مفكرة الإسلام : السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه، وكثيرون يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم؟ ولماذا يفشلون في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها؟ لا شك أن مسئولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين، فلا بد من وجود المحبة بينهما، وليس المقصود بالمحبة ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين.
محبة وتسامح وتعاون
البيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها، بل لابد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين، والتسامح لا يأتي بغير تبادل حسن الظن والثقة بين الطرفين، والتعاون عامل رئيس في تهيئة البيت السعيد، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح، والتعاون يكون أدبيًا وماديًا، ويتمثل الأول في حسن استعداد الزوجين لحل ما يعرض للأسرة من مشكلات، فمعظم الشقاق ينشأ من عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الآخر، أو عدم إنصاف حقوق شريكه.
اختلاف النشأة
لما كان كل من الزوجين قد تربى في بيئة تختلف عن الأخرى، وتطبع كلاً منهما بطباعها يكون لكل منهما طريقة تختلف عن الآخر في التعامل، ومنهج ينفرد به في بعض التصرفات. وإذا نظرنا إلى هذا السلوك الذي تميز به أحد الزوجين عن الآخر نظرة منطقية فإنه لا يخلو من خمس حالات:
الأولى: سلوك يرضى به الطرف الآخر، أو يستحسنه، وقد يستفيد منه، ويتطبع به، كالحلم والأناة والمشورة ونحو ذلك.
الثانية: سلوك لا يقف منه الطرف الآخر موقف الرافض أو الراضي، وذلك لأنه لا يمس اتفاقهما، ولا أثر له على حقوق أحد منهما بالآخر، فهذا لا يؤثر على حياتهما، ولا يكون مثار جدل بينهما، كطريقة الجلوس والأكل والشرب، والرغبة في بعض المأكولات والرغبة عن بعضها الآخر، ونحو ذلك.
الثالثة: سلوك قد يتضايق منه الطرف الآخر، ولكن من السهولة تغييره من أجل الوفاق والوئام، كاختيار وقت الوجبات والنوم والزيارات والقراءة، فهذا يجب السعي إلى تغييره بكل الوسائل، لأنه يضاعف السعادة ويزيد الأنس.
الرابعة: سلوك يتضايق منه الطرف الآخر، ويجب تغييره، ولو كان تغييره صعبًا، ومنه عدم طاعة الزوجة لزوجها في الحلال، أو عدم إعطاء الزوج زوجته حقوقها الواجبة لها شرعًا، أو بذاءة اللسان، أو إخلاف الوعد، أو عدم الغيرة، ونحو ذلك، ووجوب تغيير هذا السلوك إنما هو صادر من الشرع، فقد قال الله تعالى:{فإمساك بمعروف}.
الخامسة: سلوك يتضايق منه الطرف الآخر، ويصعب تغييره، ولكن لا يتعلق به محذور شرعي، ويمكن أن يصبر عليه الطرف المتضايق ويحتسب الأجر فيه، وهو الذي تنشأ عنه الخلافات الزوجية غالبًا، والتي قد تنتهي أحيانًا إلى الطلاق، منه سرعة الغضب، أو الفتور العاطفي والعملي، أو إظهار معنى التسلط والقوة، فهذا هو السلوك الذي يجب أن يكون بين الزوجين بسببه شعرة معاوية، بحيث إذا بلغت نتائج هذا التصرف إلى الشدة من قبل أحدهما كان على الآخر أن يرخي حتى لا تنقطع بينهما هذه الشعرة، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: 'لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر' رواه مسلم.
النضج العاطفي
المحبون الناضجون هم أولئك المحبون من دون شروط، الذين يطورون مواهبهم لتنحية الاستياء جانبًا والتركيز على الأشياء الجيدة التي يرونها في الطرف الآخر. إنهم الأشخاص الذين استنبطوا مستوى عاليًا من التفاهم الذي يضع في عين الاعتبار جوانب النقص لدى الطرف الآخر، والنضج أيضًا هو المقدرة على مواجهة الكراهية، والإحباط، والانزعاج والانهزام من دون تذمر أو انهيار. ويعلم شركاء الحب الناضجون أنهم لا يستطيعون الحصول على كل شيء بطريقتهم، وهم قادرون على إرجاء بعض الأمور حتى تسنح الظروف، ويسمح المحبون الناضجون لبعضهم بالحرية في السعي نحو مصالحهم الفردية أو أصدقائهم من دون قيود، ويحدث ذلك حين تفرض الثقة نفسها ويسمح الحب الناضج بهذا المستوى من الحرية الشخصية من أجل تقريب بعض المحبين نحو بعض، وتفهم الحرية الشخصية في هذا السيناريو على أنها رابطة وليست إسفينًا، لأنها تشجع الشركاء في الحب على تمجيد تميزهم وأهميتهم الشخصية.
التسامح ثمن السعادة الزوجية
إذا كانت الزوجة غاضبة فإن على الزوج أن لا يتصرف بالمثل، بل يجب أن يكون هادئًا حتى يستطيع أن يتوصل إلى حل، لأن الغضب في هذه الحالة من شأنه أن يزيد من تعقيد المشكلة.
لا تستخدم الصراخ أسلوبًا في أي نقاش مع زوجتك إلا إذا كانت المنزل يحترق! لأن الصراخ يزيد الموقف تعقيدًا.
إذا كان النقاش يجب أن ينتهي بأن يكون أحدكما رابحًا، فاجعل الطرف الآخر يخرج منتصرًا.
لا تذهب إلى النوم إذا لم تكن قد حللت سوء التفاهم.
إذا كنت مضطرًا إلى أن تنتقد زوجتك فاحرص على أن لا يكون انتقادك لاذعًا، وأن يبدو كلامك نابعًا من اهتمام حقيقي بمصلحتها.
الفرق بين الزواج الناجح والزواج الفاشل هو غض الطرف عن بعض الأشياء البسيطة كل يوم.
لا تحاول أبدًا أن تثير مشاكل من الماضي.
تذكر دائمًا أن المشكلة بحاجة إلى طرفين لتبدأ.
حين ترتكب أي خطأ أو حماقة قم بالاعتذار واطلب الصفح، فهذا التصرف لا ينتقص من كرامتك، والقاعدة الذهبية تقول: 'إذا كنت مخطئًا فاعتذر، وإذا كنت مصيبًا فالتزم الصمت'.
لا تهمل شريكتك أبدًا، وإذا كنت في موقف تضطر فيه إلى المفاضلة بين أي شيء وبين شريكتك فاخترها بدون تردد.
حاول كل يوم أن تقوم بتصرف مهما كان بسيطًا لتظهر حبك وتقديرك لها.
كيف تكسب زوجتك؟!
ـ اتصل بها حين تكون في العمل واسأل عنها.
ـ امدح الأشياء التي عملتها في البيت.
ـ اشتر الوجبة التي تحبها.
ـ ساعدها في أعمال المنزل بين فترة وأخرى.
ـ قدم لها الهدايا بين الحين والآخر، وفي المناسبات والأعياد الخاصة.
ـ ذكرها بأعمالها في الصباح والمساء ومواعيد أخذ الدواء إن كانت مريضة.
ـ أشركها في همومك وخذ برأيها.
ـ شاركها في همومها وأحزانها واتركها تتكلم عن كل ما ترغب فيه ومن ثم أعطها رأيك.
ـ كن منطقيًا في طلباتك وتذكر دائمًا أنها قد تكون متعبة أو في ظرف نسائي خاص كالحمل والحيض.
ـ احرص على أن تتعلم من سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وفن تعامله مع زوجاته.
ـ أحي مفهوم 'نحن لا نختلف على الدنيا' فلا تختلفا على تسمية مولود أو قطعة أثاث أو نوع طعام أو ما شابه ذلك.
ـ التغيير الشكلي أمامها بين حين وآخر مهم جدًا.
الزوجة الصالحة مفتاح السعادة الزوجية
مقتطفات
لكي تكوني من أنجح الزوجات- إن شاء الله- سنوضح لكِ نقاط صغيرة فيها خلاصة السعادة الزوجية :
1- فليكن اعتمادك أولاً وأخراً على الله- سبحانه وتعالى- .
2- حافظي على زوجك فهو الآن أقرب إليك من والدك ووالدتك .
3- حافظي على صورتك الجميلة في عينيه دائماً.
4- حافظي على رائحتك الطيبة في أنفه دائماً .
5. حافظي على شرفك وشرفه فإنهما شرفٌ واحد .
6. لا تبدي جمالك وزينتك لغيره .
7. كوني دائماً صريحة في القول والفعل .
8. لبي له جميع رغباته مادامت في حدود الشرع .
السعادة الزوجية
عبير العقاد
اتسم بالواقعية حين البحث عنها!
ما أنْ أطلّت حواء على الكون بطلعتها الأنثوية الجديدة، حتى تغير نظام الكون، وهدأتْ نفسُ أبينا آدم الذي كان يفتش عن مجهولٍ يحتاجه لتسكنَ إليه روحه ويروي به ظمأه. في ذلك اليوم، وباقتران أبوينا آدم وحواء تحت مظلة الزواج، انبثقت أول مؤسسة أسريّة في العالم أسره، ووضعت أول لبنةٍ من لبنات بناء المجتمع، تلك اللبنة التي أرسى الله - عز وجل - إطار سعادتها الداخلي بقوله - تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
إذاً؛ فقد حدد الله - عز وجل - الإطار المثالي الداخلي الذي يضمن سعادة المؤسسة الزوجية، ويحقق أُلفتها، ويتلاءم مع احتياجاتها، ويحميها من عواصف الدهر ونوائب الحياة بإطار مثلثي أضلاعه: السكينة، والمودة، والرحمة.
فبالسكينة تسكن الأرواح وتهدأ، وتتحقق الطمأنينة المطلقة المنشودة من قِبَل البشر كافة؛ فما بالك بالزوجين اللذين ما أن تتوطد أواصر الطمأنينة بينهما حتى تتفجر في حياتهما ينابيع الثقة المرسِّخة لسعادة بيتهما واستقراره.
أما المودة فهي المحبة، مغناطيس الأرواح والقلوب، والخيط الذي تحاك بواسطته الرابطة المتينة بين الزوجين التي يستحيل مع مرور الزمن حلّها إلا ما شاء الله. وبرسوخ هذه الرابطة، تستقر الأذهان وتتفرغ الأنفس لإنجاز ما خُلقت من أجله.
وبالرحمة يكتمل إطار سعادة العلاقة الزوجية المثالية، فهي الرقة والتعطف والمغفرة بين زوجين تعاهدا على العيش مع بعضهما بإخلاصٍ ما شاء الله. ولا بدّ أن تطفو بعض الزلات والهفوات على سطح العلاقة الزوجية خلال حياة طويلة الأمد تجمع بَشَرَيْن خطّاءيْن بطبيعتهما. إلا أن الرحمة التي تربط بينهما تفرض على كليهما التجاوز عن الهفوات، والرفق في التعامل، والتماس الأعذار دون تصيّد الأخطاء والانتقام من أجلها.
وبالرحمة يكتمل الضلع الأخير في إطار الحياة الزوجية الحميمية الذي يتوجب على كل أسرة التحصّن داخله والحفاظ على رسوخ وتدعيم كل أركانه لضمان علاقة حميمة، وديمومة سعيدة بين الأفراد.
هذا هو الإطار المثالي الذي ينشده كل اثنين يقترن بعضهما ببعض لتحقيق حياة زوجية سعيدة، ملؤها الدفء والحنان والحب والاستقرار.
لكنّ الأمر ليس بهذه السهولة التي نراه عليها؛ فتحقيق حياة مثالية كهذه تتطلّب منّا الكثير الكثير، شأنها بذلك شأن كلّ ماسة ننفق الكثير لاقتنائها، ونبذل الكثير أيضاً للحفاظ عليها.
فليست السكينة والمودة والرحمة نتاجاً طبيعياً لاقتران أي ذكر مع أنثى في هذا العالم؛ إنما هي إرثُ تقارُب ديني واجتماعي ومادي وثقافي وعُمُريّ وأخلاقي وروحي ووجداني بين الزوجين، وهي إرث تفكير عميق من قِبَل طرفَيِ القصة بعضهما ببعض قبل الاقتران. فالزواج السليم شأنه شأن أي أمر مهم في هذه الحياة، ينبغي أن يُبنى على قاعدة سليمة وصلبة كي ينجح؛ وذلك بعد دراسة عميقة وتفكير سليم في شتى جوانب الأمر وأبعاده، وافتراض حلول لمشاكل قد تظهر نتيجة بعض التناقضات التي قد يغضّ أحد الزوجيْن النظر عنها قبل الزواج كالاختلاف المادي أو الثقافي، أو الفارق العُمري بينهما، أو التناقض الاجتماعي. فليست الرابطة الزوجية مجرد علاقة بين الزوجين فحسب، إنما هي ظاهرة اجتماعية تنشأ على أثرها مجموعة علاقات يشترك فيها المجموع العائلي، أي عائلة الزوجين والأقارب والأحساب والأنساب، بالإضافة إلى الأبناء ثمرة الزواج.
وماذا بعدُ؟! ماذا بعدَ الاقتران؟ هل ستمطر السماء على الزوجين سيولاً من المودة والرحمة والطمأنينة والسعادة؛ هبةً من الله دون سابق جهد؟!!
قد تمطر حبّاً في مقتبل الحياة الزوجية؛ حيث الزوجان لاهثان لما يطفئ غريزتهما الطبيعية المخلوقة معهما والتي لا سبيل لزوجين صالحيْن أن يروياها إلا بالزواج الشرعي. فلا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الجنس في إضفاء جو من السعادة والتقارب في الحياة الزوجية، خصوصاً عندما ينعم الله على الزوجين بالشعور بالميل الجنسي بعضهما تجاه بعض. أي عندما يشعر كِلا الطرفين أنه مرغوب ومطلوب ومغرٍٍ للإقبال عليه من قِبَل الطرف الآخر. لكن لا سبيل للعلاقة الجنسية بأن تضفي جواً من السعادة الأبدية على حياة الأسرة دون توافر علاقة وجدانية حميمة بين الرجل والمرأة؛ إذ إنّها متعة جسد لا تستغرق إلا جزءاً صغيراً من الوقت؛ وأنّى لسعادة أن تكتمل بلذة الجسد دون لذة الروح؟ فلا بد إذاً من العلاقة الوجدانية أيضاً. والعلاقة الوجدانية كما يعرفها الأستاذ محمد محمود عبد الله؛ مدرس علوم القرآن بالأزهر، هي: «التوافق النفسي والروحي في المشاعر والأماني والطموحات التي تحقق الأُلفة والمحبة بين الزوجين ومشاركة كل منهما الآخر اهتماماته ومساعدته على تخطي أية عقبات يتعرض لها أو تقف مانعاً لسعادته».
وتبنى هذه العلاقة الوجدانية حجراً حجراْ خلال الزمن، وقد تُكسر أحجار مع الأيام، لكنّ قابلية الترميم تبقى مؤمّنة ما دام هناك زوجان يسعيان للحفاظ على بقاء أسرتهما، وما دام هناك زوجان ينظران إلى الحياة وإلى السعادة الزوجية نظرةً واقعية ويستوعبان الماهية الحقيقية للزواج.
إذ لا مكان لسعادة في قلب زوج أو زوجة حالميْن ينظر أحدهما إلى الآخر كشخص خالٍ من العيوب، ثم لا يلبث أنْ يتفاجأ بأكوامٍ من الهفوات الصادرة عنه؛ فمن منّا بلا عيب أو خطأ؟!!
إنّ الزواج أسمى من ذلك وأرقى، إنه مسؤولية وكدح وتعاون، إنه مؤسسة اجتماعية ذات أشكال متعددة من الإدارة تتطلب إدراكاً سليماً وحساً صادقاً، كما تتطلب معاملة حكيمة وتقديساً للحق والواجب والتزام حدود الله. الزواج احترام وتفاهم متبادل بين الزوجين، وساحة حوار دائم بينهما لفهم رؤى بعضهما نحو بعض، ولحلّ المشاكل بعقلانية حكيمة، ولابتلاع سفاسف الأمور التي من شأن تراكمها أن يدمّر الحياة الزوجية لا سمح الله.
إنّ الزواج نعمة شرّعه الخالق - عز وجل - لأهداف معينة، لا لفائدة الزوجين فحسب، بل لفائدة المجتمع بأسره؛ فبه يستمر النوع الإنساني المنوط بالتزاوج، وبهذا النوع المتمثل بالنسل يستمر في الوجود مَنْ يصلح لعمارة الأرض وخلافتها وسكناها. وبالزواج يتهيأ لكل من الرجال والنساء متعة من أعظم متع الدنيا؛ متعة السكن والراحة النفسية، ومتعة الإمتاع واللذة الجسدية. ومن حِكَمِ تشريع الزواج، تسخير التعاون على بناء هذه الحياة وبناء المجتمع السليم الذي لا يتحقق إلا بتعاون الزوجين سوية. هذه هي الحكم الأساسية من الزواج، وعلى كل راغب بالإقدام عليه أن يضع ذلك في ذهنه كيلا تنهار أحلامه وخيالاته الواسعة التي بناها قبل الزواج وظنّ أنّ مفتاحها مخبأ في تلك المؤسسة الأسرية. ففي مؤسسة الزواج قد لا تجد خيالات السعادة الوهمية التي حلمتَ بها، لكنْ إن عرفتَ كيف تضبط الأمور بدقة وإحكام، وإن توكلت على الله وجعلتَه حسبك وأخلصت له النية، فلا بد وأنْ تجد أروع مما حلمتَ به؛ لأنك دخلت مؤسسة مشرّعة من قِبَل خالقٍ لا بشر، وحاشاه - عز وجل - أن يشرِّع عبثاً.
فالزواج حياة فيها إعمالٌ للفكر والعقل، واجتهاد وأخذ وعطاء، كما فيها الحنكة والحكمة والمكر والدّهاء، ويتوجب فيها الصبر والمثابرة والإلحاح، والرضا وحب الذات والآخرين، والحفاظ على الكرامة بعقلانية دون انفعال؛ وأعظم دواء لمشاكلها ذكر الله والإيمان به والتوكل عليه والطلب الدائم منه. أي باختصار: اعقِلْها وتوكَّلْ.
إنه حياة شاملة تستحق الخوض، وهي مصدر تجارب تغني الإنسان وتوسع دائرة فهمه وإدراكه ونضوجه. فالاندماج بشخص ذي تجارب حياتية مختلفة عاش في بيئة وأسرة ثانية، وخضع لعوامل وراثية أخرى، وورث موروثات ثقافية واجتماعية مختلفة عن موروثات الطرف الآخر، كل هذا من شأنه أن يزيد دائرة ثقافة وفكر الطرف الآخر إن استطاع الطرفان استيعاب الاختلافات والخصوصيات المتعلقة بكل منهما وتذليلها كي تكون وسيلة لتطوير مناخهما الثقافي والفكري والاجتماعي، لا لتكون سبباً لمشكلات بينهما.
وفي ظل هذه الحياة التي نتمناها أن تكون سعيدة، علينا أن نصغي لأي نصيحة بنّاءة مهما اعتقدناها صغيرة، من شأنها إعمار الأسرة وصمودها في وجه أي عوامل هدم.
ومن النصائح ذات الفائدة ما قدمه أحد الباحثين؛ إذ عرض مائة نصيحة من شأن الأخذ بها تجنُّبُ الكثير من المشكلات. ومن هذه النصائح نعرض الآتي:
1 - هيئ لبيتك مناخاً عاطفياً إيجابياً.
2 - تذكَّر أن تقديرك لشريك حياتك يعينك على متاعب الحياة.
3 - أصغِ السمع للآخرين تحظَ باحترامهم.
4 - أَوْفِ بالعهود.
5 - لا تنتظر الأخبار السيئة حتى تعرِّفك بقيمة الحياة.
6 - اجعل من المرح ملاذاً لك من الغضب.
7 - أخبر مَنْ حولك بحبك لهم.
8 - تحكَّم بنفسك.
9 - احرص على الصحبة الجيدة.
10 - تقبل الاختلاف مع الآخرين.
11 - لا تحطَّ من قدر نفسك.
12 - كُفَّ عن ترديد الشكوى والخوض فيما يثير الأعصاب.
13 - لا بأس من الانسحاب السلمي.
14 - لا تجعل أمر المال يحزنك.
15 - ضع حدّاً لرغباتك.
16 - ليكن إيقاع حياتك عقلانياً.
17 - تذكًّر بأن الأفعال أبلغ من الأقوال.
18 - واظب على الاجتماعات العائلية.
19 - لا تكرر الأخطاء نفسها.
20 - إياك أن تقلل من شأن شريك حياتك.
21 - ذكِّر نفسك بأنك لن تأخذ شيئاً معك.
22 - تذكر أن الأشياء الصغيرة لا تُنسى.
23 - عامل أفراد أسرتك كما لو كنت تراهم لآخر مرة.
وبعد: فإن كنتَ تبحث عن السعادة في حياتك الأسرية؛ ففتش عنها أولاً في قلبك؛ إذ إنها تنبع من ذاتك وروحك، لا من أُنْس الآخرين لك، ولراحة قلبك تذكَّر دائماً قوله ـ - تعالى -ـ: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. ومن ثَمّ ابحث عنها في وجوه وقلوب من حولك؛ فإسعادك الآخرين سعادة لك. ولا تنس حصّة الرضا والقناعة في قلْب حياتك رأساً على عقب من قمة الفقر إلى قمة الغنى «فالقناعة كنز لا يفنى»
السعادة الزوجية
السعادة الزوجية مفهوم نسبي لا يسهل قياسه وتعميمه .. وهو يعني فيما يعني رضا الزوجين عن حياتهما الزوجية بشكل عام وبدرجة عالية ..
وتقييم العلاقات الزوجية بأنها سعيدة أو غير ذلك لابد له أن يرتبط بمرحلة زمنية معينة تمر فيها هذه العلاقة .. وبعض العلاقات تكون في قمة السعادة الزوجية في فترة معينة .. ثم تتغير الأمور والأحوال .. وهناك لحظات سعيدة جداً .. أو ساعات ، أو أيام ، أو أسابيع ، أو سنوات .. أو العمر كله ... وبالطبع كلما طالت المدة السعيدة كلما كان ذلك أفضل .
وترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها والتي تتمثل في الجوانب التالية :
تأمين العيش المشترك ، والسكن والحب ، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية للطرفين ، وفي إنجاب الأطفال وتربيتهم ، وفي تلبية متطلبات المنزل والمعيشة ، وفي تحقيق المتطلبات والأدوار الاجتماعية المتنوعة ، وغير ذلك .
وتتأثر السعادة الزوجية بالنجاح أو الفشل ( النسبي ) في تحقيق الوظائف السابقة بالنسبة للزوج أو الزوجة أو كليهما وبشكل مرض ومقنع .. وبعض العلاقات تنجح في تحقيق عدد من الوظائف الزوجية ، ولكنها تفشل في بعضها الآخر .. ولا بد من القول بأن العلاقة الزوجية هي مشروع طويل الأمد يتطلب الإعداد والجهد والجد وفيه مسؤوليات متنوعة .. وكلما أنجزت مهمات معينة ظهرت مهمات ومسؤوليات أخرى يجب إنجازها ..
وتتأثر السعادة الزوجية بعدد من المشكلات الحياتية مثل عدم الإنجاب ، والضعف الجنسي عند الرجل أو البرود الجنسي عند المرأة ، ويمكن لكل ذلك أن يخلق زواجاً تعيساً مضطرباً ..
وأيضاً فإن الشخصية النكدية ، أو الشخصية الأنانية، أو الشخصية العدوانية المضطربة ، أو الشخصية ضعيفة المهارات .. يمكن لها إذا كانت تنطبق على أحد الزوجين ، أن تحول الحياة الزوجية إلى جحيم وإلى مشكلات لا تنتهي .
ويلعب الملل الزوجي أو الفتور الزوجي دوراً كبيراً سلبياً في التعاسة الزوجية .. وأسبابه متنوعة ، وبعض أسبابه ترتبط بالمجتمع وثقافته ، وتكوين الزوجين وثقافتهما وعقدهما النفسية وتاريخهما الأسري ..
وفي حالات الملل الزوجي تزداد المشكلات الزوجية ويزداد الخصام والصراخ والسلبية وابتعاد كل طرف عن الآخر في نشاطاته وأهدافه اليومية .. ويلجأ البعض إلى الاستغراق في العمل أو في هوايات أو نشاطات خاصة يهدف من خلالها أن يثبت نفسه وأن يخفف من إحباطاته وأن يعطي نفسه شيئاً من التوازن والمتعة والتجديد ، ولكنه يضيف بذلك مزيداً من الضغوط على علاقته الزوجية ويساهم بزيادة تسميم أجوائها . ومن الممكن أن يتورط أحد الزوجين في علاقة عاطفية فاشلة أو مزيفة أو متسرعة .. يمكنها أن تضيف إلى مشكلات العلاقة الأصلية المضطربة ، وربما تؤدي إلى مرحلة اللا عودة أو الطلاق .
ومن الممكن بالطبع حدوث الترميم أو الإصلاح أو التجدد خلال مرحلة الملل الزوجي .. وربما يكون الملل والروتين والجمود دافعاً طبيعياً إلى تجدد العلاقة وإلى اقتراب الزوجين من بعضهما في كثير من الحالات ..
وأخيراً .. لا بد من التأكيد على أن السعادة الزوجية والعلاقة الزوجية الناجحة ترتبط مفاتيحها بعدد من الأمور والصفات والسلوكيات ، ومنها : المسؤولية ، والتفاعل ، والتعاون ، والمشاركة ، والحوار ، و الصداقة ، والحب ، والحساسية للطرف الآخر ، وعين الرضا ، والتكيف ، والتوافق ، والتكامل ، والمرونة ، والواقعية ..
وأيضاً فإن العلاقة الزوجية تبدأ وتكبر وتنضج وتشيخ وتموت .. ولابد من التنبه لهذه الدورة الطبيعية والتدخل المستمر لرعايتها وتصحيح أخطائها ومشكلاتها وضمان حياتها لسنوات طويلة ..
ولا بد من تقديم كل العون للعلاقة الزوجية ومساعدتها على الاستمرار في تحقيق أهدافها وسعادتها من قبل أطراف العلاقة أولاً ومن قبل الأهل والأصدقاء والمجتمع ثانياً .. ولابد من وجود خدمات متخصصة لرعاية الأسرة والزواج وتقديم الدعم والنصح والعلاج في حالات المشكلات الزوجية والأسرية .
والكلمة الطيبة لها دورها دائماً .. وكذلك الحوار والتفاهم ورفع الظلم وتعديله وأخذ كل ذي حق حقه .. وتبقى السعادة الزوجية مطلباً وحلماً يسعى الجميع نحوه
* السعادة الزوجية:
- لا شيء في الحياة أهم من الصحة الجيدة والزواج السعيد. يؤكد الباحثون أن العلاقات الزوجية الإيجابية ترفع نسبة المناعة في الجسم وتقلل من خطورة التعرض لأزمة قلبية، وذلك عن طريق بقاء هرمون الضغط العصبي في مستوى منخفض.
الكلمات الجميلة والأحاسيس الدافئة لها تأثير كبير في استمرار الزواج المثالي. أكدت الدراسات أن اللغة تؤثر على نسبة الكورتيزول بين الأزواج حديثي الزواج. وأن المرأة تكون أكثر حساسية للكلمات السلبية.
الكورتيزول هو عبارة عن هرمون مرتبط بالضغط العصبي وكلما زاد الضغط العصبي كلما زادت نسبة الكورتيزول في الدم.
في الواقع، السيدات اللآتي ترتفع نسبة الكورتيزول لديهن أكثر تعرضًا للطلاق بعد مرور عشر سنوات من الزواج.
تتعرض السيدات بمنسبة أكثر لإرتفاع نسبة الكورتيزول في الدم، لذلك فهن مقياس جيد للعلاقات الزوجية.
وقد أكدت بعض الدراسات أن السيدات لهن رد فعل جسماني أقوى من الرجال بالنسبة للخلافات الزوجية. وهذا يحدث عندما تستعيد الزوجة أو السيدة أحداث أو خلافات زوجية مؤلمة بالنسبة لها.(54/6)
لكن كل شخص يستطيع أن يتعلم كيف يناقش المشاكل الزوجية بينه وبين الطرف الآخر بطريقة هادئة وإيجابية حتى أثناء الغضب. هناك أساليب فعالة للتغلب على تلك المشكلة و منها:
- حاول تغيير خططك إذا كانت هذه الخطط لا تتناسب مع الطرف الآخر. أفضل من الإصرار على فعل شيء لا يرضى الطرف الآخر ويؤدى نوع من الخلاف بينكم.
- اجعل دائماً صوتك منخفض وهادئ، خاصة في بداية الحوار.
- لا تستخدم العبارات التي تشير إلى عدم الاحترام أو عدم الحب.
- حاول الحد من العبارات التي تنقد الشخصية والعادات.
- حاول الاسترخاء لمدة 20 دقيقة حتى تهدأ، إذا كنت في حاجة إلى ذلك.
يحتاج كل زوجين إلى فترات من الاحتكاك الإيجابي وتبادل النقاش في مواضيع مختلفة لتجنب زيادة حجم المشاكل حيث يعمل معظم الأزواج طوال النهار، وينشغلون بأمور أولادهم ويبدأ الحوار المتبادل بينهم في الانقطاع لذلك يجب إعادة الاتصال وإعادة العلاقات العاطفية بينهم وذلك عن طريق:
- محاولة القيام بنزهة قصيرة في المساء بمفردهم.
- الالتقاء بعد العمل وبعد العودة إلى المنزل لمدة20 دقيقة على انفراد.
- تحديد ساعتين كل أسبوع للخروج.
- الإلتزام بهذه الخطوات على أنها عادات ثابتة.
في بداية الزواج دائماً، يواجه الزوجان مشاكل عديدة وذلك نتيجة تعود كل فرد على نظام محدد في حياته.
ولكن بعد الزواج لابد وأن يتقاسما كل شيء في الحياة الوجبات اليومية، السهرات والإجازات.
لذلك عند إعداد نظام حياتك وتحديد خططك يجب مشاركة الطرف الآخر في ذلك ويجب أن تضع في الاعتبار:
- مناقشة أسلوب حياتك مع الطرف الآخر.
- عدم الإصرار على شيء محدد تفضله.
- إيجاد أشياء جديدة تتشاركان فيها.
السعادة الزوجية بين امتحان اللغة والعلاقة الخاصة!
السائل : زمن النسيان ...
المستشار : عبد العزيز بن عبد الله بن صالح المقبل
السؤال:
فضيلة الشيخ / عبدالعزيز المقبل المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أكتب رسالتي هذه وكلي أمل بأن أجد لديكم شاطئ الأمان الذي أبحث عنه.. أسمحوا لي بأن أعرض نبذه بسيطة عن نفسي.
أنا فتاة متزوجة حديثاً، منذ قرابة ستة أشهر من زوج ولله الحمد خلوق ومن عائلة طيبة وغاية في الروعة وبسيطة إلى أبعد الحدود. لكن المشكلة تكمن في اختلاف طبائعنا وهو أمر ينغص عليّ حياتي؛ حيث إنه شخصية باردة عاطفياً ويفتقر جداً إلى الرومانسية والاهتمام الذي يشعر المرأة بكيانها، حيث إنه شديد التعلق بأصحابه ويقضي ساعات طويلة برفقتهم، قد تفوق الساعات التي يمضيها في بيته.
في حين أني شخصية قمة في الرومانسية عصبية نوعاً ما، حاولت تغيير شخصيتي أو الوصول إلى نقطة أتفاق ما بيننا لكني وجدت صعوبة، وهو مصر على بروده حيث إني أقوم بأعداد الطعام لدى عودته من العمل بطريقة رومانسية وما يهمه فقط هو الأكل ثم النوم والخروج مع أصحابة متناسياً بأن حياته الجديدة بعد الزواج تختلف عن السابقة، ودون الالتفات لما أقوم به من محاولات للتقرب واستمالته لي وعند مفاتحتي له بموضوع يتعلق بالحياة والسعادة يأخذ في التهرب ويتهم الكتب بتأثيرها على عقلي وتفاهمت من أراه بالتلفاز والكتب.
حيث إني من حملة الشهادة الجامعية وهو حاصل على الابتدائية لكني لا أنظر لهذا الفارق. أنا حائرة في أمري هل أكمل المشوار معه لما أراه أم أضع حداً للأمر؟ حيث لا يوجد بيننا أطفال وما يجعلني أتردد في قراري أنه شخص طيب وأسرته حنونة.
ماذا افعل أسعفوني بالحل؟ قد أشار علي بعض الصحبة بأن أغير سلوكي معه من الاهتمام والعمل على راحته إلى الإهمال نوعاً ما حتى يشعر بالفرق ويفتقر إلى ما كان لديه. أتمنى من الله ثم منكم المشورة ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم أختكم في الله زمن النسيان
الاجابة :
الأخت الفاضلة: زمن النسيان – السعودية، وفقها الله.
بنتي الكريمة: هناك مشكلة (مزمنة)، ولها تأثيرها في (تصدع) البيوت وسقوطها، وهي دخول الزوجين بيت الزوجية دونما (ثقافة) زوجية.. ومن هنا فإن كلاً من الزوجين - أو أحدهما ـ لا (يكيّف) نفسه لمتطلبات الحياة (الجديدة).. بل يريد أن يعود إلى (برنامجه) قبل الزواج، وكأنه في بداية الزواج كان في رحلة خارج المدينة، أو كان منوماً في المستشفى!!
وهنا يبدأ التجاذب، وتكثر النقاشات، ويتهم الزوج الزوجة بأنها أنانية، تريده أن يكون لها وحدها، وتتقصد (عزله) عن زملائه.. وكأنه يرى أن زملاءه، لتكون علاقته بهم جيدة، لابد أن يراهم (كل) ليلة، وأن يسهر معهم ربما إلى ساعات متأخرة !
وثمة أمر آخر، له أهميته (الكبيرة)، وله أثره (العميق) في توجيه مركب الحياة الزوجية، وهو وضوح (الهدف) من الزواج؛ فبعض الأزواج قد يأخذ الزواج من الزاوية (الغريزية) فقط.. وقد يأخذه آخر من زاوية مجرد (الاستقلال) عن الأهل، والشعور بالكينونة.. ويأخذه آخر مأخذاً (اجتماعياً) ؛ فكل الناس لابد أن يتزوجوا، وهو ما يدفع أهله إلى (الضغط) عليه، ويدفعه إلى الزواج، لكف نظرات الناس، ولجم ألسنتهم، وقطع فضولهم، الذي ظل يحاصره: لم لم تتزوج ؟!
وقد يأخذه آخر مأخذاً (ديكورياً)، فهو يدقق في النسب، ويبالغ في السؤال عن الأصل، ويمعن في البحث عن الوجاهة، دونما (أي) عناية بشيء آخر.
وهذه الزوايا (الحادة) في النظر إلى الزواج، أصحابها (عوران) ينظرون بأقل من عين، ولذا فنظرتهم متجهة إلى (جزء) من اللوحة، التي يفترض أن يسحبوا نظرتهم عليها (كلها).. وهذه النظرة الجزئية، هي التي تفاجئ الزوجين بثورة النزاعات والمشكلات، وتجعل حياتهم مثل المركب (المخروق)، الذي يخشى عليه من الغرق كل حين.
بنتي الكريمة: اختلاف الطبائع موضوع له أثره (الكبير) في نجاح الحياة الزوجية أو فشلها.. لكن ما أراه بينك وبين زوجك ليس هو اختلاف الطبائع.. قد يوجد اختلاف جزئي، متصل بالجانب العاطفي، وهو أمر شائع في بيئتنا. وتستطيع الزوجة أن (تروّض) زوجها عليه، حين تبثّه إياه خالصاً نقياً، لا يكدره (مَنٌّ)، وتحاول – بذكاء – التأثير في زوجها بالقرب الإيجابي منه.
لكن مشكلتك مع زوجها تكمن في عدة أمور:
الأول: ما أشرتِ إليه بقولك – عن شخصيتك -: (عصبية)، وإن حاولت تلطيفها، بقولك عنها: (نوعاً ما) !
إن العصبية – بنتي الكريمة – قد تدفع الزوج إلى (الهروب) من البيت، والالتصاق بالزملاء، كما هو واقعك.. وقد ضحكت، وأنا أقرأ قولك: (هو مصرّ على بروده)، وقولك: (وما يهمه فقط هو الأكل ثم النوم، والخروج مع أصحابه).. وتعلقك على ذلك بقولك: (متناسياً بأن حياته الجديدة تختلف عن السابقة بعد الزواج).. فقد شعرت بمسحة (خطابية) تكسو كلامك، وشعرت أن هذا الكلام، الذي كتبتيه، قد يكون جزءاً من (وجبة) لوم يومية، تلقينها بين يدي زوجك، وأنت ترينه (يصرّ) على سلوكه، الذي لا يروقك !
وإن يكن كلامي صحيحاً، وقريباً من الصحة، فلا تتعجبي ألا يكون لـ(رومانسيتك) ومجهوداتك قيمة، وهو ما تشتكين منه، في قولك: (دون الالتفات لما أقوم به من محاولات للتقرب، واستمالته لي) !.. فأنت (تجذبين زوجك بعملك، ولكنك (تبعدينه) بخطبك !!.. ولعله قد مرّ علي قول الشاعر:
أُضاحكُ ضيفي قبلَ إنزال رحلِه
ويُخصِبُ عندي والمحلُّ جديبُ
وما الخِصبُ للأضياف أن يكثُر القِرى
ولكنَّما وجهُ الكريم خَصيبُ
إن الزوجة، التي قد تقصّر في عمل بيتها، أو واجباتها نحو زوجها، لكنها تمتلك لغة (ساحرة)، وابتسامة (ساحرة)، قد لا يشعر زوجها بـ(عمق) تقصيرها.. لكن ـ في المقابل ـ قد (تقتل) الزوجة نفسها في عمل البيت، والقيام على الزوج، لكنها (ترسب) في امتحان (اللغة) مع زوجها.. فيغلب عليها لوم زوجها، ويرتفع مؤشر العصبية في حوارها معه.. وهذا قد يدفع زوجها إلى (تناسي) كل عملها (البيتي)، وفوق ذلك يستثقل ظلها، ومن ثم ينضم إلى جماعة (الهاربين) من بيوتهم !!
ولدي اعتقاد بأن هناك تناقضاً بين (الرومانسية) من جهة، و(العصبية) من جهة أخرى.. وأعجب لشخصية تجمع بينهما !
الثاني: وجود فجوة في المستوى التعليمي، بينك وبين زوجك، فهو يحمل الشهادة الابتدائية، وأنت خريجة جامعية.. وغالباً يتوطن داخل الأزواج ـ على مختلف مستوياتهم ـ شعور بالتفوق على زوجاتهم، على حين لا يوجد ذلك الشعور لدى الزوجات.
وعندي أن بذور تلك المشاعر لدى زوجك يسقيها، ويدفعها للنمو، ذلك العتاب أو اللوم الذي تدفع إليه (رياح) عصبيك، التي قد تعللين (هبوبها) لديك بسلوك زوجك الذي يزعجك، والذي يتمثل بـ(هروبه) المستمر منك !
وربما لم تكوني منتبهة ـ إطلاقاً ـ لهذا الجانب.. وهو ما يوجب عليك ـ كفتاة عاقلة ـ أن تفكري جدياً في هذا الجانب، الذي قد (يزداد) مع مرور الوقت، ما يزيد (مساحة) التباعد.
الثالث: ورد في رسالتك قولك: (وعند مفاتحتي له بموضوع يتعلق بالحياة والسعادة يأخذ في (التهرب)، ويتهم الكتب بتأثيرها على عقلي، وتفاهة ما أراه بالتلفاز والكتب).. وألمس – بداية – من هذا الكلام لوناً من الشعور بالنقص لدى زوجك، ولهذا ارتباط بالنقطة السابقة.
لكن الأهم أنه خيّل لي أن عبارتك تلك (ملفوفة)، وأنه يقصد منها ما يتصل بالعلاقة الخاصة بينك وبينه، وتصويرك لـ(تهرب) زوجك من نقاشك ذاك، ومسحة الانفعال، التي تجعله (يهاجم) الكتب والتلفاز.. كأن ذلك يشعرني بأن لديه (ضعفاً) في الجانب الجنسي.. وإن يكن ذلك فهو ـ خاصة حين يجتمع مع نقاش الزوجة أو عتابها ـ سبب (رئيس) في هروب الزوج من البيت، وحضوره المتأخر، ومحاولة (تقصير) الوقت، الذي يقضيه مع زوجته، واعتذاره بحاجته للنوم !!
بنتي الكريمة: من الواضح أنك (تحبين) زوجك (جداً).. وحيرتك التي تبدينها في البقاء معه، أو الانفصال عنه.. هي وإن كانت صحيحة لكنك تحاولين طرد (شبح) الانفصال بوصف زوجك بأنه شخص (طيب)، والتوسل بوصف أسرته بأنها (حنونة) !!
وخلاصة الكلام أنه ينبغي عليك أن تعيدي النظر في (عصبيتك) ولغتك مع زوجك، وأن تسحبي من (ساحة) سلوكك مع زوجك ما قد يشعر زوجك باستكبارك عليه، أو إزرائك به، ومن ذلك (احتجاجك) عليه، أو (استدلالك) بالكتب والأشرطة، التي يبدو أنها تمثل (حساسية) لزوجك، تذكره بتدني مستواه الدراسي !
كما يفترض أن تخففي من (توسيع) مساحة (الرومانسية)؛ فهي وإن كانت مهمة وضرورية، لكن لابد أن ندرك – بعمق – أن الحياة لا يمكن أن تكون كلها رومانسية وعاطفة !
ولعل من الأمور التي تختصر عليك، وتفيدك وزوجك، معرفة الفوارق والاختلافات بين الرجل والمرأة.. وأنصحك بالبحث عن (البوم) أشرطة رائع، بعنوان (مفاتيح العلاقة الزوجية الناجحة)، للدكتور ياسر عبد العزيز قاري، من إصدار تسجيلات حنين بمكة المكرمة.
ولأنك لم تصرحي بموضوع الضعف الجنسي فسأدع التعليق عليه، منتظراً إشعاري بالنتائج، التي آمل أن تكون (رائعة) جداً.
كتب الله لك التوفيق، وأدام عليك وزوجك ظلال السعادة.
السعادة الزوجية تعني حياة أطول لمرضى القلب
السعداء أقل تعرضا لنزلات البرد .. وعلاج القلق عامل أساسي في الصحة
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
ضمن جوانب قد يغفل عن أهميتها كثير من الناس، ويعتقدون بالتالي أنهم قادرون بالاعتماد على جهودهم الذاتية مواجهة الأمراض وتداعياتها، يقول الباحثون من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة: إن منْ يتمتعون بنوعية عالية من السعادة في حياتهم الزوجية هم أقدر على البقاء والعيش مدة أطول من غيرهم المحرومين من تلك النعمة. كما أكد فريق من الأطباء الباحثين في جامعة كارينج ميلون في مدينة بيتسبيرغ بالولايات المتحدة أن التحلي بالمشاعر الإيجابية في مواسم نزلات البرد هو خير وسيلة دفاعية للإنسان في مقاومة عدوى الفيروسات المسببة للوعكة الصحية تلك. ما يعني رفع الشعور بالإيجابية لمستوى قوة جهاز مناعة الجسم في مقاومة الأمراض. إلى هذا أوضحت نتائج دراسة دولية واسعة شملت باحثين من كندا والولايات المتحدة وألمانيا وعدداً من الدول الأوروبية الأخرى بأن وجود أحد أنواع القلق النفسي، كنوبات الفزع أو الخوف أو القلق العام أو الوسواس القهري أو الخوف الاجتماعي أو غيرها، لدى الإنسان السليم ولدى المرضى، هو عامل لا يُمكن إغفال تأثيره في رفع احتمالات تدهور حالتهم الصحية أو في معاناتهم من الأعراض المزمنة للأمراض التي هم مصابون بها.
والدراسات الحديثة هذه تُضاف إلى دراسات سابقة تُؤكد جميعها دور مستوى الشعور النفسي والأمراض النفسية في رفع مستوى الحالة الصحية أو تدهورها، ما يعني ضرورة اهتمام الأطباء والناس وأقرباء المرضى بتلك الجوانب ضمن خدمات الرعاية الطبية ومحاولات الوقاية من الأمراض العضوية.
* القلب والسعادة وحسب نتائج دراسة الباحثين من جامعة أريزونا في تاكسون، فإن لنوعية الشعور بالرضا من الزواج دورا في اختلاف نسبة الوفيات بين مجموعات مرضى فشل القلب. وتبين للباحثين وفق ما نشرته المجلة الأميركية للقلب في عدد 15 أكتوبر الماضي بأن من يعيشون نوعية عالية من الشعور بالسعادة والرضا في الزواج، يعيشون أيضاً مدة زمنية أطول ممن يُعانون من العلاقة والعيش مع شريك الحياة. والنتيجة هذه توصل الباحثون إليها بعد متابعة استمرت ثماني سنوات لحوالي 200 من الرجال والنساء المرضى بفشل القلب. وتأثير الزواج كان أبلغ وأوضح لدى النساء المريضات مما هو لدى الرجال بحسب قول الدكتور مايكل روربايغ، الباحث الرئيس في الدراسة. ما حدا بعض المعلقين الطبيين إلى القول بأن رفق ومساندة ودعم الأزواج لزوجاتهم المريضات بضعف قوة القلب يُعطيهن جزءاً تعويضياً لما فقدنه من قوة في قلوبهن، ما يُمكنهن من الحياة بطريقة أفضل، ويُخفف بالتالي من تأثير المرض القلبي على مدى عمرهم الافتراضي.
والحقيقة أن هذا القول تدعمه دراسة سابقة للدكتور رورباينغ وزملائه الباحثين من جامعة إيرازونا، حيث أشارت الدراسة السابقة إلى جدوى جلسات المناقشة الإيجابية بين الأزواج، الذين أحدهم مريض بضعف قوة القلب، حول المرض نفسه ومتابعة المعالجة الطبية له. وأوضحت أن المشاعر الإيجابية من قبل الشريك السليم من المرض القلبي نحو الشريك المصاب به يُحقق أثراً إيجابياً في مقدار العمر بزيادة حوالي أربع سنوات في العمر عما هو متوقع، وفق المعطيات الطبية البحتة الملاحظة من متابعة حالات مشابهة. وحتى بعد السنوات الأربع الإضافية هذه، يظل تأثير الشعور بالرضا والمساندة في الزواج من قبل الشريك السليم للشريك المريض كما يرى الباحثون من المتابعة لهذه الحالات. وهو ما عبر الدكتور رورباينغ عنه بالقول إلى العلاقة الحميمة بين الأزواج لها مفعول وتأثير يُحسب له.
* عوامل نفسية وحالة ضعف قوة القلب، أو فشل القلب، هي حالة معقدة. ومن المعقد أيضاً التعامل العلاجي معها. وكونها معقدة من وجهة النظر الطبية لا يعني أنها صعبة المعالجة من ناحية تخفيف آثارها على الجسم، لكنها صعبة من ناحية شفاء المريض منها وإعادة قوة القلب إلى معدلاته الطبيعية. والإشكالية ناجمة من تعدد أسباب نشوء حالة ضعف قوة القلب، لأن أمراض الشرايين على أنواعها تتسبب فيها، وأمراض صمامات القلب تتسبب فيها، واضطرابات إيقاع نبض القلب تتسبب فيها، وأمراض الأغشية الخارجية المحيطة بالقلب تتسبب فيها. وكذلك الحال مع ظهور اضطرابات مرضية في أنظمة الغدد الصماء في الجسم، أو أثناء معالجة حالات السرطان بالأدوية الكيميائية أو الإشعاعية، أو أمراض الرئة المزمنة وغيرها، كلها تلعب أدوراً مختلفة في نشوء اعتلال قوة القلب عن ضخ الدم أو استيعابه بشكل كاف.
والحالة هذه تتطلب متابعة دقيقة لمظاهر معينة تبدو على المصاب، مثل بدء زيادة الوزن أو ضيق التنفس أو انتفاخ الساقين، كعلامات على بدء تجمع السوائل في الجسم. وهو ما يتطلب للوقاية منه، إضافة إلى تناول الأدوية والتزام بالمتابعة الطبية، الحرص على نوعية ومحتويات الوجبات الغذائية وكمية الماء والملح المتناولة أيضاً. وتظل العوامل النفسية ذات أثر مباشر في تحسن الحالة أو تدهورها. إما بطريق مباشر لتأثيرات التوتر والقلق على القلب والأنظمة العصبية والهرمونية في الجسم، أو بطريق غير مباشر عبر إهمال تناول الأدوية والمتابعة الطبية ونصائح الحمية الغذائية وكمية شرب السوائل. أي أن العوامل النفسية تؤثر على آليات المرض وتُؤثر في تكيف المريض مع المرض وتطبيق وسائل معالجته.
ويعتزم فريق البحث إجراء مزيد من التعمق في الدراسات في مجتمعات أخرى كأسبانيا وألمانيا، بغية معرفة تأثير اختلاف الثقافات والعادات الاجتماعية على نوعية تعايش مرضى ضعف قوة القلب مع حالتهم المرضية، وبالتالي قدرتهم على البقاء على قيد الحياة.
* السعداء ونزلات البرد من جهتهم يقول الباحثون من جامعة كارينغ ميلون في بيتسبيرغ بالولايات المتحدة: إن المحافظة على شعور بالإيجابية والسعادة طوال موسم الشتاء، هو أفضل وسيلة دفاعية لمقاومة الإصابة بنزلات البرد وتداعياتها.
وتوصل الباحثون لهذه النتائج بعد قيامهم بتجارب حية وحقيقية، تم خلالها تعريض مجموعات من الناس الأصحاء إلى الفيروسات المرضية المسببة لنزلة البرد. وتبين أن الأشخاص من ذوي النفوس الأكثر إشراقاً هم أقل عرضة للإصابة بالمرض الشائع هذا. ونشرت النتائج ضمن العدد الأخير لمجلة طب المظاهر النفسية العضوية المرتبطة، وهي ما تُضيف دليلاً علمياً جديداً على دور النمط الإيجابي في المشاعر في تخفيف الإصابة بالأمراض. ويرى الباحثون أن الأسباب وراء دور السعادة الإيجابي تشمل رفع قدرات جهاز المناعة في الجسم، كما أن السعادة تجعل من الإنسان شخصاً قادراً على التغلب على أعراض نزلات البرد والمعاناة منها مثل ألم الحلق أو سيلان الأنف. وأضاف الدكتور شيلدون كوهن، الباحث الرئيس في الدراسة، القول بأن الناس من ذوي نمط السعادة في المشاعر ربما لديهم تفاعل مختلف مع الفيروسات مقارنة بغيرهم. وحينما تُصيبهم نزلة البرد، يعبرون بشكل أخف عن مدى معاناتهم منها.
وقام الباحثون بمتابعة حوالي 200 شخص من البالغين الأصحاء. وتم التعرف على نوعية مشاعرهم. والذين كانوا يشعرون بالسعادة أو حيوية النشاط أو سهولة التعامل معهم تم تصنيفهم كإيجابيي المشاعر. ومن كانوا يشعرون بعدم السعادة أو المتوترين أو الحاقدين والعدوانيين، تم تصنيفهم بأنهم ذوو مشاعر سلبية النمط.
ثم أعطوا قطرات في أنوفهم كلهم. والقطرات تلك تحتوي على الفيروسات المسببة لنزلة البرد أو المسببة لأعراض شبيهة لنزلات البرد. وتم في الأيام الستة التالية متابعة مدى شعورهم بأعراض نزلة البرد مثل ألم عضلات الجسم والعطس واحتقان الأنف وألم الحلق، وأيضاً كمية الزيادة في السوائل المخاطية للجهاز التنفسي العلوي. وبناء على تحليل معلومات النتائج تبين للباحثين أن السعداء والإيجابيين في مشاعرهم أقل عرضة لحدوث حالة نزلة البرد لديهم. كما لاحظوا بالإضافة إلى هذا، أنه حتى لو أُصيب الإيجابيون والسعداء بنزلة البرد فإنهم أقل شعوراً بالمعاناة منها. في حين أن سلبيي المشاعر كانوا أكثر عرضة للإصابة بنزلة البرد وأعمق شعوراً بالمعاناة منها.
* اضطرابات القلق تزيد من تدهور الأمراض العضوية > وفق ما نشرته مجلة أرشيفات الطب الباطني الأميركية في عدد نهاية أكتوبر الماضي لمجموعة دولية من الباحثين، فإن المعاناة من أحد الأمراض العضوية ترفع من احتمالات الإصابة باضطرابات حالات القلق النفسي المرضي. وكذلك العكس صحيح، إذْ إن درجة خطورة الاضطرابات المرضية العضوية أو أي إعاقات عضوية وظيفية ناجمة عنها، كلها تزداد عند من يُعانون من إحدى حالات القلق.
وقال الدكتور جيتندر سارين، الباحث الرئيس في الدراسة من جامعة مانيتوبيا بكندا، إن النتائج هذه وإن كانت قد سبقتها دراسات عدة في الوصول إليها إلا أن ما يميز الدراسة الحديثة هذه هي أنها واسعة في عدد من شملتهم بالفحص ومعتمدة على التشخيص الطبي من قبل متخصصين في الاضطرابات النفسية. أي أنها ليست كسابقتها التي شملت أعدادا أقل من الناس أو اعتمدت على تقويم الشخص نفسه لحالته النفسية. وهما عنصران بحثيان يُعطيان الدراسة الجديدة مزيدا من القوة في تحليل وقراءة النتائج منها.
والمعروف أن اضطرابات القلق يُقصد بها حالات الذعر، وحالات الرهبة (الخوف) مثل الخوف الاجتماعي والخوف من الأماكن العالية، وحالات القلق العام، وحالات الوسواس القهري. ولاحظ الباحثون أن وجود أحد اضطرابات القلق عامل مستقل في الشكوى من أمراض الجهاز التنفسي والهضمي والحساسية والتهابات المفاصل والغدة الدرقية والصداع النصفي. وأن وجود اضطرابات في القلق غالباً ما تسبق ظهور أعراض الحالات المرضية تلك، كما أن نوعية الحياة التي يعيشها المريض مع حالته المرضية تسوء كثيراً في حال وجود أي من حالات القلق تلك. ما يعني أن العلاقة بين القلق والمرض طردية وتُدخل الإنسان في دوامة. وقال الدكتور سارين إن المعاناة من حالات مؤلمة كالتهابات المفاصل أو الصداع النصفي تزيد من الشعور بالقلق حول الألم، بينما المعاناة من نوبات الذعر قد يُمكن خطاءً النظر إليها كحالات الربو.
لكن المهم في الأمر كله هو أن حالات القلق قد تجعل الإنسان يتجنب المواقف التي تزيد من معاناته بأعراض الأمراض، فيقل بالتالي نشاط الإنسان البدني والاجتماعي، ويلجأ إلى العزلة وقلة الاختلاط بالحياة اليومية وما فيها. ومن ثم تصيب الإنسان إما بالسمنة أو الإقدام على إدمان مواد ضارة، ما يعني تلقائياً زيادة احتمالات الانتكاس في الحالة المرضية أو ظهور أمراض جديدة لدى الإنسان نفسه.
ولذا فإن الباحثين يرون ضرورة أن يتنبه الأطباء والمرضى أنفسهم لأية أعراض من القلق، ومعالجتها بالوسائل المتوفرة قبل تفاقم تأثيرها. والواقع أن إدراك تأثير القلق بأنواعه المختلفة يحتاج إلى تأمل فعلي، كي يصل الإنسان إلى قناعة بأهمية معالجتها قبل أن تُؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان السليم أو أمراض الإنسان المريض.
* تحليل دم بسيط لتشخيص ضعف قوة القلب > ضمن فعاليات اللقاء السنوي لرابطة القلب الأميركية، الذي عقد منتصف هذا الشهر، عرض الباحثون الأميركيون طريقة جديدة وسهلة في تشخيص وجود حالة ضعف قوة القلب.
والطريقة الجديد عبارة عن تحليل للدم، يُقلل إجراؤها من المدة الزمنية التي يقضيها المرضى عادة في أقسام الإسعاف وكذلك عدد الحالات التي يُعاد إدخالها إلى المستشفى بسبب ضعف قوة القلب.(54/7)
ويشمل التحليل قياس نسبة أحد أجزاء هرمون إفراز الصوديوم في البول N-Terminal pro B-type Natriuretic Peptide NT-proBNP وهذه المادة الكيميائية عبارة عن مؤشر كيميائي يرتبط ارتفاع نسبته بسوء حالة ضعف قوة القلب التي تعترض المرضى. وإذا ما تبين من خلال التحليل ارتفاع النسبة كان بمقدور الطبيب التعامل مع الحالة في بدايتها خاصة حينما لا تظهر على المريض أعراض مثل ضيق في التنفس أو تجمع سوائل في الساقين أو صعوبة التنفس عند الاستلقاء على الظهر. وهذه الإشكالية هي ما تحير الطبيب في أقسام الإسعاف من جوانب شتى، وهي هل المريض لديه ضعف في القلب كسبب في انتكاسة حالته الصحية والقدوم للإسعاف، أم أن ثمة التهابا في الرئة مثلاً يسبب ضيقاً في النفس ويسبب حتى تغيرات في أشعة الصدر مشابهة لتلك التي تحصل عند تفاقم حالة ضعف القلب. وهذه الحيرة التي يواجهها الطبيب قد تُؤثر على تلقي المريض للمعالجة بسرعة، وقد تتسبب في حال ما كان الطبيب غير واثق من وجود ضعف في القلب أن يُرسل المريض إلى منزله. ما قد يُؤدي إلى تداعيات تطال المريض أو تكرار عودته إلى الإسعاف في حالة أشد سوءاً. والسبب هنا ليس إهمال الطبيب بل غموض الحالة حتى على المتخصصين في أمراض القلب أو الصدر، وبالتالي عدم القدرة على التمييز.
وشملت الدراسة المقدمة للقاء الرابطة الأميركية 500 شخص قدموا إلى أقسام الإسعاف يشكون من ضيق في التنفس. وقارن الباحثون بين إجراء تحليل الدم الجديد لهم بالمعالجة التقليدية وفق إرشادات الهيئات العالمية لمعالجة أمراض القلب كالرابطة الأميركية للقلب. وبالنتيجة أسهم التحليل في تقليل بقاء المريض في الإسعاف مدة ساعة، وقلل من حاجة عودة المريض إلى قسم الإسعاف خلال الشهرين التاليين من 51% إلى 33%. ما يعني بلغة الأرقام خفض كلفة علاج المريض الواحد بمقدار يُقارب 1000دولار.
السعادة الزوجية في فلسطين والعراق واحدة
أ. غسان الشامي
السعادة الزوجية في فلسطين والعراق واحدة
فلسطين المحتلة ـ غسان الشامي:
مهما تفرعت سبل الحياة بالمرء، فإن مصيره في النهاية هو أن يفكر في الزواج، ومن ستكون شريكة حياته ورفيقة دربه، يجمعهما بيت صغير يأملان فيه بالعيش دون مشاكل ولا عنت يحيون الحياة الزوجية السعيدة من سكن واستقرار وأمن نفسي وبهذا يحققون لأنفسهم السعادة الزوجية..
ولكن السعادة الزوجية تختلف من بلد لآخر ففي بلد مثل فلسطين والعراق الهم واحد والحزن واحد فإنهم يعيشون السعادة الزوجية بشكل مختلف لهذا كان لـ "لها أون لاين" حوار حول موضوع السعادة الزوجية وكيف تتحقق مع الدكتورة "فتحية اللولو" الحاصلة على درجة الدكتوراه في التربية، والتي تعمل في الجامعة الإسلامية بغزة وكاتبة في شؤون الأسرة في مجلة السعادة الأسرية الاجتماعية ذات الصبغة الإسلامية التي تصدر في فلسطين المحتلة.
•السعادة في فلسطين والعراق
تقول الدكتورة اللولو إن مفهوم السعادة الزوجية في فلسطين مختلف والآن يشاركنا المفهوم إخواننا في العراق المحتل، كونهم أصبحوا يعايشون نفس الظروف التي نعايشها نحن من قتل وتدمير وإرهاب.
وأوضحت أنه لابد معرفة أننا نتحدث عن السعادة زوجية في مجتمع معظم أفراده يعانون من ضعف الوضع الاقتصادي، ويعانون من الفقر وسوء الأحوال المادية فكيف تتحقق السعادة الزوجية في أسرة كل همها توفير لقمة العيش لأبنائها؟ أيضا هناك حالات يكون الحمل فيها ثقيل على رب الأسرة فهو يصرف على زوجته ويصرف على إخوانه وأهله، وخاصة عندما يكون المرء المتزوج يسكن عند أهله ويأكل من أكلهم وهذا شيء موجود في أسرنا الفلسطينية، فلذلك السعادة الزوجية تعوقها عقبات منها القلق والتوتر النفسي الذي يسيطر على الزوجات في فلسطين وذلك نظرا للأوضاع السياسية المتقلبة والصعبة، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم الاستقرار السياسي في المنطقة إلا أننا نجد أزواجا وزوجات يعيشون السعادة الزوجية من حياة مستقرة وهانئة ولكن الزوجة لا تضمن أن يخرج زوجها من البيت دون أن يتعرض للخطر أو للأسر أو للقتل على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، فالزوجة الفلسطينية تعيش حالة من التخوف والترقب الحذر على زوجها وأبنائها.
وأشارت اللولو أنه على الرغم من كل هذه الصعوبات والمعيقات إلا أنه يمكن أن تتحقق السعادة الزوجية وأن يشعر الزوجان باستقرار وأمان ويعيشان في بيتهما عيشة حب وود فيما بينهما إذا حققا في أنفسهم شروط السعادة الزوجية وتفاهم كل واحد منهم الآخر.
•متابعة لـ " لها أون لاين "
الدكتورة فتحية اللولو من متابعي لموقع "لها أون لاين" وتقول إنها تجد في الموقع أشياء كثيرة وجميلة وأن كل ما يطرح من أفكار وقضايا عبر صفحات الموقع هو واقعي ويحدث في حياتنا وأتمنى لهذا الموقع الريادة وتحقيق ما يصبوا إليه في سبيل إيصال رسالته السامية لكل نساء العالم متمنية للأخوة العاملين في الموقع التوفيق والنجاح.
•زوجات الأسرى والمعتقلين
وتقول اللولو إن الشعب الفلسطيني ملئ بزوجات الأسرى والمعتقلين وزوجات الشهداء، هؤلاء لهم وضع خاص في السعادة الزوجية فهم يعيايشونها بطريقتهم الخاصة وهم سعداء بها
فزوجة الأسير تحاول كتم مشاعرها وإخفاء احتياجاتها العاطفية والوجدانية، كون زوجها داخل السجن ولكنها عندما تزور زوجها تكون لحظات عصيبة حيث تتوه الكلمات وتتوه النظرات، وعلى الرغم من أنها لحظات قليلة إلا أن زوجة الأسير تكون سعيدة وفرحة بأنها رأت زوجها ونظرت إليه، مشيرة إلى أن زوجة الأسير تحقق السعادة الزوجية في اهتمامها بأبنائها وتربيتهم تربية صالحة وحفظ بيت زوجها وحفظ أسراره.
•زوجة المطلوب
أما زوجة المطلوب لقوات الاحتلال أو المطارد فهي تعيش سعادتها بشكل خاص فهي على معرفة تامة بمن اختاره قلبها، وأنها ستعيش معه حياة جهادية وحياة المطاردة وعدم رؤيته إلا قليل لأن حياته هكذا وتسوق لنا اللولو قصة إحدى زوجات الشهداء عندما كان زوجها مطاردا، تقول إنه عندما كان يأتي الزوج إلى المنزل كان بحوزته سلاحه الشخصي الذي لا يستغني عنه ومن كثرة حب الزوج للسلاح أصبحت تحب هذا السلاح، وذلك لأنه يأخذ جانبا واهتماما من قبل زوجها.
وتضيف اللولو إن زوجة المطارد أو المطلوب تظل تعيش الشوق والترقب والحذر وهي في فلسطين تعيش أعلى درجات التوتر فسعادتها تعيشها في بضع لحظات ففي أي يوم يمكن أن تسمع أن زوجها أغتيل أو أعتقل وقد تفقد هذا الحب والحنان.
•زوجة الشهيد
وتعيش زوجة الشهيد الحياة الزوجية بطريقة خاصة، فكثير من زوجات الشهداء ولا سيما من لديهم أولاد يرفضون الزواج مرة أخرى لأنهم قد لا يجدون السعادة الزوجية مع غير زوجها، وينهمكون في تربية أبنائهم على الفضائل القيم النبيلة، هناك بعض الزوجات وخاصة صغيرات السن قد يتزوجن مرة أخرى بعد استشهاد الزوج.
وتروي لنا اللولو قصص عن زوجات شهداء كونها تعمل أستاذة في الجامعة الإسلامية فتسمع وتشاهد الكثيرات وهن يتحدثن عن حياتهن بعد استشهاد أبنائهن فتقول أن هناك إحدى الزوجات وهي أم لأطفال تقول إنها تعيش السعادة الزوجية في الحديث عن قصص وبطولات زوجها الشهيد لأبنائها قبل النوم وفي حياتهم اليومية.
•تهاني الاستشهاد
وأكدت اللولو أن زوجة الشهيد تتقبل التهاني باستشهاد زوجها لأنها تعرف أن زوجها كان يتمنى الشهادة، وأن الله سبحانه وتعالى حقق له ما يتمناه في حياته فهي فرحة وتتقبل التهاني لزفاف زوجها إلى جنة الخلد، وإن كان فقدان الزوج صعب جدا وهي مشاعر لا يمكن إنكارها فعن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث رواه ابن ماجة في سننه "أن حمنة بنت جحش أنه قيل لها قتل أخوك فقالت رحمه الله وإنا لله وإنا إليه راجعون قالوا قتل زوجك قالت واحزناه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إن للزوج من المرأة لَشُعبةً " والشعبة تعني نوع من المحبة والتعلق.
•السعادة الزوجية وشروطها
وتحدثت الدكتور اللولو عن السعادة الزوجية من حيث معناها وشروطها فقالت أن السعادة الزوجية هي عبارة عن نوع من التوافق النفسي داخل بيت الزوجية ويجب أن يكون هناك استقرار نفسي وعاطفي بين الزوجين .
تقوم العلاقة الزوجية السليمة على أسس المحبة والوفاق والتعاطف وعدم وجود هذه الأسس يقلب نعمة الزواج إلى نقمة، لذلك أودع الله سبحانه وتعالى في النفس البشرية العواطف والمشاعر بحيث تكون الصلة بين الزوج والزوجة سكنا للنفس والعصب وراحة للجسم والقلب واستقرار للحياة فقد قال الله تعالي في كتابه الكريم "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ( الروم: 21) وهذا التعبير القرآني اللطيف يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس بقوله " لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " فالمودة والرحمة والسكن والود في جوهرها تعبير عن الحب العاطفي والانسجام الروحي والفكري، وللوصول للسعادة الزوجية وحياة ملؤها الود والانسجام.
هناك واجبات على الزوج والزوجة يجب أن يقوم بها كل منهما لجذب الطرف الآخر إليه وتقريب المسافات الروحية والفكرية بين الطرفين فالجاذبية بين الزوجين ضرورية للوصول إلى الانسجام الزوجي المطلوب.
•شروط السعادة
وحول شروط السعادة الزوجية قالت اللولو إن للسعادة مجموعة من الشروط أولها: التوافق والتكافؤ بين الزوجين بمعنى أن يكون تقارب في المستوى الفكري والعادات والتقاليد والقدرات العقلية والفكرية، وذلك لأن عدم وجود مثل هذه العناصر من شأنه أن يؤدي إلى إفساد الحياة الزوجية بين الزوجين.
ومن شروطها أيضا أن يكون مستوى الطموح بين الأزواج متقارب فكثيرا من الزوجات يكون طموحهن أن يعيشوا في أعلى مراتب الترفيه من حيث البيت والأثاث والسيارة والترفيه والتنزه، وبالتالي قد يكون الزوج لا يستطيع تحقيق ذلك وبالتالي تنشب الخلافات بينهم التي تعكر صفو الحياة الزوجية السعيدة، فيجب أن يكون مستوى الطموح عند كل من الزوج والزوجة متقارب .
وشددت اللولو على ضرورة أن تكون الزوجة حسنة العشرة وأن تكون ودودة ولطيفة في تعاملها مع زوجها، وأسرة زوجها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "تزوجوا الولود الودود" وأيضا يجب على الزوج أن يهيئ لزوجته الجو الهادئ في بيت الزوجية ويبتعد بها عن الشقاء والقسوة وحدة الطبع والعصية والصراخ لأتفه الأسباب، فالله سبحانه وتعالي يقول في كتابه العزيز "وعاشروهن بالمعروف".
•استوصوا بالنساء خيرا
الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع "..ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا وإن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا: فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن "
وأشارت اللولو أيضا أنه يجب على الزوج حتى يحقق الحياة الزوجية السعيدة أن يثقف نفسه بالقراءة والإطلاع على الثقافة الزوجية الإسلامية، ويقرأ عن الحياة الزوجية في بيت النبوة وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرفق بزوجاته ويساعدهن ويلاعبهن ولا يكلف زوجاته ما لا يطقن من الأعمال.
وكما يجب أيضا على الزوج أن يفهم طبيعة الزوجة التي تشاركه حياته فالفتاة المسلمة التي تربت على العفاف والطهر منذ نعومة أظفاره تختلف عن الممثلات، وعارضات الأزياء التي تظهر صورهن في كل الأماكن والمجلات ولا يمكن لهذه الزوجة أن تكون صورة عنهن فلا يحق للزوج أن يطالبها بما ليس في استطاعتها.
•أنوثة المرأة
وقالت اللولو إنه من أهم الأمور التي تحقق السعادة الزوجية هي أنوثة المرأة، وهي من أهم عناصر الجاذبية في الحياة الزوجية وأي زوج لا يريد امرأة حادة الطبع عصبية المزاج مسترجلة فهو يريد أن يشعر بأنه موضوع اهتمام زوجته ودلالها عليه ولهفتها على لقائه، لذلك على الزوجة أن تكون هادئة لطيفة وتتجمل لزوجها ولا تتشبه بالرجال في أي شيء سواءً في ملبسها أو سلوكها فالرسول صلى الله عليه وسلم قال "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" متفق عليه.
وأضافت أن الزوجة الجذابة هي الأنثى اللطيفة التي تحمل في قلبها الود والحب لزوجها وأولادها، فلقد أوصى الرسول الكريم بالتزوج من المرأة الودود الولود أي التي تظهر المودة والملاطفة والأنوثة لزوجها والتي تملأ بيتها بالحب فيكون هذا البيت سكنا لنفسها ونفس زوجها ويجد فيه كل منهما الراحة والطمأنينة والاستقرار ويكون في اجتماعهما السكن والتآلف لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد.
•المطبخ والزوجة
وحتى تتحقق الحياة الزوجية على المرأة ألا تكون ملازمة للمطبخ على الدوم وحتى لا تكون رائحتها رائحة الطهي والطعام وهذا الأمر يجعل الزوج ينفر منها فعليها بعد الطهي أن تتعطر بأجمل العطر حتى تضيع رائحة الطبخ والطهي عنها ويجد زوجها كل يوم بحلة جديدة.
وعليها ألا تتلهى بأطفالها وتنشغل عن زوجها وبالتالي يشعر الزوج أنه شيء مهمل وهذا يؤدي به في التفكير بالتزوج من امرأة غيرها.
كذلك يجب على الرجل أن يكون جذابا أمام زوجته فالإسلام يأمر الرجل أن يتجمل لزوجته كما يحب منها أن تتجمل ولنا في ذلك في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة حيث كان يقول لأصحابه "اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون كذلك فزنت نساؤهم".
كما أن على الزوج أن يأتي لزوجته بخير ما يستطيع من الملبس والزينة والعطور حتى تبدو جميلة في عينه فلا ينصرف باحثا عن غيرها ويترك لها الإحساس بالنقص والتقصير!
•الإنترنت.. والسعادة الزوجية
دخلت التكنولوجيا حياتنا واقتحمتها بدون إنذار وبدأ التغيير يظهر في سلوكنا وأساليبنا اليومية التي نمارسها في حياتنا اليومية، فقد بدأت هذه التقنيات المختلفة من فضائيات وإنترنت في منازلنا دون معرفة كاملة للإيجابيات والسلبيات لهذه التكنولوجيا وكيف نوظفها التوظيف السليم والمناسب لتطوير حياتنا العلمية.
الدكتور فتحية اللولو تطرقت في حديثها معنا عن الإنترنت والسعادة الزوجية وقالت: إن هناك فتاة حديثة العهد بالزواج أخبرتني أن زوجها كان مدمنا على استخدام الإنترنت، وغرف المحادثة الداخلية قبل الزواج، وبعد الزواج ظل مرتبطا بهذا الجهاز ولم يغير وجودها معه أي شيء وعلى أثر هذا بدأت المشاكل بينهم بصورة مبكرة في حياتهم الزوجية، وإنها حاليا تفكر في الطلاق منه لأنها لا يمكن أن تعيش مهملة في بيت زوجها وعقله وقلبه معلق بآلة صماء.
وأضافت أن هذه مشكلة خطرة جدا لا تتسق مع مبادئنا وأخلاقنا الإسلامية ومن شأنها أن تهدم البيوت الآمنة وتشتت الأطفال وتقضي على مستقبلهم وتؤدي إلى أمراض اجتماعية نحن في غنى عنها.
•حل المشكلة
وذكرت اللولو أنه لحل مشكلة الإنترنت يجب تنمية الوازع الديني لدى الأزواج والعمل على تثقيفهم وإرشادهم بطريقة صحيحة واعية إلى كيفية استخدام هذه التكنولوجيا سواء الفضائيات أو الإنترنت وكيفية توظيفها في حياتنا لنستفيد منها بما يطور عقولنا ويسير بنا في طريق التقدم، لكن التعامل معها بهذه الصورة هو ردةإلى عالم الحيوانية، وتغلب على الغرائز على كل ما هو سام وروحاني في حياتنا وسلب الإرادة من داخل الإنسان وتوجيهه الوجه التي يريدها الغرب وفلسفاته الإباحية.
•مشاكل الحياة الزوجية
تحدثت الدكتورة اللولو عن مشاكل الحياة الزوجية التي تلعب دورا كبيرا في تعكير صفو هذه الحياة وأسباب المشاكل وأولها الاختلاف في بيئة الزوجين، حيث عندما يكون كل زوج من بيئة مختلفة ومن عادات وأفكار مختلفة فإنه بطبيعة الحال عند نشوب أي سوء تفاهم بينهم قد يؤدي إلى تعثر الحياة.
ومن أسباب المشاكل يمكن أن يكون نوع من العناد بينهم على أشياء بسيطة وكل منهما يريد فرض نفسه ورأيه على الآخر ومثل هذه الأشياء تؤدي إلى حدوث مشاكل نحن في غنى عنها
أيضا من المشاكل عدم قدرة الزوجة على التكيف مع حياة أسرة زوجها وتدخل أهل الزوجة في حياتها وحياة زوجها، قد يؤدي إلى نشوب مشاكل كبيرة وهذه تحدث في مجتمعاتنا وتواجهنا يوميا.
أيضا عدم حفظ أسرار الزوج وبيته هذه من أكبر المشاكل فلكل بيت أسراره الخاصة وطريقة إدارته التي يرتضيها الطرفان، وأسلوبهما في الحياة وهذه أمور يجب أن تبقى في طي الكتمان.
فسعادة المرأة في بيتها لايمكن أن تدوم إذا أصبحت تفاصيل الحياة للنشر بين المحبين والمقربين وأي مشكلة مهما كانت كبير تصبح صغيرة إذا بقيت مستورة غير مكشوفة ويمكن أن يفكر المرء بها مرة وأخرى حتى يصل إلى حل للمشكلة أو يستشير أصحاب الاختصاص في الأمر.
ومن المشاكل هي الأوضاع الاقتصادية للزوج قد تنقلب وتضطرب كأن يكون الزوج ميسور الحال ثم يصبح فقيرا نتيجة لأزمة مر بها أو لكساد تجارته وخسارته، فهنا لابد على الزوجة تفهم مثل هذا الأمر وضرورة العمل على مساعدة الزوج في الخروج من محنته ومساعدته في ذلك.
أيضا الزوجة العاملة هناك رجال يتزوجون من نساء لأنهن يعملون في وظيفة راقية ويكون الهدف من الزوج هو الاستفادة من أموال الزوجة التي هي من حقها لوحدها، ففي مجتمعنا الفلسطيني نسبة 90% من الزوجات العاملات يعانين من مشكلة أن الزوج يهتم بهن مع بداية الشهر أو عند إعطائه نقود أم غير ذلك فلا يعيرها أدنى اهتمام .
أيضا قد تكون من مشاكل الحياة الزوجية عدم المقدرة على الإنجاب سواء من جانب المرأة أو من جانب الرجل، وممكن أن يكون هناك تعسف مع المرأة عندما يكون العيب من الرجل، فكثير من الرجال يرفض أن يمنح زوجته فرصة الزواج من غيره خوفا على نفسه أن يفضح أمره فيظل متمسكا في زوجته حتى تشاركه ما هو فيه.
وقالت اللولو إنه من المشاكل أيضا الغيرة وهي إحساس عالي بالتملك وممكن أن تكون الغيرة لدى الزوجة أو لدى الزوج حيث أن هناك بعض الزوجات يغرن على أزواجهن من أخواتهن أو أمهاتهن وزميلاتهن في العمل.
•نصائح للخاطبين
اختتمت الدكتورة فتحية اللولو حوارها معنا بتقديم مجموعة نصائح للخاطبين لبدء حياتهم الزوجية بشكل سليم قائلة: أن فترة الخطوبة هي فترة يحاول كل من الخاطب أوالمخطوبة التزين أمام الآخر من حيث الملابس أو الزينة أو العطور أو الكلام المعسول أو الحركات، ولكن هذه الحياة ليست واقعية وممكن أن تصدم المخطوبة بعد ذلك بزوجها لأن فترة الخطوبة وجدت لدراسة كل واحد للآخر والتعرف على بعضهما البعض، وعن أسلوب الحياة ونظامه وعادات وتقاليد الأهل والعائلة وخاصة في المناسبات.
ومن هنا نقول لكل منهما إنه يجب أن يكون هناك تدقيق من جهة الخاطب أو الخاطبة ولا يكون الاختيار عشوائي ويجب أن يوافق القلب والعقل حتى لا تكون النتائج وخيمة على الاثنين .
ولابد لكل واحد منهما تفهم حياة الآخر بكل جوانبها ومعرفة نقاط الراحة لكل من الطرفين ومعرفة ما يحب الطرف الآخر وما يكره.
ويجب عدم العيش في فترة الخطوبة بالخيال ويجب أن يكون كل واحد منهم واقعي بقدر الإمكان لأنهم مقبلين على حياة مجهولة وليست معروفة المعالم بالنسبة لكل طرف منهم.
السعادة الزوجيّة والحل السهل للباحثين عنها
بشار دراغمة ومحمد جمال
زوجان حائران يبحثان عن سعادتهما المشتركة لكن الإخفاق حليفهما، يحاولان دائما الاقتراب إلا أن لعنة الإخفاق تلاحقهما، وآخران جعلا من البعد سبب لتعاسة لم يريداها في يوم من الأيام. كل يبحث عن سعادة دون أن يبحث عن الأسباب المؤدية إلى الهدف المطلوب. زوج يسعى لهدفه النبيل في إسعاد زوجته، لكن ترك الأسباب خلف ظهره، وزوجة تحاول تحقيق الهدف نفسه، إلا أنها لم تدرك بعد طريق الوصول.
في هذا التقرير تبحث شبكة (الإسلام اليوم) عن أسرار في السعادة الزوجية، تستقيها من العلماء والمختصين ومن تجارب الحياة اليومية.
أيتها المرأة... البداية بنفسك
يعتبر الدكتور جمال حشاس أستاذ الفقه والتشريع بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية أن السعادة الزوجية تبدأ من المرأة نفسها، وبالتحديد من أبسط الأمور، وهي القيام بالواجبات المنوطة بها كما كلفتها الشريعة الإسلامية، منها طاعة زوجها وعدم العبوس والتضجر في وجهه، والقيام بمهام تربية الأطفال، وفق أسس التربية الصحيحة.
ودعا حشاش المرأة إلى ضرورة الاهتمام بمظهرها وقال: "وعلى المرأة أن تتزين لزوجها، كما أن على الزوج كذلك أن يتزين لزوجته ويحرص على كل ما يحقق لها السعادة والاستقرار والراحة النفسية وتكون في كل حين آخذة استعدادها لقدوم زوجها واستقباله بشكل لائق بعيداً الوجه النكد".
ويبيّن "حشاش" أن من أسرار السعادة الزوجية أيضاً حفاظ الزوجة على الأسرار الزوجية، وبشكل خاص أسرار الحياة الجنسية بين الطرفين، وكل ما يجري داخل البيت، ثم عدم نقل الأحاديث بين أفراد العائلة، وعدم نقل الكلام والمحافظة على لسانها وأخلاقها.
وعن سؤال "حشاش" عن أهم أسباب السعادة الزوجية حسب رأي الشريعة الإسلامية؟ قال: "الإسلام أحاط عقد الزواج بالكثير من العناية، والرعاية والاهتمام، والهالة القدسية؛ لأنه عقد على النفوس، ومعنى هذا أنه ليس عقد مادي على الفلوس، بل إنه عيشة إلى الأبد وتكوين أسرة مطمئنة.
وأضاف: "أقام الإسلام العلاقة بين الزوجين على أساس سابق لعقد الزواج، وهو اختيار كل من الطرفين للآخر، وهو حسن الاختيار، على الدين والخلق، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه".
وبين "حشاش" أن العلاقة بين الزوجين أساس التفاهم، والود والرحمة، التي ينتج عنها المحبة الأبدية.
ويلخص "حشاش" بعض النصائح من أجل السعادة بما يلي:
1- بالتزام كل من الزوجين بواجبه تجاه الآخر؛ لأن ذلك هو طريق إحقاق الحقوق.
2- الاهتمام بالبيت والأسرة بالدرجة الأولى، في أن يكون ذلك الأولوية، وإعطاء الأهل والزوج والزوجة الاهتمام كل منهما للآخر.
3- المحافظة على تربية الأطفال، وخدمتهم ورعايتهم.
4- بيّن الإسلام أن هناك حقوقاً وواجبات تُناط بكلا الزوجين، أي لكل منهما حقوق وواجبات.
5- إذا أخطأت الزوجة فالإسلام اتبع طرقاً عدة منها الوعظ والإرشاد، والإصلاح والتأديب والهجر والضبط وتدخل الأهل للإصلاح، وجعل الإسلام حكم الطلاق آخر حل في ذلك.(54/8)
ويضيف قائلاً: "وترى الشريعة أن من واجب الرجل رعاية البيت والإنفاق على أطفاله، في المقابل تبذل الزوجة كل ما في وسعها لإسعاد زوجها".
أيها الرجل... تذكّرْ واجباتك
وبيّن "حشاش" أن السعادة الزوجية لا تقوم على المرأة وحدها، وإنما يتحمل الزوج الجزء الخاص به من أجل تحقيق السعادة، ويقول: "من واجب الرجل لنجاح العلاقة الزوجية القيام بالواجبات الدينية ومصاريف واحتياجات الأسرة، وألاّ يكون الزوج كسولاً، وعلى الزوج أن يرعى زوجته، ويتودّد إليها، ويحسن إليها، ويشعرها بالمحبة والقرب، ويبادلها العواطف".
وكذلك يدعو "حشاش" الزوج إلى ضرورة قيامه بتخصيص أوقات من يومه من أجل الحديث مع زوجته، والاطلاع على رغباتها، وعدم تجاهلها في الأمور الممكن تحقيقها
الاحتياجات النفسية هدف أساسي
ويعتبر أخصائي علم النفس الأستاذ فاخر الخليلي أن الشيء الأساسي الذي يؤثر على السعادة الزوجية هو اختيار كل من الزوجين للآخر؛ لأن كلاً منهما يجب أن يتحمل الآخر. فهما اللذان اختارا وليس غيرهما.
ويقول: "وهناك حالات كثيرة تحصل بينهم مشاكل زوجية بسبب عدم التوافق على الزواج، وخصوصاً في قضية الاختيار، والسؤال هنا: هل أنا اخترت شريك حياتي من تلقاء نفسي أم أُجبرت عليه، واخترته لهدف مادي أو لسبب معين؟!".
ويوضح "الخليلي" أنه إذا تم اختيار شريك الحياة بطريقة صحيحة فإن كل من الزوجين يشبع القضايا النفسية لدى الآخر؛ لأن نجاح العوامل النفسية في الحياة الأسرية أساس واضح في السعادة الزوجية.
ويضيف: "لأن كلاً منهما يجب أن يتحدث للآخر عن همومه ومشاكله النفسية أي بمعنى التفريغ النفسي الذي يجب أن يصاحب العلاقة الزوجية، وعدم كتمان الأسرار عن بعضهم البعض لأنهم شكلواً جسداً واحداً".
وبحسب أقوال الخليلي فإن السعادة الزوجية من وجهة نظر علم النفس تدل على توفير كل من الزوجين احتياجات الآخر القائمة على القضايا النفسية والجنسية والمالية ومتطلبات الحياة، دون الحديث عمّا يشوبها من مشاكل، أي بالتغلب على المشاكل.
ويضيف: "هناك عوامل تؤثر على السعادة الزوجية، وهي القضايا المالية، وعدم العملن وسوء الأوضاع الاقتصادية التي تؤثر على نفسية الزوجين؛ لأن السعادة الزوجية ليست مسؤولية أحد دون الآخر من الزوجين، وهي مسؤولية مشتركة على كليهما البحث عنها؛ لأن الأسرة تقوم في الأساس على الحب والمودة والسكينة.
أما الأخصائي الاجتماعي يونس عادل فيقول:
"الظروف المحيطة بالحياة الزوجية من النواحي الاجتماعية تؤثر على الحياة الخاصة للزوجين، وبالتالي على سعادتهما، والمقصود هنا بالوضع الاجتماعي الذي يقوم على نوعية الأسرة، هل هي ممتدة أم أسرة صغيرة"؟
ويضيف: "والمعلوم أن الأسر الممتدة يتدخل فيها الأهل، بالتالي فإن العوامل الاجتماعية المحيطة بالأسرة تؤثر على السعادة الزوجية، ومن هذه العوامل طبيعة السكن وطبيعة الأسرة والأطفال وعددهم".
ويبين عادل أنه إذا كانت الظروف الاجتماعية للزوجين مواتية، مثل طبيعة كل عائلة، أي الوسط الاجتماعي الذي انحدر منه كل زوج، حتى لا يعيّر الآخر بوضعه الاجتماعي، إضافة إلى مكانته الاجتماعية، فمن المفروض وجود تناسق كامل في الوضع الاجتماعي لكل من الزوجين، حسب قوله.
ويضيف: "من المعلوم أن السعادة الزوجية يتمناها كل زوجين في الأسرة الآمنة، المحاطة بوضع يقودها إلى تربية الأطفال وتأدية المقاصد الأساسية للزواج".
السعادة بين الوهم والحقيقة
أولاً: مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (آل عمران:102). "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" (النساء:1). "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" (الأحزاب:70، 71).
أما بعد: (1) معا - أيها القارئ الكريم - نلتقي في طريق من طرق الخير، ودرب من دروب المحبة، ومسلك من مسالك السعادة.
أسأل الله أن يجعل هذا في موازين أعمالنا يوم القيامة.
أيها الأخ الكريم: هل السعادة وهم أم حقيقة؟
ربما عجبت من هذا السؤال!!
نعم، إن هناك سعادة وهمية، وسعادة حقيقية.
ولكن ما الداعي لتقليب صفحات هذا الموضوع، والخوض فيه؟
ثانياً: أسباب طرح الموضوع
أسباب طرق هذا الموضوع أمور كثيرة، منها:
1- لأن كل إنسان على وجه البسيطة يسعى إلى السعادة. قد يختلف الناس في مذاهبهم، يختلفون في أعراقهم، يختلفون في مشاربهم، بل قد يختلفون في مبادئهم، وغاياتهم، ومقاصدهم، إلا غاية واحدة ربما اتفقوا عليها، من أولهم إلى آخرهم، إنها: طلب السعادة.
المؤمن والكافر، البر والفاجر، كل واحد منهم يريد السعادة لو سألته: لم تعمل هذا؟ ولأي شيء تفعل ذاك؟ لقال: أريد السعادة!! سواء أقالها بحروفها أم بمعناها، بمدلولها أم بحقيقتها.
2- أن كثيرا من الناس يخطئ طريق السعادة، كل الناس يريدون السعادة، ولكن كثيرا منهم يخطئ هذا الطريق، بل إن القلة القليلة هي التي تسلك سبيل السعادة الحقيقية.
3- وهو سبب جوهري - أرجو أن ينال عنايتكم وانتباهكم - وهو أن كثيرا من المسلمين - وأخص الدعاة منهم - عندما يرون أصحاب السعادات الوهمية، يكون هذا الأمر عائقا لهم عن الطريق إلى الله سبحانه وتعالى.
فالداعية إلى الله سبحانه وتعالى، يصاب في طريقه بعقبات - وهذا شأن طريق الدعوة - وهو بحاجة إلى من يثبته على هذا الطريق.
ولكنه يرى كثيرا ممن يتصور - خاطئا - أنهم أصحاب سعادات، يراهم يعيشون في قمة السعادة.
وهنا يحدث له الضعف والوهن في طريقه إلى الله سبحانه وتعالى، فيقول - أو يقول له الشيطان-: ألا تكون مثل هؤلاء، ألا تعيش السعادة الحقيقية مثل هؤلاء، فيضعف عن الطريق، وكم من مستقيم ضل وانحرف عن الطريق قبل وفاته!
كم من رجل كان يعيش السعادة الحقيقية، ثم انتقل منها إلى السعادة الوهمية!!! فلم يحقق السعادة في الدنيا، ولن يحققها في الآخرة.
ومن هنا أيها الأخوة كتبت لكم عن السعادة، لنقف وقفات متأنية علنا نتبين حقيقتها وهم هي أم حقيقة؟
ثالثاً: تعريف السعادة
عند أهل اللغة: هي ضد الشقاوة، فلان سعيد، أي ضد الشقي.
وأهل التربية وعلماء النفس: يقولون - بعبارة موجزة جميلة: هي ذلك الشعور المستمر بالغبطة، والطمأنينة، والأريحية، والبهجة، وهذا الشعور السعيد يأتي نتيجة للإحساس الدائم بخيرية الذات، وخيرية الحياة، وخيرية المصير.
وقبل أن أدخل في صلب الموضوع أحب أن أشير إلى:
ثلاثة أركان رئيسة تحقق معنى السعادة الحقيقية وهي:
1- خيرية الذات.
2- خيرية الحياة وهذا المهم.
3- خيرية المصير.
رابعاً: أوهام السعادة
السعادة في المال
سأقف طويلا - أيها الأخ الكريم - عند هذه القضية، وما ذاك إلا لأنها قضية حاسمة، ومهمة في تحديد مسيرة حياتنا، بل وتحديد مفاهيمنا الخاطئة، عن السعادة والتي منها:
نتساءل كثيرا عن السعادة، هل السعادة في تكديس المال ؟ وفي جمع الثروات، وبناء العقارات والقصور؟
هل هذه هي السعادة؟
كثير من الناس يتوهم ذلك، فهذا سعيد لأنه يملك الأرصدة في البنوك.
وفلان سعيد لأنه يملك كذا من الأراضي، وكذا من العمارات. فلان سعيد لأنه يملك كذا وكذا.
كثير من الناس يطلق هذا الوهم بلسانه، وكثير منهم يعتقده بقلبه، فيتصرف من هذا المنطلق الخاطئ. أقول: ليست السعادة في جمع المال، على حد قول الشاعر:
ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكن التقي هو السعيد
أخي المسلم:
أقف معك حول هذه القضية - أعني قضية أن السعادة في المال - لأنها من أهم القضايا في أوهام السعادة.
وجملة القول:
ليس كل صاحب مالٍ سعيدًا
__________
(1) - أصل هذا الكتاب محاضرة ألقاها الشيخ ناصر العمر بالرياض، وقد أذن لنا مشكورا بإخراجها.
فكثير من أرباب المال وأصحاب الثروات يعيشون في شقاء وتعاسة دائمة في حياتهم الدنيا قبل الآخرة لماذا؟ لأنهم يتعبون في:
1- جمع المال.
2- حفظه واستثماره.
3- القلق والخوف من فوات هذا المال وزواله.
كم من إنسان يملك المليارات ولكنه خائف! قلق! لماذا كل هذا الخوف!؟ ولم كل هذا القلق!؟
إنه يخاف على هذا المال، يخاف أن تأتي هزة سياسية، أو يأتي لصوص فيسرقون هذا المال.
إذن، هو يعيش في شقاء، خوف، قلق، هم، غم، بل إنه لا ينام الليل، وهذا أمر مجرب، مشاهد، ترونه بأعينكم، بل قد يكون المال سبب هلاكه ومماته!!
كم من غني خطف أو قتل بسبب تجارته.
بل كم من غني حرم من لذاته بسبب أمواله، تجده لا يمشي طليقا، لا يمشي حرا، لا يسافر كما يريد، لا ينام كما يريد، كل هذا بسبب أمواله!!
ثم كم من إنسان صاحب مال زال ماله، وزالت ثرواته بسبب أو بآخر فعاش بقية حياته في تعاسة وشقاء.
وإليكم هذه النماذج الناطقة:
1- قصة قارون:
تلك القصة التي أوردها القرآن الكريم عن قارون، حيث قال -سبحانه وتعالى-: "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ" (القصص: من الآية79) في قمة سعادته، حتى إن قائلهم يقول: "إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (القصص: من الآية79). خرج في زينته فهو ذو حظ عظيم، كل هذا من أوهام السعادة، والنتيجة لكفره بأنعم الله كما يقول الله -سبحانه وتعالى-: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ" (القصص:81). أي سعادة هذه وأي نهاية!؟
وعلى هذا فقول أمية بن خلف، وأمثاله - يوم القيامة - "مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ" (الحاقة:28) لم يأت من فراغ.
فبئس المال الذي لا يغني عن صاحبه شيئا.
2- قصة كرستينا أوناسيس:
تلك القصة العجيبة، التي تؤكد أن المال مهما زاد وكثر، لا يمكن أن يكون - وحده - سببا للسعادة.
قصة عجيبة تابعت فصولها على مدى خمسة عشر عاما، أو تزيد، وانتهى آخر فصل منها منذ أشهر فقط، إنها قصة: كرستينا أوناسيس.
وبما أن الله -سبحانه وتعالى- قد ضرب لنا الأمثلة من الكفار، فلا غرو ولا عجب - بل إن ذلك من ضمن المنهج الإلهي القرآني - أن نضرب لكم مثلا - حتى باسم هذه المرأة.
إليكم قصة هذه المرأة "كرستينا أوناسيس" تلك الفتاة اليونانية، ابنة المليونير المالي المشهور "أوناسيس" ذلك الذي يملك المليارات، يملك الجزر، يملك الأساطيل.
هذه الفتاة مات أبوها، وقبل ذلك ماتت أمها، وبينهما مات أخوها، وبقيت هي الوريثة الوحيدة - مع زوجة أبيها - لهذه الثروات الطائلة.
أتدري - أيها القارئ الكريم - كم ورثت؟
لقد ورثت من أبيها ما يزيد على خمسة آلاف مليون ريال!!! فتاة تملك أسطولا بحريا ضخما!! تملك جزرا كاملة!!! تملك شركات طيران!!
أخي الكريم: امرأة تملك أكثر من خمسة آلاف مليون ريال، بقصورها وسفنها، وطائراتها، أليست - في مقاييس كثير من الناس - أسعد امرأة في العالم؟؟
كم من إنسان يتمنى أن يكون مثل هذه المرأة!! أنت تعلم أنه لو وزعت ثرواتها على مئة فرد، لأصبحوا من كبار الأثرياء، بحيث يصل كل واحد منهم خمسون مليون ريال!!! فهو - إذن - من كبار الأثرياء، فما بالك بامرأة تملك هذه الثروة؟ السؤال هو: هل هذه المرأة سعيدة؟
إليكم فصول قصتها العجيبة، وسيتبين لكم من خلالها الجواب:
أما أمها: فقد ماتت بعد حياة مأساوية، كان آخر فصولها الطلاق.
وأما أخوها: فقد هلك بعدما سقطت به طائرته، التي كان يلعب بها.
وأما أبوها: فقد اختلف مع زوجته الجديدة التي هي "جاكلين كندي" زوجة الرئيس الأمريكي السابق "كندي"، تلك الزوجة التي تزوجها بملايين الدولارات، يبحث عن الشهرة فقط، ليقال: إنه تزوج بزوجة الرئيس الأمريكي "جون كندي".
ومع ذلك فقد عاش معها في شقاء دائم.
تصور أن من بنود عقد الزواج: ألا تنام معه في فراش، وألا يسيطر عليها، وأن ينفق عليها الملايين - حسب رغبتها -.
ومع ذلك فقد اختلفت معه، وعندما مات، اختلفت مع ابنته.
وخلاصة القول: أن هذه الفتاة كانت قد تزوجت في حياة أبيها - برجل أمريكي، وعاش معها شهورا، ثم طلقها - أو طلقته -.
وبعد وفاة أبيها تزوجت برجل آخر يوناني، وعاش معها شهورا ثم طلقها - أو طلقته -.
ثم انتظرت طويلا تبحث عن السعادة. أتعلمون من تزوجت؟
للمرة الثالثة، "أغنى أمرأة في العالم على الإطلاق"، أتعلمون من تزوجت؟ لقد تزوجت شيوعيا روسيا، يا للعجب!! قمة الرأسمالية تلتقي مع قمة الشيوعية!!!
وعندما سألها الناس، والصحفيون - بشكل خاص - عندما سألوها: أنت تمثلين الرأسمالية فكيف تتزوجين بشيوعي؟
عندها قالت: أبحث عن السعادة!!! نعم، لقد قالت: أبحث عن السعادة.
وبعد الزواج ذهبت معه إلى روسيا، وبما أن النظام هناك لا يسمح بامتلاك أكثر من غرفتين، ولا يسمح بخادمه، فقد جلست تخدم في بيتها - بل في غرفتيها - فجاءها الصحفيون - وهم يتابعونها في كل مكان - فسألوها: كيف يكون هذا؟
قالت: أبحث عن السعادة.
وعاشت معه سنة، ثم طلقها - بل طلقته -.
ثم بعد ذلك أقيمت حفلة في فرنسا، وسألها الصحفيون: هل أنت أغنى امرأة؟ قالت: نعم. أنا أغنى امرأة ولكني أشقى امرأة!!!
وآخر فصل من فصول المسرحية الحقيقية، تزوجت برجل فرنسي.
لاحظوا أنها تزوجت من أربع دول وليس من دولة واحدة لعلها تجرب حظها.
أقول: تزوجت بغني فرنسي (أحد رجال الصناعة) وبعد فترة يسيرة أنجبت بنتا، ثم طلقها - بل طلقته -.
ثم عاشت بقية حياتها في تعاسة، وهم، ومنذ شهور وجدوها ميتة في شالية في الأرجنتين، لا يعلمون هل ماتت ميتة طبيعية، أم أنها قتلت، حتى إن الطبيب الأرجنتيني قد أمر بتشريح جثتها، ثم دفنت في جزيرة أبيها!!
انظر إلى هذه المرأة هل أغنى عنها مالها؟
أما في الدنيا: فلا، وأما في الآخرة، فستقول - لأنها كافرة - "ما أغنى عني ماليه".
إذن، المال وحده لا يكفي، المال وحده لا يجلب السعادة، ولا يوفرها، فمن أكبر أوهام السعادة قضية الثراء والتجارة.
وفي عصرنا الحاضر، تلاحظون وتشاهدون كثيرا من التجار يعيشون في قلق دائم، تشاهدون من ذهبت منه تجارته يعيش في هم وغم.
أذكرعلى ذلك مثالا واحدا: أحد التجار، كان يملك الملايين - وهو ممن أعرفهم - ذهبت منه أمواله، وبعد فترة من الزمن ضاقت به المعيشة، وأعسره الضنك، فذهب يبحث عن عمل - وقد كان في فترة من عمره يشغل منصبا كبيرا في إحدى الوزارات - فوجد أخيرا وظيفة صغيرة "على بند العمال". أي سعادة بعد ذلك في المال؟
السعادة في الشهرة
إذن، هل السعادة في الشهرة، كالرياضة، والفن؟
أقول: لا؛ لأن الشهرة شقاء لا سعادة، ولأن الشهرة لا حقيقة لها إن لم ترتبط بتقوى الله -سبحانه وتعالى- والذي يتقي الله -سبحانه وتعالى- لا يريد الشهرة؛ لأن الشهرة إذا ارتبطت بغير سبب أصيل فإنها تزول سريعا، وإذا زالت عن صاحبها عاش في شقاء، وتعاسة.
قد يتوهم كثير من الناس أن السعادة موجودة عند صنفين من الناس هم أهل الرياضة وأهل الفن. فأقول:
1- أهل الرياضة:
معظمهم يعيش الشقاء في أيامه ولياليه.
فمن معسكر إلى معسكر ومن سفر إلى سفر فلا يكاد يستقر مع أهله إلا قليلا. ويضطر أغلبهم إلى التفريط بمستقبلهم الدراسي وعدم مواصلته. بسبب الانشغال الكامل بالرياضة.
أضف إلى ذلك: اضطرابهم عند كل مباراة. وكآبتهم عند كل هزيمة.
ثم إن الإصابات تتقاذفهم من كل جانب.
كما أن الخوف من رأي الجماهير ونظرتها عند أي هبوط في المستوى يجعلهم يعيشون شقاء متواصلا.
ثم ماذا بعد ذلك؟ إن الناس سرعان ما ينسونهم بعد الاعتزال فيزدادون ألما وحزنا.
إذن فليست السعادة عند أهل الرياضة وإن ظن الكثيرون أنها عندهم.
2- أهل الفن:
إن حياتهم أسوأ حياة يعيشها البشر!
فشل أسري، مخدرات، انحلال، انعدام حياء، موت فضيلة.
وأقصد بأهل الفن: أهل الغناء والطرب، والتمثيل.
ولا أقول هذا من عندي، بل هو من مذكراتهم التي تعج بها الصحف صباح مساء. خذوا على ما أقول ثلاث وقائع:
الواقعة الأولى: "أنور وجدي" زوج الممثلة اليهودية ليلى مراد، هذه الزوجة التي قالت عنه في مذكراتها: "إن زوجي كان ممثلا بسيطا، فقال: أتمنى أن أملك مليون جنيه حتى ولو أصبت بمرض، فقلت له: ما ينفعك المال إذا جاءك المرض؟ فقال: أنفق جزءا من المال في علاج المرض، وأعيش في بقيته سعيدا، فملك أكثر من مليون جنيه، وابتلاه الله بسرطان الكبد، فأنفق المليون جنيه وزيادة، ولم يجد السعادة حتى إنه كان لا يأكل إلا شيئا يسيرا من الطعام، فهو ممنوع من أكل كثير من الأطعمة، وأخيرا، مات بهذا المرض حسيرا نادما.
الواقعة الثانية:
"نيازي مصطفى" وهو من كبار المخرجين، لكنه عاش حياته في شقاء وتعاسة، وعندما بلغ السبعين من عمره، وجدوه قد قتل في منزله، ووجدوا أنه في تلك الليلة التي مات فيها، قد أقام حفلة صاخبة، شاركه فيها أكثر من عشر فتيات، وفي الصباح وجدوه "أثرا بعد عين".
فقد وجدوه قتيلا!!!
انظر إلى هذه الحياة، ذعر، وسكر، وخيانة، مات على هذه الحالة المأساوية، نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
الواقعة الثالثة: "عبد الحليم حافظ" الرجل الذي عاش حياته مريضا، وحيدا، من غير زوجة، ولا ولد، إلى أن اختطفه الموت، وأنهكه المرض بعد الخمسن بقليل. في قمة الشقاء.
فالسعادة - إذن - ليست إلا بريقا زائفا تشع به أعينهم لتوهم الآخرين بذلك مع أنهم يعيشون في الواقع قمة الشقاء والتعاسة.
السعادة في الشهادات
إذن، أين السعادة ؟
ربما كانت في نيل أعلى الشهادات، في أن يصبح الإنسان "دكتورا"!!.
لكني أقول لكم - بكل ثقة - لا.
ولنقف قليلا مع ما يبرهن على هذا بجلاء ووضوح.
إليكم هذه القصة الحديثة، التي نشرتها مجلة اليمامة.
طبيبة تصرخ، تقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجا!!! انظروا كيف تقول هذه الطبيبة، تصوروا، دكتورة في الطب، وربما كانت في نظر كثير من الناس "سعيدة جدا"، فما دامت امرأة واستطاعت أن تكون دكتورة، بل وفي الطب أيضا.
لأن الطب - في نظر كثير من الناس - أعلى العلوم، وشهاداته أفضل الشهادات، وهذه نظرة خاطئة، إنما هذه نظرة الكثير من الناس، أن الإنسان إذا كان "دكتورا"، وفي الطب، فإنه يعيش في قمة السعادة.
إقرأوا ما تقوله هذه المرأة، حسب ما سطرت بقلمها، حيث جاء من ضمن كلامها: "السابعة من صباح كل يوم، وقت يستفزني، يستمطر أدمعي، لماذا؟ أركب خلف السائق متوجهة صوب عيادتي [ثم تستدرك] بل مدفني، بل زنزانتي"، تعبر عن عيادتها التي طالما كافحت حتى تصل إليها، تعبر عنها "بالمدفن" تعبر عنها "بالزنزانة"، ثم تقول: "وعندما أصل مثواي" بدل أن تقول: أصل إلى مكتبي، ومقر سعادتي، تقول: أصل مثواي.
ويتواصل الحديث "أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني، وينظرن إلى معطفي الأبيض، وكأنه بردة حرير فارسية، هذا في نظر الناس، وهو في نظري لباس حداد لي!!!
[ثم تواصل قولها] أدخل عيادتي، أتقلد سماعتي وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي [أي: بلغت الثلاثين]، والتشاؤم ينتابني على المستقبل.
[أخيرا تصرخ وتقول:] خذوا شهاداتي ومعاطفي، وكل مراجعي، وجالب السعادة الزائفة [تعني المال]، وأسمعوني كلمة "ماما".
ثم تقول هذه الأبيات:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة
فقل للتي كانت ترى في قدوة
وكل مناها بعض طفل تضمه ... فقد قيل, فما نالني من مقالها
هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
فهل ممكن أن تشتريه بمالها
التوقيع: دكتورة س. ع. غ. الرياض
السعادة في المنصب
إذن، لعل أصحاب السعادة هم أصحاب المناصب العالية المرموقة من قادة ووزراء وغيرهم؟
غير أني أقول لكم: لا.
أتدرون لماذا؟
لأن المسئولية هم في الدنيا، وإن لم يقم صاحبها بحقها فهي حسرة وندامة يوم القيامة.
صاحب المنصب والسلطان لا يفارقه الهم خوفا من زواله، تجده يشقى للمحافظة عليه، وإذا زال منصبه - ولابد أن يزول - عاش بقية عمره تعيسا.
والمنصب قد يكون سببا في هلاك صاحبه، ولذلك يعيش في خوف وقلق دائمين.
وكفانا على ذلك قصة: فرعون وهامان صاحبا المناصب العالية المرموقة اللذان خلد القرآن قصتيهما.
أما في العصر الحاضر، فأسرد لكم أمثلة سريعة.
1- شاه إيران:
الرجل الذي أقام حفلا ليعيد فيه ذكرى مرور ألفين وخمسمائة سنة على قيام الدولة الفارسية، وأراد أن يبسط نفوذه على الخليج، ثم على العالم العربي بعد ذلك، ليلتقي مع اليهود. ذلك الرجل الذي كان يتغنى ويتقلب كالطاووس، كيف كانت نهايته.
لقد تشرد!! طرد!! لم يجد بلدا يأويه، حتى أمريكا التي كان أذل عميل لها.
وظل على هذه الحال حتى مات شريدا طريدا في مصر، بعد أن أنهكه الهم، وفتك به السرطان.
أما أولاده وأهله وحاشيته فقد أصبحوا أشتاتا متفرقين في عدة قارات!!!
2- رئيس الفلبين:
هذا الرجل الطاغية ماذا حدث له؟
لقد قلبت نظري كثيرا في قصته، فوجدتها جديرة بأخذ العبرة منها.
هذا الزعيم أذاقه الله غصص التعاسة والشقاء في الدنيا قبل الآخرة. فإذا به بين عشية وضحاها يتحول إلى شريد طريد يتنكر له أسياده وأصدقاؤه. لا يملك الرجوع إلى بلد كان يرتع فيه كما يشاء. حتى إذا جاءت وفاته لم يستطع أن يحصل على أشبار قليلة في بلده يواري فيها سوءته.
فسبحان مالك الملك.
3- بوكاسا:
وما أدراك ما بوكاسا!! الذي صدر نفسه إمبراطورا، وما زلنا نذكر صورته وأفعاله في أفريقيا الوسطى.
عندما زار فرنسا، قام عليه انقلاب، فتشرد في فرنسا، حتى ضاقت به الأرض، فجاء إلى بلده باسم مستعار، فقبضوا عليه، وحوكم في بلده.
ولا أعلم الآن أقتل أم لم يقتل؟ لكن المعلوم أنه أصيب بعدة أمراض، أهونها أمراض التعاسة والهم والغم، في البلد الذي نصب نفسه إمبراطورا له.
هذه بعض الأمثلة السريعة وما أكثر أمثال هؤلاء الذين ذكرت، من السابقين واللاحقين، تجري فيهم سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير.
إذن هذه هي السعادة الوهمية التي يتصور الناس أنها حقيقة السعادة.
كثير من الناس يبدو لأول وهلة أنهم سعداء، وهم في الواقع يتجرعون غصص الشقاء والبؤس والحسرة.(54/9)
يصور هذا المعنى الشاعر حمد الحجي - رحمه الله في قصيدة له فيقول:
ما لقيت الأنام إلا رأوا مني
أظهر الإنشراح للناس حتى ... ابتساما ولا يدرون ما بي
يتمنوا أنهم في ثيابي
ثم يقول:
لو دروا أنني شقي حزين
لتنأوا عني ولم ينظروني
فكأني آتي بأعظم جرم
هكذا الناس يطلبون المنايا ... ضاق في عينه فسيح الرحاب
ثم زادوا نفورهم في اغتيابي
لو تبدت تعاستي للصحاب
للذي بينهم جليل المصاب
ومن أوضح الأمثلة على السعادة الوهمية، ما تعيشه أوربا، وبخاصة الدول الإسكندنافية، فهي أغنى الدول، سواء على مستوى الدولة، أو على مستوى دخل الفرد، ومع ذلك فهي تمثل أعلى نسب الانتحار.
فدولة السويد مثلا هي أغنى دولة من حيث دخل الفرد، ولكنها أعلى دولة في نسب الانتحار!!
بينما نجد الدول الإسلامية - مع أن أكثرها فقيرة - تسجل أقل نسبة من نسب الانتحار في العالم.
وهكذا نرى من خلال الواقع أن السعادة الحقيقية ليست في المال ولا في الشهرة، ولا في الشهادات، ولا في المناصب، ولا ما أشبه ذلك من حطام الدنيا.
إذن أين تكمن أسباب السعادة؟ ما صفات السعداء سعادة واقعية حقيقية؟
قبل الإجابة على هذا التساؤل، نمهد لذلك بذكر بعض موانع السعادة على وجه الاختصار.
خامساً: موانع السعادة
لا ريب أن ثمة موانع كثيرة للسعادة تحول دون الوصول إليها، والتنعم بالعيش فيها.
وإليك يا أخي القارئ هم تلك الموانع:
1- الكفر: يقول الله -تعالى-: (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )(الأنعام: من الآية125).
هكذا يصور القرآن التعاسة والشقاء تصويرا دقيقا.
2- عمل المعاصي والآثام والجرائم: ولن أستشهد على هذا الأمر فهو واضح جلي، لكني أذكر قولا من أقوال الكفار، لبيان هذه القضية.
يقول ألكس كاريل: "إن الإنسان لم يدرك بعد فداحة النتائج التي تترتب على الخطيئة، ونتائجها لا يمكن علاجها على وجه العموم".
ويقول سقراط، وهو كافر: "إن المجرم دائما أشقى من ضحيته، وإن من يكون مجرما ولم يعاقب على جرمه، يكون من أشقى الناس".
هكذا يقول هذان الكافران، بينما نجد " أن، صحابيا أذنب، فجاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله طهرني، وكررها على رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فأقام عليه الحد. " [رواه مسلم 11/199].
3- الحسد والغيرة: وأمر الحسد خطير، حتى إن الله -تعالى- يأمرنا بالاستعاذة من شر الحاسد، قال -تعالى-: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق:5).
وقال الله -تعالى-: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء: من الآية54). قال ذلك عن الكفار.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موجها أمته: " لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا " [متفق عليه]
ولا مانع من أن نستشهد على سوء الحسد من كلام بعض أعدائنا.
يقوك فيكتور بوشيخ: "إن الحسد والغيرة والحقد أقطاب ثلاثة لشيء واحد، وإنها لآفات تنتج سموما تضر بالصحة، وتقضي على جانب كبير من الطاقة والحيوية اللازمتين للتبكير والعمل".
4- الحقد والغل: قال -تعالى- في سورة الحشر: (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا) (الحشر: من الآية10).
يصف الله -تعالى- المؤمنين في هذه الآية بأنهم يقولون هذا الدعاء، لأن الغل من موانع السعادة.
ويقول -تعالى- واصفا المؤمنين في حياتهم الأبدية، في جنة الخلد: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) (الأعراف: من الآية43).
يقول إبراهيم الجمل: "الحاقد يظل طوال وقته لا يفكر إلا في النيل من الذي يحقد عليه، فقد يكذب عليه، وقد يضر به، ولا يهاب في سبيل ذلك ما يفعل".
5- الغضب: لا شك أن الغضب من حواجب السعادة والانشراح، ولذلك امتدح الله المؤمنين قائلا عنهم: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (الشورى: من الآية37). ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب " [متفق عليه].
6- الظلم: فإن الظلم مرتعه وخيم. وعاقبته سيئة إلى أبعد الحدود.
فلنقف على مثالين معاصرين يصوران عقبى الظلم ومآل الظلمة، هما (حمزة البسيوني، وصلاح نصر)، فقد كانا من جنود زعيمهما الهالك (جمال عبدالناصر) صبا على الدعاة إلى الله من الظلم والعذاب ما تقشعر له الأبدان.
ولكن: كيف كانت حياتهم؟ شر حياة والله.
أما حمزة البسيوني فقد بلغ به التجبر والطغيان إلى حد أنه كان يقول للمؤمنين - وهو يعذبهم حينما يستغيثون بالله - يقول: أين إلهكم لأضعه في الحديد!
وأما صلاح نصر فقد كان يعقد على زوجات الناس عقودا وهمية، وهن في عصمة رجال آخرين، ويتزوجهن!!! لكن كيف كانت نهاية أولئك الطغاة؟
حمزة البسيوني اصطدمت سيارته، وهو خارج من القاهرة إلى الإسكندرية، بشاحنة تحمل حديدا، فدخل الحديد في جسمه، من أعلى رأسه إلى أحشائه، وعجز المنقذون أن يخرجوه إلا قطعا.
هكذا أهلكه الله بالحديد، وهو الذي كان يقول إنه سيضع الله في الحديد، تعالى الله عما يقول الظالمون.
وأما صلاح نصر فقد أصيب بأكثر من عشرة أمراض مؤلمة، مزمنة، عاش عدة سنوات من عمره في تعاسة، ولم يجد له الطب علاجا، حتى مات سجينا، مزجوجا به في زنزانات زعمائه الذين كان يخدمهم.
إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته.
7- الخوف من غير الله - عز وجل - إن الخوف من غير الباري -سبحانه- يورث الشقاء والذلة، ولذلك قال الله -تعالى- عن بني إسرائيل: (أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ) (البقرة: من الآية114).
وقال -تعالى-: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:175).
وقال إبراهيم لقومه - كما ورد في القرآن -: (وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ) (الأنعام: من الآية80).
إذن فالخوف من غير الله من موانع السعادة.
8- التشاؤم: كم كان التشاؤم سببا في التعاسة والمتاعب. ولهذا كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الفأل، ويكره التشاؤم. [أخرجه أحمد ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه].
يقول الدكتور عزيز فريد: "المتشائم يتحمل بفعل اتجاهه التشاؤمي متاعب عدة، هي أشد وقعا على أعصابه من الكوارث والملمات التي قد تقع به".
9- سوء الظن: فالله -سبحانه- يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات: من الآية12).
ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - " إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث " [متفق عليه].
10- الكبر: المتكبر يعيش في شقاء دائم، وتعاسة أبدية، وإن تغطرس، وتعالى على الناس، وغمطهم حقوقهم.
11- تعلق القلب بغير الله: كتعلق قلب العاشق بمعشوقته.
ويكفي لتصوير خطورة الأمر أن نقرأ قصة مجنون ليلى، لنعلم كيف عاش هذا الرجل شريدا طريدا، حتى جن، ومات وهو عاشق.
وكم من عاشق مات في عشقه، وقدم على الله وقلبه معلق بغيره. فيالها من خسارة دنيوية وأخروية.
12- المخدرات: إن كثير من الناس يتوهم أن السعادة تجتلب بمعاقرة المخدرات والمسكرات، فيقبلون عليها، قاصدين الهروب من هموم الدنيا ومشاغلها وأتراحها، وإذا بهم يجدون أنفسهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.
لأن المخدرات في الحقيقة من الحوائل دون السعادة، وإنها تجلب الشقاء، واليأس، والانحلال، والدمار.
دمار الفرد والمجتمع والأمة.
وإن لنا في الواقع الحاضر لخير شاهد على ذلك فليعتبر أولو الألباب.
والآن، بعد أن عرفنا موانع السعادة، فلنعد إلى طريق الخلاص والفكاك، إلى أسباب السعادة، والسبل الموصلة إلى ظلالها الوارفة.. فما هي أسباب السعادة وما هي صفات السعداء؟
سادساً: أسباب السعادة وصفات السعداء
إن من يريد أن ينال السعادة، وهو لم يأخذ بأسبابها يصدق عليه قول الشاعر:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
فلنقف معا على أسباب السعادة وصفات السعداء لعل الله أن يوفقنا للأخذ بها إنه جواد كريم:
1- الإيمان بالله، والعمل الصالح:
يقول الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل: من الآية97) أي فلنحيينه حياة سعيدة.
وكلنا يريد الحياة الطيبة، فعلينا بالعمل الصالح مع الإيمان: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (المائدة: من الآية69).
وفي حديث أبي يحيى صهيب بن سنان - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد، إلا للمؤمن، إن أصابته سراء، شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر، فكان خيرا له " [رواه مسلم 18/125].
وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجد راحته ولذته في الصلاة والطاعة، كان يقول: " أقم الصلاة يا بلال، أرحنا بالصلاة " [رواه أحمد وأبو داود].
بينما نجد كثيرا من الناس يقول: أرحنا من الصلاة، نحن في غم، في هم، نحن مشغولون عن الصلاة - هكذا يقولون - والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " [رواه أحمد والنسائي].
ولنعرج على مثال حي واقعي، لنرى كيف يفعل الإيمان بأصحابه، كيف يجعلهم يشعرون بالسعادة في كل الأحوال!! ابن تيمية - رحمه الله - عذب وسجن وطرد، ومع هذا نجده يقول، وهو في قلعة دمشق، في آخر مرحلة من مراحل إيذائه وجهاده، يقول: "ما يصنع أعدائي بي، أنا جنتي وبستاني في صدري، أنى رحلت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة".
هكذا نجد شيخ الإسلام يغلق الطرق في وجوه أعدائه بهذه القولة الخالدة، التي تعد نبراسا يضيء الطريق للمؤمنين، ولا يستطيعها إلا عظماء الرجال، وذوو الهمم العالية.
2- الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره:
فكله من الله - سبحانه وتعالى - فاعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وهذه الصفة من أهم صفات السعداء، إذ لا يمكن أن تحصل السعادة إلا لمن يؤمن بالله، ومن الإيمان بالله الإيمان بقضائه وقدره، والرضا بقسمه، لأن الإنسان في هذه الحياة لا بد أن ينتابه شيء من الهموم والمصائب، فإن لم يؤمن بالقضاء والقدر، هلك.
ولنضرب مثلا للإيمان بالقضاء والقدر، وأثره في سعادة الإنسان:
عروة بن الزبير- رحمه الله - أرادوا أن يقطعوا رجله، لأن فيها الآكلة (السرطان) فقالوا له: لابد أن نسقيك خمرا، لكي نستطيع أن نقطع رجلك بدون أن تحس بآلام القطع - خاصة أنهم بعد القطع سيضعونها في الزيت المغلي ليقف الدم - فماذا كان موقفه؟
لقد رفض وقال: لا، أيغفل قلبي عن ذكر الله!! فقالوا: إذن ماذا نفعل؟ قال: سأدلكم إلى طريقة أخرى، إذا قمت إلى الصلاة، فافعلوا ما تشاؤون، لأن قلبه - حينئذ - يتعلق بالله، فلا يحس بما يفعل به.
وفعلا عندما كبر مصليا، قطعوا رجله من فوق الركبة، ولم يتحرك، ولكن عندما وضعوا رجله في الزيت المغلي سقط مغشيا عليه، وفي الليل أفاق. فإذا بالناس يقولون له: أحسن الله عزاءك في رجلك، وأحسن الله عزاءك في ابنك.
لقد مات ابنه في هذه الأثناء، فماذ قال؟ قال بكل تسليم وإيمان بالقضاء: "الحمد لله، يا رب إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أعطيت وأبقيت".
هذا هو الإيمان الصادق بالقضاء والقدر، ولكن أين أمثال هؤلاء التقاة الخاضعين لله، المسلمين لمشيئته، (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35).
3- العلم الشرعي:
فالعلماء العارفون بالله هم السعداء.
وإليك يا أخي الكريم قصة تناسب هذا المقام، وهي قصة لأحد العلماء الزهاد، ألا وهو أبو الحسن الزاهد، فما أحداث تلك القصة المثيرة؟
كان أحمد بن طولون - أحد ولاة مصر - من أشد الظلمة، حتى قيل: إنه قتل ثمانية عشر ألف إنسان صبرا (أي يقطع عنه الطعام والشراب حتى يموت) وهذا أشد أنواع القتل، فذهب أبو الحسن الزاهد إلى أحمد بن طولون امتثالا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة] وقال له: "إنك ظلمت الرعية"، وخوفه بالله - تعالى - فغضب ابن طولون غضبا شديدا، وأمر بأن يجوع أسد ثم يطلق على أبي الحسن!! يا له من موقف رهيب!! لكن نفس أبي الحسن الممتلئة بالإيمان والثقة بالله، جعلت موقفه موقفا عجيبا.
عندما أطلقوا عليه الأسد أخذ يزأر، ويتقدم، ويتأخر، وأبو الحسن جالس لا يتحرك، ولا يبالي، والناس ينظرون إلى الموقف، بين باك وخائف على هذا العالم الورع.
وضعوا أمامه أسدا جائعا!! إنها معركة غير متكافئة!! ولكن ما الذي حدث؟ لقد تقدم الأسد وتأخر، وزأر، ثم سكت، ثم طأطأ رأسه، فقرب من أبي الحسن، فشمه، ثم انصرف عنه هادئا، ولم يمسسه بسوء.
وهنا تعجب الناس! وكبروا، وهللوا.
ولكن في القصة ما هو أعجب من ذلك.
لقد استدعى ابن طولون أبا الحسن، وقال له: قل لي بماذا كنت تفكر، والأسد عندك، وأنت لا تلتفت إليه، ولا تكترث به؟
فأجاب قائلا: إني كنت أفكر في لعاب الأسد - إن مسني - أهو طاهر أم نجس؟
قال له: ألم تخف الأسد؟ قال: لا، فإن الله قد كفاني ذلك.
هذه هي السعادة الحقيقية، التي يورثها الإيمان والعلم النافع، هذا هو الانشراح الذي يبحث عنه كل الناس.
هذا الموقف الصلب من أبي الحسن يذكرنا بموقف الصحابي الجليل خبيب بن عدي - رضي الله عنه - عندما أسره المشركون، وقبل أن يقتلوه، سألوه: هل لك حاجة قبل أن تموت؟ فطلب منهم أن يمهلوه حتى يصلي ركعتين، فأمهلوه فصلى ركعتين - وكان أول من سن الركعتين قبل القتل .
وبعد الصلاة قال: والله لولا أني خشيت أن تظنوا أني جزع من القتل، لأطلت الصلاة..
فلما رفعوه ليصلبوه ويقطعوه، سألوه: أتحب أن محمدا مكانك وأنك بين أهلك؟
فقال: "والله إني لا أحب أن يصاب محمد بشوكة بين أهله، وأنا في مكاني هذا"!!
انظر يا أخي إلى قوة اليقين، وصلابة المؤمنين!! ثم قال - رضي الله عنه - "اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا".
وأنشد يقول:
ولست أبالي حين أقتل مسلما
ولست بمبد للعدو تخشعا
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... على أي جنب كان في الله مصرعي
ولا جزعا إنى إلى الله مرجعي
يبارك على أوصال شلو ممزع
شجاعة، بطولة! قوة يقين! رسوخ إيمان! يصلي بثبات، يرد عليهم بثبات، يدعو عليهم بثبات، ينشد هذه الأبيات بثبات، هذا هو لب السعادة لمن أرادها.
4- الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: من الآية28).
إن من داوم على ذكر الله يعش سعيدا مطمئن القلب. أما من أعرض عن ذكر الله، فهو من التعساء البؤساء. (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف:36).
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124).
(فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الزمر: من الآية22).
5- انشراح الصدر وسلامته من الأدغال:
وفي القرآن الكريم آيات عديدة في مقام الانشراح، فقد حكى الله عن موسى - عليه الصلاة والسلام - قوله (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (طه: من الآية25).
وقال تعالى - ممتنا على رسوله محمد - - صلى الله عليه وسلم - (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح:1).
وقال تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ) (الأنعام: من الآية125).
ويقول - جل شأنه: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (الزمر: من الآية22).
فانشراح الصدر وطلبه من علامات السعادة وصفات السعداء.
6- الإحسان إلى الناس:
وهذا أمر مجرب، ومشاهد، فإننا نجد الذي يحسن إلى الناس من أسعد الناس، ومن أكثرهم قبولا في الأرض.
7- النظر إلى من هو دونك في أمور الدنيا وإلى من هو فوقك في أمور الآخرة:
كما ورد في التوجيه النبوي الكريم حين قال - صلى الله عليه وسلم - " انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله " [رواه مسلم].
هذا في أمور الدنيا، لأنك إذا تذكرت من هو دونك، علمت فضل الله عليك.
أما في أمور الآخرة فانظر إلى من هو أعلى منك، لتدرك تقصيرك وتفريطك، لا تنظر إلى من هلك كيف هلك، ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا.
8- قصر الأمل وعدم التعلق بالدنيا، والاستعداد ليوم الرحيل:
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في كلمة جامعة مع أنها قصيرة: "الحياة قصيرة. فلا تقصرها بالهم والأكدار".
وهاك يا أخي هذه المحاورة القيمة التي دارت بين نفر، من المتخلين عن الدنيا، المتأهبين ليوم الرحيل.
جلس نفر من الصالحين يتذاكرون، ويتساءلون حول قصر الأمل.
فقيل لأحدهم: ما بلغ منك قصر الأمل؟ فقال: بلغ مني قصر الأمل أنني إذا رفعت اللقمة إلى فمي، لا أدري أأتمكن من أكلها أم لا!!
ووجه السؤال نفسه إلى آخر، فأجاب بقريب من ذلك.
ولما سئل ثالثهم عن مبلغ قصر الأمل في نفسه. قال: بلغ مني قصر الأمل أني إذا خرج مني النفس، لا أدري أيرجع أم لا!!
إن الحياة - يا أخي - قصيرة، فلا تزدها قصرا ومحقا بالهموم والأكدار.
9- اليقين بأن سعادة المؤمن الحقيقية في الآخرة لا في الدنيا: قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود:108).
ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - " الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر " .
وهنا قصة عجيبة لابن حجر العسقلاني - رحمه الله - خرج يوما بأبهته - وكان رئيس القضاة بمصر - فإذا برجل يهودي، في حالة رثة، فقال اليهودي: قف. فوقف ابن حجر. فقال له: كيف تفسر قول رسولكم: " الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر " وها أنت تراني في حالة رثة وأنا كافر، وأنت في نعيم وأبهة مع أنك مؤمن؟!.
فقال ابن حجر: أنت مع تعاستك وبؤسك تعد في جنة، لما ينتظرك في الآخرة من عذاب أليم - إن مت كافرا -.
وأنا مع هذه الأبهة - إن أدخلني الله الجنة - فهذا النعيم الدنيوي يعد سجنا بالمقارنة مع النعيم الذي ينتظرني في الجنات.
فقال: أكذلك؟ قال: نعم. فقال: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
10- مصاحبة الأخيار والرفقة الصالحة:
ولا يستطيع أحد أن ينكر أثر القرين على قرينه، فهو مشهود، ومجرب، وواضح من خلال الواقع، ومن خلال التاريخ.
ولذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - " مثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير... " [متفق عليه].
11- أن تعلم أن أذى الناس خير لك ووبال عليهم:
قال إبراهيم التيمي: "إن الرجل ليظلمني، فأرحمه".
ويروى أن ابن تيمية أساء إليه عدد من العلماء وعدد من الناس، وسجن في الإسكندرية.
فلما خرج، قيل له: أتريد أن تنتقم ممن أساء إليك؟ فقال: قد أحللت كل من ظلمني، وعفوت عنه" أحلهم جميعا، لأنه يعلم أن ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة.
ويحكي الفضيل بن عياض - رحمه الله - أنه كان في الحرم، فجاء خراساني يبكي، فقال له: لماذا تبكي؟ قال: فقدت دنانير، فعلمت أنها سرقت فمني، فبكيت.
قال: أتبكي من أجل الدنانير؟ قال: لا، لكني بكيت، لعلمي أني سأقف بين يدي الله أنا وهذا السارق، فرحمت السارق، فبكيت.
وبلغ أحد السلف أن رجلا اغتابه، فبحث عن هدية جميلة ومناسبة، ثم ذهب إلى الذي اغتابه، وقدم إليه الهدية. فسأله عن سبب الهدية. فقال: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صنع لكم معروفا فكافئوه "
وإنك أهديت لي حسناتك، وليس عندي مكافأة لك إلا من الدنيا. سبحان الله!!
12- الكلمة الطيبة، ودفع السيئة بالحسنة:
قال الله - تعالى -: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34).
فتأمل يا أخي هذا الإرشاد الإلهي العظيم.
وقال - تعالى - واصفا عباده المؤمنين: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان: من الآية72).
13- الالتجاء إلى الله - عز وجل - وكثرة الدعاء: وقد كان ذلك من هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
كان يقول: " اللهم أصلح لي ديني، الذي هو عصمة أمري. وأصلع لي دنياي، التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي، التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر " [رواه مسلم 17/40].
وكان يقول: " اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين. وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت " .
ويقول - كما ورد في الأثر: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن الجبن والبخل، ومن غلبة الدين وقهر الرجال ".
ختاما: أدعوك أيها القارئ الكريم لتلحق بركب السعداء، سعادة حقيقية غير وهمية.
لتفوز بالحياة الطيبة الهانئة بعيدا عن الأكدار والمنغصات وذلك بتحقيق معنى الإيمان بالله والعمل الصالح في نفسك.
فإن الله عز وجل يقول: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الصبر والرضا صماما أمان للمسلم
فتاوى الشبكة الإسلامية - (ج 8 / ص 669)
رقم الفتوى 60770 الصبر والرضا صماما أمان للمسلم
تاريخ الفتوى : 26 صفر 1426
السؤال(54/10)
أنا امرأة متزوجة منذ ثلاثة شهور بعد تخرجي من الجامعة وهناك فارق مادي بيني وبين زوجي وهو صارحني بذلك قبل الزواج وقلت له إنني سأتعايش وأتأقلم مع الحياة الجديدة..ولكن حياتي اختلفت كثيرا فأنا أسكن بنفس مدينة أهلي ولكن بعيدا عنهم فلم أعد أخرج نهاية الأسبوع ولم أعد أرى الأهل والصديقات إلا أن أهلي يزورونني بحكم أن زوجي ليس معه رخصة وسيارة ..علما أنني كنت مع أهلي أخرج دائما..وأنا لم أخرج معه إلا مرة واحدة بعد الزواج...حتى أن أصناف الأكل التي أشتهيها تغيرت..أحزن على نفسي حينما أتذكر أنني كنت أشترط على أهلي أن نخرج للمكان كذا ولا نخرج للمكان كذا والآن أتمنى أن أخرج لأي مكان حتى لو أمشي فقط على قدمي لأي بقالة.. ومنذ بداية الزواج وأنا منزعجة من هذا الوضع ولكن لا أظهر له انزعاجي ولا أشتكي لأحد سوى الله.. والذي ساعدني على الصبر الأشهر الماضية أن أمه عاشت معنا ثلاثة شهور وكانت قريبة مني جدا ولكن منذ أسبوعين سافرت لبلدها وأصبحت أحس بملل كبير رغم أنني أحاول إشغال وقتي بحفظ القرآن في المنزل وقراءة الكتب في تخصصي والاستفادة بمعلومات النت ولكن المشكلة أنني مللت من المنزل أحس أن كل الأيام مثل بعضها..وحينما يأتي زوجي من العمل نبقى ساعات طويلة بصمت فليس عندي ولاعنده أخبار جديدة بدأ التذمر يظهر على تصرفاتي ولا أعبر عنه سوى بالبكاء حتى ...أحيانا أرسم البسمة على وجهي وأنا حزينة..أنا لا أقصر في حقوقة ولكن بكائي المستمر جعله يتذمر ولا أستطيع أمثل عليه السعادة ولا أعطيه إياها لأن فاقد الشيء لا يعطيه..أود أن أصبر وأتمنى أن أكسر حاجز الملل الذي خيم على حياتنا..ولكن لا أدري كيف؟؟؟ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد أن ننبه الأخت الفاضلة إلى أمر مهم أن المرء بدخوله في الحياة الزوجية يكون قد دخل مرحلة جديدة من حياته مختلفة عن ما عهده ودرج عليه في بيت أبيه وأمه كما قالت المرأة الفاضلة في وصيتها لابنتها: لو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليهما كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال. أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا .
فهذه المرحلة تختلف عن ما ألفته الفتاة في بيت أهلها، وعليها أن تعلم أن هذه المرحلة مرحلة المسئولية فلم تعد الفتاة طليقة كما كانت من قبل؛ بل عانية أسيرة في بيت زوجها مأمورة بالقرار في البيت، تقع عليها مسئوليات كبيرة من حمل وولادة وتربية الأبناء والقيام على خدمة ورعاية بيت زوجها. فلا بد للفتاة أن تتكيف مع الوضع الجديد ثم بعد أن تستقر لديها هذه الأمور فلا بأس من الترفيه وتغيير نمط الحياة وكسر حاجر الملل. وهذا الأمر تستطيعين القيام به بالتفاهم مع الزوج بداية بإخباره بكونك متضايقة من الجلوس في البيت، وأنك تريدين الخروج للنزهة والاستجمام ولو بأخذ أحد محارمك لك بسيارته، كما يمكنك أن تنشئي علاقات مع جاراتك، ومع صديقاتك السابقات عن طريق زيارتهن لك، ومن الوسائل القيام بزيارة أهلك وقضاء وقت عندهم حتى تتحسن الحالة النفسية ويكون ذلك بإذن الزوج.
هذه بعض الوسائل.. والزوجان بتفاهمهما وتفهم الزوج لنفسية زوجته يستطيعان إيجاد الكثير من الوسائل، وأهم من ذلك كله الاستفادة من هذا الفراغ فإنه نعمة مغبون فيها كثير من الناس -كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك- فيمكن أن يستغل في أشياء كثيرة مفيدة من عبادة وعلم وغير ذلك.
كما ننبه الأخت إلى صمام الأمان للمسلم وهو الصبر والرضى بما قسم الله للعبد، ثم نبشر الأخت أن هذه فترة سوف تمر وسيجعل الله بعد عسر يسرا فسيأتي الأولاد ويملؤون عليك حياتك، وكذلك الزوج ستتحسن ظروفه وسيملك سيارة إن شاء الله وتنجلي هذه السحابة عن حياتكم. وفقك الله لما يحبه ويرضاه وجعلك من الصالحات القانتات الحافظات للغيب.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الصراحة بين الزوجين اساس الحياة الزوجية السعيدة
الصراحة بين الزوجين في مواجهة مشكلات الحياة اليومية اسلوب عصري يساعد على نجاح العلاقات بين الزوجين
ان الصراحة كما يرى البعض تقوم على شروط ومواصفات تتغير من عصرلاخر وازوج اليوم يبذلون الجهد لتحسين العلاقة الزوجية وتحقيق التقارب الفكري التام بينهما في الوقت الذي كانت زوجات الامس يبذلن الجهد لاستمرار الزواج فقط.
والخلافات الزوجية لن تختفي من مسرح الحياة الزوجية غير ان اسلوب التعامل والتصرف تجاه هذه الخلافات هو الذي تبدل.
فازواج اليوم يهتمون بالمناقشة ومن الواضح ان النجاح في الحياة الزوجية من نصيب كل الذين اختاروا طريق الصراحة التامة من اجل بناء اسر تسبح في السعادة
والصراحة التي ننشدها في الحياة الزوجية وننادي بها هي نوع من النضج الحقيقي والمواجهة الصريحة مع النفس
فمهما كانت مرارة الصراحة والام المواجهة فانها تحقق هدفا بالغ الاهمية حيث يلزمنا بتر الجزء الفاسد الذي يهدد استقرار الحياة الزوجية
غير ان الكذب والتهرب من الصراحة والوضوح اعتراف بفقدان الثقة المتبادلة بين الزوجين
عزيزتي في اولى خطوة في حياتك الزوجية تجنبي الخداع والمكر ,عودي نفسك على الصدق وكوني نبيلة صافية
الطريق إلى السعادة الزوجية
سحر حويجة
saharh6@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15
السعادة ليست وصفة جاهزة ، يمكن الإرشاد لها لتحقيق السعادة الزوجية، هناك شروط وأسباب متعددة، ومعقدة، منها الشخصية ومنها الاجتماعية، إضافة للعوامل الثقافية والاقتصادية، والقانون السائد، تساهم كل منها في درجة وأخرى، إلى فشل العلاقة الزوجية أو نجاحها، لكن هناك مبادئ عامة ، وأخرى شخصية يمكن الوقوف عندها لدورها الهام والمحدد.
تلعب طريقة اختيار الزوجين لبعضهما البعض، دوراً أساسياً في بناء أسس السعادة الزوجية، يوجد شكلين أساسيين من الاختيار، الشكل الأول يخضع لمعايير اجتماعية تقليدية بحتة ، تحددها التقاليد والعادات السائدة ، هو نموذج الأسرة التقليدية واسعة الانتشار في مجتمعاتنا ، حيث يتدخل المجتمع والأسرة إلى حد كبير قبل الزواج وبعده في حياة الطرفين. هذه الأسرة تبنى وفق نمط من المفاهيم والمعايير محددة سلفاً ويخضع لها الزوجين، فهي أسرة نمطية، تقوم على التمييز وعلى تباين الأدوار ، بين الرجل والمرأة يكون فيها دور المرأة سلبي ، فهي المطيعة لزوجها ، تقوم بمهام خدمة الزوج والأطفال ، وأعمال التنظيف والطبخ، وتسعى إلى الوصول إلى قلب زوجها بأدائها لهذه المهام على أكمل وجه، أعمال مرهقة تستهلك وقت المرأة ، لكن المرأة تقوم بها وكأنها جزء من الأعمال الشاقة التي تحكم بها المرأة دون أي مقابل، سوى المقابل الذي يقرره الرجل .
الدور الإيجابي للرجل على أنه هو من يقرر مصير السعادة في هذه الأسرة، فهو صاحب الأمر والنهي. وتلبية مطالب الأسرة الاقتصادية، علاقة المرأة بالرجل تقوم على مبدأ التبعية التامة، وتنفيذ أوامر الزوج بدون تفكير. من حيث الشكل تبدو السعادة قائمة، وطريق الانفكاك صعب، والخلافات تبدو محدودة في هذه الأسرة ، وقابلة للحل ، ليس الزوجين من يحدد معنى السعادة. بل هي نموذج محدداً سلفاً ، هذا ما نسميه نموذج الأسرة التقليدية، هذه الأسرة استمرت قرون عديدة ومازالت، تعطي طابع استقرار العائلة في المجتمع العربي، وطابع الحميمية الذي يفخر العرب به. مع إنه نادراً ما يعرف الطرفين الحب، خاصة المرأة، لأنها لا تعرف قيمة لنفسها أو لجسدها أو لرغباتها، ليس لها مطالب خاصة . هكذا نجد إن السعادة تتحقق بين الزوجين لأسباب خارجة عن الحب، بل متممة له الأطفال ونجاحهم، حالة الزوج الاقتصادية. في هذه الأسرة المرأة لا تعير بالاً واهتماماً لخيانة زوجها وحتى زواجه من أخرى. المهم أنه يلبي حاجات الأسرة، يقوم هذا النموذج على الاضطهاد الأسري والعنف، وهذا من أهم أسباب غياب الاحترام و الحب، لأن لا حب، ولا احترام مع الاضطهاد .
تتحمل المرأة كل صنوف الاضطهاد لأنها لا تقبل على نفسها وضع امرأة مطلقة، حيث ستحارب من قبل المجتمع والأهل والمقربين وتصبح لقمة سائغة تتناولها الألسن، وهي أضعف من أن تواجه المجتمع والعائلة. وحتى ذاتها. هنا يسيطر الوعي الذكوري بأقوى أشكاله على الطرفين، على حد سواء الرجل والمرأة.
أخذ دور النموذج التقليدي للأسرة في التراجع، أمام التطور الاقتصادي الاجتماعي، ومشاركة المرأة في الحياة العامة الاقتصادية والسياسية، التي كانت محرمة عليها سابقاً وانعكاس ذلك على وعيها لذاتها، وعلت الأصوات التي تطالب بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل أمام القانون، والمساواة في الحقوق والواجبات، ساهم الضغط الاقتصادي على الأسرة والحاجة لدخل إضافي، لدفع الرجل في البحث عن المرأة العاملة، كشريك للزوج في تحمل أعباء الأسرة. نشأت إلى جانب الأسرة التقليدية أسرة مختلفة، تقوم على مبدأ الشراكة التي لا تستقيم بدون التفاهم والمساواة، برزت عائلة مختلفة لكن ليست جديدة حيث مازالت التقاليد والعادات تلعب دوراً أساسياً في حياة الأسرة، سواء في تحديد أسس العلاقة الزوجية، أو سير هذه العلاقة، وبقيت القوانين متخلفة عن الحياة التي نعيشها، بل نرى حالة ازدياد أعباء المرأة فهي التي تقوم بالإضافة لعملها في الخارج، بجميع الأعباء التي تقع على عاتقها بحكم العادات، من تربية الأولاد إلى أعمال التنظيف والطبخ، تغيرت الأدوار لكن التقاليد مازالت جاثمة تشعر المرأة بعبئها، ويشير إلى تناقض يولد خلل اجتماعي وثقافي أشكال من الدفاع عن الوعي الذكوري من أجل الحفاظ عليه، كثيراً من العلاقات في هذه الأسر تقوم على الحب قبل الزواج، لكن التناقضات الاجتماعية والاقتصادية والتناقض بين السلوك العملي والنظري، اضطهاد الرجل للمرأة ، يحيل الحب والتفاهم إلى صراع، يساهم في تفكيك الأسرة والتباعد بين الزوجين، ويساهم في إطفاء شعلة الحب بينهما.
تعيش الأسرة العربية تناقضاتها، القانونية والاجتماعية، ناهيك عن تأثير العامل الاقتصادي الذي كثيراً ما يضعف روابط الأسرة ويحيلها إلى جحيم بين متطلبات العائلة والإمكانيات المحدودة، وتبدو الأسرة مهددة . أصبح الطلاق ظاهرة واسعة الانتشار في المجتمع العربي، منه الطلاق التعسفي بحق المرأة.
الحب والاختيار الشخصي ، والتفاهم ، من الشروط الهامة لتحقيق شراكه حقيقية تفرضها متطلبات الحياة والعصر، في سبيل نجاح العلاقة الزوجية ، ولتذليل العقبات ، وتحمل الظروف التي تواجه حياة الأسرة.
يساهم النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد دوراً كبيراً في كيان الأسرة العربية ، لأن الأسرة هي نواة إنتاج المجتمع، فكلما كانت الحياة الأسرية قائمة على الهرمية والتبعية والتمييز القانوني والاجتماعي ، والاضطهاد، ساهمت في الحفاظ على نموذج الأنظمة الاستبدادية، وكلما كانت الأسس التي تقوم عليها الأسرة مبنية على الشراكة والمساواة والثقة، تساهم في إنتاج نظام جديد. يقوم على الديمقراطية ، والشراكة.
سحر حويجة
القواعد الاساسية لاستمرار السعادة الزوجية
أجزم وبشدة أن كل صفة من صفات "الزوجة الباحثة عن السعادة"، أو "الزوجة المثالية" في حياتها، هي صفات معلومة لدى الجميع، والحماس نحوها يتوقد من الجميع، لكنها تحتاج إلى شيء من الذكرى، والاستمرار..
ما آخر كلمة؟ الاستمرار! هذا هو السر! إننا لا نريد أن تتصف كل زوجة بالصفات الواردة لأيام معدودة، بل نريد تأسيس قاعدة قوية لها في نفس الزوجة، تمدها بوقود الثبات والدوام على مر الأيام..
ولذا، وقبل البدء، هذه خمس قواعد أساسية، اغرسي كل صفة حسنة تودينها في تربتها، وأوليها العناية حتى ترسخ، وتستمر!
فلنحفظها.. كأصابعنا الخمس!
القاعدة الأولى: "بركات الطاعة":
المعصية لها شؤم، وعاقبة المعاصي تعجل في الدنيا قبل الآخرة، والقلب البعيد عن الله، المنغمس في غفلته وضياعه، السادر خلف ملذات الدنيا ومراقبة الناس، لا يمكن أبدا أن ينفع أو ينتفع، إنما يرين عليه من سواد المعاصي والضلال ما يحجب عنه الاطمئنان والراحة.. كان السلف يقولون، إن آثار المعصية تظهر على أقرب شيء إلى المرء، في دابته وزوجته.. لا تحسبي الشؤم في معصية شرب الخمر والزنا او كبائر الذنوب فحسب! بل من الشؤم البعد عن واحات الإيمان، إهمال القيام بالفرائض فضلا عن التزود بالنوافل، السباب والشتام ولو كان ذلك لأولادك، المراءاة وغيبة الزوج وشكواه وأسرته إلى أهلك، كثرة الشكاية من الواجبات على وجه التسخط دائما بلا صبر واحتساب، القيل والقال والغيرة والحسد، هجر القرآن وذكر الله، وغير ذلك كثير كثير..
إن للطاعة بركة، والصلة بالله تجعل قلبك عامرا حيا يقظا، وتطرح البركة في وقتك وجهدك، تهبك القوة لأداء رسالتك في الحياة، تحنن عليك زوجك وتعينك في تربية صغارك..
الزمن الاستغفار دائما، واتهمن أنفسكن كلما تعسرت بكن الحياة، راجعن سجل الإيمان، وأكثرن الصدقة والبر والإحسان، كما وصى بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم.
القاعدة الثانية: "أعط.. لتأخذ!"
تأملن يا عزيزاتي في قوله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُم أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، إن
الله تعالى قال "بينكم مودة ورحمة"، فهذه الآية العظيمة من آيات الله، وهي السعادة الزوجية، لا تتحقق إلا بكونها "بين طرف وآخر"، ولو كان أحدهما تعيسا لتخبط الثاني لا شك في الشقاء مهما توفرت له أسباب السعادة، فكل واحد منهما مرآة صادقة لسعادة الآخر.
ومن هذه النقطة، نجد أن اتصاف الزوجة بالصفات الحسنة الرائعة، المثالية في عين الزوج، يؤتي أكله في قلب شريكها مودة واحتراما، مما يظللهما جميعا بالسعادة "المتبادلة" العميقة..
يقول الأستاذ مجدي إبراهيم: "الزواج في حقيقته عبارة عن شركة بين رجل وامرأة من أجل بناء الجيل الصالح، الذي يعبد ربه ويبني ويعمر الحياة، فأصل الزواج في الإسلام هو حلول المودة والألفة والإيثار بين اثنين..، ومن أجل دوام العشرة بينهما جعل الله تعالى لكل من الرجل والمرأة حقوقا لدى الآخر يجب عليه القيام بها".(1) .
إن امرءا دخل الزواج باحثا عن سعادته هو، وجلاء همومه هو، وتغيير حياته هو فحسب، دون أي مراعاة لمشاعر وحاجات وطبيعة الطرف الآخر، لن يجني شيئا، إلا إذا جنى الفلاح ثمرا وهو لم يزرع بذورا.. أعط.. لتأخذ.. هذه هي ببساطة معادلة السعادة الزوجية..
فقبل أن تتحسري متألمة على حالك مع زوجك، وانحسار المشاعر بينكما وبرودها، تلفتي حولك، وتحققي بصدق من عطائك نحوه، ومدى حرصك في سبيل سعادته..
القاعدة الثالثة "إذا لم تجد ما تحب.. فحب ما تجد!":
أقرب مشجب يمكن أن يعلق عليه المرء تقصيره وتوانيه، هو أنه لم يكن يتوقع الأمور كذلك، ولو كانت على ما يحب لرأيت من سعيه وإبداعه وحماسه عجبا!! هذا هو مشجب الفشل، إذ الناجح الحقيقي من يصنع من الصخور الكبيرة التي تعيقه، مراق يصعد عليها إلى القمة! فإذا كان الزواج في نظرك ليس الذي كنت تحلمين به، وطباع زوجك ليست تلك التي تودينها، وغير ذلك، فاستعيذي بالله من وساوسك هذه، واصنعي من الليمون اللاذع شرابا حلوا، ضخمي صفاته الجميلة في نفسك، اعزمي على تغيير صفاته السيئة إن وجدت، واستغرقي تماما في تجميل الصورة الشاحبة لهذا الزواج.
احذري.. احذري أن تركني إلى الكسل والإهمال متعللة بهذا العذر السقيم، واعلمي أن الحياة السعيدة نحن الذين نسعى إليها ونرسم ألوانها، وليست هي التي تأتي! فركزي جهودك في بذل أقصى درجات السعادة والراحة وحسن التبعل لزوجك وأسرتك، فحقه عليك عظيم عظيم! فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها". ولو استشعرت أن رضاه عنك سبب لدخولك جنة رب العالمين، تلك الجنة التي لو غمس فيها أشد الناس بلاء في الدنيا غمسة واحدة، ثم سئل: أمر بك بلاء قط؟ فيقول: لا يا رب!! لو استشعرت ذلك لشمرت عن ساعد الجد والصبر والاحتساب، وترفعت عن الوساوس ومفاتيح الشيطان التي تجعل أوهام الشقاء في قلبك حقيقة، في سبيل دخول الجنة، الهناء التام والسعادة الخالصة..
عن أم سلمة - رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة".(2) .اسأل الله ان نكون منهن القاعدة الرابعة "ضعي أصابعك في أذنيك":
تقول إحدى الإخوات:
أقولها بكل ثقة وسرور: أنا سعيدة مع زوجي، عفوا! بل نحن سعيدان معا، وتمر بنا لحظات من البهجة لا نظن أن أزواجا غيرنا يرشفون رحيقا مثلها، وأعتقد حقا أن سر هذه السعادة العظيمة والوفاق المبارك، هي أني "أضع أصابعي في أذني!"، لا تعجبوا، فنحن النساء أعلم بما يدور في مجالسنا، من حديث المتشبعات بما لم يعطين، فهذه اشترى لها، وتلك سافر بها، وهذه قال لها، وتلك أعطاها، والكثير الكثير من الكلمات التي يضاف إليها من البهارات المتعفنة ما يكون سما زعافا هادما للبيوت!
إن الواقع.. أجمل بكثير مما يحكينه، فأنا رغم سعادتي لا أنكر أننا نختلف أنا وزوجي، لنعود أفضل مما كنا عليه، ولو استمعت إلى ما يقلنه النساء عموما، وركنت إليها وفكرت وقارنت، لاستوحشت وحزنت وأسفت، وتحسرت وتندمت، ولنسجت أكفان سعادتي بنفسي في النهاية". القاعدة الخامسة "ليبلوكم أيكم أحسن عملا":
قد يغرد البلبل شهورا ودهورا، فلا يستمع رجع الصدى إليه! فهل ترى يكف الطير عن الغناء، ويذوي فرحه وحبه؟ إلى من تظل تعطي وتغدق على زوجها وأسرتها من العناية والمحبة، فلا ترى نتيجة لما تعطيه، بل لا تكاد تجد إلا تجاهلا وإهمالا، وابتلاء بزوج سيء الخلق عنيد، نشد على يدها ونقول: أتمي ما عليك من الواجب، وأدي ما ائتمنه الله عليك من رسالتك في الحياة، واعلمي أن مع العسر يسرا، وما تحلمين به من السعادة والهناء ستلقين – إن صبرت واحتسبت – أضعاف أضعافه في الآخرة.
وما هذه الأعمال الجليلة التي تقومين بها، إلا دليل على إحسان عملك وإتقان مهمتك، والقيام بعبادتك، وهو ما خلقت من أجله.
وهنا، تدحض حجة من تذرعت بزوج مشاكس ظالم يعوقها عن التغريد في الحياة بألحان الحب والسعادة، بل إن عليها الاستمرار – إن لم يقدر الله الانفصال – في ضم الصدع وعلاج الجرح، وبذل الوسع في حسن التبعل، ولتعلم أن قيامها بذلك يعدل الحج بعد الحج، بل والجهاد في سبيل الله
ربي اسألك الجنة
القواعد الذهبية في السعادة الزوجية
لقاعدة الاولى للزوجين:
أيها الزوجان:
صلا مابينكما وبين الله ........ يصل الله بينكما؟؟
واقصد بذلك :
ان يحسن كلا الزوجين علاقتهما بالله سبحانه وتعالى
فإذا كان الرجل مقبل على الله والذي بينه وبين الله موصول
طرح الله له القبول
واحبه الناس وزوجته
وكذا المرأة اذا كانت مقبلة على الله
طرح الله لها القبول
فكم بمعصيه تشتت اسرة سعيده؟؟
وكم بذنب انقلبت الحياة الى نكد وحياة مريرة ؟؟
كماقال احد السلف رحمه الله:
والله اني لاعرف شوم معصيتي بخلق دابتي؟؟
وكلما كان الزوجان قريبين من الله وتضرعا الى الله في ان يديم حياتهما الزوجيه
وان يسعدهما ببعضهما مادام في العمر بقية استجاب الله لهما
فتأليف قلوب الازواج والزوجات ليس والله بالملبوسات والاثاث والكلمات والحركات
وإن كانت اسبابا؟؟؟
ولكن تأليف القاوب أصله من الله سبحانه وتعالى
كماقال سبحانه:
وألف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا ماألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم
أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن وصلوا مابينهم وبين الله
وان يرزقنا السعادة والجنة والزيادة
وإلى لقاء قريب ........
ـــــــــــــــــــــــ(54/11)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/12)
ــــ
القاعدة الثانية تقول :
تزوجا من جديد؟؟؟؟؟
لا تتعجبوا من هذا الكلام؟
نعم تزوجا من جديد؟
اقصد لتبتعدا عن بعضكما شيئا من الوقت اسبوعا مثلا
يكون بينكم الكلام العادي ولا مساس؟؟؟؟
حتى تتحرك المحبة الداخليه والشوق الذي دفن مع الايام
ثم تكون بعد ذلك ملكة وشبكة بينكما ولا مساس انما هو الكلمات والشوق والقبلات ...و...
ولتكن اسبوعا ايضا
ثم لتكن فترة الملكة فترة تنشيط للمحبة تتخللها الهدايا الجميلة والتلجرافات العذبة
ثم تكون ليلة العرس على بركة الله !!!!!
وافضل ان تكون في فندق هدية يقدمها الزوج لزوجته
جربوا ولن تندموا حتى لو كان اولادكم متزوجين ما المانع
والف مبروك للعريسين ؟؟
ولا تنسوا السنن الواردة ليلة الدخول
والى لقاء قريب مع قاعدة أخرى
ـــــــــــــــــــــــ(54/13)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/14)
ــــ
القاعدة الثالثة تقول :
ايها الزوجان :
تعاملا مع بعضكما كالاطفال لا كالرجال؟؟؟
عفوا
اقصد ان الرجل ليتنازل عن كبريائه والمرأة عن عنادها حال الخلاف
ولتكونا كالاطفال مااسرع ان يختلفوا ومااجمل ان يصطلحوا؟
اذا غضبت زوجتك يوما عليك ورفعت صوتها لا صوطها؟؟
فانظر اليها وقل لها :
تصدقين انك رائعة وانتي زعلانه ...واعطيها بسمه وضحكة واللي معاها من المقبلات
وبعدين قلي ايش اللي يصير؟؟
وانتي اذا زعل ابو فلان وقام يخربط في الكلام؟
ابتسمي في وجهه وحطي ابهاميك في اذنيك واشري بأصابيعك الباقيه وطلعي لسانك وقولي
اهيهي ....اهيهي...اهيهي....اههههههههههههههههههههههاء
يااخوة والله تجارب ....لاتفوتكم
والى لقاء
ـــــــــــــــــــــــ(54/15)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/16)
ــــ
القاعدة الرابعة تقول :
اظهر تعبك يزدد حبك؟؟
يعني
ليظهر كل من الزوجين في وقت الازمات والمشاكل انه مريض او مصاب بمرض خطير ( يعني يتمارض )
مثال :
اذاحدثت مشكلة بينهما وتأزم الخلاف بينهما واراد الزوج ان يحله بصرعة عشان التأخير ماهو فصالحه
يسوي نفسه مريض مثلا بالقلب وخلك معاي اوريك كيف تسوي
(اولا اللي ماهو متزوج يوقف هنا ويطلع احسله لا ينفقع قلبه من جد)
طيب بكيفكم؟؟
يدق الباب بشويش وينادي بصوت متعب : فلانه ...آه ...يافلانه الحقيني؟
تجي المسيكينه تنقز عيالها وتترك اشغالها وتنسى المشاكل اللي في بالها
سلامتك يافلان ايش فيك عسى ماشر؟؟؟؟؟
حط يدك على قلبك وقول : آه ..آه قلبي
وامشي بشويش وحط يدك الثانيه على الجدر الين غرفة النوم وانت تون
ارتاح على السرير الين المسكينه تسويلك العصير وبعدين خلي اللي يصير يصير
وعلمها في الاخير ان قلبك تعب من حبك ؟؟؟؟؟
واماانتي يافلانه اضربلك مثال ولا تزعلين:
لا دخل عليك ماد بوزه شبرين ويصارخ انتي فين؟؟؟؟؟؟
لا تردي عليه حطي يدك على قلبك وقولي :فلان الحقني يافلان انا بموت
يقوم النشمي يسوي ثقالة شوي بعدين يجيك يجري
سلامات ايش في ؟؟خير
قولي سامحني يافلان حاسه اني بموت خلاص بموت
يسويلك دمعتين ويقول المستشفى على طول ياعين
قولي لا ابي ارتاح وديني للفراش ومبروك الشيله ببلاش
وبعدها الله يسعدكم وهنيكم يارب
ولا جاولد سموه باسمي تكفون
ولا جات بنت حطولها تاء مربوطة
بس على فكره تحذير هذه الوصفة لا تستخدم الا عند اللزوم
مو كل يوم : آه.....آه ياقلبي
ـــــــــــــــــــــــ(54/17)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/18)
ــــ
والان تعالوا معي الى القاعدة الخامسة
( مع الاعتذار للجميع من صراحتها)
القاعدة الخامسة من القواعد الذهبية تقول :
ايها الزوجان:
اشتركا في القتل ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
لا لا لا تخافوا مني ؟؟
والله انا مسالم ومسيكين ابيلكم السعادة مو الجريمة
لكنني اقصد بالقتل :
قتل الروتين
نعم اشتركا في قتل الروتين في الحياة الزوجية
في مأكلكم ومشربكم وملبسكم وكلامكم وفعالكم و....و.....و
في كل شئ اطردا الروتين
جددوا حياتكم ...وغيروا اوضاعكم
مثلا :
تعودتما الاتصال في غرفة النوم
لما لا يكون في المطبخ!!!!! في غرفة استقبال الضيوف!!!!
اههههههههههاي ياويلي منك يامشرف؟؟
عفوا اعتذر لصراحتي ؟؟؟؟
لكنني احافظ على ادبي في كلامي
غيرا طريقة كلامكما؟؟؟
بدل ان تقول هاتي مويه ؟؟؟ قل : لوسمحتي عيوني اعطيني ماء؟
وانتي بدل ان تقولي : نحتاج تموين واغراض؟؟؟قولي::
ياعمري ممكن تشتري هذه الاشياء؟؟؟
عفوا لنغير حياتنا الروتينية الرتيبة
وسوف نجد حياة زوجية سعيدة ان شاء الله
وسامحوني مااقدر اطول في الامثله ؟؟؟
والله خايف شوي من الاثار السلبية على العزاب ( الملاقيف )
لكن علموني اذا في امكانيه لغرفه خاصة مايدخلها غير المتزوجين برقم سري او بصمة علموني نسويها
ونرتاح من بعض الناس اههههههههاي
الى لقاء قريب بإذن الله والجايات اعظم
وشدوا حيلكم معاي
ها بس انتبهوا لا ينقطع
ـــــــــــــــــــــــ(54/19)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والان اليكم قاعدتي السادسة
من القواعد الناااارية
القاعدة السادسة تقول :
ايها الزوجان :
الرومانسيه لا بد لها من مشكلات زوجيه؟؟؟؟
يعني لا تتصور انك تبحث عن حياة رومانسيه وسعيده دون مشاكل؟
هذا خطأ ثق تماما انك لن تكون سعيدا اذا لم تواجهك مشاكل في حياتك الزوجيه؟؟
انكما لن تشعرا بطعم النجاح حقا الا اذا اخفقتما قبله
ولن تشعرا بقيمة بعضكما واهميتكما وحبكما الا بعد المشكله
ولا يعني اكثار المشاكل
ولكن اقصد وجود المشاكل العارضه الغير دائمة مما تقوي السعادة الزوجيه وتحرك بحار الرومانسيه
فالذين يذكرون بعض المشاكل في حياتهم يتوقفون عند تقييم حياتهم هل هم سعداء ام لا؟
والمفروض الا يتوقفوا في هذا التقييم لان المشكلات العارضه زادت دفع مسيرة الحياة الزوجية الى الامام واعطتها وقايه من كثير من الفيروسات
لذا ايها الزوجان :
لتستفيدا من المشكلات العارضه في زيادة السعادة
مثلا :
بعدما تشاجرتما وتعاركتما وتضاربتما وتقاتلتما
ثم بكيتماوتصالحتما
ليكن صلحكما فاتحت خير
فكم من مشكلة ومضاربه ....انقلبت بعدها الى معانقة ومعاشره
وكم في المشكلات صوب الزوجان نحو الاخر فوهة البندقيه ...
ثم اطلقت وردة ورديه وليلة رومانسيه ؟؟
فلا تحزنا اذا اقبلت عليكما مشكله
وتذكرا مايكون بعدها من الحب والمودة والصله
المهم الا تدوم المشكله والمعضلة
اتمنى لكم مشكلة يكون مابعدها اسعد لكم في حياتكم مما مضى من عمركما ؟؟؟
ولا تنسوا :
كم من
مشكلة
كان عاقبتها
زيادة حب وصلة
طبعا هذا في الغالب
والى لقاء ايها الاصدقاء في قاعدة جديدة بإذن الله
ـــــــــــــــــــــــ(54/20)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
القاعدة السابعة تقول :
(احرصا على السريه من اجل السعادة الزوجيه؟؟؟؟؟؟ )
اقصد بهذه القاعدة
عند الاختلاف بين الزوجين فليحرصا على سرية امرهما والا يشعر احد باختلافهما ولاسيماالاقربون
فإن خروج المشاكل من باب بيتكما الى الاخرين ولو الاقربين
سبب في دمار كثير من بيوت المسلمين؟؟؟
فإذا نزلت بكما مشكله فإغلقا بابكما وتفاهما او تعاركا او تقاتلا ولا يشعر بكمااحد؟؟؟
ولو جاءكما قريب او ضيف وانتما في عراككما وجولة تلاكمكما اوقفا الجوله وقوما جميعا بالترحيب بالضيف والقريب واجعلاه يشعر ان مجيئه قد فرق بين حبيبة وحبيب؟
ثم اذا ذهب والحرب بينكما لم تضع اوزارها لا مانع من جوله اخرى والفائز هو الذي يفوز بالضربه القاضيه ( الطلاق)او تثبيت الكتفين ( ادلة وحقائق المرأة)
المهم والذي اقصده الا تخرج المشكله من البيت مهما يكن؟؟؟
طبعا الا في الحالات النادره التي يعجز الزوجان حلهما فابعثواحكما من اهله وحكما من اهلها
اما في المشاكل العاديه والدوريه فلا والف لا؟؟
وذلك لان الزوجين في الغالب طفلان؟؟؟ (ارجو المعذره) يتشاكلان ويتباكيان كما ذكرت لكم سابقا؟؟
ومااسرع مايصطلحان؟؟
فلو خرجت المشكلة من بيتهما خرجت من يدهما؟؟
فمااستطاعا رجوعا.. ومااستطاعا لحكم الاقربين قنوعا
فضاع وانهدم البيت ولا تنفع عندئذ ياليت!!!!!
والزوجان اذا كتما المشكله احتووها وحلوها بسهوله ولم يسمع عنهم عند الاقربين الا كل خير حياة جميلة معسوله؟؟
فاحرصا ايها الزوجان على كتمان الاسرار لا سيما اسرار القتال والشجار؟؟
ياربي وفقنا لكل خير ...
واعظم اجرنا في الدلالة على الخير...
ـــــــــــــــــــــــ(54/21)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/22)
ــــ
القاعدة الثامنة تقول :
( تصحيح الخطأ واجب والكمال عزيز؟؟؟ )
واقصد بهذا العنوان
ان نظرت كلا الزوجين لبعضهما انهما كاملين ولا نقص في كل من احدهما ؟؟
هذه نظرة خاطئه وفي الغالب تكون في اول الحياة الزوجية كماقيل:
وعين الرضى عن كل عيب كليله
وخطر هذه النظره يكون بعد ذلك عندما يفاجأ احد الزوجين بأخطاء الاخر ونقصه في امور لا يحبها الطرف الثاني
فتكون عند ذلك خيبة الامل والصدمة النفسية
لكن اذا وضع كل من الزوجين نصب عينيه هذه القاعدة
وهو عدم كمال الاخر وانه لا يخلو انسان من عيب ونقص
لم يصدم عند اكتشاف الاخطاء ؟؟
لذا قلت :تصحيح الخطأ واجب؟؟
فيسعى الزوجان على تصحيح اخطاء بعضهما وتكميل بعضهما
وكما قيل :
اتطلب زوجة تنقى؟؟
من الاخطاء لن تلقى؟؟
وأي الناس معصوم؟؟
وللكمال من يرقى؟؟
وكذا الزوجة اذا اكتشفت عيوبا ونقصا في زوجها
سواء كان ذلك الاكتشاف بالعين المجردة او بتلسكوب مطور؟؟
ان تتقبل ذلك وان تسعى جاهدة في تصحيح مسار زوجها
ووالله ثم والله لا يخلو انسان من عيب ونقص
ولكن الكريم يصححه ويخفيه..... واللئيم يظهره ويبقيه؟؟
ولا اعرف كاملا في الحياة الزوجية احد ؟؟
الا رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي قال في هذه القاعدة:
( لا يفرك مؤمن مؤمنه ان كره منها خلقا رضي الاخر؟ )
فرحم الله ذلك الزوج الذي وقف على نقص وعيب زوجته
فكمله وصححه وستره
ورحم الله تلك الزوجه التي وقفت على عيوب زوجها
فكملتها وصححتها وسترتها
ووالله لن نعدم في الازواج والزوجات مثل هؤلاء
يارب استر عيبنا وكمل نقصنا واغفر لنا
ـــــــــــــــــــــــ(54/23)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/24)
ــــ
والان تعالوا معي الى القاعدة التاسعة
من قواعدي الذهبية في الحياة الزوجية
القاعدة تقول :
( كن صريحاً .........تكن سعيداً )
نعم ينبغي للزوجين اذا رآى من بعضهما مايكرهان ولايحبان
ان يتصارحا بمافي انفسهما ولا يكتمان؟؟؟
فإن الكتمان
سبب رئيسي في الغليان الداخلي
وربما ينشط و يظهر ثوران البركان في
اي لحظه مفاجئة ويحدث الانفجار الكبير
الذي تسيل فيه الاودية والشعاب
ويعلو فيه الصريخ والطبيخ وتتمزق فيه اشلاء المحبة
وتوءد فيه السعادة .... وتسيل فيها دماء الاحترام والتقدير
ولا يمكن تدارك واسعاف المتضررين الا في النادر
او معرفة من المخطئ ..... لان الجميع كلهم قتلا؟؟؟؟؟؟
لذا اقول لا بد ان يتصارحا ولا يكتما فيندما؟؟
ثم ايها الزوجان اذا وافقتماني على هذه القاعدة اقول لكما :
ان للمصارحة آدب لا بد ان تعلم
فمنها :
اياكما ان تتصارحا حال وجود المشكله
او حال غضبكما او غضب الطرف الاخر؟؟
فتجد الزوجة تقول في حال غضبها:
انت اصلا فيك كذا وكذا .....؟؟
وينتظر الزوج دوره او يقاطع ويقول وانت فيك كذا وكذا ...؟؟
ويصرخان بكل عيب سواء كان حقا او ظلما
ويرفعان اصواتهما كأنما هما اطرشان لا يسمعان
واعميان لايبصران....فترى كل واحد قد فتح عينه على العالي وقرب وجهه من صاحبه ليتمتع برؤيته حال غضبه والعياذ بالله؟؟
بل ربما سمع بعض الجيران بالعيوب والمخازي؟؟
وانتشرت تلك العيوب في cnn عن طريق ملاقيف الحارة؟؟
لذا ينبغي عليكما ان تختارا الوقت المناسب والمكان المناسب
فمثلا :
اذا لاحظ الزوج او لا حظة الزوجة امورا لا يحبانها
ايا كان هذا الامر حتى ولو في مسائل الفراش والجماع ؟؟
فليبحثا عن الوقت المناسب
وافضلها اذا اقتربت القلوب
وشعر الاخر بحرارة حب قرينه
فهذا افضل وقت
ثم يراعي اختيار الكلمات الجميله
والعبارات الرائعة المائعة
ولا سيما اذا كان معها عصيرات وقاتوهات
وياليت تكون تلك الجلسة على ضفاف نهر.. او شاطئ البحر
او على الكرسي الخيزراني في غرفة النوم ( ياويلي من الاندنوسي )
بل مالمانع ان يكون ذلك في فندق من الفنادق الجميلة؟؟
الا يستحق هذا الموضوع كل اهتمام؟؟
وهذا من حسن التفاهم وروعة التعامل
ثم انظرا رحمكما الله ايهما الافضل في التأثير
المواجهة الكلامية ...ام الرسائل المكتوبة
فقد تنفع الكتابات وتؤثر مع بعض الازواج اكثر من الكلمات؟؟
احبتي :
قد يكون في المصارحة خجل وحياء او ضعف وانكسار
ولكن مااجمله ......يوم ان ينفض المجلس بعناق حار؟؟؟
وهذا والله خير من عيشة الكتمان والنكد والانفجار والانتحار؟؟
فياايها الزوجان قبل ان تفكارا ان تفترقا
فكرا ان تتفقا وتقوما بعضكما؟؟
وفقنا الله واياكم للعمل بما نقول
ورزقني ثواب الدلالة الى الخير
ـــــــــــــــــــــــ(54/25)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/26)
ــــ
مرحبا بكما في قاعدتي العاشرة
من القواعد الذهبية في السعادة الزوجية
القاعدة العاشرة تقول :
( لابد من عطلة يومية ........ لسعادتكم الزوجية ) ؟؟؟؟
واقصد بذلك :
لتدوم سعادتكما تفرغا لبعضكما؟؟؟
فمن المعلوم
ان كلا الزوجين قد ينشغلان في زحمة الحياة بأنفسهما
فلا يجتمعان الا على طعام او منام؟؟ وان تفرغا فلمام (قليل)؟؟؟
وتدور بهما عجلة الحياة ويغطيهما الروتين بعباءته السوداء؟؟
فلا طعم للحياة؟؟
ولا مكان للسعادة والمتعة ولا بقاء؟؟
آآآآآآآآآه والف آآآآآآآآآه
لكن اذا اهتما ببعضهما وتفرغا لبعضهما
بأن يجعلا لو ساعة يوميه..... او يوما في الاسبوع
ينقطعان سويا عن العالم الخارجي
لا مواعيد فيه مع الاخرين
ولا خروج فيه الا للصلاة لرب العالمين؟
ولا هاتف ولا جوال ولا زيارات ؟؟
انما هو انقطاع تام ؟؟؟؟
يشعر كل طرف باهتمامه بهذه العطلة ......
وفرحه الشديد بهذه الخلوة.........
ثم يدور فيها مايدور بين حبيبين ........اضناهما البعد والفراق؟؟
آآآآآآه ....... ياسلام؟؟؟؟
كم يترك في نفس الزوجان........ من آثار ؟؟؟؟؟
وكم يتنازل الاثنان؟؟؟؟
عن كثير من الامور من اجل هذا اليوم او هذه الساعة؟؟
فإذا التقيا فيها كانا كأروع عروسين؟؟
واذا تشاورا في امور بيتهما كانا هما العاقلين؟؟
فيكون وقت تفرغهما لبعضهما هو وقت تجديد حياتهما والتشاور
في بناء مستقبلهما؟؟
واذا كان بينهما الابناء والبنات بالعشرات
كانت المتعة الحقيقية...والسعادة القلبيه
حيث يتغامز الزوجان في حضور ذريتهم يتذاكران طول مسيرتهم
ثم يوجهان وينصحان ويربيان؟؟؟
لذا ايها الزوجان عليكما من الان:
تحديد عطلة اسبوعية او ساعات يوميه
لتتفقدا حياتكما الزوجية؟؟
ولتقوما بصيانة سفينة حياتكما؟؟
فربانها موجود .........ودفتها بين يديه
وعناية الله تحيط بهما....... والسعادة تغمر حياتهما.
والى لقاء قريب بإذن الله
ـــــــــــــــــــــــ(54/27)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/28)
ــــ
القاعدة الحادية عشر تقول:
ايها الزوجان:
اذا غضب احدكما وزمجر.....فليسكت الطرف الآخر؟؟؟
واقصد بهذه القاعدة :
انه اذا غضب احدكم وبدأ في هيجانه وغليانه ؟؟
فلايقابله الطرف الاخر بالهيجان والثوران؟؟
فتلتقي ناران فتأكلان كل مافي البيت في ثوان؟؟؟
ووالله كم هدم بيت بسبب هذا الامر ؟؟؟
وكم ذاق الزوجان بسبب ذلك المر ؟؟
والواجب عليكما ايها الزوجان
عند غضب احدكما
ان يسكت الاخر ويصمت ولا يتكلم بربع كلمة او حرف
او اي حركة إعرابية غير جزم النفس حتى تظهر السكون؟؟؟؟؟
ولا يعتذر او يتأسف؟؟؟؟
فالطرف الاخر يراها اسكاتا له واهانة له وتحقير له من شدة غضبه؟؟
فقط اسكت ................وتأمل؟؟
نعم تأمل كيف يكون حال الانسان عند تسيطر الغضب به؟؟
وتغطيته على عقله؟؟
حتى يصبح لا يدري مايقول ولا مالا يفعل؟؟
وتأمل ضعف الانسان؟؟
وتأمل حركاته وتعبيراته؟؟
فتعيش بين ضحك وبكاء ؟؟
فإذا هدأت العاصفه وزال شيطان الغضب؟
ليتكلم الطرف الثاني من قلب محب ويقول :
بصوت ضعيف بالكاد يسمع ؟؟
وعين غارقة في الدمع؟؟
ورأس يصعب رفعه ؟؟
انا ......كذا؟؟
انا فعلت ذلك؟؟
انا....انا....انا...؟؟؟
انا والله احبك ..ولم اقصد غضبك؟؟
لا يا....... ماكان قصدي يا.......... ( ياويلي من الاندنوسي)؟؟؟؟؟؟
وهكذا ................دمعة نرجسية.........وكلمة رومانسية
ثم اعلما ايها الزوجان :
ان للسكوت حرارة ومرارة ؟؟
ولكن لا تأتي شي عند مصيبة الرد والكلام والمدافعة والمغاضبه
حتى ولو كان احدكما محقا فيما يقول؟؟؟؟؟؟
فمن يتقبل حقك .......وقد نزل الغضب بخصمك......ويتمنى الفتك بك؟؟
والحكيم يفهم قولي..ويعرف قصدي؟؟
فالزما الصمت والسكون؟؟
ثم انظرا بعدها مايكون؟؟
( اسف لا يمكن الوصول لهذه الصفحة )
ـــــــــــــــــــــــ(54/29)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/30)
ــــ
القاعدة الثانية عشر تقول :
( لكي تدوم السعادة .....استخدما أنوثة المرأة )
واقصد بذلك
ان السعادة الزوجية قد يقف في طريقها بعض العثرات
وذلك في عدم تحقيق بعض الرغبات .....لاي منكما
فيتضايق الطرفان ويشعران بالتوتر والنفور .......
وعلاج هذا :
لكي يتحقق للزوج مايريده ؟؟
ويتحقق للمرأة ماتريده؟؟
استخدما انوثة المرأة ؟؟؟؟
يعني الزوج يستخدم انوثة المرأة؟
والزوجة تستخدم انوثتها لتحقق رغبتها؟؟
يالله العزاب يطلعوا برررررره نصيحة ؟؟
( وخذوا معاكم الاندنوسي تكفون )
يالله كونوا معي اشرح لكم القاعدة الاخيرة
اذا اراد الزوج من زوجته امر وطلب
وأبت ان تقوم به وان تنفذه؟؟
فعليه ان يخاطب انوثتها لا عقلها؟
فليتودد اليها بألطف العبارات وليصفها بأرق الورود والزهرات
يعني كلمة رومانسية وكلمه نرجسية
وليبحر في جمالها ودلالها وليحلق بها في السماء وفوق الغمام
فإنها عند ذلك تذوب وتحقق مايريده وتتأسف من رفضها بل تتوب؟؟؟
فبدلا من ان يجبرها ويكسرها ....ويهينها ويذلها؟؟
ليحرك انوثتها فيكسب مايريد وزيادة ( شفرة خاصة بالمتزوجين )
وكذا المرأة اذا ارادت شيئا من زوجها ......
فلتستخدم انوثتها ورقتها وحنانها وتغنجها ودلالها
ولا تستخدم عقلها؟؟
فعقل المرأة اذا قابل عقل الرجل تناطحا .....
واذا تصارعا غلب الزوج فهو الاقوى ......( اسد علي وفي الحروب نعامة )؟؟
ولكن اذا استخدمت انوثتها وهرموناتها الانثويه؟؟؟
وسكبت عطرها الانثوي ....
ففاح عبيره ......... وسكر الزوج بعبقه....
ذاب رأس الرجل كما تذوب الصخره لا الثلجه؟؟
واصبح كالخروف والحمل الوديع خجول ومطيع؟؟ ( ياحليله )
يظن انه قد صادك وانه قد كسب الجوله .......ونال اعظم متعة؟؟
وهو في الحقيقة مسكين مصيود من حيث لا يدري
دعيه يظفر بمايريد فهو يظفر به حتى في غضبه؟؟
ولكن انتي سوف تظفرين بكل ماتريدين؟؟
حتى لو طلبتي الاسم الحقيقي لحلال العقد ؟؟
او طلبتي لبن العصفور؟؟
وبيضة الديك؟؟
قدمها لك في ثوان بين يديك؟؟
صدقاني جربا ولن تندما
واحرصا دوما على سعادتكما
فإذا فقدتماها.......فاسعيا في البحث عنها حتى تجداها
فقد يجد الانسان ماضاع
والحاجة ام الاختراع
هذه اجتهادات ربما تكون خاطئة
فاستغفر الله ماكان فيها من زلل ونقص
ولا تنسوا اخوكم بصالح دعائكم
رزقني الله واياكم السعادة الزوجية
والعيشة الرضية
ـــــــــــــــــــــــ(54/31)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والان الى القاعدة الثالثة عشر
من القواعد الذهبية في الحياة الزوجية :
القاعدة تقول :
( لتعيشا سعداء .....تعاملا بالاحترام والحياء )
اذا زال الحياء والادب والاحترام والتقدير بين الزوجين...
فقل على دنياهما السلام ....وكبر عليهما اربعا
احداها تكبيرة الاحرام..
اذا زال حياء الزوج واحترامه لزوجته .....
فلا تتعجب من اخراج الكلمات القاسيات ......
من الضرب والتسفيه والمنازعات والهوشات......
كلمات قاضيه .....والفاظ نابية .....
ربما اخرج كلماته بين الاهل والقرابة .......
ولا عجب فقد بلغ مبلغا عظيما في الوقاحة...
اذا زال حياء الزوج واحترامه لزوجته.....
فقد فرش بيته بالالغام للقضاء عليه ونسفه
فهذه زوجة ارق من النرجسة.....
تتأثر بدبيب النمل اذا سار على خدها....
تسمع كلمات ....هي لكمات وطعنات قاتلات
كل يوم تتوقع كل قبيح منه .....فلا مرؤة ولاشهامة تروى عنه..
وكما قيل :
اذا حرم المرء الحياءفإنه ............ بكل قبيح كان منه جدير
وكذا الزوجة ....
.اذا زال حياؤها وادبها ...كانت شر المخلوقات لا الزوجات
اذا زال حياؤها وادبها واحترامها لزوجها......
طال لسانها ..وارتفع صوتها ...وساءت الفاظها..وربما زال عفافها
فكم عاش الزوج في عيشة نكدة ...واسرة ضائعة .....وقرابة ممزقه
فياايها الزوجان الحبيبان....
دونكما الاحترام بينكما والحياء.......
ارفعا رايته.فوقكما......واظهرا الحياء والاحترام بينكما
فوالله انه لا يأتي الا بخير......
ايها الزوج لماذا تنادها في البيت : يامره!!! يابنت!!!! ياهوووه
يااااولد!!!!!! يافاطمه!!!!!!! انقلعي !!!!! اقلبي وجهك!!!!! اذلفي عني
ياااوسخه!!!!ياااحمارة !!!!!!ياكلبه!!!!!!!!الله يلعنك!!!!! ......الخ
آآآآآآآآه على الادب والاحترام والحياء.....
وانتي ايتها الزوجة لاتبادليه مثل هذه الكلمات والمسبات.....
بل البسا لباس الادب والاحترام .....
وضعا تاج الحياء على راسيكما......تدوم السعادة الزوجية لكما
بإذن الله.......
ـــــــــــــــــــــــ(54/32)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/33)
ــــ
والان ايها الاحبة تعالوا معي الى القاعدة الرابعة عشر :
القاعدة تقول :
( لتدوم سعادتكما ......احترما اقارب كل منكما )
فلكي تدوم سعادتكما أحسنا الى اقارب كل منكما؟؟
واقصد بذلك :
اهل الزوج ........واهل الزوجة
ان كثيرا من المشكلات الاسرية؟؟
التي تغتال السعادة الزوجية
عدم الاحسان الى اهل الزوج ......او الزوجة؟؟
تجدهم في اول حياتهم اذا ذكر الزوجان اهل بعضهما :
ذكروهم بالخير الجليل .....
وبحسن الفضل والجميل .....
وماهي الافتره...وتتغير النظرة؟؟
فهذا يشتم اهلها؟؟
وهذه تصف مرارة اهله وغلبها معهم .......فتسبهم وتلعنه معهم...
فلا تسأل عن محاكم التفتيش التي تقام بين الزوجين؟؟
ولا تسأل عن الخصام الذي يبقى صداه في القلب مع السنين؟؟
فحالهم ...... ومآلهم الى الفراق ....لعدم الوفاق ....؟؟
فياايها الزوجان :
اظهرا جميل اهل بعضكم .....ولا تنسوا الفضل بينكم
وسددوا وقاربوا ......
واعلموا :
ان كلا منكما..... ليس مسؤلا عن اخطاء الاخرين
وليس ملزم بأقوالهم وافعالهم السيئة؟؟
فاتركوا اخطاءهم لهم .....وادعوا بالصلاح لهم
وعيشوا في سعادتكم وادعوا لذويكم... ولا تخربوا بيوتكم بيدكم
فأنتما اثنان لا تسلما من الاخطاء؟؟
ولم تنتهيا بعد من تصحيحها ....... ومراجعتها ...ورفعها للكنترول؟؟
فكيف بأخطاء غيركم؟؟؟
ثم تذكرا مهما يكن من خطأ من اهل الزوجين .....
فلن يهون على الزوج او الزوجة :
الرضى بالتجريح لاهليهم .....او التنقيص من شأنهم
وهي جبهات قتال مغلقه ....... من دخلها قلما ينجو من المهلكة....
فاحذروها ولا تدخلوها......ولا تتمنوا لقاء العدو
وعلى رأي المثل ؟؟؟؟؟ : ( الاقارب عقارب )
ـــــــــــــــــــــــ(54/34)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/35)
ــــ
والان تعالوا ايها الازواج معي لنعيش هذه القاعدة اللذيذة
من القواعد الذهبية في الحياة الزوجية :
( لتدوم لكما السعادة مع الايام.......لا تهملا رسائل الحب والغرام )
احم ......احم
بالله الاخوة العزاب يمسكوا الباب
لايسمح بدخول هذا الموقع دون الخامسة عشر والعزوبيه
لحظه شوي .......
اشوف الاندنوسي موجود في المنتدى؟؟؟؟؟
الحمد لله ماهو موجود
يالله خلكم معاي :
اقصد بهذه القاعدة :
ان الحب حساس وشفاف ....وقابل للتمزق والاتلاف
فلابد من تعاهده ......وتقويته وتغذيته
كم يكونا الزوجين فكين مفترسين في البيت...
ولكن عندما يمسك القلم كل منهما يتغير كل شئ فيهما؟؟
لانهما يفكران ماذا يكتبان .......ولا يفكران ماذا يقولان؟؟
فكم انصف الزوجين بعضهما ......يوم ان كتبا واظهرا حبهما
مالمانع ان يكتب كل منهما رسالة الحب والغرام للزوج والمدام
مالمانع ان يكون لهما تلجرافا رائعا في غرفة نومهما
مالمانع ان يكتبا في مرايات غرفة النوم والجدران
احبك يافلانه .......واحبك يافلان ......الحب عذب وليس عذاب؟؟
اذكر صديقا لي تأثر بكلامي
فاشترى كأسا وكتب عليه كأس البطولة الزوجيه واعطاه لزوجته؟؟
فكتبت له درع التفوق وعلقته في غرفة نومها
( يالله من فضلك ياكريم )
مااجمل ان تكون الخطابات والرسائل :
مليئة بالكلمات الجميله :
ياحبيبي ياقلبي ياعيوني يابطني
وتختم باجمل كلمة وعباره ؟؟
اسف على جرأتي
لكن اعتقد بها وصول الفائدة
ياربي غفرا قد طغت اقلامنا
ياربي معذرة من الطغياني
والى اللقاء في قاعدة جديدة
ـــــــــــــــــــــــ(54/36)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/37)
ــــ
والان مع القاعدة السادسة عشر
من القواعد الذهبية للسعادة الزوجية:
القاعدة تقول :
( ايها الزوجان : لتدوم سعادتكما ......احذرا اهمال بعضكما )
ايها الزوجان الحبيبان :
مالذي يبقى مع الاهمال؟؟؟؟؟؟؟؟
الاشجار الخضراء .....تموت وتصبح صفراء.
والزهور النرجسية والورود الرومانسية تذوي وتموت ؟؟
الصحة الجسدية ....تعتليها الامراض بالاهمال حتى تهلك؟
بل الجمادات بالاهمال تنشل وتتلف؟؟
الالات تتعطل ...والسيارات بالاهمال لا تعمل؟؟
اذا ليكن في الباااااااااااال .......
لا شئ يبقى مع الاهمااال........
آآآآآآآه فكيف تبقى حياتكما الزوجية باهمال بعضكما لبعض؟؟:
mad:
اهمل الزوج زوجته ...فاانجرحت في مشاعرها ....وعاشت تنتظر الموت البطئ؟؟
واهملها ...فسارت في بيتها متنقلة في غرفه وهي جسد بلا روح.؟
واهملها...فكانت معه للجنس والطعام ...فلاكلمة حلوة ولا ابتسام ولا اهتمام؟
اهملها ....فشكت من ظلمه ...وفكرت في رجل غيره والعياذ بالله
واهملت الزوجة زوجها ...فبحثت عن حتفها بنفسها.....
اهملته ....فلم يرى منها الاقبال والاهميه...فبحث عن زوجة ثانيه
اهملته.....فلم تريه جمالها ودلالها ورشاقتها وعذوبة تغنجها ومنطقها
اهملته....فلم تحترمه في قراراته وافكاره بل زادت في احتقاره واستهتاره
فيالها من حياة بائسة ......وعيشة منتكسة...
فياايها الزوجان الحبيبان......
صرخت من قلبي افجر بها الآذااااااان
الاهتماااام الاهتماااااام ........في كل شئ؟؟
في المأكل والمشرب
في النظافة والملبس
في الحب والجنس
آآآآآآه كأني بالعزوبي يقول :
آآآآآآآه بس خليها تجي والله لا احطها في عيني واغمض عليها؟؟
وكأني بالعزوبية وهي تبكي وتقول :
آآآآآآآه ياربي بس جيبه .....والله لا ادخل في قلبه وجيبه؟؟؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــ(54/38)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/39)
ــــ
القاعدة السابعة عشر
من القواعد الذهبية
في السعادة الزوجيه
القاعدة تقول :
( حتى تدوم السعادة بينكما......اذكرا محاسنكما )
واقصد بذلك ايها الزوجان الحبيبان....
لكل انسان عيوب ومساوئ ......
ولكل انسان هفوات ومخازٍ......
ولكل انسان صفات حميدة ومحاسن.....
وانتما ايها الزوجان :
دخلتما في حياتكما ....خليلان حبيبان...
كم تغزلت ايها الزوج في محاسن زوجتك ...كأنها لبن ندك
وانتي ايتها الزوجة كم ذكرتي بين النساء صفات فارسك عنترا
كم نظرتما الى بعضكما ....فحمدتما ربكما .....ان وفق بينكما...
فمابالكما ......عند مشكلة تحل بينكما......
تمسح السبورة.......وتصبح المحاسن مهجورة...
ويصبح الفضل تقصير......والشكر كفران العشير.....
ان لكل فجوة وثلمة .......مايسدها ويسترها....
ولن تجدا افضل من ذكر محاسن بعضكما ...لسد الخلل بينكما
اجلس مع نفسك ايها الزوج ..
وتفكر ...انها ( فوزية ) حبيبة القلب ...الناعمة النرجسيه..
كم طبخت من اناملها اكلتها...كم كلمة رائعة من فمها سمعتها
كم غسلت لك من سراويل وثياب.....وكم انتظرت قدومك عند الباب
كم فجرت فيها طاقاتك ....واستعرضت فيها عضلاتك
كم ......وكم......
وانتي ايتها الزوجة ..
اجلسي وتفكري ....انه ( دحيم ) صاحب القلب الرحيم ..
الحبيب القريب...كم دلعك ....وكم اضحكك....
كم انار بيتك بقدومه.......كم عشتي آمنة في حماه...
انه ابو اولادك ......انه قطعة من قلبك وفؤادك ......
كم تهامستما في ظلمة الليل .......وتقاتلتما تحت نجم سهيل
فياايها الزوجان :
اذكرا دوما محاسن بعضكما.....
وقدرا مكانة ودور كل منكما.....
واسمعا بعضكما محاسنكما....
فالرجال تهتز عند ذكر محاسنهم....وتنسى العداء بينهم
والنساء بذكر حسنهن تلوح عليهن علامات القبول والرضا
ويهتزن بذلك كما تهتز الوردة للندى...........
احبكما ايها الزوجان
ـــــــــــــــــــــــ(54/40)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/41)
ــــ
والان ايها الزوجان مع القاعدة الثامنة عشر
القاعدة تقول :
( لتدوم سعادتكما .....لا تقارنا حياتكما بحياة غيركما )
نعم ..فكثير من المشاكل سببها المقارنة؟؟
ينظر الزوج الى سعادة فلان بزوجته
يذكر من جمالها ومن ادبها ومن حسن تفهمها مع زوجها
ثم ينظر الى زوجته .....فيسبل دمعته وعبرته
يطالبها ان تكون مثل فلانه ......او اخته السعيدة في حياتها
فلا ترض الزوجة بفلانه ولا التجريح ولا المهانة.....
فلا سعد بزوجته ولا غير وضعه.......بل يندب حظه؟؟
اما الزوجة فتنظر الى زوجها وتذكر كلمات فلانه في زوجها؟؟
وهي تقول لها :
زوجي متفاهم ...متعاون يكنس البيت ويرش فليت وينظف التواليت
يذهب بي رحلات بريه وبريه وخياليه ( مااقصد شئ )؟؟؟
ثم تتذكر المسكينة زوجها : رائحته تفوح من درج البيت....
ولايدخل البيت الا وقد بح صوته من الصريخ في الدرج .....
لاخرجات الا بعد طلوع الروح ......واين في السطوح ؟؟؟؟
لا مساعدة ولاتعاون في البيت ....لاكلمة حلوة ولاهدية جميله
فيكثر صياحها.....ويعلو نياحها.....قبل قدوم زوجها...
فإذا جاء ....قابلته بوجه ملطخ بالطماطم وعيون منتفخه كانتفاخ البراطم
كل هذا سببه المقارنه بين حياتهما وحياة الاخرين؟؟؟؟
ايها الزوجان الحبيبان:
المطلوب منكما في حياة غيركما .....
ان تنظرا وتتعلما وتطبقا ...................لا ان تقارنا؟؟؟
ثم اعلما ان :
حياة الاخرين قد تكون سعيدة في جانب دون جانب
وانتما حياتكما قد تكون تعيسة في جانب دون جانب
واخيرا اذكركما اذا رايتما او سمعتما مايسركما
من حياة غيركما ان تقولا : ماشاء الله تبارك الله
اكمل الله نقصكم
وحياة سعيدة اتمناها لكم
ـــــــــــــــــــــــ(54/42)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/43)
ــــ
( لتدوم سعادتكما .......استمتعا بوقت فراغكما )
واقصد بذلك .......اذا انقطعت بكم السبل...وعجزت بكم الحيل
وضعف الخلاص ....ومات الامل ؟؟
ولا مفر للزوجان من بعضهما .....
ولابد ان يقضيا الوقت سويا في دارهما.......وبين اولادهما
ووضعا في اقامة جبريه .......واسر قهري
فاصبحت الساعة ساعات ......واللقاء لقاءات
وعظم الفراغ ......وخشي من الشقاق؟؟
اجعلا الفراغ نعمة...........والاقامة الجبرية رحمه
واستمتعا بفراغكما .......من اقدامكما الى رأسكما
كم يتمنى الواحد ان يجد وقة كافيا مع اهله.........
حتى يسجل في تاريخ حياته الزوجيه .....امورا عظام ؟؟
فقد جاءكما البشير ......واصبح الماء تحت السرير ؟؟
فاشكرا ربكما واذكراه كثيرا ......واسألاه ذرية صالحة
فتصارحا وتقاربا وتعاركا وتشاورا وتصادقا
اقرآ كتاب واحفظا شيئا من القران والسنة النبويه
تعلما جميعا الذ الاكلات والطبخات التي تقويكما وتسليكما؟؟
واعتنيا بتربية الاولاد وقوما بمزاولة جميع انواع الرياضات
والهوايات لا سيما المصارعة الروانيه
تعلما فن الاستمتاع ببعضكما في اوقات فراغكما
وسوف تتمنيان عودة الفياضان لكن بدون ضحايا او خسران
واسبحا في عالم التجديد والتطوير للحياة الزوجيه
مادمتما في اقامة جبريه؟؟؟
بورك فيكما ونفع الله بكما وبذريتكما
ـــــــــــــــــــــــ(54/44)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/45)
ــــ
والان ايها الزوجان تعلا معي الى :
قاعدة من القواعد الذهبية......في السعادة الزوجية
القاعدة العشرون تقول :
( لتدوم لكما السعادة الزوجية .....احرصا على التحصينات الشرعية )
كم اهمل الزوجان الاذكار.......فتنقلا بين هم واكدااار...
كم انشغلا عن ورد الصباح والمساء ....فحل بهم الداء والبلاء
كم كانا سعيدين ....فرمتهم بسهامها العين؟؟؟
كم تحدثت الزوجة عن سعادتها بين من حولها ...فكان فيه اجلها؟؟
كم تحدث الزوج عن سعادته ومتعته مع زوجته ...
فكان في ذلك طلاقه وفرقته؟؟
كم تسلطت الشياطين على زوجين سعيدين ...
فلم تقر لهم عين حتى هدما بيتهما ...وفازوا برضى شيطانهم وكبيرهم......واخذوا رايتهم جائزة لهم؟؟
كم وكم.......
فياايها الزوجان السعيدان ......
حصنا بيتكما وحياتكما بالاذكار النبوية الصحيحة والقرآن.....
اذا دخلتما بيتكما فقولا بسم الله ....
واذا طعمتما فقولا بسم الله..........
فلا مبيت ولا عشاء لعدو الله...
واذا دخلتما مخدعكما ......
فلا منكرات محرمة...... ولا موسيقى هادئة......ولا صور آثمة..
انما ذكر الله .......لتسعدا ببعضكما ....وتسعد ذريتكما...
احرصا على كتمان اسرار حياتكما......
فإن من اشر الناس من يفضي سر صاحبه....
بل احرصا على كتمان ما يلفت الانظار......
لتسلما بإذن الله من الشرور والاخطار..
سلمكما الله من كل سوء ومكروه.....
وحفظكما سعيدين سالمين......
وفك الله سحر المسحورين
وعين المعيونين
ومس الممسوسين
آمين...آمين...آمين
ـــــــــــــــــــــــ(54/46)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/47)
ــــ
القاعدة الحادية والعشرون :
( لتدوم سعادتكما ...... ابتعدا عن بعضكما ) ؟؟؟؟؟
واقصد بذلك ايها الحبيبان
ان يكون هناك فاصل بالبعد والسفر او غيره
بدون ان يكون سببه خلاف او مشكله .....او خلاف او معضله
بل لاي سبب عادي .......وطارئ عملي
ليبتعد الزوج عن زوجته اقل شئ ثلاثة ايام واكثر شئ اربعة اشهر
فإن هذا البعد يحرك الحب الراكد ويبعث المشاعر الميته
ويقوي الاحاسيس ويلهب الشوق ويذكي نار الغرام في قلبيكما
فكم حياة كانت عادية بين زوجين ....
ولما تفرقا لعارض وقتي ذابا في الحب والشوق الى التراقي
وكم من لقاء عادي في كل يوم بين زوجين باردين
ولكن لما كان بينهما فاصل كان لقاؤهما لقاء عاشقين
فلا تسأل عن عظيم شوقهما ولا تسأل عن عظيم لقائهما
فكم في البعد والغِب .... من زيادة الشوق والحب
فيا أيها الزوجان الباردان ....
يامن زهرة حبهما تصير الى الذبلان.....
افترقا باختياركما من اجل قوة قربكما
قبل ان تموت الحياة بينكما فتفترقا طيلة عمركما
يسر الله لكل زوج موظف انتداب قريب
ولكل زوجة مولودا صالحا نجيب
حتى يكون الانفصال ......ليعظم الاتصال
القاعدة الثانية والعشرون تقول :
( لتدوم سعادتكما.........تعلما الصبر في حياتكما )
نعم تعلما الصبر .......فالصبر ضياء وهناء وسناء.....
وهل السعادة والبشرى الا للصابرين؟؟؟؟؟
اصبرا على مرضكما....
اصبرا على نقص اموالكما....
اصبرا على طبائعكما المختلفه......
اصبرا على تربية اولادكما......
اصبرا على اذية قرابة كل منكما...
اصبرا على حلوكما ومركما......
كم والله في الصبر على النواقص من كمال؟؟
وكم في الصبر على المرض تغير الى عافية واحسن حال؟؟
وكم في الصبر على الفقر من غنى وشكر؟؟
فالصبر مفتاح الفرج ......والفرج لزيم الصابرين.....
فياأيها الزوجان احذرا من الشكاية من حالكما...
وارفعا امركما الى بارئكما......
فهو الذي بيده مفاتيح الفرج ......
فقد من الله على زكريا وذكر فضله...
ثم من عليه اخرى ( واصلحنا له زوجه )....
فياايها الازواج والزوجات يامن نزلت بكم البليات :
( اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )
هديتي اليكم حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم :
( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في
جسده أو ماله أو ولده ثم صبر على ذلك حتى يُبلغه المنزله التي سبقت
له من الله عز وجل ) رواه احمد وحسنه الالباني رحمه الله
فطوبى للمخبتين.......وهنيئا للصابرين....
ـــــــــــــــــــــــ(54/48)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/49)
ــــــــــــــــــــــ
والان ايها المتزوجون تقدموا....
وياايها العزاب توقفوا وتأخروا.......
ففي قاعدتي كلام يضركم اكثر مما ينفعكم؟؟؟؟؟
( لا يمكن الوصول لهذه الصفحة من قبل العزاب والعياذ بالله )
بكيفكم العناد حيوديكم في ........احلام اليقظه ......يعني في سراب
آآآآآآه لو اني اعرف طريقة لموضوعي لايدخله اعزب.... كان ...وكان؟
ايها المتزوجون يامن اصطفاكم الله لاكمال نصف دينكم ( اقهر العزاب )
مرحبا بكم في قاعدتي الجديده
القاعدة الثالثة والعشرون تقول :
( لتدوم السعادة والهناء......... تعلما فن اللقاء)
ياويلي من الاندنوسي
مايحتاج شرح للقاعدة المعنى معروف وفي بطن حلال العقد
يأيها الزوجان ..........اللقاء اللقاء فن وارتقاء....
كم من اتصال اعقبه ضيق وحزن ووبال .......خصوصا من الزوجه....
كم من زوجة ترى نفسها متعة لزوجها ...وهي لم تأخذ بعد حقها...
وهل تستطيع ان تبيح لزوجها او من حولها ؟؟؟؟؟
لا والذي خلق حواء من ضلع عوجاء؟؟
ايها الزوجان تعلما فن اللقاء
فن الكلمات والقبلات ......فن الإضاءات والملبوسات...
خذا من الحمام غزله .......ومن البعير طول مدته.....
( رحنا وطي )
متى تعلمتما ذلك يوما.... ركضا الزوجان الى غرفة النوم حبوا....
خصوصا الزوجه .......سوف تفوز في سباق المارثون؟؟
فيا ايها الزوجان :
احذرا فقد تقتلا حبكما وسعادتكما .........بسوء لقائكما...
فتعلما فن تأخير الانزال ......وفن التجديد في الاوضاع و الاحوال.....
اخيرا ....
اعرف اني مزقت ثوب حيائي...
ولكن كل رجائي ....فائدة المتزوجين والمتزوجات......
واقسم بالله ماقلته عن فراغ ولكن وقفت على بعض المشكلات....
في هذا الموضوع المحرج بالذات.....
فلعل كلمتي تنفع زوجين ولو بعد حين ...
ملاحظه للمتزوجين فقط :
من ارد طرق وفن اللقاء
فلامانع من إفادته وإحالته ......
بس بشرط :
1 _ يرفق صورة من كرت العائله.
2 _ وتزكيه من إمام المسجد ؟؟؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــ(54/50)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والان ايها الزوجان الحبيبان تعلوا معي الى حيث النكهة ومع :
القاعدة الرابعة والعشرون من القواعد الذهبية في الحياة الزوجيه
القاعدة تقول :
( الكلمات الرومانسيه .......افيون الحياة الزوجيه )
زوج يشتكي من زوجته لا تسمعه الا مشاكل الاولاد؟؟
وزوجة تشتكي من زوجها ذهاب الكلمات العاطفيه ؟؟
والازواج والزوجات في ذلك قسمان:
قسم معدوم اصلا من هذه الامور :
وهؤلاء عليهم جهد مضاعف ...
ليتدرب كل منهما لوحده على ذكر الكلمات الجميله ...
( احبك . اشتاق لك . انا من زمان ماشفتكم
)
ليحاولا التلفظ بهذه الكلمات الجميله ولو كلمة واحده في اليوم ؟؟
فمن عاود الشئ اعتاد عليه ....ومن عرف الطريق سار عليه
واذا شعر احدكما بالاحراج الشديد ...فليعلم انه وقتي وسوف ينقضي.
اما القسم الاخر وهو :
من كانت عنده هذه الكلمات في اول الحياة وبعد ذلك اختفت وماتت
لينظرا اسباب ذلك ؟؟
فلعل انشغال الزوج وسعيه الشديد في حياته وعمله من اكبر الاسباب
او لعل الزوجة انشغلت باولادها عن زوجها فتعود على بعدها؟؟
او لعل كثرة المشاكل الزوجيه والعصيان ...اخرست اللسان؟؟
واذا عرفت المشكله .... زالت المعضله
واعلموا ان الله يحي الموتى؟؟
واااعجبا .....ايها الزوجان ؟؟؟؟
ان الكلمات الرومانسيه والعاطفيه ......افيون الحياة الزوجيه
وحبوب مخدرة .....لكثير من المشاكل المكدرة.....
فجربا حبة او حبتين ولن تندموا ( مروج )
لكن انتبهوا ليس على مسؤليتي الاضرار الناجمه منها؟؟
والحمدلله في بلدنا فتح العديد من مستشفيات الولاده
اخيرا اقول لكم :
( لا للمخدرات .....نعم للكلمات الرومانسيات)
ـــــــــــــــــــــــ(54/51)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/52)
ــــ
والان ايها الزوجان الحبيبان تعالا معي الى حيث النكهة
ومع القاعدة الخامسة والعشرون من القواعد الذهبية في السعادة الزوجية :
القاعدة تقول :
( لتدوم سعادتكما .........اضحكا مع بعضكما )
اقصد بذلك ان يكون بينكما بسمه ....وضحكة وطرفه؟؟؟
كم لعب الضحك في علاج كثير من الحالات النفسية ؟؟
عندما يضحك احد الزوجين ينسى ولو مؤقتا همومه.....
فينير بضحكته ارجاء البيت ويصدع جدرانه
كم هو جميل ان يضحك الزوجان لبعضهما ....
ان الزوجين بضحكاتهم ...يحيلون البيت الى جنة ...
ويعيشان اجمل لحظات حياتهم ...
وتبقى المواقف الجميلة الضاحكة اروع شئ في ذكرياتهم ...
كم من شحناء كانت بينهم زالت بضحكاتهم ....وابتساماتهم...
كم بضحكة وابتسامة ......اجتثت من حياتهم التعاسة؟؟
اليس عيب على الزوج :
ان يكون في مجالس الاصدقاء ...صاحب دعابة ومرح ؟؟
واذا دخل البيت .....فكأنما قد مات له ميت؟؟
أليس عيب على الزوجة :
ان تكون مجالسها مع النساء تعلوها البسمة والضحكة ؟؟
وعند الزوج الخصام والتأفف وكثرة الحكة؟؟
اليس عيب على الزوجين :
ان يكون يومهما هموم وعبوس وصمت ونفور ......
وعند النوم ترى الابتسامات والضحكات تؤذي الجيران والبزران؟؟
إنني لا ادعو الزوجان الى ان تكون حياتهما ضحك في ضحك ...
لالالالالالا والف لا فإن كثرة الضحك تميت القلب ؟؟
ولكن نحتاج الى الضحك بين الزوجين لادخال السرور...
وحتى لا تكون بيوتهم كالقبور...
فقد قال الأخصائيون في علم النفس :
دقيقة واحدة من الضحك توفر 45 دقيقة من الاسترخاء....
كم نحن بحاجة عند حل المشاكل الزوجية لاسترخاء عميق ....
فالله ....الله ...ايها الزوجان :
ابحثا عن اخر نكته .....وسطحا بأعظم ضحكة
بس انتبها لا تضحكا الا بحق .
ـــــــــــــــــــــــ(54/53)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/54)
ــــ
والان ايها الزوجان الحبيبان استمعا الي في قاعدتي الجديدة:
القاعدة السادسة والعشرون تقول :
( لتدوم سعادتكما .....احترما غرفة اسراركما )
اسمحا لي ان اتكلم عن موضوع اكاد اذوب فيه خجلا وحياءً
ولكن لابد لي ان اتكلم فإن الله لا يستحيي من الحق ؟؟؟
سأتكلم عن اجمل غرفة في الدار.......انها غرفة الاسرار؟؟
فهل عرفها القوم ؟؟؟؟؟
نعم .......انها غرفة النوم .......
انها غرفة الاسرار التي لا يعرف اسرارها الا الزوجان الحبيبان....
انها غرفة الفرح والمرح؟؟
غرفة العبادة والصدقات؟؟
غرفة تأسيس الحياة الزوجية؟؟
غرفة الاجتماعات العائليه؟؟؟
غرفة الهدوء والراحة النفسيه؟؟؟
كم كانت هذه الغرفة نواة لاسرة بل امه؟؟
كم كانت هذه الغرفة اروع واجمل ذكرى؟؟
كم كانت هذه الغرفة تستهوي الزوجان وتثير المشاعر والاشجان؟؟
كم ......وكم......
فهل شكرناها على معروفها .....وادينا حقها؟؟؟
نعم إن لها حقا علينا يذكر......وجميلاعظيما لابد ان يشكر....
بالله عليكم ؟؟؟
ايكون شكرها ان تكون غرفة للمهاترات الكلاميه ؟؟؟؟
والمخاصمات والمشاكل العائليه؟؟؟؟
كم من طلاق لا يطاق .....كان في غرفة النوم؟؟
وكم من قلوب انكسرت وانجرحت ...في غرفة النوم؟؟
كم دخل الزوجان باب غرفة الاسرار يضحكان؟؟
وكم خرجا منه فرحين مسرورين.....
وهم اليوم يخرجون منه يركضون ويبكون ويشتمون؟؟؟
تأملا :
هذا السرير الذي طالما حلق به الزوجان الى خبر كاااان....
يصبح حلبة للشتم وميدانا للرفس وتنتيف الشعرااان؟؟؟
وهذه الجدران التي طالما ذابت خجلا وكادت تسقط السقف مماتراه..
تردد اليوم صريخ وعواء الزوجااان؟؟؟
وتلك الاضاء الحمراء ...والطلاء الفتان...
كانا هما الشاهدان ....لحياتي اروعي انسان...
وهما اليوم يشهدان على قلة العقل وبذاءة اللسان....
وذلك الكرسيان اللذان مصنوعان من الخيزران...
كم جلس عليه زوجان منهكان قادمان من رحلة الخيال والايمان....
هاهما اليوم يستخدمان للفتك والضرب .....وسلاح قوي في الحرب..
وتلك المرايا التي قد ملأت كل مكان .......
كانت اعصدق ناقل لمراهقة الزوجان........
هاهي اليوم لا تكاد تنقل بل تبصر الا شجار وتقاتل الزوجان....
كم سكب الزوجان على ارض هذه الغرفة مشاعر الحب والغرام؟؟
واليوم كم يسقط عليها من دم بسبب الشجار والقتال الحرااام؟؟؟
آآآآآآآآآآآآه............آآآآآآآآآآآآه.......... من نكران الجميل....
ايها الزوجان ان من حق غرفة الاسرار علينا....
ان تحترم وتصان ......ولا تذل ولا تهااااان.....
لتبقى مكانتها القلبية....
ولنحافظ على هيبتها القدسية...
فاعرفوا قدر من كتم اسراركم ....
وقوموا بواجبها نحوكم....
تزداد المحبة والسعادة بينكم..
ـــــــــــــــــــــــ(54/55)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/56)
ــــ
القاعدة السابعة والعشرون تقول :
( اذا زال جمال ظاهركما ...فلاتنسوا جمال باطنكما )
ايها الزوجان الحبيبان .....
لاشك ان جمال الظاهر مرغوب ...
وهو سبب من أسباب العفة الجنسية..
ولاشك ان جمال الباطن مطلوب....
وهو سبب من اسباب بقاء الحياة الزوجيه....
جمال الظاهر حسن منظر الزوجين وهيئتهم..
وجمال الباطن حسن اخلاق الزوجين وتعاملهم...
مافائدة زوجان جميلان المنظر سيئان المخبر؟؟
كم انقضت صورة الجمال ...ثم اصبحت الحياة بينهما شبه محال؟؟
كم ضحى رجل من اجل امرأة سلبت عقله من شدة جمالها...
فلما تزوجها غص بها..... وتجرع ويلاتها وعقوقها....
وذاق مرارتها ........ولم تنفعه صورتها......
وتقرب الى الله بطلاقها .....لسوء أخلاقها...؟؟؟؟؟؟
وكم ضحت امرأة من اجل رجل جميل المظهر....
فلما قبلته ....عانت من سوء خلقه ومعاملته....
ولاقت صنوف العذاب .....والطعن والسباب....
فما اغناها ظاهره ......يوم انكشفت لها بواطنه....؟؟؟؟؟
لذا اقول ايها الزوجان .....
الجمال الحقيقي جمال الباطن ....
الجمال الباقي جمال الاخلاق والاذواق.....
ولاشك ان وجود جمال الباطن والظاهر نور على نور
وإن كان ذلك اندر من بيضة الديك ولبن العصفور
كما قال الشاعر :
قضاعية الكعبين كندية الحشا
خزاعية الاطراف طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ومنطق داوود وعفة مريم
يالله من فضلك الكريم
فياايها الزوجان :
اذا طال بكما الزمن ....
ونظرتما الى جمالكما الظاهري وقد علاه العفن......
لا تنسوا جمال الباطن .....خصوصا في هذه المواطن.....
فالزوجان الوفيان الكريمان بهذا يعتنيان ويتمسكان.....
والامم انما تقاس بأخلاقها ..........لا بأشكالها.......
اللهم جمل ظواهرنا وبواطننا
برحمتك ياارحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــ(54/57)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/58)
ــــ
والان ايها الزوجان السعيدان تعالا معي الى القاعدة الجديده
من القواعد الذهبية في السعادة الزوجيه :
القاعدة الثامنة والعشرون تقول :
( لتدوم السعادة والبهجة .....تعلما فن القُبلة )
ايها الحبيبان :
ان للقبلة تأثير قوي ...
خصوصا اذا كانت بدون صوت ودوي
كم قطعت من شجار.....
وكم اطفأت للحرب من نار.....
كم فاحت في البيت من عطور....
وكم أثرت في الزوجين اعظم من تأثير الخمور....
كم هو جميل ان يدخل الزوج بيته بقبله...
وان يخرج من بيته مودعا بقبله.....
وان يستيقظ على قبله ......
وان ينام بقبله......
وان يأخذ قبلة قبل الاكل وقبلة بعده....
وقبلة قبل دخول الحمام وقبلة بعده....
وان يأخذ قبلة كل ثمان ساعات ....
مضاد حيوي قوي ( اقمنتن650)
لقد كان صلى الله عليه وسلم يستاك قبل دخول البيت ولم يفعل ذلك؟؟
وقد كان يقبل نساءه وهو صائم وايضا وهو ذاهب للصلاة
ويشرب من الموضع الذي شربت منه زوجته
ليضع فاه على موضع فيها
صلى الله عليه وسلم
اليس لنا فيه اسوة؟؟؟؟؟
اذا لنكثر من القبلة ...
ايها الزوجان الحبيبان لتعلما ان :
القبلة على انواع ومقاسات:
فهناك الحارة والمعتدلة والباردة
وهناك الطويلة والمتوسطة والقصيره
وهناك الفتاكة وبعيدة المدى وعابرة القارات
وهناك المزعجة والمرتفعة والصاخبة
وذات الدوي والضجيج المقطع والقائم على الاوزان
وهناك ماينقض الطهارة ويوجب الوضوء ومايوجب الاغتسال
فياايها الزوجان
اياكما ان تهملا امر القبلة او ان تستهينا بها
رزقكما الله اجمل ذكاء وحنكة
ووفقكما الى اروع قبلة
يارب غفرا قد طغت اقلامنا
يارب معذرة من الطغيان
سبحانك اللهم وبحمدك
اشهدان لا إله الاانت
استغفرك واتوب اليك
ـــــــــــــــــــــــ(54/59)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/60)
ــــ
ايها الناس :
إني داعٍ فأمنوا .........؟؟
اللهم لاتدع أيما الا زوجته......
ولاتعيسا الا اسعدته.....
ولا سعيدا الا زدته.....
ولا عقيما الا ذرية طيبة رزقته.....
والآن ايها الزوجان الحبيبان تعلا معي الى قاعدة جديدة
من القواعد الذهبية في الحياة الزوجية
القاعدة التاسعة والعشرون تقول :
( لتدوم سعادتكما......انضحا الماء في وجه بعضكما )
نعم انها والله من اسباب دوام السعادة بين الزوجين
نعم .....انضحا الماء.......؟؟؟
اعني به والله ........ قيام الليل لله..........
نعم .....في وقت الاسحار وقد طاب النوم....
اذا بصوت يكسر جدار السكون .......
اذا بصوت رقيق عاطفي حنون.......
مااجمله ومااعذبه انه يقول :
حبيبي فلان قم وصل لله ركعتين ....
قم وناجه وتضرع اليه وادمع دمعتين....
عساها تنفعك وتنفعنا.......في يوم العرض بين يديه...
يالله مااجمله من صوت ومااروعها من دعوة .....
لكن لذة النوم تغلب اصحاب الهمم الضعيفة والعزائم الكسوله..
صلت زوجته من الليل ماشاءت .....فلما فرغت ابت .....؟؟؟
نعم ابت.....ابت ان يحرم زوجها من اجر قيام الليل .....
غمست يدها الناعمة في الماء البارد ثم تساقطت قطرات ....
من يدها الى وجه زوجها فلما سال الندى على وجنتيه....
اشرقت شمس عينيه :
الحمد لله الذي احيانا بعدما اماتنا واليه النشور....
صف قدميه في محرابه ....اخذ يناجي ربه ويقرع بابه....
صاح الديك .....ايذانا بدخول الصباح واسراعا للفلاح...
فرح الزوج بقيامه ودعائه وصلاته.....
ثم ادار وجهه المخضب بدموع الخشية .....الى تللك الزوجه....
( تعجز العبارات عن ان اصف مشاعرهما وتعانقهما ....)
وكذلك الزوج يقوم من الليل ماشاء ....
ثم يوقظ زوجته للصلاة والدعاء.....
كم تكون الحياة جميله......
يوم ان يتعاون الزوجان على رضا ربهما....
ان لحياتهما طعما ولا في الاحلاااااااام....
ويزداد الطعم روعة اذا اقبل الظلاااااام....
قال عليه افضل الصلاة والسلام :
( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وايقظ امرأته
فإن ابت نضح في وجهها الماء
ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها
فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) رواه ابو داود بسند حسن
( نضحت ) : رشت
اللهم وفقنا لكل خير
واكرمنا بقيام الليل
برحمتك ياارحم الراحمين
ـــــــــــــــــــــــ(54/61)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/62)
ــــ
والان هيا بنا الى القاعدة الجديدة:
القاعدة الثلاثون تقول :
( لتدوما بينكما السعادة والحب........تخلصا من شدة الغضب )
نعم فكم مشاعر بالغضب تقتل وتموت...
وكم بالغضب هدمت أسر وبيوت.......
كم بالغضب ذاق الزوجان مرارة الفراق ....
وكم به سُمِع دوي الطلاق.....
كم كان سببا للفراق .....والشقاق.....
كم بسببه سال دمع مهراق...
كم به جرحت قلوب الاحبة....
وكم به قتلت المحبة والمودة....
فيا ايها الزوجان الحبيبان .....
لابد من جهاد النفس عند الغضب...
ابتعدا عن اسباب الخلاف التي توقد شرارة الغضب....
اذا غضبتما فاسكتا واصمتا.......لا لا لا لا لا تتكلما.....
تعوذا بالله من الشيطان الرجيم ....
اجلسا بعد قيامكما .....واضطجعا بعد جلوسكما.....
سارعا الى الوضوء .....والى تغيير المكان والجو...
تذكرا فضل كظم الغيظ وتجرعه :
قال صلى الله عليه وسلم :
( من كظم غيظا ولو شاء ان يمضيه أمضاه
ملأ الله قلبه رضى يوم القيامه )
حديث صحيح
فياايها الزوجان الحبيبان اوصيكما:
لا تغضبا....
لاتغضبا....
لاتغضبا...
ـــــــــــــــــــــــ(54/63)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/64)
ــــــــــــــــــــــ
اما الان فإلى قاعدة جديدة من القواعد الذهبية في الحياة الزوجية
القاعدة الحادية والثلاثون تقول :
( لتحلو لكم الحياة الزوجية ......اجعلوا بينكم درسا دينيا )
نعم مالمانع ان يتفق الزوجان على جلسة يومية يقرآن فيها القرآن..
مالمانع ان يتفقا على درس علمي يقرآنه من كتاب ليتعلما ويتفقها..
مالمانع ان يترافقا لحضور محاضرة مؤثره...
أو يجلسا سويا لسماع شريط نافع من فترة الى فتره...
كم يكون بها من تقارب القلوب والابدان...
كم يشعران بها من رجاحة عقل واتزان...
ايها الزوجان ......
احرصا على قوت القلوب والارواح....
فبه تتلاقا الابدان والاشباح.....
ـــــــــــــــــــــــ(54/65)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/66)
ــــ
القاعدة الثانية والثلاثون ....
( لتدوم لكما السعادة الزوجية ......استحما سويا )
صدقاني ايها الزوجان الحبيبان ..........
كم هو جميل ان تبقيا جميعا تحت الدش
واجمل من ذلك ان تتسابقا على اخذ الصابونه
وكم هو رائع ان تدلك لك ظهرك بالليفه.....
واروع من ذلك ان تغسل رأسها بزيت الحمام ( فاشكول )
نعم ...........
عندها يكون الانسجام ..........
في الحمام حال الاستحمام......
جربا وتجرءا ووالله لن تندما بل....
سوف يصبح حمامكم غرفة نوم لكم
وانظروا رحمكم الله من يفعل ذلك
انه من هو اشد حياء من العذراء في خدرها
نبينا صلى الله عليه وسلم
فقد كان صلى الله عليه وسلم يلاطف زوجته عائشة وهو يغتسل معها
كما قالت رضي الله عنها : " كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء بيني وبينه واحد ، فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي ، قالت : وهما جنبان " مسلم بشرح النووي 4/6 .
يالله شدوا حيلكم يالمتزوجين
بس عاد لاتسرفوا في الماء
ـــــــــــــــــــــــ(54/67)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/68)
ــــ
احم احم ياهووووو ياناس احد يرد علي ...........
الظاهر مااحد يبي القاعدة الثانيةالثلاثين.....
او ربما هول الصدمه مااحد قادر يعلق على الموضوع
او ربما مستانسين يامتزوجين والى الحين ماطلعتم من الحمااام
اقهررررررررررررررررررر كل عزوبي معفن
والان تعالوا بنا الى القاعدة الثالثة والثلاثين:
القاعدة تقول :
( لتدوم السعادة الزوجية ........احرصا على القبلة الصباحية )
كم جلبت قبلة الصباح .......من محبة وارتياح...
كم اكدت للعاشقين الاطهار.......
ان روعة لقاء الليل لايمحوه النهار......
كم جلبت من نجاح واستقرار.....
وكم انارت البيت بالانوار ......
انها مفتاح القلوب .....
وعربون حب يقدم للمحبوب......
كم اوقفت من طلاق .....وابدلته الى عناااق....
كم بدلت من شقاق .....الى تآلف ووفاق....
فياايها الزوجان عند الاستيقاظ ....
وقبل الخروج لاداء الاعمال .....
خذ كامل زينتك ....
ثم توجه لزوجتك....
وارم بطرفك اليها .....
عن رغبتك في تقبيل فيها....
واسمعا بعضكما معها .......
اجمل كلمة تخرج معها....
على فكرة ....
بس قبلة واحده...مو تكثرون
والا ......انذار تأخر في العمل .....
او فصل ......ولست مسؤلا....
وان كانت الزوجه موظفه.....
راحت وطي..........
ـــــــــــــــــــــــ(54/69)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/70)
ــــ
والان تعالوا معي احبتي الى قاعدتي الجديدة :
القاعدة الرابعة والثلاثون تقول :
( لتدوم لكما السعادة الزوجية ..........استخدما المقالب الكيدية )
واقصد بهذه القاعدة ...
ان يكون بين الزوجين مداعبات رائعة ... ... ..
وركلات ترجيحية مسددة غير ضائعة ... ... ..
مواقف كيدية لاتزيد الحياة الزوجية ... ... .
الا متعة ورومانسية ... ... ..
تبقى مع الايام معلقة في الذهن ... ...
لتكسر كل جدار للهم و الحزن ... ..
كم جعلت احدهما في عزلته ... ... .
يصرع من الضحك لتذكر فعلته ... ...
انها المقالب الزوجية ... ..
تجعل الحياة اكثر حيوية ... ... .
مقالب لاتصل الى الضرر ... ..
مقالب ليس فيها اثم او وزر ... ..
وليس فيهاتثقيل او اكثار ... ...
يوصلها للمخاصمة والشجار ... ...
مقالب يكون بعدها الانسجام التام ... ... .
وتظهر في سماء البيت الفرحة والابتسام ... ... .
قرب لها الكرسي فإذا ارادت الجلوس اسحبه....
اجعليه يغمض عينيه لتذهبي به الى سفرة الطعام ... ..
ثم اجلسيه على كرسي الحمام ... ... ... .
اذا دخلت لتنظف الفريزل ( الثلاجة ) اقفل عليها الباب ... ... .
بس عاد لا تطول تموت عليك بنت الحلال .....
وتبلش حلال وتقول هو اللي قال..
واذا غسل رأسه بالشامبو اقطعي عنه الماء ... ... .
الله يعينك على الكفوف اللي حاتجيك.....
دغدغها بالدرل ( الشنيور ) ... ... .
وحكي ظهره بالصنفره ... ... .
وهكذا مقالب رائعة للكبار ... ...
ولامانع من مشاهدة
شريط مواهب وافكار
ـــــــــــــــــــــــ(54/71)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والان تعالا معي ايها الزوجان الحبيبان....
ومع قاعدة جديدة تجيب الجناااان
القاعدة الخامسة والثلاثون تقول :
( لتدوم لكما السعادة الزوجية .......اشتركا في رياضة بدنية )
نعم .....الرياضة البدنية....
تعالا وتخيلا معي.......
ياسلاااااااااام وياسلاااااام
يوم ان تصارع المداااااااام.......
واجمل من ذلك الكلام .......
ان تلعبا تنس على طاولة الطعام
واروع من ذلك تشتركا .....
في سباق الجري والركض....
من سصح البيت الى الارض....
والعودة في نفس الاتجاه
كم هو رائع ان تشترك مع المدام ....
في مسابقة الغطس في بانيو الحمام.....
او غسالة الملابس ام منشفة.....
او في حوض المغسلة.....
بس عاد انتبه من الغرق لاتبلشني بدمك
مالمانع ايها الزوجان ان تلعبا كرة القدم بينكما....
في صالة البيت او مكان استقبال ضيوفكما.....
العبا لعبة الرمي بالقرص.....
واطباق الميلامين بالرخس....
العبا لعبة الحصان والجمباز.....
فوق المكتب او البوتجاز.....
ثم يحضر الابناء والصبيان...
باستثناء الاقارب والجيران....
ليشهدوا حفل تسليم...
الكأس والجوائز والدروع والميداليات للفائزين.....
ويلزم المهزوم بكنس البيت وغسل المواعين.....
نعم العبا حتى تتعبا....
العبا وتغازلا وتعاتبا....
فقد فعلها من هو خير مني ومنك.....
وداعبها وقال لها ( هذه بتلك )...
ـــــــــــــــــــــــ(54/72)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/73)
ــــ
واهدي لكم قاعدتي السادسة والثلاثون
من قواعدي الذهبية في السعادة الزوجية
القاعدة تقول :
( لتدوم السعادة بينكما......احذرا من شدة غيرتكما )
انا لا اقصد ايها الزوجان الا تغارا.....
فحياة انسانيه بلاغيره ...........تعاسه
وحياة زوجية بلاغيره........دياثة!!!!
ان الغيرة عنوان المحبة والمودة....
لكن ان زادت عن حدها بين الزوجين.....
انقلبت الى سوء ظن وتهمة للاخرين.....
اذا حرم سوء الظن بعموم المسلمين.......
فكيف سوء الظن بين الزوجين؟؟؟.......
ثم بشدة الغيرة يحمل الزوجان....
اخطاء الاخرين احد الزوجين.....
وهذا ظلم عظيم وكذب ومين.....
ان من اكبر اسبابه ودائه.......
شدة الغيرة وعدم انضباطها......
انظرا معي......
غار الزوج على زوجته .....
فأصبحت ماتتحرك في البيت الا بعله.....
واصبحت ماتتكلم في الهاتف الا بين يده.....
واصبحت لاتلتفت في طريقها الا بإذنه.....
فأي حياة هذه؟؟؟؟
غارت الزوجة على زوجها........
فلا يتأخر الا وقد اتهمته........
ولا يكلم بالهاتف الا وقد قذفته ورمته......
ولايتبسم في احد اذا مر.....الا وهناك امر؟
ثم يتراشقان الكلمات....
ويتبادلان الإتهامات....
فياايها الزوجان الحبيبان......
احذرا من شدة الغيرة والمبالغة فيها........
فإنها تكسر القلوب الرقيقة وتتهم النيات........
وتقضي عاجلا او آجلا على الحياة........
وفقنا الله واياكم لسعادة الدنيا والاخرة
واذهب عنا وعنكم شدة الغيرة
ـــــــــــــــــــــــ(54/74)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/75)
ــــ
مرحبا بكم ايها الاحبة في قاعدة جديده
من قواعدي الذهبية في السعادة الزوجية
والان تعالوا معي مع القاعدة السابعة والثلاثين
القاعدة تقول :
( كثرة المجادلة .....تقتل الحب والسعادة )
نعم ايها الزوجان الحبيبان ......
انتما اثنان بينكما اختلاف فسيولوجي في التركيب.....
ولاشك سيؤدي الى اختلاف في وجهات النظر والتفكير.....
وعندما يكون الاختلاف في الرأي يكون النقاش
فاحذرا ان يتحول نقاشكما الى مجادلات
فهي اسر ماتوصل الى المهاترات والى الشجار الغير معد لهد
ايها الزوجان الحبيبان.......
كم في المجادلة خلا الكلام من كلمات الحب والاحترام....
بل وصلا به الى التجريح واللوم والشك والاتهام.....
فكم قتلت المجادلة من قلب محب!!!!!!
وكم دمرت من علاقات ومودات!!!!!!
ايها الزوجان.....
اذا كان الكافر يجادل بالتي هي احسن
وهو عدونا حتى يدخل في الاسلام ويؤمن
فلما جدال الزوجين.....
يكون بالتي هي أسوء؟؟؟
فتجنبا ايها الزوجان المِراء والجدال.....
واحسنا في الاقوال بينكما والافعال.....
وتناقشا في موضوعكما وتحاورا.....
بكل هدوء وموضوعية ولا تتجادلا.....
فربما تظفران برأي جادلتما عليه.....
ولكن تخسران قلبا سكن الحب فيه.....
رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل المقبول الصالح
وجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء وكل صالح
ـــــــــــــــــــــــ(54/76)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/77)
ــــــــــــــــــــــ
القاعدة السابعة والثلاثون :
القاعدة تقول :
( لتدوم السعادة الزوجية بينكما....تعرفا على نفسية كل منكما )
ايها الزوجان .......
اليس من الخطأ ان ينظر الرجل الى زوجته انها رجل مثله......؟
أليس من الخطأ ان تنظر المرأة الى زوجها انه امرأة مثلها......؟
نعم ....... هذا مايحدث بل هذا هو سبب كثير من المشاكل
فهذا زوج يقول .....
زوجتي غريبة ....صعبة ....ثائرة...لاتفهم!!!!!
وهذه زوجة تقول ....
زوجي معقد .....شديد ......غضوب...لايحبني!!!
ان المشكلة ليست في نفسية هؤلاء فقط
بل المشكلة الحقة في فهمها من قبل الزوجين.....
وكيفية احسان التعامل معها من قبل الطرفين.....
فالرجل تفكيره يختلف عن تفكير المرأة....
واهتماماته تختلف عن اهتمامات المرأة....
فمثلا .....
الرجل اذا نزلت به مشكله كل همه كيف يجد الحل
والمرأة كل همها ان تجد من يستمع لمشكلتها ويخفف عنها
وسبحان الله العظيم القائل :
( وليس الذكر كالأنثى )
فياايها الزوجان ......
حتى تسعدا .......
اعرفا كيف تتعاملا......
ولن تعرفا ذلك.....
الا اذا فهمتما نفسية كل منكما.....
فاحرصا على دراسة ذلك ومعرفته......
وفقنا الله واياكم لحسن المعاملة
ورزقنا السعادة في الدنيا والاخرة
ملحوظة :
انصحكما ايها الزوجان بسماع شريط:
( فهم النفسيات ) للاستاذ جاسم المطوع وفقه الله
وقراءة كتاب :العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة
للدكتور : هشام الحناوي
ـــــــــــــــــــــــ(54/78)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/79)
ــــ
مع قاعدة جديده من قواعدي الذهبية
والان هيا الى القاعدة الثامنة والثلاثين
القاعدة تقول :
( لتدوم السعادة بينكما.......اطعما بعضكما )
نعم ....ايها الزوجان الحبيبان...
اذا جلستما على سفرة الطعام.......
وبدءتما في الأكل والإلتهام.......
فارفع لقمتا رائعة وضعها في فيّ امرأتك....
وارفعي لقمة رائعة وضعيها في فيّ زوجك.....
وتبادلا الابتسام واجمل الكلام....
قرب لقمة اليها فإذا فتحت فمها كلها انت
وافعلي انتي ذلك ثم كليها ولا تخشي المهالك
اذا اردتما ان تشربا الماء .....
فليسقي كل منكما الاخر .......
ايها الزوجان ....
انها والله افعال سهلة يسيره......
لكن تأثيراتها في القلوب خطيره......
كم غرست في القلب الرحمةوالمحبة......
وكم اظهرت بين الزوجين المودة.......
فلما تتحرج نفسك.......فيما فيه سعادتك؟؟؟؟؟
ولما تستحي ان تفعل .....مايدعوك الى حياة اجمل؟؟؟
فيا ايها الزوجان الحبيبان .....
تسابقا في تحقيق هذه المهمة.....
بكل جد وصدق وعزيمة وهمة....
واحذرا من تكبير اللقمة
لتسلما من شرقة او غصة
ألف الله بين قلوبكما
وأدام السعادة بينكما
ـــــــــــــــــــــــ(54/80)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(54/81)
ــــ
والآن مع قاعدة جديدة
القاعدة التاسعة والثلاثون
القاعدة تقول :
( لتدوم لكما السعادة الاسرية .....تفاهما في الجوانب المالية )
ايها الزوجان ......
كم من اسرة تمزقت بسبب المال.......!!!
وكم من مشاكل عظمة بسبب المال.......!!!
وكم من محبة قتلت بسبب المال.......!!!!
وكم من انفس اهينت بسبب المال........!!!
وكم من قلوب كسرت بسبب المال.......!!!
ايها الزوج ....
ان عليك النفقة والسكنى .....
وعليك االا تضيع من تعول ......
ثم اعلم :
ان درهما تضعه لاهلك خير لك من درهم تضعه في سبيل الله ؟؟؟؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة
ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك ) رواه مسلم
فلا تبخل عليهم بما تستطيع وانظر لما تقدمه لهم واحتسب الاجر فيه......
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة )
فاقسم من راتبك الشهري قسما لزوجتك واولادك وإن ضاق وقلَّ ......
ورتب للمناسبات والعوارض ميزانياتها حتى تسلم من الازمات......
واقتصد في انفاقك يبارك لك الله في رزقك ولاتبذر تبذيرا......
( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )
وانتي ايتها الزوجة ....
الرفق الرفق بالزوج ......
احذري من كثرة الطلبات والرغبات ....
فإنها جالبة للمشاكل والمنازعات.......
واقنعي باليسير والقليل ......
اياك ان تنظري لمن هم فوقك في الماديات ......
فتسوء بك الحياة ....ويقل شكرك لزوجك وربك..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم
فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) رواه مسلم
واحذري ايتها الزوجة ان تكوني سببا في هلاك زوجك وأمتك ؟؟؟؟؟
قال صلى الله عليه وسلم :
( إن اول مااهلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب والصيغ ماتكلفه امرأة الغني ) حديث صحيح انظر السلسلة الصحيحة للالباني رحمه الله ( 591 )
وان بخل زوجك عليك وماله موجود بين يديك :
( فخذي من ماله بالمعروف مايكفيك ويكفي بنيك )
فياايها الزوجان الحبيبان ....
جلسة بينكما ترتبان ميزانية شهركما.....
وتنظران للمناسبات والازمات الواقعة بكما....
فبها يعذر بعضكما الاخر ويقف معه في الازمات الماليه
وتفوزا جميعا بالسعادة الاسرية الزوجية.........
فتح الله ابواب رزقه لكما
وكتب السعد بينكما
وقضى عنكما دينكما
وفرج همكما وكربكما
اللاءات التيتحقق السعادة الزوجية
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عزيزي الزوج :
زوجتك بحكم تكوينها تتصرف وتفكر بطريقة مختلفة عنك .. وحتى تفهم
نفسيتها وتكسب ودها .. فهذه 20 لا .. ابتعد عنها بقدر الإمكان .
لا تفترض أنها تتصرف كما تتصرف أنت لأنها تختلف عنك .
لا تهملها وامنحها الحب والعطف والأمان ، لأنها بطبيعتها تحتاج إليها .
لا تستهن بشكواها ، فهي تبحث حتى عن مجرد التأييد العاطفي والمعنوي .
لا تبخل عليها بالهدايا والخروج من حينٍ لآخر ، فهي لا تحب الزوج البخيل .
لا تتذمر من زيارة أهلها ، لأنك بذلك تفقد حبها ، فالمرأة أكثر ارتباطاً بأهلها .
لا تغفل عن إبراز غيرتك عليها من حينٍ لآخر ، فهذا يرضي أنوثتها .
لا تنس ملاطفتها ومداعبتها في الفراش وإشباع أنوثتها .
لا تظهر عيوبها بشكلٍ صريح ، فهي لا تحب النقد .
لا تنصرف عنها ، لأن المرأة تحب من يستمع لها .
لا تخنها .. فإن أصعب شيءٍ علي المرأة الخيانة الزوجية .
لا تستهزئ بها أو بمشاعرها لأنها كائن رقيق لا يتحمل التجريح .
لا تنس ما تطلبه منك ، فهذا يولد إحساساً لديها بأنها لا قيمة لها لديك.
لا تخذلها ، فهي بحاجة دائمة إلي شخص تثق به وتعتمد عليه حتى تشعر بالراحة .
لا تهمل في واجباتك والتزاماتك الأسرية ، فتحقيق هذا يشعرها بحبك لها .
لا تستخف باقتراحاتها لحل المشاكل التي تواجهكما ، فهذا يشعرها بعدم أهميتها .
لا تتوقع منها أن تحل المشاكل بطريقة عقلانية ومنطقية ، لأنها أكثر ميلاً إلي استخدام العاطفة .
لا تتدخل كثيراً في شؤون البيت ، وامنحها الثقة ، فإن هذا يشعرها بأنها ملكة متوجة داخل منزلها .
لا تغفل عن امتداحها ،وتغزل في ملبسها وزينتها وطبخها حتى في ترتيب المنزل ، فهذا يرضي أنوثتها .
لا تنس أن المرأة تمر بظروف نفسية صعبة ( الولادة – الحمل – الطمث ) ولابد أن تراعي مشاعرها أثناء تلك الفترات .
لا تحد كثيراً من حريتها الشخصية ، خاصة في علاقاتها الاجتماعية ، فهي بطبيعتها اجتماعية تحب الصداقات الكثيرة .
عزيزتي الزوجه :
انتبهي لطبيعة زوجك .. وافهمي نفسيته جيداً حتى تستقر حياتكما وتنعما بالرضا والسعادة .. وهذه 19 لا .. تجنبي الوقوع فيها .
لا تقارني نفسك به ، فهو مختلف عنك .
لا تقتحمي عزلته ، لأنه يفضل أن ينعزل عن الآخرين ، إذا كانت لديه مشكلة يحاول حلها .
لا تستفزيه ، فهو بطبيعته حاد الطباع ،عصبي المزاج ، ينفذ صبره بسرعة .
لا تتوقعي منه أن يقوم بما ترغبين في أن يقوم به ، لأنه لا يفكر بأسلوبك نفسه .
لا تفرضي أسلوبك أو تفكيرك عليه ، لأنه يغضب إذا شعر بنديتك له .
لا تثقلي عليه بالحديث ، فهو لا يحب المرأة الثرثارة .
لا تنتظري أن يقول لك أسف ، لأنه لا يحب الاعتذار ، وأن أراد فإنه يتبع طرقاً أخري غير مباشرة في التعبير عن ذلك .
لا تشعريه بعدم حاجتك إليه ، حتى لا تفقدي عطاءه ورعايته لك .
لا تسمعيه كلاماً لا يرضي عنه ، لأن هذا يؤذيه ويعكر صفو مزاجه .
لا تقللي من قيمة ما يقوم به من أجلك ومن أجل أولادكما حتى لا تفقديه .
لا تنتقديه أمام أهله وأصدقائه ، لأنه يشعر بأنك تنتقمين من رجولته .
لا تلحي عليه في السؤال عند خروجه ، فهو يرغب في أن يكون كالطائر الحر .
لا تنفريه منك أثناء المعاشرة الزوجية حتى لا يبحث عن المتعة في مكان آخر.
لا تنشري أسرار حياتكما ، لأن الرجل بطبيعته كتوم .
لا تزيدي من طلباتك ، فهو يحب الزوجة القنوع .
لا تشعريه بأنك أفضل منه حتى لا تفقدي حبه واحترامه .
لا تقللي من حبك وحنانك له فإن هذا يشعره بالرضا .
لا تنتظريه دائماً أن يكون المبادر ، فإن كرم الزوج في ردود أفعاله .
لا تهتمي بأولادك علي حساب اهتمامك به ، فهو يحب أن يكون مصدر الاهتمام والرعاية طوال وجوده بالبيت
الوصايا العشر للسعادة الزوجية
أولا: السعادة الزوجية قائمة على عدة جذور؛ صحية ونفسية وفكرية واجتماعية وليست قائمة فقط على اللذة الجنسية فيجب الاهتمام بصحة الزوج والزوجة. واهتمام الزوجة بالطعام والشراب والبيت الصحي المنظم النظيف .
ثانيا: الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والحوار المتبادل من أسس السعادة لزوجية لأن إساءة العشرة والأنانية والشكوك والغيرة والغرور والديكتاتورية من أكثر عوامل هدم السعادة الزوجية .
ثالثا: يجب تعلم فن الشجار الزوجي الذي يجب أن يكون داخل حجرة النوم بعيدا عن الجيران والأهل ويمون الحوار قصيرا ومثمرا ومعرفة تصفية العلاقات والقضاء على الأحقاد وتلاشي رواسب العداوة .
رابعا: على الزوجة أن تحاذر من الاعتراف لزوجها بماضيها العاطفي أو علاقاتها السابقة حتى لو كانت مجرد علاقة رومانسية أو خيالية أو هاتفية لأن هذا كفيل لزرع بذور الشك والكراهية وعدم الثقة .
خامسا: يجب تعلم التسامح والإغضاء عن الأخطاء فالزوجة ليست ملاكا 100% وليست ممثلة إثارة طوال 24 ساعة وليست خادمة مطيعة 100% لكنها إنسانة تشعر بالتعب والملل والإرهاق وبحاجة للراحة .
سادسا: يجب تعود على الصراحة التامة وعدم إخفاء أي أسرار بين الزوجين .
سابعا: يجب على الزوجة تعويد زوجها على الادخار والإنفاق قدر الحاجة ولا تضطره للاستدانة لكي تشتري كل يوم أحدث الأزياء وكل شهر عشاء في أغلى الفنادق وكل عام السفر لأجمل الشواطئ .
ثامنا: يجب على الزوجة تعويد زوجها على الادخار والإنفاق قدر الحاجة ولا تضطره للاستدانة لكي تشتري كل يوم أحدث الأزياء وكل شهر عشاء في أغلى الفنادق وكل عام السفر لأجمل الشواطئ .
الطلاق ممنوع والتهديد بالطلاق ممنوع والنكد ممنوع لا تحرم زوجتك من زيارة أهلها ولا تحرم أولادك رعاية الأم وحبها وحنانها ولا نحرهم وجودك بحجة أعمالك المستمرة .
تاسعا: يجب تعلم فنون الترفيه والتسلية البريئة وعدم الإفراط في الاختلاط بالغرباء وعدم ذكر مساوئ الزوج للصديقات أو للأهل وعدم الاستماع للنصائح من الجاهلات .
إحدى الزوجات تم طلاقها بسبب تدخل أهلها الدائم في الشجار الزوجي مما زاد من حدة الخلافات .
عاشرا: الزواج ليس منفعة أو تجارة أو متعة جنسية مستمرة ولكن مشاركة ومسؤولية مشتركة وعن ما يحول الزواج لمنفعة أو صفقة يفقد رومانسيته وأهدافه الإنسانية والمودة والرحمة والسكن النفسي .
يجب الحذر من عداوة الأقارب فالأقارب عقارب لا تخلو قلبهم من الحقد والحسد والغيرة وكم من بيوت هدمها سوء الظنون وتناقل الكذب والحسد من الأقارب.. وتدخل الحموات في أمور الزواج يفسد العلاقة .
ضرورة مراعاة ظروف الطرفين لبعضهما البعض وعدم المغامرة بالزواج السريع. يجب أن يتوفر شرط التكافؤ في المستوى الثقافي والاجتماعي؛ والعلاقة الزوجية.. علاقة ليست مثالية 100% ورومانسية 100% أو عقلانية 100% لكنها مزيج من الواقعية والمثالية والعاطفية والعقلانية والمادة والروحانية والمتعة النفسية والجنسية .
وعلاقة الحب بين الزوجان يحكمها القلب ومشاعر والعقل والمنطق. الحب عاطفة حسية روحية يحلق بها المحبوبان فوق السحاب مع أحلام وردية جميلة ولكن الحب قبل الزواج شرطا للسعادة بعد الزواج .
قد تنطفئ شعلة الحب بالشجار أو الملل أو الخلافات المستمرة والنكد والنقار من الزوجة بسبب تدخلات الحموات ولكن العكس صحيح زواج العقل والمنطق القائم على التكافؤ في كل شيء التكافؤ العمري والثقافي والاجتماعي والصحة الجسدية هو من شروط السعادة الزوجية .
يجب من الفحوص الطبية الكاملة قبل الزواج للتأكد من الخلو من الأمراض والتحقق من الخلو من العاهات الخفية والأمراض النفسية والعلل العقلية والعادات الإدمانية السيئة والأمراض التناسلية وليكن كل لقاء زوجي كأول لقاء بأول ليلة؛ لقاء مفعما بالأشواق واللهفة .
تابع فقه الأسرة المسلمة
ما يخص الزوجين
الرجال : 10 أمور تزعجنا في النساء
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
هل فكرت يوما ما الذي يتحدث عنه الرجال عندما لا تكون النساء موجودات. قد تقول كرة القدم، والعمل، والسيارات، والنساء! نعم يتحدث الرجال المتزوجون والعزاب عن النساء عندما يكونون لوحدهن، وبالرغم من أنهم غالبا ما ينفون هذا إلا أنها الحقيقة، فهم يتحدثون عن الصفات التي يحبونها ويكرهونها في النساء.
وفي استطلاع اجري على الانترنت قال الرجال بأن هذه الصفات العشر هي التي تسبب انزعاجهم من الفتاة وفي حالات كثيرة تؤدي احدى أو كل هذه الصفات إلى إنهاء العلاقة. على أية حال، بالرغم من الصفات العديدة التي يحبها الرجل في المرأة تبقي هناك أمور تزعجه منها، ولأننا نحرص على أن تعرف المرأة ماذا يزعج الرجل فيها، سنقوم بتوضيح هذه الأمور، لعلك سيدتي تتغيرين:
10. الادعاء بأنها قديسة
غالبا ما تحاول العديد من النساء أن تظهر بمظهر الحمل الوديع أو القديسة الخالية من العيوب، حتى عيوب البشرة. ولأننا لا نريد أن نظلم كل السيدات فنحن نحيا بالفعل المجموعة الصادقة والبريئة والنقية من هؤلاء النسوة، ولكن الرجل يكره الفتاة التي تتحدث عن فضائلها وكأن أمها كسرت القالب بعد ولادتها.
9. انتقاد النساء الأخريات
هل تصدقن أيتها النساء، بأن الرجل ينتبه بالفعل إلى أسلوب تشويه صورة النساء الأخريات، ويكره هذه الصفة فيك، فهو يعتقد أنك واثقة من نفسك، ولا يهمك الحديث عن النساء الأخريات، ولكن من وجهة نظر امرأة لا أعتقد أن الرجال يجب ان يكونوا منزعجين فهم أيضا لا يضيقون حديثنا عن أي رجل سواء كان مغنى أم مذيع أم بائع الأحذية.
8. الغيرة
غالبا ما تستشيط معظم النساء غضبا لمجرد ذكر الرجل لاسم امرأة أخرى. وهذا أمر يزعج الرجال أحيانا، خصوصا إذا لم يكن هناك شيء يربطه بتلك السيدة، ولكن النساء لا يرحمن في هذه الجزئية بالذات، فبما أنك نطقت اسمها فلا بد أنه مهتم نوعا ما بها.
7. الشعور بالاحتياج
بعض النساء يشعرن بحالة جدية من عدم الشعور بالأمان، أما بسبب حدث في حياتهن أو بسبب نقطة ضعف لديهن. ولكن الرجل لا يحب السيدة التي تأتي باكية شاكية تطلب الدعم العاطفي بشكل مستمر. لذا إذا كنت تعتقدين أنها أسلوب نافع في التقرب من الرجل فكري مرة أخرى.
6. التحدث بالرموز
وهذا يعني سؤال واحدا يزعج الرجل، ويجعله في مزاج سيئ، وهو "ماذا يدور في ذهنك؟" تحب النساء أن تسأل هذا السؤال لتعرف ماذا يدور في ذهن الرجل في حين أن الرجل يفكر في العديد من الأشياء التي قد لا تعنيك والتي قد يستغرق شرحها ساعات. اسألي بالتحديد إذا كنت تريدين إجابة واضحة وإلا دعيه وشأنه.
5. غزو الفضاء الشخصي
تملك النساء تصرف لاإرادي بالفطرة، يجعلهن يرغبن في تعديل وإعادة ترتيب، وتنظيم شكل الرجل وحياته، وخزانة ثيابه وأوقات فراغه، وأصدقائه, وهذا الأمر يخنق الرجل ويجعله يشعر بأنه مقيد في منزله. فتوقفي!
4. يصبحن عاطفيات بسرعة
تبكي النساء لرؤية مشهد عاطفي، وعندما يكسر ظفرها، أو عندما لا تعجبها قصة شعرها، والاسوء من هذا أنها تتوقع من الرجل أن يغير كل شيء بحركة واحدة وكأنه ساحر. بالطبع يحب الرجل المرأة العاطفية ولكنه لا يحب سيل الدموع المنهمر لأنه ببساطة غير مبرمج على التعامل مع هذه المواقف، دعي دموعك جانبا وتحدثي معه عن ما يضايقك، وستجدان حلا للمشكلة.
3. التسوق الجائر
نعم ايتها السيدات، يكره الرجل التسوق الجائر الذي لا يبقى ولا يذر، والذي يعني بأنه سيلازمك حتى تغلق المحلات أبوابها، وهذا كثير على الرجل الذي اعتاد أن يدخل محل ثياب واحد، ويشتري ما يريه إياه البائع، ويمضي. لا تأخذيه معك إذا كنت تحبينه، أو خذيه معك إذا كنت تريدين معاقبته.
2. التحدث قبل الاستماع
كم مرة قال لك زوجك، هل استطيع ان إكمل حديثي الآن. يكره الرجال النساء اللواتي يتحدثن ويعلقن على كل المواضيع دون وجود داع. خصوصا أمام الأصدقاء، وبصراحة أجد أن بعض الرجال يقومون بهذا التصرف أيضا، فما أنت تبدئي بسرد قصة ما حتى يقوم بإكمالها دون سابق إنذار، أو يتنبأ بنهايتها, وهذا أمر مزعج حقا.
1. تستعمل الجنس للضغط عليه
إلا أن أكثر شيء يكرهه الرجال في حربه مع المرأة، هو أنها لن تتوانى عن استعمال كل أسلحتها بما فيها الجنس، وهذا أمر يعتبره الرجل قاسيا، فلماذا تتدخل الاحتياجات الطبيعية في المشاكل المنزلية. إلا يجب أن تترك المشاكل خارج غرفة النوم. وماذا يعتقد الرجل أن نتركه يدخل غرفة النوم ويخرج كما يحلو له، دون ثمن معقول لتصرفاته.
ــــــــــــــــــ
من يدفع الفاتورة أنت أم هي؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
لعل من أكثر المواضيع جدالا بين الشباب، بين يدفع الفاتورة الرجل أم الفتاة، ولماذا الرجل أو لماذا الفتاة؟ وبالرغم من تباين الآراء، إلا أن للآتيكيت أو آداب التعامل رأيه المختلف، فدعونا نرى ماذا يقول.
نموذجياً، يقع الرجال في معضلة فهم "سيئون إن فعلوا، وسيئون إن لم يفعلوا" فبعض النساء يشعرن بالإهانة إذا ما قام الرجل بتسديد ثمن الطعام. فهذا يشعرهن بالنقص أو العجز عن الاهتمام بأنفسهن، وكأن الرجل تفضل عليهن بإطعامهن. من ناحية أخرى، إذا لم يقم الرجل بعرض دفع الفاتورة فورا، فقد تحكم عليه الكثير من الفتيات بأنه بخيل أو غير مؤدب. ولتبسيط الأمور، يجب أن تتذكرا أن هناك ثلاثة احتمالات عندما يتعلق الأمر بالمال بين الرجل والمرأة.
1. من المتوقع أن تدفع لأنك الرجل.
2. من المتوقع أن تدفع لأنكما تؤمنان بالمساواة.
3. يمكن أن تقتسما الفاتورة.
إلا أن هناك مؤشرات عامة لتحديد أي من هذه الخيارات الثلاثة يجب أن تختار. وبمجرد أن تتعلمها، سوف تكون مستعدا، وأكثر حكمة في التعامل مع الموقف في المرة القادمة.
متى تدفع أنت:
1. الموعد الأول:
الانطباع الأول مهم – لذا يجب أن تدفع في أول موعد لكما في الخارج. ففي هذه الحالة، أنت رجل نبيل، والفتاة بلا شك سوف تحكم عليك من هذا التصرف.
2. إذا طلبت منها الخروج معك:
وهذه قاعدة عامّة، إذا كنت صاحب الدعوة فجيب أن تكون مستعدا للدفع.
3. في المناسبات الخاصة:
إذا كنت تحتفل بعيد ميلادها، موعدكما الأول، ذكرى سنوية أو ترقية أو أي مناسبة خاصة يجب أن تبادر بدفع الفاتورة.
متى تتركها تدفع:
1. إذا طلبت منك هي الخروج:
مرة أخرى، كن مستعدا للدفع حتى إذا طلبت منك الخروج معها. على أية حال، في هذه الحالة، على الأرجح بأنها ستبادر للدفع أولا. أما إذا كنت لا تحب أن تدفع هي عنك، فقم بالتفاهم على الموضوع منذ البداية تفاديا للإحراج، لا تقم أبدا بشد الفاتورة من يدها، بعد أن طلبتها، فقد أعطتك وقتا كافيا لتبادر.
2. عيد ميلادك:
لا ضير من أن تدعها تدللك، بل على العكس كن سعيدا لأنها تريد أن تدفع عنك مصاريف عيد ميلادك، فهذا يعني أنها تحبك، ولا تبخل عليك بنقودها عندما يكون اليوم يومك.
3. إذا كانت مصرة جدا:
إذا قامت بإخراج بطاقة الائتمان أو محفظتها، وطلبت الفاتورة، وكانت جادة في طلبها، فلا تحاول أن تحرجها، فهي على ما يبدو عازمة على إنفاق هذا المال عليك.
المصدر:البوابة
ــــــــــــــــــ
نوع الوظيفة .. عنصر أساسي في اختيار الزوجة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
حتى الزواج دخل معادلة الربح والخسارة، والسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة ومتطلبات الحياة المتزايدة. فبعد أن كانت الفتاة تحلم بعريس «مرتاح ماديا» يأتي على حصان أبيض، وهو على أتم الاستعداد لتأمين كل طلباتها، أضحى الشاب هو من يبذل جهدا في البحث عن فتاة عاملة يضمن من خلالها راتبا شهريا ثانويا يدعم ميزانيته بعد الزواج. من هنا اكتسبت الفتاة الموظفة مواصفات العروس المثالية مقارنة بغيرها. باستثناء حالات يتم فيها الزواج عن حب واقتناع، هناك حالات عديدة لا يكون فيها أمام الموظف الذي يتقاضى راتبا محدودا حل آخر سوى البحث عن رفيقة درب تكمل نصف دينه وتدعمه ماديا لبناء أسرة، رافعا شعار «ما أوله شرط آخره نور». ويطلق البعض على هذا النوع من الزواج «زواج العقل». في لبنان يفضلونها في وظيفة ثابتة بتوقيت مريح وتسهيلات كثيرة ومن هنا تحول مشروع الزواج لدى البعض إلى عملية حسابية تتطلب الدراسة من مختلف الجوانب. فالراتب المحدود لا يكفي، وبالتالي يجب ان تكون زوجة المستقبل ليست موظفة فحسب، بل أيضا تعمل في وظيفة ثابتة ومريحة، تمكنها من ان توفق بينها وبين واجباتها العائلية، ولا بأس ان تتضمن خدمات اجتماعية وتقدم مساعدات مدرسية وطبية. الأطرف ان نوع الوظيفة ايضا مهم ويأتي على رأس قائمة المواصفات والاولويات، إذ يفضل الرجل ان لا تتطلب دواما طويلا أو غير ثابت يتبدل بين الليل والنهار، لذا فإن حظ الممرضة ومضيفة الطيران او النادلة ضعيف، إلا إذا كانت مستعدة وقادرة على تغيير عملها بعد الزواج. تعبر ليال، وهي مدرسة، عن شعورها بالراحة لقيامها بدورها كأم وموظفة بقولها: «مضى على زواجي خمس سنوات، وبلغ ابني عامه الرابع، وها انا اليوم أمارس عملي بشكل جيد وأستطيع التوفيق بين واجباتي العملية والمنزلية بسهولة، ولا شك أني أسعد حظا من صديقاتي، اللواتي يزاولن مهنا أخرى تتطلب منهن جهدا أكبر ودواما أطول». وتضيف: «لم تكن تربطني وزوجي علاقة حب، بل تزوجنا على الطريقة التقليدية بعدما حدد مواصفات معينة لشريكة حياته، وكان على رأسها ان تكون موظفة في مجال التعليم، وطلب من زوجة صديقه، وهي زميلة لي في العمل، أن تساعده في إيجاد الفتاة المناسبة. لا أنكر أنني رفضت الفكرة في البداية، لكني اليوم لا أندم على قبولي ومقتنعة بحياتي وبقراري تماما، بعد أن تأكد لي أن تفكير زوجي كان صائبا، لا سيما فيما يتعلق بتربية الأولاد والاهتمام بهم، فضلا عن تزامن إجازاتهم مع إجازاتي، مما يسمح لي بمتابعتهم والاعتناء بهم بشكل دائم، كما أن معظم المدارس اللبنانية تقدم خصومات على الأقساط المدرسية لأبناء المعلمين».(54/82)
إلى جانب مهنة التعليم، هناك وظائف أخرى، وإن كانت تأتي في مراتب تالية، لا تعيق المرأة عن تحقيق المعادلة بين العمل والأسرة، مثل العمل في المؤسسات الرسمية، نظرا لدوام العمل الذي لا يتجاوز الثانية بعد الظهر، والتسهيلات الاجتماعية والطبية والمساعدات المدرسية للأولاد. «العاقل لا يقبل بزوجة تقضي معظم وقتها في العمل» هكذا يقول عماد الذي يبلغ 27 عاما ويشدد على ضرورة ملاءمة وظيفة زوجته المستقبلية مع واجباتها المنزلية، خصوصا فيما يتعلق بتربية الأولاد، مشيرا: «عملي في مؤسسة خاصة يفرض علي عدم العودة الى البيت قبل الساعة السابعة مساء، واذا كان دوام عمل زوجتي أيضا طويلا، من سيربي أولادنا وكيف سيتم الاعتناء بهم؟ لهذه الأسباب أفضل زوجة عاملة في وظيفة بدوام معقول لا يفرض عليها الغياب مدة طويلة، أو السفر أو قضاء الليل خارج البيت، وإذا تحسنت الظروف الاجتماعية قد أريحها من العمل خارج المنزل لتكرس وقتها بعد ذلك للاعتناء بالأسرة، الا اذا ارتأت عكس ذلك، فالقرار يعود إليها. اما الآن فأنا في البداية وأحتاج إلى من تساعدني على مسؤوليات الحياة». تعزو دولت خنافر، الدكتورة في علم الاجتماع سبب بحث الشاب عن زوجة عاملة الى الوضع الاقتصادي السيئ والمصاريف التي لم تعد تقتصر على الحاجيات الأساسية، بل أصبحت تشمل أمورا ثانويا لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها. وتؤكد عدم تقبل الرجل الشرقي، رغم تحضره وتطوره، فكرة التعاون في الأعمال المنزلية ومساعدة زوجته. وتتابع: «نسبة النساء العاملات في لبنان لا تتجاوز 28 في المئة، ومعظم هؤلاء يخترن، رغم توفير الفرص لهن، تخصصات جامعية وأعمالا تقليدية ومقبولة من مجتمعهن الشرقي، أي قريبة من دور المرأة الأساسي في الحياة وهو الأم والزوجة، لذا نرى أن معظم الكادر التعليمي في لبنان، وفي الدول العربية عموما، هو من النساء. فالمرأة، التي تتطلع الى النجاح في حياتها العملية والعائلية، تجد نفسها مضطرة لاختيار العمل الذي لا يتعارض مع دورها الطبيعي في الحياة. أما اذا كان طموحها لا يتوافق مع هذه المتطلبات، وقررت ممارسة وظيفة قد تؤثر سلبا على واجباتها الأسرية فهي بالتأكيد ستعاني وقد تفشل».
لكن المهم، بالنسبة لها، هو المصارحة والصدق منذ البداية: «فالزواج بهذه الطريقة، أي بشروط مسبقة، ليس خطأ، ومن الممكن انجاحه اذا ما تصارح الزوجان في بادئ الأمر على كل النقاط، وأهمها الأمور الاقتصادية التي قد تشكل عاملا أساسيا في الخلافات الزوجية».
80 % من الشباب السعودي يفضلون الزوجة المواطنة والأصغر سناً
* في السعودية، أعادت مستجدات العصر تشكيل لائحة المعايير الرئيسية التي يعتمدها الشباب لاختيار الزوجة المناسبة، فشروط، الدين، والجمال، والمعرفة بإدارة المنزل، لم تعد تحظى بذات الأهمية وتراجعت لصالح أن تكون شريكة الحياة ممن حازت على درجة متقدمة في التعليم، وتحظى بوظيفة جيدة، عطفاً على ظروف الحياة الاقتصادية والرغبة المستجدة بالمشاركة الزوجية، فيما ما زال الحرص على الكفاءة النسبية والتقارب الاجتماعي مطلباً ضرورياً لدى الغالبية. ويفضل معظم الشباب أن تكون عروس المستقبل عاملة في قطاع التعليم على وجه أخص، أو في مجالات العمل المشابهة ذات الدوام الرسمي الواحد. ومرد ذلك الى كون المعلمات يتمتعن بالعمل في فترة واحدة يوميا، ويتمتعن بإجازات سنوية محددة سلفا، وهي مميزات تساعد على تنظيم وقت وشؤون الأسرة الصغيرة. الا أن المسألة برمتها لا تدخل في خانة الشرط الملزم في حالة حدوث التوافق والرغبة المشتركة في تكوين مؤسسة زوجية قوامها المحبة والتفاهم والقفز على المعوقات.
مؤخراً، بدا واضحاً تجاوب نسبة كبيرة من الشباب السعودي مع تقنيات العصر الحديثة واختيارها كوسيلة للبحث عن الشريكة المناسبة، معبرين عن رفضهم آلية الزواج التقليدي، بدليل أعداد طالبي الزواج عبر المواقع الالكترونية على شبكة «الانترنت»، التي كانت في السابق محل تعجب وتندر أفراد المجتمع. في حين ابتكر البعض الآخر طرقاً جديدة لتجاوز أسوار الحواجز الاجتماعية الصارمة، بالبحث عن فتاة الأحلام خارج البلاد، بين محطات الأسفار والرحلات، خاصة وأن فكرة التعارف المسبق ما زالت تواجه بالرفض الاجتماعي المطلق لدى الكثيرين من فئات المجتمع المحافظ.
وبينما كانت المهارة في شؤون المنزل والقيام بواجباته مطلباً ضرورياً، توصل العديد من الشباب ـ مؤخراً ـ إلى فكرة مفادها «أن فتاة اليوم تختلف عن فتاة الأمس»، جاعلين هذا الشرط يأتي كميزة إضافية، تزيد من رصيد مزايا زوجة المستقبل.
إلى ذلك، أظهرت دراسة سعودية حديثة، أعدها الباحث أحمد آل مقبل من قسم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، حول الصفات التي يطلبها الشباب في زوجة المستقبل، أن أغلبهم أصبحوا يفضلون الاعتماد على أنفسهم في اختيار زوجاتهم بعيداً عن تدخل الأهل، على أن تكون من نفس البلد ومن نفس الطبقة التي ينتمون لها، فيما اتفق 80.3 بالمائة على ضرورة أن تكون الزوجة أصغر منهم سناً، لاعتبارات نفسية واجتماعية.
ما يلفت الأنظار ايضا، تبدل الكثير من المفاهيم المتوارثة حول تفضيل الزوجة الهادئة والمطيعة، حيث اتفق 48.4 بالمائة ممن شملتهم الدراسة على عدم رغبتهم في زوجة كثيرة الصمت، فيما فضل 44.4 بالمائة فقط أن تكون شريكة حياتهم تتسم بالتدين.
في مصر .. يفضلونها عاملة لأسباب اقتصادية وشخصية
* على الرغم من الدعاوى التي يطلقها الرجال بين الحين والاخر عن رغبتهم في عودة المرأة الى المنزل لرعاية الابناء والاهتمام بالزوج عوضا عن الخروج الى العمل، من باب انه يستحوذ على وقتها وقدرتها على التفرغ لحياتها الخاصة، إلا أن المؤشرات تشير الى تفضيل نسبة كبيرة منهم للمرأة العاملة. الاسباب الاقتصادية تأتي في مقدمة المبررات. فمع ارتفاع تكاليف الحياة وسبل المعيشة بات من الصعب على الشاب المقبل على الزواج تحمل نفقات البيت والزوجة بمفرده. فمتوسط الدخل في مصر لا زال ضعيفا في الوقت الذي ترتفع فيه الاسعار يوما بعد يوم، وهو ما يعبر عنه «محمد» أحد الشباب المقبل على الزواج بقوله: الحياة لم تعد تحتمل ان تكون المرأة ربة بيت، وراتب واحد لا يكفي فلم لا يتعاون الطرفان في توفير النفقات؟». ويضيف: «في رأيي أن هذا ليس مفيدا فقط من الناحية الاقتصادية ولكنه يشعر الاثنين بمسؤليتهما المشتركة في بناء اسرة، ويعطي للكفاح لذة خاصة. وبالنسبة لي فمعظم أصدقائي تزوجوا من فتيات يعملن في مجالات مختلفة القلة منهم بحثوا عن فتاة لا تعمل بهدف تفرغها له ولأبنائه ولكنه يضطر أمام هذا الاخيار الى العمل في وظيفتين ليظل طوال النهار خارج المنزل. فأي وقت سيمنحه لزوجته اذا كان لا يراها الا في المساء للحظات يرقد بعدها على الفراش منهكا مستغرقا في النوم؟». على جانب آخر ترى سماح التي لم يمض على زواجها أكثر من ثلاثة أشهر أن عملها كاد يفرق بينها وبين زوجها. سماح تعمل في الارشاد السياحي وهو ما كان يتطلب منها السفر والمبيت خارج المنزل لمصاحبة الافواج السياحية في بعض الأحيان، وهو ما أزعج زوجها على الرغم من موافقته قبل زواجهما على عملها وبخاصة ان راتبها كبير يساوي راتبه، وقد يزيد عليه، الا انه وأمام ساعات عملها الطويلة خيرها بين زواجهما وعملها ففضلت بيتها وتخلت عن عملها. وتشير سماح الى ان الكثير من صديقاتها ما زلن يعملن رغم زواجهن، لأن ظروف الحياة والابناء لا تسمح بغير ذلك، بل ان العمل كان أحد الاسباب التي ربطت بين صديقاتها وأزواجهن في البداية.
يقول الدكتور أحمد المجدوب، الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، انه اذا كان بعض الشباب يفضل المرأة «ربة البيت»، فإن نسبة كبيرة من المحيطين به على العكس تفضلها عاملة، ليس للأسباب الاقتصادية وحدها ولكن لأسباب تتعلق برغبة الرجل في ايجاد ما يشغل زوجته عنه بعض الشيء لأن المرأة التي لا تعمل لديها الكثير من وقت الفراغ وظروف الحياة لا تسمح للرجل في ظل بحثه عن لقمة العيش بملء هذا الفراغ لزوجته.
في المغرب.. يفضلون المعلمة وينفرون من الإعلامية
* في المغرب لا يختلف الوضع عن ما هو سائد في مختلف الدول العربية. فالرجل الذي يقرر الارتباط والزواج يفكر الف مرة قبل الاقدام على هذه الخطوة، لأن المسألة مصيرية، وستحدد مستقبله كله: هل سيكون زوجا يرفل في حلل السعادة مع زوجة متفهمة وهادئة لا تثير المشاكل، ام انه سيصبح شقيا يذوق المر والعذاب مع زوجة متطلبة لا ترحم.
ويرى الكثيرون ان مهنة الزوجة هي التي تحدد فشل او نجاح الزواج، وان كان الامر لا يخضع لمنطق ثابث. الملاحظ ان أول ما يثير اهتمام الرجل المقبل على الزواج، مهنة زوجة المستقبل، فهو يبتعد وينأى بنفسه عن المهن التي لا تتقيد فيها المرأة بدوام عمل محدد كالإعلام، والطب، والشرطة، والفن، والعمل الاجتماعي والسياسي، ويفضل مقابل ذلك المهن او الوظائف التي لا تأخذ حيزا كبيرا من وقت الزوجة، مثل التدريس، لذلك فإن فرص المعلمات في الزواج أكبر، ليبقى السؤال المطروح لماذا يخشى الرجل المغربي عموما الارتباط بنساء يعملن في مجالات حيوية، ويختار الارتباط بمن يعملن في مهن او وظائف بسيطة؟ هل يعود الى خوفه من انشغال الزوجة بحياتها المهنية على حساب راحته في البيت؟ ام انه لا يريد لزوجته ان تسرق منه الاضواء اذا ما كانت تشغل منصبا هاما، او تعمل في وظيفة جذابة في قطاع الاعلام على سبيل المثال، لذلك يختار من هي اقل منه على المستوى الوظيفي، حتى يحافظ على صورته ومكانته المهنية امامها؟
يقول عبد القادر .م، 38 عاما، ويعمل في مجال الصيدلة، انه تزوج بطريقة تقليدية جدا، حيث كلف اخواته وامه بالبحث عن الفتاة المناسبة. من بين الشروط التي كان يضعها، اضافة الى الاخلاق والسمعة الحسنة، ان تكون معلمة، وقد عثرت له احدى اخواته على الفتاة المناسبة بعد عام من البحث والتحري. اما سبب اشتراطه بأن تكون زوجته معلمة وليست صيدلانية مثله، فقال ان المعلمة لا تقضي وقتها كله في العمل، فهي لا تشتغل الا ساعات محددة في اليوم، هذا الى جانب الإجازات التي تستفيد منها، الامر الذي يجعله مطمئنا على حسن تسيير البيت وتربية الاطفال من قبل امهم. كما انه يريد لحياته ان تسير بشكل منضبط، فعندما يعود من العمل يريد ان يجد زوجته في البيت لتلبي طلباته «حتى يشعر حقيقة انه متزوج» على حد تعبيره و«الا ما الفائدة من الزواج اذا كنت سأعود الى البيت لاطهو الطعام بنفسي وأغسل الصحون، في انتظار عودة الزوجة من العمل ليلا؟». ولا يرى سمير ما يثير الاستغراب في اختياره، مؤكدا انه يعرف اطباء ومهندسين تزوجوا من معلمات، ويعيشون حياة مستقرة رغم اختلاف طبيعة العمل بينهم.
اما الصحفي عبد السلام .خ، 40 عاما، فتزوج هو الآخر اخيرا بمعلمة، رغم ان الوسط الاعلامي الذي يشتغل فيه يتيح له المجال للتعرف على فتيات من مختلف التخصصات المهنية، إلا انه عندما قرر الزواج، بحث عن فتاة تعمل مدرسة في التعليم الابتدائي، من بلدة صغيرة تبعد مئات الكيلومترات عن العاصمة الرباط. عند سؤاله رد انه لا يحتاج الى تبرير اختياره، ففي النهاية الزواج قسمة ونصيب، وقد ارتبط بتلك الفتاة لأنه أعجب بها واحبها ووجد ان امورا كثيرة تجمع بينهما.
وكشف لنا صحفي اخر، لم يرد ان يذكر اسمه، بصراحة اكبر عن اسباب تفضيل الرجال للمعلمات قائلا ان الأمر يعود «وبدون أي انتقاص من نبل المهنة بطبيعة الحال، إلى تكوينهن البسيط، واهتماماتهن المحصورة في مجال التدريس». مضيفا أن «غالبية الرجال يفضلون هذا النوع من النساء لأنهم لا يتوقعون منهن وجع الرأس بالنقاشات العميقة والتحليل الدائم والتعليق على كل كبيرة وصغيرة، ومحاسبتهم على كل كلمة او جملة ينطقون بها لاخضاعها للتأويل والرصد، وكأنهم متزوجون من «متحريات شرطة»، وهو الأمر الذي ينطبق على بعض الصحفيات والعاملات في مجال الاعلام عموما.
المصدر:الشرق الاوسط
ــــــــــــــــــ
العلاقة الزوجية وتحولاتها عبر الاجيال
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
إن المآثر والخطط والمواقف والافكار التي يشهدها العالم اليوم لم تحدث هكذا صدفة,بل ارتبطت بتجارب ومحاولات سابقة وعديدة,كما أن العادات والطقوس والشعائر والتنظيم في البنيان العائلي لم تحدث صدفة لكنها خضعت لتجارب ومحاولات عديدة حفظتها عبر الأجيال.وعلى هذا الأساس,فإن مراقبة البنيان العائلي يجب أن يقوم على تشكيل العائلة الأولية منذ الأصل:
1- العلاقة الزوجية: تشكيلها,التجاذب الأول لشريكي المستقبل,تطور الأزمات بينهما,التسويات اللاشعورية التي وجداها,التوقعات المتبادلة ومايتوقعان لاشعورياً من أولادهما.
2- العائلات الأصلية لكل من الوالدين:بيئتهما,طقوسهما,الميتولوجيا والرموز المرتبطة بها,السمة التي تميز كل من الوالدين.
العلاقة الزوجية
تناولت الدراسات العلمية المختلفة هذه العلاقة في أكثر من مجال,لكنها اقتصرت على وظائف معينة: وظيفة إجتماعية وتربوية وإقتصادية وحتى الوظيفة السياسية.
ولقد اهملت بالمقابل,الوظائف النفسية التي يؤديها مباشرة لأفرادها وليس فقط لأولادها,إن أي إنسان لاتزوج أي إنسان آخر حتى ولو كانت الظروف المؤاتية تدفعهما الى ذلك :كالجيرة والنشاطات والأذواق المشتركة,هذه الامور بالرغم من أهميتها تبقى غير كافية لتحقيق التجاذب المتبادل.ويمكن أن تؤدي دوراً حاسماً في هذه التجاذبات العفوية.
ترتبط هذه العوامل بالعملية النفسية بشكل عام,ابتداء من تحولات النمو التي يجتازها كل انسان منذ طفولته الأولى حتى مرحلة البلوغ.
لايوجد أي إنسان متأكد من قيمته الذاتية ومن تقديره لذاته ومن قدرته على الإعجاب وعلى الحب وعلى أن يكون محبوباً.إنه بحاجة دائمة الى أن يكون مؤكداً في إحساسه بقيمته الذاتية على المستوى النرجسي الذي يعبر عنه بأنماط مختلفة.
- الإحساس بالوجود,في بادىء الامر,بوصفه كائناً إنسانياً موجوداً ومثيراً للإهتمام بذاته.
- الإحساس بهويته وتفرده وتميزه.
- القلق من الإنغلاق على الذات والتقوقع ضمن الحدود الفردية.
إن كل شخص بحاجة الى تجديد إحساسه بالكمال المهدد والمجروح في الخيال أو الواقع.كل كائن إنساني يرغب ويسعى للحصول على إشباعات مختلفة وخصوصاً إذا شعر بنقص في تلبية رغباته :هذا البحث عن الإشباعات,الذي يكون ملحاً في بعض الأوقات,لايفرض على الفرد إلا بقدر مايكون هذا الفرد بحاجة ماسة الى توكيد ذاته على المستوى البيولوجي والنفسي لوجوده الفردي.وهكذا فإن حاجات إعادة التوكيد النرجسي تأتي في المقام الأول وهي ضرورية لكل إنسان وتشتد عند بعض الأشخاص تبعاً للضعف – التكويني أو المكتسب – وتبعاً للبنية النفسية.وبناء على هذا فإن :
- إعادة التوكيد النرجسي هي أكثر إلحاحاً عند الأشخاص ذوي البنية الذهانية.
- إنها مهمة لكنها بدرجة أقل عند الأشخاص العصابيين أو الطبيعيين – أي الأشخاص الذين لايكون عندهم بنية عصابية.
العلاقات القصيرة الأمد والعلاقات الطويلة الأمد
يستجيب تشكل العلاقة الزوجية الى حاجة دفاعية والى البحث عن حماية من كل ضعف أو نقص مفترض في الذات.ويمكننا أن نميز في الواقع نمطين من العلاقات:
- في النمط الأول,فإن مايتوقع من الشريك هو الإشباع الحسي السريع,والبحث عن اللذة يكون واضحاً من خلال البحث عن الموضوع حتى ولو كانت اللذة مقتصرة على المستوى الجنسي الواضح:المتعة الجنسية أو مايعادلها,أو أيضاً اللذة في أسر القلوب واستمالتها,تأكيد القدرة على الإغواء.الفائدة من الموضوع تكون مقتصرة على هذا العمل وهي غير مرتبطة بالتنظيم الدفاعي لشخصية الفرد.إذا حمل الموضوع إشباعاً فهو جيد وإذا لم يحمل فإن العلاقة معه تزول بسرعة.
- في النمط الثاني نلاحظ العكس,إذا كان الموضوع مكلفاً أيضاً بحمل إشباعات أساسية,وخصوصاً الليبيدية منها,فهو بالتالي مندمج بالتنظيم الدفاعي للفرد ضد ذاته:يدمج الموضوع ويستخدم وسيلة للدفاع ضد الميول والرغبات الذاتية التي يخشى منها.حالياً,ان تؤدي الى تدمير الفرد.وبناء على هذا الأساس فإن العلاقة القوية مع الموضوع والقائمة على التملك القوي هي التي تؤدي دور أوالية الدفاع ضد هذه الرغبات والميول.
- Balagh.com
ـــــــــــــــــــــــ(54/83)
ـــــــــــــ
الهرمونات والفيزيولوجيا..كيف تختلف بين الرجل والمرأة؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
د.عبد الحليم سمعان
توجد بين الرجل والمرأة فوارق كبيرة في مايخص الوراثة: كالمزاج والهرمونات والفيزيولوجيا.هذه الفوارق لها تأثير على طبيعة التفكير والسمات النفسية عند كل من الرجل والمرأة.
- على المستوى الهرموني: يفرز كل جسم هرمونات ذكرية وأنثوية على السواء,لكن نسبة إفراز هذه الهرمونات تختلف عند كل من الذكر والأنثى التي تساعد على نمو الخواص الجنسية الثانوية.
- النشاط الجنسي: يجمع معظم علماء النفس أن المرأة أقل تأثراً من الرجل للإثارات البصرية أو التخيلية التي تسبق العمل الجنسي,كما أنها تتميز عن الرجل في أنها لاتهدف الى إشباع رغباتها الجنسية فقط,والنشاط الجنسي عندها متغير ومتقطع.
تضفي المراة على الجنسية طابعاً روحياً فهي أكثر تحفظاً من الرجال أي هدفها لايكمن في تحرير التوتر العضوي لأن الجنس بالنسبة لها أكثر تعقيداً,ولهذا فإنها تجد صعوبة في الإشباع الجنسي وفي التوصل ال ذروة الرعشة الجنسية والجنسية الحقيقية عند الرجل تبدأ في مرحلة المراهقة وتتجلى على الفور
بتوتر خاص مرتبط في الإشباع الجنسي.في المقابل,فإن الفتاة في فترة المراهقة تحس بمشاعر غامضة وغير محددة تجتاح شخصيتها وتترجم برغبة جامحة للحنان والعطف.والعمل الجنسي المنعزل ليس له قيمة عند المرأة لأنه مرتبط بالحال الوجدانية والإنفعالية التي تعيشها.
- الأمومة والأبوة :تترك الحياة الجنسية للرجل كامل حريته واستقلاليته,بينما تحمل المرأة تبعات الأمومة.والأمومة بالنسبة للمرأة لها صدى بيولوجي إذ تتأثر بالهرمونات خلال الأشهر الأولى من الحمل وحتى فترة الفطام.وذلك إن منحني التطور النفسي والفيزيائي للتوازن الهرموني لايبلغ أوجه عند المرأة بعد الأمومة الأولى.ومن هنا فإن الأمومة متميزة أصلاً عن الجنسية,لذا فإن التجارب الجنسية الأكثر نجاحاً التي تمارسها المراة لايمكن أن تعوض لها عن فقدان الأمومة خصوصاً حينما يتعلق بتفتحها الشخصي وبالمشاعر الداخلية التي تحصل عليها من هذا التفتح.
مشاعر الأبوة هي مشاعر كبرياء وتسلط ملطفة أحياناً بالشعور بالمسؤولية وبمزيد من الحب للزوجة.والرغبة عند الرجل تتجسد مع إرادة التسلط على الأولاد.
أخيراً,لايوجد عند الرجل تعارض بين مشاعر الأمومة ومشاعر الأبوة,بينما نجد الأمر يختلف عند المرأة ,فالتوفيق بين مشاعر الأمومة والمشاعر الزوجية لايتم بطريقة سهلة وثابتة لأن بعض النساء يكن زوجات أكثر منهن أمهات - يهتمين بأزواجهن أكثر من اهتمامهن بأولادهن.وفريق آخر يكن أمهات أكثر منهن زوجات – يهتمين بأولادهن أكثر من اهتمامهن بأزواجهن كما يعاملن أزواجهن كأولاد.
- الذكاء الأنثوي: يتصف بالحدس والقدرة على فهم الحياة والإنسان,ذكاء المرأة مشبع بالحساسية والقدرة على الفهم الشامل للأوضاع المعاشة والعلاقات الإنسانية.هذا الذكاء يختلف بشكل واضح عن ذكاء الرجال المتجه دائماً نحو الآلة وتركيبها ونحو المادة الجامدة,ولهذا يبرع في التحليل والمنطق.
- البعد العاطفي الأنثوي: إن المرأة أكثر إدراكاً من الرجل لنوعية العلاقة التي تقيمها مع الآخرين,فهي تبحث دائماً عن التبعية والتعلق العاطفي – رغبتها القوية لأن تبقى قريبة من الإنسان الذي تحبه.
- العدوانية الذكرية: مختلفة تماماً عن العدوانية الأنثوية.إنها موجودة عند كل الحيوانات.فقد دلت التجارب أن حقن الجنين بهرمون مذكر من شأنه أن يزيد العدوانية عنده بعد الولادة حتى ولو كان الجنين مؤنثاً.
العدوانية الذكرية هجومية معلنة وحركية فهي تثار بسهولة والعدوانية الأنثوية نادرة لأنها تتأثر بالإيحاء والتدريب وهي في الغالب دفاعية وشفوية.
- النزعة التدميرية: عند الرجل هي نتاج عوامل ثقافية – إجتماعية موروثة: كره الأجانب والتنافس والصراع في سبيل السلطة والنفوذ والسيادة,الحرب وجميع أشكال النشاط التدميري هي من صنع الرجال.إن قيم العشيرة والجماعة أو العرق تكتسب اهمية كبيرة بالنسبة للرجل وهذا مايجعله يطلق عدوانيته تجاه القبائل الأخرى.والقيم ذات الأهمية عند المرأة هي القيم التي تدخل في صميم العلاقات الإنسانية الحميمة.
- الزوج: يشكل بالنسبة للمرأة وضعاً حيوياً وأساسياً إذ تحقق بواسطته ذاتها,إنه الهدف والوسيلة لكمالها,أما الهدف الأساسي بالنسبة للرجل فهو الدور الإجتماعي الذي يبحث عنه دائماً ليحقق بواسطته ذاته وتفتحه.فالزواج بالنسبة له يشكل مصدر ارتياح ولكنه ليس الهدف والكمال في حد ذاته.
- البيت: بالنسبة للرجل هو ملجأ يحتمي فيه عندما يواجه مشاكل خارجية ويجد فيه السلام والسكون.أما بالنسبة للمرأة فهو العمل والنظام وهو شغلها الشاغل.
ــــــــــــــــــ
ماذا فعلت البارحة لتحسين علاقتك الزوجية؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
كلاوديا انكلمان
ان خيبات الأمل غالباً ماتبقى ذكراها عالقة في الأذهان,بحيث ينزلق المرء معها,وبشكل لاشعوري,نحو مشاكل جديدة.غير أن أنماط سلوكنا التقليدية إزاء الأمور لاتفيدنا عادةً في بناء حياة زوجية سعيدة.إن تغيير أنماط سلوكنا لايبدأ,إلا بعد أن ندرك أن الحب من الحاجات الماسة والضرورية لكل فرد؟.
أنت كذلك,ربما غالباً مافكرت في الأسباب المحتملة التي يمكن أن تكون وراء الأزمات في العلاقات الزوجية,أو فشلها,مانسمعه غالباً.كإجابة على هذا التساؤل هو :"الطرف الآخر هو المذنب,فلو كان تصرفه غير ذلك لسارت الأمور بشكل ممتاز!..".ولكن صدقني,إن سلوك الطرف الآخر ليس مجرد رد فعل إزاء تصرفنا,إنه أكثر من ذلك,فهو الصورة المنعكسة في مرآة تصرفاتنا.فحينما تضحك مثلاً,تجد صورتك المنعكسة في المرآة تضحك معك!
نصيحة للنجاح:
لماذا تبحث باستمرار عن أسباب مشكلة مالدى الآخرين,وتتغاضى عن أسباب تلك المشكلة لديك؟عليك البدء بالتفكير بشكل جدي وعقلاني,في كيفية جعل شخصيتك جذابة بالنسبة للآخرين,ومميزة الى أبعد الحدود!
هل تنتمي الى أولئك الذين يقضون أوقاتاً طويلة في الشكوى من تردي أحوال علاقاتهم الزوجية,بدلاً من السعي لتغيير أنفسهم.إذا كنت تنتمي فعلاً لهؤلاء,فلا تستغرب أبداً قلة مشاعر الفرح والغبطة في حياتك.كل منا يستطيع أن يقرر نمط حياة الحب التي يريد أن يحياها!
ملاحظة هامة:
النجاح في المهنة شيء,والنجاح في الحب شيء آخر.فثمة عوامل عشوائية وعاطفية اكثر,تلعب دورها بشكل بارز في موضوع الحب!من المؤسف فعلاً وجود زوجين عاقلين,ومحبين لبعضهما البعض,وهما مع ذلك يتنازعان ويتشاجران باستمرار.وبالرغم من ذلك,فليس من قوة على سطح الأرض تستطيع أن تمنع هذين الحبيبين من تغيير ذلك الوضع الراهن,والذي لايطاق,فيما بينهما.فالنجاح,اي كان هذا النجاح,ليس صدفة على الاطلاق!
قائمة اختبار: النجاح ليس صدفة
هل أنت مستعدة/:
*للعمل والنمو باستمرار؟
*لأن تحيا/ تحيين حياة زوجية سعيدة؟
*لأن تضحكا بكثرة,مع بعضكما,ومن بعضكما؟ خلال مفاجآت صغيرة وسارة؟
*لأن تستمع / تستمعين الى شريكة / شريك حياتك ؟
*لأن تمدح / تمدحي شريكة / شريك حياتك,وتمنحها / وتمنحيه باستمرار جرعات متزايدة من المداعبة والدلال والحنان؟
*لأن تقول / تقولي عبارتي :"من فضلك"و"شكراً لك"باستمرار؟
*للتعامل بحب خالص مع بعضكما؟
*للتخطيط,بمنتهى الفرح والسرور,لمستقبل مشترك سعيد؟
خذ لنفسك,من فضلك,الوقت الكافي للتفكير فيما سبق ذكره من تساؤلات.
إسأل نفسك,فيم لو كنت مستعداً للإجابة ب"نعم" على كل تلك التساؤلات,والعمل بمضمونها فعلاً! لقد أثبتت الدراسات النفسية,أن الأزواج السعيدين يتعلمون بسرعة كيفية حل مشاكلهم,على نحو لايصلون معه في الأزمات الى طريق مسدود.من المدهش حقاً,أن هؤلاء الأزواج قد أفادوا بالإجماع,أنه يتوجب على كل منهم مواجهة أزمة كبيرة,على الأقل,والتغلب عليها.كل فرد من هؤلاء,كان مستعداً بالفعل للعمل وفقاً لما تقتضيه حاجيات ومتطلبات الطرف الآخر!
اختبر نفسك
*ماذا فعلت,خلال السنة الخيرة,لتحسين نمط العلاقة المشتركة؟
*ماذا فعلت,خلال الشهر الأخير,لتحسين نمط العلاقة المستركة؟
*ماذا فعلت البارحة,واليوم,لتحسين نمط العلاقة المشتركة؟
ــــــــــــــــــ
هل لديكما هدف مشترك في حياتكما ؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
يكاد الأمر لايصدق,ومع ذلك ربما يكون غياب الأهداف المشتركة السبب الرئيسي لفشل العلاقات الزوجية في يومنا هذا.لقد كانت,فيما مضى,الأهداف والمهام الحياتية المشتركة واضحة الى حد ما,وفقط من خلال ذلك استطاع الزوجان معاً ضمان استمرار البقاء لأولادهما وعائلتهما.وفي أزمنة أخرى,كانت القوى الاجتماعية والسياسية السائدة,هي التي تعمل على تحديد مسارات حياة الأفراد (أي أهدافهم),أو حتى على إجبار الأفراد على العمل والسير معاً وفقاً لتلك الأهداف والمسارات.وقد ظل من البدهي جداً للنساء,مع بدء القرن العشرين,العمل على دعم أهداف أزواجهن,أما بالنسبة لأهدافهن هن بالذات,فلم تكن موجودة حينذاك إلا في احلامهن.أما اليوم,فبإمكان كل فرد أن يحدد ويرسم طريق حياته كما يريد.هذا النمط من الحرية,الذي استطاع الإنسان بعد عصور متتالية من الكفاح أن يصل إليه,إنما يعيشه الإنسان اليوم على نحو يفعل معه مايريد,وغالباً دون أية خطة مسبقة يرسمها,أو اتجاه محدد يتخذه.وذلك لايكون على الأغلب.إلا حينما يكون المرء مفتقداً لشريك الحياة المناسب,الذي يشاركه افراح وأتراح حياته على السواء.
ملاحظة هامة:
إن الحياة الزوجية,هي حياة فريق,شبيه الى حد ما بفريق كرة القدم.لايكون هذا الفريق ناجحاً في اللعب,إلا إذا كان أفراده يسعون نحو هدف واحد مشترك!فلو أصاب الفريق هدفه,ولم يتطلع نحو إصابة هدف جديد,فهنا يغيب القاسم المشترك,ويبدأ خطر الخسارة والانهيار يهدد الفريق,نظراً لاختلاف تصورات أفراد الفريق بشأن إصابة الهدف المنشود.إن وجود هدف مشترك لهو شرط أساسي لبناء علاقة ناجحة وسعيدة.ومن ناحية أخرى,فإن عدم تحديد أي هدف مشترك,لايؤدي لأي نجاح يذكر.إنهم ينجرون باستمرار وراء دوافعهم في الحياة,ويتمنون,بشيء من عدم الوضوح,أن يغيروا أشياء كثيرة,ومع ذلك فهم ليس لديهم أية رغبات,أو نوايا,أو أهداف محددة.
تمرين:هدفكما المشترك كزوجين.
ربما تسألا نفسيكما,ما هي الأهداف المشتركة التي تسعيان لتحقيقها.هل وضعتما خطة مشتركة فيما بينكما,أم تعتقدان أن حبكما لبعضكما بعضا يكفي لأن يسير كل شيء على مايرام؟حاول أن تعبر عن أهدافكما المشتركة بكلماتك الخاصة:
نصيحة للنجاح:
ينبغي أن يكون الهدف الأعلى لسائر الأزواج البقاء معاً باستمرار لتحقيق أهداف مشتركة جديدة.إن تغلب الزوجين على الأزمات,لايكون إلا بالسعي نحو مستقبل مشترك واحد,ومهام مشتركة!تذكر دوماً أن كل زوجين عبارة عن فريق لايستمر إلا بسعيه نحو مهام وأهداف مشتركة.ربما سمعت مراراً مدى أهمية الأهداف في نجاح المرء في حياته.ولكن هل سبق لك أن فكرت ما الذي سيحصل لمن لايضع أية خطة لحياته؟لقد أوضح فيكتور أ.فرانكل تماماً أن الكثير من الناس يعاني عموماً من عدم مقدراته على فهم أي معنى لوجوده.هم لايعلمون لماذا يحيون,وما هي مهامهم في الحياة,وهذا من شأنه أن يؤدي الى شعور كبير بالفراغ.لقد تحدث فرانكل عما يسمى بالفراغ الوجودي.هذا الشعور بالفراغ غير مريح لنا كبشر على الإطلاق,ولذا فنحن نسعى باستمرار لملء هذا الفراغ بشتى الوسائل:كالبذخ الكثير على سبيل المثال.أو السعي المفرط نحو مصادر اللذة المختلفة,إن محاولاتنا لإدخال عنصر الإثارة الى حياتنا,بطرقنا الخاصة من خلال وسائل اللهو والترفيه,مصيرها الفشل في النهاية لامحالة.ثمة مرارة موحشة تبقى في نهاية المطاف.وبالتالي فإن أي نزوع نحو الإدمان ,إنما هو بلاشك تخدير للشعور بالفراغ,وسعي فاشل من المرء لتحقيق ذاته.ولذلك ينبغي على كل امرىء أن يكتشف حقيقة ماهية دوره في الحياة تماماً,وحقيقة مهامه/مهامها التي يمكن أن تجلب له / لها أقصى منفعة ممكنة,ومن ثم رسم الأهداف المناسبة,والسعي لتحقيق تلك الأهداف.
ملاحظة هامة:
حينما تبدي استعدادك لأن تخدم أهدافك القيمة بإخلاص,فإن مشاعر الحب والشوق والهوى ستكون حاضرة في أعماقك من تلقاء نفسها!
نصيحة للنجاح:
إن أهداف المستقبل المشتركة,وكذلك الخطط المستقبلية,إنما هي,الى جانب الحب الخالص,الأساس الأكثر أهمية في أية علاقة.ومن يتجاهل القوة التي تحملها معها الأهداف,فهو إنما يتجاهل حقيقة ما تحتاج إليه الحياة الزوجية من قاسمٍ مشترك لتجاوز أية أزمة كبيرة مقبلة ومحتملة.
اختبر نفسك
*ماهي أحلامك في الحياة؟
*ماهي أحلام زوجك/زوجتك في الحياة؟
ــــــــــــــــــ
التعامل الناجح مع "الفروق الصغيرة"
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
لقد باشر علماء النفس والأعصاب,ومنذ خمسة عشر عاماً فقط,بالبحث في أوجه التشابه والاختلاف فيما بين المرأة والرجل,وذلك بواسطة أحدث التقنيات العلمية والطبية المتطورة.لقد توصل العلماء لنتائج باهرة في هذا السياق,ويوماً بعد يوم تؤكد الدراسة تلو الأخرى أن طريقة عمل ادمغة الرجال تختلف في الواقع عن طريقة عمل أدمغة النساء.إن أدمغة الناس تختلف فيما بينها,ويتعزز هذا الاختلاف من خلال التأثيرات الهرمونية.فلاداعي إذن لاستغراب الاختلاف القائم فيما بين الرجال والنساء,من حيث طرق العمل والتفكير والشعور.فثمة حكمة في تلك الاختلافات بالذات,جعلت من كلا الزوجين فريقاً ناجحاً في مسيرة التطور عبر تاريخ الإنسانية.إننا لاننظر عادة الى مدى أهمية تلك الفروق.والنتيجة استمرار الصراع القائم فيما بين الجنسين,بحيث يسعى كل من الجنسين لإقناع الجنس الآخر.أن طريقته في التفكير,الشعور,السلوك والعمل هي الأفضل.إننا نعيش في عالم مليء بالمتناقضات,وقد تحدثت الثقافة الصينية القديمة عن "ين"و"يانغ",القوة الأنثوية والقوة الذكرية.وإننا نكتشف تلك المتناقضات باستمرار,وفي كل مكان,إنها وجها العملة,المتممان لبعضهما,كالنهار والليل,والصحة والمرض,والمد والجزر,والخير والشر.
نصيحة للنجاح:
تعلم كيفية التعامل مع الفروق الصغيرة,ولاتسع أبداً لأن ترى جميع الناس متماثلين,فذلك من شأنه أن يفقد الحياة رونقها.وأن يحكم على الإنسانية بالزوال والانقراض,كما كان الحال مع أجناس كثيرة,لاتحصى من الكائنات الحية.بدلاً من أن يفرح المرء بكون شريك حياته لايماثله في المزايا والسمات,فهو,وعلى العكس من ذلك.يسعى جاهداً لتغييره كي يماثله.وهذا هو أهم أسباب فشل العلاقات العصرية الحديثة:إننا,وبكل بساطة,لم نتعلم كيفية التعامل مع الفروق الصغيرة.يجب علينا أن نستوحي الكثير من تلك الفروق,مما يشكل في الواقع أهمية كبرى بالنسبة لنا!
تمرين:"الفروق الصغيرة"
لم يكن أحد ليعلمنا يوماً كيف ينبغي أن يتعامل كل جنس مع الآخر.هل أنت مستعد لتمرين صغير؟دون بشكل عفوي تلك الفروق التي تعرفها,أو التي سبق أن شاهدتها:
ملاحظة هامة:
حينما تعرف تلك الفروق,ولاتتقبلها فحسب,وإنما تحترمها أيضاً,فسيكون لحبك فرصة حتماً,وستكون مستعداً,وبكل سرور لدعم شريك حياتك بشكل كامل.
نساء اليوم يمضين في طريقهن!
نساء اليوم يتمتعن بثقافة جيدة بشكل عام,وهن صاحبات مهن على الأغلب,ويتمتعن باستقلالية من النواحي المالية.ولذا فهن قادرات على المضي في طريقعن!غير أن نساء اليوم لايعين على الأغلب حقيقة رغباتهن وحاجاتهن.فحينما يسألهن المرء عن رغباتهن في الحياة,فإنهن يطلقن على الأغلب إجابات سطحية.وللأسف,فغالباً ما تترك امرأة اليوم مستقبلها للحظ,أو لطالعها الفلكي,أو للصدفة,وذلك بدلاً من أن تعمل على رسم طريقها بشكل فعال وهادف.إن 80% تقريباً من حالات ابتعاد الزوجين عن بعضهما,ليعيش كا منهما بمفرده أو في كنف من يعرفه من أهله,إنما تبادر بها النساء,وإن 63% تقريباً من حالات الطلاق,إنما تكون المرأة هي الطالبة بها وليس الرجل.ويكمن السبب المباشر لذلك,حسب تصاريح معظم النساء,في كونهن لايشعرن بالحب والحنان اللازمين,وفي كونهن وصلن الى حد لايحققن معه أي إشباع فعلي لرغباتهن ولحاجاتهن العاطفية في سياق حياتهن الزوجية.إنهن يفضلن الانفصال,في ظل هذه الأوضاع,كبديل عن البقاء تعيسات الحظ في كنف أزواجهن!إن نساء اليوم ينسين غالباً,أن أزواجهن لم يسبق لهم يوماً,أن تعلموا أو عرفوا حقيقة ماتحتاجه النساء,وحقيقة ماتحتاجه زوجاتهم على وجه الخصوص,وذلك على صعيد الحب والعاطفة والحنان.فالزوج غالباً ما يصاب بالصدمة والذهول,ومن ثم يقول في نفسه,وهو يتخبط في ما قد وصل اليه الأمر من تأزم وتعقيد:"لقد ظننت أن الأمور كانت تسير على مايرام!".ولكن المفاجأة حصلت فعلاً,فها هي شريكة حياته تعلن استسلامها,ويأسها من أي أمل في استمرار العلاقة فيما بينها وبينه.إنها تعلم دوماً في قرارة نفسها,أن زوجها لايفكر إلا بنفسه وبحاجاته,وأنه لم يحبها يوماً ذلك الحب الذي طالما تمنته,وحلمت به,وتاقت نفسها له.لقد انتهى الحلم الآن,والاثنان يقفان اليوم على أطلال حبهما,وهما يرثيانه.ترى هل بالإمكان أن يتحقق ذلك الحلم؟بالطبع,وذلك فقط لو تعلم الاثنان بالفعل كيفية التعامل مع الفروق الكائنة فيما بينهما بشكل لعوب من ناحية,ومليء بمشاعر العاطفة والحب والحنان من ناحية أخرى.
تمرين:حاجات ورغبات الطرف الآخر
إن اختلاف طبيعة كل من الجنسين يتطلب وجود اهتمام مختلف,وذلك لبلوغ التفعيل الأمثل لطاقات كل جنس على حدة.هل تعلم ما الذي يحتاجه شريك حياتك منك,لكي يشعر فعلاً بحبه لك؟دون فيما يلي ما الذي يحتاجه منك شريك حياتك,كي يشعر معك بالراحة التامة:
هل فكرت فعلاً بكل شيء؟الجسد,العقل,والروح؟ربما تستطيع أن تسأل شريك حياتك نفسه,فيما لو كنت قد أصبت الهدف بتقديراتك.
ملاحظة هامة:لاتفكر بحياتك الزوجية فقط,بل حاول أن تكتشف أيضاً احتياجات شريك حياتك,وحاول أن تلبيها له من كل قلبك.
ــــــــــــــــــ
هل أنت مع الذوبان الزوجي ؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
جاسم المطوع
مارأيك في مفهوم (الذوبان الزوجي)؟
سؤال طُرح عليّ بعد إلقاء محاضرة في أحد الملتقيات الثقافية .
فسألت: وماذا تقصد بالذوبان الزوجي ؟
قال السائل : أي أن يذيب أحد الزوجين شخصيته بالآخر.
قلت: وما رأيك أنت؟
قال: هكذا نحن في العائلة فوالدتي لا شخصية لها عند حضور والدي، وفي حال غيابه تتصرف هي وكأنه موجود وهكذا أنا مع زوجتي.
قلت: وما رأيك لو أن الزوج آذاب شخصيته في زوجته، هل توافق على ذلك ؟
قال متردداً: ربما، ولكني لم أشاهد هذا .
قلت: الذي أفهمه من الإسلام أنه احترم الحدود والحرية الشخصية للإنسان، وهذه من مفاخر الإسلام بأن جعل المسؤولية فردية، وأعطى للمسلم استقلالية في اتخاذ قراره وتحمل المسؤولية عن تصرفاته، قال تعالى:{ ولاَ تَزِرُ واَزِرَةٌ وِزِرَ أُخْرَى }، وان الذوبان الذي تتحدث عنه يؤدي إلى إلغاء الطرف الآخر وتهميشه، وهذا ضد الاحترام وهو منهي عنه، فقد أوصانا الله تعالى بالتشاور وتبادل الآراء قبل اتخاذ القرار ، فلو أذابت الزوجة نفسها في زوجها وألغت شخصيتها وأصبحت تبع له من غير صوت ولا همس ، فهذا تدمير للشخصية وتحطيم للثقة بالنفس وإلغاء الآخر .
ولهذا فإني أذكر أني تعرفت على إحدى الشاعرات المتميزات في الأدب الإسلامي وقد حصلت على جوائز علمية وعالمية في ذلك وكان السبب الرئيسي في تميزها هو دفع زوجها لها، وزوجها رجل بسيط جداً وليست لديه أي مواهب أو ميول أدبية ، فقد تعرفت عليه واستمعت منه تفاصيل دعمه لزوجته وكيف أنه كان يهيئ لها المكان ويتحمل تربية أبنائهم أحياناً من أجل أن تتفرغ لكتابة الشعر ، وأعرف أيضاً رجل متميز في الدعوة إلى الله تعالى وزوجته كذلك، وكل واحد منهما على ثغر عظيم من ثغور الإسلام .
فلو طبقنا مبدأ (الذوبان) لما صار عندنا إنتاج متميز ومبدع في العلاقات الزوجية.
فأنا إذن ضد (الذوبان) في العلاقة الزوجية، ولكن أريد أن أفرّق بين (الذوبان الكلي) وأنا ضده وبين (الذوبان الجزئي) ، وقد أوافق عليه أحياناً لظروف عائلية خاصة كأن يكون الزوج من الأشخاص الذين لم يتربوا على احترام المرأة وتنمية مواهبها ودفعها لتساهم في بناء الحضارة ، ففي هذه الحالة ننصح (بالذوبان الجزئي) من أجل التخفيف من المشكلة والتكيف معها إلى حين تغييرها .
إن المتتبع لسيرة الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يجد احترامه لشخصية أمهات المؤمنين وتقديرهن من خديجة - رضي الله عنها - وحتى آخر زوجاته ، ولم نقرأ في السيرة بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حريص على خلاف ذلك .
ــــــــــــــــــ
المرأة حساسة والرجل يقاوم أحاسيسه
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
لمس، يا لهذا الفعل الغريب لكن لنكن واضحين: لا يتعلق الأمر هنا باكتشاف من يلمس أفضل من الآخر أو من يحب أن يلمس أكثر من الآخر، بل كيفية عمل هذه الحاسة لدى الذكر والأنثى.
لنبدأ بالعموميات: الجلد ومساحته حوالى 2 متر مربع، مزود ب3،5 مليون مستقبل (يتلقى الأحاسيس). الخبر السيء أن غالبيتها (8، 2 مليون) مخصص للإحساس بالألم، لكن ولحسن الحظ، هناك حوالى 500.000 منها مكرسة للإحساس باللمس. ننطلق إذأ من تعادل بين الجنسين. إنما ما ذنبنا إن كان جلد الرجل أكثر سماكة؟! لماذا؟
تذكروا ماضي الرجل: الصيد، الركض في الأدغال، تحمل خدوش الحيوانات والنبات، فضلأ عن مقاومة البرد. ولمقاومة الألم... لا بد من جلد سميك أشبه ببزة تقيه مما قد يؤذيه.
كما أن ظهر الرجل كان معرضاً للاعتداءات أكثر من بطنه. لهذا فجلد ظهره أسمك بأربع مرات من جلد البطن.
الرجل لا ينفعل لأدنى إثارة
أما نتيجة هذا الواقع القديم على الإنسان المعاصر، فهي أن المستقبلات الحسية الجلدية لا تزال موجودة لدى الرجال، لكنها لا
تعمل جيداً. وبالتالي، نجدهم لا ينفعلون لأدنى إثارة. فيما تظهر النساء وكمعدل وسطي، حساسية على اللمس أكثر بعشر مرات حساسية الرجال.
أظهرت دراسة موثوق بها، أن الرجال الأكثر حساسية، من بين الخاضعين للاختبار، هم أقل حساسية على اللمس من النساء الأقل حساسية.
كما تبين، ونتيجة لما تقدم من دون شك، أن هناك احتمال تلمس المرأة صديقتها، أثناء تبادلهما الأحاديث، خمس مرات أكثر من رجلين يتحدثان معاً. فضلاعن ذلك، إن رؤية امراة تمسك بيد أخرى. في الشارع تلفت الأنظار اقل من رؤية رجلين في الوضع نفسه..
لمسة فيها الشفاء(54/84)
تجدر الإشارة أخيرأ، إلى ان حاسة اللمس ليست حاسة لاقيمة لها. والدليل على ذلك، تجربة أجريت على قرود صغيرة: ففي غياب أي ملامسة جسدية، تقع هذه القرود ضحية المرض أو الإلكتئاب. ولمزيد من الدقة، إليكم هذه الملاحظة عن الأطفال الرضع.
أولئك الذين تعلمت أمهاتهم أن "يلمسنهم" وأن "يداعبنهم" هم أقل عرضة للمشاكل الصحية البسيطة، كالرشح والإسهال والتقيؤ... ويمكن أن نستنتج من ذلك أن النساء اكتسبن هذا التصرف بهدف. زيادة حظوظ بقاء الجنس البشري، أو لا يقال ان الحاجة
ام الاختراع؟!
اللمسة المثيرة... للغضب
إذا كانت المراة تتمتع بإحساس مرهف باللمس فلم يعرف عنها أنها تنزعج عندما يلمسها أحد؟ لأن المستقبلات الحسية الجلدية العديدة لديها تتوزع بشكل متناسق على جسمها كله. ولأن الأزواج يجهلون ذلك حتى اليوم، ويميلون إلى التركيز على منطقتين أو ثلاث من جسم المرأة، ويصعب عيهم أن يهتموا بغيرها.
لأ سيما وأن العكس ينطبق على الرجال، لهذا يمكننا أن نتخيل لأ سيما وأن العكس ينطبق على الرجال، لهذا يمكننا أن نتخيل ا لالتباس
حتي الألم، لا يشعرون به أحياناً!
بالإضافة إلى ما ورد سابقأ، يقف الرجال موقفأ مبهماً إزاء الألم. ففي الحياة اليومية، تبدو عتبة مقاومة الألم لدى الرجال أدنى منها لدى النساء، ويمكن لأخف وجع أن يطرحهم في الفراش. لذلك، نراهم يئنون، وينوحرن ويشتكون، ويطالبون بالعناية والمساعدة والمساندة حتى لتظن أن ساعتهم الأخيرة قد دنت.
في حين يظهر الرجال، في ظروف معينة، لا سيما في المباريات الرياضية، شجاعة لا تضاهى، وقدرة على إنهاء مباراة ما بالرغم من إصابتهم بالتواء في الكاحل، وورم في الربلة يجعل حجمها يتضاعف. التفسير؟ دماغ الرجل المتخصص المنظم. إن دماغ الرجل منظم، فإذا ما خاض مباراة، يركز جهوده عليها. ولا يعني هذا أنه يقاوم الألم، بل لا يشعر به أو لا يكاد يشعر به، لشدة ما يركز على الهدف الذي يريد الوصول إليه. لكن انتظروا حتى يعلن الحكم نهاية المباراة، فسيعود ذاك الجريح المثير للشفقة الذي يحتاج إلى مساعدة ا لآخرين.
ــــــــــــــــــ
هل مازلت تحبني؟..بماذا سيجيب ادم؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
النساء يحببن أن يطرحن السؤال التالي: "هل مازلت تحبني؟ ".
يجيب الرجل هنا باختصار مقتضب جدأ: "أنتِ تعرفين تماماً، وإلا هل كنت لأتزوجك؟ ".
أما هي، ففرحها كان بالتأ كيد أكبر، لو سمعت الإجابة التالية:
"نعم، بالطبع، فأنا في غاية السعادة معك ". ملاحظة:
هو يجيب بموضوعية بحتة، أما هي فتسعى لاستقصاء آخر أخبار الوضع الراهن حول العلاقة فيما بينهما.
لا تسأليه فقط، فيما لو كان يحبك أم لا يحبك، بل ذكريه كذلك بأوقات رائعة قضيتماها معأ في فترات قريبة. اسأليه فيما لو كان مازال يذكر تلك الأوقات الرائعة، وأخبريه برغبتك القوية في تكرار ذلك معه.
قولي له/ قل لها،/ إنكِ لا تستمتعي/ إنك لاتستمتع بأوقات كهذه إلا معه/ معها- بعد ذلك، يمكن أن يأتي السؤال: "كيف تشعر الآن، وهل مازلت تحبني كما كنت تحبني سابقاً؟ ".
تذكرا معاً دوماً: لا يأتي النجاح المشترك إلا من خلال الحب والشوق والهوى!
ــــــــــــــــــ
أسرار الحفاظ على التقارب والحب رغم بعد المسافة؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
قد تكون من الأشخاص القلائل في هذا العالم الذين يرغبون بالمضي في علاقة مع الشريك الذي يبعد مئات الكيلومترات. ولكن أحيانا لا يكون الاختيار بيدنا. فالعمل، أو الدراسة، أو العائلة قد تكون احد العوامل الكثيرة التي تؤدي إلى هذا الوضع. ولكن إذا كنت تعتقد بأن هذه العلاقة غير ممكنة بسبب المسافة، ففكر مرة أخرى قبل الاستمرار.
ووفقا للإحصاءات التي قام بجمعها مركز دراسة العلاقات عن بعد (أجل هناك مركز متخصص لدراسة هذه العلاقات). فأن الواقع يقول بأن هناك العديد من الأزواج الذين نجحوا في إكمال علاقتهما رغم المسافة، وحققوا حلمهم بالزواج واللقاء. ووفقا للمركز فأن مليون شخص لحد الآن قد تزوجا رغم المسافة، وبأن هناك 700.000 آخرين يعيشون علاقات طبيعية جداً.
نحن نقدم لكم خمسة أسرار لإنجاح هذه العلاقة:
كونا واضحين بشأن التوقعات:
لا تفكرا كثيرا، وقوما بالتخطيط مسبقا بشأن مستقبل علاقتكما. يقول الدكتور غريغ غولدنر، مدير مركز الدراسات للعلاقات عن بعد، ومؤلف كتاب "الدليل الكامل: للعلاقات عن بعد"، بأن الفرق بين الأزواج الذين ينجحون والذين لا ينجحون يكمن في كلمتان: "القواعد الأساسية"، فوفقا للدراسات فأن 70% من الأزواج لم يتوقعا النتائج، أو يتحدثا عن الخطط المستقبلية وكيفية التعامل معها خلال الستة أشهر الأولى من العلاقة وهذه نقطة هامة جداً. تقول سارة ديفيدسون، 32 عاما، مصممه ديكور داخلي، تلقى خطيبي توم عرضا مغريا للانتقال إلى مدينة بعيدة، وهكذا كان لا بد أن ننفصل لبعض الوقت، ولكن توم أصر على أن نكتب قواعد أساسية لعلاقتنا، مثل عدم الخروج من أشخاص آخرين، وأن نكتب لبعضنا البعض مرة كل يوم، أو نتحدث بالهاتف، وأن نرى بعضنا كل شهرين، وهكذا نجحنا في تخطي الأزمة، ومع مرور الوقت اقتربنا من بعضنا أكثر.
عبرا عن نفسكما:
حتى الأزواج الذين يتشاركون في ذات المنزل، يواجهون المشاكل من حين لآخر. لذا لا تتخيل أن كل مشكلة تواجهكما ستكون نهاية العلاقة. حاولا التحدث معا بشأن مشاعركما. يقول الدكتور غاري تشابمان، مؤلف كتاب
"خمسة لغات للحب بين غير المتزوجين"، يمكن أن نوصل مشاعرنا رغم المسافة، مثلا، إذا حدث سوء فهم، قل لها أنا آسف، لو كنت قريبا منك لفهمت من عيوني أنني متأسف. وبالطبع تحدثا كل يوم عن الأحداث التي مرت بكما، وهكذا لن تشعرا بأنكما بعيدان بل تتشاركان في كل التفاصيل والمشاعر يوما بيوم.
تمتعا بحريتكما:
تقول كاسي وروب، حتى يوم زفافنا كنا نعيش في ولايتان مختلفتان لظروف العمل, ولكننا لم نسمح لأنفسنا بالانطواء والانزواء، بل استمرت حياتنا كما هي، مع إضفاء بعض الالتزام بالطبع على علاقتنا، وهكذا كونا أصدقاء كثر، شاركونا الفرحة الكبيرة.
أدخلا بعض التوابل لعلاقتكما:
لا تكتمل العلاقة إلا بالمشاعر الحميمة، ولا شيء يضاهيها طبعا، ولكن بالخيال والأفكار المبتكرة يمكن أن ننقل هذه المشاعر قدر الإمكان للشريك في أي مكان في العالم. تقول سارة، كنت أخاف أن يشعر خطيبي بالملل ويبدأ بالتذمر من علاقتنا ولكنني وجدت موقعا ممتازا على الانترنت ، كنت أقوم من خلاله بإرسال الرسائل والهدايا لخطيبي، كما كنا نتحدث مع بعضنا عبر الانترنت مما خفف من ضغط فواتير الهاتف، وجعل التحدث شيقا، وممتعا لساعات دون القلق من الفواتير.
حافظا على الأيمان ببعضكما البعض:
طبعا من الصعب جداً، البقاء بعيدا عن الشريك، ولكن النظر إلى السلبيات لن يجدي، والأفضل قطع العلاقة إذا كنتما بدأتما بالتفكير السلبي منذ البداية. يجب أن يكون لديكما ثقة، وإيمان بقوة علاقتكما، وأن تمرا في الاختبار بقوة وبعزم، إذا كنتما حقا تريدان أن تكملا الطريق معا. لا داع للوساوس والمخاوف والغيرة، إذا كنتما لا تثقان ببعضكما البعض، تصارحا وأنهيا العلاقةـ أما سلباً أو إيجاباً.
المصدر: البوابة
ــــــــــــــــــ
الرتابة في الحياة الزوجية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
الشيخ حسان عبد الله
الرتابة نقصد بها سير الحياة على وتيرة واحدة من دون تطوير وتغيير يراعي مقتضيات التطور في الحياة.وقد ورد في لسان العرب أن : "عيش راتب معناه ثابت دائم,والترتب :الأمر الثابت".
ونحن نقصد من الرتابة في الحياة الزوجية,أن يعيش الزوجان مع بعضهما البعض حياة آلية لاجديد فيها ولاتقدم,بل أن تتحول هذه الحياة نتيجة الرتابة الى حياة مملة تؤدي بعد فترة الى حالة من النفور بين الزوجين قد يسبب الطلاق,ففي بداية الزواج يمون كلا من الزوجين يعيشان حالة من الحب كبيرة ولا يصدق الرجل اللحظة التي ينهي بها عمله حتى يعود الى بيته ليلتقي زوجته التي تكون مشتاقة اليه,ويعيشان حالة من العشق والهيام,ولكن بعد فترة تصبح كل هذه الامور عادية وتصبح الحياة الزوجية مجرد برنامج روتيني يقوم به كلا من الزوجين من دون معنى,وإذا اطلعنا على البرنامج اليومي الرتيب لزوجين نجده على الشكل التالي:
عند الصباح يستيقظ كلا من الزوجين وبعد تناول الفطور يذهب الزوج الى عمله,وتتفرغ الزوجة لعملها في المنزل إن لم تكن امرأة عاملة وبعد أن تجهز أولادها للذهاب الى المدرسة,الزوج في يوم عمل شاق والزوجة في عم لمنزلي شاق ايضاً,ثم ياتي دور استقبال الاولاد بعد عودتهم من المدرسة,والمشاكل التي ستواجهها من خلال عدم التزام الأولاد بأوامرها,أو عدم قيامهم بواجباتهم المدرسية,فيعود الزوج من عمله وهو متعب ليقابل في البيت زوجة تواجهه بمشاكل اليوم بأكمله,فتقول له :الحق عليك أنت تذهب الى عملك وتتركني أحمل المسؤولية وحدي وأتحمل أولادك ( وكأنهم أولاده لوحده ).
والزوج يكون في العادة مرهقاً الى درجة لايستطيع معها أن يتحمل اي كلام,مما يحدو به الى رفض الاستماع اليها, وقد يقوم ونتيجة لإرهاقه بمقابلتها بأسلوب جاف معبراً عن رفضه الاستماع إليها,ما يحدو بها أن تصر على أن يستمع منها,وقد يؤدي هكذا إشكال في بعض الى خلاف مستحكم يؤدي الى الطلاق.
ــــــــــــــــــ
لمَ دماغ الرجل مختلف عن دماغ المرأة؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
آلين ويلر
لاحاجة لأن يكون المرء عالماً في الإناسة (علم الانسان) ليعرف أن نمط الحياة الذي يتبعه كل منا يؤثر ليس في بنيته وحسب بل في تصرفاته وأذواقه ومهاراته وكفاءاته وأحاسيسه...
إننا نرث الدماغ المناسب لجنسنا
إن ممارسة الأعمال نفسها يومياً,تحدد الطبع للأبد,وهكذا تطور دماغ كل جنس تدريجياً وفقاً للمهام الموكلة إليه.
النتيجة: في وقت لاحق,وبعد سنوات طوال,ورثنا العقل المناسب لجنسنا,شئنا ذلك أم أبينا,وتلقينا منذ الولادة,وبالوراثة,مهارات جنسنا وكفائاته,إضافة الى نقاط ضعفه ومحدوديته .
باختصار,نحن مؤتمنون على فروقات جنسينا,فروقات لا علاقة لها,على مايبدو,بالتكلف الاجتماعي,إنما بالمجرى الطبيعي لتطور الجنسين.واستناداً الى المفكرين والمحللين الكبار,يبقى الفتيان والفتيات ما هم عليه,وتبقى تصرفاتهم هي هي ,حتى وإن عاشوا معزولين عن العالم.فلا شيء يمنع الفتاة من تفضيل اللعب بدميتها والفتى من تفضيل كرة القدم,حتى لو ألبسنا الفتاة ملابس زرقاء اللون,والفتى ملابس وردية.
ما من تحيز جنسي,ما من تحامل على النساء بل وقائع
منذ حوالي عشرين سنة,صدر مؤلف عن طب الاطفال لطمأنة الأهل ,يؤكد أن ما من "تصرف موحد" لدى الأطفال.وشرح الطبيب كلامه بالقول: "إن الفتى يتسلق الكراسي والسلالم في حين أن الفتاة تفضل أن تطالع كتاباً".
وفي أوج مطالبة المرأة بحقوقها,اعتبر هذا الكلام تحدياً خالصاً,وهذا بعيد كل البعد عما يحاول العلماء برهنته اليوم: فبالنسبة إليهم إن حاولت "الفتاة الصغيرة" أن تصعد السلم فتنظر أين تطأ قدمها,في حين أن "الفتى الصغير" يميل الى المضي قدماً والتوجه نحو القمة بتهور وبفروغ صبر.ما من تحيز جنسي في الكلام,وما من تحامل على النساء,إنما مجرد وقائع.
تلك الوقائع بقيت مجهولة لفترة طويلة.فلم يكن أمام الأطباء,وحتى منتصف القرن العشرين,سوى التشريح لمراقبة الدماغ,ويبدو أنهم اعتادوا العمل على الجنود الموتى,علماً أن عدد النساء في الجيش محدود جداً,فاكتفوا باستنتاجات تستند الى دراسات غير متحيزة إنما غير مكتملة أيضاً.وبما ان النساء والرجال ينتمون الى الجنس البشري نفسه,ظن هؤلاء الأطباء أنهم يستطيعون تعميم نتائج أبحاثهم أن النساء أقل ذكاء من الرجال لأن وزن أدمغتهن أقل من وزن أدمغة الرجال.إنه استنتاج غبي ,أليس كذلك؟ لا سيما وأننا نستطيع ,وبحق,أن ندعي العكس, بوجود الآت علمية متطورة,كالسكائر والتصوير الصوتي لإثبات ذلك.أتريدون أدلة على هذا ؟
تعالوا معنا إذاً نستعرض حقلئق ثابتة علمياً.
فيم يختلف دماغ الرجل عن دماغ المرأة؟
اكتشف العلماء في الستينات أن لنصفي الدماغ وظائف مختلفة.فالنصف الأيسر مسؤول عن التفكير العقلاني: المنطق,الصواب,الاستنتاج,التحليل,الكلام.أما النصف الأيمن فمرتبط بالتفكير العاطفي: المعلومات البصرية,الإدراك الحسي,الحدس,الخيال,الإبداع.وتبين أن النصف الأيسر أكثر تطوراً لدى الرجل في حين أن النصفين متعادلان ومتشابهان لدى المرأة .كما يمكن للمرأة أن تشغل النصفين في آن معاً,الأمر الذي يعجز عنه الرجل.
دماغ الرجل متخصص
واكتشف العلماء أيضاً أن موقع بعض الكفاءات يختلف بين دماغ الرجل ودماغ المرأة.فالكلام,على سبيل المثال,يمركز فقط في النصف الأيسر من دماغ الرجل,في حين أنه يتمركز في نصفي دماغ المرأة.وهكذا,فإن الرجل الذي يتعرض دماغه الأيسر للضرر يصبح شبه عاجز عن الكلام,بينما تحتفظ المرأة,في الظروف نفسها ,بقدرتها على الكلام,وتحافظ على جزء من مفرداتها على الأقل.
فضلاً عن ذلك,يعمل دماغ الرجل بطريقة متخصصة :فلكل جزء من الدماغ كفاءته واختصاصه.وعليه وفقاً للظروف, أن يمرر المعلومات التي يتلقاها من جزء الى آخر,وأحياناً من أحد النصفين الى الآخر,قبل التمكن من معالجتها ,مما يتطلب بعض الوقت.إلا أن دماغ المرأة يعمل بطريقة أكثر انتشاراً وتوزعاً: تستطيع المرأة استحضار كفاءاتها وملكاتها كلها أكبر,كما يمكنها استخدامها كلها في آن واحد.
دماغ المرأة أكثر ترابطاً
إن كتلة الألياف العصبية التي تصل بين نصفي الدماغ,أسمك بنسبة 30 % لدى المرأة, مما يسمح بوجود تواصل أكبر بين الخلايا العصبية.كما أن الاستروجين,وهو هورمون أنثوي تحديداً,ينشط الخلايا العصبية ويدفعها الى إقامة تواصل أفضل في ما بينها.
وتجدر الإشارة الى أن دراسة أجراها إخصائيو الطب النفسي العصبي أظهرت أن النشاط الكهربائي لدماغ الرجل أثناء الراحة يصل الى 30 % من طاقته الإجمالية,فيما تبلغ نسبة النشاط الكهربائي لدماغ المرأة أثناء الراحة 90 % من طاقته الإجمالية.ويبرهن هذا أن المرأة ,حتى وإن كانت لا تركز انتباهها,تتلقى المعلومات وتعالجها بصورة آلية.
هذا في ما يتعلق بالمراقبة السريرية,لكن ماذا يمكننا أن نستنتج عملياً؟الكثير في الواقع.
لكن في البدء,إليكم هذا الخبر.في العام 1997,أثبتت عالمة دانماركية في قسم الأعصاب في مستشفى كوبنهاغن,أن المرأة تتمتع بذكاء يفوق ذكاء الرجل بنسبة 3 %, مع أن هذا الأخير يتمتع بحوالي 4 مليارات خلية عصبية أكثر من المرأة,كمعدل وسطي (ولعل ذلك يعود الى ثقل وزن دماغه).وقد أثبتت دراسات كثيرة بعدها نسبة ال 3 % هذه.إنه خبر يهدىء النفوس الثائرة ,أليس كذلك؟.
ــــــــــــــــــ
الرجل والمرأة متساويان انما مختلفان
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
الين ويلر
من شكك يوماً , ومنذ ملايين السنوات , في أن الرجال والنساء مختلفون ؟ فمنذ بدأ الرجل بالخروج من منزله للصيد , ليعود بقوت للعائلة , وبقيت المرأة في الكهف لتهتم بالنار وترعى الأطفال , توزعت الأدوار وترسخ الفرق بين الرجل والمرأة , فلم يتكبد أحد عناء الرفض أو الاعتراض ...أو حتى التأكيد .
ثم اندلعت الثورة النسائية , وجرفت كل المفاهيم في طريقها , حتى الأمور البديهية . ولكثرة ما كررنا أن الرجال والنساء متساوون , ظن البعض أنهم متشابهون . وفي النهاية , سلم الجميع بهذا التكافؤ والتساوي كحقيقة جديدة .
وهكذا , أضحى اعتبار المرأة والرجل متشابهين مبدأ صحيحاً من الناحية السياسية .أشيروا الى اختلاف أو فرق , وإن كان طفيفاً , فتوصفوا بالرجعيين أو بالمتحيزين جنسياً أو بأعداء المرأة . لا بل قد تطلق عليكم الأوصاف المذكورة كلها , حتى وإن كنتم من النساء .
وشكلت هذه الحقبة بداية الالتباس الكبير , التباس في الأدوار : فبعد تحطيم النموذج الذي اقتدى به الناس منذ فجر التاريخ , أي نموذج آخر يحل مكانه ؟وكيف نهتدي اليه ؟ ما هو الرجل ؟ ما هي المرأة ؟حسناً , أصبح من حق الرجل اليوم أن يبكي إذا أراد , لكن بما يفيدني ذلك , باستثناء أن عينيه تدمعان ؟ ويحق للمرأة أن تقود شاحنة , لكن الأمر لا يهمني أنا , فأنا لا اكاد أستطيع ركن سيارتي الصغيرة في الشارع حيث أقيم .
ويظهر الالتباس في المشاعر خصيصاً .فإذا كان الرجال والنساء متشابهين ,فلا بد أنهم يتوقعون الأمور نفسها من الحياة , والحب والزواج بالتحديد .إذاً , لم تغضب الزوجة عندما يحتاج زوجها للعزلة ؟ ولم يسخر الزوج من زوجته عندما تطلب منه أن يصرح لها عن حبه بالكلام ؟ ولم تثور ثائرة الزوجة عندما يؤكد لها الزوج أنه لم يسمع الطفل يبكي ليلاً ؟ ولم يرمقها بتلك النظرة وكأنها معتوهة لأنها لا تستطيع أن تحدد مكانها على الخارطة ؟
النتيجة : التباس وبلبلة .
لطالما لمنا الرجال والنساء لأنهم لا يتحاورون ونصحناهم " بالتواصل " .الآن نجدهم يتكلمون , إنما لا يتفاهمون , لا بل لا يسمع أحدهم الآخر ,ويتفاقم الوضع ليصل الى حد الخلاف في العمل , وفي المنزل .ويظهر الخلاف في العلاقة مع الزميل أو الصديق أو الابن أو الزوج .
وهذا الأمر ليس مستغرباً : فنحن , في الواقع , نتكلم ونتحدث , إنما لا نتكلم اللغة نفسها .والأسوأ أننا لا نعرف ذلك .فلشدة ما اعتقدنا أننا متشابهون ,ظننا أننا نفكر بالطريقة نفسها .
ولا يعنينا هنا برهنة أننا مختلفون جسدياً , فبالرغم من غسل الدماغ الذي تعرضنا له خلال السنوات الماضية , لازلنا نتمتع بحد أدنى من العقل السليم ونفاذ البصيرة .إنما نقصد إثبات الاختلاف النفسي استناداً الى تكوين أدمغتنا والهرمونات التي تفرزها أجسامنا .
وها هي النتيجة تظهر : الرجل والمرأة مختلفان , أحدهما ليس أفضل من الآخر أو أسوأ منه , إنما مختلف عنه . لكن تجدر الإشارة الى أنهما يتساويان في بعض الأمور .
لا نشعر بأننا أحرزنا تقدماً كبيراً بقولنا هذا , إنما كان لا بد أن نقول سيئاً !
أن نتقبل فكرة الآخر المختلف , يعني أن نتقبل ألا يفكر هذا الآخر مثلنا , وألا يتوقع ما نتوقعه نحن . وبالتالي , ألا يستطيع أن يمنحنا ما ننتظره منه , لأنه لا يعرف إطلاقاً ما نريده لأننا لم نطلبه منه صراحة ,عندئذ ندرك أنه لايسيء الينا بسبب لا مبالاته , أو عدم خبرته أو طبعه السيء , بل لأنه يجهل مقدار أهمية هذا الأمر أو ذاك بالنسبة الينا نحن معشر النساء .
وإذا ما تصرف أحياناً كرجل قادم من كوكب آخر , فلأنه قادم فعلاً من كوكب آخر وهو لا يقصد إحراجنا أمام أصدقائنا .
فإذا ما دعوت سيدتي بعض الأشخاص على العشاء , وبعد أن أكلوا وشبعوا , راح أحد المدعوين يتجشأ بصوت عال , لا بد أن تغمر الحاضرين موجة من الاشمئزاز قد تصل الى حد النفور من قليل التهذيب هنا .وهذا الشعور طبيعي !.
لكن ,إن علمت أن هذا المدعو مغربي , وأن التجشؤ في بلاده علامة تهذيب ومجاملة وأدب , وأنها إشارة الى ربة المنزل لإعلامها بأنه أكل كفايته من الطعام اللذيذ الذي أعدته , فستسامحه على الفور .فبما أنه مختلف عنك , وبما أن هذه هي طبيعته , ومن حقه أن يكون كما هو , ستظهرين تفهماً وتسامحاً حياله , وستبتسمين له بلطف . فما رأيك في أن تظهري هذا التفهم والتسامح حيال من يشاركك حياتك اليومية ؟
إن الاعتراف بأن الآخر مختلف ,هو محاولة لفهمه , ولمسامحته , ولمحو الماضي ثم الانطلاق من جديد .عودوا الى نقطة الصفر ثم تمرنوا على مهامكم الجديدة ! حاولوا عدم التسرع في الحكم على الآخر, فتعتبرونه أحمق أو كسولاً أو رجعياً .تدربوا على فهم عقلية الآخر والنقاط التي يختلف فيها أحدكما عن الآخر .
ولعلكم ستحبون هذا التمرين وتقدرون فائدته الى حد تعجزون بعده عن الاقلاع عنه .وربما تتوصلون يوماً ما , الى حل الخلافات قبل اندلاعها ,وباختصار ,ستتعلمون تدريجياً التعايش مع الآخر بشكل أفضل , وهو أمر ممتع للغاية .
فيا أيها الرجال والنساء , هلا حاولتم ذلك ؟
ــــــــــــــــــ
كيف تنفصل عن الشريك بشكل لبق.. ورشيق؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
ليس هناك ألم يضاهي ذلك الذي نشعر به عندما تنتهي علاقتنا بشخص ما نحبه، اللهم إلا تلك الآلام الناتجة عن رحيل ذلك الشخص. فالانفصال هو أصعب تجربة عاطفية نمر بها على الإطلاق. نحن نفضّل أن نؤمن بالوقت كمعالج جيد لجروح القلوب، ولكن الحقيقة هي أن الوقت لا يعالج جروح القلوب، بل يخففها، بينما نفاذ البصيرة هو الذي يقوم بعملية المعالجة. وعلى ذلك، فنحن لن نشعر بالتحسن، إلا عندما ندرك وندرس الأسباب التي أدت إلى الانفصال.
الانفصال شيء أليم للغاية، فهو يجعلنا نشعر بانعدام الأمل والكفاءة، كما يجعلنا نشعر بالنقص والإحباط والوحدة. ومعظمنا يخاف من عدم قدرته على تحمله، فنحن نفكر في أشياء مثل كيف ستنظر إلينا الأسرة، وينظر إلينا الجيران؟. نشعر بالقلق على أطفالنا من جراء ترك المنزل، ونفكر في مستقبلنا المالي المبهم. والأكثر قسوة من ذلك هو أن ثقتنا في أنفسنا تهتز، إن لم نفقدها! ثم نبدأ البحث عن مبررات شافية ـ بالنسبة لعقولنا ـ لذلك الانفصال، فنجد هناك ميلاً طبيعياً في أعماقنا لربط ذلك الانفصال بالفشل الشخصي، مما يؤدي بالضرورة لتدمير تام في احترأمنا لأنفسنا. أما عندما ننجح في معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الانفصال، فلن نعاني من نقص في احترأمنا وتقديرنا لذواتنا، وستقوم الأسباب التي عرفناها بعملية مداواة الجرح من دون أية خسائر.
من الممكن الآن أن يتم الانفصال بشكل لبق ورشيق، فيصارح أحد طرفي العلاقة الطرف الآخر بصعوبة الاستمرار ويوضح له الأسباب التي أدت به للتفكير في هذا الأمر، فيقتنع الطرف الآخر بتلك الأسباب، ويتم الانفصال بشكل متحضر للغاية. وهذا يسمح لكلا الطرفين بالانتقال للعلاقة العاطفية التالية من دون المرور بالمرحلة الوسطية المدمرة من التمزقات والتفسخات العاطفية التي طالما تصاحب نهايات العلاقات العاطفية.(54/85)
هناك إجراء يمكن أن يتخذ فيفيد طرفي العلاقة أيما فائدة، ومن شأنه إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح، فلا يتم الانفصال، أو يخفف من وطء الأمر على طرفي العلاقة، فيتم الانفصال بهدوء، بحيث لا يُحدث ضرراً لأحد الطرفين. ذلك الإجراء يمكن أن يتخذ مع ازدياد المشكلات، حيث إن الانفصال شيء متوقع، أو بعدما يتم الانفصال ذاته، فيتيح الفرصة لعلاقات أخرى أكثر سعادة يتلخص في أن كلا الطرفين يتفقان على الانفصال لمدة شهر واحد، ثم يعودان فيتعاملان ثانية بأسلوب مختلف. يمكن أن يتمثل ذلك الأسلوب المختلف في الصداقة، ويمكن أن يتمثل في كونهم شركاء عمل، أو زملاء دراسة. ولكن تكمن الأهمية في أن يتفق الطرفان على شيء واحد، حتى وإن كان قرارهما ألا يتعاملا مع بعضهما البعض ثانية.تهدف هذه الجلسة إلى الوصول للأسباب الحقيقية للانفصال، أو إلى أن هذه الأسباب ليست لها أساس من الصحة، فيتم التعامل معها بالشكل المناسب. يتم الوصول للأسباب الحقيقية للانفصال عن طريق بضعة أسئلة تطرح بشكل ودي من أحد الأطراف على الطرف الآخر مع مراعاة حق الطرف الآخر في أن يسأل أسئلة مماثلة. وهناك بعض الأمثلة على تلك الأسئلة:
* ما هو أفضل أوقات علاقتنا؟
* متى بدأت تنسحب عاطفياً من علاقتنا؟
* في منظورك الشخصي، ما هو الحل الذي كان من شأنه أن يعيد علاقتنا إلى مسارها الصحيح؟ ولماذا لم تتخذه؟
* ما الذي تخشى ألا تجده في علاقاتك المقبلة؟
* وما الذي سعدت بتخلصك منه بانفصالنا؟
تتيح إجابات الطرفين على تلك الأسئلة لكليهما تحديد نوع العلاقة التي يجب تجنبها، ونوع العلاقة التي يجب الدخول فيها. فمن خلال الإجابة العقلانية والصريحة على أسئلة من ذلك النوع، يمكن أن يقرر الطرفان أن ما حدث كان مجرد سوء تفاهم كاد يؤدي للانفصال، ويمكن أيضاً أن يقررا أنه من الضروري أن يتم الانفصال! في تلك الحالة، يتم الانفصال بشكل مريح فلا يجعل طرفي العلاقة يمران بالتمزقات العاطفية المعتادة، والمصاحبة عادة للانفصال.
ــــــــــــــــــ
الخاطبة التقليدية أفضل أم التعارف على الانترنت؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
أصيب العديد من الذين يبحثون عن نصفهم الآخر في الحياة عبر الانترنت بخيبة الأمل والاحباط نتيجة كذب شركائهم المحتملين فيما يتعلق بالسن والوزن والوضع الاجتماعي مما دعاهم إلى الاتجاه عوضا عن ذلك، إلى الوسائل التقليدية مثل وسطاء الزواج التقليديين.
وبدلا من المغامرة عبر الانترنت يدفع رؤساء شركات ومغنيون وساسة آلاف الدولارات إلى الوسطاء كي يبحثوا لهم بشكل متأن عن شريك مناسب.
وقالت ماري بالفور وهي خبيرة تعارف إن الناس كانوا في الايام الخوالي يجدون شركاءهم في إطار العائلة الكبيرة أو في بعض المجتمعات التي تتوفر فيها خاطبة تحاول العثور على العريس أو العروس المناسبة لكل شخص.
لكن مواقع التعارف عن طريق الانترنت أثارت صواعق براقة في عالم الرومانسية واحدثت ثورة في الطريقة التي يعثر بها الانسان على شريك حياته.
ويوجد الآن عدد كبير من مواقع الانترنت للراغبين في التعارف من جميع الفئات ، ولكن الاحصاءات تظهر ان عددا كبيرا من هؤلاء الباحثين عن الحب عبر الانترنت أصيبوا بخيبة أمل .
وقالت كريستي نايتنجيل مديرة مؤسسة بريمير ماتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن عددا كبيرا من الناس كانت لهم تجارب سيئة مع أناس لم يكونوا صادقين في تقديم أنفسهم بشكل صحيح.
وقالت نايتنجيل إن 80 في المئة من زبائنها حاولوا التعارف عن طريق الانترنت قبل أن يلجأوا اليها بقصص غير معقولة.
وذكرت مؤسسة جوبيتر للابحاث أن صناعة المواعيد عبر الانترنت مربحة حيث حققت نحو 500 مليون دولار في الولايات المتحدة ونحو 160 مليون يوروأي 203 ملايين دولار في اوروبا العام الماضي.
ووجد استطلاع أجراه في وقت سابق من العام الجاري مشروع بيو انترنت آند امريكان لايف أن نحو 16 مليون امريكي استخدموا أحد مواقع التعارف عبر الانترنت.
وقالت جوانا هاورث (36) عاما مديرة قطاع التمريض بلندن إن نسبة من الرجال الذين التقت بهم كانوا غريبي الاطوار جدا. وقالت إنها لا تعتقد أن أيا منهم سفاح ولكن إذا التقيت بهم في أي مكان آخر لن تقترب منهم حيث أن بعضهم استخدم صورا التقطت له منذ ثلاث سنوات عندما كان أكثر رشاقة.
وقالت بالفور وهي تعرض البوما مليئا بدعوات الزفاف من زبائنها السابقين ان خدماتها للتزويج قفزت خلال العام المنصرم بالنسبة للزبائن المستعدين ان يدفعوا ما يصل الى ثمانية آلاف جنيه استرليني (15) الف دولار على أمل الوصول إلى "نهاية سعيدة."
وتوظف وكالتها فريقا من النساء يقوم بمراجعة الاحداث الاجتماعية والتجارية بشكل دقيق بحثا عن زيجات محتملة.
وتوزع نايتنجيل على زبائنها قائمة "افعل ولا تفعل" قبل أن يذهبوا إلى أي موعد مثل إغلق هاتفك المحمول ولا تتحدث عن شريكك السابق.
وينظم ايضا بعض من كبار صانعي الزيجات الامريكيين الذين يتقاضون ما يصل إلى 25 الف دولار عمليات لتغيير السلوك والمظهر والتدريب على العلاقة لزبائنهم.
وسلطت قضية امريكية في الآونة الاخيرة الضوء على الاخطار المحتملة للتعارف عن طريق الانترنت .
وفي اول حالة بالنسبة لصناعة المواعيد والعلاقات أعلنت مؤسسة TRUE.COM الامريكية لخدمات الانترنت انتصارا تاريخيا في قضية مدنية في اكتوبر/ تشرين الاول ضد شخص مدان بالاجرام ومسجل على أنه المعتدين جنسيا من كاليفورنيا قام بتقديم نفسه بشكل خاطئ على الانترنت .
ــــــــــــــــــ
الخرس العاطفى: هل يعني موت الحب بين الزوجين؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات بين البشر فعليها يقوم بناء مجتمع بأكمله وبمدى التواصل بين الزوجين وصحته ونجاحه..وبمدى الإختلال والإضطراب العاطفى والزواجى بينهما. .تقاس نسبة النجاح والفشل بهذه العلاقة.
وقد سن الله تعالى ووضع الأسس لهذه العلاقة وقال بكتابه الكريم.. " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة " ( الروم 21 )
بداية فلنتأمل هذه الآية الكريمة..وما تحمله بثناياها من معنى ومنهج للحياة الزوجية فهى توضح لنا قوام العلاقة الزوجية والتى تقوم على التفاهم والرحمة والمودة وليست من طرف واحد وإنما من الطرفين معاً.. فيجب عليهما شحن هذه العلاقة بإستمرار بشحنة من العواطف والمودة ودفء المشاعر الحميمة المتبادلة بينهما..هكذا يتكامل المعنى فى علاقة السكن الذى جاء ذكرها بالآية..
فالمودة بالقاموس اللغوى تعنى (المحبة).. أى الحب بكل ما يحمله الحرفان من معانى جميلة..تترجمها التصرفات والتعاملات الحياتية بين الزوجين على مدار رحلتهما الزوجية.. من ود وبشاشة وتواضع وصفاء وإحترام متبادل ..إلخ
والسكن..معناه هنا هو كل ما سكنت إليه النفس وأستأنست به ..
وعندما أشار الله تعالى بالآية بقوله ( أنفسكم ) أى أن آدم وحواء من كيان واحد .. فمنه خلقت ولذلك يظل الطرفان فى حالة شوق لبعضهما البعض..
ولكن حينما يتوقف أحد الزوجين عن آداء دوره الإيجابى بهذه العلاقة يقع النشاز باللحن وتصبح هذه العلاقة معزوفة مملة لكلا الطرفين وتبدأ الآوتار بالتمزق وتضيع أبجديات المعزوفة الزوجية وربما آتت معزوفة آخرى بلحن جديد أكثر طرباً لتحل محل المعزوفة النشاز هذه..
فعلاقة السكن والتآلف الزوجى تحتاج لشحن متواصل من المشاعر بكل صورها الحسية والمادية..وإلا إهتزت وإنهارت هذه العلاقة..
وببداية الزواج يكون هناك شحنة من العواطف شديدة التوهج.. ورومانسية طاغية ..ولكن بمرور الوقت يفتر الحب وتغادر الرومانسية الديار ربما مستأنسة أو ساكنة ديار غير الديار..
ويتسرب أيضاً هذا الفتور والبرود للعلاقة الحميمية الزوجية بين الزوجين فيصيبها التوتر والبرود وتصبح عملية حيوانية وظيفية روتينية بحتة..وربما يرجع ذلك لضعف رغبة الزوجين ببعضهما البعض..
فيقع الطرفان فريسة لشرك الإهمال وسلبية التعامل فممكن يكون ذلك نابع من البداية من أحد الطرفين فقط ولكنه بمرور الوقت يتسرب للطرف الآخر نتيجة برود المشاعر التى يجدها لدى الآخر ..
وذلك يأتى بنا للسؤال ..هل يموت الحب؟؟؟
بداية الحب..هو مزيج من المشاعر المختلطة من الإنفعال والإعجاب بالآخر بما فيه من صفات مثالية تلقى القبول والإعجاب بها فتتتقل من الشعور بالإعجاب إلى الشعور بالراحة والسكن لهذا الآخر..
والحب بمعناه الطبيعى لا يموت أبداً هذا برأيى المتواضع..الحب موجود بداخلنا ولكن ربما يكسوه ببعض الآحيان بعض الصدأ تغلفه سحابات الصمت مشاغل الحياة مواقف ترسل به للعناية المركزة ويصبح بحالة إحتضار..
ولكن من يتأمل ..ما يحدث بين أى زوجين كان الحب يوماً ساكن بينهما وبصدق وليس زيف مشاعر..نراه أنه مهما كبت وغلفته الآيام والليالى بسكونها ومتغيراتها .يظهر عند أول كبوة يتعرض لها أحد الزوجين..فلو مرض الزوج ..ستجد أن أول من ستجرى وتحاول الإطمئنان عليه زوجته التى أهملها يوماً.. والعكس صحيح أيضاً..س! يظل الزوج بجوار زوجته حتى تمر من أزمتها ..ويذهب أى خلاف للنسيان..وتنعقد عقدة الآلسنة.
هنا أستطيع القول بأن ما يحدث بين الزوجين من خرس عاطفى ليس موت للحب ..بقدر ما هو نوع من البرود العاطفى..
قد تكون أحد أسبابه: فتور مزمن أو مؤقت للعلاقة بينهما ، تباين الإهتمامات بين الزوجين ، والتباين الثقافى والإجتماعى والفكرى وقولبة الرجل لزوجته فى إطار المتعة الحسية فقط المؤقتة .
وقد يكون هناك صمت زوجى مرضى .. كأن يكون أحدهما يمر بحالة إكتئاب مؤقتة فعلى الطرف الآخر المحاولة المستمرة لإخراجه من هذا الجو ..إلى أن يتم له التوفيق من عند الله..
وهناك الجمود العاطفى والذى يكون من حالة التعود على الآخر وإعتياد وجوده فالحياة أصبحت نمط روتينى مقولب .. فقد حفظ كل منهما الآخر وأصبح الرمز يحل مكان الحرف..
فالعين واليد والبسمة تحل محل الحرف.. وذلك يكون ناتج من طول مدة الزواج فعرف كل منهما أبجديات الآخر فيقل الكلام ويستبدل بمعانى ووسائل آخرى.. ولكن لابد من القول بأنه لا بديل عن الكلمة فى أى حال من الآحوال..
فالآذن تتوق لسماع الكلمة الطيبة وتؤكدها اللمسة الحانية وتغلفها النظرة الودودة.. فتكتمل الصورة ويتم التفاعل الصحيح والصحى..
ويجب أن نفرق هنا أيضاً بين الصمت المؤقت والمزمن..فالصمت المؤقت يكون فى أوقات الخلافات وهذا شىء حميد .. ويفضل أن لا يطول الصمت.. ولكن يجب المناقشة وتعرية المشكلة تماماً حتى يمكن القضاء على جذورها.. وتستأنف الحياة الزوجية الطبيعية.
والصمت المستعصى..يكون بمثابة المسمار الأول بنعش الحياة الزوجية..هنا يكون القلب قد فقد البوصلة الخاصة به ..فيحتار ويسير أحياناً بمسارات خاطئة قد تزيد من حالة البرود العاطفى الموجودة لدى الزوج أو الزوجة..فيصنع حائلاً بينهما ويحول الحب لنفور ويتحول الزواج من سكن ومودة إلى مباراة من مباري_ c7ت الضربة القاضية..وتكون الصعوبة فى إمكانية عودة الحب من جديد بينهما..فقد فقدت العلاقة بينهما صفة الإمتنان والمودة..
ولابد من معرفة سبب هذا النفور الذى آدى لهذا الصمت الزوجى بينهما.. فلابد من جلسة ودية وصافية بمكان مريح ووقت مناسب..حتى يتم تذويب وتسييل ما علق بالنفوس من تراكمات..
والتذويب للصمت العاطفى لا يكون بإلقاء التهم على الآخر واللوم وتحميل الخطأ لطرف دون الآخر ولكن يكون بحسن الإستماع والوصول للب المشكلة والغوص بمعاناة الآخر .. فالحل ليس بمحاكمة طرف لطرف بقدر ما هو بحث عن أسلوب يكون قوامه المودة والرحمة ويكون هناك إستعداد من كلا الطرفين وعقد لنية تجاوز الخرس العاطفى..
والمصارحة بما تضيق به النفس بشكل دورى يقلل من هذا الصمت المذموم ..فالتوافه بالحياة أحياناً تكون أصل جبال الصمت العاطفى بحياتنا..
ويتبقى بعد المصارحة المشاعر الدفينة المتراكمة بالنفس وما خلفه الصمت العاطفى هذا من إساءة ..هى لا تزول وتظل بداخلنا ..قد تتحول من الشعور إلى اللاشعور وقد يتم ترحيلها من الوعى إلى اللاوعى..ولكنها موجودة ..ومهما حاولنا مداراتها ستبقى جداراً حائلاً ولو شفافاً بين الزوج وزوجته إلى أن يجعل الله لها مخرجاً..
قد يكون هناك طريقة للتنفيس عن هذ التراكم الموجود باللاشعور..قد تكون طريقة إنتقامية وقد تريح النفس ولكنها ستقضى على كامل الحياة الزوجية وستكون رحلة ذهاب بلا إياب.
وهناك طريقة دعانا الله إليها..بكتابه الكريم وذكرت بمحكم آياته وذكرها لنا رسولنا الكريم ..وهى المسامحة والعفو ..أن تعفو وتغفر لمن أساء إليك لهو الثواب العظيم عند الله وعندما نتعامل مع الله الخالق ..فنحن ننحى المخلوق جانباً..أن تسامح الغير من القلب وليس بلسانك فقط .. لهو الكرم بعينه .. والمقدرہ الحقة ..على تجاوز ما علق بالنفس..لهو قمة الطهر والإيمان..
وكظم الغيظ والعفو من أفضل الخصال الإنسانية..
وقد قال الله سبحانه وتعالى فى محكم آياته: ( وسارعو إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين ، الذين ينفقون فى السراء والضراء و الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ( آل عمران 133/134)
وأخيراً.. قد يكون الخرس أو الصمت العاطفى أو الزواجى أحد أهم أسبابه الملل ..فليحاول كل من الطرفين البحث فى أهم أسباب هذا الملل ومحاولة الوصول لطريقة تقضى على هذا الملل وإن لم يستطع فعليه بإستشارة من يثق بهم والأفضل الذهاب لمختص يزوده بالنصيحة الجادة..ولكن تجنب الأصدقاء العابرين بحياتك فلا تفضى بمشاكلك إلا لمن تثق به ..وإلا وقعت فيما لا يحمد عقباه
ــــــــــــــــــ
أسرار ينبغي أن تعرفها المرأة.. والرجل أيضاً
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
نسيم الصمادي
في كتابه «الرجال لا يفهمون.. لكنهم يستطيعون»، يناقش المؤلف ديفيد هوكنز القضايا الخفية التي تهدد مستقبل العلاقات، ويقترح تسعة أسرار إذا وضعتها المرأة في الاعتبار، ستعيش حياة مستقرة مع شريكها. الكتاب يحتوي على العديد من الأمثلة الحية لعلاقات كانت على شفا الانتهاء، ولكنها استمرت بنجاح بفضل بعض الأدوات والقواعد فيما يتعلق بالعلاقات العاطفية والزوجية، وأيضاً علاقات الصداقة العميقة. هذا الكتاب ليس موجهاً للمرأة فقط، إلا في عنوانه وأسلوبه، بل يستطيع الرجل أيضاً الاعتماد عليه لتصحيح الأوضاع الخاطئة في علاقته بزوجته، فهو يقترح أدوات مفيدة للتغيير، بدلاً من الشعور بالتقيد في علاقة يسودها التجاهل وعدم التقدير. الرجل يحتاج إلى الثقة، بينما تحتاج المرأة إلى الاهتمام. يحتاج الرجل إلى القبول، والمرأة إلى التفهم.
على الرغم من الأهمية الشديدة لقاعدة «الحقيقة ستحررك»، إلا أن الكثيرين لا يعيروها اهتماماً، ولكن من المؤكد أنها أساس العلاقات الناجحة. إن الحقيقة تحررنا، ولكن يمكن لها أن تسلسلنا بقيود غليظة، إذا ضللنا طريقنا وصدقنا التحريفات والتعديلات الماكرة التي تطرأ على الحقائق، فتغير المعنى بشكل كلي، وتؤدي في النهاية إلى تدمير العلاقات.
أما فيما يتعلق بالمشكلات، فيجب التزام الوضوح التام مع النفس، فعدم التزام الوضوح والشفافية يؤدي إلى تصاعد المشكلات، مما يؤدي بدوره إلى تدمير العلاقات. إذا شعرت بأن العلاقة لا تسير على ما يرام، فاعلمي أنها كذلك، أو عادة ما تكون كذلك، ولا تحاولي إقناع نفسك بعدم وجود المشكلات. إذا فعلت ذلك، ستكوني أكثر قابلية لمواجهة المشكلات بشجاعة، وعدم المبالغة فيها أو عدم إعطائها حق قدرها.
يورد المؤلف قصة تحكي عن أربعة ضفادع تم إلقاؤهم في حوض من الماء المغلي، فقفزوا خارجه فوراً، ومن دون تدبير مسبق. وفي مرة أخرى، تم إلقاؤهم في حوض من الماء البارد الذي ترتفع حراراته تدريجياً، فأخذت الضفدعة الأولى تحذر زملاءها، الذين لم يبدوا اهتماماً جدياً بالمسألة، ومن ثم استسلمت الضفدعة لرأي زملائها بأنه لا خطر هنالك على الإطلاق. وتؤكد الدراسات أن هذا السلوك مشترك في الكائنات الحية بشكل عام، فبعضنا يترك نفسه في مواقف مميتة لمجرد أن الخطر يقترب بشكل تدريجي، لا بشكل فجائي. العامل الرئيسي هنا هو الشعور بالخطر. كلما قلت سرعة الشعور بالخطر (لا الشعور نفسه)، كان الإنسان أقل قابلية للتصرف بشكل إيجابي. هذا بالضبط ما نعاني منه بشكل كبير: التفكير بداخل الصندوق. إذا نجحت في تنمية مهارات التفكير خارج الصندوق، ستستطيعين السيطرة على مجريات الأمور في حياتك، وحل المشكلات التي تتعرضي لها سواء كانت تحمل خطراً داهماً وقريباً، أم خطراً ينمو بشكل تدريجي.
وينصح المؤلف المرأة بأنها يجب أن تتوقف عن اختلاق الأعذار، فالأعذار هي الأكاذيب التي يميل الإنسان إلى تصديقها ليبرر استمرار الوضع الراهن لحياته، على الرغم من أن هذا الوضع الراهن، ربما يكون مدمراً للغاية لصحتها النفسية والعاطفية. وتستخدم الأعذار بشكل متنوع، فالرجال يستخدمونها ليبرروا عدم تغيرهم، أما المرأة، فتستخدمها لتحافظ على سلام نفسي (مضطرب ووهمي)، على الرغم من أن السلام النفسي هو أبعد نتيجة يمكن للأعذار أن تتسبب فيها.
وأحياناً يميل الإنسان إلى إحاطة نفسه بسوار من الصمت والعزلة، حتى أن لا أحداً يستطيع الدخول والمشاركة. يحدث ذلك بشكل طبيعي وغير مقصود عند ازدياد المشكلات والأزمات، فنجد نفسنا وقد انسحبنا إلى عالم داخلي يسوده الصمت والهدوء الكئيبان، وتغلفه الظلمات التي لا تسمح لأحد بالمشاركة. عندئذ، تبدأ المشكلات في التضخم، ونبدو نحن غير قابلين لحلها، ثم نهمس لأنفسنا: «إن المشكلة تتلخص في أنا»، وفي الأغلب، يصل الطرف الآخر إلى ذات النتيجة. يجب أن تعلمي كيف ومتى ولماذا ينبغي لك أن تكسري عهد الصمت الذي اتخذته لا شعورياً، فالصمت نقيض الوضوح، والوضوح هو العامل الرئيسي لحل جميع المشكلات.
لم تخلق العلاقات لتكون متوسطة الجودة، بل خلقت لتكون مثالية، ولتجعل الحياة أفضل. يمكنك تحسين علاقاتك العاطفية وتطويرها إلى الحد الأقصى. يتفق هذا مع ميلنا الطبيعي للعلاقات الصحية والمترابطة والجادة.
وبالطبع، تختلف احتياجات الرجل عن المرأة، والطرف الذكي، هو الطرف الذي يعلم احتياجات الطرف الآخر، فيلبيها ويحققها. فالرجل، حسب الكتاب، إلى يحتاج إلى الثقة، بينما تحتاج المرأة إلى الاهتمام. ويحتاج الرجل إلى القبول، والمرأة إلى التفهم. يحتاج الرجل إلى التقدير، بينما تحتاج المرأة إلى الاحترام. يحتاج الرجل إلى الإعجاب، بينما تحتاج المرأة إلى الإخلاص. يحتاج الرجل إلى إبداء الاستحسان، بينما تحتاج المرأة إلى الموافقة. يحتاج الرجل إلى التشجيع، بينما تحتاج المرأة إلى الطمأنينة.
ويحذر المؤلف المرأة مما سماه «همسات الخوف». ففي أحيان كثيرة، تمنع هذه الهمسات المرأة من إقامة حوار مع ذاتها ومع الطرف الآخر. وهي لا تعطيها الحل، بل تكتفي بأن تقول لها: «إنه خطأك... يجب أن تشعري بالخجل»، أو «إن هذه أفضل الحالات المحتملة، فاصمتي، وتقبلي الوضع». ولذلك، يجب أن تحرر المرأة نفسها من تلك الأصوات، حتى تظهر لها اختيارات جديدة.
وفي نهاية الكتاب، يحدد المؤلف أربعة عناصر، على شكل نصائح، يرى أنها تساعد على تقليل المشكلات إلى الحد الأدنى:
> اختاري: أنت من تحددين أن اليوم هو يوم عظيم.
اعملي: كوني جادة في عملك من دون ادعاء أو صلف.
اشعري بكل لحظة: لا تدعي اللحظات المزعجة تمنعك من تذوق اللحظات الجميلة في حياتك.
ساعدي الآخرين: ابحثي عن شخص يحتاج إلى يد العون، أو كلمة المشاركة، أو أذن مستمعة، ولبي له احتياجاته.
ــــــــــــــــــ
يا طيب القلب وينك؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
فوزية سلامة
قبل ايام فاجأني زوجي بالقول إن الرجال اطيب من النساء بكثير. فاجأني. فاكتفيت برد قصير وهو ان هناك الطيبين وهناك الطيبات كما ان هناك الخبيثين والخبيثات. ولم يكن ردي مبنيا على معلومات مؤكدة او دراسة وانما على انطباع عام الى ان قرأت ما حل بعدد كبير من السيدات في المملكة العربية السعودية: سيدات اعمال ومثقفات وصاحبات مناصب عليا وقعن في شباك محتال حلو اللسان والبيان اقنع كلاً منهن على حدة انه صاحب نفوذ واتصالات بجهات عليا يمكن ان تمهد لحصول المرأة على منصب وزاري ان شاءت نظير كذا وكذا. في النهاية انكشف أمره، لكن ان تصدقه امرأة ذات علم وذكاء فهو امر ينم عن طيبة شديدة واستعداد فطري لقبول الامور على ثقة من ان الاصل هو الخير والصدق.
من خلال عملي الصحافي اتلقى رسائل كثيرة من فتيات يحلمن بالحب والزواج في مجتمعات تفرض القيود على تواصل الجنسين من دون ان تفكر في صنوف الضغط النفسي الذي تحمله وسائل الاعلام والاعلان والافلام والمسلسلات الاجنبي منها وغير الاجنبي.
المهم هو ان العالم تغير والمجتمع لا يتزحزح لا بالدفاع عن ثوابته بأساليب تعترف بالتطور ولا بإيجاد الصيغة التي تكفل للاجيال تعايشا سلميا مع المتغيرات واشباعا نفسيا وعاطفيا لا يدفع بهم الى دوائر الاثم والخطر. في عصر الانترنت يتواصل الشباب ويبني الاحلام على رمال متحركة. وكم من رسالة تصلني تستحلفني صاحبتها ان افسر لها لماذا لا تنجح العلاقات التي تنشأ من خلال تبادل رسائل سيبرونية. يؤكدن ان الرسائل لا تتجاوز حدود الادب وانها مجرد تبادل للافكار ومحاولة لمعرفة الاخر. وفي بعض الاحيان تجزم صاحبة الرسالة ان العلاقة السيبرونية ساعدتها على الالتزام وانها بدورها ساعدت الطرف الاخر على الاهتمام بالدراسة وفروض الدين.
المجال هنا لا يسمح بعرض الحجج المقنعة بأن العلاقات السيبرونية وهم لأن موضوعي هو طيبة القلب من عدمها.(54/86)
معظم العلاقات العاطفية الانترنتية تصل الى طريق مسدود حين يتباحث الطرفان في مسألة الزواج. وفي المراحل المبكرة من العلاقة مفهوم ان موضوع الزواج لا يمكن ان يتم إلا بعد ان يتخرج الشاب ويحصل على عمل. وحين يقترب موعد التخرج يصبح حلم الفتاة قاب قوسين او ادنى وهي تشعر ان هذا الشاب بالذات هو معقد الآمال الذي لا يمكن ان ترتبط بغيره لأن قبولها بغيره خيانة. في كل لحظة تتذكر انها ساندته في الدراسة واستمعت لمشاكله واقترحت عليه الحلول واصبح بفضلها وعلى حسب قوله مواظبا على الصلاة. فجأة تأتي رسالة تفيد بأنه فاتح امه في موضوع الزواج واكتشف انها مصرة على ان يتزوج ابنة خالته. وهو غير قادر على عصيانها لأنه يخاف من العقوق. وتقدح المسكينة زناد الفكر بحثا عن حل. وكلما اقترحت حلا وناقشته مع عاطر الذكر كلما اشتد اكتئابه وبدا لها يائسا عاجزا خصوصا وان الماما مريضة وهو يخاف على حياتها لو اشتد عليها الضغط والسكري.
اصبح مرضا الضغط والسكري هما المبرر المتكرر الذي يلجأ اليه كل شاب يريد ان ينهي حلم الحب والزواج بدون ان يبدو في نظر الحبيبة نذلاً من النوع الثقيل. الضغط والسكري هما امراض الامهات التي يذكرها عرسان الانترنت كعذر للانسحاب. وشكوى البنات تتكرر لا من ظلم الشبان ولكن من ظلم امهات الشبان لا في رسالة واحدة، لكن في مئات الرسائل. وان صدق ظني فإن الامهات يتمتعن بموفور الصحة والعافية والحمد لله.
الى ان تتعلم كل امرأة وكل فتاة ان تميز بين الطيب والخبيث يحتمل ان تقع صاحبات الفكر والذكاء والمناصب في فخاخ، شأنهن شأن كل شابة تفتح قلبها لرسالة منمقة عبر الفضاء السيبروني. ويظل السؤال بلا اجابة: هل الرجال فعلاً اطيب من النساء؟
ــــــــــــــــــ
دور الثقافة الجنسية في حياة المرأة
احسان الامين
تشترك المرأة مع الرجل في الكثير من القضايا المتعلِّقة بالجنس ، وتواجه نفس المتاعب ونفس المخاطر التي يواجهها ، لكن المرأة تمتاز عن الرجل بأنّ السلوك العام لها خاضع بقوّة لظواهر حياتها الجنسية ، والتي تبدأ بالظهور عند البلوغ ، وتتتابع حتى سنّ اليأس بانتظام وبدون توقّف ، إذا لم يتخلّلها الحمل في الظروف الطبيعية العادية ، كما أ نّها تمرّ بالدورة التي عادة ما تدوم مدّة 28 يوماً ، مع التغيّرات العديدة الوظيفية الخاصة التي تميِّز عدداً كبيراً من النساء . ()
والمرأة في كل مرحلة من حياتها تتعلّق بها توصيات طبية وأحكام شرعية ، وبرامج صحية تساعدها على تخطِّي هذه المراحل بوعي وصبر واطمئنان خاطر .
وتختلف المرأة في مزاجها الجنسي عن الرجل ، كذلك يختلف مفهوم الحب عندها عنه ، ولذا كانت لها معالمها الخاصّة وشرائطها المختلفة لنجاح علاقتها وتجربتها الزوجية ، وكثيراً ما يغيب هذا الأمر عن كثير من الرجال ، بل كثير من النساء ، ويسبِّب لهما معاً إخفاقاً للفعل الجنسي ، والذي تترتّب عليه كثير من المشاكل النفسية والجسدية .
«إنّ الرجل يرى الحبّ حاجة حاسمة لتهدئة ضرورة عضوية ، وفي هذا التصوّر بكل تأكيد شيء من الحيوانية والنزعة العابرة المؤقّتة .
أمّا المرأة ، فإنّها تهب وعيها وروحها وجسدها الذي تعكس عليه بشكل مطلق كلّ معالم حياتها النفسية ، ولهذا السبب نراها تعلِّق الكثير من الأهمية على أمور الحبّ وأشيائه ، وتزيِّنها بهذه الهالة المِثالية التي تصنع منه كلّ هذا الجمال ، وكلّ هذه القابلية للانجراح .
فالمرأة تتسامى بوضعها الانساني مجنِّدة فيه ما تخفيه من رقّة ولذّة وأفضل ما عندها» () .
وقد ورد في الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «قول الرّجل للمرأة إنِّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً» () .
والثقافة والعلم يساعدان المرأة وزوجها على نجاح حياتهما الخاصة وتفعيل علاقاتهما الروحية والجسدية .
وهناك في عالم المرأة آفات عضوية تُصاب بها ، في جهازها التناسلي ، أو مشاكل عند اقترابها ، وهي تؤثِّر على صحّتها الجسدية ، وسلامتها النفسية ، كما إنّ المرأة وبسبب عوامل نفسية وتربوية قد تبرز عندها ظواهر مرضية تعيق أداءها الجنسي ، أو تُصاب بالبرودة الجنسية ، أو القلق والاضطراب في الزواج ، أو الكآبة بعده ... وكل هذه المسائل وغيرها تطرّقت إليها البحوث العلمية ويعالجها الأطباء المختصّون ، وتساعد الثقافة الجنسية الزوج والزوجة معاً على تشخيصها ، أو الوقاية منها ، أو متابعة علاجها .
ويرجع أطباء معاصرون ، استناداً إلى تجاربهم العديدة والمتواصلة ، وإحصائيات دقيقة .. يرجع هؤلاء نسبة كبيرة من متاعب المرأة الصحية والنفسية إلى عدم بلوغ المرأة المتزوجة درجة الذروة والإشباع المطلوب في علاقتها ومقاربتها مع زوجها ، وبالتالي فهي تعاني من حصر دائم وشعور مستمر بالانسحاق والقهر ، وكبت مستمر لطاقتها النفسية والجنسية .. وإنّ كثيراً من النساء لا يعلمنَ بحالهنّ تلك التي تتطوّر بمرور الزمان لتتحوّل إلى كآبة عميقة وأمراض نفسية وجسدية مستعصية ..
وينعكس هذا الاخفاق على علاقة المرأة بزوجها ، ومن ثمّ يهدِّد أواصر الحبّ بينهما ، ويخلق مشاكل متعدِّدة قد تصل إلى الطلاق .. أو قد تدفع بأحد الزوجين إلى الخيانة الزوجية مع آخر ، وهذا بدوره لغم يمكن أن ينفجر في أي لحظة لينهي كل شيء .. حتى لو كانت علاقة حبّ ورابطة زواج لسنين طويلة .
وتنقل الدكتورة ماري ستوبس(())، عن تجاربها المباشرة مع أزواج مرّ على زواجهم سنوات عديدة ، قد تزيد عن العشرين ، دون أن يكونوا بلغوا «الذروة الناجحة» في لقاءاتهم وعلاقاتهم الخاصة .. ودون أن يعلموا بأ نّهم لم يبلغوها ، فكانوا يواجهون مشاكل مستمرّة دفعت بهم إلى حافّة الطّلاق ، لولا مراجعتهم لها وتعليمها لهم الطّرق والأساليب الصحيحة ، والتي بواسطتها بدأوا حياة جديدة وكأ نّهم في «شهر عسل» .
فهي تقول : «لقد أطلعني كثير من الرجال والنساء ، مدى سنين طويلة على أسرار حياتهم . وبين جميع الزيجات التي لا تحصى والتي شاءت الظروف أن أقف على خفاياها ، يمكنني القول بمزيد الأسف أنّ النزر اليسير منها فقط يكاد يلامس طرفاً من الهناء الممكن أن يتمتّع به المرء في جنّة الزواج .
أمّا السواد الأعظم ممّن يعتبرهم الناس والأهل ، حتى شريك الحياة ، موفّقين وسعداء للغاية في زواجهم ، فما هم في الحقيقة سوى الأوفر شقاء بين الأزواج الذين ينوؤون تحت وقر تعاستهم سرّاً ، وهم منطوون على أنفسهم لا يتظاهرون ولا يقرّون بواقع حالهم» () .
ولهذا السبب فإنّ ثقافة الجنس في بعض أبعادها تعني ثقافة الحياة ، وهي تساعد في حلِّ كثير من المشاكل الأسرية ، وتعيد البسمة إلى شفاه الأزواج القاصرين الذين يعانون ولا يعلمون لِمَ يعانون بسبب قلّة معلوماتهم ومحدودية ثقافتهم الجنسية .
ولعلّ حالة السّعي للحصول على زوجة ثانية ، أو رفيقة وخليلة من قِبَل بعض الأزواج ، يعود في بعض أسبابه إلى حالة الرتابة والملل والتكرار التي تسود الحياة الجنسية لهؤلاء الأزواج ، مع مرور السنين وتقدّم الزواج ، خصوصاً إذا كان الزواج في أساسه «روتينياً» يفتقد إلى الحبّ ، ويسير على منوال واحد ونمط متكرِّر من العلاقة ، وهذا ميدان هام آخر يمكن للثقافة الجنسية أن تخدم فيه لتعيد للزواج نشاطه وحيويته، وتجعل منه «عرساً دائماً» عندما يفهم كلا الزوجين كيف يتعاملان ، وكيف يتعايشان ، ومتى يلتقيان ،... فإنّ للجنس عالمه الرّحب الذي يتجدّد ولا يتحدّد بأسلوب تقليدي أو اطار ثابت يميت حيويته ويهدر جماله .
كما إنّ فهم أعماق وآفاق العلاقة بين الزوج وزوجته ، وتبادل الاحترام وتعميق التفاهم ، وسقي شجرة الحبّ الخضراء باستمرار حتى لا تجفّ وتيبس ، وتزهو وتزهر دائماً .. إنّ فهم دور المرأة وتقدير تضحياتها ، وتحسّس عطاءاتها .. إنّ كل هذا وذاك سيجعل من علاقة الزوجين رابطة مقدّسة قوية لا تهزّها العواصف ولا تتزعزع لأمر طارئ أو مشكلة آنية تطفو على السطح ولكنّها لا تمكث بأي حال .
ويمكن بدراسة تجارب الزواج المختلفة وقصص الحياة المعتبرة أن تحصّن هذه العلاقة بالمعرفة والخبرة اللاّزمة ، وأن تجعلهما أكثر اقتناعاً وثقة ببعضهما البعض ، وأقلّ تأثّراً بمظاهر الآخرين التي ربّما تخفي وراءها مأساة كبيرة أو جرحاً عميقاً غائراً لا يظهر على السطح لأ نّه مُغطّى بالمساحيق والألوان الزائفة ..
ولأنّ سحر البيت ورونقه تمثِّله المرأة بجمالها وكمالها ، بِخَلقِها وخُلقِها ، بأنوثتها ورقّتها ، بحيائها وخيلائها ، فإنّ المرأة لو عرفت نفسها واكتشفت طاقاتها ، وأجادت دورها ، تستطيع أن تجعل الرجل أسير حبّها ورفيق دربها وشريك نجاحها ودليل سياحتها الرائعة في الحياة .
وتستطيع المرأة ، مهما كان الرجل قاسياً ، أو لم يكن مُدرِكاً لدوره ، أو كان قاصراً عن معرفة زوجته، تستطيع أن تكون هي قوام أسرتها الدافئة وعمود خيمتها الوارفة، فتدفع الرجل بإيمانها ومعرفتها إلى أن يعرفها ويعرف نفسه الضائعة، ويستعيد موقعه المبارك في هذه الحياة العائلية المقدّسة .
ولأنّ المرأة هي الأمّ .. هي الأرض التي يتربّى في ظلالها ويتربّع على أرائكها الأطفال ، وفي مهدها يحبو الرجال ، ومن نميرها يتغذّى الأبطال ... لكل هذا وغيره ، فإنّ ثقافة المرأة بعالمها وعالم غيرها تساهم بصورة فعّالة في تربية أولادها ـ وبالتالي الجيل القادم ـ بشكل أفضل وأكثر كفاءة ، خصوصاً أنّ الأبحاث الجنسية المعاصرة تؤكِّد أنّ للطفولة حياة جنسية بدرجة أو أخرى ، وإنّ إغفال ذلك خطأ تربوي ربّما يؤدِّي إلى تعقيد الحياة النفسية للطفل في المستقبل() .. ولمّا كانت المرأة ـ عادة ـ أكثر تواجداً في البيت وأكثر التصاقاً بالأولاد ، والأولاد أكثر ثقة واطمئناناً وقُرباً منها ، فإنّها تستطيع أن تكون الموجِّه والمربِّي والمُرشد لنموِّهم الجسمي والعقلي وتطوّرهم الجنسي .
ــــــــــــــــــ
كيف تتحدث مع الطرف الآخر من غير لوم؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* مأمون مبيض
إن الرجل يشعر عادة بالهجوم والاعتداء عليه عندما تبدأ زوجته بالتشكي والحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، فهو يستنتج أنها تلومه على هذه المشكلات والمشاعر. حيث يغيب عن معظم الرجال أن المرأة تحتاج للحديث عن مشكلاتها ومشاعرها ومندون أن تقصد لوم الزوج أو عتابه.
إلا أنه يمكن للمرأة من خلال الممارسة والتدريب أن تتعلم كيف تحقق حاجتها بالحديث عن الصعوبات والمشاعر، ولكن من غير أن تُشعر الرجل باللوم أو العتاب. فيمكنها مثلاً أن تطمئن الرجل إلى أنها لا تقصد لومه على هذه الصعوبات، ويمكنها أن تقول له مثلاً:
كم أشعر بالراحة لمجرد الحديث معك عن هذه المشكلات.
كم يسعدني أن أستطيع الكلام معك.
إنني أشعر الآن بالارتياح بعد أن تحدثت لك عن ذلك، فشكراً لك لأنك استمعت إلي.
أعرف أنك لست أنتَ السبب، إلا أني أودّ الحديث في الأمر.
وتحدث مثل هذه العبارات البسيطة تأثيراً كبيراً في تغيير جو الحديث، ليصبح أكثر إيجابية وقبولاً من قبل الزوجين معاً. ويمكن للزوجة كذلك أن تحاول خلال حديثها إدخال بعض العبارات التي تنم عن تقديرها للجهود التي يبذلها زوجها من أجلها. فإذا كانت مثلاً تشتكي من الأعمال المنزلية التي تقوم بها، فيمكنها أن تعبر له عن تقديرها للمساعدة التي يقدمها إليها في أعمال المنزل، وتشكره مثلاً عن عمل قام به منذ مدة قريبة، وكيف سرّها هذا العمل.
ولا تحتاج المرأة لتغيير طبيعتها فتمتنع عن الحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، أو تمتنع عن التشكي لمجرد أن توافق ما يريده الرجل، فليس هذا بالأمر السليم لها. وإنما عليها أن تحاول أن تعدّل بعض الشيء طبيعة الحديث لكي لا تُشعر الرجل بالتهجم أو اللوم على هذه المشكلات، وذلك من خلال إدخال التغييرات البسيطة التي سبق ذكرها هنا.
وعلى المرأة كذلك أن لا تفترض أن الرجل يدرك دوماً كي هي تقدّر ما يبذله ويقدمه من جهد من أجلها. فقد يوجد عند كثير من النساء مثل هذا الافتراض، ولذلك فهن لا يخبرن الرجل بتقدير جهوده وخدماته. والحقيقة أن الرجل يحتاج دوماً لأن يشعر بأن زوجته تدرك وتقدر مساعيه وخدماته.
وإذا شعرت المرأة بأنها منزعجة من أمر ما صدر من زوجها وأنها تريد عتابه أو انتقاده، إلا أنها لسبب ما لا تجد أن الوقت مناسب لمثل هذا الحديث معه، فيمكنها عندها أن تتحدث لصديقة أو قريبة، لتحاول الحصول على التأييد والتشجيع الذي تحتاج. وعندما تشعر ببعض الهدوء والإيجابية والمحبة يمكنها أن تتحدث مع زوجها لمشاركته مشاعرها.
مثال واقعي:
دخلت الزوجة على الزوج وهو يكتب،
فقالت: "كم أنا متعبة من أعمال المنزل".
(كان الزوج في الماضي يقول شيئاً مثل: كيف تكونين متعبة وقد غسلتُ لك كل الصحون!).
إلا أنه الآن وبعد أن عرف طبيعة الفروق بينه وبين زوجته قال: "الله يعطيك العافية، حقاً إن تعملين كثيراً في أعمال المنزل".
قالت: "إننا لم نعد نقضي مع بعضنا وقتاً طويلاً، وأراك دوماً تكتب أو تقرأ".
(كان الزوج في الماضي يقول: لقد مكثنا مع بعضنا وقتاً طويلاً مساء البارحة!).
إلا أنه يدرك الآن أنها إنما تريد أن تتحدث وليست تبحث عن حلول وتفسيرات. فقال لها: "معك حق، لقد كنا مشغولين كثيراً في الفترة الأخيرة. تعالي واجلسي أمامي هنا، لقد كان يوماً طويلاً من العمل".
وبعد قليل من الحديث والاستماع،
- قال الزوج: "ما رأيك أن أحضر لك كأساً من العصير؟".
- "أتمنى هذا، فالعصير سيريحني كثيراً".
وما كان من الزوجة إلا أن قالت أثناء شرب كأس العصير: "لقد ارتحت كثيراً بالحديث معك. وشكراً لك على الاستماع، وعلى كأس العصير".
ــــــــــــــــــ
هل ثمة مستقبل لحياة زوجية عصرية؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* كلاوديا إنكلمان
هل يمنح القرن الحالي، كقرن للنساء يُنادى به الآن، الرجال أيضاً امكانية المزج المثالي فيما بين حياة المهنة وحياة العائلة؟ بالطبع، ولكن فقط حينما نتعلّم كيفية العيش الوي المشترك كفريق منسجم ومتناغم.
ليس من شك على الاطلاق، أن ثمة وقود يكفي لهذا الغرض للقرن القادم كذلك!
هنا الكثير من الرجال يفرحون كثيراً بكون زوجاتهم صاحبات مهن، وبكونهن يمكنهن الاعتماد على أنفسهن تماماً. ولكن حينما تعمد الزوجة لأن تُشعِر زوجها أنها إنما تسعى لإثبات نفسها وتحقيق ذاتها بمفردها، وبمعزل عن زوجها، فليس من ريب هنا أن الأزمة ستبدأ طريقها في التفاقم، وستبدأ معها مشاعر عدم الثقة تلوح في الأفق بين الطرفين، الأمر الذي يمكن أن يهدد المسار السليم للحياة الزوجية المشتركة.
- نصيحة للنجاح:
ثمة أزواجٌ حققوا الحبّ والسعادة في حياتهم الزوجية، وذلك حتى سنيّ عمر متقدمة! يمكن أن نتعلّم من هؤلاء كيفية اكتساب الجرأة للتفكير الموضوعي والإيجابي، ولاتباع طرق وأساليب جديدة، فقط من خلال ذلك يمكننا تحقيق السعاد التي ننشدها. لا تفتح عينيك فحسب، وإنما قلبك أيضاً.
اسأل نفسك ببساطة: ما هو الأفضل؟ الأمر لا يتعلق بمعرفة مَن هم المذنبون، وإنما بإيجاد الحلول المناسبة.
سوف تكتشف من تلقاء نفسك، أن حياتك الزوجية ستكون في منتهى الروعة والجمال والتناغم، وذلك من خلال معالجتك للمشاكل بشكلٍ هادفٍ وفعال.
- ملاحظة هامة:
أظهرْ سعادتك البالغة للطرف الآخر بمجرد رؤيتك له.
إنه لمن المهم جداً أن ينمو ذلك الجوهر الفريد الكامن في أعماق كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية، وأن لا ندعه يذبل مع مرور الزمن.
أما حينما تحاربان بعضكما البعض باستمرار، فلن تؤذي بذلك نفسك فحسب، وإنما شريك حياتك وأولادك أيضاً.
لكل عام جديد، ولكل عقدٍ جديدٍ من الزمن، مؤثراته الخاصة به، والتي من شأنها العمل على إنعاش مغامرة الحبّ.
ــــــــــــــــــ
إهتمام الدِّين بالسعادة الزوجية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
احسان الامين
اهتمّت أكثر الكتب التي تناولت الجنس والحياة الزوجية بموضوع كيفية تحقيق النجاح في العلاقة الجنسية ، كوسيلة أساسية في نجاح العلاقة الزوجية ، وبالتالي تحقيق السعادة الزوجية .
وقد أكّدت معظم هذه الكتب والأبحاث التي أعدّها علماء متخصِّصون في الطب وعلم النفس ، أكّدت على ضرورة أن تقوم هذه العلاقة على أساس المشاركة من الطرفين ، وأن يتم لحاظ إرضاء المرأة وإشباعها ، كما هو الحال عند الرجل ، وأن يكون التقارب بعد التهيئة وبلوغ الطرفين الذروة في الميل والشهوة ، كما أكّدت أنّ معظم المشكلات في الحياة الزوجية الخاصة تبدأ من الخلل في توازن هذه العلاقة ، خصوصاً عندما تكون علاقة منفردة ومستغلّة من جانب واحد ، دون تهيئة ومراعاة للجانب الآخر الذي ربّما يظلّ محروماً ، سواء علم أم لم يعلم بذلك ، وبالتالي تبدأ من هنا الأمراض النفسية والجسدية والتي تهدِّد كيان الأسرة وشملها .
يقول البروفيسور جيتر : « ... ويمكن القول بشكل عام أنّ التحقيق المثالي للإشباع الغرامي الكلِّي للشريكين وللمرأة خاصّة ، يبدو ناجحاً على أفضل وجه في التزامن النسبي للإنتعاظين ، اللّذين ينبغي ألاّ يتأخّر أحدهما عن الآخر ...
هناك فرق بين حدّة الرغبة الأنثوية والرغبة الذكرية .
تحتاج المرأة في أغلب الأحيان إلى إعداد طويل لبلوغ درجة استيقاظ حواسها . يجب أن يمهّد لأي مقاربة جنسية عميقة ...» .
وبمراجعة الأبواب التي ذكرناها ، نجد أنّ الفكر الاسلامي ، ومنذ أمد بعيد ، قد أكّد على هذا التوازن وتلك المشاركة في العلاقة الجنسية ، كما أكّد على ضرورة التهيئة والتمهيد لذلك بمقدّمات ، وأن تكون المقاربة عند بلوغ الطرفين نفس المستوى من الإقبال والرغبة ، فعن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ثلاثة من الجفاء : أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن إسمه وكنيته ، وأن يُدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب وأن يجيب فلا يأكل ، ومواقعة الرجل أهله قبل الملاعبة» .
وقال (ص) : «إذا جامع أحدكم ، فلا يأتِهنّ كما يأتي الطّير ... ليمكث وليلبث ، قال بعضهم ، وليتلبّث» .
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله ، فلا يعجِّلها» .
وعن الإمام عليّ (عليه السلام) قول فيه خلاصة كل ما بلغه العلم في هذا المجال ، إذ يقول : «ولا تأتِها حتى يكون الذي منها كالذي منك» .
وعنه (عليه السلام) : «إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجِّلها فإنّ للنساء حوائج» .
ويكفي في هذا المثال ، نموذجاً لسائر الموضوعات الجنسية التي عالجها الاسلام ، ولنمط معالجته لها ، وما ينبغي أن يكون التعامل اليوم معها ... خصوصاً في وقت أصبح فيه الشباب مُبتلين بالمسائل الجنسية ، بواسطة وسائل الاعلام والاتصال ، سواء رغبوا بذلك أم أبوا ، ممّا يتطلّب تحصينهم بالثقافة الصحيحة التي يستطيعون بها شقّ طريقهم في الحياة بنشاط واستقامة محتفظين بذلك بدينهم وسلامتهم .
ــــــــــــــــــ
الكحول والحياة الزوجية
احسان الامين
يتصوّر كثير ممّن يتناولون الكحول من المتزوِّجين والعشّاق .. أنّ للكحول تأثيراً منشِّطاً للأداء الجنسي ، حتى أ نّك تجد في بعض المجتمعات ، أنّ دعوة التعارف بين الجنسين تقوم على أساس الدعوة إلى تناول كأس من الشراب .. إلاّ أنّ البحوث العلمية أثبتت أنّ ما يحدث من تحسّن مؤقّت هو نتيجة لتوقّعات المتناول ، وليس للفعل الكحولي بحدِّ ذاته .
بل إنّ لاستمرار تناول الكحول .. أن يحدث تأثيراً كابتاً ومثبِّطاً للجهاز العصبي المركزي في الدماغ والنخاع الشوكي .. وهو ما يؤدِّي إلى إضعاف النشاط الجنسي أو إضماره كلياً أو جزئياً .
ففي دراسة قام بها Whalley على فئة من الكحوليين وأخرى من غيرهم ، تبيّن من نتائجها أنّ 54 % من فئة الكحوليين يعانون من ضعف جنسي ... بالمقارنة مع 28 % من فئة غير الكحوليين ..
وقد وُجد أنّ تناول الكحول على الرجال قد يؤدِّي إلى إحداث تغيير تأنيثي عندهم ، كتضخّم الثديين ، ونقص الطاقة الجنسية ، والعنّة والعقم ، وذلك بسبب خفض هرمون اللوتين الذكوري وزيارة هرمون استروجين الأنثوي .
وللمادة الكحولية أن تحدث عطلاً وظيفياً في الغدد الجنسية .
وفي الأنثى ، فإنّ التغييرات الهرمونية الحادثة بسبب تناول الكحول ، توازي ما يحدث في الذكور مع بعض الفروق ، فإضافة إلى ما يصيبها من خفض للنشاط الجنسي وإضعاف للاستجابات الجنسية ، فإنّ الأنثى المتعوِّدة على تناول الكحول ، تظهر من معالم الكِبَر ما هو قبل الأوان ، كما أ نّها تدخل مرحلة توقف الحيض وسن اليأس في عمر أصغر من المعدّل المألوف .
ويسبِّب تناول الكحول بصورة مزمنة وبمقادير تزيد عن حدود الاعتدال ، تلفاً في الأعصاب المحيطة المرتبطة بالأعضاء الجنسية .. وهذا يحدث نقصاً عامّاً في النشاط الجنسي وفي استجاباته .
وتفيد الدراسات على الكحوليين والذين يعانون من عطل في النشاط الجنسي ، بأنّ المشاكل الناجمة عن تناول الكحول وتأثيراته في الحياة الزوجية والعلائق الجنسية، هي مشاكل بالغة التأثير ، وظهور هذه المشاكل له أن يزيد في التناول الكحولي ، وبالتالي في العطل الجنسي ، وهو ما يكوِّن خطورة بالغة على الحياة الزوجية ، والتي غالباً ما تنتهي بالفراق أو الطلاق .
ففي دراسة تمّت على الذكور المدمنين على تناول الكحول ، تبيّن بأنّ 40 % منهم مصابون بالعنّة .. كما إنّ 30 ـ 40 % من النساء المدمنات عانينَ من فقدان الذروة ، وفي دراسة حديثة تبيّن بأنّ حوالي 70 % من متعاطيات الكحول يعانين من استجابات جنسية غير كافية .. ولم يستطع توقّف المدمنين على الكحول عن تناوله إرجاع نصفهم إلى حياة جنسية طبيعية .
وتبيّن من دراسات متعدِّدة على مجموعة من الكحوليين الذين توقّفوا عن تناوله .. بأ نّهم في الغالب معرّضون لمشاكل جنسية وعائلية ونفسية ، كالتنافر الزوجي ، وفقدان الثقة بالنفس والتقدير لها ، ومعاناة الاكتئاب .. وكذلك الحال عند الإناث ..
أمّا الأنثى المتزوِّجة من رجل كحولي، فهي تتجه إلى الإعراض عن العلاقة الزوجية مع زوجها ، ولا تتجاوَب مع رغباته .. وبعض ذلك ناتج عمّا يعانيه الزوج من فشل في الأداء الجنسي ، وبعضه ينجم عن مشاعر النفور من الكحول ورائحته ، أو بسبب تأثير الكحول على سلوك الزوج .. وبذلك فإنّ الزوجة تفقد مشاعر التعلّق والعاطفة والرغبة نحو الزوج .(54/87)
وأخيراً ، فإنّ متعاطي المستحضرات الكحولية بإفراط .. يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية وجنسية ، وهذه المعاناة تدفعهم (ذكوراً وإناثاً) إلى تناول الكحول بمقادير أعظم ، بوهم المداواة به ، أو بهدف التقليل من المعاناة بسبب حالة الهبوط في النشاط الجنسي ، وهذا بدوره يؤدِّي إلى نتائج مضاعفة ، حتى يصير السكِّير لا يرى العيش إلاّ مع السكر .. حتى يهلك () .
ــــــــــــــــــ
الزواج ودور العامل الجنسي
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* حسان محمود عبدالله
هل إن الأساس في الزواج وتشريعه هو قضاء الحاجة الجنسية لدى الطرفين الرجل والمرأة؟
هل إن المقصود من وراء الزواج هو التناسل وبناء أسرة مقدمة لاستمرار النوع الانساني؟
هل إن الزواج سر من الأسرار القدسية التي لم يطلع عليها البشر والتي يجب أن تجرى ضمن طقوس مرسومة لا يجوز التجاوز عنها، وهي بيد ممثلي الله على الأرض، ولا يملك الأفراد صلاحية أن يجروه فيما بينهم من دون حاجة لتوسط أحد؟
هل إن الزواج قيمة اجتماعية وحضارية يجب أن تحترم ولا يجوز العبث بها، أم أنه ملهاة بيد الطرفين، الزوج والزوجة يمكن لهما أن يتزوجا ساعة يشاءا من دون إحراز أية مقدمات ويطلقا ساعة يشاءا دون مراعاة لأصول واعتبارات إنسانية ودينية وعرفية؟
لا أدّعي بداية أنّي حصرت في هذه الاسئلة الأربعة كل الإشكاليات الواردة على المؤسسة الزوجية، بل إن ما أدعيه وبحسب تجربتي المتواضعة أن هذه الأسئلة تعبر عن أهم الإشكاليات في هذا الموضوع، والتي يؤدي عدم الفهم الصحيح لها إلى وقوع مشاكل كثيرة وفشل الحياة الزوجية في أغلب الأحيان.
في البداية أعرض إلى إجابات مختصرة عن كل من الأسئلة الأربعة قبل الخوض في النتيجة العامة:
أولاً: يجب أن يكون واضحاً أن المسألة الجنسية أمر لا يجوز تحت اي عنوان من العناوين تجاهله أو الاستحياء من طرحه. بل لعل أغلب المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا ناشئة عن عدم الجرأة في مواجهة هذه المسألة باعتبارها أمراً واقعاً وحاجة انسانية طبيعية تماماً كحاجتنا للأكل والشرب. غير أن لامشكلة الأ:بر هي ن نعتبر أن غاية الحياة الزوجية هي قضاء هذه الحاجة وإشباع هذه الغريزة، بحيث إنه في حالة عدم إمكان تأمين ذلك أو وصول الزوجة إلى مرحلة من العمر كسن اليأس مثلاً مع استمرار حاجة الزوج إلى المسألة الجنسية، فإنه يحق له أن يطلقها ضارباً بعرض الحائط كل العمر الذي قضياه معاً بحلوه ومرّه. وبكلام آخر، فإ، هذا الفهم مبتنى على أن الزواج يدور مدار الجنس فيستمر معه وينتفي وينتهي بانتفائه. إن هكذا فهم للزواج انطلاقاً من الحاجة الجنسية كمقوم أساسي ونهائي للعلاقة الزوجية لا يقول به سوى مَن لم يفهم الاسلام ونظرته إلى الزواج.
إذاً المسألة الجنسية باعتبارها أمراً واقعياً وطبيعياً هي جزء مهم من الحياة الزوجية، إلا أنها ليست المقوم الأساسي لها وليست داعياً نهائياً لتشريعه.
ثانياً: إن التناسل أيضاً هو داع من دواع تشريع الزواج وهو أيضاً حاجة اجتماعية لا يمكن التغاضي عنها والتعامي عن أهميتها، فالانسان لديه ميل فطري وغريزي وطبيعي للاستمرار والتناسل، فكل منّا يفكر في ولد يستمر به ذكره ويستعين به عند هرمه وشيخوخته ويكون سبباً لرحمة الله إن نجح في تربيته وكان عبداً صالحاً. إلا أننا لا نستطيع أن نقول هنا أيضاً إن التناسل هو المقوم الأول والأخير لتشريع الزواج، إذ ماذا نقول لمن لم يستطع أن ينجب؟ أو كان في سن لا تسمح له بذلك هل نقول له إنه لا يحق لك الزواج وهو لم يشرع أصلاً لك؟ إن الاسلام عندما تعرض لموضوع التوالد حث على ذلك، ففي حديث عن رسول الله (ص) أنه قال: "تناكحوا تناسلوا، أباهي بكم الأمم يوم القيامة".
إذاً مسألة الإنجاب مسألة مهمة ركّز عليها الاسلام إلا أنها على أهميتها لم يجعلها الاسلام سبباً أساسياً ومقوماً نهائياً للزواج وتشريعه.
ثالثاً: إن إعطاء صفة القدسية للعلاقة الزوجية باعتباره سرّاً إلهياً جعل الله أمره بيد فئة خاصة بحيث لا شرعية لأي زواج خارج إطار المؤسسة الكهنوتية واعتباره من قبيل الزنى وإلزام المتزوجين بمراسم وطقوس مرهقة للوصول إلى شرعنة زواجهم أمر لم يقره الاسلام بل اعتبر أن الزواج هو تعبير عن حاجة انسانية طبيعية يمكن للطرفين بحد ذاتهما ومن دون حاجة إلى وسيط مهما كانت صفة هذا الوسيط أن يجريا العقدويصبحا أمام الله والمؤمنين زوجين شرعيين لهما كافة الحقوق المترتبة على الزواج وعليهما نفس الواجبات.
رابعاً: انطلاقاً مما تقدم في الإجابة عن السؤال الثالث يصبح السؤال الرابع مشروعاً فإنكم إن نزعتم صفة القدسية عن العلاقة الزوجية أبحتم بذلك للطرفين انتهاكها في أية لحظة، وبالتالي فإن ركن السكن والاستقرار الذي تتحدثون عنه أصبح منتفياً ولغواً لا قيمة له. والصحيح أننا عندما نتحدث عن عدم الحاجة إلى المراسم والطقوس في اجراء الزواج، أو عندما نتحدث عن عدم صحة اعتبار الزواج سراً إلهياً فإننا لا ننفي وجوب احترام الزواج واعتباره قيمة انسانية وحضارية يجب احترامها، بل إن نما يرتبه الاسلام على الزواج من مسؤوليات على كل من الزوجين يجب مراعاتها، يؤكد أن هذا الزواج أمر مقدس في الاسلام إلا أن قدساته لا تصل إلى حد جعله سراً إلهياً لا يدرك من عامة البشر، ولا يمكن الوصول إليه إلا من خلال مراسم ضمن الاطار والمكان القدسيين، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن القدسية بالمعنى الذي تقدم في السؤال الثالث تجعل أمر فسخ هذا الزواج وإنهائه أمراً غير متيسر، وبالتالي فإن الانسان الذي نم طبعه أنه يخطئ ويتسرع ولا يمتلك قدرة على الاختيارات الصائبة دائماً يجب عليه أن يتمر في تحمل نتيجة خطئه إلى أن يتوفى هو أو شريكه ويعاني من ذلك طوال حياته مع ما لذلك من تأثير على حياته العائلية وأولاده وإنتاجه في مجتمعه، مع ما يمكن أن يؤدي إليه هذا الأمر من الاتجاه نحو الزنى، ولا أعتقد أن الله الرحيم بعباده المدرك لإنسانيتهم وما يقعون فيه من أخطاء باختياراتهم يمكن أن يسد عليهم الطريق لتصحيح هكذا خطأ في حياتهم. ولذلك كان تشريع الطلاق في الاسلام كحل يمكن اللجوء إليه عند الاضطرار لتصحيح خطأ في الاختيار أو معالجة مشكلة يمكن أن تنشأ في خضم الحياة الزوجية. إن عدم إعطاء القدسية بهذا المعنى للحياة الزوجية لا يعني بالضرورة أن ننظر باستخفاف وعدم مسؤولية للزواج، بل إن الاسلام فرض على المسلم أن يتعاطى بمسؤولية مع المؤسسة الزوجية، وفرض سلسلة أحكام تنظم هذه العلاقة في اطار حفظها وتوجيهها لتؤدي دورها المطلوب منها في المجتمع.
في الخلاصة إن الاسلام يعتبر أن الزواج أمراً طبيعياً فطر الله عليه الانسان ولم يعط الاسلام لهذه العلاقة المراسيم الموجودة في ديانات أخرى التي قد تعقدها، بل جعلها علاقة طبيعية تنطلق من حاجة كل من الرجل والمرأة إلى الزواج بصفتهما كائنين اجتماعيين بطبعهما لا يمكن لأحدهما أن يعيش من دون الآخر، من دون إغفال العامل الجنسي باعتباره واحداً من أهداف الزواج وإن لم يكن أهمها. غاية ما هناك أن الاسلام نظم العلاقة بجملة من قوانين موجدة في القرآن والسنة من أجل أن لا يتعدى أي من الطرفين الزوج والزوجة على حق الطرف الآخر.
ــــــــــــــــــ
الجدال بين الرجل والمرأة.. أسباب خفية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* مأمون مبيض
إن من أكثر أسباب النقاش والجدال بين الأزواج هي الأمور التالية:
المال.
اتخاذ القرار.
العلاقة الجنسية.
توزيع الأنشطة والأوقات.
القيم والأخلاق.
تربية الأولاد وتأديبهم.
مسؤولية أعمال المنزل.
ومن الطبيعي أن يكون هناك حوار ونقاش بين الأزواج في هذه المواضيع الحياتية اليومية، ولكن ليس من الضروري أن يصل الأمر لحد الجدال والخلاف. والسبب الأساسي لوصول الحوار إلى مرحلة الحدال هو شعور الزوجين بأن كل منهما لم يعد محبوباً من قبل الآخر. ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه المشاعر من عدم المحبة ألم نفسي وعاطفي، ومن الطبيعي أن لا يعود هذا الانسان المجروح قادراً على تقديم المحبة للآخر.
وتعود أسباب الجدال بين الزوجين في كثير من الأحيان إلى ما ذكرناه سابقاً من عدم فهم أو معرفة اختلاف الطبائع النفسية بين الجرل والمرأة، واختلاف الحاجات العاطفية بينهما. فعندما لا تحب المرأة أمراً ما في زوجها، فإنه يشعر بأنها ترفضه لشخصه ولا تحبه، أي أنه يفسر الأمر تفسيراً شخصياً وكأنه هو بذاته المقصود من الانتقاد. وقد نظن أنه يجادل زوجته بسبب المال أو الجنس أو تربية الأولاد.. ولكنه في الحقيقة يجادل بسبب شعوره بعدم الأمن وقلة محبة زوجته له. ولكن إذا قامت الزوجة بتلبية حاجاته العاطفية التي ورد ذكرها من قبل، فإنه يستطيع عندها أن يتكيف بشكل أفضل مع اختلاف وجهات النظر مع زوجته، ومن دون أن يصلا إلى الجدال.
ويمكن أن نلاحظ من خلال دراسة جدال الزوجين أن هناك أسباباً خفية لهذا الجدال، وتختلف طبيعة هذه الأسباب بين الرجل والمرأة، وسنحاول أن ننظر الآن إلى هذه الأسباب الخفية للجدال بين الجنسين.
- الأسباب الخفية لجدال المرأة:
أن زوجها يقلل من أهمية مشاعرها.
أنه لا يعيرها اهتماماً وعليها أن تطلب منه دوماً أن يقوم بالأعمال.
عندما ينتقدها، وتشعر بأنه يريدها أن تكون كاملة.
عندما يرفع صوته، أو يبرهن لها أنه على حق وهي المخطئة.
عندما يستصغرها ويعاملها بترفع، أو أنها تضيع له وقته.
عندما لا يستجيب لطلباتها وكأنها غير موجودة.
عندما يبرهن لها أنه كان عليها ألا تنزعج أو تتألم، فتشعر بعدم دعمه لها.
- ماذا على الزوج أن يفعل ليمنع الجدال:
بدل الحكم عليها أو تجاهلها، أن يشعرها بقيمتها وصدق مشاعرها.
بدل الامتهان والإهمال، أن يشعرها بالاحترام وأنها هامة بالنسبة إليه.
أن يحاول فهمها حقيقة، ويطمئنها أنه يحبها بالرغم من أنه لا يوجد انسان كامل.
أن يشعرها بالتفهم والاستماع إليها بدل التصغير والامتهان.
أن يشعرها بالاحترام والتقدير لمشاعرها وأفكارها بدل عدم الاحترام أو التقدير.
أن يطمئنها بأن يستمع إليها ويهتم بها، بدل الإهمال.
أن يقرّها على مشاعرها، ويظهر أنه يتفهمها.
- الأسباب الخفية لجدال الرجل:
عندما تنزعج المرأة لأمور صغيرة يراها تافهة، أو عندما تنتقده على أعماله.
عندما تحاول أن تقول له ماذا عليه أن يفعل أو لا يفعل، أو عندما يشعر كأنه غير مقدّر.
عندما تلومه على عدم سعادتها، ويشعر بأنه لم يعد فارس أحلامها.
عندما تشتكي من عدم سعادتها في الحياة أو مما عليها من الأعمال والمسؤوليات، وكأنها لا تقدر ما يقدمه لها.
عندما تقلق على كل أمر يمكن أن يحدث، حيث يشعر وكأنها لا تثق به.
عندما تطلب منه الكلام أو القيام بالأعمال في وقت لا يرغب هو فيه القيام بهذه الأمور، فيشعر بعدم احترامها له.
عندما تنزعج منه بسبب أمر قاله أو فعله، فيشعر بأنها لم تفهمه، أو أنها لا تثق به.
عندما يشعر أنها تتوقع منه أن يفهم عليها ماذا تريد منه ومن غير أن تكلمه بهذا، حيث يشعره هذا بالعجز وعدم القدرة على فهمها.
- ماذا على المرأة أن تفعل لتمنع الجدال:
إنه يحتاج للشعور بقبولها له كما هو، بدل أن تشعره بأنها تسعى لتحسينه.
أن تشعره بالإعجاب والتقدير بدل الامتهان.
عليها أن تشجعه بدل أن تجعله يشعر باليأس والإحباط.
عليها أن تشعره بالتقدير لما يبذله لها، بدل اللوم والعتاب.
عليها أن تشعره بالثقة به، وأنها تقدر جهوده من أجلها، بدل أن يشعر بأنه سبب عدم سعادتها.
يحتاج للشعور بقبولها له كما هو، بدل أن يشعر بأنها تسيطر عليه، أو تضغط عليه لكي يتكلم فهو يشعر بأنه غير قادر على إرضائها أبداً.
يحتاج للشعور بالثقة والقبول، بدل الرفض أو الكراهية.
يحتاج للشعور برضاها عنه وقبولها له، بدل أن يشعر بالفشل.
ــــــــــــــــــ
3 عوامل تؤدي الى حدوث الازمات الزوجية
أوّلاً ـ العامل السيكولوجي :
وهو ينتج عن التغيّر الذي يطرأ على شخصية المرأة ، عندما تريد أن تلعب دور الرجل ، فتضمر الصفات الأنثوية فيها لتعيش في الجزء الخلفي (المذكّر) من شخصيتها ، ممّا يسبِّب لها آلاماً نفسية . ويتأثّر عقل المرأة حين تتولّى القيام بعمل الرجل بذكوريّتها الخفيّة بطريقة لا تلاحظها على نفسها ، لكن هذا التأثير يكون واضحاً لكل شخص في محيطها ... وهو ما قد يجعلها «تغدو هوىً شيطانياً يثير الرجال ويثير فيهم الاشمئزاز ، وتلحق أكبر الأذى بالمرأة نفسها ، عن طريق خنق السحر والمعنى في أنوثتها تدريجياً وتسوقها إلى المؤخّرة . من الطبيعي أن ينتهي مثل هذا التطوّر إلى انفصال سيكولوجي عميق : باختصار ، إلى عصاب» () .
هذا التحوّل السيكولوجي في شخصيتها نحو «الرجولة» يُسبِّب لها أكثر من مشكلة ، فهو يحول «دون وصول المقاربات إلى شعورها .. قد تصبح باردة جنسياً ، كدفاع في وجه النموذج الجنسي المذكّر الذي يتطابق مع نموذجها العقلي المذكّر» .
وما يجري على المرأة في الغرب ، يجري على الرجل أيضاً ، فـ «الحياة اليومية حولنا تضجّ بالرجال (الذين يشبهون الإناث) ، وبالنساء (اللّواتي يشبهن الرجال) ، فمَن يقوم بالدور الفاعل في هذه الأسرة أو تلك ؟ المرأة ؟ الرجل ؟ مَن هو (القوي) ؟ ومن هو الضعيف ؟ وإذا أصغينا إلى الأصوات دون أن نرى الوجوه ، كم مرّة لا يقول فيها المرء أيّها السيِّد لإمرأة ، وسيِّدتي لرجل ؟ » () .
ولذا فقد حلّت «المثلية» محل الزواج .
و «قد نظنّ للوهلة الاُولى أنّ مثل هذا الرجل وهذه المرأة خليقان بأن يحقِّقا (الزواج الكامل) . في الواقع ليس الأمر هكذا ، على العكس ، سرعان ما يبدأ النزاع بينهما .
إنّ ما تريد أن تفعله المرأة ـ باتجاهها الذكوري ـ بعد أن اكتشفت الثقة بنفسها ، ليس بالأمر الذي يبعث على سرور الرجل ، بينما لا ترتاح المرأة إلى المشاعر ـ الأنثوية ـ التي اكتشفها الرجل في نفسه .
إنّ ما اكتشفه كلاهما في نفسه ليس فضيلة أو شيئاً ذا قيمة جوهرية ، بل هو عيب بالمقارنة ، وقد نشجبه لو كان ثمرة لاختيار أو مزاج شخصي .
ذكورة المرأة وأنوثة الرجل عيبان فيهما ، ومن المؤسف أن تلوّث قيمة شخصيّتهما بشيء قليل الأهمية» () .
من الجدير ذكره أنّ إحدى الدراسات التي اُجريت على خمسة آلاف زوج ، بيّنت بوضوح أنّ الأزواج يرتاحون للصفات الجسمية السلبية المضادّة لأحدهما في الآخر . وأنّ سعادة الأزواج المتضادّين في الصفات أكثر من غيرهم .
حيث وجد أنّ النساء النحيفات يرتحن للرجال البدينين ، فيما ينسجم الرجال النحيفون مع النساء البدينات ـ نسبياً ـ .
فإذا كانت هذه الحالة في الصفات الجسمية الظاهرة ، فإنّها قد تكون أكثر وضوحاً في الصفات النفسية التي يبحث فيها الرجل الصاخب عن واحة هادئة يستفيء بظلالها .
ثانياً ـ تغيّر مفهوم الزوجية :
تتجه المرأة نحو الرجل بدافع الحبّ والبحث عن الاستقرار معه بالزواج ، فإنّ النسوة «لا يشتهين خوض مغامرات جنسية ـ لا يعتقد ذلك إلاّ غبيّ ـ ، بل أن يتزوّجن ...
والزواج في نظر ـ المرأة ـ ليس مؤسّسة أبداً ، بل علاقة حب إنسانية» .
والرجل كذلك يؤمن بالزواج «لأ نّه يحبّ الراحة ـ السكون ـ ويؤمن عاطفياً بالمؤسسات التي تميل دائماً إلى أن تصبح في نظره ، موضوعات يحيطها بمشاعره» .
و «في نظر الرجل العادي ، الحبّ بمعناه الحقيقي يتّفق مع مؤسّسة الزواج» () .
لكن الوضع تغيّر الآن ، مع تغيّرات المجتمع الغربي ، عمّا سبق ، فالمرأة بدأت تفهم الحبّ على أ نّه الجنس ، وبالتالي ، فإنّ عدم الزواج ربّما يوفِّر لها فرصاً «للحبّ» أكثر ممّا لو أطّرت نفسها به .
خصوصاً أنّ حبوب منع الحمل ، والحالة النفسية الكسولة والضاجرة للإنسان الحديث ، وتهرّبه من تحمّل مسؤولية الأولاد ، قد جعلت الأمر ـ العلاقة مع الجنس الآخر ـ أشبه بالنزهة الليلية ، يقضي كلّ وطره مع الآخر ، ثمّ يفترقان دون أعباء ولا تكاليف .
والرجل كذلك ، بدا له الزواج قيداً زائداً ، لا يتناسب مع كثرة مشاغله ، وتعدّد مسؤولياته ، كما إنّ شبح «الزيجات الفاشلة» يلاحقه ، فضلاً عن أ نّه بدأ ينظر للمرأة كجسد ، لا كروح ، كشريك فراش ، لا رفيق درب وحياة ، وبالتالي فإنّ النظرة النفعية القائمة على أساس اللّذّة ، والسائدة في عقول الرجال ، تؤثِّر بدورها على فكرة الرجل عن الزواج ورؤيته لعلاقته مع «المرأة» .. المرأة الجسد لا الانسان .
فـ «الانسان الحديث لا يجد في الزواج غير إشكالية كُبرى» () .
وهذا الفهم السطحي ، هو جزء من نظرة كلِّية حاكمة على حياة الرجل والمرأة ، على السواء ، نظرة إلى الحياة ، ونظرة إلى الانسان ، ونظرة إلى الجنس الآخر .
فإذا كانت الحياة مُتعة ، والإنسان أيامه تنقضي بسرعة وعليه أن يلتذّ بها أكثر ما أمكن ، والانسان الآخر لا يعني للإنسان شيئاً إذا لم تربط بينهما المصالح أو تؤلِّف شملهما المنافع ، وإذا كانت المرأة خُلِقَت «ملهاة للرجل» كما يقول روسو ، فمن الطبيعي بمكان أن يفقد الزواج معناه ، لأنّ فيه تعهّداً والتزاماً ، وأعباء وتكاليف قد تعيق حركة الانسان المنتفع والمندفع نحو اللّذّة .
وقد يجد الانسان في ذلك إرضاءً لغرائزه ، وإشباعاً لحاجاته الجسدية ، وقد يستمتع هنا وهناك، مع ذي وتلك، ليقضي سويعات من الارضاء الجسدي .. لكن القلب سيبقى قلباً متقلِّباً ولا يستقرّ له حال، ولا يشعر بالسكون والاطمئنان إلاّ في ظلِّ الأسرة .
ثالثاً ـ التسيّب الجنسي :
في عام 1953 م ، ظهر كتاب عن السلوك الجنسي عند المرأة ، للدكتور الفرد س . كنيزي ، مدير أبحاث الجنس بجامعة أندرانا ، وممّا جاء فيه :
«68 % ممّن دون الثلاثين أقاموا علاقات جنسية قبل الزواج ، 70 % كانت لهم ـ أحياناً ـ علاقات مع العاهرات ، 40 % من المتزوِّجين عاشوا مغامرات «عاطفية» خارج نطاق الزواج» () .
وأعتقد أنّ هذه الأرقام باتت قديمة ، والمجتمع الغربي بشكل عام والأميركي على الخصوص ، يشهد اليوم قمّة التسيّب الجنسي وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة .
وأبرز حالات التسيّب هو العلاقات الجنسية لكل من الزوجين مع أناس آخرين جنباً إلى جنب حياتهما الزوجية ، وهو يشمل نسبة عالية من الأزواج ، وهو ممّا يجعل من الزواج مجرّد «خدعة» ، أو قناع يستتر خلفه وجه ملبّد بالآثام .
ولسبب أو آخر ، فإنّ المرأة هي التي تتحطّم على قلبها أسطورة «الحبّ المقدّس» ، وتجنّ جنون غيرتها عندما تجد لزوجها شيئاً من العلاقات مع نساء أخريات .
إذ «تشعر المرأة هذه الأيام ألاّ وجود لأمن حقيقي في الزواج ، إذ ما معنى إخلاص زوجها عندما تعلم أنّ مشاعره وأفكاره تجري خلف نساء أخريات ، وأ نّه أجبن من أن يركض وراءهنّ ... ثمّ ما معنى إخلاصها هي عندما تعلم أ نّها لا تلتزمه إلاّ لاستغلال حقّها الشرعي في التملّك ، وتضليل روحها ؟ .. إنّ هذه خطوات تفضي إلى أحطِّ المستويات البشرية ، وتنتهي أخيراً إلى مستوى الهاوية لو تركها المرء تذهب من تميّزه الشخصي» () .
فالزواج ، وقبل كل شيء ، هو عملية اتحاد روحي ، يتزاوج فيه الروحان قبل أن يتلاقح فيه الجسدان ، لأنّ روح الرجل وروح المرأة قد خُلقتا من «نفس واحدة» ، وبالتالي فإنّ الزواج هو بمثابة معراج لهاتين الروحين المضطربتين والمنفصلتين ، ليجتمعا ويكوِّنا نفساً مستقرّة واحدة ، تنعم بالرحمة وتدوم بالمودّة .
(ومِن آياتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِن أنفسِكُم أزواجاً لِتَسكُنوا إليها وجَعلَ بينكُم مَودّةً ورَحمةً إنَّ في ذلِكَ لآيات لِقَوْم يَتَفَكَّرون ). ( الروم / 21)
أمّا عندما يكون الزواج لقاء أجساد خاوية ، تجتمع بليل وتتفرّق في نهار ، فإنّ هذا البناء الهاوي لا يستقرّ على حال ، فهو لم يُشيّد ابتداءً على أساس متين ، بل قام على أساس منافع ومصالح قد تتفق اليوم وتختلف غداً .
لهذه الأسباب وغيرها ، فإنّ مستقبل الزواج وتشكيل الأسرة في الغرب ، وكذا مجتمعات الحداثة التي تسير على نهجه ، مُهدّد بالخطر ، وبالتالي فإنّ تغييراً خطيراً سينال البنية الاجتماعية للعالم ، وبدأت بوادر هذا التغيير في بعض المجتمعات الغربية التي اتجهت إلى العائلة الأحادية الإدارة ، تتكوّن من أبناء وأم ، أو أبناء وأب ، أو «الأسر» المثلية ، نساءً أو رجالاً ، وارتفاع نسبة الذين يعيشون لوحدهم بشكل كبير يصل إلى 60 % من أفراد المجتمع ، الذين يفضِّلون حياة الوحدة على حياة الأسرة ، وهذه بدايات تنذر بتشكّل مجتمعات جديدة بمفاهيم وأخلاق مستحدثة، أو قل بمعايير وأصول اجتماعية مبتدعة .
ــــــــــــــــــ
متى تتمرد المرأة على زوجها !!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
ليس تمرداً أو عناداً أو حتى محاولة منها لتحدي لرجولته ، ولكن الكيل طفح وفاض ، والبطيخة لم تكن حمراء كما كانت تعتقد؛ لقد أثبتت لها العشرة بعد الزواج وبعد زوال القناع الجميل أن هذا الرجل ليس من كانت تتمناه وأن حياتها معه مستحيله ، هنا تقف مستجمعة كل قواها وتصرخ بكل كيانها " آسفة لا أريد هذا الرجل " .
لقد أكد الباحثون الاجتماعيون - حسب ما ورد بمجلة " سيدتي " أن المرأة قد تصل إلى تلك المرحلة إذا ما اصطدمت بشريك يتمتع بإحدى صفات تعدها أسوأ ما قد يتصف به الرجل، تعرف على تلك الصفات حتى تعلم هل أنت ممن سيخسر شريكته يوماً ما:
متجرد من العواطف
المرأة ذلك المخلوق الرومانسي الرقيق الذي يحلم بفارس يحملها على حصان أبيض لتستقر معه في عالمه، وتظل طول فترة شبابها المبكر وقبل اللقاء به تنسج خيوطاً وردية لصورة رجل رومانسي رقيق يغمرها حباً وحناناً، هذه المرأة تصدم وتصعق وتتوقف لتقول: "آسفة لست بالشخص المناسب"، حين يشاركها رجل أبعد ما يكون عن الرومانسية والعواطف، وعلى الرجل أن يعلم أن المرأة لا تريد رجلاً يترك عمله ومسؤولياته ليتغزل بها ويحبها؛ ولكنها تحتاج لأن تشعر بأنها ذات قيمة لديه وأن حبها في قلبه ولو بلمسة بسيطة أو لفتة أو كلمة، فالمرأة تقول لهذا الرجل: آسفة وهذا قراري.
بخيل لا يعرف الكرم
المرأة وإن لم تكن مسرفة ومبذرة، فإنها تكره القيود المادية، وتكره رجلاً يحاسبها ويسجل لها كل مال تنفقه، هذا الرجل البخيل الذي يراقب أنفاسها وكم ستكلفه، عليه أن يعلم أن تدبير الأمور وبناء المستقبل والحياة المستقرة ليست فقط أموراً مادية، وعليه أن يلتفت لأمور أكثر وأشد تأثيراً على حياته وهدوئها وأنه إذا ما استمر على تلك الطريقة فإنه يحول أي حنان ورقة في قلب المرأة إلى قسوة وسخط لتنفجر يوماً وتقول: آسفة لست رجلي.
قاسي القلب والمشاعر(54/88)
ليس بالضرورة أن يكون الرجل رومانسياً حتى يكون حنوناً، ولا جباراً ليكون رجلاً قوياً، فشتان ما بين الرومانسية والقوة والحنان، والمرأة تحتاج لأن تشعر بلمسات دفء تساندها وتجعلها تستمر في عطائها على جميع الأصعدة العملية والعائلية، وإذا لم تجد من الرجل ذلك الحنان المنتظر، فإنها تجفو وتشعر بجحوده ونكرانه لما تقدم له ولمنزله ولأطفاله من عطاء وتنسحب قائلة: آسفة أخطأت الشخص المناسب.
الخائن لا يغتفر له
قد تغفر المرأة للرجل كل هفواته وأخطائه، ولكنها لا تنسى يوماً خانها فيه، وقد تغفر ولكنها لن تنسى أبداً، هذا الرجل الذي لعب بأرقّ الأحاسيس الإنسانية على الإطلاق ليصفع شريكته قائلاً أنت لا تكفيني، ولست وحدك في حياتي، ولأن الخيانة ذات معنى كبير ووقع قوي لدى المرأة فالمرأة تقول لهذا الرجل، آسفة أرفض هذا الزواج.
مهزوز الشخصية
عندما تشعر المرأة أنها الرجل، وأنها صاحب القرار وأن الرجل دمية تحركها كيفما تشاء دون رأي أو رفض منه، فقد تسعد بداية بهذا الخضوع، ولكنها سرعان ما تتوقف وتتذكر أنها هي المرأة وأن الرجل يرمز للقوة والسند، وأن المرأة مهما كانت قوية فهي بحاجة لرجل يقف خلفها يسندها ويمدها بقوته، أما هذا الرجل فرغم خضوعه لها فهو ليس بالأمان وليس برجل الأحلام لتقول له أخيراً: آسفة لست الحلم.
متسرع دون تفكير
تقلق المرأة على نفسها وعلى مستقبلها ومستقبل أبنائها مع رجل لا يفكر قبل أن يخطو أي خطوة من حياته، فتجدها تصبر على تسرعه مرة واثنتين وعشر مرات؛ ولكن بلا جدوى وبلا استقرار، تظل حائرة تخرج من خسارة لتخمن خسارة مقبلة لتعيش في دائرة مغلقة ملؤها القلق والترقب لما سيقودها له هذا الشريك المتهور، وعلى هذا الرجل أن يعلم أن تحقيق الاستقرار يتطلب حذراً وتفكيراً، وأنها ليست بالمقامرة وإلا فهي مقامرة خاسرة لا محال، هنا تقول المرأة له: اعذرني فلست مقامرة.
بلا ضمير
رجل بلا ضمير عدو لنفسه ولمن حوله، يمكن أن يرتكب أي شيء دون أن يتوقف لحظة ليقول هل هذا صحيح أو عادل؟ المرأة وإن صبرت على هذا النوع من الرجال، فلا بد وأن تفكر يوماً متى سيكون دوري بقرار بلا ضمير يجور علي أنا أو يدمرني؟ هذه المرأة لن تشعر مع رجل من هذا النوع بالأمان والراحة ولأنها تعلم أنه مستعد للطعن في أي وقت، فإنها ستظل منتظرة أن تكون التالية وسيصل بها لمرحلة تقول بها: آسفة يا زوجي العزيز.
رجل عنيد
هذا النوع من الرجال يرسل دون أن يستقبل وكما يقال "فأصل الكفر عناد" والحياة الأسرية والزوجية تحتاج إلى بعض المرونة والأخذ والعطاء، وعليه ألا ينظر دائماً للأمور من منظوره هو فقد يكون مخطئاً في بعضها، ومشاركة زوجته القرار وأخذ رأيها في أمور الحياة وإطلاعها على كل التفاصيل أمر يدخل على قلبها الشعور بالمشاركة والوجود، وينزع من تفكيره فكرة أن القرار أولاً وأخيراً للرجل فقط، حتى لا تقف يوماً وتقول: آسفة لست الشريك.
رجل شكاك
أكثر ما تكره المرأة حينما تعيش حياة السجين المراقب على مدار اليوم بكاميرات الزوج المخفية، يرصد كل حركة من حركاتها، ويفسر ويحلل كل كلمة تتلفظ بها، فالمرأة تتحمل تصرفات ومساوئ كثيرة من شريكها؛ ولكنها تجرح حين تطعن بكرامتها وعفتها وحين تشعر أنها ليست بمحل ثقة وأنها مهانة، وعلى الرجل أن يعلم أن المرأة ليست مجبرة على البقاء بقربه، وليست كل النساء صورة لبطلات قصص الخيانة والغدر التي سمع بها، وأن ما يفعله ليس بالحذر، بل هو كالسحر الذي ينقلب على الساحر يوم تقول له المرأة: آسفة فكرامتي قبل كل شيء.
الرجل المثالي
هذا ومن جانب آخر فقد استطاعت الدراسات الحديثة التوصل إلى صفات الرجل المثالي الذي صفاته كما يلي :
_ يهتم بالمرأة عاطفيا و روحيا، حتى عندما لا تكون المرأة بحاجة لهذا الاهتمام أو حتى إذا لم تطلبه.
_ لا ينسى أبدا أعياد الميلاد والذكرى السنوية للزواج.
_ على جانب عالي جدا من الرومانسية بحيث يملئ المنزل بالحب و باللفتات الجميلة و الشاعرية.
_ لا يأخذ حب المرأة وحياته معها كأمر مفروغ منه، بل يعمل دائما على أن يشعر المرأة بحبه و بتقديره لها ولأهمية وجودها في حياته.
_ يحافظ على وعوده و التزاماته.
_ يكون نزيها مستقيما صادقا وشخصا مخلصا ومتفانيا في عمله.
_ قادرا على التواصل مع زوجته ولا يقوم بكبت أية أفكار عن شريكة حياته.
_ يجعل المرأة تشعر بأنها أهم شخص بالنسبة له وأن لا يكون هذا شعوره في مرحلة الخطوبة فقط.
_ يستطيع أن يستمع للمرأة وأن يتفهم همومها دون أن يتهمها بالسخف والسطحية.
_ يستطيع أن يحدد الفرق بين الزوجة و ألام.
_ يدرك هذا الرجل تماما انه اسعد إنسان على وجه الارض لأنه يحظى بحبك
ــــــــــــــــــ
قواعد اللعب في الحب والزواج
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* كلاوديا إنكلمان
أمور كثيرة ينبغي ملاحظتها في موضوع الحب. فاللقاء الأول، على سبيل المثال، ربما يبدو صعباً للغاية، حيث ليس من السهل هنا وجود فرصة ثانية في حال وقوع خطأً ما. فأقل ما يمكن أن يُقال هنا عن المرء هنا أنه ليس على قدرٍ عالٍ من اليقين والثقة بالنفس والرزانةز كذلك يمكن أن يؤدي أقل خطأً لأن تبدأ الشكوك تساور الطرف الآخر لدرجة يبدأ معها بطرح أسئلة كثيرة دفعة واحدة، بهدف معرفة أكثر ما يمكن عن شريك الحياة المرتقب، وذلك في أقل وقتٍ ممكن. وحين يصل الأمر إلى حدّ استفزاز الطرف الآخر، لا لشيء إلا للتأكد من صدق نواياه، فإن ذلك يمكن أن يكون قاتلاً للعلاقة الجديدة المرتقبة. حوادث من هذا القبيل ليست في واقع الأمر بالجديدة، فكما كانت تحصل في الماضي، كذلك فهي تحصل اليوم أيضاً!
إن مشاعر احترام الآخر كانت دوماً، على مرّ الأزمنة، أساساً لأية علاقة سعيدة، وطويلة الأمد، وعلى الأخص في زمنٍ كان فيه الطلاق أمراً مُحرَّماً، والزواج شيئاً يرسم معالمه وخطوطه العريضة أناسٌ آخرون، وليس طرفا العلاقة المعنيين.
أما اليوم فقد بات مفهوماً لدى الناس عموماً أن الحب يجب أن يسبق الزواج، وأن الزواج لا يجب أن يتم إلا بمنتهى رضا الطرفين معاً، ودون تدخلٌ من أية جهة خارجية. ولهذا السبب يجب أن تسعى يومياً باستمرار لتجديد علاقة الحب المتبادلة القائمة، وجعلها أكثر ثباتاً واستقراراً.
يطمح الناس اليوم في الواقع لأكثر من مجرد النجاح على الصعيد المهني.
إنهم يتوقون باستمرار لنجاح من نوعٍ آخر، والذي يكمن في الوصول لحياةٍ مليئة بالحب والحنان والسعادة والأمان والمشاعر العاطفية الجيّاشة.
هم يبحثون دوماً وأبداً عن عالم قصيٍّ، ومجهول، طالما اشتاقوا له، وحلموا به: إنه عالم الحبّ!
- نصيحة للنجاح:
اسلك على الدوام سبيل احترام الآخرين. دع شريك حياتك يعلم بشكلٍ واضحٍ تماماً أنك تحبه وتحترمه فعلاً. هذا الحب، وهذا الاحترام هما الضمان الأكيد لعلاقة سعيدة ومستقرة.
لقد كان الطريق طويلاً، نحو علاقة زوجية قائمة على أساس العدل، والرؤية الحديثة المتطورة!
لقد عاش الناس، فيما مضى، مع بعضهم البعض بشكلٍ أكثر قرباً وتواصلاً، مما هو الحال عليه اليوم. لقد كانوا يشعرون بأمانٍ أكثر، كلما كان عددهم أكبر، في بيتٍ واحد وتحت سقفٍ واحد مع الآباء والأجداد. لقد كانوا يتكاتفون معاً، ويساعدون بعضهم بعضاً كلما اقتضت الضرورة ذلك. ويعرفون كل شيء عن بعضهم البعض، وكانوا يهرعون لنجدة بعضهم بعضاً كلما دعت الضرورة لذلك! لقد كان الأولاد من أبناء الجنس الواحد، ينامون معاً في غرفة واحدة، ويتحدثون معاً قبل النوم عن أحداث ومغامرات يومهم، مراعين في ذلك، وبشكلٍ عفوي، مشاعر بعضهم بعضاً!
أما اليوم فالأمر لم يعد كما كان في الماضي. إن سعي الانسان نحو الرفاهية، قد غيَّر معه الكثير من الأشياء. فقد بات اليوم، على سبيل المثال، لكل فردٍ تقريباً في المنزل، غرفته الخاصة به، لا بل أحياناً أجهزته وأشياؤه الخاصة به. لقد باتت عمليات التبادل الجماعي للأفكار، بما في ذلك التبادل المشترك للمشاعر والعواطف على صعيد الجماعة، أشياء يندر وجودها فعلاً على أرض الواقع، وفي عالمنا اليوم!
لقد ازدادت حدة الأنانية مع مرور الزمن، فكلٌّ يسعى اليوم سعيه الحثيث ليكون أفضل من غيره، ولتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه بالمقارنة مع غيره، وعلى حساب غيره. إن أقل ما يمكن أن يُقال عن ذلك كله، إن ذلك كله، لا يشكل بالتأكيد، ولا بحالٍ من الأحوال، توجهاً سليماً وأساساً صالحاً لحياةٍ مشتركة، قائمة على أساس المشاركة والتعاون. ربما مررت أنت بالذات بتجارب مريرة ومؤسفة في هذا السياق، حتى مع أعز الناس إليك وأقربهم منك. آمل أن لا تكون قد مررت بتجربة مماثلة لما مرّت به إحدى صديقاتي: لقد تزوجت صديقتي طالباً جامعياً قد بدأ لتوِّه بدراسة ادارة الأعمال. لقد استطاع كلٌّ منهما أن يفهم الآخر جيداً، وسارا في حياتهما معاً متخطِّيَين سائر الصعاب. صديقتي هذه كان عملها جيداً، وذلك لدى إحدى وكالات الدعاية والإعلان، وهي التي أخذت على عاتقها تمويل الحياة الزوجية المشتركة وشؤون المنزل. لقد ساعدت زوجها. وموّلت دراسته، حتى أنهاط بعت له بنفسها رسالة الدبلوم مع قرب إنهائه لدراسته. لقد سار بالفعل كل شيء على ما يرام، فقد تخرَّج زوج صديقتي ونال شهادته، وقد كان فخوراً بذلك جداً. لقد حصل على وظيفة ممتازة، واستطاع من خلال ذلك أن يكسب مالاً وفيراً. هنا سرعان ما شعرت صديقتي أن شيئاً ما ـ مع زوجها ـ لا يسير على ما يرام! وكما هو الحدس الأنثوي غالباً، فقد صدق حدسها هنا فعلاً: لقد كانت له شعيقة أخرى! ماذا فعلت صديقتي: لقد أرسلت له إشعار الطالق، فمرارة الألم الناتجة عن خيبة أملها في زوجها كانت بالنسبة لها كبيرة إلى أبعد الحدود!
بإمكانك، من خلال هذه القصة الصغيرة، أن تكتشف من تلقاء نفسك مدى تعلق المرء في يومنا هذا، بالسعي لكسب أكبر ما يمكن أن يكسبه في سبيل تحقيق ذاته، شعار المرء في ذلك: (أريد أن أستمتع، وأفعل كل ما يعجبني، بصرف النظر عما يحدث للآخرين)! ولهذا السبب، من المهم جداً، معرفة كيفية اختيار شريك الحياة المناسب.
- تلاشي الشعور بالمسؤولية إزاء مهام وواجبات الحياة:
إن الشعور بالمسؤولية أمرٌ لم يعد اليوم موجوداً في كل مكان، ففي الوقت الذي كانت فيه، في الماضي، مساعدة الآخر، ومؤازرته، ودعمه، أموراً بديهية جداً، فاليوم بات المرء يسعى لتغطية عجزه وعيبه في هذا الصدد، من خلال كلمات وعبارات شاع استخدامها كثيراً، إلى حد أصبحنا فيه نسمعها كل يومٍ تقريبا، مثل: (هذا ليس ذنبي) أو (لست السبب في ذلك) أو (هذه مشكلتك وليست مشكلتي).. إلخ!
والغريب هنا، أن قائل تلك العبارات يستغرب، هو بالذات، عدم مؤازرة الآخرين له، والوقوف بجانبه، حينما يجد نفسه ذات يوم في الموقف الحرج والدقيق نفسه!
- نصيحة للنجاح:
ـ لا شك أن مهمتك لا تكمن في تحمل عبء مشاكل الآخرين. ولكن مهمتك تكمن بالتأكيد في تشجيع الآخرين ـ على الأقل ـ للتغلب على مشاكلهم، وذلك دون أدنى شعورٍ منك باليأس، ودون أن تفعل فقط ما يتوقعه وينتظره منك الآخرون بشكلٍ روتيني.
ـ ينبغي أن تخطط حياتك بشكل تصبح معه أوضاعك أفضل. يجب أن لا يأخذ ذلك طابعاً أنانياً؛ فقط حينما تجلب السعادة لنفسك، تستطيع أن تدعم شريك حياتك بمنتهى الحب والعاطفة والحنان.
ما كان بالأمس مستحيلاً، وغير ممكن تصوره، أصبح اليوم عادياً جداً! لقد كان المرء فيما مضى يشعر بالخجل، في كل مرة تضطره فيها الحاجة للحصول على مساعدة الآخرين له، أو دعمهم له.
معظم الناس يحصل اليوم على أشكال الدعم المختلفة من خلال نظم اجتماعية قائمة بذاتها. هؤلاء الناس لا يفكرون اليوم، ما الذي يمكنهم أن يفعلوه لكي تتحسن أوضاعهم. فثمة ثغرة في واقع الأمر في مستويات الإدراك، والمبادرة الذاتية، والشعور بالمسؤولية. ولن يكون هناك ثمة أمل في سير الأمور نحو الأفضل، إلا حينما يفكر كل امرئ بمستقبله بشكل جدي، ويخطط له بشكلٍ أكثر فاعلية وفائدة!
ــــــــــــــــــ
ما هي الحاجات العاطفية للرجل والمرأة؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* مأمون مبيض
إن للرجل وللمرأة عدة حاجات عاطفية أساسية، تتحقق عادة من خلال الحب والعلاقة التي تربطهما ببعضهما، ومن هذه الحاجات:
1 ـ ثقتها به/ رعايته لها: أن يشعر الرجل بأن زوجته تثق به وبامكاناته، وتثق بقدرته على القيام بالأعمال المطلوبة منه. وهو يريد أن يشعر بهذا من خلال العمل والمواقف وليس فقط من خلال الكلام. وتتجلى هذه الثقة أيضاً من خلال اعتقاد المرأة بأن زوجها يبذل جهده مخلصاص في سبيل راحتها وسعادتها.
بينما تحتاج المرأة أن تشعر بأن زوجها يقوم برعايتها من خلال اظهار الاهتمام بمشاعرها وأحاسيسها. وهي تحتاج أن تشعر حقيقة أن لها مكانة خاصة عند زوجها.
إن تلبية إحدى هاتين الحاجتين المختلفتين عند أحد الزوجين من شأنه أن يلبي الحاجة الأخرى عند الطرف الآخر. فعندما تثق المرأة في قدرة زوجها، فإنه يصبح أكثر رغبة في رعايتها وخدمتها. وكذلك عندما يقوم الرجل برعاية زوجته فإنها تصبح أكثر قدرة على لاثقة العميقة به وبامكاناته.
2 ـ قبولها له/ تفهمه لها:
أن يشعر الرجل بأن زوجته تتقبله كما هو، ومن دون أن تحاول تغييره أو تغيير صفاته. وهذا لا يعني طبعاً أن تعتقد المرأة أن زوجها خالٍ من العيوب، وإنما يشير الى أنها تترك له أمر تحسين نفسه إذا احتاج الأمر.
بينما تحتاج المرأة أن تشعر بأن زوجها يستمع إليها ويفهمها ويفهم عنها، وذلك برؤيته يصغي إليها وإلى مشاعرها وعواطفها، من غير أن يصدر أحكامه عليها بالانتقاد أو العتاب.
وهكذاك لما تقبلت المرأة من زوجها، كلما تمكن هو من الاستماع إليها وتفهمها. وكلما استمع إليها أكثر، كلما زاد تقبلها له، وهكذا.
3 ـ تقديرها له/ احترامه لها: وذلك بأن يشعر الرجل بأن زوجته تقدّر ما يبذله من أجلها، وأنها تلاحظ ما يقدمه لإسعادها، فتخبره كم هي مرتاحة لما يحقق لها، فعندها يشعر بتقديرها له. ويدرك عندها أن جهوده لا تذهب سدىً، ولذلك فإنه يتحمس ويسعى لتقديم المزيد.
بينما تحتاج المرأة أن تدرك أن زوجها يعطي أهمية أولى لمشاعرها وحاجاتها ورغباتها وأمانيها، فعندها تشعر باحترامه لها. ويحقق الرجل هذا من خلال اظهار اهتمامه الحقيقي باه، ومن خلال تذكر المناسبات الخاصة التي تتعلق بها، كذكرى زواجهما، ومن خلال القيام بالأعمال المادية التي تظهر اهتمامه بها كالهدية أو باقة الورد.
4 ـ إعجابها به/ تفانيه لها: يحتاج الرجل إلى الشعور بأن زوجته معجبة به، وذلك من خلال إظهار سعادتها وبهجتها به، ورضاها عنه، أو من خلال إظهار إعجابها بصفاته المختلفة من مهارات ودعابة وتصميم ولطف وتفهم وكرم وشجاعة. وعندما يشعر الرجل بإعجاب زوجته به، فإن هذا يدفعه للتفاني أكثر في خدمتها ورعايتها.
بينما تحتاج المرأة للشعور بأن زوجها يتفانى في خدمتها ويسخر نفسه لرعايتها وحمايتها. ويحقق لارجل هذا بأن تكون زوجته أهمّ عنده من الأمور الأخرى في حياته كالعمل أو الدراسة أو الهوايات أو العلاقات الاجتماعية، وبأنه لا يتردد في بذل نفسه من أجل سعادتها وراحتها. فمثل هذه المشاعر تُسعد المرأة كثيراً. وسيزداد إعجاب المرأة بزوجها عندما تشعر بأنها الرقم واحد في حياته.
5 ـ استحسانها له/ إقرار لها: من الحاجات العاطفية للرجل أن يشعر أن مواقف زوجته تنم عن استحسانها لما يقوم به من أعمال، وأنه فارس أحلامها، ويمكن للمرأة أن تلبي هذه الحاجة من خلال إبداء رضاها عما يفعله، أو من خلال البحث عن دوافع جيدة حسنة لهذه الأعمال.
وتحتاج المرأة للشعور بأن زوجها يقرّها على مشاعرها وأحاسيسها، وأن معها كل الحق في أن تنتابها هذه المشاعر والأحاسيس. ويلبي الرجل هذه الحاجة بأن يمسك نفسه عن الاعتراض أو النقد لما شعرت به، أو الامتناع عن محاولة إظهارها بأنها مخطئة لانزعاجها أو تحسسها من الأمر، وأن الأمر لا يستحق كل هذا. وتحتاج المرأة أن ترى في مواقف زوجها ما يشير إلى أن من حقها أن تشعر بما شعرت به، بالرغم من أنه قد تختلف مشاعره عن مشاعرها، أو تختلف رؤيته للأمر.
وستتمكن المرأة التي تشعر باقرار زوجها لمشاعرها من استحسان أعماله ومواقفه بشكل أفضل. وكذلك الرجل الذي يرى أن زوجته تستحسن تصرفاته، فإنه سيصبح أقدر على موافقتها على مشاعرها، وأنه من حقها أن تمتلك المشاعر التي تشاء.
6 ـ تشجيعها له/ تطمينه لها: إن من شأن تشجيع المراة لزوجها أن يعطيه الدافع القوي للبذل والعطاء أكثر، فهو يحتاج لمثل هذا التشجيع من أجل الاستمرار. وتحقق المرأة هذا من خلال استمرار تعبيرها عن ثقتها به وبصفاته وبأعماله.
بينما تحتاج المرأة إلى استمرار تطمين الرجل لها. والخطأ الذي يقع فيه الرجل عندما يظن بعد أن يخبر زوجته بحبه لها بأنها لا تعود بحاجة للمزيد من التأكيد أو التطمين. والصحيح أن المرأة تحتاج إلى دوام تطمين الرجل لها مرة بعد مرة، وإلى أنه مستمر في حبها وتقديرها. ويقدم الرجل هذا التطمين من خلال اظهار رعايته وتفهمه واحترامه لها، وإقراره لمشاعرها، وتفانيه في حبها ورعايتها.
وعندما نقول أن مما يحتاجه الرجل هو الثقة والقبول والتقدير والإعجاب والاستحسان والتشجيع، أو عندما نقول أن المرأة تحتاج إلى الرعاية والتفهم والتقدير والتفاني والإقرار والتطمين، فإننا لا نقصد أن هذه الحاجات مختصة بطرف منهما ولا يحتاجها الآخر. فكلاهما يحتاج لكل هذه المشاعر العاطفية، إلا أن كلاً منهما له خصوصيته وتميزه.
ــــــــــــــــــ
كيف يجري تداول المال بين الرجل والمرأة؟
* د. عبدالحليم سمعان
يَندر أن تضطلع المرأة بأعباء الأسرة المالية لوحدها. لكن البطالة أو عدم توفر العمل بالنسبة للرجل قد يفرض ذلك، إن أغلب الرجال يشعرون أن عمل المرأة يَحط من قيمتهم الذاتية.
تعمل المرأة لأن أجرها يساعد كثيراً في القيام بأعباء الأسرة. لكن هذا الإلزام غالباً ما يقبله الرجل على مضض. بعض الرجال يشعرون أن عمل زوجاتهم يمنحهن حرية التصرف والقرار وأن هذه الحرية لا تخلو من بعض المخاطر المحتملة. (أكدت الدراسات، أن معظم حالات الطلاق في هذه الأيام يتقدم بها نساء عاملات أو موظفات لكونهن يتمتعن باستقلال مادي يعفيهن من الاستناد إلى أزواجهن أو إلى أهلهن). إن قبول الرجل أو موافقته على عمل المرأة لا يمكن أن يواجه علناً ولكن يمكن أن يكون له انعكاسات معينة على بعض المسائل البيتية ابتداءً من إهمال زر القميص وتحضير الأكل حتى الإخلال بمواعيد الزيارات أو الرحلات.
إن مساهمة الرجل والمرأة بأعباء المنزل المالية نادراً ما تكون مخططة، فهي غالباً ما تكون ضمنية، تنتظم على مر الأيام.
أما في حال لم تُحل المسألة بالتراضي، فيمكن أن تُبَت بواسطة القضاء. لكن اللجوء إلى القضاء لا يوقف أبداً المشاكل التي تتضمن تقسيماً متعارضاً أو متناقضاً.
بحجة أن الزوج يجب أن يعيل زوجته، رفضت (ل.ن) الموظفة وذات الدخل المرتفع أن تساهم في نفقات المنزل بعد أن شعرت أن زوجها يستغلها. لقد حَلّ بينهما نزاع خفي ومشاكل متعددة. كان الزوج يحاول أن يخصص دخل زوجته لدفع ثمن الشقة التي اشتراها بعد أن اقترض مبلغاً كبيراً من البنك، كانت (ل.ن) تشعر أن زوجها يستخدم وسيلة ملائمة لتجريدها من دخلها بالكامل فلا يصبح بامكانها أن ترصد أي شيء لحسابها الخاص. يلاحظ أحياناً، أن بعض العلاقات التقليدية لا تتأثر أبداً بعمل المرأة أو بمشاركتها المالية. يساهم كل شريك بقسم معين من المال ويحتفظ بالمقابل بحقوقه الخاصة. فالرجل لا يتحمل أن يُجرّد من صورته التقليدية أما المرأة تشعر بالذنب في حال أحسّت أنها عزلت الرجل أو حَلّت محله.
إن دخل المرأة لا يمكن أن يزيد عن دخل الرجل إلا نادراً وإذا حدث هذا الأمر فإن هذا لا يسبب مشكلة معينة في حال كان الشريكان يتبنيان مقياساً أو معياراً للقيم مختلفاً تماماً عن معايير المال والمادة.
- مَن يقرر النفقات؟
إنها المرأة بشكل عام وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بنفقات عادية تتوافق مع دورها كمربية. أما بصدد النفقات التي تتعلق بأمور أشمل كشراء بيت أو سيارة فإن الرجل يُفضّل أن يكون له أفضلية في اتخاذ هكذا قرارات: يعتقد الرجل أحياناً أن زوجته موافقة بكل طيبة خاطر لكنه يُدهش عندما يكتشف في ما بعد أنها غير راضية: بعد فترة طويلة من الحرمان والفاقة التي عاناها بسبب تسديد ديون البيت الذي اشتراه وجد نفسه وحيداً بعدما رفضت زوجته المساهمة بحصتها لكونها اعبترت أن هذا لامشروع لا يعنيها بشيء وإنها تحملت من الألم ومن المعاناة بما فيه الكفاية.
ـ يلجأ بعض الرجال إلى التذرع بالغلاء لتبرير حرمان زوجاتهم من بعض الكماليات التي تستدعيها الحياة العصرية ويفرضون عليهن حياة تقشفية في سبيل تحقيق غايات أفضل، لكن المشكلة يمكن أن تَبرز عندما يكتشفن أن التبريرات المقدمة في بعض الأحيان لا تتضمن نوايا حسنة: بحجة أن التلفزيون سعره مرتفع ولا يمكن شراؤه في الوقت الحاضر، كان يُملي على زوجته بأن تذهب معه إلى بيت أهله لمشاهدة التلفزيون يومياً لكنها شعرت بعد فترة بالإنزعاج وقررت شراء تلفزيون لكي تشاهده بهدوء في بيتها فعمدت إلى العمل واقترضت بعض المال من أهلها حتى تمكنت من جمع المال الكافي لشراء التلفزيون.
أثار هذا العمل غضب الزوج كثيراً وعرفت في ما بعد أن مسألة السعر المرتفع لم تكن سوى ذريعة.
هذا الأمر ينطبق أيضاً على فترات العطل التي يرغب الزوج بتمضيتها عند أهله متذرعاً بالأسباب الاقتصادية في حين أن هذا التصرف يُخفي في الواقع أموراً أخرى مثل: استمرار سلطة الهل، التعلق بالطفولة والخوف من إغاظة الأهل.. هذا التصرف يُدركه الشريك الآخر ولا يُعبر عنه وهذا من شأنه أن يسبب تراكم الحقد والنزاع المستتر والضمني.
ـ إن الإنفاق له معان مختلفة: فهو يُعوِّض عن نقص، يُبرر ويقيم ويمكن أن يكون أيضاً، رد فعل أو استجابة عدوانية تجاه هيمنة ما.
يؤدي الإنفاق أيضاً دوراً في مسألة الاختيار. ويمكن أن ينشأ الصراع بين الرغبات والاختيار في بداية العلاقات أو يظهر بعد فترة معينة: (يكشف كل شريك عبر الاختيار عن رغباته في التمتع أو الهيمنة. وفي تعارض هذه الرغبات، غالباً ما يتولد الصراع، هذا الصراع يحدث فجأة عندما يتناقض (وُفاق مُسبق) بين الشريكين على بعض الأولويات).(54/89)
كانت (ل.ب) على وفاق تام مع زوجها في ما يخص المشاريع التي يريد تنفيذها أثناء العطلة الصيفية وقررا بناءً على ذلك توفير بعض المال من دخلها الشهري. غير أن (ل.ب) فوجئت عندما أخبرها زوجها أنه اشترى آلة موسيقية غالية الثمن. أثار هذا التصرف سخطها وغضبها لأنها أدركت إن هذه الآلة لا تفيدها بشيء لأنها حرمتها من خيارات عدة كانت تحاول تحقيقها لذاتها.
يمكن القول أخيراً، أن المال، وإن كان وسيلة للتبادل أو النفوذ، يبقى دائماً صلب العلاقة الزوجية كما يمكن أن يشكل أساساً لخلاف عميق بين الشريكين أو يكون العارض الكاشف عن مشاكل أخرى.
ــــــــــــــــــ
شهر العسل والمرحلة "قبل النقدية"
* د. عبدالحليم سمعان
بعد تعارف الشريكين وتقريرهما الزواج، تبدأ مرحلة جديدة من العلاقة إذ يحاول كل شريك تنظيم علاقة وثيقة ومميزة مع الآخر. كل شريك يشعر أن شيئاً جديداً سوف يحدث: نظرة جديدة نحو العالم ونحو الشريك ونحو ذاته.
أكثر ما يُميّز هذه المرحلة هو أن كل شريك يعمل على طرد ونفي كل عنصر عدواني تجاه الشريك الآخر كما أنه يتجاهل أخطاءه وعيوبه وهو بالتالي غير قادر على تصور أية رؤية متعارضة مع الرؤية المؤمثلة المكونة عن الآخر. تحصل (المثلنة) إلى حد إنكار الواقع وتغيير الوجه الحقيقي للشريك الآخر.
في إطار هذه العلاقة، يحس كل شريك أنه منصهر مع الآخر كأنه يشكل جزءاً من ذاته. هذا الانصهار يُمثل درجة متقدمة من زوال حدود الأنا والحدود بين الأنا والآخر، هذه الحدود المشتركة للشريكين تفصلهما عن بقية العالم وتجعلهما يشعران أنهما لوحدهما في هذا العالم.
هذا الانصهار أو الاتحاد الوثيق يساهم في تنظيم وتوطيد العلاقة المستقبلية للشريكين، لكن الخطورة في هذا الانصار (تكمن أحياناً في ضياع الأنا الفردية ضمن اطار التواطؤ النرجسي، إذ يسعى الشريكان إلى تحديد الحدود المشتركة في ما بينهما خشية أن يفقد كل شريك أناه الفردية). يجني الشريكان في هذه المرحلة فوائد كثيرة على مستوى (التوكيد النرجسي) الفردي وعلى مستوى (الإشباع الليبيدي).
ويطرأ في هذه المرحلة تغييرات خارجية تفرض نفسها من جديد كالواجبات الاجتماعية والمتطلبات الاقتصادية وغيرها. وهنا يصبح الشريكان مضطرين للتركيز على مواضيع أخرى غير أنفسهما.
وهكذا تبدأ مرحلة طويلة نوعاً ما إذ تظهر (ردات فعل) يمكن أن نسميها (قبل نقدية)، (ردات الفعل) هذه يمكن أن يكون لها نتائج خطرة على صعيد العلاقة الزوجية وذلك بمقدار ما تحول دون التحضير لتنظيم روابط جديدة، فالتعلق بالماضي وذكرياته المذهلة يمكن أن يعيق تكيف الشريكين مع المراحل الجديدة لوجوده. الظاهرة البارزة في هذه المرحلة هي أن الشريكين يحاولان ـ بشكل لا شعوري ـ تنظيم سيرورات دفاعية مهمة كي يتجنبا الصدع الذي يهدد علاقتهما: فيحاول كل شريك أن يبعد عن حقل وعيه كل رؤية مسيئة يمكن أن تؤثر على طبيعة العلاقة المؤمثلة.
يحدث في هذه المرحلة أيضاً، أن يعمل كل شريك على إنكار الصدع وخيبة الأ/ل وتجاهلهما وذلك بالتواطؤ مع شريكه الآخر. فبعض الأشخاص يعملون للمحافظة على الطابع الانصهاري لعلاقاتهم وذلك بدمج الآخر مع ذاتهم والغاء الحدود بين بعضهما بعضاً مع احتمال رفض أي وجود خاص أو مستقل للشريك واستبعاد أي آخر. هذه العملية لا يمكن أن تتحقق إلا بمقدار ما تتطابق مع تواطؤ الشريكين في ما بينهما.
يحدث أحياناً أن تبرز سيرورات الإتنشطار بأشكال أكثر تنظيماً ويطلق عليها، في هذه الحال، (التقسيم الثنائي). يسمح هذا (التقسيم الثنائي) ـ عبرا لسيرورات الإسقاطية ـ بفصل مظهرين عند الشريك: مظهر ملائم وسار ومطمئن ويسند إلى الشريك نفسه، ومظهر آخر مُخيّب وناقص وعدواني ويُسند إلى الأشخاص الذينك ان يخضع لهم هذا الشريك ـ عائلته وعمله وأصله وأصدقائه ـ . وهكذا فإن (المثلنة) لا تقوم إلا على قسم أو مظهر جيد مسنود إلى الشريك، أما القسم السيئ فيسند إلى الأشخاص الآخرين.
في موضع آخر، نلاحظ أن المظهر الوهمي والثنائي للعلاقة يتخذ أشكالاً مختلفة: يحدث، في هذه الحال، تكوين نوع من الأمانة الحقيقية لا للشخص المحبوب بحد ذاته، وإنما (لصورة مدموجة) ومؤمثلة من تلقاء نفسها، الموضوع المدموج هنا ليس سوى (تمثل) يحدث نتيجة سيرورة عامة. وغالباً ما نلاحظ ـ عند بعض الأشخاص ـ أن هذا التمثل يختلط مع الواقع الخارجي مؤدياً بالتالي إلى تجاهل حقيقي للآخر. وهكذا تقوم علاقة من (التملك المطلق) بالنسبة للصورة المدموجة والملائمة مع العالم الاستيهامي الداخلي. الشيء المهم بالنسبة للأشخاص الضعفاء ـ الذين يعانون من عدم الأمان والاكتئاب ـ هو التملك الأكيد والنهائي لهذه الصورة المدموجة مع احتمال استبعاد الشخص الذي كان في مرحلة معينة ركيزة أو دعامة هذه الصورة والذي أصبح حالياً، يُنظر إليه بذاته كخائن لهذه الصورة. نلاحظ، في هذا السياق، أن الشخص الضعيف يمكن أن يُعرِّض نفسه لخطر الموت إذا شعر أن شريكه يحرمه من العطف المتوقع منه أو أصبح خائناً للصورة التي كونها عنه.
ــــــــــــــــــ
هل يفتر الحب بعد الزواج؟
* خولة القزويني
يحتاج الانسان إلى لحظة دفء صافية تنعش وجدانه، وتذيب ثلوج حياته المتجمدة في العروق، الإحساس بالحب حاجة فطرية يتلهف إليها الصغير والكبير، لأنها تضفي عليه هالة من المرونة والمودة في السلوك، وأحاسيس تبعث على الارتياح والاسترخاء (فالسعادة في الحب معناها أن ذلك الإحساس العميق العظيم قادر على جعل الجسد يتأثر بشكل ايجابي، فالخلايا تتجدد، والدم يضخ بفعل انتظام ضربات القلب، والرئتان تتسعان لمقدار أكبر من الهواء، وبالتالي فكل هذه الحيوية والانتظام ومعها الإحساس بالراحة يجعلان الانسان السعيد في الحب أصح).
ويقول الباحث (كابلن): إذا كان الانسان سعيداً في الحب قام هذا الجزء باعطاء اشارة للبدن ليفرز كماً من الهرمونات الأنثوية والذكرية أكثر ويفرز هرمونات معينة مسؤولة عن هذه النضارة.
ويقول الباحث (ليبواتيز) حيث درس كيميائية الحب بعد حدوث التحريض الدماغي: إن الحب الجيّاش يجلب ثورة وانتعاشاً عاطفياً يشبه التصاعد الحادث من مفعول مادة (أمفيتاماين)، وهذه المادة ضمن مجموعة مادة (Phenylethy lamire) هذه المادة المسؤولة عن انتعاش المزاج وخلق طاقة الحب.
ويرى (كابلن) أن الدماغ مسؤول عن تحريك كيميائية الجسم، ففي حالة الحب والشهوة يعطي الدماغ اشارة للجسم يحرّض فيها الخلايا لافراز مادة الأندروفين، وهي مادة تشبه في تأثيرها مادة المورفين على الدم. كذلك يؤكد (كابلن) أن مراكز الشهوة الجنسية مرتبطة بمراكز الألم واللذة، وفي حالة الحب تفرز هذه المادة لتجعل الانسان يعيش نشوة الحب والسعادة.
هذا هو مفعول الحب في الانسان، في حين يعمل الجفاف العاطفي على ذبول الانسان وفتوره وبرودته، وفي خضم التطور المادي والتكنولوجي يخسر الجانب العاطفي من حياتنا، وتنكمش الملامح الجميلة للحياة وتطالعنا بوجه ذابل، شاحب، لأننا ننسى أن نبعث في أوصالها الهامدة دماء متجددة تزيدها اشتعالاً وحيوية، والحب هنا سأتناوله في حدود العلاقة الزوجية، حينما يقبل الانسان على الزواج يكون مدفوعاً بالرغبة والحاجة النفسية الملحة لينصهر في شريك آخر، حتى يكونا معاً تكويناً موحداً مستقراً متكاملاً نفسياً وروحياً وجسدياً.
تبدأ المرحلة الأولى من الزواج حيث يكتشف أحدهما اآخر ويتعرف على ملامحه الجوهرية من خلال التعامل اليومي والتجاوب السلوكي، قد يكونا على مستوى ثقافي واحد أو من بيئة واحدة، ربما هناك ثمة روابط مشتركة تشد هذه العلاقة وتوثق قدسية الزواج والحب هنا في بداية اشتعاله وفورته، ما زالت عيون المحب كليلة كما يقال عن عيون الحبيب الجديد لسنوات قليلة، ليقف الزواج عند منعطف جديد، حيث حالة الاستقرار والتشبع، لتبدأ حالة أخرى تحدد مسيرة الزواج والعلاقة العاطفية تهدأ بعض الشيء وتتلون بلون جديد أقل صرخه وحدة، حيث تتكشف المعاني وردود أفعال كلا الزوجين أمام بعضهما، فالرجل هنا يلعب دوراً حيوياً وكبيراً في إثراء المحبة وتوطيدها، لتكتمل المحبة الجسدية بوهج عاطفي متدفق دائماً بالروعة، حينما تقتنع المرأة ومنخ لال المعاشرة اليومية والمعاملة على مر الأيام أن زوجها هو ذلك الرجل الحلم الذي رسمته في خيالها، يجسد القوة والحنان والتسامح، يحتوي ضعفها وأنوثتها، صبور أمام انفعالاتها في المنعطفات الصحية الطارئة (كالحيض والحمل والنفاس) يقدّر اضطراباتها الهرمونية وحالاتها المزاجية المتقلبة يتعامل مع ظروفها النفسية بصبر وجلد، يمتص آلامها وأحزانها، يقف في أزماتها موقف السند القوي الذي يحميها من عوز الحاجة وقسوة الأيام، كل هذه الصور لن تنمحي من الذاكرة، هناك كاميرا خفية في عقل المرأة تسجل وتصور بالصوت والصورة، كلماته الحانية، تصرفاته النبيلة التي تدل على الرجولة والشهامة، أقواله الصائبة وأحكامه السديدة سوف ترسم مواقفه في قلبها ملامحاً جميلة تزدهر وتتألق مع الأيام حتى آخر لحظة من حياتها، ستحبه، ستعشقه، ستعطيه دون حدود، ستتحول الحياة معه إلى جنة وارفة الظلال، ستتغاضى عن قصوره في الجوانب الأخرى، لأنه بالنسبة لها الوطن، الحنان، القوة، الثبات، ستحسه أباً وزوجاً وحبيباً وصديقاً، وعندما يتذكر الزوج تلك المناسبات العزيزة، والتي تروي دائماً إحساسها بالجمال والسعادة، كلمات الشكر والاحترام والغزل، كلها أساليب تغذي الحب وتشعل جذوته على مر السنين، ما أغرب الرجال وهم يشتكون برود زوجاتهم، وإهمالهن لجمالهن، قساوتهن، جفاءهن، المعاني الجميلة تختفي من قلب المرأة حينما تكفر بالرجل، حينما يتحول أمامها إلى طفل ضعيف تهزه الرياح يميناً ويساراً، مندفعاً متهوراً لا يبعث في نفسها أدنى إحساس بالهيبة والتقدير. شعور مؤلم ينتابها، حينما ترى أن الذي أمامها شبه رجل، جسد مفتول العضلات وشارب كثيف، لكن جوهره خالٍ من الصفات النبيلة، أو كيان مهزوز في المواقف التي تتطلب الثبات، سلبي وقت حاجتها إليه، بخيل، شحيح العاطفة، زاهد في التضحية وإنكار الذات، هذا الرجل لن يطبع في كيانها أية بصمة جميلة، بل مجرد شخص مفروض عليها بحكم العقد الشرعي والعشرة اليومية، لن تكون هناك مشاعر فوذارة تضطرم في حناياها ناحية ذلك الرجل، بل تعود وروتين، حينما تكتشف بالعشرة اليومية أخلاقياته وشخصيته ستستسلم إلى حياتها الباردة وينكفئ قلبها المسكين وتشعر بالنقص.
ويأتي دور الزوجة، الزهرة الفواحة دائماً بعطر الجمال والرقة والعذوبة، هناك صفات جوهرية ومظهرية تلعب دوراً حيوياً في إشعال فتيل الحب في قلب الزوج، ففي البداية كانت هذه المرأةط يفاً من الجمال وسحراً من الخيال، بهمس صوتها الناعم، ووداعتها، وحنانها، وعاطفتها الجياشة تحول قسوة الرجل إلى لين وعناءه إلى راحة وهدوء، تشبع بأنوثتها حواسه ومشاعره وكيانه، فيتجدد دائماً بالعطاء، ويبدع في فنون المعاملة لإرضائها، بيد أنها عندما تعتاد عليه على مر السنين، تخبو في نفسها رغبة التزين، وتفتر اهتماماتها به، بعد أن كان لها حبيباً يتحول مع العشرة إلى شخص بارد، جامد الإحساس، لأن لغة التواصل قد خبت بينهما، فلا حديث سوى هم الأولاد ومسؤوليات البيت، العلاقة الحميمة بينهما قد خبت، والحب ودفء كلماته يتحولان إلى معانٍ ليست لها ضرورة بعد كل هذه السنين، كل شيء مع السنين يتآكل، يتراجع إلى الوراء، فتهمل المرأة جمال جسدها، وتتكوم هذه الأكوام من الشحوم، وتتحول لهجتها إلى سمفونية مشروحة مزعجة، ليس لها طعم أو رائحة، اللهم إلا روائح المطبخ، تهمل هذه الزوجة تجديد نفسها، تكوينها، رونقها، عذوبتها، إنها تتحول مع الأيام من الأنثى الحبيبة إلى أم سمينة تفوح منها رائحة المطبخ، وهذا ليس إجحافاً بحق الأم، وإنما للرجل احتياجات خاصة بتكوينه النفسي والجسدي والسيكولوجي تختلف عن احتياجات الطفل، ليس بالضرورة أن تكون المرأة تحفة جميلة، بل كيان حيوي متدفق بالحيوية والنشاط والدلال والروعة، مخلوقة تضفي أحاسيس ملتهبة من الحب والحنان والعطاء، الاستضعاف المحبب للرجل، التذلل من أجل إرضائه، حرصها على راحته، وامتصاصها لآلامه النفسية استمالة قلبه بكل الأساليب المحبة، التودد إليه في حالة غضبه لاحتواء المشاكل والمنغصات، كل هذا تقدير جميل لرجولته، لإنسانيته، هذه الصورة الجميلة المتناسقةم ن السلوك والأخلاق والمحاسن سوف تزرع في قلب الزوج محبة أبدية ثابتة لن تخبو، تثير اشتياقه وإحساسه دوماً بالرضى والسعادة فمهما أخطأت أو أذنبت ستجد في أعماقه صورتها الجميلة وابتسامتها الوديعة نوراً يبدد قسوة سلوكها أو ظلمة موقفها، سيغفر، سيحتوي هذا الضعف الجميل بقلب رحيم وعقل حكيم، لأنها تملأ كيانه ووجدانه بحبها، بحنانها، بلامحها الجميلة، بروحها الطيبة، لن يجد في داخله ثغرات تسمح لنفسه وأهوائه أن تتسلل خارج الدار ستسبح عيناه في فلكها الخاص وفي دائرتها المتجددة بالعطاء لهذا سيبقى الحب مشتعلاً لن يخبو، لن يذبل، ربما يهدأ، لكنه سيثور ويشتعل عندما يفتقد أحدهما الآخر، لكنهما لن يرضيا لأحدهما بديلاً عن الآخر.
حالة إشباع وتكامل، إنه ميزان من الأخذ والعطاء ما يراه الزوج في زوجته يحدد مسار العاطفة واشتعالها فالضمانات الأساسية لمسار الحياة الزوجية يعتمد على شخصية الزوجين وصبرهما وفهم كل منهما لاحتياجات الطرف الآخر، ليصبر ويتحمل، ليشبعها فيه ويغذيها ويؤججها، ومن هنا نستطيع أن نحكم ما إذا كان الحب يفتر بعد الزواج أو يبقى ملتهباً متجدداً؟!!
ــــــــــــــــــ
اعرفي شخصيته .. من طريقة تقديمه للهدية
اسماء أبوشال
الهدية رمز يخبر ويعبر عن مشاعر الآخرين،وثمة ملاحظة أن كثير من الهدايا تبدو باهظة الثمن ، إلا أننا نجد القليل من الهدايا المعبرة وأصبح أغلبها مجرد تأدية واجب فقط ، لتتحول مع الوقت إلى نوع من ممارسة التقليد دون طعم أو لون ،و أحيانا قد يصرف البعض وقته في اختيار الأغلى دون التفكير في مناسبتها لذوق وميول الشخص الآخر ،وقد يتجاهل البعض الأهمية المعنوية لهدية بالنسبة للطرف الآخر ،لنجدها بهذه المغالاة قد فقدت معناها رغم أنها مؤشر للمحبة ، ألا أنها تظل مرآة تعكس جانبا كبيراً من الشخصية ، وهناك أنواع من الشخصيات تختلف في مظاهر إهداء الهدية، ويمكنك من خلالها أن تعرفي شخصية الرجل وإليكِ أنواعهم :
النوع الأول - شخصية محبة للمظاهر : وهو نوع يختار الهدية غالية الثمن لتعبر عن مستواه المادي ، ويفخر ويتباهى بها .
النوع الثاني - شخصية منافقة يفضل تقديم الهدية بشكل معلن للتعبير عن مدى ذوقه أمام الآخرين، وقد يكون لا يعرف شيئا عن الذوق.
النوع الثالث - شخصية كريمة : وهو رجل كريمة الروح يحب الهدية بسيطة لكنها معبرة .
النوع الرابع - شخصية متحذلقة : يري الهدية بأسلوبه في إقناع الآخرين بصفقة أو ماشابه .
النوع الخامس - شخصية مميزة : يحب تقديم الهدية المنتقاه ، وتعبر عن ذوقه الخاص وروحه ،حيث يستغرق الوقت الطويل في اختيارها والتفكير في اسلوب تقديمها كما ذكرت جريدة اليوم .
عزيزتى حواء .. عزيزي آدم ، مهما كان نوع شخصيتك ،اعلم أن الناس تقيم هديتك من خلالك ، وفي بعض الأحوال قد نتلقى العديد من الهدايا في الحياة وتلتصق بعضها بذاكرتنا لأنها صاحبت مناسبة هامة كمناسبة عيد الفالنتين ،وهنا تكمن القيمة الحقيقية للإهداء طالما أحسست بمعنى أن تهب انسانا آخر لحظة من البهجة فكم يخفف ذلك من وطأة المشاعر السلبية ويبعث المودة ويجعل للحياة طعما آخر ، ولنتخيل أن الهدية قد نطقت فهي ستقول لك أو للطرف الآخر.
وفي بعض الأحيان قد نحضر الهدية، ونجهل الطريقة المناسبة لتقديمها ، إذا كنت من ذلك النوع إليك النصائح التالية :
كي نتعلم فن مهاداة الآخرين ، لا بد ان نعلم أن هذه المناسبة تختلف عن المناسبات الاخري ومن الضروري عند اختيارك للهدية التي تقدمها أن تكون ملائمة للفالنتين ، وأن تكون جديرة بالمرأة التي تقدمها لها ومتفقة مع ذوقها وميولها، بناءً على معرفتك بها،وإليك بعذ الأمور الواجب عليك مراعاتها:
_ لاحظ أن قيمة الهدية تكون أكبر وأوقع إذا ماقدمت في أقرب وقت مناسب،كما أن طريقة تقديم الهدية ولفتها من الخارج لها أهمية كبيرة فى نفس من تحب .
_ لا تقدم أي حيوانات أليفة كهدايا إلا بعد أخذ التأكد أنه سيحظى بالرعاية الكاملة .
_ يفضل أن يصاحب الهدية عبارة مكتوبة تتفق مع الفالنتين ، وبعض الناس يقدمون كروتاً مطبوعة تحمل التهاني لكن ذلك في الحقيقة ليس مقبولا تماما،فلأوقع والأفضل أن تقوم بكتابة ماتريد بخط يدك،وفي حالة استخدام كروت مطبوعة يمكنك أن تضيف لها بعض الكلمات بإسلوبك وخط يدك.
_ لا تحاول عندما تكون منتظر من تحب علي العشاء أو الغداء أخذ معك هدية تحتاج لعناية مثل باقة زهور، نظرا لانشغال صاحبة الدعوة بتجهيز الطعام ، فبالتالي فإنها تضطر للتوقف عما يفعله ليعتني بالزهور، يمكنك اهداء من تحب بأشياء أخرى كثيرة مثل: نبات ظل لا يحتاج إلى عناية فزرية، أو طعام مناسب كالحلويات أو الفاكهة.
وقد يحسن البعض تقديم الهدايا ويسيئ قبول الهدية وعن كيفية التصرف عندما يهاديك أحد بهدية إليك بعض الأمور المهمة الواجب مراعاتها:
_ لابد من التعبير للطرف الآخر عن الشكر والامتنان .
_ يجب أن نزيل غلاف الهدية أمام صاحبها وتبدي فرحتك بها مهما كانت متواضعة.
_ يجب أن تلقى الهداية التي تحتاج لعناية سريعة الاهتمام بمجرد تقديمها، مثل باقة الزهور. ففي هذه الحالة يجب أن تسرع باستخراج الزهور ووضعها في فازة وتغذيتها بالماء ووضعها في مكان ظاهر أمام صاحب الهدية.
_ في حالة عدم إعجابك بالهدية لسبب ما ،وعدم ملائمتها لذوقك فلا يجب أن تظهر ذلك، بل على العكس يجب ان تبدي إعجابك بها.
_ اذا أحضر لك زوجك هدية ما وقدمها لك بزهو وفرح فعليك بشكره وإبداء فرحك بها، ولا تذكريه بأن هداياه لك قليلة أو متواضعة .
ــــــــــــــــــ
الزوج المناسب .. في السن المناسب
في البداية .. مطلوب ان يكون رشيقا .. وفي النهاية مطلوب ان يتذكر مكان دورة المياه .. إنه الزوج الذي كان محور دراسة اعدها علماء النفس في جامعة ماساشوتس الامريكية بعد ان تبين لهم ان المرأة مع كل مرحلة جديدة في حياتها تتمني ان تجد في الزوج صفات معينة تناسب هذه المرحلة , فالمرأة في سن 22 تفضل الرجل الوسيم الجذاب , الواعد ماديا , الطموح الرشيق الذي يرتدي ملابس تساير الموضة المحب للمفاجآت المثير لاعجاب الأخريات , وأخيرا الخيالي والرومانسي .
أما المرأة في سن 32 فتفضل الرجل الذي مازال محتفظا بوسامته .. ولم يصاب بالصلع بعد , ويفتح لها باب السيارة ويجذب مقعدها قبل جلوسها ويدعوها إلي العشاء خارج المنزل ويسمع اكثر مما يتكلم ويضحك علي نكاتها ويحمل عنها الحقائب اثناء التسوق ويحب ارتداء البدلة ورابطة العنق ويمدح طهيها ويتذكر عيد ميلادها .
والمرأة في سن 42 تفضل الرجل الذي لا يقود السيارة قبل ان تركبها ويعمل كثيرا خارج المنزل ويوافق علي أغلب كلامها ويمدحها امام الأخريات ويرتدي ملابس تناسب سنه ولا يترك ذقنه دون حلاقة ويتحرك بخفة .
وفي سن 52 تفضل الرجل الذي لا يكرر النكتة مرات عديدة ويمتثل لأوامر الطبيب ولا ينام أمام التليفزيون ويرتدي ألوانا متناسقة وجوربا نظيفا ويتذكر اسمها ولا يكثر من الاسئلة ويكف عن الشخير .
وفي سن 62 تفضل الرجل الذي لا يخيف الأطفال بصوته ويتذكر اين دورة المياه ويكف عن الشكوي ولا يكثر من الطلبات ويأخذ دواءه دون مساعدة ويتذكر اين وضع طاقم الاسنان .
أما المرأة في سن 72 فيكفيها ان يتنفس الرجل بجوارها .
ــــــــــــــــــ
"المعادلة الصعبة" التى تملك بها قلب المرأة !
من منا لا يحب الورود، بل أكثرنا يعشقها ويعشق رائحتها
فمثلما تحتاج الورود الى الماء والهواء لتنمو وتتفتح، تحتاج النساء الى الحب ليشع منها عبير الورد، نعم تسقى النساء حبا لأن النساء ورود ورياحين الحياة.
عند الحديث عن المرأة لا يمكن أن نتجنب، كيفية التعامل معها، هذه المعادلة الصعبة التي عجز الكثير من الكتاب الكبار وعلماء النفس والعلوم الانسانية عن حلها ومعرفة لغزها رغم أن البعض قد يكون قد وصل الى شيء من رموزها، لكن لم يستطع احد حلها وكلهم اعترفوا بذلك، رغم أن حل هذه المعادلة سهل تماما، فسر حل هذه المعادلة ـ التعامل مع المرأة ـ هو (الاحترام - الثقة)، حب + حنان + وفاء + عطاء حب بلا حدود، حب لم يعشه أحد بهذا الوجود، لكن أصعب مافي هذه المعادلة هو أن تكون نابعة من قلب صادق، قلب عاشق، وألا تكون كذبا أو مشاعر مزيفة لأغراض دنيئة
كيف تعرفين انه مهتم بك؟!!
إذا كنت لا تستطيعين تمييز إعجاب الرجال بك عليك الانتباه للحركات التالية التي عادة ما يقوم بها الرجال في حال كانوا معجبين بالفتاة التي ينظرون إليها.
* عندما تلتقي نظرتك بنظراته يقوم الرجل برفع حاجبة إلى الأعلى إذا كان معجبا، هذه الحركة تتم بسرعة كبيرة بحيث يكون عليك أن تلحظيها بسرعة وإلا فاتتك. هذه الحركة منتشرة في مختلف دول العالم بغض النظر عن الثقافة أو العمر أو العرق.
* حركة الشفاه: حالما تلتقي النظرات يقوم الرجل إذا كان معجبا بفتح الشفاه قليلا، عادة تكون هذه الحركة لاإرادية ويسهل كشفها من قبل النساء.
سيحاول جذب* انتباهك: بعض الرجال تكون طريقته هادئة في جلب الانتباه بينما يقوم بعض الرجل بالضحك بصوت عال أو رفع أصواتهم أثناء الحديث لمجرد جعلك تنبهين لهم. كذلك يقوم الرجل لا شعوريا بالابتعاد قليلا عن المجموعة لكي تلاحظيه بشكل اكبر.
* العبث بالشعر: يعتمد هذا بالطبع على طريقة الرجل في تسريح شعره إلا أن الرجال عادة ما يقومون بإصلاح شعرهم بحيث يبدون اكثر جاذبية في عينيك وهي حركه لاإرادية يفعلها الرجل باستمرار.
لمس الوجه: يقوم الرجل بلمس وجهه بكثرة وهو يقوم بالنظر* إليك أو يقوم بمسك ذقنه وهو عبارة عن مزيج من الإثارة العاطفية والارتباك الذي يشعر به الرجل عند نيته التعرف على فتاه جديدة.
النظرات: سيقوم الرجل بالنظر* إليك نظرة ذات مغزى وسيجعلك تنتبهين إليه وهو ينظر إليك بشكل عام لتعرفي انه مهتم بك.
الاستعراض: سيقوم الرجل بكل المحاولات ليجعلك تنتبهين إلى عضلاته* المشدودة أو يقوم بالمشي بطريقة استعراضية لكي يجذب انتباهك.
وفي المقابل هناك أيضا بعض الحركات العشوائية للمرأة يمكن أن تفسر بماذا تفكر ومن هذه الحركات..(54/90)
إذا كانت المرأة متكئة على كوعها?
بحسب علماء النفس فان حركة اليد قد تقود إلى معرفة الكثير من مفاتيح الشخصية، فالعلماء يعتقدون أن المرأة تبدي رأيها بالرجل عن طريق حركة اليد. فإذا وضعت يدها تحت ذقنها و أبدت نظرات ساهمة، فأنها لا تكون تتأمل بجمال الرجل الجالس أمامها بل تكون تفكر إذا ما كان هذا الرجل يستحقها أم لا؟
فإذا كنت تريد مساعدتها في الإجابة بان تتصرف بأدب و تصميم لكسب ودها و ذلك عن طريق انتقائك الدقيق للمواضيع و خاصة إذا كانت لديك روح النكتة؟
إذا جلست المرأة ويداها مكتفتان على صدرها?
إن هذا يعد أسوأ ما يمكن أن يصادف الرجل من المواقف مع المرأة. فهذه الحركة تعني انك أحدثت أسوأ انطباع ممكن عند المرأة و أنها لم تعد تثق بك. وفي هذا الموقف لن ينفع أي إجراء لاصلاح الموقف فلا النكات تجدي و لا مظهرك الأنيق يمكن أن يغير يصلح الموقف.
إذا? قامت المرأة بترطيب شفتيها
إذا قامت المرأة بترطيب شفتيها بشكل متكرر فان ذلك يعني حتما أنها مثارة جنسيا. فعلماء الأنثروبولوجي يرجحون أن هذا الفعل اللاإرادي عند المرأة يعكس رغبتها في التقبيل.
لغة الرموش?
يقول خبراء السلوكيات أن المرأة ذات الرموش الطويلة والتي تقوم بالرمش بكثرة فان ذلك يعني أن هذه المرأة ذات شخصية قوية ساحرة. وهذا النوع من النساء لن ينتظرن منك أن تقوم بحركاتك الساذجة (بالنسبة لهن) لكي يعرفن انك مهتم. ذلك النوع من النساء سيكون هو المبادر إلى إخبارك بأنهن معجبات بك. فإذا كنت تحب أن لا تكون الطرف المسيطر في العلاقة فعليك أن تنتظر إن تقوم باصطيادك إحدى تلك الحسناوات.
لغة اليدين?
يد المرأة تعطي الرجل الكثير من الدلالات فاليدين الناعمتين و الأظافر المطلية بعناية يعني امرأة مثيرة. كذلك إذا أطالت المرأة النظر إلى يديها فان ذلك يعني أن المرأة متضايقة من شيء ما. فاحرص على أن لا يكون السبب أنت! أما إذا كانت تطرق بيدها على الطاولة فلا تسر كثيرا لأنها تكون تفكر كيف ستتخلص منك.
بالنهاية يقول الباحثين أن الكثيرين حاولوا التوصل لتفسير تصرفات المرأة إلا أن العلم يقف عاجزا أمام الفهم الكامل لما يدور في ذهن هذا المخلوق الجميل
ــــــــــــــــــ
مخاوف تراود النساء قبل الزواج!!
الكثير من النساء لا يتصرفن على طبيعتهن ويكن متصنعات أمام أزواج المستقبل حتى يعتقد الرجل أن المرأة التي يحب كاملة، كما أن هناك الكثير من النساء لا يخرجن بدون وضع الكثير من الماكياج حتى لا تبدو قبيحة في نظر الرجال.
الحقيقة انه ليس على المرأة أن تقلق كثيرا لأن الرجال أنفسهم لديهم عيوبهم ولديهم نفس المخاوف التي تراود النساء.
ولكن علماء الاجتماع يجمعون أن الرجال اقل قلقا حول هذه المشاكل بحيث أنها لا تشغل تفكيرهم بالرغم من وجودها فمثلا الرجال اقل قلقا بموضوع الوزن والرشاقة ولا يفكرون كثيرا في هذا الموضوع، كما أنهم لا يعيرون موضوع الشكل الخارجي كثيرا من الاهتمام.
في هذه المرحلة ننصحك بتغيير سياستك وعكسها فبدلا من أن تركزي على مظهرك وعلى فكرته عنك حاولي التركيز أكثر عليه وحاولي معرفة ما تريدينه حقا وليس ما يفكر هو عنك بحيث تكونين واثقة من أن هذا الرجل مناسب فعلا لك.
الخلاصة أن عليك أن تتصرفي على سجيتك عند تعاملك مع الشخص الذي تريدين الارتباط به لأنه من المهم جدا أن تعرفا عادات بعضكما بتجرد لأن الأقنعة سرعان ما تزول بعد الارتباط لتكتشفي أن الشخص الذي تزوجته لم يعد الشخص الذي أحببت والسبب انه كان يبرز ما تريدين أنت أن تريه لذلك انزعي الأقنعة منذ اللحظة الأولى فمن الأفضل عدم التقدم في العلاقة وإنهائها على الاستمرار في أمر زائف سرعان ما ينكشف ليخطف منك السعادة المرجوة من وراء الارتباط.
ــــــــــــــــــ
زوجي يتجاهلني..آفاق المشكلة والحلول الممكنة
مشكلتي مع زوجي هي عندما يحدث بيننا أي خلاف أو شجار فإنه يتجاهلني ولا يحاول أن يكلمني أو يصالحني ولا يهتم بذلك مطلقا.
لذلك أنا التي أبادر دائماً في مصالحته لأنني أتعب من الصمت الذي يخيم علينا وما يزيد المشكلة هو أنه عندما أصالحه يرد علي رداً مؤلماً سواء كنت أنا المخطئة أم هو فكيف أتصرف معه؟
آفاق المشكلة:
1- الزوج لا يصالح زوجته في حالة حدوث خلاف بينهما حتى لو كان هو المخطئ.
2- الزوجة هي التي تبادر بمصالحته حتى لو لم تكن مخطئة.
3- الرد المؤلم من قبل الزوج لزوجته إذا حاولت مصالحته.
الحلول الممكنة:
نحن نحييك على استخدامك لهذا الأسلوب مع زوجك وهو مبادرته في الصلح وذلك حفاظاً على حياتكما الزوجية ونشجعك على الاستمرار في هذا الأسلوب ونرى أن عدم مبادرة زوجك بالصلح قد تكون إما هروباً من المشكلة أو هروباً من مواجهتك ولهذا فهو يفضل الصمت والبعد عنك، ومن الممكن أن يكون صمته هو الخوف من ردة فعلك على خطئه، وكذلك قد يكون صمته معبراً عن شيء ما كشعوره بضعف الشخصية، أو قد يكون تكبراً منه عدم مبادرته لك بالصلح.
ونقترح عليك بعض الحلول لعلها تنفعك في حل مشكلتك:
1- أن تختاري الوقت المناسب الذي يكون فيه سعيداً لكي تصالحيه حتى لا تكون ردة فعله سلبية، فإذا رأيتها كذلك فعليك الانتظار الآن هذه مسألة تحتاج إلى تدرج حتى تصلي إلى نتيجة إيجابية.
2- استخدام نقطة الضعف في زوجك واستثمارها حتى تجعليه يبادرك بالصلح، فمن الممكن أن تكون نقطة ضعفه في الكلام العاطفي، أو في الأمور الجنسية، أو في نواحي مالية، فعليك دراسة نقطة ضعفه وتحاولي أن تجعليها لصالحك.
3- من الممكن أن تستخدمي معه الأشياء المحسوسة في المصالحة مثل رسالة مكتوبة أو باقة ورد بدلاً من الاكتفاء بالكلام والمواجهة، فهناك بعض الرجال يزدادون عناداً بالمواجهة وقد يكون زوجك من هؤلاء فهذه الأساليب قد تُجدي معه.
4- استعيني بالدعاء وذكر الله حتى يصلح الله حالكما.
5- إذا كان لديكما أبناء فعليك الاستعانة بهم في توفيق العلاقة والمصالحة بينكما بطريق غير مباشر.
6- حاولي أن تساعدي زوجك على تعلم أسلوب الحوار معك حتى يستطيع أن يخرج من هذا الانغلاق.
ــــــــــــــــــ
هل أنتِ المسؤولة عن انحراف زوجك؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
تقع مسؤولية انحراف الزوج وانبهاره بأية امرأة أخرى.. على زوجته التي لم تعرف كيف تحتفظ به.
هذا ما تؤكده ميلسا ساندرز الأمريكية والتي قامت بتأليف كتاب (الزوجة والحبيبة).
وتقول ميلسا أنها تأكدت بعد تجربتها الشخصية أن انحراف الأزواج يرجع في معظم الأحيان إلى جهل الزوجات بالأسلوب الذي يجب أن يتعاملن به مع أزواجهن لتحصينهم أمام رقة ونعومة أية امرأة أخرى.
وتضيف ميلسا التي قامت باستطلاع للرأي على نحو ألف سيدة يتراوح عمر زواجهن من ثلاثة أعوام وعشرين عاماً لإثبات ما توصلت إليه من خلال تجربتها الشخصية إنه من الأمور الهامة التي يجب أن تفطن إليها كل زوجة، أنه قد لا تؤدي أحياناً سوء معاملة الزوج إلى انحراف الزوجة فإن معظم حالات انحراف الأزواج تأتي نتيجة لجفاف معاملة زوجاتهم لهم.
وتقول ميلسا إنه من الخطأ أن تعتقد الزوجة أن اهتمام زوجها بها أمر مفروغ منه، لأن ذلك يجعلها تتصرف بلا مبالاة فيما يتعلق بجلب اهتمام زوجها الذي سريعاً ما يمل وينزلق في تيارات أخرى ملقياً باللوم عليها.
وتوضح ميلسا التي تقوم باعطاء دورات دراسية حول فن السعادة الزوجية للمتزوجات حديثاً، إنه بعد عدة سنوات من الزواج تقل أهمية الجانب الجنسي في حياة الطرفين.. ويتطلع الزوج في زوجته إلى المشاعر الدافئة والاهتمام المركز والعلاقات الوثيقة، الأمر الذي عادة ما تعجز معظم الزوجات عن تقديمه لأزواجهن نظراً لكثرة أعبائهن.
وتؤكد أن جلوسك مع زوجك لمدة ساعة على الأقل يومياً تكونين خلالها متفرغة له تماماً، تتجاذبين معه أطراف الحديث في الشؤون التي تهمه يعد أنفع وأجدى من قيامك بأي عمل آخر مهما كلفك ذلك من تضحيات.
وتحذر ميلسا التي فازت بلقب الزوجة المثالية في ثلاث مسابقات متوالية، كل زوجة من أن تفطن إلى أن هناك مراحل حرجة في عمر الزواج يزيد فيها فرصة انحراف الزوج، مثل قدوم الأطفال وتزايد أعباء الزوجة وإرهاقها مع الصغار ساعات الليل والنهار.
وتنصح كل زوجة بعدم الانهماك في خدمة الأطفال بشكل جائر على حق الزوج. وتقول إنه من الأفضل إشراك الزوج في بعض الشؤون الأسرية مثل بعض الرعاية بالأطفال، وعدم الاعتقاد بأن إبعاده تماماً عن هذا المجال يعد تفانياً من جانبها لخدمة أسرتها. لأن ذلك من شأنه أن يبعد الزوج عن جو الأسرة ويفقده الشعور بالانتماء بما قد يساعد على انجذابه في أي تيار آخر.
وتضيف بأن هناك مرحلة حرجة أخرى تأتي مع تقدم سنوات الزواج عندما يبلغ الأبناء سن المراهقة وتنغمس الأم في مشاكل أبنائها.
وأيضاً قد يؤدي تقدمها في العمل وتحقيقها لمركز مرموق أن يشعر الزوج أنها ليست في حاجة إليه أو أن هناك شيئاً آخر يشغلها عنه.
وتقول ميلسا إنها ليست نصيحة خيالية أو متنافية مع تطور العصر أن تقول لكل زوجة إنه يجب عليها أن تغدق على زوجها بكلمات المجاملة الرقيقة التي تشعره باهتمامها البالغ مهما بلغ عمره أو عمر زواجهما، فالمرأة بحكم طبيعتها أكثر قدرة على العطاء وهذا العطاء يهد الباعث الحقيقي لقيام زوجها بدوره بعطائها.
وأخيراً تؤكد أن المرأة الذكية لا يمكنها فقط أن تحتفظ بزوجها بل يكون في استطاعتها أن تستعديه إليها حتى لو انزلق نحو امرأة أخرى، فتقول ولا عليك بالابتعاد عن الغضب الشديد في مثل هذه الحالة وتأكدي إنك قد أسهمت في هذا الموقف ولو بقدر من سلبيتك وابتعادك وجدانياً عن زوجك.. واعلمي دائماً أن المحبة كفيلة والود الصادق، كفيل بأن يضمد الجراح مهما كانت عميقة.. وإن جزاء الزوجة التي تتمتع بهذا القدر الكبير من ضبط النفس عادة ما يكون مضاعفة حب زوجها لها.
ــــــــــــــــــ
هل يفهم زوجك لغتك ؟!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
هدى بكر
كم مرة أشرت على زوجك بتلميحات متنوعة انك تريدين هدية «براقة» بمناسبة عيد ميلادك فيأتيك بمنبه أو لا يأتيك بأي شيء على الاطلاق؟ مثل تلك اللحظات تجعل أي امرأة تتساءل: لماذا لا يفهم ما أقول؟
انه يتحدث العربية وأنت كذلك، لكن المشكلة تكمن في الطريقة التي تصيغين بها طلباتك، فلا تتوافق مع أسلوبه في التواصل.. فلدى كل انسان أسلوب مختلف في التعبير عن حاجاته، فإذا كنت تعيشين مع رجل لديه جهاز استقبال لا يتوافق مع ذبذبات تواصلك فتكون النتيجة المتوقعة «سوء تفاهم».
لتفادي مثل هذه الأزمات الحوارية اجيبي عن هذا الاختبار حتى تحددي أسلوبك في التواصل وكيفية ضبطه مع جهاز استقبال الزوج من خلال أساليب تجنبك مزيدا من لحظات التحاور بلغات مختلفة (اختاري إجابة واحدة لكل سؤال).
1- حين تغمرك المهام الأسرية وتشعرين بالارهاق
أ ـ تتهمين زوجك بعدم تقديم العون.
ب ـ تلمحين إلى أنك مرهقة، آملة أنه سيتطوع لمساعدتك.
جـ ـ لا تقولين أي شيء لأنك تعتقدين أن القيام بكل شيء بنفسك أسهل من تعليمه كيفية العمل.
2-يقترح عليك زوجك قضاء السهرة في مشاهدة فيلم خيالي
أ ـ تلومينه لمجرد أنه اعتبر تلك طريقة لقضاء الليلة خارج المنزل.
ب ـ تقولين «ما أدري.. ولكن إن كنت ترغب حقا في مشاهدته..» آملة في ان يقترح بديلا.
جـ ـ توافقين فربما لا يكون الفيلم بهذا السوء.
د ـ تخبرينه انك تفضلين عدم مشاهدة ذلك الفيلم وتقترحين عليه فيلما آخر.
3- لدى زوجك عادة يعرف أنها تضايقك فإذا
فعلها مرة أخرى
أ ـ تثور ثائرتك فقد يجعله ذلك يتوقف عن تلويث مرآة الحمام بمعجون الاسنان
ب ـ تنظفين المرآة بمنشفته فقد يلاحظ استياءك.
جـ ـ تتقبلين ذلك فلا يوجد إنسان مثالي.
د ـ تنتظرين الوقت المناسب لتناقشي المشكلة معه وتقترحين ان يقلل من الخسائر بأن يفرشي أسنانه اثناء الاستحمام.
4- حين يسألك عن الهدية التي تريدينها بمناسبة عيد ميلادك
أ ـ تقولين له انك تريدين آلة لصنع الاكسبرسو وماركتها ورقم الموديل ولون الآلة حتى لا تفاجئي بشيء كريه.
ب ـ تقولين «أي شيء» قائلة في نفسك ان عيد ميلادي ليس بالشيء المهم في هذا العمر.
د ـ تقولين له «فيلم.. يعرض أخيرا في السينما لماذا لا تشتري لنا تذكرتين؟»
5- تحدثينه عن مشكلة تعانينها في عملك فيقاطعك مقدما حلا
أ ـ تتهمينه بأنه يقدم حلولا هشة حتى لا يضطر الى سماع حديثك عن الموضوع مرة أخرى.
ب ـ تحافظين على الهدوء غير المعتاد اثناء تناول العشاء حتى تشعريه بأنه أخطأ.
جـ ـ تشكرينه على نصائحه فهو يحاول مساعدتك على أي حال.
د ـ تخبرينه بأن كل ما ترغبين فيه فعلا هو التنفيس عن غضبك.
6-أهدر زوجك أموالا طائلة على شراء تلفزيون جديد كبير
أ ـ تقولين يجب إعادته وإلا.
ب ـ تذهبين أنت الأخرى الى التسوق ولن يستطيع التفوه بكلمة عن الاسراف.
جـ ـ تدعين الامر يمر فهو يعمل ويكدح لكسب الأموال وله الحق في التبذير أحيانا.
د ـ تخبرينه أنك تفضلين ان يتشاور معك في المرة القادمة قبل انفاق كل هذه الأموال على شيء واحد.
7- ترغبين بقضاء الاجازة في دبي وهو في جنوب شرق آسيا
أ ـ تجادلينه بأن الوناسة في بلد عربي أفضل من الاجواء الغريبة.
ب ـ تتثاقلين في التخطيط للإجازة آملة انه قد يدرك انك لا ترغبين في الذهاب الى آسيا فيقترح الذهاب الى دبي.
جـ ـ تبدئين بالبحث عن اماكن المنتجعات الصحية في وجهة سفر زوجك حتى تجدي ما تفعلينه هناك.
د ـ تعقدين معه اتفاقا لتكون جنوب شرق آسيا هذا العام ودبي العام القادم.
8- لقد نسي زوجك مرة أخرى يوم زواجكما
أ ـ تعاملينه معاملة سيئة.
ب ـ تقولين «لا عليك» ثم تقررين نسيان يوم ميلاده في الشهر التالي حتى يشعر بتأثير فعلته.
جـ ـ تخططين لعمل شيء في العام القادم بدلا من الاعتماد عليه للبدء في هذه الخطة.
د ـ تشرحين له أن نسيانه هذه المناسبة يضايقك كثيرا وتشيرين عليه أن يعوضك ويدعوك الى العشاء في أفخر المطاعم.
9- كان على زوجك شراء هدية لمولود أخته وحتى الآن لم يفعل
أ ـ أنت وراءه حتى يشتري شيئا.
ب ـ تذهبين لتهنئتها بلا هدية ـ كأمر محرج ـ ولكن قد يتعلم الدرس.
جـ ـ تشترين هدية بنفسك.
د ـ تطلبين منه شراء الهدية وتذكرينه بمواعيد اغلاق المحل المختص بذلك.
10- ترغبين في مزيد من الرومانسية في حياتك
أ ـ تنتقدينه لأنه لا يفعل شيئا يجعلك تشعرين بقيمتك لديه.
ب ـ تشيرين الى ما يفعله زوج اختك حيث يشتري لها زهورا بلا مناسبة.. فقد يفهم التلميح.
جـ ـ تنصحين نفسك لتفيق فالرومانسية خلقت للمراهقين وللروايات العاطفية فقط.
د ـ تقترحين تخصيص ليلة في الاسبوع تقضيانها معا داخل النزل او خارجه.
نتيجة الاختبار
*************
ü إذا كانت معظم اجاباتك أ
أنت امرأة تتحكم بمقاليد الأمور
> حسناتك: أنت تعرفين ما تريدين ولا تخشين التعبير عنه وهذا قد يروق لبعض الرجال «الموضوعيين».
> مساوئك: أنت مباشرة جدا وشديدة الصدق مما قد يشعر زوجك بأنه لا يحسن فعل أي شيء.
كيف تتحدثين فيسمعك زوجك؟
ü اختبري أسلوبك المباشر وقبل ان تعامليه بكل صدق إسألي نفسك إن كان يمكنك استخدام الصدق نفسه ـ الجارح احيانا ـ مع صديقة أو زميلة في العمل، واذا كانت الاجابة بالنفي فاختاري اسلوبا استفهاميا اكثر من اللجوء الى اسلوب الأمر.
ü قللي الالحاح على زوجك فأنت غير محتاجة لتذكريه 23 مرة بما طلبته ولكن اسأليه فقط عن الوقت الذي يستطيع فيه أداء المهمة حتى يعرف أنك تحترمين ارتباطاته الاخرى فيحرص على تنفيذ رغباتك في اقرب فرصة.
ü قللي ادارتك للمهمة وعبري عما تريدين ولا تحددي طريقة ادائه واعلمي انه توجد أكثر من طريقة لعمل الاشياء.
ü إذا كانت معظم اجاباتك ب
أنت امرأة غامضة
> حسناتك: تميلين الى استخدام الشيفرة في تعاملاتك ايمانا منك بأنه الزوج المحب سيلتقط التلميح عن الهدية التي ترغبين فيها او يتطوع الى أداء بعض مهامك يالها من رومانسية!
> مساوئك: حتى لو حاول زوجك تحقيق أمنياتك فقد يخطئ في بعض ـ أو كل ـ الأشياء فتشتاطين غضبا في صمت.
كيف تتحدثين فيسمعك زوجك؟
ü لا تصيغي طلبك على هيئة تساؤل وحين ترغبين في تناول البيتزا لا تقولي «ما رأيك لو نطلب طعاما؟» وإلا سيكون الرد مازال لدينا طعام و لكن قولي «أشتهي البيتزا».
ü تفادي قول «كما تشاء» إلا حين يعنيها فعلا.
ü احرصي على تقديم الحل أثناء الشكوى فحين تشعرين بالملل من توصيل الأبناء الى كل مكان اقترحي على زوجك «لماذا لا توصلهم الى المدرسة وأذهب بهم أنا إلى النادي والجمعية».
ü إذا كانت معظم اجاباتك جـ
أنت امرأة منقادة
> حسناتك: «كما تريد يا حبيبي» إنها العبارة التي في فمك دائما، وزوجك يحب تعاليك عن مناقشة الصغائر.
> مساوئك: عدم التعبير عن احتياجاتك سيرهقك ولا تظني أن الزوج يستمتع بحياة الحرية المطلقة.
كيف تتحدثين فيسمعك زوجك؟
ü تباطئي قليلا حين تطرأ فكرة مفاجئة على ذهن زوجك وقاومي الاجابة السريعة «نعم.. ولم لا؟» بل خذي بعض الوقت للتفكير فيما اذا كنت حقا ترغبين في تنفيذ هذه الفكرة.
ü انتبهي لعبارة «الأمر ليس مهما الى هذه الدرجة» حين يكون الأمر في أعماقك غير ذلك.
üعبري عن رغباتك بعبارات واضحة «أفضل أن..» «لماذا لا نفعل ذلك؟..» فهي طريقة فعالة لتسهيل الأمور ولا تتوقعي ان يوافق زوجك فورا ولكن لا تستسلمي اذا كانت رغبتك قوية.
ü إذا كانت معظم اجاباتك د
أنت واضحة ولا تتصنعين اللين
> حسناتك: انك بارعة في التعبير عن رغباتك مقتنعة بأن زوجك سيلبيها حتى لو لم يكن في التوقيت وبالطريقة التي تريدين.
> مساوئك: قد تتطرفين أحيانا فتصبحين غاية في الوضوح مع زوجك بحيث يفتقد أسلوبك الى الرومانسية وروح المرح.
كيف تتحديثين فيسمعك زوجك؟
ü تفادي كثرة المعلومات، فكثير من الواثقات بأنفسهن يملن الى تقديم النصائح بالحاح لمن لم يطلبها وانما يشكو لمجرد التنفيس.
ü ادخلي معه في نقاش عبثي مثل «إذا استطعت العيش في أي مكان آخر غير الكويت فأين تحب أن تعيش؟» فمثل هذه الحوارات تقوي الروابط بينكما اكثر من الحوارات الموضوعية حول اختيار المدرسة التي سيلتحق بها الابناء كما أنها قد تؤدي الى تطورات طائشة تدور حول الملابس التي قد ترتدينها مثلا اذا انتقلنا للعيش في هاواي.
ü أخبريه بسر ما.. حتى ولو كان على دراية كاملة بكل ماضيك، فما زال يومك يشتمل على بعض الأسرار الصغيرة التي قد تقربكما أحدكما من الآخر فالافصاح عن بعض اللحظات المحرجة يظهر أنك لا تشعرين بأنك مثالية مما يشعره بالراحة لأنه ايضا ليس مثاليا.
ــــــــــــــــــ
خلافك مع زوجك .. يحدد شخصيتك
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
عندما يحدث خلاف بين زوجين , تتساقط الأقنعة ومن ثم يمكن تحديد معالم شخصية حواء . وفيما يلي بعض أنماط وأساليب الخلافات الزوجية التي تكشف عن بواطن شخصيتك الحقيقية والتي يسردها كتاب ألف طريقة وطريقة تحدد معالم شخصيتك للكاتب الأمريكي الشهير د . ألين ديفيد .
* الذين يلجأون الي الصراخ والعويل أثناء الخلاف وتبادل الاتهامات والكلام الجارح : يدل علي شخصية همجية غالبا ما تكسب المعركة , لكنها مع ذلك تتميز بالصداقة المخلصة .
* هؤلاء الذين يسترجعون الأحداث الماضية اثناء الخلافات : هذا النوع من الخلاف يعبر عن شخصية تقدر المسئولية وتتذكر المناسبات المهمة كأعياد الميلاد والذكري السنوية للزواج , كما تتصف هذه الشخصية بالوفاء بالوعود والالتزامات المختلفة .
* الخلاف الهاديء والصمت بدلا من الانفعال والثورة : الشخصية التي تلتزم فقط بعبوس الوجه والرغبة في تجنب الصدام وتغيير الموضوع , شخصية دفاعية غير عدوانية تتجنب التحدي والمواجهة الصريحة للمشاكل إيمانا بان الزمن كفيل بحل المشاكل .
* خلافات تتميز بالاحتجاج والصخب والضجيج : فالتعبير عن الغضب في هذه الحالة يكون بالاحتجاج الصريح كإغلاق الباب أو الادراج أو إلقاء الأدوات والأطباق بعصبية , هذه الشخصية تحب فرض مشاكلها علي الآخرين , وتبحث عن متنفس للغضب دون الاستعداد لتقبل أي نقد او ملاحظات .
* حل النزاع بادخال طرف ثالث : مثل استمالة الأبناء او أي قريب : هذه الشخصية تحب الناس بصدق وتكره الوحدة .
وهنا يحذر الكاتب من استغلال بعض الأقارب والأصدقاء الذين يحاولون بث الشقاق بين الزوجين مستغلين موضوع الكرامة والسلطة الي غير ذلك من الأمور التي يجب أن تتلاشي بين الزوجين , فلا يجب علي أي من الزوجين الاستماع الي نصائح الغير , إذ أن كلا من الزوجين قادر علي حل أي خلاف ـ مهما تكن نتائجه ـ اذا ما تنازل كل طرف عن كبريائه بعض الشيء , فالحياة الزوجية تفقد صفة الشركة إذا ما تدخل عنصر خارجي , مهما تكن صلة قرابته او صداقته .
ــــــــــــــــــ
المشكلة الزوجية الأولى ونصائح علماء الاجتماع!!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
يتعرض الإنسان في حياته للكثير من المشاكل في مختلف ميادين الحياة، إلا أن المشكلة الأولى التي تحدث بين الزوجين تكون مخيفة جدا لكلا الزوجين، حيث انهما قد تعاهدا على بدء حياة زوجية مشتركة و ليس من السهل الخروج من الالتزام في حالة وصول المشكلة إلى طريق مسدود.
أشارت الدراسات إلى أن كيفية قيام الزوجين بحل المشاكل الزوجية التي تنشب بينهما هي التي تحدد إمكانية الاستمرار في الحياة الزوجية و مدى عمر الزواج. إلا انه من الطبيعي جدا أن تحدث مشاكل بين الأزواج خاصة الأزواج حديثي العهد، إذ أن هناك الكثير من الأمور يجب أن يقوم كل منهما بمعرفتها عن الآخر.
لكي يحاول الزوجين تجنب اكبر عدد ممكن من الخلافات الزوجية، يجب عليهما في حالة وصول النقاش إلى مرحلة معقدة وإلى خلاف زوجي حتمي يجب عليهما أن يتوقفا عن الحديث في الموضوع وتأجيل النقاش إلى وقت آخر يكونان فيه اكثر هدوءا وقادرين على التحدث بمنطق اكثر.
ينصح بعض علماء الاجتماع باتباع الطريقة التالية عند الشعور بقرب حدوث مشكلة:
• استمع إلى الطرف الآخر من دون أي مقاطعة، و بدون أن تقوم بالدفاع عن وجهه نظرك.
• أثناء النقاش حاول التركيز على موضوع الخلاف ولا تحاول أن تنبش مواضيع خلاف قديمة.
• حاول تفهم وجهه نظر الطرف المقابل، وحاول تقبل رأيه والأخذ به للخروج بحل مشترك للمشكلة.
هذا ومن جانب آخر، يقول خبراء العلاقات الإنسانية أن الأزواج إذا خصصوا بعض الوقت للذهاب إلى أخصائي نفسي قبل أن تتأزم مشاكلهم فان ذلك سيوفر عليهم الوصول إلى الطلاق.(54/91)
حيث ينصح الأزواج الجدد بمراجعة أخصائي نفسي لكي يساعدهم في وضع قواعد عامة لفهم بعضهم البعض بصورة افضل..
• لا تكتفي بالكلام بل حولي كلامك إلى أفعال:
أي لا تكتفي بأن تطلقي الشعارات حول مدى رغبتك بإنجاح الزواج بل حولي كل ما تؤمنين به وما تتمنين حدوثه إلى واقع ملموس على الأرض بهذه الطريقة فقط يمكن أن ينجح الزواج و ليس عن طريق الكلام.
• قومي بأعمال يمكن أن تقود العلاقة إلى النجاح:
لكي تزيدي من فرص النجاح فان عليك أن تبحثي عن أسباب النجاح في علاقتك وان تعملي على زيادتها و الإكثار منها. لاحظي كيف تغلبت على إحدى المشاكل، وراجعي طريقة كلامك و في أي وقت قمت بطرح المشكلة كل تلك الملحوظات يمكن أن تشكل رؤية بالنسبة لحياتك الزوجية.
• قومي بتجنب الأفعال التي عادة ما تؤدي إلى مشاكل:
هل تعتقدين أن زوجك عنيد؟ حسنا إذا كان الجواب نعم فان جزءأً كبيرا من المشكلة يقع على عاتقك لأنك لا تعرفين كيف تتصرفين معه. فعندما تكونين على وشك التفوه بشيء أثناء المشكلة توقفي وفكري، هل ما ستقولينه ألان سيحقق الهدف الذي يتم السعي له أم أنه سيزيد المشكلة تعقيدا. إذا كان الجواب أنة سيعقد الموضوع إذن عليك التوقف والتفكير في حل آخر.
• تذكري دائما لماذا وافقت على الزواج به من البداية:
إذا كنت تعانين من أوقات عصيبة مع زوجك فان ذلك سيمنعك من تذكر الذكريات السعيدة معه. لذلك كلما شعرت انك ستصلين إلى طريق مسدود فان عليك أن تحاولي استرجاع الماضي وان تتذكري السبب الذي دفعك للارتباط بهذا الإنسان طيلة الحياة.
• قرري أن تحبيه:
حتى أقوى الزيجات ثباتا تتعرض لبعض الهزات مع الوقت. لذلك قرري انك مهما كانت الظروف قاسية فانك ستعملين جهدك أن تحاولي التمسك بالعلاقة وان تعملي على إنجاحها مهما كانت الظروف. أما إذا قررت أن العلاقة محكومة بالفشل فانك ستتوقفين عن محاولة إنقاذ الزواج و سينتهي الأمر بالفشل.
ومن جانب آخر على الأزواج أن يتذكروا دائما أنه حين يتزوج الرجل والمرأة فانهما يكونان قد اتخذا اكثر القرارات أهمية في حياتهما ويكونان راغبين في الاستقرار معا في علاقة معقولة.
ويتم القرار عن أن الزوجين على استعداد لعمل ما هو ضروري لإنشاء هذه العلاقة المملوءة بالكثير من الحب، العاطفة والارتباط الصادق والصداقة وليس هناك أدنى شك أن من الممكن لك تحقيق الحب الذي تريده في حياتك.
ولكن ومن اجل أن تحقق العلاقة التي كنت تحلم بها دوما، هناك بعض الأشياء التي يجب أن تبدأ بها حيث أنها تختلف عن الأشياء التي تفعلها حاليا.
ولكي يحافظ الزوجان على علاقة سعيدة ينبغي عليهما أن يراعيا عددا من الأمور منها ما يلي:
• الحرص على عمل الأشياء التي تجعل الشريك/الشريكة ينجذب نحو الآخر
• الابتعاد عن الغيرة التي تدمر العلاقة
• التعامل مع الغضب بطريقة صحيحه وعدم جعله يسيطر على حياة الزوجين.
• عدم التركيز على الأمور الجنسية في العلاقة بين الزوجين و كأنهما أساس كل شيء.
• الاحترام المتبادل وعدم توجيه الكلمات اللاذعة للطرف الآخر مهما بلغت الخلافات بينهما .
• المحافظة على خصوصية كل طرف وعدم التدخل فيها لأن من شأن ذلك التقليل من أهميته.
• عدم إفساح المجال للأطراف الخارجية بالتدخل بين الزوجين مهما كانت علاقة هذه الأطراف بهما.
• على الرجل مراعاة تكوين المرأة الجسدي والعاطفي وعلى المرأة أيضا مراعاة تكوين الرجل الجسدي و العاطفي.
• يجب على الرجل ان لا يلقي بمسؤولية البيت على كاهل الزوجة حتى لو لم تكن عاملة لأن ذلك يشعرها بالإهمال من قبله.
• ينبغي تغيير الروتين في الحياة اليومية داخل العائلة كالخروج في نزهات أيام العطل الأسبوعية، الإجازات و من المفيد أيضا تناول بعض الوجبات في المطاعم خارج المنزل لأنه التغيير ينشط الفكر و العقل و الجسد و يشعر المرأة أنها ليست حبيسة مطبخ المنزل.
ــــــــــــــــــ
رفع الروح المعنوية للزوج .. أساليب وقواعد
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
قد يواجه زوجك في خضم هذه الحياة العصرية الصاخبة الكثير من الصعاب والأزمات والمشاكل مما قد يؤدي إلي تشاؤمه وتردده واضطرابه , وبالتالي يجب علي الزوجة التدخل بشجاعة لإنقاذ زوجها من براثن اليأس والضغوط والخوف . من هذا المنطلق كانت الدراسة التي قام بها عالم النفس الأمريكي د . جريس كيرتمان بعنوان كيف يمكنك التغلب علي الاضطراب العصبي؟حيث وضع بعض النقاط التي تساعد الزوجة علي إنقاذ زوجها مما يعانيه ,
يقول د . كيرتمان أن حياة الزوج تتحول إلي جحيم لا يحتمل إذا كان يعاني من التشاؤم والعصبية والقلق , وتنعكس هذه الحالة علي الزوجة فتصاب بالانهيار وأحيانا الاكتئاب , ومن ثم كان لزاما عليها محاولة التأثير علي زوجها وتحسين نظرته للحياة وذلك عن طريق الآتي :
* ارضاء غرور الزوج وتعضيد ثقته بنفسه : فيجب علي الزوجة أن تحيط زوجها بالحب , فالحاجة إلي الحب ذات جذور عميقة في حياة الإنسان , فاذا ما شعر الزوج بحب زوجته وتعاونها استقرت حالته وزادت ثقته بنفسه وكان سلوكه سويا .
* محاولة رفع الروح المعنوية للزوج : وذلك يتطلب من الزوجة التحدث معه عن فضائله وتضحياته ومساعدته للآخرين ورفع معنوياته وبذلك تنكمش حالة التشاؤم لدي الزوج .
* المشاركة الوجدانية : يجب أن تشعريه بمشاركته مشاعره ... أفراحه واضطرابه , وعليك أن تخترقي هذا الحاجز الوهمي الذي يحول بينك وبين مشاركته في دقائق حياته , والتعاون معه في حل مشاكل أفراد العائلة .
* التكامل الزوجي : فعادة ما يقترن الزوج العصبي بامرأة هادئة الأعصاب والعكس , وفي هذه الحالة يجب علي الطرف الهاديء تبسيط الأمور وامتصاص الغضب حتي لا تتحول أي مشكلة صغيرة إلي كارثة كبري يصعب حلها , وعلي الزوجين معرفة أن ظهور أي مشكلة أسرية لا تعني نهاية العالم , فهذه هي الحياة وهنا يجب التريث والتماسك حتي تمر أيام الأزمة بسلام , ثم يأتي دور العتاب بهدوء في الوقت المناسب بعد أن تهدأ العاصفة .
ــــــــــــــــــ
قاموس السعادة الزوجية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* د. حسان جعفر
حتى تحتفظي بحب زوجك وبالهدوء والاستقرار العائلي عليك بتهيئة هذا الجو بنفسك، فبإمكانك أنت وحدك بصفتك ربان سفينة الزوج أن تقودي السفينة إلى برّ الأمان. وإليك بعض الإرشادات:
ـ لا تذكري له مشاكلك حتى ينتهي من تناول طعامه.
ـ إذا كانت هناك مشاكل تريدين مناقشتها معه. فاجعلي العشاء ممتازاً بصفة خاصة.
ـ احرصي على الاهتمام بمظهرك داخل المنزل.
ـ تعلمي كيف تترجمين عبارات زوجك. فإن قال (إنك تبدين على ما يرام) فإنه قد يعني أنك تبدين رائعة الليلة.
ـ لا تطلبي من زوجك السكوت إذا كان يغني أو يقوم ببعض التهريج.
ـ لا تقولي له دائماً إنه أكبر سناً من أن يفعل بعض الأشياء التي يريد أن يفعلها.
ـ حافظي على مواعيدك عند عودتك للمنزل.
ـ لا تشتري هدية له ثم تطالبينه بثمنها، ولا تورطيه في حفلات مفاجئة.
ـ إذا كان مرتبك أكثر من مرتبه تجنبي الحديث عن هذا الموضوع فإنه قد يجرح كبريائه.
ما الذي يستطيع الزوج أن يفعله؟
ـ لا تعتقد أنك مضطر دائماً للاحتفاظ بكبريائك. إبك قليلاً، فإنها ستحب أن تعاملك بحنان الأمومة.
ـ أحضر لها هدية من حين لآخر حتى ولو كانت رمزية فإن مثل هذه الأشياء.. البسيطة تفرحها كثيراً.
ـ اطلب نصيحتها ومشورتها في بعض مشاكل أعمالك وخذ بها أحياناً.
ماذا يستطيع الزوجان أن يفعلا معاً؟د
ـ ليعامل كل منكما الآخر أحياناً كأنكما تلتقيان لأول مرة.
ـ لا تناما قط على مشكلة دون الوصول إلى حل لها أو اتفاق ما بشأنها.
ـ تفاديا الثورة المجنونة معاً في وقت واحد.
ـ ليحترم كل منكما حياة الآخر الخاصة.
ــــــــــــــــــ
الحب هل هو وهم ينتعش في 14 فبراير ؟!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
لم يكن يعلم القديس اليوناني " فالنتين " الذي راح ضحية مناصرة الحب وتزويج الشباب في وقت الحرب الممنوع فيه الزواج أن الحب سيتوقف عند أعتاب ذكرى يوم وفاته (14 فبراير ) .
يقول " محمد سالم " 30 سنة : أنا لا أحتفل أصلاً بهذا اليوم لأن الحب لا يحتاج ليوم يذكرني به فأنا أحب زوجتي كل يوم وأعبر لها عن مشاعري دائماً .
أما " نرمين رافع " فترى أن يوم الفالنتين يجب أن يكون يوم مختلف عن باقي الأيام وتحتفل به مع خطيبها بتبادل الهدايا القيمة لأن ذلك يترك انطباع رومانسي جميل لدى الطرفين، مضيفة : كما أن هذا اليوم يكون بمثابة أجازة لنا من المشاكل والخلافات وأرى أن يوم في العام للتعبير عن الحب الوفير ليس كثيراً .
" سامح صبري " 18 سنة الفرقة الثالثة كلية التجارة، يؤكد أنه إذا كان العالم أجمع يحتفل بالفالنتين كرمز للحب فلماذا نعارض هذا الاحتفال، فملثلما نحتفل بعيد الأم وعيد الشرطة، فلماذا لا يكن للحب يوم عيد نحتفل فيه ونعبر للجميع عن مكنون أنفسنا، وليس شرطاً أن يكون الحب بالصورة الرومانسية فقط، وليكن حباً للجميع للأب والأم والزوجة والحبيبة، كفانا كرهاً ولنحب من قلوبنا بصدق ولو ليوم واحد فقط .
هذا ويمكننا القول من جانب آخر أن حب قوم عند قوم فوائد، فأسعار الهدايا نار متوهجة ومن يحب أكثر عليه أن يشتري هدية أغلى شرط أن تكون ذات لون أحمر، فالتجار يعتبرون أن عيد الحب مناسبة هامة لا يجب عليهم تفويتها لتعويض ركود طوال العام بأسعار مضاعفة، وعلى المحبين أن يثبتوا مدى حبهم، وإلا ...
ــــــــــــــــــ
الزواج المبكر في بورصة النجاح والفشل!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
أكثر من عشرين سنة مرت على زواجها، مع ذلك فهي لا تستطيع أن تقاوم هذا الشعور بالأسى الذي ينتابها في بداية كل موسم جامعي.
لم تعش هي روعة هذه التجربة لأنها بكل بساطة تزوجت باكراً كان عمري سبع عشرة سنة، تقول سنية، حين داهمني الحب ولم أتردد في الموافقة على الزواج بمن أحببت وأنا لم أكمل بعد دراستي الثانوية». «كان زواجاً ناجحاً، ولكن...».
هذا الشعور بأنها فوّتت عليها فرصاً وتجارب معينة كان يمكن أن تعيشها قبل الانغماس في مسؤوليات الزواج ينغّص عليها سعادتها الزوجية لأنها تشعر دائماً بأن نقصاً ما يعتري حياتها.
أما فارس الذي أقدم هو أيضاً على تجربة زواج مبكر يعيش أحاسيس مشابهة على رغم ان عمر زواجه لم يتجاوز السنة والنصف.
«في فترة الاستراحة وتناول القهوة، يسترجع زملائي في المكتب تفاصيل سهرة الأمس ويستحضرون المواقف الضاحكة والتصرفات الشقية في حين أنني أفرك عيني مقاوماً النعاس لأنني أمضيت ليلة بيضاء بسبب بكاء طفلي ابن الخمسة شهور لأن أسنانه قد بدأت تنبت!
«زملائي هم في عمر مماثل لعمري (23 سنة) لكنه لا يزالون في زهوة الشباب وعبثه. أشعر أنني غريب بينهم، لا أستطيع أن أتبادل معهم أحاديث ذات موضوعات مشتركة، فأنا ملتزم بمسؤوليات أكثر جدية.
«أحياناً أتذمّر خصوصاً أن زوجتي صغيرة السن أيضاً (19 سنة) وتجد نفسها وسط أعباء الزواج والطفل في حين أن رفيقاتها وصديقاتها لا زلن يمرحن وينعمن بحرية العزوبية ومشاريعها.
«هذا الواقع، يضيف فارس، يجعل حياتنا دائمة التوتر لا تشبه أبداً لحظات الزواج الأولى حين كان الحب هو كل شيء بالنسبة لنا».
سناء التي تزوجت في الثامنة عشرة من زميلها في الجامعة وكانا في سنتهما الأولى، لم يصمد زواجها أكثر من شهور عديدة، لقد كان أشبه بالنزوة اذ وجدت نفسها خلاله تعاني العوز المادي وعدم التفاهم مع زوجها «لقد اشتاق بسرعة الى رفاقه فلم يعد يسهر في المنزل ويرفض أن أرافقه كما كنا في أسابيع الزواج الأولى ويصرف كل ما يخصصه لنا والده... حتى انفجر الوضع بيننا وانتهى بالطلاق!».
تشير الاحصاءات الى ارتفاع مضطرد في حالات الطلاق ويتحدث علماء الاجتماع عن أسباب اقتصادية واجتماعية وعاطفية تكمن وراء فشل الزواج. وتفرد مساحة خاصة للزواج المبكر على أنه أحد الأسباب الرئيسة المؤدية الى هذا الفشل.
لكن هذا لا يعني ان فشل الزواج يؤدي حتماً الى الطلاق في حالات كثيرة يتعايش الزوجان مع وضعهما حرصاً على الأولاد الذين يعانون هم بدورهم من أجواء الوالدين المشحونة التي ترشح من خلال الانتقاد الدائم والتذمر الذي يسود في المنزل معبراً عن مرارة تنحت في الأعماق وتشعر كل واحد من طرفي الزواج أنه ظلم وأن جزءاً من شبابه قد انتزع منه حتى لو كان هو من اختار بنفسه هذا الزواج.
وسبب فشل الزواج المبكر هو أيضاً عدم الوعي لمفهوم هذه المسؤولية التي تفرض مشاركة شخصين في كل تفاصيل الحياة وتقليص مسافة «الأنا» الى الحد الأدنى وهنا بالتحديد بيت القصيد، لأن بعض المراهقين يهربون الى الزواج طمعاً بمزيد من الحرية الشخصية غير مدركين أن الزواج يرسم لهذه الحرية حدوداً ويقيدها بالواجبات تجاه الآخر وبالتزامات الاجتماعية وبالمسؤوليات المادية لبناء أسرة تتطلب تفرغاً نفسياً وتضحيات جمّة.
ان المراهق الذي يحتاج الى من يرعاه اقتصادياً وعاطفياً ويقود خطواته الحياتية القلقة لا يستطيع أن يكون هو مسؤولاً عن غيره وبالتالي فإن نظرته لكثير من الأمور خاضعة للتبدّل وكذلك عواطفه. فحبيب اليوم قد يبدو تافهاً غداً «حين التقيته للمرة الأولى بهرتني طلّته وأناقة ملابسه لكن بعد زواج سريع، لم يعمّر طويلاً، اكتشفت أنه لا يملك سوى هذه الطلّة!» تقول سعاد!
لكن هذا لا يعني أن جميع الذين تزوجوا في عمر مبكر كان زواجهم محكوماً بالفشل.
جمانة كانت في سنتها الجامعية الثانية تتخصص في حقل الصيدلة حين تعرّفت الى زوجها الطبيب وارتبطا بالزواج بعد مرور سنة على قصة حبهما. ودخلت سنتها الجامعية الرابعة وهي حامل بطفلها البكر. مع ذلك نجحت في دراستها وفي رعاية طفلها وفي الحفاظ على اشراق زواجها. «ساعدني زوجي مادياً ودعمني نفسياً فتجاوزت كل الصعاب! وبعد مرور خمس سنوات، أنا سعيدة بزواجي وبطفليّ وغير نادمة اطلاقاً انني تزوجت في العشرين من عمري!».
يقول علم النفس ان النضوج هو أحد أهم أسباب نجاح الزواج اضافة الى الاستقلال الاقتصادي والرغبة المشتركة لدى الزوجين في انجاح هذا الزواج بالحفاظ عليه واحترام الشريك والوفاء له.
«أنا فخور بعائلتي، يقول فؤاد الذي تزوج في الحادي والعشرين من العمر. حين أتجول في الشارع أنا وولديّ يعتقدنا الجميع أخوة. لقد اجتهدت وعملت كثيراً لكي أفي بالتزاماتي تجاه عائلتي وأجنبها شر العوز... أنا سعيد بها وأحب زوجتي... مع ذلك لا أنصح ولدي بالزواج المبكر... انه صعب ويعيش دائماً على حافة خطر الانهيار!»
ــــــــــــــــــ
حتى تظل فتى أحلام زوجتك
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* د. حسان جعفر
(فتاة اليوم تفضل الزواج من الرجل الواثق من نفسه، النشط الحسن المظهر والمتحدث اللبق الذي يلاطفها طمعاً في الفوز بإعجابها).
هذه هي صفات فتى أحلام امرأة الثمانينات..
وحول هذا الموضع صدر مؤخراً كتاب جديد في الولايات المتحدة بعنوان (حقائق حول متطلبات المرأة في شريك الحياة) للكاتبة سوزان اينو.
تقول الكاتبة إن الهدف الأساسي من إعداد هذا الكتاب هو مساعدة الرجل العادي ليصبح فتى أحلام شريكة حياته والطريف إن أغلبية من أقبلوا على شراء هذا الكتاب، الذي حقق مبيعات قياسية، وكانوا من الجنس اللطيف وبالذات من الزوجات اللائي أرادت كل منهن أنت جعل من زوجها فتى للأحلام.
ويشير الكتاب إلى أن الرجل العادي يستطيع باتباع نصائح بسيطة أن يصبح فتى أحلام الفتاة التي اختارها لتكون شريكة حياته. وتؤكد الكاتبة أن كثيراً من الرجال لا يدركون إمكانياتهم الحقيقية، ولا يقدرون أنهم يستطيعون إضفاء لمسات على أنفسهم تجعلهم يتمتعون بصفات تقدرها بنات الجنس الآخر.. فعلى سبيل المثال يهمل كثير من الرجال مظهرهم ولا يبذلون جهداً في اختيار الملابس المناسبة بينهما تهتم المرأة بطبيعتها بأناقتها.
ويمكن للرجل العادي أن يحاول معرفة الصفات التي تفضلها المرأة ثم يحاول أن يترك انطباعاً قوياً على المحيطين، بمراعاة اتباع أسلوب معين في التصرفات وطريقة الكلام وأيضاً في طريقة المشي والحركة البدنية.
فالمرأة تفضل الرجل الذي يتصرف بثقة ويتمتع بشخصية استقلالية والجاد في عمله، والذي لا يكشف لها عن جوانب شخصيته بسهولة، أما الرجل الخجول ـ الذي لا يحسن التصرف في الأماكن العامة ويرتبك في المجتمعات فنادراً ما يستحوذ على إعجاب الفتيات.
وتعجب المرأة العصرية بالرجل القوي الطموح المعتز برجولته.. والذي يتمتع في نفس الوقت بإحساس مرهف والذي يمنحها لمسات عاطفية منح ين لآخر بأن يقدم لها هدايا من الزهور ويدعوها لعشاء على ضوء الشموع، ويحب.. الاستماع معها للموسيقى الهادئة، ولا ينسى عيد ميلادها رغم مشاكله الكثيرة.
ويحظى الرجل الذي يتحدث برزانة عادة بإعجاب المرأة.. وتفضل الكثيرات أن يتكلم الرجل عن إحساسه وتجاربه الشخصية بدلاً من التركيز في الحديث على السياسة والرياضة ومشكلاته في العمل، ولا تميل النساء للرجل الذي لا يشبع هوايتها في سماع عبارات الاطراء والمديح.
ومن الصفات التي تحبها حواء في شريك الحياة وفتى الأحلام، التمتع بالحيوية والنشاط ويلفت نظر النساء، الرجل الذي يتصرف بتلقائية ولا يهتم بالماديات ويكون مقبلاً على الحياة ويتمتع بروح عالية من الدعابة والجرأة والأفكار المتطورة.
وفي الواقع قد يجد بعض الرجال صعوبة في التحلي بكل الصفات المحببة للنساء، وأن يتحولوا إلى صورة مجسدة لفتى الأحلام الذي يجوب في خيال المجموعة.. ولكن الرجل الذي يبذل جهداً لاكتساب بعض هذه الصفات سيشعر هو شخصياً بقدر من الرضا عن النفس يفوق بكثير سعادتهُ بإعجاب الجنس الآخر به.
ــــــــــــــــــ
الخطوبة.. من هنا تبدأ السعادة الزوجية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* د. حسان جعفر
فترة الخطبة مرحلة هامة في حياة كل شاب وفتاة، إذ يتم على ضوئها تحديد الاستمرار في مشروع الزواج أو العدول عنه..
فما هي أهمية هذه المرحلة؟ وما هو الطريق إلى السعادة الزوجية؟
إن الغرض الأساسي لفترة الخطبة هو دراسة الطرفين لبعضهما البعض بدقة.. لذا فإن أساس العلاقة في هذه المرحلة يجب أن يكون البساطة والصراحة.
ويقول د. جون كوندري أستاذ تنمية القدرات الانسانية والعلاقات الأسرية بجامعة كورنيل الأمريكية: من أجل إنجاح فترة الخطوبة وتحقيق الغرض المنشود منها، يجب على كل طرف مصارحة شريكه بعيوبه وكذلك مميزات شخصيته والصفات التي لديه استعداد لاكتسابها من أجل إسعاد شريكه. فإذا استطاع الخطيبان الاتفاق على مثل هذه العيوب يمكن التغاضي عنها أو إصلاحها وأمكن التنبؤ بزواج موفق.
ويضيف د. كوندري بأنه مما يولد الحسرة والألم بعد الزواج اكتشاف أحد الطرفين أن شريكه قد خدعه خلال فترة الخطبة سواء من أي من النواحي المادية أو المعنوية وأن مثل هذا الشعور كفيل بتدمير السعادة الزوجية، كذلك يجب على الخطيبين أن يناقشا بصراحة ووضوح كافة ما يتعلق بأمور حياتهما المقبلة دون حرج أو حساسية أو تكلف.
ويقول ان الخطبة السعيدة بمثابة رصيد عاطفي للمستقبل عندما تزيد المسؤوليات الجديدة على كثير من الجوانب الرومانسية في الحياة، وتبدأ مظاهر الحب بين الزوجين تتجلى في صور جديدة مثل المساعدة في إطعام الصغير أو إعداد الوجبات، وحتى يتسنى ذلك للخطيبين ينصح الأهل بعدم التدخل بصورة مكثفة في حياتهما.. وذلك حتى لا يجدا نفسيهما وقد سرقهما الوقت في بيت واحد ولا يعرف كل منهما عن أسرار شخصية الآخر إلا القليل..
ويقول أنه من واقع أبحاثه الميدانية ودراساته، فإن عدم اكتراث الشباب بأهمية فترة الخطبة كمرحلة تستهدف التفاهم والتقارب في المقام الأول والنظر إليها على أنها أيام وردية مفعمة بالعاطفة هو السبب في فشل عدد كبير من الزيجات.. إلا أنه يحذر في نفس الوقت من أن أحكام فترة الخطبة في معظم الأحيان تكون انفعالية بدرجة كبيرة مما يوجب ضرورة عادة النظر فيها مرة أخرى قبل اتخاذ قرار بالزواج.
بشرط أن لا تكون الأحكام التي يعاد النظر فيها تتعلق بالسلوك والتفكير والتصرف العام. لأن ذلك يعد أساس التعامل في كافة المواقف فيما بعد، وفي نفس الوقت يحذر من المغامرة بالزواج بدون فترة خطبة معقولة مهما كانت الأسباب.
ــــــــــــــــــ
التفتيش في حقيبة الزوجة ..ممنوع ام مسموح؟
التطرف في الخصوصية يدمرالعلاقة الزوجية كما يدمرها ايضا التدخل الزائد في شئون الاخرين .. فإلى أي حد يجب أن تصل الخصوصية بين الزوجين ؟
حياة كل شخص قبل الزواج ملك له كما يوضح دكتور حسنين كشك الخبير بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية قائلا : إن كل انسان من حقه ان يحتفظ بأسراره وذكرياته , اما بعد الزواج فتوافر الثقة والتوافق هو الاساس واعني هنا الحب والتفاهم والتي محورهما الرئيسي الثقة مما يؤدي الي زيادة اطار الخصوصية فغير مسموح بالمرة التفتيش وراء الشريك اوالمراقبة الدائمة في جيوب الزوج او حقيبة الزوجة او محاولة الاطلاع علي مكالمات الموبايل الخاصة بالطرف الآخر
فكل ما هو خاص يجب ان يكون مصانا إلا في حالة ان الطرف الآخر اراد ان يطلع شريكه عن اي شئ فتلك حرية شخصية . اماالتلصص بحجة الغيرة فهذا خطأ كبير لأن الغيرة امر مشروع بشرط ان تكون غير مرضية فهذا خروج الي دوائر لا تمت بصلة الي الحق الانساني فهي محاولة من الزوجة ان تستأثر بالزوج او العكس وكل ذلك يؤدي الي تدهور العلاقة وفشلها
ويحذر دكتور حسنين كشك كذلك من المبالغة في الخصوصية فهذا التطرف في الحياة الخاصة تعم معه الفوضي وقد يؤدي الي علاقة ثانية ويفضل هنا إنهاء العلاقة الاولي قبل الدخول في اخري وذلك دائما ينتج عن الخصوصية الزائدة والنصيحة الاساسية هنا هي الاعتدال فالزوجان شركاء في حياة واحدة مع احتفاظ كل منهما بقدر من الخصوصية .
ــــــــــــــــــ.
ظاهرة انهيار الزيجات الطويلة.. ما الأسباب؟!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
احتفلت جاين هاكلرود بالذكرى الأولى لطلاقها في 17 – 11 ذلك الطلاق الذي أنهى 37 عاما من الزواج . لقد كانت السنة الماضية مخيفة لها من عدة نواحي مثل، نوبات الاكتئاب، مواعيد كئيبة وخجولة، واكتئاب في المرات الأولى التي قامت بالذهاب فيها إلى المطاعم لوحدها.
أما مؤخرا فيه تشعر بالسعادة أكثر وبثقة أكبر وذلك بفضل مساعدة أصدقائها وزملائها حيث تقول انه لولا صلواتهم فإنها قد لا تكون على قيد الحياة اليوم.(54/92)
السيدة جاين 60 عاما انضمت بطلاقها إلى فئة آخذه بالتزايد في المجتمع الأمريكي حيث بدأت الإحصائيات تشير الى تنامي فئة المطلقين بعد اكثر من 25 عاما من الزواج بعكس ما كان رائجا في السابق من انتشار ظاهرة الطلاق لدى الفئات الصغر في العمر.
تقول خبيرة علم الاجتماع كونستانس اهرونس أن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع بهؤلاء الأزواج إلى الطلاق مثل انهم غير سعداء بزواجهم وكانوا ينتظرون ان يكبر أولادهم للحصول على الطلاق وبالتالي على حياة مختلفة.
وتضيف انه عندما يكبر الأولاد يغادرون المنزل تحصل المشكلة حيث يشعر الأزواج بالفراغ وبأن شركائهم لا يستطيعون منحهم الشعور بالسعادة ويدركون انهم لا يمكنهم العيش لسنوات قادمة بنفس الروتين الممل لذلك يلجأون الى الطلاق.
تقول جاين انها نشأت في عائلة متدينة حيث الطلاق غير وراد كحل بين الازواج لذلك استغرقها الامر 37 عاما لتدرك أنها بحاجة الى الطلاق.
تقول جين بيروتز 57 عاما أن هناك أسباب أخرى للطلاق والتي قد أنهت مؤخرا زواجا دام 31 عاما تقول ان جيلها محبط لانه جاء في فترة تقع بين بدايات حركة تحرير المرأة وبين هذه الايام حيث أن المرأة تتمتع بحريها كاملة غير منقوصة في العالم الغربي.
يضيف الخبراء أنه بعد انهيار العلاقة الزوجية بعد سنوات طويلة من الزواج يولد إحجام عند الزوجات وحرص أكبر قبل الدخول في علاقة جديدة أخرى بينما يكون سعي الأزواج أكبر الى الزواج مرة أخرى او على الاقل الاستمتاع مرة أخرى بعلاقات نسائية متعددة بعد سنوات طويلة من الزواج.
الآباء يرتكبون الأخطاء والأبناء يدفعون الثمن
يقول معظم العارفين بالعلاقات الزوجية ان الابناء يعانون من تبعات الانفصال حتى لو حدث بعد علاقة طويلة من الزواج. فحتى لو كان الابناء راشدين فإن هناك نوعا من التأثر العاطفي نتيجة انفصال آبائهم لانهم ببساطة قد اعتادوا على اسلوب معين في الحياة حيث آبائهم موجودين كعائلة ومرجع اخير للمشورة.
هذا الامر يولد شكوك حول نجاح علاقاتهم الزوجية ويولد عدة أسئلة قد تؤدي إلى نفس النتيجة في علاقاتهم مع زوجاتهم وازواجهم أيضا. كذلك تظهر بعض الشكوك حول مشاكل الميراث في حالة زواج الآباء من شركاء جدد.
في النهاية نخلص إلى القول أنها تجربة جديدة لدى الأزواج الأكبر سنا الا انها أيضا لها منافعها وحسناتها في حالة أن الطلاق أفضل الحلول عند استحالة العلاقة الزوجية
ــــــــــــــــــ
متى تبدأ حواء بانتقاد آدم؟
* مأمون مبيض
عندما تدرك المرأة أنها قد قدمت الكثير من التضحيات في علاقتها مع زوجها، فإنها تميل إلى لوم زوجها لعدم سعادتهما كزوجين. فهي تشعر بأنها قد قدمت الكثير ولم تتلق إلا القليل. وعلى المرأة التي قدمت الكثير والكثير دون مقابل أن لا تقوم بلوم زوجها فقط لأنها هي أيضاً قد ساهمت في هذا الحال. والانتقاد لا يفيد على كل الأحوال، وأفضل منه أن يشعر كل منهما بالقبول والتفهم والثقة والتعاطف والدعم والتأييد. وكم يفيد أن يقدم الرجل تأييده لزوجته وحتى عندما تبدو كأنها عاتبة عليه، وأن يستمع إليها وحتى عندما تظهر وكأنها تلومه على ما حدث. فهذا سيساعدها على بناء الثقة به، وعلى أن تكون صريحة معه، لأنها تلاحظ ما يقدمه لها من رعاية واحترام.
وبدل أن تبادر المرأة إلى لوم الرجل لأنه لم يقدم الكثير، فالأفضل أن تبدي له التقبل والمسامحة لتقصيره من تقديم الدعم لها، معتقدة أنه يحاول أن يبذل أكثر ويقدم أكثر. ولتتابع تشجيعه على تقديم المزيد من خلال تقدير قيمة القليل الذي يقدمه، وتتابع في طلب المزيد.
وعلى المرأة أن تنتبه إلى مقدار ما تقدمه هي، وتحاول أن تجعله متكافئاً مع ما يقدمه زوجها، ليس من خلال مطالبته بالمزيد دوماً، وإنما من خلال أن تضع هي حدوداً أحياناً لكمية ما تقدمه.
وكمثال على هذه الحالة لننظر في المثال التالي:
جاء زهير وزوجته ليلى إلى المعالجة بطلب من الزوجة، لأنها كانت غير سعيدة في زواجهما، وكانت تشتكي أنها قد بذلت الكثير من حياتها في هذا الزواج، إلا أن زوجها لم يبذل الكثير من الجهد خلال العشر سنوات من الزواج، وكانت تنتقده بأنه أناني وقليل الجهد، ولا يبالي بحاجات الآخرين، وبأنه غير عاطفي. ولقد ذكرت ليلى بأنها قد قدمت كل ما لديها وليس عندها مزيد لتقدمه، وأنها كانت تفكر بتركه والذهاب إلى بيت أهلها.
وقد دامت فترة العلاج ما يقارب الستة أشهر، حيث وصلا إلى مرحلة طيبة من العلاقة الزوجية، وذلك من خلال المرور في المراحل الثلاث التالية:
- المرحلة الأولى: الرغبة في التغيير
لقد شرح المعالج لزهير أن ما تشتكي منه زوجته هو الأشياء التي تراكمت خلال العشر سنوات من الزواج، وأن عليه إن أراد إنقاذ زواجه أن يقوم بالكثير من الاستماع إليها، من أجل أن يقنعها هذا بامكانية إنقاذ الزواج، وباستعدادهم لتقديم ما يحتاجه الأمر. وقد كانت الجلسات الأولى عبارة عن فرص تحدثت فيها ليلى عن مشاعرها، وحاول زهير أن يتعلم كيف يستمع بصبر وبشكل فعال ومؤثر. وحاول أيضاً أن يفهم ما تريد زوجته أن تقول له، وهذا كان الجزء الأصعب من العلاج. وبعد أن استمع زهير إلى حقيقة مشاعر زوجته وآلامها وخيبة آمالها، فقد تحمّس لتغيير الوضع، وبذل ما يستطيع لتلبية حاجاتها، وبالتالي الوصول بالزواج إلى علاقة تملؤها المحبة والاحترام.
وقد احتاجت ليلى قبل أن تقدم شيئاً لإنقاذ هذا الزواج أن تشعر بأنها قد فُهمت، وبأن زهير قد فهم منها حقيقة مشاعرها، وعندها فقط استطاعا معاً الانتقال إلى المرحلة الثانية.
- المرحلة الثانية: المسؤولية
وكان على زهير في هذه الخطوة أن يتحمل مسؤولية تقديم التشجيع لزوجته، وكان عليها أن تتحمل مسؤولية إيضاح موقفها وماذا تريد أو لا تريد. فقام زهير بالاعتذار إلى زوجته لأنه لم يقدم لها التشجيع المطلوب الذي كانت تحتاجه، وبدأت هي تدرك خطأها في عدم إيضاح الحدود التي تقبلها أو لا تقبلها، مما جرأه هذا على تجاوز الحدود، بما قام به من بعض التصرفات كالصراخ أو الغضب أو رفض طلباتها. صحيح أنه لم يكن مطلوباً منها في المعالجة أن تعتذر، إلا أنها اعترفت بأنها سمحت للأمر أن يخرج عن الطور من دون أن ترسم هي أيضاً حدوداً واضحة، وأقرت كذلك بمسؤوليتها عن تقديم الكثير والكثير، وبذلك كان كلاهما على استعداد لتعلم سلوك جديد من تقديم الدعم والتشجيع للطرف الآخر، من خلال احترام الحدود والضوابط.
- المرحلة الثالثة: التطبيق والممارسة
لقد كان على زهير أن يتعلم كيف يحترم حدود زوجته، وكان على ليلى أن تتعلم كيف تضع هذه الحدود. وكان عليهما معاً أن يتعلما كيف يعبر كل منهما عن مشاعره في صراحة وأمانة واحترام. واستعد كل منهما أن يمارس وضع الحدود واحترامها، ولا شك أنه قد تحدث بعض الأخطاء في هذه المرحلة.
ونذكر الآن بعض الأمثلة مما تعلما وقاما بممارسته:
ـ قامت ليلى بممارسة قولها: (إني لا أحب هذه الطريقة التي تتحدث بها. أرجو أن تكف عن رفع الصوت، وإلا فإني سأغادر الغرفة). ولقد اضطرت إلى مغادرة الغرفة عدة مرات حتى تعلم زهير احترام رغبتها وتغيير أسلوب كلامه.
ـ عندما كان زهير يطلب من ليلى أموراً لا تحب القيام بها، فقد تعلمت أن تقول: (لا، لأني أحتاج لبعض الراحة الآن). أو (إنني مشغولة الآن). وقد لاحظت أنه أصبح أكثر انتباهاً، لأنه بدأ يدرك كم هي تعبة أو مشغولة.
ـ لقد قالت له أنها تودّ الذهاب في نزهة، فقال لها أنه مشغول، إلا أنها عندما قالت بأنها ستذهب بنفسها مع الأولاد، ما كان منه إلا أن غيّر برامجه وذهب معهم.
ـ عندما كان يقاطعها عند حديثهما، فقد تعلمت أن تقول له: (أرجو أن تسمعني حتى أنتهي). فتعلم بعد قليل أن يستمع إليها بشكل أفضل.
ـ من الأمور الصعبة التي تعلمتها ليلى، أن تخبر زهيراً بما تريد منه. لقد ظنت في البداية أنها لا تحتاج أن تقول له، وأن عليه أن يعرف بنفسه ماذا تريد. ولكنها علمت أنه أمر يغر واقعي أن تترك لزهير ليكتشف الأمر، وأن من مسؤولياتها أن تخبره بما تريد، هذا إذا أرادت لحاجاتها أن تتحقق.
ـ من الأمور الصعبة التي تعلمها زهير، هي كيف يحترم سلوك ليلى الجديد من دون أن يتوقع منها أن تعود إلى التصرفات القديمة، حيث تتركه يفعل ما يحلو له ومن دون تصحيح أو تقويم
ــــــــــــــــــ
الحياة أكثر استقراراً مع الزوجة العاملة!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* محمد رفعت
إنها حقاً فتاة ناجحة.. متعلمة وذكية.. أخلاقها متينة وشكلها.. مقبول.. كما أنها تتمتع بالاستقلال الذاتي بفضل الوظيفة المحترمة التي تشغلها.. ولكن مشكلتها أن سنوات العمر تمر وفتى الأحلام المنتظر لم يطرق بابها..
وتتساءل امرأة الثمانينات عن أسباب تردد بعض شبان هذه الأيام في الاقتران بفتاة عصرية.. كما أبدت الكثيرات دهشتهن بأن تواجه الفتاة التي حققت مكاسب في مجال العمل وخطت نحو المساواة بالرجل خطوات واثقة، صعوبة في العثور على الزوج المناسب.
ويشير الباحث الأمريكي وخبير شؤون الأسرة وارين فاريل (أن بعض الشبان يرون أن المرأة المستقلة قد يشكل وجودها في البيت كزوجة تهديداً وتحدياً لرجولتهم، كما تكون أحياناً شخصية المرأة القوية حاجزاً يحول بينها وبين اقامة علاقة وثيقة بالرجال..
وأضاف فاريل أن شباناً آخرين يواجهون في العمل الزميلة الطموحة التي تنافسهم على العلاوة، وأحياناً الرئيسة القوية العنيدة، وهذا يدفعهم إلى الاقتران بالزوجة المطيعة، ويحلمون بجو البيت الهادئ البعيد عن المنافسة والمواجهة والمجادلة..
وأجرى (وارين فاريل دراسة اشتركت فيها حوالي 3 آلاف أسرة من مختلف طبقات المجتمع، واشترطت أن تكون الزوجة والأم في هذه الأسرة امرأة تتمتع بالاستقلال الذاتي.. ودلت نتائج الدراسة أن الزيجات التي تتمتع فيها الزوجة بالاستقلالية تكون أكثر استقراراً من غيرها.. كما أن استقلال المرأة لا يهدد كيان الأسرة، بل يعود بالنفع ليس فقط عليها، ولكن على جميع أفراد الأسرة، حيث أن المرأة المستقلة أقدر من غيرها على حل المشكلات ومواجهة الأزمات.. وقال الباحث إن المرأة التي تمتلك زمام حياتها ومصيرها تكون أكثر قدرة على إسعاد زوجها، كما أن ثقتها بنفسها تجعلها لا تحاول أبداً السيطرة عليه، بعكس بعض ربات البيوت المتفرغات اللاتي يحاولن الاستحواذ على الزوج..
ويدفع خروج المرأة للعمل، الزوج للمشاركة في مجالات أسرية كان سيحجم عن الاشتراك فيها لو كانت متفرغة، مثل المذاكرة للأبناء والمشاركة في إعداد الوجبات الغذائية وشراء حاجات الأسرة من السوق، كما يتعلم الأبناء الاعتماد على النفس في قضاء حاجاتهم..
أما من الناحية المادية.. فإن الأسرة التي يعمل فيها الزوجان تتمتع عادة بدخل أكبر من الأسرة التي يعمل فيها الزوج فقط.. وإحساس الزوج بأن زوجته تساعده في السعي وراء لقمة العيش يخفف عنه بعض الضغوط المتراكمة على عاتقه، وأيضاً يشعر الزوج الذي تتمتع زوجته بالاستقلال المادي بالاطمئنان بأنه في حالة إصابته بمكروه يمكن للأسرة الاعتماد على دخل الزوجة.
والمرأة المستقلة عادة لا تلح على زوجها وتطالبه بتأمين مستقبلها من الناحية المادية.. وهي لا ترهقه بطلباتها المستمرة وتدرك قيمة النقود، كما أنها تعيش مع زوجها لأنها تحبه لشخصه وليس لأنها في حالة إلى مَن يعولها.
والمرأة القادرة على إنجاز المكاسب في العمل إلى جانب القيام بدورها التقليدي كربة بيت تحظى عادة بنظرة تقدير واحترام من الزوج والمحيطين بها..
كما أن الرجل الذي يقترن بامرأة ناجحة يشعر بالراحة لأن زوجته تستمد جزءاً من سعادتها من خلال تحقيق ذاتها في مجال العمل، وبذلك لا تطالبه بأن يكون هو المصدر الوحيد لإضفاء السعادة عليها..
- مطلوب من الرجل التخلي قليلاً عن غروره:
كانت دائماً مرهقة.. متوترة.. لا تكاد تجلس في استرخاء بعد يوم عمل مرهق تقفز مسرعة لأداء عمل نسيت أن تؤديه.. وفي لحظات تضيع كل محاولاتها للراحة، وسرعان ما تعود إلى روتينها اليومي.. عمل دائم ومتصل لا ينقطع ولا ينتهي أبداً..
إنها قصة كل امرأة اضطرتها ظروفها للعمل، فهي تعاني من الضغط الواقع عليها.. وتمزقها بينا لوظيفة والزوج والمنزل والأولاد.. فرئيسها في العمل يطلب منها أفضل جهد ممكن، وزوجها لا يغفر لها أي تقصير في حقه أو في حق أولاده، وفي نفس الوقت لا يحاول مساعدتها أو مساعدة نفسه.. وكل امرأة عاملة لابد أن تعاني هذه التجربة.. ولكن ما هو الحل؟
خبراء شؤون المرأة أمضوا سنوات طويلة يبحثون هذه المشكلة وفي النهاية توصلوا للحل الأمثل.. وينصحون به كل امرأة وهو محاولة بينهما وحتى لا يشعر بأي ضغط عليه فيلجأ للعناد أو الرفض..
إقناع الرجل بالتخلي قليلاً عن غروره والقيام بأي دور ولو صغيراً في المنزل فمثلاً تطلب منه برقة إعداده للمائدة أثناء إعدادها للطعام.. أو تهدئة الأطفال، حتى تنتهي من أعمال المنزل أو الذهاب بهم للمدرسة صباحاً والعودة بهم، أو شراء الاحتياجات من السوق، وعليها أيضاً أن تحاول معرفة أي الأعمال يمكنه تقبل فكرة أدائها حتى لا ينشأ خلاف.
وقد أجرت عالمة نفسية عدة أبحاث على نماذج من النساء العاملات وسألتهن عن متاعبهن في الحياة، فأجابت 80% من الخاضعات للبحث بأن أكثر ما يضايق المرأة العاملة هو تحملها لمسؤولية العمل والمنزل في آن واحد ودون أي مساعدة من أحد، كما ذكرن أن أزواجهن لا يتحملون أي أعباء منزلية أو مسؤوليات خارج نطاق عملهم، مما يشعرهن بالوحدة بعيداً عن المشاركة والتعاون اللذين يحتاجهما الزواج لتجديد حيويته ورونقه.. وأجابت 10% من النساء العاملات بأنهن رغم متاعبهن يرفضن مساعدة الأزواج لهن بحجة أن المرأة تريد أن تشعر دائماً أنها سيدة بيتها..
ومن خلال بحث أجرته جامعة (لانكستر) لدراسة واقع حياة النساء العاملات ظهر أن الحياة المزدوجة التي تعيشها المرأة العاملة بين عملها ومنزلها تجعل لها طبيعة مختلفة فهي التي تتحمل كافة مسؤوليات المنزل والزوج والأطفال.. ولا تتذمر ولا تشكو وتحاول تأدية عملها على أفضل وجه.. كما أنها تكون اقتصادية في متطلباتها لأنه بحكم عملها تعرف قيمة النقود جيداً..
وتقول الكاتبة الانجليزية (مورين بانون) المعروفة باهتمامها بشؤون المرأة: (إنه مهما كانت المرأة العاملة تعاني من المتاعب فهي على أية حال أفضل كثيراً من المرأة التي تجلس في منزلها وتحاول ملأ فراغها مما يؤدي بالتالي إلى كثرة الشجار بينهما.. كما أن الرجال عادة يفخرون بتفوق زوجاتهم في العمل.. ويشعر الرجل أن زوجته يمكن الاعتماد عليها وأنها ليست مجرد دمية جميلة مغللة ليس لها عمل سواه.
وتنادي الكاتبة (مورين بانون) كل الأزواج بالتعاون مع زوجاتهم وتقسيم العمل المنزلي بينهما بالتساوي فهذا يقرب كثيراً بين الزوجين ويشعرهما بأهمية المشاركة وبقيمة الحياة الزوجية..
كما أن المرأة مهما كانت قوتها قدرتها على التحمل تحتاج للشعور باعتمادها على رجل يساندها ويقف بجانبها ليثبت لها حبه..
قاموس المراة
ــــــــــــــــــ
كيف يستمع الرجل لها من غير أن يغضب؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* مأمون مبيض
إن أفضل ما يقدمه الرجل للمرأة هو حسن الحوار والاستماع. وقد سئل عدد كبير من الرجال عن عدم حوارهم أو استماعهم للمرأة، فأجاب معظمهم أنهم عندما يحاولون الاستماع لزوجاتهم فإنهم يشعرون بالغضب نتيجة لطبيعة كلام المرأة عن مشكلاتها. ويفيد للرجل أن يتعلم كيف يستمع لزوجته من غير أن ينزعج أو يغضب. ومن الأمور المساعدة على تحقيق هذا الأمر، الملاحظات التالية حول بعض المواقف العملية واقتراحات إمكانية التعامل معها.
1 ـ إن معظم الغضب يأتي من عدم فهم وجهة نظر المرأة، وقد لا تكون هي المسؤولة عن هذا.
الاقتراح: تحمل أنت مسؤولية فهم ما تريد هي أن تعبر عنه، ولا تلومها على انزعاجك. حاول أن تتفهمها.
2 ـ إنك قد لا تتفق معها لأول وهلة على مبررات مشاعرها، إلا أن هذا لا ينقص من حقيقة هذه المشاعر، ويبقى من حقها أنت حس بمشاعرها هذه.
الاقتراح: تابع الاستماع من غير تعليق، وحاول أن تسترخي أو تتنفس بعمق. حاول أن ترى الموقف من خلال موقعها ومن وجهة نظرها.
3 ـ قد ينشأ الغضب بسبب عدم معرفة ماذا عليك أن تفعله لتحسن الموقف، أو بسبب شعورك بأنه مهما صنعت فهي لن تشعر بالتحسن.
الاقتراح: لا تلومها على عدم تحسنها بعد عرض حلولك عليها، فكيف تتوقع منها التحسن بعد الحلول، وهي في الحقيقة لم تكن تبحث عن حلول. حاول أن تمنع نفسك من عرض الحلول والمقترحات.
4 ـ إنها قد لا تقدر في البداية استماعك إليها، وقد تشعر أنك لم تعرض وجهة نظرك في الأمر.
الاقتراح: تأكد قبل عرض وجهة نظرك أنها قد انتهت من كلامها، وأنك قد فهمت ما تريد هي أن تقوله. لا ترفع صوتك في عرض وجهة نظرك.
5 ـ قد لا تتمكن رغم بذل جهدك من فهم وجهة نظرها، وهذا لا يمنعك من أن تكون حسن الاستماع.
الاقتراح: أخبراه بأنك لم تفهم وجهة نظرها، ولكن لا تلومها على هذا.
6 ـ إنك غير مسؤول عن مشاعره رغم أنها قد تبدو في كلامها وكأنها تلومك على هذا. وحقيقة الأمر أنها تريدك أن تفهم عنها ما تريد قوله.
الاقتراح: امنع نفسك عن الموقف الدفاعي، وتابع الاستماع حتى تنتهي من كلامها وتشعر أنك قد استمعت إليها. ولكن بعد هذا اشرح موقفك أو وجهة نظرك.
7 ـ إذا جعلتك تشعر بالغضب الشديد، فتذكر أنها ربما لم تفهمك بشكل جيد، وقد تكون في أعماق نفسها بريئة ووديعة، وفي أمس الحاجة إلى اللطف والحنان.
والاقتراح: لا تجادلها في مشاعرها ووجهة نظرها. يمكنكما أن توقفا الحديث وتعودا إليه في وقت آخر أكثر هدوءاً.
- كيف تستمع من غير لوم:
يكثر الرجل من لوم زوجته أنها تلومه في حين أنها قد تكون قد تحدثت ببراءة عن مشكلاتها، مما يخلق توتراً شديداً في جو الحوار بين الزوجين. فقد تقول الزوجة: (إن المنزل دوماً في حالة فوضى، ولا أشعر أني قادرة على ترتبيه على الدوام، وأنت تلقي حاجاتك في كل مكان).
وقد يستجيب الزوج هنا بأن يقول: (ولماذا تلوميني على عدم ترتيب المنزل؟).
والأفضل أن يقول عبارات من مثل: (يؤلمني أن تشعري أن البيت في حالة فوضى دوماً. هل تقصدين أنني أنا سبب كل هذه الفوضى؟).
فمثل هذه العبارة تنم عن احترام، ولكن في ذات الوقت تعطي الزوجة فرصة لتعديل ما قد شعره الزوج من اللوم والتأنيب. فقد تقول له مثلاً: (لا أقصد أنك سبب كل هذه الفوضى) وعندها لا شك سوف يشعر الزوج ببعض الارتياح لسماع هذا.
إن حسن استماع الرجل، وحسن تفسير كلام زوجته يحتاج لمزيد من التدريب والممارسة لإتقانه. ويمكن للزوج أن يتعمد عندما يعود إلى منزله أن يسأل زوجته كيف كان يومها، من أجل أن يتدرب على الاستماع الحسن. وعليه هنا أن لا يأخذ كلامها وكأنها تلومه على مشكلاتها أو صعوباتها، وعليه أن يذكر نفسه باستمرار أنهما يتكلمان بلغتين مختلفتين، وإذا شعر الرجل بالانزعاج من كلام زوجته فيفضل عندها أن لا يستمر في الاستماع، لأن الجو سيزداد توتراً وحدة. ويمكنه عندها أن يقول لها: (إني أريد حقيقة الاستماع لما تريدين قوله، إلا أن هذا صعب جداً الآن، وأحتاج لبعض الوقت للتفكير فيما قلتيه).
إن العلاقة الزوجية تنمو وتترعرع عندما يتحسن الحوار بين الزوجين، ومن أفضل الحوار، ذلك الذي يقوم على الاحترام المتبادل للفروق بينهما، والذي يستجيب للحاجات النفسية والعاطفية لكل منهما.
*التفاهم في الحياة الزوجية
ــــــــــــــــــ
طبيعة الزواج المعاصر
* د. مأمون مبيّض
يعود تاريخ الزواج في حياة البشر إلى الانسان الأول في آدم وحواء، ورغم هذا أو بسببه، فقد استطاع الزواج التكيف مع كل التبدلات والتطورات عبر التاريخ الطويل للبشرية، والمهم أن نستوعب هنا أن هذا التطور لم يقف عند الحد الذي نحن فيه، وإنما هو عملية مستمرة ما دامت الحياة على هذه المعمورة، ولابد للزواج من أجل النجاح من مواكبة التبدلات الكثيرة في طبيعة الحياة الاجتماعية، ومن هذه التبدلات التي يفيد التفكير فيها:
ـ لقد غيرت طبيعة الحياة كون المرأة هي العاملة الوحيدة في أعمال المنزل، حيث تحررت المرأة لحد ما من الكثير من هذه الأعمال المنزلية، مما أتاح لها وقتاً للعمل في نطاق آخر، لم يعد الرجل هو الوحيد المكتسب لرزق الأسرة. وأصبح الزواج يقوم على كثير من المشاركة بين الطرفين، سواء في الأعمال المنزلية أو خارج المنزل.
ـ لقد أصبح المعتقد الآن، أن عوامل الاختلاف والفروق بين الجنسين أقل بكثير من العوامل المشتركة بينهما، وأن الكثير من الفروق النفسية والسلوكية ما هي إلا نتيجة التكيف الاجتماعي والثقافي.
ـ كثير من الصفات التي كانت توصف بها النساء فقط كالرقة والتعاون وكثرة الكلام والضعف والعاطفية .. وكذلك الصفات التي كان يوصف بها الرجال فقط كالحكمة والشجاعة والإنتاج والقوة .. أصبحت كلها أوصافاً (انسانية) قد يتصف بها كلا الجنسين بشكل عام، سواء كانت أوصافاً سلبية أو إيجابية، وبذلك قلّت الفروق بينهما، وأصبحا على قدر أكبر من التكافؤ في هذه المواصفات.
ـ أخذ الرجل في الماضي الدور المسيطر داخل الأسرة، فكان هو القانون والحكم، وصاحب الكلمة الأخيرة، وكأن للزوج دور (السلطة المطلق) داخل الأسرة، وعلى الجميع ومنهم الزوجة، والتي كانت في الغالب أصغر منه وأقل تعليماً ومعتمدة عليه مادياً، الطاعة لكل ما يقول. والآن اصبح للجنسين من صبيان وبنات، نفس الفرص للتعلم والشهادات وتنمية خبراتهم، وفرص العمل وكذلك كمية الكسب المالي.
يبدو في الماضي أن هناك دوراً من (أبو) الزوج لزوجته، ودوراً من (أمومة) الزوجة لزوجها، بينما علاقتها الآن علاقة متكافئة، تقوم على رعاية كل طرف للآخر، ومكسب أحدهما هو مكسب للآخر.
ـ كانت السيطرة في الماضي مكفولة للرجل، وعندما تحاول المرأة نزاع هذا فقد كانت الخاسرة في الغالب، بينما يمكن الآن تفهم طبيعة المسؤولية المشتركة، ودون الحاجة إلى طرف مسيطر وآخر مسيطر عليه، ومن دون الحاجة للصراع على السلطة، إن المشاركة في السلطة ليس خسارة لأحد الطرفين وإنما دعم وقوة للمجموع.(54/93)
ـ لم يعد الزواج (فرضاً) على المرأة بسبب الضغط الاجتماعي أو المادي، فهي يمكنها أن تتعلم وتكون صاحبة مهنة تعيش عليها، وبالتالي أصبح الزواج خياراً لها كما هو للرجل، لها أن تأخذ به ولها أن تؤخره إن أرادت. فلم يعد عليها أن تقبل بزواج ساءت شروطه، أو تبقى في زواج زادت معاناته، وأصبح على الرجل أن يبذل جهده ويقوم بدوره، لجعل الزواج أمراً جذاباً للمرأة لتتزوج به، أو ليبقي على الزواج بشكل حسن لتستمر زوجته معه.
ـ أصبح الأصل في العلاقة الزوجية التكافؤ والصداقة والاحترام، وعلى كل طرف ليس فقط تجنب ما يزعج الآخر، وإنما أن يسعى أيضاً للقيام بما ينفع الشريك الآخر، إنهما معاً على أرض واحدة، كشريكين مسؤولين متعاونين في اتجاه واحد. إن كل عمل حسن يقدمه الواحد منهما إلى الآخر، تعود ثماره على فاعله بشكل أو بآخر: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) الرحمن/ 60.
ـ إن العلاقة الزوجية الناجحة تشجع على الفروق التي تُحترم من قبل الطرفين، فالفروق بحد ذاتها ليست بالضرورة سلبية، فهي يمكن أن تضيف بعض الإثارة والتشويق، ويتطلب هذا طبعاً قدراً كبيراً من التفهم والتحمل والقبول وهذا ما يشكل وحدة متينة، إلا أنها وحدة مع التنوع.
ـ وتبقى أهم دعامتين لكل علاقة ناجحة متينة الاحترام المتبادل والتكامل بين الطرفين.
*التفاهم في الحياة الزوجية
ــــــــــــــــــ
صفات لا يحبها زوجك
* محمد رفعت
بالرغم من تطور الحياة واقتحام حواء كثيراً من المجالات التي كانت مقصورة على الرجال .. إلا أنه في كثير من الأحيان يبدو لنا أن الرجل ما زال هو المسيطر .. وبالرغم من هذه السيطرة فهو يحترم المرأة ويقدر فضلها على البشرية.. ويخصها بكل الحب والحنان ..
ولكن هناك صفات لا يحبها الرجل في المرأة لذلك يجب على الزوجة الذكية تدارك هذه الحقيقة حتى لا تفقد محبة زوجها واحترامه.
وهناك نماذج من السيدات تبرز فيهن الصفات التي لا يحبها الرجل ـ أي رجل ومنهم زوجك ـ وهي:
- السيطرة:
وهي التي تلغي وجود زوجها فلا تستشيره أو تشركه في أمور الأسرة وتقوم هي بكل شيء وأي شيء يخص الأسرة والبيت دون أن ترجع إليه أو تضع اعتباراً لرأيه .. ومن هنا يشعر الرجل أن ذاته قد تلاشت وأن ما عليه إذا أراد خير البيت وأولاده إلا أن يستسلم ويلغي وجوده وكيانه ..
ومثل هذا الرجل إن لم ينفصل عن تلك الزوجة فإنه ربما يجد عند امرأة أخرى ما يعوض هذا الشعور في نفسه ..
- عاشقة الكذب:
إن أهم ما في أخلاقيات الزواج .. هو عنصر الصدق في كل شيء .. فهو من أهم دعائم الاستقرار والسعادة .. وهناك من النساء مَن يعشقن الكذب .. أما كهواية أو للخوف والجبن .. وفي كلتا الحالتين فإن الرجل يمقت في المرأة الخداع والكذب ..
وإذا قبل الرجل الكذب لظرف أو آخر فيكون مصحوباً بنظرة احتقار ..
- الشرسة:
وهي تلك المرأة التي إذا صدر من زوجها تصرف ما فلابد أن ينال عليه عقاباً.. والتي دائماً تسبب الحرج لزوجها بسبب هذه الطبيعة العدوانية، فهي مع الجيران والأصدقاء والأهل تتحدث بلهجة حادة وجادة ولسان قاس.. وهي بذلك تسبب لزوجها الكثير من المشاكل .. بل ولأبنائها أيضاً ـ عندئذ تغرس في نفوسهم الكره والنفور ..
- النكدية:
وهي تلك التي لا تعيش إلا في جو مليء بالزوابع والعواصف وتخلق أسباب الخلاف خلقاً، في كل كلمة من جانب زوجها وراءها معنى هام ونتائج يجب أن تصل إليها .. وتلك المرأة عادة تحمل التصرفات والأقوال أكثر ما تحتمل .. فتخلق المتاعب وتثير الخلافات بينها وبين زوجها .. وهو عندئذ يفضل الهروب من البيت أو ربما بقي لأنه هو الآخر يشترك مع زوجته في نفس الصفة.
- الانعزالية:
تلك التي تبتعد عن كل الأمور الخاصة بزوجها .. ولا تهتم إلا بشؤونها وهوايتها .. وتتلذذ كلما استطاعت الاختلاء بنفسها وتحتفظ بكل ما تسمعه أو تراه أو تلمسه لنفسها .. وقد يكون ذلك المرض نفسياً أهمل علاجه ..
- السلبية:
أو التي تترك كل التصرفات لزوجها ليقوم هو بكل شيء ويقتصر دورها على تنفيذ الأوامر .. فهي تستلم لكل شيء .. وكأنها تجبر زوجها على زيادة السيطرة دون أدنى إثبات لوجودها أو لكيانها مع زوجها كشريكة لحياته.
- العنيدة:
وهي التي تعاند في أي شيء ولأي شيء لمجرد العناد تحت شعار (خالف تعرف) فقط ..
والتي تجد كل متعتها في الإصرار على رأيها مهما كان خاطئاً .. ومن ثم تركز كل اهتمامها على كيفية إثبات ذاتها عن طريق العناد .. فلو رغب زوجها مثلاً في تناول نوع من الطعام أصرت على إعداد نوع آخر حتى لو كانت هي لا تحبه .. وهذا النوع من النساء من أكثر ما يكرهه الرجل.
- الروتينية:
تلك التي تعتبر أن نهاية الحياة هي الزواج .. الذي كان كل أملها وطموحها .. وبعد الزواج لم يعد هناك طموحاً لديها أو آمال ومن ثم تقوم كل يوم بنفس الروتين الذي كان عليه اليوم السابق .. كل شيء في حياتها الزوجية يتم بانتظام ورتابة..
هذه بعض من نماذج تتمثل فيها الصفات التي يمقتها الرجل أي رجل .. لذلك يجب على كل زوجة تحقيقاً لسعادتها أن تعيد النظر في أسلوب حياتها لتبعد هذه الصفات إذا كانت موجودة عندها لتحقيق سعادتها وهنائها..
ــــــــــــــــــ
فرض السيطرة على الآخر .. مفيد أم مضر؟
* محمد رفعت
الزوجة الصغيرة ارتبطت بالزوج الذي كانت تتمناه. البهجة تغمر بيت العروسين .. ولكن عش الزوجية الهادئ يتحول إلى ساحة للشجار، والسبب كما تقول الزوجة هي محاولات الزوج الشاب المستمرة لتغيير طباعها وفرض سيطرته عليها.
ويقول خبراء علم النفس ان محاولة أحد الشريكين فرض السيطرة على الآخر تضر الحياة الزوجية خاصة عندما تكون الزوجة صاحبة شخصية استقلالية ويؤكدون أنه في استطاعة كل زوجة أن تجعل حياتها الزوجية الممتدة تجربة مشتركة يخوضها الزوجان معاً، ببذل كل منهما العطاء والحنان من أجل الشريك الآخر دون الدخول في مباريات لإثبات مَن يتمتع بالشخصية القوية ومَن هو صاحب الكلمة المسموعة في البيت.
وتقدم خبيرة علم النفس الأمريكية سوزان كامبيل عدة نصائح للأزواج، فتنصح الزوجة بالاعتماد على النفس وعدم السماح بالتمادي في فرض السيطرة حتى لا يعتاد الزوج على التدخل في كل شؤون الزوجة ابتداء من أخذ كل القرارات المصيرية حتى اختيار ملابسها وأصناف الطعام التي ستقوم بطهيها.
وعلى الزوجة التي تشعر بالضيق من تصرفات زوجها الذي أصبح يبالغ في توجيهها أن تبلغه في هدوء، أنه يحاول فرض قيود عليها لن تقبلها، فإذا كان يتدخل في اختيارها للأصدقاء أن تناقشه بالمنطق وتحرص على سماع رأيه في الصديقات اللاتي لا يجب أن تصادقهن.
وفي نفس الوقت على الزوجة أن تستمع لوجهة نظر الزوج والنقد الذي يوجهه لها وتحاول الاستفادة منه، والتخلص من الصفات والعادات غير المستحبة فالزوج الذي يرى أن زوجته مستعدة للتخلي عن بعض الصفات سيكون هو أيضاً مستعداً للتخلي من أجلها عن بعض العادات مثل الإسراف في التدخين أو السهر خارج البيت مع الأصدقاء..
وتضيف سوزان كامبيل بأنه في بعض الأحوال يحاول الزوج الذي يحب زوجته بشده لا شعورياً الاستحواذ عليها ويحاول حمايتها من أي شيء قد يشكل عليها ضرراً، حتى لو كان ذلك يكمن في محاولات لتغيير بعض السلوكيات التي اعتادت عليها منذ الصغر.
والزوجة العاقلة هي التي تحاول تفهم الموقف وتحدد المشكلة التي يعاني منها الزوجان، والتي تدفع الزوج دائماً لمحاولة فرض السيطرة عليها، فتطلب منه مناقشة المشكلة وتحديد موقف منها، وفي حالة رفض الزوج لاجراء مناقشة في هذا المجال فان عليها تكرار طلب مناقشة الوضع، ومن خلال المناقشات سيصل الزوجان حتماً لحل مُرض للطرفين أو على الأقل سيتفهم كل منهما أو أحدهما وجهة نظر الشريك الآخر.
أما النصيحة الأخيرة والأكيدة لحل المشكلة فهي تأكيد للزوج على أهميته، واظهار الزوجة له مشاعر الحب التي تكنها له. فكثير من الأزواج الذين يشعرون ان حب زوجاتهم لهم قد فتر يحاولون أن يثبتوا لهن أهميتهم بفرض قيود جديدة عليهن. فالزوج الذي يشعر أن زوجته تحبه وأنه المفضل لديها دائماً عادة ما يكون زوجها حنوناً وعطوفاً وسلساً في المعاملة.
ــــــــــــــــــ
الرجل وملاطفة المرأة
كان رسول اللّه يسامر نساءه ويتجاذب معهن أطراف الحديث الذي يعجبهن، وربما طاب لهن أن يتلهين بأحاديث خرافية أو أقاصيص للمتعة، فيشترك معهن في ذلك، وربما ذكّرهن من هذا القبيل بالكثير. ولم يكن عليه الصلاة والسلام يرى في ركونه إلى ذلك أي منقصة تلحقه. بل كان يرى في ذلك قربة إلى اللّه عز وجل... وقد وصلنا من ذلك حديث (أم زرع) الذي قصته عائشة على رسول اللّه، وهو من الطرائف والملح التي تتناقله النساء في مجالسهن، فقال لها رسول اللّه في نهاية الأقصوصة التي ذكرتها له: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)...
وعلى الرغم من حديث رسول اللّه (خيركم خيركم لأهله ..) فإن هناك ثلة من الرجال، يمارسون نقيض هذا الذي أوصى به رسول اللّه!.. إذا كان أحدهم بين أصدقائه ومعارفه أو مع الناس في سوقه، أراهم من وجهه كل بشاشة ولطف، ومن لسانه أعذب الكلمات، ومن نفسه أطيب المعاملة. فإذا عاد إلى داره في المساء، تجهم منه الوجه وكسا نفسه برداء الهيبة، وحبس حديثه في نطاق الجدّ، ولم يتكلم إلا بمقدار.. وإني لأعلم أن في النساء من يشتهين قدوم رجال عليهن في البيت، كي يأنسن بما قد حُرِمْنَ منه من مباسطة أزواجهن لهن والخوض معهن في الأحاديث الممتعة، ولو من وراء حاجز، ولو جاءت هذه المباسطة مع غيرهن!..
ولكم تساءلت مع نفسي: الأخلاق الحميدة واحدة، فلماذا قضى رسول اللّه بأن تكون ممارستها في الدار مع الزوجة، أعلى درجة عند اللّه من ممارستها في الخارج مع الأصدقاء وعامة الناس؟..
ولقد هديت بحمد اللّه إلى الحكمة: إن ممارسة الرجل للأخلاق الفاضلة خارج المنزل مع الناس، تأتي بدوافع مختلفة شتى، من أبرزها تحقيق المصالح الدنيوية وراء ذلك، ومن أهمها أن ينسج لنفسه بين الناس سمعة طيبة، وأن يغرس في نفوسهم أنه من أصدق الناس قولاً وأبشهم وجهاً، وألطفهم معاملة... وبذلك يمهد لتحقيق آماله الاجتماعية المتنوعة، ومن أخفاها وأضعفها البحث عن مرضاة اللّه عز وجل.
أما في داخل الدار، حيث يخلو وجه الرجل إلى زوجته، فإن المطامع التي كانت تدعوه إلى أن يتجمل في حديثه ويلاطف في معاملته تختفي هنا نهائياً، ولايبقى أمامه من مطمع للاستمرار في تلك الملاطفة والظهور بمظهر الأخلاق الفاضلة إلا أن يبتغي مرضاة اللّه.
فمن هنا كان لطف الرجل مع أهله في المعاملة، داخل الدار، مقياساً دقيقاً في الدلالة على صدقه وعدم نفاقه، إذ لافائدة من النفاق هنا، إلا في الحالات النادرة جداً...
محمد سعيد رمضان البوطي
ــــــــــــــــــ
المرأة الزوجة ..شريكة أم خادمة (ملف)
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
شاءت سُنة الكون أن لا تكون الأنثى وحدها، أو الذكر وحده، بل خلقهما الخالق سبحانه لكي يكمل بعضهما البعض، وجعل كل منهما محتاج إلى الآخر.. ولو نحينا الأمومة في العلاقة بين الرجل والمرأة ـ جانباً، لوجدنا أن العلاقات الإنسانية التي تتطور فيما بينهما بشكل مختلف عن الأمومة، تُشكل صفحات من أنشط صفحات التاريخ، وأكثرها حيوية وعطاءً. تبرز في المقدمة الصفحات التي تعكس مشاعر الحب والعشق.. فعشق المهنة، وعشق الوطن وحب الأمة، وأخيراً، العشق الإلهي.. إن نقطة الارتكاز، أو لنقل محور كل هذه المشاعر هو الحب أو العشق المتمحور حول المرأة.. إن التراث والعنعنات الشرقية تجعل من المرأة المحبوبة ((رفيق الروح)) ولم ننظر إليها كمخلوق لإشباع مجموعة من المشاعر والأحاسيس والغرائز فقطن فالمرأة المحبوبة المبجلة، الصديقة، التي تنال ما تستحق من التقدير، هي ذلك المخلوق القيم الذي يحمي العرين، ويؤسس الدار، وأم لكل الصغار. لابد أن هناك أمثلة سالبهة في كل مجتمع، كان ذلك، وسيكون. والرجل الذي يضرب زوجته، فإما أنه يعيش في عصر غير طبيعي، أو أنه شخص معتوه، يتعارك مع كل مَن يصادفه، من ذلك النوع الذي ينطبق عليه قول ((يخانق دبان وجهه)).
حيثما يوجد الإنسان لابد وأن تكون هناك خلافات، والمهم أن نجعلها في أضيق الحدود.. ولابد أن المرأة ستُبين عن نفسها في العلاقة التي بينها وبين الرجل.
أما تلك المرأة و الأنثى، التي هي زوجه، في نفس الوقت تكون صديقة، ومساعدة.. هي النصف الآخر، الذي يحمل نفس النصيب في شراكة الحياة. هي نصف الدائرة الأسرية.
إن النظر إلى المرأة على أنها متعة جنسية، أو جسدية فقط، والتعامل معها بهذا المنطلق وحده، في ذلك إهانة لخلق الإنسان، فالإنسان ولد ومعه مجموعة من المشاعر والخصال، والرغبات، والميول، والتعامل معه من جانب واحد من هذه الجوانب فيه ظلم، فادح، وبهتان جسيم.. وإذا ما تم التركيز على جانب واحد، وتطويره هو وحده، في هذه الحالة لا يكون هناك إنسان سوى.. أو فرد عادي.
إن المرحلة الراهنة، قد شهدت فيها مجتمعاتنا، أسوة بالمجتمعات الأخرى، تداخل المرأة في العديد من مظاهر الحياة، ومحركاتها.. وأصبحت لديها القدرة، والمهارة للقيام بالعديد من المهن.. واستطاعت أن تصل إلى أعلى المستويات في شتى المهن.. والحال هكذا.. فإن النظر إليها بعين المتعة الجنسية فقط، يعتبر أمراً غير مرغوب، وليس من الصواب في شيء.
إن المرأة، سواء في حياة الأسرة، أو في حياة المجتمع تُعتبر أهم، وأنشط عضو في الأسرة، ومن هذا المنطلق، فإنها الأجدر بالحب، والاحترام، ويكون هذا الحب وهذا الاحترام بقدر العطاء الذي تُقدمه للعائلة الكبيرة.. ولو استطعنا أن نفيها حقها، وبالقدر الذي نوقق فيه في هذا الصدد، نكون قد كوّنا مجتمعاً مدنياً، ومتحضراً وسليماً بالقدر نفسه.
ــــــــــــــــــ
هل الزواج شركة؟
* محمد حسين فضل الله
قد نجد في بعض الكلمات التعبير عن الزواج بأنه شركة بين الزوجين.. فهل هذا صحيح؟
ربما يقصد هؤلاء بالكلمة المعنى الذي يوحي بعدم الحرية للطرفين في ممارساتهما الحياتية كما كانا قبل الزواج.. تماماً كالشريكين في المال اللذين يفقدان الحرية المطلقة التي كانا يملكانها قبل الشركة.. فقد كان كل واحد منهما حراً في ماله يتصرف به كما يشاء ولكنه فقد هذه الحرية ـ بعد الشركة ـ فاصبح من واجبه أن يستشير شريكه فلا يتصرف بما لا يرضيه أو بما لا يتفق مع مصلحته.. وهكذا نستطيع اعتبار الزواج شركة حياة.. تربط بين حياتين من خلال ارتباط الإرادتين بتوحيدهما فلا حرية لأي منهما خارج نطاق الحقوق الزوجية المفروضة..
وعلى ضوء ذلك فالتعبير صحيح.. فإن هذه العلاقة تفرض على كل منهما التزامات جديدة إزاء الآخر مما لا يملك معه أمر الهروب منه أو الانفلات من قيوده..
أما إذا قصد هؤلاء المعنى المادي للشركة التي تجعل من الزواج مؤسسة مادية تخضع للمصالح المتبادلة، وترتكز على الوظائف المادية في هذا المجال على أساس القانون التبادلي التجاري.. فهذا ما لا نوافق عليه..
والسرّ في ذلك أن العلاقة الزوجية ارتكزت في المفهوم الإسلامي القرآني على أساس المودة والرحمة التي تمتد في حياة كل منهما امتداداً روحياً يؤكد الجانب الإنساني في حياتهما المشتركة، ويوحد الحياتين في شعور واحد عميق حتى ليتحول كل منهما إلى لباس للآخر ((هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)).
وليس معنى ذلك أن لا يكون للجوانب المادية أثر في هذه العلاقة بحيث تتحدد فيها الحقوق والواجبات.. فهناك المهر وهناك النفقة، والعلاقة الجنسية وغير ذلك من شؤون الحياة المعيشية.. ولكن مثل هذه الأمور لا تتجمد عند حدود الجوانب القانونية الإلزامية بل تأخذ لنفسها الامتداد في العطاء حتى يمارسها كل من الطرفين بدون حساب بعيداً عن كل التزامات مؤكدة.. ولكنه يفسح المجال لها لكي تنطلق بعيداً في مجال العطاء العفوي الكريم.
وعلى ضوء هذا نجد أن في نظام الحياة الزوجية الإسلامي نوعين من الالتزامات، فهناك التزامات قانونية إلزامية ينفذها الشرع بقوة القانون، وهناك التزامات أخلاقية تنبع من الإحساس العميق بالعلاقة الروحية التي تربط الزوجين ببعضهما.. من دون أن يكون هناك أي ملزم قانوني يلزمها بالعمل به.. وهذه هي التي جعلها الإسلام مساحات وفراغات يعطي فيها لكل من الزوجين المجال في تحقيق إنسانيته في داخل الحياة الزوجية من خلال العطاء بلا مقابل، مثال ذلك.. إننا حينما نواجه الحقوق الزوجية بين الرجل والمرأة نجد أن الإسلام لا يحمل المرأة في داخل البيت الزوجي ـ من وجهة نظر قانونية ـ أية مسؤولية من مسؤوليات خدمة البيت، لأنه لا يريد لها أن تدخله بإحساس الخادمة التي تعيش انسحاق الذات وقهر الإرادة، في خدمتها لزوجها ولأولادها بل أراد لها أن تدخل الحياة الزوجية من الباب الواسع الذي تشعر فيه بأنها إنسانة تعيش إنسانيتها في حرية الإرادة في داخل البيت، فلم يكلفها بأي شيء مما تعارفنا على تكليفها به.. ولكنه ـ في الوقت نفسه ـ أراد لها من ناحية روحية وأخلاقية، على أساس طبيعة العطاء الإنساني، أن تقوم برعاية زوجها وأولادها بلا مقابل ـ وغن كان لها الحق في طلب العوض المادي ـ واعتبر لها ذلك جهاداً فقد ورد في الحديث: ((إن جهاد المرأة حسن التبعل)) أي أن تكون زوجة صالحة لزوجها فتقدم له ما تستطيع تقديمه بكل محبة وإخلاص..
وهكذا يمكن أن نجد المثل في حقوق المرأة على الرجل فقد لا يجب عليه إلا أن ينفق عليها النفقة المتعارفة، فليس ملزماً بكل ما تتمنى أن تجده في حياتها فيما تعارفنا على بذله لها.. ومع ذلك فقد أراد الإسلام للرجل أن يوسع على عياله.. فقد ورد عن الإمام علي الرضا (ع): ((إن عيال الرجل أسراؤه فمن أنعم الله عليه بنعمة فليوسع على أسراءه فإن لم يفعل أوشك أن تزول النعمة)). وسرّ ذلك هو أنه يريد للرجل ن يعيش العطاء في هذا المجال وأن يعطي من نفسه ما لا يجب عليه..
وهكذا يريد الإسلام لكلا الزوجين أن يعيشا روح العطاء الإنساني، بالإضافة إلى التقيد بالحدود الإلزامية التي أرادها الله، من الزوج، وهي المعاشرة بالمعروف والإنفاق على الزوجة، ومن الزوجة، أن لا تمنعه من نفسها في كل حال إلا في حالات العذر الشرعي، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه في غير الحالات الضرورية والحرجية، وفيما لا يتنافى مع حقوقه الزوجية الخاصة..
ــــــــــــــــــ
تصحيح الأفكار والعادات والتقاليد الخاطئة المتعلقة بالمرأة
* حفصة أحمد حسن
من الأمور المؤسفة في عصرنا الحالي، أن عامة المسلمين قد ألفوا النظر إلى المرأة على أنها قاصر، ولها مهمة محددة، ومن ثم فإنها لا تحتاج إلى أن تخاطب فكرياً أو ثقافياً، لأنها في الغالب غير مدركة لحقيقة الأمور.
وفيما يلي عرض لبعض الموضوعات والاتجاهات التي ترى الباحثة أنه ينبغي على وسائط الثقافة أن تعمل على توعية المرأة المسلمة المعاصرة بها، وتوجهها إليها، حتى تتمكن من فهم الواقع الذي تعيش فيه وتعايشه بما يحقق مرضاة الله أولاً، ثم الإسهام في تغيير المجتمع الإسلامي نحو الأفضل.
إن النظرة الفاحصة إلى حقيقة الظلم الذي حاق بالمرأة المسلمة عبر التاريخ، تشير إلى أنه يكمن في الأفكار والعادات والتقاليد الخاطئة التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي توجه عقول أفراد المجتمع توجهاً معيناً نحو المرأة، فيه تهوين من شأنها، وتقليل من أهميتها ودورها في الارتقاء بالمجتمع.
ومن بين هذه الأفكار والتقاليد:
1 ـ النظر إلى المرأة من خلال الجنس وإنجاب الأطفال:
فالملاحظ في المجتمع الإسلامي بصفة عامة تركيز الاهتمام على دور المرأة في حفظ النوع البشري دون الارتقاء به، وهذا ما جعل الاهتمام بها ينصب على مظهرها الخارجي وقدرتها على الإنجاب بالدرجة الأولى.
ويشير عبيد إلى أن اعتبار المرأة مجرد أداة للمتعة والإنجاب قد دفع بالمرأة إلى تركيز الاهتمام على مظهرها الخارجي، ولذلك بالغت في الاهتمام بجسدها على حساب روحها، وانعكس أثر ذلك على سلوكها إزاء ما يواجهها من ابتلاءات، ومن ذلك العقم الذي نجده في غالب الأحيان ((... يجعل حزنها عميقاً... حيث يصبح مركزها مزعوعاً وعرضة للطلاق لأن التبعة غالباً تقع عليها...)) (عبيد في المستقبل العربي، 1410هـ/ 1990م، ع 136، ص 62).
ونجد هذه الأفكار تدعم في ذهن المرأة من خلال وسائط الثقافة المختلفة، ومن ذلك الأمثال الشعبية التي تجري على الألسنة وتستقر في الأذهان بسرعة، ومنها قولهم: ((اللي ما لوش ولد عديم الظهر والسند)) (عبيد في المستقبل العربي، 1410هـ/ 1990م، ص 60).
وكذلك من خلال الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي رويت على أنها من قول الرسول (ص)، ومن ذلك:
ـ ((الحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد)) قال الحافظ العراقي: ولم أجده مرفوعاً.
ـ ((لا تزوجن عجوزاً ولا عاقراً)) أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)). وقال الألباني: إنه ضعيف.
ـ ((تخيروا لنطفكم وانتخبوا المناكح وعليكم بذات الأوراك فإنهن أنجب)) أورده ابن الجوزي في ((العلل المتناهية في الأحاديث الواهية)) (القيسي، 1411هـ/ 1991م، ص 165).
2 ـ الزواج المبكر:
فالملاحظ أن المرأة في بعض البيئات الإسلامية ـ خاصة في الريف ـ لا زال تزويجها يتم مبكراً جداً، بل أحياناً ما يتم قبل البلوغ.
ويشير عبيد إلى أن بعض البيئات تعمد إلى تزويج الابن مبكراً من أجل إحضار (خادمة) لأهله، أو (عاملة) زراعية، حيث ينظر للمرأة أنها مكسب، وأن ما يدفعه من أجلها (حلال) (عبيد في المستقبل العربي، 1410هـ/ 1990م، ع 136، ص 61).
وللتربية دور هام في ترشيد الاتجاه نحو الزواج المبكر باعتباره توجيهاً نبوياً كريماً حثّ عليه الرسول (ص) لما يوفره للمجتمع من استقرار، لكن لابد من الاهتمام بإعداد الفتاة لمسؤوليات الزواج حتى تحسن في أدائها على أكمل وجه.
3 ـ تأكيد تفوق الرجل:
فهناك كثير من الأفكار التي تنظر إلى المرأة على اعتبار أنها أقل منزلة من الرجل، وأنها كائن ناقص عاجز، وشيطان رجيم، وعورة ينبغي سترها... الخ (عبيد في المستقبل العربي، 1410هـ/ 1990م، ع 136، ص 62)، وأنها أصل البلايا وسبب شقاء الرجل، ونجد هذه الأفكار تروج من خلال الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ومنها:
ـ ((الشباب شعبة من الجنون والنساء حبالة الشيطان)) قال الألباني: إنه ضعيف.
ـ ((طاعة المرأة ندامة)) قال الألباني: إنه ضعيف.
ـ ((كن من خيار النساء على حذر)) ليس بحديث.
ـ ((أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك، وما ملكت عينيك)) قال الألباني: إنه ضعيف.(54/94)
ـ ((للمرأة ستران القبر والزوج. قيل: وأيهما أفضل؟ قال: القبر)) رواه الطبراني في المعجم الكبير والصغير وهو موضوع.
ـ ((موت البنات من المكرمات)) ليس بحديث (القيسي، 1411هـ/ 1991م، ص 160 ـ 164).
4 ـ تحديد دور المرأة باعتبارها ربة بيت وزوجة فقط:
فهذه الفكرة لا زالت سائدة في كثير من البيئات الإسلامية التي نجدها تغرس في ذهن البنت منذ الصغر قيمة الزواج باعتباره (المستقبل) الذي ينتظرها، والذي يجب أن تُعدّ له مبكراً. ويشير عبيد إلى بعض أساليب غرس هذه الفكرة في الأذهان ومنها الدعاء للبنت بالستر ((الله يوعدك بابن الحلال)) وكيف أنه إذا ما تأخر زواج البنت فإنها تصبح ((بائرة)) (عبيد في المستقبل العربي، 1410هـ/ 1990م، ع 136، ص 62).
ونجد أن العنوسة صفة تطلق على البنت في بعض البيئات ـ خاصة الريفية ـ إذا ما جاوزت العشرين دون زواج، الأمر الذي ينعكس أثره سلبياً على نفسية البنت فتميل إلى الانزواء والانطواء والحزن.
كما نجد أن سيطرة هذه الفكرة ـ الزواج ـ على أذهان الأهل، تجعلهم يغفلون أهمية التعليم في إحسان إعداد المرأة لدورها الذي ينشدونها له، إذ يعتقدون بأن الزوج لا يحتاج إلا إلى امرأة مطيعة، وجسد جميل، ومن ثم يتم التركيز على إعدادها لتكون مؤهلة للقيام بذلك.
ــــــــــــــــــ
انعكاس تطور اخلاق الفرد على شعور المرأة بقلة قدرها
* باسمه كيال
إن الفتاة المتعلمة تود الانصهار في بوتقة كل ما هو جديد بكل شيء نابذة جهل النفس بالتقاليد والعادات القديمة، وطبعاً عندما تحاول الحصول على مبتغاها، ترى الاضطهاد من حولها، بكونها أنثى، ولا يحق لها أن تبلور ما بذاتها، إلى شيء نافع لها، وللمجتمع، فيكون الطوق المشدود من حولها، برباط وثيق، يشل تفكيرها، وحركة عقلها، على أن تكمل الدرب الذي رسمته، إلى جانب الفروق من أهلها، وبأنها دائماً الخاضعة لهم بكونها، أنثى، وليست رجلاً ذكراً، مما ولد عندها نوع من الغيرة، والحسد، إلى جانب الانفعالات، والاضطرابات الشديدة، مع حساسية زائدة في كل شيء، ولا تود أن تكون في عصر النهضة والعلم العالي، أدنى من الرجل، مهما كانت الظروف، لأنها توازيه من حيث الفكر والعقل، إلى جانب مختلف الوظائف، والمهن، وخاصة بعدما تفتح عقلها، وبعد أن قرأت، وتعلمت، وعلمت، إن الدين الإسلامي، هو أيضاً لا يفرق بين الأنثى والذكر، إلا بالتقوى. فكان هذا الشيء الذي بداخلها يستفزها، لأن تنطلق من القيود المفروضة، من رقابة الأهل، وضغوط الزوج، وفروق المجتمع المتناقض، والمساواة، بالحقوق والواجبات، جنباً إلى جنب مع الرجل.
ومن المؤكد أن العلم الذي توصلت إليه إمرأة اليوم وفتاته، أكسب كل فرد منهما، الثقة بالنفس، والاعتماد عليها، إلى جانب المسؤوليات الضخمة، دون مساعدة، كما كانت تفعل المرأة في الماضي، والذي يلزمها سلاح هذه المرأة العصرية، لتقاوم غائلة الدهر، وعوائقه الكثيرة، عن كونها الأدنى من الذكر أخوها، أو زوجها، حيث تساق كالبهيمة إلى مذبح الضحية، كيفما شاء هو، دون أن تنبث بأية كلمة.
هذه النماذج من النساء، أصبحت صوراً من الماضي العتيق، برأي إمرأة اليوم العصرية، التي تكافح، وتناضل، من أجل تحقيق غاياتها، وأهدافها، رغم كل الضغوط من حولها، ورغم المجتمع المتناقض، مرة مع تطورها صعداً نحو الأفضل، وطوراً ضدها، وعدم ارتفاعها كما ينبغي، من هنا شعرت المرأة في مجتمعات العالم الثالث، بقلة قدرها، وحطتها، إلى جانب خنوعها، وذلها، من جانب الأهل، والأسرة، والزوج، والمجتمع، مما ولد عند أكثر نساء اليوم، قيماً متناقضة بين القديم والجديد، وخاصة لدى النساء المتعلمات، اللواتي أصبح لهن، وعي جديد، ودور جديد، إلى جانب الدور القديم التقليدي الواقع على عاتقهن، من حيث ازدواجية المسؤولية، إلى جانب العمل الخارجي.
وباعتقادنا أن المجتمع إذا لم يتطور بكل أفراده، عصراً بعد عصر، وجيلاً بعد جيل، يظل التناقض والفروقات حاصلة بين كل الأطراف، من ذكر وأنثى إلى ما شاء الله.
وبما أن عصرنا، هو عصر العلم والمعرفة، وعند البعض عصر الجهل أيضاً، فيجب على كل فرد منا، أن يخوض غمار هذه الحياة، مع حفاظه على التقاليد، والعادات، والأخلاق الموروثة، إلى جانب الشرف والسمعة، لأنهم هم قيمة الفرد في الأسرة والمجتمع، لأن المجتمع الذي يجمع بين الجديد والقديم هو ينبوع القمة، لأن لو لم يوجد قديم، لما وجد وعرف الجديد؟! ولكن من المؤكد أن أكثر النساء في عالمنا المتحضر، لا يعرفن معنى ما أعنيه، فيكونون عرضة، دائماً بسبب توترهن، وانفعالاتهن، لى الصراعات النفسية، والأزمات العصبية.
وهذا ما نلاحظه في أكثر نساء جيلنا اللواتي ضعن بين المجتمع القديم وتقاليده، مع تطور المجتمع العصري بكل تناقضاته، حيث أن موقف المجتمع من المرأة، أشد قسوة بحقها من الرجل، وبطبيعة الحال، إن دور الرجل، ظل كما هو، من حيث معاملته القديمة للمرأة، ولم يتغير بتغير العصر، بل زاد في ميله، إلى فطرته الأولى، وهو نوع من السلطة، والأنانية الذكورية، إلى جانب الضغوط الذي يفرضها، كلما تطور العصر نحو الأفضل، كلما زادت الخلافات، والحدة بينه وبين زوجته ((ومع حدة الصراعات في حياة المرأة المتعلمة الواعية بحقوقها الجديدة أكثر من المرأة غير المتعلمة، غير الواعية بهذه الحقوق. وتزداد هذه الصراعات أيضاً في حياة المرأة المتعملة العاملة، لأن المجتمع لم يهيأ بعد إجتماعياً، وأخلاقياً، وتربوياً، ونفسياً، لدور المرأة المتعلمة العاملة.
ولا زال المجتمع بصفة عامة، ينظر إلى دور المرأة في البيت (كزوجة وأم) على أنه دورها الأساسي في الحياة، أو دورها الوحيد المسموح به، أو عملها خارج البيت، فليس إلا من أجل تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل رب الأسرة في الحياة، وهو خدمة الزوج والأطفال في البيت)).
ومن الطبيعي أن جميع اللواتي يعملن موظفات في جميع الميادين، وكافة المهن، هن بالطباع منتجات بفاعلية حقيقية على كل الأصعدة، ولكن بنفس الوقت مستهلكات دون أن يدروا على كل الصُعُد، في العمل الإنتاجي، والعمل الخارجي والداخلي، وبسبب هذا الاستهلاك، مع فقدهن لقواهن النفسية، والجسدية، مما يزيد من إحساسهن، بالضعف والخذلان، أمام الانهيارات العصبية، الناتجة عن عدم الراحة لهن، على الصعيد العملي والمنزلي إلى جانب المسؤولية بتربية الأطفال، ورعايتهم، وإلى جانب المستلزمات بالبيت، الخاصة والعامة. وكأنهن آلة فقط للعمل الدائم ليلاً ونهاراً، لا وقت لإراحة أعصابهن، وأجسادهن، اللواتي هن بأمس الحاجة لها. ولكن للأسف بإمكاننا أن نقول أنهن مستهلكات فقط كالآلة، جسد دون روح.
لا أعني بقولي هذا إن البطالة كذلك مريحة، بل بالعكس، إنها تهد كيان الإنسان الخامل، والعاطل عن العمل، المنتج الفعال، إن كان على الصعيد العملي الخارجي، أو المنزلي، ولكن العمل هو الروح الحقيقية لمسيرة درب الإنسان، في سيره التصاعدي، نحو الأحسن والأكمل. ولكن بطريقة معقولة، تجاه الواقع والحقيقة، وتجاه الروح والجسد لا كالآلة تفعل ما يقال لها دون اعتراض؟
وبعض من النسوة مستريحات، حتى من التفكير الذي يعكر عليهن مزاجهن، ولا يحاولن أن يسألن أنفسهن لماذا؟ أو هل هذا؟ الخ. كل ما في الأمر أن هؤلاء النساء، اللواتي يعشن على حساب رب الأسرة، الذي يعمل لإسعادهن، ولو على حساب تعبه، وإرهاقه، وجسده، وحتى روحه، هؤلاء هن الطبقة البوروجوازية، اللواتي همهن السهرات، والحفلات والخ...؟ لا يعشرن بما تشعر به امرأة اليوم العاملة، والموظفة، من جهد في الحصول على لقمة العيش، من أجل الحياة القاسية ومتابعتها بدروب الحرمان والتعب؟! بل ينظرن، كنظرة الرجل الفوقية لمن هم دونهن؟!.
في الواقع والحقيقة، يوجد بعض من النسوة المتعلمات، الغير موظفات، يعملن فقط، في المنزل دون مشاركة رب الأسرة وصاحبها، لماذا؟ لأنهن لسن بحاجة إلى مزيد من الشقاء، والتعب فوق دورهن التقليدي في المنزل؟ إنهن فقط ((ربات بيوت)) و ((ستات صالون)) طالما أن الرجل يأتي امرأته بكل ما ترغب به، إذاً لماذا التعب؟ ولماذا إغراق هذا الجسد، في الأشغال ا لشاقة؟ ولم تفكر المرأة منهن، لو قدر الله، وفقدت مثلاً، المعيل، وهي التي لم تتعود النوع العملي المهني، ماذا يحل بها وبأطفالها؟!.
أعتقد لو فكرت لحاولت أن تفعل المستحيل حتى تؤقلم نفسها، في جو العمل المنتج الحقيقي. ولكن هذا النوع من النساء هو النوع الاستغلالي. وهذا النوع من النساء اللواتي يعتمدن على الغير، ولا يشعرن بأدنى مسؤولية تجاه الواقع والحقيقة. وبحيث أن البطالة النوعية تحرم المرأة من العمل الحر الذي يشعرها بأنها فرد منتج، كذلك يشعرها بأنها امرأة دونية لمن هو ربها ورب أسرتها؟!.
لأن الفرد المنتج في هذه الحياة، هو ضرورة ملحة وإنسانية، لتحقيق الذات، وسمو الكيان النفسي والروحي، إلى جانب سمو الرسالة الأولى، ألا وهي الأمومة. لأن العلم والعمل يكسبا امرأة اليوم نضجاً عقلياً، ونفعاً اجتماعياً، وسعادة وإشراقاً دائماً، إلى جانب ما تبلور من أفكارها مع تطور إنسانيتها، نحو حياة أفضل، مع جيل كله محب، كله قيم وأخلاق، كل فرد يقوم بما يسعد به الآخر، بما تفهمه من تجاربه، العلمية، والحياتية، لمعنى التطور. والازدهار العصري، وخلو النفس والعقل تماماً من الانفعالات النفسية، والأزمات العصبية، لأن الجهل بالأمور الحياتية النوعية يكسب المرء عكس ما يشتهي، وكما نلاحظه اليوم في عصرنا الحاضر، من فوضى أخلاقية، وجنسية، إلى جانب الآلام النفسية، والقتل، والسرقة.. الخ.
كل هذه الأمور الغير معقولة، تعود إلى السبب الحقيقي والأساسي، عدم التربية الصحيحة وعدم تطور أخلاق الفرد، في الأسرة، مع انبلاج العصر الحالي، إلى جانب الخلفية العقلية، الذي ورثها الخلف عن السلف الغير متطور، نفسياً وعقلياً وجسدياً إلى هكذا عصر؟! ويضعون اللوم على المجتمع، صحيح أن للمجتمع خلفياته التي لا تنكر، ولكن هذا المجتمع، من أين يأتي لكل فرد، ونفس خاملة بالحياة الحرة، إذا كان هذا الفرد الخامل العقل، لا يقدر أن يطور ما بداخل ذاته من خمول، ويكسبها قوة الإدراك والوعي التام؟!.. من هنا نعلم، لماذا انتشرت بين نساء جيلنا الأمراض النفسية، والأزمات العصبية، لأن التناقض مع الحياة، يكسب الفرد منهم، عقداً متنوعة كمرض ((العصاب)) المنتشر بكثرة بين الأطفال، والمراهقات، والنساء، والموظفات العاملات، وغير العاملات، وفي الشاب، والرجل الكهل.. وإلى غير ما هنالك، من أمراض وعقد كثيرة متنوعة.
ــــــــــــــــــ
مقياس أساليب معاملة الزوجة كما يدركها الزوج
* د. محمد محمد بيومي خليل
أسلوب التسلط والقسوة
هذا الجدول يوضح دلالة الفرق بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في متغيرات الدراسة:
(ن1 - 65، ن2 35)
المتغير الزوجات العاملات الزوجات غير العاملات (ت) ودلالتها
م ع م ع
التسلط والقسوة 25 3,95 21 4,2 7,5**
النبذ والإهمال 14 4,6 11 3,2 3,4**
التدليل والحماية الزائدة 15 3,5 20 3,2 5,71**
المودة والرحمة 30 5,41 27 4,52 2,35**
القلق العصابي 35 7,29 39 9,24 2,94**
العدوانية ضد الذات 5,08 1,73 6,8 1,94 4,5**
العدوانية ضد الزوج 15,4 1,82 14,6 1,89 2,05**
العدوانية ضد الزوجة 20,48 2,11 21,4 2,17 2,04**
* دالة عند 0,05
** دالة عند 0,01
يتضح من الجدول أنه:
بالنسبة لأساليب معاملة الزوجة كما يدركها الزوج:
أسلوب التسلط والقسوة:
توجد فروق دالة إحصائياً عند 0,01 بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في التسلط والقسوة لصالح الزوجات غير العاملات في الوضع الأفضل، وذلك لأن الزوجات غير العاملات أكثر شعورا بالتبعية والخضوع والمسايرة للزوج، خاصة وأن حياتها ووجودها الاجتماعي مرهون بدورها كزوجة وأنها لا تمارس أدوار اجتماعية أخرى كتلك التي يتيحها العمل للمرأة العاملة، وبالتالي تفرض عليها هذه التبعية وذلك الخضوع الاستكانة والاستسلام للرجل وبالتالي فهي أقل استخداماً لأسلوب التسلط والقسوة من الزوجات العاملات.
أسلوب النبذ والإهمال:
توجد فروق دالة إحصائياً عند 0,01 بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في أسلوب النبذ والإهمال لصالح الزوجات غير العاملات في الوضع الأفضل، وذلك لأن الزوجة غير العاملة يكون دورها الوحيد هو الدور الزواجي لذلك فإنها تقضى معظم وقتها في العناية بمتعلقات زوجها وبزوجها ذاته، كما أنها ليس لديها ما يشغلها عن زوجها فزوجها وحياتها الزوجية هي هدفها وغاياتها كما أن شعورها الشديد بالاحتياج للرجل يجعلها أكثر تعلقاً به، وأقل نبذاً وإهمالاً لزوجها من المرأة العاملة التي لديها من الشواغل الكثير، فأحياناً كثيرة يأخذها عملها من بيتها وزوجها، وقد يتلاقيان في المنزل كالغرباء لاختلاف مواعيد عمل كل منهما، مما يؤثر بلا شك على إهمال المرأة العاملة لزوجها وبيتها، وحرمان الزوج من حنوها واهتمامها، وما ظاهرة الإفطار في مواقع العمل ودواوين الحكومة إلا شاهد على هذا الإهمال غير المقصود، والمتعمد أحياناً للزوج.
أسلوب التدليل والحماية الزائدة:
توجد فروق دالة إحصائياً عند 0,01 بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في أسلوب الحماية الزائدة لصالح الزوجات العاملات في الوضع الأفضل وذلك لأن الزوجات العاملات يتعاملن مع الزوج بنضج وتفهم وينظرن إليه على أنه قادر على حماية ذاته والاعتماد على نفسه في قضاء كثير حتى من أموره الشخصية، بينما تعتبر الزوجة غير العاملة أنها لابد لكي تشعر بوجودها من القيام بمعظم الأعمال نيابة عن زوجها حرصاً على راحته وهدوءه، وهو يميل لذلك، ويعتقد انه تزوج امرأة غير عاملة لتحقق له هذا الغرض، ولما يتوفر لدى المرأة غير العاملة من فراغ كبير فإنها تجد من الوقت ما تنفقه في تدليل زوجها، كما أن المرأة غير العاملة تحرص على زوجها كثيراً وتغار عليه، وتخاف لو انصرف عنها لامرأة أخرى فتحاول أن تملأ بدلالها وتدليلها وخوفها الزائد عليه كل حياته بينما المرأة العاملة مهمومة بمشاكلها تنظر للحياة الزوجية كشركة تعاونية ليس لأحد فيها التمايز على الآخر وعلى كل طرف أن يتحمل أعباءه وحده، والأعباء المشتركة شركة بينهما وتود لو شاركها الرجل حتى أعمال الطهي وتربية الأطفال، ولا تجد متسعاً للدلال أو التدليل. وإذا كان فليكن هذا أيضاً مسؤولية ومبادأة الرجل.
بالنسبة لأسلوب المودة والرحمة:
توجد فروق دالة إحصائياً عند 0,01 بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في أسلوب المودة والرحمة لصالح الزوجات العاملات في الوضع الأفضل. وذلك لأن الزوجات العاملات أكثر إدراكاً لطبيعة العلاقات الزوجية وفهماً لها، أكثر إدراكاً لحقوقها في مقابل حقوق الزوج، وواجباتها في مقابل واجبات الزوج، على العكس من المرأة غير العاملة التي كثيراً ما تخلط بين حقوقها وحقوق زوجها وواجباتها وواجباته، بل أنه في معظم الأحيان أغلبها واجبات وأقلها حقوق، كما أن المرأة العاملة أكثر احتراماً لذاتها في مقابل ذات الرجل، ونظرة الرجل لها تختلف عن نظرته المتدنية للمرأة غير العاملة، وقد يحدث النقيض وتحاول بعض الزوجات غير العاملات تأكيد ذاتهن بطريقة سلبية بعدم الوفاء بواجباتهن والتمرد على الزوج. لذلك فإن الزوجات العاملات أقدر على ممارسة أسلوب المودة والرحمة بمفهومه الصحيح عن المرأة غير العاملة.
بالنسبة للقلق العصابي:
يتضح من الجدول رقم (7) أنه توجد فروق دالة إحصائياً عند 0,05 بين الزوجات العاملات وغير العاملات في القلق العصابي لصالح الزوجات العاملات في الوضع الأفضل، وذلك لأن الزوجات العاملات يجدن في الخروج للعمل، وتأكيد ذاتهن بهذا العمل وإثبات وجودهن الاجتماعي ما يخفض من مستوى قلقهن على مستقبل حياتهن الزوجية وما يجعلهن أكثر شعوراً بالأمن النفسي والاجتماعي، على العكس من المرأة غير العاملة التي تفتقد إلى هذه المشاعر والتصورات عن الذات، وتشعر أن وجودها الاجتماعي مستمد من زوجها ومرتبط به مما يزيد من عوامل قلقها وخوفها الدائم على مستقبلها وحياتها الزوجية والاجتماعية والتي أقدارها بيد الله ثم زوجها، كما أن الفراغ والرابة في حياة المرأة غير العاملة يزيد من قلقها، بينما الاندماج في العمل والخروج إليه والاهتمام بتحقيق الذات، والاستقلال الاقتصادي يقلل من عوامل القلق لدى المرأة غير العاملة.
بالنسبة للسلوك العدواني:
ـ العدوانية ضد الذات:
توجد فروق دالة عند 0,01 بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في العدوانية ضد الذات لصالح غير العاملات، وذلك لأن الزوجات غير العاملات لشعورهن بالتبعية والضعف والعجز ولخوفهن على حياتهن الزوجية التي تمثل الدور الوحيد في حياتهن، فهن ميل إلى توجيه العدوان ضد ذاتهن عندما تزداد احباطاتهن وضغوط أزواجهن عليهن فيوجهن العدوان لذاتهن بدلاً من توجيهه لأزواجهن لعدم مقدرتهن على توجيه العدوان نحوهم أو رد عدوانهم عليهن.
ـ العدوانية ضد الزوج:
توجد فروق دالة إحصائياً عند 0,05 بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في العدوانية ضد الزوج لصالح الزوجات العاملات، وذلك لأن الزوجة العاملة أقدر على رد عدوان زواجها إليه على الأقل، كما أنها بإمكانها التنفيس عن مكبوتاتها وما تتعرض له من الرجل من ضغوط. فهي تعامله معاملة الند للند، وذلك لشعورها باستقلالها الاقتصادي وبتأكيد وجودها الاجتماعي، كما أنها تعتبر أن استسلامها أو توجيه العدوان نحو ذاتها نوع من الضعف والتخاذل لا تقبله ولا ترضى به لذاتها، كما أنها في محاولة جادة منها لتبديد الأفكار القديمة عن سيطرة الرجل وعنتريته تأخذ دائماً مواقف تتسم بالتشدد والمبادأة بالعدوان مع زوجها، وقد تختلق من المواقف البسيطة مواقفاً متشددة تؤكد بها ذاتها أبسطها المخالفة والرفض والعناد والضغط النفسي على الرجل، وهذه أيضاً مفاهيم خاطئة ينبغي أن تتخلص منها المرأة العاملة ولا تختلق معارك وهمية مع الرجل أياً كان زوجها أو زميلها في رد فعل مريض لإنهاء ما تسميه بعض النسوة بسيطرة الرجل، والعلاقة الزوجية ليست كذلك.
ـ العدوانية الزوجية العاملة:
يتضح من الجدول رقم (7): أنه توجد فروق دالة إحصائياً عند 0,05 بين متوسطي درجات الزوجات العاملات وغير العاملات في العدوانية الزوجية العامة لصالح الزوجات غير العاملات. فالزوجة غير العاملة نتيجة لما تعانيه من إحباطات وشعور بالعجز وعدم الاستقلال، والاعتمادية على زوجها فإنها رغم خضوعها في معظم الأحوال لسيطرة الزوج إلا أنها يدفعها ذلك إلى التنفيس عن هذه الضغوط بالعدوان تجاه ذاتها، وأحياناً عندما تشعر بالتهديد في حياتها الزوجية وانصراف زوجها عنها، قد تندفع في ثورات عارمة ضد زوجها تتمثل في أبشع صور الانتقام من الزوج سواء بمفردها أو بمعاونة الآخرين، بينما الزوجة العاملة لإحساسها بدرجة أكبر من الأمن النفسي والاستقلال فإنها تحزم أمورها مع زوجها بطريقة ندية أكثر منطقية وعندما يحتدم خلافها مع زوجها فإنها تصرف عدوانها نحوه لكن في الغالب بطريقة قانونية كما أنها تجد مصارف كثيرة من الأنشطة المتعلقة بالعمل والأعمال الاجتماعية تخفف من عدوانيتها بصفة عامة.
ــــــــــــــــــ
الواقع الحياتي العرفي في الأسرة ينشئ وضعاً حقوقياً
* الشيخ محمد مهدي شمس الدين
إن قصة الخدمة المنزلية ذات أهمية قصوى في الحياة الزوجية للغالبية الكبرى من الأزواج والزوجات (الأسر) عند المسلمين وغيرهم من البشر. ومثل ذلك في الأهمية رعاية الأطفال والعناية بهم مادياً ومعنوياً. وفي بعض الفئات الاجتماعية تحتل قضية العمل في مجال الكسب الاقتصادي في الزراعة والحرف الأخرى، أهمية كبيرة في العلاقات الزوجية عند إرادة تكوين الأسرة.
وقد جرى عرف أغلب البشر على قيام الزوجة بالأعمال المنزلية المألوفة من إعداد الطعام، وترتيب المنزل، ورعاية الأطفال، وغير ذلك مما يتصل به ويناسبه.
كما جرى عرف كثير من البشر ـ في بعض الفئات الاجتماعية (الفلاحين مثالاً) ـ على مشاركة الزوجة لزوجها في العمل لكسب المال والثروة، كالعمل الزراعي في الحقول، أو تولى بيع السلع في الدكان، أو القيام بأعمال مأجورة في المنزل الزوجي، من قبيل الغزل والنسج والخياطة والتطريز وغيرها من الأعمال الحرفية، وذلك لأجل المساهمة في نفقة الأسرة.
ولدى غالبية الناس ارتكاز ذهني بأن هذه الأمور من واجبات الزوجة (خاصة العمل المنزلي) ومن حقوق الزوج عليها، بحيث لو طرحت قضية أن الزوجة لا تجب عليها الخدمة في بيت الزوجية، ولا رضاعة الأطفال ولا خدمتهم وحضانتهم، لامتنع كثير من الرجال ـ بل لعل أكثرهم ـ من الزواج بامرأة لن تقوم بهذه المهمات (وخاصة الخدمة المنزلية ورعاية الأطفال) أو يشكون بذلك منها. ولصرحوا ـ في حالة زواجهم ـ بها باشتراط قيام الزوجة طوعاً ومجاناً. ولو علمت النساء بأنه ليس عليهن مسؤوليات من هذا القبيل لفاجئهن ذلك واعترتهن الدهشة والتعجب منه.
ولعل روايتي تقسيم العلم بين الإمام علي (ع) والسيدة فاطمة (ع) تعبران عن هذا الارتكاز العرفي عند الناس، بقطع النظر عن صحة وعدم صحة سندهما، فهذا يتوقف عليه حجيتهما في الدلالة على الحكم الشرعي، ولسنا بصدد استفادة ذلك منهما هنا، بل بصدد استفادة وجود هذا الارتكاز، وهما تدلان عليه وإن كانتا موضوعتين، إذ إنهما تعبران عن واقع حياتي موجود وراسخ في حياة الناس العائلية والاجتماعية، وإلا فمن غير الممكن أن يخترع الواضع أمراً غير مألوف عند الناس ويدعي حكماً شرعياً له، لأنه سيبين كذبه بوضوح، فلا بد أن يكون المورد من الأمور المألوف في حياة الناس في المجال المدعى ورود الحكم الشرعي فيه.
وقد بينا أن الروايات غير الواجدة لشرائط الحجية يمكن الاستفادة منها في مقام الاستنباط في باب السيرة المتشرعية والعرف العام والأعراف الخاصة.
وهذا الارتكاز لا يتنافى مع حصر حق الزوج في الاستمتاع والمساكنة على النحو الذي تقدم بيانه، حيث أن ذلك لا يقتضي حصر المشروعية به، وعدم مشروعية قيام الزوجة بأية خدمة لزوجها ولأسرتها، بل غاية ما يقتضي عدم إلزامها بذلك بدعوى أنه من مقتضيات عقد الزوجية بمقتضى طبعه وأصل تشريعه، وهذا لا ينافي قيامها بذلك أو ببعضه تبرعاً أو لسبب من عقد أو شرط.(54/95)
إن هذا الواقع الحياتي العرفي المرتكز في الأذهان على نحو ارتكاز البديهيات والمسلمات التي لا يلتفت العرف إلى لزوم ذكرها في العقود، يجعل من (الخدمة المنزلية ـ في الجملة ـ ورعاية الأطفال ـ في الجملة ـ ) من الشروط الارتكازية الضمنية التي يبنى عليها العقد، من قبيل الصحة في المبيع، والتسليم في بلد العقد، كون الثمن بنقد البلد، وما إلى ذلك.
ولكن متعلق هذا الارتكاز مجهول المقدار من حيث الكثرة، ولذا فلا بد من الاقتصار في مقام استيفائه على القدر المتيقن، وهو الحد الأدنى الذي ليس منه رضاعة الأطفال وحضانتهم الذي نصّ القرآن على أنه عمل تستحق الزوجة ـ الأم عليه الأجرة.
ولذا فإنه في حالة وجود هذا الارتكاز، واعتبار العقد مبنياً عليه عند الالتفات إلى قضية الخدمة، لا يجوز للزوج أن يطلب أية خدمة يشك كفي كونها داخلة في القدر المتيقن، وللزوجة الامتناع عن القيام بها أو المطالبة بالعوض عليها.
هذا، ولكن المعروف السائد في المجتمعات الإسلامية هو غلو الأزواج في استيفاء الخدمة المنزلية ورعاية الأطفال من الزوجة، بل يتعدى بعضهم ـ جهلاً وظلماً ـ في الأرياف والبيئات الجاهلة، إلى مطالبة الزوجة أن تشارك في أعباء العمل الزراعي والحرفي الذي يقوم به الزوج، إضافة إلى الأعمال المنزلية ولوم الزوجة وتعنيفها إذا تراخت في ذلك أو امتنعت من القيام به.
وهذا واقع في الأسرة المسلمة لا يقره الشارع الإسلامي تكابد منه الزوجة قساوة أوضاع مفروضة عليها في حياتها الزوجية العائلية تحولها إلى خادم بلا كرامة ولا حقوق.
وهذا وضع يجب على المهتمين بتصحيح حياة المسلمين وترشيدها على هدى الإسلام، أن يولوه اهتمامهم على مستوى التعلم والإرشاد والتثقيف من جهة، وعلى مستوى تنظيم تشريع عقود الزواج وتفصيلها على نحو حفظ الزوجة من أن تكون ضحية استغلال ناشئ من جهل الزوج أو ظلمه استناداً إلى أعراف وعادات مخالفة لنص الشريعة، وأخلاقيات الإسلام، وحقوق الإنسان في الإسلام
ــــــــــــــــــ
تقاسم مسؤولية البيت
* السيد محمد حسين فضل الله
كان علي وفاطمة (ع) يتحسسان مسؤولية البيت فاقتسماها، وفي أحاديثنا أن الزهراء تقاضت مع علي عند رسول الله (ص) ـ تقاضي المحبة ـ حتى يقسم العمل بينهما، فصار الاتفاق أن الزهراء تطحن وتعجن وتخبز وأن أمير المؤمنين يكنس البيت ويستقي الماء ويحتطب.
وفي ذلك درس للرجال والنساء معاً:
أما درس الرجال، فأن يتعلموا من علي أن لا يتكبروا على خدمة المنزل، فعلي كان يكنس ويستقي ويحتطب، والرجل منا لا يرضى لرجولته أن يكنس ويستقي، لكن علياً وهو سيد الرجال كان لا يرى بأساً في كنس البيت، لأن البيت بيته والزوجة زوجته، هي إنسان كما هو إنسان، والرجل مهما كان عظيماً ليس أكبر من أن يخدم أولاده وزوجته وأباه وأمه وأخوته ومَن هو مسؤول عنه.
والدرس نفسه ينبغي أن تتعلمه النساء، بأن لا يعتبرن أن العمل في البيت يمثل احتقاراً لهن، كما هي العقلية التي ولدت عند بعض النساء المسلمات مؤخراً، فالزهراء كانت تعمل وتطحن وتخبز، ونحن وإن قلنا مراراً إن الله لم يفرض على المرأة، ابنةً كانت أو زوجةً، أن تخدم في البيت، بيت أبيها أو زوجها، بالمعنى الشرعي للإلزام، ولكن الله أراد للإنسان عندما يعيش في أي موقع يتطلب المشاركة، أن يندفع طبيعياً بحسب طاقته، حتى يشارك في هذه الطاقة ويفجرها، والإنسان الذي يقف في موقع المسؤولية ويهمل ما أحبه الله له وإن لم يلزمه به، هو إنسان لا يعيش الإحساس بموقعه الإنساني تجاه الإنسان الآخر، فالله عندما لم يلزم المرأة بالعمل البيتي أو تربية الأطفال والإرضاع، لم يرد للمرأة أن تكون سلبية أمام ذلك، وإنما أراد لها أن تكون إنسانة العطاء لتقدم من قلبها ومن طاقتها ومن جهدها بوعيها واختيارها، أن تقدم ما لا يجب عليها عطاءً في سبيل الله (إنما نطعمكم لوجه الله) الإنسان: 9، بحيث تشتغل في بيتها وتخدم أولادها لوجه الله، كما تصوم وتصلي لوجه الله وتضحي لوجه الله.
إن بعض الناس يفكرون في حركة مسؤوليتهم في الحياة بالحسابات المادية، ونحن كمؤمنين ومؤمنات لابد أن نفكر بالحسابات الإلهية إلى جانب الحسابات الدنيوية، نحن عبيد الله ونريد أن يحبنا الله، والله يحبنا إذا فعلنا ما يرضيه، سواء كان ما يرضيه مما أوجبه علينا أو مما استحبه لنا، وإن مما استحبه للمرأة هو خدمة بيتها وزوجها، حتى أنه اعتبر ذلك جهاداً، ولذلك عندما قال النبي (ص): ((جهاد المرأة حسن التبعل))، فلأنه يعرف شدة المعاناة فيما تعيشه مع زوجها وفيما تصبر به على أذى زوجها، وما تتحمله من إحساساته التي قد تثقل إحساساتها، هذا إن لم تكن تعيش معه معاناة كبيرة، فإطلاق الجهاد على حسن التبعل لكون الجهاد يثقل المجاهدين حتى يأخذ منهم أرواحهم، وكذلك المرأة تعاني مع زوجها حتى تكاد تفقد روحها، فإذا صبرت صبر الواعي، وصبر الإنسانة التي تملك شرعاً أن تمتنع عن الخدمة، فإنها تعتبر من المجاهدات في سبيل الله، ويكون لها أجر المجاهدين.
باختصار، إن مسألة الخدمة ـ أن يخدم أحدنا الآخر في دائرة مسؤوليته ـ ليست مسألة تتصل بالكرامة لتعتبر المرأة أن العمل في البيت احتقار لشخصيتها أو يعتبر الرجل أن مشاركتها في العمل احتقار له أيضاً، وإنما هي مسألة تتصل بالإنسانية، وقيمة الإنسان في هذه الدنيا أن يخدم الإنسان ويخدمه الإنسان الآخر، وليس هناك إنسان خادم بالمطلق، وليس هناك إنسان سيد بالمطلق، كل إنسان منا سيد في دائرة وخادم في دائرة أخرى.
البيت بنظر الزهراء محضن لا سجن:
إن ما نستوحيه مما وصلنا من سيرة الزهراء (ع)، أنها لم تكن ترى البيت مشكلة لها أو سجناً، ولا الأمومة أو الزوجية عبئاً، كما ربما نلتقي الآن بنماذج نسائية في مجتمعنا ممن يشعرن ومن خلال العنوان الفضفاض للحرية، أن البيت أو الزوجية أو الأمومة تمثل عبئاً ثقيلاً، لا سيما إذا تحركت الظروف لتقسوا عليهن بكثير من الأعباء والمشاكل والآلام، فيشعرن بالعبء الثقيل على أكتافهن، وبالضغط الروحي الذي يجعلهن يعشن العقدة إن لم يستطعن أن يعشن التمرد، لكن الزهراء (ع) كانت ترى أن البيت لم يختره لها أحد، وأن الزوجية ليست عنصر ضغط عليها، وأن الأمومة ليست خياراً صعباً في حياتها، فهي اختارت أن تكون زوجة ترعى زوجها ويرعاها، وهي اختارت أن ترعى شؤون البيت وأن تكون أماً تربي أولادها. وليس اختيارها حالة ذاتية مختنقة أو رهناً للعادات والتقاليد، ولكنها رأت ـ اختيارياً ـ أن تلك هي مسألة الحياة، فالزوجية قانون وسنة وعملية تكامل وليست عملية مصادرة إنسان لإنسان، والأمومة هي سرّ امتداد الإنسانية في الحياة، وإذا كان البعض ينظر إلى البيت على أنه سجن، فإن نظرة الإسلام له أنه المحضن الذي يربي الأجيال ويصنع الرجال العظام والنساء العظيمات.
إن بعض الناس ينظرون إلى جانب من الصورة فيسيئون الحكم عليها، ولكننا إذا نظرنا إلى الصورة من جميع جوانبها فلن تكون سلبية وسيئة بشكل مطلق يوحي بالسقوط، ولا إيجابية بشكل مطلق يوحي باللاواقعية. ولهذا فقصه أن تكون المرأة زوجة كقصة أن يكون الرجل زوجاً، وقصة أن تكون المرأة أماً كقصة أن يكون الرجل أباً، وإذا كانت الأمومة تضغط على المرأة من خلال ما تتحمله من صعاب جسدية ونفسية، فإن الأبوة تضغط على الرجل لما تفرضه من مسؤوليات عن البيت الزوجي تضطره لى الهجرة والاغتراب سعياً وراء العمل وتأمين مستلزمات العائلة، وإذا كانت المعاناة بينهما تختلف في طبيعة الشكل، فإنها تتفق في طبيعة الجوهر فيما هو الضغط وفيما هي الآلام والمعاناة التي تصنع الحياة.
ــــــــــــــــــ
الحياة بدأت للتو
* حياة الرايس
إن قصة ((الحياة بدأت للتو)) من مجموعة غادة السمان ((زمن الحب الآخر)).. تعالج مشكلة رجل وامرأة، تجمع بينهما علاقة حب، هي علاقة مثقف بمثقفة.
((أحمد)) رئيس تحرير مجلة ((وعيوش)) كاتبة قصة وصحفية بذات المجلة.. دخل عليها أحمد ذات يوم وهي تنتظره بلهفة وشوق وقد تخلصت من أعباء العمل لتتفرغ له كلياً، وقد تفتحت كل حواسها لاستقباله.
فإذا به يعود حاملاً كيساً من الملوخية وحزمة ((الكزبراء)) و ((الثوم)) قائلاً: ((لقد دعوت إلى العشاء بعض الصحفيين العراقيين الضيوف المعجبين بكتاباتك... وداعاً، أنا ذاهب إلى المجلة وسأعود معهم في الثامنة مساء أرجو أن يكون كل شيء جاهزاً)).
تجتاح ((عيوش)) موجات غضب ولمَ؟ وقد ظنت نفسها قد تخلصت من أسر الزواج التقليدي، وخرجت تماماً من نسقه. تقوم على المسؤولية المشتركة وعلى الديمقراطية والتشاور واحترام الآخر. فإذا بها، أمام زوج تقليدي يأسرها في المطبخ دون استشارتها ويلزمها بضيوف لا يأخذ رأيها في استضافتهم ويخرج إلى عمله دون اكتراث بعملها أو بمواعيد شغلها، أو بمدى استعدادها لتلك الدعوة.
تقول عيوش: ((غضبت لأنه مُصرّ على أن ألعب دور الأنثى كما يتخيله، هو يذهب إلى عمله، أنا أذهب إلى مطبخه وهو أيضاً مُصرّ على إقناع الزملاء بهذه الصورة: ها هي تطبخ لنا، أليس طبخها خيراً من كتاباتها.
قالها مساءً على العشاء، وأيده أحدهم بحماس، بينما نظر إليه آخرون بشفقة..)) تظن المرأة في كثير من الأحيان، أن مجرد لقائها بمثقف ,قد مهد لها أرضية من الحوار والديمقراطية والندية والتعامل الكفء، والسلوك الحضاري، وأنها قد رمت عنها آخر قيودها، ولم تعد تابعة خاضعة، بل طرفاً وشريكاً له رأيه وله كيانه ووجوده واستقلاليته، فإذا به يردها إلى أدوارها التقليدية الأولى ويتجرد من أقنعته ليظهر على حقيقته، سيداً متسلطا أنانياً، ذكراً يمارس كل صلاحياته الاجتماعية مستنداً في ذلك إلى نمط السلوك التقليدي السائد عند العامة، وفي خلفية المجتمع.
فإذا المثقف رجل عامي، لا يختلف عن الرجل التقليدي إلى في التنظير لخطاب مختلف، أما في السلوك فإنهما يلتقيان. على أرضية واحدة، وربما كان الرجل التقليدي أكثر نزاهة لأن خطابه لا يتناقض مع سلوكه بل هو يطرح نفسه كما هو.
نعود إلى القصة: تقول له عيوش، بعد انصراف الضيوف ((لا تكرر هذه المهزلة كي لا تفقدني)).. من واجبك في المرة القادمة، أن تستفسر عن مواعيد عملي ورغبتي في الطبخ أو لا، ورغبتي في لقاء فلان أو لا قبل أن تجرؤ وتحدد لي مخططي ا لحياتي دونما استشارة أو استئذان، قال ضاحكاً: ((لماذا أستشيرك؟ هذا عملك الأساسي، ولماذا العمل في الصحافة ما دمت قد وجدت عريساً ((أحمق)) هو أنا؟
وتقدم مني ليضمني إليه ويخدرني، هربت، قلت له إذا كان الزواج يعني هذا الإذلال السري، فإنني أنسحب من هذا المشروع..
تذكرت كيف كان يمتدح طبخي كلما حاول أحد الضيوف أن يحاورني عن كتاباتي فازداد غضبي التهاباً..)).
الخلاصة:
نستنتج من كل ما سبق مدى الإحباط والغربة والشعور بالإهانة التي يمكن أن تسقط فيها المرأة، بسبب الهوة التي تفصل بينها وبين الرجل وبسبب الاختلاف في مستوى الوعي.
لذلك فإن كل حركات التحرير التي تهتم بتوعية المرأة منفصلة عن توعية الرجل ومنفصلة عن دورة الحياة الاجتماعية وعن الخلفية التاريخية إنما هي حركات منقوصة غير سليمة، لأنها تتنفس برئة واحدة مبتورة وعاجزة كمن يصفق بيد واحدة..
قضية المرأة يجب أن تدمج في قضية المجتمع ووضعية المرأة لن تتغير إلا بتغيير التركيبة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتربية.
ذلك أن قضية المرأة هي بالأساس قضية تربوية تتعلق بتكوين النشء وتأهيل الأجيال وتربيتهم على قيم الحق والمساواة والمسؤولية المشتركة.. وتتعلق بمحتوى برامج التعليم ومدى استجابتها لمشروع المجتمع المدني الذي نسعى إلى تحقيقه.
وهي قضية سياسية لأنها تتعلق بحرية الفرد رجلاً كان أو امرأة وتتعلق بالديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وتشريك المرأة في صنع القرار وسن القوانين التي تخفف من حدة التمييز بين الجنسين.
وهي قضية اقتصادية، لأنها تتعلق بحق المرأة في العمل وتتعلق بعدالة توزيع الثروات وبالمساواة في الأجور وبإتاحة فرص العمل بالتساوي بين المرأة والرجل، ودخول المرأة ميادين عمل كانت حكراً على الرجل.. وبدور المرأة في التنمية.
وهي قضية ثقافية لأنها تتعلق باكتساب وعي جديد يقطع مع السائد ومع نظرية الفوارق الفطرية والامتيازات الربانية. لأنه لا أحد يولد متفوقاً متميزاً، وإنما يصبح كذلك بفعل تربية تقوم على التميز والتفرقة، تربية نسعى إلى تغييرها وزرع مكانها قيم الندية. وإعادة توزيع الأدوار واحترام الآخر واحترام حقه في الاختلاف خاصة. وهنا تحضرني قولة ((سيمون دي بوفوار)): ((لا تولد المرأة امرأة وإنما تصبح كذلك..)) تقصد بفعل التربية.
لذلك لن تتحرر المرأة حتى يتحرر الرجل من كل القيود التي تكبله، وأولها الوهم الكبير الذي يعيش عليه وهو اعتقاده بأنه حر..
أن يتحرر من حالة الانفصام وازدواجية الخطاب وأن يتحرر من كثير من الأساطير والصور البالية التقليدية التي ورثها عن المرأة.
وفي مرحلة انتقالية كالتي تعيشها مجتمعاتنا التي تطمح إلى تأسيس مشروع نهضوي سليل حركات الإصلاح الأولى، يكون امتداداً لها وتواصلاً معها. ليس أمام المرأة والرجل إلا أن يتحدا على إعادة النظر في كل شيء. وذلك بخلخلة الثوابت البائدة وزعزعة السائد والشك في التقليديات (على حد تعبير الغزالي) وتخطي المحرمات والتابو والتخلص من كل كوابيس الجنس..
وأن يضعا موضع السؤال نوعية علاقتهما، هذه العلاقة التي لا يجب أن تبقى محكومة بقوانين الإنسان الأول فكما أن الإنسان يتطور يجب أن تتطور علاقته بالآخر وبالعالم وبالأشياء. لقد حان الوقت للتخلص من القوالب الجاهزة والأنساق السائدة والأوهام المتغلغلة في العقليات وإعادة النظر في العادات والتقاليد، في التراث في مفهوم الحداثة، في الدين الذي يجب أن يقرأ قراءة جديدة، وعلى المرأة أن تشارك في هذه القراءة، وفي التأويل والاجتهاد لكي لا تبقى المفعول بها والمشرع لها دائماً.
يجب أن نكفّ عن اجترار العلاقات المريضة وأن نؤسس علاقات سليمة صحية في مجتمع الحرية والمسؤولية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ــــــــــــــــــ
فهم كلا" من الرجل والمرأة للآخر
* د. مأمون ميضي
من الفروق الواضحة بين الجنسين، أن كلاً من الرجل والمرأة له طريقته الخاصة في طبيعة المساعدة التي يحتاج أو يقدم للطرف الآخر، فالرجل يحتاج أولاً أن يشعر أن هناك مَن يحتاجه ويطلب خدماته. وعندما يحس الرجل بأنه لا حاجة إليه في علاقة ما، فإنه يصبح سلبياً وقليل النشاط، ولا يعود يقدم لهذه العلاقة إلا القليل. وعلى العكس، يصبح أكثر قدرة وحيوية عندما يشعر بأن المرأة تثق في قدرته على القيام بالعمل، وأنها تقدر جهوده وما يبذله، وأنها تدعوه ليقدم خدماته لها.
بينما تحتاج المرأة ن تشعر بأن هناك مَن يرعاها ويحبها ويخدمها. وعندما تحسّ المرأة بأنها لا تتلقى الرعاية في علاقة ما، فإنها تصبح شديدة الإرهاق مما تقدمه وتبذله في هذه العلاقة، بينما تمتلئ حيوية وعطاءً عندما تشعر بأن الرجل يرعاها، ويحرص عليها وعلى مشاعرها.
عندما يلعب الرجل مع رجال آخرين لعبة من الألعاب التي يلعبها الرجال عادة كالمصارعة أو التنس، فإن فلسفة الرجل في هذه المواقف هي أن يحرص على فوزه هو، وعلى فشل خصمه الآخر (فوز/ خسارة). وهكذا تقريباً عالم الرجل. إلا أن مثل هذه الفلسفة لا تناسب العلاقة التي يبنيها الرجل مع المرأة. ففي هذه العلاقة لا يريد الرجل أن يربح على حساب خسارة الطرف الآخر، وإنما أن يربح الطرفان (فوز/ فوز). وهذا هو سرّ الزواج السعيد.
يتوق الرجل أن يكون في علاقة حب، ولذلك فهو يقدم أفضل ما عنده من إمكانات للحصول عليه، وهذا ما يحدث للرجل عادة عندما يشعر بالحب وقت تعرفه الأول على زوجته، فيشعر بأنها في حاجة إلى رعايته وخدمته، مما يولد عنده القدرة والإمكانات. إن الرجل ينسى أنانيته الأولى (فوز/ خسارة) عندما يكون في حب، ولا يعوج إلى هذه الأنانية ورغبة الانتصار على حساب خسارة الطرف الآخر، إلا عندما يشعر بأنه غير محبوب، أو أنه لا يستطيع تقديم ما لديه. وإذا كان في علاقة محبة ناجحة، فإنه يشعر بالرغبة القوية للتقديم والعطاء، ليس من أجل التلقي بالمقابل، وإنما لمجرد العطاء من دافع الرعاية. ونجده يتحمل الصعاب والمشقات من أجل البذل وخدمة زوجته، ومن أجل سعادتها، ونراه يشعر بسعادة عظيمة لسعادتها، وكأن الذي يحركه ويدفعه أهداف كبيرة سامية.
ربما كان في صغره أو شبابه يسعد ويبتهج من خلال إرضاء رغباته الخاصة فقط، بينما هو الآن أقل أنانية وأكثر رغبة في إرضاء رغبات الآخرين، إلا أنه إذا شعر بأنه غير محبوب، أو لا يُحتاج إليه، فإنه يصاب بالاكتئاب والحزن، ويقف عن تقديم الرعاية لأحد، والتضحية للآخرين، وقد لا يدرك هو نفسه سبب اكتئابه وحزنه، فعدم الحاجة إلى الرجل تعني بالنسبة له الموت البطيء. ولكي يبدأ الحياة والعطاء من جديد، فعليه أن يشعر مجدداً أن هناك مَن يطلبه ويحتاج إليه ويقدره ويثق به.
عندما تحب المرأة الرجل:
لا يعرف كثير من الرجال كم هو هام بالنسبة للمرأة أن تشعر بأن هناك مَن يدعمها ويشجعها ويرعاها. وتسعد المرأة عادة عندما تعلم أن حاجاتها ستُحقق، وإذا كانت منزعجة أو واقعة تحت ضغط أو مشكلة، فكل الذي تريده هو صحبة أحد يطمئنها، ويقدم لها الرعاية ويشعرها بعدم الوحدة.
وقد لا يدرك الرجل كم هي المرأة بحاجة إلى التعاطف والتفهم والتأييد، لأنه يميل بطبعه إلى الوحدة عندما يكون منزعجاً أو تحت تأثير ضغط أو مشكلة، ولذلك لا يقدر أهمية هذه المعاني، ولذلك نجد الرجل إذا رأى المرأة منزعجة، فإنه احتراماً لها يتركها لنفسها، ظناً منه أن هذا هو ما تريده، أسوة بحاله عندما ينزعج ويريد أن ينعزل بنفسه. والخطأ الثاني الذي يمكن أن يرتكبه هو محاولته حل مشكلاتها بأسلوبه المعتاد، وهو لا يدرك بالفطرة كم هي محتاجة للشعور بالودّ والعاطفة والاقتراب منه، ومشاركته مشاعرها وأفكارها، وأن أكثر ما تحتاجه هو وجود أحد يستمع إليها.
ومن خلال مشاركتها زوجها مشاعرها وأفكارها، تتذكر المرأة بأنها تستحق المحبة، وبأن احتياجاتها سوف تتحقق. ويزول عندها الشك وانعدام الثقة، وعندها فقط تسترخي وتشعر بالاطمئنان.
وتميل المرأة عادة إلى فلسفة (أخسر أنا لتفوز أنت) إلا أنها بعد فترة من الزمن قد تصاب بالتعب حيث أنها تبذل للآخرين من حولها طوال الوقت. ولذلك فهي ترتاح عندما تدخل علاقة حب بحيث يمكنها الآن الدخول في هذه العلاقة بفلسفة (أفوز أنا وتفوز أنت) حيث تشعر بأن هناك مَن يرعاها ويعطف عليها ويحبها. وتحتاج المرأة لبعض الوقت لنفسها لكي تسترخي فيه وترعى مصالحها الخاصة، ومن غير أن ترعى أحداً آخر في هذا الوقت، وهذا ما يقدمه إليها زوجها عندما يتفهم ضرورة رعايتها وخدمتها.
وعلى الرجل أن يتعلم كيف يعطي ويقدم، وعلى المرأة أن تتعلم كيف تأخذ وتتقبل، وهذا ما يحدث مع الرجل والمرأة عندما ينضجا وتنمو علاقتهما بشكل متكامل وإيجابي، فالمرأة تكون في صغرها تقلد نموذج أمها في التقديم والبذل والتضحية، بينما يكون الرجل في صغره منغمساً في رعاية نفسه وغير مدرك لحاجات الآخرين من حوله. وعندما تنضج المرأة فإن عليها أن تتغير لتتعلم كيف ترعى نفسها فلا تهملها، وكيف تستقبل رعاية زوجها لها. وأن يتعلم الرجل كيف يقدم خدمته ورعايته لزوجته ويلبي حاجاتها.
ــــــــــــــــــ
الزواج روحية عطاء
* محمد حسين فضل الله
إن الحياة الزوجية لا تقوم على أساس الإلزامات التي يُلزم بها كل فريق الآخر، وإنما تقوم على أساس روحية العطاء الناشئة من شعور المودة والرحمة. ولهذا فإننا نحاول أن نقدم نصيحةً لكل الزوجات المؤمنات بألا يتخذن هذه المساحة من الحرية التي يعطيها الإسلام لهن في أن يعتقدن بأنه لا يجب عليهن القيام بشؤون البيت وشؤون تربية الأولاد، أو الإرضاع، إلخ... وأن يتخذن ذلك سبيلاً للضغط على الرجل، أو أن يتخذ الرجل بعض حقوقه الزوجية سبيلاً للضغط على المرأة. وذلك لأن مسألة عقلية الضغط، من هذا الطرف أو ذاك، تسيء إلى عمق الحياة الزوجية، وتؤدي إلى أن يشعر الزوجان بالجفاف في العلاقة والفتور في المشاعر. وعند ذلك تتحول الحياة الزوجية إلى جحيم نفسي وروحي وعاطفي، يتحول في ما بعد إلى جحيم عملي، عندما يفكر كل فريق في أن يستغل نقطةً ضد الفريق الآخر، أو عندما يفكر كل فريق في أن يستعمل حقوقه الخاصة كأداة ضغط على الطرف الآخر. لذا فإن على المرأة المؤمنة ألا تعيش في دائرة الرخصة التي أعطاها الله لها في حريتها في المنزل لتتوقف عندها، بل عليها أن تلتمس ثواب الله وطاعته في ذلك، فإن المرأة التي تحسن إلى زوجها حتى لو أساء إليها، والمرأة التي تخدم بيتها حتى لو لم تكن ملزمةً بذلك، تعتبر في عداد النساء المجاهدات، باعتبار أن ذلك يمثل حسن التبعل. وعلى المرأة ألا تفكر بالقضايا المادية بل عليها أن تفكر في رضا الله (... ورحمة ربك خير مما يجمعون) سورة الزخرف، الآية 32. وهكذا بالنسبة للرجل، فإن عليه أن يقدر التضحية التي تضحي بها زوجته عندما تعطي ما لا يجب أن تعطيه، وعندما تمنحه، ما لا يجب أن تمنحه فإن عليه أن يقدر ذلك، وإن عليه في الوقت نفسه أن ينظر رضى الله... في ما يحبه الله من رعاية المرأة، ومن الإحسان إليها، ومن تقديرها لها، ومن الرحمة بها والاحترام لإنسانيتها.
عندما يعيش الزوج المسلم، من موقع إسلامه الذي يتسع لكل المعاني الروحية الإنسانية، وعندما تعيش الزوجة من موقع إنسانيتها التي تتسع لكل المعاني الروحية الإنسانية، فإن الحياة الزوجية تكون فرصةً للسمو والارتفاع إلى المستوى الكبير، وفرصةً للسعادة الروحية التي تتحول إلى سعادة مادية. وبذلك يتكامل لهما خير الدنيا والآخرة.
الشرع وعمل المرأة داخل البيت:(54/96)
من الطبيعي أن نشير إلى أن الإسلام فتح للمرأة أفقاً واسعاً يؤكد إنسانيتها، بشكل لم تؤكده أية جماعة من الناس، أو أي مجتمع من المجتمعات، أو أية شريعة من الشرائع. فالمرأة في الإسلام ليست ربة بيت بالمعنى الإلزامي لربة البيت، لأن الإسلام لم يكلفها بأي شأن من شؤون البيت، فهي ليست ملزمة بأن تقوم بأي عمل من أعمال البيت، بل إن الرجل مكلف بأن يقدم لها كل متطلبات حياتها الضرورية والكمالية من جهده. وقع بلغ الإسلام في هذا المجال حداً كبيراً، بحيث جعل إرضاع ولدها غير ملزم لها. ومن الطبيعي أن تكون التربية في المجالات الأخرى غير ملزمة لها في أي جانب. وقد اعتبر الإسلام عمل المرأة في البيت من الأعمال التي تستحق عليها الأجر، حتى الإرضاع لو طلبت أجراً على إرضاع ولدها فعلى الزوج أن يدفع هذا الأجر لها. ولها الحق في ذلك إلا أن تطلب أكثر من أجر المرضعة الطبيعية، إذ إن له في هذه الحالة أن ينقل الولد إلى مرضعة أخرى. فإذا كان الإسلام يعتبر عمل المرأة في البيت عملاً مستقلاً لا يملك الزوج أن يستثمره بعيداً عن إرادتها. وأن لها أن تطلب أجراً على هذا العمل، فكيف لو كلفها الزوج بأن تعمل في المحل أو في المزرعة أو في غيرها؟ إن لها أن تطلب أجراً على ذلك، لأنه أمر يبتعد حتى عن أعمال البيت.
إن الإسلام لا يريد، في هذا التشريع، أن يوحي للمرأة بأن تكون عنصراً سلبياً في الحياة الزوجية أمام مسؤولياتها في هذه الحياة. ولا يريد لها أن تكون شخصيةً ماديةً تجاريةً في نظرتها إلى عملها في داخل البيت الزوجي. ولكن الإسلام أمام التاريخ الطويل الذي كان يستعبد المرأة، ويجعلها قطعة من قطع الأثاث تورث كما يورث الأثاث وتستخدم كما يستخدم العبيد، بحيث لا يعترف هذا التاريخ بإنسانيتها ولا بشخصيتها، سواء كانت ابنةً أو أختاً أو زوجةً أو أماً. إن الإسلام أراد أن يلغي معنى العبودية الذي اختزنه التاريخ الجاهلي في رؤيته للمرأة، ليضع مكانه معنى حرية الإرادة في العمل، بحيث أن المرأة تدخل إلى الحياة الزوجية نتيجة تعاقد ينطلق من إرادتها، ومن إرادة الزوج في إنشاء هذه العلاقة التي تجعلهما محكومين بضوابط معينة في ما يشرعه الله لهذه الضوابط. إن الله أراد للمرأة أن تشعر بأنها حرة في ممارسة هذه الأعمال وعدم ممارستها، وأن يشعر الزوج بأن ليس له سلطة على زوجته في هذه الأمور، ما لم يشترط عليها ذلك صراحةً ضمن العقد. وبذلك فإن المرأة عندما تتحرك في داخل حياتها الزوجية فإنها تنطلق من موقع روحية العطاء والإخلاص للحياة الزوجية وتأكيد معنى الموجة والرحمة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. وفي هذا المجال، اعتبر تشريع الإسلام عمل المرأة في بيتها جهداً يحسن مستوى الحياة الزوجية، ويرفع مستوى علاقتها بزوجها، وذلك لأنه اعتبر عمل المرأة في البيت جهاداً بدلاً من أن يحولها إلى إنسانة لا تملك شيئاً من حريتها وإرادتها.
ــــــــــــــــــ
ما هي طبيعة العلاقة بين الزوجين؟
* حيدر البصري
إن الكثير من الكتاب يطلق على الأسرة، أو العلاقة بين الزوجين بأنها علاقة اندماج وانصهار وبأن الزواج هو في الواقع مركب. فإذا كان الأمر كذلك ـ كون الزواج مركب ـ فما هي طبيعة هذا الاندماج والمركب يا ترى؟
((فهل هو يا ترى من نوع تلك المركبات الكيميائية التي يلغي المركب فيها أجزاءه بالكامل ليولد لنا عنصراً جديداً لا ذكر للأجزاء فيه إلا على مستوى ذكر المكونات فقط؟
أم أنه من نوع المركبات التي يطغى فيها جانب أحد جزئيها على الجزء الآخر؟
أم أنه ذلك النوع الذي يبقى كل من طرفيه يحتفظ بوجوده))؟
إن الجواب عن هذا السؤال بأحد الاحتمالات الثلاثة المتقدمة قد يثير شكاً في نفوس البعض لكون الجواب قد ينتقض بما قد يكون عليه الواقع في بعض المجتمعات مما قد يخالف الرأي المختار.
فمثلاً لو قيل بأن الأسرة هي من نوع المركبات التي تذوب فيه أجزاءه تماماً أي من النوع الأول المتقدم الذكر، فقد ينقضه البعض بغلبة الزوج في بعض المجتمعات، أو بالعكس في بعضها الآخر فينتقض الجواب.
نقول وكما سبق أن قدمنا بأن صحة النظرية وعدم صحتها لا يمكن الحكم عليه من خلال التصرف الخاطئ للعامة من الناس الذين يخالفون في سلوكياتهم تلك النظريات.
إنما صحة النظرية من عدمه إنما يؤخذ من أولئك الذين يعتنقون النظرية، ويقومون بتطبيقها بحذافيرها، أو أن يرجع إلى نفس تلك النظريات فيعرف صحة الجواب من عدمه.
بعبارة أوضح إننا نحكم من خلال النظرية على سلوك الأفراد لا من خلال سلوك الأفراد على صحة ما ينسب إلى النظرية من عدمه.
إذن فما قد يرد من البعض من الإشكال على ما نورد من الجواب من خلال سلوكيات البعض الذي ينافي الرأي المختار لا يمكنه أن ينقض الرأي المختار.
بعدما تقدم نقول أن الأسرة لا يمكن أن تكون من نوع المركب الأول ـ وهو الذي يلغي أجزاءه تماماً ـ وذلك أنه من غير الممكن أن تكون سفينة الأسرة بلا قائد يمكن أن يقود تلك السفينة إلى بر الأمان.
كما أنه من غير المعقول أن يكون من نوع المركبات التي تطغى فيها شخصية أحد كرفي المركب على حساب الآخر بحيث تذوب فيه شخصية الآخر فالدين الإسلامي لا ينظر إلى الزواج وتكوين الأسرة على أنه من النوع الأول الذي تلغى فيه شخصية كل من الطرفين، إنما يرى بأن الأسرة أمانة ثقيلة تكون في عهدة قائد يأخذ بيدها نحو هدفها المنشود، والمنوط بها ألا وهو امداد المجتمع باللبنات الصالحة التي بصلاحها مع صلاح غيرها يصلح المجتمع وتنتشر فيه الفضيلة والخير.
كما أنه لا يريد للأسرة أن يطغى فيها أحد الزوجين ويسيطر سيطرة قائد متسلط بحيث تفنى كل شخصية أمام شخصيته ويصادر كل رأي حين يبدي هذا القائد المتسلط رأيه.
ولكن الإسلام يجعل من الأسرة مؤسسة اجتماعية أنيطت قيادتها إلى أحد الطرفين ولكن لا على أساس سيطرة هذا الطرف سيطرة الديكتاتور على أفراد مملكته بحيث لا يمكن لأحد أن يبدي رأيه في وجود ذلك الديكتاتور، ولكن الأمر هو أن هذا القائد لا يمكنه أن يصادر آراء الطرف الآخر، ولا يمكن أن يفني شخصية ذلك الطرف.
مَن يقود الأسرة؟
تقدم أن الأركان التي تتكون منها الأسرة هي:
1 ـ الرجل أو الزوج.
2 ـ المرأة أو الزوجة.
3 ـ الأولاد.
هنا نقول على عهدة مَن من الأركان الذين سبق ذكرهم تقع مسؤولية قيادة الأسرة.
إن هذه المسؤولية ـ مسؤولية القيادة ـ ((لا يمكن أن تقع على عاتق الأولاد، لأن الأولاد هم بحاجة إلى مضن يدير لهم شؤونهم، يبقى ـ هناك ـ شخصان آخران مرشحان لإدارة الأسرة)) وهذان المرشحان هما:
1 ـ الرجل: الزوج.
2 ـ المرأة: الزوجة.
فمن المرشح الأوفر حظاً والذي أنيطت به هذه المهمة الخطيرة؟
وهل أن الاختيار لمن يقود الأسرة قد وقع اعتباطاً، وبناءً على النظرة الفوقية ـ للبعض ـ إلى الرجل والتي ترفع من شأن الرجل على المرأة أم أن هذا الاختيار وقع بناءً على حسابات حكيمة؟
إن الرجل هو الطرف الذي اختاره الإسلام وأناط به مهمة قيادة الأسرة، ولكن الشيء المهم والذي لابد من توجيه الأنظار إليه هو أن إناطة مهمة قيادة الأسرة للرجل لا يعني ـ في حقيقته ـ أنه نوع من التفضيل الذي خص الإسلام به الرجل دون المرأة، بقدر ما هو واجب ثقيل ألقي على عاتقه وفق ما يتناسب وطبيعته السيكولوجية والنفسية والعاطفية.
((إن قيادة الرجل في العائلة ليس تكريماً روتينياً للرجل، وإنما هي تحقيق لهدف الزوجية، وتكريس لخصائص طرفي الزواج، تماماً كما أن طاعة الزوجة للزوج، ليس تخلفاً مشيناً، وإنما هي استجابة للقيادة في الأسرة)) إذن فلا تذهب الظنون بالمرأة في أن الإسلام قد فضل عليها الرجل لكونه أوكل قيادة الأسرة إليه دونها، بل وعليها التنبه جيداً لأولئك الذين يتصيدون في الماء العكر ـ على ما يقال ـ رغبة منهم في أن يفقد أبناء الإسلام ثقتهم في دينهم مستغلين نقاطاً معينة مفسرين الغرض منها على أهوائهم ووفق ما يخدم مصالحهم وأهدافهم.
وبالمقابل ليس على الرجل أن يشمخ بأنفه إلى السماء متصوراً أفضليته على المرأة لمجرد اختياره لقيادة الأسرة، إنما عليه أن يدرك بأن هذا واجباً ثقيلاً وأمانة عليه أن يكون أهلاً لتحملها وتأديتها على أتم وجه.
اللاعنف محور تدور حوله وظيفة القيادة:
في ضوء ما مر آنفاً يتبين لنا أن طبيعة قيادة الرجل للأسرة ((ليست تسلطاً واستيلاءً،ولذلك فإنها لا تمنع من مساهمة المرأة في الإدارة، غير أنها لا تفرض عليها المساهمة، ولا تكرهها عليها)).
وقيادة الرجل ذاتها لا تخرج إطلاقاً عن دائرة المسؤولية إلى دائرة الحكم، بالتعالم بالقسوة، والتطلع بالغلظة في السلوك والمعاشرة، وإن جنحت القيادة إلى ذلك فهي تعبير عن إفلاس الرجل في فهم القيادة وتطبيقها.
وفي الواقع فإن قيادة الرجل، قضية مغروسة في لا شعور كل من الرجل والمرأة)).
إذن فطبيعة قيادة الرجل للأسرة لم تكن مبنية على أساس العنف،ولم تكن فلسفة إعطاء الرجل قيادة الأسرة مبنية على أ ساس أن الرجل يمتلك القوة العضلية التي يمكنه من خلالها التحكم والسيطرة.
طريقة إدارة الأسرة لا يمكن أن تعتمد العنف:
يترتب على ما تقدم ذكره أنه إن كان قائد الأسرة يريد أن يصل إلى الدرجة المثلى في قيادته لأسرته فليس عليه أن يتبع الأسلوب العنيف في ذلك، فليس الزوجين في حلبة صراع تكون الأفضلية والفوز فيها للأقوى، ولكن إن كان القائد يهدف إلى أن يُطيع الآخر ((فعليه أن يخضعه بطريقة إنسانية، وليس بطريقة وحشية أو تسلطية وما إلى ذلك)).
هل يمكن للمرأة أن تقود الأسرة:
قد يقال بأنه إذا كان الملاك هو الوعي، في قيادة الأسرة، وليس الملاك التفوق العضلي فلماذا لا توكل مهمة قيادة الأسرة إلى المرأة، وخصوصاً لو كانت تمتلك وعياً أكثر من الزوج؟
نقول أنه ليس هناك مانع عقلي يمنع من قيادة الزوجة للأسرة، ولكن هناك أمور قد عجنت بفطرة المرأة لو أنها تمكنت من التخلص منها لما كان هناك أي مانع من تولي المرأة مهمة قيادة الأسرة وتمشية أمورها.
إن ((المرأة بحكم طبيعتها الرقيقة، وعاطفتها الأنثوية، وبحكم امتلاكها للمفاتن الخاصة لا تستطيع أن تدير هذه المؤسسة، وعلى الأقل فإنها لا تستطيع أن تقود الرجل)).
فالمعروف أن من المواقف ـ التي تمر بها الأسرة ـ ما يحتاج إلى الشدة وتنحية كل ما يمت إلى العاطفة بصلة، كما لو توقف علاج الابن على أن يمنع من الطعام لفترة من النهار، فهل تتمكن الأم يا ترى من أن تسيطر على عاطفتها الجياشة في قبال تضور ولدها من الجوع وصراخه منه حيث لا يعرف أن الأمر يعود بالنفع عليه لا بالضرر؟
ثم هل تستطيع المرأة أن تقفز فوق تركيبتها العضوية لتقف بشجاعة في قبال ما قد يتهدد الأسرة من المخاطر؟
أم هل يمكنها تحمل ما يحل بالأسرة من نائبة بصبر لكي لا يختل ميزان سير الأسرة؟
إن هذه الأمور هي مما عجنت به فطرة المرأة، ومما لا خلاص لها منه فكيف يمكنها أن تقف على نهج واحد في قبال صروف الدهر، وما يحل بالأسرة من نوائب ومصاعب.
ــــــــــــــــــ
كَرّ و فَرّ
* بقلم: كرار
.ألقى الجريدة من يده وقال بحسرة : هكذا هي دائماً..مظلومة !
قلت له : من تعني أيها المحامي ؟
.قال بنزق : أعني كل امرأة تعيش في بلادنا !
أخذت الأمر بشيء من الجدية : ومن تراه ظالمها ؟
قال وهو يتأمل بعيداً : المجتمع .. كل المجتمع ..
قلت بتعجب : كل المجتمع ! حتى النساء تظلم النساء ؟
ضحك باستخفاف وقال : أجل .. إن سكوتهن على الظلم أكبر ظلم !
قلت وأنا أشير بإصبعي يميناً ويساراً : عرفنا الظالم ، وعرفنا المظلوم ، ولكننا لم نعرف أين الظلم ؟
قال وهو يعد على أصابعه : سأعطيك بعضاًَ من صور هذا الظلم ، فأستمع جيداً :
أولاً : عنوان الظلم هو كلمة ( حرام ) ، إنها الكلمة التي نصفع المرأة بها كلما رفعت قدماً ووضعت أخرى فإذا أرادت أن ترى الشمس دون غطاء يكتم أنفاسها قلنا : حرام ! وإذا أرادت أن تذهب إلى مشاويرها دون سائق يعيق حريتها ، قلنا : حرام , وإذا أرادت أن تدرس مع زملائها الرجال ، قلنا : حرام ، وإذا قالت : حرام عليكم ، قلنا حرام !
ابتسمت وفتحت ذراعي وكأني أجمع الهواء ، وقلت : كل هذا أولاً ! فما ثانياً؟
قال بحمق وهو يعطي القضية نوعاً من العمق : كيان المرأة . . إنه أهون الأشياء على الرجال ، وهو مستهدف دائماً بالإذلال والإهانة تحت الشعارات الرنانة : ( لم تخلق المرأة لغير المنزل) ، ( أكبر قضية في حياة المرأة ألا تخالط الرجال) ، ( زينة المرأة .. خدمات المرأة.. كلام المرأة.. كل هذا لرجل واحد يسمى : الزوج) ، إن أعلى منزلة أعطاها هؤلاء للمرأة هي أن تكون طيلة حياتها خادمة لرجل !
وأنا أتأمل انفعالاته , كنت أفكر في المفتاح الذي يمكنني أن أتفاهم به مع الأقفال الصدئة التي وقرت في دماغ هذا الرجل ، ثم سألت:
" هل أنت متزوج ؟ "
قال : نعم .
قلت : ولديك أولاد ؟
.قال : نعم .
قلت : وزوجتك هل تعمل خارج المنزل ؟
ضحك ، واستبشر واستنفر، وقال : بالتأكيد .. إنها امرأة عصرية منتجة تعمل دوامين ، وقد تكلَّف أحياناً بمناوبة إضافية ، إنها دكتورة !
سألته : وهل لزوجتك مشاوير أخرى غير العمل ؟
قال : أجل .. إنني فخور بزوجتي ، فهي امرأة منظمة تدير وقتها بكل دقة ، فلا يكاد يومها يخلو من زيارة ، أو تسوق أو اجتماع عام، يمكنك يا سيدي - ببساطة - أن تصفها بكلمتين:امرأة حرة !
قلت وقد اكتملت الخيوط في يدي : إذا كان العمل يستغرق من زوجتك تسع ساعات ويستغرق النوم ثماني ساعات وتستغرق المشاوير والزيارات أربع ساعات فماذا بقي من الوقت لكي تقوم المرأة بدورها في الحياة ؟
قال بتعجب : دورها !! إن التي كزوجتي تؤدي دورها في حياتها على أكمل وجه !
قلت : من وجهة نظرك لو كل النساء أصبحن مثل زوجتك ، فهل ستكتفي كل المؤسسات من الأيدي العاملة ؟
.قال بحزم وعزم : بكل تأكيد !
قلت : غير أن هناك مؤسسة ستبقى خاسرة متعطلة تشكو من فقد اليد العاملة المؤهلة ..
قال : ماذا تقصد ؟
قلت : أقصد مؤسسة البيت.. من الذي سيقوم بشؤون البيت ؟
.قال وهو يهز رأسه استعداداً لجولة جديدة : فهمت ! يبدو أنك يا سيدي لم تسمع بأن استقدام خادمة أصبح لا يستغرق أكثر من أسبوع !
قلت وعلى وجهي علامات الاستخفاف : إذن فراعية بيتك العامر ، ومربية أجيالك الواعدة ، ونبض الحب والحنان الذي يغمرك وأطفالك ، كل هذا تقوم به خادم ؟
قال : وما الغريب في الأمر ؟
قلت : أما أنا فأحمد الله أن التي تدير بيتي هي بنت ديني وبلدي ، ولا يكاد وقتها بتسع لغير رعاية أبنائها والقيام بشؤون المنزل !
قال محاولاً جر البساط : لو كانت متعلمة لما جلست في البيت لحظة !
قلت : " هذه مقاييسك العوجاء ، غير أن المقياس الذي حافظت عليه زوجتي في أثناء دراستها ، وبعد تخرجها في الكلية هو أنها تتعلم لكي تعلم , ولكي تصلح بنات جنسها، وتربي أطفالها على بصيرة ".
شعر صاحبي أن الخطوط بيننا قد تباعدت ، وأن مواصلة الحديث لم تعد مجدية ، فتنحنح وأراد الانصراف ، فناديته :
متى أزورك أنا وزوجتي ؟
.فقال وهو يمضي :
عندما تعود زوجتي إلى المنزل أسألها ، ثم أتصل بك !!
* مجلة الأسرة - العدد 80 - ذو القعدة
ــــــــــــــــــ
اسرار شهر العسل00اين يذهب العروسان" نصائح عملية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* د. محمد فتحي
أين يذهب العروسان؟
1 ـ قال رجل عروس عاقل إنه لا يوافق على قضاء شهر العسل في مكان آخر غير بيت الزواج.
2 ـ وهو يرى أن يصاحب بيته، ويبدأ حياته الزوجية مع بيته الدافئ العزيز الذي سيلازمه مدى الحياة.
3 ـ ولا يريد أن يبدأ زواجه في فندق، أو في بيت غريب، أو في حياة لن يعيش فيها عمره.
4 ـ إن شهر العسل الحقيقي هو الذي نعيشه في حياتنا العادية. في بيتنا العادي، دون تكلف أو تغيير، أو تبديل أو تزوير في الأساليب اليومية.
5 ـ شهر العسل هو الشهر الذي نتعارف فيه، أنا وزوجي، ونحن وبيتنا، ونحن وأيامنا العادية، ونحن وأساليب حياتنا اليومية المألوفة، فلماذا نُدخل في حياتنا العادية في شهر العسل أموراً وأشياء غير عادية وغير مألوفة!
6 ـ فالأفضل أن يلازم الزوجان البيت العزيز، الذي سيقدم لهما أحلى ذكريات، والذي يحفظ لهما أجمل المناسبات، طوال الحياة.
7 ـ ولكن قد لا يكتمل بيت الزواج حتى يوم الزفاف (بسبب تأخر وصول حجرة النوم، أو سخان الحمام، أو فرن المطبخ، أو الثلاجة، أو عدم دخول الكهرباء أو الماء)، فيضطر الزوجان إلى قضاء شهر العسل (كله أو بعضه) في فندق أو بيت آخر، أو في رحلات في المشاتي الدافئة (الأقصر أو أسوان)، أو في المصايف المنعشة الباردة على الساحل، أو في أوربا.
اختيار المكان:
يتم اختيار مكان شهر العسل (أو رحلته) قبل موعد الزفاف بوقت كاف، وحسب ظروف العروس المالية، فواجب الرجل العروس أن يعدّ كل تكاليف شهر العسل، ويُبقى لديه ما يكفي لاستكمال بيته الجديد والإنفاق على أسرته الجديدة.
ولا تصلح الرحلات الطويلة لعروسين في شهر العسل، لما تنطوي عليه من مشقة السفر، والترحال، والتنقل بين الفنادق، وإعداد الحقائب وإخراج محتوياتها في كل انتقال، مما يرهق العروسين ويعوقهما عن الاستمتاع بشهر العسل وتجاربه الجديدة.
وتجب مراعاة النقاط التالية عند اختيار المكان أو الرحلات:
1 ـ مقدار المال الذي تنويان إنفاقه في هذا الشهر.
2 ـ طول شهر العسل.
3 ـ أنواع النشاط المشترك المحبب التي تمتعكما معاً إمتاعاً كثيراً.
4 ـ مقدار الحركة والسفر والتنقل والترحال.
5 ـ فرص الراحة والاستجمام، والتسلية والترفيه.
6 ـ رحلات قصيرة غير متعبة بالسيارة.
7 ـ الذهاب إلى النوادي الرياضية والملاعب التي يهتم العروسان بألعابها اهتماماً مشتركاً.
8 ـ اختيار مدينة تعج بالمسارح والمعارض ودور اللهو والحدائق إذا توافر المال للعروسين.
9 ـ رحلات قصيرة مع الإقامة في خيام أو مساكن وقتية، لا يحتاج فيها العروسان دائماً إلى التغيير لمسايرة البيئة المتغيرة.
الأقارب والأصدقاء:
ينبغي ألا (يفاجئ) الأقارب والأصدقاء العروسين بزيارات مفاجئة في أثناء شهر العسل.
ولا يصح أن يفكر عروسان في الذهاب إلى مجموعة من الأصدقاء لتسليتهما، فهذا أسوأ تفكير.
إن الغرض من شهر العسل هو إتاحة الفرصة لانسجام العروسين وتوافقهما، وليس إتاحة الفرص للتسلية، وتعقب الأقارب لهما، أو تعرفهما بالأقارب.
التسلية والمَلَل:
كلما خلا شهر العسل من التعقيد، تطلب الأمر تزويج العروسين بألوان كثيرة من النشاط المسلي المشوق الذي يشغفهما ويستغرق وقتهما.
ويعرف كل مَن سافر في رحلة طويلة بالقطار (ثلاثة أيام مثلاً) مع صديق لطيف، في حجرة واحدة (ديوان واحد) أن اليوم الأول كان ممتعاً مشوقاً مسلياً جداً، ولكن تتغير الحال في آخر اليوم الثالث حين تصاب هذه الصداقة بالإعياء والإرهاق أو الانتهاء.
وقد يظن العروسان (قبل شهر العسل) أن كلاً منهما يود أن يرى الآخر طوال ساعات اليوم، دون حاجة إلى تنظيم لبرنامج النشاط المشترك طول النهار، ولكن ما ابعد هذا عن الواقع!
فليس في الدنيا مخلوق جذاب مشوق يستطيع أن يبعث الاهتمام ويثير الإعجاب والتشويق أربعاً وعشرين ساعة في اليوم باستمرار لمدة عشرة أيام متوالية.
إعداد الحقيبة للسفر:
1 ـ لا تضعي نقوداً أو مجوهرات في حقيبة السفر، إلا إذا ضمنت أن تكون الحقيبة بجوارك طول الوقت. والأفضل وضع النقود والأشياء الثمينة في حقيبة يدك.
2 ـ ضعي في حقيبة السفر:
1 ـ أدوية الغسعاف لعلاج الجروح والحروق وقطرة للعين وأدوية البرد والإسهال، وأدويتك الخاصة، وفتاحة علب.
2 ـ زجاجة ماء نقي للشرب، إذا سافرت بطريق صحراوي.
3 ـ بعض الفواكه المغسولة جيداً، أو زبادي بالفواكه (في كيس).
3 ـ قسّمي ملابسك على حقيبتين صغيرتين أو متوسطتين (بدلاً من حقيبة واحدة كبيرة)، حتى يمكنك حملها.
4 ـ قبل ترتيب الحقيبة، اجمعي ملابسك المطلوبة كلها أمامك، لتحديد كل ما تريدين أخذه من ملابس وأحذية ومكملات الأناقة (أكسسوار).
وإذا ترددت في أخذ أشياء، فاتركيها جانباً حتى يستقر تفكيرك، بدلاً من وضعها في الحقيبة ثم إخراجها بعد ذلك.
5 ـ في أسفل الحقيبة: ضعي الجونلات والبنطلونات أولاً، ثم الملابس الخفيفة العلوية (مثل البلوزات) حتى لا تتكرمش وتتجعد.
وهذه الطريقة في طيّ الملابس قد تغنيك عن كيها، خصوصاً في الرحلات التي لا تريدين فيها أخذ المكواة إذا كان الفولت الكهربي في البلد المقصود غير مناسب.
6 ـ ضعي الأحذية في كيس (أو أكياس) بلاستك، حتى لا تنبعث منها رائحة.
وعند وضع كيس الحذاء في الحقيبة، لاحظي أن يكون الكعب ملاصقاً لحائط الحقيبة، حتى لا ينكسر الكعب.
ولا تضعي حذاءً قائماً (أسود أو أزرق) مع حذاء أسفر أو أبيض.
7 ـ ضعي أدوات التجميل في كيس صغير، بدلاً من نثرها في أرجاء الحقيبة، حتى لا تتعرض الأدوات للكسر فتلوث ملابسك.
8 ـ خذي مجموعة أكياس بلاستيك كبيرة، فقد تحتاجين إليها في وحلة العودة لوضع الملابس المبللة أو غير النظيفة.
9 ـ لا ننصحك بشراء هدايا لأحد. ولكن إذا اشتريت بعض الهدايا، فلا تضعي بعضها مع بعض، أو فوق بعض، وخاصة إذا كانت من زجاج، أو بورسلين، أو بلاستك. والأفضل أن تدسي هذه الأشياء منفصلة متباعدة بين الملابس.
لا تضيعي حقائبك:
1 ـ ضعي اسمك على الحقيبة من الخارج، ثم ألصقي بطاقة باسمك ورقم تلفونك وعنوانك على الحقيبة من الداخل.
2 ـ انزعي الأوراق الخاصة بالعام الماضي، حتى لا يحدث لبس أو خطأ.
3 ـ اذهبي إلى المطار قبل موعد السفر بنصف ساعة (في الرحلات لاداخلية المحلية)، وقبل موعد سفرك بساعة كاملة في الرحلات الخارجية، حتى يتوافر الوقت الكافي لوصول حقائبك إلى الطائرة ومتابعتها.
4 ـ راجعي البطاقة المكتوبة على حقائبك لتتأكدي من صحة اسم البلد المقصود (الذي أثبته مسؤول الشركة). واحرصي على أن تكون البطاقة الملصقة بعيدة عن يد الحقيبة، حتى لا تُنزع من الحقيبة نتيجة احتكاكها بالأيدي. وارطبي يد الحقيبة بشريط أو شرائط ملونة، واضحة اللون (أحمر أو أصفر أو أزرق).
5 ـ ألصقي علامة مميزة، أو شارة ملونة على حقائبك (ورق ملون أو نسيج ملون بأشكال خاصة: مستديرة أو مستطيلة أو مربعة أو مثلثة) وخاصة إذا كانت حقائبك من الأنماط شائعة الاستعمال، حتى لا تضيع بين الحقائب المتشابهة المماثلة.
6 ـ عند تغيير الطيارة، تابعي نقل حقائبك إلى الطيارة التالية حتى تصل معك على الطائرة نفسها إلى المكان المقصود، وحتى لا تتأخر الحقائب بضع ساعات، أو بضعة أيام.(54/97)
7 ـ عند الوصول، إذا كان في استقبالك شخص قريب أو عزيز، لا تتركي حقائبك جانباً، وتنشغلي عنها بتحية المستقبلين.
شهر العسل في الخارج:
الأفضل أن يقضى العروسان شهر العسل في بلدهما المألوف المعروف. ولكن إذا سمم عروسان على السفر للخارج، نتيجة توافر الطاقة الزائدة والأموال الفائضة، فالواجب أن يتذكرا النصائح العملية التالية:
1 ـ لا تركب من المطار سيارة، غير سيارات الأجرة المعتادة (سيارة الأجرة تكلفك من مطار هيثرو إلى لندن 14 جنيها استرليني في سنة 1990م).
2 ـ لا تحمل نقوداً كثيرة، أو مجوهرات، أو مصوغات ذهبية. ولا تحتفظ بها في مسكنك.
3 ـ اترك جواز السفر وتذاكر الطيارة والمصوغات والمجوهرات في خزينة، تستأجرها بأجر قليل أو خزينة خاصة بالفندق الذي تقيم فيه (أنت وعروسك). واسحب النقود من الخزينة بقدر حاجتك.
4 ـ إذا كنت تقيم في مسكن خاص، لا تفتح باب المبنى الخارجي (بوابة العمارة) لأشخاص مجهولين.
5 ـ عند الخروج لشراء حاجتك لا تصحب معك أطفالاً.
6 ـ إذا أردت أن تفحص شيئاً في النور الطبيعي خارج المحل، فلا تفعل ذلك، إلا إذا سمح لك البائع، بشرط أن يحمل لك البائع بنفسه الشيء خارج المحل.
7 ـ احتفظ بكيس البضاعة مع إيصال الدفع، مهما كان حجم البضاعة، لنهما (الكيس والإيصال) الإثبات الوحيد بأنك دفعت ثمن ما اشتريت.
وبعض المتاجر يربط بالسلعة مادة صغيرة، لا يزيلها إلا مُسَلّم البضاعة بعد دفع الثمن.
8 ـ ادفع قيمة البضاعة في القسم الخاص بها، ولا تحملها لأقسام أخرى داخل المحل، حتى لا تتعرض لاتهامك بالسرقة.
9 ـ تجنب شراء شيء من راكب سيارة، يغريك بأنه أرخص، فالشيء زائف مزيف أو مسروق.
10 ـ لا تترك أكياس البضائع المشتراة من محل آخر، دون مراقبتها.
11 ـ لا تترك حقائب اليد على الأرض، أو على كرسيّ.
12 ـ لا تقبل خدمات يعرضها مجهول أو مجهولون.
13 ـ شدّد رقابتك على أهلك عند عبور الشارع، لاختلاف اتجاه السير في شوارع لندن.
14 ـ إحذر النشالين، ومنهم مَن يرش رذاذاً على ظهر ضحيته، ثم يُبدي رغبته لإزالة القذر أو الرذاذ، لمحاولة نشله.
15 ـ لا تترك عروسك وحدها، إذا كانت لا تعرف لغة البلد الأجنبي.
16 ـ لن تستطيع العروس أن تأخذ معها بالطيارة كل ما تشتهي من ملابس، لتلبس كل يوم جديداً، فشركات الطيران تسمح عادة للراكب أن يأخذ معه (دون أجر) حقائب لا يزيد وزنها عن 20 كيلو جراماً بالدرجة الاقتصادية أو 30 كيلو جراماً بالدرجة الأولى. ولا توزن حقيبة اليد النسوية والمظلة والمعطف وغطاء للقدم وكاميرا صغيرة ونظارة معظمة وسلة لحمل الأشياء.
17 ـ لا تأكل حماماً في أوربا، ولو عم لك الناصحون أن الحمام يعاونك على الاستمتاع الحسي فهذا الكلام خطأ ولم يتضح صوابه.
لا تأكل الحَمَام، مهما اشتدت شهيتك إلى أكله لأنه ممنوع أكله أو صَيده، وقد اشتاق طالب مصري (في سويسرا) إلى أكل الحمام، وشجعه أن الحمام موجود بكثرة في أوربا، لأنه ممنوع أكله أو صيده.
وعندما شاهد الحمام يقف على نافذة غرفته، لم يستطع أن يقاوم حبه للحم الحمام، وأمسك بزوجين من الحمام وذبحهما، وبذلك أعد لنفسه وليمة.
وحدث هذا في يوم الأحد، وكانت صاحبة المسكن الذي يقيم فيه بالخارج. وحين عادت وجدت ريش الحمام في سلة القمامة، فأبلغت الشرطة، وحكم عليه بغرامة مائة فرنك (سويسري) أي حوالي 30 جنيها في سنة 1977. وهو حكم مخفف على أساس أن أكل الحمام مسموح به في وطنه!
18 ـ واحذر أن يحوي طعامك لحم الخنزير في المطاعم والفنادق. واسمه بالإنجليزي بورك PORK وبالألمانية (شفاين) SCHWEIN.
19 ـ واحذر (أنت وعروسك) أكل سلامي، SALAMI SALAME وأصل الكلمة إيطالي. وهو نوع من السجق، مصنوع من لحم الخنزير، شرائحه سميكة، ومتبل بالثوم، ولا تصدق مَن يقول إنه ليس من لحم الخنزير.
20 ـ لا تأكل السمك الفاخر في اليابان، لأن أحد أنواعه سام، ولو كان الذين يطهونه من خبراء السمك. وفي كل سنة يحدث تسمم بهذا السمك.
ولن يدرك قيمة هذه التفاصيل إلا مَن يخوض التجربة ويواجه المشكلة.
أسرار شهر العسل:
من حق المرأة أن تحب أمها حباً جماً، حتى تقدمها لعروسها:
جوهرة مصقولة ثمينة، خالية من العيوب، ليس لها مثيل.
وينصح الناصحون كل امرأة عروس بالنصائح التالية:
1 ـ بعد وصولك إلى أحضان عروسك، استقلي عن أمك تماماً، (مع استمرار حبك لها).
2 ـ وإذا حاولت أمك الاطمئنان عليك وعلى سعادتك، بعد استقرارك في بيتك الزوجي، فيكفي أن تذكري لها أن كل شيء حسن كما يرام، دون أن تذكري تفاصيل حياتك الدقيقة الخاصة، وأعمالك مع عروسك، حتى لا تجد الأم سبيلاً للتدخل بينكما، وحتى لا تفسر أموراً عابرة طارئة بأنها مشاكل جارفة عاتية.
3 ـ أما إذا أخبرت أمك بكل ما يحدث بينك وبين عروسك، فسوف يصدمه أن يعرف فجأة أن حماته تعرف كل ما بينكما من تفاصيل ومداعبات، وأحاديث وكلمات وحوادث ومعابثات، كأنها تعيش معكما وبينكما (على نفس السرير).
4 ـ وسوف يشعر عروسك أن كل أسراره تتسرب إلى خارج بيته. وأهم من ذلك أن ثقته فيك تتزعزع، وبذلك تثيرين غضب عروسك دون داع.
5 ـ من حق عروسك أنت كون حياته الزوجية سراً، لا يعرفه أحد غيرك أنت وهو، دون غيركما. وبذلك يطمئن إلى أنه ليس بينك وبينه.
ــــــــــــــــــ
إلى كل عروس تبحث عن السعادة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* د.علي الشهابي
إليكِ عروس اليوم و أم المستقبل بعض النصائح التي تحقق لك السعادة في حياتك المقبلة :
1- اعرفي ما يحبه زوجك فافعليه و ما يكرهه فاتركيه .
2- لا تكذبي خاصة مع زوجك و كوني صريحة معه حتى و إن أخطأت فهو يسامحك عن الخطأ و لكن لن يأمن لك إن كذبت عليه ، كما أن الله جل شأنه أسقط عن الإنسان الخطأ و النسيان و لم يسقط عنه الكذب .
3- لا تتحدثي أمام المعارف و الأقرباء عن عيوب زوجك و عاداته و آرائه و كل ما تعتبرينه غير جيد فيه .
4- تجنبي التهكم اللاذع فالرجل لا يغفر للمرأة التي تتهكم عليه و تسخر منه و لكن يمكن أن تحدثيه عن عيوبه برقة و أدب على أن يكون ذلك بينك و بينه و ليس أمام أحد .
5- استمعي إلى حديث زوجك باهتمام و أظهري له سعادتك بوجوده معك في المنزل و أثني على ذوقه ليبادلك الشعور الطيب .
6- كوني مرحة لبقة تضفين على المكان السرور و البهجة .
7- أغمضي عينيك عن أخطأ زوجك الصغيرة يغفر لك أخطاءك .
8- إذا رأيت زوجك على وشك الغضب فامتنعي فوراً عن الاستمرار في الحديث و إن غضب اتركي المكان .
9- اتبعي أسلوباً هادئاً في مناقشة أسباب الخلاف بينكما و أسباب الغضب .
10- يجب حل الخلافات العادية بينكما و عدم تدخل الوسطاء و تذكري أنك و زوجك شريكان و ليس متنافسان .
11- لا تكوني ثرثارة كثيرة الشكوى و اعرفي متى تتكلمين ؟ و متى تصمتين .
12- لا تنسى واجبك نحو أهل زوجك و عليك بمجاملتهم في المناسبات و بادليهم الزيارات .
13- لا بد من الاعتراف بأن زوجك ليس أمتداداً لك و لابد من وجود اختلافات في الرأي و الشخصية و الأفكار و وجهات النظر و هذا الخلاف ليس موجهاً ضدك ، فقدري ذلك .
14- كوني ملتزمة تماماً تجاه زوجك و زواجك و لا تتسرعي في الانسحاب أو طلب الطلاق لأنك شعرت بأنه غير مثالي ، بل عليكِ أن تجعلي من زواجك زواجاً ناجحاً و لا تكوني ممن يكفرن العشير ، فلا بد أن لديه مميزات كثيرة حاولي اكتشافها .
15- لا تكرري أخطاء و الديك بدون وعي فكثير من الأزواج يفعل أموراً مهددة لزواجه لأنه اعتاد رؤية والديه يفعلانها .
16- أخيراً : لا تنسي النصيحة النبوية التي جمعت محاسن الزوجة الصالحة في أنه : (( إذا نظر إليها سرته و إذا غاب عنها حفظته في ماله و عرضه )) .
ــــــــــــــــــ
الزواج في الشريعة الاسلامية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
محمد كاظم
لقد عرفت الشريعة الاسلامية الغراء ما للزواج من فائدة للجنس البشري وما للعزوبة من أضرار.
وأورد بعض الأقوال من كتاب الله المجيد وعن النبي (ص) وآل بيته (ع):
قال تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون).
وقال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً).
وقال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
وقال النبي (ص): ((ما بني بناء في الاسلام أحب إلى الله عز وجل من التزويج)).
وقال أيضاً: ((من أحب أن يكون على فطرتي فليستن سنتي، وأن من سنتي النكاح واطلبوا الولد فإني مكاثر بكم الأمم غداً وتوقوا على أولادكم من لبن البغي من النساء والمجنونة فإن اللبن يعدي)).
وفي النبوي: ((النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني)) وزاد عليه ((وأن من سنتي النكاح)).
وعن الصادق عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: ((تزوجوا فإن رسول الله (ص) قال: من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج)).
وعن أبي عبدالله (ع) قال، قال رسول الله (ص): ((تزوجوا وزوجوا)).
وقال أبي عبدالله (ع): ((ما من شيء أحب إلى الله تعالى عز وجل من بيت يعمر في الاسلام بالنكاح)).
وقال رسول الله (ص): ((ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً لعل الله يرزقه نسمة تثقل الأرض)).
وقال أيضاً (ص): ((من تزوج أحرز نصف دينه)).
وقال أيضاً (ص): ((أكثر أهل النار العزاب)).
وقال الصادق (ع): ((شرار موتاكم العزاب)).
وعن أبي عبدالله (ع): ((أن الله يحب البيت الذي فيه العرس، ويبغض البيت الذي فيه الطلاق، وما من شيء أبغض إلى الله من الطلاق)).
وعن أبي عبدالله (ع) قال: ((ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عليها المؤمن: طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه وتحصن فرجه)).
وعن الصادق (ع) قال: ((من أخلاق الأنبياء حب النساء)).
وعن الصادق (ع): ((في كل شيء إسراف إلا النساء قال الله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) .. الخ)).
وعن الصادق (ع) قال: ((ما اتقى رجلاً يزداد في هذا الأمر خيراً إلا ازداد حباً للنساء)).
وعن أبي عبدالله (ع) قال، قال رسول الله: ((ما أحببت من دنياكم إلا النساء والطيب)).
وعن أبي عبدالله (ع) قال، قال رسول الله (ص): ((قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً)).
كما أن من يشجع شخصين على الزواج يصيبه أجر كبير.
فعن الصادق (ع) قال، قال أمير المؤمنين: ((أفضل الشفاعات أن تشفع بين إثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما)).
وعن أبي عبدالله الصادق (ع): ((أربعة ينظر الله إليهم يوم القيامة: من أقال نادماً أو أغاث لهفاناً أو أعتق نسمة أو زوج عزباً)).
كما أن النبي (ص) وآل بيته (ع) نهوا عن العفة أو الانقطاع عن الزواج:
فعن أبي عبدالله (ع) قال: ((نهى رسول الله النساء أن يتبتلن ويعطلن أنفسهن عن الزواج)).
ودخلت امرأة على أبي عبدالله (ع) فقالت: أصلحك الله إني امرأة متبتلة. فقال: وما التبتل عندك؟ قالت: لا أتزوج، قال: ولم؟ قالت: ألتمس بذلك الفضل، فقال: انصرفي فلو كان ذلك فضل لكانت فاطمة أحق به منك غذ ليس أحد يسبقها إلى الفضل.
كما أن الاسلام لم يعتبر الفقر مانعاً للزواج بعدما وعد الله عز وجل بالإغناء والسعة بقوله عز من قائل: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) ويكره تركه مخافة العيلة لقوله تعالى: (وأنكحوا الأيامى).
وكان النبي (ص) زوج فقيراً لم يقدر على خاتم حديد ولا وجد له إزار ولم يكن له رداء.
وقال (ص): ((من سره أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليلقه بزوجة، ومن ترك التزويج فقد أساء الظن بالله عز وجل)).
وأن رجلاً أتى النبي (ص) فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج، حتى أمر به ثلاث مرات، فقال أبو عبدالله: نعم، هو حق. ثم قال: الرزق مع النساء والعيال.
وفي النبوي: ((تزوجوا للرزق، فإن فيهن البركة)).
عن أبي عبدالله (ع) قال: ((أتى رسول الله (ص) شاب من الأنصار فشكى إليه الحاجة، فقال له: تزوج، فقال الشاب: إني لأستحي أن أعود إلى رسول الله (ص) فلحقه رجل من الأنصار، فقال: إن لي بنتاً وسيمة فزوجها إياه، قال فوسع الله عليه فأتى الشاب النبي فأخبره، فقال رسول الله: يا معشر الشباب عليكم بالباه)).
وعن النبي (ص) قال: ((من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله عز وجل)).
وعن أبي عبدالله في قول الله عز وجل: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله) قال: ((يتزوجوا حتى يغنهم الله من فضله)).
هذا وقد نصح الأطباء عدم تأجيل الشباب زواجهم لحين يصبحوا في وضع يمكنهم فيه من إعالة أسرة، وذلك لأن الشبان يصلون إلى سن النضج الفسيولوجي، أسرع مما يصلون إلى الاستقرار الاقتصادي.
ــــــــــــــــــ
الأسئلة المطروحة على الفتاة قبل الزواج
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
محمود أحمد الشامي
ليس أصعب في الحياة من اختيار الشريك المناسب ولهذا من الضروري أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة عند الإقدام على عمل خطير كهذا:
1 ـ هل أن الأسرتين اللتين تحدرتما منهما والاختبارات التي مررتما بها متماثلة؟ فإذا كان الجواب سلباً فالأفضل درس الموضوع بجد قبل الإقدام عليه، وإلا فإن أملكما في النجاح والسعادة قليل.
2 ـ هل أنتما على صلات حسنة وصداقة مع والديكما؟ هل يعرف كل منكما والدي الآخر معرفة جيدة؟ وهل تعرفانهم في بيتهم كيف يعيشون؟ إن ذلك يساعدكما أن تعرفا ما يجب أن تنتظرا وكيف ستعيشان.
3 ـ هل أهلكما سعداء في حياتهم الزوجية؟ إن هذا أمر مهم جداً لأنه من الصعب جداً أن يؤلف الشاب والشابة اللذان والدا كل منهما منفصلان الواحد عن الآخر أما بالهجر أو بالطلاق، بيتاً سعيداً. ليس الأمر مستحيلاً ولكنه يقتضي صبراً وحكمة.
4 ـ هل تفتخر حقيقة بالشخص الذي اخترته شريكاً لك ولا تستحي به في المجتمعات وبين أصحابك؟ إذا كنت تستحي به ولو قليلاً فالأرجح إن زواجكما لن يدوم طويلاً.
5 ـ هل الشخص الذي ستختاره مصاب بمرض الغيرة؟ ذا كان كذلك فإياك وإياه، لأنه قد يغار حتى من أولاده في المستقبل وينغص حياة كل من يعاشره.
6 ـ هل كلاكما من مذهب ديني واحد. إذا كان الجواب لا فإنكما تسيران نحو المشاكل والمتاعب. قد يغير أحدكما مذهبه فوراً قبل الزواج ولكن ذلك لا يغير أخلاق الشخص ومعتقداته. ملايين من الذين فقدوا السعادة يدركون أن الفروق الدينية أعمق جذوراً مما كانوا يعتقدون. فمن منكما سيتسلط على الأولاد ويربيهم؟ وعلى دين أي واحد منكما؟ ادرسا هذه الأمور الآن قبل أن تقدما على الزواج.
7 ـ هل نضجتما عاطفياً، أم أن أحدكما تزوج سابقاً وفشل فأسرع إلى الزواج الثاني دون ترو. تذكروا أن الأولاد المدللين لا يكونون أزواجاً وزوجات مناسبين. وإذا أردت الزواج فاختر شريك ممن نضجوا عاطفياً واكتسبوا شخصية متزنة لكي يمكنك الاعتماد عليه.
إن السعادة الحقيقية تنبع من الداخل وليس من العوامل الخارجية. إن الشخصيتين المتزنتين تقدران أن تساعدا الواحدة الأخرى وتضحيان في سبيل سعادة البيت. تتغلبان على أنانيتهما حباً بسعادة الطرف الآخر. ولا تطلب الواحدة من الأخرى مطالب غير معقولة.
ليتذكر الشبان والشابان إن الزواج لا يغير أخلاق الفرد، فبنات كثيرات تزوجن رجالاً قد أدمنوا المسكرات أملاً بإصلاحهم فدل اختبار الملايين من التعسان منهن على فشل هذا الزواج وعلى عدم فائدة هذا الاعتقاد. إن الزواج لا يصلح الفرد لا بل يزيد مشاكله تعقيداً ويجعل الحياة معه تعيسة.
إذا كنت تفكر بالزواج تأكد أن شراكة كهذه مناسبة عاقلة، وإنكما ناضجان عاطفياً ولكما أهداف مشتركة ورغائب متشابهة. ولا سعادة في زواج يتجه فيه الزوج يميناً والزوجة شمالاً، وهذه حالة صعبة جداً على الأولاد. إنه من الحكمة أن تعتنقا مبادئ دينية واحدة وأفكاراً متشابهة وأن تكونا على مستوى واحد من الذكاء، مستعدين لأن يكيف أحدكما نفسه طبقاً لحاجة الشريك الثاني ورغائبه.
عندما تدرس شخصاً لتتخذه شريكاً لك في الحياة تأمل في العواقب أو لا هل هو الشخص الذي تقدر أن تقضي كل حياتك معه تحت سقف واحد؟ إذا كان الجواب لا، اعتمد على حسن ذوقك وحكمتك وابتعد عن الخطر الكامن. متى تزوجت عليك أن تقبل المر مع الحلو، لأن الزواج اتفاق على السراء والضراء، ومتى دخلت الحظيرة لا يمكنك أن تخرج منها بسهولة متى شئت. فالأفضل إذ أن تزن الأمور بحكمة وروية وصبر قبل الإقدام. لا تحتقر مشورة والديك في هذا الأمر فإذا لم يوافقا أعلم أنهما فعلا ذلك لسبب مهم، وهما ربما كانا أدرى بك من نفسك. كثيراً ما يكون صديقك المخلص خارج العائلة فاستأنس برأيه وإياك أن تعتمد على قول (وسيط الزواج) لأنه إنما يفعل ما يفعل للذة في نفسه، ولا يهمه كثيراً نجح الزواج أم فشل. وأما إذا كنت مقتنعاً كل الاقتناع بأن الشريك الذي اخترته هو الشريك المناسب وإنكما على وفاق تام من حيث الرغائب والميول مستعدين للتضحية إذا اضطررتما إليها فاقدم ولا تتردد في وضع خططك للمستقبل.
ليس أبهج في الحياة وأمتع من زواج موفق ناجح وفي الوقت نفسه ليس من تعاسة تفوق تعاسة العيش في بيت لا سعادة فيه. إن الزواج الموفق الناجح يقتضي شخصين متماثلين قدر الإمكان، ووجهة نظرهما إلى الأمور الجوهرية واحدة. واعلم أن سعادتك في يدك أنت وتعاستك هي بالأكثر من صنعك فالكل متوقف عليك.
كلمة نصح للفتيات:
إن الفتاة بطبعها ميالة إلى الخيال، وهذا من حسنات الجنس اللطيف، فبالرغم من مشاكل الحياة نجد معظم النساء لا يرينها كما هي، بل كما يردنها أن تكون، ولهذا نراهن كثيراً ما يحببن نقل أثاث البيت وترتيبه من شكل إلى آخر ويرغبن في شراء الجديد من الثياب ولاقبعات مظهرات كل تأنقات جنسهن.
ولكن هذا الخيال له أخطاره إذ لا يمكننا دائماً أن نعتمد على عواطفنا لأنها كثيراً ما تتغلب على عقلنا فتصور للفتاة كل شيء جذاباً، فتضلها عن معرفة حقيقة الأمور.
والشخص الذي يجب عليه أن لا يطير في الهواء غراماً هو الفتاة لأنها إذا ضلت وعميت عن الحقيقة الواقعية تخسر خسارة فادحة قد لا تعوض. وقد جهزت الطبيعة أن تبلغ الفتاة قبل الشاب لكي تتهيأ للأمر قبله بعدة سنوات وهي لا شك بحاجة إلى هذا الوقت للاستعداد.
على الفتيات أن يكن حذرات فيمن يعاشرن، والأفضل أن يكون للفتاة أصدقاء قلائل مخلصون من أن يكون لها معارف كثيرون من النوع الرديء. إن المسؤولية على الفتاة كبيرة لأنها تحمل معها إمكانات بيت وعائلة، ولهذا يجب عليها أن تسأل نفسها كيف تريد أن يكون بيتها؟ ما هو نوع الشخص الذي تختاره شريكاً لحياتها؟.
لقد بدلت الطبيعة جهوداً بأن خلقت في الفتاة غدداً في جسمها تجعلها جذابة للرجل فعليها أن لا تعجب من ذلك فتعجب بنفسها بعض الأحيان وتعجز عن ضبط عواطفها. حتى أحكم النساء قد يفقدن صوابهن ويتعرضن لخطر كهذا. فلتحذر الفتاة ذلك، لأنها إذا لم تتسلط دائماً على ميولها وعواطفها فإنها تسير نحو الخطر الشديد. ليس فقط لنفسها بل للآخرين أيضاً.
ولكي يأمن المجتمع هذا الخطر قد أنشأ لنفسه مجموعة من القوانين تدعى قوانين الآداب يجب على الفتيات التقيد بها، وقد تظهر هذه القوانين كأنما قد مضى عليها الزمن في الوقت الحاضر ولكن لا يزال ذوو العقول الراجحة يتبعونها نساء ورجالاً. لقد قال الحكيم (الصيت أفضل من الغنى العظيم). إن ليلة واحدة من السلوك المتهتك كافية لأن تصم حياة الشخص كلها بوصمة عار لا تمحى. ولأمر جوهري حافظت الأجيال المتعاقبة على هذه القوانين الأدبية الثمينة البانية.
ــــــــــــــــــ
فوائد الزواج
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
منى العظيمي
للزواج من فوائد عامة ومصالح اجتماعية، أبرزها:
1 ـ الحفاظ على النوع الانساني، إذ به يتكاثر ويستمر النسل الانساني إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
2 ـ المحافظة على الأنساب.
3 ـ سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي، حيث لا يخفى على كل ذي لب وإدراك، ان غريزة الجنس حين تشبع بالزواج المشروع، يتحلى أفراد المجتمع بأفضل الآداب وأحسن الأخلاق، وأفضل ما يبين هذا الأمر، حث الرسول (ص) الشباب على الزواج في العديد من الأحاديث الشريفة.
4 ـ سلامة المجتمع من الأمراض، إذ ان الزواج الشرعي يبعد الشباب عن الوقوع في الزنا، ويحول دون شيوع الفاحشة، وهذا من شأنه أن يكون سبباً إلى أمراض شتى، منها مرض الزهري وداء السيلان ومرض الإيدز الخطير.
5 ـ في الزواج سكن روحي ونفسي، به تنمو روح المودة والرحمة، وينسى الزوج ما يكابده من عناء في نهاره حين يجتمع بأفراد أسرته، وهم بالمقابل يحنون إليه ويأنسون به، وصدق الله إذ يصور هذا الوضع بقوله: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
6 ـ في الزواج تعاون الجنسين في بناء الأسرة، وتربية الأولاد، وقد أصبحت ضرورة عدم تأخير الزواج، ملحة أكثر من ذي قبل، وذلك لأسباب عدة، أهمها:
أولاً: إنقاذ الشاب من الهواجس النفسية والتأملات الجنسية التي تسيطر على عقله وتفكيره، وتقف عائقاً في طريق غايته ونشاطه العملي والوظيفي وحتى الدراسي.
ثانياً: إبعاد الشاب عن الوقوع في حبائل الشيطان التي تروج لها المغريات الكثيرة في العصر الحاضر، كظهور النساء خليعات إلى جانب تبرجهن الفتان في كافة الوسائل الإعلامية وغير الإعلامية، كالمجلات وأجهزة التلفزيون والقنوات الفضائية والانترنيت، بحيث اصبح الشباب لا يستطيعون درأ أخطارها إلا بتمسكهم بدينهم، وتملكهم لنصف الدين، مصداقاً لما ورد في الحديث الشريف: ((الزواج نصف الدين، فليتق الله في النصف الآخر)).
ثالثاً: في عدم تأخير الزواج، لحاق الذرية بوالديها قبل شيخوختهما التي تحد من نشاطهما إن لم نقل عجزهما عن القيام بواجباتهما تجاه أولادهما، وفي هذا ما فيه من انضمام وتعاون الأولاد إلى تعاون الوالدين من أجل تنشئة الأسرة وحياتها حياة رغيدة.
رابعاً: في الإقبال على الزواج، دافع قوي للشباب من أجل السعي والبناء وتأمين المتطلبات الأسرية
ــــــــــــــــــ
إزالة العقبات من طريق الزواج (حلول واقعية إيجابية )
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
أحمد فائز(54/98)
إن الزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية الفطرية. وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة. فالاسلام يعترف بذلك الميل حقيقة واقعة، لا بد من مواجهتها بحلول واقعية إيجابية... هذه الحلول الواقعة هي تيسير الزواج، والمعاونة عليه، مع تصعيب السبل الأخرى للمباشرة الجنسية وإغلاقها نهائياً: يقول الله سبحانه: (وأنكحوا الأيامى منكم، والصالحين من عبادكم. ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. والله واسع عليم. وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله. والذين يتبغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم ـ إن علمتم فيهم خيراً ـ وآتوهم من مال الله الذي آتاكم، ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ـ إن أردن تحصناً ـ لتبتغوا عرض الحياة الدنيا. ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)..
الزواج هو الغاية النظيفة لهذا الميل الفطري. فيجب أن تزول العقبات من طريق الزواج، لتجري الحياة على طبيعتها وبساطتها. والعقبة المالية هي العقبة الأولى في طريق بناء البيوت، وتحصين النفوس. والاسلام نظام متكامل، فهو لا يفرض العفة إلا وقد هيأ لها أسبابها، وجعلها ميسورة للأفراد الأسوياء. فلا يلجأ إلى الفاحشة حينئذ إلا الذي يعدل عن الطريق النظيف الميسور عامداً غير مضطر.
لذلك يأمر الله الجماعة المسلمة أن تعين من يقف المال في طريقهم إلى النكاح الحلال: (وأنكحوا الأيامى منكم. والصالحين من عبادكم وإمائكم. ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)...
والأيامى هم الذين لا أزواج لهم من الجنسين.. والمقصود هنا الأحرار. وقد أفرد الرقيق بالذكر بعد ذلك: (والصالحين من عبادكم وإمائكم). وكلهم ينقصه المال كما يفهم من قوله بعد ذلك: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).
وهذا أمر للجماعة بتزويجهم. والجمهور على أن الأمر هنا للندب. ودليلهم أنه قد وجد أيامى على عهد رسول الله (ص) لم يزوجوا. ولو كان الأمر للوجوب لزوجهم. ونحن نرى أن الأمر للوجوب، لا بمعنى أن يجبر الإمام الأيامى على الزواج، ولكن بمعنى أنه يتعين إعانة الراغبين منهم في الزواج، وتمكينهم من الإحصان، بوصفه وسيلة من وسائل الوقاية العملية، وتطهير المجتمع من الفاحشة. وهو واجب. ووسيلة الواجب واجبة.
وينبغي أن نضع في حسابنا ـ مع هذا ـ أن الاسلام ـ بوصفه نظاماً متكاملاً ـ يعالج الأوضاع الاقتصادية علاجاً أساسياً، فيجعل الأفراد الأسوياء قادرين على الكسب، وتحصيل الرزق، وعدم الحاجة إلى مساعدة بيت المال. ولكنه في الأحوال الاستثنائية يلزم بيت المال ببعض الإعانات... فالأصل في النظام الاقتصادي الاسلامي أن يستغني كل فرد بدخله. وهو يجعل تيسير العمل وكفاية الأجر حقاً على الدولة واجباً للأفراد. أما الإعانة من بيت المال فهي حالة استثنائية لا يقوم عليها النظام الاقتصادي في الاسلام.
فإذا وجد في المجتمع الاسلامي ـ بعد ذلك ـ أيامى من فقراء وفقيرات، تعجز مواردهم الخاصة عن الزواج، فعلى الجماعة أن تزوجهم. وكذلك العبيد والإماء غير أن هؤلاء يلتزم أولياؤهم بأمرهم ما داموا قادرين.
ولا يجوز أن يقوم الفقر عائقاً عن التزويج ـ متى كانوا صالحين للزواج راغبين فيه رجالاً ونساء ـ فالرزق بيد الله. وقد تكفل الله بإغنائهم، إن هم اختاروا طريق العفة النظيف: (ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).
وقال رسول الله (ص): ((ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)). وفي انتظار قيام الجماعة بتزويج الأيامى يأمرهم بالاستعفاف حتى يغنهم الله بالزواج: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله).. والله لا يضيق على من يبتغي العفة، وهو يعلم نيته وصلاحه.
وهكذا يواجه الاسلام المشكلة مواجهة عملية، فيهيئ لكل فرد صالح للزواج أن يتزوج، ولو كان عاجزاً من ناحية المال، والمال هو العقبة الكؤود غالباً في طريق الإحصان.
ولما كان وجود الرقيق في الجماعة من شأنه أن يساعد على هبوط المستوى الخلقي، وأن يعين على الترخص والإباحية بحكم ضعف حساسية الرقيق بالكرامة الانسانية. وكان وجود الرقيق ضرورة إذ ذاك لمقابلة أعداء الاسلام بمثل ما يعاملون به أسرى المسلمين. لما كان الأمر كذلك عمل الاسلام على التخلص من الأرقاء كلما واتت الفرصة. حتى تتهيأ الأحوال العالمية لإلغاء نظام الرق كله، فأوجب إجابة الرقيق إلى طلب المكاتبة على حريته. وذلك في مقابل مبلغ من المال يؤديه فينال حريته (والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم. إن علمتم فيهم خيراً)..
وأخطر من وجود الرقيق في الجماعة، احتراف بعض الرقيق للبغاء. وكان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني، وجعل عليها ضريبة يأخذها منها ـ وهذا هو البغاء في صورته التي ما تزال معروفة حتى اليوم ـ فلما أراد الاسلام تطهير البيئة الاسلامية حرم الزنا بصفة عامة، وخص هذه الحالة بنص خاص: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء، إن أردن تحصناً. لتبتغوا عرض الحياة الدنيا. ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم).
فنهى الذين يكرهون فتياتهم على هذا المنكر، ووبخهم على ابتغاء عرض الحياة الدنيا من هذا الوجه الخبيث. ووعد المكرهات بالمغفرة والرحمة، بعد الإكراه الذي لا بد لهن فيه.
قال السدي: أنزلت هذه الآية الكريمة في عبدالله بن أبي بن سلول، رأس المنافقين، وكانت له جارية تدعى معاذة، وكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها، إرادة الثواب منه، والكرامة له. فأقبلت الجارية إلى أبي بكر فشكت إليه ذلك، فذكره أبو بكر للنبي (ص) فأمره بقبضها. فصاح عبدالله بن أبي: من يعذرنا من محمد؟ يغلبنا على مملوكتنا! فأنزل الله فيهم هذا.
هذا النهي عن إكراه الفتيات على البغاء ـ وهن يردن العفة ـ ابتغاء المال الرخيص كان جزءاً من خطة القرآن في تطهير البيئة الاسلامية، وإغلاق السبل القذرة للتصريف الجنسي. ذلك أن وجود البغاء يغري الكثيرين لسهولته، ولو لم يجدوه لانصرفوا إلى طلب هذه المتعة في محلها الكريم النظيف. ولا عبرة بما يقال من أن البغاء صمام أمن، يحمي البيوت الشريفة، لأنه لا سبيل لمواجهة الحاجة الفطرية إلا بهذا العلاج القذر عند تعذر الزواج. أو تهجم الذئاب المسعورة على الاعراض المصونة، إن لم تجد هذا الكلأ المباح!
ان في التفكير على هذا النحو قلباً للأسباب والنتائج. والميل الجنسي يجب أن يظل نظيفاً بريئاً موجهاً إلى امداد الحياة بالأجيال الجديدة. وعلى الجماعات أن تصلح نظمها الاقتصادية بحيث يكون كل فرد فيها في مستوى يسمح له بالحياة المعقولة وبالزواج. فإن وجدت بعد ذلك حالات شاذة عولجت هذه الحالات علاجاً خاصاً... وبذلك لا تحتاج إلى البغاء، وإلى إقامة مقاذر انسانية، يمر بها كل من يريد أن يتحفف من أعباء الجنس، فيلقي فيها بالفضلات، تحت سمع الجماعة وبصرها!
إن النظم الاقتصادية هي التي يجب أن تعالج، بحيث لا تخرج مثل هذا النتن. ولا يكون فسادها حجة على ضرورة وجود المقاذر العامة، في صورة آدمية ذليلة.
وهذا ما يصنعه الاسلام بنظامه المتكامل النظيف العفيف، الذي يصل الأرض بالسماء، ويرفع البشرية إلى الأفق المشرق الوضيء المستمد من نور الله.
ــــــــــــــــــ
إرشادات صحية قبل الزواج
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
كارل بلانشة
أن من واجب الزوجة والزوج أن يثقا بكفاءتهما الصحية قبل موعد الزواج، وذلك بعرض نفسيهما على الطبيب الأخصائي. ويظهر أن الطبيعة الأم نفسها شاءت أن تسهل عمل الأطباء إذ جعلت الكفاءة الصحية في حد ذاتها تكون من أساس ثروة كل شخص منا، بحيث تساعده هذه الثروة في العثور على زوجة (زوج) مناسبة، في حالة وجود الصحة متوفرة لديها، وتحول بينها وبين الزواج، من ناحية أخرى، إذا كانت صحته ضعيفة.
إن معظم الناس، نساء ورجالاً، يرفضون الزواج من المرضى بأمراض مستعصية على الطب، أو أولئك المصابين بعاهات ظاهرة، عضوية كانت أو عقلية أو جسمية. وهكذا تؤمن الطبيعة ارتباطاً وثيقاً بين الصحة والزواج، إذ تغري الفتاة بأن تتزوج من الشاب المتمتع بصحة وعافية، ورفض قبول يد من كان ضعيفاً أو مريضاً مرضاً خطراً. وكذلك يبحث الشاب في العادة عن الفتاة الجميلة الشابة الممتلئة الجسم صحيحته، ذات الصدر الناهد والخدين المتوردين والحيوية الظاهرة، وندر أن قبل شاب بفتاة مريضة أو قبيحة ونحيلة إلا إذا كانت هناك أسباب أخرى توجب هذا الزواج.
ومن قواعد الزواج الناجح عدم تزويج البنات أو الفتيان الذين لا يزالون في أول حداثتهم وفي بدء وعيهم وبلوغه من فمثل هؤلاء ينضجون جسمياً دون أن ينضجوا نفسياً النضوج الكافي الوافي الذي يؤهلهم لتأسيس عائلات جديدة وتحمل مسؤوليات الزواج والأولاد والتربية وما يتبع ذلك. ولا يقتصر الخوف في هذه الحالة على الأب والأم الصغيرين بل هو في المقام الأول خشية على الأبناء أنفسهم. لأن أبناء الزواج المبكر يكونون في العادة ضعاف البنية من ناحيتي العقل والجسد.
ولذلك ننصح الأمهات والآباء في مجتمعاتنا التي تنتشر فيها مثل هذه الزيجات بألا يتسرعوا في تزويج أبنائهم وبناتهم مهما كانت الدوافع والظروف. إن زواجاً متأخراً مضمون النجاح أفضل من الزواج المبكر القائم على المخاطرة. وحري بنا أن نتشبه بالمجتمعات التي تمنع الزواج المبكر. وقد جرى إحصاء أعدته وزارة الشؤون الاجتماعية في السويد، وفيه أن معدل سن زواج الشباب 28 سنة والبنات 25، فأين نحن من هذا المعدل؟
ويجب على الآباء والأمهات أيضاً الحذر من تزويج الصغيرات من رجال يكبرنهن سناً بنسبة عالية جداً. إن هذا الأمر غير مقبول من الناحية الصحية التي نهتم بها في هذا العصر، إلى جانب رفض المنطق والذوق العام له. فالسيئات الصحية هي أن الفتاة التي تتزوج رجلاً كبير السن تكون عادة في شهوة متدفقة مشبوبة، إذ تكون في فجر أنوثتها وخصب حيويتها، ولذلك تكون مطاليبها الغرامية كثيرة، فتحتاج إلى علاقات جنسية مثيرة ووفيرة وطويلة الأمد ومتعددة اللذات والأوضاع. أما الرجل في سنه المتقدمة فيكون عادة ضعيف البنية قليل الطاقة للجماع والإثارة والاستجابة لإغراءات الزوجة الفتية. وعندما يظهر الفرق الشاسع بين حيويتيهما يبحثان عن الحل المناسب، إن لم يختلفا، وإن أرادا مواصلة حياتهما الزوجية. فإن كل الحل على حساب رغبة وشهوة الزوجة وحيويتها الجنسية شعرت بكبت ولهفة وحرقة، بحيث تضمر صحتها ويترهل قوامها وتصيبها الأمراض الجسمية والنفسية، هذا إذا لم ترفض أن تدفع متعتها ثمناً لراحة زوجها فتهرب منه. وأما إذا كان الحل على حساب إمكانية الزوج الجنسية الضئيلة، أي إذا أراد الزوج أن يحقق كل رغبات جسده، فلا تمر شهور إلا ويكون هذا الجسد قد استنزف كل قواه وخارت طاقاته، فيقع الرجل فريسة مرض عضال أو عجز جنسي تام، وفي كلا الحالين الألم والضرر عظيمان جداً.
وهناك أيضاً مسألة زواج الأقرباء، أي ارتباط أفراد أقرباء جداً بالدم في علاقات زوجية، مثل أبناء العمومة والخالات. وهذا الأمر كثير في مجتمعاتنا وبلادنا، ومما يزيد في شيوعه فهم الكثيرين من الناس للحب بأنه مجرد تفاهم ووداد. لذلك يتفق قريبان جداً على الزواج، لا لأنهما يشعران بالحب الصافي بل لأنهما يثقان الواحد منهما بالآخر ويعجبان بما فيهما من صفات واتفاق عواطفهما وأهوائهما وميولهما ونظراتهما إلى الحياة، متناسين أن هذا الأمر ليس كافياً للزواج. والغريب أن تنتشر هذه العادة في مجتمعاتنا رغم عدم تشجيع أكثر الأديان عليها حرصاً على البيت الزوجي.
والحقيقة أن الزواج الناجح يجب أن يكون مثل الجوقة الموسيقية التي تحتاج إلى انسجام بين آلات طرب وأصوات متعددة مختلفة، وليس إلى الآلة نفسها. وأفضل الزيجات ما قام على خصائص مختلفة، أي الذي يكون بين فردين من عائلتين لا تربط بينهما علاقة دموية رحمية ولا قرابة تناسلية. يعاني الأبناء الويل الأكبر في زيجات المتقاربين، إذ يحمل أبناء الزوجين اللذين ينتميان إلى أسرة واحدة (عائلة) أمراض وجراثيم هذه الأسرة. أما أبناء الزوجين غير المتقاربين فلا يحملون إلا القليل النادر من أمراض عائلة كل من الأب أو الأم. وأكثر أمراض هذه الزيجات المتقاربة بروزاً الكساح في الأبناء والعقم في الزوجين أنفسهما.
وتبقى الطامة الكبرى هي زواج من يعلم بمرضه أو بمرضها، إذا كان ذلك المرض معدياً أو متوارثاً، غير آبة، ولا آبهة، لما قد يصيب شريك المخدع أو ينتقل إلى الذرية في المستقبل الزوجي. فمرض السل على سبيل المثال لا يلائم الزواج مطلقاً، وخصوصاً المصابين به، إذ إن مريضة السل تكون عرضة لانتقال جراثيم مرضها إلى أبنائها بعد الزواج. كما أن الزواج يساعد المرض نفسه على الازدياد والتفشي وعلى الضرر الشديد بالمريضة. فمريضة داء السل، ولو استعادت بعض صحتها، عليها ألا تتزوج أبداً. أما المريض الذي أصيب سابقاً بهذا المرض، وعلى الرغم من أن الناس يعتقدون بأن الزواج قد يساعده على التخلص من مرضه، فإننا لا ننصح لهذا الرجل (أو المرأة) بالزواج، وإن كنا لا نرى فيه خطراً كبيراً كخطر زواج المريضة بالسل.
كما أن الطب يحذر من الزواج في العائلات التي يظهر عند أبنائها عارض مرض الجنون. وهذا لا يعني تماماً أن كل أبناء عم وأبناء خال وخالة مرضى بالجنون يجب ألا يتزوجوا. ولكن المقصود أن ابن أو ابنة المريض، أو إخوته وأخواته يجب ألا يتزوجوا. والعائلة التي يظهر فيها أكثر من عارض واحد للجنون يجب أن لا يتزوج منها. ذلك أن الضعف العقلي مرض وراثي سريع الانتشار والتوارث، حتى إن (الخبل) الذي لا يعد جنوناً، يرتبط بالجهاز التناسلي ارتباطاً وثيقاً، وهو مسؤول بدرجة كبيرة عن ضعف الكثيرات من الزوجات والكثير من الأزواج في حيوتهم الجنسية وبرودهم عند عملية الاتصال الجنسي.
أما المصابون بمرض القلب، فإننا نشير إلى أن مرض القلب نوعان وراثي واكتسابي. فأما الأول فإن المصاب به ندر أن يعيش إلى سن البلوغ، إذ عن معظم مرضى القلب الوراثي يموتون في أول حياتهم. وإذا حدث أن عاش بعض هؤلاء المرضى فيجب ألا يتزوجوا أبداً. أما الذين يصابون بهذا المرض في حياتهم فيكتسبونه اكتساباً، فإنه يسمح لهم بتأسيس عائلات جديدة شرط أن ينالوا إذن الطبيب الذي يحتاج أولاً إلى أن يتأكد من أن هذا المرض ليس على درجة كبيرة من الخطورة.
وزواج مريض القلب أيسر من زواج مريضة القلب، ذلك أن قلب المرأة أكثر تأثراً بالاتصال الجنسي من قلب الرجل، أضف إلى ذلك تعب هذا القلب وتأثره بمتاعب الحمل والولادة والتربية.
ــــــــــــــــــ
كيف تختارين شريك حياتك؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
حسين الراضي العبد الله
هناك بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها الرجل حتى ترغب المرأة في الزواج منه وفيما يلي بعض هذه الصفات:
1 ـ الإيمان والتدين:
فبهما ينصف الزوج زوجته من نفسه ويعطها حقوقها ولا يظلمها، ويكون مثل هذا الزوج فخراً لها ولأولادها في الحاضر والمستقبل، وهذا ما عبرت عنه الرواية القائلة: ((إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه...)).
2 ـ حسن الخلق:
إن من أهم الصفات في الزوج هو حسن الخلق مع زوجته وأهله، أن الأهمية الكبرى لحسن الخلق هو حسن الخلق مع أهله وزوجته لذلك ركز الاسلام على هذه الصفة في الزوج عند أول اختياره في الزواج واستمراريتها فيه بعد ذلك وتطويرها إلى الأفضل والأحسن.
وقد جاء في الصحيح عن عبدالله بن سنان عن الإمام الصادق (ع) قال: ((البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)).
ومن الواضح من هذه الصحيحة أن حسن الخلق مع البر للوالدين والزوجة والأهل يعمران الديار، لأن الانسان إذا حسن خلقه مع زوجته والزوجة حسنت خلقها مع زوجها، فدارهما تعمر وتستقر ويعيشان في انسجام حتى آخر حياتهما، ونتيجة ذلك هو طول عمرها وهذه نتيجة طبيعية.
3 ـ التقوى وأثرها في الحياة الزوجية:
إن تقوى الزوج وورعه عن الحرام في المأكل والمشرب وعدم الاعتداء على أعراض الآخرين ولو بالنظر العادي البسيط، له الأثر الكبير في حياته بشكل عام وفي الحياة الزوجية بشكل خاص.. حيث ذلك الأثر يجده في زوجته وأولاده.
4 ـ الوفاء:
وذلك أن يكون الرجل وفياً مخلصاً لزوجته، وإن كان فقيراً خيراً لها من أن يكون غنياً ولكنه غير وفي لها.
5 ـ أن يكون عالماً:
أو متعلماً في العلوم الشرعية، عن أبي حمزة الثمالي قال:: قال لي أبو عبدالله (الإمام الصادق) (ع): ((اغد عالماً، أو متعلماً، أو أحب أهل العلم، ولا تكن رابعاً فتهلك ببغضهم)).
وقد يكون الزوج سبباً في نجاة تلك الفتاة وتخرج من الظلمات إلى النور بسببه، وعلى الأقل أن يكون سلوكها وعباداتها على الوجهة الشرعية الاسلامية.
6 ـ أن يكون باراً بوالديه:
وصولاً لرحمه حتى ينعكس ذلك على حياته الزوجية وتوفيقاته الإلهية.
7 ـ أن يكون قنوعاً:
في رزقه وعمله وزوجته وأهله، فإن القناعة كنز لا يفنى، والرجل إذا كانت عنده قناعة يؤثر ذلك في استقرار حياته الزوجية.
8 ـ أن يكون حكيماً عاقلاً:
في تصرفاته وكلامه فيظل زوجته بحكمته ويعالجها بعقله وصبره ويدفع عنها شرور الحماقة بهدوء أعصابه وحسن تصرفاته وعقلانيته.
ــــــــــــــــــ
عندما تتزوجين.. هكذا عاملي زوجك
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
محمود أحمد الشامي
ـ حاولي أن تكسبي حب زوجك لشخصك ولصفاتك الحلوة وروحك الجذابة فتلك الصفات تزيد جمال المرأة جمالاً يدوم على مر السنين وتكبر في عين زوجها فالاحترام بين الزوجين هو أساس الزواج الناجح وبنية البيت السعيد.
ـ الزوجة العاقلة هي من تعلم أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة... وتلك من سنن الله على عباده... فاصبري معه وكوني عوناً له في وقت شدته وضيقه ولا تتخلى عن بيتك وأسرتك وراء أمال وأحلام كاذبة وتشكي شظف العيش معه في سبيل الخلاص منه.. بل تذكري دائماً الأيام التي نعمت بها مع زوجك في رخاء وسعادة فتكوني معه في الضراء كما قاسمته السراء.
ـ اعلمي أن التوافق والانسجام بينك وبين زوجك لن يتأتى بصورة إيجابية في بداية الحياة الزوجية وذلك لاختلاف الميول والطباع والعادات لكل منكما ولكن مع وجود الرغبة الصادقة والنية المخلصة في تحقيق ذلك التوافق فإنه سوف يتحقق حتماً بمرور الأيام...
ـ حاولي ألا تكوني امرأة تقليدية... حتى لا يشعر زوجك بالسأم والملل فإن تكرار نفس الأعمال ونفس المظهر ونفس الأشياء يومياً كفيل بأن يسبب الضجر لأي إنسان.. إن الزوجة الذكية هي التي تكسر دائماً روتين الحياة اليومية.. ولا يتأتى ذلك إلا بالسعي الدائم لاكتساب خبرات جديدة وزيادة وتنمية المعلومات والتجارب...
ـ حاولي أن تكوني دائماً عوناً لزوجك على أعباء الحياة فلا ترهقيه بطلبات تفوق طاقته... ساء كانت تلك الطلبات مادية أو معنوية.. ولا تنس أن زوجك قد يستدين أو يسلك طريقاً منحرفاً ليحقق لك تلك الطلبات.. وفي كل الأحوال ستكون النتيجة وبالاً على سعادتك الزوجية.
ـ تذكري دائماً إن طبيعة كل فرد منا تهفو لسماع العبارات الطيبة رغم تأكدنا من مشاعر الطرف الآخر... فمشاعر الود وعبارات المجاملة بينك وبين زوجك تحفظ علاقاتكما من أي ملل أو فتور يتسلل لها... بل تضفي الدفء والانتعاش... فاحرصي على عدم غياب تلك العبارات في حياتك الزوجية.
ـ هناك مثل جميل يقول: القناعة كنز لا يفنى.. والقناعة لا تعني الخنوع والخمول والكسل وإنما تعني الرضا بما قسمه الله لك دون حنق أو تبرم على اعتبار أنه نعمة من نعم الله عليك بالنظر لمن هم أقل منك.. ثم العمل الجاد المخلص لتحسين وضعك وترك النتائج على الله سبحانه وتعالى... والزوجة الصالحة هي التي تعلم إن الغنى ليس غنى المال وكثرة المقتنيات وإنما الغنى غنى النفس التي تعرف كيف تستغني عن الأشياء عندما يكون الحصول عليها سيكلفنا ما لا طاقة لنا به.
ـ من الأفضل عدم فض رسائل زوجك دون علمه... لأنه يولد في نفسه شعوراً بالتجسس عليه.. واحرصي على عدم إلحاحك في معرفة ما لا يريد إخبارك عنه.. ولا تتبعي أسلوباً ينفر منه زوجك في معرفة تلك الأخبار (كإفراغ جيوبه.. البحث في أشياءه الخاصة) لأن ذلك يعتبر تعدياً على حق من حقوقه.
ـ لا تسألي زوجك عن أشياء قد تضرك الإجابة الصريحة عنها.. مثل سؤالك عن علاقاته النسائية قبل الزواج.. وإصرارك على معرفة من كان له علاقة معها بالاسم.. أو عن نزواته ومغامراته السابقة... فمعرفتك لكل هذه الأشياء سيجعلك رغم إرادتك تعقدين دائماً مقارنة بينك وبين من عرفهن... وذلك من شأنه أن يحيل حياتك إلى جحيم كنت في غنى عنه. فالمرأة الذكية هي التي لا تنبش في ماضي زوجها وتكتفي بأنه أصبح الآن ملكاً لها وحدها.. وفياً ومخلصاً في الحاضر والمستقبل.
ـ يجب أن تكون لزوجك أكبر مساحة من اهتمامك وتفكيرك... فكل ما تقومين به من أعمال واهتمامات أخرى يجب أن تصب في النهاية في ينبوع اهتمامك بزوجك وحرصك على إبراز هذا الاهتمام في كل مناسبة بلا مبالغة أو انفعال...
ـ عليك أن تتحلى دائماً باللباقة... واللباقة تعني اختيار الكلمات المناسبة للمواقف المناسبة.. والمرأة اللبقة هي التي تعرف كيف تمتص غضب زوجها إذا ما حدث.. تعيده في لحظات إلى طبيعته المألوفة.. وذلك بوسيلة إيجابية محببة إلى نفسه.. وليس بالإنزواء أو السكوت لأن تلك السلبية قد تؤدي إلى نتيجة عكسية فقد يعتبرها الزوج استفزازاً له.. أو نوعاً من البرود المقيت.
ـ الزوجة المثالية هي التي تعلم إن لكل إنسان عيوبه.. فليس هناك من يتصف بالكمال إلا الله سبحانه وتعالى.. وأيضاً لكل إنسان حسناته وصفاته الطيبة.. فلا تجعلي عيوب زوجك أو الصفات السيئة فيه تنسيك محاسنه وصفاته الطيبة... والحمقاء هي التي تجسم عيوب زوجها وتضخمها وتنتقد تلك العيوب بمناسبة أو بغير مناسبة.. والأكثر حمقاً من تفعل ذلك أمام الناس.. وليس معنى ذلك أن تتركي نقائص زوجك دون محاولة علاجها أو توجيهه لمحاولة التخلص منها بل إن هذا من واجبك... ولكن عليك فقط اختيار الوقت المناسب والأسلوب المناسب... وانتقاء الكلمات الرقيقة، التي لا تجرح مشاعره وتعطيه إحساساً بأن حبك له فقط هو الذي دفعك إلى ذلك... أنك تريدينه في أحسن صورة.
ـ حاولي ألا تكثري الشكوى من الإرهاق والتعب... ولا تدعي المرض لتحاولي اكتساب عطف الرجل... فالرجل يهرب من المرأة المتمارضة كثيرة الشكوى.(54/99)
ـ من المستحسن أن يعلم زوجك منك كل شيء عن طبيعة عملك والظروف المحيطة بهذا العمل.. وأن تخبريه عن أية أزمة أو مشكلة بالعمل لها تأثير ضار عليك أو أي شيء قد يعرضك للمساءلة القضائية... فاستشيريه في كل أمر من أمورك لأنك أصبحت مرآة لزوجك... فاحرصي على صورتك دائماً أمامه في مجال عملك.
ـ حاولي أن تعيشي بطريقة منظمة ولا تتهربي من مواجهة أي مشكلة تقابلك بل عليك مناقشتها مع زوجك وتبادل الرأي الذي قد يؤدي لحل فيه مصلحة الجميع... فميزانية بيتك تعودي على مناقشتها بهدوء ويكون تقسيمها حسب الأولويات الضرورية لها...
ـ إذا حصل زوجك على مبلغ إضافي خلال الشهر كمنحة أو مكافأة أو غير ذلك فلا تصرفي هذه الزيادة.. بل اقتصديها... ووفريها للاحتياجات المستقبلية الغير متوقعة.
ـ إذا حدث ظرف طارئ اضطرك إلى إستدانة مبلغ ما... فاحرصي على سداده بأسرع وقت ولو على دفعات كل شهر... حتى لا تقعي في دوامة لا تخرجي منها في الاستدانات المتتالية... مما يسبب لك المتاعب النفسية.. وتكون سبباً للمشاجرات بينك وبين زوجك.
ـ من الأفضل أن تملئي وقت فراغك.. في قضاء واجباتك تجاه المحيطين بك... العناية بمظهرك... الاعتناء بالثياب (تصليح.. كي) أو الترويح عن النفس بالنزهة.. العناية بالصحة.. زيارة الطبيب أو طبيب الأسنان... ممارسة بعض التمرينات الرياضية.. أو الاهتمام بجمالك.
ـ الزوجة المثالية هي الواثقة من نفسها دون غرور أو تعالى على الآخرين مع حسن التصرف في الأمور... فهي بذلك تسعد زوجها وتجعله فخوراً بها مطمئناً إلى جانبها.
ـ الزوجة العاقلة هي من تعرف حدودها.. ومتى تطيل الحديث ومتى ومتى توجزه.. ومتى تصمت.. فهي تتجنب الرد على أسئلة قد تكون محرجة. ويتطلب ذلك منها لباقة كبيرة وحسن تقدير للأمور.
ـ احرصي على أن يكون حديثك مع زوجك فلكين صوتك متزناً مع إحسان التعبير ومناقشة الأمور بالمنطق الواعي والهدوء.
ـ يجب أن تتفهمي حقيقة حياتك الزوجية... مع سعة الأفق حتى تكون قراراتك سليمة لا تسيء إليك أو إلى زوجك.. وذلك يجعلك ثابتة الجأش عند معالجة الأمور وهذا يضيف إلى مزاياك التي يعجب بها زوجك فتعظمين في نظره.
ـ اعلمي أن الزوجة المتكبرة المغرورة تجعل زوجها ينفر منها ويهجرها كمن تتعالى عليه بمركزها الاجتماعي أو بنسبها وتذكره بذلك دائماً فتكون بذلك سبباً في تنغيص حياته معها. فاحرصي على أن تكوني إنسانة متواضعة بسيطة ولكن بلا تساهل حتى لا يطمع فيك الآخرين.
ــــــــــــــــــ
عوائق التكيف بين الفتاة والشاب في حياتهم المستقبلية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
محمد كاظم
قد قام بعض الباحثين في أمريكا بعمل مجموعة من الاستفتاءات بقصد الوصول إلى معرفة (المثل الأعلى) لكل من الشاب والفتاة في المدارس العليا، فكانت نتيجة هذا الاختبار كالآتي:
أجمعت 443 فتاة أمريكية على أن أهم الصفات التي ينبغي توافرها في الـ (الرفيق الثاني) هي بحسب ترتيبها في الأهمية:
1 ـ العقل الناضج.
2 ـ الميل إلى النظافة والعناية بالمظهر.
3 ـ الصحة الجيدة.
4 ـ قوة الشخصية التي تسمح بالاعتماد عليه والثقة فيه.
5 ـ الميل إلى السرور والبهجة.
6 ـ الطهارة الجنسية.
7 ـ السمة الطيبة التي تدل على تقدير الناس له.
8 ـ أن يكون محبوباً من أهله وذويه.
9 ـ أن يكون عاملاً مجداً.
10 ـ أن يكون محدثاً بارعاً لبقاً في حديثه.
أما الصفات التي يطلبها الشبان (وكان عددهم 426 شاباً) في ((الرفيقة المثالية)) فهي بحسب ترتيبها في الأهمية:
1 ـ العقلية الناضجة.
2 ـ الصحة الجيدة.
3 ـ المظهر الحسن.
4 ـ النظافة والعناية بالملبس.
5 ـ المر والميل إلى البهجة.
6 ـ الشخصية المتكملة التي يمكن الاعتماد عليها.
7 ـ الطهارة الجنسية.
8 ـ الميل إلى العمل والنشاط.
9 ـ الروح الدينية والتردد على الكنيسة.
10 ـ أن تكون الفتاة محبوبة من أهلها وذويها.
كما ولا بد عند ((اختيار الشريك الآخر)) من ملاحظة هذه الحقيقة الهامة ألا وهي أن كل زواج يتم بين طرفين مختلفين من حيث الجنس، والعقيدة والتراث الثقافي والبيئة الاجتماعية هو زواج يستلزم الكثير من الجهود في سبيل الوصول إلى تحقيق درجة كافية من التكيف أو التوافق، ومن المؤكد أن للعامل الجنسي أهمية كبرى في تحقيق (التكيف) بين الزوجين، بدليل أن هناك احتمالاً كبيراً في أن يتم التوافق بين الطرفين حينما تكون شدة الحافز الجنسي عندهما متساوية، بينما يزداد احتمال (الشقاء) في الحياة الزوجية حينما تزيد قوة الحافز الجنسي عند المرأة عنها عند الرجل. وهناك عوامل عديدة تؤثر على الحياة الزوجية مثل عادات الزوج والزوجة وأسلوب كل منهما في الإنفاق وعلاقتهما بالأسرتين المتصاهرتين وطريقتهما في تمضية أوقات فراغهما، وآرائهما الدينية والسياسية والاقتصادية... الخ.
ثم هناك المشكلة المالية التي قد تكون مناسبة لظهور اختلافات جوهرية في الحياة الزوجية فإن الزوج قد يتهم زوجته بالإسراف وسوء التصرف في إدارة المنزل، أو هي قد تأخذ عليه تمسكه بالإشراف على شؤون البيت المالية في حين أنه لا يحسن الإنفاق ولا يضع الشيء في موضعه.
وفي كلتا الحالتين لا بد من أن يشعر كل من الطرفين بأن الآخر يهضمه حقه، أو أنه يسيء معاملته مما قد يترتب عليه شعور أليم بالظلم الواقع عليه من قبل الآخر ولا ترانا في حاجة إلى القول بأن الزوج المسرف قلما يسعد مع الزوجة المقترة. كما أن الزوجة المبذرة قلما ترتاح إلى العيش في صحبة زوج بخيل.
ويظهر تأثير المادة على السعادة الزوجية بصفة خاصة حينما يؤدي إسراف الزوج أو الزوجة إلى الاستدانة فلا تلبث هموم البيت أن تصبح حملاً ثقيلاً لا طاقة للطرف الآخر باحتماله وتصبح الحياة الزوجية في نظره جحيماً لا تطاق.
وهناك مشكلة أخرى وهي مشكلة التفاهم مع أسرة الزوج أو الزوجة، والتعامل مع أصدقاء الزوج أو الزوجة، وتزداد هذه المشكلة خطورة ـ في البلاد الأوروبية والأميركية ـ حينما تكون صداقة الزوج أو الزوجة مرتبطة بالجنس الآخر. فيتدخل عامل (الغيرة) ويحرص الزوج على أن تمتنع زوجته عن استقبال أصدقائها القدامى، أو قصر الزوجة على أن يقطع زوجها كل علاقة مع زميلاته في الدراسة أو رفيقاته في الطفولة والمراهقة.
أما في الشرق عندنا فإن هذه المشكلة ترتبط على الخصوص بأسرة الزوج أو الزوجة، إذ يشعر كل من الطرفين أن الطرف الآخر لا زال يحل من نفسه أسرته وأهله منزلة كبرى قد لا تعادلها منزلته هو عنده. وليس بمستبعد في الواقع أن نرى زوجاً نشأ على التعلق بأمه، ودأب على النظر إلى الوجود بأسره من خلال منظارها، بحيث لم يجد في وسعه حتى بعد الزواج أن يقطع (الحبل السري) المعنوي الذي يربطه بأمه أو أن يكف عن المقارنة في كل لحظة بين زوجه وأمه، معزياً بوضوح عن إيمانه الدفين بأن المرأة لا تكون مثالية إلا إذا كانت على شاكلة أمه! كذلك ليس من النادر أن يلتقي المرء بزوجة ظلت بعد الزواج طفلة تعتمد في كل شيء على أمها ولا تستطيع أن تتصرف في أمور بيتها إلا على ضوء ما تمليه عليها والدتها، مما قد يضيق به صدر الزوج الذي يريد لزوجته أن تكون شخصية مستقلة تصدر في أفعالها عن وعي ناضج وتفكير شخصي.
ولا شك أن مثل هذه الزوجة أو ذلك الزوج إنما ينقصه نضج الشخصية الذي يسمح للفرد أن يستقل في تفكيره وسلوكه عن والديه (أو من كان يقوم مقامهما) ولكن حتى إذا كانت شخصية الزوج (أو الزوجة) ناضجة مكتملة. فإن مجرد السكنى مع أسرة أحدهما قد تكون كافية لتوليد الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية في حياتهما الزوجية وربما كان السر في ذلك راجع إلى اختلاف كل من الجيلين الذين تنتسب إليهما الأم والزوجة، فضلاً عن اعتقاد الأم بأن الزوجة شخصية غريبة قد استأثرت بابنها دون أدنى حق، مما يترتب عليه ظهور (الغيرة) بينهما وتنافسهما بشتى الأساليب في العمل على اكتساب عطف الرجل، ولا زلنا في حاجة إلى الإسهاب في الحديث عن هذه (الغيرة) فإن مظاهرها ذائعة معروفة، وأسبابها عادية مألوفة.
ــــــــــــــــــ
الأخطاء في حياة الأزواج
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
محمد كاظم
يقول الدكتور أوستاس تشامر: ((إني قد أجريت دراسات في القارة الأمريكية على ألف وخمسمائة عائلة ووضعت الحقائق التي توصل إليها الباحثون بعد الدراسات في خمسمائة صفحة حوت أكثر الأخطاء شيوعاً في حياة الأزواج، وهي الأخطاء التي تؤدي بهم إلى التعاسة الزوجية، وإذا ما نحينا جانباً المشاكل والصعوبات الجنسية بقيت أمامنا الأخطاء التي التي تتخلل حياة الزوجين وتؤدي بسعادتها إلى الدمار:
الأخطاء من جانب الزوجة:
1 ـ حدة اللسان.
2 ـ عدم العطف على الزوج.
3 ـ الأنانية.
4 ـ تدخلها في هواياته الخاصة.
5 ـ عدم الاكتراث بمظهرها في المنزل.
6 ـ تدخلها في النظام الذي يريد فرضه على الأطفال.
7 ـ الغرور.
8 ـ نقد الزوج.
9 ـ إهمال الأطفال.
10 ـ سوء إدارتها للمنزل.
الأخطاء من جانب الزوج:
1 ـ عدم الاكتراث بالزوجة.
2 ـ الإسراف.
3 ـ الكذب.
4 ـ عدم إظهار العطف.
5 ـ عدم تبادل الرأي مع الزوجة في الشؤون المختلفة.
6 ـ العصبية مع الأطفال.
7 ـ سرعة الغضب.
8 ـ الملل من المنزل.
9 ـ الخمول وضعف الطموح.
ــــــــــــــــــ
ترتيب ونظافة المنزل
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
د.رضا باك نجاد
على المرأة أن تكون على الدوام نظيفة وأن تعتني بمنزلها وتهتم بأعداد الطعام وأن يكون بيتها نظيفا ومرتبا"كما قال الرسول (ص)"إن الاسلام بني على النظافة "فأليك بعض النصائح:
اكنسي البيت كل يوم وامسحي الغبار والتراب، وإذا اتسخ مكان سارعي إلى تنظيفه ولا تتركي النفاية ملقاة في أحد أركان البيت، ولا تلقي فضلات الطعام هنا وهناك. ولا تضعي الأطعمة قرب المغاسل وخاصة إذا كانت المغاسل مجاورة للمرافق الصحية أو في غرفة مجاورة لها، لأن كل موضع قذر يصبح بؤرة مناسبة لنمو المكروبات والجراثيم، وموضعاً مناسباً لتجمع الذباب والبعوض وما شاكل ذلك. لأن هذه الحشرات تدخل المرافق الصحية وترتاد الأماكن القذرة وتنقل ما فيها من الجراثيم إلى مختلف الأماكن. ولا يفوتك تنظيف الغرف من الأتربة وخيوط العنكبوت. وهذه الأمور كلها من جملة الإرشادات الدينية.
اجمعي القمامة في أكياس مغلقة، ولا تلقيها في الزقاق وفي الشارع، فهناك أيضاً يجتمع عليها الذباب الذي لا بد وأن يدخل إلى دارك بعضه وينقل إليه الجراثيم. فغرفتك بمثابة بيتك، وباحة الدار بمثابة الزقاق، وشارعكم هو بمثابة المدينة بالنسبة لكم. ونظافة هذه الأماكن لها تأثير في سلامتكم. عليك أن تغسلي لفافات الطفل جيداً أو تستعملي اللفافات الجاهزة وارميها بعد استبدالها في أكياس مغلقة. وإذا اتسخ جانب من البيت بالدهن أو الزيت اغسليه فوراً بالماء. واغسلي الأواني بعد الانتهاء من تناول الطعام مباشرة. وذلك لأن الأواني القذرة إذا تراكمت فوق بعضها تنمو فيها المكروبات وتسبب لكم أضراراً كثيرة. ولا تغسليها بالماء الراكد، وإذا غسلتها بالماء الراكد فلا بد أن تغسليها في المرة الأخيرة بالماء الجاري. ولا تتركي شيئاً من الفضلات قرب الثلاجة أو قرب المطبخ. ويجب أن يكون ظرف القمامة بعيداً عن تلك الأماكن. ولا بد أن تكون ثيابك وثياب الأطفال نظيفة وصحية. نظفي كل ما يؤكل وضعيه في الثلاجة نظيفاً مغسولاً. فالفواكه ترش عليها السموم عادة عندما تكون في الأشجار، فلا بد من أن تغسل. وقد بحثت في موضع آخر جميع الموضوعات المتعلقة بغسل اليدين قبل تناول الطعام، إضافة إلى السواك والوضوء وتقليم الأظافر. فقد ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: ((بئس العبد الوسخ الشعث)).
عليك بترتيب أثاث البيت ووسائله لأن ذلك مما يسهل مهمة إجارة شؤون البيت. ويجب أن تكون جميع الأدوات والمستلزمات التي يحتاجها أفراد الأسرة دائماً في متناول اليد، وتوضع بقية الأشياء حسب ضرورتها. ويجب أن يكون للمعلقة والشوكة والسكين موضعاً منفرداً. أن يكون موضع الثياب مرتباً ونظيفاً، ويكون لكل شخص مكان مخصص. أما سرير النوم يجب أن لا يكون نابضياً لأن السرير النابضي يسبب آلاماً في الفقرات، بل يجب أن يكون صلباً. أما الأوراق المالية والنقود فيجب أن تحفظ في مكان حصين. ومن الأفضل أن يكون في الغرفة أقل ما يمكن من الرفوف لأنها تكون عادة موضعاً لتجمع الجراثيم والمكروبات والتراب والغبار.
وهناك أشياء يجب أن تحفظ في أماكن باردة بعيداً عن النار وعن متناول أيدي الأطفال كالنفط والبنزين.
ــــــــــــــــــ
كوني نظيفة ومتزينة في البيت
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
إبراهيم الأميني
إن أغلب النساء، لا يتزين ولا يلبسن أفضل الملابس إلا عندما يردن الذهاب إلى خارج المنزل في دعوة لحضور عرس، أو مأدبة، أو ما إلى ذلك، وتراهن لا يلتزمن بالزينة والنظافة والملبس الجميل حينما يرجعن إلى منازلهن ثانية، فثيابهن قذرة، وشعورهن شعثة، ووجوههن خالية من النضارة، بالرغم من أنهن يجب عليهن أن يلتزمن بالنظافة والزينة داخل منازلهن من أجل أن يتمتع الأزواج برؤيتهن.
إن الزوجة الذكية هي من تستطيع أن تكون دائمة النظافة، دائمة التزين لزوجها لكي تتمكن من قلبه، الذي قد يستميله بعض المتبرجات بزينتهن من اللواتي يسعين جاهدات لجذب نظر الشباب والرجال نحوهن مما يبعث على إيجاد حالة من الفساد الاجتماعي.
قال رسول الله (ص):
((أيما امرأة تطيبت، ثم خرجت من بيتها، فهي تلعن حتى ترجع إلى بيتها متى رجعت)).
سيدتي المحترمة! إن الاستيلاء على قلب الرجل، ليس بالأمر الهين، فلا تقولي لنفسك أنه يحبني، وقد رضي بوضعي على هذه الشاكلة، فليس هناك من حاجة للتزين له، كلا، يجب عليك أن تبقي على حبه لك دائماً من خلال التجمل والتزين له.
يجدر بك أن تعلمي بأن زوجك يحب أن يراك نظيفة ومرتبة وجميلة، فإن لم تعملي وفق ما يريد باطنه، بحثت عينه خارج المنزل عن امرأة نظيفة، جميلة، وعندها ستبرد العلاقة بينكما وتخبو شيئاً فشيئاً، وسينحرف عن جادة الصواب.
اعلمي بأنه سيقارن بين النساء النظيفات، وبين وضعك الذي لا تحسدين عليه، وسيظن بأنهن ملائكة نازلة من السماء، بالرغم من أنك لا تفرقين عنهن سيئاً، غير انهن نظيفات، وأنت قذرة، بل قد تكونين أفضل وأجمل منهن، فلا تضيعي على نفسك فرصة الحظوة بقلب زوجك، فيكون في قلبه ساخراً منك.
كتب أحدهم رسالة جاء فيها:
((لو رأيتم زوجتي في المنزل لما فرقتم بينها وبين الخدم، وكم تمنيت لو أنها تستمر في ارتدائها لملابسها التي تذهب بها إلى الأعراس والدعوات، وتترك ارتداء القميص القديم، والتنورة العريضة التي مللت رؤيتها فيها.
لقد قلت لها مراراً: عزيزتي! لا تثريب عليك ولا ضرار إذا ما ارتديت فستاناً جميلاً لي في أيام الجمع والعطل الرسمية، فأجابت: إنني لا ألتزم بذلك أمامك كونك زوجي، ولا أخجل منك، أما إذا كان وضعي في الدائرة على هذه الشاكلة فسأموت من الخجل لو رآني زملائي في العمل)).
قد تقولين إن التزين لا ينسجم مع الأعمال المنزلية مثل الطبخ والكنس وما إلى ذلك، ولكنك لو علمت قيمة التزين لتمكنت من إيجاد حل لهذه المشكلة فما المانع في أن يكون لك لباس خاص ترتدينه حينما تنجزين أعمالك المنزلية، وتستفيدين منه في مواقع العمل، وتخلعينه حينما يعود زوجك إلى المنزل فتنظفي بدنك، وتمشطي شعرك، وتنتظريه وأنت مرتبة ومنظمة.
قال الإمام الباقر محمد بن علي (ع):
((من حق الرجل على المرأة أن تتطيب له وتتزين، وتلبس أفضل ما عندها، في كل وقت وحين)).
ــــــــــــــــــ
همسة في أذن كل عريس وعروس
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
عكاشة عبد المنان الطيبي
إذا كان الزواج يتم بكتابة عقد رجل وامرأة، فإنه لا يكتمل إلا إذا تم اللقاء الجنسي الأول، ومما لا شك فيه، أن هذا اللقاء قد يتم بطريقة سهلة وبدون مشكلات في كثير من الحالات، ولا سيما عندما يكون الزوجات على قدر من الوعي والثقافة الجنسية فيقبلا على هذا اللقاء المرتقب في جو خال من الخوف والقلق، وعلى أن يتم بطريقة صحية لا يشوبها التوتر أو الانفعال، أللهم إلا إذا كانا ناتجين من حب عميق وتقدير بالغ.
إلا أنه من المؤكد كذلك أنه في كثير من الحالات يكون هذا اللقاء المرتقب مسبوقاً أو مصحوباً بشحنة ضخمة من الخوف والقلق والانفعال نتيجة الجهل بحقائق الأمور ما يطغى على ما لهذا اللقاء من انفعالات عاطفية جميلة.
والانسان بطبيعته يخشى ما هو مجهول وما هو غير معروف وما هو مظلم ومما لا شك فيه أن السبب الأول للخوف من اللقاء الأول هو قدر كبير من عدم المعرفة بأمور فيسولوجية طبيعية خلفها المجتمع على فترات طويلة بأغلفة من الأسرار والكتمان والمخاوف وأحياناً بأغلفة من الأكاذيب والجهل أملتها بعض الظروف الاجتماعية وبعض المفاهيم الأخلاقية..
وأولى هذه المخاوف هو الجهل بفسيولوجية اللقاء الجنسي، سواء كان ذلك من ناحية المرأة أو من ناحية الرجل، وقد يتصور البعض أن الجهل من ناحية المرأة أكثر احتمالاً إلا أنه في واقع أرى أن هذا الجهل موجوداً على قدم المساواة بين الرجل والمرأة. وقد يتصور البعض أن هذا الجهل موجود في طبقة غير المتعلمين أكثر منه بين المتعلمين وأقول كذلك أن هذا ليس صحيحاً فإن الكثير من المتعلمين على قدر قليل جداً من الثقافة الجنسية واللقاء الجنسي الأول يجب أن يكون مصحوباً ومسبوقاً بعواطف الحب المتبادل والاحترام المتبادل وهو لقاء عطاء أكثر منه لقاء أخذ. وليس الأول سوى قمة ما يصبو إليه الزوجان امتزاج كامل.. ويجب أن تكون له مقدماته التي تؤدي إلى الإرتخاء الكامل جسيماً ونفسياً.. كما يجب أن يخلو تماماً من أي عامل من عوامل الخوف أو العنف.
وإذا تم هذا اللقاء في هدوء فإنه سيكون لقاء طبيعياً لا يصاحبه ألم ولا يشوبه أي توتر، أما إذا صاحبه أي عنف فأن هذا يؤدي إلى مشاكل متعددة..
ومما يؤسف ما يشاع عن أن اللقاء الأول يصاحبه ألم وهذا أمر غير صحيح إلا إذا تم كما ذكرت بطريقة جافة أو استعمل فيه العنف الذي قد يتصوره بعض الأزواج نوعاً من الرجولة أو نوعاً من الخشونة يتطلب هذا الموقف أو ترحب به الزوجة..
ولعل الكثير ما يذكر ويحكى للفتيات عما يصاحب هذا اللقاء من آلام عنيفة وهذا غير صحيح بالمرة مرجعة إدخال الرعب والخوف في نفس الفتاة حتى لا تتعرض إلى أية تجارب جنسية قبل الزواج وفي هذا لا شك فيه حماية لها ولعذريتها..
إلا أن لهذا أضراراً عنيفة عندما يتم اللقاء الأول في نطاق الزوجية القانونية المحترمة وحينئذ تتوهم الفتاة وتتصور كما ذكر لها من قصص وحكايات فتتوقع الألم ويتأكد حدوثه وتتفاعل ناحية هذا اللقاء تفاعلاً وقائياً تلقائياً قد يصل إلى درجة رفض اللقاء تماماً وعدم إمكانية إتمامه..
ولقد كان الأجدر أن تعرف الفتاة طبيعة الأمور على حقيقتها وتعلم أن اللقاء الجنسي شيء طبيعي، وأحد متطلبات الانسان كالأكل والشرب والنوم.
وبالطبع لا يمكن أن يصاحبه ألم إلا في الحالات المرضية فقط، وأن كل ما يحدث ما هو إلا تفاعل نفسي ينقلب إلى تفاعل جسدي نتيجة معلومات خاطئة أدخلت على هذه الفتاه إما بقصد أو حتى بدون قصد، مما يؤدي إلى مضاعفات عديدة، وأقول بقصد عندما تحكي الأم أو الأخت هذه القصص المنفردة حتى تخيف البنت من أي محاولات جنسية وأقول بغير قصد تستمتع الفتاة لقصص كثيرة من صديقاتها أو تقرأ في بعض الكتب بدون هدف صحي سليم أو ما قد تشاهده أحياناً في الأفلام السينمائية. والمطلوب في حقيقة الأمر هو إعلام جنس سليم، حتى تطمئن الفتاه إلى أن اللقاء الأول شيء طبيعي عادي يتم من ملايين السنين وهو ليس فقط يبعد كل البعد عن الألم بل هو في الحقيقة يعتبر قمة فيما يجب أن يستمتع به الزوجان خلال حياتهما الزوجية.
أما العامل الثاني من عوامل الخوف الذي يسيطر على كثير من الفتيات قبل الزواج فهو شعورهن بأن هذا اللقاء الأول هو الامتحان الأول والأخير لعذرية الفتاة وأن هذا اللقاء الأول سيحدد طهارتها خلال طوال الفترة التي سبقت الزواج وأن هذا اللقاء سيتم اكتشاف سلامة غشاء البكارة..
ومما لا شك فيه أن هذا الموضوع يسيطر على أذهان نسبة مرتفعة جداً من الفتايات ولا سيما في الفترة السابقة للزواج ويتضح ذلك من آلاف الخطابات التي تصل أيضاً في هذا المجال تحل أسئلة متعددة حول موضوع غشاء البكارة وسلامته ومشاكله.
ومما لا شك فيه أنه إذا كانت الفتاة في حالة قلق على غشاء البكارة فإن ذلك سيدخل عاملاً خطيراً من القلق الأول مما يؤدي إلى صعوبة إتمام اللقاء أو فقدان الجانب النفسي والعاطفي فيه تماماً حيث انه كما أشرت يجب أن نذكر دائماً أن اللقاء الجنسي ولو انه في حقيقة الأمر بالدرجة الأولى لقاء جسدي إلا أن العامل النفسي يسيطر عليه تماماً ويحد كل درجات إتمامه ونجاحه..
وغشاء البكارة غشاء رقيق من مدخل قناة المهبل التي يتم فيها اللقاء الجنسي وبه فتحة تأخذ عدة أشكال يتم من خلالها خروج دم الحيض كما يتم من خلالها الاتصال الجنسي الأول.. وفي أغلب الأحوال عندما يتم اللقاء الأول تحدث بعض التمزقات البسيطة وتسيل بعض قطرات بسيطة من الدم.
ومن أعجب الأمور أن هذه المنطقة التي تحدث فيها هذه التمزقات من المناطق النادرة في الجسم التي تخلو من أعصاب الألم. والحكمة واضحة في ذلك حيث لا يكون هذا مصحوباً بأي ألم وأود أن أقرر هذه الحقيقة العلمية لأن أي انسان يتصور أن هناك جرحاً سيحدث له، وأن هناك دماً سيسيل، لا بد وأن يرتبط ذلك في ذهنه مباشرة بحدوث الألم.
ولكن كما ذكرت فإن هذه المنطقة تخلو من أعصاب الألم وبالتالي فلن يكون هذا سبباً لما هو مولم إلا أنه لا بد من أن أقرر انه إذا استعمل العنف أو إذا فض غشاء البكارة بطرق أخرى غير اللقاء الجنسي. كما تحدث في بعض القرى وفي هذه الحالة يكون الغرض أن تسيل أكبر كمية من الدم، فإن هذا لا يكون لقاء جنسياً بل إعتداء يسبب جروحاً تكون خطيرة في بعض الأحوال ولا بد أن يصاحب ذلك ألم شديد.
أرجع لأكمل كلامي عن الخوف على غشاء البكارة أو الخوف على العذرية.(54/100)
إذ تتصور كثيرات من الفتيات أن هذا الغشاء سهل المنال وقد تصاب نتيجة لأمور بسيطة فتأتي فتاة وهي مضربة اضطراباً شديداً تخشى أن يكون الغشاء قد أصابه تمزق نتيجة إصابة غير مباشرة أو لأنها سقطت على السلم أو لأنها قامت ببعض الألعاب الرياضية العنيفة.. وأود أن اؤكد أن كل هذ الأمور لا يمكن أن تصيب الغشاء بأي ضرر فالغشاء يتمزق عندما يصاب إصابة مباشرة سواء كان ذلك جنسياً أو غير جنسي.. ولقد رأيت الكثيرات من الفتيات اللاتي سيطر عليهن الرعب والخوف سنوات طويلة لاعتقادهن أنهن قد فقدن عذريتهن نتيجة مثل هذه الأمور واتضح أن الغشاء سليم وأن العذرية كاملة ـ بلغ الأمر ببعضهن أن يرفضن الزواج رفضاً تاماً نتيجة اعتقاد خاطئ.
ــــــــــــــــــ
واجب الفتاة تجاه صحتها الجنسية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
كارل بلانشة
يجب أن يعتني كل من الزوجين بأعضائه التناسلية حتى لا يكون سبباً في تنفير شهوة شريكه. لأن الزوج، أو الزوجة، اختار شريك حياته من بين آلاف الناس.
وتتطلب العناية بأعضاء الزوجة طريقة أكثر تعقيداً من طريقة الرجل لأسباب منها:
أولاً: إن أعضاء المرأة التناسلية هي حصن الغدد المفرزة للعرق والمواد المزودة بالروائح.
ثانياً: إن قلفة البظر تفرز سائلاً يفسد بسرعة ويصبح كريه الرائحة تماماً كما تفرز حشفة الرجل.
ثالثاً: يفرز المهبل سائلاً ذا رائحة حامضة تلطخ الجلد والثياب إذا ارتفع معدلها.
رابعاً: تقع فوهة المبولة في مكان خفي مستور مما يسبب بعض قطرات من البول تبعث رائحة كريهة عندما تفسد.
على هذه الزوجة أن تكون في إبان فتوتها قد تعلمت من أمها نظافة أعضائها، خصوصاً إذا كانت مصابة بسيلان أبيض قبل أوانه، فعليها أن تقوم بعلاج سريع وقعال. ويخطئ الأهل إذا أهملوا هذه العناية كي لا يجرحوا شعور الفتاة أو يهيجوا شهوتها الجنسية. لأن النتيجة تكون عكس ما قدروا، فالسائل سينبه الفتاة إلى أعضائها التناسلية الجنسية ويدفعها إلى الاحتلام المتواصل، وما العلاج السريع مع الكياسة والعناية باستعماله غلا خطة للحفاظ على صحة الفتاة وسلامتها.
بهذه الطريقة تكون الأم قد نبهت ابنتها للمحافظة على النظافة في فترة الحيض وغيرها من الفترات، فتعلمها أن سعادة الزوجة في المستقبل تتوقف على نظافة جسدها. وإذا حافظت على جاذبيتها فإنها لن تبهج المحيطين بها فحسب بل إنها تؤمن نفسها ومستقبلها أيضاً.
على الزوجة أن تغسل أعضاءها التناسلية مرة في اليوم وألا تتجاوز المرة إلا في حالات خاصة. فتفرغ المثانة وتغتسل بالماء الحار بوساطة اسفنجة مخصصة لهذا الغسول. وليكن نوع الصابون لطيفاً، وأن تحذر من إدخاله إلى المهبل لئلا يلتهب غشاؤه، ثم تجفف أعضاءها بمنشفة خاصة مع وضع كمية من مسحوق (التالك)، ويستحسن أن يكون معطراً بالخزامي ليطيب الأعضاء الجنسية. ولهذا السبب كان الأزواج قديماً يضعون رزماً من الخزامى في خزائن ثيابهم. ويجب الاحتراس من وضع روائح قوية، فالعضو الجنسي ليس بزهرة، كما يجب الابتعاد عن التالك الحامضي لأنه يضر بالجلد. وعلى الزوجة أن تمسح أعضاءها بقطنة بعد التبول كي تتلافى الروائح الكريهة.
وهناك عدد كبير من النساء يقضين ثماني ساعات أو تسعاً في العمل، وبعضهن يقضينها جالسات أمام طاولة، والبعض الآخر يقضينها واقفات أمام الآلة. وكلهن يرجعن إلى البيت منهكات القوى. وهناك زوجات تمنعهن أسباب خاصة عن الاستجابة لنداء الشهوة الجنسية، وأخريات يقمن بالعملية الجنسية ولا ينجبن أطفالاً. هذا الأمر يضر بأعضائهن. والبعض من المتزوجات يستعملن أوضاعاً ضد الحمل تضر بغشاء الرحم، أو يزاولن وسائل تحول دون الوظائف الجنسية الطبيعية. أضف إلى هذه الأمور أن عدداً من النساء يكن مصابات بإمساك مزمن، إذ إن الإمساك يبطئ الدورة الدموية في الأعضاء الحوضية ويسبب الهبوطات المهبلية. كل هذه الأخطار تولد أضراراً في وظائف المهبل فيخسر قدرته على الدفاع ويغدو محتاجاً إلى العناية شأن كل الأعضاء. وأفضل عناية هي تلك التي يقوم بها المهبل بنفسه بإفرازه الذي يقيه من الجراثيم المضرة بالصحة. وإذا وفت هذه الإفرازات، أي إنها لو تفشت منه رائحة كريهة أو سالت مادة مخاطية لطخت الثياب، فيجب العناية بغسل الأعضاء الخارجية وإجراء حقن في تجويف المهبل.
هذه الحقن لا تستعمل إلا عند الضرورة الماسة، وعلى العموم تبالغ النسوة في استعمالها مع العلم بأن هذا الغلو لا يسبب الموت بالتأكيد ولا يقود إلى أمراض مزمنة، غير أنه يعطل الوظائف الطبيعية للتجويف المهبلي، فالحقن تضر إفرازاته وتقلل حساسيته الجنسية.
إن العناية الجيدة يجب أن تحافظ على الإفرازات نشيطة سليمة، ولتفهم الزوجة أن الإفراز المهبلي يظل نشيطاً بمقدار ما تقلل من الحقن المهبلية والمطهرات المسممة.
الأفضل أن تكتفي المرأة بحقنة واحدة في اليوم على الأكثر، وبعض النسوة يستعملن عدة حقنات في اليوم، وهي بلا شك عادة سيئة ضارة، وينصح النسوة اللواتي يداومن على استعمالها بالتقليل منها أو إهمالها. وهذا بالطبع سيتطلب منهن بعض الجهد في بداية الأمر، إذ من الممكن أن يكن مصابات بالإفرازات الوسخة المنتنة، ولكن هذا الأمر عديم الأهمية، فأعضاؤهن ستتعود على ذلك، وسرعان ما يدهشن من سرعة النتيجة، إذ إن المهبل سيعود مباشرة إلى وظيفته الطبيعية.
ولا ينفع الحقن إذا كانت المرأة واقفة لأن الماء يهرق سريعاً، فإذا جلست القرفصاء تصبح فوهة عنق الرحم تحت مدخل المهبل وهكذا يسهل غسل تجويفه كأنه وعاء جامد.
زوجة تعاني من إفرازات تبلل ملابسها الداخلية، بل وتشكو أيضاً من وجود رائحة غير طبيعية وكريهة، فما سر هذه الإفرازات وما علاجها؟
يجب على كل امرأة أن تعرف أن أجهزتها التناسلية تتميز برائحة طبيعية خاصة، وهي ناتجة عن وجود أنواع من البكتيريا تعيش في المهبل لتعمل على حفظه وسلامته. ومع النظافة البدنية لا تلاحظ أي رائحة غير عاجية، أما في الحالات المرضية فتصبح الرائحة كريهة ومنفرة. والذي يجب أن تعرفه كل أنثى أن هناك إفرازات طبيعية موجودة في الأعضاء التناسلية لها نتيجة لعمل غدد معينة، تزداد هذه الإفرازات أو تقل تبعاً لنشاط المبيض، هذا بخلاف الصحة العامة والسن أيضاً.
وتختلف الكمية الطبيعية للإفرازات تبعاً لكل حالة، وعند المرأة المتزوجة من المفروض ألا تزيد هذه الإفرازات إلى الدرجة التي تبلل ملابسها الداخلية إلا وقت التبويض (حوالي اليوم الرابع عشر من بداية الدورة الشهرية) أ, قبل نزول الحيض بأيام قليلة، أو وقت الحمل حيث تزداد إفرازات عنق الرحم والمهبل.
وتتميز هذه الإفرازات باللون الأبيض أو الأصفر، وعندما تجف تأخذ اللون البني على الملابس الداخلية. وعند إهمال النظافة يصاحب هذه الإفرازات رغبة في الحك، أو بعض الالتهابات.
وجدير بالذكر أن كثرة استعمال الغسيل المهبلي الداخلي للسيدات قد يسبب زيادة هذه الإفرازات، كما أن الالتهابات الناتجة عن الإصابة بالفطريات أو الأمراض السرية تسبب هذه الإفرازات بل قد تزداد نتيجة دخول جسم غريب في الجهاز التناسلي، وهنا يجب إزالة هذا الجسم فوراً. أما الإصابة بالفطريات فالعلاج يعتمد على النظافة الداخلية التامة بالإضافة إلى بعض العقاقير مع مراعاة استبدال الملابس الداخلية باستمرار وغليها عند غسلها.
والعناية بالصحة العامة والحالة النفسية لها دور كبير في العلاج، هذا بالإضافة إلى علاج الإمساك المزمن وعلاج الالتهابات، أما إذا كانت الإفرازات ناتجة عن وجود قرحة عنق الرحم فالعلاج هو كي هذه القرحة.
وعدم وجود إفرازات يعتبر حالة مرضية أيضاً، فالجفاف التام معناه الألم في أثناء الاتصال الجنسي، ومعناه حدوث تسلخات، فتكره الزوجة حياتها الجنسية وينتابها برود جنسي، ومعناه حدوث تسلخات، فتكره الزوجة حياتها الجنسية وينتابها برود جنسي، ويحدث الجفاف عادة نتيجة لضعف يصيب بعض الغدد النسائية، أو لضعف عام يصيب الغدد، أو في حالة سوء التغذية أو التهابات الكليتين.
ومن هنا فالعلاج سهل، والأسهل من ذلك إدراك الزوجة حقيقة تلك الإفرازات وهل هي طبيعية أم مرضية؟
التهاب الجهاز التناسلي عند المرأة:
التهابات عنق الرحم:
وهي غالباً ما تحدث بعد التهاب حاد في المهبل أو بعد الولادة، أو بعد عمليات أمراض النساء. وفي الحالات الحادة تكون هذه الالتهابات مصحوبة بآلام في الحوض وإفرازات وآلام في أثناء الاتصال الجنسي. وفي الحالات المزمنة تكون مصحوبة بإفرازات مهبلية وبعض الآلام وقرحة عنق الرحم، ومن مضاعفاتها حدوث عقم نتيجة تلوث إفرازات عنق الرحم مما يؤدي إلى موت الحيوانات المنوية. وعلاجها في الحالات الحادة يكون باستعمال المضادات الحيوية، وفي الحالات المزمنة باستعمال المطهرات، وكي عنق الرحم أو استعمالات الأشعة (القصيرة).
التهابات البوقين والمبيض:
تحدث هذه الالتهابات عادة بعد الولادة نتيجة حمى النفاس أو بعد الالتهابات الحادة في المهبل (السيلان) ونتيجة عدوى من التهابات القولون والزائدة الدودية. وهذه الالتهابات في الحالات الحادة تكون مصحوبة بآلام شديدة في البطن مع ارتفاع في درجة الحرارة.
علاج هذه الالتهابات يكون باستعمال المضادات الحيوية. أما في الحالات المزمنة فعادة ما تكون مصحوبة بآلام الطمث وآلام ما قبل نزول الدورة مع زيادة في الإفرازات وآلام في أثناء الاتصال الجنسي، ومن مضاعفاتها أيضاً حدوث العقم وخصوصاً في حالات حمى النفاس أو حدوث كيس صديدي في البوقين أو في المبيض وأيضاً في حال السيلان. والعلاج يكون باستعمال المطهرات والمضادات الحيوية والأشعة (القصيرة) والأشعة فوق الصوتية. ويكون بإزالة الأكياس الصديدية. أما في حالة العقم الذي يحدث في هذه الحالات فعلاجه يكون إما جراحياً أو باستعمال أدوية أو حقن خصيصة.
ونكرر أن كثيراً من السيدات المتزوجات يكثرن من استعمال الغسل المهبلي (الدوش) على اعتبار أنه زيادة في النظافة والعناية، أو منع حدوث الالتهابات إلا أن هذه العادة هي التي تؤدي إلى حدوث الالتهابات، فكثرة استعمال هذا (الدوش) تؤدي إلى غسل الإفرازات الطبيعية التي يفرزها الجهاز التناسلي، والتي تتكون من مضادات ومواد تمنع أية التهابات.
وهناك أمراض عديدة تصيب الجهاز التناسلي للزوجة منها الالتهاب أو الأمراض الميكروبية أو الأمراض التناسلية مثل ميكروب السيلان أو ميكروب الزهري، وكذلك الطفيليات كالمونيليا والتريكومونس. وكذلك من الممكن أن تصيب المرأة الالتهابات العنقودية الصديدية في بصيلات الشعر، وتظهر دمامل أو خراريج وخصوصاً في غدة (بارثولين) الموجودة في الثلث الأخير عند مدخل فتحة المهبل. بالإضافة إلى كل هذا تصاب المرأة بإفرازات مخاطية تكون لها رائحة أو دون رائحة، وتصيب المهبل بحكة حسب نوع الميكروب أو الفطر. كذلك تصاب بقرحة في عنق الرحم أو أورام منها الحميد ومنها الخبيث كسرطان عنق الرحم. أما جسم الرحم فيمكن أن يصاب بأورام حميدة كالورم الليفي الذي يكون وحيداً أو متعدداً، أو داخل تجويف الرحم مسبباً نزيفاً رحمياً شديداً مستمراً موجوداً في جدار الرحم أو خارج الرحم في تجويف البطن تحت الغشاء البريتوني. كذلك تصاب المرأة بأورام حميدة تصيب الرحم وتسبب نزفاً وتضخماً فيها.
أما المبيضان فأمراضهما كثيرة، إذ يمكن أن يكون هناك ضمور فيهما أو يكونان غير موجودين لعيب خلقي مما يسبب عدم نزول الدورة الشهورية أو ضعف نزولها على فترات طويلة. وأي اضطراب في إفراز الهرمونات من طريق المبيضين يؤثر مباشرة في الدورة الشهرية زيادة أو نقصاً أو انقطاعاً.
أما المبيضان فأمراضهما كثيرة، إذ يمكن أن يكون هناك ضمور فيهما أو يكونان غير موجودين لعيب خلقي مما يسبب عدم نزول الدورة الشهرية أو ضعف نزولها على فترات طويلة. وأي اضطراب في إفراز الهرمونات من طريق المبيضين يؤثر مباشرة في الدورة الشهرية زيادة أو نقصاً أو انقطاعاً.
ويصاب المبيضان أيضاً بأورام حميدة أو تكيس، أو بالأورام الخبيثة، حيث إن المبيض موجود في تجويف البطن وإلى جواره معظم الأحشاء كالمصران والكبد وغيرهما، وينتشر المرض من طريق الأوعية اللمفاوية.
إن الوقاية، فيما يتصل بجميع هذه الالتهابات، بالنسبة إلى المرأة خير من العلاج، والنظافة الشخصية أهم واجب من واجباتها باستعمال (الدوش) المهبلي. وعند شعور الزوجة بنزول أية إفرازات أو أي شيء غير طبيعي أو اضطراب في الدورة الشهرية، فإن عليها أن تعرض نفسها على الطبيب الأخصائي مباشرة.
وبالنسبة إلى الأمراض الخبيثة، ففي البلدان المتقدمة نظام يقضي بأخذ مسحة من عنق الرحم لكل سيدة كل ستة أشهر أو سنة، لفحصها ميكروسكوبياً ولمعرفة ما إذا كانت هناك خلايا غير طبيعية قد تنقلب مع الوقت إلى خلايا سرطانية، وفي هذه الحالة تستأصل الرحم عادة.
وبالعودة إلى الإفرازات المهبلية فهي عبارة عن خليط من مخاط رائق تفرزه غدد عنق الرحم من سائل ينضح من جدار المهبل. ووظيفة هذا الإفراز هي ترطيب ثنايا المهبل، ومقداره يكاد يكفي لهذا الغرض دون أن يظهر له (أي للإفراز) أثر في الخارج. ولكن هناك حالات قد يزيد فيها الإفراز زيادة ملموسة، وزيادته أمر طبيعي في سن المراهقة، وقد لوحظ ذلك في الفتيات اللاتي تركن المدرسة ولزمن البيت، أو بعبارة أخرى الفتيات اللاتي استبدلن حياة النشاط والحركة بالحياة المنزلية الهادئة. ويعزو الأطباء زيادة هذا الإفراز في كثير من الحالات إلى أن المبيضين في فترة المراهقة المبكرة نشيطان أكثر من اللازم.
كذلك قد تنشط الغدد الموجودة في الشفرين الصغيرين فتسبب رطوبة (بللاً) غير مستحبة. وهناك حالات أخرى يرجح سبب كثرة الإفراز المهبلي فيها إلى فقر الدم أو الضعف العام أو الإمساك أو سوء التغذية، كما قد يسبب احتقان أعضاء التناسل الناشئ عن الحيض كثرة هذا الإفراز قبل الحيض وبعده.
ومما لا شك فيه أن ممارسة العادة السرية ـ للزوجة ـ قد تسبب إفرازاً زائداً نتيجة للاحتقان الذي تسببه في الجهاز التناسلي.
وفي كل هذه الحالات تزداد كمية الإفراز المهبلي مسببة إما بللاً مستمراً في الفرج، أو تسرب الإفراز إلى الخارج. وقد ينشأ عن كثرة الإفراز أن يجف على جانبي الفرج وعلى الملابس. ويؤدي هذا في الغالب إلى حدوث حكة ـ كما أسلفنا ـ لها خطرها.
هذا النوع من الإفراز المهبلي رغم زيادة مقداره عما يجب أن يكون عليه، إلا أنه طبيعي في تكوينه أي انه خال من الطفيليات والميكروبات المرضية ولذلك فهو دون رائحة ورائق في أغلب الأحيان. ولكن هناك نوع آخر من الإفراز المهبلي ينتج عن عدوى (ولا نقصد عدوى نتيجة الاتصال الجنسي لأننا نتكلم عن الزوجة البريئة البعيدة عن كل ما يمس كرامتها وشرفها). وتأتي هذه العدوى من عدم العناية بنظافة هذا المكان من الجسد.
وأغلب العدوى متأتية من الأيدي الملوثة حيث أن هناك نساء يغسلن فروجهن بعد التبرز ناسيات أو أصابعهن قد تلوثت بما في البراز أو ما حول الفرج من ميكروب وطفيليات، كما أنه قد يحصل أن تتبادل بعض السيدات الملابس الداخلية، وقد يكون لباس إحداهن غير نظيف، وفي مثل هذه الأحوال يغزو الميكروب والطفيليات المرضية أنسجة المهبل فتحدث فيها التهاباً مصحوباً بإفراز صديدي له رائحة غير مستحبة، وقد يكون لونه مصفراً إلى حد ما، وفي بعض الأحوال تكون رائحته كريهة منفرة.
علاج هذه الحالة يكون بالآتي:
1 ـ الامتناع عن ارتداء الملابس الداخلية خشنة الملمس أو الضيقة.
2 ـ الامتناع عن كل ما يسبب الاحتقان في الجهاز التناسلي كالإمساك أو العادة السرية.
3 ـ المداومة على نظافة أعضاء التناسل الخارجية، ويكفي من أجل هذا غسلها بالصابون والماء مرتين يومياً، مع الامتناع عن الحمامات الساخنة، أو حتى استعمال المياه الساخنة في غسل الأعضاء التناسلية.
4 ـ تغيير الملابس الداخلية إذا تبللت فوراً.
5 ـ إذا كانت المرأة قد اعتادت ممارسة الرياضة والحركة ثم امتنعت عنها لسبب من الأسباب فيجب أن تعود إلى ممارستها.
هذه الإجراءات كافية للتخلص من الإفراز البسيط في هذه الحالات، أما إذا كان الإفراز غزيراً أو لم تنجح فيه هذه الاحتياطات فإننا ننصح بتجربة غسول الخل، وإلا فالطبيب المختص هو الملاذ الأخير.
ــــــــــــــــــ
نصائح للآباء والأمهات لكل عروس
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
عكاشة عبد المنان الطيبي
أب ينصح ابنته:
احذري الكذب على زوجك فالكذب يخلق في نفس الرجل الشك والارتياب، وهما سم الحياة الزوجية.
احذري شدة الانفعال العصبية فهي تجعل البيت شبه جحيم، احذري الإسراف في التجمل متى كان زوجك غيوراً لأن ذلك يغضب الزوج الغيور ويثره ويلقى في روعه أن زوجته تتجمل لسواه.
احذري الإسراف في مدح أي رجل غريب أمام زوجك فقد يصدر المدح منك بحسن نية، ولكن الزوج يكره أن تمدح امرأته رجلاً غريباً على مسمح منه.
احذري البطنة، فإنها تفسد الجمال، وتجلب البدانة.
وأوصى آخر ابنته، فقال:
بنيتي: اعلمي أن هناك مرتبط ارتباطاً متيناً بهناء زوجك بحيث لا مهرب لأحد كما من أن يكون سبب سعادة الآخر، أو علة شقائه فاحذري أول نفور يحدث بينك وبين زوجك فربما يتبعه نفور آخر إلى ما لا نهاية له.
أطبيعي زوجك جهداً ستطاعتك وأجتني الهزؤ (أي السخرية) والأحاديث المجونية، وإياك والمغالاة في الغيرة فإنها مفتاح الطلاق وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء.
حافظي على صحتك وتجنبي ما يشوه نضارة الوجه من الأصباغ المغرية.
احملي بكل بسالة ما يجب عليك حمله واعلمي أن الشؤون الخارجية هي من خصائص زوجك، أما الداخلية فتخصك أنت.
نظمي شؤونك المنزلية ولا تطلعي أحداً على أسرارك.
لا تقضي رسائله بدون إذنه، أو تلحي عليه في معرفة ما يريد إخبارك به.
احفظي لنفسك أسباب اختلافك معه ولا تجعلي الغير يطلع عليها.
إعلمي أن كل رجل لطيف يقدر المرأة التي عندها من الكياسة (أي الخفه والتوقد) وحسن الذوق والسياسة هو ما يجعلها تكتم في صدرها معظم شكاويها ولا تقلق زوجها بأن تكرر على مسمعة كل حديث المسائل البيتية الصغيرة التي تضايقها.
إذا زرتك مرات عديدة متوالية، بدون أن أرك، فإن ذلك يحزنني وإذا وجدتك وأسعدني الحظ بأن أراك تهتمين بشؤونك كما أتمنى فإن قلبي يفيض فرحاً وسروراً.
احتفظي بهذه النصائح وطالعيها على الأقل مرة كل شهر واذهبي بسلام وأستودعك الله.
أم توصى ابنتها:
أوصت سيدة ابنتها عند زواجها، فقالت: أي بنية! لا تغفلي عن نظافة بدنك، فإن نظافته تضيء وجهك، وتحبب فيك زوجك وتبعد عنك الأمراض والعلل وتقوي جسمك على العمل فالمرأة التفلة أي التي تضع الأطلية المختلفة لشد وجهها بحضور زوجها من خضراوات ولبن تالف وغيره مما ينفر.. وكل ذلك يزول بخروجها من بيتها لكي ترى كما قال دياجانوس وقد رأى امرأة خارجة في يوم عيد متزينة متعطرة، فقال: هذه خرجت لترى فهذه تمجها أي (مسج الشراب لفظه ورماه) الطباع وتنوب عنها العيون والأسماع وإذا قابلت زوجك، فقابليه فرحة مستبشرة، فإن المودة جسم روحه بشاشة الوجه.
ــــــــــــــــــ
الفتيات قبل الزواج 00ماذا ياكلن؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
زاد الاهتمام في الأونة الأخيرة بالوعي الغذائي ولم يعد الاهتمام بالتغذية مقصورا علي الأطفال في مراحل النمو أو علي المرأة في فترة الحمل , بل امتد ليشمل كل الفئات السنية من أطفال وشباب ومسنين , لأن كل فئة منهم تحتاج الي نوع تغذية معين يزود الجسم بما يحتاجه بالفعل ويعوضه عما يفقده نتيجة التقدم في السن , لكن هناك فئة معينة تحتاج إلي تغذية خاصة حتي تعد اجسامها للمرحلة المستقبلية , وهذه الفئة تضم الفتيات في سن ما قبل الزواج . فالملاحظ ان الفتيات في هذه السن يعتمدن في تغذيتهن علي الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية والفقيرة في العناصر الغذائية الضرورية لاجسامهن , في حين أن كل الدراسات العلمية تؤكد ان نقص الحديد أو الكالسيوم أو حامض الفوليك من جسم الفتاة في مرحلة ماقبل الزواج يمكن ان يسبب تشوهات في الجنين عند الحمل , لذلك تناشد منظمة الصحة العالمية الفتيات بالاهتمام بصحتهن وتطالبهن بتناول الخضراوات والفاكهة وكل أنواع الغذاء الذي توفره لهن الطبيعة مع عدم التركيز علي نوع أو نوعين فقط , لأن الجسم يحتاج الي كل العناصر الغذائية , هذ يجب التقليل من تناول الدهون الحيوانية والزيوت في الطهي لتقليل احتمالات الاصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم مع الاكثار من تناول الاغذية الغنية بحامض الفوليك المتوافر في الالبان واللحوم والبقول .
وبالنسبة للالبان تنصح بتناولها خالية الدسم بين الوجبات بدلا من المشروبات الغازية , حتي لاتعوق عملية امتصاص الحديد في الجسم .
أما اللحوم فيفضل تناول الانواع البيضاء منها مثل الدجاج المنزوع الجلد والأسماك التي يفضل طهيها في الصينية أو مشوية بعد تنظيف احشائها جيدا وفي درجة حرارة قصوي ولفترة زمنية معقولة لضمان قتل الميكروبات .
أما البقول فهي متنوعة مثل العدس والفول واللوبيا والفاصوليا البيضاء والفول السوداني لانه غني جدا بالبروتين الجيد وان كان يفضل تناول كميات قليلة منه حتي لايسبب السمنة , وتنصح أيضا الفتيات بتناول الخبز الاسمر بدلا من الأرز والمكرونة كنوع من الكاربوهيدرات الضرورية للجسم والاهتمام بطبق السلاطة المتنوع مع التركيز علي الفجل الاحمر والأخضر والفلفل الأخضر الغني جدة بالكالسيوم وفيتامين ج .
ــــــــــــــــــ
عشر خطوات قبل ليلة الزفاف
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
الإعداد لليلة الزفاف قبل وقت كاف أمر ضرورى حتى تظهرى بمظهر جميل وجذّاب .. فيما يلى عشر أمور عليك عملها قبل زفافك: اتبعى قبل موعد الزفاف بشهر كامل نظاماً غذائياً يعتمد بشكل أساسى على الخضار والفاكهة والإكثار من شرب الماء .. فذلك من شأنه أن يحافظ على رشاقتك ويمنع جسمك من الانتفاخات .. إضافة إلى أنه يترك بشرتك نقية وصافية ويمدها بالعناصر والفيتامينات اللازمة لها ..
اعتنى بشعرك بعمل حمامات منتظمة.. وإذا كنت تنوين قصه افعلى ذلك قبل وقت كافٍ حتى يأخذ وجهك الشكل الجديد .. ومن الأفضل أن لا تغيّرى لونه بل اتركيه على طبيعته.. لأنه بمجرد أن يطول ستبدو الجذور مختلفة اللون .. ولن يبدو ذلك جميلاً فى الأسابيع الأولى من زواجك ..(54/101)
اختارى موديل فستان الزفاف قبل وقت كاف.. ولا تتركى هذا الأمر حتى الأسابيع الأخيرة .. ولا تنسى اختيار الحناء المناسب وإكسسوارات الشعر..
اعتنى بأظافرك .. قلّميها وأبرديها بالشكل الذى يناسبها .. واهتمى بوضع الكريمات المرطبة والمقوية لأظافرك ..
اختارى شكل ولون باقة الزهور التى ستحملينها يوم الزفاف ..
يفضل أن تعملى بروفة الماكياج قبل الزفاف بأسبوع وليس قبل يومين .. كما تفعل معظم الفتيات .. لأن ذلك يتيح لبشرتك فترة من الراحة قبل وضع الماكياج مرة أخرى .. كما يتيح وقتاً لتبديل طريقة الماكياج وألوانه إذا لم تعجبك ..
ضعى كل يوم قبل النوم كمية كافية من الكريم المرطب للجسم على كافة جسمك مع التركيز على المناطق الجافة .. مثل الكوع والركبة .. واهتمى بوضع مقشّر ويعمل حمامات بالزيوت العطرية ..
اشترى كل المستحضرات اللازمة من عطور وكريمات ومستحضرات شعر وبشرة .. وعليك اقتناء علبة ماكياج من ذلك النوع المتعدد الاستخدامات حتى تستفيدى منها فى حال سفرك بعد الزواج ..
ضعى بين ملابسك الجديدة .. التى سترتدينها فى الأيام الأولى بعد ليلة الزفاف صابوناً من نفس نوع العطر الذى تستعملينه .. بعد أن تقسّميها إلى أجزاء .. هذا يكسب الملابس رائحة ثابتة ..
إذا كنت تعانين من أى مشاكل فى البشرة من حبوب أو حساسية أو عيوب .. فمن المستحسن اللجوء لطبيب مختص أو خبيرة ماهرة قبل الزفاف بستة أشهر.
لتكون ليلة جميلة ومنظمة اتبعى الخطوات التالية:
من 9 الى 12 أشهر قبل الزفاف
إعلان الخطوبة
تحديد يوم الزفاف
تأجير استشارى متخصص لحفلات الزفاف
اختيار قاعة حفل الزفاف
عمل نموذج لبطاقة الدعوي
حضور المناسبات الخاصة باالأعراس
تصوير حفل الخطوبة
إعلان هذه المناسبة فى الصحف المحلية
اختيار وتحديد قاعة الزفاف
توظيف شخص لتقديم الطعام ، حسب الرغبة
تبادل الأراء حول أزياء العروس وحفل الزفاف
تبادل الأراء حول تاج العروس و كماليتها الأخر
طلب فستان الزفاف وتاج العروس والكماليات الأخري
تحديد مواعيد البروفة للعروس وحفل الزفاف
اختيار المصورة المناسبة
اختيار مطربة للحفل أو دى جى حسب الرغبة
قبل حفل الزفاف بستة أو تسعة شهور
تحديد المواعيد المهمة
عمل بروفة للزفة
جحز مستلزمات الحفل
قاعة
طاولات و كراسى مع كمالياتها .
أى زيادات أخرى فى قاعة الحفل
تنسيق واختيار الأزهار
التأكد من تاريخ استلام ثوب الزفاف
التنسيق مع العمل لموعد الإجازة
عمل خطة لقضاء شهر العسل
قبل الزفاف بثلاثة أو ستة أشهر
شراء اى مستلزمات أخرى لحفل الزفاف
كتاب الزوار
سلة الأزهار
شموع لقاعة الحفل
إتمام خطط شهر العسل
التأكد من صلاحية جواز السفر والصور الشخة والوثائق الواجب أخذها
اتمام بطاقات الدعوي
بدء عنونة بطاقات الدعوي
اختيار مصففة الشعر والمكياج
شراء الحذاء الخاص بالزفاف والكماليات الأخري
شراء خاتم الزواج
تحضير الشبكة من قبل العريس
اختيار الأغنية المناسبة للبلكونة، وللزفة، ولحظة تقطيع الكيك
قبل الزفاف بشهر أو ثلاثة أشهر
تحديد جميع المواعيد التى تخص حفل الزفاف
تاريخ حفل الزفاف
عمل بروفة للزفة
البروف الأخيرة لثوب الزفاف وتحديد تاريخ الاستلام
توزيع بطاقات الدعوى قبل ستة أسابيع على الأقل
تحديد آخر موعد لبروفة الفستان والتاج وتسريحة الشعر
طلب كيكة حفل الزفاف
عمل موعد مع اخصائية تجميل
تأكيد حجوزات شهر العسل
الاستعداد لحزم الأمتعة لشهر العسل
نشر خبر الزفاف فى الصحف المحلية
قبل حفل الزفاف بأربعة أسابيع
الاستشارات والتأكيدات النهائية لجميع الخدمات
المطربة أو دى جى واختيار أغنية معينة
ترتيب الأغانى حسب ما تريدين
المصورة والتنسيق معها بأخذ صور معينة
تصوير بكاميرا الفيديو
الأزهار وكيفية وضعها
بروفة ثوب الزفاف و تاريخ استلامه
التأكد من قائمة الطعام
مناقشة كل التفاصيل مع أخصائية التجميل
مناقشة كل التفاصيل مع مصففة الشعر
أسبوع واحد قبل الزفاف
مناقشة أى تفاصيل وجميع الخدمات النهائية
المطربة
منظم طعام الحفلات
المصور
الزهور
ثوب الزفاف
بروفة الزفة
اخصائية التجميل و مصففة الشعر
تحضير الشيكات والمبالغ المستحقة الدفع
المسوؤل عن خدمات الطعام
الزفة
التحضير للبروفة ويوم الزفاف
خاتم الزواج أو الشبكة
تحضير هذه الأشياء التالية
أسبرين
حلاوة نعناع
أحمر شفاه ومكياج
فرشاة ومشط للشعر
جيل للشعر
مناقشة آخر الترتيبات
تعداد المدعويين
إنهاء حزم أمتعة السفر لشهر العسل
استلام تذاكر السفر والشيكات السياحية لشهر العسل
ــــــــــــــــــ
أقوال في المرأة والزواج
تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك (حديث شريف).
- خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي (حديث شريف).
- قد يسعد الرجل بالزواج ,, زواج ابنته طبعاً (شارلز لوتون)
- اختر زوجتك يوم الحصاد لا يوم الرقص (مثل يوغسلافي).
- الويل للبيت الذي تصيح الدجاجة فيه ويصمت الديك (مثل ايطالي).
اذهبي إلى الضفة مع أمك ، واجتازي المحيط مع زوجك (مثل ألباني).
- الحب يأتي بعد الزواج (مثل برتغالي).
- تبكي المرأة قبل الزواج ,, ويبكي الرجل بعده (مثل بولوني).
- تزوج المرأة ، لا وجهها (مثل ألماني).
- المرأة لزوجها ما أرادها أن تكون له (بلزاك).
- أول أيام الزواج هي في الغالب آخر أيام الحب (مثل سويسري).
- المرأة زهرة في بستان ,, وزوجها المخلص قطرات الندى ,, وبدونها لا تحيا (شوبان).
- تملك المرأة زوجها بالوداعة (من ألمانيا).
- المرأة هي الطرف الوحيد الذي يربح من شركة الزواج (سيدني سميث).
- رجل دون امرأة حصان بلا لجام ,, امرأة دون رجل سفينة بلا دفة (من ايطاليا).
- تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجاً ,, في حين لا يقلق الرجل على المستقبل إلا بعد أن يجد زوجة (برنارد شو).
- الزوجة مفتاح البيت (مثل انجليزي).
- المرأة ظل الرجل عليها أن تتبعه لا أن تقوده (برنارد شو).
- حذار أن ترفض لزوجتك النصيحة الأولى وحذار أن تقبل نصيحتها الثانية (من انجلترا).
- ليس المهم أن تعرف المرأة التي تزوجتها ,, فمن المؤكد أنك ستجد امرأة أخرى بجانبك في اليوم التالي (صموئيل روجرز).
- الزواج قلعة محاصرة ، من كان خارجها يود الدخول إليها ، ومن كان داخلها يود الخروج منها (من البرازيل).
- وطن المرأة زوجها (مثل حبشي).
كلما ازداد حب المرأة لزوجها استطاعت تصحيح أخطائه ، وكلما زاد حب الرجل لامرأته ازدادت عيوبها (من الصين).
- الزوجة المثالية امرأة تعايشك وتزيل عنك متاعب ما كانت لتقع لو لم تتزوج (شاردون).
- لا تختر امرأة في ضوء القمر (مثل غجري).
- امرأة بلا زوج ، أرض بلا بذر (مثل حبشي).
كل سمكتك وهي طازجة ، وزوج ابنتك وهي فتية (مثل دانمركي).
- إنها لدليل على الحب : القدرة على احتمال الزوجين أحدهما للآخر (ناتالي كاليفور دبرني).
ثقي دائماً بزوجك ,, وقفي معه ,, فإنه الشخص الوحيد الذي يكرس لسعادتك كل حياته ووقته وعمله (ماري كوربللي).
- المرأة نوعان : التي تصنع للرجل بيتاً ,, والتي تضع للبيت رجلاً ,, وهذه أعظم.
- أسوأ وأجمل صورة لك عند زوجتك.
- الحكيم هو الذي يسأل زوجته النصيحة ,, ولا يعمل بها (دزرائيلي).
- الزوجة تريد أن تشتري كل شيء ، لتثبت لزوجها أنه عاجز عن شراء أي شيء.
- قيل لفتاة : ما السرور ؟ قالت : زوج يملأ قلبي جلالاً ، وعيني جمالاً (الجاحظ ).
- أنت تسب امرأتك إذا مدحت امرأة أخرى أمامها.
- قيل لامرأة : هل تحبين زوجك ؟ قالت : ليس المهم أنا ,, المهم أن يحبني هو وإن كنت أبغضه.
- الحب مهم في كل شيء ,, والالتقاء عند حب الشيء مهم جداً للارتباط ، لأنه يوجب التلازم بين الإثنين والزواج رحلة تلازم طويلة (سوزان طه حسين).
- المرأة الصالحة والعافية هما أفضل غنى للرجل (من الهند).
- كا يتبع الزورق دفته ، كذلك ينبغي على المرأة اتباع زوجها (مثل فيتنامي).
انظر إلى الأم ثم تزوج البنت (مثل مجري).
- المرأة قلقة مع الزوج الذي يعجب النساء تعيسة مع الزوج الذي لا يعجب النساء.
لو عرف الرجال كيف تقضي النساء وقتهن عندما يكن وحيدات ,, ما تزوجوا (أو , هنري).
- شبخ الفقر غاد ورائح على اثنين : زوج المسرفة ,, وزوجة المقامر (أحمد شوقي).
- الذي لديه زوجة جميلة وذكية ومخلصة ,, لديه كل النساء.
- البيت ليس حجارة ,, البيت امرأة (مثل هندي).
- لا يجرؤ رجل أن يقول الحقيقة في الزواج ، ما دامت امرأته على قيد الحياة (برنارد شو).
- من تزوج امرأة على عجل ندم على مهل (كونجريف).
- يجب على الرجل أن ينتقي زوجته بحيث تكون صديقته ,, لو كانت رجلاً (جوبيرت).
- إذا نجح زواج ابنتك فقد كسبت ابناً ,, وإذا فشل فقد خسرت بنتاً (من الصين).
تضيع سعادة المرأة إذا كانت لا تستطيع أن تعتبر زوجها كأفضل صديق لها (جورج صاند).
- النساء يغلبن الكرام ، ويغلبهن اللئام (معاوية بن أبي سفيان).
- زوجاتنا يرهقننا بالكماليات ، ونحن نرهقهن بالضروريات ، والمشكلة أن ما يراه الرجل كمالياً ، تراه المرأة ضرورياً ، وما يراه الرجل ضرورياً تراه المرأة كمالياً (مصطفى السباعي).
- المرأة التي تلقت تعليماً كالرجل تملك الصفات النيرة والخصبة التي بها تسعد زوجها ونفسها (بلزاك).
- الحياة الزوجية شركة ,, يقوم فيها الرجل بالتدبير ,, والمرأة بالتبذير (برنارد شو).
- أحلى شيء في الحياة هو التحية الصافية التي تحيي بها الزوجة زوجها (ولسون).
- لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زواجاً ,, فإذا نالته طلبت كل شيء (شكسبير).
- يصبح الرجل سيد داره حين تخرج زوجته منها (كارمن سيلفيا).
- إذا أردت أن تستبقي سعادتك الزوجية فلا تنتقد (ديل كارنيجي).
- أحسن مقياس للزوجة هو صحة زوجها (قول انجليزي).
- أحبي زوجك كصديق ,, وأخشيه كعدو (مثل أسباني).
- الخناقات هي أحسن تمرينات للمحافظة على رشاقة الحياة الزوجية.
- الزواج الناجح دعامته الأولى والأخيرة ,, الحب (أوجيني).
- البيوت السعيدة لا صوت لها (مثل صيني).
- الزواج هو الترجمة النثرية لقصيدة الحب (مثل فرنسي).
- لا تتزوجي بخيلاًيا ابنتي:
كل عيوب الدنيا يمكن علاجها في الرجل ما عدا داء البخل الوبيل ، خير لك أن تتزوجي بائع طعمية كريماً وتعيشي معه في فقر ، من أن تتزوجي من مليونير بخيل ، وتعيشي معه في شقاء وعذاب وحرمان ، كم من فتيات أقبلن على زواج كبار الأثرياء ، وبعد الزواج اكتشفت الواحدة منهن أنها اشترت الترام ، أو أنها تزوجت بنكاً ، خزانته مغلقة بالضبة والمفتاح ، القرش يخرج من جيبه كأنه مائة جنيه ، والعشرة جنيهات يحرص عليها كأنها مليون جنيه ، أنا لا أؤيد الزواج من مسرف سفيه ، ولكن تجربتي مع البخلاء تجعلني أرى أنه أفضل للفتاة أن تعيش عانساً إلى سن الستين من أن تتزوج من زوج بخيل (مصطفى أمين).
ــــــــــــــــــ
المشاركة السياسية للمرأة في الاسلام
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
بالرغم من أن الفكر الاسلامي المعاصر لا زال يعاني بصورة عامة من صعوبات في التقدم بقضية المرأة على مستوى الفكر والواقع، نتيجة هواجس منشؤها الواقع الاجتماعي والأخلاقي الذي يحيط بالمرأة في العالم الاسلامي والعربي، لكن موضوع مشاركة المرأة في الحياة السياسية أصبح حديث الساعة وكثر الخلاف حوله وتشعبت الآراء فيه بين مؤيد ومعارض.
فذهب الفريق الأول الذي هو من أصحاب الاختصاصات خارج نطاق التشريع الاسلامي إلى تأييد ممارسة المرأة كافة الحقوق السياسية وبعضهم استثنى حق المرأة في رئاسة الجمهورية.
وكان الفريق الثاني الذي هو فريق علماء الفقه الاسلامي وعلوم الشريعة قد انتهج رأي جمهور الفقهاء القدامى فيما يجوزه الشرع للمرأة من ممارسة الولاية الخاصة ومنعها عن الاشتغال بمناصب الولاية العامة. وطالب فريق ثالث بالحقوق السياسية للمرأة مستنداً على مبدأ حرية الفرد قائلاً : إن استثناء النساء من الحق السياسي ضرب من الاستبداد ولا سيما إن الكثيرات منهن يساوين الرجال في قواهن العقلية وفي مقاماتهن الاجتماعية.
وهناك الفريق الرابع الذي يعارض حقوق المرأة السياسية مستدلاً ببعض الروايات مثل (لا يفلح قوم وليتهم امرأة) و (المرأة ناقصة العقل) و (شاوروهن وخالفوهن) و...
فهل يا ترى إن هذه الروايات تكون دليلاً على حرمان المرأة دورها في الحياة السياسية والاسلام أمر بإعطاءها حقوقها الانسانية كاملة من غير بخس في أي جانب منه؟ إضافة إلى أن هذه الأحاديث خضعت لقراءة خارج البيئة التأريخية التي انطلقت منها دون الالتفات إلى المناسبة التي ذكرت فيها ولمن قيلت؟ وما أسباب قولها؟ ثم هل تمثل حكماً عاماً؟ كما أنه لم يثبت ورود نص قرآني أو سنة نبوية أو إجماع صحيح صريح ولا حتى قياس معتبر في تحريم الحقوق السياسية على المرأة وبخاصة حق الانتخاب والترشيح.
والمستعرض لأوضاع المرأة في البلدان العربية والاسلامية في الوقت الحاضر يرى. أسباب غياب مشاركة المرأة الفعلية في الحياة السياسية راجع إلى عوامل كثيرة أهمها: الغياب الطويل للحياة الديمقراطية، والتي من خلالها يزداد الوعي السياسي النسوي الذي بدوره يسلط الضوء على قضايا النساء المصيرية وعلى متطلبات الواقع المعاصر وبالتالي تفهم لوضع المرأة نفسها.
فالمشاركة في أنواع النشاطات السياسية تؤدي إلى ظهور المرأة التي تمتلك أفقاً سياسياً وفكرياً واضحاً وبالتالي يرفد المجتمع بالكفاءات القادرة على الدفاع عن قضاياه المختلفة:
يبقى أن قضايا المرأة بصورة عامة لا تتجزء ولا تنفك عن المشكلة الثقافية العميقة الجذور وكذلك مستوى التطور الاجتماعي العام. فالمجتمع يفرض نظرته على المرأة وهذه النظرة هي تعبير عن ذهنيته الثقافية ونظام تفكيره وانعكاس للحالة العامة للمجتمع وهي الحالة التي لا تختلف على ما أصابها من تخلف وتراجع وإنها لا تمثل حقيقة وأصالة النظرة الاسلامية ولا يمكن القياس عليها. فليس في الاسلام ما يقطع بمنع المرأة من حقها السياسي والمسؤولية جماعية والولاية مشتركة تقوم بإعباءها مجموعة من المؤسسات والأجهزة والمرأة إنما تحمل جزءاً منها.
وخلاصة القول: أن الدور الخاص الذي ينطلق من خصوصية الانسان في بعض جوانب حياته لا يلغي دوره العام. والمرأة تتحرك في المجتمع في دورها العام من خلال معطياتها الانسانية أما الأنوثة فهي مرتبطة بدورها الخاص. والحاجة الاجتماعية والسياسية قد تكون أهم وأكبر من الحاجة الفردية التي نجيز للمرأة الخروج إلى الحياة العامة باعتبارها ـ أن مشكلة الحقوق السياسية للمرأة ليست دينية أو فقهية أو قانونية ـ إنما هي مشكلة سياسية إذ ليس هناك حكم من الأحكام الشرعية يحرم منح المرأة تلك الحقوق.
ــــــــــــــــــ
تحريم الحقوق السياسيه على المرأة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
السؤال:
تحريم الحقوق السياسيه على المرأة
:اسم المفتي
يوسف عبد الله القرضاوي
أطلعني بعض الفضلاء على فتوى قديمة لبعض علماء الأزهر، انتهت إلى تحريم الحقوق السياسية كلها على المرأة، وأولها حق الانتخاب، والشهادة لمرشح بقول " نعم " أو " لا "، ومن باب أولى منعها عن الترشيح للمجالس النيابية، ما دامت قد منعت من مجرد التصويت.
موقف نساء النبي وتطلعهن إلى الزينة :
ومما استندت إليه فتوى هؤلاء المانعين للمرأة من مزاولة الحقوق السياسية قولهم :
إن المرأة بمقتضى الخلق والتكوين مطبوعة على غرائز تناسب المهمة التي خلقت لأجلها، وهي مهمة الأمومة وحضانة النشء وتربيته، وهذه قد جعلتها ذات تأثر خاص بدواعي العاطفة.
ولا تعوزنا الأمثلة الواقعية التي تدل على أن شدة الانفعال والميل مع العاطفة من خصائص المرأة في جميع أطوارها وعصورها.
فقد دفعت هذه الغرائز المرأة في أسمى بيئة نسوية إلى تغليب العاطفة على مقتضى العقل والحكمة .
وآيات من سورة الأحزاب : تشير إلى ما كان من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وتطلعهن إلى زينة الدنيا ومتعتها، ومطالبتهن الرسول أن يغدق عليهن مما آتاه الله من الغنائم حتى يعشن كما تعيش زوجات الملوك ورؤساء الأمم.
لكن القرآن قد ردهن إلى مقتضى العقل والحكمة في ذلك : " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا ". (الأحزاب : 29).
وآية أخرى من سورة التحريم : تتحدث عن غيرة بعض نسائه عليه الصلاة والسلام وما كان لها من الأثر في تغليبهن العاطفة على العقل، مما جعلهن يدبرن ما يتظاهرن به على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد ردهن القرآن إلى الجادة : " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكم وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ". (التحريم :4).
هذه هي المرأة في أسمى البيئات النسوية لم تسلم من التأثر الشديد بدواعي العاطفة، ولم تنهض قوتها المعنوية على مغالبة نوازع الغيرة مع كمال إيمانها ونشأتها في بيت النبوة والوحي، فكيف بامرأة غيرها لم تؤمن إيمانها ولم تنشأ نشأتها وليس لها ما تطمع به أن تبلغ شأنها أو تقارب منزلتها ؟ ! . ا هـ.
هذا ما ذكره من ذكره في شأن نساء النبي.
ولكن فاته أن يذكر أنهن - حين خُيِّرن - اخترن جميعًا الله ورسوله والدار الآخرة .على أن تطلعهن إلى الزينة ومتاع الحياة كسائر النساء وبخاصة نساء العظماء، لا يدل على قصور عقولهن، ولا عدم صلاحيتهن للتفكير في الأمور العامة، بل هو تطلع بحكم الفطرة البشرية، والطبيعة النسوية، سرعان ما تقشعت سحابته عندما نزلت آية التخيير.
وهل برئ الرجال تمامًا من مثل هذه المواقف التي يركنون فيها فترة إلى الدنيا، ثم تدركهم الصحوة، حينما ينبههم الوحي إلى خطئهم أو غفلتهم ؟.
ألم يقل القرآن في شأن الصحابة مخاطبًا الرسول الكريم : " وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ". (الجمعة : 11).
ألم ينزل الله تعالى عقب غزوة أحد آيات يعاتب فيها أصحاب رسوله - أفضل أجيال البشر - على ما بدر منهم من عصيان أمره، وترك مواقعهم والنزول لجمع الغنائم .... مما كان من عواقبه ما كان ؟ يقول عز وجل : " ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ". (آل عمران : 152).
قال ابن مسعود : " ما كنت أعلم أن فينا من يريد الدنيا، حتى نزلت هذه الآية " !.
هل يمكن أن يؤخذ من مثل هذه المواقف التي يضعف فيها بعض الرجال الأخيار وتغلب فيها أهواؤهم عقولهم : أن الرجال لا يصلحون للمهمات الكبار ؟ !.
وفي غزوة بدر يسجل القرآن على بعض المؤمنين مثل هذه المواقف قبل المعركة وبعدها، يقول تعالى : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقًا من المؤمنين لكارهون . يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون . وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم .. ". (الأنفال : 5 - 7).
وبعد المعركة يقول في شأن موقفهم من الأسرى : " تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم . لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ". (الأنفال : 67، 68).
إن الضعف البشري يعتري الرجال والنساء جميعًا، والعبرة بالعاقبة .
ولماذا لا يذكر هنا مشورة أم سلمة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الحديبية، وقد كان من ورائها الخير والمصلحة ؟.
بل لماذا لم يذكر ما ذكره القرآن عن امرأة حكمت قومها بالعقل، وساستهم بالحكمة وقادتهم في أحرج الأوقات إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة ؟ ألا وهي ملكة سبأ، التي لخصت لقومها ما يصنعه الفاتحون المستعمرون إذا دخلوا بلدًا بعبارة في غاية الوجازة والبلاغة : " قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ". (النمل : 34).
العوارض الطبيعية للمرأة :
ويستند المانعون للنساء من التشريع بأن المرأة تعرض لها عوارض طبيعية من الدورة الشهرية وآلامها، والحمل وأوجاعه، والولادة وأسقامها، والإرضاع ومتاعبه، والأمومة وأعبائها .... كل هذا مما يجعلها غير قادرة بدنيًا ولا نفسيًا ولا فكريًا، على تحمل تبعة العضوية في مجلس يسن القوانين، ويراقب الحكومة.
ونقول : إن هذا صحيح، وليست كل امرأة صالحة للقيام بعبء النيابة، فالمرأة المشغولة بالأمومة ومتطلباتها لن تزج بنفسها في معترك الترشيح لهذه المهام، ولو فعلت لكان على الرجال والنساء أن يقولوا لها : لا أطفالك أولى بك.
ولكن المرأة التي لم ترزق الأطفال وعندها فضل قوة ووقت وعلم وذكاء، والمرأة التي بلغت الخمسين أو قاربت، ولم تعد تعرض لها العوارض الطبيعية المذكورة، وتزوج أبناؤها وبناتها، وبلغت من نضج السن والتجربة ما بلغت، وعندها من الفراغ ما يمكن أن تشغله في عمل عام . ما الذي يمنع من انتخاب مثلها في مجلس نيابي، إذا توافرت فيها الشروط الأخرى، التي يجب أن تتوفر في كل مرشح، رجلا كان أو امرأة ؟.
آية : " وقرن في بيوتكن " :
وقد استدلت الفتوى على منع المرأة من الترشيح للانتخاب بقوله تعالى : (وقرن في بيوتكن ) (الأحزاب : 33) وقد ناقشنا ذلك من قبل ونزيده بيانًا، فنقول: .
من المعلوم الذي لا ينازع فيه أحد أن الآية خطاب لنساء النبي، كما يدل على ذلك السياق . ونساء النبي لهن أحكام خاصة من حيث مضاعفة العذاب لمن تأتي بفاحشة مبينة، ومضاعفة الأجر لمن تعمل صالحًا، وتحريم نكاحهن بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . وقد قال القرآن في نفس السياق : " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ".
ولهذا أجاز المسلمون من غير نكير للمرأة في عصرنا أن تخرج من بيتها للتعلم في المدرسة، ثم في الجامعة، وأن تذهب إلى السوق، وأن تعمل خارج بيتها معلمة وطبيبة وممرضة، وغير ذلك من الأعمال المشروعة، في إطار الشروط والضوابط الشرعية.
على أن الآية الكريمة : " وقرن في بيوتكن " لم تمنع أم المؤمنين، أفقه نساء الأمة، عائشة رضي الله عنها، أن تخرج من بيتها، بل من المدينة المنورة، وأن تسافر إلى البصرة على رأس جيش فيه الكثير من الصحابة، وفيهم اثنان من العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة المرشحين للخلافة، أصحاب الشورى : طلحة والزبير، تطالب بما تعتقد أنه حق وصواب، من المبادرة بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه.(54/102)
وما يقال من أنها ندمت على هذا الخروج، فهذا ليس لأن خروجها كان غير مشروع، بل لأن رأيها في السياسة كان خطأ . وهذا أمر آخر.
على أن بعضهم اتخذ من آية : " وقرن في بيوتكن " حجة عامة على أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيتها إلا لضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة، حتى التعليم في المدرسة والجامعة توقفوا فيه ! ولا عجب أن حرموا عليها أن تشترك في الانتخابات بالتصويت، بأن تقول " نعم " أو " لا ".
وبهذا يعطل نصف الأمة عن الشهادة في هذا الجانب المهم .؟ وإن شئت التعبير عن الواقع، قلت : تعطل الصالحات من النساء عن أداء هذه الشهادة، على حين تذهب الأخريات لإعطاء أصواتهن للعلمانيين والمعادين لشريعة الإسلام.
وقد نسي هؤلاء أن بقية الآية الكريمة تدل بمفهومها على شرعية الخروج للمرأة من بيتها إذا التزمت الحشمة والأدب ولم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، فالنهي عن التبرج يفيد أن ذلك خارج البيت، فالمرأة في بيتها لا حرج عليها أن تتزين وتتبرج، فالتبرج المنهي عنه إذن لا يكون إلا خارج البيت.
حديث : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " :
ومما استندت إليه الفتوى المذكورة في منع المرأة أن تكون ناخبة أو عضوا في مجلس نيابي الحديث الذي رواه البخاري وغيره عن أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين بلغه أن الفرس ولوا على ملكهم بنت كسرى بعد موته، قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".
ولنا مع هذا الاستدلال وقفات :
الأولى : هل يؤخذ الحديث على عمومه أو يوقف به عند سبب وروده ؟.
على معنى أنه أراد أن يخبر عن عدم فلاح الفرس، الذين فرض عليهم نظام الحكم الوراثي أن تحكمهم بنت الإمبراطور، وإن كان في الأمة من هو أكفأ منها وأفضل ألف مرة ؟.
صحيح أن أغلب الأصوليين قالوا : إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن هذا غير مجمع عليه، وقد ورد عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما ضرورة رعاية أسباب النزول، وإلا حدث التخبط في الفهم، ووقع سوء التفسير، كما تورط في ذلك الحرورية من الخوارج وأمثالهم، الذين أخذوا الآيات التي نزلت في المشركين فعمموها على المؤمنين. (وللشاطبي بحث مفيد في ذلك في كلامه عن "القرآن" في "الموافقات").
فدل هذا على أن سبب نزول الآية ومن باب أولى سبب ورود الحديث، يجب أن يرجع إليه في فهم النص، ولا يؤخذ عموم اللفظ قاعدة مسلمة.
يؤكد هذا في هذا الحديث خاصة : أنه - لو أخذ على عمومه - لعارض ظاهر القرآن، فقد قص علينا القرآن قصة امرأة قادت قومها أفضل ما تكون القيادة، وحكمتهم أعدل ما يكون الحكم، وتصرفت بحكمة ورشد أحسن ما يكون التصرف، ونجوا بحسن رأيها من التورط في معركة خاسرة، يهلك فيها الرجال، وتذهب الأموال، ولا يجنون من ورائها شيئَا.
تلك هي بلقيس التي ذكر الله قصتها في سورة النمل مع نبي الله سليمان، وانتهى بها المطاف إلى أن قالت : (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين). (النمل : 44).
كما يؤكد صرف الحديث عن العموم : الواقع الذي نشهده، وهو أن كثيرًا من النساء قد كن لأوطانهن خيرًا من كثير من الرجال.
وإن بعض هؤلاء " النساء " لهو أرجح في ميزان الكفاية والمقدرة السياسية والإدارية من كثير من حكام العرب والمسلمين " الذكور " ولا أقول " الرجال " !.
الثانية : أن علماء الأمة قد اتفقوا على منع المرأة من الولاية الكبرى أو الإمامة العظمى، وهي التي ورد في شأنها الحديث ودل عليها سبب وروده، كما دل عليها لفظه " ولوا أمرهم " وفي رواية " تملكهم امرأة " فهذا إنما ينطبق على المرأة إذا أصبحت ملكة أو رئيسة دولة ذات إرادة نافذة في قومها، لا يرد لها حكم، ولا يبرم دونها أمر، وبذلك يكونون قد ولوها أمرهم حقيقة، أي أن أمرهم العام قد أصبح بيدها وتحت تصرفها، ورهن إشارتها.
أما ما عدا الإمامة والخلافة وما في معناها من رئاسة الدولة - فهو مما اختلف فيه.
فيمكن بهذا أن تكون وزيرة، ويمكن أن تكون قاضية، ويمكن أن تكون محتسبة احتسابًا عامًّا.
وقد ولى عمر بن الخطاب الشفاء بنت عبد الله العدوية على السوق تحتسب وتراقب، وهو ضرب من الولاية العامة.
الثالثة : أن المجتمع المعاصر في ظل النظم الديمقراطية حين يولي المرأة منصبًا عامًا كالوزارة أو الإدارة أو النيابة، أو نحو ذلك، فلا يعني هذا أنه ولاها أمره بالفعل، وقلدها المسئولية عنه كاملة.
فالواقع المشاهد أن المسئولية جماعية والولاية مشتركة، تقوم بأعبائها مجموعة من المؤسسات والأجهزة، والمرأة إنما تحمل جزءًامنها مع من يحملها.
وبهذا نعلم أن حكم " تاتشر " في بريطانيا، أو " أنديرا " في الهند، أو " جولدا مائير " في فلسطين المحتلة، ليس هو - عند التحقيق والتأمل - حكم امرأة في شعب، بل هو حكم المؤسسات والأنظمة المحكمة، وإن كان فوق القمة امرأة ! . إن الذي يحكم هو مجلس الوزراء بصفته الجماعية وليست رئيسة مجلس الوزراء.
فليست هي الحاكمة المطلقة التي لا يعصى لها أمر، ولا يرفض لها طلب، فهي إنما تترأس حزبًا يعارضه غيره، وقد تجري هي انتخابات فتسقط فيها بجدارة، كما حدث لأنديرا في الهند، وهي في حزبها لا تملك إلا صوتها، فإذا عارضتها الأغلبية غدا رأيها كرأي أي إنسان في عرض الطريق.
بعد كتابة الصفحات السابقة حول ترشيح المرأة للمجالس النيابية أطلعني بعض الفضلاء على فتوى قديمة لبعض علماء الأزهر، انتهت إلى تحريم الحقوق السياسية كلها على المرأة، وأولها حق الانتخاب، والشهادة لمرشح بقول " نعم " أو " لا "، ومن باب أولى منعها عن الترشيح للمجالس النيابية، ما دامت قد منعت من مجرد التصويت.
موقف نساء النبي وتطلعهن إلى الزينة :
ومما استندت إليه فتوى هؤلاء المانعين للمرأة من مزاولة الحقوق السياسية قولهم :
إن المرأة بمقتضى الخلق والتكوين مطبوعة على غرائز تناسب المهمة التي خلقت لأجلها، وهي مهمة الأمومة وحضانة النشء وتربيته، وهذه قد جعلتها ذات تأثر خاص بدواعي العاطفة.
ولا تعوزنا الأمثلة الواقعية التي تدل على أن شدة الانفعال والميل مع العاطفة من خصائص المرأة في جميع أطوارها وعصورها.
فقد دفعت هذه الغرائز المرأة في أسمى بيئة نسوية إلى تغليب العاطفة على مقتضى العقل والحكمة .
وآيات من سورة الأحزاب : تشير إلى ما كان من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وتطلعهن إلى زينة الدنيا ومتعتها، ومطالبتهن الرسول أن يغدق عليهن مما آتاه الله من الغنائم حتى يعشن كما تعيش زوجات الملوك ورؤساء الأمم.
لكن القرآن قد ردهن إلى مقتضى العقل والحكمة في ذلك : " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا ". (الأحزاب : 29).
وآية أخرى من سورة التحريم : تتحدث عن غيرة بعض نسائه عليه الصلاة والسلام وما كان لها من الأثر في تغليبهن العاطفة على العقل، مما جعلهن يدبرن ما يتظاهرن به على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد ردهن القرآن إلى الجادة : " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكم وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ". (التحريم :4).
هذه هي المرأة في أسمى البيئات النسوية لم تسلم من التأثر الشديد بدواعي العاطفة، ولم تنهض قوتها المعنوية على مغالبة نوازع الغيرة مع كمال إيمانها ونشأتها في بيت النبوة والوحي، فكيف بامرأة غيرها لم تؤمن إيمانها ولم تنشأ نشأتها وليس لها ما تطمع به أن تبلغ شأنها أو تقارب منزلتها ؟ ! . ا هـ.
هذا ما ذكره من ذكره في شأن نساء النبي.
ولكن فاته أن يذكر أنهن - حين خُيِّرن - اخترن جميعًا الله ورسوله والدار الآخرة .على أن تطلعهن إلى الزينة ومتاع الحياة كسائر النساء وبخاصة نساء العظماء، لا يدل على قصور عقولهن، ولا عدم صلاحيتهن للتفكير في الأمور العامة، بل هو تطلع بحكم الفطرة البشرية، والطبيعة النسوية، سرعان ما تقشعت سحابته عندما نزلت آية التخيير.
وهل برئ الرجال تمامًا من مثل هذه المواقف التي يركنون فيها فترة إلى الدنيا، ثم تدركهم الصحوة، حينما ينبههم الوحي إلى خطئهم أو غفلتهم ؟.
ألم يقل القرآن في شأن الصحابة مخاطبًا الرسول الكريم : " وإذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ". (الجمعة : 11).
ألم ينزل الله تعالى عقب غزوة أحد آيات يعاتب فيها أصحاب رسوله - أفضل أجيال البشر - على ما بدر منهم من عصيان أمره، وترك مواقعهم والنزول لجمع الغنائم .... مما كان من عواقبه ما كان ؟ يقول عز وجل : " ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ". (آل عمران : 152).
قال ابن مسعود : " ما كنت أعلم أن فينا من يريد الدنيا، حتى نزلت هذه الآية " !.
هل يمكن أن يؤخذ من مثل هذه المواقف التي يضعف فيها بعض الرجال الأخيار وتغلب فيها أهواؤهم عقولهم : أن الرجال لا يصلحون للمهمات الكبار ؟ !.
وفي غزوة بدر يسجل القرآن على بعض المؤمنين مثل هذه المواقف قبل المعركة وبعدها، يقول تعالى : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقًا من المؤمنين لكارهون . يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون . وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم .. ". (الأنفال : 5 - 7).
وبعد المعركة يقول في شأن موقفهم من الأسرى : " تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم . لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ". (الأنفال : 67، 68).
إن الضعف البشري يعتري الرجال والنساء جميعًا، والعبرة بالعاقبة .
ولماذا لا يذكر هنا مشورة أم سلمة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الحديبية، وقد كان من ورائها الخير والمصلحة ؟.
بل لماذا لم يذكر ما ذكره القرآن عن امرأة حكمت قومها بالعقل، وساستهم بالحكمة وقادتهم في أحرج الأوقات إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة ؟ ألا وهي ملكة سبأ، التي لخصت لقومها ما يصنعه الفاتحون المستعمرون إذا دخلوا بلدًا بعبارة في غاية الوجازة والبلاغة : " قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ". (النمل : 34).
العوارض الطبيعية للمرأة :
ويستند المانعون للنساء من التشريع بأن المرأة تعرض لها عوارض طبيعية من الدورة الشهرية وآلامها، والحمل وأوجاعه، والولادة وأسقامها، والإرضاع ومتاعبه، والأمومة وأعبائها .... كل هذا مما يجعلها غير قادرة بدنيًا ولا نفسيًا ولا فكريًا، على تحمل تبعة العضوية في مجلس يسن القوانين، ويراقب الحكومة.
ونقول : إن هذا صحيح، وليست كل امرأة صالحة للقيام بعبء النيابة، فالمرأة المشغولة بالأمومة ومتطلباتها لن تزج بنفسها في معترك الترشيح لهذه المهام، ولو فعلت لكان على الرجال والنساء أن يقولوا لها : لا أطفالك أولى بك.
ولكن المرأة التي لم ترزق الأطفال وعندها فضل قوة ووقت وعلم وذكاء، والمرأة التي بلغت الخمسين أو قاربت، ولم تعد تعرض لها العوارض الطبيعية المذكورة، وتزوج أبناؤها وبناتها، وبلغت من نضج السن والتجربة ما بلغت، وعندها من الفراغ ما يمكن أن تشغله في عمل عام . ما الذي يمنع من انتخاب مثلها في مجلس نيابي، إذا توافرت فيها الشروط الأخرى، التي يجب أن تتوفر في كل مرشح، رجلا كان أو امرأة ؟.
آية : " وقرن في بيوتكن " :
وقد استدلت الفتوى على منع المرأة من الترشيح للانتخاب بقوله تعالى : (وقرن في بيوتكن ) (الأحزاب : 33) وقد ناقشنا ذلك من قبل ونزيده بيانًا، فنقول: .
من المعلوم الذي لا ينازع فيه أحد أن الآية خطاب لنساء النبي، كما يدل على ذلك السياق . ونساء النبي لهن أحكام خاصة من حيث مضاعفة العذاب لمن تأتي بفاحشة مبينة، ومضاعفة الأجر لمن تعمل صالحًا، وتحريم نكاحهن بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . وقد قال القرآن في نفس السياق : " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ".
ولهذا أجاز المسلمون من غير نكير للمرأة في عصرنا أن تخرج من بيتها للتعلم في المدرسة، ثم في الجامعة، وأن تذهب إلى السوق، وأن تعمل خارج بيتها معلمة وطبيبة وممرضة، وغير ذلك من الأعمال المشروعة، في إطار الشروط والضوابط الشرعية.
على أن الآية الكريمة : " وقرن في بيوتكن " لم تمنع أم المؤمنين، أفقه نساء الأمة، عائشة رضي الله عنها، أن تخرج من بيتها، بل من المدينة المنورة، وأن تسافر إلى البصرة على رأس جيش فيه الكثير من الصحابة، وفيهم اثنان من العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة المرشحين للخلافة، أصحاب الشورى : طلحة والزبير، تطالب بما تعتقد أنه حق وصواب، من المبادرة بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه.
وما يقال من أنها ندمت على هذا الخروج، فهذا ليس لأن خروجها كان غير مشروع، بل لأن رأيها في السياسة كان خطأ . وهذا أمر آخر.
على أن بعضهم اتخذ من آية : " وقرن في بيوتكن " حجة عامة على أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيتها إلا لضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة، حتى التعليم في المدرسة والجامعة توقفوا فيه ! ولا عجب أن حرموا عليها أن تشترك في الانتخابات بالتصويت، بأن تقول " نعم " أو " لا ".
وبهذا يعطل نصف الأمة عن الشهادة في هذا الجانب المهم .؟ وإن شئت التعبير عن الواقع، قلت : تعطل الصالحات من النساء عن أداء هذه الشهادة، على حين تذهب الأخريات لإعطاء أصواتهن للعلمانيين والمعادين لشريعة الإسلام.
وقد نسي هؤلاء أن بقية الآية الكريمة تدل بمفهومها على شرعية الخروج للمرأة من بيتها إذا التزمت الحشمة والأدب ولم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، فالنهي عن التبرج يفيد أن ذلك خارج البيت، فالمرأة في بيتها لا حرج عليها أن تتزين وتتبرج، فالتبرج المنهي عنه إذن لا يكون إلا خارج البيت.
حديث : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " :
ومما استندت إليه الفتوى المذكورة في منع المرأة أن تكون ناخبة أو عضوا في مجلس نيابي الحديث الذي رواه البخاري وغيره عن أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين بلغه أن الفرس ولوا على ملكهم بنت كسرى بعد موته، قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".
ولنا مع هذا الاستدلال وقفات :
الأولى : هل يؤخذ الحديث على عمومه أو يوقف به عند سبب وروده ؟.
على معنى أنه أراد أن يخبر عن عدم فلاح الفرس، الذين فرض عليهم نظام الحكم الوراثي أن تحكمهم بنت الإمبراطور، وإن كان في الأمة من هو أكفأ منها وأفضل ألف مرة ؟.
صحيح أن أغلب الأصوليين قالوا : إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن هذا غير مجمع عليه، وقد ورد عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما ضرورة رعاية أسباب النزول، وإلا حدث التخبط في الفهم، ووقع سوء التفسير، كما تورط في ذلك الحرورية من الخوارج وأمثالهم، الذين أخذوا الآيات التي نزلت في المشركين فعمموها على المؤمنين. (وللشاطبي بحث مفيد في ذلك في كلامه عن "القرآن" في "الموافقات").
فدل هذا على أن سبب نزول الآية ومن باب أولى سبب ورود الحديث، يجب أن يرجع إليه في فهم النص، ولا يؤخذ عموم اللفظ قاعدة مسلمة.
يؤكد هذا في هذا الحديث خاصة : أنه - لو أخذ على عمومه - لعارض ظاهر القرآن، فقد قص علينا القرآن قصة امرأة قادت قومها أفضل ما تكون القيادة، وحكمتهم أعدل ما يكون الحكم، وتصرفت بحكمة ورشد أحسن ما يكون التصرف، ونجوا بحسن رأيها من التورط في معركة خاسرة، يهلك فيها الرجال، وتذهب الأموال، ولا يجنون من ورائها شيئَا.
تلك هي بلقيس التي ذكر الله قصتها في سورة النمل مع نبي الله سليمان، وانتهى بها المطاف إلى أن قالت : (رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين). (النمل : 44).
كما يؤكد صرف الحديث عن العموم : الواقع الذي نشهده، وهو أن كثيرًا من النساء قد كن لأوطانهن خيرًا من كثير من الرجال.
وإن بعض هؤلاء " النساء " لهو أرجح في ميزان الكفاية والمقدرة السياسية والإدارية من كثير من حكام العرب والمسلمين " الذكور " ولا أقول " الرجال " !.
الثانية : أن علماء الأمة قد اتفقوا على منع المرأة من الولاية الكبرى أو الإمامة العظمى، وهي التي ورد في شأنها الحديث ودل عليها سبب وروده، كما دل عليها لفظه " ولوا أمرهم " وفي رواية " تملكهم امرأة " فهذا إنما ينطبق على المرأة إذا أصبحت ملكة أو رئيسة دولة ذات إرادة نافذة في قومها، لا يرد لها حكم، ولا يبرم دونها أمر، وبذلك يكونون قد ولوها أمرهم حقيقة، أي أن أمرهم العام قد أصبح بيدها وتحت تصرفها، ورهن إشارتها.
أما ما عدا الإمامة والخلافة وما في معناها من رئاسة الدولة - فهو مما اختلف فيه.
فيمكن بهذا أن تكون وزيرة، ويمكن أن تكون قاضية، ويمكن أن تكون محتسبة احتسابًا عامًّا.
وقد ولى عمر بن الخطاب الشفاء بنت عبد الله العدوية على السوق تحتسب وتراقب، وهو ضرب من الولاية العامة.
الثالثة : أن المجتمع المعاصر في ظل النظم الديمقراطية حين يولي المرأة منصبًا عامًا كالوزارة أو الإدارة أو النيابة، أو نحو ذلك، فلا يعني هذا أنه ولاها أمره بالفعل، وقلدها المسئولية عنه كاملة.
فالواقع المشاهد أن المسئولية جماعية والولاية مشتركة، تقوم بأعبائها مجموعة من المؤسسات والأجهزة، والمرأة إنما تحمل جزءًامنها مع من يحملها.
وبهذا نعلم أن حكم " تاتشر " في بريطانيا، أو " أنديرا " في الهند، أو " جولدا مائير " في فلسطين المحتلة، ليس هو - عند التحقيق والتأمل - حكم امرأة في شعب، بل هو حكم المؤسسات والأنظمة المحكمة، وإن كان فوق القمة امرأة ! . إن الذي يحكم هو مجلس الوزراء بصفته الجماعية وليست رئيسة مجلس الوزراء.
فليست هي الحاكمة المطلقة التي لا يعصى لها أمر، ولا يرفض لها طلب، فهي إنما تترأس حزبًا يعارضه غيره، وقد تجري هي انتخابات فتسقط فيها بجدارة، كما حدث لأنديرا في الهند، وهي في حزبها لا تملك إلا صوتها، فإذا عارضتها الأغلبية غدا رأيها كرأي أي إنسان في عرض الطريق.
المصدر:اسلام اون لاي
ــــــــــــــــــ
المرأة والمشاركة السياسية في ظل الدولة الاسلامية
دراسة تطبيقية منذ العصر الجاهلي
حتى سقوط الخلافة العباسية في بغداد
******
د.محمد خريسات"مؤلف وباحث"
يتحدث المؤلف د. محمد خريسات, في مقدمة الدراسة التي صدرت عام 1997 بأن هذا البحث يسلط الاضواء على المشاركة الفعلية وغير المباشرة للمرأة في الامور السياسية في ظل الدولة الاسلامية. وتبين له انه على الرغم من سيطرة الانماط الرجولية على كل شيء في الدولة الاسلامية، الا ان دور المرأة ظهر بارزاً منذ العصر الجاهلي ومروراً بفترة الرسول عليه السلام والراشدين والامويين والعباسيين في الحياة السياسية ولكن من وراء ستار. ذلك ان عمل المرأة من وراء ستار في الامور السياسية جعل مشاركتها هامشية باهتة في الحياة السياسية العامة، كما ادى إلى عدم تدوين كل شيء. فالتي اسعفها الحظ وبرزت خلال حياة بعض الخلفاء سجلت لها مواقفها وفي اغلب الاحيان جاء دورها بمظهر المتسلط مما جعل المجتمع يمقت هذا الدور. والتي لم يسعفها الحظ دخلت في زاوية النسيان وعدم الاهتمام. ويعترف الباحث انه لقي صعوبة بالغة في تحقيق بحث متكامل حول نشاط المرأة الاسلامية في الفترة التي غطاها في دراسته حيث تبدو المعلومات متناثرة في العديد من المصادر التاريخية والادبية والفقهية.
****
في الفصل الاول: "مكانة المرأة في العصر الجاهلي"
يرى الباحث ان المتتّبع لاخبار المرأة في تلك الفترة يلاحظ ان وضعها لم يكن بالصورة السيئة التي يحاول البعض رسمها، فقد كانت المرأة تتمتع على سبيل المثال وليس الحصر بحرية اختيار زوجها وإن كان البعض منهنّ قد اكره على الزواج من شخص لا تريده. فقد جاء ان دريد بن الصمة قد تقدم لخطبة الشاعرة المعروفة الخنساء فردّته قائلة: " أَدَعُ بني عمي الطوال مثل عوال الرماح وأتزوج شيخاَ"، واشترطت هند بنت عتبة على والدها ان تملك امرها ولا يزوجها من رجل حتى يعرض عليها. وفي مجال العلاقات القبلية كثيراً ما كانت النساء تشارك في حل النزاع بين القبائل أو إثارة وتأجيج الخلافات. وشاركت المرأة في الجاهلية في التجارة فقد كانت خديجة بنت خويلد وفيلة الانمارية تبيع وتشتري بنفسها. وسجلت لنا المصادر نساء كثر تميزن برجاحة العقل وحسن الرأي، منهنّ خالدة بنت هاشم بن عبد مناف، وصحر بنت النعمان التي اشتهرت بالحكمة العقل والكمال، وكانت العرب تتحاكم عندها فيما ينوبها من المشاجرات في الانساب وغيرها. ويرى الباحث ان تسمية بعض القبائل باسماء الامهات دليل على المكانة الرفيعة للمرأة في ذلك الزمان مثل قبيلة مزينة وبجيلة وباهلة.
****
في الفصل الثاني: "المرأة والسياسة في صدر الاسلام حتى نهاية الفترة الاموية"
يؤكد الباحث ان الاسلام اهتم بالانثى إمرأة وبنتاً وزوجة واختاً وأماً اهتماما كبيرا، وليس ادل على ذلك من ورود لفظ الام في القرآن الكريم (23 مرة)، ولفظ الزوجة (16 مرة)، ولفظ النساء (37 مرة)، ولفظ الانثى (18 مرة)، ولفظ الاخت (11 مرة)، ولفظ الابنة اكثر من عشرين مرة. فقد كفل الاسلام للمرأة كافة حقوقها المدنية والشخصية، فلها حق حيازة الاموال والتصرف في البيع والشراء والوصية والهبة. قال ابن الجوزي: "ان البالغة العاملة الرشيدة لا يتصرف ابوها في اقل شيء من مالها الا برضاها ولا يجبرها على اخراج اليسير منه دون رضاها". وكما هاجر بعض الرجال إلى الحبشة فقد هاجرت النساء كذلك، وبلغ عدد اللواتي هاجرن إلى الحبشة تسع عشرة امرأة. واذا كانت البيعة في الاسلام من اخص امور السياسة فقد شاركت النساء منذ ليلة العقبة حيث كانت ام عمارة نسيبة بنت كعب المازنية ممن حضرن ليلة العقبة وبايعن الرسول.
في العهد الراشدي فقد كان للنساء دور في سير الفتوحات الاسلامية. وفي عصر عمر بن الخطاب ساد احترام رأي المرأة. حين حاول ابن الخطاب تحديد المهور، وقفت امرأة وذكّرته بالآية الكريمة: (وإن آتيتم إحداهنّ قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئً) فأقتنع عمر برأيها وقال: "اخطأ عمر واصابت امراة".(54/103)
في العصر الاموي كان للمرأة حضور اكثر مما كان عليه في الفترة الراشدية، وربما كان للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحزبية دور في مشاركة المرأة في الاحداث التي مرت في تلك الفترة. وظهر الدور المميز لها ابان الثورات ومشاركة نساء وامهات الخلفاء في قراراتهم. وظهر الدور المميز لها ابان الثورات ومشاركة نساء وامهات الخلفاء في قراراتهم. لقد احتجت بعض النسوة على خلافة معاوية عند بيعته، فهذه اروى بنت الحارثة بن عبد المطلب تقول لمعاوية صراحة: "لقد اخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الاسلام". وفي تلك الحقبة كان صوت النساء يظهر بوضوح ايام الفتن والثورات. ومن هنا فقد قاست بعض النسوة من العقوبات كما قاسى الرجال ويأتي في طليعة النسوة اللواتي عُذّبن بسبب مواقفهنّ السياسية: آمنة بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي، وقام إبن الزبير بنفي امرأة من بني مخزوم كانت متزوجة احد الامويين لعدم بيعتها لإبن الزبير ولمؤازرتها لعبد الملك بن مروان، وانخرطت النساء بين صفوف الخوارج رغم العقوبات الصارمة التي كنّ يلاقينها من قبل الدولة، واستهوت النساء حركة الشيعة ايضاً كما استهوتهنّ حركة الخوارج. ويذكر الطبري انه كان في الكوفة بيتان لامرأتين من غلاة الشيعة كان يجتمع فيهما زعماء الشيعة فيتباحثون في امرهم ويحيكون المؤامرات ضد الخلافة الاموية.
وفي العصر الاموي برزت ظاهرة سيطرة النساء على الخلفاء. ويعتبر يزيد بن عبد الملك من اكثر الخلفاء الذين غلبت عليهم النساء، وكانت سلامة القس وحبّابة من اكثر النساء حظوة عنده. اما هشام بن عبد الملك الذي اتصف بالحزم في ادارة شؤون الدولة فقد غلبت عليه بعض النساء امثال جاريته صدوف. ولما تسلم الوليد بن يزيد الخلافة غلبت عليه جاريته نوار.
****
في الفصل الثالث: "المشاركة السياسية للمرأة في العصر العباسي
الاول (132 - 232 هـ، 750م - 846م)"
ففي تلك الحقبة برزت ظاهرة التمازج الحضاري بين العرب وغيرهم من الذين دخلوا الاسلام وانتشر الزواج من غير العربيات بالنسبة للخلفاء العباسيين. فمن بين سبعة وثلاثين خليفة عبّاسي لم يكن من بينهم من هو عربي الام الا ثلاثة: ابو العباس السفاح، والمهدي بن المنصور، ومحمد الامين بن هارون الرشيد. وادى توجه العباسيين للزواج من الجواري والاماء إلى ترشيح ابنائهم لمنصب الخلافة وذلك يخالف ما جرى عليه العرف ايام الامويين حيث كانوا لا يستخلفون ابناء الاماء. وفي تلك الحقبة ازدادت مشاركة المرأة السياسية بسبب التطورات الاجتماعية المتسارعة آنذاك. فقد اعتمد الخليفة المنصور على النساء في جمع الاخبار عن اعدائه وساعده الاعتماد على النساء في معرفة احوال الناس حتى عرف الولي من العدو والمُداجي من المُسالم، فساس الرعية ولبسها وهو من معرفتها على مثل وضح النهار. ومن النساء العباسيات اللاتي كان لهن دور في العصر العباسي زينب بنت سلمان حيث عمرت طويلاً وهي التي دخلت على المأمون تعاتبه على لبس الخضرة وتقريب العلويين وقالت له: "يا أمير المؤمنين، انك على برّ اهلك من ولد علي بن ابي طالب اقدر، من غير ان تزيل سُنًّةُ من مضى من ابائك. فدع لباس الخضرة ولا تطمِعنَّ احداً فيما كان منك" ولما تسلم المهدي الخلافة ظهرت المشاركة النسائية بصورة واضحة وكان لنساء الخلفاء وامهاتهم دور لا يمكن اغفاله في ا لشؤون السياسية حيث عارض عبد الله بن المقفع هذا الدور المتعاظم للمرأة وكتب يقول: "امور كثيرة لا يجترئ عليها إلا أهوج، ولا يسلم منها إلا قليل: صحبة السلطان، وائتمان النساء على الأسرار، وشرب السم للتجربة، وركوب البحر". وقد تدخلت النساء في حياة المهدي وشؤون الدولة فقد كان كثير الجلوس مع النساء، وكانت الخيزران تجلس في عتبة الرواق المقابل للايوان، وتجلس زينب بنت سليمان بإزائها وفي الصدر مجلس الخليفة المهدي، يقصدهن في كل وقت فيجلس ساعة ثم ينهض. وكان من تأثير الخيزران ان رشح المهدي إبنيها وهما الهادي والرشيد للخلافة، مع ان ابنه الاكبر عبد الله من ام عربية هاشمية هي رابعة بنت ابي العباس.
وفي عصر الرشيد مارست زوجته زبيدة السياسية وكانت الملكة الثانية في بلاط العباسيين بعد الخيزران. ففي عصر الرشيد زاد اقبال الناس على الجواري وتعليمهنّ ودفع الاثمان الباهظة في شرائهنّ وقد اثر ذلك على مختلف جوانب الحياة مما ادى إلى زيادة تحرّر المرأة واندفاعها للمشاركة في شؤون الحياة المختلفة.
ويلاحظ الباحث ان دخول النساء في الاحزاب قد تراجع في العصر لعباسي عما كان عليه الوضع ايام الامويين كما تراجعت مشاركة المرأة في القتال، ربما اعتماد الدولة على العناصر غير العربية كمقاتلين. ويؤكد الباحث ان تدخل زبيدة في عصر الرشيد جعله من ازهى عصور الخلافة العباسية، فزبيدة تتابع والرشيد دائم البحث عن اسرار رعيته يساعده في ذلك عيونه واصحاب اخباره في جميع الولايات. اما المأمون (198-218) فقد اعتمد على العنصر النسائي ليس في أخذ المشورة ولكن في تسيير اعماله، ففي نزاعه مع الامين كان يرسل بريده مع النساء، يضعن البريد داخل اعواد منقورة من المكاف (نوع من الشجر) ولم يقتصر اعتماده على النساء في نقل البريد فحسب، بل كان يرسل النساء والرجال متنكرين في زي التجار او الاطباء وكان يفضل استخدام العجائز في هذه المهمات اذ يذكر النويري ان العجائز كن يأتينه كل مساء بتقارير مفصلة تتعلق بأخبار الناس وأخبار اللصوص والفساق. وذكرت بعض المصادر ان عدد هؤلاء العجائز يقارب الالف عجوز ويستنتج الباحث في نهاية هذا الفصل ان تعاون الخلفاء مع بعض النساء وافساح المجال امامهن للمشاركة في شؤون الدولة اثبت ان المرأة مثل الرجل قادرة على تصريف شؤون الدولة والاعتماد عليها.
****
وفي الفصل الرابع: "المشاركة السياسية للمرأة في العصر العباسي
الثاني (242-334، 846-907م)"
يرى الباحث ان الفساد الهائل في بلاط الخلفاء في هذا العصر انعكس على دور سلبي للمرأة خلافاً لدورها الايجابي في العصر العباسي الاول فقد زاد الاعتماد على النساء في العصر العباسي الثاني في ادارة السجون التي كانت في قصور الخلفاء لحبس المتنفذين في الدولة، فقد كان معظم الوزراء الخارجين على الخلافة من المتنفذين يسلمون لزيدان قهرمانة المقتدر. واصبح لامهات الخلفاء وازواجهم دور اكثر وضوحا مما كان في السابق، اذ وصل تأثير النساء على الخلفاء صورة لم يألفها المجتمع من قبل وذلك نتيجة الامتيازات التي حصلن عليها وضعف الخلفاء وصغر سنهم وقد تمكن هؤلاء النسوة مع وصيفاتهن ومواليهن وبعض القادة والكتاب من تشكيل طبقة خاصة شكلت عبئاً مالياً كبيراً على خزينة الدولة. ويرى الباحث: "انه كان يتوجب على الولاة في الدولة ان يهادوا الخليفة والسيدة والخالة والقهرمانة والحاجب والخادم وكتابهم وكل من يلوذ بهم، وكان هذا التقليد لا يجوز الاخلال به والا تعرض صاحبه للعزل والسجن".
****
وفي الفصل الاخير: "المشاركة السياسية للمرأة في ظل الدولة
العباسية (334-656هـ، 946-1258م)"
يتحدث الباحث عن دور النساء في الفترة البويهية حيث كان دوراً محدوداً جداً ويعود السبب إلى ان خلفاء تلك الحقبة لم يكن لديهم سلطة في الدولة، ولهذا لا تأثير بالضرورة لنسائهم. ولكن ثمة استثناءات، فقد برزت في تلك الفترة عابدة بنت محمد الجهنية وكانت اديبة شاعرة فصيحة وكانت تحضر مجلس عضد الدولة. وبرزت القهرمانة تحفه: قهرمانة معز الدولة، فقد كانت تعقد المحالفات مع رجال الدولة وتعين الوزراء وكذلك قهرمانة الخليفة القائم بأمر الله، وصال، فقد كانت تشترك في اختيار الوزراء، شأنها شأن قهرمانات العصر العباسي الثاني.
وفي الفترة السلجوقية التي امتدت اكثر من مائتي عام من عام 447 وحتى سقوط بغداد سنة 656هـ، ظهرت استثناءات حيث لم يكن للنساء دور مؤثر في سياسة الدولة بشكل عام. فقد ذكر ابن الاثير انه في زمن المقتدي اول خلفاء هذه الفترة كانت جاريته شمس النهار قوية ولما سقط المقتدي مغشياً عليه، حلت ازرار ثوبه فوجدته وقد ظهرت عليه امارات الموت، ولما حاولت جارية اخرى الصراخ قالت لها شمس النهار: "ليس هذا وقت اظهار الجزع والبكاء، فإن صِحْتِ قتلتك واحضرت الوزير فأعلمته الحال وشرعوا في البيعة لولي العهد المستظهر بالله". ومن النساء في عهد السلاجقة التي كان لها تأثير في المشاركة السياسية زوجة طغرلبك حيث كانت سديدة الرأي فوّضها زوجها امره في كثير من الامور فكانت على احسن تدبير.
وفي الخلافة الفاطمية ظهرت ست الملك سلطانة بنت العزيز وهي التي نبّهت الخليفة العزيز إلى العديد من اخطائه. ولما تسلم الحاكم بأمر الله الخلافة في مصر (386-411هـ) لعبت اخته ست الملك سلطانة دوراً في التاريخ الاسلامي قًلًّ ان قامت به سيدة اخرى، ويعود السبب في ذلك إلى ان الحاكم بأمر الله كان متقلب الرأي، مقرباً للباطنية يقدم الاتراك والبربر على المصريين وكان من اكثر الخلفاء الفاطميين تشدداً في خروج الناس. فما ان تسلم الخلافة حتى امر بمنع النساء من الخروج. فلم تكن في ايامه امرأة تلوح ومنع كشف المرأة وجهها في الطريق او خلف الجنازة ومنع التبرج ومنع النساء من ركوب المراكب مع الرجال. ووصل الامر به ان منع صنع خفاف لهنّ فتعطلت حوانيتهم ودام الحال حتى وفاته.
****
في نهاية هذه الدراسة الموثقة يقول الباحث د. محمد خريسات:
"يتضح ان مشاركة المرأة في العمل السياسي في فترة الدراسة تراوحت بين مد وجزر، تقوى في بعض الاحيان وتختفي في احيان". بعض النسوة حقّقن اعمالاً هامة وتمكّنَّ من ابعاد الفتن والاضطرابات في حين ان بعض النساء كُنَّ وراء فساد الدولة وتدهورها وذلك لا يعود للطبيعة الانثوية بمقدار ما يعود لقدرة الانسان نفسه ذكراَ كان ام انثى على مواجهة الامور وحلها بالصورة الصحيحة. لقد اتسعت قلوب الاوائل بقبول آراء المرأة ومن هنا كثرت عبارات الوصف عن بعض النساء بجزالة الرأي وحسن التدبير والجرأة. من ذلك ما رواه عمر بن شبه بإسناد له عن قتادة فقال: "خرج عمر بن الخطاب من المسجد فلقيته خولة بنت الحكيم فقالت له: "هيه يا عمر، عهدتك وانت تسمى عميراً في سوق عكاظ، تصارع الصبيان فلم تذهب الايام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الايام حتى سميت امير المؤمنين، فاتق الله واعلم انه من خاف الموت خشي الفوت". فقال الجارود العبدي، وكان معه: لقد اجترأت على امير المؤمنين وابكته، فقال عمر: دعها، اما تعرف هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من فوق سمائه، فعُمر والله احرى ان يسمع كلامها وهي التي اشتكت زوجها فنزل قوله: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله). وحين علم معاوية قدوم غانمة بنت غانم إلى دمشق لزيارة اخيها عمرو بن غانم وكانت تكره معاوية وتهاجمه لانه سبّ بني هاشم، ارسل اليها ابنه يزيد ليستقبلها، فلما دخلت دمشق قال لها يزيد: ان ابا عبد الرحمن يأمرك ان تصيري إلى دار ضيافته، وكانت لا تعرفه، فقالت: من انت كلأك الله؟ قال: يزيد بن معاوية. قالت: لا رعاك الله يا ناقص، فتعمّر لون يزيد واتى اباه وأخبره فقال: هي اسنّ قريش وأعظمهم ولما قابلها معاوية اخذت عليه العهود والمواثيق الا يسبّ بني هاشم فوافق معاوية على ذلك. لقد اثبتّ بعض النسوة جدارة فائقة في المشاركة في ادارة الدولة الذين يصعب الاستغناء عنهم. ولم يقتصر دور المرأة على المشاركة السياسية فقط بل تعدتها إلى الاعمال الخيرية، فكان ان تخلدت اعمالهن على مدى التاريخ، وفي المقابل فإننا نجد بعض النسوة قد شاركن في الحكم والادارة وساهمت في اضعاف الدولة وليس ذلك بسبب الانوثة بمقدار ما هو في طبيعة الانسان من ضعف وقوة وعدم بصيرة يتساوى فيها الصنفان
ــــــــــــــــــ
أهلية المرأة لتولي السلطة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
ذكر الفقهاء وجهين استحسانيين لعدم أهلية المرأة لتولي رئاسة الدولة، ولهذين الوجهين اشترطوا الذكورة في رئيس الدولة.
الوجه الأول: منافاة مسؤولية رئاسة الدولة لطباع المرأة.
ذكروا ثلاثة أمور تكشف ملاحظتها عن عدم أهلية المرأة لتولي رئاسة الدولة.
الأمر الأول: إن الرجل والمرأة مختلفان في بعض الخصائص الجسمية والنفسية. فالغالب على الرجل العقل والتدبير وعلى المرأة الرقة والعاطفة. والغالب على الرجل القوة والشدة وعلى المرأة الرقة والانفعال. إلى غير ذلك من الفوارق المدعاة.
وهذه الفوارق تقتضي اختلاف الرجل والمرأة فيما هما مؤهلان له من مهمات الحياة والمجتمع.
الأمر الثاني: إن العدل لا يعني المساواة في كل شيء، بل هو أن يبذل كل شخص ما يقتضيه طبعه وحاجته، وأن يطلب منه ما يطيقه ويقدر عليه.
فاشتراط الذكورة في رئيس الدولة المقتضي لعدم جواز تولي المرأة لرئاسة الدولة، ليس ظلماً للمرأة، لأن هذا هو المناسب لتكوينها وخصوصيات نفسها.
الأمر الثالث: إن الولاية على الناس بنظر الاسلام أمانة إلهية تستعقب مسؤولية خطيرة، وكلما اتسع نطاقها صارت المسؤولية فيها أكثر وأكبر، والعدل يقتضي ألا يتحمل عبء المسؤولية إلا من يقدر على تحملها وأدائها وإلا كان تحميلها لمن لا يقدر على ذلك ظلماً له ولمن يقع تحت حيطته.
وبناء على هذه الأمور:
فإن الولاية على الناس مسؤولية عظمى تتوقف على حسن القيام بها مصالح الأمة، وحفظها، وتقدمها، ومصيرها. وهي تقتضي العقل والتدبير والنظر في عواقب الأمور، فينبغي ألا تتحمل المرأة مسؤولية الحاكمية والولاية على الناس، لأن ذلك ظلم للمرأة بتحميلها ما لا أهلية فيها له، ولا قدرة لها عليه.
وليس في هذا انتقاص للمرأة، بل هو ناشئ من جهة رعاية التناسب الطبيعي في تفويض المسؤولية. والتشريع الصحيح هو التشريع المبتني على التكوين.
هذه خلاصة الاستدلال بهذا الوجه الاستحساني.
والجواب على هذا الاستدلال من وجوه:
أولاً: إن كون المرأة أقل ـ أو أضعف ـ عقلاً وتدبيراً ونظراً في عواقب الأمور من الرجل، هي دعوى بلا برهان.
فإن الإختبارات والتجارب أثبتت تماثلهما من هذه الجهات. والتفاوت بينهما في بعض الخصوصيات النفسية والجسمية أمر مسلم به، هو ـ بالنسبة إلى المرأة ـ يتصل بوظيفتها الزوجية والأمومية وما يتعلق بهما من قضايا الأسرة وعلاقاتها وأحكامه.
وأما كون هذا التفاوت يقتضي بنفسه ـ وبصرف النظر عن الدليل الشرعي التعبدي ـ عدم أهلية المرأة لتولي المسؤوليات في الحياة العامة، ومنها رئاسة الدولة، فلا دليل عليه، ولا يظهر من هذا التفاوت اقتضاء ذلك.
ثانياً: إن الإستدلال بهذا الوجه الاستحساني يقتضي أن يشترط في الرجل الذي يتولى رئاسة الدولة أن يكون عقل وأكثر حكمة من جميع معاصريه، وأن لا يكون ممن يتميزون بقوة الإحساس وحدة العاطفة، لأن الملاك واحد في المرأة والرجل من هذه الجهة. وهذا كما ترى.
ثالثاً: إن الاستدلال المذكور يقوم على افتراض أن رئيس الدولي يستقل باتخاذ القرارات من دون تقيد بالقوانين، ومن دون الرجوع إلى هيئات للرقابة والشورى يتم اتخاذ القرارات من خلالها.
ومؤسسات الشورى والرقابة (البرلمانات، مجالس الشورى، هيئات مراقبة دستورية القوانين) تتكون غالباً من الرجال، أو من الرجال والنساء المنتخبين والمنتخبات من الشعب.
وفي هذه الحالة، فإن كل نقص مفترض في المرأة رئيسة الدولة لو سلمنا وجود نقص ـ يتدارك بوجود المشيرين والمراقبين من الرجال الذين يشاركون في صنع القرار، وقد ينفردون باتخاذ القرار على خلاف موقف ورأي رئيس أو رئيسة الدولة.
رابعاً: إن هذا الاستدلال يقتضي عدم أهلية المرأة لتولي أية مسؤولية رئاسية ت غير رئاسة الدولة ـ كرئاسة نقابة أو جمعية خيرية أو مهنية أو تكتل برلماني، لأن الملاك في عدم أهليتها للرئاسة على الدولة موجود في الرئاسات الأخرى. وكون المسؤولية في رئاسة الدولة أوسع وأكثر لا يوجب فرقاً بينها وبين الرئاسات الأخرى.
بل إن هذا الاستدلال يقتضي عدم أهلية المرأة لعضوية أية هيئة من هيئات الحكم في الدولة كمجلس الشورى، ولجان الدرس والمراقبة، لأن الملاك في عدم الأهلية موجود هنا أيضاً.
ومن المعلوم أن دعوى عدم جواز تولي المرأة للرئاسة المذكورة مجازفة كبرى ودعوى ينقصها الدليل.
ــــــــــــــــــ
حق المرأة السياسي
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
منيرة عبد الرزاق
الاسلام كما تجلّيه آياته الواضحات فليس فيه ما يشير الى نوعين من الخطاب، خطاب للرجال، وآخر للنساء، فقد جاء في سورة التوبة قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وقال تعالى في سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) وفي سورة النساء (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء..) وفي حديث نبوي:( النساء شقائق الرجال).
يتبين من هذه النصوص، ونصوص أخرى مستفيضة أن المرأة مخاطبة مع الرجل سواء بسواء بتعاليم الاسلام وتكاليفه وتشريعاته، سواء فيما يرتبط منها بمسائل شخصية كالزواج والطلاق، واكتساب المال والتصرف فيه، أو تعلقت بالشؤون العامة كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس هناك ثمة تفاضل على اساس النوع والعنصر فقد حدد القرآن معياراً ثابتاً واضحاً (إن أكرمكم عند الله اتقاكم).
وثمة اجماع بين علماء الاصول والتفسير والفقه على أن خطاب التكليف يستوي فيه الرجال والنساء، بل قالوا بأن النصوص الاسلامية التي يوجه فيها الخطاب للرجال هي في ذات الوقت موجهة للنساء ايضاً ، في كل الاحكام والتكاليف والعظات، ما لم يأت ما يقيد الخطاب مما يتعلق بالخصائص التكوينية للرجال أو للنساء، ومما لم يصرح به الخطاب بأنه خاص بالرجال دون النساء أو العكس. وفي رواية عن عبد الله بن رافع قال كانت ام سلمة تحدث أنها سمعت النبي (ص) يقول على المنبر وهي تمتشط:"أيها الناس" فقالت لماشطتها كفي رأسي (أي اجمعي اطرافه) فأجابت الجارية: إنما دعا الرجال ولم يدع النساء. فقالت ام سلمة: إني من الناس.
وقد برزت طائفة من النساء العالمات المبلغات، فقد روى البخاري ومسلم عن ابي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة الى رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله ، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك الله، قال: اجتمعن يوم كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهن النبي(ص) فعلمهن مما علمه الله.. وقد تبادرن النساء الى مجالس الرسول الخاصة بهن، وقد أثنى رسول الله (ص) عليهن ودعا لهن فقال:"رحم الله نساء الانصار لا يمنعهن حياؤهن أن يسألن عن أمور دينهن".
فالمرأة حكمها كحكم الرجل في الايمان والكفر، والطاعة والمعصية، والثواب والعقاب، فهي مخلوق مكلّف، وتكليفها ناشيء عن تأهيلها، كونها: أولاً عاقلة تدرك خطابات التكليف، وتدرك الحق والباطل، والخير والشر، والمفاسد والمصالح، والقبح والجمال، وثانياً: مالكة لارادة حرة يناط بها التكليف، وثالثاً: حائزة على المكنة الجسدية والنفسية والفكرية المطلوبة لاداء اوامر التكليف ونواهيه. وبناء على ذلك كانت المرأة كالرجل متى اعلنت اسلامها عصمت دمها ومالها الا بحق الاسلام. واذا تجاوزنا مرحلة اعتناق الاسلام، الى مرحلة الانغماس في التكاليف الدينية الفرعية نجد أن قاعدة التسوية بين المرأة والرجل تضطرد في جميع التكاليف الاسلامية الا فروقاً محددة في الفقه الاسلامي تستدعيها الخصائص التكوينية الجسدية والنفسية للمرأة .
ذاك في مجال التكليف، أما في مجال الحقوق التي يفرضها الاسلام للمرأة فهي ايضاً تكاد تتساوى فيها مع الحقوق المفروضة مع الرجل، وقد عالج الشيخ محمد عبدة هذه المسألة انطلاقاً من وجهة النظر التي ترى بأن الاسلام قد ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات مساواة حقيقية ويمكن تصنيف تلك الحقوق على هذا النحو:
ــ الحقوق الشخصية والاجتماعية:
فقد ساوى الاسلام بين الرجل والمرأة في الاحكام المتعلقة بالتصرفات المالية والشخصية، فللمرأة وفق التشريع الاسلامي، أن تنجز لنفسها عقود البيع والرهن والاجارة والصلح والشركة والمساقاة والمزارعة بحرية كاملة للرجل، كما أنها تهب وتوصي وتتصدق وتعتق العبيد وتقف الاوقاف، ثم هي تعقد زواج نفسها بحرية تامة ولها حق القبول والرفض.
وكل هذه التصرفات تتولاها المرأة بنفسها، أو من توكله عنها للقيام به، دون وصاية أو حجر من أحد عليها مادامت مستوفية لشروط الاهلية المذكورة سلفاً.
وهناك نقطة هامة تتعلق بالحياة الزوجية للمرأة، فثمة اعتقاد بأن زواج المرأة من الرجل يفضي الى مصادرة حقها واستقلالها بما تملك، وهذا اشتباه عظيم، فزواج المرأة من الرجل لا يفقدها شيئاً من حقوقها أو من شخصيتها المدنية ولا من أهليتها، فأموال المرأة في التشريع الاسلامي هو ملك لها، وليس لأحد أن يعتدي عليها في شيء منه، فلها حق التملك واجراء العقود من بيع وشراء وهبة ونقل ملكية وغيره، فكان الاسلام في هذا اسبق من غيره، بل يكاد ينفرد به عن غيره اذن فالحقوق السياسية للمرأة في الاسلام مطلبان رئيسيان:
1_المشاركة العامة في الحياة السياسية.
2_حق المرأة في الولايات العامة بما في ذلك رئاسة الدولة.
وفي المطلب الاول، نجد أن حظ النساء في المشاركة السياسية العامة لم يكن بأقل من حظ الرجال، بل كان لهن مثل نصيبهم، ويرد في هذا الصدد موضوع البيعة في الاسلام بما يشمل العمل بدستور الاسلام، والبيعة على السمع والطاعة للقيادة الاسلامية، أي الالتزام باطاعة من اخترن للقيادة.(54/104)
وقد صار ثابتاً بأن الرجال والنساء سواسية في المبايعة على الاذعان للسلطة الزمنية وفق احكام الشريعة الاسلامية، وقد قال تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً) وقد اشترك النساء في المبايعة على التسليم بالسلطتين الدينية والزمنية في عهد الرسول (ص) فبايع المؤمنات رسول الله (ص) على مثل المبايعة التي كانت للرجال باستثناء الالتزام بالقتال في سبيل الله. وهكذا ضمن الاسلام للمرأة حق الترشيح والانتخاب تماماً كالرجال، وقد سارت الدول الاسلامية التي التزمت النظام الانتخابي هذا المبدأ، فقد شاركت المرأة المسلمة في ايران في انتخاب رئيس الجمهورية وممثلي البرلمان (مجلس الشورى).
أما المطلب الثاني: وهو مشاركة المرأة المسلمة ليس كناخبة وإنما منتخَبة، فقد وقع الخلاف بين الفقهاء وأهل العلم من المسلمين، وكان الخلاف عائداً الى تفسير الآية المباركة(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)( النساء ـ34) والحديث النبوي (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) وقد جرت مناقشات محدودة لمعالجة هذه الاشكالية، ورغم انعقاد الاجماع بين علماء الفقه السلطاني على منع الولاية العامة (الامامة رئاسة الدولة) عن المرأة استناداً الى الاية والحديث المتقدمين، الا أن مثل الماوردي ( ت 450هـ ) لم يذكر في كتابه ( الاحكام السلطانية) شرط الذكورية في شروط اهل الامامة السبعة، كما أن ابا يعلى الفراء الحنبلي خوّل للمرأة تولي منصب القضاء، وفيما قيّد ابو حنيفة قضاء المرأة فيما تصح فيها شهادتها ، جوّز ابن جرير الطبري قضاء المرأة في جميع الاحكام.
وفي منصب الولاية العامة فقد ذهب بعض فرق الخوارج مثل الشبيبية الى جواز امامة المرأة اذا قامت بأمورهم وخرجت على مخاليفهم، وقالوا بأن غزالة ام شبيب كانت اماماً بعد موت شبيب. واشتهرت في التاريخ الاسلامي نساء اخريات في ميدان السياسة منهن الحرة الصليحية التي حكمت مواطن من اليمن مدة تزيد على اربعين سنة من القرن السادس.
وقد ناقش علماء المسلمين الولاية العامة للمرأة، فاستند المجيزون لامامة المرأة الى عدم وجود تقييدات صريحة في هذا الصدد، بل أن عموميات النصوص الاسلامية تؤكد على المساواة بين الذكر والانثى، وأن حديث ( ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) ورد في حادثة مخصوصة، وهي أنه لما ورد على النبي (ص) أن كسرى فارس مات وأن قومه لّوا ابنته مكانه، قال عليه السلام ذلك القول تعبيراً عن سخطه على قتلهم رسوله اليهم، فالحديث إذن جاء في مورد خاص، وقد قال علماء الاصول (تخصيص المورد لا يخصص الوارد) فما كان حكماً عاماً حتى يصح اطلاقه وتعميمه. أما الآية المباركة فكان ابو الاعلى المودودي أول من استند عليها لمنع المرأة من الولاية العامة.
وقد ناقش عدد من علماء المسلمين المعاصرين موضوعة القوامة الوارد ذكرها في الاية الكريمة كالشيخ يوسف القرضاوي.
كما رد الشيخ حسين علي المنتظري على القائلين بأن القوامة تتجاوز اختصاص قوامية الرجل على زوجته، الى الحكومة والقضاء، وقال بأن (شأن النزول وكذا السياق شاهدان على كون المراد قيمومة الرجال بالنسبة الى أزواجهم. إذ لا يمكن الالتزام بأن كل رجل بمقتضى عقله الذاتي، وبمقتضى انفاقه على خصوص زوجه له قيمومة على جميع النساء الاجنبيات. ولو سلم الشك ايضاً فصرف الاحتمال يكفي في عدم صحة الاستدلال). وقد ذهب المنتظري (وثبت ايضاً في دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية ) الى أن المرأة والرجل يتمتعان بحماية القانون بصورة متساوية كما يتمتعان بكافة الحقوق الانسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع مراعاة الموازين الاسلامية، وهو ما أصله بعمق ورصانة استدلالية المرحوم العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه حول ولاية المرأة السياسية.
ومن الناحية العملية، لحظنا انخراط النساء في دائرة المشاركة والفعل في الشؤون العامة في ايران، ولهن حصة هامة في مجلس الشورى الايراني، وهاهي تتنافس كيما تتبوأ المناصب العليا في الدولة الايرانية دونما معوقات أو محظورات من الشريعة الا ما فرضها الاسلام وفقاً للخصائص التكوينية للمرأة.
ــــــــــــــــــ
مبادئ الشريعة المؤكدة لحقوق المرأة السياسية
د: عبد الحميد اسماعيل الانصاري
من أهم المبادئ المؤكدة لحقوق المرأة السياسية، هي:
1 ـ العمل الانتخابي توكيل ونيابة، والعمل النيابي رقابة وتشريع، والمرأة في الاسلام ليست ممنوعة من التوكيل أو من الرقابة والتشريع.
2 ـ المرأة المسلمة في صدر الاسلام مارست أشكالاً من الحقوق السياسية تمثلت في البيعة والهجرة والدفاع عن الاسلام والرقابة السياسية، وبالأسلوب المتناسب مع ذلك العصر، ولا يوجد في الشريعة ما يمنع المرأة من مزاولة الحقوق السياسية وبالأسلوب المتناسب مع هذا العصر.
3 ـ إن المسجد كان داراً للشورى العامة، وكانت النساء يحضرن المسجد بانتظام ـ طوال عصر الرسول (ص) والخلفاء الراشدين ـ ويستمعن إلى رئيس الدولة طالباً الرأي والمشورة، فيشاركن في صنع القرار والتشريع.
4 ـ لا يوجد نص قرآني أو حديث نبوي أو إجماع صحيح صريح أو قياس صحيح في تحريم الحقوق السياسية على المرأة، وبخاصة حق الانتخاب والترشيح.
5 ـ المساواة العامة في الحقوق والواجبات بين الجنسين، هي القاعدة العامة في الشريعة إلا ما استثني بنص صريح لاعتبارات معينة.
6 ـ اجتهاد الفقهاء القدامى حول منع المرأة من الولايات العامة، إنما يتعلق بالإمامة العظمى، وأما بقية الولايات العامة، كالقضاء والوزارة والحسبة فهي محل اختلاف، كما أن الحق السياسي في الانتخاب والترشيح وغير ذلك من الصور المستحدثة، لم يكن ضمن اجتهاد الفقهاء القدامى.
7 ـ ما يتعلق بالعمل الانتخابي والنيابي، يدخل ضمن مفاهيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذلا النصيحة الواجبة، وهي أمور مطلوبة من الجنسين ومسؤولية مجتمعية مشتركة، والمرأة مثل الرجل مدعوة إلى الإسهام في شؤون مجتمعها في حدود ظروفها وقدرتها بجانب مسؤوليتها الأسرية.
8 ـ المرأة نصف المجتمع، وهي تساهم في بنائه وتقدمه مثل الرجل، فهي شريكة له، ومن حقها أن يكون لها رأي في صنع القرار العام.
9 ـ الحديث الشريف: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) إنما ينصب على الإمامة العظمى وما شابهها، ولا علاقة له بالانتخاب والترشيح، والأدلة المؤيدة لهذا الفهم كثيرة.
10 ـ الفتاوى التي تحظر الحقوق السياسية على المرأة منقوضة بفتاوى عديدة لجمهرة العلماء وكبار الكتاب الإسلاميين.
11 ـ قضية الحق السياسي للمرأة في الانتخاب والترشيح، أصبحت محسومة على المستوى السياسي لدى معظم التيارات السياسية الاسلامية، والفكر السياسي الاسلامي، قد تجاوز هذه القضية كما تجاوز من قبل قضيتي تعليم المرأة وعملها.
ــــــــــــــــــ
المرأة بين القران وواقع المسلمين
الشيخ راشد الغنوشي
ما دام من حق المرأة أن تنصح وتشير بما تراه صواباً من الرأي، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقول هذا صواب وهذا خطأ بصفتها الفردية، فلا يوجد دليل شرعي يمنع عضويتها في مجلس يقوم بهذه المهمة. وما يقال بأن السوابق التاريخية في العصور الاسلامية لم تعرف دخول المرأة في مجالس الشورى، فهذا ليس بدليل شرعي على المنع وهذا مما يدخل في تغيير الفتوى بتغير الزمان والمكان. والشورى لم تنظم تنظيماً دقيقاً لا للرجال ولا للنساء.
والشق الثاني من مهمة المجلس (بعد المحاسبة والنصح) يتعلق بالتشريع وبعض المتحمسين يبالغون في تضخيم هذه المهمة زعماً بأنها أخطر من الولاية والإمارة، فهي التي تشرع للدولة، لينتهي إلى أن هذه المهمة الخطيرة لا يجوز للمرأة أن تباشرها. والأمر في الحقيقة أبسط من ذلك، فالتشريع الأساسي إنما هو لله وأصول التشريع الآمرة الناهية هي من عند الله سبحانه.. وبعبارة أخرى فإن عملنا هو الاجتهاد والاستنباط والتفصيل والتكييف، والاجتهاد في الشريعة باب مفتوح للرجال والنساء جميعاً، ولم يقل أحد من الأصوليين أن من شروط الاجتهاد المذكورة، وأن المرأة ممنوعة من الاجتهاد.
ومما لا جدال فيه ان ثمة أموراً في التشريع تتعلق بالمرأة نفسها وبالأسرة وعلاقاتها، ينبغي أن يؤخذ رأي المرأة فيها وأن لا تكون غائبة عنها، ولعلها تكون أنفذ بصراً في بعض الأحيان من الرجال.
لقد استند المجيزون لتقليد المرأة الإمامة العظمى إلى أن عموميات الاسلام تؤكد المساواة بين الذكر والأنثى، وأن الحديث (لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة) لا يمثل أساساً صالحاً لتخصيص عموم المساواة، ذلك أن الحديث المذكور ورد بخصوص حادثة معينة صورتها أنه لما ورد على النبي (ص) أن كسرى فارس مات وأن قومه ولوا ابنته مكانه، قال (ع) ذلك القول تعبيراً عن سخطه على قتلهم رسوله إليهم.. فالحديث لا يتعدى التعليق على الواقعة المذكورة، حتى يكون مرجعاً في مادة القانون الدستوري، خاصة وأن علماء الأصول لم يتفقوا على أن العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب. فما كان لفظه عاماً لا يعني أن حكم عام أيضاً، الأمر الذي يجعل الحديث لا ينهض حجة قاطعة فضلاً عن ظنيته من جهة السند ـ على منع المرأة من الإمامة العامة ـ أما الآية المذكورة (الرجال قوامون علىالنساء )فلم ير فيها علماء السياسة الشرعية قبل المودودي سنداً لمنع المرأة من الولاية العامة فضلاً عن منعها من المشاركة السياسية جملة.. إذ إن القوامة إذا كان معناها الرئاسة بإطلاق كانت النتيجة منع المرأة من الرئاسة أبداً في أي مستوى من المستويات، حتى وإن كان داراً لرعاية الأطفال أو إشرافاً على تطبيب أو تحقيقاً في شأن أو إدارة لمتجر أو مصنع.. وهو شطط لم يذهب إليه أحد من علماء الاسلام القدامى أو المحدثين ومفسري القرآن الكريم.
والنتيجة أنه ليس هناك في الاسلام ما يقطع بمنع المرأة من الولايات العامة قضاء أو إمارة. حتى على فرض ذهابنا مع الجمهور إلى منعها من الولاية العامة.
ــــــــــــــــــ
حق المرأة في العمل السياسي
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
محمد حسين فضل الله
الأساس الذي ترتكز عليه النظرية الاسلامية في العنوان الكبير لحركة الواقع السياسي في الخط الاسلامي هي مسألة العدل.
وذلك من خلال الآية الكريمة وهي قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط).
فالرسالات في كل ما شرعته وفي كل ما أطلقته من عناوين تمثل حركة عدل. بحيث أننا إذا أردنا أن ندرس سلامة أي فتوى أو أي مفهوم أو أي نهج فلا بد لنا أن نضعه في موقعه من ميزان العدل، فكلما كان منسجماً مع خط العدل فإنه يمثل الرسالة، وكل ما ابتعد عن خط العدل فإنه يمثل انحرافاً عن خط الرسالة.
الاسلام كما نستوحي من هذه الآية هو حركة عدل في الانسان لله والانسان مسؤول عن أن يتحمل مسألة العدل كرسالة في كل تطلعاته وفي كل مواقفه لأن الله جعله الخليفة في الحياة على أساس أن يجسد إرادة الله في الكون وفي العدل.
ومن خلال هذه الحركة الانسانية فلا بد أن نوزع مسؤوليات العدل على كل الناس ما دام الدين مسؤولية الناس كلهم.
فلا بد أن يكون العدل في دوره وفي طاقاته وفي كل حركته في الواقع سواء على مستوى المسؤوليات الكبرى أو على مستوى المسؤوليات التي دون ذلك لكل إنسان يملك طاقة.
فإذا كانت هذه الطاقة يمكن لها أن تساهم في بنيان العدل في الكون فلا بد أن يفجر طاقته هذه.
العدل مسؤولية الرجل والمرأة: هل أن العدل مسؤولية الرجل؟ فالله أراد من الرجال أن يقوموا بالقسط وأن يشاركوا في تأكيد القسط في الواقع أو هي مسؤولية النساء إلى جانب الرجال أيضاً لأن الله يقول: (يقوم الناس بالقسط).
وعندما نريد أن ندرس الواقع فإننا نجد أن العدل بحاجة إلى طاقة الرجال وطاقة النساء معاً. من حيث الفكر ومن حيث الموقع ومن حيث الطاقة ومن حيث الحركة، إننا نجد أنه يمكن للمرأة أن تقوم بدورها في إقامة القسط، عندما تتوزع الأدوار تماماً كما يتوزع الرجال أدوارهم. لا على معنى أن يحصر الرجل في دور معين لحصر المرأة في دور آخر، لأن هناك أدواراً مشتركة يمكن للرجل أن يبدع فيها ويمكن للمرأة أن تبدع فيها. كما أن هناك أدواراً تختص بالمرأة مما يجعل من عملية العدل في حركة العدل أن نشرك الرجل والمرأة في الخطوط العامة التي يملكان فيها ما يمكن لهما أن يحققا أساس العدل في الواقع كما نعطي لكل واحد منهما دوره.
إن الدور الخاص الذي ينطلق من خصوصية الانسان في بعض جوانب حياته لا يلغى دوره العام.
ولعل أوضح فكرة لتحديد دور المرأة في الحركة السياسية من وجهة نظر الاسلام هو ما طرحه الإمام الخميني الراحل (قده).
ونحن هنا نذكر بعض أقواله في هذا المجال والتي تتمحور في إعطاء الصلاحيات الكاملة لتواكب المرأة الرجل في بناء المجتمع والعمل السياسي.
ففي مجال حقوق المرأة في العمل السياسي يقول الإمام (قده).
ـ يجب أن تتمتع المرأة بنفس حقوق الرجل، الاسلام أكد على المساواة بين المرأة والرجل، الاسلام منح كلاهما حق تقرير المصير والتمتع بكل الحريات، حق الانتخاب، الإدلاء بالأصوات والفوز بالأصوات.
الاسلام لا يوافق على حرية المرأة فحسب، بل يعتبر واضع أسس حريتها في جميع أبعادها الوجودية.
وفي مجال التصدي السياسي يقول رضوان الله تعالى عليه.
ـ يجب أن تتدخل المرأة في مقدرات البلاد الأساسية.
ـ يجب أن تشارك النساء إلى جنب الرجال في النشاطات الاجتماعية والسياسية.
ـ ليكن لديكن وجهة نظر في الشؤون السياسية لأن الأمور السياسية لا تختص بطبقة مثلما أن العلم ليس حكراً على طبقة معينة.
فكما أن الرجال يجب أن يساهموا في الشؤون السياسية من أجل حفظ مجتمعهم ينبغي للنساء أيضاً أن تساهم في حفظ المجتمع.
هذا هو المطلوب من المرأة في التصدي السياسي وهو لا يختلف إطلاقاً عن تصدي الرجل
ــــــــــــــــــ
المشاركة النسوية في المجالس النيابية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
عبد الحليم ابو شقة
فند الدكتور يوسف القرضاوي أدلة المعارضين لحق المرأة في الترشيح ورد على الشبهات التي أثاروها ويرى أن مشاركة المرأة في المجالس النيابية لا تتعارض مع المصلحة الاجتماعية بل إن المصلحة الاجتماعية تقتضي هذه المشاركة. فيقول:
((هناك من يستدلون على منع المرأة من الترشيح للمجلس النيابي بأن هذا ولاية على الرجال، وهي ممنوعة منها. بل الأصل الذي أثبته القرآن الكريم أن الرجال قوامون على النساء، فكيف نقلب الوضع وتصبح النساء قوامات على الرجال؟ وأود أن أبين هنا أمرين:
الأول: أن عدد النساء اللائي يرشحن للمجلس النيابي سيظل محدوداً. وستظل الأكثرية الساحقة للرجال، وهذه الأكثرية التي تملك القرار، وهي التي تحل وتعقد فلا مجال للقول بأن ترشيح المرأة للمجلس سيجعل الولاية للنساء على الرجال.
الثاني: أن الآية الكريمة التي ذكرت قوامية الرجال على النساء، إنما قررت ذلك في الحياة الزوجية فالرجل هو رب الأسرة، وهو المسؤول عنها، بدليل قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض . وبما أنفقوا من أموالهم) (سورة النساء) فقوله: (بما أنفقوا من أموالهم) يدلنا على أن المراد القوامة على الأسرة. وهي الدرجة التي منحت للرجال في قوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهم بالمعروف وللرجال عليهن درجة) (سورة البقرة). أما ولاية بعض النساء على بعض الرجال ـ خارج نطاق الأسرة ـ فلم يرد ما يمنعه بل الممنوع هو الولاية العامة للمرأة على الرجال.
والحديث الذي رواه البخاري عن أبي بكرة (رض) مرفوعاً: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)) إنما يعني الولاية العامة على الأمة كلها أي رئاسة الدولة كما تدل عليه كلمة (أمرهم) فإنها تعني أمر قيادتهم ورياستهم العامة. أما بعض الأمر فلا مانع أن يكون للمرأة ولاية فيه، مثل ولاية الفتوى أو الاجتهاد أو التعليم أو الرواية والتحديث أو الإدارة ونحوها. فهذا مما لها ولاية فيه بالإجماع، وقد مارسته على توالي العصور، حتى القضاء أجازه أبو حنيفة فيما تشهد فيه. أي في غير الحدود والقصاص. مع أن من فقهاء السلف من أجاز شهادتها في الحدود والقصاص، كما ذكر ابن القيم في (الطرق الحكمية). وأجازه الطبري بصفة عامة، وأجازه ابن حزم، مع ظاهريته. وهذا يدل على عدم وجود دليل شرعي صريح يمنع من توليها القضاء وإلا لتمسك به ابن حزم وجمد عليه وقاتل دونه كعادته.
ومن الشبهات التي أثارها بعض المعارضين لترشيح المرأة في المجلس النيابي قولهم: إن عضو المجلس أعلى من الحكومة نفسها. بل من رئيس الدولة نفسه، لأنها ـ بحكم عضويتها في المجلس ـ تستطيع أن تحاسب الدولة ورئيسها. ومعنى هذا أننا منعناها من الولاية العامة، ثم مكناها منها بصورة أخرى. وهذا يقتضي منا إلقاء الضوء بالشرح والتحليل لمفهوم العضوية في المجلس الشورى أو النيابي. ومن المعلوم أن مهمة المجالس النيابية في الأنظمة الديمقراطية الحديثة ذات شقين، هما المحاسبة والتشريع. وعند تحليل كل من هذين المفهومين يتضح لنا ما يأتي:
المحاسبة في تحليلها النهائي حسب المفاهيم الشرعية ترجع إلى ما يعرف في المصطلح الاسلامي بـ (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وبـ (النصيحة في الدين) وهي واجبة لأئمة المسلمين وعامتهم. والأمر والنهي والنصيحة مطلوبة من الرجال والنساء جميعاً. والقرآن الكريم يقول بصريح العبارة: (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وما دام من حق المرأة أن تنصح وتشير بما تراه صواباً من الرأي. وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقول: هذا صواب وهذا خطأ بصفتها الفردية فلا يوجد دليل شرعي يمنع من عضويتها في مجلس يقوم بهذه المهمة. والأصل في أمور العادات والمعاملات الإباحة إلا ما جاء في منعه نص صحيح صريح. وما يقال من أن السوابق التاريخية في العصور الاسلامية لم تعرف دخول المرأة في مجالس الشورى فهذا ليس بدليل شرعي على المنع، وهذا مما يدخل في تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والحال. والشورى لم تنظم في تلك العصور تنظيماً دقيقاً لا للرجال ولا للنساء، وهي من الأمور التي جاءت فيها النصوص مجملة مطلقة وترك تفصيلها وتقييدها لاجتهاد المسلمين حسب ظروفهم الزمانية والمكانية وأوضاعهم الاجتماعية.
والشق الثاني من مهمة مجلس الشعب يتعلق بالتشريع. وبعض المتحمسين يبالغون في تضخيم هذه المهمة زاعماً أنها أخطر من الولاية والإمارة، فهي التي تشرع للدولة وتضع لها القوانين، لينتهي إلى أن هذه المهمة الخطيرة الكبيرة لا يجوز للمرأة أن تباشرها. والأمر في الحقيقة أبسط من ذلك وأسهل فالتشريع الأساسي إنما هو لله تعالى وأصول التشريع الآمرة الناهية هي من عند الله سبحانه، وإنما عملنا نحن البر هو استنباط الحكم فيما لا نص فيه أو تفصيل ما فيه نصوص عامة. وبعبارة أخرى عملنا هو (الاجتهاد) في الاستنباط والتفصيل والتكييف. والاجتهاد في الشريعة الاسلامية باب مفتوح للرجال والنساء جميعاً. ولم يقل أحد إن من شروط الاجتهاد ـ التي فصل فيها الأصوليون ـ الذكورة، وأن المرأة ممنوعة من الاجتهاد.
ومما لا جدال فيه أن ثمة أموراً في التشريع تتعلق بالمرأة نفسها وبالأسرة وعلاقاتها، ينبغي أن يؤخذ رأي المرأة فيها وألا تكون غائبة عنها ولعلها تكون أنفذ بصراً في بعض الأحوال من الرجال...
على أننا حين نقول بجواز دخول المرأة في مجلس الشعب، لا يعني ذلك أن تختلط بالرجال الأجانب عنها بلا حدود ولا قيود، أو يكون ذلك على حساب زوجها وبيتها وأولادها، أو يخرجها ذلك عن أدب الاحتشام في اللباس والمشي والحركة والكلام. بل كل ذلك يجب أن يراعي بلا ريب ولا نزاع من أحد).
ــــــــــــــــــ
العقبات المعرقلة لدخول النساء عالم السياسة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
نويل ديوافرين
ما هي العقبات وما هو السلوك النوعي الذي يعرقل دخول المرأة في السياسة؟ بادئ ذي بدء، هناك ضغوط الحياة العائلية. من الصعوبة بمكان أن تناضل النساء في حزب سياسي عندما يكون لديهن أطفال ومن الصعوبة أيضاً أن يشاركن في الاجتماعات التي تنعقد حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة أو العاشرة مساء عندما يحين موعد تحميم الأطفال وإطعامهم ونومهم ولهذا السبب إن عدداً كبيراً من النساء يمارس السياسة في سن متأخر نسبياً أي بعد عمر الأربعين وبعد إنجاز تربية الأطفال.
وتكمن العقبة الثانية في المشاغل المنزلية. إن النساء اللواتي يمارسن مهنة يمضين وقتاً يفوق ثلاثة أضعاف وقت الرجال في القيام بالواجبات المنزلية، لنأخذ شاهداً على ذلك: رجل وإمرأة يمارسان مهنة في الخارج. فالمرأة تعمل كل أسبوع مدة خمس وعشرين ساعة أكثر من الرجل: إن الوقت الذي تربحه المرأة بفضل وجود الآلات المنزلية الحديثة تكرسه لتربية أطفالها.
والعقبة الثالثة تتعلق بموقف الزوج فهناك أزواجاً لا يقبلون بسهولة تعاطي المرأة في السياسة ولا يسمحون لها بالمشاركة في الاجتماعات التي تعقد في المساء أو قد تمتد طيلة نهاية الأسبوع، ولا سيما حين تمارس المرأة عملاً يستغرق وقتها كلياً.
أما العقبة الرابعة فتتعلق بطريقة الإقتراع. طريقة التصويت بالأغلبية التي لا تناسب النساء، ولا سيما عندما يترافق هذا الاقتراع بإعطاء الأولوية للخاسرين. لقد يصعب الأمر على المرأة في هذه الظروف أن تجد نفسها مرشحة في الدائرة الانتخابية. إن النساء تفضل طريقة التمثيل النسبي، فتجربة الانتخابات الأوروبية التي حصلت في البرلمان الأوروبي على أساس التمثيل النسبي كانت مثالاً واضحاً لأنها أعطت نسبة 23,4 من النساء.
وتكمن العقبة الخامسة في وجود المنافسة مع الرجال. إن الترشيح للإنتخابات وإن كانت تشريعية أو في المقاطعات أو إقليمية أو أوروبية كان دائماً أمراً فائق الصعوبة بالنسبة للنساء. يكفي أن نتصور مركزاً واحداً فإنه يوجد العشرات من المرشحين الذين يتمتعون بالمواصفات الكاملة وبالتالي إن النساء اللواتي يستوفين الشروط يجدن أنفسهن في وضع التنافس مع عدة رجال وعندما نخصص موقعاً ما لأية إمرأة يعني ذلك بأننا نأخذه منهم.(54/105)
العقبة السادسة فإنها تتمثل بالوسط السياسي الذي يظهر قساوته ويقلل من حماسة النساء، مما يجبرهن على الإنسحاب بسبب إساءة البعض لهن. وهذا ما يصرح به العدد الكبير منهن. لا يجب فعل ذلك الأمر، بل المطلوب هو الصمود. يتحتم علينا أن نسير إلى الأمام وأن نقتحم وأن نفرض أنفسنا وأن لا نخشى الضربات التي قد توجه إلينا. وإذا شاءت الصدفة وإن كانت المرأة في حزب سياسي يتوجب عليها البقاء فيه. فالرجال صامدون مهما تعرضوا للضغوطات فإنهم لا يأبهون لذلك ويستمرون إن النساء يقلن غالباً بأنهن لا يستطعن تحمل تلك المهمة لأنهن لم يتعودن على القيام بهذا العمل من قبل. بيد أن الرجال لا يطرحون الأسئلة حول مقدرتهم فهم يقبلون مباشرة بتولي الوظائف التي تعطى لهم.
وفي الواقع إن العقبات التي تعرقل دخول النساء في الحياة السياسية تكمن بالأحرى في قوة المقاومة للمواقع المكتسبة أكثر منه بكثير في قلة التحضير، وفي تحديد مساهمة النساء أنفسهن.
ــــــــــــــــــ
انعكاسات العمل السياسي على المرأة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
كفاح الحداد
ترى ما هي جدوى مشاركة المرأة في العمل السياسي، وإذا ما اهتمت المرأة بالأمور السياسية فهل هناك آثار أو انطباعات معينة تترك على شخصيتها سلباً أو إيجاباً.. وإذا كنا ندعو لأمر ما فحتماً هناك متعلقات به، ولهذا لا بد أن ندرس تأثير المشاركة السياسية على المرأة نفسها:
1 ـ في البدء الاستجابة للفروض الإلهية سواء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو في الطاعة والنصر.. أو في متابعة شؤون المسلمين فهذه كلها تجعل المرأة ـ الانسان ـ عموماً تعيش الشعور الوجداني بمفهوم الطاعة الإلهية فالاهتمام بالسياسة قد يكون واجباً على كل النساء.
2 ـ تحقيق الذات وبناء الشخصية الايجابية ومن خلال هذا الفهم يتعمق الشعور بالمسؤولية في الحياة، وهذا له أثر نفسي عميق على الشخصية السوية وتوازنها النفسي والاجتماعي ويخلصها من الشعور بالحقارة والدونية والضعف وبالتالي يغمرها إحساس بقوة العقيدة والاعتزاز بالمبدأ.
3 ـ العمل السياسي يعني المشاركة في انتخاب الشخص اللائق والترشيح في مواقع القدرة وإبداء الرأي في مواقع صنع القرار له أثر على الواقع الاجتماعي والسياسي للمرأة في المجتمع وقد لاحظنا أن اشتراك النساء في كثير من بلاد العالم سواء في الانتخابات أو في المظاهرات أو غيرها جعل المرأة تعيش التفهم الحقيقي لمتطلبات المجتمع، وعمق عندها الشعور بأنها من هذه الدائرة الاجتماعية الكبرى.
4 ـ العمل السياسي يحتاج إلى ساحة وهي المجتمع وعلى هذا فالعمل في المجتمع ـ وخاصة السياسي منه ـ يخلص المرأة الانسان من الأنانية والاستغراق في الانا وحب النفس وجعله يعيش هموم الآخرين ومتطلباتهم وهذا من أهم ما حرصت عليه الشريعة المقدسة عبر عدة فروض من جهة ومن جهة أخرى يفعل مفهوم الحديث الشريف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
5 ـ زيادة الوعي السياسي النسوي يسلط الضوء على قضاياهن المصيرية وعلى متطلبات الواقع المعاصر وبالتالي تفهم لوضع المرأة نفسها والمراد منها.
6 ـ مشاركة النساء في أنواع النشاطات السياسية يؤدي إلى ظهور المرأة السياسية التي تمتلك أفقاً سياسياً وفكرياً واضحاً.. وهذا:
1 ـ يرفد المجتمع بالكفاءات السياسية القادرة على الترشيح.
2 ـ يرفد المجتمع بالكفاءات السياسية القادرة على المشاركة في المؤتمرات العالمية وخاصة النسائية منها والتي تبرز فيها الحاجة الماسة إلى وجود المرأة السياسية المسلمة القادرة على الجدال والنقاش دفاعاً لقضايا المجتمع المختلفة.
3 ـ يعطي الانطباع الحسن عن الاسلام بأنه نصر المرأة ولم يظلمها، ويسلط الضوء على الحقوق الممنوحة لها قبل 14 قرناً من الزمن والتي ما تعبت من أجل الحصول عليها ولم تخض معتركاً سياسياً طويلاً كما هو الحال مع المرأة الغربية.
5 ـ يمنح الأمل في إمكانية تجدد الأدوار النسائية المشرقة للنساء المسلمات في صدر الاسلام.
6 ـ يهيئ مستقبلاً لانشاء الهيئات والمنظمات النسوية القادرة على احتواء النساء المسلمات ومشاكلهن ومشاريعهن في كل مكان.
7 ـ الأثر الأسري باعتبار تعدد الأدوار التي تلعبها المرأة من جهة وباعتبار أن التربية والأمومة هي الميدان الأول لجهاد المرأة ووظيفتها المقدسة، ويمكن للمرأة إذا كانت على وعي سياسي واضح أن تعد أولاداً مثلها بهذا الوعي يعيشوا التفكير في قضايا الأمة المصيرية، ليس هذا فحسب بل إن المرأة الواعية هي التي تدفع زوجها وولدها إلى المشاركة في كل عمل سياسي يطلبه منه الاسلام والضرورة كما في شخصيات النساء المسلمات في صدر الاسلام وبعده ولنا صورة حاضرة في المرأة الفلسطينية وجهادها الدوؤب مع أفراد أسرتها لطرد الصهاينة من أرض المقدسات.
8 ـ الوعي السياسي الاسلامي مرتبط بالوعي الديني المنبثق في مفهوم خلافة الانسان على وجه الأرض وله علاقة وثيقة بحركة الأنبياء وبالأخص خاتمهم محمد (ص) ومعنى هذا تعميق الشعور الديني لدى الفرد امرأة أو رجل وبالتالي طرح جديد لمفهوم الاسلام الصحيح الاسلام السياسي القادر على صياغة الحكومة العادلة في الدولة الفاضلة، الاسلام السياسي الذي هو البديل المطلوب للأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا.
9 ـ الاستفادة الصحيحة من الوقت، فمهما كانت مسؤولية المرأة في الأسرة أو العمل كبيرة فإن العمل السياسي يجعلها تفكر في تنظيم الوقت تنظيماً صحيحاً يمنحها أوقاتاً فارغة تستعين بها على مشاركاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية.
10 ـ تعزيز الشعور بالانتماء بأنها جزء من الأمة الاسلامية الكبرى وهذا يمنح القوة والفخر والشعور بالأصالة والقدرة على استعادة الدور المفقود وبالتالي ينمي الروح الجماعية ويؤصل الهوية الاسلامية ويعزز مبدأ الاسلام القائل (أشداء على الكفار رحماء بينهم)، فالمرأة المسلمة لا بد وأن تعيش هم أختها المسلمة في كل بقاع العالم. ولا بد أن يغمر شفتيها دعاء دائم بنصرة الاسلام ودحر الظالمين.
11 ـ انشغال المرأة بأمور هادفة وزيادة وعيها السياسي والثقافي يؤدي إلى تدمير الخرافات التي تسيطر على عقول الكثيرين والكثيرات والتي تجد لها رواجاً واسعاً في حالات الفساد السياسي والاجتماعي.
12 ـ هدف العمل السياسي هو إصلاح الأوضاع الحاضرة، وهذا يؤدي إلى تحسين وضع المجتمع كله ويؤصل لدى المرأة الإحساس العميق بأنها فرد فاعل في المجتمع.
13 ـ إلغاء الشعور بالدونية لدى المرأة عبر أنشطتها المتعددة.
ــــــــــــــــــ
فتاوى المشاركة السياسية
ترد موقعنا بلاغ كوم استفسارات عدة حول العمل السياسي للمرأة في رأي الاسلام، ونظراً لأهمية الموضوع وللجدل الذي يثيره مقايسة بالنظم السياسية الحالية في العالم أو بتلك النظم التي طبقت أو يراد تطبيقها في بلداننا الإسلامية. ارتأى الموقع فتح (ملف فقهي) في الموضوع يستنير من خلاله بآراء أبرز الفقهاء المسلمين. وقد وصلتنا فتاوى بعضهم ـ حفظهم الله ـ .
آملين أن يكتمل الملف بوصول الفتاوى اللاحقة.
السؤال:
ـ ما هو الموقف الشرعي من تصدر المرأة لمواقع تشريعية وتنفيذية على النحو الآتي:
1 ـ الإفتاء.
2 ـ العمل النيابي.
3 ـ المناصب العليا في الدولة الاسلامية كرئاسة الدولة وما دونها.
* المرجع محمد حسين فضل الله
حضرات الإخوة في موقع بلاغ كوم حفظهم الله ورعاهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مع محبتي ودعائي
وبعد، فهذا جواب سؤالكم حول تصدي المرأة لمواقع تشريعية وتنفيذية:
1 ـ الإفتاء: يجوز ذلك أن مسألة رجوع الجاهل إلى العالم التي جرى عليها العقلاء باعتبار أن القضية تتصل بالأخذ بعلم العالم من دون دخل لكونه ذكراً أو أنثى هذا بالإضافة إلى قوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر عن كنتم لا تعلمون) وقوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) بناء على الاستدلال بها على شرعية التقليد.
2 ـ العمل النيابي: وهو جائز للمرأة والرجل على حد سواء لأنه ـ بحسب طبيعته القانونية ـ وكيل عن الأمة في التعبير عن آرائها في القضايا السياسية والشرعية وغيرها بشرط أن يكون صاحب خبرة في ذلك حتى لا يكون قوله بغير علم وهو محرم شرعاً في ذاته و من حيث هو خيانة لموكليه ولأمانة الموقع.
3 ـ المناصب العليا في الدولة الاسلامية كرئاسة الدولة وما دونها لا مانع من تصدي المرأة لتولي المناصب العليا بما في ذلك الوزارة لأنه لا دليل على اختصاص الرجل بذلك، ولكن هناك تحفظ عندنا من الناحية الفقهية في مسألة القضاء لورود بعض النصوص في المنع من ذلك ولبعض المناقشات العلمية ولكن لا نفتي بالحرمة لعدم صلاحية الأدلة المانعة للمنع من ناحية الحجية، وفي مسألة رئاسة الدولة بلحاظ الحديث المروي لدى أهل السنة عن النبي (ص): ((لا يفلح قوم وليتهم امرأة)) مؤيداً من قبل المانعين ببعض الاستبعادات الفقهية في أحكام المرأة ولكن لا نجد في ذلك حجة لا سيما أن الحديث لم تثبت لنا وثاقته كما أن مورده في طبيعة الولاة آنذاك يختلف عن شروط الولاية والحكم في عصرنا هذا، فالأمر عندنا موضع احتياط فيه وفي سابقه، والله العالم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع محبتي ودعائي
26 شوال 1423هـ
محمد حسين فضل الله
* المرجع علي الخامنئي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمه تعالى
كل ذلك لا مانع منه شرعاً، نعم لا يجوز تقليدها على الأحوط.
والله العالم.
علي الخامنئي
* المرجع يوسف الصانعي
بسمه تعالى
ج 1 ـ لا بأس به فإن الذكورية ليست شرطاً في الاجتهاد ولا في الإفتاء ولا فرق في بناء العقلاء بين كون المسؤول والمرجع للتقليد رجلاً أو امرأة كما إن إطلاق الأدلة اللفظية الدالة على لزوم الرجوع إلى الفقهاء والعلماء السؤال عن أهل الذكر لا يفرق بينهما والمناط لجواز الرجوع والتقليد ليس إلا العلم والعدالة والورع، والذكورية غير دخيلة فيه عقلاً ونقلاً وعقلاء كما لا يخفى.
ج 2 ، 3 ـ الموقف الشرعي فيهما في حد أنفسهما الجواز وذلك لعدم الدليل على المنع وان كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي.
27 شوال 1423
يوسف صانعي
جدد حياتك الزوجية
الكويت - ناهد إمام ... 28/03/2001
"طنش - تعش - تنتعش"!! عندما سمعت هذه العبارة للمرة الأولى ابتسمت.. ثم.. ضحكت.. ولكن الدكتورة "شرارة المزيدي" كررتها ثانية فقلت في نفسي: لا بد أن الأمر جد!!.
في لقائي مع الدكتورة "شرارة" أخصائية أمراض النساء والولادة بالكويت، والمتخصصة في إدارة وإجراء دورات صحية عن العلاقة الجنسية بين الزوجين وانعكاساتها الصحية والإيجابية على حياتهما.. تحدثت عن كيفية حماية العلاقة الزوجية الحميمة من القلق والتوتر، وهذا من الموضوعات الشيقة والمهمة في الحياة الزوجية.
سألتها عن سر "اندثار" الإحساس الأول مع مرور سنوات الزواج، وتعرضه لعوامل "التآكل"، فقالت: في المراحل الأولى من الزواج يكون الاهتمام بالآخر هو السائد، ولكن للأسف مع مرور الزمن تتحول هذه المشاعر الجميلة لدى أكثر الأزواج، وتصبح العملية الجنسية مجردة من العلاقة الحسية: ( ملامسة الأيدي، والتقبيل، والمعانقة ... إلخ)، وهذا غير سليم؛ إذ ليس بالضرورة أن يكون التواصل الحسي هو الهدف المؤدي إلى الجنس، ولكنه شعور جميل يفيض على النفس متعة لا مثيل لها.
ومن هنا، فإنه عند اللجوء إلى حل المشاكل الجنسية فقط بين الزوجين فإن الحل سيكون قصير الأجل؛ لأن الأساس هو العلاقة الحسية بينهما التي إن تعودا عليها فإن ذلك سيؤدي إلى إنجاح الحياة الزوجية والاضطرابات في العملية الجنسية، فقبلة صغيرة قد تنهي جدلاً حادًا لا داعي له ولا طائل من ورائه، وملامسة عطوفة قد تزيل غضب يوم زاده العناد عبوسًا.
أعداء العلاقة الزوجية
لا شك أن عدم التماسك والالتزام بالهدوء والحكمة في وقت الخلافات يؤدي إلى هدم العلاقات داخل وخارج غرفة النوم؛ فالتوتر لا يتفق والمتعة، والخلافات تؤدي إلى صعوبة أن يكون المرء إيجابيًّا في العلاقة الجنسية وأسوأ الخلافات التي تنفجر خلال عملية (الجماع).
ونستطيع حماية العلاقة الزوجية الحميمة من القلق والتوتر بـ:
1- ألا يضع كلا الطرفين أخطاء الآخر تحت الميكروسكوب، وإلا فإن المسافة بينها ستزداد.
2- يجب عدم وضع الزناد على القضايا التي يكون فيها الرفض أو القبول هو الرد المتوقع.
3- البعد عن التخمين الخاطئ، بل لا بد من التحدث بصوت مسموع ومعرفة الرأي الآخر.
وهنا نوصي الزوجين بالتالي:
- حسن الإنصات وعدم المقاطعة، والاهتمام لما يقوله الجانب الآخر.
- إيجاد الحلول المناسبة لكلا الطرفين، ولا بأس من التجربة حتى الوصول للحل المناسب.
- التحدث بإيقاع هادئ غير مثير وغير مستفز ـ وتجنب نبرة السخرية أو الاستهزاء.
- عدم التشعب في المشاكل وتحديد المشكلة والوصول إلى القاع بأمان.
- المصارحة بين الطرفين وكشف المشاعر الداخلية بصدق ممزوج بالاحترام.
- دائمًا اللجوء إلى حل المشكلة في بدايتها يعطي الفرصة السليمة لحلها بسرعة، أما إهمالها وتفاقمها فيقلل الفرص ويجعل الحل أكثر صعوبة.
إخراج البخار وتجنب الانفجار
وتستكمل د. شرارة حديثها فتقول: وهناك قواعد جوهرية يمكن الأخذ بها لمواجهة مشكلات منها:
- إخراج البخار قبل المناقشة في أي حديث وعند حصول ما يوتر العلاقة بين الزوجين: أجهد نفسك بعمل ما (ممارسة الرياضة: المشي... إلخ) بعدها رتب الأفكار وتحدث بروية وهدوء، وما أجمل توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم بتغيير وضع الجسم ساعة الغضب؛ لتفريغ طاقة العصبية.
- تكلم عندما يختلج الصدر، واستشر مستشارا أمينا، فالإنسان يحتاج بين الحين والآخر أن يتحدث لمن يحسن الاستماع، ويزوده بالحل الصحيح.
تقبل ما لا تستطيع تغييره!
فهناك أحوال كثيرة فرضت علينا ويجب تقبلها وتفهمها، فلا تدر عجلة الدولاب، ولا تجتر الأحداث، ولا تضربْ رأسك في الحجر الصوان أو تبك على اللبن المسكوب، وتقبلْ شريكك في الحياة الزوجية، وتكيف مع طباعه أكثر من محاولة تغييرها.
- احرص على إعطاء نفسك كمية وافية من الراحة؛ فالتعب والمجهود يقللان من فعالية معالجة الأمور، ولا تفتح قضية شائكة وهي تغلي داخلك.
- وازن بين العمل والاستجمام، وتذكر أن العمل الدائم قد يجعلك أغنى، لكنه لا يتيح وقتا لدفء المشاعر، فتكون النتيجة فقرًا في العلاقة الزوجية وتعاسة رغم الغنى!.
- ساعد الآخرين، فمساعدة الآخرين تقلل من الضغوط النفسية، وتحل مشاكلك (من كان في عون أخيه كان الله في عونه)، وهي تتيح لك رؤية ابتلاءات الآخرين مما يهون وقع الأمور على نفسك.
- اقض الأعمال حسب الأولويات، والجأ إلى الجدولة والتنظيم.
- طنش تعش تنتعش، فأغلب المصائب تحصل من الآخرين، فأبطل مفعول ألمك من الغير، وغير تفكيرك عن المشكلة.. استرخ.. تعلم فن النسيان واستعن بالله في كل أمرك.
- اجعل نفسك لينة رفيقة، فالصلابة تجعل الإنسان يندثر ببطء في درب الحياة.. وتعامل مع المشاكل بليونة حتى تتخطى الصعاب.
- خططا لوجبة لذيذة تصنعانها معًا أو أي عمل في المنزل لزيادة العلاقة الحميمة بينكما.
- انظرا بعين النحلة تريا الزهور كلها عسلاً.. وتكلما عن الإيجابيات التي يحبها كل طرف في الطرف الآخر، واستعيدا دومًا الذكريات الجميلة.
- وأخيرًا تذكرا أن المرء إذا استطاع أن يحفظ أوقاته وحياته من الخلافات فقد أنجز إنجازًا عظيمًا، وتهيأ لحياة طبية مباركة.
روشتة السعادة الزوجية
الزواج علاقة سيئة السمعة ومادة للضحك حتى بين المتزوجين..
فالشائع أن كلمة ((متزوج )) تعني ((إنسان تعس))
د. سيلفى تنوميوم الخبيرة الفرنسية في شئون العلاقات الأسرية
تؤكد أن هذا الفهم خاطئ ومبالغ فية جداً وإنه من السهل إقامة حياة زوجية سعيدة .
د. سيلفى لديها روشتة متكاملة يمكن من خلالها لأي إنسان أن
(( يتزوج ويعيش سعيداً))!
روشتة السعادة الزوجية عند الخبيرة الفرنسية تبدأ قبل الزواج وتحديداً
منذ الخطوة الأولى لاختيار شريك الحياة .
البحث عن زوجة
تقع الفتاة في خطأ شائع وهو البحث عن شريك حياة (( كامل الأوصاف )) يصلح لأن يكون زوجاً
وأباً وحبيباً وصديقاً وأن يكون وسيماً وثرياً . ونفس الخطأ يقع فيه الشاب فهو يبحث عن زوجة
أم وحبيبة وصديقة وسكرتيرة وطاهية ومربية وطبية أن أمكن .
لكن الخبيرة الفرنسية د. سيلفى تنوميوم تقول إنه ليس هناك في
الحياة من يستطيع تقديم كل شيء لأن الإنسان مخلوق غير كامل . كذلك فإن الحياة الزوجية
ليست اعتماداً كاملاً على الطرف الآخر ولكنه شركة نتقاسم مسئوليتها معاً .
لذلك فإن التكامل هو الوصفة السحرية لتحقيق السعادة الزوجية .
وترى د سيلفى عن الاختلاف ربما يكون عاملا مساعدا في إنجاح الزواج بشرط أن يظل هذا الخلاف
مخصوراً في الاهتمامات الشخصية جداً مثل الرياضة المحببة أو نوعية الأفلام التي يشاهدها كل
طرف . لكن بالنسبة للمسائل الأساسية مثل تربية الأولاد فيجب أن تكون هناك دائماً نقطة تلاق
واتفاق .
وتعتقد الخبيرة الفرنسية إن وجود فترة تعارف كافية مع اتباع الصدق الكامل خلالها من الطرفين
ضرورة حتى يكتشف كل طرف الآخر على حقيقته ويستطيع فهمه وتفهمه .
وتؤكد د . سيلفى إن 80% من أسباب الفشل في الحياة الزوجية تعود للزواج السريع
وعدم الفهم الذي يؤدي لإحباطات نتيجة اختلاف طريقة وأسلوب التعبير عن العواطف
والأحاسيس وغياب الفهم المشترك للتصرفات والسلوك في المواقف المختلفة .
7 نصائح للزواج الناجح
بعد شهر العسل تأخذنا الحياة الزوجية ومسارها الروتيني ، تقل كلمات الحب والغزل وتنطفىء
نار الشوق ويتساءل الزوجان : هل انتهى الحب؟
الخبراء يؤكدون إن الحب كائن حي يحتاج لرعاية وعناية مستمرة
وهم يقدمون لكما هذه السبع نصائح
1.الكثير من الاحترام ... القليل من التنازلات :
الاحترام هو أساس الحب والقاعدة التي يرتكز عليها الزواج الناجح ... وحتى تسير الأمور فلابد من بعض التنازلات ولكن في حدود فإذا كان ممكناً التسامح مع سهرة طويلة للزوج خارج المنزل في مناسبة ما فلا يمكن أن يصبح السهر إلى ساعة متأخرة عادة يومية أو في معظم الحالات .
2.الاحتفاظ بالاستقلالية :
بعض الأزواج يجهلون مدى التقارب الذي يجب أن يكون علية العلاقة بينهما مما يترتب عليه شعور أحدهما بالملل والكبت أو بالوحدة ، والحقيقة أن التقارب الزائد الذي يصل إلى حد الالتصاق وعدم ترك مسافة بين الزوجين يسبب بالفعل مشاعر الملل والرغبة في الخلاص والابتعاد .. أما التباعد الذي يصل إلى حد وجود فجوة بين الزوجين فيولد مشاعر الانفصال وعدم الشعور بالمسئولية تجاة أحدهما الآخر . والحل الأمثل يوجد في المنطقة الوسطى التي تتيح لكلا الطرفين التواصل والتفاهم وتبادل المشاعر مع احتفاظ كل منهما بمنطقة خاصة به وحدة .
3.الإشادة بالطرف الآخر :
الزواج ليس نهاية كما يعتبر البعض بل يجب أن يكون بداية لحياة أكثر نضجاً ومن معالم هذا النضج التعبير عن إعجابنا بالطرف الآخر والعمل على إسعاده فالأذن البشرية تطرب لسماع المدح والكلمة الطيبة ويجب أن يعلم كل من الزوج والزوجة أن إسعاد الآخر هو إحدى مسئولياته ، والمدح والإشادة هي إحدى وسائل الإسعاد وأحياناً ما نجد الزوجة تقوم بطهو صنف معين يحبه الزوج وهي تنتظر بالطبع أن يكافئها بالمدح والتقدير فلا تجد منه سوى الصمت ! وإذا سألته يجيبها بأن الصمت دليل عدم وجود عيب بالطعام .. والنتيجة الطبيعية هي شعور الزوجة بالإحباط ومقابلة بخله عليها بالكلمة الحلوة في المشاعر وعدم السعي مجدداً لإسعاده بوسيلة أو بأخرى .
4.أطرق الحديد وهو ساخن :
حب شخص لا يعني بالطبع موافقته على كل ما يقوم به والنزاعات والخلافات الزوجية شيء لا مفر منه ، ولكن يجب أن يتم بصورة متحضرة بعيداً عن الصوت المرتفع والألفاظ البذيئة أو غير المهذبة والإهانات . ومن الخطأ أن يلجأ أحدهما لإنهاء المناقشة دون حل لمجرد فض النزاع والصحيح هو أن يطرق الحديد وهو ساخن بمعنى أن يتعلم كلا الطرفين فن النقاش ويحاول كل منهما الدفاع عن وجهة نظره وإقناع الآخر بها بهدوء وعلى كل طرف أن يتحلى بشاعة الاعتراف بأخطائه والاعتذار عنها لتجنب التراكمات التي قد تترتب على تأجيل حل المشاكل بصورة مستمرة مع الإيمان بأن الاعتذار لمن تحب لا يعني الضعف بل القوة .
5.حلو وجذاب :
والحلاوة المقصودة هنا حلاوة الروح التي يتمسك الطرفان بإظهارها في فترة الخطوبة لاجتذاب أحدهما الآخر عن طريق الكلمات العذبة واللفتات الرقيقة وباقات الورود والهدايا التي تبتكر من أجلها المناسبات ، حينما كانت الفتاة تقضي ساعات وساعات في تحسين بشرتها بماسكات الزبادي والخيار والبيض وتنفق 45% من دخلها في شراء الماكياجات والكريمات والبارفانات وتتحمل حرارة السيشوار ومرارة الانتظار لدى بيوت التجميل لعمل الموزمبيلية والماش كل ذلك من أجل لقائه لساعة واحدة
وبعد الزواج ... عادة ما تتحول تلك الجاذبية إلى إهمال في المظهر من الطرفين فأدوات التجميل لا تعرف طريقها إلى وجه الزوجة إلا في المناسبات والأعياد الرسمية والعطور الفواحة لا تستخدم سوى خارج المنزل والشعر ملفوف طوال الوقت حول البيجودي للحفاظ على مظهره عند الخروج إلى العمل في الصباح أما الزوج الذي كانت الابتسامه سابقا لا تغادر شفتية فعادة ما نجده في الزي الرسمي للمتزوجين وهو البيجامه مقطب الحاجبين منكوش الشعر لا تعرف ماكينة الحلاقة طريقها إلى وجهه في الاجازات والعطلات الرسمية .
أي حياة هذه ؟ هل يمكن للحب أن يحيا وينمو في بيئة غير صحية كتلك التي يعيشها معظم الأزواج ؟؟
6.أعدي له المفاجآت :
من أكثر الأشياء نجتحاً في تجديد مشاعر الحب بين الزوجين هي الإثارة وعنصر المفاجأة فحاولي كأن ترتبي للسفر إلى مكان لم يسبق له الذهاب إلية دون علمه أو تقومي بحجز مقعدين في مكان رومانسي وهاديء للاحتفال بعيد زواجكما ولا تخبريه سوى قبلها بعدة ساعات فتلك بالتأكيد فرصة للتواصل بينكما واستعادة الذكريات الحلوة وتجديد المشاعر التي تطغى عليها مشاغل الحياة اليومية
7.أسرار العلاقة الحميمة :
الرغبة في إقامة علاقة حميمة بين الزوجين هو احتياج فسيولوجي وحق شرعته الأديان السماوية وهو بالإضافة إلى ذلك عامل أساسي في نجاح الحياة الزوجية أو فشلها حيث يخلق نوعاً من التواصل النفسي والجسدي والشعوري بين الطرفين .(54/106)
مع ذلك فإنه فن لا يجيد العديد من الأزواج التعامل معه مما يؤدي إلى ظهور فجوة بين الطرفين تتسع شيئاً فشيئاً وربما تكون سبباً رئيسياً في فشل الحياة الزوجية بأكملها .
ويعود الجهل بماهيات تلك العلاقة إلى عدم إدراك الاختلاف الغريزي بين رغبات كل من الرجل والمرأة .
يقول الأخصائي النفسي وخبير العلاقات الزوجية الفرنسي د . فرانسوا زافييه بودا أن الرجل يتطلع مباشرة إلى إقامة علاقة دون أن
تسبقها مقدمات ، أما المرأة فهي عادة ما تستاء من كل ماهو مباشر لأنها بفطرتها في حاجة إلى
مناخ مفعم بالرومانسية والكلمات الرقيقة وتبادل المشاعر أولاً .
ويضيف أنه إذا حدث خلاف بين الطرفين فيحب الرجل أن يتم اتصالح في جو حميم وهو يرى بذلك إن هذ التواصل هو أبلغ من يستطيع أن يتحدث عنه وينقل مشاعره تجاهها لأن التصالح في جو حميم يشعرها بالإهانة وبأنها عوملت كشيء مادي لمجرد إشباع رغبة معينة للزوج ، وبالتالي فهي عادة ما تستاء منها وترفضها ، لذا فعلى الرجل أن يكون حكيماً في التعامل معها كأن يبدأ أولاً بمصالحتها عن طريق الغزل والعبارات الرقيقة والكلمات العذبة التي تشعرها بأنوثتها فيكون عطاؤها بعد ذلك بحب وأمتنان ورغبة متبادلة .....
شريك حياتي.. بين الحقيقة والخيال!
2004/09/07
...
** معتصم الميناوي
جيل اليوم وإن اختلف عن جيل الأمس ما زال يحلم.. ويحلم، حتى وهو يقف أمام عتبة متغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية، وأمام ثورة اتصال مخيفة، وفي ظل هذا الزمن الذي طاله التغيير من ألفه إلى يائه حاولنا أن نتسلل إلى عقول شبابنا وشاباتنا، حاولنا أن نرسم الصور ونفتح القلوب.
فمن هو فارس الأحلام الذي تتمناه الفتاة؟ وهل لا تزال تنتظره على حصانه الأبيض؟ ومن هي فتاة الأحلام التي يريدها الشاب ويفكر بها شريكة لحياته ونورًا للياليه؟
بحثنا في البداية عن فتيات هذا الجيل.. سألناهن عن أحلامهن ونبشنا في أذهانهن عن فارس الأحلام.. فمن هو؟
أنيق وعلى خلق
تصف هبة المغربي -19 عاما- فارس أحلامها وقد حلّق فكرها بعيدًا: "أريده أنيقًا يتمتع بالجاذبية والحضور". ثم تستدرك: "ومن أول شروطي أن يتمتع بالأخلاق؛ فالرجل صاحب الخلق سيمنحني السعادة والاستقرار".
أما لين هاشم -21 عاما- فتحدثنا عن فارسها قائلة: "أن يكون قادرا على تحمل المسئولية وما يحمله المستقبل من أعباء وتحديات".
وترسم لنا ريما صبيح -18 عاما- صورة خارجية لفارسها الذي تحلم به قائلة: "أريده أبيض البشرة ناعم الشعر ذا عينين زرقاوين قامته طويلة؛ فأي فارس أحلام هذا إن لم يكن وسيما؟".
وترفض سالي المدهون -20 عاما- أن ترسم بخيالها صورة لفارس الأحلام وتبرر ذلك بقولها: "أنا لا أحلم؛ لأنني مهما حلمت فسأرتبط بالرجل الذي اختاره القدر لي، وأنا أنتظر نصيبي، فلماذا أحلم وأرسم صورة قد تفقد سحرها وروعتها أمام الواقع؟ ثم أخبروني أين هو فارس الأحلام في هذا الجيل من الشباب الذين نراهم يعيشون حياتهم دون هدف؟".
على حصانه الأبيض
عصر المادية والعولمة لم يمنع الفتاة رشا عبده -18 عاما- بأن تدافع عن صورة فارس أحلامها التي ترسمها؛ حيث تقول: "إنه الرجل الذي سيأتي على حصانه الأبيض يخطف قلبي ويحبني بجنون، ورغم أنني على يقين بأن الحصان تحول إلى سيارة وربما طائرة في هذا الزمن فإنني سأنتظر فارسي الجميل".
وتختم سامية العكلوك -21 عاما- آراء الفتيات بفارس أحلامهن قائلة: "أريده متدينًا قولا وفعلا؛ فصاحب الدين لا يظلم ويعرف معنى الحب الحقيقي، كما أنه قادر على أن يكون فارس أحلام أي فتاة".
دين وجمال
بعد هذه الجولة في عقول فتياتنا توجهنا إلى شبابنا.. حاورناهم، وحاولنا أن نفهم ما يدور في عقولهم وما تتمناه أفئدتهم.
يدعو الشاب محمد حسن -22 عاما- من مدينة غزة ربه بقوله: "أتمنى من الله في هذه الحياة أن يرزقني الارتباط بفتاة تكون على درجة عالية من التدين والجمال".
ويستدرك محمد حديثه: "يجب أن يكون مستوى عائلتها الاجتماعي والمادي موازيا لمستوى عائلتي وليس أعلى منه، ويرجع محمد ذلك إلى أن الفتاة يمكن ألا تتناغم مع بيئتي التي أعيشها؛ فقد تكون هي على سبيل المثال في مستوى عال ومرهف لا أستطيع أن أوفره لها وبالتالي تحدث الفرقة، لا سمح الله".
ويشترط محمد في فتاة أحلامه: "يجب ألا تكون أعلى مني في الدرجة العلمية التي أحملها حتى لا أشعر بالنقص تجاهها؛ فيجب أن أشعرها بأني أفوقها في كل شيء، وهذا يرجع إلى معرفتي أن طبيعة المرأة تحب أن يفوقها الرجل في كل شيء".
ومضى يقول مبتسما: "إن من الشروط المهمة بالنسبة لي في اختيار الزوجة أن تكون متقنة لطهو الطعام وصناعة الحلويات".
وأضاف محمد وقد احمر وجهه: "إن قضية اختيار الزوجة بالمسبق هي أمر ضروري حتى أستطيع أن أنسجم معها".
وخلافا للمجتمع الفلسطيني المحافظ يرفض محمد الطريقة التي تسير عليها عادات الخطبة في مجتمعه الفلسطيني، وهي أن تذهب الأم للخطبة من البيوت دون معرفة مسبقة من قبل ولدها بالفتاة؛ لأنه من الممكن ألا تتوافق مواصفاتها مع المواصفات التي يريدها في الفتاة.
على علم بها
ويتمنى الشاب "رامي القمر" -23 عاما- الارتباط بفتاة جميلة جدا ومن عائلة راقية، ويصرح: "مخطئ من يعتقد أن الفتاة وحدها هي التي تحلم بأحلام وردية رومانسية؛ فأنا أريد امرأة تمد لي قلبها بالحياة؛ تضحك لضحكي وتبكي لحزني وتداوي جروحي بطريقتها الخاصة، هي وطن لي أشعر من خلاله بكل معاني الحنان".
ومضى القمر يقول: "عند اختيار فتاة أحلامي لا بد أن أكون على علم بها قبل الخطبة بفترة تؤهلني لمعرفتها وأهلها بالتفصيل؛ لأن هذه الفتاة ستكون لي طيلة حياتي، وستكون أمًّا لأولادي، وبالتالي لا بد أن أختارها بشكل دقيق".
الزي الشرعي
أما الشاب جمعة يونس -23 عاما- فيقول: "أريدها متدينة وملتزمة بالزي الشرعي، إضافة إلى أن تكون على درجة من العلم والثقافة حتى يكون هناك توازن بيني وبينها، وأن تكون متفهمة للوضع الاقتصادي والاجتماعي لزوجها"، ولم يُبدِ الشاب جمعة أي معارضة للارتباط بفتاة أعلى منه في المستوى الاجتماعي إذا وُجد هناك اتفاق مسبق معها قبل الزواج.
أما عن المواصفات الجسدية فيقول: "يجب أن تكون جميلة وطويلة، كلما نظرت إليها شعرت بالفرحة".
أهلي سيتولون الأمر
الشاب "أسامة الصفدي" -24 عاما- يصرح أنه يريدها ملتزمة دينيا وعلى خلق كبير لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، ولم يبد أسامة اهتماما كبيرا بالجمال الفتّان بقدر ما تحظى به الفتاة من خلق ودين.
وأوضح الصفدي أن أهله من سيتولون هذا الأمر ولديهم الخبرة في هذا الشأن، وقال أسامة على استحياء: "من الممكن أن أبدي وجهة نظري في ذلك".
ورفض أسامة أن تكون شريكة حياته أعلى من مستوى عائلته الاجتماعي والمادي، وقال: "أريدها في مستواي أو أقل؛ لأنها لن تشعر بالفرق، ويمكن أن تنسجم معي بسرعة، على عكس أن تكون من المستوى الاجتماعي العالي؛ لأنها حتما لن تشعر بالتأقلم والسعادة، ودائما ستشعر أنني أقل منها".
اختلاف الفتيات
وفي هذا الطرح رأت الدكتورة "فتحية اللولو" أستاذة التربية بالجامعة الإسلامية بغزة أن ثمة اختلافا في معايير اختيار شريك العمر بالنسبة لكل فتاة وكل شاب، وذلك حسب طبيعة هذا الشاب ومتطلباته الحياتية: "فمن الفتيات من يعجبها ويفتنها الشاب الوسيم الجميل الهيئة، وأخرى يعجبها الشاب الغني الذي يستطيع تلبية طلباتها وتحقيق طموحاتها، وأخرى متعلمة ومثقفة تشترط في شريك العمر مستوى تعليميا وثقافيا معينا؛ بحيث يستطيع أن يفهمها ويناقشها في مختلف القضايا".
وتشير إلى أن هناك فتيات لا يعجبهن نماذج الشباب صغير السن؛ فهن يردن رجلا قويا يحميهن ويحتويهن، ويشعرهن بالأمان وهن يختفين تحت جناحيه".
ومن الفتيات من لا تهتم بكل تلك الجوانب، وتفضل الإنسان الملتزم بدينه، الذي يحافظ على عبادته، المشهود له بحسن الخلق والسمعة الحسنة، بغض النظر عن كونه وسيما أو غنيا أو متعلما أو صاحب جاه في المجتمع.
أسمر ودمه خفيف
وفي الزاوية المقابلة ترى "اللولو" أن هناك شبابا يبحثون عن فتيات بمواصفات معينة تصلح من خلالها الفتاة لتكون زوجة لهم، وتختلف هذه المعايير حسب طبيعة الشاب؛ فمنهم من يبحث عن الفتاة الجميلة الرشيقة ذات العيون الجذابة والرموش الطويلة، وتختلف معايير هذا الجمال من شاب لآخر.
وتكمل: هناك من يحب الشقراء الجميلة، وآخر يرغب في السمراء الرشيقة، وهكذا تختلف هذه المعايير حسب تصور كل شاب لفتاة أحلامه، وهناك شاب يفكر بالفتاة المتعلمة التي لها وظيفة مناسبة تساعده في مشاق الحياة، وشاب آخر لا يهتم بهذا الجانب؛ فهو يريد زوجة طيبة وأمًّا لأولاده تلتزم بيتها وتطيع زوجها، ويوجد من الشباب من يريد زوجة ذات جاه ونسب عال في المجتمع؛ فهي بحد ذاتها لا تهمه قدر عائلتها ومركزها الاجتماعي.
فتاة محرومة
وتشير "اللولو" إلى أن اختلاف هذه المعايير من شاب لآخر ومن فتاة لأخرى تتحكم فيه دوافع نفسية واجتماعية ومادية مختلفة؛ حيث يبحث كل منهما عما يكمله في هذه الحياة بحيث تقوم الزوجة أو الزوج بسد الفراغ النفسي أو الاجتماعي أو المادي، وربما الجمالي لدى الآخر.
وأكملت: الفتاة المحرومة من الحياة الرغدة تنظر لهذه الحياة على أنها كل آمالها في الحياة، والفتاة المتعلمة تنظر لمستوى ثقافي معين لا تستطيع التنازل عنه، والشاب الذي يريد زوجه فاتنة الجمال يبحث عن التميز في مجال معين يعوض شيئا ما داخله، ويعتبر الجمال هو المقياس الأفضل للفتاة، والشاب الذي يطمح إلى المال لا يهتم بكون الفتاة جميلة أو ذات خلق حسن، المهم هو دخلها الشهري وسيتكيف مع بقية الجوانب.
نموذج حقيقي
وترى "د.اللولو" أنه ربما يهرب الشاب أو الفتاة من صورة يعايشها في الحاضر؛ هي صورة أمه التي ربما كانت غير متعلمة أو غير جميلة؛ فهو يريد صورة مناقضة لها، وربما يريد صورة طبق الأصل من أمه؛ لأنه يعتبرها نموذجا حقيقيا للزوجة، وكذلك بالنسبة للفتاة؛ ربما تهرب من واقع تعايشه أو تبحث عن صورة مماثلة لهذا الواقع حسب طبيعة حياة هذا الشاب أو الفتاة.
وتؤكد أستاذة التربية أن شريك الحياة يجب أن يحظى باهتمام كاف من الطرفين، ولكن ليس بالنظر إلى جوانب يمكن زوالها مثل الجمال أو المال أو الجاه والمكانة الاجتماعية؛ فالجمال الحقيقي هو جمال الروح، وفي نفس الوقت تكون هذه الزوجة مقبولة الشكل والقوام ومتعلمة، والتفضيل بين الفتيات يعود للدين والأخلاق والكريمة.
وتردف قائلة: كل شاب يريد زوجة تحفظه في وجوده وغيابه، وتطيعه، يسره النظر إليها.
طرق كسب السعادة الزوجية
أصبح كثير من الأزواج والزوجات يبحثون عن السعادة الزوجية واعتبرها بعضهم حلما بعيد المنال ولكن من خلال السطور ألتاليه نقدم لكم من نصائح المجربين والخبراء وعلماء النفس لكسب السعادة الزوجية ومنها
فيا أخي الزوج .. وأختي الزوجة :-
* تذكر أن الغياب القصير عن الزوجة قد يقوي الرابطة الزوجية، لكن الغياب الطويل قد يكون معول هدم لها.
* عليك أن تفهم طبيعة المرأة حتى يمكنك فهم ووعي التعامل الصحيح معها من غير تطرف ولا شطط .
* لا تدع أي خلاف بينكما يستمر إلى اليوم التالي.
* تجنب الحديث عن التجارب السابقة أو عن الماضي المرتبط بامرأة أخرى، سواء كانت خطيبة أو زوجة سابقة .
* ابتعد عن المثالية ، وعش حياتك بطريقة طبيعية، ولا تتوقع المعجزات.
* أعرب لزوجتك عن حبك كلما سنحت لك الفرصة .
* حارب في نفسك الاستسلام للهم والقلق، وكن دائماً بشوش طلق الوجه متفائلاً .
* إياك والنقد اللاذع، أو المستمر مع كل صغيرة وكبيرة .
* حاول دائماً حصر النزاع في دائرة ضيقة، ولا تجعلها تتسع، وسيطر أنت على المشكلة قبل أن تفلت من يدك .
* الغيرة والشك والشبهات أعداء، فتعامل مع الوقائع ولا تتعامل مع الظنون والأوهام .
*اغرس في شريك حياتك الثقة في نفسه وفيك، وثق أنت فيه، وابعث فيه الرضا عن النفس .
* لا يكفي أن تتزوج شخصاً مناسباً حتى تكون سعيداً في زواجك، ولكن يجب أن تكون أنت أيضاً الشخص المناسب .
* النظافة عنوان الإيمان ودليل الحب .
*تنازل بعض الشيء عن أشياء تعتبرها جزء من شخصيتك، حتى يتسنى لك التمتع بما تحب من صفات شريكك في الحياة .
* اهتم بشريك حياتك كما تهتم بنفسك، وأحب له ما تحب لنفسك .
*الأخذ والعطاء .. تعود كل منهما على التفاهم، ولا تكن أنانياً تريد أن تأخذ أكثر مما تعطي، أو تأخذ كل شيء ولا تعطي شيئاً .
* الرجل يريد من المرأة أن تكون زوجة مثالية تحسن التصرف في كل شيء، وتمده بالحب والرعاية والحنان، والمرأة تريد من زوجها أن يكون الشخصية القوية التي يمكن الاعتماد عليها، والذي يقدر على سد احتياجاتها، وأن توقن بأنها آخر امرأة في حياته.
* لا تسارع باتهام شريكك في الحياة عند كل مصيبة، بل لننظر إلى الموضوع نظرة منصفة ولا تسبق الأحداث .
* عش يومك ولا تفكر بهموم الغد الذي لم يحن بعد، وتصرف في حدود إمكانياتك .
* عليك أن تفهم قدسية الرابطة الزوجية وأنها ميثاق غليظ، ففكر ألف مرة قبل أن تتخذ خطوة بعدها لا ينفع الندم .
* لا تعتمد على الحب فقط، وإن كان الحب مهماً وضرورياً في الحياة الزوجية .
*أعط القدوة من نفسك لشريكك في الحياة، ودع أفعالك تتحدث وتنبئ عن شخصيتك .
* لا تدع الفرصة لأقاربك وجيرانك في التدخل بينكما، واحرص على حل مشاكلكم بنفسك قدر الاستطاعة .
*لا تعجل بصحيح ما تراه خطأ من شريكك في الحياة، فهناك عادات لن تتغير إلا بعد زمن بعيد، ولا تضخم الصغائر .
* لابد من تقبل تبعات الزواج ومسؤولياته بنفس راضية وقلب مطمئن .
* تجنب قدر المستطاع أسباب الخلاف بينكما، وابتعد عن إحراج شريكك في الحياة .
* اعمل مع زوجك على القيام بأعمال مشتركة، فسوف تمثل لكما ذكريات سعيدة فيما بعد، وتقرب أكثر بينكما .
* أتح لزوجك الفرصة بكل حرية للتعبير عن نفسه والعمل على تنمية مواهبه، ولا تسخر من قدراته .
* الحقوق المالية لابد أن تحترم، ولا يتم التساهل فيها، فهي من أكبر أسباب الخلاف .
* لا تشرك زوجك في أحزانك، وحاول جاهداً أن تتغلب عليها وحدك، ولكن لا تنساه في أفراحك .
* احذري أيتها الزوجة صديقاتك اللاتي يتدخلن في حياتك الخاصة، وهن يلبسن ثوب النصح والإرشاد .
* أشعري زوجك أيتها الزوجة بأنه الشخص المثالي الذي كنت تودين الارتباط به، وأنك فخورة به وبشخصيته .
* تذكر حسنات زوجك عند نشوب أي خلاف بينكما، ولا تجعل مساوئه تسيطر على عقلك فتنسيك حسناته ومزاياه .
* اسأل نفسك هذه الأسئلة، حتى تدرك مزايا شريكك في الحياة وتتغلب على مشاكلك بنجاح :-
- ما الذي يعجب كل منكما في الآخر ؟!
- ما الخبرات السعيدة التي مرت بكما ؟!
- ما النشاط المشترك السار الذي تستمتعان به حقاً ؟!
- ماذا يفعل كل منكما ليظهر اهتمامه بالطرف الآخر ؟!
- ماذا تنتظر من شريكك لتشعر أنه يحبك ويقدرك ؟!
- ما أحلامكما المشتركة للمستقبل ؟!
* في الخلافات الزوجية احذري أيتها الزوجة استخدام الألفاظ الجارحة حتى لا تخسري زوجك .
* تهادوا .. تحابوا .. ليكن ذلك شعار الحياة الزوجية عند كل مناسبة سارة وسعيدة .
* الزوجة الذكية هي التي تختار الوقت المناسب لطلباتها وطلبات الأولاد وتختار الوقت المناسب أيضاً لإبداء ما تريد من ملاحظات على سلوك الزوج ، أحياناً يكون الوقت المناسب الذي تختارينه ليس هو الوقت المناسب حقاً .. فكري مرة وأخرى .
* كرامتي .. كبريائي .. كلمات للشيطان ينفث بها في قلب الزوجين عند نشوب الخلاف ويحاول بهما جاهداً أن يبرر لكل منهما الخطأ والبعد عن التصالح .. فهل يصح هذا بين الزوجين ؟!!
* لا تلغي وجود زوجك .. ولا تلغي وجود زوجتك .. فالشورى مهمة في الحياة الزوجية ، ولابد أن يشعر كل واحد بأنه مشارك في الحياة الزوجية وأنه غير مهمل .
* لا تهرب .. ولا تهربي من المنزل عند نشوب المشكلات ، فالهروب ليس وسيلة للعلاج، ولا مانع من الهدوء قليلاً ثم العودة لحل الخلافات .
* لا تضايقي زوجك بكثرة أسئلتك فيما لا يخصك ، أو تحاولي التطلع على أسرار لا يريد كشفها لك، عندئذ سيترك الزوج المنزل ويمضي إلى مكان آخر يستريح فيه .
* لا تبتعدي عن زوجك وتجعلي لنفسك قوقعة تجلسي فيها وحدك، ولكن شاركيه بقدر الحاجة .
* إذا كنت امرأة عاملة فتذكري أن بيتك هو مسؤوليتك الأولى ، فحاولي التكيف مع ظروف العمل وواجبات البيت .
* لا تتجهمي إذا حضر أهل زوجك إلى البيت، ولكن كوني مثال للترحاب وحسن الضيافة والكرم، واعلمي أن زوجك يشعر بك عندها ويتعرف على انطباعاتك .
* أكرمي حماتك وناديها بأحب الأسماء إليها حسب عادة العائلة، ولا تحاولي الاختلاف معها، واذكري ابنها بالخير أمامها .
* الجار ثم الجار .. فقد وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإحسان إليه وعونه على الطاعة ومشاركته في الأفراح والأتراح، مما وصى به ديننا الحنيف .
* الاختلاف الدائم في الرأي يؤدي غالباً إلى اختلاف القلوب، فوافقي زوجك أحياناً حتى وإن كنت غير مقتنعة. واعلمي أن الطاعة في غير معصية الله، وأنها في المعروف .
* الهدوء الذي يحتاج إليه الزوج في البيت يمكن أن تحصلي عليه عن طريق شغل الأولاد في نوع من الألعاب الذي يحتاج إلى شحذ الذهن، مثل ألعاب الفك والتركيب .. وغيرها .
* أبناؤك نعمة كبرى، فلا تجعليهم نقمة بإهمالك لهم وسوء تربيتهم، والانشغال عنهم بأي شيء .
* اقرئي عن مراحل نمو الطفل ، وكيف يمكن التعامل معه حتى تحسني تعامله وتتجنبي ما يمكن أن يؤثر على صحته النفسية ، ويقيه من الصراعات النفسية فيما بعد .
* كوني عوناً لزوجك على الطاعة ، واطلبي الآخرة كما تطلبي الدنيا .
* الإسراف مفسد للحياة الزوجية ، مضيع لنعمة الله تعالى ، والله لا يحب المسرفين، فعليك بالقصد لا تشعرين أبدأ بالحاجة .
* سعادتك الزوجية لا تعني خلو الحياة الزوجية من المشاكل، وإنما تعني قدرتك على حل تلك المشاكل وحصرها، وألا تؤثر في العلاقة بينك وبين زوجك .
* احذري الاختلاف مع الزوج أمام الأولاد، أو علو الصوت أمامهم، فهم يتعلمون أولاً بالقدوة والتقليد قبل أي شيء آخر؛ لأن هذه المشكلات ستحضر في ذهن الطفل وتؤثر عليه فيما بعد .
* لا تسمح لأحد بالتدخل في حياتك ، ولا تكن أنت سبباً في ذلك فلا تحكي أسرار بيتك لصديق أو قريب .
وإلى هنا نصل إلى نهاية هذه الطرق وهذه الأساليب.. لا يعني أنها قد حصرت في هذه النقاط ، بل هناك الكثير والكثير من هذه الطرق والأساليب ..
وأرى أنه لزاماً علي أن أبين أن المنهج الذي سرت عليه في طرح هذه الأساليب .. أو ما سبق طرحه من سلسلة حلقات أزواج وزوجات في قفص الاتهام : هو المنهج الوسط بين علماء النفس الذي تحدثوا عن الزواج والمشكلات الزوجية والصراع الزوجي وعرّفوا ذلك بأنه : ( مشكلة أو أزمة )، وبين الذين نسجوا الخيالات وصوّروا الحياة الزوجية على أنها جنة خضراء لا مشاكل فيها ولا خلاف .. وأن الزوج عبارة عن فارس يمتطي جواداً أبيض .. الخ .. فكان لابد من فهم المشكلات والخلافات وعرضها على ميزان الشرع مع تأصيل للمفاهيم ، ورد الأمور إلى أحكام الشريعة حين يحدث شطط أو غلو ..
وإلى اللقاء في حلقات أخرى .. وقضايا أخرى ..
أبو عبد الله الذهبي
عقبات في طريق السعادة الزوجيّة
كيف تحوّل الزوجة زوجها إلى "هارب دائم"؟
توجيه اللوم وتبادل الاتهامات بصورة دائمة يهدم لغة الحوار في البيت.
الثقة مفتاح البيوت السعيدة، إذا فُقدت فقولي: "حي على التعاسة"!!
كتبت/فاتن عمارة
الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، وهذه الشركة تحتاج إلى بذل وعطاء من كلا الطرفين حتى تنجح وتزدهر وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها، فالمسؤولية إذن تقع على عاتق الزوجين؛ فلكل منهما دوره الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة: أحفظ أم ضيع؟
غير أن حديثنا هنا سيقتصر على الزوجة للدور المحوري الذي تلعبه في جلب السعادة للأسرة..
أولاً: واقعية التصوّر تقي من الصدمات
من أسباب التعاسة الزوجية وجود مجموعة من التصورات الخيالية والأحلام الوردية حول الزواج في ذهن كلا الزوجين، ولكن الزوجة تفوق الزوج في هذه التصورات لطبيعتها العاطفية، وغالباً ما تصطدم بالواقع حين تجد العكس. وأقول للزوجة المؤمنة التي تبحث عن مفاتيح السعادة، وتريد تخطي العقبات: عليها أن تهيئ نفسها للواقع وأن تكون عملية في تصوراتها؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ أو النقص؛ فالزوج مثلك تماماً يخطئ ويصيب، وفيه من الصفات الحميدة ما يجعلك تغضين الطرف عن الصفات التي لا تعجبك، فالواقع أن السعادة الزوجية والحب ينمو بين الزوجين، وتدعمه العشرة الطيبة، والصحبة المخلصة وحسن التفاهم فهذا هو الواقع.
ثانياً: اختلاق النكد
هناك العديد من الزوجات يحفرن قبر الزوجية بأيديهن حين يختلقن النكد بسبب وبدون سبب حتى تصنع مشكلة تتعس بها نفسها، وتحوّل حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية مرة، ومن الأولاد أخرى، ومن إهمال الزوج لشؤون البيت ثالثة، وغالباً ما يكون الزوج هو الضحية الأولى لسماع هذه الشكاوى، وبعض الزوجات لا يحلو لهن بث الأوجاع والشكوى إلا حين رجوع الزوج من عمله مرهقاً، فبدلاً من أن يُفتح الباب ويجد ابتسامة مشرقة، ويداً حانية وصوتاً رقيقاً؛ يجد وابلاً من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب، ثم تقدم له الطعام وتطلب منه أن يأكل فيرد قائلاً: لقد شبعت!
ثالثاً: الانتقاد المستمر
الانتقاد الدائم للزوج في تصرفاته وأفعاله يُعدّ البخار السام الذي يخنق الحياة الزوجية؛ بل قد يتعدى الأمر إلى السخرية من شكله الذي لا دخل له فيه، والذي هو من صنع الذي أتقن كل شيء صنعة، مما يفقده الشعور بذاته وإحساسه بالقوامة، فما أجمل أن تمنح الزوجة الصالحة زوجها الثناء المخلص، وأن تبدي إعجابها دائماً بخصاله الحميدة، وجهده المبذول من أجل إسعادها!
وأهمس في أذنك قائلة: فلا تندمي حين يبحث زوجك عن أخرى تقدره وتحترمه وتُعجب بمظهره وتصرفاته التي انتقدتها من قبل.
رابعاً: التدخل المستمر في شؤون الزوج
يحدث الاختلاف حين تتدخل الزوجة، وتدس أنفها في كل شؤون زوجها الخاصة مثل:(54/107)
إلى أين أنت ذاهب؟ من قابلت؟ وقد يصل الأمر إلى تفتيش الجيوب ومكالمات الهاتف، وفتح خطاباته حتى يشعر أنه محاصر ومراقب مما يفقده الشعور بالأمان، وفقده ثقة زوجته، وإذا انتهى الشعور بالأمان والثقة المتبادلة بين الزوجين فإن السفينة ستغرق حتماً، ولا أعني بذلك أن تهمل الزوجة شؤون زوجها؛ بل عليها أن تتدخل بالقدر الذي يشعره باهتمامها، فهو أيضاً بحاجة إلى أن يحكي ويبث لها همومه، ويتحدث معها عن طموحه وأحلامه؛ فيجد فيها الصديق الوفي والناصح الأمين، فيطمئن لها ويثق بها، بدلاً من أن يفر هارباً من هذا الحصار الذي كاد يخنقه.
خامساً: سوء الحوار
الحوار هو جسر التواصل وحبل الترابط بين الزوجين؛ فإذا تصدع هذا الجسر أو انقطع هذا الحبل؛ فيكون من الصعب إصلاح هذا الخلل.
إن توجيه اللوم وتبادل الاتهامات يؤدي إلى حدوث ما يُسمّى بـ"الصمت الزوجي" أو "الخرس الزوجي" أو بمعنى آخر تتهدم لغة الحوار بين الزوجين؛ فتبدو الحياة فاترة كئيبة. فكلما كان الحوار هادئاً ومتصلاً بين الزوجين كلما زاد ارتباطهما ببعضهما البعض، فعلى الزوجة المسلمة أن تتعلم كيف تدير الحوار بينها وبين زوجها إدارة ناجحة من غير توتر أو تبادل للاتهامات.
فحاولي أختي في الله الإنصات، وحسن الاستماع له حين يتكلم دون أن تقاطعيه حتى لو كنت تعلمين ما يقول، وعندما تتحدثين تخيري الكلمات المناسبة والأسلوب الهادئ؛ لأن ارتفاع الصوت والغضب يقتل لغة الحوار بينكما.
سادساً: إرهاق الزوج بالمطالب المادية
لقد أصبح التطلع إلى الأموال الطائلة والأثاث الفخم ومتع الدنيا هو السمة الغالبة لهذا العصر. وللأسف الشديد انزلقت الكثير من الزوجات وراء كل ذلك، وأصبح شغلهن الشاغل الحصول على الحلي الثمينة والسيارات الفارهة و...الخ.
وهذا الطموح الزائد والتطلع إلى ما عند الأخريات والمقارنات الدائمة كان سبباً في إرهاق الزوج، وزيادة ضغوطه وتوتره، وبالتالي إحباطه الدائم لعدم قدرته على تحقيق هذه الأماني، وتلبية الرغبات التي لا تنتهي عند حد مما يجعل الحياة الزوجية تتحول إلى جحيم. لكن الزوجة المسلمة ترضى بما قسم الله لها، فالغنى غنى النفس والرضا والقناعة كنز ثمين لا يمنحه الله -تبارك وتعالى- إلا لمن يحب من عباده، فعليك -حبيبتي في الله- أن تكوني عوناً لزوجك لا عبئاً عليه، ولتجعلي توجه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- منهاجاً تسيرين عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا لمن هو فوقكم، فهو أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم" رواه مسلم.
وتذكّري كيف كان يعيش أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن.
سابعاً: إنكار فضل الزوج
إن الاعتراف بالجميل من المروءة والنبل، و نكران الجميل من الجحود واللؤم، وقد حذر الإسلام من الجحود ورهّب منه؛ فقال -عز وجل-: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال عز من قائل: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وقال صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (رواه أبو داود والترمذي)
وعن زينب -رضي الله عنها- قالت: خطبنا رسول -الله صلى الله عليه وسلم- فقال: "رأيت النار وأكثر أهلها النساء، قالوا: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لكفرهن قالوا: أيكفرون بالله! قال: يكفرن العشير، ويكفرن بالإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً؛ قالت: ما رأيت منك خيراً قط" (متفق عليه).
أراك أختي في الله تخشين عذاب الله، وتخشين النار؛ فأنقذي نفسك منها بالاعتراف بفضل زوجك والثناء المخلص عليه، وانأي بنفسك عنها بعيداً عن الجحود والنكران إرضاء لربك وإسعاداً لزوجك؛ حتى لا تتحطم السعادة الزوجية.
ثامناً: عدم الاهتمام بالحاجات الغريزية
إن حاجة الزوج إلى الإشباع الغريزي أمر فطري يرضي نفسه ويشرح صدره، ولا ينبغي للزوجة العاقلة أن تقلل من قيمة هذه الحاجة أو تعدّها أمراً ثانوياً، فقد أكدت الدراسات الحديثة أن 90% من حالات الطلاق تحدث بسبب الإخفاق في إنجاح المعاشرة الزوجية.
فعلى الزوجة المسلمة أن تتعرف على ما يرضي زوجها من أجل عفته وصيانته للمجتمع من الفواحش، حتى لا تُفاجأ بمشكلات واتهامات ليس لها أسباب واضحة أو مباشرة، وأن السبب الخفي يكمن وراء هذه العقبة.
ــــــــــــــــــ
العلاقة الزوجية :فوائدها ومخاطرها
د.عبد الحليم سمعان
يبنى الزواج على أسس عاطفية وهو مشروع طويل الأمد ينطوي على خواص محددة: الاختيار النوعي للشريك والمثلنة والتوكيد النرجسي المتبادل للشريكين والتداخل المتبادل للرغبات اللاشعورية,الإستخدام المتبادل للعلاقة مع الموضوع كنمط دفاعي لمواجهة الرغبات قبل التناسلية وغير الخاضعة بشكل تام لأولوية أو هيمنة التناسل,أخيرا توزيع نوعي للأدوار وذلك ضمن تواطوء السيروات النفسية – الداخلية الفردية لكل شريك والتي تنظم نمطاً علائقياً,مضبوطاً ذاتياً,مع ردات فعل دورية تسمح ببعض التوازن.
الشيء المهم الذي يمكن أن يعاش ضمن إطار العلاقة الزوجية هو الإغناء النفسي والتوكيد النرجسسي لكلا الشريكين.إن التصرفات كلها تسعى لإيجاد علاقة تهدف الى توكيد الفرد وخصوصا ذلك الذي لم يتوصل أبداً الى تعويض النقص النرجسي ولا الى الأمان الذاتي أو الذي عانى من الحرمان العاطفي أو تعرض لظروف نفسية داخلية منعته من التوصل الى تحقيق وحدته الذاتية بشكل تام.
على هذا الأساس,فإن اختيار الشريك وتنظيم العلاقة معه يقوم بادىء الأمرعلى التوكيد النرجسي,هذا التوكيد النرجسي ضروري لبقاء الطرف الضعيف وهو يشكل مصدراً للسعادة واللذة ولايمكن أن يتحقق إلا عبر علاقة حبية صحيحة.هذا النوع من العلاقات,يعبر على مستوى الإستيهام عن ميل الى الإنصهار المتبادل وعن تشكيل نوع من الحدود الخارجية المشتركة لكليهما:إنه يشكل مسعى لإعادة تشكيل نمط العلاقة (أم – طفل).إنه عملية ضم جزئي يسمح بتجنب الإنفصال مع مايلازمه من قلق الهجران كما يمكن أن يعبر عن رغبة في التملك المتبادل الذي يؤمن فوائد إيروسية مرتبطة بالإنصهار :إنصهار مرغوب بحد ذاته لأنه يمثل حنيناً الى الطفولة الأولى ويمكن أن يعايش استيهامياً كالرعشة الجنسية في بعض الأوقات.
هذا الإنصهار يمكن أن يصبح خطيراً إذا بلغ حداً معيناً فيحدث نكوصا عنيفاً في زوال الفردية في اللاتمايز في العودة الى العدام الى اللازمن.إن الشخص الضعيف لايستطيع العودة الى الغموض وعدم التنظيم: تبدأ العلاقة الزوجية غالباً على هذا النوع من الإنصهار اللامتمايز – لكن المشاكل والتغيرات الحياتية بإمكانها أن تؤثر على استمرار الجو المطمئن ويظهر القلق عندما يصبح الشريك مناقضاً للصورة المتوحدة مع الذات أو يصبح شخصاً غريباً مثيراً للقلق.
يمكننا القول باختصار,أن العلاقة الزوجية هي المكان الذي يعبر فيه عن الميول اللاشعورية والأكثر طفولية للفرد.ولهذا السبب فإنها المكان الذي يكون تحديد الوضع السوي أو المرضي تعسفياً,والتعبير عن السيروات الأكثر طفولية والقديمة يمكن أن يتخذ شكلاً إيروسياً بالرغم من شدتها:فالممارسات السادية – المازوشية,الإهانات,الشتائم,الضرب,المداعبات,الإتصال الجنسي,الإباحية والإنكار يمكن أن تظهر ضمن إطار العلاقة ولايمكن التعبير عنها خارجاً – أي في المجتمع -.
يبحث الفرد إذاً,في علاقته مع شريكه عن بعض الحماية وعن إشباع بعض رغباته .إنه ينتظر من شريكه توكيداً قوياً لقيمته النرجسية واذا تبدل هذا الشريك فإن العلاقة تصبح مهددة ويمكن أن تزول مع الوقت.
يمضي الرجل والمرأة مدة نصف قرن تقريباً من الحياة المشتركة بعد أن يكونا قد اتحدا وقرارا العيش سوياً ويطلب منهما في هذه المرحلة تقديم كل ما من شأنه أن يكون موضوع رغبة على صعيد العاطفة والحب والحنان والصداقة والتآلف والتقارب الفكري وتقسيم العمل والتربية المشتركة للأطفال والتمتع الجنسي,وهذه المواضيع لايمكن إشباعها إلا ضمن إطار العلاقة الثنائية المنظمة.
يطرأ على العلاقة الثنائية في بعض الأوقات,أزمات معينة يمكن أن تؤثر على استمرار العلاقة,ويحاول الشريكان,في هذه الحال,تنظيم بعض السيروات الدفاعية كي يتجنبا الصدع الذي يهدد علاقتهما,وغالباً ما يستخدما الأطفال كوسيلة لحل المشاكل التي تعترضهما :ويتركز حول الطفل عدد من المؤثرات التي لاتسير بشكل حر بينهما.إن المحافظة على العلاقة يمكن أن تقوم في بعض الأحيان على الرفض المشترك لطفل بريء,فبدلاً من أن يعبر الشريكان عن عدوانيتهما تجاه بعضهما بعضاً فإنهما يسقطانها وخصوصاً إذا كان الطفل حساساً ولايملك الوسائل اللغوية أو الفكرية التي تمكنه من حل الرموز المتناقضة الصادرة عن الوالدين.
Balagh.com
5/2/2007
ــــــــــــــــــ
ما الذي يجعل الأسرة سعيدة؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
جورج أوشاوا
إنها الصحة العقلية والبدنية أولاً وقبل كل شيء.ونظام الماكروبيوتيك الغذائي هو الطريقة العملية والسهلة الفضلى لتحقيق هذا الشرط.وقد توصلت من خلال تجربتي ومعرفتي الى استنتاجين:
1- أن المادة الأساسية لمصنع الحياة الزوجية هي الغذاء.
2- أن المبدأ,الذي يرشدنا في التعامل مع هذه المادة وينسقها,هو "المبدأ الفريد".
ويستند المبدأ الفريد الى اتساق الكون الذي نعيش فيه.وهو مبدأ أساسي ليس للسياسة والاقتصاد والآداب فحسب,بل للفيزياء والكيمياء والصناعة والزراعة والتجارة أيضاً.
وقد قادني ارتكازي على المبدأ الفريد كقاعدة,الى الإيمان بوجوب أن تسود الحالات التالية لتكون الحياة الزوجية مصدر سعادة للرجل والمرأة:
حالة الرجل البدنية
تراوح الأعمار الأكثر ملاءمة للزواج بين سن الرابعة والعشرين وسن الثامنة والعشرين.وينبغي أن تكون حالة الرجل البدنية جيدة من وجهة نظر الماكروبيوتيك,أو أن يمتلك,على الأقل,فهماً لهذه الحكمة القديمة.واذا أرادت امرأة اختيار زوج مناسب,فمن الأفضل لها أن تختبر موقفه من نظام الماكروبيوتيك الغذائي,أو ردة فعله إزاءه.
إن أسهل الطرق لتشخيص حالة الرجل تتمثل بالأمور التالية: أولاً,النظر الى أذنيه.والأذن ليست بارومتر لوضع المرء الصحي الراهن,بل لقدره أو مصيره.فإذا كان الرجل قد نشأ وفقاً لنظام الماكروبيوتيك,تكون أذناه كبيرتين ومنبسطتين على جانبي رأسه,وتكون شحمتا الأذن لينتين.
وإذا كانتا الشحمتان طويلتين جداً,فسيكون قائداً ناجحاً أو تكون نهاية حياته سعيدة.أما الرجل الذي تكون أذناه نائيتين أو تكون شحمتاه صغيرتين,أو كان يفتقر تماماً الى الشحمتين,فسيعاني غالباً من مشاكل بدنية ونفسية في حياته والله اعلم.وتنطبق هذه القاعدة العامة على الغربيين والأفارقة,علاوة على الشرقيين.لقد اعترف بأهمية هذا الجزء من الجسم منذ زمن طويل في أنحاء العالم,ووجد تعبيراً له في عادة لبس الحلق,الواسعة الانتشار.وطالما بجلت الشعوب البدائية ذوي الأذنتين اللتين وصفناهما قبل قليل.
حالة المرأة البدينة
إن الفترة الممتدة بين سن الثامنة عشرة وسن الثانية والعشرين هي الأنسب لزواج المرأة,وإن كان هناك,بالتأكيد,العديد من اللواتي يتزوجن بعد بلوغ الثلاثين ويكن زوجات صالحات.والأذن عند المرأة بأهمية الأذن عند الرجل.
ولكن علينا,فضلاً عن ذلك,أن نأخذ في الحسبان,العينين والأنف والشفتين والأسنان أيضاً.فإذا كانت أسنان المرأة رديئة لابد من أن تكون أعضاؤها أسوا,وقد يكون الزواج منها مأساوياً,ولما كانت المرأة هي المصدر الأصلي لتغذية أطفالها,فإن مقدرتها على المضغ - الحيوية للغاية لكل امرىء – ذات أهمية مضاعفة.فالنساء,كأمهات لأبناءنا,ينبغي أن يكن أكثر صحة من أزواجهن.ولكن أرجو ألا يكون هذا مبعث للقلق والإحباط أو الشعور بأن لا أمل في تحسين الوضع,إذا كان الوصف ينطبق على إحداهن ,إذ تستطيع أن تغير كل شيء,عن طريق نظام الماكروبيوتيك الغذائي.
حالة الرجل الذهنية
إن السمة الأهم للرجل هي الشجاعة.وعلاوة على ذلك,ينبغي أيضاً أن يتمتع بالصفات التالية:القوة والجدارة والقدرة على التكيف والإقدام والتسامح.يستيقظ مثل هذا الرجل مبكراً في الصباح,صافي الذهن واضح ونظرته مشرقة.إنه ليس نهماً في أكل الحلويات أو شرب الكحول.
ينبغي أن يتمتع الرجل الشجاع بجسم متين,وينبغي أن تكون قدماه راسختين على الأرض,ويرتدي حذاءه باستواء.وإذا مال الإصبع أو عقب القدم الى الداخل أو الى الخارج,فإنه لايحقق الشروط المذكورة.
حالة المرأة الذهنية
السمات الأهم للمرأة هي نكران الذات والتسامح والعذوبة ودقة المحافظة على المواعيد,وهي,باختصار,أن تتحلى بصفات المرأة.ولاأعني أن على المراة أن تكون مطيعة,بل أعني أنها ينبغي ألا تكون عنيدة.فمن كان مهتماً بترويض امرأة عنيدة وتحويلها الى فتاة رقيقة,فسيكون زواجه مشوقاً.
وينبغي لمن يرغب في الزواج أن يدرس شخصية شريك المستقبل وشخصية الأبوين,ويتأمل في آرائهما,وفي حياة الأسرة.إن التراث الأسري والتقاليد القوية أهم بكثير من المعرفة أو العلم.والأفضل أن يكون الناس فقراء وعلى ارتباط عميق بالدين وبالتقاليد من أن يكونوا أثرياء وبلا دين أو تراث,لأنهم سيكونون على الأرجح عميقي التفكير وأكثر جدية.
وإذا قورنت الحياة برحلة,فإن الرجل هو قبطان السفينة,الذي يترتب عليه أحياناً أن يصارع عاصفة هوجاء,والمرأة هي المهندس أو الوّقاد.مهمتها تتطلب التسامح والدقة في المحافظة على المواعيد والقوة الرقيقة.
حتى إذا تم الزواج بعناية,فكثيراً ماينتهي الأمر الى الأسى بسبب سوء التقدير.فالتعاون على اساس التقديرات المشتركة للزوج والزوجة هو الذي يسهم في بناء أسرة سعيدة.والتآلف هو الأكثر أهمية,ومن خلال تعاون الزوج والزوجة وجهودهما يمكن تكوين أسرة سعيدة.قال ابيكتيثوس :"الجميع سعداء.وإذا لم يكونوا كذلك,فإن اللوم يقع عليهم".
إن أختيار المواد الخام عامل جوهري في أي بناء.والواد الخام في حالة الأسرة تتألف مما نأكل ونشرب كل يوم.
يميل الرجل الى قيادة المرأة ذهنياً ونظرياً.وتميل المرأة الى قيادة الرجل فيزيزلوجياً.وفيما ينبغي للرجل السعي ليحب,على المرأة أن تسعى جاهدة لتكون محبوبة.وفي حين أن الرجل هجومي بطبعه,فإن المرأة منكفئة أو مستكينة.
إن جعل المرء نفسه محبوباً قد يبدو بسيطاً,لكنه في الواقع أمر صعب للغاية.وتعتقد نساء كثيرات أن من واجبات الرجال أن يحبوا النساء,أي أن للمرأة حقاً طبيعياً في أن تكون محبوبة من الرجل.وهؤلاء لايأخذن في الاعتبار إن كن جديرات أن غير جديرات بالحب,ولا يبذلن أي محاولة لجعل أنفسهن محبوبات.وأعتقد أن هذا الموقف خاطىء للسبب التالي: فشرط أن تجعل المرأة نفسها جديرة بالحب,يسبق حقها في أن تكون محبوبة.فالحب يأتي فقط الى اولئك الذين يحاولون أن يكونوا محبوبين.ووحدة الغارق في التعاسة يمتنع حتى عن المحاولة.والمرأة,التي تحاول أن تكون محبوبة,ستكون سعيدة في نهاية الأمر,حتى لو تزوجت رجلاً سيئا,لأن جهدها بحد ذاته يجلب لها سعادة كبيرة.
تبدو حياتنا قصيرة أحياناً,ولكنها في الواقع مديدة.ومن يشعر,بعد عام واحد أو خمسة أعوام,بالملل من أعباء بناء زواج سعيد,فإنه لايكون متبعاً نظام الماكروبيوتيك الغذائي.
وإننا جميعاً نوافق,بلا تردد,على أن التسامح فضيلة.ولكن لما كنا بشراً ولانتحلى بسماحة الله,فإننا نجد صعوبة في أن ندير الخد الآخر,وأن نحب مابتنا نكرهه.من الصعب علينا أن نبلغ مثل هذه الدرجة من التفهم في حياتنا العملية اليومية.
يمكن لنظام الماكروبيوتيك ان يكون عوناً كبيراً هنا.إنه يعلمنا أن الشخصية الرديئة والسلوك السيىء إنما هما مسألة سطحية,وإذا حكمنا على الانسان قياساً على هذه الصفات فإننا لانكون صورة صادقة عنه,لأن هذه الصفات هي نتاج فترة طويلة من عادات الأكل السيئة وظروف معيشية – بيئية مزرية.وإذا فهمنا ذلك نستطيع تحويل الكراهية الى تعاطف والمرارة الى شفقة.
ولبلوغ حياة سعيدة,ينبغي أن تسعى المرأة جاهدة من أجل أن تستحق الحب,وأن يسعى الرجل من أجل أن يحب
ــــــــــــــــــ
حقوق الزوجة المكرّمة في ديننا
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
احسان الأمين
شيّد الله تعالى بناء الأسرة على أساس المودّة والرّحمة ، فقد بيّن القرآن الكريم حقيقة أنّ الرجل والمرأة قد جُبِلا على سكون أحدهما إلى الآخر وميله وشعوره بالطمأنينة والدفء برفقته ، فقال تعالى :
(وَمِن آياتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِن أنفسِكُم أزواجاً لِتَسكُنوا إليها وجَعلَ بينكُم مَودّةً ورَحمةً إنَّ في ذلِكَ لآيات لِقَوْم يَتَفَكَّرون ). ( الروم / 21)
ولأنّ البيت لا يُبنى إلاّ بوجود المرأة ومودّتها ومحبّتها ، فقد جعل الاسلام المرأة هي التي تُنشئ عقد الزواج ، فهي طرف الايجاب : طرف إنشاء العقد وإيقاعه ، ليوضِّح بشكل متميِّز حق المرأة في اختيار الزوج ودورها في بناء الحياة الزوجية .
ويمثِّل الزوج طرف القبول ، وصحّة العقد بينهما متوقِّفة على رضاهما وقبولهما معاً ، فلا يصحّ العقد بالإكراه ، كما إنّ لها وله أن يُحدِّدا من الشروط التي يراها كل منهما ويوافقا عليها ، إلاّ ما حرّم حلالاً أو حلّل حراماً .
ولا يستحكم هذا البناء ويدوم إلاّ إذا قام على أسس عادلة تُحفَظ فيها الحقوق والواجبات ، يعزّ كل طرف الآخر ويراعي حرمته ويتعاون معه في سعادة هذه المملكة الصغيرة بحجمها ، الكبيرة بمعانيها ومضامينها .
ولذلك فإنّ الاسلام ضمنَ للمرأة حقوقها ، في مقابل ما تقوم به من دور وتنهض به من مسؤوليات ، قال تعالى :
(ولهُنّ مثل الّذي عليهنّ بِالمَعروف ). ( البقرة / 228 )
ومع كل هذه الشرائط ، راحَ الاسلام مرّة بعد مرّة يؤكِّد على ضرورة رعاية المرأة وحفظ كرامتها ومعاملتها بلطف ومحبّة ورفق ، فيؤكِّد تعالى :
(وعاشِروهنّ بِالمَعروف ... ). ( النساء / 19 )
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : (أوصاني جبرئيل بالمرأة ، حتّى ظننتُ أ نّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة) () .
واستمراراً لهذا النهج ، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جعل من نمط سلوك الانسان في بيته ومعاملته لزوجته ، وعموم أهله ، معياراً لشخصية الانسان وميزاناً لمقدار الخير الذي تحمله ، ممّا يدلّ على أنّ الانسان إنّما يُختبر في نفسه ويُمتحن في دينه ويُفاضل في شخصيته ابتداءً في طريقة تعامله مع نسائه وأهل بيته ، ومدى رأفته ورحمته ، ومقدار الخير الذي يوصله إليهنّ وإليهم ، لذا فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤكِّد : (خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي) () .
ومن مظاهر الخير أن ينفق الانسان على أهل بيته ممّا أنعم الله عليه ، ويسعى في رفاههم وتحسين أحوالهم ، ورحمته بهم ورعايته لهم ، تديم رحمة الله به ورعايته له ، لذا قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (عيال الرجل أسراؤه ، فمَن أنعم الله عليه بنعمة فليوسع على أسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول النعمة) () .
وما أكبر جريمة الانسان لو أ نّه أهمل رعاية أسرته وتسبّب في أذاهم ، لذا فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : (ملعون ملعون مَن ضيّع مَن يعول) () .
لأنّ من أكبر النعم على الانسان الزوجة ، وهي تشاركه معاناة الحياة وتعاونه في نيل الأماني وتشاطره الحلو والمرّ من اللحظات ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ، وتحفظه إذا غابَ عنها في نفسها وماله) () .
لذا كان المتوقّع من الرجل واللاّزم منه أن يُقابل هذا الجميل بالإحسان ، والنعمة بالشكر ، فقد رُوي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : (ما أظنّ رجلاً يزداد في الإيمان خيراً إلاّ ازداد حبّاً للنساء) () .
فالنساء مظهر للخير وللرحمة ، وموطن للجمال والفتنة ، والانسان مجبول على حبِّ الجمال والميل للخير والأنس بالرحمة . .
بلاغ كوم
ــــــــــــــــــ
تأثير عمل المرأة على الأُسرة ونمو الأطفال
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
احسان الأمين
تهتم معظم الاُمم والشعوب بأطفالها ، وتسعى ـ بشكل عام ـ لتوفير الأجواء الصالحة والظروف المناسبة لإعدادهم ليكونوا بناة الحضارة وقادة المستقبل .
وتتأثّر نشأة الأطفال قبل أي شيء آخر بالظروف البيتية خصوصاً السنين الاُولى من حياتهم ، ولتواجد الاُم في البيت وحسن رعايتها للطفل الأثر الكبير في السلامة النفسية والجسدية له ، ومن هذا الجانب تبرز أهمّية بحث تأثير عمل المرأة ، وبالتالي غيابها لفترة عن البيت على نمو الأطفال ورشدهم الذهني ومستقبلهم الشخصي .
ولذا حظي موضوع أثر عمل المرأة على نمو الأطفال باهتمام الباحثين ، وقد أجرى لويس هافمن (1984م ) بحثاً تابع فيه دراسات 50 عاماً مضت من تاريخه لغرض تشخيص الآثار السلبية لعمل المرأة على الطفل، وقد كان من نتائج هذا البحث ما يلي :
ـ يؤثِّر عدم اهتمام الاُم بطفلها في السنين الاُولى من عمره ، بسبب انشغالها بعملها ، وإيكال رعاية الطفل إلى دور الحضانة ، يؤثِّر سلبياً ـ إلى حدّ ما ـ على الأطفال .
ـ في المقابل فانّ بنات الاُمّهات العاملات أفضل من بنات الاُمّهات غير العاملات على صعيد الثقة بالنفس والنجاح الدراسي ومتابعة الأعمال المختلفة في الوقت الذي يبدو فيه ـ طبق دراسة گلرو آندرس (1990م ) ـ أنّ الأبناء الذكور للأزواج العاملين ـ كليهما يعملان ـ يحظون بثقة بالنفس واطمئنان أقل ـ نسبة إلى أولاد الاُمّهات غير العاملات ـ وكذلك في نموهم الدراسي واختبارات الذكاء .
ـ وكما إنّ الأولاد الذكور يقتدون بآبائهم العاملين ، فإنّ البنات يقتدين في تقدّمهنّ باُمّهاتهنّ العاملات .
ـ ولكنّ الاُمّهات العاملات اللاّتي يقمن بأعمال المنزل وإدارة شؤون الأولاد ولا يحظين بالدعم بالقول أو العمل من أزواجهنّ ، يتعرّضن بسبب تعدّد مشاغلهنّ لضغط نفسي شديد .
ـ ويعود رضا الزوج وفرحه بعمل زوجته إلى مقدار تعاون كليهما في ادارة شؤون العائلة ونظرة كل منهما إلى العمل والحياة الاُسرية ، ففي رأي الرجال التقليديين أنّ عمل المرأة يكلف الاُسرة كثيراً : فهو يقلل أوقات الفراغ ويزيد من متاعب أعمال البيت ، ويؤثِّر سلبياً على النشاط والعلاقات الجنسية بسبب التعب وقلّة الوقت ، لذا فإنّ رضا وسعادة المرأة وزوجها يعتمد بشكل كبير على نظرة كل منهما إلى دور «الجنسية» في تقسيم الأعمال وإلى قدراتهما في برمجة وتنظيم الوقت والعمل ومقدار التعاون بينهما .(54/108)
ـ ورغم أنّ الاُمّهات العاملات يصرفن وقتاً أقل ـ نسبة إلى غير العاملات ـ في تربية أبنائهنّ ، إلاّ أنّ هذا الوقت من حيث الأداء والفائدة أكثر هدفية وجدية .
ـ ولنوع عمل المرأة الاُم تأثيره المباشر على أولادها ، حيث أنّ الأعمال الشاقة والمتعبة أو ذات الضغط النفسي الشديد تؤثر سلبياً على علاقة الاُم بأبنائها .
ـ ويزداد هذا التأثير في السنتين الأوليتين من حياة الطفل حيث يكون في أمسّ الحاجة لحنان ورعاية والدته ، وقد أكّدت دراسات علماء النفس على أنّ نوع علاقة الطفل بمربيه له تأثير مباشر على نموه العاطفي والاجتماعي .
ـ وتشير الدراسات إلى أنّ الاُمّهات العاملات يشعرن أكثر من غيرهنّ بالرضا والسعادة ، ويتميّزن بعلاقة متكافئة مع أزواجهنّ ، وينعمن بأولاد أكثر احساساً بالمسؤولية .
ـ كما تدل دراسات اُخرى على أنّ أولاد الاُمّهات العاملات ينظرون برؤية أحسن إلى موضوع التمييز الجنسي ودور الرجل والمرأة في المجتمع .
ـ ويستفيد أبناء الطبقات الدنيا ـ من حيث الموارد الاقتصادية ـ أكثر من غيرهم من عمل اُمّهاتهم ، حيث انّهم ينعمون بنمو ذهني وتوفيق دراسي أكثر ، فيما تنعم البنات في الطبقات الأعلى بوضع أفضل من ذكورهم .
وعلى أيّ حال فإن هذه الدراسات تشير إلى آثار إيجابية في حالات معيّنة وسلبية في حالات اُخرى ، تتعلّق بشكل كبير بنوع عمل المرأة والوقت الذي تمضيه خارج البيت ، وبدرجة تمتعها بالاستراحة والتفرغ أثناء الحمل وسنيّ الرضاعة ، والعلاقة بين الزوج والزوجة ودرجة التفاهم والتعاون بينهما .
وإذا علمنا ممّا مضى أنّ العمل بالنسبة إلى كثير من النساء ضروري لتأمين حياتهنّ ، أو للاستفادة من طاقاتهنّ ، أو لتحقيق ذاتهنّ وشعورهنّ بالأمل والرضا ووجودهنّ الحياتي النافع ... وغير ذلك من الأسباب ، وبالتالي فإنّنا نملك في سائر المجتمعات نسبة عالية من النساء العاملات ; كان لا بدّ من تنظيم الأعمال بالنسبة للنساء بشكل يحافظ على إيجابيات اشتغالهنّ ولكن يزيل أو يقلّل السلبيات إلى أقل درجة ممكنة ، خصوصاً فيما يتعلّق بالحفاظ على كيان الاُسرة ـ وبالتالي كيان المجتمع ـ وسلامة الأبناء الذين هم عماد المستقبل لأية اُمّة .
ومن الإجراءات المقترحة على هذا الصعيد ـ إضافة لما مرّ ـ :
ـ بسبب حاجة الطفل القصوى لمحبّة ورعاية الاُم وأهمّيتها الكبيرة في نشأته ، فإنّ الاُمّهات العاملات يجب أن ينعمن على الأقل بسنتين من الاجازة ليتفرّغن بشكل كامل لرعاية الطفل بعد ولادته في البيت ، مع الأخذ بنظر الاعتبار تناسب عدد الأطفال مع عمل المرأة وأوضاع المجتمع ، وتنظيم الأسرة بشكل مناسب لسلامة المرأة ومسؤولياتها .
ـ أن تسعى الاُمّهات ذوات الأطفال الصغار إلى تجنّب العمل بوقت كامل والاستفادة من فرص العمل بنصف الوقت أو بعضه .
ـ أن تتجنّب الاُمّهات ـ قدر الامكان ـ الأعمال الشاقّة والخطرة وذات الضغط النفسي الشديد حتّى لا يؤثر ذلك على دورهنّ العاطفي والتربوي في الاُسرة () .
بلاغ كوم
ــــــــــــــــــ
أزمة الزوجية وتهديد مستقبل الأُسرة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
احسان الأمين
الف ـ عوامل الأزمة :
اختلفت الاُمم والشعوب منذ القِدَم في أشكال الزواج وشرائطه ، إلاّ أ نّها تكاد تتّفق في أ نّه الوضع السوي الطبيعي لكل من الرجل والمرأة ، فالزواج يختلف عن غيره من صور العلاقة الجنسية ، بأ نّه يتمّ في أوضاع خاصّة وحدود معيّنة ترتضيها شريعة المجتمع وتقرّها تقاليده .()
أمّا العلاقات الجنسية غير المشروعة ، فهي لا تلتزم بأيّة شروط ولا حدود ، وإنّما تتمّ بحسب هوى ورغبة كل جانب ، وبالشكل الذي يرتضونه ، خصوصاً بعد ما سُمِّي بـ «التحرير الجنسي» و «إطلاق الحريات الجنسية» .
ولم تحرم الشرائع الإلهية الانسان من حقِّه في ممارسة الجنس ، ولم تُحدِّد حرِّيته إلاّ عندما تضرّ حرِّيته تلك بنفسه وبالآخرين، والزواج ما هو إلاّ شكل مسؤول ومنضبط ومنظّم من أشكال العلاقة الجنسية، تحفظ من خلاله سلامة الزوجين أوّلاً ، وحقوقهما ، وسلامة وحقوق الأولاد الذين ينتجون من هذه العلاقة ، ليكون انتسابهم محفوظاً ونفقتهم مضمونة وإعدادهم وتربيتهم سليمة، إذ غالباً ما تكون العلاقات غير المشروعة جناية على الأولاد ـ فضلاً عن النفس ـ الّذين يولدون دون جو عائلي يضمّهم ويوفِّر لهم الأمان والاطمئنان .
وقد دلّت الكثير من الدراسات على أنّ الأولاد الذين لا ينشأون في أجواء أسريّة حميمة يكونون أكثر عرضة للعصاب وغيره من الأمراض النفسية ، وأكثر استعداداً للجريمة ، والانحرافات الجنسية .()
ومن أكثر الأزمات التي جاء بها الغرب خطورة ، هي تهديده للحياة الزوجية ، سواء من داخلها بتفريغها من محتواها وزعزعة أمنها واستقرارها ، وبالتالي فقدانها لأهم معطياتها، أو المخاطر الخارجية التي تهدِّد مستقبل الحياة الأسرية، وذلك بالعزوف عن الزواج والميل للحياة الفردية، وفي ذلك تهديد لمستقبل النوع الانساني بقاءً وسلامة، حيث أنّ الزواج هو الأسلوب السليم لإنجاب الأولاد ولاستقرار الانسان روحياً وجسدياً .
ففي أميركا ، «ربع الزيجات تنتهي بالطلاق ، والشيء الرائع أنّ كبش الفداء هذه المرّة ليس الرجل بل المرأة» () .
ويمكن تشخيص أهم أسباب الأزمة الزوجية بما يلي :
أوّلاً ـ العامل السيكولوجي :
وهو ينتج عن التغيّر الذي يطرأ على شخصية المرأة ، عندما تريد أن تلعب دور الرجل ، فتضمر الصفات الأنثوية فيها لتعيش في الجزء الخلفي (المذكّر) من شخصيتها ، ممّا يسبِّب لها آلاماً نفسية . ويتأثّر عقل المرأة حين تتولّى القيام بعمل الرجل بذكوريّتها الخفيّة بطريقة لا تلاحظها على نفسها ، لكن هذا التأثير يكون واضحاً لكل شخص في محيطها ... وهو ما قد يجعلها «تغدو هوىً شيطانياً يثير الرجال ويثير فيهم الاشمئزاز ، وتلحق أكبر الأذى بالمرأة نفسها ، عن طريق خنق السحر والمعنى في أنوثتها تدريجياً وتسوقها إلى المؤخّرة . من الطبيعي أن ينتهي مثل هذا التطوّر إلى انفصال سيكولوجي عميق : باختصار ، إلى عصاب» () .
هذا التحوّل السيكولوجي في شخصيتها نحو «الرجولة» يُسبِّب لها أكثر من مشكلة ، فهو يحول «دون وصول المقاربات إلى شعورها .. قد تصبح باردة جنسياً ، كدفاع في وجه النموذج الجنسي المذكّر الذي يتطابق مع نموذجها العقلي المذكّر» .
وما يجري على المرأة في الغرب ، يجري على الرجل أيضاً ، فـ «الحياة اليومية حولنا تضجّ بالرجال (الذين يشبهون الإناث) ، وبالنساء (اللّواتي يشبهن الرجال) ، فمَن يقوم بالدور الفاعل في هذه الأسرة أو تلك ؟ المرأة ؟ الرجل ؟ مَن هو (القوي) ؟ ومن هو الضعيف ؟ وإذا أصغينا إلى الأصوات دون أن نرى الوجوه ، كم مرّة لا يقول فيها المرء أيّها السيِّد لإمرأة ، وسيِّدتي لرجل ؟ » () .
ولذا فقد حلّت «المثلية» محل الزواج .
و «قد نظنّ للوهلة الاُولى أنّ مثل هذا الرجل وهذه المرأة خليقان بأن يحقِّقا (الزواج الكامل) . في الواقع ليس الأمر هكذا ، على العكس ، سرعان ما يبدأ النزاع بينهما .
إنّ ما تريد أن تفعله المرأة ـ باتجاهها الذكوري ـ بعد أن اكتشفت الثقة بنفسها ، ليس بالأمر الذي يبعث على سرور الرجل ، بينما لا ترتاح المرأة إلى المشاعر ـ الأنثوية ـ التي اكتشفها الرجل في نفسه .
إنّ ما اكتشفه كلاهما في نفسه ليس فضيلة أو شيئاً ذا قيمة جوهرية ، بل هو عيب بالمقارنة ، وقد نشجبه لو كان ثمرة لاختيار أو مزاج شخصي .
ذكورة المرأة وأنوثة الرجل عيبان فيهما ، ومن المؤسف أن تلوّث قيمة شخصيّتهما بشيء قليل الأهمية» () .
من الجدير ذكره أنّ إحدى الدراسات التي اُجريت على خمسة آلاف زوج ، بيّنت بوضوح أنّ الأزواج يرتاحون للصفات الجسمية السلبية المضادّة لأحدهما في الآخر . وأنّ سعادة الأزواج المتضادّين في الصفات أكثر من غيرهم .
حيث وجد أنّ النساء النحيفات يرتحن للرجال البدينين ، فيما ينسجم الرجال النحيفون مع النساء البدينات ـ نسبياً ـ .
فإذا كانت هذه الحالة في الصفات الجسمية الظاهرة ، فإنّها قد تكون أكثر وضوحاً في الصفات النفسية التي يبحث فيها الرجل الصاخب عن واحة هادئة يستفيء بظلالها .
ثانياً ـ تغيّر مفهوم الزوجية :
تتجه المرأة نحو الرجل بدافع الحبّ والبحث عن الاستقرار معه بالزواج ، فإنّ النسوة «لا يشتهين خوض مغامرات جنسية ـ لا يعتقد ذلك إلاّ غبيّ ـ ، بل أن يتزوّجن ...
والزواج في نظر ـ المرأة ـ ليس مؤسّسة أبداً ، بل علاقة حب إنسانية» .
والرجل كذلك يؤمن بالزواج «لأ نّه يحبّ الراحة ـ السكون ـ ويؤمن عاطفياً بالمؤسسات التي تميل دائماً إلى أن تصبح في نظره ، موضوعات يحيطها بمشاعره» .
و «في نظر الرجل العادي ، الحبّ بمعناه الحقيقي يتّفق مع مؤسّسة الزواج» () .
لكن الوضع تغيّر الآن ، مع تغيّرات المجتمع الغربي ، عمّا سبق ، فالمرأة بدأت تفهم الحبّ على أ نّه الجنس ، وبالتالي ، فإنّ عدم الزواج ربّما يوفِّر لها فرصاً «للحبّ» أكثر ممّا لو أطّرت نفسها به .
خصوصاً أنّ حبوب منع الحمل ، والحالة النفسية الكسولة والضاجرة للإنسان الحديث ، وتهرّبه من تحمّل مسؤولية الأولاد ، قد جعلت الأمر ـ العلاقة مع الجنس الآخر ـ أشبه بالنزهة الليلية ، يقضي كلّ وطره مع الآخر ، ثمّ يفترقان دون أعباء ولا تكاليف .
والرجل كذلك ، بدا له الزواج قيداً زائداً ، لا يتناسب مع كثرة مشاغله ، وتعدّد مسؤولياته ، كما إنّ شبح «الزيجات الفاشلة» يلاحقه ، فضلاً عن أ نّه بدأ ينظر للمرأة كجسد ، لا كروح ، كشريك فراش ، لا رفيق درب وحياة ، وبالتالي فإنّ النظرة النفعية القائمة على أساس اللّذّة ، والسائدة في عقول الرجال ، تؤثِّر بدورها على فكرة الرجل عن الزواج ورؤيته لعلاقته مع «المرأة» .. المرأة الجسد لا الانسان .
فـ «الانسان الحديث لا يجد في الزواج غير إشكالية كُبرى» () .
وهذا الفهم السطحي ، هو جزء من نظرة كلِّية حاكمة على حياة الرجل والمرأة ، على السواء ، نظرة إلى الحياة ، ونظرة إلى الانسان ، ونظرة إلى الجنس الآخر .
فإذا كانت الحياة مُتعة ، والإنسان أيامه تنقضي بسرعة وعليه أن يلتذّ بها أكثر ما أمكن ، والانسان الآخر لا يعني للإنسان شيئاً إذا لم تربط بينهما المصالح أو تؤلِّف شملهما المنافع ، وإذا كانت المرأة خُلِقَت «ملهاة للرجل» كما يقول روسو ، فمن الطبيعي بمكان أن يفقد الزواج معناه ، لأنّ فيه تعهّداً والتزاماً ، وأعباء وتكاليف قد تعيق حركة الانسان المنتفع والمندفع نحو اللّذّة .
وقد يجد الانسان في ذلك إرضاءً لغرائزه ، وإشباعاً لحاجاته الجسدية ، وقد يستمتع هنا وهناك، مع ذي وتلك، ليقضي سويعات من الارضاء الجسدي .. لكن القلب سيبقى قلباً متقلِّباً ولا يستقرّ له حال، ولا يشعر بالسكون والاطمئنان إلاّ في ظلِّ الأسرة .
ثالثاً ـ التسيّب الجنسي :
في عام 1953 م ، ظهر كتاب عن السلوك الجنسي عند المرأة ، للدكتور الفرد س . كنيزي ، مدير أبحاث الجنس بجامعة أندرانا ، وممّا جاء فيه :
«68 % ممّن دون الثلاثين أقاموا علاقات جنسية قبل الزواج ، 70 % كانت لهم ـ أحياناً ـ علاقات مع العاهرات ، 40 % من المتزوِّجين عاشوا مغامرات «عاطفية» خارج نطاق الزواج» () .
وأعتقد أنّ هذه الأرقام باتت قديمة ، والمجتمع الغربي بشكل عام والأميركي على الخصوص ، يشهد اليوم قمّة التسيّب الجنسي وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة .
وأبرز حالات التسيّب هو العلاقات الجنسية لكل من الزوجين مع أناس آخرين جنباً إلى جنب حياتهما الزوجية ، وهو يشمل نسبة عالية من الأزواج ، وهو ممّا يجعل من الزواج مجرّد «خدعة» ، أو قناع يستتر خلفه وجه ملبّد بالآثام .
ولسبب أو آخر ، فإنّ المرأة هي التي تتحطّم على قلبها أسطورة «الحبّ المقدّس» ، وتجنّ جنون غيرتها عندما تجد لزوجها شيئاً من العلاقات مع نساء أخريات .
إذ «تشعر المرأة هذه الأيام ألاّ وجود لأمن حقيقي في الزواج ، إذ ما معنى إخلاص زوجها عندما تعلم أنّ مشاعره وأفكاره تجري خلف نساء أخريات ، وأ نّه أجبن من أن يركض وراءهنّ ... ثمّ ما معنى إخلاصها هي عندما تعلم أ نّها لا تلتزمه إلاّ لاستغلال حقّها الشرعي في التملّك ، وتضليل روحها ؟ .. إنّ هذه خطوات تفضي إلى أحطِّ المستويات البشرية ، وتنتهي أخيراً إلى مستوى الهاوية لو تركها المرء تذهب من تميّزه الشخصي» () .
فالزواج ، وقبل كل شيء ، هو عملية اتحاد روحي ، يتزاوج فيه الروحان قبل أن يتلاقح فيه الجسدان ، لأنّ روح الرجل وروح المرأة قد خُلقتا من «نفس واحدة» ، وبالتالي فإنّ الزواج هو بمثابة معراج لهاتين الروحين المضطربتين والمنفصلتين ، ليجتمعا ويكوِّنا نفساً مستقرّة واحدة ، تنعم بالرحمة وتدوم بالمودّة .
(ومِن آياتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِن أنفسِكُم أزواجاً لِتَسكُنوا إليها وجَعلَ بينكُم مَودّةً ورَحمةً إنَّ في ذلِكَ لآيات لِقَوْم يَتَفَكَّرون ). ( الروم / 21)
أمّا عندما يكون الزواج لقاء أجساد خاوية ، تجتمع بليل وتتفرّق في نهار ، فإنّ هذا البناء الهاوي لا يستقرّ على حال ، فهو لم يُشيّد ابتداءً على أساس متين ، بل قام على أساس منافع ومصالح قد تتفق اليوم وتختلف غداً .
لهذه الأسباب وغيرها ، فإنّ مستقبل الزواج وتشكيل الأسرة في الغرب ، وكذا مجتمعات الحداثة التي تسير على نهجه ، مُهدّد بالخطر ، وبالتالي فإنّ تغييراً خطيراً سينال البنية الاجتماعية للعالم ، وبدأت بوادر هذا التغيير في بعض المجتمعات الغربية التي اتجهت إلى العائلة الأحادية الإدارة ، تتكوّن من أبناء وأم ، أو أبناء وأب ، أو «الأسر» المثلية ، نساءً أو رجالاً ، وارتفاع نسبة الذين يعيشون لوحدهم بشكل كبير يصل إلى 60 % من أفراد المجتمع ، الذين يفضِّلون حياة الوحدة على حياة الأسرة ، وهذه بدايات تنذر بتشكّل مجتمعات جديدة بمفاهيم وأخلاق مستحدثة، أو قل بمعايير وأصول اجتماعية مبتدعة .
بلاغ كوم
ــــــــــــــــــ
أيهما أولى..أمن الدولة أم أمن الأسرة؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
الاستاذ جاسم المطوع
مما لفت نظري في أكثر الدول أنها تخصص ميزانيات ضخمة جداً للحفاظ على الأمن السياسي في البلد، ولا يختلف اثنان
على أهمية هذا الموضوع لتنعم الدول بالاستقرار، ومن ثم تجني ثمرة الإنتاج والإبداع، وبلمحة سريعة على الأجهزة
الحافظة للأمن نلاحظ توفير جهاز (الجيش، والشرطة، والتحريات، والأمن العام، وأمن الدولة، والأمن الداخلي)
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: أين أجهزة (أمن الأسرة) في دولنا، والتي تحافظ على رعاية الأسرة والشباب والمسنين
والأحداث والطفولة والمعاقين؟
هل أمن الأسرة من أولوياتنا اليوم؟
إن كل المشاكل التي نشاهدها في مجتمعاتنا هي نتيجة عدم استقرار الأسر وعدم تحمل الوالدين لمسؤوليتهما والضعف
التربوي في البيوت، ولو صرفنا أموالاً وأسسنا مؤسسات لذلك لما احتجنا أن ننشئ أجهزة كثيرة للأمن السياسي في دولنا.
أين أجهزة أمن الأسرة من انتشار العنف في أفلام الكارتون وأفلام الكبار؟ أين أجهزة أمن الأسرة من انتشار الزنا والخمر
والزواج غير الشرعي؟ أين أجهزة أمن الأسرة من غياب الآباء وانشغال الأمهات عن بيوتهم وتربية أبنائهم؟
وأنا أتساءل: أيهما قبل الآخر.. أمن الأسرة، أم أمن المجتمع؟
الكل يتحدث عن التطرف الديني في الخليج، وهم مجموعة من الشباب زعزعوا الأمن، ولكن أليس السؤال الأكبر هو: كم
من أسرة تمارس التطرف الديني واللاديني في بيتها من خلال التربية؟ أين نحن من هؤلاء؟
البعض يلوم الإعلام، وآخرون المدرسة، ولكن أرى اللوم على البيت، والمسؤولية يتحملها الوالدان.
لقد كانت قريش قبلة للعرب جميعاً بسبب وجود الكعبة عندهم، وتوفر الأمن لديهم، وهو الأمن السياسي والاجتماعي، قال
تعالى: {وآمنهم من خوف} .
وهناك أمور كثيرة أصبحت تهدد أمن الأسرة حتى يصبح الواحد منا في (سربه غير آمن)، منها الفساد الفضائي، وجهل
الوالدين بمهارات التربية والثقافة الزوجية، وفهم بعض المفاهيم الشرعية فهماً خاطئاً مثل: (القوامة، والنشوز، والتعدد،
والطاعة للزوج، وبر الوالدين، وفتح الإنترنت من غير رقيب أو ضابط). إن هذه الحقائق التي أطرحها لاشك أن لها
حلولا حتى نستطيع أن نحقق أمن الأسرة، وأول هذه الحلول: وجود قناعة لدى المسؤولين والأهل بأهمية هذا الموضوع،
وإعطائه أولوية، ثم تخصيص جزء من ميزانية الدولة لعمل برامج وتأسيس مؤسسات تهتم بأمن الأسرة، ثم تشريع
قوانين مثل فرض عقوبة الإعدام على الخيانة الزوجية، كما نص الله تعالى، وإعطاء الزوجين برنامجا إرشاديا قبل
زواجهما، ومنع الأطفال من العمل، وضبط إيقاع الطلاق عند القضاء، وتقنين موضوع التعدد، وإعطاء الأولوية في سوق
العمل للمتزوجين العاطلين، وغيرها من التشريعات. كل هذه الإجراءات لاشك أنها تحفظ مجتمعنا لو أعطيناها أولوية
واهتمام.
ــــــــــــــــــ
أختبر حرارة الحب في بيتك
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة لا شك في أن كلاً منكما يحب أن يكون محباً وأن يكون محبوباً ، لا ضمن نطاق الحياة الزوجية فقط ، بل علي نطاق الحياة الاجتماعية عامة .
ولكن الحب الزوجي هو حب من نوع خاص ، وله نكهة خاصة ، فهو روح الزواج ومداد حياته التي من دونها تصبح العلاقة الزوجية جافة ناشفة كأوراق الخريف اليابسة .
وقد وضعنا هنا هذا الاختبار الذاتي ليستطلع كل منكما حقيقة مشاعره تجاه شريك حياته ، ولنثير لديه التساؤلات التي يجب أن يسألها لنفسه دوماً ويتحقق من موقفه منها ليعرف هل هو محب حقاً ؟ وهل ما يقوم به من تصرفات وما يتحلي به من مشاعر وسلوكيات هي الحب ؟ أم هي في الواقع شئ قريب من ذلك أم غيره تماماً .
أقرآ هذه الأسئلة أو النقاط ،وضع إشارة (صح) أمام النقاط التي تختارانها ،ويمكن اختيار أكثر من نقطة في الفقرة الواحدة .
1- الحب الزوجي : ( البدايات )
أ-يبتدئ من أيام الخطوبة .
ب-يتحقق تدريجياً بعد الزواج .
ج- تفرضه العلاقة الزوجية .
د- نوع من المجاملة بين الزوجين .
2- الحب الزوجي : ( حقيقته )
أ-هو الحياة الزوجية السعيدة نفسها .
ب-ليس ضرورياً دائماً لحياة زوجية سعيدة .
ج- لا يحقق السعادة الزوجية .
د- قيد علي حرية الزوجين وشخصيتها .
3- الحب الزوجي : ( نموه )
أ-ينمو ويزداد رسوخاً مع مرور الأيام .
ب-ينمو ببطء مع مرور الأيام .
ج- يتناقص باستمرار مع تقدم الزوجين في العمر .
د- عمره قصير كالزهور ،فلا يعيش بعد شهر العسل ن وما يبقي منه هو المجاملة .
4- الحب الزوجي يقتضي :
أ-أن أحب ما تحبه زوجتي / زوجي ، ومن ذلك أهلها / أهله .
ب- أن أكون وزوجتي / زوجي علي اتفاق وتفاهم .
ج- أن ينحاز كل من الزوجين للآخر دائماً دون تفكير .
د- أن لا يخالف أحد الزوجين الآخر في رأي أو تفكير.
5- عندما أعلن الحب علي زوجتي / زوجي :
أ-أدرك أن ذلك اختيار شخصي حر ألتزم به .
ب-أعرف أن ذلك مسؤولية وتضحية .
ج- أري أنه وسيلة لإرضاء الطرف الآخر .
د- أشعر أنه جنون لذيذ .
6- هل يبوح كل منكما بحبه للآخر .
أ-بالقول والعمل دائماً .
ب-بالقول أحياناً .
ج- كنت أقول ذلك في بدايات الزواج أما الآن فلا .
د- لا أقول ذلك أبداً مع أنني أحب زوجي/ زوجتي .
7- عندما يقول لي ( زوجي / زوجتي ) : أحبك كثيراً
أ-أشعر بسعادة غامرة وأقول : وأنا أيضاً .
ب-يسعدني ذلك إلي حد ما .
ج- أقول : ( خلك من هالسوالف ، وقللي إش قصدك ؟) .
د- أقول : ( كبرنا علي ها الحكي ) .
8- عندما تنصرف ( زوجتي / زوجي ) إلي تدليل الأولاد والعناية بهم ورعايتهم واللعب معهم :
أ-أفرح كثيراً ، وكأنني واحد منهم .
ب-أري أن ذلك أمر عادي .
ج- أشعر بالغيرة والانزعاج .
د- أشعر أنني مهمل / مهملة .
9- قدم لك زوجك / زوجتك هدية رمزية في مناسبة ما :
أ – أقابلها بالشكر وفرح حقيقي وقبلة أيضاً .
ب-أخذها دون أن أفتحها وأقول : شكراً .
ج-آخذها وبعد أن أفتحها أقول ( ما كان في لزوم ).
د- آخذها وأفتحها وإن لم تعجبني لا أكترث بها .
10 – عندما اختلف مع زوجتي / زوجي وأشعر إنني أخطأت :
أ – أبادر إلي حل النزاع والاعتذار .
ب – أعترف بخطئي ، ولكنني لا أعتذر .
ج – لا أعتذر لأنني لا أحب أن أبدو ضعيفاً / ضعيفة أمام زوجتي / زوجي.
التقويم والإجابات :
- لكل اختيار للإجابة (أ) – (3) درجات .
- لكل اختيار للإجابة (ب) – درجتان .
- لكل اختيار للإجابة (ج) – (0) لا شئ .
- لكل اختيار للإجابة (د) – (-1) ناقص درجة .
وبذلك يكون مجموع الدرجات الكامل : ( 50 ) درجة .
التقديرات :
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة
نترك لكما تقدير مستواكما لمعرفة المدى الذي يمكن فيه اعتبار كل منكما ( محباً حقيقياً ) في نطاق العلاقة الزوجية الطيبة .
1- ونشير هنا إلي أنه: كلما اقتربتما من الدرجة الكاملة (50) كان ذلك أفضل ، وكلما ابتعدتما عنها كان تقديركما اضعف ،وبذلك تحددان أنتما الامتياز والضعف .
2- من المهم أن تراجعا الأفكار السلبية التي تختارانها وتسبب تناقص تقديركما ،وتعيدا النظر فيها .
ــــــــــــــــــ
الحب والطلاق تحت سقف واحد
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
خولة القزويني
الحب توأم الحياة الزوجية,هو الذي ينعش شريان العلاقة بين الطرفين,فلماذا لانغذيه دائماً بالبسمة,والمعاملة الطيبة,والاقتراب النفسي قبل الجسدي,فيشع العش الزوجي بالدفء والحنان بدلاً من الجفاء تحت سقف واحد؟حينما تذبل العلاقة الزوجية وتخبو من عشها جذوة الحب ندرك أننا أمام مؤشر خطير له تبعات نفسية واجتماعية كثيرة.فالشكوى,والتذمر,والصراخ,والبكاء,والعنف في التعامل مع الناس والاشياء,وإثارة قضايا تافهة وتضخيمها,ثم صعوبة التكيف مع الطرف الآخر,ونوازع غضب ومشاعر قلق تصرخ في الوجدان,كلها معان واضحة لانفصال نفسي بين الزوجين,فثمة غاية جوهرية لرابطة الزوجية المقدسة قائمة على السكن والمودة وذوبان طرفي الزواج في كيان واحد,ليصبحا نفساً واحدة تتألم لآلام الآخر وتفرح لافراحه.ففي مجتمعنا تبرز ظاهرة غير صحية قد يتجاهلها البعض,أو يظنها أمراً لاقيمة له بينما هي في الحقيقة تعكس صورة مشوهة لوضع فطري طبيعي بين الرجل والمرأة.وقد يتساءل البعض:ماالسبب في هذا التداعي المستمر لصرح الرباط المقدس وانحراف الاتجاه الطبيعي الذي خطه الله سبحانه للبشرية(هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).نجد أن التصور الفكري الخاطىء للعلاقة الزوجية يدفع كلا الطرفين الى(54/109)
الانغماس الذاتي المتضخم في مساحة خاصة بعيدة عن الطرف الآخر,فالنظرة المادية والبعد الاجتماعي للزواج جعلا الرجل والمراة يتحركان ضمن هذا المنظور الضيق,فهو يتزوج لأنه يحتاج اجتماعياً الى هذه المؤسسة,وتعلن هي موافقتها كي لا يفوتها قطار الزمن وتسقط الثمرة ذابلة,والمجتمع يشير دوماً باصابع قاسية الى العزاب وكأنهم فئة منبوذة,فيندفع هؤلاء الى الزواج المندفع والاختيار المتهور,دون التروي والتدبر في هذا الأمر.قد لايكون رأي البعض على هذه الشاكلة,لكن هناك فلسفة الاختيار وتحديد الهدف والغاية,ثم الاسلوب الواعي والمتفهم في اختيار شريك الحياة والنظرة الموضوعية لظروف الطرفين.فلم يفكر الرجل كيف يحب المرأة ويسعدها!ولم تفكر المرأة كيف تكسب قلب الزوج وتحتفظ به حبيباً للأبد,يضمهما عش جميل وبيت فاره مؤثث بأفخر الأثاث,لكنه مبني على الحقوق والواجبات المفروضة بواقع الحياة المعيشية,دون أن يحركهما الحب والرغبة في كسب قلب الآخر,فقلباهما متباعدان.متنافران,الوسادتان معرضتان عن بعضهما,نبرة القسوة تفوح من سلوكهما,كأنه مفروض عليها وكأنها عبء عليه,وهذا الاتجاه النفسي غير صحي,إذ ينبغي أن تذوب المشاعر في بعضهما,لتصبح الأمور المعيشية طريقاً
لاستمرارية هذا الحب,لأنه يتم برغبة وعطاء واقبال مفعم بالأمل,حينذاك سيتسامى الزوجان عن المنغصات القليلة,ويستبشران بلقائهما اليومي صباحاً ومساءً!قد لاتوجد هناك حلول ثابتة أو قاطعة,فكل علاقة باردة لها أسبابها,لكن يمكن أن نقول :إنه مازال في الزمن بقية ليدفع الزوجان عن حياتهما شبح الرتابة والملل,لتدب في أوصال علاقتهما المقدسة دماء حارة جديدة فيقطفان ثمار الأمل من جديد تحت اشعاع شمس مشرقة بالنور والتفائل,فلتفكر الزوجة لماذا أصبح همسها صراخاً,ومرحها عبوساً؟فالشجرة اليابسة قد يدب في أغصانها الاخضرار من جديد لو سقيت ماءً وضوءاً وحباً.النفس البشرية قادرة أن تتغير (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).قلب الإنسان قابل للتشكيل من جديد,حينما ينزع غشاوة الوهم عن البصيرة وتلتقط محاسن الطرف الآخر وصورته المشرقة وملامحه الرائعة في بواكير الزواج,فتحرك شعوراً ضامراً دفيناً مغروساً في الأعماق,تنفض الغبار عن التقاطيع الباهتة ليسطع بريقها مجدداً,ناهيك عن الحوار الهادىء الذي يتوهج حساً وشعوراً,يدفع الطرف الآخر الى تقبل شريكه وتفهم نفسيته.الترنم "بلغة الحنان",تلك اللغة بالغة الأثر في النفس,فهي بلسم الجروح,قد تتفجر من معاملة قاسية أو تصرف جاف,فالمريض يحتاج الى علاج وفيتامينات ليشفى,هكذا الزواج حينما تمرض فيه المشاعر والعواطف,تستطيع تطبيبها بفيتامين الحب والتودد الرقيق ثم التغاضي عن الأخطاء العارضة.لماذا نحصر جل اهتمامنا بالاولاد ونظنهم الثقل الأكبر الذي يحفظ للعلاقة الزوجيو استمراريتها,لابد أن يكون دافع الاستمرارية وغاية تربية الأولاد الحب,وقناعة الطرفين ببعضهما,إيمان كل منهما بالآخر,والاعجاب بمواقفه واحترامه,والتضحية من اجله كأعز حبيب,هذه النزعة المتضخمة عند الزوجين لتناسي حاجتهما الى الاقتراب النفسي لاالجسدي المكاني متعللين بالاولاد,بالرغم من أن توطد حبهما سينعكس على الاولاد,فيزداد التلاحم والتجاذب,فتشع في البيت انفاس هادئة ملؤها التوازن والقوة والعطاء,بينما تنافر الزوجين يعني حياة مضطربة,اجواء قلقة,نفوساً وعذبة,أرواحاً واهنة يمزقها الجفاء والجفاف,فيصبح الزوجان كالمطلقين تحت سقف واحد لاتجمعهما إلا ورقة الزواج القانونية والصيغة الشرعية.المهم هو جوهر العلاقة,الحس النابض بالحياة يتسلل الى عروق الزواج فيثير فيها مشاعر تطهر الطرفين من جراثيم الكره والحقد والنفور,فالحب توأم الحياة,بل اكسير الزواج يحافظ على صحة الزوجين الجسدية
والنفسية ويضفي رغبة طافحة بالعطاء والتجديد,سواء داخل البيت أو خارجه.
ــــــــــــــــــ
الدوافع والنوازع الفطرية في تكوين الأسرة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
ويتكامل القانون الاسلامي مع الدوافع والنوازع الفطرية والغريزة والحاجة الفعلية للانسان في مجال تكوين الأسرة ..
فالرسالة الاسلامية قامت بتنظيم الأسرة على أسس قانونية وأخلاقية، وبشكل يتوافق ويتناغم مع الفطرة، ودوافع الغريزة الطبيعية ..
فالاسلام ينظر إلى الجنس والعلاقة الجنسية نظرة إيجابية بنّاءة ويفتح لها المجال الطبيعي للإشباع .. مقدراً أهمية الغريزة الجنسية، والأحاسيس الجنسية في حياة الانسان .. لذا شرع الزواج، ووضع له أسسه القانونية والأخلاقية.
وحثّ عليه واعتبره من الحاجات الأساسية للانسان .. إنّ الأسرة تقوم على أساس نظام الزوجية بين رجل وامرأة محللة .. والزوجية تقوم على أساس (العقد) .. وهكذا فإن أساس بناء الأسرة هو الأساس العقدي .. أي تطابق الإرادات على الاقتران الزوجي بين رجل وامرأة محللة .. وتوافق اختيار الطرفين .. وبالعقد يباح لكل من الرجل والمرأة الاستمتاع بالآخر .. فالعقد يبيح لكل منهما ما كان محرماً من أنواع الاستمتاع، وتترتب على عقد الزوجية آثار قانونية وأخلاقية كثيرة، كالنفقة على الزوجة والتوازن بينهما والبنوة، وحرمة الزواج من بعض أقارب الزوجين .. الخ.
وبعد أن اتّضح لنا مفهوم الزوجية في القرآن .. وأنّ الزواج والاقتران العقدي المقنن بين الرجل والمرأة المحللة هو الطريق في الاسلام لانشاء الأسرة .. ونظراً لأهمية الأسرة في بناء المجتمع فلنستقرئ منهج الاسلام في بناء الأسرة وصيانتها وتنظيمها ..
إنّ بناء الأسرة في الاسلام يبدأ من الحث على الزواج والتشجيع عليه، وتسهيل طرق الاقتران بين الزوج والزوجة، ورفع العقبات التي تحول دون انشاء الزوجية، أو القضايا التي تمنع من سير الحياة الزوجية وفق روح المحبة والاحترام والتعاون بين شركاء الحياة في الأسرة: الزوج وزوجته .. فالاسلام يعتبر رابطة الزوجية رابطةً مقدّسةً، فهي شركة الروح والمشاعر والعواطف والمصير، كما هي شركة الحياة الغريزية والمادية والاجتماعية ..
من هنا كان الاهتمام بها وصيانتها بالغاً .. ولتسهيل إيضاح الفكرة نثبت الخطوات الآتية:
1 ـ الحث على بناء الأسرة.
2 ـ رفع الموانع والعقبات وتسهيل بناء الأسرة.
3 ـ تحديد المواصفات الجيدة للزوج والزوجة.
4 ـ اعتبار رضى الطرفين ركناً أساساً في عقد الزوجية، وانشاء العقد على هذا الأساس.
5 ـ فسح المجال أمام كل من الطرفين أن يضع أي شرط على الطرف الآخر، ما لم يخالف حكماً من أحكام الشريعة، القائمة على الحق والعدل ومصلحة العباد ..
6 ـ توصيف الأسس النفسية والعاطفية،وتثبيت قواعد العلاقة الأخلاقية والروحية بين الزوجين ..
7 ـ دعوة كلٍّ من الزوجين إلى العناية بالمظهر وبالجانب الجمالي والاهتمام بالعلاقة الجنسية بينهما ..
8 ـ تشريع الأحكام والقوانين العادلة لتنظيم الأسرة وبيان الحق والواجب فيها ..
9 ـ دعا الاسلام كلاً من الزوج والزوجة إلى بناء حياتهما وتنظيمها على أساس المنهاج الأخلاقي والقانوني والنفسي المبرمج لبناء الأسرة ..
ليعرف كل منهما حقّه وواجبه، ويتعامل مع الآخر في إطار تلك الأخلاقية والقانونية ..
10 ـ حدّد الاسلام لكل من الزوجين مسؤوليته تجاه الأبناء، وأسلوب التعامل معهم.
11 ـ ولكي يكون القانون والأخلاق الأسرية واقعية، وضع الاسلام الأسس الكفيلة بمعالجة المشاكل الأسرية، وحلّها وفق الخطوات الآتية:
أ) التفاهم والحوار لحل المشكلة.
ب) الصبر على الآخر.
ج) العفو والتسامح.
د) التحكيم والرجوع إلى القضاء.
هـ ) الطلاق.
انطلقت الرسالة الاسلامية في مشروع بناء الأسرة والمجتمع من نظرتها العامة للنوع الانساني ومهمته على هذه الأرض واستمرار وجوده خليفة عليها، ليعمرها بالعلم والعمل والعبادة والحضارة الربّانية، ويحمل الأمانة كاملة .. قال تعالى موضحاً ذلك:
(وإذ قال ربُّك للملائكة إنِّي جاعل في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدِّماء ونحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك قال إنِّي أعلم ما لا تعلمون ) (البقرة/ 30).
(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربِّي قريب مجيب ) (هود/ 61).
(إنّا عرضنا الأمانة على السّموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنّه كان ظلوماً جهولاً )(الأحزاب/ 72).
(إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكرون ) (النحل/ 90).
والخطاب في هذه الآيات يتحدّث عن الانسان كانسان رجلاً كان أو امرأة فهو خُلق خليفة في هذه الأرض، وكلف بإعمارها، ورضي بحمل الأمانة، وإقامة العدل والإحسان، ونُهي عن البغي والفحشاء والمنكر .. وعلى هذه الأسس تبنى الأسرة والمجتمع والدولة، ولذلك سمى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الحياة الزوجية بناء، ووصفها بأنّها أحب بناء إلى الله سبحانه في هذه الحياة .. جاء ذلك بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «وما بني بناء في الاسلام أحبّ إلى الله من التزويج».
ولكي يشيَّد هذا البناء بدأ بالحث على إقامته،والتثقيف على أهميته .. لذا نجد القرآن يحث على الزواج ويأمر به .. (وخلق منها زوجها ليسكن إليها ) وتتضح أهمية الزواج من تفسير الحديث النبوي الشريف بأن نصف سلوك الانسان تقف خلفه دوافع الجنس .. جاء ذلك في قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «مَن تزوج فقد أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر».
«مَن أحبّ أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج».
بل ويصف حياة العزوبة بأنها رذيلة، ليكرهها للانسان، ويكوِّن رؤية سلبية تجاهها.
نقرأ ذلك في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «رذّال موتاكم العزاب»، لما في العزوبة من مساوئ، وآثار سلوكية سلبية، وخروج على قانون الفطرة التي فطر الله الناس عليها ..
إنّ الميل للزواج والإقبال عليه،والاقتران بزوج، هو مسألة غريزية، ودافعها غريزي .. إلا أنّ الحالة الانحرافية تدفع الكثير من الرجال والنساء بصورة عامة، إلى اللجوء للعلاقات الجنسية المحرمة (الزنا) أو (اللواط) .. الخ، بدلاً من الزواج .. لذا قام الاسلام بعملية التوعية والحث على الزواج، ودعا لتسهيل مسلتزماته .. فهو يعتبره أحب بناء في الحياة إلى الخالق العظيم .. وتارة أخرى يعتبره صيانة للاستقامة السلوكية، وثالثة يعتبره سكناً وطمأنينة واستقراراً .. كما يصف حياة العزوبة بأنّها حياة رذيلة، والفضيلة في التخلص منها بالزواج ..
بلاغ كوم
ــــــــــــــــــ
12نصيحة لتحافظي على التوازن خلال العيد
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
يمكن أن يؤثر الإجهاد والكآبة على مشاعرك هذا العيد. بالنسبة لبعض الناس، تجلب الأعياد ضيوف غير مرغوب فيهم – وإجهاد، وكآبة، وكوارث مالية. فبالإضافة إلى الإعداد للعيد، يأتي العمل، والحفلات، والتسوق، وخبز الكعك، وتنظيف المنزل، والاهتمام بالأطفال، وكبار السن، ومائة واجب أخر يجب إتمامه قبل العيد.
في الحقيقة، مع بعض النصائح العملية، يمكنك أن تقللي الإجهاد والكآبة اللذان يرافقا الأعياد في أغلب الأحيان وتستمتعي بعطلة مريحة وممتعة.
حددي النقاط التي تسبب لك الإزعاج:
غالباً ما يأتي الشعور بالإجهاد والكآبة نتيجة 3 نقاط رئيسية. وتحديدها يمكن أن يقلل من مواجهتك لها.
العلاقات الاجتماعية:
يمكن أن تسبب العلاقات الاجتماعية اضطرابات أو نزاعات في أي وقت. ولكن يتصاعد التوتر في أغلب الأحيان أثناء العطل. ويمكن أن تشتد مشاكل سوء التفاهم والنزاعات العائلية- خصوصاً إذا كنتم ستمضون العيد سوية لعدة أيام. وحتماً ستبرز النزاعات مع زيادة الاحتياجات. من ناحية أخرى، إذا كنت ستمضي العيد دون شريك، فعلى الأغلب ستجد نفسك وحيداً و حزيناً.
المال:
مثل العلاقات، يمكن أن تسبب حالتك المالية الإجهاد في أي وقت خلال السنة. إلا أن الإسراف أثناء العطل على الهدايا، والسفر، والطعام، والترفيه يمكن أن يزيد من الإجهاد.
المتطلبات الجسدية:
يسبب التسوق، والتحضير للاحتفالات، وطعام العيد المزيد من الإجهاد. أن الشعور بالتعب والإرهاق يمكن أن يزيد من نسبة الإجهاد.
واليك 12 نصيحة للحفاظ على توازنك والاستمتاع بالعيد:
1. الإقرار بالمشاعر:
إذا فقدت شخص قريب مؤخراً أو لم تكن مع عائلتك، اعلم بأن إحساسك بالحزن أمر طبيعي. ولا بأس من البكاء أو التعبير عن مشاعر الحزن. ليس من الضروري أن تشعر بالفرح خلال هذا العيد، ولكن تذكر بأن الوقت يخفف الألم وبأن هناك متسعاً للأمل والتفاؤل.
2.اطلب المساعدة:
إذا شعرت بأنك وحيد وحزين هذا العيد، أذهب إلى عائلتك وأصدقائك، أو توجه إلى المكان الذي تجتمع فيه جاليتك، أو احضر مراسم العيد الدينية أو تطوع في مراكز الخير، أن مساعدة الآخرين سترفع معنوياتك وتوسع دائرة علاقاتك الاجتماعية.
3. كن موجوداً:
بينما تتغير العائلات والعادات والتقاليد، تمسك ببعض التقاليد العائلية، أتصل بأهلك وتواصل معهم، أرسل لهم بطاقات المعايدة وصور أو فيديو عن تحضيراتك للعيد كن معهم ودعهم يشعرون بك.
4. ضع الخلافات جانباً:
حاول تقبل أفراد العائلة والأصدقاء كما هم ولا تتوقع أن يتغيروا خلال العام. تغاضى عن هفواتهم، وضع الخلافات جانباً واستمتع بالعيد، فقد تزول الخلافات بطريقة سحرية.
5. تمسك بميزانية محددة للتسوق:
لا تضغط على نفسك هذا العيد، حدد ميزانية لكل شيء، ولا تحاول أن تزيف الحقائق، إذا كنت غير قادراً على شراء الهدايا الثمينة، اقتصد واشتري ما تستطيع تحمله، يمكنك أن تخطط مسبقاً إذا أردت ولن تشعر بالضغط عندها.مثلاً اشتري صناديق صغيرة واكتب أسماء الأشخاص الذين ستشتري لهم الهدايا في موسم الأعياد وقم بوضع النقود في الصناديق خلال العام، وهكذا تكون قد وفرت ثمن الهدايا دون أن تشعر ودون أن تضغط على نفسك.
6. خطط للمستقبل:
تسوق قبل أزمة العيد، حضر الكعك، أو اطلب من المخبز المختص أن يحضر لك كمية الكعك التي تحتاجها. احجز تذاكر السفر مسبقاً وحضر حقائبك لا تدع الوقت يسرقك.
7. تعلم قول لا استطيع:
لا تدع الآخرين يحملونك فوق طاقتك، قل لا استطيع إذا طلب أحدهم منك البقاء في العمل لانجاز بعض الإعمال الإضافية.
8. لا تتخلى عن العادات الصحية:
تناول كميات قليلة من الطعام خلال فترة الأعياد، ولا تحول العيد على مظاهرة لتناول الطعام الدسم، والإفراط في شرب الكحول، والتخلي عن النوم. حافظ على نظامك وستتجنب الوقوع في شرك التخمة، والأرق والشعور بالذنب عند انتهاء العيد.
9. خذ وقتاً مستقطعاً:
في خضم هذه الاستعدادات المرهقة والمتعبة، ضع شخص أخر بديلا ً لك، وخذ حماماً منعشاً لمدة 15 دقيقة، أو تنزه لوحدك في السيارة أو استلقي على السرير، قد يبدو هذا الوقت قليلاً ولكن 15 دقيقة كل 3 ساعات ستعيد لك النشاط والمرح.
10. حدد قراراتك:
ضع قرارات بسيطة وأهداف يمكن تحقيقها للعام المقبل، لا ترهق نفسك بالأهداف الصعبة التي ستجعلك تشعر بالإحباط مع حلول العيد المقبل.
11. أنسى الوصول إلى الكمال:
قد توهمك بعض الأفلام والمسلسلات بالنهايات السعيدة والأعياد الكاملةـ ولكن كن واقعياً، وتوقع أن يحترق الكعك، ويضيع بعض الضيوف، وتنقطع الكهرباء، كل هذا محتمل ولكن إذا كن مستعداً فستضحك عند حدوث هذه المشاكل الطارئة ولن تشعر بالقلق لأنك ستكون قد حضرت بدائل أخرى لتفادي الإحراج.
12. اطلب مساعدة الخبراء:
إذا كنت لا تزال تشعر بالسوء والإحباط، استشر طبيبك النفسي، فقد يصف لك مهدئاً للأعصاب.
وأخيرا تذكر بأن الطريقة المثلى لتفادي التوتر والإجهاد والكآبة خلال الأعياد هي معرفة أنها محتملة الحدوث وهكذا سيقل شعورك بالمفاجأة بها وقد تتمتع فعلاً هذا العام بعيد مليء بالتوتر ولكن بالاستعدادات الكاملة لمواجهتها.
ــــــــــــــــــ
الأسرة في الرؤية الاسلامية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
روي عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «ما بني بناء في الاسلام أحبّ إلى الله من التزويج».
من أبرز الظواهر الاجتماعية: ظاهرة الزواج، وظاهرة الأسرة .. ـ وفق المفهوم القرآني ـ إنّ الزوجية والأسرة هما العنصران الأساسان في بناء المجتمع ..
وفي هذا البحث نريد أن نُعرِّف ـ وبشكل موجز ـ بنظام الأسرة، وأسس بنائها، والروابط القائمة فيها .. فإن صلاح الأسرة هو صلاح الفرد والمجتمع والدولة .. وفسادها فساد للفرد والمجتمع والدولة .. فقد دلّت الدراسات والأبحاث العلمية التي أجراها المختصون في علم النفس والاجتماع والطب والإجرام والقضاء والاقتصاد والتربية أن للأسرة الدور الكبير في بناء شخصية الفرد الناشئ في محيطها، وأثر ذلك على سلوكه الاجتماعي والأمني والسياسي والأخلاقي والاقتصادي، ووضعه النفسي ..
ومن ثمة نستطيع القول أنّ الأسرة الصالحة تنشئ فرداً صالحاً، ومجتمعاً صالحاً، ودولة صالحة ..
والأسرة المنحطة المنحلة، لا تجلب على المجتمع والفرد الناشئ في أحضانها، وعلى الدولة، إلاّ الجرائم والأزمات النفسية والأمنية، والتبعات الاقتصادية، والتشرد، والسلوكية المرضية .. وواضح أن صلاح الأسرة هو بصلاح أفرادها أولاً .. وهم في الدرجة الأولى الزوج والزوجة .. وصلاح النظام والقانون والقيم التي تنظم حياة الأسرة ثانياً ..
تحدّث القرآن عن أسس بناء الأسرة «الدوافع وقانون التنظيم» وثبت أحوالها، كما قامت الأبحاث والدراسات التي أجراها علماء الاجتماع والنفس والانثروبولوجيا والقانون بدراسة الأسرة دراسة علمية ميدانية، فاستطاعت أن تكتشف الكثير من أسس البناء الأسري السليم .. إنّ الفكر الاسلامي، وتتطابق معه الدراسات الميدانية، يؤكِّد أنّ الأسرة تقوم على أسس ودوافع وروابط تنظيمية عديدة تتفاعل فيما بينها فتنتج البناء الأسري والحياة الأسرية ..
إنّ التحليل العلمي الذي عرضه الاسلام، وتتطابق معه العديد من الدراسات، تؤكِّد أنّ هناك دوافع واستجابات عديدة تدفع الانسان إلى تكوين الأسرة هي:
أ) الغريزة الجنسية.
ب) غريزة حبّ الاجتماع.
ج) غريزة الأمومة والإنجاب.
د) الرابطة النفسية بالجنس الآخر، رابطة الحب والشعور بالحاجة النفسية للجنس الآخر.
هـ ) الرابطة الاقتصادية.
بلاغ كوم
ــــــــــــــــــ
مفهوم الزوجية في عالم الطبيعة والمادة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
القرآن يزيدنا وعياً وإدراكاً لمفهوم الزوجية .. إنّه يحدثنا أنّ العالم الطبيعي والحياتي بأسره قائم على نظام الزوجية .. وما نظام الزوجية الانساني المتمثل في العلاقة بين الرجل والمرأة إلاّ أحد مصايق هذا النظام الكوني العام .. وبذا يعطي مفهوم الزوجية الانساني بُعداً واقعياً آخر، قال تعالى: (ومِن كلِّ شيء خَلَقنا زوجين لعلّكم تذكَّرون )(الذاريات/ 49).
(وهو الّذي مَدَّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومِن كلِّ الثمرات جعل فيها زوجين إثنين يُغشي اللَّيل النَّهَار إنَّ في ذلك لآيات لقوم يتفكَّرون ) (الرعد/ 3).
(فاطرُ السَّموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً يذرؤُكُم فيه ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير )
(الشورى/ 11).
(وانّه خلق الزوجين الذَّكَر والأُنثى ) (النجم/ 45).
(واللهُ خلقكم من تُراب ثمّ من نطفة ثمّ جعلكم أزواجاً وما تحمل من أُنثى ولا تضع إلاّ بعلمه وما يُعَمَّرُ من مُعَمَّر ولا يُنقصُ من عمره إلاّ في كتاب إنّ ذلك على الله يسير ) (فاطر/ 11).
وتأتي الدراسات والأبحاث العلمية في عالم الطبيعة والنبات والحيوان فتكشف لنا عن قانون الزوجية .. في تركيب الذرّة .. في السالب والموجب .. في النبات .. في الحيوان .. في الإنسان .. في الأضداد والمتماثلات كلّها .. الخ.
وباعتبار اللغة الأداة الدالة على المعنى في الخطاب فلنراجع أحد المصادر اللغوية المعتمدة في تفسير القرآن، قال الراغب الاصفهاني: «زوج: يقال لكل واحد من قرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج ولكل قرينى فيها وفي غيرها زوج، كالخف والنعل، ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضاد زوج. قال تعالى: (وجعل منه الزوجين الذَّكَر والأنثى )، قال: «وزوجك الجنة» وزوجة لغة رديئة وجمعها زوجات».
وهكذا يتضح لنا مفهوم الزوجية، فهو نظام تكاملي في المجالات المادية الطبيعية والحياتية، والتكوين النفسي الذي يحمله الانسان .. وإذاً فهناك فرق بين مفهوم الزوجية، ومفهوم الإشباع الجنسي، والإباحية ..
إنّ الزوجية هي الطريق الطبيعي للإشباع الجنسي والتكاثر الحيواني .. ومن خلال التفسير اللغوي لمعنى الزوجية يتضح لنا أنّ القرآن يسمي الرجل زوجاً، والمرأة زوجاً; لأنهما فردان متقارنان، ومتماثلان في الإنسانية، ومتكاملان في الوظيفة والأداء عندما يقترنان معاً .. فأداؤهما الحياتي زوجي، وليس فردياً .. ويشعر كل زوج بالحاجة النفسية والبايولوجية للآخر، ويشعر بالنقص الانفرادي، عندما يفقد الاقتران الزوجي .. لذا تمتلئ نفس كل منهما شوقاً وحباً للآخر، وبحثاً عن الاقتران الارادي والواعي، بل واللاشعوري في بعض دوافعه مع الزوج الآخر ..
لذا يأتي تنظيم الشريعة للزوجية على أنّها حقيقة تكوينية في فردية المرأة، وفي فردية الرجل .. فقد خلق كل منهما ليكون زوجاً للآخر .. لذا كان الشذوذ الجنسي (الجنسية المثلية) حالة مرضية شاذة عن قانون الطبيعة .. ومثلها الزنى والإباحية الجنسية لأنهما هدم لقانون الزوجية .. ويوضح القرآن هذه الحقيقة في حديثه عن حالة الشذوذ الجنسي الذي اعترى قوم لوط .. وهو من أمراض الجاهلية
البغيضة والظاهرات الانحرافية في المجتمع الجاهلي .. لذا نشاهدها بأوسع وأبشع صورها في الحضارة المادية الحديثة .. نرى الجاهلية الحديثة تتبناها كسلوك اجتماعي مقنن، ومُقر من الناحية القانونية، وكبديل للحياة الزوجية بين الذكر والأنثى، كما في بعض بلدان أوربا والأمريكتين، وبلدان أخرى .. إنّ القرآن يكشف عن هذا الانحراف بقوله: (إنّكم لتأتون الرِّجال شهوةً مِن دون النِّساء بل أنتم قوم مُسرفون ) (الأعراف/ 81).
وكما سمّى القرآن هؤلاء المنحرفين بالمسرفين فإنّه يسمي ظاهرة الشذوذ الجنسي والشاذين بالمفسدين أيضاً على لسان لوط بقوله: (قال ربِّ انصُرني على القوم المفسدين ) (العنكبوت/ 30).(54/110)
وتتطابق نظريات علم النفس والطب والاجتماع والدراسات الإحصائية للأمراض الجنسية الفتاكة والتمزق الأسري، لا سيما مرض الايدز .. تتطابق مع تشخيص القرآن بأن ممارسة الشذوذ الجنسي اعتداء على قانون الطبيعة، وجهل وإسراف شهواني منحرف وإفساد للحياة الانسانية .. وهكذا يخلص التحليل القرآني لهذه الظاهرة بأنها جهل وإسراف وعدوان، وفساد في الأرض بما تجلبه على البشرية من وبال وكوارث .. يُذكر أن آخر إحصاءات الأمم المتحدة تفيد أن خمسة وعشرين مليون انسان قد لقوا حتفهم بسبب مرض الايدز الذي يتسبب بشكل أساسي عن الإباحية الجنسية، وأن سبعة وستين مليوناً سيلقون حتفهم خلال العقدين القادمين.
وكما يحارب القرآن ظاهرة الزنا والإباحية الجنسية، فإنّه يحارب ظاهرة الانحراف الجنسي، كاللواط والمساحقة، ويعاقب عليها، حفظاً للوجود البشري، وسلامة المجتمع، وسعادة الانسان.
بلاغ كوم
ــــــــــــــــــ
كيفية التعامل مع الزوج المسجون
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
الشيخ حسان عبد الله
بالنسبة الى المسجونين أمرهم سهل وليس هناك أي أزمة في التعامل مع هذه القضية الى النهاية والوصول الى موضوع الطلاق لو أصرت الزوجة عليه,طبعاً لا بد من التمييز بين الجرائم الكبيرة والجنح الصغيرة وبين وجود أولاد وعدم وجودهم فهذه حالات أربع سأحدد باختصار كيفية التعامل معها:
1- الزوج مرتكب لجنحة صغيرة ولديه أولاد من زوجته فإننا في هذه الحالة نعمل جاهدين على إقناع الزوجة بالصبر والتحمل وتجاوز هذا الخطأ من زوجها حماية للإسرة مع طلب تغيير مكان السكن إبعاداً للسمعة السيئة عن العائلة وفتح صفحة جديدة.
2- الزوج مرتكب لجريمة كبيرة وسيسجن لفترة طويلة ولديه أولاد فإذا كانت الزوجة مصرة في هذه الحالة على الطلاق ولا تريد تحمل وزر جريمة زوجها الشنيعة,فإننا لانضغط عليها في هذه الحالة خاصة إذا ما كانت شابة في ريعان شبابها ونساعدها في محاولة الحصول على الطلاق.
3- الزوج مرتكب لجنحة ولا أولاد لديهما أو كانت المسألة مجرد عقد شرعي وحصلت الجريمة قبل الزفاف اليه فهنا ندرس الظروف الموضوعية مع الزوجة,وأنها هل تتحمل أن تعفو عنه وتصفح مقابل وعد منه بالتغير؟ وإذا ما أصرت فلا ضير بمساعدتها في الحصول على الطلاق.
4- الزوج مرتكب لجريمة كبيرة ولا أولاد لديهما أو كان الأمر مجرد عقد شرعي ولا دخول فإننا في هذه الحالة ننصحها بالحصول على الطلاق إذ لا مجال في هذه الحالة لانتظاره هذه الفترة الطويلة من الزمن إذا لم يكن إلزامها بذلك نوعاً من الظلم.
ــــــــــــــــــ
ما علاقة الحب براتبك الشهري؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
كلاوديا انكلمان
الحب,ليس مصدراً للقوة فحسب,فهو يمهد الطريق أيضاً للوصول الى أهدافك المهنية بشكل أكثر سرعة وفعالية,وهذا يؤدي بدوره لنمو رصيد حسابك المصرفي بشكل أسرع!
إنه لنجاح باهر أن يستمر سر حياتك في تشجعيك,وتقبل المهام الملقاة على عاتقك,والمساهمة في إنجاز تلك المهام الملقاة على عاتقك,والمساهمة في إنجاز تلك المهام ودعمها قرر مستطاعه.هذا لا يسري لطرف واحد فقط,وإنما لكلا الطرفين معاً!
تصور نفسك,وأنت تمضي بمفردك الى حفل ما.هل ستستمتع بذلك؟هل سيعجبك ذلك؟ بالتأكيد لا,فلن يكون بمقدورك حينذاك على الإطلاق ,التفاعل بتلك اللياقة التي تتفاعل بها,وأنت مع من تحب.
نصيحة للنجاح:
* ليس من ثمة شيء أجل أو أكثر إثارة من حياة ثنائية مشتركة يحياها شخصان,يعشقان بعضهما,ويثقان ببعضهما.إنها لحياة رائعة ينطلق فيها الاثنان بمنتهى البهجة والسرور نحو المستقبل!
* ستكون حياتك الزوجية,يوماً بعد يوم,أكثر قيمة وأكثر إثارة,حينما تبدي أنت وزوجك استعداكما لدعم بعضكما بعضاً,والاستمتاع بصبر وأناة لبعضكما.
أثبتت الدراسات أن المتزوجين عموماً أكثر سعادة من غير المتزوجين.
ويتمتع المتزوجون عموماً بشخصيات أقوى من شخصيات غير,فضلاً عن كونهم أكثر تفاؤلاً وأكثر نجاحاً من غير المتزوجين.
الزواج ليس سجناً,أو معسكر اعتقال.إنه مجرد حيلة لطيفة,وذكية لصهر الناس في فرق ومجموعات متآلفة فيما بينها,ومحبة لبعضها البعض.لقد استطاع الإنسان عبر الآف السنين,من خلال ذلك الاتحاد بين المرأة والرجل,الاستمرار في البقاء,ولولا ذلك لكان مصيره الانقراض كما كان الكثير مما لا يحصى من أنواع الحيوانات والكائنات الأخرى التي زالت وانقرضت عبر الزمن.
إن العلاقة المستقرة تولد القوة,وتسهم في إزالة الإرهاق.هذه العلاقة الزوجية العاطفية تعمل على بعث روح القوة والجرأة والطمأنينة لمواجهة مصاعب الحياة بكل حزم وثبات.
مزايا العلاقات السعيدة
الأزواج السعيدون :
أكثر رضاً وثقةً بأنفسهم.
أقل هماً وغماً.
أكثر صحة وأطول عمراً.
أكثر تمتعاً بحياتهم.
لديهم مزيداً من الوقت ومزيداً من السكينة الداخلية.
أكثر استرخاءً وأقل توتراً.
حياتهم الجنسية أكثر لذة وسعادة.
ينامون أطول وبشكل أمثل.
أكثر إبداعاً.
أكثر تنظيماً واشد وفاءً وإخلاصاً.
يتعاملون مع المشاكل والنزاعات بشكل أكثر حكمة ولباقة.
أشد تركيزاً وأكثر كفاءة في مجالات أعمالهم المختلفة.
إرتقاءاتهم أكثر وأسرع.
أوقات إجازاتهم أكثر وأطول.
قادرون على إزالة بواعث الإرهاق بشكل أسرع.
يصلون عموماً لمناصب أعلى في مجالات المهنة والعمل.
ميسورون أكثر.
يضحكون أكثر.
لن أتطرق,في هذا السياق,للمخاطر والنقائص الكثيرة جداً الكامنة في حياة العزوبية.حيث يكفي القول هنا أن المزايا التي تحملها معها العلاقات الزوجية السعيدة تكفي تماماً لأن تغطي تلك العيوب والنقائص وتزيلها.العزاب يعانون أكثر بكثير,وذلك على الرغم من كونهم يتوقون دوماً لحياة الحب والشغف والهوي.
نصيحة للنجاح :
إنه شعور رائع فعلاً أن تعرف أن شريك حياتك يدعمك ويؤازك ويواسيك باستمراركلما دعت الضرورة لذلك.سينعكس ذلك إيجابياً على عملك,وعلى نجاحك,وعلى تفكيرك عموماً!
ــــــــــــــــــ
هل تملكين فن الحوار وإدارته ؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
قبل أن تلومي زوجك على الصمت القائم بينكما ، اسألي نفسك أولاً، هل تملكين فن الحوار وإدارته .
عزيزتي .. خبراء الاستشارات الزوجية يؤكدون أن غالبية حالات الخرس الزوجي في المنازل بسبب عدم انتقاء الزوجة للوقت والكلامات المناسبة للحوار ، والنتيجة الطبيعية لذلك انتهاء أي حوار بمعركة كلامية بين الزوجين ، ومن ثم اضراب الزوج عن الحديث داخل المنزل إلا للضرورة وتجنبه فتح أية مواضيع مع زوجته .
لذا أساتذة الطب النفسي وعلماء الاجتماع يشددون في معظم أبحاثهم، على ضرورة أن تكون طبيعة الحوار بين الزوجين بعد الزواج أكثر إيجابية، عما كانت عليه أيام الخطبة، حتى تستمر الحياة من دون ملل، فالحوار هو الجسر الذي تنتقل عبره الكلمات الحلوة والمعاتبات، ومعها الاستشارات والملاحظات.
وإن كان الأغلبية من المتزوجين يتغير حوارهم إلى الأسوأ بعد الزواج!، بحجة انشغالهم وخفوت وهج الحب بينهم، والاعتقاد بأن الأفعال تغني عن الأقوال، إضافة إلى شيء مهم لا يدركه المتزوجون، وهو وصول الحب بينهم إلى درجة الإحساس بالملكية، وضمان الاستحواذ الكامل على شريك الحياة!، وهم في ذلك ينسون أن الحب شجرة ترتوي بالحوار والكلام الجميل وتبادل الآراء، وتنمو بالمشاركة الوجدانية الصادقة، يدعمها الأخذ والعطاء.
اجذبيه بالحنان
وضع جموعة من أطباء النفس المتخصصين لغة تفاهم تساعدك على جذب زواجك، ظاهرها مفردات قصيرة، ناعمة، وباطنها حنان وحب ورغبة في الوصال، قولي له على سبيل المثال :
> تذكر: سوف ننتظرك أنا والأبناء على الغداء حتى الساعة الرابعة.
> لا تنس، سوف نشاهد الفيلم الأجنبي معاً على القناة الثانية.
> أبناؤنا يكبرون، هل لاحظت كيف طالت قامة أحمد، وكم زاد وزن علي؟!
> غداً سأعد لكم «البتزا» التي تحبونها، لا تتأخر!
> ضع في جدولك أننا سنزور أختك هذا الأسبوع، وتذكر أن والدتك قد اتصلت بك بالأمس، وعليك زيارتها.
> سأنتظرك، وانظر في ساعتي، وسوف أرتدي الثوب الأخضر من أجلك.
أولادنا، بيتنا، غرفتنا، مفتاح شقتنا، ويقول هو: ما أجمل كاف الخطاب التي تخصّينني بها في كلماتك، وما أروع الجمل التي ترددين فيها ـ نا الفاعلين ـ و ـ نحن ـ فهي تشعرني بجو الأسرة.
> جميل منك وممتع أن توقظني بكلمة حب تناديني بها.
> ما زلت أتذكر كلماتك الحلوة «حبة القلب، حبة العين»! هل نسيتها؟
> أقرأ كتاباً جميلاً سأنتهي منه، وأعطيه لك!
> لا تنس الساعات التي وعدت بها أبناءك يوم نجاحهم.
لغة مرفوضة
خبراء الحياة الزوجية يحذرون من لغة التباعد ، لأنها تبني جسوراً بينك وبين التواصل مع زوجك ، فإياك والقول له :
> صديق لك اتصل بك مرتين، وعفواً لا أتذكر اسمه!
> سوف نذهب إلى النادي أنا والأبناء عند الخامسة، فهل تأتي معنا؟
> عمل، سهر، تعبان، أشعر بالزهق، غير قادر، لا استطيع!، كلمات لا أحب سماعها.
> ألم أخبرك؟ لقد التقيت صديقتي أمس، واتفقت معها على النزول لشراء كذا وكذا، لا تنس اترك لي المال.
> عفواً! مشاكل عملك تخصك وحدك، فلا تشغلني بها أرجوك.
> أعجبني طقم ذهبي بأحد المحلات، ليتك تراه، اترك لي نقوداً لشرائه!.
> لا تضعني في حسبانك عند الذهاب إلى أحد أقاربك، فأنا لا أطيق الجلوس بينهم ساعات طويلة!
> لا أفضل هذا النوع من الحلويات، لا تشتره مرة ثانية، أو كله وحدك.
> أصبحت أضيق بكثرة مكالمات أصدقائك وأقاربك، لن أرد عليهم بعد ذلك!
> أختك قالت لي (...)، وأمك تنظر إليّ، من أين أتت ابنة خالتك بكل هذا المال الذي تنفقه على أبنائها؟
اختلاف الطبيعة
نظراً لاختلاف الميول بين الرجل والمرأة ، كشفت الأبحاث والدراسات أن الموضوعات التي يحب الرجل الحديث عنها مختلفة عما تحب المرأة الكلام فيها، حيث نجد أن 60% من الرجال يتحدثون عن الرياضة والسياسة والقضايا الثقافية، بينما 18% فقط من المشاركين يتحدثون عن أنفسهم وحياتهم الخاصة. أما النساء، فـ41% يفضلن الحديث عن المشاعر والعلاقات الإنسانية.
وعن لغة المرأة ولغة الرجل في الحديث والحكي، أجرى باحث اجتماعي في جامعة «تريستيه» الإيطالية، بحثا أثبت فيه - حسب ما ورد بمجلة " سيدتي " - أن اللغة مختلفة بين الرجل والمرأة، وربما كان هذا سبباً رئيساً للتباعد بينهما، فالمرأة بطبيعتها العاطفية تفضل استرجاع المواقف الرومانسية الحالمة، وتحب الحديث عنها مع الرجل ـ الزوج ـ الذي تحبه!. عكس الزوج، الذي يجد صعوبة في تذكر التفاصيل التي تشكل الصورة في حياة المرأة، مثل شكل الأثاث، ألوان المفروشات، نوع الزهور الذي كان يزين المائدة في ذلك اللقاء.
نصائح للزوجة الذكية
يؤكد الدكتور فكرى عبد العزيز، استشاري الطب النفسي، أن الزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تفتح مجالات متعددة للحوار مع زوجها من خلال:
< التحاور في كل شيء مهما كان صغيراً، مما يزيد من التقارب والحب.
< المحاورة في كل ما يخص الزوج، وكل ما يخص حياة الزوجة.
< أن تعلن الزوجة بذكاء عن الراحة والرضا والشعور بالأمان، بعد انتهائها من الحديث والفضفضة مع زوجها.
< ممارسة هواية واحدة مشتركة أحد الدوافع لأن يكون هناك حوار مشترك بينكما، ولتكن القراءة أو متابعة أفلام نجم ما.
< السفر معاً في نزهة داخل البلد أو خارجه، ولو مرة كل 15 يوما.
< استثمار مشاكل الأبناء في الصبا وبراءة الطفولة، ومرحلة المراهقة، خير حقل لجذب الزوج الأب إلى الحوار.
< على الزوجة انتقاء الكلمات الرقيقة الجميلة والموضوعات الإنسانية كبداية لفتح مجال للحديث وجذب الزوج، بعدها رصي ما تشائين له من حكايات.
< الإصرار على الاجتماع وتناول الوجبات معاً بصحبة الأبناء، فهي فرصة للحوار وتبادل الآراء.
من أجل حوار أفضل
وحتى يكون منطلق الكلام من قلب محب متفهم، يمتلئ بالعواطف والثقة في الشريك، يضع الدكتور محمود عبد الرحمن، الباحث بالمركز القومي للبحوث مجموعة من الأسس:
> أن يكون هدف الزوجين واحداً، وهو تربية الأبناء ومناقشة أفضل السبل لضمان تعليمهم وصحتهم.
> تغيير صورة الروتين داخل العائلة، بالخروج في نزهات، أو تناول بعض الوجبات في مطاعم خارج المنزل، وهذا من شأنه تنشيط الفكر والعقل والجسد.
> الابتعاد عن الغيرة المدمرة، والتعامل مع الغضب بطريقة صحيحة، وأن يسود الاحترام المتبادل وعدم توجيه كلمات لاذعة، نابية، للآخر مهما بلغت الخلافات.
> المحافظة على خصوصية كل طرف، مع تجنب الاستحواذ على أي شيء من دون الطرف الآخر.
> أشعري زوجك بقبولك له، كما هو من دون تغيير، وأعطيه الإحساس برضاك عنه وقبولك له بدلاً من أن يشعر بالفشل في علاقتك معه.
> تفهمي مشاعر زوجك، ولا تقللي من أهميتها تجاهك، التي يعبّر عنها بألفاظ خاصة به.
> لا تلوميه من قريب أو بعيد على عدم سعادتك، وبأنه لم يعد فارس أحلامك.
> لا تذكريه دائماً بكم المسؤوليات والأعباء الملقاة عليك، وكأنه لا يقدر ما تقدمينه.
> أشعريه بأنك لبيبة وبالإشارة تفهمين كل كلمة يقولها، وكل تصرف يفعله.
ــــــــــــــــــ
مهارات الابناء في التخطيط لإجازة العيد
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
أيام قليلة ويهل علينا عيد الفطر بالفرحة والبركة ، حيث ينتظره الأطفال بفارغ الصبر ، فالعيد يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لهم ، فيرتبط بأذهانهم على الفور ببعض الطقوس كالملابس الجديدة ، العيدية ، الرحلات ، اللهو واللعب وتناول الحلوي ، لذلك على الأم أن تنتهز فرصة العيد لتنمي فى طفلها الشخصية المستقلة ، بجانب الحصول على قسط وافر من المتعة والمرح .
وتعتبر ملابس العيد الجديدة أهم مظهر من مظاهر فرحة العيد بالنسبة للطفل ، لذا يمكنكِ انتهاز هذه الفرصة لتعلمي طفلك أثناء شراء ملابس العيد كيف يكون أنيقاً، وكيف يختار ملابسه وكيف ينسق ألوانها، فهذه المهارات لا ترقي بذوق طفلك فحسب بل تطور شخصيته أيضاً.
فملابس طفلك هي جزء من صورته الخارجية التي من خلالها يمكن للمحيطون به فهم شخصيته، ورغم أن طفلك في سن الثالثة أو الرابعة أو أكبر قد يبدو لك أنه غير قادر على انتقاء ملابسه إلا ، إنك تفاجئين بقدرته على ذلك ورغبته في ارتداء ملابس معينة دون غيرها في مناسبات عديدة.
ولكن عليكِ عزيزتي الأم أن لا تتركي له الحرية المطلقة فى الاختيار ولكن يمكنكِ مساعدته قليلاً ، فيمكنك على سبيل المثال أن تضعي له ثلاث خيارات من الملابس لينسق بينها ويختار المناسب من الخيارات الثلاث ، فمثلاً ما يناسب كل شورت مع قميص ، أو فستان مع جورب مناسب ، ومتناسق في ألوانه مع توجيهات منك بسيطة، وكذلك عند شراء الملابس لابد من تعليمه كيفية تنسيقها ومناسبتها للأنشطة التي تستخدم فيها.
ويمكن قبل النوم في ليلة العيد أن تتعاونا معاً لإعداد الملابس التي سيرتديها الطفل في أول يوم العيد وتجهيزها ، وضعي في اعتبارك أن الطفل سيقوم بارتدائها بمفرده ، لذلك يجب عند شراء ملابس الطفل أن يتوافر بها الأربطة المطاطية والسوستة ليستطيع الطفل نزعها وحده وخصوصاً لو كان سيقضي يومه بعيداً عنكِ .
ولمزيد من المهارات فى اختيار الملابس يمكنكِ تنمية تناسق الألوان لدي طفلك من خلال الرسم والتلوين ، وكذلك من خلال صنع ملابس للدمى من بقايا القماش على أن تكون الألوان في ذلك متناسقة ومتناغمة
فرحة أخري تهم الطفل ، وهي "العيدية" التي يأخذها من الأم والأب والأهل والأقارب ، من خلال العيدية علمي طفلك التوفير والإدخار ، وذلك عن طريق شراء حصالة قبل العيد لتوفير جزء من المال ، مع شرح أهمية التوفير وإظهار أهمية قيمة المال ، وفي العيد شجعي طفلك على أن يضع عيديته وجزء من مصروفه أيضاً بعد العيد ، حتى يتجمع لديه مبلغ من المال يشترى به ما يحتاج إليه من لعب وملابس ، وكلما رأى الطفل صدق الكبار فى وعودهم ، بإعطائه حصيلة ما ادخر ، اقتنع بالفكرة واستمر فى تنفيذها.
جانب آخر من فرحة العيد وهي رحلات العيد سواء كانت في السفر أو النزهات ، فطفلك فرد من أفراد الأسرة يجب أن يكون له ميول لهذه الرحلة فعد التخطيط لقضاء أجازة العيد يجب أن تكون ممتعة لكل فرد فى الأسرة ، لذا على الأب والأم أن يجلسا مع الأطفال ويقررون معاً المكان الذى يناسب الجميع.
وإذا كان لديكِ أصدقاء أو أقارب لهم أطفال فى سن أطفالك ويستمتع أطفالك بصحبتهم واللعب معهم ، حاولى التنسيق معهم لكى يقضوا الأجازة معاً ، فهذه الرحلة ستترك فى ذاكرة الأطفال أحلى الذكريات ، لكن تذكرى أن لا تنسي أهمية تنمية روح الترابط الأسرى في لدي أطفالك ، فاحرصى على أن تقضوا معاً كأسرة ما يكفيكم من الوقت.
خذى معك بعض الألعاب المسلية التى يمكنكما اللعب بها مع أطفالكما على الشاطئ أو فى غرفة الفندق ، وحاولى القيام مع أطفالك بشئ لم تفعلاه من قبل! فستبقى هذه الأشياء فى ذاكرتهم إلى الأبد.
إذا كنتم ستقضون أجازة العيد على الشاطئ ، ساعدا أطفالكما فى بناء قصر ظريف على الرمال ، خذوا صور لهذا القصر وقوموا بتعليقها فى غرفتهم بعد العودة من الأجازة ، أما إذا كنتما ستذهبان إلى الأقصر أو أسوان، اشرحا لطفلكما بعض الأشياء عن الفراعنة ، اقرئا بعض المعلومات عن المعابد والآثار حتى تجعلا من أى شئ قد يكون مملاً بالنسبة للأطفال الصغار مغامرة مثيرة ومفيدة.
بهذه الطريقة يمكنكِ عزيزتي الأم أن تنمي شخصية طفلك ، واستمتع جميع أفراد الأسرة بأجازة سعيدة تبقي في الأذهان للأبد ، ويكون طفلك تعلم بعض المهارات التي سيتفيد منها وساهمت في تشكيل شخصيته .
ــــــــــــــــــ
الطفل .. وترتيبه داخل الأسرة ميزة..أم مشكلة؟
محمد عباس نور الدين
من بين العوامل التي تؤثر في شخصية الطفل بصفة عامة ترتيبه بالنسبة لإخوته، كأن يكون هو الطفل الأول أو الثاني أو الطفل الأخير، أو يكون هو الطفل الذكر بين عدد من الأخوات، أو تكون الطفلة هي الأنثى الوحيدة بين عدد من الإخوة. كما قد تتأثر العلاقات بين الطفل وإخوته وبينه وبين والديه بالفارق الزمني بين عمر الطفل وأعمار إخوته وأخواته، وبما قد يحدث أحيانا من وفيات بين الإخوة كأن يأتي الطفل بعد عدة وفيات أو تأتي بعده عدة وفيات.
كل هذه الحالات يترتب عليها علاقات معينة وذات طابع خاص بين جميع الأفراد الموجودين في المجال الحياتي للطفل سواء تعلق الأمر بإخوته أو أخواته أو بوالديه. ودون أن يشعر الولدان فإنهما يتأثران في تعاملهما مع الطفل بالمركز الذي يحتله داخل الأسرة، بل إن هذا التأثير قد يكون واضحا وحاسما في بعض الحالات الخاصة كحالة الطفل الذي يأتي بعد وفاة عدد من إخوته، أو حالة الطفل الوحيد.
ولا بد من الإشارة إلى أن التأثير الذي يتركه مركز الطفل أو ترتيبه في شخصيته ليس هو العامل الوحيد في تكوين شخصيته إذ تتداخل في تكوين هذه الشخصية عوامل متعددة: بيولوجية، نفسية، اجتماعية، ولعل أبرز هذه العوامل نمط التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الطفل والتي تلعب دورا حاسما في تحديد شخصيته وفهم سلوكه وضبط وتوجيه دوافعه.
أهمية الطفل الأول
إن حالة الطفل الأول هي الأكثر شيوعا على اعتبار أن جميع الأسر التي لها أبناء تعرف هذه الحالة. فالطفل الأول يأتي إلى هذا العالم وهو مرغوب فيه من طرف والديه. وعلى الرغم من أن كثيرا من الأسر في مجتمعاتنا تفضل أن يكون الطفل البكر ذكرا فإن الطفل الأول ـ ذكرا كان أم أنثى ـ يظل يحتل مكانة خاصة بالنسبة لمن يأتي بعده من أطفال، ويحظى باهتمام خاص من طرف والديه.
وعادة ما يوجه الأبوان اهتماما كبيرا للطفل الأول، ويحيطانه بالحب والرعاية، وينتابهما القلق إذا ما تعرض لأي مكروه. وقد تبلغ هذه الرعاية درجة مفرطة تحول دون احتكاك الطفل بالعالم الخارجي احتكاكا يساعده على تكوين خبرات وتجارب خاصة به مختلفة عن خبرات وتجارب الكبار. فالأبوان يستجيبان لجميع مطالب الطفل وينفذان جميع رغباته مما يجعله يعتبر هذه المطالب والرغبات حقوقا لابد من تحقيقها، في حين لا يكون صورة حقيقية وواضحة عن واجباته سواء إزاء نفسه أو إزاء إخوته أو إزاء أسرته وباقي الأفراد المحيطين به.
والجانب السلبي في مبالغة الوالدين في رعاية الطفل الأول أنهما لا يتيحان للطفل فرصة الاستعداد للاستقلال عنهما مما يجعل الطفل ضعيف الثقة بنفسه واتكاليا وغير قادر على مواجهة الصعاب وعلى تكوين علاقات سليمة مع الآخرين. ولابد من التأكيد أن اتصاف الطفل الأول بهذه الصفات ليس أمرا حتميا، إلا أن مبالغة الوالدين في العناية بالطفل الأول والاستجابة لجميع طلباته.. من شأنه أن يعرض الطفل لاحتمال اتصاف سلوكه بالاتكالية والشعور بالعجز وضعف الثقة بالنفس.. إلى غير ذلك من الصفات السلبية.
وعندما يأتي الطفل الثاني يكون الأبوان قد اكتسبا الكثير من الخبرات نتيجة السنوات التي قضياها في تنشئة الطفل الأول. لذا تتسم تصرفاتهما إزاء الطفل الثاني بثقة أكثر. وبقلق أقل مما كان عليه الأمر بالنسبة للطفل الأول.
إلا أن ذلك يجب ألا يصل إلى درجة إهمال الطفل الثاني. وفي هذه الحالة الموقف المطلوب من الآباء الالتزام به هو الاعتدال في التعامل سواء مع الطفل الأول أو الثاني، بحيث يتاح للطفل أن يعرف حقوقه وواجباته وأن يكتسب بنفسه الخبرات والتجارب نتيجة تعامله مع الأشياء ومع الآخرين لاسيما الأطفال من أمثاله، وهذا سيساعده على تكوين مقاييس ومعايير تختلف عن مقاييس ومعايير الكبار، وبالتالي يصبح أكثر قدرة في الاعتماد على نفسه والاستقلال تدريجيا عن الكبار.
إلا أن الذي يحدث في الغالب هو أن مجئ الطفل الثاني يجعل اهتمام الوالدين، الذي كان منصبا على الطفل الأول، يتحول إلى الطفل الثاني مما يترك أثرا واضحا على سلوك الطفل الأول وشخصيته. وقد يلاحظ الوالدان في مثل هذه الحالة أن الطفل الأول تهتز ثقته بنفسه وبالذين يوجدون في محيطه لاسيما والديه، ويصبح سلوكه أميل إلى الأنانية والعناد والتحدي، وتنشأ الغيرة بينه وبين الآخرين، وما يترتب عليها من مشاكل قد تؤثر في شخصية الطفل مدى الحياة.
تعاون الاطفال(54/111)
وما ينصح به الآباء في مثل هذا الموقف هو التعامل مع الطفلين الأول والثاني تعاملا يتسم بالعدل والإنصاف، وتشجيع الطفلين على التعاون والتضامن، وألا يتدخلا في حياتهما بطريقة تشعر أحدهما بالغبن أو بأنه غير مقبول أو غير محبوب من طرف والديه.. ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف بين الطفلين من حيث القدرات العقلية أو من حيث الشكل والخبرات.. وعلى الآباء أن يكونوا حذرين وواعين بحيث لا تدفعهما هذه الاختلافات إلى التمييز بين الأبناء والمقارنة بينهما بحضورهما حتى ولو كان أحد الطفلين ذكرا أو أنثى، أو ذكيا والآخر أقل ذكاء.. ويجب أن يدركا بأنه إذا كان الطفل الثاني أصلب عودا وأكثر ثقة بنفسه فما ذلك إلا لأنه أتيحت له فرص أكثر للاعتماد على نفسه نتيجة قلة تدخل الوالدين في سلوكه وفي كيفية اكتسابه لخبراته وتجاربه من خلال تعامله مع الأشياء المحيطة به ومع الأطفال الآخرين لاسيما مع أخيه الأكبر منه سنا وبالتالي الأكثر خبرة وتجربة.
في الواقع أن الطفل الوحيد ليس هو المشكلة، وتكمن المشكلة في سلوك الأبوين نحو الطفل الوحيد. فالأبوان يحيطان الطفل الوحيد بعناية تزيد كثيرا عن العناية التي يحتاج إليها طفل في عمره، فهما يستجيبان لكل طلباته ويحققان كل رغباته مما يجعله ـ في الغالب ـ أنانيا يعرف حقوقه أكثر من معرفته لواجباته، وغير قادر على التعامل السليم مع الآخرين تعاملا قائما على العلاقات المتبادلة والأخذ والعطاء. ونتيجة لجو الدلال المفرط الذي يحاط به الطفل الأول ينشأ خجولا ضعيف الثقة بنفسه وأميل إلى الاتكال على الآخرين وغير قادر على الاستقلال عن والديه. ويصل الأمر ببعض الآباء الذين لهم طفل وحيد أنهم يصبحون غير قادرين على الابتعاد عنه أو مفارقته، مما يشكل عقبة أمام نجاحه في الحياة وأمام اكتمال نضجه النفسي والاجتماعي، وقد يستمر هذا الوضع مدى الحياة، حتى إذا أصبح الابن في سن الزواج مثلا نجد أن الأبوين يتدخلان نيابة عنه في اختيار الزوجة، وقد يطلبان منه أن يستمر في العيش معهما، إلى غير ذلك من التصرفات التي تبرز عدم استقلالية الابن والتصاقه غير الطبيعي بوالديه. وقد نسمع على سبيل المثال، أن طالبا لم يتابع دراسته العلمية في الخارج لأن أمه لا تستطيع أن تفارقه أو لأنه لا يستطيع أن يفارق أمه أو والده.
وعندما يتزوج مثل هذا الابن الوحيد فإنه قد ينتظر من زوجته أن تعامله كأمه، وبذلك قد يفشل في علاقته الزوجية التي تختلف في طبيعتها عن علاقته بأمه.
وفي بعض الأحيان قد يلجأ هذا الابن إلى الزواج بسيدة تكبره سنا تقوم بدور البديل عن الأم. وهذا ما يحدث لبعض طلبتنا الذين يتابعون دراستهم في الخارج ويتزوجون سيدات في أعمار أمهاتهم يحطنهم بعناية قريبة من عناية أمهاتهم بهم ويلعبن دور البديل عن الأم.
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك حالات لا يكون الطفل وحيدا إلا أنه من الناحية الواقعية أقرب إلى الطفل الوحيد، مثل الطفل الأخير أو الأنثى الوحيدة التي تعيش مع عدد من أخواتها الذكور، أو الطفل الذكر الوحيد الذي يعيش مع عدد من أخواته. وهذه الحالات غالبا ما ينطبق عليها ما ينطبق على الطفل الوحيد، ففي مثل هذه الحالات يعامل الطفل بكيفية متميزة عن معاملة باقي إخوته مما يجعله معرضا لاحتمال اتصاف سلوكه بما يتصف به سلوك الطفل الوحيد.
ــــــــــــــــــ
عودي طفلك على الصيام بداية من عامه السادس
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
فادية عبود
" ماما أنا عاوز أصوم زيك " قبل أن تجيبي طلب طفلك للصوم بالرفض فكري أولاً هل سنه مناسب أم لا ؟ واعلمي أيضاً أن عمره إن صغيراً فإنك هكذا تنزعين منه ثقته بنفسه وبقدراته .
الدكتور يحيي الجمل أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس يؤكد أن الصوم رياضة روحية يجب ألا نحرم أطفالنا منها خصوصا من هم دون سن التكليف .. ولكن يجب مراعاة بعض النقاط التي تجعل من الصيام متعة يحبها الطفل ويترقبها عاما بعد عام والتي أهمها : القدرة في تعويده علي الصيام مبكرا بحيث يبدأ ذلك في سن 6 سنوات , وأن نتدرج أيضا في عدد أيام الصيام وساعاته حتى نعود أنسجة وأجهزة جسم الطفل علي الحرمان التدريجي من الماء والطاقة ، ومن عناصر النمو اللازمة أيضا لهذه الأجهزة . وحتي لايؤدي الجوع والعطش الشديد خصوصا في الأيام الحارة إلي التأثير علي نفسية الطفل ويسبب نتائج عكسية في علاقته بالصيام فيمكن الصوم في سن 6 سنوات يومين أسبوعيا ويفطر مع آذان الظهر .
ثم تزداد عدد أيام صيامه سنويا حتي بلوغه سن 9 سنوات وهنا يمكن أن نزيد من ساعات صيامه ليفطر مع آذان العصر .. وهكذا حتي يصل الطفل للتكليف وهو سن البلوغ .. فيكون قادرا علي صيام شهر رمضان كاملا .
ابعديه عن المجهود البدني
ــــــــــــــــــ أما أثناء ساعات صوم الطفل فينصح د . يحيي - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - بضرورة الإقلال من مجهوده البدني قدر الإمكان وأن يتجنب الجري ولعب الكرة وإفهامه أن هذا الجهد يؤدي إلي زيادة إفراز العرق خصوصا في الأيام الحارة مما قد يصيبه بالجفاف والإحساس بالعطش الشديد ، كما أن زيادة المجهود العضلي يؤدي إلي إحساسه بالجوع فلا يقدر علي الاستمرار في الصيام ، ويجب تشجيعه بعد عودته من المدرسة علي الاسترخاء قليلا ، ثم يبدأ في أداء واجباته المدرسية إذا كان قادرا ذهنيا وجسمانيا عليها ، أو أخذ قسط من النوم حتي موعد الإفطار .
غذاء طفلك في رمضان
ــــــــــــــــــ هذا ويشير الدكتور يحيى الجمل إلى ضرورة احتواء إفطار الطفل على كمية كافية من العناصر الغذائية تكفيه طوال اليوم مثل السكريات والنشويات كالأرز والمكرونة والخبز والحلوى , والمواد البروتينية اللازمة لبناء الأنسجة مثل اللحوم والبقول ومنتجات الألبان , والفيتامينات والمعادن والتي توجد في الخضراوات والفاكهة .
وينبه أيضاً إلي عدم الاندفاع في إعطاء الطفل كمية كبيرة من الماء والسوائل الأخرى في وجبة الإفطار حتي لا يشكو من الانتفاخ , وسوء الهضم ، بل ينبغي أن يتناولها بكميات قليلة علي فترات متقاربة تمتد من الإفطار وحتى ميعاد السحور .
وبالنسبة لوجبة سحور الطفل فيجب تأخيرها قدر الإمكان ونركز فيها علي الأغذية التي تحتاج مدة طويلة في الهضم والامتصاص حتي نؤخر قدر الإمكان إحساس الطفل بالجوع , مثل الفول المدمس , الطعمية , الجبن , الزبد , القشطة , الخبز , والحلويات التي تعطي كمية من السعرات الحرارية ، وأن يتناول في السحور كمية مناسبة من الماء .. ويحذر د . يحيي من تناول المخللات والحوادق الحريفة للأطفال وللكبار لأنها تزيد من الإحساس بالعطش أثناء الصوم .
كي لا يفقد ثقته بنفسه
ــــــــــــــــــ هذا كما يؤكد لك خبراء التربية أن حرمان طفلك من الصيام يفقده الثقة بنفسه، حيث تمنو إرادة الصوم لدى الطفل من رغبته بتقليد قدوته سواء كانت أمه وأبيه أو معلمته في المدرسة .
يفضل إذا كان طفلك ذو سنوات ست ويذهب إلى المدرسة أن تعطه سندوتشاته واتركيه يصوم حتى الفسحة، وأفضل عمر لتعويد الطفل على الصيام عندما يبلغ تسعة أعوام فيجب تعويده على أن يصوم اليوم كله رمضان كاملاً؛ لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ولا تكتفي بالصوم فقط في هذا السن بل ادعيه لصلاة التراويح، وإخراج جزء بسيط من مصروفه على سبيل الصدقة ليشعر بالفقراء، ولا تنسي أن تخبريه بأن قراءة القرآن في هذه الأيام المباركة لها عظيم الأجر والثواب .
اشرحي له فوائد الصوم
ــــــــــــــــــ في حالة أنك أنت التي تريدين ترغيب ابنك في الصيام يجب أن تأخذينه باللين والرقة، وأكدي له أن الله - عز وجل شأنه - قد فرض علينا الصيام كي نشعر بمدي جوع الفقراء حتى نحسن عليهم،هذا إلا أن رمضان فرصة عظيمة للتوبة والحرص على الصلاة ففيه يثقل الإنسان ميزانه حسناته وأعماله الصالة التي تدخله الجنة، ولكن ضعي في حسبانك يا عزيزتي أن ابنك لن يفهم هذا الحديث قبل أن يتم سبع سنوات أو ثماني على الأقل .
علميه معنى الصوم
ــــــــــــــــــ هذا كما ترى الدكتورة "نسرين بغدادي" أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن رمضان فيه الكثير من الحكم والعبر التي يجب أن تنقل للطفل.. أولها معني الصيام وهو الإحساس بالفقير.. ثم معني الزكاة والتصدق والتكافل، ثم الإكثار من العبادات.
فالطفل يجب أن يتعلم أن يصلي بالمسجد وكيف يقرأ القرآن.. فمعني الصوم السطحي وهو الامتناع عن الأكل والشراب ليس هدف شهر رمضان، بل التقوي وإصلاح السلوك هو الهدف الأكبر.
لا تفرضي الصوم عليه
ــــــــــــــــــ وإياك أن تجبري طفلك على الصيام إن لم يكن له الرغبة في ذلك وثقي أن العصبية والحزم لن ينتج عنهما إلا العناد؛ وضعي في حسبانك أن ابنك غير مفروض عليه الصيام قبل البلوغ فلا تقسي عليه فينفر ويفر من العبادات الصالحة .
ويؤكد الدكتور "عبد المعطي بيومي" عميد كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الطفل غير البالغ لا يفرض عليه الصيام، ولا يوجد نص صريح يلزم الطفل بالصيام؛ فالصيام للشخص البالغ القادر فقط.
ويضيف : أما إذا صام الطفل فلا ضرر وله ثوابه، والنص القرآني صريح يقول : "وما تفعله من خير يعلمه الله" ؛ أي حتي لو صام الطفل بعض يوم فله أجره وثوابه.
وينصح كل أسرة بأن تلزم طفلها عند الصيام بالصوم المتتابع أي أن تكون مدة صيامه واحدة طوال الشهر فلو صام اليوم كاملاً يكمل الشهر هكذا ولو صام نصف يوم يكمل الشهر هكذا أو يصوم حتى يعجز، فشرط التتابع ضروري مع النية.
ــــــــــــــــــ
الأعباء والرغبات، أو ألعاب الشوق والهوى النارية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* كلاوديا إنكلمان
حينما يُسأل الرجال والنساء على السواء، عما يفتقدونه فعلاً في علاقاتهم الزوجية، فيأتي الجواب من الرجال، أن ما يتمنونه على الأغلب فعلاً، إنما هو علاقة تتسم أكثر بطابعها الجنسي، أما ما يتمنينه النساء ويتشوقن إليه فعلاً، إنما هو علاقة تتسم أكثر بالأحاديث الثنائية الودية والملاطفات المتبادلة. يبدو الأمر في البداية، وكأن للطرفين رغبات مختلفة كلياً عن بعضهما، غير أن الدوافع التي تكمن وراء هذه الرغبات متماثلة: كلٌ منهما يتوق إلى المزيد من المودة والقرب! كلٌ منهما يتوق نحو الشعور بأنه محبوبٌ فعلاً.
- الشوق نحو المودة والرومانسية؟
اعرف طريقك وطريق شريك(ة) حياتك بشكلٍ أفضل، فحينئذ ستوفر عليك اختبار شتى التجارب المؤلمة.
ثمة طريقان لتحقيق القرب والمودة والإلفة: الجنس والرومانسية. هو يفضّل الطريق المباشر، فيما تشق هي لنفسها طريقاً غير مباشر. غالباً ما يكون أن يريد هو الجنس أولاً. ثم الرومانسية، فيما تجد هي نفسها مضطرة لأن تشبع حاجتها إلى الرومانسية، ومن ثم لأن تكون مستعدة لما يلي الرومانسية في نظرها. وهو الجنس. ويكمن الحلّ هنا في إبداء كل منهما استعداده للتقرب من الآخر، وفي عدم اتهام كل منهما للآخر بنواياه غير السليمة. لكل من الطريقين أحقيته ومزاياه، ولذا فمن المفيد السعي للاستفادة من كلا الطريقين معاً: أحياناً هذا، وأحياناً ذاك.
هو يعرف بالمناسبة، طريقاً ثالثاً لتحقيق القرب: مجرد وجوده (الصامت)! هو يعتقد أن وجوده بجسده ينبغي أن يمثل في الواقع إشارةً لها عن مدى أهميتها بالنسبة له. وعن مدى حبه لها!
- نصائح للرجل:
ربما غالباً ما حصل ن استغربتم عدم اهتمام زوجاتكم بالجنس كثيراً. إن كان الأمر كذلك فعليك في البدء أن تفكر جيداً، فيما لو كنت مُشبعاً فعلاً للحاجات العاطفية لزوجتك، هناك الكثير من الأسباب الوجيهة المرتبطة بفقدان المرأة لرغبتها، فينبغي عليك بالتالي أن تجيب على التساؤلات التالية:
هل اهتَّميتُ بالفعل في الأيام الأخيرة بحاجاتها العاطفية؟
هل هي مستغلّة إلى حدٍ كبير؟ إذا كان الجواب "نعم"، فهل أنا ساعدتها بأي شكلٍ من الأشكال؟
هل اعتنيت بنفسي من الناحية الجسدية بالشكل الأمثل؟
هل لمستُها بحنان أو قبَّلتُها مراتٍ عدّة في اليوم؟
هل أمنحها ما يلزم من الوقت، وما يلزم من الملاطفة، كي "تتهجي عاطفياً"؟
ملاحظة:
حينما تعاني زوجتك لفترة طويلة من "عدم الرغبة" تجاهك، فيمكن بالطبع أن يكون لذلك أسبابٌ عديدة، ينبغي النظر إليها وتدقيقها ملياً من وجهة نظر طبية. إن هرمون التستوستيرون عاملٌ هام جداً لتوليد الرغبة، سواء لدى المرأة، أو لدى الرجل. إنه لمن المهم، أن يوصف للنساء مستحضرات الإستروجين، ولكن الأطباء نادراً ما يعيرون اهتمامهم هنا، فيما لو كانت قيم التستوستيرون نظامية أم لا. الفحص هنا هامٌ نسبياً. لقد بات من المعروف اليوم، أن أعداداً هائلة من العقاقير الطبية، تعمل على إعاقة آلية الشهوة بشكل بالغ (مثل حبوب منع الحمل، أو مثبطات الاكتئاب، أو المهدئات، أو الحبوب المنومة، أو مضادات الهيستامين، أو مخفضات ضغط الدم.. إلخ). لا شك أنه ينبغي مراعاة سائر مجالات الحياة.
حينما تعاني المرأة على سبيل المثال من الإرهاق المزمن أو من ضغط العمل المتواصل، فلا غرابة هنا إذن، في تلاشي الرغبة نحو الجنس بشكلٍ تدريجي.
- نصيحة للنجاح:
امنحها الرومانسية اللازمة! حقق لها حاجاتها العاطفية، وامنحها الشعور بأنها امرأة جذابة ورائعة! امنحها المزيد من الرعاية والاهتمام، وضعها دوماً في محور اهتماماتك. إن هذا لَهُو السبب الرئيسي لرغبة النساء عموماً في الذهاب مع أزواجهن لتناول الطعام خارج المنزل. إنهن بذلك يكسبن أزواجهن لهنّ فقط، ويستمتعن هنا باهتمام أزواجهن الكلي بهن. ربما يكون الشكل الأمثل مجرد أمسية لقاء: ربما تكون مستعداً لأن تحدد موعداً مع زوجتك، لمرة واحدة في الأسبوع، وفي اليوم نفسه كل مرة. ثمة رونقٌ مميزٌ تتألق به الحياة الزوجية، حينما يخرج الإثنان معاً كمجرد عاشقين مغرمين، وليس كزوجين.
اختبر نفسك:
ما هو الفعل الأكثر رومانسيةً، الذي سبق أن قمت به في حياتك؟
متى كانت المرة الأخيرة التي كنتَ بها رومانسياً فعلاً؟
ما الذي يمكنك فعله، لكي تمنحها الشعور بأنها مميزة فعلاً؟
اعمل على ملء "صندوق علاقتك" بدفعات صغيرة وكثيرة على الدوام وباستمرار، الأكثر أهمية في هذا السياق. إنما هو إشارات الولع والهيام، ولمسات الحب والحنان الجسدية!
يمكنك تخطيط تلك الاهتمامات الصغيرة. ربما يمكنك تدوينها كذلك في مفكرتك. ربما تقول في نفسك الآن، إن ذلك لا يبدو عفوياً ورومانسياً جداً. لا ضير في ذلك، فالمهم هو ما تفعله في النهاية.
تمرين:
اعمل على إسعاد شريك حياتك.
بمَ يمكنني إسعاد أميرة قلبي في الأيام العشرة المقبلة؟
هل أنت مستعدُ فعلاً لجلب المزيد من الولع والشوق والهوى إلى حياتك؟ إن كان جوابك "نعم"، فينبغي عليك إذن أداء العادات الجديدة التالية: حينما تغيب شريكة حياتك عن أنظارك لساعاتٍ طويلة، فاستقبلها بقبلة على الفور بمجرد رؤيتها! لا أعني هنا مجرد قبلة صغيرة، وإنما قبلة حقيقية لا تقل مدتها عن عشر ثوانٍ! فالقبلة تمثل في الحقيقة أحد أبرز الأفعال الحميمة فيما بين شخصين، وهي صلة الوصل المباشرة إلى القلب، فضلاً عن كون القبلة مفيدة لصحة الانسان، وتعمل على إفراز هرمونات السعادة!
لقد عملت الدكتورة إلن كرايدمان على نشر تقنية قبلة العشر ثوان، في الولايات المتحدة الاميركية بحماسٍ شديد. ففتحت بذلك سبيلاً رائعاً لإعادة إشعال نار الهوى والحب في القلوب من جديد.
اختبر نفسك:
متى كانت المرة الأخيرة التي قبّلت فيها شريكة حياتك تقبيلاً حقيقياً؟
كم مرة في الأسبوع تقبِّل شريكة حياتك؟
الصوت ونبرة الكلمة هي وسائط الحب المؤثرة لحاسة السمع. من المعروف أن نبرة الصوت والعباراتن المؤكدة تزيد من حدة تهييج المرء. من المعروف أيضاً أن المرأة على وجه العموم تشجعها الكلمات وتحرك مشاعرها. دعها تدرك بوضوح، من خلال الكلمات، كم أنت معجب بها الآن جداً، تماماً كما كنتَ في الماضي، وكما ستظلّ في المستقبل!
تذكَّر كذلك دوماً أن المرأة تعشق التغيير. لا ينبغي عليك أن تخطط لتجعل من الأمر قضيةً كبرى في كل مرة، ولكن يُنصح أن تتخذ لنفسك الوقت الكافي واللازم ـ ولو لمرة أو مرتين على الأقل شهرياً ـ لكي تقدم لها شيئاً جديداً في هذا المضمار. كتخصيص عطلة نهاية أسبوع كاملة لأغراض الحب.
- نصائح للمرأة:
هو يحبّ أن تكوني مولعة به جداً، وهو يبحث باستمرار وفي كل فرصة سانحة، عن القرب منك. صدِّقيني أنه مستعد لأن يحقق لكِ كل رغباتك، وبكل سرور، وذلك إن حققتِ له حاجاته العاطفية من كل قلبكِ! لا يعني ذلك، أن عليك أن تتنازلي عن حاجاتكِ، ولكن توجهي إليه باستمرار بين الحين والآخر، واسعي خلال ذلك لفهمه وفهم مقاصده. معظم الرجال يحبون جداً. وإلى أبعد الحدود، أن تكون زوجاتهم هي المتسلمة على الأغلب لزمام المبادرة.
غير أن الكثير من النساء، مُجبَلاتٍ بطباعهنّ، على الانتظار، ريثما يحضرهن المزاج الجيد. غير أن الشهية غالباً ما تأتي أثناء الطعام. هذا يصحّ كذلك لحياة الحب والشوق والهوى، ولذا فمن المفيد على الأغلب. تسلُّم زمام المبادرة، في ظل التيقن الباطني بأن نار الحب والشوق والهوى ستشتعل حتماً. أحياناً تكون شعلة صغيرة دافئة فقط، وأحياناً تنمو تلك الشعلة لتصبح ناراً هائلة، أو بركاناً ثائراً. هما تقرَّبا من بعضهما، على كل حال، أكثر وأكثر، ولم يدعا الفرصة تفوتهما.
معظم النساء تعتريهن مشاعر الإحباط والإرهاق، لأنهن يحاولن يومياً وباستمرار لأن يجعلن من الزوج "امرأة مثالية" هن يخففن عن أزواجهن الكثير من الأعباء، ويرتبن وراءهم الأمور التي يتركونها كما هي، ويقفن للعمل لساعات طويلة في المطبخ.
هل تعتقدين فعلاً أن زوجك قد تزوجكِ لأنك ربة منزل ممتازة؟ عليكِ أن تقرري تماماً، فيما و كنت حبيبته، أو فيما لو كنتِ ربة منزله الممتازة. إنكِ تظلين جذابة في نظر زوجكِ، طالما أنه يستطيع إدراك أنه قادر على جعلكِ سعيدة فعلاً. فقط حينما يشعر زوجك، في سياق علاقتكما الزوجية، أنه ناجحٌ وسعيد، فإنه سيعمد لتحقيق رغباتكِ من كل قلبه.
- ملاحظة هامة:
اعلمي أنكِ حينما تكونين مولعة بزوجكِ فعلاً، وتشعرين بالسعادة والدفء بجانبه ـ كما في النهار كذلك في الليلة ـ فاعلمي أنه لن ولن يبحث هنا بالتأكيد عن سعادته لدى امرأةٍ أخرى.
- نصيحة للنجاح:
امنحيه الحياة الجنسية التي يحتاجها ويتوق إليها. الرجال يحبون ذلك. كيف يمكنكِ أن تجعليه أكثر سعادة؟ بأن تظهري له بأنك مولعةٌ به فعلاً، وبأنك تستمتعين بلعبة الحب فيما بينكما إلى أبعد الحدود.
الرجال "كائنات تتبع بصرها"، بمعنى، هم يُثارون بما يشاهدونه مباشرةً! اعملي إذن على اكتشاف نمط اللباس الخاص بكِ، والذي يُعجبه، وارتديه أمامه! ربما تكون المقارنة التالية مناسبة في هذا الصدد: إذا أردتِ صيد السمك، فينبغي عليكِ أن تعلقي على طرف السنّارة شيئاً ما تحبه الأسماك. عليكِ إذن التخلص من سائر "قاتلات الحب" القابعة في درج البياضات الخاص بكِ في خزانة ملابسك.
سيساعدكِ هو بالتأكيد في اختيار وشراء بياضات جديدة لكِ، وسيفعل ذلك بكل سرور. اعملي إذن على أن تظلي "عشاء عينيه الفاخر" الذي يعشقه ويشتهيه، ولا تتهاوني في ذلك. لا يتعلق الأمر هنا، بأن مظهرك يجب أن يكون مثالياً دوماً، وإنما يتعلق الأمر بأن تمنحيه مما لديك، ما يمكن أن ينظر إليه بمنتهى الشوق والرغبة، وبأن تشعري في الوقت نفسه بأنه مولعٌ بكِ.
هل اتخذتِ قرارك بشأن الدور الذي تريدين لعبه في سياق علاقتكما الزوجية. آمل أن لا يكون دوركِ هنا، دور "والدته"، وإلا فسرعان ما سيتلاشى أي نوعٍ من أنواع الولع والرغبة من حياتكما، أقعلي عن تخفيف أعباء العمل عنه باستمرار، وتحولي لتصبحي معلِّمة محترفة في "فن تشجيع الرجال".
أعلميه عن رغباتك بمنتهى الحب والحنان، واجعليه يشعر بأنه رجلٌ فعلاً. إن الاختلافات القائمة فيما بين الجنسين على وجه الخصوص هي التي تعمل على توليد الرغبة والولع فيما بينهما. حينما توجهين له انتقاداتك بكثرة، فيمكن أن ينتهي الأمر هنا لأن لا يرتاح كثيراً للعبة الحب المتبادلة، أو لأن تصبح تلك اللعبة مرهقة بالنسبة له إلى حد ما، أو لأن يسعى لمعاقبتك عفوياً، وبسكونٍ تام، من خلال إبداء مشاعر عدم الرغبة تجاهك. ومن ناحية أخرى، فحينما يحصل أن تصدّيه وترفضيه باستمرار حينما يرغبك فعلاً، فيمكن أن ينتهي به الأمر هنا، لأن يستسلم وهو محبطٌ كلياً. ويصل به الأمر لأن لا يحاول معكِ من جديد، نظراً لخشيته من أن يستقبل منكِ جرعة ألم جديدة من خلال صدِّك له مجدداً.
كوني له صديقة حنونة، وحبيبة مغرمة، فإنك بذلك تحققين الكثير مما تتوقين إليه فعلاً.
ــــــــــــــــــ
اختبار ذاتي حول الأمن النفسي في الحياة الزوجية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة هذه أفكار ومواقف وأراء مما له علاقة بالأمن النفسي ومشاعر الثقة والرضى في الحياة الزوجية بعضها صحيح وبعضها غير صحيح وإن كان شائعاً ويتبناه كثيرون.
أدرسا هذه الأفكار ودونا تعليقكما عليها، ثم انظرا في الإجابة النموذجية والتقويم:
الزوج:
1- أشعر بالأمن النفسي والسكينة لأن زوجتي متدينة.
2- الحب الزوجي بما يتضمنه من غنى عاطفي ومادي سبب مهم للأمن النفسي.
3- لا شيء يشعر بالأمن النفسي مثل المال.
4- أشعر بالراحة النفسية بين الأصدقاء أكثر مما أنا عليه في البيت.
5- تشعرني بالقدرة على التحكم بالعواطف بمزيد من الأمن النفسي.
6- الحوار الهادئ النابع من المشاعر يسمح بالتفاهم.
7- يغمرني الشعور بالسعادة عندما أكون بالسيارة مع أطفالي وأمهم في طريقنا إلى نزهة أو تسوق.
8- لا أشعر بالسعادة النفسية عندما نشترك جميعاً أنا وزوجتي والأولاد في إعداد المائدة.
9- أكره الحديث عن المستقبل وكل ما يتعلق بإدارة المنزل ووضع الخطط.
10- الجلسات الحميمة في المنزل تشعرني وزوجتي بمزيد من الأمن والهدوء النفسي.
الزوجة:
1- مع الإيمان والتقوى أشعر بمزيد من الثقة بنفسي.
2- التعاون والتفاهم والعمل مع زوجي على حل مشاكل العائلة منبع لكثير من الأمن النفسي.
3- لا شيء كالمقتنيات الثمينة والأموال يشعر المرء بالأمن والسعادة.
4- لا أحس بكثير من الأمن النفسي مع زوجي لأنه غير ديمقراطي.
5- يشعرني صوت زوجي يسأل عني بالهاتف وعما أريد بكثير من الأمن والسعادة.
6- لا أحب أن يتدخل زوجي في شؤوني الخاصة لأن ذلك يشعرني باهتزاز ثقتي بنفسي.
7- أشعر بسعادة عظيمة عندما أعد المائدة والأطباق المفضلة لزوجي وأولادي.(54/112)
8- لا أحب أن يحاسبني زوجي ولا أحب أن يشك في أقوالي وأفعالي.
9- الكذب الأبيض يشعرني بالأمن النفسي.
10- تشعرني مساعدة زوجي لي واهتمامه بي وبأطفالي بالكثير من الأمن والسعادة النفسية.
التقويم:
1- ضع درجتين كل إجابة صحيحة
2- إذا كان مجموع درجاتك:
أ - (19-20) ممتاز// حياتك العائلية سعيدة تغمرها الثقة والمحبة والتعاون.
ب - (18) جيد جداً// تتمتع بالأمن والاستقرار.
ج- (16-17) جيد // عليك زيادة نقاط الإلتقاء والتفاهم لزرع الثقة في أسرتك.
د- (15-16) وسط // إقراء الملاحظات السابقة للفقرة ج.
هـ أقل من (15) // أعيد النظر في مفاهيمك العائلية
الإجابة الصحيحة:
1- الإجابة صحيح للبنود (1–2 – 5- 7-10).
2- الإجابة بخطأ للبنود ( 3-4-6-8-9)
ــــــــــــــــــ
طفلي يخاف من المدرسة.. ماذا أفعل؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
مجاهد مليجي
أكد خبراء علم النفس والتربية أن الخوف من المدرسة مشكلة تواجه الأسر المختلفة مع بدء العام الدراسي، ويأخذ أشكالاً مختلفة طبيعية ومرضية حسب طبيعة العلاقة بين الطفل والأم والبيئة المحيطة، وأنه كلما اتسعت دائرة معارفه بالإضافة إلى الأم كان ذلك بمثابة حماية للطفل من الخوف والاضطراب النفسي أثناء دخول المدرسة، وينصحون المسئولين بأن يقيموا مِهرجانات احتفال ببدء العام الدراسي؛ لتحبيب الأطفال فيها، كما ينصحون أولياء الأمور باصطحاب أبنائهم إلى المدرسة والبقاء معهم أول يوم من أجل مساعدتهم على التواصل مع المدرسة.
أنواع الخوف:
الخوف من المدرسة نوعان: أحدهما طبيعي، والآخر مرضي. هذا ما أكده في البداية الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، مؤكدًا أن الخوف العادي السوي هو بسبب النقلة التي تعرض لها الطفل فجأة من بيئة اجتماعية، وهي البيت إلى بيئة جديدة وهي المدرسة ، خاصة نع تغيير المدرسة لتغير محل الإقامة أو اللإنتقال لمرحلة دراسية جديدة، لا يجد فيها عناية مركزة مثل البيت، ويرى زملاء جدد وهو خوف عادي يمكن أن يزول مع الوقت ويتأقلم معه ويتفاعل مع بعض الأنشطة الموجودة بالمدرسة ويصبح الطفل محب للمدرسة.
ويوضح أن الخوف المرضي غير الطبيعي ينتج عن ارتباط الطفل بالبيت بصورة مبالغ فيها نتيجة تعلقه بالأم أو تدليلها الشديد له، وبالتالي تظهر رغبته في عدم الانفصال عنها ورفضه الذهاب إلى المدرسة، ونتيجة الضغط وإصرار الأسرة على استقلاله تضطرب نفسية الطفل.
ويرى د. صبحي أن حل هذه المشكلة في الثقافة والوعي التربوي بالسمات العامة لكل مرحلة، فضلاً عن التدرج في انفصال الطفل عن أسرته والقيام برحلات استكشافية لمدرسة الغد، والتعرف على مبانيها وأسوارها وبعض مدرسيها قبل بداية العام الدراسي، وبهذا الاحتضان والتشجيع من جانب الأسرة يتغلب الطفل على ما يواجهه من مشاكل.
أما بالنسبة للخوف الطبيعي فهو شيء فسيولوجي يحدث نتيجة الذهاب لمكان جديد ومجتمع أوسع من مجتمع الأسرة دون تهيئة، وهذا يحدث للكبار أيضًا إذا أقبلوا على عمل جديد.
وإذا كان بعض الأطفال يخافون من الذهاب إلى المدرسة فإن هناك فئة أخرى ترفض الذهاب تمامًا إليها ربما بسبب قسوة بعض المدرسين أو للواجبات الكثيرة أو عدم الاهتمام بمشاعر الطفل، والتعامل معه بصورة لا آدمية، والأخطر، ما نلاحظه من اختفاء أبوة المدرس التي تفشت بسبب عدم إعداد المعلم تربويًّا.
أمي ..أمي:
بينما ترى الدكتورة سناء أحمد أستاذة الصحة النفسية بجامعة القاهرة أن الطفل الذي يدخل المدرسة لأول مرة قد يسبب له ذلك أزمة نفسية، خاصة الأطفال المرتبطين بأمهاتهم بصورة قوية للغاية تصل إلى حد الحالة المرضية، وتشجع للأسف الأم طفلها على هذا الارتباط بدلاً من أن تساعده على توسيع المجتمع الذي يعيش فيه تدريجيًّا، باعتبار أن الأم هي بيئة الطفل الوحيدة خلال أول عامين، ثم بعد ذلك تتسع دائرة بيئته لتشمل والده ثم أعمامه وجدته وأقاربه من الأطفال المماثلين له في العمر، ويقع على عاتق الأم هذه المهمة حتى تمهد لطفلها الانتقال إلى روضة أطفال وحضانة، ثم بعد ذلك المدرسة، وحتى لا يرتبط الطفل بها بعلاقة وطيدة يصعب كسرها في بداية الالتحاق بالمدرسة.
وغالبًا ما يُصاب هؤلاء الأطفال نتيجة الارتباط بالأم بارتفاع في درجة الحرارة وزيادة في ضربات القلب، ويُصاب بمغص وقيء وتبول لا إرادي، والسبب نفسي وليس عضويًّا، مما يسبب إرهاقًا للوالدين عندما يعرض على طبيب عضوي ولا يجد عنده شيئًا، وهنا يبرز دور الأم التي لم تعمل حسابًا لهذا اليوم، ولكي تتفادى هذه المشكلة تذهب معه أول يوم إلى المدرسة، وثاني يوم تقضي معه نصفه، وهكذا بالتدريج حتى ينفصل عنها تدريجيًّا، ثم تختار له مدرسة عطوفة متفهمة تحل محلها بالنسبة للطفل كنوع من العلاج الذي غالبًا ما يعاني منه الطفل الأول، والمدلل، والمرتبط بالأم بصورة شديدة خاصة في حالة سفر الأب أو انشغاله التام عنهم.
وهناك أوقات قد يرفض الطفل فيها الذهاب إلى المدرسة عندما يقترب موعدها؛ لأن المناهج كانت صعبة وفترة المدرسة فترة حبس لحرية الطفل وشقاء وضرب من المدرسين في نفس الوقت، وزعيق (وشخيط) وشد أعصاب وامتحانات ... إلخ. وهؤلاء الأطفال من هذه العينة التي تكره المدرسة ولا ترغب في الذهاب إليها تأتي لها أعراض نفسية جسمية أو جسمية، علاوة على فزع أثناء النوم وكوابيس.
وتقول د. سناء: إن الحل لمواجهة هذه المشكلة أن نحاول تغيير الصورة السلبية العالقة بذهن الطفل عن المدرسة خلال العام المنصرم، وإقناعه بأن المدرسة ستكون هذا العام أحسن من العام السابق، ولا بد أن تقوي الأم علاقتها بالمدرسة والبحث عن مُدرِّسة حنونة غير عنيفة تحتضن الطفل في هذه الحالة؛ لأن هناك أطفالاً حساسين للغاية، ويهدفون إلى الكمال خاصة بين الأولاد عنها بين البنات؛ حيث يحرص الولد على الحصول على الدرجات النهائية، ويخاف ضياع درجات منه فيصاب بالقلق النفسي، هذا فضلاً عن أن الطفل الذي قد حدث له شيء مشين في المدرسة كاعتداء جنسي أو أهين أمام أصحابه أو ما شابه ذلك، فإنه يظهر عليه أعراض "نفسية/ جسمية" مع حلول موعد المدرسة، وهنا على الأم أن تذهب به إلى الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة، ثم تعرضه على طبيب نفسي لعلاجه من الإصابة بانعدام الثقة، نتيجة لما تعرض له في المدرسة حتى إذا لزم الأمر يتم نقله من المدرسة.
عقاب للأهل؟
وتضيف: إنه من أسباب عدم الذهاب إلى المدرسة قد يكون معاندة الطفل للأب والأم؛ فيصر على عدم الذهاب إلى المدرسة ظنًّا منه بأنهم المستفيدون من ذهابه إليها، وفي هذه الحالة نبحث عن السبب داخل منزل الطفل ويمكن أن يكون خلافات بين الأب والأم أو زواج الأب وهجر الأم. ويكون سلوك الطفل في هذه الحالة نوع من العدوانية ضد أبيه أو ضد الأم عندما تنشغل عنه وتهمله، كما أنه من الأسباب أيضًا أن الطفل قدراته ضعيفة، وهو في مدرسة عادية، وهو لا يستطيع أن يُحصِّل وتعرض للإحراج والإهانة من المدرس أمام الفصل وضحك عليه زملاؤه؛ فهنا يقرر عدم الذهاب مطلقًا مرة أخرى، موضحة أن هذه الحالة لا بد أن يتم فيها إجراء اختبارات ذكاء تناسب قدراته؛ حيث هناك مدارس متعددة في دول الخليج وبعض الدول العربية لمن يعانون من نقص في الذكاء عن المتوسط أو يعانون من تشتت الأفكار وعدم الانتباه أو المشاكل الأسرية، كل ذلك لو لم يتم التغلب عليه من الممكن أن يجعل الطفل عدوانيًّا تجاه الآخرين؛ لأنه يشعر بأنهم أحسن منه وتتولد لديه انعدام الثقة.
الهروب:
وتشير الخبيرة التربوية إلى ظاهرة هروب الطفل من المدرسة، معللة ذلك بأنه نوع من الانحراف في السلوك نتيجة التعرف على شلة فاسدة، أو نتيجة ضعف الإمكانات الذهنية له، أو عدم القدرة على التركيز وعدم ملائمة النظام التعليمي له، أو الطفل في حد ذاته منحرف سلوكيًّا، وبيئته تساعده على ذلك؛ فيتجه نحو إدمان والمخدرات والإجرام، فضلاً عن أنه من السهل أن يكذب ويسرق ويوقع بين أفراد أسرته بنقل الكلام.
ويرى عبد التواب يوسف أديب الأطفال ومستشار الطفولة بالمجلس الأعلى للطفولة بالقاهرة أنه يجب أن تخطط الأسرة الواعية لتدريب الطفل على البعد عن المنزل لبعض ساعات في اليوم في دور الحضانة تمهيدًا لدخوله المدرسة، وذلك لإتاحة الفرصة له للتعامل مع الآخر؛ لأنه أمر غاية في الأهمية كما تحكيه لنا رواية روبنسن كروز التي تحاكي قصة حي بن يقظان.
ويضيف: إن واجب المدرسة لإزالة الرهبة من الأطفال الجدد والقدامى من بداية العام الدراسي الجديد لا بد أن يكون من خلال حفل استقبال لطيف يحبب المدرسة إلى نفوس الأطفال في أيامه الأولى، كما يحدث في أوروبا وأمريكا بأنهم يقيمون الاحتفالات والكرنفالات الضخمة في الشوارع المحيطة بالمدارس، يسير بها الأطفال ابتهاجًا بالعام الجديد؛ حيث يقضي أولياء الأمور جزءاً كبيرًا من اليوم الأول مع أطفالهم في هذه الاحتفالات بالمدارس، كما يجب على هيئة التدريس في مدارس الأطفال الابتدائية أن يكون لديهم مهارة التعامل مع الأطفال، وتحبيب المدرسة إليهم في الأيام الأولى على وجه الخصوص، وتدربهم على التعاون مع الآخرين واللعب معهم، وخلق صداقات جديدة؛ حيث يقول كتاب لليونسكو: "إن أُمًّا صَاحَبت طفلها إلى المدرسة في أول يوم، ووجدته مستغرقًا في التفكير؛ فسألته: فِيمَ تفكر؟ فأجاب: أفكر كيف أكون صديقًا لزملائي الأطفال، سألته: وهل وجدت الطريقة؟ أجاب: نعم، أتلفت حولي، فإذا وجدت زميلاً في حاجة للمساعدة بادرت بمساعدته، وبذلك نصبح أصدقاء" وهكذا هذا التدريب يزيل الخوف من نفوس الأطفال تجاه مدارسهم ويحببها إليهم.
ــــــــــــــــــ
للتوفيق بين الزوجة والوالدين.. افعل التالي
إن الزوج قد يحار في التوفيق بين زوجته ووالديه؛ إذ قد يبتلى بوجود نفرة بين والديه وزوجته؛ فقد تكون زوجته قليلة الخوف من الله، محبة للاستئثار بزوجها.
وقد يكون والداه أو أحدهما ذا طبيعة حادة؛ فلا يرضيهما أحد من الناس، وربما ألحا على الابن في طلاق زوجته مع أنها لم تقترف ما يوجب ذلك، وربما أوغرا صدره، وأشعراه بأن زوجته تتصرف فيه كما تشاء، فصدق ذلك مع أنه لم يعطها أكثر من حقها، أو أنه قد قصر معها- فما الحل – إذا – في مثل هذه الحال؟
هل يقف الإنسان مكتوف الأيدي فلا يحرك ساكنا؟ هل يعق والديه، ويسيء إليهما، ويسفه رأيهما، ويردهما بعنف وقسوة في سبيل إرضاء زوجته؟ أو يساير والديه في كل ما يقولانه في حق زوجته، ويصدقهما في جميع ما يصدر منهما من إساءة للزوجة مع أنها قد تكون بريئة ووالداه على خطأ ؟ لا، ليس الأمر كذلك، وإنما عليه أن يبذل جهده، ويسعى سعيه في سبيل إصلاح ذات البين، ورأب الصدع، وجمع الكلمة.
ما له وما عليه
إن قوة الشخصية في الإنسان تبدو في القدرة على الموازنة بين الحقوق والواجبات التي قد تتعارض أمام بعض الناس، فتلبس عليه الأمر، وتوقعه في التردد والحيرة. ومن هنا تظهر حكمة الإنسان العاقل في القدرة على أداء حق كل من أصحاب الحقوق دون أن يلحق جورا بأحد من الآخرين. ومن عظمة الشريعة أنها جاءت بأحكام توازن بين عوامل متعددة، ودوافع مختلفة، والعاقل الحازم يستطيع- بعد توفيق الله- أن يعطي كل ذي حق حقه, وكثير من المآسي الاجتماعية، والمشكلات الأسرية تقع بسبب الإخلال بهذا التوازن- ومما يعين على تلافي وقوع هذه المشكلة أن يسعى كل طرف من الأطراف في أداء ما له وما عليه.
إرشادات
وفيما يلي إرشادات، وإرشادات عابرة تعين على ذلك:
وهذه الإشارات، والإرشادات تخاطب الابن الزوج، وتخاطب زوجته، وتخاطب والديه وخصوصا أمه.
أولاً: دور الابن الزوج:
مما يعين الابن الزوج على التوفيق بين والديه وزوجته ما يلي:
أ - مراعاة الوالدين وفهم طبيعتهما: وذلك بألا يقطع البر بعد الزواج، وألا يبدي لزوجته المحبة أمام والديه، خصوصاً إذا كان والداه أو أحدهما ذا طبيعة حادة، لأنه إذا أظهر ذلك أمامهما أوغر صدريهما، وولد لديهما الغيرة خصوصا الأم.
كما عليه أن يداري والديه، وأن يحرص على إرضائهما، وكسب قلبيهما.
ب -إنصاف الزوجة: وذلك بمعرفة حقها، وبألا يأخذ كل ما يسمع عنها من والديه بالقبول، بل عليه أن يحسن بها الظن، وأن يتثبت مما قال.
ج- اصطناع التوادد: فيوصي زوجته- على سبيل المثال- بأن تهدي لوالديه، أو يشتري بعض الهدايا ويعطيها زوجته؛ كي تقدمها للوالدين- خصوصاً الأم- فذلك مما يرقق القلب، ويستل السخائم، ويجلب المودة، ويكذب سوء الظن.
د- التفاهم مع الزوجة: فيقول لها- مثلا- إن والدي جزء لا يتجزأ مني، وإنني مهما تبلد الحس عندي فلن أعقهما، ولن أقبل أي إهانة لهما، وإن حبي لك سيزيد وينمو بصبرك على والدي، ورعايتك لهما. كذلك يذكرها بأنها ستكون أما في يوم من الأيام، وربما مر بها حالة مشابهة لحالتها مع والديه؛ فماذا يرضيها أن تعامل به؟ كما يذكرها بأن المشاكسة لن تزيد الأمر إلا شدة وضراوة، وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه.. وهكذا.
ثانياً: دور زوجة الابن:
أما زوجة الابن فإنها تستطيع أن تقوم بدور كبير في هذا الصدد: ومما يمكنها أن تقوم به أن تؤثر زوجها على نفسها، وأن تكرم قرابته، وأن تزيد في إكرام والديه، وخصوصا أمه؛ فذلك كله إكرام للزوج، وإحسان إليه. كما أن فيه إيناسا له، وتقوية لرابطة الزوجية، وإطفاء لنيران الفتنة.
وإذا كان الزوج أعظم حقا على المرأة من والديها، وإذا كان مأمورا- شرعاً – بحفظ قرابته، وأهل ود أبيه، تقوية للرابطة الاجتماعية في الأمة، فإن الزوجة مأمورة شرعا بأن تحفظ أهل ود زوجها من باب أولى؛ لتقوية الرابطة الزوجية.
ثم إن إكرام الزوجة لوالدي زوجها- وهما في سن والديها- خلق إسلامي أصيل، يدل على نيل النفس، وكرم المحتد.
ولو لم يأتها من ذلك إلا رضا زوجها، أو كسب محبة الأقارب، والسلامة من الشقاق والمنازعات، زيادة على ما سينالها من دعوات مباركات.
كما أن على الزوجة ألا تنسى- منذ البداية- أن هذه المرأة التي تشعر بأنها منافسة لها في زوجها هي أم ذلك الزوج، وأنه لا يستطيع مهما تبلد فيه الإحساس أن يتنكر لها؛ فإنها أمه التي حملته في بطنها تسعة أشهر، وأمدته بالغذاء من لبنها، وأشرقت عليه بعطفها وحنانها، ووقفت نفسها على الاهتمام به حتى صار رجلا سويا.
كما أن هذه المرأة أم لأولادك- أيتها الزوجة – فهي جدتهم، وارتباطهم بها وثيق؛ فلا يحسن بك أن تعامليها كضرة؛ لأنها قد تعاملك كضرة، ولكن عامليها كأم تعاملك كابنة، وقد يصدر من الأم بعض الجفاء، وما على الابنة إلا التحمل، والصبر؛ ابتغاء المثوبة والأجر. فإذا شاع في المنزل والأسرة أدب الإسلام، وعرف كل فرد ماله وما عليه سارت الأسرة سيرة رضية، وعاشت عيشة هنية.
واعلمي أن زوجك يحب أهله أكثر من أهلك، ولا تلوميه على ذلك؛ فأنت تحبين أهلك أكثر من أهله؛ فاحذري أن تطعنيه بازدراء أهله، أو أذيتهم، أو التقصير في حقوقهم؛ فإن ذلك يدعوه إلى النفرة منك، والميل عنك.
ــــــــــــــــــ
انقلاب المحبة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
خليل فاضل
بالرغم من كل ادعاءات لحظات الغضب, فإن المنطق يقول إن كل زوجين, لا بد, ربطت بينهما يوماً مشاعر المحبة. فما الذي يجعل هذه المشاعر تنقلب ـ بشكل عابر أو مقيم ـ إلى نقيضها?وهل من سبيل للاستدراك?
يكاد يجمع العامة والخاصة على أن ثمة مشكلة حقاً كبيرة تكمن في البيت العربي, تنال من العلاقات الإنسانية وعلى رأسها الزواج, فمن بيت رجل مثقف مقتدر ينهش زوجته وحش التوتر الداخلي والإحساس القاسي بعدم الأمان, يؤثر في نفسيتها ويظهر في حركة عينيها, يكاد يقفز مع إشارتها وإيماءاتها. يتساءل هو عن سر الفتور العاطفي النفسي الجسدي الذي اعترى زوجته فجأة, ويعلم أن أهم الأسباب قاطبة هو ذاك الإحساس المعذب بالخوف من المستقبل, من اختفائه من حياتها, وتحديداً الخوف من ارتباطه, أو زواجه بأخرى وهي تجد المبرر والدليل المعنوي قائلة في بساطة (نعم, أدرك أنه لا بد لغيري أن تحظى بما حظيت به أنا كل تلك السنوات السابقة, إنه زوجي والد أولادي الثلاثة, حبيبي ونور عيني) ـ يصمت الزوج يتأمل الفراغ والحوائط الممتدة, وعندما تختفي الزوجة من الجلسة يخبرني الزوج بصراحة أن مثل هذا الأمر قائم ما دامت تهمل في نفسها وتهملني, وما دامت تدع الخوف يتملكها إلى هذا الحد, ما دامت (نكدية). نعم هكذا رآها.
سائق تاكسي بسيط, يضحك في استخفاف, يصرح في حديث عابر أنه يمقت زوجته, وأنه يفتقد الحب والحنان,الرقة والمودة, وأنه ينفر من زوجته, لا يلتقيها إلا كل شهر إبقاء على العرف المتبع, يتهمها بالبعد عن الدين, بالثرثرة وبالهجوم الضاري المتوالي عليه وعلى أهله, نظرت إليه وسألته إن كان لديها هي, ملاحظات عليه, لم ينطق ببنت شفة, لكن الحال كانت واضحة في قسمات وجهه, وشعره الأشعث ونصف ابتسامته المجنونة.
البعض يقول إن الخلافات الزوجية شائعة لدرجة أنها تكاد تكون أمراً عادياً, والبعض الآخر يقول لا بد من الخلافات الزوجية لأنها مثل ملح الطعام, والبعض الثالث مختلف تماماً يقول إن تراكم مثل تلك المشاحنات يؤدي في النهاية إلى بئس المصير, وأنه يحفر في القلب وفي الذاكرة ما لا تحمد عقباه. وتمتلئ صفحات الصحف والمجلات برؤى معالجي القلوب وحلالي المشاكل, نقرأ عن قتل الأزواج, وعن قتل الزوجات, وعن قتل رجل لزوجته وأطفاله الأربعة بما يفوق أفظع مشاهد الرعب في السينما, وعن العنف الأسري الشرس والقبيح. يصل الأمرإلى الشرطة بسبب محاولة الزوجة الاستمتاع بمشاعر مطربها المفضل لأنها لا تجد رومانسية أو عاطفة في عش الزوجية,غير أن الرجل الشرقي يغار وينتهي الأمر إلى الشرطة, ويتهم البعض الزوجات بأنهن (فالصو) أو أنهن مصابات بـ (لوثة عقلية), دون التمعن في الظروف والأسباب التي أدت وتؤدى إلى ما آل إليه الأمر! إن الحياة اليومية مليئة بالمنفرات والمزعجات, والرجل أحياناً يكون مضغوطاً عليه في عمله, فيسقط أحزانه وربما اضطهاده على البيت, الزوجة الآن تعمل, تتعرض أيضاً للتحرش سواء كان ذلك في العمل أو في الشارع. يصب كل هذا في الدور النمطي الذي رسمه المجتمع للزوج والزوجة, بمعنى أن الواقع يكون في أغلب الأحيان غير المتوقع, من ثم فإن استمرار الزواج لا يعني النجاح, وأن الحفاظ على البيت والأولاد لا يعني السعادة.
إن أمور العائلة, الصداقات, المال, الجنس, تشكل بذور الخلاف الزوجي, الذي يصل بزوجة إلى الإصابة بما قد يصطلح عليه (الكحة العصبية) التي لا تشفى بأي دواء, لكن بالانتقال من سرير الزوجية. وهناك الزوج الذي لا يدري من أمر زوجته سوى جسدها, يغير عليها غيرة حمقاء, وهناك الزوجة المتسلطة التي تقهر زوجها ليل نهار, وهناك من تمنع الحب لتكسر أنفه وتذله فيهوى إلى دنيا أخرى من الليالي الحمراء أو الزواج المؤقت.
قالت زوجة إنها صحت من نومها في هدأة الليل لتذهب إلى دورة المياه, ولما عادت انتبهت إلى وجه زوجها وهو نائم, دار في ذهنها سؤال قاس وملح: (من هو هذا الغريب), زادت نسبة البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تناقش حكايا الناس المختلفة. لكن يبدو أن هناك خطاً أحمر لا يريد أي من الطرفين الاقتراب منه, ويبدو أننا ـ في أغلب الأحيان ـ نتحدث في القشور, وفي ظواهر الأمور, دون لبها ودون الغوص في أعماقها, ومن ثم فلا بأس من الحديث, لكن ما العمل?
يتضح مما لا شك فيه أن الخلافات الزوجية قد ازدادت بشكل يصعب التعامل معه, وأن نسبة الطلاق عالمياً ومحلياً في ازدياد. إذن ما السر وما هي الأسباب? هل على الزوجين فعلاً, كما قال رجل محبط زوجياً, أن يدير كل منهما ظهره للاخر, كالجند في الحراسة لكي يريا من أين يجيء الخطر ومن ثم يهاجمانه? أم يواجه كل منهما الاخر ليريا أيضاً من كل الجهات وذلك يحمل أيضاً ضرورة النظر في العينين, رؤية ملامح وقسمات وتعبيرات الوجه? ما هي الحكاية إذن? وهل من سبيل للتخفيف منها, إن لم يكن تفاديها? هل ذلك ممكن? أعتقد ذلك, وأملك هنا على هذه الصفحات حق التفاؤل, مجرد التفاؤل, وبعض الأفكار والآراء فقط, لا للنصائح, لا للوعظ والإرشاد ولا لتنصيب النفس حكماً في أمور يدركها أهل البيت حينما تغلق عليهم الأبواب.
إذن فلنر ولنبدأ بحكاية الصياد والسمك وشباك الصيد.
انتهى أحد العلماء المتخصصين في شئون الزواج إلى أن (الزواج) مثل (شباك الصياد), فالصيادون يرمون بشباكهم إلى البحر كل يوم, يصيدون السمك ويتوجهون إلى الأسواق لبيعه.
هناك صياد يأخذ السمك من الشباك كل يوم, لكنه يترك خلفه النفايات والطحالب وكل ما يجلبه البحر مع السمك, تتراكم كل تلك البقايا في الشباك لدرجة يصبح معها الصياد عاجزاً عن إنزال الشباك من القارب إلى البر, فجأة, وفي نوبة غضب, يمزق الشباك, يمضي إلى بيته خالي الوفاض, ومن ثم يعجز عن صيد أسماك أخرى, وينتظر فرج الله حتى يشتري شباكاً جديدة?
وهناك ـ أيضاً ـ صياد آخر, ينظف شباكه كل يوم, يأخذ منها السمك لبيعه, في كل مرة يحرص على أن تبقى شباكه نظيفة وفي حالة جيدة, ومن ثم فهو قادر في كل مرة يطرح فيها تلك الشباك على اصطياد أسماك جديدة وعلى بيعها, ومن ثم يضمن الرزق للعيش هو وأسرته.
إذا ما جازت المقارنة هنا, فإن تلك الاحتياجات العاطفية (الوجدانية) الزوجية التي تشبه تلك الأسماك, بينما تبقى النفايات والطحالب مكاره الزواج ومعوقاته, هي تلك العادات غير الطيبة والتي تتسبب في عدم السعادة ـ إن لم نقل (التعاسة). مثلاً, نوبات الغضب, الحكم على الطرف الآخر بشكل مهين, السلوك المزعج, الطلبات الأنانية وعدم الصدق والأمانة, إذا تجمع كل ذلك مع مرور الوقت فإن عبء حمله وتحمله سيفوق قدرة أي طرف, وسيدمر أي رغبة في تحقيق التصالح والتعاطف, وهنا قد يحدث الصمت المفزع, ثم الطلاق العاطفي, أو الهروب إلى العمل ساعات طويلة أو إدمان أي شيء, ثم الانفصال أو الطلاق الفعلي.
وهذا تحديداً هو موقف الصياد الأول الذي خسر شباكه ومزقها, خسر رزقه وانتظام حياته, أما الصياد الثاني الذي يخلص شباكه كل يوم من شوائبها, ويبقيها نظيفة فإنه كالزوج أو الزوجة التي تحرص على إزالة العقبات أمام أي فرصة لتحقيق التناغم ما دام ذلك بالإمكان.
أهم الاحتياجات العاطفية
ولا أعني بالعاطفية هنا كلمات الحب والغرام, لكن أعني تحديداً الود والرحمة, الاحتياجات الوجدانية والإنسانية بين الزوجين.(54/113)
الاحتياج العاطفي هو نوع من الشوق, والاحتياج إذا ما أشبع خلف وراءه سعادة جمة, سلاماً وطمأنينة, وإذا لم يشبع فسيترك شعورا بالتعاسة والإحباط, إذا أحصينا الاحتياجات العاطفية فلسوف نجدها ـ ربما ـ بالآلاف, تتراوح ما بين حفل ندعو فيه الأصدقاء إلى سندويتش طعمية من يدي الزوج أو الزوجة الحلوة, ربما كوب ماء يروي الظمأ, أو كوب شاي يعدل المزاج, وقد يكون مشاركة لمشاهدة برنامج تلفزيوني مفضل (معا), بالطبع تختلف هذه الاحتياجات وتلك طبقاً لمفهوم كل من الزوجين, ثقافتهما, وعيهما, انتمائهما, تحديداً تطلعاتهما, إمكاناتهما وتوجهاتهما, بشكل محدد هناك احتياجات عاطفية معينة, إذا ما أشبعت تحقق الحب وعمّت السعادة النفس وتوهجت بها الروح, وانتشى بها القلب. أهم تلك الاحتياجات العاطفية تشكل تلك اللبنة الأساسية اللازمة لبعث الدفء في أوصال عش الزوجية. لنتخيل معا أن زوجاً وزوجة يقرآن الآن هذه الدراسة, وإنهما يحتاجان إلى مشورة أو مساعدة تخص علاقة كل منهما بالآخر. إذن, فلنحاول معا أن نحدد ما هي أهم الاحتياجات العاطفية (الوجدانية) لكل منهما.
بمعنى ماذا يمكن أن يفعل كل منهما للآخر لكي يجعله سعيداً وفرحاً? إذا عرفنا ذلك, ربما, نستطيع أن ندرك كيف يمكن تحقيقه, سؤال مهم ومحرج! ترى كيف يحب كل منهما الآخر? هل برومانسية عبد الحليم حافظ (برغم أنها قد تكون مطلوبة أحياناً), وهل بغرام الخطبة ووهجها ـ هل هذا ممكن? ـ هل هو حب عملي فعلي متماسك?. إذا سألنا القارئ والقارئة, الزوج والزوجة, الآن عن أهم عشرة احتياجات عاطفية, فربما قال كل منهما (الإعجاب والتقدير, الحنان, الحوار مع الطرف الآخر, المساعدة في المنزل), (ليس بمعنى غسل الصحون فقط, وإنما المشاركة في هموم البيت والأولاد مثلاً), التعهد العائلي بـ (المسئولية الكاملة للأسرة, الدعم المادي, النزاهة والصراحة, الجاذبية, المشاركة في النشاطات الترفيهية, الإشباع الجسدي). من دون ادعاء بأننا سنقرأ أفكار القراء المتزوجين, لكن على ما يبدو أن ثمة سراً يقبع خلف خلافات الأزواج, بمعنى أننا على وشك أن نفهم لماذا من الصعب على الأزواج والزوجات إشباع حاجات الطرف الآخر, أو تلبية متطلبات وحاجيات كل منهما? غالباً أن كلا من الزوج والزوجة يذكر نفس الاحتياجات العاطفية (الوجدانية) لكن بترتيب مختلف تماماً, أو معكوس تماما,ً أي أن أهم خمسة احتياجات للرجل هي أقل خمسة احتياجات للمرأة, والعكس ـ بالطبع ـ صحيح. وهنا ـ هنا فقط ـ نكتشف أن الرجل والمرأة لم يختلفا, ولكنهما يفقدان تلك القدرة السحرية على الإحساس بالآخر, على التعاطف. إن كلا منهما, ربما حاول قدر جهده القيام بواجباته, لكن تلك الجهود غالباً ما كانت (غير موجهة), أو (في الاتجاه العكسي) فالذي توده الزوجة أكثر لا يوليه الزوج أي اهتمام وهكذا. وبالطبع, فإن كل إنسان مختلف ومتفرد وله خصوصياته, بمعنى أنه ربما نجد معظم الرجال يشتركون في أولوياتهم وهكذا النساء, لكن هذا لا يعني وجود أناس مختلفين تماماً, ومن هنا أود أن أدعو كلاً من الزوجين إلى نسيان (الدور النمطي) لكل منهما في المجتمع, ويحاولان ـ قدر الإمكان ـ تحديد أولوياتهما كما يودان فعلا ـ كأناس عاديين ـ لا كرجل وامرأة. وهنا ـ قد نصل إلى ما يريده الرجل من زوجته فعلاً, وما تريده المرأة من زوجها حقاً.
لكن أن تلبي احتياجات الطرف الآخر ـ فقط ـ فهذا نصف المشوار, لأنه إذا كان أحد الزوجين يبذل عطاءه, فيجب أن يتأكد أنه لا يودعها في مصفاة يتسرب منها كالماء, ويجب أيضاً ألا يتراجع أحد الطرفين ويسحب عرضه إذا عرض, فهذا الأمر سيسبب إزعاجا وحرجاً وإيلاماً, ومن ثم نستنفد طاقات المحبة والتفاهم ونترك وراءنا النفس قفراً يباباً.
ــــــــــــــــــ
مَن هما الوالدان الجيدان؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
هناك ثلاثة أصناف من الوالدين:
اللذين لديهما نيات حسنة وهما والدان جيدان.
اللذين لديهما نيات حسنة وهما والدان سيئان (لأنه تعوزهما المعلومات، والحدس، والتنظيم، والوقت، أو لأن لديهما هما، نفساهما، حاجات تخفي حاجات الأطفال).
الذين ليس لديهما نيات حسنة وهما ليسا والدين جيدين.
لن نتحدث عن الصنفين الأولين من الوالدين، إذ أننا نراهنّ بتفاؤل على أن الغالبية من قرّائنا لديهم نيات حسنة.
- الوعي:
كتب برن: "الشخص الواعي هو حيّ لأنه يعرف ما يحسّ به. وأين هو ومتى. يعرف أن الأشجار، بعد موته، باقية حيث هي، لكنه لن يكون هنا ليشاهدها، لذلك يريد أن يراها الآن قدر ما يمكنه من شدة".
النظر إلى أولادك قدر ما يمكن من قوة. معرفة أعمارهم، النظر إليهم كما هم، اعتبارهم ككائنات بشرية ذات قيمة لا نهاية لها: الوعي بالأولاد، هذا هو الأمر.
- القبول:
يأتي بعد ذلك القبول غير المشروط. حتى حين يفترض الطفل الصغير في البدء أن ثمة شروطاً لينال موافقة والديه فإن عليهما أن يسوّيا أمر هذه الحيرة الأولية عنده بتعابير متكررة، من الأفعال والأقوال، عن حبهما غير المشروط للطفل خلال نموه. يحتاج كلّ منّا إلى معرفة أن ثمة مَن هو إلى جانبه مهما حدث. ولهذا يفيد الوالدان. يستطيع الأولاد أن يستمروا في البقاء على أحداث رهيبة إن تأكدوا من حضور والديهما ومن حبهما ومن حمايتهما.
إنني لن أنسى أبداً أول سجل علامات أحضرته إلى البيت بعد بضعة أشهر من المدرسة الابتدائية. كتبت المعلمة في ثلاثة أمكنة مختلفة، بأحرف كبيرة حمراء خطّت تحتها خطاً عريضاً: (سيِّئ)، وأضافت تحت إحدى تلك الكلمات: "كسولة جداً". نظرت إلى تلك الحروف الحمراء والخجل يعذبني: سيئ، سيئ، سيئ، أخفيت سجل العلامات إلى صباح اليوم الذي كان عليّ أن أرجعه إلى المدرسة. وأخيراً، منهكة وبعينين مغرورقتين بالدموع قدمته لوالديّ. كانا ساخطين ليس عليّ أنا، إنما على المعلمة. أحسست بقبولهما غير المشروط لي. لقد وضع غضبهما عليها هي عندما أفضيا بما يفكران بذلك الحكم القاسي على بنت صغيرة ذات ست سنوات. كل ما اكن يحسب له حساباً هو أنهما كانا إلى جانبي مهما حدث. وعندما أدركت ذلك فإني اجتزت بنجاح ليس سنتي المدرسية الأولى. بل شعرت أن في وسعي أن أجتاز أي شيء. وما أزال أعتقد ذلك حتى اليوم!
يتعلم الأطفال ما يساوون من والديهم. روت لنا إحدى صديقاتنا حكاية هذا الطفل الصغير ذي الثلاث سنوات الذي كان يلعب في حديقة الجيران. كان باب المدخل إلى حوض السباحة قد ترك مفتوحاً. اجتازت صديقتنا الشارع، قلقة على سلامة الطفل، وأغلقت الباب قائلة للطفل الصغير: أتدري يا جون، ينبغي عليك أن تحذر الدنوّ من حوض السباحة عندما لا يكون قربك أشخاص كبار.
أجابها بثقة: وهل تعتقدين أني سألحق الضرّ بجسمي الصغير الثمين!.
كان هذا الطفل الصغير محظوظاً لأنه قد قيل له إن جسمه ثمين. كان يعرف قيمته. ثمين! يكون القبول أشدّ عذوبة عندما يزداد ابتهاجنا ببهاء، جسم أطفالنا وبفكرهم.
- الاستقامة:
لا يكذب الوالدان الجيدان على أولادهما. يمكنهما مع ذلك أن يحمياهم من معلومة قاسية بالنسبة إلى سنهم. يعود إلى وعينا تحديد ما يجب قوله وما لا يجب. كيف تجيب طفلاً ذا ست سنوات يسألك إن كان "سيشوي كلياً عندما تسقط قنبلة؟" هل تقول له "لا"، أو "لا إنك ستزول ببساطة"، أو أيضاً "لن تسقط أية قنبلة يا أبله!". بماذا تجيبه؟.
أطفال خمس سنوات قلقون منذ الآن عندما تعبر الحرب النووية في بالهم. "أي جدوى من أن تكبر، وأنت تفكر أنك لن تكبر؟" بهذا يسأل إيريك شيفيان، طبيب الأمراض النفسية، ويضيف: "لقد شاهدنا طفلاً في السادسة من عمره يقول لنا إنه يتساءل في كل مرة تمرّ طائرة من فوقه إن كانت هي "طائرة الحرب". لنورد قول العالم النفسي ستيفن زتلين: "السكوت عن النتائج القابلة للتقدير لحرب نووية، لا يقوي يأس الأطفال وموقفهم السلبي فقط، إنما يقودهم أيضاً إلى سحب ثقتهم من الكبار غير القادرين على حمايتهم بشكل ملائم". وحسب ميلتون شفيبل، عالم نفسي من جامعة تغرس: "يجب أن يُطمأن الأطفال الصغار جداً، ينبغي أن يقال لهم ألا يقلقوا، فهم غير قادرين على تحمل شيء آخر. لكن من المهم، عندما يبلغون السابعة أو الثامنة ألا تقدم لهم معلومات خاطئة. ويطمئن اليافعون جداً عند معرفتهم أن والديهم خائفان هما أيضاً، لكنهما لا يحسان بعجزهما". إن جواباً إيجابياً وقادراً على تبديد الخوف في موضوع هذا الاحتمال الرهيب جاءنا في هذه الحكاية عن معلم طلب من تلامذته الإجابة إن كانوا يعتقدون قيام حرب نووية في مدة عمرهم. رفع الجميع أيديهم إيجاباً إلا واحداً منهم. وعندما سُئل الصبي لماذا يعتقد هو أنه لن تقوم حرب نووية؟ أجاب: "ذلك لأن والدي يخرج كل مساء لتلافيها".
- التكلم بصراحة:
يجب علينا أن نفكر قبل التكلم مع طفل، كما ينبغي أن نفعل ذلك قبل التكلم مع أيّ شخص. يحتاج الطفل إلى بيانات بسيطة، مفهومة، لا تربك أفكاره. "تعال إلى هنا برنار!": إنه أمر بسيط، مثل: "حان وقت ترتيب ألعابك يا برنار، افعل ذلك حالاً، رجاء". لكن الجملة التالية غير ملائمة: "تود ماما لو تقترب منها لتجلس على ركبتيها بعد أن تكون قد رتبت ألعابك، يا حبيبي". عندما تسأل سوزان: "ماما، هل أستطيع أن أذهب إلى السباحة مع الأطفال الآخرين؟" وإذا كان جواب الأم: "موافقة، في هذه المرة تستطيعن" فمعنى ذلك أن ليس لدى الأم الوقت لتتخذ قراراً وهي تسمح لها بصورة استثنائية. إن جواباً مباشراً يكون "نعم" أو "لا"، أو "لا أعلم إن كانت شروط السلامة كافية سأستعلم، لكن ليس لدي الوقت الآن. لذلك الجواب اليوم هو لا". إن نعم ولا هما كلمتان لهما معنى بالنسبة لطفل صغير، لكنهما تخسران أثرهما الحاسم إن أغرقتا في سيل من الكلمات مثل: "نعم، أعتقد أن عليك.. إن أخذت حذرك.. نعم، أظن أنه يمكن أن.. لا، يجب عليك أولاً أن تسأل والدك.." لا، أيضاً تفقد أثرها الحاسم عندما يسبقها: "كم من مرة يجب عليّ أن أقول؟" الشتائم هي أسوأ أيضاً: "لا، تباً لك" إذ أنها تنقل معلومات أكثر، إلى برتراند أو روبير أو سوزان، (الغضب، ارتكني وشأني، اغرب عن وجهي) من القول البسيط: لا.
الرسائل الصريحة الأشدّ أهمة، كما سبق لنا أن قلنا، هي:
تستطيع أن تحلّ مشاكلك.
تستطيع أن تفكر.
تستطيع أن تنجز أموراً.
- أن تكون منطقياً:
قال أحد الأشخاص عن أمه التي تعبده: "كانت مخطئة في بعض النقاط على الأقل، ذلك ما أعتقده. لكنها كانت منطقية. كنا نعرف دائماً إلى ما ستؤول الحال بنا معها". إن واقع كون المرء منطقياً يجعل احتمالات التوقعات والتنظيم فعالة. "إني أعرف أنهما لن يدعاني أذهب، لذلك لا تعتمدوا على حضوري": تصريح يعلك تربح وقتاً طويلاً وصراخاً. وبسرعة كبيرة تعلم مجموعة الرفاق أن فرنسواز لا تأكل اللحم وأن جورج يحضر جميع حفلات أعياد ميلاد أفراد أسرته، إلخ، إلخ.. فتؤخذ الحيطة بناء على تلك الوقائع الموطدة,.
أن يكون المرء منطقياً ليس معناه أن يكون مسمّراً في قالب من إسمنت. إن المغالاة حتى العبث في إرادة أن يكون المرء منطقياً، ذلك ما سماه إيمرسون: "فزّاعة صغار النفوس"، ينبغي أن تقاوم. إن الوالدين اللذين يكتشفان أنهما أخطأا وأنهما غيّرا رأيهما، عليهما أن يعترفا بأمانة وأن يشرحا ذلك لأولادهما. قالت ليليان هلمان: "يتغير الناس وينسون إبلاغ الآخرين". إ في وسع الأطفال أن يتقبلوا أخطاء والديهم. وما لا يحتملونه هو المواربة. إن تغيير الرأي ليس خطيئة. بل إنها تمنح الطفل إجازة هامة: فيقول في نفسه، يمكن أن يكون التغيير شيئاً جيداً. ومع ذلك، فالتغيير بلا سبب مبرر وهو عمل غير منطقي. وهذا يشوش الطفل ويلغم نفوذ الوالدين.
- الأمل:
"الجحيم هو مكان يفقد فيه كل فرد إمكان العثور على حلول". يقول ذل جوهان في مشاهد من الحياة الزوجية لانغمار برغمان. إن الوالدين الجيدين يحلاّن المسائل وإذا لم يتوصلا إلى حلّها فتبقى لديهما الثقة في إمكان العثور على حلّ. ويستمران في البحث. سنجد وسيلة! في الكوميديا الموسيقية إني أتذكر ماما، تقول ماما عندما كاد صواع السكر ينفد: "في وسعنا دائماً أن نذهب إلى المصرف". لم يتبق شيء كثير في حساب المصرف، إن لم تخني الذاكرة إلا أن الأطفال يعتقدون أن "مصدراً أكثر أهمية" كان جاهزاً على الدوام. سواء أكان المورد مادياً أم لم يكن سوى عزم الوالدين وثقتهما فإنه يغذي دائماً بالأمل. إذا كان الإيمان الديني سند الوالدين فعليهما أن يشركا أولادهما فيه، لا أن يشركاهم في الوصايا فحسب إنما في العطايا أيضاً. قال القديس بطرس: "كن متأهباً على الدوام للدفاع ضد أي شخص يطلب إليك مبرراً للأمل الذي هو فيك. لكن ليكن ذلك بنعو واحترام...". وإن أولادك أهم الأشخاص الذين قد يطلبونه منك. ليس من الضروري أن يكون لدينا جميع الأجوبة لنثير المسائل.
- التكرار:
يكلف الأطفال الصغار بالتكرار، الكتاب نفسه المقروء والذي أعيدت قراءته مئة مرة، القواعد نفسها تطبق بخطورتها، الطقوس نفسها تجري تماماً كما ينبغي لها. يساعد التكرار تعزيز التدريب. "ماما ليس هكذا. إنه الأرنب الأبيض الذي يختبئ في الكرنب، وليس الأرنب ذو البقع". يبني التكرار دروباً عصبية أمينة في دماغ الطفل، ويشعر بضرب من قوة عندما يتمكن من التوفيق بين ما يجري "في الخارج" وما يعرف إنه حق في داخل ذاته.
- التقاليد:
تنتقل التقاليد من جيل إلى جيل بواسطة الأبوين، إنها تعلل كثيراً من سلوكنا طوال عمرنا. يُقرأ العجب على محيّا طفل يقول لرفاقه: "في أسرتي.." (نذهب إلى شاطئ البحر، نحيي ليلة عيد الميلاد عند جدي وجدتي، عندنا شجرة سرو مضاءة، نجتمع حول بيانو لنغني، نعقد اجتماعاً يحضره جميع أعضاء الأسرة، نحمل زنبق الوادي إلى الجيران في أول أيار، نصنع بطاقات أعياد المولد، نزور معارض الرسم، نزرع زهراً كل عام). إن المهارة في التقاليد مسجلة لدى الأبوين، لكن بهجة استباقها وتحقيقها هي هدايا إلى الطفل.
يقترح فريدمان وروزنمان، مثلاً، منح فسحة من الوقت لتثمين الطقوس والتقاليد للوصول إلى تعديل سلوك صنف (A). إن قسماً كبيراً من وقتنا يمضي في العمل الذهني حتى لم يعد لدينا متسع للاحتفال وملاحظة مراحل الحياة باظهار مشاعر الاحترام والبهجة. ليس ما نملك هو الذي يجعل حياتنا أشد جمالاً، إنما هو ما نثمّن. الاحتفالات هي طريقنا لنشاطر بهجتنا. إن الحفلات التي تقام من أجل عيد مولد، وزيادة الراتب، وبراد جديد، تعطي أشياء الحياة الصغيرة ثمنها وتجعلنا أغنياء حتى إن كنا على المستوى المادي لسنا كذلك.
عندما كنت صغيرة كان عيد الميلاد أهمّ حادث من أحداث العام. كان جميع أعضاء الأسرة، الذين يعدون 25 فرداً، يحضرون عشية عيد الميلاد في الوقت الذي نبدأ الابتهاجات. كان على الأطفال أن يجلسوا على سلل التفاح، إذ لم يكن لدينا ما يكفي من الكراسي. لكن المائدة كانت مزينة بأجمل ما عندنا من غطاء ومن ملاعق وشوكات وسكاكين من الفضة. كان الطعام يقدم بأناقة وجبات الأطعمة السويدية التقليدية في تلك السهرة الخاصة. كنا نأكل عند واحد من الأقرباء في كل يوم حتى رأس السنة. كانت أيام أعياد مستمرة. كنا، نحن الأطفال، ننتظر بنفاد صبر معرفة كيف ستكون أشجار عيد الميلاد الأخرى مزينة. وكنا نسرّ حين نجد أن الزينات هي نفسها التي كانت في العام السابق، القديس نيقولا العجيب معلّق على شجرة العمة مارت، والمصباح على شكل بيت معلق على شجرة العمة آن. رغم أن سنوات طفولتي تصادفت مع سنوات الجمود الاقتصادي إلا أني كنت أجد أسرتي غنية وذلك بفضل التقاليد.
إن كنت لم ترث كثيراً من التقاليد ففي وسعك أن تحدثها أنت نفسك. في إحدى الأسر التي نعرفها يشتري الأطفال في كل عام تزيينات لشجرة عيد الميلاد وتضاف إلى الذكريات الأخرى من السنوات السابقة. لقد حُدّثنا عن أسرة لا تجتمع أبداً حول مائدة الطعام. بل حتى السماط لا يمدّ. وكل يأكل في أي وقت، وهو جالس عامة أمام التلفزيون. ويطوف الأطفال في البيت وفي يدهم "شيء" في قصعة.
في هذا العالم الجنوني الذي نعيش تكتسح هذه الطريقة في العيش، بلا أنظمة ولا قواعد، بيوتنا بشكل أخطر مما نتصور. ومع ذلك إننا نستطيع أن نخفف من التأثير الفاسد لها باحتفاظنا ببعض "العادات" التي لم تمسّ: نتناول طعامنا معاً يوم الأحد دائماً في غرفة الطعام، نفطر دائماً معاً، يصنع بابا حلوى للأسرة يوم السبت، و، و.. أمامك الخيار. هل تحلم بأسرة مثل "عائلة والتون"؟ إن كان نعم فابدأ بفعل ما فعلوا. إنها حياتنا. إنها أسرتنا. هل اعتقدت حقاً أن في إمكانك أن تحصل على ما تريد؟ افعل ما ينبغي أن تفعله لذلك.
- الاستباق:
إن توقّع فترة جيدة يشكّل سلفاً نصف البهجة. وذلك ممكن بفضل التقاليد. عندما كانت بناتنا صغيرات هيأناهنّ لاستئصال لوزاتهن في إعادة أسطوانة بلا انقطاع تغني بفرح هذه العملية الصغيرة. وكن مستعدات لها حتى إن كان يتسرب ضرب من التهيّب والخشية في استباقهن لها. وكي تعود إلى مواضيع أكثر بهجة، فإن كنت تتوقع أنك ستقضي عطلتك في الجبل ابدأ إذن استعداداتك منذ الربيع. إزرع الحبّة. ليفرح الأطفال مقدّماً. غذِّ خيالهم وأنت تروي لهم كيف سيجري ذلك. وماذا سيحملون معهم. ومَن يفعل ماذا. الأشخاص الذين يعملون طوال الأسبوع يترقبون الجمعة مساء. ماذا يمكن أن ينتظر الأ"فال الصغارظ هل لهم أيام خاصة بهم؟.
ــــــــــــــــــ
الخصوصية بين الزوجين.. حيرة بين قلبين!
ميرهان محسن
أصارحه بكل شيء أم أخفي عنه كل شيء؟.. سؤال معقد يطرحه كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية على نفسه، يبحث عن إجابة تفك طلاسم حيرته وتقوده إلى حل سحري لصداع مزمن يؤرق عقله وقلبه.. هل أخبر شريك حياتي بكل تفاصيل حياتي أم أجعل لي عالمي الخاص الذي لا يشاركني فيه سواي؟!.
بالطبع الحيرة القاتلة هي التي تحكم سيطرتها على مفهوم الخصوصية بين الزوجين؛ فالبعض يرى أن الخصوصية مثل الماء والهواء يجب أن تتاح لكل إنسان، والبعض الآخر يرى أنها كلمة يجب إلغاؤها من قاموس الحياة الزوجية بأي شكل من الأشكال. وما بين الاختلاف والاتفاق يظهر رأي ثالث هو الأقرب إلى الصواب يرى أن التطرف في الخصوصية يدمر العلاقة الزوجية كما يدمرها أيضا التدخل الزائد في شئون الآخرين .. فإلى أي حد يجب أن تصل الخصوصية بين الزوجين؟.
أنانية الزوج
من وجهة نظر خالد فرج (مهندس)، فإن النساء ثرثارات بطبعهن ولديهن قدر من الفضول يجعلهن يرغبن في معرفة كل كبيرة وصغيرة عن الزوج، وبالنسبة لي فإنني أدرك تماما سيكولوجية المرأة وأن الكلمة الحلوة لها مفعول السحر فيها، لذلك فإنني أحرص على معالجة الأمر مع زوجتي بشكل يرضيها ويشبع فضولها بقدر ما تريد، ولكنني بكل صراحة لا أعترف بأن يكون للمرأة خصوصيتها؛ يمكن أن تسمى هذه أنانية ولكني أنا لا أسمح بأن تُخفي عني زوجتي أمرا ما، صحيح أنني لا أتدخل في تفاصيل ما يدور بينها وبين أسرتها أو بين صديقاتها ولكنني على الأقل لا أقبل أن يخرج الأمر عن هذا الإطار من الخصوصية.
أسامة السيد (مهندس) يؤكد على أن "الخصوصية" حق يستغله بشكل كامل قائلا: أعترف أنني غامض، ربما لأن طبيعتي منذ الصغر ألا أتحدث كثيرا، ومن الممكن أن يكون هذا الغموض منغصا على زوجتي ولكني ماذا أفعل؟
ويستطرد أسامة قائلا: الخصوصية جزء أصيل داخل كل إنسان مهما كانت درجة حبه وثقته في زوجته، ولكن الأمر يبقى نسبيا، وفي تصوري أنه "طالما" لا ضرر من هذه الخصوصية فلا بأس بها.
الصراحة راحة
على العكس تماما يرى مصطفى كامل (رجل أعمال) أن الصراحة مهمة في معظم الأمور بين الزوجين، "طالما" أن الخصوصية ليس فيها أي خطأ أو تجاوزات، فليحتفظ كلا الزوجين بخصوصياتهما في إطار المسموح، وإذا كان من حق الزوج أن يحتفظ بخصوصية خاصة به فلا بد أن يكون للمرأة مساحة من الخصوصية أيضا مع أسرتها وعائلتها وصديقاتها.
وعن قناعته الشخصية فإن وليد اليماني (مهندس) يرى أن إخفاء الزوج عن زوجته شيئا ما عن عمد من شأنه أن يُعطي مؤشرا على مشكلة ما، ولكني إذا كان الأمر طبيعيا ولا يذكره الزوج من قبيل عدم الثرثرة، فإن الأمر يمكن تجاوزه.. وفيما عدا ذلك فإن الزوج يمكن أن يترك زوجته فريسة للشك والارتباك والحيرة وقد يكون بلا داع.
ويضيف وليد: "إن السرية التي لا ترقى لدرجة الخيانة ولا تحمل أي تعدٍّ على خصوصية الزوج المعنوية من الممكن أن يسمح بها البعض، ولكن شريطة ألا تحمل أي تجاوز مرفوض".
الاعتدال أفضل
وبما أن المرأة هي الطرف المعني بالأمر أيضا باعتبارها طرفا شريكا في العلاقة الزوجية، فكان لزاما أن نتوقف عند رأيها في مسألة الخصوصية.
البداية مع د.ريم محسن (أستاذة جامعية) والتي أكدت على أن "مسألة الخصوصية" تبدو بديهية غالبا بين الأزواج ولا يتم الاتفاق عليها مسبقا بين الزوجين، صحيح أن هناك مساحة من الثقة الكاملة ولكن هناك تفاصيل حياتية "خاصة" لكل طرف في الحياة الزوجية، مثل العلاقة داخل العائلة وبعض التفاصيل التي تبقى طي الأسرار والكتمان ولا بد أن تبقى بعيدة عن الزوج، وفي المقابل فمن حق الزوج أيضا أن يكون له صندوقه الأسود، وهذا شأن خاص تماما.
وتؤكد د.ريم على أن الاعتدال في كل شيء مطلوب؛ فالصراحة المطلقة والتكتم المطلق كلاهما مرفوض، فالخصوصية حق لكل فرد ولكن في مؤسسة الزواج مطلوبة باعتدال.
لا للخصوصية
ومن جانبها تؤكد أم يوسف (باحثة في مجال التنمية) على أن طبيعة العلاقة بين الزوجين هي التي تمثل مؤشرا لحجم ومساحة "الخصوصية بين الزوجين، وبالتأكيد فإن العلاقة المرنة بين الزوجين ودرجة التفاهم هي التي تجعل مساحة الخصوصية أجمل وأرقى، والعكس تماما وهذا ما أعيشه كواقع، فمنذ أن تزوجت أجهل راتب زوجي تماما وبصراحة تساورني الشكوك تجاه تصرفاته المالية ولكن للأسف زوجي يبدو -لطول الفترة التي أمضاها وحيدا- أنه اعتاد عليها، ويبدو أنه لم يعتد على شريك آخر رغم مضي خمس سنوات على زواجنا، ولكن رتابة العلاقة جعلت كلا منا له خصوصياته، وأتمنى مع الأيام أن أتخلص منها وأن أحيا مع زوجي "بلا خصوصية".
المهم الثقة
الخصوصية هي منطقة حرة أسبح فيها بحرية بعيدا عن زوجي، دون أن أرتكب شيئا خطأ أو مخجلا... هذا ما عبرت عنه منال مصطفى (سكرتيرة تنفيذية) قائلة: من الطبيعي أن أسمح لزوجي ببعض الخصوصية، ما دام لا يسيء إلي ولا يجرحني، وهو أيضا بدوره يمنحني ذات المساحة؛ وذلك بناء على الثقة القائمة بيننا.(54/114)
وتضيف منال: منذ اللحظة الأولى لزواجي تفاهمت وزوجي على أن يظل لكلينا مساحة خاصة في الحياة، صحيح أننا زوجان والحياة بيننا قوامها الثقة الكاملة ولكن علاقتي بصديقاتي وأسرارهن وأسرار أسرتي لا دخل لزوجي بها، كما أنه لا يتدخل فيها أصلا، والأمر ذاته ينطبق عليَّ؛ فعلاقة زوجي بأصدقائه ومشكلاتهم لا أتدخل فيها وهذا يدخل في نطاق أسراره وخصوصياته.
وتستطرد منال قائلة: في تصوري أن المكاشفة التامة بين الزوجين غير مطلوبة؛ لأنها قد تؤدي لعواقب غير محمودة، لذلك فإن الخصوصية "طالما" أنها لا تُسيء إلى الزوج أو الزوجة فلا بأس بها.
خطأ مدمر
ومن وجهة نظر راوية الشيمي (ربة منزل) أن ما يطلق عليه "خصوصية" بين الزوج والزوجة هو أحد أبرز الأخطاء التي قد تدمر الزواج؛ لأن الأمر يبدأ ببعض الأسرار والخصوصيات لكل من الزوج والزوجة، وقد يتطور الأمر مسببا كوارث لا تُحمد عقباها، والمبرر لذلك كما يردد البعض "الخصوصية" التي منحني إياها زوجي، "الخصوصية" التي منحتي إياها زوجتي.
وتعترف راوية أن رأيها يبدو متأثرا بتجربة عائلية لمست أبعادها فتقول: السرية والخصوصية قد تصل أحيانا إلى درجة الخيانة التي تشكل خطرا على الحياة الزوجية؛ ففي إحدى الزيجات وعلى مدى سبع سنوات من الحرية والخصوصية اكتشفت الزوجة أن زوجها يخونها وتزوج بأخرى.
وفى بداية زواجهما اتفقا على أن يكون يوم الخميس والجمعة يوما خاصا للترفيه مع أصدقاء وصديقات كل طرف من الأطراف، وفي الوقت الذي كانت تتنزه فيه الزوجة مع صديقاتها وتقضي يوما آخر مع أسرتها بشكل خاص بعيدا عن الزوج، كان الزوج يقضي يومين مع زوجته الأخرى، ومبرره في ذلك مساحة الخصوصية التي سمحت بها له زوجته.
وبالصدفة اكتشفت الأمر، وعندما صارحت زوجها طالبها بألا تلومه لأنها هي التي منحته مساحة الخصوصية بعدم سؤاله عن أسراره وأين يقضي إجازته ومع من؟ حملت الزوجة أشلاء حياتها الزوجية وهي نادمة على الخصوصية التي منحتها لزوجها وأساء هو فهمها واستغلالها.
وهم كبير
وفى السياق ذاته، فإن طبيعة التنشئة الاجتماعية تلعب دورا بارزا في تأصيل مسألة "الخصوصية".. هذا ما عبرت عنه روشان.م (مبرمجة كمبيوتر) قائلة: إن مسألة "الخصوصية" هي وهم كبير ربما تتداوله وسائل الإعلام والصحف والمجلات ولكن الواقع أمر مختلف تماما؛ ذلك لأن أصول التنشئة الاجتماعية في المجتمعات الشرقية تعتمد أساسا على التفرقة العنصرية بين الذكر والأنثى، وهذا أمر متعارف عليه، فالفتاة مطالبة بأن تكون كتابا مفتوحا ولا أسرار في حياتها ولا خصوصيات في حين أن الذكور يُمنحون كل الحريات والخصوصيات والأسرار، ولا يسألون أين كانوا ولا أين هم ذاهبون؟
وللأسف هذا واقع تربينا عليه وترسخ داخلنا، وبالتالي عندما تنتقل الفتاة من بيت والدها إلى بيت زوجها فإنها تحمل داخلها ذات الخضوع والخنوع، وأن تجلس دائما على كرسي الاعتراف حين تُسأل من زوجها، في حين من غير المقبول أن تسأل هي زوجها عن خصوصياته.. فأي ازدواجية تلك؟.
إيجابيات وسلبيات
ومن وجهة نظرها تؤيد د.مديحة الصفتي أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حق الرجل والمرأة، الزوج والزوجة بأن يكون لكل منهما حقه الإنساني في أن يحظى بجزء من الخصوصية في علاقاته بأصدقائه وأسراره ومادياته أحيانا.. ولكن يبقى هناك فارق كبير بين المفترض والواقع المعيش؛ فالواقع الشرقي يطالب المرأة دائما بأن تكون كتابا مفتوحا أمام زوجها ولا تطالب الرجل بذات الشيء من منطلق أننا نعيش في مجتمع ذكوري.
وتضيف د. مديحة: للأسف مفهوم الخصوصية أصلا عندما يتبادر إلى الذهن فإن النظرة السلبية هي التي تتبادر للذهن بمعنى الخيانة، ولكن الخصوصية تحمل في طياتها معاني ومفاهيم إيجابية عدة. وفى تصور د.مديحة فإن الخصوصية المحدودة بين الزوجين لها إيجابياتها في حين انعكاساتها السلبية يمكن أن تشكل قوة ضاغطة على علاقة كل طرف بالآخر.
أسس العلاقة الزوجية
أما الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر فيؤكد على أن الزواج علاقة تُبنى على الثقة والتكافؤ والفهم بين الزوجين، ومتى توافرت هذه السمات الأساسية تكسرت كل الحواجز والجسور بين الزوجين. وبما أن الزواج هو سكن وراحة، فإن وجود سر لدى أحد الطرفين يؤدي لقلق الطرف الآخر.
وعن إمكانية إيجاد مساحة محدودة وآمنة من الخصوصية بين الزوجين يقول الدكتور العقباوي: لنعترف أن الأمر يتوقف على حجم الأسرار ونوعها شريطة ألا يتعدى ذلك كرامة الزوجة أو الزوج.. لا سيما إن علمنا أن الزوج أو الزوجة قد يخفيان بعض الأسرار دون أن يكون ذلك بقصد؛ كصداقات الزوجين أو التصرفات المادية.
وعن الخلاف بين أسرار الزوج والزوجة يرى الدكتور العقباوي: أن أسرار أو خصوصيات الزوج قد تشمل الصداقات أو السهرات مع الأصدقاء أو مساعدة الأهل ماديا. في حين نجد أن أسرار الزوجة أو خصوصياتها ترتبط بماضيها قبل الزواج أو مساندتها لأهلها ماديا.
وعن الانعكاسات السلبية النفسية لخصوصيات الزوجين يقول د.العقباوي: إن الأزواج الذين لا يبوحون بأسرارهم لزوجاتهم يثيرون شكوكهن، وخاصة إن كان الأمر مثيرا للشك والريبة، ناهيك عن القلق الذي يصيبها؛ لذلك فإن الصراحة هي أفضل السبل لسد الذرائع ودرء الشبهات.
ــــــــــــــــــ
المراهق . . . والمراهقة . . كيفية التواصل
كريستين نصار
يعتبر التواصل مع المراهق, وإقامة التبادلات الحياتية والضرورية معه, مسألة غاية في التعقيد بالنسبة للأهل, إذ عليهم بدء إدراك طبيعة الضيق المميز لمرحلة المراهقة في عصر مليء بالقلق والانزعاج.
تشكّل المراهقة مرحلة غاية في الخصوبة, وغاية في التعقيد أيضًا, وتطبع حياة المراهق بشكل شبه دائم, نظرًا للتغيرات العميقة, التي تحصل عنده نتيجة العمل الدءوب, الطويل الأمد والبطيء (تستمر مرحلة المراهقة ما لا يقل عن ستة الأعوام: ما بين الحادية عشرة أو الثانية عشرة حتى الثامنة عشرة من العمر, على الأقل), الذي ينتهي ببناء شخصية هي دائمًا متمايزة وفريدة من نوعها.
لكن الانبناء المتوازن لهذه الشخصية, يبقى مرهونًا, وبمقدار كبير, بنوعية التواصل الذي تمكن الراشدون ذوو الدور المهم في حياة المراهق وتطوّره - الأهل على وجه الخصوص - من إقامته معه, خاصة أن المراهقة هي مرحلة حاسمة بتطوّر كل فرد, تطورًا مسئولاً غالبًا عن حدوث العديد من التوترات التي تنشأ بين المراهقين والراشدين. لذا, على الأهل وكل مربٍ إيلاء انتباه واهتمام خاصين بموضوع التواصل هذا, كي يعترف المراهقون بهم كأشخاص فلا يخاطبونهم كأعداء.
ما التواصل?
تتم التبادلات القائمة بين المراهقين والراشدين, غالبًا, تبعًا للعفوية الطبيعية المميزة لكل منهم, أي تبعًا لحدس الفرد وطبعه ومزاجه وجهوزيته الحالية لإقامة التبادلات والعلاقات السابقة التي عاشها....إلخ. لذا, قد يعدّل دخول مواقف سابقة عاشها الفرد (انفعالات, أو ردّات فعل معيّنة,...إلخ), على خط التبادل الحاصل بينهم سير المناقشة دون أن يدروا. بمعنى آخر نقول, قد يكون عند كلّ من المراهقين والراشدين انطباعات متنوعة, لا بل متناقضة, بخصوص النقاش المتبادل نفسه, الأمر الذي يهدّد مجرى التبادلات المستقبلية التي لابدّ من حصولها فيما بينهم بالفشل. ومما لاشك فيه أنه بالإمكان تحسين هذه الوضعية إذا ما تساءل كلّ منهم, الراشدون بوجه خاص: ما العمل للحصول على إصغاء الآخر, وفهمه لما أود قوله له (بخاصة وأنه من المتعين ألا يكون الحوار بمنزلة استجواب أو محاولة لحشر الآخر بوضعية ذنب معيّن, إنما بمنزلة مناخ من الاحترام المتبادل)?
قواعد التواصل الجيّد
يتكون التواصل بين المتخاطبين من رسائل لفظية, وغير لفظية في آن معا.
والرسائل اللفظية هي عمومًا مباشرة, دقيقة, مختصرة, تشتمل على عدد محدود من المعلومات (أي تبليغ رسالة واحدة فحسب, في كل مرة), وتنبني تبعًا لقواعد التعبير (أي علم الكلام).
لكن التبادلات اللفظية تترافق, عمومًا, بالتواصل غير اللفظي: طريقة التعبير الصامت عن الذات الخاصة بكل فرد, النبرات, الإشارات (الإيماءات والحركات الجسدية), الانفعالات, ردّات الفعل, المواقف,...إلخ, وهذه التعابير تقنّن داخليًا من قبل المخاطب, لذا, من المهم جدًا إدراك المخاطِب مدى تأثير هذه العناصر غير اللفظية على معنى الرسالة التي يود تبليغها, والتنبّه إليها لتعديلها عند الضرورة.
أما أهداف التواصل, فتُحدد منذ البداية وتوجّه التبادلات القائمة بين المتخاطبين.
وبإمكان كل راشد إقامة التبادلات بينه وبين المراهق, تبعًا لهذه القواعد, فيتعلّم هذا الأخير, بالتالي, كيفية التصرّف مع الآخرين بشكل اجتماعي يتميّز بالنضج. وهنا يفرض التساؤل نفسه: ما فائدة الاتصال?
المراهقة هي مرحلة خصبة جدًا, ولحظة فريدة في حياة الفرد إذ ينمّي, خلالها, العديد من الطاقات الجديدة: فتطوّر الفكر عنده, وهو ميزة من مميّزات هذه المرحلة, يمكّنه من تحقيق الاستدلال بشكل أوسع, وبفضل تطوّر اللغة عنده, بالإضافة إلى التبادلات القائمة بينه وبين الآخرين, والقدرة الشخصية على التفكير, سيتمكّن من إدراك, ثم تحمّل, كل التغييرات الجسدية, العاطفية والعلائقية التي يتكبّدها (وهذه التغييرات تشكّل أيضًا, إحدى المميزات الرئيسية للمراهقة).
تكمن إحدى أهم فوائد الاتصال, بالتالي, في قدرة الكلمات على تطويع هذه التغييرات الحاصلة عند المراهق إذ: بإصغاء الأهل له يُفسَح له في المجال للإصغاء إلى نفسه أو للتعريف عن نفسه, لتطويع ذاته, ومن ثمّ, لإدارة الآراء, ردّات الفعل والمشاعر التي يعيها بفضل تبادل الحديث مع الآخرين. بتعبير آخر نقول: بما أن التحدّث يسمح للمراهق بالتعرّف على نفسه, باكتشاف ذاته, بالتعلّم وبالتخطيط لمشاريع جديدة, من المهم جدًا, بالتالي, أن يقترح الأهل عليه فترات من المناقشة يرافقونه, خلالها, بهذا العمل اللفظي ودون القيام بأحكام سريعة أو ردّات فعل حيّة يمكن أن تفاجئه, وقد تقف حائلاً دون متابعة تواصله معهم.
ومن فوائد التواصل نذكر, أيضًا, قدرته على خلق روابط رمزيّة - تنبني بفضل الكلام والتبادلات اللفظية - مما يسمح للتمخاطبين بالتقارب ذهنيًا, مع بقائهم منفصلين جسديًا (المحافظة على العلاقات القائمة بينهم, مع إمكان المحافظة على مسافة فيزيكيّة معينة أي, إمكان الاتحاد عبر الأفكار, مع المحافظة على الاستقلال الفردي لكل منهم). تجدر الإشارة هنا إلى رغبة المراهق بالتفاعل مع الراشد, الأمر الذي يتحقق له عبر الحديث, الذي قد يأخذ شكلاً صراعيًا, بحيث نجده يتلاعب بهذا الراشد حينًا, ويغريه أو ينصب له العداء أو يهزأ منه أو يتحدّاه أحيانًا أخرى, مثال, (لا أفهم شيئًا, تقول والدة جان البالغ من العمر ستة عشر عامًا, فابني يبحث عن كل المناسبات لإجراء مناقشة مع أبيه, يود النقاش معه بشكل دائم مع أنّه لا يتفق معه أبدًا ويعلو صوتهما...): في الحقيقة, يستخدم جان الكلام لإقامة علاقة مع أبيه, حتى وإن لم يكن متفقًا معه. والأب, فهم معنى هذه النقاشات التي لا تنتهي وتقبّلها, لكنه رسم لها حدودًا رمزيّة ينبغي عدم تخطّيها, أي: دون الانزلاق معه, من حيث العدوانية ودون السماح بتشويه التبادلات القائمة بينهما, وبفضل ذلك, تمكّن من جعل ابنه يكتشف تدريجيًا القواعد الكامنة وراء التواصل بين الأشخاص, وعلّمه كيف يدير العدوانية التي تعتمل بداخله.
باختصار نقول, يبقى إمكان تأمين التواصل الجيد رهنًا بالراشد: فكل اتصال قائم بين شخصين أو أكثر يهدف لجرّهما إلى رد فعل أو لتكيّف معين, بالإضافة لمختلف الرسائل اللفظية المنْوي تبليغها بالتتابع, وفي هذا المجال نقول: قد تؤدّي توقعات الأهل والمدرّسين تجاه المراهق إلى تشويه التواصل القائم بينهما حين يأتي سلوك المراهق مغايرًا لهذه التوقعات, بخاصة حين يعيد, بتصرّفاته وكلامه, هؤلاء الأهل أو المدرّسين إلى مراهقتهم, فيحيي عندهم تلك الصراعات الداخلية - مسألة الهويّة والاستقلال الشخصي, الصعوبات العلائقيّة, مثلا - التي لم يتجاوزوها. وهنا, قد يساعدون المراهق على استكمال تنظيمه الداخلي إن أبدوا له أنهم, هم أيضًا, قادرون على وضع أنفسهم موضع التساؤل, وأن لإعادة تحريك الموارد الشخصية هذه, على المستوى النفسي, تأثيرات إيجابية وبنّاءة.
وقد يعيد الراشد - كما في مرآة - ردّات الفعل المكثفة عند المراهق, انفعالاته, تجنّبه للوضعيّات الصعبة...إلخ: فمثلا, لا تأخذ والدة سهام - ابنة الخامسة عشرة من عمرها- الوقت اللازم قبل أن تجيب عن سؤال ابنتها, الأمر الذي يجعلها فريسة الانفعال المكثف نفسه, الذي تعبّر عنه ابنتها: أي تصبح بمنزلة مرآة لابنتها المراهقة وتتصرّف تبعًا لقانون (الكل أو لاشيء), حيث لا ترى ابنتها بشكل شامل, بل, فقط, تبعًا للفترات التي تمر بها هذه الأخيرة, أي إما تراها جيّدة تمامًا إن كان تصرّفها جيدًا, أو سيّئة تمامًا, إن كان تصرّفها سيئًا - تمامًا مثل ذلك الأب الذي كسر ذراع ابنه ذي الأربعة عشر عامًا لأنه قام بتصرّف سيئ - غنيّ عن القول هنا أن من شأن ذلك تعزيز المواقف المتطرّفة عند المراهق, وإثارة الاضطراب في التبادلات المتعين إقامتها معه من قبل الأهل كراشدين.
ولإرساء ركائز التواصل الجيد مع المراهق وتقديم المساعدة له ننصح الأهل, حين تكون ردّات فعل المراهق متطرّفة, أو حين يغيّر فجأة من موقفه أو سلوكه تجاههم, بما يلي:
1- لاحظوا ردّات فعلكم - إيماءاتكم, الانفعالات التي تشعرون بها, ألفاظكم - وتأثيراتها عليكم وعلى المراهق.
2- حدّدوا, بدقة, سلوكات أو ألفاظ المراهق التي تُحدِث بداخلكم الغيظ, الغضب, التعب, عدم الفهم,...إلخ.
3- ثم, حاولوا إدراك وضبط ردّات الفعل هذه ما إن يقوم المراهق بهذا السلوك.
4- هدّئوا ردّات فعلكم: عن طريق القيام بتمارين استرخاء التنفس والحديث بشكل أبطأ, بالتقاط الأفكار الآلية التي تضايق ذهنكم بهذه اللحظة, وبسرعة إذ تعطون أنفسكم الوسائل الكفيلة بتطوير ردّات فعلكم لدى الكشف عنها: فالأفكار الآلية تنتقل بسرعة النيازك, تجتاز الذهن بسرعة, كما تُنسى بسرعة, إنما تبقى ناشطة, وتحدّد مواقفنا وسلوكاتنا اللاحقة.
وحين يحاول المراهق التواصل لفظيّا معكم, حاولوا أن تكونوا جاهزين نفسيًا له, وذلك بالانتباه للنقاط التالية:
اصغوا له بانتباه وترحيب, ابذلوا جهدًا, إن كان ذلك ضروريًا, اتركوه يتحدث, فربّما يكون بصدد التحدّث مع نفسه بصوت مرتفع, لا ينتظر سوى وجود رفقة, ويتمنّى أن يسمع نفسه, وأن يُسمع قبل أن يتم توجيهه.
انتبهوا لردّات فعلكم غير اللفظية - من مواقف ونبرات ونظرات...إلخ -, لأن المراهق ينظر إليكم ويمكن أن يتوقف عن الحديث, إن لاحظ على وجوهكم تفاجؤًا كبيرًا, أو نفاد الصبر أو عدم الاهتمام,....إلخ.
لا تحكموا بسرعة ولا بتأثر كبير على ما يقوله, لا تهزأوا منه, بخاصة حين يعبّر عن بعض الأفكار التي لا تتلاءم مع آرائكم, مع معايير الحكم الخاصة بكم, أو التي تبدو لكم مُضحكة.
إذا طلب رأيكم, لا تستغلّوا الظرف لترهقوه بخطاب طويل, عبّروا عن رأيكم بشكل منوّع ومتلائم مع الوضعيّات.
لا تجبروه على مشاركتكم مباشرة برأيكم, اتركوا الوقت يفعل فعله, لا تهوّلوا أفكاره ومعتقداته الحالية - أي تركّزون على مظهرها المأساوي- : فهي ستتطوّر بفضل تطوّره, وبخاصة بفضل التواصل اللفظي الذي يقيمه معكم, مع الأقرباء ومع أفراد البيئة المحيطة به.
ولالتقاط المسافة التي تبعدكم عنه, حاولوا مراقبة ردّات فعلكم تجاهه: أتحسّون بنفاد الصبر (لا يمكنني تحمّله بعد...), (لا أستاهل ولدًا مثله...)? أو باللامبالاة تجاهه (لا يهمّني...)! أتميلون لعدم فهمه, لتأنيبه, للشكوى منه (أو منها), مع أشخاص آخرين? هناك, بالتالي, مسافة تبعدكم عنه وتصعّب عليكم التقرّب منه, لذا, ولتسهيل تواصلكم المستقبلي معه (معها), هناك أمور لابد من القيام بها مثل: التسليم عليه (حين ترونه للمرة الأولى من النهار), التخلّي تدريجيًا عن الألقاب التي كنتم تسمّونه (تسمّونها) بها سابقًا, اختيار صيغة السؤال لدى طلب شيء منه, تجنّب إلقاء الأوامر - استخدام صيغة الأمر مثلاً - أو الصراخ عليه أو استخدام التعابير العدائية, التوجه إليه بأكثر ما يمكن من الهدوء, لكن, دون التصرّف بلطف زائد أو بلامبالاة زائدة, عدم تطلب حصول تأثير مباشر نتيجة طلباتكم, إذ من الضروري فسح المجال للمناقشة, للتفكير والاختيار, إنما دون الاسترسال بالجدال معه.
وحين يبدأ بذلك, عليكم حسم الأمر بسرعة, لكن دون توقع الاعتراف لكم بأنكم على حق, وهو على خطأ, البقاء على مسافة, لا تكون قريبة جدًا أو بعيدة جدا, منه.
المحك السلوكي
ولفهم سلوك المراهق لا بد من تقييمه تبعًا لعدد من المحكات التي يتضافر أحدها مع الآخر لتحديد المستوى السوي منها وتمييزه عن المرضي, مع أن هذا أمر صعب نظرًا لتميز الحدود بينهما ببعض الغموض:
المحك
السلوك السوي
السلوك الاضطرابي
التواتر السلوك المتطرّف هو عابر ويبدو في أوقات متقطعة يبدو السلوك الاضطرابي بشكل متواتر ومستتب, وقد ظهر سابقًا.
درجة الحدّة الانفعالات الناجمة عن السلوك المتطرّف لا تُحتمل, لكن دون أن تترافق بألم نفسي الألم النفسي حاد والانزعاج يسيطر على المراهق الذي يتكبّده, دون أن يتمكن دائمًا من التحدث عنه
تطوّر السلوك يبقى السلوك المتطرّف محدّدًا بقطاع حياتي يمتد السلوك الاضطرابي ليشمل سلوكات جديدة, وقد تظهر سلوكات اضطرابية جديدة غير قابلة للفهم
الصدى لا يؤثر هذا السلوك في قدرات التكيّف الفكري, الاجتماعي, العاطفي,...عنده كمراهق يبدي المراهق صعوبات واضحة من حيث التكيّف مع وضعيات الحياة اليومية ويصعب عليه إدارة المعلومات الجديدة التي يتلقاها, الأمرالذي يثير الاضطراب في تطوّره النفساني
الأسباب أحداث قوية تسبق ظهور السلوك (تعرض لحادث معين, حصول وفاة, تعرّض أحد الوالدين للبطالة,...إلخ) أو أحداث عائلية (تعرّض الأهل مثلا لاضطرابات نفسية عند الولادة أوخلال المراهقة) تركت عند المراهق جراحًا لم تلتئم التواصل مع الآخرين تتعطّل الديناميّة العائلية, الأمر الذي يعطّل, نوعًا ما, التواصل بين مختلف أعضائها
ــــــــــــــــــ
إليك طرق التعامل مع الرجل ذكوري النزعة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
فادية عبود
الرجل الواثق من نفسه لا يلجأ إلى فرض آرائه أو إبراز تسلطه على من حوله سواء كانوا من الرجال او النساء وخصوصاً النساء ، أما من يعاني من عقدة نقص ما أو الذي يتمتع بشخصية غير سوية علي الإطلاق فلا يجد أمامه إلا الصوت العالي والتسلط ليبسط سلطاته وإثبات وجوده .
هناك أنواع مختلفة من الشخصيات الرجالية نلتقيها في حياتنا ونتعامل معها بشكل يومي، ونجد أن لكل شخصية خصائصها وطرق تعامل خاصة بها يجب أن توضع في الحسبان، لذا عليك أن تفهمي هذه الأنواع المختلفة حتى تستطيعي التعامل مع الرجل بصورة أنجح.
الطباع
حول هذا الموضوع تعلق ابتسام العربي ـ اختصاصية التعلم والإرشاد النفسي بمركز المهارات بجدة، قائلة: "الطبع يغلب التطبع" والطبع هو ما يتعلمه الإنسان أثناء مراحل عمره وأيضاً من خلال العادات التي يكتسبها من التنشئة الاجتماعية له والبيئة المحيطة به، والطباع قد تكون حسنة أو سيئة، وبالتأكيد كل الطباع الحسنة لا غبار عليها، بل نشجعها ونقتدي بها، لكن هناك من لهم طباع سيئة لا نستطيع أن نتحملها لأنها تجرح مشاعرنا وتتسبب في إيذائنا النفسي قبل العضوي، وبما أن المرأة كائن له مشاعر مرهفة أياً كان وضعها ـ ذات أخلاق أو جمال أو مركز مالي ـ، فإنها تكون أكثر عرضة للتأثر بما تلاقيه من معاملة سيئة أو جافة، سواء من جانب الوالد أو الأخ أو الزوج أو الابن أو الرئيس في العمل، ومن الأمور القاسية التي يمكن أن تسئ للمرأة اعتداء الرجل عليها سواء كان باللفظ،أو بالفعل، لذلك فالمتسلط، العنيد، الكذاب، والكسول، كل هؤلاء رجال لا تحبهم المرأة في حياتها ولكن ظروف الحياة هي التي تفرض عليها تقبلهم جميعاً".
إلى جانب هؤلاء الرجال هناك شخصيات أخرى لا تحب المرأة التعامل معها وهي:
< الشخصية التجنبية والانعزالية
هذا النوع من الرجال يشعر بالقلق الدائم ويعتقد أنه أقل من الآخرين، حساس جداً للنقد لذا نجده يتجنب الاحتكاك المباشر مع الناس، ولا يرغب بالعلاقات الاجتماعية ويكون قليل الهوايات وإذا وجدت فهي فردية، ولا يحب من ينتقده، وننصح بمساعدته لرفع مستوى الثقة بذاته وعدم مواجهته بالنقد المباشر، وبدلاً من وقوفك كمتفرجة عليك أن تجعليه يندمج مع الآخرين ليصبح اجتماعياً وحاولي إيجاد هوايات مشتركة له مع الآخرين وإشعاره بأنه محبوب من قبلهم.
< الشخصية الاعتمادية:
إن هذه الشخصية تجد صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون أخذ النصح والطمأنينة، كما تجد صعوبة في البدء في أي مشروع، وتشعر بعدم الراحة إذا أصبحت بمفردها، لذلك عليك مساعدتها بوضع الأهداف وتشجيع كفاءتها الذاتية وإعطائها بعض المسؤوليات، وأيضاً مد يد العون لها للقيام بالأعمال المطلوبة منها.
< الشخصية الوسواسية:
الرجل صاحب هذه الشخصية يكون دائم البحث عن المثالية التي تتعارض مع إتمام المهام، متفانٍ في عمله على حساب العلاقات الاجتماعية، كما أنه يؤدي كل شيء بنفسه لأن ضميره حي أكثر من اللازم، فهو صلب، خاصة فيما يتعلق بالمثاليات ويحرص على عدم التبذير، وهذه الشخصية يجب مساعدتها على أن تفكر بمنطقية وأن تفهم ذاتها، ويكون ذلك من خلال وضع توقعات واقعية وتفهم وجهة نظر الآخرين، مع مناقشة الآراء والمبررات التي تقدمها، وأيضاً مناقشة الآثار السلبية تجاه تعاملها مع الآخرين.
< الشخصية الشكاكة:
هذا النموذج من الرجال يكون دائم الشك بدون سبب مقنع، ويتبنى قرارات مبنية على أدلة ضعيفة إن لم تكن وهمية، كما أنه عديم الثقة بمن حوله حتى المقربين منه، علاقاته الاجتماعية تكون محدودة وفي أضيق نطاق، يحمل بعض الألفاظ التي يسمعها من الناس على محمل الجد، كما أنه يرد بقسوة على من يهاجمه ويكون دافعه الانتقام في أغلب الأحيان، ويمكن مساعدته على اتخاذ القرارات وتطوير مهارات الاتصال لديه والتواصل مع الآخرين، وعليك أيضاً إكسابه الثقة بالناس، وتشجيعه على بناء علاقات معهم، ليعبر عن غضبه بطريقة إيجابية.
< الشخصية المضادة للمجتمع:(54/115)
لا يوجد لديها ضمير، متهورة في معظم تصرفاتها، كما أنها شخصية كذابة وانتهازية من الممكن أن تتعدى على القانون، وإذا ما قابلت رجلاً بهذه الشخصية، عليك بمساعدتها على بناء مستوى من الثقة والاحترام المتبادل وتنمية الوعي الذاتي لها، وتقبل الذات، والمناقشة والحوار معها من أجل معرفة أسباب الكذب وتجنيبها هذه العوامل ومساعدتها على إبداء الاهتمام بالآخرين ومعرفة نتائج تصرفاتها.
< الشخصية الحدية:
من صفات هذه الشخصية أنها تكون مبذرة للمال كثيرة الحوادث، ولديها إحساس بالملل والفراغ، ومترسب بداخلها صورة سيئة عن نفسها تجعلها غير قادرة على التحكم بها ولا تعطي اهتماماً للآخرين، وتكون مساعدتها بالتعبير عن مشاعرها وتطوير مهاراتها الاجتماعية وتنمية الوعي الذاتي لديها.
< الشخصية الهستيرية:
تعيش هذه الشخصية على جذب الانتباه وعلى ذلك تتركز معظم تصرفاتها، على أن تكون محور الحديث في كل مكان توجد فيه، كما أنها تبالغ في التعبير عن الرأي دون دلائل، وتلغي حواجز الاحترام المتبادل، خاصة بين المقربين منها، أيضاً في العمل تنادي المسؤول المباشر بدون ألقاب، ولذلك عليك بتطوير قدراتها على التفهم وحل المشكلات ومساعدتها في التعبير عن انفعالاتها، وشجعيها على استخدام تدريبات للاسترخاء واستخدام الحديث الإيجابي مع الذات.
< الشخصية السلبية العدوانية:
ترفض القيام بالمهام والأعباء الاجتماعية، تشكو بشكل مستمر من عدم تفهم الناس لها ولقدراتها، كما أنها تظهر الحقد والحسد لمن حولها من الناجحين والمحظوظين، دائمة النقد واعتمادية على الآخرين، لا تملك أصدقاء مؤيدين لها، فهي متقلبة بين العنف والجرأة والندم، ويجب هنا مساعدتها على التبصر بنتائج سلوكها واكتساب استحسان الأهل والأصدقاء وإشعارها بالجدارة والأهمية.
< الشخصية الاكتئابية
هذه الشخصية تكون كذلك في حالة من الحزن، ولكنها غير معيقة لتأدية أعمالها، كما أنها تشعر دائماً بقلة الحيلة في الحياة والنظرة السوداء للأمور، لذا يجب مساعدتها على التعبير عن جميع أشكال المشاعر ومناقشتها دائماً حتى لا يتغلب الحزن عليها، وتعويدها على بناء الثقة بذاتها وبالآخرين وتشجيعها على ممارسة الرياضة والتخطيط لنشاطات ممتعة ومفيدة.
لتتعاملي معه دون اصطدام
تقدم الاختصاصية "ابتسام" مجموعة نصائح للمرأة تساعدها على التعامل مع الأنواع المختلفة من الرجال فتقول، حسب ما ورد بمجلة " سيدتي" :
إذا كان والدك ضمن الأنواع المختلفة من الشخصيات السابقة فعليك إتباع الآتي للتعامل معه:
ـ احترام آرائه ورغباته.
ـ طلب الاستشارة والرأي.
ـ تقديم الاهتمام والرعاية.
ـ احترام أصدقائه.
ـ مشاركته في اتخاذ القرارات.
أما إذا كان زوجك إحدى الشخصيات السابقة فاعملي على الآتي:
ـ إشاعة الجو المتسم بالود والتعاطف.
ـ إشعاره بالاهتمام والتقبل والتسامح والاستحسان.
ـ الاتفاق على الأهداف والسعي لنيل ثقته باستمرار.
ـ عدم توجيه النقد المستمر واحترام آرائه ورغباته.
ـ مشاركته في رغباته واهتماماته.
ـ لا تعطي محاضرات وتتذمري.
وإذا كان ابنك فافعلي الآتي:
ـ الثبات في التعامل معه وتفهم حاجاته ورغباته.
ـ مساعدته على التخطيط لأعماله.
ـ تشجيعه على المبادرة والتقبل.
ـ إبقاء الحوار دائماً بينك وبينه مهما كانت طباعه، فالإقناع خير وسيلة للتفاهم.
وإذا كانت هذه الصفات في مديرك في العمل فقومي بالآتي:
ـ الاحترام المتبادل وتقبل النقد البناء.
ـ الاتفاق على العمل المشترك وتقبل آرائه.
ـ إظهار الشعور بالرضاء الوظيفي.
ـ المبادرة في تقدم الآراء والمقترحات الجديدة
ينصحك علماء الاجتماع أيضاً بالافتراض دائما بأن هذه ليست طبيعته لأنه يتصرف بمنطقية شديدة، وما يدفعه لهذا السلوك الضغوط التي تقع على عاتقه، وأن الفرصة دائما متاحة لتقويم السلوك، أما إذا كان الأمر يصل إلى حد تصرفات تنبع عن الكراهية وإلى أسلوب ينتقصه الاحترام المتبادل بعيدا عن أعباء العمل المطلوب منه فهذا ليس بالشيء الهين والذي لابد من التوقف عنده حتى ولو لوهلة واستشارة الغير ممن تثقى بهم ليقيموا حلولك.
كما أنك بحاجة أيضا إلى التعامل مع مشاعرك السلبية تجاهه بغض النظر عن سلوكه غير الحميد بطريقة إيجابية، فلا تدفعى نفسك إلى الوقوف أمامه بشكل هجومي ومن سينتصر على الآخر.
وبمجرد أن تتفهمى طبيعة سلوكه، وبتعديل سلوكك السلبي ممكن أن يكون هناك حل للمشكلة.
الأسرة سبب التسلط
هذا ومن جانب آخر يؤكد علماء الاجتماع أن الأسرة قد تكون هي السبب الرئيسي في تضخم النزعة الذكورية لدى أولادها ؛ فبحكم تربيته تترسخ لدي الولد بعض المفاهيم الخاطئة بأنه هو الأفضل والأقوى وأفضل من أخته البنت ، فهو كثيراً ما يسمع في المنزل كلمة التفضيل والتفخيم عند منع أخته من عمل ما " هو ولد وأنتِ بنت "!! ، ومن ثم يصبح شاباً لديه نزعة الذكورية عالية جداً، وأول ممارسة لهذه النزعة تكون في محيط المنزل تحت تشجيع من الآباء ، وربما أيضاً تمارس علي الأم التي تكون سعيدة جداً بابنها ، أما الأخت فتعاني من الشروط التي يمليها عليها أخوها دون أي وجه حق لمجرد إرضاء لغروره وبرضا من الأبوين .
ــــــــــــــــــ
حينما ترغب بإسعاد شريك حياتك..
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* كلاوديا اتكلمان
النصائح التالية خاصة بشريك حياتك. حاول، إن أردت أن تجعله سعيداً، أن تعي النصائح التالية تماماً وتفهمها جيداً:
دعه يحلّ مشاكله بنفسه!
كن على يقين أنه سيفعل أفضل ما يمكنه أن يفعل، وقدِّر له سعيه الحثيث في هذا السياق!
تذكّر دوماً، أنه ليس كاملاً، ولا أنت كذلك!
لا تكن متشدداً حياله!
إن لم تستطع، ولا بحالٍ من الأحوال، الاستمرار في الصمت، فاسأله:
كيف يمكنني أن أساعدك؟ أو: كيف ستحلّ المشكلة؟ أو: أنا على يقين أنك قادرٌ على حلّ تلك المشكلة! أو قولي له/ قول لها رأيك في الأمر بشكل مسبق، وبشكل دقيق تماماً!
- تمرين:لا توجّه الانتقادات
لا انتقادات على مدى أسبوع كامل، ولا ارشادات عمل كذلك. هل يمكنك فعل ذلك؟ وكلما زلّ لسانك ولم تستطع التقيّد بذلك، ينبغي عليك وضع مبلغ معين كعقوبة، وذلك ضمن صندوق مخصص لذلك! سوف تتفاجأ بنفسك كم هو كثيرٌ عدد المرات التي تنتقده بها. أو تتدخل بها في شؤونه.
- ملاحظة هامة:
لا تتابع القراءة من فضلك إلا بعد مضي أسبوع! تحدث الآن عن تجاربك التي مررت بها.
-----------------------------------
-----------------------------------
ما هو مقدار المال الذي تجمّع في صندوق الغرامات، وماذا تنوي أن تفعل بذلك المال؟
-----------------------------------
-----------------------------------
- إلى الزوجة: لتكن ثقتكِ به كبيرة
اتركي لزوجك مجالاً للحركة، وراقبي حركاته وسكناته على المدى الطويل، ولا تنسي أنه قادرٌ بالفعل أن يجعلكِ سعيدة! إنه تزوجكِ لأنه يحبكِ، وهو يرغب من كل قلبه أن يكون بطلُكِ، وأن يجعلكِ سعيدةً بالفعل، كونكِ أميرته التي يحبها. هذا هو هدفه، وهدفه الكبير بالفعل!
هذا ما يحلم به بالفعل، منذ ذلك اليوم الذي أحبكِ به، وهو مصممٌ بشدة على أن يجعل ذلك الحلم حقيقة! فهو، حينما يعلم أنه على طريق تحقيق السعادة الحقيقية لمن يحبه ذلك الحب الكبير، فهو مستعد بكلّ ما تحمل الكلمةم ن معنى، لأن (يحملكِ بين ذراعيه)، ولأن يلبي لكِ ما تشائين من رغبات!
- ملاحظات هامة:
علينا أن نقبل على بعضنا، ونساعد بعضنا. علينا كذلك أن نسعى لأن نحب بعضنا، وأن نستفيد من تجارب بعضنا، حتى تشكل قوة الحب لدينا طاقة حيوية وهائلة.
إنه لمن الطبيعي جداً أن يسعى كل من الطرفين لينال التقدير والاحترام بطرق وأساليب مختلفة فيما بينهما: كل منهما يريد أن يسمع ويشعر أنه ممتاز ومميز.
- نصيحة للنجاح:
- عامِل شريك حياتك بحبٍّ وحنان، واجعل منه شخصية مميزة! فهو لا يحب سواك، ويثق بك جداً!
- سوف تزداد ثقتك بنفسك، ويزداد رضاك عن نفسك، فالعامل الحاسم لنجاح أو فشل أية علاقة، إنما هو مدى تقبل وتقدير كل من الطرفين لاختلاف كل منهما عن الآخر، وكذلك عدم محاولة كل منهما لتغيير الآخر.
- تذكّر دوماً: الحب والشوق والهوى عوامل هامة توصل المرء بالتأكيد إلى النجاح!
حينما نكتشف الفروق الكائنة فيما بين الجنسين بوضوح تام، ونحترمها، فإننا نتجنب بذلك حدوث الكثير من المشاكل. وحينما نكرس في أذهاننا فكرة كون الرجل (مصدره المريخ)، مختلف عن المرأة (مصدرها الزهرة)، فإن الأمور ستسير على ما يُرام. للحب تأثير سحري وغير محدود. إنه لمن سذاجة المرء أن يعتقد، أن ليس هناك شيء يمكن أن يعكر عليه صفو سعادته.
(لا تدعْ متاعب الحياة اليومية تأخذك على حين غَرَّة).
يبدأ المرء عموماً لا، يصير متطلباً وعديم الصبر، حينما تبدأ مشاكل وهموم الحياة اليومية. يميل المرء هنا لئلا يكون لديه أن متسعٌ من الوقت للاستماع للآخرين أو فهمهم. ربما يسأل المرء نسه هنا: (لماذا يحصل ذلك؟) إننا نميل لأن نبحث عن شعور الحب في داخلنا، بدلاً من التعامل مع الآخرين على قاعدة متينة من الحب والحنان والتسامح.
ستريان معاً كزوجين، أن حبكما سيزداد حينما تتعاملان بمنتهى الحب والحنان مع بعضكما البعض، وحينما لا تنظرا باستمرار لأخطاء بعضكما البعض. سيكون للحب فرصة في علاقتكما مع بعضكما البعض، وذلك فقط حينما تدركين تماماً تلك الفروق فيما بينكما، وتسعين لفهمها واحترامها. حينذاك يكون بامكان أن تعطي له ما يحتاجه فعلاً من حب وتفهم وحنان. وحينذاك فقط يكون بامكانك أن تقدمي له دعمكِ بالشكل الأمثل.
حينما يشعر النبات بنور الشمس في الصباح، فهو يبدأ بالشعور بالحياة وحينما يشعر الناس في الصباح بقلب شخص حنون، فهم يشعرون كذلك الأمر بالحياة. فقط من خلال الحب يستطيع الناس أن يحتملوا حياتهم المشتركة. إن السعداء من الناس ممن يتعاملون بحب وحنان مع بعضهم البعض، ويفسحون المجالات العديدة لبعضهم البعض، لكي يتسنى أن يكون لكل منهم سمات تختلف عن الآخر، يمنحون الأمل لبعضهم بعضاً، ولا يفقدون إيمانهم بمستقبلٍ مشتركٍ رائعٍ أبداً!
فكّري بشكل إيجابي بالاختلافات الكائنة فيما بين الجنسين: إنه لمن المملّ فعلاً أن يكون تفكيرنا وعملنا كجنسين متشابهٌ ومتماثل. حينما تنظرين للأمور من تلك الزاوية، فستكوّن لديكِ باستمرار الأفكار السليمة المتلائمة مع سائر المواقف، والتي من شأنها أن تساعدكِ دوماً للخروج بأفضل الحلول الممكنةز
- متى تكون المرأة سعيدة وراضية؟
إن حال المرأة يكون جيداًن حينما تشعر المرأة أ نها محبوبة فعلاً، إن حالها يكون جيداً، حينما تكون علاقاتها جيدة مع شريك حياتها، ومع سائر الناس الذي تحبهم وتحترمهم، إن أحد أهم أسباب قبول المراة لعملٍ ما، إنما يكمن في رغبتها لأن تتخذ لنفسها أصدقاء وصديقات تحبهم ويحبونها، وذلك من بين زملائها وزميلاتها في العمل، ويكون حال المرأة سيئاً للغاية حينما لا يكون الجو الاجتماعي الذي تعيش بداخله على ما يرام. إن شعور المرأة بأنها غير مرغوب فيها، وبأنها غير ذات أهمية وبأنها وحيدة ومنعزلة، كل تلك العوامل تشكل سموماً تحطم الروح الأنثوية للمرأة. فالمرأة تعشق فطرياً وبحرارة أن تكون جزءاً من كل، وعضواً في جسد، وشريكاً ذا أهمية. بالطبع تريد المرأة أن تثبت أنها قادرة فعلاً. ولكن ذلك يأتي بالدرجة الثانية بالنسبة لها، إن أنجح النساء مهنياً مستعدات للتخلي عن الكثير في سبيل إدخال الحب إلى حياتهن.
- ما هو المفيد بالنسبة لك:
المعرفة لا تشكل قوة إلا حينما نستخدمها بنجاح. دوّن فيما يلي أفكارك الثلاث ـ جواهرك الثلاث ـ التي يمكن أن تستخلصها من الصفحات السابقة، والتي تعتقد أنها تشكل أهيمة بالغة بالنسبة لك:
ــــــــــــــــــ
أطفالنا.. كيف نجعلهم مبتكرين؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
ناصر أحمد سنة
الابتكار ظاهرة إنسانية لها روافدها ووسائل تنشيطها عبر البيت والمدرسة والمجتمع والإعلام والبيئة, ولها نتائجها الملحوظة على نهضة ورقي المجتمعات, ثم هي - قبل ذلك وبعده - عملية أساسية لدى أطفالنا لتحقيق ذواتهم كي تعبر عن تفردهم وفرديتهم.
صفة الابتكار.. هي من نعم الله تعالى على أطفالنا, فقد حباهم بها منذ ولادتهم وعلى مدى تطور مراحل نموهم, بيد أن هذه الصفة تحتاج إلى التنمية والتدريب والصقل بمهارات عدة كي تتطور إلى قدرة مركبة تؤتي ثمارها.
لقد أشارت الدراسات المتعددة لعملية الابتكار Creativity (الأطفال مرآة المجتمع) د. محمد عماد الدين إسماعيل, والابتكار.. وتنميته لدى أطفالنا.. د. إسماعيل عبد الفتاح) إلى أن صفات فردية تصنعها مثل: الاستقلالية والثقة والاعتماد على النفس والمثابرة والمغامرة والتعاون والمرونة والاهتمامات المتنوعة, كما أنها ـ أي عملية الابتكار ـ تغذيها عوامل وقدرات مكتسبة منها: القدرة Anability على سرعة التكيف ومرونة استيعاب المواقف والمشاكل, والقدرة على إيجاد علاقات جديدة, وتوليد الأفكار بالانتقال بها وبالمواقف من المألوف الموجود إلى غير المألوف المبتكر, مع استعداد نفسي ومعرفي وتوجه Anattitude للتجديد والإبداع مع الاحتفاظ بالأصالة.
كما هي قبل ذلك وبعده عملية Process تعتمد على جمع المعلومات وإعمال الذهن وتحسن الفكر وتوليد بدائل وإجراء صياغات متعددة للتوصل لأفضل بديل مادي (منتج / منشأ/ أو نظرية علمية..) أو معنوي (تعلم مستمر/ نمو شخصي/ إدارة أزمات..). ولم يغب عن هذه الدراسات الإشارة المهمة إلى أن البيت هو أول مَحضن ورافد من روافد تنمية عملية الابتكار تلك.. فكيف نساعد أطفالنا على أن يصبحوا مبتكرين?
ـ أولا عبر توفير الظروف الأسرية التي يسودها الاستقرار النفسي والاجتماعي, وتوفير الوقت اللازم لتربية أطفالنا ومشاركتهم والإشراف على أنشطتهم الفكرية والابتكارية, كي يتم تنشئتهم على قدر كبير من الحرية الشخصية المنضبطة (عطف وحزم), والاستقلالية والمبادأة, وتوجيههم لحسن التحكم في سلوكياتهم, ومن ثم تحقيق ذواتهم.
- منذ نعومة أظفارهم يجب على الأبوين إثارة فضول أطفالهم, وفق مراحل أعمارهم المختلفة, بالأنشطة المتنوعة والمناسبة كالصور /القصص, والوسائل التعليمية المبتكرة على أجهزة الفيديو والحاسوب وغيرها لتنمى لديهم عادة القراءة والمطالعة والجد والاجتهاد فهي أسس المعرفة وبذور الابتكار. ومع ما للتلفاز والحاسوب من تأثير إيجابى, فإنه لا يخفى على أحد تأثيرهما السلبي, فيجب مراعاة ظاهرة (إدمان مشاهدة التلفاز وألعاب الحاسوب) مما يعيق عملية الابتكار والتأمل, ويعيق النمو الحركي والجسماني مع ما قد يسببه من سمنة مفرطة أثبتتها الدراسات المعنية بهذا الشأن.
- على الأسرة إعادة الاعتبار للِعب الأطفال فهي ـ قبل أن تكون وسيلة ترفيهيةـ وسيلة تربوية تعليمية وتثقيفية مهمة في بناء شخصية أطفالنا المبتكرين, فاللعب الذي لا يشغل أطفالنا عن واجباتهم ولا يرهقهم أو يضرهم فرصة لتحررهم من الواقع الزاخر بالقيود, وتخفيف درجات توترهم من إحباطات بيئتهم, فعلينا بذل المزيد من الجهد كي نُحسن اختيار ما يُلعب به وطرق وأماكن اللعب لتلائم مراحل أعمارهم وخصائصهم وبيئتهم وثقافتهم ومن ثم تؤثر في تطور مهارتهم.
ـ جري وتبادل أدوار تمثيلية.. أوراق وألوان وصلصال.. دمى للسيارات والشاحنات.. نماذج للمنازل والجسور.. فك وتركيب المكعبات.. كل ذلك وغيره يُحسن نمو أطفالنا الحركي والانفعالي والمعرفي ويزيد من وعيهم بتبادل المواقف وبتكوين الأشياء, والعلاقات بين الجزء / الكل, الفعل/ رد الفعل, ويغرس دقة الملاحظة, ومهارة الترتيب والتنظيم والتحليل والتقويم وهى من لوازم العملية الابتكارية.
الواقع والخيال
ـ عالم أطفالنا هو عالم اختلاط الواقع بالخيال الحر المتدفق والفريد, وهو نبع فياض بالأسئلة والأفكار والموضوعات, التي تسعى لإشباع الرغبة في التعرف على الأشياء وحب الاستطلاع والفضول (يثيره ثلاثة عوامل: الجدة والتعقيد والغرابة), لذا فلأطفالنا الحق في الإجابات المناسبة عن أسئلتهم الكثيرة: ما هذا, كيف, ولماذا, وأين, ومتى?
- ساعدوا أطفالكم على تنويع طرق تعبيرهم عن عالمهم الفكري الخصب, عبر الوسائط والأنشطة المختلفة كالرسم والتلوين والتشكيل والتركيب والحركة وغير ذلك مما ينمي لديهم أنماط التفكير الابتكاري Creative thinking.
ـ وشاركوهم بتوفير المتعة فهي من مقومات عملية الابتكار.. لا يخفى أن الاستمتاع بالخبرات والأنشطة التي تنمي الأجسام والحواس يولد أحاسيس سارة ومشاعر طيبة لدى أطفالنا عن ذواتهم وعن الآخرين, الأمر الذي يدفعهم لبذل المزيد من الجهد (ابتكاراً) لتكرار تلك الأحاسيس, وفق فطرة الإنسان التي فطرها الله عليه في الميل إلى ما يسره والبعد عما يؤلمه:( علموا أولادكم السباحة والرماية, ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً)
- وعلينا تهيئة الظروف المناسبة لانفتاح أطفالنا على عالمهم الداخلي والخارجي.. تذكراً وذاكرة.. إحساساً ومعرفة.. اندماجاً وتفاعلاً.. استكشافاً وتجريباً (إنتاج تشكيلات جديدة ومبتكرة أو حل مشكلات متفاوتة الصعوبة/ التناقض), وتعلماُ غير مباشر من الأحداث اليومية وتنمية الحوار والاستفسار وحق الإجابة, ومشاركتهم بارتياد أماكن ومواقف تثير فضولهم وحواراتهم.
- عبر حثهم المتواصل على التأمل في إبداع الله تعالى في كونه, وحسن تدبيره وتقديره تعالى في مخلوقاته, فإحساسهم وتذوقهم للجمال (إن الله جميل يجب الجمال) يساعدهم على تمثل ملكات التناسق والتوافق والتكامل والروعة وهى من مقومات عملية الابتكار.
- ودون ضيق أو تبرم أو إجبار على أسلوب معين في حل المشكلات, يجب تنمية طرق التفكير السليم, وهى متعددة, لدى أطفالنا ومساعدتهم على الاحتفاظ بأفكارهم الخاصة عبر تسجيلها في يومياتهم أو بطاقاتهم, ليتم البناء عليها لاحقاً ومعرفة مدى تطورهم في هذا الجانب.
تقويم النفس
- ارشدوا أطفالكم إلى كيفية تقويم أنفسهم وتفاعلاتهم في البيت وفى المدرسة ومع الأصدقاء تقويماً إيجابياً وليس سلبياً, حتى وإن جانبهم الصواب في بعض الأحيان, فيتعلموا من أخطائهم فكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون.
- ولا تنسوا مكافأة أطفالكم عندما يأتون بأفكار جديدة, مع تقدير مجهوداتهم ومبتكراتهم وإن صغرت, واحترام مواهبهم ورعايتها الرعاية الكافية.
- وعبر الاعتماد على خبراتهم السابقة والمزاوجة بينها وبين خبرات الراشدين.. شرقاً وغرباً.. تقليداً ثم ابتكاراً, يمكنكم مساعدة أطفالكم على تنمية قدراتهم على الإنتاج المفيد لهم ولغيرهم ولبيئتهم, مع توفير الظروف المساعدة (بعيدا عن التشتت), وتلبية الاحتياجات والمواد اللازمة لتنفيذ أفكارهم المبتكرة.
- حسن اختيار دور التعليم ذات المناهج والإدارة التي تشبع الحاجات والميول, وتنمي المواهب والطاقات مع التعاون والمتابعة الجادة للأبناء في مدارسهم وجامعاتهم فيما بعد.
- ويبقى على المجتمع العربي المسلم دوره المهم في إبراز احترامه وتقديره للعلم والعلماء والمبتكرين, وتوفير السبل وتذليل العوائق أمام المبتكرين من أبنائنا, والإكثار من الجوائز الممنوحة لهم.. تكريما وتشجيعاً, وعبر صدارتهم لوسائل الإعلام.. قدوة واقتداء.
جملة القول: كم هي السعادة والغبطة والحبور عندما يجد الآباء والمربون ثمرة تربيتهم, وحصاد جهدهم, يرون أطفالهم وأبناءهم مبتكرين ناجحين مرموقين, يحققون ذواتهم كما يسهمون في نهضة ورقي مجتمعاتهم وأمتهم.
ــــــــــــــــــ
الخلافات بين الزوجين وكيف نتعامل معها؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
هالة حلمي
مثل الثمار الطيبة التي يمكن أن يدب فيها الفساد، تكون الحياة الزوجية،
وهناك ما يمكن تحاشيه، وهناك ما يمكن عمله، حتى لا تفقد الثمرة طيبها.
يدب بالفشل أحيانا في الحياة الزوجية، وإحدى صوره الخلافات المتزايدة وإدمان الكراهية و"اللا تفاهم"، فينخر السوس في عظام هذه الحياة حتى تصبح هشة تخفف آلامها المسكنات، ولاسيما التضحية من أجل البقاء، والهدف استمرار الزواج شكلياً من أجل الأبناء.
ولكن مرض الفشل موجود.. موجود، إلى أن تنهار الأسرة وتتصدع بعد وقت قريب أو بعيد، وعلى أية حال، لا يعني الاستمرار النجاح.
فهل نقتلع هذا الفشل من جذوره، أو نقومه أو نتحمله تحت شعار "من أجل الأبناء"؟، وهل تصبح الحياة، عندئذ، مناسبة حقا لأبنائنا، بؤرة الاهتمام؟! نستطلع في ذلك رأي العلم والدين والقانون.
* السؤال للدكتورة فؤاده محمد علي مدرسة علم النفس الاجتماعي بمعهد الدراسات العليا للطفولة: هل يمكن أن نجمل بعض أسباب الخلافات نجمل بعض أسباب الخلافات الزوجية؟
- من الصعب الفصل بين الأسباب الاجتماعية والأسباب النفسية لهذه الخلافات ومن ضمن الأسباب الاجتماعية التي يتصاعد معها عدم التفاهم بين الزوجين:
أولا: الفجوة في المستوى الاجتماعي بين الزوجين كأن يكون أحد الزوجين من الريف والآخر من الحضر، هنا تتباين عادات وتقاليد كل منهما الأمر الذي قد يخلق الصراع بينهما في بعض المعاملات.
ثانيا: الاختلاف الشاسع في المستوى الفكري والعلمي لأحد الزوجين أو حصوله على درجات علمية تفوق الآخر، وهذا من شأنه أن يخلق هوة في التواصل بين الزوجين وفي عملية خلق الأفكار المشتركة.
ثالثا: الظروف الخارجية لكليهما، فالحياة مليئة بالمشاكل والضغوط الاجتماعية المختلفة ولاسيما مشاكل العمل والعلاقات مع الآخرين، كذا خلافات أحد الزوجين مع أهله مثلا.
ونسأل د. فؤادة: إذا اعترفنا بضرورة وجود خلافات زوجيه لأنه لا يوجد زواج دون خلاف، فكيف نقلل حدة هذه الخلافات؟
- أرى ألا تبدأ الحياة الزوجية بكم كبير من التجاوزات وضرورة التقارب في معظم المواصفات لكلا الزوجين، وكما نقول إن "مرآة الحب عمياء" وأحيانا تصور المشاعر الرومانسية لدى الإنسان ان لديه مقدرة على التجاوز عن عيوب الحبيب، فهناك بعض الاختلافات لا يجوز التغاضي عنها لاسيما الفروق السنية الكبيرة بين الزوج والزوجة فهذا الاختلاف من شأنه خلق مشاكل عديده كأن يفوق الزوج زوجته بفارق سني كبير يصعب معه الاتفاق مثلا.
وتضيف د. فؤادة: ودورنا كأهل خبرة وعلم أن نلجأ لنوع من توعية الزوجين ويتم ذلك عن طريق العيادات النفسية، ولا يعيب الزوجين التردد على هذه العيادات لحل مشاكلهما الزوجية التي يستعصي عليهما حلها كتلك المشاكل التي تسببها أعراض نفسية معينة لدى أحد الزوجين مثلا.(54/116)
من المؤكد أن تصاعد الخلافات الزوجية يتولد عنه نتائج اجتماعية سلبية للزوجين، وللأبناء، خاصة أن الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع فهل يمكننا تحديد بعض هذه النتائج؟
- القيم التي يتعامل بها الأزواج تنتقل إلى الأبناء، فكيف إذن أعبر عن حبي لأبنائي وأنا غير سعيدة، أو لا أشعر بالحب من الطرف الآخر؟.
فالأم المستقرة في زواجها تغذي طفلها حبا وحنانا والعكس، وكذلك الحال بالنسبة للأب فحين يأخذ الاهتمام الكافي يهتم بأبنائه ويغمرهم بقدر من الحب والاحترام وحين أحترم طفلي ينشأ لدّي طفل محترم لذاته والعكس صحيح.
كذلك يمكنني أن أقول أن بروز العدوان داخل الأسرة من النتائج السلبية للخلافات الزوجية، فأحيانا تخرج الأم عدوانها ضد أبنائها حين يستضعفها الأب ونسمى هذه الحالة " التفريغ الانفعالي"، مثال ذلك أن تلجأ الأم إلى ضرب أبنائها بكثرة فهي تعاني من ضرب زوجها لها ولا تدري أنها تفرغ انفعالها من ضرب زوجها لها في أ بنائها.
إذا تصاعدت الخلافات الزوجية واستطاع كلا الزوجين تحمل سوء عشرة الآخر فهل يُفضل استمرار الأسرة وسط هذا الجو المشحون بالمشاكل، أو نرجح الانفصال، واضعين في الاعتبار مصلحة الأبناء؟
- تقول د. فؤادة: " كلاهما مر"، فأبغض الحلال عند الله الطلاق، واستمرار الزواج وسط كم كبير من المشاكل يدفع ثمنه الأبناء. وأرى أن كل طفل يجيء إلى الحياة يأتي معه حقه في كل الحب وكل الاهتمام، لكن شعور الأبناء الدائم بالتهديد بانهيار الأسرة من قبل أي من أبويه، يطحن عظامه ويقلل من ثقته في ذاته. أما الطلاق فهو يصدم الأبناء بحياة جديدة مجهولة الأبعاد.
وإذا استمر الزوجان وسط هذا الجو المشحون بالخلافات فيجب أن تكون لديهما القدرة الكافية على التحمل دون أن نحمّل الأبناء ذنب التضحية. وإذا استحالت العشرة فلا بد أن يتمتع الوالدان بوعي كامل عن كيفية التقليل من كم الضرر النفسي الواقع على الأبناء كأن نغمرهم بقدر زائد من الحب من جهة الأبوين لنعوضهم عن تشتت الأسرة . ولكن العملية نسبية وتعتمد على الشخصيات ودرجة الوعي وحب الأبناء، إذا يهمنا في النهاية مصلحتهم.
ويتحدث د. حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع كلية البنات - جامعة عين شمس - عن الأسباب الاجتماعية للخلافات الزوجية فيقول: إن أسباب هذه الخلافات اجتماعية نفسية اقتصادية. فالحياة الاجتماعية محصلة للتداخلات. وقد تحدث هذه الخلافات لأسباب خاصة بالزوجين كعدم الحب، أو الحب الزائد، أو تدخل الأهل مثلا.. إلخ.
وثمة أسباب اقتصادية خاصة بالإنفاق مثلا، وأسباب نفسية نتيجة علاقات داخلية للزوجين، أو التصادم في أساليب تربية الأبناء. ناهيك عن بعض العلاقات الاجتماعية المتسببة في نشوب هذه الخلافات ولا سيما علاقات الجيران أو العمل.
ويعد التكافؤ من أم مقومات نجاح الحياة الزوجية، التكافؤ العمري، التكافؤ في المستوى التعليمي إضافة إلى تقارب المستوى الطبقي والمادي، وكلما زادت التناقضات زاد احتمال التوتر والخلاف.
وكيف نقضي على شر هذه الخلافات؟
- يقول د. حسن: لا يوجد بيت مثالي وجميع البيوت تعيش الخلافات والتوترات. بعض الخلافات عابرة وليست مقلقة. وللوقاية من تزايد الخلافات لأبد من:
- عدم إشراك الآخرين في المشاكل الزوجية، لأن تدخل الأهلي مثلا قد يزيد حدتها.
- التفاهم، والتفاهم حول كل شيء وعدم العناد والبعد عن الأنانية.
- كذلك الاحترام المتبادل، فالزواج ليس معركة، إنما سكن ومودة ورحمة.
وإذا علمنا أن الشخصية السوية نتاج الأسرة الهادئة، وأن الخلافات الزوجية تؤثر بشكل سلبي الأبناء، وفي الزوجين لحاولنا تقدم من التروي والتفاهم الوصول بالأسرة إلى الهدوء لأن استمرار الخلاف من شأنه أن يجعل الأبناء في حالة دائمة من التوتر والقلق الأمر الذي نعتبره ضد التنشئة الاجتماعية السليمة وقد يؤدي إلى آثار نفسية مرضية.
ويرجح د. حسن الخولي الانفصال في حالة تزايد الخلافات الزوجية ويعتبره علاجا لأن استمرار المرض دون علاج يؤدي إلى تفاقمه فإما التفاهم وإما الانفصال وهو آخر الحلول.
وتوجهنا بسؤالنا إلى المستشار أحمد هاني: هل يمكن أن تتصاعد الخلافات الزوجية لتصل إلى ساحات المحكمة؟
- يقول: يتوقف الأمر على سلوك الطرفين، ويعود للمنشأ والعادات والتقاليد والبيئة فبعضهم يحلها بشكل ودي وغيرهم يلجأ إلى المحاكم.
ونوعية الخلافات التي يعالجها القانون؟
- خلافات مثل: سوء عشرة الزوج كالضرب والسب والهجر.
ومن وجهة نظرك: هل يمكن أن تستقيم الحياة الزوجية بعد اللجوء للمحاكم ؟
- هذه بداية النهاية ولا يعود الصفاء للحياة الزوجية، والقضاء لا يعيد المياه إلى مجاريها. وأفضل الحلول الصُلح السلمي ذلك لأن تقاضي الزوجين يؤثر في الأبناء ويشعرهم بعدم الأمان.
هل ثمة قوانين تحمي الزوجين وتحد من تصاعد الخلافات الزوجية؟
- هناك قوانين الأحوال الشخصية بأسرها مثل ( قوانين النفقة الزوجية، نفقة المتعة، ونفقة العدة) وتوجد قوانين عقوبات تتعلق بالشق الجنائي مثل ( الضرب، والسب، والقذف، والإهانة).
حين تختلف القيم
يفسر د. عادل عز الدين الأشول أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية كلية التربية جامعة عين شمس ومدير مركز الإرشاد النفسي بعض الأسباب النفسية الكامنة وراء الخلاف بين الزوجين: فيقول الأسباب النفسية للخلافات الزوجية تتلخص في:
- عدم تناسق الاتجاهات بين الزوجين ولا سيما الميول والرغبات كأن يميل أحدهما إلى الانطلاق والمرح والآخر يميل إلى الانطواء والتقوقع، أيضاً التباين في المشاعر والأحاسيس بأن يكون أحد الزوجين رومانسيا والآخر يميل إلى الواقعية البحتة.
- المرض النفسي من شأنه أن يحدث خللا في الحياة الزوجية، مثلا قد تتصور الزوجة أنها ستعتمد على زوجها ماديا ولا تجده أهلا لذلك، هنا قد تعاني نفسيا لأنها نظرت إليه على أنه كفيلها يصونها ويساندها نفسيا وماديا ومعنويا.
- عدم اقتناع أحد الزوجين بالآخر نعتبره بداية الاختلاف، فمع العشرة تظهر بعض الخصائص الشخصية لكل الزوجين فيبدو لأحدهما ان هذه الصفات الشخصية لا تروق له كأن يكون أحد الزوجين بخيلا، أو مبذرا.
- مفهوم الذات لدى كل من الزوجين يؤثر في التوافق في الزواج فمثلا قد يعلي أحد الزوجين من ذاته فيقترب من الغرور أو الثقة الزائدة، وقد يحقر أحدهما أيضاً من ذاته فيصيبه الإحباط الدائم، كل هذا يؤدي إلى اضطراب العلاقة.
- صورة الأب وصورة الأم لدى الزوجين: فالزوجة لا يمكن أن تكون صورة من أم الزوج وهو ما ينشده بعض الأزواج في زوجاتهم، الأمر الذي يخلق مشاكل عديدة فلا الزوجة تريد أن تتشبه بأم زوجها في كل شيء ولا الزوج يريدها كما هي.
- عدم النضج النفسي والاجتماع لأحدهما أو كليهما بمعنى عدم الاستقلالية عن الأسرة وعدم الاعتماد على النفس بما يجعل عملية تحمل مسئولية الحياة الزوجية غاية في الصعوبة.
وماذا عن التأثير النفسي الذي تتركه الخلافات الزوجية في الأبناء؟
- يقول د. عادل: إن تزايد الخلافات يولد لدينا أبناء مضطرين سلوكيا لافتقادهم المثال فالابن عادة المثال والده، والابنة المثال أمها، ولكن في ظل وجود الخلافات يفتقد الأبناء القدوة مما يؤثر في صحتهم النفسية وقد يصاب الابن بانطواء نفسي، اكتئاب أو توتر.
- تؤثر هذه الخلافات في المستوى الدراسي للأبناء وينتج عن ذلك أبناء متخلفون دراسيا. وبرغم ذلك فإن تأثير الخلافات في الأبناء نسبي ويختلف طبقا للفروق الفردية مثل ( السن، النوع، قدرات التحمل).
وينصح د. عادل الأشول بضرورة أن تتم عملية الاختيار الزواجي على أسس معينة حبذا لو كانت أسسا دينية لأن هذه الخلافات تصبح أقل.
ويضيف: تتم في الخارج عمليات إرشاد نفسي وبيولوجي واجتماعي للزوجين قبل الزواج وأثناءه، ذلك لأن عملية الانتقال من بيئة لأخرى تتطلب تغييرا في كثير من العادات السلوكية، فكلما كان الإنسان قادرا على التخلي عن العادات السلبية التي لا تتفق والزواج لا سيما العادات ( اللا مسئولة) مثل ( الاستهتار بمواعيد الخروج من المنزل والعودة إليه، قلل هذا من احتمالات فشل الزواج ومن تزايد الخلافات.
وهل تتفق والرأي الذي يحبذ استمرار الزواج برغم الفشل التام من أجل نمو الأبناء في أسرة متكاملة؟
- أرى أن الاستمرار أفضل من الانفصال لأن المطلق لا يعيش مُطلقا طوال عمره فيشعر الأبناء أنهم في المنزلة الثانية الأمر الذي يعرضهم لاضطرابات نفسية.
سؤالنا الأخير لـ د. عادل: هل ثمة خلافات يصعب معها الاستمرار؟
- الخلافات القيمية هي أشد أنواع الخلافات ولا سيما الخيانات الزوجية.
* ونختتم موضوعنا عن الخلافات الزوجية باستطلاع رأي الدين، إذ لم تغفل الشريعة الإسلامية التطرق إلى الخلافات الزوجية، وآدابها وكيفية حلها بالقرآن والسنة.
كان لقاؤنا مع فضيلة الشيخ محمد عبدالرحمن الواعظ بالجمعية الشرعية بالقاهرة لكي نسأله عن الطريقة المثلى لحل الخلاف بين الزوجين طبقا لما جاء في شريعتنا الإسلامية؟
- فيقول: فيما يتعلق بكيفية حل الخلاف فقد بينت الآية الكريمة كيفية الحل إذ قال الله تعالى: وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما حكيما .يقول تعالى إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما مما يوحي بتحبيذ التوفيق: وعن أبن عباس رضي الله عنهما: أمر الله تعالى أن يبعثوا رجلا صالحا من أهل الرجل ورجلا مثله من أهل المرأة فينظرا أيهما المسيء فإن كان الرجل هو المخطئ حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة وأن كانت المرأة هي المسيئة قصروها على زوجها ومنعوها النفقة، فإن اجتمع رأيهما على أن يفرقا أو يجمعا فأمرهما جائز.
وما زلنا نؤكد ونرى أن العملية (نسبية) فيما ينطبق على زوجين لا ينطبق على غيرهما من الأزواج، وما قد يعانيه الأبناء في أسرة مفككة ومنشقة قد لا يعانيه أمثالهم في أسر مماثلة.
ويظل الوضع الأفضل هو اتقاء الكسر قبل ان يقع واختيار أبواب تظل مفتوحة.
ــــــــــــــــــ
الإفراط في تحمل الابن المسؤولية ..لماذا؟
قد يكون الابن الأكبر أو الأشطر هو الأب الروحي لأخوته فيتحمل مسؤوليتهم بدافع الواجب ، إنه لا ينشأ مضحياً هكذا ولكن الأسرة هي التي تبث فيه هذا الشعور دون أن يعوا أنهم هكذا يظلمونه .
أحياناً لا يقوى هذا الابن على معارضة أهله ومعاندتهم، ليصبح ومن دون تكليف رسمي ملزما دائما بأعباء الأسرة على حساب أموره الخاصة وحتى أحلامه المستقبلية، وكأن قدره الغرق في العمل وحمل الهموم ليستفيد من عمله أشقاؤه الذين يتقاعدون عن المسؤولية لا مبالين، ما دام غيرهم يقوم بها بحجة أنهم غير قادرين على القيام بما يقوم به الأخ الشاطر أو المتفاني.
تؤكد " سهى هاشم " اختصاصية علم الاجتماع "أن الخلل في توزيع المسؤوليات بين الأولاد يبدأ من الوالدين، وليس ضروريا كما يتبادر إلى الأذهان أن يكون العبء منوطا بالابن البكر فقط، إذ نلاحظ أحيانا أن هذا الابن يحصل على امتيازات أكثر مما يلزم بواجبات، وتحديدا في المجتمع الشرقي".
أما عن سبب اعتماد الأم على من يبدي استعدادا للمساعدة من دون تذمر أو شكوى، على أساس انه الابن الشاطر، فتقول " سهى هاشم " - حسب ما ورد بجريدة الشرق الأوسط : "الأم هي الأكثر حاجة إلى المساعدة، لذا تجد في الابن القادر على تحمل المسؤولية منقذا وداعما، وتتجه إليه تلقائيا. والأمر ليس بالضرورة سيئاً، فالصداقة التي تنشأ بين الاثنين تصبح وثيقة ومريحة لهما مع الوقت، لاسيما إذا لم تقترن بسلوك استغلالي أو باستقواء من طرف على آخر". لكن الوضع قد يتحول حساسا عندما نجد الابن (أو الابنة) مكلفا على الدوام بالذهاب إلى الدكان لشراء ما تحتاجه العائلة في حين ينصرف أخوته إلى ألعابهم أو يجلسون أمام شاشة التلفزيون ويتابعون برنامجهم المفضل. كما نلاحظ أن الابنة التي تتبرع برعاية شقيقها (أو شقيقتها)، الصغير في غياب الأهل تصبح مع الوقت ملزمة بهذه المهمة وعليها التوفيق بين تأديتها ومراجعة دروسها. والفتاة التي تشعر بتعب والدتها وتسارع إلى مساعدتها في الأعمال المنزلية، لا تملك بعد ذلك إعلان رفضها أو تخليها عن وظيفتها الجديدة. وتقول إحدى الفتيات أن أمها لم تكن تنادي سواها إذا احتاجت إلى مساعدة، وكأن شقيقاتها الباقيات "بنات الست" وهي وحدها "ابنة الجارية" أو سندريللا، لكن من دون أمير سيحضر لإنقاذها.
ويرى "وليد طراف" أستاذ علم النفس، أن هذا الإحساس ينطلق من عقدة الاضطهاد التي "تسود بعض الأسر، وهي عقدة لا تكون حقيقية في كل الأحوال. فالأهل يتصرفون من دون خلفية، لكن التباين هو في طبع الأولاد وتنوع شخصياتهم. ولأن مجتمعنا الشرقي لا يولي أهمية للأحوال النفسية لأفراده، قد يتأزم الولد من تراكم سلوكيات معينة، ولا يجد طريقة للإعلان عن احتجاجه، فيتحول غضبه إلى شعور بالاضطهاد، تكفي كلمة لطيفة في حينه لإزالته. وتجدر الإشارة إلى أن المجتمع الشرقي يعتبر الولد قاصرا وتابعا لأهله ولا يحق له الاعتراض على تصرف معين من أهله حياله. لذا ينصاع علنا ويراكم عقده سرا".
وسرعان ما يفرض هذا الوضع واقعا جديدا في يوميات الأسرة. وبعد حين يصبح بديهيا الطلب إليه تنفيذ كل كبيرة وصغيرة، بحيث يصل إلى مرحلة يشعر معها بالاضطهاد والظلم ويتضخم إحساسه بأنه مستغل ويتم التعامل معه على أنه استثمار، وكأن دوره هو العطاء فقط. فيعاني من كونه صاحب واجب لا صاحب حقوق أسوة ببقية أفراد العائلة. وإذا قصّر في العطاء قد ينال لوما أو توبيخا أو عقابا عاطفيا في صغره وكبره. صحيح أن هذا الضغط يبلور كفاءته ويمنحه قدرة على انجاز ما يوكل إليه من مهمات ببراعة وسرعة وإتقان، لكن الصحيح أيضا أن الآخرين يعتادون عليه في هذا المستوى من الأداء، يحولونه إلى كائن اقرب إلى الكمال ولا يسمح له بضعف بشري وإلا كان الشعور بالذنب من نصيبه. تصادر إرادته لتصبح الطلبات أوامر مموهة، يستحيل عليه رفضها. وما يزيد من هذه المعاناة الصامتة في معظم العائلات التي تعيش هذا الوضع أن تحمل المسؤولية من قبل احد الأبناء يعني لمن حوله انه يقوم بواجباته لا أكثر ولا اقل، ونادرا ما يسمع كلمة شكر أو ثناء لما يقدمه، إلا في حالات إظهاره بعض التبرم وذلك لإعادة شحنه وتجديد توريطه.
وقد لا يقتصر الأمر على ابتزاز الابن الشاطر بالكلام المعسول ورفع المعنويات، إذ غالبا ما تترافق هذه الظاهرة مع أخرى أخطر، وهي الغيرة من شطارته، ولا تكون النتيجة محاولة للتنافس معه وتقديم الجهد العملي لإزاحته من موقعه، إنما يصار إلى تسخيف ما يقوم به أو حتى اتهامه بأنه يسلب الآخرين دورهم ويدخل انفه في ما لا يعنيه أو يدعي مثالية أو يعتقد انه الأقدر على تقديم نصيحة أو معلومة، مستثمرا مكانته بهدف إرضاء حبه للسيطرة والاستحواذ على تقدير والديه واحترامهما.
ويعتبر " طراف " "أن الأهل الواقعين أصلا تحت وطأة ظروف حياتية ضاغطة قد يسيئون التصرف، فيعتبرون أن ما يبذله الولد هو تحصيل حاصل، لا لزوم لإطرائه أو تشجيعه أو حتى الاهتمام به انطلاقا من انه قوي وصلب، فيهملونه مقابل الاهتمام بالأخوة غير المسئولين، الذين يحصلون على أكبر نسبة من التشجيع لقاء أتفه الأمور. وذلك في سعي لتحسين قدراتهم وحثهم على مزيد من التقدم، وتحديدا في مسيرتهم المدرسية، فلا يوكلون إليهم أي مهمة ويمهدون لهم الأجواء حتى يتمكنوا من الدرس بهدوء وتركيز".
وغالبا ما تنعكس تداعيات هذا الوضع مع تعاقب السنوات. الابن يكبر وتكبر معه مسؤولياته، إذ لا تعود مقتصرة على الطلبات الصغيرة، إنما يدخل حاملا نصيبه من المسؤولية إلى العالم الحقيقي. فيجد نفسه مرغما على تقديم العون المادي لجميع أفراد الأسرة وغالبا ما يناط به تولي حالات الطوارئ والقيام بالمهمات الصعبة التي يتهرب منها باقي أفراد العائلة. وتترافق هذه الوتيرة مع كل ما يحيط بها من تبعات، ليصبح الاستغلال الأخوي أكبر والغيرة أشد واللامبالاة مدموغة بالأنانية. وقد تؤدي هذه التبعات إلى أزمات نفسية واجتماعية معقدة يصعب التعامل معها، سواء من جهة الأهل الذين يقعون حينها في مطب التمييز بين الأبناء أو لجهة الأبناء أنفسهم الذين تتخذ علاقاتهم منحى عدائيا في السر وعاديا في العلن.
وتزيد هذه الحالة حدة، إلا أن نتائجها تختلف باختلاف شخصية الابن. فإذا كان انفعاليا متطرفا قد يعبر إلى المقلب الآخر في سلوكه وبعد التزام اعمي بعائلته وتفان لا حدود له، يصل إلى حافة الانفجار، فيجنح إلى الثورة على نفسه في الدرجة الأولى لاعتقاده انه احد المساهمين في ما وصل إليه، وعلى من حوله بعد ذلك، ضاربا بعرض الحائط النسب وصلة الرحم. وقد يقرر الاستقالة نهائيا من أي شكل من أشكال المسؤولية العائلية، ليغرق في أنانية مفرطة حاملا شعار: "أنا ومن بعدي الطوفان".
أما في غالب الأحيان، وتحديدا لدى الأبناء الذين يفتقدون إلى شخصية قوية، ويخافون المواجهة، نجد أن شعورهم بالظلم لا يغير واقعهم، فيكملون ما هم عليه، لكن مع كبت عنيف لاحتجاجهم وعجزهم عن التحرر. وغالبا ما تقودهم هذه الحالة إلى عجز في مجالات حياتية أخرى، فيرافقهم الشعور بالضعف في زواجهم وحيال أولادهم، كذلك تنعكس على ميدان العمل، فنجد أنهم لا يملكون الجرأة للمطالبة بحقوقهم، ويقتنعون بأنهم مضطهدون ومعذبون، ولا يتوصلون إلى إشباع نفسي وعاطفي. ويبقى الاحتمال الثالث لواقع إرهاق الابن بالمسؤولية لمصلحة بقية أفراد العائلة، وهو التعامل مع الأمر بالتي هي أحسن.
وهذا الحل ينتهجه في اغلب الأحيان الأشخاص المتوازنون، الذين يملكون أسلوبا للتفاهم وتوضيح الأمور من دون إثارة الحساسيات، بحيث يتوصلون إلى صيغة معقولة، تفهم الآخرين حدودهم وتقطع عليهم الطريق لمزيد من الاستغلال، مع المحافظة على الالتزام بالأسرة والقيام بمسؤولياتهم على أحسن وجه، لكن ليس على حساب مسؤولياتهم تجاه أنفسهم.
ــــــــــــــــــ
من يتحمل مسئولية إنشاء الحوار الهادئ..الأولاد أم الآباء؟
أ. سحر شعير
إذا كانت أفكار الأولاد تختلف عن أفكار آبائهم فكيف يلتقون معاً حتى تتم التربية حسب أصولها الصحيحة التي لابد فيها من مساحة كبيرة للحوار؟
خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار الصعوبة التي يجدها الطفل -غالباً- في استيعاب وهضم أفكار الكبار، تماماً كما يجد صعوبة في حمل مقدار الوزن الذي يستطيع والده أن يحمله.
ثم إن الأولاد غير مؤهلين لكي ينهلوا من أفكار آبائهم؛ لأن قدرات الآباء غير متكافئة مع قدرات الأولاد، فالأب مثلاً يستطيع أن يحمل حمولة ابنه جسمياً وفكرياً بينما الابن لا يستطيع أن يحمل حمولة أبيه، كالطالب بالصفوف الثانوية قادر على استيعاب المنهج الابتدائي بسهولة بينما العكس غير وارد.
من هنا نجد أن الواقع يفرض نزول كل أب إلى مستوى أبنائه حتى يلتقي معهم، وحتى تثمر جهود الآباء في تحقيق التقارب وسهولة الالتقاء بأبنائهم في حوار ناجح يتطلب ذلك إلقاء الضوء على بعض الخطوات المهمة التي يجب مراعاتها وصولاً إلى هذا الهدف، مثل:
1- النزول بالفهم والحوار إلى مستوى الأولاد، مع بذل جهود متواصلة لرفع كفاءة التفكير لديهم واستيعاب الحياة بصورة تدريجية.
2- احترام مشاعر وأفكار الأولاد مهما كانت متواضعة والانطلاق منها إلى تنميتها وتحسين اتجاهها.
3- تقدير رغبات الأولاد وهواياتهم والحرص على مشاركتهم في أنشطتهم وأحاديثهم وأفكارهم.
4- الاهتمام الشديد ببناء جسور الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء التي تعتمد على غرس انطباع إيجابي عندهم يفضي إلى تعريفهم حجم المحبة والعواطف التي يكنها لهم آباؤهم، فلابد أن يحس الأولاد بأننا نحبهم ونسعى لمساعدتهم ونضحي من أجلهم.
5- حسن الإصغاء للأبناء وحسن الاستماع لمشاكلهم لأن ذلك يتيح للآباء معرفة المعوقات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم ومن ثمَّ نستطيع مساعدتهم بطريقة سهلة وواضحة.
6- إن معالجة مشاكل الأبناء بطريقة سليمة تقتضي ألا يغفل الآباء أن كل إنسان معرض للخطأ ووضوح ذلك أثناء الحوار، وذلك حتى لا يمتنع الأبناء عن نقل مشاكلهم إلى الأهل ثم يتعرضون لمشاكل أكبر أو للضياع، بل يتم مناقشة المشكلة التي يتعرض لها الابن بشكل موضوعي هادئ يتيح له قبول والاعتراف بمواطن خطأه وبالتالي تجنب الوقوع فيها مرة أخرى.
7- يجب ألا نلوم الأبناء على أخطائهم في نفس موقف المصارحة حتى لا نخسر صدقهم وصراحتهم في المستقبل، بل علينا الانتظار لوقت آخر ويكون ذلك بأسلوب غير مباشر.
8- تهيئة الأبناء - من خلال الأساليب السابقة- لحل مشاكلهم المتوقع تعرضهم لها مستقبلاً في ظل تعريفهم بأسس الحماية والوقاية.
9- عدم التقليل من قدرات الأبناء وشأنهم أو مقارنتهم بمن هم أفضل منهم في جانب معين، لأن هذا الأسلوب يزرع في نفوسهم الكراهية والبعد ويولد النفور ويغلق الأبواب التي يسعى الآباء إلى فتحها معهم.
10- إشعار الأبناء بأهميتهم ومنحهم الثقة بأنفسهم من خلال إسناد بعض الأعمال والمسئوليات لهم بما يتناسب مع أعمارهم وإمكانياتهم، مع استشارتهم في بعض التحسينات المنزلية أو المفاضلة بين عدة طلبات للمنزل، ثم عدم التقليل من جهود الأبناء لمجرد تواضع المردود عن المتوقع منهم لأن ذلك قد يخلق تراجعاً في عطائهم وينمي فيهم الخمول والإحباط مستقبلاً.
11- الاهتمام بالموضوعات والأحاديث التي يحبها الأبناء ويسعدون بها وتناولها بين الحين والآخر، إن ذلك يجعلهم يشعرون بمشاركة الأهل لهم في كل شيء، وأنهم يريدون إسعادهم وإدخال السرور على نفوسهم.
12- يراعى أثناء الجلسات العائلية والمناقشات أن تُقَابل اقتراحات الأبناء وآراؤهم باحترام وقبول طالما أنها لا تخل بالأخلاق ولا تنافي تعاليم الإسلام.
وأخيراً...
فلنعلم أن أعمال الأبناء وأفكارهم وقدراتهم مهما كانت متقدمة فلن تسير على نهج أفكار الكبار أو ربما لا تدخل في مجال اهتماماتهم ونظرتهم للحياة لوجود فارق زمني وثقافي ومكتسبات مختلفة وموروثات متنوعة تجعل الاتفاق على كل شيء أمر صعب.
وإذا كان الآباء يعرفون جيداً كيف يجاملون أصدقاءهم وينصتون إليهم ويحترمون أحاديثهم التي تتناول أشياء وموضوعات قد لا يعرفونها أو لا يحبونها، وقد يتظاهرون بالاهتمام والتفاعل إكراماً لمحدثهم، وربما بادروا بالحديث حول تلك الموضوعات لإشعار محدثهم بحجم الاهتمام به، أفلا نتفق على أن أبناءنا أوْلى بهذا النوع من الرعاية؟(54/117)
نعم إنهم أحق وأولى بالاهتمام والرعاية والاحترام لأحاديثهم وأفكارهم وهواياتهم التي غالباً ما تدور حول دراستهم وآرائهم الاجتماعية والرياضية وأمانيهم للأيام القادمة.
إننا بذلك نستطيع أن ندخل إلى عقولهم ونسكن قلوبهم الخضراء الصغيرة بسهولة ويسر، ونكون قد بنينا جسور الالتقاء معهم لنقودهم إلى ما فيه خيرهم ورشادهم في الدنيا والآخرة.
ــــــــــــــــــ
ما الذي يحتاجه المرء ليكون راضياً فعلاً؟
* كلاوديا إنكلمان
أجرِ اختباراً مع شريك حياتكِ: اسأليه عما لو كان ما زال يذكر لحظات حبكما الأولى! إذا ابتسم إزاء ذلك مستحسناً سؤالكِ، فهو سعيدٌ معك على الأغلب وما زال يحبك. وفرص المستقبل المشترك تبدو رائعة بالنسبة لكما!
- الرضاء والشعور بقيمة الذات
لقد أجرى باحثون من جامعة واشنطن تحت إشراف عالم النفس الأميركي جون غوتمان دراسات، بوسائل علمية للمرة الأولى، حول سر الحياة الزوجية السعيدة. لقد خرج الباحثون من تلك الأبحاث بنتيجة مفادها أن ثمة انماط سلوكية أربعة تشكّل في أغلب الأحيان خطراً على أية حياة زوجية: احتقار الطرف الآخر، والميل المستمر لانتقاد الطرف الآخر، والميل المستمر لأحد الطرفين للدفاع عن نفسه، والتحصن المستمر من الطرف الآخر: حينما يتحصن كل من الآخر وراء جداره النفسي الباطني، فلن تتوفر هنا أية امكانية للتعامل الإيجابي المشترك، ولن تتوفر بالتالي أية قاعدة لأي تفاهم مشترك.
-الصداقة المخلصة هي الاساس
لقد كان الفهم السليم والعميق للواقع النفسي للطرف الآخر، دوماً وأبداً عاملاً هاماً يميز حياة الأزواج السعداء، لقد أفاد كل من الرجال والنساء على السواء، أن نمط الصداقة بين الطرفين لهو الجزء الأهم الذي يحدد درجة رضا كل من الطرفين في حياته الزوجية.
ويتميز الأزواج السعداء اضافةً لذلك، بأنهم يتعاملون مع بعضهم بشكل موضوعي وبنّاء. لقد اكتشف غوتمان أنهم يسعون، خلال أي نزاع أو أية مشاجرة فيما بينهما، لايجاد مخرجٍ من الأزمة والانتهاء بالصلح، وذلك قبل أن يصل الأمر إلى حدّ (فقدان السيطرة الذي يحدثه تبادل الأجوبة والتعابير السلبية فيما بينهما).
- روح الفكاهة والمرح هي كالملح في الحساء
الأزواج السعداء يتميزون عموماً بروح الفكاهة، والتي من شأنها أن تساعدهم في التعامل مع سائر النزاعات المحتملة بمنتهى الراحة والاسترخاء!
إنه لمن عادة الزوجين في أية حياة زوجية سعيدة أن يقدرا بعضهما البعض، ويحترما بعضهما البعض. إن هذا النمط من السلوك من شأنه أن يساعدهم في حل مشاكلهم على المدى الطويل، وبشكل ايجابي.
-لايحب الرجال ان يتم توجيهه مثل توجيه الام لطفلها
يرغب الرجال بشدة في اظهار نجاحاتهم على الصعيد المهني، وفي قدراتهم على حل المشاكل. اعتن بشريك حياتك اعتناء الأم بطفلها، ولا تنتقده باستمرار، ولا تعيره باستمرار على ضعف إتقانه لعمل ما، مثل: (افعل ذلك هكذا، وليس هكذا!) أو (لا تقود السيارة بتلك السرعة!).. الخ، ولا تعمل باستمرار على تلقينه ارشادات عمل.
- لعبة القوة فيما بين العاشقين
ظهر تقرير منذ فترة في مجلة (ELLE) النسائية العالمية حول ما أسموه بـ(العبارات القاتلة). ينبغي على الأزواج الذين يرغبون في البقاء سعداء أن يزيلوا، بالسرعة الممكنة، من قواميس ألفاظهم عبارات مثل: (بامكاني أن أعلّمك ذلك). غير أننا ينبغي أن نسأل أنفسنا عن أسباب تجاهلنا المستمر لمصادر المعلومات التي ننهل منها بمنتهى الراحة، ودون ثمن، ولا تعب، ولا ولا كلل! لماذا لا يعرفن زوجات الخبراء الضريبيين عن الضرائب سوى القليل جداً، ولماذا لا يعرف الرجل المتزوج من عازفة بيانو في جوقة موسيقية، أي شيء يذكر عن عزف البيانو؟ لماذا هو مستعد لأن يعلم سائر النساء ضمن حلقة أصدقائه وصديقاته جميع ما يعرفه عن برامج الـ(ويندوز)، وبمنتهى الصبر، وهو في الوقت نفسه، لا يقدم لزوجته سوى نصحه الثمين، لأن تقرأ بعض الكتب المتخصصة التي يقترحها لها حول ذلك؟
-الخوف من التماثل مع الاخر
هل هو صراع القوى المعتاد فيما بين العاشقين؟ أم هو الخوف من الفضيحة؟ وبالتالي من فقدان بعض ما يتمتع به المرء من جاذبية، وهو خوف ذو طابع طفولي صعب الاستئصال؟ هل تمنع المشاعر وجود المسافة المقررة اللازمة فيما بين المعلم والتلميذ؟ أم أن أساليب التعلّم والتعليم باتت على الأغلب غير متناغمة وغير منسجمة فيما بينها؟ ثمة إجابة محتملة على تلك التساؤلات، مفادها أنه إن كان الزوجان ينتميان إلى النمط الانطوائي من البشر، حيث تعمل الاختلافات هنا على الوصل أكثر منه على الفصل، فكل منهما لديه في الواقع خوف خفي من حدوث أي تشابهٍ. أو تماثل فيما بينهما. بالنسبة لهما، لا مجال للحديث هنا عن أية (انزياحات) محتملة في حدود الاختلاف الفاصلة فيما بينهما، فتلك (الانزياحات) غير مرغوبة على الاطلاق!
- ملاحظات هامة:
العبارات القاتلة ترتدّ غالباً على كل من الطرفين كطابة البينغ بونغ تماماً، ولهذا السبب، فهي تشكل لعبة نموذجية محبوبة في سياق العلاقة الزوجية، لأنها تعمل على تحرير كل من الطرفين من عناء أن يتعلم كل منهما شيئاً جديداً.
العبارات القاتلة التالية تظهر باستمرار في قاموس العلاقات الزوجية:
لقد أوضحت ذلك لك مائة مرة!
حتى أمك، لو كانت هنا لفهمت ذلك!
ألا تستطيع أن تفهم ذلك، أم لا تريد أن تفهم ذلك!
أنت تتصور ذلك وبمنتهى البساطة!
سؤالك يدلّ، أنك لم تفهم شيئاً!
لقد حسبتك خريجاً جامعياً!
نعم، لكن...
ماذا يوجد ما لم تفهمه بعد!
شخص مثلك يَعِظ!
أما لي، فليس لديك أي وقت!
مَن منا المجنون!
هذا ما لن تستطيع فعله أبداً
هل أنت متأكد، أنك تقدر على فعل ذلك!
الأفضل أن نبدأ الآن من نقطة الصفر!
ويعتقد معظم الأزواج حتى الآن بفاعلية هذا النمط من العبارات، ولكن ما يخرجون به هو عكس ما يريدون تماماً. إن هذا النمط من (العبارات القاتلة) توحي إلى الآخر بأنه فاشل وخاسر. إن هذا، لهو آخر ما يمكن أن يحتاجه شريك الحياة في مواقف كهذه!
- نصيحة للنجاح:
لا تعامِل شريك حياتك من فضلك، كما لو أنه مختل عقلياً، وإنما عامليه/ عاملها كبطل كأميرة.
إن الاعتناء والاهتمام بشخصٍ ما لا يعني بالضرورة الإرادة الحازمة لتحسينه/ لتحسينه. إن كنت تحب شريك (ة) حياتك فعلاً، وتودّ/ تودين بالفعل أن تُشعرها/ تُشعريه بحبك لها/ له، كما هو/ هي فابدأ (ي) عملك بالكف عن محاولات تغييره (ها)، وهذا يسري أيضاً للملابس، على سبيل المثال، أو تسريحة لشعر، أو النظارات. تعلّم (ي) كيف تتقبل (ي) شريك حياتك.
ــــــــــــــــــ
20 طريقة تظهر بها لأولادك أنك تحبهم
1- اقض بعض وقت مع أولادك كل منهم على حدة، سواء أن تتناول مع أحدهم وجبة الغذاء خارج البيت أو تمارس رياضة المشي مع آخر، أو مجرد الخروج معهم كل على حدة، المهم أن تشعرهم بأنك تقدر كل واحد فيهم بينك وبينه دون تدخل من إخوته الآخرين أو جمعهم في كلمة واحدة حيث يتنافس كل واحد فيهم أمامك على الفوز باللقب ويظل دائما هناك من يتخلف وينطوي دون أن تشعر به.
2- ابن داخلهم ثقتهم بنفسهم بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها وليس فقط تقدير النتائج كما يفعل معظمنا.
3- احتفل بإنجازات اليوم، فمثلا أقم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك فلان فقد سنته اليوم ، أو لأن آخر اشترك في فريق كرة القدم بالمدرسة أو لأن الثالث حصل على درجة جيدة في الامتحان، وذلك حتى يشعر كل منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعل ذلك مع واحد منهم فقط حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أي شئ، وتذكر أن ما تفعله شئ رمزي وتصرف على هذا الأساس حتى لا تثير الغيرة بين أبناءك فيتنافسوا عليك ثم تصبح بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا ويشاركوا بعضهم البعض.
4- علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا بدل من أن تعاتب ابنك لأنه رجع من مدرسته وجلس على مائدة الغداء وهو متسخ وغير مهندم قل له "يبدو أنك قضيت وقتا ممتعا في المدرسة اليوم".
5- اخرج ألبوم صور أولادك وهم صغار واحكي لهم قصص عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها.
6- ذكرهم بشئ قد تعلمته منهم
7- قل لهم كيف أنك تشعر أنه شئ رائع أنك أحد والديهم وكيف أنك تحب الطريقة التي يشبّون بها.
8- اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه فأنت بذلك تريهم كيف أنك تحترم قراراتهم.
9- اندمج مع أطفالك في اللعب مثلا كأن تتسخ يديك مثلهم من ألوان الماء أو الصلصال وما إلى ذلك.
10- اعرف جدول أولادك ومدرسيهم وأصدقاءهم حتى لا تسألهم عندما يعودون من الدراسة بشكل عام "ماذا فعلتم اليوم" ولكن تسأل ماذا فعل فلان وماذا فعلت المدرسة فلانة فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك تهتم بها.
11- عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك لا تكلمه وأنت مشغول في شئ آخر كالأم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى التلفيزيون أو ما إلى ذلك ولكن اعط تركيزك كله له وانظر في عينيه وهو يحدثك.
12- شاركهم في وجبة الغداء ولو مرة واحدة في الأسبوع، وعندئذ تبادل أنت وأولادك التحدث عن أحداث الأسبوع، وأكرر لا تسمعهم فقط بل احكي لهم أيضا ما حدث لك.
13- اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو نكتة وضعها جانبهم في السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمين أو في شنطة مدرستهم حتى يشعرون أنك تفكر فيهم حتى وأنت غير موجود معهم.
14- أسمع طفلك بشكل غير مباشر وهو غير موجود (كأن ترفع نبرة صوتك وهو في حجرته) حبك له وإعجابك بشخصيته.
15- عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص في البيت واشعرهم أنك تفتخر بها.
16- لا تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان يتصرف بها والديك معك دون تفكير فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية ابنك.
17- بدلا من أن تقول لابنك أنت فعلت ذلك بطريقة خطأ قل له لما لا تفعل ذلك بالطريقة الآتية وعلمه الصواب.
18- اختلق كلمة سر أو علامة تبرز حبك لابنك ولا يعلمها أحد غيركم.
19- حاول أن تبدأ يوما جديد كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن توقعك في حب ابنك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبه.
20- احضن أولادك وقبلهم وقل لهم أنك تحبهم كل يوم، فمهما كثر ذلك هم في احتياج له دون اعتبار لسنهم صغار كانوا أو بالغين أو حتى متزوجين ولديك منهم أحفاد.
ــــــــــــــــــ
تحول الاختلاف الى خلاف في الحياة الزوجية
* مأمون مبيض
(يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن) الحجرات/ 12.
من المعروف أن الزوجين وبعد وقت من الخلاف ومحاولة فضّ النزاعات يطوران أساليب وعادات يتصرفان وفقها كلما دعا الداعي لحل الخلافات، وبغض النظر عن أسباب ومبررات هذا الخلاف، سواء كان هو الأولاد أو المال أو العلاقة الجنسية أو العمل أو المنزل. ويتطور الأمر ليصبح الأمر عادة، بمعنى أنه كلما اختلفا فإنهما يتصرفان بنفس الطريقة والأسلوب من بداية الخلاف، والدخول في دائرة مفرغة من الجدال، وينتهيان لنفس النتيجة من الوصول إلى حالة (اللاحلّ) وبذلك لا يرضى أي منهما عن نتيجة الخلاف. ولذلك فالنظر في كيفية (الجدال) يبقى أكثر نفعاً من النظر في سبب الجدال.
تقرر كتب علم النفس أن التصرف الطبيعي أمام حالة مهددة للإنسان، وكما هو مشاهد في حالة النزاع، إما (الانسحاب والهروب) وإما (الصراع والهجوم).
- حالة الصراع:
زكريا وثريا زوجان منذ خمس سنوات. وكلما دار بينهما خلاف فإن زكريا أكثر حزماً وتصميماً، بينما تميل ثريا إلى التراجع وترك الساحة معتذرة بأن (الحياة لا تتسع للقتال والنزاع، وأن الانسحاب أسلم). إلا أن زكريا قد تغير بعض الشيء في الآونة الأخيرة بسبب كثرة الخلاف بينهما، ففي الأسبوع الماضي وعندما رأى زوجته قد دعت بعض الضيوف من دون أن تشاوره في الأمر، دار بينهما الحوار التالي:
- زكريا: (لماذا فعلت هذا؟).
- ثريا (في حالة دفاع): (ولماذا لا، إنك دوماً لا تشاورني في الأمور! إنك دعوت صديقك إلى العشاء الجمعة الماضية من غير أن تسألني، ثم ذهبت معه وتركتني وحدي مع الأولاد).
- زكريا: (انتظري دقيقة إنني..).
- ثريا: (لا تقاطعني في الكلام!).
- زكريا: (إنك تضطريني لمقاطعتك لأنك دوماً تكثرين الكلام).
- ثريا: (لا أدري متى ستنضج، إنك كالولد الكبير!).
- زكريا: (وأنت كوالدتك تماماً!).
- ثريا: (وما هو العيب في والدتي!؟).
- زكريا: (إنها دوماً تحاول فرض رأيها على الآخرين، وأنت تفعلين مثلها!).
- ثريا: (فإذن هذا ما تظنه عن أمي، الآن ظهرت الحقيقة. إنني لن أبقى في هذا المكان أبداً!).
- زكريا (ببرودة أعصاب): (إنك تعلمين أين الباب، وأين الطريق، وأنا لن أمنعك!).
- ثريا (خارجة من المطبخ بغضب): (لا أريد أن أراك ثانية!).
كيف نختلف أو نتجادل؟
ليس مستغرباً أن نرى زكريا وثريا قد مرت بهما الكثير من الخلافات خلال حياتهما كزوجين، فمشكلة رفض الاعتراف بالفروق الفردية ورفض الإقرار باختلاف وجهات النظر، من الأمور الشائعة كثيراً في العلاقات الزوجية، وقد تكون أيضاً مؤشراً على خطورة مستقبل العلاقة بين الطرفين. ليس لأن الخلاف بحد ذاته أمر سيئ، وإنما لأنه لابد للإنسان من أن يوضح موقفه، ويطالب بحقوقه ـ من غير أن ننسى طبعاً الواجبات ـ . فالمفروض في العلاقة بين الزوجين أن تكون حية وحيوية، ولابد أن الأخذ والرد وبعض الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي. إلا أن كثرة الخلافات يعتبر أمراً غير صحي ومخرباً للعلاقة بينهما، وذلك بسبب ما يصاحب الخلاف من عدم الاستماع للطرف الآخر وربما ارتفاع الصوت وحدّة الكلام، ولكن الأهم من ذلك ما يرافق الخلاف من الأفكار السلبية عندما يحاول كل طرف أن يفسر كلام وموقف الآخر. وكما في المثال السابق بين زكريا وثريا: (أنت كالولد الكبير ـ دوماً تكثرين الكلام..).
والعادة أن يبدأ الانسان بالتهجم على الطرف الآخر بشكل غير شعوري، وانطلاقاً من قاعدة (أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم)، فيأخذ باللوم والاتهام وإساءة العبارات. وقد يدّعي الانسان ـ وهو غالباً ما يصدق نفسه ـ أنه مخلص وأمين فيما يقوله، مع أنه في الحقيقة غير موضوعي وبجانب الصواب، ويحاول ليّ عنق الحقيقة للانتقام من الآخر والاستهزاء والسخرية منه، (أنتِ كوالدتك تماماً!). إن الإنسان عندما لا يحصل على ما يريد فنه قد يبدأ بالغضب والانفعال والصراخ والبكاء، وربما يكسر الأشياء أو يرمي بها ذات اليمين والشمال.
وعندما يضع الإنسان قطعة أثاث جديدة في المنزل فإنه قد يرتطم بها عدة مرات قبل أن (يتعلم) أن يتجنبها كلما مرّ بها، ولكن الكثير من الأزواج قد لا يتعلمون من أخطاء الحوار والتخاطب بينهم، ونراهم يعيدون الخطأ يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع. ويحاول كل منهما الانتصار لموقفه، والجدال مع الآخر، وربما جرحه بالكلام مرة بعد أخرى. وبدل أن يتعلم فإنه يصبح أكثر سلبية، وربما ارتفع الصوت أكثر، وكثرت العبارات الجارحة.
والمشكلة أن من السهولة جداً أن يقع الزوجان في هذه الدائرة المعيبة، نتيجة تأثير وسائل الإعلام المختلفة من أفلام ومسلسلات وروايات. فبدل أن يجلس الزوجان (للحديث) عن الصعوبات والمشكلات، يلجأ الواحد منهما إلى ردود الأفعال والجدال بدون حتى التفكير الهادئ والحكيم فيما يقول أو يفعل. ويحاول كل طرف أن يلجأ لأقصر الطرق للانتقام وكسب الانتصار، فإذا به يلجأ إلى الكلمات والعبارات التي يعرف يقيناً من مواقف سابقة أنها ستزعج الآخر وتؤلمه.
- من أنفسنا يجب أن يبدأ التحول:
ليس كل الشجار عدوانياً أو عنيفاً. فبعضنا لا يعتقد أبداً أنه يمكن أن يقول كلاماً جارحاً أو مسيئاً للآخر، إلا أنه قد يلجأ إلى وسائل أخرى كالمراوغة والدفاع عن الذات، وعدم الاعتراف بالخطأ الشخصي، والإصرار على اتهام الآخر. وقد يقوم الشخص بإبداء النصح والظهور بأنه إنما يريد أن يغير الآخر، ولكنه لا يريد حقيقة الاقتراب منه أكثر. والغالب أنه عندما يحاول طرف تغيير الآخر فإن ردة فعل الثاني تكون بالسعي لتغيير الأول. وهكذا يتصلب كل منهما بموقفه، ويرى نفسه صاحب كل الحق وعليه تغيير الآخر، وهو لا يريد أن يعترف بخطئه، وغير مستعد لتفهم موقف الآخر، بله أن يبدي استعداداً لتغيير نفسه. ولذلك لا يعود الواحد منهما يستمع لما يقول الآخر، ولماذا يستمع وهو على الحق!؟ ويكرر كل منهما مقاطعة الآخر وبشكل سلبي، ويدخلان في دائرة معيبة من الأخذ والرد، فيغلب على العلاقة شيء من الفتور واللامبالاة والامتعاض. ويؤدي هذا الصراع على السلطة في النهاية إلى الجفوة والبعد بين الزوجين، ومن دون انتصار أي منهما، حيث يريد كل منهما الانتصار لنفسه وتخطئة الآخر.
ــــــــــــــــــ
سفر الزوج .. بين المصلحة المادية والواجب الأخلاقي
كثيراً ما تدفع الاحتياجات المادية والأزمات الاقتصادية التي تعاني منها معظم الاسر في الدول العربية الازواج الى الاغتراب بحثاً عن مصدر رزق أوسع وهو أمر مشروع غير ان المؤلم في الأمر ان يغيب الأب لفترات طويلة دون زيارة لزوجته وأولاده وكل همه جمع المال والانفاق على الاسرة وتوفير الرعاية المادية لهم دون النظر الى خطورة غيابه عنهم سواء من الناحية الاجتماعية أو التربوية او النفسية.
ويجهل ذلك المغترب ان توفير المطالب المادية للأسرة لا يمكن ان يكون بديلاً عن المطالب النفسية والجوانب التربوية ويجهل تأثير الفراغ السلبي الذي يتركه بغيابه على الابناء وعدم وجود راع لسلوكهم أو مراقب لتصرفاتهم أو حامٍ لهم ويتجاهل حال الأم التي بالكاد تستطيع القيام بواجبها مع وجوده فكيف هو الحال في ظل غيابه وتحميلها مسئولياته اضافة الى ما تحمل من اعباء.
يقول حيدر عبدالحي (مدرس): لقد حمل الرجل مسئولية كبيرة وهي رعاية الاسرة والقوامة فدور الرجل في القيام بواجبات اسرته كبير جدا وهذا الدور يقتضي وجوده الدائم كي يطلع على كل شيء ويعالج الاخطاء ويوجه الصغار من اولاده فهو سند وحماية وقاعدة لهذا البيت لكن بعض الرجال لسبب ما يلقون هذا الحمل على زوجاتهم ويغادرون دون أية مبالاة فتراهم يهربون متحللين بعدم قدرتهم على تحمل المسئولية وبعضهم يغادر طلبا لتحسين احوال المعيشة .
وقد يحدث ذلك بموافقة زوجاتهم ولدى البعض بدون موافقتهن وقد يكون السبب الحقيقي في السفر والاغتراب طلب الرزق والعمل على تحسين دخل الاسرة وقد يكون السبب الرئيسي من السفر هو الرغبة في الابتعاد عن الزوجة او الهرب تحت غطاء تحسين المعيشة فيجد الزوج المخرج له من تلك المشكلات في الهروب ولا يظهر نيته في المدة التي سيغيبها بينما لا تدرك الزوجة ان مسئولية صعبة ستقع عليها لانها لم تعش التجربة من قبل ويعرف كل رجل ان غيابه عن زوجته سيحرمها من الحنان ومن الحقوق الزوجية المتوجبة على الطرفين.
فالجوع العاطفي له تأثيره السلبي على شخصية الانسان اكثر من سلبيات اي شيء آخر.
ويؤكد حيدر ان غياب الرجل عن اسرته وانقطاعه عنهم لفترات طويلة اسوأ من كون الرجل ميتاً فهو بالنسبة للزوجة موضوع مهم ولو نظرنا في حال عودة الرجل! لبيته وزوجته بعد غياب سنتين او اربع او اكثر فسترى ان كلا الزوجين اصبحا عصبيين لا يطيقان سماع كلمة واحدة وتراهما كثيراً ما يفشلان في اعادة بناء حياة زوجية حقيقية فيما بينهما.
وبرأيي يحدث ذلك لان فترة الانقطاع هذه ولدت لدى الزوجة نوعا من الشك في الرجل من ناحية حبه لها واشتياقه وغير ذلك حيث تقول في نفسها لو كان يحبني لما استطاع الابتعاد عني كل هذه الفترة او قد تقول هذه الجملة احدى صديقاتها او اخواتها وتبدأ الشكوك والظنون تدور في فكر المرأة وهذا ما يترجم عدم تقبل احد الطرفين للآخر بعد انقطاع طويل وبالنسبة للأولاد فهي مأساة حيث لا رقيب ولا موجه وتعجز الأم عن لعب دور الأب مهما اعطيت من حزم وحنكة وصبر الا من رحم ربي .
ولقد شاهدت حالة اسرة تسكن بجوارنا يقوم فيها الولد المراهق برمي امه بالحجارة في الطريق وبرمي الحجارة على المنزل واحدى المرات رمى حجراً كبيراً على ساحة البيت فوقعت على قدم اخته فانكسرت ولم تستطع الأم فعل شيء لهذا الولد حتى سمعت بعد فترة انه سطى على احد المنازل وأنه في السجن يقضي عقوبته، هذه نتيجة طبيعية لتلك الاسرة والتي يغادر عنها ربانها وقائدها ومن البديهي ان تغرق السفينة في مثل هذه الاحوال.
تجربة مريرة
وتقول أم رزق الفيومي «موظفة»: ان الظروف القاسية التي تمر بها المرأة في حياتها كثيرة ومن أصعبها ابتعادها عن زوجها لفترة طويلة تتجاوز السنة مثلا فهو أمر صعب نفسيا واجتماعياً ومن جميع النواحي وخاصة اذا كان للزوجين ابناء فتتضاعف مهمتها في الحياة وتزيد الاعباء عليها وتكثر الاسئلة في وجهها بعد غياب الزوج كيف ستتصرف معهم؟ من سيسد فراغ والدهم؟ كيف ستحسن تربيتهم؟ هذه الاسئلة تحمل اجوبة صعبة ينبغي معرفتها لتخفيف الألم قدر الامكان عن النساء اللاتي يعشن في عزلة عن ازوجهن ولا يعرفن كيف يتدبرن امورهن.
اما بخصوص تجربتي في الموضوع تقول ـ أم رزق ـ فهي مريرة حيث سافر زوجي بغية العمل وتركني مع الاولاد مدة تزيد عن ثلاث سنوات متواصلة دون زيارة واحدة وكانت لديه مبرراته وظروفه الصعبة التي مر بها وبعد ذلك اتى وقال لنا سنسافر سويا الى الامارات فرحت كثيراً ونسيت العناء الذي كابدته ولكنني لم انس الدروس التي تعلمتها من هذه التجربة انها دروس صعبة لا تنسى وتعلمت منها انني مستعدة للاستغناء عن اي شيء في الحياة .
وأهييء نفسي لذلك في اي وقت كان فالانسان عندما يكون متعلقاً بشيء ما ويرحل يحدث عنده فجوة كبيرة وقد يصاب بصدمة وتكون الصدمة على قدر التعلق والحب اما اذا كان يفهم الحياة جيداً ويعرف قوانينها وأن من قوانينها الفراق واللقاء والفقر والغنى فلن يتألم كثيرا لحدوث شيء من ذلك معه لانه يكون متهيئاً له وعلى استعداد تام للقائه وسيكون وقع المشكلة عليه ابسط، ولا اقول انه لن يتألم او يتعب بل اقول انه سيستطيع تطويق تلك المشكلة وادراك الطريقة المثلى التي يجب ان يحل بها مشكلته ليتخلص منها وهذه منطقة جوهرية يجب على كل امرأة معرفتها.
آلام الأولاد
وتقول رشا عبدالحميد (موظفة): نظرا لغياب الزوج وتحمل المرأة المسئولية الكاملة لجميع أفراد الأسرة نجد صوراً عديدة للتفكك والتي تنشأ نتيجة افتقاد الدفء جراء غياب الأب وانشغال الأم بمسئوليات عديدة فأنا متزوجة منذ 10 أعوام ومنذ ذلك الوقت وزوجي في سفر دائم لا أراه سوى شهر في كل سنة.(54/118)
ولقد صرت أشعر ان المسئولية أكبر من طاقتي ولابد أن نتحملها سويا كما ان غيابه هذا يؤثر على مشاعري فعندما أحتاج إليه لا أجده بجواري وبالنسبة للأولاد فبعدما كبروا أصبحوا يشعرون بحاجتهم إليه وأصبحوا يقارنون بين حياتهم وحياة زملائهم في المدرسة فوالد صديقه يحضره الى المدرسة يوميا وأمه تنتظره عند الباب لتأخذه بعد انتهاء الدوام أما هو فيذهب بنفسه ويعود بنفسه ولا يرافقه والده لا في الطريق ولا في أي مكان هذا الشعور السلبي سييء جدا ومؤلم جدا بالنسبة للأولاد وبالنسبة لي.
قتل المشاعر
ويقول عماد الحسيني (اختصاصي نفسي): أبدأ حديثي بطرح هذا السؤال ومحاولة الاجابة عليه عبر هذه المشاركة :كيف يمكن للأسرة أن تبقى على تماسكها وحبها وودها إذا أرغمت ظروف الحياة رب الأسرة على أن يسافر لدراسة أو لعمل أو لأي سبب آخر؟ إن أخطر مشاكل هذه التجربة يكمن في الجانب النفسي لأن الزوج المغترب يشعر فجأة بغربة كبيرة ووحدة عميقة فإحساس كهذا كاف لشل جميع طاقاته وخاصة الفكرية.
تعرفت في إحدى الدول العربية عندما قمت بزيارة عمل إليها بشاب لم ينجح في تكوين علاقة صداقة واحدة والسبب ان نفسيته بين مد وجزر فجسده يتحرك في الغربة وعقله وقلبه هناك عند زوجته وأبنائه في بلده هذا من جانب الزوج أما الزوجة فمسئولياتها تزداد لانها فجأة أصبحت أماً وأباً لأبنائها وعليها تنظيم شئون المنزل كلها حتى تلك التي كان يقوم بها الزوج فتعيش تحت ضغط نفسي كبير خشية الفشل أو التقصير ويبقى سؤالهما مغلفا بالخوف المشترك لدى كل منهما: هل هذا البعد سيكون سببا في تقليل مشاعر المودة والمحبة والارتباط التي كانت بيننا قبل السفر؟
ذلك عرض المشكلة وبيان حجمها وجانبها النفسي ولكن ما الحلول؟
لا شك في ان الحل الأمثل هو ان تعمل الأسرة جاهدة على أن تبقى مجتمعة حتى لو تطلب الأمر بعض التضحيات هنا وهناك فالاستقرار النفسي الكامل والأمثل لا يتحقق إلا بوجود أفراد الأسرة معا هذه حقيقة لا يمكن اغفالها أو التقليل من شأنها، ولكن اذا كان الوضع لا يسمح بذلك فما الحل؟ وما الوسائل التي يستمر معها الود والترابط رغم السفر والفراق؟
بدائل
إن وجود وسائل الاتصالات المتعددة والحديثة اليوم يؤدي خدمة رائعة في هذا المجال ولكن بشرط معرفة طريقة استخدامها فالهاتف يعد إحدى أهم هذه الوسائل ولكن تخطئ الزوجة كثيرا عندما تتصل في وجود الأبناء والأهل في هذه الأثناء سيكون الاتصال روتينيا ولا مجال لتبادل المشاعر ولذا لابد من ان يكون هناك اتصال اسبوعي أو مرة كل اسبوعين ويكون فرديا ليتمكنا من تبادل التعبير عن مشاعرهما بحرية دون ان يكون هناك تداخلات ومقاطعات وعلى الزوج ان يرسم لزوجته صورة واضحة عن حياته اليومية وكيف تسير أموره وعن أصدقائه والحياة هناك كيف هي وذلك في رسالة شهرية تشمل جميع زوايا الحياة التي يمر بها.
وعلى زوجته ألا تنسى ان تبعث برسالة مماثلة تحمل تفاصيل حياتهم وان تستشيره في تفاصيلها وتستمع الى رأيه فيشعر الزوج بأنه لا يزال صاحب مكانة ورأي ومشورة رغم الفراق.
وهناك التراسل الالكتروني فيجب على الزوجين الاعداد له والترتيب قبل السفر كيف يعرف كيفية استخدامه لانه يعطي احساسا بالطمأنينة والراحة ويحدث تقاربا حقيقيا رغم البعد مما يجعل الاستقرار النفسي أكبر ومن المهم جدا ألا ينسى كل من الزوجين التواريخ المهمة في حياتهما الزوجية حيث ان تذكرها يشعر الطرف الآخر بأهميته .
وبالتالي يعطيه الدافع النفسي الذي يحتاج إليه لاكمال المشوار وهناك أشياء أخرى صغيرة يجب عدم التقليل من أهميتها كوجود صورة للعائلة مجتمعة معلقة على أحد جدران المنزل أو موجودة في حقيبة الزوج ومثلها في حقيبة الزوجة فهذه الصورة توصل رسائل قصيرة وجميلة بين الزوجين كلما نظرا إليها وتشعرهما بالدفء وبالمسئولية وان كلاً منهما يقوم بما يجب عليه القيام به لصالح هذه الأسرة وان هذا الفراق لن يطول وسرعان ما سينتهي ويجتمعان من جديد بعد ايام.
بعيد عن العين
وتقول سناء عبدالعظيم (اختصاصية نفسية): يقولون ان «البعيد عن العين بعيد عن القلب» ولكن يبدو ان هذه المقولة بالرغم من انها تؤخذ كحقيقة مسلم بها إلا انها نسبية الى حد كبير فليس كل بعد ينتج عنه جفاء أو نسيان فالأم مثلا لا يمكن ان تقسو مشاعرها تجاه أولادها مهما ابتعدوا عنها في سفر أو عمل أو غيره والبعد في حد ذاته قد يكون له مردود ايجابي أو سلبي بحسب الموقف.
ولنأخذ الزوجين مثلا فقد يقرران بعد حياة زوجية مستقرة وطبيعية ان يبتعد كل منهما عن الآخر فيما يشبه الاجازة القصيرة كنوع من التجديد للعلاقة بينهما وحتى يعودا وقد أصبح كل منهما في اشتياق للآخر ولن يحدث ذلك إلا اذا كانت العلاقة بينهما قوية وراسخة وقائمة على التفاهم والمودة والثقة فإذا لم تكن العلاقة بالقوة الكافية فقد يصبح البعاد ذا أثر سلبي فيزيد الفتور فتورا مما يسهم بقدر كبير في ضعف العلاقة الزوجية وربما تفككها.
وأيّاً كان السبب الذي أدى الى البعد بين الزوجين فإن تراثنا الإسلامي ما يشير الى اقصى مدة لهذا البعاد وهو ما يتراوح بين أربعة وستة أشهر باعتبار انها أقصى مدة يستطيع فيها الزوجان الابتعاد عن العيش معا مما يعني ان زيادة هذه المدة قد تسبب آلاما نفسية أو معاناة لا لزوم لها وقد يكون البعد اضطراريا .
كما في حال الزوج الذي يضطر للسفر مثلا بحثا عن الرزق والعمل أو طلبا في تحصيله العلمي ويترك زوجته وأسرته في الوطن وهذا النوع من البعاد يستوجب أحيانا غياب الزوج لما يقرب العام في بعض الأحوال وهي فترة طويلة من الفراق والتي يتوقع ان يكون لها آثار سلبية ليس على مستوى قوة العلاقة بين الزوجين ولكن حتى على الأبناء أنفسهم وما ينتج عن هذا الوضع الأسري غير المستقر من انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.
وتختتم سناء أهم ما يمكن ان ننصح به في هذا المجال هو ان يحاول كل من الزوجين ان يقلل بقدر الإمكان من الابتعاد وان يحاول التردد كل فترة وكلما سمحت له ظروفه.
ــــــــــــــــــ
المناعة الزوجية والآفات المهددة
* د. أسامة محمد قنديل
ونقصد بها احترام العلاقة الجنسية بين الزوجين وحفظها لأن الزواج هو أهم مؤسسة في هذا الكون.
تعريف المناعة: هو جهاز داخل الجسم يحتوي على مقومات الحفاظ على الجسم من المهاجمين الخارجيين، مثل الفايروسات، البكتريا، و...
مسؤولية هذا الجهاز الحفاظ على الجسم من القوى الخارجية والداخلية وهو عبارة عن خلايا في الدم (كريات الدم البيضاء) وهناك عشرات الأنواع منها ولكل منها وظيفة.
* الإباحية بدأت تنتشر وصار الزوج لا يحترم قدسية الزواج وأحياناً الزوجة، فما علاقة المناعة؟
- مرض الإيدز بدأ ينتشر في بداية الثمانينات في دول أميركا وأوروبا بين الشاذين جنسياً ومنه إلى بقية دول العالم، ولكن الآن ومنذ بداية التسعينات بدأ المرض ينتشر في الدول النامية أكثر منه في الدول المتطورة وسبب ذلك الاتصال الجنسي بين الجنسين، فـ90% من حالات الإصابة بمرض الإيدز هي بسبب الاتصال الجنسي. وتقول الإحصائيات أن عدد حاملي جرثومة الإيدز في تايلند تقدر بنصف مليون وفي الهند تقدر بالمليون.
* ما هي مراحل الإصابة بمرض الإيدز؟
- المرحلة الأولى في الإصابة تبدأ بالعدوى بفايروس مرض نقص المناعة المكتسبة، فيضعف الجسم، ومن ثم تأتي أمراض أخرى كالسرطان مثلاً، وعندما تتجمع هذه الأمراض وتضعف المناعة، تنتقل التسمية من حامل الفايروس إلى مريض بالإيدز.
* الزوج الحامل هذا المرض هل بإمكانه أن ينقله إلى زوجته أو بالعكس؟
- نعم، وهذه من أكثر وسائل انتشار هذا المرض.
* ما هي الحالة في الشرق الأوسط؟
- في الشرق الأوسط أقل معدل في الإصابة على مستوى العالم والسبب هو الالتزام بالشريعة الإسلامية والتعاليم السماوية.
* كم شخص يصاب يومياً بهذا الفايروس؟
- يومياً يصاب حوالي 7500 شخص على مستوى العالم والسبب في ذلك هو ضعف الالتزام.
* ما هي أبرز أسباب الخيانة الزوجية؟
أ) أسباب الخيانة الزوجية بالنسبة للرجال:
1- روح التجربة والمغامرة.
2- الصحة السيئة.
3- تحقيق رجولته في إعادة الشباب وهي ما تسمى فترة منتصف العمر في فترة 38-60 سنة.
4- الظروف النفسية أو ما يسمى الإدمان على الجنس.
5- الملل في الحياة الزوجية أو أن يكون غير سعيد في حياته.
6- تلبية الحاجة بدون مسؤولية.
7- سهولة الخيانة لدى الشخص ويعتمد هذا على نفسيته ومجتمعه.
ب) أسباب الخيانة الزوجية بالنسبة للنساء:
1- الانتقام من خيانة الزوج وهذه نسبة كبيرة.
2- فقدان المحبة أو الحرمان العاطفي.
3- سوء جهاز المناعة النفسي، كالروح المعنوية الهابطة مثلاً.
4- الإدمان على الجنس.
5- المرأة التي تمر باضطهاد جنسي في علاقتها الزوجية.
6- الحاجة المادية.
7- التي لا تحب زوجها ولا تريد أن تكون مطلقة وهذه الحالة تنم عن خلل في الاختيار منذ البدء.
* السبب الأساسي للاثنين أي الرجل والمرأة معاً؟
- عدم الالتزام باحترام الحياة الزوجية، أي عدم الالتزام بالتعاليم السماوية.
* أسباب انتشار الإيدز؟
- السبب الأول هو الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة وقد بلغت نسبته حوالي 90% من نسب الإصابة بالإيدز عن طريق الوسائل الأخرى.
- السبب الثاني هو الانتقال بواسطة الدم وأكثرها تعاطي المخدرات في الوريد.
* طريقة الإصابة بالإيدز؟
- يصاب الشخص بالإيدز بعد أن يصاب بعدوى فايروس (HIV) أي فايروس نقص المناعة الذي يدخل للجسم بواسطة الاتصال الجنسي أو بواسطة الدم فيدخل الجسم ويغزو الخلايا المناعية ويدخل في الجينات الموجودة داخل الخلايا يعني أنه دخل وأصبح جزءاً من الخلايا الأساسية.
- كريات الدم البيضاء تراقب الجسم لتهاجم أي فايروس داخل للجسم وإحدى هذه الخلايا هي (الخلايا الآكلة) التي تأكل الفايروس وتعطي اشارة للخلايا التائية (التي تسمى القائد العام للقوات المسلحة) داخل الجسم والتي تبعث
إشارات كيميائية إلى خلايا أخرى تسمى (الجنود) وغيرها وتقتل الخلايا المصابة، كذلك تقوم بقتل خلايا السرطان وتفرز مواد كيميائية تذهب لتنشيط الخلايا الآكلة وترشدها إلى موقع العدوى الجرثومية فتقوم بمحاربتها، وعملية الأكل ليست بسيطة فهي من كثرة الأكل تأكل وتموت. وكل هذا يتم بواسطة إشارات كيميائية تفرزها الخلايا المناعية ويتم هذا آلاف المرات يومياً. مشكلة الإيدز هو أنه يهاجم الخلية التائية (القائد العام للقوات المسلحة) وبهذا إذا مات القائد في الجهاز المناعي ستضعف المناعة، ومن الجدير بالذكر ن المرض يسمى (نقص المناعة المكتسبة) أي أن الشخص يكتسبه أي يجنيه بنفسه.
- الفايروس ينتقل من دم الأم إلى الجنين وكذلك يمكن أن ينتقل من لبن الأم الحاملة للمرض إلى الرضيع.
* هل هناك دواء خاص لمعالجة هذا المرض؟
- هنالك أدوية تعالج أعراض الإيدز المختلفة وهناك دواء عبارة عن خليط من ثلاثة أدوية تعالج أعراض الإيدز بمراحلها المختلفة أي أن كل دواء يعالج ويهاجم الفايروس في مرحلة من حياته، ولكن المشكلة أن الفايروس يستطيع أن يخترق الحاجز بين المخ والدم ومشكلة العلماء هو كيفية قتل الفايروس المختبئ في المخ وهل يسبب هذا اختلال في الجهاز العصبي.
* استخدام العازل هل يقلل من الإصابة بهذا المرض؟
- في الغرب يدعون الناس إلى استخدام العازل ليقلل من الإصابة بهذا المرض، ولكنها ليست وسيلة مضمونة 100% فبدلاً من الدعوة إلى استخدام العازل غير المضمون يجب بث الوعي في احترام العلاقة الزوجية والالتزام بالتعاليم الدينية.
ــــــــــــــــــ
الصراحة بين الأزواج ..كيف تتحول من نعمة الى نقمة؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
اجمعت الآراء على ان الصراحة هي قوام الحياة الزوجية السليمة وانه لا غنى عنها بأي شكل من الاشكال كما انها ضرورية لايجاد التفاهم وحصول المودة ولكن اختلفت الاقاويل حول مدى الصراحة، وتعريفها ومدى علاقتها بالرجولة او الانوثة وهل هي مطلقة ام مقيدة، واجبة ام مستحبة، وكم هي نسبتها بين الزوجين والصديقين هل هي على مستوى واحد ام متفاوتة؟ وكيف تتحول من نعمة الى نقمة؟
ويعد الكذب والمداراة وعدم المصارحة من اهم اسباب ضعف الثقة فالزوجة التي اعتادت الكذب وعدم الاعتراف بالخطأ تعطي الدليل لزوجها على ضعف ثقته بها وبتصرفاتها وعدم تصديقها وان كانت صادقة، والزوج الذي يكذب يعطي الدليل لزوجته كذلك. ولو التزم الزوج وكذلك الزوجة الصدق والمصارحة لخفت المشكلات بينهما. والثقة لا تعني الغفلة ولكنها تعني الاطمئنان الواعي، واساس ذلك الحب الصادق والاحترام العميق وبناء ذلك يقع على الطرفين والمصارحة تدفع الى مزيد من الثقة التي هي اغلى ما بين الزوجين والزام كل طرف بالصراحة منذ بداية حياتهما سويا ولا يطلب الزوج الذكي من زوجته أو خطيبته أن تقص له بداية حياتها وان طلب منها ذلك فلا يجب عليها ان تستجيب ويظهر بطلبه ذلك انه لا يعرف شيئاً عنها وعن عائلتها والسؤال كيف يرتبط بفتاة لا يعرف عن اهلها وبيئتها شيئاً؟ فيجب على الشاب ان يعرف ذلك كله قبل الزواج وليس بعده، وهذا من حقه قبل الزواج وليس من حقه بعد الزواج ان يطالبها بسرد قصة حياتها ويطرح عليها الاسئلة التي لن تزيد إلا في الفرقة، كمن احببت؟ ومن خطبك قبلي؟ ومع من خرجت؟ وغيرها من الاسئلة التي هي طريق وانذار ببداية انتهاء هذه العلاقة.
والصراحة هي اساس الحياة الزوجية وهي العمود الفقري في اقامة دعائم حياة اسرية سليمة خالية من الشكوك والامراض التي قد تهدد كيان الاسرة بالانهيار وانه اذا ارتكزت الحياة الزوجية عليها كانت حياة هادئة هانئة اما اذا اقيمت على عدم المصارحة فإنها تكون حياة تعسة يفقد خلالها كلا الزوجين ثقته في الآخر. ولكن للصراحة حدود فهي بين الازواج ليست كما يفسرها البعض بأنها صراحة مطلقة وبلا حدود لانها وبهذا التعريف تعتبر نقمة وليست نعمة فقد تؤدي الى تدمير الاسرة خاصة اذا كان الزوجان ليسا على درجة كافية من التفهم والوعي والثقة المتبادلة لذا فإن للصراحة حدوداً تتمثل في مصارحة كلا الزوجين للطرف الآخر بما لا يضره او يجرح مشاعره اما فيما يتعلق بحياة كل منهما الخاصة البعيدة عن المنزل والاسرة والابناء كعلاقتهما بأصدقائهما او اهليهما فإنه لا يجب فيها المصارحة على الاطلاق وذلك لان للأهل والاصدقاء اسراراً خاصة لا يجب ان يفشيها اي طرف لاسيما وان معرفتها لن تنفع بل ربما تضر بهما وبأهليهما فلذا على الزوجة التي تريد ان تحافظ على اسرتها ان تصون سرها ولا تبوح به لاحد وبذلك فهي تكسب ثقة زوجها واحترام اهلها في آن واحد.
فالصراحة ضرورية بين الازواج وهي الاساس السليم الذي تبنى عليه الحياة الزوجية واية علاقة في الحياة وعدم توفر الصراحة بدرجة كافية بين الازواج يعتبر مؤشراً خطيراً لحياتهما معا حيث يفتح الكتمان باب الكذب والمواربة والمجاملة وهذا لا يعتبر نقطة ايجابية في الحياة الزوجية. كذلك من المهم جداً ان تكون للمصارحة الزوجية حدود لانه وان كان الزوجان عنصرين يكمل كل منهما الآخر إلا انهما في النهاية يعتبران شخصين مختلفين فلكل منهما حياته الخاصة واسراره التي لا يجب ان يطلع عليها احد، خاصة اذا كانت تلك الاسرار لا تتعلق بحياتهما معاً وانما بعلاقة كل منهما بأهله واصدقائه وبالرغم من تقديرنا للصراحة وأهميتها في الحياة الزوجية إلا انني اعتقد انها غير متوافرة بالدرجة المطلوبة وان نسبة من يتعاملون بها ضئيلة للغاية وهي عملة نادرة تكاد تنقرض ويعود سبب عدم المصارحة بين الازواج الى طبيعة وخصائص العصر الذي اصبح الانسان فيه يخشى اخاه ولا يثق به فكيف إذن بالازواج الذين لا تربط بينهم علاقة دم واعتقد انه لا يوجد شيء اسمه صراحة مطلقة خصوصاً في الحياة قبل سن الزواج فليس من الحكمة ان يصارح احد الزوجين الآخر بماضيه او تجاربه الشبابية لانه حتى وان غفرت الزوجة لزوجها فإن الزوج لن يغفر لها ابداً ومن ثم تصبح الصراحة الايجابية غير ايجابية عند تطبيقها على ارض الواقع فينبت الشك بين الزوجين ويبرز عدم الثقة وتبدأ الاسرة بالانهيار ومن قال انه يجب على الفتاة ان تسرد قصة حياتها على زوجها هل هناك آية كريمة او حديث شريف يدل على ذلك بل على النقيض امرنا الله بالستر وليس بالفضيحة.
ونحن بصدد التحدث عن مبدأ الصراحة ما بين الازواج والزوجات علينا ان نتناول الشق الاول من الزواج ألا وهو فترة الخطوبة فيجب على الفتاة ألا تنسى انها ستتزوج من رجل شرقي، وانه سيظل شرقياً مهما حصل على شهادات او سافر الى بعثات، فالشرقي شرقي ولن تتغير افكاره مطلقا تجاه فتاته وما ينتظر منها من نقاء وصفاء هنا علينا بتحذير الفتاة من عدم التمادي معه في الحديث عن شخص كانت تتوقعه خطيباً واعجبت به ولم تتم الخطوبة، أو قريبا تودد اليها ولم تصده. فحكايات كهذه قد تؤثر في نفسيه الخطيب ما يدفعه الى فسخ الخطبة قبل اتمام الزواج فالرجل الشرقي مهما اعجب بفتاة ما وبأفكارها ومبادئها واسرتها فلن يرضيه إلا ان يكون الاول في حياتها، حتى وان تم الزواج فستسير الايام صعبة بين خلافات وشجار وبكاء وتنتهي الايام ـ المفروض انها ايام العسل ـ الى ايام نكد وحزن وقد لا يضبط انفعالاته فيصل الحال الى الضرب والطلاق احيانا. ولكن الشق الثاني من الزواج ـ هو بعد عقد القران فقد اصبحت زوجته وقرة عينه ـ فعليك بالحذر وان تكوني الزوجة المخلصة المحبة وان تمدي جسور الصداقة والصراحة مع زوجك ـ وعليك التزام اوامر دينك فلا يدخل قريب او غريب في غيابه ولا تقابلي احد الاقارب من السوق فتتمشين معه بحجة انه قريبك ثم تعودي لتصارحي زوجك فهذه ليست بالصراحة هذه لطمة لكبريائه وعزة نفسه، ولكي يحترم زوجك مبادئك وافكارك فلابد ان تحترسي لمساحة الحرية والثقة التي منحها لك الزوج وان ترجعي عن كل تصرف احمق فعلته في الماضي.
ان استقامة الحياة الزوجية تبنى اساساً على مدى مصارحة الازواج بعضهم بعضاً وهذه المصارحة يجب ان تكون بلا حدود وان كان لابد في استخدامها من الالتزام باللياقة وحسن الكلام ولعل من اهم المشكلات التي يتعرض لها مجتمعنا الحالي سواء الطلاق او تعدد الزوجات يرجع بالدرجة الاولى الى عدم توافر الصراحة بالدرجة الكافية بين الزوجين مما ادى بهما الى تعقيد المشاكل وعدم القدرة على التوصل الى حلول ايجابية لها فكثرت الضغائن واشتدت الانفعالات وانعدمت الثقة وبالتالي جاءت العواقب وخيمة على الطرفين. ولعدم المصارحة بين الازواج عدة عوامل من اهمها: العادات حيث اصبحت العادات والتقاليد عاملاً اساسياً في عدم مصارحة الزوج لزوجته في مختلف الامور فقد ساد اعتقاد خاطيء بأنه اذا صارح الزوج زوجته بمشاعره الحميمة تجاهها فإن ذلك ينقص من رجولته ويقلل من شأنه وهيبته في نظرها. بل وقد يصيبها بالغرور في نفسها الى حد انه يصبح بالامكان ان تكون هي الآمر الناهي في البيت وتسيطر على كل ما فيه. واعتقد ان ذلك الاعتقاد خاطيء وانه يجب على الازواج ان يسرعوا بتدارك الامور وان يشعروا زوجاتهم بأنهم يبادلونهن نفس المشاعر والاحاسيس حتى لا تصاب الحياة الزوجية بالمرض الذي لا تشفى منه ولا عيب في ذلك فقد خلقنا الله لنكون هكذا وايضا فإن ديننا الحنيف اوصانا بحسن معاملة المرأة والتلطف معها.
وكذلك فإن الحالة النفسية للفرد تلعب دوراً مهماً في المصارحة بين الازواج فكلما استقرت نفسية الزوج او الزوجة وكلما وثق في نفسه وفي سلوكياته كان اكثر صراحة والعكس صحيح فقد نجد في بعض الاحيان زوجات يعلمن تماماً بخيانة ازواجهن وعلى الرغم من ذلك فإنهن لا يبدين اية ردة فعل ويفضلن عدم المواجهة علماً بأن عدم المواجهة او المصارحة قد يجعل الزوج يتمادى في خيانته واعتقد انه لو صارحت هذه الفئة من النساء ازواجهن لاستطعن ان يقومن من سلوكهم ويتفادين النتائج السلبية التي ترتبت على تلك الخيانة وما من شيء يمنع تلك النسوة من المواجهة إلا عدم ثقتهن في انفسهن وضعف شخصيتهن. واخيراً فإنني اتوجه لكل الازواج والزوجات ان يتعاونوا معاً على سلامة واستقرار حياتهم الزوجية وان يتفهموا طبيعة العصر الذي نعيش فيه بعيداً عن العادات والتقاليد البالية منتهجين في ذلك قول الله عز وجل «ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة».
ــــــــــــــــــ
التدليل سوس ينخر في شخصية أبنائنا
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* سلوى يوسف المؤيد
أن نحب أطفالنا، ونريدهم أن يكونوا سعداء، لا يعني أن نحقق لهم جميع رغباتهم، فهذا النوع من الحب، لا يبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية، إذ يضعف التدليل إحساسه بالأمن والطمأنينة، ويدفعه إلى التفكير في ذاته فقط، أي أن يصبح أنانياً، كما أنه قد يتجه إلى السرقة عندما لا تحقق رغباته عندما يكبر، ويرتفع ثمن ما يرغب فيه من أشياء، ويجد الوالدان صعوبة في الاستجابة لها مادياً.
إذن، علينا كآباء أن نضع حدوداً لرغبات أطفالنا، أن نعلمهم الفرق بين التصرف الصحيح والسلوك الخاطئ، إلا أننا لا نتوقع أيضاً أن يكون أبناؤنا سعداء بهذه الحدود، لن يبتسم الطفل لوالده ويقول له: شكراً يا أبي لأنك طلبت مني أن أترك اللعب لكي أدرس.
أو يقول له: أشكرك يا والدي لأنك أمرتني أن أجمع ألعابي، وأعيدها إلى مكانها بعد أن أنتهي من اللعب.
كما أن الأب الذي يريد أن يعلم ابنه معنى المشاركة، فيطلب منه أن يشارك أخته في قطعة الحلوى التي معه، لا يتوقع أن يكون ابنه فرحاً ويقول له: أشكرك يا أبي لأنك طلبت مني أن أقتسم قطعة الحلوى مع أختي.
من الطبيعي أن يتضايق أطفالنا من الحدود التي نضعها لهم، وعلينا أن نتوقع إجاباتهم الغاضبة، أو عبوس وجوههم أو تجاهلهم، لأنهم يكرهون قوانيننا وحدودنا التي نضعها لهم، كما أنهم لا يحبوننا في تلك اللحظات، إذ من الصعب على الأطفال أن يفصلوا بيننا وبين تصرفاتنا، وعندما نصر على أن يفعلوا شيئاً لا يريدون هم أن يفعلوه، أو عندما نرفض أن نستجيب لتوسلاتهم، فإننا كثيراً ما نسمع منهم هذه الجمل الغاضبة (أنت لئيم)، أو (أنك لا تحبني)، أو (أكرهك)، أو (أنا لن أكون صديقك)، أو (أنا لن أحبك بعد اليوم).
إلا أن كراهية الطفل هذه مؤقتة فقط، لأنه لم يحصل على ما يريد، وللمزيد من التوضيح، سأضرب مثالاً عملياً لنرى كيف تعاملت أم سهير بمهارة مع كراهية ابنتها المؤقتة.(54/119)
كانت الأم في طريقها للخروج من البيت، عندما طلبت منها ابنتها سهير البالغة منا لعمر أربع سنوات، أن تشتري لها بعض العلكة، إلا أن الأم رفضت قائلة: لن أشتري لك علكة، لأنها مضرة لأسنانك.
ردت سهير غاضبة: أنت لا تحبينني، أنا أكرهك.
علقت الأم بهدوء: تبدين غاضبة.
قالت الابنة: ولن أحبك بعد اليوم، أو أكون صديقتك.
ردت الأم: أنت غاضبة إلى حد أن تقولي بأنك لن تحبيني بعد اليوم.
أجابت سهير: لن أحبك، ولا أريد أن أرى وجهك.
قالت الأم: ربما عندما لا تكونين غاضبة جداً، ستشعرين أنك تحبينني مرة أخرى، وستسرك رؤيتي.
وبعد مرور عشر دقائق، عادت سهير إلى أمها قائلة: أنا لست غاضبة الآن، هل تلعبين لعبة معي؟
ردت الأم بترحيب: طبعاً يا حبيبتي.
لقد تعاملت والدة سهير معها بمهارة عالية، لأنها توقعت أن رفضها شراء العلكة لابنتها سوف يضايقها، لذلك لم تهتم شخصياً عندما قالت لها: أنت لا تحبينني، أنا أكرهك.
فهي تعلم أن شعور ابنتها مؤقت، وقد عرت به عن غضبها لأنها لم تستجب لرغبتها، لقد وضعت هذه الأم حدوداً لابنتها، وأشعرتها أنها تدرك شعورها من خلال إجابتها: أنت غاضبة إلى حد أن تقولي بأنك لن تحبيني بعد اليوم.
إلا أنها جعلتها ملزمة بقبول تلك الحدود من أجل مصلحتها.
والدة محمد لم تفعل ذلك، وإنما استسلمت لابنها لأنه أشعرها بالذنب إذا لم تدعه يشاهد برنامجه، لم تلزم ابنها بالحدود التي وضعتها بطريقة حازمة، مثلما يتضح لنا من عرض هذا المثال:
قال محمد لوالدته: أريد أن أشاهد البرنامج القادم.
أجابت أمه: لكنك لم تتوقف عن مشاهدة التلفزيون منذ أن عدت من المدرسة.
رد محمد: أعلم ذلك، لكن ليس لدي أي واجبات مدرسية اليوم.
قالت الأم: ولو، لقد شاهدت التلفزيون بما فيه الكفاية.
قال محمد: أرجوك يا أمي، إنه استعراض عظيم.
أجابت الأم: لكن عيناك متعبتان من طول مشاهدتك للتلفزيون.
عاد محمد يلح عندما لاحظ أن أمه بدأت تلين لمطلبه: البرنامج لن يتجاوز نصف الساعة، أرجوك يا أمي.
إلا إن أمه عادت تقول: لكني أعتقد أن البرنامج غير مناسب لسنك.
هنا، بدأ الابن يضغط على شعور والدته بقوله: إن أصدقائي يشاهدونه كل أسبوع، سأكون الشخص الوحيد الذي لم يشاهده.
عندئذ، استجابت الأم لإلحاح ابنها وسمحت له بمشاهدة البرنامج، فهي لا تريده أن يكون غير سعيد، ووقعت دون أن تشعر في مصيدة إسعاد الطفل، عندما كسرت الحدود التي وضعتها لابنها.
لكن الأم تخطئ في تربية طفلها إذا فعلت ذلك، إذ كان المفروض أن تعالج هذا الموقف مع ابنها بالأسلوب الذي اتبعته والدة سهير، لكي لا تقع في مصيدة الحرص على إرضاء ابنها بصورة مؤقتة قد يكون لها تأثير سلبي على شخصيته مستقبلاً، عندئذ سيجد الطفل نفسه مضطراً للالتزام بهذه الحدود، حتى لو لم يرض بها، لأنها تهدف من ورائها إلى مصلحته، وبهذا الأسلوب الحازم المقنع في التربية، ينشأ الطفل بنفس متوازنة تدرك الحدود التي تقف عندها في سبيل تحقيق رغباتها.
ــــــــــــــــــ
صورة الجدة تتلاشى من مخيلة الأطفال .. والسبب؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
ارتبطت صورة الجدة في الاذهان بتلك السيدة الطيبة التي تحب احفادها وحفيداتها، تغرقهم بالحنان والعطف، وتحكي لهم الحكايات المشوقة قبل النوم. هذه الصورة تكاد تتلاشى في مخيلة اطفال اليوم نظرا لغياب دور الجدات داخل الاسر المغربية. والسبب رغبة كل طرف في العيش في استقلالية تامة، بعيدا عن أي تأثير من طرف الاخر في شؤون حياته الخاصة، لدرجة انه حتى الجدات انفسهن اصبحن يفضلن العيش بمفردهن في المنزل الذي غادره الزوج الى الابد، ورحل عنه الابناء والبنات، لقضاء ما تبقى من العمر في راحة بعيدا عن المشاكل، او ربما تيقنا بأنهن لم يعد مرغوبا في وجودهن في منزل الابناء كما كان الامر من قبل مع انتفاء اي دور لهن داخل أسرهن.
غياب الجدة عوضته المربية التي يتم الاستعانة بها للضرورة بسبب ظروف عمل الاب والام معا، لكن وجود هذه الأخيرة، سواء كانت مربية او خادمة يعهد اليها الاشراف ولو مؤقتا على تربية الابناء في غياب الوالدين، نقاشات كثيرة بسبب ما قد يخلفه من اثار اجتماعية ونفسية سلبية على الابناء، وهو ما تؤكده العديد من الحوادث. كما تعالت اصوات عديدة تطالب بإحياء دور الجدات في تربية وتوجيه سلوك الابناء، عوض المربيات «الغريبات»، متناسين ان تأثير الجدات على الابناء لم يكن دائما بتلك الصورة المثالية التي ترسمها حكايات الاطفال المصورة، والتي يتحدث عنها البعض بحنين جارف يتغافل عن المشاكل التي كانت وما زالت تترتب عنها. فصلة القرابة التي تجمع الجدة بالاحفاد، تمنحها صلاحية التدخل في مختلف الامور الصغيرة والكبيرة داخل البيت، فيما يبقى دور المربية محدودا، لأنها، في الغالب لا تجرؤ على التدخل في امور لا تعنيها، ولا تقوم سوى بتنفيذ ما يطلب منها.
بالاضافة الى ذلك، تتغاضى الكثير من الجدات عن اخطاء الاطفال ويبالغن في تدليلهم من اجل كسب رضاهم وضمان تعلقهم بهن، لان ذلك يشعرهن بأهميتهن في حياة ابنائهم، ويدخل السعادة على قلوبهن ويخرجهن من عزلتهن.
ولا يقتصر الامر على التدليل فقط، بل يشتكي العديد من الاباء والامهات بأن الجدات او الاجداد الذين يعيشون معهم في المنزل، يحرضون الابناء على عصيان اوامرهم، عندما يتعلق الامر بعدم السماح لاطفالهم بالسفر او باللعب خارج البيت، وغير ذلك من الامور، حتى يظهر الجد او الجدة بأنه الاقرب الى الاطفال، والاكثر تفهما لرغباتهم سواء كانوا صغارا أو مراهقين، من دون ادراك العواقب المترتبة عن ذلك.
فيما تصر بعض الجدات على تقديم نصائح لا حصر لها للأم او الأب حول اساليب التربية السليمة، والقاء الدروس والمواعظ مشيرات الى انهن ربين افضل الرجال والنساء، بل لا يتردد البعض منهن في اقتراح، او اعداد وصفات طبية شعبية ليتناولها الاحفاد عندما يصابون بالمرض في محاولة منهن لاقناع الاباء بعدم جدوى زيارة الطبيب، والاكتفاء بالتداوي بالوصفة التي اعددنها واعطت نتائج طيبة قبل ثلاثين عاما او اكثر. مثل هذه الامور وان كان تصدر عن الجدات، بحسن نية، الا انها تتسبب في اثارة النقاش بشكل يرهق اعصاب الاباء والامهات.
ومن المفارقات ان بعض الجدات لا يكفنن عن عقد مقارنات بين اسلوب تربية الامس واليوم، في اشارات ضمنية او صريحة تنتقد اسلوب الوالدين في تربية ابنائهما، وتدعوهما الى المزيد من الصرامة وعدم تلبية جميع طلبات الاطفال المتعلقة بالملابس او الالعاب، حتى لا يتعودوا على الحياة الرغيدة، أو تحرضهم على ادخار المال وعدم التبذير، غير مدركات ان اسلوب الحياة قد تغير تماما، ولم يعد كما كان من قبل، حيث كانت معظم الاسر تعيش حياة بسيطة لا مجال فيها للكماليات. واذا كانت القصص والحكايات التي ترويها الجدات «الاميات» لاحفادهن، مقبولة في الماضى، لانها تغني خيال الاطفال وتساعدهم على الاسترخاء والاستسلام للنوم، فقد تحولت الى مصدر ازعاج للوالدين «المثقفين» لانها تملأ عقول الصغار بالخرافات والاساطير والغيبيات، وقد تؤثر بشكل سلبي، من وجهة نظرهم، على نفسية الاطفال، وعلى تكوين شخصيتهم المستقبلية، فهم يخشون ان يصير ابناؤهم ضعاف الشخصية، مترددين وخائفين، بسبب تلك الحكايات التي كانت تروى لهم في الصغر.
وامام كل هذه «التحفظات» من قبل الزوجات الشابات، تم اللجوء الى المربيات في محاولة للتخلص من «سلطة» الجدة وتدخلاتها المستمرة، لكن برزت مشاكل من نوع اخر، مثل انعدام الثقة في المربية التي قد تعامل الاطفال بجفاء وقسوة لانها لا تشعر تجاههم بعاطفة قوية أو صلة قرابة، وتعتبر العناية بهم مجرد مهنة تتقاضى عنها راتبا شهريا، بينما رعاية الاحفاد من طرف الجدة تتم بشكل اختياري وتطوعي.
وحتى في الحالات التي تعامل فيها المربية الاطفال معاملة حسنة وحنونة، فإن القلق يبدأ يساور الام التي تخشى تعلق اطفالها بالمربية، وتصبح مستعدة لطردها من المنزل في أي وقت شاءت رغم تفانيها في العمل واتقانها لاشغال البيت، وهو الأمر الذي لا يمكن ان تقوم به مع الجدة مهما بدر منها، لاعتبارات عائلية واخلاقية. فما هو الحل امام هذه الخيارات الصعبة؟ تؤكد معظم الزوجات انهن لا يعارضن وجود الجدة داخل البيت لمساعدتهن في الاعتناء بالاطفال، الا انهن يضعن شروطا للقبول بهذا الامر، من بينها عدم تدخلها في اسلوب تربية الاطفال، او ابداء الرأي حول الامور التي لا تعنيها، بدءا من ساعات نوم الطفل إلى اكله وشربه وطريقة لبسه. ويؤكدن ان دورها لا يجب ان يتعدى مراقبته وملاعبته الى حين عودة والديه من العمل، واذا لم تلتزم الجدة بهذه الشروط المقيدة لحرية مشاعرها، يبقى وجودها غير مرغوب فيه، ويصبح التعامل مع المربية او الخادمة اهون برأيهن، حيث يمكن استبدالها بأخرى في اي وقت من دون تبعات أو مشاكل، بينما عندما يتعلق الأمر بالجدة فإن الأمر قد يتحول الى فضيحة عائلية. ويبقى الحل في رأي خبراء التربية هو الحوار والتفاهم بين جميع الاطراف لتقريب وجهات النظر، فقد تكون المربية او الجدة احن على الاطفال من الام احيانا، لكن على كل واحدة ان تعي جيدا حدود مسؤوليتها، وان لا تتجاوزها على حساب الطرف الآخر.
ـــــــــــــــــــــــ(54/120)
ـــــــــــــ
الطفل يتمرد على الأوامر المتضاربة!
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* د. سبوك
عجيب جداً أمر الطفل.. تتوسل إليه يعاندك، وتتحدث إليه كصديق فيعطيك، وما بين العناد والطاعة رحلة اسمها التنافس.
وقد تندهش أنت أيها الأب عندما تعلم أن الطفل الولد يأتي إلى العالم ومعه رسالة من السماء وهي: (أنا قادم أنافسك).
نعم.. فالابن يدخل في منافسة مع أبيه، وأول ميدان للمنافسة هو قلب الأم. إن الطفل يتحدث جاداً عن الارتباط بأجمل نساء الأرض وهي أمه.
ونعم أيضاً أيتها الأم.. إن الابنة تنزل من أحشائك ومعها رسالة من السماء وهي: (أنا قادمة لأنافسك). وأول ميدان للمنافسة هو قلب الأب. إن الفتاة تتحدث جادة عن الارتباط بخير فرسان الأرض وهو الأب.
ونحن نسمع في زمن الصداقة المليئة بالتوتر أن المراهق يقول لأبيه في لحظة صفاء: (أنا أقوى منك). وقد يستعرض الابن عضلاته أمام أبيه كما نسمع الابنة المراهقة تقول لأمها في لحظة صفاء: (أنا أكثر منك جمالاً)، وتحاول أن تقيس خصرها مقارنة إياه بخصر الأم.
وقد يتقوقع الأب والأم بعيداً عن التفاعل مع الأبناء الصغار ويكتفيان باقامة صلات بهم عن طريق الهدايا، وقد يجيئان بعبارات من مثل: (إن سمعت كلامي سأحضر لك حصاناً) و(لو ذهبت إلى دورة المياه بمفردك سآخذك إلى الحديقة)، و(عندما لا تضرب أختك سأشتري لك الكثير من الحلوى).
والابن منذ الشهر السادس يستطيع أن يميز صوت أبيه وصوت أمه، ويستطيع أيضاً أن يتفهم مشاعر الأب والأم. إن المساحة التي تفصل بين جسم الأب وجسم الابن الوليد منذ الشهر الثالث تمتلئ بلغة أخرى غير الكلمات. إنها لغة الإحساس مباشرة. وإذ كان هذا هو حال العلاقة بين الوالد والطفل، فما بالنا بعلو لغة الإحساس بين الأم ووليدها. إن الأطفال لا يرضعون بأفواههم فقط، ولكنهم يرضعون العلاقة العاطفية أيضاً من الأب والأم عن طريق النظرة واللمسة والإحساس.
ولذلك لا داعي للنفاق مع الأطفال، بمعنى أن لا داعي لأن تظهر خلاف ما تبطن من علاقتك بابنك.
إن حالة النفاق التي تقول فيها عكس ما تحس تنتقل إلى مشاعر ابنك بطريقة غريبة. إنه يحس أنك تحبه بصعوبة، فيتصرف مع العالم بتقبل الحب بصعوبة. إنه المرآة العاكسة لمشاعرك فضلاً عن أنه مغزول وراثياً منك ومن أمه. ومن الأفضل أن تكون واضحاً في علاقتك مع ابنك وأن تنظر إليه بانفتاح عاطفي. صحيح أنك تفكر في الصعوبات التي تملأ هذا الزمان من صراع دول وصراع مجتمعات، وعدم أمان تشعر به في عملك، واختلال سعر العملات وارتفاع أسعار الأشياء، وصحيح أيضاً أنك أنت شخصياً نشأت في زمان اضطربت فيه المقاييس. فإذا كنت قد ولدت أنت في الربع الثاني أو الثالث من القرن العشرين وصار لك أبناء في الربع الثالث والرابع من القرن العشرين، فأنت تستطيع أن تسأل والدك ووالدتك عن زمان تربيتك وتنشئتك. لقد كان زماناً مضطرباً أيضاً من وجهة نظر أمك وأبيك.
إذن فإن الزمان دائماً مضطرب. صحيح أن المشاكل في عصرنا تضخمت، وأن وسائل المعلومات تضاعفت، وقدرات الانسان ازدادت، وصارت البشرية الآن تعاني من ضعف الأقوياء، بعد أن كانت في الأزمنة الخوالي تعاني من قوة الضعفاء، صحيح كل ذلك.. ولكنك الآن مطالب بحب ابنك لا على ضوء الخوف، ولكن على ضوء الثقة. والثقة إنما يتم بناؤها بالخطوات البسيطة.
الثقة لا يتم بناؤها على سبيل المثال بأن نترك الطفل الذي يبلغ عاماً واحداً من العمر يلعب في غرفة مزدحمة بالأثاث وعلى المناضد تماثيل نادرة وتحف من الزجاج القابل للسر ومنافض سجائر وولاعات، أو أن نتركه في غرفة تركت فيها الوصلات الكهربائية ملقاة على الأرض. من المؤكد أن الطفل في مثل هذا العمر يكون في حالة استعداد لقفزة كبرى في عمره. إنه يتعلم المشي، أي إنه ينتقل من الزحف على أربع إلى الوقوف على القدمين. وهي مغامرة كبرى، ولا مثيل لها في إثباته إرادته. إن الطفل لا يمكنه أن يستمع إلى الأوامر بعدم لمس التحف الزجاجية المنتشرة في المكان الذي يسمح له الأب والأم أن يوجد فيه. إنه أثناء تعلم المشي يجد الحافز الداخلي لإتقان عملية المشي، وهو سيلمس بالتأكيد كل التحف التي أمامه وسيعرضها للكسر، كما أنه قد يعبث بأدوات الكهرباء وبالأسلاك، ولن تنفع عندئذ الصيحات الزاعقة التي تحذره، بمعنى أننا يجب أن ننظف لهم المكان الذي يوجدون فيه من الأشياء القابلة للكسر أو التوصيلات الكهربائية. وقد تقدم العلم فصنع أدوات كهربائية تحمي الأطفال، لا بل إنهم توصلوا إلى صناعة مفاتيح كهرباء تفصل التيار الكهربائي بمجرد لمس أي كائن حي لأي سلك كهربائي. وإذا كانت هذه المنتجات فوق طاقة الأسرة المادية، فلا أقل من الانتباه جيداً وجدياً لحماية الأطفال من الوقوع في تناقضات الأوامر المتضاربة. إنه يلقى التشجيع حتى يتقن تعلم المشي، ويتلقى في الوقت نفسه الأوامر بعدم لمس الأشياء وإلا سيتعرض للعقاب. إن هذه الأوامر المتضاربة تجعل الطفل يتمرد ويتصرف طبقاً لما تمليه عليه اللحظة، إنه قد يكسر التحف النادرة أو يلمس أسلاك الكهرباء. وقد لا يفعل الطفل ذلك لكنه بالتأكيد يعلن عن ضيقه بالأوامر المتناقضة.
ولنا أن نعرف أن الطفل سيتعلم بالتدريج أن يبتعد عن الأشياء التي لا يجب أن يلمسها. ولكنه لن يتعلم بالصراخ في وجهه. إن الكبار عندما يصرخون في وجوه الأطفال لا يفعلون أكثر من توجيه الدعوة للطفل لأن يتحدى أكثر، وأن يستمر في السلوك السيئ أكثر. إن لطفل يتمادى حتى يعرف إلى أي حد يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار. وفي هذه الحالة على الأب أو الأم أن يتقدم بهدوء لتحذير الابن من الخطر وإبعاد الأشياء الضارة عنه بلون من الحزم وعدم الضيق.
إننا نحن الكبار لا يجب أن نتمادى في الصراخ بالأوامر المتناقضة، لأننا نثير بذلك تحدي الأطفال ونفجر فيهم الميل الطبيعي للدخول في معركة مع الكبار، وبعد ذلك يشعر الطفل بالذنب، كما يشعر الكبار أن في ذلك لوناً من الخلاف يستهلك أعصاب الطرفين معاً، الابن كطرف أول والأب والأم طرف ثان. ثم يشكو الكبار بعد ذلك بمنتهى الضيق من (أن كل سلوك يسلكه هذا الطفل يسبب لنا الضيق). والحقيقة هي أن الباعث المسبب لهذا اللون من الضيق هو إغراق الأطفال في التشجيع على لون من العمل كالمشي مثلاً، في الوقت نفسه الذي يتم فيه إغراق الطفل بالتحذيرات من ألا يفعل كذا وكذا.
والدكتور سبوك يطلب من الآباء والأمهات أن يقوموا بتدريب أبنائهم الصغار على قضاء الحاجة بلون من الهدوء والثقة والاستمرار، ومع الاستمرار والتكرار يربي الأطفال على التدريب الصحيح ما دام الآباء غير مبالغين في التوتر والانزعاج. وسيضبط الأطفال أنفسهم وهم يفعلون ما يتوقعه الكبار منهم. وسيلاحظ الأطفال أنهم يحظون بامتيازات نتيجة سلوكهم وهم يتصرفون طبقاً لما يتمناه الآباء والأمهات منهم. ويقارن الطفل في أعماقه من (مميزات العناد وعدم التعاون مع الكبار) و(مميزات الطاعة) وسيجد أن جو الأسرة العاطفي ينسجم بالطاعة أكثر مما ينسجم بالعناد. صحيح أن العناد قد يثبت للطفل قوته فيرى الكبار مترددين وحائرين. وصحيح أيضاً أن الانسجام العاطفي في محيط الأسرة يقول للطفل (فلنكف عن مضايقة بعضنا البعض. إنك طفل كبير بعض الشيء. والكبار يعرفون استخدام دورة المياه ولا يلمسون الأشياء الخطرة، ولذلك فعليك أن تسلك سلوك الكبار).
وهنا يمكن للأب والأم أن ينظرا إلى الطفل ويقولا له كلمات الاحترام والحب، وأن يتلقى مكافأة على عدم التمرد. ولا أعني بالمكافأة قطع الحلوى أو الخروج لنزهة، ولكني أعني بها المكافأة الكبرى التي يتعطش لها الطفل دائماً وهي أن يحس أنه محبوب من أمه وأبيه وأنهما يثقان به.
ــــــــــــــــــ
كيف نمدح أطفالنا؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* سلوى يوسف المؤيد
كيف نمدح الطفل عندما يحسن التصرف؟ هل ينصب مديحنا على شخصيته؟ أم على تصرفه؟ العالم النفساني د. هيم.ج.جينو يؤكد على أهمية أن نمدح العمل الذي يقوم به الطفل لا شخصيته.. وجاء بمثال ليثبت لنا من خلاله رأيه قائلاً: في صباح يوم.. اتصلت بي إحدى الأمهات، قائلة بانفعال واضح: سأخبرك ماذا حدث لي اليوم، واحكم عليه بنفسك، لأني حائرة لا أعلم كيف أفسره؟ كنا بالأمس في سيارة العائلة في طريقنا إلى نيويورك، كنت قد وضعت ابني الكبير وابنتي في المقعد الخلفي، ووضعت ابني الصغير بيننا أنا وزوجي في المقعد الأمامي.. كان ابني الكبير هادئاً على غير عادته.. وغارقاً في أفكاره، فوجدتها فرصة طيبة لكي أمدحه لأنه كان يستحق بعض المديح، وكنا على وشك الوصول إلى نيويورك عندما التفت وقلت له: ما أجملك وأطيبك اليوم يا إيفان.. أنا فخورة بك.
إلا أني فوجئت به بعد دقيقة واحدة.. يمسك المنفضة.. ويسكب علينا كل ما بها من رماد السجائر.. وبدأنا نسعل من الرماد.. كنت في تلك اللحظة أتمنى لو كان بامكاني أن أضربه ضرباً مبرحاً.. ولعنت الساعة التي مدحته فيها.. ألا يقال لنا: إن مدح الطفل يطور سلوكه.. هل أخطأت فيما فعلت؟
وبعد عدة أيام جلس الدكتور جينو مع إيفان, وحاول أن يكتشف سبب تصرفه السيئ مع والدته رغم مديحها له.
وباح له الطفل بالسبب عندما قال له بأنه كان طوال الطريق إلى نيويورك يفكر كيف يتخلص من أخيه الصغير.. الذي كان يتنطط كالقرد بين أبيه وأمه.. المر الذي أشعره بالغيرة الشديدة.. وتمنى لو أن السيارة اصطدمت بعامود وانقسمت إلى قسمين.. عندئذ سيخرج هو وأخته ووالداه سالمين، إلا أخاه الصغير لأنه سينشطر إلى نصفين، وعند تلك اللحظة مدحته أمه، لذلك شعر بذنب شديد.. لأنه كان يفكر في الإضرار بأخيه.. وأراد أن يرى أمه أنه لا يستحق هذا المديح، فلم يجد أمامه إلا المنفضة التي رماها في السيارة وأثارت غضب أمه.
ويذكر الدكتور جينو في كتابه (بين الآباء والأبناء) بأن أغلب الآباء يعتقدون أن مدح الطفل سينمي ثقته بنفسه.. وسيجعله أكثر اطمئناناً.. لكن الواقع يؤكد لنا عكس ذلك.. لأننا عندما نمدح شخصيته في الوقت الذي يكون هو غاضباً وراغباً في تنفيذ بعض الأفكار الشريرة أو الهدامة بالنسبة للمحيطين حوله، فإنه سيشعر بالذنب والكراهية لنفسه، لأنه سيعتقد أن والده مخدوع فيه.. عندما يظن أنه ولد طيب ومثالي.. لذلك نراه يتعمد أن يكون سيئ السلوك.. ليظهر له شخصيته الحقيقية في تلك اللحظة، لكن ليس معنى ذلك أننا يجب أن لا نمدح الطفل أبداً وإنما علينا أن نمدح جهده الذي بذله في إنجاز العمل الذي أثار استحسان والديه، وما توصل إليه من نتائج ايجابية، فمثلاً إذا قام طفل بتنظيف غرفته، فإن على والدته أن تعلق على ما بذله من جهد للقيام بهذه المهمة، وتصف إعجابها بالغرفة بعد أن أصبحت نظيفة، والمديح للطفل يجب أن لا يحمل روح المبالغة، وإنما يجب أن يعكس الصورة الحقيقية لما أنجزه، لا شخصيته التي قد تكون في نظر الطفل عكس ما وصل إليها من مديح، ولكي نستطيع أن نستخدم هذا الأسلوب التربوي الفعال لتطوير شخصية الطفل، سأذكر مثالاً عملياً حتى يمكننا الاستفادة منه كآباء.
محمود طفل في الثامنة من عمره.. قام بجهد كبير في تنظيف حديقة البيت.. جمع أوراق الشجر.. ورمى القمامة، وأعاد ترتيب أدوات الحديقة، كانت أمه سعيدة بما قام به من جهد، فأرادت أن تعبر له عن امتنانها لما فعل فقالت له: ما أجمل ما أصبحت عليه الحديقة، كانت الأوساخ تملؤها، والآن، انظر كم هي جميلة ونظيفة.
رد عليها محمود باعتزاز: لقد قمت بكل شيء وحدي.
قالت أمه: ولابد أنك قد بذلت جهداً كبيراً.. أليس كذلك؟
أجابها بثقة: بالتأكيد، لقد اشتغلت بكل ما لدي من جهد.
قالت الأم وهي تتعمد وصف الحديقة: يبدو ذلك فعلاً، لقد أصبح منظر الحديقة جميلاً يمتع عين كل مَن ينظر إليها، أشكرك من كل قلبي يا بني.
رد عليها ابناه بمرح: أنا مستعد لخدمتك في أي وقت.
لقد شعر محمود بالسعادة لما بذله من جهد.. وفخور بما وصل إليه من نتيجة حسنة، وكان متلهفاً في تلك الليلة للقاء والده لكي يطلعه على ما قام به من عمل في تنظيف الحديقة.
إذن، مدح الجهد الذي يبذله الطفل في أداء عمله.. هو ما يسعده ويطور سلوكه، لا مدح شخصيته، مثلما نفعل عن طريق تلك الجمل التقليدية التي تعودنا أن نقولها لأبنائنا عندما نمدحهم.. مثل (أنت ولد مدهش) أو (أنت فعلاً اليد اليمنى لأمك عندما تحتاجك) أو (لا أدري ماذا كنت سأفعل بدونك)، وغير ذلك من تلك التعليقات التي تنصب على شخصيته لا على ما قام به من جهد للقيام بعمله الذي أثار استحسان مَن حوله.
ــــــــــــــــــ
لا تجعل البيت فندقاً
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
مَن مِن الآباء والأمهات لم يردد هذا القول أمام أولاه ذات يوم؟ فالحياة المشتركة بين أجيال عدة تفترض احترام قواعد معينة وتطبيقها في الحياة اليومية.
المشاركة والتعاون: تهب الحياة العائلية الإحساس بالانتماء إلى الخلية نفسها، مما يفترض أن يتحمل كل فرد فيها جزءاً من المسؤولية العامة.
في السابق، كانت مسؤولية البيت تقع على عاتق المرأة وحدها، أما اليوم فغالباً ما تكون المرأة (عاملة) خارج المنزل، مما يضطرها إلى توزيع العمل على كل أفراد العائلة، ولذلك على كل فرد أن يُشارك في المهمات المنزلية كتحضير الطاولة، وشراء الخبز، ورمي أكياس النفايات، .. وغير ذلك.
يجب احترام مواعيد الطعام؛ وإذا اضطر أحد إلى التغيب أو إلى دعوة صديق، فعليه أن يعلم الآخرين عن ذلك بوساطة الهاتف.
يجب أيضاً عدم (استعارة) أغراض الآخرين لفترة طويلة كآلة الحلاقة والقمصان والجوارب وغيرها. من الواجب أيضاً عدم إطالة الحديث على الهاتف لأن الآخرين قد يحتاجون إليه. الوضع نفسه بالنسبة إلى مفاتيح السيارة والجرائد والحمام وغير ذلك.
توضع الرسائل على مدخل البيت أو تُعطى مباشرة لأصحابها، ومن غير اللائق فتح أية رسالة قبل أن يستلمها صاحبها.
الزوجان: تفترض الحياة المشتركة بين الزوجين اتباع قواعد معينة كي يُظهر كل من الزوجين اهتمامه بالآخر واحترامه لحاجاته الشخصية.
يبدأ الاحترام بالعناية بالملبس، إذ يجب تجنب إهمال الهندام في البيت حتى بعد مرور فترة طويلة على الزواج. من الأفضل لأي من الزوجين قَرع الباب قبل الدخول إلى الحمام. وعلى الزوج أن يترك زوجته تمر أمامه عند الدخول إلى أحد الأمكنة، كما أن عليه أن ينتظر كي تسكب الطعام في صحنها قبل أن يفعل هو ذلك.
من المؤكد أن باقة زهور، في مناسبة أو دون مناسبة، هي دائماً التفاتة لطيفة وتدل على الاهتمام حتى بعد ثلاثين عاماً من الزواج.
على الزوجة ألا تملأ الأماكن الفارغة بمساحيقها وأدوات الماكياج.
يمكن أن يكون لكل من الزوجين قوت مستقل خاص به دون أن يؤثر ذلك في تفاهمهما. ومن الأفضل ألا يفرض أحد الزوجين على الآخر أمه أو صديقه.
ومن الشروط الضرورية للانسجام العائلي حق كل فرد في الاحتفاظ بمكان خاص. كما أنه من الضروري أن يكون للزوجين غرفة خاصة لا يدخل إليها الأولاد. في هذه الغرفة، يلتقي الزوجان لتسوية خلافاتهما أو لاظهار عواطفهما. ومن الضروري جداً عدم استخدام الأولاد شهوداً في خلافات الأهل لأن ذلك يؤثر في حياتهم النفسية.
الأهل والأولاد: يجب أن يتميز المناخ العائلي بالعفوية والصراحة والارتخاء حتى في المناقشات الحادة أحياناً، لكن ذلك لا يعني الاستغناء عن بعض آداب السلوك. فكل فرد من العائلة يجب أن يعرف أن عليه أن يعتذر إذا أخطأ، وعلى الأهل ألا يخالف الواحد منهم الآخر أمام الأولاد. وعلى الأولاد ألا يدخلوا إلى غرفة الأهل دون قرع الباب، لكن ذلك غير ضروري عند الدخول إلى الردهة. للأولاد الحق بمكان خاص بهم وعلى الأهل احترام حقهم هذا.
زيارة الأصدقاء: يمكن لبعض التصرفات الطبيعية داخل العائلة أن تبدو غريبة أو منفرة بالنسبة إلى صديق من خارج البيت، لذلك يجب ألا تتم هذه التصرفات خارج جدران المنزل. مثلاً: يجب تجنب الاندفاعات العاطفية القوية والخلافات العنيفة والخوض في تفاصيل الحياة الخاصة والأسرار الحميمة، كما أن الاهتمام الزائد المقبول داخل البيت يصبح مزعجاً خارجه.
عند القيام بزيارة أحد الأصدقاء، على الأهل ألا يحملوا أولادهم معهم وألا يصطحبوهم إلا إذا طلب الأصدقاء ذلك بإلحاح.
وعندما يرد الأصدقاء الزيارة للأهل في بيتهم، يحضر هؤلاء الأولاد للتعرف إليهم، ثم يعودون إلى غرفتهم. ومن الضروري ألا يتحدث الأهل مطولاً عن مميزات وحسنات أولادهم لأن ذلك لا يهم أصدقاءهم.
ــــــــــــــــــ
أهمية وضع الحدود للأبناء
* سلوى يوسف المؤيد
يحتاج الأبناء من آبائهم أن يضعوا لهم الحدود المطلوب منهم عدم تجاوزها في سلوكهم اليومي، أي بمعنى آخر أن يجعل هؤلاء الآباء إرادة أطفالهم خاضعة لإرادتهم، لا ضعفاً وذلاً، وإنما انسجاماً وتآلفاً، حتى يسود الاحترام والحب والسلام علاقة هؤلاء الآباء بأبنائهم.
ترى، ماذا يحدث عندما لا نفعل ذلك؟ الجواب يكمن في رسالة هذه الأم التي أرسلتها إلى خبير تربوي بعد أن اكتسح ابنها إرادة والديه، وأصبح كالمارد الصغير، لا أحد قادر على إيقافه، وتطويع إرادته وهو يثير الفوضى والإزعاج في حياة أسرته. تقول الأم في رسالتها:
ـ كنت ولا أزال أتمنى قبل أي شيء آخر في الحياة أن يكون لي أسرة سعيدة، لكنني حرمت من هذه النعمة بسبب ابني الصغير، فأنا لدي ثلاثة أبناء، ابن في العاشرة من عمره، وابنة لا تزيد عن خمس سنوات، وهذا الابن البالغ من العمر ثلاث سنوات، المشاجرات بينهم لا تنقطع بسبب ابني الأصغر، وزوجي لا يكف عن الصراخ عليه لما يسببه من مشاكل في البيت، حتى أنا لا أستطيع الصبر على سوء سلوكه فأثور عليه، وأحياناً أجلس فوقه لكي أمنعه من ضرب أخته، مدرسته دائمة الشكوى منه، لأنه يتسبب في الكثير من المشاكل في باص المدرسة، كما أنه بالاضافة إلى ذلك يستخدم ألفاظاً بذيئة مع مدرسيه وأصدقائه وإخوته، ولا يمر يوم دون أن يكسر فيه شيئاً، فهو قد تعود أن يكسر النوافذ منذ أن كان طفلاً، حتى إنه كسر زجاج نافذة النوم لكي يدخل البيت لأن الباب كان مقفلاً، وهو يصر أيضاً على الكتابة بخط سيئ، ويكره أداء واجباته رغم ذكائه الشديد، كما أنه مندفع ومزاجي الطبع، ومع أنه قوي الجسم طويل القامة إلا أنه نادراً ما يقوم بأي عمل إيجابي، كسول ولا يمل من مشاهدة التلفزيون، كما أننا متضايقون من الطعام غير الصحي الذي يصر على أكله وتشجعه عليه والدتي التي تقيم بجوارنا، والتي تعودت أن تدلله حتى أفسدته، أعلم أن ثوراتنا الدائمة اليومية عليه تسيء إليه كثيراً، إلا أننا بدأنا نشعر باليأس من إصلاح سلوكه، خصوصاً أنه أصبح أكبر سناً وأكثر ضخامة، لكنه لم يعقل بعد، لقد وصل الأمر بوالده إلى حد أنه أصبح يرفض أن يأخذه إلى أي مكان، لأنه يخجل من تصرفاته، كما أنه أخذ يهدده في المدة الأخيرة بأنه سوف يضعه في ملجأ للأطفال اللقطاء، إلا أنني أرفض هذا الأسلوب في معاملة ابني لأنه بحاجة إلى أن يتعلم كيف يتصرف مع الآخرين، لا أن نشعره بأنه أصبح منبوذاً من الجميع.
طلب الخبير التربوي مقابلة الأم، وعندما جاءت، عقد معها جلسة طويلة حاول من خلالها أن يوضح لها خطأين أساسيين ارتكباه هي وزوجها في تربية ابنهما.
كان أول خطأ ارتكبه هذان الوالدان أنهما لم يخطوا الخطوة الأولى لتشكيل ارادة ابنهما، بأن يخضعاه لحدود يلتزم بها، وهو يتعامل مع المجتمع المحيط به، رغم أنه كان يتوسل إليهما بتصرفاته السيئة التي يتمادى في ممارستها لكي يتقدما، ويساعداه على وضع هذه الارادة في صورتها الصحيحة، إن ما يخيف نفسية الطفل هو إحساسه أنه سيد نفسه وهو في سن العاشرة، غير قادر على أن يحصل على شخص بالغ قوي يستحق إعجابه واحترامه.
كما أن من الواضح أن هذا الطفل كان وهو يسيء معاملة إخوته ومعلميه ووالديه يبحث عن ذلك الشخص القوي الذي سيوقفه عند حده، وكأنه يصرخ بسوء سلوكه قائلاً:
ـ ألا تلاحظون أنني أفعل كل شيء بطريقة خاطئة، ألا يوجد بينكم شخص يحبني إلى درجة تدفعه إلى الاهتمام بي، ألا يوجد بينكم أحد يساعدني، إنني أكرهكم، لأنكم تهملوني، وأكره كل العالم حولي.
أما الأم، فإنها بدلاً من أن تقف بصورة حازمة في مواجهة تصرفات طفلها السيئة، أصابها التوتر والإحباط، وعالجت الموقف بصورة سلبية، مثل صراخها على ابنها وجلوسها عليه لكي تمنع إساءته لإخوته، كما أنها تصفه بالاندفاع والمزاجية، وأن جدته أفسدته بتدليلها، وأنهما يسيئان إليه بثورتهما الدائمة عليه.
إذن، كانت أداة هذه الأم لتسيطر على تصرفات ولدها السلبية هي الشكوى والصراخ عليه، لم تستخدم طريقة واحدة مؤثرة، بدل هذه العواطف الهائجة، وتكرار كلماتها اليائسة حول عدم قدرتها هي وزوجها على وضع حد لتصرفات ابنهما السيئة، مما يجعلنا ندرك عدم وجد شخص قوي يقود سفينة الأسرة، التي تسير على غير هدى في غياب هذا القائد الذي يملك السلطة ويقرر القرارات ويسير بسفينة أسرته إلى المياه الآمنة.
أما الخطأ الثاني الذي أوضحه الخبير التربوي للأم، فإنه يتلخص في مهاجمتهما شخصية ابنهما وتحقيرها وهما يواجهان تصرفاته السلبية.
فهاهو ذا الأب يقول لطفله إنه لن يأخذه معه إلى أي مكان إلا إذا تصرف بصورة عاقلة، لا كالحيوان الهائج لأنه يخجل منه، ولا يريد أن يعلم أحد أنه ابنه، وأنه سيتخلص منه بإلقائه في بيت للقطاء إذا تمادى في سوء سلوكه، ومع كل هجوم من الأبوين على شخصية ابنهما، كانت ثقة الابن في نفسه تهبط درجة، فهل أتى ذلك التحقير لشخصه بنتيجة إيجابية واحدة؟ هل أصبح ابنهما أكثر تعاوناً ولطفاً؟.
كلا، بل بالعكس فقد تحطمت روح هذا الطفل المعنوية، وازدادت ثورته لكي تتحول إلى عواصف بركانية يعبر بها عن غضبه، ومع الأسف سوف يوجه هذا الطفل كرهه لشخصه في المستقبل إلى الانتقام من أشخاص آخرين أبرياء من خارج نطاق عائلته.
إن الأولى بهذين الوالدين تطويع إرادة طفلهما بأن يضعا الحدود التي يفرضان على ابنهما الالتزام بها وعدم تجاوزها، والابتعاد عن تحقير شخصيته وهما ينتقدان سلوكه السلبي، وإظهار مشاعر الحب له والقبول به كما هو، لكي يساعداه على التخلص من تصرفاته السيئة، وسيصبح بذلك طفلاً هادئاً سعيداً راغباً في تطوير سلوكه، وهو الهدف الذي يسعى إليه الآباء في تربية أبنائهم.
ــــــــــــــــــ
ابني يصغي لأصدقائه أكثر مني! ما العمل ؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
معمر الخليل(54/121)
إذا أردت أن تعرف من تكون، فانظر من تصاحب.جملة رددناها كثيراً، واستخدمها الناس كأمثلة شعبية، اختلفت صياغتها، لكنها احتفظت بالمعنى.
حفظها الكثيرون، ورددوها مراراً، واستخدموها في أقوالهم ونصائحهم، إلا أنهم أغفلوها في التطبيق، ونسوها في التجربة.
الصاحب ساحب، مثال شعبي آخر، استخدمه الناس للإشارة إلى تأثير الصديق والرفيق على أي إنسان، صغيراً كان أم كبيراً، ولكن في زحمة الحياة، يضيع التفكير في "من يكون صديقي" طالما أنه موجود بالفعل.
ولأنه موجود بالفعل في حياة الجميع، فإن تأثيره كبير، ورأيه الأقرب إلى القلب، وشخصيته المحببة تجعل الصعب سهلاً، والمحظور ممكناً، طالما غاب الرقيب.
ولأن الأبناء هم قبل أي شيء آخر، مسؤولية الأب والأم، وعلى عاتقهما تقع كل صغيرة أو كبيرة في حياتهم، فإن الصديق كان ولا يزال، من أهم المحطات التي تترك في فكر وشخصية الأبناء تأثيراً كبيراً، قد يمتد لسنوات طويلة، يصعب على الآباء والأمهات محو آثارها زمناً.
"إذا أردت أن تعرف من تكون، فانظر من تصاحب" جملة رددناها كثيراً، واستخدمها الناس كأمثلة شعبية، إلا أنهم أغفلوها في التطبيق، ونسوها في التجربة.
لماذا يتعلم الأبناء من أصدقائهم أكثر ؟!
هناك أسباب عديدة تجعل الأبناء أكثر ميولاً للتعلم من أصدقائهم، وتفضيل ما يتلقونه منهم على ما يتلقوه من آبائهم وأمهاتهم، وإن اختلفت القيم، وتعاكست الآراء، منها:
1- إن الأصدقاء هم أقرب الناس عمراً للأبناء، والمستوى الثقافي ومستوى الإدراك يتقارب لدى الكثيرين منهم، لذلك، فإن الأسلوب الذي يتبعه البعض -دون قصد منهم أو عظيم جهد- لتلقين أصدقائهم الآخرين بسلوكياتهم وتصرفاتهم وآرائهم، هو الأسلوب الأقرب إلى نفسهم.
ففي كثير من الأحيان يكون الأسلوب "الوعظي والإرشادي" على سبيل المثال، أبعد ما يكون عن عقل الابن، وعندما يقارن هذا الأسلوب المستخدم مراراً وتكراراً في كل شيء، مع أسلوب "التجربة الواقعية" مع أحد أصدقائه، سيميل دون إدراك منه إلى أسلوب الأخير.
لعظيم الأثر الذي يتركه الصديق في حياة أبنائنا، ولأننا لا نعلم دائماً ماذا يتعلم الأولاد من أصدقائهم، يتبع المهتمين في تربية أولادهم أسلوب "درهم الوقاية"
على سبيل المثال، يحاول معظم الآباء تلقين أبنائهم عدم التجسس واختلاس السمع من الآخرين، ولكن حين يرى أحد الأبناء زميل له يسترق السمع من غرفة المدير، ويروي لهم ما دار من حديث بينه وبين أستاذ الفصل، سيتشوق الابن لتجربة ذلك، وكشف بعض الأسرار التي تحدث في أماكن أخرى.
2- العلاقة بين الأصدقاء هي علاقة وقتية وزمانية، لا يوجد فيها مسؤول عن آخر، ولا وصاية لأحد على الآخر، فيما توجد وصاية واضحة من قبل الأب أو الأم على الأبناء، لذلك، فإن درجة تقبل ما يقوم به الزملاء والأصدقاء أكبر تأثيراً على الأبناء من تأثير الأب والأم.
ففي الحالة الأولى، يحس الابن أنه أمام شخص لا يستطيع أن يفرض عليه أمراً محدداً، وهو بالتالي يمتلك "حرية القبول أو الرفض"، لذلك فإن أي قبول يأتي نحو سلوكية معينة، سيكون قبولاً "كلياً وكاملاً"؛ لأنه حدث بملء الإرادة.
أما الحالة الثانية، فإن الابن لا يمتلك حرية الرفض، وعليه أن يتقبل كل الأمور بشكل "إلزامي" لذلك يكون قبوله له قبولاً "شكلياً وجزئياً" ينتهي بانتهاء السبب في بعض الأحيان، باستثناء الحالات التي يستطيع فيها الآباء إقناع أبناءهم بشكل كامل.
3- ممارسة بعض السلوكيات أو التصرفات بين الأصدقاء تكون ممارسة تشاركية، بمعنى أن أي فعل يقومون به، يتشاركون فيه في الثواب والعقاب، أما مع الآباء، فإن معظم الأفكار والسلوك التي تطلب من الابن، تكون فردية.
على سبيل المثال، في الحالة الأولى، قد يتشارك الأصدقاء في سرقة وجبة إفطار أحد زملائهم، ويتقاسمون "الغنائم" فيما بينهم، وعندما يكشف أمرهم، سيلاقون نفس العقاب على الأغلب، رغم أن الأمر والمشورة قد صدرت من شخص واحد منهم، وكذلك الأمر مثلاً عندما يقومون بالهروب من المدرسة إلى حديقة أو سوق بإيعاز من أحدهم أو يقومون بشرب الدخان يجلبه أحد الزملاء.
أما في الحالة الثانية، فإن الأب والأم يطلبون بشكل فردي من الابن أن يقوم بتصرف ما، كأن يأمرونه بالدراسة والمذاكرة، فيما يشاهدون هم التلفاز أو يطلبون منه الجلوس هادئاً دون صوت، فيما يتناقشون هم في أمر ما.
4- القدوة: حيث يعد الصديق قدوة حقيقية لصديقه، فيما يفقد الكثير من الأهل مبدأ القدوة.
مثل هذه القصص تحدث بشكل يومي، ويتمنى كل أب أو أم أن يكون أولادهم ممن أنعم الله عليهم بمثل هؤلاء الأصدقاء
فمثلاً، لا يطلب الصديق من صديقه الإتيان بأمر ما، إلا إذا كان هو قد جربه واختبره، أو سمع به، فيطلب من صديقه مشاركته له في المرة الأولى. كأن يجربا شرب الدخان سوية، أو يروي له ما قام به مع قطة جاره من إيذاء، فيكون قدوة حقيقة له في الفعل والقول.
أما عند الأهل، فإن بعض الآباء يطلب من أبنائه عدم التدخين أبداً، فيما يتناولون هم أمامهم الدخان، أو يطلب الأهل من الابن النوم باكراً، فيما يسهرون هم أمام التلفاز، أو يحذرونهم من الكذب، فيما يرونهم يستخدمونه أحياناً ولو من باب المزح، وبهذا لا تود هناك مصداقية لقدوة الأهل في مثل هذه التصرفات.
5- الاختيارية، فعندما يختار الابن صديق له، يكون قد اختار شخصاً محبباً لديه، أعجبه فيه شيء ما، أو تأثر بموقف معه، أو جمعتهما بعض الأفكار والمواقف (كرياضة معينة، أو اهتمام بمادة دراسية ما ...إلخ) لذلك، فإن آراء هذا الشخص "القريب من القلب" يكون لها تأثير كبير، ورغم أن محبة الوالدين قوية لدى الغالبية العظمى من الأبناء، إلا أن تأثير هذه المحبة في التربية يكون محدوداً، إذ لا يربط الابن بين المحبة هنا والتربية.
بالإضافة إلى العديد من الأسباب العامة، والأسباب الخاصة التي تتعلق ببعض الحالات دون غيرها، كأن يكون الصديق ذو شخصية قوية ويتمتع بأسلوب قيادي، أو أن تكون البيئة التي ينتمي إليها الابن ملائمة لجنوحه وتعمله بعض العادات السلبية، أو أن يكون الوقت الذي يقضيه مع أصدقائه أكبر مما يقضيه في المنزل، أو أن يكون الأهل في الأصل لا يقدمون له الرعاية والنصح والإرشاد اللازم، وغيرها.
كيف يساهم الأهل في اختيار أصدقاء أبنائهم:
لعظيم الأثر الذي يتركه الصديق في حياة أبنائنا، ولأننا لا نعلم دائماً ماذا يتعلم الأولاد من أصدقائهم، يتبع المهتمين في تربية أولادهم أسلوب "درهم الوقاية" عبر المساهمة في اختيار الأصدقاء الذين يرافقون أبناءهم، وقاية لقنطار العلاج، الذي قد يكلفه الكثير بحال شذّ ابنهم، أو تعلم بعض العادات السلبية بالغة التأثير.
ويتبع الأهل في بعض الأحيان أساليب مباشرة في اختيار الأصدقاء، فيما يفضل آخرون استخدام أساليب غير مباشرة، تؤدي نفس الهدف بأسلوب أكثر متانة وحرص.
وهناك بعض الأساليب العامة التي يتبعها بعض الأهل، منها:
1- يركز الكثير من الأهل على المكان الذي يسكنون فيه، ويختارون مكاناً يكون في منطقة هادئة ونظيفة، وتتمتع بوجود أناس طيبي السمعة، وإذا صعب عليهم ذلك، يبتعدون عن المناطق التي تتمتع بسمعة سيئة، حيث يوجد في كل مدينة، بعض الأحياء التي تعرف بأنها كثيرة المشاكل، ويكون الناس فيها قليلي الاهتمام بتربية أبنائهم ومتابعتهم، مثلما توجد مناطق معروفة بهدوئها وقلة أو ندرة المشاكل التي تحدث فيها.
2- يهتم الأهل بانتقاء المدارس ذات السمعة الجيدة، لتسجيل أنبائهم فيها، خاصة وأن المدارس تعد من أكثر الأماكن تأثيراً في الأبناء، يقضون فيها وقتاً يومياً طويلاً، ويتعرفون فيها على أصدقاء يبقون أحياناً طوال العمر. خاصة وأن رقابة الأهل لأصدقاء المدرسة تكون أصعب من رقابة أصدقاء الحي، لذلك فهم يبحثون عن المدارس التي تعرف باهتمامها بالأخلاق قبل العلم، والتي يعرف الطلاب فيها بالجد والتميز والأدب.
3- بعد ذلك، يفضل بعض الآباء متابعة أصدقاء أبنائهم، عبر سؤال الابن أولاً عن أصدقائه، ثم يتقصى بشكل غير مباشر عن أهل هذا الصديق، ووضعه الاجتماعي، وسلوكياته، للاطمئنان على ابنه.
4- يقوم بعض الآباء (أو الأمهات) بالطلب من أبنائهم دعوة أصدقائهم للمنزل، بحجة مشاهدة مباراة في التلفاز مثلاً، أو اللعب على بعض الألعاب الإلكترونية أو المنزلية، أو لتناول وجبة عشاء. وكذلك تفعل بعض الأمهات مع بناتهن، وذلك من أجل ملاحظة أصدقاء أبنائهم، والتعايش مع أسلوب علاقتهم، وطريقة تعامل كل منهم مع الآخر، لتشكيل أصدق صورة عمن يخالط الأبناء، ويتم ذلك بالطبع بطريقة غير مباشرة.
5- يحاول بعض الآباء والأمهات، إقامة علاقات عائلية مع ذوي الأصدقاء المقربين جداً من أبنائهم، وتقديم دعوات لهم، أو زيارتهم بين وقت وآخر، وهذه الطريقة وإن كانت تؤدي وظيفة اجتماعية وإنسانية، إلا أنها تخدم في جانب مهم معرفة أهل أصدقاء أبنائهم عن كثب.
6- يحرص بعض الأهل على تقديم نصائح وإرشادات متلاحقة ومتكررة لأبنائهم، حول أهمية الأصدقاء، وضرورة اختيار الرفيق الحس، والابتعاد عن رفقاء السوء، وشرح مخاطر التعلم من الأصدقاء، ورواية قصص وأحداث حصلت مع بعض الناس. واغتنام بعض الأحداث التي تقع خلال الحياة العادية، لتوظيفها في شرح ذلك، وهذه التعليمات تشكل حاجزاً نفسياً مهماً لدى الأبناء، وتساعدهم على اتخاذ مواقف مسبقة من بعض الأصدقاء الذين يرون فيهم صفات سلبية.
بالإضافة إلى أساليب أخرى، تختلف حسب قناعة كل أب أو أم، أو حسب البيئة التي يعيشون فيها.
هل كل ما يتعلمه الأبناء من أصدقائهم سيئ ؟:
بالطبع لا، فكما يوجد رفيق السوء الذي يسحب صديقه إلى الشر، هناك رفقاء كثر يسحبون أصدقائهم إلى الخير.
يروي أحمد س (30 عاماً)، ما كان يحدث معه خلال دراسته المتوسطة فيقول: " لدي صديق كنت قد تعرفت عليه في الصف الثاني المتوسط، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، هو أفضل وأقرب الأصدقاء على قلبي، وإليه يعود الفضل بعد الله _عز وجل_ في تعليمي الصلاة والمثابرة عليها، كان يأتي إلى منزلنا بشكل دائم، وعند أوقات الصلاة كان يحرص على أدائها في المسجد، ثم بدأ يطلب مني مشاركته في الذهاب، وكان والدي في تلك المدة لاهياً عني، فلم أكن أواظب على صلاتي، وأذكر في تلك الأيام أننا تعاهدنا أنا وصديقي على عدم ترك فرض أبداً".
ويروي خالد ج (28 عاماً) عن أحد أصدقائه قائلاً: " أيام دراستي الجامعية، تعرفت على مجموعة من الأصدقاء الذين قضيت معهم وقتاً في اللهو والعب والسهر، وكان لي صديق أعرفه وأحبه قبل ذلك، منذ دخولي الجامعة، وعندما بدأ يراني أنساق خلف الأصدقاء الجدد، كان يحاول جاهداً ردعي عن ذلك، ويقدم لي النصح بأسلوبه المحبب على قلبي، والذي يتسم رغم كل شيء بالبسمة والنكتة. والحمد لله استطاع بتوفيق من الله _تعالى_ أن يبعدني عن أولئك الأصدقاء، وعدت بعدها "صديقه خالد الذي كان يعرفه"، كما يحب أن يقول لي هو ذلك".
مثل هذه القصص تحدث بشكل يومي، ويتمنى كل أب أو أم أن يكون أولادهم ممن أنعم الله عليهم بمثل هؤلاء الأصدقاء، الذين يشكلون حاجزاً مثالياً لإبعاد أبناءهم عن الخطأ، والمحافظة عليهم من لهو الدنيا وأصدقاء السوء الذين فيها.
ولهذا يحرص الآباء على اختيار أصدقاء صالحين لأولادهم، ويقوم كثير منهم بأكثر من ذلك، حيث يحاولون هم أن يجعلوا من أبنائهم الأصدقاء المثاليين، الذين يصلحون ما قد يطرأ على أصدقائهم من عادات سلبية، ويساعدون في نشر الأخلاق الفاضلة والتربية الصالحة والمبادئ الإسلامية النقية بين أصدقائهم وأقرانهم.
ــــــــــــــــــ
هل من الصعب أن نعلم الطفل الكرم مع الآخرين؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
ما أروع هذا الطفل الصغير الذي تقدم له أمه قطعة الحلوى فيسرع باقتسامها مع أخيه الأصغر منه.
أقول: ما أروع هذا الطفل، لأنه طفل متخيل وغير موجود في الحياة الواقعية. فالأطفال يندفعون إلى ما يحبون من حلوى بصورة تجعلنا جميعاً نتذكر حدائق الحيوان عندما تلتف القردة وتتصارع على أصابع الموز.
لكن هل من الصعب تنشئة الصغر على الكرم؟
إن الإجابة على ذلك هي نعم ولا في آن واحد.
نعم .. إن تنشئة الصغار على الكرم في عالم متنافس مسألة صعبة جداً. ولكن تنشئة الصغار على الكرم في عالم متعاون مسألة يسيرة للغاية.
فهل نحن داخل الأسرة متنافسون أم متعاونون؟ هذا هو السؤال الصعب الذي يجب أن يواجهه الكبار أولاً.
فإذا كان الأب يقوم من على المائدة ولا يساعد في رفع الأطباق، ولا يفكر إلا في توجيه الأمر بطلب كوب الشاي، فتسرع الأم لتضع الشاي على النار وتلهث لتأخذ الأطباق من على المائدة، ثم تلهث لوضع الأطباق في غسالة الأطباق، ثم تلهث لتراقب غليان الماء على النار، ثم تلهث لتنظيف مائدة الطعام، ثم تلهث لوضع بعض الشاي في الماء الذي يغلي، ثم تخرج الأكواب النظيفة، ثم تحضر الشاي للأب الذي يقرأ الجريدة بكسل شديد وينظر إلى الشاي فيراه غامق اللون، فيقول للزوجة: ما هذا الذي تقدمينه لي لأشرب؟ إني أحب الشاي مصنوعاً كذا وكذا، فمتى ستعرفين مزاجي في شرب الشاي؟..
إن الطفل الذي ينشأ في بيت تقوم فيه المرأة بكل العمل ويقوم الرجل فيه بالكسل وإصدار التعليمات هو طفل ينظر إلى دوره كامبراطور كسول يطلب رضوخ كل من حوله له.
والطفلة التي تنشأ في مثل هذا البيت تأخذ انطباعاً سيئاً عن وضع المرأة في المجتمع، وقد تخرج فيما بعد زعيمة نسائية من المطالبات بحقوق المرأة. وهذا ما حدث بالفعل مع كل زعيمات حركات تحرير المرأة، فقد كان الأب (في أسرة كل واحدة منهن) رجلاً قاسياً، فظاً، لا يحسن التعاون مع الزوجة، ولذلك تمردت عليه الابنة، وتمردت على كل رجل غيره، رغم أن (إيركا يونج) ـ وهي واحدة من أشد المتعصبات لحرية المرأة في الولايات المتحدة والتي كتبت روايات وقصصاً فاضحة تصور الرجل مجرد أرنب صغير يبحث عن برسيم اللذة في حضن المرأة ـ لم تتزوج إلا رجلاً أجبرها في لحظة ضعف أن تقول له: (يا سيدي أنا خادمتك). وقالت (إيركا يونج): (نعم، إنه سيدي لأنه يعلم أن جسدي ينجذب له فلا أملك مقاومة أمامه. إنني خادمة له بروحي وجسدي). وقد اعتزلت هذه السيدة الكتابة مدة عامين وما زالت مستمرة في العزلة حتى الآن، ذلك أنها تجاوزت الخمسين وهي تحيا في رحاب شاب في الثلاثين!
إذن، لابد من وجود أسرة متوازنة أساساً لا يقوم فيها انسان بدور السيد، وآخر بدور العبد. وهنا يمكننا أن نعرف أن لكل انسان في المنزل عملاً، وأن لكل انسان قدرة على المشاركة حتى نجعل حياة الأسرة أسهل وأجمل.
إن البلد الذي يستطيع أن ينشئ أطفالاً يحسون في أعماقهم بأهمية الآخرين ويمكنهم مساعدة بعضهم البعض، هذا البلد يستطيع في المدى البعيد أن يحل المشاكل الجادة التي تواجه الانسانية حالياً، سواء على مستوى الأفراد أم المجتمعات أم المشاكل القومية، وخصوصاً مشاكل الطلاق، والإرهاق العصبي، وكذلك مشاكل انحرافات الشباب، وغير ذلك من المشاكل.
وعندما نتوغل في أعماق الطفل نستطيع أن نلمس أن الكرم والقدرة على التعاون مع الآخرين يوجدان على مستويين: المستوى الأول، جهزت السماء به كل طفل، أعني الاستعداد الطبيعي والفطري للاستجابة العاطفية لأي مشاعر ودودة توجد من حول الطفل. ويظهر ذلك منذ الشهر الثاني لميلاد الطفل. إنه يبتسم بسعادة بالغة عندما يدلله الكبار، وإذا ما شعر الطفل أن كل من حوله يحبه فهو يتفاعل مع هذا الحب ويكن مشاعر صافية من المودة تجاه المجتمع المحيط به، ويمكننا أن نرى ذلك في محاولة الطفل الذي بلغ ثمانية عشر شهراً أن يطعم أمه بعضاً من طعامه بنفس الطريقة التي تطعمه أمه بها.
هذا هو المستوى الأول من الحب وهو جانب فطري يمكن تنميته ليكون واقعاً سلوكياً، وبهذا ينتقل الحب من المستوى الأول إلى المستوى الثاني وهو السلوك الدائم في المجتمعات على ضوء التفاعل العاطفي.
إن خيال الطفل يكتشف أولاً أنه محبوب وأنه يملك طاقة عطاء الحب. ثم ينتقل الطفل من حالة الخيال العاطفي إلى الترجمة العملية لهذه العواطف في الدائرة الاجتماعية الأوسع، وهذا ما نسميه باكتساب القدرة على العطاء. وهذا الكرم المبكر في الطفولة يكون محدوداً وعفوياً حتى العام الثالث من عمر الطفل. فالطفل قد يشارك غيره من الأطفال في بعض من لعبه، ولكن هذا الكرم قد ينقلب إلى نقيضه فيهجم الطفل على الطفل الآخر لمجرد أنه يلعب بلعبة من لعبه، تلك اللعبة التي أعطاها الطفل عن كرم للطفل الآخر.
وعلى الآباء والأمهات تقوية الجانب الدافئ والانساني والكريم في طبيعة أطفالهم خلال الثلاث سنوات الأولى. إن هذه السنوات تنطوي على مشاعر مختلفة ومختلطة.
والطفل في هذه المرحلة يفعل الشيء ونقيضه بدون وعي، لا بل يتصرف دون حاجة إلى تفكير مسبق. إن الفطرة الأولى هي التي تغلبه.
وفي هذه السنوات الثلاث الأولى يمكن للآباء أن يقوموا بخطوات فعالة وواعية لترسيخ عادات التعاون بينهم وبين أطفالهم، بدلاً من أن يتركوا الطفل دون إرشاد، وهو بذلك يتحول إلى طاقة لا تعرف لها منفذاً إلا الإساءة إلى الغير. إن الطفل الذي لا يجد ما يفعله يمكن أن يدمر ما حوله لمجرد الفوضى ولمجرد التعبير عن طاقاته الهائلة الموجودة في جسده والتي تعبر عن نفسها بتلقائية. إن الأهل يجب أن يتيحوا الفرصة للطفل أن يلعب، وأن يحاولوا تعليمه كيفية مساعدتهم في بعض من أعمال البيت البسيطة كترتيب لعب الطفل أو جمع الأشياء المبعثرة من الصالة. وعندما يفعل الطفل ذلك لابد من اظهار الشكر والعرفان له، لأن الطفل يمكنه أن يحس بقيمة هذا الشكر ويتفاعل مع الأسرة في المرات القادمة.
ويمكن للأم أن تطلب من الطفل ذي العامين أن يحضر لها أي شيء يمكن أن يحمله من غرفة مجاورة. وهنا سيقبل الطفل هذه المهمة على أنها رسالة سامية يؤديها. إنه يشعر أن طلب أمه لمساعدته هو جواز مرور يدخل به عالم الكبار.
وأحياناً يعصي الطفل أمراً أو طلباً من أمه أو أبيه، وهنا لا يجب أن نجبر الطفل على فعل ما رفض أن يفعله، ولكن على الأب أن يتصرف بجدية شديدة وأن يتجه هو إلى تنفيذ الفعل المطلوب ويعلن أنه كان سيفعل هذا الشيء بطريقة أفضل لو ساعده ابنه الصغير في أداء هذا العمل.
صحيح أن الأب لا يقول الصدق، ولكن الأب بمثل هذا القول يستثير همة الطفل، وهذه طريقة فعالة لتوليد العاطفة الانسانية، عاطفة مد يد المساعدة للآخرين عندما يحتاجونها.
إنها الجدية الشديدة الممتزجة بالعاطفة.
ومن بعد العام الثالث من حياة الطفل تبدأ فترة تستمر حوالي الثلاث سنوات، وفيها يحس الطفل بمشاعر متوهجة نحو الأب إن كان الطفل فتاة، ونحو الأم إن كان الطفل صبياً. إنها أول قصة حب في حياة الطفل، ويلعب فيها الأب أو الأم دور المنافس للطفل. إن الولد ينافس والده في حب الأم والبنت تنافس الأم في حب الأب. ويحاول الولد أن يتسلط على الأم وأن يمتلكها، وتحاول البنت أن تحيط الأب بكل حنانها حتى لا يحب أمها. وهنا يمكن للأب أن يعلم الفتاة الصغيرة كيف تعتني بنفسها، وهنا يمكن للأم أن تعلم الابن كيف يساعداه في أعمال البيت.
ويمكن للأب أن يفخر بالابن الذي يساعد أمه في أعمال البيت، والأب بذلك يقلل من الجانب السلبي لمنافسة الابن لأبيه في حب الأم.
ويمكن للأم أن تفخر بالبنت التي تساعد والدها وتهتم بشؤونه، والأم بذلك تقلل من الجانب السلبي لمنافسة الابنة لأمها في حب الأب.
إنها تفاصيل صغيرة يمكننا نحن الكبار أن نهتم بها ولا تكلفنا جهداً كبيراً، ولكنها تعلم الطفل الصغير كيف يكون كريماً ومتعاوناً منذ بداية رحلة العمر.
ـــــــــــــــــــــــ(54/122)
ـــــــــــــ
قيم الأسرة ووحي الأسرة الإبراهيمية
د .رشاد لاشين
الأسرة المتمسكة بالقيم أحد أهم أركان البناء الإسلامي العظيم، وأمتنا ذات رصيد هائل في مجال القيم الرائعة النابعة من أصولنا، وفيما يلي عرض لأهم القيم التي تحتاجها الأسرة المسلمة اليوم: من خلال سلوك أسرة مطيعة لربها مستسلمة بتعاليم دينها، مضحية من أجل مبادئها وبذلك استحقت التخليد على مدى التاريخ والذكر الحسن عبر الأمم والأجيال.
نحن نتعلم قيم الأسرة كل عام بالحج وعيد الأضحى في رحاب مدرسة رائعة أساتذتها: أسرة عظيمة مكونة من أب وأم وابن مطيعين لرب العالمين وهم: (سيدنا إبراهيم عليه السلام، وأمنا هاجر عليها السلام، وابنهما إسماعيل عليه السلام).
قيم الزوجية والأبوة في شخصية أبينا إبراهيم عليه السلام
زوج وأب يقود الأسرة بأمر الله تبارك وتعالى وينطلق في دربه متميزاً بعدة سمات:
(1) حمل رسالة الله والانطلاق في الأرض بدعوة الله هو المهمة الأساسية للأسرة والواجب الأول لها:
فتارة تجده في مصر وتارة تجده بالشام وتارة تجده بالحجاز وشعاره الدائم (إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ).
(2) قيادة الأسرة بالرضا والتسليم والامتثال الكامل لأوامر الله عز وجل:
وإن كانت تبدو في ظاهرها صعبة وقاسية، ولكن القلب المؤمن الواثق على يقين بأن العز والفوز في طاعة الله.
أ- ففي مجال الزوجية: هو نعم الزوج القائم على رعاية زوجته تعيش في كنفه ويؤدي حقوقها ويقوم بواجباته نحوها.
ب- وفي مجال الأبوة: يحب الولد والذرية ويكثر من التضرع لربه بأن يرزقه الولد الذي يعينه على رسالة الله (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)، ويرزق الولد الذي طالما اشتاق إليه على رأس ست وثمانين سنة من عمره فيسعد بالأبوة بعد الزوجية
ثم تأتيه أوامر ربه كالآتي:
1- أن يترك أسرته السعيدة (زوجته العزيزة وابنه الحبيب الذي ما زال رضيعاً) في مكان قفر لا بشر فيه ولا مظاهر للحياة ويذهب إلى مكان آخر للقيام بواجب الدعوة إلى الله فيطيع ويمتثل.
2- يعود بعد عدة سنوات ويجد ابنه شابًّا يافعاً لديه القدرة على المشاركة في الحياة فيؤمر بذبحه فيطيع ويمتثل.
(3) قيادة الأسرة بالحوار والإقناع والمشاورة والتفاهم وليس بالفرض والعنف:
يناقش ابنه في كل شيء حتى في أمر الله (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ...) هذا هو الأمر المطلوب... وكيفية التنفيذ (فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) عرض وحوار، وكذلك عندما جاءه الأمر ببناء البيت وعاد إليهم بعد غياب وكما تقول الرواية: فصنع كما يصنع الوالد بولده والولد بوالده ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك الله به، قال وتعينني، قال: وأعينك، قال: (فإن الله أمرني أن أبني بيتاً هاهنا) حوار رائع وعرض جميل يدفع للتعاون والقبول.
(4) قيادة الأسرة نحو البناء وصناعة الحياة وتحويل الأسرة إلى وحدة إنتاج:
فهذا البناء الرائع المعظم عبر التاريخ (الكعبة المشرفة) هو نتاج أب وابن طائعين لله أب يبني وابن يناوله (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 127].
(5) دوام الدعاء والتضرع إلى الله بأن تنجح الأسرة في أداء مهمتها:
فحينما ترك أسرته عند الحرم لم يتركها بروح الغلظة والجفاء بل ذهب بعد غيابه عن أعينهم وحيث لا يرونه استقبل البيت ورفع يديه يتضرع إلى الله بهذه الدعوات:-
(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).
(6) الحرص على قيمة الكرم والبذل والعطاء:
وتمثل هذا في زيارة سيدنا إبراهيم لبيت ابنه في غيابه، فإذا بزوجته تنكر فضل الله، وتشتكي سوء الحال بأن ليس عندهم شيء ويظهر بخلها وامتناعها عن أداء واجب الضيافة، وعند تأكد الأب من ذلك توجه إلى ابنه برسالة يقول فيها:
(غير عتبة دارك) أي غير هذه الزوجة البخيلة فمجتمعنا الإسلامي مجتمع الكرم والبذل والجود والعطاء ولا ينفع أن يعيش في كنفه من لا يطيق هذه الأخلاق؛ لأنها أساسية وضرورية ولازمة لنجاح العمل الإسلامي.
(7) الحرص على توفير الرزق:
فحينما أمره الله تعالى أن يذهب بزوجته وابنه إلى مكان الحرم اجتهد أن يوفر لهم قوتاً مناسباً فأحضر لهم سقاء فيه كمية من الماء ووكاء فيه كمية من التمر، ثم بعد أن تركهم توجه إلى الله تعالى أن يوفر لهم الرزق:
(وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
قيم الزوجية والأمومة في شخصية أمنا هاجر عليها السلام
(1) زوجة تتميز بالحب والصبر: زوجة تحب زوجها وتطيع ربها:
فحينما تركها زوجها بمكة ووضع عندها جورباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، وهمَّ بالانصراف قامت إليه وتعلقت بثيابه... نعم تعلقت بثيابه فهي نعم الزوجة الحريصة على العيش في كنف زوجها وقالت له: ( أين تذهب وتدعنا هاهنا... وليس معنا ما يكفينا... وألحت عليه فلما رأت في عينيه أنه مأمور بذلك وليس تفريطاً منه في حق أسرته قالت: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا.
وفي رواية: قالت له إلى من تتركنا؟ قال إلى الله فقالت قد رضيت ثم رجعت.
نعم تحب المقام في كنف زوجها، ولكنها على استعداد للتضحية من أجل القيام على أمر الله ونصرة دعوة الله، فهي مدرسة تعلم كل الزوجات الصبر على غياب أزواجهن ابتغاء وجه الله فأمنا هاجر صبرت سنوات طويلة على غياب زوجها الحبيب منذ أن كان ابنها رضيعاً إلى أن شب، وأصبح يافعاً وبلغ السعي أي حوالي خمسة عشرة عاماً فهي رسالة عظيمة إلى كل زوجة كريمة غاب عنها زوجها: سواء للدعوة والجهاد في سبيل الله أو غيبته في سجون الأسر أو الاعتقال أو لقي ربه شهيداً في سبيل الله، تقول له وهي التي تعلمت من أمها هاجر عليها السلام: اذهب فلن يضيعنا الله.
(2) أم تتميز بالرعاية والفداء: أم تقوم على رعاية ولدها وفي نفس الوقت على استعداد للتضحية به في سبيل الله.
- فالسعي بين الصفا والمروة رمز عظيم لرعاية الطفولة فأمنا هاجر بعد أن انتهى طعامها وانقطع لبنها ورأت ابنها الحبيب يتشحط فزعت لرعايته، وظلت تسعى مئات الأمتار بين جبلي الصفا والمروة بحثاً عن ماء وطلباً لرعاية فلذة كبدها.
هي كذلك الأم العظيمة التي امتثلت لأمر الله بذبح ولدها وقرة عينها، وحينما عرض لها إبليس اللعين يضعف قلبها ويضرب على أوتار عاطفة الأمومة القوية الحريصة أعظم الحرص على ولدها ولكنها ترجمه بالحصوات وتقف بجوار زوجها تؤازره لتنفيذ أمر الله تعالى، إنها مدرسة الفداء بالأبناء التي علمت أمهاتنا الفضليات في فلسطين صناعة المجد عبر العمليات الاستشهادية وتقديم الأبناء في سبيل الله.
قيم البنوة في شخصية سيدنا إسماعيل عليه السلام
(1) ابن مشارك لأبيه في البناء وصناعة الحياة: (المعاونة الكاملة والمشاركة في بناء الكعبة المشرفة).
(2) ابن مطيع لأوامر ربه بار بوالديه فدائي لنصرة قضيته: لديه استعداد للتضحية والفداء بنفسه في سبيل الله فحينما أخبره أبوه بأمر الذبح لم يتردد ولم يحجم: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) فهو قائد الفدائيين ومعلم الاستشهاديين ورمز للبطولة والإقدام نحو مناصرة الأمة مهما كان الثمن... فما أجمل أن نربي أبناءنا على قيم الطاعة للوالدين من خلال سيدنا إسماعيل وما أجمل أن نربي أبناءنا ونعمق فيهم قيمة التضحية والفدائية كل عام من خلال شخصية سيدنا إسماعيل وما أسهل ذلك وما أجمله أثناء بهجة العيد والفرحة به.
(3) ابن مبدع مبتكر: فكان إسماعيل أول من روض الخيل وهذبها واستعملها لخدمة الإنسان في شئون الحياة، وكان ذا خبرة بالرماية وبَرْي النبال والقدرة على الجهاد والانطلاق بأمر الله.
(4) ابن مبارك بسبب نشأته في كنف أسرة مطيعة لله: والدليل على ذلك ماء زمزم الذي تفجر من تحت قدميه وبقي نفعاً للبشرية حتى تقوم الساعة فهو يعلمنا جميعاً أن البركة في تنشئة الأبناء على طاعة الله تبارك وتعالى.
السعي بين الصفا والمروة احتفالية رائعة لرعاية الطفولة:
السعي بين الصفا والمروة هذه المسافة الطويلة عبر سبعة أشواط من أم عظيمة تسعى لرعاية طفلها ثم تخليد هذا الفعل من هذه المرأة العظيمة، وجعله ركناً من أركان الحج الذي هو أحد الأركان الخمسة للإسلام، وأمر الحجاج أن يحاكوا فعل هذه الأم ويقطعوا هذه المسافات لهو تربية عملية وتدريب رائع على أهمية رعاية الطفولة لكل من يريد أن يستكمل أركان الإسلام، وكذلك رمزية عظيمة لكل باحث ومهتم برعاية الطفولة.
الأضحية احتفالية سنوية لفداء الأبناء:
الأضحية رمزية عظيمة لقيمة الأبناء وقدرهم في نفوس الأسرة التي توفر المال وتشتري الأضحية فداءً للأبناء كل عام والذين كانوا طبقاً لما أمر به إبراهيم في أول الأمر سيُذبح واحدٌ منهم كل عام، ولكن جاء الفداء من السماء بعد الطاعة والتسليم (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) ما أجمل أن نقول لأبنائنا إننا نحبكم ونحرص كل الحرص عليكم ونفديكم كل عام بهذه الأضحية التي نشتريها من أجلكم امتثالاً لأمر الله تعالى فيزيد حبهم لنا ولشعائر الدين العظيمة ويحسون بقيمتهم وقدرهم فيشاركوننا في حمل الرسالة وأداء الأمانة.
مظاهر تكريم الأسرة صاحبة القيم العظيمة
خلد الله تعالى أفعال هذه الأسرة الطائعة بالآتي:-
بأن جعل الكعبة المشرفة التي قام على بنائها سيدنا إبراهيم بمعاونة ابنه إسماعيل محل تكريم طول الزمن وجعلها قبلة الصلاة للرسالة الخاتمة. وكرم الله موضع قدم إبراهيم عليه السلام الذي وقف عليه لبناء الكعبة بقرآن يتلى إلى يوم الدين (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وكرم فعله بتسليمه بذبح ابنه بسنة الأضحية كل عام، وإقامة الحجيج في منى يومين أو ثلاثة يعد احتفالية في صورة إقامة في المكان الذي كانت تقيم فيه هذه الأسرة العظيمة في الفترة التي أمرت فيها بذبح ابنها الغالي، وكذلك رمي الجمرات تخليد لفعل هذه الأسرة برجم إبليس الذي كان ينهاهم عن ذبح ابنهم فقاموا برجمه عند العقبة الصغرى والوسطي والكبرى
السعي بين الصفا والمروة تكريم لفعل أمنا هاجر عليها السلام حينما كانت تسعى لرعاية ابنها شرب ماء زمزم والتماس بركته العظيمة تكريم لأثر من آثار الأسرة المطيعة لله.
مظاهر الاستفادة وطرق التوظيف:
على مستوى الأسرة: (احتفالية الأسرة)
- أن نقوم بعمل احتفالية سنوية في أيام عيد الأضحى كل عام نسميها (احتفالية الأسرة) – تجتمع فيها الأسرة: الزوج والزوجة (الأب والأم) مع الأبناء فيعيدون قراءة واقعهم كل عام على ضوء المبادئ العظيمة التي عاشت بها أسرة سيدنا إبراهيم، ويتباحثون كيف يجددون حياتهم، وكيف يطورون طاعتهم لله عز وجل، وكيف يسعون لتطبيق تعليماته في المرحلة التي يمرون بها، وتضع الأسرة خطتها السنوية كل عام انطلاقاً من هذه المحطة الإيمانية كلما مر عليها عيد الأضحى المبارك، وكلما هلت عليها نفحات الحج العظيمة.
على مستوى المؤسسات المعنية بشئون الأسرة: (عيد الأضحى: عيد الأسرة)
- أن تهتم المؤسسات المعنية بشئون الأسرة بجعل مناسبات التكريم الخاصة بالأسرة في هذا الموعد من كل عام في ظل هذه المبادئ العظيمة التي استقيناها من هذه الأسرة الطائعة بدلاً من أن نجعل عيد الأسرة في ذكرى عيد الأم الأجوف من كل معنى والذي ينم عن هجران الأسرة.
وتذكرها فقط مرة كل عام فعيد الأضحى يمثل بجدارة (عيد للأسرة) بأكملها فهو (عيد للأمومة) و(عيد للطفولة)، وكذلك (عيد للأبوة) التي لا يحتفل بها أحد، وينطلق من أصولنا وقواعد شريعتنا دون التشبه بغيرنا.
على مستوى الأمة كلها: تعبئة الأمة لمناصرة قضاياها وأن يكون هناك دور لكل فرد: فالأب قائد ورائد والأم مساندة وصابرة والابن فدائي ومبتكر.
على مستوى المؤسسات الإعلامية والصحفية: الترويج لمبادئ وقيم الأسرة بوسائل وطرق مبتكرة عبر النموذج الرائع لأسرة سيدنا إبراهيم، ففي مجال الطفولة على سبيل المثال لدينا رمزيات رائعة نستطيع توضيحها للناس:
1. فالأضحية احتفالية سنوية لفداء الأبناء، والسعي بين الصفا والمروة احتفالية لرعاية الأبناء، وماء زمزم رمز لبركة الأبناء الناشئين في كنف الأسرة المطيعة لله.
*اسلام اون لاين
ــــــــــــــــــ
8 التزامات مهمة لزواج أهدأ وأهنأ
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
مهما تعددت الأسباب والمواجهات والنصائح، تبقى المشكلة واحدة: كيف "نبهّر" علاقتنا الزوجية لنعيش حياة مريحة وهنية. فالمناوشات بين رأسين في بيت واحد لن تنتهي ولا المشاكسات حتى المشاجرات.. فكل ذلك جزء من الحياة اليومية العصرية المليئة بالمزاحمات والمنافسات والمعارك "العاطفية". المهم ان نتعلم كيف نخرج منها "سالمين" مسالمين مقتنعين بضرورة التفاوض للحفاظ على عشرة حلوة وحميمة.
عدا عن النصائح يتحدث خبراء اليوم عن التزامات تجدد عقد المحبين وتقيهم حمى التنافس وشبح الروتين الزوجي. هذه الالتزامات عبارة عن 8 قواعد يضعها الطرفان ويطبقانها من دون أي تكاسل أو "تغشيش".
التزام رقم 1
سنزيد الحميمية بيننا: كيف؟ بالابتعاد عن بعضكما بعضا لمدة 10 أيام على الأقل. هذا الابتعاد يتلخص بالانفصال الروحي والجسدي داخل البيت. فلينم كل منكما في غرفة منفصلة وينصرف الى تصريف أموره الشخصية باستقلالية تامة عن الطرف الآخر. ثم تواعدا على لقاء رومانسي حول مائدة عشاء خفيف تحت ضوء الشموع أو في الحديقة وربما على البلكونة تحت ضوء القمر. التزما بالكلام القليل والنظر الكثير والتعابير الحبية المكثفة. هكذا ستعيدان اكتشاف مشاعركما وتجديد علاقتكما العاطفية بأقل تكلفة وخسائر ممكنة.
التزام رقم 2
سأحرك غيرتي وغيرته: من الأدوية النافعة في العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة. فمن الجميل أن تشعري شريكك بأنك تغارين عليه من نظرات الأخريات، والعكس أصح لأن غيرة الرجل تشبع غرور المرأة وتعمق ثقتها بنفسها وبشريك حياتها. لكن لا تزيدي العيار. حاولي فقط بين وقت وآخر ان تحركي مشاعره من خلال كلمة قيلت لك من قبل شخص ما، فالرجل عادة يرى المرأة أمامه بشكل أوضح من خلال نظرة الآخر التنافسية. هكذا تضمنين مكانتك ولا تسمحين له باستغلال محبتك له كيفما يحلو له.
التزام رقم 3
سنتعاتب بدل أن نتجادل: رغم أن الخبراء يفضلونه ويعتبرونه فلفل العلاقات الناجحة، إلا ان الجدل لا يرحم العلاقة في بعض الأحيان خاصة عندما يكون الطرفان في غنى عنه. وإن كان لا بد منه، ركزي فقط على علاقتك به وكيف تريدين أن تغيري مجراها الى الأفضل. لا تضعي اللوم عليه في كلامك معه أو تلمحي الى خطئه بشكل غير مباشر. بل فكري في حلول واعرضيها عليه بدل ان تشكي وتنكدي. اجعلي عتاباتك ودية وتصالحي معه بعدها مباشرة.
التزام رقم 4
سنحافظ على شباب قلبينا: لا تعتبري أبداً انك كبرت على الحب مع زوجك. فالقلب يبقى شاباً مهما كبر السن. انسي الأولاد وهمومهم بين وقت وآخر، ودلعّيه ليدلعّك ومازحيه ليمازحك وشجعيه على الخروج الى المقاهي والمطاعم والأمكنة الخاصة بالشباب، وليس فقط العائلات. شاهدي معه مسرحية كوميدية او حفلاً غنائياً او فيلماً جديداً أثار جدل النقاد. فذلك سيرد الحيوية والنشاط لعلاقتكما ومشاعركما.
التزام رقم 5
سأبتعد معه عن الضجيج: خذي لنفسك وزوجك عطلة ويك أند بين فينة وأخرى تنعزلان فيها عن كل ما حولكما من أرق وضجيج. لا تلفونات ولا موبايلات ولا علاقات عامة. فقط أنت وهو في مكان هادئ بعيد عن الضجيج ولا يعكر الصفاء حولكما سوى ضحككما ومزاجكما "الرايق" جداً. اعلنيه ويك أند عالميا للكسل.. ناما كثيراً وكلا لتنتعش الصحة واضحكا لشد بشرة الوجه. قد يبدو الأمر غريباً لك، لكنه فعّال ويقوي مناعتكما بعد العودة الى جو الأسرة وروتينها.
التزام رقم 6
سأصارحه باحتياجاتي: غالباً ما تربط النساء حاجتهن للرجال بضعف في شخصيتهن وهذا خطأ. فمن الضروري جداً أن تشعر المرأة زوجها بحاجتها له في بعض الأحيان، والحاجة هنا معنوية أكثر مما هي مادية، كما يقول الخبراء. إذن أخبري شريكك أين ومتى تحتاجين وجوده بقربك وكيف يمكن له أن يقوم بذلك، حتى لو كنت تحتاجين لمسة يد او تربيت على الكتف. فهذا سيشعره بالأهمية وبميولك الأنثوية تجاهه وقدرته على تطييب خاطرك وإشباع احتياجاتك. لا تنسي طبعاً ان تعامليه بالمثل.
التزام رقم 7
سنكسر الروتين: كل المتزوجين يقعون فيه وتتحول حياتكما الى حركات "روبوتية". الشغل ثم التسوق فزيارة الأهل والطبخ والأولاد الى ما هنالك. غيري هذا الروتين بين وقت وآخر، توقفي عن التسوق لأسبوع معين ولا تطبخي بل اشتري طعاماً جاهزاً أو أخرجي كل محتويات الثلاجة وخزائن المطبخ (عملية تنظيف غير مباشرة) واعتمدي وجبات سريعة غير مكلفة وخفيفة على المعدة. بدل زيارة الأهل سافري بالسيارة الى منطقة جديدة للمزيد من الاطلاع والمعرفة. خذي يوم إجازة من العمل ونامي من أجل الراحة وهكذا..
التزام رقم 8
مالنا ليس للادخار: الكل يسعى لادخار القرش الأبيض لمستقبل أفضل، لكن كم مرة يحيا الإنسان؟ اشتري ثياباً جديدة لكليكما واحجزا غرفة في فندق 5 نجوم لليلة تحتفلان فيها بحبكما. أو اشتري بطاقتي سفر الى بلد قريب لقضاء أسبوع كامل تخططين فيه للتسلية فقط. ربما تفضلين إقامة حفل عشاء تدعين اليه كل أصدقائه القدامى وتجعليها ليلة خاصة للرجال فقط. فكري براحة زوجك وبما سيعود على علاقتكما معاً وليس كم صرفت. فإنفاق بعض المال على سعادتكما لن يكسر الحصّالة. بل سيكسبكما إحساساً بمرح وراحة تكونان قد فقدتماهما في مشوار حياتكما الطويل.
*المصدر : سيدتي
ــــــــــــــــــ
كيف تتصرفين مع ابنك المدخن؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
*نورا عبد الحليم
دخلت الأم غرفة ابنها البالغ من العمر أحد عشر عاما .. وفوجئت به يدخن سيجارة .. وما ان رآها حتي ألقي بالسيجارة من النافذة , وأسرع خارجا من غرفته .. وتلفتت الأم حولها في ذهول .. لاتدري ماذا تفعل؟ لماذا لجأ ابنها إلي التدخين؟ وكيف تعاقبه؟
وهل تخبر والده بفعلته أم تكتفي بتأنيبه؟
وضعنا تلك التساؤلات أمام الدكتور محمود عبدالرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي والأعصاب والحائز علي جائزة الدولة التشجيعية فبادرنا بقوله ان تدخين الأطفال هو انعكاس لتباعد الأم والأب وغياب الحوار الأسري , ونعتبره أيضا نوعا من التسيب والإهمال وغياب التوجيه والتربية .. ففي الوقت الذي يتوقف المدخنون عن التدخين في الدول المتقدمة لزيادة الوعي بأخطاره يتزايد انتشار التدخين في الدول النامية والدول المتخلفة خاصة بين صغار السن والأطفال , وذلك لتكثيف شركات التبغ لدعايتها في دول العالم الثالث في محاولة منها لتعويض خسارتها في الدول المتقدمة .
ومن ناحية أخري فإن الأطفال في سلوكياتهم عادة يقتدون بالكبار , وعادة يقلدونهم في تصرفاتهم , فإذا كان الأب لا يتوقف عن التدخين داخل البيت وفي وجود الأبناء , فإن الأبناء بالتبعية يتعرضون في أول الأمر للتدخين السلبي وذلك باستنشاق هواء الحجرة المعبق بسحب الدخان وهكذا يتهيأون عن طريق ذلك مع القدوة المأخوذة من الأب للتدخين الايجابي , فيلجأون لأخذ السجائر من علبة أبيهم . أو لأخذ السيجارة من صديق أو رفيق سوء ثم يدخنونها , وينطبق عليه هنا المثل القائل : إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .
ولذلك علي الأم التي تفاجأ بطفلها يمسك بالسيجارة ويدخنها أن تراجع نفسها وتصرفاتها وسلوكيات زوجها وما يدور داخل البيت من حوار , أو مشكلات , والعلاج هنا لايكون بمعالجة ما نتج عن الأسباب فذلك لايجدي , ولكن العلاج الحقيقي هو الذي يتوجه لمعالجة الأسباب . أي أن محاولة الأم الضغط علي الابن أو إثنائه عن عدم التدخين سوف تكون محاولة فاشلة , وذلك لأن الأسباب التي دفعت الطفل للتدخين مازالت موجودة ولم يتم التعامل معها , والعلاج الفعال يكمن في التعامل مع أسباب التدخين سواء كانت من داخل الأسرة
مثل وجود أب مدخن أو اضطربات أسرية أو غياب الحوار بين أفرادها وتفكك الروابط الأسرية , أو من خارج الأسرة عن طريق رفاق السوء وترك الطفل لهم يتلاعبون به ويسيرونه . وهنا علي الأسرة أن تواجه مسئولياتها تجاه أطفالها , فكما يقول رسول الله -ص - : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , فإذا قامت الأسرة بدورها وحققت الرعاية المناسبة لأطفالها فسوف تحميهم من التدخين الذي يدمر مستقبلهم وذلك لأن التدخين هو الخطوة الأولي في طريق الإدمان .
ــــــــــــــــــ
تدريب هام للمحبة
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* د. حسن عباس زكي
إن الزواج السعيد هو بلا شك، ذلك الزواج الذي يكون فيه الزوج والزوجة متعاونان بالمشاعر المتقابلة، التي تحقق السعادة، وذلك ينشأ من الإخلاص والتفاني والتفاهم، وليس من الضروري أبداً، أن يكون أساس السعادة العلاقة الجنسية، كما يدعي البعض.
ونشرح هنا كيفية تحقيق المحبة بطريقة (إدارة العقل):
اختر مكاناً يشعر الزوج والزوجة أنهما مستريحان إليه .. ولعل من المناسب أن يكون ذلك في الإجازة، حتى يستشعران ذكريات سعيدة مشتركة.
يجلس كل من الزوجين أمام الآخر، ويغلق كل منهما عينيه، حتى يشعران بالاسترخاء والاندماج.
يقول أحد الزوجين للآخر: سأعد الآن من عشرة إلى واحد، وفي كل نطق بعدد، علينا أن نتصور أننا ندخل في حالة أعمق داخل أنفسنا، كل منا كذلك: 10، 9 ثم انتظر برهة، ونتخيل التعمق، بحيث يكون كل واحد منا في حالة روحية أعمق ثم 8 هكذا أكثر، 7 أكثر، 6 أكثر، حتى يشعر الاثنان أنهما في درجة روحية عميقة.. ويقول كل واحد للآخر: إذا أردت ساعدني، وأتعاون معك في ذلك.
الزوج الآخر (غير من تكلم سابقاً في رقم 3) يقول: سأعد أنا أيضاً من عشرة إلى واحد.. وكل نطق بعدد أو عددين 10، 9، تنزل إلى عمق أكثر 8، 7، 6 ننزل إلى عمق أكثر، وهكذا إلى 2، 1 .. وفي نفس الوقت نكون في عمقنا، أقرب كل منا إلى الآخر (ويقول في كل مرة نحن ننزل سوياً، ونقترب من بعض) وفي النهاية يقول: نحن الآن متقاربان مع بعض جداً، وفي عمق كبير.(54/123)
الذي تكلم في رقم 3 يرد ويقول: (موافق نعم: ننزل إلى حالة أكثر عمقاً روحياً، ونتبادل الحالة مع بعض، أي نتبادل المشاعر، ونحن في حالة استرخاء) ثم يقول: انظر إلى السماء تخيلاً.
الآخر يرد: نعم إن المنظر صافي، ويوجد بعض السحاب الخفيف، وكل واحد يصف للآخر المنظر، وهو منظر جميل.
بعد وصول الزوجين إلى المستوى العميق سوياً، بدون أن يسرعوا في الوصول إليه، ولكن الوصول إليه بهدوء، ثم ممارسة الاسترخاء العام، وتبادل الصور الذهنية السعيدة .. يقول أحدهما للآخر: كل ما أريده في الدنيا هو سعادتك، ثم بعد ذلك سعادتي.
يرد الآخر بقول: والذي أريده أنا، قبل كل شيء هو سعادتك أنت وبعد ذلك سعادتي أنا.
يتخيل الانسان لحظة توافق تام، واتحاد فكري بسكون تام.. وبعد ذلك بفترة يستيقظان.. ويمكن أثناء الاتحاد والتوافق، أن ينظر بعضها إلى بعض، والعينان مفتوحتان.
ملاحظة هامة: يجب أن يُتناول هذا التمرين بجدية، وليس بخفة أو عدم اهتمام.. ولذلك يجب ألا يقبل على هذا التمرين، إلا مَن يشعر أنه وزوجته جادان في تنفيذه، بروح ومحبة وعزيمة وجدية.
فإن نقل المشاعر والأفكار بين الناس، على مدار الزمان والمكان، والماضي والحاضر والمستقبل، هي وسائل معترف بها، وجربت من قديم الزمان .. والمهم هو التعرف الجاد على أسلوبها، حيث يمكن استخدامها، لخلق جو من السعادة والمحبة بين الزوجين.
*المصدر : الانسان والوجود
ــــــــــــــــــ
الصداقة مع الأبناء حق طبيعي .. فهل يعرف الآباء ذلك؟
* د. سبوك
إذا جاء الطفل الصغير ليقول لوالده أو لوالدته:
ـ أحمد صديقي ضربني اليوم في المدرسة.
وإذا أجاب الوالد أو الوالدة:
ـ هل أنت على ثقة أنك لم تكن البادئ بضربه أو إهانته؟!
هنا يغلق الأب الباب أمام الحوار. إنه يتحول في نظر ابنه من صديق يلجأ إليه إلى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب.
بل إنه ـ وفي نظر الابن ـ محقق ظالم لأنه يبحث عن اتهام الضحية ويصر على اكتشاف البراءة للمعتدي.
إن الطفل الصغير يطلب من الأب والأم الانتباه مع الثقة والصداقة مع تواصل الحوار.
فإذا تكلم الابن أولاً إلى والديه، فعلى الوالدين أن يقاوما أيّ ميل إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن.
وإذا سأل أب أو سألت أم عن آداب المناقشة مع الطفل نقول إنها من نفس آداب المناقشة بين اثنين من الكبار تجمع بينهما مشاعر الصداقة الجيدة.
إن على الأب ـ أو الأم ـ أن يضع نفسه في حالة اهتمام وتعاطف وأن يستمع للابن بجدية وتفاؤل وأن تقابل عيون الأب ـ أو الأم ـ عيون الابن بمحبة. إن من الضروري في هذا الموقف أن نجبر أنفسنا على أن نؤجل اللهجة الموجهة أو الآمرة وأن نسمح للحب أن يطل من أعيننا. هنا ينتقل هذا الإحساس الجميل إلى أعماق الابن. وهنا لن يلجأ الابن إلى الصمت أو الشكوى منك ومن أوامرك أو التوسل إليك حتى تمتنع عن عقابه. وفي العادة، إذا ما قابل الأب ـ أو الأم ـ الابن بلهجة فيها أوامر وتوجيهات ونصائح وتهديد بعقاب، فإن الابن ينزلق إلى الصمت، أو إلى الشكوى من الأب وإلى الأب، إلى التوسل إلى الأب حتى يمتنع عن تنفيذ تهديده بالعقاب.
إن الابن في مثل هذه الحالة لا يعير إذناً صاغية إلى كلمات الأب أو الأم، تماماً كما لم يُعر الأب أو الأم أذنيه إلى الطفل.
لكن الأب ذا ما استمع إلى الابن جيداً وبروح من الصداقة وبأسلوب غير ناقد، يتحول الابن إلى صديق رائع لأبيه.
إن إحساس الابن بأن الأب ـ أو الأم ـ قد استجاب له في التفكير والمشاعر إنما يربط روح الأب بربط روحي بحيث تعمل نية الابن ونية الأب بإيقاع منسجم.
وإذا ما دخل الابن المنزل بعد يوم دراسي. وهو يعرف أن والده سيدخل معه في نقاش حميم مفعم بالتفاهم خال من التهديد، فإن ذلك الابن سيجري من المدرسة إلى المنزل جرياً لأنه يشعر أنه يتمتع بالصداقة مع أفراد أسرته.
ولكن ماذا عن الأعوام الأولى للطفل؟
نلحظ على سبيل المثال ـ أن الطفل في سن شهره الثاني عشر يتمنى أن يفعل كل ما يفعله الأب أو الأم. فإذا رأى الطفل والده يربت على حيوان أليف، فإن الابن يتمنى أن يفعل مثلما يفعل الأب، رغم أنه ينكمش على نفسه وهو مبهور.
إن الطفل في مثل هذه الحالة يحاول أن يقيم علاقة صداقة مع الحيوان الأليف ولو بالخيال.
إن تجربة اللعب مع حيوان أليف أو لعبة كبيرة تثير في نفس الطفل حالة من الفخر .. تماماً مثلما يحاول لطفل الصغير أن يمسك بعجلة قيادة سيارة لا تتحرك.
وعندما يبلغ الطفل الثالثة من العمر ويشاهد ـ على سبيل المثال ـ جرافاً كبيراً يحفر في الشارع، فإنه يمتلئ بانفعالات عارمة ويحاول أن يقلد السائق الذي يحرك الجراف بأزرار من مقعد القيادة، ويظل الطفل يحكي لعدة ساعات عن انبهاره بما رأى.
والخروج مع الأطفال في أيام الإجازة مسألة هامة. ولكن بعضنا يقوم بهذه الإجازة كواجب ثقيل الظل. إنه مجرد خروج لقضاء مسؤولية نتمنى ألا تكون قد بدأت. إنها عبء ثقيل ضمن أعباء الأسبوع الأخرى. إنها الاستجابة الأسبوعية للمطاردة بين الابن وأسرته .. فإذا كنتم تضغطون عليه بالمذاكرة وبالتهديد وبالوعيد، فلماذا لا تكونون أوفياء بحقوقه الأساسية الأولى وهي أن يخرج إلى الهواء الطلق؟ أو أن يتجول في حديقة يختارها الأب أو الأم حديقة ينطلق فيها كل فرد من أفراد الأسرة مع أفكاره ومشاعره.
إن ذلك اليوم لا يمكن عدّه يوماً عادياً من الأيام التي تتلاقى فيها الأسرة. فالخروج مع الأطفال بهدف الترفيه يجب أن يكون أمراً محبباً للأب وللأم.
إن قبول صحبة الطفل يجب أن لا يكون عبئاً .. هذا ما عرفنا أن له مزايا رائعة يمكنه أن يمنحنا إياها .. وأولها ميزة الامتنان والاعتراف بالجميل.
إن الطفل الذي يشعر أن أسرته تسعد بصحبته هو أقل الأطفال إزعاجاً للأسرة في يوم العطلة.
ويمكن أن نحفز الطفل على الترحيب بالخروج معنا نحن الآباء في يوم الإجازة الأسبوعية بأن نحكي له حكايات مثيرة عن المكان الذي سوف نذهب إليه سواء أكان حديقة أم متحفاً أم سيركاً أم شاطئ البحر أم حديقة الحيوان.
وعندما نخرج مع الطفل إلى النزهة علينا أن ننسى تماماً لهجة التهديد التي تصاحب الآباء والأمهات قليلي الصبر. إن التهديدات تجعل الطفل يعرف من البداية عن الرحلة أو النزهة. بل إن هذه التهديدات تجعله سهل الاستثارة لتنفيذ كل ما هددناه من أجله .. إنه لا ينطلق إلى الترويح عن نفسه بمشاركتنا، ولكنه ينطلق إلى التنكيل بنا لأننا هددناه. قررنا من البداية أنه طفل سيئ المعشر.
وعلينا نحن الآباء أيضاً أن لا نضغط على الأطفال بمعرفة الأحداث أو بمشاهدة الوقائع كما نراها نحن. فعندما نزور حديقة الحيوانات مثلاً، علينا أن نترك للطفل حرية التوقف عند الحيوانات التي يحب أن يراها وأن نترك له الفرصة ليناقش حارس هذا الحيوان. ولكن التعب أو الملل قد يستبدان بالطفل فلا يعود قادراً على أن يستكمل مشاهدة الحيوانات. هنا علينا أن نتوقف عن الضغط على الأطفال أو الإلحاح عليهم. إن الطفل قد يشاهد ما نريد له أن يراه إنما من دون استمتاع، بل إن ما يراه بالضغط عليه إكراهاً ينسيه ما شاهده بسرور وسعادة وإقبال.
إن هناك متسعاً من الوقت في المستقبل لتعويض الطفل ما فاته من أحداث كنا نتمنى له أن يراها.
وعلى الأب والأم أن يتجنبا تماماً لهجة التحذيرات المستمرة أثناء الرحلات .. لأن ذلك يوتر العلاقة بين الابن ووالديه.
مثال ذلك الرحلات إلى الشواطئ في فصل الصيف، تلك الرحلات التي يتفنن الكبار فيها في تحذير الأطفال من أخطار الأمواج.
إن التحذير لا يجدي، ولكن ما يجدي هو تحديد وقت السباحة ويكون الطفل في صحبة أبيه على شاطئ البحر. هذا أفضل بكثير من التحذير.
إن الطفل يحتاج من الكبار أن يقوموا بدور المدير الفعال في الحياة، لا المدير الذي يكتفي بالصراخ.
وكثير من الآباء يقولون: (إن أطفال هذا الزمان لا يقرؤون رغم أننا نشتري لهم أغلى الكتب). نقول إن المسألة ليست في شراء الكتب، بقدر ما هي أن نقرأ مع الطفل لمدة نصف ساعة وبصوت عال. وكلما استطاع الأب أو الأم أن يقرأ للابن بصوت عال عدداً من القصص فهو سيتوقف عند مجموعة من هذه القصص ويطلب إعادة قراءتها. إن تعويد الطفل على القراءة يأتي عن هذا الطريق لا عن طريق إغراق الطفل بالكتب الغالية الثمن.
وهذا الأسلوب من تعويد الطفل على القراءة يمنح الطفل الثقة في قدرته على الاستفادة من القراءة والاندماج والتآلف مع الكبار.
أما مشاهدة التلفزيون في يوم الإجازة فهو أمر يجب أن يشترك فيه الكبار مع الأطفال.
إن مشاهدة أفلام الأطفال تيسر لهم متعة لا نهاية لها. وعن طريق هذه المشاهدة يمكننا اختيار ما يمكن أن يشاهدوه وأن نغلق التليفزيون حتى لا يشاهدوا ما لا نرغب أن يشاهدوه.
ويمكن أن نجعل الطفل يشاركنا هواية لنا سواء كانت النجارة أم أعمال الخياطة أم تربية النباتات أم الرسم أم الزراعة، وكل ذلك على أساس من الصداقة والمشاركة.
ولكن ذلك أمر يمكن أن يفضي إلى إحباط الآباء والأبناء على السواء وذلك إذا أصر الأب أن يرضخ الأبناء للقواعد، وأن يرضخ الأبناء لسيطرته المطلقة، أو أن يحترف الأب توجيه كلمات النقد العنيف للابن.
إن عمل الآباء والأبناء معاً هو أمر ممتع للغاية خصوصاً إذا عرف الأب أن الابن يحب العمل بجانب والده وأن يصحبه في ممارسة الهوايات المنزلية. ولكن الابن لا يقدر على الاستمرار في العمل إذ إن له خياله الواسع الذي يرحل إليه بعد وقت قصير من العمل. ولنا أن نتوقع المزيد من مشاركة الطفل في مثل هذه الهوايات كلما أحس أننا لا نضغط عليه بها وأننا نترك له حرية المشاركة في العمل والانسحاب من العمل.
وعندما يشتري الوالد لعبة للطفل عليه أن يشتري لعبة في مستوى إدراك الطفل وأن يترك للطفل قيادة أو تركيب ما تتطلبه اللعبة، سواء أكانت قطاراً كهربائياً أم مجموعة سيارات صغيرة مثلاً.
إن علينا أن نعرف ضرورة هامة في اختيار لعبة الأطفال، وهي ألا تكون اللعبة معقدة التركيب إلى حد يسبب لهم الحرج.
وإذا لم نوفق في أي شيء مما تقدم، علينا أن نتقن على الأقل فن المناقشة بصداقة مع الطفل.
إن الطفل فيلسوف بطبيعة تكوينه، وهو ينطق بما يقول بصورة متناهية النقاء والوضوح. وإنه من المؤسف حقاً أن بعض الآباء لا ينتبهون إلى الجواهر التي ينطقها الأبناء بعفوية.
وباختصار، ن وقت الاستمتاع مع الأطفال حق للأبناء .. ولكن هل ينتبه الآباء إلى إتقان استخدام هذا الحق؟!
* تعريب: منير عامر
ــــــــــــــــــ
سوء الاستخدام العاطفي للأبناء!
* د. سبوك
تطل اللهفة من عيون الجد أو الجدة على اللعب مع الأحفاد.وفي قلب هذه اللهفة يمكن أن يرى الانسان لمحة من ندم له طابع خاص، ندم سببه ذلك السؤال السري الذي يحتفر في قلب الجد أو الجدة كشوكة لها وخز لا يراه أحد. هذا السؤال السري هو: لماذا لم أكن أستمتع باللعب مع أبنائي كما ألعب الآن مع أحفادي؟!
والسرّ في هذا السؤال هو أن الجد أو الجدة يملكان خبرة من التدريب الكافي على التعامل مع الطفل. لكن تعامل الأب أو الأم مع الطفل ممزوج دائماً بالمسؤولية الكاملة منه. إن الأب قد يداعب ابنه وقد يلعب معه وكذلك الأم. لكن كلاً من الأب والأم يختلط لعبه مع الابن برغبة في التوجيه. إن الجد أو الجدة يملكان الرغبة في النزول إلى مستوى الطفل والحديث معه عما يسعده، ويمكنهما إقناعه بأن يأكل أو أن يساعداه على ارتداء الحذاء أو أن يعلماه كيف يمكن أن يمسح أنفه السائل، أو الابتعاد عن مصادر الخطر، كأزرار الكهرباء أو موقد النار أو أماكن حفظ الأدوية. لكن الآباء والأمهات ينتابهم عدم الصبر وضيق الوقت، فتنطلق الأوامر المختلطة بالتهديد للأبناء: إن لم تأكل لن تشاهد التليفزيون .. إن لم تتأدب لن أتحدث معك .. إن لم تسمع كلامي وتنفذه فلن أحبك أبداً .. إن لم تنم باكراً فلن أقيم لك حفلة عيد ميلادك.
وننسى نحن الآباء ن مشاعر الأبناء ليست محلاً تجارياً نطلب من صاحبه أن يعاملنا كزبائن فيه وبمنطق الزبون دائماً على حق.
ننسى نحن الآباء والأمهات أن الأساس الوجداني للطفل هو أنه جزء من أبيه وأمه وأنه لا يحب مَن يهدده في ذلك أبداً مهما كانت الظروف.
والأجداد والجدات يعرفون بالخبرة تلك الحقيقة. إنهم يتعاملون مع الحفيد على أساس أن صاحب الحق في الحياة، وأن طلباته مجابة ما دامت معقولة.
ولكن هناك مباراة فاسدة الطابع يمكن أن تتدخل في العلاقة بين الابن وجده وجدته كطرف، وبين الابن وأمه وأبيه كطرف آخر.
إن الجد والجدة قد يوحيان للوالدين برسالة غاية في الخطورة والخطأ: إنك يا ابني الذي أنجبت حفيداً لنا لست جديراً بأن تكون أباً، أو إنك يا ابنتي لست جديرة بأن تكون أماً.
إن الجد أو الجدة قد يعرفان حقائق عن الأطفال أكثر من الآباء والأمهات، لكن ليعلم الجد أو الجدة أن الطفل كائن غاية في الذكاء وهو يستطيع أن (يلعب) على تضارب السلطات جيداً. ولذلك فمن المهم عدم ممارسة سوء الاستغلال العاطفي. من المهم أن يعرف الجد والجدة أن مصدر السلطات بالنسبة للطفل هو أبوه وأمه. قد يكون الحفيد ابناً لابن الجد، وقد يرى الجد أو الجدة يوجهانه بالتعليمات المتناقضة مع تعليمات الأم، وهنا يمكن أن يسبب الجد مشاكل لا داعي لها لابنه والد الطفل مع زوجته التي هي أم الطفل. وقد تكون الجدة في أعماقها غير موافقة على زوج البنت أو زوجة الولد. وقد تنتقل هذه المسألة من أعماقهما إلى إصدار أوامر تتناقض مع أوامر والد الطفل أو والدة الطفل. وهنا تسبب الجدة المشاكل لابنها أو لابنتها دون داعٍ أو مبرر.
إن مصدر السلطات في حياة الطفل هو أمه وأبوه ولا داعي لإهداء كمية من التوتر للأسر الشابة. فيكفي ما عند الأسر الشابة من مشاكل في هذا الزمان المعقد.
أما الآباء والأمهات، وهم يرون الجدات والأجداد يستمتعون باللعب مع الأبناء ذاتهم، فيتساءلون: (كيف يجدون كل هذا الصبر للتعامل مع الأطفال؟ .. ألا توجد عندهم أعمال أخرى أكثر أهمية؟).
وينسى الآباء والأمهات أن معنى الوقت يختلف عند الأجداد عن معناه عند الآباء. إن الوقت عند الجد هو وقت حصاد سنوات العمر. إنه يحصد الآن باللعب مع الحفيد كمية ما زرعه من حب ومسؤولية عن الابن أو البنت اللذين كبرا وأنجبا له هذا الحفيد.
أما قيمة الوقت عند الأب والأم، فهي المزيد من إتقان الوظائف التي يشغلها أي منهما ومحاولة كسب أكبر كمية من المال لتحسين مستوى حياة الأسرة. إن عمر الأب والأم هو عمر حراثة أرض الحاضر ليكون لهما مستقبل أفضل وأن يكون الحاضر هو اتساع الإمكانات المريحة. ومثال على ذلك أن الجد أو الجدة لا يهتمان كثيراً بإعلانات التليفزيون أو الصحف عن السيارة الجديدة أو الثلاجة الجديدة أو الأثاث الجديد. أما عيون الأب وعيون الأم فهي تهتم بالإعلانات، لأن الملل والترقب يتنازعان مشاعرهما تجاه السيارة أو الثلاجة أو الغسالة أو أثاث المنزل. إن الجد أو الجدة يعتزان بالسيارة القديمة لأنها، مثلهما، هادئة ومطيعة، لذلك فإن كلاً منهما يقود السيارة بهدوء، ويتعامل بشيء من المشاعر الانسانية، أو يقوم بالصيانة بصفة دورية. ثم إن خروجهما محدود. والعكس صحيح في حياة الآباء والأمهات.
إن الأب والأم لا يفكران في السيارة إلا إذا تعطلت، ويريان أن الذهاب بالسيارة للصيانة هو ضياع جزء من المال والوقت، كما أن السيارة والغسالة والثلاجة وأثاث البيت هو جزء من التعبير عن (الفخامة) الاجتماعية، وهذه (الفخامة) الاجتماعية ليست مهمة في أغلب الأحوال عند الجد والجدة.
إن قيمة الوقت تختلف عند الأجداد عنهما عند الآباء، ولذلك نجد الأجداد صبورين في التعامل مع الأحفاد.
لكن ماذا عن أعماق الطفل الصغير؟
إن الطفل الصغير يحب الجد أو الجدة لأن له، معهما، مساحة من الحرية أكبر، ولأنه يستطيع أن يطلب بعض الممنوعات فتتم الاستجابة له. ولكن الطفل لا يفكر على الاطلاق في أن يكون مثل الجد والجدة. إنه يريد أن يكون شاباً قوياً كأبيه، كما تريد الفتاة أن تغدو جميلة كأمها. نعم، إن الطفل يتطلع إلى الحب الممزوج بالاحترام الذي يشعر أن والديه يستحقانه وينالانه من كافة المحيطين بالأسرة. إن الأب هو المثل الأعلى للابن وكذلك الأم هي المثل الأعلى للبنت. وكل من الولد والبنت ينظر إلى الأب والأم وكأنهما قد حققا أرقى مكانة في العالم. ولذلك يحاول الابن أن يقلد والده، وكذلك تحاول البنت أن تقلد والدتها.
ولذلك يستقبل الابن أو البنت تعليمات الأب والأم بمنتهى الحب والرغبة في تنفيذ هذه الأوامر. ولكن الطفل قد يرتبك عندما يتلقى الأمر الصادر عن الأب أو الأم بعصبية أو فتور أو استهجان. إنه يقع في دائرة التخيل فيظن أنه كائن غير مرغوب فيه أو أن أباه وأمه قررا أن يتخليا عنه. وهذا الارتباك قد يؤدي إلى عدم تنفيذ الأمر الصادر عن الأب أو الأم. ولذلك نطلب من الآباء والأمهات أن يزرعوا الثقة النفسية في الأبناء. إن الأوامر يجب أن تكون حازمة وأن تتضمن اللهجة أيضاً قدرة الأب والأم على مساعدة الطفل. فإن كان الطفل قد فرش أرض الغرفة بلعبه الكثيرة فإن الأم يمكنها أن تقول: هيا نجمع لعبك معاً. وهنا تبدأ الأم في جمع لعب الطفل، وسيبدأ الطفل فوراً في مساعدة الأم.
والابن قد يتلقى الأمر بأن يذهب ليغسل يديه بعد الأكل وأن يدخل الحمام، لكنه قد يتلكأ وقد يمتنع وقد يبكي أو يصرخ. لكن الابن لو تلقى الأمر بلهجة هادئة فإنه سيستجيب بمنتهى الهدوء.
إن الطفل يحب أن يقوم بالجزء الأكبر من العمل، ولكن كلما زاد عليه الإلحاح فإنه يشعر بالرغبة في العناد وفي عدم القيام بما نطلب منه من أعمال. وعلينا أن ننفذ عقاب الطفل إن أساء الأدب أو السلوك، لكن بشرط ألا يحمل العقاب صفة الانتقام. إن المراقبة الحنونة للطفل، والكلام بهدوء معه، والتوجيه المليء بالثقة، وعدم منع الطفل من فعل إلا بعد الدخول معه في حوار يحس من خلاله بالحزم في قولنا وعدم اطلاق التوبيخ وكأنه قذائف صاروخية .. كل ذلك يساعد الأب والأم على الاستمتاع بالساعات التي يقضيانها مع الطفل.
إن الأب قد يسرح بخياله وهو في مكتبه متخيلاً لحظة أسرف فيها في عقاب الابن الصغير فيقول لنفسه: (لماذا لا أدلل ابني كما يفعل بقية الآباء) ويغرق الأب في الندم لأنه عاقب ابنه عقاباً فوق اللازم.
ولكن لوم النفس على عقاب الابن لا يجب أن يأخذ طابع المأساة. إنه أمر طبيعي ويحدث كثيراً عندما نفقد السيطرة على أعصابنا.
ويعرف الآباء والأمهات أن الطفل الأول كائن يتمتع بمقدرة رهيبة على استكشاف آفاق الرضا والغضب عند الأب والأم، تماماً كحرصه على البحث في كل زاوية من أثاث البيت وفي دواليب الملابس، وكيفية تشغيل الغسالة الكهربائية وكيفية إضاءة الكهرباء. إنه كائن يتدخل في كل شيء ولا يترك شيئاً في مكانه.
ويمرّ العام الأول والثاني من حياة الطفل الأول كمرحلة مزعجة وممتعة من فرط عجز الأب والأم والتفاهم مع كتلة الإحساس والمشاعر والحركة التي غيّرت وجه حياتهما معاً.
إنهما عامان يعطيان كلاً من الأب والأم شهادة أن كلاً منهما جدير بمكانة الأب ومكانة الأم.
وكما كانت الولادة لحظة مليئة بالشجى والألم، ويقال عنها في تاريخ كل أم إنها (لحظة منسية).. كذلك تماماً يكون العام الأول والثاني من عمر الابن الأول، فهو بمثابة دبلوم من الدراسات العليا في كيفية عدم الوقوع في سوء الاستغلال العاطفي من الآباء والأمهات للأبناء ومن الأبناء للآباء والأمهات.
* تعريب: منير عامر
ــــــــــــــــــ
فساد الأطفال يبدأ من انفصال الكبار عن أفعالهم
في العام السادس من عمر الطفل يدق باب قلبه السؤال التالي: (هل الكبار يحترمونني حقاً؟).
والاحترام ببساطة هو أن تصبح مسافة الهواء التي تفصل بين جسد الطفل وجسد الوالدين ممتلئة بالدفء. والدفء ليس حالة احتضان دائم للطفل، ولكنه حالة اعتزام نفسي بأن هذا الطفل جدير بالمستقبل وأن أخطاءه، قابلة للإصلاح. وهو ككائن صغير سيستطيع أن يصحح أي أمر بهدوء. ولست أعني بعدم الاحترام بين الكبار وبين الطفل توجيه كلمات اللوم أو العتاب عند الخطأ، بقدر ما أعني به الإحساس العميق بالندم لأنك أنجبت هذا الطفل، أو أن تنظر إلى الطفل وكأنه قيد حول عنقك.
إنني لا أنسى أبداً ذاك الشاب الذي كان يعيش قصة حب، وحدث ما حدث بينه وبين حبيبته. وفي لحظة من عناد انتحاري تم خنق قصة الحب بأن قبلت الحبيبة الزواج من رجل آخر. وتنفست أسرة الحبيبة بارتياح، فأخيراً عادت الابنة إلى الصواب واختارت الرجل المناسب لاسم العائلة ومركزها الاجتماعي. ومر الزمن بسرعة لتلد الحبيبة، من زوجها الذي لا تحبه، ابنة يشهد وجودها أن لحظات العناق بين الأم وزوجها الطبيب المختص في أمراض النساء كانت أشبه بعملية تنظيف الأسنان التي تفضي إلى التهاب اللثة! وظلت هذه الأم الصغيرة تعاني من اضطرابات في الدورة الشهرية ومن آلام في المبيضين مجهولة السبب طبياً. وتستمر رحلة الألم سنوات، وتكبر الابنة الصغيرة فتبلغ سن التاسعة وهي ما زالت متخلفة دراسياً، وكثيرة الشرود الذهني، وكثيرة التدمير لكل شيء حولها: تنظر إلى أمها بعناد غريب، ولا تنفذ أمراً واحداً أو رجاء واحداً، كما تستيقظ في الليل صارخة من فرط الكوابيس ترتجف بشدة وعنف ظاهرين. وفي الصباح تجلس الفتاة الصغيرة إلى مائدة الإفطار الباردة وتسمع الحوار الجاف بين والدها ووالدتها وترى في عيني والدها حالة ندم شديد لنه تزوج هذه المرأة. إنه يعلم أن زوجته كانت تحب رجلاً آخر. وكثيراً ما قامت بين الرجل وزوجته معارك بالتشابك بالأيدي، فتجري الابنة ذات التسعة أعوام لتفصل بينهما، وتعود إليها الكوابيس مع الليل بالاضافة إلى التبول اللاإرادي. وتلجأ الأسرة كلها للعلاج النفسي. وفي عيادة الطبيب النفسي تصاب هذه الأسرة، الناشئة عن زواج المرأة بغير مَن تحب، بمأساة من لون آخر.
إذن لم تكن رحلة العلاج للطفلة المتخلفة دراسياً إلا مجرد سؤال للأم: (هل تريدين الاستمرار في الزواج من زوجك أم تريدين الطلاق؟).
وإياكم أن يظن أحد منكم أن الإجابة على هذا السؤال مسألة سهلة، فالقضية هي مسألة إعادة هذه المرأة النظر في عواطفها من جديد.(54/124)
إنها تستعيد مرة أخرى أيام الخيال مع الحبيب، وتتعرف عملياً على أخطائه. وترى بعين العاطفة أن حبها الأول الذي تندم عليه وتبتعد لأجله عن زوجها هو مجرد وهم. إنه صورة صنعها الخيال لم تصمد أمام الواقع. وعليها أن تستعيد مرة أخرى القدرة على رؤية زوجها من جديد، وأن تقيس بميزان حساس كيفية تحمله لأخطائها وكيفية مساعدته لها في مواجهة مشكلات الابنة المتخلفة دراسياً. وبعد عدد لا بأس به من الجلسات العلاجية، بدأت هذه المرأة تعيد النظر في علاقتها بابنتها وعلاقتها بزوجها. وكما يقول الطبيب المعالج: (تظن المرأة أن لها فقط مبيضين ينتجان بالتناوب البيوضات التي تلتقي في الرحم الخلايا الذكرية فيحدث الحمل، ولكن الحقيقة هي أن هناك أيضاً في خلايا المخ إنتاجاً متميزاً من إعادة علاج مشاكل الحياة، فإذا ما أعادت المرأة النظر إلى زوجها وأقامت معه علاقة حميمة فان الابنة يمكنها أن تلتقط الأثر العاطفي المطلوب. والأثر العاطفي المطلوب هو في أن تشعر الابنة المتخلفة دراسياً أن أمها تعيش مع أبيها لأنها تحبه وليس لأنها صارت أماً. إن إحساس الابنة بأن أمها لا تحب أباها ينعكس على كل سلوكها. إن الحالة الشاذة التي تكون عليها الأم حين تعيش مع رجل لا تحبه تنتقل إلى أعماق الابنة فتنشأ سلسلة لا متناهية من العقبات. والابن أو الابنة يمكنهما أن يعيشا مع أب مطلق أو امرأة مطلقة بشكل أفضل بكثير من أن يعيشا حياة يختفي فيهما الحب بين الزوجين. وإذا ما شعرت الابنة أن الأم تحب الأب وتحيا معه لأنها تستمتع بهذه الحياة، فإن الابنة يمكنها أن تنطلق إلى آفاق الحياة دون تخلف دراسي.
وهذا ما يحدث بعد علاج الأم من آثار العناد الذي قادها إلى زواج. لقد أعادت اختيار زوجها كحبيب لا كبديل لرجل آخر. لقد اكتشفت أن في هذا الرجل مميزات هي المميزات التي تسعدها. واكتشفت أن علاقتها بالحبيب القديم مجرد أوهام، واكتشفت أن (هروبها النفسي) من حبها لابنتها هو لون من الإحساس بالذنب العميق لأنها تركت الحبيب الأول، فالحبيب الأول يمثل بالنسبة إليها طفلاً مفقوداً.
وعندما علمت أن حياتها مع زوجها هي الحياة التي تحب أن تعيشها امتلأت المساحة ـ مساحة الهواء ـ بينها وبين ابنتها بالحنان الدافق. وبدأت تتعلم مع ابنتها دروس الموسيقى، وتفوقت الابنة في العزف الموسيقي وانتقل هذا التفوق إلى بقية المواد الدراسية.
السبب هو أن أحاسيس الكبار لم تعد مختلفة مع سلوكهم، بل أصبحت هذه الأحاسيس معبرة عن هذا السلوك. ولذلك فعلى الكبار أن يعرفوا أن فساد بعض الأطفال إنما يبدأ من انفصال أحاسيس الكبار عن سلوكهم.
وعلى الكبار أن يعرفوا أن اتساق الإحساس مع السلوك يؤدي إلى مد هذا العالم بأطفال يشعرون أن المجتمع يحترمهم. لذلك يرحب بهم الآباء والأمهات أولاً، ثم يبذل الأبناء ما عليهم من جهد ليكونوا أعضاء جدداً في رحلة بناء مجتمع متآلف.
ــــــــــــــــــ
مشاكل الفتيات .. الحاجة للاستماع والتعاطف الصادق
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
من المعروف لدى أي مهتم بعلم نفس الإنسان أننا معرّضون في حياتنا اليومية لكثير من الانفعالات التي تؤثر علينا إيجابيًا ( لقاء الأحبة, سماع الإطراء من الآخرين, الزواج, الرزق بمولود... الخ )، وكذلك نتعرض للانفعالات السلبية ( موت قريب، فشل في دراسة، غضب من صديق، إهانة، إحراج من شخص معين.... الخ )، هذه الانفعالات منها ما هو يسير ومآله للزوال في ساعة أو ساعتين, ومنها ما هو صعب الزوال ويحتاج لوقت طويل حتى يزول.
ونحن عندما نتعرض لانفعال سلبي معين ونحس بالحزن والكآبة فإننا نحب أن ننفس عن أنفسنا بأي طريقة كانت، ولو لم نفعل ذلك فإنه سيأتي اليوم الذي نعجز فيه عن تحمل المزيد من الهموم، فتخرج هذه الهموم عن كونها هموماً وأحزاناً عادية إلى أن تكون اكتئابًا مزمنا يحتاج لطبيب حتى يعالجه.. وحتى أدخل في صلب الموضوع الذي أتكلم عنه أقول:
عندما تشعر الفتاة بالحزن والاكتئاب فإنها بحاجة لشخص قريب من نفسها تحدثه بما فيها، وتبث له شكواها، تحدثه عن أحزانها وهمومها، وهي لا تريد منه " الحل " لمشكلتها، ولا أن يخبرها برأيه وأن ينصحها بشيء معين- خصوصا وأن كثيرا من مشاكلنا لا حل لها عند من نشتكي لهم- بقدر ما تحتاج منه لأمرين:
الاستماع والإنصات الجيد
التعاطف والمشاركة الوجدانية
ولا أعني بهذا أن الفتاة لا تريد حلا لمشاكلها، بل أقصد أن الفتاة لا تطلب الحل ابتداء، بل تريد ممن تشتكي له أن يستمع إليها ويمكنها من الكلام حتى يذهب ما بنفسها من الحزن.. وبعد ذلك تكون الفتاة متقبلة للحل الذي يعطيها إياه من تتكلم معه.
وهذا يذكرنا بنظرية المذياع التي تقول أن الفتاة عندما تغضب أو تتوتر أو تحزن فإنها تبدأ بالكلام مع من تحب، فتشكو له ما تعاني منه.. وهذا عكس ما يفعله الرجل الذي يعتزل الناس في مثل هذه الظروف، ويرفض الحديث مع أي أحد، وهذا ما يسمى بنظرية الكهف.
والفتاة عندما تشتكي فلا يعني هذا دائماً أنها فعلاً تحس بمشكلة، فإنه قد يوجد من الفتيات من تحب أن تشتكي لمن تحب من الناس حتى تشعر بحبهم لها، وتعاطفهم معها..
ونستطيع أن نقول إن الفتاة في مجتمعنا عندها مشكلة حقيقية في إيجاد شخص يتعاطف معها ويكون قريبًا منها، يتشرب المشاكل والهموم، ويستمع للشكوى ويظهر التعاطف والحب الصادق، خصوصًا عندما تكون الفتاة محاطة بأبٍ بعيدٍ عنها وبينها وبينه علاقة رسمية تمنعها من الشكوى له؛ وأم لاهية عابثة بعيدة عنها.. تتعامل الفتاة معها بعلاقة رسمية بحيث لا تستطيع أن تجعل منها صديقة لها، وبعيدة عنها بحيث أن الأم لا تنزل للمستوى العمري المناسب لابنتها ولا تتفهم حاجتها في هذا السن (1). ومن الملاحظ لدى كثير ممن لهم احتكاك حديث بالنساء أنهم يقولون: ألا توجد امرأة متفائلة؟! ألا توجد امرأة ليس عندها مشاكل؟! هل يعقل أن كل امرأة أتحدث معها تبدأ في الشكوى؟!
والإجابة: الحاجة للتعاطف و للاستماع هما السبب الأول لأن الفتاة في كثير من الحالات لا تجد من يستمع إليها في البيت، فتجد في الشكوى للشباب فرصة للتنفيس عن نفسها خصوصًا وأن الشاب المعاكس سيسمع ما تقوله وسيظهر تعاطفه معها نظرًا لأن هذا سيجعلها تثق به وتحبه ومن ثم تتعلق به.
والسبب الثاني أن الرجل يحكم على المرأة بمنظاره وبمقاييسه على الأمور، والرجل يرى أن الشكوى مزعجة جدًا لأنها نوع من أنواع الضعف الذي لا يرضى أن يضع نفسه فيه.
وغالباً أننا- رجالاً ونساءً- نشتكي لمن نميل إليهم في بعض المرات، ولكننا لا نفتح قلوبنا على مصراعيها إلا لمن نثق بهم، فإن لم تجد الفتاة من تثق به في البيت فربما تكون الشكوى للغرباء هي البديل..
اذن على الوالدين ان يهتموا بهذا الامر وان يعلموا ان مجتمعنا يعاني من جفاف شديد في العواطف، ولهذا تكون كلمات الحب التي يحفظها الشباب العابثون عن ظهر قلب ذات تأثير عظيم على فتياتنا.. ففتياتنا لا يجدن من يستمع إليهن، وإن وجدن فكثيرا ما يكون الاستماع بدون أي تأثير نظرا لأنه استماع آلي لا تجد فيه الفتاة تلك العواطف التي تبحث عنها. أفلا يحق لنا أن نسأل أنفسنا بعد ذلك: لماذا ننتظر من أولئك العابثين أن يستمعوا لفتياتنا ولا نبادر نحن بالاستماع إليهن والتعاطف معهن ؟؟
ــــــــــــــــــ
ماذا نفعل كي نصل إلى تفاهم مشترك وجو أسريّ صحِّي؟
لأجل أن نصل إلى تفاهم مشترك وجو أسريّ صحِّي يسوده الاحترام والمحبّة والتعاون ، لا بدّ لنا أيضاً كآباء وكأبناء أن نتعرّف على مظاهر الاختلاف بين الجيلين، لكي يفهم كلّ جيل طبيعة الجيل الآخر، لا أن ينتقده أو ينتقص من قدره أو يهزأ ويسخر منه ، وإنّما ليُدرِك الفوارق الطبيعية لكلِّ مرحلة من مراحل العمر، فلايعدّ شيئاً منها منقصة .
وقد ذكر بعض الباحثين العديد من الفوارق ، ومنها :
ـ الشبّان يطمحون إلى الجديد ، فيما الكبار يرفضون الجديد ويألفون القديم .
ـ الشبّان يعيشون الروح الثورية المغامرة من جرأة وتهوّر واندفاع ، فيما تسيطر على الكبار الالفة للعادات والتقاليد ، أي أ نّهم محافظون محتاطون .
ـ الشبّان ـ في الغالِب ـ خياليون نظريّون ، والكبار ـ في العادة ـ نظاميون وعمليون بدرجة أكبر .
ـ الشبّان ـ في الأعم الأغلب ـ متفائلون ، والكبار ـ بشكل عام ـ يعتقدون بالجدّ والسّعي .
ـ الشبّان متسرِّعون ، والكبار يتريّثون .
ـ الشبّان يستغرقون في المستقبل ، والكبار يستغرقون في الماضي .
ـ تجارب الشبّان ـ عادة ـ قليلة ، وتجارب الكبار ـ في العادة ـ كثيرة .
ـ الشبّان يسعون إلى أن تنسجم البيئةُ معهم ، والكبار ينسجمون مع البيئة .
ولكن هذه الفوارق ليست نهائية ، ولا هي خاصّة بجيل دون جيل ، فقد تجد شبّاناً متريِّثين ، وقد تجد كباراً متسرِّعين ، وقد تجد كباراً طموحين وشبّاناً لا يعيشون التطلّع والطموح ، فالأمر يرجع إلى تربية كلّ شخص وخلفيّته الثقافية وتجاربه التي عاشها . فهي فوارق يُنظَر إليها في الاطار العام وليس على المستوى الفردي لكل شخص .
والأمر المهم في معرفة هذه الفوارق أو الاختلافات الطبيعية أ نّها تخفِّف من حملات الهجوم التي يشنّها كلّ جيل ضدّ الجيل الآخر ، فكما أنّ على الأب الكبير أن يُقدِّر احترام الشبّان للجديد ، فعلى هؤلاء أيضاً أن يُقدِّروا احترام الكبار للقديم ، ذلك أنّ طبيعة الأشياء تفرض أنْ ليس هناك مطلقٌ في أفضليّة الجديد على القديم ، ولا القديم على الجديد ، فلكلٍّ إيجابياته ولكلٍّ سلبيّاته ، والعاقل ـ في الشبّان وفي الكبار ـ الذي يأخذ من الأشياء أحسنها .
ومعرفة الفوارق تتطلّب أيضاً معرفة الوضع النفسي لكلِّ جيل ، فالشاب متسرِّع لأنّ دماء الشباب تفور في جسده ، وهو يريد أن يصل إلى مُبتغاه بأقصى سرعة ، وربّما يُفكِّر بطيِّ المراحل أحياناً ، وهذا الأمر ليس سلبياً دائماً ولا إيجابياً دائماً ، فقد تحتاج بعض المراحل إلى حرق وتجاوز السّير السلحفاتي في قطع المسافات ، خاصّة مع توافر الإرادة والجدِّية والرّوح المثابرة والاستعداد النفسي لاختصار المسافة ، كما في ضغط بعض المراحل الدراسية .
أمّا القفز على السلّم وعدم التفكير بعواقب الاُمور وعدم طبخها على نار هادئة ، فقد يجعل الصّدمة في بعض الأحيان كبيرة .
أمّا الأب الكبير في السنّ ، فقد يعيش الهدوء والتريّث والصّبر ، وربّما التردّد ليس من جهة وضعه الصحِّي فقط ، بل نتيجة لما عاشه من بعض التجارب والصّدمات ، وربّما تقديره أنّ اللّهاث خلف بعض الرّغبات قد يمكّن من إدراكها ، لكن ذلك سيكون على حساب أمور أكثر أهمية ، وما إلى ذلك .
فليس في تسرّع الشباب عيب إلاّ إذا كان قفزاً على السلّم ، ولا في تريّث الكبار عيب لا سيّما إذا كان زهداً في بعض مطامح الحياة الدّنيا . ولذا لا بدّ للجيلين من أن يتّفقا أو يتوافقا على أنّ في كلّ مرحلة حسنات وسيِّئات ، وأنّ الأجيال تتكامل ، والحياة تحتاج إلى كلّ الجيل الشابّ ، وإلى كلّ الجيل المسنّ ، لأنّ طبيعتها تفرض أن يجتمع ( الحار ) و ( البارد ) في أسلاك الكهرباء حتى يتدفّق النور .
ولقد أجرى أحد الباحثين العاملين في السلك التربوي حواراً بين (الجذور) في الشجرة وبين ( الأغصان)، ممثِّلاً للآباء والأجداد بالجذور ، وللأبناء والأحفاد بالأغصان ، فكان الحوار في البداية يعكس تشبّث الجذور بقيمتها وقيمها ، وتمسّك الأغصان بخصالها وخصائصها .
ومن النقد الذي وجّهته الأغصان للجذور أ نّها تعيش تحت التربة وتقبع في الظّلام ، بينما هي تعيش في النور وفي الهواء الطّلِق ، وكان الجواب الحكيم للجذور أنّ غذاء تلك الأغصان يأتي عن طريقها ( أي من الجذور ) ، كما أنّ الجذور تبقى حيّة بما تستمدّه الأغصان من ضوء الشمس والهواء النقي ، فهما (نسغٌ صاعد ) و (نسغٌ نازِل ) ، ولا يمكن للشجرة أن تقوم إلاّ بهما معاً .
وهكذا هي شجرة الحياة لا تقوم ولا تستوي على جذعها إلاّ بالآباء والأجداد وبالأبناء والأحفاد ، فلو دام التواصل بين الجيلين لتجاوزَ الشبّان الكثير من اضطرابات مرحلتهم ، ولاغتنى الآباء بالدماء الجديدة الشابّة التي تُحرِّك حياتهم في تلمّس نبض العصر وإيقاعه .
المصدر : البلاغ
ــــــــــــــــــ
حاول ان تكون صديقا لابنائك
شهادة أب
« لا أحاول أن أفرض نفسي على أحد من أولادي وبناتي .. وعندما ألاحظ منهم بعض الأخطاء لا أنبِّههم إلى ذلك بالقسوة والضّرب ، بل بالايحاء والإيماء والتعابير الخاصّة والكلمات الروحية ، وأخرى القاسية التي لا تجرحهم .
أحبّ لهم أن يعيشوا حياتهم .. وقد ساعدتهم في اختياراتهم في الحياة .. كنت أتركهم يعملون ولا أتدخّل في عملهم حتى يستفيدوا من الخطأ في تجاربهم التي أحاول أن أتحدّث معهم في سلبياتها وإيجابياتها .
أحاول كثيراً أن تكون تربيتي لهم مُنفتحة على إنسانيّتهم وليست تربية فوقيّة.. عشتُ معهم ولاأزال أعيش معهم كصديق.. وقد ربحتُ من هذه الصداقة الثقة ، فأنا أعيش في داخل بيتي جوّاً حميماً مع أولادي الصِّغار والكبار الذين يتكلّمون معي من دون أي تحفّظ ، فأنا أحرص أن لا يكون هناك حاجز بيني وبينهم .
وأرى أنّ على الأب أن يكون مستودَع أسرار أبنائه حتى لا يضطرّهم إلى إعطاء أسرارهم إلى الآخرين .. وأن يفسح لهم المجال في أن يُصادقوه» .
شهادة إبن
«إنّه صديقي ومُرشدي وقدوتي في هذه الحياة .. كان يحرص على أن نكون صديقين ، وأيّة مشكلة تطرأ في دراستي أو عملي كان يقول لي : فلنكن صديقين .. إفتح لي قلبك لنحاول أن نحلّ المشكلة معاً .. ونفكِّر في الحلِّ معاً.. لا يُحاول أن يفرض نفسه علينا .. ويتجنّب القول : أريد منك كذا ، أو يجب أن تفعل كذا ، ويترك لكلّ منّا حرِّية اختيار ما يحبّ ويتصرّف بالشكل الذي يهواهُ ضمن إطار الحلال والحرام .. وإذا كان هناك تجاوز للحرام ، فإنّه يتدخّل بشكل حاسم .. وكان يُراقب عن بُعد ربّما لتقويم أي خلل في سلوكنا بأسلوب غير مباشر ، فلا يفرض نفسه علينا حتى في كلمة ..
ليست هناك ازدواجية بين الخارج وبين الداخل .. ما يتكلّم به الوالد في الخارج يُطبِّقه في الداخل ..
لا يرسم لي مستقبلاً بقدر ما يصوِّب لي اختياري للمستقبل ..
علّمنا أن نطمح لكي نكون أفضل منه ، بل علّمنا أن نطمح إلى المثل الكامل لكي نصبو إليه » .
المصدر : بلاغ
ــــــــــــــــــ
أقبل مشاعر ابنك المتناقضة واعكسها أمامه
يحدث أحياناً أن يحب الأطفال آباءهم ويكرهونهم في نفس الوقت.. إلا أن الآباء قد لا يتقبلون مثل هذه المشاعر المتناقضة من أبنائهم.. ولا يستطيعون اعتبارها من حقائق الحياة، بل إنهم لا يتقبلون ذلك بالنسبة لأنفسهم عندما يحبون أبناءهم ويكرهونهم في بعض اللحظات فيؤنبهم ضميرهم، إلا أنهم مخطئون فيما يعتقدون.. لأننا يجب أن نقبل بوجود هذا التناقض أو الصراع في مشاعرنا ومشاعر أبنائنا، وهذا يتطلب منا أن نؤكد لهم أن ما يشعرون به من تناقض أمر طبيعي حتى لا يصابوا بالقلق وتأنيب الضمير، بل إن على الأب أن يعترف بمشاعر ابنه بأن يعبر عنها أمامه، أي يكون له كالمرآة التي تعكس تفكيره، فيقول له مثلاً:
ـ يبدو أنك تحمل لأخيك الكبير شعورين، أنت معجب به، لكنك تكرهه في نفس الوقت.
أو يقول له عندما يراه محتاراً بين شعورين متناقضين:
ـ يبدو أنك محتار فيما تختار بالنسبة لما تريد القيام به، فأنت تريد أن تذهب مع أصدقائك للتخييم، لكنك أيضاً تريد البقاء في البيت.
هذه التعليقات الهادئة الصادرة من الآباء لأبنائهم تساعدهم على أن يدركوا أن مشاعرهم مفهومة وعادية، بينما تخطئ الأم عندما تعلق على مشاعر ابنها المتناقضة قائلة:
ـ ماذا حدث لك، الآن أنت تحب صديقك، وفي الدقيقة الثانية أنت تكرهه، قرر ماذا تشعر نحوه بالضبط؟
فالأم هنا بتعليقها هذا لا تعترف بوجد التناقض في مشاعر ابنها، بينما لو كان لديها فهم واع للنفس الانسانية، لوضعت في اعتبارها عدة احتمالات في نفس الانسان، فإذا شعر بالحب لشخص فإنه قد يشعر بالكراهية له، وإذا شعر أنه معجب به فإنه قد يشعر نحوه أيضاً بالحسد في نفس الوقت، وقد يشعر المرء بالحب نحو أبنائه لكنه يشعر أيضاً بالثورة عليهم، وعندما ينجح الانسان، يشعر في داخله بشعورين متناقضين، هما السعادة والخوف.
إلا أننا كآباء قد نجد صعوبة في تقبل المشاعر المتناقضة في نفوسنا أو نفوس أبنائنا مثلما ذكرت ذلك من قبل.. لأننا تعلمنا منذ أن كنا صغاراً أن نخجل من مشاعرنا السيئة أو السلبية ولا نعترف بها.. إلا أن النظريات الحديثة في التربية أثبتت أن الانسان يستطيع أن يتحكم في سلوكه العملي.. فيختار ما يراه صواباً ويترك ما يراه خطأ.. لكنه لا يستطيع التحكم في مشاعره العاطفية وخياله الانساني فيشعر بها رغماً عنه.. والمشاعر هي جزء من جينات الانسان الوراثية.. فنحن نعرف أن الانسان يشعر والسمك يسبح، والطيور تطير.
إذن، قد نشعر أحياناً بأننا سعداء، وأحياناً لا نكون، إلا أننا قد نحس في بعض الأوقات ببعض المشاعر المتناقضة في نفوسنا، فنشعر مثلاً بالخوف والغضب في نفس الوقت، أو الحزن والفرح معاً، أو الطمع والذنب نحو شيء ما، أو يشعر الشخص عندما يرتكب فعلاً ما باللذة لكنه يحس أيضاً بالاحتقار لنفسه لأنه مارسه، وبينما نحن غير أحرار في اختيار المشاعر التي تتحرك في داخلنا، لكننا أحرار في اختيار كيف ومتى نعبر عنها، وواجبنا كآباء كما ذكرت في بداية المقال أن نعكس أحاسيس أبنائنا المتناقضة أمامهم حتى يشعروا أنها أمر طبيعي، وعندما يعرف الطفل مشاعره ويدركها، لن يشعر بالحيرة في داخله، علينا أن نصبح مثل المرآة له، نكرر لفظياً ما يشعر به من مشاعر متناقضة فيراها أمامه، ويتعلم بذلك أنه غير مذنب عندما يشعر بهذه الأحاسيس، ألا تعلمنا المرآة عن شكلنا بأن تعكس أجسامنا أمامنا، هكذا يفعل الآباء مع أبنائهم عندما يكررون أمامهم مشاعرهم، ليعلموا أنها لو تناقضت فإنها مقبولة لدى آبائهم وأنها جزء من حقائق الحياة.
ــــــــــــــــــ
كيف لي ان اوفق بين الحزم والقسوة؟
يتشدّد بعض الآباء والاُمّهات في التعامل مع أبنائهما لدرجة التضييق وشدّ الخناق وأحياناً الحرمان . وإذا سألت أحدهم : لماذا ذلك ؟ يقول : لا بدّ أن يكون الأب حازماً .. أو لا بدّ أن تكون الاُم صارمة ، وإلاّ أفلت الزِّمام .
ومع اتفاقنا على أنّ الزِّمام لا ينبغي أن يفلت ، وأنّ الاُمور البيتية والشؤون الاُسرية لا بدّ وأن تُدار بحكمة عالية ، إلاّ أنّ هناك فرقاً واضحاً بين (القسوة) وبين (الحزم) ، نُحدِّدها على ضوء ما يرى علم النفس في النقاط التالية :
أ ـ يُقال إنّ الحزم (متبصِّر) أي يُقدِّر حالة الأبناء والبنات والظروف المحيطة بهما ، والوضع النفسي لهما ، ولذلك فهو يتحرّك ضمن حدود معلومة . أمّا (القسوة) فهي (عمياء) لا تأخذ شيئاً من ذلك في الاعتبار ، ولذلك فليس لها حدود بل هي منفلتة .
ب ـ الحزم هو صدى الحكمة والعقل والاهتمام بمصلحة الشاب أو الشابّة ، أمّا القسوة فهي صدى الانفعال الذي تفوح منه رائحة الغضب المستشيط والسيطرة والخروج عن حدِّ المعقول .
ج ـ يستهدف (الحزم) مساعدة الشاب على اصلاح نفسه بنفسه ، فهو عادة مصحوب بالحبّ الصادق ، بينما تستهدف القسوة سلب إرادة الشاب المراهق وجعله عاجزاً عن اصلاح نفسه ، لأ نّها مشفوعة بالانفعالات . ومن هنا فإنّ الحزم عامل بناء ، والقسوة عامل هدم وتدمير .
د ـ ( الحزم ) يساعد على الاستقلال التدريجي وتحقيق قدر أكبر من التكيّف ، بينما القسوة لا تُحقِّق إلاّ العبودية وفقدان الاحساس بالمسؤولية ، وتحول دون تبلور الشخصية السوية
فإذا ما فرّقنا في التعامل بين (القسوة) كأداة سلبية وبين (الحزم) كأداة إيجابية ، فإنّنا لا نحتاج إلى التأكيد على ضرورة الحزم ، وعدم ترك الاُمور كالحبل على الغارِب .
*البلاغ
ــــــــــــــــــ
كيف تحدين من دلع طفلك؟
إن ذكاء الاطفال : فطري يصعب تفسيره أمام بعض المواقف ، فرغم بساطة تفكير الطفل إلا انه يبدي ذكاءً غريباً حيال لعبة يصرّ على شرائها . يقول ( دنيس شولمان ) احد الاختصاصين في مجال سلوك الاطفال : ان الاطفال يترجمون ردود فعل الوالدين الى سلوكيّات تمكّنهم من تحقيق ما يريدون ، ولذا من الخطأ الكبير أن يتعوّد الطفل على تلبية طلباته ، من المفروض ان يسمع الطفل كلمة ( لا ) كثيرة ، يكفّ عندها من استخدام الاساليب ملتوية لتحقيق مطالبه.
أن كثيراً من الإزعاج افضل من قليل من الانحراف السلوكي ، ومع ذلك فان هناك وسائل كثيرة لإيقاف هذا الازعاج. عندما يدرك الطفل أن ما يريده يتحقّق بالإزعاج مثلا فانه يتحوّل الى طفل مزعج.
أهم الوسائل التي تعوّد الطفل ان يكون مثالياً ، ويطلب ما يحتاج اليه فقط هي تجنّب تعريضه الى التلفاز والالعاب الالكترونية وعلى الوالدين ان يتداركا هذا الامر ، ويقللا جلوس ابنائهم امام شاشتي التلفزيون والكمبيوتر.
لا تستغربي ان يصرّ ابنك على شراء حذاء مرسوم عليه « نينجا السلاحف » ، او الكابتن « ماجد » او غيره من ابطال افلام الكارتون حتى لو كان ذلك الحذاء تعيساً لأن الاطفال صيد ثمين للاعلانات التجارية ، أن وهم اكثر تأثراً بها وأكثر تأثيرا على آبائهم لشراء منتوجاتها .
علينا ان ندرك اطفالنا قادرون على ان يكونوا سعداء بدون تلفزيون والعاب الكامبيوتر والعاب أخرى ، وعلى اطفالنا أن لا يتوقعوا هدية صغيرة أو كبيرة في كل خروج الى السوق بعمد كثير من الآباء والأمهات الذين يمضون ساعات عديدة بعيداً عن البيت سواء في العمل او غيره الى تعويض ابنائهم عن هذا الغياب بهدايا متكررة .
ان سلوكا مثل ذلك لا يجلب الحب للابناء بقدر ما يربط رضا الطفل عن احد والديه بمقدار ما يقدم له من الهدايا .
ويطرح كثير من آباء اليوم ، ابناء الامس عدداً من الاسئلة من قبيل لماذا قل مستوى هيبة الآباء لابنائهم ؟! ولماذا انحسر تقدير الابناء لهم واحترامهم ؟!
في الماضي نكاد تتجمد الدماء في عروق الابناء بمجرد تقطيبة حاجبين ، او نظرة حادة ، او عضّ شفة من أحد الوالدين دون أن ينطق بكلمة ، او يمد يده للضرب ، ورغم التقدم الحضاري والوعي الثقافي لكلا الوالدين ، ورغم الآف الأطنان من الدراسات التربوية فأن مستوى الإطناب التربوي يتراجع نوعاً ما أمام تربية ابن البادية او الريف الذي لا يتمتع والده بنفس المستوى الثقافي.(54/125)
يكاد يمضي أبناء الريف والبادية معظم اوقاتهم في رعاية الابل والبقر وحلبهما ورعي الغنم والاستمتاع بمواليدها الصغيرة ، وجمع البيض وغيرها من الواجبات التي لا مناص منها.
*
بل ان الطفل هناك يسعى الى تعلّمها منذ سنينه الاولى ، ويكاد الصغير في الصحراء او الريف لا يجد وقتا يرتاح فيه ، وعلى هذا فإنه يخلط بين عمله والاستمتاع بوقته ، ويعود الى بيته وقد انهك جسمه النحيل وصفا عقله وفكره.
اما ابناء المدن فطالما يستيقظون متأخرين من النوم خصوصاً من الاجازات يبدأ برنامجهم الترفيهي امام شاشات القنوات الفضائية ، فمن فيلم كرتون ، الى برنامج الاطفال ، الى فيلم كرتون آخر ، وإذا أحس الطفل بالضجر أدار جهاز الكمبيوتر لمزيد من الالعاب الالكترونية ، لتستهلك فكره وابصاره دون أن يستنفذ طاقات جسمه الكامنة.
على الوالدين ان يحددوا لمشاهدة ابناءهم لهذه الأجهزة واذا ما تمّ إغلاق التلفاز فسيبحث الإبن والإبنة عما يشغلها .
ساعدي ابناءك في البحث عن وسائل مفيدة تشغل اوقاتهم ، كما انه من المناسب جداً ان يفهم الأبناء في أداء بعض الواجبات المنزليّة بعد تناول وجبة الافطار ، بإمكان طفل الأربع سنوات ان ينظف طاولة الطعام ، وينقل صحون الافطار الى حوض الغسيل ، وبامكانه ايضا ان يسهم في غسيل الصحون مع بعض كلمات الاطراء.
وبامكان طفل الخمس والست سنوات ان يرتب سريره ويجمع ألعابه وكتبه ويشرع في ترتيبها من الضروري ان يتحمل الابناء الصغار بعضا من الاعباء حتى يتعودوا المسؤولية مهما كان العمل تافهاً وجهي ابنك وابنتك الى القيام به وتشجعيهما على ادائه.
لاحظي ان توفير هذه الالعاب يستهلك ميزانية ليست بالقليلة قياساً بالمنافع التي هي تجلبها ، ومتى ما تولد لدى الابناء شعور بأنهم مميزون وان تفكيرهم يسبق سنهم فإنهم تلقائيا سيتحولون الى مستهلكين انتقاليين واذكياء.
وسيعزز ذلك جانب الضبط والحفاظ على الاموال احذري ان تعطي ابنك او ابنتك شعوراً بأن الاسرة فقيرة وغير قادرة على تأمين ما يلح عليه الابناء . لانهم سيراقبون تصرف والديهم وسيحاسبونهم في كل مرة يشتريان فيها شيئا لهما.
وربما يسرف كثير من الاباء في شرح اسباب امتناعهم عن تلبية رغبات ابنائهم. ولذا فإن الابن سيتعود في كل مرة يرفض فيها طلبه على تفسير منطقي . بغض النظر ان كانوا يستوعبون ما يقال لهم ام لا . اذا رفضت طلب ابنك شراء دقائق البطاطا فإنه غير المناسب ان تشرحي له اضرارها الصحية وانها تزيد من نسبة الكروليسترول وترفع ضغط الدم . وتسهم في تكسير كريات الدم وغيرها . من الايضاحات . فقط قولي له انه غير جيد لك .
في بعض الاحيان يبدو طلب الابناء منطقيا ، ومع هذا لا تستجيبين له مباشرة ... حاولي ان تربطي طلب ابنك بعمل ما حتى يكون مكافأة له على انجازه . من شأن ذلك أن يرفع قيمة السلعة لدى الطفل ، فاذا احتاج الطفل الى دراجة هوائية ، فبامكانك ربط طلبه باداء واجب كمساعدتك في المطبخ لمدة شهر واحد مثلا ، عندما سيحس بقيمة الدراجة وربما يحافظ عليها . ويتعود على طاعة والديه ومساعدتهما في البيت. لاحظي ان الواجبات التي سينفذها ليس هي واجباته اليومية المعتاد أن يقوم بها .
لا تنسي ان وظيفتك هي تنشئة اطفالك حتى يسلكوا طريقهم بيسر في الحياة . علميهم ان الحصول على شيء يتطلب جهداً حقيقياً وان التحايل والالحاح لا يأتيان بنتيجة.
ــــــــــــــــــ
لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
*هاني العبد القادر
أستغرب ممن يقول بكل ثقة: أولادي هم أغلى الناس، ثم يخبئ الكلام المهذب، والأسلوب الظريف ليقدمه للغرباء، ولا يكاد يقدم شيئاً منه لأولاده؛ مع أنهم أولى الناس بالكلمة اللطيفة، والتعامل اللبق.
ولعل هؤلاء شغلتهم متاعب التربية وروتينها عن حلاوتها ولذتها، وهي متاعب وآلام لا بد منها، ولا ينبغي أن تؤثر على علاقتنا بهم رغم شدة هذه المتاعب وكثرتها.. إنها كآلام الولادة! هل رأيتم أمّاً تضرب ابنها المولود حديثاً؛ لأنه سبب آلامها؟!! مستحيل.. إنما تحتضنه.. راضية.. سعيدة.. قريرة العين رغم كل ما تسبب فيه من معاناة وآلام. وكذلك التربية يجب أن نفصل فيها بين متاعبنا بسبب الأطفال، وبين تعاملنا معهم.
يجب أن نبحث عن المتعة في تربيتهم، ولا يمكن أن نصل لهذه المتعة إلا إذا نزلنا لمستواهم، هذا النزول لمستوى الأطفال (ميزة) الأجداد والجدات، عند تعاملهم مع أحفادهم، ينزلون لمستوى الطفل، ويتحدثون معه عما يسعده، ويتعاملون معه بمبدأ أن الطفل هو صاحب الحق في الحياة، وأن طلباته مجابة ما دامت معقولة، ورغم أن الأطفال يحبون أجدادهم وجداتهم لا شك، إلا أنهم ينتظرون هذا التعامل اللطيف، والعلاقة الخاصة منا نحن، وتظل صورة الأب الشاب القوي التقي هي النموذج الذي يحبه الولد ويقتدي به ويتعلم منه كيف يقود البيت، ويرعى زوجته وأبناءه في المستقبل.
وتظل صورة الأم الشابة الأنيقة، ذات الدين والحياء والعفة، والذوق الرفيع هي النموذج الذي تتعلق به الفتاة وتقتدي به، وتتعلم منه كيف تكون زوجة وأماً.
الفرصة لا تزال متاحة للجميع لتغيير العلاقة بالأبناء، تغييراً ينعكس إيجابياً عليكم وعليهم، سواء في التفاهم والحوار معهم، أو احترام شخصياتهم المستقلة، أو قبولنا لعيوبهم ونقائصهم. إذن: تفهم، واحترام، وقبول.
كل هذا ممكن أن نحققه إذا جعلنا علاقتنا بأبنائنا أفقية، كعلاقة الصديق بصديقه، يغلب عليها الحوار والتفاهم، أما إذا كانت العلاقة رأسية كعلاقة الرئيس بمرؤوسه، ويغلب عليها الأوامر والنواهي، لا شك سيكون تأثيرها الإيجابي قليل.
من علامات نجاحنا في التربية، نجاحنا في الحوار مع أبنائنا بطريقة ترضي الأب وابنه، ولكننا – للأسف – نرتكب أخطاء تجعلنا نفشل في الحوار مع الأبناء؛ وهذا هو مادة هذه المقالة (لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟).
من أهم أسباب فشل الآباء في الحوار مع الأبناء استخدامهم لأسلوبين خاطئين:
الخطأ الأول: أسلوب (لا أريد أن أسمع شيئاً).
والخطأ الثاني: أسلوب (المحقق) أو (ضابط الشرطة).
الخطأ الأول: هو أننا نرسل عبارات (تسكيت)، وكذلك إشارات (تسكيت) معناها في النهاية (أنا لا أريد أن أسمع شيئاً منك يا ولدي). مثل العبارات التالية: (فكني)، (بعدين بعدين)، (أنا ماني فاضي لك)، (رح لأبيك)، (رح لأمك)، (خلاص خلاص). بالإضافة إلى الحركات التي تحمل نفس المضمون، مثل: التشاغل بأي شيء آخر عن الابن أو عدم النظر إليه، وتلاحظ أن الولد يمد يده حتى يدير وجه أمه إلى جهته كأنه يقول: (أمي اسمعيني الله يخليك) أو يقوم بنفسه، ويجيء مقابل وجه أمه حتى تسمع منه.. هو الآن يذكرنا بحقه علينا، لكنه مستقبلاً لن يفعل، وسيفهم أن أمه ستستمع بكل اهتمام لأي صديقة في الهاتف أو زائرة مهما كانت غريبة، بل حتى تستمع للجماد (التلفاز) ولكنها لا تستمع إليه كأن كل شيء مهم إلا هو.
لذلك عندما تنتهي من قراءة المقال، ويأتيك ولدك يعبر عن نفسه ومشاعره وأفكاره، اهتم كل الاهتمام بالذي يقوله، هذا الاستماع والاهتمام فيه إشعار منك له بتفهمه، واحترامه، وقبوله، وهي من احتياجاته الأساسية: التفهم، والاحترام، والقبول بالنسبة له، حديثه في تلك اللحظة أهم من كل ما يشغل بالك أياً كان، فإذا كنت مشغولاً أيها الأب أو أيتها الأم.. أعطِ ابنك أو ابنتك موعداً صادقاً ومحدداً.. مثلاً تقول: أنا الآن مشغول، بعد ربع ساعة أستطيع أن أستمع لك جيداً، واهتم فعلاً بموعدك معه.. نريد أن نستبدل كلماتنا وإشاراتنا التي معناها (أنا لاأريد أن أسمع منك شيئاً) بكلمات وإشارات معناها (أنا أحبك وأحب أن أسمع لك وأحس بمشاعرك) وبالأخص إذا كان منزعجاً أو محبطاً ونفسيته متأثرة من خلال مجموعة من الحركات: الاحتضان، الاحتضان الجانبي، وأعني به أن يقف أحد الوالدين مع أحد الأبناء بجانب بعضهم وقوفاً، كما في هيئة المأمومين في الصلاة، أو جلوساً يمد الأب أو الأم الذراع خلف ظهر الابن أو فوق أكتافه ويضع يده على الذراع أو الكتف الأخرى للابن ويلمه ويقربه إليه، بالإضافة إلى الاحتضان الجانبي التقبيل بكل أشكاله، والتربيت على الكتف، ومداعبة الرأس، ولمس الوجه، ومسك اليد ووضعها بين يدي الأم أو الأب... وهكذا..وعلينا أن نعرف أهمية هذه المشاعر من حاجتنا لها نحن الكبار فكيف بالأطفال الصغار.
وقدوتنا في ذلك رسول الله -ص- حين ماتت رقية ابنته جلست فاطمة إلى جانب النبي وأخذت تبكي .. تبكي أختها.. فأخذ رسول الله يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه يواسيها مواساة حركية لطيفة، ودخل علي بن أبي طالب وفاطمة ومعهما الحسن والحسين – رضي الله عنهم أجمعين – على رسول الله فأخذ الحسن والحسين فوضعهما في حجره، فقبلهما، واعتنق علياً بإحدى يديه، وفاطمة باليد الأخرى، فقبّل فاطمة وقبّل علياً .
أما الخطأ الثاني من أخطاء الحوار، وهو أسلوب (المحقق) أو (ضابط الشرطة)..
ومع مشهد ننقله لكم كما هو :
جاء خالد لوالده، وقال: (أبي ضربني أحد الأولاد اليوم في المدرسة).. ركّز أبو خالد النظر في ولده، وقال: (أنت متأكد أنك لم تبدأ بأذيته أولاً)؟! قال خالد: (لا والله.. أنا لم أفعل له شيء).. قال أبو خالد: (أيعقل أن يضربك هكذا من دون سبب؟!).. قال: (والله العظيم لما أفعل له شيء)..
بدأ خالد يدافع عن نفسه، وندم لأنه تكلم مع أبيه.. لاحظوا كيف أغلق أبو خالد باب الحوار، لما تحول في نظر ابنه من صديق يلجأ إليه ويشكي له همه إلى محقق أو قاضٍ يملك الثواب والعقاب، بل قد يعد أباه محققاً ظالماً؛ لأنه يبحث عن اتهام للضحية، ويصر على اكتشاف البراءة للمعتدي..
الأب في مثل قصة أبي خالد كأنه ينظر للموضوع على أن ابنه يطلب منه شيئاً.. كأن يذهب للمدرسة ويشتكي مثلاً، ثم يستدرك الأب في نفسه، ويقول: قد يكون ابني هو المخطئ، وحتى يتأكد يستخدم هذا الأسلوب.. في الحقيقة الابن لا يريد شيئاً من هذا أبداً، إنه لا يريد أكثر من أن تستمع له باهتمام وتتفهم مشاعره فقط لا غير..
الولد يريد صديقاً يفهمه لا شرطياً يحميه، ولذلك يبحث الأبناء في سن المراهقة عن الصداقات خارج البيت، ويصبح الأب معزولاً عن ابنه في أخطر مراحل حياته، وفي تلك الساعة لن يعوض الأب فرصة الصداقة التي أضاعها بيده في أيام طفولة ابنه، فلا تضيعوها أنتم.
أسلوب المحقق يجبر الطفل أن يكون متهماً يأخذ موقف الدفاع عن النفس، وهذه الطريقة قد تؤدي إلى أضرار لا تتوقعونها..
أسلوب المحقق قد يأدّى إلى الكذب الذي قد يصبح صفة من صفات الأبناء بسبب الآباء.
*لها اون لاين
ــــــــــــــــــ
كيف أتعامل مع والدي ؟
كل ما في هذا الوجود .. الذرّة والكواكب والنبات وظواهر الطّبيعة تسير وفق قانون ونظام .. ومثلها الحياة البشريّة ، فهي لا يمكن أن تسير بشكل طبيعي وسليم ، ما لم يكن هناك قانون ونظام .. فكلّ شيء في مجتمعنا بحاجة إلى نظام .. المؤسّسات والشّركات ودوائر الدولة والمنظّمات ... إلخ ...
والاُسرة مؤسّسة مهمّة من مؤسّسات المجتمع ، فهي تحتاج إلى قانون ينظِّم الحياة فيها ، والعلاقات بين أفرادها .. وهذا ما فعلته الشريعة الاسلامية ، فحدّدت الحقوق والواجبات .. وكما نعرف فانّ من نظام الدّوائر أن تكون لها إدارة ، ومدير يديرها ، ويُطبِّق القانون فيها ..
وطبيعة الحياة في الاُسرة، تجعل من الأب مديراً للاُسرة ، ومسؤولاً عنها . وشاء الله سبحانه ذلك ، فجعل للأب الولاية على أبنائه الصِّغار غير البالغين ، وكلّفه بالنفقة عليهم وبتربيتهم .. كما كلّفه بالنّفقة على زوجته وتحمّل مسؤوليّات الاُسرة ..
لذا فمسؤوليّة الأب تكبر مسؤوليّات الآخرين في الاُسرة .. ولذا أيضاً أمر الله سبحانه الأبناء باحترام الوالدين ، وبطاعتهما ما زالا يوجِّهان الأبناء لحفظ مصالحهم ..
فالأب يشعر باهتمام كبير ، وحرص شديد على أبنائه ، ويسعى بكل جهده لتحقيق مصالحهم ، فهو يريد أن يراهم متفوِّقين في وضعهم الدراسي .. ويريد أن يسمع عنهم السّمعة الطّيِّبة بين الناس .. ويريد أن يراهم مُجدِّين في العمل .. ويريد أن يراهم بعيدين عن المشاكل التي تجلب له الأذى والسّمعة السّيِّئة ، وتحمّله التبعات والخسائر ، ونقد الناس وعداوتهم .
فالأب يشعر بكلِّ إحساسه ووجدانه أنّ أبناءه يمثِّلون وجوده وشخصيّته ، وهم مشروع حياته .. وقد بذل من الجهد والمال والتّعب والعناء ما لا يستطيع الأبناء تعويضه .. وما لا يستطيع هو استرجاعه .. لذلك يشعر بالألم والإحباط عندما يرى أبناءه قد فشلوا في حياتهم ، أو تحوّلوا إلى أشخاص سيِّئين في المجتمع ، يجلبون له ولاُمِّهم ولاُسرتهم الأذى والسّمعة السّيِّئة ..
بينما يشعر بالسّرور والإرتياح والإحساس بالنّجاح في حياته ، عندما يرى أبناءه ، ذكوراً وإناثاً ، قد حقّقوا تفوّقاً في حياتهم ، وهم في وضع اجتماعي محترم .. يوفِّرون له السّمعة الطّيِّبة ، والرّاحة والوقت ، بسبب سلوكهم الجيِّد .. في دراستهم .. في علاقاتهم مع أصدقائهم .. في علاقاتهم الودِّيّة فيما بينهم ، كأخوة متحابِّين متعاونين ..
لذا نجده يتأذّى ، ويشعر بالألم ، ويُحاسِب أبناءه عندما يراهم قد ارتكبوا سلوكاً سيِّئاً ، أو يحدثون مشاكل وحالات إزعاج في داخل البيت ، أو فاشلين في دراستهم ، أو يُصاحبون أصدقاء السّوء .. ويتعوّدون العادات السّيِّئة ; كالتبذير والتدخين واللّهو ، أو يطلقون الكلمات البذيئة والجارحة للآخرين ..
إنّ السلوك السّيِّئ يكشف عن سقوط الشخصيّة ، ويُصوِّر للآخرين أنّ هذا الانسان السّيِّئ قد نشأ في اُسرة سيِّئة ، فتنعكس آثارها المخجلة على الأبوين .
تلك هي مشاعر الأب وأحاسيسه تجاه أبنائه ، قد لا يفهمها الأبناء .. فتحدث المشاكل ، وتسوء العلاقة أحياناً بين الأبناء وآبائهم ; لذا فانّ فهم الأبناء لمشاعر الآباء والاُمّهات تجاههم ، يحلّ كثيراً من المشاكل ، ويكوِّن روح التفاهم ويعمِّق المحبّة .. ويجعل الأبناء يتفهّمون غضب الآباء والاُمّهات من هذه الأعمال السّيِّئة ، ويحرصون على احترام مشاعر والديهم .
إنّ بناء الاُسرة السّعيدة ، هو بناء أخلاقي ومادِّي معاً ، وأنّ السّعادة تتحقّق في القضايا الأخلاقية قبل المادِّية ..
إنّ هناك اُسساً للعلاقة السّليمة بين الأبناء والآباء والاُمّهات التي تضمن السّعادة ومرضاة الله للجميع ..
إنّ حاجة أفراد الاُسرة .. الأبناء والاُخوة والآباء إلى الحبّ والاحترام المتبادَل ، كحاجة النّبات إلى ضوء الشّمس .. وبالحبّ والاحترام جاءت الرسالة الاسلامية وبنت الحياة على أساسها ..
فشخصيّة الانسان تترعرع وتنمو وتتكامل في ظلِّ الحبّ والاحترام..
وتحت كابوس الكراهية والإهانة تُقتَل الشخصية ، وتذهب قيمة الفرد ، وتموت مشاعره النّبيلة .
لذا نجد الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يوضِّح أنّ حقيقة الاسلام هي الحبّ ، جاء ذلك في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « ... وهل الدِّين إلاّ الحبّ» .
وانطلاقاً من هذا الأساس ، حثّ الآباء على حبِّ الأبناء ، والعناية بهم .. وحثّ الأبناء على حبِّ الآباء ، والبرِّ بهم ، والإحسان إليهم ..
والقرآن يؤكِّد على كرامة الانسان ، وحقِّه في احترام شخصيّته بقوله :
(وَلَقَد كَرَّمْنا بَني آدَمَ وحَمَلْناهُم في البَرِّ والبَحْرِ وَفَضَّلناهُم عَلَى كثير مِمَّن خَلَقْنا تَفْضِيلاً ). ( الإسراء / 70 )
ويدعو الأبناء إلى حبِّ الآباء واحترامهم بقوله :
(ولا تَقُل لَهُما اُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُما ). ( الإسراء / 23 )
(وقُلْ رَبِّ ارحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغِيراً ). ( الإسراء / 24 )
(وصاحِبْهُما في الدُّنْيا مَعْرُوفاً ). ( لقمان / 15 )
وجاء في حديث آخر الحث على حبِّ الأبناء لآبائهم ، واعتبار هذا الحبّ عبادة. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «نظر الولد إلى والديه حبّاً لهما عبادة»(1).
وجاء في بيان الرّسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : «إنّ الله ليرحم العبد لشدّة حُبِّه لولده»(2).
إنّ الأبناء يستطيعون أن يتعاملوا بشكل سليم مع آبائهم إذا فهموا فضل الأبوين في التنشئة والتربية ، ومنح الحبّ والإخلاص ..
إنّ القرآن الكريم يشرح هذه الحقيقة للإنسان عندما يؤسِّس العلاقة على أساس الاعتراف بالفضل .. يوضِّح ذلك بقوله تعالى :
(... أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالدَيكَ إلَيَّ المَصِير ). ( لقمان / 14 )
وشكر الُمحسِن ، والاعتراف بفضله ، وردّ الجميل إليه .. صفة أخلاقيّة رفيعة .. يثبِّتها القرآن بقوله :
(هَلْ جَزاءُ الإحْسانِ إلاّ الإحْسانُ ). ( الرّحمن / 60 )
وعندما تتحرّك مشاعر الإبن ووجدانه على أساس من هذه القاعدة الأخلاقية ـ مقابلة الإحسان بالإحسان ـ يشعر الأبناء بأ نّهم مدينون للآباء ، حتّى فيما يتضايقون منه من نصائح وإرشادات ومحاسبة ، أو انفعال وغضب لأجل الأبناء .. فإنّ مبعث ذلك في نفس الأبوين هو الحبّ والحرص .. وليس المقصود منه عدم احترام شخصيّة الإبن ، أو مصادرة حرِّيّته أو المنِّ عليه .. فإنّ الأب يؤدِّي واجبه مسروراً تجاه أبنائه ..
وإذاً فعلى الأبناء أن يؤدّوا الواجب مسرورين تجاه آبائهم ..
وكما تقوم العلاقة بين الأبناء والآباء على اُسس الحبّ والإحترام ، تقوم أيضاً على اُسس مادِّية .. فالأبناء يعتمدون على آبائهم في حياتهم المادِّيّة حتّى إكمال دراساتهم ، أو دخولهم ميدان العلم ، بعد القدرة على ممارسة الأعمال .. وخلال الفترة هذه يشعر الأبناء بالإرتباط النفسي والمادِّي بالآباء ..
وكثيراً ما يحدث توتّر في العلاقات بسبب المشاكل المادِّيّة .. بسبب الشُّح والمنّ الّذي يصدر عن بعض الآباء ، أو بسبب التبذير ، وعدم تقدير ظروف الآباء المادِّيّة من قِبَل الأبناء ، أو بسبب الاتِّكاليّة واستمرار الاعتماد على الآباء مادِّيّاً ، حتّى مع القدرة على العمل ..
ومسؤوليّة حلّ مثل هذه المشاكل تقع على الطرفين .. فالإبن مسؤول عن تقدير ظروف والديه المادِّيّة ، والأبوان مسؤولان عن التعامل المادِّي والأدبي مع الأبناء بالإحسان والمعروف ، والتوجيه البنّاء ، والإبتعاد عن عبارات الإساءة ، وجرح المشاعر .
إنّ الإحساس باستقلال شخصيّة الإبن عن أبويه حقّ طبيعي للأبناء .. فالإنسان تكتمل شخصيّته ، وتنضج في سنّ البلوغ ، فيصبح مكلّفاً شرعاً .. وبالتكليف تستقلّ شخصيّته عن والديه ، ولكن تبقى بحاجة إلى الإرشاد والتجربة والنصح والتوجيه ، حتّى تكتمل معلوماته وخبراته الذاتية . كما يبقى في كثير من الأحيان بحاجة إلى الرعاية المادِّيّة والاجتماعية التي يقدِّمها له أبواه حتّى يستقلّ بتوفير حاجته المادِّيّة ..
إنّ حُسن التصرّف المادِّيّ من الأبناء يدلّ على نضج الشخصية ، وسلامة الشعور ، واحترام جهود الأبوين ..
والأب ليس مسؤولاً من الناحية الشرعية عن النفقة المادِّيّة على الأبناء بعد سنّ البلوغ ، ولكن يبقى الارتباط العاطفي والوجداني ، وإحسان الأبوين وحبّهما للأبناء ، وحرصهما على سعادتهما ..
والعلاقة مع الأبوين علاقة وجدانية وأخلاقية وعبادية ، ومسؤولية أمام الله والوجدان والمجتمع .
ولكلّ من الأبناء حقوق على آبائهم ، كما على الآباء حقوق على أبنائهم . ويزداد حقّ الأبوين أهميّة عندما يكبرا ، أو يعجزا عن العمل ، والقيام بشؤونهما الشخصية .. وفي هذه الحالة تزداد أهميّة البرّ والإحسان بالأبوين ..
إنّ الصّوت الهادئ ، وكلمة الاحترام ، والإبتسامة الوديعة ، عند الحديث مع الأبوين .. إنّ كلّ تلك المواقف تجعل منك شخصية تستحق الاحترام ، ومرضاة الله سبحانه .. وليس من خُلق الإنسان الّذي يحترم نفسه ، ويتّصف بالخُلق الرّفيع أن يرفع صوته بوجه والديه ، أو يطلق عبارات الانفعال والغضب عليهما ، أو يسيء أدب الحوار والتفاهم معهما .. (ولا تَقُل لَهُما اُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما ) ، (وقُل لَهُما قولاً كريماً ) ..
ولنطمئن أنّ الأبناء مهما وهبوا آباءهم من مشاعر الحبّ والاحترام فانّ قلب الأبوين أوسع حبّاً ، وأكثر حناناً .
*المصدر : البلاغ
ــــــــــــــــــ
تعالوا ننظم اسرنا
الاُسرة مؤسّسة من أهم المؤسّسات الاجتماعية .. والحياة فيها تحتاج إلى نظام .. لتنظيم أعمالها وعلاقات أفرادها .. فهي مؤسّسة ذات أنشطة متعدِّدة .. تربوية واقتصادية وثقافية واجتماعية وإدارية ... إلخ .
وللنظام في الاُسرة أثره الكبير في تنظيم العيش فيها .. من مجالات النظام الاُسري ، فهو إرادة الحياة فيها ، ويؤثِّر في سلوك أفرادها من الناحيتين الحسنة والسّيِّئة ، والإشراف عليها وتوجيهها وترشيدها .. وتلك مهمّة الأبوين ..
فكلّما كانت هناك إدارة جيِّدة ، وإشراف سليم لتنظيم الحياة في الاُسرة ، كالصّرف المالي ، وتربية الأبناء وإرشادهم ، والإستفادة من الوقت ، ومواعيد النوم والاستيقاظ والطّعام ، وحلّ المشاكل ... إلخ ، كلّما كانت هناك إدارة جيِّدة أمكن إيجاد نظام جيِّد في الاُسرة ، ينعكس أثره على حياة الأفراد ، ويُسيِّر الحياة داخل الاُسرة بشكل جيِّد .
فوجود ميزانيّة ماليّة للاُسرة تُنظّم فيها الواردات والمصروفات حسب دخلها ، بعيداً عن التبذير والتضييق والتقتير .. إنّ وجود الميزانية مسألة أساسيّة ، يتعاون أفراد الاُسرة على تنفيذها والرِّضاء بها ، فَتُجزَّأ الميزانية، مثلاً، حسب احتياجات العائلة، للطّعام والملابس والتعليم ، وادّخار جزء من الوارد للإحتياط والطوارئ ... إلخ .
فالتضييق في الصّرف على أفراد العائلة ، وحرمانهم مع وجود المال الكافي ، خطأ يُرتَكب بحقِّهم .. كما إنّ البذخ والإسراف ، وتبذير المال في قضايا ليست أساسية، أو لا حاجة إليها، عمل يضرُّ بوضع الاُسرة ، وربّما يصل حدّ التصرّف المحرّم ، إذا كان إسرافاً أو تبذيراً ..
ويحلّ بنا النّدم على تضييع المال، عندما نشعر بالحاجة إليه، فنضطر إلى الاقتراض ، أو طلب المساعدة من الآخرين ، ممّا يجعلنا نشعر بالخجل وفضل الآخرين علينا .. وكثيراً ما يتعذّر علينا الحصول على المال المطلوب ، فنظلّ في حيرة وندم ، ونقع في المشكلة ، أو نُضيِّع الفرصة ..
والقرآن الكريم يضع لنا سياسة ماليّة متوازنة بقوله الكريم :
(ولاتَجْعَل يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنُقِكَ ولاتَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ فتَقْعُدَ مَلُوماً مَدْحُورا ). ( الإسراء / 29 )(54/126)
فقد لا يشعر أحدنا بقيمة المال في هذه المرحلة وأهميّته ، ولكنّنا سنشعر بالخطأ بعد ضياع المال .. وعندما يقبض بعض الآباء أيديهم عن الصّرف المعقول ، ويحرمون اُسرهم وأبناءهم من سدِّ حاجاتهم ، والنّفقة على شؤونهم العامّة ، فإنّهم يسيئون إلى أبنائهم ، ويُقصِّرون بحقِّهم.. ويبقى على الأبناء في هذه الحالة أن يتفاهموا مع آبائهم بالُحسنى، ويشرحوا لهم المسألة باحترام .. وعندما تحدث الحاجة إلى المال ، ويصعب توفيره من دخل العائلة ، لا بدّ من البحث عن ساعات عمل تُغطِّي النقص في الصّرف المالي ..
إنّ البحث عن عمل موقف سليم يُعبِّر عن ثقة الشخص بنفسه ، وقدرته على إدارة شؤونه الذاتية .. وفي كلِّ الأحوال ليس من الصحيح أن تتحوّل مشكلة العوز المالي إلى تأزّم العلاقة بين الأبناء والآباء .
* * *
ومن المسائل الأساسية في نظام الاُسرة مسألة تنظيم الوقت .. فكثير من الاُسر لا تحسن استعمال الوقت ، أو الاستفادة منه ..
ويُلاحَظ على بعض أفرادها الكسل والخمول .. فنجد مثلاً السّهر الطّويل والاستمرار في النوم إلى ساعات متأخِّرة في النّهار .. أو تضييع الوقت بالثرثرة ، أو الإسراف في مشاهدة التلفزيون .. فيتأثّر بذلك ـ مثلاً ـ وضع الأبناء الدراسي ، أو روح الجد والنّشاط .. وتلك عادة غير حسنة ، لا بدّ من التغلّب عليها ..
إنّ وضع نظام ناجح في الاُسرة يعتمد بشكل كبير على أساس الاستفادة من الوقت ، كالتعوّد على النوم المُبكِّر ، والنهوض المُبكِّر .. واستثمار الوقت داخل الاُسرة بالدراسة ، أو الأعمال اليدوية ، والفنية النافعة، كالرّسم والتخريم والحياكة والتطريز ، أو التدريب على استعمال بعض الأجهزة العلمية وغيرها ..
وبالتعوّد على العمل والجدّ يُربّى الأبناء على تلك العادة الحسنة ، ويكتسبوا صفة الجدّ والنّشاط والعمل .
*المصدر : البلاغ
ــــــــــــــــــ
هل تفترضون الكمال في أطفالكم؟
كثير منا يرغب في الوصول للكمال ونتوقع من أطفالنا أكثر من اللازم، نحن نريد أن نكون آباء كاملين لأطفال كاملين، ولكن يجب أن نشجع أطفالنا دون الضغط عليهم، إليك بعض الطرق لتشجيع طفلك على النجاح وفي نفس الوقت تقبل حدوده.
كيف يتصرف الشخص الذي يرغب في الوصول للكمال
الأشخاص الذين يرغبون في الوصول للكمال يضعون أهدافاً ومقاييس بعيدة المنال لأنفسهم ولغيرهم تاركين فرصاً ضئيلة جداً للأخطاء، كما أنهم يقومون بمحاسبة أنفسهم بشدة، حيث إن هؤلاء الأشخاص يقيسون قيمتهم الذاتية بما يحققونه من نجاحات ونتائج، فهم يعيشون دائماً في خوف من الفشل والرفض من الآخرين، كما أنهم أيضاً دائمو التأجيل للكثير من الأمور حتى يستطيعوا القيام بها على الوجه الأكمل لأنهم يعتقدون أن قيامهم بها في الحال سيكون بنسبة 90% فقط من المستوى الذي يرغبونه.
هذه النوعية من الناس أيضاً لا يكون لديهم أولويات، فكل التفاصيل يجب أن تعطى 100% من الوقت والجهد وهو ما يكون عادةً مستحيلا، مما ينتج عنه في النهاية شعورهم بالغيظ والقلق، والاكتئاب.
الخط الرفيع بين الرغبة
في الكمال والطموح
الفرق بين من يسعى بشكل صحي للوصول للامتياز وبين من تتحكم فيه الرغبة في الوصول للكمال هو أن الأول يضع أهدافاً واقعية تكون عادةً على بعد خطوة مما قد حقق بالفعل، كما أنه يستمتع بعملية التحقيق نفسها حيث إن النتائج ليست فقط كل ما يهمه، وعندما يواجه بالرفض أو الفشل يستطيع إدراك أن ذلك الرفض أو الفشل يكون قاصراً على ذلك الأمر بعينه ولا يعود لشخصه ككل.
جذور سلوك من يرغب
في الوصول للكمال
إن هذا السلوك يبدأ في الطفولة عندما يتم تقدير الطفل وإظهار الحب له بمدى ما يحققه من نتائج وليس لذاته هو.. هذا هو الحب المشروط.
بعد قليل يبدأ الطفل في تقرير أنه لكي يخرج من أى مشكلة يجب أن يكون كاملاً، فذلك سيجعله يأخذ الحب الذي يحتاجه وسيحميه من النقد القاسي والشعور بالفشل في عيون الآخرين.
يقول الأخصائيون النفسيون إن الآباء الذين ينسون مدح مجهودات أطفالهم ويضعون كل تركيزهم على النتائج فقط يكونون هم السبب الرئيسي في أن يصبح الطفل من راغبي الوصول للكمال.
هؤلاء الآباء كما يصفهم أطفالهم يكون من الصعب إرضاؤهم، وأن الآباء أيضاً الذين يحاولون إظهار أنهم كاملون ويعرفون كل شيء ويتسم سلوكهم بالجمود في كل المواقف، هؤلاء الآباء نادراً ما يقولون (لا نعرف) أو يعتذرون لأطفالهم.
بعض الأطفال يكونون هكذا بطبيعتهم أي يرغبون في الوصول للكمال وقد لا يكون لآبائهم أى دور في ذلك، فهؤلاء الأطفال ينشغلون أكثر من اللازم بنظرة الناس لهم حتى في سنواتهم الدراسية الأولى.
على سبيل المثال إذا ارتكبوا خطأ معيناً في أحد دروسهم فإنهم يكررون الدرس كله من البداية، وأحياناً يتركون الأمور حتى آخر لحظة لكى يشعروا أن ضيق الوقت هو السبب في عدم وصولهم للكمال.
الآثار السلبية للرغبة في
الوصول للكمال
إن الرغبة في الوصول للكمال تؤدي إلى نتائج بدنية ومشاعرية غير صحية تماماً، فراغبو الكمال دائماً لا يصلون إلى المستويات التى يريدونها وبالتالي يؤدي هذا الفشل الدائم من وجهة نظرهم والضغط المستمر إلى قلة إنتاجهم وإضعاف تقديرهم لذاتهم.. هذا الشخص الراغب في الوصول للكمال يسير في طريق من اثنين، إما أن يستسلم تماماً لعجزه عن الوصول لأهدافه ويعاني من اكتئاب، أو أن يحاول وضع أهداف جديدة ولكن أيضاً غير واقعية ويعتقد أنه سينجح هذه المرة وكل ما عليه هو أن يبذل جهداً أكبر وبالتالي يدخل في الدائرة نفسها مرة أخرى.
يختلف تأثير الرغبة في الوصول للكمال من طفل لآخر، ففي معظم الحالات الأطفال الذين يكون آباؤهم من راغبي الوصول للكمال سيحاولون دائماً إرضاء آبائهم، وسيتبعون بمرور الوقت سلوكيات الراغبين في الوصول للكمال.
يستمر هذا السلوك معهم بعد أن يكبروا وقد يعانون كثيراً للتخلص منه، لكن قد يستسلم تماماً الطفل الذي يجد أن أمه أو أباه لا يرضيان أبداً عن إنجازاته وقد يصل الأمر إلى التمرد.
يحدث ذلك بشكل خاص مع الطفل الثاني إذا شعر أن الطفل الأول كامل من وجهة نظر أبويه.
هذا التمرد قد يؤدي إلى سقوط الطفل المستمر أو قد يؤدي إلى ما هو أسوأ وهو اختلاطه بصحبة سيئة وقد يتحول إلى تعاطي المخدرات أو ما شابه ذلك لكي ينسى فشله المستمر.
شجعي طفلك على النجاح دون الضغط عليه من أجل الوصول للكمال
1 تذكروا كيف كنتم تشعرون عندما كنتم صغاراً.
فغالباً كنتم تسعدون بكل كلمة مدح تسمعونها، وهو ما قد دفعكم للنجاح، وليست كلمات النقد.
امدحوا كل مجهود يقوم به طفلكم حتى لو لم تستطيعوا مدح النتائج، فالمجهود الذي يبذل هو المهم، ويجب أن يفهم الطفل ذلك.
2 تذكروا أن أطفالكم لا زالوا صغاراً في سن النمو، ولا زالوا يتعلمون فلا يجب أن تتوقعوا منهم أن يعرفوا كيف يفعلون الصواب دائماً.
3 لا تشعروهم بأن عليهم أن يكونوا ممتازين لكي يحصلوا على حبكم بل امنحوهم حبكم غير المشروط.
4 لا تجرحوهم بكلام مثل، (هل تعتقد أن ما فعلته هذا ترتيب؟ فعليّ أن أرتب كل شئ من جديد..)، مثل هذه الكلمات تشعرهم أن مشاركتهم ليست لها قيمة ولا تقابل بالتقدير وليست على المستوى المطلوب.
5 علموا أطفالكم أن يكون لهم أولويات، وكيف يقسمون الأمور الكبيرة إلى أمور صغيرة، وكيف يتحكمون في وقتهم.
6 كونوا نموذجاً جيداً بتخليكم عن سلوك الرغبة في الوصول للكمال، فأطفالكم تشاهدكم طوال الوقت، تجنبوا الغضب من الأمور البسيطة أو الإصرار على أهداف جامدة.
أن تكونوا نماذج يحتذى بها هو أفضل ما يمكنكم عمله مع أطفالكم وهو الأكثر تأثيراً فيهم.
7 يجب أن يفهم الآباء أن لكل طفل شخصيته المنفردة، ولا يمكن مقارنته بطفل آخر، والمقارنة الوحيدة التى يمكن القيام بها هي مقارنة إنجازاته هو الحالية بإنجازاته السابقة وليس بإنجازات غيره.
8 يجب أن تعترفوا أن لكل شخص إمكانياته ويجب أن تسمحوا بحدوث أخطاء؛ لأن البشر لم يخلقوا ليكونوا كاملين، واعتقاد غير ذلك لن يسبب إلا ضغطاً عصبياً.
9 اعترفوا أنتم كآباء أن لديكم عيوباً أو أنكم أحياناً لا تعرفون الإجابة عن سؤال.
في الواقع من الضروري أن يسمع منكم الطفل كلمة، (لا أعرف)، أو (أريد أن أتأكد)، أو (أنا أخطأت، أنا آسف) هذه العبارات تجعلكم تبدون أكثر إنسانية وتظهر للطفل أنه لا بأس أن تكون إمكانياته محدودة أو أن يخطئ.
10 إذا كان طفلك ذكياً ذكاءً شديداً أو يحقق نتائج مبهرة في سنواته الدراسية الأولى، حثيه على التحدي واخلقي مواقف تجعله يجتهد بشدة ولكن لا يصل للكمال فيها.. ثم شجعيه على تقبل ما أنجزه وأظهري له تقديرك لجهده الذي قام به.
بمعنى آخر، دربي طفلك على التعامل مع الفشل وأريه كيف يمكن تقبل ذلك والاستفادة منه بشكل إيجابي من أجل المستقبل.
*المصدر : مجلة الجزيرة /العدد124
ــــــــــــــــــ
آباء وأبناء.. يجب على كل طرف ان يتفهم مشاعر الطرف الاخر؟
تمنِّياتُ إبن
ـ أتمنّى أن لا يتدخّل أبي في كلِّ صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة في حياتي .. أريدهُ أن يمنحني شيئاً من الحرية والاستقلال .
ـ أتمنّى أن يحاورني في بعض الاُمور المهمّة ، لا أن يُطالبني بتنفيذها بالعُنف والإكراه .. أن لا يرغمني على فعل شيء بشكل سلطوي .. بل بطريقة أبوية رحيمة .
ـ أتمنّى أن يتذكّر شبابه ، وهو يحاسبني أو يعاقبني أو يراقبني أو يُضيِّق الخناق عليّ .
ـ أتمنّى أن يحترمني أمام أصدقائي وزملائي ، كما أحترمه أمام أهلي وأصدقائه وأقربائنا .
ـ أتمنّى أن يعرف أنّ لي ظروفي ومزاجي وقدراتي ، كما أ نّه له ظروفه ومزاجه وقدراته ، فيعذرني في بعض أخطائي غير المتعمّدة .
ـ أتمنّى أن يُدرك أنّني مخلوق لزمان غير زمانه ، وأن لا يجعلني نسخة منه في كلِّ شيء .
ـ أتمنّى أن يعدل بيني وبين إخواني الآخرين .
ـ أتمنّى أن يرعاني ولكن بغير تدخّل سافر في شؤوني الخاصّة ، ويكون حازماً معي بغير قسوة .. أن يكون مُستشاري بغير إملاءات وضغوط .. وأن لا ينظر إلى إنجازاتي بعين صغيرة .
تمنياتُ أب
ـ أتمنّى أن يكون ولدي أفضل منِّي وليس امتدادي فقط .
ـ أتمنّى أن يحقِّق ولدي ما لم اُوفّق لتحقيقه في حياتي ، وأن تكون طموحاته أوسع من طموحاتي .
ـ أتمنّى أن يستفيد من تجاربي ، ولا يقع في بعض الأخطاء التي وقعتُ فيها ، وأن يقبل نصيحتي .
ـ أتمنّى أن يعتبرني صديقه المخلص ، فيبوح لي ببعض أسراره وهمومه ومشكلاته .. أتمنّى أن أكون صريحاً معه ، وأن يكون صريحاً معي .
ـ أتمنّى أن يدرك أنّ غضبي عليه ـ إذا أخطأ أو قصّر ـ هو حبّ وليس انتقاماً أو تنفيساً عن عقدة تسلّط .
ـ أتمنّى أن يعرف أنّ أولادي متساوون عندي ، وأنا أحبّهم جميعاً ، ولكنّني قد أكره بعض الصفات لدى بعضهم ، وأحبّ بعض الصفات لدى البعض الآخر .
ـ أتمنّى أن أكسب ثقة أبنائي وبناتي ، ليفتحوا لي قلوبهم على مصراعيها ، ويشكوا آلامهم .. ويبوحوا بدخائلهم .. ويتّبعوا إرشاداتي لأ نّها ناظرةٌ إلى مصلحتهم .
هذي الأماني مشروعة من الطرفين ، وهي تعبِّر عن رغبة صادقة في التفاهم والتصالح والتصافي ، وعقد علاقة أوثق بين أبناء يحبّون آباءهم ويحترمونهم ، وبين آباء يحبّون أبناءهم ويريدون لهم الخير كما يعبِّرون عن ذلك دائماً .
ولا بدّ لكلِّ طرف أن يدرس أمنيات ورغبات الطرف الثاني ، بغية الوصول إلى علاقة أسريّة أطيب ممّا هو قائم فعلاً .. مع أنّ هذه الاُمنيات لا تمثِّل جميع ما يتمنّاه الأبناء ، ولا كلّ ما يرغب الآباء به ، إلاّ أ نّها تمثِّل عيِّنات لاُمنيات لو أخذها الأبناء والآباء بعين الاعتبار، لانتهت علاقتهما إلى الشكل الأفضل الذي يسعد ويرضي كلاًّ منهما .
ولكن السؤال : لماذا تبقى مثل هذه الملاحظات التقييمية لكلِّ طرف مجرّد أمنيات ؟! لماذا لا يُبادر الآباء لردم الهوّة ؟ لماذا لا يُساعد الأبناء آباءهم على بناء الجسر؟ أو .. لماذا لايفتح الطرفان باب الحوار المباشر ليكشفا من خلاله عن كلّ ما يتمنّى الطرف الآخر ؟ وعن الأسباب التي تحول دون تلبية تلك الاُمنيات التي لو تعامل معها كلّ طرف باهتمام وجدِّية لأنقذ الموقف الذي كثيراً ما ينهار ويتصدّع تحت تأثير الجهل أو التجاهل لتلك الاُمنيات التي هي ليست معجزات ولا بالاُمور المستحيلة .
ما يحتاجه إذاً كلّ طرف ، أن يتفهّم حقيقة وطبيعة مشاعر الطرف الآخر ، ورغباته والاُمور التي تزعجه
ــــــــــــــــــ
الآباء والشؤون الدراسية للأبناء
الآباء والاُمّهات وبسبب حرصهم الشديد على مستقبل أولادهم ، لا ينفكّون عن دعوتهم باستمرار إلى الاهتمام بدراستهم ، وهو أمر حَسِن ويعبِّر عن تقدير حقيقي لمصلحة الطالب (بنتاً كان أم ابناً ) .
لكنّ الذي يحصل في الكثير من البيوتات هو الالحاح ـ في مناسبة وغير مناسبة ـ على القراءة والمذاكرة والمطالعة لا سيّما في أيام الفحص والاختبار . وقد ينسى الوالدان أنّ للطالب وضعه النفسي والمزاجي الذي قد لا يُشجِّعه على القراءة . وقد يكون الجوّ البيتيّ غير مناسب بما يحدثه الصِّغار من ضجيج ، أو بما يتردّد على البيت من ضيوف ، أو بسبب ضيق البيت ، أو ارتفاع صوت المذياع أو التلفاز إلى غير ذلك من المضايقات .
في هذه الحالة ، يمكن معالجة الموقف بالمقترحات التالية :
ـ إنّ بعض الاُسر لا يمكنها تغيير مساكنها بأخرى أفضل منها ، بسبب ظروفها المعاشية ، لكنّها يمكن أن تغيِّر برنامجها اليوميّ ، أو تضغطه في أيام المذاكرة والامتحانات .
ـ إنّ التذكير بالنتائج السلبية للاهمال والتقاعس والتقصير يجعل الشاب يراجع نفسه ، كما أنّ التذكير بالنتائج الايجابية للمذاكرة وللمستقبل يشجِّعه على شدّ عزيمته .
ـ وقد تكون مشكلة الطالب هي الطريقة أو المنهج الذي يسلكه للمذاكرة ، وهنا يمكن إرشاده إلى تجارب الوالدين أو تجارب الآخرين التعليمية ، كما لو نعلِّمه طريقة إعداد الملخّصات والمختصرات ، أو في تعليق بعض النظريات والمعادلات والقوانين المكتوبة بشكل بارز أمامه في غرفته ، أو بالاستعانة بأخيه المتقدِّم بدراسته ليشرح له النقاط الصعبة والغامضة ، أو يطرح عليه بعض الأسئلة لمعرفة مدى استيعابه ، وما شاكل ذلك .
وهنا تأتي أيضاً مسألة الاهتمام بالهوايات وتعارضها مع الدراسة ، فموقف الكثير من الآباء والاُمّهات من هوايات أبنائهم وبناتهم سلبيّ ، لأنّهم يعتبرون الهواية مهما كانت ذات قيمة ، مضيعة للوقت ، والجهد الذي يُبذَل فيها يجب أن يُبذَل في الدراسة والتحصيل العلمي .
ومع أنّ التزاحم بين الدراسة وممارسة الهوايات يجب أن نبحث له عن حل حتى لا يؤثِّر الذي يمكن تأخيره على الذي لا يمكن تأجيله ، إلاّ أنّ مراعاة الاسلوب المناسب في تحاشي الهجوم النقدي اللاّذِع والمستخفّ بالهوايات ، والتأكيد على أنّ العطلة آتية وفيها متّسع لأن تمارس هواياتك بحرِّية تامّة ، وسأعمل على أن أوفِّر لك بعض ما يُساعدك في ذلك ، أو أنّ الهواية يمكن أن تنتظر ، أمّا الدراسة فلا تستطيع الانتظار ، وما ناظر من أسلوب فنِّي يجعل الشاب يعيد حساباته ، بعكس ما لو أخفينا أدوات رسمه أو كتاباته أو الأجهزة التي يمارس من خلالها هواياته ، أو حطّمناها ، فإنّ ذلك مدعاة لزيادة التشبّث بها ، فـ «الانسان حريص على ما مُنِع» ، وسبب في تراجع الطالب الدراسي لما قد يعانيه من اضطراب نفسي جرّاء ذلك .
*البلاغ
ــــــــــــــــــ
الإحساس+المشاركةطفل يطور نفسه
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
*سلوى المؤيد
أريد أن أوضح بعض الأمور الهامة في تطبيق أسلوب مشاركة الوالدين لمشاعر طفلهما بعد الاعتراف بها.. عدم تكرار الآباء لعباراتهم مع أبنائهم بصورة آلية..لان الاطفال اذكياء وسيكتشفون عدم احساس ابائهم بمشاعرهم .. وسيشكون في إخلاصهم وهم يجيبونهم.. وبالتالي لن يفيد ذلك الأسلوب في تطوير سلوكهم.
علينا إذن أن نكون مقنعين في تكرارنا لجملهم.. أو نستخدم كلمات أخرى تناسب عباراتهم..
فإذا قال الطفل لوالده: أنا خائف قليلاً.
يستطيع الأب أن يقول له: أنت خائف من أمر ما؟
وقد يكون في إمكان الأم أن تدير الحوار على شكل سؤال.. فإذا جاءت الابنة إلى أمها قائلة: لقد مزقت مدرستي ورقتي أمام جميع الطلبة في الفصل.
فإن على والدتها أن ترد عليها بنفس عبارتها متسائلة: هل مزقت المدرسة ورقتك أمام كل شخص؟
فالأم هنا تريد معلومات أكثر حتى تعلم المزيد عما يضايق ابنتها.. أو تستطيع أن تعلق بجملة مختصرة قائلة: أوه، هل فعلت مدرستك معك ذلك؟
أو تهز رأسها متجاوبة مع ابنتها.
إن عباراتنا هذه تشعر أطفالنا بأننا نصغي إليهم.. وندعوهم للإفصاح عما يضايقهم، وقد نبدو أننا أكثر تجاوباً معهم عندما نعبر عما يضايقهم بجمل تعبر عن المعنى الذي يريدون التعبير عنه.
مثال على ذلك، هذه النماذج الواقعية التي تحدث لأكثر الآباء، قد يأتي طفل إلى والده ليشتكي أن صديقه قد استهزأ بنظارته الجديدة، إن الإجابة المناسبة لهذه الشكوى أن يقول الأب لابنه:
ـ لابد أنك تضايقت مما فعل صديقك.
أي أنه شاركه شعوره.
وعندما تشتكي ابنة لأمها أن صديقتها دعت جميع صديقاتها إلا هي، عندئذ على الأم أن ترد على ابنتها معبرة عن اعترافها بشعورها قائلة:
ـ أعتقد أنك شعرت بخيبة أمل.. أو أنك غاضبة لأنها لم تدعك مع بقية الصديقات.
إذن، أبناؤنا يريدون منا مشاركتهم لأحاسيسهم.. لا أن نقلل من شأن الأمور التي تضايقهم، أو نلومهم على تقصيرهم، لقد استفادت والدة محمد من هذا الأسلوب التربوي، عندما جلس ابنها البالغ من العمر عشر سنوات ليحل واجباته الدراسية في غرفة المعيشة.
كان قد مضى عليه ربع ساعة وهو يعض قلم الرصاص، ويتأفف من صعوبة المسائل الحسابية التي يقوم بحلها، وفجأة رمى دفتر الواجبات على الأرض قائلاً بغضب:
ما أكره هذا الواجب الثقيل، طرح وجمع وضرب، لا أدري متى أنتهي منه؟
أجابت الأم بمهارة تدل على إدراكها لأسلوب فهم مشاعر الطفل والاعتراف بها قائلة: إنك تتعب كثيراً في المدرسة.. ثم عليك أن تؤدي واجباتك الدراسية عندما تعود إلى البيت.. وهذا أمر صعب.. أعلم ذلك.
نظر إليها ابنها في دهشة، لأنه كان يتوقع منها محاضرتها المعتادة التي تبدؤها قائلة:
ـ والآن اجلس واهدأ وابدأ في العمل، الشكوى ستجعلك تشعر بالضجر فقط، وسيكون أداؤك لواجبك أسوأ.
لذلك شعر محمد بالارتياح لتجاوب أمه مع مشاعره.. وأمسك بالقلم ليكتب وهو يقول:
ـ سأحاول أن أركز أكثر في حل المسائل.
لاحظنا إذن، أن حديث الأم مع ابنها الذي عكس إحساسها بما يشعر به وما يضايقه امتص غضبه وضيقه، وجعله يحاول أن يؤدي عمله بنفسه.. لقد ساعدته والدته في دراسته، دون أن تشاركه في حل مسألة حسابية واحدة، وبالطبع لا نتوقع أن تكون ردود الأفعال كلها متشابهة، لأن لكل طفل شخصيته وصفاته التي يتميز بها، لكننا علينا أن نفهم أبناءنا، ونحاول أن نواصل تجاربنا بهذا الأسلوب لأن نتائجه ستكون إيجابية.
ــــــــــــــــــ
من أخطاء الآباء ..!
قد يلقي البعض منّا مسؤولية بناء الجمر بين الاباء والابناء على الآباء وحدهم دون الأبناء ، على اعتبار أ نّهم الأكثر تجربة والأغنى خبرة في الحياة، ولأ نّهم يُفترَض فيهم أن يكونوا المسامحين ، وذوي القلوب الكبيرة ، والأرجح عقلاً .
وبالرغم من تقديرنا لذلك ، فإنّنا لا نعفي الأبناء عن إثارة حفائظ آبائهم ، خاصّة إذا عرفوا أنّ هناك أموراً غير لائقة لا يصحّ أن يؤتوا بها ، فيأتوا بها ، أو يتعمّدون أحياناً فعلها .
ولأنّ مسؤولية الآباء أكبر ، سنقف عند بعض الأخطاء التربوية التي لو شُخِّصت بشكل جيِّد ، وتمّ التعامل معها بحكمة ، لقلّصت دائرة الاصطدام بين الآباء وبين أبنائهم ، ولنبدأ باستخدام العُنف ..
فهناك بعض الآباء الذين يعنِّفون أبناءهم أسوة بآبائهم الذين كانوا يعاملونهم بنفس المعاملة، وكأنّهم ورثوا منهم العُنف والقسوة والتسلّط . ولانريد أن ندخل في تحليل ذلك ودراسة مدى تأثير الأساليب التربوية المستخدمة في البيت على مستقبل التعامل الاُسري لدى الأبناء . لكنّنا نقول للآباء الذين يتعاملون بهذه الطريقة الجارحة : تذكّروا مدى انزعاجكم ونفوركم من التعامل الخشن الذي كان يعاملكم به آباؤكم ، فكيف يرتضي أب عاشَ التعامل القاسي ، أن يعامل ابنه بنفس المعاملة ؟ وهل من التربية في شيء أن يصرخ الأب دائماً ، ويضرب أولاده لأدنى خطأ ولأتفه سبب ؟ ويُحدِث جوّاً من الرّعب والتوتّر في البيت وكأ نّه جلاّد صغير ؟!
لقد دخل أحد الولاة على أحد الخلفاء ، فرآه يُلاعب صبيّاً له ، وكان الصبيّ يمتطي ظهر الخليفة ، فتعجّب الوالي من ذلك ، وأثار استغرابه واستهجانه ، ولم يكتمها في نفسه ، فقال للخليفة : كيفَ تفعل ذلك يا مولاي ؟!
فسأله الخليفة ، وقد عرفَ من سؤاله أ نّه لا يتعامل مع صبيانه بهذه الطريقة : وكيفَ تُعامل أولادك يا ترى ؟! فقال الوالي معتدّاً بأسلوبه الصارم : إذا دخلتُ البيت ، جلسَ القائم وسكت الناطق ، فقال له الخليفة : إنّك لا تصلح والياً للرعيّة ، لأ نّك بذلك تخنق أنفاسها .
ولو جرّب أحد الآباء أن يُسجِّل لقطات من حالات انفعاله الشديد وغضبه المُزبد المُرعد في شريط فيديو ، وعرضه في لحظة صفاء ، لخجل من نفسه ، ولأنكر ذاك الذي يراهُ أمامه ، وقد فقد السيطرة على انفعالاته . فلم نعمل ما نستحي منه ، أو يدعونا إلى الاعتذار مع ما في الاعتذار من حالة إذلال للنفس ؟!
وأمّا اعتبار ذلك ضبطاً عائلياً أو حسماً وحزماً حتى لا يفلت الزمام ، فإنّ العُنف قد يُنتج أسرة خاضعة مطيعة منصاعة مذعنة ، لكنّها الطاعة بالإكراه ، والانصياع الجبري الذي ما أن يُرفع القيد عنه حتى يتفجّر غضباً واستياءً وكراهية . أمّا إذا استمرّ فإنّه سيخلِّف عقداً نفسية ربّما يصعب علاجها .
وهل ضاقت بنا السّبل ـ كآباء ـ فلم نجد أمامنا من أسلوب للضّبط غير العصا والصّفعة والشتيمة وربّما البصقة بوجه الابن أو البنت ؟!
يقول الحكماء: «آخر الدواء الكي» . فَلِمَ يكون أوّل دوائنا الكيّ؟! لماذا لا نُجرِّب الخطوات التي تسبقه ، فلعلّها تأتي بالنتائج المرجوّة ؟ لماذا الإقدام على العُنف أوّلاً ؟ هل استنفدنا أساليب الزّجر كلّها ؟ فرُبّ نظرة ذات مغزى منعت من ارتكاب أخطاء لاحقة . ورُبّ كلمة وعظ مؤنِّبة كفّت عن تجاوزات مستقبلية .
لماذا ندفع أبناءنا وبناتنا إلى أن يكونوا عصبيين وانفعاليين ومشدودي الأعصاب دائماً بتعاملنا معهم بطريقة جارحة لأحاسيسهم؟ لماذا نجني عليهم بأن(54/127)
يكونوا حادِّي المزاج مع الآخرين بالتقاط ذلك منّا ودون إرادة منهم ؟ وما يُدرينا فربّما انعكس ذلك على تعاملهم مع أبنائهم في المستقبل . فهل قدّرنا النتائج الوخيمة لذلك كلّه ؟
غيرَ أنّ التسلّط الأبوي قد يأخذ شكلاً آخر ، في فرض كلمة الأب لتكون الاُولى والأخيرة بلا أخذ ولا ردّ ولا مناقشة ولا اعتبار لآراء الأسرة . وربّما برز ذلك من خلال فرض مزاج الأب وشهوته على أسرته ، فهو يريد الطّعام الذي يشتهيه حتى ولو لم يحبّه أولاده . وقد ورد في الحديث : «ملعون من أكّل عياله بشهوته ، ولم يأكل بشهوة عياله» . فالأوّل أناني والثاني مُتفان ، ومَن يأكل بشهيّة أهله وما يُفضِّلون من أطعمة ، فإنّه يزرع في نفوسهم حبّاً واحتراماً له ، وإذا لم يُقدّر في الوقت الحاضر ، فإنّه سيترك تأثيره عليهم في المستقبل في أن لا يكونوا هم أنفسهم أنانيين .
وهناك من الآباء مَن يزعق ويوبِّخ ويسبّ ويضرب إذا أقلق الأولاد راحته في نومه أو جلوسه أو مطالعته ، فيما هو لا يأبه لراحة عياله ولا يقيم لها وزناً ، فكأنّهم عبيد مأمورون لا حقّ لهم في الاستمتاع بحرِّيتهم في بيتهم .
ومن الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الآباء وتؤثِّر سلبياً على الأبناء ، الازدواجية بين شعاراتهم وبين سلوكهم ، فالإبن أو البنت ينظران لوالديهما على أنّهما قدوتهما في الحياة ، فإذا ما رأوا أ نّهما يمارسان الاُمور المنهيّ عنها من قِبَلهما ، فإنّ ردّة فعل ذلك ستكون عنيفة ، ومن نتائجها عدم إطاعة الوالدين أو الامتثال لأوامرهما مستقبلاً . وإلاّ كيف يمكن لأب مدخِّن يوصي ابنه بعدم التدخين ؟ وحتى لو كان يدخِّن سرّاً ، أما يمكن أن يضبطه ابنه ـ ذات يوم ـ متلبِّساً بالتدخين ، فيسقط في نظره ؟!
ومن أخطاء الآباء ، تضخيم أخطاء الأبناء ، واعتبار الصغيرة كبيرة ، وكأنّ الخطأ الذي يرتكبه الابن أو البنت لا يُغتفر ، أو لا يمكن إصلاحه ، حتى أنّ البعض من الآباء أو الأمّهات ، ونتيجة لصبرهم المحدود والنافد سريعاً ، يشتكون من بعض تصرّفات أبنائهم بالقول : لقد تغيّروا .. لم يعودوا يطيعوننا .. هم الآن غيرهم بالأمس .. لا جدوى من صلاحهم، في حين أنّ بالإمكان معالجة الكثير من تلك التي تُسمّى مشكلات بكثير من المحبّة والتفاهم والحكمة والصّبر . يقول الامام عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) : «إذا عاتبتَ الحَدِث ـ وهو الشاب الصغير ـ فاترك موضعاً من ذنبه لئلاّ يحمله الإحراج على المكابرة» .
ومن أخطائهم أيضاً ، أ نّهم يتعاملون مع أبنائهم وبناتهم كأطفال صغار لم يشبّوا عن الطوق، ولم يبلغوا الحلم ، وما زالوا دون سنّ الرُّشد، ممّا يُبرِّر لهم فرض وصايتهم عليهم حتى وهم كبار ، الأمر الذي يخلق حالة من النفور والنرفزة عند الشبّان والشابّات الذين يتطلّعون إلى تعامل فيه الكثير من الرحمة والتقدير والاحترام لشخصياتهم التي غادرت دنيا الصغار إلى دنيا الكبار .
فما زال الكثير من الآباء والاُمّهات حتى بعد بلوغ أبنائهم وبناتهم سنّ الشباب ، يوصونهم عندما يخرجون إلى معاهدهم أو أماكن عملهم ، أن ينتبهوا لئلاّ تدهسهم السيارة ، وإلى غير ذلك من الوصايا التي كانت صالحة في الطفولة ولم تعد مُناسِبَة بعدما اعتاد الشاب أو الشابّة على مراقبة الطريق ومعرفة الكثير ممّا شاكلها .
ومن الأخطاء أيضاً أن نفرض على أبنائنا صيغة معيّنة من العمل أو المهنة نحبّها ولا يحبّونها ، ذلك أنّ الشاب أو الشابّة شخصية مستقلّة لها رأيها وذوقها ورغبتها في عمل معيّن وكراهيّتها لعمل آخر ، فأن تفرض على ابنك نمطاً حياتياً أو عملياً معيّناً ، كأن يكون تاجراً مثلك أو طبيباً أو محامياً أو مهندساً أو أديباً ، يعني أ نّك تريدهُ نسخة طبق الأصل منك . والحال أ نّه يريد أن يكون نسخة أصلية من نفسه ، أي أن يعيش أصالة شخصيّته ، وللوالدين الحقّ في أن يناقشاه في اختياره، وليس لهما أن يجبراه على خيار معيّن .
وهذا الخطأ الناتج عن التدخّل السافر في كلِّ ما يمتّ للأبناء والبنات بصلة ، يجرّ في العادة إلى أخطاء مُماثلة ، تدخل كلّها تحت عنوان التدخّل في الشؤون الخاصّة للشاب أو الشابّة .
فالشبّان والشابّات عموماً يتضايقون كثيراً من التدخّلات المباشرة التي يقحم الأب والاُم فيها نفسيهما إقحاماً مُخلاًّ ومُسيئاً للعلاقة مع أبنائهما . فالتجسّس على الأبناء والبنات يُعقِّد العلاقة ويهدم جسور الثقة والتواصل ، ويدفع إلى مزيد من التكتّم والانغلاق حتى في الاُمور التي لا تستدعي ذلك . فكما أ نّنا ـ كآباء ـ لا نرغب في أن يتجسّس علينا أحد ، فكذلك الأبناء ، والنهي في الآية الكريمة (ولا تجسّسوا ) (1) ، كما هو واضح عامٌّ وشامل .
وقد يصل التدخّل أحياناً في الزواج وإجبار البنت أو الابن على قبول شريك حياة لا يهويانه ، وهذا ممّا يزيد في الطِّين بلّة ، وقد يقدمان على أعمال مُنافية للعُرف ، وقد يرضخان ، فيعيشان النكد والخصومات المستمرّة ، وقد يبلغ الأمر درجة الطّلاق وإلى ما لا تُحمد عُقباه .
عن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله جعفر الصادق (عليه السلام) ، قال : قلتُ له : إنِّي أريد أن أتزوّج إمرأة ، وإنّ أبوَيّ أرادا غيرها ، قال : «تزوّج التي هويت ودَع التي يهوى أبواك» . ذلك أنّ الذي يريد أن يتزوّج هو الابن أو البنت ، وليس الأب أو الاُم ، اللّذين لا يملكان في ذلك سوى حق المشورة والنصيحة .
ومن الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها الوالدان ، التمييز العاطفي والمادِّي بين الأبناء أنفسهم ، أو بين الأبناء وبين البنات ، الأمر الذي يخلق فجوة نفسية بين الذين يقع عليهم
التمييز وبين المميّزين ، وبين الذين يشعرون بحيف التمييز وبين الوالدين . فقد يخصّ الأبوان أحد الأبناء بالعطف والمحبّة والهدايا والإشادة بصفاته ونشاطاته ، ويهملون الآخرين أو لا يوزِّعون ذلك بالتساوي بينهم .
ولقد نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رجل له إبنان ، فرآه يُقبِّل أحدهما ويترك الآخر ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «فهلاّ ساويتَ بينهما» ؟!
فإذا كانت القُبلة لأحد الأبناء تُشعِر الآخر بالتمييز ، فما بالكَ بالامتيازات التي تُمنح لأحدهما ويُحرَم الثاني منها ؟ والمسألة في خصوص الفتيات أعقد ، لأ نّهنّ أرقّ مشاعر وأرهف إحساساً . يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ساووا بين أولادكم في العطيّة ، فلو كنت مُفضِّلاً أحداً لفضّلت النِّساء» . وهذا ليس من باب التمييز ، بل من باب التقديم المعنوي وإشعار الجنس الناعم بلطف الاسلام وتقديره للمرأة .
وتجدرنا الاشارة إلى أنّ هذه الأخطاء ـ وغيرها كثير لا يسمح المجال لذكره ـ قد تؤدِّي إلى الانكماش والعزلة والانطواء كنتيجة سلبيّة ، إذا لم تكن تؤدِّي إلى النزاع والاصطدام والشِّجار .
*المصدر : البلاغ
ــــــــــــــــــ
الوالدان بين (التجسّس) و (المراقبة)
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
ما أن يبلغ الفتى مبلغ الشباب ، وما أن تصل الفتاة إلى مرحلة البلوغ ، حتى يضعها الوالدان في دائرة المراقبة ، فالشك هنا يغلب اليقين ، والظنّ يغلب الثقة . لماذا يحصل ذلك ؟
في مرحلة البلوغ ، يبدأ الشاب أو الشابّة يعيشان نوعاً من الاستقلالية عن الوالدين وهو أمر طبيعي ، لأنّ الاعتماد على الذات أمر يجب أن يُشجِّع عليه الوالدان ، فهذه علامة عافية في شخصية الأبناء ، بل يجب أن يتسرّب الخوف إلى الوالدين إذا بقيَ أبناؤهما مشدودين إليهما على نحو التبعيّة التي كانت في عهد الطفولة ، وعليهما أن يسعيا لإخراجهم منها .
ومن الطبيعي فإنّ الاستقلال يستدعي أن يُمارس الشاب أو الشابّة بعض الأعمال التي يعتبرانها من خصوصياتهما . ولايحبّان لأحد الاطِّلاع عليها . فإذا ما وجدا أباً أو اُمّاً يُفتِّشان في دفاترهما أو حقائبهما أو في أدراجهما ، فإنّهما يمتعضان أشدّ الامتعاض ، لأ نّهما يعتبران ذلك اختراقاً لحُرمة وانتهاكاً لحق . وماذا إذا واجه أحد الأبناء أباه أو أمّه بالقول : (يا أيُّها الّذينَ آمَنوا اجتنبوا كثيراً منَ الظّنِّ إنّ بعضَ الظنِّ إثمٌ ولا تجسّسوا )(7) ؟ هل يردّان عليه بأنّ ذلك ليس تجسّساً ؟ وإذاً فما معنى التجسّس إذا لم يكن هذا منه ؟ هل يقولان له إنّهما أبواه ولهما الحقّ في أن يُفتِّشا وينبشا في أشيائه الخصوصية ولا يحقّ له الاعتراض ؟ ألا يدفع ذلك الشاب أو الشابّة إلى مزيد من التكتّم
والسرِّية وارتكاب بعض المخالفات بعيداً عن أعين الآباء والاُمّهات ، ممّا لا تجدي معه حتى الرقابة ؟!
فلماذا نُلجئهم إلى الهروب منّا والاستجارة بمَن هم أقلّ شفقة ورحمة وعطفاً منّا عليهم ؟ أليسَ هذا الذي نعمله من البحث في الأوراق والصّور والأدراج والمحفظات ودفاتر المذكّرات ، والتنصّت على الهواتف ، أسلوباً تنفيرياً ، يجعل الابن أو البنت يخشيان الوالدين كمَن يخشى عناصر المخابرات ؟!
وقد يثير بعض الآباء احتجاجاً : وهل نتركهم يتصرّفون كما يشاؤون وهم ما زالوا صغاراً لا يفقهون من الحياة شيئاً ؟ أليسَ تركهم وشأنهم تشجيعاً لهم على ارتكاب المزيد من التجاوزات ، وإقامة العلاقات السيِّئة وربّما المشبوهة ؟
والجواب : إنّنا مع ( الرقابة ) ولسنا مع ( التجسّس ) ، فما هو يا ترى الفرق بين الاثنين ؟ فقد يقول بعض المربِّين أنّ ما نقوم به هو ( الرقابة ) من غير تمييز لهذه الحالة الايجابية عن ( التجسّس ) كحالة سلبية . فإذا ما عرّفنا ( الرقابة ) وعرفناها ، فإنّ الشكل المرفوض لها سيتضح تلقائياً ودون عناء .
فالرقابة هي حالة التحسّس والاستشعار عن بُعد ، والمتابعة غير المباشرة لحركة الشاب أو الشابّة بما يفيد الاطمئنان من أ نّهما يتحرّكان بشكل صحيح ، وتشمل الأماكن التي يرتادها والأصدقاء الذين يُعاشرهم ، وخلواته مع نفسه .. وهي إذا انعدمت أو غابت ، فإنّها تؤدِّي إلى الانحراف والجنوح لا سمح الله ، وعلى ضوئها يمكن رسم خطّة التعامل مع الواقع والمستجدّات ، وإنقاذ الشاب أو الشابّة من المطبّات والمزالق في اللحظة المناسبة .
وهنا لا بدّ من التنبيه إلى أنّ الحرية الزائدة أو غير المسؤولة قد تتحوّل إلى فوضى ، فلا تجدي معها المراقبة ، مثلُها مثل الكبت الشديد .. كلاهما يؤثِّر تأثيراً سلبياً على الشاب أو الشابّة لا فرق .
وكلّما أحسنَ الأبوان المراقبة ، كانت النتائج أطيب ، وهي ليست كما يتصوّر البعض سرِّية ، فأنتَ حينما تتحدّث مع ابنك عن أصدقائه ، أو حينما تفتح الاُم الحديث مع ابنتها حول صديقاتها ، فلا بدّ من أن تكون العلاقة مكشوفة ومنظورة من قِبَل الأبوين ، لكنّ الأسئلة التفصيلية من قبيل : أين ذهبتم ؟ وماذا فعلتم ؟ ومَن كان معكم ؟ وماذا تحدّثتم ؟ يمكن أن تُطلب برواية قصّة يتشوّق الأبوان لسماعها بشكل طبيعي ، لا على طريقة التحقيق وتقديم الإفادات .
وثمّة أسلوب عملي مؤثِّر ينطبع في وعي الشاب أو الشابّة ، فالأب أو الاُم اللّذان يتحدّثان بصراحة عن أماكن ذهابهما وساعات عودتهما وبعض ما جرى مع أصدقائهما ، قد يُشجِّع ذلك أبناءهما وبناتهما على أن يكونوا مثلهما .
وبالتالي ، فإنّنا ومهما دعت الأسباب إلى المراقبة، يجب أن لا نحاصر الشاب أو الشابّة إلاّ في حالات الخطورة القصوى التي نشعر فيها أنّ حياتهما أو أخلاقهما مُهدّدة ، علماً أنّ المراقبة والمتابعة الحكيمة سوف لن توصلهما إلى هذا الحد . كما أنّ تربية الأبناء والبنات على الضّبط والمراقبة الذاتية ، تجعلهما يُراقبان سلوكهما وعلاقاتهما جيِّداً ، وهذه هي أهمية الضمير أو التقوى في نفوس الشباب ، فإذا ما شعرا أ نّهما مسؤولان عن أفعالهما وسلوكهما وأخطائهما ، فإنّهما سيكونان أكثر حرصاً على الانضباط والالتزام .
فتربية الأولاد منذ وقت مبكِّر ـ أي في سني الصِّبا ـ على أنّ الله سبحانه وتعالى أوكلَ بنا ملكين كاتبين : أحدهما يكتب الحسنات والآخر يكتب السيِّئات ، وهما يُراقباننا دائماً ويرصدان كلّ أقوالنا وأفعالنا ، وأنّ الله بعد ذلك هو الشاهد المطّلع على ذلك كلّه ، وعلى ما خفيَ على الشاهدين ، وأنّ المجتمع مسؤول عن رقابة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تجعل الشباب يستشعرون برقابتين : داخلية وأخرى خارجية ، ممّا يُساعد في ضبط تصرّفاتهم بقدر استشعارهم أنّ ذلك لمصلحة الانسان المسلم وليس في الضدِّ منها .
*المصدر : البلاغ
ــــــــــــــــــ
أهمية الشورى الاسرية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
الحلّ الأمثل للمواجهة بين الآباء والأبناء ، أنّ طرق التفاهم كثيرة ،ولكن ماذا لو عملنا على تشكيل (مجلس شورى) في البيت كطريق جديد للتفاهم؟
الأمر لا يحتاج إلى تعقيدات المجالس الشعبية أو البرلمانية .. إنّ مجرّد الاتفاق على عقد لقاء أسبوعي أو دوري بين أفراد الاُسرة للتداول في شؤونها ، يحقِّق المرجوّ من هذا الاقتراح .
يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «الولد سيِّد سبع سنين ، وعبد سبع سنين ، ووزير سبع سنين» . وما يهمّنا من الحديث شطره الأخير «ووزير سبع سنين» ، أي أنّ هناك نقلة نوعية في حياة الشاب يتحوّل فيها إلى (مُستشار ) لوالديه ، يتشاور ويتحاور معهما ويُبادلهما الرأي ، فلقد باتَ من حقِّه أن يبدي رأيه ـ صحيحاً كان أم خاطئاً ـ ولا بدّ أن يُحترَم رأيه في الحالين بأن يُثنى على صحّة رأيه وأن يُنبِّه إلى خطئه بالتي هي أحسن . أمّا كلمات من قبيل «نفِّذ ثمّ ناقِش» أو «إعمل ولا تُجادل» ، فأسلوب سلطوي يمقته الشاب ويتمرّد عليه .
فممّا لا شكّ فيه أنّ من أهم عوامل الانسجام هو احترام الجميع والوقوف من جميع أفراد الاُسرة على مسافة متقاربة . وقد قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «جُبلَت القلوب على حُبِّ مَن أحسنَ إليها ، وبغض مَن أساء إليها» ، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لو اجتمعتم على البرِّ لتحاببتم» .
فلا شيء أكثر تأثيراً في تربية الأبناء والبنات من حق إبداء الرأي واحترام الشخصية . وهذا ما أشارت إليه كلمة ( الوزير ) في قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والتي
تنطوي على المشاورة والمعاونة والتعاطي الاجتماعي على النحو الذي يرتفع بالشاب من مستوى طفل مسيّر ومأمور وربّما سلبي ، إلى شخصية ايجابية مساهمة وفعّالة .
ويمكن إعداد صيغة تتناسب وطبيعة كل عائلة ، فقد يكون المجلس العائلي ندوة مفتوحة للمناقشة في شؤون المنزل . وقد يكون فيه تعيين أو انتخاب للادارة والتصويت على بعض الآراء وتثبيت محضر بالجلسة لتدوين القرارات والتوصيات ومتابعتها في الجلسة القادمة .
ولسنا نتوقّف كثيراً عند الشكل ، فأيّة صيغة اعتُمدت فإنّ الهدف يجب أن يكون تقوية أواصر المحبّة والتعاون والتفاهم بين أفراد الاُسرة . ففي هذا المجلس يمكن انضاج الكثير من الأفكار التي تدور في ذهن الوالدين أو ذهن الأبناء بالحوار الهادئ والمناقشة التي يسودها الحبّ والتفاهم والاقناع وتقديم المقترحات والحلول للمشكلات التي تواجه بعض أفراد العائلة أو الاُسرة ككل .
وممّا تجدر الاشارة إليه أنّ نقاء نفوس وطهارة قلوب الصغار والشبّان ـ بنات وبنين ـ قد يساعد في تقديم تصوّرات مهمّة عن شؤون البيت ربّما لا تخطر حتى على بال الأبوين نفسيهما .
أمّا ما يمكن أن نجنيه من هذه الشورى أو هذا المجلس ، فهو :
1 ـ تتحوّل الاُسرة من مجرّد تجمّع كمِّي إلى مكان يتبادل فيه الجميع الخبرات والتصوّرات والآراء .
2 ـ تحقّق قدراً لا بأس به من الشعور بالمسؤولية الجماعية التضامنية ، وسيكون شعار كلّ فرد فيها «إدارة البيت وسعادته مسؤوليتنا جميعاً» .
3 ـ ستكون عملية توزيع المهام والتكاليف وتقسيم الأعمال والوظائف مهمّة سهلة ومقبولة من لدُن الجميع الذين يشعرون أنّ الفرص تتكافأ أمامهم .
4 ـ ما يجري من حوار ونقاش واحترام للرأي وللرأي الآخر ، هو عملية إعداد وتأهيل للمستقبل الذي سيخرج أبناء وبنات هذا البيت الذي يعتمد أسلوب الحوار ليواجهوا الحياة بثقة أكبر ، وسيتعلّمون كيف يُخطِّطون ، وكيف يواجهون مشاكلهم ، بل ويمتدّ أثرها إلى مستقبل تربيتهم لأبنائهم .
5 ـ من شأن هذه المجالس أن تذوِّب الفواصل والاحتكاكات والغيبة والاتهامات ، بل وتعكس الصورة إلى التوافق والانسجام والتجانس بما توفِّره من أجواء التدريب على النقد الذاتي والاجتماعي .
لكنّ المشروع على ما ينطوي عليه من سهولة في الطرح والتصوّر إلاّ أ نّه عملي ويحتاج إلى فترة زمنية كافية حتى يؤتي ثماره الطيِّبة ، كما يحتاج إلى شروط إنجاح ، فلا بدّ للأب كمدير للجلسة أو المجلس من التوافر على ما يلي :
1 ـ أن يكون قادراً على ترجيح كفّة ( الحاجات ) الأساسية على ( الرغبات ) العابرة ، أي أن تكون له القدرة على تقدير الأولويات .
2 ـ أن يكون مُلمّاً بتطوّر العصر وإيقاعه والظروف المتغيِّرة ، لأ نّه يتعامل مع جيل جديد خُلِقَ لزمان غير زمانه ، وأن تكون لديه قدرة على الاقناع ، واستعداد للاقتناع .
3 ـ أن يكون مثقّفاً بالثقافة الشرعية والحدود التي يميِّز فيها بين حلال المسائل وحرامها .
4 ـ أن يكون منفتحاً في تقبّل جميع الآراء حتى تلك التي تبدو مُزعجة أو غير معقولة ، وأن يناقشها مع باقي أفراد الاُسرة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يبدي المشورة والنّصح لمن يحتاجهما ، وأن يفضّ النزاع بين الإخوة كحكم عدل .
5 ـ أن يتمتّع بصفة حسن الاصغاء للجميع وعدم المقاطعة كونه مديراً للجلسة ، وأن يعطي الحقّ في الكلام للجميع ، ويعطي حقّ الردّ والدفاع لمن يريد أن يُدافع عن وجهة نظره ، أو عن اتهام وُجِّه إليه ، كما أنّ الهدوء وإيضاح بعض الآراء التي قد لا يحسن الأبناء تقديمها ، واختيار طبقة الصوت المشفوعة بالحبّ والإخلاص والعطف .. كل ذلك من متطلّبات نجاح هذه المجالس .
وممّا ينبغي الالتفات إليه أيضاً هو أنّ هذه المجالس بالأمانات ، أي أنّ أسرارها يجب أن لا تتسرّب إلى الخارج ، فنقل بعض الاُمور التي تعدّ شأناً داخليّاً لا يصحّ من أي فرد من أفراد مجلس الشورى العائلي لا سيّما إذا كان الأمر متعلِّقاً بأحد أفراد الاُسرة المعروفين لدى السامع خشية أن يجرح ذلك إحساسه ، ومَن يدري فقد يقاطع جلسات المجلس إذا افتضح أو كشف سرّه أمام الآخرين .
وخلاصة القول ، إنّ أهم حصاد يمكن أن يحصل عليه الوالدان من ذلك ، هو بناء أسرة متفاهمة متحاورة تناقش القضايا المشتركة ، وتذوِّب الحواجز ، وتحلّ مشاكلها بالتعاون ، وتعدّ لمستقبل أفضل لأبناء وبنات واثقين من أنفسهم وآرائهم .
المصدر : البلاغ
ــــــــــــــــــ
حقوق الآباء على الابناء..كيف ولماذا؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
العيش في منزل نظيف.
التعاون والراحة.
مسئولية الأبناء تجاه دراستهم.
النوم بهدوء في المنزل دون القلق على الأبناء.
معاملة الأبناء لهم باحترام
العناية بهم إلى جانب عنايتهم بأبنائهم
ونستطيع أن نقدم بعض الحلول التي تحكم علاقة الآباء بأبنائهم خلال هذه المرحلة والتي تعتبر أساس كل شئ والذي يحقق للمراهق الصحة والسلامة على كافة المستويات سواء أكانت نفسية أو جسمانية والتي يكون جوهرها الموازنة بين المرونة والسيطرة
إعطاء الأبناء قواعد واضحة: ينبغى أن تكون هناك قواعد محددة يضعها الآباء لكي يلتزم بها الأبناء بصفة مطلقة ولابد من الإصرار عليها ولكن في نفس الوقت على الآباء احترام آراء أبنائهم على أن تتوفر لديهم الرغبة في مناقشة قراراتهم معهم ولا يأتي ذلك إلا بالتزام الأبناء واحترام هذه العادات المطلقة
عدم المغالاة في ردود الافعال: لابد من الصبر، والصبر هو قبول الآباء لمشاعر أبنائهم كما يعنى الاستماع إليهم بالقلب إلى جانب الأذن، وأن تفتح الباب لآرائهم. وغالبا ما ينتاب الآباء القلق على أبنائهم فلذلك فهم يلجئون إلى العقاب عند الخروج عن القواعد المرسومة لهم، والعقاب مطلوب لكنه لا يعطى المراهق الفرصة على أن يسيطر على تصرفاته
تشجيع الأبناء: لابد من التشجيع لا السيطرة، الاهتمام بنشاطاتهم، واظهار الاهتمام بأصدقائهم، مع توجيه اهتمام خاص إذا كانت هناك مشكلة ما
التدقيق في الأمور الهامة فقط:ويعنى ذلك إهمال الأمور الصغيرة أو التافهة مثل (الملابس والموضة مع الالتزام بالحدود المسموح بها) لأنه إذا دقق الآباء على كافة الأمور سيولد ذلك شعور بالتمرد عند الأبناء
عدم معاملة الأبناء على أنهم أطفال: لا تعاملهم بصيغة الأمر فلا تستعمل الكلمات التالية (أنت لا تأكل على ما يرام، لابد أن تنام مبكرا، لن تستخدم السيارة حتى تظهر نتائج الامتحان).
تشجيع استقلاليتهم: : الاستقلال والانفصال وتحقيق الهوية هو ما يسعى المراهق لتحقيقه ويبدأ ذلك منذ سن الطفولة عندما يبدأ الطفل بالزحف والبعد عن أمه، ثم تظهر عند تصميمه لعمل بعض الأشياء بنفسه. أعطى لهم الفرصة للخطأ للتوصل إلى كل ما هو صحيح.
قائمة "لا": هناك قائمة يجب على الآباء الالتزام بها وينبغي أن يرددوها دائما أمام أنفسهم:
* لن أقوم بدفع غرامات المرور
* لن أهاجم المسئولين في المدرسة في الدفاع عن السلوك الخاطئ
* لن أسامح في العنف وعدم الاحترام في المنزل
* لن أعطى نقود للذهاب إلى السينما
* لا للدموع والغضب
* لا لمثلث اللوم لأنه لا يؤدى إلى نتائج إيجابية
علاج مشاكل الأبناء: التحدث بانفتاح عن المشاكل مع الأبناء والتي تعتبر من أهم عناصر العلاقة بين الطرفين وتطوير مثل هذه العلاقة أي علاقة الاتصال تستغرق وقتا طويلا وتحتاج إلى المثابرة، وتنمو هذه العلاقة عن طريق قضاء بعض الوقت مع الأبناء مثل: أوقات الوجبات- اللعب- التنزه- الإجازات- الاحتفالات الصغيرة مثل أعياد الميلاد كما أنه لابد من تخصيص أوقات لكل طفل على حدة للتحدث عن المشاكل الصعبة التي يقع فيها. وهذه العلاقة معقدة للغاية وتظهر نتائجها عند سن المراهقة على وجه الخصوص لأن المشاكل الصغيرة التي لم يتم علاجها أثناء فترة الطفولة تتراكم وتصبح مشاكل أكبر وأكثر تعقيدا في مرحلة المراهقة
العقاب:
لابد أن يفرق الابن بين ما هو صحيح وخطأ فمن هنا جاء دور العقاب لكن العقاب لابد أن يكون إيجابيا وليس سلبيا، فالعقاب الإيجابي هو الذي يحمل بين طياته الفهم الآلي لكلمة السماح، وليس الإحساس بالذنب حتى بعد وقوع العقاب عليه. وصحيح أن الأبناء هم من يدفعون آبائهم إلى ممارسة العقاب عليهم علاوة على أنه ظاهرة صحية إلا أنه يتم وسط غضب كبير وقوة أكبر، فلابد أن يشتمل معنى العقاب على الحب كما لا يتم إلا بعد توجيه التحذير(54/128)
فالسؤال الذي يسأل عنه الآباء باستمرار ويحاولون دائما تقديم له الإجابة هو "لماذا" و هو الذي يعتبر فى فى نفس الوقت الأساس في إعداد النشء علميا وخلقيا ونفسيا وبوجه عام صحيا، ولإعداد النشء على نحو سليم لابد أن تتوافر العناصر الآتية: الصحة الجيدة- علاقات الحب-توفير فرص التعلم، أما السؤال الآخر المحير الذي يسأله الآباء أيضا لأنفسهم هو: كيف نوفر لأبنائنا كل هذه الأشياء؟ ويأتي هنا دور المنزل ثم المدرسة ثم مجتمع الأصدقاء ومن بعده مجتمع العمل إلى جانب بعض العوامل الأخرى التي تنبع من داخل هذه المؤسسات الاجتماعية ومنها: الصحة النفسية،و الصحة الجسمانية،والنضج الاجتماعي والعاطفي،و مهارات اللغة،و المقدرة على حل المشاكل، والتفكير المبدع،و المعلومات التي تتوافر لنا عن العالم الذي نعيش في داخله، فعليك بمساعدة ابنك على التطوير وتذكر دائما أن:
- الأطفال تتطور وتنمو بمعدلات مختلفة
- لكل طفل نقاط ضعفه وقوته ولا يشترط أن تكون هي نفس نقاط الضعف والقوة عند كل طفل
ولابد أن تبدأ تنشئة الابن أو الابنة في مرحلة مبكرة على مرحلة المراهقة ولن يتم ذلك إلا من خلال:
- توفير البيئة الآمنة والصحية التي يغمرها الحب في المنزل أولا
- خلق جو من الإخلاص، الاحترام، والثقة المتبادلة
- إعطاء كل سن استقلاليته المحددة له
- تعليم المسئولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين
- أهمية تعلم قبول الحدود
- الاستماع إلى الآراء
- حل المشاكل
ولابد أن يفهم كل واحد منا أن العالم الذي عاش فيه الآباء عند مرورهم بمرحلة المراهقة يختلف عن العالم الذي يعيش فيه مراهقينا الآن
ــــــــــــــــــ
كيف يمدح أحد الزوجين الآخر ؟
المدح والثناء من الأخلاق التي تجمل الحياة الزوجية، وتعطيها طعما طيبا كلما مدح الزوج زوجته على عمل قامت به لأجله أو لأجل أبنائه، أو امتدحت الزوجة زوجها في موقف وقفة من أجل العائلة، فالمدح مكافأة نفسية لكلا الطرفين والحياة الزوجية تكون جافة وروتينية لم يتخللها المديح والثناء. والإنسان بفطرته يحب أن يمتدح إذا قام بعمل أو أدى حقا، ولكن الذي يحجب كلا الطرفين عن مدح الآخر هو الخوف من الغرور والتكبر، هذا ما قاله لي أحد الأزواج عندما قلت له لماذا لا تمدح زوجتك؟ فقال: أخاف إن مدحتها أن ترى نفسها أفضل مني. فقلت له: أن فهمك لمعنى المدح خاطئ، وان علينا أن نفرق بين مدح الذات ومدح الصفات، فزوجتك تتكبر عليك إن كنت تمدح ذاتها، ولكنها لا تتكبر عليك عندما تمدح صفاتها ومواقفها الطيبة، بل على العكس إنها تشجع وتستمر في العطاء لأن المدح يعتبر مكافأة نفسية للزوجين...
مواقف لا أثر للمدح فيها
هناك عدة مواقف لا يكون للثناء والمدح بين الزوجين فيها أثر على حياتهما الزوجية، منها ما إذا كانت علاقة أحد الزوجين بالآخر قائمة على عدم الاحترام والتقدير، والتجريح الدائم، فان المدح في هذه الحالة لا يكون له قيمة، لأن الحياة الزوجية أصبحت صبغتها الأعراض من كل طرف عن الآخر وعدم احترامه، وفي هذه الحال تفقد الحياة الزوجية رونقها وحيويتها، وأما الحالة الثانية التي لا يكون فيها للمدح أثر، فهي عندما يفقد كل طرف الثقة بالطرف الآخر، وهذا ما شاهدته مرة في المحكمة، عندما امتدح الزوج زوجته وقد انعدمت الثقة بينهما، فنظرت إليه الزوجة نظرة استغراب، وكأنها تقول له: لا قيمة لمدحك هذا عندي.
وأما الحالة الثالثة فهي إذا كان الزوجان، كثيرا المدح أحدهما للآخر بحيث يصعب أن يفرق الواحد منهما بين الجد والهزل فيه وأن يميز بين المدح الصادق والكاذب، فهنا لا يكون للمدح أثر على العلاقة الزوجية وكذلك إذا كان في المدح تكلف، وتستخدم فيه العبارات المنمقة، والتي يعرف أحد الزوجين أنها ليست من بنات أفكار شريكه ولا من عباراته أو أسلوبه. ومثل ذلك إذا كان المدح في ظاهره المدح ولكنه يحمل في باطنه الاستهزاء والنقد، فهذا أيضا لا يكون له أثر ايجابي على العلاقة الزوجية، كأن تقول الزوجة لزوجها:
((أشكرك على العمل الجميل الذي قمت به، وأخيرا فكرت بنا..)) مثل هذه العبارات قد يكون في ظاهرها المدح، ولكن في باطنها يوحي بالتقصير الزوجي، وأخيرا لا يكون للمدح أثر إذا كان العمل الذي يقوم به أحد الزوجين عملا عاديا يقوم به كل يوم.....
كيف تمدح ؟؟
يكون المدح بين الزوجين مؤثرا وفعالا، إذا ركزنا في مدحنا على مدح الأعمال والصفات بين الزوجين، وهناك أمور يحب الرجل أن يمدح فيها، كأن تمتدح الزوجة زوجها على المشتريات التي اشتراها للبيت والأولاد، من الطعام والشراب والملابس وغيرها، فالرجل يحب أن يمدح إذا سعى لتأمين مستقبل العائلة، أو أن تمدح رجولته وشجاعته وإقدامه في المواقف الصعبة، فان مثل هذه العبارات تعزز فيه صفة الرجولة فتشعره بإشباع حاجته النفسية واثبات رجولته، فيفرح بالمدح وتزداد طاقة عمله وإنتاجه للبيت والأسرة، وأما المرأة فتحب أن تمدح زينتها وعطرها وجمالها وأنوثتها وحيائها، فهذه من الصفات التي تشبع حاجتها النفسية، وتثبت أنوثتها، فيمدح الرجل زوجته بأنها ذات لمسة حانية، وبأنه يستقر عندها وإنها سكن له وراحة، كما تحب المرأة أن تمتدح لأعمالها وتعبها الذي بذلته راضية النفس تعطي من غير حساب، وأكثر ما يسعد الزوجة في المدح اذا أثنى عليها زوجها أمام الآخرين. سواء الأصدقاء أم أهله أم أهلها أم أمام أولادهما، فإنها تشعر بالراحة، وأن العطاء الذي تبذله لم يذهب سدى.
فقر التعبير عن الشكر
إن المدح في العلاقة الزوجية يعطي معنى جديدا للحياة، ورائحة زكية للعلاقة الزوجية، وأما من حرم المدح والثناء فقد حرم الخير وحرم أن يتذوق معنى الحياة، والذين ينشأون في بيئة تفتقر إلى العلاقات الإنسانية، يجدون صعوبة في التعبير عن شكرهم للآخرين. وهذا ما تعيشه أكثر البيوت في الخليج، فلذلك نرجو أن يربي الوالدان أبنائهما منذ الصغر على المدح والثناء في الوقت المناسب والمكان المناسب، وأن يبدأ الزوجان حياتهما بتذوق لذة المدح في حياتهما الزوجية، فقد مدح الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، زوجاته ومنهن زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما قال: ((فضلت عائشة على النساء كتفضيل الثريد على باقي الطعام))
ــــــــــــــــــ
حاجة الأولاد للعناية.. مَن يقدمها لهم؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* آمي وتوماس هاريس
أعلن موظف في ملاك، في يوم، بفخر أنه أصبح لتوّه أباً. الأم والطفل في حالة حسنة وسيعودان غداً من دار التوليد. وشرح أن امرأته أيضاً تشغل منصباً هاماً في مؤسسة كبرى، وأضاف بثقة: (لكنها أخذت عطلة من أجل الطفل. لن تعود إلى العمل قبل ستة أسابيع).
سألت زوجة رجل لامع: (لو توظفت أنا فأي تأثير تتصورون سيحدث على طفلتي الصغيرة ابنة السنة الواحدة؟)
فسئلت: (لماذا تغربين في العمل؟)
ـ ذلك لأننا اشترينا منزلاً بأربعمئة ألف دولار في رأس - لسان أرض داخل في الماء - وعلينا أن نشتغل كلانا لتسديد القرض.
ـ هل هذا هو السبب الوحيد الذي يجعلك تريدين العمل؟
ـ نعم، إني أفضل البقاء في البيت مع أليزابيت، في الواقع، إننا نريد أن ننجب ثلاثة أطفال.
ـ وهذا المنزل الجديد لماذا تحتاجين إليه إلى هذا الحد؟
ـ جميع الذين يمارسون المهنة ويترقون بسرعة في شركة زوجي يسكنون الرأس.
ـ وأليزابيت؟
ـ ذلك ما أسألكم عنه. هل ستكون بخير؟
الجواب: (على الأرجح لا). إن يوم امرأة تعمل ـ وهي أم لأطفال صغار ـ مزيج من الأحلام والكبت والتهافت. وتلقى في يومها كذلك جزءاً لا يمكن إهماله من الخذلان. يمكن أن تسير حياة الأسرة بشكل صحيح إلى حد معقول أن توفر لها ما يكفي من مال. فتوظف مربية توقف وقتها كاملاً في تدبير المنزل والعناية بالأطفال. كم من الأزواج يسمحون لأنفسهم بذلك؟ أين نجد مثل هؤلاء؟ إن التقسيم الواقعي والمنصف للمسؤوليات بين الوالد والأم غير شائع. تسعى الأمهات المتفوقات لسد الثغرات على حساب عافيتها وطاقتها وانفعالاتها. هل هؤلاء الأزواج الشبان في زخم ارتقائهم نحو ذروة مهنتهم المتألقة يقومون بإعداد الطعام في المساء ثلاث مرات ونصف في الأسبوع؟ هل يكرسون أيام الراحة في تنظيف السجاد والقيام بالمشتريات والذهاب بالأطفال إلى طبيب الأسنان وتسجيلهم في الحضانة؟ بل حتى إن فعلوا ذلك، فسيشعر الجميع، في الأغلب بالإنهاك. ويرتفع الضغط، ويغدو الأطفال مصدراً للبغضاء: (أنت من أردتهم! ألا تذكر؟).
ليس لدى كثير من الأسر الخيار غالباً. فثمة والدان يعملان كلاهما خارج البيت لتوفير الخبز على المائدة. وفي حالات أخرى كرس الوالدان سنوات طويلة من عمرهما في وظائف مهنية لتزودهما بكمية هامة من احترام الذات وإحساس بالكمال. هل يجب التخلي عن هذا كله في سبيل إنجاب أطفال؟ يبدو أن عدداً من الأسر قد وجدت تسوية. فما هو المثل الأعلى؟
برأينا إن طفلاً يفرض أن يكون أحد الوالدين في البيت، أو على الأقل أن يستطيع الطفل في أية لحظة أن يلتمس رعايته، أو يسترعي انتباهه في الحد الأدنى، إلى أن يتخذ الطفل القرار أنه قارئ جيد. يتخذ الطفل مثل هذا القرار في السنة الأولى أو الثانية من المدرسة الابتدائية، وأحياناً بعد ذلك، ونادراً قبل ذلك. إنه لا يستطيع أن يقرأ كثيراً، لكنه يعرف إن كان (جيداً في القراءة أو لا). إنه يعرف كذلك إن كان (لا يعرف القراءة). القراءة هي الأداة الرئيسية لاستقلال الأطفال. عندما يقرأ الطفل جيداً، ويعرف ذلك، يستطيع، واثقاً من نفسه، قراءة تعليماتك على البراد، أن يتسوق الحاجيات حسب قائمة. أو كتابة واجباته المدرسية وحده. عندما يكون الطفل سيئاً في القراءة، بل أسوأ من ذلك، إن اعتبر نفسه قارئاً سيئاً فإن دراسته المدرسية تتأثر بذلك. حتى إن استدراك نقصه بدروس خصوصية في القراءة فإن مواداً أخرى كالجغرافيا والتاريخ والمعلومات المدنية، التي تتقدم تدريحياً، تخلفه بعيداً إلى الوراء.
إن بعض الآباء اليوم يسرعون العملية ويدخلون الأطفال الصغار في مجال قراءة اللغات الأجنبية والتدرب عليها قبل أن يكتشفوا أقدامهم الصغيرة، يرسل أطفال في السنتين من العمر إلى رياض الأطفال، يتعلمون (القراءة) قليلاً، لكن أين هم في تطورهم الانفعالي؟ هل أعطوا الوقت، وقت تعلمهم على طريقتهم في التحري البطيء والألعاب المبدعة؟ أهذا الزقّ ـ كالطيور ـ للحياة حاجة للوالدين أو للطفل؟ إننا نغتبط دائماً حين نشاهد أن الأبحاث عن أفضل الوسائل لتنشئة الطفل تتتابع، ولسنا متخصصين لنعلن عن آراء رجعية في موضوع التدريب السابق لأوانه. ونعتقد مع ذلك أن الموضوع يتعلق بمشروع يتطلب مساندة أشخاص رفيعي الأهلية والكفاءة. قال لنا طبيب الأطفال ت.بري برازلتون: (ينبغي أن تنتزع من رأس الوالدين فكرة وجود لحظة سحرية للتمرين إن تركاها تعبر ضاع كل شيء). إنه يقترح كشرح لرأيه، إن هؤلاء الآباء يهتمون كثيراً بما يمكن قياسه، مثل التطور الذهني ويهملون التطور الانفعالي.
إننا نعتقد أنه ينبغي البقاء ستة أعوام على الأقل مع الطفل. إذا اعتبرنا أن نصف معارف الطفل تكتسب أثناء سنواته الأربع الأولى فيبدو من الهام جداً إلى أقصى حد العناية به والأخذ بيده وقيادته وتعليمه وحبه خلال تلك السنوات. ماذا سيسجل في أبوي الطفل الصغير؟ نفاد الصبر، التهافت، الغياب، التعب، القلق، النزق، الرسائل المتناقضة ووالدان) غريبان ومتغيران في أشكال شتى: حارسات وممرضات اختصاصيات بالمواليد ذوات اختصاص غير مؤكد دائماً؟ يمكن أن تكون تسجيلات الأبوين غير ذلك كلياً: حنان، جاهزية، مفاجأة، مداعبات، أمان، ثقة، غذاء، تعليم، صبر، أشارَ، ساعدَ، تعاونَ، علاقة أب/ أم جيدة، تقبيل، ضم بين الذراعين، بهجة، من غير نسيان هذا التسجيل القوي لدى الطفل: (إن لي مكاني).
مَن سيسجل في أبوي الطفل الصغير؟ هل سيكون بابا وماما أو شخص آخر يكون قد جلب الأساسي من العناية خلال تلك السنوات الحاسمة من التكوين التي تمتد من الولادة إلى خمسة أعوام؟ من المفهوم أن الوالدين يتمنون ن ينقل أولادهم وراثتهم ونسبهم، وهل يودون كذلك لو بنقل أولادهم شخصيتهم هم ذاتهم؟ من أجل هذا يقتضيهم الزمن. يجب أن يكونا معهم. لماذا تريد طفلاً؟ أليكون لك فقط؟ كغرض من الأغراض التي تملكها؟ أو من أجل بناء حياة تجلب البهجة وتكوّن أسرة؟ تلك هي أسئلة على الناس أن يطرحوها على أنفسهم، في المثل الأعلى، قبل أن يضعوا في العالم حياة جديدة؟
يجب أن تكون تلك السنوات الست قدر الإمكان عشر أو اثنتي عشرة سنة، تلك السنوات التي تكون فيها مساندة الوالدين الأشد ضرورة. قد تبدو قسوة، في شكل من الأشكال، تشجيع النساء الشابات على الانخراط في سلك وظيفي دون تزويدهم بالمعلومات الضرورية عما يستلزمه تنشئة طفل. وإن أردن أطفالاً، وهن متردعات بتلك المعلومات، فربما يضطررن للعدول عن طموحهن في السلك الوظيفي كي يتمكن من العمل في البيت. هناك حلول. لقد نال العديد من الرجال والنساء نتائج باهرة في عملهم خارج البيت ورعايتهم أولادهم في الوقت نفسه. إن الأولاد الذين يفتحون بأنفسهم باب منزل خاو في المساء لا يتألمون جميعهم. تتدخل عوالم أخرى على الخط. إننا ما نزال نعتقد مع ذلك، إن المرحلة التي تفضي إلى معرفة جيدة بالقراءة، معرفة معترف بها في الإطار الاجتماعي، المدرسة، هي المدة الزمنية ذات الحد الأدنى التي يجب على أحد الوالدين على الدوام أن يكون جاهزاً لتلبية حاجة طفله. يعود إلى الوالدين تقرير من يكون: الوالد أو الوالدة أو شخص آخر مسؤول ومحب ويشترك في قيم الوالدين. أن الأساسي هو الفهم إن للأولاد حاجة إلى العناية، وإنه يجب على شخص ما أن يقدمها لهم.
ــــــــــــــــــ
افعال الوالدين التي تعبر عن قيم؟
* آمي وتوماس هاريس
* إن ما نقوله لأطفالنا عندما يكونون صغاراً يحدث تأثيراً أقل أهمية مما نفعله. إن كنا لا نقتنع بجدوى العنف فإن فعلاً يستتبع اقتناعنا هو إطفاء التلفزيون عندما يبدأ العنف على الشاشة أو تغيير المحطة: (في أسرتنا إننا لا نؤمن بجدوى العنف). المقصود بذلك مبدأ أثير ونحن في أكبر الحاجة إليه. إن الوسطاء لاسيما بعض نقاد الأفلام والتلفزيون هم أحياناً سذج بشكل لا يصدّق، أو بحصر المعنى حمقى في تقويمهم. قرأت حديثاً نقداً لفيلم حيث قيل عنه: (إن بعض مشاهد العنف أو التعذيب فيه قد تعرّض الأطفال الأصغر سناً لجرح إحساسهم). تعرّض؟ هل يجب أن نتردد ثانية واحدة في حسم التساؤل إن كان العنف يصدم الأطفال الصغار جداً أم لا؟ ويعلن ناقد آخر عن إعادة عرض ريبورتاج عن جيم جونس وطائفته في جونستون ويصفه إنه (عرض عظيم). هل هو عرض يستحق المشاهدة انتحار أو قتل 913 شخصاً خلال فصل من التاريخ الحديث الأكثر خزياً وفحشاً والأشد ترويعاً؟ هذا أيضاً قد يصدم الأطفال الصغار جداً.
اترك الكتب مبعثرة في كل مكان إن كنت تبجل القراءة. اقرأ أنت نفسك. هل يعرف طفلك أبجديته؟ علّمه إياها. حرضه على ذلك اجعل منها ألهيته. كيف يمكن استخدام دليل الهاتف أو القاموس أو الفهرست أو الموسوعة إن كان لا يعرف أن ك قبل ل وأن غ بعد ع؟
ـ البشاشة:
البشاشة والدعابة تعبران عن قيم كذلك. حدثنا أب، أنه يحمل رضيعه بين ذراعيه ويتجول به كل صباح في جميع أنحاء المنزل قائلاً: (صباح الخير أيتها الساعة، صباح الخير يا براد، صباح الخير أيتها الطباخة، صباح الخير يا زهر، صباح الخير يا طاولة). وكان الرضيع لا يشعر بذراعي والده القويتين فحسب إنما يتعلم أيضاً أسماء الأشياء والكلمة الأولى التي تقال في الصباح: (صباح الخير) للجميع ولكل شيء. هل تتبادلون في الصباح فيما بينكم في البيت صباح الخير؟ الوقت لا يفوت أبداً لتبدؤوا بذلك. وإن من الخير أيضاً أن يكون لديك (صباح الخير) في أبويك أيضاً. أي ترياق رائع ضد المرارة التي شعرنا بها عندما قرأنا على قميص مسافر خلال رحلة بحرية في الكاريبي هذه الكلمات: (يوم مشؤوم آخر في الجنة!).
إرادة التغيير كذلك أمر مهم. إن اتخاذ موقف مطابق لمبادئك هو فضيلة. عندما يولد الأخ الصغير، وعندما تقبل ماما أن تتوظف، وعندما يمضي بابا ليلة بيضاء خارج البيت، وعندما ننتقل إلى مسكن آخر، تتغير أمور كثيرة. ونرجو ألا تتغير أشياء كثيرة جداً في الوقت نفسه. أما أمر قول (صباح الخير) فلا يتغير، إلا إن كان وقت عمل الوالد يرسله إلى النوم عندما يستيقظ سائر أفراد الأسرة. ينبغي عندئذ أن يحل مكان صباح الخير كلمة مساء الخير. ومهما يكن من أمر فإن هذه الخير هي الهامة.
الوالدان عاطلان عن العمل. فلن نذهب إلى البحر خلال العطلة كما كنا نفعل في السنوات الأخرى. لا تلطم أطفالك بالواقع ببساطة إنما حدثهم عن شعورك. أنت أيضاً قد خاب أملك. افعل كي يعوا عواطفهم. اطلب منهم عندئذ أن يساعدوك على ترتيب عطلة تعوضكم: تجهيز خيمة في الحديقة، طبخ الطعام على مشواة الفحم، تمضية أسبوع كامل في تحقيق قائمة أشياء (سخيفة). فالتغيير ممكن، قد يضيء الحياة إن بقيت كلمة (صباح الخير) وكلمة (أحبك).
ـ الدعابة:
لا تكون الأسر (المرضى بالضحك) مرضى كما تكون الأسر الجدية إلى حد مميت. يمكن أن يؤخذ تعبير إلى حد مميت بمعنى وصفي دقيق. هناك حكاية أتهيب قليلاً في سردها خشيتي من تعليق أبوي أحد. لكني سأفضي بها كمثال عن الوالدين الفعالين على الطريقة المرحة الصخبة. في أمسية يوم كنت أعود بها يدي وغريتشن إلى المنزل. وكان لهما من العمر على التتالي عشر سنين وست سنين. سمعت بغتة نقنقة وهمهمة في المقاعد الخلفية للسيارة، وميزت كلمة لا أجدها مقبولة في مجتمع متمدن. كان الأمر يستدعي حكم الأبوين. أي كنت، والحالة تلك، أنا المعنية مصادفة. انفجرت عندئذ بأغنية (التوريه آدور) من كارمن كأني أنفخ في بوق قدر ما أستطيع من قوة ولا أستخدم من كلام غير تلك الكلمة النابية.
صاحت ابنتاي في حيرة وارتباط في تساوق معاً: (ماما! ماما!). وكلما ازداد احتجاجهما علا غنائي أكثر. كنت أنا التي تجلب العار على الأسرة. وشاهدتهما في المرآة الارتدادية تلقيان نظرات مذعورة على السيارات التي تحيط بنا من الجانبين. ثم انبطحتا على أرضية السيارة! استسلمت أخيراً، وأعقب ذلك انفجار ضحك عام. ومنذ ذلك اليوم ما أن تلفظ كلمة نابية حتى أعود إلى ألحاني المنغمة.
ـ ما تنتظره:
أن تطلب إلى طفل صغير جداً أن يساعدك هي وسيلة لتقول له إنه يستطيع أن يفعل أموراً. يبدو غالباً أن الوالدين متأخرين سنتين عن أطفالهما في تقريرهما لما يستطيع الطفل أن يصنعه. الملاحظة والوعي يحدثان الفارق. سيكون طفلك متقناً عمله طيلة حياته إن كانت رسالة (ستعتني بأمورك) قد عبر عنها منذ بدء الطفل فهم الكلمات، ودلل له عليها قبل ذلك. إنه يحتاج إلى عون، لكنه ما أن يتعلم تدبير أمره حتى يريد أن يصنع أمره بنفسه. قد ينتابه بعض العجز والضعف بالتأكيد. لكن رسالة (تستطيع أن تفعل أشياء) مقرونة بثقتك بقدراته ستفرز بصلابة في أبويه. ويعزز إغداق الثناء عليه كذلك تلك الرسالة.
ـ أن نكون حاضراً:
ليس ضرورياً ولا مرغوباً فيه أن تحل جميع مسائل طفلك. لكن بالمقابل، يجب أن تكون حاضراً لتسمع. قد يحدث أن يتوجب على الوالدين اتخاذ قرار. وفي مرات أخرى ينبغي على الطفل أن يفعل ذلك. فالوعي من جديد هو المفتاح. لا يمكن للوالدين أن يكونا واعيين إن لم يكونا حاضرين. يثار جدل طويل فيما يتعلق بالأطفال، عن (نوعية) يمكن أن تحل محل (الكمية). ومع ذلك ينبغي فحص المسألة من وجهة نظر الطفل. بالنسبة للطفل الصغير، الآن هي النوعية: عندما تخطر له خاطرة لامعة، وعندما يؤذي نفسه، وعندما يحتاج إلى تضميد، وعندما يجلب معه إلى البيت علامات جيدة أو علامات سيئة.
* ترجمة: دار الفاضل
ــــــــــــــــــ
التواصل الأسري ..فن راقي
تعتبر قضية التواصل بين الزوجين صمام الأمان الذي يضمن التماسك الداخلي لبنيان الأسرة, ويمتن أواصر علاقات أفرادها بشكل كبير, مما ينعكس إيجابًا على الطمأنينة النفسية والسكينة الروحية, ويفعل دورها في بناء الإنسان المتزن انفعاليًا.
ترتكز قواعد العلاقات التواصلية الأسرية على وشائج متينة من الود والحب والإخلاص والتعلق والثقة المتبادلة, إنها مهمة لبناء أسرة قوية قادرة على لعب دور فعال في خلق شخصية أفرادها وتطبيعها بقيم ومثل حميدة, إنه لاشيء يعوّض العلاقات العاطفية المتسمة بالود والاحترام في الأسرة, لأنها تعمل على إزالة التوترات وتنفيس الضغوط الانفعالية من جوها.
لقد تعقدت الحياة العصرية نتيجة للتطور التقني والتفجّر المعرفي الهائل وثورة المعلوماتية المدهشة, الأمر الذي جعل العالم قرية صغيرة مما جعل حياتنا مليئة بالاضطرابات النفسية وأشكال القلق المختلفة, كل ذلك يلقي على كاهل الأسرة أعباء ومسئوليات جساما لتخفيف وطأة الظروف القاسية عن أفرادها, مما يجعلها ملاذاً روحيًا يلجأ إليه هربًا من صعوبة الحياة العصرية وتعقيداتها.
يلعب التواصل الأسري والتفاهم بين الزوجين دورًا حيويًا في تحفيز قدرات الإنسان على العمل وجعلها أكثر فعالية, ويخلق مقدمات ضرورية لحياة الإنسان الروحية, ويحدد روح الأسرة وأسلوبها والأدبيات المتبعة في التنشئة الاجتماعية للأطفال والمراهقين, كما يحمل في طياته السرور والسعادة, أو على العكس تمامًا يؤدي إلى إثارة الأحقاد والضغائن.
كما تتوقف علاقات الأسرة على اهتمامات الزوجين النفسية وميولهما وحساسيتهما الانفعالية وعلى مشاعر كل منهما تجاه الآخر.
إننا لا نعرف السعادة بمعزل عن الآخرين, ولا نتذوقها دون وجود زوجة وأطفال, وما يقوّي وشائج الأسرة ويمتنها هو وجود علاقات طيبة بين أفرادها.
ولكن ما العوامل التي تتوقف عليها طبيعة المناخ الأسري?(54/129)
إن لكل أسرة خصوصية فريدة تميّزها عن غيرها, لكن خلق مناخ أسري يتوقف على وقت الفراغ, والمستوى الثقافي, والتواصل النفسي, وانطباعات متنوعة. وبمقدور الزوجين أن يرفع أحدهما من شأن الآخر أو يفعلا عكس ذلك, لذا فإن المساعدة على إزالة عيوبهما ونقائصهما تتوقف على مستوى ذكاء كل منهما وعلى المودة التي يكنها أحدهما للآخر, لقد أشار المربي (بيلنسكي) إلى أن الاحترام المتبادل للكرامة الإنسانية يولد المساواة, فعندما يسود الاحترام والتكافؤ جو الأسرة, يكف الرجل عن التصرف كالسيد المطلق ذي السلطة والصلاحيات التي لا تناقش ولا تعارض, ولا تبقى المرأة عبدة مغلوبة على أمرها, أما الأُسر التي تسيطر فيها علاقات الأنانية والاستبداد, حيث لا احترام متبادلا ولا مساواة ولا محبة, كل ذلك يعتبر الأرضية الخصبة لنشوء أشكال مختلفة من الصراع والخلافات. وبهدف تجنب ذلك يترتب على الزوجين أن يعرف كل منهما الآخر بشكل جيد, وسمات طبعهما ومزاجهما, وأن يدرك كل منهما أنه شخصية متميزة تختلف عن شخصية الآخر بسماتها ومقوماتها وخلفيتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية, عند ذلك يمكننا نزع فتيل الأزمات التي يمكن أن تعصف بكيان الأسرة وتماسكها.
القواعد الأساسية
عدم كشف الخصوصيات الأسرية أمام الغرباء.
ضرورة التقدير والاحترام المتبادلين.
التخفيف قدر الإمكان من أشكال اللوم والعتاب.
عدم التحدث عن عيوب الزوج (الزوجة) أو الأطفال أمام الآخرين.
إمكان التأهب للدفاع عن الزوج (الزوجة) في حال نشوء خلافات مع الأصدقاء والأقارب.
من غير المحبذ لكلا الزوجين توجيه أي ملاحظات بحضور أناس غرباء لأن هذا قد يسبب الأذى لعزة النفس والمشاعر - ليس بالنسبة لهما فقط, بل وحتى الأطفال عامة والمراهقين خاصة.
الإيمان بالعقيدة الأسرية وعدم السماح لأي كان بالتدخل في شئون الأسرة الداخلية ولو كان من أقرب المقربين والأصدقاء.
القدرة على ضبط كل من الزوجين انفعالاتهما والتحكم بأعصابهما أثناء ثورات الغضب.
أن يكون باستطاعة الزوجين التنازل والتساهل, وهذا شرط من الشروط الأكثر أهمية بالنسبة لنجاح العلاقات الزوجية.
عدم اللجوء إلى أشكال العقاب الشديد لأن الإنسان الذكي يدرك المقصود بمنتهى السهولة.
عدم التسرع في قذف الزوجين, كل منهما الآخر, بكلمات قاسية وفظة, بل على العكس يجب أن تستخدم قدر المستطاع كلمات حسنة وجميلة. إن كلمات المديح والثناء مسألة مهمة جدًا وخصوصًا بالنسبة للزوج الشاب, لأنه أكثر صعوبة في التكيّف مع دوره كزوج مقارنة بالفتاة التي هي أقدر على التلاؤم مع دورها كزوجة, لذا يترتب على الزوجة الشابة أن تعمل على دفع زوجها ليصبح رب أسرة حقيقيا عن طريق مدحه وتشجيعه, وليس عن طريق إصدار الأوامر والمواعظ والإرشادات التي تقتل لديه الرغبة في فعل شيء ما.
عدم إطلاق بعض الاستنتاجات والتعميمات التي تتسم بالمغالاة والإطناب, على سبيل المثال (إنك لا تريد أن تفهمني أبدًا, إنك تتصرف دائمًا على النحو الذي تريده, طلبت منك ألف مرة,....) الزوج يمكن أن يخطئ, وكذلك الزوجة في تصرف ما, فيسارع الآخر إلى إطلاق سيل من التعميمات القاطعة, واصفًا شريكه بالفشل, إن هذا الموقف يمكن أن يجرح كرامة الزوج (الزوجة) جرحًا عميقًا قد لا يندمل أبدًا.
عدم كتمان الإساءة وكبتها داخل الذات, فكلما كشف الزوجان عن حالات الصراع بصورة أسرع كان تأثير ذلك أقل شدة في بنيان الأسرة. ويجب على الزوجين أن يعملا جاهدين على اتخاذ الخطوة الأولى ليلتقي أحدهما الآخر بهدف المصالحة وإزالة مسببات التوتر التي ولدت الأزمة.
أن يكون باستطاعة الزوجين التفاهم والمساعدة والتغاضي, وهذا شرط مهم جدًا. قام علماء الاجتماع بدراسة شملت مائة من الزوجات بمناسبة اليوبيل الفضي لزواجهن, تم توجيه بعض الأسئلة المتعلقة بأفضل الطرق والاستراتيجيات التي تقوي العلاقات الأسروية وتمتنها, فكانت النتائج أن 75% منهن أشرن إلى أن ما يسلح بنيان الأسرة هو الآتي:
ـ الاستعداد لمساعدة كل منهما الآخر.
ـ العفو السريع.
ـ توافر سمات مثل النزعة العملية, الاقتصاد المنزلي,....
أن يضع كل من الزوجين نفسه مكان الآخر ويحاول أن يغوص في عالمه الخاص ويساعده على فهم ما هو جوهري وأساسي, فقد لا يتمكن أحدهما من رؤية تفاصيل الحياة من منظوره الشخصي.
عدم الاختلاف بسبب أمور صغيرة, وعدم السماح بظهور صعوبات وتعقيدات تولد الصراع, والعمل قدر المستطاع على الإيقاف الآني للخلاف كي لا يتطور متخذًا منحى أشد خطورة, فالإنسان الذكي هو الذي يعمل جاهدًا على وقف الخلاف واجتثاث جذوره.
اتباع سياسة أسرية تتصف بالمرونة والدبلوماسية عن طريق تنشيط المشاركة في المسئوليات الأسرية. إن المحافظة على توازن الأسرة وتقوية دعائمها مسئولية جميع أفرادها, فلو واجهت الزوجة - على سبيل المثال - صعوبة ما سببت لها الإنهاك في الوقت الذي يقف فيه باقي أفراد الأسرة موقف المتفرج يعطون الإرشادات والنصائح التي تؤزم الموقف, وتمهّد لظهور الجفاء والفتور بين الزوجين, فإن هذا يترك أثرًا سلبيًا عسير الزوال.
أن يرفع دائمًا شعار (لا فظاظة ولا خشونة), وليعلم الزوجان أن لاشيء يحطم سعادتهما مثل الجلافة والقسوة. إن الحب الكبير والحنان والملاطفة والرقة والثقافة الجنسية والمعاملة الراقية مهمة جدًا لبناء علاقات أسرية سليمة.
ضرورة الاتفاق على استراتيجيات وأساليب تربوية واحدة بالنسبة لتربية الأطفال وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة, مثل عدم تقديم التعزيز الإيجابي (حلوى, نقود...) بعد عقاب الطفل من قبل أحد الوالدين.
إن عجز التواصل مع الأطفال يعتبر حقيقة كئيبة في هذا العصر المعقد. لقد أحصى علماء الاجتماع مدة التواصل بين الأطفال والأبوين, فكانت حوالي 15 دقيقة كل يوم, ولكن كيف يمكن أن نوفر الوقت الكافي للتواصل بأطفالنا وخصوصًا بالنسبة للأسر العاملة? إن المخرج الوحيد لهذه المشكلة هو استخدام يومي عطلة يخصصان بأكملهما للأطفال (القيام برحلات, الذهاب إلى مسرح الأطفال, زيارة المعارض الفنية وحدائق الحيوان...).
ضرورة العيش بثقة, بهدف البحث عن مصدر السعادة في كل شيء, (في كلام الطفل وخطواته الأولى, في النظرة اللطيفة والحنونة للشريك الآخر, في النجاح في العمل...).
وفي النهاية علينا العمل بقدر المستطاع على أن تكون هذه السعادة متبادلة, وفي ذلك فن راق للتواصل الأسري يمتن الأسرة ويحصنها ضد مختلف أشكال التفتت والتفكك والضياع
*المصدر : مجلة اسرتي
ــــــــــــــــــ
الراتب الأول يوتر العلاقة بين الابن ووالده
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* ناهد أنديجاني
في كتاب أنجح الاختبارات النفسية لمعرفة الذات لجيل آزوباردي، هناك اختبار يحدد مدى مسؤوليتك بمعنى هل أنت قادر على تحمل المسؤولية بصفة عامة؟ يطرح عدة أسئلة، ومن بينها سؤال: متى شعرت بأنك راشد وتتحمل المسؤولية؟، وتعددت الخيارات وكان من بينها حصولك على أول راتب.
حصول الشخص على أول مرتب يشعره بفرحة غامرة بأنه يستطيع الآن شراء كل ما يريده من دون أن يحاسبه والده، ولكن يرى ويفسر والده ذلك بأنه خروج من طوعه وكبر عليه ويشعر بأن صغيره في غير حاجته. وتقع المشاكل الأسرية بينهما مما يضطر ابنه لمغادرة البيت أما الفتاة فتنتظر قدوم العريس الذي سينقذها.
ويقول المهندس وائل بخاري ،26 عاما، «منذ أن حصلت على راتبي لأول مرة بعد توظيفي في شركة أجنبية وعلاقتي توترت مع والدي فصار يتشاجر معي فخفت أن أفقده فاخترت أن استقل بشقة». ويضيف «لا مانع لدي بان أعطيه كل مرتبي ولكن ما يحزنني هو انه يشعر باني كبرت عليه بالرغم من أن والدي مهندس». ويذكر الدكتور محمد صافي،25 عاما، طبيب في مستشفى الملك فهد يتذكر انه بعد أن وجد الوظيفة في المستشفى وحصل على أول راتب طرد من البيت. ويقول «شعر والدي بأنني خرجت من تحت سيطرته بعد حصولي على راتب قدره سبعة آلاف ريال، وأنني ما عدت احتاجه مثلما كنت طالبا وصار دائما يقول بلهجة استهزاء: نعم أنت دكتور ليس هناك من يوازيك. ومثل هذه الكلمات التي جعلتني اشعر بالندم أنني درست الطب». ويتابع حديثه قائلا «ضطررت أن استأجر شقة بعيدا عن أهلي».
وفي المقابل تقول المعلمة نبيلة مرزا، 28 عاما، «شعر والدي بأنني كبرت وتكبرت بحصولي على وظيفة ومرتب اشتري به ما يحلو لي من دون رقيب ومحاسب، كثيرا ما يقول لأمي ابنتك كبرت علينا»، وهذا ما كان يشعرها بالأسى والحزن فهي لا تفكر بذلك اطلاقا. وتضيف «كثيرا ما فكرت بأن استقل عنهما تماما ولو بشقة على سطح بيتنا لكني بالطريقة هذه سأكون حقا متمردة فاخترت الصمت حتى يأتي العريس».
بماذا يشعر الوالد تجاه ابنه الموظف وما سبب هذا الشعور والتوتر؟ يجيب على تلك التساؤلات المتخصص النفسي الدكتور محمد محمود، ويقول «أولا، علاقة النفور التي بين الآباء والأبناء في الظاهر هي ليست مرضية بل هي وليدة ثقافة المجتمع الشرقي خاصة». ويفسر نظريته قائلا: «المجتمع ربى الأسر على أساس أن الوالدين لا يمكن الاستقلال عنهما نفسيا واجتماعيا وماديا بمعنى أن الوالدين يربيان صغارهما على الاعتماد عليهما في كل شيء حتى يكبر الشاب ولا تتوقف مهمتهما هنا بل هما اللذان يختاران له الزوجة ويتدخلان في كل تفاصيل حياته، فابنهما أو ابنتهما لا تستطيع أن تتحمل المسؤولية أو أن تستقل نفسيا عنهما».
ويتابع حديثه موضحا النقطة الثانية «بالتالي عندما يوظف الابن ويقبض راتبه خاصة إذا كان منصبه أعلى من والده يحدث خلل في العلاقة بينه وبين أهله، فوالده يشعر بان ابنه بدأ يتمرد ويخرج من تحت سيطرته فلا يقبل بذلك، ومن الممكن أن نسميها غيرة ولكنها ليست بمفهومها العام».
رب البيت المتقاعد يشعر بغيرة أكثر من ابنه ويفسر ذلك الدكتور محمود بأن «تبادل الأدوار من أصعب المراحل التي يشعر بها المرء».
وأوضحت المحاضرة بقسم علم الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز سعاد عفيف كيفية طغيان الناحية المادية على مستوى العلاقات الأسرية، خاصة تلك التي تربط بين الآباء والأبناء.
وقالت «حصول الابن على وظيفة وشعوره باستقلاليته فهذا من حقه، والذي لا بد من معرفته بأن المشكلة التي تحدث بعد ذلك تعتمد عليه بمعنى أن هناك ناحية ايجابية تعود للاثنين بان يتحمل الابن جزءاً من أعباء البيت ويبدأ بالتخطيط للزواج مثلا وناحية سلبية بان يشعر من حوله بأنه مستقل مما يشعر الوالد بان دوره انتهى».
*المصدر :الشرق الاوسط
ــــــــــــــــــ
كيف تتغلبين على شقاوة طفلك؟
* محمد رفعت
ـ طفلي غاية في الشقاوة، كثير الحركة، متقلب المزاج وله قدرة عجيبة على المشاغبة لدرجة أن جو البيت يصبح أحياناً غير محتمل. هذه الشكوى ترددها بعض الأمهات.
ويتساءل العديد من أولياء الأمور عن الطريق السليم لتربية الصغير على أسس راسخة ليصبح طفلاً مهذباً يتمتع بالصفات والأخلاق الطيبة.
ويقول خبراء علم النفس في بحث نشرته مجلة بريطانية أن شقاوة الأطفال وعقابهم مسألة تقديرية تختلف من أسرة إلى أخرى. فقد تشعر أم بانزعاج شديد لأن ابنتها الصغيرة تتعمد وضع إصبعها في فمها وتحاول منع الصغيرة بالقوة بينما تأخذ أم أخرى نفس الموقف ببساطة وتشير إلى طفلتها ألا تحاول تقليد المولود الجديد وأنها ستقلع عن هذه العادة بعد فترة.
ولكن هناك تصرفات يرتكبها الأطفال الصغار تثير ضيق أولياء الأمور الذين يتفقون على كونها شقاوة مرهقة لأعصابهم مثل تكرار الأطفال لعملية إيذاء إخوتهم الأصغر منهم سناً أو سكب اللبن والمأكولات عمداً على الأرض وكسر الأكواب واللعب والتبول أثناء اللعب وإلقاء الأشياء من الشرفات والإهمال في الممتلكات الخاصة وتخريب الأثاث والرسم على حيطان المنزل.
وينصح الخبراء بأنه في حالة اكتشاف أن الصغير يتصرف بعصبية ويتعمد ارتكاب أعمال تتسم بالشقاوة الزائدة بضرورة البحث عن الدافع الحقيقي وراء هذه التصرفات ثم محاولة معالجة الموقف بناء على ذلك.
قد يكون الدافع محاولة الصغير لفت النظر إليه لأنه يشعر في قرارة نفسه أن والديه لا يعطونه الاهتمام الكافي والرعاية اللازمة أو يشعر بالغيرة من قدوم مولود جديد للأسرة أو يعاني من الضيق بسبب زيارة شخص قريب لقلب الأم يحظى باهتمامها طوال الفترة التي يقضيها معهم.
وأحياناً يحاول الصغير المحروم من العطف والحنان أو الذي يشعر أن والده يستحوذ على الجزء الأكبر من عواطف أمه، التنفيس عن شعور الضيق الذي يعتريه بالشقاوة والإكثار من الحركات العصبية.
وقد يجد الصغار مثل الكبار صعوبة في التكيف مع متغيرات الحياة والضغوط العصرية فيتولد لديهم إحساس بالإحباط ويحاولون التنفيس عنه بالشقاوة الزائدة.
وتشير بعض النظريات النفسية إلى أن الطفل يحاول اختبار قدرة والديه على التحمل فيعتمد ارتكاب أعمال تثير غضبهما ليرى رد الفعل عليهما. كما تكون الشقاوة في بعض الأحيان نوعاً من التحدي لأم متحكمة ومتسلطة أو لأب قاس أو لجو أسرة مشحون بالمشاجرات التي لا تنتهي، أو يتصرف الطفل بطريق غير مهذبة لعدم وجود القدوة الحسنة من الوالدين.
وقد يتحول طفل هادئ الطباع إلى طفل عصبي بعد الالتحاق مباشرة بالمدرسة، لأنه يشعر بالغربة في المدرسة ويجد صعوبة في التكيف مع بقية زملائه كما أنه يشعر بأنه يبحث طوال ساعات الدراسة عن حنان أمه.
وهناك عدة نصائح للتغلب على شقاوة الصغار وتساعد على تهذيب سلوكهم وتتلخص في النقاط التالية:
ـ تفهم طبيعة تصرفات الصغير وتقريب المسافة بين الطفل ووالديه على أن يكون الحب والحنان هما أساس العلاقة الأسرية.
ـ إظهار الغضب للصغير عندما يرتكب خطأ ومحاولة وضع عقاب رادع لفعلته حتى لا يكررها مع تجنب القسوة حتى لا يحاول الصغير تحدي الوالدين ويلجأ للعناد.
ـ عدم التردد في الثناء على الصغير عندما يقوم بعمل يستحق المديح ومكافأته بلمسة حنان أو قبلة صادقة.
ـ سؤال الطفل بحزم عن سبب ارتكابه لخطأ ما والاستماع إلى شكواه باهتمام. وعندما يبدأ الصغير في تبرير موقفه ينظر الوالد إلى عينيه ويستمع له جيداً حتى يشعر الصغير بالاهتمام والارتباط الوثيق بينه وبين والديه.
ـ امتناع الوالدين عن التكرار على مسمع من الصغير أن ابنهما غاية في الشقاوة وأنهما عجزا عن التغلب على هذه المشكلة لأن ذلك يدفع الصغير للتمادي في الشقاوة ...
وأخيراً يؤكد الخبراء أن الطفل الكثير الحركة عادة ما تكون هذه الصفة عنده دليلاً على الذكاء.
ــــــــــــــــــ
9 أفكار في المحافظة على ميزانية العائلة
ليس المهم أن نحصل على المال، فان الحصول عليه سهل وميسر، لكن المهم هو المحافظة على المال الذي تحصل عليه ومعرفة كيفية إنفاقه بحكمة وتدبير.
سئل أحد الأغنياء: كيف جمعت هذه الثروة الضخمة؟! فأجاب: بقلة المصاريف وحسن تدبيرها.
فالعبرة إذن ليس الحصول على المال، فالكل يأتيه رزقه كما قدر الله تعالى له، ولكن العبرة في الإدارة والتخطيط، ونحن نقدم 9 أفكار تساعد الزوجين في المحافظة على الميزانية العائلية وتوفير المال.
تكليف شخص بالمتابعة
1- لابد من أن يكلف الزوجان شخصاً تكون مهمته مراقبة المصروفات ومتابعة الإيرادات للأسرة، وقد يكون الزوج هو المؤهل بالدور أو الزوجة أو أي شخص آخر. المهم ألا تكون المسألة عائمة وضائعة، (على البركة)، بل لا تأتي على البركة إلا عندما يتحرى الإنسان الأسباب ويتابعها.
الكتابة
2- لابد من كتابة كل دخل الأسرة من الإيرادات سواء كانت هذه الإيرادات من راتب شهري أو مكافأة سنوية أو ميراث أو وصية أو عائد استثماري، وكذلك كتابة ما يصرفه الزوجان يوما بيوم من مطعم ومشروب وملبس وتعليم وأدوية ووسائل اتصال ونقل وأثاث وخدم وغير ذلك.
وضع دفتر خاص
3- يجب أن يضع الزوجان دفتراً خاصاً للحسابات الأسرية ولا يشترط أن يكون على أنظمة المحاسبة المعتمدة، بل المهم أن تبين فيه الإيرادات والمصروفات والتوفير، ليقوم الزوجان بالمتابعة والمراقبة، وإذا كان أحد الزوجين يحب التعامل مع (الكومبيوتر) فهناك برامج خاصة لمتابعة الميزانية الشخصية.
تطوير النظام المحاسبي
4- بعد فترة من الكتابة والمتابعة يمكن للزوجين أن يطورا نظامهما المحاسبي، ويستفيدا من تجاربهما السابقة ويضعا جدولا خاصا بهما حسب مصاريفهما وإيراداتهما.
كن مرنا
5- لابد أن يكون من يتعامل مع التخطيط والميزانيات مرناً. تحسباً للظروف التي قد تحتاج إليها الأسرة من غير حساب، فيكون مستعداً لذلك، بحيث يجعل الميزانية تستوعب أي مستجدات طارئة.
تعليم الأبناء
6- لابد أن يجلس الزوجان مع أبنائهما للتحدث بخصوص الميزانية، وكتابة الحسابات حتى يتعلم الابن أن الوالدين يخططان للأسرة ويقدران المصاريف. فليس كل ما يشتهيه يشتريه، إلا إذا سمحت الميزانية بهذا كما أن الأبناء يستفيدون من ذلك كيفية إدارة حياتهم المستقبلية.
خطط للمستقبل
7- إن المحافظة على الميزانية تتطلب معرفة الوالدين بالخطط المستقبلية للعائلة والأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها حتى يستطيعا أن يدخرا من المصروف ما يلبي حاجات الأسرة المستقبلية من بناء البيت وزواج الأولاد والمصاريف الصحية عند الكبر وغير ذلك.
الاستعداد للصيف
8- أعرف أسرة تسافر إلى دولة أجنبية في كل صيف، والذي يعمله رب الأسرة بعد إعداد الميزانية الشهرية والانتهاء من جميع المصروفات، أنه يحول إلى حسابه في تلك الدولة ما بين 100 إلى 200 د. ك فلا يأتي الصيف إلا وفي رصيده هناك ما بين (1,200 إلى 2,400) د ك. يستفيد منها في الإجازة للراحة والتسلية، فكلما كان الهدف واضحاً كانت الميزانية ملبية لحاجات الأسرة.
إبداع في التوفير
9- على الزوجين أن يتبنيا أسلوبا مبتكرا للتوفير من الإيرادات حتى تكون الميزانية قوية، فمثلا يسميان أسبوعاً من الأسابيع "لاشئ" ويحاولان التقليل من المصاريف قدر الإمكان. أو أن يقتطعا مبلغا معينا من الإيراد ليدخلاه في حساب معين لا يمس وكأنه مصروف ثابت شهري لكنه يكون للتوفير، أعرف شخصاً لديه أربعة حسابات في البنك، وسألته مرة عن السبب فقال: الحساب الأول: للمصاريف المنزلية، والحساب الثاني: أستخدمه للطوارئ، والحساب الثالث: أوفر فيه للتقاعد، والحساب الرابع: أدخر فيه للإجازة الصيفية، فقلت له والله انه إبداع في التوفير.
وختاما فان 9 أفكار تعين من قرأها في المحافظة على ميزانية العائلة، وإنني أوصي الزوج بأن يراقب حسابه بين فترة وأخرى، وأولا بأول، ولا يهمله إلى آخر الشهر فلا يعرف حينئذ كيف يدير حسابه.
ــــــــــــــــــ
راتب الزوجة يشعل الخلافات الزوجية
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
*مسعد خيري
بعد عِشْرَة عمر، افترق الزوجان، وتسبب ذلك في تشريد أولاد في عمر الزهور، والسبب "راتب الزوجة"،
إنها قضية مثيرة للجدل شغلت بيوتنا العربية في الآونة الأخيرة، فهل للزوج الحق في اقتسام الراتب مع زوجته؟، وهل هذا ثمنا تدفعه الزوجة مقابل تغيبها عن المنزل ؟ وهل أصبح عمل الزوجة شرط يطلبه بعض الرجال لإتمام الزواج؟
تؤكد "سعاد".. موظفة عزباء - 26سنة (من المغرب) أن بعض الرجال يتزوجون الموظفة من أجل راتبها.. وتضيف: "كلما تقدم لخطبتي شاب أضعه أمام واقع قد يحصل وقد لا يحصل، أقول له إنه سيأتي يوم أغادر فيه العمل تفرغًا لتربية الأبناء، فإن أبدى تفهمًا لما أشترطه، علمتُ حينها أن وظيفتي لا تشكل أساس الاختيار، وهذا ما سيجعلني أرتاح في زواجي، وأطمئن أن الزوج اختارني لذاتي وليس لمالي".
وتشير "سعاد" أنها أضحت تفكر بهذه الطريقة نظرًا لما تتعرض له بعض الفتيات من مشكلات بعد الزواج، حيث يضع الزوج شروطًا من ضمنها إلزام الزوجة بالمشاركة في مصاريف البيت!
العاملة أولا
وفي نفس السياق يقول مصطفى (من المغرب): "لما فكرت في الزواج، فكرت في المرأة الموظفة؛ لأن ظروفي المادية لا تساعدني على تكوين أسرة نظرًا لارتفاع تكاليف المعيشة، لكن هذا لا يعني أنني أريد كل راتبها، بل جزءًا قد يكون يسيرًا تساعدني به على المصاريف مثل سداد فواتير الماء والكهرباء، وأعرف أن المرأة حرة في راتبها غير أن هذا لا يعني أن لا تساعد زوجها إن كان يستحق ذلك".
وتقول "ك.ل" (من تونس): "تقدم أحدهم لخطبة صديقتي التي ظنت أنه يحبها كثيرًا وبخاصة عندما تستمع إلى أخواته وهن يشرن إلى رغبته في إتمام زواجه بسرعة.. لكن عندما حادثها بعد الخطبة عن المدرسة ومستوى الراتب الذي تتقاضاه، وحينما علم أن راتبها ضعيف جدًا أغلق في وجهها الهاتف، وبعد أيام فسخ الخطبة".
ولأم صالح (من السعودية) والتي ترى أن راتبها كان نقمة عليها قصة مع زوجها ، تقول أم صالح: "زوجي كان لطيفًا جدًا في بداية زواجنا لحد الإبهار، حتى ما يقارب العام من زواجنا، لم يطلب مني أي شيء، ولم يسأل ولو مرة واحدة عن راتبي وكم أتقاضى، وهذا جعلني مطمئنة تجاهه" تستدرك أم صالح قائلة: "ويبدو أن صمته كان مصيدة خطَّط لها بعناية، فذات يوم جاءني الزوج المحترم وطلب مني مبلغًا كبيرًا من المال.. استغربت في البداية، لكنه قال لي إنه لم يطلب مني ريالاً واحدًا منذ أن تزوجنا وأنه في مشكلة يحتاج إلى مال لحلها ومن ثم فالأفضل أن يقترض من زوجته بدلاً من اللجوء إلى أصدقائه"..
كلامه كما تقول أم صالح كان منطقيًا وبخاصة عندما قال: لماذا لا "أستلف" من زوجتي العزيزة أقرب الناس إلى قلبي والتي ستتحملني إذا تأخرت عن السداد.. ووقعت أم صالح في الفخ حيث تقول: "أعطيته ما طلب لكن بعد فترة من حصوله على المال المطلوب لاحظت فتورًا في علاقتنا الزوجية، وتفاقم الوضع بعد أن علمت بزواجه من أخرى"، وكان وقع الصدمة أشد إيلامًا.. تضيف أم صالح: "عندما علمت بأنه تزوج من المال الذي أعطيته، طلبت منه الطلاق وما زلت معلقة بعد أن أصبح راتبي وحصيلة جهدي وعرقي سببًا لخراب بيتي".
عاطل ومحتال
وفي بعض الأحيان تصل الأمور إلى أن يكون الزوج عاطلاً، ولا يكتفي بذلك بل يحتال على مال زوجته، ويطالبها بالإنفاق، وكأن هذا حق لا نقاش فيه.. وهنا تعاني المرأة الأمرّين: فهي بين مشقة وعناء العمل، وأعباء وتكاليف البيت والأمومة..(54/130)
تساءل نفسها نورة (من السعودية) المعلمة في إحدى المدارس عن فائدة كل ما تكابده وهي لا تستطيع أن تنفق ولو القليل من راتبها على احتياجاتها الخاصة، وإنما أصبحت مطالبة بدفع راتب السائق والخادمة شهريًا، بالإضافة إلى تسديد أقساط سيارة الزوج أو الابن، وأضافت أنها مطالبة بتسديد كافة فواتير المنزل من كهرباء وهاتف وماء حتى لا تقطع عليها وعلى أطفالها الخدمات جراء تجاهل زوجها المستمر لتسديد ما عليه من التزامات بحجة توفير ما يتسلمه شهريًا للمضاربة فيه بسوق الأسهم.. مشيرة - بأسى عميق - إلى أن المرأة وخاصة العاملة فقدت مع كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها الكثير من أنوثتها حيث أصبحت هي من يطلب السباك لإجراء بعض الإصلاحات المنزلية وهي من يقوم بمهاتفة البقال أو حتى مديري المدارس لمتابعة سير الأبناء الدراسي.
"منيرة الأحمد"، معلمة في إحدى مدارس الرياض تذكر أن زوجها قدَّم استقالته من عمله كون راتبه الشهري لا يتجاوز الثلاثة آلاف ريال، وهو ما لا يستحق تبعًا لرؤية الزوج مكابدة عناء الاستيقاظ صباحًا ليعتمد بذلك في تلبية كل المستلزمات المنزلية على راتب زوجته والبالغ تسعة آلاف ريال شهريًا، مشيرة إلى عدم تحرج زوجها من إفشاء الأمر حتى أمام رفاقه والذي لا ينفك يوميًا بالسؤال عن موعد تسلم الراتب لأخذ نصيبه منه.
يقول فهد الصالح (السعودية): إنه بالإمكان تصنيف نظرة الرجال الراغبين في الزواج من المرأة العاملة "الموظفة" إلى عدة تصنيفات أهمها من يرغب في الزواج من موظفة طمعًا في مالها أو راتبها، ويعتبرها كمصدر دخل ثابت، تدر عليه دخلاً شهريًا من غير كد أو تعب، وهذا الصنف يقول فهد: يضم شريحة كبيرة وخاصة أولئك الذين يعملون في وظائف ذات رواتب متدنية.
ويضيف فهد: هناك من يستغل راتب الزوجة لتحقيق أحلامه الشخصية كشراء سيارة فارهة لا يستطيع أن يشتريها من راتبه أو شراء مسكن خاص به مستغلاً بذلك طيبة زوجته.
وحسب الصالح فهناك من يريد من زوجته بل يلح عليها بالمشاركة في كل مصروفات المنزل من أثاث وغيره..
أزواج متعففون
وإذا كان هذا هو حال بعض الأزواج، فإن هناك "الكثير" من الأزواج الذين يتعففون عن أن يمدوا أيديهم إلى زوجاتهم، ليروا هل سيعطونهم أم سيمنعونهم.
تقول مريم.. مدرسة (من مصر): "منذ زواجنا (14سنة) لم يسألني زوجي يومًا عن راتبي ماذا عملت به، ولا كيف أو فيما صرفته، بل لديَّ الحرية في صرف مالي كيفما أشاء، وهذا راجع إلى أن راتب زوجي يساوي ضعف راتبي، وبالتالي فهو ليس بحاجة إليه".
ويقول عبد الحكيم (من المغرب): "لم أطلب من زوجتي قط ولو درهمًا من مالها، فمن حقها أن تتصرف فيه كيف تشاء، بل أعطيها راتبي أيضًا ولا أحاسبها، والحق أن المرأة تحسن التدبير الاقتصادي للبيت، وتفكر أكثر في مستقبل الأبناء".
ويقول مراد (من مصر): "لقد أعطى الإسلام للمرأة حق التصرف في مالها، والزوج هو المكلف بالإنفاق عليها، ومنذ زواجي لم أناقش زوجتي في راتبها، لأن لها الحق في صرفه كيف شاءت".
قضية جديدة
يؤكد الدكتور عمرو أبو خليل" مستشار القسم الاجتماعي بشبكة إسلام أون لاين .نت أن الحديث عن راتب الزوجة والمشاكل الذي يسببها بين الزوجين حديث جديد وغير معهود، لأن المعطيات والمفردات خرجت عن النطاق القديم الذي كان يتحدث عن ذمة الزوجة المالية واستقلالها.
لأن هذه الذمة كانت متعلقة بميراث قد يأتيها بدخل أو بمال قد وهبه لها أب أوغيره. ولكن نحن اليوم نتحدث عن قضية مركبة تنزل فيها الزوجة إلى العمل وتحصل على دخل من أجل ذلك. فإذا ما كانت العلاقات طبيعية والنفوس راضية فلا مجال هنا للسؤال عن: لمن يكون راتب الزوجة أو من حق من أن يحصل على جزء منه، لأن الواقع أن أطراف هذا الكيان يقومون على رعايته وعلى النهوض به وعلى إنجاحه وعلى القيام بكل ما يحتاجه، يحكم الزوج شعار التعفف ، ويحكم الزوجة شعار المشاركة والتعاون، فهي لا تشعر أن هناك من يستغلها أو ينظر إلى ما في يدها، لأن ما في يدها وما في يده أصبح شيئاً واحداً.
ويضيف د.عمرو.. في ظل هذه الروح يكون هناك نماذج مختلفة وصور عديدة نسمعها ونراها. فالزوجة ليست التي تشارك فقط براتبها، ولكنها التي تبادر ببيع أغلى ما تملك، والذي قد يكون حليها وذهبها من أجل أن يخرج الزوج من ضائقته المالية، والزوج بصورة تلقائية يكتب جزءاً من شركته أو أحد عقاراته باسم زوجته، وقد تكون الشريك الوصي أو المتضامن في شركته، وقد يكون لأسباب اقتصادية رصيده في البنك باسمها وهو يشعر بمنتهى الأمان وهي تشعر بمنتهى الرضا. فأسراره التي لا يعلمها أحد هي في طي الكتمان عند زوجته ونجاحه تراه الزوجة جزءاً من نجاحها في صيغة متبادلة من الرضا والتعفف والشراكة والتعاون الذي يقيم الحياة الزوجية ويسير بها في خضم أمواج الحياة.
مودة ورحمة
ويشير "مسعود صبري" باحث شرعي بشبكة إسلام أون لاين .نت: الأصل أن الراتب المتحصل من العمل يعود لمن تحصل عليه بجده وكده، فراتب الزوجة من حقها، ولكن هذا مشروط بألا تخل بعملها في المنزل، فإن كان هناك إخلال بحيث تقوم أنت بدفع ما يجب عليها القيام به، كان عليها أن تدفع هي ما هو واجب عليها فعله، لأن الإسلام قسم الأدوار الأساسية بين الزوجين. فالرجل عليه النفقة على البيت، وكل ما يجب في حق الزوجة يجب عليه هو، في سبيل أن تبقى هي في البيت تقوم بما تحتاجه الأسرة من الزوج والأولاد.
ويضيف"صبري"... تكوين الأسرة في الإسلام ليس فيه أن المرأة ملك للرجل، أو أنها متاع يشتريه بماله، وتعريف الزواج بأنه عقد يبيح للرجل الاستمتاع بالمرأة كما يقوله كثير من الفقهاء كلام يحتاج إلى مراجعة، لأن نظرة الزواج كما هي في القرآن والسنة الصحيحة أشبه بتكوين مؤسسة من شريكين، ولذا، فلا يحل للوالد أن يجبر ابنته على أن تتزوج برجل لا ترضاه، فالزواج كما أفهمه أنه ارتباط بين رجل وامرأة لتكوين حياة اجتماعية تحقق أهدافها المتعددة من النفسية والاجتماعية وغيرهما.
*المصدر / اسلام اون لاين
ــــــــــــــــــ
علاقة جيدة مع الآباء .. كيف؟
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة
* دكتور سبوك
الاستقلال مطلب حقيقي للشاب .. فكيف نساعده على ذلك؟
والحب أمل عميق للشاب .. فكيف نقدم له المعلومات التي تفيد قدرته على بناء حياة عاطفية سعيدة؟
نعم، الأبناء في عمر المراهقة أكثر تمرداً على أسلوب تفكير الآباء وحياتهم.
نعم، الآباء الذين لهم أبناء في عمر المراهقة يكثرون من الإلحاح على أبنائهم من أجل إنجاز أهداف معينة.
نعم، الأبناء في عمر المراهقة يحبون التصرف المرتجل مهما كانت نتائجه لأنه يحقق لهم الإحساس بالتحدي، بينما الآباء يصرخون في وجوه الأبناء مطالبين بضرورة النظر إلى الواقع واحترامه حتى يأتي المستقبل جميلاً.
ونعم أخيراً .. إن الآباء سرعان ما يذوبون في نهر الحياة، ويتحول الأبناء إلى آباء، ليأتيهم أبناء جدد يتمردون، ويلح الآباء الجدد على الأبناء الجدد، لكن الأبناء الجدد يسلكون درب التصرف المرتجل.
وهكذا تسير دورة الحياة.
ولأن الحياة لا تتوقف، يندهش الآباء من نقد الأبناء. إن الأب قد يثور وقد لا يتقبل انتقاد ابنه له. وقد يتفجر الأمر بين الاثنين فيخرج الابن من المنزل. وهذا ما يحدث بالفعل في أوروبا وأميركا، وهذا ما قد يتمناه بعض الأبناء في بلادنا ولكن الظروف الاجتماعية لا تسمح به.
والأبناء يرفعون الصوت بالشكوى من جمود الآباء عندما يرون أن الآباء لا يدرون بحركة العصر الحديث. والأبناء يتهمون الآباء بقائمة طويلة من الاتهامات. يقول الأبناء مثلاً إن الآباء متسلطون ويرغبون في التحكم في كل تفاصيل الحياة وإنهم فاقدو الثقة في قدرات الأبناء على التعامل مع كل أزمات الحياة بدءاً من أزمات الدراسة مروراً بأزمات الصداقة إلى أزمات العلاقة مع الجنس الآخر. كما يتهم الأبناء الآباء بأنهم كثيرو الإلحاح بدون داع على موضوعات معينة، وهم دائمو التهجم والعبوس وخصوصاً في أي أمر يخص العلاقة بين الأب والابن.
ودعوني أقل إن جزءاً من اتهامات الأبناء للآباء صحيح، هذا إذا ما درسنا الواقع جيداً.
فالواقع يقول إن الوالدين نادراً ما يمنحان التقدير الكافي لقدرات أبنائهما المراهقين.
ودعوني أقل إن الآباء ينسون في معظم الأحيان كيف كانوا يشعرون هم أنفسهم أيام الشباب، أذكر على سبيل المثال فزع أبي وأمي عندما أخبرتهما بأنني سوف أتزوج وإن مرتبي أنا ومرتب زوجتي معاً سيكفيان لسداد مصروفنا إذا اقتصدنا جيداً.
قال أبي: (ولماذا ترهق نفسك بالزواج في ظل ظروف اقتصادية صعبة)؟
ولم أقل لأبي أني أحتاج إلى التوازن النفسي الذي تحققه لي علاقتي العاطفية مع زوجتي وخصوصاً بعد أن مر عامان على آخر قصة حب لي، وهي قصة كلفتني الكثير من التوتر، وكانت مليئة بالمعارك. وكنت في تلك الفترة قد أنهيت دراستي وبدأت حياتي العملية فوراً ولم أجد ما يمنعني من الوصول إلى التوازن العاطفي.
وقالت أمي: (وهل ستفهم زوجتك كيفية التعامل معك وأنت في معظم الأحيان تشرد بعيداً عن المتحدث معك لأنك تفكر)؟
ولم أقل لأمي أن زوجتي تحترم صمتي، فصمتي نوع من الحوار الداخلي الذي لا تتدخل هي فيه. وبعد اثنين وعشرين عاماً من الزواج كان ابني البكر يعلن خلال السنوات الثلاث الأخيرة أخباره العاطفية فأقابلها بالصمت خوفاً من أن أكرر تجربة النصائح التي كانت قد زهدت فيها. لكني أصررت على أن أقول رأيي بصراحة في علاقته العاطفية الأولى، إذ كانت الفتاة تطيعه في جميع الأحوال، مما جعل حياته معها (عزفاً منفرداً) للقرارات. قلت له: (أنت تتصرف وهي ستحكم على التصرفات وهذا لون ضار من العلاقات). وأصدرت حكمي على العلاقة العاطفية الثانية حيث ترك كل قيادة حياته لفتاته فبدا منقاداً لها، وهنا تدخلت لأقول له: (إن التوازن مطلوب).
وعندما أعلن لي خبر نهاية علاقته العاطفية رجوته أن يختار وأن يدير حياته بنفسه لأنني أراه دائماً أجمل كائنات الأرض، لكن مسؤوليته نحو نفسه يجب أن يتولاها هو.
وها أنا ذا أرى علاقة عاطفية متوازنة تبدأ وهو يقودها بعيداً عن آرائي. وأعتقد أنه لو سألني أن يتزوج فسوف أقول له: (افعل ما تراه مناسباً). وأعترف أنني سأقولها وأنا مشتاق معرفة التفاصيل، لكني سأحاول أن أكتم شوقي حتى لا تأتيني التفاصيل فأرسل له النصائح والآراء التي أرى أنها تناسبني أنا ولا تناسبه هو، فهو في عمر الحلم والقدرة على تحقيقه، وأنا في عمر القدرة على الخوف المتجدد على ابني وعلى أحواله المادية. والمقياس مختلف بطبيعة الحال.
ولابد لي أن أعترف أن السبب الأول لعصبية الوالدين تجاه ما يفعله الأبناء المراهقون هو عدم تذكر الآباء والأمهات للمشاكل التي عانوا منها وكيف انتصروا عليها فهم يتذكرون فقط المشاكل التي عانوا منها وفشلوا فيها ويريدون تجنيب الأبناء مثل هذا الفشل.
والآباء، تحت ضغط وسائل الإعلام المعاصرة، صاروا يعرفون الكثير عن انحرافات الشباب، لذلك قد يضغطون بعنف على الأبناء بالمخاوف. وينسى الآباء أن الأبناء الذين ينشؤون في أسر متحابة لا يقعون في انحرافات العصر الحديث، وأن الأبناء هم في عمر التفاؤل بقوة العمر والآباء هم في عمر التشاؤم تحت ضغط العمر.
إن سلوك الأبناء مختلف بالتأكيد عن سلوك الآباء. فالشباب يحبون أن يفعلوا بعض الأفعال بارتجال لإظهار قدرتهم على التحدي وتحمل مسؤوليات هذا التحدي والآباء يخافون من غدر الزمن، لذلك تراهم يخططون لكل شيء لأنهم يخافون أن يباغتهم شيء صعب. إن حياة الآباء تسير أمام أعينهم كنهر هادئ ولا يريدون لحادث ما أن يعكر الصفو. ولذلك أتوجه للشباب بالقول: (إذ أردت شيئاً من الكبار فعليك بالتمهيد له، فإذا أردت أن تقترض سيارة الأسرة مثلاً، فلابد من المقدمات، وغالباً ما سوف تنجح. صحيح أن والدك سيقول لك إن كل مَن يعرفهم من الشباب يقود السيارة بسرعة تزيد عن المائة، ولكن الصحيح أيضاً أنه يسعد عندما تأخذ السيارة وتعود بها سليمة. أنك بذلك تنمي ثقته فيك بشكل كبير).
والآباء أيضاً ينزعجون عندما يقول لهم أحد الأبناء: (لن أدخل امتحان التجربة الذي ستجريه المدرسة أو الكلية في منتصف العام، لأنه امتحان لا تعطي عليه درجات ولن يؤثر على نتيجة آخر السنة).
إن الأب بذلك يرى أن الابن لم يقم بواجبه كاملاً لذلك يخاف من الامتحان. وعلى الابن ألا يتمسك بعدم بعث الاطمئنان في قلب والديه لأنه بذلك يوجه لهما الدعوة للتدخل في حياته بشكل مزعج له ولهما أيضاً.
وعلى الآباء أيضاً أن يتعاملوا برقة مع أسلوب اختيار الأبناء للزي أو قص الشعر بشكل معين أو سماع الموسيقى الحديثة. هذه الأمور لا ينبغي أن يتوقف عندها الآباء كثيراً لسبب بسيط هو أن الدافع الذي يحرك الأبناء للبحث عن التمييز في أسلوب قص الشعر أو استعمال ملابس معينة على أحدث موضة أو سماع موسيقى صاخبة هو الرغبة في الاستقلال، هذا التمايز وراءه رغبة الأبناء في أن يقولوا لنا نحن الكبار، لذلك نحن نؤسس مجتمعنا الصغير بموسيقاه وزيه المميز وموضات قص الشعر الجديدة (ولنا أن ندرك نحن الكبار أن الأبناء يسعدون عندما تثير مثل هذه الأمور انزعاجنا لأننا فنعرف لأبنائنا ـ ولسن لنا نحن ـ اليد العليا في تنسيق أسلوب حياتهم وذوقهم الفني والاجتماعي.
وفي بعض الأحيان يفتعل الأبناء التمرد والكبرياء تجاه وجهات نظر يعتقدون أنها صحيحة لكنهم يرفضونها لمجرد أنها صادرة من الكبار. إن الابن يتمرد هنا حتى لا يظهر أمام نفسه كخائن لأفكار جيله الذي ينتمي إليه.
ولكني أقول لمثل هذا الابن: (دع عنك هذا الإحساس واحتفظ بتمردك لما هو أكبر من التفاصيل. إن تستطيع أن تضيف لمجتمعك ولجيلك بأن تبحث في تحديات علوم العصر. وإذا جاءك رأي تراه صائباً من والدك فاشكره عليه. إنك بذلك تمتلك القدرة على أن تقول لأبيك أن رأيه في هذا الأمر يعجبك، لكن رأيه في الموضوع الآخر لا يعجبك وأنك غير مقتنع به). ودعني أقل لك إن تمردك سببه سنوات طويلة من الطفولة قضيتها تحت سيطرة والديك. ومن الطبيعي من بعد ذلك أن تظهر درجة من التمرد. ولكنك إذا نظرت إلى الواقع بعمق ستجد أنك تقضي على الأقل من ثماني ساعات إلى اثنتي عشرة ساعة كل يوم بعيداً عنهما وفي احتكاك مع عالم الكبار من مدرسين وأناس كبار آخرين،وهؤلاء الكبار الذين تتعامل معهم يحترمون آراءك إذا ما كانت صائبة. وأنت بتعاونك مع الكبار تتدرب على أن تكون ناضجاً بالفعل. صحيح أن الكبار الذين حولك يوجهون لك النصح أحياناً والنقد في أحيان أخرى، لكن الكبار يرضخون أخيراً لرأيك إذا كان صائباً. ووالدك ووالدتك سيفرحان بذلك، إنهما يفرحان بالتعامل مع الجزء الناضج منك أكثر مما تتخيل، لأن معنى ذلك أنك فارقت الطفولة ولم تعد كثير الشكاوى. لذلك لا يجب أن تفكر في والديك كسلطة يجب أن تتمرد عليها في كل صغيرة وكبيرة، ولكن اجعل التعاون جزءاً من خطتك للوصول إلى مسؤوليتك عن نفسك. وستفاجأ بأن أهلك هم أكثر الناس فرحاً بقدرتك على تحمل المسؤولية، وستجد أنهم يسلمون لك بالسلطات التي تطلبها لنفسك. هذه هي الفلسفة التي يتبعها رجال الإدارة الحديثة في اكتشاف المديرين الناجحين. إنهم يبحثون عن المدير الذي يكتشف أسلوبه الخاص في إتقان العمل وقدرته على التعاون مع الغير، ويحقق لعمله إعجاب الآخرين ويشارك الآخرين أيضاً في أعمالهم برأيه دون جرح مشاعرهم.
والمسؤولية الدراسية هي أحد المعايير الهامة لتقدير الآباء للأبناء، فإذا كان الابن قادراً على أن يؤدي مسؤولياته الدراسية دون إزعاج، فهذا أمر يعطيه أمام الكبار الفرصة الكاملة لإعلان أنه انسان مسؤول عن ذلك وإذا كان الأمر في دراستك عكس ذلك، فهذا يعني أنك توجه الدعوة إلى الكبار ليتدخلوا في شؤونك لأنك تفتقد التقييم السليم لنفسك.
وهناك مسألة يعتبرها بعض المراهقين دليل حريتهم: إنه أمر العودة إلى المنزل في ميعاد محدد.
إن احترام ميعاد العودة إلى المنزل أمر مقدس بالنسبة لك أولاً وأخيراً يا عزيزي المراهق، لأنه يوضح بما لا يقبل مجالاً للجدل أنك انسان مسؤول عما تقول. وهو طريق متميز لأن تكتسب ثقة مَن هم أكبر منك. قد تعتبر أنت انه من السخف أن يعتقد الكبار أن الانسان الحسن هو الذي يعود في الميعاد وأن الانسان السيئ هو الذي يتأخر عن الميعاد. ولكن ماذا إذا ما أخلف أحد الأصدقاء موعداً معك؟ إنك تغضب منه وتعتبره انساناً غير مسؤول، فلماذا تجرد الكبار من هذا الحق الذي تعطيه لنفسك؟ ثم إن إخبارك للكبار بميعاد يعطيهم الثقة في انك انسان مسؤول بشكل أو بآخر.
ولك أن تتذكر، يا عزيزي المراهق ان الوالدين يسعدان بحسن سلوك المراهق معهم والكل في هذه الحالة يعامل المراهق حسن السلوك بأدب. ويسعد الكبار أن يعاملهم المراهق برقة وحساسية ويفرحون بذلك فيعاملون المراهق بود أكثر.
وهناك خلاف جوهري ينشأ بين الكبار والمراهقين: إنه خلاف التصور للأمور. ولا أنسى فتاة كانت تشكو لي من أن والديها فقدا الثقة فيها تماماً ولم تعد تستطيع أن تتحدث على الهاتف مع مَن تريد من صديقاتها، ولم تعد تستطيع أن تخر إلى لقاء صديقاتها في النادي الاجتماعي وطبعاً كان حديث الفتاة يمتلئ بإظهار عدم قدرة الوالدين على استيعاب العصر الحديث.
وعندما التقيت بوالدي الفتاة بعيداً عنها ـ وكانت تنتظر في غرفة أخرى ـ شكا الوالدان من أن الابنة لم تعد تتحدث على الهاتف مع صديقاتها ولم تعد ترغب في الخروج من المنزل يوم الإجازة الأسبوعية، وهما في غاية القلق لانسحاب ابنتهما من الحياة الاجتماعية.
لقد وجدت التناقض بين أقوال الفتاة وأقوال الوالدين. وبطبيعة الحال لم أصب بالذهول لأن اختلاف نظرة الوالدين عن نظرة الفتاة إلى الوقائع هو الذي أوصل كلاً منهما إلى هذه النتيجة المتناقضة. وبتوضيح وجهات النظر بين كل من الطرفين، عرفت الفتاة أن والديها يرفضان استخدام الهاتف للدردشة الطويلة، وعرف الوالدان أن أسلوب نقدهما المستمر للصديقات يجرح إحساس الابنة.
والمراهق الشاب ـ وكذلك المراهقة الشابة ـ تعيش تحت ضغط الرغبة في إثبات أنه على دراية كاملة بكيفية التعامل الاجتماعي وأنه يسيطر على واقعه تماماً. إنه يعلن ذلك مع علمه بأنه يفقد بعضاً من المهارة في كثير من المجالات، وهو يحلم يومياً بأن يكون منتصراً وقادراً لذلك يكره تماماً أن يعلن أنه يعاني من افتقاد المهارة في مجال ما. ولذلك فهو يكثر من اتهام الآخرين بأنهم السبب في فشله في المجال الذي فشل فيه. وأول هؤلاء (الآخرين) الوالدان بطبيعة الحال.
في حالة الحزن التي تصيب المراهق في بعض الأحيان نراه يلقي باللوم على والدين فهما السبب المباشر ـ من وجهة نظره في رفضه للتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، مع أن السبب المباشر هو حنينه إلى أيام الطفولة التي يفتقدها، ولكنه لا يجرؤ على مواجهة نفسه بذلك لأنه يكره أن يسلك سلوك الصغار.
أحياناً يرغب المراهق في رفض دعوة ما لحضور حفلة أو للذهاب إلى رحلة ولذلك يجد العذر الفوري بأن يقول: (لقد رفض والداي ذهابي إلى الرحلة أو الحفلة). إن سيطرة الآباء عذر جاهز لدى الأبناء. ولو أن الابن أراد الحضور فعلاً ومنعه لملأ الدنيا بالمتذمر والضيق.
وهناك خوف آخر لدى المراهق: إنه الخوف من التحدي، فها هو ذا أحد الشباب يذهب إلى والده ليقول له: (إنني أطلب الإذن بالذهاب إلى البحر الأحمر لتعلم الغوص. إن المدرسة سوف تذهب إلى هناك، إلى نفس المكان الذي افترس فيه سمك القرش أحد الغواصين في العام الماضي).
وبطبيعة الحال فإن الأب سيرفض، والحقيقة أن المسؤول عن هذا الرفض هو الابن الذي اختار كلمات معينة تدفع الأب إلى الرفض. لقد ذكر الرحلة منسوبة إلى حادث افتراس سمكة قرش لغواص!!.
ويظل الحديث عن الأمور العاطفية والجنسية أمراً شائكاً بين الآباء والأبناء، والنظريات تقول ان من مسؤولية الأب أن يحدث الابن بمنتهى الصراحة والهدوء، وأن يختار ألفاظاً واضحة وصريحة في كلامه عن العلاقة، بين الرجل والمرأة، والمسؤولية الناتجة عن تلك العلاقة وعندما واجهت هذا الأمر مع ابني طلبت منه أن ينقل لي تفسير آيات سورة النساء التي تضم كل التفاصيل المتعلقة بالعلاقة بين الرجل والمرأة وأن يجمع هذا التفسير من أكثر من مرجع وهكذا أعملت الابن بكل أسرار المسؤوليات التي تقوم وتنتج عن علاقة الرجل بالمرأة. وفي الغرب يفترض العلماء أن يحدث الأب ابنه وأن تحدث الأم ابنتها ومعظم الآباء يجدون صعوبة في فتح مثل هذه الموضوعات مع الابن، لأن الحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة مليء بمحاذير اختيار الكلمات المناسبة كما أن الابن قد يشمئز في أغلب الأحوال من أن يتحدث إليه والده في مثل هذا الأمر، لأن الابن يعيش وفي عقله الباطن روح التنافس التي كانت بينه وبين والده على حب الأم في الطفولة، وهو يخاف أن يكشف لأبيه أي شيء متعلق بسلوكه الجنسي. كما أن المراهق يقاوم بشدة فكرة أن والده قد احتضن والدته وأنجباه. إن الآباء في نظر الأبناء مخلوقات لا علاقة لها بالجنس، وهذا بطبيعة الحال ليس من الحقيقة في شيء.
والأب الذكي هو الذي يتخذ من مائدة الغداء فرصة للحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة وكيف يجب أن تكون، يتناول ذلك من خلال القصص المنشورة في الصحف أو من خلال أخبار الجيران أو العائلة.
والأم أيضاً قد تجد صعوبة في التحدث في مثل هذه الأمور مع ابنتها، ولكن عندما تختار الأم الكلمات المناسبة وتعلم الفتاة كيفية الاهتمام بنظافتها، والحديث عن الدورة الشهرية، فهذا يعطي الأم الفرصة الكاملة لتناول كل الموضوعات بمنتهى الصراحة.
وعلينا أن نعرف أن آذان الأبناء والبنات تكون مفتوحة عن آخرها لتلقي التعليمات التي تنزلق أحياناً من أفواه الكبار عن العلاقة بين الرجل والمرأة.
وعلينا أن نعرف أن الأبناء يكتسبون في عصرنا الكثير من المعلومات من خلال الكتب العلمية المباشرة، بالإضافة إلى تبادل الأحاديث مع الأقران.
ويظل موضوع تنظيم الأسرة مجالاً خصباً لتعليم الأبناء والبنات كافة أسرار العلاقة بين الرجل والمرأة، وهو مجال للتربية الجنسية فسيح بلا أدنى شك.(54/131)