارتكبت كبيرتين يجب عليها منهما التوبة والاستغفار، ففي شأن الغيبة يقول الحق سبحانه وتعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ(55/261)
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات:12]، وفي التجسس يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تحسسوا ولا تجسسوا. متفق عليه.
قال النووي عند شرحه لهذا الحديث: التحسس بالحاء الاستماع لحديث القوم، وبالجيم البحث عن العورات، وقيل بالجيم التفتيش عن بواطن الأمور. انتهى، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 6710.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فتاوى تتعلق بمشاكل زوجية متعددة
تاريخ الفتوى : ... 18 محرم 1425 / 10-03-2004
السؤال
بعد أن راجعت زوجتي ودون أن أقربها وذلك من أجل أن تتغير وتعود المياه إلى مجاريها علمت بأنها قبل أن أطلقها الطلقة الثالثة بأربعة أشهر تقريباً كانت تراسل جاري مراسلة غرامية إلى أن تم لقاء بينهما، وكان الجار مع الأسف الشديد أحرص علي من زوجتي فردها وهددها بأن يخبرني، وخلال هذه الفترة كانت الزوجة تمتنع عني دائماً إلى أن حصل خلاف وتم الطلاق، واتصلت بأحد المشايخ وأخبره أنها على حيض فقمت بمراجعتها، وكذا اتفقنا قبل أن أراجعها على المؤخر، وبعض القضايا المالية ولغاية الآن لم أدفع لها المؤخر وكنت عرضت عليها المبلغ، ولكن بعد أن علمت أنها أرادت خيانتي قررت أن أفارقها دون أي مشاكل، وذلك من أجل الحفاظ على أولادي، وحاولت معها جاهداً أن أحصل على الحضانة ولكن أرادت أن تكون مناصفة وأدعو الله تعالى أن تتنازل لي عن الحضانة، وخاصة أنني أعيش في بلد أوروبي، السؤال الأول: هل لها مؤخر صداق، خاصة أنها اعترفت بأنها كانت تراسل ذلك الرجل والتقب به وكانت رسائل غرام.
السؤال الثاني: لقد صدمت بعد أن علمت بالخبر، ولكن كظمت غيظي وصبرت عليها في البيت لغاية الآن، وذلك من أجل إقناعها بأن تتنازل عن حضانة الأولاد وخاصة أنها تركت جلبابها، وتركت الصلاة ، هل أنا على إثم إنني علمت بما فعلت وتركتها في البيت علماً بأن المشايخ قالو إنه يوجد رأي بأنه إذا كانت على الحيض تمكن مراجتها المرجو منكم الرد على أسئلتي وخاصة أني قررت بعد الذي علمته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما مؤخر الصداق فإنه حق لها، ولا يسقط حقها هذا بما عملته، فإن افتدت نفسها وخالعتك بذلك المؤخر من الصداق فلا بأس، ولمعرفة معنى الخلع انظر الفتوى رقم: 3875، والفتوى رقم: 8649، ولا إثم عليك إن شاء الله في إبقائها لأنه كان لغرض مشروع ولم يصدر منك ذلك رضاً لحالها.
وأما الطلاق زمن الحيض فحرام ولكنه مع حرمته واقع باتفاق المذاهب الأربعة، وخالف في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو وآخرون، وانظر الفتوى رقم: 8507.(55/262)
وأما حضانة الأولاد، فليس لهذه المرأة التاركة للصلاة النابذة للحجاب المراسلة للأخدان حق في الحضانة.
ونصيحتنا لك قد مرت في الفتوى رقم: 44188 فتأملها واعمل بمقتضاها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إرشادات لمن يخونها زوجها ويجبرها على اقتراف الحرام
تاريخ الفتوى : ... 12 محرم 1425 / 04-03-2004
السؤال
سيدي الفاضل آمل أن أكون قد اخترت الأشخاص المناسبين لمساعدتي وانتشالي أنا وأسرتي الصغيرة من المعاناة التي أعيشها، إذا لم تتمكنوا من مساعدتي فكلي ثقة أنكم سوف ترشدوني إلى من أتوجه ولكم جزيل الشكر
.
أنا أعمل مدرسة وأم لسبعة أطفال، متدنية وملتزمة بصلواتي، وهبني الله جمال الشكل، ناجحة في حياتي العملية وحياتي الأسرية مع أولادي ولكن مع زوجي لا وهذا من فترة ليست قريبة ، حيث إن زوجي يعمل طبيبا في أحد المستشفيات الحكومية وقد اكتشفت خيانات زوجي المتكررة لي، فهو يزني مع الممرضات وأحيانا مع مريضات وقد تأكدت من هذا الأمر من خلال سماعي لبعض المكالمات الهاتفية ومراقبته ومن خلال ظروف أخرى كثيرة لا يوجد مجال لحصرها أو ذكرها في هذه الرسالة وأنا واجهته بأمر خيانته
فقال إن خيانته لي من زمان وإني لم أكتشف شيئا جديدا وأنه أمر شخصي يتعلق به وليس بأي شخص آخر، وأن إثم الخيانة هو يتحمله ، وطالما أنه لا يقصر في طلباتي ويكفيني حاجاتي من الناحية الجنسية، فلا حاجة لافتعال المشاكل
هدا الأمر الأول
أما الثاني فهو يقوم بإجباري على حضور الأفلام الإباحية رغم أني أعرف أنها حرام وإذا لم أفعل فإنه ينكد علي وعلى أولادي ويجعل حياتي جحيما ، ليس هذا فقط، بل يجبرني ويقهرني ويقوم بمضاجعتي من الخلف حتى لو رفضت فإنه يقوم بهذا بشكل اغتصاب مهما صرخت أو حاولت التهرب ، ويقول لي إن النهي في هذا الموضوع للرجال حيث قال الرسول لا تأتوا نسائكم من دبر فهو وجه الحديث للرجال ، فأنا الملعون هنا والإثم لي وليس لك ، ولكنه لم يأمر المرأة بالامتناع ولا يأمرها أن تخرب بيتها ، وهو يقوم بحضور الأفلام الإباحية مع مجموعة من أصحابه ويقتنيها ولا يوفر وقتا لحضورها على التلفاز أو الإنترنت وبكل الوسائل الممكنة.
أما الأمر الثالث
فهو غير ملتزم في صلاته ، ولا يصليها كلها ، بل إنه في أغلب الأحيان يصلي صلاة الجمعة في المنزل(55/263)
أنا لم ألجأ لأي شخص لأن الموضوع حساس ، وأنا أخاف أن ينتهي الأمر إلى الطلاق والفضائح ، وهذا لا يتناسب مع خوفي على بناتي خصوصا وأولادي ومن ثم أنا أخاف أن أسبب له أي مشاكل لأني أشعر أحيانا بأني أحبه ولكن كثير من الأحيان أشعر بأني لا أطيقه وأتقي شره.
مادا أفعل ؟ أنا في حيرة من أمري.
هل أتركه وأعرض أولادي السبعة للضياع ؟
إذا تطلقت سأمنع من الخروج من البيت ولن أتمكن من الحصول على حضانة أطفالي
ومن الممكن أن يتزوج أخرى تقبل بالأمور كما يريدها بالمقلوب وتكون هي سيئة
أنا صابرة وأتحمل وواثقة أن الله معي ولكن هل صبري وتحملي ، وقبولي لأخطائه هو بحد ذاته حرام وإثم ؟
أنا أتعذب لا يقويني على ما أنا فيه سوى ثقتي بأن الله معي وأنه ابتلاء
ولكن الأمر زاد عن طاقة احتمالي
ماذا أفعل ؟
افتوني افادكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يفرج كربك، وأن يصلح زوجك، وبخصوص هذا الزوج، فالذي نرشدك إليه هو أن تبذلي له النصح، وأن تستعملي في ذلك أحسن الأساليب، من الرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة، وأن تظهري له غاية الاهتمام به، وحبك له مع حسن العشرة والتزين له لعلك تفلحين بذلك في صرفه عن تعلقه بأولئك النسوة، ولعل الله تعالى أن يجعلك سببا في هدايته، فإن أصر بعد هذا كله، فهدديه بأنك ستخبري أهلك بحاله، أو برفع الأمر إلى المحكمة الشرعية، فلعله يزدجر ويكف عن هذه المنكرات، فإن لم يرتدع، فلك أن تطلبي منه الطلاق، ولو عن طريق القاضي الشرعي إن رفض هو تطليقك، إذ لا خير في بقائك في عصمته وهو على هذا الحال، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق: 2-3).
وأما العيال، فالله عز وجل كفيل بهم، قال سبحانه: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (النساء:9).
وننبه في ختام هذا الجواب إلى بعض الأمور:
الأول: أن إتيان المرأة في دبرها محرم، وصاحبه ملعون، ولا يجوز للمسلمة أن تعين زوجها على معصية الله، وإلا كانت آثمة.
قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (المائدة: 2).
وعلى هذا، فلا تطيعيه في هذا، ولا تلتفتي إلى مغالطاته، وراجعي الفتوى رقم: 34015.(55/264)
الثاني: أنه لا يجوز لك طاعته في مشاهدة الأفلام الإباحية، لأن النظر إليها محرم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية، إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري ومسلم.
وراجعي الفتوى رقم: 3605 لمزيد من الفائدة.
الثالث: أنك إذا قمت ببذل النصح له ولم تطيعيه في معصية الله، فإن ذمتك تكون بريئة من الإثم بإذن الله تعالى.
وراجعي لمزيد من الفائدة الفتاوى رقم: 26233 ، 4489 ، 27993.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من أسباب الاكتئاب
تاريخ الفتوى : ... 12 محرم 1425 / 04-03-2004
السؤال
أنا سيدة متزوجة منذ عام 96 ولدي ولد وبنت، مشكلتي أنني عندما تزوجت زوجي لم أكن أعلم عنه شيئا فكل شيء تم في خلال شهر واحد فقط ولكن لا أنكر أنني ارتحت له ولذلك وافقت على الزواج بسرعة، ولكن بعد ثلاثة أيام فقط من زواجي بدأت مشاكل زوجي تظهر من ناحية الديون المالية المترتبة عليه والتي لم أكن أعلم عنها شيئا ونتيجة لهذه الديون والمشاكل الكثيرة ترتب عليها العيش بحياة كلها قلق وتوتر وخوف من المستقبل في بداية الأمر عندما كنت حاملا في ابني طلب مني والدي أن أنفصل عن زوجي ولكني رفضت ذلك حيث إنني كنت حاملا ولم أرد لطفلي أن يكون بعيدا عن والده، حاولت بكل شيء أقدر عليه أن أساعد زوجي وأتحمل معه مشاكله فاضطررت إلى الاستدانة من أشخاص عن طريقه وإعطائهم شيكات من عندي كضمان للسداد بالإضافة إلى قروض من البنوك، حيث إنني أعمل وفي مرة كدت أن أدخل السجن فيها بسبب عدم المقدرة على السداد ولكن الله سلم، بعدها حصلت على وظيفة مناسبة وبراتب جيد فتحسنت ظروفنا قليلا ولكن للأسف نحن لا نزال نعيش في نفس الدوامة من الديون والمشاكل التي لا تنتهي آخرها ونتيجة لثقة زوجي الزائدة في شخص لا يستحقها استغل هذه الثقة وورطه في قضية تزوير وأنا الآن أعيش في هم وتفكير دائم من المستقبل وبانتظار نتيجة الحكم.
نتيجة لكل ما سبق والديون المتراكمة علينا والتي أصبحت أنا هو المتورط فيها أظلمت الدنيا في وجهي وأحس بأنني قد أصبت بحالة من الاكتئاب أصبحت لا أهتم بنفسي وببيتي وبأولادي حتى زوجي لم أعد أقدر أن أقوم بواجباتي الزوجية نحوه بالرغم من طلبه المتكرر لذلك ولكن رغما عني فأنا لم أعد أستطيع لقد فقدت الرغبة في كل شيء في هذه الدنيا.
أنا الحمد لله إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره ودائما أدعو إلى الله أن يفرج عني همي ولكن رغما عني فأنا لا أستطيع.
سؤالي هو هل أنا بهذه الطريقة أكون مقصرة في حق زوجي؟
هل ما فعلته من أجله وأجل أولادي خطأ؟(55/265)
هل كان يجب علي أن أنفصل عنه عندما طلب مني والدي ذلك؟
أرجوكم أفيدوني فأنا أحس بأنني قد ظلمت نفسي وأنه لم يكن ضروريا مني أن أضع نفسي في مشاكل وأمور مالية وديون لا تنتهي من أجله.
آسفة على الإطالة وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن ما عند الله تعالى
من الرزق لا يستجلب بمعصيته، وأنت عصيت الله تعالى عند ما اقترضت من البنوك إن كان القرض تم عن طريق البنوك الربوية بفائدة، ومعلوم أن الاقتراض بفائدة ربا محرم، لا يحل لمسلم تعاطيه، ولعل ما تتابع عليك من المعاصي الأخرى كعصيانك لزوجك عندما يطلبك لحاجته من شؤم تلك المعصية الربوية، والذي ينبغي لك فعله الآن هو التوبة إلى الله عز وجل من هذه المعاصي توبة نصوحا، والالتجاء إلى الله بصدق، ودعاؤه بالدعاء المأثور في مثل هذه الحالة وهو: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. وأكثري من قول "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين."، وراجعي الجواب: 9347 ، والجواب: 6898.
وأما ما ذكرته من حال الاكتئاب التي وصلت إليها، فسببها ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، فإن من قوي إيمانه بهما فلا طريق لليأس والإحباط إلى قلبه، إذ كيف يتسرب الإحباط إلى قلب المؤمن وهو يقرأ قوله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (الطلاق: 7). وقوله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح:5-6).
ورحم الله من قال:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وإذا كان الأمر كذلك، فالمطلوب من العبد صدق التوبة والإنابة وبذل الأسباب المشروعة، وليعلم أنه ما نزلت عقوبة إلى بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة.
وأما طلبك الطلاق من زوجك بسبب ديونه فلا وجه له، إلا أن يعجز عن النفقة عليك، فلك حينئذ طلب الطلاق للضرر اللاحق بك بسبب إعساره، وراجعي الفتوى رقم: 8299.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تتعجل في الطلاق واستخر واستشر
تاريخ الفتوى : ... 05 محرم 1425 / 26-02-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(55/266)
أنا شاب أبلغ من العمرة 28 سنة، عقدت على فتاة منذ حوالي 6 أشهر عقداً شرعياً وإدارياً، علماً بأننا اتفقنا مع أهل الفتاة على تأجيل الزواج إلى حين استخراج الوثائق، أي أن هذه الفتاة مغتربة لكن بالجزائر في الآونة الأخيرة، وقفت على سلوكيات وأقوال توجب الطلاق، إهانات، علماً بأني صبرت على هذا الأمر... والآن أفكر في الطلاق لأني أصبحت أمقتها وأكرهها... أرجو من فضيلة الشيخ إجابة كافية وشافية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصحك بعدم التعجل بالإقدام على الطلاق إلا بعد التفكير واستخارة الله واستشارة من تثق فيه من أهلك وأصحابك، فإذا شرح الله صدرك لأمر فعلته، وإن حصل الفراق فالله تعالى يقول: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا [النساء:130].
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يختار لنا ولك ما فيه الخير، والله الموفق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان
تاريخ الفتوى : ... 02 محرم 1425 / 23-02-2004
السؤال
أمي وأبي منفصلان منذ 5 سنوات لكن دون أن يكون ذلك عقب طلاق، بل كان ذلك إثر مشاجرة غادر بعدها أبي المنزل دون رجعة، وكل منهما مصمم على عدم العودة للآخر لأي سبب من الأسباب، أمي ا?ن تتساءل إن كان تجب عليها شرعا المبادرة بإجراءات الطلاق لدى المحكمة المختصة، حيث إن أبي لا ينوي القيام بذلك خاصة أن ذلك يتكلف مالا كثيراً؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو السعي بقوة واستعمال كافة الوسائل التي بها تتمكنين من الإصلاح بين والديك، ولا حرج من الاستعانة بالصالحين من الأهل والأقارب، فإن وصلت إلى مرحلة يأس من الإصلاح فلا حرج عليك في إخبار والدتك بأن لها الحق في رفع أمرها للقضاء، لحل هذا النزاع ببعث الحكمين أو التفريق بينهما، قال الله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا [النساء:35]، وقال الله تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا [النساء:130]، وينبغي أن ينصح الأب بأن يمسك زوجته بمعروف أو يسرحها بإحسان ولا يكلفها دفع الأموال للمحاكم للحصول على الطلاق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/267)
ـــــــــــــــــــ
حكم مفارقة الزوج العاشق للنساء
تاريخ الفتوى : ... 20 ذو الحجة 1424 / 12-02-2004
السؤال
كيف أتعامل مع زوجي العاشق للنساء وينفق عليهن ببذخ من عزومات وهدايا وسهرات, ولا ينفق على أبنائه ربع ما ينفقه في هذه المجالات وليس لي أن أطلق لأنه لا يوجد لي أي مصدر دخل ولا مأوى، كما أن بناتي 4 صغار أكبرهن عمرها 11 سنة، وللأسف يعرفن عن أبيهن كثيرا من واقعه المخجل الذي يعرفه كثير من الناس حتى أهله ولا شيء يردعه عن فعله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي نوصيك به هو الصبر ومحاولة إصلاح زوجك وهدايته وإبعاده عن تلك النساء الفاجرات، ولتكن دعوتك له برفق وحكمة في الأوقات المناسبة وبالأسلوب الأمثل، وأن تجلبي له بعض الكتيبات والأشرطة التي فيها حرمة تبذير المال وإنفاقه في الحرام، وحرمة ربط علاقات مع نساء أجنبيات وتضييع الوقت معهن، وترك الزوجة والأولاد وعدم الاهتمام بهم وتربيتهم، واستعيني بأهل العلم والخير في بلدك في أن ينصحوه ويرشدوه بطريقتهم دون أن يعلم أن ذلك بإيعاز منك، فإن اهتدى ورجع فهو المطلوب، وإلا فلا حرج عليك في مفارقته والبحث عن زوج صالح يعينك وتعينيه على طاعة الله عز وجل وتربية الأبناء، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إرضاء الزوجين لبعضهما من أخلاق السلف الصالح
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو الحجة 1424 / 26-01-2004
السؤال
ماحكم الرجل الذي يعاشر زوجته وهو كارهها ويسمعها هذا الكلام صراحة وإن طلبت منه الانفصال بالمعروف قال لها حتى يكبر الأولاد
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على كل من الزوجين أن يعاشر قرينه بالمعروف عملاً بقوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (النساء: من الآية19)، وعملاً بقوله تعالى:
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ(البقرة: من الآية228)، وعليهما أن يحرصا على تماسك الأسرة، ولاسيما في حال وجود الأولاد، لأن تشتت الأسرة يؤدي لضياع الأولاد وفساد أخلاقهم، وعليهما أن يسعيا جادين في حل مشكلة كره أحدهما للآخر، فعلى الزوجة أن تراجع نفسها، وتنظر في سبب الكره، فهل هو حاصل بسبب إهمالها لنفسها، وعدم عنايتها بمظهرها، أو غير ذلك، ولا بأس أن تناقشه في الموضوع(55/268)
حتى تتعرف على ما ينفره منها، فتجتنبه، فإن رجوع المرأة إلى ما يرضي زوجها من أخلاق السلف، وقد رغب في ذلك الشارع، فقد روى الطبراني بسند حسن كما قال المنذري والألباني أن سعدى المرية زوجة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قالت: دخلت يوماً على طلحة فرأيت منه ثقلاً، فقلت له: مالك؟ لعلك رابك منا شيء فنعتبك، فقال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت.
وقد دل على فضل ذلك ما في الحديث: ألا أخبركم بخير نسائكم من أهل الجنة! الودود الولود العئود لزوجها التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً حتى ترضى. رواه الدارقطني والطبراني، وحسنه الألباني.
وفي رواية للنسائي في الكبرى.. التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى.
وعلى الزوج كذلك أن يحرص على معاشرة زوجته بالتي هي أحسن ويقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه ومعاشراته، فقد كان جميل العشرة، دائم البشر، سهل الخلق، لين الكلام، لا يواجه أحداً بما يكره، وكان يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويضاحك نساءه ويباسطهن، وقد خدمه أنس بن مالك عشر سنين وهو غلام، فذكر أنه لم يلمه على شيء فعله أو تركه.
وعليه؛ أن يراجع نفسه في ما يحصل من كراهية لزوجته، ويقارن ما يلاحظه عليها بما قد يكون موجوداً عندها من الصفات الحميدة، ويتذكر الحديث: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم.
وعلى المرأة أن تبتعد عن طلب الطلاق، إلا إذا دعتها الضرورة، لما في الحديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غيرما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أحمد وأبو داود وصححه الأرناؤوط والألباني.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيف تنسين حبك وتعلقك بأخي زوجك
تاريخ الفتوى : ... 08 ذو القعدة 1424 / 01-01-2004
السؤال
أنا متزوجة، وأحب أخا زوجي، حاولت أن أنساه، ولكن لم أستطع، وإني أخاف الله من شعوري هذا، هل هو يعتبر خيانة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمجرد هذا الشعور لا يعد خيانة، ما لم يتحول إلى قول أو فعل. لكننا ننصحك أن تقوي علاقتك بزوجك وتنسي أخاه، وتتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، ومما يعينك على ذلك: - تذكر محاسن زوجك وخصاله الحميدة. - تذكر أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. - تذكر أن الوصول إلى أخي زوجك شبه مستحيل، لأنه ولو حصل الطلاق، فإنه لن يتزوجك مراعاة لمشاعر أخيه. - تذكر أن المرأة لا يجوز لها طلب الطلاق من غير ما سبب. - كما(55/269)
أن حبك لزوجك سيقوى مع الأيام، بإذن الله. نسأل الله أن يصلح حالك وأن يختار لك ما فيه الخير. وراجعي الفتاوى التالية: 27953، 24277، 33408، 9360. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا إثم على الزوجة في طلب الفراق لأجل الإنجاب، أو لرفع الضرر
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1424 / 09-02-2004
السؤال
تزوجت منذ 4 سنوات وعمري 29 سنة وزوجي مسجون منذ سنتين، أعلم بخيانته، وهو سمين جداً ومريض بالسكر وغير قادرعلى الإنجاب وذلك لعدم وجود حيوانات منوية وعضوه الذكري صغير جدا وأخذ كل ميراثي ويعاملني معاملة سيئة وقد ضربني وطردني في نصف الليل، وذهبت إلى طبيب، ونصحني وكل من حولي أن أتركه وأبدأ حياتي لأكون أما، ويطلب أن أسامحه لأن ما هو فيه هو ذنبي، إنني أخاف إن تركتة أكون ظلمته؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن طلب النسل مقصد من مقاصد الزواج الرئيسية، كما أنه فطرة فطر الله عليها الكائنات الحية، لكن ذلك ليس سبباً من أسباب الطلاق، فكم من زوجين استمرت حياتهما سعيدة موفقة دون إنجاب، وخلاصة الأمر أن عدم الإنجاب ليس من أسباب الطلاق، إلا إذا رغبت الزوجة في تحصيل الولد، فإنه يجوز لها طلب الطلاق من أجل الوصول إلى ذلك، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 7586، والفتوى رقم: 9284، والفتوى رقم: 20729، والفتوى رقم: 1114. أما عن صغر العضو الذكري للزوج، فقد بيناه في الفتوى رقم: 29300. ونصيحتنا لك أيتها الأخت السائلة أن تنظري في حال زوجك الآن، فإن وجدتيه قد تاب إلى الله تعالى وانصلح حاله، ورجع عما كان عليه، فلتبقي معه، ولتصبري على ما ابتلاك به الله من عدم الإنجاب وغير ذلك، أما إذا كان الزوج لا يزال على حاله من الخيانة التي ذكرت، والشتم والإهانة لك، وأخذ أموالك بغير حق، فلا ننصحك بالبقاء معه على هذا الحال، ولا إثم عليك في كل الأحوال إن طلبت فراقه لأجل الإنجاب، أو لرفع الضرر الحاصل من بقائك معه، لأن ذلك حق لك، ويتأكد ذلك إذا استمر على حاله الأول من الإيذاء وبالضرب ونحوه، وعليك أن تسلكي في سبيل ذلك الطرق المشروعة التي بيناها في الفتوى رقم: 8649. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التعامل مع المرأة الناشز وحضانتها للأولاد
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو القعدة 1424 / 31-12-2003
السؤال(55/270)
ما حكم المحكمة بالمرأة الناشز؟ وهل أستطيع ضم الأولاد لحضانتي؟ علما بأن والدتها على قيد الحياة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد تقدم الكلام عن كيفية التعامل مع المرأة الناشز، وذلك في الفتاوى التالية: 25009، 9944، 39936، 26794. وتقدم الكلام عن مسألة حضانة الأولاد إذا كانت أمهم ناشزا، وذلك في الفتوى رقم: 9779. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تدخل أهل الزوجة قد يزيد المشاكل
تاريخ الفتوى : ... 06 ذو القعدة 1424 / 30-12-2003
السؤال
قدمت لي زوجتي ذهبها لشراء سيارة، حيث كان وضعنا المالي سيئا الحمد لله توسع الحال وتمكنا من شراء بيت متواضع وقطعة أرض. أهل زوجتي طلبوا تسجيل نصف البيت والأرض باسم زوجتي لكونها دفعت لي ذهبها بذلك الوقت. بالنسبة لي أنا على أتم الاستعداد لرد قيمة الذهب كاملا ولا يهمني بتاتا، ولكن تدخل أهلها جعلني أفكر في هذا الاتجاه. الرجاء الرأي الشرعي في هذه المسألة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما أعطته المرأة لزوجها وهي رشيدة مختارة على سبيل الهدية وحازه الزوج، تمضي هبته وليس لها الرجوع فيه عند الجمهور.
ويؤيد مذهبهم عموم قوله صلى الله عليه وسلم: العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه. رواه البخاري ومسلم.
وينبغي للزوج ولا سيما بعد اتساع الحال أن يكون سباقا للخير والمكرمات، فيكرم زوجته ويهدي إليها أكثر مما أعطته، لما في الحديث: من أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه. رواه أحمد والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني والأرناؤوط.
ولما في البخاري عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها.
وإن كانت الزوجة أعطت المال للزوج على سبيل القرض أو بنية الاشتراك معه فيما يشتريه، أو بنية هبة الثواب، فعليه أن يعاملها بمقتضى ذلك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 34771، والفتوى رقم: 36826، 20625.
هذا، وننبه إلى أن الزوج ينبغي له أن يعامل أصهاره معاملة حسنة، وأن لا يشوش خاطر زوجته بالعناد معهم، كما ينبغي لأهل الزوجة أن لا يتدخلوا بين الزوجين ما دامت الزوجة قادرة على استيفاء حقوقها، لأن تدخلهم قد يزيد المشاكل، وليعلم أن الزوجة إذا أصرت على أخذ المال وثبت أن لها الحق في ذلك فإنه لا تجب لها إلا قيمة ذهبها والسيارة التي أعطت ثمنها أو نصيبا منه إذا كانت لم تعط ثمنها كاملا،(55/271)
وأما البيت وقطعة الأرض، فإنه لا حظ لها فيهما إن لم تكن ساعدت بمالها في شرائهما، ويمكنكم أن تراجعوا المحاكم الشرعية لفض النزاع في الموضوع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... مسوغات هجر الزوج لزوجته
تاريخ الفتوى : ... 08 شوال 1424 / 03-12-2003
السؤال
السلام عليكم أقاطع زوجتي بين حين وآخر لأسباب واهية وتطول هذه المقاطعة لمدة لا تقل عن 20 يوما رغم نصيحتي لها.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم يظهر لنا من السؤال من الذي يقاطع الآخر، وعلى كلٍ ، فإن كان المقاطع هو الزوج، فإن له أن يقاطع زوجته إذا نشزت أو ظهر منها ما يدعو إلى هجرها، والدليل على ذلك قول الله عز وجل: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ [النساء: 34]. وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم هجر نساءه شهرا كاملا عندما ألححن عليه بشأن النفقة والتوسعة عليهن فيها. قال في "تحفة الأحوذي": ^وقد ذكر الخطابي أن هجر الوالد ولده والزوج زوجته ونحو ذلك، لا يتضيق بالثلاث (ثلاثة أيام) واستدل بأنه صلى الله عليه وسلم هجر نساءه شهرا، وكذلك ما صدر من كثير من السلف في استجازتهم ترك مكالمة بعضهم بعضا، مع علمهم بالنهي عن المهاجرة. وقد أمر الله عز وجل الأزواج بمعاشرة أزواجهم بالمعروف، فقال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء: 19]. فلا ينبغي للزوج مخاصمة زوجته ومقاطعتها، وترك الكلام معها لغير سبب يدعو إلى ذلك. وأما إذا كانت المقاطعة من الزوجة، فراجع في ذلك الفتوى رقم: 31699. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... سبل علاج النشوز
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1424 / 16-10-2003
السؤال
حكم الشرع في زوجة تهجر منزل الزوجية وتأخذ أثاث منزل الزوجية وابنتها الوحيدة وتعيش بمفردها في منزل مستقل بعيد عن الزوج، ولا ترضى بالصلح ولا ترضى بالطلاق على الإبراء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما فعلته هذه الزوجة يعتبر نشوزاً تأثم به، وهو موجب لإسقاط نفقتها وسكناها عن الزوج، ويجب عليها أن تعود إلى بيت زوجها وطاعته، وفي الحديث: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي.(55/272)
وعلى زوجها أن يسلك معها سبل الإصلاح ما استطاع حفاظاً على أسرته وبيته من التصدع.
ومن هذه السبل بعث حكمين؛ كما قال الله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا [النساء:35].
ومنها الرفع إلى القاضي الشرعي ليحكم بين الزوجين، فإذا وجد أن سبب النشوز من قبل الزوج فإنه يأمره بالمعاشرة بالمعروف أو الطلاق، وإن كان من قبل الزوجة فيلزمها الرجوع والطاعة أو الخلع والمفارقة.
وهو الذي يقضي بالحضانة لمن له الحق فيها بالنسبة للبنت، وكذا يقضي في أثاث المنزل، وانظر حكم أثاث المنزل ولمن يؤول في الفتوى رقم: 17669، وانظر حكم الحضانة في الفتوى رقم: 16480.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اللهم.. طهر قلبه وحصن فرجه.
تاريخ الفتوى : ... 23 رجب 1424 / 20-09-2003
السؤال
أنا امرأة متزوجة وعندي3 أطفال، مشكلتي أن زوجي أصبح يدمن المعاكسات بالهاتف وما من طريقة إلا واتخذتها معه وما من فائدة لمن اشكيه ومن يساعدني في حله مشكلته، وهل الهيئة تساعد في مثل هذه المشاكل، أرجو الرد علي بأسرع وقت؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم بيان تحريم إقامة العلاقات بين الجنسين عبر وسائل الاتصال في الفتوى رقم: 16154، والفتوى رقم: 1072.
كما تقدم بيان فضل سعي المرأة في استقامة زوجها وتقويم سلوكه في الفتوى رقم: 34460، والفتوى رقم: 27802.
ونوصيك بالشكوى إلى الله مفرج الكروب، فادعيه في أوقات الاستجابة باسمه الأعظم، وبدعوة يونس، وادعي للزوج بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي أستأذنه في الزنا، فدعا له وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه. رواه أحمد، وصححه الأرناؤوط والألباني.
وراجعي في الدعاء المستجاب ووقته الفتوى رقم: 32655.
ونوصيك بعد الدعاء بنصح زوجك، وبيان مخاطر فتن النساء ووسائل استثمار الوقت بما ينفع، وحاولي شغل طاقاته وأوقات فراغه بوضع برنامج رباني لكما وللأولاد، يشمل حفظ الأذكار اليومية المأثورة وبعض سور القرآن المرغب في حفظها، وتعليم بعض الآداب النبوية في الحياة اليومية، وتعلم الأحكام الشرعية، وتدارس بعض قصص السلف، وحاولي كذلك إيناسه وإقناعه بما يسره ويسليه عن التفكير في غيرك، وحاولي تقديم النصح له بواسطة أحد العلماء أو أئمة المساجد، أو(55/273)
زوج إحدى صديقاتك بواسطة صديقتك، واحرصي على ارتباطه بالمساجد ومجالس العلم، ومصاحبة أهل الخير، فإن تاب وأناب فبها ونعمت، وإن أدمن فقارني مصلحة الأولاد وضرورة اجتماع أبويهم على تربيتهم مع رغبتك في الفراق، فإن أمكنك أن ترشديه للزواج بامرأة أخرى يستعف بها عن الأجنبيات، وتتعاونين أنت وهي على استقامته، ففي هذا خير كثير إن شاء الله، وإلا فيمكنك السعي في التخلص منه عن طريق طلب الطلاق، أو رفعه إلى المحاكم الشرعية، راجعي للزيادة في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 35048، 7429، 9966، 24857، 34932.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
استحضار الخصال الحميدة في الزوجة يبعث على المودة
تاريخ الفتوى : ... 14 رجب 1424 / 11-09-2003
السؤال
أنا شاب في 23من عمري وأعمل موظفاً حكومياً والحمد لله قد وفقت في اختيار شريكة حياتي عبر الأهل ولا أعرف لماذا لا يوجد أي ألفة بيني وبينها هل لأني مررت بتجربة حب قصيرة جداً ولكني لا زلت على ذكراها فما نصيحتكم لي؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي للأخ السائل أن يكثر من شكر الله عز وجل أن يسر له الزواج، خاصة أنه راضٍ عن زوجته ويصف اختياره لها بالتوفيق، وينبغي أن يتذكر ما فيها من خصال الخير ليكون باعثاً له على حبها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم.
ومهما وجد شيئاً يكون سبباً لنفرة النفس عنها فليتذكر أن غيرها من النساء لا تخلو من ذلك، فإن المرأة لا تخلو من عوج.
وأما حب الرجل لغير زوجته فآفة، وقد يكون حراماً كما سبق تفصيل ذلك في أجوبة سابقة، فلتراجع الفتويين التاليتين: 9360 - 13147 وفيهما طرق العلاج لمن وقع في ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحل قريب وهو في الكتاب العزيز
تاريخ الفتوى : ... 12 رجب 1424 / 09-09-2003
السؤال
أنا إنسان متزوج ولي مشكلة عند زوجتي تحدتني بكل كلام أقوله وتعارض اقتراحاتي وتدور المشاكل بيننا دائماً أرجو الحل في أقرب وقت.
الفتوى(55/274)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستقرار النفسي، والسكون والطمأنينة، من أعظم المقاصد في تشريع الزواج، وإنما يتم ذلك بمعرفة كل من الزوجين بما له من حقوق وما عليه من واجبات، والتعامل بينهما على هذا الأساس، فإن وقع نشوز من أحد الطرفين، فقد وضع الشرع العلاج المناسب لكل من الحالين، تراجع الفتوى رقم: 11963، والفتوى رقم: 28395.
فنصيحتنا للأخ السائل اتباع هذه الوسائل الشرعية في علاج زوجته، وليجعل الطلاق آخر الدواء إن لم يكن منه بد، ونصيحتنا لزوجته بأن تتقي الله في زوجها، فإن طاعته باب الدخول الجنة، روى أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... فلتصبر عليه ولتبذل له النصح
تاريخ الفتوى : ... 04 رجب 1424 / 01-09-2003
السؤال
لي صديقة زوجها يشرب بانجو ويتفرج على أفلام خارجة ويعرف أحيانا بنات عليها ويصلي وله أشياء كويسه وأرغب في أن أعرف هل المعيشة معه حلال؟ مع العلم بوجود بعض التقصير الجنسي معه وكيف أجعله ملتزما دينيا؟ أنتظر الرد سريعاً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالواجب أولاً بذل الزوجة النصح لهذا الزوج، وتذكيره بالله تعالى، وتنبيهه على خطورة هذه الأعمال التي يقوم بها، من استعمال المخدرات، ومشاهدته لأفلام تشتمل على ما لا يجوز شرعاً، ومصادقته لبعض الفتيات، ولتستعن في ذلك بمن يرجى تأثيره عليه من عالم أو قريب أو غيرهما، ولتتحين الأوقات المناسبة، والأسلوب الطيب، فلعل الله تعالى أن يجعلها سبباً في هدايته، ولا ننصح زوجته بطلب مفارقته، لاسيما إن كان لها منه أولاد، ما لم تخش من ذلك ضرراً على نفسها أو على أولادها، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14065، 6500، 7580. علمًا بأن الزوجة تجب عليها طاعة زوجها بالمعروف، ومن أهم ذلك تستجيب له إذا دعاها لفراشه، وكون الزوج عنده بعض المعاص لا يبرر التقصير في حقوقه. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... وسائل نافعة لرأب صدع الحياة الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الثانية 1424 / 26-08-2003(55/275)
السؤال
في الزواج أنا تزوجت قبل أسبوع ولكن لم أجد الراحة معها أو الرغبة في حبها، وبعكس الآن أكرهها ومن الراحة الجنسية معها لا توجد رغبة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المحبة والميل القلبي مسألة عاطفية أمرها بيد الله ولا تختص بالفتوى الشرعية، ولكن لا مانع من تقديم بعض النصائح التي ربما تسهم في علاج حالتك.
أولا: محاولة تفهم كل منكما لنفسية الآخر وما يحب وما يكره، فيتجنب ما يكره ويفعل ما يحب قدر الاستطاعة في غير معصية.
ثانيا: اجتهد في التغاضي عن السلبيات التي تراها فيها والنظر للإيجابيات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي آخر . أخرجه الإمام أحمد ومسلم في صحيحه.
ثالثا: اتخاذ الوسائل المباحة للترفيه والتنزه مع الخلوة ببعضكما في أجواء محببة.
رابعا: استخدام الرقية الشرعية لاحتمال الإصابة بعين أو سحر، وهذا أمر يحدث في بعض الحالات عند بداية الزواج.
خامسا: النظر إلى المصالح الكثيرة التي من أجلها شرع الزواج، كإنجاب الذرية الصالحة وغيرها وتغليبها على جانب الميل، فإنه كثيرا ما يستمر الزواج وإن لم يكن فيه حب متبادل، قال الله تعالى: فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء: 19].
سادسا: الإكثار من الطاعات ومن الدعاء لأن القلوب بيد الله. قال الله تعالى: لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ [الأنفال: 63].
ونسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبكما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم تصالح الزوجين على أن يبقى كلٌ منهما في بيت مستقل
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الثانية 1424 / 18-08-2003
السؤال
في بعض الحالات عندما لا يوجد تفاهم بين الزوجين والحياة تكون مستحيلة ويكون عندهم أولاد يرون الطلاق هو الحل الأنسب للحياة وأحيانا خوفا على مستقبل الأولاد تختار الزوجة الهجر وتأخذ الأولاد وتعيش في منزل مستقل ولا تكون هناك أي رابطة بينها وبين زوجها فهكذا تكون الحياة أفضل للجميع وتأخذ هذا القرار بعد سد كل الطرق المؤدية إلى الحياة المستقرة مع زوجها فهل يكون عليها إثم في ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن سدت كل السبل، ولم يكن للألفة والمودة والرحمة طريق إلى قلوب الزوجين، فلا حرج في الطلاق حينئذ: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً(55/276)
[النساء:130]. وإن تصالح الزوجان على البقاء من أجل مصلحة الأولاد، بحيث يكون كل منهما في بيت مستقل فلا بأس، وعسى الله تبارك وتعالى أن يغير حالهما ويعودا إلى الحياة الطيبة معًا. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 30743. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عدم التسرع في الجزم بوجود علاقة للزوجة مع آخر
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الثانية 1424 / 14-08-2003
السؤال
تزوج أخي من ابنة عمتي وبعد الزواج وبعد أن أصبحت حاملاً وجد رسائل لها تثبت أنها على علاقة بشخص آخر ومازالت مستمرة بعد الزواج وأنها تكره أخي ولقد تزوجته لغرض مادي فما حكم الشرع في هذه الحالة هل يطلقها أم ينصحها ويعطيها فرصة أخيرة أم يخبر أهلها؟ مع العلم بأن صلة الرحم هنا قوية ويخاف عليها من الضياع.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل هو إحسان الظن بالمسلم، وحمل تصرفاته على أحسن محمل ممكن، ويتأكد هذا بين الزوجين لما أمرا به من حسن العشرة، ولما بينهما من رباط وثيق.
إذا تقرر هذا، فإن الواجب هو التروي وعدم التسرع في الجزم بوجود علاقة لزوجة أخيك مع آخر، إذ أن الشيطان قد يقود بسبب ذلك إلى أمور لا تحمد عقباها من خلال هذه الوساوس والتخيلات، والأسلوب الأمثل في علاج مثل هذه المشكلة هو مصارحة أخيك لزوجته، مع ذكر عبارات حسن الظن والثقة بها، فلعلها تكون قد تابت وندمت على ما فات.
أما إن ثبت يقينًا أنها ما تزال على علاقة بذلك الشخص، فعليه باتخاذ الوسائل التي تحجزها وتمنعها من الاتصال به، أو مراسلته أو اللقاء به، مع اتباع العلاج الرباني لنشوز المرأة والذي يتلخص في الآتي:
أولأً: وعظها وإرشادها، وتذكيرها بالله تعالى.
ثانياً: هجرها في الفراش، إذا لم ينفع النصح.
ثالثاً: إن لم يكن الهجر في الفراش رادعاً لها، فله أن يضربها ضرباً غير مبرح.
رابعاً: إن لم تنزجر بكل هذا، وخشي أن يحدث بينه وبينها شقاق، فليحكم أهل العقل والرأي من أهله وأهلها، فلعل الله تعالى يوفقهم إلى الرشاد والصواب، ولو كان بالفرقة والطلاق. قال تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً[النساء:34، 35].(55/277)
وينبغي أن يكثر من الدعاء بأن يصلح الله بينهما، فإن القلوب بين يدي الرحمن، ولا يتسرع في أمر الطلاق حفاظًا على كيان الأسرة وصلة الرحم، لاسيما إن كان له منها أولاد.
فإن لم تُجد معها تلك الوسائل، فلا خير له في إمساكها، ولا حرج عليه في طلاقها، ولو أدى ذلك إلى غضب أهلها، بل يتعين ذلك عليه في حال إصرارها على العلاقة المحرمة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجّلَةُ وَالدّيّوثُ. رواه أحمد والنسائي.
وفي رواية أحمد: ثلاثة حرم اللّه عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والذي يقر في أهله الخبث.
قال السيوطي في شرحه على النسائي: والديوث بالمثلثة: هو الذي لا يغار على أهله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... زوجة ناشزة، ونصح نافع
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الثانية 1424 / 05-08-2003
السؤال
نرجو من العلماء الأفاضل نصح الزوجة التي تعامل زوجها نداً بالند، أي بمعنى أنها تقول له كما تخرج أنا أخرج، وكما تفعل أنا أفعل، وهل يجوز لزوجها أن يطلقها إذا أصرت الزوجة على هذا الخلق .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طاعة الزوجة لزوجها فيما هو من المعروف أمرٌ واجبٌ، ومخالفتها لأمره في الممكن من ذلك معصية. كما هو مبين في الفتوى رقم: 4180.
إذا ثبت هذا فإننا ننصح هذه الزوجة بأن تتقي الله تعالى، وأن تتوب من هذا الفعل، وأن تعلم أن زوجها باب تلج من خلاله إلى الجنة بطاعته. كما ثبت في الحديث المذكور في الفتوى السابقة.
ونصيحتنا لك أيها الزوج أن لا تتسرع إلى الطلاق، بل عليك أن تسلك السبل التي حددها الشرع لعلاج النشوز، والتي سبق أن بيَّنَّاها في الفتوى رقم: 1103.
فقد جعل الله الطلاق آخر العلاج، ولعلك إن تكره منها خُلقًا ترضى منها بآخر، كما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر.
ثم لتسع إلى ارتباط زوجتك بالصالحات من النساء لتتعلم منهنَّ أمور دينها، ولتكتسب منهنَّ الخُلق الحسن، فإن الجهل أصل كل بلاء، والعلم أصل لكل خير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/278)
الفتوى : ... لا يصلي ولا يهتم بنظافته
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الثانية 1424 / 04-08-2003
السؤال
أنا أخت محجبة، وأحافظ على الصلاة، ولكن زوجي لا يصلي، مع أنني قد نصحته كثيرا، فماذا أفعل؟ وهل له من حقوق تجاهي كزوجة؟ ملحوظة: زوجي لا يحافظ على نظافته الشخصية، وكذلك فهو أيضا سلبي، من فضلك أرشدني إلى الخير بسرعة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه في ما يتعلق بكون زوجك لا يصلي عليك الرجوع إلى الجوابين التاليين: 4510، 5629.
وعليك أن تذكريه بأن الشرع الكريم يدعو المسلم إلى العناية بتنظيف ثوبه وبدنه وأن يكون لائقًا، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال.
وفي صحيح ابن حبان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرًا لنا في منزلنا فرأى رجلاً شعثًا فقال: أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره، ورأى رجلاً عليه ثياب وسخة فقال: أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه.
وعلى كل حال، ينبغي الاتصال بأصحاب الرأي والحكمة، فينصحونه ويرشدونه إلى الاتصاف بالصفات المطلوبة والمحافظة على دينه والعناية بمظهره كله، مع الإكثار من الدعاء له بالهداية والتوفيق إلى طريق الحق والصواب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... كيف يتعامل مع زوجة سيئة الخلق
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الثانية 1424 / 04-08-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله على رسولنا الكريم وبعد: رجل متزوج من كتابية، هذه الزوجة عندما تغضب تسب ببعض الكلام الساقط والسفيه، وتحكي كل ما وقع للأبناء الصغار الذين لم يتجاوزا العاشرة ، وقام بتطليقها، وبعدها التزم الصراط القويم وبرر تطليقه بالحديث الذي يقول: "ثلاث لا تقبل دعوتهم الذي يقرض أحدا بدون كتابة عقد، والذي يؤتي أمواله السفهاء، والذي تحته زوجة سيئة الخلق ولم يطلقها" سؤالي: هل هذا مبرر كاف؟ مع أنه قبل الطلاق كان يصلي مرة و يقطعها مرة ويقول إنه حاول بجميع الطرق لإقناعها عن فعلتها وهدايتها، فكيف ترون ما قام به هذا الرجل؟ وكيف تردون عليه؟
الفتوى(55/279)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبق الكلام عن الحديث المذكور في السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 8765. وتقدم الكلام عن الزواج بالكتابيات، وذلك في الفتوى رقم: 7807. وتقدم الكلام عن كيفية تعامل الزوج مع زوجته التي تسيء العشرة والخلق وذلك في الفتاوى التالية: 9904، 17322، 31060. ومن كانت زوجته سيئة الخلق، فإنه ينصحها ويعظها، ويذكرها بالله، فإذا لم تستجب، فليهجرها في الفراش، فإذا لم تستجب، فليضربها. قال تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً [النساء: 34]. فإذا لم تستجب بعد الضرب، فآخر العلاج الكي، فله أن يطلقها إذا شاء، هذا التدرج هو المشروع، لكن لو طلق دون هذا التدرج، فإن طلاقه يقع، ولا شيء عليه. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تؤدب الزوجة في هذه الحالة وتلام والأفضل إمساكها إن تابت
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1424 / 02-08-2003
السؤال
السلام عليكم لقد حصلت على صور لزوجتي وهي تداعب رجلا غريبا في بيتي, لم أر زنا، ولكني رأيته يقبل خدها, وقد أدخلته إلى البيت بدون إذني. 1ـ هل يجوز لي أن أطلقها وأحرمها من جميع حقوقها حتى حضانة الأولاد,ـ أعمارهم 9 و 6 ونصف 2ـ هل يجب علي أن أعطيها ذهبها, لقوله تعالى ـ آية 19 سورة النساء ـ وشكرا لكم سلفا , وبارك فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما فعلته زوجتك من إدخالها بيتك أحدًا بغير إذنك وما انجرَّ عن ذلك يعتبر معصية كبيرة، وإخلالاً سافرًا بواجبات الزوج، وخروجًا عن طاعته، تستحق الزوجة به التأديب واللوم حتى تتوب إلى الله تعالى ويصلح حالها، هذا إذا أردت البقاء معها، وهو ما ننصحك به إذا علمت منها التوبة والصدق فيها وصلاح الحال. أما طلاقها فهو جائز على كل حال. أما حرمانها من حقوقها التي أعطاها الله إياها، كحضانة أولادها إذا كانت من أهل الحضانة أو الاحتفاظ بممتلكاتها بما فيها ما وهبته أنت لها وحازته، فلا حق لك في شيء من ذلك كله. ولمزيد من الفائدة عن حكم الحضانة وشروطها تراجع الفتوى رقم: 9779. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الصبر والنصح لأمثال هذه الزوجة أفضل من الفراق
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1424 / 02-08-2003
السؤال(55/280)
السلام عليكم ورحمة الله أنا شاب أعيش في السويد وزوجتي تلبس الحجاب ولكن هو غطاء الرأس والبنطلون وهي تصلي وتدخن وأنا أنصحها ولكن دون جدوى هل يجوز أن أبقى معها أم ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أيها الأخ الكريم أن الإقامة في ديار الكفار لا تجوز إلا لضرورة داعية إليها، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 28155.
وما تتصف به زوجتك من أخلاق لا يرضاها الشرع خير برهان على خطر الإقامة في هذه الديار، هذا فضلاً عما يحصل للأولاد في المستقبل من شر لا يعلم قدره إلا الله، فالله نسأل أن يوفقك لما فيه خيرك في الدنيا والآخرة.
أما عن حجاب زوجتك فإنه فرض يجب عليها الالتزام به، ويجب عليك أمرها به وحضها وإعانتها عليه، وقد بينا صفة اللباس الشرعي في الفتاوى التالية أرقامها: 17412، 5561، 5224.
ولبس البنطال ليس من الحجاب الشرعي في شيء؛ لأنه لا يستر العورة الستر المطلوب في الغالب الأعم، كما أن فيه تشبهًا بالرجال في اللباس وبغير المسلمين في هيئتهم وسمتهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أبو داود، وقال الألباني : حسن صحيح.
وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري.
كما لا يجوز للرجل ولا للمرأة شرب السجائر أو أي نوع من أنواع الدخان، لما ثبت من عظيم ضررها، وجسيم خطرها على صحة الأم والأب والأولاد، فضلاً عن إهدار الأموال في غيرما ينفع، وقد سبق بيان حكمها في الفتوى رقم: 1671.
ونصيحتنا للأخ السائل أن يداوم على نصح زوجته وإرشادها إلى ما ينفعها ويصلحها بالمعروف، وليسلك أيسر السبل للوصول إلى قلبها، وذلك بلين القول، وعدم العنف، ومصاحبة النصيحة بالهدية، وإمدادها بالكتب والأشرطة النافعة، ودفعها إلى مصاحبة الخيرات، والإكثار من دعاء الله تعالى بهدايتها وصلاحها، فإن الدعاء من أعظم أبواب قضاء الحوائج، فإن أصرت على ما هي عليه، فله طلاقها وإن كان صبره عليها ومحاولة علاجها أفضل، مادامت عفيفة محافظة على صلاتها مستقيمة على أكثر أمور دينها.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3884، 34158، 16407.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الفتوى : ... إرشادات لعلاج نشوز الزوج؛ وإلا فطلب الطلاق أو الخلع
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1424 / 30-07-2003
السؤال(55/281)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: زوجي هداه الله عاملني منذ البداية زواجنا معاملة قاسية مهينة بلا رحمة أتحمل مسؤولية بيتي وأولادي وجزءاً كبيراً من عمله بنسبة 80 بالمائة لم أشعر يوماً أني متزوجة مع مرور السنين لم أكرهه لأني لا أعرف الكره ولكني لم أعد قادرة على استحماله ولا أطيقه ولكن بقيت معاملتي له بالحسنى صحتي تدهور بسبب الرعب والخوف وقلة الأمان معه مع العلم أنه في سفر دائم ويمر من عندنا مرور الكرام لا أطلب منه اليوم إلا أن يطلق سبيلي لأربي أولادي في أمان مع العلم بأن معاملته لي جعلتني أهرب من فراش الزوجية ورغم أني كنت أحاول لكنه حتى في هذه الناحية فهو مهين لأقصى درجة سؤالي كيف لي مشاركته الفراش وأنا أكره واحتقر وأتقزز من ممارسة الجنس؟. أشكركم وجازاكم الله كل خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يعينك ويجزيك على تحمل ما تلاقيه من سوء معاملة زوجك. وقبل أن نجيب على سؤالك ننصحك باتخاذ أمور لعلها تساعد على تغيير حال زوجك معك إلى الأحسن من جملتها:
1- مجانبة المسائل التي تثير غضبه وسُخطه.
2- الصبر على أذاه ومقابلة ذلك بالإحسان.
3- الاستعانة بمن له تأثير عليه من أهله أو أصدقائه.
4- إظهار البشر والسرور في وجهه والتحمل له.
فإذا أفادت هذه المسائل فالحمد لله، وإن أصر زوجك على أخلاقه ولم يعد بإمكانك الصبر والتحمل، فلا مانع شرعًا من أن تطلبي منه الطلاق، أو تخالعيه بجزء من المال، مقابل أن يطلقك، وإن كان هذا من أقسى الحلول.
أما بخصوص ما سألت عنه من قبول طلب زوجك للمضاجعة ظاهرًا وسخطك لذلك في الباطن، فليس فيه إثم مادام أنك تقومين بحقوق الزوجية على الوجه المطلوب في ذلك.
وننبهك إلى أنه تجب عليك التوبة إلى الله تعالى من المرات التي امتنعت فيها عن فراش الزوجية، وذلك لما في الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طلب الطلاق لسبب معتبر لا حرج فيه
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1424 / 02-08-2003
السؤال
أنا متزوجة منذ 30 عاما، وأعاني من طباع زوجي السيئة للغاية، التي منها الكذب والنفاق وعدم مراعاة شئون الأسرة، وغيرها من الصفات التي تتنافى مع واجب(55/282)
القوامة وغيرها، ولكنه يصلي ويصوم فقط، وأنا أكره الصلاة خلفه، لأني لا أقتنع به كإمام وهو به كل هذه الصفات السيئة، فهل أنا بذلك على وزر باعتبار أن صلاة الجماعة خير من صلاة الفرد بـ 27 درجة. في بعض الأحيان عندما يفيض بي أدعو عليه، فهل أنا بذلك آثمة؟ مع العلم بأنني طلبت منه الطلاق بإلحاح عشرات المرات لصفاته التي تغضب الله، فما هو رأيكم وما هي نصيحتكم لي في التعامل مع مثل هذا الزوج
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالظاهر - والله أعلم - أن لا وزر عليك فيما فعلت، فصلاة الجماعة وإن كانت أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة - كما ذكرت - فإنها مع ذلك ليست واجبة في حق النساء، ولكنها أفضل من صلاتهنَّ منفردات.
وعليه، إذا كنت تجدين من تأتمين به غير زوجك الذي ذكرت من فسقه ما ذكرت، فائتمي بذلك الغير ولا تأتمي بزوجك، فإن إمامة الفاسق وإن كانت صحيحة في مذهب الجمهور، إلا أن أهل العلم مجمعون على كراهتها.
وإن لم تجدي غير زوجك فائتمي به، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 11155.
ثم إن دعاءك عليه إن كان لسبب ظلم منه لك، فلا حرج عليك فيه مع أن الأفضل لك تركه، وإن كان بغير حق كنت أنت الظالمة. وراجعي الفتوى رقم: 20322>
ولا حرج في طلبك منه الطلاق؛ لأن المنهي عنه من طلب الطلاق ما كان لغير سبب معتبر. أخرج الترمذي وأبو داود وابن ماجه من حديث ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقًا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
ولا شك أن ما ذكرت من صفاته التي تغضب الله سبب يحمل على طلب الطلاق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خيركم خياركم لنسائهم
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1424 / 15-07-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنت أبلغ من العمر سبع سنوات، وأنا الثالثة بين أخواتي من البنات... كنت مدللة من أبي، ومع الأيام توفيت أمي وأنا بالغ الحادية عشرة، وعشت مع زوجة أبي.. التي كانت قاسية نوعا ما... كان أبي حنونا ولكنه لا يعرف عنها شيئا، وكثرت المشاكل معها، وتعقدت من صراخها لي ولأبي... وتوالت الأحداث وكنت دائما أبكي من هذا الوضع إلى أن جاءت أزمة الكويت مع العراق الأولى وأصبت برعب من الحرب ودخول العراق للكويت، إلى أن خرجنا من الكويت إلى المملكة... وكنت حينها أبلغ 18 عاما.... تزوجت وكان زوجي لا يعرف كيف يعاملني، ولم يعوضني الحنان الذي فقدته، وكان كثير المشاكل مع أبي، وكانت أمه مريضة بمرض نفسي.(55/283)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله السميع المجيب أن يفرج كربتك، ويهدي زوجك ويعينكما على طاعة الله عز وجل.
وإن كان الواقع هو ما ذكرت، فابذلي كل ما تستطيعين من الوسائل المشروعة للتحبب لزوجك، وإرشاده بلطف إلى إحسان معاملتك بالتلميح والتصريح والوعظ بالحسنى بنفسك أو بواسطة ما تجلبينه له من رسائل في موضوع العشرة بين الزوجين، أو إخبار من له قدرة على التأثير عليه لينصحه، لعله يثوب إلى رشده، ويمكنك تذكيره بأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بإكرام النساء واحترامهن، والإحسان إليهن، مثل قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19]. وقوله تعالى: َلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ [الطلاق:6].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله . رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه.
وقوله: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي . رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة مرفوعا
و لابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: خيركم خياركم لنسائهم . وغيرها من الأدلة في الموضوع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ليتق الله أفراد الأسرة في زوجة ابنهم
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الأولى 1424 / 02-07-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم لدي سؤال طويل يقول ( شخص متزوج من بنات إحدى أقاربه وحصلت مشكل بينه وبين زوجته فضربها أكثر من مرة، فذهب فأخبر والده ووالدته وأخيه الأكبر كل ماحصل بينهما فاستمع إلى كلام والدته وأخيه فطردها من البيت، وهي مازالت تحبه، ثم طلقها وهي الطلقة الأولى له وبينهما طفل رضيع ) هل يجوز استماع كلام والده أو والدته أو أخيه ويقوم بتنفيذه؟ هل يجوز لأخ أن يصيح على زوجة أخيه؟ نحن نعرف أن المشكلة بين الزوجين من المفروض أن لا يتدخل أحد بينهما، فهما زوجان سيحلان المشكلة بينهما. وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجب على الزوج لزوجته أن يحسن معاشرتها ويعاملها بالمعروف، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[النساء:19]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيمانًا(55/284)
أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم. أخرجه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ثم اعلم أن بر الوالدين واجب متحتم، ولكن طاعتهما في تطليق الزوجة لا تلزم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف.
وانظر لذلك الفتوى رقم: 1549.
وله أن يرتجعها إذا أراد ذلك دون عقد وبلا مهر إذا لم تنقضِ عدتها. قال الله تعالى: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً[البقرة:228]. فإذا انقضت العدة فليس له أن يرتجعها إلا بعقد جديد مع جميع شروط النكاح.
وأما سؤالك: هل يجوز لأخ أن يصيح على زوجة أخيه؟ فإن كان ذلك من أجل الإفساد وتحصيل الفرقة بينهما فإنه حرام؛ لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده. رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني .
وإن كان صياحه لشيء آخر فبينه لنا لنتمكن من معرفة حكمه، وعلى كلٍ فإن على أفراد هذه الأسرة أن يتقوا الله في زوجة ابنهم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج الكي بعد استنفاد الوسائل الشرعية والتربوية
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الأولى 1424 / 02-07-2003
السؤال
السلام عليكم فضيلة الشيخ: أنا شاب متزوج ولدي ثلاثة أطفال، إلا أن زوجتي نكدية علما بأني تزوجتها من مدة اثنتي عشرة سنة، فهي في أغلب الأحيان عصبية المزاج وأحيانا تصلي وأحيانا لا، وكثيرا ما تبحث عن المشاكل سواء معي أو مع أسرتي، علما بأني أقيم في سكن بعيد عن أسرتي، ولا تسمع النصيحة سواء من أهلي أو أهليها، وتصرخ في البيت بأعلى صوتها وتريد الحصول على طلباتها في نفس اليوم، وكثيرا ما تسبب لي المشاكل حتى مع الجيران، وفي الواقع أصبحت أفكر في طلاقها، ولكن عند ما أتذكر الأطفال أعدل عن رأيي وأقول أصبر من أجل أطفالي حتى أني لا أعرف هل هذا جبن مني، أم هذا صبر وسأؤجر عليه، أرجو منكم دلوني كيف أتصرف مع هذه الزوجة النكدية، بمعنى كل هذه الكلمة، أرجو الإسراع في الرد وأنا في الانتظار بفارغ الصبر، لكم مني كل شكر وتقدير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالنساء في غير ما حديث؛ فقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهنَّ شيئًا غير ذلك... إلى آخر الحديث. رواه ابن ماجه ، وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي . وقال: اللهم إني أحرج حق(55/285)
الضعيفين: اليتيم والمرأة. رواه ابن ماجه ومعنى أحرج: أي أضيق على الناس في تضييع حقوقهما، وأشدد عليهم في ذلك.
والإحسان إلى المرأة ومعاشرتها بالمعروف والتغاضي عن هفواتها كل ذلك مطلوب ومرغب فيه؛ ولو لم تكن مستقيمة.. فالرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه يقول: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء... وبهذا يتبين للسائل مدى أهمية الحرص على معاملة الزوجة بالمعروف والرفق بها والإحسان إليها، وأنها في الغالب لا تخلو مما يكدر صفو الزوج بأذيتها له بلسانها. فهذا من طبعها، وعلاج ذلك هو التجاوز عنها ونصحها برفق ولين، فإن كفت عن أذية زوجها وعصيانها لأمره فالحمد لله، وإلا فقد شرع الله له ما يعالج به المشكلة في قوله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً[النساء:34]. وقد عرف العلماء النشوز بأنه: الخروج عن الطاعة الواجبة كأن تمنع زوجها من الاستمتاع بها، أو تخرج من بيته بلا إذنه أو رضاه، أو تترك حق الله تعالى كالغسل أو الصلاة.
وعليه؛ فإنا ننصح السائل بأمر زوجته بالصلاة قبل كل شيء، وتوجيهها إليها ووعظها، فيذكرها بعقوبة تارك الصلاة، فإن كفى الوعظ فبها ونعمت، وإلا فقد أذن الشارع له في هجرها في الفراش، فإن لم يفد انتقل إلى الضرب غير المبرح وهو الذي لا يشين ولا يكسر العظم. وهذه الخطوات يتبعها معها عندما تصدر منها أي مخالفة له فيما تجب عليها فيه طاعته. أما الطلاق فهو الحل الأخير الذي لا ينبغي أن يصار إليه إلا عندما تستنفد جميع الحلول المختلفة خصوصًا أن هذه المرأة أصبحت ذات أولاد، ولا يخفى ما في الطلاق وتفكك الأسرة على الأبناء من الآثار السلبية والنتائج الوخيمة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
متى ما لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق
تاريخ الفتوى : ... 01 جمادي الأولى 1424 / 01-07-2003
السؤال
زوجي إنسان طيب ولكنه كثير العصبية مما يجعلني أعصب وأرفع صوتي عليه، بالإضافة إلى عدم احترامي أمام الأولاد والخدم وقد يكون ذلك لأنه تربى يتيما فما ردكم علي على الرغم من أنني إنسانة أخاف الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف بحسن الخلق ولين الكلام، وغير ذلك من وجوه المحبة والأخلاق الفاضلة، لقوله تعالى: وعاشروهن بالمعروف [النساء:19]، وقوله صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً،(55/286)
وخياركم خياركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه أحمد والترمذي وصححه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء. رواه أبو داود والترمذي .
وغير ذلك من النصوص الدالة على الترغيب في حسن المعاملة والقول بالمعروف بين المسلمين عموماً، والزوجين خصوصاً.
وليس من المعروف عند غضب الزوج وخروجه عن شعوره أن تقابليه بغضب مثله، فإن ذلك مما يزيد الأمر سوءاً، ويفتح للشيطان باباً بينكما، بل الذي ننصحك به التزام الصمت عند غضبه، وعدم مقابلته والرد عليه، فإنه سرعان ما يهدأ، وعندها يمكن لك نصحه والتفاهم والتناقش معه في جو هادئ تسوده المودة والاحترام.
وتدبري قول أبي الدرداء رضي الله عنه لأم الدرداء: إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك، فمتى ما لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن عساكر في "تاريخه" وقول أسماء بنت خارجة الفزاري لابنته لما أهداها لزوجها: يا بنية كوني لزوجك أمة، يكن لك عبداً، ولا تدني منه فيملّك، ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه، وكوني كما قلت لأمك:
خذي العفو مني تستمدي مودتي ولا تنطقي في سَوْرَتِي حين أغضب
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
كما ننصح الزوج بوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء رجل فقال: أوصني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تغضب. فردد مراراً، قال: لا تغضب. رواه البخاري .
وبقوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه. رواه ابن حبان .
أصلح الله أمركما، وهداكما لكل خير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... سبب اختصاص الرجل بالضرب دون المرأة
تاريخ الفتوى : ... 01 ربيع الثاني 1424 / 02-06-2003
السؤال
في سورة النساء آية (34) أبيح للرجل ضرب الزوجة العاقة، فما حكم الزوج العاق، ولماذا خص الرجال بضرب النساء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد تقدم الكلام عن ضوابط وشروط ضرب الرجل لزوجته، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69، 5729، 6897، 22559. وأما عن موقف المرأة من زوجها الذي يسيء عشرتها فإنها تنصحه وترشده وتوسط له من ينصحه، فإن لم يستجب فلها أن ترفع أمرها إلى القضاء، ومن حقها أن يأمر القاضي بفسخ العقد إن أرادت إذا كان زوجها يضارها، وثبت ذلك عند القاضي بإقرار الزوج أو بالبينة، وأما عن(55/287)
اختصاص الرجل بالضرب دون المرأة فسببه أن الرجل هو صاحب القوامة، قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض [النساء:34]. ولأن المرأة ضعيفة سريعة الغضب، وكذلك الضرب يتنافى مع طبيعتها وأنوثتها. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تب إلى الله توبة نصوحا ودع الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الأول 1424 / 27-05-2003
السؤال
زوجة تشك في أن الزوج له علاقة مع بنات فعملت له كميناً حتى كشفته فسارعت بفضيحته بين أهلها وتسجيل الصوت عن طريق النت، وفعلا الزوج له علاقة محادثة فقط مع البنات؟ فالأن هي في بيت أهلها ولا تفكر في ما فعلته ودون الرجوع، إلي والتفاهم، فما الحل هل أطلقها أم أرضيها؟ أريد الحل بأسرع وقت ممكن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فكان ينبغي لهذه الزوجة التي اكتشفت أن لزوجها علاقة محرمة أن تنصحه أولاً ولا تفضحه، فإذا استجاب فبها ونعمت وإلا فلها أن تبلغ ذلك لأهلها ولأهله إذا كان ذلك يردعه ويرده إلى صوابه. وما دامت قد أخطأت وأعلنت ذلك للجميع فبإمكانها أن تتدارك الأمر وتصطلح مع زوجها إذا تاب إلى الله تعالى وتخلي عن ماضيه، ولا يجوز لها أن تخرج من بيته بغير إذنه متذرعة بما اكتشفته. وفي ما يخص الزوج فلا ننصحه بالطلاق لأن الطلاق أبغض الحلال إلى الله تعالى وآخر العلاج، ولحل مشكلته ننصحه بالتوبة إلى الله تعالى وترك كل علاقة أو عمل لا يرضي الله تعالى، وعلى الزوجة أيضاً أن ترجع إلى بيت زوجها ولا تخرج من طاعته وننصحها بالتغاضي عما سلف ، وبأن يصطلحا حتى لا يتفكك البيت وتضيع الأسرة فالصلح خير، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 4171. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أمسك عليك زوجك وكن حكيما في معاملة أهلها
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الأول 1424 / 21-05-2003
السؤال
أهل زوجتي يتدخلون كثيراً في زواجي ويحرضون زوجتي، وأجد ذلك في ردودها علي حيث أنني حتى أفاجأ بمطابقة ردودهم وسريعا ما يهددون بعودة ابنتهم وتركها لي وأخذهما أيضاً لمولودنا الرضيع وأنا لا أريد إلا العيش الهادئ بعيداً عن المشاكل، ولكن هذا الأسلوب أصبح يؤثر على عملي وحياتي وأصبحت لا أريد حتى أن أسمع أي خبر عن أهل زوجتي، وهذا يثير زوجتي وتحدث مشاكل بيننا حتى أنني أفكر في الطلاق، ما حكم هذا أفادكم الله؟(55/288)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الزواج رباط وثيق بين الزوج وزوجته، وعلاقة حميمة بين الزوج وأهل زوجته، لذا فقد رتب الشارع تحريم أم الزوجة بمجرد العقد على بنتها، وجعل إخوة الزوجة أخوالاً لأولاد هذا الزوج، ومن هنا فإن المحافظة على هذه العلاقة أمر مقصود شرعاً، لذا فإننا ننصح الأخ السائل بالبعد عن الكلام الحاد مع زوجته وعن كل ما من شأنه إثارة المشاكل، وننصحه بالتغاضي والتحمل لما عساه أن يقع منهم من تقصير في حقه ما كان ذلك ممكنا، ولينصح زوجته بأن تكون ساعية خير بينه وبين أهلها، فلا تنقل كلاماً بين الطرفين يمكن أن يشعل نار الفتنة، بل عليها أن تسعى إلى الإصلاح ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. وثم أمر آخر يمكن أن يعين في أمر الإصلاح وهو إخبار الوجهاء من أهل هذه الزوجة، أو من غيرهم ممن يرجى أن يكون له تأثير عليهم، فلعل الله تعالى أن يجري الخير على أيديهم. فإن تعذر مع ذلك كله صلاح الحال، فيمكنه العيش بعيداً عنهم إن كان قادراً عليه، وأما طلاق الزوجة فلعله أن لا يكون أقرب السبل للحل، لاسيما إن لم يكن لها دور في هذه المشكلة، إضافة إلى أن الله تعالى قد رزقهما مولوداً أصبح به هذا الرباط أكثر قوة، وإن كان ثَمَّ نشوز من الزوجة وعدم طاعة للزوج، فإن هذا النشوز قد جعل الشرع له علاجاً قد سبق بيانه بالفتوى رقم: 26794. وفي ختام هذا الجواب ننصح أهل هذه الزوجة بتقوى الله تعالى، والحذر من السعي إلى تشتيت شمل هذه الأسرة، ثم ليعلموا أنه لا حق لهم في تطليق هذه المرأة من زوجها أو أخذ هذا الولد عن والده. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الأول 1424 / 21-05-2003
السؤال
زوجي دائم الكلام عن الجنس بطريقة غير طبيعية معي ومع كل من يعرفه ويتبادل مع أصحابه الرسائل الجنسية ويتفننون في تأليفها يومياً فهاتفه المحمول مليء بهذه الرسائل الإباحية والتي تشعرني بمدى تفاهة زوجي وعندما نصحته اتهمني بأنني معقدة والمشكلة أنه يتعمد الكلام أمام الأولاد وأكبرهم 11 سنة وأصغرهم سنتان ونتشاجر دائماً بسبب ذلك دون جدوى كما أنه لا يغض بصره حتى وأنا معه بل إنه يأخذ ابننا الكبير معه ويسير بسيارته في الشوارع لمعاكسة البنات ومهما قدمت من نصائح لأولادي فلن تجدي لأنهم كأي أطفال يعتبرون الأب قدوة لهم فماذا أفعل هل أتركه لأنقذ أولادي منه بعد ما فشلت كل محاولاتي لإصلاحه؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن ما يقوم به هذا الرجل حرام في الشرع، قبيح في العرف، دناءة في الأخلاق، والواجب عليه الكف عن ذلك، والتوبة إلى الله، والندم والاستغفار، فياللعجب من أب ولده عمره 11 سنة يتصرف كما يتصرف هذا الطفل. أما بالنسبة لك، فواصلي نصحه(55/289)
ونهيه عن المنكر ولا تيأسي، وحاولي أن توسطي له من يكلمه ممن له كلمة عليه، ولا تنسي الدعاء له بالهداية والصلاح، وننبهك إلى أن ما يفعله زوجك لا يعفيك من المسؤولية تجاه تربية الأبناء وتوجيههم وبيان خطأ والدهم، ولا تعجلي باتخاذ قرار طلب الفراق ما دام الأمر في حدود الكلام والنظر، ولتستخيري الله ولتستشيري العقلاء من أهلك وذويك في شأن زوجك، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى التالية: 19861، 21254، 27802. وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه وأصلح الله حالنا وحالك. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وقوع الطلاق يترتب عليه تشتت الأسرة
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الأول 1424 / 21-05-2003
السؤال
ابنة زوجي تطلب الطلاق وإذا رحبت بها في بيتي أحس أني أشجعها على الطلاق وهي غلطانة على زوجها ولديها أطفال وإذا تركتها أحس أنها محتاجة وتخليت عنها ولم ينفع التصالح لا تريد العيش بسلام ولوعاشت لوحدها هي غير ملتزمة وستجلب مشاكل وكلام عليها غير مشروع أنا محتارة وأخاف الله وأحب التصرف الديني. أشكركم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فعليك بتذكير هذه المرأة ونصحها بأن تبقى في بيت زوجها، وأن تحرص على بقاء هذه العلاقة الزوجية، لا سيما مع وجود هؤلاء الأولاد الذين قوي الرباط بينها وبين زوجها بوجودهم، إضافة إلى أن وقوع الطلاق يترتب عليه تشتت الأسرة، مما قد يؤدي إلى التأثير على هؤلاء الأولاد ونشأتهم، وإن كان أبوها حياً عليه كذلك مناصحتها وأمرها بالبقاء في بيت زوجها، هذا إذا لم يكن ثمّ ضرر عليها في بقائها مع زوجها، فإن كان هناك ضرر جاز لها رفع أمرها إلى القاضي لينظر في أمرها وينصفها من زوجها. وأما حضورها إلى بيتك واستضافتك لها فلا حرج فيه إن شاء الله، لكن لابد من القيام بما سبق ذكره من تقديم النصح لها. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الكذب على الزوجة جائز للمصلحة
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الأول 1424 / 12-05-2003
السؤال
رجل عقد على امرأة ثانية بالسر وحينما اكتشفت المرأة الأولى واجهت زوجها وأنكر لمدة طويلة وصدقت كلامه000وبعد مدة اكتشفت أنه كذب عليها فهل يجوز له هذا التصرف؟
الفتوى(55/290)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن من حق الزوج أن يعدد، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1844 ولا يشترط أن يُعلم زوجته الأولى بذلك، وله أن يكتم ذلك عنها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 13671 والفتوى رقم: 16459 وأما الكذب على الزوجة فإنه يجوز للمصلحة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 10984 ولكن في المعاريض مندوحة عن الكذب. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الهجر في المضجع حق للزوج وحده
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الأول 1424 / 07-05-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما حكم الزوجة التي تهجر زوجها بعد ما تلقت منه أضراراً معنوية على مدى 17 سنة ونكرانا للجميل وقطعا للمؤونة الشهرية عنها وعن أبنائها، لكونها تعمل ولها راتب شهري، والسبب فقط برها بوالديها وأهلها وقت الشدة وحرصها على صلة الرحم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلكل من الزوجين حقوق على الآخر يجب عليه الوفاء بها، وإن من أعظم حقوق الزوج على زوجته أن تطيعه في ما يأمرها به ما لم يكن في معصية الله تعالى، وقد ورد في الحديث الصحيح من الوعيد ما يرهب المرأة من الامتناع عن فراش زوجها ويخوفها، كما ثبت أيضاً ترهيب الرجل من الامتناع عن النفقة الواجبة عليه تجاه أبنائه وزوجته، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت. وحسنه الألباني، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19287، 29173، 19346.
فإذا قصر أحد الزوجين في حق الآخر، فليس للآخر أن يقصر في حقه، فكلٌ مسؤول عن تقصيره يوم القيامة، لكننا نقول للزوجة: من حقك أن ترفعي أمرك في النفقة إلى القضاء، وليس من حقك أن تمتنعي عن الفراش لأجل ذلك، لأن الهجر في المضجع حق للزوج وحده لعلاج نشوز المرأة، قال الله تعالى: وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ [النساء:34]، وراجعي الفتوى رقم: 27221، والفتوى رقم: 26729.
أما إذا نشز الزوج فحق المرأة ثابت في طلب التحكيم واللجوء إلى القضاء، ونقول للزوج اتق الله في زوجتك وأحسن عشرتها امتثالاً لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف [النساء:19]، وقوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228].
علماً بأنه لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من بر والديها بالمال ونحوه، على تفصيل سبق بيانه في الفتوى رقم:(55/291)
19419.
وإننا لنوصي الزوجة بالصبر على زوجها من أجل أبنائها، ولها في ذلك جزيل الأجر وعظيم الثواب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
موقف الزوج من زوجته التي تعمل بالبنك
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الأول 1424 / 05-05-2003
السؤال
زوجتي تعمل ببنك ولكن لا يدخل أي مبلغ من دخلها في مصاريف المنزل وقد نصحتها كثيراً بترك العمل بالبنك لأنه فيه شبهة والبيت ليس بحاجة له ولكنها لم تسمع النصيحة هل آثم على هذا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان البنك بنكاً ربوياً فإن العمل في البنوك الربوية حرام مؤكد وليس من الشبهات كما ذكر السائل، قال الله تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
ولا ريب أن العمل في البنك الربوي من التعاون على الإثم، وأي إثم أعظم من الربا، وفي الحديث الذي رواه مسلم: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.
والعامل في البنك الربوي لا يخرج عن أن يكون واحداً من هؤلاء، بل ربما كان ملعوناً من أكثر من وجه، وراجع الفتوى رقم:
1009.
والواجب عليك أن تقوم بواجب القوامة التي منحك الله إياها، بقوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].
يعني أن الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن في ما يجب عليهن لله تعالى، جاء في تفسير ابن كثير: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ أي الرجل قيِّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا عوجت. انتهى.
فعلى الأخ السائل أن يمنع زوجته من العمل بهذا العمل المحرم وأن يأخذ على يديها، وهو آثم إثماً مبيناً إن لم يمنعها من ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مجرد الشك لا يعمل به ما دام شكاً
تاريخ الفتوى : ... 18 صفر 1424 / 21-04-2003
السؤال(55/292)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم الشك في الزوجة شكاً خبيثاً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم يا أخي -وفقني الله وإياك للصواب- أن الزوجة الصالحة سعادة، والزوجة السوء شقاوة، فعن سعد ابن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سعادة لابن آدم ثلاث، وشقاوة لابن آدم ثلاث: فمن سعادة ابن آدم الزوجة الصالحة والمركب الصالح والمسكن الواسع، وشقاوة لابن آدم ثلاث: المسكن السوء والمركب السوء والزوجة السوء مسند الطيالسي حسنه الألباني ، وعنه صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث متفق عليه.
وقال سفيان : الظن ظنان: فظن إثم، وظن ليس بإثم، فأما الظن الذي هو إثم فالذي يظن ظناً ويتكلم به، وأما الظن الذي ليس بإثم فالذي يظن ولا يتكلم.
وعن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الغيرة ما يحبه الله عز وجل، ومنها ما يبغضه الله، فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة. رواه أبو داوود والترمذي وابن حبان .
فعليك -يا أخي- ألا تتعجل في حكمك حتى تعرف حقيقة زوجتك، فإن وجدتها صالحة عفيفة طيبة كانت خير شريك لك في حياتك، وإن وجدت دليلاً قوياً على خلاف ذلك من خلال سلوكها وأخلاقها فانصحها وخوفها بالله تعالى، فإن رجعت واستقامت فالحمد لله، وإلا فلك أن تفارقها إن شئت، ولك البقاء معها ما دمت لم تتحقق من أمر منكر كالاختلاء مع الأجانب ونحو ذلك.
والخلاصة؛ أن مجرد الشك لا يعمل به ما دام شكاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خررج المرأة دون إذن زوجها بين النشوز وعدمه
تاريخ الفتوى : ... 02 صفر 1424 / 05-04-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سؤالي عن زوجتي لقد خرجت مرتين دون إذني ولقد عفوت عنها وفي المرة الأخيره لما خرجت أخذت معها ابني وكل العفش فطلقتها، هل أنا ظالم أم إني أتبعت الشرع؟
والسلام إلي كل الساهرين على نجاح هذا الموقع وفقكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(55/293)
فإن خروج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه إذا كان لأمر يمكن الاستغناء عنه يعتبر نشوزا عند المالكية والحنابلة، والله تعالى قد بين حكم النشوز بقوله:وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء: 34]
فكان عليك أيها الزوج أن تطبق حكم الله تعالى في هذه الآية، وذلك بما يلي:
ـ بوعظ الزوجة، وذلك يكون بتذكيرها بعقوبة الله تعالى المترتبة على مخالفة زوجها.
ـ بهجرها في الفراش لا في الكلام أكثر من ثلاثة أيام.
ـ بضربها ضرباً غير شديد قال ابن قدامة في المغني: روى عن الأمام أحمد: إذا عصت المرأة زوجها ضربها ضرباَ غير مبرح. انتهى.
ثم إذا لم يفد ذلك وساءت العلاقة بين الزوجين بوجود المخاصمة الدائمة مع سوء المعاشرة، وعجز أصحاب الصلاح والرأي السديد من أهل الزوجين عن الإصلاح بينهما، فيجوز في هذه الحالة الطلاق لزوال المفسدة الحاصلة.
قال ابن قدامة في المغني: وربما فسدت الحال بين الزوجين فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة وضرراً مجردا بإلزام الزوج النفقة والسكن وحبس المرأة، مع سوء العشرة والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح لتزول المفسدة الحاصلة منه. انتهى.
وتكرر خروج هذه الزوجة بدون إذن زوجها مع علمها كراهيته لذلك دليل على إصرارها على مخالفته، الأمر الذي يدل على صعوبة الوفاق بينهما، أما خروج الزوجة لأمر لا بد لها منه، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه كعلاج مثلاً، فلا يعتبر نشوزا لحاجتها لذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التصرف مع الزوجة المتعنتة العصية
تاريخ الفتوى : ... 23 محرم 1424 / 27-03-2003
السؤال
ما حكم الشرع في المرأة التي تعامل زوجها بأسلوب غليظ وتعصي أوامره تحت مبدأ إما أن تطلقني وتعطيني جميع حقوقي (قائمة وموخر ونفقة) أو تتحملني بطباعي التي لن تتغير؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت تعصي أوامر زوجها التي ليست معصية لله فلا يحل لها ذلك باتفاق أهل العلم، بل يجب عليها أن تطيعه إذا أمر، وقد قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء:34].
فالمرأة الصالحة هي التي تكون قانتة أي مداومة على طاعة زوجها، فمتى امتنعت عن طاعته أو إجابته إلى الفراش إذا دعاها لذلك، كانت عاصية ناشزة وكان ذلك يبيح له ضربها إذا لم يفد فيها غيره مما هو مذكور في الآية: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ(55/294)
نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} [النساء:34].
وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما جعل الله لهم عليهن من الحق." رواه أبو داود وغيره.
ولهذا إذا نشزت فلا حق لها في النفقة أو الكسوة، وإذا أصرت على النشوز فليس على زوجها أن يطلقها ويعطيها الصداق؛ بل هي التي تفتدي نفسها فتبذل صداقها ليفارقها كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر امرأة ثابت بن قيس بن شماس أن تعطيه صداقها ليفارقها، وله أن يعضلها وأن يتعنتها لتفتدي منه كما هو اختيار ابن جرير في تفسير قوله تعالى: {... وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [النساء:19].
حيث ذهب رحمه الله إلى أن الفاحشة المبينة تعم النشوز والزنا وبذاء اللسان، ونقل ذلك العلامة ابن كثير رحمه الله ثم قال معقباً: يعني أن ذلك كله يبيح مضاجعتها حتى تبرئه من حقها أو بعضه ويفارقها، وهذا جيد. والله أعلم.)
وإذا اختار الزوج أن يطلقها ليتخلص من سوء عشرتها دون أن تبذل له شيئاً وكان معسراً لم تجز مطالبته بالصداق حتى يوسر باتفاق أهل العلم، ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على ذلك، وتتميماً للفائدة تراجع الفتوى رقم: 1780.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا بد من التصارح حتى يتحقق التصالح
تاريخ الفتوى : ... 23 محرم 1424 / 27-03-2003
السؤال
ما معنى النشوز وهل إذا سافرت الزوجة بعلم زوجها ولكنه تركها تسافر حتى لا تنتحر تكون ناشزاً بمعنى أنه لا يرغب بسفرها ولكن حرصاً على أن لا تزهق روحها كما ادعت سمح لها بالسفر وبعد أن سافرت رفعت قضية خلع وخلعها القاضي بشهادات زور إنني مقيم ببلدنا معها وإنني متخل عنها وفعلياً أنا خارج بلادنا ومتواجد في بلاد الخليج مع العلم أنها طلبت الطلاق قبل ذلك في الرياض على أن تتنازل عن كل شيء ولم أرض بل تركتها تسافر لتفكر في خطورة الطلاق وتفكر في الأمر ملياً . أرجو التوجيه ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان معنى النشوز في الفتوى رقم: 1103 فراجعها للفائدة.
واعلم أن امرأتك ما دامت قد سافرت بإذن منك فلا تعد ناشزاً، لكنها لا يجوز لها أن تحتال هذه الحيلة التي احتالتها من تقديمها لتلك الشهادات المزورة والتي دفعت بالقاضي إلى أن يصدقها في دعواها وبالتالي يحكم لها بالخلع.(55/295)
وعلى أي حال فنحن لا ندري ما الذي أوصل الأمور بينكما إلى هذا الحد، وما الذي دفعها إلى أن تفكر في الانتحار الذي فيه إزهاق روحها مؤثرة ذلك على الإقامة معك، كما أنها –كما ذكرت- قد طالبتك بالخلع من قبل وهي مقيمة معك فرفضت، فلا شك أن هناك أسباباً دفعتها إلى ذلك كله نحن لا نعلمها، لكنا نقول لك: أنت ربان هذه السفينة التي عصفت بها الرياح، ولم تكن حاذقا في علاج المشكلة لكن يمكنك أن تبحر من جديد، فعد إليها واجلس معها بصحبة أوليائها وحاول أن تتصارحا ومن ثم تتصالحا، ولعل الله سبحانه وتعالى يجمع بينكما من جديد على خير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إفساد المرأة على زوجها منكر عظيم
تاريخ الفتوى : ... 23 محرم 1424 / 27-03-2003
السؤال
ما حكم الرجل الذي يفسد المرأة على زوجها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أفسد امرأة على زوجها فقد أتى منكراً عظيماً، وارتكب ما يسخط الرب تبارك وتعالى، وقد ورد فيه من الوعيد ما رواه أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. إسناده صحيح.
قال في عون المعبود: بأن يذكر مساوىء الزوج عند امرأته، أو محاسن أجنبي عندها. انتهى.
ومن فعل ذلك فإن الواجب عليه التوبة إلى الله تعالى وأن يسعى إلى إصلاح ما أفسده، ولمزيد من الفائدة تنظر الفتوى رقم:
1169.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الثقة المتبادلة هي الحل
تاريخ الفتوى : ... 23 محرم 1424 / 27-03-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ حوالي عشرة سنوات وزوجي متدين والحمد لله ولكن دائما يشك فى سلوكي وأنا والحمد لله متدينة إلى حد كبير وأقسم أني أعيش معه بما يرضى الله وأني أخاف الله أرجو من سيادتكم أن تقول لي هل أنا لي ثواب وأرجو أن تقول له يتقى الله فيَّ وشكرا
الفتوى(55/296)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في المسلم السلامة والبراءة من الجريمة، ولا يجوز رميه بها لمجرد الظنون والأوهام، ولهذا حرم الإسلام القذف وصان أعراض الناس بالحدود.
وننصح السائلة الكريمة بأن تصبر وأن تكثر من أعمال الطاعة والأدعية واللجوء إلى الله تعالى، وأن تبتعد عن كل ما يسبب لزوجها الريبة والاتهام.
وإذا كان زوجها يلاحظ عليها بعض الملاحظات أو التصرفات فعليها أن تشرح له ذلك، فإن العلاقة الزوجية مبنية على الصراحة والثقة المتبادلة.
كما ننصح هذا الزوج بتقوى الله تعالى والبعد عن قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، فإن ذلك من كبائر الذنوب.
ولمزيد من الفائدة نحيل السائلة إلى الفتوى رقم:
8651.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
غاية السعادة في كون الزوجة صالحة
تاريخ الفتوى : ... 07 محرم 1424 / 11-03-2003
السؤال
أخ متزوج من قريبته وله منها ثلاثة أولاد وهو حاصل على مؤهل عالٍ والزوجة أمية لا تقرأ ولا تكتب
ويعيش معها بلا سعادة كما يقول هو بسبب عدم التكافؤ بينهما ويخاف لو طلقها سيكون مصير الأولاد الفشل والضياع وهو فى حيرة وعذاب في داخله على الدوام وفي نفس الوقت لا يستطيع الزواج من أخرى وأولاده الآن في المرحلة الابتدائية فيرجو من فضيلتكم بيان مخرج لما هو فيه من الحيرة والعذاب الداخلي الذي يقتله كل دقيقة ماذا يفعل من أجل أن يعيش مع أسرته سعيداً بلا شك ولا حيرة؟ يرجو الرد في أقرب وقت.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي لك إمساك زوجتك، والمحافظة على أولادك، وما ذكرت من كون الزوجة أمية لا يسوغ طلاقها، إذ بالإمكان تثقيفها وتعليمها ما تحتاج إليه، ولو فرض بقاؤها على الأمية فإن هذا لا يضر، والمهم أن تكون صالحة مستقيمة على أمر الله تعالى.
وينبغي الحذر من الاستجابة لوساوس الشيطان، فهو حريص على إفساد البيوت وتخريبها، ومن استجاب لوسوسته لم تصلح معه امرأة، إذ لا تخلو امرأة من عيب.
ولذلك نقول: أكثر من ذكر الله تعالى والإقبال عليه وحاول تجاهل هذا العيب في زوجتك، وانظر إلى ما لديها من محاسن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم، ومعناه: النهي عن أن يبغض المؤمن المؤمنة لخلق يكرهه فيها، ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم:(55/297)
12226.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا اتقت المرأة ربها وصبرت فعسى أن يجعل الله لها فرجا .
تاريخ الفتوى : ... 01 محرم 1424 / 05-03-2003
السؤال
أنا فتاة متزوجة منذ أربعة أشهر في بلد بعيد عن أهلي وأسكن مع أهل زوجي ورأيت خلال هذه الفترة العذاب من أهل زوجي من المنع من خدمة الزوج والنوم معه وغيرها الكثير وهو يطيع أمه طاعة عمياء حتى كرهت هذه الحياة وقررت السفر إلى الأهل بعد التظاهر بأني مريضة مرضاً لا يوجد دواؤه إلا في تلك الدولة ولي شهر مسافرة ، ولم يسأل عني، فهل علي إذا أجبرني الزوج على السفر أن أسافر وأنا مكرهة ؟ وهل عليه إذا أمرته أمه أن يطيعها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الأخت الكريمة ننصحها بتقوى الله تعالى والصبر ومعالجة الأمور بالحكمة وأن تدفع السيئة بالحسنة كما أوصى الله تعالى بذلك حيث قال: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34].
فإن اتقيت الله تعالى وصبرت وعالجت أمرك هذا بحكمة فستجدين حلاً له بإذن الله تعالى، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه سلم قال: ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، ما نقص مال من صدقة وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله تعالى عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر. أخرجه الترمذي وحسنه ابن ماجه وأحمد وحسنه السيوطي.
الشاهد فيه أن العبد إذا ظلم مظلمة فصبر زاده الله تعالى عزاً ورفعة، وينبغي لهذه الأخت أن تتحاور مع زوجها حواراً هادئاً ، وتعرف ماذا ينقم أهل زوجها عليها فيمكن أن تكون مخطئة في حقهم فتتراجع عن الخطأ ويصلح بسبب ذلك ما بينهم، وكذلك ننصح زوجها بأن يتقي الله سبحانه وتعالى فيها ، وأن يحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: استوصوا بالنساء..... كما في صحيح البخاري ويقول أيضاً: اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله... كما في صحيح مسلم، فعليه أن يعدل بين أهله وزوجته ويمنع كلا منهم من ظلم الآخر، كما ننصح أهل الزوج بأن يتقوا الله تعالى ويخافوا يوم الحساب يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، فإذا اتقى الجميع الله تعالى وخافوه انحلت مشاكلهم جميعاً.
وإذا تعذر ذلك كله ولم تطق الأخت السكنى مع أهل زوجها فلها شرعاً أن تطلب من زوجها سكناً مستقلاً كما هو مبين في الفتوى رقم:
6418.(55/298)
ومن حقها الامتناع عن السفر معه حتى يوفر لها السكن ولا تعتبر بذلك ناشزة، وإن تركها ولم يسأل عنها اعتبر مضاراً لزوجته وتلزمه النفقة ولها أن تطلب من القضاء إلزامه بحقوقها أو يطلقها، وإن كان الأولى للأخت أن تصبر وتحتسب والله لن يضيعها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ضلَّ السائل الطريق في حل مشكلة هذه الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 20 ذو الحجة 1423 / 22-02-2003
السؤال
السلام عليكم
الحقيقه أن لي صاحب متزوج ولديه طفلان، وهذا الرجل يعرف امرأة متزوجة من رجل يعاملها بقسوة ويضربها ويهينها حتى صارت تكرهه، وربما كان يطلقها لولا المؤخر الكبير، والحقيقه أنها لها بنتا منه، وقد أشفق عليها صاحبي حتى أحبته،هل يجوز لها أن تتنازل عن المؤخر وتعطيه مالاً لفداء نفسها؟ وهل يجوز لها أن تتزوج من صاحبي بعد الفداء؟ لقد أشار للآيه 229 من سورة البقرة، وجزاكم الله خيراً وأفيدونا أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الذي فعله صاحبك مع هذه المرأة أمر محرم شرعاً لما فيه من إعانتها على هدم بيت الزوجية التي تعيش فيه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أحمد وأبو داود. ومعنى خببها: أفسدها.
هذا فضلاً عمَّا حصل بينهما من كلام لا يجيزه الشرع، ولو كانت المرأة خلية لا زوج لها، فكيف لو كانت زوجة لرجل من المسلمين؟!
لا شك أن ذلك اعتداء واضح على حرمته، وهتك مشين لما أمر الله بحفظه ورعايته، وهو ما لا يرضاه لزوجته ولا لبناته ولا لإحدى محارمه، وراجع في هذا الفتاوى التالية:
7895 -
23955 -
1169.
ونصيحتنا لصاحبك ولهذه المرأة أن يتوبا إلى الله تعالى، والتوبة لا تتم إلا بالإقلاع عن المعصية والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه، والمبادرة بذلك واجبة أيضًا قبل أن يفجأهما الموت وهما على ما يغضب الله تعالى، ولا شأن لصاحبك بهذه المرأة، ولا ما يحصل بينها وبين زوجها، فإن الزوجة لها أولياء ومحارم يحلون مشاكلها، فإن لم يكن لها فالقضاء يُنصفها ويأخذ لها حقها، ولو أن الشرع ترك الأمر لأهواء الناس لفسدت السموات والأرض ومن فيهنَّ.(55/299)
فإن أرادت الزوجة فراق زوجها لعدم استقرار الحياة أو الخوف من التقصير في حق الزوج، فلها ذلك، دون النظر إلى حال الأخ المشار إليه في السؤال، وقد دل على جواز اختلاع المرأة من زوجها في مقابل المال، جزء من الآية رقم: 229 من سورة البقرة فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ . أي لا جناح على الرجل في الأخذ، ولا على المرأة في الإعطاء بأن تفدي نفسها من ذلك النكاح ببذل شيء من المال يرضى به الزوج فيطلقها لأجله، وهذا هو الخلع.
ولمعرفة المزيد عن أحكام الخلع راجع الفتوى رقم:
13702 - والفتوى رقم: 26624.
ويمكن للأخ السائل الرجوع إلى كتب التفسير لمعرفة التفسير الكامل للآية وما يرتبط بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... قرار المرأة في بيت زوجها هو الأصل
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو الحجة 1423 / 16-02-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي أبلغ من العمر36 عاما ومتزوج ولي أولاد الموضوع أن الزوجة غير مطيعة ولا تجلس ببيتها.. أكثر الأيام عند أهلها، وأهلها يحرضونها على العصيان فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن على المرأة المسلمة أن تطيع زوجها بالمعروف ولا يجوز لها عصيانه والاستخفاف بأوامره التي فيها مصلحتهما ومصلحة بيتهما.
ومخالفة المرأة لزوجها فيما يأمر به من معروف تعد نشوزاً وخروجاً عن الطاعة يستوجب النصح والموعظة، ثم الهجران في المضجع، ثم الضرب غير المبرح.
كما قال تعالى: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء:34].
وننصحك بعلاج أمرها برفق ولين، وذلك بأن تبين لها أنه يجب عليها شرعاً طاعة زوجها بالمعروف، وتذكرها بعقوبة النشوز والخروج عن الطاعة إذا لم تستجب.
وينبغي أن تطمئنها إلى أنك لا تريد أن تقطعها من أهلها بالكلية، وأن ذلك من قطيعة الرحم التي لا تجوز، وإنما تريد لها أن تستقر في بيتها وتكون على صلة بهم من وقت لآخر عن طريق الهاتف والزيارة.
أما كونهم يحرضونها على العصيان فهذا لا يجوز لهم شرعاً، ويؤكد حقك في منعها من الذهاب لهم أو زيارتهم لها، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
19419 - والفتوى رقم: 20950.
ولمعرفة حق الزوج على زوجته راجع الفتوى رقم:(55/300)
4180.
ولعل الأخ السائل يعرض على زوجته هذه الفتاوى فتستفيد مما فيها من أحكام، وعليك باللجوء إلى الله تعالى فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، وبيده ملكوت السموات والأرض.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يجوز للمرأة بذل قسمها ليمسكها زوجها
تاريخ الفتوى : ... 13 ذو الحجة 1423 / 15-02-2003
السؤال
هل يجوزهجرالزوجة لفترة أكثر من سنة وذلك نفور مني شخصيا وعدم المحبة مني أنا مع محاولاتي الكثيرة للعيش معا ولكن بدون جدوى، مع العلم خيرتها بالطلاق أو بقائها مع أولادها فاختارت البقاء مع أولادها وأن أصرف عليهم؟ وجزاكم الله خيراً...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من يتأمل الحقوق الزوجية التي شرعها الله تعالى في ديننا لكل واحد من الزوجين يرى فيها كمال علم الله وحكمته وكمال عدله ورحمته، وأنها من لدن حكيم خبير، فقد أعطى لكل واحد من الزوجين من الحقوق ما تقوم به الحياة الزوجية على أكمل وجه، وتطيب به الحياة الأسرية على أتم حال، ولما كان الزوج وزوجته لصيقين يكثر احتكاك بعضهما ببعض مما ينشأ عنه غالباً وجود مشاكل واختلاف وجهات نظر بمقتضى الطبيعة البشرية، كان لا بد من صبر وتحمل كل منهما لما يصدر من الآخر من أخطاء وزلات تجنباً للشقاق والنزاع المنافيين للمودة والألفة، وحفاظاً على بقاء الأسرة واستمراريتها.
فإذا كانت المرأة مطالبة بالقيام بحق زوجها وطاعته بالمعروف في غير معصية، فإن الرجل أيضاً مطالب بأداء حق زوجته وعدم التساهل فيه، فمن حقها عليه حسن معاشرتها ومعاملتها بالمعروف وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها فضلاً عن تحمل ما يصدر منها والصبر عليه، يقول الله عز وجل: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19].
وقال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:228]
ثم إن المرأة لا يتصور فيها الكمال، وعلى الإنسان أن يتقبلها على ما هي عليه، ففي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج. ففي هذا الحديث إشارة إلى أن في خلق المرأة عوجاً طبيعياً، وإن محاولة تقويمه غير ممكنة.(55/301)
وعلى هذا؛ فإن على الزوج أن يستمتع بها على ما هي عليه، ولا يجوز له هجرها، إلا إذا كانت ناشزاً فإن كانت ناشزا هجرها في المضجع فقط، لقول الله تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ [النساء:34].
فإذا لم تكن ناشزاً فيحرم هجرها، بل يعاملها بالمعروف ، أو يسرحها بإحسان، وحيث إن المرأة رضيت بإسقاط حقها من المعاشرة فلا حرج عليك في ذلك، لقول الله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:128].
قال العلماء: نشوز الزوج هنا هو كراهيته لها، فأباح الله له إمساكها على المكره لها، وله ولها أن يصالحا في ذلك بأن تسقط عنه المبيت أو الوطء أو غيرهما.
وقال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: يجوز للمرأة بذل قسمها ونفقتها وغيرهما ليمسكها "زوجها" ولها الرجوع لأن حقها يتجدد شيئاً فشيئاً. انتهى
فإذا رجعت زوجتك عن إسقاط حقها فلها ذلك، فإن لم ترجع عنه فالذي ننصحك به هو لك أن لا تنساها كلية بل تزورها وتعاشرها بما يحصنها ولو لم تقسم لها كما تقسم لزوجتك الأخرى إن كانت لك زوجة غيرها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيف تتعامل الزوجة مع زوجها الزاني
تاريخ الفتوى : ... 20 ذو الحجة 1424 / 12-02-2004
السؤال
يا شيخ أردت منك أن تعطيني بعض النصائح المؤثره لزوجي لأنه يخونني مع امرأة أخرى بحجة تعليمه اللغة لقد غرته الحياة الدنيا من فضلك ساعدني لأعيد زوجي لي وللأبنائه ؟ وجزاكم الله ألف خير..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لزوجك هذا الهداية، ولك الثبات والتوفيق، وعليك بمداومة النصح له، واستعملي في ذلك أحسن الأساليب الموصلة إلى أفضل النتائج من الوعظ والتحذير من عواقب الزنى في الدنيا والآخرة، وانظري في عقوبة جريمة الزنى الفتوى رقم:
1602 - والفتوى رقم: 9731.
وانظري في حكم الخلوة بالأجنبية الفتوى رقم:
1248.
وعليك أن تسعي إلى منع هذه الخلوة المحرمة بأي وسيلة ممكنة، ثم عليك أيتها الأخت الكريمة أن تفتشي في نفسك، وفي تصرفاتك مع زوجك فلعل انصرافه عنك، ووقوعه في المعصية حدث بسبب تقصيرك في حقه، وعدم الاهتمام به وبحاجاته، نسأل الله لك الإعانة والصبر ولزوجك الهداية.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/302)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... كيف تتقربي من زوجك وتنسي عشيقك
تاريخ الفتوى : ... 30 ذو القعدة 1423 / 02-02-2003
السؤال
أنا متزوجة وعمري 25 عاماً وزوجي أكبر مني ب20 عاماً أحببت شاباً من عمري ولا أستطيع نسيانه والآن أشعر بالخيانة لأني أكلمه بالهاتف وأريد الزواج منه وهو رافض أريد حلا لهذه المشكلة وأريد أن تعينوني إما على نسيانه أو على التخلص من زوجي الأول في حين عندي منه ولد عمره 4سنوات وما هو السلوك الممكن الالتزام به ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنك بعلاقتك مع هذا الشاب قد ارتكبت خيانة عظيمة، وإثما وذنباً جسيماً، وعليك أن تقطعي علاقتك به فوراً، وتتوبي إلى الله من ذلك.
وعليك أن تقوي علاقتك بزوجك، وتصبري معه خصوصاً أن لك منه ولداً، ثم عليك أن تنسي هذا الشاب، ومما يعينك على نسيانه أمور منها:
- قولك: إنه رافض أن يتزوج بك، وهذا دليل على أنه لا يحبك، ولا يريدك زوجة، وإنما يريد منك الحرام، ويريد أن يهدم بيتك وحياتك ودينك وشرفك، فيكف ترضين بمن هذا حاله زوجاً لك؟بل هو خائن لربه ودينه وعرضه، فعليك أن تكرهيه وتبغضيه لا أن تحبيه.
- أن تلجئي إلى الله سبحانه، وتلحي عليه بالدعاء بأن يذهب هذا الشخص من ذاكرتك وفكرك، وأن يحبب إليك زوجك.
- أن تتذكري حق الزوج العظيم الذي أوجبه الله ورسوله، وكونه أكبر منك بعشرين عاماً ليس عائقاً من دوام الزواج، علماً بأن الفارق بينكما ليس كبيراً جداً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بنحو خمسة وأربعين سنة.
- وفي الأخير نقول لك: إذا كنت لا تطيقين العيش مع هذا الزوج، وخفت أن لا تؤدي حقه، وألا تقيمي حدود الله معه، فإن الله قد جعل لك مخرجاً من ذلك بالخلع، لكن إذا طلبت الخلع، فننصحك بأن لا تقبلي بذلك الشاب زوجاً ما لم يتب إلى الله تعالى ويستقيم، ولكن انتظري حتى يأتيك صاحب الدين والخلق الذي يصون عرضك ودينك ويعينك على طاعة الله.
وراجعي الفتوى رقم:
15736 - والفتوى رقم: 24956.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... كيف تصلح المرأة زوجها الفاسق
تاريخ الفتوى : ... 19 ذو القعدة 1423 / 22-01-2003(55/303)
السؤال
زوجي مدمن للشات مع النساء على النت وأغلبهن ساقطات وقد وقع في حب إحداهن ولا يرى ولا يسمع لسواها ويرفض أي محاولة مني للتقرب منه وهما يعيشان سويا في الحرام وينفرد داخل البيت بحجرة خاصة ليعيش معها عبر النت المتصل بكاميرا كي يري كل منهما الآخر وهي تبثه الرسائل الجنسية حتي عبر الموبايل ويبخل علينا بنفسه وحتى أيام العطلات فهو لها وينفق عليها ببذخ ويطلب مني بيع ما أملك وأنا الآن أصبحت أكره حتى أولادي الأربعة وأضربهم بعنف وأعيرهم بأبيهم الفاسق مع أنهم أطفال وأريد الطلاق وترك الأولاد له كي يتحمل مسؤوليتهم وهو لا يبالي بأي شيء سوى عشيقته أعيش في ذل وهوان أنا وأبنائي ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على هذا الزوج أن يتوب إلى الله تعالى من جملة المحرمات التي وقع فيها قبل أن يفجأه الموت وهو على تلك الحال، فإن النظر المحرم، وما يتبعه من طامات هي أعظم منه وأكبر، وهتك حرمات المسلمين بالاعتداء على بناتهم ونسائهم، وإنفاق الأموال في سبيل غير مشروعة كل ذلك من الأمور التي يجب على المرء أن يتوب منها، لسوء عاقبتها في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً) [الفرقان:19]. وقال تعالى: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) [النساء:123].
كما أن ترك النفقة الواجبة على الزوجة والأولاد من الإثم الكبير الذي يوجب عقاب الله كذلك، ففي الحديث: "كفى بالمرء إثماً إن يضيع من يقوت" رواه أبو داود وأحمد وحسنه الألباني.
ويقول: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. هذه وصيتنا للزوج.
أما أنت أيها الزوجة، فعليك بالصبر ومداومة النصح للزوج، والدعوة له بالمعروف والقول اللين، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125].
وتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء، فإن الدعاء يرفع البلاء، ويذهب البأساء والضراء، ويجعل الله به بعد عُسر يسراً، قال تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل:62].
ويمكنك أيتها السائلة الكريمة أن تستعيني على إصلاح زوجك بتسليط أهل الخير عليه، وتحفيزهم على إصلاحه بشتى الطرق والوسائل، ونسأل الله تعالى أن يصرف عن زوجك الشر، وأن يصلح بينك وبينه، والله تعالى الهادي والموفق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/304)
الفتوى : ... جلسة صدق ومصارحة بين الزوجين تزيل الجليد
تاريخ الفتوى : ... 20 ذو القعدة 1423 / 23-01-2003
السؤال
تزوجت منذ 5 سنوات ونظرا لعيوب بي وبزوجي لم ننجب ولقد من الله علي بالشفاء أما هو فمازال الأمل ضعيفاً جداً للإنجاب وهو يبخل علي جداً بالمال ويتركني وحدي ويذهب إلى عمله من الصباح حتى منتصف الليل تقريبا ويفضل مصلحة أهله على مصلحتي ويتكاسل في الذهاب إلى الأطباء طلبا للعلاج ويبخل علي بوقته حتى معظم إجازاته وأنا أحياناً أرفض هذه العيشة بيني وبين نفسي وأتشوق إلى طفل يؤنس وحدتي وعمري الآن 31 عاماً وأخاف عندما يتعالج هو يكون العمر قد ضاع ووصلت لمرحلة اليأس وأفكر كثيرا في الانفصال ولكنني أخشى أن أكون ظالمة فيعاقبني الله ولقد توجهت إلى الله بالاستخارة كثيراً ولكني لا أعرف ماذا أفعل أفيدوني يرحمكم الله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام، فعقد الزواج إنما هو للدوام والتأبيد، ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهداً يأويان إليه، وينعمان في ظلاله الوارفة بالسعادة والهناء، ومن أجل ذلك كانت العلاقة بين الزوجين من أعظم العلاقات في نظر الشرع وأقواها، وليس أدل على ذلك من أن الله تعالى سمى العهد الذي بين الزوجين بالميثاق الغليظ، فقال الله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً [النساء:21].
وإذا كانت العلاقة بين الزوجين على هذا النحو فإنه لا ينبغي تعريضها لما يوهنها ولا التفكير فيما يقطعها، وما ذكر في السؤال من أسباب لا تدعو إلى طلب الطلاق، وإنما هي أمور تحتاج إلى جلسة صدق ومصارحة وسوف يكون فيها الخير والبركة في حياتكما بإذن الله تعالى، وراجعي الفتاوى الآتية لزاماً فإن فيها ما يفيد فيما تسألين عنه والفتاوى بالأرقام التالية:
9633 -
22639 -
17586 -
5291.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا خير في البقاء مع هذا الزوج
تاريخ الفتوى : ... 09 ذو القعدة 1423 / 12-01-2003
السؤال
زوجي متزوج علي وهو هاجر المنزل ولا يريد أن يطلقني أو أن يصرف علي أنا وولدي وأنا تعبانة جداً وحاولت أن أتقرب منه ولكنه يطلب مني أشياء لا أستطيع أن(55/305)
أفعلها مثل خلع الحجاب وشرب السجاير وشرب الخمر وأشياء أخرى مثل زوجته الأخرى وأنا لا أستطيع أن أجاريه في مثل هذه الأشياء وأنا الآن معلقه دون زوج وغير ذلك فهو يدعي علي بأفعال وكلام لم أفعله فماذا أفعل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الواقع كما ذكر فلا نرى خيراً في بقائك مع هذا الزوج الذي يأمرك بفعل هذه المنكرات العظيمة من خلع الحجاب وشرب الخمر وغير ذلك، ولا تجوز لك طاعته في ذلك لأنه لا طاعة لأحد في معصية الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
فإن لم يستقم حال هذا الزوج فعليك بطلب الطلاق منه وسوف يغنيك الله عز وجل من فضله، وإن استدعى الأمر أن ترفعي أمرك إلى القضاء الشرعي ثم تبيني له الضرر اللاحق بك من بقائك معه ليفرق بينك وبينه فافعلي، ونسأل الله لزوجك الهداية ولك التوفيق وحسن العاقبة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كراهية الزوجة لبعلها في هذه الحالة مرده لأحد أمرين
تاريخ الفتوى : ... 10 ذو القعدة 1423 / 13-01-2003
السؤال
أنا شاب متزوج منذ سنة والمشكلة أن زوجتي أصبحت لا تطيقني وذلك منذ عدة أيام، وأحيانا تخاف مني ولا تطيق أن ألمسها وهذه الحالة تبدأ عند دخولنا غرفة النوم فقط، وتصاحب هذه الحالة أحيانا شلل في اليدين والذراعين، مع العلم أن زوجتي حامل، فهل هذا نوع من السحر أم شيء آخر، أفيدوني رحمكم الله وأرشدوني إلى السبيل علماً أننا محافظان على صلاتنا وكافة أركان ديننا؟
والسلام عليكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعل هذه الحالة التي تقع لزوجتك ناتجة عن أحد سببين:
1- هو وجود الحمل، وهذا قد يحصل لبعض النساء عندما تكون في حالة حمل يحدث لديها نوع من الكراهية تجاه زوجها، ويمكن معرفة ذلك عن طريق الأطباء الموثوقين والمتخصصين.
2- تأثير السحر -كما ذكرت- وهو الأرجح، والعلاج في هذه الحالة يكون بالرقية الشرعية المشتملة على كتاب الله تعالى وأسمائه وصفاته، والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولمعرفة كيفية إزالة السحر، انظر الفتوى رقم:(55/306)
5433 - والفتوى رقم: 10981.
ويمكنك عرضها على من يعالج بالرقية الشرعية من أهل الخير والصلاح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عالج أمورك بحكمة وواقعية
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو القعدة 1423 / 07-01-2003
السؤال
أنصح زوجتي باستمرارها على الصلاة وعدم استخدامها أدوات المكياج ولكنها تصر على عدم تنفيذ ماأنصحها به فما رأي الدين افادكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان كيفية تعامل الرجل مع امرأته التي لا تصلي، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها:23282 20353 22559
أما استعمالها للمكياج بعد نهيك لها عنه فإنها تعد عاصية بذلك. وينبغي أن تعالج هذا الأمر معها برفق وحكمة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يجوز للزوجة طلب الطلاق للضرر
تاريخ الفتوى : ... 26 شوال 1423 / 31-12-2002
السؤال
السلام عليكم. امرأة عقدت قرانها في الجزائر في حضور أحد المشايخ والشهود ولكن من دون عقد رسمي وعاشرها زوجها وبعد ذلك سافرت إلى فرنسا علما بأنها تحمل الجنسية الفرنسية وبعد ذلك علمت بنية زوجها من أن هذا الزواج هو للمصلحة فقط، وبعد ذلك قاطعها أكثر من 7 سنوات وطبعا لم يصرف عليها أبداً فهل لها أن تطلق نفسها وأين؟ وكيف؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزواج الذي تم بالصورة المذكورة صحيح، لاشتماله على الأمور التي يصح بها عقد النكاح، وقد بيناها في الجواب رقم: 5962 ولا تضر نية المصلحة من قبل الزوج، ما لم يصرح عند العقد بأنه سيطلقها بمجرد حصول مصلحته وغرضه، لأنه يكون حينئذ زواج متعة، وزواج المتعة باطل، وقد بينا ذلك في الجواب رقم: 8003 والجواب رقم:
4632
وإننا لننصح هذا الزوج بأن يتقي الله في زوجته، وأن يعاشرها بالمعروف، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف [النساء: 19] وقال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ(55/307)
بِالْمَعْرُوف [البقرة:228] وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا [البقرة:229] وقال صلى الله عليه وسلم: والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته. متفق عليه.
وقال: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وليعلم الزوج أنه مسؤول عن زوجته يوم القيامة، ومحاسب على تقصيره في المبيت عندها والنفقة عليها، فليبادر بتصحيح خطئه، واستدراك أمره، قبل أن يدركه الموت وهو على ذلك.
فإذا وجدت الزوجة أنه لا سبيل إلى الإصلاح بينها وبين زوجها بالكلام الطيب وتوسيط أهل الخير ونحو ذلك، جاز لها أن تطلب الطلاق منه للضرر اللاحق بها، مع توثيق ذلك في الجهات الرسمية بالبلاد التي تعيشين فيها، لئلا يدعي الزوج بعد ذلك أنك باقية على عقد النكاح السابق، ويمكنك إثبات هذا الزواج عندهم بالشهود الذين حضروا العقد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفترة الزمنية بين وعظ الناشز والهجر والضرب
تاريخ الفتوى : ... 21 شوال 1423 / 26-12-2002
السؤال
كيف يرتب السقف الزمني بين الموعظة والهجر في المضجع والضرب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أرشد الله الأزواج إذا علموا نشوز زوجاتهم بقوله: واللائي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً [النساء:34] وقد نص المفسرون والفقهاء على لزوم التدرج على النحو الذي ذكرته الآية الكريمة، قال الإمام الرازي في تفسيره: والذي يدل عليه نص الآية أنه تعالى ابتدأ بالوعظ، ثم ترقى إلى الهجران في المضاجع، ثم ترقى إلى الضرب، وذلك تنبيه يجري مجرى التصريح في أنه مهما حصل الغرض بالطريقة الأخف وجب الاكتفاء به، ولم يجز الإقدام على الطريقة الأشق.
وقال الكاساني الحنفي: فإن كانت ناشزة فله أن يؤدبها، لكن على الترتيب، فيعظها أولاً على الرفق واللين، فلعلها تقبل الموعظة فتترك النشوز، وإلا هجرها، فإن تركت النشوز فبها، وإلا ضربها. والمقصود بالضرب هنا في الآية: هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحة، قال عطاء: قلت: لابن عباس ما الضرب غير المبرح؟ قال: بالسواك ونحوه.
وبالنسبة لما سألت عنه من وجود تحديد زمني بين هذه الأطوار الثلاثة، فالجواب أنه لا يوجد تحديد زمني إلا بين الهجران والضرب فغايته عند العلماء شهر، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين أسرَّ إلى حفصة بحديث فأفشته إلى عائشة.
قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل عند قوله: ثم هجرها. وغايته شهر، ولا يبلغ به أربعة أشهر التي للمولي.(55/308)
وحده صاحب الإنصاف بما دون ثلاثة أيام حيث قال ما نصه: قال المجد: إذا بانت أماراته زجرها بالقول ثم هجرها في المضجع والكلام دون ثلاث. انتهى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم هجر المرأة بيت زوجها لمجرد التعدد
تاريخ الفتوى : ... 20 شوال 1423 / 25-12-2002
السؤال
ما حكم من تركت زوجها لانه تزوج عليها وذهبت لبيت أهلها؟
وهو لا يسأل عنها ولا عن أبنائه لمدة 3سنوات مع العلم أن الزوج من أهلها
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تترك بيتها وتهجر زوجها لمجرد أنه تزوج بأخرى.
فالله سبحانه وتعالى قد أباح للرجل الزواج بأكثر من واحدة ما دام قادراً على تحقيق العدل بينهن والقيام بحقوقهن الشرعية من غير تفريط، قال تعالى ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ...) وما فعلته هذه المرأة من ترك بيتها وهجران زوجها معصية يجب عليها أن تتداركها بالتوبة والعودة إلى زوجها، والقرار في بيتها مع أبنائها.
ولتعلم أن فراق الزوج بدون سبب أو ضرر يلحقها فيه إثم كبير وذنب عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة " رواه أبو داود والترمذي.
والزوجة إذا خرجت من بيت الزوجية بغير إذن زوجها ورضاه تعتبر ناشزاً، وتسقط بذلك حقوقها الزوجية حتى ترجع إلى طاعة زوجها.
أما أولاده فتجب لهم النفقة والكسوة والسكنى على كل حال، وعلى الزوج إعطاء ما يجب عليه من نفقة لأولاده للفترة السابقة. وينبغي له معالجة مشكلة زوجته بالمسامحة والتغاضي وبما يبقي عصمة الزوجية.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة لعل زوجك يرشد
تاريخ الفتوى : ... 14 شوال 1423 / 19-12-2002
السؤال
زوجي علي علاقة بامرأة من شياطين الإنس وهي قامت بعمل غسيل مخ له ومقنعاه بأنها أشرف امرأة رغم أنها تعاشره معاشرة الأزواج دون زواج بدعوى الحب وهي ترفض الزواج منه في الحلال وتبثه مثيرات جنسية عبر الموبايل والإنترنت فأصبح مدمناً لها ولمثيراتها وهو ينفق عليها ببذخ وغيره وهو رافض لسماع أي نصح في هذا الموضوع وإلا طلقني الطلقة الثالثة المتبقية لي ورماني بأبنائنا الأربعة في(55/309)
الشارع والسؤال: هل من سبيل لاسترداد هذا الرجل لعقله؟ وهل هناك آيات قرآنية معينة أتلوها فتبطل كيد هذه الشيطانة عن زوجي وتهديه وتصلح حاله؟
أفيدوني يرحمكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يفعله هذا الرجل من ارتكاب الفواحش وتضييع الحقوق...... أمر منكر يجب عليه الإقلاع عنه والتوبة منه، وعليك بدوام نصيحته وتخويفه من غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة.
وعليك أن تهدديه بأنه إذا لم يرجع إلى رشده أنك ستفضحين أمره أمام الأهل والأقارب وأمام القضاء الشرعي، لعل أن تكون له بقية مروءة فيخشى من الفضيحة أمام الناس، وإن الله تعالى ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وقبل ذلك وبعده عليك بكثرة الدعاء له بالاستقامة والرجوع إلى الله تعالى وخاصة في أوقات الإجابة في الثلث الأخير من الليل ودبر الصلوات المكتوبة وفي أثناء السجود..... لعل الله تعالى أن يهدي قلبه، ولمزيد من الفائدة نحيلك إلى الفتوى رقم: 4489.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
معرفة سبب المشكلة يساعد على الإصلاح
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو القعدة 1423 / 05-01-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ حوالي ثلاثين عاما, أقوم بجميع واجبات الزوجية، مشكلتي هي كالآتي، في السنوات الأخيرة تغير زوجي كثيراً حيث أصبح يعاملني بقسوة يجرح شعوري في كل مرة نتناقش فيها عن أبسط الأمور، بل وأكثر من هذا لم يعد يهتم بمتطلبات المنزل ولا بالأولاد، سؤالي هو : ماهي الطريقة التي يجب أن أتبعها في تعاملي معه خاصة حينما يستفزني بكلماته النابية، دون أن أغضب الله تعالى فإني أخاف الله وشكرا جزيلاً....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على الاحترام المتبادل بين الزوجين والتفاهم بينهما في حل المشكلات التي قد تعرض لهما، لأن من مقاصد الشرع في الزواج حصول الاستقرار والراحة النفسية، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].(55/310)
وقد يتخلف هذا المقصد لأسباب قد ترجع إلى المرأة أحياناً بأن تفرط في اهتمامها بنفسها من حيث الزينة والنظافة، أو أن تفرط في تدبير أمر بيتها وأولادها، فينصرف قلبه عنها وهي في غفلة عن كونها السبب في كل ما يحدث، فإذا كان الأمر كذلك.. فإن المرأة تملك من الأساليب والإغراءات ما تستطيع أن تلفت بها نظر زوجها إليها، وتكسب قلبه وحبه بذلك، فلتتذكر الأخت السائلة هذا الأمر.
وقد ترجع الأسباب إلى الرجل نتيجة لسوء خلقه وضعف عقله وجهله بدينه، فعلى المرأة الصبر عليه لاسيما إن كان له منها أولاد، كما أن عليها مناصحته والاستعانة في ذلك بأهل العلم وأهل الرأي من أهله وأهلها عسى الله عز وجل أن يصلح بينهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تعجزي عن تقويم انحراف زوجك
تاريخ الفتوى : ... 20 شوال 1423 / 25-12-2002
السؤال
أنا متزوجة وما يقلقني هو بعض الممارسات الجنسية من قبل زوجي، حيث يقبل فرجي ويلعقه بلسانه" تقليدا لما يشاهده على الدش الأوروبي" وأنا عجزت معه بأن يلغي الدش من بيتنا مراراً لكن لا حياة لمن تنادي، أفيدوني جزاكم الله كل خير.......
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الكلام عن آداب الجماع والقضايا المذكورة في الفتاوى التالية أرقامها:
3768 -
20029 -
2798 -
11725.
وما ننصح به السائلة الكريمة ألا ينفد صبرها من النصح والتذكير فإن الشيطان هو الذي يوصي إليك بالعجز، وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن العجز فقال: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.
واتبعي معه وسائل النصح المبينة في الفتوى رقم:
13288، والالتجاء إلى الله أن يصلح حاله، ولا تَكَلِّي من الدعاء في كل وقت وخاصة وقت السحر فإنه وقت إجابة للدعاء، ولا بأس بالاستعانة في إصلاحه بصالح أهلكما والخيرين من أصدقائه ومن لهم التأثير عليه، فإن تعذر إصلاحه وإقلاعه عن متابعة القنوات الفضائية وما فيها من بلايا فلا ننصحك بالبقاء معه، واذهبي إلى بيت أهلك وطالبيه بالطلاق، فإن رضي وإلا فارفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية.. وعسى الله أن يهيئ لك من أمرك رشداً.
والله أعلم.(55/311)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الإصلاح الوعظي فالأسري وإلا فالفراق
تاريخ الفتوى : ... 05 شوال 1423 / 10-12-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله
سؤالي هو أني تزوجت منذ خمسة أشهر والغريب أن زوجتي لا تريدني وتفكر في إنسان ثاني وأنا أرى عليها هذه العلامات من كلامها في الهاتف مع زميلتها وأنا أقول لنفسي اصبر واحتسب وتاره أقول هذا شيء لا يصلح أن أسكت عليه مع العلم أنها كانت تفكر فيه قبل، وتاره حتى الكلام معي في الهاتف إذا سافرت لا ترد علي أو تقول أريد أن أنام أو من الكلام الذي يؤثر في نفسي وأنا أعتبر هذا تكفيرا لذنوبي التي اقترفتها من قبل وصبرت لعل الله يكفر عني سيئاتي الماضية فما هو رأيكم جزاكم الله خيراً مع العلم أن سؤالي واضح لكم ومعناه معروف علماً بأنها كانت تقول لي أنت ظلمتني ظلمتني حتى فكرت أن أطلقها يوماً من الأيام حتى لا أسمع هذه الكلمة هذا والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أخي السائل بنصح زوجتك بالتي هي أحسن وتذكيرها باليوم الآخر لعلها تستجيب وترجع إلى الحق، وتدع التعلق بمن هو أجنبي عنها ولك الأجر العظيم على ذلك، فإن أبت وتمادت فلا فائدة في العيش معها، ولا بأس بإخبار أهلها وأقاربها بعملها عسى أن يكون لهم تأثير عليها، فإن عدمت الحيلة فإن النساء كثير، ولا يصح البقاء معها لأنه من الصعب أن يوافق الطبع الطيب طبع امرأة خبيثة مستهترة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج الزوجة التي تتطاول على شريك حياتها
تاريخ الفتوى : ... 26 رمضان 1423 / 01-12-2002
السؤال
زوجتني تسبني وتقلل أدبها علي علما بأنني إنسان محافظ على الصلوات الخمس ولا أخاف إلا من الله وقائم بواجباتي الزوجية على أكمل وجه ومعروف في مجتمعي بفعل الخير ومساعدة الناس 0لكن بسبب خلاف بين الأسرتين وعندما نتناقش في الموضوع أحذرها من التدخل في هذه المشاكل وأذكرها بذلك فيشتد غضبها وتبدا بسبي(55/312)
علما أنني لست مقدرا إلا والدي لعدم إزعاجهم وزعلهم0علما بأنها قد سبق وأن كررت عدم احترامها لي0وسبق أن أخذتها لأهلها بسبب عدم الاحترام لي0أفيدوني أفادكم الله ماذا أفعل 0علما بأنها حامل في الشهر السابع0
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما تقترفه هذه المرأة من عصيان لزوجها، وعدم احترامه، وسبِّها له منكرات عظيمة يجب عليها التوبة منها، والإقلاع عنها، وعليها أن تتقي الله تعالى في أقوالها وأفعالها.
والمرأة العاقلة هي التي تعالج الأمور بحكمة وروية دون عناد وشقاق، ولا شك أن المرأة المسلمة ذات الخلق القويم والدين الراسخ يمكنها في الغالب أن تحول والدة زوجها وقريباته من العداء إلى الألفة والمحبة، وذلك بكلمتها الطيبة وتسامحها، وانظر الفتاوى التالية 19419 21551 21322 1032 3698 1780
ولا ننصح الزوج بالطلاق بل عليه أن يسعى في إصلاح زوجته، وتربيتها، وتعليمها، وأن يكون ذا شخصية قيادية حازمة حكيمة تدعو الزوجة لاحترامه، ومن ذلك استخدام الشدة في وقتها المناسب، واللين في وقته المناسب، وانظر الفتاوى رقم 6897
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التمس الأعذار، ولا تلتمس الزلات
تاريخ الفتوى : ... 04 محرم 1424 / 08-03-2003
السؤال
بحق من خلق السماء والأرض أن تفيدوني برد جازم في مشكلتي عسى الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم بالله خالق السماء والأرض أن تعجلوا بردكم علي حتى لا أتخذ قراراً يغضب رب العالمين.
فمشكلتي أنني شاب أبلغ من العمر 31 عشت فترة شبابي كلها في فسق وانحراف ليس بسبب سوء التربية ولكن بسبب أصحاب السوء والتقصير في تربيتي إسلاميا منذ الصغر، هذا ما تفتحت عليه عيناي الآن وأدركته بعد أن هداني الله وأصبحت من رواد المساجد، ممن يخافون رب العالمين أعمل بالخارج منذ سنوات وبحكم بعدي عن بلدي فقد اختار لي أهلي فتاة ريفية من قرية تقرب من نفس القرية التي أقطن بها لم أعرفها لا أعرف أحداً من أهلها فسلمت الأمر إلى أهلي بحكم أنهم يعلمون عني بهذه الأمور وأنها بنت ناس طيبين وسمعتهم طيبة فأنا لا أريد أكثر من ذلك المهم سامحوني في الإطالة لأن الأمر مصيري المهم تمت خطبتي لهذه الفتاة وأنا غير موجود بواسطة الأهل ونزلت بعد ذلك بعام تقريباً ولكن ضاق صدري عندما دخلت إلى هذا البيت لم أحس بارتياح لأوضاع تضيق صدري مثل وجود أحد أقاربهم بالبيت ورب البيت غير موجود وتشنجت لهذا وكانت ردود بعض المقربين أنني تعديت قليلا وللأسف هذه نظرة كثير من الناس في مجتمعنا لهذه الأمور أما أنا(55/313)
على عكس ذلك على الرغم من أنني كنت منحرفاً، ولكن لا أقبل بهذه الأمور على أهلي أو في بيتنا المهم بعد الخطبة بعام نزلت من الخارج مرة أخرى لأتزوج من هذه الفتاة وتم الزواج، ولكن بعد الزواج وجدت لديها بطاقة فسألتها عنها قالت: من صديقة فسألتها ما اسم صديقتك هذه قالت نجلاء، ولكن الحرف المكتوب لا يدل على أن صاحبتها اسمها نجلاء والحرف الثاني طبعاً أول حرف من اسم زوجتي فصفعتها وقلت لمن البطاقة وبعد ضرب وتعنيف اعترفت أنها بطاقة من شاب أرسلها لها عن طريق صديقة لها وهي طالبة بالمدرسة ولم تهتم بهذا الأمر، واخترعت لي كذبة وحكاية لم أقتنع بها، فسألتها ما دامت البطاقة ليست لها أهمية عندك لماذا تحضرينها من بيت أهلك إلى بيتي فلم تجب، المهم أنني غفرت لها هذا بعد بكاء شديد منها وتوسل لي وطلب السماح وكان رد فعلي أنني كنت كريماً معها وغفرت لها ذلك
وجلست معها ثلاثة أشهر، وعدت مرة أخرى إلى الخارج وعدت بعد شهر لها بإجازة جديدة فأصبحت تساؤلات زوجتي عن أخي الذي يصغرني سناً كثيرة ووجد بألبوم الصور صورة أخي فكان ذلك كالخنجر بالنسبة لي وتمالكت وعملت نفسي لا أبالي فأخي هي لم تره حتى الآن لأنه أيضاً بالخارج فما أحسه والله ميول زوجتي إلى أخي الذي لم تره وهذا من انتباهنا الشديد عندما نجلس في منزلنا وتتحدث أمي مع أختي أو أبي عن أخي هذا قد أحس بالجنون سافرت وطلبت أن تجيء إلي حتى تعيش معي في البلد الي أعمل فيه لأنني لا أستطيع السفر ذهاباً وإياباً كل فترة فوافقت ..
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول للأخ السائل هون عليك فالأمر جد يسير إن شاء الله، والذي يظهر من حالك أنك رجل شديد الغيرة، والغيرة صفة محمودة في الرجل، لكنها قد تنقلب إلى صفة مذمومة إذا تجاوزت حدود المعقول، فنصيحتنا لك ألا تطلق لغيرتك العنان، وعليك أن تردها إلى حد الاعتدال، ثم اعلم أن ديننا الحنيف يدعو إلى تقوية بنيان الأسرة المسلمة، لأن الأسرة لبنة المجتمع، فإذا كانت قوية كان المجتمع قوياً، ولهذا فقد طلب الشارع أموراً من شأنها أن تزيد الأسرة والمجتمع قوة وصلابة، كبرِّ الوالدين وصلة الرحم، والإحسان إلى الزوجة... إلخ.
وحذر من أمور من شأنها أن تضعف الأسرة المسلمة أو تقوض أركانها، ومن ذلك ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " وعن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً، يتخونهم أو يتلمس عثراتهم. متفق عليه، واللفظ لمسلم
وعليك أخي السائل أن تعمل بهذين الحديثين السابقين، فإن كرهت من أهلك خلقاً فسترضى منها خلقاً آخر بإذن الله، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،(55/314)
وأحسن الظن بأهلك، ولا تتخونهم، فذلك أحرى أن تدوم العشرة بينكما، ثم اعلم أن احتفاظ امرأتك ببطاقة ما ليس دليلاً على تعلقها بصاحب البطاقة، فلربما حملتها مع أغراضها مصادفة من غير قصد، ولربما احتفظت بها عمداً لسبب ما يتعلق بالبطاقة وليس بمن أرسلها.
على أي حال فالتمس الأعذار، ولا تلتمس الزلات، ثم إن سؤالها عن أخيك ليس دليلاً كذلك على تعلقها به، فطبيعة المرأة أنها تريد أن تعرف كل شيء عن زوجها، وعن أهله، ولهذا ربما تكثر السؤال عن إخوانه وأخواته. ونصيحتنا لك أن تترك هذه الوساوس والهواجس التي تشعر بها، فإنما هي من الشيطان اللعين الذي يريد أن يوقعك في شباكه حتى يفرق بينك وبين زوجك، فاستعذ بالله منه، والجأ إلى الله سبحانه، وهو القائل جل وعلا: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) ، وقم باستقدام زوجتك إلى البلد الذي تعمل فيه، فإن البعد كما قالوا يولد الجفاء، وتحبب إليها وأحسن عشرتها، وتمثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، فإذا فعلت ذلك فسترتاح نفسك بإذن الله، والله المسؤول أن يطهر قلبك، وأن يؤدم بينك وبين زوجك.
هذا؛ وقد جاء في معرض سؤالك أنك قد صفعت امرأتك وضربتها، فاعلم أن صفع المرأة على وجهها لا يجوز بحال، لحديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت. رواه أبو داود وقال النووي : حديث حسن، قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود: وفيه دليل على وجوب اجتناب الوجه عند التأديب انتهى.
كما أن ضرب المرأة عموماً لا يشرع للرجل بغير إذن شرعي كالنشوز، على أن يسبقه الوعظ ثم الهجر في الفراش، وعلى أن يكون ضرباً غير مبرح، بل قد قال الشافعية: الأولى ترك الضرب مع النشوز. وقد قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) [النساء:34]
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... لا تطلق امرأة لإرضاء أخرى
تاريخ الفتوى : ... 04 رمضان 1423 / 09-11-2002
السؤال
تزوجت من أرمله أخي لتربية أولاده القصر وكانت زوجتي موافقة ولكنها الآن رفضت هذا الزواج بل وطلبت إما أن تكون وحدها أو أطلقها علماً بأنني أريد تربية أولاد أخي ولاسيما أنه لا يوجد لدي أطفال ؟(55/315)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد حرم على الزوجة أن تطلب الطلاق من زوجها لغير سبب يقتضي ذلك، فقد روى أصحاب السنن عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة.
وطلب زوجتك للطلاق من أجل عدم طلاقك لزوجتك الأخرى سبب غير شرعي، ولا يجوز لها أن تفعل ذلك بشرط أن توفر لها سكناً مستقلاً عن الزوجة الأخرى، وتقوم بحقوقها المادية والأسرية.
فعليك أن تنصحها وتذكرها بالله وبعظم ما طلبت، فإن لم تستجب فأدخل من أهلك أو أهلها أو من تراه من أهل الصلاح والخير من يصلح بينكما وينصحها ويرشدها إلى الصواب، فإن أصرت على رأيها فاهجرها واتركها تذهب إلى بيت أهلها، وتعتبر بذلك ناشزاً.
فإن مضت عليها فترة، ولم ترجع إلى الحق والصواب فلا خير في إبقائها في عصمتك.
ولا ننصحك بطلاق زوجتك أم أبناء أخيك، لعدم وجود مسوغ شرعي لذلك، وللمصلحة المترتبة على إمساكها من تربية ابناء أخيك ورعايتهم، وللأجر الذي ستناله من ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى رواه البخاري عن سهل بن سعد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الطلاق لعدم الألفة جائز والصبر أفضل
تاريخ الفتوى : ... 01 رمضان 1423 / 06-11-2002
السؤال
هل يجوز الطلاق لمجرد عدم الانسجام واختلاف المفاهيم والأفكار وذلك لاختلاف البيئة والاعراف؟ والأسوأ من هذا عدم معرفتها أو إلمامها بالطبخ أو إدارة شئون البيت؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا لم يحصل الائتلاف والودّ بين الزوجين بسبب من الأسباب، فالطلاق في مثل هذه الصور مباح، لكن الأولى بالزوج الصبر، والسعي في إزالة ما يعكر حياته مع أهله، والله تعالى يقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:19].
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" رواه مسلم.(55/316)
والفرك: البغض. والمعنى أنه لا ينبغي له بغضها، لأنه إن وجد فيها خلقاً يكره وجد فيها خلقاً مرضياً، كأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة، أو جميلة أو عفيفة أو رفيقه، أو نحو ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما ينبغي فعله عند خوف الشقاق بين الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 26 شعبان 1423 / 02-11-2002
السؤال
السلام عليكم لقد تزوجت قبل شهرين وبدأت بعض المشاكل بيننا وقد قامت زوجتي بالذهاب إلى أهلها وهي غضبى ولم أقبل بأن تأخذ أي غرض من أغراضها فقام والدها ببعث ناس لأخذ بعض الملابس ثم لم يرض بما بعثته من ملابس فقام بالاتصال بالشرطة لأخذها عن طريقهم وتم أخذها وزوجتي الآن هي عند أهلها الذين يريدون أن أطلقها وهي ترفض وخائفة أن تفقد أهلها إذا لم ترد عليهم ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي نشير عليك بفعله أن تستعين بالله تعالى، ثم بأهل الخير والصلاح لحل مشكلتك مع زوجتك وأهلها، وهذا ما أمر الله به المسلمين عند خوف الشقاق والنزاع بين الزوجين، فقال عز وجل ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) (النساء: من الآية35) فخاطب الله المسلمين جميعاً وأمرهم أن يبعثوا حكمين عند خوف الشقاق بين الزوجين، وأخبر أنه إذا صدق الحكمان في إرادة الإصلاح أن يوفقهما للاتفاق على ما فيه خير الطرفين.
نسأل الله أن ييسر أمرك ويكشف كربك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الطريق الأمثل لجمع شتات الأسرة بعد تفرقها
تاريخ الفتوى : ... 13 شعبان 1423
السؤال
متزوج وأعول أربعة أبناء ونظراً لضيق ذات اليد تحدث خلافات كثيرة مع زوجتي، لأنني صاحب "كيف" وآخر هذه الخلافات أدت إلى أنني ضربت أخا زوجتي، حتى جرح في رأسه، وحاول ابن أخي زوجتي أن يضرب والدي كما ضربت أباه علماً بأن زوجتي بعد ذلك ذهبت إلى بيت أهلها، وأنا الآن لا أنفق عليهم شيئاً، وأهلها يرفضون عودتها إلى المنزل بنفسها، بسبب كثرة مشاكلي معهم، ويريدون مني أن أذهب لأخذها بنفسي وإلا أترك البيت للأولاد وهم ينفقون عليهم، فلا أدري ماذا(55/317)
أفعل ؟ هل يتدخل الجيران ؟ أم أذهب لأخذ زوجتي وأولادي وأتنازل عن أمور كثيرة ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهديك ويوفقك للحق والصواب، وأن يجعل لك من أمرك يسراً.
ثم لتعلم أن نفقة زوجتك وأولادك واجبة عليك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت. رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني.
وقد سبق بيان حدود النفقة، وحكمها في الفتوى رقم:
19453، والفتوى رقم:
21173.
ويجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من "الكيف" الذي يضيع دينك ومالك وصحتك ووقتك، ويجعلك تقع في التقصير في حق من ولاك الله أمرهم، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ولا تتحقق توبتك إلا بترك هذا الفعل الشنيع، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه أبداً، ومما يعينك على ذلك اختيار رفقة صالحة تحضك على الخير، وتعينك عليه، والإكثار من النوافل بعد الفرائض، والمداومة على ذكر الله تعالى، وهجر أماكن اللهو والمعاصي، وننصحك في مثل حالتك بأن تذهب إلى زوجتك، وتسترضي من أغضبتهم من أهلها حفاظاً على كيان أسرتك، وجمعاً لشمل أولادك وزوجتك، فإن فعلت ذلك حلت مشكلتك، وجر الشيطان أذيال الخيبة بعد أن فشل في هدم أسرتك بما فيه من ضياع نفسك وزوجتك وأولادك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزوجة تريد الإبقاء على رباط الزوجية وأهلها يريدون الطلاق...
تاريخ الفتوى : ... 06 شعبان 1423 / 13-10-2002
السؤال
السلام عليكم
لقد تزوجت قبل شهرين وبدأت بعض المشاكل بيننا وقد قامت زوجتي بالذهاب إلى أهلها وهي زعلانة ولم أقبل بأن تأخذ أي غرض من أغراضها فقام والدها بإرسال ناس لأخذ بعض الملابس ثم لم يرض بما بعثته من ملابس فقام بالاتصال بالشرطة لأخذها عن طريقهم وتم أخذهم وزوجتي الآن هي عند أهلها الذين يريدون أن أطلقها وهي ترفض وخائفة أن تفقد أهلها إذا لم ترد عليهم ماذا أفعل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصحك بألاَّ تعجل في اتخاذ قرار الطلاق، فاستخر الله أولاً، واستشر من تثق فيه من أهل الخير.(55/318)
وإذا كنت تعلم أن زوجتك تريد الرجوع إليك إلا أن أهلها هم المعارضون، فحاول أن تقنعهم بلطف، أو استعن بمن يقنعهم ممن له كلمة عليهم.
وعليك باللجوء إلى الله أولاً وآخرًا بأن يسهل أمرك، وأن يختار لك ما فيه الخير، نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كوني أداة خير وإصلاح
تاريخ الفتوى : ... 23 رجب 1423 / 30-09-2002
السؤال
أنا امرأة متزوجة سعيدة مع زوجي ولله الحمد ولكني أواجه مشاكل مع أم زوجي التي تسكن معي في البيت حاولت كثيراً أن أتجنب المشاكل وأن أدفع السيئة بالحسنة لعلي أمحوها لكن محاولاتي الطويلة باءت بالفشل فلم أجد حلا سوى أن أطالب زوجي بسكن مستقل خاص بي سؤالي هو هل هذا الطلب جائز لي شرعا أو أنه حرام علما بان أم زوجي ما زالت شابة وهي مرتاحة مادياً ولا يضرها شيء أن أسكن لوحدي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا مع العلم أن زوجي يرفض الفكرة تماماً ويفضل الطلاق عليها كيف عساي أن أتصرف.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحمد لله الذي جعل بينك وبين زوجك مودة ورحمة ونسأله سبحانه أن يديم ذلك عليكما.
ولقد أحسنت أيما إحسان في تعاملك مع أم زوجك، حيث إنك تدفعين السيئة بالحسنة، وتتجنبين الوقوع في كل ما يؤدي إلى الشقاق، والصدام معها، وننصحك بمواصلة ذلك، وبهذا سيصلح الله تعالى حالكما إن شاء، كما قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34].
وإياك ثم إياك أن تكوني أداة إفساد بين الرجل وأمه، فإن لها حقاً عظيماً عليه، وطاعتها سبب لدخوله الجنة، ففي مسند الإمام أحمد أن رجلاً أتى أبا الدرداء، فقال: إن امرأتي بنت عمي، وأنا أحبها، وإن والدتي تأمرني أن أطلقها، فقال: لا آمرك أن تطلقها، ولا آمرك أن تعصي والدتك، ولكن أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الوالدة أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأمسك، وإن شئت فدع".
وينبغي لك أن تعلمي زوجك بما يصدر من أمه من أخطاء وتصرفات سيئة، وهو إن شاء الله سيقوم بإصلاحها بالرفق والحكمة، وسيجعل لها الحلول المناسبة، واعلمي أن بعد العسر يسراً، وأن بعد الكرب فرجاً.
نسأل الله تعالى أن يصلح الحال والمآل إنه ولي ذلك والقادر عليه.(55/319)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اصبري واحتسبي وانصحي زوجك ما أمكنك ذلك
تاريخ الفتوى : ... 16 رجب 1423 / 23-09-2002
السؤال
أنا زوجة جامعية وزوجي طبيب ولدينا 4 أبناء بعد 10 سنوات زواج ومنذ سنتين وهو على علاقة بأخرى عرفها عن طريق الشات على الإنترنت وتقول أن بينهما ورقة عرفية لا يعلم بها سوى الله وهما فقط وهي مطلقة ولديها طفلان منذ عرفها كرهني بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني وأصبح لا يطيق المكان الذي أجلس به وحرّمني على نفسه ولا يستحل سوى الأخرى وللأسف فلقد أدمن طريق النساء في الحرام حاولت معه بشتى الطرق وكلما تاب واستغفر أعادته الأخرى، وأنا الآن في حيرة فلقد طلقت مرتان بسبب هذا الموضوع هل أطلب الطلقة الثالثة وهو يتمنى ذلك أم أظل أتجرع كأس العذاب أنا وأبنائي لأنه ليس لنا أي مصدر رزق آخر وأتحمل ما أنا فيه من ذل وإهانة معنوية وبدنية ماذا أفعل أفيدوني يرحمكم الله ولا تهملوا رسالة أم صابرة على البلاء من أجل أبنائها والخوف من كلمة الطلاق ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عقد النكاح الذي فقد الولي والشهود عقد باطل وقد تقدمت التفاصيل في الفتوى رقم:
5962.
أما بالنسبة لمشكلتك فاجتهدي في نصح زوجك ونهيه عن الفجور، فإن تاب وأناب فذلك المطلوب، وإن لم يتب فلا خير في بقائك مع رجل زانٍ بل ولا ينبغي لك ذلك، فاطلبي الفراق، وسيخلف الله عليك بمن هو خير منه إن شاء الله، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً [النساء:130].
وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
نسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تهمل الصلاة ولا تطيع زوجها ...... إمساك أم فراق
تاريخ الفتوى : ... 16 رجب 1423 / 23-09-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتي لا تطيعني في كثير من الأمور ولا تهتم بأمور دينها خاصة الصلاة وخصوصا صلاة الفجر وتنقل كافة أسرار بيتها إلى أهلها ونهرتها كثيراً في ذلك(55/320)
ورفضت زيارة والدتي المريضة هي وأهلها نهائيا علماً بأنني أمرتها كثيراً في ذلك واستعملت معها كافة الوسائل الشرعية من وعظ وهجر وضرب خفيف وإنني أعمل الآن في السعودية أرسلت لها للحضور ورفضت ورفض أهلها حضورها أرسلت لها أهل الخير لعمل إجراءات السفر
فرفض والدها السفر فهل يجوز طلاقها والزواج بأخرى خوفا من الفتنة وجزاكم الله خيراً....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الأمر كما ذكرت، فإننا ننصحك بعدم التعجل بالطلاق حتى تستخير وتستشير، وتتخذ كافة السبل لعلاج المسألة، فإذا وصلت إلى قناعة تامة بالطلاق فليس عليك شيء، فإنه لا يجوز للمرأة أن تخالف أوامر زوجها وخاصة فيما يتعلق منها بالصلاة وحقوق الله، ولا خير لك في امرأة لا تصلي أو تتهاون بالصلاة وترفض أن تعيش معك حيث تعيش مع خوفك الفتنة على نفسك، أما الزواج بأخرى فهو حلال لك سواء طلقت الأولى أو لم تطلق، نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... والزوج كذلك يقع منه النشوز
تاريخ الفتوى : ... 17 رجب 1423 / 24-09-2002
السؤال
ماحكم الإسلام في العنف غير الظاهر لرجل ضد زوجته, لا يصاحبها ولا يرعى حقوقها غير المادية ويعاملها بجفاء تام, أتستمر في طاعته رغم كل معاناتها وكيف تقنعه بمنحها الطلاق إذا أبى أن يتعامل معها بحسن ويصون كرامتها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف كما أمره الله تعالى بقوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].
وبقوله تعالى: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [البقرة:231].
وإذا فرط الزوج في حق زوجته، وأساء عشرتها، وأغلظ في معاملتها فعليها بالصبر والتحمل والتزام طاعته في المعروف، ولما له عليها من الحق، وعليها أن تحتسب الأجر عند الله تبارك وتعالى، فإذا نفذ الصبر ولم تستطع البقاء معه والقيام بحقه وخشيت على نفسها الوقوع في الحرام فعليها أن تعلم زوجها بحالها.. إما مباشرة وإما بواسطة وليها أو أحد أقاربها لعل زوجها يراجع نفسه، ويصلح حاله، ويمسكها بمعروف، أو يفارقها بمعروف، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
12805.(55/321)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحفاظ على رابطة الزوجية سعادة في الدنيا وفلاح في الآخرة
تاريخ الفتوى : ... 16 رجب 1423 / 23-09-2002
السؤال
تزوجت من ابنة عمي لمدة أحد عشرعاما وأقمنا في محل إقامتي ثم سافرت خارج البلاد وعدت فوجدت أبويها في حاله مرضية تستدعي إقامتها معهم فأقمنا في محافظة ثانية معهم ثم تم نقل عملي من تلك المحافظة إلى مكان إقامتى الأصلي وهو نفس المكان الذى تم فيه الزفاف ويوجد به مسكن الزوجية الأصلي فرفضت زوجتي السفر والإقامة معي في بيت الزوجية وبجانب عملي ولجأت إلى القضاء طلبا للطلاق للضرر لعدم إقامتي معها عند والديها..... ماهو حكم الدين والسنة في هذه الزوجة التي أبقت على أهلها دون زوجها مع العلم أنني قد راعيت الله فيها مرات عديدة ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على التفاهم بين الزوجين. وللسعي في حل الخلافات التي قد تطرأ بينهما لا بد من توخي الحكمة، لئلا يترتب على ذلك تشتت الأسرة وضياع الأبناء.
وعلى هذا فإننا نقول: إنه مهما أمكن التوصل إلى حل يجمع بين المصلحتين فهو أولى، فإن أمكن الحصول على الموافقة بالعمل في تلك المحافظة التي يقيم بها والدا زوجتك، فهو أفضل، حتى تتحقق رغبة زوجتك، ولعلها أن يكون والداها في حاجة إلى رعايتها ومتابعتها، ولما في ذلك من تطييب لخاطرها.
فإن تعذر الجمع بين المصلحتين، فالزوجة ملزمة بطاعتك، إذ أن المرأة إذا تم زواجها، فإن حق زوجها مقدم على حق والديها، فطلبها للطلاق لأجل الضرر هنا ليس في محله، فإن أصرت على ما هي عليه من عدم الاستجابة للانتقال معك، فعليك أن تتبع الطرق الشرعية لعلاج نشوز المرأة، ولمعرفة هذه الطرق وغير ذلك راجع الفتوى رقم:
19419 والفتوى رقم:
1225.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تتعجلي في طلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 15 رجب 1423 / 22-09-2002
السؤال
السلام عليكم(55/322)
أنا من سوريا عمري 24 متزوجة من شاب من لبنان تعرفت عليه عندما كنت أدرس في لبنان . وكانت علاقتنا نزيهة وبعد سنتين تزوجنا ولكن تغير زوجي بشكل كبير
أصبح يضربني لأتفه سبب وبشكل مبرح جدا ولا يقدر إن كنت مريضة أو لا، يعمل كضابط في الجيش ولكنه يحضر 4 ساعات فقط في الأسبوع من عمله وباقي الوقت في المنزل يتدخل بكل شيء ويكره أهلي جدا مع أني أقسم بالله أن أهلي يكرمونه جدا . حاليا أنا عند أهلي في سوريا وأفكر في الطلاق لأن الحياة معه أصبحت جحيما ولكنني خائفة بأن يقال عني مطلقة . شكرا لكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز ربط علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجية، ولا يمكن ان يقال لمثل هذه العلاقات إنها نزيهة، وعلى من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله ويستغفره.
أما بالنسبة لمشلكتك فإننا نصحك بعدم التعجل بطلب الطلاق حتى تتخذي كافة الوسائل المعينة على حل المشكلة، وحتى تستخيري الله، وتستشيري من تثقين به، فإذا فشلت الوسائل، ووصلت إلى قناعة بطلب الطلاق فلك ذلك، وسيخلف عليك الله بمن هو خير منه إن شاء الله، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً [النساء:130].
وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... آخر العلاج الكي
تاريخ الفتوى : ... 14 رجب 1423 / 21-09-2002
السؤال
مشكلتي في زوجي وطريقة تعامله معي إنه بخيل على وحتى في حالة مرضي فإنني أتكفل بعلاجي وإن سافر يحسب حساب أهله ويتركني ودائما يسافر وحده للسياحة دون أن يأخذني ولكن عندما سافرت إلى العمرة دفعت أنا تكاليف السفر لي وله وحتى أهله أبعدني عنهم مع أنني في المناسبات أرسل لهم الهدايا وهذا كله بسبب زوجي وأنا يعلم الله لا أريد الفراق ولكن تعبت من هذه الحياة ونحن متزوجون من 6سنوات وبالنسبة للاولاد ذهبت للفحص ولم يجدوا عندي شيئا يمنع الحمل أما هو يرفض حتى الذهاب للفحص أستحلفكم بالله ماذا أفعل فلم أعد أستطيع التحمل أكثر على هذا الإهمال والتجاهل والاحتقار أمام الناس
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد شرع الله تعالى في كتابه علاجاً نافعاً لدرء الشقاق الذي يتوقع حصوله بين الزوجين المتنازعين، فقال سبحانه: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ(55/323)
وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:35].
فاختاري أنت وذويك وذووه رجلين صالحين من أهلك وأهله، لينظرا فيما بينكما ويحكما في ذلك بالحق.
وإن لم يمكن ذلك فابحثي عمن يثق فيه زوجك ويطمئن إلى نصيحته، ليتولى إرشاده وتوجيهه.
وإذا استمر الزوج على طريقته في التعامل وتضررت من ذلك فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه خصوصاً أنك لم تجدي منه الولد، كما قال الله سبحانه وتعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً [النساء:130].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ترك ضرب الزوجة أولى، والمباح منه تسبقه خطوات
تاريخ الفتوى : ... 14 رجب 1423 / 21-09-2002
السؤال
ما حكم ضرب الزوجة التي تقوم بعمل مكلف من قبل الزوج بطريقتها الخاصة ولكنه لم ينل الرضا علي الرغم من أن الزوجة على حق؟ وهل من حق الزوجة في هذه الحالة أن تخاصم زوجها؟وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه القيم "المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية": والراجح أن ضرب الزوج زوجته على وجه التأديب مباح إذا لم ينفع معها الوعظ والهجر، ولم يستطع الزوج الصبر على نشوزها ومعصيتها. ويكون ترك الضرب أفضل إذا أمكن إصلاح الزوجة بدون ضرب؛ وإن استلزم ذلك الصبر عليها والاستمرار على معالجة عصيانها بالوعظ والهجر، لدلالة بعض الأحاديث النبوية الشريفة على أن الأولى والأفضل هو ترك الضرب، وهذا ما أخذ به الإمام الشافعي فعنده ترك الضرب أولى وأفضل، ويؤيد هذه الأفضلية لترك الضرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضرب زوجة له قط، فقد أخرج ابن ماجه في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً له، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئاً. .
وقال القاضي ابن العربي في أحكام القرآن: قال عطاء: لا يضربها وإن أمرها ونهاها فلم تطعه، ولكن يغضب عليها. قال القاضي: هذا من فقه عطاء، فإنه من فهمه بالشريعة ووقوفه على مظان الاجتهاد علم أن الأمر بالضرب ها هنا أمر إباحة، ووقف على الكراهية من طريق أخرى في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن زمعة: إني لأكره للرجل يضرب أمته عند غضبه، ولعله أن يضاجعها في يومه. وروى ابن نافع عن مالك عن يحيى بن سعيد أن رسول الله(55/324)
صلى الله عليه وسلم: استؤذن في ضرب النساء؟ فقال: اضربوا. ولن يضرب خياركم.
فأباح وندب إلى الترك، وإن في الهجر لغاية الأدب، والذي عندي أن الرجال والنساء لا يستوون في ذلك، فإن العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة ومن النساء، بل من الرجال من لا يقيمه إلا الأدب، فإذا علم ذلك الرجل فله أن يؤدب، وإن ترك فهو أفضل. انتهى
ومما سبق يعلم أن ليس للزوج أن يعاجل امرأته بالضرب تأديباً لها، وإنما يبدأ بالوعظ أولاً، ثم الهجر، والضرب يأتي في نهاية المطاف مع أن تركه أولى.
وعلى هذا فقد أخطأ الزوج بضربه لزوجه، وإن كان ما فعلته مما جاء في السؤال يعد عصياناً لأمره، فإنه كان عليه أن يتدرج معها على النحو الذي ذكرناه من الوعظ ثم الهجر ثم الضرب، وهو مقتضى قوله تعالى في سورة النساء: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء:34].
وليعلم أن صفة الضرب المذكور في الآية على نحو ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاضربوهن ضرباً غير مبرح.
وهو جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه، وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القرآن: والضرب في هذه الآية هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحة كاللكزة ونحوها، فإن المقصود منه الصلاح لا غير. انتهى
وأما بالنسبة لمخاصمة المرأة لزوجها، فمن الطبيعي أن تغضب المرأة من زوجها لا سيما إذا ضربها وإذا شعرت أنها مظلومة، ولا يكاد بيت يخلو من مخاصمة تثور بين حين أو آخر بين الزوجين.
ونوصي الزوجة بالصبر والصفح عن زوجها، ونوصيهما معاً بأن يتعاشراً بالمعروف، وأن يحرص كل واحد منهما على الصفح عن زلة صاحبه حتى تدوم العشرة بإذن الله.
قال البهوتي في كشاف القناع: ويسن لكل من الزوجين تحسين خلقه لصاحبه والرفق به واحتمال أذاه لقوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إلى قوله تعالى: وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْب قيل هو كل من الزوجين. انتهى
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تتسرع في الطلاق وعليك بالدواء الرباني
تاريخ الفتوى : ... 10 رجب 1423 / 17-09-2002
السؤال
أشك في زوجتي ولا أحس معها بطعم الرحة لاحتفاظها بصور أخرى في ألبوم صورها وعثوري على أشياء اعترفت أنها من شاب قبل الزواج لا أحس بحبها لي تعبت ومللت وكرهت الحياة بسببها فهل أطلقها أم ماذا أفعل؟(55/325)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل هو إحسان الظن بالمسلم، وحمل تصرفاته على أحسن محمل ممكن، ويتأكد هذا بين الزوجين لما أُمِرا به من حسن العشرة، ولما بينهما من رباط وثيق.
إذا تقرر هذا، فإن الواجب هو التروي وعدم التسرع في الجزم بوجود علاقة لزوجتك مع آخر، إذ أن الشيطان قد يقودك بسبب ذلك إلى أمور لا تحمد عقباها من خلال هذه الوساوس والتخيلات.
والأسلوب الأمثل في علاج مثل هذه المشكلة هو المصارحة لزوجتك مع ذكر عبارات حسن الظن والثقة بها، فلعلها يكون الحامل لها على ذلك خلاف ما تعتقده أنت، وفي هذه الحالة تنصحها بالتخلص من هذه الصور.
أما إن ثبت عندك يقيناً أن قلبها متعلق بحب ذلك الشاب أو أنها ما تزال على علاقة به، فعليك باتباع العلاج الرباني لنشوز المرأة والذي يتلخص في الآتي:
أولاً: وعظها وإرشادها وتذكيرها بالله تعالى.
ثانياً: هجرها في الفراش، إذا لم ينفع النصح.
ثالثاً: إن لم يكن الهجر في الفراش رادعاً لها، فلك أن تضربها ضرباً غير مبرح.
رابعاً: إن لم تنزجر بكل هذا وخشيت أن يحدث بينك وبينها شقاق، فلتحكم أهل العقل والرأي من أهلك وأهلها، فلعل الله تعالى أن يوفقهم إلى الرشاد والصواب، ولو كان بالفرقة والطلاق، قال تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً* وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:34-35].
فعليك بهذا التوجيه الرباني مع الإكثار من الدعاء أن يصلح الله بينكما، فإن القلوب بين يدي الرحمن، ولا تتسرع إلى أمر الطلاق حفاظاً على كيان الأسرة، لاسيما إن كان لك منها أولاد.
وفي ختام هذا الجواب فإننا ننصح هذه الأخت بالتخلص من هذه الصور، لأنه لا يجوز لها اقتناؤها، لأنها صور لرجال أجانب عليها، هذا أولاً، وثانياً: لأن اقتناءها ذريعة لتعلق القلب بهم وهذا محرم وخيانة للزوج، وهو أمر لا يليق بامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، وترجو رحمة الله وتخشى عذابه وغضبه، وكما أننا ننصح الأخ السائل بعدم إبقاء هذه الصور عند زوجته وأن يقوم بأخذها وإتلافها والتخلص منها، لأن ذلك داخل ضمن مسؤوليته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التشاور والتناصح بين الزوجين...خُلُق مطلوب
تاريخ الفتوى : ... 11 رجب 1423 / 18-09-2002
السؤال(55/326)
أقسمت على زوجتي بالله ألا تقص شعرها وقصته ؟ مع العلم أنها محجبة وحامل وقالت إنه يضايقها كثيراً__ على من تقع الكفارة وما إثمها
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكفارة واجبة على من حلف بالله ثم حنث من يمينه، وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأتها وليكفر عن يمينه.
ومن هنا تعلم -أخي السائل- أن الكفارة واجبة عليك لأنك أنت الذي حلفت ثم حنثت في يمينك لكون امرأتك لم تبر قسمك وقامت بقص شعرها، ولا يؤثر في الحكم كونها محجبة أو غير محجبة أو حاملاً أو غير حامل، أما قولك: وما إثمها؟ فإن كنت تقصد اليمين، فإن الكفارة رافعة للإثم إن شاء الله، وإن كنت تقصد امرأتك، فلا شك أنها قد أثمت بعدم طاعتها لك، فإن المرأة -كما لا يخفى- مأمورة بطاعة زوجها في المعروف، وطاعتها له آكد الطاعات بعد طاعة الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه. روه أحمد وابن ماجه وابن حبان عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، وحسنه الألباني.
وأما ما هو مقدار الإثم؟ فالجواب: أن علم ذلك عند الله تعالى.
ونصيحتنا لك -أخي السائل- ألا تقسم على امرأتك مرة أخرى في مثل هذه الأمور، وعليكما أن تتشاورا وتتناصحا فيما هو الأفضل لكما، ولا تغض الطرف عن رأيها، كما أنه من حسن العشرة أن تفعل ما فيه مصلحة وخير لزوجك، وقد ذكرت في سؤالك أن شعرها يضايقها، وهذا أمر ليس خاصاً بها بل هو عام في كثير من بنات آدم ممن يتمتعن بشعر طويل حيث يضايقهن طول شعرهن، ويرغبن في قصه تخلصاً من المعاناة التي يشعرن بها عند تسريحه، ولمزيد من الفائدة حول حكم قص شعر المرأة راجع الفتوى رقم:
2482 والفتوى رقم:
5570.
ولمعرفة ما يلزم في كفارة اليمين راجع الفتوى رقم:
2053.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المطلقة المدخول بها تستحق كامل المهر
تاريخ الفتوى : ... 07 رجب 1423 / 14-09-2002
السؤال
تزوجت من فتاة وفقا لشرع الله ومعايير الدين الحنيف كالآتي: عندما تقدمت إلى هذه الفتاة حددت لها كل ما يخصني وما يرضيني وما لا يرضيني أعلمتهم بأن إمكانياتي(55/327)
الكلية هي 30000 جنيه وسأقوم بعمل الآتي منها 1- مهر الفتاة مقداره 2000 جنيه 2- شراء شبكة لها كهدية مني قيمتها 5000 جنيه 3- توضيب الشقة وتتكلف 3000 جنيه 4- الباقي 20000 جنيه سأقوم بشراء العفش به 5- أعطيتها مهرا في يدها وفقا للشرع وطلبت أن يضاف المهر إلى شبكتها وقد تم ذلك 6- جهزت شقتي بالكامل من خالص مالي حيث قمت بشراء حجرة نوم جديدة وأعطتني والدتي الصالون والسفرة الخاصة بها فقمت بتجديدها وقمت بعمل مطبخ خشبي كامل مصمم وفقا لمقاسات الحوائط والدخلات والمنحنيات التي بالمطبخ وكانت التكلفة الكلية للعفش في هذه الحالة 40000. 7- قامت أختي بشراء الأجهزة الكهربائية لي كهدية منها وكانت قيمتها حوالي 9000جنيه 8- عند كتابة العقد تم كتابة المهر بعشرة آلاف جنيه ما قبض منه واحد جنيه والمؤخر 10000. 8- لم أفرض على هذه الفتاة أو أهلها أي فروض خاصة أو عامة لتجهيز المكان ولم أطلب منهم أي شيء ولكن الفتاة قامت بإحضار عدد من النجف والسجاد والصيني وما إلى ذلك، ثم تم الزواج وبعد مدة حدث خلاف كبير، وتطور الخلاف وحاولت الإصلاح ففشلت ولم يعد هناك مفر من التأديب فقمت بالذهاب إلى المأذون وذلك بعلمها وقمت بتطليقها أولى رجعية وقد أعلمها المأذون بذلك وتركتها في الشقة فترة عدتها كما يقول الشرع عسى أن ترتدع وتعود إلى رشدها ونعيش عيشة طيبة وقد قمت بالجلوس مع جدتها ثاني يوم الطلاق وأخبرتها بذلك. 13- كان الطلاق يوم الجمعة وفوجئت في الأحد التالي للجمعة التي بعدها أي بعد تسعة أيام عند ذهابي إلى الشقة بأنها قامت بأخذ كافة المنقولات التي بالشقة بما فيها المطبخ المركب والرخام
الملصق بالحوائط وقامت بإتلاف حوائط الصالة والغرفة ونزع سخان الغاز وحوض المطبخ وأخذت كل ذلك ورحلت. 14- قمت بالاتصال بأحد أقاربها وجدتها ولكن قالت والدتها بالنص اعلي ما في خيله يركبه. 15- قمت بتحرير محضر لها بسرقة كافة منقولات الشقة والتي كان بها بعض الأشياء التي تخص والدتي وجاري النظر في القضية حاليا. السؤال الآن ما هي حقوق هذه الفتاة وما لها وما عليها أرجو الرد
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهر من سؤالك أن هذا الطلاق تم بعد الدخول لأنك ذكرت اعتداد مطلقتك، والمطلقة قبل الدخول ودون الخلوة الصحيحة لا عدة عليها، وإنما نبهنا على هذا لأن سؤالك سقط منه الفقرتان 10،11 والمطلقة المدخول بها لها المهر كاملاً، المعجل منه والمؤجل.
ولا شك أن المعجل هنا هو 2000+50007000
لجريان العرف على أن الشبكة جزء من المهر، ولو سميت هدية، وأما المؤخر فهو 10000 (عشرة آلاف) كما في نص العقد.
وقد أخطأت في تسجيل المهر المعجل بأنه جنيه واحد فقط، إذ هذا خلاف الواقع، مع ما في ذلك من تعريض حق الإنسان للضياع عند من لا يخافون الله.(55/328)
وعليه؛ فيلزمك دفع هذا المؤخر وهو عشرة آلاف جنيه، إلا أن تكون قد اتفقت مع وليها على أن المهر كله -مقدمه ومؤخره- عشرة آلاف، فحينئذ لا يلزمك إلا دفع ثلاثة آلاف فقط.
وما جلبته الزوجة من نجف وسجاد وصيني فهو لها.
وما أسسته في شقتك من متاع فهو لك، لا تملك الزوجة منه شيئاً لعدم النص في العقد على أن ذلك أو بعضه من مهرها، كما يفعله بعض الناس.
ولك أن تحبس ما لها من المهر حتى تستوفي حقك، لأن ما في يدها الآن يفوق ما عندك.
ونسأل الله أن يأجرك في مصابك، وأن يخلف عليك خيراً كثيراً.
وما ذكرناه هو فتوى مبنية على ما ظهر لنا من معطيات في سؤالك، ولهذا نقول: لا بد من عرض هذه المسألة على المحكمة الشرعية للاستماع من الطرفين والوقوف على صيغة العقد وحقيقة ما تم.
وانظر حقوق المرأة المطلقة في الفتوى رقم: 20270 والفتوى رقم: 8845
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما كل البيوت بنيت على الحب
تاريخ الفتوى : ... 08 رجب 1423 / 15-09-2002
السؤال
أنا شاب في الثامنة والعشرين من العمرمتزوج ولي طفلان ولكن متزوج من ابنة عمي حيث أرغمت على هذا الزواج غصباً عني من قبل الوالد والآن صار لي مدة خمس سنوات متزوج ولكن بصراحة لم أستطع أن أحبها إلى الآن وأنا دائما أفكر بالزواج مرة ثانية ولا يمكن أن أحبها لأنها لم تكن باختياري ولكن بسبب مشكلة مع الوالد أنا أصبت بإحباط حتى كرهت الحياة لأنني غير مرتاح رغم أن البنت بصراحة مستقيمه وسلوكها سلوك حسن أنا لم أحبها وفكرت أني لو تزوجت مرة ثانية لم أطلقها ما رأيكم افيدوني جزاكم الله خيراً...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي لك أخي الكريم أن تحسن إلى بنت عمك وأم أولادك خاصة أنها شابة ملتزمة دينة وصاحبة خلق، فقلَّ أن تجد مثلها، واعلم أنك إن كرهت منها خلقاً رضيت منها آخر، وصدق الله تعالى حيث قال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19].
ولا حرج عليك في أن تتزوج بثانية وثالثة ورابعة، فقد أحل الله لك ذلك فقال: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا [النساء:3].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(55/329)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يحرم على الزوجة الامتناع من زوجها
تاريخ الفتوى : ... 24 جمادي الثانية 1423 / 02-09-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للرجل أن يتهم زوجته بالزنا دون أن يراها تفعل الفاحشة مع أن زوجته لا تطيعه في كل ما يريد مثلا النكاح متى أراد وأيضا تخالط الأجانب فلذلك فإن الرجل يتهم زوجته بالزنا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم شك الزوج في زنا زوجته في الفتوى رقم:
7331 والفتوى رقم:
17640 فراجعهما.
أما بشأن امتناع الزوجة عن الموافقة فيما ترغب فيه من الفراش فهو أمر محرم عليها شرعاً، إذ يتوجب عليها تلبية طلبك بهذا الشأن ما لم تكن معذورة بعذر شرعي من حيض أو نفاس أو مرض، وإلا استحقت اللعنة ليلتها تلك حتى تصبح، لما ثبت في الحديث المتفق عليه واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وننبه السائل إلى أنه يجب عليه منع زوجته من مخالطة الرجال الأجانب فإن أصرت فعظها، فإن استمرت فعاقبها، فإن لم تفد هذه الأشياء معها فطلقها لأنها امرأة سوء لا يسعك البقاء معها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عنوان الفتوى : ... المطاوعة في الفراش أوجب واجبات الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الثانية 1423 / 28-08-2002
السؤال
لدي زوجة ولكن لا تطيع فهي لا تهتم بي ولا بالمنزل فهي تقدم أهلها علي ويوميا عندهم ونصحتها لكن دون جدوى وتمنعني من الفراش حتى أفكر في الزنا أحيانا وأنا ملتزم ولكن الشيطان يوسوس لي دائما
ونصحتها وهجرت لكن لا فائدة لأن تدخل أهلها هو السبب ولي منها ستة أولاد؟ أفيدوني ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(55/330)
فإن على زوجة السائل أن تتقي الله وتقوم بطاعة زوجها التي أوجب الله عليها له، والتي ورد النهي عن مخالفتها ما دامت في حدود الشرع والمستطاع.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه ابن حبان والحاكم.
ومن أوجب الحقوق المترتبة للزوج على زوجته مطاوعته في الفراش إذا رغب لورود الوعيد الشديد في المرأة الممتنعة عن ذلك، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وعلى السائل أن يعظ زوجته وينصحها حتى تكف عن هذه المعصية، وعلى أهلها أن يعينوها على ذلك، ولا يتسببوا في عصيانها لك لثبوت النهي الشديد في ذلك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده. رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
كما أننا ننصح الأخ بأن يحاول إرضاء زوجته بما ليس فيه معصية لله، وينظر بجد لحل هذه المشكلة بالالتجاء إلى الله تعالى، ثم بالاستعانة بمن له تأثير على زوجته وأهلها حتى تستقيم الأمور وتعود إلى طبيعتها، وهذا ما نرجو حصوله من الله، لكن إذا استمر بينكما الخلاف ولم يعد الصلح ممكنا فلا مانع من أن تطلقها.
وعلى كل حال فإياك وما يوسوس لك به الشيطان من ارتكاب الفاحشة مهما كانت الظروف، فالزنا من أكبر الكبائر، وأبشع الجرائم، ويكبر إثمه في حق مثلك، إذ أن الله عز وجل جعل عقوبة زنا المحصن الرجم بالحجارة حتى الموت، الأمر الذي يدل وبوضوح على بشاعة هذه الفاحشة وخطورتها.
والله اعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
العرف هو المرجع لمعرفة حدِّ الإسراف
تاريخ الفتوى : ... 17 جمادي الثانية 1423 / 26-08-2002
السؤال
إذا كانت الزوجة في رأي الزوج مسرفة ماديا وصاحبة أفكار تربوية تدليلية على الأطفال وصاحبة مال فهل يجوز للزوج إجبارها على اتباع أسلوبه الأنسب في نظره في التربية حتى لو أدى إلى خلافات طويلة ؟ وهل للزوجة الحق في التربية الخاطئة في نظر الرجل الراعي والمسؤول
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على الزوجة طاعة زوجها ما لم يكن في طاعته معصية لله تعالى، وينبغي للزوجين أن يترفعا عن توافه الأمور التي تثير النزاع والشقاق، أما حد الإسراف فيرجع إلى العرف، وكل إنفاق من غير اعتدال فهو داخل في الإسراف، والطرق المثلى لتربية الأبناء سبق بيانها في الفتوى رقم:(55/331)
2668 والفتوى رقم:
13767.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ليس منا من خبب امرأة على زوجها
تاريخ الفتوى : ... 17 جمادي الثانية 1423 / 26-08-2002
السؤال
أجرت والدتي عملية جراحية ولم تزرها زوجتي أو أحد من أهلها نهائيا أو حتى بالهاتف مما خلف صدمة كبرى عند أهلي وقد يكون ذلك ناتجا لسوء العلاقة بيني وبين والدة زوجتي وأنا أعمل الآن في السعودية أرسلت لزوجتي رسائل للحضور إلى هنا ولم ترد وأرسلت لها تأشيرة زيارة ولم ترد أرسلت لها أهل الخير لعمل إجراءات السفر رفض والدها السفر نهائيا وأنا أخشي على نفسي من الفتنة فهل يجوز الزواج بأخرى وطلاق زوجتي علما بأنني أمرتها بزياة والدتي ورفضت
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للزوجة أن تمتنع من إجابة الزوج فيما دعاها إليه بل الواجب عليها طاعته وتنفيذ أمره، ومن طاعة الزوج الإحسان إلى والديه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
7068 والفتوى رقم:
4180.
ولا يجوز لأهل الزوجة أن يمنعوا ابنتهم من الذهاب إلى زوجها، وهذا من إفساد المرأة على زوجها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه أحمد ، وانظر الفتوى رقم:
9026.
أما زواجك بأخرى فلا حرج فيه سواء حضرت إليك زوجتك أم لا، وأما طلاق زوجتك فإننا ننصحك بعدمه.
و الله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الصلح بين الزوجين خير
تاريخ الفتوى : ... 12 جمادي الثانية 1423 / 21-08-2002
السؤال
أنا متزوج، وعندي طفلان. تزوجت بالزوجة الثانية وغادرت الأولى لأسباب ولكني لم أطلقها حتى الآن لأن القانون يعطيها الأبناء وهم يريدون العيش مع والدتي ناهيك عن سوء التربية والأخلاق التي قد يتلقونها في البيئة التي تعيش فيها أمهم. فاحترت بين الحق والباطل؟
الفتوى(55/332)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حضانة الأولاد تثبت للأم بشروط مبينة في كتب الفقه، وأشرنا إليها في الفتوى رقم:
9779،
وعليه، فإن ثبت أن الأم منحرفة في دينها أو أخلاقها، أو تسكن في بلدٍ يؤثر على أخلاق ودين الأبناء، ونحو ذلك، فإن حقها في الحضانة يسقط.
وحيث وقع النزاع في ذلك فإن الأمر يرفع إلى المحكمة الشرعية لتفصل في الأمر بما هو أنفع للطفل.
وحيث إنه لا يوجد لديكم محكمة شرعية، فيمكنكم الرجوع في فض النزاع إلى جماعة المسلمين من العلماء والوجهاء، فإن تعذر ذلك فاحرص على بقاء العلاقة الزوجية صوناً لأبنائك من الضياع وسوء التربية، وابذل كل ما في وسعك من أجل إصلاح زوجتك وأم أولادك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
قبول عذر الزوجة ومراجعتها خير من التمادي
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الثانية 1423 / 20-08-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سؤالي هو أنني متزوج منذ أربعة أشهر وعشرة أيام وزوجتي كانت زميلتي في الجامعة ونعرف بعضنا جيداً ولكن بعد الزواج أصبحت لا أعرفها تفضل أمها بكل الأحوال على بيتها بدون سبب وتسمع كلام أمها وهي تحرضها على المشاكل معي حذرتها كثيراً من ذلك ولكن دون جدوي حتى أخوها حذرها من تحريض أمها ولكن بدون فائدة حتى شجعتها أمها على ترك المنزل وأصبح المنزل كالخراب وأصبح يشوبه الإهمال المهم أنني ذهبت إليها حتى تعود إلى المنزل ولكن دون جدوى ومع العلم بأنها حامل في الشهر الثالث المهم أنني قد رميت عليها يمين الطلاق والآن هي نادمة وقالت لقد عرفت غلطتي وأن أمي السبب ولكني خائف من أن تكون لحظة وتمر ونعود كما كنا فماذا أفعل ؟
أريد أن أعرف أولاً ماذا أفعل في يمين الطلاق هذا وبما تنصحونني به أن أفعله أفادكم الله وجزاكم عنا خيراً.....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طاعة المرأة لزوجها في المعروف وقيامها بشؤون بيتها ورعايته من أوكد ما أوجبه الله تعالى عليها، فقد جاء في مسند الإمام أحمد وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله... قال الشوكاني إسناده صحيح.(55/333)
وفي الصحيحين: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تبين أهمية حق الزوج على زوجته.
ومن هنا قرر العلماء أنه يجوز للرجل منع زوجته من زيارة أبويها إذا كانا يحرضانها على الخروج عن طاعته، أو دفعاً للضرر الذي قد يلحقه هو من ذلك.
والمرأة إذا خالفت أمر زوجها بلزوم بيتها فإنها تعد ناشزاً ، وقد ذكر القرآن الكريم العلاج الناجع للنشوز في آية النساء، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم:
1225.
وكان من الأولى لك أخي السائل أن تعالج به زوجتك قبل الطلاق، فالطلاق ما ينبغي أن يصار إليه إلا إذا سدت كل السبل.
أما الآن وقد وقع ما وقع، فإنا ننصحك بمراجعة زوجتك، وقبول عذرها ما دامت اعترفت بالذنب وأقرت بالخطأِ.
ولا تلتفت إلى الاحتمالات، ولتنس الماضي.
أما بخصوص ما أسميته بيمين الطلاق فلا يمنعك من مراجعة زوجتك ما دامت عدتها لم تنته؛ لأنه إما أن يكون طلاقاً غير معلق، أو يكون طلاقاً معلقاً على شيء، وقد وقع ذلك بمعلق عليه، وعلى كل حال فالزوجة رجعية؛ لأن هذا هو الطلاق الأول كما يفهم من السؤال.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الاستخارة والتفاهم قبل الحسم والكيِّ
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الثانية 1423 / 20-08-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم،
لقد تزوجت منذ 3 أشهر. إلا أن زوجتي لا تعير أي اهتمام لواجبها سواء أعمال المنزل وتوفير ظروف الراحة رغم أني أساعدها على الدوام بل أقوم بالجزء الأكبر منها إضافة لواجباتي خارج المنزل، أو ما يتعلق بالنكاح حيث لم تقدر على شيء ولا زالت عذراء لحد الآن، إضافة إلى سوء معاملتها لي أحيانا وعدم أدائها لواجباتها الدينية بانتظام. كل هذا جعلني أفكر جديا في الطلاق مع أنني كل ما أطلبه منها هو الاحترام وتبسيط الأمور وعدم اتباع الشهوات والمغريات المادية إضافة إلى العمل على ارتداء لباس محتشم ما أمكن. فهل يجوز تطليقها بناء على ما سبق ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ننصح الأخ السائل بعدم التعجل في أمر الطلاق حتى يستخير الله ويستشير من يثق فيه، وعليه أن يستفرغ الوسع في النصح والتوجيه والإرشاد، فَرُبَّ شريط أو كتيب أو حضور محاضرة يغير من حال زوجتك، فإن لم ينفع ما ذكرناه وأصرت(55/334)
على التقصير في الواجبات الشرعية، وعدم لبس اللباس المحتشم، وعدم تمكينك من الدخول بها، وغير ذلك مما ذكرته فإن لك أن تطلقها، ولكن لا تعجل.
واعلم أن الحياة الزوجية قوامها الود والرحمة والاحترام المتبادل من الطرفين، وحاول أن تجلس معها جلسة مصارحة قبل الإقدام على أي شيء .
وراجع الفتوى رقم:
5291.
نسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيف تنزع المرأة فتيل النزاع بينها وبين زوجها
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الثانية 1423 / 14-08-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للمرأة المسلمة أن تنيب عنها محامياً لتوجيه إنذار لزوجها على إثر مشاكل عائلية جد عادية تخص تأديبها بما يوافق شرع الله تعالى . وجزاكم الله عنا أحسن الجزاء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعلاقة بين الزوجين تقوم أساساً على المودة والرحمة والعشرة بالمعروف، قال الله تعالى:وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة [الروم:21].
وقال تعالى:وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف [النساء:19].
وهذا يعني أن كل واحد من الزوجين لابد أن يؤدي ما عليه من واجبات، كما يطلب ما له عند الآخر من حقوق، وقد مضى بيان ذلك في الفتوى رقم:
20035 وفيه إحالات على فتاوى آخرى تحوي كثيراً من الفوائد بهذا الخصوص.
وينبغي على كل زوجة تريد فض النزاع بينها وبين زوجها أن تنصحه بالمعروف أولاً، فإن لم يجد النصح، بعثت له من يتفاوض معه من أهلها، فإن لم يستجب كانت المحاكم المختصة هي السبيل لفض النزاع، لأنها تلزم المتخاصمين بأحكامها، ولمعرفة المزيد عن ذلك راجع الفتوى رقم:
2056 ، ولمعرفة ما تقوم عليه الحياة الزوجية راجع الفتوى رقم:
2589 ولمعرفة حكم ضرب الزوجة راجع الفتوى رقم:
69 ، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 1032 ، ولمعرفة طرق إصلاح الزوج لزوجته راجع الفتوى رقم:
3738 والفتوى رقم:
1225.
والله أعلم.(55/335)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تيأسي من نصيحة زوجك بالحكمة والموعظة الحسنة
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1423 / 25-07-2002
السؤال
أريد أن تفيدوني إن زوجي يسمع الأغاني ولا يصلي الفرائض في المسجد وينام عن صلاة الفجر ويدخن سجائر مرات أكلمه عن هذه الأشياء ولا فائدة لأني دائما أكلم أبنائي أن الأغاني حرام وتقريبا كل صلاتهم في المسجد أحاول أكلمهم عن الدين ولكن أخاف عليهم أن يتأثروا بأبيهم ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجزاك الله خيراً لحرصك على زوجك وأولادك، ولا شك أن ما يفعله زوجك يعد من الحرام، وعليك أن تجتهدي في نصحه ولا تيأسي وحاولي أن تهدي له بعض الكتيبات، والأشرطة التي تتحدث عن هذه المواضيع، وكذلك حاولي أن تكلمي من له أثر وكلمة عليه حتى ينصحه ويذكره بالله.
وعليك باللجوء إلى الله ودعائه بأن يصلح لك زوجك وأولادك وأن يقر عينك بهم.
وفيما يتعلق بتربية الأولاد راجعي الفتوى رقم:
16372 والفتوى رقم:
13767 ،وفيما يتعلق بالتعامل مع الزوج المدخن راجعي الفتوى رقم:
18188.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طلاق الزوجة لذنب الغير حرام
تاريخ الفتوى : ... 23 صفر 1423 / 06-05-2002
السؤال
أنا فتاة عقد قراني على شاب يعرف الله ولم أكن متحجبة قبل الارتباط به وهو جعلني أرتدي الحجاب وألتزم التزاماً تاماً بمبادئ ديني ولقد أحببته كثيرا لكن وقع خلاف بيني وبينه حيث قامت إحدى بنات أختي بفتح إميل خاص لي وأنا من طلب منها ذلك لكي يتسنى لي أن أراسل زوجي لكن للأسف هي استغلت الإميل في المحادثات وفي غيابي وفي إحدى المرات دخل زوجي على الخط باسم آخر وتحدث معها وبعدها عرفت بالموضوع منه ولم يكن لدي أي فكرة عما يحدث لأني في تلك الفترة كنت مريضة وبعد ذلك واجهت ابنت أختي فأخبرتني أنها تحدثت إليه ولم تعرف أنه زوجي والآن هو يريد أن يطلقني لهذا السبب وأنا أكرر أنني أحببته وطلبت منه أن يغفر لكن قال إن الله يغفر، أما هو فلا، والآن ماذا أفعل وأنا لا أريد الانفصال عنه؟
الفتوى(55/336)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي لزوجك أن يؤاخذك بذنب غيرك والله تعالى يقول: ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) [الزمر:7] وننصحك أن تتلطفي معه وتبيني له أن لا علاقة لك بالأمر لا من قريب ولا من بعيد، وننصح الزوج بأن يحافظ على علاقته بزوجته، وأن لا يتعجل في اتخاذ تصرفات قد يندم عليها، والنكاح ميثاق غليظ، كما قال الله تعالى، فعلى الزوج أن يحافظ عليه، وننصح بالاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها:
1762 5670 6875 14779
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الحل الناجع لكاره الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 23 صفر 1423 / 06-05-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
إنني متزوج من امرأة بدينة وإنني وقبل حوالي أكثر من عام وأنا لا أميل لها جنسيا بسبب هذا الأمر - ولقد كلمتها في هذا الأمر عدة مرات ولكن دون جدوى - لذا فإنني أعمل الكبائر والسيئات لإشباع رغباتي الجنسية - والله أشعر حينما أنام عندها وكأنني أختنق- أرجو إخباري بشكل خاص عن حكم الشرع في عدم إعطاء الزوجة لحقوقها بسبب عاهة أو ما شاكل ذلك - ولكم الأجر والثواب
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أنك على وضع خطير، حيث سمحت للشيطان بأن يستزلك، فيزهدك في الحلال ويجرك إلى الحرام، ولو أنك تذكرت عظمة ربك واطلاعه عليك ومراقبته لك، وحقارة الدنيا، وقصر عمرها، وأن الدنيا بما فيها من اللذات فانية غير باقية، ما تجرأت على اقتراف ما ذكرت، أحرى أن تمعن في التمادي عليه، واعلم أن علاج ما وقعت فيه هو التوبة والإنابة والندم على ما قارفت من الذنوب، وإن لم تشبع الزوجة الأولى رغبتك فقد أحل الله لك ثانية وثالثة ورابعة مع الإحسان إلى زوجتك الأولى، فإن عجزت عن جمع زوجتين فأكثر ولم يكن ثمة طريق إلى المودة والمحبة والتفاهم فقد شرع الله الطلاق مخرجاً حسناً فقال: ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) [البقرة:229] وقال تعالى: ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) [النساء:130]
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ما يجوز وما لا يجوز في هجر الزوج لزوجته
تاريخ الفتوى : ... 12 ذو القعدة 1422 / 26-01-2002
السؤال(55/337)
1-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم المرأة التي لا تسمع كلام زوجها وتدخل أهلها في مشاكلهما
ما حكم أن يهجر الزوج زوجته لمدة طويلة أو أن لا يكلمها كذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسؤالك عن حكم هجر الزوج لزوجته مدة طويلة فجوابه أنه: إن كان هناك نشوز من المرأة فلزوجها أن يهجرها في المضجع، لقوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع..)[النساء:34] ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قد هجر نساءه شهراً كاملاً عندما ألححن عليه بشأن النفقة، كما في الصحيحين.
وأما إذا لم يكن هناك نشوز من المرأة فإنه لا يجوز لزوجها أن يهجرها أكثر من ثلاث، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.." رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إمساك المرأة التي بهذه الصفة أفضل والصدق منجاة
تاريخ الفتوى : ... 06 رمضان 1422 / 22-11-2001
السؤال
امرأة تزوجت من سبع سنوات وتم الدخول بهاوكانت بكرا ولكنها بعد ذلك قرأت فتوى بوجوب إخبار الزوج عن أحوالها قبل الزواج فأخبرت زوجها بأن خطيبها السابق حاول الدخول بها برضاها ولكن لم يحدث الدخول بكرم من الله وهي لاتعرف مقدار الدخول الذي حدث بهاوالآن البيت في جحيم والزوج يريد الطلاق رغم وجود الأولادوعلي الرغم من تأكده من توبة الزوجة فما حكم الشرع في ذلك وكيف يمكن للمرأة أن تعرف مقدار ما دخل فيها وهي لاتري الحشفة وقت الدخول
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الفتوى التي قرأتها هذه المرأة غير صحيحة، وكان يجب عليها أن لا تخبر زوجها بذلك، وتكتفي بالتوبة والستر على نفسها، قال صلى الله عليها وسلم: "من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله" رواه الحاكم، بل لو سألها زوجها عن سبب زوال بكارتها فينبغي ألا تخبره بما فعلت، ولتلجأ إلى التورية، فإن البكارة قد تزول بأسباب كثيرة غير الوطء، كالوثبة، والركوب على شيء حاد، ونحو ذلك.
وأما السؤال كيف تعرف هل دخل بها؟ وما مقدار ما يتم به الدخول؟ فإن ذلك لا يقدم ولا يؤخر بعدما أخبرت الزوج، ولكن إذا كانت بكارتها قد زالت فإن الدخول قد حصل قطعاً، وعلى العموم فالذي ينبغي الآن هو أن تتلطف مع زوجها، وتؤكد له بأنها قد تابت توبة نصوحاً، وأنها تحبه، ولا تستطيع العيش بدونه ودون الأولاد، وأنه لم يحصل من الخطيب السابق دخول.(55/338)
ونحن بدورنا ننصح هذا الزوج بأن يمسك هذه المرأة، ولا يطلقها، ما دام قد تأكد من صدق توبتها، ونقول له: إن التوبة تمحو ما قبلها، وإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ونقول له: إن إخبار زوجته له بذلك اعتماداً على الفتوى التي قرأتها يدل على صدق توبتها، وحسن نيتها، وصدقها، ونصحها له، ولو كانت كاذبة في توبتها، أو تريد غشه، أو لا تحبه، لكتمت ذلك عنه.
وفي الأخير نسأل الله أن يصلح حال هذه المرأة، وأن يصلح بينها وبين زوجها، وأن يتوب عليها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
موقف الزوجة من زوجها الذي يقيم علاقة محرمة مع غيرها
تاريخ الفتوى : ... 02 رمضان 1422 / 18-11-2001
السؤال
مشكلتي مع زوجي هي أنني أشك أنه متعرف على واحدة متزوجة ويخرج معها ويقابلها وهذا كله عرفته من تصرفاته وكلامه وقد تأكدت من ذلك عندما اتصلت على رقم جواله وأنا يا شيخ من قبل قد كنت لا حظت عليه وحاولت مرات عديدة أن أعالجه قبل أن أتركه ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل وعندما يئست منه تركته وبيته وأخذت أولادي معي وذهبت لبيت أهلي وأنا الآن في بيت أهلي ولا أدري هل تصرفي سليم أو لا ، أرجو منك يا شيخ أن تساعدني على حل مشكلتي هذه وجزاك الله ألف خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل هو إحسان الظن بالمسلم، وحمل تصرفاته على أحسن المحامل، ويتأكد هذا بين الزوجين، لما جعل الله بينهما من المودة والسكينة، ولما أمرا به من حسن العشرة.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [الحجرات:12].
وعليه نقول: إن كان ما ذكرت لم يتجاوز مرحلة الشك، والظن، فالواجب عليك اطراح ذلك كله، وعدم الالتفات إليه، وقطع السبيل على الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء، أما إن ثبت لك ثبوتاً بيناً وجود علاقة بين زوجك وامرأة أخرى على النحو الذي ذكرت، فالذي نراه أن تستمري في محاولة إصلاحه وإنقاذه مما وقع فيه، إحساناً إليه، وإبقاء على كيان الأسرة، وحماية لها من التفكك والانهيار، لا سيما مع وجود الأولاد.
ولعل من طرق الإصلاح إدخال رجلين صالحين من أهلك وأهله، والسماع منكما، وأخذ التعهد من الزوج بعدم الرجوع إلى تلك العلاقة المحرمة، قال الله تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيراً)[النساء:35]. فإن انصلح حال زوجك، فقد تم المراد(55/339)
والحمد لله، وينبغي أن يعلم زوجك أنه لا سبيل لبقائك معه إلا بقطع علاقته المحرمة مع هذه المرأة وغيرها.
وإن استمر على حاله الأول فاطلبي منه الطلاق، فلا خير في بقاء المرأة العفيفة مع رجل يمارس الخنا ويصر عليه.
ونسأل الله أن يصلح حالكما، وأن يوفقكما لطاعته ومرضاته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عقد عليها ولم يدخل بها منذ ثلاث سنوات
تاريخ الفتوى : ... 26 شعبان 1422 / 13-11-2001
السؤال
لي أخت تقدم لخطبتها شاب وتم العقد على أن يتم الزواج خلال 6 شهور وبعد انتهاء مدة 6 شهور ظل الخطيب يماطل ويؤجل واليوم له أكثر من 3 سنوات والظاهر أنه أصبح لا يريد الزواج وكذلك لا يريد الطلاق ويتحجج أنه لا يوجد بيت ولا مال فماذا نفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يخفى ما في هذه الحالة من الضرر، وقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن لا ضرر ولا ضرار" كما في سنن ابن ماجه.
وعليه، فلك أن ترفع أمر أختك إلى المحاكم الشرعية لتزيل عنها هذا الضرر بإلزام الزوج بإكمال زواجه الذي تترتب عليه سائر الحقوق الزوجية لهذه المرأة، أو بطلاقها.
تطبيقاً لقول الله تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة:229].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الإصلاح خير من الطلاق ضماناً لمستقبل الصغار
تاريخ الفتوى : ... 06 رجب 1422 / 24-09-2001
السؤال
أنا متزوج من أربع سنوات وعندي ابنتان. وخلافاتي مع زوجتي وصلت طريقاً مسدوداً لتأثرها بأهلها وهم على باطل ، ولمناصرتها لهم، وعدائها لأهل الحق. وزوجتي لها أب بشهادة الجميع مراوغ دساس كاذب، وبالتالي لا آمن على تربية بناتي في داره في حال الطلاق. وكنت أفكر أن أؤجر لزوجتي مسكناً خاصاً قريباً من دار أهلها بحيث لا تكون مقيمة في داره. وسؤالي الآن هو، هل تظل الحضانة مع الأم حتى في حالة التأكد من أن جو التربية لن يكون جواً إسلامياً صحياً؟ وإلى أي سن تكون حضانة الأم للبنات في هذه الحالة؟ وكيف أتفادى أن يسمم أبو الأم تفكير بناتي ويخرب إسلامهم؟ وكيف يتم تنظيم رؤية الأبناء والنفقة عليهم؟(55/340)
وجزاكم الله خيرا على كل ما تبذلوه في حقل الدعوة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نصحك بعدم التسرع بشأن الطلاق، ومحاولة الإصلاح ما أمكن حرصاً على ابنتيك، حيث لا تأمن تأثير أهل زوجتك عليهما - كما قلت - وكونك ستؤجر لزوجتك مسكناً خاصاً قريباً من بيت أهلها قد يخفف من تأثير أهلها على ابنتيك، لكن ذلك قد لا يزيل المشكلة، لأنه ربما رفضت الزوجة أو رفض أهلها أن تمكث في هذا البيت حالياً أو مستقبلاً، وربما أجبروك - فيما بعد - على أن تبقي الزوجة مع أهلها فيقع ما لا تحمد عقباه.
ولذا، فإننا نعيد التأكيد بالنصح بعدم الطلاق، ولو أدى ذلك إلى التنازل عن بعض حقوقك أنت صيانة للأسرة من الضياع، خصوصاً أن في الأسرة ابنتين.
وأما بالنسبة للحضانة، فإن الأم أحق به في حال افتراق الزوجين ما لم تتزوج أو يقوم بها ما يمنعها من الحضانة، ويبقى الولد في حضانتها - ذكراً كان أو أنثى - حتى سن التميز، وبعدها يخير الولد (البنت أو الابن) بين الأم أو الأب، فمن اختاره الولد منهما دفع إليه.
وأما قولك: هل تظل الحضانة مع الأم حتى في حالة التأكد من أن جو التربية لن يكون جواً إسلامياً صحيحاً؟ فالجواب عنه أن يقال: يلزمك إثبات ذلك أمام القضاء، وبعدها يعود الحكم إلى القاضي في بقاء الحضانة عند الأم أو سحبها منها.
وأما كيفية تفاديك لتسميم أبي الأم تفكير البنتين، فإن أفضل وسيلة إلى ذلك هي الإبقاء على عصمة الزوجة، حتى تتسنى لك متابعة تربيتهما عن كثب، وحيث وقع الطلاق، فإن المهمة تزداد صعوبة وتعقيداً مما يتطلب منك المتابعة على تنشئتهما وتربيتهما التربية الإسلامية الصحيحة، وتصحح لهما المفاهيم باستمرار، مع بذل الوسع في اختيار الرفقة الصالحة لهما، وتجنيبهما الرفقة السيئة، والمؤثرات الخارجية التي قد تدمر كل ما تبنيه كالتلفاز والأغاني والموسيقى وما إلى ذلك، ولابد من حثهما على المحافظة على الفرائض وخاصة الصلاة، والبعد عن الكبائر والمنكرات... إلخ.
وكما يقول علماء التربية: لابد من التخلية والتحلية. أي: إزالة الباطل، وإحلال الحق محله.
والكلام حول التربية يطول.
وأما بخصوص تنظيم رؤية الأبناء، والنفقة عليهم، فإن هذا مرجعه إلى العرف، فتكون الرؤية بحسب الاتفاق بين الزوجين، فإن اختلفا رد الأمر إلى القاضي، أو من يقوم بالفصل في الخصومة ليحدد المدة المناسبة.
وكذلك النفقة تكون بالمعروف، فإن وقع اختلاف رُدّ الأمر إلى القاضي، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
وقد سبقت أجوبة مفصلة في شروط الحضانة وما يتعلق بها، نحليك عليها للفائدة، ورغبة في عدم التكرار، وهي تحت الأرقام:
10233، 9779، 2011، 6256.(55/341)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... زوج لا يقوم بمسؤوليته تجاه أهله وبيته
تاريخ الفتوى : ... 24 جمادي الثانية 1422 / 13-09-2001
السؤال
بسم الله لي زوج يتصف بحسن الخلق وطيب المعاملة ولي منه ولدان تعرض لانتكاسات مادية كثيرة منذ زواجنا حتى أن راتبه أصبح لا يكفي أقل المتطلبات وخاصة أنه يساعد أهله بمبلغ من راتبه وأنا لا أعترض، كان شرطي ترك العمل بعد الزواج لكن ظرف الحياة أجبرني على غير ذلك ، المشكلة الآن هي السلبية التي يعيش بها تجاه بيته واعتماده علي في كل أمور البيت حتى في أبسط الأمور، ناقشت أهله في حاله ولم أجد آذنا صاغية ولا أدري ما العمل لإخراجه مما هو فيه فقد تعبت من كوني الرجل والمرأة والأم في البيت.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن على الزوج مسئولية كبيرة تجاه زوجته وأولاده وبيته من القيام بشؤونهم ورعايتهم وتربيتهم وتوفير ما يحتاجونه في معاشهم، وهي مسئولية سيسأل عنها بين يدي الله سبحانه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الرجل راع في أهله، ومسؤول عن رعيته" متفق عليه.
والحياة الزوجية لا تستقيم أركانها ولا تثبت دعائمها إلا إذا علم كل من الزوجين الحقوق التي عليه، وقام بأدائها على الوجه الأكمل.
فعليك بتذكير زوجك بمسئوليته، واللجوء إلى من يحسن نصحه، وبيان ما يجب عليه، فإن قام بواجبه، وإلا فلك أن ترجعي إلى القضاء في طلب ماهو لك ولأولادك عليه.
إلا أن تكون الظروف المادية التي ألمت به لا تمكنه من القيام بما عليه، فينبغي لك الصبر والمحافظة على رابطة الزوجية بينكما، واحتساب ما تنفقينه من مالك، وما تبذلينه من جهدك على بيتك وأولادك عند الله، فإن لك في ذلك أجراً كثيراً إن شاء الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
العلاج القرآني للمرأة الناشز
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1422 / 23-08-2001
السؤال
2-ماحكم الأسلام على المرأه التى لاتطيع زوجها؟
الفتوى
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:(55/342)
2-فإن حكم الإسلام في المرأة التي لا تطيع زوجها هو الوعظ أولا ، والتذكير بعقوبة النشوز، وما ورد فيه من التهديد والوعيد ، لعلها ترتدع ، فإذا لم يفد ذلك هجرت في المضجع، فإذا لم يفد الهجر في المضجع ضربت ضربا غير مبرح قال تعالى: ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيرا)(النساء: من الآية34) . والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عصيان المرأة لزوجها... أسبابه... وعلاجه
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1422 / 23-08-2001
السؤال
زوجتي لا تطيعني مثلاً تخرج من غير علمي ودائما تطلب الطلاق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان حال زوجتك على ما ذكرت من عدم طاعتها لك مع طلبها المتكرر للطلاق من غير سبب شرعي يقتضي ذلك، كسوء العشرة، أو انقطاع النفقة، فإنها بذلك تصير ناشزاً، وقد قال تعالى في حق الناشز: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) [النساء:34].
فأبدأ مع زوجتك بما بدأ الله به، وهو الموعظة، وذلك بأن تذكرها بالله عز وجل، وما أوجب من طاعة الزوج في المعروف، ومن حرمة طلب المرأة الطلاق لغير سبب شرعي، ولا تنس أن تنظر في أوجه القصور منك تجاهها، ومبدأ الخلل نحوها فتصلحه، لعل الأمور تستقيم، فترجع عن نشوزها، فإن لم ترجع وتمادت في عصيانها فاهجرها في الفراش، فإن تمادت فاضربها في غير الوجه والمواضع المخوفة، ضرباً غير مبرح لا يكسر عظماً، ولا يشين جارحة، فهذه سبل الإصلاح في حق الزوجة الناشز الخارجة عن الطاعة، فإن لم تُجْدِ هذه السبل فآخر العلاج الكي، فلك أن تجيبها إلى طلبها الطلاق على أن تعيد لك ما دفعت لها من مهر أو بعضه، قال تعالى: (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) [البقرة:229].
قال ابن العربي: فقيل (والله أعلم) أن تكون المرأة تكره الرجل حتى تخاف أن لا تقيم حدود الله بأداء ما يجب عليها له أو أكثره إليه.
ويكون الزوج غير مانع لها ما يجب عليه أو أكثره، فإذا كان هذا حلت الفدية للزوج. اهـ محل الغرض منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/343)
الفتوى : ... الزوجة المدخنة... والتدرج في علاجها
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الثاني 1422 / 16-07-2001
السؤال
أنا متزوج منذ سبع سنوات وزوجتى تدخن السجائر وأنا أكره هذه العادة كثيراً ولقد نبهتها أكثر من مرة وهي ترفض ترك هذه العادة حتى وصلت الآن إلى أنني لا أستطيع معاشرتها لكثرة هذه الروائح ومع هذا فإنها الآن لا تستطيع أن تحمل وليس لدي منها إلا ولد واحد وعمره سنتان وهي الآن في الثامنة والثلاثين من العمر أفيدوني رحمكم الله ماذا أعمل معها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من كمال قوامة مسئوليتك على هذا المرأة أن تمنعها مما يضرها في دينها ودنياها، ولا شك أن استعمالها للسجائر مضر لها في بدنها، محرم عليها في دينها.
وعلى ذلك، فعليك أن تمنعها من تدخين السجائر، وأنفع وسيلة لذلك ما أمر الله تعالى به الرجال، حيث قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) [النساء:34]، فعظها أولاً وذكرها بالله تعالى، وبين لها ضرر السجائر، حيث قد ثبت علميا ضرره عند عامة الأطباء مسلمهم وكافرهم، وبين لها أن ذلك لا يقتصر عليها هي فقط، وإنما يتعداها إليك، وإلى ولدكما، وعرفها أنها بعدم امتناعها عن السجائر تعتبر ناشزا، لأنها تسببت في منعك من معاشرتها والاستمتاع بها، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبي عليه، إلاّ كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها"، وفي صحيح البخاري مثله، فهي بتدخينها السجائر عاصية لربها من وجهين.
وحاول أن تسمعها بعض المحاضرات التي فيها الحث على طاعة الزوج، والتحذير من عدم طاعته فيما يأمر به من معروف.
وأعطها لذلك - إن كانت تقرأ - بعض الكتب والرسائل في هذا الباب.
فإن نفعها الوعظ، فذلك المطلوب، وإلاّ فاهجرها في المضجع، وإن لم ينفعها ذلك، فاضربها ضرباً غير مبرح لا يشق جلدا، ولا يكسر عظماً، ولا يترك أثراً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حبس المرأة عن زوجها دون مبرر لا يجوز
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الثاني 1422 / 09-07-2001
السؤال
نشب خلاف بيني و بين أهل زوجتي لاعتراضي على نومها عندهم كل مرة أبعثها إلى أهلها ليوم فيبقونها أسبوعا أو أكثر. و هم الآن أكثر من ثلاثة أشهر يحتجزونها(55/344)
ويمنعونها من العودة إلي ويريدون التفريق بيننا بشتى السبل علما أن زوجتي تريد العودة و تبكي متوسلة إليهم غير أنها لا تريد إغضاب والديها ماذا تنصحوني أن أفعل و قد أرسلت وسطاء إلى أهلها فقالوا لي إن أهلها متشددون ولا يريدون أن تعود إليك، وإنى لا أريد اللوجوء إلى المحاكم كي لا أقطع أواصر الرحم مع أهل زوجتي. أفيدوني و جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي ننصحك به هو أن تستمر في إرسال الوسطاء، الصالحين ممن لهم عقول راجحة ووجاهة عند أهل زوجتك ليبينوا لهم أن ما يقومون به يعد من قبيل تخبيب (أي: إفساد) المرأة على زوجها . وقد قال صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده" رواه أحمد وأبو داود.
وقد كان الواجب عليهم أن يعينوا المرأة على طاعة زوجها، لا أن يكونوا سبباً في منعها من الرجوع إلى بيتها كلما زارتهم. وعليك أنت أن تبحث عن الأسباب التي جعلت أهل زوجتك يصرون على منعها من العودة إليك، وتقوم بمعالجتها بموضوعية وحكمة.
فإن أعيتك السبل في الوصول إلى حل لإرجاع زوجتك، وقد سلكت كل سبيل ممكنة إلى ذلك، فلا مفر من الرجوع إلى المحكمة لتعيد الأمور إلى نصابها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
غياب الزوج الطويل عن زوجته هل يبرر امتناعها من مقابلته ؟
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الأول 1422 / 14-06-2001
السؤال
امرأة في العقد السادس سافر زوجها إلى بلد آخر وأهملها وأهمل أولادها منذ حوالي ثلاثين عاما وتزوج هناك دون أن يخبرها وتسأل: إذا أراد العودة إلى بلدها الآن هل يجوز لها أن ترفض استقباله في منزلها مع العلم أنها ما زالت على ذمته؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يكتب الأجر لتلك المرأة الصابرة المحتسبة التي رعت أولادها وصبرت على فراق زوجها، ولا شك أن ما قام به الزوج عمل خاطيء، وهو آثم إن كان ما فعله عن رضا واختيار، وعليه فالواجب سؤاله عن سبب غيبته، فربما تعرض لظرف قاهر منعه العودة والاتصال، كالسجن ونحوه، فإن أظهر سبباً وجيهاً كنحو الذي ذكرنا، لم يعد ملوماً وكان حقه أن يكرم، وأن يعزى في مصيبته، وأن يجتمع بأولاده، أما إن كان تركه لأهله وأولاده عن رضا واختيار، وقد عاد تائباً نادماً على ما بدر منه، فالأولى قبوله والعفو عنه، حتى وإن تزوج في غيبته، فالله يقول: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [الأعراف:134] وللمرأة -أم الأولاد- أن تطالب بحقوقها كاملة إن أرادت، فلها المطالبة بنفقتها ونفقة(55/345)
أولادها الصغار والذين لا كسب لهم طيلة الثلاثين سنة، لكن لا يحل لها أن تحول بينه وبين أولاده، فتقصيره في حقهم لا يبيح لهم التقصير في حقه، فالله حرم الظلم عموماً فكيف به بين الأبناء وأبيهم؟! ولها أن تطلب الطلاق منه، وكان حقها في طلب الطلاق سابقاً والذي ننصح به المرأة أن تحتسب أجرها عند الله عز وجل، وأن تدفع بالتي هي أحسن، وأن تقابل إساءته بإحسانها، فإن فعلت فإن أجرها عند الله عظيم، وقد انقضى زمن الصبر، وبقي الاحتساب وقطف الثمرة.
قال تعالى: ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) [فصلت:34-35].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدعاء والنصح... يزيل الشكوك من قلب زوجك
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الأول 1422 / 14-06-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أن زوجي يشك بي من قبل جارنا وأعلمكم بأنني من أشرف النساء وأنا من عائلة محترمة وأنا أرتدي الحجاب منذ فترة طويلة وأنا متأكدة أن زوجي يعاني من حالة نفسية وهو شديد المعاملة السيئة جدا لي ولأولادي ويلجأ إلى الضرب وأنا لا أحبه أبدا وأدعو عليه كثيرا وخاصة أثناء السجود.
أرجوكم أفتوني في هذا الأمر.
وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فأيتها الأخت الكريمة عليك أن تداومي على ما أنت عليه من خير، وسيجعل الله لك من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم وغم فرجا، وييسر لك أمرك، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) وقال: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) [الطلاق:2/5].
وعليك أن تلتجئي إلى الله تعالى، وتتوجهي إليه بخالص الدعاء أن يصلح أحوالك وأحوال زوجك، وأن يهديكما سواء السبيل، وأن يؤلف بين قلوبكما، فإن الله تعالى لا يرد سائلاً، وهو المجيب دعوة المضطر سبحانه وتعالى.
وعليك أن تصبري وتحتسبي وتعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.
ولا تلجئي إلى الدعاء على زوجك، وأبي عيالك، فإن ذلك لا يحل مشكلتك أبداً.
وقد تكونين ظالمة له فتأثمين مع ذلك، ولا بأس بأن تستعيني بصالح أهليكما في السعي في الإصلاح بينكما، واجعلي اللجوء إلى طلب الطلاق، أو الخلع من زوجك حلا أخيرا، وذلك إذ رأيت أنه لا أمل في أن تعيشا حياة زوجية كريمة مقبولة، فهذا(55/346)
زوجك وأبو أولادك، وقد تتضررين بفراقه لك أكثر مما تتضررين مما يحصل لك منه الآن.
ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا، وأحوال المسلمين جميعاً، وأن يهدينا وإياهم إلى صراطه المستقيم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... كره الزوجة.. لماذا.. .وما هو السبيل لإزالته؟
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو الحجة 1424 / 26-01-2004
السؤال
أرجوا إجابتي في موضوع أنني أعيش مع زوجة وأنام معها رغم أنني أصبحت لا أطيق العيش معها
وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا لا نعرف الأسباب التي أصبحت من أجلها لا تطيق العيش مع زوجتك، وهل الأسباب مادية حسية؟ أم معنوية نفسية تتعلق بالطبع؟ أم غير ذلك؟
وهل هذا النفور شيء طارئ؟ أم أنه من بداية الزواج؟
وما الذي لا يعجبك فيها؟ خلقها أم جمالها أم ماذا؟ لأن لكل سبب علاجاً يناسبه، فلو بينت لنا السبب أمكننا أن نرشدك إلى ما نراه علاجاً. وعلى أية حال فإننا ننصحك بالصبر والاحتساب ومعاشرة هذه الزوجة بالمعروف ما أمكن، ومعالجة الأمور بينكما بهدوء خاصة إذا كانت هذه الزوجة ذات خلق ودين مطيعة لله سبحانه وتعالى، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". رواه مسلم. ولقوله عليه الصلاة والسلام " لا يفرك (أي: لا يبغض مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" رواه مسلم.
ويقول الله تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) [النساء:19] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" رواه الترمذي عن عائشة.
وكان صلى الله عليه وسلم جميل العشرة، دائم البشر يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويضاحك نساءه، وكان إذا صلى
العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام، يؤنسهم بذلك صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) [الأحزاب: 21] ثم إننا لا نعرف هل لك منها أولاد أو لا؟ وهل تستطيع الزواج بأخرى مثلاً أو لا؟
فربما كان الحل يكمن في الزواج بأخرى مع إبقاء هذه الزوجة وإمساكها. ولا ريب أنك مطالب بالإحسان إليها ومعاشرتها بالمعروف، ونصحها وتوجيهها إن كانت تسيء معاملتك، ولا تلجأ إلى الطلاق أبداً إلا إذا سدت في وجهك كل الطرق، وتأكدت أن لا سبيل إلى إبقاء حبل الزوجية ممتداً بينكما.(55/347)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يجوز الدعاء بالموت على الزوج المقصر
تاريخ الفتوى : ... 04 ربيع الأول 1422 / 27-05-2001
السؤال
السلام عليكم : المرأة التي تتمنى لزوجها الموت وذللك بسبب تقصيره وإهماله في جميع جوانب الحياة هل هذا حرام؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الله عظم حق الزوج على زوجته، حتى قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها" أخرجه الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح، ولأحمد أيضاً عن الحصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: فانظري أين أنت، منه فإنما هو جنتك ونارك" قال ابن مفلح: إسناده جيد. وغيرها كثير من الأحاديث التي تدل على عظم حق الزوج على زوجته.
وما يحصل من تقصير من جانب الزوج في نفقة أهله وإهماله لهم ينبغي إصلاحه بالتذكير والوعظ، ثم بالاحتكام إلى ذوي الرأي والحكمة، وللمرأة أن تطلب مخالعة زوجها أو طلاقها إذا تعذرت الحياة الكريمة معه، لكن لا تلجأ إلى الدعاء عليه بالموت، فإن هذا الدعاء لا يحل المشكلة، ويعود إثمه على الداعي، إذا كان المدعو عليه لا يستحقه. وبدلاً من الدعاء عليه توجهي إلى الله بصدق أن يصلح أحوالكما، وأن يختار لك وله ما فيه الخير فإنك لا تعلمين أين يكون، فإذا دعوت بذلك واستخرت الله، فإن ما سيقضيه الله لك سيكون هو الخير -إن شاء الله- سواء ظهر لك في أول الأمر أو في عاقبته.
وتجملي بالصبر حتى تظفري بالأجر إذا فاتك حظك العاجل من زوجك، ولا تتسخطي فتخسري الأمرين. وأيقني أن الفرج مع الكرب، وأن شدائد الدهر لا تدوم، وأن العبد في الدنيا عابر سبيل، فإما أن تزول الشدائد، أو يرحل هو عنها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وسائل إرجاع المرأة العاصية إلى الهداية
تاريخ الفتوى : ... 28 صفر 1422 / 22-05-2001
السؤال
تزوجت امرأة أعجمية مسلمة، وصرت أواجه مشاكل كبيرة بسببها أثرت عليّ نفسياً، وعلى التزامي، فرغم أنها قبلت لبس الحجاب أصبحت تتأفف منه، لأنها ترى كثيرا من النساء العربيات عاريات، وهي تحكم هواها - رغم شرحي الأمور(55/348)
الشرعية لها، ثم إني أجد منها نشوزاً مطلقاً طيلة فترة زواجي الذي استمر سبع سنوات، ولي منها بنتان، فهي لا تستجيب إذا طلبتها للفراش، وإني أعيش في بلاد الكفر مضطراً، ولقد كرهت حياتي معها، وما يمنعني من طلاقها إلا بنتاي، لقد انقلبت حياتي إلى جحيم، علماً أن عمري أربع وثلاثون سنة، وما أدري ماذا أفعل؟ أرجو نصحي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن مما لا شك فيه أن الذي عرضته من متاعب دينية ودنيوية في سؤالك، والتي تعرّضت لها بعد زواجك، يتعرّض له كثير من الرجال والنساء، ومرجع ذلك إلى سوء اختيار شريك الحياة الزوجية، فإنّ سعادة الزوج مع زوجه في صلاح كلا الزوجين، وصلاح الزوجين ينحصر في أمرين: الدين، والخلق الحسن (المعاملة)، فقد روى الترمذي وابن ماجه، وأبو داود، والطبراني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخُلُقَه فزوجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض"، وروى الشيخان وأبو داود وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فأنت الملام في أنك لم تختر زوجة ذات التزام تام بالدين، وبما أوجبه الله تعالى على الزوجة في معاملتها لزوجها، وتربية أولادها، وإسعاد أهل بيتها، ثم زدّت الطين بلّة في استمرارك على الإقامة في بلاد الكفار - والله أعلم بظروفك، ومدى اضطرارك في ذلك- ونصحنا لك يكون بأمور:
أولها: اللجوء إلى الله تعالى بالعبادة والطاعات والدعاء ليفرّج الله تعالى عنك الغمّة، ويهدي زوجتك لطاعته سبحانه، وأداء واجباتها تجاهك.
ثانياً: بالاستمرار على النصيحة لها بتودّد ولين حتى تحبّب لها أمور دينها والتمسك بها.
ثالثاً: السعي الحثيث الصادق بهجرتك وأهلك من بلاد الكفر، إلى أي بلد من بلاد المسلمين يرضاه الله تعالى لك، وإن كان في ذلك تنازل منك عن العديد من ملذات الحياة الدنيا المباحة، ولا تلجأ إلى الشدة مع زوجتك، ولا التهديد، ولا إلى الطلاق في بلاد الكفر فتفقد ابنتيك، وحاول أن تحيط زوجتك بنساء صالحات يرينها عكس ما ترى من نساء عاريات عاصيات، ثم حاول قدر إمكانك أن تلزم بيتك، وتكون أنت جليس زوجتك وبنتيك، وأنت الراعي لهن والخادم، وحاول أن تخرج من بيتك كل ما يغري النساء بالمعاصي واتباع الهوى. والله المستعان.
ولمّا يجد الله تعالى فيك الصدق في كل ذلك سيفرّج عنك ويوفّق أهلك للخير. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المصارحة والتفاهم... حل لأغلب المشاكل الزوجية(55/349)
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1422 / 13-05-2001
السؤال
ما حكم الزوج الذى يتعمد إلصاق تهم بزوجته ليست بها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعلاقة الزوجية ينبغي أن تبنى على أسس المحبة والوفاء، بأن يحترم كل طرف الآخر، لا أن يجرحه ويتهمه، وإذا كان ذلك ديدن المرأة مع زوجها، أو كان ذلك خلق الزوج مع زوجته، فالواجب حينئذ هو المصارحة والتفاهم، ولعل جلسة مصارحة بين الزوجين خير من شكوى دهرٍ، فيصارح الزوج زوجته، والزوجة زوجها بما تراه منه، أو بما يراه منها، ويضعان سبل العلاج الناجعة لذلك، كأن تذكر شكواها وسبب انزعاجها، ويذكر الزوج السبب الذي يدعوه إلى الريبة مثلاً، أو يثير حفيظته منها، فتكف هي عن إثارة ما يسخطه، ويكف هو عن اتهامها، ولو سار الزوجان على هذا المنهج من المصارحة والوضوح فيما يحدث بينهما من مشاكل لم يحتاجا إلى تدخل غيرهما في شئونهما الخاصة، وقد تتكشف أخطاء بعضهما على بعض -وهذا هو الغالب- وقد يكتشفان أن عدم المصارحة هو الذي بنى مع الزمن جبالاً من الأوهام، كدرت عيشهما، مع أن أسباب ذلك تافهة، وعلى كلا الطرفين أن يكون مستعداً للاعتراف بتقصيره إن حصل، وألا يلجأ إلى الدفاع عن النفس، والانتصار لها بالحق والباطل، وسيكون التوفيق حليفهما بإذن الله إن صدقا وأخلصا، ولم يتعمد أي منهما الإساءة إلى صاحبه. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... زوجها لا ينجب وأراد تطليقها
تاريخ الفتوى : ... 15 محرم 1422 / 09-04-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمةالله و بركاته.
أناأتوسل اليكم بأن تردوا على سؤالي في أسرع وقت: أنا ضحية اختيار أهلي لي لشريك حياتيا ألا وهو الاختيار السيء حيث إنني تزوجته وأنا على يقين أنه لا يناسبني و عشت معه في دوامة من المشاكل عندما اكتشفت أنه يخونني مع خطيبته السابقة و تعذبت كثيرا بخصوص هذا الموضوع إلى أن اكتشفت أنه لا ينجب إطلاقا وعجز الطب عن علاج لمثل حالته وتقبلت الموضوع ورضيت بالنصيب .
وفي يوم من الأيام دب خلاف بيني و بينه و علي أثر هذا الخلاف طردني من البيت و من ثم رجعت إلي بيت أهلي و بعد أيام علمت أنه يريد تطليقي
أصابني بانهيار عندما علمت بالموضوع بالرغم من كل ما بدر منه فأنا متمسكة به. فما رأي الدين بهذا كله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(55/350)
فإذا كان الزوج مستمراً في علاقته المحرمة مع مخطوبته الأولى أو غيرها فننصحك بتركه والمطالبة بذلك إن لم يقم هو بطلاقك.
وإن كان قد تاب من ذلك وأناب، ورضيت بالبقاء معه مع كونه لا ينجب، فننصحك بالصبر والتأني في معالجة الموضوع، والسعي في الصلح عن طريق بعض الصالحين من أهله وأهلك.
وإن كان لك رغبة في الولد، ولا ترضين البقاء معه دون إنجاب فيجوز لك المطالبة بالطلاق.
وفي كل الأحوال ننصحك بالرجوع إلى الله تعالى وإصلاح ما بينك وبينه، ليصلح لك ما بينك وبين خلقه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إهمال إحدى الزوجتين لمصلحة الأخرى ظلم وجور
تاريخ الفتوى : ... 14 محرم 1422 / 08-04-2001
السؤال
زوجة عندها ثلاثة أطفال تزوج زوجها بأخرى ولم تعلم الأولى إلا بعد سنتين فتأذت الأولى بسبب إهمال الزوج لها وسافر إلى الخارج مع زوجته الثانية للعمل وترك الأولى وأولادها بلا سؤال ولكن يرسل النفقات لوالدته لتعطيها لهم. والزوجة تسأل هل لو وافق الزوج على أن تكون أما للأولاد فقط دون معاشرة زوجية بينهما وهي لاتريد الطلاق لمصلحة أولادها فهل هذا جائز شرعا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في الجواب على هذا السؤال أن تُسمع تفاصيل القضية من الزوجين كليهما، لكن الجواب الآن يكون على أمور عامة، والله الموفق.
1/ إهمال الزوج لإحدى زوجتيه حرام قطعاً، فإنه يأتي يوم القيامة وشقه مائل، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2/ الأصل أن لا تطلب الزوجة الطلاق لزواج زوجها بأخرى ما لم يصاحب ذلك إدخال ضرر بَين عليها، فإنْ صاحبه وتعذَّر رفعه جاز لها طلب الطلاق.
3/ لها أن تبقى في عصمته وتسقط بعض حقوقها مقابل ذلك البقاء ولا إثم عليه هو إذا كان ذلك عن اتفاق بينهما قال تعالى: ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحاً" وقد نزلت هذه الآية في سودة رضي الله عنها لما تقدمت بها السن وخشيت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت يومها لعائشة وبقيت هي في عصمته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصح الزوجة لزوجها المرتكب للفواحش وإلا فالفراق(55/351)
تاريخ الفتوى : ... 10 محرم 1422 / 04-04-2001
السؤال
ما حكم الزوجة المسلمة المتزوجة من رجل مسلم وهو كاذب وزاني وسارق ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا الزوج على ما وصف ، فإنه يجب على زوجته نصحه ووعظه، وتخويفه من غضب الله تعالى وعقابه في الدنيا والآخرة، وتستعين على ذلك بأهل الفضل والخير من ذويهما.
فإن تاب ورجع إلى الله تعالى، وصلح حاله، فذلك المرجو والمطلوب، وإن أصر على تلك المعاصي، فعليها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي ليفرق بينهما.
ولتعلم أنه لا خير لها في البقاء مع من هذه صفاته، فمن اجترأ على الله تعالى وضيع حقوقه، وارتكب أشنع ما نهى عنه، وأصر على ذلك، فهو لحق غير الله تعالى أشد تضييعاً، ولحرمته أقل مراعاة، على أن مقامها مع من هذه حاله، قد يجر إليها متاعب صحية، وأمراض فتاكة، يقف الطب الحديث -على ما وصل إليه من تقدم- حائراً أمامها، وقد سلطها الله جل وعلا على مرتكبي الفواحش، ومن خالطهم، دون سواهم، فهو عزيز ذو انتقام. والأخطر من كل ذلك أنه قد يسري إلى من يصاحب مثل هذا بعض أخلاقه السيئة، وصفاته المذمومة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رمي الزوجة بالفاحشة بدون بينة من تزيين الشيطان وهو عظيم عند الله
تاريخ الفتوى : ... 03 محرم 1422 / 28-03-2001
السؤال
أنا متزوج من ثلاث سنوات وعندي طفلة اتفقنا أنا وزوجتي علي الإنجاب بعد مرور سنتين حين تصير الطفلة تستطيع أن تعتمد علي نفسها وكانت زوجتي تأخذ حبوب منع الحمل اضطررت أن أسافر للخارج وحين عدت وبعد مرور شهر من عودتي فوجئت أن زوجتي حامل ونشأت المشاكل بيننا، مع العلم أن زوجتي ترفع صوتها وتتجادل معي وتكذب وتحاول التفريق بيني وبين أهلي، مع العلم أن أهلي يعاملونها مثل أخواتي وفي مرة من المرات قامت بالخروج من البيت بغيرعلمي بقصد تكسير كلامي.
أفيدونا جزاكم الله ألف خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أنه لا يحل لك أن توجه التهم إلى زوجتك من غير برهانٍ ساطع، وحُجة لا مدفع لها، واتق الله تعالى فيها، ولا تظلمها، ولا ترمها بما هي منه براء، فإن ذلك(55/352)
عظيم عند الله تعالى. قال الله تعالى: (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) [النور: 15].
ثم إن أخذ حبوب منع الحمل ليس مانعاً شرعاً ولا عادة من وجود الحمل بالمرأة، وإن منعه فسيمنعه سواء عاشرتها أنت، أو عاشرها غيرك لا قدر الله، لذلك لا يصلح التشبث به، والاستدلال على ما تدعيه.
فعليك أن تصلح ما بينك، وبين زوجتك، وتتقي الله تعالى، ولا تترك الشيطان يثير عندك الوساوس والشكوك حتى يفرق بينك وبين أهلك.
ثم على زوجتك أن تتقي الله تعالى، وتطيعك فيما تأمر به من معروف، ولا ترفع عليك صوتها، ولا تجادلك بغير الحق، وأن تحسن إلى أهلك، وأن يحسن أهلك إليها، فإن الحقوق متبادلة، ولتحرص على أن تبقى العلاقة بينكما طيبة، لتطيب حياتكما الزوجية وتسعدا فيها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصائح للزوجة الناشز ولزوجها لما فيه صلاحهما
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو القعدة 1421 / 18-02-2001
السؤال
السلام عليكم إن زوجتى من النوع الذي لا يستيقظ حتى أعود من العمل بعد صلاة العصر وحجتها أنها تبقى وحيدة فى المنزل مع طفليها رغم أني منعتها من النوم إلى ذلك الوقت . ما الحكم فى هذه الزوجة التي لا تبالي لما أقول؟ وما الحكم إذا خرجت من البيت لبيت الجيران بدون إذني وأنا خارج البيت وذلك بحجة أنها تخاف من بقائها وحدها؟ وهل فى ضربي لها لذلك السبب شئ؟ آسف على الإطالة.. وشكرا لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ننصح هذه الزوجة بطاعة الزوج، وأن تحرص على رضاه، فيما يرضي الله، ولتعلم أنه لا يجوز لها أن تخرج من البيت إلا بإذنه وعلمه، حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، واعلمي أنك لست وحدك في هذا الأمر، فكثير من النساء وحيدات في بيوتهن، وفي بلاد الغربة مع أزواجهن، وهن صابرات، فواجبك الصبر والاحتساب، ومراعاة الحال. واحذري النوم إلى ما بعد صلاة العصر، فهذا فيه ضرر ديني ودنيوي، أما الدنيوي فمعلوم أن كثرة النوم تسبب الكسل، والخمول، وتأخير الأعمال عن وقتها. وأما الديني فإن النوم بهذه الصورة المذكورة يفوت على صاحبه الصلاة في وقتها، فمتى تصلين الظهر؟ ومتى تصلين العصر؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صل الصلاة لوقتها" رواه مسلم.
وأنت أيها الزوج ننصحك بأن تشغل زوجتك بتعلم العلم الشرعي النافع، أو بحفظ وتلاوة القرآن الكريم، أو سماع الأشرطة النافعة، كما يمكن استغلال هذا الوقت في حفظ وتعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة، وعلى الزوج أن(55/353)
يحضر لزوجته بعض الكتب النافعة، والقصص الهادفة، كما يمكن أن تتواصل مع بعض النسوة الصالحات العاملات في مجال الدعوة إلى الله سبحانه، فستجد من البرامج النافعة ما يستوعب أوقات الفراغ في الطاعات، كما يمكن أن توفر لها ما تشغل به وقتها م حرفة مناسبة لها، كالخياطة والتطريز، أو أية حرفة تلائمها في بيتها، فإن فعل الأسباب هو الحل العملي للتخلص من الفراغ، وننبه إلى أنه لا يجوز لهذه الزوجة أن تتعامل مع زوجها غير مبالية، بل الواجب عليها احترامه وتقديره وطاعته في المعروف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها" رواه أحمد والنسائي، والترمذي.
وأخيراً ننصح الزوج بعدم اللجوء إلى الضرب، لأنه ربما تعدى الحدّ المسموح به في ذلك، نظراً لما قد يصحبه من غضب وانفعال، وإنما يبدأ بالنصح والوعظ، كما قال تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياّ كبيراً) [النساء: 34].
فإذا لم ينفع النصح والتخويف بالله والتذكير بحق الزوج، لجأ الزوج إلى الهجر في المضجع حتى يصلح حالها، فإن لم ينفع لجأ إلى الضرب في مرحلة ثالثة، وهذا الضرب لابد أن يكون غير مبرح، أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في سننه عن ابن عباس عند قوله: (واللاتي تخافون نشوزهن) قال: تلك المرأة تنشز وتستخف بحق زوجها، ولا تطيع أمره، فأمره الله أن يعظها، ويذكرها بالله، وبعظم حقه عليها، فإن قبلت وإلا هجرها في المضجع، ولا يكلمها من غير أن يذر نكاحها، وذلك عليها شديد، فإن رجعت، وإلا ضربها ضرباً غير مبرح، ولا يكسر لها عظماً، ولا يجرح بها جرحاً . انتهى من تفسير الدر المنثور للسيوطي. وفقكم الله لما فيه صلاح شأنكم. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اللجوء للشرع يعين على حل المشاكل بين الزوجين، وليس الإهانة والسب
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو القعدة 1421 / 08-02-2001
السؤال
متي يبيح الشرع للرجل أن يضرب زوجته، وماذا لوضربها في غير ما أباح له الشرع، وماحكم من يسب زوجته ويلعنها ويدعو عليها ويذكرأهلها بالسوء، وهل إذا دعت عليه زوجته تكون آثمة، وهل على الزوج أن يعامل زوجته كما يشاء وعليها تقبل ذلك بدون إعتراض . وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن المعلوم أن الله ـ جل وعلا ـ قد شرع من أحكامه، وسن من معاملاته، ما يكفل للعباد تحقيق كافة مصالحهم على وجه التمام، في جميع أمورهم وأحوالهم. ولا ريب(55/354)
أن من أعظم ما أولاه الشرع عنايته، وصرف له رعايته، حفظ رابطة الزوجية التي تجمع شمل الزوجين، وتضم أنفاسهما في ظلال بيت واحد. فقد أحاطت الشريعة المطهرة هذا الصرح (صرح الزوجية) أحاطته بسور من الأحكام التي ترسي دعائمه، وتقيم بنيانه على وجه الكمال والتمام. وهذا في غاية الوضوح والبيان لمن كان له أدنى اطلاع على علل الأحكام، وأسرار التشريع والإبرام. وبالجملة، فإن قاعدة الشرع الثابتة هي: "جلب المصالح للعباد وتكميلها، ودرء المفاسد عنهم وتقليلها". إذا علم هذا، فليعلم أن الأحكام الشرعية قد تطرقت إلى حال الشقاق والخلاف إذا طرأ بين الزوجين، وقسمتها إلى أحوال، فنأخذ منها الحالة التي ورد السؤال عنها، ألا وهي "حكم ضرب الزوجة، وهل هناك حالة يجوز فيها ذلك؟.
والجواب : أن الله جل وعلا قد حرم على كلا الزوجين ـ بل على عموم الخلق ـ الظلم والتعدي، ولا ريب أن في ضرب الزوجة بلا مسوغ شرعي أذية لها، واعتداء على حقها، فإن من حقوقها المعاملة والمعاشرة بالمعروف قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة:228] وقال جل وعلا: (وعاشروهن بالمعروف)[ النساء:19]. وقد حرم الله جل وعلا إبقاء الزوجة في العصمة بقصد إذايتها ومضارتها، وسمى ذلك اعتداءً وظلماً، قال جل وعلا: (ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا، ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)[ البقرة: 231] وقد ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار" أخرجه الإمام أحمد في مسنده وهو أيضا في سنن الدارقطني.
وعليه فضرب الزوجة بلا مسوغ من الاعتداء والظلم الذي لا يجوز، وقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال فيما يرويه عن ربه جل وعلا: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه. إذا ثبت هذا فإنه مما ينبغي أن يعرف أن هنالك حالات يسوغ فيها مثل هذا الفعل ، ولكن مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك. فقد نص الله جل وعلا في كتابه العزيز أن ذلك يسوغ إذا خرجت الزوجة عن طوع زوجها بلا مسوغ لها في ذلك. فمن المقرر أن طاعة الزوجة زوجها من الواجبات المتحتمات المقررة في الكتاب والسنة وبإجماع أهل العلم بالملة، فإن خرجت الزوجة عن طوع زوجها تمردا وعصيانا بلا مسوغ، فقد شرع الله ـ جل وعلا ـ علاج ذلك بجملة أمور.
أولها: النصح والإرشاد، بأن يعظ الزوج زوجته ويبين لها وجوب طاعته، وما افترضه الله عليها وعليه من الحقوق، مترفقا بها تارة، وزاجراً لها أخرى بحسب المقام والأحوال. فإن تعذر ذلك لعدم استجابتها انتقل إلى الخطوة الثانية، ألا وهي الهجر، فيسوغ له عند تعذر الأمر الأول أن يهجرها في الفراش، إظهاراً لها منه بعدم الرضا عنها، والاستياء من معاملتها.
فإن استوفى الزوج هاتين الخطوتين، وبذل وسعه في ذلك ولم ينصلح الأمر، جاز له أن يضربها تأديباً لها مراعيا جملة أمور في ذلك:
أ ـ أن لا يكون الضرب مبرحا، أي شديداً ، بل يكون على وجه التأديب والتأنيب ضرباً غير ذي إذاية شديدة.(55/355)
ب ـ أن لا يضربها على وجهها.
ج ـ أن لا يشتمها بالتقبيح.
د ـ أن يستصحب أثناء هذه المعاملة، أن القصد حصول المقصود من صلاح الزوجة وطاعتها زوجها، لا أن يكون قصده الثأر والانتقام.
هـ ـ أن يكف عن هذه المعاملة عند حصول المقصود.
والأصل في كل ما قدمناه قوله ـ عزَّ من قائل ـ (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرون في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيراً) [النساء :34]. وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم على نساءكم حقا ولنسائكم عليكم حقا ... الحديث) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وخرج الإمام أبوداود في سننه من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت". وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة الجياد.
وأما سب المرأة ولعنها وذكر أهلها بسوء، فلا يجوز بحال؛ إذ إن العقوبات المشروع للزوج استخدامها إنما شرعت لتقويم المرأة، وليس للتشفي منها، أو إهانتها.
وفي الحديث السابق : "ولا تقبح " أي لا تقل لها قبحك الله ونحو ذلك، مما يعد سباً أو شتماً.
والمؤمن يتجافى عن اللعن والسب للناس، قال صلى الله عليه وسلم :" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"
وعنه صلى الله عليه وسلم : إن الله يبغض الفاحش البذيء " رواهما الترمذي.
فكيف بزوجته التي خصها الله تعالى بمزيد عناية من حسن العشرة بالمعروف، قال تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) [ النساء : 19]. وهذا أنس رضي عنه يقول : (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، لا والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي : أف قط . ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا بشيء لم أفعله: ألا فعلته؟) رواه أحمد. وأي شيء يجنيه المرء من سب زوجته ولعنها وإهانتها، إلا الإثم وزيادة الفرقة والبغض بينهما.
إن القوامة مسئولية عظيمة ملقاة على عاتق الزوج، ومعناها أن يقوم على زوجته بما يصلح من شئونها وشئون بيته. واستخدامها على هذا النحو من الإساءة هو من قلة الفقه في الدين.(55/356)
وللزوجة أن تدعو على زوجها - إن كانت مظلومة - وأفضل من ذلك أن تفوض أمرها إلى ربها، وتقول كما قال مؤمن آل فرعون : ( وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) [ غافر: 44]. ولها أن تبين للزوج بالحسنى أن ما يقوله ويفعله مخالف للشرع، وتراجعه فيما يحدث. فقد كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه في كثير من الأمور.
ولا بد من الإشارة إلى أنه ينبغي لكلا الزوجين مراعاة جانب الرأفة والرحمة كلاً مع الآخر، وأن يتجنبنا الجنوح إلى هذه الحالة ما استطاعا إلى ذلك سبيلاً. وأيضا فإنه مما يعين على ذلك التغاضي عن بعض الأخطاء التي لا تخل بأمور الشرع ، ولو أن كلا الزوجين تدارسا طرفا من الهدي النبوي في ذلك لكان حسنا، كباب حق الزوج على المرأة، وباب الوصية بالنساء من كتاب رياض الصالحين، جعلنا الله جميعاً من عباده الصالحين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما يترتب على الزوجة التي تترك بيت زوجها بدون مسوغ
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو القعدة 1421 / 08-02-2001
السؤال
ماحكم الزوجة التى تغضب وتترك منزل الزوجية
بدون إذن زوجها لمدة شهرين من شهر رمضان حتى الآن وترفض الرجوع إلى منزل زوجها رغم ذهاب زوجها إليها لأخذها علما بأن أهلها يشجعونها على ذلك وعلما بأن سبب تركها للمنزل معاتبة زوجها لها
لأنها غير أمينة على ماله رغم أنه لا يؤخر لها طلبا فلماذا فعلت ذلك وهو يعاملها معاملة طيبة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فإن ما فعلته الزوجة يعتبر نشوزاً تأثم به، وهو موجب لإسقاط نفقتها، إلى أن تعود إلى بيت زوجها وطاعته. ونحن نقول بموجب مابلغنا في هذا السؤال ، وندعو الزوجة إلى أن تسمع صوتها وتبدي رأيها فيما قيل بحقها ، فلعل لها عذرا أو حجة فيما فعلت .
وعلى كل فإننا نقدم نصيحة لهذه الزوجة ، إن كانت كما قيل عنها ، أن تتقي الله في زوجها ، وأن تعلم أن الله أمرها بطاعة أمها وأبيها، ولكن في غير معصية الله، ومن المعصية أن تهجر بيت زوجها، وتهجره بدون سبب شرعي، فإن لزوجها عليها من الحقوق ما ليس لأحد ، وفعلها هذا مناقض لمقاصد الزوجية من الألفة والسكن والتعاون ، وغض الطرف عن الهفوات.
فقد أخرج الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" انتهى.(55/357)
وهذا لعظيم حق الزوج على زوجته، ولكيفية التعامل مع الزوجة الناشز تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 1225 4055 3738 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حدود هجر الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو القعدة 1421 / 29-01-2001
السؤال
هل يجوز للزوج أن يعاقب زوجته بإهمالها وعدم التكلم معها لأكثر من شهر؟ جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أوجب الله على كل من الزوجين أن يعاشر الآخر بالمعروف، فقال مخاطباً الرجال (وعاشروهن بالمعروف ) والمرأة مثل الرجل مطالبة بذلك أيضاً، كما قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) وعليه فلا يجوز للرجل أن يهجر زوجته إذا عصته ونشزت عن طاعته، ولا يهجرها إلا في المضجع بعد أن يعظها ويذكرها بالله جلا وعلا ، كما قال تعالى ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ...) [النساء:34] وهذه مراتب مرتب بعضها بعد بعض، فلا يجوز الانتقال لمرتبة إلا بعد المرور بالتي قبلها.
وعلى المرأة أن تتأمل جوانب التقصير تجاه زوجها، فهل تقدم عليه ولداً أو والداً ؟ هل تحسن له التبعل؟ هل
تؤدي حقوقه كاملة. وبالجملة فإن عليها أن تنظر إلى جوانب النقص فتكملها، وما أجمل ما قالته العربية لا بنتها يوم زفافها: كوني له أمةً يكن لك عبداً. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نشوز الزوجة ليس مبررا للامتناع عن الإنجاب.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
لي أخ حياته الزوجيه متوترة جدا ودائم الشجار مع زوجته حتى إن الجيران يسمعون أصواتهم وسبابهم بعضهم لبعض وتسبه زوجته أمام أولاده وتنعته بأوصاف لاتليق وعنده منها ولد وبنت وهو لايرغب في إنجاب أطفال آخرين لهذا السبب مع العلم أنه متدين وكذلك زوجته ولكن زوجته سليطة اللسان. فهل عدم رغبته في الإنجاب يحاسب عليها، فهو يكفيه أن يكون لديه طفلان معقدان فقط ولايريد الثالث حتى لايرتبط أكثربزوجته- فبماذا تفتونه مع العلم أنه شقيقي. وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(55/358)
فعلى هذا الأخ أن يحاول أن يصلح ما بينه وبين زوجته، وأن يتعامل معها معاملة حكيمة يجمع فيها بين لين بلا وهن وقوة بلا ظلم، وأن يكون لها أسوة حسنة في حسن التعامل، وأداء الحقوق والتغاضي والصفح عن الهفوات، وأن يداوم على نصحها ووعظها، وأن يحاول أن يصحبها مع النساء الصالحات.
ونحو ذلك من الأساليب النافعة فإذا لم تنجح هذه الوسائل فليضم إليها الهجر الشرعي، ويمنع زوجته من بعض العلاقات التي قد تكون من أسباب المشكلة، كما أنه يمكن أن يتزوج بأخرى يضمها إليها إذا كانت لديه قدرة على ذلك، فإن بعض النساء لا يصلحهن إلا الضرائر.
وعليه هو أن يطيع الله تعالى ويتقيه ويؤدي حقوقه عليه، فإن ذلك هو أساس حصول السعادة واستقرار الحياة عموماً، ومن أطاع الله تعالى طوَّع الله له كل شيء.
فإذا أخذ الأخ بهذه الأسباب فسوف تصلح أحواله، وتستقر حياته عموماً، وحياته الزوجية خصوصاً، بإذن الله تعالى.
أما اللجوء إلى عدم الإنجاب فليس حلاً لمشكلته أصلاً، وقد تترتب عليه مضار أكبر ومحاذير شرعية، ومشاكل أخرى.
وللامتناع عن الإنجاب طرق ووسائل تترتب عليها مسائل وأحكام، ولمعرفة تفاصيل ذلك راجع الأجوبة التالية أرقامها (268، 4039، 1803، 636).
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
نشوز الزوجة ليس مبررا للامتناع عن الإنجاب.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
لي أخ حياته الزوجيه متوترة جدا ودائم الشجار مع زوجته حتى إن الجيران يسمعون أصواتهم وسبابهم بعضهم لبعض وتسبه زوجته أمام أولاده وتنعته بأوصاف لاتليق وعنده منها ولد وبنت وهو لايرغب في إنجاب أطفال آخرين لهذا السبب مع العلم أنه متدين وكذلك زوجته ولكن زوجته سليطة اللسان. فهل عدم رغبته في الإنجاب يحاسب عليها، فهو يكفيه أن يكون لديه طفلان معقدان فقط ولايريد الثالث حتى لايرتبط أكثربزوجته- فبماذا تفتونه مع العلم أنه شقيقي. وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى هذا الأخ أن يحاول أن يصلح ما بينه وبين زوجته، وأن يتعامل معها معاملة حكيمة يجمع فيها بين لين بلا وهن وقوة بلا ظلم، وأن يكون لها أسوة حسنة في حسن التعامل، وأداء الحقوق والتغاضي والصفح عن الهفوات، وأن يداوم على نصحها ووعظها، وأن يحاول أن يصحبها مع النساء الصالحات.
ونحو ذلك من الأساليب النافعة فإذا لم تنجح هذه الوسائل فليضم إليها الهجر الشرعي، ويمنع زوجته من بعض العلاقات التي قد تكون من أسباب المشكلة، كما(55/359)
أنه يمكن أن يتزوج بأخرى يضمها إليها إذا كانت لديه قدرة على ذلك، فإن بعض النساء لا يصلحهن إلا الضرائر.
وعليه هو أن يطيع الله تعالى ويتقيه ويؤدي حقوقه عليه، فإن ذلك هو أساس حصول السعادة واستقرار الحياة عموماً، ومن أطاع الله تعالى طوَّع الله له كل شيء.
فإذا أخذ الأخ بهذه الأسباب فسوف تصلح أحواله، وتستقر حياته عموماً، وحياته الزوجية خصوصاً، بإذن الله تعالى.
أما اللجوء إلى عدم الإنجاب فليس حلاً لمشكلته أصلاً، وقد تترتب عليه مضار أكبر ومحاذير شرعية، ومشاكل أخرى.
وللامتناع عن الإنجاب طرق ووسائل تترتب عليها مسائل وأحكام، ولمعرفة تفاصيل ذلك راجع الأجوبة التالية أرقامها (268، 4039، 1803، 636).
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا ينبغي للرجل أن يتخلى عن القوامة.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
طلبت زوجتي مني الطلاق عدة مرات وتكرر هذا أمام والدتها وأختها وبعد تدخل الأهل تريد أن تأخذ مؤخر الصداق ونفقة المتعة ونفقة سنة مع العلم أننا لم ننجب بعد زواج دام خمسة سنوات بسبب انشغالها في الحصول على الماجستير ورفضها التام الإنجاب إلا بعد الانتهاء من الدراسة وأيضا ترفض طاعتي في زيارة والدي وعندما تدخل أهلها لإزالة القطيعة مع أهلي والتي يرفضها جميع أهلها رفضت وطلبت الطلاق . فهل من حقها شرعا هذه الحقوق التي تطالب بها من مؤخر صداق ونفقة متعة ونفقة سنة واذا كان من حقها كيف يتم حساب نفقة المتعة ونفقة السنة مع العلم أنني أحسن معاملتها وكانت تعمل وتتدخر كل راتبها خلال الخمس سنوات ولم تشارك بأي أموال في المعيشة حتى أنني كنت أعطيها ثمن بنزين سيارتي التي كانت تذهب بها إلى عملها . اعتذر للاطالة . وجزاكم الله خير الجزاء
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأيها الأخ إن كان الأمر كما وصفت فعلا فما الذي حملك أن تصل إلى هذا المستوى من الضعف في القيام بالقوامة التي جعلها الله لك على زوجتك حتى وصلت إلى هذا الحد من الهوان عليها، فألغتك من الناحية الواقعية واشترطت عليك ما شاءت أن تشترط.
إن كنت تظن أن الشرع يأمرك بهذا فالأمر على خلاف ذلك، وإن كانت العادات والتقاليد هي التي فرضت عليك ذلك فلبئس العادات والتقاليد هي.
على كل حالٍ أيها الأخ اعلم أن الله خلق الذكر والأنثى، وجعل لكل واحد خصوصيته، ولكل واحد حقوقاً تكفل له مصالحه، وعليه واجبات وجعل من خصوصية الرجل الولاية والقوامة على المرأة.(55/360)
قال الله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم) [البقرة: 228].
وقال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً) [النساء: 34].
فإذا تأملت هذه الآيات وأمثالها عرفت كيف أسس الخالق العليم الخبير الحكيم العلاقة بين الذكر والأنثى على دعائم من العدل التام والحكمة البالغة، ومراعاة الخصوصيات وتحقيق المصالح.
ولا تفهم من هذا أننا نتصور تلك الولاية التي جعلها الله تعالى للرجل على المرأة ولاية تسلط وجبروت معاذ الله أن يكون شرع الله هكذا. وإنما هي ولاية رعاية وتعاون ما بين الطرفين، يقوم كل واحد بواجباته، ويؤدي ما عليه من حقوقٍ.
بعد هذه المقدمة الطويلة نقول لك إنه ينبغي أن يكون موقفك في وضعك هذا مزيجاً ما بين القوة وتحمل المسؤولية والعدل في ذلك، وبين اللين والحكمة ومراعاة الواقع. ثم اعرف مالك وما عليك من الناحية الشرعية.
فلك على زوجتك أن تطيعك كامل الطاعة في المعروف، وإن تمكنك من الاستمتاع بها متى شئت وأن لا ترفض الإنجاب مهما تعارض ذلك مع مصالحها الخاصة كالدراسة مثلاً ، إلاًّ إذا كان في الإنجاب في فترة معينة ضرر معين على صحتها فلا بأس أن تمتنع عن الإنجاب حتى يزول ذلك الضرر.
وعليها أن تحسن عشرتك بالمعروف وعشرة والديك وأهلك وأن لا تخرج من بيتك ولا تسافر إلا بإذن منك.
وعليك لها النفقة والكسوة والسكنى بالمعروف ولها ما لك من الحق في الاستمتاع والإنجاب وحسن المعاشرة سواء بسواءٍ، كما قال الله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). فإن رضيت زوجتك أن تبقى معك على هذا الأساس من إعطاء الحقوق والقيام بالواجبات مع التغاضي عن الهفوات والزلات منك ومنها فبها ونعمت، وإن لم ترض بذلك ولم تنقد لشرع الله تعالى فلست ملزماً بالطلاق إذا طلبته منك، إلا إذا أثبتت ضرراً يلحقها بالبقاء معك. وإن أصرت على طلب الطلاق من غير ضرر وأحبت أن تخالعها بمؤخر صداقها فلك ذلك. وليس لها حق في المتعة بعد ذلك، ولا في النفقة، وإنما لها الطلاق مقابل التنازل عن مؤخر الصداق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الطريقة الشرعية لحل الخلاف بين الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو الحجة 1424 / 25-01-2004
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد : أنا شاب عمري 27 سنة ومتزوج منذ عام تقريبا وزوجتى عمرها 23 سنة ورزقنا الله بطفلة رغم محاولة امتناعي عن(55/361)
الإنجاب ولكنها إرادة الله والحمد لله على ذلك. للأسف الشديد زوجتي لا تعتني بي ولا تهتم بشئوني الخاصة أو العامة ويكاد يكون الحديث بيننا منقطعا رغم أننا متزوجان حديثا وزوجتي ترى أن الزواج والاهتمام بي يكون فى شئون المنزل فقط مثل الطعام والشراب فقط. بالرغم أننا فى حال ميسور ووضعنا الاجتماعى فوق المتوسط وليس هناك أي مشاكل غير الخلاف بيننا فى كل أمور الحياة فكريا وعمليا وعدم إحساسها بالمسئولية الاجتماعية التى يفرضها عليها الزواج والإنجاب والأمومة. السؤال: ما هي الأسباب التى إذا توفرت أو وجدت وجب الطلاق؟ وما هي الأسباب التى ذكرها الإسلام فى حق طلب الزوج للطلاق؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحياة الزوجية تستقيم إذا علم كل من الزوجين حق صاحبه وأداه إليه راضياً، فللزوج حقوق على زوجته، وللزوجة حقوق على زوجها، قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) [البقرة: 228].
وعلى الزوج أن يعاشرها بالمعروف وهي كذلك، قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) [النساء: 19].
ويجب على المرأة أن تطيع زوجها ـ في غير معصية ـ فإن هي فعلت ذلك فإن جزاءها الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" رواه أحمد.
وسبب الشقاق بين كثير من الأزواج أن أحدهما يطلب حقه، ولا يعطى للآخر حقه أو يقصر فيه، أو لا يتغاضى عن الهفوات والزلات التي تحدث من غير قصد، ولا ينظر إلى المحاسن، ولكن ينظر إلى العيوب ويتعاظم لديه شأنها، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر". لا يفرك: أي لا يكره.
غير أنه قد يستحكم الشقاق ويدوم الخلاف لنشوز الزوجة، وعدم اكتراثها بطاعة بعلها وليس كل خلاف ينبعث عنه الطلاق، وإنما الذي يعينه هو دوام الشقاق الذي تستحيل معه العشرة الزوجية، مع عدم رأب الصدع وصلاح الحال.
وفي حالة الشقاق نفسه لا يجوز فصم عرى الزوجية مباشرة، فلابد للزوج من أن يسلك ما أمره الله به، فلابد من وعظها، ثم هجرها إن لم يفد معها الوعظ، ثم ضربها ضرباً غبر مبرح إن لم تنزجر بالهجر، فإن لم تنفع معها الطرق السابقة في إصلاحها فيجري التحكيم قبل انفصام عرى الزوجية بإرسال حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة، ليتروى كل من الزوجين، ويجدا الفرصة للصلح ورجوعهما عن رأيهما، فإن نفدت وسائل الإصلاح والجمع وتحقق لدى الحكمين أن التفريق أجدى فالفرقة في هذه الحالة أفضل. قال تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً(55/362)
إن الله كان علياً كبيراً وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينها إن الله كان عليماً خبيراً) [النساء: 34، 35].
فعليك أيها السائل الكريم أن تتبع وسائل الإصلاح لاستقرار حياتكما معاً، فتبدأ معها بالوعظ والتذكير بحق الزوج، وأن الله أوجب على المرأة أن تحسن لزوجها، وأن تطيعه في غير معصية، وتتدرج معها في مراحل الإصلاح المذكورة في الآيتين الكريمتين السابق ذكرهما. هذا والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يجوزطلب الطلاق لأجل الضرر
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا أخت أعيش في بريطانيا منذ عشر سنين وقد حصلت على الماجستير في الهندسة وماجستير في الدراسات الإسلامية هنا من لندن. عمري 35 عاماً وقد تقدم لي إخوة كثيرون منهم من لا يصلي ومنهم غير كفء من حيث المستوى العلمي ومنهم من يرغب بعلاقة لا تليق مع الإسلام. قبل خمسة شهور تقدم لخطبتي شاب على أنه مهندس ويصلي وحاج البيت فأسرعت بعقد القران في المسجد وأيضا وفق القانون البريطاني وأنا محجبة وحاجة لبيت الله. فرض لي الأخ المقدم والمؤخر وكنا نلتقي كل أسبوع ولم يتم الدخول بعد. اكتشفت في تلك الفترة الوجيزة أنه لا يفقه في الدين شيئاً وحجته كانت مجرد أنه رافق والدته كمحرم وأن أباه يلعب القمار والبيت الذي يسكنون فيه تابع لعمهم الذي اشتراه لهم من أموال مسروقة من الدولة التي ينتمون اليها. كما اكتشفت أنه لا يملك أي شهادة. حمدت الله وقلت لا بأس لعل الله أرسلني وسيلة كي يتطهر من معاصيه كنت الحافز والمشجع له كي يعمل ويكسب من عرق جبينه حيث إنه كان لا يعمل والمهر المقدم الذي دفعه لي من أبيه. قلت له يجب أن تعمل كي نسدد ما دفعه أبوك لك. وبعد أربعة شهور ومحاولات كبيرة كي يعمل فشلت فقلت له في لحظة غضب طلقني. أحسست بعدها بالندم والخوف من غضب الله حيث إنني طلبت الطلاق فاعتذرت له كي يسامحني فقال لي إنه لا يريدني بعد الذي حصل وكررها ثلاث مرات فقلت له إذاً حسب الشرع تعطيني حقي نصف المقدم ونصف المؤخر ولكنه رفض وقال إنه لن يطلق وإذا أردت أنا الاستمرار فعلي أن أعيش حيث يعيش أي في بيت والده وله أخ وأنا محجبة. رفض أن يطلقني فلما عرضت عليه أن يأخذ المهر وافق على الطلاق ولكنني قلت له ولمن سانده من أهله إنني لم أعفو بقلبي. أمه كانت تريد أن تبقيني معلقة وهو يقول إنني أردت أن أبعده عن أهله بترك بيتهم والاستقلال ببيت لوحدي مع أن له أخا آخر. السؤال هل أنا مظلومة في ما حدث أم إنني
عاصية بطلبي الطلاق وهل أنا فعلا أردت أن يعق والديه بترك البيت ؟ أفيدوني أفادكم الله وأنا الآن وبعد الطلاق الشرعي لا أزال مرتبطة به تحت القانون البريطاني وهذه مضرة أخرى ألحقها بي حيث لا يمكنني الزواج الآن إلا بعد(55/363)
الطلاق البريطاني وربما يرفض للمضرة ولقد رأيت رؤيا وهي أن السيدة مريم العذراء زارتني وقالت لي بأنني ظلمت كما ظلمت هي من قبل أناسها ثم سمعت صوتا من السماء يقول لي بأنني سأبقى في سجني إلى حين كسيدنا يوسف عليه السلام. انتظر ردكم بفارغ الصبر .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإذا كان الأمر كما ذكرت فأنت مظلومة من طرف هذا الزوج الذي تظاهر لك بمظهر كاذب ولم يكشف لك عن حاله ولم يوفر لك مكاناً مناسباً لحالكما، ولائقاً حسب العرف والعادة، كما أنه ظلمك وظلم نفسه برضاه بسكنى أخيه الأجنبي معك إذا لم يمكنك التحرز منه، لكون المكان ضيقاً جداً أو نحو ذلك، وإذا عجز عن توفير مسكن على نحو ما ذكرنا، ولم تصبري أنت على السكن معه في بيت أهله فلا بأس أن تطلبي منه الطلاق، لما رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي من حديث ثوبان: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة". فطلب الطلاق إذا كان لأجل الضرر الحاصل من الزوج لا يعد معصية. وأما رؤياك لمريم بنت عمران ويوسف عليهما السلام فأرجو أن تكون رؤيا صادقة تحمل بشرى بانفراج أزمتك وحسن عاقبة أمرك.
فإن كلاً من يوسف ومريم عليهما السلام كان بريئا مما رمي به، وأزال الله كربهما وأحسن عاقبتهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
العيوب في الشكل لا تمحو محاسن النفس
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
أنا متزوج من حوالى عام و زوجتي والحمد لله إنسانة متدينة وعلى خلق ولكن مشكلتى أن جسمها غير قويم بحيث أننى لا أجد أى متعة فى معاشرتها بل على العكس أحيانا أتضايق عندما أرى جسدها عاريا (بسبب ترهلات وغيرها) تزوجت لأحصن نفسى ولكنى لم أحقق ذلك حتى الآن ، فكثيرا ما أنظر الى نساء أخريات و أقارن أجسامهن بزوجتى وأصاب بالاحباط نحن لم نرزق بأولاد حتى الآن بسبب إجهاض ومتاعب صحية لزوجتى فكرت أكثر من مرة فى الطلاق أو فى الزواج بأخرى أرشدونى الى الحل أثابكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
أيها الأخ الكريم لقد ذكرت خصلتين عظيمتين جعلها الله تعالى في زوجتك وهما الدين والخلق وهاتان الخصلتان عزيزتان مما يجعل المقبل على الزواج يسعى كل السعي في سبيل الحصول على امرأة متصفة بهما وقد قال النبي صلى الله عليه(55/364)
وسلم: " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
وبناء على هذا نقول لك اظفر بذات الدين والخلق الحسن وحاول أن تحل مشكلتك هذه وتغاض عما فيها من قصور في الخلق وانظر إلى ما فيها من كمال في الدين والخلق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" كما في صحيح مسلم ومعنى لا يفرك لا يبغض ويكره. وهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للأزواج أن لا ينظروا إلى المساوئ فقط ويغفلوا عن المحاسن ولا تمدن عينيك إلى النساء الأخريات فنظرك إليهن أصلاً لا يجوز أحرى إذا كان بتدقيق وتفحص لأجسامهن لتقارنها مع جسم زوجتك وأعلم أن هؤلاء النسوة قد يكن مع جمالهن الذي تراه في الخارج لا يتصفن بما ينبغي من الديانة والعفة والخلق وحسن المعاشرة للأزواج وهذه عيوب أكبر بكثير وأِشنع وأشد تنغيصاً لسعادة الحياة الزوجية مما ذكرته عن زوجتك وهذا الأمر معروف عند الجميع ، وأمر آخر ينبغي أن تنتبه له وهو أن كثيرا من الرجال يريد أن يجد زوجة كاملة في كل شيء كأنها إحدى الحور العين ولا ينظر إلى ما فيه هو من نقص.
وعلى كل فالذي ترشد إليه هو أن لا تقرر طلاق زوجتك حتى يكون لا حل لمشكلتك هذه إلا ذلك وترو في الأمر وانظر باهتمام ما استعرضناه لك آنفاً.
ولا حرج أن تتزوج أخرى إذا علمت من نفسك أنك قادر على الزواج بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لايحق للزوج أن يأخذ من مال زوجته إلا بإذنها
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
فضيلة الشيخ ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لي ثلاث أخوات متزوجات يعملن ، أصغرهن متزوجة منذ أكثر من ثماني سنوات وزوجها يطالبها بدفع نصف إيجار المنزل وتحمل نصف نفقات المنزل ونفقات الخادمة والسائق كاملة ولا يبقى لها الشيء الكثير من راتبها ولم تتمكن من ادخار أي مبلغ حتى الآن ، في الآونة الأخيرة حدث خلاف بينهما حول شراء أرض بالشراكة مع إحدى أخواته ورفضت أختى ذلك وهنا بدأت تظهر جميع عيوب أختى في عين زوجها وطلبت مني التدخل لحل هذه المشكلة ولحل هذا الموضوع طلبت منه عدم التصرف في راتبها وطلبت من أختي أن تتكفل براتب الخادمة والسائق وجميع مصاريفها الشخصية وأن تسلمني نصف راتبها شهرياً لأضعه في البنك باسمها وادخاره لها حتى يكتمل مبلغ لا بأس به لشراء قطعة أرض أو دار تفيدها هي وأبنائها مستقبلاً فرفض زوجها تصرفي هذا واعتبره تدخلاً مني في حياته الزوجية وطلب مني أن تتوقف أختي عن العمل وتجلس في المنزل ويقوم بالصرف عليها في حدود إمكانياته مع العلم أنني اشترطت عليه قبل عقد النكاح أن تكمل دراستها وأن تعمل بعد التخرج. فهل لزوجها الحق في التصرف براتبها دون موافقتها؟ وهل له الحق بإجبارها على(55/365)
الاستقالة من العمل والجلوس بالمنزل. وهل لي الحق في التدخل للحفاظ على مصالح أخواتي وخصوصاً وأنني ولي أمرهن وأكبرهن لوفاة والدي. أفيدوني أفادكم الله كما أرجو التكرم بذكر اسم فضيلتكم مع الفتوى لعرضها على زوج أختي لإقناعه بالحسنى وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحق للزوج أن يأخذ من مال زوجته شيئاً إلا إذا أذنت له في ذلك، أو جرى العرف أن يأخذ كل منهما من مال الآخر ما يحتاجه في حدود المعروف، ويجب عليه الإنفاق عليها مهما بلغ مالها كثرة.
وليس له أن يجبرها على الاستقالة من العمل إن كان قد وافق على الشرط الذي ذكرته قبل العقد، وكان عملها مضبوطاً بالضوابط الشرعية، فتخرج إليه محتشمة متحجبة، وتسلم فيه من الاختلاط بالرجال الأجانب، ولم يكن فيه تضييع لما أوجب الله عليها من حقوق للزوج والأبناء.
وفي الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج " وفي سنن الترمذي من حديث عمرو بن عوف المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلمون على شروطهم ،إلا شرطاً حرم حلالاً أو أحل حراماً"
أما تدخلك للحفاظ على مصالح أخواتك فيجب أن يكون في حدود ما أحل الله تعالى لك أن تتدخل فيه فقط: من رفع الظلم عنهن، وإصلاح ما بينهن و بين أزواجهن، ويكون ذلك بحكمة وتأن، والامتناع عما يزيد المشاكل تفاقماً، وننصحك أن تحث أختك على التنازل عن بعض حقها تفضلاً منها لتحافظ على حياتها الزوجية مستقرة، وننصح الزوج ألا يستخدم سلطته كزوج لأخذ مال زوجته أو إجبارها على بذل شيء من النفقة الواجبة عليه، فإن هذا ظلم لها ووقاية لماله، وليكن ضابط العلاقة بين الزوج وزوجته كتاب الله: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) فإن أمسكها فليكن له في رسول الله أسوة حسنة فقد قال عليه الصلاة والسلام: " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" نسأل الله أن يصلح ذات بينكم.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التصرف مع زوج له علاقات مشبوهة.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
.... أنا متزوجة منذ ما يقرب السنتين و اكتشفت أن زوجي يخونني وله صديقات يتحدث اليهن عبر الهاتف و منهن متزوجات وأصحاب بيوت وأطفال ومنهن مطلقات ومنهن فتيات والله أعلم ما هي حدود هذه العلاقات؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! في بداية الأمر نصحته وكنت أغار عليه ولكن دون جدوى كان يعدني بأنه سيتوب ولكن لم أر منه أي تغيير........................... فاتخذت قراري بأن لا أغار عليه(55/366)
ولا أفكر فيه و لا في أفعاله وأتركه يفعل ما يشاء والله هو المحاسب والهادي الى سواء السبيل وبعد كل صلاة أدعو بأن يفضح ربي كل امرأة تحاول إغواء زوجي.....فهل في نظر الاسلام رد فعلي صحيح وحكيم؟......أرجو الرد جزاكم الله ألف خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإذا تيقنت أن لزوجك علاقات غير شرعية فإنه يجب عليك أن تنصحيه وتخوفيه من الله تعالى وعقابه الآجل والعاجل، وتهدديه أنه إذا لم يترك ارتكاب هذه المعاصي والفواحش فإنك ستفضحين أمره وترفعينه إلى أهلك، فإن قبل النصح وتاب إلى الله تعالى واستقام وصلح حاله فذلك المطلوب والمرجو من الله تعالى.
وإن استمر في ارتكاب تلك المخالفات الشرعية ووجدت أدلة ملموسة ولو بطريق التنصت على مكالماته المشبوهة فارفعي أمرك إلى أهليكما.
ولا تحرصي على البقاء مع هذا الزوج إن كان ميئوساً من إقلاعه عن معصية الله تعالى، إذ لا خير في مصاحبة من هو مصر على ارتكاب الفواحش، وعسى الله أن يبدلك خيراً منه إن فارقك على هذا الأساس ولهذا السبب فقط.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المرأة التي تسب زوجها ظالمة و ناشز
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الأول 1422 / 20-06-2001
السؤال
ما رأي الشرع في زوجة سبت زوجها ووالد زوجها وإخوته وقد تكرر منها ذلك عدة مرات علماً بأني لي منها أربعة أولاد أأكون آثماً لو اتخذت قراراً لإعادة هيبتي وكرامتي وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ولرحمة الله وبركاته
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الأمر كما ذكر السائل فهو محرم لا يجوز للزوجة فعله لما فيه من ظلم هؤلاء القوم وأذيتهم بغير حق شرعي.
قال الله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ) [الأحزاب: 58]. وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ولاشك أن الآية والحديث وما في معناهما كل ذلك يفيد النهي الشديد عن أذية المسلم وسبه على وجه العموم، فما بالك إذا كان هذا المسلم أباً لزوج المرأة أو أخاً له، لأنه يلزم على سبه حينئذ جملة محاذير علاوة على ما في مجرد سب المسلم أو أذيته ومنها:(55/367)
1- أن الغالب على كل من أب الزوج أو أخيه أن يكون مرتبطاً بهذه المرأة بصلة رحم يعرضها هذا السب لأن تقطع، والله جل وعلا قرن قطعها بالافساد في الأرض فقال: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم [محمد:22].
2- أن الزوج نفسه يتأذى بهذا، ولا شك أن لزوج المرأة عليها من الحق ما ليس لأحد سواه، يبين ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" رواه الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة.
3- أن هذا قد يؤدي إلى وقوع الطلاق، ولا يخفى ما يترتب على وقوعه من المفاسد في الغالب، فلذا كان أبغض الحلال عند الله، كما ورد ذلك في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فعلى هذه الزوجة أن تتقي الله تعالى وتستغفره وتتوب إليه، وأن تتحل من سبتهم من سبابها لهم، وأن تسعى لإرضاء زوجها، وتجتهد في طاعة زوجها بالمعروف، فقد حث الشرع على ذلك، كما مر في الحديث السابق.
وعلى الزوج أن ينصحها ويعظها ويكفها عما تفعله من السباب، ويعاملها معالم الناشز حتى تعود إلى جادة الصواب.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عالج الخلاف الذي بين أهلك وزوجتك بالكتاب والسنة
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته لقد أرسلت لكم من قبل و لم يصل إلي أى رد أرجو أن تتفضلوا بالرد لأنى فى أشد الحاجه له سؤالى هو : يوجد خلاف حاد بين زوجتى و أهلى منذ بداية معرفتى بزوجتى فهى عنيدة و أمى أيضا عنيدة جدا و لقد بدأت المشاكل عن طريق محاولة كلا منهما إثبات أنه الأهم و الطرف الاقوى فى حياتى و لقد كنت ارضى الاثنين على حسابى انا و اتنازل عن حقوقي بغرض مراضاتهما لقد وصل الخلاف الى حد القذف فى حق زوجتى من أمى و أخواتي لدرجة أنهم قد شتموها هي و أهلها أثناء توديعهم لى فى المطار و ترتب على ذلك خلاف بينى و بين زوجتى لمطالبتها لى بأخذ حقها من أهلي فأنا أعيش فى حالة نكد دائمة و لقد قامت زوجتى بمنع ابنى من زيارة أهلى أثناء وجوده فى بلدى و هى الآن معى و سوف تعود الى البلد خلال 10 أيام و تشترط علي مقاطعة أخواتى و عدم شراء أى هدايا أو محادثتهم فى التليفون و عدم ذهاب ابنى إلى أهلى حتى يأتى أهلى إلى منزل أهلها و يعتذروا لهم و أنه إذا أخذت ابنى و ذهبت به إلى أهلى دون إرادتها فأنها تطلب الطلاق و أنا لا أستطيع أن أقطع رحمى و كنت على اتصال دائماً بأهلى دون علمها و لكن المشكلة تكمن حين عودتى و محاولة أخذ ابنى إلى أهلى سوف يتفجر الموقف و سوف تطلب الطلاق فاذا أنا طلقتها أكون قد اذنبت فى حق ابنى مع العلم أنها حامل فى طفله فانا أعيش فى حالة النكد الدائم لمدة 8 سنوات لم أر لحظات سعادة إلا أقل القليل فهى شديدة العناد و لقد كنت اتحمل حتى تسير(55/368)
الحياة أما الآن فلا قدرة لدى على الاستمرار فما هو الحل الشرعى؟ و شكرا لكم على مجهودكم الوافر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
واعلم أن أنفع الحلول للمشاكل مهما عظمت وتفاقمت هو أن تعالج بتحكيم شرع الله تعالى في كل جوانبها، مع التحلي بالصبر والحكمة وضبط الأعصاب ، فعليك أولاً أن تصلح ما بينك وبين ربك بالتوبة إليه والإنابة وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فإذا فعلت ذلك فالله سيصلح لك أمرك ويصلح ما بينك وبين أهلك ، وستكون محل ثقة عندهم وموضع تقدير واعتبار ، وتستطيع بذلك فرض ما تريده وتمريره ، وعليك مع ذلك أن تكون حازماً صارماً في إحقاق الحق وإقامة القسط ، كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ). [ النساء: 135].
ولا تسمح لأهلك بظلم زوجتك ، ولا تسمح لزوجتك أن تظلم أهلك وتتدخل فيما بينك وبينهم ، وأفهمها جيداً أن هنالك فرقاً كبيراً بينها وبين والديك ، فوالداك يجب عليك طاعتهما وبرهما بالمعروف .
وأما زوجتك ، فيجب عليها طاعتك بالمعروف ولا تجب عليك طاعتها ، وقد أجبنا على سؤالك السابق فراجعه .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يجوز للزوج هجر زوجته في مثل هذه المسألة
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
زوجي من أقاربي وهو متزوج من أخرى حالياً وقد غضب عندما لم تُدع زوجته الثانية لحفل زفاف لأحد أقاربنا وذلك مراعاة لمشاعري ومشاعر أسرتي وقد حلف أنه لن يأتي لرؤيتي أسبوعا لاعتقاده أنني السبب في ذلك وقد غاب من صباح يوم الجمعة إلى مساء يوم الأحد للأسبوع الذي يليه ولم يأت لرؤية أولاده ولا رؤيتي في ذلك الوقت مبرراً ذلك أنه حلف .. وقد تألمت لما حدث بالفعل وتضررت كثيراً نفسياً ، لاعتقادي أني مظلومة ولا يحق له أن يعاقبني بذلك حتى وإن كنت مخطئة ويبرر ذلك بأن هذا درس لي ولأسرتي حتى لا تتكرر هذه المسأله مرة أخرى ؟؟؟ ما رأيكم وما رأي الشرع ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من يتأمل الحقوق الزوجية التي شرعها الله تعالى في ديننا لكل واحد من الزوجين يرى فيها كمال علم الله وحكمته وكمال عدله ورحمته وأنه من لدن حكيم خبير، فقد أعطى لكل واحد من الزوجين من الحقوق ما تقوم به الحياة الزوجية على(55/369)
أكمل وجه، وتطيب به الحياة الأسرية على أتم حال. ولما كان الزوج وزوجته لصيقين يكثر احتكاك بعضهما ببعض، مما ينشأ عنه غالباً وجود مشاكل واختلاف وجهات نظر بمقتضى الطبيعة البشرية، كان لا بد من صبر وتحمل كل منهما لما يصدر من الآخر من أخطاء وزلات تجنباً للشقاق والنزاع المنافيين للمودة والألفة، وحفاظاً على بقاء الأسرة واستمراريتها.
فإذا كانت المرأة مطالبة بالقيام بحق زوجها وطاعته بالمعروف في غير معصية، فإن الرجل أيضاً مطالب بأداء حق زوجته وعدم التساهل فيه، فمن حقها عليه حسن معاشرتها ومعاملتها بالمعروف وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها فضلاً عن تحمل ما يصدر منها والصبر عليه. يقول الله عز وجل: ( وعاشروهن بالمعروف ) ثم إن المرأة لا يتصور فيها الكمال، وعلى الإنسان أن يتقبلها على ما هي عليه، ففي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج"، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج" ففي هذا الحديث إشارة إلى أن في خلق المرأة عوجاً طبيعياً، وأن محاولة إصلاحه غير ممكنة.
على أن ما ذكرته السائلة من أن أقاربها لم يدعوا الزوجة الثانية لحضور زفاف عندهم فليس من حقوق زوجها الواجبة عليها حتى تستحق بتركه التأديب، فلا ينبغي أن يكون سبباً لهجرانها وهجران بيتها ولا أن يكون مفوتاً لحقها في القسم لها إن كان ثمة زوجات أخرى، وأما كونه حلف على ذلك فليس أيضاً يبرر ما فعله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها فكفر عن يمينك، وائت الذي هو خير " الحديث متفق عليه من رواية عبد الرحمن بن سمرة. كما أن عليه إن كان مكث تلك الأيام عند زوجته الأخرى أن يقضي حق الأولى كما يقتضيه القسم الشرعي، لأن حقها لا يسقط في مثل هذه الحال.
والعلم عند الله.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج العلاقة الزوجية المتأزمة
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
أنا امرأة تزوجت قبل تسع سنوات وكان هذا الزواج بدون حب ومن ذلك الحين وأنا أعاني المشاكل العائلية مع زوجي ومن ثم اكتشفت أنه على علاقة مع غيري من قبل الزواج علماً بأني أعاني فراغاً كبيراً في حياتي لا يتكلم معي ولا يحادثني ولا يسأل حتى عن حالي ومنذ سنة تقريبا ولا أدري كيف وقعت في حب شخص آخر ومنذ ذلك الحين وأنا في عذاب مستمر أشعر بأني خنت الحياة الزوجية مع أنني لم أفكر حتى أن ألتقي أو اتكلم معه. أرجو أن تجدوا لي حلاً لهذه المشكلة ولكم مني خالص الشكر والعرفان.
الفتوى(55/370)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أن تقطعي من قلبك دابر حب ذلك الشخص تماماً وأن تتناسي ذلك بتاتاً، ويحرم عليك أن تفعلي أي شيء من شأنه أن يزيد ذلك الحب، أو يعمل على تطويره بأي شكل من الأشكال.
ثم عليك أن تصارحي زوجك وتفاتحيه في المشكلة التي تعانين منها، بالنسبة له هو من إعراضه عنك وتعلقه بغيرك، فإما أن يمسكك بمعروف، وإما أن يفارقك بإحسان، كما أمر الله تعالى بذلك فقال: (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) [البقرة: 229]. وقال تعالى: (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) [البقرة: 231]. وقال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف) [النساء: 19]. وقال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [النساء: 228].
وعليك أنت أن تفعلي ما من شأنه أن يحببك إليه وتزيلي كل ما يسبب التنافر وعدم التآلف، فإن قمت بما عليك له من حقوق ولم يقم هو بما عليه ولم تستطيعي الصبر معه، فلك أن تطالبيه بأن يسرحك بإحسان كما أمر الله تعالى، لعل الله تعالى أن يرزقك زوجاً غيره. هذا إذا لم يكن عندك منه أولاد، فإن كان لك منه أولاد فننصحك بالصبر والبقاء معه، والالتجاء إلى الله أن يصلح حاله، فإن فراقكما مع وجود الأولاد فيه من المفاسد ما هو أعظم من مفسدة بقائك معه بقاء مشوباً ببعض المنغصات. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عند الخلاف بين الزوجين يرسل حكمان للإصلاح.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
انا امرأة متزوجة منذ 12 عام حصلت بيننا مشاكل عديدة ادت الى ان يطردني زوجي من المنزل اكثر من 11 مرة و في كل مرة ارجع .الان انا عند اهلي و اصر اخي ان ارفع قضية شقاق . عندي طفلان و هو لا يريد الطلاق و انا كذلك غير ان اهلي لا يريدون ان يرجعونى له ماذا افعل ؟ اريد حكم الاسلام في ذلك
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا حصل نزاع وخلاف بين الزوجين فالواجب تحكيم الشرع في ذلك، واتباع ما أمر الله تعالى به في قوله: ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً. ) [النساء: 35]
فننصحك بالصبر والتأني، والبحث عمن تثقون فيه من أهل الزوج ومن أهلك للنظر في الأمر، مراعاة لطول العشرة التي دامت بينكما، ومراعاة لوجود الأولاد.
وأما رفع الأمر إلى القضاء فلا مانع منه إذا انسد باب الصلح عن طريق الحكمين، وليس لأهلك أن يلزموك بطلب الطلاق، فهذا حق خالص لك، ووصول الأمر إلى القضاء غالباً ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وعناد الزوج، فلا ننصحك به الآن.(55/371)
ونسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يجب على الزوجة والزوج وأهل الزوج أن يتعاملوا فيما بينهم بالمعروف والعدل
تاريخ الفتوى : ... 20 شعبان 1422 / 07-11-2001
السؤال
أخت زوجي تعاني من بعض المشاكل مع زوجها. وكل ذلك بسبب أهله فهم ينكرونه عليها. وهو يسمع لهم احيانا. وهي في دوامة فأحيانا يكونون متفقين وأحيانا لا. فما هي النصيحة التي تبعثون بها لها؟ وجازاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فهذه الأخت الكريمة ننصحها بتقوى الله تعالى والصبر ومعالجة الأمور بالحكمة وأن تدفع السيئة بالحسنة كما أوصى الله تعالى بذلك حيث قال: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) [فصلت: 34]. فإن اتقيتِ الله تعالى وصبرت وعالجت أمرك هذا بحكمة فستجدين حلاً له بإذن الله تعالى ، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال من صدقة وما ظلم عبد مظلمة فصبر لها إلا زاده الله تعالى عزاً. ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر". [أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجه وأحمد وحسنه السيوطي]. الشاهد فيه أن العبد إذا ظلم مظلمة فصبر زاده الله تعالى عزاً ورفعة. وينبغي لها أن تتحاور مع زوجها حواراً هادئاً وتتعرف ماذا ينقم أهل زوجها عليها فيمكن أن تكون مخطئة في حقهم فتتراجع عن الخطأ ويصلح بسبب ذلك ما بينهم. وكذلك ننصح زوجها أن يتقي الله سبحانه وتعالى فيها وأن يحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "استوصوا بالنساء ... ... ". كما في صحيح البخاري ويقول أيضا: "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ... " كما في صحيح مسلم. وكذلك ننصح أهل الزوج أن يتقوا الله تعالى ويخافوا يوم الحساب يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه. فإذا اتقى الجميع الله تعالى وخافوه انحلت مشاكلهم جميعاً. والله الموفق وهو أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عليك أن تتقبلي بعض التغيير في تصرفات زوجك مادامت في حدود المقبول
تاريخ الفتوى : ... 15 ربيع الثاني 1422 / 07-07-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منذ أن تزوجنا وزوجي قد تعود على أن يحكى لى كل شىء في حياته وفى عمله وأصدقائه . حتىأنه كان يفخر بنفسه أمامى وأمام أصدقائه بذلك . والآن بعد أن تزوج الثانية تغير الحال .وأصبح يقول إنه ليس من(55/372)
حق الزوجة أن تسأل زوجها عن كل شىء ولا مع من يخرج ولا أين يذهب و.... فما الحكم فى ذلك
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). [ الروم : 21] . وقال أيضا : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ). [ البقرة : 228]. وفي الحديث " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". [ رواه الترمذي : وقال حسن غريب وصححه السيوطي] . فعلى المرأة أن تفعل كل ما تستطيع لإرضاء زوجها، وعلى الرجل أن يراعي زوجته ومشاعرها ولا يكون معيناً للشيطان عليها. والقضية التي ذكرتها أختي السائلة، هو شأن الإنسان يتغير ويتبدل فان رأيت ذلك فعليك بالصبر على هناته وجفوته واطلبي من الله الهداية واللين وحسن الخلق لك وله. و الله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيفية التعامل مع زوج مقصر
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
بسم الله الرحمن اارحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً المشكلة تتلخص في زوجي الذي هو يعتبر الأساس والقدوة . فهو لا يلتزم بالصلاة ولا يحافظ عليها كثير النوم مع انه في الاربعينات من العمر ، ولاتعرف الابتسامة إلى وجهه طريقاً لايعرف عن أولاده شيئاً تحملت الكثير عنه من مسؤوليات من تربية وتعليم صلاة الخ أحسه صغيراً جدا في نظري واهم سبب هو عدم الالتزام بالصلاة حتى يكون قدوة لأولاده أصبحت لا أطيقه ولا أتحمل معاشرته لي وفي نفس الوقت أنا اخاف الله كثيراً ولكن ماذا أفعل لإنسان لا أراه الا نائماً كسولاً حاولت معه كثيراً ولكن بدون فائدة أريد حلاً كيف أحترمه وأنا غيرطائقة له .أقوم بمسؤلياتي كاملة تجاه ابنائي وتجاهه ولكن تعبت لوحدي وأنا أتحمل كل شئ ماذا أفعل.واشهد الله في كل ما أقول لكم مني كل الاحترام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفي انتظار اجابتكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: الأخت السائلة المباركة جزاك الله خيراً وبارك فيك وكثر من أمثالك. ونسأل الله لك الأجر والمعونة على ما تقومين به من حمل أعباء البيت وتربية الأولاد وتفانيك في ذلك وهذا يدل على إحساسك بالمسؤولية الملقاة على عاتقك ويدل أيضاً على خوفك من الله من أن تكوني مقصرة في حق زوجك وأولادك. وإن كان الأمر كما ذكرت فننصحك بالتالي: أولاً: الدعاء لهذا الزوج بالهداية والصلاح وتحري أوقات الإجابة كلما استطعت إلى ذلك سبيلاً. ثانياً: عليك بتزويد هذا الزوج بالأشرطة والكتيبات التي تعالج مثل هذه المواضيع كترك الصلاة وأهمية تربية الأولاد ونحو ذلك. ثالثاً:(55/373)
عليك بمناصحة زوجك بالتي هي أحسن فتذكرينه بأهمية الصلاة وعظيم شأنها والخوف على تاركها من عقاب الله في الدنيا لتعسير حياته وتضييق عيشته وظلمة قلبه ثم في الآخرة بالنار عافانا الله من ذلك. وتذكرينه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". [ رواه أحمد وهو صحيح]. رابعاً: حبذا لو يذكر هذا الزوج المسؤولية الملقاة على عاتقه من تربية الأولاد وقيامه بحق الزوجة والقيام بشؤون البيت وليعلم أن هذه أمانة سيسأله الله عنها يوم القيامة كما ثبت بذلك الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال: "الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته" متفق عليه. وبعد هذا إن تحسن وتاب وعاد إلى الله فالحمد لله وإن أصر على ما هو عليه فأعرضي أمرك على ولي أمرك حتى ينظر في أمركما ـ فإن كان عند الزوج استعداد للتوبة إلى الله وإقامة الصلاة وتحمل أعباء الزوجية وما يتبعها فذاك. وإلا فليفارق بالمعروف ووفقنا الله لما يحبه ويرضاه. والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التناصح بين الزوجين أفضل وسيلة لتقريب وجهات النظر
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الأول 1422 / 20-06-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
السؤال:ما هي حقوق وواجبات المرأة فى الإسلام ؟ وهل يحق للمرأة أن تتدخل فى شؤون زوجها التى تخص العمل فى الخارج حتى لو كان هذا الأمر لا يعجب الزوجة أو تراه مضرا بالعائلة وأقصد بالأمور المضرة مثل أن يدخل الزوج فى تجارات مباحة ولكنه يخسر مما يؤدى إلى أن ينعكس ذلك على العائلة بشكل عام ولكن من حيث المبدأ هل للمرأة الحق فى أن تتدخل أم عليها النصيحة فقط ؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
الحياة الزوجية مبناها على التآلف والتراحم والتعاون فيما بين الزوجين. وكل من الزوجين يسعى لإسعاد الآخر سواءً كان ذلك بالقول الحسن أو الفعل الحسن، فإذا رأى أحدهما من الآخر ما ظهر له أنه خطأ فإن المناصحة باب واسع إذا نجح الناصح في تجنب الألفاظ النابية وتجنب النصيحة في الملأ ، فإذا وقع أحد الطرفين في خطأ فليكن الآخر عوناً له من حيث تهدئته والتفريج عنه والدعاء له بالتوفيق وإرشاده إلى السبيل التي يمكن من خلالها التخلص من نتائج هذا الخطأ أو تقليلها . قال تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) . [ الروم:21 ] ، أما السب والتندر والمعاقبة بالألفاظ النابية فما تفسده هذه أكثر مما تصلحه ثم إن على الزوجة أن تعلم أن مقامها مقام المستشار وليس مقام الآمر فالشورى معلمة غير ملزمة فإن أخذ الزوج برأيها فبها ونعمت(55/374)
وإلا كفت عنه وساعدته فيما ترتب على قراره من أخطاء.وفقكما الله لما يحب ويرضى.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... النظر إلى الجوانب المضيئة في الحياة الزوجية يساعد على تخطي الخلاف
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الأول 1422 / 20-06-2001
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم سنين متعددة وأنا لا أشعر بالراحة مع زوجتي التي تزوجتها منذ 1979.فمشكلة الفراش وتربية الأطفال من أكبر المشاكل التي صبرت عليها فترة طويلة وطويلة . ولقد وصل بي اليأس درجة التفكير بالطلاق لأبدأ حياة جديدة. للتذكير فأنا أب لأربعة أطفال وعمري 46 سنة ومهنتي التعليم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: أخي السائل الكريم الذي ننصحك به هو قول الله تعالى في سورة البقرة بعد ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالزوجين "ولا تنسوا الفضل بينكم". وقول الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضى منها آخر) ومعنى لا يفركن لا يكره ولا يبغض. رواه أحمد وهو صحيح. فهذه المرأة قد عاشت معك عشرين سنة ورزقك الله منها أولادا فلا ينبغي لك أن تفارقها إلا إذا وصلت مسيرة الحياة معها إلى طريق مسدود، ثم إن عليك أن تعلم أن هذا حال النساء مع أزواجهن فلا تسلم الحياة الزوجية من بعض المنغصات التي تسببها الزوجة لزوجها فقد ثبت في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم. والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
استمر في وعظ زوجتك وتذكيرها بالله
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الأول 1422 / 20-06-2001
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم أخوتى فى الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا شاب فى الثانية والاربعين من عمرى اديت فريضة الحج والحمد لله زوجتى ارتدت الحجاب منذ فترة قصيرة ثم الان خلعت الحجاب ولا تريد ان تضعه رغم انها تصلى ولكنها فجاة لاترغبه، في البداية وعظتها وهددتها ولكنها لاتريده وانا كنت قد وعدتها باداء فريضة الحج هذا العام ولكنها حملت ووعدتنى بارتدائه قبل الحج نسيت ان اذكر لكم ان عندنا طفلة عمرها عام وسبعة اشهر بحثت عن السبب فلم اجد وانا الان حائر(55/375)
ماذا افعل معها اريد ان اعرف حكم الدين وكيف اتصرف فى هذا الامر من وجهة نظر ديننا الحنيف . وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..... وبعد: جزاك الله خيراً على ما تقوم به تجاه زوجتك، امتثالاً لأمر الله لك، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" [التحريم:6] وما تفعله أنت هو من تمام القوامة التي هي رعاية المصالح الدنيوية والدينية كذلك. قال تعالى: "الرجال قوامون على النساء ... ... ".[النساء:34] وعلى المرأة أن تعلم أن الحجاب فرض عليها وليس لها أن تختار من أمر الله ما تشاء فتفعله وما لا تشاء فتتركه ، قال تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا" [الأحزاب:36]، وعليها أن تعلم أن ما تفعله يعد نشوزاً لأن طاعة زوجها في غير معصية الله واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الطاعة في المعروف". ومما لا ينكره عقل أن أمر الزوج زوجته بالحجاب من آكد المعروف حيث قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنيين عليهن من جلابيييهن" [ الأحزاب:59] وأنه لا يحل لها أن تظهر زينتها لغير الذين ذكرهم الله تعالى: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ... " [النور:31]الآية. وأما أنت أخي الفاضل فاستمر على ما أنت عليه من نصح ووعظ وتخويف من عذاب الله وغضبه فإن أبت وأصرت فاهجرها في المضجع فإن أبت واستمرت فاضربها ضربا غير مبرح أي لا يترك أثراً على جلد ولا يكسر عظماً لأنه ضرب تأديب وليس عقاباً. قال تعالى: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً". ولعل زوجتك أصرت على خلعها للحجاب بعد أن لبسته من مخالطتها بعض النساء غير المحجبات أو تشاهد الأفلام والمسلسلات فأحبت أن تقلدهن. فعليك إبعادها عن تلك المؤثرات. والله جل وعلا يوفقك للرشاد والخير والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
على الزوجين أن يترفعا قدر الطاقة عن مشاكلهما.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
أنامتزوجة منذ خمسة سنوات وزوجي لايعمل مع العلم انني اعمل وراتبي لايكفي طروف المعيشةوانه يقوم على تغير قفل الباب كلما ذهبت عند اهلى وفي يوم ذهبت عند اهلى، كعادته قام بتغير القفل وعند ذلك ذهبت بيت اهلى وعندما عاد للصلح رفضت ذلك، ومن ذلك اليوم وهو على امل في الصلح ولاكن انا لا اريد ولم يصرف علي ريالاً واحدا وإنني عند أهلي منذ سنتين وشهرين فما حكم ذلك لأنني أريد الطلاق؟
الفتوى(55/376)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الصلة بين الزوجين من أقوى الصلات وأوثقها، وليس أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال: (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً)،[النساء:21] وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شأنها، وكل أمر من شأنه أن يهون هذه العلاقة ويضعف من قواها فهو بغيض إلى الإسلام، لأنه يفوت المنافع ويهدد مصالح كل من الزوجين، ولأن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام ويحث عليها، فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي.
وبهذا تعلمين أيتها السائلة أن ما يجري بين الزوجين من مشادات خفيفة واختلاف وجهات نظر -مما لا تنجو منه امرأة ولا يخلو منه بيت غالباً- لا ينبغي أن يكون سبباً لحل ذلك الميثاق الغليظ، ولا في تفكك هذه الأسرة الصالحة إن شاء الله تعالى، ثم إن خروجك من بيت زوجك إلى غيره وامتناعك من الرجوع لا يجوز لك القدوم عليه أولا إلا بضرر حاصل لك في المقام في بيت زوجك، ولا يحق لك أن تطالبيه بأية مصاريف في هذه الفترة التي أقمتها خارج بيته، لأن من شروط استحقاق الزوجة النفقة تسليمها نفسها لزوجها، وعدم امتناعها من الانتقال معه حيث يريد، أما ما ذكرت من أن زوجك عاطل ولا عمل لديه..فإذا كان هذا يسبب له حالياً العجز عن الإنفاق عليك بما يناسب حالك وحاله، فلك حق المطالبة بنفقتك ومتعلقاتها ورفع أمرك إلى القاضي لينظر فيه، وهذا هو مذهب الجمهور، لقوله تعالى: ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) [البقرة 229] فعلى الزوج أن يمسك زوجته بالمعروف أو يفارقها بإحسان ولا شك أن عدم النفقة ينافي الإمساك بمعروف وقد قال الله تعالى: ( ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا) [ البقرة:231] وقال صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار"، رواه ابن ماجه بسند حسن، وأي ضرر ينزل بالمرأة أكثر وأشد من ترك الإنفاق عليها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تعجلي باتخاذ القرار وشاوري عقلاء أهلك والصبر خير لك
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
تزوج زوجي علي ، وقبل أن يتزوج سألني وهو يمزح بأنه ناوي على الزواج من أخرى نظراً لعدم إنجابي منه فقلت له والله لو تزوجت سوف أترك لك البيت وأذهب لبيت أهلي وقد عزمت على هذا الأمر وقد ذهب وتزوج سمعت بذلك ولم يعد من إجازته حتى الآن ، وأنا في انتظاره لكي أسلمه بيته ثم أذهب لحال سبيلي - ما حكم الإسلام في مبادرتي بتركي له والذهاب لمنزل أسرتي وهل علي شيء من حرمة علماً أنني امرأة غيورة ولا أستطيع العيش في جو مثل هذا ، لأنه سوف يسبب لي(55/377)
الكثير من الضغط النفسي وأشعر بأنني اذا تركته سوف أرتاح الضغوط النفسية التي سوف تسببها لي وجود زوجة أخرى مشاركتها لي في زوجي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فلا ننصح السائلة على ترك بيت زوجها مباشرة فهذا عمل لا يجوز في الإسلام ، لأن الله قد أباح للزوج أكثر من زوجة خاصة إذا كان بحاجة إلى زوجة ثانية لعدم الإنجاب من الأولى ، فعليك أيتها الأخت السائلة أن تصبري وتتعوذي من الشيطان الرجيم ، فلك على الصبر أجرعظيم عند الله تعالى . فإذا أهانك الزوج ولم يقم بحقوق الزوجية الواجبة والمشروعة لك ، فعند ذلك لك الحق أن تخرجي من البيت وتطلبي منه ما تريدين. أما بمجرد الزواج فكأنك تعترضين على حكم من أحكام الإسلام وهذا غير جائز: " يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " . [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح] ، والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التحكيم أولاً ثم اللجوء إلى المحاكم الشرعية
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: ما الحكم في التالي : شخص مسلم عقد قرانه على إحدى المسلمات دون الدخول بها واستمر على هذا الحال قرابة 3 أشهر إلى أن حصلت خلافات بين البنت وأهل الزوج الأمر الذي أدى إلى طلبها بيتاً مستقلاً وبذلك رفض الزوج إلى أن وصلت إلى ساحات المحاكم وجلس يكيل بمكيالين وأقر بالتالي عدم استطاعته فتح بيت شرعي ، عدم الإنفاق عليها منذ أن عقد عليها ،وتزوج بأخرى أثناء سير الدعوى ، وهو يشهّر بها وبأهلها إضافة إلى موافقته على مبدأ التحكيم الذي يدلل على وجود مشاكل بينه وبين الزوجه في حين أنه أنكر تلك المشاكل في جلسات المحاكم ، وبعد هذا كله هل يحق لهذه الزوجة طلب التفريق للضرر والشقاق ، وأن تطلب كافة المستحقات المترتبة على عقد النكاح ؟ وهل للقضاء هنا أن يعاقب هذا الزوج على ما اقترفه بحق الزوجه الأولى دون الدخول بها وزواجه عليها بأخري أثناء سير الدعوي بحجة ان الإسلام يسمح له بالزواج من أربعة ؟؟!! وجزاكم الله كل خير على ماتبذلونه لخدمة الاسلام والمسلمين .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد:
إن الطلاق أمر يبغضه الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم :" أبغض الحلال إلى الله الطلاق" . [رواه أبو داود وصححه السيوطي وضعفه الألباني]. ولكن إذا كان الشقاق مستحكما واستحالت معه العشرة، واستنفدت كل الطرق للإصلاح والتوفيق بين الزوجين، فحينئذ تظهر حكمة مشروعية الطلاق. وإذا حدث الطلاق بعد الدخول، فلها ـ للمرأة ـ جميع مستحقاتها من مهر مقدم ومؤخر وما اشترطه زوجها(55/378)
على نفسه . وأما إن كان الطلاق قبل الدخول وجاءت الفرقة من قبل الزوج فللمرأة نصف المهر، إلا أن يعفو هو عن الباقي أو تعفو هي وإن جاءت الفرقة من قبلها فيسقط بذلك مهرها، والأمر في ذلك مرجعه إلى المحكمة الشرعية فلها أن تقرر أن للمرأة نصف المهر أو أنه لا شيء لها. والله نسأل أن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على دينك ودنياك. والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ينبغي الصبر والتجاوز عن الهفوات في الحياة الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
أنا متزوج بامرأة تكبرني بثلاث سنوات، وحصلت بيننا اختلافات كثيرة في معظم الأمور، وأريد أن أطلقها لعدم التكافؤ بيننا في معظم الأمور. ما هو حكم الشرع في ذلك؟ علماً بأنها في حد ذاتها لا تعاب في شيء إلا ما ذكرت وهو عدم التكيف مع بعضنا، ولم يمض على زواجنا أكثر من عامين ونصف فقط ولا يوجد أطفال .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
اعلم أخي الكريم أن الحياة الزوجية الأصل في بداية بنائها على الإيمان والمحبة والألفة لقوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21] ولم يقل لتسكنوا معها لأن الحياة الزوجية ليست مجرد قضاء شهوة بل هي تزاوج عقلين وروحين ـ وهذه القضية لا يمكن أن تتأتى بسهولة ـ فأنت تعلم أنك قد نشأت في بيئة لها عادات معينة، وهي كذلك لها عادات معينة في الحياة، ومن الصعب أن يحدث التوافق بينكما في مثل هذه المدة القصيرة التي ذكرتها. فالذي أوصيك به أخي الكريم ما يلي:
أن تتق الله في هذه المرأة، وخاصة أنك ذكرت أنها لا تعاب في شيء سوى بعض الأمور، وأذكرك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا" متفق عليه. واعلم أخي أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن تجد رجلا وزوجته متفقين في كل الأمور، بل هذا يكون مستحيلا، لذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا يفرك" أي لا يكره مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي الله عنه منها آخر" رواه مسلم.
كما أوصيك يا أخي الكريم بأن تجعل الصبر والتنازل هو شعارك في حياتك الزوجية فلقد تنازلت لك هذه المرأة عن أعز ما تملكه ألا وهو عرضها فكان الإحسان منك أن تتنازل أنت عما هو أهون من هذا في بعض أمورك وليس بالضرورة أن تتفق أنت وزوجتك في كل صغيرة وكبيرة فهذا من المستحيلات ولكن غض الطرف عما يحدث والتنازل لآرائها أحيانا خاصة إذا لم تكن في معصية الله مما يعين على استمرار الحياة الزوجية، وأسأل الله أن يقر عينيك بزوجتك ويرزقك منها أطفالا صالحين مباركين وأن يصرف عنكم الشيطان ونزغاته.(55/379)
أما الطلاق فإن هذا مما يفرح الشيطان فلا تهدم بيتك بيدك واعلم رحمك الله أن السلف كانوا إذا رأوا من زوجاتهم نفورا أعادوا سبب ذلك إلى ذنوبهم حتى قال قائلهم: إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في خلق دابتي وزوجتي.
فاستغفر الله وأدخل بيتك مما يرضي الله وتحري الحلال في مطعمك يبارك الله لك.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يمكن للزوج أن يطلب من المحكمة الشرعية إلزام الزوجة بالعودة إلى بيته
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
زوجتي تطيع أمها ولا تطيعني ، هي الآن في الأردن وترفض العودة إلي بسبب خلافات بيني وبين أمها ، هل أستطيع أن ألزمها بقانون الشرع أن تعود الى بيتي وأنا مقيم وأعمل في الامارات مع العلم أن لدي ابنة منها عمرها 11شهراً ؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
ما فعلته زوجتك محرم شرعا، وعليها أن تعلم أن الله أمرها بطاعة أمها فيما لم يكن معصية لله وخروجها عن طاعتك معصية عظمى، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" . [رواه أحمد وصححه السيوطي والهيتمي والألباني] ، فالواجب عليها أن تعود لبيتك فوراً، فإن رفضت ذلك فارفع أمرها إلى المحاكم الشرعية في البلد الذي أنت فيه وستلزمها بالعودة إلى بيتك. وعليك يا أخي الكريم أن تسعى في رأب الصدع بينك وبينك أم زوجتك حتى يتسنى لك أن تعيش حياة مطمئنة خالية من الشقاق والشحناء. والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إذا دعت زوجها إلى الفراش فامتنع
سؤال:
السؤال :
بعض الأخوات سألوا هذا السؤال :
سمعنا الحديث أن الرجل إذا دعا زوجته للفراش فامتنعت لعنتها الملائكة حتى تصبح ، والسؤال هو : ماذا لو دعت المرأة زوجها للفراش فامتنع ؟ .
الجواب:
الجواب :
لا يجوز للرجل أن يهجر امرأته إضراراً بها إلا إذا ظهر منها النشوز والعصيان ، ولكن لا يأثم إذا ترك الاضطجاع معها غير مُضارٍّ بها لأن الحاجة له وترجع إلى شهوته ولا يملك إثارة الشهوة فإن هجرها فهو آثم بذلك لأنه لا ضرر ولا ضرار ، والله أعلم .
كتبه : ابن جبرين .(55/380)
ـــــــــــــــــــ
خناقة بين زوجين
سؤال:
السؤال:
في الأسبوع الماضي حدث موقف بيني وبين زوجتي وابنتها التي تبلغ من العمر الآن 20 عاماً وعندها طفل ولكنها لا تزال تقيم معنا في البيت. وقد قلت لزوجتي شيئاً أغضبها مني فأفحشت لي القول وجهلت علي وسلكت معي مسلكاً فظاً وكان كل ما فعلته أن أمسكت وجهها بيدي وضغطت عليه بخفة وبدأت في الضحك. ولم أشعر إلا وهي تضربني وتركلني فأمسكت بها بحيث لا تتمكن من ضربي على وجهي وعندئذ تدخلت ابنتها وبدأت تضربني على رأسي. فتمالكت نفسي ولم أغضب. وبعد ذلك استدعت ابنتها الشرطة فحضروا واستجوبوا الجميع وحرروا محضراً. ولم تبد زوجتي أي أسف حول سلوك ابنتها وتصرفت كما لو أنه يجوز لابنتها أن تتصرف بهذا الأسلوب. وأنا لا أقيم حالياً في نفس البيت معهما، والحقيقة أنني لا أريد أن أعود ولكني في الواقع أهتم كثيراً بزوجتي وأجاهد في سبيل أن أحيا معها بالأسلوب الذي حدده لنا القرآن والسنة. وهي لا تصغي إلى القرآن والسنة إلا عندما يكون قلبها خالياً من الغضب . وقد أضعف هذا الموقف عزيمتي . إن كل ما أسعى إليه هو أن أحيا طبقاً لتعاليم الإسلام الحقة . أرجو مساعدتي في هذا الموضوع والسلام عليكم .
الجواب:
الجواب:
الحمد لله
مما ينبغي أن يعلم أن من أهم الأسباب التي ينتج عنها وجود المشكلات بين الزوجين والتي قد تتطور حتى تصل إلى حال سيئة جداً ؛ عدم معرفة حقّ كل واحد من الزوجين على الآخر .
وقد جاء الإسلام بتقرير هذه الحقوق وإلزام كل من الزوجين بها وحثهما عليها كما قال تعالى : (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) ، فنصت الآية على أن كل حق لأحد الزوجين يقابله واجب على الآخر يؤديه إليه ، وبهذا يحصل التوازن بينهما من كافة النواحي مما يدعم استقرار حياة الأسرة ، واستقامة أمورها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية : أي : لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن أزواجهن " ، وقال ابن زيد : تتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله عز وجل فيكم ، وقال القرطبي : الآية تعم جميع ذلك من حقوق الزوجية .
فمن تلك الحقوق : غض الطرف عن الهفوات والأخطاء : وخاصة التي لم يقصد منها السوء في الأقوال والأعمال وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " رواه الترمذي 2501 صحيح الجامع 4/171 .(55/381)
فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحتمل صاحبه فلكل إنسان زلة ، وأحق الناس بالاحتمال من كان كثير الاحتكاك بمن يعاشر . وعلى كل طرف ألا يقابل انفعال الآخر بمثله ، فإذا رأى أحد الزوجين صاحبه منفعلاً بحدة فعليه أن يكظم غيظه ولا يرد الانفعال مباشرة ، ولذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته : إذا رأيتني غضبت فرضني وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب . وتزوج إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله عباسة بنت المفضّل أم ولده صالح ، فكان يقول في حقها : " أقامت أم صالح معي عشرين سنة ، فما اختلفت أنا وهي في كلمة " .
ومن أعظم الحقوق أن ينصح كل منهما قرينه بطاعة الله عز وجل وقد جاء في الحديث الصحيح أن نفراً من الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : لو علمنا أي المال خير فنتخذه ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه " رواه أحمد 5/278 والترمذي 3039 صحيح الجامع 5231 .
ثم لا ينبغي للرجل أن يبغض زوجه إذا رأى منها ما يكره لأنه إن كره منها خلقاً رضي الآخر فيقابل هذا بذاك ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها غيره " رواه مسلم 36 . وعن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المرأة خلقت من ضلع وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها فدارها تعش بها " رواه أحمد 5/8 وابن حبان 1308 صحيح الجامع 2/163 .
ومن أعظم ما يعين على صفاء العيش بين الزوجين حسن الخلق ، ولذا رفع الإسلام من شأنه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ النهاية والكمال في حسن تعامله وخلقه ، وجاء من حديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق ، وإن صاحب الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة " رواه الترمذي 2003 وأبوداود 4799 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذي 1/217 وأحمد 2/250 السلسلة الصحيحة 284.
ومن المعاشرة بالمعروف : التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء إلا في حقوق الله عز وجل ، وذلك ما يرشدنا إليه قوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) .
فإن عصت المرأة زوجها ونشزت عن طاعته فله أن يؤدبها التأديب الشرعي قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون تشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيراً ) فأفادت الآية أن للزوج الحق في تأديب زوجته عند عصيانها أمره ونشوزها عليه تأديباً يراعى فيه التدرج الذي قد يصل إلى الضرب بشروطه ، قال القرطبي رحمه الله : " اعلم أن الله عز وجل لم يأمر في(55/382)
شيء من كتابه بالضرب صراحاً إلا هنا وفي الحدود العظام فساوى معصيتهن أزواجهن بمعصية الكبائر وولى الأزواج ذلك دون الأئمة وجعلَه لهم دون القضاة بغير شهود ولا بينات ائتماناً من الله تعالى للأزواج على النساء " .والنشوز في الآية بمعنى العصيان ، أي : اللاتي تخافون عصيانهن وتعاليهن عما أوجب الله عليهن من طاعة الأزواج فجعل الله للتأديب مراتب :
المرتبة الأولى : الوعظ بلا هجر ولا ضرب فتذكر المرأة ما أوجب الله عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة للزوج فإن لم ينفع الوعظ والتذكير بالرفق واللين انتقل إلى :
المرتبة الثانية : وهي الهجر في المضجع وذلك بأن يوليها ظهره في المضجع أو ينفرد عنها بالفراش لكن لا ينبغي له أن يبالغ في الهجر أكثر من أربعة أشهر وهي المدة التي ضرب الله أجلاً للمولي ، كما ينبغي له أن يقصد من الهجر التأديب والاستصلاح لا التشفي والانتقام .
المرتبة الثالثة : وهي الضرب غير المبرح لقوله : ( واضربوهن ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : اهجرها في المضجع فإن أقبلَت وإلا فقد أذن الله لك أن تضربها ضرباً غير مبرح ، وعلى الزوج أن يراعي أن المقصود من الضرب العلاج والتأديب والزجر لا غير فيراعي التخفيف فيه على أبلغ الوجوه وهذا يتحقق باللكزة ونحوها قال عطاء : قلت لابن عباس : ما الضرب غير المبرّح ؟ قال : السواك ونحوه ( أي الضّرب بالسواك ) .
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصيته لأمته : " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح . " حديث صحيح ، ويجب على الزوج أن يجتنب المواضع المخوفة كالرأس والبطن وكذا الوجه فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ضرب الوجه نهياً عاماً ، وفي حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال : قلت : يارسول الله ، ما حق زوجة أحدنا علينا ؟ قال : " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تقبح الوجه ولا تضرب " أي : لا تضرب الوجه . رواه أبوداود 2/244 وابن ماجه 1850 وأحمد 4/446 .
فإذا ارتدعت ، وتركت النشوز ، فلا يجوز بحال أن يتمادى في عقوبتها أو يتجنى عليها بقول أو فعل كما قال تعالى : ( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ) .
وفيما يتعلق بخصوص مشكلتك وإن لم نعلم تفاصيلها والسبب الذي دعاك إلى ضرب زوجك ، ومن ثم اعتدائها عليك هي وابنتها ، لكن فهمنا أنّك الذي ابتدأت بإثارة المشكلة ، وأنك الذي ابتدأت بالضّرب ثمّ أغظتها بالضّحك ، ثم توالت الأخطاء منها ومن ابنتها ، والذي ننصحك به أن تردّ زوجتك إليك وترجعان معا في مسكن واحد وعليك أن تناصح زوجتك وتعترف لها بما أخطأت عليها ، ثمّ تبيّن لها عظم ما فعلتْه من عصيانك وعدم طاعتك والقيام بالردّ عليك بالضّرب وتجريء ابنتها عليك كما ذكرت ، وينبغي تفهيم البنت أنها ضيفة عند زوج أمها وينبغي أن تحترم من آواها في بيته وأحسن إليها ، وإذا كان وجودها يزيد الأمور تعقيدا ويثير المشكلات ويُفاقمها فعليك بالتفاهم معهما لتخرج البنت في مسكن مستقلّ ، واستعن(55/383)
بالله واصبر وخالق زوجتك بخلق حسن ، نسأل الله أن يُصلح شأنكما ويؤلّف بين قلبكما ، وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـــــــــــــــــــ
الإجراءات الشرعية عند تمرد الزوجة
سؤال:
ماذا يفعل الزوج إذا تمردت زوجته عليه ؟.
الجواب:
الحمد لله
قال ابن قدامة : ( وإن خاف الرجل نشوز امرأته ) بأن تظهر منها أمارات النشوز بأن لا تجيبه إلى الاستمتاع أو تجيبه متبرمة متكرهة فإنه ( يعظها ) ويخوفها الله سبحانه ويذكر لها ما أوجب الله له عليها من الحق والطاعة وما يلحقها بذلك من الإثم وما يسقط عنها من النفقة والكسوة وما يباح له من ضربها فهجرها لقوله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن ) سورة النساء/34 ، ( فإن أصرت وأظهرت النشوز والامتناع من فراشه فله أن يهجرها في المضجع ما شاء ) لقوله سبحانه : ( وأهجروهن في المضاجع ) النساء/35 ، ( فإن أصرت فله أن يضربها ضرباً غير مبرح ) لقوله سبحانه : ( واضربوهن ) ، ( فإن خيف الشقاق بينهما ) يعني علم ( بعث الحاكم حكماً من أهله وحكماً من أهلها مأمونين يجمعان إن رأيا أو يفرقان ، فما فعلا من ذلك لزمهما ) وذلك أن الزوجين إذا خرجا إلى الشقاق والعداوة بعث الحاكم حكمين حرين مسلمين عدلين ، والأولى أن يكونا من أهلهما برضاهما وتوكيلهما فيكشفان عن حالهما ويفعلان ما يريانه من جمع بينهما أو تفريق بطلاق أو خلع ، فما فعلا من ذلك لزمهما ، والأصل فيه قوله سبحانه : ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ) .
العدة في شرح العمدة لابن قدامة للمقدسي ص 481.
ـــــــــــــــــــ
نفرت منه ولا تريد مباشرته في الفراش
سؤال:
أنا أحب زوجتي ، لكنها قالت بأنها لا تحبني . إنها لا تريد الجماع . لقد مارسنا الجنس بالفم في بداية زواجنا . وهي الآن ترى بأن تلك الممارسة نجس . ولذلك ، فقد أعرضت عن الجنس تماما . وقد اتفقنا على أنه كي أتمكن من إشباع حاجاتي، فإن علي أن أتزوج بغيرها . لكن عملي خفض من راتبي بشكل كبير . وأنا أخاف أن أغضب الله إن أنا طلقتها . فهل يجوز لي أن أتزوج بامرأة توافق على رفع بعض مسؤولياتي المالية (تجاهها) إلى أن أتمكن من الإنفاق عليهما معا ؟.
الجواب:
الحمد لله(55/384)
عليك أن تعلم أنه لا يجوز لك أن تجبر زوجتك على ممارسة شيء مستقذر أو يؤدي إلى دخول النجاسة إلى الجوف وأن تسلك في مباشرتها السبيل الطبيعي ، وعلى زوجتك أن تعلم بأنه لا يجوز أن تترك فراش زوجها إذا دعاها إلى أمر مشروع وإلى تلبية حق من حقوقه وهو الاستمتاع لها بما أباح الله ، ولا يجوز للزوجة الامتناع عن فراش زوجها بدون عذر شرعي كأن تكون حائضاً أو نفساء ، وقد جاء الوعيد الشديد للمرأة التي تمتنع عن زوجها والأحاديث في ذلك كثيرة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ) رواه البخاري (بدء الخلق/2998) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا بَاتَتْ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ ) رواه البخاري (النكاح/4795) .
< وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا ) رواه مسلم (النكاح/1736) .
وعَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ ) رواه الترمذي ( الرضاع/ 1080) .و صححه الألباني برقم 927 في صحيح سنن الترمذي .
والمرأة إذا امتنعت من المبيت مع زوجها في فراشه فإنه يسقط حقها عليه من النفقة والقسم أيضاً لأن النفقة نظير حق الاستمتاع . وهذه المرأة تعتبر ناشزاً قال البهوتي : النُّشُوزِ بِأَنْ مَنَعَتْ زَوْجهاَ الِاسْتِمْتَاعَ بِهَا أَوْ أَجَابَتْهُ مُتَبَرِّمَةً كَأَنْ تَتَثَاقَلَ إذَا دَعَاهَا أَوْ لا تُجِيبُهُ إلا بِكُرْهٍ .
شرح منتهى الإرادات للبهوتي ج 3 ص 55
وَإِذَا نَشَزَتْ الْمَرْأَةُ فَلا نَفَقَةَ لَهَا لأَنَّهَا أي النفقة فِي مُقَابَلَةِ التَّمْكِينِ
والنشوز هو معصية الزوجة لزوجها فيما يجب عليها له . وقد بيّن الله عز وجل ما يجوز للزوج أن يفعله في حالة نشوز زوجته فقال تعالى : ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34
قال الفقهاء : فَإِنْ أَصَرَّتْ نَاشِزَةً بَعْدَ وَعْظِهَا هَجَرَهَا فِي المَضْجَعٍ أَيْ : تَرَكَ مُضَاجَعَتَهَا مَا شَاءَ مَا دَامَتْ كَذَلِكَ وَهَجَرَهَا فِي الْكَلامِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لقوله تعالى : ( وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ) . فَإِنْ أَصَرَّتْ مَعَ هَجْرِهَا فِي الْمَضْجَعِ , وَالْكَلامِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ ضَرَبَهَا ضَرْبًا غَيْرَ شَدِيدٍ .
ويجوز له في هذه الحالة أن يطلقها قال المرداوي : يباح الطلاق عند الحاجة لسوء خلق المرأة وسوء عشرتها ، وكذلك التضرر منها من غير حصول الغرض . قال : فيباح الطلاق في هذه الحالة من غير خلاف .
الإنصاف ج 8 ص 430(55/385)
أما إذا نفرت منك نفوراً لم تستطع معالجته وكرهتك كرهاً مستمراً فيستحب لك عندئذ الطلاق ، لأن في بقاء النكاح مع هذه الحال ضرراً على الزوجة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا ضرر ولا ضرار ) أهـ
انظر الملخص الفقهي ج 2 ص 305
ولا تعتبر آثماً في طلاقها في هذه الحالة ، وأما بالنسبة لحلّ مشكلتك المالية فإنه يجوز لك أن تتزوج امرأة ترضى بأن تعيل نفسها أو توافق على التنازل عن بعض مسئوليتك المالية تجاها كما يجوز لك أن تصطلح مع زوجك الأولى أن تبقى معك مع التنازل عن بعض حقوقها فإنه يجوز للزوجة أن تُسامح زوجها عن حقها في القسم والنفقة ليمسكها ، وتبقى في عصمته ، لقوله تعالى : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صلحاً والصلح خير )
قالت عائشة رضي الله عنها : هي المرأة تكون عند الرجل .. فيريد طلاقها تقول : أمسكني ولا تطلّقني ، وأنت في حِل من النفقة علي والقَسْم ...
الملخص الفقهي ج2 ص 296
ولأن النفقة حق للزوجة فمتى تصالحا على أن تتنازل عن حقها أو بعض حقها فإن ذلك راجع إليها . وعلى ذلك فإنه متى تنازلت المرأة التي يريد الزواج بها عن نفقتها فإن ذلك جائز . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـــــــــــــــــــ
بينه وبين زوجته نزاع فهل يخرج عنها زكاة الفطر ؟
سؤال:
هل يلزم الزوج زكاة فطرة الزوجة التي بينه وبينها نزاع شديد أم لا ؟.
الجواب:
الحمد لله
زكاة الفطر تلزم الإنسان عن نفسه وعن كل من تجب عليه نفقته ومنهم الزوجة ، لوجوب نفقتها عليه ، فإذا وجد بينهما نزاع شديد حكم بمقتضاه عليها بالنشوز وإسقاط نفقتها فلا يجب عليه أن يخرج زكاة الفطر عنها لأنها تابعة لنفقتها فتسقط بسقوطها .
وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 9/367 )
ـــــــــــــــــــ
إجبار الزوج زوجته على الجماع
سؤال:
هل يجوز للرجل أن يُجبر زوجته أو أمته على الجماع إذا رفضت ؟.
الجواب:
الحمد لله(55/386)
ليس للمرأة أن تمنع نفسها من زوجها ، بل يجب عليها أن تلبي طلبه كلما دعاها ما لم يضرها أو يشغلها عن واجب .
روى البخاري (3237) ومسلم (1436) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) .
فإن امتنعت من غير عذر كانت عاصية ناشزا ، تسقط نفقتها وكسوتها .
وعلى الزوج أن يعظها ويخوفها من عقاب الله ، ويهجرها في المضجع ، وله أن يضربها ضرباً غير مُبَرِّح، قال الله تعالى : ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34 .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يجب على الزوج إذا منعته من نفسها إذا طلبها ؟
فأجاب : ( لا يحل لها النشوز عنه ، ولا تمنع نفسها منه ، بل إذا امتنعت منه وأصرت على ذلك فله أن يضربها ضربا غير مبرح ، ولا تستحق نفقة ولا قسما ) مجموع الفتاوى 32/279 .
وسئل عن رجل له زوجة وهي ناشز تمنعه نفسها فهل تسقط نفقتها وكسوتها وما يجب عليها ؟
فأجاب : ( تسقط نفقتها وكسوتها إذا لم تمكنه من نفسها ، وله أن يضربها إذا أصرت على النشوز . ولا يحل لها أن تمتنع من ذلك إذا طالبها به ، بل هي عاصية لله ورسوله ، وفي الصحيح : " إذا طلب الرجل المرأة إلى فراشه فأبت عليه كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى تصبح " )
انتهى من مجوع الفتاوى 32/278 ، والحديث رواه مسلم (1736) .
فينبغي وعظ الزوجة أولا ، وتحذيرها من النشوز وغضب الله عليها ولعنة الملائكة لها ، فإن لم تستجب هجرها الزوج في الفراش ، فإن لم تستجب ضربها ضربا غير مبرح ، فإن لم ينفع معها ذلك ، منع عنها النفقة والكسوة ، وله أن يطلقها أو يخالعها لتفتدي منه بمالها .
وكذلك الأمة ليس لها أن تمتنع من تلبية رغبة سيدها إلا من عذر ، فإن فعلت كانت عاصية ، وله أن يؤدبها بما يراه مناسباً وأذن الشرع به .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يجوز للمرأة أن تطلب طلاقها من غير سبب
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
زوجه تريد الطلاق من زوجها بعد عشرين عاما من الزواج، بسبب عدم الإنجاب،مع العلم أنه من الناحية الطبية لايوجد أي عائق من كلا الطرفين (الزوج والزوجه) مع العلم أن الزوج لايريد الطلاق، ومما يبدو أن الزوجة واقعة تحت(55/387)
تأثير أهلها وتتعرض للضغوط لكي تطلب الطلاق، نرجوا منكم إرشادنا الى الطريقة الشرعية الصحيحة لحل هذه المشكلة وجزاكم الله كل الخير ، مع عميق الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإذا كان الأمر كما ذكرت من عدم وجود أسباب تدعو إلى الطلاق، فليعلم أن طلب المرأة من زوجها الطلاق بلا عذر لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم " أيما مرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" . [رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي]. فعليها أن تتقي الله تعالى وأن لا تطيع أحدا من أهلها في ذلك. وعلى الزوجين أن يستعينا بالله تعالى وأن يرضيا بما قسم الله لهما، وأن يكثرا من الدعاء، وأن يعتبرا بحال نبي الله إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة وحال كثير من الناس ممن تأخر إنجابهم ورزقوا بالولد بعد طول زمن ، وما ذلك على الله بعزيز. وننصحك أيضا بالإكثار من الاستغفار فإنه سبب الرزق ومجيء الولد كما قال الله تعالى: ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) . [نوح: 10-12]. والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وازن بين المصالح والمفاسد قبل الطلاق وافعل ما يترجح لديك بعد استنفاذ الوسائل الشرعية
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الأول 1422 / 19-06-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت منذ سنة ونصف تقريبا من زوجة قريبة لى وحاليا أنا على خلاف كبير معها ومع أهلها، وأرغب فى طلاقها، نظرا لعدم ولائها لى، وعدم نصح أهلها لها بالحفاظ على زوجها وطاعته كما يامر الدين الحنيف، علماً بأنه لى منها طفل عمره عام تقريبا، كما أنني أحس بأنها ليست الزوجة المناسبة لي، وكان زواجي منها سريعاً نظراً لضيق فترة الإجازة، ونصح الأهل بأنها أحسن من غيرها إلى غير ذلك، إننى أقول لنفسي الخسارة الحالية نتيجة الطلاق قد تكون أفضل من المستقبل، نأمل الإفادة؟ وجزاكم الله عنا كل خير .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه وسلم أما بعد:
عليك أن تراعي المصالح والمفاسد في طلاقك امرأتك، ولعلك إن كرهت منها خلقا يسرُّك منها خلق آخر كما قال الله جل وعلا: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) (النساء: 18).
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر".(55/388)
وأما الأخلاق التي لا ترضاها فحاول إصلاحها بالوعظ والنصح، فإن لم ينفع معها فالهجر، وإلا فالضرب غير المبرح الذي لا يترك أثرا ولا يكسر عظما، فإن استحالت العشرة بينكما لسوء أخلاقها فابعث حكما من أهلك وحكما من أهلها يفصل بينكما، فلعلهما يوفقا في إصلاح ما فسد منها، وإلا فاستخر الله جل وعلا في أمرك، قال الله جل وعلا: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا) (النساء:34/35).
نسأل الله جل وعلا أن يحسن عشرتكما وأن يوفق بينكما.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزوجة آثمة إذا لم تعاشر زوجها بالمعروف
تاريخ الفتوى : ... 08 جمادي الثانية 1422 / 28-08-2001
السؤال
ما موقف الشرع من الزوجة التي تسيء مخاطبة زوجها بالسب مع توضيح الأحاديث النبوية الشريفة الواردة بهذا الخصوص؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن الله جل وعلا قد شرع من حقوق الزوجية، ما يتم به بناء الأسرة بناء تاما، بحيث تقوم على أساس متين، وركن ثابت مستقيم، وقد تضافرت دلائل الشرع المطهر واستفاضت نصوصه، في تقرير هذا الأمر وبيانه، حتى غدا من المعلوم بالضرورة من دين المسلمين. ولقد بين الله جل وعلا أن لكلا الزوجين حقاً على الآخر، وأوجب على كل طرف الوفاء بهذا الحق حال الزوجية واستمرارها، وحال إرادة الفراق وعدم الوفاق . قال تعالى في شأن الحال الأول: ( ولهن مثل الذين عليهن بالمعروف) [البقرة: 228]. وقال في شأن الحال الثاني: ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) [البقرة : 229].
وقال تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير) [البقرة: 237]. فإذا تقرر هذا، فَليعلم أن مثل هذه الزوجة التي ورد السؤال عن حكم هذه الأعمال التي تفعلها من الإساءة إلى زوجها بالشتم والدعاء عليه والإهانة لأقاربه وذويه فمثل هذه الزوجة تكون قد ارتكبت إثماً عظيماً، وقارفت ذنباً جليلاً، وهذه الأعمال التي تقوم بها من أعظم المحرمات عند الله تعالى، لأنها خالفت أمر الله جل وعلا، وعصت ربها، بأذيتها زوجها وإهانتها إياه، كيف وقد أمرها ربها جل وعلا بطاعته وتوقيره ولزوم أمره وإشارته. وهذه الأعمال التي ذكرها السائل هي في الأصل محرمة حتى ولو في غير حق الزوج، فكيف إذا انضم إلى ذلك كونها في حق الزوج الذي أمر الله جل وعلا بمزيد طاعته وإجلاله: فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" متفق عليه.(55/389)
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بحسب امريءٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه الترمذي، وغير ذلك من الأخبار الدالة على تعظيم حرمة المسلم بوصفه مسلماً، فإن انضاف إليه كونه زوجاً غلظ التحريم وعظم الجرم جداً.
والواجب على مثل هذه الزوجة المسارعة إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى والاعتذار عما فرط منها في حق زوجها وحق أهله وذويه. وأيضا فإنه ينبغي أن تعلم أن من أعظم الأعمال التي تقربها من الله والفوز برضوانه هو طاعتها زوجها. فعن أم سلمة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما أمرأةٍ ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" أخرجه الترمذي وحسنه. وقال صلى الله عليه وسلم " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " أخرجه الترمذي بإسناد حسن. وقال صلى الله عليه وسلم مبينا مسؤولية الزوجة تجاه زوجها وبيتها من الطاعة والحفظ والإحسان "والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " متفق عليه. فينبغي لمثل هذه الزوجة ـ غفر الله لها ـ المبادرة إلى التوبة والندم عما اقترفته في حق زوجها ، لا سيما وهي كما ذكر السائل تصلي وتحافظ على صلاتها، فينبغي لها أن تؤدي حق زوجها كذلك، لأن لربها عليها حقاً، ولزوجها عليها حقا، فلتعط كل ذي حق حقه، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طاعة الزوجة لزوجها ووعظه واجب شرعي
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل حقا أنه إذا أذنب العبد وجد ذلك فى عصيان زوجته ودابته له ؟ وهل إذا تبدل حال الزوجة مع زوجها من طاعة وحسن العشرة إلى العكس نتيجة لذنب اقترفه الزوج فى حق الله وفى حق عباد الله ومنهم الزوجة تكون آثمة؟ علما بأنها حاولت منعه من التمادى فى ذلك الإثم وحضه على إصلاح ما يمكن إصلاحه ولكنه أصر على ارتكابه. فهل تبدل حال الزوجة يكون عقابا للزوج؟ و هل تأثم الزوجة بعدم طاعة زوجها ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فهذا قول لبعض السلف وليس بحديث، مراده به أن الشخص إذا أطاع الله جعل له من أمره يسرا وإذا عصاه انقلبت له الأمور فيجد ذلك فيمن يعامله كزوجته ودوابه وأقاربه لكن لا يحل للزوجة أن تعاقب الزوج بأي عقاب من تلقاء نفسها وإن فعلت، فهي ظالمة حتى ولو عصى الله فالواجب عليها أن تعظه بالتي هي أحسن وتذكره بالآخرة وأن الله مطلع عليه. .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(55/390)
عندها إشكالات في حق المرأة في الإسلام
سؤال:
أنا في حيرة من أمري ، فقد عشت سنين عمري أتعامل وأعامل على كوني إنساناً قبل أن أصنف إلى كوني أنثى [ وأمة ] الله قدر استطاعتي ، ومن هذا المنطلق أن مَن عمل خيراً من ذكر أو أنثى فله أجره ، ومن عمل إثما فعليه وزره ، ولكن بعد زواجي فوجئت بأحكام تخرجني من نطاق الإنسانية لأكون مجرد متاع للرجل ، فمثلا تلعنني الملائكة إن امتنعت عنه تحت أي ظرف ، في حين أنه ليس عليه أي وزر إن هو امتنع عن جماع زوجته ولو من باب الإضرار بها ، فهو له أجر صدقة إن جامعها وهو مستمتع بها وهي ليس لها أجر وإن لبَّت وهي كارهة ، وإذا أغضبني وأهانني أمام الناس وامتهن كرامتي يجب عليَّ مصالحته واسترضاؤه وإلا لعنتني الملائكة ، وأنا طبعاً لا يحق لي مخالفته في رأي ومراجعته ولا يغفر لي أي قدر من الانفعال ، كما أنكم أفتيتم بأن ثواب صلاة الجماعة هو خاص بالرجال من دون النساء فهل هذا ما شرعه الله لنا ؟ هل هذا هو قدر المرأة المسلمة إذا أحسنت وأدت ما عليها ؟ فإن هي تجنبت الإثم فليس لها أي فضل وإن أخلت كانت من الملعونين المطرودين من رحمة الله أنا وإبليس اللعين سواء .
أرجو الاهتمام بهذا السؤال لأنني أفتن في ديني ، وإن كان هذا هو شرع الله فسمعا وطاعة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الجواب:
الحمد لله
لم نزل متعجبين مما ورد في سؤال الأخت من ظنها ما ليس من دين الله منسوباً إليه ، واعتقادها لأحكام لم ينزل الله بها سلطاناً ، ومن ذلك قولها " ولكن بعد زواجي فوجئت بأحكام تخرجني من نطاق الإنسانية لأكون مجرد متاع للرجل " ! .
وسنرتب الكلام معها من خلال هذه النقاط :
أولاً :
أكرم الله تبارك وتعالى المرأة غاية الإكرام ، فقد أكرمها بنتاً وأمّاً وزوجة ، وجعل لها من الحقوق والفضل ووجوب البر ما ليس للرجل في كثير من الأحيان .
ولم ينزع الإسلام عنها إنسانيتها ، بل أعطاها حقها ورفع لها قدرها ، وقد كانت متاعاً وسلعة قبل أن يكرم الله الناس بالإسلام ، فقد كانت تورث كما يورث المتاع ، وكانت تُعلَّق فلا هي بالزوجة ولا هي بالمطلقة ، وكانت تمكث سنة كاملة بعد وفاة زوجها لا تمس ماء ولا تخرج من بيتها حتى إن الطير والبهيمة ليموتان من شمهما رائحتها ! وكانت تُحرَم من الميراث ، فضلاً عن وأدها وهي حيَّة ، وغير ذلك كثير .
فجاء الإسلام وحرَّم الوأد وجعله قتلاً للنفس وهو من كبائر الذنوب ، وحرَّم تعليقها بيمين أو تحريمها بظهار ، وأعطاها نصيبها من الميراث ، وجعل عدتها من وفاة زوجها أربعة أشهر وعشراً تغتسل وتلبس الثياب وترى النساء والمحارم ، وأجاز لها البيع والشراء والتملك ، ورغَّبها في العلم والدعوة إلى الله تعالى ، وأمر بإكرامها زوجة ، وببرها أمّاً بل جعل حقها في البر ثلاثة أضعاف الأب ، وغير(55/391)
ذلك كثير ، وليس هذا مجال بسط ذلك ، إنما أردنا التنبيه والتذكير ، ويمكن مراجعة جواب السؤال رقم ( 21010 ) لترى المزيد .
ثانياً :
قالت الأخت السائلة : " فمثلا تلعنني الملائكة إن امتنعت عنه تحت أي ظرف " !
وهذا ليس بصحيح ، بل لا تلعن الملائكة الزوجة الممتنعة عن فراش زوجها إلا أن تكون غير معذورة ، فإن كانت معذورة بمرض أو حيض أو نفاس أو صوم واجب : فإنها لا تُلعن ، بل يأثم زوجها الذي يدعوها ويصر على دعوتها أو يكرهها وهو يعلم حالها .
وقد ورد في جواب السؤال ( 33597 ) في الموقع :
ليس للمرأة أن تمنع نفسها من زوجها ، بل يجب عليها أن تلبي طلبه كلما دعاها ما لم يضرها أو يشغلها عن واجب .
وفي سؤال رقم ( 9602 ) ورد :
قال ابن حزم :
وفرض على الأمة والحرة أن لا يمنعا السيد والزوج الجماع متى دعاهما ما لم تكن المدعوة حائضا أو مريضة تتأذى بالجماع أو صائمة فرض فإن امتنعت لغير عذر فهي ملعونة .
" المحلى " ( 10 / 40 ) .
وهذا اللعن مقيّد بما إذا بات غضباناً عليها ، أما إذا دعاها فأبت عليه ، ثم تنازل عن حقه فإنها لا يلحقها لعن .
ثالثاً :
وقالت الأخت السائلة : " في حين أنه ليس عليه أي وزر إن هو امتنع عن جماع زوجته ولو من باب الإضرار بها " !
وهذا أيضاً ليس بصحيح ، فقد حرَّم الإسلام الإضرار بالآخرين ومنه إضرار الزوج بزوجته بمنعها من إرضاع ولدها أو بمنعها من حقها في الجماع والاستمتاع .
وقد ورد في جواب ( 10680 ) - في سياق بيان حقوق الزوجة على زوجها - :
عدم الإضرار بالزوجة : وهذا من أصول الإسلام ، وإذا كان إيقاع الضرر محرما على الأجانب فلأن يكون محرما إيقاعه على الزوجة أولى وأحرى .
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى " أن لا ضرر ولا ضرار " رواه ابن ماجه ( 2340 ) . والحديث : صححه الإمام أحمد والحاكم وابن الصلاح وغيرهم .
انظر : " خلاصة البدر المنير " ( 2 / 438 ) .
وقد ورد في جواب السؤال ( 5971 ) :
لا يجوز للرجل أن يهجر امرأته إضراراً بها إلا إذا ظهر منها النشوز والعصيان ، ولكن لا يأثم إذا ترك الاضطجاع معها غير مُضارٍّ بها لأن الحاجة له وترجع إلى شهوته ولا يملك إثارة الشهوة فإن هجرها فهو آثم بذلك لأنه لا ضرر ولا ضرار ، والله أعلم .
رابعاً :(55/392)
قالت الأخت السائلة : " ، فهو له أجر صدقة إن جامعها وهو مستمتع بها وهي ليس لها أجر وإن لبَّت وهي كارهة " !
وهذا أيضاً ليس بصحيح ، بل تؤجر الزوجة على الجماع من وجهين :
الأول : من كونها شقيقة الرجل في الأحكام والأجور ، إلا ما استثناه النص ، قال تعالى : ( فاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) أل عمران / 195 .
الثاني : أنها سبب أجر الزوج ، ومن كان سبباً في ثواب غيره : شاركه في الأجر دون أن ينقص من أجره شيء .
وعن أبي ذر أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بُضع أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر . رواه مسلم ( 1006 ) .
ومعنى البُضع : الجماع
فالزوجة مأجورة كما هو حال زوجها ، كما أنها تأثم على شهوتها لو وضعتها في الحرام كما هو حال زوجها .
قال النووي :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَفِي بُضْع أَحَدكُمْ صَدَقَة )
فِي هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُبَاحَات تَصِير طَاعَات بِالنِّيَّاتِ الصَّادِقَات , فَالْجِمَاع يَكُون عِبَادَة إِذَا نَوَى بِهِ قَضَاء حَقّ الزَّوْجَة وَمُعَاشَرَتَهَا بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِهِ , أَوْ طَلَبَ وَلَدٍ صَالِحٍ , أَوْ إِعْفَافَ نَفْسِهِ أَوْ إِعْفَاف الزَّوْجَة وَمَنْعَهُمَا جَمِيعًا مِنْ النَّظَر إِلَى حَرَام , أَوْ الْفِكْر فِيهِ , أَوْ الْهَمّ بِهِ , أَوْ غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْمَقَاصِد الصَّالِحَة اهـ .
خامساً :
قالت الأخت السائلة : " وإذا أغضبني وأهانني أمام الناس وامتهن كرامتي يجب عليَّ مصالحته واسترضاؤه وإلا لعنتني الملائكة " !
وهذا ليس بصحيح ، فأما اللعن فإنما هو في امتناع الزوجة عن فراش زوجها من غير عذر مع مبيت زوجها وهو عليها غضبان – كما سبق بيانه - .
وأما إهانة الزوج لها وامتهان كرامتها : فهو آثم على فعله هذا ولا شك ، وقد أجاز لها الشرع أن تستوفي حقها بالرد عليه بقدر ظلمه لها .
قال تعالى : ( ولمن انتصر بعض ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) أي ليس عليهم إثم .
ولفظ ( مَنْ ) هنا عام فتدخل فيه المرأة أيضاً .(55/393)
أو أن تصبر على قوله وظلمه وتحتسب الأجر عند الله لتأخذ الثواب الأكمل والأفضل والأعلى .
والواجب عليه : هو أن يصالحها ويسترضيها لا العكس ، فالذي ظلم هو الذي يجب عليه لتمام توبته أن يُرضي المظلوم بالاعتذار والكلام الحسن .
سادساً :
قالت الأخت الفاضلة : " وأنا طبعاً لا يحق لي مخالفته في رأي ومراجعته ولا يغفر لي أي قدر من الانفعال " !
وهذا ليس بصحيح ، فيجوز للمرأة أن تراجع زوجها وأن تخالفه في الرأي ، لكن ليس لها أن تمتنع عما يأمرها به – وإن كانت مخالفة له – إذا لم يأمرها بمعصية ، فلا طاعة لأحد في معصية الخالق ، وهذا إنما هو من منطلق القوامة الذي جعله الله تعالى للزوج في مقابل ما أوجب عليه من نفقة وحماية ورعاية ، قال تعالى : ( الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء
وقد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم أن نساءهم كنَّ يراجعنهم في الأمر ، بل كان هذا فعل أمهات المؤمنين مع نبينا عليه الصلاة والسلام ، كما قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم " وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار ، فصخبتُ على امرأتي ( أي : غضبت ) فراجعتني فأنكرتُ أن تراجعني قالت : ولم تنكر أن أراجعك ؟ فو الله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ... " – رواه البخاري ( 4895 ) ومسلم ( 1479 ) .
قال الحافظ ابن حجر – في سياق فوائد الحديث - :
وفيه : أن شدة الوطأة على النساء مذموم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بسيرة الأنصار في نسائهم ، وترك سيرة قومه .
" فتح الباري " ( 9 / 291 ) .
أما ما ذكرته الأخت من أنه لا يغفر لها أي قدر من الانفعال ، فهذا لا يصح على إطلاقه إذ من الانفعالات ما لا يحاسب عليه الإنسان إذا لم يتكلم به أو يعمل ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا ) ومنها ما لا يكون بقصد الإنسان التام إما بسبب شدة غضب أو نحوه مما هو خارج عن طاقة الإنسان ، وقد ورد في آخر سورة البقرة دعاء المؤمنين : ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) البقرة ، وثبت في السنة أن الله تعالى قد أجاب هذا الدعاء بقوله : ( قد فعلت ) .
سابعاً :
قالت الأخت السائلة : " كما أنكم أفتيتم بأن ثواب صلاة الجماعة هو خاص بالرجال من دون النساء " !
وهذا أيضاً ليس بصحيح ، بل الذي قلنا – بناء على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم – أن أجر السبع وعشرين درجة خاص بالرجال لأنهم هم المخاطَبون بصلاة الجماعة دون النساء ، وصلاة الجماعة للنساء مستحبة ، ولكن لا تجزم بأنه لها أجر(55/394)
السبع وعشرين درجة ، ويجوز للمرأة أن تشهد الصلاة في المسجد ، ولا يحل للرجل أن يمنعها من الذهاب ، فإن ذهبت وصلَّت معهم : شاركتهم في أجر صلاة الجماعة .
ومع هذا فبناءً على الأحاديث الصحيحة فإنها لو صلَّت في بيتها : لأخذت ما هو أفضل من أجر صلاتها جماعة في المسجد .
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تمنعوا نساءكم المساجد ، وبيوتهن خير لهن " .
رواه أبو داود ( 567 ) وأحمد – واللفظ له - ( 5445 ) .
قال عبد العظيم آبادي :
" وبيوتهن خير لهن " : أي : صلاتهن في بيوتهن خير لهن من صلاتهن في المساجد لو علمن ذلك , لكنهن لم يعلمن فيسألن الخروج إلى المساجد ويعتقدن أن أجرهن في المساجد أكثر . ووجه كون صلاتهن في البيوت أفضل : الأمن من الفتنة , ويتأكد ذلك بعد وجود ما أحدث النساء من التبرج والزينة .
" عون المعبود " ( 2 / 193 ) .
ثامناً :
قالت الأخت السائلة : " هل هذا هو قدر المرأة المسلمة إذا أحسنت وأدت ما عليها ؟ فإن هي تجنبت الإثم فليس لها أي فضل وإن أخلت كانت من الملعونين المطرودين من رحمة الله أنا وإبليس اللعين سواء " !
وهذا من سوء الظن بالله ، وكلامكِ ليس بصحيح اطلاقاً .
قال الله تعالى : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } النحل / 97 .
وقال تعالى : { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب } آل عمران / 195 .
وقال تعالى : { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيماً } الأحزاب / 35 .
وأما ذكرته الأخت من أنها إذا أخلت كانت هي وإبليس سواء فهذا تشنيع لا محل له هنا ، وتشبيه غير مقبول إذ لعنة الله لإبليس اللعنة الأبدية التي لا تقبل فيها أي توبة ، لا تقارن بما يكون من اللعن في حق من كان مسلماً موحداً لله مذعناً له ووقع في بعض الكبائر .
وفي هذا القدر من الآيات البينات والكلام كفاية في بيان خطأ قولكِ ، ونسأل الله تعالى أن يفقهك في الدين ، وأن يثبتك على الخير والهدى .
كما لا يفوتنا في نهاية هذه الإجابة أن نحمد لهذه الأخت السائلة صراحتها في السؤال عما يقذفه الشيطان في قلبها من الإشكالات عن الأمور الشرعية التي لو(55/395)
كتمتها في نفسها لربما أفسدت عليها دينها وأورثتها من الوساوس ما يُنغص عليها عيشها ، وبمثل هذا السؤال يزول الإشكال ويندفع عن النفس الشك .
وإن كان ينبغي في طرح مثل هذه الأسئلة أن يكون بأسلوب أكثر ملائمة للسؤال عن حكمة الله في تشريعاته ، وأن يبتعد السائل عن كل ما يُشعر بروح الاعتراض على الحكم إذا عقول البشر تقصر عن إدراك عظيم حكمة الله وواسع فضله على خلقه .
ومما يحمد أيضاً للأخت السائلة رضاها وتسليمها بشرع الله ، وذلك في قولها ( وإن كان هذا هو شرع الله فسمعاً وطاعة ) ، وهكذا يجب أن يكون المؤمن .
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه ، وأن يلهمنا رشدنا .
والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
-ـــــــــــــــــــ
أخذها أهلها بدون إذن زوجها
سؤال:
لدي أخ متزوج من عدة سنوات وله من الأولاد ابن وبنت وكثيرا مت تحصب خلافات بينه وبين زوجته ثم يصطلحان وكان آخر ذلك أن بدأت زوجته بسب والدي الزوج ثم تطاولت ومدت يدها على زوجها ، ثم أخبرت أهلها فجاءوا وأخذوها بدون إذن زوجها ، وعائلتها فيهم من الفسق وقلة الدين ما الله به عليم ، وقد قمنا بمناصحتهم أكثر من مرة دون جدوى .
فأرجو مساعدتنا وإرشادنا إلى من نذهب من الجهات المختصة والشرعية حتى ننهي هذه القضية ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
خروج المرأة من بيت زوجها بدون إذنه لا يحل ، بل عده جماعة من أهل العلم من النشوز ، ومن الخروج عن طاعة الزوج ، ما لم تكن في ذلك معذورة ، كأن يؤذيها زوجها إيذاء لا يمكنها دفعه أو نحو ذلك .
ثم إن منع المرأة نفسها من زوجها يسقط عنه وجوب النفقة عليها لنشوزها كما نص على ذلك الفقهاء . انظر : "المغني" (8/182) .
ثانياً :
الذي ينبغي على أخيك أن يتصرف بحكمة لإرجاع زوجته إلى بيتها ، فيعظها بالله تعالى ، ويذكرها به ، وكذلك يفعل مع أهلها ، فإن لم يتمكن من فعل ذلك بنفسه فليستعن بالأقارب من أهل العلم والخبرة والحكمة ليتدخلوا في الموضوع لحله .
وعليه أن يتأنى ولا يتعجل في اتخاذ القرار ، فإن ( التأني من الله ، والعجلة من الشيطان ) كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1795) .
وربما اتخذ الرجل قرارا في ساعة غضب ثم ندم عليه ولكن بعد فوات الأوان حين لا ينفع الندم .(55/396)
وعليه أن يتحلى بالصبر ويتحمل زوجته ويحاول إنهاء ما بينه وبينها من منازعات دامت سنوات طويلة ، وليبدأ معها حياة جديدة مع نسيان الماضي بنزاعاته .
ثالثاً :
لا يوجد إنسان كامل ، فلنقبل الحسنات ، ولنتجاوز عن السيئات ، ونحاول إصلاحها بحكمة وهدوء وعقل . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يَفْرَكْ –أي لا يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) .
قال النووي :
"أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لا يُبْغِضهَا , لأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَه وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُون شَرِسَة الْخُلُق لَكِنَّهَا دَيِّنَة أَوْ جَمِيلَة أَوْ عَفِيفَة أَوْ رَفِيقَة بِهِ أَوْ نَحْو ذَلِكَ " اهـ .
وهكذا الناس كلهم فيهم الحسنات والسيئات ، والعاقل هو الذي يوازن بين الحسنات والسيئات ، فلنقبل الحسنات ولنتجاوز عن السيئات من محاولة إصلاحها .
رابعاً :
إن فعل الزوج كل ذلك ولم ينصلح حال المرأة فيمكنه اللجوء إلى المحاكم الشرعية لحل هذا النزاع .
والله تعالى المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
لا يجوز إجبار الزوجة على التنازل عن حقوقها قبل طلاقها
سؤال:
ما الحكم في إجبار الزوجة على التنازل عن حقوقها قبل طلاقها ؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يحل للزوج أن يأخذ من مال زوجته شيئاً إلا إذا طابت به نفسها ، ومنه مال مهرها إلا إن جاءت بفاحشة مبينة ؛ لقول الله عز وجل : ( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) النساء/4 . ولقوله عز وجل : ( وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) النساء/19.
قال ابن قدامة :
وأجمعوا على تحظير أخذ مالها إلا أن يكون النشوز وفساد العشرة من قِبَلها ، وحكى ابن المنذر عن النعمان أنه قال : إذا جاء الظلم والنشوز من قِبَله وخالعتْه : فهو جائز ماض وهو آثم لا يحل له ما صنع ولا يجبر على رد ما أخذه !
قال ابن المنذر : وهذا من قوله خلاف ظاهر كتاب الله ، وخلاف الخبر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخلاف ما أجمع عليه عامة أهل العلم . " المغني " ( 3 / 137 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (32/283) :
فلا يحل للرجل أن يعضل المرأة بأن يمنعها ويضيِّق عليها حتى تعطيه بعض الصداق ، ولا أن يضربها لأجل ذلك ، لكن إذا أتت بفاحشة مبينة : كان له أن(55/397)