السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا أشكركم أصحاب النصح والإرشاد على النصيحة التي أرسلتموها لي وهي أنني أنسى الشخص الذى أحبيته وفعلا أنا قمت بالخطوات الأولى لنسيانه وبالرغم من أنني واجهت وما زلت أواجه الكثير من الصعوبات النفسية في فعل هذا لكن لا أنكر أنني أشعر بالراحة الداخلية وراحة ضميرى أيضا ولكن في الوقت الذي أنا محتاجة فيه شيء للوقوف مع نفسي محتاجة أخذ راحة كافية من الارتباط العاطفي أو الخطوبة أو الزواج ظهر لي شخص آخر يريد أن يتزوجني ويريد أن يصنع مني أما صالحة لأولاده شخص يريد الاستقرار أنا لا أعرف ماذا أفعل مع أن الشخص مناسب جدا جدا ولكني لا أحس تجاهه بأي مشاعر ومترددة أوافق أم أرفض وخائفة إذا وافقت أكون قد ظلمت هذا معي لأني لم أنس الشخص الأول بالدرجة الكافية وكنت محتاجة فترة مع نفسى أهيئ فيها نفسي ومعنوياتي أيضا وفي نفس الوقت خائفة أرفض وبعدها أندم أني ضيعته من يدي وأنا معظم صاحباتى متزوجات أريد حلا ولا أعرف ماذا أفعل؟ أريد شخصا حكيما يقول لي مشورته ينصحني ويرشدني.
أرجو أن تكون إجابتكم واضحة ومشروحة بالدرجة الكافية ولثقتي الكبيرة فيكم توجهت إليكم بعد الله سبحانه وتعالى.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل الذي تقدم لك رجلاً صالحاً صاحب خلق فلا تترددي في قبوله، وأما ما يدور في نفسك من مشاعر تجاه الرجل الأول فلا تضرك، واشغلي نفسك بالتفكير فيما ينفعك في دينك ودنياك، وأكثري من ذكر الله تعالى والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي ذلك طهارة قلبك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج إذا حال دونه عقبات كثيرة
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1426 / 13-06-2005
السؤال
(أنا صاحبة المشكلة و الجواب على سؤالي كان( 235404)
أنا جزيلة الشكر لكم وسعيدة وحزينة جدا" في الوقت نفسه حقا" ردُكم عليَ ملأ قلبي و نصائحكم ولكن كل يوم يزداد الموضوع تعقيدا و تصبح علاقتنا وارتباطنا شبه مستحيل مع كل يوم تظهر عقبة جديدة:
1-لأن الشاب قد فاتح والدته برغبته بالخطوبة مني إلا أنها رفضت بالرغم من أنَها تعرفني أشدَ المعرفة و سبب رفضها هو أنَها لا تتمنى لابنها الارتباط بعائلة ذات مذهب غير سني و في حال لم توافق هذا يشير إلى أنَ انتهى كلَ شيء .
لأنَهم على علم بكل الفروقات ولأنه سبق وأخبرتكم أنَ عائلتي غير ملتزمة مثلهم.(32/246)
2-الشاب عمره 23 سنَة تخرَج من سنتين و هو يعمل في شركة و راتبه 500$ و لكن هذا الراتب لا يكفي لفتح بيت و تحمل مسوؤلية خاصة أنَ أبي لن يقبل بهذا الراتب لأنَ أحوالنا ميسورة والحمد الله أمَا أنا فالمادة لا تعنيني لأنَ أخلاق الشاب تساوي كنوز العالم كلَها ومقتنعة بالعيش معه والنضال من أجل تحقيق حلمنا بما أنَ من الصعب أن تجد اليوم شابا ملتزما وخلوقا بهذا العصر المجنون.
3- ولأن الالتزام آخر ما يعنيهم و هو آخر معيار.
4- و عندما طلبت من الشاب الانتظار سنتين أعتقد أنني أضع العقبات أمامه و لكن والله أنني طلبت منه هذا لكي لا يرفضه أبي و في هذه المدَة يكون قد حصل شيئا" من المال ليشتري بيتا" بدل الخطوبة لمدَة طويلة.
5- ولكن المشكلة تكمن في أنَ ارتباطي بشاب فلسطيني استحالة لأن أهلي يرونه دون مستقبل ولا هوية أرجوكم أريد حلاَ وأفكارا عديدة للتمكن من إقناع عائلتي كلًَها خاصة أنَهم يكرهون الفلسطينيين وهذه العقبة الأكبر أمامي بالرغم أنني فخورة بالارتباط بشاب ملتزم و صاحب قضية
6- كنتم قد نصحتموني بالتقرب من عائلتي أكثر و مفاتحة أحدهم بالموضوع لمساعدتي و لكن رفض إخواتي و أقاربي للفكرة ومجرد التفكير بأنهم قد يرفضونه يجعلني بعيدة عنهم لدرجة الكره والجنون.
7- أرجوكم ماذا أفعل كل الأبواب مغلقة أمامي و لا أدري من أين أبدأ بحل المشاكل خاصة أنَ الشاب على عجل من أمره بالزواج إنَه قد اتفق مع رفاقه على الخطبة في الوقت نفسه و هو يودُ الزواج أيضا بهذه السرعة لتجنب المعاصي و غض البصر .
8- و أمه مصرة على رفضي لكوني لست سنية وتزويجه إلى أخرى ذات عائلة ملتزمة ولكن ما ذنبي إن كنت من بيئة غير ملتزمة وغير سنية و هداني الله وحدي دون أهلي على الصراط والمذهب الصحيح و التزمت أشدَ الالتزام
9- حقا" أنا تائهة بين عائلتي و عائلته وبينه وعجلته لأن الموضوع يتطلب وقتا"
10- هل أتركه يتزوج بغيري خوفا"من مواجهة كل هذه المشاكل وتجنيبه الوقوف في موقف أن يرفضه أبي و ذلك لأنني أحترمه و أخشى جرح مشاعره خاصة و أنَ الشاب يتيم" و والده شهيد منذ ولادته و ما من أحد يساعده ماديا" وجنسيته في لبنان لا تعطيه حقوقه التامة وأمور السفر ليست ميسرة
11- هل أقوم باستخارة كل يوم قبل النوم ؟
12- أرجوكم أريد بعض الأدعية لتيسير الأمور
13- أنا يائسة مجرد التفكير بفقدان هذا الشاب بسبب تعصب أهلي وكرههم للفلسطينيين والسنَة وهو من وضعه الله في طريقي لأهتدي
14- أرشدوني أرجوكم وادعو لي دائما بأقرب وقت ممكن
15- ادعوا لي أن يكون الله معي لمواجهة عائلتي كلَها وحدي ولا أحد يقف معي .
16- أختكم في الله . بارك الله بكم .
17- أريد الحل بأسرع وقت قبل أن يفوت الأوان أرجوكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/247)
فنسأل الله أن ييسر لك الزواج بالرجل الصالح الذي يعينك على الطاعة والبر والخير ، ونقول لك إن كان زواجك بهذا الشاب سيجلب عليك مشكلات لا قبل لك بها ، وتعجزين عن تحملها ، فاعتذري منه ، وابحثي عن شاب من أبناء بلدك أو ممن يرضى والدك بزواجك منه ، على أن يكون هذا الشاب صاحب دين وخلق ، وسيعوضك الله عن هذا الشاب خيرا ، وسيعوضه عنك خيرا، وإن كنت قادرة على إقناع والدك بهذا الزواج عن طريق بعض الأقارب أو الشيوخ أو غير ذلك فبها ونعمت ، ونرى أن تستشيري رجلا من أهل العلم والصلاح من أهل بلدك فإنه سيكون أقدر على معالجة الأمر . وفقك الله لما يحب ويرضى ، وبلغك مناك .
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يمنع الضعف الجنسي من الزواج
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1426 / 13-06-2005
السؤال
كنت أمارس العادة السرية وأشتبه بإصابتي بمرض السيلان وأنا أخجل من عرض نفسي على الطبيب فماذا افعل ؟
هل يجوز التقدم لخطبة فتاة على الرغم من علمي بأني ضعيف جنسيا نتيجة ممارسة العادة السرية ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم حكم ممارسة العادة السرية في الفتوى رقم 7170 .
وننصحك بالإقلاع عن هذه العادة وعدم الخجل من عرض نفسك على الطبيب للتأكد من إصابتك بهذا المرض وطلب العلاج له فما خلق الله داء إلا وخلق له دواء.
ولا حرج عليك من الزواج فليس الضعف الجنسي مانعا من الزواج ولا يلزم إخبار المخطوبة به ما لم يقطع بعدم قدرته الجنسية التي يحصل بها إعفاف زوجته كما تقدم في الفتوى رقم 35450.
ففي هذه الحالة لابد من بيان الأمر للمخطوبة وإلا كان لها الخيار بعد العقد في الفسخ.
والله اعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحرص على ذات الدين
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1426 / 13-06-2005
السؤال
هناك شاب مقبل على الزواج لكنه يعاني من المشكلة التالية، هو محتار بين فتاة متدينة وأخرى ليست كذلك، مع العلم بأنه كلما استخار الله تعالى رأى في المنام(32/248)
رؤيا تشجعه على الارتباط بالفتاة الثانية، وهذه المشكلة مستمرة منذ مدة طويلة، فأفتونا يرحمنا ويرحمكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لهذا الشاب هي نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم لكل مقدم على الزواج، ففي البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اختلاف الجنسيات والبلدان ليس عائقا عن الزواج
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الثاني 1426 / 04-06-2005
السؤال
أنا فتاة لبنانية في الواحدة والعشرين من العمر لم أكن محجبة ولم أكن أصلي وكنت مسلمة بالهوية فقط ليس أكثر, تعرفت في الجامعة على شاب ملتزم بعثه الله لي ليهديني إلى طريق الدين والهدى، والحمد لله أنني تحجبت والتزمت أشدَ الالتزام، وهذا الشاب أبدى لي فيما بعد عن إعجابه بيَ ورغبته في الزواج مني
والشاب ذو أخلاق عالية جدا "ومن عائلة ملتزمة جدا" ولكن المشكلة تكمن في أنَ
جوَ البيت عندنا غير ملتزم بالدرجة نفسها ويعد التزامنا نقطة في بحر التزامهم ، وأخشى أن ترفض عائلتي هذا الشاب لأنَه في الدرجة الأولى فلسطيني وفي الدرجة الثانية أنَه من المذهب السني وأنا لست من المذهب السني بالرغم أنني دخلت في الجو السني وأنا مقتنعة جدا به، واهتديت إلى الصحيح والحمد لله، ولكن ما العمل كيف أقنعهم وخاصة أنني ما عدت أقوى على تقبل فكرة الزواج من شاب غير سني للفروقات التي رأيتها لذا أنا أدعو ليلا نهارا أن يكون هذا الشاب الملتزم من نصيبي، أرجو مساعدتي لإقناع أهلي بالموضوع بكافَة الوسائل؟ بارك الله فيكم، أرجو منكم الرد قريبا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
ولذا فننصح أهلك بأن لا يحولوا بينك وبين الزواج من هذا الشاب، ويكفي في فضل هذا الشاب أنه كان سبب تدينك والتزامك، وأما اختلاف الجنسيات والبلدان بين الرجل والمرأة فليس عائقاً، وانظري الفتوى رقم: 998.
وفقك الله لمرضاته، وثبتك على الهدى والاستقامة، وإذا كان هذا الشاب على ما تصفين من الخلق والدين ورفضه أهلك لا لسبب شرعي فلك أن ترفعي أمرك إلى من يزوجك أو يأمر وليك بالزواج.(32/249)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المقياس الشرعي الصحيح لقبول الارتباط بزوج
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الثاني 1426 / 02-06-2005
السؤال
يا فضيلة الشيخ, إنني فتاة متدينة وملتزمة, أريد الزواج من شاب عنده حسن خلق ودين, لكن لا أعرف بماذا سوف أدعو، أريد شابا أو رجلا متدينا وذا خلق ودين حتى لو أنه متزوج ومن جنسية ثانية، ورفيقاتي يضحكن مني حينما أقول إنني سوف أقبل الزواج من رجل متزوج، إذا كان عنده لحية وملتزم ومتدين لأن في هذه الطريقة يريد أن يطبق سنة الله ورسوله، ماذا أفعل؟ وحين يأتي شاب إلى بيتنا يريد الزواج, نجلس دائماً متفرقين عن الرجال, وعند الضيافة تطلب أمي وأبي مني أن أضيف القهوة، ولكنني لا أريد أن أفعل ما يطلبونه مني، ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وفقك الله ويسر لك زوجاً صالحاً ذا خلق ودين، ولك الدعاء بما شئت من الأدعية وسؤال الله سبحانه أن ييسر لك زوجاً متصفاً بالتدين وحسن الخلق، وهذا هو المقياس الشرعي الصحيح، وكونه متزوجاً أو من جنسية أخرى كل هذا لا يمنع من الزواج به، ولا بأس أن تعرضي الزواج على من رأيت فيه أنه يصلح لك زوجاً، وهذا أمر مشروع، وانظري الفتوى رقم: 19196.
وأما من يأتي للزواج فيباح له أن ينظر لمن يريد خطبتها ويجوز لها الدخول عليه، كما هو مبين في فتاوى منها الفتوى رقم: 2689.
بخلاف غيره من الضيوف الأجانب، فلا يجوز لك الدخول عليهم، ولا طاعة لوالديك في ذلك لأنه معصية.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم قبول المحامي زوجا
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الثاني 1426 / 29-05-2005
السؤال
تقدم شاب لخطبة أختي(عمرها 28 عاما) وهو على دين وخلق إلا أنه يعمل محاميا ولا يخفى عليكم ما ابتلي به كثير من بلدان المسلمين من الحكم بغير ما أنزل الله حيث لا توجد محاكم شرعية في بلادنا، فكل المحاكم تحكم بالقوانين الوضعية وإن صادف حكمها الحكم الشرعي خاصة في بعض المجالات كالإرث وغيره، فسؤالي : أولا ما حكم المحاماة كعمل- في هذه الظروف- ثانيا هل نقبل هذا الخاطب أم نرده، أرجو أن يكون السؤال واضحا، كما أرجوأن توضحوا الجواب
جزاكم الله خيرا.(32/250)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز للمسلم العمل في المحاكم الوضعية كمحام أو غير ذلك من وظائفها، لأن الحكم بغير شرع الله تعالى كفر وظلم وفسق؛ كما قال الله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{المائدة: 44}. وفي آية أخرى: فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{المائدة: 45}. والآية الأخرى: فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{المائدة: 47}. وقال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً {النساء:65}.
وعلى ذلك؛ فلا يجوز العمل بهذه المحاكم أو معها.. إلا إذا كان ذلك بقصد تحصيل بعض المصالح أو تقليل المفاسد بالدفع عن أصحاب الحق والمظلومين ... وإقامة الحجة على المتحاكمين إلى الطاغوت وبيان بطلان قوانينهم وضعفها عند مقارنتها بالأحكام الشرعية.. أو سد مكان يمكن أن يشغله شخص ظالم فاسد، أو ما أشبه ذلك من المقاصد الشرعية، فقد قال أهل العلم: إن الشريعة الإسلامية مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد أو تقليلها، وترجيح خير الخيرين بتفويت
أدناهما، ودفع شر الشرين باحمتال أدناهما.
أما إذا كان لم يكن العمل بقصد تحقيق مصلحة شرعية فإنه لايجوز لأنه حينئذ يكون تعاونا على الإثم والعدوان، ومشاركة في الكفر والظلم والفسوق والعصيان. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين: 18505، 1028.
وأما بالنسبة للخاطب فإن كان ممن ترضون دينه وخلقه فلا يرد لمجرد كونه يعمل محامياً في تلك المحاكم حتى يبين له حكم العمل فيها وضوابط وشروط جوازه، فقد يكون جاهلا لذلك، وقد يكون يعمل وفقاً لتلك الضوابط والشروط. ولكن إن تبين أن عمله فيها غير جائز وعلم ذلك وأصر عليه فإنه لا ينبغي حينئذ أن يزوج لأنه غير مرضي الدين ولأن كسبه خبيث.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من أعمى في ضوء الشريعة
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الثاني 1426 / 25-05-2005
السؤال
مارأي فضيلتكم في الزواج من رجل أعمى حامل لكتاب الله وخريج دراسات إسلامية ولازال يواصل طلب العلم ومشهود له بحسن الخلق هل تشجعون مثل هذه الزيجة ؟هل يمكن لهذه الإعاقة أن تؤثر سلبا على الحياة الزوجية وخصوصا إذا كانت المرأة ممن يعتمدن على ولي أمرهن في قضاء حوائجهن خارج البيت وممن يلتزمن البقاء في البيت إلا من ضرورة حبا في القرار وبغضا للاختلاط ؟مع العلم أني لا أفتر والحمد لله عن الدعاء دائما بأن يرزقني الله زوجا صالحا حاملا للكتاب والسنة وعاملا بهما فقيها في الدين.
وجزاكم الله عنى كل خير.(32/251)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يجيب دعوتك ويرزقك زوجا صالحا فقيها في الدين حاملا للكتاب والسنة وعاملا بهما. ثم اعلمي أن العمى عمى القلب؛ كما قال تعالى: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج: 46}. ورب أعمى العينين مبصر القلب، ورب مبصر العينين أعمى القلب. فإذا كان هذا الرجل على ما وصفت من كونه حافظا لكتاب الله ومن طلبة العلم ومشهود له بحسن الخلق، فاستخيري الله واستشيري أهل الرأي، فإذا انشرح صدرك للأمر فاقدمي عليه، ونسأل الله أن يكون فيه الخير.
وأما هل يمكن أن تؤثر هذه الإعاقة سلبا على حياتكم الزوجية.. فحسب معرفتنا لأناس مكفوفين فإنهم ناجحون في حياتهم الزوجية ولم تؤثر إعاقتهم على حياتهم، وزوجاتهم سعيدات بهم وهم سعداء بهن. وما ذكرت من اعتمادك على وليك في قضاء حوائجك وكراهتك للخروج من البيت، فهذا أمر ليس من العسير حله، إذ يمكن أن يكون معكم في البيت صغير من أهلك أو أهله يقوم بهذا أو أجير يخدمكم، ضمن إطار الضوابط الشرعية للتعامل مع الخدم. وراجعي الفتوى رقم: 3106.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يُقبل زوجاً من يعمل بمهنة تستلزم منه الحكم بقوانين وضعية
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الثاني 1426 / 25-05-2005
السؤال
تقدم رجل يعمل وكيل نيابة في مصر منذ فترة لخطبة أختي ( صيدلانية) وأنا أعرف جيدا مسألة الحكم بغير ما أنزل الله بشأن ( القاضي – التشريع العام – القضية المعينة- وضوابط وشروط تعيين الكفر وهكذا)
فلما عرفت أنه يعمل في النيابة الإدارية وليست العامة عرضت الأمر علي أمي فرحبت فحددت معه موعدا للزيارة فجاء بصحبة أمه لزيارتنا في البيت وفي الحقيقة كانت أسرة طيبة وهو رجل طيب ويستحي ويصلي ويصوم كل اثنين وخميس وله أختان إحداهن تعمل في وزارة الخارجية والأخرى صحفية لا تعمل ولكنها قد تكتب أحيانا في مجال السياحة.
فلما تحدثنا وتطرق الموضوع إلى وظيفته والعمل فيها أخبرني بأنه مختص بالتحقيق في الأعمال الإدارية الخاصة وكذلك في مجال التعليم والري والزراعة والصحة والتلفزيون والمحليات وأيضا قال لي إن هناك بعض القضايا الإدارية لا يستطيع فتحها لأنها تخص (ناس كبار) أو قد تسحب من تحت يديه من قبل رؤسائه ويقول لي (وأنا مالي) وقال لي أيضا إنه قد ينتقل إلى النيابة العامة للعمل فيها فلما تطرق الكلام عن التحاكم إلي القوانين الوضعية قال لي إنه ليس عنده مانع لفعل ذلك طاعة لولي الأمر. فلما انتهت الزيارة أخبرتني أمي وأختي بأنهما موافقتان وكذلك عرفت من رجل آخر صديق لوالدي رحمه الله يعد حلقة الوصل بيننا أنهم أيضا(32/252)
موافقون ومسرورون جدا فعندما كانت تستفسر أمي عن ردهم كنت أماطل في الرد وأقول أنهم يفكرون وعندما كان يسألني الرجل الذي هو حلقة وصل بيني وبينهم كنت أقول بأنهم يفكرون أيضا حتى أكون قد كونت رأيا مستشيرا في ذلك أهل العلم مع أنني كنت رافضا في نفسي ثم حيدت نفسي وصليت صلاة الاستخارة فلما رجعت إلي البيت وجدت أن الرجل الذي يعد حلقة الوصل بيننا قد اتصل بي في البيت فلم يجدني وتحدث إلى أمي وأخبرها بأن الناس موافقون ومسرورون وأخبرته أمي بأنها وأختي موافقتان مبدئيا فلما عرفت ذلك حسمت الأمر واتصلت بالرجل المتقدم وأخبرته بأنني رافض فلما علمت أمي بذلك حدث صدام بيني وبين جميع إخوتي في البيت وكذلك أمي وقالت لي إنني غير راضية عنك لأنك كذبت علينا، وقلت إنهم كانوا يفكرون وهم كانوا موافقين وكذلك قالت لي بأنك لا تحترمني وتتصرف من نفسك بدون التحدث معي وهكذا. فأصابها هم وغم شديد لأنني لي أربعة من الأخوات غير متزوجات وتقول لي بأنني أطفش العرسان وهذه الأيام لا يجد أحد العرسان وهكذا وطالما أنه طيب ويصلي إذن نوافق فقلت لها يا أمي إن الرجل الذي يعمل في مثل هذا العمل يكون واحدا من اثنين إما أنه يريد أن يغير إلى الحق كلما استطاع
أو أنه يريد أن يعمل بوظيفة مرموقة ومرتب جيد ووضع اجتماعي مميز وهكذا وأظنه من النوع الثاني أما بشأن قولك بأنني كذبت عليكم فإنني لم أكذب ولكنني كنت أماطل لأني كنت أخشى أن يقع بيني وبينكم صدام أما قولك بأنني متعسف في اختيار العرسان أقول لها بأنني غير متزوج ومن مصلحتي أن أسرع بزواج أخواتي ولكنها الأمانة التي كلفني الله بها بعد موت والدي رحمه الله كما أقول لها إنني لست متشددا في اختيار العرسان إذ إنني لم أطلب بأن يكون المتقدم ذا لحية أو يكون غير مسبل أو شيئا من هذا بل إنني أشترط في المتقدم ( يصلي – يبر والديه- طيب- غير متكبر- يعمل عملا حلالا) فبماذا تشيرون علي وجزاكم الله خيرا مع العلم بأن أختي هذه غير ملتزمة ولكنها تصلي فقط
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الأولى والأفضل أن الذي تقبله المرأة أو وليها زوجا لها هو صاحب الدين والخلق الذي إذا أحب زوجته أمسكها بمعروف، وإذا لم تكن له رغبة فيها سرحها بإحسان. قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي. ولا يخفى ما في تزويج المرأة من الفاسق أو عادم الخلق من تعريضها للفساد في دنياها وأخراها.
فإذا تقرر هذا فإنا نقول للسائل: جزاك الله خيرا على حرصك على القيام بمسؤوليتك وعلى انتباهك على خطورة تزويج البنات من غير أكفائهن دينا وخلقا، ثم نقول: لا ريب أن هذا الرجل المذكور إن كان -كما ذكرت- يؤدي فرائضه وموصوف بالطيب أيضا إلا أن تلك المهنة التي يعمل فيها ويأتيه كسبه أو بعض كسبه منها لا شك أنها محرمة، حيث إنها تستلزم منه الحكم بالقوانين الوضعية والأمر بالحكم بها،(32/253)
وأقل أحوال ذلك إذا لم يكن مستحلا للحكم المخالف لشرع الله تعالى أو مفضلا له على حكم الله تعالى أنه معصية عظيمة، وتراجع للأهمية الفتوى رقم: 17605 والفتوى رقم: 48584
ولذا، فإننا ننصح السائل بالإعراض عن هذا الخاطب والله يعوضها خيرا منه ولن تعدم هي وأخواتك ـ إن شاء الله ـ أزواجا أكفاء تتوفر فيهم الصفات التي ذكرتها في السؤال. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2-3} وقال صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اختيار ذي الدين والأخذ برأي الوالدين
تاريخ الفتوى : ... 14 ربيع الثاني 1426 / 23-05-2005
السؤال
هل عندما ترفض الفتاة عريسا به كل المميزات لارتباط بشخص أقل ميزة عنه يكون بطرا على
النعمة ومن جهة أخرى والداي أيضا يرفضان ارتباطي بالشخص الآخر فماذا أفعل وأنا أشعر تجاه الآخر بمشاعر وقمت بعمل استخارة والنتيجة جيدة بالنسبة لي و لكن لوالدي لا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للفتاة إذا تقدم لها خاطب صاحب دين وخلق وإن كان أقل حظا من غيره في الجوانب الأخرى من المال والمنصب والجمال أن تقبل به.
وينبغي لها أن تستشير أهل الرأي والخبرة كما فعلت فاطمة بنت قيس عندما تقدم لها معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره فأشار عليها أن تنكح أسامة بن زيد.
وليس من بطر النعمة عدم اختيار من به كل المميزات على حد تعبير السائلة واختيارمن هو أقل منه في ذلك .إذا كان الاختيار على أساس أفضلية الثاني على الأول في جانب الدين والخلق.
هذا كله بعد أخذ رأي والديها ورضاهما عن زواجها بأي منهما ، أما إذا كان الوالدان يرفضان زواجها بشخص بعينه فلا يجوز لها الزواج به، إلا بعد موافقتهما لاسيما الأب لأنه وليها في النكاح ولا يصح النكاح إلا بموافقته.
وننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها إلا في نطاق الزواج، وراجعي الفتوى رقم: 10570.
والله علم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ(32/254)
الفتوى : ... لا مانع من أن تتزوج ذات المال من فقير
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1426 / 22-05-2005
السؤال
منذ 1990 وأنا أعيش في بيت والدي في شقة بنيتها من حر مالي بعد وفاة زوجي، عشت مع ابني وكان إخوتي يترددون على شقتي عندما يحتاجونني في حل مشاكلهم المادية حيث أعمل في التعليم ودخلي لا بأس به مع معاش زوجي، حاولت الزواج عدة مرات لكن كان إخوتي يعارضون ذلك بحجة أن العريس ليس في المقام المطلوب، منذ فترة تعرفت على رجل خارج المغرب وأرسلت له توكيلا وتم زواجنا، أخبرتهم بالموضوع فغضبوا وهددوا، جاء زوجي ليعيش معي في شقتي واشتغل واستقر معي لكن أهلي لا يسلمون عليه ولا يكلمونه ويقولون أنه جاء ليستغلني، والدي ووالدتي طبعا يكلمونه حفاظا على مصلحتهم معي، لم أفرح يوم زواجي ولم أقم أي احتفال ولم تسمع زغرودة في بيتي بل بكيت كثيرا ولولا طيبة قلب زوجي وأخلاقه العالية ووقوفه إلى جانبي كنت مت من الهم، زوجي رغم مستواه المادي المتواضع لكنه إنسان طيب يصلي ويخاف الله ويعامل ابني من زوجي الأول بكل حنان ويساعده في دراسته، هل زواج سيدة ميسورة من إنسان متواضع المستوى حرام، أعيش سعيدة معه لكن أبكي كلما تذكرت إخوتي، أعاني من المضايقة خصوصا من أخواتي اللواتي بلغن الأربعين ولم يتزوجن، أرجوكم أن تساعدوني في أن تستقر نفسي وترشدوني إلى طريقة معاملتهم في المستقبل، فما سامحتهم وارتميت في أحضانهم إلا ندمت بعدها، لا أستطيع أن أترك شقتي لأنني صرفت مالا كثيرا في بنائها وعندي أوراق تثبت ذلك، مشكلتي أنني لا أستطيع قطع الرحم رغم استغنائهم عني إلا في مصالحهم، لكن القرب منهم يسبب تعاستي ويحملني ما لا طاقة لي به، فكيف أتصرف؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق لما يحبه ويرضاه، وأن يصلح حالك ويؤلف بينك وبين إخوانك ووالديك، ولا مانع من أن تتزوج ذات المال بفقير، ولكن يجب أن يتولى تزويجها وليها إلا أن يعضلها ويمنع تزويجها فيقوم بتزويجها السلطان أو القاضي، وقيل وليها الأبعد.
وعليه.. فإن كان وليك منعك الزواج ورد الخطاب، وقام بتزويجك القاضي فالنكاح صحيح، وإن كان الولي لم يرد الخطاب فلا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون إذن وليها، لأن إذن الولي ركن في عقد النكاح، كما سبق في الفتوى رقم: 7704، والفتوى رقم: 45591 علما بأن وليك هو والدك.
وعليك بصلة أبويك وطاعتهما والإحسان إليهما، وكذا إخوانك ينبغي صلتهم واللطف معهم، ولعل الله أن يغير حالهم، فإذا فعلت ما عليك فلا تحملي بعد ذلك هما بتصرفاتهم، وفقك الله لطاعته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/255)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... فرض الأب امرأة ما على ابنه ليتزوجها
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الثاني 1426 / 19-05-2005
السؤال
أنا شاب قبل أربع سنوات عرض علي والدي موضوع الخطبة من فتاة في قريتنا وأنا وافقت على تلك الخطبة من تلك الفتاة، ثم ما لبثت إلا أياما وإذا بي أجد في نفسي شعورا أني لا أريدها رغم أني احترمها وأقدرها وهي من أسرة طيبة، حاولت أن أقنع نفسي وفكرت أكثر من مرة لكن دون جدوى, ثم أخبرت والدي بذلك الأمر إلا أنه لم يستجب لطلبي حيث أوضح لي أنه قد انتهى الأمر وقد حدد موعد الخطبة مع والد الفتاة، وكان الموعد قبل أن أتكلم بما في نفسي لوالدي بأيام قلائل ولم أستطع إقناع والدي الذي فضل أن يرضي الناس خوفا من كلامهم لماذا لم تتم الخطبة وقد اتفق على موعدها وتعذر لي والدي بأن هذا عيب رغم أن المسألة كانت أسهل مما أنا فيه الآن, المهم لم أستطيع أن أتكلم بشيء خوفا من حدوث مشاكل مع والدي الذي لم يرفض لي أي طلب من قبل لكنه استهان بالأمر المهم والخاص بي أنا لوحدي, خاصة وأنا كنت في سنة أولى في الجامعة وفضلت أن أهتم بالدراسة أولا, المهم الآن قد مرت أربع سنوات حسب ما اتفق والدي مع والد الفتاة على مدة الخطبة وأنا ما زلت أكتم ما في صدري على والدي الذي يظن أني بسكوتي قد رضيت وأنا لست كذلك ما هو إلا خوفا من المشاكل مع والدي وأهل الفتاة.مع العلم أن أهل الفتاة لايعرفون هذا الأمر فبما تنصحوني كي أخرج من هذه الدوامة وهذه المشكلة وبما تنصحون والدي وهل سأظلم الفتاة؟ رغم أني أرى أني سأظلمها معي لوارتبطت بها لأني لم أفكر بها كزوجة سوى احترامي لها, فلا أستطيع أن أعيش في هم وظلم لها فجزاكم الله خيرا أعينوني في حل مشكلتي وبارك الله فيكم، مع العلم أن الفتاة ليست متعلمة ولم أرها من قبل لأني فضلت أن لاأراها ما دمت لم أقتنع بها كذلك كل هذه المدة لم أتقرب منها ولا أراها خوفا من جرح مشاعرها.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لوالدك أن يفرض عليك الزواج من هذه المرأة وليس له ذلك، ولذا فإننا ننصح هذا الأب وجميع الآباء أن يكون دورهم هو التبصير والنصيحة بما ينبغي فعله من اختيار المرأة الصالحة ذات الأخلاق الحسنة والنسب الشريف، ويترك الاختيار لمن أراد الزواج،
فهو سيختار زوجة له، والغالب على الحالات التي يتم فيها الزواج دون قناعة ورضا أن تنتهي بالطلاق. وكان الأليق بك أن تعتذر بعدم رغبتك في حينها ولو بعد الخطوبة بأنك صرفت الذهن عن الزواج دون أن تحبس الفتاة هذه السنوات، وعموما فالذي ننصح به أن تحاول رؤية هذه الفتاة دون أن تشعر، فربما لو رأيتها لغيرت رأيك وأحببت أن ترتبط بها، وراجع لمزيد من التفصيل الفتوى رقم: 2689 وإذا لم تغير رأيك فيمكنك أن تعتذر عن الزواج بعدم الرغبة فيه حاليا، وأن الأمر قد يطول، وهذه الأمور بيد الله تعالى، وأنك تخشى أن تحبس الفتاة معك فتكون قد(32/256)
حلت بينها وبين الزواج، وأنك لا تعيب فيها دينا ولا خلقا، ومثل هذا الكلام الذي تسترضي به نفوسهم، ولست ملوما على مافي القلب من عدم ميلك وحبك لها فإن هذا الأمر بيد الله، وليس مما يملكه الإنسان، وفقك الله لما يحب ويرضى، وأعانك على اختيار الزوجة الصالحة التي تعينك على طاعة ربك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اهتدت على يد شاب صالح وتريد الارتباط به فما السبيل؟
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1426 / 17-05-2005
السؤال
أنا فتاة لبنانية في الواحدة والعشرين من العمر لم أكن محجبة ولم أكن أصلي وكنت مسلمة على الهوية فقط ليس أكثر, تعرفت في الجامعة على شاب ملتزم بعثه الله لي ليهديني إلى طريق الدين والهدى، والحمد لله أنني تحجبت والتزمت أشدَ الالتزام وهذا الشاب أبدى لي فيما بعد عن إعجابه بيَ ورغبته في الزواج مني والشاب ذو أخلاق عالية جدا "ومن عائلة ملتزمة جدا" ولكن المشكة تكمن في أنَ جوَ البيت عندنا غير ملتزم بالدرجة نفسها ويعد التزامنا نقطة في بحر التزامهم وأخشى أن ترفض عائلتي هذا الشاب لأنَه في الدرجة الأولى فلسطيني وفي الدرجة الثانية أنَه من المذهب سني وأنا من المذهب الشيعي، بالرغم أنني دخلت في الجو السني وأنا مقتنعة جدا به، واهتديت إلى الصح والحمد الله ولكن ما العمل كيف أقنعهم وخاصة أنني ما عدت أقوى على تقبل فكرة الزواج من شاب شيعي للفروقات التي رأيتها، لذا أنا أدعو ليلا مع نهار أن يكون هذا الشاب الملتزم من نصيبي، أرجو مساعدتي لإقناع أهلي بالموضوع بكافَة الوسائل؟ بارك الله فيكم، أرجو منكم الرد عن قريب.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحمد الله أن هداك للالتزام، ووفقك للتوبة، فهذه أعظم نعمة يمن بها الله سبحانه على عبده، وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ {الأعراف:43}، ونحمده تعالى أن أراك الحق وبصرك بالصواب لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم أبشري أخيتي بكل خير فالله سبحانه حين أنقذك من الضلال إلى الهدى، ومن المعصية إلى الطاعة أراد بك خيراً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فثقي بأن من منحك نعمة الهداية التي هي أعظم منحة سيمنحك إن شاء الله ما دونها من النعم، ومن ذلك الزوج الصالح؛ ولكن ينبغي لك فعل أمور:
أولها: الدعاء -فالدعاء هو سلاح المؤمن- أن يقدر لك الله سبحانه الزواج بهذا الشاب إن كان فيه خير لك، ولا تنسي صلاة الاستخارة ففيها دعاء خاص بمثل هذا الطلب.
ثانيها: تقوى الله عز وجل، فقد وعد سبحانه من اتقاه أن يجعل له مخرجا: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}.
ثالثها: الرضا بما قسم الله لك فالخير فيما اختاره الله.(32/257)
رابعها: العمل بما توفر وتيسر لك من الأسباب. كأن تنظري في أرجى عائلتك قبولا بهذا الشاب فتكلميه، أو تطلبي من الشاب أن يكلمه، فإذا اقتنع يقوم بإقناع من هو أرجى العائلة عنده في القبول بالشاب ثم يكلم الاثنان من هو الأقرب من الباقين بالقبول، فإذا اقتنع من العائلة جماعة سيشكلون ضغطا على الباقين بالقبول.
فهذه إحدى الوسائل التي يمكنك استعمالها إن كانت تتناسب مع واقع عائلتك، وبإمكانك مشاورة من هم أقرب إليك وأعرف بطبيعة عائلتك ومجتمعك ليسدي إليك النصح، ويمكن للشاب الاستعانة على أهلك بمن له وجاهة ورأي عندهم، ونحن ندعو الله عز وجل أن ييسر لك الزواج من هذا الشاب الملتزم، وأن يجعل فيه خيرا لك في دنياك وأخراك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
من تقدم لها رجل لا تتوفر فيه الصفات التي ترغبها
تاريخ الفتوى : ... 07 ربيع الثاني 1426 / 16-05-2005
السؤال
أشكركم على التواصل والرد وجزاكم الله كل الخير
أرجو من سيادتكم إفادتي في هذا الأمر حيث إنه هام بالنسبة لي.
أنا فتاة في مقتبل العمر ، وقد تقدم لي شاب محترم وعلى خلق، لكن صفات الزوج التي أحلم بها ليست متوفرة فيه حيث إنني أتمنى زوجا متدينا يعينني على الطاعة والعبادة،، احترت كثيرا في أمري ولا أعرف ماذا أفعل ..هل أرفضه وأصبر أم أوافق؟؟!!استخرت الله في ذلك لكن لم أشعر بشيء .. أتمنى أن تصلني الإجابة في الوقت المناسب حيث إن الطرف الآخر ينتظر ..وأشكر لكم جهودكم الجبارة ..ولكم مني مزيد من الاحترام والشكر
أختكم المحتارة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على تحريك صاحب الدين الذي يعينك على طاعة الله وعبادته، ونسأل الله أن يوفقك لذلك، وهذا ما أرشد إليه نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. ولذا، فنرى أن تصبري وتنتظري، لكن هذا في حالة ما إذا كنت لا تزالين صغيرة و في مقتبل العمر- كما قلت- وتتمتعين بقدر من الصفات التي تجذب الخطاب إليك من الجمال ونحو ذلك، ويغلب على ظنك أنه سيأتي من هو أفضل منه، أما إذا كنت قد تقدمت بك السن أو لا تتمتعين بالقدر الكافي من هذه الصفات، أو لا تظنين أن أحدا أفضل منه سيتقدم لك فنرى أن تقبلي به ما دام أنه على ما وصفت من حسن الخلق، وما دام أنه يصلي ويجتنب الكبائر.
ونقول ذلك خوفا عليك مما يقع فيه بعض الفتيات من التعنت في الشروط والمواصفات في الخاطب، ورد كل من يأتي، ثم بعد ذلك لا يأتي أحد فتتمنى(32/258)
إحداهن أنها قبلت بمن رفضتهم من قبل، وربما قبلت بعد ذلك بأي أحد مهما كان سيئا وغير متدين .
والله الموفق
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المفاضلة بين الفتاتين إذا تساويتا في الدين
تاريخ الفتوى : ... 07 ربيع الثاني 1426 / 16-05-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لي خال يعاملني معامله الأب لابنه وقد تكلمت مع ابنته دون علمه على أن أتزوجها بعد انتهاء دراستي الجامعية ولم أكثر في هذا الحديث عن هذا الطلب فقالت إن هناك من يرغب فيها قبلي..فتركتها وذهبت إلى ابنة عمتي وعرضت عليها نفس الحديث وبدون علم أهلها أيضا فقالت اترك هذا الكلام حتى تنتهي من دراستك ولكن لسان حالها يخبر بالقبول..لكن بعد عام أخبرتني ابنة خالي أنها وافقت على طلبي...والآن خالي يعاملني كأنه عرف طلبي وكذلك عمتي وكل منهم يوحي لي أننى لو تقدمت لابنته سيوافق..وأنا أريد إحداهما بشرع الله ولكن ما الطريق إلى ذلك وها أنا قد انتهيت من دراستي فبم تنصحونني في الله وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعايير التي تختار لها المرأة في الزواج قد وردت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فمعيار الدين مقدم على كل المعايير، فإذا كانت إحدى الفتاتين ذات دين والأخرى ليست كذلك أو أقل منها فتقدم الأولى لدينها امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم :... فاظفر بذات الدين تربت يداك".
وإن تساويتا في الدين ، فتقدم الأجمل حيث إن الجمال أحد المعايير المعتبرة شرعا وعقلا وحسا في اختيار شريكة الحياة، أخرج أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره. قال السندي عند شرح الحديث: إذا نظر لحسنها ظاهرا أو لحسن أخلاقها باطنا. وقال ابن قدامة : ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه، وأغض لبصره، وأكمل لمودته. ولذلك شرع النظر قبل النكاح.
فإن كن في الجمال سواء فينظر في بقية الصفات الواردة في الحديث .
وعليك بالاستخارة وباستشارة أهل المعرفة، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى التالية : 43596، ، 30491، 54098.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله لفقيه(32/259)
ـــــــــــــــــــ
اشتراط الخاطب لبس النقاب والعباءة السوداء
تاريخ الفتوى : ... 02 ربيع الثاني 1426 / 11-05-2005
السؤال
تقدم العديد من الشبان لخطبة شقيقتي و التي بلغت سن الـ 20, و لأنهم كانوا يشترطون عليها ارتداء الحجاب كانوا يُرفضون من قبل والداي وسائر العائلة, حتى من دون أن يسألوا شقيقتي رأيها وذلك لرفضهم القاطع لفكرة الحجاب.لكن المفاجأة كانت عندما أخبرتني شقيقتي بأنها مقتنعة تماماً بفريضة الحجاب ولكنها لا تجرؤ على إخبار والدينا برغبتها بارتدائه فكان مني أن شجعتها على ذلك و لكني طلبت منها التريث حتى تستقل بنفسها فلا يستطيع والداي الضغط عليها. و لكن صديقة متنقبة لشقيقتي وعلى علم برغبتها بارتداء الحجاب نقلت لها مؤخراً _ سراً عن والداي_ رغبة أخيها في الزواج منها, و لأن أخاها شاب ذو وضع مادي جيد و معروف بأخلاقه الحميدة و الأهم كونه متخرجا من كلية الشريعة فإنه لا يعاب عليه من وجهة نظر شقيقتي, إلا أن شروطه قاسية عليها حيث يريد منها أن تترك الدراسة و تتستر في المنزل و شرطه الأهم هو ستر سائر بدنها مع وجهها و كفيها و بالتحديد ارتداء العباءة السوداء الفضفاضة والنقاب الأسود تماماً كما تفعل شقيقته, و تجد شقيقتي والتي لم تضع في حياتها حتى غطاءً للرأس صعوبة في تقبُّل ارتداء العباءة والنقاب دفعة واحدة, إضافة إلى استحالة موافقة والداي على أي شرط من شروط الشاب. إلا أن صديقتها تستغل اقتناع شقيقتي بفريضة الحجاب و تؤكد بأنه لا حجة لها في رفض الزواج لعدم رغبتها في ارتداء العباءة و النقاب أو حتى عدم رغبة والداي بذلك. لأنها إن أرادت ارتداء الحجاب فعليها ارتداءه طبقاً لما جاء في القراًن الكريم و السنة
وذلك بستر الجسد و الوجه والكفين دون الاكتراث لرأي والداي في هذا الأمر, كما و تؤكد شقيقة الشاب_ مستغلة خوف شقيقتي من استهزاء أقاربنا بفكرة الحجاب_ أن ارتداءها العباءة و النقاب سيضمن لها ألا تعرف من قبل هؤلاء الأقارب الذين قد يهزؤون منها إذا ما التقت بهم سافرة الوجه. وتبدو شقيقتي مشتتة الذهن و بحاجة للنصيحة, و بما أنه لا اعتراض لها على الشاب فهل من الصحيح أنه لا حجة لها في رفض الزواج إن كان ما يمنعها هو ارتداؤها للعباءة و النقاب أولاً ورفض أهلي للحجاب ثانياً ــ حتى و لو كان بكشف الوجه ــ وعدم رغبتها بترك الدراسة ثالثاً علماً أن وضع الشاب المادي_كما ذكرت سابقاً_ ممتاز ولا يحتاج لدراسة شقيقتي أو عملها؟ و هل أحث شقيقتي على هذا الزواج (لاقتناعي به) علماً أنه سيؤدي بكل تأكيد إلى مقاطعة العائلة لها؟
أرجو منكم إفادتي برأيكم في هذه الشروط و بما أنصح شقيقتي وجزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/260)
فتغطية المرأة لرأسها ورقبتها وساعديها وساقيها أمر واجب بالكتاب والسنة والإجماع، وليس بين علماء ملة الإسلام خلاف في ذلك، فكيف يصر بعض المسلمين على مخالفة كتاب الله تعالى ومخالفة سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومخالفة إجماع المسلمين، ويترك بنته أو زوجته سافرة كاشفة الرأس، فكيف إذا كانت البنت تطالب بالحجاب وكان المانع لها من ذلك هو أبوها الذي يجب عليه حفظها وصيانتها، فكيف انقلبت الموازين، وأين تقوى الله تعالى، فعلى الآباء أن يتقوا الله تعالى، ولا يجوز للبنت طاعة أبيها في ترك الحجاب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما أخبر بذلك النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، بل عليها أن لا تسمع كلامه في ذلك، وتقوم بنصحه، ولا يجوز لها أن تخضع لقوله إلا إذا اضطرت إما تحت الضرب أو الطرد من البيت ولا مأوى لها غيره، وانظر الفتوى رقم 61147 والفتوى رقم 19482.
ولذا، فإننا ننصح الأخت المذكورة –مادام هذا الشاب الذي ينوي الزواج بها صاحب دين وخلق- أن تتخذ مع أهلها وسائل الإقناع به حسب استطاعتها حتى يرضوا به ويزوجوها منه، فإذا أصبحت زوجة له عملت معه بما يرضي الله تعالى من الستر الواجب وتجنب الاختلاط المحرم، وإن اعترض أهلها بعد ذلك بينت لهم حكم الله تعالى وأنه لا تجوز مخالفته، ونرجو أن يكون لها من الحكمة وقوة الشخصية والإيمان ما تجمع به بين الزوج الصالح والالتزام بأوامر الله تعالى ورضا أهلها.
كما ننصح الزوج بأن يكون صاحب حكمة ولين، وأن لا يشترط على زوجته وأهلها ما هو مستحيل عادة أو فيه مشقة مما لم يتعين شرعا، كاشتراط العباءة السوداء، فالواجب على المرأة هو ستر بدنها بما لا يشف ولا يصف، وأن يبدأ مع هذه المرأة زوجته في المستقبل إن شاء الله بالتدريج، يرضى منها أولا بالحجاب ثم إذا تعودت عليه أمرها بستر الوجه إن شاء، وليس من الحكمة أن يلزمها بادئ ذي بدء بتغطية وجهها وقد تربت في بيئة لا تستر المرأة فيها رأسها، هذا، وتراجع الفتوى رقم: 6745
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يُقبل المريض عصبيا زوجا
تاريخ الفتوى : ... 01 ربيع الثاني 1426 / 10-05-2005
السؤال
أنا كنت مخطوبة وباقي على زواجي 6 أشهر فقط!!!! وعن قصة حب دامت 5 سنوات حتى الآن. المشكلة أنني أحبه ولا أقدر أن أستغني عنه. وأنا تركته لمدة سنة كاملة لنفس السبب أنه إذا حصلت مشكلة بيننا وتعصب (يمد يده علي) والسبب الذي يدفعه لذلك هو سبب مرضي. ثم بعدها يرجع ويعتذر مني ويستسمحني حتى نتصالح وأسامحه. ولكن كنت فيها كالميتة ولا أستطيع إلا أن أفكر فيه وكنت يوميا أنام من كثرة تعبي من البكاء وكنت أشتاق إليه جدا . والله حالي كان يصعب على الكافر. وكان يكلمني أسبوعيا في تلك الفترة وكنت أصده وأغلق السماعة بوجهه!(32/261)
وعندما يأتي أحد من أصدقائنا ليصالحنا أقول لهم إنني نسيته وإنني أكرهه وأن يقولوا له أن يبتعد عن طريقي لأنني كرهته. وبعد ما مرت علينا سنه هاتفني كعادته ووجدت نفسي لا أصده وترجاني ألا أغلق السماعة فسمعته وطلب أن نرجع لبعض وخلال كلامه معي كان شريط ذكرياتي السعيده معه يدور في رأسي وتمنيت أن ترجع هذه الأيام الجميلة, فجاوبته بأنني أريد فترة كي أفكر في موضوع رجوعنا ففرح جدا وصار يقول: إن شاء الله توافقي إن شاء الله توافقي. وفعلا رجعنا وخطبنا مرة ثانية وصار لنا حتى الآن سنة ونصف راجعين لبعض. سؤال يدور في بالكم وأعرفه! هل رجع يمد يده مرة أخرى؟ الإجابه نعم!. والشيء الذي يجعلني أتحمله هو أنه (عنده مرض) وهو الذي يجعله يخرج عن شعوره وعندما صارحني بذلك لم أصدقه وكنت مصرة على أن أتركه, فوجدته يقول لي تعالي معي في مشوار فتعجبت! فذهبت وإذا به يدخل عيادة ويقطع تذكرة للكشف وأصر أن أدخل معه عند كشفه عند الطبيب, وفعلا كان كلامه كله صحيحا. فبكيت على ما أصابه وهو شاب صغير وبكيت على نفسي وحظي وكان علي أن أتحمله لعذره. والآن سؤالي هل أنا هكذا فقدت احترامي معه؟ وهل سيفشل زواجنا فيما بعد؟ لو كنتم مكاني ماذا ستفعلون؟ أرجوكم لا تهملوا مشكلتي, وإن كان لديكم استفسارات عن مشكلتي تفضلوا بالسؤال.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية يجب أن تعلمي أنك وهذا الشاب قد أتيتما إثما عظيما لإقدامكما على إنشاء هذه العلاقة الآثمة؛ لأن الشرع حرم كل علاقة من هذا النوع خارج نطاق الزواج كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 8663، والفتوى رقم: 4220. ومعلوم أن الخطيب يعد أجنبيا عن خطيبته حتى يعقد عليها. وراجعي الفتوى رقم: 1151.
وعليه.. فالواجب عليكما التوبة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة لعل الله تعالى يقبل توبتكما ويغفر ذنبكما، ومن لوازم تلك التوبة البعد عن الخلوة والحديث في أمور الحب والغرام قبل إتمام الزواج.
أما فيما يتعلق بحكم إتمام الزواج من شخص هذا حاله فالجواب أن الزواج به مباح من حيث الأصل، لكن لا ينبغي الإقدام عليه إن كانت حالته على ما وصفت من الخروج عن طور الشعور لأنه يخشى إن تزوجته أن يلحق بك ضررا في بدنك فضلا عن حدوث الطلاق بعد وجود الأولاد، وتلك أمور لو حدثت لاتقدرين على مواجهتها، وراجعي الفتوى رقم: 3798. أما إن كان هذا الأمر بسيطا وقابلا للعلاج والرجل صاحب خلق ودين فلا حرج في الإقدام على الزواج منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... دين الفتاة مقياس قبولك بها زوجة من عدمه
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الأول 1426 / 04-05-2005
السؤال(32/262)
أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنه أحببت فتاة قبل سنتين وقد أحببتها حبا كبيرا وهي أيضا كانت توهمني أنها تحبني حبا كبيرا وأنا والله كانت نيتي شريفة معها وكنت مقررا أول ما أتمم دراستي في الكلية أخطبها ولكن وللأسف قبل حوالي سبعة أشهر
عرفت أنها على علاقة بأعز صديق لدي وعندما فاتحتها بالأمر أخبرتني بأنها أحبت صديقي وأن مشاعرها اتجاهي كانت هي مخطئة بها ووالله أنا لم أعاملها إلا بكل احترام وحب المهم أنا أصبت بصدمه عصبية وانهيار وأصبحت مدمن إنترنت وذلك كله لكي أنساها
طبعا أنا قطعت علاقتي بصديقي وبها ولكن البارحة فوجئت بها تتصل بي وتطلب السماح وأنها مغشوشة بصديقي وأنها اكتشفت أنها تحبني أنا فماذا أفعل فضيلة الشيخ أنا في حيره من أمري ولا أعرف ما أفعل أرجوكم أنقذوني
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عن السؤال نريد أولا أن نذكرك بحكم الحب بين الرجال والنساء. فالحب لا يخلو من أمرين:
أن لا يكون للإنسان كسب فيه ولا يسعى إليه، كأن يتعلق قلب رجل بامرأة من غير بحث عنها ولا سعي في التعرف عليها، فإن اتقى الله تعالى، ولم يدفعه هذا التعلق إلى طلب شيء محرم من نظر أو مراسلة أو مواعدة، وسعى إلى الارتباط الحلال بهذه المرأة عن طريق الزواج كان مأجورا مثابا على صبره وعفته وخشيته وتقواه.
وأما إن كان هذا الحب واقعا باختيار الإنسان وسعيه وكسبه كحال من يتساهل في النظر إلى النساء، والحديث معهن ومراسلتهن، وغير ذلك من أسباب الفتنة، فهذا الحب لا يبيحه الإسلام ولو كان في النية إتمام هذا الحب بالزواج.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فالذي نوصيك به هو أن تبتعد عن كل علاقة آثمة مع هذه الفتاة، ثم تنظر ما إذا كانت متصفة بالصفات المطلوبة في المرأة للزواج، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ، ولحسبها، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك . فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين، فلا بأس بأن تخطبها عند أهلها إن كنت حقا تنوي الزواج منها. وإن لم تكن ذات دين وعرفت أنها إنما أرادتك فقط لسد فراغ من كانت تريده بدلك، وأنها متى وجدت غيرك فستتحول عنك، فالخير لك هو البعد عنها من الآن، ولن تعدم من تكون أصلح لك وأفضل منها، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 28895
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج وظاهرة اختلاف التقاليد والأعراف
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الأول 1426 / 03-05-2005
السؤال(32/263)
أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاماً، لدي مشكلة في الزواج من فتاة تعرفت عليها في الكلية، أنا فلاح وهي بدوية نحن من بلدة اللد, وظاهرة التفرقة بين بدوي وفلاح ومدني شائعة جدا، ولا أستطيع الزواج منها بسبب هذه المشكلة، ولكن العائق الأكبر من هذا أن البنت ليست عذراء قد طغانا الشيطان وجامعتها، إني أحبها جدا أكلمها في الهاتف يوميا وبين حين وآخر نتقابل عندما تسمح الظروف؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إقامة علاقة مع امرأة أجنبية خارج نطاق الزواج أمر لا يجوز ومعصية بذاتها، فكيف إذا تم بسبب هذه العلاقة اقتراف جريمة الزنا!! التي هي من أعظم المنكرات وأقبح الفواحش، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}.
فيجب على الأخ التوبة إلى الله من هذه المعصية وقطع العلاقة مع هذه الفتاة التي لا تحل له، ويجب على الفتاة كذلك التوبة وقطع هذه العلاقة، فإن يسر الله لهما الاجتماع في ما أحل الله وهو الزواج الشرعي، وإلا فليذهب كل منهما في سبيله، ويرضى بما قسم الله له.
وأما عن ظاهرة التفريق بين بدوي وفلاح ومدني وعدم انسجام بعضهم ببعض، مما يسبب غالبا عدم الاستقرار الزوجي بسبب اختلاف التقاليد والأعراف، فهذا مع أنه واقع ولا يمكن تجاهله؛ لكنه ليس بمانع شرعي من التزاوج.
والخلاصة أنه يجب عليك أن تقطع العلاقة مع هذه المرأة، وأن تتوب إلى الله تعالى مما اقترفت معها، ثم إن كنت متعلقاً بها فلا مانع من أن تتزوج بها بعد أن تتوب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا ينبغي التشدد في الشروط لقبول الخاطب
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الأول 1426 / 03-05-2005
السؤال
جزاكم الله كل خير للنصائح القيمة التي تقدمونها عبر هذا الموقع، أنا أخت مسلمة أقيم في الغرب, ملتزمة بحمد الله أحاول التمسك بديني في زمن أصبح فيه من يفعل ذلك غريبا شاذا...الحمد لله من قبل ومن بعد تقدم لخطبتي الكثيرون بحمد الله لكني كنت أرفضهم لأني لم أجد فيهم من أرضى دينه فهم ذوو خلق ومراكز اجتماعيه لكن لم يكن فيهم من يحرص على الدين كحرصي عليه وكل غايتي أن يرزقني المولى عز وجل بالرجل الصالح الذي يعينني على أمور ديني ودنياي ويسعى معي لمرضاة المولى عز وجل وتحقيقا للغاية التي خلقنا من أجلها وهي عبادة المولى عز وجل لولا حسن ظني بالله عز وجل ليئست من تواجد هذا الشخص, تقدم لخطبتي الآن شاب على خلق من نفس بلدتي لكنه يقيم في دولة غربية أخرى, هذا الشاب صارحني بأنه يحرص على الصلاة في وقتها وبتجنبه الحرام لكنه يأكل من اللحم غير المذبوح بطريقه إسلاميه لصعوبة توفر ذلك في منطقه سكنه ولقراءته عده(32/264)
فتاوى تبيح أكل اللحم غير المذبوح بطريقه إسلاميه في بلاد الغرب علما بأنه تتم عمليات الذبح بطريقة غير مختلفة كثيرا عن طريقة ذبحنا الإسلاميه كما ذكر لي إلا أنه لا يذكر اسم الله عليها...لقد ذكر لي هذا الشاب أنه لا يرتاح لهذه اللحوم ولكن يأكلها من هم أكثر دينا وعلما منه...بعد كلامه هذا ترددت في أمر زواجي منه فقد كان ينوي إحضار أهله لعمل عقد شرعي بعد أقل من شهرين بإذن الله, علما أنني لا أعرف هذا الشاب جيدا لكني صليت الاستخاره كثيرا كما أنني أثق في اختيار الله سبحانه وتعالى لي وأعرف أن الله عز وجل لن يختار لي إلا خيرا الآن أصبحت متردده في أمر العقد رغم أنني كنت أفضله حتى لا تحدث أي تجاوزات في فترة الخطبة رغم أن أهلي نصحوني أنه من الأفضل لي أن تتم الخطبة لأتعرف عليه أكثر وأن يتم العقد فيما بعد, لكن أهلي لن يجبروني على أي اختيار وسينفذون ما أرغبه بإذن الله سواء كان خطبة أو عقدا رجاء انصحوني هل أستمر في
الاتفاق الذي اتفقنا عليه وأكمل العقد أم أكتفي بخطبة قد تطول لأتعرف عليه أكثر علما أنه يقيم في بلد غير الذي أقيم فيه وهل يكفي ألا يسعى للطعام الحلال لرفضه??? هل الاستخاره وحسن الظن بالله كاف لموافقتي على عقد القران رغم عدم معرفتي الجيدة به? علما أنه حتى بعد الزفاف سيقيم كل منا في مكان إقامته الحالية لبعض الوقت لظروف خاصة بعدم تمكني من الذهاب للعيش معه في الوقت الحالي ولظروف عمله في البلاد التي يقيم فيها.
وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأثابك الله على حرصك وتمسكك بدينك، ولكن لا ينبغي أن تتشددي في شروطك، فإذا تقدم لخطبتك رجل محافظ على شعائر دينه، يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر ولا يصر على الصغائر فلا ترفضيه ولا ترديه، والذي ننصحك به أن تقبلي عقد النكاح بهذا الرجل، والأصل هو حسن الظن، أما ما تعارف عليه الناس اليوم من فعل الخطوبة وتأخير العقد ليتم التعارف والتآلف فغلط، بل هذا طريق فساد، فكم حدثت من المآسي بسبب ذلك، وليس أكله للحوم المذكورة مقلدا في حلها سببا يرد من أجله. وانظري الفتوى رقم: 30570. والفتوى رقم: 16637.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الجمال الحقيقي هو جمال الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الأول 1426 / 01-05-2005
السؤال
باختصار بعد أن ارتبطت وعقدت على أخت فاضلة ولكن بعد العقد أحيانا كثيرة أشعر أن جمالها لا يعجبني وليس هذا ما كنت أتمناه أو أشعر أنها ليست الزوجة(32/265)
التي تقر عيني من ناحية الجمال فقط مع العلم أنها ليست وحشة أو قبيحة و لكنها عادية جدا
وأيضا أشعر أن أبي لا يحبها لذلك السبب إنه لا يراها جميلة وأنه كان يتمنى لي زوجة أجمل منها و أيضا و يقول لي أحيانا إنه غير مقتنع بأهل زوجتي لأني تزوجت من بيت لا نعرفه وكان أبي يريد مني أن أتزوج من بيت معروف لنا و دائما يشكك لي أنه سوف أرى منهم السيئ بعد الزواج أي النكاح لأنهم حتى الآن لم يظهر منهم أي شيء سيئ من ناحية الخلق إلا أن أمها كثيرة الخروج تقريبا كل يوم تخرج و تتأخر كثيرا غالبا تعود بين 10.30م-12ص و لكن مكانها معلوم أنها عند أختها الكبيرة لأنها شديدة الارتباط بها و لكن خروج حماتي وتأخرها يوميا تقريبا ليس من الشيء المألوف لدينا ,المهم أحيانا أتأثر بأبي وأفكر بالطلاق من هذه الأخت التي تحبني جدا وهي نحسبها صالحة متدينة ولكن عندي مشكلة أني أتأثر أحيانا بتلميحات والدي و أنها ليست على درجة الجمال المطلوب مع علم أنها ليست وحشة أو قبيحة لكن كنت أتمنى وأهلي أن أتزوج بأخت صالحة وجميلة فما رأي حضراتكم وجزاكم الله خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نرى ما قدح في ذهنك إلا وسوسة من الشيطان ، فإن الجمال نسبي ويتفاوت، ومهما اخترت امرأة جميلة فستقف على من هي أجمل منها ، ويقول لك الشيطان لو كنت اخترت هذه الجميلة، وهكذا يبقى الشيطان يلعب بالعبد حتى يكون أسير الصور شارد الذهن، لا يقنع بما آتاه الله تعالى، ولا يرضى بقدر الله ، ونذكرك أخي بأن الجمال الحقيقي هو جمال الدين والخلق ، وبما أن هذه المرأة لا تعاب في جمالها فلعل الله تعالى يبارك لك فيها، فأقنع أباك بأن هذه المرأة ليس فيها عيب ترد من أجله، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وكونها من أسرة بعيدة ليس عيبا ، وخروج أمها ربما يكون لعذر ، ثم لا تؤخذ البنت بذنب أمها. نسأل الله أن يرعاك ويحميك ويدلك على الخير . والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المرأة الصالحة في هذا الزمان
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الأول 1426 / 28-04-2005
السؤال
قد استخرت الله أكثر من مرة في الرغبة في الزواج من فتاة علي خلق وهي من الجيران أي أعلم كل شيء عنها وبعد أن استخرت الله أكثر من مرة هداني الله أنها خير لي وقد تكلمت مع أخيها في ذلك وهو صديقي حتى يعرض الموضوع عليها وعلي والديها وقد رحبوا بذلك ولكن المشكلة عرضت الموضوع علي أمي فرفضت بسبب أن والدها كثير المشاكل في حين أنه لا يترك حتى صلاة الفجر وبالرغم من أن جميع أخواتها أيضا على خلق وكلهم تعليم عال فما الحل أنا أريد مع والدتي من(32/266)
ناحية ومع صديقي من ناحية أخرى مع العلم أني سوف أسافر للعمل وأريد أن أرتبط بفتاة أعرفها وأعرف خلقها لما نراه اليوم في أزمة الأخلاق خاصة في الجامعة
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ذنب للبنت في أخلاق أبيها، والذي ننصح به والدتك أن توافق على هذا الزواج، إذا كانت هذه البنت ذات دين وخلق، وأن تكون عونا لك على ذلك، فوجود المرأة الصالحة في هذا الزمان مكسب، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، ومتى كانت البنت صالحة تعرف واجبها تجاه ربها وواجبها تجاه زوجها لم يكن سوء أخلاق أبيها مؤثرا على تصرفاتها وأخلاقها، وخاصة بعد أن تنتقل إلى بيت زوجها، وفقكم الله لطاعته، ونحبذ عرض هذه الفتوى على أمك، وظننا بها أن تقتنع وتوافق، فإن أصرت على موقفها فالأولى بك أن تطيعها وتبحث عن زوجة صالحة أخرى، نسأل الله لك التوفيق.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض الخاطب لقسوته
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الأول 1426 / 27-04-2005
السؤال
أنا مخطوبة منذ 3 سنوات وحدثت مشاكل بيني وبين خطيبي، الآن وتقريبا ستفسخ الخطوبة، وذلك بسبب تصرفه الخاطئ معي وقسوته فوصل الموضوع إلى الأهل
والأهل منتظرون قراري النهائي إن كنا سنصطلح أو أن تفسخ الخطوبة, مع العلم بأن موعد الزفاف بعد 6 أشهر، السؤال: صليت صلاة الاستخاره لمدة 7 أيام بالضبط حتى الآن ولم أحلم بأي شيء ولم أمل إلى قرار حاسم في هذا الموضوع،
وكنت أستخير الله إن كان رجوعي له وزواجي منه خيراً لي أم لا، فما هو الحل الآن، هل أعطي قرارا بالرفض حتى لا ينتظر أهله أكثر من ذلك، علما بأنهم علموا أنني أريد فترة أسبوع لاتخاذ قراري، ولكن هو لم يحاول أن يتصل في هذه الفترة لا أدري ربما لأنه خجلان مما فعله آخر مرة من معاملته وطريقته السيئة أم هو متعجب لما فعلته من توصيل الأمر للأهلين وتكبيره، الرجاء المساعدة والإجابه على استفساري عن صلاة الاستخارة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت بعد الاستخارة لم تري أمارة ترجح القبول أو الرفض، ولم تجدي ميلا إلى الإقدام أو الإحجام، فننصحك بأمرين:
أولاً: الاستشارة لمن له خبرة بحالك وحال الرجل من الأقارب والمحارم.(32/267)
ثانياً: النظر إلى أخلاقه ودينه، وهل يمكن أن تحتمل أخلاقه التي تتعلق بمعاملته دون مشقة عليك أم لا، فإن كنت ستجدين في القبول به مشقة فرفضه أولى، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 39905.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يحب قريبته وهي عزمت على عدم الزواج طيلة حياتها
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الأول 1426 / 27-04-2005
السؤال
أنا شاب في السنة 25 عاما لقد أحببت بنت خالي منذ 7 سنين ولكنها تزوجت من أعز أصحابي وأنجبت طفلين منه وبعد عدة سنوات توفي صديقي وتركها وحيدة منذ سنة. طيلة هذه السبع سنوات وأنا لم أبح لها بحبي لها إلا هذه الأيام لقد جعلتها تشعر بحبي لكن بلا جدوى فهي عزمت ألا تتزوج طيلة حياتها مع العلم أني قد تغربت وتعبت جدا وكان بعدي منها يحزنني طوال فتره زواجها .هذه كانت قصتي ولكن الأهم أن أهلي قد خطبوا لي من بنت عمي وأنا لا أريد أن أعصي أهلي أبي وأمي وأريد أن أرضيهم بأي حال من الأحوال فوافقت لكن والله إني في حيرة من أمري فأنا لا أريد أن أظلم البنت في حياتها ولا أريد أن أغضب أبي وأمي فهما فرحان لهذه الخطوبة فرحا شديدا لكني لا أري سعادتي إلا مع بنت خالي صرت في حيرة وحزن كبير ماذا أفعل هل أتزوج بنت عمي وأظلمها في حايتها أو أرفض وأحاول مرة أخرى بنت خالي حياتي كلها حزن وبعدي من ديني زادته تعاسة أرجوكم تساعدوني وترشدوني في أسرع وقت جزاكم الله ألف ألف ألف خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج همك وأن يقدر لك ما فيه خير في دينك ودنياك، وننصحك بعدة أمور:
أولها: مراعاة رضا الوالدين وجعل رضاهم عنك نصب عينيك في موضوع الزواج وفي غيره، فإن في رضاهم رضا الله سبحانه، وفي سخطهم سخطه تعالى.
ثانيها: ذكرت أن بنت خالك التي تحبها عزمت على عدم الزواج طيلة حياتها، فنرى أن تستجلي وتستوضح الأمر عن طريق النساء الثقات بحيث تتعرف على موقفها عن يقين.
فإذا وافقت على الزواج بك فيمكنك أن تصارح أبويك بالأمر وبحبك لها وتخبرهم أن سعادتك وراحتك في الزواج بها، ونرجو أن يتفهموا موقفك، فإذا تيسر ذلك قمت بفسخ خطبتك بابنة عمك ولا حرج في ذلك.
وأما إذا كان قرارها بعدم الزواج قرارا نهائيا لا رجعة فيه فنرى أن تيأس منها وتحاول نسينانها.(32/268)
ثالثها: إذا لم يكن هناك سبيل إلى الزواج بابنة خالك وكانت ابنة عمك على دين وخلق ونسبة من الجمال فنرى أن تتزوج بها، لا سيما أن والديك يرغبان في ذلك، ونأمل أن تحبها بعد الزواج وتنسيك ابنة خالك.
واعلم أن الإنسان لا يحصل السعادة ويزول عنه الهم والحزن إلا إذا أطاع الله. قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل: 97}.
وقال: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى {طه: 124-126}.
فاحرص على الطاعة واحذر من المعصية تنل الخير كله، وراجع الفتوى رقم: 9360 والفتوى رقم: 41347 والفتوى رقم: 12529.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الخاطب الذي يسمع الأغاني ويشرب الشيشة
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الأول 1426 / 26-04-2005
السؤال
فتاة أبلغ من العمر 19, تقدم لي شاب على خلق ويوجد لديه وازع ديني لكنه ليس بالكثير؛ بحيث يستمع إلى الأغاني و لا يرى تحريمها, غير ملتح, يؤرجل "يستخدم الشيشة أو الأرجيلة" من غير أن يرى تحريمها أو ضررها, و لا يرى خطورة وضع التلفاز في البيت جيدا.لقد طلبت من هذا الشاب حتى يكون زوجا صالحا, و حتى يكون مرضي الدين, و قدوة ممتازة لأبنائئ في المستقبل بأن يعطيني عهدا بأن يترك سماع الأغاني, و أن يترك عادة استعمال الشيشة أو الأرجيلة, و لم أحدده بوقت معين, بل هو الذي يحدد و يرى كم يحتاج من الوقت للإقلاع عن هذه العادات السيئة. وقلت له أيضا, إذا أردنا وضع التلفاز في البيت فيجب وضعه بالضوابط التي ينصح بها العلماء و الشيوخ الأفاضل. وأخبرته عن قناة تسمى قناة المجد , و هي قناة معروفة و ممدوحة؛ بحيث لا تعرض مسلسلات أو أفلام تلهي الإنسان و تشغله بما لا يفيد, بل تعرض إما أخبار, أو برامج دينية و علمية, أو برامج للأطفال. وبالنسبة لي, لا أنصح بوضع التلفاز في البيت, لا لتشديد أو لمنع الترفيه و إنما حفاظا على أنفسنا و حمايتها من الوقوع في الفتن , و إبعاد كل وسيلة ممكن أن تفتح مجال باب الفتنة.الآن الشاب لم يوافق على إعطاء أي عهد لي بما سبق, وكان معترضا على وضع التلفاز بالبيت كما سبق أيضا. أدى ذلك إلى التردد في الموافقة عليه, و كانت النتيجة أو القرار النهائي من طرفي بعدم قبوله زوجا لي في المستقبل لأنني أريد شابا يعرف حدود الله حق المعرفة, و أن يتقي الله في أهله. و قلت لنفسي بأن المجال ما زال مفتوحا أمامي, و من الأفضل أن أنتظر لعلي أجد من هو أفضل. فهل كنت مخطئة بعدم قبول هذا الشاب أم لا, و هل كنت متشددة أو متعصبة فيما طلبت أم أن موقفي تجاه ما طلبت لا غبار عليه؟ أرجو النصيحة ... و(32/269)
جزاكم الله خير الجزاء أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبارك فيكم و أن يتقبل أعمالكم و أن يجعل جميع أعمالكم خالصة لوجهه ..
اللهم آمين.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسماع الأغاني سبق بيان حرمته في الفتوى رقم: 19463، والفتوى رقم: 54439. وأما شرب الشيشة ففيه أضرار أكيدة وسبق الكلام عن حكم ذلك في الفتوى رقم: 31490. فإذا تم نصحه ولم ينتصح، فامتناعك من الزواج به لا غلط فيه، ولعل الله أن يبدلك به رجلا صالحا خلوقا، وفقك الله لطاعته، ودلك على رضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا اعتبار للكفاءة في النسب أو الجنسية في النكاح
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الأول 1426 / 26-04-2005
السؤال
تقدم لي شاب وأنا في أواخر العشرينات ورفضه الأهل وتقدم لي الشاب نفسه وأنا في بداية الثلاثينيات والاختلاف هو بسبب أن الشاب العربي من جنسية أخرى ويريدني بالحلال تقدم لي وأنا في إحدي الدول الأجنبية عند أخي ولكن أخي رفض أرجوكم ساعدوني لا أعرف إلى متى هكذا أظل لا يوجد هدف في الحياة هل من حقي أن أتزوج أم ليس من حقي ؟؟؟ هل الإسلام يمنع الفتاة من تزويج نفسها أم لا ؟ الشاب هو من إحدى الدول العربية الشاب هو من بلاد الرافدين مسلم سني يعرف الله على خلق و دين.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعيار الكفاءة في الإسلام هو الدين والخلق، روى
الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
فلم يشترط الكفاءة في النسب، ولا الاستواء في الجنسية، وبناء على ذلك فإنه يجوز لك أن تتزوجي ممن خطبك إن كان مرضي الدين والخلق ولا اعتبار لجنسيته. ولكن اعلمي مع ذلك أنه لا يصح عقد نكاح دون ولي، فالولي شرط من شروط صحة النكاح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي. فإذا استمر رفض أوليائك تزويجك ممن ذكرت فلك أن تلجئي إلى المحاكم الشرعية وترفعي أمرك إلى القاضي لينظر فيه ويتخذ اللازم فيه، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 7759
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/270)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اتخذ من تعلق قلبك بها زوجة ثانية
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الأول 1426 / 25-04-2005
السؤال
أرجو من فضيلتكم التكرم بالرد على سؤالي أنهيت دراستي الجامعية وحصلت بعدها على عمل ممتاز وبدأت أفكر بالزواج ولم أجد الفتاة المناسبة لي ولكن أهلي ضغطوا علي بسرعة الزواج حاولت معهم أن أفهمهم بأني لم أجد الفتاة المناسبة لي ولكنهم مارسوا كل الضغوطات ليجبروني على الخطبة والزواج حاولت أن أختار أفضل بنت من بين الموجودات عندنا في بلادنا وتقدمت لخطبتها وتمت الموافقة وبعد أربعة أشهر من الخطوبة تعرفت على بنت أخرى ووجدت فيها كل الصفات اتي كنت أتمناها وهنا كلمت أهلي بأني وجدت الفتاة التي كنت أبحث عنها طويلا ولذلك سوف أفسخ الخطبة وهنا قامت الدنيا ولم تقعد ومارس أهلي كل الضغوط علي حتى لا أفسخ الخطبة بحجة أن البنت الجديدة التي تعرفت عليها هي من المدينة وربما يكون سلوكها سيء ومشين وأيضا أني إذا فسخت الخطوبة فإن سمعتنا بين الناس سوف تتضرر وهذا عيب في حقنا .....ومن هذه الأسباب التي لم أقتنع بها ولكن أهلي استطاعو أن يفرضوا رأيهم علي وتزوجت الفتاة الأولى ومضى على زواجنا ستة أشهر ولكني أشعر بالأسى والحزن في قلبي وأتمنى أن أتزوج بالفتاة الثانية ولكني أخاف من الظلم وأخاف أن أظلم الفتاة التي تزوجتها على مضض.
فأنا الآن بين نارين , النار الأولى الحب الذي يأكل صدري للفتاة الثانية والنار الثانية هي زواجي، أحيانا أفكر بطلاق زوجتي والتزوج من الفتاة الثانية ولكني أخاف من أن أظلم وبنفس الوقت فأنني لم أهنأ بزواجي هذا فقلبي معلق بالفتاة الثانية أرجو من فضيلتكم أن تتكرموا وتعطوني ردا شرعيا من الكتاب والسنة يشفي صدري ويحل مشكلتي .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أخي الكريم بأن تحسن إلى زوجتك ولعل الله أن يكتب لك معها الخير، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. ولعل زواجك بالمرأة الثانية لا يكون فيه خير لك، وإن كنت ميسورا فلا مانع من أن تتزوج بها كزوجة ثانية، فإن كان ولا بد من طلاق الأولى لكونك تخشى أن تحرمها حقها أو تفرط في شعورك نحوها فلا مانع حينئذ من الطلاق والزواج بالأخرى، وفقك الله لطاعته وانظر الفتوى رقم: 18694، والفتوى رقم: 24707، والفتوى رقم: 29825.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زوجها لمن يتقي الله تعالى
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الأول 1426 / 25-04-2005(32/271)
السؤال
أنا شاب مضى من عمري (27 عاما) والدي متوفى ومسؤول عن إخوتي (ماديا وتربويا) والدتي موجودة الحمد لله، أدخلت إحدى أخواتي إلى الكلية هنا في الأردن وهي ملتزمة دينيا، تصلي، تصوم كل اثنين وخميس، تقوم الليل، محجبة طبعا، وتعلمون أن هذه الكليات مختلطة مع الأسف، ورغم ذلك سجلتها في الكلية مع معارضة والدتي! المشكلة هي أن هناك شابا من نفس الكلية تقدم لخطبتها وللأسف لم يتوافر فيه شرط الدين الذي طلبه الرسول عليه السلام في الحديث (هو مسلم من غير الملتزمين حيث أنه يعمل في كوفي شوب ودراسته متخصص في الفنادق) لبناني الجنسية وإخواننا في لبنان عندهم تحرر وانفتاح زائد عن الحد الشرعي ونحن من فلسطين وأهلنا ملتزمون نوعا ما ونجد أن هذا أمراً صعبا (خروج البنت واحتمالية سفرها خارج البلاد مع زوجها الغريب عنا حيث يصعب السؤال عنه وعن أهله) مشكلتي العظمى تكمن في استحواذ ذلك الشاب على قلب الفتاة الضعيف وعديم الخبرة بالكلام المعسول وبتعلقه بها مما جعلها تعتقد أن لا مثيل له، طبعا مع المشاكل التي تسمعها أختي من الأزواج من حولنا من أقارب وجيران ومعارف كون لديها فكرة أن الزواج التقليدي -أي بدون معرفة الزوجين المسبقة ببعضهما- لا يصلح لهذا الزمان لأن آخرته تؤدي للتعاسة وعدم الرضى، ألخص لكم الوضع الذي وجدته عن الشاب:
1- أبواه مطلقان منذ مدة طويلة.
2- مسؤول عن والدته وأخيه الأصغر ماديا.
3- مكافح وعامل منذ صغره ولكن في كوفي شوب في عمان يقدم السهرات المحرمة للعشاق بما فيها من معازف وغناء ورقص واختلاط.
4- لا يوجد لديه فكر إسلامي أو خلفية دينية تعينه على التعامل مع زوجته أو أولاده في المستقبل.
5- أمه غير محجبة (رأيت صورتها مكبرة على حائط غرفة الضيوف في بيتهم)
6- خاله وسيده في العمل (صاحب الكوفي شوب) يلبس سنسال من الذهب الخالص، وهو الذي طلب مقابلتي للحديث في موضوع خطبة ابن أخته.
7- مضى من عمره 27 عاما.
8- والده لبناني ووالدته سورية.
9- يعشق الفتاه والفتاه تعشقه (للأسف).
10- أبدى استعدادا لأن يغير عمله من أجل أن يحصل على موافقتنا (أهلها).
11- أعمامه في لبنان وأخواله في سوريا ولا يوجد له أحد هنا سوى خاله، في ضوء ما طرحته عليكم لقد رفضت موضوع زواج ذلك الشاب من أختي وذلك لأمر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" وأنا للأمانه عندما سألت عن أخلاقه وجدته ذو صيت طيب، أما الدين فكما أسلفت لكم، مع العلم بأن الشاب ذهب إلى خالي فجأة وطلب منه أن يساعده في إقناعي فقال له : "كيف أساعدك وأنا غير مقتنع فيك وفي وضعك؟!" إن(32/272)
جوابكم على أسئلتي التالية سأستخدمها مطبوعة لأجعل أختي تقتنع بأن تعلقها بذلك الشاب غير شرعي وغير منطقي، أما أسئلتي:
1- هل أنا آثم لأنني رفضت رغبة والدتي في عدم تعليم أختي، وهل أنا آثم لأنني سمحت لها بالخروج من البيت لهدف الدراسة التي أدت إلى ذلك العشق؟
2- هل وضع ذلك الشاب مناسب لوضع أختي لكي أوافق على مثل هذا الزواج؟
3- إذا لم تقتنع أختي بوجهة نظر أهلها بالرفض فما السبيل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إقدامك على تسجيل أختك في كلية يختلط فيها الرجال والنساء اختلاطاً محرماً وسيلة إلى الوقوع فيما لا تحمد عقباه، ولعل ما حصل لك ولها هو من أخف الأضرار المترتبة على ذلك، وكان من الأولى أن تعين أختك على استقامتها ولا تقدم مصلحة دراستها في الكلية المذكورة على مصلحتها الأخروية بل والدنيوية، أو تقدم مصلحتها على آخرتك أنت.
أما الآن وقد حصل ما حصل فلا شك أن هذا الشاب الذي ذكرت ليس كفؤا لأختك، وكيف ترضى أنت أو ترضى هي، وهي الملتزمة بصلاتها وصيامها وحجابها أن تكون تحت زوج عمله في الحرام وكسبه من حرام ومهنته لا تعين على طاعة الله تعالى.
والرسول صلى الله عليه وسلم وهو الموجه والمرشد الحقيقي الذي وصفه ربه سبحانه وتعالى بأنه رؤوف رحيم بأمته يقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. فمفهوم الحديث أن غير المرضي دينا وخلقا لا يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقبوله زوجا، وقد استشار رجل أحد السلف فيمن يزوج ابنته فقال: زوجها لمن يتقي الله تعالى، فإن أحبها أكرمها، وإن كرهها اتقى الله فيها.
لذا فإنا ننصح بالإعراض عن هذا الفتى، وانتظار أن يأتي الرجل المرضي دينا وخلقا، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ما لم تترتب على ذلك مفسدة أعظم كالوقوع في الفاحشة، ولتراجع أختك الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 9463.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض الوالدين لخطيب ابنتهما
تاريخ الفتوى : ... 15 ربيع الأول 1426 / 24-04-2005
السؤال
أنا مخطوبة منذ فترة قصيرة وخطيبي أمريكي مسلم بعد أن صليت صلاة الاستخارة عدة مرات خطبت وكان أهلي موافقين، أما الآن فقد بدلوا رأيهم كون أن خطيبي لا يستطيع أن يعيشني في المستوى الذي يرغبون لي فيه, ذلك أن مستواه المادي متواضع لكن أخلاقه عالية والأهم من ذلك أنه على قدر كبير من التدين فهو ممن(32/273)
ترضون دينه وخلقه كما جاء في حديث المصطفى, فهم كلما تكلموا معي في الموضوع تشاجروا معي لكني أبقى صامتة وأفضل عدم الإجابة, فهل هذا من علامات الاستخارة أم أعتبره من باب الابتلاء, المرجو من فضيلتكم أن تساعدوني في الموضوع وتجدوا لي حلا يرضي الطرفين؟ جزاكم الله عنا كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمسلم أن يستخير الله تعالى فيما يقدم عليه، فإذا استخار فعليه بعد ذلك أن يعمل بالأسباب، ومن الأسباب أن تحاولي إقناع والديك بوجهة نظرك، وأن هذا الرجل جمع بين الدين والخلق وقد حثنا ديننا على قبول من هذا وصفه، وأن مسألة المال أمر عارض، فقد يفتقر الغني وقد يغتني الفقير، فإن اقتنعوا فحسن، وإن لم يقتنعوا فلعل لرفضهم أسباباً وجيهة فتدارسي الأمر معهم.
والذي ننصح به أن تطاوعيهما في وجة نظرهما، فإنهما أحرص على مستقبلك وأخبر بتصاريف الحياة منك، وفقك الله لطاعته، وساق إليك زوجا صالحا يسعدك ويعينك على الطاعة، ولا نستطيع الجزم بأن ما حدث من الشجار هل هو نتيجة الاستخارة فتخضعي له، أم من الابتلاء فتصبري عليه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
دعاء الأم على ابنتها لرفضها الزواج
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الأول 1426 / 21-04-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي لن أطيل عليكم الحديث كثيرا وسأختصر سؤالي، بعد الاطلاع على الفتاوى عرفت أنه لا يجوز إجبار البنت على الزواج بمن لا تريد، ولكن سؤالي سيدي: ما حكم دعاء أمي المتكرر علي لأني رفضت الزواج بشخص لا أشعر اتجاهه إلا بعدم الراحه معنويا وماديا، حاولت جاهدة إقناعها، ولكن وضعت رضاها عني بزواجي من هذا الشاب، بل إنها تجاوزت ذلك لتجاهلي وتجنب الحديث معي، فهل يجب علي الزواج به غصبا حتى ترضى وتكف عن الدعاء، سيدي أنا لا أشعر بأدنى راحة نفسية أو حتى غيرها اتجاه هذا الشاب وهو يعلم أنني لا أرغب به مع ذلك لا يزال يؤثر على الوالدة بكلامه مع رغبتها هي بتزويجي لأنني أبلغ من العمر 29 سنة، فما الحل، هل لدي الحق في الإصرار عن الرفض، سيدي أرجوك أنا اطلعت على العديد من الفتاوى، ولكن أرجوك أن تمدني أخيرا بجواب واضح حتى أقطع الشك باليقين، هل أرفض أم أوافق على حسب ما يراه ديننا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/274)
فإن كان هذا الرجل مقبول الدين والخلق فلا نرى مبرراً للرفض فإن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
ولكن إن كنت لا ترغبين في الزواج منه، ولا ترين أنك ستقومين له بحقوقه كزوج، فلا حرج عليك في رفض الزواج منه، واجتهدي في إقناع أمك برأيك مع التزام اللطف والأدب والطاعة، ولا يضرك دعاؤها لأنه بغير حق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تحب رجلا وتريده زوجا وأسرتها ترفض
تاريخ الفتوى : ... 11 ربيع الأول 1426 / 20-04-2005
السؤال
ابتلاني الله بحب رجل متزوج وله ابنتان ورفضت أسرتي الارتباط ،أنا لا أستطيع النسيان و نا أراه دائما بحكم الزمالة أنا أدعو الله دائما أن يلهمني الصبر وأتحرى الله في كل تصرفاتي ولكن قلبي معلق به لا أتحمل مكروها أسمعه عنه وأشعر به عندما يصيبه مكروه أو أذى وعندما أسأل عنه أتأكد أن كل ما شعرت به من ألم كان يشتكي منه حقا في نفس الوقت حتى المرض الذي يصيبه يصيبني دون أن أعرف أنه أصابه كذلك ماذا
أفعل ؟ أنا أريد أن أعيش في هدوء و أتزوج و أعيش بالحلال ولكن كيف وهو لا يستطيع أن يتزوجني وأنا نفسيا لا أستطيع الزواج من غيره أنا أريد الحلال .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تبعدي نفسك عن هذا الرجل الذي تهواه نفسك ويتعلق به قلبك لئلا توقعي نفسك في أمر لا تحمد عقباه، بل اقطعي الصلة به تماما سواء كان ذلك في العمل أو في غيره، لكن إذا كان هذا الرجل ذا دين وخلق وكانت له رغبة فيك فلك أن تحاولي إقناع أبيك وإرضاءه بالسماح لك بالزواج ممن تحبين لأن هذا هو السبيل الصحيح والعلاج القويم للمتحابين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه. فإن قبل الأب بزواجك من هذا الرجل فلا إشكال، وإن لم يقبل فلا يمكنك الزواج إلا برضاه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل. رواه أبو داود والترمذي
وإذا ثبت أن أباك يعضلك ويمنعك من ا لزواج دون مبرر شرعي فلك أن ترفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية فسوف ترفع عنك هذا الضرر
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الإعراض عن أمثال هذه الزيجات هو الأولى(32/275)
تاريخ الفتوى : ... 09 ربيع الأول 1426 / 18-04-2005
السؤال
أريد الزواج من فتاة والمجتمع لا يوافق على هذا الزواج؟
أنا شاب مصري مسلم أحب فتاة خليجية من الإمارات، وأعلم تماماً بأن قانون الدولة لا يسمح بزواج المرأة من أجنبي وإذا تزوجت الفتاة من أجنبي فهذا يعني بأنها ستحرم من كافة حقوقها كابنة لهذه البلد، وأيضاً فكرنا سوياً بأن نترك البلد ونتزوج في وطني ولكننا أمام مشكلة أخرى بأن أهلها لن يتركونا في حالنا، حيث سيواصلون البحث إلى أن يجدونا وذلك بالوسائل التي تعلمونها عن طريق السفارات وما شابه وسيجدوننا بالتأكيد وأعلم تماماً بأنهم لن يتركونا أحياء، وإن تركونا أحياء لن يتركونا نعيش في حرية أو بمعنى آخر سيلحقون التهم بنا وما شابه حتى يلقوا بنا في السجن، فهل هذا يجوز شرعاً، وهل هذا من حقهم أو من حق أي مجتمع في العالم طالما الإنسان مسلم ومقتدر والبنت مسلمة وموافقة على هذا الزواج.
أين دور الدين والعلماء في توعية المجتمعات الخليجية من هذه الناحية لأنه ليس من حقهم أن يشترطوا هذه الشروط في الزواج وهذا ما أنزل الله به من سلطان وما أقر به سيد الأنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
والحمد لله أنا مقتدر وليست لدي أية مطامع من ناحية الفتاة لأنهم في المجتمعات الخليجية لديهم اعتقاد سائد بأن من يتزوج البنت الخليجية يطمع في الجنسية أو مالها أو ما شابه وهذا كلام كله خرافات وخزعبلات لا يحق لهم .
وأيضاً هناك شيء آخر أهل الفتاة لن يوافقوا طالما قانون الدولة لا يسمح بذلك، أما لو قانون الدولة يسمح بذلك فليس لديهم مانع .. أين الوعي الديني، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" هذا ما أتذكره من الحديث
وأنا على استعداد تام بأن أترك هذا البلد وأتزوج الفتاة وأعيش في بلدي وليس لدى الفتاة أي مانع ولكني أود أن أسأل هل لو تزوجت الفتاة بدون علم أهلها وتركنا هذا البلد يجوز أم لا يجوز وإن كان لا يجوز فلماذا؟ مع العلم بأنه زواج شرعي على سنة الله ورسوله وليس في الخفاء
وهناك شيء آخر سوف تنبهني إليه في الإجابة وهي أهل البنت، لا يجوز أن تترك البنت أهلها وتتزوج بدون علمهم ؟ فما الحل إذن.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي أنه لا يصح الزواج إلا بحضور ولي المرأة، فإذا لم يوافق وليها على الزواج لسبب منع القانون لذلك أو لعذر آخر لم يكن لكم إبرام عقد النكاح بدونه، ويحرم عليك أن تحتال لإخراج المرأة والزواج بها دون إذن وليها، قدروا على الوصول إليك أم لم يقدروا، فاجعل عقلك هو الذي يقودك، وزن الأمور بالميزان الصحيح، ولا تتسرع في فعل أمر تندم عليه .
والذي ننصحك به أن تبحث لك عن فتاة أخرى تناسبك، وتعرض عن هذه المرأة، وسيبدلك الله خيرا منها، ويبدلها خيرا منك، وليس هناك ما يجعلكم تخوضون معركة(32/276)
مع مجتمعكم ومع أهل هذه البنت، فالمسألة سهلة، فلا تجعل الشيطان ينفخ لك الأمر ويعظمه حتى تقع في حرام أو تلحق بنفسك وغيرك الضرر . نسأل الله لك التوفيق والسداد والخير والرشاد .
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فرض الأب على ابنه الزواج من امرأة معينة
تاريخ الفتوى : ... 09 ربيع الأول 1426 / 18-04-2005
السؤال
أنا شاب خطبت فتاة قبل أربع سنوات وأنا في المرحلة الثانوية بعد طلب من والدي على الموافقة بتلك الخطوبة وافقت وسني لايزال صغيرا آنذاك لكني قبل موعد الخطوبة رفضت الموافقة لكن والدي لم يستجب لطلبي وقال إن الأمر قد انتهى وموعد الخطوبة قد تحدد وعيب أن يتراجع مع أهل الفتاة وقد تحدد الموعد والناس قد علموا بأن الفتاة قد حدد موعد خطبتها المهم أن والدي أرضى الناس على حسابي أنا وأنا لم أزل في تلك الأيام تستطيع أن تقول في سن مبكر على هذه الأمور لا أستطيع أن أتخذ فيها القرار الصائب المهم تمت الخطوبة واتفق والدي مع أهل الفتاة على أن تستمر الخطوبة أربع سنوات وأنا لم أحضر معهم ولم أعترض على ما اتفقوا عليه لأني لست مقتنعا بالخطوبة وهاهي الأربع السنوات قد انتهت وأنا لست مقتنعا بتلك الفتاة إلا أني أحترمها وأقدرها كأخت لي لاغير وهي من أسرة طيبة كذلك ولا أقول فيها إلا الخير لكني لم أقتنع بالزواج منها وقد حاولت أن أقنع نفسي خلال هذه الأربع السنوات لكن دون جدوى وكلمت والدي قريبا بهدوء خوفا من المشاكل التي قد تحدث خاصة وأن الكل لايعلم ما بصدري حتى أهل الفتاة يظنون أني موافق ووالدي كذلك ظن أني عندما سكًًََت هذه المدة كلها أني موافق وأنا ساكت من أجل أن أنهي دراستي في الجامعة بعيداً عن المشاكل كذلك لم أستطع حتى أن ألتقي بالفتاة وأكلمها بالأمر لأنها هي أيضاً لاتستطيع أن تقابلني لأن هذا في مجتمعنا عيب كما يزعمون الآن كيف الحل وكيف الخروج من هذه الدوامة التي أنا فيها دون مشاكل خاصة أن الفتاة ليست متعلمة أبداً ولم أقتنع بها لكني والله أحترمها, ثم كيف أستطيع أن أتكلم بكلام يفهمني أهلي وأهلها رغم أن والدي هو من تسبب في ذلك وإلا فمن البداية كان الأمر ربما أسهل من الآن. فجزاكم الله خيرا، أعينوني وبم تنصحون أهلي وأهل الفتاة في أمري وهل أنا غلطان لقراري هذا رغم أني لم أفتح الموضوع حتي الآن إلا مع والدي ولا يزال
يتهرب من الرد علي فأنا قد يئست ولا أستطيع أن أستمر في إنهاك بدني وعقلي في التفكير رغم أني قادر على تنفيذ ما أريده لكني أراعي مشاعر الفتاة وأهلي وأهلها لأني متأكد أني لا أجد احداً منهم سيفهمني.
هذا وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/277)
فلا ينبغي لوالدك أن يفرض عليك الزواج من هذه المرأة وليس له ذلك، ولذا فإننا ننصح هذا الأب وجميع الآباء أن يكون دورهم هو التبصير والنصيحة بما ينبغي فعله من اختيار المرأة الصالحة ذات الأخلاق الحسنة والنسب الشريف، ويترك الاختيار لمن أراد الزواج، والغالب على الحالات التي يتم فيها الزواج دون قناعة ورضا أن تنتهي بالطلاق. فيمكنك أخي الكريم أن تعتذر عن الزواج بعدم الرغبة فيه حاليا، وأن الأمر قد يطول، وهذه الأمور بيد الله تعالى، وأنك تخشى أن تحبس الفتاة معك فتكون قد حلت بينها وبين الزواج، وأنك لا تعيب فيها دينا ولا خلقا، ومثل هذا الكلام الذي تسترضي به نفوسهم، ولست ملوما على ميلك وحبك، فإن هذا الأمر بيد الله وليس مما يملكه الإنسان، وفقك الله لما يحب ويرضى، وأعانك على اختيار الزوجة الصالحة التي تعينك على طاعة ربك. ومع هذا كله فالأولى أن تتزوج بهذه الفتاة ما دامت ذات دين وخلق إرضاء لوالدك ووفاء بوعده وقد يجعل الله تعالى فيها خيرا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تعلق قلبك في أمثال هذه الفتاة
تاريخ الفتوى : ... 04 ربيع الأول 1426 / 13-04-2005
السؤال
أنا شاب من العراق أبلغ من العمر 21 سنة قررت الزواج من زميلتي في الكلية وأنا أملك الدعم الذاتي للقيام بذلك...ولكن وقعت مشاكل مع عائلتي بسب ذلك القرار ووقعت مشاكل للبنت بسب أبي وانقلبت تصرفاتها معي بسبب ذلك رغم أنني لم أكن طرفا في المشكلة وقد حاربت لأجلها كل العشيرة من أصغرها لأكبرها وتركتني ولم تكترث لأمري وقد انقطعت علاقتنا لمدة 7 أشهر و اتصلت بها قبل أيام وحاولت أن أشرح لها أن المسقبل أمامنا ورغم رفض أهلي لك لكن بعد كذا سنة سوف يتغير الوضع وأقنعهم بالعدول عن رأيهم بكل الطرق ورفضت.... ولم أذكر لكم أنها أحبتني كثيرا في الماضي واستمرت علاقتنا سنتين ..
فماذا علي أن افعل ؟ 1هل أنساها لا أستطيع هل هي ترجع لا تقدر!
2هل أحبتني برأيكم؟ 3هل تستحق هذا العناء؟ فماذا العمل برأيكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنذكرك أخي بأن الله تعالى لم يحجر عليك فأمامك الآلاف من النساء المسلمات ممن توافرت فيهن مواصفات أفضل وأكثر من هذه المرأة التي علقت قلبك بها، وأدخلت نفسك وإياها في حرج، ودخلت في مشكلات مع أبيك وأهلك بسببها، فاصرف النظر عنها.
وأما سؤالك هل أحبتك أم لا؟ فعجيب!! وما أدرانا بحالها، ولا نرى أن هذه القضية البسيطة السهلة تحتاج منك هذا العناء، ففي قضايا أمة الإسلام وما يلاقيه المسلمون في بقاع الأرض شغل لمن كان له قلب، وفق الله الجميع لطاعته.(32/278)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج والنقاب
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1426 / 30-03-2005
السؤال
لي صديقة يتقدم إليها أحد شباب المسلمين وهذا الشاب والحمد لله على قدر كبير من الالتزام، هذا بالإضافة إلى حبه الشديد - وأكررها الشديد لها - وهى الأخرى على قدر عال من الالتزام وتحاول جاهدة بكل الطرق أن تكون على خط مستقيم لا تنحرف عنه أبدا.... تحب ربها أكثر من نفسها.
(المختصر) أنها فتاة ملتزمة وهي منتقبة....أما مشكلتها التي لا تجد لها حلا هي أن عائلة هذا الشاب ترفض رفضا تاما تاما أن يتزوجا إلا بعد أن تخلع هذا النقاب، هذا إضافة إلى أن هذا الشاب لا يرفض ارتداءها للنقاب نهائيا...ولكنه لا يريد أن يخسرها أو يبتعد عنها فعرض عليها بأن تخلعه مؤقتا أمام أهله حتى يتم الزواج وبعد ذلك هو الذى سيحضر لها النقاب.. وقد أقسم لها على ذلك... فقولوا لي بالله عليكم ما حكم الدين في ذلك ومن الذي على حق في كل هؤلاء؟ وماذا يفعل هذا الشاب وكذلك تلك الفتاة؟ أثابكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنقاب هو اسم لما يستر به الوجه، وسبق حكمه في الفتوى رقم:
14969 وقد بينا حكم كل من الحجاب والنقاب في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5224 و 4470 و 1111.
فإذا كان الشاب على ما وصفت السائلة على قدر كبير من الالتزام فيمكن للفتاة أن تخلع النقاب- وهو ماذكر تعريفه سابقا- وليس الحجاب، أخذا بقول من يُجوِّز كشف المرأة لوجها وكفيها عند أمن الفتنة، ثم تلبسه بعد الزواج من باب الضرورة والحاجة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تقبل الزواج من رجل له أولاد من زوجة متوفاة
تاريخ الفتوى : ... 18 صفر 1426 / 29-03-2005
السؤال
لقد تقدم لإحدى أخواتي في الإسلام رجل قد توفيت زوجته بحادث سيارة -يرحمها الله- , و لديه 3 أولاد أعمارهم تقارب 12,10,7 سنوات , وبنت عمرها 4 سنوات.
الأخت لا تمانع الارتباط بهذا الرجل , لكنها في الحقيقة خائفة من أن لا تكون أهلا للمسؤولية التي ستكون على عاتقها وأن لا تؤدي الواجب في حق الزوج وحق الأولاد بالشكل المطلوب ومن ثم يحدث طلاق ومن ثم يؤثر ذلك على نفسية الأطفال(32/279)
بشكل سلبي أكثر مما هو عليه ... وهي مترددة في اتخاذ القرار النهائي للارتباط بهذا الرجل, وتسأل نفسها وتقول : "هل إن تقدم لإحدى الصحابيات رضي الله عنهن مثل هذا الرجل التي تقدم إليها ستوافق أم لا ؟"
لقد نصحت الأخت بأن تستخير وأن تدرس الموضوع جيدا وأن تحسن الظن بالله لأن الله عند ظن عبده به ... لكنني فضلت أن أستشيركم لعلكم تفيدوننا بشيء جديد وتجعلونا نبصر نقطة لم نلحظها وتزيد من معنواياتها وترشدها لاتخاذ القرار الأخير إن شاء الله .. فالرجاء تقديم نصيحة لهذه .
وجزاكم خير الجزاء وبارك فيكم و جعل أعمالكم خالصة لوجه ... اللهم آمين
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به هو أن تقدم هذه الأخت على الزواج بهذا الرجل إن كان صاحب دين وخلق، وعليها أن تحتسب أجرها عند الله تعالى، فإنها إن أحسنت تربية هؤلاء الأولاد كان لها على ذلك الأجر العظيم.
وأما قولها هل إن تقدم لإحدى الصحابيات رضي الله عنهن مثل هذا الرجل الذي تقدم إليها ستوافق أم لا؟ فنقول: ليس النساء بنفسية واحدة، فمنهن صاحبة الصدر الواسع، ومنهن من هي بخلاف ذلك، فما قد تقبله تلك قد ترده الأخرى.
والخلاصة أن الإسلام رغب في الزواج وحث عليه لما فيه من المصالح الخاصة والعامة، وأرشد إلى اختيار صاحب الدين والخلق من الأزواج. ومع هذا، فلا يجب على المرأة قبول رجل بعينه ولو كان صاحب دين وخلق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح غير ذات الدين من المسلمات
تاريخ الفتوى : ... 10 صفر 1426 / 21-03-2005
السؤال
في البداية كنت غير ملتزم بالدين، المهم أني خطبت فتاة لم أكن قد اهتممت هل هي ذات دين أم لا ولكن كنت أنظر لجمالها والآن منّ الله علي بالهداية ولله الحمد والشكر، المشكلة أنني الآن أفكر هل ستوافقني في التدين أم ستكون هناك مشاكل وهل علي إثم لأنني لم أنظر لدينها من البداية حيث إنني كنت غير متدين, أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يحصل بينكما التوافق وأن لا يقع شيء مما تخشاه من المشاكل بسبب ما ذكرت، وبعدم اختيارك ذات الدين تركت الأولى والمستحب، قال ابن قدامة في المغني: يستحب لمن أراد التزوج أن يختار ذات الدين.
ولست بآثم، فالزواج بغير ذات الدين من المسلمات جائز، إلا الزانية فقد ذهب بعض أهل العلم إلى حرمة نكاحها حتى تتوب، وإذا كان هناك قصور في بعض الأمور(32/280)
فيمكن أن يتدارك في المستقبل بالتوجيه والنصح، فإن المرأة تتأثر بزوجها، وكيف ما كان الزوج تكون في الغالب، ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 49031.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم خطبة فتاة يدخر والدها ماله في بنوك ربوية
تاريخ الفتوى : ... 06 صفر 1426 / 17-03-2005
السؤال
فضيلة الشيخ أنا بحاجة لمشورتكم ورأيك في هذا الأمر، أبحث عن فتاة ذات دين للزواج وقد رشحت لي أختي صديقة لها تعرفت عليها في درس تجويد قرآن في المسجد، فقمت بعمل صلاة استخارة ثم تم عمل بعض الزيارات العائلية للتعارف
وعلمت أن أباها كان يعمل في شركة تعمل في مجال النقل البحري واستقال وقام بوضع ماله في العديد من البنوك، وسؤالي هو: هل يفضل أن أرتبط بهذه الفتاة إذا كان ليس له دخل آخر غير عائد البنوك وهل أقبل ما يدفعه في تجهيزها، وإذا رفضت هذة الفتاة هل أكون ظالما لها، وهل نتيجة الاستخارة هي عدم تمام العمل أم ضيق في الصدر، أي كيف أعرف أن هذا الأمر هو الخير؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكون والد الفتاة وضع ماله في بنوك ربوية وليس له دخل آخر غير عائد تلك البنوك ليس مانعاً من خطبة ابنته والزواج منها ما دامت ذات خلق ودين، لأنها اتصفت بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ولا عبرة بكون أبيها واقعاً في هذه المعاصي والمخالفات الشرعية، لأن الله جل وعلا يقول: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:21}، ويقول: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}.
وأما هل تقبل ما يدفعه في تجهيز ابنته؟ فإن كان جميع كسبه من عائد البنوك الربوية فلا تنتفع بما يدفعه في تجهيزها لأنه مال حرام، ولا يجوز الانتفاع بالمال المحرم في حالة الاختيار.
أما إذا كان أكثره من الربا مع وجود جزء من المال الحلال فيكون استعمال هذا الجهاز مكروها،والظاهر أن هذه هي حالة والد زوجتك ما دام رأس ماله مباحا ، فالقاعدة أنه لا يجوز التعامل مع من كان كل ماله حراماً، ولا الأكل من ماله، أما من كان أكثر ماله حراماً فالراجح أن كلا من الأكل من ماله أو التعامل معه مكروه؛ إلا إذا علم أنه اشترى عين الطعام بمال محرم، وقد سبق بيان ذلك مفصلا في الفتوى رقم: 6880، والفتوى رقم: 9963.
ولا تكون ظالما للفتاة إذا لم تقبل بها زوجة، فإن لك ولها حق قبول زوج معين أو رفضه.(32/281)
وأما عن نتيجة الاستخارة فهي تيسر العمل، وأما انشراح الصدر أو انقباضه بعد صلاة الاستخارة فلا يعول عليه كثيراً، وإنما يستأنس به في الإقدام على الفعل أو الترك، فإذا تيسر لك الفعل بعد الاستخارة، فلن يكون إلا خيراً لك -إن شاء الله تعالى- ولو لم ينشرح له صدرك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... ما اختار الله لعبده هو خير له
تاريخ الفتوى : ... 03 صفر 1426 / 14-03-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خير الجزاء على العمل، في البداية أود أن أخبركم عن أحوالي بشكل عام حتى تستطيعوا الحكم من معلومات الاستشارة تم تحديد بعض الأمور وهي العمر والوظيفة وسأشرح بالتفصيل، أبلغ من العمر الآن 31 سنة ونصف تقريبا وما زلت عازبا والحمد لله أني ملتزم بإسلامي وديني وليس تأخير الزواج تفريطا في سنة النبي ولكن، وأعمل في دائرة حكومية بوظيفة مبرمج حاسوب منذ 6 سنوات تقريبا، كنت قد كفلت شخصا بمبلغ 5000 دينار أردني ولكنه للأسف لم يقم بالسداد فأصبح الاقتطاع من راتبي وأصبح الاقتطاع كبيرا بحيث معه لا أستطيع مجرد التفكير في الزواج، وعرضت ابنة أخي علي فتاة ملتزمة فأخبرت ابنة أخي بأن تخبرها عن موضوع الكفالة فقالت لا مانع فطرقت البيت من بابه وجلست معها بحضور والدها ووالدتها حسب الشرع والأصول فكانت كما وصفت لي ملكة جمال وأدب وأخلاق ودين وهذا ما أبحث عنه ففيها جميع الصفات التي أطلبها ففي البداية وافقوا ولكنها رفضت ولا أعلم لماذا -كان هذا في العام الماضي- وكانت تدرس في الجامعة ففي هذه الأيام تنهي دراستها فسأتقدم إليها مرة أخرى لأن قلبي قد تعلق فيها بشدة، فها هي أول مشكلتين.
والمشكلة الثالثة التي تشغل تفكيري هي عملي حيث في بعض الأحيان تواجهني بعض المشاكل في البرامج فلا بد من حلها فأبقى أفكر فيها حتى خارج أوقات الدوام وآخذ بعض الأعمال معي إلى البيت لأحلها هناك، فهذه المشاكل الثلاث تشغل تفكيري وقلبي وعندما أقف بين يدي ربي لأصلي فيبدأ الشيطان يوسوس لي بأحد هذه المشاكل وهي كافية لتشغلني عن الصلاة فأسرح فيها ولا أعلم عدد الركعات التي صليتها وهل قرأت الفاتحة أم لا حيث لا أشعر إلا وأنا في السجود أو قائم وأنتهي من الصلاة وكأني لم أصل حتى في صلاة القيام (التهجد) حيث يجب على المصلي أن يخشع إلا أنني أسرح في بعض الأحيان وأحاول جاهدا مجاهدة نفسي لأخشع ولكن... فلا أعلم ماذا علي أن أعمل لأخشع في صلاتي، وهل إذا لم أتذكر أن قرأت الفاتحة فهل علي إعادة الصلاة، وهل إذا أعدتها فهل سأخشع في الثانية،(32/282)
لا أعلم تعبت حتى من التفكير في هذه الأمور، ولكن يجب أن تكون الصلاة صحيحة، وأعتذر عن الإطالة ولكن كان لا بد منها؟ وأخيرا أتمنى أن يكون الرد سريعا وشافيا إن شاء الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي أن ما اختاره الله تعالى لعبده ففيه الخير، وقد تجهل وجه الخير فيه، فسلم لربك وفوض أمرك إليه، وتوكل عليه ظاهراً وباطناً، واعلم أن قضاءه نافذ وحكمه ماض، فلا حاجة لأن تشغل نفسك بما ذكرت، وما كتبه الله لك ستأخذه، وما عليك إلا الأخذ بالأسباب.
أما في مشكلة كفالتك فلك أن تطالب صاحبك برد ما أخذ منك بمقتضى كفالتك إياه، وأما بشأن هذه المرأة فإن تيسر الزواج بها وإلا فالنساء غيرها كثير، وأما بشأن عملك وتعسر بعض الأمور عليك، فهكذا العلوم جميعاً، وإنما يؤخذ العلم رويداً رويداً.
والمهم أن تبني مستقبلك حتى يكتب لك النجاح، والمستقبل الذي نرشدك إلى بنائه ما أنت صائر إليه من أمر الآخرة، وبناؤه بعمل الصالحات والإقبال على الله تعالى والأنس به ولذيذ مناجاته، والصلاة هي راحة المؤمن من همومه، فكن على مجاهدة لنفسك حتى تصل إلى التمتع بالصلاة، وأما بشأن الشك في الصلاة كالشك هل قرأت الفاتحة أم لا، فقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 43045، 44845، 58257، فإن كان لك بعد ذلك مسألة لم تجد جوابها فحدد المراد ونجيبك إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ليس كل البيوت يبنى على الحب
تاريخ الفتوى : ... 27 محرم 1426 / 08-03-2005
السؤال
أنا شاب كنت مرتبطا بفتاه عاطفيا و تمت بيننا خطبة و للأسف قد طالت مده الخطبة نظرا للظروف المادية المتعسرة و للأسف أيضا أنا كنت لا أتقي الله في تصرفاتي مع خطيبتي و كنت أفعل فيها ما يغضب الله عز و جل و لكن الآن بعد أن تحسنت الأحوال معي و أصبحت قادرا ماديا علي الزواج فوجئت أني قد افتقدت حاسة الحب التي ربطتني بها و أصبحت زاهدا فيها بعدما أصبحت كل ظروفي مهيئه للزواج و أصبحت في وضع أكثر من ممتاز حتى الهاتف والله ما أقدر أني أكلمها فيه ولا أعرف كيف سأتزوجها و أنا بهذه الحالة السيئة . فأريد أن أعرف منكم هل أقدم على إكمال الارتباط بها والزواج منها علي الرغم من هذا التغيير الحاد و هل هذا التغيير يعتبر عقابا من الله على ما فعلت أم ماذا ؟ و أحب ان أضيف أن في خلال فترة الخطبة كنت صغير السن و كنت طائشا بعد الشيء في(32/283)
تصرفاتي . أحببت أن أضيف هذه الإضافة لعل أن يكون بها ما يغير في الإجابة و جزاكم الله خير الجزاء
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنستطيع القول إن ما حصل هو نتيجة لتجاوزكما لحدودالله وما أباحه الله، فإن المشروع للخاطب تجاه مخطوبته أن ينظر إليها عند الخطبة، ثم يكف عن النظر إليها بعد ذلك حتى يتم عقد النكاح بينهما.
وننبه الأخ إلى أن ما يسمى الحب قبل الزواج بمعنى العلاقة بين الفتاة والشباب، وما يصاحب ذلك عادة من خلوة ونظر وتجاوزات كما حدث من الأخ لا يقره الإسلام لما فيه من مفاسد دينية ودنيوية.
فتب إلى الله عز وجل أخي مما ارتكبته مع تلك الأجنبية، وعليها هي أيضا أن تتوب إلى الله تعالى ثم إنه لا حرج عليك في الزواج منها إذا هي تابت إن كان قد حصل زنا، بل إننا ننصحك به وفاء بعهدك، ولا عبرة بفقد الرغبة والحب الذين كانا، فليس كل البيوت يبنى على الحب، وكم من زوجين سعيدين في حياتهما ولم يكن بينهما تعارف ولا حب قبل الزواج.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم خطبة فتاة تابت تعرف عليها خطيبها قبل توبتها
تاريخ الفتوى : ... 19 محرم 1426 / 28-02-2005
السؤال
أرجو أن أجد عندكم سعة الصدر لأن مسألتي يطول شرحها
منذ ثلاثة أعوام, تعرفت على فتاة في رحلة مختلطة لعدة أيام وأخذت رقم هاتفها وكلمتها بعد الرحلة مرتين أو ثلاثة. وقتها كنت أجادل عن هذا وأقول إنه ليس حراما لأنها صداقة بريئة لا خداع فيها ولا سوء خلق ... وكنت رافضا لفكرة أن أخطب فتاة لا أعرفها. فكنت أكون علاقات صداقة وأخوة محترمة مع الفتيات لعدة أسباب : كأخوات. ولأن ذلك كان يسبب لي ابتهاجا في حياتي . ولأن ذلك كان يرضي عقدة نقص عندي لأني كنت خجولا جدا في المرحلة الثانوية. وكذلك لأختار منهن زوجة لي ومنذ عام مررت بحالة سيئة وأردت الخروج منها فأخذت أقلب في دفتر أرقام الهاتف فوجدت رقمها. بصراحة لم أكن أنوي الزواج منها لأني لم أكن مستعدا نفسيا ولأني لم أفكر فيها كزوجة لأني لم أكن أراها على درجة عالية من التدين ولكني صليت استخارة في هذا الأمر معذرة إلى ربي ولعلها تكون سببا في أن يغنيني ربي بحلاله عن حرامه ...
كانت مشغولة طوال الوقت بالعمل والدراسة عمل بالنهار ودراسة بالليل. وكانت نادرا ما تتواجد في المنزل لكثرة المشاغل والعجيب أني وجدتها في بيتها عندما اتصلت وكأنه ترتيب القدر وإجابة استخارتي وفوجئت أنني أمام إنسانة لم أعرفها من قبل. لقد زاد تدينها خلال العامين السابقين بشكل كبير كما أنني عندما أكثرت(32/284)
الحديث معها ترائى لي ما لم أره في الرحلة. وهو تعلق قلبها بربها وانشرح صدري للزواج مرة أخرى بعد عدة مكالمات هاتفية وزيارة واحدة لها في مكان دراستها. ثم كان لقاؤنا الثاني في مكان دراستها وكل منا يحمل نية مختلفة. هي تريد أن تتوقف عن معرفتي وأنا أريد أن أصارحها برغبتي في الزواج. وكأن هذا أيضا ترتيب القدر وإجابة استخارتي, فلو تأخرت أو تباطأت أو ترددت لكانت قطعت علاقتها بي التي لم تتم أسبوعين وتقدمت لخطبتها. فوجدتها على الرغم من أنها لا تتمتع بقدر كبير من الجمال إنسانة رائعة بكل ما في الكلمة من معان. إيمان وتقوى ونقاء وصبر وإيجابية ووفاء وعطاء وصدق وأمانة وغير ذلك من قيم ديننا الحنيف .. وقد أحببنا بعضنا وصار كل منا يؤثر نفسه على الآخر والسؤال الذي يحيرني ويؤرقني ويرعبني:
إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وإذا أتى المرء بمال حرام ثم تاب وأراد أن يستغله فيما ينفع المسلمين لم يقبل الله منه ولم يبارك له فهل ينطبق هذا على حالتي؟ مع العلم أننا رفضنا (أنا وهي أيضا) طريقة الزواج الإسلامية وذهبت أبحث عن زوجة لي بطريقتي لقد عرفنا بعضنا البعض في رحلة مختلطة (فيها سفر بلا محرم واختلاط وحديث طويل ونظر) وهو سبب تعارفنا أصلا وعندما هاتفتها وقابلتها لم أكن أنوي شيئا صحيحا علاوة على ما في ذلك من حديث ونظر (وهذه المكالمة كانت سبب الخطبة أصلا) فهل تفسد هذه الأسباب أصل علاقتي بخطيبتي وبالتالي لا يقبلها الله ولا يبارك فيها؟
برجاء إجابة سؤالي جزاكم الله عن قراءة رسالتي والرد عليها كل خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبما أن المرأة على قدر من التدين فلا تتردد، ولا علاقة للماضي الذي فيه ما فيه من الذنوب بما أقدمتم عليه من الخير، والتوبة تجبُّ ما قبلها من الذنوب، والحسنات يذهبن السيئات، فتوكل على الله، وأكثر من الدعاء أن يوفقك الله لطاعته، وأن يختار لك ما فيه الخير. ولا علاقة لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا بمسألتك، إذ إنك مقدم على الزواج بطريقته المشروعة، وهو أمر حث عليه الشرع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... رفض المرأة الخاطب لكونه متزوجا
تاريخ الفتوى : ... 14 محرم 1426 / 23-02-2005
السؤال
ما حكم من ترفض الزواج بمسلم لأنه متزوج بأخرى مع العلم أنه مستطيع ؟ وهل تأثم برفضها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/285)
فا لمعيار الصحيح في قبول أو رفض المتقدم للزواج من المرأة هو الدين والخلق لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. فذكر الدين والخلق ولم يذكر العزوبة أو عدم كونه متزوجا، أما رفضه لأنه متزوج من أخرى دون مراعاة الدين والخلق، فهذا معيار غير صحيح. لكن لا تأثم المرأة إن رفضت شخصا لهذا السبب، فإن لها أن تقبل بالزواج ممن تشاء، ولها أن تشترط في من سيتزوجها ما شاءت من الشروط المباحة كعدم كونه متزوجا من قبل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
صاحب الدين والخلق لا ينبغي أن يرد
تاريخ الفتوى : ... 13 محرم 1426 / 22-02-2005
السؤال
جزاكم الله خيراً، أريد رأيكم في هذا الأمر.. وهو أنه تقدم لأختي شاب من أجل الزواج وتمت الموافقة والخطبة.. وقبل الخطبة سألنا عنه فأثنى كل الناس على أخلاقه وهو من عائلة طيبة.. والمشكلة التي لاحظتها أنا أن الشاب قامته قصيرة جدا وهو هزيل البدن بشكل كبير وملحوظ.. وفي هذه الحالة ما هو رأي الشرع في حالة الرفض والاحتجاج بهذا العيب فيه إن صح التعبير.. وللعلم أن الشاب لديه عمل مستقر؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا جمع هذا الشاب الذي تقدم إلى أختك مع كرم الأصل وطيب الأخلاق الدين فلا ينبغي أن يرد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي.
أما ما ذكرته من قصر القامة والنحافة فليس عيباً يمنع من الرضا بالرجل وقبوله، ولا يبرر رفض من كان مرضيا في دينه وخلقه، وخاصة بعد الموافقة عليه، ولكن إذا كانت البنت لا تريده فلها رفضه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الخوف من الإقدام على الزواج
تاريخ الفتوى : ... 07 محرم 1426 / 16-02-2005
السؤال
أنا شاب في سن الزواج وكانت لدي قصة عاطفية وتقدمت للزواج منها، ولم يحدث اتفاق بين العائلتين وبعدها أحسست بأني مذنب وأن هذا من غضب الله علي، والآن(32/286)
أخاف من عقاب الله في اختيار الزوجة، كما قال صلى الله عليه وسلم كما تدين تدان، أرجو النصيحة والدعاء لي بالهداية ولشباب المسلمين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك وعلى شباب المسلمين، وأن يهدينا وإياك سبل الرشاد. أخي الحبيب توجه إلى الله تعالى بقلب صادق مشفق مقبل على الله تعالى، نادما على ذنبك، طالبا من ربك حاجتك فلن يردك الله خائباً، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة تهدم ما كان قبلها من الذنوب. ولا تيأس، بل ابحث عن المرأة الصالحة وأقدم على الزواج. وفقك الله للخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
انتظار الفتاة شابا لكي تتزوج منه
تاريخ الفتوى : ... 07 محرم 1426 / 16-02-2005
السؤال
هل يجوز لفتاة أن تنتظر شابا لكي يتزوجا بعد مدة دون علم أهلها؟ مع أن هذا الشاب تعرفه لكن من بلاد أخرى لهذا يجب الانتظار لكن لن يتم الزواج بدون انتظار لتخوفي من أن أذهب فأجدها متزوجة فيكون ذهابي بدون فائدة؟
شكرًا لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السؤال غير واضح، ولكنا نقول إنه لا حرج أن تنتظر الفتاة شاباً لكي تتزوج به، وإن لم يعلم أهلها بهذا الشاب المنتظر، لكن وبطبيعة الحال لابد أن يتقدم هذا الشاب إلى أولياء الفتاة ويتزوجها بنكاح متوفرة شروطه من ولي وشاهدين وما إليه، ولا يجوز أن تزوج الفتاة نفسها من الشاب دون علم أهلها، فإن من شروط صحة الزواج كما هو معلوم الولي، ولا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها، وكذا لا يجوز للرجل ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... وقوع الفتاة في مثل هذا الخطأ لا يبرر ترك خطبتها
تاريخ الفتوى : ... 01 محرم 1426 / 10-02-2005
السؤال
شاب تحدث مع خطيبته لكنه ودون طلب منه فوجئ بقولها (إن ابن عمها كان يرافقها في سيارته من المدرسة إلى البيت مسافة 35 كم، وذلك لكثرة الاعتداءات على الفتيات في محيط المدرسة وكذلك لكونها تعرضت لمحاولة اعتداء خارج المدرسة من قبل) ما هي الخطوة التي ينبغي عليه اتخاذها دون أن يظلم نفسه أو أن(32/287)
يظلم خطيبته، هل يواصل المشوار معها ويتزوجها أم ينفصل عنها؟ جزاكم الله أحسن الجزاء وبارك فيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ما فعلته خطيبتك من خلوتها بابن عمها خطأ ومعصية، غير أن وقوعها في هذا الخطأ ليس كافياً في الحكم عليها بأنها لا تصلح زوجة أو أنها غير عفيفة لا سمح الله، لا سيما وقد أخبرتك بالموضوع دون طلب منك، مما يدل على حسن نيتها ولو كان في الأمر ريبة ما أخبرتك.
ومما يغلب جانب السلامة وحسن القصد أن سبب هذا الفعل هو حمايتها مما يتعرض له الفتيات من اعتداء ومضايقة. وعلى كل فإن كانت الفتاة مرضية في دينها وخلقها، فلا نرى أن تتركها لهذا السبب وحده، لأن هذه معصية ربما كانت لا تعلم بكونها معصية، أو قد تكون سمعت كلام والدها أو والدتها في ذلك.
وفي الجملة نرى أن تلتمس لها عذرا، ولتعلم أنه ليس هناك أحد مبرأ من كل عيب. ونسأل الله أن يصلح أحوالكما ويجمع بينكما في خير، وينبغي أن تعلم أن المرأة أجنبية عن خاطبها حتى يعقد عليها، فعليه معاملتها معاملة الأجنبيات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إحسان اختيار الزوجة أمر مطلوب
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو الحجة 1425 / 02-02-2005
السؤال
خطبت فتاة رأيت فيها من فقه الدين ما شجعني على نكاحها ثم رأيت فيها من التناقض ما يحثني الآن بشدة على فسخ الخطوبة مع العلم أني لم أنقطع عن الاستخارة قط. فهل تسرعت عند الاستخارة في البداية أم هو الشيطان يريد أن يوقع بي الآن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اختيارك لمن تريد الزواج بها على أساس الدين هو ما أرشد وحث عليه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. وقد أحسنت بالاستخارة قبل الإقدام على هذا الأمر فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار. وأما ما رأيت بهذه الفتاة مما أسميته " تناقض" فاعلم أن الكمال لله وحده، فليس هناك إنسان كامل مطلقا، فلا بد في كل إنسان من عيوب، وإذا أردت زوجة كاملة ليس بها عيب فإنك لن تتزوج، وكما قال الشاعر:
فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
****كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
لكن في الوقت نفسه فطلب الأفضل والأكمل لا بأس به، والحرص على إحسان اختيار الزوجة أمر مطلوب، والزواج ينبغي أن يبنى على أساس من الألفة والمحبة(32/288)
والتفاهم لا على التعارض والتناقض. فنرى أن تستخير في أمرك وتستشير أهل الرأي والتجربة، فإن رأيت فسخ الخطوبة فلا حرج عليك. ففسخ الخطوبة أهون من الطلاق بعد الزواج.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من رجل متصوف
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو الحجة 1425 / 02-02-2005
السؤال
أنا فتاة ملتزمة والحمد لله ولكن تقدم لي شاب لخطبتي وكان عمري17 عاما رفض أهلي بسبب الدراسة وبعد الانتهاء من الدراسة تمت الخطوبة وهو من عائلة متدينة جدا ومضت على الخطوبة حولي سنة لأنه يعمل خارج مصر رأيته شهرين خلال السنة وبعد ذلك بعث أخي لي دعوة أنا وأمي لزيارته حيث أخي يعيش في نفس البلد التي يعمل بها خطيبي [الكويت]وشاء الله أن تمد الفترة إلى 4 شهور وخلالهم اكتشفت أن خطيبي للأسف متصوف وأنا من أهل السنة فانقلبت حيلتي لأني لا أؤمن بما يستند عليه وأنا في حيرة أريد أن أفسخ الخطوبة لكن أمي تخشى كلام الناس مع العلم لم أتعامل معه غير 5 شهور حتى الآن وأنا أخشى غضب الله وأخاف على أولادي مستقبلا أرجو منكم الرد بسرعة شديدة لأني سأترك الكويت يوم 262 وأرجو أن أحسم الأمر قبل أن أسافر هل أظل مخطوبة له أم أفسخ الخطوبة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلمعرفة حكم زواج المرأة من مخالف لها في الاعتقاد فنحيلك على الفتوى رقم: 1449، فإذا كان الشاب واقعا في بدع مكفرة من بدع الصوفية كتقديم العبادة للأضرحة والمشاهد- دعاء، واستغاثة، ونذرا، وذبحا، وسؤال غير الله، وطلب تفريج الكروب منه، وستر العيوب، وشفاء الأمراض والأسقام ونحو ذلك- مما يفعله كثير من الصوفية، أو اعتقاد شيء من عقائد الصوفية الباطلة كالحلول والاتحاد، وأنهم أهل الحقيقة والباطن، وغيرهم أهل الشريعة والظاهر... وغيرها من البدع المناقضة للتوحيد، فلا يجوز الزواج به.
وأما إذا كان واقعا في بدع عملية كاتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، والتزام صوم يوم النصف من شعبان وقيام ليلته، والتزام الذكر بأعداد معينة في أوقات معينة بهيئات معينة، وغير ذلك من البدع العملية، فيجوز الزواج به، وإن كان غيره أولى منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يكتم حامل الفيروس الكبدي مرضه
تاريخ الفتوى : ... 20 ذو الحجة 1425 / 31-01-2005(32/289)
السؤال
عندي قريب مصاب بفيروس التهاب الكبد نوع ب . ويريد أن يتزوج ويحصن نفسه والزواج هنا عندنا في هذا البلد لابد من أن النتيجة تكون سلبية حتى يتمكن من الزواج وربما بطريقة ما يمكنه أن يزور نتيجة الفحص المعملي وينوي أن يتزوج الفتاة دون أن يقول لها قبل الزواج خوفا أن ترفض فلا يتمكن من الزواج بها ولا من غيرها إن فعل وانكشف مرضه فلن يقبل به أحد وسوف ينحرف ويمارس الزنا.
أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا المرض الذي بقريبك مرضا معديا، فإن الواجب عليه إخبار من ينوي الزواج بها بحقيقة مرضه، وذلك لأن في كتمه إدخال ضرر على الغير وغشا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم
وفي الحديث الآخر: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد، وانظر الفتوى رقم: 6713.
وعلى هذا، فإذا لم يجد هذا الرجل امرأة مصابة بنفس مرضه ترضى به زوجاً، أو لم يجد صحيحة ترضى به زوجاً، فإن الواجب عليه الصبر، وليحذر من الوقوع في الزنا، فقد قرن الله سبحانه وتعالى بين الزنا والشرك وقتل النفس، وتوعد في محكم كتابه الجميع بالعذاب الأليم إذا لم يتوبوا، فقال سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:68-70}.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ترفض أمها زواج ابنتها من معاق
تاريخ الفتوى : ... 16 ذو الحجة 1425 / 27-01-2005
السؤال
تعرفت على فتاة ورغبت في الزواج بها ولكن أمها ترفض حتى مقابلتي لسببين
1-أنني معاق وهي ترفض زواج ابنتها بي.
2-أنها ترغب في تزويجها بابن أخيها مع أن الفتاة ترفض.
وقد أردت مقابلة أمها ولكنها ترفض كما أن أخ الفتاة رغم اقتناعه إلا أنه لم يستطع إقناع الأم ماذا أفعل؟ وهل يجوز لي الزواج بها بغير إذن أهلها؟ وهل يمكن اعتبار أخيها وليها حيث إن أباها متوفى؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة راغبة في الزواج بك، فعليها أن تقنع أمها بقبول الزواج منك، وإن احتاج الأمر إلى أن توسط أخاها وكل من له رأي مقبول عند أمها فلا بأس.(32/290)
فإن وافقت فلا إشكال، وإن لم توافق فلا يجوز لهذه البنت أن تتزوجك، لأن طاعة أمها واجبة وزواجها منك ليس بواجب، والواجب مقدم على غيره عند التعارض.
فإن وقع الزواج بغير رضا هذه الأم وبموافقة ولي هذه الفتاة وهو أخوها، فالزواج صحيح، لأن رضا الأم ليس بشرط في صحة النكاح، لأن ولاية النكاح ليست بيدها، وإنما بيد أخيها وقد حصلت.
أما إن وقع النكاح بدون إذن الولي، فالنكاح باطل كما هو مبين في الفتوى رقم: 2843.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تعلقي نفسك برجل معين
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو الحجة 1425 / 25-01-2005
السؤال
لقد سبق وأن أرسلت لكم عن قضية، أني محتارة بين خطيبين، أحدهما منشد ديني يرغب في الزواج من فتاة مسلمة في أقل من غضون سنة، ولا تهمه الجنسية المهم الديانة وبين شخص آخر أعرفه في نطاق الجامعة، لا يعيبه شيء وأهلي يعرفونه لكنه مازال طالباً ويحتاج إلى أكثر من 3 سنوات ليستقر، وكان ردك يا سيدي الشيخ بأن الأفضل من يريد الزواج أولاً، ولا يهم إن كان منشداً وليس من نفس البلد، هذا المنشد كان قد فاتحني في الموضوع بجدية، وأنه يريد أن يرضي الله والرسول كونه قادراً مادياً على الزواج، وقد رأى توافقا بيننا، لذا كان من المفترض أن يأتي إلى بلدي ليتعرف على أهلي وعلي، لكي أبدأ بعدها بمحادثتهم بالموضوع، إذ أنني لا أعرف ماذا سيكون رأيهم بعد، المهم كان لديه عمل على أساس أنه في أول شهر كانون الثاني سيأتي، أرسل لي بريداً إلكترونياً يقول فيه إنه من الأفضل أن لا نستمر في هذا الموضوع، لأنه قد جلس مع بعض الشيوخ ونصحوه بأن يهتم بدينه أكثر وأنه لن يكون لديه الوقت لمسؤولية جديدة، فهو لديه الدعوة ليبلغها ودراسة الدين الإسلامي وإنه في بلد آخر... و.... و... يعني المناقض لما كان يقول سابقاً وأقنعني به، أنا بصراحة احترمه جداً، وأحترم رغبته وإن كنت لست مقتنعة بها، فهو كان يقول لي إن الزواج نصف الدين، لذلك هو يرغب في الزواج، أنا أصلي وأدعو ربي في كل صلاة بأن يجعله من نصيبي، لأن الله شاء لي أن أعرفه بطريقة غريبة، ولا تحدث فقد كانت بالمصادفة ودون سابق ترتيب، بل حتى حينها لم يخطر ببالي أنه من الممكن أن يكون لي نصيب فيه، أنا أدعو الله بأن يرسل لي الزوج الصالح الذي سيقربني من ربي أكثر وأكثر، وأدعوه بأن يجعله هذا الإنسان، لا أريد أن أقول هراء، ولكنه بحديثه لمس الجانب النائم لدي، فأصبحت أكثر تعلقاً بالدين وأكثر رغبة بالتعمق فيه، مع أني أرغب في أن يحدث ذلك بمعونته، لا أدري لماذا قرر الابتعاد، فهو متواضع وتقي، لا أظن ابتعد
لأني إنسانة عادية لست مشهورة، ولكن القرار الأخير قد أثر في بشدة، فقد كنت أتمنى أن يحصل، وبالأخير صار وهما... أرجوك يا شيخنا أن تقول لي، لماذا فعل(32/291)
ذلك، وماذا أفعل، فأنا مازلت أدعو ربي بأن يهديه ويهديني ويجعله من نصيبي، أنا محتارة ومتضايقة، لا أملك القدرة على التفكير الصواب، لأنه بالفعل كان مثالاً للشخص الذي أتمناه، أرجوكم أجيبوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن رزقك قد قدره الله لك قبل أن يخلقك، ومن ذلك الزواج أو عدمه، والأولاد أو عدمهم وهكذا، فكوني على ثقة بربك، وأكثري من الدعاء واهتمي بطاعة ربك، ولا حرج على المسلمة المؤمنة أن تطلب رجلاً فيه الصلاح والخير للزواج بها، فقد فعل ذلك بعض الصحابيات، أو يقوم وليك بعرضك على الرجل الصالح، فقد عرض عمر رضي الله عنه بنته حفصة على أبي بكر ثم على عثمان ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واعلمي أن إعراض هذا الرجل عن الزواج قد يكون خيراً لك، ففي الحديث عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبت للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له. رواه ابن حبان في صحيحه، قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه إلا أنه قال: تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: فذكره ورجال أحمد ثقات، وأحد أسانيد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح غير أبي بحر ثعلبة وهو ثقة. انتهى.
والصالحون غير هذا الرجل كثير، فلا تعلقي نفسك به، نسأل الله أن ييسر لك أمرك، ويمن عليك بالزوج الصالح، والحياة السعيدة العامرة بطاعة الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الستر على المسلم المذنب واجب خاصة إذا تاب واستقام
تاريخ الفتوى : ... 13 ذو الحجة 1425 / 24-01-2005
السؤال
لي صديق قد حكم على والده بالحبس في قضية مخلة بالشرف وقد تقدم إلى أخته عريس ويريد أن يخبرهم بما قد كان من والده، مع العلم بأن والده قد حكم عليه أكثر من 10 سنوات وقضى مدة العقوبة وخرج منذ أكثر من 7 سنوات وهو الآن يؤدي الصلاة بانتظام وابنته من المشهودات لهن بالأدب وحسن الخلق.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه الفتاة صاحبة دين وخلق فينبغي أن يشجع من يريد الزواج منها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وكون والد هذه الفتاة غير مستقيم لا يؤثر ذلك عليها؛ لأن كل إنسان مسؤول عن نفسه وليس مؤاخذا بما اقترف غيره من جرائم، ومصداق ذلك قول الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، وكم من إنسان تقي لله وأبوه كافر أو فاسق.(32/292)
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الأصل الستر على المسلم خاصة إذا كان هذا المسلم قد تاب واستقام حاله وعلى هذا فيجب على هذا الابن أن يستر على أبيه ولا يخبر أحداً سواء كان الخاطب وأهله أو غيرهم بما كان من أبيه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من فتاة أسلمت ومعارضة الأبوين.. رؤية شرعية
تاريخ الفتوى : ... 06 ذو الحجة 1425 / 17-01-2005
السؤال
تعرفت على فتاة مسيحية وأعجبت بها حتى أردت أن أتزوجها وحاورتها في مسألة الدين فوجدتها راغبة في تغيير دينها والدخول في الإسلام لما في ديننا من وضوح وأحكام عجزت أن تجده في دينها المسيحي الحالي المزعوم (فالدين المسيحي الحق المنُزل من الله ليس فيه التباس إطلاقاً), وقد أعلنت لأهلها إسلامها بل وحاولت دعوتهم بالحوار والجدال بأولوية دخولهم في الإسلام لما في ذلك من أمر صريح في القرآن من الله عز و جل (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) وقد كنت معها منذ اللحظة الأولى أساندها وأُبين لها ما جهلته عن الإسلام والمسلمين وقد وجدتها أكثر فأكثر الزوجة الصالحة التي أريد أن أبني حياتي معها إن شاء الله هذا وقد كنت معجبا بها إلى أن أصبحت أحبها حباً شديداً لرجاحة عقلها وتفكرها الدائم في الدين والحياة, إني مقتدر بما أتاني الله, وأنا أطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.
وهنا حصل ما لم أتوقعه وهو رفض أهلي لزواجي من هذه الفتاة فقط لأنها كانت فيما مضى مسيحية مع العلم أنها أسلمت وحسن إسلامها (والله أعلم) منذ أكثر من شهرين مخفيةً إسلامها من أهلها وممن حولها, وها قد أتى الوقت المناسب وقد أعلنت إسلامها منذ أيام وهي تصارعهم بأفكارهم ومعتقداتهم البالية التى لا أساس لها من الصحة ومما أدهشني هنا أنها تستيقظ لصلاة الفجر وتوقظني عبر الجوال لكي أُصلي وأمي وأخواتي اللاتي ولدن مسلمات وعشن مسلمات لسنوات عديدة ما زلنَ نائمات لا يحرصن على القيام للصلاة,
ثم يأتي الرفض ولماذا لسبب ما أنزل الله به من سلطان, ألا وهو كلام الناس عن زواجي بامرأة كانت على ملة أناس ضالين وقد هداها الله, أهكذا نشجع الناس على دخول هذا الدين بأن نضرب لهم مثلا في العنصرية وعدم التسامح ورفض المعاشرة لأنهم كانوا وقد ولدوا ضالين؟؟ فأنا أعرف تماماً أن علي أن أطيع والديَ وأعرف كل الأحاديث التي ستسرد عليَ لكي أطيع الوالدين ولكني لا أرى سبباً كي أطيعهما هنا في هذه المسألة وفي هذا الوقت العصيب وخاصةً لو أني تركت هذه الفتاة الآن لأهلها ورفضت الزواج بها لعذبوها سوء العذاب, لكي يردٌوها عن الإسلام (الدين الذي ارتضاه الله لعباده ) وأنا قادر على مساعدتها وحاضر لكي أتزوجها وأكون لها خير زوج يعينها على دينها لكني لا أفعل ذلك لأن أهلي رافضون أن يزوجوني إياها من حر مالي يعني أنا لا أريد منهم سوى الموافقة لكي(32/293)
أرتاح أمام الله من هذه المسألة فأنا أعمل والله متفضل علي من الناحية المادية والحمد لله. وهذه الفتاة متعلمة جامعية ذات شهادة مفتخرة ومحصنة ذات شكل حسن, لن يسوء أهلي زواجي منها أبداً سوى ما ذكرته لكم سابقاً, ولقد استخرت الرحمن كي يرحمني ويرحمها, وحتى الآن لا أرى ما يعوق بيني وبينها سوى رفض الأهل من كلا الطرفين ولأسباب واهية لا وجود لها في الشرع أبداً فأعينوني أعانكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على دعوتك للإسلام، ونسأل الله أن يأجرك على ذلك، ونذكرك بالحديث الذي لا تجهله وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله على يديك أو بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم.
ونسأل الله أن يعينك على طاعته وأن يجمعك بمن تحب.
أما رغبتك في الزواج بهذه الفتاة ورفض أهلك الزواج بها، فنقول: ينبغي لك أن تقنع والديك بهذا الأمر بحكمة ولين ورفق، كما يمكنك أن تستعين بمن له القدرة على إقناعهم بذلك، وحاول أن تبرهن لهما عن مدى تمسك هذه الفتاة بإسلامها.
وينبغي لوالديك أن يعلما أن وجه اعتراضهما على هذه البنت غير سائغ شرعاً، فإن الإسلام يجب ما قبله، وليس عيباً أو نقصاً أن يكون المسلم في ما مضى على غير الإسلام من أبوين كافرين، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم مشركين، ومن آباء وأمهات مشركين.
فينبغي لهما أن لا يكونا عائقاً أمام رغبتك المشروعة في الزواج بمن تحب، وأمام ثبات هذه الفتاة المسلمة حديثاً على الإسلام.
فإن وافقا فهذا هو المطلوب، وإن لم يوافقا فمن حيث الأصل أن طاعة الوالدين واجبة، والزواج من فتاة بعينها ليس واجباً، فيقدم طاعة الوالدين الواجبة على الزواج بفتاة معينة غير الواجب، وراجع الفتوى رقم: 20319 والفتوى رقم: 18767.
لكن بالنظر إلى ما ذكرت من مفسدة ستحدث إن لم تتزوج هذه الفتاة من افتتانها في دينها، وتعرضها للعذاب من قبل أهلها النصارى، فإن كان الأمر كما ذكرت، فإنه لا حرج عليك من الزواج بها عملاً بالقاعدة الفقهية المعروفة (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح).
مع محاولة إرضاء والديك بكل ما تستطيع، وبيان أن ما فعلت له ما يبرره شرعاً.
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يحل للوالد عضل ابنته إذا وجدت كفؤا
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو الحجة 1425 / 13-01-2005
السؤال(32/294)
تعرفت على شاب قرر طلب يدي وتقدم لطلب يدي من والدي مشكلتي أنه مطلق وله طفل في الثامنة وهذا ما يقلق أبي من هذا الارتباط فهل يوجد حل لتلك المشكلة؟ أنا أراه إنسانا مناسبا من الناحية الأخلاقية والناحية الدينية ولكن أبي له وجهة نظر مختلفة في ما يخص هذا الموضوع لأنني لم يسبق لي الزواج ولكني في 33 من عمري وهو في 35 فهل هناك حل لإقناع والدي بذلك الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للوالد منع ابنته من الزواج من كفؤها إذا تقدم لها، وقد جاء في الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث يا علي لا تؤخرهن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً. رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد مختلف في صحته.
فعلى هذا الولي أن يتقي الله في ابنته التي تقدم بها السن، وأن لا يعضلها ويفوت عليها فرصة الزواج، ويكون سببا في عنوستها وفوات قطار الزواج عليها، والحل هو أن تفصحي لوالدك عن رغبتك في الاقتران بهذا الرجل ولا يمنعنك الحياء من ذلك، فإن هذا مستقبلك وحياتك، فلا تجاملي أحداً فيهما، ولك أن تستعيني بمن يملك القدرة على إقناع والدك بهذا الأمر.
واجتهدي في الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى أن يشرح صدر أبيك لهذا الرجل، وأن يرزقك الزوج الصالح، واعلمي أن الخير فيما اختاره الله، وأن الزواج قسمة ونصيب، فإن كان لك فيه نصيب فسيكون من نصيبك لا محالة، وإن لم يكن لك فيه نصيب فارضي بما قسم الله لك، فالله سبحانه وتعالى يقول: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نكاح بنت العم المطلقة ومعارضة الأبوين
تاريخ الفتوى : ... 29 ذو القعدة 1425 / 10-01-2005
السؤال
أنا لدي مشكلة وأريد من يساعدني فيها وأطمع من شخصكم الكريم أن تجدو لي "حلا" لهذا الموضوع إن أمكن، أنا شاب أبلغ من العمر 25 (خمسة وعشرين عاما) انتهيت من دراستي الجامعية والآن أعمل في إحدى المؤسسات الحكومية الرائدة، وبجانب عملي أعمل في التجارة والعمل الحر ودخلي الشهري ممتاز جدا، لم أحلم به من قبل والحمد لله.
ولدي ابنة عم تبلغ من العمر 32 عاما وكانت متزوجة من زوجين لم توفق مع أحد منهما ولديها من الأبناء ثلاثة من الزوج الأول ابن عمره 11 عاما وابنة 9 أعوام ومن الزوج الثاني ابن عمره 6 سنوات، أعجبت وأحببت دينها وثقافتها العالية في الدين وفي العلوم الأخرى ولجمالها وعفتها وصراحتها واحترامنا المتبادل، علما(32/295)
بأنني أدرك تمام العلم بفرق السن الذي بيني وبينها ولا نهتم بهذا الشيء حتى شكلها لا يبين أنها أكبر مني سنا تماما، وأنا أجدها الزوجة الصالحة والزوجة التي تقف معي في أصعب أموري ونظرتي لها كالتي ليس لها مثيل، والحقيقة أن والدي ووالدتي لا يجدون فيها عيبا ويحبونها، فأسئلتي هي كالآتي:
• أنا أريد أن أتزوج من هذه المرأة فكيف أقنع والدي بهذا الموضوع، علما بأنني أعلم تمام العلم بأنها ستكون فاجعة لوالدي وسؤالهم لي لماذا هذه المطلقة التي تحمل أبناء وأنت في مطلع عمرك وبداية حياتك فالنساء كثيرات..
• استخرت الله عز وجل أكثر من مرة فوجدت نفسي مرتاحا جدا، وعلما أنني قادر على هذه المسؤولية كاملة، فهل إذا تزوجت من هذه المرأة دون علم والدي لا يجوز أو يغضب الله عز وجل ويغضب والدي علي ليوم الدين؟
• زوجة عمي موافقة على الزواج وعمي لا يعلم بالموضوع ولحبه الكبير لي لا أعتقد أو أتوقع منه الرفض وإن حصل الرفض فذلك خوفا من والدي لأنه أكبر منه واحتراما له، فسؤالي هل يجوز لي أن أتزوج بهذه "المرأة المطلقة" دون إذن والدها يعني بتوكيلها لأكبر إخوانها، مثلا هل يجوز توكيلها لأحد غير والدها خاصة وأن لدينا قوانين وشروط في الزواج هنا في السعودية غير الدول الأخرى، علما بأنها خارج البطاقة العائلية لوالدها وأن لديها بطاقة أحوال مدنية خاصة بها، (والله يا شيخ إنني أطمع في شخصيتها الصادقة والدينية وأفعالها وعقلها البالغ العاقل واحترامها وحبها لي وليس بسبب أني طمعان في مالها أو لجاهها)
فبالله عليك إذا كان هنالك شيء يغضب ربنا أو شيء يجوز حرام فاستنجدني به لكي يوفقني الله في هذا الزواج والله موفق الجميع؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزواج الرجل من امرأة أكبر منه سناً أو العكس، ليس في الشرع ما يمنعه إذا رضي كل منهما بالآخر، ولقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، وهي أكبر منه سناً، وتزوج عائشة رضي الله عنها وهي أصغر منه، وتزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي أصغر منه بكثير، ولم يجد في ذلك حرجاً.
بل في زواجك من بنت عمك مصالح أخرى، منها: إحسانك إلى أبنائها وتربيتهم التربية الصالحة، وكونها قد تزوجت من قبل أو أنها أكبر منك ليس عيباً ترفض به إن كانت كما ذكرت، فنصيحتنا لوالديك الفاضلين أن يتمما هذا النكاح، وأن يكونا عونا لك فيه، وحاول إقناعهم بما استطعت ولو بالتمهيد بذكر أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم إذ تزوج خديجة وهو شاب وهي في الأربعين من عمرها وعاش معها سعيداً حتى أنه قال: لم يبدلني الله خيراً منها، وتزوج غيرها من الثيبات,
وحاول أن تستعين بمن قد يكون لهم تأثير على والديك وخاصة من طلبة العلم، لكن إن أصرا على عدم الموافقة فإنه يلزمك طاعتهما في ذلك.(32/296)
وأما زواجك ببنت عمك دون إذن والدها فلا يجوز، إلا إذا عضلها والدها -أي منعها من الزواج بكفء- فإن الولاية عليها تنتقل إلى السلطان أو القاضي، كما في الفتوى رقم: 30347، وانظر الفتوى رقم: 52874.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اختاري لابنتك من يرضَى دينه وخلقه
تاريخ الفتوى : ... 23 ذو القعدة 1425 / 04-01-2005
السؤال
ابنتي عمرها 16سنة ونصف خطبها شخصان واحد من العائلة والآخر ليس منها. الاثنان في حالة غير قانونية بفرنسا وزواجهم من بنتي يحل هذه المشكلة لكن بنتي تريد الزواج والاثنان يعبران عن نيتهما الصادقة. إن ابنتي تسمع لرأيي فتدخلت فقلت لها أن تختار من ليس من العائلة وهي سمعت لي رغم أنها كانت ترتاح لابن العائلة فأنا خائفة (مع أنها الآن تريد الذي اخترت) أن أكون قد أذنبت بتدخلي فدلوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع أن تختاري لبنتك القريب أو البعيد، إلا أن معيار الاختيار ينبغي أن يكون هو الدين والخلق، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج عن طريق الإنترنت محفوف بالمخاطر
تاريخ الفتوى : ... 23 ذو القعدة 1425 / 04-01-2005
السؤال
أنا فتاه في 33 من العمر لكني مررت وأمر بظروف صعبة جدا لا يستطيع أحد تحملها ولكني كنت أكتمها في صدري لكن الإنسان لديه طاقة معينة لا يسطيع أكثر من ذلك وفكرت في الهروب من البيت ولكن إلى أين وكيف وبين من سأعيش وأحيانا أفكر في الانتحار لكني أتذكر ربي في آخر لحظة واتذكر عذاب الآخرة وأنا التي ساتعذب أيضا في النهاية والآن فكرت في حل وهو الزواج من خلال الإنترنت ومن شخص فقير أنا لم أعترض على شيء ولم أفكر في المال أبداً ليس لدي مشكلة المهم أن أعيش بعيدة عن جو حياتي التي أعيشها لكن للأسف ليس من بلدي ومن المستحيل موافقة الأهل على ذلك ولو أنه قال لي أخبريني باسمك وأنا سآتي على طول للخطبة وبالذات أنه يقول إنه محافظ على صلاته في كل وقت وهو معه شهاده الماجستير فقط الظروف التي هو بها فكيف أتصرف وماذا أعمل؟ أكلم من عن حالي كل مشغول في حياته الخاصة وأبنائه ليس لديه أحد.(32/297)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه من المعلوم أن الدنيا دار ابتلاء وشأن المؤمن فيها الصبر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خيراً، وإن أصابته ضراء صبر وكان خيراً. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
ويقول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته. رواه مسلم.
فعليك يا أختاه بالصبر، فإن عاقبته حميدة في الدنيا والآخرة، ولتكثري من سؤال ربك تفريج الهم، وتيسير الأمر، والزمي طاعة ربك واتقيه، فإنه سبحانه وتعالى وعد المتقين بتفريج الكرب، فقال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق: 2}.
أما فيما يتعلق بزواجك من هذا الرجل الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت، فالأصل أنه يجوز للمسلمة الزواج من كل مسلم بغض النظر عن بلده وجنسيته، وعن الوسيلة التي تعرفت عليه بها، هذا من حيث العموم.
لكن ينبغي أن تنتبهي إلى أمر مهم وهو أن سعي المرأة إلى الزواج عن طريق الإنترنت يعد طريقاً غير قويم، وذلك لعدم التأكد من صدق واستقامة الرجل وجديته هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن في ذلك سبيلاً لتتبع خطوات الشيطان، والإنجرارإلى الوقوع في ما لا يرضي الله تعالى، وكان الأولى للأخت أن تبحث عن زوج بطريق أخرى أبعد عن الريبة.
أما الآن، وقد حصل ما حصل فنقول: إذا كان الذي تعرض لخطبتك كفؤا ذا دين وخلق، فلا حرج في قبوله، ولا مسوغ لرفضه، لذا فليتوجه لولي أمرك، فإن قبل به فذلك المطلوب؛ وإلا فلك أن ترفعي أمرك إلى القاضي، كما بينا في الفتوى رقم: 53592.
وأخيراً نحذر الأخت من الإقدام على الزواج بغير موافقة وليها أو القاضي الشرعي أو من يقوم مقامه هوعند تعذره كما قدمنا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم قبول نكاح من كان على علاقة بفتاة ثم تاب
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو القعدة 1425 / 03-01-2005
السؤال
تقدم لي شاب وقبل الخطبة اعترف لي أنه كان على علاقة بفتاة أخرى ولمدة تزيد عن عام وارتكب معها أخطاء كثيرة وإن لم تصل إلى حد العلاقة الكاملة، وأنه أفاق من ذنبه وقطع علاقته بهذه الفتاة وعاد إلى الله ورجع وندم وبكى كثيرا بين يدي الله وتاب توبة نصوحا وأنه قد بدأ بالفعل مشواره في التقرب من الله وهو يريد أن يرتبط بي لأني إنسانة ملتزمة وسوف أعينه على التقرب من الله وأعينه على أداء(32/298)
الطاعات فماذا أفعل هل أتم الخطبة أم أرفضه أم ماذا أفعل أعينوني على أمري. وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك على ما ذكرت من الإنابة والرجوع إلى الله والتوبة النصوح والتقرب من الله عز وجل فإنه ممن يُرْضَى دينه وخلقه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي، وهذا الشاب وإن كان قد فعل ما وصف لكنه قد تاب كما ذكرت. والتوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب عليه، ولذا ننصحك بالزواج منه إن كان جاداً يريد الزواج، وعليه أن يأتي البيوت من أبوابها فيطلبك من أهلك، وعليك قطع علاقتك به ما لم يعقد عليك، واحذري أن يكون ما يذكره لك من التوبة من باب الاستدراج لك ليجرك إلى ما حصل مع الفتاة الأولى . وكان ينبغي على هذا الشاب أن يستر نفسه ولا يخبر أحداً بعلاقته بتلك الفتاة وما فعله من أخطاء تاب منها وندم. قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... صاحب الدين والخلق مقدم على غيره
تاريخ الفتوى : ... 18 ذو القعدة 1425 / 30-12-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله و سلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
أطرح بين يديكم هذه المشكلة التي حولت حياتي إلى هم مستمر وتفكير دام أنا فتاة في 34 من عمري تقدم ابن جيراننا لخطبتي منذ أربع سنوات لكن أهلي رفضوا لأنه من الجنس الأسود ولكن بقينا على اتصال ثم تقدم ابن عمي ليخطبني فرفضته رغم أني أوافق عليه فهو والله إنسان صالح وتقي ولكن منعتني علاقتي مع ابن جارنا الذي يرفض تماما الانفصال فكل مرة ألقاه فيها يقول لي لا تفكري بالانفصال فإنه آخر حل يخطر على بالي وبما أنه ابن الجيران فإني أعرف العائلة كلها قالت لي أمه ذات مرة "أنا والله اشد حرصا على ضمك إلينا من ابننا أما أخته فكل مرة نفتح الموضوع فإنها تختمه بالبكاء قالت لي مرة لو انفصلت عن أحمد وتزوجت غيره فأنا لا أعرف ماذا سيحدث له قد يرتكب حماقة فو الله كأنما دست خنجرا في صدري أما أهلي فإنهم لا يتفهمونني إطلاقا وأسمع منهم من الكلام القاسي ما لا يعلمه إلا الله فهم لا يخافون إلا على العريس أن يطير من بين أيديهم فبعدما كنت الفتاة العاقلة أصبحت الفتاة العاصية فلا يوافق على هذا الموضوع إلا واحد من إخوتي ويقول لهم إنه لا فرق بين أبيض ولا أسود إلا بالتقوى فلا تسمع منهم إلا(32/299)
الكلام الفارغ حيروني إذا أرضيت أهلي ضيعت ابن جيراننا وإذا أرضيته هو فقدت أهلي
أرجوكم أفتوني مادا أفعل فإنكم عندي رضا ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المسلمة إذا رغبت في الزواج أن تختار صاحب الدين والخلق، وذلك لأنه الذي يؤمل منه القيام بحقوقها والحرص على إسعادها. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
فإذا جمع مع ذلك الحسب والنسب كان أولى من غيره لجمعه لخصال الشرف والفضل.
ومن هنا فإننا ننصح الأخت بقبول ابن عمها زوجا، وذلك لأنه الأصلح لك من ابن الجيران، وذلك لأسباب:
1- لأنه صاحب دين وخلق كما ذكرت.
2- أن في ذلك برا بوالديها إن كانا موجودين، وحرصا على تماسك العائلة من حدوث الخلاف بسبب رفضك.
3- أن القريب في الغالب من الأحوال يراعي حق القرابة في الزوجة وخاصة مع مرور الأعوام وتقدم الأعمار.
4- أن رأي الجماعة غالبا أصوب من رأي الشخص الواحد علما بأنه كما قال لك أخوك لا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى، لكننا ارتأينا لك قبول ابن عمك للاعتبارات التي ذكرنا.
وأخيرا ننبه الأخت السائلة إلى أنه لا يجوز لها أن تختلي بأي أجنبي ولو كان الخاطب، ولا أن تخضعي له بالقول أو تسلكي معه أي ذريعة تؤدي إلى ما لا يرضي الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا عبرة بالفارق السني والاجتماعي بين الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 16 ذو القعدة 1425 / 28-12-2004
السؤال
شيخي الكريم اسمح لي أن أوضح لك بعض النقاط:
أولا: أنا مصرية عندي 31 سنة، حاصلة على مؤهل عال ودراسات عليا، مطلقة بدون أولاد، والدي متوفى، وأنا الآن أقيم مع أمي ولكن أمي تتلفظ دائما بألفاظ نابية وخارجة وغير ملتزمة دينيا، وتقول لي دائما إني لن أتزوج مرة أخرى ولن أنجب أطفالا (والعياذ بالله)
ثانيا: أنا ولله الحمد متدينة وملتزمة دينيا، ومواظبة على حضور دروس دينية فى المسجد، وبدأت ولله الحمد في حفظ القرأن الكريم أعانني الله على ختمه(32/300)
وسؤالى هو: تقدم لي الآن رجل يبلغ من العمر 50 عاما، مطلق ولديه ثلاثة أولاد، ولد وبنت بالجامعة، وولد بالمدرسة، لا يهتم بمظهره، ولكنه يقرأ القرآن باستمرار، أشعر أنه أقل مني في المستوى الاجتماعي والثقافي ولكن أمي تقول لي خذيه فأنت لن تجدي أزواجا ثانية لأنك مطلقة....فماذا أفعل، أريد رأي الدين أفادكم الله؟
وجزاكم الله عنى خير الجزاء
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر لك حفظ كتابه الكريم، وبخصوص الرجل الذي تقدم لك بقصد الزواج فلا مانع من قبوله إذا كان صاحب دين وخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره.
وما ذكرت عنه من الفارق السني والاجتماعي بينك وبينه فلا عبرة به، ما دام الرجل مرضيا في دينه وخلقه.
هذا، وننبهك إلى أنه يجب عليك نصح والدتك بالتمسك بالدين والحذر من المعاصي، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
وليكن ذلك بأسلوب مؤدب، فإن قبلت فبها، وإلا فلا يلزمك نحوها إلا الدعاء والاستغفار فقط.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
امتناع الأب عن تزويج ابنته ممن هو كفؤ لها
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو القعدة 1425 / 23-12-2004
السؤال
عمري 24 سنة وأدرس بالكلية بالسنة الرابعة. في رمضان صليت صلاة الحاجة ودعوت الله أن يرزقني زوجا صالحا يعينني على طاعة الله. وبعد رمضان تعرفت على شاب يكبرني ب6 أشهر يعمل معلما ويشهد الجميع له ولأهله بحسن الدين والأخلاق وقد أخبرني بأنه يريد أن يتزوجني فصليت صلاة الاستخارة فأحسست أن الله سبحانه يرضاه لي زوجا وبذلك إستجاب لدعائي فبدأ حبي له يكبر. ويشهد الله أن سبب تعلقي به هو حبه الكبير لله وطاعته وحبه الشديد للرسول صلى الله عليه و سلم و سنته. وقد شجعني على حفظ القرآن وقد أكملت منذ يومين حفظ جزء عم. أخبرت أهلي لكنهم رفضوا بحجة أنه إذا تزوجنا سأسكن في مدينته البعيدة عن مدينتي في حين أنهم يريدون أن أتزوج فقط من لا يبعدني عنهم. كما يرون أن مهنتي أستاذة أرفع شأنا من مهنته معلما وذلك غير صحيح. وقد رفض أهلي وقرنوا ذلك برضاهم عني. ألم يقل الرسول صلى الله عليه و سلم لا أرى للمتحابين إلا النكاح. ألم يقف مع الفتاة التي رفض والدها حبها لشاب وكان يريدها أن تتزوج بابن عمها غصبا و إلا لن يرضى عنها.أليس الغصب والاكراه في الزواج حراما، وأليس(32/301)
إكراهي على عدم الزواج بمن يحبني وأحبه أمرا لا يرضاه الله عز وجل خاصة ونحن نحب أن يؤلف الله بين قلبينا على طاعته وذلك هو سبب اختيارنا لبعضنا البعض من البداية علما أنه هو أيضا قد صلى صلاة الاستخارة قبل أن يفاتحني في أمرالزواج .أرجو من سيادتكم مدي بما فيه رضا المولى عز وجل وفيه صلاح لي في الدنيا والآخرة وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من حق والدك أن يمنعك من الزواج بمن يرضى دينه وخلقه وكان كفؤا لك، فإن أصر على ذلك فوسطي من ترين له رأيا مقبولا عند والدك من عم أو خال أو نحوهم من القرابات، فإن لم يجد ذلك فلك أن ترفعي أمرك للقاضي المسلم. وانظري الفتويين التاليتين :
10286 ، ورقم : 35199. وإننا نوصي هذا الأب بأن يتقي الله تعالى في ابنته وأن يراعي ما هو الأصلح لها، وأن يحسن معاملتها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يتزوج فتاة تعرف عليها عن طريق الشات
تاريخ الفتوى : ... 10 ذو القعدة 1425 / 22-12-2004
السؤال
أنا شاب عمري 28 سنة تعرفت على فتاة عن طريق الشات وتقابلت معها أكثر من مرة واستمرت علاقتنا 3 سنوات والآن قررت أن أتزوجها (من استعفف أعفه الله) والفتاة من بيت محافظ ، وخريجة شريعة إسلامية، وأريد رأي الدين أو نصيحة وأنا أخاف أن نكون على خطأ في النية على الزواج، وأريد من يدلني على طريق الصواب.
وجزى الله خيراً كل من ساعد شابين وصدقهم النصيحة لحياة زوجية أفضل.
أنتظر النصيحة أو الفتوى أو أي شيء ينير بصيرتنا عن أمور ربما نجهلها أنا وزوجة المستقبل، وأرجو الاهتمام بموضوعي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه المرأة مرضية الدين والخلق فلا تتردد في التزوج بها، واستخر الله تعالى في ما تقدم عليه، وفقك الله لمرضاته.
ولتحذر من محادثة الفتيات لغير حاجة في المستقبل، واعلم أن العلاقة بين الرجال والنساء على النحو المتعارف عليه اليوم عبر وسائل الاتصال الحديثة مخاطرها عظيمة ومفاسدها واضحة، وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 1932 والفتوى رقم: 8768.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي(32/302)
ـــــــــــــــــــ
الارتباط بمن ينتمي لأسرة أصل مالها حرام
تاريخ الفتوى : ... 09 ذو القعدة 1425 / 21-12-2004
السؤال
ما الحكم في رجل ثري عنده أموال طائلة ولكن بداية هذه الأموال أو رأس المال من مصادر مشبوهة مثل الرشاوى والعمولات غير الجائزة ثم بدأت هذه الأموال بالتزايد من وراء مشاريع جيدة ونافعة لا حرج فيها أي أن الأموال مختلطة منها ما هو مشبوه و منها ماهو نظيف ولا بأس به .. ماحكم هذه الأموال وماحكم النسب بين أشخاص عندهم هذه النوعية من الأموال .. وهل اتقاء الخوض في العلاقات مع هذه العائلة أفضل في الشرع من باب التقوى و الورع و اتقاء الشبهات ؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الشخص المنسوب إلى هذه العائلة يريد الزواج بك وكان دخله حلالاً، ولا علاقة له بمال الأسرة، فلا حرج في قبوله زوجاً إذا كان متصفاً بالخلق والدين. أما إذا كان دخله من مال الأسرة فلا يخلو ذلك من حالتين. الأولى: أن يكون جميع مال الأسرة حراماً، ففي هذه الحالة لا يجوز قبوله زوجاً، لأنه لا يجوز لأحد أن يأكل أو يشرب أو يلبس شيئاً ممن كان كل ماله حراماً. الثانية: أن يكون أكثر ماله من الحرام، والراجح في هذه الحالة أنه لا مانع من التعامل معه بأنواع المعاملات مع الكراهة كما بيناه في الفتوى رقم:
6880. والذي نراه هنا أن مال هذه الأسرة مختلط، لأن أصل المال الحرام اجتمع مع أرباحه وثمرته، وثمرة المال الحرام تتبع جهد الحائز الذي نماه وثمره، وهو قول المالكية والشافعية وهو الراجح إن شاء الله لقوله صلى الله عليه وسلم: الخراج بالضمان. رواه أحمد وغيره، وبناء على ذلك فلا مانع من الرضى به زوجاً مع نصحه هو وإخوته بالتخلص من قدر أصل المال الحرام الذي اكتسب من الرشاوى وغيرها، وتبقى لهم بعد ذلك الثمرة والنماء لأنه تابع لجهدهم، ولمعرفة كيفية التخلص من المال الحرام تراجع الفتوى رقم: 3519، والفتوى رقم: 18275.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج من امرأة شربت سحرا
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو القعدة 1425 / 19-12-2004
السؤال
سؤالي هو: أني أقبلت على خطبة فتاة وتمت والحمد لله، ولكن اكتشفت أنها قد شربت سحراً وأنها عليها جن ووصل الأمر إلى أن هذا الجن أحبها وحاول يجامعها وكان يحدث عندها قيء وألم أسفل الظهر وفي أيام معينة يحدث لها هذا التعب وقد ذهبت إلى أحد المشايخ وأعطاها عسلاً وحبة البركة ونصحها بقراءة القرآن وخاصة سورة البقرة، وتحسنت حالتها ولكن ما تزال تشعر أحياناً بهذا الأمر، فهل سوف(32/303)
يستمر معها هذا الجن حتى زواجي منها وأخشى أن يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك، أرجو منكم التكرم بإفادتي، ماذا أفعل بالله عليكم حيث إني أخشى عليها من أن يمسها أي سوء، وكذلك أنا وما هو العلاج الصحيح لمثل هذه الحالات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولاً نسأل الله عز وجل أن يشفي هذه المرأة وأن يصلح أحوال المسلمين.
أما بالنسبة للسؤال: هل يستمر معها ما تراه أو لا يستمر فهذا أمر غيبي لا نعلمه.
ولكنا نقول إذا كانت هذه المرأة مرضية في دينها وخلقها، فلا حرج في الزواج منها، فقد يرزقك الله عز وجل منها أولاداً صالحين، والمرض والشفاء بيد الله عز وجل، ينزل منهما ما شاء ويرفعه متى شاء، فالمريض قد يشفى والصحيح قد يمرض.
ومع هذا، فنرى أن تستخير الله تعالى في شأن زواجك من هذه المرأة إن كانت ذات دين وخلق، ثم تفعل ما انشرح له صدرك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من امرأة زنا أبوها بأمها قبل أن يتزوجها
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو القعدة 1425 / 16-12-2004
السؤال
أود النصيحة منكم بخصوص موضوع زواجي من فتاة هذه قصتها: قبل ولادتها كان أبوها متزوجا من امرأة أخرى وله منها أولاد ثم قام هذا الرجل بفعل فاحشة الزنا وهو محصن وحملت المرأة الثانية بولد وعندما افتضح امرهما بين الناس تزوجها وعقد لهما نكاح شرعي في المحكمة وبحضور شهود وبعد سنين أنجب هذه الفتاة التي أعجبتني كثيرا وأود الأرتباط بها ونكاحها لكي أغض بصري وأحفظ ديني فبماذا تنصحوني وماهي أقوال الأئمة في مثل هذه الحالة هل تعتبر البنت بنت زنا .. جزاكم الله خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخلو زواج هذا الرجل بهذه المرأة التي زنى بها من أمرين:
1ـ أن يكون تزوجها بعد استبراء من زناه بها زواجا مستوفي الشروط ومنتفي الموانع فهذا لا إشكال في صحة هذا الزواج وخصوصا إذا تابا إلى الله تعالى من تعاطي هذه الكبيرة. 2ـ أن يكون تزوجها قبل الاستبراء فهذا لأهل العلم فيه اختلاف فمنهم من منعه وهم الجمهور، ومنهم من أباحه وراجع الفتوى رقم: 4115. والفتوى رقم: 11426. وعلى كلا الأمرين فإن هذه البنت تعد لاحقة بهذا الرجل وليست بنت زنا سواء كان الزواج صحيحا أو فاسدا ما دام الزوجان يعتقدان صحته عند القدوم عليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن المسلمين متفقون على أن كل نكاح اعتقد الزوج أنه نكاح سائغ إذا وطىء فيه فإنه يلحقه فيه ولده ويتوارثان باتفاق(32/304)
المسلمين، وان كان ذلك النكاح باطلا في نفس الأمر باتفاق المسلمين. وعلى هذا فلا مانع من الزواج بهذه الفتاة إذا كانت ذات دين وخلق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. ولمعرفة حكم الزواج من بنت الزنا ومجهولة النسب راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7765 ، 9667 ،35355 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج ممن يعمل مخرجا في قناة أخبارية
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو القعدة 1425 / 15-12-2004
السؤال
أنا فتاة عندي 25 سنة تقدم لي شاب يعمل مخرجا في قناة فضائية إخبارية مصرية وهو شاب طيب وعلى خلق ودين ومن أسرة طيبة
ولكن الذي يؤرقني هل عمله حلال أم حرام .
أرجوا أن تفيدوني أقبله أم أرفضه وأرجو سرعة الإجابة لأن المهلة التي أمام أسرتي للرد على طلبهم لا تزيد عن عشرة أيام
والله يوفقكم لما فيه الخير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعمل في التصوير المرئي جائز من حيث الأصل إذا توفرت الضوابط الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 7896.
وعليه، فإن كان هذا الشاب كما وصفت من الدين والخلق وكان العمل الذي يقوم به ليس فيه مخالفة للشرع فلا مانع من الزواج به.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حائرة بين خطيبين
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو القعدة 1425 / 15-12-2004
السؤال
أريد استشارتك بأمر يا أخي: أنا أعرف شابا مسلماً يؤدي الصلوات ويصوم... والمفروض أن تتم الخطوبة والزواج بعد 3-4 سنوات أي بعد إنهائي الجامعة، قبل ثلاثة أيام عرفت شخصا مؤمنا لأبعد الحدود ولكنه ليس من نفس بلدي بالإضافة إلى أنه يكرس حياته لخدمة الله والرسول وكلامه كله ديني فهو يصلي على الرسول قبل البدء بالتحدث ويستخدم كافة المصطلحات الدينية، كما أنه يبكي من خشية الله هذا الإنسان منشد مشهور، أي أن اسمه على كل لسان وأنا شيده في كل الأسواق، ويريد الزواج تأدية لحديث الرسول الكريم وحتى لا يخالف الإسلام.. عرض علي الأمر لأنه لا تهمه الجنسية بل الأخلاق، وأنا الحمد لله من عائلة متدينة تماما، ولكني(32/305)
محتارة جدا، فأنا عندي دراستي (هو قال لا ضير في الزواج والدراسة) وكذلك فالشخص الذي أعرفه هو جيد ولكن لا أدري ما أفعل معه، كما أن أهلي هل سيوافقون بالنسبة لي فأنا أريد الأكثر إيماناً، ولكن ما يعيقني هو أني لا أريد أن أجرح الشاب الآخر وأهلي يعرفونه فلا أدري ردة فعلهم عندما يعلمون أني لا أريده.. كما أنني لا أدري إن كان الزواج من شخص ليس من بلدي ومنشد ديني حرام أم حلال، أرجوك يا سيدي أن ترد علي لأنني بالفعل متعبة، ملاحظة: الشخص الآخر يريد زواجا سريعا في غضون سنة أو أقل؟ أرجو أن ترسل ردك على البريد الإلكتروني فهو أسرع وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أن توافقي على من يريد الزواج عاجلا إذا كان -كما قلت- صاحب دين وخلق، وحاولي إقناع والديك وأسرتك بذلك، وأما اختلاف البلد فليس عائقا عن قبول الزواج، وكذا كونه منشدا، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 43309.
وأما الشخص الآخر فلا تشغلي نفسك به، فإنه أجنبي عنك، وسيعوضه الله تعالى بغيرك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حائرة بين ذي دين وآخر أكثر ديانة
تاريخ الفتوى : ... 29 شوال 1425 / 12-12-2004
السؤال
أنا أعرف شابا مسلما يؤدي الصلوات ويصوم...و المفروض أن تتم الخطوبة والزواج بعد 3-4 سنوات أي بعد إنهائي الجامعة, قبل ثلاثة أيام عرفت شخصا مؤمنا لأبعد الحدود ولكنه ليس من نفس بلدي بالإضافة إلى أنه يكرس حياته للدعوة لله ورسوله وكلامه كله ديني فهو يصلي على الرسول قبل البدء بالتحدث ويستخدم كافة المصطلحات الدينية.. كما أنه يبكي من خشية الله. هذا الإنسان منشد مشهور, أي أن أسمه على كل لسان وأناشيده في كل الأسواق, ويريد الزواج تأدية لحديث الرسول الكريم وحتى لا يخالف الإسلام...عرض علي الأمر, لإنه لا تهمه الجنسية بل الأخلاق...وأنا الحمد لله من عائلة متدينة تماما، ولكني محتارة جدا، فأنا عندي دراستي (هو قال لا ضير في الزواج و الدراسة)، وكذلك فالشخص الذي أعرفه هو جيد ولكن لا أدري ما أفعل معه؟؟ كما أن أهلي هل سيوافقون؟؟ بالنسبة لي فأنا أريد الأكثر إيمانا, ولكن ما يعيقني هو أني لا أريد أن أجرح الشاب الآخر و أهلي يعرفونه فلا أدري ردة فعلهم عندما يعلمون أني لا أريده.. كما انني لا ادري إن كان الزواج من شخص ليس من بلدي ومنشدا دينيا حرام أم حلال.. أرجوك يا سيدي أن ترد علي لأنني بالفعل متعبة، ملاحظة: الشخص الآخر يريد زواجا سريعا في غضون سنة أو أقل... وجزاكم الله خيرا.
الفتوى(32/306)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أن توافقي على من يريد الزواج عاجلا إذا كان كما قلت صاحب دين وخلق، وحاولي إقناع والديك وأسرتك بذلك. وأما اختلاف البلد فليس عائقا عن قبول الزواج، وكذا كونه منشدا كما ذكرنا في الفتوى رقم:
43309. وأما الشخص الآخر فلا تشغلي نفسك به فإنه أجنبي عنك وسيعوضه الله تعالى بغيرك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... الصفات التي لا يرد بها الخاطب
تاريخ الفتوى : ... 01 ذو القعدة 1425 / 13-12-2004
السؤال
حضرة الشيخ الفاضل: أحببت أن أستشيركم، أنا فتاة أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً يتقدم لي العديد من الخطاب ولكني أرفضهم لأني لم أجد فيهم الرجل المتدين الملتزم حيث إنني قررت أن أتزوج من رجل تقي متدين يحب الله ورسوله حتى نستطيع أن ننجب أطفالا يحمون الدين وحملة الكتاب ولا يساعدني في ذلك إلا التدين.... هل أنا علي إثم إذ إنني أرفض من يتقدم حيث إن من يتقدم يتصفون بالصلاة والأخلاق، ولكن الدين والقرب من الله ليس من الأولويات عندهم لا تقل لي شيخي أنت كوني السبب في هداية الرجل لأني أريد من يقويني ويزيدني قوة في الدين ومقتنع بأسلوبي المتدين في الحياة؟ جزاكم الله خيراً، وأفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حافظ على صلاته وصيامه، وحج بيت الله إن كان مستطيعاً، وأدى زكاة ماله إن كان له مال بلغ نصابا وحال عليه الحول، وترك المحرمات فهو ملتزم بدينه، وقد قال صلى الله عليه وسلم لمن وعده بفعل ذلك (أفلح إن صدق) ففي الحديث عن طلحة بن عبيد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يُسْمَع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصيام رمضان، قال: هل علي غيره؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة، قال: علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق.
فمن كان حسن الخلق قائماً بالواجبات مجتنباً للمحرمات، لا ينبغي أن يرد إذا جاء خاطباً، ما لم يكن عنده ما يمنع من قبوله من نحو عجز عن شؤون النكاح ونحو ذلك.(32/307)
وأما التعنت في طلب الشروط فقد يكون ضرره أكثر من نفعه، وقد تتجاوز المرأة سن الزواج فيعزف عنها الجميع، نسأل الله لك الخير، وأن ييسر لك الزوج الصالح الذي يعينك على طاعة الله وتربية الأبناء تربية صالحة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصائح لمن تزوج امرأة حديثة العهد بالإسلام
تاريخ الفتوى : ... 25 شوال 1425 / 08-12-2004
السؤال
ما حكم الزواج بالكافرة التي أسلمت حديثا، وهل من نصائح ؟ جزاكم الله عنا خالص الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الزواج بمسلمة حديثة العهد بالإسلام، ولعل في زواجك بها تثبيتا لها على دينها، وننصحك بأن تكون عونا لها على فهم الإسلام فهما صحيحا، وعلى تثبيت الإيمان في قلبها، وأن تكون قدوة صالحة لها تؤثر فيها بأخلاقك قبل قولك، وأعطها من الكتب والأشرطة ما يعينها على اقتلاع الشبهات وترسيخ عقيدة التوحيد، وننصح بكتاب الإيمان لفضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني وشريط ( إنه الحق) له أيضا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مثل هذا الزواج ينتهي في الغالب بالفشل
تاريخ الفتوى : ... 25 شوال 1425 / 08-12-2004
السؤال
أنا فتاة مصرية ارتبطت بشاب أردني واتفقنا على الزواج ولكن أهله معارضون لهذه الزيجة التي أعتبرها الطريقة أو الوسيلة التي ستقوي إيماني وتقربي من الله عز وجل، المهم أن أهله معارضون تماماً وهم إخوته الكبار لأن والده متوفى رحمه الله، ومع أن والدته موافقة إلا أن إخوته الرجال معارضون لأسباب تخصهم منها أنني بعيدة أي من بلد آخر ولأن بداية تعارفنا كانت عن طريق الإنترنت، ولكن الله يعلم بأن هذه العلاقة نريدها أن تثمر بالزواج الصالح الذي نرضي به الله عز وجل وعلى أثر رفض أهله للزواج بعد فشل كل محاولاته قام بترك البيت لهم وذهب يعيش في بيت لوحده وقطع علاقته بإخوته الرجال المعارضين لهذه الزيجة، مع العلم بأن والدته موافقة وهو لم يقطع علاقته بها وأيضاً أخواته البنات وأخ له موافق، السؤال هو بعد شرح الموقف لقد طلبت منه أن يرجع إلى بيت أهله وهو قال في القريب لكنه إلى الآن لم يرجع لأنهم عند قرارهم بالرفض وهو يرى أنه بذلك الموقف يضغط عليهم نوعا ما مع أني لا أقتنع بذلك ولذلك أطلب منكم الإفادة(32/308)
هل علاقتي به حرام، مع العلم بأنها لا تتعدى الإنترنت حتى مكالمات التليفون لا تتم غير مرة أو مرتين كل عدة أشهر أو لا تتم إطلاقاً مع العلم أيضاً أنني إذا لم أكلمه ونتباحث المشكلة ونجد لها حلاً لا توجد طريقة اتصال أخرى، أفيدوني أفادكم الله، وأيضاً مع العلم أن والدتي كانت قد جلست معه وهي تعلم بأمرنا وأيضاً أبي أخبرته ولكني وقفت الموضوع حتى نرى حلا لرفض أهله لهذه الزيجة.... بما تنصحونا أن نفعل أفادكم الله فإن رضا الله هو المطلوب الأول والأخير؟ والله الموفق.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية نسأل الله تعالى أن ييسر لك زوجا صالحا يسعدك في دنياك، ثم اعلمي أيتها الأخت أن نصيحتنا لك فيما سألت عنه هي عدم الإقدام على الزواج من هذا الرجل، وإن كان ذلك مباحاً في الأصل، إلا أن هناك جملة من العوائق نخشى أن تعكر صفو هذا الزواج لو تم:
1- أنه لا يمكن الوثوق بأن هذا الرجل على دين وخلق كما ذكرت عنه لأنه لا توجد معرفة بالرجل إلا من خلال الإنترنت، والإنسان يسهل عليه أن يقول عن نفسه ما يرضاه الغير عنه، لكن لو جرب لوجد على عكس ذلك تماماً.
2- أن إخوته غير راضين عن هذا الزواج، وقد يحدث زواجك منه مشاكل داخل الأسرة قد لا تنتهي إلا بموافقته على تطليقك فتكونين ضحية لهذا الخلاف.
هذا وننبهك إلى أن التواصل مع هذا الرجل أو غيره من الأجانب على نحو ما ذكرت قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وانظري الفتوى رقم: 10522، والفتوى رقم: 10570.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
هل يفي بوعده لفتاة وعدها بالزواج قبل أن يتوب
تاريخ الفتوى : ... 24 شوال 1425 / 07-12-2004
السؤال
أنا شاب كنت أدرس في الجامعة وكنت على علاقة مع فتاة ولقد طلبت مني وعداً بأن لا أتركها ووعدتها وحلفت لها بالله، وأنا الحمد لله تبت إلى الله، كتبت لها بأن تنسى الماضي، وأنا الآن أخلف الوعد، فما حكمه وما كفارته؟ جزاكم الله ألف خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاحمد الله أخي الكريم أن أكرمك بالتوبة ومنَّ عليك بالهداية ونسأل الله أن يثبت قلبك على الهداية.
أما عن ذلك الوعد وذلك القسم لتلك الفتاة بالزواج فإن رأيت أن الفتاة قد تابت وعادت إلى الله وترى أنها تصلح لك كزوجة، فلا مانع من أن تُوفي لها بما وعدتها به فتتزوجها، وليس ذلك على سبيل الإلزام بل هو من باب الوفاء بالوعد والإعانة لها على التوبة والاستقامة.(32/309)
أما إن كنت ترى في هذه الفتاة أنها لا تصلح لك كزوجة، فأنت في حل من هذا الوعد وهذا القسم، ولكن يلزمك التوبة والاستغفار والندم والعزم على عدم العودة إلى مثل تلك العلاقة، إذ الإسلام لا يقر من العلاقة بين الأجنبي والأجنبية، إلا ما يكون بين الخطيب والمخطوبة من النظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها ونحو ذلك.
كما يلزمك كفارة يمين وهي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجد ذلك فيجب عليك صيام ثلاثة أيام، ولا يجوز لك الانتقال إلى الصوم إذا كنت تستطيع عمل واحد من الثلاثة الإطعام أو الكسوة أو العتق، قال الله تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:89}، ولا يشترط في هذه الأيام الثلاثة أن تُصام متتابعة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من الصوفي أو ممن يحب الصوفية
تاريخ الفتوى : ... 18 شوال 1425 / 01-12-2004
السؤال
تقدم لأختي شاب على خلق. ولكنه محب للصوفية ونحن من أهل السنة فهل يجوز أن تتزوجه أم لا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أهل الصوفية لا يمكن أن يحكم عليهم كلهم بحكم واحد، وهذا سبق أن ذكرناه في الفتوى رقم: 322 مع أن الواقع في الحقيقة والمشاهد من أحوال أكثرهم إن لم يكونوا كلهم هو الانحراف عن السنة، كما سبق في الفتوى رقم: 7230 وعليه، فلا ننصح من نجاه الله تعالى منهم وأنقذه من طريقتهم بمخالطة من هو على طريقتهم وينتهج نهجهم.
أما من كان يحبهم فقط فقد يكون أيسر ممن هو على طريقتهم، وبالتالي، فإذا كان ذا دين وخلق وكان يحب أهل الصوفية لما يرى عندهم من الزهد في الدنيا والعبادة وغير ذلك من الأمور المحمودة شرعا دون أن يحب ما هم فيه من التعلق بالمخلوق وصرف الأنذار إليه فلا نرى مانعا من الزواج به مع نية تنبيهه إلى مخاطر الصوفية ومزالقها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج بالمرأة الصالحة
تاريخ الفتوى : ... 09 شوال 1425 / 22-11-2004(32/310)
السؤال
تعرفت بفتاة وقد علمت عنها بعض الأمور المشينة ولكنني للأسف في بعض الأحيان أشعر بالميل نحوها وقد حاولت الابتعاد عنها ولكن هناك بعض الاتصالات التليفونية بيننا وقد نصحتها مرارا وتكرارا بأن تعود إلى رشدها بل إنني أدعو لها في صلاتي وفي بعض الأحيان أشعر بأنها كاذبة وأحيانا أخرى أشعر أنها صادقة ولا أدري ماذا أفعل؟ وقد طلبت الزواج بها ولكنها رفضت وقد قرأت أحد الأحاديث عن رجل جاء فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن لديه جارية لا ترد يد لامس وقال للنبي صلى الله عليه وسلم إنه يحبها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تمتع بها فماذا أفعل؟وهل في ذلك ما يؤدي بي أن أصبح ديوثا والعياذ بالله؟ آسف جدا للإطالة ولكنني في حيرة شديدة من أمري.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المؤمن العاقل هو الذي يحكم الشرع في أموره، ويقدم ما يحبه الله على ما تهوى النفس، ولاشك أن الزواج بالمرأة المؤمنة التقية الطائعة لربها أفضل من المتصفة بخلاف ذلك من الصفات لعدة أمور:
أولها: أن تكون عوناً لزوجها في تربية أبنائه على تعاليم الإسلام والأخلاق الحميدة.
الثاني: أن تكون عوناً له على الطاعة والعبادة ومذكرة له بفعل الخير.
الثالث: أن في الزواج بالصالحة طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري وغيره.
ونذكر بأنه لا يجوز للمسلم أن يتهم أحداً بالفاحشة إلا ببينة وحجة ناصعة كالشمس في رابعة النهار، وإذا ثبت أن هذه المرأة قد وقعت في الزنا والعياذ بالله وتابت من ذلك فلا حرج في الزواج منها، أما إذا لم تتب من ذلك، فإن الزواج بها محل خلاف بين العلماء هل يصح أم لا؟
فذهب الجمهور إلى صحة الزواج بالزانية، وذهب الحنابلة إلى منعه، وقد سبق ذلك في الفتوى رقم: 5662.
وعلى القول بصحته، فإنه مكروه، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إلى طلاقها، وإن أذن له بعد ذلك بإمساكها، وقوله أمسكها لا يفهم منه أبداً الرضا بحال هذه المرأة، بل على أن يقوم بواجبه نحوها فيمنعها من الحرام ويؤدبها كما أمر الله تعالى، مع بغضه للفاحشة وكراهيته لذلك الفعل منها، وأما الديوث فهو الذي يرضى الخبث في أهله، وهذا لا يرضاه.
وعليك أخي أن تقطع العلاقة بها حفظا لنفسك خشية أن يجرك الشيطان إلى ما لا يحمد من الأفعال.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الارتباط بمن يعمل في تسويق السجائر
تاريخ الفتوى : ... 05 شوال 1425 / 18-11-2004(32/311)
السؤال
تقدم خاطب لإحدى قريباتي وهي متدينة، الخاطب يعمل في تسويق السجائر في إحدى دول الخليج، وقد حلف أغلظ الأيمان أنه لم يجد عملا آخر غيره، وقد وعدها بالبحث عن عمل آخر، و العريس قد تدين منذ فترة قريبة و أقلع عن التدخين و سماع و مشاهدة الأغاني، ولكن يبقى عمله في توزيع الخاطب، و سؤالي هنا ما حكم عمله في توزيع السجائر في هذه الظروف؟ و هل ترتبط به أم لا؟
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم حكم العمل في تسويق التبغ في الفتوى رقم:
15172، والفتوى رقم: 18604. وأن المال المستفاد من تجارته مال خبيث، لا يحل الانتفاع به، كما هو مبين في الفتوى رقم: 14345. وعليه فلا ننصح قريبتك بالزواج بهذا الرجل حتى يدع هذا العمل ويتوب منه، فإن أبت إلا الزواج به لكونه كما ذكرت قد تدين وأقلع عن التدخين وسماع ومشاهدة الأغاني ويرجى فيه الخير فلها أن تشترط عليه شرطا يترتب عليه حقها في فسخ العقد إن لم يف بهذا الشرط، وهو ترك هذا العمل الذي دعته إليه الضرورة حال وجود البديل، وأن يسعى في الحصول على عمل آخر. وعليها أن لا تأكل ولا تلبس ولا تنتفع من ما يدخل عليه من هذا العمل من مال حرام. مالم تكن مضطرة لذلك، والله نسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الارتباط بفتاة عن طريق الإنترنت
تاريخ الفتوى : ... 05 شوال 1425 / 18-11-2004
السؤال
هل يصح الارتباط بفتاة (الزواج بها) وذلك بمعرفتها عن طريق الإنترنت، وذلك عن طريق الصدفة لكني تعلقت بها، هي إنسانة متدينة ملتزمة وأشعر أنها توافقني في كل شيء لكن خوفي من المستقبل وبعد الزواج من طريق معرفتنا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن المحادثة عبر الإنترنت تنطوي على كثير من المخاطر، وذريعة إلى كثير من الشر والفساد، فمعظم النار من مستصغر الشرر، فالواجب الحذر من ذلك، وعلى من وقع في شيء منها المبادرة إلى التوبة إلى الله تعالى.
وأما زواجك من فتاة تعرفت عليها عبر الإنترنت فلا ينبغي لك الإقدام عليه بمجرد تلك المعرفة، بل الأولى بك استخارة الله تعالى في هذا الأمر، فهو علام الغيوب، ولمعرفة صفة الاستخارة راجع الفتوى رقم: 4823.(32/312)
ثم إن عليك استشارة من تثق بهم ممن هم أدرى بحالها، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار، فإن ثبت لديك بعد هذا كله أن هذه الفتاة على دين وخلق، ووجدت في نفسك الرغبة في الزواج منها، فأقدم عليه فلعل الله تعالى يجعل في زواجك منها خيراً، فإن تم ذلك فالحمد لله وإلا فالواجب عليك صرف قلبك عن التفكير فيها، وأسأل الله تعالى أن ييسر لك من هي خير منها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تريد لبس النقاب ولا أن تترك العمل
تاريخ الفتوى : ... 04 شوال 1425 / 17-11-2004
السؤال
أنا شاب ملتحي وأحب أن أتقي الله وأخافه وأجاهد نفسي وقد أنعم علي بالهداية بعد الضلال والغفلة وأنعم علي بالعمل وبخير كثير بعد أن كنت تائها في ظلمات الغي والهوى
وأحاول أن أتقيه وأتدارك ما فاتني في البقية الباقية من عمري وقد أحببت أن أتزوج لكي أعف نفسي خاصة أني أعمل بشركة في مركز تجاري كبير والشركة التي أنا فيها بها نساء وهن لا يحتجن للعمل ولكن يعملن لأنهن يحتجن للزواج ولا أتعامل معهن إلا للضرورة وأغض بصري عنهن وهن محجبات ويصلين ولكن أنتم تعرفون أن الأفضل هو عدم الاختلاط لكن للأسف كل الأعمال الحالية في بلدنا هكذا فرص العمل قليلة وأنا أنتظر الفرج من الله خلاصة القول فأنا أحببت أن أتزوج وكنت أعرف فتاة منذ الكلية وكنت أحب أن أتزوجها ولكن كنت لا أعمل فصرفت النظر عن الموضوع وخطبت الفتاة ومرت السنين وعملت بعد ذلك بمكان يبعد عن مكان سكني وأسافر بالقطار يوميا ولقيت أن تلك الفتاة تسافر في نفس التوقيت الذي أسافر فيه وعلمت أن خطبتها قد فسخت فأحببت أن أتقدم لها وهي تعمل مهندسة ديكور بشركة كبيرة وهي محجبة ومحترمة وعاقلة وتحب عملها جدا فجعلت أختي تكلمها وتعرض عليها الزواج وكلمت والدها فقال لي هل إن تزوجتها ستجلسها في البيت ولا تجعلها تعمل وهل ستلبسها النقاب فشرحت له أن الأفضل جلوسها في بيتها لأني لا أحب أن تختلط زوجتي بالرجال فإذا كان عملها هكذا فلا أريده وأنا لا أمانع في عملها في أي مكان آخر بشرط أن لا يكون فيه اختلاط وأخاف الله وقلت لها ممكن أن ترتدي الخمار فقال لي إن هذه شروطه وهي تحب أن تعمل وتحب عملها وأنا أصررت على كلامي وانتهى الموضوع وأنا كنت أحس أن الفتاة تريدني ولكني اكتشفت أنهم خائفون أن أكون متشددا ومتعصبا وأحجر عليها وعلى حريتها لأن هذا للأسف ما ينتشر بين الناس في هذه الفترة بسبب الجهل بالدين وعندما يرون أنسأن ملتحيا يأخذون فكرة أنه متعصب ومتشدد وعاب علي والدي وإخوتي أني تكلمت بطريقة خاطئة وأنه كان يجب أن أوافقه على كلامه حتى يطمئن وبعد ذلك آخذ الأمور بالتدريج والمرأة عندما تتزوج ويتقارب الزوجان من بعضهما تسمع كلامه وتوافقه باللين(32/313)
والتفاهم وظروف الحياة ستفرض نفسها عليها لأنها لن تستطيع أن توفق بين عملها وبيتها وبالذات عندما تنجب فتحيرت في أمري.. خصوصا أنها تعجبني فكلمتها ثانية في الهاتف بعلم والدها ووجوده حتى أبين لها أني لست كما تتصور فبان لي من كلامها أنهم فعلا خائفون مني من أن احجر على حريتها وأن أمنعها من أقاربها وأن أجلسها في البيت وأنقبها ولا أسمح لها بالخروج أبدا وممكن أن تعترضني السلطات وأعتقل فبينت لها أن هذا مجرد خيالات عندها وأني لست ضد عملها ولكن أريد أن تتقي الله في وليسأل والدها عني وعن أخلاقي وعائلتي جيدا وبينت لها حكم الإسلام في موضوع العمل وموضوع الحجاب حتى تحدث البركة من الله فقالت لي إنها تعلم هذا كله ولكنها تريد أن تكون كما هي ولا أحجر عليها وتريد أن تعمل ولن تترك العمل مستقبلا لأنها تحب أن تعمل ولا تريد أن تلبس النقاب وقالت إن المرأة المحترمة تجبر الذي أمامها أن يحترمها وتعرف أن طاعة الزوج واجبة وأن حجابها ليس فيه ما يعيب وتعلم أمور دينها فأفهمتها أن الزواج قائم على الود والرحمة وتقوى الله وليس علاقة الند للند وتصيد الأخطاء وقلت لها إني موافق على كلامها هذا ولكن بتقوى الله ولا أمانع أن تعمل مع الالتزام الخلقي والحجاب الذي لا يفتن ولا يبرز ولا يجسم ولا يلفت فقالت ما الذي يضمن لي أنك لن تغير كلامك هذا بعد أن تتزوجني وأنك لن تفرض علي مالا أريده قلت لن أغير وهناك فترة خطبة الإنسان يتعرف فيها على الشخص الآخر وأنا لا أبغي إلا رضاء الله وقلت لها خذي فترة شهر رمضان فكري في الموضوع جيدا فقالت حسنا ولكنك ستكلم والدي بعد ذلك وتعرف منه الرد قلت هو ذلك إن شاء الله وسأحترم قرارك النهائي فكل شيء بقدر وأنهيت فقال لي والدي وأختي أني فعلت الصواب فإذا قدر الأمر جاء الأمر بالتدريج والتفاهم والناس تتغير بعد الزواج عندما يتحملون المسئولية والتمس للناس عذرهم وأنهم لا يفكرون مثلك وأن النقاب ليس بفرض
وأن العمل بالتزام لا يضر وهي مناسبة لك فقلت لهم إني لا أريد إلا رضاء الله عني ولا أعلم أني كنت مخطئا أم مصيبا ولكني سأستخير وأدعو الله وفكرت في أن الإقناع ممكن إذا تم التقارب فقال لي والدي لا تجلد نفسك وتضيق على نفسك يا ولدي وإذا كان لك نصيب ستأخذه فهل أنا يا أساتذتي الكرام مخطئ في هذا الأمر أم مصيب فيما فعلت وهل تساهلت في ديني وأغضبت الله وهل سيكلني إلى نفسي حين وافقت على كلامها...أنا في حيرة من أمري فأفتوني أفادكم الله..وأنا آسف على الإطالة جدا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتغطية المرأة لوجهها من مسائل الخلاف بين أهل العلم، والذي ذهب إليه المحققون منهم أنه واجب، خاصة في هذا الزمان الذي قل فيه الدين وكثر فيه ا لفساد، وانظر الفتوى رقم: 5224، لكن إذا لم تجد امرأة أكثر تدينا من هذه المرأة فلا مانع من الزواج بها، على أن تحاول إقناعها في المستقبل بارتداء النقاب كما قال لك أهلك، وليكن بأسلوب حكيم ولين حتى تقتنع هي بلبسه من تلقاء نفسها، أما بالنسبة للعمل(32/314)
فإذا لم يكن فيه اختلاط محرم بين الجنسين فلا حرج عليها فيه، بل ربما كان قيامها به فضيلة إذا كان المجتمع بحاجة إليه، وانظر الفتوى رقم: 5181.
وإن كان فيه اختلاط محرم وأصرت على الاستمرار فيه فلا يجوز لك والحالة هذه أن توافق على هذاالشرط لأن فيه عونا على المعصية، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}. نسأل الله عز وجل أن يوفقك لما فيه الخير والسداد. وراجع الجواب 54643.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إباحة الزواج من ابنة الزنا ومجهولة النسب ذات الدين
تاريخ الفتوى : ... 21 رمضان 1425 / 04-11-2004
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الزواج بفتاة متدينة ولكن مشكلتها أنها ابنة زنا, فهل يمكن الزواج بها خاصة مع نظرة المجتمع السلبية تجاهها؟
فما ذنب المسكينة إذا كان لا يمكن التزوج بها ؟ فما موقعها من الحديث الشريف ( تنكح المرأة لأربع والتي من بينها ذات الدين ) ؟
ثم هل يمكن أن تدخل ضمن الحديث الشريف ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) ؟
فإذا كان يمكن الزواج بها , فكيف يمكن مواجهة الأبناء إذا سألوا عن أعمامهم وأخوالهم ؟
ثم إذا كانت أمها معلومة فهل يمكن نسبتها إلى أمها ؟ فإذا نسبت إلى أمها فعلا كما هو الآن , فهل يكون لها إخوة من الأم , وتتوارثهم؟ أم أنها مقطوعة من كل نسب ؟ فما هو الحل؟
إنني مداوم على صلاة الاستخارة فيما يتعلق هذا الأمر خاصة , غير أنني إلى الآن لم أهتد إلى قرار فاصل , فهل من علامات صلاة الاستخارة اطمئنان في القلب أم عدم الاطمئنان , أم أنني أنتظر حصول الأمر من عدمه؟ مع العلم أني دائم التردد في كل شيء وفي أبسط الأشياء.
وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أباح الشرع الزواج من بنت الزنا ومجهولة النسب إذا كانت ذات دين وخلق، كما بينا في الفتوى رقم: 7765، إلا أن من الجدير بالتنبيه عليه هنا أن من المقاصد التي تختار لها المرأة إضافة إلى كونها ذات دين وخلق أن تكون نسيبة. قال ابن قدامة في "المغني": ويختار الحسبية ليكون ولدها نجيبا، فإنه ربما أشبه أهلها ونزع إليهم. اهـ.(32/315)
ويشهد لهذا حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. قال في حاشية سنن ابن ماجه: تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح وذوات النسب الشريف لئلا تكون من أولاد الزنا، فإن هذه الرذيلة تتعدى إلى أولادها، إلى أن قال: وإنما أمر بطلب الكفؤ للمجانسة وعدم لحوق العار اهـ.
ومن هنا نقول للسائل: إذا كنت تخشى من معرة تلحقك وولدك بالزواج من هذه المرأة فالأولى لك الكف عن الزواج بهذه المرأة، والزواج ممن توفرت فيها كل المواصفات المرغوبة كالحسب والنسب والدين والخلق، وإن لم تجدها فلا شك أن ذات الدين والخلق أولى وأفضل من ذات الحسب والنسب الخالية من الدين.
أما عن من تنسب إليه هذه المرأة ومن في حكمها من أولاد الزنا وكيفية إرثهم من إخوتهم من الأم، فقد مضى الكلام فيه في الفتوى رقم: 6012.
أما مسألة هل انشراح الصدر دليل على قبول الاستخارة أم لا، فانظر الفتوى رقم: 7235.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ذات الدين لا تقيم علاقات مع الرجال الأجانب عنها
تاريخ الفتوى : ... 17 رمضان 1425 / 31-10-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
- مشكلتي تبدأ منذ أن تعرفت على هذه الفتاة في العمل والتي أصبحت أحبها حبا شديدا وأكن لها كل الاحترام .
وقد عزمت النية على الارتباط بها . وبهذه النية استطعت أن أقلل في التجاوزات التي تحدث بيننا .
- ولكنني أثناء التحدث معها عرفت أنها كانت على علاقة بزميل لها أثناء الدراسة بكلية الهندسة وقد جمعت بينهما المتعة المحرمة لمدة 4 سنوات وقد اختلى بها اختلاء كاملا كزوجة ولكن دون أن يعاشرها معاشرة الأزواج حيث إنها مازلت عذراء وذلك في بيت أبيها
وبانتهاء الدراسة تخلى عنها ولم يف بوعده معها .
- وأنا الآن في حيرة تامة من أمري هل أرتبط بها وأحاول نسيان ما عرفت خصوصا وأنها تقسم لي بأغلظ الأيمانات أن ذلك لن يتكرر وأنها ستكون وفية لي إلى الأبد .
أم إن ذلك سيكون عائقا أمام الحصول على حياة سعيدة وهادئة وخصوصا أنني بطبعي لا أثق بأي امرأة ولا أنسى الأشياء بسهوله وأحسب أن ما عرفت سوف يقلل كثيرا من احترامي لها بعد الزواج .
فماذا أفعل؟
أرجو من سيادتكم إفادتي ولكم الجزيل الشكر والعرفان .(32/316)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي في الله بداية أن من سترتبط بها زوجة سوف تكون شريكة حياتك، وستعيش معها تحت سقف واحد، وستكون أما ومربية لأولادك ، وهذا يتطلب منك حسن الاختيار فالأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض فبمجرد ميل أحدهم إلى فتاة وشعوره نحوها بشيء من الارتياح قال: هذه فتاة الأحلام، وهذه من كنت أبحث عنها وسارع في الارتباط بها.
فاختيار الزوجة مسألة في غاية الأهمية وتحتاج إلى ترو وتفكير، وسؤال عن هذه الفتاة وعن خلقها ودينها وأهلها، ولذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينكح بهذا التوجيه فقال تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك رواه البخاري ومسلم
فنحن لا ننصحك بالزواج من هذه الفتاة لأنها ليست ذات الدين التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها والحرص عليها ، فإن ذات الدين لا تقيم علاقات مع الرجال الأجانب ، وهذه قد أقامت علاقة مع الرجال مرتين بحسب ما ذكر في سؤالك. الأولى: مع زميل الدراسة، وقد شاب هذه العلاقة خلوة ومتعة محرمة
الثانية: معك وأنت أجنبي عنها، وشاب هذه العلاقة بعض التجاوزات كما ذكرت.
فإذا تابت إلى الله عز وجل وأقلعت عن فعلها هذا وحسن حالها فتزوجها، وحينها ينبغي أن تعاملها بما يعاملها به الله عز وجل، إذ قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
كما ننصحك بتقوى الله عز وجل والتوبة إليه من علاقتك بهذه الفتاة وغيرها وبإحصان نفسك بالزواج من هذه الفتاة إن تابت وحسنت توبتها أو من أي فتاة أخرى ذات دين.
والله نسأل أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصائح لمن يتقدم لخطبتها أكثر من واحد
تاريخ الفتوى : ... 11 رمضان 1425 / 25-10-2004
السؤال
تحدثت مع شاب على الشات في مواضيع عديدة نشأ من خلالها إعجاب متبادل بين الطرفين، وطلب التقدم لخطبتي،ومحادثة الوالد مع العلم بأنه الآن متقدم لخطبتي رجل آخر صاحب دين وأمانة، ولم أتقبل شكله، ولم أرتح له، فهل أعطيه رقم الوالد ليطلبني منه؟ أم أرفضه، علما بأنه متأثر بي كثيرا
جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/317)
فاعلمي أيتها الأخت في الله بداية أن من سترتبطين به زوجا سوف يكون شريك حياتك ومستقبلك وستعيشين معه تحت سقف واحد وسيكون عليك واجبات نحوه ولك عليه حقوق وهذا يتطلب منك حسن الاختيار فالأمر ليس بالسهولة التي تتصورها بعض الفتيات فاختيار الزوج مسألة في غاية الأهمية ولذلك كان لابد من الولي لصحة عقد النكاح حفاظا على الفتاة وضمانا لها من الوقوع في فخ المظاهر التي يتظاهر بها بعض الخطاب والتي قد تكون خالية من الدين والخلق ولكونها الطرف الأضعف فيكون وليها سندا لها من أي ظلم أو حيف قد تتعرض له
فلذا عليك أولا :أن توثقي صلتك بالله وتسأليه التوفيق في اختيار الرجل المناسب
وثانيا :عليك أن تستشيري من هم أكثرمنك خبرة وتجربة وفي مقدمتهم والداك لكمال شفقتهم وحرصهم على نفعك وايصال الخير لك
ثالثا :دعي عنك الشات فهو باب شر ودمار للفتيات واقرئي هذه القصة على موقعنا بعنوان ( هذه الغرف دمرت حياتي ) -افتحي الصفحة الرئيسية ثم ثقافة وإعلام ثم الأسرة- ففيها عبرة
ونحذرك حرصا على مستقبلك وعلى دينك من أي علاقة مع الشباب الذين لا يأتون البيوت من أبوابها وإنما يتسللون ويتسورون البيوت وينتهكون الحرمات فاحذريهم فإنهم لصوص أعراض وليسوا شرفاء ولا أهل دين إذ لو كانوا شرفاء وأهل دين ما تسوروا بيوت الناس ولا تحدثوا إلى محارمهم دون علمهم ولو كانوا أهل عفة ويبحث أحدهم عن فتاة يتزوجها لأتى البيت من بابه بالتقدم للخطبة والزواج وإنما هم أحدهم أن يتسلى ويلعب ببنات المسلمين وإذا قضى من إحداهن وطره بحث عن غيرها فهو كما يحادثك فهو يحادث أخريات غيرك من المغرر بهن فلا تكوني من المنخدعات
رابعا :اقطعي هذه العلاقة فورا وتوبي إلى الله واستغفريه من هذا الذنب ولا تعطيه رقم الوالد فإنك مخطوبة ولا يجوز الخطبة على الخطبة إذا كان ولي أمرك قد ركن على الخاطب
خامسا :إن كنت لا ترغبين في خطيبك ولا ترين فيه زوجا مناسبا فاخبري أباك بذلك ولا يجوز لوالدك إجبارك على الزواج ممن لا ترغبين فيه
سادسا: ينبغي أن يكون لديك معيار شرعي في اختيار الزوج فيكون المعيار الأول لديك والصفة الأساسية هي الدين والخلق ثم بقية الصفات تأتي تبعا من الشكل والمنصب والمال وغيرها
ولا تنسي الاستشارة والاستخارة فقد قيل: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يعدل عن خطبة من مرضت في صغرها وعوفيت
تاريخ الفتوى : ... 12 رمضان 1425 / 26-10-2004
السؤال(32/318)
تقدمت لخطبة فتاة في العشرين من العمر وهي من أسرة محافظة وملتزمة وتبين لي أن هذه الفتاة أصيبت بورم خبيث في سقف الحلق وهي عندها 10 سنوات وتم استئصاله في حينها ولكن من هيتتها الخارجية تبدو بصحة جيدة، ولكني متخوف أن يعاودها المرض مرة أخرى في نفس المكان أو مكان غيره، فهل أتراجع أم أستمر أفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في الزواج من هذه الفتاة إذا كانت ذات دين وخلق، وهذا ما يفهم من حال أسرتها كما ذكرت عنهم، وذلك أخذا بإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وكون هذه الفتاة قد أصيبت بهذا المرض في صغرها ثم شفيت منه لايعد موجباً للتقاعس عنها، لأن عودة المرض غير مؤكدة خاصة أنه قد استؤصل منها، وهي في سن صغيرة ولم تظهر عليها آثاره بعد ذلك، علماً بأنه ينبغي لكل من يريد الإقدام على أمر مهم كالزواج مثلاً أن يستخير الله تعالى، وتراجع الفتوى رقم: 19333، والفتوى رقم: 23921.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا اعتبار شرعا لفارق السن بين الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 11 رمضان 1425 / 25-10-2004
السؤال
عمري 21 عاما أريد الارتباط بفتاة أكبر مني بعامين فما هو رأي الدين بهذا. وفي حال عدم وجود مانع شرعي فكيف أطلب من أهلي أن يخطبوها لي دون أن يمانعوا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج من أن تتزوج من هذه المرأة المذكورة، لكن ينبغي أن تحرص على صاحبة الدين والخلق، وذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك. متفق عليه.
وما ذكرته من فارق السن بينك وبين هذه المرأة لا اعتبار له في الشرع، وانظر الفتوى رقم: 20348.
أما كيف تقنع أبويك بذلك فهذا يتطلب مصارحتهما برغبتك، فإن وافقا دون معارضة فهذا شيء طيب، وإن رفضا فلك أن تحاول إقناعهما مع مراعاة الأدب في الأسلوب، وإن وسطت أهل الخير والفضل ومن له تأثير عليهما من الأعمام والأخوال فهذا حسن، فإن بقيا على موقفهما من هذا الأمر وهو الرفض فالأولى بك(32/319)
ترك هذه المرأة والبحث عن غيرها، لأن طاعة الوالدين وبرهما واجبة، وزواجك من هذه المرأة بعينها ليس بواجب، والواجب مقدم على غيره.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يجب على كل من الخطيبين إعلام الآخر بمرضه غير المؤثر على العلاقة الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 10 رمضان 1425 / 24-10-2004
السؤال
شاب يريد التقدم لأسرة للزواج وهو يعلم أن عنده مشكلة في القلب ولكن الأطباء أفادوه أن هذه المشكلة لا تؤثر على الزواج، السؤال هو: هل لهذا الشاب أن يخبر أهل الفتاة التي يريد التقدم لها بهذه المشكلة قبل الزواج أم لا يخبرهم؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز لمن يعلم من نفسه عيباً مؤثراً على العلاقة الزوجية وأراد أن يتزوج أن يكتم هذا العيب عمن أراد الزواج به وجمهور العلماء على حصر العيوب المؤثرة في نوعين:
الأول: العيوب التي تمنع الوطء.
الثاني: العيوب المنفرة أو المعدية، ويمثلون لها بالجذام والبرص ونحوهما.
ومنهم من توسع في ذلك كالإمام ابن القيم -رحمه الله- حيث يقول: والصحيح أن النكاح يفسخ بجميع العيوب كسائر العقود، لأن الأصل السلامة.... وكل عيب ينفر الزوج الآخر منه، ولا يحصل به مقصود النكاح من المودة والرحمة فإنه يوجب الخيار. انتهى.
فما ذكرته لا يعتبر عيباً مؤثراً على العلاقة الزوجية، لأنه غير معد ولا منفر ولا يمنع من الاستمتاع فلا يجب عليك إعلامهم به.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الصفات المطلوبة في الرجل الذي تختاره المرأة زوجا
تاريخ الفتوى : ... 10 رمضان 1425 / 24-10-2004
السؤال
كيف للمرأة أن تختار الزوج الصالح وما هي مواصفاته، وكيف يتم اختياره، وكيف يتم التأكد من أنها صفاته الفعلية، ولقد ذكرتم لنا أسس اختيار الزوجة، ولم تذكروا لنا اختيار الزوج رغم أن المرأة أهم لأنها ضعيفة وممكن أن تنخدع بالقناع الذي يتقدمون به للخطبة، وذكرتم أحد أسس الزوجة المختارة أن تكون بكراً لأنه أول(32/320)
زوج بحياتها فتقدم له كل الحب لأنه الأول في حياتها، فهل ذلك ينطبق على الرجل أيضاً، ويحب المرأة الأولى في حياته حتى لو انفصلوا وتزوج بأخرى؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النظام الاجتماعي في الإسلام نظام أسرة فلذا حرص الإسلام على بناء الأسرة على أسس سليمة متينة، فحث كلا من الزوجين على أن يحسن اختيار صاحبه، وبين المواصفات المطلوب توافرها في كل من الرجل والمرأة، فالصفات المطلوبة في الرجل على وجه العموم ما ورد في الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
رواه الترمذي.
قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي شارحا الحديث: قوله: (إذا خطب إليكم) أي طلب منكم أن تزوجوه امرأة من أولادكم وأقاربكم (من ترضون) أي تستحسنون (دينه) أي ديانته (وخلقه) أي معاشرته (فزوجوه) أي إياها (إلا تفعلوا) أي إن لم تزوجوا من ترضون دينه وخلقه وترغبوا في مجرد الحسب والجمال أو المال (وفساد عريض) أي ذو عرض أي كبير، وذلك لأنكم إن لم تزوجوها إلا من ذي مال أو جاه، ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم بلا نساء، فيكثر الافتتان بالزنا، وربما يلحق الأولياء عار فتهيج الفتن والفساد، ويترتب عليه قطع النسب وقلة الصلاح والعفة، قال الطيبي: وفي الحديث دليل لمالك، فإنه يقول لا يراعى في الكفاءة إلا الدين وحده، ومذهب الجمهور: أنه يراعى أربعة أشياء الدين والحرية والنسب والصنعة، فلا تزوج المسلمة من كافر، ولا الصالحة من فاسق، ولا الحرة من عبد، ولا المشهورة النسب من الخامل، ولا بنت تاجر أو من له حرفة طيبة ممن له حرفة خبيثة أو مكروهة، فإن رضيت المرأة أو وليها بغير كفء صح النكاح كذا في المرقاة. انتهى كلامه.
وقد فسر العلماء الكفاءة في الدين بقولهم: لا يكون الفاجر والفاسق كفؤا لعفيفة، يقول ابن رشد في بداية المجتهد: (لم يختلف المذهب -يعني المالكي- أن البكر إذا زوجها أبوها من شارب الخمر، وبالجملة من فاسق أن لها أن تمنع نفسها من النكاح، وينظر الحاكم بعد ذلك، فيفرق بينهما، وكذلك إن زوجها ممن ماله حرام، أو ممن هو كثير الحلف بالطلاق).
ويقول الإمام النووي في روضة الطالبين -وهو شافعي-: والفاسق ليس بكفء للعفيفة.
وعلى هذا فيكون الاختيار على أساس الدين والخلق وليس على أي اعتبارات أخرى كما يدل عليه الحديث السابق، ويتم التأكد من توفر هذه الصفات في الرجل من خلال سؤال من يعرفه من جيرانه وأهل المعرفة به، وأما عن أفضلية كون الرجل لم يتزوج من قبل فليس هناك دليل يحث المرأة على اختيار الرجل الذي لم يسبق له الزواج من أخرى، وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 23255.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/321)
ـــــــــــــــــــ
الخير في ترك الزواج ممن لا يقبل الأب بها
تاريخ الفتوى : ... 06 رمضان 1425 / 20-10-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب عمري 23 عاماً أدرس في الجامعة تعرفت على فتاة أعرفها من قبل بحكم أننا من نفس القرية المهم أني تعلقت بهذه الفتاة حتى أنها صارت جزءاً مهما في حياتي ومع الوقت أصبحت أتعامل معها كما لو كنا خاطبين بمعنى أني أضمها وأقبلها ولم يحدث بيننا شيء غير ذلك، ولكن ضميري عذبني فقررت أن أخطبها ولكن على غير العادة كانت المعارضة الشديدة لأهلي لهذه الفتاة بسبب أن أهلها يتمتعون بسمعة سيئة حتى وصل الحد أن أبي أراد أن يتبرأ مني لو أصررت عليها وأن يغضب علي وأنا في حيرة من أمري، الفتاة مؤدبة ولكن أهلي يعارضون لا أدري ما أعمل الرجاء نصحي لأني لا أريد أن أغضب ربي؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد أخطأت بما قمت به من إنشاء علاقة بامرأة أجنبية عنك، وقد نهى الله عما هو أخف مما فعلته، نهى عن الخلوة بالأجنبية وأمر بغض البصر عنها، ونهى عن ملامستها، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور:30}، وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي.
فبادر إلى التوبة واقطع صلتك فوراً بهذه الفتاة، فإن كونكما من قرية واحدة لا يحل لكما شيئاً كان محرماً، ولتعلم أيضاً أن مجرد الخطبة لا يحل ما حرم الله تعالى فالمخطوبة أجنبية على الخاطب حتى يتم عقد النكاح الصحيح.
واعلم -أيها الأخ الكريم- أن طاعة الأب في المعروف من آكد الواجبات وأن في معصيته إثماً كبيراً، فإذا كان والدك لا يقبل تزويجك من الفتاة المذكورة فالخير لك في تركها، وخاصة أنه يعلل الرفض بأن أسرتها ذات سمعة سيئة، فهو يخشى أن تكون الفتاة قد تأثرت بمحيطها وقولك إن الفتاة مؤدبة يتنافى مع قبولها منك ما لا يحل مما ذكرت.
فإذا كنت لا تريد أن تغضب ربك -حقا- فبادر إلى التوبة مما صدر منك، وامتثل أمر أبيك، واترك هذه الفتاة نهائياً حتى يرضى أهلك بتزويجك منها ويتم ذلك فعلاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ليس كل البيوت تبنى على الحب
تاريخ الفتوى : ... 05 رمضان 1425 / 19-10-2004
السؤال(32/322)
أرجو إفادتي في موضوعي هذا والذي بات يقلقني وعليه يترتب مصير زواجي وحياتي :
استخرت في أمر زواجي من شخص تقدم للزواج وشعرت بالراحة واستخار هو أيضا ولكن لم يشعر بأي شعور سواء كان مرتاحا أو متضايقاً . وتمت الخطبة وبعد أول مقابلة بيننا وبحضور الأهل شعرنا بالفرحة .ولكن في اليوم الثاني من الزيارة التالية له شعرت بالضيق وكأن شخصاً يقول وبإلحاح أن أتراجع عن هذا الموضوع نهائيا وظللت على هذه الحالة لمدة أسبوعين حتى طردت كل مافيي من الوسوسة وبدأت أميل إلى زوجي أكثر من السابق وأقول إنها مجرد وساوس . وفي أحد الأيام صارحته بشعوري وأحببت أن أعرف إحساسه تجاهي ، فأخبرني أنه لايميل إلي عاطفيا مع أنه لايوجد سبب في عدم هذا الميل وهذا هو ماأخبرني به..عندها صعقت ولم أعرف ماذا أفعل ؟؟ وأخبرني أنه شعر بعدم الميل في الفترة التي كنت أشعر فيها بالضيق.. وحتى لايتم الانفصال على استعجال سأل العديد من المشايخ والذين أجبروه على عدم استمرارية هذا الزواج والمبني على حب من طرف واحد مما له الأثر الكبير على مسيرة الحياة الزوجية ..
وكل ما أتمناه من الله ثم منكم يا أهل المشورة أن تفيدوني هل أستمر في هذا الزواج أم ننفصل ؟؟
أرجو منكم إفادتي وبسرعة حيث إنه لايحتمل الانتظار
وجزاكم الله كل خير..
أختكم التي تريد النصيحة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يتضح لنا من سؤالك ما إذا كان هذا الزواج قد تم أم لا؟ فيبقى الأمر على احتمالين:
الاحتمال الأول: أن تكون مجرد خطبة ولم يتم الزواج، فإن كان الأمر كذلك وكانت هناك نفرة وعدم ألفة فالأولى فسخ الخطبة تداركاً للأمر في وقت مبكر، وإن كان بالإمكان التغلب على هذه الخواطر فالأفضل الإعراض عنها وإتمام الزواج.
الاحتمال الثاني: أن يكون الزواج قد تم، فالأولى حينئذ استمرار الحياة الزوجية، لأن استمرارها لا يستلزم وجود الحب بين الزوجين، فكم من المصالح ما يعين على استمرارها بلا حب، ولذا أثر عن عمر رضي الله عنه قوله: ليس كل البيوت تبنى على الحب، وراجعي في هذا الفتوى رقم 33408.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اظفر بذات الدين
تاريخ الفتوى : ... 05 رمضان 1425 / 19-10-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(32/323)
أنا شاب أصلي وأصوم أحببت فتاة لدرجة كبيرة وكنا نتكلم مع بعض يوميا وتطورت العلاقة بيني وبينها حتى أني رأيتها وهي عاريه تماما وأرتمينا في أحضان بعض وتكررت هذه العلاقة أكثر من مرة ولكن الفتاة مازالت عذراء وعندما طلبت منها تصحيح هذا الوضع وأن نتزوج قالت لي أنها لا تحبني ولكنها دائما تريد أن تراني فأنا أعلم أن ذلك ذنب كبير وأريد التوبة منه وأتمنى الزواج من هذه الفتاة ليغفر لي ربي هذا الذنب مع العلم بأن أهلها موافقون على هذا الزواج فماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت حقاً جاداً في إرادة التوبة فاعلم أن شرطها الأول هو الإقلاع عن المعصية نهائياً ثم الندم على ما كان منها ثم النية أن لا تعود إليها مع الإخلاص لله في ذلك.
فاقطع صلتك نهائياً بهذه الفتاة ولا تلتفت إلى رغبتها في رؤيتك دائماً، فإن ذلك ذنب كبير كما ذكرت، واعلم أنك قد ارتكبت حظاً من الزنا بما فعلته.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما السماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
ومن سعة رحمة الله وفضله أن جعل التوبة تمحو كل هذه الذنوب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ {التحريم: 8}.
وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلم أن خير النساء للزوجية هي من كانت ذات دين، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك...
وعليه، فإذا رأيت أن هذه الفتاة يرجى لها أن تتوب مما كانت فيه معك وتحسن توبتها وتستقيم في دينها، فلا بأس بأن تخطبها من أهلها وتتزوجها، وإن رأيت أنها مستمرة في غيها وغير مقلعة عن ذنبها فلا خير لك فيها.
واعلم أنه لا يشترط لصحة توبتك أن تتزوجها، بل إذا تبت توبة صادقة كما وصفنا لك في أول الفتوى تاب الله عليك مهما عظم ذنبك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج بالمسلمة ذات الدين أفضل من الزواج من الكتابية
تاريخ الفتوى : ... 02 رمضان 1425 / 16-10-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(32/324)
أنا أم لي ولد واحد و6 بنات، ابني في الولايات المتحدة يعمل هناك لقد التقى ببنت كتابية وأعجب بها ولكن مثل ما تعرفون نحن العرب لا نحبذ ذلك لكن الله عز وجل لا يمنع هذا، لكن أنا محتارة بهذا لذلك قمت فصليت لله عز وجل صلاة الاستخارة بدل المرة عدة مرات ولقد أعطيت ابني جوابا بانني لا أمانع إلا أنني نصحته كثيرا أن يتروى قبل أن يخطو هذة الخطوة، أن يدرس أبعادها ومع كل هذا ابني متمسك بها لكن أهل أبيه ليسوا راضين عن الموضوع، أما أبوه فلا يمانع لكنه متخوف من الأمر. أرجو منكم وبأسرع وقت ممكن أن تخبروني ماذا تعني لي الصلاة لأنني محتارة من الجواب الذي أعطيته لابني وبين أهل ابني.
وشكرا لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما صلاة الاستخارة فسبق الكلام عنها وعن الشعور الذي يجده الإنسان بعدها في الفتوى رقم: 7235 والفتوى رقم: 51040.
ونصيحتنا لولدك أن يتزوج مسلمة صاحبة دين وخلق تربي أولاده على الخير وتعاليم الإسلام، ولا خير في زواج الكافرة الكتابية إلا إذا كان يغلب على ظنه أنها ستسلم بدعوته لها فإنه يؤجر على نية ذلك إن شاء الله.
وبما أنك ووالده موافقان على الزواج فلا مانع منه إلا أن الأفضل هو الزواج بمسلمة كما سبق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... تعدد روايات حديث : هلا تزوجت بكرا......
تاريخ الفتوى : ... 29 شعبان 1425
السؤال
ما هي الروايات التي جاء بها حديث جابر (ألا تزوجت بكرا لتلاعبها وتلاعبك) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حديث جابر رضي الله عنه المسؤول عنه قد ورد بعدة ألفاظ، ففي البخاري مثلاً:
- ... أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك.
- ... فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك.
- ... هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك.
وفي مسلم روايات تشبه تلك التي أورد البخاري وزاد هو رواية أخرى مثل قوله صلى الله عليه وسلم: فهلا تزوجت بكراً تضاحكك وتضاحكها وتلاعبك وتلاعبها. إلى غير ذلك من الروايات التي يشبه بعضها بعضاً.
والله أعلم.(32/325)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
خير الأزواج صاحب الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 29 شعبان 1425 / 14-10-2004
السؤال
بسم اللة الرحمن الرحيم
في البداية أود أن أشرح ظروفي أنا امرأة مطلقة مرتين ولي طفلة عمرها 6 سنوات من زوجي الأول وأنا حاليا أعيش مع والدي عمرى 26 عاماً أعمل أحارب جميع الضغوط عليّ من محاولات الشباب للدخول في حياتي أو التأثير علي لعمل ما يغضب الله مع العلم أنني لم أكن ملتزمة بدين الله ولم أكن محجبة أو حتى أصلي ولكن الله جل جلاله أراد أن يهديني إليه ويضعني في طريق الخير لذا كل تفكيري الآن أن يكون شريك حياتي الثالث إن أراد الله إنساناً متديناً وعلى حق وليس كما كان يزعم من قبل في حياتي وقطعت علاقاتي بجميع أصدقائي السابقين لأنهم ليس فيهم خير.. وجدت في حياتي صدفة شخصا ارتحت له نفسياً جداً أصغر مني بعام متدين يحب أن يعتكف في الجامع ولكن هو يعمل في الجيش و يخاف أهله لأنهم سوف يرفضون هذا الزواج بسبب ظروفي مع العلم أنه لم يسبق له تجارب.. ماذا أفعل هل زواجي منه صحيح؟ وهل أنتظره حتى يكمل الجيش أم لا؟ أخاف أن يكمل الجيش بعد سنة ثم يرفض أهله ولا يستطيع الوقوف أمامهم فأنكسر للمرة الثالثة وأنا بداخلي أحزان كثيرة لا أحتمل المزيد أم هل أبتعد؟ لا أستطيع لأني تعلقت به (بسبب تدينه) مع العلم أن زوجي الثاني لم يكن له تجارب سابقة أهله رفضوا الوضع ولكنا تزوجنا بإصرار منه وبعد ذلك رحبوا بي كثيرا.
أستحلفكم بالله أن لا تطيلوا انتظارى أفيدونى أفادكم الله .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيراً على حرصك على العفاف، وأن يتقبل منك التوبة، ويرزقنا وإياك الثبات حتى الممات.
واعلمي أن خير الأزواج صاحب الدين والخلق، إن أحب المرأة أكرمها، وإن أبغضها لم يهنها، شعاره في ذلك قوله تعالى: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة: 229}.
ومن هنا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم باختيار صاحب الدين والخلق، وراجعي الفتوى رقم: 4203.
فهذا الشاب الذي ترغبين في زواجه منك إن كان على ما ذكرت من حسن دينه وخلقه، ولديه رغبة في هذا الزواج، فأولى ما ننصح به أن يعرض الأمر على أهله وأن يحاول إقناعهم بذلك، وأن يستعين بالله ثم بكل من له جاه عندهم، فإن وافقوا فالحمد لله، والأولى حينئذ المبادرة إلى عقد النكاح وتأخير الدخول إن كان لابد من تأخيره.(32/326)
وإن رفض أهله، فالواجب عليه طاعتهم في ذلك، وراجعي في هذا الفتوى رقم 6563، ولعل الله تعالى ييسر لك خيراً منه، وتذكري قول الله تعالى: وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.
وننبه إلى أمور:
الأول: أن فارق السن، وزواج المرأة من زوج سابق ليس بمانع شرعاً من الزواج.
الثاني: أنه ينبغي عليك مصاحبة الخيرات الصالحات من النساء ليكن عوناً لك على طاعة الله تعالى، وحائلاً بينك وبين أهل الفسق والفجور.
الثالث: احذري من أي علاقة تكون بينك وبين رجل أجنبي بما في ذلك هذا الشاب حتى يتزوجك، فإن الله تعالى حرم كل علاقة بين الجنسين في غير إطار الزوجية.
وأخيراً: عليك أن ترضي بقضاء الله تعالى وقدره وتحمديه على ما من عليك به من نعم ظاهرة وباطنة ماضية وحاضرة، وأن لا تعلقي قلبك بما زوي عنك من أمور الدنيا الفانية، فبذلك تتم سعادتك حقيقة ويدوم سرورك وتستريحي، وأما بخلاف هذا فلن يزيدك إلا عناء وشقاء، ولن يكون لك إلا ما قدر الله وقضى في سابق أزله سبحانه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من أهداف الحياة الزوجية الاستقرار والسعادة
تاريخ الفتوى : ... 20 شعبان 1425 / 05-10-2004
السؤال
أنا شاب عمري 27 سنة ومقبل على الزواج من بنت عمي. هناك الكثير من الخلافات في وجهات النظر بيننا وأسلوب الحياة لدى كلينا مختلف، فأنا أريد التدين أكثر وإرضاء ربي بكل ما أستطيع من قوة. تعلمت كيف تكون حسن المعاملة والإحسان وتفهم الطرف الآخر ولكن هي لا تقدر ذلك على الإطلاق. دائماً تتحدث معي و كأنها مجبرة .. أنا لا أريد أن أظلمها معي فالزواج رباط قدسي وعلاقة عمر كاملة، وإحساسي ومشاعري تجاهها تغيرت كثيراً في هذه الفترة حيث تحدثت معها وبينت لها بأنني لا أريد أن أفقد العاطفة تجاهها ولكنها لا تبدي اهتماماً..أنا لست مرتبط ولست على علاقة مع أي فتاة أخرى على الإطلاق ولو بمكالمة هاتفية لأنني أريد رضا الله وصيانة نفسي من المعصية. أرجو النصيحة فهل أتزوجها(وفي النفس تردد كبير) حيث لا أريد أن أندم حين لا ينفع الندم؟؟ إنني أعلم بأن الزواج يصون النفس ولكن الزواج يكون أيضاً بدافع الرغبة والقناعة والرضا.. التي انعدمت جميعها لدي للأسف.
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق والثبات على الخير وأن يزيدك من فضله، وأما بشأن بنت عمك فإن كنت تشعر بعدم رغبتها فيك وأن حياتكما الزوجية مستقبلا قد لا تستمر،(32/327)
أو قد لا تكون سعيدة فنرى أن تصرف الذهن عنها، والنساء غيرها كثير. وانظر الفتوى رقم: 8757، ففيها نصح لمن هو في مثل حالك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا عبرة بمحل سكن الخاطب مادام ذا خلق ودين
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1425 / 04-10-2004
السؤال
لي بنت تقوم الليل مطيعة لوالديها والحمدلله وتقدم لها شاب متدين وقد زكاه إخوة كثر ولكن وجدت أن أسرة الشاب أي الجد والجدة هم يسكنون في أحياء سوقية بالإضافه إلى أن عادة مثل هذا المجتمع أن يكون قليل التدين والمحيط يتلفظ بالكلمات النابية هذا بالإضافه إلى أن الوالدين يعملان بالسعودية منذ 25 عاما وليس لدي أدنى فكرة عنهم حيث إنهما نادرا ما يعودان إلى أرض الوطن .ماذا أفعل اتجاه هذا الشاب والذي أخشى إن رفضته أن أقع في محذور وفي الوقت ذاته حبا لابنتي، الشاب المتدين عريق الأصل أجيبوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقياس أخي الكريم هو دين الرجل، فإن كان دينا كما قلت فلا تتردد في قبوله ولا عبرة بمحل سكنه ولا بحال أبويه إلا إذا علمت أن لهما تأثيرا عليه وكانا فاسدين ومن الممكن أن يحملاه وزوجته على الفساد، أما في غير هذه الحالة فلا نرى مبررا لرده.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا ينبغي رد الرجل لكونه متزوجاً
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1425 / 04-10-2004
السؤال
تزوجت منذ 14 سنة وظللت في مشاكل مع زوجتي وطلقتها مرتين ثم أرجعتها ولكنها لم ترتدع كما أنها مرضت من المحل بحيث أصبح نكاحها لا يحصل الغاية ولذلك فقد بحثت عن زوجة ثانية ولكنني ووجهت بالرفض فكلهن يرفضن الضرة من المطلقة إلى الأرملة إلى العانس، فماذا أفعل هل أطلق زوجتي وأشرد أولادي أم أجحد عنهن الزوجة الأولى أم أبقى في مهب الشهوات وقد نفد صبري وعيل أمري، أفتوني؟ حفظكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكون الرجل متزوجا بزوجة أو أكثر ليس عيباً يرد من أجله، فكم من الرجال المتزوجين قد يكون خيرا من غيره ممن لم يتزوج، وكم من النساء تسعد مع(32/328)
متزوج، وفي المقابل تشقى الزوجة الواحدة ممن زوجها الذي لم يكن له سواها وتلقى منه الويلات، فكون معيار القبول والرفض عند النساء هو هل الرجل متزوج أو لا؟ معيار مختل، ثم إن التعدد شرعه رب العالمين لحكم عظيمة، أشرنا إلى طرف منها في الفتوى رقم: 2286.
وأما أنت فننصحك بأن تمسك عليك زوجتك أم أولادك وتحسن إليها، ولا يجوز لك أن تدعي أنك غير متزوج، والنساء كثير وستجد مئات من النساء يقبلن بك مع علمهن بحالك، مع العلم بأن إخبار من تريد الزواج بها أنك متزوج ليس بلازم، فلا تعجل وادع الله أن ييسر لك الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك وتحسن تربية أولادك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ننصح بمثل هذا الزواج وإن كان جائزا
تاريخ الفتوى : ... 19 شعبان 1425 / 04-10-2004
السؤال
أولا أسأل الله أن يجزيكم خيرا عنا وعن جميع المسلمين لما لهذه اللفتة من أهمية في توجيه حياة المسلمين ومن هنا مبدأ سؤالي حفظكم الله أنا شاب أبلغ من العمر ستا وعشرين سنة فلسطيني وأحمل ولله الحمد جميع المواصفات التي تتمناها أي بنت مسلمة كزوج ... . من خلال بحثي عن طريق موقع إسلامي للزواج وفقت لمرأة مسلمة تكبرني بأربع سنوات وهي تحمل المواصفات الخلقية التي كنت أتمناها وقد أحببتها وتعلقت بها عن طريق لقائنا عن طرق الشات وقررنا الزواج وأريد أن أحيطكم علما بأن الفتاة كانت متزوجة وعندها مولود يعيش مع والده الآن وهذه الفتاة تصاب بنوبات إغماء تشبه الصرع مرة في الشهر وتسيطر عليها بإذن الله من خلال الدواء وهي تعيش الآن في كندا ولكنها من أصل أفغاني وأريد أن أتزوجها هنا في قطر ونعيش هنا في هذه البلاد المسلمة فأنتم تعلمون المشاكل التي يتعرض لها الفتيات المسلمات المتحجبات هناك وأنا والله أراعي وأبتغي وجه الله في هذا الزواج من خلال أننا سنكون سترا لبعضنا البعض وإنني سأوفر لها عملا هنا بإذن الله وهذا يعني لها نقلها من بلاد الكفر تلك هذا من ناحية من ناحية أخرى أسأل الله أن يجزيني الجنة لأني سأصبر على هذا المرض كما ستفعل هي بإذن الله مصداقا لحديث رسول الله عن المرأة التي كانت تصرع ... . كما أن انتقالها لبلد مسلم سيوفر لها جو الأمن الإسلامي الذي هو نعمة في بلاد المسلمين والحمد الله ... .وقد تناقشنا بأن نمنع الحمل لأنه سيكون له خطورة على صحة الوليد وحياته فقد رضيت وأسأل الله أن يهبني ذرية في الجنة فهناك ننال كل ما نتمنى ... ... أرجو من فضيلتكم أن تجيبوني عن شرعية هذا الزواج من ما يحتويه من جوانب عده فأنا أعتبره قرارا مصيريا بإذن الله مع علم فضيلتكم بعدم موافقة والدي الأولية على هذا الموضوع رغم أني لم أخبره عن مرضها فأفيدوني أفادكم الله وجزاكم خيرا عنا وعن جميع المسلمين وشكرا لسعت صدركم ... ... .(32/329)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه إذا وافق والداك على الزواج المذكور وتوفرت فيه شروط النكاح المبينة في الفتوى رقم: 1766 والفتوى رقم: 5962 فلا مانع منه شرعاً، بل إنك مأجور على نيتك وعملك إذا تزوجت هذه المرأة المسلمة المصابة بمرض مزمن بقصد إنقاذها من البلاد التي كانت تعيش فيها، واستقدامها إلى بلد تستطيع فيه ممارسة واجباتها الدينية إضافة إلى تهيئة العمل المناسب لها، فإن كان القصد هذا فلا شك أنه عمل من أعمال الخير، وإذا تم الزواج فلا يجوز لكما أن تعملا على منع الحمل خوفاً من أن يأتي مولود مصاب كما أوضحنا في الفتوى رقم: 53944.
وعليكما التسليم لأمر الله، فقد يأتي الولد غير معاق، وقد يأتي معاقاً ويكون فيه خير كثير، وقد لا يأتي أصلاً من غير أن تتسببا في ذلك، هذا من جانب الحكم على هذا الزواج.
ومع هذا، فإنا لا ننصحك بالزواج من هذه المرأة للأسباب التالية:
- عدم موافقة والديك.
- المرض المذكور ولو وافق الأبوان، فإنك قد تندفع إليها أول مرة بسبب الإعجاب، ثم إذا زال ذلك فقد لا تستطيع الصبر على حالها.
- اعتزامك على منع الإنجاب لأنك لا تعرف قيمة الأولاد في الظرف الحالي سن الشباب، ثم إذا تقدمت بك السن ورأيت أمثالك لهم أولاد عند ذلك تندم حين لا ينفع الندم، وعلى تقدير أنك لم تعمل على منع الحمل كما هو الواجب شرعاً، فقد لا تسلم ذريتك من الإصابة بهذا المرض، هذا من باب النصيحة أما الحكم، فقد تقدم، وإن كانت لك القدرة على أن تجمع بين زوجتين وتجعلها إحداهما بعد موافقة والديك، فذلك أمر طيب تتحقق به المصالح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حائر بين ثلاث مخطوبات
تاريخ الفتوى : ... 18 شعبان 1425 / 03-10-2004
السؤال
عمري 28 سنة وأريد الزواج وأمامي 3 اختيارات وهذه مواصفاتهم وأنا محتار أيهم أختار... الأولى: تحفظ القرآن الكريم كاملا ومتفوقة في دراستها وهي في كلية طب السنة الآخيرة وملتزمة بحضور حلقات العلم في المسجد وعلى قدر من الجمال وحسن الخلق لا بأس به وملبسها إسلامي محترم، الثانية: حسنة الخلق أيضاً ومؤدبة وتضع مكياجاً خفيفاً في أثناء خروجها وهي ما شاء الله جميلة جدا جدا جداً، ولكن عندها استعداد لتقبل أي نصيحة وتنفيذها ما دامت ترضي الله سبحانه وتعالى، الثالثة: أيضا محترمة وعلى خلق وبنت صديق والدي وصديق والدي نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً من الصالحين ومن الناحية الجمالية فهي معقولة وتربيتها حسنة جدا كنت تقدمت للثانية وحصلت قبل تنفيذ الخطوبة بين والدي ووالدها(32/330)
مشاكل قوية وانتهى الأمر برفض والدي لهم، ولكن ما زلت متعلقا بها جدا، فهي كما قلت سابقا جميلة جدا جدا جدا ومن بيئة محافظة وعرض علي والدي الأولى والثالثة، ولكنه يرجح لي الثالثة لأنها بنت صديقه والذي يعرفه منذ 20 عاماً وعلى علاقة طيبة به ولكن قلبي متعلق بالثانية وقلت لوالدي أريد العودة إلى الثانية فوافق وقال خلاص إذا كنت مصرا فليس عندي مانع، ولكن أنا محتار بين الثلاثة، آخذ ما يميل لها قلبي وهي الثانية وهي تفوقهم جمالا أم آخذ التي تحفظ القرآن أم آخذ بنت صديق والدي، مع العلم أن والدي له رغبة شديدة أن أحقق له مطلبه ولكن لا يفرضه علي، أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً، للعلم بالنسبة للعروسين الأولى والثانية لا نعرف أسرهم ولكن أصدقاء لنا رشحوهم لنا ولكن نحسبهم كذلك أنهم أسر صالحة وهذا واضح من تربية البنات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعايير التي تختار لها المرأة في الزواج قد وردت مفصلة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وأخرج أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره. قال السندي عند شرح الحديث: إذا نظر لحسنها ظاهرا أو لحسن أخلاقها باطنا. وقال ابن قدامة: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح.
وانطلاقا من هذه النصوص، ونظرا إلى أنك ذكرت أن الثانية أقرب إلى رضاك من الاثنتين، وأن أباك لا يمانع في تزويجك منها، وأن لها استعداداً لتقبل أي نصيحة وتنفيذها ما دامت ترضي الله سبحانه وتعالى، فلا بأس باختيارها للزواج إذا رضيت بترك المكياج عند الخروج، فإن تزين المرأة عند الخروج لا يجوز ولو كان المكياج خفيفاً، وقبل تنفيذ ما ستفعله من الاختيار فعليك بالاستخارة وباستشارة أهل المعرفة، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل ترفض الخاطب خشية أن يمنعها من طلب العلم
تاريخ الفتوى : ... 13 شعبان 1425 / 28-09-2004
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً تقدم شاب مسلم لخطبتي وهو ملتزم ولكنه ليس بطالب علم.. أفكر في رفضه لهذا السبب لأنني أريد الارتباط بطالب علم يشجعني على الطلب والجد فأنا أخاف إن ارتبطت به منعي من هذا الخير وأن يقلل من همتي في طلب العلم وفي نفس الوقت أتذكر حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "إذا(32/331)
أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض" فهل هذا سبب لرفض الشاب وإن كان على خلق ودين، أرجو الإجابة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نرى أن تستخيري الله في زواجك من هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك، فإذا رأيت انشراح صدر وطمأنينة للزواج به فاقبليه، خاصة وأنك تقولين عنه إنه ملتزم وعلى خلق ودين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
وإذا كنت تخشين أن يقلل من همتك أو أن يمنعك من طلب العلم فلك أن تشترطي عليه في العقد أن لا يمنعك من طلب العلم إذا تزوجتِه، فحاولي أن تنهضي به وترغبيه في طلب العلم عسى الله أن يشرح صدره لذلك، ويكتب لك الأجر والمثوبة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا ينبغي رفض الخطيب لمجرد كونه من مدينة أخرى
تاريخ الفتوى : ... 11 شعبان 1425 / 26-09-2004
السؤال
في البداية أريد أن أسأل كيف يمكنني التصرف مع الشخص الذي اخترته وأحببنا بعضنا، لأنه لم يتمكن وبعد سنة من الارتباط من إقناع والديه كي يأتيا لخطبتي، وسبب رفضهم هو أننا من مدينتين مختلفتين، هل أستمر معه وأنتظر؟ أم أتركه بالمعروف؟ وقد استعملت معه كل الطرق الحسنى وغير الحسنى ولا أعرف ماذا أفعل
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جعل الشرع الدين والخلق الأساس في اختيار الأزواج، ولا عبرة بعدهما بما يكون من فوارق بين الزوجين وراجعي الفتوى رقم:
998، فلا يبنغي لوالدي هذا الرجل أن يرفضا زواجه منك لمجرد كونكما من مدينتين مختلفتين، وهذا من جهته هو. وأما أنت فلا نرى لك أن تعلقي أمر زواجك برجل يرفض والداه زواجه منك، بل لو تزوجك والحالة هذه لربما كانت الحياة الزوجية نكدا وشقاء، فالأولى أن تصرفي قلبك عنه، واسألي الله تعالى أن ييسر لك من هو خير منه.
وننبه إلى أنه لا تجوز إقامة علا قة عاطفية بين رجل وامرأة أجنبية عليه، لأن هذا أمر حرمه الإسلام، وراجعي الفتوى رقم: 30191. والفتوى رقم: 50355، وثم تنبيه آخر وهو أن هذا الرجل إذا لم يتمكن من إقناعه والديه أن الواجب عليه طاعتهم، وراجعي الفتوى رقم: 6563.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/332)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أحق الله تعالى على نفسه معاونة الناكح الذي يريد العفاف
تاريخ الفتوى : ... 07 شعبان 1425 / 22-09-2004
السؤال
أنا شاب في نهاية العقد الثاني من عمري ومقبل على الزواج ولكن بحكم ظروف سفري للعمل بالخارج فإن الزمن المحدد لي للبحث عن زوجة هو شهر واحد فقط في العام وبسبب هذا فأنا أبحث منذ أربع سنوات ولكني كلما رأيت فتاة وتعرفت على أهلها إلا وأجد بها أو بأهلها بعض النقاط التي تمنعني عن الارتباط فمنهن التي أجد والدتها المتحكمة في البيت ووالدها لا حول له ولا قوة، ومنهن التي أجد نظرها ضعيفا فأفكر وقتها في الأولاد إذا شاء المولى كيف سيكون صحتهم ومنهم التي تصغرني ب11 سنة وأنا أجد أن هذا فارق كبير جدا ، ومنهن على العكس التي أجدها تماثلنى سنا، ومنهن التي لا أسر عند النظر إليها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نظر لها اسرته. وأنا والله في حيرة وأن العمر يمر سريعا وبدأت أخشى كثرة دخول بيوت الناس دون جدوى كما أني بدأت اشعر بتعب أهلى في مساعدتي في البحث، لدرجة أني أخشى أن أوافق على أي واحدة أراها في الإجازة القادمة . والسؤال هو::: هل عملية البحث المستمرة هذه ومحاولتي الكثيرة (التي بدأ يصحبها الملل) بالبحث عن الزوجة والدة أطفالي التي وجب علي كأب أن أختار لأولادي أمهم هل هذا حرام أو لا يجوز شرعا أم ماذا ؟ مع العلم أني متردد في أخذ القرار كما أن أهلى لا يعطوني رأيهم في الفتيات اللاتي أراهن معهم ، ومع العلم أيضا أني لا أهتم بالمظهر فقط وأفضل التحدث مع الفتاة كي أعلم كيف تفكر وطريقة تصرفها في الأمور والذكاء في التعامل والصدق أولا أوأخيرا المداومة على الصلاة، فأفتونى جزاكم الله خيرا هل أستمر فيما أنا فيه من طريقة البحث أم أرضى بمن أجدها وأتغاضى عن العيوب الجوهرية، مع العلم أني أصلي في كل مرة صلاة الاستخارة ولكني أجد نفسي أتركها وأبحث عن الأخرى من نفسي ودون حدوث ما يمنع هذا من طرف أهل الفتاه أو أهلي .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم ـ وفقنا الله وإياك إلى سبيل الرشاد والصلاح ـ أن موضوع النكاح موضوع كبير ويستحق من الروية والأناة أكثر مما تتصوره ، والمرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا كما أخبر الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة. رواه مسلم. وأخرج ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها وماله. واعلم أنك إذا كانت نيتك هي أن تعف نفسك بالحلال، فالله تعالى معينك، كما ورد في الحديث الشريف: ثلاث حق على الله عونهم.. فذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف .(32/333)
و عليه فينبغي أن تستمر في البحث، ولا تتعجل، حتى تبلغ أمنيتك. واحذر من الخلوة بالفتيات ومن الحديث معهن بما يكون فيه فتنة ومن ملا مستهن أو النظر إلى ما لا يحل رؤيته منهن.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يلحق الخاطب إثم إذا تضررت الفتاة التي أعرض عن الزواج بها
تاريخ الفتوى : ... 11 شعبان 1425 / 26-09-2004
السؤال
أنا رجل متزوج منذ سنتين ولدي بنت صغيرة ومتدين وأخشى الله جدا وبسبب ذلك أرجو أن يكون لديكم سعة صدر لحكايتي وأريد أن تحكموا علي بما يرضي الله فإليكم قصتي: منذ عام 1991 حتى عام 2000 كنت على علاقة بفتاة ومرت هذه العلاقة بفترات دراسية بدءً من الصف الثالث الثانوي ثم الجامعة وبعد ذلك العمل وكنا نتقابل تقريباً بمعدل كل شهرة مرة واحدة وكانت نيتي عند بدء هذه العلاقة وحتى نهايتها الزواج من هذه الفتاة وبعد مرور أربع سنوات من هذه العلاقة أي بعد التخرج من الجامعة أبلغت أبي بأنني أريد أن أرتبط بتلك الفتاة ولقد كان يعرفها شكلا قبل أن أفاتحه وعندما عرف نيتي الزواج منها رفض رفضا شديداً لأسباب تتعلق بشكلها حيث كانت ذات جمال متوسط وأيضا بسبب عدم وجود تكافؤ اجتماعي أو مادي بيننا (وذلك من وجهة نظر أبي)، أما أنا فقد كنت أرى أن هذه الفوارق غير مهمة.. فبدل أن أنهي هذه العلاقة تماديت فيها، وذلك من شدة ارتباطي بتلك الفتاة وحاولت معه مرة أخرى وبعد سنتين من التخرج وبعد إلحاح وافق وذهبنا لخطبتها في منزل والدها، وقد تمت الخطبة، وفي اليوم التالي مباشرة تم فسخ هذه الخطبة من قبل أبي لأنه رأى بعينيه المستوى الاجتماعي وأثناء رجوعنا من الخطبة قد فكر هو وأعمامي بأن هذا الزواج لن ينفع حيث إنهم كانوا يرون أنني أستحق فتاة أحسن من هذه من كافة الوجوه وكانت أمي لها نفس الرأي، ولثاني مرة لم أتعلم الدرس وأنهي علاقتي بهذه الفتاة نزولاً لطاعة الوالدين فقد كان حبي لها يطغى على أي شعور واستمرت العلاقة وبعد فسخ الخطبة ذهبت بمفردي لوالدها وأقنعته بالزواج من ابنته دون موافقة والدي ووضعهم أمام الأمر الواقع، فوافق وتم الزواج (كتب كتاب) فقط دون الدخول عليها، على أساس أن أبي يوافق على إتمام هذه الزيجة، ولكن عند عودتي للمنزل وعلم أبي قامت الدنيا ولم تقعد وواجهت عواصف من التعنيف والتوبيخ الشديد من أبي وأعمامي ولقد تم تهديدي بأنه
إن لم أطلق هذه الفتاة سيتم إلحاق الأذى بالفتاة وأهلها وبعد الضغوط الشديدة والتهديدات التي استمرت معي أكثر من ثلاثة أيام لم أكن أنام فيها طلقت هذه الفتاة، ومع ذلك استمرت العلاقة لمدة سنتين حتى سمعت كلام عن أختها يتنافى مع الشرف والعفة ولقد صدقت هذا الكلام لأني رأيت شيئاً عليها من هذا القبيل (فلقد رأيتها بالصدفة في أحد الأيام تتمشى مع رجلين في ساعة متأخرة من الليل في اتجاه منزلها حيث إنها كانت مطلقة ليس معها أحد ولكنني كنت أعمى بحب تلك الفتاة(32/334)
وأخبرتها بذلك فبررت لي ما رأيته وتغافلت عما رأيته)، فأتخذت قراراً أن أنهي علاقتي بتلك الفتاة وحتى أكسب رضا أبي وأمي لأنه قد فكرت أنه حتى لو تزوجتها ثانية وفررت بها إلى مكان غير معلوم فسأنال غضب أبي وأمي وبالتالي غضب الله سبحانه وتعالى، وبذلك يكون زواجي منها ثانية محكوم عليه بالفشل، ولقد تم إنهاء العلاقة منذ أربع سنوات ولكنني إلى الآن أشعر بالذنب تجاه هذه الفتاة للأسباب الأتية:
- طول المدة التي استمرت تقريبا عشر سنوات دون أن أقطع علاقتي معها وبذلك أكون قد أضعت السنوات عليها لتتزوج وتحيى مثل باقي الفتيات.
- التجاوزات التي كانت تحدث بيني وبينها فيما حرم الله سبحانه وتعالى طيلة هذه الفترة، وهذا أكثر سبب يشعرني بالندم والذنب الفظيع إلى الآن رغم مرور أربع سنوات على قطع علاقتي معها، آسف جداً لإطالتي عليكم أريد أن أعرف حكم الشرع في هذه القصة، وما بها من أحداث تغضب الله مثل (التجاوزات بيني وبينها سابقة الذكر) وما كفارة ذلك كله، لأنني في شدة الخوف من محاسبة الله لي بسبب ذلك الموضوع؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الإسلام قد حرم إقامة مثل تلك العلاقات، لأنها وسيلة إلى انتشار الفساد، وراجع الفتوى رقم: 50355.
وبهذا يتبين لك أنك قد أسأت بإقامة علاقة عاطفية مع تلك الفتاة، فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، وراجع شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450، وعليك أن تحسن وأن تكثر من عمل الصالحات في مستقبل الأيام.
ولا شك أن المعتبر في الكفاءة في النكاح الدين والخلق على الراجح من أقوال أهل العلم، ولا عبرة بغيرها من الفوارق الاجتماعية ونحوها، وراجع الفتوى رقم: 998، ولكن مع هذا كله كان الواجب عليك طاعة والديك في عدم الزواج من هذه الفتاة ما داما مصرين على الرفض، وذلك لأن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من تلك الفتاة بعينها، وراجع الفتوى رقم: 6563.
وأما تضرر هذه الفتاة بعدم زواجك منها فلا يلحقك به إثم -إن شاء الله- لأنك لم تتعمد ذلك، وكفارة ما أقدمت عليه من منكرات التوبة كما سبق ذكره، وإن كنت تقصد الكفارة المخصوصة فلا كفارة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لن يجد الإنسان من الاستخارة إلا خيرا
تاريخ الفتوى : ... 04 شعبان 1425 / 19-09-2004
السؤال
سيدي أنا فتاة أبلغ 20 سنة وأنا أفكر في الزواج حتى لا أقع في الزنا، لكني لا أجد الرجل المناسب، مع العلم بأني دائمة على صلاة الاستخارة؟(32/335)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرزقك ما تتمنين، وأن يعفك بالحلال عن الحرام، وعليك بالدعاء، وخاصة في أوقات الإجابة فإن الله تعالى وعد بالإجابة، وهو لا يخلف الميعاد، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}.
واعلمي أن من شروط استجابة الدعاء الابتعاد عن الحرام في المأكل والمشرب والملبس، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل: يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. وراجعي في بقية شروط إجابة الدعاء فتوانا رقم: 2395.
وعلى كل حال فطالما أنك تستخيرين كلما عرض عليك من هو صالح للزواج فلن تجدي إلا خيراً بإذن الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أمثال هذا الخاطب لا يصلح زوجاً
تاريخ الفتوى : ... 30 رجب 1425 / 15-09-2004
السؤال
أنا فتاة جاءني خاطب .. هو في واضح الأمر إنسان طيب وصاحب خلق .. والده ثري جدا ولكن الشاب وضعه عادي بل أقل .. وهو معتمد في كل أمور زواجه على والده .. وبصراحة وافقت على الخطبة وأحسست أنني تسرعت .. وقد اشتبهت بأموال والده الكثيرة الوافرة فهو موظف عادي .. فمن أين له هذه الملايين وهذه الأملاك والعقارات .. وقد سمعت أو تأكدت أن والده من النوع الذي يقدم خدمات في عمله لجهة معينة ويأخذ عليها هدايا وأموالا لا حق له فيها حسب علمي .. يعني أحسست بأنه جنى أمواله بغير الطريق الصحيح و هي الأموال التي صرفها على ابنه في تربيته وتعليمه وحتى في كل أمور الخطبة والزواج .. يعني أحسست بأن الولد مع طيبته منبته من أموال حرام (حسب اعتقادي) .. كما أنهم طلبوا أن يكون عرسي مختلطا .. أي أني سأظهر على الرجال في مدينتي وأنا في كامل زينتي .. مع البذخ والرقص والأغاني .. وأنا كرهت أن أبدأ حياتي بالحرام .. سواء في مصاريف الزواج أو في حفلة الزفاف .. وأنا التي كنت أحلم دائما بإنسان صالح تقي ورع يقربني من الله تعالى ويعينني على طاعته أكثر وأكثر .. فأحسست بأن هذا الشاب وأسرته سيدفعون بي للوراء من الناحية الدينية وأنا إنسانة ملتزمة وتقية وعندي استعداد قوي للتقدم في النواحي الدينية أكثر وأكثر بالأخص لو كان هناك من يعينني على هذه الأمور ..كما وأنني بعد أن تعرفت جيدا على هذا الشاب .. فكرت في عمله وما هي أفكاره للمستقبل .. فهو يعمل في تأجير الشاليهات لصالح جهة معينة .. وكل تفكيره في المستقبل منحصر في هذه الأمور .. أي أنه يريد(32/336)
إكمال دراساته العليا في إدارة الفنادق .. ويريد أن يبحث عن عمل آخر في أحد الفنادق .. أحس بأن كل ترتيباته للمستقبل تصب في نفس الاتجاه وهذا مما أثار ريبتي وشكي .. فأنا أكره أماكن الشاليهات والفنادق وأحس الشبهة في العمل في هذا المجال. وقد فسخت هذه الخطبة بعد تفكير وتدبر وبعد أن استخرت الله في هذا الأمر
مرات عديدة .. سؤالي هنا .. هل تفكيري صحيح في اختياري لزوج المستقبل .. وهل رفضي لهذا الخاطب لهذه الأسباب تصرف منطقي ؟؟ لأنني في بعض الأحيان أحس بالذنب أو أخاف أن أكون قد أذنبت في تركي لهذا الخاطب من باب الجحود بالنعمة .. وأخاف من غضب الله علي ومنعه النعمة عني .. فأنا فتاة وبحاجة للزواج والسترة كغيري من البنات .. وقد تعسر معي موضوع الزواج بشكل كبير .. أرجوكم أريحوني .. أنا أعلم بأن الله أرحم الراحمين .. ولكن ضقت بالهم .. وتعسرت في وجهي الأمور .. وأنا مواظبة على الدعاء و ألح فيه بشكل كبير ..أرجو أن تجيبوني على سؤالي .. وأتمنى ألا تحيلوني إلى أجوبة سابقة .. لأنني أريد إجابة محددة لسؤالي هذا .. مع الأخذ بعين الاعتبار كل الأسباب التي ذكرتها عن تركي لهذا الخاطب .. وجزاكم الله كل خير..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على تمسكك بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من اختيار الرجل الصالح والبعد عن الشبهات، وتجنب المحرمات وكل ذلك خير تحمدين عليه في الدنيا وتؤجرين عليه في الآخرة، وسيعوضك الله بدلا عن الرجل خيرا، ومن ترك من أجل الله شيئا عوضه الله خيرا مما ترك، ولا شك أن العمل في تأجير المنتزهات البحرية والفنادق السياحية على وضعها الحالي يشوبه شبهات، البراءة منها أتقى لله تعالى وأطهر لكسب العبد.
ومطالبتهم أن تظهري أمام الأجانب في العرس كاشفة لما أمرك الله بستره أمر محرم لا يجوز، وهو دليل على عدم صلاح حالهم وبعدهم عن تعاليم الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله. وتذكري دائما أن بعد الشدة الفرج، وأن بعد العسر اليسر، وأن الله أرحم بك من نفسك، وثقي بالله وأكثري من الدعاء ولا تعجلي في طلب الإجابة.
والله نسأل أن يكتب لك الخير وأن يوفقك لمرضاته، وأن ييسر لك الزوج الصالح الذي يعينك على الخير والطاعة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تكبره سنة ويريد زواجها ولا يريد أبوه
تاريخ الفتوى : ... 28 رجب 1425 / 13-09-2004
السؤال(32/337)
ارتبطت بفتاة تكبر عني 12 شهرا وهذه الفتاة ذات دين وعلى خلق ولذلك اخترتها مصداقا لقول رسول الله ( تنكح المرأة لأربع ........... إلى آخر الحديث )، فوالله اخترتها لذلك ما اخترتها بقلبي وربطتها فترة من الزمن مدة عامين كاملين، لأني كنت أعمل في بلد عربي ولما رجعت تكلمت مع والدي فرفض بحجة كبر سنها عني تكلمت معه بكل الأحاديث النبوية الشريفة كي يقتنع لكن هيهات هيهات، ورفض بشده فبماذا أقنعه، هل أخسر فتاة مثل هذه خصوصا في هذا الزمن المليء بالفتن أم أخسر والدي وأذهب لخطبتها؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن بينا ما ينبغي أن يعمله الابن إذا اعترض والداه على زواجه من امرأة تكبره سنا وهي صالحة، في الفتوى رقم: 6563، والفتوى رقم: 15198 فلترجع إليهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج عن طريق الإنترنت
تاريخ الفتوى : ... 28 رجب 1425 / 13-09-2004
السؤال
أعطوني من فضكم بعض العناوين في الإنترت الخاصة بالزواج بالمسلمات جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يمكنك الاستفادة في هذا المجال من موقع إسلام أون لاين.
وراجع الفتوى رقم: 7905.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مسائل في الزواج
تاريخ الفتوى : ... 27 رجب 1425 / 12-09-2004
السؤال
زواج الأقارب هل يجوز أن تتزوج الفتاة أحد أقاربها لأنني سمعت أن زواج الأقارب مضر وإذا كان الأب يريد أن يزوج ابنته أقاربه والبنت لاتريد من يجوز أن تسمع كلام أبيها وإن كان فاسقا وإن كان متدينا هل توافق على القريب ودائما أسمع لا نريد أقارب فيتزوجون غرباء ثم سمعت حديثا فاذا ضويتم فانكحوا الغرائب فهل الرسول يؤيد زواج الأقارب. وأريد أناشيد اسلامية بدون موسيقى وأحاديث وخطب وأدعية وبطاقات. أرجو الرد علي بسرعة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/338)
فالزواج بالأقارب، والكلام عن الحديث: لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا سبق في الفتوى رقم: 33807.
وأما عن ولاية الولي الفاسق سواء أكان أبا أم غيره في عقد النكاح فقد سبق أيضا في الفتوى رقم: 43004. وهل للأب أو الجد أن يجبرا البنت على الزواج ممن لا ترضاه أم لا؟ وجواب ذلك سبق في الفتوى رقم: 34871. وأما ما طلبت من المحاضرات والأناشيد فيمكن الحصول عليه من خلال قسم الصوتيات في موقعنا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
متعاطي الحشيش لا يصلح زوجا
تاريخ الفتوى : ... 23 رجب 1425 / 08-09-2004
السؤال
تقدم زوج لأختي وبعد السؤال عنه تبين أنه يتعاطى الحشيش وتم رفضه من قبل الأسرة، ولكن بعد فترة تقدم مرة أخرى عن طريق أمه وقبل من قبل الأخت والوالدين ولكني رفضت مع عدد من إخواني وقلت لهم إني غير مسؤول عما يجري لها في المستقبل ولن أتدخل في أي شيء وخاطبني الوالد أنني موافق فلا بد أن توافقوا فقلت له البنت بنتك وأنا غير مسؤول عنها، ولكن بما أنا صاحب الرأي فإن الرأي رأيك والحكم لك، فالله يوفقها، فهل علي شيء وما رأيكم بموافقتي وإخواني الشباب؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل كما ذكرتم من تعاطي الحشيش فليس أهلاً لأن يقبل، وإننا نوصي الأب إن كان لم يتم العقد بعد أن لا يفرط في بنته، فإنها أمانة في عنقه يجب عليه أن ينصح لها باختيار الزوج الصالح، وعليكم أن توجهوا النصح له ولأختك بذلك، فإن فعلت ذلك وقمت بما عليك من واجب النصح ولم يستجيبوا لك فلا حرج عليك، وهذا أمر خارج عن استطاعتك وقدرتك، والله تعالى يقول: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يقدم على الزواج من فتاة تعرف عليها عبر الهاتف
تاريخ الفتوى : ... 23 رجب 1425 / 08-09-2004
السؤال
تعرفت على فتاة عن طريق الهاتف واستمرت علاقتنا ستة أشهر والآن أريد أن أتقدم للزواج منها، إلا أن أصدقائي ينصحوني بعدم الزواج منها بحجة أني تعرفت عليها عن طريق الهاتف دون أن نعرف بعضنا من قبل، وهذا ما حصل فعلاً وأنا محتار الآن لا أعرف ماذا سأفعل من جهة كلام أصدقائي فيه شيء من الصحة لأني(32/339)
عندما كنت أتحدث معها أحياناً يطول الحديث وندخل في مواضيع حساسة جداً، ولو أن شخصاً أخر تحدث معها لكانت قد تحدثت معه، والحمد لله لم أرتكب أي أخطاء معها، المشكلة هي أنها قالت لي أنها تصلي وتخاف الله، وأنها لأول مرة تتحدث مع شاب بهذا الشكل من الحرية، أرجو المساعدة والنصيحة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهكم أولاً إلى أن ما تم بينكم من الكلام عبر الهاتف أمر لا يجوز بل هو وسيلة إلى ما هو أعظم، وانظر الفتوى رقم: 41966.
وأما بشأن الإقدام على الزواج من هذه المرأة فنقول: لا مانع من ذلك، ويمكنك معرفة حال هذه المرأة من خلال السؤال عنها، وإرسال إحدى قريباتك أو زوجة أحد إخوانك للتعرف عليها، وهذا الذي عليك فعله، أما ما وجد في وقتنا الحاضر من خروج الشباب مع الشابات بحجة التعارف قبل الزواج فمنكر لا يرضاه مسلم يخاف الله تعالى، وعليك أن تستخير الله تعالى أولاً فإنه العليم الحكيم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اختر أفضلهما من حيث الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 22 رجب 1425 / 07-09-2004
السؤال
مشكلتي باختصار: أنا شاب عمري 28 سنة أبي يريد تزويجي بابنة عمي ويصر على هذا الشيء, وأمي ترفض هذا الزواج بشدة لمشاكل عائلية وهي تريدني أن أتزوج من ابنة خالتي التي يرفض أبي زواجي منها, مع العلم بأني أريد الزواج من ابنة خالتي, ولكن ماذا أفعل أمام هذه المشاكل, أنا في حيرة من أمري أسأل الله العظيم القدير أن يفرج همومنا وهم كل مسلم لأنه هو وحده القادر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرشدك أخي إلى اختيار أفضلهما من حيث الدين والخلق؛ لما في البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك .
وتلطف في إقناع أبيك وأمك بما ذهبت إليه من اختيار .
فإن كانت بنت خالتك التي ترغب في نكاحها هي الأفضل فاجتهد في إقناع أبيك بذلك، وإن تمكنت من إرضاء أبيك وأمك بأن تتزوج بهما جميعا فلا بأس.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طال انتظارها لخطيبها فماذا تفعل؟
تاريخ الفتوى : ... 20 رجب 1425 / 05-09-2004(32/340)
السؤال
أرسل لكم مشكلتي ربما تكون الأولى من نوعها عسى أن يكون الجواب عندكم. تعرفت على شاب أصغر مني بأربع سنوات حيث كنت موظفة في الجامعة وهو طالب لقد ساعدته في بعض المحاضرات ووصيت عددا من الأساتذة ليساعدوه في الدروس وقد
لجأ إلي عن طريق الصدفة وقد بدأ بعد ذلك لفترة يتودد إلي وأنا لا أعلم به حتى صارحني فقلت له إنك أصغر مني فقال لأيهم حتى أمه باركت ذلك لأكون زوجته مستقبلا" ترددت كثيرا" حتى بادلته المشاعر أصبحنا هكذا حتى أنهى دراسته بعد ثلاث سنوات ثم أكمل العسكرية بعدها ثم انتظر التعيين لعدم إمكانيته كل ذلك أصبح ست سنوات وأنا أنتظره بكل وفاء وهو يقدر ذلك وبعد ذلك قلت له أن يتقدم لخطبتي لأني مللت الانتظار فتقدم لخطبتي وحتى الآن أي بعد سنتين أنا مخطوبة له أي أصبح عدد السنوات ثمانية كل مرة يتحجج بأعذار حتى أن بعضها ليست ذات أهمية وأخيرا" عندما قرر الارتباط مات شخص من عائلتهم انتظرنا 40 يوما" وقررنا الزواج ثم مات شخص آخر من عائلتهم أي ننتظر 40 يوما" آخر ربما تسألون عن عائلتي ودورهم هم ينظرون إلي وإلى قراري حتى أنهم لايحبونه لأنه معقد وحساس جدا" لكنه من الناحية الأخلاقية والدينية جيد جدا" فماذا أفعل ؟ هل هذا الشخص قسمتي أم لا ؟ كيف أعرف لقد لجأت إلى الله واستخرت كثيرا" أحيانا" أكرهه وأؤيد الابتعاد عنه وأحيانا" أقول إنه طيب ويريدني بجانبه لأنه عانى كثيرا" في حياته بسبب وفاة والده وهو صغير ولم يساعدهم أحد هو يعيش مع أمه فقط ليس له أحد آخر أما أمه فلا سلطة لها عليه. أرجوكم أرجوكم هل أنتظره 40 يوما" أخر أم لا . الله وحده يعلم بحالي النفسية والاجتماعية حيث إن الكل يسأل متى الزواج هو يقول لا يهمك الناس, ولكن إلى متى ؟ أسألكم بالله ماذا أفعل بعد كل هذا الانتظار والعمر يجري اصبح عمري الآن 34 سنة . أنتظر جوابكم بفارغ الصبر .
أختكم في الله روناك
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صبرت زمنا كثيرا ولم يبق إلا قليل، فانتظري فإن صدقك بعد هذه الفترة المذكورة فذلك المرجو، وإلا، فلا تربطي أمرك به، وتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء أن ييسر لك الخير، وأن يختار لك الزوج الصالح.
واعلمي أن الرضا بقضاء الله تعالى وقدره هو مصدر السعادة الحقيقي في الدنيا والآخرة فضلا عن كونه هو المتعين شرعا وعقلا.
وفقك الله لما يحب ويرضى
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفئات الاجتماعية ليس معيارا للتفاضل بين الناس
تاريخ الفتوى : ... 19 رجب 1425 / 04-09-2004
السؤال(32/341)
أنا متزوجة منذ ستة أشهر والمشكلة أن أم زوجي غير راضية عن الزواج، وطلبت من زوجي أن يطلقني من غير سبب إلا أني من فئة البدون، مع العلم أن أمي كويتية، أريد من حضرتكم أن تشيروا علي بحل لمشكلتي، مع العلم بأن زوجي يحبني ولا يريد طلاقي إلا أنه متأثر من غضب أمه عليه، والآن ترك البيت منذ فترة أسبوعين بسبب الأم، هل عليه طاعة أمه، وهل تأثم إن تسببت في طلاقي، أرجو الرد بسرعة لأني متأزمة نفسياً؟ وجزاكم الله خيراً. (علماً بأني ذات خلق ومتعلمة)؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكون المرأة من البدون أو من أية فئة اجتماعية أخرى ليس هو معيار التصنيف أو التفضيل، فالناس كلهم من أصل واحد، ومعيار التفضيل إنما هو التقوى، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}، وعلى زوجك أن يبر أمه ويطيعها في كل معروف تأمره به، ولكن ليس من حقها أن تطلب منه تطليقك، ولا عليه هو أن يستجيب لذلك إذا طلبته منه، وراجعي في هذا فتوانا رقم: 1549.
وعما إذا كانت الأم آثمة إن تسببت في طلاقك، فالظاهر أنها آثمة بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى أن تطلب المرأة طلاق نفسها إن لم يكن لذلك سبب معتبر، ونهى أن تطلب المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها، وإذا منعت المرأة من سؤال طلاق نفسها أو طلاق ضرتها فحري بها أن تمنع من ذلك إن كانت غيرهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يعرف الصادق من الكاذب في طلب الزواج عن طريق الشات
تاريخ الفتوى : ... 13 رجب 1425 / 29-08-2004
السؤال
أريد أن أسأل أنا فتاة أبلغ من العمرة 19 سنة، وقد تعرفت على شاب من الشات وكان إنسانا جداً محترما، وسبب دخوله الشات أنه تعرض لخيانة من فتاة كان يريد أن يخطبها وكان يضيع وقته في الشات، وقد أعجب بي وطلب التقدم لخطبتي، مع العلم بأني كنت مخطوبة قبل فترة لإنسان أناني ولم يحصل بيننا نصيب وقد كلمت هذا الشاب الذي تعرفت عليه عن طريق الشات وأنه طلب مني فقط الصبر عليه لمدة بسيطة بحجة أنه من العوائل التي ترجع في الأصل إلى القبائل وأنهم لديهم عدم الزواج لمن هو ليس مستعدا إنه رجل مدرس ويريد أن يأتي بأهله خلال هذا الشهر لخطبتي وإنني محتارة جداً فإنه يطلب مني أن أدعو الله وأن ألتزم بالصلاة والدعاء وأن أتوكل على الله وأنه لا يحب العلاقات ولا يحب الحب إلا بعد الارتباط وأنه جاد جداً مع العلم أنه يكلمني بالهاتف فقط للاطمئنان، لكن لا كلام حب ولا غزل، أرجو إفادتي في الأمر وهل أوافق عليه إذا تقدم أم لا، لأنه يقول إنه مقتنع بأمور الزواج عن طريق النت وإنني إنسانه أخاف الله، أرجو مساعدتي ماذا أفعل، وهل أواصل(32/342)
في مكالمته، مع العلم بأنني لا أستطيع الانقطاع عنه أتمنى إجابتي فإنني محتاجة للمشورة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نفيدك أن الإنترنت ليس وسيلة لمعرفة أخلاق الناس ومستوى دينهم واستقامتهم وصدقهم في طلب الزواج لأن من يحادثك قد يكون مخادعاً فيزكي نفسه وقد يظهر الالتزام لكي يصطاد فريسته على حين غفلة.
وبناء عليه فإنا ننصحك بالانقطاع عن الاتصال بهذا الشاب، وأن تطلبي منه الاتصال بأهلك ليخطبك الخطبة الطبيعية إن كان صادقاً فيما يريد، وأن تطلبي منه كتمان ما سبق بينكما من اتصالات عبر الهاتف والإنترنت.
ثم إنه إذا تقدم لخطبتك وتأكدت من دينه وخلقه وكفاءته فإنا ننصحك بالاستخارة وسؤال الله أن يهديك للرشاد، وإذا علمت أنه لا مانع عند أهلك فتزوجي به، وإن لم يكن مرضيا أو لم يوافق الأهل فاصبري وسلي الله أن يرزقك زوجا ً صالحاً، وحبذا لوعرضت نفسك بواسطة وليك أو إحدى صديقاتك على من يرتضى دينه وخلقه، وراجعي للمزيد فيما سبق الفتاوى ذات الأرقام التالية: 210، 1072، 18297، 1759، 32981، 13770.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل ينكح مخطوبته التي عصى الله معها؟
تاريخ الفتوى : ... 13 رجب 1425 / 29-08-2004
السؤال
أنا شاب أنغمس في المعصية خطبت فتاة منذ سنتين وكنت أفعل ما لا يرضي الله مع هذه الفتاة ولكني والحمد لله بعد سنتين عرفت مدى الغلطة والإثم الكبير الذى ارتكبته فتبت إلى الله والحمد لله ولكنى قد تركت الفتاة علماً بأن هذه الفتاة نبتت في عائلة غير صالحة والدليل هو أني قد تمكنت منها في فترة الخطبة الآن أنا قد تركت الفتاة لكنى أعاني من مشكلة أني لم أخبر أهلي بسبب فسخي للخطبة وأهلي الآن غير راضيين على فسخ الخطبة وأنا أردت أن أستر الفتاة ولم أرد أن أسبب لها مشاكل مع أهلها لأني أعرف إذا ما أخبرت أبي وأمي فسوف يخبرون أباها وتكبر المشكلة فأنا الآن في حيرة كبيرة أخي المسلم أرجو أن أعرف إذا ما كان عليّ حرج في ترك هذه الفتاة مع العلم أني لم أعد أثق في هذه الفتاة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد الله الذي أنقذك مما كنت فيه من المعاصي التي لو مت قبل التوبة منها لكنت عرضة للعذاب الشديد، قال الله تعالى في ذكر ذنوب منها الزنا: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا {الفرقان:68-69}.(32/343)
ومن سعة فضل الله ورحمته أنه جعل التائب من هذه الآثام إذا أخلص في توبته كمن لا ذنب له، بل إن الله قد يبدل سيئاته حسنات، قال الله عز وجل: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70}، وعليك بالاستمرار في الستر على الفتاة، فإنك تؤجر على ذلك إن شاء الله، روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.
واعلم أن الأولى لك إن كنت ترجو إصلاح هذه الفتاة أن لا تتنازل عنها خشية ما قد ينجر عن تنازلك عنها من متاعب تصيبها، فإن كانت لا يرجى صلاحها فلا خير لك فيها، وراجع الفتوى رقم: 49672.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا خير في الزواج من امرأة ليست ذات دين
تاريخ الفتوى : ... 07 رجب 1425 / 23-08-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب مسلم متزوج، ميسور الحال ولله الحمد، تعرفت على فتاة في مكان العمل أحببتها ورغبت في الزواج منها، أخبرت زوجتي برغبتي في الزواج من تلك الفتاة ولكنها رفضت، بقيت على علاقة بتلك الفتاة من دون علم زوجتي وكنا نلتقي بين الفينة والأخرى، شجعني تساهل الفتاة وإغواء الشيطان على الخوض معها في المحظور فقد كانت لا تمانع أي شيء أطلبه منها، بل أحياناً كانت هي تطلبه مني، مع مرور الأيام تكشفت لي أمور عن الفتاة وعائلتها، عرفت أنها من أسرة فقيرة جداً، وخالتها معروف عنها ممارسة الدعارة، أعترفت لي الفتاة بتلك الحقيقة كما اعترفت لي أنها قد تعرضت لمحاولات اغتصاب من خالها ومن بعض شباب من عائلتها، هذه المعلومات أدت بي إلى أن أغير رأيي وألغي فكرة زواجي بها، حسب خبرتي تبين لي أن الفتاة قد مارست الجنس سابقاً، أنا أشك في الفتاة شكاً كبيراً وأحس أنها قد مارست الجنس من قبل خصوصاً وأن خالتها وخالها كما قالت لي قد شجعاها على ممارسة الدعارة ولكنها رفضت كما تقول، الآن هل أترك الفتاة أو علي التزام نحوها في أن أتزوجها، أنا مؤمن أنها لا تنفع لأن تكون زوجة لي ولكن يعذبني أحساسي بالتعاطف معها ومحاولة إخراجها من محيط أسرتها السيء، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك أخطأت خطأ كبيراً بهذه العلاقة التي أقمتها مع فتاة لا تحل لك، والتي ذكرت أن صاحبتها لا تمانع في شيء تطلبه منها، وأنها أحيانا تطلب منك تلك الأمور المحرمة، وكأنك نسيت قول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، وقول النبي صلى(32/344)
الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي، وما روى الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
فبادر إلى التوبة مما مارسته مع هذه الفتاة، واقطع صلتك بها بالكلية، وأما عن زواجك منها فالظاهر أنه ليس خيراً لك لأنها أولاً ليست ذات دين فيما يبدو، والنبي صلى الله عليه وسلم لما بين الصفات التي تنكح لها المرأة أكد على الدين بقوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ولأنها ثانية من بيئة اجتماعية سيئة جداً مما يجعل تخليصها من تلك الممارسات التي نشأت فيها وتربت عليها أمراً بالغاً في الصعوبة، فاتركها وابتعد عنها كل البعد وليس عليك أي التزام نحوها، وإذا كنت تشفق عليها -حقا- وتريد تخليصها فاكتف بدعوتها إلى التوبة عن طريق أخواتك ومحارمك من النساء، فإن تابت وصلح حالها فلا نرى ما يمنع من زواجك بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا أخطأت الفتاة ثم تابت فخطبتها مشروعة
تاريخ الفتوى : ... 06 رجب 1425 / 22-08-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
انا شاب على قدر من التدين والحمد لله حدث وأن تعرفت على فتاة خلوقة ولأول مرة وعدتها بالزواج فقبلت لكن كانت على علاقة مع شاب آخر لكن أخبرني بعض الشباب أنهم رأوا الشاب يقبلها وأكدوا لي لكني لم أرها والحقيقة أني قررت أن أبتعد عنها لهذا السبب لأنه صدقوني سيؤثر علي مستقبلا إن تزوجتها لكني لم أخبرها بأنني سأتركها مع أنها متعلقة بي جداً ووعدتني بأن لاتصاحب أي شاب وأن تتوب من أي شى لكن ما أخاف منه هو أن موضوع الشاب سيظل عالقا بذهني والناس على علم بهذا وأنا أول مرة أحب فتاة وغرضي بها شرعي أفتوني وأرجوكم لاتحيلوني على فتوى أخرى إذا كان نصحكم لي بالابتعاد عنها فكيف السبيل لإخبارها أفتوني أكرمكم الله وآسف على الاطالة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم تكن تلك الفتاة قد اعترفت بما نسب لها ولم تجد له دليلاً تقطع فيه بصحته فلا ينبغي أن تصدق به لأول وهلة، فإن من أخبروك قد يكونون يريدون التفريق بينك وبين الفتاة، ويفسدون عليكما ما تريدانه من زوجية، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}.
وإذا افترضنا أن الأمر كان صحيحاً فإنها به تكون قد أخطأت، ولكنها إذا تابت منه توبة صادقة وابتعدت كل البعد عن كل ما لا يحل فلا ينبغي أن تبقى أنت مصراً(32/345)
على فسخ الخطبة، فالزنا وهو أقبح بكثير مما نسب إليها تمحوه التوبة، قال تعالى بعد ذكر حال مرتكبي بعض الكبائر التي منها الزنا، قال: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الفرقان:70}.
وعليه فالذي ننصحك به هو أنه إذا تبين لك من حال هذه الفتاة أنها من أهل الطهر والعفاف فلا تتركها، وحاول أن تتناسي ما كان منها على افتراض أنه واقع حقاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يجوز للمرأة أن تتخيل صفات من ترغبه زوجاً
تاريخ الفتوى : ... 03 رجب 1425 / 19-08-2004
السؤال
هل يجوز وأنا غير متزوجة أن أتخيل أني متزوجة من رجل ذي صفات إسلامية أو أنه رجل دين وأمارس ذلك في أغلب مرافق الحياة أو أن أتخيل أن فلاناً من الناس الذين أعرفهم أنه زوجي وذلك بالسر دون معرفة أحد، وهل يجوز ذكر فلان من الرجال في نفسي أفتوني مأجورين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما ذكرت على سبيل تخيل الجماع من ذلك الرجل الأجنبي فإنه لا يجوز، فقد ذكر أهل العلم أنه لا يجوز للرجل أو المرأة أن يتخيل شخصاً آخر حراماً عليه وهو في حالة الجماع مع زوجه الحلال، ولتفاصيل ذلك وأقوال أهل العلم فيه وأدلتهم عليه نحيلك إلى الفتوى رقم: 36728، والفتوى رقم: 15558.
وما ترتب على ذلك من الإنزال يجب الغسل منه إذا كان منياً، والوضوء إذا كان مذياً.
وأما إذا كان ما ذكرت مجرد تمني أي أنك تتمنين أن يتزوجك رجل من مواصفاته كذا وكذا، فهذا لا بأس به، ولا مانع منه شرعاً إن شاء الله تعالى، فكل إنسان بطبيعته يتمنى لنفسه الخير، نسأل الله تعالى لك التوفيق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فارق السن... والزواج
تاريخ الفتوى : ... 25 جمادي الثانية 1425 / 12-08-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب فلسطيني ولي صديق عزيز على قلبي تخرج من الجامعة وكان يعرف فتاة في محيط عائلته قبل ثلاث سنوات ويخرج معها بعلم أهلها وتعرض لكثير من التوبيخات من قبل أهله الرافضين بشدة لهذه الفتاة التي تكبره بسنوات ومع الأيام(32/346)
التزم هذا الشاب وأصبح من رواد المساجد ومن المقاومين ورغم ذلك أصبح الشاب متمسكا بتلك الفتاة أكثر من قبل ويريد الزواج بها وأهله خائفون عليه منها ويرفضون تزويجه لهذه الفتاة رغم أنه صلى صلاةالاستخارة وأتته في المنام أرجوالحل.
وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليعلم أولاً أنه لا يجوز للمسلم إقامة علاقة مع امرأة أجنبية عليه، لأن ذلك ذريعة إلى الفتنة، وإذا وقع في قلبه حبها فالواجب عليه أن يعف نفسه عن الوقوع معها في أمر محرم، وينبغي أن يسعى إلى الزواج منها إذا كانت على دين وخلق، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
بناءً على هذا، فالذي نرشد إليه صديقك هو أن يتوب إلى الله أولاً توبة نصوحاً، ويكثر من سؤال الله تعالى أن يختار له ما هو خير له، وإن كانت المعارضة حاصلة من والديه فله أن يسعى لإقناعهما بالموافقة على الزواج من هذه الفتاة إن كانت متصفة بالدين والخلق، وأن يذكرهما بأن فارق السن ليس بمانع شرعاً من الزواج، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه سناً، وتراجع الفتوى رقم: 6079.
فإن وافق والداه على زواجه منها فالحمد لله، وإن رفضا فالواجب عليه طاعتهما، وذلك لأن طاعته لهما واجبة، وزواجه من هذه الفتاة بعينها ليس بواجب عليه، وما كان واجباً فهو مقدم على ما ليس بواجب، وتراجع الفتوى رقم: 6563. وليسأل الله تعالى أن ييسر له من هي خير منها، وإن كانت المعارضة من غير الوالدين كالإخوة والأقارب فلا تجب عليه طاعتهم في عدم الزواج منها، وإن كان الأولى أن لا يتزوج بمن يكرهونها، لأن ذلك أدعى إلى الانسجام بينه وبينهم وأبعد عن أسباب الشقاق.
وأما الاستخارة فهي مشروعة في مثل هذا، وإذا كان في زواجه منها خير له فسوف ييسر الله له الزواج منها عاجلاً أو آجلاً، وأما رؤيا المنام فلا يجزم بدلالتها على شيء، لاسيما وأن منها ما هو من قبيل حديث النفس، وتراجع الفتوى رقم: 34394، والفتوى رقم: 11052.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التصرف السليم لمن يرغب بالزواج من فتاة أمها سيئة
تاريخ الفتوى : ... 24 جمادي الثانية 1425 / 11-08-2004
السؤال
أنا أبلغ من العمر 24 عاما وأرتبط بفتاة (( خاطب )) عمرها حوالي 19 عاما لكن توجد بيننا مشاكل كثيرة جداً جميعها تنحصر في والدتها فهي سيئة جدا جداً وأخلاقها سيئة جدا جداً ودائماً ما يحدث بيني وبينها مشاكل وخنقات بسبب مواقف(32/347)
تحدث منها فمثلاً كمعرفتها للرجالة والمجالسة معهم على المقاهي وما شابه ذلك وأيضاً تدمن بعض المواد المخدرة أحيانا وذلك دون علم زوجها أما عن البنت فهي على خلق وذات دين وذات أدب وذات تربية حسنة...
فماذا أفعل هل أكمل ارتباطي بهذه البنت وأتزوج منها أم أنهي فوراً هذه العلاقة بسبب والدتها التي سوف تنهي علي حياتي أم أتزوج البنت وأقطعها عن والدتها تماما كما لو تكن قد ماتت وأمنع دخولها شقتي فما هو الحل
وجزاكم الله خيراً،،،،،،،،،
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه المرأة امرأة صالحة وعلى دين وخلق فننصحك بالمبادرة إلى الزواج منها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم، وكون أمها على خلق سيء ليس بمانع من أن تكون بنتها زوجة لك، بل الزواج بمثلها فيه ما فيه من البر والإحسان إليها بإبعادها عن هذه الأم التي قد تؤثر على أخلاق ابنتها، وتراجع الفتوى رقم: 20022.
وإذا تزوجتها وخشيت عليها الضرر بزيارتها لوالدتها أو زيارة والدتها لها فلك الحق في منع ذلك كله، وتجب عليها طاعتك فيه، وأما إذا أمنت الضرر في ذلك فالأولى عدم المنع، ولا سيما إن كنت ترجو بذلك إصلاحا لأمها وتأثيرا عليها.
وننبه إلى أن الواجب بذل النصح لهذه المرأة التي تمارس هذه المنكرات دون علم زوجها، وتوخي الحكمة والموعظة الحسنة، فإن انتهت فبها ونعمت، وإن أصرت فينبغي تهديدها بإطلاع زوجها على أمرها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من فتاة أمها كتابية ووالدها مسلم
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الثانية 1425 / 07-08-2004
السؤال
إخواني الأعزاء: بصراحة أنا مستفيد منكم جداً بالإجابة على كثير من المبهمات بالنسبة لي، السؤال: هل يجوز للمسلم أن يتزوج فتاة أبوها مسلم عربي وأمها أجنبية مسيحية أوروبية، وأبو الفتاة ابن خال الرجل الخاطب أسعفوني بالإجابة خاصة وأن الرجل يحب الفتاة وهي مؤدبة وعلى خلق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن المسلم إذا أراد الزواج عليه أن يختار ذات الدين والخلق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.(32/348)
ووجه اختيار ذات الدين هو أنها المأمونة حقيقة على نفسها وعرض زوجها وماله وعياله بخلاف غيرها، وعلى كلٍ؛ فإن كانت هذه الفتاة مسلمة فالزواج منها مشروع ولا يضرها كون أمها غير مسلمة.
أما إن كانت غير مسلمة فلا يجوز الزواج بها ولو كانت تدين بدين أمها المسيحية وذلك لأنها تعتبر في حكم المرتدة عن الإسلام لأنها مسلمة في الأصل تبعاً لأبيها، قال صاحب فتح القدير: .... وأما في الإسلام الأصلي فإنه إنما يتحقق بأن تكون الأم كتابية والأب مسلماً فما جاءت به فهو مسلم. انتهى.
وقال صاحب روض الطالب: ويحكم بإسلام صغير وذي جنون ولو طرأ في الكبر تبعا لأحد أبويه، وكذا سائر أصوله. انتهى.
وأما ما ذكر من كون هذه الفتاة ابنة ابن خال الخاطب فلا يحرمها ذلك إذا لم يوجد سبب للتحريم غير الذي ذكر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فارق السن والدراسة لا يمنعان من إتمام الزواج
تاريخ الفتوى : ... 18 جمادي الثانية 1425 / 05-08-2004
السؤال
نص السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فلي استفسارات أرجو منكم إفادتي بوضوح "شرعاً" وإمدادي بأمثلة فأنا أخوكم المسلم لي من العمر 23 سنة، متعلق بابنة خالي التي تصغرني بـ 9 سنوات، ذات دين وخلق وجمال، وأرغب في الارتباط بها إن شاء الله عندما تبلغ سن 18 عاما، إنها على علم بكل شيء وكان شرطها أن تكمل دراستها حتى تحرز شهادة الطب، لأنه حلم يراودها منذ الصغر، المشكلة أني أنا سوف أصبح يوما ما أقل منها في مستوى التعليمي، مع العلم بأني أعمل فنياً مهنياً في التصميم الميكانيكي، مع العلم بأني لست موظفاً حكومياً وعملي غير قار، إني اخترتها وأحببتها من دون عديد من النسوة وفي نفس الوقت لا أريد إني متردد أن أتحمل مسؤولية ربما لا أقدر عليها لعدة عوامل، وهي: 1- أنا أسكن المدينة وبها، كليات طب، وهي تسكن الريف الآن، ولربما تتوجه إلى كلية بعيدة جداً عن سكني وهذه مشكلة فكرت فيها مليا، 2- هل تستطيع المرأة أن تتزوج وتنجب وتدرس في آن واحد، 3- هل يجوز لي الزواج نظراً للفارق في المستوى المهني والعمري، 4- لاحظت أن كثيراً من الفتيات يتزوجن في السن ما بين 22، 28 وأنا أريد أن أتزوج فتاة في 19 أو 20 عمري 30، 5- هل يجوز استخارة الله في هذا الشأن، 6- إنها لا تفارق مخيلتي ليلا ونهاراً وأكاد أشك أني موسوس من قبل الشيطان؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/349)
فقد حث الإسلام على الزواج ورغب فيه أيما ترغيب، قال الله تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج..... رواه البخاري ومسلم.
إذا ثبت هذا فالذي ننصحك به هو المبادرة إلى الزواج من هذه الفتاة وخطبتها من أهلها فلعلهم يقنعونها بترك الدراسة، أو لعلها تصرف همتها عن مواصلة الدراسة.
واعلم أن فارق السن، أو صغر سن المرأة أو رغبتها في الدراسة، أو عدم الكفاءة في المؤهلات العلمية، كل ذلك ليس بمانع شرعي في الزواج، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29275، 40301، 6079، وراجع الفتوى رقم: 49820.
وإذا قدر لك الزواج منها بناء على موافقة منك على شرط إكمال تعليمها فالواجب عليك الوفاء لها بهذا الشرط، ما دام لا يخالف الشرع، وراجع الفتوى رقم: 1357.
وأما التوفيق بين الزواج والإنجاب من جهة وبين التعليم من جهة أخرى، فالأمر فيه قد يختلف من شخص لآخر، ولكن لا يجوز للمرأة مواصلة التعليم إن كان ذلك قد يؤدي إلى التفريط فيما هو أوجب عليها، من حق الزوج وتربية الأولاد، وإذا تنازل الزوج عن حقه في ذلك لكن الأولاد لا يمكن التنازل عن حقهم.
وأما الاستخارة فإنها تشرع في كل أمر مباح، ومن هنا فلا حرج إن شاء الله في الاستخارة في هذا الأمر، وراجع الفتوى رقم: 4823.
وإذا كان الزواج من هذه الفتاة قد يتأخر كثيراً فنرى أن الأولى صرف النظر عن الزواج بها، ولا سيما إن كنت تخشى على نفسك الوقوع في الفاحشة، والواجب عليك حينئذ صرف قلبك عن التفكير فيها.
وننبهك إلى أنه إذا وقع في قلب المسلم حب فتاة فالواجب عليه أن يعف نفسه عن الوقوع في شيء محرم معها من نظرة أو محادثة أو خلوة ونحوها، ثم إن تيسر له الزواج منها فبها، وإلا فالواجب صرف قلبه عن التفكير فيها كما أسلفنا، وراجع الفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هي يُقبل المفرط في بعض الصلوات زوجاً
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الثانية 1425 / 31-07-2004
السؤال
أنا فتاة متدينة وتمت خطبتي لقريب لي، ولقد أحببته كثيراً ولكن بعد فترة من الخطوبة قال لي إنه يصلي لكن إذا نام دون أن يصلي العشاء لا يقضيها أي أنه غير ملتزم بكل الصلوات فنصحته فقال لي إنه سوف يصلي مع العلم بأني أحبه هل أستمر معه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/350)
فالذي يترك بعض الصلوات مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، فعليه أن يتوب إلى الله من فعله ذلك ويبادر بقضاء ما فاته من الصلوات، ولذا فإن كان قريبك هذا قد تاب من فعله فلا مانع من إقدامك على إتمام هذا النكاح، وإلا بأن كان مستمراً مصراً على التفريط في ترك بعض الصلوات، فلا خير لك فيه لأن من ضيع حق الله تعالى فهو لما سواه أكثر تضييعاً.
وعسى إن تركتِه لهذا السبب وآثرت رضا الله تعالى، أن يبدلك الله خيراً يحافظ على حدود الله ويحفظ لك حقوقك ويكرمك الله به، نسأل الله لك التوفيق والسداد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يقبل حالق اللحية والمقصر في صلاة الجماعة زوجاً
تاريخ الفتوى : ... 08 جمادي الثانية 1425 / 26-07-2004
السؤال
تقدم دكتور صيدلي لخطبة أختي (صيدلانية) وهو يصلي ويصوم وقد حج واعتمر حيث يعمل في جدة في السعودية ولكن لا تبدو عليه علامات الالتزام كإعفاء اللحية أو تقصير الثوب أو لباس الثوب الواسع كما أنه أثناء عمله في السعودية كان يحافظ على الصلاه في مواعيدها في المسجد بحكم النظام الإسلامي في السعودية ولكنه عندما عاد إلى مصر فإنه يقصر في المحافظة على الصلاة لوقتها في المسجد وبالنسبه إلى أختي وأمي فإنهما لا يهمهما أن يكون محافظا على الصلاه لوقتها في المسجد أم لا ولكني أحب أن يكون ملتزما بالسنة إرضاءً لله حيث إنني الولي لها بعد وفاة أبي رحمه الله فبماذا تنصح أخيك
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الرجل المتقدم إلى أختك قد حج بيت الله تعالى ويصلي ويصوم فاعلم أن فيه خيرا إن شاء الله تعالى يؤهله لأن يكون زوجا مناسبا لأختك، وكونه حالق اللحية ويتقاعس عن أداء الصلاة في الجماعة فهذه أمور يكمن معالجتها بالاجتهاد في نصحه وتبيين حكم الشرع له بتحريم حلق اللحية، ووجوب الصلاة في الجماعة، وإليك بعض الفتاوى التي تساعدك في توضيح هذا الأمر فراجعها تحت الأرقام التالية: 5153 ، 1491 ، 2711 .
وننبه إلى أنه إن كان هذا يؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها فقد ارتكب ذنباً عظيماً وإثماً كبيراً وضيع أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد قال الله تعالى:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}(مريم:59)
وعلى ذلك.. فلا يجوز ولا يرجى مه خير حتى يتقرب إلى الله تعالى ويستقيم؛ لأن من ضيع حق الله تعالى الذي خلق ورزق وعافى وأنعم فهو لما سوى ذلك أشد تضييعاً وأظلم فيه.
والله أعلم.(32/351)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطبها ثم تبين له أنها لا ترغب فيه
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1425 / 27-07-2004
السؤال
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
أود أن يتسع صدركم الكريم لكلامي أنا خطبت فتاة على حسب ما أمر به الله ورسوله الكريم من اتخاذ الدين هو الأساس وكان الدين بالنسبة لي متمثلاً في حيائها وأدبها وسلوكها القويم وسمعتها الجيدة بدأت خطبتنا بقراءة فاتحة بين الأسرتين على أساس أن يكون في حفل يجمع الأهل والأحباب بعد ذلك للاحتفال بهذه الخطوبة وإشهارها بدأنا نتعامل سويا وخرجت ما في جعبتي لكي تبدأ حياتنا بصراحة وصدق ونقاء والحمد لله ليس هناك أي شيء يخجل في الماضي الذي يخصني فالحمد الله وصلت إلى درجة عالية من التعليم وحالياً في طريق إعدادي للتحضير للحصول على درجة الدكتواه والحمد لله بشهادة كل من حولي من أهلي وأصدقائي وجيراني وطلابي في الجامعة أمتلك عندهم ورصيداً طيباً من المشاعر والحب بدأنا نتعامل معا وأنا كلي فرح وسعادة وحماس قوي في ارتباط لكي أكمل نصف ديني الآخر وأسعد نفسي وربي وفجأة سافرت خطيبتي أسبوعاً للمصيف ورجعت بعده وقد تغيرت تماما وأصبحت ضيقة الصدر وبداخلها لغز وألم لا أعرفه صارحتها وطالبت منها أن تصارحني بما يضايقها فكانت المفاجأة بالنسبة لي أنها لا تكن أي مشاعر ولا تحبني ولا تشعر بأي عاطفة نحوي برغم ما أمتلك من مزايا من وجهة نظرها وهذا الكلام كله على لسانها صارحتها بأن لا بد أن يكون القلب مشغولاً بشخص آخر لذلك لم تستطع أن تحبني وبعد الإلحاح مني صارحتني قالت إن هناك حبا في حياتها منذ 6 سنوات مع شخص كانا معا في المدرسة وكبر الحب معهما برغم أنه ليس هناك أي اتصال مباشر منهما وأي لقاء بينهما خلال كل هذه الفترة إلا من خلال صديقة لهما، فهل يعقل هذا، لأن الموضوع كان مفاجأة فطلبت منها أن أجلس مع جدتها لأن جدتها تعرفها جدا وصديقة لها وتحبها كثيراً وتحبني والحمد لله كثيراً أيضاً، فأبدت لي جدتها غيظاً شديداً من هذا الموقف وأن هذه زوبعة ومشكلة عارضة وأن الكلام هذا لا يوجد في بنات العائلة وهكذا ووعدتني أن تجلس معها وتفهم ما
هو بالضبط، وتحدثت مع خطيبتي مرة ثانية فحاولت إقناعي بأن الموضوع القديم ليس له أي تأثير وأنها اكتشفت أنه كان حب طفولة، وكانت حاجات يعيشها في خيالها وصفات جميلة تحلم بها، مع العلم بأن هذا الكلام جاء بعد 24 ساعة فقط، من مصارحتها لي بهذا الموضوع ففهمت أن أهلها ضغطوا عليها لكي تنسى هذا الموضوع الذي من وجهة نظرهم سوف يجرحهم ويشوهم كثيراً إذا انتشر وتعرف أن هذا هو السبب في عدم رغبة ابنتهم في إكمال الخطوبة وأصرت على أنه ليس هناك عاطفة ناحيتي فأردت أن تصارحني بدلا من أن تظلمني معها، وأنا أحاول(32/352)
معها بأن هذه العاطفة ليست موجودة لأنك لم تعط فرصة لقلبك أن يحبني أو أن أدخل حياتك لأن بداخلك حب قديم ولا تستطيعي أن تنسي أو تحبي من جديد، وصارحتها بأن هذا الشعور وقلبك مغلق من ناحيتي منذ بداية الارتباط وليس بعد فترة من الارتباط وكانت المفاجأة أن هذا الكلام صحيح مع العلم بأني لست قريباً لها وليس هناك أي علاقة بين الأسرتين قبل هذا الارتباط وقولتها لي وافقت عليها قالت لأن مميزاتك لم تعطني فرصة للتفكير وكل الكلام الذي يقال عنك هو الذي جعلني أوفق وأنا مغمضة يعني أنا اختارك بعقلي وليس بقلبي وخلال فترة الارتباط القصيرة لم يكن هناك أي خلاف بيننا من أي نوع وليس هناك نقاط جوهرية أخذتها عليها كسلبيات أو أي شيء آخر ليست جيده، فهل أنا مخطئ أنا صابر عليها وأعطيت لها فرصة للتفكير مع أن كل أهلها ليسوا متفقين معها في وجهة نظرها، وهل هذه الفترة القصيرة التي ارتبطنا فيها كافية للحكم على المشاعر بصورة حقيقية، مع العلم بأننا مخطوبان منذ 3 شهور فقط، وأنها مازالت في الدراسة وعندها حوالي 19 سنة تقريباً وأنا عندي 26 سنة أنا أحب أن أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف لأني أفكر كثيراً وكثيراً في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه المرأة لا ترغب في الزواج بك، فننصحك بأن تصرف النظر عنها، لأن الارتباط بها وهي غير راغبة في هذا النكاح قد يورث نتائج سيئة لا تحمد، ويجلب إشكالات أسرية تتفاقم مع المستقبل.
والنساء غيرها كثير، ولكن أحرص على اختيار ذات الدين والخلق، فإنها ستكون بإذن الله رفيقة حياتك وأم أولادك، واجعل نصب عينيك قوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري وغيره.
وعليك بتقوى الله تعالى، والحذر من معصيته ومن مخالطة النساء الأجنبيات، فإن من اتقى الله جعل له من همه فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ويسر له أمره كله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطيبها اقترض قرضا ربويا فهل تتزوجه؟
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1425 / 21-07-2004
السؤال
تقدم لخطبتي رجل يصلي وأحسبه مستقيماً، ولكنه لإقامة مشروع عمله اقترض من البنك ولا زال أمامه سنوات لسداده سؤالي: إذا تزوجته سيكون معاشي ورزقي حراماً، ماذا يجب عليه فعله؟ وفقكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/353)
فنسأل الله تعالى أن يعين السائلة على الأكل من الحلال وتجنب الحرام، ونشكرها على حرصها على التفقه في دينها، واعلمي أن الربا من أكبر الكبائر وأشد المحرمات، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ [البقرة: 278-279].
وقال صلى الله عليه وسلم: الربا ثلاث وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه. رواه الحاكم وصححه السيوطي.
وبالنسبة للزواج، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المرأة على التزوج من صاحب الدين، قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه... الحديث رواه الترمذي عن أبي هريرة.
وهذا النوع من المعاصي ضرره متعد إلى الزوجة والأبناء، لأن المهر والنفقة والمسكن من الحرام، وعلى هذا، فلا ننصح السائلة بالزواج من هذا الرجل إلا أن يتوب توبة صادقة من الربا، فإذا تاب فلا بأس أن تتزوجه لأن التوبة تجب ما قبلها، وشروط التوبة هي: الإقلاع عن الذنب، والندم عليه، والنية أن لا يعود إليه.
واعلمي أن الذي يلزم رده للبنك هو رأس المال المقترض، وأما الفائدة الربوية فلا يجوز ردها إلا أن يرغمه البنك على ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أبواه لا يرتضيان أهل الفتاة التي يريد زواجها
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الثانية 1425 / 20-07-2004
السؤال
أنا كنت أحب فتاة ملتزمة وممتازة لمدة 5 سنوات بعدها خطبتها لكن أهلي كانوا يضغطون علي لتركها لأنهم يرون أنهم غير متأقلمين مع أهلها، وأهلها لا يناسبونهم، مع العلم بأن والدها طبيب ووالدتها سيدة محترمة جداً ولم يشترطوا علينا أي شيء ومن كثرة الضغط تركتها للأسف، لكن بعد فترة لم أقدر تفكيري كله لها هي مناسبة لي لأقصى درجة علم ودين وتربية وتفاهم، كلمتها لنرجع لكن أهلي رافضين لأهلها لكنهم لا يرفضون البنت، ويقولوا عليها أحسن الكلام اعتراضهم على أهلها مع أن والدتي زارتهم قبل الخطوبة بسنة وتعرفت على أهلها وبيتها وأكملوا الخطوبة دون أدنى اعتراض مع العلم بأن والدها موافق على رجوعنا لأنه يدري أننا كل منا يريد الآخر، وأنا ابن بار جداً بأهلي ولا أقصر معهم في شيء أعمل مع والدي ولا أجعله يحتاج شيئاً وهم يعلمون ذلك جيداً بأني ابن بار ومميز عن أخواتي في معاملتي لهم ومن اهتمامي بهم، ماذا أفعل وهي بنت مثالية، وهم يحبونها إلى الآن، ساعدوني؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق فينبغي أن لا تتعجل في التخلي عن خطبتها، بل ننصحك بمحاولة إقناع أبويك برغبتك في الزواج منها، ولو احتجت في إقناعهم إلى(32/354)
توسيط أهل الخير والفضل، وكل من له جاه مقبول عندهما فلا حرج، ونبههما إلى أنه إذا كان الدافع للرفض كون هذه الفتاة من أسرة أقل مكانة من أسرتكم فأعلمهم أن الشرع اعتبر الكفاءة من الرجل دون المرأة.
قال صاحب بدائع الصنائع: والكفاءة تعتبر للنساء لا للرجال على معنى أن تعتبر الكفاءة في جانب الرجال للنساء ولا تعتبر من جانب النساء للرجال، لأن النصوص وردت بالاعتبار في جانب الرجال خاصة. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: الكفاءة معتبرة من الرجل دون المرأة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا مكافئ له وقد تزوج من أحياء العرب وتسرى بالإماء. انتهى.
فإذا اقتنع والداك بهذا ووافقا على زواجك من هذه الفتاة فاحمد ربك على بلوغ مرادك وإلا فلا يجوز لك الإقدام على هذا الزواج لما فيه من عقوق أبويك وقد أمرت في نصوص كثيرة ببرهما، وانظر الفتوى رقم: 17763.
وعسى أن يكون في ذلك الخير الكثير لك فنتيجة بر الوالدين محمودة العاقبة بإذن الله تعالى، ثم إذا تركت خطبة هذه الفتاة فاصرف قلبك عن التفكير فيها، ولا يشغلنك الشيطان بأمرها ويصور لك أن النساء الصالحات غيرها لا يوجدن، بل النساء غيرها كثر وفيهن الصالحات فابحث عن زوجة صالحة وسارع بالزواج.
وننبهك إلى أمر مهم جداً وهو أنه لا يجوز إنشاء علاقات الحب والغرام بين الرجال والنساء، ولو كان ذلك بغرض التعارف قبل الزواج، لما يترتب على ذلك من محاذير شرعية ومفاسد عظيمة وعواقب وخيمة، والخطيبة أجنبية على الخاطب حتى يعقد عليها عقداً شرعياً صحيحاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... خطيبها قال الأطباء إنه سيموت بعد ستة أشهر
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الثانية 1425 / 20-07-2004
السؤال
سبحان الله لدي مشكلة مع خطيبي وأقصد بذلك أنه يعاني من مرض عضال، وقد قال له الأطباء إنه سيموت بعد 6 أشهر، ولدي إيمان أنه سيعيش أي أن يقيني بالله، ولكن الخوف وكل الخوف، أنني أفقد إيماني، والعياذ بالله أي أن يموت خطيبي بعد فترة زمنية قصيرة، حيث إنه يعاني من ورم في الدماغ، وتم إشارته أنه لن يعيش فترة، ولكن الدعاء سيغير القدر، سبحان الله ماذا أفعل، أشيروا علي؟ جزاكم الله خيراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل الذي تقدم لخطبتك صاحب دين وخلق فتزوجيه، إن كان يريد بالزواج بك غرضاً شرعياً، قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.(32/355)
وأما كونه مريضاً بورم في الدماغ وأن الأطباء يتوقعون وفاته، فهذا أمر في علم الله، ولا يستطيع أحد أن يجزم به، وهناك علاجات بشر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تشفي بإذن الله، كالحبةالسوداء وعسل النحل وشرب زمزم بنية البرء من المرض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام. وهو الموت. رواه البخاري ومسلم.
وقال تعالى: يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ [النحل: 69]، وقال صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. رواه أحمد وابن ماجه من حديث جابر.
فلو شربه المريض ونوى بشربه الشفاء، فإن الله يشفيه بإذنه سبحانه، وهناك علاجات أخرى مهمة مثل الرقية الشرعية والدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء. رواه أحمد وابن ماجه، وحسنه الألباني، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام: 22104، 26067، 1446، 21206 ففيها مزيد بيان.
وأما خوفك من أن يموت خطيبك بعد الزواج فيضعف إيمانك، فلا معنى له لأنك قد تتزوجين رجلاً صحيح البدن ثم يموت فجأة من غير علة أو في حادث سير أو لأي عارض، فالموت غير مرتبط بالمرض، قال الشاعر:
وكم من سليم مات من غير علة**** وكم من مريض عاش حيناً من الدهر
فتوكلي على الله وفوضي أمرك إليه، وارضي بقضائه وقدره، فكل ما يصيب ا لمؤمن يكون خيراً له، قال صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من يريد زواجها أقامت علاقة مع شاب غيره
تاريخ الفتوى : ... 01 جمادي الثانية 1425 / 19-07-2004
السؤال
أحببت فتاة و زاد تعلقي بها لما عرفت مدى تشبثها بدينها. فاتحت أباها فوافق و هي أيضا موافقة ثم فجأة تعرفت على شاب يدرس معها فانفصلت عني وذلك بدون علم والدها هل ارتباطها بذلك الشاب جائز أم لا؟
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن تعرف هذه الفتاة على هذا الشاب لا يجوز إن ترتب عليه شيء مما هو محرم شرعا من خلوة أو اختلاط محرم أومحادثة بلا حاجة ونحو ذلك، إذ لا يجوز لرجل إقامة مثل هذه العلاقة مع امرأة أجنبية عنه، وهذه العلاقة محلها الزواج الشرعي الصحيح، فالواجب عليها التوبة وقطع هذه العلاقة، فإن فعلت فالحمد لله،(32/356)
ونرى حينئذ أن تقدم على الزواج منها، لا سيما وأنك قد ذكرت شيئا من حرصها على دينها.
وإن أصرت على الاستمرار في هذه العلاقة فلا خير لك في الزواج من مثلها، فابحث عن غيرها ممن تتصف بالدين والخلق، ولعل الله تعالى يبدلك خيرا منها.
قال تعالى: [وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تعْلَمُونَ] (البقرة: 216).
ويجب التنبه إلى أنك ذكرت أن أباها موافق على أمر ما، فإن كنت تقصد بهذا الأمر موافقته على التقدم لخطبتها منك فلا حرج، أما إذا كان يوافق على استمرارك وإياها في علاقة محرمة فإن ذلك منكر منه ومنها ومنك، فتوبوا إلى الله جميعا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يأبى أبوها زواجها لعدم استقلال السكن
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1425 / 18-07-2004
السؤال
تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين ولديه منزل قيد التجهيز ولكنه لا يستطيع السكن في هذا المنزل لأن أمه متوفاة وليس لديه أخوات بنات، لديه أخ أصغر منه يعمل وأبوه فقط وهو لا يريد أن يتركهما لأنه في السابق حاول أن يقنع والده بالزواج لكنه رفض لأنه يريد تربية أولاده ولا يريد أن يحضر لهم زوجة أب، وهو الآن لا يريد ترك والده براً به ولا يستطيع ذلك، ماذا أفعل فأبي لا يريد أن أعيش في البيت المشترك ويريدني أن أسكن في بيت لوحدي ماذا أفعل، أنا في حيرة من أمري وأنا أريده لأن الرسول قد أوصى على مسألة الدين والخلق وهما متوفرتان عنده، فماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسكن المستقل حق للزوجة فإذا تنازلت عنه فليس لوليها أن يطالب به، ثم المقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة حجرة مع ملحقاتها من ممر ومطبخ ومكان قضاء الحاجة، وليس المقصود بالمنزل المستقل غير ذلك.
قال الشربيني في مغني المحتاج: ولو اشتملت دار على حجرات مفردة المرافق جاز إسكان الضرات فيها من غير رضاهن، والعلو والسفل إن تميزت المرافق مسكنان.
وقال العلامة ابن حجر في التحفة: أما إذا تعدد المسكن وانفرد كل بجميع مرافقه نحو مطبخ وحش وسطح ودرجته وبئر ماء ولاق فلا امتناع لهما حينئذ وإن كان من دار واحدة كعلو وسفل وإن اتحد أغلقا ودهليز فيما يظهر، لأن المراد أن لا يشتركا فيما قد يؤدي للتخاصم ونحو الدهليز الخارج عن المسكنين لا يؤدي اتحاده إليه كاتحاد الممر في أول باب إلى باب كل منهما ويظهر أن اتحاد الرحا في بلد اعتيد فيه إفراد كل مسكن برحا كاتحاد بعض المرافق، لأن الاشتراك فيها يؤدي للتخاصم. انتهى.(32/357)
ولذا فإننا ننصح أبويك بأن لا يردا هذا الرجل لعدم وجود ما يطلبانه، إن كنت أنت قد رضيت بذلك فلعل الله أن يؤلف بينك وبين هذا الرجل، ثم إن وجدت فيما بعد أن في مقامك بهذا البيت مشقة عليك أو ضرراً فمن حقك أن تطالبيه بعد ذلك بما يزيل الضرر ويرفع المشقة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ليس لفارق السن أثر سيء على الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 25 جمادي الأولى 1425 / 13-07-2004
السؤال
إني أرجو أن تفيدوني في هذه المشكلة، أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة أحب شاباً أكبره بـ 6 أشهر وهو يحبني وكنا نتمنى أن نرتبط مع العلم، أنه لا يوجد أي علاقة الآن وكل منا ملتزم للغاية، والمشكلة الآن اعتراض أهله على هذا الزواج، والآن نحن نتعذب من هذا الرفض والسبب(السن، يريدون أن يزوجوه بفتاة غنية) مع العلم بأنه مرتاح مادياً وأنا كذلك، أرجوكم أفيدوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفارق في السن بين الزوجين قليلاً كان أو كثيراً لا يعتبر عائقاً شرعياً، وليس له أثر سيء على الحياة الزوجية.
فمدار الأمر على الاستقامة والدين، ففي الحديث: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري. ولم يقل: لسنها.
وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أكبر كثيراً من عائشة رضي الله عنها، كما كان بينه وبين خديجة رضي الله عنها بضع عشرة سنة أو أكثر، فهي أسن منه بها، ولا يحق لأهل الشاب المذكور أن يمنعوه من أن يتزوج من رضيها ديناً وخلقا خلقاً بحجة أنها تكبره أو أنها فقيرة، لكن إن رفضوا، فعليه أن يستجيب لهم تجنباً للعقوق وسخط الوالدين، فإن رضى الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما، ففي الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما. وطاعة الوالدين واجبة والزواج بامرأة معينة ليس بواجب.
إلا أنه إذا خاف الوقوع في المحرمات مع هذه البنت لميله إليها، فطاعة الله حينئذ أولى من طاعة المخلوق، ففي الحديث: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
ففي هذه الحالة له أن يتزوجها ولو لم يوافق أهله، وعليك أن تبتعدي عن العلاقة بهذا الرجل لأنه لا يوجد شيء في الإسلام يسمى الحب المتبادل بين الجنسين إلا بين الأزواج، وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 9463، 10522، 4220، 26895.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مدى أهمية الجمال في النكاح(32/358)
تاريخ الفتوى : ... 22 جمادي الأولى 1425 / 10-07-2004
السؤال
أدرس حاليا في الهند .. في الجامعة أعرف فتاة من نفس الفصل (زميلة هندية مسلمة ولكن إسلام على ورق فقط) مع الزمن أصبحت قريبة مني أكثر فأكثر وهي لم تكن لي سوى زميلة بعد سنة طلبت مني الزواج ولكني رفضت بسبب أنها ليست جميلة على الإطلاق وجدا قصيرة على مستوى كتفي مع العلم أني لست طويل القامة بل بين القصير ومتوسط الطول ولكن بعد زمن وإصرار منها فكرت لم لا... لأني إذا تزوجتها سأصطحبها معي إلى السعودية وأعلمها الدين الصحيح وأجر الآخرة أفضل من الجمال في الدنيا القصيرة الفانية.
ولكن بعد مدة قصيرة فكرت في المستقبل هل سيتعرض بناتي في المستقبل لنفس مشكلة الوالدة ليست جميلة وقصيرة وسيرفضن للزواج مثل ما رفضت أمهن في البداية وستصعب حياتهن أنا لا أعلم الغيب ولكن هذا إفتراض جائز حدوثه فأرجو من سماحتكم إرشادي ماذا أفعل هل أرفضها أو أتزوجها بغاية الأجر؟
والشكر الجزيل لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن جمال المرأة عامل طبيعي من العوامل التي ترغب في الزواج منها والتطلع إليه أمر شرعي، فقد أخرج النسائي وأحمد وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
قال السندي عند شرحه لهذا الحديث: إذا نظر لحسنها ظاهراً أو لحسن أخلاقها باطناً. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح. انتهى.
وعليه.. فإن كان في هذه الفتاة من الأخلاق والجمال ما يدعوك إلى الزواج بها وكانت ملتزمة بفرائض الدين وأحكامه كالصلاة والحجاب فلا نرى مانعاً من زواجك منها، ولا يعيبها كونها قصيرة أو غير فائقة الجمال ما دامت تفي بالمقصود. وبخصوص ما تخشاه من تأثير ذلك على أولادك في المستقبل فذلك أمر غير مقطوع به. وننبه السائل إلى أنه يحرم عليه مخالطة هذه الفتاة أو غيرها من الفتيات الأجنبيات حتى يعقد عليها عقدا صحيحاً لأن الإسلام حرم كل علاقة من هذا النوع، وانظر الفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ذو خلق ودين ولكنه عقيم وسبق له الزواج فهل ترضى به؟
تاريخ الفتوى : ... 17 جمادي الأولى 1425 / 05-07-2004
السؤال(32/359)
أولاً أشكركم جزيل الشكر على ما تبذلونه من جهد، أريد من فضيلتكم أن تعطوا أهمية لسؤالي: شاب يريد أن يتقدم لخطبتي وهو متدين جداً وهذا ما أعجبني أكثر فيه ولكن المشكلة أنه كان متزوجاً وكذلك عقيم لا يلد، وهذا ما اعترف به لي بنفسه، مع العلم بأنني أرتاح له، ما رأيكم؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن من غايات الزواج العظيمة التي شرع من أجلها هي طلب الولد لما روى الترمذي وأبو داود وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم.
وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن العقم ليس عيباً يوجب الخيار بحيث يتوجب على صاحبه إبداءه عند الزواج، قال ابن قدامة في المغني: لا نعلم في هذا بين أهل العلم خلافاً. انتهى.
وذلك أن العقم غير مقطوع به حقيقة فيمن يظن به ذلك، فلعله يولد له من هذه وإن لم يولد له من غيرها وهذا أمر مشاهد, وعلى هذا فالذي ننصح به السائلة أن تقدم على الزواج من هذا الرجل المتدين بعد الاستخارة ولتلجأ إلى الله الجواد الكريم فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، ثم عليكم بالأخذ بالأسباب إذا لم يتيسر ذلك أخذاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وانظري الفتوى رقم: 11394.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تارك الصلاة والمتهاون بها لا يُرضى دينه
تاريخ الفتوى : ... 17 جمادي الأولى 1425 / 05-07-2004
السؤال
أختي بكر وقد تقدم لها ابن عمي للزواج وقد وافق عليه والدي بدون أن يشاورها ولما عرض عليها الأمر رفضت الزواج منه لكنها لم تسطتع أن تواجه والدي بهذا الرفض لخوفها منه. وأما عن اسباب الرفض أجابت انه إنسان غير مبال ولا يصلي (صراحةً لم أره في المسجد قط ) رغم أن المسجد بجانب البيت كما أنه أشار مرةً إلى أنه سيتزوج الثانية بعد الزواج منها وقد علمت أختي بهذا الامر .
ما الحكم الشرعي في هذه الزيجة وبماذا تنصحني تجاه والدي علماً أن ردكم سوف يتم نقله له لكي يرى الحكم الشرعي بنفسه .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز لوالد البنت المذكور أن يزوجها من شخص لا يصلي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي. فهذا الحديث يدل بمفهوم المخالفة على أن من لا يُرضى دينه لا يزوج ولا يقبل، ولا شك(32/360)
أن تارك الصلاة والمتهاون بها لا يُرضى دينه، ولا ينبغي أن يقبل ولو كان ابن عم أو غيره، إذ لا توجد معصية بعد الشرك بالله تعالى أشد قبحا ولا أعظم جرما من ترك الصلاة، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 1145، وعلى البنت أن تفصح لوالدها عن سبب رفضها، وعليك أنت كولد له وأخ لها أن تبين له سبب رفضها بلطف بحيث لا يغضب عليك، فهو المسؤول أمام الله عن تصرفاته تجاه ابنته، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 40674.
وأما ما أشار إليه الشخص المذكور من أنه سيتزوج بأخرى فإنه لا يعتبر سببا لرفضه لأن الله أباح له ذلك، وقد لا يتزوج أصلا، فلو أنه التزم بالصلاة فعلى البنت أن تقبله لما فيه رضا والدها، ولا تكترث بما يشير إليه من التزوج بأخرى، لقوله صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخطهما. رواه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان. فإن أصرت على موقفها فليس لوالدها جبرها على شخص لا تقبل به، لما قد يترتب على ذلك من شقاق وخلاف بينهما نتيجة لإكراهها، ولبيان أقوال العلماء في جبر الأب ابنته البكر راجع الفتوى رقم: 3006، 31582، 47089 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تلتفت لأقوال الوشاة والنمامين
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الأولى 1425 / 29-06-2004
السؤال
في يوم من الأيام التقيت مع فتاة محترمة جدا ومن عائلة معروفة وأحبيتها كثيرا وهي كدلك تحبني كثيرا والغرض من العلاقة هو الزوج منها ولكن حدث شيء لما يكون في البال هو أنه أتاني شخص وقال لي لقيت مدرسا يبوس فيها وعندما مسكت القائل ومسكته قالت ما فيه شيء وحافت بالله وأتاني واحد ثاني وقال لي نفس الكلام عندما سألته قال لي إنه نفس الشخص الذي قال لي أنا وأنا غاضب جدا وحزين جدا مع العلم أني أحبها ولا أستطيع البعد عنها وهي كذلك، مع العلم عندما أقول لها أي شيء تنفد فورا ولا تذهب إلى أي مكان حتى تقول لي إني ذهبت وإذا رفضت ذهابها لا تذهب، وأرجو منكم أن تنصحوني
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية يجب عليك أن تعلم أن إنشاء الرجل علاقة مع امرأة أجنبية عنه لا يجوز مهما كانت الدوافع والمبررات، لأن الشرع حرم كل علاقة من هذا النوع خارج الزواج، وانظر الفتوى رقم: 4220.
ولهذا ندعوك إلى التوبة وقطع الصلة بهذه الفتاة حتى تخطبها من ذويها إذا كانت ذات دين وخلق، فإن وافقوا وعقدت عليها عقدا صحيحا صارت زوجتك، وقبل ذلك فهي أجنبية عليك لا يجوز لك النظر إليها ولا الخلوة بها أو نحو ذلك.(32/361)
وإذا كانت على الحال التي ذكرنا من الدين والخلق فلا تلتفت إلى ما نسب إليها من قبيح أفعال ما دام لم يثبت شيء من ذلك عنها على وجه قطعي، لأنه ربما كان قصد الناقل لذلك هو الحيلولة بينك وبين تلك الفتاة بتشويه صورتها، ومن ثَمَّ ترك الزواج بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا حرج في العدول عن الزواج بالمرأة التي لا تناسبه
تاريخ الفتوى : ... 10 جمادي الأولى 1425 / 28-06-2004
السؤال
استخرت الله عز وجل لخطبة فتاة ورأيت نفسي في طريق ممتدة وواسعة وأمامي شجرة كبيرة وعالية، كنت محتاراً أمام هذه الشجرة إن كانت زيتونة أم لا، وعلى الأرجح أنها ليست زيتونة ولكني أحسست نفسي حائراً أمامها ولم أكن مرتاحاً، أفقت بعدها من النوم فوجدت أنه قد حان وقت صلاة الفجر، فهل هذه إجابة الاستخارة، وللعلم فإني دعوت الله عز وجل أن تحبني هذه الفتاة وبالفعل فقد حصل ذلك وأصبحت تحبني حبا غريباً وتواصلت علاقتي بها 5 سنوات لكن اتضح خلالها أن الفروق بيننا عميقة في المحيط والتربية، وأنا خائف حقا إن انقطعت علاقتنا الآن أن تتضرر البنت وأن يعذبني الله لأنني كنت أنا السبب في تعلقها بي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الإجابة عن السؤال نود أن نخبرك أننا فهمنا من طريقة عرضك للسؤال أنك سلكت طريقاً لا تليق بالمسلم الذي يخاف الله ويريد أن يفوز برضاه، فما كان ينبغي أن تقع فيما وقعت فيه من علاقة بفتاة أجنبية عليك طيلة هذه المدة، لأن ما ذكرته من حبك لها وما أصبحت هي فيه من حب لك غريب لا يتصور أن يدوم طيلة خمس سنين دون أن تقع خلوة أو رؤية غير مشروعة أو خضوع بالقول إن لم يحصل ما هو أشد من ذلك، وفي ذلك من الإثم ما لا يخفى، فبادرا إلى التوبة، واقطعا العلاقة بينكما فوراً.
وأما ما سألت عنه فإن الرؤى لا تنبني عليها أحكام، والذي نص عليه العلماء كدليل على المضي في الأمر بعد الاستخارة هو انشراح الصدر للموضوع المراد فعله، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 7235.
ثم إذا كنت لا ترى في هذه الفتاة الصفات التي تدعو إلى الزواج بها، والتي يمكن أن تراجع فيها الفتوى رقم: 1422، فلا مانع من أن تعلن لها عن ذلك، لأن الإقدام على زواج غير مؤسس على دعائم قوية قد لا تحصل معه المقاصد المرجوة من النكاح، ولا حرج في دعائك الله بأن تحبك هذه الفتاة إذا كنت أصلا تريد الزواج منها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 30134.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/362)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج بخير الفتاتين دينا أولى
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1425 / 24-06-2004
السؤال
إخوتي في الله, لي مسألة حيرتني وشغلت بالي وأردت أن أستفسر عنها عندكم و بعد أدائي لصلاة الاستخارة أردت الاستشارة ممن هم أعلم مني.
أردت أن أستعف وأحصن فرجي ونحن في وقت الفتن والمعاصي كما تعلمون وهذا بالزواج إن شاء الله.
ولكن خيرت بين زوجتين...
-الزوجة الأولى أخت في الله هنا في بلدي متخلقة ومتدينة ومحتشمة.
-أما الزوجة الثانية فهي من أهلي وتعيش في فرنسا وقد قيل لي إنها بنت لا بأس بها وذات خلق, تصلي وتصوم .
السؤال هو..؟
هل أختار البنت الأولى أم البنت الثانية والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"فاظفر بذات الدين تربت يداك".
ولكن الأولى أكثر تدينا من الثانية.
أفيدوني أخوكم في الله برأي صحيح وصواب فالزواج مسيرة عمر طويل.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه الفتاة التي تقيم معك في بلدك على دين وخلق وأحسن ديناً من الأخرى، فالزواج بها أولى،
وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
يضاف إلى هذه المصلحة العظيمة، مصلحة كونها في بلد إسلامي تستطيع أن تظهر فيه شعائر دينها من التزام بالحجاب ونحو ذلك،
فهاتان مصلحتان جليتان ترجحان كون الزواج من هذه الفتاة أولى من الزواج بالأخرى.
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يزيدك حرصاً على الخير.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 1422 والفتوى رقم: 28893.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يرفض أبوه أن يزوجه من فتاة لكونها محجبة
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الأولى 1425 / 27-06-2004
السؤال
أنا طالب بالكلية. وتدرس معي طالبة متدينة. وأنا معجب بأخلاقها ودينها وذلك منذ سنتين كاملتين. وأخيرا أبديت لها عن إعجابي بها و عن رغبتي في خطبتها،(32/363)
فاستشارت أهلها ووافقوا على ذلك الأمر.غير أن أبي يعارض معارضة شديدة على أن أتزوج من متحجبة.
وأعلمكم أني سأتخرج إن شاء الله بعد سنة.
فماذا تشيرون علي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه الفتاة دينة فينبغي أن تحرص على الزواج بها لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
وذلك لأن ذات الدين هي المأمونة على نفسها والحريصة على طاعة زوجها وتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة بخلاف غير الدينة، وهذا أمر معروف مشاهد، وعليك أن تسعى قدر المستطاع في إقناع والدك بالموافقة على الزواج من هذه الفتاة، فإن وافق فذلك المطلوب، وإن رفض فلا تلتفت إلى قوله ما دام سبب رفضه هو كون هذه الفتاة محجبة، مما يدل على أنه لن يقبل امرأة محجبة أخرى، وليس في هذا عقوق، لأن الشرع الذي أوجب طاعته وبره قيد ذلك بالمعروف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف.
ونوصيك بعدم مخالطة هذه الفتاة حتى تتزوجها، لأن مخالطة الأجنبيات من الأمور المنكرة المحرمة التي تفضي إلى مفاسد كبيرة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المقياس الشرعي في اختيار الأزواج هو الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1425 / 24-06-2004
السؤال
لدي مشكلة وهي أنه متقدم لخطبتي شخص ولكني لست موافقة عليه وأهلي يريدونه لأنه صديق إخواني، تغير نظرة أهلي إلي ووقفوا ضدي عندما رفضت الخطبة فأصبحت متعبة جدا بل أفكر في الانتحار، أريد حلا لمشكلتي، وللعلم أني أحب شخصا آخر وكل منا متعلق بالآخر إلا أن ظروفه صعبة لأن عليه مطالبات للبنك، أريد أن أسال هل فيه قاض يمكن أن يزوجنا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المقياس الشرعي في اختيار الأزواج هو الدين والخلق، فقد ثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي
فينبغي أن تحرصي أختي السائلة ويحرص أولياؤك على صاحب الدين والخلق، لأنه يحفظ لك كرامتك، فإن أحبك أكرمك، وإن أبغضك لم يظلمك.(32/364)
وعلى هذا فإن كان هذا الشاب الذي سيتقدم لخطبتك ورضيه أهلك خطيباً صاحب دين وخلق، فوافقي على زواجه منك، وإن كنت تجهلين أمره فوافقي كذلك، لأن الغالب على الأولياء عدم مضارتك والبحث عما فيه مصلحتك.
وإن ثبت لديك أنهم إنما يريدون زواجه منك لمجرد مصالح وأهواء شخصية دون النظر إلى دينه وخلقه، فحاولي إقناعهم بعدم رغبتك في الزواج منه وعدم كفاءته، وبالموافقة على الزواج من الآخر إن كان كفؤا بأن كان صاحب دين وخلق، فإن وافقوا فالحمد لله، وإن لم يوافقوا، فيجوز لك أن ترفعي أمرك إلى القاضي ليتولى أمر زواجك من الكفء، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 25815.
وإن كان هذا الآخر ليس بكفء فلا تقبلي به زوجاً لك، واسألي الله تعالى أن ييسر لك من هو مرضي في دينه وخلقه.
ونحذر كل الحذر من الإقدام على الانتحار، فهو لايحل مشكلة وعاقبته وخيمة، يخسر به المرء دنياه وآخرته، وقد ورد فيه من الوعيد أحاديث كثيرة
منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا.
فكوني على حذر، وأغلقي مداخل الشيطان إلى نفسك، وتضرعي إلى الله تعالى، واستخيريه في أمورك كلها، فهو العليم بعواقب الأمور.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اللون ليس معيارا للكفاءة
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الأولى 1425 / 23-06-2004
السؤال
انصحوني جزاكم الله عني وعن الإسلام خيراً، أنا شاب مسلم متدين وأطبق السنة على قدر ما أستطيع من صيام اثنين وخميس وإطلاق اللحى وغيرها، ومشكلتي أني أحب فتاة من أصل باكستاني محجبة وتلبس العباءة، وهي أيضاً في غاية الإلتزام بالدين، وجمعتنا ظروف العمل، فأنا من السودان وعمري هو 31 عاماً وهي من باكستان وعمرها 21 عاماً، وكلانا يعيش في بريطانيا، والمشكلة أن كلاً منا أحب الآخر بما يرضي الله، ورضينا بالزواج من بعضنا، ولكن أهلها رفضوا ذلك بحجة أنني سوداني أسمر، وهم أفضل مني بشراً ولونا، وقرروا بأن يزوجوا ابنتهم لابن خالتها الذي لا يعرف من الإسلام ألا اسمه، و يرتكب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولكنه يحبها أيضاً ويريد الزواج منها، بالرغم من أنها أخبرت أهلها أنها لا تريد الزواج منه، ولكنهم لم يضعوا أي احترام لذلك، بل أصروا على تزويجها بابن عمها، ظلما وافتراء، وبعد كل ذلك هل يجوز لي أن أتزوج بها رغم أنف والديها، وماذا أفعل، أنا قلق وفي حيرة من أمري؟ وجزاكم الله خيراً.(32/365)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معيار الكفاءة، فيمن يتقدم إلى الفتاة من الأزواج هو الدين والخلق، روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
بناء على هذا، فعلى أولياء هذه الفتاة أن يزوجوها من صاحب الدين والخلق، ولا ينبغي تزويجها من سيىء الدين والخلق، ولا عبرة بالجنس أو اللون أو صلة القرابة في ذلك، ولتسع أخي السائل أو لتسع هذه الفتاة أو غيركما في تذكير ولي أمر الفتاة بالله تعالى، وبما هو مقتضى الشرع، فإن اقتنع وليها بزواجها منك فذاك، وإلا كان عاضلاً لها وجاز لها رفع أمرها لأقرب محكمة شرعية ليتولى القاضي تزويجها بالكفء أو بأمر غيره بتولي تزويجها، ويمكنكم كذلك مراجعة المراكز الإسلامية عندكم ، وهذا في حق هذه الفتاة.
وأما أنت أخي السائل، فإن لم يتيسر لك الزواج منها فابحث عن غيرها من الصالحات، فلعل الله تعالى أن يوفقك إلى الزواج بمن هي خير منها، وتذكر قول الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة: 216].
والواجب عليك حينئذ أن تصرف تفكيرك عنها، واعلم أنها أجنبية عليك، فلا تجوز لك إقامة علاقة عاطفية معها، وراجع الفتوى رقم: 25815، والفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يعتبر رأي الولي في عدم تزويج بنته من كفئها
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الأولى 1425 / 21-06-2004
السؤال
هل يصح لي الزواج بفلسطيني في حين أن أبي رافض له بسبب الحرب وهو يعترف أن الخطيب محترم وعلى دين ويقول لي إنه يخاف علي ومن واجبه أن يمنعني من أن أسافر إلى بلد فيه حرب لأنه يحبني ويقول أيضاً إنني حتى لو تزوجت سأظل ابنته، مع العلم بأن أمي توافقني، فهل يعتبر رفضه أنه غير راض؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن خاطب المرأة إذا كان على خلق ودين أن يجاب إلى طلبه لما في تركه من الفساد المترتب على الإعراض عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
لكن إن رأى الأب أو من في حكمه من الأولياء مصلحة وجيهة في عدم تزويج بنته من كفئها فلا حرج، ومن ذلك الخوف من سفر الزوج بالمرأة إلى أرض مضطربة(32/366)
أمنياً مما يعرض حياة المرأة إلى الهلاك، ولعل هذا ما قصده أبو السائلة من منعها من الزواج ممن تقدم إليها، فإن كان الأمر كذلك فإنه يجب عليها الصبر وامتثال أمر والدها وذلك لأمرين:
1- أن طاعة والدها واجبة وزواجها من هذا الرجل المتقدم إليها ليس بفرض.
2- أن رأي الأب مقدم شرعاً على رأيها في هذا الأمر لأنه الولي المخول في هذا مما تقتضيه المصلحة لها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج ممن يعمل في تصوير الأعراس
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الثاني 1425 / 17-06-2004
السؤال
أرجوا مساعدتي في حل هذه المشكلة
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة تقدم لي شاب للزواج مني ويقولون إن المهنة التى يعمل بها يوجد بها حرمانية وهو يعمل في (استديو للتصوير)يقوم بتصوير العرائس والفتيات وهن غير محجبات هل هذه المهنة حرام أم لا أنا لا أعرف؟
أرجوا مساعدتي .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن قيام هذا الشاب بتصوير النساء المتبرجات وأحرى تصوير العروس حال زينتها من المحرمات العظيمة، لما يتضمن ذلك من نظر المصور إلى عورة المرأة المحرمة عليه فكيف إذا انضاف إلى ذلك تزيين هذه العورة وإبدائها في أبهى زينة كما هو الواقع في حفلات الأعراس.
وأيضاً يضاف إلى شناعة هذا العمل أن هذه الصور يطلع عليها آخرون وقد نتشر في الصحف والمجلات فيكون المصور ارتكب مخالفة أخرى وهي إشاعة المنكر وترويجه ولا يخفى حرمة ذلك.
وبهذا تعلمين حرمة هذه المهنة إن استلزمت مثل هذا العمل وأن هذا الرجل لا يصلح زوجاً لك وهوم مقيم على هذه المعصية ولكن إن تاب وأناب واقتصر في عمله على تصوير المباح فلا بأس أن تقبلي به زوجاً فإن المعيار في الرفض والقبول هو الدين والخلق لحديث: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.
وراجعي الفتوى رقم: 27630.
ففيها تفصيل أكثر في حكم العمل في التصوير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ليس لأحد إرغام الفتاة على نكاح من لا ترغبه(32/367)
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الثاني 1425 / 15-06-2004
السؤال
إنني فتاة في سن الزواج وولي أمري أمي وهي امرأة فاسدة وتريد تزويجي من شاب فاسد، فهل يجوز لي اختيار زوجي بنفسي، وأكون ولية نفسي مع العلم بأنني ليس لي أقارب ألتجئ إليهم صالحين، أفيدونا في هذا؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس لأحد أن يجبرك على الزواج من رجل لا ترغبين فيه، ولزيادة بيان راجعي الفتوى رقم: 3006.
ولقد حث الإسلام المرأة على الزواج بمن ترضى دينه وخلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
وهذا الشاب الذي عرضته عليك أمك تقولين: إنه شاب فاسد، وعلى هذا فينبغي لك أن ترفضيه ولا تتزوجي به لئلا يفسد دينك وأخلاقك، واصبري إلى أن يأذن الله بغيره من الشباب الصالحين.
ومما ينبغي أن يُعلم أن المرأة في الإسلام يحرم عليها أن تزوج نفسها أو تزوج غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها، فنكاحها باطل باطل باطل. رواه أحمد وأبو داود وغيرهما.
فليس لأمك أن تزوجك، وإنما يزوجك أبوك، فإن لم يكن انتقلت الولاية إلى غيره حسب ترتيب مبين في الفتوى رقم: 3686.
فإن لم يكن لك عصبة يتولون تزويجك، انتقل أمرك إلى السلطان أو من ينوب عنه كالقاضي، وهو الذي يزوجك.
وبالنسبة لأمك، عليك أن تحسني عشرتها، ولمزيد بيان حول طريقة التعامل مع الأم الفاسقة، راجعي الفتوى رقم: 33694، والفتوى رقم: 22067.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نصيحة حول استشارة في الزواج
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الثاني 1425 / 13-06-2004
السؤال
أولا أشكركم على الموقع المشرف
ثانيا لي سؤال
أنا سيدةمطلقة منذ 5 سنوات لسبب ليس لأحد يد فيه لأن زوجي غشني وكان مريضا قبل الزواج وبعد الزواج قال له الدكتور على عملية وفشلت ووقفت بجانبه وهو الذي قرر الانفصال بعد 6 أشهر زواج ليس فيها من يوم الزفاف يوم سعيد ولكن الحمد لله على كل شيء لو لم يقرر الانفصال لكنت تحملت أنا حتى نهاية عمري لأن المرض ليس لأحد شأن فيه.(32/368)
ولكن الآن وأنا مطلقة أعاني الوحدة ويتقدم لي كثير من الرجال للزاوج مني لأن الله أنعم علي بالجمال والمال أيضا والوظيفة الكويسة وأنا أعمل محاسبة وسني 30 سنة ولي ابنة 5 سنوات
وسؤالي يتقدم لي رجل 45 سنة ولديه بنت 5 سنوات وولد 11 سنة وهذه المشكلة هو شخص كويس ولكن هل يجوز أن أتزوجه ولديه ابن ولد في هذا العمر أيكون ذلك خطرا على ابنتي فأنا أرفض أي رجل يكون لديه ولد لخوفي على ابنتي فأنا حريصه عليها جدا ولكن هذا الرجل الكل معجب به فهو غير طامع في مالي ولكن ابنتي أخاف عليها أن تكون في عزلة ويكون زواجي يسبب لها مشكلة نفسية فهي أغلى عندي من نفسي
آسفة على تطويل رسالتي
أرجو الإفادة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابن هذا الرجل ليس محرما لابنتك المذكورة ولكن ذلك لا يمنعك من الزواج به إذا كان صالحا في دينه وخلقه، لأن ابنتك لا تزال صغيرة، ويمكنك حفظها بجعلها مع ابنته في مكان مفصول تماما عن ولده الذكر عندما تخشين عليها من الفتنة، والأمر راجع إليك، فلك الامتناع من قبول النكاح منه إذا كنت تشعرين فعلاً بضياع ابنتك لكونها ستعيش مع بعض من هم غير محارم لها في مسكن واحد، وننصحك قبل الموافقة على الزواج بهذا الرجل عمل أمرين:
أولهما: استشارة أهل الصلاح والرأي ممن لهم معرفة وخبرة بطبيعة هذا الرجل والمجتمع الذي تعيشين فيه.
والثاني: استخارة الله جل وعلا، فما ندم من استشار واستخار.
واعلمي أن ما اختاره الله لك بعد ذلك هو الخير، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وصية الرسول بقبول صاحب الدين والخلق تدرأ الفتنة والفساد
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الثاني 1425 / 13-06-2004
السؤال
س: والد العروسة يقول إنه لا يزوج بنته إلى خارج قبيلته علي الرغم من أن معظم قبيلته قد أخرجت بناتها للزواج من خارج القبيلة على الرغم من أنه والحمد لله أنني على خلق ديني ومستوى معيشي لا يقل عن مستوى عائلة العروس وأنني على مستوى ثقافي وتعليمي مساو للعروس وأشغل وظيفة جيدا ومرتبا عاليا والحمدلله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/369)
فنصيحتنا لولي هذه المرأة أن لا يرد من تقدم من الخاطبين إن كان ذا دين وخلق، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم
" إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن
وانظر الفتوى رقم: 998، والفتوى رقم: 2494، والفتوى رقم: 49399
أما في حال عدم قبولهم فيمكنك أخي أن تبحث عن غيرها ، فالنساء غيرها كثير .
وننبه إلى أن والد هذه البنت إن رفض كفؤا عينته البنت فهو عاضل، ولمعرفة كيف تتصرف هذه المرأة انظر الفتوى رقم: 30756، والفتوى رقم: 31102
. والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أمها ترفض زواجها برجل من جنسية أخرى
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الثاني 1425 / 07-06-2004
السؤال
هل يجوز للأم أن ترفض عريس بنتها لأنه فقط أجنبي-غير سعودي- مع العلم بأنه على خلق ودين
وهل مناقشة البنت لأمها في موضوع الزواج يعتبر من العقوق، إذا كانت الأم ترفض الفكرة لمجرد فقط أنه أجنبي فهل لها الحق في ذلك، ماذا تفعل من كانت أمها جاهله ترفض زواجها من غير السعودي، هل يجوز لها أن تتزوج بموافقة أبيها فقط؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمرأة إذا تقدم إليها من هو مرضي في دينه وخلقه أن تقبله زوجاً، لأنه الأجدر بالقيام بحقوقها وحسن عشرتها، ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
فإن وجدت معارضة من أمها لذلك فعليها أن تسعى في محاولة إقناعها بقبول هذا الرجل الصالح، وليكن ذلك بأسلوب لين لما للأم من حق عظيم على أبنائها، فإن وافقت فبها ونعمت، وإن أصرت على رفضها جاز للبنت حينئذ القدوم على الزواج ممن ترغب فيه بموافقة أبيها عليه، وليس في هذا عقوق للأم كما هو مبين في الفتوى رقم: 20914.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الاقتران بمن عنده مخالفات شرعية
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الثاني 1425 / 06-06-2004
السؤال(32/370)
أنا آنسة أبلغ من العمر 41 سنة، تقدم لي سيد مركزه اجتماعياً مرموق، ولكنه متزوج ويرغب في الارتباط بي، ولما سألته عن السبب في اختيار زوجة أخرى قال إني لم أفكر في الزواج نفسه ولكن عندما دخلت حياتي فكرت فيك وأنا أحب أن أقتني كل شيء جميل، يزورنا مرات عديدة في مكان عملي ويتغزل في النساء بغرض (المزاح) له قصائد شعرية في الغزل (غير العفيف) في المرأة.. لم أرتح إليه كزوج، إلا أن أبي قال لي بأنه لن يكون راضيا عني لو رفضت، أنا في حيرة من أمري استخرته تعالى عز وجل، إني لا أتقبل فكرة أن أزاحم امرأة أخرى على زوجها، ولكن لو فكرت أن أكسر هذه القاعدة لم أجد في هذا الشخص ما يشجعني على كسرها لا أحس بأن له أساساً ديناً متيناً، فلو عنده مقومات الدين الصحيح هل يتغزل في صدر المرأة ويتمنى لو أنه قلم معلق على صدرها، أو ما ينسكب على جسدها أو أو أو أفتوني من فضلكم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ... فاظفر بذات الدين... في انتظاركم وأتمنى ألا تتأخروا علي في الإجابة؟ وجزاكم المولى تعالى عنا كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه سبق لمن أراد الزواج من الرجال والنساء أن يراعي الدين والخلق لأن ذلك أدوم للعشرة وأصفى للود، ففي شأن المرأة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي شأن اختيار الرجل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فاأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
وعلى هذا، فإن كان هذا الرجل مرضيا في دينه وخلقه فاقبلي الزواج به، ولا تنتظري إلى كونه متزوجا من أخرى لأن الشرع أباح للرجال التعدد بشرط العدل بين الزوجات.
قال الله تعالى: [فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً] (النساء: 3).
أما إن كان هذا الرجل غير ملتزم بالدين -وهذا هو المتبادر من حاله حسبما علمناه من سؤالك- فلا ننصحك بالزواج منه ما دام على هذا الحال إلا إذا ظننت التأثير عليه وإرجاعه إلى الحق وترك تلك المخالفات الشرعية، مع العلم بأن الشرع لا يمنع من الزواج به ما لم يكن مجاهرا بالكبائر مصرا عليها، فقد نص أهل العلم على أن الكفاءة حق للمرأة ووليها، فلهما تركها.
وعلى هذا فنقول للسائلة: وازني بين حالتك واحتياجك إلى الزواج والمفسدة المترتبة عليك من تركه وأنت في سن الأربعين، وبين حالة هذا الرجل والمفسدة المتوقعة من الزواج به، هذا إذا لم يكن مصرا على الكبائر كما قدمنا، ثم ادفعي المفسدة العظمى بالمفسدة الصغرى.
والله أعلم.(32/371)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عاهد فتاة على الزواج وتزوج من غيرها بضغط من أمه
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الثاني 1425 / 05-06-2004
السؤال
أود أن أطرح على حضراتكم موضوعاً خاصاً، لقد تعرفت على فتاة من خلال الإنترنت واستمرت العلاقة من خلال أكثر من سنة من غير أن تبوح لي باسمها الحقيقي وبعد ما أخذت مني الثقة أعطتني رقم هاتفها ومن ثم أصبحت علاقتي معها قوية جداً، حيث إنني قلت لها أريد أن أرتبط بك بالحلال، والفتاة مقيمة ببلد عربي، حيث شرحت عملي ببلدي وأبحث عن عمل هناك ومن بعدها أرتبط بك بالحلال إن شاء الله، فقالت لي ليس من المهم أن ترتبط بي أنا سوف أساعدك بقدر ما أستطيع ولن أجبرك على الارتباط بي مقابل مساعدتك، قلت لها أنا موافق مهما كان إعاقتك، فقد عملت لي فيزا عن طريق صديق والدها، ومن ثم ذهبت وتركت عملي ببلدي وتعرفت على أهلها من بعد يومين من وصولي ولم يعلموا أن صديق العائلة هو الذي ساعدني فهو من عرفني على أهلها من بعد ما أبحت له ما بداخلي وصحبني معه إلى بيتهم عليهم وقد احترموني كثيراً وهم لم يعرفوا بعد الهدف من الزيارة، ومع مرور الأيام أصبحت علاقتي بأهلها قوية جداً حيث أصبحت أذهب بنفسي كل يوم عندهم، وقاموا بمساعدتي في البحث عن عمل، وقد وعدت الفتاة وعاهدت ربي بأن لا أتزوج غيرها، حتى تطمئن، وفعلا أنا أحببت الفتاة، ليس مقابل ما قامت به من خدمة لي كما تحدثت بالسابق، وإنما أعجبت بها وهي غير محجبة واتفقت أن تتحجب والأقارب كانوا يعرفون أنني خطيبها وكانو جميعا سعداء لأجلها فهي محبوبة لدي الجميع، يوما ما خرجت أنا ووالديها في نزهة حيث قمت بمحادثة الأب، وقلت له أني هنا في هذا البلد لهدفين أولهما أن أجد عملاً أرتزق منه، والثاني هو أن أرتبط بابنتك، فلم يعارض فقال لي أهم شيء أن تجد عملاً وإن شاء الله خيراً، وعندما وجدت عملا فقد رجعت لبلادي كي أعمل الإقامة وهناك حدثت والدتي بالأمر فقلت لها عن هذا الموضوع وحدثتها عن الإعاقة التي بها ولم تعارض، فقالت لي والدتي (يمكن ربنا يرزقك بعروتها) هنا قالت والدتي أنا أريد أن أصلي استخارة فقلت
لها لا تصلي توكلي على ربنا وإن شاء الله خيراً، رفضت هذا الشيء وقالت أنا لا أأخذ ولا أعطي إلا أصلي صلاة الاستخارة.. فصلت الاستخارة كانت سيئة، فقد ذهبت لأكثر من شيخ لكي يحلوا لي هذه القصة وقالوا لي لا تغضب والدتك، ومع مرور الأيام هاتفتني والدتي من بلدي وقالت لي توجد فتاة هنا أحب أن تراها وقلت لها وضعي لا يسمح لي بأن أرتبط بامرأة وأنا راتبي لا يكفي قالت الجماعة على علم بذلك ولم يعارضوا وقلت لها العمل لا يسمح لي بأخذ الأجازة لأني لم أكمل عامي الأول من العمل، فقالت تعالى يوم الخميس وعد يوم الجمعة وإذا بدك أرضى عليك رضى تاما فتعال وانظر إلى البنت، فذهبت وأعجبت بالفتاة وخطبتها وكتبت كتابي عليها، وعند عودتي قام أصحاب العمل بنقلي إلى المنطقة التي بها الفتاة التي(32/372)
أحببتها وهنا بدأت معي المشاكل، فقد عدت أحن لها ونسيت خطيبتي، حيث قمت بالتكلم معها وقلت لها إنني تركت خطيبتي لأجلك وأنا لم أقم بتركها بالفعل، حيث بدأت بمهاتفة أهلي في بلدي وقلت لهم أريد أن أطلق، فقالوا لي نحن بريئون منك ليوم الدين، فقلت لهم إني أريد الفتاة التي هنا فصاروا يشتموني ويشتمون الفتاة ويشتمون أهلها، وقالوا لي لقد عملت لك عملاً، وبقيت على هذا الحال ليومي هذا، دائما في تردد في طلاقي من خطيبتي، يوما أقول أريد الطلاق واليوم الذي يليه أقول لا وهكذا، وعندما أرى الفتاة هنا أشعر بالتعب، لا أعرف ماذا أفعل، حيث قمت باستخارة ربي مرتين على أن أستمر زواجي من خطيبتي أم لا والاستخارتان كانا ليست خيراً والله أعلم، حيث نزلت لبلدي كي أريح أعصابي فترة أسبوع هناك وأن أقابل خطيبتي حيث عندما أذهب لبيتهم أشعر بالتعب والملل، حيث صابني نفور من خطيبتي، ولا أعلم ماذا أفعل الآن، حيث إن الفتاة التي أحببتها دائماً أراها كون المنطقة التي أسكن بها وأعمل بها قريبة جداً على بيتها وعلى عملها ولأن المنطقة صغيرة جداً، أرجو منكم أن تساعدوني ماذا أفعل،
وأنا أعتذر على طول هذه الرسالة؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من الخطأ الكبير أن يقيم المسلم علاقة مع امرأة لا تحل له بحيث يخرج معها ويذهب معها وكأنهما زوجان، فالواجب عليك أيها السائل الكريم أن تتوب إلى الله تعالى من جميع ما قمت به من مخالطة الفتاة المذكورة ومكالمتها والنظر إليها وغير ذلك مما لا يجوز، واعلم أن نظر المخطوبة لا يجوز منه إلا ما تدعو الحاجة إليه لمعرفة حسنها من عدمه وبعد ذلك إما أن يتجنبها حتى يتم العقد إذا قرر الزواج، أو يقرر رفضها، ثم اعلم أنك قد عاهدت الله على أمر عليك أن تفي به، ولذلك راجع الفتوى رقم: 25974.
ثم اعلم أن الاستخارة سنة فلا ينهى عنها ولا يعبر عنها بسيئة وفي الحديث عن جابر بن عبد الله قال: قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما كان يعلمنا السورة من القرآن. رواه البخاري.
ودعاؤها معروف بعد صلاة ركعتين، أما الآن وبعد أن عقدت على الفتاة التي تريد والدتك فعليك أن تمضي في زواجك منها وتطيع أمك لأن طاعتها في غير معصية واجبة عليك وهي لا تطالبك بالمحال تطالبك بالاستمرار في زواج قد رضيت به ورضيت صاحبته، واعلم أن عقوق الوالدين من الكبائر فقد جاء في الحديث: الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس. رواه البخاري.
فإن غلبتك نفسك في التعلق بتلك الفتاة الأولى ولم تستطع التخلص من حبها وخفت على نفسك أن تقع في الحرام معها فعليك أن تحاول إقناع والدتك بالزواج منها وذكرها بالعهد الذي قطعته على نفسك، وبالإحسان الذي أحسنته إليك، لعلها أن تقتنع بها، وإن لم ينفع شيء من تلك المحاولات فتزوجها لتحصن نفسك من الوقوع في معصية الله تعالى.(32/373)
وإذا أمكن الجمع بينهما فلا حرج عليك في ذلك، وإلا فيمكن أن تطلق التي عقدت عليها ويلزمك لها والحالة هذه نصف الصداق المسمى بمجرد العقد فإن كنت قد دخلت بها أو حصلت بينكما خلوة يمكن أن تصيبها فيها وجب عليك الصداق كله، لقوله تعالى: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ [البقرة:237]، ولذلك راجع الفتوى رقم: 22068.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تقبل الزواج بشاب يصلي ولكن تعليمه ليس بالقدر الكافي
تاريخ الفتوى : ... 14 ربيع الثاني 1425 / 03-06-2004
السؤال
أرجو منكم إعطائي المشورة لحل ما أنا فيه من مشكلة
أنا فتاة أبلغ من العمر 30 عاما ومتعلمة وحاصلة على شهادة عليا ودائما مطلعة على كل ما هو جديد في عالم العلوم وأهتم كثيرا بالسنة والعقيدة وأحاول أن اكون متفقهة فيه دائما وإذا واجهني أي سؤال يحيرني فإني لا أستريح إلا بعد أن أحصل على الجواب الشافي والحمد لله أنا متدينة ومتمسكة بتديني
المشكلة أنه منذ فترة من الزمن لم يتقدم لي أحد لخطبتي والآن وبعد كل هذه الفترة تقدم لي شاب هو طيب وسمعته طيبة ولكن كما أعرف أنه يصلي فقط ولكنه ليس متدينا أبدا وليس متعلما بالقدر الكافي الذي يجعلني أتحمس لأن تكون لديه الرغبة في أن يتعلم وبأن أساعده
أنا الآن في حيرة من أمري هل أرفضه لأنه ليس كما كنت أريد أقصد متدينا ومتعلما
وفي نفس الوقت أخاف أن أرفضه فأضطر أن أنتظر غيره ولكن الله أعلم إلى متى سيطول هذا الانتظار
أعينوني في تفكيري جزاكم الله خيرا وأرجو أن يردني الجواب سريعا لأني فعلا محتاجة إليه بعد أن أهلي أخلوا سبيلهم من المسألة لأنه يقولون إن الأمر بيدك أنت فقط وهذا زاد حيرتي أكثر وأكثر
وأرجو منكم أن لا تحيلوني ألى جواب فتوى مسبقة بل أن تردوا علي في سؤالي هذا وسأكون شاكرة لكم
أختكم في الله
وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله أن هداك إلى الالتزام بالدين وحبب إليك طلب العلم، ونسأل الله أن يرزقك العمل بما تعلمين.
ولا يخفى عليك أن الزواج من قدر الله عز وجل، فإن جاءك من ترضين دينه وخلقه وعلمت عنه الاستقامة وحسن المعاملة فعليك به، وإن كان أقل منك في المستوى(32/374)
العلمي وليست له رغبة في البحث مثلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولا شك أن التقي المتعلم أفضل من غيره، ولو وجد فلا ينبغي التردد في قبوله، للحديث السابق.
لكن إذا لم يوجد وهو طبعا قليل في هذا الزمن فنرى أنه لا ينبغي كذلك أن يرفض من كان مصليا ولم يصر على كبيرة ولا على ترك واجب وخصوصا إذا كانت المرأة تخشى على نفسها من طول العنوسة والحرمان من الزواج وفوائده.
ولذا، فإنا نرى أن تستخيري الله تعالى في شأنك، فإذا رأيت انشراح صدر وطمأنينة للزواج بهذا الرجل فاقبليه واسألي الله عز وجل أن يهديه لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تارك الصلاة لا يزوج
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1425 / 02-06-2004
السؤال
ما حكم الأب الذي يزوج ابنته من رجل لا يصلي
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز للأب أن يزوج ابنته من شخص لا يصلي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي. فدل الحديث بمفهوم المخالفة على أن من لا يرضى دينه لا يزوج ولا يقبل، ولا شك أن تارك الصلاة لا يرضى دينه، ولا يعلم شيء بعد الشرك بالله تعالى أعظم جرما ولا أشد قبحا في الإسلام من ترك الصلاة، وقد اتفق علماء الإسلام على كفر تاركها جحودا لها، وذهب بعضهم إلى كفر تاركها من غير جحود بأن كان يتكاسل عنها، ولتفصيل ذلك يرجى مراجعة الفتوى رقم: 6061، والفتوى رقم: 1145، لذا، فإننا ننصح الآباء بأن لا يزوجوا بناتهم من تاركي الصلاة، فإنهم وإن كانت لهم ولاية بناتهن ولهم تزويجهن فليس لهم أن يزوجوهن ممن لا يرضى لدينه ولا خلقه، وإذا كان الشخص المذكور يرفض الصلاة ولا يقر بها فإن النكاح فاسد، لأنه يعتبر غير مسلم، ولا يجوز للأب ولا لابنته المضي في هذا الزواج.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تقدم إليها ذو خلق ودين وأخوه يرفض أن يزوجها
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1425 / 02-06-2004
السؤال(32/375)
هل بالنسبة للفتاة التي توفي أبوها وتقدم لخطبتها شاب ذو خلق ودين أن تستجيب لأخيها الرافض لهذا الشاب أم ماذاعليها أن تفعل مع الرغم أن والدتها لا ترفضه؟ الفتاة تعيش ببلد أوروبي يعني بعد عمر الـ 18 تفعل ما تريد لما تكفله لها قوانين هذا البلد وما موقف شرعنا الحنيف في هذه المشكلة، كل ما يخيف الفتاة أن أخاها عصبي وتخاف إن إن هي أصرت على موقفها بشكل علني تجعله ربما ينقلب عليها وعلى والدتها بأي شيء قد يؤذيهما بكلام أو حتى الفعل، الأخ يصلي وليست له دراية كبيرة على كيفية اختيار الزوج مرة يرفض لأن فارق العمر 10 سنوات، وهذا بالنسبة له يخلق مشاكل مرة يصر على الفتاة لتختار واحداً من العائلة أفيدونا بارك الله فيكم، بنصيحة الدين والحل الأمل لهذه المشكلة يا حبذا لو تكون الإجابة بالفرنسية إن أمكن.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من حق أخي الفتاة المذكورة أن يمنعها من الزواج من شخص مرضي في دينه وأخلاقه، روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
وليس فارق السن بعائق، والحل الأمثل لهذه المشكلة لا يمكن تصوره إلا بمعرفة ظروف الأسرة بشكل مفصل، فإذا أمكن إقناع الأخ بأية وسيلة كتوسيط ذوي الجاه والقرابة في الموضوع، فهو حل، والمهم أن الفتاة المذكورة إذا كانت تجد في عائلتها من يريد الزواج منها، ممن له خلق ودين، فلا بأس بأن تقبله لتجمع بين إرضاء أخيها وبين حصولها على الزوج المناسب، وإن لم تجد في أفراد العائلة من يتصف بتلك الصفات، فإن من حقها أن تتزوج ممن أحبته وكان كفؤا لها، ويصير الأخ الذي يمنعها منه عاضلاً وتنتقل عنه الولاية إلى الذي يليه في ترتيب العصبة، ولتعلم أنها لا يمكن أن تقدم على الزواج دون ولي، ففي سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجه والدارمي وأحمد من حديث عائشة مرفوعاً: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فارق السن ليس معتبرا في الزواج
تاريخ الفتوى : ... 09 ربيع الثاني 1425 / 29-05-2004
السؤال
أنا فتاة كنت أدرس في بلد عربي لمدة خمس سنوات و خلال فترة وجودي هناك ارتكبت ذنوبا و معاصي كثيرة و كنت على علاقة بأحد الطلبة هناك و كنا نذهب إلى أماكن لا يكون معنا أحد إلا الشيطان الرجيم الذي كان يحلي لنا الرذيلة
و الأن عدت إلى أهلي منذ عام أحمل شهادتي و أحمل معي هذه المعصية و تقدم لخطبتي رجل متدين و أهم شيء في حياته إرضاء الله عز و جل . و أنا أجد في هذا(32/376)
الرجل الشخص المناسب الذي يمكن أن أرتاح معه و يستر علي ما قمت به سابقا و يعلم الله أني نويت التوبة و لكن الأهل غير موافقين عليه بسبب الفارق العمري بيننا 24 عاما أنا عمري 23 و هو عمرة 46 .
أرجوا أن تنصحوني أريد أن أعرف إذا كان هذا الزواج فيه شيء من التحريم أو لا أو إذا فيه ذنب على أهلي أو لا
و شكرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المعاصي والذنوب مهما كثرت وأتبعها العبد بتوبة صادقة فإن من رحمة الله تعالى أنه يقبل توبة التائب منها، فقال سبحانه:[قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
] (الزمر:53) وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ياابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، ياابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي، وعليه فالواجب عليك التوبة النصوح وهي الإقلاع عن الذنب، والندم على مافات، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، وأكثري من الأعمال الصالحة لعل الله تعالى يمحو بها عنك تلك المعاصي الخطيرة، لقول الحق سبحانه : [ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ](هود: 114) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم:وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه الترمذي.
أما بخصوص رفض أهلك تزويجك ممن تقدم إلى الزواج بك.
فالجواب أنه إذاكان هذا الرجل المذكور متصفاً بالدين والخلق كما هو الواضح من السؤال، فلا ينبغي لهم رفضه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. وننصحك بمحاولة إقناع أهلك في قبول هذا الرجل وتنبيههم إلى أن ما تذرعوا به من فارق السن بينك وبين هذا الرجل لا يعد حجة شرعية، وإنما المدار على الدين والخلق، وانظري الفتوى رقم: 6079.
ولو استعنت ببعض الأقارب ومن له تأثير قوي عليهم فلا بأس، فإن وافقوا فقد تم ماأردت، وأن بقوا على منعهم وخفت على نفسك العودة إلى الحرام فلك رفع أمرك إلى القاضي ليأمرهم بتزويجك والإ زوجك هو، وراجعي الفتوى رقم: 7759.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم منع المرأة من نكاح الكفء
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الأول 1425 / 17-05-2004
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 32 سنة. تقدم إلي شخص على خلق عال ومتدين، وقد قدم إلى بيتنا مع أخيه والتقاه أهلي وأعجبوا به كثيرا. وهذا الشخص متزوج وأعلم(32/377)
زوجته بنيته الزواج ولديه الاستطاعة للعدل ماديا ونفسيا. وقد اشترط أهلي أن تأتي أمه وأخواته إلينا رسميا للخطبة. إلا أن أهله لا يريدون جرح مشاعر الزوجة الأولى فيصعب إقناعهم بذلك. فهل يجوز لأهلي رفض هذا الشاب لهذا السبب علما أنه لا مانع لدي للارتباط به. وهل يدخل هذا الرفض في باب عضل البنت عن الزواج?
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تقدم للمرأة رجل كفؤ مرضي في دينه وخلقه فلا يحق لولي أمرها منعها منه، فإن منعها وكانت راغبة فيه كان ذلك عضلا يبيح للمرأة رفع أمرها للقاضي ليزوجها كما هو مبين في الفتاوى التالية أرقامها: 25815، 9728، 29716.
وعلى هذا؛ فالذي ينبغي فعله للسائلة هو أن تحاول إقناع أهلها بالموافقة على هذا الزوج وإن رأت أن تشرك من له جاه مقبول عندهم من الأعمام والأقارب فلا بأس، فإن وافق أبوها فبها وإلا فهو عاضل، وقد ذكرنا حكمه، وما تحجج به من اشتراط حضور أهل الزوج لا عبرة به شرعا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أسلمت وكانت قد زنت.. هل يتزوجها
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الأول 1425 / 16-05-2004
السؤال
هل يصح لي الزواج من امرأة مسيحية أوقرانيه قد أسلمت ولكن في الماضي قد زنت مع طالب فلسطيني مسلم وهو من أعز أصدقائي وأنا أخاف من أنه سوف يعايرني في المستقبل وهذا مؤلم سيكون لي وبالأخص أنا وهو من نفس القرية ونرى بعضنا كثيرا وشكرا جزيلا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نفهم مرادك بقرانيه وعلى كل حال، فإذا كانت هذه المرأة قد أسلمت وتخلت عن تلك المعصية فلا مانع من الزواج منها، بل ربما كان في ذلك تثبيتا لها على دينها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه.. ولا فرق بين الرجل والمرأة في هذا، وأحق الناس بالدعوة هم أهل بيت الرجل.
وكونك تخاف من تعيير صاحبك عند الزواج بها بحكم ماضيها معه فجوابه سهل، حيث يمكنك أن ترد عليه بأن الخطأ يقع عليه، فقد فعل ذلك وهو مسلم، وفعلته المرأة وهي كافرة، والآن قد تطهرت بالإسلام، وهو يجب ما قبله بنص الكتاب والسنة، فأما الكتاب: فلقول الحق سبحانه: [قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ] (الأنفال: 38).
وأما السنة: فقول النبي صلى الله عليه وسلم: الإسلام يجب ما كان قبله. رواه أحمد.(32/378)
وعلى العموم فالأمر واسع، فإن شئت تزوجت بهذه المرأة بعد تطهرها من براثن الكفر والمعصية، وإن شئت عزفت عنها إلى غيرها تجنبا لما تراه تعييرا، وأنت بالخيار بين الأمرين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اختيار الزوج.. واللحية
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الأول 1425 / 17-05-2004
السؤال
هل عملية التجميل من أجل الزواج حرام، وهل عندما يتقدم شخص ما لي بالزواج أن يكون شرطي الأول اللحية، هل الشرط هذا مبالغ فيه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عملية التجميل إذا كانت لازالة عيب مشين مشوه للخلقة فلا بأس بها، وسواء كان ذلك من أجل الزواج أو غيره، وإن كانت لزيادة الحسن لا لعيب زائد فلا تجوز، ولذلك يرجى مراجعة الفتوى رقم: 1509، والفتوى رقم: 1007.
وأما قول السائلة أنا شرطي الأول اللحية فإنه غير واضح، لكننا نقول لها: إن كان مقصودك أنك تشترطين على من يتقدم لك أن يكون ذا لحية فهذا خير ينبغي أن تشكري عليه، ولكن إذا تقدم لك شخص يرضى دينه وخلقه وبقي أنه يحلق لحيته فلا ننصحك برده من أجل ذلك، فاقبلي به وحاولي إصلاحه بعد ذلك، وإن كان مقصودك أنك تشترطين عليه حلق لحيته فإن هذا غير صحيح إذ لا ينبغي للمرأة أن تشترط مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تعني أنها لا تتزوج إلا لشخص لا لحية له فهذا شيء يخصها ولا ينبغي ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
محجبة لكنها تخالط الرجال.. هل يتزوجها
تاريخ الفتوى : ... 23 ربيع الأول 1425 / 13-05-2004
السؤال
توجد فتاة تعمل معي في مكان العمل وهي تعمل في وظيفة سكرتيرة المدير ، أحببت هذه الفتاة قبل أن تعمل في هذه الوظيفة لأنها كانت متحجبة وتقرأ القرآن ودائما في حالها ولا تخالط أحد وقد تفاهمنا على الزواج . ولكن بعد أن أصبحت تعمل سكرتيرة تغيرت كثيرا فقد أصبحت كثيرة الضحك مع الرجال وكذلك تقيم الصداقات مع الشباب والرجال وأصبحت تعامل المدير بحنية وهي تقوم له بإعداد مايطلبه من القهوة والشاي له ولضيوفه وهي تعامله بكل حنية وتضحك معه وقد نصحتها كثيرا وقلت لها بأن هذا الشيء حرام ولا يجوز، ولكنها لم تأبه بهذا الكلام مع أنها مازالت متحجبة وتقرأ القرآن. أنا محتار في أمر الزواج منها من ناحية أني(32/379)
أحبها في الله ، ومن ناحية أخرى هذه التصرفات أرفضها لأن امرأة بهذه التصرفات لا توجد لدي ثقة في أن تربي أطفالا جيدين. أتمنى أن أجد الإجابة الشافية لديكم جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجواز عمل المرأة
مشروط بتوفر ضوابط شرعية مبينة في الفتوى رقم : 8528 ، والفتوى رقم: 3859 فإن انعدمت كلها أو بعضها أصبح من باب المحظورات، وعلى هذا؛ فإن كان ما نسب إلى هذه الفتاه صحيح فإنه لا يجوز لها الاستمرار في هذا العمل لمخالفته للشرع، وعلى أبيها أو من له سلطان عليها أن يأمرها بذلك، فإن تابت وقبلت النصح فلا إشكال وان أبت ذلك فلا تتزوجها لأنها امرأة عاصية لمخالطتها للرجال إلا إذا علمت من نفسك القدرة على ردها إلى الحق والتخلي عن الحرام وانظر الفتوى رقم: 13096
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تقبل بخاطب من بلد لا يتقبل النقاب
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الأول 1425 / 10-05-2004
السؤال
فتاة تقدم لها شاب على خلق ودين وهو من البوسنة وهي منتقبة فأخبرها أنه لا يمكن أن ترتدي النقاب في البوسنة لأنه لا أحد يرتديه هناك فهل يجوز هذا وهل تقبل بهذا الشاب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي وغيره بسند حسن. وسعادة المرأة بالرجل الصالح لا تقتصر على السعادة الدنيوية فحسب، بل تشمل السعادة الدنيوية والأخروية، أما الدنيوية: فالرجل الصالح يخاف الله، فيقوم بأداء حق زوجته الواجب عليه ولا يظلمها في شيء، وأما الأخروية: فبصلاح الزوج تصلح الزوجة وتستقيم في دينها وتحافظ على أمر ربها، لذا، فإن كان هذا الشاب الذي ذكرت يعني بكلامه أن حكم عادة المجتمع في تلك البلاد لا يتقبل النقاب من غير أن يجبر شخص على التخلي عنه فلا بأس أن تتزوج به هذه الفتاة، ولكن لا تترك نقابها ولو كان مخالفا لعوائد البلد المذكور، لأن ستر المرأة وجهها وكفيها عن الأجانب واجب على الراجح من كلام أهل العلم، وهو قول جمهور العلماء عند خوف الفتنة وانتشار الفساد، وراجع الفتوى رقم: 4522، ، وإن كان الشاب المذكور يعني بكلامه أنه سيمنعها ارتدءا النقاب بعد أن كانت ملتزمة به فلتنتظر غيره لعل الله أن يرزقها إياه ويكون معينا لها على دينها.(32/380)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح تاركة الصلاة
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الأول 1425 / 11-05-2004
السؤال
وفقني الله لكي أكمل ديني والحمد لله، وأطلب من الله أن يوفق جميع شباب المسلمين المؤهلين للزواج، أثناء الخطبة للفتاة التي اخترتها شريكه لحياتي رأيت فيما رأيت منها أنها تمتاز بأخلاق وأهلها أناس محترمون والحمد لله، صارحتني وقالت لي يا خطيبي إنني لن أصلي أبداً، سؤالي لسيادتكم كيف أتعامل معها لأنني أحبها واستخرت الله فيها، وقلبي منشرح لها، وكيف أمر معها تمهيداً للصلاة، وكيف أقنعها لكي تصلي، وشكراً، ملاحظتي للموقع: أرجوكم التوسيع في الجواب لأنني مراراً أسأل حضراتكم وتقولون لي انظر في الفتوى رقم كذا ولما أنظر لا أجد الجواب المقنع؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أن تحاول مع هذه الفتاة -ما دمت ترغب في الزواج منها- حتى تقنعها بأداء الصلاة والمواظبة عليها، ويمكن أن تستعين على ذلك بأهلها وصديقاتها وكل وسيلة مناسبة.
وإذا لم تقتنع بذلك فإنها لا تصلح لك ولا خير لك فيها والله تعالى سيعوضك خيراً منها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
والمرأة التي لا تصلي لا دين لها، فلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. رواه أصحاب السنن.
وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كافر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، وقد قال الله عز وجل: وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ [الممتحنة:10].
وعلى ذلك؛ فلا يجوز لك الزواج من هذه الفتاة إلا إذا تابت إلى الله تعالى وصلح حالها، كما ننبهك إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة. رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيراً من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها وماله. رواه ابن ماجه.
وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 6986، والفتوى رقم: 6061.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/381)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تقبل المؤمنة بزوج لا يصلي
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الأول 1425 / 06-05-2004
السؤال
أنا لست بنتا جميلة وليست لي فرص كثيرة للزواج ومتدينة وأتاني خاطب لي ولكنه لا يصلي وأنا عمري 36 سنة الآن فهل أوافق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز لمؤمنة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تقبل شخصاً لا يصلي زوجاً لها ولو كانت غير جميلة أو تقدمت بها السن إلا أن يتوب إلى الله تعالى ويلتزم بصلاته لأن تارك الصلاة على خطر عظيم وهو إلى الكفر أقرب منه للإيمان، ولمزيد الإيضاح يرجى مراجعة الفتوى رقم: 25448.
كما يرجى مراجعة الفتوى رقم: 6561، والفتوى رقم: 1145 لتفصيل الكلام في حكم تارك الصلاة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تحب ابن عمتها ويأبى أهلها أن يزوجوها منه
تاريخ الفتوى : ... 07 ربيع الأول 1425 / 27-04-2004
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر19سنة أحببت ابن عمتي حبا طاهرا تحدثت معه بالهاتف لفترة تبلغ تقريبا10 أشهر ومن بعد ذلك خفت عقاب الله فلم أعد أكلمه هو يريدني على سنة الله ورسوله وأنا كذلك لكن الأهل يمانعون زواجي منه والسبب في ذلك خلافات عائلية بينهم بسبب زواج أختي من أخيه وحدوث بعض المشاكل أنا أريده فماذا تنصحوني بفعله؟ أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك التوبة والاستغفار من هذه الفترة التي قضيتها في علاقة آثمة مع هذا الرجل الأجنبي عنك، واحمدي الله أن الأمر لم يتجاوز ذلك، وإياك أن تعودي إلى ذلك مرة ثانية، لأن الإسلام حرم كل علاقة من هذا النوع بين الجنسين خارج نطاق الزوجية، وانظري الفتوى رقم: 10570.
أما بخصوص رغبتك في الزواج من هذا الشاب فاعلمي أن السبيل إلى ذلك هو إقناع أبيك بذلك واستعيني بأمك، وابذلي ما استطعت في إقناعهما حتى يوافقا على زواجك ممن تحبين ولا بأس بتوسيط من ترين أن له تأثيراً عليهما من الإخوة والأقارب، فإن وافقا وكان ابن عمتك هذا مرضياً في دينه وخلقه فلا إشكال، وإن رفضا فاصرفي نظرك عن هذا الأمر واسألي الله أن يعوضك خيراً منه وأفضل، ونذكرك بقول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ(البقرة: من الآية216).(32/382)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يشترط علم الأهل بمرض من يراد خطبتها
تاريخ الفتوى : ... 06 ربيع الأول 1425 / 26-04-2004
السؤال
أنا شاب قد من الله علي مؤخراً بالعثور على الفتاة الصالحة الجميلة التي أرتضيها زوجة لي، فهي على قدر عال من التدين والأخلاق الحسنة، وجميلة، ولكنها مريضة بمرض السكر الوراثي، وسوف أتقدم لخطبتها الشهر القادم، وأريد أن أسأل: هل أخبر أهلي أنها مريضة، أم أكتم ذلك، علماً أنهم إذا عرفوا ذلك فأنهم سيرفضونها، وأنا أحبها وأريد الزواج منها، فما الحل؟ أرجوكم الرد سريعاً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذي يعول عليه في اختيار الزوجة هو الدين والخلق والجمال، والدين هو أهم هذه الصفات لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وروى النسائي عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره، قال ابن قدامة في المغني: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح، فإذا وجدت ذات دين وخلق وجمال فقد وجدت الزوجة الصالحة.
وأما عن المرض الذي ذكرت فليس من الأمراض المعدية ولا من الأمراض المنفرة، وما يقال عن الأطباء من انتقال المرض إلى الأبناء مسألة مظنونة وليست قطعية، فقد تتخلف. وإن قطع بانتقال المرض إلى بعض الأبناء فهو مرض لا يمنعهم من العيش حياة عادية، فما دمت رضيت بهذه الفتاة خلقاً وديناً فيمكن أن تتزوجها، ولا يشترط علم الأهل بذلك المرض لا سيما مع احتمال رفضهم لها، ولا حرج في كتم مرضها لأن الأمر يتعلق بك أنت أولاً وآخراً، لكن ينبغي أن لا تعمل شيئاً يؤدي إلى الخلاف مع والديك خاصةلأنهما إن رفضاها وجبت عليك طاعتهما، وللمزيد من الفائدة عن الشروط والصفات التي ينبغي توافرها فيمن تختارها زوجة لك، راجع الفتوى رقم: 10561.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... هل يلزم التمحيص في مواصفات المتقدم للخطبة
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الأول 1425 / 25-04-2004
السؤال(32/383)
تحية طيبة أبعثها لكم وأتمنى من الله أن تجدكم على أحسن حال وأن يعينكم على مساعدة أمثالنا وعلى الله أجركم وأن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتكم،
أولا أنا مشكلتي أنني يتقدم لي الكثيرون وأحيانا ينتهي الأمر كما لم يكن وأحيانا أجدني أفكر هل هذا الإنسان على خلق يعني هل يكفي فقط أنه يصلي ويصوم لأن ارتبط به أم المفروض أن تتوفر أشياء أهم مع هذه الأشياء يعني هل يعتبر الحد الأدنى من العبادات مقياساً على صلاح الناس أم أنه يجب أن أتحرى أكثر من ذلك مع العلم بأن أكثر الشباب بعيد عن الدين فماذا أفعل؟
أرجو منك تقديم النصح والعون لي وأرجو منكم أن تدعو لي بالصلاح والثبات على الحق والدين.
مع خالص شكري وتقديري
وجزاكم الله خير الجزاء
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا للشباب والشابات أن لا يغالوا في طلب مواصفات قد لا توجد أو يندر وجودها، وخاصة في هذا الزمان، ولذا فمن كان عدلاً في الظاهر، غير مقترف لكبيرة ولا مصر على صغيرة، قائماً بالفرائض حسن الخلق فلا نرى أن يرد، وإن وقعت منه بعض الهفوات، أما التائب من الذنب فكمن لا ذنب له كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه، ونسأل الله لك التوفيق، وأن ييسر لك الزوج الصالح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يجوز للأب جبر بنته البالغة على نكاح من لا ترضاه
تاريخ الفتوى : ... 02 ربيع الأول 1425 / 22-04-2004
السؤال
أريد أن أسأل طلبني واحد وقلت نعم لأن أمي وأبي يريدان الولد وأنا لا أريده والله ولا أفكر بالولد وأنا أفكر بواحد ثاني والله أحببت الولد زيادة والله كلما أحاول أن أنساه لم أستطع والله لذلك فكرت أن أخبر الولد الذي لا أريده الحقيقة وأخبرت والدي بأنني أحب ذاك الولد ويقولون لي لا لذلك من غير أن أقول لأمي وأبي لأنني إذا قلت لهم سوف يحطوان عليازي لعنه ويقولون لي سوف تندمين يعني حرام أضيع مستقبله للولد (أريد أن أقول له إنني متأسفة وإنني لا أحبه ) والله السكوت عن الحق شيطان أخرس ومع السلامة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح أن الأب لا يجوز له جبر بنته البالغة على من لا ترضاه كما هو مبين في الفتوى رقم: 31582 والفتوى رقم: 10658.(32/384)
وعلى هذا فنقول لأب هذه الفتاة أن اتق الله تعالى ولا تجبر بنتك على رجل لا ترغب فيه، لأن في ذلك إجحافاً بحقها وتكليفها العيش مع رجل لا تستطيع القيام بحقوقه على الوجه الصحيح.
ثم إننا ننصح هذه الفتاة بقبول ما رضيه لها أهلها وأبويها إن كان مرضي الدين والخلق، ونذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما. رواه الطبراني والبيهقي.
ثم إن من المحتمل أن يكون هذا الرجل خيراً ممن ترغبين فيه وأنت لا تدرين، لأن الإنسان قد يكره الشيء ويجعل له المولى فيه خيراً كما قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ (البقرة: من الآية216)، لكن إن رأيت أن الموافقة على هذا الرجل فيها صعوبة لنفرة نفسك منه، ورأيت أنك لا تستطعين القيام بواجباته فلا مانع من رفضه، ولتحاولي إقناع أهلك بالموافقة على تزويجك بمن تميل نفسك إليه بشرط أن يكون ذا خلق ودين، فإن وافقوا فقد انحلت المشكلة، وإن رفضوا فلك أن ترفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية، أو من يقوم مقامها لتنظر في أمرك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم خطبة من تعمل في بنك ربوي
تاريخ الفتوى : ... 02 ربيع الأول 1425 / 22-04-2004
السؤال
هل يجوز أن أتزوج من فتاة تعمل في أحد البنوك الربوية علما بأن الفتاة متدينة وليس لها أي دخل سوى تلك الوظيفة؟ الرجاء إفادتنا بالسرعة الممكنة وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فأساس الاختيار في الزوجة هو الدين، وليس معنى هذا ألا تطلب فيها المواصفات والمعايير الأخرى، وإنما ينبغي أن تكون تبعاً للدين.
وعلى ذلك فإن كانت هذه الفتاة مستعدة لترك العمل في البنك الربوي والتوبة إلى الله تعالى فلا مانع من الزواج منها، وهذا يدل على حقيقة تدينها، ولا مانع من البحث عن وظيفة أو عمل حلال آخر، ولعلها لم تكن على علم كاف بخطورة الربا وغلظ تحريمه، فإذا شرحت لها ذلك تركته وخاصة أن الزواج يضمن لها ما تحتاجه من النفقة والكسوة والسكنى.
أما إذا لم يكن عندها استعداد للتوبة وترك العمل الحرام فإن عليك أن تبحث عن ذات الدين وستجدها إن شاء الله تعالى، ومن ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً(الطلاق: من الآية4).(32/385)
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين:12550/25004.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج من أهل البدع
تاريخ الفتوى : ... 01 ربيع الأول 1425 / 21-04-2004
السؤال
إذا أقدمت على زواج امرأة مسلمة مطلقة بشهود عدول وبدون ولي، فوالدها (ولها أخ) وثقت العقد في السفارة حيث إني أقيم خارج بلدي، علماً بأن المرأة التي سوف أقدم على زواجها ممن لا يلتزمون منهج أهل السنة والجماعة وأنا سني ملتزم فهي لا ترى في عقيدتها حرمة لذلك، أفيدوني أفادكم الله، فكيف لي أن الارتباط بها بعيداً عن الحرام، علماً بأن أخاها قد يرفض هذا الزواج لو علم، وهي في سن الثلاثينات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن الولي شرط لصحة النكاح سواء كانت المرأة بكراً أو ثيباً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل. رواه ابن حبان في صحيحه، وانظر الفتوى رقم: 2843، والفتوى رقم: 3395.
وبهذا يتبين أن الزواج بهذه المرأة بدون إذن وليها لا يجوز وإن حصل فهو باطل، أما بخصوص الزواج من أهل البدع فذلك ينظر فيه فمن كان منهم بدعته غير مكفرة فلا حرج في الزواج منهم، وإن كانت مكفرة فلا يجوز كما هو مبين في الفتوى رقم: 1449.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يعيب القصر ذات الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 29 صفر 1425 / 20-04-2004
السؤال
هل يمكن للأهل منع ابنهم من الزواج من بنت بسبب قصرها، وما حكم زواج البنت المسلمة من مسلم لا ينتسب إلى فرق الضلال؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم وأهل السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ومعناه أن عادة الناس أن يرغبوا في المرأة ويختاروها لإحدى خصال وهي الجمال والمال والحسب والدين، وأن اللائق بذوي المروءات وأهل الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث(32/386)
المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمر بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار والطلب، وإذا انضاف إلى الدين الجمال وغيره من الصفات المذكورة فحسن، وإلا كان الدين أولى وأجدر بالحظوة والمتابعة، فإذا كانت هذه البنت ذات خلق ودين فلا يعيبها كونها قصيرة، ولا ينبغي للأهل أن يمنعوا ابنهم من الزواج بها لهذا السبب، وقد بينا حكم الزواج بالفتاة التي لا يرتضيها الأبوان في الفتوى رقم: 37886 فلتراجع.
وأما زواج البنت المسلمة من رجل مسلم لا ينتسب إلى فرقة من فرق البدعة والضلال فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن، فلا بد أن يكون الزوج مرضي الدين والخلق، وقد فسر العلماء الكفاءة في الدين بقولهم: لا يكون الفاجر والفاسق كفواً للعفيفة.
وقد سبق في الفتوى رقم: 1449 حكم زواج المرأة من مخالف لها في الاعتقاد فارجع إليها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فارق السن.. والزواج
تاريخ الفتوى : ... 28 صفر 1425 / 19-04-2004
السؤال
قرأت الكثير من الأجوبة التي تم الإجابة عنها بموقعكم وأشكركم على هذا الموقع الرائع فعلا ... وأريد أن أستشيركم بأمر وأتمنى الإجابة عليه ... أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنه وأعتبر نفسي إنسانة بسيطة وراضية ... ولكن خلال هذه الفترة بدأت أتساءل هل أنا أتصرف بشكل عاقل أم لا؟؟
وهل المجتمع سيفرض علي أمورا لا أريدها أم لا؟؟؟ قبل شهرين تقريبا رأيت رؤيا بعد أن صليت صلاة الاستخارة بنية التوفيق و تيسير الأمور وأتمنى أن تحاول تفسير هذه الرؤية مع العلم بأني بعثتها إلى أحد المواقع لتفسيرها و لم يصلني الجواب الشافي ... لقد رأيت نفسي وأنا أملك شعرا طويلا رائع الجمال أسود حالك السواد ولكنه جميل جدا وأمامي ثلاثة فناجين من القهوة الحلوة ... ولم أعرف كل ذلك على ماذا يدل ... وقد تقدم لي الفترة الماضية عدد من الشباب ولم أجد أيا منهم مناسبا لي فكريا ولم أرتح لهم وقد صليت صلاة الاستخارة لكل منهم ولكن لم أر أي رؤية وآخر شخص تقدم لي كان شابا رآني مصادفة وقال إنه يبلغ من العمر 36 عاما ولكن عندما رأيته شعرت أن شكله يوحي بأنه يتجاوز الأربعين ... وقد كان متمسكا في بطريقة غريبة وكان ذو مستوى عال من التعليم وحالته المادية ممتازة ويخاف الله ولكني أحسست أنه غير مناسب لي سنا ...ورفضته ورغم ذلك بقي مصرا علي إلى أن أقنعته بالابتعاد ... وأحسست أنه قد كرهني لأني رفضته وبرأيه أنه شاب لا مثيل له ...وبدأ أهلي يلومونني ويقولون ما ذا ترين نفسك وأنا والله أعتبر نفسي عادية بكل شي وأنا أصلا متوسطة الجمال لكن لحد الآن ما أحسست(32/387)
بأني مرتاحة لأي أحد جاءني ... وخائفة أكون أنا الغلط ... حتى أني والله ما كنت أطلع لا على مال أو جاه ... ولا شيء أحس بأني لن أجد الفتى الذي أتمناه، لذا أرجو مساعدتكم ورأيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما تفسير الحلم فنعتذر عنه لعدم توفر من يحسن تفسير الأحلام في العاملين في مركز الفتوى.
وأما ما يتعلق بأمر الزواج، فإننا ننصحك أن تختاري من المتقدمين لخطبتك من توفر فيه صلاح الدين وحسن الخلق، لما رواه الترمذي وحسنه عن أبي حاتم المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد، قالوا يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات. قولهم في الحديث "وإن كان فيه" معناه وإن كان قليل المال أو ناقص الكفاءة، وعليه، فلا تأثير في فارق السن إذا كان المتقدم صاحب دين وخلق، وننصحك بمشاورة أهل الرأي والصلاح من أهلك والاستخارة، ونسأل الله جل وعلا أن يكتب لك الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نكاح من يظن أنها مسحورة ووقعت في المعاصي
تاريخ الفتوى : ... 17 صفر 1425 / 08-04-2004
السؤال
أنا شاب عمري الآن 24 عاماً، مشكلتي أنني أحببت فتاة وأهلي رفضوها وأسبابهم أن لها سمعة سيئة، وقالوا إنها أثرت عليك بفعل السحر، وهذا يحيرني فقد رأيت بعيني المرأة (الشيخة) التي أحضرتها والدتي إلى المنزل كيف تستخرج السحر عن طريق شيء يسمى سكب الرصاص فقد ظهرت قطع خضراء تشبه ورق الأشجار وقالت لي إنني تناولت منها شيئاً أخضر وفيه السحر، وأنا بالفعل أحضرت لي الفتاة في منزلها قطعاً من فطيرة سبانخ وأنا تناولتها ولكن كيف عرفت هذه الشيخة بقصتي، وهل بالفعل يوجد داخل الطعام سحر، مرت أحداثاً كثيرة بالنهاية اعترفت الفتاة لي بأنها كانت مخطوبة وأن خطيبها استمر معها شهراً خلال الخطبة وما يقارب سبع سنوات بدون خطبة وطالبها بأمور حرام وللأسف رضخت له وأخبرتني أنه بعد هذه المدة الطويلة أقدم على خطبتها فقط من أجل أن يدخل بها دون زواج ولكنها رفضت، واستمرت خطبتها شهراً وفسخ العقد بسبب رفضها طلبه، واستمرت الفتاة بعد غارقة مع عدة شبان حتى تعرفت علي ومع الأسف لقد وقعت أنا أيضاً معها بالحرام وكان ذلك بتحريض غير مباشر منها بسبب ما اعتادت عليه وأنا حالياً أفكر بالارتباط بها رسمياً وشرعياً، والسبب أنني أريد تصحيح خطأ مع نفسي التي ظلمتها، ومع تلك الفتاة، مع العلم أنها كانت العلاقة الأولى لي في(32/388)
حياتي من صداقة وغير ذلك وبإذن الله الأخيرة، مع العلم بأن الفتاة ما تزال عذراء على حد قولها، ماذا أفعل أنا الآن واقع بعذاب الضمير ونفسي تتعذب كل يوم أكثر فأكثر أريد الارتباط بها شرعاً، وأخشى أن أكون فعلاً واقع تحت تأثير السحر لشدة تعلقي بها، مع العلم بأنني بقيت مع الفتاة على اتصال حتى الآن وأمسكت نفسي معها حتى أصبحت من طالبات العلم وحلقات الدين في جامعة شريعة وملتزمة بحفظ القرآن والأحاديث لكن أهلي لا يعلمون بذلك ومصرين على طردي إذا أخبرتهم بموضوع ارتباطي بها، وسؤال آخر: هل أستطيع أن أتخلص من شكي بها مستقبلاً وخاصة وأنا
أعرف عنها كل ماضيها بالتفصيل، وهل ستكون حياتنا الزوجية سعيدة وما موقفي من أهلي حيال رفضهم ذلك مع العلم بأنني لا أريد الارتباط بها لتصحيح غلطتي بل لأنني فعلاً أحبها ولا أدري إن كان ذلك من سحر أو محبة في الله دون تأثيرات خارجية أعتذر على سؤالي الطويل لكنني اختصرته كثيراً، وشكراً لاهتمامكم ومساعدتكم الكريم، وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اشتمل سؤالك على عدة أمور:
الأمر الأول: ما يتعلق بالسحر حيث إن السحر حقيقة، وقد يضع الساحر أو أعوانه السحر في الطعام أو الشراب أو في غير ذلك، وعلاج السحر يكون بالرقية الشرعية بالقرآن والأذكار والأدعية، ولا يجوز علاج السحر بالذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهان والعرافين.
والذي يظهر من السؤال أن هذه المرأة التي أحضرت لعلاج السحر ليست راقية شرعية حيث استعملت الرصاص ولم تستعمل الرقية الشرعية، فإذا كانت هذه المرأة ساحرة أو كاهنة أو نحو ذلك فيجب على كل من أعان على الإتيان بها أو صدقها أن يتوب إلى الله من هذا الأمر.
الأمر الثاني: ما يتعلق بهذه الفتاة حيث إنها قد ارتكبت العديد من الآثام مع الرجال، فعليها أن تتوب إلى الله من هذا العمل، فإذا تابت وعلمت صدق توبتها بالقرائن من صلاح الحال فلا بأس عليك في الزواج بها من حيث الأصل، وكذلك عليها أن تتوب إلى الله إن ثبت تواطؤها ومشاركتها في عملية السحر.
والأمر الثالث: ما يتعلق بمعارضة أهلك لزواجك من هذه الفتاة، والذي ننصحك به هو أنه إذا صدقت توبة هذه الفتاة فإن لك أن تحاول إقناع أهلك بأن هذه الفتاة قد تغيرت وتابت وصلح حالها، وتذكر لهم بعض الأدلة والمظاهر على صلاح حالها من صلاة وذكر وقراءة قرآن وحجاب ونحو ذلك.. فإن اقتنعوا فذاك، وإلا فوسط لهم من يقنعهم ممن له كلمة عليهم، فإذا لم يقتنعوا فإن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها، فاتركها وابحث عن غيرها، ممن يرضاهن لك والداك، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً، وتذكر قول الله: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا [النساء:130]، نسأل الله أن يصلح حالك وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.(32/389)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج بمن كان يعاقر الخمر سابقاً
تاريخ الفتوى : ... 09 صفر 1425 / 31-03-2004
السؤال
ما حكم الزواج ممن كان يتناول الخمر خوفاً من العودة إليه؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الشخص قد تاب من شرب الخمر وصدقت توبته فإنه لا بأس في الزواج به لأن من تاب تاب الله عليه، ومن كانت توبته من شرب الخمر لله فإنه في الغالب لا يعود إليه، فلا داعي للخوف من عودته لمن تريد الزواج منه.
أما عن ترك الخمر لغرض دنيوي كالسمعة أو خوفاً من أضراره الصحية ونحو ذلك فهذا احتمال رجوعه إلى الخمر كبير فإذا كان هذا هو الحال فإننا ننصح بعدم الزواج بهذا الشخص، وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27061، 6500، 281، 10723.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... بصلاح الزوج تسعد المرأة وبفساده تشقى
تاريخ الفتوى : ... 08 صفر 1425 / 30-03-2004
السؤال
هل يجوز لامرأة محجبة تعرف حق الله عليها أن ترتبط بإنسان يقول إنه يصلي ولكن هذا غير مؤكد وكذلك يدخن بطريقة شديدة جداً ولكنه يعد بأن ينضبط حاله ككل الناس خاصة وأن التدخين يجعله في بعض الأحيان يفطر في شهر رمضان
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تارك الصلاة على خطر عظيم، وهو إلى الكفر أقرب منه للإيمان، وقد تقدم تفصيل الكلام في حكم تارك الصلاة في الفتوى رقم: 6061 والفتوى رقم: 1145 وعليه، فالذي ننصح به هذه الفتاة هو ألا تقبل بهذا الشخص زوجا حتى تتأكد من صلاح دينه وخلقه ومحافظته على صلاته وابتعاده عن شرب الدخان الذي سيطر عليه حتى جعله يفطر في نهار رمضان، لأن ارتباطها به سيكون دهرا وبصلاحه تسعد وبفساده تشقى، وعليها أن تتذكر أن من لم يحفظ حق الله عليه كيف يحفظ حق الآدمي؟! فإذا ظهرت عليه التوبة، فلا حرج من زواجها به.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/390)
الفرق بين الزواج من تاركة الصلاة والزواج من الكتابية
تاريخ الفتوى : ... 08 صفر 1425 / 30-03-2004
السؤال
بسم
الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد.
السؤال:-
فبالإجابة المرفقة المفهوم منها أن لا يجوز الإبقاء على مثل هذه الزوجة.
كيف ذلك وقد سمح للمسلم الزواج من الكتابية
نرجو الإيضاح
مع جزيل الشكر والامتنان
سمير
الفهرس » فقه العبادات » الصلاة » وجوب الصلاة وحكم تاركها (141)
رقم الفتوى : 10370
عنوان الفتوى : طريقة التعامل مع الزوجة التاركة للصلاة
تاريخ الفتوى : 02 رجب 1422
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كانت امرأتي لا تصلي وأقول لها لا يجوز ترك الصلاة وأقول لها عن الأحاديث التي تحض على الصلاة
ولكن تقول لي سوف أصلي وعندما أسألها هل صليت؟ تقول لي نسيت ، وظللت على هذا الحال سنة ونصفا هل يجوز أن تظل زوجتي؟ وما الحكم في هذا الموضوع؟
وجزاكم الله كل خير عني.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه المرأة على خطر عظيم بسبب تركها للصلاة، ولا يفيدها قولها بأنها سوف تصلي، والواجب إلزامها بالصلاة، فإن استقامت وصلت، فذلك خير، وإن أبت، فلا يجوز إبقاؤها زوجة لك، لعموم قوله تعالى: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) [الممتحنة:10].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة" رواه مسلم.
ولاتفاق الصحابة على أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر.
ومن هنا، فالواجب رفع أمرها إلى المحاكم الشرعية - إن وجدت - لإيقاع العقاب الرادع عليها، حيث لا يجوز التهاون معها بخصوص الصلاة، فمن ضيع الصلاة، فهو لما سواها أضيع، وعلى القول بأن ترك الصلاة كسلاً ليس مخرجاً من الملة، فلا أقل من أن يحكم عليها بأنها ناشز، ومخالفة لزوجها الذي يأمرها بالصلاة(32/391)
فتستحق التأديب على ذلك حتى تصلي، قال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) [النساء:34].
والله أعلم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتارك الصلاة له حالان:
الأول: أن يتركها جاحدا لوجوبها، وهذا كافر بإجماع أهل العلم، لأنه جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
الثانية: أن يتركها كسلا وتهاونا، وقد اختلف أهل العلم فيمن هذا حاله.
- فذهب الجمهور إلى أنه كافر كفرا أصغر لا يخرجه عن ملة الإسلام.
- وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكفر مطلقا كفرا أكبر مخرجا من الملة.
- وذهب بعضهم إلى أنه لا يكفر حتى يستتاب من قبل الحاكم فيصر بعد الاستتابة على الترك.
والفتوى التي أشار إليها السائل اعتمدت قول من يكفر تارك الصلاة مطلقا، ولا حرج في الأخذ بهذا القول، كما لا حرج في الأخذ بالأقوال الأخرى.
وأما عن الزواج بالكتابية، فإنه جائز، والفرق أن الكتابية على دينها بخلاف تاركة الصلاة على القول بكفرها، فإنها مرتدة، والمرتد أشد من الكافر الأصلي، ولذا لو أسلمت الكتابية ثم رجعت إلى دينها فلا يجوز الزواج بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خطبها مقيم ببلاد الكفر مع فارق في السن
تاريخ الفتوى : ... 07 صفر 1425 / 29-03-2004
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 لم يسبق لي الارتباط قبل ذلك من أسرة متدينة تقدم لخطبتي رجل يبلغ من العمر 37 سنة وكان له تجربه زواج سابقا ولكن لم تدم سوى 4 سنوات هو رجل ميسور الحال جدا ومتدين ويعيش في أمريكا ويريد أن أذهب معه هناك فهل أوافق عليه وهل هناك بيني وبينه تكافؤ أم لا؟ أرجو إفادتي
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الشخص مرضيا في دينه وخلقه، فينبغي قبول الزواج به، وفارق السن ليس معيارا في ذلك.
قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولكن قبل القبول به ينبغي عليك أن تستخيري الله تعالى، وكذا ينبغي أن تستشيري من تثقين فيه من أهلك أو غيرهم.(32/392)
ونريد أن نلفت نظرك إلى أنه إن أمكن أن تعيشي مع زوجك في غير أمريكا من الدول الإسلامية، فهو الأفضل قطعا، لأن العيش في تلك البلاد له آثار ومفاسد على الدين والأخلاق، خصوصا على الأولاد، وكذا إذا تقدم لك شخص آخر صاحب دين وخلق يعيش في دولة مسلمة فهو مقدم على هذا الشخص.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هي متدينة وزوجها فاسق
تاريخ الفتوى : ... 02 صفر 1425 / 24-03-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لا أعرف إن كان هذا هو سؤالاً أم ماذا، ولكن أنا حائرة جداً فأنا الآن متزوجة ولكن قصتي هي اختلاف، والقصة من البداية أنني كنت فتاة متدينة كثيراً كثيرا حتى إن والدي كان يخشى علي من ذلك، ولكن قبل أن يتقدم زوجي الآن لخطبتي بحوالي أربعة أشهر تقريباً، تعرفت على دكتور في الجامعة وأحببته حباً جنونياً لا يتخيله أحد، وأنا نفسي لم أكن أتوقع أن أقع في حب رجل أكبر من والدي، كان عمر الدكتور في الستين وأنا كنت في العشرين، ولقد وجدت في هذا الشخص أشياء كثيرة علقتني به في البداية لم يلحظ ولكن مع مرور الوقت عرف أني أحبه وطلب مني الزواج ولكن أمي عارضت، اصبحت أكلمه على الهاتف ثم بالبريد الإلكتروني، لم أكن أريد فراقه أبداً، ولكن مع هذا كنت محافظة على ديني ولم أرتكب أيه شنيعة معه أو مع أي شخص، كان فقط هذه الحادثة في حياتي، ولقد نسيتها مع زوجي ولقد اكتشفت أنها كانت مجرد إعجاب بذكاء الدكتور فقط بدون مشاعر الحب الحقيقية، ولكن الصدمة هي بعد الزواج فلقد اكتشفت أن لزوجي معارف كثيرة من الفاسقات في الفنادق وهذا سبب لي صدمة نفسية حاولت أن أنساها ولكن بدون جدوى فهو لا يصلي أيضاً، وحيرتي تكمن لماذا هذا هو زوجي ولم أرتكب أنا نفس أخطائه، فالطيور على أشكالها تقع، وأنا الآن متزوجة منذ ثلاث سنوات، أريد تفسيراً فأنا متدينة كثيراً وغيورة كثيراً، ولم أرتكب خطأ بمعنى الخطا، أفيدوني أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الإجابة على سؤالك نذكرك بالمثل العربي المشهور (على نفسها جنت براقش) حيث كان ينبغي عليك أن تسألي عن الرجل وعن دينه وأخلاقه حتى تتثبتي من ذلك، وليس كبر السن عيباً ولكن العيب هو ما ذكرت من ترك الصلاة وإقامة علاقات مع الفاسقات.
والذي ننصحك به الآن هو أن تذكريه بالله واليوم الآخر وتنهيه عن هذه المنكرات بالرفق واللين وبالتي هي أحسن، ويمكن أن تهدي له بعض الكتيبات والأشرطة التي تتحدث عن هذه المنكرات فإن استجاب فذلك المطلوب، وإن لم يستجب فلا خير لك(32/393)
في العيش مع تارك الصلاة، ومن يقيم علاقات مع الفاسقات فعليك بطلب الطلاق، فإن أبى فارفعي أمرك إلى المحكمة لتقضي في الأمر إما بالطلاق وإما بالخلع.
وأما عن كون المرأة متدينة وزوجها ليس كذلك فهذا كثير جداً، وقد يبتلي الله المرأة الصالحة بذلك لينظر ماذا تصنع وليمحصها ويعلم صدقها، وما قصة آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون عنا ببعيد فقد كانت أسيا من أصلح نساء العالمين وكان فرعون من أكفر رجال العالمين.
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير، ونريد أن ننبه السائلة وغيرها إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقات مع رجال أجانب عبر الهاتف أو الإنترنت أو غير ذلك، لأن ذلك من خطوات الشيطان إلى الحرام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل في نصح الوالدين لولدهما بعدم الزواج من فتاة ما بأس؟
تاريخ الفتوى : ... 29 محرم 1425 / 21-03-2004
السؤال
لي أخ كان يريد خطبة فتاة وهو أعجب بها، ولكن لما ذهب أبي وأمي ليتعرفا على أهلها ويريانها لم يستريحا لوالدها، فمثلاً لما استئأذن أبي للصلاة وسأل عن القبلة قال والدها وسأل الحاضرين من أهل بيته وأقاربه أين القبلة، فطبعاً ليست هذه كلمة فسواء قاله جاداً -وهذا شيء لا يطمئن- أو قالها مزاحاً، ولا أعتقد أن ذلك من المزاح المهم أن هذه ملحوظة أخذناها عليه من ضمن ملحوظات كثيرة أخذها أبي وأمي على والد الفتاة، وأما عن الفتاة فليس بها بأس من ناحية الأخلاق والدين إلا أنها سمينة وباقي أهلها طيبون وعلى أخلاق، الملاحظة فقط على والدها وأسلوبه في الكلام وعدم استراحة والداي له وفي سمن الفتاة أيضاً، فهل توجد حرمة إذا تركنا هذه البنت لهذين السببين وهما عدم استراحة والدي لوالدها وفي سمن الفتاة، ولكن لم يقل والداي لأخي اترك هذه البنت ولكن نصحه أبي وأمي بهذه النقاط ولكن لم يأمراه بترك البنت، وقالا له إن الأمر راجع لك في النهاية لأن أخي لم يدرس الأمور بإتقان، فهل فيه حرمة على والدي وأمي وإذا كانت فيه حرمة فماذا نفعل، لأن والداي ليسا مستريحين، وهل فيه حرمة على ملاحظة والداي أن الفتاة سمينة، وهل فيه عقاب من الله على والداي لما أبدياه من ملاحظات قالها لأخي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة -كما ذكرت- ذات دين وخلق فلا يضرها كون أبيها قد يكون مقصراً أو كونها سمينة، لأن كل ذلك ليس من المعايير التي ينبغي الحرص عليها، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20022، 30491، 39905.
وليس في ما سألت عنه من عمل والديك شيء من الحرمة لأن ذلك يعد من النصح لابنهما فلا بأس في نصحهما ابنهما بعدم الإقدام على الزواج من فتاة ما، وذكر أسباب ذلك، ولكن لا ينبغي لهما أن يجعلا السمنة معياراً، وكذا لا ينبغي لهما أن(32/394)
ينهيا ابنهما عن الزواج من هذه الفتاة لأن والدها قد يكون من المقصرين في الصلاة أو غيرها ما دامت هذه الفتاة مرضية في دينها وخلقها كما تقدم، نسأل الله أن يصلح حال الجميع وأن يختار لنا ولكم ما فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... قبول نكاح ضعيف الدين مخالف للهدي النبوي
تاريخ الفتوى : ... 25 محرم 1425 / 17-03-2004
السؤال
مشكلتي أننا أربع شقيقات بنات ووالد صغير توفيت أمي بسبب والدى فقد كان ومازال قاسي القلب منذ أن تزوج والدتي وهو ينفق من مالها حتى نفذ فبدأ بالعقارات حتى بيّع أمي كل ما تملك وفي النهاية طلب منها أن تكتب له الشقة التي نعيش بها باسمه ولما رفضت انهال عليها ضربا حتى فارقت الحياة وقد سجن ثلآث سنوات بتهمة ضرب أدى إلى موت المهم بعد خروجه أراد مني أنا وشقيقاتي أن نعمل له تنازلاً عن الشقة بصراحة رفضنا ولنا أسباب:
1- أنه قتل والدتي التي كانت دائما واقفة بجواره.
2- حينما حدثت الوفاه كانت أكبر أخواتي عمرها 15 سنة ومع ذلك عملنا جميعا والآن شقيقتي الكبرى بالصف الرابع كلية الهندسة وتعمل أيضا بعد الظهر محاسبة بمستشفى تخصصي.
وأنا من أقوم ببعث المشكلة أدرس إدارة أعمال سنة 3 وأعمل أيضا مديرة تنفيذية بإحدى شركات الدعاية والإعلان عبر الأنتر نت، وشقيقتي الصغرى طالبة في 2 كلية تجارة وتعمل سكرتيرة استقبال بنفس المستشفى مع شقيقتي الكبرى بعد الكلية. وعندي شقيقتي الصغرى وهي 2 ثانوي وتجلس بالمنزل . ولدي أخي في الصف الخامس الأبتدائي الأزهري.
المهم أننا ننفق على أنفسنا ولم يساعدنا أي أحد حتى عائلتنا كل من ساعدونا هم أصدقاء والدتي رحمها الله ساعدونا معنويا وأيضا بإيجاد العمل لكل منا.
المشكلة أن والدي الآن يرفع علينا قضايا بالمحاكم أننا غير مؤهلين بأننا نربي أخونا الصغير وأيضا يحاول إسقاط وصية أختي علينا وأنا خائفة جدا لأنه يقول أيضا إننا بنات ولا يمكن أن نعيش لوحدنا مع أننا خليناه يعيش معنا لكنه كان يأخد فلوسنا ولم يكن يريدنا نذهب إلى الجامعة ويقول كفاية ما أخذتم من التعليم وأيضاً يريد أن يزوجنا على مزاجه بحيث أنه يأخد فلوس من الذي يتقدم ميش لسه كمان ها يجهز ويتعب نفسه والآن أنا تقدم لي مخرج بالتليفزيون عنده فيلا وسيارة ومحترم وعائلته تحبني ويحبون أخواتي وأبوه يتمنى الخير لي ولأخواتى لدرجة أنه يريدني أعيش معاه أنا وأخواتي بعد الزواج أنا ميش راح أقولك بحبه لأ انا بحترمة ومقدرة كل ده بس فين ولي أمري هنا وأختي كمان متقدم لها ضابط دكتور زميلها بالمستشفى ورفضته كذلك المهم لحد أمتي هنرفض الدين بيقول ل أزوج لبكر إلا بولي وأنا(32/395)
للأسف ولي أمري كل يوم يبعث لي معاد على يد محضر من أجل أقبله في المحكمة .
أنا آسفة أني طولت بس بجد أريد حلاً أنا والله بعمله أنا وأخواتي بما يرضى الله وجيراني هم أهلي وأصحاب وأصدقاء والدتي رحمها الله ماذا أفعل وأنا كل يوم أرفض ناس طيبين في مراكز مرموقة وعيله موافقة عليه بكل ظروفي لدرجة أن مرة تقدم لشقيقتي وكيل النيابة الذي يحقق في القضية يعني ناس ما ترفض ومهندس في المخابرات يعني للأسف أن ماما الله يرحمها جبتنا على رأى جدتى بنات والحمد لله جمال ومهذبين ومتعلمين .
بس بردة من كتر مابنرفض الناس ال بيتجى ودق بابنا خايفة صحبتى مرة جاءت جمب ودنى وقالتلى الناس كدة ممكن تفتكر أنه في حاجة عندك انت وأخواتك أعوذ بالله .
صدقني لا أعرف المشكلة بالضبط .
فقط كنت أريد التكلم مع أحد، وشكراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن المشاكل المطروحة أمام المحاكم فيترك شأنها إلى المحاكم الشرعية لتقضي فيها حسب ما يتبين لها، والذي نقوله في هذا المقام، أن الإحسان إلى الأب وإن كان ظالماً متعدياً واجب على الأبناء، كما قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً (لقمان: من الآية15)، وهذا من حق الوالد الكافر فكيف بالمسلم الظالم، وللوالد أن يأخذ من مال ولده ما يشاء إذا لم يصل حد الاضرار والإجحاف بالولد، لحديث: أنت ومالك لأبيك. فمال الولد مباح لوالده بنص هذا الحديث.
وأما موضوع الزواج فلتعلمي أن للأب ولاية النكاح على البنت، ولا تنزع عنه هذه الولاية إلا في حالة العضل أي منعه لابنته من الزواج بكفء لها، أو فقد العدالة، وفي هذه الحالة يرجع إلى القاضي الشرعي، ولا يجوز للأب أن يزوج ابنته بغير رضاها، وراجعي الفتوى رقم: 19129 وستجدين فيها حلاً لهذه المشكلة، كما أننا نقول لك ولأخواتك إن المعيار الشرعي في قبول ورفض الزوج هو الدين والخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. رواه الترمذي.
فإذا كان المتقدم يملك مالاً وعقاراً ووجاهة، ولكنه ضعيف الدين لا يلتزم في معاملاته بحلال ولا حرام، كما هو حال أكثر من يعمل في السلك الفني من ممثلين ومخرجين، فإن الزواج من هذا الشخص مخالف لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم، والخير كل الخير في اتباع توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم وجعلها نصب عين المسلم، وقبل أن ننهي الجواب نشير إلى أنه لا ينبغي للمرأة ولا لأولادها رفض الزواج أو تأخيره بلا مسوغ شرعي، لكن ذلك لا يعني الموافقة على أيِّ متقدم، وأن يغضَّ النظر عن عدم التزامه وأخلاقه.
والله أعلم.(32/396)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... استدامة إمساك بنت الزنا هو الأفضل
تاريخ الفتوى : ... 24 محرم 1425 / 16-03-2004
السؤال
رجل تزوج بامرأة دون علم بأنها بنت حرام وبعد ذلك علم بأمرها فطلقها, هل ارتكب الرجل ذنباً وكيف يعالج
الأمر لتفادي أي تأثير نفسي على الأبناء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يرتكب هذا الرجل ذنباً لا في الزواج من هذه المرأة ولا في طلاقها، لأن كلا الأمرين مباح، والذي ننصح به هو إرجاع هذه المرأة إن تمكن الزوج من ذلك، حتى ترعى أبناءها، ولأنها لا ذنب لها تستحق أن تعاقب عليه، والله تعالى يقول:
وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى(الأنعام: من الآية164)، ولمعرفة حكم الطلاق انظر الفتوى رقم: 43812، والفتوى رقم: 12962، ولمعرفة حكم الزواج ببنت الزنا أو مجهولة النسب انظر الفتاوى التالية برقم: 7765، ورقم: 9667، ورقم: 35355، وكلامنا في هذه الفتاوى عن ابتداء الزواج ببنت الزنا لا عن استدامة النكاح.
وأما تأثير ذلك على الأبناء فنقول: لا يجوز إخبارهم بذلك ولا إشاعة مثل هذا الأمر، بل المطلوب هو كتم هذا الأمر وستره، وننبه إلى أن بنت الزنا وليها السلطان، فإذا كان هو أو نائبه من عقد لك المرة الأولى، فيجوز إرجاعها خلال العدة بدون عقد، وإلا بأن انتهت العدة أو كان الولي في العقد الأول غير السلطان، فيجب عند إرجاعها تجديد العقد ويكون وليها السلطان أو من ينوب عنه كقاضٍ ونحوه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كم من زوجة جميلة نكدت حياة زوجها!
تاريخ الفتوى : ... 22 محرم 1425 / 14-03-2004
السؤال
أنا شاب عمري 22 أرغب بالزواج من إحدى قريباتي وهي بنت خالي وبنت عمتي وهي قرابة شديدة وكلمت أهلي في أني أريد خطبتها ونؤجل الزواج إلى أن أنتهي من الجامعة وكان موقفهم بين الموافقة والمعارضة وذلك للقرابة ولأنها غير جميلة, وقمت بالاستخارة 3 مرات ولم ينشرح صدري وبعدعدة شهور حلمت بأن أمي تقول لي إننا سنخطبها وبعد عدة شهور أخرى حلمت أني قررت نهائيا أني سأخطبها مهما كان, ولكني ما زلت خائفامن الوراثة,, فهل أخطبها أم لا,, علما بأن أهلي لما علموا أني استخرت تحسن موقفهم , ولكني لم أقل إني حلمت بهذين الحلمين بعد(32/397)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة مرضية في دينها وأخلاقها فإننا ننصحك بالتقدم لخطبتها وزواجها خصوصاً بعد ما شرح الله صدرك لذلك بعد الاستخارة.
وأما عن زواج الأقارب وما يثار حوله من الأمراض الوراثية فإن ذلك في الغالب غير صحيح، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 8099.
وأما عن الجمال فإن الجمال جمال الأخلاق، فكم من امرأة جميلة نكدت حياة زوجها! وكم من امرأة ليست بذاك الجمال، ولكنها قد أسعدت زوجها بأخلاقها، فالمعيار الذي ينبغي أن يلتفت إليه هو الدين والخلق.
ونريد أن ننبهك إلى أمر آخر هو أخو الاستخارة وهو الاستشارة، فلتستشر من تثق فيه من أهلك أو أصحابك ممن هم أدرى بحالك.
وأما عن أهلك فالظاهر أنهم ليسوا متشددين في المعارضة، بل أرجعوا الأمر إليك، وإذا فرضت أنهم يرفضون فلتحاول إقناعهم بالرفق واللين وبالتي هي أحسن، إذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق كما تقدم، فإن فرض أنهم رفضوا بعد ذلك فطاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها.
وراجع الفتاوى التالية: 2510/6563/1775.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زواج الفقير بالغنية.. نجاح أم فشل
تاريخ الفتوى : ... 09 محرم 1425 / 01-03-2004
السؤال
ما حكم زواج الرجل من المرأة التي تكون أغنى منه مالا، وما علاقتها بالكفاءة في الإسلام وما تفسير قول الرسول(صلى الله عليه وسلم: لا يزوج النساء إلا الأولياء ولا يزوجن إلا من الأكفاء.!!!! وماهو تعريف الكفاءة، وهل ستكون الحياة سعيدة مع الفرق الكبير بين الاثنين لأنه سوف تنتقل إلى مستوى أقل في المعيشة بكثير، وهذا هو اعتراض والد الفتاة ووالد الشاب لأنهما غير مناسبين لبعضهما وستكون حياتهما غير مستقرة..
وهل تجوز خطبة المرأة لرجل غير قادر على الإنفاق لأنه مازال يدرس بكلية الهندسة في السنة الثانية وهي في السنة الأوى من الثانوي..... وإرجاء الزواج إلى ما بعد الدراسة أي ما يقارب (ثلاث سنوات)، وإذا اعترض والد الفتاة على خطبة هذا الشاب لأنه مازال يدرس ولو استمرت العلاقة بينهما حيث يتحادثان في التليفون يوميا تقريبا، فهل تجوز العلاقة، وما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن الكفاءة في النكاح وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 998، 19166، 22388.(32/398)
والخلاصة أن الراجح من أقوال أهل العلم هو أن الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين والخلق دون بقية الأشياء من نسب أو مال ونحو ذلك، وعليه فلا بأس في زواج الغنية بالفقير، هذا من جهة الحكم الشرعي، أما من جهة نجاح هذا النكاح واقعاً فهذا يختلف باختلاف الناس، لكن إذا كان الزوجان من ذوي الخلق والدين فإن الغالب هو النجاح، والعكس فيما إذا كان الزوجان أو أحدهما ليس من ذوي الدين والخلق.
وأما عن خطبة الشاب الذي ما زال يدرس لفتاة ثم تأخير الزواج إلى ما بعد التخرج، فإنه لا بأس به بشرط ألا تكون هناك علاقات آثمة خلال فترة الخطوبة، لأن المخطوبة أجنبية فتُعامل كالأجنبية فلا خلوة ولا نظر ولا لمس ولا كلام إلا بقدر الحاجة...
وأما عن حديث: لا يزوج النساء إلا الأولياء.... فقد رواه البيهقي عن جابر رضي الله عنه لكن في إسناده الحجاج بن أرطأة، قال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق كثير الخطأ والتدليس، وعلى فرض صحة الحديث فمن يقول إن الكفاءة المعتبرة هي الكفاءة في الدين والخلق فإنه يحمل الحديث عليها.
وأما إذا رفض والد الفتاة الخطبة ولم يقتنع بذلك بعد اتخاذ كافة الوسائل، فإننا ننصح هذا الشاب بأن ينسى هذه الفتاة وأن تنساه وأن يقطعا كل علاقة بينهما، وسيجد كل واحد منهما زوجاً يناسبه بإذن الله، نسأل الله أن يصلح الحال وأن يختار لنا ولكم ما فيه الخير والصلاح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تتهوى رجلا على خلق ودين وأهلها يعارضون
تاريخ الفتوى : ... 04 محرم 1425 / 25-02-2004
السؤال
أود السؤال عن حكم ارتباط الفتاة برجل وهي تهوى رجلا آخر، لكن الأهل لا يوافقون عليه ومع العلم أن الذي تهواه على خلق ودين ولا يقطع صلاة مفروضة ولا نافلة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به من هذه حالتها أن تتقي الله تعالى ولا تترجم هذا الحب إلى أمر محرم، كالخلوة والنظر ونحو ذلك من المحظورات، ولا يجوز للمرأة إنشاء علاقة مع رجل غير علاقة الزواج.
ثم لتعلم أنه لا يوجد مانع شرعاً من أن تسعى إلى الزواج ممن تحب، إن كان متصفاً بالخلق والدين وذلك عن طريق إرضاء أوليائها لأن ذلك أولى لديمومة زواجها، أن تتزوج بمن تحب وتميل إليه لا من تكرهه وتنفر منه، ولا بأس أن توسط في هذا الأمر كل من لهم تأثير من العائلة حتى يتم الوفاق على الزواج ممن تحب، فإن حصل المطلوب فالأمر واضح، وإن لم يحصل وكان الرجل المهيأ من طرف الأهل ليس فيه ما يمنع من الزواج به إلا كونها لا تميل إليه، فالأحسن الموافقة على(32/399)
الزواج منه، فمن يدري قد يكون أحسن ممن تظن أنه الأفضل، لأن الإنسان قد يكره الشيء ولا يدري أنه خير له كما قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ(البقرة: من الآية216)، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 1753، والفتوى رقم: 2184.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التأكد من خلو الثيب من زوج واجب
تاريخ الفتوى : ... 02 محرم 1425 / 23-02-2004
السؤال
رجل يريد الزواج من امرأة ثيب، فهل يجب عليه السؤال عن حالها -لديها زوج أو لا- مع الاطمئنان من أخلاقها؟ وإذا لم يكن مطمئناً لأخلاقها، فهل يختلف الحكم، هل يصح الزواج بالزانية المشهورة قبل التوبة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال عن المرأة قبل الزواج بها أمر مطلوب، للتأكد من صلاحيتها كزوجة وأم لأولاد المستقبل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري وغيره، ولا تعرف ذات الدين من غيرها إلا بالسؤال عنها، وكذا من حقه أن يعرف أبكر هي أم ثيب، ويجب أن يتأكد من كونها ليست في عصمة زوج، ولا يجوز له أن يطلب منها الإقرار بالزنا، لأن ذلك يقتضي فضح المرء نفسه وهذا لا يجوز، كما لا يجوز له اتهامها بأن ثيوبتها كانت بالزنا إلا بالأدلة القاطعة، وهي الشهود الأربعة بنص القرآن الكريم، والأصل في المسلم السلامة، والستر على المسلمين واجب لا سيما التائبون منهم، وراجع الفتوى رقم: 22901.
فإذا تابت الزانية وصدقت توبتها، جاز للمرء نكاحها حتى لو كانت مشهورة بالزنا قبل ذلك، فالتوبة تجبُّ ما قبلها، لكن ينبغي لمن أراد نكاح مثل هذه المرأة أن يتحرى صدق توبتها، وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11295، 13096، 17247.
وأما نكاح الزانية قبل التوبة فراجع حكمه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2403 ، 9644، 11295.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التدخين نقص في دين الشخص
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1424 / 09-02-2004
السؤال
أنا فتاة متزوجة منذ سنة من ابن خالتي، عندما جاء زوجي لخطبتي من أهلي سألناه عما إذا كان يدخن السجارة فأجابنا بلا أي أنه لا يدخن كما سألنا والديه وأهله(32/400)
فأجابونا بنفس الجواب، وفي يوم الدخلة شممت رائحة السجارة لكن عن بعد، ولم أشمها مرة أخرى، بعد عدة شهور من زوجي به اكتشفت أنه يدخن عن طريق مراقبتة، لكن تدخينه ليس كثيراً، فصارحته بحقيقة معرفتي ووعدني أنه سوف يتركه لكنه طلب مني بأن لا أبوح لأي مخلوق، وأحياناً يعاملني بقساوة وأعزم على أخبار أمي بالحقيقة ومن ثم أتراجع، ما رأيكم في هذا الموقف هل أخبر الأهل أم ماذا علي أن أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتدخين محرم شرعاً، وقد أحسنت حين سألت عنه يوم خطبتك هل يدخن أم لا؟ فالمعيار في قبول الشخص ورفضه هو دينه وخلقه ولا ريب أن التدخين نقص في دين الشخص، ومع أنك أحسنت في هذا الأمر، فقد أسأت بالتجسس على زوجك فالتجسس حرام، لقول الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا [الحجرات:12].
أما الآن وقد وقع ما وقع فإن عليك أن تتوبي إلى الله عز وجل، وأن تستري زوجك ولا تخبري أحداً بما يصدر منه، وفي الحديث: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم. أخرجه أبو داود.
واستمري في نصح زوجك بأن يقلع عن التدخين عسى الله أن يوفقه لذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ليس الحسب أو النسب هما المعيار في الزواج
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1424 / 09-02-2004
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما نويت أن اتزوج من فتاة تعمل في نفس مكان عملي والحق يقال إنها إنسانة مؤدبة وعلى خلق وهذا ما دفعني أن أفكر بالزواج منها
لكن للأسف تم رفضي من والديها ليس بسبب ديني او خلقي
فلله الحمد أنا إنسان أحافظ على واجباتي الدينية بل وأحاول الإكثار من بعضها وحسن المعشر بشهادة كل من أعرفهم ولله الحمد لا تربطني أي علاقة بأي فتاة بشكل غير شرعي وأنا لا أقول هذا الكلام تكبرا أو غرورا والعياذ بالله ولكن من حزني على سبب الرفض
حيث إني رفضت بسبب عائلتي !!!!!!
والسبب لأني لست من نفس القبيله أو من قبيلة قريبه منهم كي يزوجوني ابنتهم !!!!
وكأن لي ذنب في عائلتي أو قبيلتي ، والمصيبة أن عائلتي ليست بصغيره بل إنها كبيره ومعروفة في بلادي بل إنها منتشرة في الخليج العربي وليس هذا وحسب بل موجودة في دول عربية أخرى ! أي أنها عائله ليست صغيرة.
إلى متى يتم هذا التفريق بين المسلمين على هذه الأسس التي لا تسمن ولا تغني من جوع يوم الحساب ، (فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) ،(32/401)
غريب أمر هؤلاء البشر الذين لا يريدون أن يزوجوا بناتهم لغير من يرغبونه إما لسبب القرابة او لسبب المال متناسين أنه قد تبقى البنت من غير زواج لهذا التعنت في الرأي وحينها قد تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه .
أهكذا يكون المسلمون أخوة ومحبين لبعض
بالتفرقة بين بعضهم البعض على أساس العرق أو القبيلة أو اللون ؟
كيف يمكن لإنسان أن يحب إنسانا إذا عرف أنه يستصغره أو يستحقره بسبب عائلته أو قبيلته أو أهله .
حزني الشديد من هذا الموضوع أصبح كابوسا بالنسبة لي
أفيدوني برأيكم ونصحكم حول هذا الموضوع جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الشرع الحكيم قد بين المعيار الصحيح في اختيار الزوج ألا وهو الدين والخلق، فقد روى الترمذي عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد، قالوا يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. ثلاث مرات.
وكم ترتب من الفساد بسبب الإعراض عن هذا التوجيه النيوي واعتبار الناس بالمال أو الجاه أو الحسب أو النسب، وما أمر العوانس وكثرتهن إلا من هذا السبب، ولكننا نرشدك أيها الأخ الكريم إلى أن لا تعلق قلبك بالزواج من هذه المرأة ما دام أهلها قد رفضوا، ولا تشغل نفسك بها أو برفض أهلها، لأن ذلك قد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه، وفَوِّض أمرك إلى الله تعالى، فلعله يكون قد صرفها عنك لمصلحة تعود عليك في ذلك، فتذكر قول الله تعالى:
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة: 216)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من شروط إباحة نكاح المسلم حديثاً من مسلمة
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1424 / 09-02-2004
السؤال
كيف يتزوج شاب أسلم حديثا من فتاة مسلمة أصلا، علما بأنهما يعيشان معا قبل إسلام الرجل ولا يزالان يعيشان تحت سقف واحد ... كيف يصح زواجهما ؟
و جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أسلم هذا الشاب والتزم بأحكام الإسلام الظاهرة فلا حرج -إن شاء الله- في زواجه من هذه الفتاة بشرط أن يكونا عفيفين، لأنه لا يجوز نكاح الزانية على(32/402)
الراجح من أقوال العلماء، ولتراجع في هذا الفتوى رقم: 38866، وننبه إلى أنه لا تجوز إقامة علاقات بين الشباب والشابات قبل الزواج لما يترتب على إقامتها من المفاسد والشرور، وعلى هذا فالواجب عليهما التوبة والافتراق، فإن تيسر لهما الزواج فالحمد لله، وإلا فالواجب افتراقهما وعدم إقامة هذه العلاقة أبداً، وتراجع الفتوى رقم: 10522 لمزيد الفائدة.
ثم إننا ننبه أيضاً إلى أنه لا بد من رضا ولي المرأة بالزواج؛ وإلا كان هذا الزواج باطلاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مظهر الجمال من المعايير المعتبرة في اخيار شريك الحياة
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو الحجة 1424 / 26-01-2004
السؤال
هل الشكل عامل مؤثر في اختيار شريك الحياة ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشكل ومظهر الجمال أحد المعايير المعتبرة شرعاً وعقلاً وحساً في اخيار شريك الحياة، ولكن المعيار الأهم هو معيار الدين، ويدل لذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
ويدل له كذلك ما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر امرأة ثابت بن قيس على طلبها فراق زوجها وأمره أن يخالعها، وقد جاء في إحدى روايات عبد الرزاق في المصنف وابن ماجه في سننه أن سبب كراهتها له كونه دميماً.
هذا وننصح المرأة إذا وجدت رجلاً مقبول الشكل أن لا تتردد في الزواج به إذا كان ذا دين وخلق عملاً بالحديث: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي.
وللمزيد في الموضوع راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 7526/40585/40547/11179.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا بأس بالاقتران بفتاة لا تتكلم العربية جيداً
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو الحجة 1424 / 25-01-2004
السؤال
أنا أدرس في أمريكا ويوجد عرب مسلمون لديهم بنات ملتزمات وأريد الزواج من إحداهن, ونيتي إحصان نفسي والستر على البنت وإخراجها من بلاد الكفار, لكنها لا تتكلم العربيه جيدا. هل أتزوجها وهل لي أجر على ذلك ?(32/403)
الرجاء الرد بسرعة لأني متحير,
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة كما ذكرت ذات دين وخلق، فإننا ننصحك بالزواج بها، قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وكونها لا تتكلم العربية جيداً ليس عيباً لأنها يمكن أن تتكلمها بطلاقة مع الأيام، ومع العيش عندك وعند أهلك.
وأما قولك هل لي أجر على ذلك، فجوابه أن الزواج بحد ذاته قربة وطاعة يؤجر عليه العبد إذا نوى به إعفاف نفسه ومن يتزوجها، فإذا انضاف إلى ذلك نية إخراج الفتاة من بيئة الفساد بهذا الزواج فإن الأجر يزيد إن شاء الله.
وراجع الفتوى رقم: 12310.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... للرجل أن يختار من يميل إليها، دون من يرغب عنها
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو الحجة 1424 / 25-01-2004
السؤال
أنا شاب في السادسة والعشرين من العمرعلى خلق طيب ، قد تعرفت على فتاة مسلمة متدينة ونيتي والله وحده مطلع علي هى الزواج منها ولكن حدث أن نظرت إلى قدم هذه الفتاة طيبة الخلق والدين فشعرت بالنفور من شكل قدمها وكان هذا هو أهم الأسباب التي جعلتني لا أفكر في التقدم لخطبة هذة الفتاة، لأن شكل القدم بالنسبة لي شيء هام إن لم أقل هام جدا بالنسبة للإنسانة التي أريد الارتباط بها وقد و فقني الله في العثور على فتاة طيبة الخلق والدين ولا أزكي على الله أحدا لم أنفر من شكل قدمها، مشكلتي الآن هي أنني أشعر بتأنيب الضمير لتركي الفتاة الأولى لا لسبب إلا لشكل قدمها التي لا ذنب لها فيه فاله هو خالق كل شيء و لذا فإنني الآن دائم اليقين بأن الله سبحانة وتعالى سوف يحاسبني على رفضي ما خلق" القدم" بأن يجعل حياتي حجيماً على يد خطيبتي الآن جزاءا لتركي الفتاة الأولى.
لم اذكر السبب الحقيقي للفتاة الاولى طبعا حتى لا أجعلها تشعر بالذنب وأنا الآن أريد أن أستريح من عذاب الضمير هذا ، فماذا افعل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يقيم علاقة مع امرأة أجنبية عنه، ولو كان الغرض من ذلك الزواج بها، لأن ذلك ذريعة للوقوع في الفاحشة، فعليك أن تتوب إلى الله من هذه العلاقة المحرمة قال تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ(المائدة: من الآية39)، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 1769.(32/404)
ولا إثم عليك في تركك للزواج من امرأة فيها ما ينفرك منها، لأنه مع وجود هذا النفور قد لا يتحقق الود والألفة بين الزوجين، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى من يريد الزواج بها قبل الزواج، لئلا يكون فيها شيء ينفره منها، لا يطلع عليه إلا بعد الزواج مما يترتب عليه سوء العشرة وعدم تحقق مقصود النكاح، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قال: لا، قال فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئاً.
وفي سنن الترمذي وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين خطب امرأة: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.
ومعنى يؤدم: تدوم المودة والألفة بينكما.
فهذا الحديث والذي قبله يدلان على أن للرجل أن يختار من يميل إليها، دون من يرغب عنها لأمر من الأمور، بل ذلك مستحب، لما يترتب عليه من حفظ الفرج، وغض البصر، ودوام العشرة، وحصول المودة بين الزوجين، وليس ذلك من عدم الرضا بخلق الله، بل إن ذلك من الأمور الفطرية التي لا يلام عليها الإنسان، وكم من امرأة رغب عنها خاطب لشيء ما، رغب فيها خاطب آخر للشيء نفسه، فالرجال يتفاوتون في ذلك تفاوتاً كبيراً كما هو معلوم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأسير الخاطب.. قبول أم رفض
تاريخ الفتوى : ... 28 ذو القعدة 1424 / 21-01-2004
السؤال
أنا صاحبة السؤال رقم 225586 الجزء الأول من الفتوى حله أن الحكومة المصرية صرحت للمتزوجين بجماع زوجاتهم داخل المعتقل فى غرف خاصة
والجزء الثاني والدي متوفى وبعض الأهل موافقون
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد شرع الله تعالى النكاح لمقاصد عظيمة، من أهمها السكن والاستقرار لكل من الزوجين، كما قال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم:21)
ويغلب على الظن عدم تحقق هذا الأمر بإقدامك على الزواج من هذا الرجل، وهو على هذا الحال، بل قد يترتب على ذلك وقوع الطلاق، ولاسيما بعد أن يصبح له منك أولاد فتضطرب عندك الحياة، ويسودها القلق والشقاء، وهذا أمر واقع كثيراً، ثم إن ما ذكرت من السماح للمعتقل بالاختلاء بزوجته قد لا يستمر، إضافة إلى أنه لا يؤمن وقوع بعض المفاسد من وجودك في هذا المكان، فالذي نراه لك ما ذكرناه سابقاً من الصبر حتى ييسر الله لك الزواج منه طليقاً، أو الزواج من غيره من(32/405)
صالحي المؤمنين، بل ولعل أن يكون زواجك من غيره أصلح لك، وتذكري قول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(البقرة: من الآية216)، ففوضي أمرك إلى الله تعالى، وأكثري من دعائه ولاسيما في الأوقات التي هي أرجى في الإجابة، ثم تذكري أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وعمرها حوالي أربعين سنة، ولم يكن له مع ذلك أولاد إلا منها؛ باستثناء إبراهيم الذي مات صغيراً.
ويتأكد كون الأفضل عدم زواجك من هذا الرجل والحالة هذه برفض أوليائك لذلك، ولا شك أنهم يرون لك الأصلح في الغالب، وبخصوص الولي في النكاح، فإن لم يوجد الأب فالجد ثم الأقرب فالأقرب على ترتيب الإرث إن اجتمعوا، فإن تيسر أمر زواجك فيمكن أن يكون جدك هو الولي أو غيره بالترتيب الذي ذكرناه، ويراجع الجواب رقم: 42711.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
السؤال عن من يُراد الاقتران به ليس تجسساً
تاريخ الفتوى : ... 26 ذو القعدة 1424 / 19-01-2004
السؤال
أنا فتاة محجبة وقعت في حب شاب ملتزم على ما كان يظهر إذ أنه كان يحافظ على أوقات الصلاة ويؤديها مع الجماعة, وأنا لا تجمعني به أي علاقة حتى ولو معرفة المهم كنت أطلب الله أن يكون من نصيبي إن كان فيه خير وفي نفس الوقت كنت أتحرى عنه، وفي ظرف وجيز استطعت أن أجمع عنه معلومات كثيرة, وقيل لي أنه يملك شركة لكراء السيارات, هنا بدأت أبحث عن مصدر المال الذي به أنشأ هذه الشركة, إذ أن مثل هذه المشاريع تتطلب مالاً كثيرا, المهم وصلتني أخبار موثوقة أنه اقترض المال من البنك والمشكلة في بلدنا أن البنوك تتبع نظاما ربويا، في هذا الوقت تلقيت صدمة كبيرة، إذ أنني إلى آخر لحظة كنت أتمنى إلا يكون قد لجأ إلى هذه الطريقة بما أنه يدعي أنه ملتزم (ويقول أنه يبحث عن فتاة ليست محجبة فقط وإنما عن منقبة وهذه من بين الأخبار التي وصلتني عنه)، المهم في ليلة اليوم الذي وصلني فيه الخبر أخذت كتاب الدكتور القرضاوي "الحلال والحرام في الاسلام" كي أبحث في موضوع الربا (ولو أنني كنت متاكدة أن فوائد البنوك هي الربا) في الوقت الذي كنت أقرأ فيه الفهرس رأيت عنوان التجسس وبدون تردد اتجهت إلى الصفحة التي يوجد بها ولما قرأت ما كتب عن التجسس شعرت بندم شديد إذ أن كل ما كتب فيه ينطبق علي حيث أنني بدافع الحب تجسست على هذا الشخص لكي أعرف إن كان وقع في الربا، أسئلتي:
1- بعد أن أحسست بندم شديد أريد أن أكفر عن ذنبي, هل تنصحونني بأن أتصل به (عبر الهاتف لأنني لا أريد أن يعرف من أنا) وأطلب منه أن يسامحني على ما فعلته في حقه وفي نفس الوقت أنبهه على أن القرض الذي أخذه حرام؟(32/406)
2- في هذه الحالات مثلا كيف يمكن أن يكفر الذي وقع في الربا عن ذنبه خاصة في مثل حالة إنشاء شركة؟
3- في حالة تقدم عريس لفتاة يقوم أهلها بالسؤال عنه إن كان رجلا صالحا ويمشي في طريق الحلال إلخ, ألا يعتبر هذا تجسسا أيضا؟ شكرا وسامحوني أن أثرت موضعين في رسالة واحدة وأرجو أن تجيبوني في أسرع وقت.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسؤالك عمن تريدين الزواج به لا يعد من التجسس لأن الدافع لذلك غرض صحيح، ومثل ذلك سؤال أهلك عن هذا الشخص، وعليه فليس ذلك بذنب ولا يلزم منه التحلل من هذا الشخص وطلب السماح منه.
وأما عن نصح هذا الشخص وتنبيهه إلى خطأ ما فعل، فإننا ننصحك بأن يكون ذلك عبر رسالة أو إهداء كتب أو أشرطة تتحدث عن ذلك، أو يكون بالإيعاز لرجل آخر بأن يقوم بهذا الدور، لأن حديث المرأة مع الرجال قد يكون مداعاة للفتنة.
وأما عن كيفية التوبة من القرض الربوي الذي استفاد منه الشخص بنحو شركة أو غيرها، فقد تقدم الكلام عن ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3116، 14003، 15430، 34564.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المستقيم المريد للزواج يسلك الطرق المشروعة
تاريخ الفتوى : ... 26 ذو القعدة 1424 / 19-01-2004
السؤال
أنا فتاة مسلمة ملتزمة أصلي وأصوم والحمد لله، أقترب من كل ما يرضاه الله تعالى وأبتعد عن كل ما يبغضه..... أحببت شخصا يكبرني بـ 13 عاما شخصا محترما مسلما ملتزما لا يعاب أبدا من عائلة معروفة ومحبوبة عند أهلي لكن أهلي يعرفون هذا الشخص لكن لا يعرفون أن هناك علاقة بيني وبينه.. أنا في بلد وهو في بلد آخر.. لا نتصل إلا عن طريق الهاتف للتطمئنان على بعضنا فقط ولا نرى بعضنا إلا في المناسبات... ولا يوجد خلوة بيني وبينه... متعلقان في بعضنا كثيراً لأبعد الحدود ولكن أنا لا أعلم ما حكم الشرع في ذلك، وإن كان الحكم حراما ماذا أستطيع فعله لأبتعد عنه مع العلم أن هذا الشخص ينتظرني لأنهي دراستي ليتزوجني وأنا واثقة منه تماما؟ وجزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن هذه العلاقة التي بينكما محرمة وقد تكون سبباً في ريبة كل واحد منكما في الآخر إذا حصل الزواج، ثم إذا كان هذا الأجنبي -الذي يحدث بينك وبينه اتصالاً عن طريق الهاتف ولقاء في المناسبات -مستقيماً وملتزماً بشرع الله كما تقولين(32/407)
فلماذا لا يأتي البيوت من أبوابها ويخطبك من وليك، ولهذا نوصيك أختنا في الله بالابتعاد عما حرم الله واللجوء إلى سبيل هذا الدين القويم، حتى تعيشي عيشة هنية.
وعليك بالابتعاد عن هذا الأجنبي واجتنابه حتى تسألي عن دينه وخلقه، ثم إذا أراد الزواج فليتقدم عن طريق وليك، ولمزيد من الفائدة حول هذا الموضوع راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4220، 15025، 33115، 5707.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من طرق اختيار الزوج
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1424 / 18-01-2004
السؤال
أريد أن أعرف كيف أختار الزوج الصالح وكيف أتاكد من ذلك بدون أن يلاحظ خطيبي ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيمكنك اختيار الزوج الصالح بالخطوتين التاليتين:
الخطوة الأولى: أن تسألي الله تبارك وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح.
الخطوة الثانية: أن تسألي الله وتستشيري أهل الصلاح والعقل والأمانة، ممن له معرفة بالشخص المراد معرفة حاله وسيرته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اشترط أهل الفتاة الشهادة الجامعية فاشتراها ليتزوج
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو القعدة 1424 / 15-01-2004
السؤال
ما حكم من تقدم لخطبة فتاة وهما متحابان ومتفاهمان واشترط أهل الفتاة شهادة جامعية وهو غير حاصل عليها ولكنه اشترى شهادة وتمت الموافقة والزواج؟
الفتوى
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لأهل الفتاة أن يشترطوا على من تقدم لابنتهم أن يكون على شهادة معينة إذا كان مرضيا في دينه وخلقه، لكن إذا اشترطوا ذلك فلا يجوز خداعهم وغشهم بشهادة مزورة، وراجع الفتوى رقم:19189.
وعليه، فيلزم من فعل هذا أمور:
الأول: التوبة من التزوير والكذب.
الثاني: التوبة من الغش والخداع.
الثالث: إخبار أهل الفتاة بأنه خدعهم وعليه طلب السماح منهم، فإن سامحوه فذاك، وإن أبوا فلهم الخيار في فسخ الزواج.(32/408)
قال في حاشية تحفة المحتاج في إخلاف الشرط: فلها الخيار فإن رضيت فلأوليائها الخيار إذا كان الخلف بالنسب لفوات الكفاءة... وجعل العفة كالنسب والحرفة. اهـ.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين
تاريخ الفتوى : ... 20 ذو القعدة 1424 / 13-01-2004
السؤال
شقيقتي حاصلة على ليسانس حقوق وعمرها 30 سنة، ولها مال يزيد عن 10آلاف جنيه، وهي بكر لم تتزوج لكنها مخطوبة الآن لشخص عمره 27 سنة نجح مؤخرا في اختبار محو الأمية، لايحمل أية مؤهلات ولم يعمل بعد في أي وظيفة، ولكنه يدعي أنه بعد الزواج منها سيبدأ في البحث عن وظيفة ستكون في الأغلب مبيض محارة أو عاملاً بأحد محلات الأطعمة وهو الآن يستدين منها ومنا للحصول على 500 جنيه كمقدم شقة إيجار لعام واحدوكذلك يستدين لدفع مقدمة غرفة واحدة من أثاث الزوجية حتى يتمكن من تقسيط باقي ثمنها، تتمسك به شقيقتي بشدة بحجة وجود علاقة عاطفية قوية بينهما في حين أنني أعمل كعضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات العريقة وشقيقتنا الأخرى حاصلة على درجة الدكتوراه في أحد فروع العلوم، والسؤال هل يحق لي شرعا منع هذه الزيجة بحجة عدم التكافؤ العلمي والاجتماعي والثقافي بينهما وكذلك بين الأسرتين؟ وهل التكافؤ ضمن شروط صحة الزواج الشرعية؟؟وهل يحق لي اتخاذ موقف من هذه الزيجة ورفض التدخل فيها كوكيل مثلا؟؟ أم أن لرفضي هذا مساوئ أكثر؟؟ وكيف أتأكد من صدق نواياه في الارتباط بها دون أن تكون له مطامع في أموالها أو ميراثها الشرعي من والدنا؟؟ أرجو إفادتي بموقفي الشرعي من هذه الزيجة؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك رفض هذا المتقدم للزواج بأختك إن كان غير مرضي الخلق والدين، أما إذا كان مرضي الخلق والدين، فالراجح من أقوال العلماء أنه كفء لأختك، وإن كانت تفضله من الناحية العلمية، لأن الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين، وقد بينا ذلك وغيره في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19166/40301/2346.
وإننا لنرى أن تعاونك مع أختك في هذا الزواج أمر لا يأباه الشرع ما دام الزوج المتقدم بالأوصاف التي ذكرناها (الخلق والدين)، أما إذا لم يكن كذلك، فلك رفضه وعدم تولي عقد النكاح بنفسك، إذ قد قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي وغيره.
وهذا إذا لم تخش أن يكون تعلقها به شديداً، بحيث يخشى عليها أن ترتكب معه ما حرم الله، أو تتزوج به بدون ولي معتبر شرعاً ونحو ذلك، ويمكنك التأكد من حال هذا الرجل بالسؤال عنه، ومعرفة أخلاقه من جيرانه وذويه، لأن الاطلاع على ما(32/409)
في الضمائر والنوايا متعذر، والتزكية ممن هو أهل للتزكية تعتبر كافية في معرفة الشخص بغالب الظن، والله نسأل أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تريده زوجاً وتدعو الله ولا تريد الإضرار بزوجته
تاريخ الفتوى : ... 08 ذو القعدة 1424 / 01-01-2004
السؤال
زرع الله في قلبي حب رجل متزوج ولديه أطفال، رفضت أسرتي الزواج منه، حاولت نقلي من عملنا لأبعد فلم أوفق بسببه، فهو يعطله بدعوى حبه لي، لم أوفق في الزواج من غيره رغم طلبي ممن أثق بتقواهم بصلاة الاستخارة حتى لا أتأثر بهوى قلبي، إني أدعو الله أن يزوجني هذا الرجل بدون ضرر لزوجته وأطفاله وبرضا أهلي وأن يعيننا على الطاعة، فهل أنا آثمة، فأنا أدعو الله أن ينجيني من هذا الابتلاء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا ننصح السائلة بمراجعة فتوانا السابقة المتعلقة بموضوع العشق ورقمها: 9360.
ثم إنك لست آثمة في ما تدعين به من التزويج بهذا الرجل ما دمت لا تريدين طلاق زوجته، وإن كان الحامل لك على ذلك هو إرادة العفاف فذلك حسن، روى أحمد وأصحاب السنن من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.
ومن الحسن كذلك أنك لا تريدين الضرر لزوجته وأطفاله، وإياك أن تسأليه طلاق زوجته، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ..... ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستكفئ إناءها.
واحذري من الخلوة مع هذا الرجل، ما لم يحصل بينكما زواج شرعي مستوفٍ للشروط، من الولي والشاهدين والمهر، فقد أخرج الإمام مسلم من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ليس لأولياء المرأة المطلقة منعها من الأكفاء
تاريخ الفتوى : ... 23 شوال 1424 / 18-12-2003
السؤال
لي قريبة تزوجت وتم طلاقها ثم قام زوجها بردها مرة أخرى، وتم الطلاق ولكنه لم يذهب للمأذون، وقد تركت له المنزل وذهبت إلى أهلها، وتم عمل جلسة عائلية وألقى عليها يمين الطلاق مرة أخرى، ولكنه لم يذهب للمأذون أيضا وهي تريد(32/410)
معرفة رأي الدين في هذا الموضوع، وتريد معرفة رأي الدين في الزواج بدون علم أهلها لأن أهلها يرفضون زواجها من أي شخص غير هذا الزوج لأنه غني؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه المرأة قد طلقها زوجها ثلاثاً ولا تحل له حتى تتزوج زواجاً صحيحاً ويدخل بها الزوج ثم يطلقها، بشرط أن لا يكون مقصود الزوج الأخير تحليلها لزوجها الأول، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أن امرأة رفاعة القرظي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله؛ إن رفاعة طلقني فبتَّ طلاقي، وإني نكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي وإنما معه مثل الهدبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته. وهذا لفظ البخاري، ووقوع الطلاق لا يشترط له التسجيل عند المأذون.
أما زواج المرأة بدون إذن وليها فهو باطل ولا يجوز الإقدام عليه أصلاً، ففي سنن الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 4632.
واختيار أهل المرأة زواجها من الرجل المذكور لكونه صاحب مال غير صواب، بل ينبغي أن يكون معيار الزوج هو ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي، ومعناه أيضاً في سنن ابن ماجه، مع العلم بأنه ليس لهم أن يمنعوها ممن تقدم لها من الأكفاء، فإن منعوها فلها أن ترفع الأمر إلى القضاء الشرعي وسيزيل عنها الضرر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح فتاة ترتكب معاصي
تاريخ الفتوى : ... 23 شوال 1424 / 18-12-2003
السؤال
أدرس في الجامعة وأحببت فتاة وعزمت أن أتزوجها على سنة الله ورسوله، فهي متعلقه بي بشكل غريب، وتطيعني والحمد لله في أمور الدين، وأريد أن أعف نفسي وأزيل شكوك الناس، فأريد أن أربيها على يدي لأنها تسمع الأغاني. ولا ترتدي الجلباب مع أنها مقتنعة به. فما حكم الشرع في ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/411)
فبداية يجب أن تعلم أن الإسلام حرم على الرجل النظر إلى المرأة الأجنبية والخلوة بها، فضلا عن مصادقتها ومصارحتها بالحب، لأن ذلك يؤدي إلى مفاسد ومضار عظيمة سد الشرع الباب دونها، وانظر الفتوى رقم: 16154.
أما بخصوص زواجك من هذه الفتاة، فالحكم أنه لا مانع من ذلك شرعا إذا وافق وليها والتزمت بأمور الدين، ومن ذلك ارتداء الحجاب والامتناع عن سماع الأغاني، أما إن ظلت على معصيتها فلا ينبغي لك الزواج منها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الجنسية ليست معيارا للكفاءة في الإسلام
تاريخ الفتوى : ... 16 شوال 1424 / 11-12-2003
السؤال
هل يجوز كتب كتاب من مسلم جنسيته غير جنسية بلدي؟ أو عقد نكاح بدون دخول ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن معيار الكفاءة في الإسلام هو الدين والخلق، فلا يصح تزويج المسلمة من كافر، ويمنع الفاسق المشهور بفسقه من التزوج بالمرأة ذات الدين، لأنه لا يؤمن عليها منه، فقد يمنعها حقوقها أو يضطرها إلى ممارسة ما حرم الله.
أما الكفاءة في النسب فقد اختلف العلماء في اشتراطها، والذي تشهد له الأدلة أنها ليست معتبرة، روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
فلم يشترط الكفاءة في النسب، وبناء على ذلك فإنه يجوز لك أن تتزوجي ممن خطبك إن كان مرضي الدين والخلق ولا اعتبار لجنسيته، واعلمي مع ذلك أنه لا يصح عقد نكاح دون ولي، فالولي شرط من شروط صحة النكاح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي.
وأما الدخول فليس شرطاً في صحة النكاح، فلا مانع أن يتم عقد النكاح، ويتأخر الدخول إلى الزمن الذي يتفق عليه الزوجان.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
على المرأة ألا تستحي من الموافقة بالزوج الكفء
تاريخ الفتوى : ... 08 شوال 1424 / 03-12-2003
السؤال(32/412)
داما أدعو الله أن يتوب علي من ترك المعاصي، والحمد الله قدرت وهاأنا أحاول إن شاء الله، مع العلم بأني أخاف الله وأُؤديَ جميع فرائضي والحمد الله، إلا أنني بحاجة لشخص يرعاني ويسمعني ويهتم بي لأني أحمل كل مشاكل أهلي وأسمع لهم وأخدمهم، أما أنا ما عندي من يسمعني؟ دعوت الله أن يرزقني بزوج صالح يخاف الله وإن شاء الله سوف يقبل دعائي، أستحي أقول موافقة، وأمي ترد دائما برفض من يأتي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لك الثبات على ما أنت عليه من الاستقامة والصلاح، وأن يفرج كربك وينفس همك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسكنين إليه ويسكن إليك، إنه على ما يشاء قدير، ولعل الله تعالى يجازيك بحسن عشرتك لأهلك وخدمتهم زوجاً ينسيك كل هذا العناء، ونقول لك هنا لا يمنعك الحياء من الموافقة، إذا ما تقدم لك رجل كفء ذو خلق ودين، ففي الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. رواه الترمذي.
بل لك أن تعارضي أمك إن منعتك من الزواج ممن تقدم لك وهو كفء بلا مسوغ، ولا يحل لها ولا لأهلك عضلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يجوز للمرأة أن تقبل الزواج من شخص لا يصلي
تاريخ الفتوى : ... 07 شوال 1424 / 02-12-2003
السؤال
تمت خطبتي من شخص منذ مدة، ثم اكتشفت أنه ليس الشخص المناسب، خاصة وأنه تارك للصلاة. و نحن في اختلاف كلي في العديد من القضايا المحورية. هذا وإن والدي موافقان عليه موافقة تامة. سيدي الكريم ماهي رؤية الشرع في هذه القضية خاصة وأني أمام خيارين كلاهما صعب: إما أن أرفض مع إمكانية إغضاب والدي الأمرالمحرج أمام العائلة، أو أن أوافق مع تمام الاقتناع بعدم مناسبته لي. و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز لك القبول بالزواج من شخص لا يصلي، وراجعي الفتويين التاليتين: 24535/ 38981 وعليه؛ فأخبري والديك أنك لا ترغبين في الزواج من هذا الشخص لأنه لا يصلي وأن ذلك لا يجوز لك، فإن اقتنعوا فذلك وإلا فرضا الله مقدم على رضا الوالدين، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولو أدى الأمر إلى أن ترفعي أمرك إلى القضاء. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/413)
صاحب الخلق والدين مقدم على جميل الخلقة
تاريخ الفتوى : ... 05 شوال 1424 / 30-11-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم سؤالي أني أدعو الله دائما أن يرزقني بالزوج الصالح الذي يكون جمال أخلاقه ودينه من جمال وجهه، فهل دعائي هذا لا يجوز؟ ألا يجوز أن أدعو وأطلب جمال الوجه، أرجو إفادتي؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فدعاء الله تعالى بأن ييسر لك زوجاً حسن الخلقة والخلق جائز، ومن حق المرأة أن تطلب الزوج الذي تأنس به وترتاح إليه، ويتحقق لها به الإحصان، علماً بأن الأصل في اختيار الزوج هو الخلق والدين، ففي الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
فإذا وجد الخاطب حسن الخلقة، مع ضعف دينه، ووجد من هو أقوى منه ديناً، قُدم صاحب الدين ولو كان غير مميز في جمال خلقته، قال الله تعالى: وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ [البقرة:221].
ولا خير في زوج يكون حظ المرأة منه النظر في وجهه، دون أن تستفيد منه خلقاً أو ديناً، بل قد يكون سبباً في انتكاسها، وضياع دينها، وراجعي الفتوى رقم: 32981، والفتوى رقم: 19839.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المعول عليه في اختيارالخاطب هو الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 04 شوال 1424 / 29-11-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم. سؤالي: أني أدعو الله دائما أن يرزقني بالزوج الصالح الذي يكون جمال أخلاقه ودينه من جمال وجهه فهل دعائي هذا لا يجوز؟ ألا يجوز أن أدعو وأطلب جمال الوجه؟ أرجو إفادتي؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا بأس أن تسألي الله زوجاً صالحاً جميل الوجه، يبلغ في الجمال ما يبلغ في الدين والصلاح، ولكن ليكن المعول عليه عندك في اختيار الزوج هو الصلاح والدين، فإذا انضم إلى ذلك كونه جميلاً فالحمد لله، وإن لم يمكن اجتماعهما أي الصلاح والجمال قدمت الصلاح على غيره، واحذري أن يدعوك طلبك للجمال إلى أن تقدمي الجمال على الصلاح فتندمي كما وقع لكثير من النساء، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر الرجل بالزواج من ذات الدين وأن يقدم الدين على الجمال وغيره من الخصال، بقوله: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم، فمن باب أولى أن تؤمر المرأة بذلك وهي(32/414)
أقل ولعاً بجمال الرجل من الرجل بجمالها، بل إنه صلى الله عليه وسلم صرح بأن المعول عليه في قبول خطبة الخاطب هو دينه وخلقه فقال صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة واللفظ لابن ماجه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدين مقدم على الجمال
تاريخ الفتوى : ... 27 رمضان 1424 / 22-11-2003
السؤال
أشاهد أفلام الجنس كثيراً ولم أزن في حياتي، وأنا على أبواب الزواج قريبا وحائر في اختيار الزوجة فأنا أميل إلى الجمال، أفيدوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فتحرم مشاهدة الأفلام الجنسية والخليعة، لأنها داعية إلى الرذيلة وسوء الأخلاق وانتكاس الفطرة وفساد المجتمع، والحمد لله الذي منّ عليك أخي الكريم باجتناب الفاحشة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يشرح صدرك وينور قلبك ويحصن فرجك، ويمنّ عليك بالتوبة من مشاهدة هذه الأفلام القبيحة. كما نسأله سبحانه وتعالى أن ييسر لك أمر الزواج، فهو من خير الوسائل لاجتناب الفواحش ووسائلها. وأما اختيار الزوجة فقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ~ فاظفر بذات الدين...~~ متفق عليه. ولا بأس بأن تبحث عن امرأة ذات دين وجمال تقصر نظرك عن التطلع لغيرها وتسعد معها في الدنيا والآخرة، فإن دار الأمر بين أن تتزوج ذات دين أو ذات جمال فالدين مقدم على الجمال، وما يغني الجمال الظاهر إذا كان الجمال الباطن من احترام الزوج وطاعته والتحلي بالصفات الحميدة مفقوداً، بل قد تكون وبالاً عليك وسبباً للمعيشة الضنك بسبب فخرها بجمالها الظاهر، فاحذر من ذلك، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
على المسلم أن يختار الزوجة الصالحة ذات الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 27 رمضان 1424 / 22-11-2003
السؤال
نبحث عن زواج يعفنا فاستعسر الأمر علينا هنا في أوروبا، فبما تنصحوننا؟ هل هناك من يمكن الاتصال به من العلماء في بلادنا الإسلامية أو هناك مواقع جيدة على الإنترنت يشرف عليها بعض الصالحين ترشدوننا إليها؟ وفقتم لكل خير. والسلام عليكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/415)
فإن على المسلم إذا أراد الزواج أن يختار الزوجة الصالحة المتصفة بالدين والخلق أخذاً بإرشاد نبينا صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه مسلم.
فإن تعذر وجودها فعليه اختيار أية امرأة مسلمة، فإن عدمها تزوج الكتابية العفيفة لقول الله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة:5].
ولا نعلم موقعاً إسلامياً يعتني بالتعريف بمن تريد الزواج من النساء، وننبه الأخ وغيره إلى مسألة مهمة، وهي أن الإقامة في بلاد الكفار لغير حاجة معتبرة من المحرمات، كما سبق في الفتوى رقم: 18462.
ثم إنك لم تبين كيف عسر الزواج عليكم؟ هل هو لعدم وجود الزوجة، أو من يتولى صيغة العقد من المسلمين، أو المهر... إلى غير ذلك، فإن لم تكن في الفتوى كفاية فوضح لنا مرادك، عسى أن نتمكن من التدقيق في الجواب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الكفاءة في الزواج لا تعتبر بالشهادات العلمية
تاريخ الفتوى : ... 27 رمضان 1424 / 22-11-2003
السؤال
هل فقر الولد أو حصوله على شهادة تعليم متوسطة يمنعه من الزواج من فتاة غنية بعض الشيء وحاصلة على بكالوريوس؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالكفاءة المعتبرة في النكاح هي كفاءة الاستقامة والخلق والدين، على الراجح من أقوال العلماء، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 19166. وعلى هذا فإنه لا مانع من أن يتزوج شاب بفتاة يقل مستواه عنها في الشهادة التعليمية، ما دام كفؤاً لها في الخلق والدين، وراجع الفتوى رقم: 2346. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الصفات المطلوبة في الزوج والزوجة الصالحين
تاريخ الفتوى : ... 14 رمضان 1424 / 09-11-2003
السؤال
السؤال هو: ماهي صفات الزوجة الصالحة والزوج الصالح؟ الرجاء الإجابه عليه لأنه مطلوب علي بحث 3 صفحات. وشكراً لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الصفات المطلوب شرعاً وجودها في الزوج هي الخلق والدين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي. كما أن الصفات المطلوبة شرعاً في الزوجة بينها النبي(32/416)
صلى الله عليه وسلم في قوله: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، ولمزيد من التفصيل في الموضوع يمكن الرجوع إلى الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19166، 4203، 10561، 18781. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يجوز الزواج بفتاة لا تصلي
تاريخ الفتوى : ... 03 رمضان 1424 / 29-10-2003
السؤال
هل يجوز الزواج من فتاة مسلمة لا تصلي؟ مع العلم بأنها قالت إنها ستصلي في المستقبل، الرجاء إرسال الفتوى عبر بريدي الإلكتروني، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز الزواج بهذه الفتاة ما دامت لا تصلي، قال صلى الله عليه وسلم: ~العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.~~ رواه أصحاب السنن. فإن تابت وأقامت الصلاة، وظهر منها ما يدل على صدق التوبة، من المحافظة على الصلاة والالتزام بالحجاب وترك المحرمات، ونحو ذلك مما يدل على الاستقامة، فلا حرج حينئذ في زواجها، بل الزواج بها حينئذ مستحب، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 8591، والفتوى رقم: 6061. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أساس اختيارالزوج أو الزوجة هو الدين
تاريخ الفتوى : ... 24 شعبان 1424 / 21-10-2003
السؤال
كيف تعرف أنك قبلت إنساناً للزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فأساس اختيار الزوج أو الزوجة هو الدين، ولا خير في زوج أو زوجة لا دين له، وإن ملكا الدنيا بأسرها، لأن سعادة العيش في الدنيا والفلاح في الآخرة لا يكونان إلا بالدين، وما سواه متاع الغرور، وقبل أن يتم اختيار الزوج أو الزوجة فيسن للمرء أولا أن يصلي صلاة الاستخارة، ويستشير أهل الخبرة والمعرفة ممن يظن بهم خيراً، فإذا استقرت نفسه وأطمأن قلبه لمن اختار، أقبل على الأمر متوكلاً على الله تعالى، وقلبه ممتلىء باليقين أن الله تعالى ما اختار له إلا ما هو خير، ولا يقلق المرء بسبب ما يعرض له من تردد خارج عن الأمر الذي يريده، ما دام قد اختار شريك حياته على أساس الدين والتقوى، ولتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25631، 19045، 27855. والله أعلم.(32/417)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من فتاة سافرة
تاريخ الفتوى : ... 22 شعبان 1424 / 19-10-2003
السؤال
السلام عليكم يا إخوتي سؤالي هو: تعرفت على أخت مسلمة والحمد لله، لكن ليست محجبة... علماً بأننا نحب بعضاً ونريد الزواج، لكن انصحوني يرحمكم الله، هل أرضى بها أم أبحث عن غيرها لأنها غير محجبة؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كانت هذه الفتاة تؤدي ما عليها من الفرائض كالصلاة ونحوها، فلتخبرها أن الحجاب فرض عليها كغيره من الفروض، فإن وافقت على لبسه، فلا مانع من التقدم لخطبتها، أما إذا أصرت على عدم لبس الحجاب، فلتبتعد عنها، ولتسأل الله أن يبدلك خيراً منها، لأن مقياس اختيار الزوجة الحقيقي هو الدين، والمرأة بلا دين لا خير فيها، لا سيما أنها تؤثر على الأولاد في المستقبل، فيقتدون بها ويسيرون على خطاها، وراجع الفتوى رقم: 1769، والفتوى رقم: 1422. ويجب عليك وعليها التوبة إلى الله تعالى من العلاقة التي قامت بينكما في السابق سواء تزوجتها أم لم تتزوجها، ولا تتم هذه التوبة إلا بالإقلاع عن الاتصال بها، والندم على ما حصل من ذلك في الماضي، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وراجع الفتوى رقم: 1324. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لن تعدم ذات الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 16 شعبان 1424 / 13-10-2003
السؤال
السلام عليكم أنا شاب أعيش في فرنسا، وكما تعلمون فبلاد الكفر مليئة بالفتن، وقد قال المصطفى الصادق الأمين ما تركت على رجال أمتي فتنة أشد من النساء، وهذه هي أعظم فتنة في بلاد الكفر، أنا طالب وأفكر في الزواج من أجل الاستعفاف، لأني أعلم أن الزنا والاستمناء حرام، وحمداً لله توجد هنا فتيات مسلمات إلا أنهن يرتكبن أخطاء كبيرة، منهن المتبرجات ومنهن من لا يلبسن الحجاب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنصيحتنا لك أولاً أيها الأخ السائل أن تهاجر إلى بلاد المسلمين، ما دمت غير محتاج للإقامة في بلاد الكفر، إذ الإقامة في بلاد الكفر محرمة إلا إذا دعت إليها حاجة أو ضرورة، كالدعوة إلى الله تعالى، أو تحصيل علم يحتاج إليه المسلمون، ولا يوجد ببلادهم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 12829، والفتوى رقم: 2007. كما يستحب لك عند الزواج أن تختار ذات الخلق والدين، فتبتعد عن المتبرجات والفاسقات ونحوهن،(32/418)
وتطلب من تلتزم بدين الله تعالى، والله تعالى يوفقك للخير ما دمت ناوياً له، قال الله تعالى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنفال:70]. ولمعرفة كيفية الاختيار الصحيح للزوجة راجع الفتوى رقم: 8757. ولمزيد من الفائدة والتفصيل راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19992، 9625، 34848. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج من مسلمة أوروبية
تاريخ الفتوى : ... 11 شعبان 1424 / 08-10-2003
السؤال
هل يجوز لي أن أتزوج بمسلمة لديها جنسية بلجيكية؟ وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذ كانت هذه المرأة ملتزمة بارتداء الحجاب ومواظبة على أداء الفرائض وذات خلق، فهذه لا يُرْغَب عنها في الزواج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أما إن كانت هذه المرأة غير ملتزمة بالحجاب، أو سيئة الخلق، فلا ينبغي لك الزواج منها.
ثم اعلم أخي أن إقامة المسلم في بلاد الكفر، من الأمور المحرمة التي لا تجوز إلا عند الضرورة أو الحاجة المعتبرة، وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 18462.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الارتباط بمدرسة موسيقى
تاريخ الفتوى : ... 09 شعبان 1424 / 06-10-2003
السؤال
شاب أريد الزواج ومرشحة لي مدرسة موسيقى فهل يجوز الارتباط بها والتقدم لخطبتها أم الابتعاد
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الموسيقى محرمة، والعمل في مجالها محرم إذاً، وعلى هذا نص جماهير الفقهاء وأقطاب العلماء، وقد بينا ذلك في الجواب رقم: 25616، ورقم: 7932. وإننا نقول للأخ السائل: إذا اشترطت على من تريد خطبتها أن تترك العمل في هذا المجال فوافقت، فلا مانع من الارتباط بها، أما إن أبت إلا العمل في مجال الموسيقى، فابحث عن غيرها، لأن ارتباطك بها في هذه الحالة قد يؤثر على أولادك في المستقبل، وربما أنفقت الزوجة من مالها عليك وعلى أبنائك، ومالها المكتسب من هذا السبيل حرام.(32/419)
والله نسأل أن يوفقك لما يحب ويرضى وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، ويغنيك بفضله عمن سواه. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تعدلي عن صاحب الدين إلى غيره
تاريخ الفتوى : ... 08 شعبان 1424 / 05-10-2003
السؤال
خطبني ابن عمتي ووافقت وهو يقطن بفرنسا ولا يصلي، وقد اشترطت عليه الصلاة ووافق، وعمري18 والزواج بعد2أو3 إن شاءالله، ونظرا للتقلقات على الدين في بلدي وفي المقابل هناك من يريدني وهو يصلي فماذا أفعل؟ وما هي شروط الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلتعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الاختيار السليم، فقال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه البخاري ومسلم.
وعلى هذا، فإذا وجدت صاحب الدين والخلق، وكان يستطيع القيام بالأعباء الزوجية فاظفري به ولا تعدلي عنه إلى غيره، امتثالا للأمر النبوي، علما بأن تارك الصلاة أقل أحواله الفسق، والفاسق ليس كفؤاً للصالحة.
وأما شروط صحة الزواج فهي:
1- تعيين الزوجين.
2- رضا الزوجين.
3- وجود الولي.
4- الشهادة عليه.
5- خلو الزوجين من موانع النكاح.
ولتفاصيل هذه الشروط وأدلتها، نحيلك إلى الفتوى رقم: 1766، والفتوى رقم: 25637.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عقد قرانها على رجل لا يقوم لصلاة الفجر
تاريخ الفتوى : ... 26 رجب 1424 / 23-09-2003
السؤال
أنا معقود قراني لشاب ملتحٍ و يتقي الله في رزقه، و لكنه لا يقوم لصلاة الفجر، ولا يوجد سبب قوي لعدم استيقاظه، ويرفض أن يوقظه أحد، وسؤالي هو: ما هو حكم الشرع في سلوكه هذا؟ مع العلم بأنه قد نصح كثيرا و هو يشعر بالذنب و لكن لا(32/420)
يحاول، فما يجب أن يكون موقفي منه؟ و هل إذا استمر هكذا يصلح أن يكون زوجا صالحا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكرت من التحاء زوجك وتقواه في الرزق وشعوره بالذنب لتأخيره صلاة الفجر، أدلة على طيب نفسه، وربما يكون الشيطان هو الذي لعب به، فقد ثبت أنه يسعى لتنويم الإنسان ليفوت عليه فضل قيام الليل وصلاة الفجر في الجماعة.
روى عبد الله رضي الله عنه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه. متفق عليه.
وروى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.
ثم ما ذكرت من رفضه أن يوقظ للصلاة، هو مما يشكك في استقامته، وعليه، فلا يمكن الجزم بأنه سيكون زوجا صالحا أو غير صالح.
وعن موقفك منه، فإن كان عقد القران تم بينكما -وهو المتبادر من صيغة السؤال- فمعنى ذلك أن الأمر قد انقضى وليس لك إلا أن تعالجي مسألته بدوام النصح والتذكير، وتتوجهي إلى الله بالدعاء له وتصبري.
وإن كان العقد لم يتم بعد، وإنما حصلت مواعدة به فقط، فالأحوط لك أن تتثبتي وأن لا تتعجلي في الاقتران به.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تلزم طاعة زوجة الأب في اختيار الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 23 رجب 1424 / 20-09-2003
السؤال
أحب شخصا ويحبني لكن زوجة أبيه تريد له ابنة أختها وهو خائف منها على أن يفرض رأيه عليها، كان قد وعدني بالزواج، في رأيكم ما هو الحل الذي يجب أن يتبعه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فبداية ننبهك إلى أن هذا الرجل أجنبي عنك وأنت أجنبية عنه، لا يجوز لكما شرعاً إقامة أي علاقة خارج نطاق الزواج، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 1769، 7396، 7965. وإذا كان هذا الرجل يريد الزواج منك، فليقنع أباه وزوجة أبيه برغبته فيك وعدم رغبته في ابنة أخت زوجة أبيه، فإن لم يلق قبولاً فليستعن ببعض أهل الخير والصلاح ليقنعوا أباه وزوجته، علماً بأن حصوله على موافقة زوجة أبيه على(32/421)
الزواج منك ليست ضرورية، وإنما المهم أن لا يمانع أبوه، لا لأن موافقة أبيه شرط لصحة النكاح، وإنما لأن زواجه بك مع ممانعة أبيه من العقوق لأبيه، والعقوق من الكبائر، وراجعي الفتوى رقم: 3778، والفتوى رقم: 3846. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
تاريخ الفتوى : ... 19 رجب 1424 / 16-09-2003
السؤال
هل يجوز الزواج.. من فتاة مسلمة... لكن أحد إخوانها يرتكب كل الموبقات كازنا والشرب وتعاطي المخدارت..... مع العلم بأن الفتاة ليس فيها ما يعاب.....؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا حرج عليك في الزواج ممن هي مرضية الدين والخلق، ولا أثر لكون أخيها عاصياً والعياد بالله تعالى، لأن الله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وراجع الفتوى رقم: 13021. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا ينطبق على الخاطب هذا مقياس الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 20 رجب 1424 / 17-09-2003
السؤال
إذا تقدم رجل لخطبة امرأة وهو يشرب الدخان ويعاكس النساء، وهي تعلم بذلك مع تدينها الشديد، نرجو التكرم بالرد السريع لحل مشكلتنا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد حدد الشرع المقياس الذي يرتضى به الرجل زوجاً، ألا وهو الدين والخلق، ومن ابتلي بشرب الدخان، ومعاكسة النساء، فليس على هذا الحال، وعليه فلا ينبغي أن تقبل به هذه المرأة زوجاً لها، لاسيما أنها ذات دين، فزواجه منها قد يكون سبباً في انحرافها، وصرفها عن جادة الطريق، ولعلها إذا رزقت منه بأولاد أن يكون قدوة سيئة لأولاده، فنصيحتنا لهذه الأخت أن ترفض الزواج منه، ولعل الله تعالى أن ييسر لها من هو خير منه، ولمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتويين التاليتين: 5742، 26866. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يبارك لمن خطب امرأة متحجبة؟
تاريخ الفتوى : ... 12 رجب 1424 / 09-09-2003
السؤال
قريبي سيتزوج امرأة غير متحجبة هل أبارك له؟(32/422)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك أن تنصح قريبك بأن يختار ذات الدين كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
والنصيحة هي أساس الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة... رواه مسلم.
فلعلك إذا قدمت له النصيحة وجدت منه أذنا صاغية فاستجاب لك أو نصح زوجته أو خطيبته وأمرها بالحجاب، وكنت أنت من الناصحين الدالين على الخير، ولو لم يستجب لك فقد أديت الذي عليك، ثم بعد ذلك تهنئه بمناسباته السارة وتعزيه في مصائبه، فهذا هو شأن المسلم مع إخوانه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر. رواه البخاري ومسلم.
ولعل ذلك يكون سببا في قبوله وتوجيهه لزوجته، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 18610.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رضاك به زوجاً أمر لا يملكه أحد غيرك
تاريخ الفتوى : ... 05 رجب 1424 / 02-09-2003
السؤال
السلام عليكم. بدون مقدمات سؤالي يكمن في أن هناك شاباً تقدم لخطبتي يعمل مدرساً، مثلي أيضا إلا أنني رفضته رفضا تاماً رغم أنه متدين، وهذا ما كنت أبحث عنه منذ مدة، ولكنني منذ رأيته لم أتحمله بل لم أستطع تصوره كشريك لحياتي، المرجو منكم أن تقولوا لي هل علي إثم من فعلتي، مع العلم بأنني لن أتراجع عن قراري؟ جزاكم الله أسمى الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنصيحتنا للأخت السائلة الكريمة أن تستخير الله تعالى في أمر زواجها من هذا الشاب الملتزم بدينه، فالاستخارة مسنونة في الأمور التي تعرض للمسلم ومنها أمر الخطبة والزواج، وكذلك نوصيك باستشارة أهل الخير والصلاح والخبرة الذين هم أعلم منك بأمور الحياة الزوجية وما يترتب عليها، ومع هذا فالأمر راجع إليك، لأن رضاك به زوجاً أمر لا يملكه أحد غيرك، لكننا نذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره، وحسنه الألباني.
وبقول الله تعالى: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19]، وراجعي الفتوى رقم: 7526.(32/423)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
معارضة الآباء لاختيار الأبناء في الزواج
تاريخ الفتوى : ... 05 رجب 1424 / 02-09-2003
السؤال
معارضة الآباء لاختيار وزواج الأبناء من الفتيات إذا كانا قد أحبا بعضهما ويريدان أن يكملا طريقهما بالحلال؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن رفض والده زواجه من امرأة بعينها، فليحاول إقناعه بالرفق واللين واللطف وبالتي هي أحسن، فإذا لم يقتنع فإن طاعة الوالد مقدمة على الزواج من امرأة بعينها. وكذلك من رفض والدها زواجها من رجل بعينه، وقد تقدمت التفاصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 998، 6563، 19220، 33034. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ليس ضرورياً كون اختيار الزوجة على أساس المحبة
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1424 / 30-08-2003
السؤال
أعمل بشركة وتعمل معنا فتيات وفي أوقات كثيرة نتحدث مع بعض عن طريق الإنترنت بحكم تواجدنا معاً وأوقات يغلب على الحديث بعض الكلام عن أنفسنا وبعض المزاح داخل حدود الأدب ولكن فتاة من اللاتي يعملن معنا أحبتني ولكني أحترمها جداً ولكن قلبي لم يمل لها فماذا أفعل هل أقبل الفتاة التي تحبني (خذ التي بتحبك ولا تأخذ التي أنت بتحبها) فهل ممكن العمل بهذا المثل؟ أم ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى قال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30]. وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ~ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.~~ وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ~إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.~~ وعليه، فلا يجوز لك أيها السائل الجلوس مع هؤلاء النسوة الأجنبيات، ولا النظر إليهن ولا تبادل الحديث معهن، فإن ذلك لا يقره الشرع، بل يجب عليك الابتعاد عن مثل هذه الجلسات، فإنها رأس كل شر وإثم، وعلى المسؤول عن العمل في الشركة المذكورة أن يتقي الله تعالى، ولا يسمح بوجود مثل هذا الاختلاط والفوضى، فإنه محاسب على مثل هذا ومسؤول عنه أمام(32/424)
الله، وإذا اضطر إلى توظيف نسوة، فليكنّ محجبات، ولا يختلطن بالرجال، ثم إنه لا مانع من الزواج بهذه الفتاة التي تميل إليك إذا كانت على خلق دين، لقوله صلى الله عليه وسلم: ~تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك~~ متفق عليه. وليس من الضروري أن يكون اختيار الزوجة على أساس المحبة، بل ينبغي أن يكون معيار ذلك هو الدين والخلق الحسن، كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليكن ذلك عن طريق صحيح، بأن تتقدم إلى ولي أمرها بالخطبة، فإن رضي فتزوج، وحذارِ ثم حذارِ من الاختلاط بهذه المرأة والخلوة بها قبل الزواج الشرعي. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح فتاة والدها يكتسب ماله من حرام وحكم قبول مساعدته
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1424 / 30-08-2003
السؤال
السلام عليكم.أنا عازم على الزواج من فتاة على خلق، ودينها على خير ما يرام ولكن المشكلة أن والدها صاحب مصنع دخان معسل فأنا أسأل كما تعرفون أن الزواج مشاركة فهل المال الذي سيشاركوني به في زواجي يعتبر مالا يدخل علي بالحرام وهل أكمل هذا الأمر أم انسحب الرجاء الإجابة تفصيلا حيث إن الأمر محير جدا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه المرأة على تلك الصفات من الدين والخلق، فلا حرج في الزواج منها، بل هو الأولى امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، واللفظ للبخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ولا أثر لكون والدها يعمل في المال الحرام.
أما بخصوص ما أبديته من تخوف من مشاركة أبيها في بعض أمور الزواج بماله المكتسب من مصدر غير مشروع، فيمكن تفاديه والتحايل عليه، أو رفضه بالكلية.
فإن تعذر ذلك، فبإمكانك أخذه ثم صرفه على الفقراء والمساكين من غير أن يعلم بذلك حفاظاً على رابطة الود بينكما إن كانت مشاركته على وجه التمليك لك.
وهذا الذي ذكرناه في حالة تمحض ماله من الحرام. أما إذا اختلط بمال آخر له من الحلال، فلا حرج في قبول مشاركته في تجهيز ابنته، ولمعرفة المزيد عن المال الحرام المختلط بغيره الحلال نحيلك على الفتوى رقم: 6880.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إصرار الوالدين على خاطب لا ترغبه البنت مما لا ينبغي
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الثانية 1424 / 19-08-2003(32/425)
السؤال
أرجو مساعدتي فإني أعاني من اكتئاب ونوبات بكاء وندم منذ قراءة فاتحتي، رغم أن الشخص هذا تقدم إلي قبل خطوبتي الأولى وكنت مرتاحة له ولم يحصل نصيب، ولكن الآن غير مرتاحة وأهلي مصرون على هذا الشخص لأنه ذو خلق ودين.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان خطيبك الحالي ذا خلق ودين فلتقبلي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذَا أتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوّجُوهُ، إلاّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وفَسَادٌ عرِيض. رواه الترمذي ، وحسنه الألباني.
والذي نراه لك هو طاعة والديك ماداما قد رغبا هذا الخاطب وارتضياه، فتكونين قد جمعت بين موافقة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وطاعة الوالدين، لكن إذا صار ذلك بالنسبة لك مستحيلاً أو متعذرًا، فلا يجوز للأبوين إرغامك عليه مهما كان الأمر. وقد سبق بيان ذلك في الفتويين التاليتين: 3006، 14228
ولمعرفة بعض ما يزيل الهم والغم والاكتئاب، راجعي الفتويين التاليتين: 26806، 29559.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يحق للوالدين إجبار البنت على الزواج بمن لا تريد
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الثانية 1424 / 13-08-2003
السؤال
قال الرسول (ص) إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. لقد تقدم لخطبتي شاب ذو دين، وأخلاقه عالية ومن عائلة محترمة فوافق أبي وتمت خطبتي بدون رضائي بحجة هذا الحديث، فكل الناس تعلم الآن أمر خطبتي لهذا الشاب المعروف عنه حسن دينه وأخلاقه ومركزه ولكني لم أقبله، فهل يحق لأبي أن يجبرني على الزواج به؟ أرجو من سيادتكم سرعة الرد على السؤال.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالأفضل بالنسبة للأخت السائلة أن تقبل هذا الخاطب لما فيه من الخلق والدين، لا سيما أنه اختيار الوالدين، وهما أعلم وأكثر تجربة وأقدر على اختيار الزوج المناسب، لكن لا يحق للوالدين إجبار البنت على الزواج بمن لا تريد، لورود النصوص الناهية عن ذلك، كما بيناها في الفتوى رقم: 3006، ورقم: 7526. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يرفض الخاطب لكون والده عائنا
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الثانية 1424 / 12-08-2003
السؤال(32/426)
تقدم شاب للزواج من أختي ولا يعيبه شي إلا أن والده مشهور بالإصابة بالعين ومعروف لدى الجميع بذلك، وهذا الموضوع يقلقنا من حيث هل يرفض هذا الشاب لهذا السبب وهل العين تنتقل بالوراثة بين العائلة . وننتظر الرد أفيدونا أثابكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا نعلم شرعًا ولا واقعًا أن الإصابة بالعين تنتقل بالوراثة؛ فمادام هذا الشاب ليس عائنًا في نفسه، وهو مستوفٍ لشروط الأهلية فينكح، وليس هنالك ما يجعلكم تردونه. ولمزيد من التأكيد لأهمية تزويج ذي الدين والخلق راجعوا الفتويين التاليتين: 2346، 19166. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يقدم المال على معيار الدين والأخلاق
تاريخ الفتوى : ... 12 جمادي الثانية 1424 / 11-08-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة من عائلة ميسورة والحمد الله، لقد تقدم لي شاب ليخطبني وهو خلوق ومتدين، لكن أهلي رفضوه بحجة أنه فقير وخوفهم من احتمالية انقطاع الرزق. ما حكم الدين الإسلامي من موقف أهلي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن من شكر أهلك نعم الله عليهم وأسباب تيسير أمورهم، أن لا يؤخروا زواج بنتهم بسبب فقر الخطيب مادام متدينًا، وليعلم أن الزواج من أسباب الغنى كما سبق بيانه مدعومًا بالأدلة في الفتويين التاليتين: 33101، 7863. وراجعي في حكم رد الخاطب المتدين لفقره وما ينبغي لك في التعامل مع الموضوع الفتويين التاليتين:2852، 8799. وراجعي في مسألة الخوف من احتمال انقطاع الرزق الفتوى رقم:1697. وننصحك في خاصة نفسك بالإكثار من الأعمال الصالحة والدعاء والاستخارة في جميع أمورك. وراجعي الفتويين التاليتين: 14947، 32981. وراجعي في أسباب سعة الرزق الفتوييين التاليتين:7768، 29607. هذا ولا مانع من عرض أهلك لك على بعض الشباب المتدينين الأغنياء؛ لأن المال مرغوب فيه في باب الزواج وفي غيره، ولكن لا ينبغي أن يقدم على معيار الدين والأخلاق. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
النساء غيرها كثر
تاريخ الفتوى : ... 10 جمادي الثانية 1424 / 09-08-2003
السؤال
ما حكم الشرع في والدين رفضا تزويج ابنتهم من شاب تقدم لها على قدر من الدين والأخلاق ويعمل في مهنة محترمة وحاصل على أعلى الشهادات وتزويجها لشاب يعمل في مجال التصوير التلفزيوني بكل أنواعه؟ مع العلم بأنها صرحت مباشرة(32/427)
بقبولها للأول ورفضها للثاني وأجبروها على الزواج من الثاني الذي يعتبر ماله خبيثاً -استنادا لفتواكم- فما رأي الإسلام في هذا الأمر؟ وفي مثل الذين ينتسبون للإسلام؟ مع العلم بأن رأي الدين واضح للجميع فلماذا يفعلون هذا؟ وهل يعتبر اختلاف مكان الحي الذى يسكن فيه الشاب عن أهل خطيبته سببا لوجود عدم التكافؤ؟ أو أن والد الشاب يعمل سائقا ووالد الفتاة يعمل موظفاً سبباً لعدم وجود التكافؤ؟ هل هذا عدل؟ وما موقف هؤلاء عند ربهم بعد أن تصرفوا في أمانة أمّنهم الله عليها بهذه الطريقة؟ كيف ارتضوا أن يطعموا ابنتهم حراماً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الأصل هو تزويج المرأة ممن عرف عنه الدين والخلق، وهذا هو معيار الكفاءة في الشرع، كما سبق أن بيَّنَّا في الفتوى رقم: 998. وهذا الزواج الذي قد تم إن كان قد وقع مستوفيًّا لشروطه، فهو زواج صحيح، والمرأة إذا أُجبرت على النكاح ممن لا ترضاه زوجًا، فيجوز لها رفع أمرها إلى القاضي ليفسخ هذا النكاح، ما لم تكن ممن يملك الولي إجبارها كالصغيرة مثلاً. وننبه الأخ السائل إلى أن يصرف النظر عن التفكير في هذا الأمر، إذ أنه لا فائدة تعود عليه، بل قد تترتب على هذا التفكير أمور لا تحمد عقباها، وليجتهد في البحث عن فتاة أخرى، وليستعن بالله عز وجل أن ييسر له من هي خير منها ديناً وخلقاً، ثم ليستعن بمن يحب له الخير من أهله وأقاربه، ونذكِّره بقول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216]. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا نرى أن البدانة عيب
تاريخ الفتوى : ... 08 جمادي الثانية 1424 / 07-08-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . السؤال / تعرفت على فتاة طيبة ومؤدبة ومتعلمة ومن أسرة طيبة عن طريق صديق متدين، وهى جميلة جدا، لكنها بدينه بعض الشيء ، فهل هذا يعيبها؟ حيث إن الشيطان يوسوس لي بتركها. وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت الفتاة كما ذكرت، وكانت مرضية في الدين وأنت ترغب فيها فلا نرى أن البدانة عيب تمنعك من الزواج بها، وخصوصاً إذا لم تكن بدانتها فاحشة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشد من استرشده لذات الدين، فقال صلى الله عليه وسلم: ~تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك~~ متفق عليه. وإذا كانت الفتاة جمعت مع الدين باقي الصفات التي يرغب فيها الرجال من النساء فلا شك أن هذا أكمل. وراجع للأهمية الفتوى رقم: <2a(32/428)
href"ShowFatwa.php?langA&OptionFatwaId&Id1072 ">1072. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
البكارة.. تعريفها.. والفرق بين البكر والثيب
تاريخ الفتوى : ... 08 جمادي الثانية 1424 / 07-08-2003
السؤال
ما هو غشاء البكارة؟ وما الفرق بين المرأة البكر والثيب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن غشاء البكارة قد عرفه أحد الباحثين قائلاً: غشاء البكارة: هو غشاء يوجد لدى الفتيات العذراوات، ويغلق الفتحة الفرجية بصورة كاملة. وأشكال الغشاء وسماكته تختلف من عذراء لأخرى، ونادرًا ما تولد الفتاة بدون غشاء بكارة، وقد يتمزق بسبب مرض أو عبث أو حادث. وهناك أغشية لها من الرقة والمرونة بحيث لا يتمزق بسهولة أثناء الممارسة الجنسية، وقد يبقى سليمًا حتى مولد الطفل الأول. اهـ
أما الفرق بين البكر والثيب، فإن البكر هي من لم تذهب بكارتها بنكاح، والثيب هي التي زالت بكارتها بنكاح. وقد دلت النصوص الشرعية على الحث على اختيار البكر لدى الزواج، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، حينما أخبره أنه تزوج ثيبًا: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك. رواه البخاري في الصحيح، وفي رواية لمسلم : فهلا بكرًا تلاعبها. ، كما قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير. رواه ابن ماجه والطبراني في المعجم الكبير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أقنع والديك باختيارك لصاحبة الدين
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1424 / 06-08-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي هو أني أرغب في الزواج من فتاة طيبة متدينة في وقت يصعب فيه العثور على هذا الصنف من الفتيات في ضوء ما يحيط بنا من فتن، ووالداي يرفضان هذا الزواج لأسباب خاصة، فوالدتي لا تريد هذه الفتاة لأنها تريد فتاة على ذوقها كما يقال، أما والدي فيرفض لأنها أكبر مني بسنين، وأن والدتها من دوله ثانية عربية، فماذا أفعل؟ وللعلم: فقد تقدمت لخطبة هذه الفتاة من والدها. فأفتوني رعاكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/429)
فإن الله تعالى حث على الإحسان إلى الأبوين وإكرامهما، حيث قال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً[لقمان:15]، وقال: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[الإسراء:23].
وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك.
كما جاء في الصحيحين عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال أحي والداك؟ قال: نعم، قال فيهما فجاهد.
وعليه فتجب عليك المحافظة على بر أبويك ومحاولة إقناعهما بما تريد فعله، وأن تبين لهما أن صفة الدين هي الصفة المقدمة شرعًا لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وتستعين بالله تعالى ثم بمن له صلة واحترام عند أبويك بغية إقناعهما بهذا الأمر. وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى الفتويين التاليتين: 3778، 32947.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفاسق ليس كفؤًا للعفيفة فأحرى الكافر.
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1424 / 06-08-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم. هل يجوز لإمام أن يعقد القران (الزواج) لرجل وامرأة يعيشان بين المسلمين في الحالات التالية 1.الرجل لا يصلي تكاسلا ولكنه مقر بوجوب لصلاة. 2. الرجل لا يصلي بتاتا وغير مقر بوجوب الصلاة. وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن المرأة المسلمة لا تزوج بمن لا يصلي بتاتًا منكرًا لوجوب الصلاة لاتفاق العلماء على كفره، ولا تزوج كذلك بتارك الصلاة تكاسلاً، سواء قلنا بتكفيره أو تفسيقه؛ لأن الكفاءة في النكاح معتبرة بالدين أساسًا، والفاسق ليس كفؤًا للعفيفة فأحرى الكافر. وللزيادة في الموضوع راجع الفتاوى التالية أرقامها: 9489، 2346، 1222، 1358 وينبغي للإمام وجماعة المسلمين أن ينشطوا في تحريض الناس على الصلاة والتوبة قبل أن يحرجوا عند الدعوة لتزويجهم أو الصلاة على موتاهم ونحو ذلك. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الدمامة لا اعتبار لها(32/430)
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1424 / 06-08-2003
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة وأخاف الله تعالى ولكن وقعت في حب فتاة تبلغ من العمر 34 سنة ولكن علاقتي بها شرعية جداً وكما قلت إني أخاف الله وأريد الزواج منها لأني لم أعد أطيق عيشة العزوبية والحمد لله أنا ميسور الآن وقادر على الزواج ولكن المشكلة هي أن والدي ووالدتي يعارضان الموضوع لأنها أكبر مني وليست ذات جمال كافٍ ولكني أرى وواثق كل الثقة أنها هي الزوجة الصالحة التي سوف تسعدني في ديني ودنياي أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يوفقك وييسر لك ما تريد. ثم اعلم أن الزواج من تلك الفتاة التي تحب هو أمر مشروع في الأصل، مادامت ذات خلق ودين، ولا يضرها كونها دميمة، لكن لا يجوز لك الإقدام على ذلك إلا بعد موافقة أبويك على ذلك. والذي ننصحك به في هذا الصدد هو أن تبذل جهدًا كبيرًا في اقناعهما برغبتك في الزواج ممن ذكرت، ولتكن في خطابك معهما في منتهى الأدب والاحترام، فإن وافقا - وهذا ما نتمناه - فذلك المطلوب، وإلا فلا يجوز لك الزواج منها؛ لأن طاعة الوالدين مقدمة على رغبتك في الزواج من تلك الفتاة بعينها؛ لأنه بإمكانك أن تتزوج غيرها وتبقى محافظًا على بر والديك، بخلاف لو تزوجت منها، ولا بأس بتوسيط من له وجاهة عند أبويك في هذا الأمر. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم وصف المرأة لغرض الزواج
تاريخ الفتوى : ... 28 جمادي الأولى 1424 / 28-07-2003
السؤال
زوجي يريد الزواج من امرأة أخرى، ويسألني عن مواصفات بعض النساء اللاتي يرغب في الزواج منهن للمقارنة بينهن قبل أن يراهن، فهل يجوز لي أن أجيبه إلى ذلك وأن أصف إليه تلك المرأة التي يسألني عنها؟ أم أن ذلك لا يجوز؟ وهل إذا رفضت أن أصف له تلك المرأة أكون آثمة لأني عصيته؟ مع العلم بأني أمتنع الآن من وصف المرأة له من باب الغيرة التي جبل الله النساء عليها، ولا أدري ما حكم الشرع في ذلك أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا حرج عليك في وصف المرأة لزوجك بغرض معرفة هل تصلح زوجة له أم لا؟ لأن هذا مقصد شرعي، وقد أرسل صلى الله عليه وسلم أم سليم للنظر إلى امرأة يريد التعرف على صفاتها، وقال لها: شمي عوارضها، وانظري إلى عرقوبها، رواه الإمام أحمد في المسند، وحسنه الشيخ شعيب الأرناؤوط.(32/431)
لكن لا يجب عليك امتثال أمره في هذا، لما قد يلحقك من المشقة في ذلك من قبل ما ذكرت في السؤال.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اختيار الابن أم طاعة الأب في انتقاء الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 28 جمادي الأولى 1424 / 28-07-2003
السؤال
السلام عليكم أنا شاب في الثامنة عشرة من العمر قمت باختيار الزوجة فاخترت لنفسي طبعاً هي كانت صالحة إلا أن والدي أبى إلا أن أتزوج بنت عمي ووالدي يعلم بمدى صلاح الخطيبة التي اخترتها إلا أنه يحب بنت عمي ويريد مني الزواج بها أنا الآن في حيرة أما طاعة أبي أو الخطيبة الصالحة.. رجاء دلوني ماذا أعمل أو ماذا أختار وعفواً لطول السوال والسلام عليكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز لك أن تنكح الفتاة التي اخترتها مادام أبوك يعارض في ذلك، ولا تلزمك طاعته في نكاح ابنة عمك إذا كنت لا ترغب فيها، وإن كان الأفضل والأحسن طاعته وبره في ذلك، بشرط أن تكون هذه الفتاة صالحة في دينها وخلقها. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 11021، والفتوى رقم: 20762. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تنكحها ما لم ترض والدتك
تاريخ الفتوى : ... 26 جمادي الأولى 1424 / 26-07-2003
السؤال
أنا سني 24 سنة، أحب ابنة عمتي اليتيمة التي تبين لي أنها لا تلد، وأريد الزواج منها وأمي ترفض رفضاً قاطعاً بسبب أنها لقيطة، كما يأتي على لسان أمي، وهذا يجرحني جداً لأني أحبها زوجة طيبة، وخاصة أنها التزمت بالحجاب نزولاً عند رغبتي، واتجهت إلى حفظ القرآن واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأنا حيران جداً ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من الجائز شرعًا الزواج ببنت الزنا أو مجهولة النسب، إن كانت ذات خلق ودين، وإن كان الأولى النكاح بذات النسب، وبهذا تعلم أن الزواج بمن تسميها أمك لقيطة لا حرج فيه في الأصل، لكن إذا لم ترض أمك بهذا الزواج فلا ينبغي لك الإقدام عليه، وذلك لأن الله تعالى أوجب عليك طاعة أمك وحرَّم عليك مخالفتها، والزواج من هذه الفتاة بعينها غير واجب، والواجب مقدم على غير الواجب حسب(32/432)
ما يقرره علماء الأصول، ولا شك أنك إن تركت هذا الزواج طاعة لها فربما عوضك الله تعالى خيرًا من هذه الفتاة.
وننبهك هنا إلى مسألة مهمة وهي حض النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج بالمرأة الولود بقوله: تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. رواه أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج بدون حب
تاريخ الفتوى : ... 21 جمادي الأولى 1424 / 21-07-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله أما بعد: هل الزواج بدون حب ولا مؤانسة قبل الزواج سوف يتطور بعد الزواج؟ (زواج من بنت عمي، زواج تقليدي) وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما يسمى بالحب بين رجل وامرأة قبل الزواج كما هو سائد اليوم، هو أحد خطوات الشيطان إلى الحرام، وقد رأينا كم حصل بسبب ذلك من الفواحش والرذائل. واعلم أن من أراد أن يتزوج فإنه يسأل عن ذات الدين والخلق، ولا بأس أن يسأل أيضًا عن الجمال والنسب إن أراد، فإذا وجد صاحبة الدين والخلق فلينظر إليها وليتقدم لخطبتها، وليعقد على بركة الله، وسوف يتطور الأمر -إن شاء الله- إلى وجود الحب والمودة بينهما، كما هو مشاهد. وراجع التفاصيل في الفتاوى التالية: 33115، 4220، 32421. أما ابنة عمك فإذا كانت صاحبة دين وخلق، فاستخر الله واستشر من تثق فيه من أهلك، فإذا اطمأن قلبك فتقدم على بركة الله، وسوف تكون بينكما المودة والمحبة بإذن الله؛ لأنك استخرت الله، والله لن يضيع من استخاره. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... وسائل تحقيق رغبة فتاة في الزواج من فلان
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الأولى 1424 / 19-07-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه في هذا الموقع .. أما بعد .. أنا فتاة التزمت منذ عام تقريباً والحمد لله ولكن مشكلتي هي أني أحب أحد الدعاة في هذا البلد وذلك لصلاحه ودائماً أفكر فيه وأتمنى أن أتزوج به ولكني لا أكلمه ولا أراسله وهو لا يعرفني ولا يعرف عني شيئاً أشعر أن كل ما أفعله حرام فماذا أفعل؟ هل أتصل به وأخبره بحبي له وأطلب منه أن يتزوجني أم أدعو الله بأن يزوجني به أم ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/433)
فقد مضى التكلم على جواز حب المرأة للعلماء والصالحين وأهل العلم، إذا أمنت الفتنة في ذلك، كما في الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 29766.
وعلى هذا، فنرجو أن يكون حبك لهذا الداعية من هذا القبيل.
أما بخصوص رغبتك في الزواج من هذا الداعية، فلا مانع من إبدائها له، إما بواسطة رجل محرم لك أو امرأة محرم له هو، أو بالاتصال عليه عن طريق الهاتف، لكن بشرط أن تأمني الفتنة، ويشهد لهذا ما في الصحيحين عن سهل بن سعد أن امرأة عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: يا رسول الله زوجنيها. فقال: ما عندك؟ قال: ما عندِي شيء. قال: اذهب فالتمس ولو خاتمًا من حديد. الحديث.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
كل ما يؤدي لدوام رابطة الزواج يُراعَى عند الاختيار
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1424 / 15-07-2003
السؤال
انا شاب متدين أريد الزواج ولي زميلة متدينة إلى حد كبير وأنا أريد الزواج منها ولكني لا أتقبلها ولا أشعر تجاهها بأي شيء وأخشى أن أتزوجها ثم أندم على هذا الزواج فهل أتزوجها لتدينها فقط كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وأنا لا أتقبلها مطلقاً أم أنتظر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر باختيار ذات الدين والصلاح، وأرشد من استرشده إلى الظفر بها، فقال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. واللفظ لمسلم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن بين ما يقصده الناس ويرغبون فيه من صفات المرأة التي تدعوهم إلى الزواج بها، خص ذات الدين بالأمر بها.
وقال في حديث آخر: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. رواه مسلم.
وعليه فإنا نقول للسائل الكريم: المرأة الصالحة المتدينة مغنم كبير، وعون على الدنيا والآخرة، فمن ظفر بها فقد غنم.
ومع هذا لا ننصح بالزواج من ذات الدين الخالية من ما يدعو إلى البقاء معها، إذا لم تكن للزوج فيها رغبة، وكان يعلم أن حياته الزوجية معها لن تستقر؛ وذلك لأن استقرار الحياة الزوجية واستمراريتها، وكل ما من شأنه أن يحقق ذلك أو يكون سببًا فيه مطلوب شرعًا، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة وقد خطب امرأة: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. رواه أحمد وأبو داود.(32/434)
وعليه فنقول للسائل: إذا كانت المرأة المذكورة ذات دين وخلق فننصحك بالزواج بها، اللهم إلا إذا كنت تعلم أنك لا تطيق الصبر عليها، فعندئذ نرى أن تبحث عن امرأة أخرى ذات دين وخلق، وعندها من الصفات ما يدعوك إلى البقاء معها والاستمرار.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
لا تنكح الفاسقة
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الأولى 1424 / 14-07-2003
السؤال
أنا شاب في 21 من عمري أريد الزواج من ابنة عمي البالغة من العمر 22 عاما ولكن هذه الفتاة بعيدة عن الله جداً حاولت أن أهديها إلى الدين ولكن لا فائدة أفتوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنا نرشد السائل إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من استرشده في اختيار الزوجة بقوله في الحديث المتفق عليه: ~فاظفر بذات الدين تربت يداك.~~ فلا خير في صحبة الفاسق البعيد عن الدين الذي لا يزيد من الله إلا بعدًا. كما ننبه السائل أيضًا إلى خطورة الاختلاط بالنساء الأجنبيات والدخول عليهنَّ، ولو كان ذلك بقصد حسن كدعوتهنَّ أو نحو ذلك. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الوالد الذي يرفض خطبة الكفء ارتكب محظورين
تاريخ الفتوى : ... 08 جمادي الأولى 1424 / 08-07-2003
السؤال
هل يقع الوزر والإثم على والد أجبر ابنته على الزواج من شخص يعمل في مجال التصوير التليفزيوني مع العلم بأنه يتعرض لتصوير أشياء تغضب الله وتساعد على نشر الفتنة بين الناس وذلك بعد أن رفض شخصا آخر يعمل محاسباً في شركة محترمة وعلى أخلاق كريمة وقد اختارته الفتاة عندما تقدم لها ولكن والدها رفض وأجبرها على الارتباط بالشخص الآخر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب على أولياء النساء أن يتقوا الله تعالى فيهنَّ، وأن يزوجوهنَّ ممن يرضين من أهل الدين والخلق، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.(32/435)
ولا ينبغي أن يكون المال أو الجاه هو المعيار الذي على أساسه يختار الزوج أو الزوجة.
وعليه.. فإن الوالد الذي رفض خطبة الكفء التقي صاحب الخلق وأجبر ابنته على الزواج من رجل يمتهن مهنة محرمة وهي مع ذلك لا تحبه. أقول: هذا الوالد قد خالف الهدي النبوي من وجهين:
أولهما: رفضه لصاحب الدين والخلق مع أن المرأة راغبة فيه.
والثاني: تزويجها جبرًا عليها ممن لا ترضاه، خصوصًا أنه يمتهن مهنة محرمة قد يدفع لها المهر وينفق عليها منها، والمال المكتسب من حرام حرام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إذا لم تتب فعليه أن يبتعد عنها
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الأولى 1424 / 07-07-2003
السؤال
أنا أقيم بالسعودية ولي ابن شاب يقيم في بلدي مصر للدراسة وتعرف على فتاة ومارس معها الجنس وهي من أسرة متساهلة وابني ليس أول شخص في حياتها وهو يريد الزواج منها علماً أنه مازال طالباً وغير مقتدر مادياً لفتح بيت وأنا أرفض ذلك بشدة لسوء سلوكها كما أن ابني حكى لأصدقائه عما يفعله معها وصورها فهل أنا على ذنب في رفضي زواجه منها؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنود أن نلفت انتباهك إلى عدة أمور:
- أن تكثر من الدعاء لابنك بالتوفيق والاستقامة على ما يحبه الله تعالى ويرضاه.
- أن تعامله بحكمة وتنصحه بضرورة الابتعاد عن الزواج بهذه الفتاة التي عندها انحراف في الأخلاق ما لم تتب توبة صادقة، وترغبه في اختيار ذات الدين والخلق، فإن عجزت عن ذلك وثبت عندك تعلقه بهذه الفتاة، فمن الأحسن أن يتزوجها حتى تكون معاشرته لها مشروعة، بدلاً مما كان عليه قبل ذلك، ودليل ذلك ما رواه ابن عباس أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي لا ترد يد لامس. قال: غَرِّبها. قال: أخاف أن تتبعها نفسي. قال: فاستمتع بها رواه أبو داود والنسائي وغيرهما، ومعنى غربها: طلقها.
أما قلة ذات يده وعدم قدرته المادية فلا ينبغي أن يكون عائقًا أمام الزواج، لأن الله تعالى وعد عليه بالغنى، حيث قال تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ[النور:].
وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاث حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف رواه الترمذي، والإمام أحمد في المسند وغيرهما.(32/436)
كما ينبغي لك نصح هذا الابن بالستر على نفسه، وعدم تحديث زملائه بما صدر منه، وإتلاف الصور التي قام بها، فإن المسلم مطالب بالستر على نفسه في شأن ما وقع منه من مخالفات شرعية، فقد أخرج البيهقي ومالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب منكم من هذه القاذورات شيئًا فليستتر بستر الله، فإنه من يُبْدِ لنا صفحته نُقِمْ عليه كتاب الله.
وراجع للأهمية الفتاوى التالية أرقامها: 1677، 4115، 2403.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
خير ما يحوز المرء زوجة صالحة
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1424 / 06-07-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله لي قريبة تقطن في أوروبا وتجهل تماما أمور الدين سؤالي هو: هل أستطيع الزواج بها؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة تجهل أمور دينها تماماً -كما تقول- فالزواج بها صحيح، ولكنا لا ننصحك بالزواج منها، إذ جاءت الوصية النبوية باختيار ذات الدين، كما في الحديث الصحيح فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
والتعبير بـ فاظفر بذات الدين يدل على أن الزواج بامرأة صالحة متدينة ظفر عظيم وشيء خطير، فذات الدين حسنة الدنيا وخير متاعها، وفي الحديث: الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة رواه مسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اصبر واستعن بالله
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الأولى 1424 / 07-07-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طا لب في الجا معة، وقد تعرفت إلى فتاة ملتزمة، و قد أعجبت بأنها ملتزمة جدا، وفي تفكيري أني لن أجد أفضل منها، وإنني أود خطبتها ولكنني لا أملك المال ولا حتى الجرأة لأكلمها، فأرجو تقديم النصح لي، علما بأنني ملتز م، وأبي لا يبا لي بي، وبارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك وييسر أمرك، ونوصيك بالصبر وبذل الأسباب المعينة لك على النكاح. قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفْ الذِيِنَ لاَ يَجدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيهِمُ اللهُ مِنْ(32/437)
فَضْلِهِ فاستعن بالله تعالى ثم بمن له قدرة على إعانتك من الناس، وننبهك إلى أنه لا تجوز لك الخلوة بهذه الفتاة ولا النظر إليها ونحو ذلك؛ لأنها أجنبية عنك. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
العبرة بالكفاءة في الدين
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الأولى 1424 / 07-07-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله، تقدم إلي شاب أمريكي مسلم أسلم منذ 10 سنوات، يحمل كل خلق الدين و يعلم معظم أمور الدين وتشريعاته وفرائضه، و يحفظ القرآن، ولكن أبويه ليسا مسلمين، وأقمت صلاة الاستخارة 4 مرات حتى الآن، وأحس أنه الزوج الصالح الذي دعوت الله أن يرزقني إياه، ويرزقني الذرية الصالحة، لأن طاعة الله هي أهم شيء عندي والحمد لله، فهل الزواج به أفضل أم الزواج بشخص من نفس البلد ونفس التربية التي نشأت فيها علما بأنه يتقي الله ويعلم تعاليم الدين جيدا، و قام بأداة صلاة الاستخارة عدة مرات، و يشعر بارتياح، أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما دام هذا الشاب المتقدم لخطبتك ذا خلق ودين ويحفظ كتاب الله عز وجل فلا حرج عليك في قبوله ولو كان أبواه كافرين ومن أصل أعجمي؛ لأن العبرة بالكفاءة في الدين، وإذا تقدم لك آخر ذو خلق ودين من أبوين مسلمين ، فتقديمه هو الأفضل خروجاً من خلاف من اشترط الكفاءة في النسب. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2346. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ظفرك بذات الدين خير لك.
تاريخ الفتوى : ... 01 جمادي الأولى 1424 / 01-07-2003
السؤال
أقدم الآن على الزواج من فتاة مسلمة، ولكن قلبي يتعلق بفتاة أخرى مسيحية، ولكنها تحاول الآن إعلان إسلامها وسط مخاطر أسرية كبيرة، فماذا أفعل ..هل أنتظر إعلان إسلامها أم أتزوج الفتاة المسلمة وأعيش معها وقلبي مع غيرها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن زواجك من الفتاة المسلمة أفضل لعد أمور:
الأول: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك.
الثاني: أن هذه الفتاة إسلامها متيقن، وتلك إسلامها مظنون، فلا يترك ما هو متيقن لما هو مظنون.
الثالث: أن هذه المسلمة يرجى أن تربي لك أبناءك على عقيدة وقيم وأخلاق الإسلام.(32/438)
الرابع: أن إعفافك لهذه الفتاة المسلمة أولى.
ثم إننا ننبهك إلى أن تعلق قلبك بتلك الفتاة لا يجوز مطلقا، لأنها أجنبية عليك، فالواجب صرف قلبك عن التفكير فيها لما قد يترتب على ذلك من أمور محرمة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من الأقارب بين الشرع والطب
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الثاني 1424 / 26-06-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل للمشرع أن يمنع زواج الأقارب من ذوي الدرجة الثانية؟ فلقد منع عمر رضي الله عنه زواج المسلمين من الكتابيات، وقد حدد قانون الأحوال الشخصية عمر الزوجين... تعلمون عواقب الزواج من الأقارب والأمراض التي تظهر جيلاً بعد جيل، فلماذا لا يساهم علماء الأمة في التخفيف من نسبة ظهور هذه الأمراض المعيقة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فزواج الأقارب كأبناء العمومة والخؤولة ونحوهم مما أباحه الله تعالى في قوله: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ [النساء:24]، وقوله تعالى: إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ [الأحزاب:50].
فجواز نكاح هؤلاء مما لا خلاف فيه بين المسلمين، ولكن العلماء اختلفوا في توصيف هذا الجواز على ثلاثة أقوال:
القول الأول: الكراهة، وهو مذهب الشافعية والحنابلة.
القول الثاني: الإباحة، وهو مذهب المالكية.
القول الثالث: الندب، وهو قول الظاهرية.
فالفريق الأول استدلوا بأحاديث ضعيفة بل ساقطة كحديث: لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا. قال فيه ابن الصلاح: لم أجد له أصلاً معتمداً.
واستدلوا من حيث المعنى بأن العداوة لا تؤمن في النكاح، وقد تفضي إلى الطلاق، فإذا كان في القرابة أفضى إلى قطيعة الرحم.
أما الفريق الثاني فاستدلوا بعموم قوله تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:3]، وزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنة عمته زينب، وتزويجه ابنته أم كلثوم ورقية من عتبة وعتيبة ابني عمهما، وتزويجه فاطمة من علي، وتزويجه زينب من ابن خالتها إلخ...
أما الفريق الثالث: فأدلتهم نفس أدلة الفريق الثاني؛ إلا أنهم حملوا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا على الندب.
والراجح من هذه الأقوال هو القول الثاني لقوته وضعف أدلة القولين الآخرين، فهذا ملخص الحكم الشرعي في الزواج من الأقارب.(32/439)
أما ما ذكره السائل من أن الزواج من الأقارب تنتج عنه أمراض فليس بمُسَلَّم له بإطلاق، والدراسات الطبية التي أجريت مؤخراً توصلت إلى أن مخاطر تعرض الزوجين من أقارب لولادة أطفال مصابين بتشوهات أو بمرض وراثي تصل إلى سبعة أو ثمانية في المائة، فيما هي قرابه خمسة في المائة للأزواج من غير الأقارب.
وأوصت هذه الدراسة الأطباء أن لا يعمدوا على الفور إلى ثني الأقارب عن التزاوج فيما بينهم، وأن ينصحوهم بدلاً من ذلك بإجراء الفحوصات اللازمة قبيل الزواج. جاء ذلك في صحيفة جورنال أوف جينيتيك كاونسلينغ الأمريكية.
ويضاف إلى ذلك أن للزواج بالأقارب جوانب إيجابية، منها أنه إذا كان بالأسرة عوامل وراثية ليست في غيرها من الأسر مثل: الذكاء والقوة والجمال، حينئذ يكون الزواج بالأقارب أفضل من الزواج بالأباعد، إذ تظل هذه الأسرة محتفظة بالجينات الصحية المميزة الحاملة لهذه الصفات.
والخلاصة أن زواج الأقارب مباح إباحة مطلقة، وليس فيه ضرر عام مطرد، ولا يمكن أن يبيح الله تعالى شيئاً إباحة مطردة مطلقة ثم يكون فيه ضرر عام لكل الناس، وعليه.. فلا يحق لولي الأمر المنع منه بإطلاق، ويمكن أن يقيد ذلك ببعض الحالات؛ كأن تكون الأسرة بها عيب وراثي ظاهر أو خفي يكشف بالفحوصات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نكاح هذه الفتاة من التعاون على البر والتقوى
تاريخ الفتوى : ... 23 ربيع الثاني 1424 / 24-06-2003
السؤال
السلام عليكم شيخنا حفظكم الله، لقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام وبنعمة الالتزام بشرعه والحمد لله، لكن لايخلو المسلم كما تعلمون من أن يبتلى في دينه وعندما يحصل هذا الأمر تضيق الدنيا عليه بما رحبت ويضيق صدره فلا يجد ملجأ إلا إلى الله، ثم إلى أهل العلم الذين تنوروا به وحملوه، ومشكلتي شيخنا ليست عقدية ولا فقهية، ولكنها اجتماعية شخصية، أحببت أخذ رأيكم فيها واسترشادكم عليها لعل الله يوفقكم لأن تدلوني على الصواب. أنا شاب ملتزم والحمد لله، منذ أربع سنوات أقطن بحي شعبي يغلب على شبابه الذكور منهم والإناث البعد عن الله والغوص في الملذات والمحرمات، وفي ظل هذا الواقع شاء الله عز وجل أن يهدي قلب فتاة إلى هذا الدين وإلى الطريق المستقيم، لقد ارتدت الحجاب وارتادت دور القرآن بعد أن كانت ترتاد الفنادق الفخمة للزنا وللرقص، نعم شيخنا لقد كانت تمارس الزنا في الفنادق الفخمة، وكانت تربح الأموال الطائلة، ولكن لهذه الفتاة قصة وهي: أنها قبل حوالي سبع سنوات تقدم للزواج منها شاب وسيم ثري، لكن شاء الله أن يحسدها الحساد فيمكرون بها عن طريق السحر، وفعلا في ليلة زفافها قامت الخصومات بين الطرفين وانهدم كل شيء، وخرجت الفتاة منذ تلك الليلة لمدة ثلاث سنوات قضتها خارج البيت لتعود بعد ذلك إليه ولتبدأ حياة الزنا في الفنادق الكبيرة ولتبدأ في(32/440)
تعاطي المخدرات {تدخين-حشيش-خمرة} إلى غاية الشهر السادس من سنة 2002حيث لم تعد تهوى السهر ولا كسب الأموال الطائلة. وأما لقائي بها، فكان في ليلة عندهم في البيت لأجل الرقية حيث أنها صرعت بسبب استماعها للقرآن، ولما اكتشفت أن حالتها صعبة جدا، تعاون معها الإخوة والأخوات في هذا الأمر. لقد أحببت التزامها بعمق وأشفقت لحالها بشدة، وتألمت لما تعانيه، تضرعت إلى الله أن يشفيها وأن يثبتها على الطريق السوي، اقتنيت لها مجموعة من الأشرطة والرسائل، واسيتها كثيرا لدرجة أني كنت أرقيها يوميا،
وفعلا وفقني الله لأن أبطل سحرها، حيث استخرجته من المقبرة القريبة منا، زد على هذا أني دخلت معها في صراع مع المخدرات بأن أبعدتها عن كل صديقات السوء وأصحاب الأهواء حتى تخلصت والحمد لله من جميع تلك البلايا، وكلفني ذلك وقتا كثيرا وأموالا، ولكنه كلفني شيئا آخر هو أن هذه الإنسانة تعلقت بي إلى حد كبير وشغلت قلبها بي، وكنت من قبل أستلهم ذلك، ولكن كنت أقول: هذا غير ممكن، إلى أن عرفت الحقيقة، والمشكلة شيخنا هي أنها لما أخبرتني بذلك ولفرط حبي لالتزامها وشفقتي على حالها، لم أشعر حتى وعدتها بالزواج، فزاد التعلق تعلقا حتى أني أحس في بعض الأحيان إذا أنا تراجعت عن فكرة الزواج بها انتكست، فالمكان الذي تعيش فيه مكتظ بصديقات السوء وبمن يذكرها بماضيها. ولكن شيخنا هي ابنة حارتي، وهي معروفة بما كانت عليه من الزنا حتى مع بعض الذين أعرفهم وأنا لا أريدها أن تفتتن في دينها، ولكني أحس بثقل أمر الزواج منها، فماذا ستكون نظرة الناس إلي وأنا المعروف في وسطي بحسن السيرة والخلق، ثم ماذا سيقول الناس عني. أنا الآن في حيرة من أمري، هل أصبر على أذى الناس فآخذها؟ أم أطلب منها أن تسامحني رغم ما سأسببه لها؟ أم ماذا أفعل؟ . ثم هي مستعدة أن تهجر مكانها إن أنا وافقت على الزواج بها، ولكن الحيرة تكاد تكسر دماغي، هل مثل هذه يجوز التزوج بها بدافع الشفقة والرغبة في التعاون معها؟ وهل في ذلك أجر؟ . وإن لم يكن الأمر كذلك، فأخبرتها بأني آسف ثم انتكست فهل أنا آثم . وأحيطكم علما أنها تكبرني بخمس سنوات، وأنا عمري 22 سنة أعمل مدرسا، أعزب ولم أزني قط. أفيدونا جزاكم المولى جل وعلا خيرا. أخوكم في الله أبو عبد الرحمان.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دامت هذه الفتاة قد تابت وأنابت إلى الله تعالى وأقلعت عن ارتكاب الزنا وتعاطي المسكرات وهجرت أماكن الرقص والخنا وارتادت دور تحفيظ القرآن الكريم ومجالس الخير، فلا حرج عليك في الزواج بها، لا سيما إذا كان زواجك بها سيكون سببا في ثباتها وترسيخ الإيمان في قلبها، وإذا تزوجتها بهذه النية، فلا شك أن لك بذلك أجرا عظيما.
ونوصيك باتخاذ الأسباب المعينة لكم على البر والتقوى.. ومنها: هجر الحي الذي تسكنان فيه، لأنه حي سوء -كما ذكرت في سؤالك- ويدل على هذا ما في الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله(32/441)
عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا. فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا. فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله. فكمل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم. فقال: إنه قتل مائة نفس. فهل له من توبة؟ فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا. فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فأتاه ملك في صورة آدمي. فجعلوه بينهم. فقال: قيسوا ما بين الأرضين. فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد. فقبضته ملائكة الرحمة.
ووجه الشاهد من الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن فيها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب، والإخوان المساعدين له على ذلك، ومقاطعتهم ما داموا على حالهم، وأن يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين الورعين، ومن يقتدى بهم وينتفع بصحبتهم، وتتأكد بذلك توبته. اهـ.
وإذا لم تستطع الخروج من هذا الحي فابذل جهدك في جلب أسباب صلاحه، كالكتيبات والمطويات والأشرطة النافعة ودعوة المشايخ وأهل الخير إليه، عسى الله أن يصلحه على يديك، واحرص على تنمية الاستقامة والتوبة في نفسك وأهلك.
واعلم أنه لا يجب عليك نكاح هذه الفتاة، ولكن لو استطعت فهو أفضل لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى، وإذا لم تستطع فاسع في جلب رجل صالح لها واربطها بالصالحات، وأعلمها أنه لا تحل لها الانتكاسة بسبب عدم نكاحك لها، ولكن تخير الوقت المناسب والأسلوب المناسب لإخبارها، وننصحك قبل اتخاذ القرار بالاستخارة والاستشارة لأهل الخير والرأي، والدعاء باختيار ما فيه الخير لك ولها في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تثبت بنفسك ولا تستعجل فقد يكون الخبر عنها شائعة
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الثاني 1424 / 23-06-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين لدي مشكلة أود طرحها عليكم راجيا من الله تعالى أن تنير لنا الطريق بعلمكم النير. رغبت في فتاة ملتزمة ظاهريا تدرس بالجامعة، توجهت إلى الله تعالى بالاستخارة كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استشرت بعض معارفي وعلى رأسهم إمام مسجد يعرف تلك الفتاة، بحكم أن أخاه متزوج ابنة خالها، قال لي زميلي إن تلك الفتاة كانت تساعد زوجة أخيه على خيانته مع رجل آخر، وبين لي بعض الدلائل منها: - أنه أمسك أخاها وهو يسلم لزوجة(32/442)
أخيه رسائل غرامية من الرجل الذي كانت تحبه قبل زواجها. - أنه استعمل هاتفاً يسجل المكالمات فتبين له تواطؤ الفتاة التي أود خطبتها مع قريبتها لتمكنها من الخيانة الزوجية أوضح لي زميلي أنه لا يكذب وأقسم بالله أنه صادق، وسوف يستدعي تلك الفتاة مع الرجل المتواطئ في الخيانة للشهادة في المحكمة، أنا قبل ذلك سألت ابنة أخي عن الفتاة لأنها تدرس معها في الجامعة فقالت لي عنها كلاما طيبا وأنها ملتزمة وطيبة الأخلاق، في هذه الحالة ماذا أفعل، أفتوني بارك الله فيكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أحسنت عندما وقع اختيارك على فتاة ملتزمة بالدين حسبما يبدو لك، والظواهر عنوان السرائر، وكل إناء بالذي فيه ينضح، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ~تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.~~ متفق عليه. وقد أحسنت أيضاً عندما استخرت الله تعالى حسب ما جاء في السنة المطهرة، فالله تعالى لن يضيع من استخاره، وقديماً قيل: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار. وما دمت قد اخترت ذات الدين حسب ما يبدو لك، واستخرت الله تعالى واستشرت أهل الرأي فهذا هو الطريق الصحيح، ولكن عليك أن تتثبت مما أخبرت به من شأن انحراف هذه البنت، وتتصرف بناء على تحقيقك، فإن وجدتها حسب ما يظهر منها من الالتزام والخلق والدين.... وأن ذلك مجرد شائعة فلا تعبأ به ولا تلق له بالاً واستعن بالله وتوكل عليه. أما إذا تحققت أنها منحرفة بالفعل، ولم يظهر عليها ما يدل على أنها تابت من انحرافها فلا ننصحك بالارتباط بها، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: ~فاظفر بذات الدين...~~ أما إذا تابت من ذلك توبة نصوحاً فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم زواج المسلمة من مسلم أبواه كافران
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الثاني 1424 / 23-06-2003
السؤال
هل ممكن أن تتزوج مسلمة من شخص مسلم ولكن والداه غير مسلمين، ولا يتحدث العربية؟ وهل ذلك يكون زواجا ناجحا ومباركا؟ شكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من أن تتزوج المسلمة من رجل مسلم ولو كان أبواه كافرين إذا توافرت شروط الزواج وانتفت موانعه.
قال الله تعالى: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].(32/443)
ويكون الزواج مباركاً وناجحاً إذا كان الزوجان على دين وخلق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه... رواه الترمذي وابن ماجه.
ومن أسباب التفاهم والانسجام بين الزوجين أن يكونا من بيئة واحدة ويتحدثان لغة واحدة... وليس معنى هذا أنه لا يمكن النجاح في الزواج إلا إذا كان الزوجان من بيئة واحدة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يقبل زوجاً من زعم أنه تزوج بجنية
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الثاني 1424 / 22-06-2003
السؤال
هناك فتاة تقول إنه تقدم لها شاب للزواج ولكنه قال لها أنا كنت متزوجاً بواحدة من الجن، وبعد ذلك تركتها وربما قال لها طلقتها، ويقول لها إني قلت لك ذلك حتى لا أكون خنتك، فهل تتزوج منه، وهل هو صادق فيما ادعاه من زواجه بهذه الجنية، علما بأنه أخبرها أن لا تُعلم أحداً بهذا الأمر، ولكنها اخبرتني به حتى أسأل لها عن هذه المسألة، وأنها تذكر أنه حسن الأخلاق وكثير من الناس يعرفون عنه حسن خلقه كما ذكرت، أفتونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا مانع من القبول به زوجاً إن كان ذا دين وخلق، وزواج الآدمي من جنية اختلف العلماء في جوازه ومنعه، ولنا فيه جواب سابق فليراجع، وهو في الفتوى رقم: 7607. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم إنكاح المتخلف عقلياً
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الثاني 1424 / 21-06-2003
السؤال
السلام عليكم أنا لي أخ متخلف عقليا عمره 37 عاما ولكن نموه العقلي 9 سنوات سليم بدنيا وجنسيا وهو يعمل عامل بإحدى المصالح الحكومية نريد أن نزوجه فهل يصح زواجه أم لا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيصح تزويجه ويعقد له وليه ومتى استوفى العقد جميع شرائط صحته ترتبت عليه جميع آثار عقد النكاح. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/444)
المقصود في الخاطب أن يكون مرضي الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الثاني 1424 / 22-06-2003
السؤال
السؤال حول تعنت الوالد في رفض كل من يتقدم لي بحجة أنهم ليسوا من الأقارب أو من نفس البلد أو من نفس المحافظة التي نحن منها، الآن وقد قاربت الأربعين من العمر ماذا أفعل مع والدي، وهل الزوج المناسب الصالح موجود في هذا المحيط فقط، فضيلة الشيخ إن والدي يتعنت في الرفض خاصة بعد وفاة الوالدة وسفر كل الإخوة للخارج، إنني أستعين على ذلك بالصبر والصلاة والدعاء، ولكن كل الخوف من تقدم العمر فماذا أفعل في هذا الابتلاء مع كل ما أؤديه من الطاعة للوالد وأداء كل الفروض وغيرها، كيف السبيل للصبر على هذا، وماذا أفعل مع والدي وقد نهانا الله في كتابه العزيز عن أن نقول ( أف، ولا تنهرهما) وقد فشلت كل محاولات الإقناع مع والدي من كل الأقارب والإخوة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنرجو الله العلي القدير أن يتقبل منك ما أنت فيه من العبادة وطاعة أبيك، واعلمي أن ليس لأبيك أن يعضلك عمن يتقدم لخطبتك بحجة أنه ليس من الأقارب ولا من البلدة والمحافظة، إذ المقصود في الخطيب أن يكون مرضي الدين والخلق، روى أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وابن ماجه. وإذا بقي أبوك مصراً على موقفه فإن الولاية تنتقل عنه إلى من يليه من الأولياء، فإن رفضوا جميعاً انتقلت إلى القاضي، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 30756. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أقنعي والدك وإلا فاتركي
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الثاني 1424 / 21-06-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة أبلغ من العمر ثمانية وثلاثين سنة، تعرفت على شاب مسلم ملتزم خلوق يكبرني بأربع سنوات والحمدلله والشكر، يحافظ على دينه وعنده القدرة على إقناع الناس إلى طريق الحق والهدى، تقدم لي الشاب لخطبتي ووالدي يعارض زواجي منه لعدة أسباب أولا أنه يعيش في دوله أجنبية ولا يستطيع أن يأتي لبلدي ليتقدم لي والسبب الثاني والدي لا يعرفه أبدا ولا يريد أن يسمع أي حل أو أي طريقه ليتعرف عليه والدي يقول إنني موافق فقط إذا يأتي لعندنا والسبب هو أنه لا يسمح له الدخول للدولة التي أعيش فيها السؤال هنا ما هو الحكم لموقف والدي حسب الشريعة؟ هل هو على حق أم لا وهل يحاسب على عمله ؟ ربنا يحفظكم ويرعاكم وأرجو مساعدتي .
الفتوى(32/445)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن أحسن السبل في مثل هذه الحالة التي أنت عليها هو سعيك في إقناع والدك بالموافقة على زواجك منه، لأن هذا يتحقق به الجمع بين مصلحتين، مصلحة طاعة الوالد ومصلحة زواجك، فإن لم يتيسر إقناعك والدك، فالأولى تقديم طاعة والدك على زواجك من هذا الشاب. لأن طاعة والدك فرض عليك، وزواجك من هذا الشاب بعينه ليس بفرض عليك، وقد سبق جواب لنا مماثل في الفتوى رقم: 18767. ثم إن من المعلوم حرص الوالد على مصلحة ابنته، فهو لا يمنعها من الزواج من رجل بعينه إلا إذا كان عنده ما يبرر ذلك، وهو متحقق هنا في عدم معرفته بهذا الشاب، أو لما قد يترتب على زواجك منه من السفر بغير محرم أو نحو هذا من أسباب، لكن إذا علم تكرر العضل منه لك، فمن حقك رفع أمرك إلى القاضي ليتولى تزويجك، وراجعي الفتوى رقم: 7759 لمزيد من الفائدة. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... السن الشرعي للنكاح للذكر والأنثى
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الثاني 1424 / 18-06-2003
السؤال
ما السن الشرعي لزواج الفتى والفتاة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السن الشرعي بالنسبة للزواج للفتى هو أن يصل إلى مرحلة استطاعة الجماع، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة إلى الزواج، وبيّن فوائده بالنسبة للشاب، حيث يترتب عليه غض البصر وإحصان الفرج، ففي الحديث المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
فعلى الشباب أن يطبقوا هذا الأمر النبوي، ولا يكون ضيق ذات اليد عائقا أمامهم، فإنه تعالى وعد الناكح الذي يريد العفاف بالغنى، حيث قال: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. [النور:32]
وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: إنه حسن.
أما بالنسبة لسن الزواج بالنسبة للفتاة، فإن الزواج يكون مطلوبا لها إذا أطاقت الوطء، ويجوز قبل ذلك بشرط ألا تُسلَّم إلى الزوج إلا بعد أن تطيق، فقد ثبت في صحيح البخاري أن عائشة رضي الله عنها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين، وأُدخِلتْ عليه وهي بنت تسع.
وينبغ لولي الفتاة المبادرة إلى تزويجها إذا وجدت كفئا متصفا بالصفات المطلوبة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه(32/446)
وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره.
ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم:. 21361، والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الشروط التي ينبغي توافرها في الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 15 ربيع الثاني 1424 / 16-06-2003
السؤال
أنا طالب جامعي تشغلني مسألة اختيار الزوجة الصالحة لا سيما أنها نادرة هذه الأيام، وقد رأيت فتاة تحمل جميل الصفات ويبدو أنني أحببتها، لكني أريد بعض التوجيهات حتى أختبر خلقها علما بأني لا أعرف منها إلا شكلها والذي عرفته من صفاتها بالملاحظة، أرجو أن أجد في إجابتكم ما يفرج عني و يجعل ما أقوم به خالصا لله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المرأة تنكح لأربع كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وقد روى النسائي عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره.
وقد وردت صفات الزوجة الصالحة والشروط التي ينبغي توافرها فيها في الفتوى رقم: 10561، والفتوى رقم: 18781 فراجعهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزوجي منه إن كان على خلق ودين
تاريخ الفتوى : ... 14 ربيع الثاني 1424 / 15-06-2003
السؤال
السلام عليكم، أنا فتاة أرغب في الارتباط بشاب ولكنني سوف أسكن مع أهله حيث إن لديهم بيتا كبيرا ولا بد لي من أن أسكن معهم ولكنني أخاف بعد ذلك من المشاكل فبماذا تنصحونني هل أوافق على الارتباط به أم لا ؟ وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإننا ننصحك بالموافقة على الزواج منه إن كان على دين وخلق، لما في ذلك من الخير لكما في الدنيا والآخرة، وما يدريك فلعل الله يجعل بينك وبين أهله ما لا تحسبين، ثم لتحرصي على الإحسان لزوجك ولأهله لا سيما والديه، فإن ذلك يجلب المودة والمحبة، ولتجتهدي في التغاضي عما قد يقع من بعضهم من أخطاء في حقك(32/447)
حرصاً على كسب ود زوجك، وإغلاقاً لباب الفتنة، ولا شك أنك كلما صبرت على ما يصدر منهم من أذى ففي ذلك الخير لك في الدنيا والآخرة، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم 3683والفتوى رقم 4370 والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يضر فارق السن
تاريخ الفتوى : ... 06 ربيع الثاني 1424 / 07-06-2003
السؤال
أنا فتاة أبلغ 34 عاماً وبعد شهرين سأصبح 35 -موظفة- طلبني زميلي للزواج وعمره 50 عاماً حيث السبب أن زوجته مريضة وتتعالج بأدوية تسبب لها بروداً جنسياً، هل أوافق عليه، وماذا عن فارق العمر وماذا عن الناحية الجنسية هل تبرد لديه وما هي سلبيات وإيجابيات هذا الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا مانع من زواجك بهذا الرجل إن كان ذا دين وخلق، ولا يضر فارق السن، وانظري الفتوى رقم: 5556 ولا يجوز أن يتم بينكما الحديث إلا وفق أدب الشرع، وليس من أدب ا لشرع أن يخبرك بما يتم بينه وبين أهله، بل قد نهى الشرع عن ذلك. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من درزي لا يجوز
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الثاني 1424 / 04-06-2003
السؤال
أنا فتاة مسلمة تقدم لي شخص درزي أحببته وأريد الزواج منه، هل يجوز ذلك وأريد أن أحصل على معلومات عن عقيدتهم وكل ما يخص حياتهم وعبادتهم، أرجو الرد علي بسرعة فأنا محتارة في أمري؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن منهج الدروز يقوم على كثير من العقائد والأفكار الباطلة التي تخالف عقيدة أهل الإسل ام، وقد سبق بيان هذه العقائد والأفكار في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2354 564 1315 فعليك ِ مراجعتها لتتبين لك خطورة هذه الطائفة. وبناء على ذلك فإنه لا يحل لك الزو اج من هذا الرجل ما دام على عقائد هذه الطائفة، بل يجب عليك صرف قلبك عن التفكير في هذا الأمر، واسألي الله تعالى أن ييسر لك خيراً منه ديناً وخلقاً، وقد قال الله تع الى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ ل َكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَ نْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. [البقرة:216]. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الناكح بنية العفاف حق على الله عونه(32/448)
تاريخ الفتوى : ... 02 ربيع الثاني 1424 / 03-06-2003
السؤال
متقدم لي عريس متدين جداً ولكني لا أعرف أخلاقه جيداً، وكذلك ليس لديه إمكانيات مادية تكفي لشراء شقة، كيف أتصرف؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن النبي صلى الله عليه وسلم حض على الزواج لما فيه من تكثير النسل وحصول العفة، فقال: يا معشر الشباب من استطاع منك م الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا ا لودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وينبغي أن يعلم أن الزواج عون على حصول المال إن كان الزوج فقيراً، قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. [النور:32]. وقال عمر رضي الله عنه: ما رأيت مثل رجل لم يلتمس الفضل في الباءة، والله يقول : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. رواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح. وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وفي الحديث: إذا خطب إليكم من ترضو ن دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني. وبناء عليه.. فينبغي البدار بالزواج إذا تقدم للمرأة خاطب متدين، وليعلم أن التدين يقارن حسن الأخلاق غالباً، ويمكن التعرف على أخلاقه بواسطة أحد م عارفه، ولا ينبغي أن تكون إمكانيات الخطيب المادية سببا في تأخير الزواج أو رفضه، م ا دام الخطيب رجلا متدينا قادراً على الكسب، فصاحب التدين يستجاب دعاؤه ويبارك في ك سبه نظرا لمراعاته أحكام الشرع في الكسب الحلال، ونوصيك بالاستخارة والاستشارة، ورا جعي الفتوى رقم: 10008 والفتوى رقم: 19166 والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حاول إقناع أمك وإلا فدع
تاريخ الفتوى : ... 30 ربيع الأول 1424 / 01-06-2003
السؤال
تعرفت بطريقة شرعية إلى فتاة بها كل المواصفات التى أريدها من تدين وخلق وعائلة محترمة وثقافة، لا أتمنى أكثر من هذا بجانب نوع من المودة ظهر بينى وبينها، ولكن والدتي ترفض رفضا باتا لأن الفتاة ليست على قدر كافٍ من الجمال ولكني مقتنع بشكلها, فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فعليك أن تحاول إقناع أمك بالموافقة على زواجك من هذه الفتاة ما دامت على دين وخلق،(32/449)
وأخبرها بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على ذات الدين، وذلك في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجم الها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. فإن اقتنعت أمك بزواجك منها فالحمد لله، وإلا فاصرف النظر عن الز واج منها، لأن طاعة أمك مقدمة على زواجك من امرأة بعينها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 6563 والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزوج من مؤمنة تعينك على آخرتك
تاريخ الفتوى : ... 14 ربيع الثاني 1424 / 15-06-2003
السؤال
أنا طالب فلسطيني مقيم في مصر، وتعرفت على فتاة بريطانية هنا، هل يجوز لي الزواج بها مع العلم بأني أعلم أان مستقبلي ليس معها، فهي سترجع إلى بلدها وأنا إلى بلدي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ننصحك بالحرص على الزواج بامرأة مسلمة عملا بحديث الصحيحين: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك. وعملا بحديث المسند والترمذي عن ثوبان قال: لما نزلت: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّة [التوبة: 34]. قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: أنزل في الذهب والفضة ما أنزل، لو علمنا أي المال خير فنتخذه، فقال: أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه.
وفي رواية لابن ماجه: ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة. صحح الروايتين الشيخ الألباني.
ثم اعلم أخي أن الزواج بهذه الفتاة يُفَصَّل فيه: فإن كانت مؤمنة تقية، فهي مثل غيرها من المؤمنات، فالمؤمنون إخوة، ولا عبرة بالجنسيات.
وإن كانت غير مسلمة، ولكنها كتابية، فيجوز الزواج بها إن كانت عفيفة. لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [المائدة: 5 ].
ويشترط في هاتين أن يتم الزواج بإذن الولي.
وإن لم تكن مسلمة ولا كتابية، فلا يجوز زواجها، لقوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ [البقرة:221 ].
ثم إن الزواج بنية الطلاق جائز عند الجمهور، خلافا للحنابلة.
وراجع فيه الفتاوى ذات الأرقام التالية:
2974، 1123، 7063.
والله أعلم.(32/450)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التوفيق بين طاعة الوالدين والوفاء بوعدك للفتاة أفضل
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الثاني 1424 / 11-06-2003
السؤال
وعدت فتاة بالزواج منذ تسع سنوات وهي طيلة هذه المدة ترفض كل من تقدم إليها للزواج آملة أن أتزوج بها بعد أن أجد العمل والمسكن، واليوم والداي يرفضان تماما أن أرتبط بهذه الآنسة بدعوى أنها أكبر مني سنا، فهل أطيع والدي وأترك تلك الفتاة التي انتظرتني للضياع أم أفي بوعدي رغم معارضة الوالدين القاطعة؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الوفاء بالوعد مأمور به شرعاً ومحمود طبعاً، وهو من صفات الأنبياء وشيم الصالحين، قال الله تعالى عن إسماعيل عليه السلام: إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ [مريم:54]، وقال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم:37]. وأما إخلاف الوعد فإنه من صفات المنافقين التي ينبغي للمسلم أن يتجنبها، فإذا كان الوفاء بوعدك لهذه المرأة يتعارض مع طاعة والديك وبرهما، فإن طاعة الوالدين وبرهما فرض يجب تقديمه على الوفاء بالوعد الذي هو مستحب عند جمع من أهل العلم. والذي ننصحك به هو طاعة والديك ومحاولة إرضائهما، وإن استطعت التوفيق بين طاعتهما والوفاء بوعدك فبها ونعمت، وإلا فإن بر الوالدين مقدم، وبطاعتهما وبرهما ييسر الله لك الأمور ويعوضك خيراً مما تركت طاعة لله تعالى في بر والديك، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 6563. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زواج الكبير من الصغيرة أو العكس
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الثاني 1424 / 11-06-2003
السؤال
أنا فتاة عمري 22 سنة مخطوبة لشاب عمره 35 سنة، أريد فقط معرفة هل صحيح فارق العمر بين الزوجين يؤثر على الحياة الزوجية ومع العلم بأنني ليست عندي أية اتصالات معه أي لا أدري جيداً معاملاتة ومنهجية تفكيره؟ أعلم فقط أنه متدين ومتخلق وعامل؟ جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن حيث الحكم الشرعي لا يوجد ما يمنع أن تتزوج المرأة من رجل أكبر منها أو العكس، وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بخمس عشرة سنة، وتزوج عائشة وهي أصغر منه بسنين، وتزوج عمر بن الخطاب بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهو شيخ وهي شابة صغيرة.(32/451)
ومع هذا فإن هذا الموضوع يخضع لظروف وطبيعة البيئة التي يعيش فيها الزوجان وقابلية كلٍ منهما للآخر، وفي حالة السائلة لا نرى فارقاً كبيراً في السن فإذا كان الرجل ذو خلق ودين فلا يُرد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الإسلام في الحب قبل الزواج
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الأول 1424 / 24-05-2003
السؤال
هل الحب حرام أم حلال ؟ وإن كان حلالا فلماذا نجد من يقف بطريقه ولا يدعه يتكلل بالنجاح؟ والمشكلة أنني لا أستطيع عصيان من يعارضني لأنهما والدي؟ وأيضا لا أستطيع تركها لأنني أحببتها وأحبتني وأنا في حيرة من أمري، فما العمل؟؟!! مع العلم بأني قد جربت كل الوسائل في إقناعهما ولم أستطع؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبق بيان حكم الحب قبل الزواج في الفتوى رقم: 4220 فلتراجع، ولمزيد من الفائدة حول الأسس التي على ضوئها يختار المرء زوجه نوصيك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1422، 2742، 5437. ولمعرفة السبيل الذي يسلكه المرء في حالة عدم رضا والديه أو أحدهما عن المرأة التي اختارها لتكون زوجة له نوصي بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2510، 1737، 31475. والذي ننصحك به إذا استنفدت كافة الطرق ولم تفلح في إقناع والديك بتلك الفتاة فأعرض عنها، و ابحث عن غيرها لأن رضا الرب في رضا والديك، ولأن الواقع يشهد أن الحياة الزوجية لا تستقيم بحال في ظل عدم رضا الوالدين عن الزوجة، والله نسأل أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويوفقك لما يحب ويرضى. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رضا الفتاة في النكاح لا بد منه
تاريخ الفتوى : ... 15 ربيع الأول 1424 / 17-05-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.. في حال قدوم خاطب لفتاة يبلغ من العمر 34 عاماً وعمر الفتاة 19 عاما والخاطب على خلق ودين وعائلة وهو موسر لكن الفتاة غير راغبة فيه إطلاقا بسبب فارق العمر لكن الأهل يرغبون فيه (لأنه على خلق ودين) وقالوا إن العمر لايهم وإن الفتاة لا تعرف مصلحتها فما حكم الشرع في ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/452)
فقد سبق بيان أنه لا وجه لرد الرجل أو المرأة لفارق السن، وذلك في الفتوى رقم: 20348.
فينبغي ألا يجعل فارق العمر سبباً في الرفض لهذا الخاطب ما دام على خلق ودين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض رواه الترمذي.
وراجع للأهمية الفتوى رقم: 29198.
وإذا أصرت البنت على الرفض فلا تجبر على الزواج به، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 3006، والفتوى رقم: 14701.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يريدها زوجة وهي لا مشاعر لها تجاهه
تاريخ الفتوى : ... 11 ربيع الأول 1424 / 13-05-2003
السؤال
السلام عليكم أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما ولقد طلبتني خالتي لابنها وقد كان لي علم برغبته بالزواج مني وأنه يحبني في الله ويريدني زوجته، ولكن أنا قبل هذا كنت رأيته ولم أشعر بأي مشاعر تقربني منه بالعكس كنت أود مغادرة منزلهم، ولا أعلم لماذا هذا الشعور وكذلك بعض آراء الناس فيه مع أنه رجل تقي والحمد الله، ولقد استخرت عدة مرات ولم أر أي تقدم أو أي شيء وهم بانتظار رأيي في الموضوع عند قدومه من السفر، ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دام هذا الشاب يرغب في نكاحك وهو تقي كما ذكرت في سؤالك فالأولى لك القبول بنكاحه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني.
وننصحك بمعاودة الاستخارة واستشارة ذوي الرأي والصلاح ممن له معرفة به، ونسأل الله عز وجل أن يختار لك ما فيه صلاحك في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التحقق من خلق المرأة قبل النكاح أولى
تاريخ الفتوى : ... 11 ربيع الأول 1424 / 13-05-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب في المرحلة الجامعية قامت بيني وبين زميلة لي علاقة عاطفية على أساس خاطئ حتى أنني كنت أخرج معها إلى الحدائق العامة وهناك كنت أقبلها وأتحسس جسدها وأنا الآن لا أريد الاستمرار معها في(32/453)
مشروع الزواج فقد وعدتها به من قبل ولكني الآن لا أشعر معها بالأمان ولا أراها الأم الصالحة لأولادي فيما بعد وفي نفس الوقت أخشى أن يكون لديها الأرضية الصالحة لنمو الإيمان بها ثم أتخلى عنها فتتخلى هي عن الإيمان ولكني أخشى من المستقبل، أفتوني أفادكم الله؟ وعفوا على الإطالة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل مما صنعت والعزم على عدم العودة لما فعلت والندم على ما فات، وننصحك بعدم الإقدام على نكاح هذه الفتاة إلا إذا علمت توبتها وصدقها في عدم إقامة مثل هذه العلاقة المحرمة مع الآخرين، لكي لا تدنس عليك فراشك وتلحق بنفسها وبك وبأولادك العار، فلا تستعجل في الإقدام على نكاحها حتى تتحقق من أمرها، واستشر ذوي الرأي والصلاح ممن له علم بها وبأسرتها، واستخر الله تعالى، نسأل الله عز وجل أن يختار لك ما فيه خير الدنيا والآخرة. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... فساد الوالد لا أثر له على المرأة الصالحة
تاريخ الفتوى : ... 11 ربيع الأول 1424 / 13-05-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم ما هو التصرف الصحيح مع الأب الذي يمنع ابنه من الزواج من الفتاة التي يريدها بسبب أن والدها لا يصلي وأنه كان متزوجا من امرأة خائنة وهي ليست أمها، وهي الآن على وشك الوقوع في الخطيئة معه فما هو حكم هذا الأب وما العمل الذي يجعله يوافق على زواجهما أعطوني إجابة وافية وحلاً سديداً؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كانت المرأة ذات دين وخلق فلا ينبغي أن يكون فساد والدها حائلاً دون الزواج بها لأن الله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]. وحاول أن تسعى في إقناع والدك بالتودد إليه والكلمة الطيبة وتوسيط من يؤثر عليه، فإن لم يُجْدِ ذلك كله فطاعته مقدمة على الزواج بامرأة معينة، وانظر الفتوى رقم: 18767، والفتوى رقم: 28773. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لم ير للمتحابين مثل النكاح
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الأول 1424 / 07-05-2003
السؤال
أنا شاب عمري 24 تعرفت على بنت عن طريق الإنترنت وكانت علاقاتنا محترمة وبعد ذلك تطورت علاقتنا فصار كل واحد يريد أن يتعرف على الآخر وكانت نيتنا(32/454)
سليمة والله اعلم فصرنا نتكلم بالتلفون فتعرفنا على بعض وأنا قلت للبنت أنا شاب لا أريد الحرام وأريد أن أتزوج فتعلقت البنت في أكثر من أول وأنا أحببتها وهي أحبتني واستمر كلامنا بالتلفون لمدة اسبوعين وبعدها تعاهدنا أن لا نتكلم بالتلفون فأخذت تلفوناتها وعنوانها والله العالم بالنية هل تستمر معرفتنا بما أنها بداية غير شرعية؟ وهل الذي بدايته غلط يكون نهايته غلط أنا خائف من البداية؟ وهل أسأل عن البنت فإن كانت بنتاً صالحة أتوكل على الله أم أقطع العلاقة؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا مانع من سؤالك عن هذه البنت، فإن كانت امرأة صالحة مرغوبة توكلت على الله وخطبتها وتزوجتها ما دمتما قد تحاببتما وتعاهدتما على البعد عن الحرام، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك رواه البخاري ومسلم.
وقال: ليتخذ أحدكم قلبا شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
وقال: لم ير للمتحابين مثل النكاح رواه الحاكم وابن ماجه، وصححه الألباني.
وعليكما أن تخلصا في التوبة، وأن تكثرا من الأعمال الصالحة، فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح، فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم.
وراجع في حكم محادثة الأجانب عبر الإنترنت والمراسلة بغية الزواج الفتاوى التالية: 8768، 16628، 1932، 1759، 1072.
وراجع في الطريقة المناسبة للحصول على زوجة صالحة الفتوى رقم: 24855، والفتوى رقم: 21530.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم إشعار المرأة الرجل رغبتها الارتباط به
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الأول 1424 / 07-05-2003
السؤال
أنا فتاة متدينة رأيت شاباً في الجامعة أعجبني دينه وخلقه وكنا زملاء لمدة 4 سنوات لم أكلمه فيها ولا مرة واحدة لأني عندي حياء أو خوف، الله أعلم، وأظن أنه كذلك فماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالذي ننصح به الأخت الكريمة أمور منها، الحذر أن يجرها شعورها تجاه هذا الشاب إلى علاقة غير شرعية به، وهي وإن لم تكن كلمته أبداً إلا أن الشيطان لا يألو جهداً في إغواء الإنسان، لاسيما إذا كانت وسيلة الإغواء قريبة المنال. الأمر الثاني: أن تعرض الموضوع على أهل الدين والخير والخبرة من أهلها ليشيروا عليها بالأصلح، فهم(32/455)
القربوين منها والأدرى بملابسات الموضوع، وإذا اجتمعت كلمتهم على أن هذا الشاب يصلح زوجاً، فلا مانع أن يشعر أحدهم هذا الشاب بما جرى، ولها هي أن تخبره بهذا الأمر ولا حرج عليها إذا أمنت الفتنة وانتفت الخلوة، ففي الحديث أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: ~يا رسول الله جئت أهب لك نفسي......~~ قال العلماء: في الحديث جواز عرض المرأة نفسها على رجل من أهل الصلاح وتعريفه رغبتها فيه ولا غضاضة عليها في ذلك، كل ذلك طبعاً بعد أن تستخيري الله تعالى وتصلي صلاة الاستخارة وتتضرعي إليه أن يهديك سواء السبيل. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ليس للمتحابين مثل النكاح
تاريخ الفتوى : ... 04 ربيع الأول 1424 / 06-05-2003
السؤال
الشيخ الفاضل أريد الإجابة على سؤالي بأقصى سرعة. لدي صديقة عزيزة وهي متدينة جداً جداً ولكنها تحب شيخا من الشيوخ الأفاضل تكاد تعشقه وهو شاب وأنا أعلم بأن هذا الحب حرام ولا أعرف كيف أقنعها بأن تنسى هذا الحب فأرجو أن تبلغني كيفية إقناعها وما هي الأدلة الشرعية التي تمنعه فهي تحبه جداً على الرغم من تدينها والتزامها مع العلم بأنه ليس من نسب أصيل وهي أصيلة وأنا سمعت حديثا للرسول يمنع مثل هذا الزواج فأرجو إرسال الأدلة الشرعية والتي أستطيع مواجهتها بها.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فليعلم أولاً أنه لا يجوز للمرأة أن تعلق قلبها برجل لا تربطها به أي نوع من العلاقة الشرعية، لأن في ذلك مدخلاً للشيطان، وسبباً للفتنة، وإن أفضل ما يكون علاجاً لهذا العشق هو الزواج، ولا حرج -إن شاء الله- حينئذ من مصارحتها له برغبتها في الزواج منه، والمعتبر في الزواج هو الكفاءة في الدين، فلا عبرة بعدم الكفاءة في النسب ما دام هذا الشاب على دين وخلق، فإن تحقق هذا الزواج فالحمد لله، وإلا فالواجب عليها صرف قلبها عنه، وأن تسأل الله تعالى أن ييسر لها الزواج ممن هو خير منه. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9856، 17886، 9360. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأفضل الابتعاد عن هذا الزواج
تاريخ الفتوى : ... 02 ربيع الأول 1424 / 04-05-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله سؤالي هو: هل علي إثم إذا قبلت الزواج من شخص يعانى مرضاً من الممكن أن يورث إلى الأطفال مع العلم بأن ذلك محتمل وليس أكيداً؛(32/456)
وهل بموافقتي عليه أكون قد أسأت لذريتي؟؟ فحديث الرسول يقول (تخيروا لنطفكم)؛ مع العلم بأن هذا الشخص على دين وخلق ويسلك طريق الدعوة وهل بموافقتي وقبولي إياه يحسب لي أجر عند الله؟ أفيدوني سريعا أكرمكم الله حتى أحسم أمري؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هناك احتمال أن ينتقل هذا المرض للأولاد فالأفضل الابتعاد عن هذا الزواج بعداً عن أسباب الضرر ومظان المرض، أما إذا كان انتقال المرض مؤكداً بشهادة الأطباء فيجب في هذه الحالة العدول عن مثل هذا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم:
23253.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أسلمت على يديه ويرغب بنكاحها
تاريخ الفتوى : ... 01 ربيع الأول 1424 / 03-05-2003
السؤال
قد كانت صدفة عندما وجدت إحدى الفتيات تكتب لي رسالة تسألني فيها سؤالا عن الإسلام.. من خلال الحديث بعد ذلك عرفت أنها أمريكية الجنسية وتحاول معرفة معلومات عن الإسلام... وأنا بطبيعة دراستي عن الدين الإسلامي استطعت أن أفيدها ببعض المعلومات عن الإسلام...استمررت في مقابلتها على النت من أجل ذلك... وقد تم بحمد لله أن أعتنقت الإسلام وأصبحت مسلمة... حقيقة أني من خلال مقابلتها المتكررة والحديث معها تعلقت بها وهي أيضا.... فهل يجوز لي أن أطلبها للزواج؟ حيث أن لها أخت أخرى مسلمة ومتزوجة من شاب عربي آخر...؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت قد أسلمت وحسن إسلامها بالمحافظة على الصلوات، وارتداء الحجاب، والبعد عن المحرمات كشرب الخمور وفعل الفواحش ونحو ذلك مما يدل على جديتها في اعتناقها الإسلام والالتزام بأحكامه، فلا حرج عليك في التزوج بها، بل وتؤجر وتثاب على ذلك إذا نويت بزواجك منها إعانتها على التمسك بالإسلام، والابتعاد عما حرم الله، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 10570، والفتوى رقم: 1932. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المعيار الأساسي لاختيار الزوجة هو الدين
تاريخ الفتوى : ... 01 ربيع الأول 1424 / 03-05-2003(32/457)
السؤال
أريد أن أتزوج من فتاة ولكن أمي رافضة لها متحججة بأن الفتاة سمراء فهل يجوز لي الزواج بالفتاة من دون رضا والديّ عن زواجي منها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمعيار الأساسي لاختيار الزوجة هو الدين لحديث: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك رواه البخاري ومسلم.
فإذا توافر الدين ورضي الخاطب بجمال المرأة ورغب فيها، فلا ينبغي لوالديه الاعتراض على زواجه منها، واعتراضهم هذا على خلاف وصية الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: لم ير للمتحابين مثل النكاح رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
على أننا نقول للأخ الكريم حاول إقناع أمك بالموافقة، فإذا لم توافق فرضاها أولى لك من الزواج بهذه الفتاة، والنساء غيرها كثير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأمهات قد يرين من المصلحة ما لا يراه الأبناء
تاريخ الفتوى : ... 25 صفر 1424 / 28-04-2003
السؤال
أحببت امرأة ولكن أمي رفضتها لأنها بنفس عمري (بالنسبه لأمي لم ترفضها لخلق عندها أو لأي سبب آخر إلا أنها بنفس عمري) (وأمها لم ترفضني لشخصي وإنما لعمري وأني بعمر ابنتها ) ولكن البنت رفضت الابتعاد وهي ترفض كل من يتقدم لها، مع العلم بأننا لا نتقابل أنا والبنت وعلاقتنا شرعية جداً ( حاولت إقناع والدتي ولم أستطع وأنا في حيرة من أمري لأني أكون قد ظلمت البنت معي) مع العلم أنه ما من مانع ديني يمنع ارتباط الشخص بمن في سنه .... أرجو مساعدتي في إنهاء مأساتي هذه؟ ولكم مني جزيل الشكر ( سوري الجنسية)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بر الأم وطاعتها في غير معصية من آكد الواجبات، وإن عقوقها من أقبح المحرمات، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل: من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة. رواه مسلم، عن أبي هريرة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين. متفق عليه من حديث أبي بكرة.(32/458)
فهنيئا لك -أيها الأخ الطيب- بموقفك الديني في علاقتك بالبنت، وصحيح -كما قلت- أنه ما من مانع ديني يمنع ارتباط الشخص بمن هو في سنه، ولكن الأمهات بما جبلن عليه من العطف والحنان، قد يرين من المصلحة لأبنائهن ما قد لا يراه الأولاد أنفسهم.
وعليك -إذا كنت لا ترى غير هذه البنت صالحاً لما تريد- أن تتضرع إلى الله في أوقات الإجابة، بأن يلهمك وأمك المصلحة ويهديكما إلى الصواب، ولتتق الله.. فإن الله تعالى قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً [الطلاق:2-3]، وانظر الفتوى رقم: 14386 للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يتأكد قبول الخاطب بهذه الصفات والظروف
تاريخ الفتوى : ... 24 صفر 1424 / 27-04-2003
السؤال
أريد الارتباط بشخص متدين وملتزم سعودي الجنسية وفي مثل سني 30 عاماً ولكنه متزوج من أخرى أكبر منه بـ7سنوات وأنا أريده لأني أريد الالتزام باللبس والزي الإسلامي الذي يمتازون به وأيضاً العبادات التي لا أستطيع القيام بها هنا في مصر لوجود المغريات والعمل وهو متعلق بي جيداً ويضمن لي حياة مستقلة ويضمن لي عيشتي هنا في مصر أيضاً لكن عائلتي لا يثقون بالسعوديين وما يسمعون من إساءة للمصريات هناك فهو شخص متعلم ومثقف يعمل مدرس لغة عربية صليت الاستخارة كثيرا ويوجد ارتياح نفسي شديد لأني أريد الاستقرار والمعيشة في بلد ملتزم بتعالم الدين علاوة على أني لا أجد الشخص المناسب في بلدي الذي أحس ناحيته بهذا الارتياح النفسي؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وهو حديث حسن.
وعليه؛ فإذا كان هذا الرجل مرضي الدين والخلق فإنه لا يُرد بل يُزوج ويُكرم، وإذا اجتمعت مع ذلك مصالح دينية كالتي أشارت إليها السائلة تأكد قبول هذا الخاطب، فإذا تيسر لها الزواج من هذا الرجل فنسأل الله لها التوفيق والنجاح في حياتها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من ابتليت بالفاحشة ثم سترها الله فعليها أن تستتر بستره
تاريخ الفتوى : ... 20 صفر 1424 / 23-04-2003(32/459)
السؤال
قريب لي وعدني بالزواج وما أن أخبرته بأن أخي يريد التقدم لخطبة قريبة لي وهي قريبة له أيضا حتى ذهب لخطبتها وعقد قرانه عليها أيضا وأنا آسفة للقول بأني وقعت معه في الحرام وفقدت أغلى ما تملك أي فتاة وهناك شاب آخر قد تقدم لخطبتي ولا أدري ماذا أفعل فبم تنصحوني بارككم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأكثري من التوبة والاستغفار، واعزمي على الإقلاع التام عن كل ما حرم الله من علاقة بهذا الشاب أو غيره، فقد قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
وقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
فإذا حققت التوبة فأبشري بالمخرج من كل ضيق، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3].
وراجعي للأهمية الفتاوى التالية: 5548، 6342، 12744.
وبالنسبة للشاب الذي تقدم لخطبتك فإن كان ممن يرضى دينه وخلقه فاقبليه ولا تخبريه بزوال بكارتك، وراجعي الفتاوى التالية: 5047، 6864، 24997.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إذا ثبت أن الخاطب له علاقة بالجن فهل يقبل زوجا؟
تاريخ الفتوى : ... 20 صفر 1424 / 23-04-2003
السؤال
أنا فتاة في ال 28 من عمري تقدم شاب لخطبتي وأهم ما لفت نظر أهلي إليه تدينه الشديد ودرايته بكثير من الأمور الدينية ويحافظ على الصلاة في المسجد وفي إحدى المرات أثناء الحديث معه في الهاتف قال لي بأنه يعرف كل شيء عني حتى ما في جسدي من حسنات وعندما سألته عما يقصد قال بأن لي واحدة تحت ذراعي الأيمن وأخرى بين أصبعي قدمي اليمنى وأصابني الذهول لصحة ما قال فأنا فتاة محجبة ودائما أرتدي جوارب ثقيلة كما أنه لم ير قدمي أبدا ولما سألته كيف عرف لم يجبني إجابة مقنعة الرجاء تفسير ذلك وهل لهذا الشخص أي علاقة بالجن وبماذا تنصحني هل أستمر أم أقطع علاقتي به؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا الشاب صالحاً في دينه وخلقه فلا بأس بقبول خطبته، بل ذلك هو الأولى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره.(32/460)
وأما زعمه بأنه يعرف جسدك والحسنات التي فيه ونحو ذلك، فإما أن يكون أخبره بذلك من يعرف عنك ذلك كقريب لك، أو من اطلع على جسمك في صغرك، وإما ألا يكون أخبره بذلك أحد ولا رآك بنفسه، فالأمر يحتاج إلى البحث عن حال هذا الشخص، فلعل له تعاملاً مع الجن، فإن تبين أن له علاقة بالجن، وقد تكون علاقة محرمة فلا تقبلي به زوجاً.
وننبهك هنا إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تتبادل الحديث لغير الحاجة مع الرجل الأجنبي ولو كان خاطباً وعبر الهاتف حتى يتم عقد النكاح، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 1151.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأدعية التي يدعى بها عند الزواج
تاريخ الفتوى : ... 20 صفر 1424 / 23-04-2003
السؤال
أنا فتاة في ال21 من عمري ومتمسكة بديني جيداً والحمد لله يوجد شخص يريد أن يخطبني وقد فاتحت والدتي بالموضوع ولكن والدة الولد تعارض الخطبة فوكلت أمري لله تعالى والدعاء له فأرجو مساعدتي بإعطائي الأدعية التي أقرؤها والأعمال التي أعملها حتى يوفقني الله وتوافق والدته وأرجو منكم الدعاء لي والرد علي.
وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم أدعية مخصوصة بهذا الأمر المسؤول عنه، لكن بإمكانك دعاء الله عز وجل بما ورد من أدعية بشأن طلب العون والتوفيق، وتيسير العسير، ومن ذلك:
ما رواه ابن حبان وهو حديث صحيح عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا شئت".
وكذا ما رواه النسائي في الكبرى، وهو حديث عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: "ما يمعنك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين".
لكن ننبهك إلى أنه لابد من تحري الدين والخلق، فإن لم يكن كذلك فلا خير لك في الزواج منه، فالأولى سؤالك الله تعالى صاحب الدين والخلق، لأنه إذا أحبك أكرمك، وإذا أبغضك لم يظلمك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التعارف عن طريق النت بغرض الزواج ممنوع سدا للذرائع(32/461)
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1424 / 22-04-2003
السؤال
السلام عليكم جزاكم الله خيرا على هذه الخدمة
لقد قرأت فتوى هنا بخصوص التعارف عن طريق النت بغرض الزواج، و لكني مع احترامي و تقديري لفتواكم أريد ان أسأل كيف إن كان هذا لا يجوز تقوم بعض المواقع الدينية القيمة بتقديم هذه الخدمة؟ و ليس كل من اشترك بها يكذب و يغش و يقوم باعمال منافية لديننا الحنيف و في حالة عدم أهتمام الأهل بتزويج أبنائهم و عدم وجود علاقات أجتماعية كافية للتعارف عن الطرق التقليدية فماذا يفعل الشباب الذي يريد أن يعف نفسه بالزواج و لا يمكنه التعرف على الزوجة الصالحة بالطرق المشروعة كما تقولون؟ افيدونا افادكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن قواعد ديننا الحنيف سد الطرق المفضية إلى المفاسد وهو ما يعبر عنه العلماء بقاعدة سد الذرائع، أي أن الفعل المباح إذا كان ذريعة إلى محرم، فالشارع يحرمه وإن لم يقصد به المحرم لكونه مفضياً إليه غالباً، وقد عرفها القرطبي رحمه الله بقوله: عبارة عن أمر غير ممنوع في نفسه يخاف من ارتكابه الوقوع في الممنوع والأدلة على هذه القاعدة كثيرة، منها قوله تعالى: ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ) فمنع سبحانه من سب آلهة المشركين مع أنه جائز لئلا يكون سبباً في فعل ما لا يجوز من سب الله تعالى، ولا ريب أنك -وفقك الله- تعلم ما في التحدث والتعارف عبر النت بين الفتيان والفتيات من فتن ظاهرة تجر الإنسان إلى ما حرم الله ولو بالتلذذ بسماع صوت النساء.
والطريق الشرعي للزواج بالصالحات العفيفات يغني عن هذا الطريق المحرم، فيمكنك سؤال أهل الصلاح والخير عن الأسر المسلمة الطيبة التي تجد فيها - بإذن الله - المرأة الصالحة التي تنشدها والتي تصلح لإقامة أسرة مسلمة، أما التحدث والتعارف عن طريق الإنترنت فمع حرمته، لا يخلو من الكذب والتدليس سواء من قبل الرجل أو من قبل المرأة، وفيه مفاسد تربو على الحصر، ولذلك ننصحك بأن تلتزم الطريقة الشرعية للزواج، ولا تأت البيوت من ظهورها فذلك خير في العاجلة وأحمد في العاقبة.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم 210 والفتوى رقم 1072 والفتوى رقم 1932
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا مانع من استمرار خطبتك وإتمام الزواج
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1424 / 22-04-2003
السؤال
أنا فتاة سعودية مخطوبة من شاب مصري أخبرته بأن لي ابن أخت في نفس سني ....... واعترفت له بكل الأخطاء التي ارتكبتها مع قريبي.. ووعدته بالتغيير....أنا(32/462)
نادمه وأتمنى أن لا أفقد خطيبي بسبب علاقة تافهة قاربت على الانتهاء، وعلى وشك أن تنتهي، لكنه مصمم على الفراق.. أنا نادمة نادمة... وها أنا أغير قدر المستطاع في علاقتي الخاطئة مع قريبي... أنا أحب خطيبي.... وسأتغير من أجله..... وكل الناس تخطئ ولكن العاقل من يأخذ بالتجربة والغلط ليتعلم منه... وخير الخطائين التوابون..... سؤالي: هل أستحق الفراق رغم محاولاتي للتغيير؟ أنا أعترف بخطئي
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك أيتها الأخت السائلة أن تتوبي إلى الله تعالى فوراً، لأن التوبة واجبة على الفور، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]. وقال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]. إلى أن قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135].
وتوبتك لا تتحقق إلا بترك الذنب، والندم على ما فات منه، والعزم على عدم العودة إليه أبداً.
أما استمرار العلاقة ولو بشيء من المعاصي أقل من ذي قبل، فهو منافٍ للتوبة ومعارض لها، فإذا تبت إلى الله تعالى توبة نصوحاً، واستقامت أخلاقك بعد ذلك، فإننا ننصح خطيبك بأن يسامحك ويقبل توبتك، ولا مانع عندنا من استمرار خطبتك وإتمام أمر الزواج.
وإن مما يجب التنبيه عليه أن ابن أختك من محارمك، والمحرم مأمور بالمحافظة على محارمه، فإذا كان هو أول الخائنين للأمانة التي أمره الله بحفظها، فلا شك أن جرمه أعظم من غيره، لأنه وقع في محظورين:
الأول: التفريط في حفظ محارمه.
الثاني: الوقوع في معصية الله تعالى بما حصل بينكما من أمور محرمة.
ولذا، فإنه يجب عليه التوبة من ذلك بنفس الشروط المتقدمة، وعليه أن يتقي الله تعالى في ما ولاه الله حفظه، فقد خان حق الإسلام وحق الرحم، وليراجع الجواب رقم: 23177.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اظفر بذات الدين تربت يداك
تاريخ الفتوى : ... 17 صفر 1424 / 20-04-2003
السؤال
أنا شاب أحب فتاة وهي تحبني وهناك فتاة أخرى تحبني أيضا وهي ابنة عمي وهي أجمل من الأولى، والاثنتان ذواتا خلق ودين، فممن أتزوج ؟
الفتوى(32/463)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فالذي ننصح به هو أن تتزوج أفضلهما دينا وخلقاً، فإن كانتا متساويتين أو متقاربتين، فتزوج أكثرهما جمالاً حتى لا تتطلع إلى غيرها فتندم، هذا إذا لم تكن إحداهما أحب إليك من الأخرى.
وقبل كل ذلك وبعده استخر الله سبحانه، واستشر من تثق به من أهلك وأصحابك ومعارفك، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه، ونسأله سبحانه أن يختار لنا ولك ما فيه الخير، وراجع الفتوى رقم: 5707.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نكاح فتاة غير محجبة
تاريخ الفتوى : ... 14 صفر 1424 / 17-04-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً موظف أعزب أرغب في الزواج من فتاة تعجبني هل في ذلك حرمة؟ مع العلم أن الظروف صعبة من الناحية المادية والفتاة على خلق ودين ولكنها غير محجبة؟
أفيدوني جزاكم الله خير...و شكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان المقصود بالحجاب غطاء الوجه، فلا نرى بأساً في الزواج ممن تركت غطاء الوجه إن كانت كما ذكرت ذات دين وخلق، لأن هذه المسألة مما اختلف فيه العلماء ولكل دليله، وإن كنا نرجح وجوب ستر الوجه، ويمكنك بعد الزواج أن تبين لها الأمر وتعرض لها أدلة القائلين بوجوب تغطية الوجه، ومن حقك أن تلزمها بذلك، وتجب عليها عندئذ طاعتك.
أما إن كان المقصود بالحجاب غطاء الرأس فيجوز لك الزواج أيضاً، ولكننا نفضل أن لا تقدم على ذلك حتى تقوم بنصحها، وبيان الحق لها، وأن ستر الرأس مما أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على وجوبه، فإن اقتنعت وارتدت الحجاب فأقدم، وإلا فالنساء غيرها كثير، وانظر الفتوى رقم: 4309، والفتوى رقم: 1422.
وانظر في أمر الحجاب الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1225، 22814، 22286.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اللواط لا يؤثر في إباحة الزواج من أخت المفعول به
تاريخ الفتوى : ... 10 صفر 1424 / 13-04-2003(32/464)
السؤال
السلام عليكم
هل يجوز لرجل الزواج من بنت كان قد تلوط بأخيها منذ 15 سنة، وكان قد تاب وندم على ما فعله وهو صغير؟
أفتونا بارك الله فيكم...؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن اللواط كبيرة من أكبر الكبائر ومن أقبح المعاصي، ويستحق صاحبه الرجم إذا كان بالغاً، فعن ابن عباس: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. أخرجه أحمد والأربعة.
ولكنه مع ذلك لا يؤثر في إباحة الزواج من أخت هذا المفعول به، بل له أن يتزوجها إذ هي ليست من النساء اللاتي نهى الله عن نكاحهن في قوله: وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً* حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً* وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ [النساء:22-23-24].
ولا هي ممن نهى عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. ، وقوله: لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها. متفق عليه.
وعلى السائل أن يواصل توبته وندمه على ما فرط.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... العلاقة بين المحارم لها ضوابط لا يجوز تعديها
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1424 / 08-04-2003
السؤال
أنا شاب مصري خاطب لبنت سعودية لها ابن أخت في سنها 22 سنة وبينهما علاقة غريبة لدرجة أنهما يقبلان بعضهما بعضا على الخدود ويخرجان في منتصف الليل ويتكلمان باستمرار في التليفون في كل وقت وعندما أعترض عليها هذا التصرف تعتذر بأنه قريبها ومحرم عليها مع أنه شاب مرفه تافه وأنا واثق بأنه ينظر إليها نظرات خائنة هل أفارقها أو بماذا تنصحونها مع العلم أني عانيت من النصح لها لدرجة أنها صارحتني بأنه أغلى عندها من الأخ والصديق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/465)
فالأصل أن حكم هذه التصرفات من الخلوة والكلام في أي وقت مع المحرم هو الجواز كما هو معلوم، لكن إذا تحققت من أن الأمر دخل منحى آخر لا يرضي الله فننصحك بأن تبتعد عن هذه الفتاة ما دامت تقوم بهذه التصرفات المريبة، وصرحت لك بأن ابن أختها أغلى عندها من الأخ والصديق، وهو كما وصفت شاب تافه وينظر إليها بنظرات خائنة، وينبغي أن تعلم وليها بما تصنع ليحقق في الأمر، ولا خير في من هذا حالها مع أحد محارمها، نسأل الله تعالى أن يعوضك خيراً منها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا إثم على المرأة إذا لم ترغب في الزواج من شاب بعينه
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1424 / 08-04-2003
السؤال
تقدم لي شاب ليس فيه عيب سوى أنه ضعيف الشخصية ولا يجيد تصريف الأمور وهذا معروف عنه
هذا هو سبب رفضي له.. أخاف أن يعاقبني الله لهذا السبب ...هل يجوز هذا الأمر؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجب على المرأة قبول الزواج من شاب بعينه إذا لم ترغب فيه، ولا إثم عليها في ذلك لاسيما إذا كان في ذلك الخاطب ما ينفرها منه، ولا ينبغي لوليها أن يرغمها على قبوله، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 10658.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأساس الذي ينبني عليه اختيار الزوجة هو الدين والاستقامة
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1424 / 08-04-2003
السؤال
السلام عليكم
كيف أمسح نقطة سوداء من قلبي بعدما اكتشفت أن شريكة حياتي التي فكرت فيها أن تكون معي إلى الأبد بعد اعترافها بأنها مارست الجنس ووقعت في الجماع لكن قالت كانت جداً صغيرة ربما عند بداية البلوغ ولا تعرف هل هي بكر الآن أم لا، والله لن أعرف كيف أمر معها إلى الصواب لكي اتزوجها ولا اعرف هل أحفظها وأصون كرامتها ولن أقولها لأي أحد إلى الأبد ولن أعرف هل البكارة هي الأساس أم ماذا؟ أفيدوني أفادكم الله؟
وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/466)
فإذا كنت تطمئن إلى أن هذه الفتاة قد صدقتك، وأنها تابت مما فعلت توبة نصوحاً فننصحك بالستر عليها وبزواجها إن شئت.
ويبدو من مصارحتها لك أنها صادقة معك -إن شاء الله- وأن ما فعلته كان بسبب الطيش أو الفضول، وليس عن إصرار وانتهاك للحرمة.
وعلى كل حال فالواجب عليك أن تسترها فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة... رواه مسلم.
والأساس الذي ينبني عليه اختيار الزوجة هو الدين والاستقامة والخلق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
معيار الدين مقدم على كل المعايير
تاريخ الفتوى : ... 03 صفر 1424 / 06-04-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
سؤالي بخصوص هل تنصحني أن أقدم على الزواج من امرأة من عائلة ومثقفة ومتدينة وتحبني كثيراً إلا أنني لا أحبها لأنها ليست بالقدر الكافي من الجمال الذى طالما رغبته بالرغم من أن جميع عائلتي موافقون عليها وأنني كلما صليت صلاة استخارة وجدت الموضوع يمضي بسرعة ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله أجاز للرجل أن يعتبر معيار الجمال في الزواج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم.
ولذا ندَب الرجل إلى أن ينظر من يريد خطبتها، فقال: "إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل" رواه أحمد وغيره، وحسنه الأرناؤوط والألباني.
ولكن ينبغي أن تعلم أن معيار الدين مقدم على كل المعايير، فإن لم تجد امرأة متدينة مثقفة أجمل من هذه السيدة، فعليك أن تقدم هذه السيدة لدينها امتثالاً للحديث: "... فاظفر بذات الدين تربت يداك".
ويتأكد الأمر إذا كان أهلك يرغبون في ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ضعف البصر أو العمى لا يثبت الخيار للزوجة
تاريخ الفتوى : ... 28 محرم 1424 / 01-04-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(32/467)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوج من حوالي 7 سنين لكن قبل زواجي حصل معي نزيف في شبكية العين، وأجريت عملية جراحية وفقدت البصر في عيني الشمال، وكنت قد تقدمت لخطبة بنت عمي، وبعد العملية بأشهر قليلة تم كتب الكتاب ومن ثم الزواج ولكني لم أخبرها أني لا أرى بعيني ( كنت بعد العملية أرى الأشياء خيالات) وأنا الآن عايش معها ولي بنتان وأشتغل والحمدلله، يعني فقدان نظري بعيني الشمال لم يؤثرعلى عملي؟ سؤالي هو: أنني لهذه اللحظه لم أحكي لزوجتي أنني لا أرى بعيني مع أنها تعرف أنني أجريت عملية، وأنني كنت من فترة لأخرى أذهب لطبيب العيون وهي تعرف أن نظري في عيني خفيف جدا، فهل أنا آثم أو مذنب في ذلك؟ وهل علي إخبارها بذلك بعد هذه السنوات مع العلم بأنني لا أعرف ما سيحصل إذا أخبرتها بذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ضعف البصر أو العمى، لا يثبت الخيار لأي واحد من الزوجين، قال ابن قدامة في المغني: وما عدا هذه، فلا يثبت الخيار وجهاً واحداً، كالقرع، والعمى، والعرج، وقطع اليدين والرجلين، لأنه لا يمنع الاستمتاع ولا يخشى تعديه، ولا نعلم في هذا بين أهل العلم خلافاً. انتهى.
وعلى هذا فلا يجب عليك إخبار زوجتك بالعيب الذي في إحدى عينيك، لكن لا مانع من إخبارها بذلك ما لم يترتب عليه ضرر يؤثر على الحياة الزوجية بينكما، وراجع الجواب رقم: 12610.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تحريم إقامة علاقة عاطفية قبل الزواج
تاريخ الفتوى : ... 25 محرم 1424 / 29-03-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن استشير في موضوع علاقتي أثناء الدراسة بشاب في نفس المعهد، أعجبت بأخلاقه وقد تعارفنا وتواعدنا على الزواج على أساس اختياره له لتواضعه وصدقه وأمانته مع زملائه خلال فترة الدراسة واهتمامه بأمور دينه، المهم أنه وعدني بالزواج وهو مازال طالبا ولا يشتغل مرتَّ سنة ونصف تقريبا وبدأ يشتغل وطوال هذه الفترة لا أهلي ولا أهله يعلمون بموضوع ارتباطنا بعدها صرحنا لأهلي وها هو الآن يملك سكنا ونخطط للزواج في هذه السنة بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أود أن أعرف إذا كان هذا الطريق صحيحاً في اختياري له أو أنه طريق فاسد، مع العلم بأنا كنا نتحدث على عواطفنا المشتركة ولكن بعد فترة بقي الاتصال لمجرد الاستفسار عن الأهل والأحوال وتبنا إلى الله أفيدوني أفادكم الله؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(32/468)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن التمسك بالدين والخلق هو المعيار الأساسي لاختيار الزوج لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه." رواه الترمذي.
ولكنك أيتها الأخت السائلة أخطأت خطأً بالغاً بإقامة علاقة حب مع هذا الشاب ترتبت عليها لقاءات ومحادثات غرامية ونظرات ... إلخ.
وكل هذا لا يحل للمرأة المسلمة مع رجل أجنبي عنها، فالله تعالى يقول: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ} [النور:31].
وقال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم." متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان." رواه الترمذي وهو صحيح.
بالإضافة إلى حرمة هذه العلاقة شرعاً، أثبتت الدراسات أن أغلب حالات الزواج التي جاءت عن طريق علاقة حب قبل الزواج فشلت وما لبثت بعد الزواج أن انفصمت عراها وتقطعت أوصالها، فالواجب عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فإنه لا تحل لك مواصلة الاجتماع به، ولا الحديث إليه في مثل هذه المواضيع وهو إن كان صادقاً فليتقدم لخطبتك من أهلك ولينه تلك العلاقة بالزواج ولا يتمادى في الباطل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... هل من بأس في الزواج من لقيطة
تاريخ الفتوى : ... 07 محرم 1424 / 11-03-2003
السؤال
أريد الزاوج من فتاة لقيطة أب أو أم هل يجوز ذلك مع التفصيل
شكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك إن شاء الله في الزواج من هذه الفتاة إذا كانت على دين وخلق، ولا يضر كونها لقيطة، وقد سبق بيان حكم نكاح اللقيط بالفتوى رقم 7167
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا لم يزوج الولي المرأة من كفئها فلها اللجوء إلى المحكمة .
تاريخ الفتوى : ... 04 محرم 1424 / 08-03-2003(32/469)
السؤال
امرأة تريد الزواج وسبق أن تزوجت وطلقت ولكن إخوتها لا يريدون تزويجها وحجتهم أن لها أما وأباً كبيرين في السن ويحتاجانها فهل يجوز أن تلجأ للمحكمة كي يزوجوها وهى ترغب الزواج خاصة لا تجد من ينفق عليها وابنها فهل يجوز للإخوة منعها من الزواج وهم موجودون وباستطاعتهم ان يعولوا الوالدين والوالدن كانوا راضين ولكن بتأثير من الاخوة رفضوا ارجو منكم الاجابة الشافية وجزاكم الله خيراً رجو الرد بأسرع وقت.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يحق للأب ولا للأم ولا لغيرهما أن يمنعوا المرأة من الزواج إذا خطبها من هو مرضي في الدين والخلق، لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " رواه الترمذي، ومنعهم إياها من الزواج بالكفء عضل محرم، قال تعالى (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (البقرة:232) ،وروى البخاري عن معقل بن يسار قال زوجت أختاً لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليك أبداً وكان رجلاً لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع فأنزل الله هذه الآية ( فلا تعضلوهن ) فقلت الآن أفعل يا رسول الله قال فزوجها أياه، فإذا لم يفعل الولي ما طلب منه من الاستجابة للكفء فللمرأة أن تذهب إلى المحكمة الشرعية لتزوجها لقوله صلى الله عليه وسلم " فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له " رواه أبو داود .
والاشتجار هنا معناه منع الأولياء من العقد وهو العضل المنهي عنه وبه تنتقل الولاية إلى السلطان أونائبه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصح الوالدين من الإحسان إليهما
تاريخ الفتوى : ... 29 ذو الحجة 1423 / 03-03-2003
السؤال
أنا امرأة متزوجة وأم ومن الله علي بالإيمان والتمسك بالدين والبعد عن المنكرات ولله الحمد ولكن لدي أم هداها الله تتنازل عن حقوقها وحقوقنا كثيراً وعن كرامتنا أيضا وتنصر الغريب علينا دائماً وهي تستغل القسم بالله بطرق غريبه لتثبت صحة كلامها وهي تغضب علي وتمنع إخوتي مني وتحرضهم علي، وذلك لأنني دائمة النصح لها بأن تمتنع عن إهانة كرامتنا عند من حولنا وأحاول جاهدة مهما فعلت بي أن أدعو لها وأن أصل الرحم ولكن ما يؤثر في هو أنه لا فائدة مما أفعل وما يحزنني كثيراً هو قطع صلتهم بي .. فهل أمتنع عن الأمر بالمعروف والنهي عن ما(32/470)
أراه من إهانة وذل وهوان أرجو منكم أن تفيدوني فأنا كثيرة الحيرة ولا أريد سوى رضى رب العالمين وأن أجد في أبنائي خيراً لي ولأ نفسهم؟ وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لأمك الهداية والاستقامة على الحق، واعلمي أنه يجب عليك الإحسان إلى والدتك ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ لأن حقها عليك عظيم لقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:14، 15].
ومن جملة الإحسان إليها دعوتها إلى الحق وإرشادها إليه، وتحذيرها من المعصية، وليكن ذلك باللين والرفق، وتبيين الأدلة الشرعية التي تحرم الكذب عموماً، والحلف عليه خصوصاً.
وأما بالنسبة لإخوتك فالواجب عليك صلتهم بالمعروف؛ لأنهم من رحمك، وكون ذلك حصل منهم ليس مبررا لأن تصنعي مثل صنيعهم، ولتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه قائلاً: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما تقول فإنما تسفهم المل - الرماد الحار- ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اظفر بذات الدين تربت يداك
تاريخ الفتوى : ... 23 ذو الحجة 1423 / 25-02-2003
السؤال
أنا شاب في مقتبل العمر أفكر بالزواج من فتاة أحترمها وأقدرها وأحبها ولكن بعد فترة اكتشفت أنها تكلم شباباً على الهاتف؛ فهل أتقدم وأتزوجها أم أبحث عن غيرها من الشريفات؟ أفيدوني جزاكم الله عني خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمر الإسلام المسلم ورغبه إذا أراد الزواج أن يختار الزوجة الصالحة ذات الدين والخلق؛ لأنها المأمونة على نفسها وولدها والراعية لعرض زوجها والمحافظة على حقوقه، وذلك لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وعليه.. فنصيحتنا لهذا السائل أنه لا حرج عليه في التقدم لهذه الفتاة إذا كان واثقاً من دينها وخلقها وتوبتها مما ذكر عنها، وإلا فعليه أن يبحث عن أخرى تكون متصفة بالدين والخلق.(32/471)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أهم ما يُطلب في المتقدم للزواج
تاريخ الفتوى : ... 23 ذو الحجة 1423 / 25-02-2003
السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) فهل الترتيب صحيح في هذا الحديث ( خلقه ودينه) أم ( دينه وخلقه).
وما الفرق هنا بين الفتنة والفساد العريض؟ ولماذا عريض وليس عظيم؟ وشكرا جزيلا لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث الذي أورده السائل رواه ابن ماجه في سننه، و الحاكم في المستدرك وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خُلُقَه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي بلفظ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...
ومعنى الحديث: إذا أتاكم أي خطب إليكم، والخلق والدين هما أهم ما يُطلب في المتقدم للزواج، فعلى الخلق مدار حسن المعاشرة، وعلى الدين مدار أداء الحقوق، والدين والخلق متلازمان.
وفي الحديث: أكمل الناس ديناً أحسنهم خلقاً. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ومن خلال ما تقدم نعلم أنه لا إشكال في تقديم لفظ الخلق على الدين في بعض ألفاظ الحديث.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إلا تفعلوا تكن أي إن لم تزوجوا من ترضون خلقه ودينه وترغبوا في ذي الحسب والمال تكن فتنة؛ لأن الحسب والمال يجلبان الفتنة، ويكن فساد عريض لأنكم إذا رغبتم في المال والحسب بقي أكثر الرجال والنساء بلا تزوج، فيكثر الزنا ويحدث الفساد العريض، أي ذو العرض الكبير، أي العظيم المنتشر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
صاحب الخلق والدين لا يرد بدون مسوغ
تاريخ الفتوى : ... 21 ذو الحجة 1423 / 23-02-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(32/472)
أنا فتاة عمري 22عام أعمل مع والدي في شركته منذ 1996 كمحاسبة، والدي لا يريد إدخال الغرباء للعمل معه... وأقصاني من الدراسة أنا وشقيقتي للعمل معه... وقد قام بفسخ خطوبتي لأن الشاب الذي خطبني لا يريد من زوجته العمل... والدي يقول بأن الشركة في الأخيرهي لنا ويخاف أن يكون الشاب من المتدينين المتعصبين الذين يحبسون نساءهم في المنزل... بقيت مخطوبة لمدة 6 أشهر. أنا فتاة ملتزمة أنا وعائلتي وكانت علاقتي بخطيبي أكثر من محترمة... ما رأيكم في عمل المرأة في هذه الظروف، لا يوجد اختلاط مطلقا، لباس إسلامي بدون تغطية الوجه...؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم عمل المرأة وضوابطه وذلك في الفتوى رقم:
28006.
ونصيحتنا لوالد هذه السائلة ألا يحول بين ابنته وبين الزواج لهذا السبب الذي ورد ذكره في السؤال، إذ أن الواجب الحرص على صاحب الدين والخلق، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد حسن.
ثم إن هذا الوالد بإمكانه أن يشترط على الزوج أن تبقى ابنته في العمل ما دام هذا العمل مباحاً، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
1357.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الوصف النبوي للزوجة الجميلة
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1423 / 19-02-2003
السؤال
بسم الله الرحمان الرحيم
ما هي الأوصاف التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام للزوجة الصالحة أقصد ملامح الوجه،الجسد ...ألخ؟ جزاكم الله كل خير....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد مقاييس للجمال في المرأة المراد الزواج بها، وإنما قال لفظاً جامعاً شاملاً يصلح لكل أحد حسب تقييمه للجمال، إذ الجمال أمر نسبي كما لا يخفى، فقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته. رواه أبو داود والحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد.(32/473)
فقوله صلى الله عليه وسلم: سرته. معناه أنه يصير مسروراً لجمال صورتها عنده، وهذا يختلف باختلاف الناس.
وينبغي التنبه أن الحديث لم يكتف ببيان الجمال الظاهر، بل جمع إليه الجمال الباطن وهو أهم من الأول، فأضاف أنه إذا أمرها بأي أمر شرعي أو عرفي أطاعته وخدمته، وإذا غاب عنها حفظته في عرضها وماله وعياله، فمن ظفر بمثل هذه المرأة فقد حاز خير متاع الدنيا، كما في الحديث: الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة. رواه مسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المقياس الشرعي لاختيار الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 15 ذو الحجة 1423 / 17-02-2003
السؤال
أخي الوقت الذي نعيشه الآن هو من أصعب الأوقات بالنسبة لنا كشبان مقبلين على الزواج فلا ندري كيف نختار الزوجة الصالحة وقد اختلط الحابل بالنابل والله المستعان؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه ينبغي للشاب إذا أراد الزواج أن يختار المرأة الصالحة ذات الدين والخلق التي إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله، فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الأغراض التي تنكح لها المرأة، وحثَّ على الظفر بذات الدِّين، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدِّين تربتْ يداك.
ولأنها خير متاع الدنيا، أخرج مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
وإذا صعُب على الشاب معرفة امرأة صالحة فعليه أن يستشير أهل الخير والصلاح ليدلوه عليها، وليستخر الله تعالى ليوفقه لما فيه الخير.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية:
2742 -
8757 -
21043 -
10561 -
3982.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/474)
ـــــــــــــــــــ
متدينة لكن تصافح الرجال.. هل تصلح زوجة
تاريخ الفتوى : ... 15 ذو الحجة 1423 / 17-02-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العادات والتقاليد في بلادنا أن الرجال يصافحون النساء بدون أي حرج بدعوى طهارة القلوب بل الذي لا يصافح هو الشاذ وأنا لا أصافح والحمد لله ولكن أريد الزواج من فتاة تصافح الرجال مع أنها محجبة وتصلي بدعوى الخوف من إحراج الآخرين وفعلا هنا في بلادنا عدم المصافحة يدخلك في كثير من المواقف المحرجة جدا فهل أترك الزواج منها لمجرد أنها تصافح الرجال وأنها بهذا ليست ذات الدين التي وصى بها رسولنا الكريم مع أنها ذات خلق ولا تخرج من البيت ألا نادراً للجامعة أو الزيارة في الأعياد مع محرم أو مجموعة من النساء، وما هي الصفات التي يجب توفرها في المرأة لنقول إنها ذات دين والرجاء التفصيل في هذه الصفات وجزاكم الله خيراً .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدمت أجوبة حول المرأة الصالحة وصفاتها التي ينبغي أن تراعى عند اختيار الزوجة في الفتوى رقم:
8757 - والفتوى رقم: 10561 - والفتوى رقم: 18781 - والفتوى رقم: 24855 فراجعها.
وأما اختيار هذه المرأة زوجة فلا بأس به خاصة وأنها على خلق ودين، وقد تكون المصافحة منها للرجال على جهل بحرمتها، ولعلها علمت إذا حرمتها انتهت عنها، ويجب عليك إعلامها بحرمة هذا الفعل ووجوب الانتهاء عنه وراجع الفتوى رقم:
23511 - والفتوى رقم: 12503.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حاول إقناع أهلك وإلا فدع
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1423 / 19-02-2003
السؤال
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ابنة عم كنت راغباً بالزواج منها، ولكن كان يمنعني من ذلك خلافات موجودة بين أمي وأمها، حتى جاء يوم وتزوجت ولكن طلقت بعد شهر وأنا متأكد أن السبب في ذلك هو سوء أخلاق زوجها لأنها فتاة متدينة وتدرس القرآن للفتيات في المسجد، ولما طلبت من أهلي خطبتها لي رفضوا بشدة لأنها مطلقة وللخلافات القديمة بين أمها وأمي، وأنا أدعو الله أن أنساها لذلك ولكنني أرى نفسي تزداد تعلقاً بها، ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.(32/475)
والسلام عليكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله أما بعد:
فكون المرأة مطلقة ليس بمانع شرعي من التزوج بها، وكذا وجود الخلاف بين أمك وأمها، فعليك أن تقوم بدور المصلح، وأن تقدم لهم النصح بالموعظة الحسنة، لعل الله تعالى أن يسوق الخير على يديك، قال تعالى: لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:114]
وقد بينا في الفتوى: 6563 أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها؛ إن لم يستطع المرء إقناع اهله بالزواج منها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يحق للأخوات منع أخيهن بمن يرغب بنكاحها
تاريخ الفتوى : ... 08 ذو الحجة 1423 / 10-02-2003
السؤال
أبلغ من العمر 33 سنة والدي متوفيان وجميع أخواتي أكبر مني سنا وبفارق كبير ، عزمت خطبة إحدى الفتيات ولكنني فوجئت بمعارضة شديدة من أخواتي وأزواجهم - الذين من نفس العائلة - وكلهم على مستوى عال من العلم والثقافة غير أن حجة الرفض لم تقنعني ، فهم يتحججون بعدم التكافؤ في الوضع الاجتماعي والمادي ، وأنا لا أرى موانع شرعية تحول دون ذلك ، وهن مصرات على الاختيار بأنفسهن ، فلو أن الفتاة تخير فمن باب أولى أن يختار الرجل بنفسه ، سؤالي ليس البحث عن حل لمشكلة اجتماعية ولكن أريد أن أعرف رأي الشرع ، هل يجوز لي الإصرار على موقفي أم هل يجب علي النزول عند رغبة أخواتي تفاديا للمشاكل وحفاظا على صلة الرحم رغم عدم رضاي عن ذلك؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس لأخواتك أن يمنعنك من الزواج بمن ترغب فيها إن كانت ذات دين وخلق، فحاول إقناعهن بمن تريد واستعن على ذلك بمن يؤثر عليهن من الأقارب والأهل، فإن بقين على رأيهن فلا يلزمك طاعتهن ولا يعتبر زواجك بمن ترغب فيها وهي ذات دين وخلق من قطيعة الرحم ، ومع ذلك فعليك أن تستمر على صلتهن والإحسان إليهن وإن بدر منهن ما يدعوك إلى الغضب فلا تغضب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إحسان الظن ببنات المسلمين مطلب شرعي
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو الحجة 1423 / 16-02-2003(32/476)
السؤال
أنا شاب أريد أن أتزوج ولكني لا أثق بأي فتاة جربت الاستخارة ولم أحصل على رد واضح وشهوتي قد جاوزت استطاعتي فماذا أفعل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب عليك مادامت هذه هي حالك أن تتزوج لتعفَّ نفسك عن محارم الله تعالى بما أحل لك: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشاب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء . وكونك تستخر. عملٌُ طيب ومشروع؛ ولكن لا بد أيضًا أن تستشير في هذا الأمر من تثق في دينه ليدلك على امرأة ذات دين وخلق، حافظةٍ لحدود الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ولن تعدم امرأة صالحة إن شاء الله تعالى، وعليك أن تحسن الظن ببنات المسلمين، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12].
ولا تسيء الظن في امرأة حتى يتبين لك سوء أمرها، فالأصل في الناس هو السلامة حتى يتبين ضدها، وراجع الفتوى رقم:
8757.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يقدم رأي الأبوين على رأي البنت
تاريخ الفتوى : ... 29 ذو القعدة 1423 / 01-02-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست أدري هل ستجدون لمشكلتي حلا أم أسلم أمري إلى الله أتمنى أن ترشدوني إلى طريق الحق والهداية
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي وقدعقدت لابن خالي ومضى على العقد أربع سنوات ومن ثم جاء ابن خالي يريد يتزوجني إلى القريه فرفضت ذلك علما بأنه ليست لديه وظيفة؛ ومن بعد ذلك طلقني وبقيت سنة بعدالطلاق .وها هو جاء خالي اليوم يقول لي أريدك ترجعي لولدي وأن ولدي رافض الزواج من بعدك علما بأن والدي ووالدتي رافضين له تماما وكذلك إخواني وأخواتي وأنا لست رافضة قلت احتمال يتغير مع الزمن وهو الآن في السعودية، أفيدوني أفادكم الله من فضله أنا مستعجلة على الرد جداً جداً....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/477)
فالذي يملك حل هذه المشكلة هو أنت وأهلك، أما نحن فلا يمكننا إيجاد حل لأننا غير مطلعين ولا مُلمّين بتفاصيل المشكلة، لكن الذي نستطيع قوله هنا: إننا ننصح الأخت الكريمة بتقديم رأي أبويها وأهلها على رأيها، فهم -في الغالب- أدرى وأعلم بمصلحتها، ونرجو أن يكون في طاعتهم والنزول على رغبتهم خير وبركة لك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المصر على ترك الصلاة لا يُزوَّج
تاريخ الفتوى : ... 29 ذو القعدة 1423 / 01-02-2003
السؤال
لي أخت توفيت وخلفت بعدها ابنتين صغيرتين وأختي الثانية طلقت من زوجها وزوج الأولى تقدم لخطبة الثانية.
السؤال: هل يجوز أن يوافق أهلي عليه إذ أنه كان يصلي وبعد فترة لاحظت أنه يهمل الصلاة ولا يصلي ويتصنع بذلك وهو جيد الخلق، وأهلي يودون الموافقة لأجل ابنتي أختي المتوفاة، أفتوني بذلك جزاكم الله كل خير..؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن في زواج هذا الرجل بأختك مصلحة ظاهرة في رعاية ابنتيه مع ما ذكرت من حسن خلقه، ولكن إذا كان متهاوناً أو مصراً على ترك الصلاة فلا يجوز لكم أن تزوجوه وراجعي الفتوى رقم:
16851.
فيجب عليكم أولاً نصحه وتذكيره بأمر الصلاة وخطورة تركها، وأن تارك الصلاة قد اختلف العلماء في إسلامه فإن أقام الصلاة فالحمد لله، وإن ظل متهاوناً فيها تاركاً لها فالحكم كما تقدم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج بفتاة غير محجبة رجاء التزامها به
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو القعدة 1423 / 27-01-2003
السؤال
أنا شاب ملتزم والحمد لله ولكن أريد التزوج من فتاة تعرفت عليها أثناء الدراسة، وقبل الالتزام هذه الفتاة ليست محجبة ولكن أنا أعرفها جيدا فتاة رفيعة الأخلاق وحسنة السمعة وطيبة وتصلي وأنا بصراحة متعلق بها وأنوي الزواج منها على أن تلتزم وتتحجب، هذا شرطي لكي أرتبط بها وإن شاء الله يكون التزامها عن طريقي، فهل ارتباطي بها يتنافى مع قول الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم فاظفر بذات الدين تربت يداك؟ أرجو الاستعجال في الرد على سؤالي للضرورة، وجزاكم الله ألف خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(32/478)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت الفتاة التي تنوي الزواج بها مصرة على عدم ارتداء الحجاب، فلا ينبغي لك زواجها لأنها فتاة عاصية، ومادامت متجرأة على انتهاك حرمات الله تعالى فلا يؤمن جانبها، أما إذا أبدت لك استعدادها التام بالالتزام إذا تزوجتها، وكنت على يقين أو ظن غالب بأن حالها سيتغير إلى الصلاح والاستقامة على الدين بما في ذلك التزامها باللباس الشرعي، فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى من الزواج بها، بل ربما كان فعل ذلك محموداً حيث إنك تكون سبباً في التزامها بالدين، وقد صح عن النبي صلى الله عله وسلم أنه قال لعلي " لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم " رواه البخاري
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أساس قبول الزوج ورفضه
تاريخ الفتوى : ... 23 ذو القعدة 1423 / 26-01-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن اسأل على حكم رفض الزواج من قبل الفتاة نظرا لانها لم تجد من ترضى دينه وخلقه معا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنها بلغت من العمر 28 عاما
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن أساس قبول الزوج ورفضه يبني على دينه وخلقه، لحديث: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.
فإذا لم يكن في المتقدمين لهذه الفتاة من ترضى دينه وخلقه، فالأصلح لها أن تنتظر حتى ييسر الله لها زوجاً صالحاً.. على ألا تكون مغالية في شروطها، فحسبها من الشخص المتقدم أن يكون محافظاً على الفرائض مجتنباً للمحرمات مرضي العشرة والسلوك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رضا المرأة شرط في صحة الزواج
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو القعدة 1423 / 25-01-2003
السؤال
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته...
لدي أخت ووالدي يريد أن يزوجها بولد عمها ولكن أختي لا ترغب في الزواج بابن عمها ووالدي يفعل ذلك لأن أمه تريد ذلك منه. وهناك أناس يريدون أن يتقدموا(32/479)
لخطبة أختي ولكن والدي غير موافق، فأرجو منكم أن تفيدوني بالحكم الصيحح وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يحل للأب أن يزوج ابنته ممن لا تريد الزواج منه، لأن رضا المرأة شرط في صحة الزواج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنكح الأيم "الثيب" حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، وإذنها صماتها. رواه البخاري.
بل ولو تم عقد النكاح بدون رضاها فهو باطل إلا إذا أجازته، روى ابن ماجه عن بريدة عن أبيه: أن فتاة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، قال: فجعل الأمر إليها، فقالت: قد أجزت ما صنع أبي.. ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء.
كذلك لو جاء للبنت رجل صالح مرضي دينا وخلقاً فيجب على الأب ألا يمتنع عن تزويجها منه، فإن تكرر منه الرد كان عاضلاً لها، وترتب على ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه وهو مرسل وله شاهد عند الترمذي.
فالواجب على هذا الأب ألا يزوج ابنته من لا ترغب الزواج منه وإن كان ابن عمها، وألا يرفض من يخطبها ولو كان من الأباعد إذا كان كفؤاً لها، وقد سبقت فتوى برقم: 2852 - والفتوى رقم: 3145 وفيهما بعض التفصيل فراجعهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا عبرة للون على صحة النكاح من عدمه
تاريخ الفتوى : ... 16 ذو القعدة 1423 / 19-01-2003
السؤال
هل يجوز زواج رجل أسمر من امرأة بيضاء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في زواج الأسمر من بيضاء أو العكس إذا ما استوفى الزواج شروطه وأحكامه الشرعية، لأن اللون ليس من الكفاءة المعتبرة شرعاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأفضلية لصاحب الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو القعدة 1423 / 14-01-2003
السؤال(32/480)
أختي في الله تحب أخي وهي تقول إنها لن تستطيع أن تنساه حتى وإن قبلت بغيره وهي الآن في حيرة فقد تقدم لها شخص آخر مقبول خلقا وخلقا وأخي حاليا لم يتكلم في موضوع الزواج علما أن أمي تريدها زوجة له وقد فاتحته في الأمر وهو لم يبد رفضه، فماذا تفعل .أجيبوني يرحمكم الله في أقرب وقت ممكن. وجزاكم الله عني خيراً....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان أخوك مستقيماً في دينه وخلقه فلا حرج على الفتاة أن تطلب من وليها أن يزوجها، كما لا حرج على وليها في أن يعرض الأمر على هذا الشاب، ولا حرج عليها في رفض الشاب الآخر المتقدم لها فإن لم يوافق وليها على نكاحها بأخيك أو لم يبد أخوك رغبة فيها، فالأولى أن تقبل بالشاب الآخر إن كان ذا دين وخلق، وعليها أن ترضى بما قسم الله تعالى لها.
كما ننبه هنا إلى أن إقامة علاقة بين الفتيان والفتيات الأجنبيات محظور شرعاً، ولذا ينبغي عليك وعلى أخيك، وعلى هذه الفتاة معرفة هذا الأمر والابتعاد عنه، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
9360 - والفتوى رقم: 7806 - والفتوى رقم: 11945.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
واجب الزوجة تجاه بعلها الذي يسمع الأغاني
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو القعدة 1423 / 07-01-2003
السؤال
بسم الله...الحمد لله لقد من الله علي برجل طيب له خلق كريم...لكن به عيب واحد...وهو سماع الأغاني... ولقد استخرت الله كثيرا..قبل كتابة العقد.. وكان كلما صليت صلاة الاستخاره...تقدم يوم كتابة العقد شهر (الملكه)فكيف أساعده على ترك هذه المعصية
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب على الزوجة قبل إقدامها على الزواج أن تختار الرجل الصالح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير أخرجه الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة، وحسنه الألباني في الإرواء.
وينبغي لها أن تأبى الزواج من رجل مرتكب كبيرة أو مصر على صغيرة من الذنوب، ولا شك أن سماع الأغاني محرم شرعاً لما فيها من سماع الآلات المحرمة، والكلام الفاحش المثير للغرائز والشهوات، وحيث إن العقد قد تم فيجب عليها أن تنصحه، وتبين له حرمة ذلك، وعقوبته في الدنيا والآخرة، وترشده، وتوفر(32/481)
له من الأشرطة الدينية من محاضرات، وندوات، وقرآن كريم، وأناشيد مباحة ما يكون بديلاً عما يسمع، وعليها بالإكثار من الدعاء له.
وللاستزادة من حكم الأغاني تراجع الفتوى رقم 5282 6110
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا بأس في زواج الصغير أو الكبير من الصغيرة، والعكس
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو القعدة 1423 / 05-01-2003
السؤال
ما حكم الشريعة في تعيين زوجين منذ الصغر.؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا بأس في زواج الصغير من الصغيرة، وكذا زواج الكبير من الصغيرة والعكس، ومن باب أولى جواز تعيين من أريد تزويجها للصغير من غير إبرام لعقد الزواج، وراجع التفاصيل في الفتاوى التالية: 21361 13190 11251
إلا أن الأفضل هو البعد عن ذلك لما قد يترتب عليه من مفاسد في المستقبل، مثل ربط علاقات غير مشروعة قبل الزواج، ومن ذلك أنه قد يغير أحد الطرفين رأيه فيحصل للطرف الآخر بسبب ذلك من انكسار القلب والهم والغم ما كان تجنبه أولى.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ينبغي قبول شارب الخمر وتارك الصلاة زوجاً
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو الحجة 1424 / 03-02-2004
السؤال
هل يجوز الزواج من رجل لا يصلي ويشرب الخمر ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للولي أن يزوج موليته من تارك صلاة أو شارب خمر، ولا يحل لها أن تقبل بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وتارك الصلاة وشارب الخمر غير مرضي في الدين، لأن من ترك الصلاة تركاً مطلقاً كفر وخرج من الإسلام، ولو كان يصلي وهو يشرب الخمر لكان فاسقاً فما بالك بمن جمع بين الكفر والفسوق بل لا يجوز للمرأة المتزوجة بمن أصبح حاله هكذا أن تبقى معه، كما هو مبين في الفتوى رقم:
24438.
فمن باب أولى أن لا يجوز لها ابتداء الزواج به.(32/482)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل للأهل منع ولدهم من الزواج بفتاة مريضة
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو القعدة 1423 / 05-01-2003
السؤال
ماحكم الشرع في الزواج من فتاة مصابة بمرض الصرع، هل يحل شرعا لأهل الشاب الذي يرغب في هذا الزواج بالرغم من علمه بهذا المرض منعه من الزواج أم يحرم ذلك من مبدأ تفويت النصيب على الفتاة من الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي للوالدين أن يمنعا ابنهما من الزواج بمن يرغب فيها إذا كانت متصفة بالدين والخلق، لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ، لكن إذا أصر الوالدان على الرفض فحينئذ يجب على الابن تلبية رغبة أبويه في هذا، لأن طاعتهما ثبتت بالأدلة الشرعية، وزواج الابن ممن يرغب فيها غير لازم، والواجب مقدم على غيره عند التعارض.
وعلى هذا فنقول لأهل الرجل المسؤول عنه: إذا لم يكن لكم سبب إلا ما ذكرتم من كون المرأة مصابة بالصرع فدعوا الرجل وما يرغب فيه، فقد يكون مراده كسب الأجر بالصبر عليها وإعفافها، وهذه أمور محمودة.
ثم إنه لعل ما بالمرأة يقبل العلاج، وليس هذا بمستبعد خاصة مع تقدم العلم الطبي في هذا العصر، لكن إن امتنع هذا الشاب عن الزواج بهذه المرأة أو منعه أهله لسبب مرضها المذكور فلا يأثمون بذلك، لأن الزواج مبني على الرغبة والرضى، ولا يلزمهم شرعاً قبولها بغير عيب فكيف مع وجود عيبها المذكور.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
موقف المرأة إذا تقدم لها زوج مدخن
تاريخ الفتوى : ... 23 شوال 1423 / 28-12-2002
السؤال
تقدم لخطبتي شاب يبلغ من العمر 30سنة وأنا عمري 20سنة وهو شاب نوعا ما مقبول الشكل ومهندس ولا يشكو من شيء ولكن يدخن وفرق العمر هو الذي يحيرني أما عائلته فهو من عائلة جيدة وكلهم يمدحونه ولكن المحير لي فرق العمر والتدخين، واستخرت ولكن لم يظهر شيء؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/483)
فينبغي على المرأة المسلمة إذا أرادت الزواج برجل أن تنظر إلى دينه وخلقه، فهما الركيزتان الأساسيتان اللتان تقوم عليهما الأسرة المسلمة السعيدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. خرجه الترمذي وغيره بسند حسن.
وسعادة المرأة بالرجل الصالح لا تقتصر على السعادة الدنيوية فحسب، بل تشمل السعادة الدنيوية والأخروية، أما الدنيوية: فالرجل الصالح يخاف الله تعالى فيقوم بأمر الله، وينتهي عن نهيه، ومما أمر الله به معاشرة الزوجة بالإحسان، إذ يقول تعالى: وعاشروهن بالمعروف [النساء:19] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً. فيكرم زوجته ويقدرها، ويقوم بحقوقها على أكمل وجه.
وأما الأخروية: فبصلاح الزوج تصلح الزوجة وتستقيم في دينها، وتحافظ على أمر ربها، لأنها تعيش في كنف من يعينها على طاعة الله، ويحب لها الخير الذي هو فيه، ويباعدها عن الشر، فالإنسان بطبيعته يتأثر بمن يحب سلباً أو إيجاباً، ولا يضير الفارق بين الزوج والزوجة في العمر، ما لم يكن الفارق كبيراً، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وعمره خمسة وعشرون سنة، وكان عمر خديجة رضي الله عنها أربعين سنة، وكانت أحب نسائه إليه، وأنجب منها الأولاد، وإذا كان هذا الرجل مدخناً مع محافظته على فرائض الإسلام، واجتنابه لكبائر الموبقات والمحرمات، وتعلمين من نفسك التأثير عليه وإصلاحه، فلا حرج عليك بالزواج منه، وإلا فلا ننصحك بالزواج منه لأن من ابتلي بهذه العادات السيئة لا ينفك عنها إلا أن يشاء الله، ولربما نقلها إلى زوجته، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم:
8519
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
شروط جواز نكاح مجهول الأبوين
تاريخ الفتوى : ... 17 شوال 1423 / 22-12-2002
السؤال
هل يمكن للمسلمة أن تتزوج من رجل لم يعرف أبواه علما أن هذا الرجل من أصل أوربي ولكنه مسلم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلمة الزواج من هذا الرجل إذا كان مستقيماً، في دينه، ولا تأثير لكونه ابن زنى على ذلك لأنه ليس من عمله، وإنما من عمل غيره، وقد قال تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى [الأنعام:164] ولعموم قوله تعالى: كل امرئ بما كسب رهين [الطور:21] وما جاء في معنى ذلك من الآيات، وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدخل الجنة ولد زنية ." فلم يصح عن النبي(32/484)
صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات، وهو من الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما ما يتعلق بحكم الزواج من ابن ولد الزنا فلم ينص أحد من الفقهاء المعتبرين على تحريمه، وإنما وقع الاختلاف في مدى كفاءته لذات النسب.. فمنهم من رأى أنه كفء لها، ومنهم من لم ير ذلك لأن المرأة تعير به هي ووليها، ويتعدى ذلك إلى ولدها، والصحيح أن ذلك لا يعتبر؛ لقول الله عز وجل: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) [الحجرات:13] وقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم."
هذا عن ابن الزنى المحقق فيكون من يجهل أبوه أحرى، ويجوز الزواج منه مادام مرضي الدين والخلق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التكافؤ بين الزوجين يشد أزر الرابطة الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 29 رمضان 1423 / 04-12-2002
السؤال
أنا مقبلة على الزواج وأحب أن أعرف ما مدى أهمية التكافؤ الاجتماعي والتعليمي والثقافي في اختيار الزوج حيث أن الخاطب لا يجمعني به أي من هؤلاء؟
شكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تكافؤ الزوجين في المستوى التعليمي والثقافي والمادي، وفي الحالة الاجتماعية لا شك أن له دوراً كبيراً في خلق جو من التفاهم بين الزوجين، وقيام كل منهما بواجبه تجاه الآخر، الأمر الذي يدعو إلى تقوية الرابطة الزوجية واستمرارية تلك العلاقة.
وهذا أمر مهم يحث عليه الشارع، ويدعو إلى كل ما ينميه، ومع هذا فليس من اللازم وجود هذا التكافؤ، ولمزيد فائدة في الموضوع يراجع الجواب رقم: 19166.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الكفاءة المعتبرة في الإسلام
تاريخ الفتوى : ... 26 رمضان 1423 / 01-12-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة ملتزمة دينيا تقدم لي شاب للزواج وطلب مني الإقامة معه في السنوات الأولى من الزواج مع عائلته المشكلة أن والده يعمل في تجارة الأسواق وأعلمني(32/485)
أحد الموظفين أنه يتعامل بالرشوة ولكن ليس لي دليل علما أن أخلاقه غير مشكورة أخشى من الله أكل المشبوهات علما أن الطالب يمتاز بأخلاق حميدة ويعمل محامياً.
جزاكم الله خيراً أن تنصحوني هل أقبل به أم أرفضه بسبب والده.
حفظكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دمت تعلمين أن هذا الشاب الذي تقدم بطلب الزواج منك ذا خلق ودين ترضينه زوجاً فليس هناك ما يمنع زواجك منه لأن الكفاءة المعتبرة في الإسلام تحدد بالاستقامة والخلق.
وفي الحديث الذي رواه أبو حاتم وأخرجه الترمذي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير....، قالوا: يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ـ ثلاث مرات.
أما ما سمعت عن والده، فإنه وإن ثبت فإن الله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].
ولو كان عدم التزام الآباء أو الأقارب مخلاً بكفاءة ذي الدين والخلق في نفسه لما وجد في الدنيا كفء مرضي، ولكن عليك أن تتحفظي فيما عسى أن يصلك من كسب هذا الوالد إن وقفت على ما يبعث على الشك فيه، فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي وغيرهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.....
هذا مع أن حسن الظن بالمسلم واجب حتى يظهر عليه خلاف ذلك؛ لقول الله تعالى: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12].
وعليك أن تلزمي زوجك المتوقع بالإتفاق عليك من الحلال.
وفقنا الله وإياك لما يرضيه عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فوات الزواج من فلان لا يعني انقطاع الأمل
تاريخ الفتوى : ... 04 شوال 1423 / 09-12-2002
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة وكانت لي علاقة مع شخص استمرت 5 سنوات وحدثت لنا عدة مشاكل في هذه العلاقة وفجأة قال لي إنه يجب علينا أن ننهي هذه العلاقة لأنها حرام وأنه يحبني وإذا حصل نصيب فسيكون من نصيبي بالحلال فقط وأنا استجبت لأمره وأعلنت توبتي إلى الله ولكني أرغب فيه وأريد أن يكون هو الشخص الذي يشاركني حياتي ولكني أخاف أن يبتعد وينساني وأنا لا أستطيع الزواج بغيره لأني لن أتمكن من منحة الحب الذي يستحقه الزوج فماذا تنصحوني(32/486)
أن أفعل أنا محتارة وقلبي ضعيف أرجوكم ساعدوني وأعطوني المشورة وجزاكم الله عني ألف خير...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الحمد لله تعالى أن وفقكما إلى الخير وإلى التوبة، فأوصيك بكثرة الاستغفار والندم على هذه المعصية التي استمرت 5 سنوات وأن تتوجهي بالدعاء إلى الله سبحانه أن يتقبل توبتك، ولتعلمي أن الله يعلم غيب السماوات والأرض، وهو تعالى يقدر لعبده ما فيه الخير، وأنت لا تعلمين الغيب، ولا تعلمين أين الخير، وقد قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
فعليك بالدعاء بأن يرزقك الله زوجًا صالحًا، ولا ينبغي الجزع من الغيب والفتنة بهذا الأمر حتى تشغلك عن طاعة الله، ولكن دعي الأمور تجري بمقاديرها، والله سبحانه يقدر لك الخير.
وكم من شاب وفتاة كانا على علاقة قبل الزواج، ولما قدر الله زواجهما لم يطق كل واحد منها الآخر، وكم من آخرين لم يمهلهما الأجل حتى يحققا ما تمنياه، وكم من امرأة مات زوجها وتزوجت بغيره، وكم من رجل ماتت زوجته وتزوج بغيرها، فلا تعلمين ماذا يدخر لك ربك، وعليك بطاعة الله والقرب منه، ولا تظني بالله إلا خيرًا، قال عز من قائل في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن خيرًا فهو خير، وإن ظن غير ذلك فهو كما ظن. رواه البخاري.
فليطمئن قلبك بطاعة ربك وأن أمرك بيد أرحم الراحمين والذي يعلم ما لا تعلمين، ويقدر الخير للمؤمنين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
على ولي المرأة الإجابة لكفء
تاريخ الفتوى : ... 06 شوال 1423 / 11-12-2002
السؤال
خطبت أختا في أحدى البلاد وذهبت إلى أهلها هناك وطلب مني والدها أن أقيم في بلدهم وإذا أقمت أعلم أن زواجك 90 في المئة منتهي والعشرة الباقية فقط يسألوامعارفي وأهلي عني، وعن ديني وأخلاقي وإمكانياتي
ولله الحمد أنا ملتزم ولا ينقصني شيء من متاع الدنيا، وافقت على الأمر وحصلت على الإقامة في بلدهم
و لكن قبل عدة أيام اتصل علي شقيق الأخت ليبلغني أن والده يعتذر ويقول كل شيء نصيب والحجة إني أتصل على الأخت وأكلمها في أمور الزواج وهذا لم يحصل وأني حلفت له بأني لم أتصل عليها.
والآن أنا أريدها وهي أيضا تريدني ولا تريد أحدا سواي، ولا أعرف ماذا أعمل(32/487)
وسؤالي هو: هل أستطيع أن أتزوج منها عن طريق المحكمة الشرعية، لأني والله حائر من أمري ولا أعرف كيف أتصرف، أرجو أن تحلوا لي أمري جزاكم الله خيراً.....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أولاً: أن الوعد بالزواج غير ملزم شرعًا لوالد المرأة ولا لها ولا لك، وإن كان الالتزام به مطلوبًا خلقًا ومروءة؛ ما لم تكن هناك ضرورة أو حاجة شديدة تدعو إلى ترك الوفاء به.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم. حديث صحيح أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
ثانيًا: يحرم على والد المرأة أو وليها أن يمنعها الزواج من الرجل الكفء إذا كانت راغبة فيه وكان هو راغبًا فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. وفي رواية: وفساد عريض. أخرجه الترمذي وابن ماجه، وهو مرسل وله شاهد صحيح عند الترمذي.
وهذا هو العضل الذي حرمه الله في القرآن بقوله: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:232].
ونزلت في معقل بن يسار الذي منع تزويج أخته من زوج لها طلقها وكان رجلاً لا بأس به، فزوجها إياه بعد نزولها.. كما صحَّ في صحيح البخاري.
قال الموفق ابن قدامة في المغني: ومعنى العضل: منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، ورغب كل واحد منهما في صاحبه.
إلى أن قال: فإن رغبت في كفء بعينه وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته كان عاضلاً لها، فأما إن طلبت التزويج بغير كفئها فله منعها من ذلك، ولا يكون عاضلاً لها بهذا؛ لأنه لو زوجت من غير كفئها كان له فسخ النكاح، فلأن تمنع منه ابتداء أولى. انتهى
ثالثًا: في حالة امتناع الأب من التزويج لابنته من كفئها فللقاضي أن يزوجها، لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي، وصححه الترمذي وأحمد وابن معين وأبو عوانة والحاكم.
وقال خليل بن إسحاق المالكي: وعليه الإجابة لكفء، وكفؤها أولى، فيأمره الحاكم ثم زَوّج. مواهب الجليل في أدلة خليل 3/37.
رابعًا: لا ننصحكما باللجوء للمحكمة الشرعية للزواج؛ لأنه قد يترتب على ذلك مفاسد كثيرة، والأولى الصبر حتى يوافق أبوها على الزواج أو تركها، والبحث عن غيرها من أهل الخير والصلاح، وهنَّ كثيرات والحمد لله.
والله أعلم.(32/488)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تختاري الزوج قبل الاستخارة والاستشارة
تاريخ الفتوى : ... 05 شوال 1423 / 10-12-2002
السؤال
إذا تقدم لخطبتي شخص أعرف شكله هل يجوز أن أستخير وأرفض دون أن أجلس معه لأني أشعر بعدم قبول شكله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من السنة أنه إذا هم المسلم بأمر ذي بال أن يصلي صلاة الاستخارة. والزواج من أهم الأمور في حياة المسلم، فلا ينبغي له أن يقدم عليه أو يرفضه إلا بعد أن يستخير الله تبارك وتعالى، هذا ما أرشدنا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن جابر رضي الله عنه مرفوعًا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، ويقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة. رواه البخاري.
وعلى هذا، فلا ينبغي لك أن تبتي في أي أمر مهم وخاصة أمر الزواج إلا بعد أن تستشيري أهل الرأي من أهلك، وتستخيري الله عز وجل -كما جاء في الحديث- وثقي تمامًا أن ما يقدره الله لك بعد ذلك هو الخير والمصلحة.
وننبه إلى أنه لا يشترط في الاستخارة أن يكون الشخص قد رأى من يريد أن يستخير الله في شأنه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
فساد الأهل لايضير ذات الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 19 رمضان 1423 / 24-11-2002
السؤال
عندما يقررالشاب الزواج من إنسانه متدينة وملتزمة ثم يجد أن عائلتها متفككة ومنحرفة نوعا ما بداية من الأب ثم الأبناء... فهنا كيف يكون الحل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت المرأة ذات دين وخلق فلا يضرها بعد ذلك فساد أحد أقاربها، فإن الله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].
ولا يمنع ذلك من الاقدام على زواجها، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 13021 -
20022 -
20762 -
22133.
والله أعلم.(32/489)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تقبلي بمن لا يصلي زوجاً
تاريخ الفتوى : ... 18 رمضان 1423 / 23-11-2002
السؤال
لي صديقة حصل أن أحبت شابا محترما خلوقا ولكنه كان مدخنا ولم يكن يصلي . حاولت إصلاحه بقدر ما أمكنت وما زالت تحاول . إن تقدم لخطبتها هل ترضى به حتى وإن لم يكن ملتزما بالصلاة أم تصبر عليه وتبقى على محاولاتها بنصحه وهدايته؟ مع العلم أنه حسن الطبع والسمعة والمعشر وهي تحبه وهو يحبها. أفتوني جزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمسلمة الإقدام على الزواج من شخص لا يصلي حتى يتوب إلى الله ويحافظ على الصلوات، ولو كان هذا الشخص ذا خلق، فإن تركه للصلاة جريمة كبرى تزري بما عنده من فضائل أخرى إن وجدت.
وفي الحديث: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.
وقد دلَّ الحديث بمفهوم المخالفة على أنه إذا تقدم من لا يرضى عن دينه فإنه لا يُزوَّج ولا يُقبل به خطيباً .
وليعلم أن تارك الصلاة تكاسلاً مع إقراره بوجوبها قد اختلف فيه أهل العلم أهو مسلم أم لا ؟ والراجح أنه إذا كان تاركاً لها كلِّيّاً يكون كافراً كفراً مخرجاً من الملة، فكيف يجوز للمسلمة أن تقترن بشخص هذا حكمه؟!.
هذا؛ ويظهر من السؤال أن هذه الفتاة المذكورة تقيم علاقة حبٍّ مع هذا الرجل، وهذا ما لا يحلُّ لها . وينظر بشأنه الفتوى رقم:
4220
والفتوى رقم: 5707
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج بالأبكار مطلوب شرعاً
تاريخ الفتوى : ... 25 رمضان 1423 / 30-11-2002
السؤال
س1: أعاني من العادة السرية كيف أتخلص منها؟
س2: أريد الزواج من امرأة يتيمة، أنا أبلغ من العمر 20 سنة وهي تبلغ 45 سنة.
وأريد الاجابة بااللغة العربية من فضلكم ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/490)
فالعادة السرية محرمة، وراجع الفتوى رقم: 7170، وما يعين على اجتنابها يوجد في الفتوى رقم:
23935 -
22083 -
18578 -
1968.
وأما الزواج بهذه المرأة التي تكبرك بخمس وعشرين سنة فلا حرج فيه شرعاً، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بخمس عشرة سنة.
لكن جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الترغيب في الزواج بالأبكار ومن هن في سن يمكن أن يلدن فيها ليكون أرجى لكثرة الولد، وذلك مطلوب شرعاً، بل هو من أساسيات مقاصد الزواج.
ففي سنن ابن ماجه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالأبكار فإنهنَّ أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأرضى باليسير.
وفي سنن أبي داود والنسائي قال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم.
وهذا الفارق الكبير في السن قد يكون له تأثير على مستقبل العلاقة الزوجية بينكما، فالأولى لك أن تتزوج بمن يناسبك في السن من ذوات الدين والخلق، ولعل الله يقدر لك خيراً منها ويقدر لها خيراً منك.
إلا إذا كنت قادراً على الجمع بينها وبين زوجة أخرى أو أكثر فقد تؤجر حينئذ على الزواج بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصيحة لمن أسرف على نفسه ثم تاب وأقام على ترك الصلاة
تاريخ الفتوى : ... 14 رمضان 1423 / 19-11-2002
السؤال
أنا شاب عمري 25 عاما قبل عامين تقريبا كنت مع الضالين، زنيت وفعلت الفاحشة مع نساء عديدات والسبب أنني أملك هرمونات جنسية بكثرة إلا أنني صحوت من غفلتي وابتعدت عن فعل الحرام ولكنني لا أصلي إلى الآن، تعرفت بفتاة وأردت الزواج بها واطلعتها على الماضي بأكمله واشترطت علي أن أسأل عن حكم الدين في زواجي بها وما السبيل إلى أن يقبل الله توبتي ؟؟ أرجوكم أن تردوا بأسرع وقت ممكن عن حكم زواجي بالفتاة وطريقة توبتي .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة من الزنا، وأنقذك من هذا المستنقع الآسن الذي يجلب عليك سخط الله وعقوبته في الدنيا والآخرة، لكن اعلم أن تركك للصلاة أعظم(32/491)
جرماً، وأكبر مقتاً عند الله من إتيانك الزنا وشربك للخمر، فترك الصلاة إن لم يبلغ بصاحبه حدَّ الكفر فلا أقل من أن يكون هو من أكبر الفاسقين وأعظم المجرمين، توعده الله تعالى بأشد العقوبات كما قال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً [مريم:59].
وقال تعالى مخبراً عن أصحاب الجحيم: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ [المدثر:42 - 44].
هذا وقد أحسنت هذه الفتاة إذا اشترطت عليك هذا الشرط، وجواب سؤالها أنه لا يحل لها أن تتزوج بك حتى تتوب إلى الله توبة نصوحاً، وذلك بأن تجمع في توبتك هذه الشروط:
الأول: الإخلاص، وهو قصد وجه الله بهذه التوبة .
الثاني: الإقلاع الفعلي عن الذنب، فتقيم الصلاة وتترك الزنا.
الثالث: الندم على فعل الذنب .
الرابع: العزم على عدم الرجوع إليه.
فإذا فعلت ذلك فأبشر بفضل الله العظيم على التائبين، كما قال تعالى: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
كما ننصحك بالزواج من هذه الفتاة لتدينها وخشيتها من الله تعالى بامتناعها عن الزواج بك حتى تعلم حكم الشرع فيه.
نسأل الله لك الهداية والتوفيق لما يحبّ ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تقارب العمر لا يمنع في كون الزواج سعيداً
تاريخ الفتوى : ... 14 رمضان 1423 / 19-11-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر 23 تعلقت بإحدى قريباتي تعلقاً شديداً منذ فترة توكلت على الله وطلبتها ولكن كانت المفاجأة بالرفض القاطع من قبل والدتي لهذه الفتاة بسبب قرب السن بيني وبينها وأصررت على والدي لخطبتها وحصل أن ردوا بالموافقة ولكن بشرط موافقة والدتي خوفا من حدوث أي مشكلة بالعائلة وأمي إلى الآن متصلبة برأيها بل وتهدد بفسخ هذه الخطبة إذا تمت بشكل رسمي بأي وسيله كانت وأنا في حيرة من أمري فأنا أريد الفتاة وكذلك لا أريد إغضاب والدتي فما الحل هل أسير بالموضوع دون الأخذ بموقف والدتي أم أن هذا العمل يغضب الله تعالى أفيدوني أفادكم الله ؟
والسلام عليكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/492)
فإن طاعة الوالدين، والقيام بحقوقهما لا يعدلهما شيء، فقد قال الله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [البقرة:83].
وقال تعالى:وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنا [العنكبوت:8].
ونصوص القرآن والسنة في الأمر ببر الوالدين لا تحصى، ولذلك فإننا نوصي الأخ السائل الكريم بأن يحاول إقناع والدته بالحكمة، كما نوصيه بعدم معصيته والديه أو أحدهما لأجل الأمر المذكور في السؤال، فإن طاعة الوالدين واجبة، والزواج بامرأة معينة غير واجب، والواجب مقدم على غير الواجب، ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها:
6563 -
20762 -
19465.
كما أننا ننبه السائل إلى أن تعلق القلب بغير الزوجة من النساء أمر محرم يجب الإقلاع عنه والتوبة منه، ولمعرفة حكم الحب وعلاجه راجع الفتاوى التالية أرقامها:
4220 -
13147 -
22003 -
9360.
وإننا لنوصي الأم كذلك بأن لا تمنع ولدها من الزواج بمن يريد إذا كانت مرضية الخلق والدين، لأن التقارب السني بينهما ليس مانعاً من أن يكون هذا الزواج زواجاً سعيداً، فقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وقد كانت أكبر منه سناً ببضع عشرة سنة، والله تعالى يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الدين والاستقامة دعامة الحياة الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 05 محرم 1424 / 09-03-2003
السؤال
لقد تقدم لي شاب ذو دين ..وعندما علمت بذلك لم أرتح له ولكن بعد إقناع من أهلي طلبت أن أراه لأن من حقي رؤية من سأتزوجه كنت سأوافق لكن عندما رأيته انتابني الخوف والفزع ولم أرتح له ولأهله....فلم يتم أي شيء في اليوم التالي أتى شاب آخر عرفت أنه يحبني ويريدني منذ مدة ولكنه عندما عرف أني رفضت أتى ليخطبني عن طريق أمه ....فلم يقبل أهلي بحجة أن أمه غير عربية الأصل وأنهم ليسوا عرباً أصليين لقد حاولو خطبتي أربع مرات وفي كل مرة يرفضونه....لقد صليت صلاة الاستخارة ولقد ارتحت للشاب الثاني أما الأول فلم أرتح له مطلقا...حاولت أن أقنع أهلي بأني راضية به وذكرتهم بقول الرسول صلي الله عليه(32/493)
وسلم ولكن من دون فائدة ...أجاب علي والدي إذا فتحت له الموضوع مرة أخرى سوف يضربني ويمنعني من الحياة ...من مثل الدراسة
علما أني أبلغ من العمر 23 سنة وأخاف من العنوسة....أنا أريد رضا أهلي علي ولكن لا أريد أن أخسر الشاب الذي يحبني ويريدني من قلبه ...أشعر أن هذا الإنسان سيسعدني فأرجو أن تدلوني على الطريق أو الحل لمشكلتي.... علما بأني أعرف أخباره عن طريق صديقة أخت الشاب وأعرف أنه سيعاود خطبتي مرة أخرى...وأنا خائفة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنوصيك بالصبر ومواصلة إقناع أهلك بالزواج من هذا الشاب إن ثبت لك صلاحه واستقامته.
وإن أصر أهلك على موقفهم لم يكن أمامك إلا الاحتساب، وسؤال الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، ولا تقدمي على شيء من أمر الزواج إلا بعد صلاة الاستخارة، والخير لك الآن هو عدم الانشغال بأمر هذا الشاب وأمر أخباره، فإن تقدم للخطبة وقُُبِل فالحمد لله، وإلا فاصرفي ذهنك عن التفكير في شأنه، وتذكري قول الله تعالى: (وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم)
وأهم ما يبحث عنه في أمر الزوج دينه واستقامته، فهذا هو ركيزة السعادة الزوجية، وبدون ذلك يحصل الشقاء والتعب غالباً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم التزوج ممن يعمل في بنك ربوي
تاريخ الفتوى : ... 29 ذو القعدة 1423 / 01-02-2003
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد,,,
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة وقد تقدم للزواج بي رجل يصلي ويصوم حسب قوله ولدى سؤال الأهل عنه وجدوا أنه رجل ذو سمعة طيبة ولكن أنا أريد أن آخذ برأي أهل العلم في مسألة تتوقف عليها موافقتي من هذا الرجل ألا وهي أن هذا الرجل يعمل من فترة طويلة ببنك ربوي أردني ولديه منزل وسيارة قد اشتراهما أيضا بقرض ربوي فسؤالي هو أهذا العمل حرام؟ وهل ينوبني حرام من زواجي به وهل مسكني وأكلي وشرابي ولباسي حرام إذا بقي بهذا العمل؟
أرجوا الرد علي سريعا وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها بدينها وتحريها للحلال والتعرف على حكم الشرع في هذا الأمر المهم من حياتها.(32/494)
ونقول لها: إن العمل في البنوك الربوية من كبائر الذنوب، فقد قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه) [البقرة:278-279].
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " وقال: " هم في الإثم سواء. "
وقال صلى الله عليه وسلم: " الربا ثلاث وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه " رواه الحاكم عن ابن مسعود وصححه السيوطي.
وقال صلى الله عليه وسلم: " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية " رواه أحمد عن عبد الله بن حنظلة رضي الله عنه.
فهذا هو الربا نسأل الله تعالى أن يطهر منه بلاد المسلمين.
ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الرجل على الزواج من ذات الدين، وحث المرأة أيضاً على أن تحرص على الزواج من صاحب الدين: فقال صلى الله عليه وسلم: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.." رواه الترمذي عن أبي هريرة فهو يدل بمفهوم المخالفة على أنه إذا تقدم من لا يرضى دينه وخلقه فإنه لا يزوج، كما هو الحال بالنسبة لهذا الرجل.
وهذا النوع من المعاصي ضرره متعد إلى الزوجة والأبناء، فسيكون المهر والنفقة والسكن من الحرام.
وعلى هذا؛ فننصح السائلة الكريمة بالبعد عن هذا النوع من الخُطَّاب إلا إذا تاب إلى الله، وترك العمل في الربا، فإن التوبة تقطع ما قبلها، ونسأل الله تعالى أن يرشدها إلى ما فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نكاح من أنجبت طفلا مشوها
تاريخ الفتوى : ... 07 رمضان 1423 / 12-11-2002
السؤال
أنا أردني الجنسية متدين جدا لقد بحثت عن فتاة للزواج وبمحض الصدفة وجدتها ولكن لا أعلم هل هذا صحيح طلبت مني بعث صورتي وهي تصغرني 5 سنوات ولكنها كانت مطلقة وجلست مع زوجها السابق سنة وشهرين وكان سبب الطلاق أنها قد أنجبت طفلاً مشوهاً وقد مات علما أن زوجها السابق من أقربائها فهل هذا عيب فيها تشوه الطفل؟ وهل طلاقها سوف يؤثر على زواجنا عند أول مشكلة؟
أسألكم بالله أن تدلوني على طريق الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنحن لا نعرف هل للأم سبب في تشوه الجنين أم لا؟(32/495)
ولا شك أنه إذا كان لها سبب، فإنه عيب ظاهر فيها، وأما هل كونها مطلقة من رجل آخر سيؤثر على زواجك منها؟ فسؤال لا نستطيع الردَّ عليه، لأن هذا يعتمد على نفسيتك، ومدى تحملك وتفاهمك معها.
ولكن إن كانت هذه المرأة ذات دين وخلق، فننصحك بالزواج منها، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري.
ولعلَّ الله تعالى يجعل لك من زواجك من هذه المرأة بركة، وخيراً كثيراً إذا كانت ذات خلق ودين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الطريقة الشرعية لتحصيل الزوجة الصالحة
تاريخ الفتوى : ... 18 رمضان 1423 / 23-11-2002
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة أريد أن ترشدوني إلى الطريقة الشرعية للبحث عن الزوجة الصالحة وماهي الأساليب التي يجوز استخدامها لذلك الغرض ،وهل يجوز استعمال وسيلة المراسلة.
كما أرجو تزويدي بموضوعات أو بعناوين الكتب المتعلقة بهذاالموضوع وجزاكم الله خيراً..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلقد رغّب الله في الزواج، وأخبر أنه من آياته سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم:21].
وقال سبحانه في وصف رسله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً [الرعد:38].
بل مدح الله أولياءه بسؤال ذلك في دعائهم: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ [الفرقان:74].
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغّب في الزواج، وجعله من سننه، فقال: النكاح سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني. انظر صحيح سنن ابن ماجه، ح/1496.
ووراء كل نجاح وسكن واستقرار وأمن نفسي بين الزوجين وحياة أسرية سعيدة تقف زوجة صالحة .
ولذا عد الإسلام الزوجة الصالحة كنزًا، فعن ابن عباس قال: لما نزلت الآية وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ [التوبة:34]. انطلق عمر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله،إنه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال صلى الله عليه وسلم : ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته. رواه أبو داود.(32/496)
وإليك الطريقة الشرعية لتحصيل الزوجة الصالحة:
1- ليكن اعتمادك أولاً وآخرًا على الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3].
2- أن تنوي العفة بذلك الزواج: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم... فذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف.
3- أن تطلب صاحبة الدين: فقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج من ذات الدين وفضلها من بين النساء، بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. صحيح البخاري 5/1958.
4- أن تطلب صاحبة الخلق: قال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بنسائكم في الجنة ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: كل ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو عصت زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى. رواه الطبراني في الصغير والأوسط .
5- مشاورة من تثق في دينه ورأيه: قال تعالى لنبيه المؤيد بالوحي: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ [آل عمران:159]، فغيره لا شك أحوج إلى المشاورة.
6- تشرع لك الاستخارة، روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به . قال: ويسمي حاجته.
7- كما يشرع لك سؤال أهل الصلاح عن امرأة مسلمة صالحة، تصلح لك.
ومن الكتب المفيدة في هذا المجال: كتاب الزواج الإسلامي لمحمود مهدي استنبولي، وكتاب آداب الزفاف للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
أما المراسلة ابتغاء الوصول للزوجة الصالحة، فوسيلة غير صحيحة، بل هي وسيلة للفتنة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور:21].
قال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين -رحمه الله- في فتاوى المرأة المسلمة 2/578: فلا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه؛ لما في ذلك من فتنة، وقد يظن المراسِل أنه ليس هناك فتنة، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ويغريها به .
وقد أمر صلى الله عليه وسلم مَن سمع الدجال أن يبتعد عنه، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن؛ ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/497)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... فسق الزوج سبب وجيه لطلب الطلاق
تاريخ الفتوى : ... 28 شعبان 1423 / 04-11-2002
السؤال
أنا زوجة متزوجة للمرة الثانية ولكن زوجي لا يصلي وأنتظر رمضان لأرى هل يصوم أم لا ، وزوجي لا يسمع القرآن ولا يقرؤه ، ويعتبر الصلاه قشوراً في الدين ، ومبهور بالحياه الغربية ، ولا يؤمن بالحجاب ، ولا يذكر الله في مأكله ومشربه، وبخيل، ويتعرف علّى نساء أخريات ، وليس لي منه أطفال حتى الآن .
هل معيشتي معه حلال أم حرام ، وهل لي أن أطلب الطلاق منه للأسباب الموضحة سابقا؟؟
جزاكم الله خير الجزاء
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمثل هذا الرجل الذي لا يصلي ولا يذكر الله لا ينبغي للمسلمة أن تقترن به، ويجب عليها أن تُعلمه أن تركه للصلاة كفر عند جماعة من أهل العلم وارتكابه للمحرمات منكر وإثم، فإن استجاب وتاب فذلك المطلوب، وإلا سعت في سبيل الانفصال عنه، عن طريق المحاكم الشرعية إن وجدت، فإن لم توجد فبطريق غيرها، وللمزيد انظري الفتويين التاليتين: 5629 1358
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا تقترني بمن لا يصلي
تاريخ الفتوى : ... 24 شعبان 1423 / 31-10-2002
السؤال
كل من تقدم لي للزواج لا يصلي فماذا أعمل ، هل أقبل كون أن العمر يتقدم بي أم أنتظر أن يتقدم لي إنسان يصلي علما بأن بين الرجل والكفر ترك الصلاة فأرجو النصيحة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لك أن تقبلي الزواج برجل لا يصلي لأن تارك للصلاة بالكلية كافر كفراً أكبر على القول الراجح من أقوال أهل العلم .
وعليه.. فوطؤه لك يعتبر زناً -والعياذ بالله- والواجب عليك أن تصبري حتى ييسر الله لك زوجاً صالحاً تعيشين معه حياة طيبة هنيئة، وسبيل ذلك هو الدعاء واللجوء إلى الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/498)
تقدم لها مقعد، وأهلها لا يوافقون
تاريخ الفتوى : ... 24 شعبان 1423 / 31-10-2002
السؤال
أنا أريد الزواج من شخص مقعد ولقد تقدم لخطبتي أربع مرات ولم يوافق أهلي مع أنني موافقة على وضعه وأحبه أكثر من 13 سنة وعمري الآن 29 سنة وسبب رفض أهلي الخوف من كلام الناس فما رأي الشرع في ذلك؟ جزاكم اللة خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا الشخص ذا خلق ودين، فإنه لا ينبغي لأهلك أن يردوه لأجل السبب الذي ذُكر في السؤال.
أما عن كيفية التصرف مع الوالدين إذا منعا من الزواج، فراجعي لزاماً الفتاوى التالية:
2184 8899 2852 20437
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله لفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا أثر في السن لاختيار أحد الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 14 شعبان 1423 / 21-10-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب عمري29عاما مقبل على الزواج من شابة بنفس السن أترون أن هذا يناسبني في حياتي.
انصحونا جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المعيار الأساسي في الشرع لاختيار الزوجة هو الدين، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك " .
ولا أثر في السن لاختيار أحد الزوجين من الناحية الشرعية، والعبرة هي بالدين والاستقامة عليه، وحسن الخلق، والقيام بواجبات الحياة الزوجية ومتطلباتها...
والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو ما نصح به الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم حيث يقول " فاظفر بذات الدين " فإذا كانت المرأة ذات دين فلا تتردد في الزواج منها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/499)
الفتوى : ... الدين مقدم على النسب والمال والجمال
تاريخ الفتوى : ... 12 شعبان 1423 / 19-10-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه إلى فضيلتكم بسؤال بخصوص الزواج :
أنا شاب ملتزم أبلغ 24 عاما وأعمل معيدا بإحدى الكليات، وأريد الزواج، ولي صديق له قريبة تبلغ 18 عاماً لا تزال في أول سنة بنفس الكلية التي أعمل بها، وهي جيدة الخلق محجبة، والدتها منقبة ويشهد لها الناس بالأخلاق، توفي زوجها منذ فترة بعيدة وظلت تربي أولادها ولم تتزوج ورأيت الفتاة وأجد فيها صفات للزوجة الصالحة ولكن أهلي يروا أنها لا تزال صغيرة وليست فرصة على حد قولهم ( أي ليست من عائلة مشهورة ذات نسب ) وأنا أريد أن أعرف هل هي مناسبة لي فيمكن أن أحاول إقناع أهلي أم هي فعلاً صغيرة في السن ( مع العلم أنني سوف أتبع ما يقره أهلي في النهاية لأنني لا أريد أن أكون عاقا لهما بالزواج بخلاف رغبتهما ) ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمعول عليه في اختيار الزوجة هو الدين والخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.
فإذا اتفق أن اجتمع في المرأة الدين والنسب فلا يُعدل عنها، وإن تعارض الدين مع النسب قُدم الدين ولا شك، وهكذا الجمال والمال بلا دين لا قيمة لهما ولا وزن، وقوله صلى الله عليه وسلم : فاظفر بذات الدين تربت يداك.
أي افتقرت إذا رغبت في المال والحسب والجمال على حساب الدين.
فالذي ننصح به الأخ الكريم هو التلطف في إقناع الأسرة بالزواج من هذه الفتاة الصالحة، فإن أبوا فالنساء غيرها كثير، وإرضاء الوالدين أولى من الزواج منها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج بمن بموظف في بنك ربوي..هل يجوز
تاريخ الفتوى : ... 05 شعبان 1423 / 12-10-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاه أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً وخطيبي رجل ذو دين وأخلاق عالية جداً ولكن هناك مشكله أنه يعيل أهله لذلك ولظروفه القاسية أدى لأن يعمل في بنك ربوي وهو يعاني من هذه المشكلة كيف يترك العمل وأهله يحتاجونه ويريد إن يترك العمل ولكن دون جدوى ودون أن يجد فرصه مناسبة لذلك الرجاء الإجابة(32/500)
علي ونصيحتي هل لا بد لي أن أتركه مع أنه فعلا يتألم من عمله وما هو الحل ؟ وجزاكم الله خيراً....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت لنا أجوبة في حكم منع العمل في البنوك التي تتعامل بالربا وذكرنا فيها الوعيد الشديد الذي ينتظر من يفعل ذلك إذا لم يتب إلى الله تعالى ويقلع. وهذه الأجوبة منها الأجوبة التي هي تحت الأرقام التالية:
1009
4862
7011.
وإذا تقرر أن الحكم هو الحرمة، فإنه لا يجوز التمادي في العمل في هذه البنوك إلا إذا كان الإنسان مضطراً اضطراراً يبيح له أكل الميتة، ولم يجد وسيلة يدفع بها هذا الاضطرار إلا العمل في هذه البنوك، فإنه والحالة هذه يجوز له العمل فيها إلى أن تزول عنه حالة الاضطرار لكن بشرط الاستمرار في البحث عن عمل آخر حلال.
وعلى هذا، فإن كان خطيبك هذا مضطراً للعمل في البنك، فلا مانع من الزواج منه، وإن لم يكن مضطراً للعمل في البنك المذكور، ولم يترك العمل فيه، فإنه لا يجوز لك الزواج منه لما في ذلك من الرضا بهذا المكسب الحرام، والمسلم مطالب شرعاً بأن يكون مصدر رزقه حلالاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... هل يجوز نكاح بمن ليس من أهل السنة والجماعة..
تاريخ الفتوى : ... 03 شعبان 1423 / 10-10-2002
السؤال
ياشيخ أنا أحب واحداً حباً شديداً وتقدم لخطبتي وأمي وأخي الأكبر يعرفان المصيبة يا شيخ إنه من أهل السنة والجماعة أي وأنا سنية والله الذي لا إله إلا هو إني أحبه بشدة لكن ديني أفضل لي من دنياي انصحني ؟ جزاك الله خيراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي لك أن تستسلمي لهذا الحب وعليك دفعه بقدر ما تستطيعين، لأن حب القلب إذا أدى إلى ارتكاب محظور شرعي أو التفريط في واجب أصبح محرماً، ولمزيد من الفائدة في ذلك انظري الفتوى رقم:
4220، والفتوى رقم:
1753.
والذي ننصح به في هذا المقام أن ترفضي هذا الزوج رفضاً قاطعاً، حفاظاً على دينك، ودين أبنائك، وإرضاء لربك عز وجل، ونحمد الله أن جعل قدر الدين في قلبك أعظم من الدنيا ومتاعها، وقد يزين الشيطان للمرأة قبول هذا الزواج بحثا عن(32/501)
السعادة لكنها قد لا تجني إلا الشقاء حيث تعاشر من يخالفها في أمور تتعلق بالاعتقاد والمنهج، أو تتنازل عن دينها في نهاية المطاف. واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وإنا لنرجو أن يهيئ الله لك الزوج الصالح المستقيم الذي يعينك على مرضاة الله تعالى، ويوصلك إلى جنته.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... كيف يكون الزواج ناجحا
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو الحجة 1424 / 26-01-2004
السؤال
أريد أن أعرف ما هي شروط اختيار الزوج حيث إنني يحبني شخص طيب ، متدين ومخلص ولكنه ليس من مستوى عائلتي لا التعليمي ولا الاجتماعي ومختلف تماما من حيث التفكير والتصرفات والتربية غير أنه يحبني بإخلاص فهل هذا يكفي لإقامة بيت وحياة سليمة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود موانع أسرية أو عرفية ونحو ذلك، ولا يكفي الحب وحده لكي يقيم الزوجان أسرة متينة تصمد أمام العواصف والتقلبات، وكل ما من شأنه أن يحقق مقصد الزواج، وهو الدوام والاستمرار فهو مطلوب للشرع، ولهذا يتكلم العلماء عن الكفاءة فيذكرون الدين والخلق والنسب والحرفة والتعليم، فإغفال مقومات الحياة الزوجية والاتكال على الحب وحدة خطأ فادح يدفع ثمنه الزوجان بعد الزواج؛ إلا أن يشاء الله تعالى.
وأنجح الزواج هو ما كان من اختيار هادىء عاقل، ودراسة متأنية واعية لكل من المرأة والرجل، مع استشارة أهل الرأي والصلاح ممن يعرفون حال الرجل والمرأة، واستخارة الله تعالى، والتوثق من حال الشخص المتقدم، وعدم الاغترار ببعض المظاهر.
وليس للمرأة أن تقيم علاقة حب مع رجل قبل الزواج، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:
4220.
ومن أقام علاقة مع امرأة لا تحل له، وأخبرها عن حبه لها، فليس متديناً على الحقيقة ولا يوثق به.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج المحتل لضعف بنية الذرية...رؤية شرعية طبية
تاريخ الفتوى : ... 28 رجب 1423 / 05-10-2002(32/502)
السؤال
السلام عليكم
شيخنا الفاضل....أود أن أسأل فضيلتكم عن حكم زواجي من هذه المرأة....أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عاما خطبت ابنة خالتي منذ 5 سنوات ولكن اكتشفت الآن بأني حامل لمرض فقر الدم وخطيبتي حاملة لنفس المرض ... يعني احتمال إصابة أطفالنا بمرض فقر الدم 25% ((أنا أقول في نفسي هذا احتمال يعني أن الأمر بيد الله تعالى ))... فما قول فضيلتكم في هذا الشيء هل أتزوجها وأتوكل على الله مع العلم بأني أحببت أخلاقها والبيئة التي تربت فيها ولا أقدر على مفارقتها ...أرجوكم أفيدوني جزاكم الله ألف خير........
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحفاظ على النسل أحد الضروريات الخمس التي جاء الإسلام بالحفاظ عليها، ومن أجلها حرم أشياء وأوجب أشياء وشرع أشياء، فحرم الزنا، وأوجب على الزانيين الرجم أو الجلد بحسب حال الزاني، وشرع الزواج بصورته المعروفة في الإسلام، فإذا علم المسلم أن شيئاً ما سيضر نسله كان من الواجب عليه أن يبتعد عنه ليحمي نفسه ونسله منه، فالوقاية خير من العلاج، فإذا كان المرض الذي تحمله أنت وابنة خالتك وراثياً ونقله إلى الأبناء محتمل فالأفضل لك أن تبتعد عنها لاحتمال إصابة أبنائك به، بعداً عن أسباب الضرر ومظان المرض، أما إذا كان انتقال المرض مؤكداً بشهادة الأطباء الثقات مثل أنيميا "السلاسيميا" مثلاً، والتي تزداد نسبة انتقالها وتنقص بحسب حال الأجداد تجاهها، فيجب في هذه الحالة العدول عن مثل هذا الزواج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. ولأن الإسلام حث على الاهتمام بقوة الأبدان، والسعي في زيادتها نفعاً للأمة، وسعياً وراء رقيها.
والقدوم على إيجاد نسل مع التيقن أو غلبة الظن بضعفه مناف لذلك، وفيه اعتداء على هؤلاء الأبناء الذين اختار لهم أبوهم ذلك، ولا يتنافى هذا مع قدر الله، لأن الأخذ بأسباب السلامة من قدر الله تعالى، والإيمان بالقدر لا يتنافى مع أخذ المرء بأسباب السلامة، والخلو من الأدواء، ونسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق والسداد والرشاد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مقياس القبول والرفض في اختيار الأزواج
تاريخ الفتوى : ... 05 شوال 1421 / 01-01-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...أما بعد
ما رأي فضيلتكم في الزواج من جنسيات أخرى ولكن مسلمة... وبارك الله فيكم....
الفتوى(32/503)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزواج بين رجل وامرأة من جنسيتين مختلفتين لا شيء فيه، لأن مقياس القبول والرفض هو التقوى والعمل الصالح، وهي القاعدة التي أرساها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
وراجعي الفتوى رقم:
8799، والفتوى رقم:
8387، والفتوى رقم:
9097.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا مانع من العقد على بنت في هذه السن
تاريخ الفتوى : ... 21 رجب 1423 / 28-09-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري الآن 21 سنة أنتظر فتاة عمرها الآن 13 سنة للزواج منها أو التقدم لخطبتها بعد 5 سنين (طبعا هي لاتعلم بمحبتي ورغبتي بالزواج منها) فهي ذات خلق ودين وجمال ، 1- فهل ما فعلته صحيح بسبب تأخيري للزواج منها بعد 5 سنين؟
2- هل يصح أن أدعو الله أن يزوجني إياها؟
3- أنا أفكر إذا انتظرت هذه المدة أو بعد 5 سنين أن يتقدم آخر لخطبتها أو ترفض فمتى أكلم أهلها للزواج منها أو خطبتها قبل أن يسبقني أحد؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على المرء الذي قذف الله في قلبه حب امرأة دون كسب منه كإطلاق البصر ومخالطة النساء أن يغض طرفه عنها، ويُخَلِّص قلبه من التفكير فيها حتى يتمكن من خطبتها والزواج منها، أما إذا وصل إليه الحب بطريق محرم كإطلاق البصر ومخالطة النساء، فيجب عليه أن يتوب إلى الله من ذلك أولاً، بالإقلاع عنه والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه أبداً، ثم إن وجد سبيلاً مشروعاً لخطبة من أحبها فليبادر بذلك إن كانت مرضية الخلق والدين، وإلا فيجب عليه قطع علاقته بها، ودفع هواجس نفسه عن التفكير فيها، لأن ذلك محرم في ذاته، ويفضي في الغالب إلى فعل القبائح، ولمعرفة أنواع الحب وعلاجه راجع الفتوى رقم:
8663.
ولمعرفة ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الخطيب بمخطوبته، راجع الفتوى رقم:
15127، والفتوى رقم:
19466.(32/504)
ولا مانع من أن تدعو الله بالزواج من هذه الفتاة بعينها، كما أنه لا مانع أيضاً من التقدم لها في هذا السن لإعلام أهلها برغبتك في الارتباط بها كزوجة حالاً أو في المستقبل، فقد روى الترمذي في جامعه عن عائشة رضي الله عنها قالت: إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة. قال الألباني حسن صحيح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أفضل طريق يسلكه طالب الزواج
تاريخ الفتوى : ... 12 رجب 1423 / 19-09-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته: إني أبلغ من العمر22 سنة وكلما أقدمت على الزواج قالوا لي إن راتبك لا يكفي للمعيشة مع زوجتك وهذا الحال مع كل من أتقدم لهم علماً أني أملك شقة مؤثثة من النوع الفاخر علماً أن راتبي يصل إلى ألف وسبعمائة ريال ولكن كلما تأخرت عن الزواج راودتني الشهوة وأنا لا أريد اتباع المحرمات... أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فندلك أخي الكريم على باب لا يخيب من طرقه وهو: الدعاء. فارفع يديك إلى الله، وتذلل بين يديه، واطلب منه حاجتك، واعلم أن ما قدره الله هو الخير كل الخير، فلا تحزن على ما فاتك، ولا تنس دعاء الاستخارة المبين في الفتوى رقم:
19333
واعلم أخي أنه لا ينبغي لأهل المرأة أن يردوا من تقدم للزواج بها إن كان ذا دين وخلق وعنده ما يكفي للنفقة، وانظر الفتوى رقم: 3145
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
صاحبة الدين والخلق تُنْكَح
تاريخ الفتوى : ... 10 رجب 1423 / 17-09-2002
السؤال
إنني تقدمت إلى بنت عمي وتحدثت معها في أمر ارتباطي بها وهي في بادئ الأمر أبدت عدم الرغبة وبعد أن عرفت والدتها الأمر أتت وقبلت ولكن أنا لم أعد أرغب فيها بعد ذلك ولكن المشكلة أن عمي حلف باليمين والطلاق أنه لا يعطيها إلى أحد غيري وأنا أصبحت لا أقدر على فعل أي شيء إذا رفضت فإن بيت عمي سوف يخرب فقمت واستخرت مرات كثيرة وأنا الآن أريد حلا من ناحية شرعية ودينية وجزاكم الله خيراً...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/505)
فإن كانت بنت عمك ذات دين وخلق فأقدم على الزواج منها وتوكل على الله ولا تتردد، وأنت مأجور حيث أبررت قسم مسلم هو منك بمنزلة الأب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: عم الرجل صنو أبيه. رواه مسلم.
وتكون بذلك قد صنت بيت عمك من التفكك، ومما يشجع على الإقدام محبتهم لك ورغبتهم في تزويجك.
وإن كانت بنت عمك غير مرضية ديناً وخلقاً فلا يلزمك زواجها، ويعتبر عمك مطلقاً زوجته طلقة واحدة إن هو زوج ابنته هذه من غيرك، فإن كانت الطلقة الأولى أو الثانية راجعها، وإن كانت الثالثة فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيف تختار زوجة صالحة عفيفة
تاريخ الفتوى : ... 08 رجب 1423 / 15-09-2002
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أرجو من فضيلتكم مدي بالطرق والسبل الإسلامية الحديثة للتعرف على فتاة مؤمنة وتقية وعفيفة وتخاف الله وكيفية اختبار مدى تشبعها بهاته الصفات.
أرجو الإجابة في أسرع وقت ممكن حتى تعم الفائدة على كل الشباب والشابات المسلمين والمسلمات.
بارك الله فيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على مواصفات الزوجة الصالحة في الجواب رقم:
18781 والجواب رقم: 10561
أما عن كيفية اختيارها؟ فلذلك طرق من جملتها توكيل امرأة أمينة للتعرف على من ترغب في زواجها، بحيث تأتيك بكل المواصفات التي تود وجودها في المخطوبة، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم أرسل أم سليم إلى جارية فقال: "شمي عوارضها، وانظري إلى عرقوبها " رواه أحمد، وقال شعيب الأرناؤوط: حديث حسن وإسناده حسن.
قال الغزالي: ولا يستوصف من أخلاق النساء إلا من هو بصير صادق خبير بالظاهر والباطن.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المعيار الشرعي للكفاءة في النكاح
تاريخ الفتوى : ... 01 ذو الحجة 1424 / 24-01-2004
السؤال(32/506)
أريد الزواج مثل كل البنات لكن كل من تقدم لي ليس بالمستوى الاجتماعي المساوي لي وأنا أحارب كي أذهب الدنيا عني ويكون كل تفكيري في رضا الرحمن أى أريد أن يزداد إيماني عما أنا عليه الآن ولقد تقدم لي في نفس الوقت عدد من الرجال لكن كلهم ليسوا على نفس المستوى فهل انتظر المستوى المادي والاجتماعي المتساوي أم أتزوج أحدهم وأنا سني 24 عاماً ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن الطبيعي أن يتشوق الشاب للزواج وتتطلع الفتاة للزواج، فهذه سنة الله تعالى التي أقام عليها هذا الكون، فقال تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ [يّس:36].
والمستوى المطلوب في الزواج وهو ما يسميه الفقهاء (الكفاءة) ينبغي أن يكون معياره الدين والخلق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه، قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، ثلاث مرات. رواه الترمذي.
وأما المستوى المادي وغيره فلم يرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه؛ وإنما أرشد إلى الدين والخلق لأنهما مفتاح كل خير، والذي ننصحك به هو أنه إذا تقدم لك خاطب ذو خلق ودين فصلي صلاة الاستخارة كما جاء في السنة، واستشيري أهل الرأي ممن تثقين بهم ولهم صلة بك، ثم أقدمي على الزواج منه على ضوء ذلك، وبإمكانك أن تطلعي على الفتوى رقم:
2346.
نسأل الله لك التوفيق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأولى الزواج بفتاة لا تعمل في مكان مختلط
تاريخ الفتوى : ... 07 رجب 1423 / 14-09-2002
السؤال
أنا شاب جزائري أسأل فيما يخص بالزواج من شابة تعمل في إدارة وعندنا هنا إدارات يخشى على شاباتنا فيها، وأنا شاب غيور؟
أفيدونا يرحمكم الله... و جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن عمل المرأة في مكان مختلط بالرجال تترتب عليه كثير من المفاسد، وينطوي على جملة من المخاطر على الدين والخلق،(32/507)
لذا، فالذي نراه هو أن تسعى إلى إقناع هذه المرأة بترك العمل في هذه الإدارة المذكورة، والبحث عن مجال آخر غير مختلط للعمل فيه إن كانت هنالك حاجة لعملها، فإن اقتنعت فلا بأس -إن شاء الله- بالزواج منها.
وإن لم تقتنع، فالأولى تركها، والبحث عن غيرها ممن تتصف بالدين والخلق، لما يرجى منها من طاعة الزوج، وحسن تربية الأولاد، والقيام على أمر بيتها.
فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج بمن يعمل أبوها بمهنة محرمة
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1423 / 09-09-2002
السؤال
أحب فتاة وأريد الزواج منها- ووالدها وأخوها يعملان بمهنة كوافير"حلاق للسيدات" - هل تربية البنت من حرام ؟ وما ذنبها هي ؟ وما حكم الدين في المضي في الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه البنت ذات دين وخلق، وكانت مضطرة إلى الأكل من المال الحرام الذي يجلبه والدها وأخوها، فلا حرج عليك في الزواج بها، وإن كانت عالمة بحرمة هذا المال راضية بالأكل منه فذلك دليل على رقة دينها، فالأفضل لك أن تبحث عن امرأة تقية تتجنب الحرام وتنفر منه، مع أن الزواج بهذه المرأة غير محرم، وانظر الفتوى رقم 19674
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... السعي من العبد والتيسير من الرب
تاريخ الفتوى : ... 01 رجب 1423 / 08-09-2002
السؤال
هل الزواج قسمة ونصيب؟ وهل المرأة تخلق من ضلع الرجل الأيسر أم يجب أن تسعى إلى الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزواج قسمة ونصيب، ولا يحصل شيء في الوجود وإلا وقد قدره الله، وقد تقدم ذلك في الفتوى رقم: 12638، والفتوى رقم: 13217.(32/508)
ولا يعني هذا أن الإنسان لا يسعى ولا يعمل، لأن الله قدر المقادير وكتب الأعمال لعلمه سبحانه بالغيب، فهو عالم سبحانه بما كان وما يكون وما لا يكون، ولم يجبر سبحانه أحداً على فعل طاعة أو فعل معصية، ولكنه سبحانه ييسر سبل الشيء لمن طلبه وسعى إليه.
وعليه، فلا تنافي بين كون الزواج قسمة ونصيباً، وبين سعي الشخص -رجلاً كان أو امرأة- للزواج، والبحث عن صاحب الدين والخلق للارتباط به.
وراجعي الفتوى رقم: 9990، والفتوى رقم: 20975.
أما بالنسبة لخلق المرأة من ضلع آدم الأيسر، فقد تقدم الكلام عنه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 7200، 18218، 2073.
ولا علاقة لذلك في كون الزواج قسمة ونصيباً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ممتلك الدش هل يُقْبَل زوجاً
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1423 / 09-09-2002
السؤال
فتاة على قدر من الجمال عمرها سبعة عشر عاماً تقدم لها شخص عمره خمسة وخمسون عاماً لديه أولاد وزوجة ويمتلك دشاً به قناة أوربيت وغيرها من الاشتراكات الفضائية هل يجوز الزواج منه؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي أن تحرص الفتاة على الزواج من صاحب الدين والخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي بسند حسن.
وكون هذا الرجل يملك دشاً به قنوات فضائية... إن كان يطلع على ما فيها من أغاني وأفلام، فهذا دليل على ضعف دينه.
وأيضاً، فوجود الفارق الكبير في السن بين الزوجين عادة ما يترتب عليه مشاكل ومفاسد، لا سيما إذا كان متزوجاً بأخرى، وليس صاحب دين.
وبالجملة، فلا ننصح هذه الفتاة بقبول هذا الرجل، وانظر الفتوى رقم: 10407 لمزيد الفائدة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ذوات الدين والخلق متوفرات.. والحمد لله
تاريخ الفتوى : ... 26 جمادي الثانية 1423 / 04-09-2002
السؤال(32/509)
ما حكم من لم يتزوج مع وجود القدرة على الزواج ؟ والسبب عدم وجود الفتاة المناسبة صاحبة الأخلاق العالية ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن حكم النكاح في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:
3011
16681
18616.
فننصح الأخ السائل بألا يكون مثالياً في المواصفات التي يريدها في الفتاة، وليكن واقعياً، وليجدَّ في البحث ولن يعدم صاحبة الدين والخلق وما أكثرهن، فهن يشتكين من عدم وجود الخطاب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحرص على الزواج من رجل فاجر مما لا ينبغي
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الثانية 1423 / 29-08-2002
السؤال
عفوا فلقد كنت على علاقة بشاب من بلد أخرى وهو مسلم ولقد وعدني الزواج ثم تركني وذهب إلى فلبينية وأنا الآن لا أدري ماذا أفعل ومن الممكن أن أشتكيه للأوقاف وفي هذه الحالة سوف ينال عقاباً فبماذا تنصحني أنا نادمة إلى الله ولكن أشعر بالحزن العميق من داخلي على ما حدث وأنا مستعدة أن أتزوجه ولكنه يرفض قال لي بعض الناس انسيه ولكني لا أقدر وبسببه فإني أعاني حالياً من فقر دم حاد فأنا لا آكل ولا أشرب تماما ولا أفكر إلا في الانتقام بأي طريقة حتى لو قتلته فبداخلي نار لا يتخيلها أحد وأموت أكثر وأشعر بالرغبة في الموت عندما أراه أمامي يومياً فنحن نعمل بنفس الشركة من فضلك خبرني ماذا أفعل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من رحمةالله عز وجل بالإنسان أن يوفقه للتوبة قبل أن يوافيه الموت، والأخت السائلة وإن كانت قد وقعت في شباك الشيطان وأولياء الشيطان، فخدعها هذا الرجل وغرها، فعليها أن تشكر نعمة الله عليها إذ أيقظها من رقادها بالندم على ما كان منها.
هذا إذا كان الندم على فعل المعصية وارتكاب الفاحشة والعلاقة الآثمة.
وأما إذا كان الندم لمجرد أن هذا الرجل تركها وذهب إلى امرأة أخرى.. فإن هذا ذنب آخر يجب عليها أن تتوب منه، فإن التوبة لا تنفع صاحبها إلا إذا ترك الذنب وأقلع عنه وندم على ما فات منه وعزم على أن لا يرجع إليه في المستقبل.
ونحن ننصح الأخت بصدق التوبة المستوفية لهذه الشروط عسى الله عز وجل أن يغفر لها ما مضى، ويجعل لها مخرجاً وفرجاً لما بقي.(32/510)
وأما هذا الرجل فإنه لا يصلح زوجاً فلا ينبغي أن تحرص عليه بل عليها أن تغض طرفها عن ذلك، فالرجل الفاجر لو طلبها هو لما كان ينبغي لها أن تقبل به زوجاً؛ فضلاً عن أن تحرص هي عليه وتطلبه.
والخلاصة: أن عليها أن تستر على نفسها كما سترها الله، وترجع إلى الله عز وجل بالتزام دينه، والقيام بفرائضه كالصلوات والحجاب وعدم مخالطة الرجال الأجانب وعدم الخلوة برجل أجنبي، ولعل الله أن يعوضها زوجاً خيراً منه، ونحذر الأخت أشد التحذير من أن يجرها الشيطان إلى محاولة ارتكاب جريمة القتل، فإن ذلك يعني خسارة الدنيا والآخرة نعوذ بالله من الخذلان.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ظاهرة العنوسة...الأسباب.. المخاطر..والحلول
تاريخ الفتوى : ... 12 جمادي الثانية 1423 / 21-08-2002
السؤال
ماهو الحل برأي فضيله الشيخ في مشكله تأخر الزواج, أنا فتاه أبلغ من العمر 26عاماً ولم أوفق حتى الآن في ملاقاة شريك الحياة وأخاف من خطرالعنوسة الذي بدأ يتهددني ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه مما لا شك فيه أن ظاهرة العنوسة بين النساء المسلمات أصبحت ظاهرة خطيرة مما يستدعي من ولاة الأمر السعي الجاد في وجود حل لهذه المشكلة الاجتماعية التي تهدد المجتمع، إذا لم يبادر إلى إزالة أسبابها. وأنجع علاج لها أمران:
الأول: إلغاء الصعوبات والعوائق عن طريق الراغبين في الزواج، وذلك بتيسير المهور، وتخفيف تكاليف الزواج، وإلا فإن الأمر سيظل في تفاقم مطرد، وهذا مع الأسف ما هو حاصل في كثير من المجتمعات الإسلامية.
الأمر الثاني: إشاعة فقه تعدد الزوجات، والدعوة إليه عبر وسائل الإعلام ومنابر المساجد، ومدرجات الجامعات وغيرها.
ونصيحتنا للأخت لحل مشكلتها هي أن تلجأ إلى الله بالدعاء بتيسير أمر زواجها، ثم بعرض نفسها بواسطة من تثق إليه من محارمها على من ترى فيه صفات الصلاح والفضل وغيرهما من الصفات الحميدة ولو كان متزوجاً بامرأة أخرى، وقد روى البخاري أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها.
وانظري الفتوى رقم:
7682 فستجدين فيها جملة من النصائح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زواج الأقارب... وما يثار حوله من شبهات وأخطار(32/511)
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
هل ورد نهي شرعي عن الزواج من الأقارب، حيث إن بعض الأطباء يقرر أنه من أسباب الأمراض الوراثية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حرم الله الزواج من بعض الأقارب، مثل: نكاح الأمهات والبنات، وبنات الأخ، وبنات الأخت، والعمات، والخالات، فهذا من زواج الأقارب المحرم قطعاً في الشريعة الإسلامية. وما سواه من أقارب النسب، فقد أحله الإسلام، فبعد آية تحريم النساء في سورة النساء: (حرمت عليكم أمهاتكم) قال سبحانه بعدها: (وأحل لكم ما وراء ذلكم) [النساء: 24].
فزواج بنت العمة، أو بنت العم، أو بنت الخال، أو بنت الخالة، إباحته تعتبر من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة، وأما ما ورد من آثار تنصح بزواج الأباعد دون الأقارب، فكلها لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت عنه أن الإنسان يتخير الأكفأ ديناً وخلقاً.
وما يثار طبياً عن زواج الأقارب من أنه سبب لكثير من الأمراض دعوى تحتاج إلى برهان، بل إن كثيراً من الأطباء يفندون هذه الإشاعة ويهونون منها.
يقول الدكتور محمد البار في هذا الشأن: الأمراض الوراثية التي نسميها متنحية موجودة لدى الزوج، وموجودة لدى الزوجة، وكلاهما يبدو سليماً من هذه الأمراض التي هي تزداد بزواج الأقارب، ونسبة الأمراض الوراثية - عبر جيل واحد - الموجودة في المجتمع لا تزيد عن 2 % من التشوهات الموجودة في الأطفال المواليد عند ولادتهم، وهي حوالي 2-3%، أو من 3% إلى 4% فهناك نسبة زيادة، ولكنها ليست على نطاق واسع كما يشاع ويظهر أمام الناس، وبعض الدعايات وحتى بعض الأطباء يشنون حملة شديدة على زواج الأقارب غير مبررة بهذه الصورة. انتهى.
فهذه الأمراض الوراثية لا تكون إلا بنسبة ضئيلة جداً، وفي حالة زواج الأقارب المتكرر داخل الأسرة.
أما الدكتور أحمد شوقي إبراهيم مستشار الأمراض الباطنية بمستشفى الصباح بالكويت، فقد خلص في بحثه إلى أن القول بأن زواج الأقارب يسبب أمراضاً وراثية في الذرية ليس صحيحا في كل الأحوال، وأنه لا ينبغي أن يكون قانوناً عاماً، أو قاعدة عامة، بل إن لزواج الأقارب بعض الإيجابيات حتى الصحية في بعض الأحوال، وأنه ينقذ الأجيال القادمة من كثير من الأمراض.
وخلص إلى أنه لا فضل لزواج الأقارب على زواج الأباعد، ولا لزواج الأباعد على زواج الأقارب، وأن على كل من الرجل والمرأة أن يختار شريكه وفق الصفات الخَلْقية والخُلُقية، ولو كان في زواج الأقارب ضرر لما أحله الله تعالى لرسوله، وأشار إليه إشارة صريحة بقوله تعالى: (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي(32/512)
آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك...) [الأحزاب: 50].
وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش، وهي ابنة عمته، وزوج ابنته فاطمة بابن عمه علي ابن أبي طالب، ولم يزل السلف يتزاوجون من أقاربهم، والأمر في النهاية يعود إلى طبيعة المرأة، وطبيعة الرجل، ووجود طفل مشوه من زوجين قريبين لا يعني حصر ذلك في زواج الأقارب، ولذلك لا ينبغي الإحجام عن زواج الأقارب لهذا الأمر، وأن لا ينتاب الإنسان قلق منه، ولا يجوز للمرأة أو الرجل منع الحمل خوف إنجاب ذرية مشوهة، فلو تخوف الإنسان مما قد يحدث له في المستقبل لما تحرك خطوة، ولكن علينا الأخذ بالأسباب والرضى بقضاء الله وقدره. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التفاوت العلمي لا يمنع قبول الزوج
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1423 / 18-08-2002
السؤال
هل يجوز أن تتزوج الفتاة شاباً متديناً ولكنه لم يكمل تعليمه المتوسط وهي أنهت تعليمها الجامعي ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المعتمد في الكفاءة بين الزوجين في النكاح إنما هو الكفاءة في الدين، ففي سنن الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
إذا ثبت هذا فلا مانع شرعاً من أن تتزوج الفتاة من شاب متدين مع التفاوت في المستوى التعليمي .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... الزواج من هذه الفتاة يتضمن عدة محاذير
تاريخ الفتوى : ... 04 جمادي الثانية 1423 / 13-08-2002
السؤال
السلام عليكم إخواني-أنا شاب مسلم متشبث بديني الحمدلله أود طرح مشكلة أواجهها شخصيا ... أريد أن أتزوج من فتاة مسلمة تقيم في بلد المهجر-أوربا- وهي تعمل هناك وبدون حجاب والغاية الثانية عندنا هي اللحاق بها للعمل هناك والعيش معا في ذلك البلد - وأنا محتار في اتخاد القرار فماذا ترون في هذا وبماذا يمكنكم أن تنصحونني- جزاكم الله خيرا
الفتوى(32/513)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن المرأة المتبرجة ليست ملتزمة بأحكام الشرع، فتبرجها يدل على رقة دينها، وسوء خلقها، والمسلم مطالب بأن يتزوج من ذوات الدين والخلق، فمثل هذه المرأة لا تصلح أن تكون زوجة لك ومسكنا تأوي إليه، كما هو مبين في الفتوى رقم:
1324 ،
فإذا أضيف إلى ذلك أنها تعمل وتقيم في بلاد الكفر التي انعدم فيها الدين والأخلاق، وفتحت أبواب الحرية الشخصية على مصراعيها، -ولا يخفى ما يترتب على كل ذلك من مفاسد- كان الإقدام على الزواج منها أبعد عن الصواب.
ينضاف إلى كل هذا أنك تريد الزواج بهذه المرأة لتهاجر إلى بلاد الكفر لأجل العمل، وهذا محظور آخر لا يجوز لك الإقدام عليه، ولو توفرت في هذه الفتاة الصفات الشرعية المطلوبة في الزوجة، لأن البقاء والإقامة في بلاد الكفر لمجرد العمل محرم، لما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين.
ولا تجوز الهجرة إلى بلاد الكفر إلا تحت الضرورة الملحة أو لغرض الدعوة، وبشرط أن يغلب على ظن المهاجر السلامة في دينه وخلقه، وانظر الفتوى رقم:
2007.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض الأم زواج ابنتها من كفء لا يعتبر
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الثانية 1423 / 11-08-2002
السؤال
امراة مطلقة ترغب في الزواج مرة أخرى وتقدم لها من ترضى خلقه ودينه ولكن أمها ترفض تزويجها مرة أخرى وتريد إجبارها على العودة لزوجها الأول على الرغم من عدم كفاءته ولا يوجد لديها اي سبب منطقي لرفض العريس الجديد بالاضافة إلى سوء معاملتها لابنتها
إذا كان ولي المرأة وهو أخوها موافقا على تزويجها فهل يعتبر تزويجها دون موافقة أمها من العقوق بالوالدين
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طاعة الأم واجبة، وبرها والإحسان إليها مأمور به شرعاً، قال تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) ) (الإسراء:23). فعليك الاجتهاد في إقناع أمك بالمقارنة بين هذين اللذين يراد لك الزواج من أحدهما. فلعل الله تعالى يشرح صدرها بالموافقة على رغبتك.
أما إذا أصرت على ذلك، وكان الحال على ما ذكرت من رضاك عن هذا الرجل الذي تقدم لخطبتك في دينه وخلقه، وعدم كفاءة الزوج الأول في الدين والخلق ، فلا(32/514)
يلزمك طاعة والدتك ، ويجوز لك الزواج منه دون موافقتها. وإننا نوصي هذه الأم بأن تتقي الله تعالى في بنتها وأن تراعي ما هو أصلح لها، وأن تحسن معاملتها.
ولاشك أن أخاك هو الولي في الزواج عند انعدام عمودي النسب: الأب والابن. قال ابن قدامة (لا خلاف بين أهل العلم في تقديم الأخ بعد عمودي النسب) فلا يعتبر تزويجه لك دون موافقة الأم من العقوق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الاعتراض على خطبة فتاة آباؤها كفرة لا وجه له
تاريخ الفتوى : ... 28 جمادي الأولى 1423 / 07-08-2002
السؤال
ماذا أفعل أحب فتاة مسلمة متدينة جدا لا تترك فرض الله عز وجل وأمي ترفض أن أتقدم لخطبتها بسبب أم الفتاة لأنها كانت مسيحية فتزوجت من رجل مسلم فأسلمت فأنجبت الفتاة. أمي ترفض وقالت لي لو تقدمت لا أنت ابني ولا أعرفك. هل أغضب أمي وأهدم حبي وسعادتي ملحوظة لهذا السبب أنا متمسك بالفتاة حتى أزيد من تمسكها بالله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أردت الزواج بهذه الفتاة، فعليك أن تقنع والدتك بذلك، بالحكمة والموعظة الحسنة، كما يمكنك أن تستعين بأهل الخير والصلاح في إقناعها بذلك، ما دامت هذه الفتاة ملتزمة بشرع الله، مشهورة بحسن خلقها ونقاء سيرتها، فإن وافقت الأم فهذا هو المراد، وإن لم توافق، فلا يجوز لك مخالفتها، لأن طاعة الوالدين واجبة، والزواج من هذه الفتاة بعينها غير واجب، والواجب مقدم على غير الواجب، وراجع الفتوى رقم:
20319 والفتوى رقم: 18767.
وينبغي على الأم أن تعلم بأن وجه اعتراضها على هذه البنت غير سائغ شرعاً، بل ينبغي عليها أن تعاونها وتساعدها للثبات على الدين، والتمسك بالحق، وما ذنب المسلم في كفر آبائه وأجداده؟!!
خصوصاً أن أم هذه البنت قد أسلمت، وعليها أن تعلم أن أكثر آباء الصحابة وأمهاتهم ماتوا مشركين بالله، بل إن من آباء بعض الأنبياء من مات مشركاً كأبي إبراهيم عليه السلام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عضل الفتاة نهى الشارع عنه
تاريخ الفتوى : ... 24 جمادي الأولى 1423 / 03-08-2002
السؤال(32/515)
هل يجوز عندما يتقدم شخص لخطبة فتاة وترفض لأسباب علما بأن الشخص ذو دين وخلق ولكن رفضها لأسباب أخرى وبالتالي يرفض الأب كل شخص يتقدم لها بعد ذلك الشخص بحجه ظلمها لذلك المتقدم وأنه يجوز أن يرفض خشية من رفضها للآخر علما بأن الفتاة لم تكن مقتنعة بالشخص وأقنعها والدها ثم رفضت بعد فترة طويلة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه من حق هذه الفتاة أن ترفض من تقدم لها إذا رأت أنه لا يناسبها، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تنكح البكر حتى تستأذن. متفق عليه.
والدلالة من الحديث أن من حق المشاوَر القبول أو الرفض.
وعلى هذا، فلا يجوز لوالد هذه الفتاة معاقبتها بعضلها عن الزواج إذا تقدم لها من هو كفء لها بحجة رفضها لذلك الشاب الذي تقدم لها بواسطته، وذلك لما يترتب على هذا العضل من الفتنة والفساد الذي نهى عنه الشارع الحكيم، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أتاكم من ترضونه خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا وجه لرد الرجل أو المرأة لفارق السن
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الأولى 1423 / 30-07-2002
السؤال
السلام عليكم: بعد التحيه
أنا لي ابنة خال أريد أن أتزوج منها وهي أكبر مني بشهور وأنا أريدها وهي غير موافقة على أساس هي أكبر مني ولكن أنا أحبها ويعلم الله ذلك ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فزواج الرجل من امرأة أكبر منه سناً أو العكس، ليس في الشرع ما يمنعه إذا رضي كلُُ منهما بالآخر، ولقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، وهي أكبر منه سناً وتزوج عائشة رضي الله عنها وهي أصغر منه، وتزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي أصغر منه بكثير، ولم يجد في ذلك حرجاً.
وعليه، فلا نرى وجهاً لامتناع ابنة خالك من الزواج بك بحجة فارق السن بينكما، والله نسأل أن ييسر أمرك وأن يختار لك ما فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/516)
الفتوى : ... الزواج من الخادمة...بين الرغبة والمعارضة
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الأولى 1423 / 29-07-2002
السؤال
السلام عليكم
أنا أحببت فتاة أندونيسية مسلمة وأريد الزواج بها هي كانت تعمل لدينا وعندما أخبرت الأهل برغبتي في الزواج منها قالوا حرام يعني ما يجوز الزواج بها لأنها خادمة وأنا إلى الحين مصر على الزواج بها وأرجو إفادتي بالرد في أسرع وقت ولكم جزيل الشكر .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من المقرر شرعاً أن الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين، وهو قول مالك ومن وافقه من أهل العلم.
والدليل على ذلك قول الله تعالى:إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فإذا تقرر هذا.. فليس هنالك ما يمنع شرعاً من زواجك من هذه المرأة المسلمة إن كانت ذات دين وخلق، وبحضور وليها والشهود، ففي سنن أبي داود والترمذي عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي. ورواية ابن حبان : وشاهدي عدل.
ولا يضر كونها خادمة ولا يؤثر على صحة الزواج منها.
ونصيحتنا لك أن تحاول إقناع أهلك، واستعن في ذلك بمن قد يؤثر عليهم، فإن أصروا على الرفض فالأولى أن تتزوج غيرها، حفاظاً على علاقتك بأهلك، ولعل الله تعالى أن ييسر لها زوجاً غيرك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مقوِّمات الزواج الناجح
تاريخ الفتوى : ... 18 جمادي الأولى 1423 / 28-07-2002
السؤال
أنا شاب أريد الزواج وأسالكم أن تدلوني على زواج السنة المطهرة وتنصحوني بأشياء أعملها ليكون زواجي على سنة رسول الله ويكون ناجحا بإذن الله وجزاكم الله خيراً.....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكلام عن هذا الموضوع طويل ولكن سنذكر لك الخلاصة، ثم نحيلك على بعض الفتاوى التي تجد فيها التفصيل، فنقول وبالله التوفيق:(32/517)
- ابحث عن ذات الدين والخلق الولود الودود.
- انظر إلى من تدعوك الحاجة إلى نكاحها.
- إياك والمنكرات التي انتشرت سواء كانت أثناء الخطبة أو ليلة الزفاف أو بين ذلك، وليكن عرسك إسلامياً.
- وفي ليلة الدخول صلِّ بزوجتك ركعتين وضع يدك على رأسها وقل الذكر المشروع، ثم شأنك وأهلك.. ولا تنس الذكر المشروع قبل الجماع والالتزام بآدابه.
- عاشر أهلك بالمعروف وعلمها أحكام عشرة الزوج وحقوقه.
- اعلم أن ركني العلاقات الزوجية هما: المودة والرحمة. فاحرص على تقويتهما.
ولتفصيل ذلك وغيره راجع الفتاوى ذات الأرقام: التالية:
8757
10561
1094
7877
15312
3768
3698.
وفي الختام نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرزقك زوجة صالحة تعينك على طاعة الله، وأن يوفقك لكل خير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتاة الصالحة تُنْكَح ولا شأن لها بجريرة غيرها
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1423 / 25-07-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت التقدم لخطبة فتاة مسلمة ذات خلق جيد بعد معرفتي بها وبأهلها وبعد فترة وجيزة نصحني بعض أقاربي بتركها بحجة أن جدتها من أمها كانت على أخلاق مخلة بالشرف فما حكم الشرع بزواجي بها إذا كانت جدتها على هذه الحالة؟
أفتونا مأجورين أثابكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من المقرر شرعاً أن المرأة تنكح لدينها وخلقها، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فما دامت هذه الفتاة على دين وخلق، فإنه يجوز لك الزواج منها، بل يستحب ولا يضر كون جدتها أو حتى أمها كانت على أخلاق مخلة بالشرف، إذ أنها غير مؤاخذة بجريرة غيرها، كما قال تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [فاطر: 18].(32/518)
وقال تعالى: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور:21].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
استقامة حال المرأة يغسل غبار الماضي
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1423 / 25-07-2002
السؤال
اكتشفت بعد سنة من الخطوبة أنها كانت على علاقة جنسية غير كاملة مع شخص وهو الذي أخبرني بذلك بالتفاصيل الفظيعة ولم تنكر هي ذلك بعد مواجهتها به. هل أتركها حتى تتردى مرة أخرى إلى حمأة الرذيلة أم أمسكها وأستمر معها على مضض علما بأنها تحبني بشدة ولا تتحمل فراقي ولكنني لا أستطيع أن أنسى ما حدث وتتراءى خيالاته أمامي كل لحظة ومع ذلك أشعر بالحزن الشديد والذنب الفظيع كلما هممت باتخاذ قرار الانفصال ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الذي نراه لك أن تستمر في مشروع الزواج بهذه المرأة، لا سيما أنها قد تعلقت بك ولا تتحمل فراقك.. كما ذكرت.
فإنها لو كانت زانية وتابت يجوز نكاحها، فكيف إذا كان ما فعلته دون ذلك، وفي زمن مضى، واستقام حالها بعده؟! واحتسب عند الله تعالى قصدك إعفافها.
كما إننا نرجو ألا يلتفت قلبك إلى وساوس الشيطان الذي يريد أن يدخل الحزن على قلبك، وينكد عليك حياتك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ترابط بين فقد البكارة وعدم العفة
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الأولى 1423 / 26-07-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
تعرفت على فتاة أخلاقها حميدة وعندما أخبرتها أني ساتقدم لخطبتها ثم الزواج منها أرسلت إلي رسالة وأخبرتني أنها فاقدة لعذريتها مند الصغر وقالت أنها في صغرها أدخلت يدها في فتحة الشرج فتمزق غشاء البكارة عن غير قصد فهل يجوز لي أن أصدقها وأتزوج منها أم لا يجوز لي أرجو الرد السريع وبارك الله فيكم ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من الزواج بهذه الفتاة التي ذكرت، وخاصة إذا كانت صاحبة دين، وأخلاق حميدة، فإذا غلب على ظنك صدقها -وهو الظاهر- فإن مصارحتها لك تدل على ذلك، فإننا ننصحك بالزواج بها.(32/519)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وننصح السائل الكريم بالابتعاد عن مخطوبته والاختلاط بها والخلوة قبل عقد الزواج، فإن ذلك لا يجوز شرعاً.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس.
والحاصل: أنه لا مانع من أن يتزوج الشاب من هذه الفتاة التي صارحته بالحقيقة ما دامت صاحبة خلق ودين..... وعليه أن يستر عليها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأصل في الأفضلية هو زواج الأبكار
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الأولى 1423 / 24-07-2002
السؤال
أريد الزواج من ثيب مطلقة أكبر مني بخمس سنوات وقد طلبت يدها فعلاً من أهلها وهي قريبة لي ولكن أخشى من أن تقارن بيني وبين زوجها السابق من ناحية الجنس بخاصة والأمور الأخرى بعامة فما التصرف السليم معها في حال تمام الزواج وماذا تنصحونني مع العلم أنني أريدها زوجة؟
وبارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالزواج من الأبكار، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما واللفظ لمسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: تَزَوّجْتُ امْرَأَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيتُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ "يَاجَابِرُ تَزَوّجْتَ؟" قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "بِكْرٌ أَمْ ثَيّبٌ؟" قُلْتُ: ثَيّبٌ. قَالَ: "فَهَلاّ بِكْراً تُلاَعِبُهَا؟" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! إِنّ لِي أَخَوَاتٍ. فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنّ. قَالَ: "فَذَاكَ إِذَنْ. إِنّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَىَ دِينِهَا، وَمَالِهَا، وَجَمَالِهَا. فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ".
وروى ابن ماجه في سننه عن عتبة بن عويم قال: قال رسول الله صلى ا لله عليه وسلم: "عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير" وحسنه الألباني.
أعذب أفواهاً: أي أطيب، وأحلى ريقاً، أو هو كناية عن قلة البذاءة والسلاطة لبقاء حيائهن بعدم مخالطة الرجال، ومعنى: وأرضى باليسير يعني: من الإرفاق بالمال والجماع، لأنهن لم يجربنه قبل ذلك.
والأمر في الحديثين السابقين للندب لا للوجوب، كما ذكره المناوي في فيض القدير.(32/520)
والراجح عندنا -والله أعلم- أن الأصل في الأفضلية هو زواج الأبكار، لما سبق ذكره.
لكن قد يختلف الحكم باختلاف الشخص، كأن يكون ذا عيال، كما هو حال جابر بن عبدالله، وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم اعتذاره واستصوبه منه، أو أن يكون غير قادر على افتضاض البكر، أو أن يكون راغباً في امرأة ثيب بعينها لما تتصف به من الصفات الحسنة في دينها وخلقها وهيئتها، كما هو حال السائل.
ولذلك فإننا نوصي الأخ الكريم أن يقارن بين المصالح والمفاسد المترتبة على الزواج بهذه المرأة، وأن يستخير الله تعالى في أمره، وأن يلجأ إلى الله بالدعاء والتضرع، ثم يشرع بعد ذلك فيما يشرح الله صدره له.
والله تعالى يهدينا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... النساء غيرها كثير
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الأولى 1423 / 24-07-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل أنا شاب أبلغ 24 سنة من عمري ومشكلتي أني أحببت بنتا وأنا في السابعة عشر من عمري ليس لجمالها فقط وإنما لأنها ساعدتني في الاتجاه إلى ربي والصلاة بعد أن كنت أفخر بعدم أدائها المهم أن البنت طلبت مني أن أنهي علاقتي بها نهائياً لأن والدها لن يقبل بي زوجا وإن حصل المستحيل لأن عائلتي ليست أصيلة حسب ما قال أما أنا فحاولت أن أجتنب هذا الشيء بأكثر من طريقة والأهم أني متجه إلى ربي لكي أنسى ما أنا به لكن دون جدوى وحاولت أن أخطب بنت خالي وهي بنتا ملتزمة جدا ولكن لم أستطيع إكمال ذلك فأنا في حال لا أحسد عليه وأريد التخلص من هذا الحب أو الوهم أو المعصية علما أني أريد الزواج بها كما أحل جل وعلا ولا شيء غير ذلك أنيروا عقلي جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنصيحتنا لك أيها الأخ السائل هي أن تنسى هذه البنت تماماً، ما دام أبوها وهو وليها لم يرض بك زوجاً لها، وعليك ألا تفكر فيها والنساء غيرها كثير، فعليك أن تشغل نفسك بذكر الله عن ذكرها، وأقبل على الله فسيشرح الله صدرك ويذهب همك وغمك، ويشغلك عنها به سبحانه وتعالى، ولم لا تستخير الله تعالى؟ وتعيد النظر في أمر ابنة خالك، وتحاول الظفر بها، لا سيما وأنك قد وسمتها بأنها ملتزمة جداً أي ذات دين، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
والله نسأل أن يوفقك لما فيه الخير والرضا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/521)
ـــــــــــــــــــ
الكفاءة المعتبرة في النكاح
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الأولى 1423 / 24-07-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة من سلطنة عمان, بلدي فيها الكثير من الأصول منهم البلوش ومنهم العجم واللواتيا ومنهم الزنجباريون الذين عاشوا في زنجبار حين كانت عاصمة لسلطنة عمان ومنهم العمانيون اللذين ليسوا من هذا النوع. أردت الاستفسار إن كان هناك عيب من الزواج بالنوع الثالث هل هو حرام أن كان الشخص شعره مجعداً. هل هذا بما معناه أن العرق دساس ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكفاءة الرجل للمرأة في النكاح معتبرة عند جماهير العلماء، وإن اختلفوا في تحديد ما تحصل به الكفاءة. فمنهم من يشترط لحصول الكفاءة مساواة الرجل للمرأة في ستة أمور:
النسب والدين والصفة والحرية والسلامة من العيوب واليسار. ومنهم من لا يشترط كل هذا بل يقتصر على النسب والدين والصفة والحرية. ومنهم من يقول بغير ذلك.
ولا خلاف أنه لا يجوز النكاح إلا مع الكفاءة في الدين فلا يجوز للمسلمة أن تنكح كافراً، وأما ما عدا ذلك مما تحصل به الكفاءة فإن جماهير من يقولون بالكفاءة يقولون بأنها من حق المرأة والأولياء فإذا أسقطوها جاز لهم ذلك، واستدلوا على ذلك بأحاديث كثيرة منها: أمره صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس وهي قرشية أن تنكح أسامة بن زيد وهو من الموالي، فنكحها بأمره والحديث في صحيح مسلم.
والخلاصة أن المرأة إذا رضيت أن تتزوج من هو دونها نسباً أو صنعة أو حرية أو غير ذلك مما تحصل به الكفاءة وكان مسلماً ورضي بذلك أولياء المرأة فلا حرج في ذلك.
ولكن لابد من الأخذ بعين الاعتبار وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي وغيره.
فإن صاحب الدين إن أحب المرأة أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها.
أما ما أشارت إليه الأخت في السؤال من قولها (العرق دساس) فقد وردت هذه العبارة في أحاديث ضعيفة، ولكن قد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أن الشبه قد ينزع المولود إلى أحد أصوله، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ولد لي غلام أسود! فقال: هل لك من إبل؟ قال نعم، قال: ما ألوانها؟ قال حمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال: فأنى ذلك، قال: لعله نزعه عرق، قال: فلعل ابنك هذا نزعه عرق. واللفظ للبخاري.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي(32/522)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا عزمت الإسلام فتوكل على الله، ثم أكده بالنكاح
تاريخ الفتوى : ... 10 جمادي الأولى 1423 / 20-07-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب نصراني أعمل مهندس كمبيوتر وعمري 29 سنة منذ فترة وأنا أفكر في اعتناق الإسلام ولكني متردد لظروف اجتماعية نعلمها جميعا ولكن في الفترة الأخيرة زادت هذه الرغبة لرغبتي في الزواج من فتاة مسلمة فهل هذا خطأ أم صواب ؟
كل ما يسيطر علي الآن هو تنفيذ هذه الخطوة وإكمال حياتي مع الفتاة التي اخترتها ولكن خارج البلاد لرغبتي في عدم إخبار أهلي بهذا الموضوع لعدم تعرضهم إلى المشاكل وسط المجتمع النصراني كما تعلمون لأني لا أريد أن أسبب المشاكل لأي منهم فقد فكرت في السفر إلى السعودية وإكمال حياتي هناك مع الله وزوجتي التي اخترتها والتي اختارت أن تقف جانبي في هذه الخطوة وأنا أبحث الآن جديا عن الفرصة المناسبة للسفر فهل هذا خطأ أم صواب هل سيقبل إسلامي مني أم لا ؟
وشكرا على النصيحة ....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من فضل الله عليك وإحسانه بك أن شرح صدرك للإسلام ورغبك فيه، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125].
فإذا أراد الله بالإنسان خيراً شرح صدره للإسلام فاتسع له واستقبله في يسر ورغبة، يتفاعل معه ويطمئن إليه ويستريح إليه، هذا ولعل في رغبتك في الزواج من هذه المرأة المسلمة مزيد لطف من الله تعالى بك، وسبب آخر لدخولك الإسلام.
ولقد وقع مثل هذا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما في قصة إسلام الصحابي الجليل أبي طلحة فقد أسلمت زوجته أم سليم قبله فخطبها فقالت: إني قد أسلمت، فإن أسلمت تزوجتك، فأسلم فتزوجته. قال الحافظ ابن حجر معلقاً: وهو محمول على أنه رغب في الإسلام ودخله من وجهه وضم إلى ذلك إرادة التزوج المباح. انتهى
وفي رواية أن أبا طلحة خطب أم سليم فقالت: ما مثلك يرد ولكن لا يحل لي أن أتزوجك يا أبا طلحة وأنت كافر، فإن تسلم فذاك مهري ولا أسألك غيره، فتزوجها، قال ثابت فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم الإسلام.
وهذا عكرمة بن أبي جهل كان من ألد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما فتح المسلمون مكة فر عكرمة إلى اليمن، بينما أسلمت زوجته أم حكيم بنت الحارث فاستأمنت لزوجها ولحقت به باليمن وردته مسلماً، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقدهما الأول، ثم حسن إسلام عكرمة وأبلى بلاء حسناً في الدفاع عن الإسلام.(32/523)
وكثيرون أولئك الذين دخلوا الإسلام لأغراض دنيوية أو شخصية ثم ما لبثوا أن صاروا من أشد الناس حباً للإسلام وتمسكاً به، لما وقفوا على ما فيه من صفاء العقيدة وسلامة التصور عن الله والكون والحياة.
ثم اعلم أن العبرة في القصد بالابتداء فإذا كان الشخص نوى الأمر لله تعالى ابتداء لم يضره ما خالطه بعد ذلك مما يغاير تلك النية، ونسأل الله عز وجل أن يهديك إلى دينه وأن يعينك على ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح اللقيطة
تاريخ الفتوى : ... 10 جمادي الأولى 1423 / 20-07-2002
السؤال
1-هل يجوز الزواج من فتاة لقيطة؟واذا كان يجوز هل سيكون لي بها أجرًعند الله ومغفرة
لما سبق من ذنبي؟
2-هل التحدث مع هذه الفتاة والاطمئنان عليها هاتفيا وبعلم أهلها الذين ربوها يجوز أم لا؟
علما بأني سبق وأن طلبتها منهم للزواج وتم تأجيل هذا الأمر إلى أن تنتهي دراستها الجامعية
التي لم يبق عليها إلا سنتين فقط..
{أفيدونى جزاكم الله حسنه في ميزان حسناتكم}
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في الزواج بهذه الفتاة اللقيطة، وعليها أن توكل من يتولى عقد نكاحها، وهو القاضي الشرعي إن وجد أو من يقوم مقامه.
وإذا نويت بزواجك منها الشفقة عليها وجبر كسرها وإعفافها فأنت مأجور إن شاء الله، فالراحمون يرحمهم الله -كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم-، وأما عن التحدث معها في الهاتف للاطمئنان عليها، فانظر لذلك الفتوى رقم:
1847.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هناك فتيات رغبتهن الارتباط بشباب صالحين
تاريخ الفتوى : ... 10 جمادي الأولى 1423 / 20-07-2002
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(32/524)
أنا شاب في مقتبل العمر عمري هو 25 عاما . أريد أن أتزوج على سنة الله ورسوله ولكن غالبيةالفتيات لا تفكر إلا في المال . وأعلمكم أني مسؤول على عائلة فماذا أفعل؟ .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد حث على الزواج ورغب فيه، فقال تعالى:وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32].
وليس الأمر -كما ذكرت- من أن كل الفتيات لا يفكرن إلا في المال، فإن هناك بعض الفتيات لا يفكرن إلا في الارتباط بزوج صالح، وعليك بالاجتهاد في البحث، والتوجه إلى الله بالدعاء حتى ييسر لك الأمر.
ولا يغب عن بالك قول الله تعالى:إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور:32].
وثبت في مسند أحمد وسنن الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله.
وإذا لم يتيسر لك الزواج فعليك بإعفاف نفسك بالصوم، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من استطاع منكم الباءة فليتزوج
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الأولى 1423 / 15-07-2002
السؤال
تقدم شاب لخطبتي ويراه أبي مناسباً لي وقد جلست معه فشعرت أنه مناسب بالنسبة لمن تقدموا لي وتكمن المشكلة في أنني كنت مرتبطة قبل ذلك وتقدم لي هذا الشاب ولكن أبي رفضه نظرا لما سمعه عن هذا الشاب من كلام ليس في صالحه وتعبت من كثرة المشاكل بيني وبين عائلتي بسبب هذا الموضوع فتركت هذا الشاب نظرا لظروفه في مشكلة التوقيت لأن يتقدم لي مرة أخرى تركته نظرا لتمسك أبي بهذا الشاب الآخر الذي يراه أبي مناسباً لي من الناحية الأخلاقية والدينية والاجتماعية وهذا كل ما يهم أبي والآن بعد أن عرفت أن الارتباط حرام لأني كنت اعتقد أنه لا يوجد دين يحرم الحب فإني تبت إلى الله مع العلم أني صارحت هذا الشاب.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنرجو للأخت السائلة الثبات على الإسلام، وألا تعود إلى تلك العلاقات الآثمة التي تنافي الدين والأخلاق، ثم إنه إذا كان الرجل الذي اختاره لها أبوها هو من أهل(32/525)
الدين والخلق، فعليها بالإسراع بالموافقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي وغيره.
ولا شك في أن في المبادرة بالزواج خيراً كثيراً، لما يشتمل عليه من غض للبصر وحفظ للفرج عن المحرمات، قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه مسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يجوز تأخير زواج المرأة إذا وجدت كفؤا
تاريخ الفتوى : ... 30 محرم 1425 / 22-03-2004
السؤال
ما حكم الشريعة الإسلامية في رفض الأب الأزواج اللذين يتقدمون لابنته وبدون أن يتعرف عليهم أو يستقبلهم وهذا بمسوغ أنها لازالت صغيرة وبأنها لم تطلب ذلك مع أنها راشدة وتريد ذلك إلا أنها تستحي منه؟
وشكراً وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لولي المرأة أن يمنعها من الزواج بمن ترضاه زوجاً لها إذا كانت الكفاءة متحققة منه، باتفاق علماء المسلمين، ومنعه إياها من الزواج والحال هذا ظلم وعدوان حرمه الله تعالى تحريماً شديداً، لأنه عضل. والعضل هو: المنع.
وقد كان من عادات أهل الجاهلية أن يمنعوا نساءهم وبناتهم من الزواج من الأكفاء لأغراض ومصالح لهم، فحرمَّه الله تعالى على المسلمين، وأمرهم بتزويج من تحت أيديهم، فقال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) [النور:32].
فعلى هذا الأب أن يتقي الله، ويسارع إلى تزويج ابنته، وإلا باء بإثم ظلمها، ولا ينبغي التعلل بالأعذار الواهية كالصغر والدراسة ونحوه، بل الواجب المسارعة إلى تزويج الفتاة إذا وجد الكفء، واحتاجت إلى الزواج، روى الترمذي وأحمد وغيرهما عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً" والأيم المرأة التي لا زوج لها.. بكراً كانت أو ثيباً.. مطلقة كانت أو متوفى عنها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحرية في اختيار شريك الحياة حق شرعي
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الأولى 1423 / 17-07-2002(32/526)
السؤال
السلام عليكم
أرجو إفادتي في مايلي:
صارحني مسؤولي في الوظيفة بإعجابه بي وطلب الزواج مني مع العلم أنه متزوج وله 5 أبناء، والحقيقة أني أبادله نفس الشعور فكلانا يحب الآخر ماذا أقول له؟ وكيف أجعل أهلي يوافقون على زواجنا؟
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزواج حق طبيعي لكل إنسان، وسنة من سنن الله تعالى في هذا الكون، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) [يّس:36] .
ومن تكريم الله تعالى للإنسان أن شرع له النظام المناسب لهذا التكريم فيما يتعلق باتصال الرجل بالمرأة، فجعله اتصالاً مبنياً على قبولهما ورضاهما، وجعل لكل منها الحرية في اختيار صاحبه وشريك حياته.
فإذا اتفق شخصان راشدان على الزواج، فالمطلوب من الأهل والأقارب، بل ومن المجتمع أن يساعدهما، لأن الشرع يحث على الزواج، لما يترتب عليه من درء المفاسد وجلب المصالح.
وروى الترمذي عن أبي حاتم المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنحكوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" قالوا يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" ثلاث مرات.
وهنا ينبغي للسائلة الكريمة أن تقنع أهلها بطريقة ودية، ولا يجوز لهم أن يرفضوا الزواج من هذا الرجل إذا كان كفؤاً ذا دين وخلق، كما جاء في الحديث، والأهل دائماً يودون الخير لبناتهم، وربما خطبوا لهن الأزواج.
ونذكر الأخت السائلة أن الولي لابد من موافقته على زواج ابنته أو أخته، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل" ثلاث مرات، ولكن مع هذا فلا يجوز للولي أن يتعسف ويعضل موليته، فإذا تعسف انتقلت الولاية من يده إلى من يليه أو إلى القاضي.
وخلاصة القول: أن على السائلة أن تسأل الله تعالى أن يرشدها لما فيه مصلحة دينها ودنياها، وأن تقنع أهلها وترضيهم بالمودة، كما أن عليها أن تعلم أن ذلك الرجل سيظل أجنبياً عنها إلى أن يتم عقده عليها، فلا يجوز لها أن تختلي به وألا تبدي أمامه شيئاً من جسدها، وقد فهمنا من السؤال أنها تعمل في مكان فيه اختلاط، وبالتالي فإن عليها أن تراجع الفتوى رقم: 3859، والفتوى رقم: 3672، والفتوى رقم: 2523.
والله أعلم.(32/527)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الكفاءة المعتبرة في النكاح
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الأولى 1423 / 13-07-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لدي استفسار . عمري 28 سنة تقدم لخطبتي شاب متدين بسيط عامل لكن المشكلة أنه ليس حاصلا على مستوى علمي مع العلم أنني متحصلة على شهادة جامعية فهل يعتبر مشكلاً أم لا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف الفقهاء في اشتراط الكفاءة في الزواج بمعنى أن يكون الزوج كفئاً لزوجته، أي مساوياً لها في المنزلة، ونظيراً لها في المركز الاجتماعي والمستوى الخلقي والمالي، فذهب ابن حزم إلى عدم اعتبار الكفاءة وقال: أي مسلم -ما لم يكن زانياً- فله الحق أن يتزوج أية مسلمة، ما لم تكن زانية.
وذهب جماعة إلى أن الكفاءة معتبرة، لكن اعتبارها بالاستقامة والخلق خاصة، فلا اعتبار لنسب، ولا لصناعة، ولا لغنى، ولا لشيء آخر، فيجوز للرجل الصالح الذي لا نسب له أن يتزوج المرأة النسيبة، ولصاحب الحرفة الدنيئة أن يتزوج المرأة الرفيعة القدر، ولمن لا جاه له أن يتزوج صاحبة الجاه والشهرة، وللفقير أن يتزوج الغنية ما دام مسلماً عفيفاً، فإذا لم يتوفر شرط الاستقامة عند الرجل فلا يكون كفئاً للمرأة الصالحة، ولها الحق في طلب فسخ العقد إن كانت بكراً وأجبرها أبوها على الزواج من الفاسق، وهذا هو قول المالكية ومن وافقهم.
ويرى بعض الفقهاء أن ثمة أموراً أخرى لابد من اعتبارها في الرجل منها النسب، فالعرب بعضهم أكفاء بعض، وقريش بعضهم أكفاء بعض، والأعجمي لايكون كفئا للعربية، والعربي لا يكون كفئاً للقرشية، وهو قول للشافعية والحنفية، ومنها الحرفة: إذا كانت المرأة من أسرة تمارس حرفة شريفة فلا يكون صاحب الحرفة الدنيئة كفئاً لها، وإذا تقاربت الحرف فلا اعتبار للتفاوت فيها وهو قول للشافعية ورواية عن أحمد وأبي حنيفة. والراجح ما ذهبت إليه المالكية من اعتبار الكفاءة بالاستقامة والخلق على وجه الخصوص، وذلك لقوله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي من حديث أبي حاتم المزني، وهو الذي رجحه ابن القيم فقال في زاد المعاد: فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الكفاءة في الدين أصلاً وكمالاً، فلا تزوج مسلمة بكافر، ولا عفيفة بفاجر. ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمراً وراء ذلك. انتهى كلامه.
وبناءً على ما سبق، ننصح السائلة الكريمة ألا تتردد في قبول ذاك الشاب المتدين زوجاً لها إذ لا يضره كونه ليس لديه مستوى تعليمي وإن كنت تحملين شهادة(32/528)
جامعية، فيكفيه دينه وخلقه ليكون كفئا لك ما دمت ذات دين وخلق كذلك، وعليك أن تعلمي أن صاحب الدين لا يقارن بغيره لسبب بسيط وهو أنه إن أحبك أكرمك وإن أبغضك كان دينه حاجزا بينه وبين أن يظلمك، وليس هذا الخلق إلا لصاحب الدين فمن لا دين له إذا أبغض ظلم واعتدى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مدار قبول الزوج ورفضه ينبني على الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الثاني 1423 / 08-07-2002
السؤال
السلام عليكم ..
سؤالي هو هل الإنسان مسير أو مخير في الزواج واختيار الزوج الصالح.
مثلا إن تقدم لي شخص غير كامل المواصفات للزوج الصالح كالمحافظة على الصلاة والتمسك بالمبادىء الإسلامية والمعاملة الحسنة . فهل أوافق عليه خوفا من تأخر الزواج ,على أمل أن يتحسن في يوم ما أو كما يقولون "عسى الله أن يهديه " . فهل أبني حياتي على احتمالات أو مغامرة مع هذا الشخص , أو أني أعارض بذلك ما كتبه الله لي. فهل من حقي شرعا كما ينص القرآن أن أصبر وأنتظر الزوج الصالح بعقلي وقلبي معا أو أن أتزوج من يرضونه أهلي خوفا من أن أبقي عانسة
وكما تعلمون فإن الزواج حصن المراة المسلمة و سترها. ولكم جزيل الشكر
أرجو الاهتمام و الرد سريعا فأنا في حيرة تامة....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإنسان مسير ومخير معاً فهو مسير لأنه لا يخرج بشيء من أعماله عن قدرة الله تعالى وإرادته كما قال الله :وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:29].
وهو مخير لأن الله أعطاه قدرة وإرادة وأدوات يعرف بها الخير من الشر، والضار من النافع، وما يلائمه وما لا يلائمه، كما قال تعالى:وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:7-10].
وعلى هذا نقول للأخت السائلة ادفعي القدر الضار بالقدر النافع، وادفعي العنوسة بالزواج، لكن لا يحملنك ذلك على الزواج من رجل ضعيف الدين فاسد الخلق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فمدار قبول الزوج ورفضه ينبني على الدين والخلق في المقام الأول، ثم يأتي بعد ذلك بقية العوامل الأخرى كالنسب والمال والجمال.
وننبه الأخت إلى أن من أكبر أسباب مشكلات الزواج التسرع من الزوج أو الزوجة دون بحث وترو، فالحذر الحذر من الاختيار السريع فإنه يؤدي إلى أسوأ العواقب إلا إن يشاء الله، وإذا علم الله صدق هذه الفتاة في الاقتران بالرجل المؤمن الصالح يسر ذلك لها وقدره، وهو على كل شيء قدير.(32/529)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأمر الطبيعي أن يُنْكَح صاحب الدين
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الثاني 1423 / 09-07-2002
السؤال
تقدم لخطبتي ابن عمي ويصغرني ب4 سنوات وهو ذو خلق ودين ولكن أمي لا تتقبل ولا تتفق مع زوجة عمي ودائمة الشجار معها فماذا أفعل انصحوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ابن عمك ذا خلق ودين فننصحك بقبوله، والاجتهاد في إقناع والدتك بذلك، وتذكيرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه.. ثلاث مرات. رواه الترمذي.
فإن استجابت لرغبتك، فالحمد لله وإن كرهت الزواج منه، أو رفض وليك ذلك، فاصبري واحتسبي وسيعوضك الله خيراً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
سمات الزوجة الصالحة
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الثاني 1423 / 06-07-2002
السؤال
ما هي صفات الزوجة الصالحة ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزوجة الصالحة هي المحافظة على دينها، ويشمل ذلك المحافظة على الصلاة والحجاب والعفاف ونحو ذلك.
وهي ذات الأخلاق الحسنة في تعاملها مع الآخرين، وهي التي تطيع زوجها وتتودد إليه وتحسن عشرته، وتعلم أنه جنتها أو نارها.
وقد تقدمت عدة فتاوى تتضمن صفات الزوجة الصالحة فراجع منها الأرقام التالية:
10561
1780
8083.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/530)
الفتوى : ... ليس لأحد الأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الثاني 1423 / 03-07-2002
السؤال
أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري أريد أن أتزوج من فتاة أحببتها لكن والدي قبل مماته أوصاني بأن أتزوج من ابنة عمي وأنا لا أريدها وأوصاني أيضا بأن لا أتزوج من هذه الفتاة التي أنا أريدها وهذه الوصية جعلت أمي بعد أن كانت موافقة على زواجي من الفتاة التي أريدها تغير رأيها بعد وصية أبي وأنا الآن أقف وحيدا وأريد أن أتزوج هذه الفتاة التى أحبها مع العلم بأن ابنة عمي تعلم أني لا أحبها وتعرف الفتاة التي أريدها وقلت لها إنني لا أريدها وهي مصممة بأن تتزوجني رغم أن صارحتها في وجهها بأني لا أحبها أرجو الرد سريعا لأن فتاتي سوف تضيع مني أريد أن أعرف رأي الدين في وصية أبي؟
وفقكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: .
فإن كانت ابنة عمك ذات دين وخلق، فإن طاعة أبويك في هذا الأمر من البر والإحسان إليهما الذي ينبغي أن لا يفرط فيه المرء، لكن إن كانت نفسك تأباها، ولا تطيق ذلك، فلا يجب عليك طاعتهما، وإن تزوجت بغيرها فلا تعتبر عاقاً لهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس لأحد الأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، وإنه إذا امتنع لا يكون عاقاً، وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر عنه مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه كان النكاح كذلك وأولى، فإن أكل المكروه مرارة ساعة وعشرة المكروه من الزوجين على طول يؤذي صاحبه كذلك، ولا يمكن فراقه. انتهى.
لكن عليك أن لا تتزوج بالفتاة التي تريدها إلا إذا كانت صاحبة دين وخلق، وعليك بالتلطف بأمك، وحسن التعامل معها لتقنعها في ذلك. مع الحذر من أي علاقة مع هذه الفتاة، أو أي اتصال غير مضبوط بضوابط الشرع، لأنها لا تزال أجنبية عنك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
شروط إباحة اختيار زوج بالإنترنت
تاريخ الفتوى : ... 20 ربيع الثاني 1423 / 01-07-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة مصرية أحتاج إلى مساعدتكم للحصول على الزوج المناسب ديناً وخلقاً فهل يمكن ذلك
وهل يمكن أن تخبروني عن موقع على الإنترنت يمكن أن يساعدني في ذلك
جزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(32/531)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على الأخت السائلة في أن تبحث بنفسها عن الزوج الصالح، على أن يكون ذلك بالطرق المشروعة التي لا محذور فيها، والذي يظهر أن البحث عن زوج عن طريقة الإنترنت محفوف بالمخاطر والمحاذير، فلا ننصح الأخت باللجوء إليه كطريقة للبحث عن زوج، إلا أن تجد موقعاً يقوم عليه أهل الدين والورع، ولا نعلم موقعاً بهذه الصفة على الإنترنت.
ونسأل الله تعالى أن ييسر للأخت السائلة أمرها وأن يرزقها زوجاً صالحاً تقر عينها به.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا غضاضة على الفتاة في عرض نفسها على رجل معين
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الثاني 1423 / 30-06-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في كلية مختلطة وبحمد الله محجبة يوجد لدينا في الكلية غرفة للصلاة وهنالك أحد الطلاب الملتزمين جدا والمحافظين جدا وهو ما شاء الله من حفظة كتاب الله كاملا وصاحب صوت عذب جميل في قراءة القرآن مما يجعل القلوب تهتدي بجمال صوته تبارك الله .
وأعرفه من أحد الصفوف والتي كان يأخذها معي وقد أحببت تدينه وقراءته حتى إنني كثيرا ما أنتظر قدومه للصلاة المشكلة هي أنني أفكر به كثيرا وأدعو ربي أن يزوجني منه حبا في تدينه وصوته. لكن أطلب منكم النصيحة هل أبتعد عن مكوثي عند المصلى وأترك مصيري ونصيبي على الله؟ رغم أنني أتمنى من أعماقي الارتباط به مما يجعلني مشتتة التفكير في دراستي.
أتمنى منكم نصيحة لوجه الله وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك التوفيق والثبات على الحق. فقد عقد الإمام البخاري رحمه الله باباً سماه: باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح.
أورد فيه حديث ثابت البناني قال: كنت عند أنس رضي الله عنه وعنده ابنة له، قال أنس رضي الله عنه: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها قالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها!! واسوأتاه. قال: "هي خير منك رغبت في رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأورد حديثاً آخر.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/80): وفي الحديثين جواز عرض المرأة نفسها على الرجل، وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك.(32/532)
وننبه الأخت السائلة إلى أنه ينبغي أن يتم ذلك دون الوقوع في مواطن الشبهات التي تؤدي إلى الطعن في الدين أو العرض خاصة في مجتمع الجامعات المختلطة، وعلى أن تراعى الجوانب الشرعية في كل ما يتعلق بأمر الخطبة وغيرها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المحافظة على الصلاة قبل أي خطوة تخطينها
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الأول 1423 / 25-05-2002
السؤال
تقدم إلى خطبتى أستاذي الذي أشهد له بالأخلاق الحميدة العالية إلا أنه لا يصلي
هل يجوز أن أتزوج به و سأفعل المستحيل حتى يهديه الله ويصلي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تارك الصلاة على خطر عظيم، وهو إلى الكفر أقرب منه للإيمان. وقد تقدم تفصيل الكلام في حكم تارك الصلاة في الفتوى رقم:
6061 1145فالذي ننصحك به - بل هو الواجب - ألا تقبلي بهذا الشخص زوجاً حتى يتوب إلى الله ويحافظ على الصلاة.
ولا يجوز لك الرضا بالزواج منه ولو كان ذا خلق. وقولك: سأفعل المستحيل حتى يهديه الله ويصلي، لا يبرر الزواج منه قبل التوبة. ثم لابد أن تعلمي أن الهداية بيد الله، قال تعالى:إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [ القصص:56].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
موقف المخطوبة من المصلي المرتكب بعض المعاصي
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الثاني 1423 / 23-06-2002
السؤال
تقدم لخطبتي شاب يصلي جميع الصلوات بالمسجد ولا يصافح النساء وله أهل طيبون لكن اكتشفت أنه أحيانا كثيرة يكذب ليخرج نفسه من أي مأزق وأحيانا يعطي الأمرأكثرمن حقه إذا كنت أنا المخطئة كذلك يعاملني معاملة الأجنبية فلايسأل عني إلا قليلاً جدا حتى في مرضي ولا يتعامل بهذه المعاملة مع بنات خاله وزوجته مما يسبب لي ألماً نفسياً فهل أتم الزيجة وآمل في أن ينصلح شأنه أم أنهي الموضوع؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن نعم الله عز وجل على المرأة أن يرزقها زوجاً صالحاً إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها اتقى الله فيها، ولم يظلمها حقها.(32/533)
وكون هذا الرجل يصلي الصلوات الخمس في المسجد، ويجتنب المحرمات، فهذا دلالة على خيريته إن شاء الله، وأما وقوعه في بعض المعاصي أحياناً، فهذا مما لا يسلم منه أحد غير النبيين. والناس بعد ذلك يتفاوتون والعبرة بالغالب.
وأما معاملته لكِ قبل العقد عليك معاملة الأجنبية، فهذا هو الحق، وهذا يدل على تدينه والتزامه، فالمخطوبة أجنبية عن خطيبها، فإذا عقد عليها أصبحت زوجة له.
لكنه من وجه آخر مخطئ في نقض هذه المعاملة مع بنات خاله، فإنهن أجنبيات عنه إلاّ إذا كان هناك سبب للمحرمية كالرضاع.
والحاصل أننا ننصح الأخت بأن لا تكون هذه الأسباب موانع لها من إتمام الزواج، فإنها لن تجد في الناس أحداً يخلو من جميع العيوب، وقد قال الشاعر:
فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
كما ننصح الأخت بكثرة الاطلاع في الكتب الدينية التي فيها بيان حقوق الزوج على زوجته والعكس، حتى إذا تم الزواج بإذن الله فعلت الواجب الذي يكون سبباً للحفاظ على بيت الزوجية في سعادة وهناء، والتزام بضوابط الشرع وآدابه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الاندفاع للزواج على غير أساس سوى الحب مخاطرة
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الثاني 1423 / 23-06-2002
السؤال
رأيت فتاة أحلامي في أحد الأسواق مع أمها أخذت رقمهم لأتقدم لخطبتها رأيتها أكثر من مرة وأحببتها كثيراً لكن أعلمني أهلها أنها مصابة بمرض اسمه مرض الصفنة وهي يجب أن تأخذ أدوية لمدة ثلات سنوات هل تنصحوني أن أتزوجها لشدة حبي لها أم يجب أن أتخلى عنها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول للأخ السائل إن على الشخص الذي يريد أن يتزوج أن يُفكر تفكير الرجل العاقل الهادئ المُتزن، ويدرس الأمر دراسة وافية من جميع الجوانب ولا يُقدم على الزواج لنزوة طارئة أو غلبة هوى أو طيش شباب. فالحب -كما يقول أحدهم- ليس كل شي والاندفاع للزواج على غير أساس سوى الحب مخاطرة اجتماعية وشخصية، لا سيما وقد ذكرت أن بهذه الفتاة مرضاً يحتاج إلى سنوات لعلاجه، ولعلك تتزوجها اليوم لما تسميه حبَّاً ثم إذا عاشرتها ورأيت منها ما تكره، كرهتها وساءت حياتك معها.
ونقول أيضاً: لا يجوز لك أن تكرر النظر إليها ومحادثتها بلا حاجة، فيكفي الخاطب أن ينظر مرة واحدة أو يكرر بقدر الحاجة التي تدعوه للتقدم أو الإحجام، أما الزيادة على ذلك فلا يجوز، يقول صلى الله عليه وسلم: يا عليُّ لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد وغيره، والخلاصة أنا ننصحك بالتريث في أمر هذه الفتاة، وإن تبين لك أنها ذات خلق ودين وكنت واثقاً من نفسك على(32/534)
تحمل ما ينشأ عن هذا المرض والصبر على ما قد يحدث فلا بأس بالتقدم إلى أهل هذه الفتاة لخطبتها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من راقصة تائبة...هل من حرج
تاريخ الفتوى : ... 29 ربيع الأول 1423 / 10-06-2002
السؤال
أنا شاب مسلم سني تعرفت على فتاة مغربية وكانت تعمل راقصة ومن خلال محبتنا أجبرتها على ترك الرقص ووضع الحجاب وقد امتثلت لذلك وهل إذا تزوجتها أعتبر من ديوثاً أو لا يوجد حرج في ذلك ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن غالب الراقصات اللائي يظهرن مفاتنهن وعوراتهن أمام الرجال لا يسلمن من الوقوع في الفاحشة، والمسلم مطالب باختيار الزوجة الصالحة التي يأمنها على نفسها وولده، إذ المرأة الفاجرة لا تؤمن أن تفسد فراش زوجها، وتدخل في نسبه أجنبياً عنه إذا تزوج بها.
وإذا تابت هذه المرأة توبة نصوحاً، وظهر صلاحها والتزامها بأحكام وآداب الإسلام، فلا حرج عليك في الزواج منها لأن التوبة تَجُبُّ ما قبلها، ولا تعتبر بزواجك منها ديوثاً لأنها قد تابت، والتوبة تجب ما قبلها، فالله جلا وعلا يقول:وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].
لكن يجب عليك قطع علاقتك بها فوراً حتى يتم عقد الزواج، لأن إبقاءك علاقتك بها المشتمل على النظر إليها، والخروج معها والخلوة بها والتحدث إليها لغير حاجة علاقة محرمة في دين الله، وبقاؤها على هذه العلاقة معك رغم أنك أجنبي عنها لا يدل على صدق توبتها، فعليكما بالتوبة إلى الله وقطع هذه العلاقة. وإذا أردت الزواج بها فاتصل بوليها حتى يزوجك منها، إذ لا نكاح إلا بولي.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أقل البيوت تبنى على الحب
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الثاني 1423 / 16-06-2002
السؤال
حين أقدمت على الزواج عرضت عليّ زوجة متوسطة الجمال حين رأيتها صعبت عليّ أن أرفضها بعد موافقتها فوافقت وتزوجت منها، ولكن حتى الآن لم تصل إلى درجة الزوجة التي كنت أحلم بها في خيالي، وأحس منها نفس الشعور أحيانا، وتقول لي: أحبك أحيانا، ولكني لم أشعرها بما في داخلي من أحاسيس وأصبر فهل(32/535)
في هذه الحالة ثواب لي؟ سواء قبل الزواج منها من أنني صعب علي رفضها فتزوجتها، وبعد الزواج بأني لم أشعرها بشعوري تجاهها؟ وما الحل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد وضع الإسلام أساساً عليه يتم اختيار الزوجة، وليست الشفقة معياراً لاختيار الزوجة، وعلى أي حال فقد تم الزواج، وأصبحت مسؤولاً عنها فاستوص بها خيراً، وأحسن عشرتها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". رواه الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:19]، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمناً مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر"، ودع عنك التحليق في عالم الخيال واهبط إلى أرض الواقع، واستحضر مقولة عمر رضي الله عنه: فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب.
ولقد أحسنت صنعاً عندما كتمت ما تشعر به تجاهها في صدرك، وستجد أثر ذلك إن شاء الله في مستقبل الأيام فلا تستعجل، فإن الله تعالى بإذنه جاعل لك خيراً، وإقدامك على الزواج بهذه المرأة ابتداء بنية إعفافها وإعفاف نفسك واستمرارك على ذلك ولو لم تكن نفسك راضية، لا شك أنه خلق حسن وعمل صالح تثاب عليه إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من حق البنت على وليها أن يزوجها
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الأول 1423 / 05-06-2002
السؤال
أنا فتاه بالغه وتقريبا أنهيت دراستي الجامعيه والمشكله أن والدي يرفض كل من يتقدم لي بحجه أنه ليس من قبيله مشهوره مع العلم أني لم أر أي عيب في المتقدم الأخير فهو ذو خلق ويعمل وقادر على أن يفتح بيتا وأنا أرى فيه الزوج المناسب وأنا لا أستطيع فتح نقاش مع والدي لأنه عصبي كثيرا ولكن ما أعرفه أني سأظل من غير زواج والسبب والدي والمشكله أني لا أستطيع أن أوقف الزمن حتى لا يفوتني القطار فما حكم من يعارض زواج ابنته من غير وجه وسبب شرعي..؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصح الأخت السائلة بأن تصارح والدها برغبتها فيمن تقدم لخطبتها وتذكره بالله واليوم الآخر، وأن من حقها عليه أن يسعى جهده ليحصل لها زوجاً، لا أن يقف حجر عثرة في طريق زواجها. كما ينبغي للأخت أن تستعين بوالدتها وكل من يستطيع التأثير على والدها، ولا تلتفت إلى غضب والدها فربما غضب قليلاً ثم راجع نفسه ووجد الصواب في خلاف رأيه، كما عليها أن تلجأ إلى الله عز وجل(32/536)
وتكثر من دعائه وترفع أمرها إليه فهو سبحانه على ما يشاء قادر، فإن لم يُجْدِ مع والدها المصارحة والوساطة، فقد سبق وأن بينا رأينا في مثل هذا الموقف في جواب سابق برقم:
8799 فليراجع.
والله اعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ينال الثواب من كان سببا في هداية امرأة وتزوجها
تاريخ الفتوى : ... 06 ربيع الأول 1423 / 18-05-2002
السؤال
ما هو أجر من أدخل امرأة من أهل الكتاب في الإسلام ثم تزوجها راجيا من الله أن يغفر له ذنوبه مهما عظمت ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى علي بن أبي طالب يوم خيبر، فقال له علي رضي الله عنه، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم" رواه البخاري و مسلم .
وحمر النعم : هي أنفس الإبل وأغلاها، وقد دل الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه على أن من تسبب في الهدى لأحد من الناس فله مثل أجره من غير أن ينقص ذلك من أجر المهتدي شيئاً، ونصه "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ..... الحديث" .
ونحن نقول للسائل الكريم: لعل الله تعالى أن يجعل ما حصل لك من أجر كفارة لما مضى من ذنوبك وزيادة، إلا أنه يجب عليك إن كانت للآخرين عليك حقوق أن تردها إليهم، لأن حقوق العباد لا يكفرها شيء إلا عفو أصحابها أو الأداء، مع العلم بأن الكبائر تكفرها التوبة إلى الله منها، وذلك بالندم عليها والإقلاع عنها، والعزم على عدم العودة إليها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم رفض تزويج الفتاة لصغرها
تاريخ الفتوى : ... 14 صفر 1423 / 27-04-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- هل يجب أن يكون هناك تكافؤ بين الفتاة والرجل المتقدم لخطبتها ومن أي ناحية يكون التكافؤ؟(32/537)
2- تقدم شاب لخطبة إحدهن ولكن رفضه أهلها مع العلم أنه يحبها وهي تحبه والسبب في الرفض أنهم يقولون إنها صغيرة وأيضا بسبب اختلاف الجنسية بين الطرفين فهل يصح رفض أهلها له مع أنه على قدر كبير من الدين والخلق؟
الرجاء إفادتنا وشكراً لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فحكم الكفاءة في النكاح سبق بيانه في الفتاوى التالية : 2346، 9489، 998.
وأما الاعتذار عن زواجها بكونها صغيرة، فلهم ذلك إن لم تبلغ لأنهم أدرى بمصلحتها، في حين أنها لم يكتمل نضجها العقلي حتى تقدر الأمور التقدير الصحيح، أما بعد البلوغ فليس لهم ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "يا علي ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفئاً" رواه الترمذي ، بل تأخير الزواج بعد البلوغ لسنوات مدعاة للفساد والانحراف .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كشف عورة امرأة...هل يجوز أن يتزوجها
تاريخ الفتوى : ... 11 صفر 1423 / 24-04-2002
السؤال
ما هو حكم الشرع في من كشف عورة امرأة وكشف فرجها؟ هل يجوز له أن يتزوجها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن هذا الفعل حرام وفاحشة، والواجب على من فعله أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، وأن يكثر من الاستغفار والندم على ما بدر منه.
أما بالنسبة للزواج من هذه المرأة فإنه لا بأس به، لأن هذا العمل وإن كان حراماً، فليس من موانع النكاح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من نصراني أسلم ... رؤية واقعية شرعية
تاريخ الفتوى : ... 17 ذو الحجة 1424 / 09-02-2004
السؤال
بسم الحي الذي لا يموت
هل يجوز لي الزواج شرعا من نصراني كنت سببا في إسلامه بعد أن هداه الله سبحانه للإسلام
وحسن إسلامه...وماذا أفعل بعد أن رفضته والدتي بدعوى أن النصارى لا يسلمون وبأنه كافر.(32/538)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في الصحيح من حديث عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله " رواه مسلم . فإذا ثبت إسلام أحد من الناس كان ما قبل إسلامه من الكفر وغيره مغفوراً مهدوماً بالإسلام، كما في نص الحديث، وجرت عليه أحكام الإسلام في النكاح والميراث وسائر التكاليف. وله أن يتزوج من شاء من المسلمات، سواء كان حديث عهد بالإسلام أو قديم عهد به، وسواء كان نصرانياً قبل إسلامه أو يهودياً، أو على أي ملة كان.
ويجب التنبه إلى أن من الكفار من يقع في حب مسلمة ولا يستطيع زواجها عن طريق والديها إلا بالإسلام، ثم يدخل في الإسلام دون أن يطبق أحكامه من صلاة وصيام وكف عن المحرمات التي كان عليها قبله، بل لا يظهر منه إلا الشهادتان، ويكون بعد ذلك مخالفاً لمقتضاهما، وما يلزم مَن نطق بهما من عمل. والأصل في مثل هذا أن لا يزوج. وقد رأينا من هذه الأصناف ما رأينا في ديار الغرب، وقد كان يأتي الواحد من الكفار إلى المسلمين في مساجدهم أو مراكزهم بعد أن يكون ذهب للزواج من امرأة مسلمة فرفض أهلها، لأنه ليس بمسلم، ثم يأتي إلى المراكز الإسلامية المعروفة ويعلن إسلامه. وما رؤي بعدها، ولم يظهر منه صلاة أو صيام أو أي عمل من أعمال الإسلام. فعلى المسلم أن لا يكون مغفَّلاً إلى هذا الحد الذي يجعله يخفى عليه مثل هذه الاحتيالات، ومع هذا فالأمر كما قلت إنه إذا أسلم ودخل في الدين راغباً، ولم يظهر منه قرائن الاحتيال أو استخدام الدين كوسيلة، فهذا فرد من أفراد المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم. بل والأفضل أن يزوجوه ولو كان حديث عهد بالإسلام من باب تأليف القلوب، وضمه إلى المجتمع المسلم، لأن مثل هذا الذي دخل في الإسلام راغباً، وامتنع عن المحرمات التي كان عليها يكون أحوج ما يكون لامرأة مسلمة تعينه على غض بصره وحفظ فرجه وسائر أمور دينه.
وأما بالنسبة لقول القائل (وحسن إسلامه) فإذا ثبت هذا لغالب المسلمين القريبين منه أو الذين يعاملونه فهو كذلك. وأما إذا كان بشهادة واحد أو اثنين، فهذا فيه نظر. لأن المسلم إذا حسن إسلامه فلا بد أن يظهر هذا لجميع من حوله أو لغالبهم، لأن حسن إسلام العبد إنما يكون مبنياً على ما ظهر منه من المحافظة على الصلوات على وقتها، بل والمحافظة على المستحبات وترك المحرمات؛ بل والمكروهات. وهذا إذا حصل من أحد المسلمين فإنه يظهر في العادة لغالب من حوله. فليس كل من قيل فيه: (حسن إسلامه) كان القول فيه حقاً.
والحاصل أن من دخل في دين الإسلام ظاهراً يحكم له به، فإذا تقدم للزواج من امرأة مسلمة وكان ممن يرضى دينه وخلقه فإنه لا ينبغي أن يرد، سواء كان نصرانياً أو يهودياً قبل الإسلام، لما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " رواه الترمذي و ابن ماجه ، وليس للأم أن تمنع ابنتها من زواج من هذه صفته، بحجة أن النصارى لا يسلمون، لأن هذه الحجة تخالف الواقع،(32/539)
فالنصارى يسلمون واليهود والمجوس كذلك كما هو مشاهد، خصوصاً إذا احتاجت ابنتها إلى الزواج، لأن الزواج سنة عند جماهير أهل العلم، وذهب بعضهم إلى وجوبه، فليس للأم أن تمنع ابنتها منه من غير سبب شرعي. ولكن الأفضل إذا ما رفضت الأم أن تتزوج ابنتها شخصاً معيناً أن تطاع في ذلك، لأنها يمكن أن يتيسر لها الزواج من غيره، وتأمن كذلك على بقاء الصلة بينها وبين أمها.
وعلى العموم: فليس للأبوين أن يمنعا ولدهما مما هو مباح له فضلاً عما هو مسنون له، أو واجب عليه، من دون سبب شرعي، وليس هذا من طاعة الوالدين الواجبة عليه بالشرع.
وفي حالة ما إذا أصرت الأم على رفض هذا المسلم المرضي دينه وخلقه، وكانت البنت متعلقة به فلها أن تتلطف بأمها، وتتخذ لإرضائها وإقناعها سائر الوسائل المتاحة لديها، فإن أصرت فللبنت حينئذ أن تأمر وليها بأن يزوجها من هذا الخاطب، وإن لم ترض الأم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اقبليه زوجاً ولكن بعد التوبة الصادقة والاستخارة
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1423 / 18-04-2002
السؤال
كنت على علاقة برجل، وحدث اتصال غير مباشر في مابيننا، و بعد ذلك أحسست بالذنب وتبت إلى الله تعالى، وتقدم رجل طيب ومحترم لخطبتي ولكن أحس بالذنب ولا أريد ذلك الرجل الطيب أن يرتبط بي، فأنا أحبه جدا وأريد له كل خير، كما أني لا أريد أن أظلم أي رجل معي. فهل صحيح ما أفعل. وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .... أما بعد:
فإذا كنت قد تبتي إلى الله تعالى توبة صادقة فلا حرج عليك بالزواج من هذا الرجل الطيب المتقدم إليك، ولا ينبغي إخباره بشيء مما سبق، بل استتري بستر الله تعالى، وسلي الله أن يتجاوز عنك، وابتعدي عن جميع الأسباب المؤدية للفتنة كلقاء الرجال أو الاتصال بهم ، واحرصي على ارتداء الحجاب الكامل السابغ، ولا تقدمي على الزواج إلا بعد صلاة الاستخارة، وينبغي للزوج أن يفعل ذلك أيضاً.
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم التزوج بمن تفعل السحر
تاريخ الفتوى : ... 07 صفر 1423 / 20-04-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته(32/540)
ما نصيحتكم جزاكم الله خيرا لشاب مقبل على الزواج من فتاة اكتشف أنها دست له السحر في الأكل حتى يتزوجها دون غيرها.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عمل السحر كبيرة من كبائر الذنوب قد يخرج الإنسان من الإسلام إن اشتمل على كفر، كالتقرب للجن بالذبح ونحوه، والإهانة للقرآن أو أسماء الله. لذا فإنا ننصح السائل بالابتعاد عن من تفعله، لأن أقل أحولها أن تكون غير مرضية في الدين، لكن إذا تابت من عمل السحر وحسنت توبتها فلا حرج في التزوج منها، لأن التوبة تجبُّ ما قبلها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من أجنبية تكبرك سناً لا بأس به، ولكن.......
تاريخ الفتوى : ... 27 محرم 1423 / 10-04-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فأنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة ولم يسبق لي الزواج من قبل ولقد وجدت الزوجة المناسبة وهي ملتزمة بتعاليم الإسلام إن شاء الله و لكن يا شيخنا الفاضل المرأة التي أرغب في الزواج منها تكبرني باثنتي عشر سنة وهي من الفلبين وأنا من بلاد عربية ولكن الله شرح قلبي للزواج منها فهل أتوكل على الله وأتزوجها .... مع العلم أن هناك شكاً في قلبي حول ما كانت تفعل قبل دخولها الإسلام ... وكذلك فارق السن بيني وبينها ...
أفيدوني أفادكم الله وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم الحساب .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه المرأة مؤمنة ذات دين وخلق فلا حرج عليك في الزواج منها، إذ لا حرج على الرجل شرعاً أن يتزوج بمن تكبره سناً، وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها وهي تكبره ببضع عشرة سنة، لكن فارق العمر قد يكون له تأثير يختلف من فرد لآخر ومن بيئة لأخرى، يضاف إلى ذلك في مثل حالتك فارق اللغة وفارق البلد، وربما يكون لذلك أثر على مستقبل العلاقة الزوجية بينكما، فالأولى لك التزوج بمن تجانسك في السن من بنات بلدك ذوات الدين والخلق. ولعل الله يقدر لك خيراً منها ويقدر لها خيراً منك، وهذا من باب النصح، وإلا فإن الحكم الشرعي يجيز لك الزواج من هذه المرأة بلا كراهة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الارتباط بفاقدة العذرية اغتصاباً ... ستر عليها(32/541)
تاريخ الفتوى : ... 28 محرم 1423 / 11-04-2002
السؤال
أنا شاب مسلم، تعرفت على فتاة مسلمة قصد الزواج،غير أنها صارحتني بأنها فاقدة لعذريتها إثر تهجم من عمها أقرب الناس إليها.مما دفعني إلى أن أتراجع عن فكرة الزواج منها. فبما تنصحوني أيها الشيخ الفاضل "
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تأكدت من صدق هذه الفتاة فإنه لا بأس في الارتباط بها؛ بل إن ذلك من الستر عليها، ومصارحتها لك بهذا تدل على صدقها، وخصوصاً أنها ذكرت عمها، إذ يبعد إذا كانت كاذبة أن تذكر عمها، وكان يمكنها أن تأتي بعذر آخر كالإكراه من رجل آخر، أو أن عذريتها زالت بوثبة أو سقوط أو نحو ذلك، وعلى العموم فأنت أعرف بحال الفتاة وصدقها، والقرائن الدالة على ذلك.
وننبهك إلى أنه لا يجوز الارتباط وعمل العلاقات بين رجل وامرأة قبل الزواج، وراجع الفتوى رقم:
9463 والفتوى رقم: 1769
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الخاطب صاحب الدين لا يرد
تاريخ الفتوى : ... 28 محرم 1423
السؤال
لقد تقدمت لخطبة امرأة متدينة ولكنها رفضتني لتقصيري في الصلاة واليوم والحمد لله أصلي جميع الصلوات في المسجد في وقتها. هل يجوز لي التقدم لخطبتها مرة أخرى؟
وجزاكم الله خيراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت قد تبت إلى الله تعالى توبة نصوحاً، والتزمت بما أوجب الله عليك، وابتعدت عما حرم الله عليك، وتحليت بمكارم الأخلاق، وتجنبت أراذلها صدقاً من قلبك، فلا حرج عليك أن تتقدم لخطبتها، وينبغي لها أن تقبل، ولا تردك لأنك الآن مرضي دينا وخلقاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " رواه الترمذي .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا مانع من إخبار الفتاة أهلها برغبتها من الزواج بفلان
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو الحجة 1424 / 17-02-2004(32/542)
السؤال
أود أن أسأل عن فتاة متعلقة بشاب وهو كذلك وتشعر ويشعر هو أنه لو تقدم لها لرفضه أهلها بحجة إتمام الدراسة وما تدري ما تصنع فهي تحبه جدا وتخشى أن تقع في الحرام مع العلم أنها متدينة ولكن كان حبها له نتيجة عادة الأسر في الاختلاط ولم تكن تدري خطورة الأمر فهي الآن لا تكلمه ولكن تريده أن يطلب يدها هل تطلب منه ذلك أم تنتظر أم لا تفعل البتة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم الحب وحكم العلاقات التي تقام بين الطرفين قبل الزواج في الأرقام:
10522 4220 1037 والذي ننصحك به هو الابتعاد عن هذا الشاب وقطع العلاقة به سداً لباب الفتنة الذي فتحتم، واتقاء لما هو أشد عند الله تعالى وأعظم إثماً. ثم إن استطعت أن تقنعي أهلك بقبول زواجه منك فافعلي واتخذي الوسائل اللازمة لذلك، وصارحيهم بما قد ينشأ عن رفضهم لزواجك من هذا الشاب مما لا تحمد عقباه، فإن رضوا فبها ونعمت، وإلا فاصبري وحافظي على أوامر ربك، واخشي مخالفتها حتى تنتهي دراستك ويفتح الله لك.
كما ننبهك إلى أنه لا يجوز الخضوع للعادات والتقاليد التي تخالف الشرع من الاختلاط ونحو ذلك مما لا تحمد عقباه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
قبول أو رد الخاطب العامل في (الرهان) ينبني على نوعيته
تاريخ الفتوى : ... 14 محرم 1423 / 28-03-2002
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدم لخطبة أختي رجل يعمل رئيس مصلحة في مؤسسة للرهان الرياضي فهل توافق على هذه الخطبة؟ علما أن الرجل له أخلاق حسنة؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان المال المجموع للمراهنة - كله أو بعضه - مدفوعا من قبل المتسابقين، فهذا قمار وهو حرام، ولا يجوز العمل في هذا المجال، لأن فيه إعانة على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
وإذا كان المال المجموع للمراهنة مدفوعاً من قبل الدولة أو جهة أخرى، فلا حرج في ذلك، ولا حرج في العمل في هذا المجال، إلا إذا كان هناك محاذير أخرى.
وعليه، فإذا كان الرجل المتقدم لأختك مستقيماً في دينه وأخلاقه، والمراهنة التي يعمل فيها على الصورة المشروعة المذكورة آنفاً، ولا توجد في هذا العمل ممارسة(32/543)
محرمات أخرى، فلا بأس في قبول أختك لخطبته ونكاحه، بل إن مثل هذا الرجل منهي عن رده شرعاً.
وانظر الجواب رقم: 3145، والجواب رقم: 3381.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... فتاوى حول صفات الزوج المناسب
تاريخ الفتوى : ... 12 محرم 1423 / 26-03-2002
السؤال
أنا فتاة فى الحادية والعشرين من عمري ، لم أتزوج بعد ، أسرتي تعتقد أن أهم ما يكون في الإنسان الذي سأرتبط به هو أن يكون مناسب مادياً و اجتماعياً وعلميا ، ومن الناحية الدينية، يكفي الاعتدال و لكن أنا أرى أن الناحية الأخلاقية والدينية هي أهم من كل هذا، فأنا أريد الإفادة ، أي منا على صواب
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنك على صواب فيما ذهبت إليه من جعل معيار الدين والخلق فوق كل اعتبار وفي صدارة المقاييس التي يختار على أساسها الزوج، وراجعي الأجوبة التالية
4074 3145 2852 4203 5742 2346 998 أرقامها:
وعليك أن تعالجي هذه القضية بحكمة، حتى لا يحدث بينك وبين أسرتك مشاكل كان بالإمكان تفاديها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
توجه الفتاة المقصرة نحو الهدى ينفي الحرج من الزواج بها
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو الحجة 1422 / 09-03-2002
السؤال
1-بسم الله والصلاه والسلام على سيد المرسلين وبعد سؤالي هو إنني على وشك الزواج بشابة تعرفت عليها وكان خلقها لا يرتبط بالدين الحنيف من حيث المظهر والكلام والأخلاق ولكنها كانت تلتزم حدود الأدب السطحي من باب العادة لا من باب ردع الدين لها وهكذا دارت الأيام وأحببتها وقررت أن أهديها فتبدل حالها وكثرت صلاتها وتسابيحها لله عز وجل مع أنها قد عرفت قبلي من الشباب ولكنها اعترفت لي بذلك قبل أن أبدي لها رغبتي في الزواج وكانت علاقتنا لا تتعدى الصداقة لحين رؤية تصرفاتها التي اختلفت إلى الأفضل والحمدلله فما حكم هذا الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/544)
فأولا يلزمك قطع العلاقة والصداقة بهذه الفتاة أياً كانت حالتها، إذ لا يجوز لك ذلك ولو كان بقصد الزواج، وانظر الجواب رقم:
1769
والمسلم مطلوب منه أن يختار شريكة حياته المتصفة بالدين والخلق التي تراقب الله في حياتها ولباسها وعبادتها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فإن كانت هذه الفتاة أقلعت عن تفريطها السابق، وتابت منه توبة نصوحاً، أو ظهر لك حسن توجهها إلى الخير والالتزام بأحكام الشرع في الجملة، فلا حرج عليك في الزواج منها، مع الاستمرار بعد ذلك في نصحها ووعظها، وإرجاعها إلى الصواب والحق، وحثها على التوبة النصوح والاستغفار عما قد بدر منها سابقاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إصرار الأب على تزويج ابنته ممن لا ترغب...ما الحل
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو الحجة 1422 / 09-03-2002
السؤال
أبي يريد تزويجي لابن عمي لكني أكرهه ولا أستطيع أن افعل ذلك لأن شيئاً ما بداخلي يمنعني من هذا الزواج والسلام عليكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أن تصارحي أباك بعدم رغبتك في ذلك الزواج، مع بيان ما سيترتب عليه من مشاكل وعدم استقرار، لانعدام الرضى به، واستعيني عليه بأمك، ومن تستطيعين من أهلك، وبيني له حكم الشرع في ذلك كما هو مبين في الجواب رقم 2014
فإن كنت بالغة وأصر أبوك على زواجك ممن لا ترغبين فلك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي لمنعه من ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الكفاءة المعتبرة في الزواج هي الدين
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو الحجة 1422 / 10-03-2002
السؤال
أنا شخص متدين أرغب فى الزواج من فتاة من قرية أخرى لكنهم لايزوجون بناتهم إلا من أبناء عمومتهن وإذا حدث غير ذلك يعتبر هذا الزواج عارا على أبيها وإخوتها، ولقد قام أحد إخوتها بتهديدي مع أن نيتي صافية وأريد الزواج منها.. الغريب أن هذه القبيلة تفخر بأنها من الأشراف ومن أحفاد الرسول فماذا أفعل هل ألتجئ إلى المحكمة كما ورد فى الفتوى 998؟(32/545)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكما هو مبين في الجواب رقم: 998 أن الكفاءة المعتبرة في الزواج هي الدين، بغض النظر عن القبيلة أو البلد أو النسب.
والمرأة إذا منعها وليها من الزواج ممن هو كفء لها، فلها حينئذ أن ترفع أمرها إلى المحكمة الشرعية، لكن هذا ليس من حقك أنك، إلا إذا وكلتك هي بالترافع عنها عند المحكمة.
لكن ننصحك بأن لا تقوم بهذا الأمر درءاً للمشاكل وبعداً عن النزاع، واستعن على أبيها وإخوتها بمن تظن أنه لهم قدرة على إقناعهم، وإلا فابحث لك عن فتاة أخرى، ولعل في ذلك خير لك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
النساء غيرها كثير
تاريخ الفتوى : ... 21 ذو الحجة 1422 / 06-03-2002
السؤال
أنا شاب عمري 23 سنة رغبت الزواج من فتاة من عمري وهي جميلة وميسورة الحال وهي تدرس في الجامعة وحينما تقدمت إليها رفضتني؟ ومع أني شاب متدين ومحترم بين الناس وأعمل في أحد قطاعات الحكومة أرشدوني إلى طريق الخير بارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن كل شيء بقضاء وقدر، فإذا لم تتمكن من إقناع هذه الفتاة بالزواج منك، فإن النساء غيرها كثر، فابحث عن ذات الدين والخلق، وانْسَ هذه الفتاة، واعلم أنك إذا تزوجتها وهي غير راغبة فيك، فإن هذا الزواج قد ينتهي بالفشل.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يختار لك ما فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التزوج ببنت زنا أم طاعة الوالدين
تاريخ الفتوى : ... 18 ذو الحجة 1422 / 03-03-2002
السؤال
هل يجوز الزواج بفتاة ولدت من الزنا؟ وإذا لم ترض عائلتي بهذا الزواج فماذا أفعل؟ وللعلم فهي فتاة ذات خلق وأمها ربتها على حسن الخلق وإني أحبها فماذا أفعل؟
الفتوى(32/546)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بنت الزنا لا حرج في الزواج منها إذا كانت من ذوات الخلق والحسن، والعفة، والالتزام بالدين، وإن كان الأولى نكاح النسيبة الحسيبة، وراجع الإجابة رقم: 7765.
وننصح السائل الكريم ببر والديه وطاعتهما والإحسان إليهما، فإن ذلك فرض واجب قد قرنه تعالى في كتابه بالأمر بتوحيده وعبادته، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء:23].
وطاعتهما في عدم الزواج من هذه المرأة أمر حسن، وهو من البر بهما، فعن أبي عبد الرحمن السلمي أن رجلاً أمرته أمه أن يتزوج امرأة، ثم أمرته بطلاقها، فسأل أبا الدرداء رضي الله عنه؟ فقال: لا آمرك بطلاق امرأتك، ولا آمرك أن تعق أمك.
وقال: أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فاحفظ، وإن شئت فضيع. قال: لا بل أحفظ، فطلقها" رواه أحمد والترمذي وصححه والبيهقي، وهذا لفظه.
وقوله: أوسط أبواب الجنة. قال البيضاوي فيه: كما في تحفة الأحوذي: أي خير الأبواب وأعلاها.
والمعنى: أن أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة، ويتوصل به إلى وصول درجتها العالية مطاوعة الوالد ورعاية جانبه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج من بنت الزنا
تاريخ الفتوى : ... 14 ذو الحجة 1422 / 27-02-2002
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة أريد الزواج ببنت عمي ولكنه أنجبها قبل الزوج بوالدتها وكان ذلك في بلد أجنبي فهل يصح زواجي بها أم لا فقد تزوج والداها الآن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن هذه البنت بنت زنا، وليست بنت عمك، لأنها لا تنسب شرعاً إلى أبيها (عمك)، وانظر الجواب رقم: 12263.
لكن لا حرج عليك في الزواج منها إذا كانت من ذوات الدين والخلق، وإن كان الأولى نكاح ذات النسب. وانظر الجواب رقم: 7765.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... السعي في تزويج البنات مسؤولية من...
تاريخ الفتوى : ... 06 ذو الحجة 1422 / 19-02-2002(32/547)
السؤال
في السنوات الثلاثة الأخيرة طلبت من والدتي أن تجد لي زوجاً متديناً، ولم أسأل والدي لما في ذلك من الإحراج، ولسوء الحظ لم يأخذ والدي هذا الأمر على محمل الجد، ولم يفعل شيئاً حقيقياً.
وعليه، فقد سألت أختي عن ذلك، وبدلاً من أي عمل فقد طلبوا مني إرسال إعلان على الإنترنت بهذا الخصوص.
عمري الآن 25 سنة وأشعر أنني كبرت، أخاف الله ولا أريد فعل الفاحشة أو نحوها، كيف أحقق هذا الواجب وأظل ضمن إطار الإسلام؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك أمر زواجك، وأن يحفظنا وإياك بالإسلام حتى نرد جنه النعيم.
ونوجه النصح للأب بتقوى الله تعالى، واتباع أوامره، ومن أوامر الله تعالى القيام بواجب الرعاية لمن استرعاه الله عليهم، ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها...".
ونقول لهذا الوالد: اعلم أن أبناءك وبناتك أمانة في عنقك، تسأل عنهم يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون بين يدي رب السموات والأرض. فاحذر أن ترد على الله وأنت مقصر في رعايتك.
وأصغ لهذا الحديث الذي رواه البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ- قَالَ عُمَرُ فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ قَالَ سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ فَقَالَ قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا قَالَ عُمَرُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ فَصَمَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا فَكُنْتُ عَلَيْهِ أَوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ فِيمَا عَرَضْتَ إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ذَكَرَهَا فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفيه (أي الحديث) عرض الإنسان بنته وغيرها من مولياته على من يعتقد خيره وصلاحه، لما فيه من النفع العائد على المعروضة عليه، وأنه لا استحياء في ذلك، وفيه أنه لا بأس بعرضها عليه، ولو كان متزوجاً، لأن أبابكر كان حينئذٍ متزوجا. أ.هـ.(32/548)
وعلى هذا الأب أن يدرك أن الإسلام قد رغب في تقليل التكاليف في أمر الزواج حتى لا تكون عائقاً عن الزواج، ففي مسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة".
والوقوف أمام الشباب والشابات عائقاً بغلاء المهور، وغير ذلك مدعاة لفساد عريض، وما نراه في مجتمعاتنا إنما هو حصاد لهذه المقدمات السيئة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي عن أبي هريرة.
أما أنت فعليك أن لا يحجزك الحياء عن مفاتحة والدك بالأمر، وتذكيره بالله تعالى، وعليك قبل ذلك وبعده أن ترفعي أمرك للذي لا تخفى عليه خافية، فإن الأمر كله بيده، وهو أكرم الأكرمين سبحانه. جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله حييٌ يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صِفراً خائبتين" رواه الترمذي من حديث سلمان الفارسي.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... فاظفر بذات الدين
تاريخ الفتوى : ... 15 ذو القعدة 1422 / 29-01-2002
السؤال
إذا انتشرت الخلاعة والرذيلة والفجور وذهاب الغيرة والحياء والتنكر للدين في المجتمع وخاصة النساء، هل يجوز الزواج منهن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن أراد الزواج، فليكن هدفه الأول انتقاء المرأة ذات الدين والخلق التي تراقب الله في دخولها وخروجها، وفي كل تصرفاتها.
لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
ولا يجوز الزواج من امرأة فاجرة، أو زانية، أو متخذة أخدان، لأن من شروط الزواج أن يكون من محصنة، وهي غير الزانية. وانظر جواب رقم: 5474.
وحتى إن لم تكن زانية لكنها متبرجة متبذلة في لباسها، مختلطة بالرجال الأجانب، فلا ينبغي التزوج بها؛ إلا إذا كان الرجل يعلم أن زواجه بها يرجعها إلى الصواب والحق، ويجعلها تلتزم بأحكام الإسلام، فلا حرج عليه في ذلك بشرط أن يلزمها بأحكام الإسلام من حين الزواج بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/549)
حكم نكاح صاحبة الدين إذا كان والدها لا يلتزم بالشرع
تاريخ الفتوى : ... 12 ذو القعدة 1422 / 26-01-2002
السؤال
ما حكم الزواج من ابنة من يعمل في بنك ربوي علماً بأن الأسرة تحافظ على أحكام الإسلام الأخرى والفتاة على خلق ودين؟
جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكون والد الفتاة يعمل في بنك ربوي لا يمنعك من التقدم إليه لخطبة ابنته، والزواج منها ما دامت ذات خلق ودين، لأنها اتصفت بما يؤهلها لأن تكون أولى بأن يرغب فيها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فينبغي للفتاة أن تقبل نكاح من التزم بالدين، وتحلى بمكارم الأخلاق، وكذلك الفتى، ولا عبرة بكون أحد أبويهما واقعاً في المعاصي والمخالفات الشرعية، لأن الله جل وعلا يقول: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور: 21]. ويقول: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [الإسراء: 15].
ولا يفوتنا أخي الكريم أن ننبهك إلى أن تتخذ من زواجك هذا حبلاً للاتصال بهذا الشخص، لتنصحه وتهديه لترك العمل في البنوك الربوية.
أسأل الله أن يكتب لنا ولك التوفيق والسداد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
امتناع الفتاة من نكاح موظف في بنك ربوي حق لها
تاريخ الفتوى : ... 23 شوال 1422 / 08-01-2002
السؤال
1-بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين و من اتبعه و بعد:
أريد أن أعرف إذا كان قبول منصب شغل في البنوك حرام أم لا . علمت أن البنوك محل الربا والشغل فيها يكون مشاركة في هذا العصيان للمولى عز وجل. و في الأخير ما حكم الشريعة في هذا الموضوع علماً أن في زمننا هذا المناصب للشغل عامة غير متوفرة. وهل يجوز للفتاة رفض الزواج مع موظف في لبنك لهذا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعمل في البنوك الربوية لا يجوز وقد سبق بيان هذا في الفتاوى التالية:
1725 1820 1009 وعليه فيحق للفتاة بل يجب عليها أن تمتنع من نكاح هذا الشاب العامل في البنك الربوي حتى يتوب إلى الله من ذلك، ويبحث له عن مصدر(32/550)
آخر للكسب الحلال، لأن الغالب أن هذا الشاب إذا نكح هذه الفتاة سينفق عليها من راتبه الذي يتقاضاه من البنك، وهو مال خبيث كما هو معلوم. فإن ترك هذا الشاب العمل في البنك فلا حرج على الفتاة في نكاحه، وإن لم يترك فلا يكون كفؤاً لها، لأن الكفاءة المعتبرة في النكاح هي الكفاءة في الدين، ومن رضي بالعمل في مثل هذه المؤسسات غير مضطر ضرورة ملجئة، كان ذلك قادحاً في دينه، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2346
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نكاح المهاجرة إلى ديار الكفر
تاريخ الفتوى : ... 15 شوال 1422 / 31-12-2001
السؤال
السلام عليكم.
ما حكم الزواج بمهاجرة إلى بلاد الكفر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه المهاجرة مسلمة ذات دين وخلق، فلا حرج عليك بالزواج منها، بشرط: أن يقوم على زواجها وليها، أو وكيله. مع التنبيه لحكم الإقامة في بلاد الكفر. وانظر في ذلك الجواب رقم: 2007.
وإن كانت هذه المهاجرة غير ملتزمة بأخلاق وأحكام الإسلام، فلا ننصحك بالزواج منها، وابحث عن غيرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها،ولجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من الرجل العقيم
تاريخ الفتوى : ... 24 شعبان 1422 / 11-11-2001
السؤال
أنا أبلغ من العمر 31 سنة ، عزباء وحالتي الاجتماعية تتمثل في مايلي:
- والدي شيخ كبير يبلغ من العمر 77 سنة وهو مصاب بالشلل النصفي.
- أمي عجوز تبلغ من العمر 67 سنة وهي قاصر لا تتحرك من مكانها.
- أختي مصابة بمرض انفصام الشخصية ولها بنتان يتيمتان من الأب.
- لقد تقدم إلى خطبتي رجل طيب لكنه عاقر و أنا وأهلي نحتاج إلى رجل في البيت وهو مستعد لتقديم يد المساعدة لي ولأسرتي هل أقبل به كزوج من أجل أبي وأمي للعلم أنه ليس لدي إخوة ذكور.
الفتوى(32/551)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا الرجل صاحب دين وخلق، فإننا نرى أن تبادري بالموافقة على الزواج منه، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه ابن ماجه، والمراد بصاحب الدين: من يحافظ على الفرائض، ولا يعلم عنه الوقوع في الكبائر. وعليك باستخارة الله، واستشارة من تثقين به من أهلك، أو غيرهم من أهل الخير، قبل أن تقدمي على شيء.
وإذا تم زواجك منه فداومي على اللجوء إلى الله أن يذهب عنه داء العقم، ولا تلتفتي إلى قول الأطباء: إنه قد لا يكون قابلاً للعلاج، فقد أذهبه الله عن زوج إبراهيم، وعن امرأة زكريا، وكانت كل منهما في ذلك الوقت عجوزاً عقيماً.
نسأل الله أن يفرج عنك، وأن يسهل أمرك، وأن يصلح حالك، وأن يختار لك الذي فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم زواج الكبير بالصغيرة والاستمتاع بها.
تاريخ الفتوى : ... 13 شعبان 1422 / 31-10-2001
السؤال
هل يجوز زواج الكبير البالغ من الصغيرة التي لم تبلغ؟ وإذا كان الجواب بنعم فهل يجوز وطؤها و الاستمتاع بها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجوز أن يتزوج الرجل الكبير البالغ البنت الصغيرة التي لم تبلغ بعد. وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم وعمره فوق الخمسين سنة عائشة رضي الله تعالى عنها وعمرها ست سنوات، ودخل بها وعمرها تسع، كما في الصحيحين وغيرهما. كما أن في قوله سبحانه وتعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق:4] إشارة إلى أن الصغيرة التي لم تحض بعد يمكن أن تتزوج وتطلق فتكون عدتها حينئذ ثلاثة أشهر. وإذا تزوج الرجل الكبير البنت الصغيرة جاز له أن يستمتع بها بكل أنواع الاستمتاع المباحة شرعاً.
أما وطؤها فلا يطأها حتى تكون مطيقة للوطء بحيث لا يضر بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم رفض الزوج لأمور لا تعجب الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو الحجة 1424 / 26-01-2004(32/552)
السؤال
هل يجوز لي رفض رجل تقدم للزواج مني لأني أنفر من طريقة كلامه و من نبرة صوته الأجش ، و من محدودية ثقافته ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأساس في اختيار كل من الزوجين للآخر هو الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي وابن ماجه.
وقال صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه مسلم.
ولكن إذا كان في صاحب الدين ما لا يعجب الطرف الآخر فلا بأس في أن يلتمس طرفاً آخر ذا دين، وسالماً مما لا يعجب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج بامرأة مطلقة
تاريخ الفتوى : ... 03 شعبان 1422 / 21-10-2001
السؤال
أريد أن أتزوج بامرأة مطلقة فرفض أبي ذلك الزواج ما ذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.ً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة مؤمنة ، تقية ، صالحة حقاً ، فحاول إقناع والديك بزواجك منها ، وذكرهما بقوله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم. أما إذا لم يوافقا فننصحك بعدم عقوقهما ، والحرص على رضاهما ، لأنهما بلا شك يريدان مصلحتك ، ورأيهما ناشئ عن تجربة وخبرة في الحياة ، ولأنك لو تزوجت بغير رضاهما فقدت رضاهما ، وربما لا توفق في زواجك أيضاً.
أما الزواج بالمرأة المطلقة فجائز شرعاً ، مطلوب واقعاً ، لكثرة المطلقات ، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة امرأة ، لم يكن منهن بكر غير عائشة رضي الله عنها.
وأخيراً ننصح السائل -الكريم- بالاستشارة ، والاستخارة ، وتفهم حال الوالدين ، والنظر إلى هذه المسألة برؤية شاملة.
وفقك الله لما فيه صلاحك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الشروط والصفات اللازمة لمن تختارها زوجة لك(32/553)
تاريخ الفتوى : ... 08 رجب 1422 / 26-09-2001
السؤال
ماهي الشروط التي ينبغي توفرها فيمن أردت خطبتها وهل يمنع أن أرغب بذات الدين مع شرط جمالها؟ أم أحرص على ذات الدين ولو كانت غير جميلة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيشترط فيمن أردت خطبتها أن لا تكون محرمة عليك تحريماً مؤبداً ، أو مؤقتاً ، وأن تكون خالية من الموانع الشرعية التي تمنع خطبتها ، وأن لا تكون مخطوبة لغيرك ، فإذا توفرت هذه الشروط ، فيستحب أن تكون ذات دين ، وأن تكون بكراً ، وأن تكون من نساء عرفن بكثرة الولادة ، لحث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفات في المخطوبة ، ولتستشر الأمناء ، وأهل الخير والصلاح في ذلك ، ولتحرص على أن تنظر إليها من غير خلوة ، فإن لم تتمكن بعثت إليها امرأة ثقة ، عاقلة تتأملها ، ثم تصفها لك ، لتكون على بصيرة من أمرك ، وعليك أن تحرص على الظفر بذات الدين ، لأن الزواج عندما يكون رغبة في الدين يكون من أوثق العقود حالاً ، وأدومها مودة ، وأحمدها بدءاً وعاقبة ، ومن طلب الدين واتبعه ، استقام حاله ، وطاب عيشه ، ولا مانع من أن تبحث عن ذات الدين الجميلة ، بل يفضل ذلك ، قال ابن قدامة: "ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه ، وأغض لبصره ، وأكمل لمودته ، ولذلك شرع النظر قبل النكاح" انتهى
وقد روى النسائي عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره" وينبغي للخاطب أن يسأل عن جمالها أولاً ، ثم يسأل بعد ذلك عن دينها ، حتى إذا ردها لم يكن قد ردها لدينها. قال الإمام أحمد بن حنبل:" إذا خطب رجل امرأة سأل عن جمالها أولاً ، فإن حمد سأل عن دينها ، فإن حمد تزوج ، وإن لم يحمد يكون رده لأجل الدين ، ولا يسأل أولا عن الدين فإن حمد سأل عن الجمال ، فإن لم يحمد ردها ، فيكون ردها للجمال لا للدين."
وليُعلم أن الزواج إنشاء للأسرة والبيت المسلم ، فلا بد أن يؤسس على التقوى من أول يوم ، وهو نعمة فلا بد أن تقابل بالطاعة ، فعلى المسلم اجتناب ما يحدث في حفلات الزواج من منكرات ، ومخالفات شرعية ، كإظهار النساء لما لا يجوز إظهاره من أنفسهن أمام الأخريات ، واختلاطهن بالرجال الأجانب ، واشتمال حفلات الأعراس على المعازف وآلات الطرب إلى غير ذلك مما حرمه الله.
ويشرع له إعلان النكاح ، وإظهار السرور له ، وضرب النساء للدف ، وغناؤهن فيما بينهن ، وصنع وليمة النكاح يدعى إليها الناس ، وهناك آداب مشروعة عند الدخول على الزوجة ينظر فيها الفتوى رقم:
10267
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/554)
لا يرد الخاطب لفقره
تاريخ الفتوى : ... 08 رجب 1422 / 26-09-2001
السؤال
تقدم لأختى خاطب ليس عنده بعد المال اللازم لإتمام الزواج نظرا لأنه لم يلتحق بعمل بعد ويريد أن يخطبها فترة من الوقت حتى يتيسر حاله وهي متعلقة به بشدة ولا تريد الزواج بغيره . طلبنا منه أن ينتظر حتي ييسر الله له ثم يعود ليخطبها مرة أخرى ولكن أختي استمرت فى مقابلتة والاتصال به تليفونيا، فماالحل هل نقبل الخطبة حاليا مع عدم القدرة علي الزواج في القريب أم ماذا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن على ولي هذه البنت أن يتقي الله فيها، وييسر أمر زواجها بمن تقدم إليها إذا توفر فيه الدين والخلق، وذلك امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي. ومن الفتنة والفساد ما يحدث بين الفتاة وبين هذا الرجل من المقابلات والاتصالات، ولهذا ننصح أولياء الأمور بالرفق واليسر مع ملاحظة قول الله تعالى: ( إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله ) [النور:32] وفي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة" وفي البخاري عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل "تزوج ولو بخاتم من حديد" وفي النسائي عن ابن عباس أن علياً رضي الله عنه قال: تزوجت فاطمة رضي الله عنها، فقلت: يا رسول الله ابن بي قال: "أعطها شيئاً" قلت: ما عندي من شيء، قال: "فأين درعك الحطمية" قلت: هي عندي قال: "فأعطها إياه". ولا يخفى أن هذه الأحاديث تدل على قبول صاحب الدين والخلق وإن قل ماله، وعلى التيسير في الصداق وتكاليف الزواج.
لكن ينبغي أن يعلم أن الخاطب أجنبي عن المخطوبة فلا يخلو بها ، ولا تقابله ، ولا تتصل به هاتفيا إلا وفق ضوابط سبق بيانها تحت الفتوى رقم : 2689، 1847، 6416، 7391
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
منع الأهل ابنتهم من الزواج بالكبير له ما يبرره
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1422 / 20-09-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة عمري 20 سنة كنت على خطبة مرتين إحداهما عقد فيها قراني ولم أوفق وتقدم لي مديري في العمل عمره 49 سنة ، متزوج ومنجب وأريد الزواج منه وأهلي يعارضون لسبب غير شرعي ، لأنه متزوج وكبير وأريد الزواج منه فماذا أفعل مع العلم أن زوجته وافقت على زواجي منه.(32/555)
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ظننته بأهلك من أنهم لا يستندون إلى سبب شرعي في رفضهم زواجك من هذا الرجل غير صحيح، فقد نص أهل العلم على كراهة أن يتزوج الكبير صغيرة، فقال العلامة ابن نجيم في البحر الرائق: ولا يزوج ابنته الشابة شيخاً كبيراً.
وقال السفاريني في كتابه (غذاء الألباب): وليتزوج من مقاربة في السن.
وفي كشاف القناع للبهوتي: ومن التغفيل أن يتزوج الشيخ صبية.
وفي حاشية الجمل: ويسن له - أي للولي - أن لا يزوج بنته إلا من بكر.
فهذه بعض نصوص أهل العلم في ذلك، وليس ذلك تحريماً منهم أن يتزوج الكبير صغيرة، ولكنه ذكر للأفضل والأحسن، وهو ما اختاره لك أهلك، فالنزول حينئذ عند رغبتهم واجب لا يجوز لك مخالفته، والحكمة من كراهة أن يتزوج الكبير صغيرة ظاهرة، وهي أنه قد لا يستطيع إعفافها عاجلاً أو آجلاً، وهو ما يعني فتح باب من الشر على الفتاة، وفي الواقع ما يصدق ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يرد الخاطب لدمامته
تاريخ الفتوى : ... 22 جمادي الثانية 1422 / 11-09-2001
السؤال
تقدم لي شاب علي قدر من الدين ولكن شكله ولونه ليس كالذي أحب وأتمني . فهل من ناحية شرعية يجوز للبنت رفض رجل لا يعجبها وإن كان متدينا. أم أصبر وأحتسب رغم أنني لست صبورة. لقد استخرت كثيرا جدا ولكن لم أستقر علي رأي فقررت استشارتكم عسي أن أجد حلا شافيا وشكر الله سعيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشرع قد رغّب في الزواج من صاحب الدين وصاحبة الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي عن أبي هريرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها وحسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
فالدين هو الأساس في ذلك، ولكن إذا كان صاحب الدين دميماً، ولا يعجب الطرف الآخر، ويرى أنه لا يستطيع الحياة معه، فلا بأس أن يلتمس طرفاً آخر غيره على أن يكون من ذوي الدين.
فإن امرأة ثابت بن قيس بن شماس طلبت منه الخلع لأنه كان دميماً، ولا تعيب عليه ديناً ولا خلقاً.
والله أعلم.(32/556)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج عن طريق الإنترنت... حكمه... محاذيره.. وضوابطه
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الثانية 1422 / 03-09-2001
السؤال
أنا مطلقة وعمري 36 سنة، أبحث عن زوج عن طريق الإنترنت، فهل يجوز لي ذلك؟
وشكراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لك أن تبحثي عن زوجٍ صالحٍ بالطرق المشروعة، فقد فعل ذلك من هو أفضل منك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم فعله، ففي الصحيحين وغيرهما أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعَّد النظر إليها وصوَّبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: "هل عندك من شيء؟ فقال: لا والله يا رسول الله . قال: "اذهب إلى أهلك، فانظر هل تجد شيئاً؟ فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئاً. قال: انظر ولو خاتماً من حديدٍ، فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتماً من حديدٍ، ولكن هذا إزاري. قال: سهل ما له رداء، فلها نصفه، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنع بإزارك؟ إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك شيء، فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولياً، فأمر به فدُعي، فلما جاء قال: "ماذا معك من القرآن؟" قال: معي سورة كذا، وسورة كذا، وسورة كذا، عدها. قال: "أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟". قال: نعم. قال: "اذهب، فقد ملكتكها بما معك من القرآن".
وقد عرض عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ابنته حفصة بعد موت زوجها، عرضها على عثمان فاعتذر، وعرضها على أبي بكر فلم يجبه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فخير من ذلك، أتزوج أنا حفصة، وأزوج عثمان أم كلثوم، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة، وزوج عثمان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقصة في المستدرك وصحيح ابن حبان.
فهذان الحديثان يدلان على أنه يجوز للمرأة أن تبحث عن الزوج الصالح، وتعرض نفسها عليه. ويجوز لوليها أن يفعل ذلك نيابة عنها، وقد يكون في ذلك خير كثير إن صاحبه صدق وإخلاص، كما حدث لعمر حيث نال ما لم يكن يخطر له ببالٍ من الشرف في الدنيا والآخرة بمصاهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.(32/557)
ولكن هذا العرض لابد أن يكون - كما أسلفنا - بالطرق الشرعية، ولا شك أن فعل ذلك عن طريق الإنترنت محفوف بالمخاطر، والمحاذير الشرعية التي تجعل ذلك وسيلة لا يجوز اللجوء إليها.
فمن تلك المخاطر والمحاذير الشرعية أن هذه المواقع المعهودة للبحث عن ذلك، والمعروفة بمواقع هواة التعارف، أو البحث عن شريك الحياة أو شريكتها، هذه المواقع أوكار للمفسدين والمفسدات الذين كل همهم هو الاصطياد في الماء العكر، وتضليل المغفلين والمغفلات، واللعب على عقولهم، وجرهم إلى الفساد والرذيلة.
فلا يليق بمن لديه حرص على دينه وعرضه أن يدخلها، ولا أن يجعل لهؤلاء المفسدين عليه سبيلاً، بل كيف يرضى أن يطلعهم علىحاله، ويعرفهم على حقيقة أمره، حتى يتمكنوا من التشهير به، وكشف حاله من غير طائل.
ومن تلك المخاطر والمحاذير أن تلك المواقع من الصعب على المرء أن يتأكد من حقيقة ما يتلقاه عبرها من معلومات، فكم من شخص كان على صلة بمن يظنها فتاة، وفي آخر المطاف تبين له أنه فتى من هؤلاء المفسدين!! وحصول ذلك للفتيات أكثر.
وحتى لو لم يتحصل تلبيس وتضليل بالنسبة لك، فإن تزكية ذلك الشخص، ومعرفة حقيقة حاله من الصعوبة بمكان.
ومن تلك المخاطر أيضاً أن داخلها قد يدخل بقصد صحيح ونية بريئة، ولكن سرعان ما ينجر إلى ما فيها من فساد وفجور، فيكتفي بالعلاقات الغرامية، والمحادثات العاطفية، فينصرف عن طلب الحلال إلى طلب الحرام. نسأل الله السلامة والعافية. ونحن إذ نقول ما نقوله من عدم جواز دخول هذه المواقع واتخاذها وسيلة للبحث عن الزواج، فإنا ننطلق من واقع هذه المواقع في الوقت الحالي، ولكن إن وجد موقع يشرف عليه أناس صالحون مزكون من طرف أهل العلم والصلاح ذوو خبرة وتجربة، يحتاطون في هذا الأمر غاية الاحتياط، ويتخذون كل التدابير اللازمة لحماية موقعهم من أن يكون وكرا للفساد، إذا وجد موقع بهذه المواصفات، فلا حرج في أن يتخذ وسيلة للبحث في شؤون الزواج.
وعلى كل حالٍ، فإن الوسيلة النافعة المضمونة هي تقوى الله تعالى والالتجاء إليه وحده سبحانه، وتفويض الأمر إليه، فإنه الجواد الكريم الذي لا يرد سائلاً، ولا يخيب آملاً، وبيده خزائن السماوات والأرض، فعليك بطاعته وتقواه وحسن التوكل عليه. قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) [الطلاق:2-3].
ويقول أيضاً: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [الطلاق:4].
فعلى من يريد الزواج - رجلاً أو امرأة - أن يتقي الله تعالى، ويفوض أمره إليه، ويلح على ربه الكريم في الدعاء، ويرضى بما يقدره الله له ويقضيه، ويبحث عن الزواج بالطرق المشروعة المعهودة، فيوصي من يثق بدينه وورعه وحفظه للسر بالبحث له في محيطه وفيما حوله، فعسى أن يكون لديه خبر عمن يصلح لما يريد.
نسأل الله للجميع التوفيق لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/558)
ـــــــــــــــــــ
هل يُرد الرجل لعدم الإعجاب بمهنته؟
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الثانية 1422 / 03-09-2001
السؤال
بسم الله والسلام عليكم
أريد استشارتكم في أمري الذي أتعبني التفكير فيه.أرجو أن تجعلني في مقام ابنتك فماذا سيكون ردك.أنا مخطوبة لقريبي ولكن هناك فارق مادي كبير وليس في قلبي ميل إليه قبلت به لأني علمت أنه متدين ويحفظ القرآن ولكن في فترة الخطوبة تبينت أنه ليس بالمستوى الذي تمنيته من التدين وتفلت منه معظم ما يحفظ رغم أنه ينوي مراجعته . وهو الآن بأمريكا بغرض التحضير، ويعمل سائقا لتاكسي لتوفير ثمن الدراسة وعمله هذا لا يروق لي إطلاقا مما يجعلني أحس بالتعالي عليه وأحس أنه لن يوفر لي مستوي معيشي كالذي أعيش ولا يقرب منه وأنني لن أكون سعيدة معه...
فماذا أفعل هل أفسخ الخطبة أم أنني بهذا سأظلمه أفيدوني جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك ، وأن يقدر لك ما فيه الخير والصلاح.
ثم إننا ننصحك بأن ترضي بهذا الرجل ، وأن توطني قلبك عليه إذا كان مرضيا دينا وخلقا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض."رواه الترمذي وغيره.
وإن أكبر ما يستحوذ على اهتمام الزوجين ويحسبان له كل حساب عندما يختار أحدهما الآخر ، هو ما يتوقع أن يكون أضمن لتحصيل السعادة الزوجية والحياة المستقرة.
ولا شك أن الزوج المتدين الذي يخاف الله تعالى ، ويعلم ما أوجب عليه من حقوق ، وما حد له من حدود ، أحرى أن تحصّل معه المرأة السعادة الزوجية والحياة المستقرة المنشودتين ، ولو كان ذلك الزوج فقيراً.
ويقال مثل ذلك في المرأة ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك." رواه البخاري ومسلم.
وربّ زوج غني غير تقي أذاق زوجته مر الحياة ، وسامها سوء العذاب ، وتعالى عليها وتكبر. فالحاصل أن الرجل إذا كان مرضيا دينا وخلقا ، فعليك أن تتقي الله تعالى وترضي به ، ولا تعلقي قلبك بخيالات الحياة وتنبؤات المستقبل. ولا تتعالي على هذا الرجل بغير حق ، ولاتنظري إلى الفرق المادي الذي بينكما -كما زعمت - فإن المال يطرأ ويزول ، فكم من شخص أمسى غنيا وأصبح فقيراً ، والعكس كثير.
وكون هذا الرجل يعمل سائق "تاكسي" غير قادح فيه ، بل إنه يبعث على الإعجاب به ، ويدل على سلامة تفكيره ، فقد فضل أن يعمل عملا مباحاً يوفر به ما يحتاجه(32/559)
لدراسته ، وتدبير شؤونه ، على الكسل والخلود إلى الراحة والتكبر المذموم شرعاً وطبعاً.
وأخيراً نجعل نصب عينيك قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [البقرة: 216] ، وهذا يؤكد عليك أن تكثري من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى ، أن يشرح صدرك لما فيه الخير .
ولا ينبغي أن تقدمي على شيء من أمرك حتى تصلي صلاة الاستخارة ، فما خاب من استخار.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم وصية الأب لابنته بالزواج من رجل تكرهه
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الثانية 1422 / 26-08-2001
السؤال
1-هل يجوز للأب أن يوصي ابنته بالزواج من شخص معين حتى وإن كانت كارهة ذلك وهل لو خالفت هذه الوصية سيغضب عليها والدها وبالتالي يغضب عليها الله؟
الفتوى
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الوالد يجوز له أن يوصي ابنته بالزواج من شخص معين حيث رأى فيه المصلحة والكفاءة -فكما أن له أن يزوجها به في حياته ، فله أن يوصيها بالزواج به بعد مماته.
ولا شك أن إنفاذ تلك الوصية من البر وحفظ العهد ، إذا كان الشخص الموصى بالزواج به مرضياً ديناً وخلقاً، وإذا كان على خلاف ذلك فلا يجوز الزواج به أصلا ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، أما إذا كان غير مرضي عند البنت لا لقلة دين ، فلا يلزمها إنفاذ الوصية بالزواج منه ، ولا تعد عاقة بذلك ، فقد ثبت أن جارية بكراً أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: إن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه،
وإذا ثبت التخيير لمن زوجها أبوها بالفعل بسبب كرهها لزوجها ، فغيرها ممن لم تتزوج أولى بالتخيير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض الأهل إنكاح صاحب الدين يؤدي للفتنة
تاريخ الفتوى : ... 01 جمادي الثانية 1422 / 21-08-2001
السؤال(32/560)
أنا طبيبة فلسطينية تعرفت إلى شاب باكستاني كان مريضا يزور المستشفى فاتحني بأنه يرغب في الزواج مني وعندما كلمت أهلي في الموضوع00أقاموا الدنيا وأقعدوها وطلبوا مني نسيان الموضوع تماما لأنهم اعتبروه أقل مني مستوى00من حيث الجنسية والمستوى الاجتماعي00لكنه يلح علي وأنا أميل إليه00فما العمل0؟وما هو حكم الشرع في هذا0أرجو منكم الإسراع في الرد علي0وجزاكم الله خيرا 0
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإذا كان هذا الشاب مرضياً من الناحية الدينية والخلقية ، فلا يحق لأوليائك رفضه ، لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ، قال: يا رسول الله وإن كان فيه ؟ قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، ثلاث مرات" رواه الترمذي.
وقد سبقت الإجابة عن هذا السؤال مفصلة برقم:
998
فليرجع إليها ، مع أننا ننصح السائلة بأن لا تستعجل في أمرها حتى تقنع أهلها وذويها بمشروعية هذا الأمر ، وتبين لهم أن الصحابيات القرشيات تزوجن من الموالي ،عسى أن يرضوا ويقبلوا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الانخداع بوعود الرجال بالزواج تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الثاني 1422 / 19-07-2001
السؤال
الرجل إذا قال لأنثى: أريد الزواج منك (التعشيم في الزواج) وبنت حياتها على هذا الأساس، وتوقف زواجها بسبب ذلك الشخص، وكان ذلك مثل الحلم لها، وانتهى بالفشل، رغم الوقوف إلى جانبه في كل المشاكل والأمور، وكان جوابه دائماً: نحن لبعض، هل هذا كذب أم ماذا، لا أعرف، ودائماً أقول: حسبي الله ونعم الوكيل يا فلان.
أريد الجواب.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي للمرأة أن تنخدع بهذه الوعود التي يطلقها بعض من لا يخاف الله تعالى من الرجال، فتبقى معلقة القلب بهذا الرجل، مؤملة الارتباط به، وربما مضت سنون من عمرها، وفوتت عليها كثيراً من الخطاب، ثم تبدو لها الحقيقة في نهاية الأمر، وتعلم أنها كانت تتعلق بسراب لا ينفع.(32/561)
ومثل هذه المشاكل لا تقع إلا عند ضعف الإيمان والتقوى، وغياب العلم والبصيرة، فإنه ليس للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها، بحيث تقف إلى جانبه في كل المشاكل والأمور، وتستمع إلى وعوده بالزواج - كما ورد في السؤال-.
وهذه العلاقات يترتب عليها من المفاسد والشرور ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
والواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وأن تندمي على مصاحبتك لهذا الرجل، وأن تعرضي عن ذكره، والتفكير في أمره، وسلي الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يعلم أن طريق الزواج هو الذهاب إلى ولي المرأة، وتقدمه بالخطبة، لا الاتصال بالمرأة ولا إقامة علاقة معها.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يكفيك شر الفتن.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إصرار الأهل على الزواج من فتاة ... وممانعة الابن
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الثاني 1422 / 18-07-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أبي وأمي يريدان أن يزوجاني من إحدى بنات أهلي ولكنني غير موافق على الزواج ولكنهما مصران على رأيهما فماذا أفعل أفتوني .
وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن على الابن أن يسعى في بر والديه وتحقيق رغبتهما قدر استطاعته، وفي ذلك خير عظيم له في الدنيا وفي الآخرة.
فإذا كانت هذه الفتاة مرضية الدين والخلق: فنرى أن تستخير الله تعالى في الزواج منها، محتسبا إرضاء والديك وإكرامهما. وإن لم تكن مرضية الدين والخلق، أو كنت لا ترتضيها زوجة لك بوجه من الوجوه، فعليك أن تتلطف في إقناع والديك بالعدول عن هذا الاختيار، وأن تبين ما لديك من تحفظ تجاه الزواج بهذه الفتاة.
ولا تقدم على أمر من قبول أو رفض إلا بعد صلاة الاستخارة، فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يسوغ الاتفاق مع فتاة للارتباط بها مستقبلاً؟
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الثاني 1422 / 17-07-2001
السؤال
الإخوة الأفاضل :(32/562)
سؤالي هو : هل يجوز للشاب أن يقوم بالاتفاق مع فتاة وجد فيها الزوجة الصالحة ورضيها لنفسه بأن يتزوجها عندما يكون جاهزاً لذلك ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في هذا الاتفاق بشرط أن لا يتخذ ذريعة للحديث معها، أو الاتصال بها بأي وسيلة من الوسائل بحجة أنكما متفقان على الزواج، بل هي أجنبية عنك، كغيرها من النساء الأجنبيات، وننبهك إلى أن التأخر في الزواج زمناً طويلاً اعتماداً على أنها تنتظرك غير مستحب، وإنما يستحب تعجيل ذلك، لأنه ربما تقدم لها الخطاب، وتعذر عليها ردهم، فبادر أخي الكريم بتجهيز نفسك للزواج ما أمكن، وتوكل على الله.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
البعد عن الزواج من هذه البنت أسلم
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الثاني 1422 / 04-07-2001
السؤال
السلام عليكم معالى الشيخ : سؤالى هو أنه حدث فى فترة سابقة من حياتى أنني كنت على علاقة مع امرأة و قد حدث بيننا كل مايحدث بين الرجل و زوجته عدا العلاقة الجنسية الكاملة أي بمعنى أوضح لم يحدث اتصال جنسى بيننا أبدا لكن باقى ما يحدث بين الزوج وزوجته حدث بيننا والمشكلة أنني الآن أحب ابنة هذه المرأة حباً شديداً ولا أتخيل حياتي بدونها فهل يحل لي الزواج من هذه الابنة علما بأنها تحبنى جدا وأمها تعاملني الآن كابن لها دون أي علاقه غير سليمة بيننا منذ ما يقرب من خمس سنوات.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك أولاً أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وتكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة لعل الله سبحانه وتعالى يتوب عليك ويعفو لك عما سلف منك، فإن ذلك الذي يجب أن يكون هاجسك وفي أولى أولوياتك، فإن الأمر ليس بالبسيط البساطة التي يتصورها الكثير من الناس، فيحسبها حقبة من عمره قد ولت ومضت وصارت من صفحات التاريخ. ألا يعلم أن الله تعالى أحصى ذلك وكتبه وأشهد عليه؛ وإن تناساه صاحبه أو نسيه. قال الله تعالى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [المجادلة:6] وقال تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) [الكهف:49].(32/563)
أما فيما يخص جواب سؤالك فإنه يجوز لك أن تتزوج هذه البنت، وما كنت تمارسه مع أمها لا يؤثر على جواز زوجك منها.
ولكننا لا ننصحك بالزواج منها خاصة إذا لم تكن والدتها تابت وصلح حالها، واستقامت على شرع الله تعالى: وذلك لأمرين، الأول: أنه يخشى أن يزين لكما الشيطان المعصية ويغريكما بما كنتما تقومان به من قبل.
والثاني: أن البنت لو اطلعت على ما كان بينك وبين أمها فقد يجرها ذلك إلى الشعور بالإحباط وعدم الثقة بمن حولها فهذه أمها وهذا زوجها، فيحملها ذلك على النشوز والترفع عن طاعتك وعلى عقوقها أمها؛ بل وربما دفعها ذلك إلى فعل الحرام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
والدها يعارض الزواج ممن تحبه
تاريخ الفتوى : ... 04 ربيع الثاني 1422 / 26-06-2001
السؤال
السلام عليكم إخواني أود طرح مشكلة أواجهها هي مشكلة متعلقة بأمر الزواج المشكلة أنني أحببت شخصا قبلي يعيش في مثل البلدة التي أعيش فيها ولكن من جنسية أخرى وهو الآخر كذلك يحبني ولكن الأهل لا يعلمون عن حبنا وهذا الشخص أراد أن يتقدم لخطبتي فكلم والدي ولكن والدي يرفض بشدة حتى مقابلته لأن عاداتنا لا تسمح لنا بالزواج من رجل جنسيتة مختلفة عن جنسيتنا وخصوصا أنه قبلي . برأيكم ماذا أتخذ أي رأي هل أناضل في سبيل حبي أم أنقاد إلى رأي أهلي . ماذا ترون أيهما الصواب أرجوكم أفيدوني وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان هذا الشخص ذا دين وخلق فلا ينبغي لوالدك أن يرده ولا أن يرفضه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" أخرجه الترمذي وابن ماجه. ولذلك نص العلماء على أن الولي إذا تكرر منه رد الخطاب الأكفاء من غير سبب شرعي أجبره القاضي على التزويج.
وعلى ذلك فلك الحق التام في أن تسعي أن لا يرد والدك هذا الخاطب إن كان ذا خلق ودين، ورأيت أنه قد يكون زوجاً صالحاً موافقاً، ولكن عليك أن تمارسي حقك ذلك بحكمة وتصرف سليم، فأولاً: بيني لوالدك مباشرة أو عبر قنواتك الخاصة أنك تريدين ذلك الرجل وترضينه زوجاً، وأنه لا مسوغ شرعاً لرده، وأن الأكرم والأفضل هو الأتقى لله .
ثانياً: إن لم ينفع هذا مع والدك ولم يثنه عما يريد من رد ذلك الخاطب، فأخبريه أنه لا يحق له شرعاً أن يمنعك من الزواج من ذلك الرجل، وأن رده له بغير مبرر شرعاً يعتبر عضلاً.(32/564)
ثالثاً إن لم ينفع ذلك أيضاً فارفعي أمرك إلى المحاكم الشرعية، وستكون القضية لصالحك، إن شاء الله تعالى.
وهذا الذي نصحنا به هو على افتراض أن هذا الرجل ذا دين وخلق بالمعنى الحقيقي، أما إن كان من عامة الناس فلا يستحق أمره ذلك كله، ولا تعرضي نفسك لمشكلة محتمة بينك وبين والدك، فعسى الله أن يبدل لك خيراً منه.
وننبهك إلى أمور:
أولاً: لا تقدمي على أمر حتى تستخيري الله تعالى قبله، الاستخارة التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: اعلمي أن الولي شرط لصحة النكاح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وما كان من نكاح على غير ذلك فهو باطل، فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" أخرجه بن حبان في صحيحه.
ولا تعارض بين هذا وبين ما قدمناه لك، إذ أن الولي إما أن يمارس ولايته على الوجه الشرعي فلا يصح الزواج إلا بإذنه وإرادته، وإما أن يتعدى في ذلك ويعضل موليته، وفي هذه الحالة يرفع الأمر إلى القاضي فيجبره على التزويج، أو يتولى القاضي ذلك بحكم ولايته العامة، كما أشار إلى ذلك الحديث السابق.
ثالثاً: عليك أن تحذري أشد الحذر من أن تكون لك أي علاقة مع رجل أجنبي عنك، أو أن يكون بينك وبينه أي اتصال؛ ولو قلَّ، فإن عواقب ذلك وخيمة وأكبر مما تتصورين، والشيطان يستدرج الإنسان فيزين له الأمر الخفيف، فإن أطاعه أغراه بما هو أكبر، ثم هكذا حتى يوقعه في التهلكة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
كيف تختار شريكة حياتك ؟
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الثاني 1422 / 27-06-2001
السؤال
أريد الزواج وأحب النساء لكن ليست لدي علاقات مع أي امرأة من غير المحرمات، ولهذا أسأل ماذا أفعل كي أتزوج ما هو المسموح به في البحث عن زوجة، أو الطريقة الشرعية التي أبحث بها عن زوجة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك أن تبادر إلى الزواج طاعة لربك، وامتثالاً لأمر نبيك صلى الله عليه وسلم، وتحصينا لنفسك، واستمتاعاً بما أحل الله لك، وطلبا للعقب الصالح.
قال الله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور:32].
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".(32/565)
وفي المسند والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة".
وأما عن طريق اختيار الزوجة، فأول خطوة منها هي: الاستخارة، ثم الاستعانة بالله تعالى وسؤاله سبحانه أن يوفقك ويهديك إلى ما فيه الخير والرشاد، ثم استشارة من تثق بدينه وورعه ونصحه وعقله وتجربته، فقد قيل: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
ثم - بعد هذا - ابحث عمن تلائمك وتصلح لك، واجعل الدين والخلق في مقدمة المعاير التي ستختار على أساسها زوجتك، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكون أساس الاختيار هو: الدين، لأن المتدينة أرعى لحقوق الله تعالى، وحقوق الزوج والأولاد والبيت، وليس معنى هذا إغفال المعايير الأخرى من جمالٍ وحسب، بدليل إرشاده صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يتزوج امرأة أن ينظر إليها، كما سيأتي إن شاء الله.
ومن طرق البحث أن توصي صالحات نساء أهلك وزوجات أصدقائك، ثم إن قدِّمت لك عدة خيارات فاستخر الله تعالى، واختر أحدها، ثم حاول مقابلة من وقع اختيارك عليها، وانظر منها إلى ما يدعوك إلى نكاحها، ففي المسند وسنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إليها فليفعل" زاد أبو داود قال جابر: فخطبت جارية، فكنت أتخبأ لها، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها.
وفي المسند وسنن الترمذي عن المغيرة بن شعبة قال: خطبت امرأة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنظرت إليها؟" قلت: لا. قال: "انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما".
ولا يشترط للرؤية إذن المرأة ولا إذن أوليائها عند جمهور أهل العلم اكتفاءً بإذن الشارع، ولعموم الأخبار في ذلك، مثل حديث جابر المتقدم.
ولك أن تنظر منها إلى وجهها وكفيها وقامتها وشكلها، ولك أن تتخاطب معها لتسبر عقلها، وتسمع منطقها، وتسألها عما تحب، وما لا تحب.
ثم إن وجدت ما يرضيك، فاستعن بالله تعالى واخطبها.
ولا تطلب المثالية في كل الصفات، فإن منال ذلك عسير، وننبهك هنا إلى أمرين:
الأول: أن لقاءك بها لابد أن يكون من غير اختلاء بها، وإنما يكون بحضور أحد محارمها هي، أو محارمك أنت من النساء.
الثاني: أنه إذا حصل ذلك اللقاء وجب عليك بعد ذلك أن تكف عن أي اتصالٍ بها، حتى يتم عقد الزواج بينكما، لأنها قبل إتمام عقد الزواج أجنبية عنك.
ثم إن تزوجتها فاستوص بها خيراً، واتق الله فيها، فإنها أمانة عندك، أخذتها بأمان الله تعالى، واستحللت فرجها بكلمة الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/566)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزوج يرتكب بعض المحرمات... هل أتم الزواج أم أطلب الانفصال؟
تاريخ الفتوى : ... 01 محرم 1425 / 22-02-2004
السؤال
أنا فتاة تزوجت بدون دخول (فترة خطبة)
و كان شرطي في الزواج أن يكون زوجي متدينا ، هو والحمد لله يصلي و يصوم و لكن عنده بعض الأمور التي يجعلها الشيطان مدخلا ليوسوس لي بتركه مثل الدخان ، التسرع في الحديث على الناس، التهاون في الصلاة في المسجد أحيانا، لأنه تعبان ، إنه كثير الكلام ، لا أعرف أحيانا أقول هذا ابتلاء من الله ولعله يتغير في المستقبل وأحيانا أخرى أقول يجب أن أتركه ولعل الله يرزقني زوجا غيره يعرف حقوق الله حق المعرفة و يحثني عليها
أريد المشورة ، وإن تركته هل علي إثم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الزوج قد خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فهو يصلي ويصوم، ولكن عنده أربعة أمور كما تقول الزوجة:
أولاً: التدخين: ومعلوم أن التدخين محرم، لما يترتب عليه من المضار المهلكة، وقد ثبت بشهادة الأطباء المختصين أن التدخين يدخل ضمن مسببات أمراض القلب، والجلطة الدماغية، وانتفاخ الرئة، والتهاب القصبة الهوائية، وضعف الإبصار، وتسوس الأسنان، والضعف الجنسي... فضلاً عن رائحته الخبيثة الكريهة.
ثانياً: كثرة الكلام: وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي" رواه الترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة: الثرثارون، والمتشدقون والمتفيهقون" رواه الترمذي وحسنه.
والثرثار هو: من يكثر الكلام تكلفاً.
والمتشدق هو: المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه.
من هنا نعلم أن الثرثرة مذمومة، وتعد من سوء الخلق.
ثالثاً: التسرع في الحديث عن الناس، وهذا أمر خطير، لأن الخوض في أعراض المسلمين بلا مسوغ لا يجوز، وربما أدى التسرع إلى الوقوع في الغيبة والنميمة والظلم والعدوان، وحرمة الغيبة والنميمة معلومة.
رابعاً: التهاون بشأن الصلاة في المسجد أحياناً.
ولا شك أن هناك أعذاراً شرعية تبيح التخلف عن صلاة الجماعة كالمرض، والمطر... إلخ، لكن المشكلة في التخلف بدون عذر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم(32/567)
لم يرخص للأعمى في ترك الجماعة، بل قال له: " أتسمع النداء؟" قال: نعم. قال: "فأجب، لا أجد لك رخصة" رواه مسلم.
وقد استدل كثير من العلماء بهذا الحديث وغيره على وجوب صلاة الجماعة، وبناء على ما تقدم فإننا نقول لهذه الزوجة: إذا كان هذا الزوج يقبل النصيحة، وعنده استعداد للتخلي عن الأمور الأربعة، أو بعضها بداية، فامنحيه فرصة وساعديه على ذلك، وإن وجدت منه إصراراً على التمادي على ما هو عليه، فلك أن تسعي في الحصول على الطلاق منه قبل أن يدخل بك، ويكون لك منه أبناء، لأن معاشرة هذا النوع من الناس ضرر، ومخالطته سم، ولا إثم عليك في طلب الطلاق مادام الدافع إلى ذلك هو ما ذكر.
أما قولك بأن الشيطان يوسوس لك بالسعي في الانفصال عن هذا الزوج من أجل التدخين.. إلخ، فهذا كلام قد لا يكون صحيحاً إذا استنفدت الوسائل المتقدمة، لأن الشيطان يحب المنكرات والمعاصي، ولا ينصحك بذلك، ولكن ما عندك من الفطرة السليمة والطاعة هو الذي يدفعك إلى إنكار ذلك.
وأما قولك أيضاً: - هذا ابتلاء من الله - نعم هو ابتلاء من الله، حيث كان الواجب السؤال عن الزوج قبل الزواج، وقبوله على أساس الدين والخلق، وعدم التهاون بذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي.
فإذا وجد خلل في دين المتقدم للزواج أو خلقه، فلا يزوج، وكان الواجب عدم قبول الزوج لأنه يدخن، فكيف إذا كان يدخن وعنده مخالفات أخرى.
وأما قولك: - ولعله يتغير في المستقبل - فكما أسلفنا إذا وجدت منه الجدية فعلاً والصدق والرغبة في التغيير، فامنحيه الفرصة.
وعليك بذكر الله، والالتجاء إليه بالدعاء أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، ولا تقدمي على أمر من الأمور إلا بعد الاستخارة والاستشارة، لأنه لا خاب من استخار، ولا ندم من استشار، كما نوصيك بطاعة الله والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وكل ما يقربك من الله، وأبشري بالفرج القريب من الله، فهو القائل: (ومن يتق الله يجعل الله له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق: 2-3].
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج المبكر
تاريخ الفتوى : ... 27 صفر 1422 / 21-05-2001
السؤال
ما هي نظرة الإسلام في زواج الشباب ذوي 16-18 سنة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الزواج في مثل السن المذكورة في السؤال مرغب فيه، لأنها هي السن التي تثور فيها الشهوة، ويصعب كبح جماحها. ويراجع الجواب برقم 3659(32/568)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
وقوع الاغتصاب على شخص لا يمنع زواجه من امرأة صالحة
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1422 / 10-05-2001
السؤال
الإخوة الاعزاء
ماهو حكم الشريعة الاسلامية في الطفل المغتصب وما هو الحكم في حق الفاعل ؟
وهل يحق لي الزواج من امراة صالحة لأنني عزفت عن الزواج لفترة طويلة تجاوزت 15 سنه وعمري الآن قريب من 32سنة .
أرجو منكم إجابة وافية تريحوا ها قلبي وأنا على ثقة بالله أنه سيخلصني من هذا العذاب النفسي
ولكم مني الدعاء
__________________________________________________________
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم بيان حكم من ارتكب جريمة اللواط وعقوبته تحت الفتوى رقم 1869
ولا حرج عليك في الزواج من امرأة صالحة، بل هو مندوب مستحب لك ولغيرك، وقد يجب النكاح إذا خاف
الإنسان على نفسه الوقوع في الحرام، ووقوع الاغتصاب عليك لا يمنع من طلب الزواج من المرأة الصالحة. وعلى فرض أن اللواط وقع برضاك، فإن كنت تبت إلى الله تعالى ولزمت طريق الهداية والاستقامة فنسأل الله أن يتجاوز عنك، وينبغي أن تعجل بالزواج طلباً للعفة والإحصان.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نشر إعلانات الزواج عن طريق الانترنت جائز بشروط
تاريخ الفتوى : ... 12 صفر 1422 / 06-05-2001
السؤال
تقوم بعض النساء عبر الانترنت بإرسال بعض الكلام إذا أردت زوجاً كأن تقوم بوصف نفسها مثلاً تصف شعرها وبدنها وبياضها أو أي شيء منها فهل هذا جائز أم أن هذا غير جائز؟ وما معنى الحديث: " لا تنعت المرأة المرأة لزوجها وأريد شرح الحديث وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/569)
فالحقيقة أن مواقع الزواج على الانترنت كثيرة، وهي بين مواقع متخصصة، وخدمات تقدمها بعض المواقع رغبة في تكثير عدد متصفحيها.
وانتشار هذه الظاهرة يدل على حجم وعمق المعاناة التي تعيشها المرأة المسلمة في مجتمعاتنا، التي جعلت الزواج صعباً، فصار الحرام أسهل من الحلال، حتى طلَّ علينا شبح العنوسة، وصار يهدد أمل الشباب في إقامة أسر سعيدة، ويقضي عليهم باليأس والقنوط، كل ذلك بسبب حيدة المجتمع عن الأخذ بأحكام الإسلام في تيسيره أمر الزواج، في هذا الوضع المزري الذي لولاه لما باحت العذراء ذات الخدر بسرها- والذي وجدت في الإنترنت سبيلاً للبوح به - مما يدل على عمق المأساة وحجم المشكلة.
هذا ما نظنه سبب المشكلة. أما الحكم عليها فيختلف باختلاف المواقع: فمنها الجاد الذي هدفه التوفيق بين الجنسين ويتخذ احتياطات جيدة في ذلك، فيقوم باستقبال الطلبات من الطرفين، ثم يقوم بالمطابقة بينها، ثم يُعْلِم الطرفين بذلك دون أن ينشر شيئاً من بياناتهما، وهذه الطريقة لا حرج فيها، بل هي من التعاون على البر والتقوى، مع التنبيه إلى أن الأمر بعد موافقة الطرفين يعتبر مجرد خطبة له أحكام الخطبة، أما الزواج فله شروطه التي يجب توافرها للحكم بصحته.
ومن المواقع ما هو هازل، أو ما يتخذ مسرحاً للفارغين، وذلك بأن ينشر الطرفان بياناتهما وعنوانهما، وهذا ما يجعل القضية محفوفة بالمخاطر، وسبيلاً للعب بعواطف البنات، والتغرير بهن. فينبغي اجتناب هذه الطريقة سداً للذريعة المفضية إلى ما لا تحمد عقباه.
أما الحديث المذكور قصته: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها، فقد رواه البخاري وغيره. وحكمة النهي فيه - كما يقول العلماء- هي خوف أن يعجب الزوج الوصف فيفضي إلى تطليق الواصفة لأنها دون من وصفت، أو الافتتان بالموصوفة. وهذا في غير طالب الزواج، أما طالب الزواج فيجوز له رؤية من يريد نكاحها في غير خلوة، فمن باب أولى أن توصف له.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج من مجهولة النسب
تاريخ الفتوى : ... 30 محرم 1422 / 24-04-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو أن تتفضلوا علي بالإجابة على هذا السؤال داعيا لكم بالخير والتوفيق :
ما حكم الزواج بمجهولة النسب مثل بنت الزنا ؟ وما آثار الزواج إن حصل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/570)
فإن الزوجة سكن للزوج وحرث له وأم أولاده وموضع سره ونجواه، وهي أهم ركن من أركان الأسرة. من أجل هذا عني الإسلام باختيار الزوجة الصالحة، وجعلها خير متاع ينبغي التطلع إليه والحرص عليه.
وقد وضع الشارع ضوابط ومزايا ينبغي توفرها في المرأة المخطوبة، وأهم هذه المزايا وأعظمها أن يكون الدين متوفراً أولاً، فإن الدين هداية العقل والضمير، ثم تأتي بعد ذلك الصفات التي يرغب فيها الإنسان بطبعه. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع: لما لها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه الشيخان وأصحاب السنن ما عدا الترمذي، ويضع تحديداً للمرأة الصالحة فيقول: "خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظك غيبتك في نفسها ومالك" رواه الطبراني وغيره. وينبغي كذلك أن تكون معلومة النسب من بيئة كريمة معروفة بالصلاح والبعد عن الانحرافات النفسية، إذ هي المنجبة للأولاد وعنها يرثون كثيراً من المزايا، وفي أحضانها يتكون الطفل ويكتسب كثيراً من تقاليده وعاداته، ويتعرف على دينه، ويتعود السلوك الاجتماعي، فإذا أهمل هذا المبدأ ربما تكون نتيجة الزواج مُرَّة وتنتهي بنتائج ضارة مثل: عدم استقرار الزوج وأولاده.
وانطلاقاً من عده صلى الله عليه وسلم "الحسب" من الأسباب التي تنكح لها المرأة يكون الزواج بمجهولة النسب مطلقاً - سواء كانت بنت زنى أو غير ذلك- مع القدرة على نكاح غيرها خلاف الأولى. ولا يلزم من كونها مجهولة النسب أن تكون سيئة المنبت، فقد تكون تربيتها حسنة، وعلى كل حال فالأولى أن ينكح مجهولة النسب من هو مثلها لأن الحسب يتفاوت أهله في الشرف، ولكن من لا نسب معروفاً لها لا تدخل في شيء من ذلك. ولما يترتب على نكاحها من المفاسد على زوجها وذريتها بين الناس غالباً، كما أسلفنا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأدلة المبيحة لعرض البنت للزواج
تاريخ الفتوى : ... 25 محرم 1422 / 19-04-2001
السؤال
السلام عليكم أبلغ من العمر 27 سنة ولم أتزوج إلى الآن كل من هم في سني عندهم أولاد أنا بحاجة للزواج فأنا علي خلق وأصلي ولدي شهادة لكن لا أحد يتقدم لي لا أعلم لماذا مع العلم أن أبي لا يطلب المهر الغالي فقط يريد الرجل الذي يصلي ويعرف ربه أنا أخاف من العنوسة وأمي ترفض الذهاب بي إلي الخاطبات بحجة أن أبي لا يرضى فماذا أفعل قطار العمر يجري وهل أذهب إلى الخاطبة من غير علم أمي وأبي أم أصبر ماذا أفعل أرشدوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/571)
فإن عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه، أو فضله، أو علمه، أو غير ذلك من خصال الدين جائز شرعا، ولا غضاضة فيه. بل هو مما يدل على شرفها، فقد أخرج البخاري من حديث ثابت البناني قال: كنت عند أنس رضي الله عنه وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة؟، فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها واسوأتاه واسوأتاه! قال: هي خير منك، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها. وقد أخرج البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب عرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان رضي الله عنه حين تأيمت من خنيس بن حذافة السهمي رضي الله عنه. وقد عرض الرجل الصالح إحدى ابنتيه على موسى عليه الصلاة والسلام المشار إليه بقوله تعالى: (إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) [القصص: 27]، وبما أن خطبة المرأة تكون إلى وليها لما روي عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما أخرجه البخاري، فيجوز أيضا أن تخطب المرأة الرشيدة إلى نفسها.
وانطلاقاً من عموم استحباب العرض على الولي والمرأة معاً، وأن كلا منهما محل للخطب، فينبغي لأبوي هذه المرأة عرضها على من يجوز العرض عليه شرعاً، إذا توفرت الوسائل المشروعة لذلك، وانتفت الموانع خشية أن يكون في عدم مساعدتها على ذلك نوع عضل. والعلم عند الله تعالى.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مدى مشروعية اشتراط أن تكون الزوجة عاملة
تاريخ الفتوى : ... 24 محرم 1422 / 18-04-2001
السؤال
ما حكم من يشترط في زوجة المستقبل أن تكون عاملة حتى تساعده في أعباء المعيشة مع علمه بما سيضحي به من استقرار منزلي .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد طغت النظرة المادية حتى غدت هي القطب الذي تدور حوله رحى الحياة، وأصبح الكثيرون لا يلقون بالاً للمعاني الجليلة، حتى في أخص مكونات أسرهم كالزوجات، وغدا أمر عملهن شرطاً يقدَّم على غيره من الشروط، حتى قيل في حال هؤلاء تندراً " فاظفر بذات الراتب تربت يداك" .
ولا شك أن المسألة إن تمت الموازنة فيها بين راتب المرأة وبين الاستقرار الأسري فاختير الأول، لا شك أن ذلك من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
أما عن مشروعية اشتراط الزوج غنى المرأة أو عملها فلاشك في جواز ذلك، إذ هو أحد مقاصد الناس في النكاح، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"
متفق عليه.(32/572)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدين والخلق مقياس المتقدم للخطبة
تاريخ الفتوى : ... 16 محرم 1422 / 10-04-2001
السؤال
شاب تقدم للزواج من أختي ، متدين و ذو مكانة اجتماعية جيدة و هو يراها منذ سنوات ، فوسط أحدا لهذا الأمر ولكن شكله ليس مقبولاً بدرجة كبيرة . فهل تقبله أم ترفض؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا الشاب مرضيّاً في خلقه ودينه، فلا ينبغي رفضه، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". قال: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. ثلاث مرات" كما في سنن الترمذي.
وينبغي السؤال عنه، وعدم الاكتفاء ببعض المظاهر التي ينخدع بها الناس، فمن زكاه جيرانه وأهل العلم والصلاح القريبين منه، فهو المرضي في خلقه ودينه. وحرى بمثله أن يزوج.
وإن من حق الفتاة المتقدم إليها أن تراه، وأن يكون لها الخيرة في قبوله أو رفضه، وأن تحرص على صلاة الاستخارة قبل إعلانها القبول أو الرفض.
ونسأل الله لكم التوفيق والسداد. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو الحجة 1424 / 17-02-2004
السؤال
إنني شاب في السابعة والعشرين من عمري التقيت بشابة مؤمنة تقية صالحة في مكان عملي تكبرني في السن بثمان سنوات وعرضت عليها الزواج فوافقت بشرط موافقة أهلي، لكني أواجه رفضاً ومعارضة شديدة من قبل والدي ووالدتي ، فهل أخالف أهلي في هذا الزواج وأكسب عقوقهم وغضبهم علي أم أطيعهم وأطرح فكرة الزواج من هذه الشابة المؤمنة الصالحة(علماَ أننا متكافئان من جميع النواحي)؟ وهل مسألة فرق العمر بحيث تكون الزوجة أكبر من زوجها مكروه في ديننا؟
أم هل تؤثر في مستقبل العلاقة الزوجية؟
شكراً لكم مقدما على إجابتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(32/573)
فإذا كانت هذه الفتاة مؤمنة تقية صالحة حقاً، فحاول إقناع والديك بزواجك منها، وذكرهم بقوله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم.
أما إذا لم يوافقا على ذلك لأجل فارق العمر بينك وبين تلك الفتاة، فننصحك بعدم عقوقهما، والحرص على رضاهما، لأنهما بلا شك يريدان مصلحتك، ورأيهما ناشيء عن تجربة وخبرة في الحياة، ولأنك لو تزوجت بغير رضاهما فقدت رضاهما، وربما لم توفق في زواجك أيضاً.
وإن تركت هذا الزواج طاعة لهما، فأحرى أن يعوضك الله خيراً مما تركت.
أما مسألة فرق العمر بين الزوجين فهو أمر نسبيّ يختلف تأثيره من فرد لآخر، ومن بيئة لأخرى، فالفارق البسيط لا يؤثر، وربما كان كبر سن المرأة عن الرجل مؤثراً أكثر من كبر سن الرجل، وذلك راجع لخصائص كل من الرجل والمرأة، علماً بأن زواج الرجل بامرأة أكبر منه سناً ليس مكروهاً في الدين، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين (خديجة) ـ رضي الله عنها ـ وهي أسن منه ببضع عشرة سنة، وتزوج (عائشة) ـ رضي الله عنها ـ وهو أسن منها بكثير.
لكن يرفض كثير من الآباء والأمهات زواج الرّجل بامرأة تكبره سناً، لما قد يكون له من آثار سلبية على مستقبل العلاقة الزوجية، ومن هذه الآثار أنه ربما ندم الزوج على زواجه لظهور علامات الكبر على الزوجة مبكراً، ففكر بالزواج من أخرى، أو ربما كانت المرأة الكبيرة ترى أنها الأكبر فتفرض سيطرتها على الزوج، وتحول بينه وبين كمال القوامة على البيت والأسرة.. إلخ.
وأخيراً ننصح السائل ـ الكريم ـ بالاستشارة والاستخارة وتفهم حال الوالدين، والنظر إلى هذه المسألة برؤية شاملة، وفقك الله لما فيه صلاحك. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج مع فارق السن لايضر مع التراضي
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو القعدة 1422 / 21-01-2002
السؤال
1-هل فرق السن الصغير بين الرجل و المرأه يعتبر عائقاً شرعياً للزواج ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فوجود الفارق العمري بين الزوج والزوجة أمر شائع في الوجود، غير منكر في الشرع، ومدار الأمر على الاستقامة والديانة، وقد كان بين نبينا صلى الله عليه وسلم وأزواجه فروق في السن، فقد تزوج خديجة رضي الله عنها وهي أسن منه ببضع عشرة سنة، وتزوج عائشة رضي الله عنها، وهو أسن منه بكثير.
والحاصل أن الفارق في السن ، قليلاً كان أو كثيراً لا يعتبر مجرد وجوده عائقاً شرعياً، وليس له أثر سيئ في الحياة العملية المشاهدة، إلا عند ضعف الدين والخلق، أو قيام مانع آخر يمنع من قيامه بواجبات الحياة الزوجية ومتطلباتها. والله أعلم.(32/574)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من مدخن
تاريخ الفتوى : ... 11 شوال 1421 / 07-01-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله ..تقدم لخطبتي شاب من العائلة، وهو رجل يصلي ويصوم أي يقوم بأساسيات الدين ولكنه مدخن ويستمع للأغاني ولقد استخرت الله ولكني ما زلت حائرة فأنا من جهة لا أستطيع الموافقة لأنه ليس الرجل الذي أتمناه، فأنا أريد رجلا ملتزما دينيا، ومن جهة أخرى أخاف من حدوث مشاكل في العائلة برفضي له تسبب قطيعة في الرحم .. أرجو الأفادة بأسرع وقت لأنهم ينتظرون ردي...مع جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشاب الذي ذكرت في سؤالك مبتلى بالإدمان على شيئين كلاهما محرم على الصحيح، وكما حث الشارع الحكيم الرجل على أن يظفر بذات الدين إذا أراد الزواج، حث المرأة كذلك على الزواج بمن يُرضى في خلقه ودينه، فقال صلى الله عليه وسلم: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" رواه الترمذي. وقد دل الحديث بمفهوم المخالفة على أنه إذا تقدم من لا يرضى عن دينه فإنه لا يزوج، كما هو الحال بالنسبة لهذا الشاب، فمن المعلوم أن من ابتلي بالتدخين فإن تأثيره يتعدى لغيره ممن يسكنون معه في مكان واحد كما ثبت ذلك طبياً، ينضاف إليه أن هذا النوع من الأزواج ربما كان قدوة سيئة للزوجة والأبناء فيقلدوه فيما يفعله من تدخين واستماع أغان، ولا شك أن المتصف بهاتين الخصلتين أو نحوهما من المنكرات كأكل الربا والعمل في البنوك. أو أماكن المنكرات ليس ممن يرضى ديناً وخلقاً، ونحن نوافقك على أن لك الحق في اختيار الزوج المناسب ما وسعك ذلك، كما ننصح ولي أمرك ألا يكون حجر عثرة في سبيل هذا الاختيار، وعليه أن يحمد الله جل وعلا على أن رزقه بفتاة صالحة تريد الصالحين، وعلى كل فالحاصل أن عليك أن تحاولي أن تقنعي أهلك بأن مثل هذا الرجل -وإن كان من وسط العائلة- ليس بجدير بأن يحرص على الارتباط به.
فإن اقتنعوا بذلك فذلك، وإلا فإن أبدوا لك وجهاً مناسباً كأن تكون قد تقدمت بك السن وخشيت ألا تجدي غيره ونحو ذلك فاستخيري الله تعالى، وأقدمي على الموضوع وركزي على دعوة الرجل إلى الخير، فكم من امرأة كانت سبباً في إصلاح رجل.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا كنت غير مطمئن على استمرارية هذا الزواج فلا تقدم عليه.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال(32/575)
الزواج من امرأة أكبر سنا غيرمحرم أومكروه........ سهل من الممكن الزواج من هذه المرأة ولكنه توجد ريبة في قلب الزوج على مستقبل هذا الزواج؟؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقول الفصل في هذه المسألة قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين" متفق عليه.
فإذا كانت من ترغب الزواج منها امرأة صالحة ديّنة، فلا ينبغي أن تتردد، وفرق السن لا يؤثر كثيراً حيث وجد الدين من الطرفين، وعرف كل إنسان ماله وما عليه، وإذا كان فارق السن بينكما يؤثر في نفسك، فلا تقدم على أمر لا تجد نفسك مطمئنة إليه، وستجد ممن يصغرنك سناً فتيات متدينات، لأن في إقدامك بدون طمأنينة ضرراً عليك وعلى المرأة التي تخاطر بمستقبلها، ومع ذلك فينبغي أن يفوض المسلم أمره إلى الله، ليزول عنه الخوف والقلق، فإن المستقبل بيد الله، والله لا يضيع عباده الصالحين، بل هو معهم بتأييده وحفظه ونصره.
قال الله تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل: 97]. وقال: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [العنكبوت: 69]. وقال الله في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني) متفق عليه.
وينبغي للمؤمن ألا يقدم على أمر حتى يصلي صلاة الاستخارة، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزوجي صاحب الدين والخلق ولو كان من جنسية لا ترغبينها.
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الأول 1422 / 04-06-2001
السؤال
أنا فتاة لا أحب عاداتنا ولاتقاليدنا- أعتز بديني كثيرا ولي حق بأن أقول هذا لا أريد الزواج من سعودي الجنسيه أبدا لأني لن أسعد معه لابأس بعربي من أي مكان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخيروا عروقكم-أبي يرى أن السعودي هو الأفضل وأنا لا أرى ذلك.
من حقي كمسلمة أن أختار ما أريد وتقاليدنا تقول من حق الأب أن يختار لابنته! أين حرية المرأه الرجل يختار مايريد والمرأة تاخذ مايفرض عليها ؟؟-هل يجوز لي أن أتزوج من من يناسبني حتى ولو كان من غير رضى أبي-- أمي راضية بذلك لأنها تعرف شخصيتي لاتناسب السعوديين أنا إنسانة حرة لايقيدني إلا الدين و الإسلام؟؟؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن العادات والتقاليد يجب أن تكون تابعة للدين وموافقة له، أما إذا كانت غير موافقة للدين فيجب تركها والتخلي عنها، وإحلال الدين محلها، لأن ديننا(32/576)
الإسلامي دين عظيم شامل كامل، وفيه الحل لكل المشكلات والمعضلات، وقد كفل للمرأة حريتها، وأعلى من شأنها وكرمها أماً وبنتاً وأختاً وزوجة، وقد وصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً فقال: " استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوان عندكم" رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وعوان أي أسيرات: شبههن الرسول صلى الله عليه وسلم بالأسيرات شفقة ورحمة، وقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا بد من استئذان النساء قبل تزويجهن، فقال صلى الله عليه وسلم: " الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها" رواه مسلم وأصحاب السنن. والأيم في الأصل من لها زوج، والمراد هنا عند الشافعي: الثيب بأي طريق كان، يفيده عطف البكر عليها: والمراد بالثيب: المرأة التي فارقت زوجها، أو دُخِلَ بها.
وقد اتفق العلماء أنه لابد من رضا الثيب، قال الإمام ابن رشد: وأما النساء اللاتي يعتبر رضاهن في النكاح: فاتفقوا على اعتبار رضا الثيب البالغ، لقوله صلى الله عليه وسلم: " والثيب تعرب عن نفسها" (رواه أحمد وابن ماجه، والبيهقي) إلا ما حكي عن الحسن البصري. انتهى انظر بداية المجتهد (3/941- 942 كتاب النكاح.
أما البكر البالغ فهل يجوز للأب إجبارها أم لا؟ وقع الخلاف في ذلك والصحيح أنه لا يجوز إجبارها، ولا بد من اعتبار رضاها، وهو مذهب الأوزاعي، والثوري، وأبي عبيد، وأبي ثور، وأصحاب الرأي وابن المنذر، والإمام أحمد في رواية ثانية لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن" فقالوا: يا رسول الله فكيف إذنها ؟ قال: " أن تسكت " متفق عليه. ولما رواه أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم" قال الإمام ابن قدامة: ولأنها جائزة التصرف في مالها، فلم يجز إجبارها كالثيب والرجل. انتهى من المغني (7/379) وبناء على ما تقدم فإن الفتاة البالغة لا يجوز أن يجبرها أحد على الزواج ممن لا ترضاه إذا كانت لم ترضه لعيب في دينه أو خلقه، أو عيب في خلقه لا تطيق معه العيش وإذا أجبرت فيمكنها أولا الاستعانة ببعض المشايخ أو الفضلاء من عقلاء القوم لإقناع الأب بأن ذلك الرجل لا يناسب الفتاة، فيصلح بين الفتاة وأهلها، وإذا لم تنفع وسائل الإصلاح فيمكنها الذهاب إلى المحكمة، وكذلك إذا منعها الأب من الزواج من الكفؤ المستوفي للشروط دون سبب وجيه، فلها الذهاب إلى المحكمة ليزوجها القاضي منه. أما السؤال عن الزواج بغير رضى الأب، مع أن الأم راضية فالجواب عنه أن جمهور العلماء على أن الولي شرط في صحة النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم" لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل " رواه أصحاب السنن،
وأحمد، والبيهقي. فلا يجوز الزواج بغير رضى الأب، ولا يكفي رضا الأم، وللأم أن تقنع الأب بما يناسب الفتاة، ونصيحتنا لهذه السائلة الكريمة، ألا تقبل إلا بمن كان مرضي الدين والخلق لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" رواه الترمذي وابن ماجة غيره، فإذا كان الخاطب صحيح الاعتقاد، محافظاً على الصلوات، مؤدياً للفرائض، مجتنباً للكبائر، مشهوراً بحسن الأخلاق(32/577)
والسيرة، فاقبلي به، لأن هذا هو الكفؤ، فاحرصي عليه دون سواه وأما المشكلة التي تتحدثين عنها، وهي أنك ترفضين الزواج من أي شاب من بلادك- بغض النظر عن الصالح وعدمه- فإننا نرى أنك قد بالغت في التشاؤم، ولذلك عممت الحكم، وهذا غير سديد، ولعلك كنت متأثرة بصحبة أو قرابة من جهة الأم، أو أنك عشت لفترة معينة في بلد ما خارج بلد أهلك ... ونحواً من ذلك والذي نظنه أن في بلادك من الشباب الأخيار، ذوي الثقافة العالية والأفق الواسع ما يتوافق وتطلعاتك العاجلة، كما أن زواجك من فتى مهذب من بيئتك له عواقب حميدة ربما لم تتنتبهي لها، منها: - الارتباط بالأهل والأقارب، والفتاة بحاجة إلى أقاربها وعشيرتها، فإن الدهر قُلَب. وإذا لم تكن علاقتك بزوجك على ما يرام فلتتوقعي مشاكل، ربما لا قبل لك بها.
- هل فكرت في الذرية من بعدك، محاضن تربيتهم، والبيئة التي ينشأون فيها، وعلاقاتهم، إن البيئة التي تعيشين فيها الآن بيئة طبية، وإن كانت لك عليها ملاحظات، لكن كما قيل: ستعرفني إذا جربت غيري.
- لعل البيئة القريبة التي تعيشين فيها غير مريحة، وهذا لا يعني أن المناطق كلها نسخة مكررة، بل إن هناك فروقاً كبيرة بين إقليم وآخر من أقاليم البلد الواحد، فحاولي أن تستبدلي البيئة القريبة ببيئة أخرى أكثر مناسبة لك. وهذا غير متعذر. فيمكنك أن تتزوجي من شاب مستعد للانتقال، أو أي شاب من منطقة أخرى من بلادك.
- رأي أبيك رأي وجيه، فلا تتعجلي في رفضه، فهو ناصح لك بلا شك، ولا نرى أنه يسعك مخالفته في أصل الفكرة، لكن من حقك أن تشترطي صفات معينة صالحة في زوج المستقبل، في حدود بلادك الواسعة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ابتعد عن المرأة التي نبتت في منبت السوء واختر المرأة الصالحة
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
تمت خطبتي من حوالي سنة وبعد معاشرتي لعائلة خطيبتي وجدت العائلة مفككة تماما حيث الأب مشغول طوال اليوم بعمله والأبناء دائمو الخروج بدون رابط أو راع والأم لها بعض العلاقات المشبوهة مع رجال آخرين وفي نفس الوقت اكتشفت أن لخطيبتي خالة سيئة السمعة تتحدث مدينتهم بكاملها عن علاقاتها وأفعالها أما خطيبتي فكانت متحررة زيادة عن الحد ولا تصلي ولا ترعى حقوق الله في معاملة الزوج وكنت قد قررت الانفصال عن هذه العائلة المشينة لولا خطأ أخطأته وهو أن خطيبتي استدرجتني لعمل الفاحشة معها وبما أنني عديم الخبرة لم أعرف إن كانت عذراء قبل ذلك أم لا ولكني تبت وأنبت إلى الله. سيدي الفاضل نصائح كل كبار السن وأعمامي أن أترك نسب هذه العائلة لما فيه من ضرر لمستقبلي ومستقبل أبنائي وصدقني سيدي الفاضل هذا هو ما اقتنعت به ولكني خائف من الله أن أكون أنا السبب في فقدانها عذريتها علما بأن قريبا لي بحت له بسري فقال لي ليس أنت(32/578)
من فعل ولكن هي كانت كذلك وجاء لي بدليل أنها كانت تسافر مع خالتها برفقة شباب أغراب ويقضون معهم أياما طويلة في فنادق سياحية وعلى الرغم من هذا الخبر والذي أكده لي كثيرون من المقيمين في بلدتنا إلا إنني مازلت خائفا من حساب الله سبحانه وتعالي ماذا أفعل هل أستمر معها وأحاول الإصلاح الذي فشلت في عمله معها أم أبتعد ؟ وماذا سيكون موقفي من ربي أفيدوني وأريحوا ضميري؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، فعلى ضوء هذا المنهج النبوي الشريف، وحسب تقسيمه للناس في رغبتهم لا يكاد يخرج شيئ من الأنكحة عن هذه المقاصد الأربعة . ونحن يجب أن نختار لأنفسنا في شريكة الحياة أعلى المراتب - وفق ترتيب الشارع- وليس أدناها ، لأن الإنسان محبٌ للرقي في مراتب الدنيا والآخرة . ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدنيا متاع ، وخير متاعها: المرأة الصالحة " رواه مسلم. هذا قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي ليس بعده قول، ونصيحة ما بعدها نصيحة ، وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله" رواه ابن ماجه وفي سنن أبي داود أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم على المرأة الصالحة أنها كنز فقال: "ألا أخبرك بخير ما يكنزه المرء: المرأة الصالحة ... الحديث
فالزوجة الصالحة تعين زوجها على أمور الدنيا والدين، فهي تطيع زوجها ولا تعصيه إلا إذا أمرها بمعصية فإنها لا تطيعه فيها، وهي تعرف حقوق الزوج فتتزين له وتتجمل، فإذا نظر إليها سرته، وتبر قسمه، لأنها تعرف أن طاعة الزوج من طاعة الله، وتحفظ غيبته زوجها، فتحافظ على ماله، ولا تفرط في عرضها ونفسها، ولا تخون زوجها أبداً. فإذا كانت المرأة كذلك شعر الزوجان بالأمن والأمان، ووثق كل منهما بالآخر، واطمأن الزوج على أولاده لأن الأم الصالحة تربيهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، وكما يقول شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
ولتعلم أخي السائل الكريم أن الأبناء يتأثرون بالأقارب من جهة الأب والأم، وربما يقتدون بهم، فإذا كانت خطيبتك بتلك الصفات التي ذكرتها وتزوجت، فإنك ستتضرر ولا شك، لأن أم هذه المرأة على علاقات مع رجال آخرين كما ذكرت، أي جدة الأولاد فيما بعد بهذه الصفة وهذا عار ما بعده عار، وكذلك خالة خطيبتك ... ..إلخ. إذاً هي عائلة سيئة السمعة كما ذكرت، بل إن المدينة بكاملها تتحدث عن علاقة الخالة السيئة، وقد نصحك كل كبار السن وأعمامك بترك الارتباط بهذه العائلة وهم على حق، وأما ما وقعت فيه من خطيئة مع تلك المرأة فلا شك أنه كبيرة عظيمة، ومن أعظم أسبابها التساهل في العلاقات قبل الزواج، وهي عادة محرمة وعلاقة(32/579)
منكرة، ولكنك تبت والحمد لله منها نسأل الله أن يتقبل منك، وأن تكون توبة نصوحاً أي صادقة، فلا تستمر معها أبداً ولا تفكر بها، وسواء كانت عذراء أو غير عذراء قبل فعلك المنكر فلا عبرة بذلك، وخاصة في مثل حالتك فأحسن علاقتك بالله وأكثر من الأعمال الصالحات، وإن أتيت بحج أوعمرة فحسن. قال تعالى: ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) [الفرقان:70] .
وقال صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وأحمد والحاكم وصححه فإذا أكثرت من الطاعات، وابتعدت عن كبائر الذنوب فإن الله يتوب عليك بفضله ومنِّه وكرمه ومشيئته : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [البقرة:222] نسأل الله أن يوفقك في شئون دينك ودنياك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الفارق في العمر ليس مبرراً لترك الزواج من الفتاة.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
توفي والدي رحمه الله وأمر في وصيته أن أتزوج فتاة أنا لا أحس بأنها ستكون مناسبة لي فماذا أفعل؟(الفتاة أصغر مني ب20سنه)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المواصفات التي عادة ما تدعو الرجل إلى نكاح المرأة قد بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه وهو قوله: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فالمرأة المتدينة الصالحة هي التي ينبغي للرجل أن يسعى للظفر بها.
فإذا كانت المرأة أو الفتاة التي أوصاك أبوك بالتزوج بها من ذوات الدين، فلا شك أن التزوج بها فيه امتثال لما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما أوصى به أبوك، والفارق العمري بينكما لا عبرة به، ولا يؤثر على سعادة الحياة الزوجية واستمراريتها، فقد تزوج عمر رضي الله عنه أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما، وهو أكبر منها بأربعين سنة تقريباً، لأنها ولدت في حدود سنة ست من الهجرة.
وإن لم تكن تلك الفتاة من ذوات الدين والصلاح فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يمتثل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من مسلمة غير متحجبة
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1422 / 05-07-2001(32/580)
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم أمابعد: هل يصح الزواج من فتاة مسلمة لكنها لا ترتدي الحجاب الإسلامي ؟ لكم الشكر الجزيل!
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيصح الزواج من الفتاة المسلمة غير المتحجبة، ويجب على من تزوجها أن يلزمها بالحجاب الشرعي، ولا يسمح لها بالتبرج، وهو مسؤول عنها أمام الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته " كما في الصحيحين. وقال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) [التحريم: 6] وإذا علم هذا الرجل أنه لن يستطيع القيام بهذه المسؤولية فلا يتزوج هذه المرأة.
ونحن ننصح كل من أراد الزواج أن يجعل معيار الاختيار للزوجة هو ذلك المعيار الذي أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحب قبل الزواج وحكمه.
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الأول 1422 / 19-06-2001
السؤال
هل ما نسمع عنه اليوم من حب قبل الزواج جائز؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحب قبل الزواج لا يخلو من أمرين:
الأول: أن لا يكون للإنسان كسب فيه ولا يسعى إليه كأن يسمع رجل بامرأة أو يراها نظر فجأة فيتعلق قلبه بها، فإن اتقى الله تعالى، ولم يدفعه هذا التعلق إلى طلب شيء محرم من نظر أو مراسلة أو مواعدة، وسعى إلى الارتباط الحلال بهذه المرأة عن طريق الزواج كان مأجوراً مثاباً على صبره وعفته وخشيته وتقواه.
والثاني: أن يكون هذا الحب واقعا باختيار الإنسان وسعيه وكسبه: كحال من يتساهل في النظر إلى النساء، والحديث معهن ومراسلتهن، وغير ذلك من أسباب الفتنة، فلا مرية في أن هذا الحب لا يبيحه الإسلام ولو كان في النية إتمام هذا الحب بالزواج.
فالنظر المحرم، والخلوة المحرمة، والمواعدة الآثمة لا يبيحها نية الزواج، ومن طلب توفيق الله تعالى في زواجه لم يبنه على الحرام الذي يوجب غضب الرب وسخطه.
والله أعلم.(32/581)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
على المسلمة ألا تقبل الزواج إلا من صاحب الدين والخلق
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الأول 1422 / 19-06-2001
السؤال
ما حكم زواج فتاة متحجبة من رجل غير متدين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه ينبغي للمرأة المسلمة، ألا تقبل الزواج إلا ممن يُرضى دينه وخلقه، كما أن الرجل ينبغي له، أن يظفر بذات الدين، لما يترتب على الزواج من طول الصحبة ووجود الأولاد. وضعف الدين وقلة الالتزام بالشرع تعود بالخلل الكبير على البيت ومن فيه.
ومما لا يخفى على أحد أن الناس متفاوتون في درجة إيمانهم وتمسكهم بدينهم، فقد يكون الرجل صالحاً لكنه يقصر في بعض الواجبات، أو تضعف نفسه أمام بعض الحرمات.
وقد يكون تقصيره عائداً على أصل الدين بالهدم، كما لو كان منتمياً لأحد المبادئ المنحرفة كالشيوعية والعلمانية.
وقد يكون تاركاً للصلاة، وفي كون هذا مسلماً قولان للعلماء، وقد يكون مدمناً للخمر، غارقاً في الشهوات، منشغلاً بالسهر، والسفر، وأصدقاء السوء.
ونحن لا ندري تحت أي هذه الأنواع يندرج سؤالك، لكن لا ينبغي أن يختلف في منع المرأة المسلمة من الزواج بتارك الصلاة، أو مدمن الخمر، أو من متبدع، أو منتسب إلى مذهب مادي منحرف عافانا الله جميعاً من ذلك.
وما نوصيك به: أن لا تقبلي الزواج من أحد حتى تسألي عن دينه وخلقه والتزامه بالصلاة والمسجد، وحتى تعرفي أهله وأصحابه، وألا يصرفك عن هذا البحث كثرة ماله، أو رفعة نسبه، أو علو وظيفته، فإن هذا كله لا يغني في (دنيا الزواج) شيئاً، وكم جلبت امرأة التعاسة لنفسها حين أمكنت رجلاً سيئاً من نفسها، وحكّمته في حياتها وحياة أولادها، نسأل الله أن ييسر لك الخير، وأن يدفع عنك السوء. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأولى للفتاة أن تختار صاحب الدين والأخلاق
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
هل للفتاة حق في اختيار زوجها الذي يتصف بالأخلاق الإسلامية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:(32/582)
يحق للفتاة أن تحدد مواصفات الرجل الذي تريد أن تقترن به، لكن عليها وعلى وليها أن يجعلا اعتبار الأخلاق الإسلامية كالتقوى والورع والعلم فوق كل اعتبار. والنبي صلى الله عليه وسلم حث الرجل على الظفر بذات الدين، والمرأة مثله في ذلك وقد استشار رجلٌ أحد السلف فيمن يزوج ابنته فقال زوجها ممن يتقى الله تعالى، فإن أحبها أكرمها وإن كرهها اتقى الله فيها والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من امرأة تتشبه بالرجال
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1422 / 05-07-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم الزواج بمن تشبهت بالرجال مثل لبس البنطلون أو غيره؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
من أراد الزواج فليكن هدفه الأول انتقاء المرأة صاحبة الدين التي تخاف الله وتراقبه في حياتها ولباسها وعبادتها.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
ولا ينبغي الزواج بالمرأة التي تتشبه بالرجال في مشيتها ولباسها وصوتها وخروجها فقد روىالبخاري عن ابن عباس قال: "لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال". إلا إذا استطاع الزوج بالنصيحة والوعظ أن يغير حياة زوجته ويرجعها إلى الصواب والحق.
لكن يستفسر من السائل عن المقصود بلبس الزوجة البنطال: هل تلبسه لتخرج به وتظهر به أمام الرجال والنساء فإن كان ذلك فقد استحقت اللعنة ووقعت في الحرام.
أما إن كانت تلبسه لتتزين به لزوجها خاصة وفي بيتها فلا حرج عليها في ذلك، لعموم الإذن بالتزين للزوج، ومعلوم أن المرأة تلبس وتتزين أمام زوجها بما شاءت، شريطة ألاّ تفعل شيئاً من ذلك تشبهاً. والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مقياس الرفض والقبول في الزواج الدين
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يأثم من رفض تزويج بنته لمسلم ولكن ليس له عمل مع الدليل؟ وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: مقياس الرفض والقبول في هذه القضية هو الدين كما قال عليه الصلاة والسلام: "إذا جاءكم(32/583)
من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" .[ رواه الترمذي]. فعلى ولي أمر هذه البنت أن يتقى الله فيها فلا يزوجها إلا من الرجل الصالح الذي يكون سبباً بإذن الله لبقاء البيت على الخير والصلاح وتربية الأسرة تربية إسلامية صحيحة . ومن حقوق المرأة على زوجها النفقة عليها بالمعروف قدر المستطاع لقوله تعالى: (لينفق ذو سعة من سعة ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله * لا يكلف الله نفساً إلاّ ما آتاها ). [الطلاق : 7]. وهذا الزوج المتقدم قد لا يكون عنده وظيفة أو عمل كما في السؤال ولكنه ليس بالضرورة أن يكون معدماً - فإن كان عنده ما يقيم به أسرته ولو يسيراً فإن مثله لا ينبغي أن يرد إذا كان ذا دين ، وكان رشيداً عاقلاً أميناً . والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تجبر المرأة على الزواج من رجل لا ترغب فيه
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
ماحكم إجبار البنت على الزواج من شحص دون موافقتها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فلا تجبر المرأة على الزواج من رجل لا ترغب فيه لما في ذلك من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولما ينشأ عنه من مشاكل وعدم استقرار في الحياة الزوجية ذلك لأدلة كثيرة منها ما في صحيح مسلم والمسند والسنن عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأيم أحق بنفسها من وليها. والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها". وفي الصحيحين والمسند عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر. ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت" وفي المسند وسنن الدارمي عن أبى موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تستأمر اليتيمة في نفسها فإن سكتت فقد أذنت وإن أبت لم ُتكره>. ومن أهل العلم من أجاز جبر الأب أو وصيه للبكر خاصة وهو مذهب المالكية.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو الحجة 1424 / 17-02-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماحكم امراة تقدم إليها شاب ملتزم بالكتاب و السنة وحالته المادية ضعيفة وأهلها رفضوه لهذا السبب وهي قابلة وفي نفس الوقت هي ثيب فهل لها الحق بان تعارض أهلها ومامعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن الثيب تستأذن ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(32/584)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لأهل هذه الفتاة أن يرفضوا هذا الشاب إذا كان مرضياً في دينه وخلقه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قال يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات) كما في سنن الترمذي. ولهذه الفتاة الحق في أن تعارض أهلها في منعهم لها من الزواج بهذا الشاب. وإذا استمر رفضهم له فلها أن تلجأ إلى المحاكم الشرعية وترفع أمرها إلى القاضي لينظر فيه ويتخذ اللازم فيه. ولفظ الحديث الذي سألت عن معناه هو ((لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن)) كما في صحيح البخاري والأيم هي الثيب ومعنى الحديث أن الثيب يطلب أمرها في نكاحها فلا تزوج إلا إذا أمرت بذلك وأما البكر فإنها تستأذن فإن استحت وسكتت فذلك إذنها. كما هو مبين في بعض روايات هذا الحديث.والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تنبيه المخطوبة إلى أن طاعة الله أوجب من طاعتها لخطيبها.
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أم بعد.. هل المخطوبة التى تقوم بأداء الاوامر الشرعية بناء على اوامر خطيبها تكون امرآة متدينة وعلى الخاطب المحافظة عليها أم يجب ان تفعل ذلك من خوفاً من الله تعالى حتى تكون هذة هى الزوجة الصالحة افيدوناوجزاكم الله عنا خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن المرأة التي تقوم بواجباتها الشرعية من قبل نفسها خوفاً من عقاب الله تعالى وطمعاً في ثوابه هي المرأة الصالحة التي رغب الشارع الحكيم في الارتباط بها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه. وأما المخطوبة التي تقوم بأداء الأوامر الشرعية بناء على أمر خطيبها فقط وليس رغبة فيما عند الله فينبغي أن تنبه إلى أن الله جل وعلا أولى أن يرغب فيما عنده وأجدر أن يطاع فيما أمر به أو نهى عنه، ومع ذلك فمداومتها على الطاعات قد يبعثها بعد ذلك على أدائها ابتغاء رضوان الله إن شاء الله وعلى كل فمن كانت هذه صفتها فهي امرأة مشتملة على خصلة من الخصال المطلوبة في المرأة التي يرغب في زواجها وهي كونها مطيعة لزوجها فمن المعروف ولا شك أن الالتزام بالدين من أولى المعروف وقد قال صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته". رواه أبو دود والحاكم.(32/585)
وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خير له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، إن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وما له" ثم إن على هذا الرجل أن يوظف مكانته عند هذا المرأة في توجيهها إلى الله وخصوصاً أنها راغبة في الزواج منه والراغب شديد التأثر بالمرغوب فيه وليكن ذلك بإرسال الأشرطة النافعة والكتب الهادفة التي ترغب في أداء الطاعات واجتناب المنهيات ابتغاء مرضاة الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يجب الزواج على من يخاف على نفسه الفتنة، وعليه أن يحسن الاختيار
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1422 / 05-07-2001
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت قد أرسلت سؤالا إلى حضرتكم وهو: هل يجب على المراة المسلمة أن تتزوج أم لا وإذا كان جوابكم بنعم أرجو إيضاح الأسباب، حيث انني أبحث من مدة عن إنسان يعمل لآخرته فقط يخاف الله بكل معنى الكلمة من العارفين الأتقياء الزاهدين ولكني لم أعثر عليه ولن أتزوج حتى أجده، طبعا ذلك لو شاء الله سبحانه وتعالى لكن إن لم أجد إنسانًا بهذه الصفات فهل أكون معذورة بعدم زواجي من أي إنسان آخر؟ لطفاً أريد رأيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..... وبعد: الزواج من الأمور المشروعة في ديننا الإسلامي وقد جاء الترغيب فيه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما لا يخفى على مسلم. حتى إن بعض السلف كان يقول لو علمت أنه قد بقي لي من عمري عشرة أيام لكرهت أن ألقى الله وأنا عزب. وهو عبد الله بن مسعود الصحابي رضي الله عنه. والمرأة المسلمة متى ما رأت في نفسها التوقان إلى الزواج وخافت على نفسها الفتنة فيجب عليها أن تتزوج إذا وجدت من يتزوجها وعليها أن تختار لنفسها الأصلح والأتقى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كير). الحديث صحيح. وأما بخصوص ما ذكر في السؤال من أنك تبحثين عن شخصٍ يعمل لآخرته فقط فماهو المراد من هذه العبادة ؟ ـ إن كنت تقصدين أنه منقطع عن العمل ومتفرغ للعبادة فهذا خلاف ما هو معهود من السنة من فعل الصحابة بل إنه خلاف ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى حيث يقول الله تعالى في كتابه: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).[الملك:15] وقال تعالى: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك".[القصص:77] فلابد للزوج أن يعمل وينتج حتى ينفق على نفسه وعلى أسرته. وإن كنت تقصدين وهذا هو المتبادر أنك تبحثين عن رجل يعمل وينفق على أسرته ومع ذلك هو صالح في نفسه خائف من الله يراعي حقوق أهله(32/586)
وأسرته فهذا الصنف ولله الحمد كثير. لكن الذي ينبغي أن تعرفيه هو أن هذا الزوج بهذا الوصف بشر ويعتريه ما يعتري البشر من الخطأ والنسيان. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (سددوا و قاربوا) وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يرزقك زوجاً تقر به عينك. والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اسأل عمن تريد خطبتها واستخر الله في شأنها
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
رأيت فى المنام أني أزور صديقا لى فى منزله وسمعت فى المنام قول الله تعالى: (وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) [الزمر: 75] وبعد ثلاثة أيام جاءني صديقى هذا وقال لي إن له ابنة عم يريد أن يزوجها لي واقترح علي أن أزوره فى منزله وأقابلها عنده مع والدتها وقد حدث هذا بالفعل، ولكني أحسست بعد مقابلتها مرة أخرى أن نسبة تمسكها بالدين حوالى 70بالمائة فهل أقدم على الزواج منها أم لا؟ وهل هناك ارتباط بين الرؤيا التي رأيتها والزواج من هذه الفتاة؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: أما الرؤيا فلا علم لنا بتفسيرها. والذي ننصحك به أن تسأل من يعرف هذه المرأة من صديقاتها أو جيرانها عن دينها وخلقها فإذا شهدوا لها بذلك فلا تترد في الزواج منها، وينبغي لك أن تصلي صلاة الاستخارة قبل الإقدام على شيء من ذلك. وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى. والله تعالى أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زواج المرأة من مخالف لها في الاعتقاد
تاريخ الفتوى : ... 16 ذو الحجة 1424 / 08-02-2004
السؤال
هل يجوز زواج المرأة الملتزمة بالسنة والرجل الملتزم بها ممن هو مخالف لهما في العقيدة، كمن يعتقد أن الأولياء يعلمون الغيب، أو أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أن الله في كل مكان بذاته؟ وهل تجوز الصلاة خلف من يعتقد ذلك
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي أن يعلم أن البدعة نوعان:
بدعة مكفرة كبدعة القول بخلق القرآن، وبدعة نفي صفات الله تعالى، أو القول بأن الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا نزراً يسيراً، وهكذا القول بتحريف القرآن الكريم، ودخول النقص أو الزيادة عليه، أو القول بأن الأولياء يعلمون ما كان وما يكون، ومتى يموتون وأين سيقبضون؟! أو الطعن في أبي بكر(32/587)
وعائشة رضي الله عنهما مع تزكية القرآن الكريم لهما، أو القول بأن الله تعالى يحل في شي من مخلوقاته، في علي أو غيره.
وهناك بدعة غير مكفرة كبدعة اتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، وما أحدثه الناس من قراءة القرآن قبل أذان الفجر، والتزام الذكر بأعداد معينة في أوقات معينة بهيئات معينة، لم يوجد لها ذلك التعين في الشريعة.
فمن وقع في البدعة المكفرة لم تجز الصلاة خلفه و لم يجز تزويجه من المرأة المسلمة السنية، وكذا لا يجوز الزواج من امرأة تقع في شيء من هذه البدع المكفرة إلا أن تتوب، أما من وقع في البدع غير المكفرة فتجوز الصلاة خلفه والزواج به، ولكن غيره أولى إن وجد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اختيار الزوجة الصالحة من الدين
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
هل يجوز خطبة فتاة غير محجبة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، فعلى ضوء هذا المنهج النبوي الشريف، وحسب تقسيمه للناس في رغبتهم لا يكاد يخرج شئ من الأنكحة عن هذه المقاصد الأربعة . ولكنّ لو نظرنا إلى الحديث بمنظار الإيمان واتباع السنة الشريفة ، لاخترنا لأنفسنا في شريكة الحياة أعلى المراتب وليس أدناها ، لأن الإنسان محبٌ للرقي في مراتب الدنيا والآخرة . فالذي أراه أن السائل عليه أن يترك كل من ترك السنة النبوية واتبع شهواته كائناً من كان ، فلتكن جميلة ، أو لتكن غنية أو حسيبة فمن أراد السعادة الزوجية فليختر أعلى المراتب ، وهي ذات الدين والعفاف . والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يجوز للمرأة أن تبقى على ذمة زوجها إذا كان لا يؤدي الصلا ة
تاريخ الفتوى : ... 16 صفر 1420 / 01-06-1999
السؤال
انا امرأة بحمد لله مسلمة و أصلي، ومتزوجة من رجل مسلم ولكنه لا يصلي. هل زواجي صحيح أم لا ؟أرجو أن ترشدوني، و شكرا لكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:(32/588)
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة" . [رواه مسلم في صحيحه] . وفي رواية للنسائي : "ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة" . [الحديث رواه أيضاً أبوداوود ، وابن ماجه ، والإمام أحمد ، والدارمي والترمذي وصححه] . وبهذا نعلم أنّ ترك الصلاة أمر عظيم ، وقد اختلف السلف في كفر تاركها ، فذهبت طائفة من السلف إلى إخراجه من الملة وبالتالي فهو مرتد ، فلا يحق لك البقاء معه ساعة واحدة ، ونكاحكما مفسوخ بمجرد ردته ، وقد رُوي هذا القول عن علي رضي الله عنه ، وهو الصحيح من مذهب الإمام أحمد ،وقال بتفسيقه دون كفره مالك والشافعي وجمهور الفقهاء وبالتالي فلك البقاء معه إذا كان يؤمل له أن يقلع عن تركها ويؤوب إلى رشده فإن تمادى فارفعي أمرك إلى الله ثم المحاكم الشرعية لتخلصك من هذا الرجل ، فمن ضيّع الصلاة فهو لما سواها أشد تضييعاً . والله يحفظنا وإياك .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اظفر بذات الدين
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1422 / 05-07-2001
السؤال
أفكر في التقدم لخطبة فتاة ملتزمة ولكنها غير محجبة ولم أستطع إقناعها أفيدوني أفادكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن المرأة لا تكون ملتزمة حتى تتحجب بحجاب الإسلام وتلبس ملابس الحشمة والكرامة وتلزم أوامر الله تعالى في الظاهر والباطن فتسمى ملتزمة ، أي التزمت بحدود الإسلام . فإذا كانت تفضل السفور والانكشاف أمام الأجانب على الستر الذي أمرها لله تعالى وغيرها من نساء المسلمين به في قوله تعالى (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين، وكان الله غفوراً رحيما ))الأحزاب (59) فلا تطمع فيها ، وعليك أن تبحث عن شريكة لحياتك تكون عند رأيك وأمرك وما أمرالله به في الخير والستر والصفات ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ، وان استطعت أن تقنعها بالاتزام بأمر الله فباراك الله فيك ، والله نسأل أن يرشدك للخير و أن يوفقك لمن تعينك على أمر دينك ودنياك ، والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... يجوز أن يتزوج الرجل ممن باشرها فيما دون الزنا
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الأول 1422 / 17-06-2001
السؤال(32/589)
السلام عليكم ما حكم رجل فعل كل مقدمات الزنا مع امرأة ولمدة ثلاث سنوات ثم تاب فهل يتزوجها ليغفر الله له ، أم يأخذ بأسباب الزوجة ويتزوج بغيرها الرجاء إرسال الرد سريعا لانه مستقبل مسلم وشكراً للاهتمام.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد: أما أنت فقد فعلت كبيرا وعظيما فإذا تبت ورجعت إلى الله فيجوز لك أن تتزوجها ولعلك تكون سببا في إحصانها وتوبتها إلى الله كما كنت السبب في وقوعها في ذلك الإثم المبين. كما يجوز لك أن تتزوج بغيرها فاحرص على أن تتزوج فإنك مأمور بالزواج حتى لا تقع في الشر مرة أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه مسلم .. والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/590)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
استشارات تربوية
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود(33/1)
برنامج إيماني للزوجة العاملة العنوان
غذاء الروح الموضوع
قليلا ما أجد وقت للاستغفار ولذكر الله وقراءة القرآن.. وأشعر بنقص وفراغ.. كيف أنظم وقتي بين كوني زوجة وأم وأعمل بوظيفة، وبين كوني مسلمة يلزمها الحرص على فعل الطاعات والتقرب إلى الله؟ السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
أيتها الأخت المسلمة أم عبد الرحمن..
لا تتصوري أنك أنت الوحيدة بين النساء التي تواجه في حياتها عبء العمل ورعاية الأسرة، وفي الوقت نفسه تحمل في نفسها الشوق لطاعة الله، فالتوفيق بين رعاية الأسرة والعمل، وبين طاعة الله قد فعلته نساء كثيرات قبلك.
وعليك أن تعلمي أن عملك ورعايتك لأسرتك هو نوع من العبادة التي تتقربين بها إلى الله عز وجل، فبالعمل تؤدين خدمة لمجتمعك وأمتك، كما أنه بحصولك على مرتب من هذا العمل تؤدين خدمة لأسرتك حيث ترفعين من مستواها المادي.
وفي النهاية فأنت الوحيدة التي تقدرين على التوفيق بين ما ترغبين في فعله من الطاعات للتقرب من الله، وبين ما تؤدينه من واجبات تجاه عملك وأسرتك، المهم في الأمر هو أن تجعلي نيتك في عملك ورعايتك لأسرتك في سبيل الله، وبذلك يصبح يومك كاملا في طاعة الله.
وعليك أن تقدري الأمر في حياتك، بحيث تجعلين طاعة الله ثم رعايتك لأسرتك في المرتبة الأولى، ثم عليك أن تقيسي مدى احتياجك للعمل وأثره على الجانبين السابقين، فإذا كان العمل يؤثر تأثيرا سلبيا على رعايتك لزوجك وأسرتك مثلا فعليك أن تشركي زوجك في الأمر، وتستشيرينه واضعة في اعتبارك أن طاعتك لله ثُم لزوجك مقدمان على أي شيء آخر.
ونشير عليكِ ببعض الخطوات العملية لتنظيم وقتك بين العمل والعبادة ورعاية البيت والزوج:
1. .
2. الحرص على أداء الفرائض في أوقاتها.
3. إتمام النوافل القبلية والبعدية للصلوات المكتوبات
4. عمل قائمةٍ تسمَّى: "أعمالٌ يجب إنجازها اليوم"، صمِّمي جدولاً أو قائمةً بأوقات اليوم بالساعات، ثمَّ ضعي هذه الالتزامات أمامك، حدِّدي منها ما لها مواعيد لا يمكن تأجيلها أو تغييرها كالعمل مثلا، ضعي هذه المواعيد الثابتة في الجدول، ثمَّ انظري في الباقي، وحاولي ترتيبه في الجدول حسب طبيعته وأفضل أوقاته، وهكذا حتى تنتهي منها كلِّها.
5. ترتيب هذه الأعمال وتحديد أوقاتها، اختاري منها ما يجب إنجازه في هذا اليوم.. فإن كانت أكثر من الوقت المتاح، رتِّبيها حسب أولويَّاتها وضروراتها " وقومي بتنفيذ الأَوْلَى فالأَوْلَى.(33/2)
6. قال صلى الله عليه وسلم "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل" متفق عليه.
فحددي لنفسك زادا إيمانيا كل يوم واحرصي على الالتزام به ولو كان قليلا، إذ يخبرنا علماء النفس أنَّ الإنسان لا يستهلك كلَّ طاقته، وبالتالي يبقى في قدرة الإنسان جزءٌ يمكن الاستفادة منه، فحاولي أن تمدِّدي وقت تعبك قليلا، فإذا كنت متعوِّدةً أن تنهي كلَّ أعمالك والتزاماتك الخارجيَّة والداخليَّة الساعة العاشرة مساءً مثلا، اجعليها العاشرة والنصف، وهذه النصف ساعة ليست بالوقت الكبير، ولا تحتاج إلى مجهودٍ فائق، فقط ثلاثون دقيقة، خذي فيها زاداً إيمانيّا؛ قيام، قراءة قرآن، قراءة كتابٍ في الرقائق، وثقي بأنَّ هذه الفترة الزمنيَّة البسيطة ستزوُّدك بالكثير ما التزمت بها.. ولن أذيع لك سرًّا حين أقول: ستجدين –بعد فترةٍ ليست بالطويلة- أنَّ هذه الثلاثون دقيقةً قد تمدَّدت وتطاولت أضعافاً مضاعفة.
1.
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن عمل المرأة في بيتها وتربيتها لأبنائها من أعظم القربات إلى الله عز وجل، ففي الحديث الصحيح قال: صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) صححه الألباني، صحيح الجامع حديث رقم 660.
وعن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل، أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمي، إني وافدة النساء إليك، واعلم - نفسي لك الفداء - أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلاهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجا أو معتمرا ومرابطا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابا ، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟
قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: « هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟» فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها، ثم قال لها: «انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، وإتباعها موافقته تعدل ذلك كله» قال: فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا.
فلا تنشغلي تماما عن واجباتك تجاه أبنائك وزوجك، لذا يجب فقط تصحيح النية في هذا الأمر، فلطالما نسمع النساء يتذمرن من أشغال البيت ومن مسؤوليات الأبناء، في حين أن عملهن هذا يؤجرن عليه خاصة إذا صاحب الأمر إتقان.(33/3)
1. إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها"، فاغتنمي الأوقات الفاضلة، ومن ذلك وقت السحر (الثلث الأخير من الليل) حيث قرب الزمان والمكان من الله سبحانه وتعالى ، فأكثري من الدعاء في هذه الساعات، وفي السجود، والإكثار من الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، ففي يوم الجمعة ساعة إجابة، وبين الأذان والإقامة، وتحيني الفرصة في مواسم الطاعات فانشطي فيها للطاعة والعبادة وتزودي منها لأيام فتورك.
1.
2. الإقدام على فعل الخيرات، ومساعدة المحتاجين قدر الاستطاعة في العمل وغيره.
3. المحافظة على صلة الرحم بالتزاور والاتصال أو المراسلة؛ حسبما تتيسر الظروف.
4. المحافظة على أذكار الأحوال المختلفة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم (عند النوم، وعند الاستيقاظ، وقبل الخروج من المنزل، وعند الرجوع للبيت، والمأثور من الدعاء عقب الأذان، والدعاء قبل الطعام وعند الفراغ منه، وقبل دخول مكان قضاء الحاجة وبعده، إلخ.. فهذا هو هديه صلى الله عليه وسلم في كل هذه الأحوال المختلفة وبهذا لن تمر عليك ساعة من ليل أو نهار إلا وهي في طاعة الله تعالى.
5. المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
6. وختاما نذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك" فإن استطعت أن تحافظي على هذه الوسطية فأنت في نعمة من الله وتعالى وفضل ، فإذا لم تكن أوقاتك كلها في طاعة الله عز وجل فلا أقل من أن تجتنبي معاصيه.
وما توفيقنا إلا بالله عز وجل عليه اعتمادنا وإليها نكل أمورنا وإليه نشكو ضعف قوتنا فهو المعين وهو القادر على أن ييسر لنا أمر التوفيق بين كل محاب الدنيا..
ـــــــــــــــــــ
زوجة "فقط" لا تكفي العنوان
السلوكيات الموضوع
إخواني الكرام في شبكة "إسلام أون لاين.نت": تحية من عند الله مباركة طيبة، وبعد:
مشكلتي باختصار هي أني متزوج منذ 15 سنة، من زوجة لا أنكر عليها خلقاً ولا ديناً، و هي نعم الزوجة الصالحة، وأنني – والله- أحبها حباً يغمُرُ كياني، غير أننا لم نُرزَق بالذرية طوال هذه المدة، ولم يكن هناك- على حد قول الأطباء- أي سبب من ناحيتي أو من ناحيتها لعدم الإنجاب إلا أنها مشيئة الله تعالى.
أما في الوقت الراهن فقد انقطعت عنها الدورة الشهرية في سن مبكرة، وأنا لا أخفيكم سراً أنني في أشد الشوق لإنجاب ذرية صالحة، وأريد أن أتزوج زوجة ثانية، لعل الله أن يحقق لي هذه الرغبة.(33/4)
والمشكلة أن زوجتي أبدت اعتراضاً شديداً وعنيفا لمجرد طرح هذه الفكرة، بدعوى أنني أقوم بذلك بعدما فقدت هي فرصتها في الإنجاب، وأن هذا ليس عدلاً مني أن أفكر في هذا الآن.
وقد حاولت إقناعها بأن هذا الأمر سوف يكون إنشاء الله تعالى، خيراً لي ولها، وأنني إذا رُزِقتُ بالذرية الصالحة فسوف تسعد هي بهم، وسوف يملئون عليها حياتها، وقلت لها إنني لن اختار أية زوجة، بل سأختارها بعناية بالغة.
وقد ردت علي بأن هذا من حقي، وأنها لا تمنعني من الزواج بثانية، إلا أنها لا تحتمل أن تشاركها في امرأة ثانية، فمن الأكرم لها أن أطلقها إن عزمت على ذلك، لأنني على حد قولها أمثل لها الدنيا بأسرها.
والحق أنني أحبها، ولا استطيع الاستغناء عنها، وقد فكرت في الأمر، وانتويت ألا أعلن زواجي لفترة محددة حتى تقتنع هي بالفكرة، ثم أعلنه، على الرغم من أنني لا أحبذ سرية الزواج.
فما رأيكم؟ و جزاكم الله خيرا.
السؤال
الأستاذ همام عبد المعبود المستشار
الرد
أخي الحبيب/ ياسر
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،آمين ثم أما بعد:
أسعدني كثيراً مشاعرك الفياضة بالحب والمودة والاحترام لزوجتك، متزوج منذ 15 سنة، واسمح لي أن ألتقط من رسالتك العبارات التالية:-
* (لا أنكر عليها خلقا ولا دينا).
* (هي نعم الزوجة الصالحة).
* (إنني والله أحبها حبا يغمر كياني).
* (والحق أنني أحبها ولا استطيع الاستغناء عنها).
ولا أنكر عليك حقك في الزواج بثانية، من حيث المبدأ، فهذا أمر أحله الله، (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) وليس لي ولا لغيري أن ينكره، بل ربما أنت تطالب به رغبة في الولد، وهذا أمر قد يبدو مبرراً ومقبولاً، فيما يطالب به أناس بلا سبب أو مبرر متعللين بقولهم ( أليس هذا حقاً أثبته الله لنا)، بل وبالغ آخرون بقولهم إن (الأصل في الزواج التعدد).
وأتفق معك في أن (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..)، وأقدر مشاعرك التي تبدو من تعبيرك بكلمة (إنني في اشد الشوق لإنجاب ذرية صالحة..)، و جزاك الله خيراً أن صبرت على هذا الشوق 15 سنة، وأسأل الله أن يجزيك عنها خيراً. لكنك تقول (لم يكن هناك- على حد قول الأطباء- أي سبب من ناحيتي أو من ناحيتها لعدم الإنجاب(33/5)
إلا أنها مشيئة الله تعالى)، فليست هي السبب إذن في عدم الإنجاب، فلا هي رافضة له، ولا مريضة مرضاً يمنعها الإنجاب، ولا عاقراً بطبعها، فالأمر حسب قولك متعلق بـ (مشيئة الله تعالى)، وقد أثبت الله ذلك في الدستور الخالد بقوله (للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَّشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَّشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ).
لكن ألست معي في أن الحياة ليست أولاداً فحسب، وأنك قد ترزق الولد فلا يكون صالحاً، بل ربما كان عاقاً بك، أو كان سبب شقائك في الدنيا، أليس هذا وارداً ؟!، انظر إلى قوله تعالى في ثنايا عرضه قصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر ( وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا..) أليس من المحتمل أن تكون الزوجة الثانية التي ستتزوجها لتنجب منها الولد عقيماً لا تلد ؟!.. أو أنها هي تكون سبب شقائك؟! أعتقد أن هذا كله وارداً.
وأرجو يا أخ ياسر ألا تفهم من كلامي أنني أنكر عليك حقك (في الزواج الثاني)، أو أنني أقف ضد رغبتك (في إنجاب الولد)، فحاشا لله أن نقف ضد الشرع أو نحجر الحق، غير أنني ألفت انتباهك إلى الحرص على زوجتك، وعلى أن يدوم الحب بينكما، وأفضل أن تتزوج الثانية بعلم الأولى رغم رفضها، من أن تتزوج عليها سراً، ثم تكتشف هي ذلك يوماً ما، لأن هذا من شأنه أن يفسد عليكما سعادتكما، بل وربما كان القشة التي قصمت ظهر البعير.
أما عن قولك لزوجك محاولاً إقناعها بأنك: (إذا رزقت بالذرية الصالحة فسوف تسعد هي بهم وسوف يملئون عليها حياتها)، فاسمح لي أن ألفت انتباهك إلى أن الذرية – في هذه الحالة- قد تسعدك أنت، وتملئ عليك أنت حياتك، أما بالنسبة لها فلا أعتقد أن الأمر سيكون كذلك، خاصة وأنها من البداية أبدت رفضها للفكرة، وانزعاجها من مجرد طرحها، بل ربما – هذا هو الأغلب- صارت حياتها معك بعد إنجابك الذرية من غيرها جحيما لا يطاق!
كما أعتقد بأنها كانت واضحة جداً، حينما اعترفت لك بأن هذا من حقك، وأنها لا تمنعك من الزواج بثانية، كما أنها كانت صادقة مع نفسها، حينما كشفت لك بأنها تحبك لدرجة أنها لا تحتمل أن تشاركها فيك امرأة ثانية، لأنك تمثل بالنسبة لها (الدنيا بأسرها). فما أجملها من مشاعر، وما أصدقها من زوجة.
وحتى أكون واضحاً ومحدداً فإنني ألخص نصيحتي لك – أخي الحبيب- في النقاط الآتية:
* فكر جيداً قبل الإقدام على خطوة الزواج الثاني، خاصة وانك تقر وتعترف لزوجك بالصلاح والتقوى. فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك". وفي رواية ابن ماجة من حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله"، وأعتقد أن هذا كله – بفضل الله موجود في زوجك.(33/6)
* استشر بعضاً ممن تثق بهم، وبدينهم، من أصحاب الخبرة والتجربة في موضوع الزواج الثاني، فربما بان لك ما لم تكن تعرفه، وربما اكتشفت أنه أمر يلمع كالذهب حتى إذا جئته لم تجده شيئاً، وربما تأكدت واطمئن قلبك إلى الزواج الثاني،
* استخر الله عز وجل، توضأ وصل ركعتين من دون الفريضة، بنيةِ الاستخارة لا تتلفظ فيها بنيةٍ لأن النيةَ محلها القلب، وادع بدعاء الاستخارة، فعن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله يعلمنا الاستخارةَ في الأمور كلِّها كما يعلمنا السورةَ من القرآن ، يقول " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علامُ الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر [ ويسميه حاجته ] خيرٌ لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبةِ أمري ـ أو قال : عاجله و آجله ـ فاقْدُرْهُ لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر[ ويسمي حاجته ] شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري ـ أو قال : عاجله و آجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقْدُر لي الخيرَ حيثُ كان ثم رضِّنِي به " [ رواه البخاري ].
* في كل الأحوال احرص على بيتك، وزوجك، ولا تجعل هذا الأمر سببا في هدم بيتك، وانقضاء سعادتك، وزلزلة استقرارك العائلي، فهو نعمة لا يعرف قدرها إلا الذين يعيشون في نكد، مع زوجة لا هم لها إلا النكد على زوجها.
* الغ فكرة سرية الزواج الثاني من تفكيرك، ولا تصدق من يقول لك: ضعها في الأمر الواقع، وأنها كما يقول إخواننا في الخليج ( تزعل وترضى)، فأنت - كما علمت من بياناتك- مصري، ولم يرد بسؤالك ما يدل على أن زوجتك غير مصرية، وبالتأكيد أنك تعلم أن المرأة المصرية لا تسامح من يجرحها، وأنها لا تنسى الجرح بسهولة، خاصة هذا الجرح، فكن كما يقول المصريون (الصراحة راحة)، فإن كنت عازماً على الزواج الثاني وأخذت قرارك النهائي، فلتجس معها ولتصارحها بالأمر، كما صارحتك، فإن أصرت فالأمر بيدك، تنجز أو تصرف.
* وأنصحك أخيراً بأن توازن بين الأمور، فتضع رغبتك في إنجاب الولد في كفة، وسعادتك وهناءك واستقرارك مع زوجك في كفة أخرى، وانظر لو تعارضا ماذا تختار، وأي كفة ترجح، فإذا درست الأمر من كل جوانبه، ووازنت بين الأمور، واستشرت واستخرت، فتوكل على الله، وثق بأن ما ستأخذه من قرار سيكون فيه الخير إن شاء الله.
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
الحب في الله.. كتلة من النور العنوان(33/7)
غذاء الروح الموضوع
أرجو إلقاء الضوء بشيء من التفصيل علي معني "الحب في الله"، وبيان كيف يحب المسلم أخاه المسلم في الله؟، وهل لهذا الأمر من شروط أو دلالات تثبت أو تنفي تحققه؟ بمعني كيف أعلم إن كنت أحب فلاناً في الله أم لا ؟. وهل هذا الأمر سهل التحقق أم أنه يقتصر علي ذوي الإيمان الحق فقط ؟، وما هو ثواب الحب في الله، عند الله سبحانه وتعالي.. السؤال
الأستاذة سلمى عبده المستشار
الرد
بسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم ..
ابنتي الحبيبة / منة
كم أسرتني رقتك، فعندما قرأت رسالتك أحسست بنسمة رقيقة تلامس شغاف قلبي، وتمنيت أن أكون أختا لك في الله نتبادل الحب فيه سبحانه وتعالى، فسؤالك ينم عن إيمان جميل.
فهذا والله – يا ابنتي- حال المؤمن، يسأل نفسه دائما : ماذا أردت بأكلتي؟، ماذا أردت بكلمتي؟، ماذا أردت بحديث نفسي؟
هل أحب في الله؟، هل أبغض في الله؟
واعلمي يا ابنتي أن الأخوة في الله نعمة الله المضاعفة في الدنيا والآخرة، فأعباء الدنيا كثيرة، والمتاعب بها عظيمة، والفتن مهلكة، والإنسان وحده أضعف من أن يقف طويلا أمام هذه الشدائد.. فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، والمسلم يا ابنتي بحكم إيمانه بالله لا يحب إذا أحب إلا في الله، ولا يبغض إذا أبغض إلا في الله؛ لأنه لا يحب إلا ما أحب الله ورسوله، ولا يكره إلا ما يكره الله ورسوله، وتعالي بنا نفصل الأمر كما أردتي.
ولنبدأ بسؤالك الأخير: ما هو ثواب الحب في الله؟
يا الله لو تعلمي مقدار ما تفيضه الأخوة عليك من خير وبر.. في الدنيا والآخرة لما ترددت لحظة في مد جسور الأخوة مع كل مسلم ومسلمة على هذه الأرض.
صحيح أن المسلم يحب جميع عباد الله الصالحين، ويبغض جميع عباد الله الفاسقين، ولكن الفطرة تميل لاختصاص بعض الإخوان والأصدقاء بمزيد من المحبة والمودة، وقد علم الله- عز وجل- منها ذلك، وأثابها عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن من عباد الله ناسا، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله.
قالوا : يا رسول فخبرنا : من هم؟
قال : قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".(33/8)
والمتحابون في الله كتلة من نور في يوم شديد الظلمة، آمنون في يوم الرعب العظيم وهذه واحدة. قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل "المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي".
والثانية أن المتحابين يحميهم الله من حر يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله. قال صلى الله عليه وسلم: "حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي".
والثالثة – ما أعظمها- تحقق محبة الله للعبد . قال صلى الله عليه وسلم : " إن رجلا زار أخا له في الله، فأوجد الله له ملكا فقال أين تريد.؟
قال: أريد أن أزور أخي فلانا.
فقال: لحاجة لك عنده؟
قال : لا
قال: فيم .. قال : أحبه في الله.
قال: فإن الله أرسلني إليك أخبرك بأنه يحبك لحبك إياه وقد أوجب لك الجنة".
وما أهنأ الرابعة فهي توجب الجنة بضمان الله عز وجل أرأيت ؟! .. ممكن أن تنال محبة الله وأمنه ورضاه بل وتضمن الجنة بحب صادق لأتقياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم
إذن ما هو الحب في الله ؟
معنى الحب في الله : أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم، حب خالٍ من أي غرض، خال من شوائب الدنيا، حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة جميلة أو حديث ممتع أو مصلحة قائمة، بل يقوم على التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في طريق الإيمان والإحسان، فبحب الله ورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض.
وهذا يسلمنا لسؤال ثالث: كيف يحب المسلم أخاه في الله؟
أولا: صفات الاختيار
1- عليه أن يختار من يستحق حبه فيختار بعين الله، يتحرى أن يكون من يختاره عاقلا غير أحمق، إذ قد يضر الأحمق صاحبه حيث يريد نفعه.
2- حسن الخلق، فيختار التقي، لأن الفاسق لا يؤمن جانبه.
3- معين على الطاعة بقوله وعمله وسمته فهو الجليس الصالح الذي حثنا الرسول الكريم على ملازمته، ويقال في الأثر: الجليس الصالح هو الذي ترتاح إليه نفسك، ويطمئن به فؤادك، وتنتعش به روحك.. تطرب لحديثه، وتنعم بمجالسته، وتسعد بصحبته.. إنه عدة في الرخاء، وزينة في الشدة، وبلسم للفؤاد، وراحة للنفس.
وكما يقولون "من جالس جانس"؛ لأن النفس تقتبس الخير أو الشر من الجلساء، ولهذا أمر الباري تبارك وتعالى بصحبة الصالحين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
وحذرنا من صحبة الفاسقين، فوصف حال من يتخذهم أخلاء يوم القيامة، فقال سبحانه:(33/9)
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً).
ثانيا : مراعاة حقوق الأخوة
أن يقوم تجاه من يحب بحقوق الصداقة والأخوة، ليستبقي مودتهم في الدنيا والآخرة، وهذه الحقوق هي:
1- أن يكون عونا لصاحبه يقضي حاجته ويتفقد أحواله ويؤثره على نفسه.
2- أن يكف عنه لسانه إلا بخير، فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره، ولا يكشف أسراره.
3- أن يعطيه من لسانه ما يحبه منه، ويدعوه بأحب أسمائه إليه، وينصحه سرا ولا يفضحه، كما قال الإمام الشافعي- رحمه الله- : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.
4- أن يعفو عن زلاته ويتغاضى عن هفواته، فيستر عيوبه ويحسن به ظنونه.
5- أن يفي له في الأخوة؛ فيثبت عليها ويديم عهدها؛ لأن قطعها يحبط أجرها.
6- أن لا يكلفه ما يشق عليه ولا يحمله ما لا يرتاح له.
7- ألا يتكلف ولا يتحفظ معه، فقد قال أحد الصالحين : من سقطت كلفته؛ دامت مودته".
8- أن يخبره أنه يحبه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه".
9- أن يفعل ما أجمله الأثر "من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهم ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته". "حق المؤمن على أخيه أن يبين له الحق إذا احتاجه، ويشد عزمه إذا أصاب، وأن يشكر له إذا أحسن، ويذكره إذا نسي، ويرشده إذا ذل، و يصحح له إذا أخطأ، ولا يجامله في الحق، ولا يسايره على الباطل، ويكون له هاديا ودليلا ومعينا وأمينا.
10- أن يدعو له ولأهله يدعو له حاضر أو غائبا، حيا أو ميتا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين، ولك بمثلٍ". وقد قال أحد الصالحين : "إن أهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ويتمتعون بما خلف، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدم أخوه وما صار إليه، يدعو له في ظلمة الليل ويستغفر له وهو تحت الثري".
واعلمي يا ابنتي
أنه إذا نشأت صداقة لله فلن تبقى إلا بطاعته، ولن تزكو إلا ببعد الصديقين معا عن النفاق والفساد، فإذا تسربت المعصية إلى أحدهما تغيرت القلوب وذهب الحب. ففي الحديث " والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما" . وعن أبي الدر داء أنه قال: حذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ثم قال أتدري ما هذا.؟ قلت لا قال: عبد يخلو بمعاصي الله عز وجل فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين".(33/10)
من أجل ذلك كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما على الآخر.. لقد كانا يتعاهدان على الإيمان والصلاح يتعاهدان على التواصي بالحق والتواصي بالصبر
فهل للحب في الله دلائل وعلامات؟
نعم.
أولها : أن يستشعر المؤمن روح الإيمان الحيمن المشاعر الرقيقة التي يكنها المسلم لإخوانه حتى إنه ليحيا مهم ، وبهم.
ثانيها: أن يشعر أن عاطفته يحكمها سلطان العقيدة:وعلامة ذلك أنه يجد في قلبه حبا عظيما لكل تقي نقي صالح، حتى وإن لم يره أو لم يكن في زمانه أصلا، فعن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله : الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم؟ قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت.
وأنشأ الإمام الشافعي ضاربا مثلا جميلا للحب في الله :
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعة
وأبغض من تجارته المعاصي*** ولو كنا سواء في البضاعة
ثالثها: الإحساس والشعور بالأخوة :فيشعر الأخ بالتألم والحزن لما يصيب أخاه من ألم ونصب، وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
رابعها: سلامة الصدر:فيحافظ على سلامة صدره تجاه إخوانه، فيحيا ناصع الصفحة، قلبه مشرق فياض، فالأخوة الحقة هي التي تقوم على عواطف الحب والود والتعاون المتبادل والمجاملات الرقيقة، بل هي كما وصفها القرآن: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
وقد يتبادر لأذهاننا سؤال : وماذا عن من تهفوا إليهم قلوبنا، وتميل إليهم أرواحنا، ونرى في أعمالهم معاصي وزلات وبعدا عن طريق الله؟
إن من ارتكب معصية سرا أو علانية من المسلمين فليس علينا أن نقطع مودته تماما و نهمل أخوته، بل ننتظر توبته وأوبته، فإن أصر على ذنوبه فلنا أن نقاطعه وننبذه، أو نبقى على شيء من الود لإسداء النصيحة ومواصلة الموعظة رجاء أن يتوب، فيتوب الله عليه.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه، فلا تدعه لذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى.
وسؤالك الأخير: هل الأمر سهل التحقيق أم أنه يقتصر على أهل الإيمان فقط ؟
وهل يتحراه يا ابنتي سوى أهل الإيمان؟
هل يحب في الله ويبغض في الله إلا من يحب الله ويمتلئ قلبه بالإيمان به؟
فتعلمي يا ابنتي أن العلاقة بين الإيمان والحب في الله علاقة طردية متلازمة، فإذا وجد الإيمان كان الحب في الله والبغض فيه.(33/11)
وإن كان هناك حب في الله وجد المسلم حلاوة الإيمان في جوفه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .. وأن يحب في الله ويبغض في الله .. وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا".
وقال صلى الله عليه وسلم : إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله، أرأيت حين تعقد عقدة ويحكم شدها كيف تكون متينة ثابتة، فإن أحببت في الله المؤمنين وأبغضت في الله الفاسقين، فذلك أشد وأوثق رابطة محكمة ثابتة في إيمانك.
ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا :"من أحب لله، وأبغض وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان".
والمسلم يا ابنتي إذا رسخ في فؤاده اليقين، وخالطت بشاشة الإيمان قلبه، وأحس بحلاوته في مذاقه، تراه ينظر لمن حوله بعين الله، فهو يحب لمبدأ ويكره لمبدأ، يحب ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله.
فاستعيني بالله وجاهدي فيه لترتقي بإيمانك وتعرفي الله حق معرفتهن حتى تصلى لمحبته سبحانه، فتقطفين ثمرة الحب في الله التي من شأنها سعادة الدنيا والآخرة.. ورددي دعاء داوود عليه السلام : اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك.
اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد على الظمأ.
واحفظي دعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك".
واجعلي لي نصيبا من صالح دعائك. وتابعينا بأخبارك، لنطمئن عليك.
ـــــــــــــــــــ
طالب الثانوي.. وسنة أولى توبة العنوان
أمراض القلوب الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أشكركم كثيرا علي ماتقومون به، أنا شاب حديث العهد بالتوبة، والحمد لله، لكن لدي مشكلة هي أني كنت في بداية توبتي، كلما ارتكبت ذنبا ولو بسيطاً أغضب وألوم نفسي، لكن بعدما دخلت الثانوية، وعندما انتهت العطلة بدأت عزيمتي تقل شيئاً فشيئاً خاصةً مع كثرة الفتن في الثانوية.
فأصبحت أذنب ولا أتأثر لذنبي، علماً بأن معظم الذنوب متعلقة بالنظر إلى الفتيات في الثانوية، وخاصة أن أصدقائي يعتبرونني ملتزماً، فأخشى أن أكون منافقاً، فانصحوني أرجوكم.
السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
الأخ الكريم/ هشام(33/12)
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا..آمين. ثم أما بعد:
يقول الأستاذ عبد العظيم بدران :
إن خشيتك من النفاق مؤشر صحي، لتوجهك نحو تثبيت توبتك الحديثة، لتكون توبة نصوحاً بعون من الله تعالى.
إنك الآن يا هشام في مرحلة سنية حساسة، ربما أكثر من غيرها، من ناحية الميول والشعور العاطفي، ولعل هذا هو ما يلحُّ على مثلك بالمداومة على النظرات، والانزلاق إلى بعض المنكرات.
ولكن ما تحكي عنه يا هشام ليس مستعصيا على الحل؛ شرط أن تتوفر لديك الإرادة الحقيقية لإثبات ذاتك الوفية، أمام الله أولاً، ثم أمام نفسك، ثم أمام الناس.
كل الذي يُطلب منك في مثل هذا الوقت هو الالتفات إلى عدة أمور، لعل أهمها:
1. أن تولي دراستك وقراطيسك وكافة أدوات التعلم لديك أكبر الاهتمام.
2. أن تجعل همك الأكبر هو التواصل العلمي مع أساتذتك وزملائك المميزين.
3. أن تتوجه إلى الله تعالى بالسؤال الصادق والملحِّ لكي يعينك على زيادة إيمانك وتثبيت توبتك.
4. أن تتخذ من أداء الفرائض الشرعية، كأداء الصلوات في أول أوقاتها مثلاً، وكذلك من النوافل والسنن – كنوافل الصيام مثلاً- ما تحصن به ذاتك، وتقوي به بنيانك ضد أي من المغويات والمغريات.
5. أن تتذكر دائما أن غض البصر عن المحرمات، يمنح صاحبه إجلالاً وإكباراً لدى الآخرين، وينبت في القلب حلاوة الإيمان والتقوى، وقبل كل ذلك يرضي الله تعالى عن العبد، فيمنحه إزاء ذلك: بصيرة نافذة، وفراسة تجعله يرى بنور الله، وقدرة مضاعفة على مغالبة مصاعب الدهر.
6. أن تعلم أيضا أن (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)؛ فإذا غلبتك نفسك على معصية ذات مرة فأتبع ذلك بالاستغفار والتوبة، وطلب العون من الله تعالى بأن يصلح لك نفسك الأمارة بالسوء، وأن يعينك على تحصيل وتحقيق التقوى والشكر، وهما أعلى مرتبتين في الدين، بعد الإسلام والإيمان والإحسان.
7. أن تعلم أن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والذين هم مثلك إذا لم يوجهوا طاقاتهم وإبداعاتهم وقدراتهم إلى النفع وتحصيل العلم والتفكر في الكون وإحسان صحبة الوالدين والعلماء والأصدقاء الأخيار الأوفياء؛ فإن انحدارهم إلى الهاوية سيكون المصير المحتوم الذي يقابل تلك الخلال.
8. أن تذكر يا هشام أن هذه الأيام هي التي تحدد وجهتك، وكيف سيكون مستقبلك، وأن شيئاً لا يحدث في هذا الكون صدفة، إنما العلم بالتعلم، فاصبر وصابر ورابط، حتى تستبصر ما تستقبل من أيامك، ونحِّ عنك صغائر الأمور وهوامش التفكير.
خلاصة القول:(33/13)
لا تدع الشك يؤثر على يقينك؛ فالشك لا يلغي اليقين أبدا. واصرف تفكيرك إلى واجب الوقت الآن، وهو عندك: أداء فرائض العبادات، والتقوي بالنوافل، وتحصيل العلم تحصيلا يدفعك دفعة لا تشقى بعدها أبدا، بعون الله تعالى وتوفيقه.
فلتصدق الله يصدقك، واستعن بالله ولا تعجز واذكر قول الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}، وقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".
ويقول الأستاذ همام عبد المعبود :
بداية فإنني انتهز هذه الفرصة، وأتقدم لك يا أخ هشام بخالص التهنئة بتوبتك وعودتك إلى ربك، وأحذرك من تلبيس إبليس، فإنه يظل يهون للعبد من أمر الذنب حتى إذا أوقعه فيه هول عليه أمر التوبة وسد أمامه أبواب الأمل.
وقد أوجب الله تعالى على عباده التوبة، فقال تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31]. وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً } [التحريم:8]. والله تعالى يحب التوابين، ويفرح بتوبة العبد إليه فرحاً عظيمًا.
ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح الله بتوبة العبد في الحديث الذي رواه أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة" [متفق عليه].
وفي رواية مسلم: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
أخ هشام:
كان الله في عونك.. فأنت الآن في المرحلة الأكثر حرجاً في حياتك، لكونها أكثر تقلباً، وأقل استقراراً، فاثبت على توبتك، ولا تسمح لشيطان من شياطين الإنس أو الجن أن يقنطك من ربك، أو أن يزرع بداخلك نبات الشك في صدق توبتك، وتوكل على الله فهو حسبك وكافيك، وانتق لنفسك من أقرانك صديقاً صدوقاً يطمئن إليه قلبك، وتعاهدا سوياً على النصح، وليأخذ كلاً منكما بيد أخيه للنجاة من بحور المعاصي والذنوب، واعلم أن انتقالك لسنة ثانية توبة يشترط نجاحك في سنة أولى توبة.
ويضيف د. عبد الباقي عبد الكبير :
أن من علامات الإيمان أن نحب ما أمر به الله عز وجل، وأن نكره ما نهى عنه الله عز وجل، ولابد أن نتوب ونرجع إلى الله، كلما لا نجد الغيرة على انتهاك حرمات الله عز وجل.
وختاما؛(33/14)
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
-ـــــــــــــــــــ
فاعل الكبيرة" يطلب "درجة القرب" العنوان
العقيدة الموضوع
الأخوة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أشكر لكم حسن ردكم على كل ما يرد إليكم من مشاكل القراء، وقد كنت- والحق يقال- ممن استفاد من إشاراتكم وطريقة معالجتكم للمشاكل. وأسأل الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. اللهم آمين.
أدخل في عرض مشكلتي؛ وهي أنني أسرفت على نفسي كثيرا، حتى تتابعت الذنوب، وغلب الران على قلبي، والله المستعان، وقد عدت- بتوفيق من الله وفضل- إلى نعيم القرب منه سبحانه، بعدما حُرِمْتُ منه؛ بسبب ذنوبي وشقاوتي. الأمر الذي خَلَّفَ في نفسي ألماً يعتصر القلب، من ضياع الأوقات فيما يغضبه سبحانه وتعالى، وعندما أجلس مع نفسي أتساءل: كيف حصل كل ذلك؟ أَبَعْدَ الدخول عليه أهرب منه؟ وإلى أين؟!
ولا أكتمكم حديثا، أنني دخلت في حالة إحباط شديدة، وأنأ أقرأ كل يوم أن فاعل الكبيرة تحت المشيئة وإن تاب ورجع. وأنني إلى النار أقرب مني إلى الجنة. مع أنني الآن تبت إليه وأنبت. حتى صلاة الصبح التي كانت تستعصي على صرتُ أقيمها في وقتها ولله الحمد والمِنّة.
إنني ابرأ إلى الله أن أكون من اليائسين من رحمته، ولكني أحتاج إلى طمأنة نفسي لتستأنف توبة صادقة يحدوها الأمل في رحمة ربي. وقد لجأت إليكم راغِباً في إسداء المشورة لي، لعل الله يجعل على أيديكم نجاتي في الدنيا والآخرة.
وأود أن أضيف قبل الختام سؤالين يؤرقاني بشدة وهما:
1- هل يمكن أن يصير مرتكب الكبائر من المحظيين لدى رب العزة؟، بمعنى أن يغترف من حظيرة القدس، وأن تناله شفاعة الرسول ورحمة الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون؟، (أعني النجاة من عذاب القبر وعذاب الآخرة ؟؟).
2- وهل يمكن أن يرتقي الإنسان إلى مصاف أن يكون عبدا شكورا؟، وأعني أن ينال البشرى في الدنيا عاجلاً فلا يتحسر بعدها على فائت ولا يخاف من غائب؟؟
عذرا على الإطالة ولكن هي الحسرة والألم. وشكراً لكم سلفا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال
الأستاذ همام عبد المعبود المستشار
الرد(33/15)
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخي الحبيب / أبا الحسن
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،آمين ثم أما بعد:
فقد قرأت رسالتك، وأستعين بالله وأقول لك وبالله التوفيق، وأعوذ بالله تعالى أن أذكر به وأنساه .. فإني قد ضللت إذن وما أنا من المهتدين
بداية – أخي الحبيب- أبارك لك توبتك، وعودتك إلى ربك، بعدما أسرفت على نفسك، وبعدما تتابعت الذنوب، وغلب الران على قلبك، فاحمد الله على ذلك حمدا كثيرا .. فقد بشرنا رب العزة في محكم التنزيل بذلك حين قال: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
وقد صدقت- أخي الكريم- فإن العبد يحرم الأجر بالذنب يرتكبه، غير أن من يرد الله به خيرا يبصره بذنبه، ويهديه إلى الحق، ولا يجب أن يندم التائب على ساعة غير ساعة مرت به لم يذكر فيها ربه، فالحمد لله الذي ردك سالما إلى دينك وربك.
لكنني أحذرك- أخي- من تلبيس إبليس، فإنه يظل خلف العبد التائب، أو الراجع إلى ربه، آملاً أن يزلزله عن توبته، ويشككه فيها، ويقول له:
أَبَعْدَ كل هذه السنوات من الذنوب تريد أن تتوب ؟!
أَبَعْدَ كل هذا التقصير تريد أن ترجع وتؤوب ؟!
وهل تظن أن الله سيقبلُكْ ؟!
وهكذا يريد أن يَلْبِسُ عليه دينه، ويرده عن توبته ويقنطه من ربه!!
وأذكرك ونفسي – أخي الحبيب – بقوله تعالى : (إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
أما بخصوص سؤالك: هل يمكن أن يصير مرتكب الكبائر من المحظيين لدى رب العزة ؟، فاعلم أخي– فقهك الله- أن العبد حين يتوب إلى ربه، توبة صادقة، فإن الله سبحانه يغفر له كل ذنوبه الفائتة، ليس هذا وحسب بل إنه سبحانه يبدل سيئاته حسنات.
قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). نعم يبدل كل ذنوبنا ومعاصينا ويحيلها جبالاً من الحسنات.
فضلا عن أن العبد الذي يرتكب المعاصي، ويقترف الآثام، يكون بعيدا عن ربه، مستحقا لغضبه، فإذا ما عاد وأعلن توبته، فإن الله يكون أفرح بتوبته منه هو.(33/16)
فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك) – أخطأ من شدة الفرح.
فإذا ما تاب العبد إلى الله وكان صادقا في توبته، فإن الله يغفر ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، حتى وإن كان من أصحاب الكبائر، فما يمنع صاحب الكبيرة أن يكون من المقربين إذا تاب؟، فقد كان بعض الكفار– وليس بعد الكفر ذنب- من أبغض الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، غير أن الواحد منهم عندما يتوب يصبح في أعلى مكانة من قلب النبي.
وأما إذا أردت أن ترقى لدرجة "العبد الشكور"، فانظر إلى سيدي وسيدك، سيد الأولين والآخرين، محمد، صلى الله عليه وسلم، أحب خلق الله إلى الله، وأفضل مَنْ عَبَدَ الله، عندما كان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه، وعندما كان يُرَاجَعْ في ذلك: ألم يغفر اللهُ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر يا رسول الله؟!.
كان يرد قائلا: أفلا أكون عبداً شكوراً؟، فالطريق معروف فادخل إليه واغرف منه على قدر ما تحب وما تستطيع، فمن ذاق عرف، ومن عرف غرف، ومن غرف حصل له الشرف العظيم
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
اليأس والإيمان عدوان لا يجتمعان العنوان
أمراض القلوب الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحقيقة أن النفس تجزع من المرض وتهابه، ولا يخفى عليكم أننا جميعاً مختلفون في تقبل الأمور سواء من الناحية الدينية أو النفسية، ومع تراجع التربية الدينية الصحيحة وترغيب النفس في التقرب إلى الله يجعل حياة الفرد فارغة جوفاء وذات لون باهت ومهما حاولنا أن نتعبد وأن نصبح متدينين لا ينفع هذا؛ لأن النفس من الداخل جوفاء.
وضعيفو النفوس لا يستطيعون تقبل مثل هذه الأمور ببساطة، بل إن هناك من الأشخاص من يكون مرضه تنبيها له على ما فاته حتى يستعيد بذلك قدرا كبيرا من الإيمان ولكن قد يكون ذلك بعد فوات الأوان.
إن مقدرتنا على تقبل مصائبنا ترتبط ارتباطا شرطياً بعمق ورسخ الدين فينا، وكيف أننا مهما حدث لنا لا نجزع ولا نيأس ولا نقنط من رحمة الله، بل إنني في قرارة نفسي أرى أن اليأس والإيمان عدوان لا يجتمعان مع بعضهما أبداً مهما حدث،(33/17)
والإنسان عندما يصيبه المرض قد يفقد إيمانه وييأس من رحمة الله ويرى الظلام وقد حل على عينيه وتسوء حالته النفسية بالدرجة التي تجعل حالته المرضية تتجه للأسوأ.
ولن تجد كثيراً من الناس يرضون بأن تحدثهم عن ثواب هذا المرض وما يفعله الألم من محو للسيئات.
سيدي:
إنني وعن عمق تجربة أقول لك: إننا يجب أن نربى أولادنا على الدين والإيمان.. نربيهم على الصدق والإخلاص، فيرثون الصبر موردا لهم عند نضوب الموارد الأخرى ليعينهم على تقبل الصعب وتحمل المشاق. بل إنني أشعر بأنني على وشك طلب المرض من الله عله يخفف عنى أوجاعي؛ حتى تهدأ نفسي وتسكن.
السؤال
الأستاذ مسعود صبري المستشار
الرد
أختي الفاضلة:
أحيي فيك هذه الروح الوثابة، وهذا العقل الناضح والإدراك الصادق، ومحاولة الغوص في أعماق النفس البشرية برؤية تحليلية، فتلك نعم من الله لك فراعها و نمها واسقها من ماء الشرع والكون ما يجعلها أشجارا وارفة وظلالا حانية على نفس وغيرك؛ طلبا للثواب من رب العباد.
كما أني أثنى على ما قلته من أثر الإيمان في تقبل المرض وكيفية التعامل معه، وضرورة تربية أبنائنا عليه، تحصينا لهم من شرور النفس والحياة.
ومع كون استشاراتك ذات طابع فلسفي إلى حد ما، لكن دعينا نقرأ الإشكالية عند بعض الناس بشكل يسير، حتى تكون الصورة واضحة وجلية، وللإنسان أن يتخير بعد ذلك ما يشاء، لما وهبه الله تعالى من حرية الاختيار.
أظن أن المشكلة الأساسية عند المسلمين في النظر إلى المرض، أن الحديث عن المرض أخذ منحنا دينيا صرفا، وهنا– في ظني، وأستغفر الله إن كنت مخطئا- تكون المشكلة، فإن غياب البعد الإنساني في قراءة الأحداث يحدث فجوة، فالمرض ليس شيئا دينيا في المقام الأول، بل هو شيء بشري، يحدث للمسلم والكافر، للطائع والعاصي، للكبير والصغير، للرجل والمرأة، للشاب والفتاة، للعالم والجاهل، للرئيس والمرؤوس، للأبيض والأسود.
فالمرض لا يقتصر على زمان دون زمان، ولا مكان دون مكان، إنما ارتباطه ببني آدم أينما حل وارتحل، نعرف هذا مع عدم إغفالنا للتأثيرات المكانية والزمانية لبيئة المرض، وهذا يعني أن كل الناس يمرضون مؤمنهم وكافرهم، كل ذلك في إطار القدر الغالب على البشر باختلاف ألوانهم وألسنهم ومعاشهم ومعادهم، وهذا يعني أن المرض شيء فطري بشري لا ملة له ولا دين، فأن يكون المرض سببا في ضعف الإيمان فهذا من الخطأ المحض، فإنا لم نؤمن بالله واشترطنا عليه أن يعافينا مما يبتلي به الخلق كلهم!(33/18)
ولكن الإسلام ليعالج النفس البشرية، فقد أعطى لها أدوات لمعالجة المرض وتعامل النفس معها.
وفي مجال التعامل مع المرض جاء الأمر بالتداوي، وجعله واجبا شرعيا، يأثم المرء بترك نفسه للهلاك، كما أخرج الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تداووا عباد الله فإن الله لا يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم". كما أمر بالحفاظ على النفس، وجعل من المقاصد الكبرى للإسلام الحفاظ على النفس، والمقصود به هنا الجسد.
ولكنه في ذات الوقت لم ينظر للمرض مؤثرا على الجسد فحسب، بل هو مؤثر على النفس والروح أيضا، ولهذا جعل الله تعالى الشفاء بيده وحده، وفرق بين التداوي والشفاء، فحكى الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام قوله :( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء: 78-80).
ولأجل أن تصير نفس المؤمن عالية جعل المرض من الابتلاء الذي يجب الصبر عليه، ووعد من صبر بالثواب الجزيل، وكأن هذه خطة دفاعية لرفع الروح، إذ الارتباط بين الروح والجسد لا ينفك، وأن هزيمة النفس تعني تمرض الجسد، فكان الصبر على المرض وقاية من تدهور الصحة، وتحقيقا للعبودية، وعودة لله تعالى، فيتناول العبد الدواء ويطلب من الله الشفاء.
إن هذه منظومة رائعة في إدراك فلسفة المرض، فهي لا تتغافل الطبيعة الطينية للإنسان، وهي في ذات الوقت تربطه برب الكون، ومسبب الأسباب، فيكون الإيمان عاملا زائدا وفارقا بين المسلم وغيره، فإن كان كلاهما يتداوى، فيبقى عند المؤمن حصن يمنعه من كره الحياة والضجر من الابتلاء، ويرفعه عند ربه، فيجعل الصبر على المرض الذي قد يفعله كل أحد قربة لله سبحانه وتعالى، فيجازى عليه مع كونه أمرا إنسانيا في ذاته.
وإن كانت قاعدة الأسباب مشتركة بين البشر، فإن الطب يقول: إن هناك حالات تجاوزات الأسباب, خاصة في حياة المسلمين، فبالقراءة العلمية في بعض الحالات يقال: هذا لا يمكن أن يعيش، ولكنه يعيش، إذ الأمر لله تعالى، والذي خلق الأسباب قادر أن يوقف مفعولها بالقدرة المطلقة، والمشيئة الفاعلة، فهو سبحانه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (البقرة:117).
وهو تعالى يعرف عباده بذاته، فيقول لهم:( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (النحل:40)، ولهذا ففي المرض لله معاملتان: معاملة عدل ترتبط بالأسباب، وهذه لمن ربط نفسه بالأسباب يتساوى فيه جميع البشر، وهناك معاملة فضل، وهذه لمن ربط نفسه برب الأسباب وإن أخذ بالأسباب.
إن الإيمان ليس اعتقادا فحسب، ولكنه قوة محركة لمقادير الأمور البشرية، ولكن المشكلة فيمن يتهم الإيمان بعدم التحريك أنهم ما فهموا الإيمان حقا، وأنهم وصموا به أناسا هم أبعد ما يكونون عنه، فحين يكون الإنسان مؤمنا صادقا تتصاغر في عينه ما يتعالى في عيون الناس، ويتساهل في فكره ما يصعب عند الناس، ويقدِّر في نفسه ما يغيب عن فهوم الناس، وأس الإيمان أن يكون حقا موصولا بالرحمن، فمن قطع الحبل الذي بينه وبين ربه، فهو مؤمن ادعاء، وإن كان مسلما حكما.(33/19)
إننا في حاجة إلى مراجعة لمفهوم الإيمان حتى يكون قوة محركة في أفعالنا وسلوكنا وعقائدنا، لأن المؤمن لا يعرف الانهزام مطلقا، كيف وهو يرتبط بالعزيز الذي لا يذل من والاه، وهو مع القوي الذي لا يُهزم من رجاه، وهو مع المتين الذي يصبِّر من ناداه، فكم من الحقائق الإيمانية تاهت في عصر العولمة وبحر الظلمات المادية، ولكنها مكشوفة للواصلين، بادية للمتقين، محققة في نفوس الصديقين، ومن هنا نفهم قول الحسن البصري: "من يعطني رغيفا من حلال أداوي به أربعين رغيفا".
فمحاولة قراءة المرض بمنأى عن شقها الإنساني والإيماني معا، معناه أننا سنخطئ القراءة، وبدلا من الاعتراف بهزيمة النفس والرضوخ للفتور الإنساني، فالأولى أن نحمل مشعل الإيمان ليضيء لنا جنبات حياتنا، فنسير في أرض الله بنور الله، وهنا نفهم من قول الله معناه :" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأنعام: 122).
وليس من الحكمة والصواب، فضلا أن يكون له نصيب من الإيمان أن يطلب العبد من ربه الابتلاء، فهذا يناقض طبيعة البشر، وهو ظلم للنفس، والله لا يحب الظالمين، فبميزان الشرع ندرك أن نحفظ أنفسنا ولا نظلمها، وأن نسأل الله المعافاة في الدنيا والآخرة، فإن كان قدره نافذا في الابتلاء، فنسأله الصبر والرفع، فأولئك هم المؤمنون حقا، وأولئك هم أولو الألباب.
وفي دائرة المرض نحن بحاجة إلى مراجعة الأخذ بالأسباب، فكما يحكي "باولو كووليو" في كتابه:( مكتوب) أن أحد التلامذة قال لشيخه: لقد كنت في مأزق ولم يساعدني الله. فقال: إنه كان يريد أن يساعدك، ولكنه كان ينتظر منك الأخذ بالأسباب.
أتمنى أن تكون بهذه الإشارات السريعة وربما المبعثرة شيئا ينفع به أولو العقول والألباب في تفهم مراد الله من ابتلاء عباده بالمرض وغيره، عسى أن نصحح شيئا من خطئنا في علاقتنا مع ربنا
ـــــــــــــــــــ
القرآن.. أيهما أولى الحفظ أم المراجعة؟ العنوان
العبادات الموضوع
أحفظ حوالي 26 جزءً من القرآن، ومشكلتي أنني حالياً، أواجه مشكلة في المراجعة، ووالدي يريدني أن أختم باقي الأجزاء، وأراجع بعد الختم، كما أنني أحس بتضييع الوقت، ولا أستطيع التوفيق بين الحفظ والمراجعة. فكيف يمكنني ذلك؟
ادعوا لي بالتوفيق، وجزاكم الله خيرا.
السؤال
الأستاذ رمضان بديني المستشار
الرد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وأهلا وسهلا بك أختي بنت الإسلام على موقعكم "إسلام أون لاين".(33/20)
أختي الكريمة.. ما أجمل أن يعيش الإنسان مع كتاب ربه عز وجل، قراءة وتدبراً وحفظاً وتفكراً.
وما أجمل أن يكون حفظ القرآن والحفاظ عليه هو محور اهتمام الإنسان وشغله الشاغل.
وما أجمل أن يكون هناك تعاون ومتابعة بين الآباء والأبناء لحفظ هذا الكتاب العزيز.
فهنيئا لك حفظك، وهنيئا لك همتك العالية، وهنيئا لك تاج الكرامة؛ فقد قال– صلى الله عليه وسلم-: "يَجِيءُ صَاحِبُ القُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبّ حَلّهِ فَيُلْبَسَ تَاجُ الكَرَامَةِ، ثُمّ يَقُولُ: يَا رَبّ زِدْهُ، فَيُلْبَسَ حُلَةُ الكَرَامَةِ، ثُمّ يَقُولُ: يَا رَبّ أَرْضَ عَنْهُ، فيرضى عنه فَيُقَالُ له اقْرَأْ وارق وَيُزَادُ بِكُلّ آيَةٍ حَسَنَةٌ" (قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح).
ثم هنيئا لك والدك وحرصه على متابعتك في الحفظ، وتعاونه معك في ذلك.
وأسوق لكما هذه البشرى الطيبة من رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم-؛ فعن بريدة قال: "كنت جالسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فسمعته يقول: تعلموا البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة. قال: ثم سكت ساعة، ثم قال: تعلموا البقرة وآل عمران؛ فإنهما الزهراوان، يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أوغيابتان أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق قبره كالرجل الشاحب، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة؛ فيُعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، وبوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا؛ فيقولان: عمَّ كُسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها؛ فهو في صعود ما دام يقرأ، حدرا كان أو ترتيلا" (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).
أختاه إن أخطر الأدواء التي أصابت أمتنا في مقتل هي بعدها عن منهج ربها وعن دستوره الذي وضعه لسعادة هذه البشرية.
لقد أدرك أعداء هذه الأمة أن القرآن هو سر بقائها وقوتها، وهو ضمان حيويتها واستمرارها، وتيقنوا أنهم لن ينالوا منها شيئا حتى يزيحوه من طريقهم؛ فما برحوا الليل والنهار يحاربونه، ويتفننون في الوسائل التي يلهون بها المسلمين عن كتاب ربهم.
وما الإعلام الفاسد، وصيحات المدنية الزائفة، وما يحيط بشبابنا من مغريات وفتن وملهيات.. إلا بعض هذه الوسائل الخبيثة.
ولذلك فإننا نهيب بشبابنا وفتياتنا عدم الاستجابة لهذه النعرات الزاعقة، والشعارات المدنية الخادعة، وعليهم الرجوع لكتاب ربهم وسنة نبيهم فهما النجاة وهما حبل الله المتين، الذي إن تمسك به أحد فلن يضل أبدا.
ولذلك فأجر الصبر على هذه الفتن مضاعف عند الله عز وجل؛ فالقابض على دينه في هذا الزمن كالقابض على الجمر.
وندلف – أختي- إلى محور استشارتك فنقول:(33/21)
إن هناك الكثير من الطاقات والإبداعات معطلة لدينا؛ بل حتى نكون أكثر دقة عطلناها نحن بأنفسنا؛ ذلك بأننا فرطنا في أغلى رأس مال لدينا؛ ألا وهو الوقت؛ فغفلنا عن تنظيمه وترتيب أولوياتنا؛ فتداخلت الأمور وتراكمت الواجبات حتى شعرنا بالعجز أمامها ووقفنا في حيرة من أمرنا.
أشير عليك أختي أن تقفي مع نفسك في نهاية يوم من الأيام، وتمسكي ورقة وقلما، وتبدئي في إحصاء أعمال يومك هذا، ثم تقارني مجموع هذه الأعمال بالوقت المهدر طوال اليوم.. لا شك أنك ستجدين أنه كان بوسعك القيام بأضعاف هذه الأعمال.
لماذا تضعين الحفظ والمراجعة في موضعين متقابلين وكأنهما لا يجتمعان؟!
ما أقتنع به هو ضرورة الجمع بين الأمرين؛ ذلك أن الإنسان لو ركز في الحفظ فقط وترك المراجعة فسينسى ما حفظه مع تباعد الوقت، وقد أخبرنا الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال: "تعاهدوا هذا القرآن؛ فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها" (رواه مسلم).
ولذلك فإنني أرى أن أمامك إحدى طريقتين:
الأولى: الجمع بين المراجعة والحفظ يوميا: وذلك بأن تحددي كما معينا للحفظ وآخر للمراجعة، وأرى أنه يمكنك أن تحفظي ربعا أو نصف ربع في اليوم، ثم تراجعي جزءا أو حزبا، حسب ما تستطيعين.
الطريقة الثانية: المراجعة والحفظ أسبوعيا: وذلك بأن تحددي أياما للحفظ وأياما للمراجعة، وأرى مثلا أن تجعلي ثلاثة أيام للمراجعة، تراجعين كل يوم جزءا، وتجعلي أربعة أيام للحفظ، تحفظين كل يوم ربعا مثلا حسب ما تستطيعين أيضا.
أختاه، ثقي أن هذه الفترة الزمنية التي أنت فيها لن تعوض في حفظ القرآن ومراجعته؛ فأنت مهيأة نفسيا، وظروفك العمرية مناسبة، وبيئتك معينة؛ فأبوك يشجعك ويعينك ويشاركك الرأي؛ فأشد على يديك أن تستثمري هذه الظروف أفضل استثمار، وأن تحرصي على إجادة الحفظ واستظهار هذا الكتاب الكريم، حتى تكوني ماهرة فيه؛ ليتحقق فيك بشرى الرسول الكريم – صلوات ربي وتسليماته عليه- فتكوني مع الكرام البررة.
1- إخلاص النية لله تعالى، والتوجه إليه بهذه العبادة العظيمة، ومراقبة النفس في مقصدها بين الحين والآخر.
2- التعرف على فضائل القرآن وفضائل حفظته؛ فمعرفة فضائل الشيء دافعة للوصول إليه.
3- البعد عن المعاصي والتخلق بآداب القرآن؛ فهذا القرآن هو نور الله، ونور الله لا يهدى لعاص.
4- الدعاء واللجوء لله أن يتم عليك هذه النعمة ويحفظها عليك، ويمكنك منها.
5- وضع خطة مناسبة وواقعية -كما ذكرنا سابقا- والمحافظة عليها مهما كانت الظروف.
6- فهم الآيات والتركيز فيها وتدبرها بالاستعانة بتفسير وجيز مختصر.
7- تمييز الآيات المتشابهة والتعرف عليها ووضع طريقة معينة لحفظها وعدم التداخل بينها.(33/22)
8- تحديد وقت ومكان مناسبين للمراجعة، وتثبيت ذلك قدر الإمكان.
9- المزاوجة بين تلاوة القرآن والاستماع إليه عن طريق إذاعة القرآن أو بعض الفضائيات أو الاستعانة بأشرطة وأسطوانات لبعض القراء المعتبرين.
10- الاستعانة بشيخ متقن للقراءة للحفظ، والاستعانة ببعض الأهل أو الأصدقاء للمراجعة.
اعلمي أختي أن حفظك للقرآن هو نعمة من الله تعالى تستوجب منك الشكر، والشكر يكون من جنس النعمة، وقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخاري). فاحرصي على نشر هذه النعمة وتعليم من تستطيعين من أخواتك وصديقاتك القرآن.
أختاه من موجبات شكر هذه النعمة تطبيق ما تحفظين وترجمة هذا الحفظ إلى واقع عملي ملموس؛ فعليك أن تتحلي بآداب القرآن، وهي الواردة في الأحاديث التالية:-
ذكر ابن مسعود رضي الله عنه قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يختالون".
وعن الفضيل بن عياض قال: "حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن".
أختاه.. في النهاية نسأل الله أن يظلك في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما أخبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله إلا ظله "شاب نشأ في طاعة الله". كما نسأله تعالى أن يجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
وأرجو أن لا تنسينا من دعوة صالحة يذهب الله بها همنا وييسر أمرنا ويجيب دعوتنا.
ـــــــــــــــــــ
كيف نُنَمي الوازع الإيماني لدى المراهق؟ العنوان
الأخلاق الموضوع
بارك الله في جهودكم، ونفعنا الله بعلمكم
سؤالي لكم عن الطرق المثلى في تنمية الوازع الإيماني، لطالب مراهق، في المرحلة الثانوية، يبلغ من العمر 16 عاماً، حيث أنه بسبب قلة رعاية أهله له، تعرف على أصدقاء وصديقات في عمره، وأخذ يخرج معهم.
وقد علمت بذلك، وشعر هو بأني أعلم بالأمر، والجيد أنه يحترمني، ويتقبل مني، حيث أنني صديق عائلتهم، وفي مقام أخيه الكبير. فكيف لي أن أؤثر فيه؟، وأنمي لديه الوازع الإيماني الذي يمكن أن يعصمه- بإذن الله- من الوقوع في الخطأ؟.
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
تقول الداعية الأستاذة نجية الرحماني، عضو فريق الاستشارات الإيمانية بالمغرب:
السلام ورحمة الله وبركاته:(33/23)
أخي الكريم عماد:
جزاك الله خيراً، على اهتمامك بصديقك، وأنك تُكِنُ له المودة، وتسأل عما فيه خيره وصلاحه. أما بعد:
فإنه على الرغم من أن سؤالك لم يتضمن معلومات كافية عن صديقك، حتى يتسنى لنا أن نجيبك بشكل مستفيض، إلا أنني أستعين بالله وأقول:
بصفة عامة يعيش المراهق في مجتمعاتنا أزمة وجود، وأزمة شخصية، فهو دائم البحث عن ذاته، وسريع التأثر بأقرانه.. فمرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر منها الإنسان، نظرا لما تعرفه من تقلبات مزاجية وقد يستفحل الأمر إذا كان المراهق يعيش في ظروف أسرية غير ملائمة كالخلافات بين الأبوين وغيرها.
وأنا على يقين أن صديقك إذا لاحظ منك اهتمامك بأمور فسوف يطمئن إليك، وإذا حصل الاطمئنان فهو أول المراحل التي يجب أن تسعى إلى بلوغها، ويأتي بعد ذلك مرحلة الثقة، فحين يثق بك فمن الممكن أن توجه له بعض النصائح الذكية لإبعاده عن رفاق السوء كالمواظبة على الصلوات لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.. وملء الأوقات بما ينفعه وفيه مصلحته كالدراسة والرياضة والمطالعة واجتناب كل ما يمكن أن يجره للضياع.
وأنت تسال بني عن كيفية التأثير على صديقك؟ فلتستطيع ذلك يجب أن تكون قدوة له واجتنب ما تنهاه عنه وحاول أن تعاشره بالرفق والرحمة وأن تكون دائم الإنصات لمشاكله مهما بدت لك تافهة أو دون أهمية.
وحاول أن تربط صديقك برفقة صالحة وان تجتمعوا على فسح فيما يرضي الله.
وفقك الله بني لما يحبه ويرضاه.
وقد اهتم موقع إسلام أون لاين بمناقشة هذه القضية من جميع جوانبها، وتضمن موضوع (المراهقون: أيها الآباء أنصتوا) الذي نشر بالموقع على هذه الدراسة التي تدور حول كيفيه التعامل مع المراهق، وقد جاء فيه: أجمعت اتجاهات طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، فإيجاد خطين متوازيين من الاعتماد على النفس مع الاندماج معه والخروج من زي النصح والتوجيه والأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر– لا شك أن ذلك هو السبيل الأمثل لتكوين علاقة وثيقة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة.
لاعبْه سبعًا
* "لاعبه سبعًا وأدبه سبعًا وصادقه سبعًا ثم اترك له الحبل على الغارب" هكذا سبق الرسول صلى الله عليه وسلم الدراسة التي نحن بصددها في أمر التعامل مع المراهقة.. فببحث الأمر في دراسة متخصصة قامت بها الـ (Gssw) المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية في الولايات المتحدة على حوالي 400 طفل، بداية من كونهم في سن رياض الأطفال وحتى وصولهم سن 24 على لقاءات مختلفة في سن 5، 9 ، 15، 18، 21 ، واشتملت على حوار مع مربيهم من مدرسين وآباء؛ لتجميع كل ما يلزم عن ظروف النشأة والضغوط والمشاكل واكتمال وظائف هؤلاء الأطفال وتفاعلهم مع الجو المحيط –كانت نتيجة الدراسة أن المراهقين في الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات(33/24)
المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع، ويهتم جميع أفرادها بشئون بعضهم البعض- هم الأقل (من بين الذين تمت عليهم الدراسة) ضغوطًا، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشئونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضه للاكتئاب والضغوط النفسية.
فريق عمل
إذن فالآباء والأبناء يعملون في فريق واحد لتحقيق هدف مشترك هو تخطّي مرحلة التكوين بكل نجاح وإيجابية، فتحمل الآباء جدال أبنائهم ومناقشاتهم المزعجة وحواراتهم ليس من قبيل إهدار الوقت أو العبء الزائد، الذي لا ينبغي إضافته على أعبائهم، بل هو الأساس لبناء ثقة متبادلة بين أطراف الفريق وخلق توازن في اهتمامات المراهق، وإشباعه بخبرات والديه اللذين هما خير ناصحيه وأصدقائه في تلك الفترة.
وقد تم الرد على العديد من الاستشارات المماثلة بالموقع جاءت إحداها تحت عنوان كيف توجه صداقات المراهقة أكد فيها د. عمرو أبو خليل أن إحدى نقاط الخلاف بين الآباء والأمهات وأبنائهم وبناتهم في سن المراهقة هي قضية الأصدقاء واختيارهم وطبيعة العلاقة بينهم، حيث يكون اختيار الأصدقاء هو أحد نقاط التعبير عن الاستقلال والشعور بالذات لدى المراهق، حيث يعتبر اختياره لصديقه وعلاقته به أمرًا شديد الخصوصية ليس من حق أحد أن يتدخل سواء في اختياره أو في طبيعة العلاقة معه.
وفي المقابل يقف الآباء يصرخون ويحتجون على اختيارهم أولادهم للصداقة ولهم أسبابهم التي يرون أنها وجيهة وصحيحة، فإما اختلاف المستوى الاجتماعي، أو عدم الرضا عن المستوى الأخلاقي، أو الالتصاق الشديد بين الأصدقاء والانتماء لهم وسماع نصائحهم وآرائهم وعدم الاكتراث برأي الآباء في المقابل.
ويتدخل الآباء بقوة السلطة والقانون متصورين أن لديهم القدرة وأن لهم الحق في إثناء أولادهم عن هذه الصداقات، وأنه طالما أظهر الآباء للأبناء سلبيات هذه الصداقة فعلى الابن أو الابنة المراهقة أن يذعنوا لهذا الطلب؛ لأنهم يرون مصلحتهم في ذلك ويفاجأ الآباء بالصدام الرهيب مع الأبناء ورفض الأبناء لهذه الطلبات، والسبب المعلن هو عدم إقناعهم بما يسوقه الآباء من مبررات.
والسبب الحقيقي هو أن المراهق يشعر أنها معركة لإثبات ذاته وإعلان استقلاله ( إنني لي عالمي الخاص الذي ليس من حق أحد أن يتدخل فيه.. والأصدقاء جزء من هذا العالم.. إنهم يفهمونني ويشعرون بي يشاركونني آلامي وآمالي، فلماذا تريدون أن تحرموني منهم.. إنهم يشعروني بكياني وشخصيتي.. أشعر في وسطهم أنني صاحب رأي وصاحب موقف هناك من يحتاجني وأحتاجه في عالمنا الخاص بعيدًا عن رقابة الكبار وتطفلهم، وهكذا يكون لسان حال المراهق).
وهو في سبيل ذلك مستعد لخوض معارك طويلة تزيده عنادًا وإصرارًا على هؤلاء الأصدقاء وصداقتهم؛ لأن المعركة تزيد إحساسه بالتفرد منها هو صاحب قضية يدافع عنها وهي فرصته لإثبات ذاته وكيانه المستقل، والأهالي يتعجبون لهذا الإصرار وهذا الارتباط ويفسرونه كضعف في شخصية أبنائهم المنقادين(33/25)
لأصدقائهم.. والكل يشكو نفس الشكوى وهم لا يجدون لمن ينقاد هؤلاء المراهقين.. فكلهم منقاد لبعضه البعض لرغبتهم في الانتماء أيضًا لمجموعة أو جماعة يقفزون بها ويجدون في هؤلاء الأصدقاء هذه المجموعة يبحثون عنها للانتماء لها.
الخروج من إطار الأسرة إلى إطار جديد هم الذين يحددونه ويختارونه؛ لذا فإن الأسلوب الصحيح للتعامل مع هذه القضية هو الخروج من هذه المواجهة والعودة إلى الأصل المعتمد في التعامل مع المراهق وهو الحوار والتفاهم في إطار الصداقة معه بحيث نتحدث معه في مسألة أصدقائه كصديق يتحاور معه ويبدي رأيه في علاقته به كقضية مطروحة للنقاش وليس كأمر لا بد أن ينفذه.
مع الوضع في الاعتبار أننا في بعض الأحيان يكون لنا مبررات غير منطقية في رفضنا لصداقات أبنائنا؛ لذا فيجب أن نكون موضوعيين ومنطقيين بحيث نستطيع أن نقنع أبناءنا بما نريده، فإذا فشلنا في ذلك فالمشكلة عندنا وليست عندهم؛ لأننا لم نجد ما نقنعهم به.
ويجب أن نصبح جزءًا من مجموعة الأصدقاء، بمعنى أنك بصورة طبيعية تتعرفين على أصدقاء أو صديقات ابنك أو ابنتك المراهقين.. عن طرق دعوة لحفل ميلاد أو رحلة ترفيهية أو مذاكرة مشتركة.. فتتعرفين عليهم وتصادقينهم عن قرب وتستمعين لأفكارهم بحيث يكون رأيك بعد ذلك مسموعًا لدى ابنك المراهق؛ لأنك تتحدثين عن واقع وليس انطباعات شخصية.. بهذه الطريقة القائمة على عدم المواجهة وإبداء الرأي في إطار التفاهم والحوار مع التعرف على الأصدقاء عن قرب بصورة طبيعية تحل جميع المشاكل.
وختاماً؛
وتعليقًا على مسألة اختيار ابنتك لطريقها في الدراسة، سواء كان العلمي أو الأدبي، فهو يُحل بنفس السياسة من الحوار والتفاهم بدلاً من المهاجمة وتحويل الأمر إلى إلقاء للوم على هذه الصداقة، بل اطرحي رأيك ببساطة ووضوح وأعطها الحق في الاختيار بعد ذلك دون تدخل الخلاصة صداقتك التي تستطيع أن تحل مشكلة الصديقات بهدوء وصبر وموضوعية.
ـــــــــــــــــــ
حب "النت".. ما يستر بنت العنوان
السلوكيات الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قبل سنتين تقريباً تعرفت على شاب، مش من بلدي، وذلك عبر النت، وأعجبت بتقوى هذا الشاب، لدرجة كبيرة، وأحببت فيه صدقه والتزامه بدينه، وأخيراً تقدم لي شاب أصغر مني بسنوات قليلة، مع العلم بأن عمري تعدى الثلاثين بقليل، وعندما رفضت هذا الشاب، أعطاني مهلة للتفكير، وقلت له بأني أعجبت بشاب آخر، وأنني واضعة فيه الثقة، وأن علاقتي به محترمة.
لكن كلما قلت له عبارة "ستر البنت هو الزواج"، ما يرد علي، احترت في أمره، واحترت في أمري ومصيري، وقلقة كثيراً بشأن الموضوع هذا، لدرجة أني ما بنام من أجله، مع العلم بأني فتاة محترمة، ومرتبطة بديني كثيراً.(33/26)
وأريد أن أعرف أي طريق أتبع، وما دفعني لمراسلتكم هو ثقتي بكم. أرجو من الله العلي القدير ألا تهملوا رسالتي هاته، لأنني محتاجة للجواب في أسرع وقت ممكن، و جزاكم الله خيراً.
السؤال
الأستاذة نجلاء محفوظ المستشار
الرد
أختنا الفضلى/ حميدة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،آمين ثم أما بعد:
سأل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الصحابي الجليل أُبَي بن كعب رضي الله عنه، فقال له: يا أُبَي ما هي التقوى؟، فقال له: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً ذا شوك؟، قال: بلى. قال: فما صنعت؟، قال: شمرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى.
وأبدأ ردي على استشارتك بإعلان ثقتي التامة في عمق تدينك، ويقيني أنك فتاة محترمة، وأحييك بشدة، وأدعو لك أن تجمعي مع تدينك الرائع الفطنة، وهى من صفات المؤمن؛ لقول رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه: "المؤمن كيس فطن حذر" (الجامع الصغير/عن أنس).
وأعني بذلك أن تحمي نفسَك من الخطأ الشائع، الذي تقع فيه نسبة لا بأس بها من الفتيات حيث تلجأ الواحدة منهن إلى التعارف مع الشباب عبر الانترنت، وفي نيتها أن يكون هذا التعارف تعارفاً محترماً بهدف العثور على زوج يتقي الله فيها، وهي (تظن) أن هذه الوسيلة من التعارف وسيلة أمنة، بعيدة عن المحرمات، وهو وهم كبير، حيث تنجرف الكثيرات بسببه إما إلى ارتكاب ما حرم الله، أو إلى إضاعة العمر، وهى تنتظر أن يتقدم من تتكلم معه عبر الانترنت إلى خطبتها.
والخبرة تؤكد أن غالبية الشباب الذين يلجأون إلى الحديث عبر الانترنت لا يقدمون معلومات صحيحة عن أنفسهم، ولا يتعاملون بجدية مع البنات، والأهم من ذلك أنهم لا تكون لديهم النية للزواج ممن يقبلون التحدث معهم، فعندما يقرر الواحد منهم الزواج يبحث عن فتاة لم (تسمح) لنفسها بالتعارف على أي شاب حتى لو كان عبر الانترنت، حتى لا يعاني من الشك فيها، ومن أنها ستكلم آخرين بعد الزواج.
وأكاد أسمعك تقولين: لكن الشاب الذي تعرفت عليه يختلف عن هؤلاء الشباب، وأؤكد لك بعد خبرة في الردود على المشاكل قاربت 12 عاماً، أن جميع الفتيات يقلن مثل هذا الرد..
وأنا هنا لا اشكك في أخلاقه، ولكنني أدعوك إلى حماية نفسك من المصير (التعس) الذي ينتظرك – لا قدر الله- إذا واصلت علاقتك به، حيث سيتزايد اعتمادك النفسي على وجوده في حياتك مما يشبه الإدمان.(33/27)
وللعلم فإن المدمن يعلم جيداً خطورة الإدمان على حياته، ويعرف أضرارها جيداً، لكنه يمضي في طريق الإدمان وهو (مسلوب) الإرادة، حيث يخدع نفسه (ويزين) لها حصوله على متع من الإدمان، ويتناسى أن هذه المتع (مؤقتة) للغاية، وتنتهي سريعاً، ويتبقى له الألم والمعاناة.
وهو ما يحدث معك، حيث تشعرين بالقلق الكبير وبالحيرة، ولا تنامين بسبب (تعمد) هذا الشاب تجاهل إشاراتك إلى رغبتك في الزواج منه، وأود تنبيهك إلى أنه ليس من بلدك، وقد يكون متزوجاً بالفعل، ويتعامل معك على أنك مصدر للراحة النفسية، فأنت تمنحيه مشاعر (رائعة)، حيث يشعر باحترامك له، حين تتعاملين معه على أنه متدين وتقي، ولذا فإنه يستمر في التعامل معك باحترام حتى (يستمتع) بصورته لديك.
كما أؤكد لك أنه لو كان تقياً لما قبل لك إضاعة أي يوم من عمرك (الغالي) في علاقة لا ينوي تتويجها بالزواج، وتذكري الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ولا شك أنه لا يحب لأخته أن تتكلم، عبر الإنترنت، مع أي رجل حتى لو كان من علماء الدين، وليس مجرد شاباً متديناً، كما ترينه أنت.
وأذكرك -أختنا الفاضلة- بأننا كثيراً ما نخلط ما بين الواقع كما هو وبين ما نريده، فلا شك أنك كنت (تبحثين) عن شاب متدين لتتزوجينه، لذا فإنك قد تعاملت مع هذا الشاب على هذا الأساس.
واسمحي لي أن أذكرك بأنك لم تكوني موفقة بدخولك عالم الانترنت، وبحثك عن شريك الحياة، عبر هذه الشبكة الافتراضية، فالفتاة عليها أن تحمي نفسها من أي محاولة لاستغلال نقائها، وأن تبتعد عن كل هذه المواطن المليئة بالشبهات.
أيضا لم تكوني موفقة عندما أخبرتِ الشاب الذي تقدم لخطبتك بأنك معجبة بشاب غيره، فحتى لو لم ترغبي في الزواج منه فلا داع لإثارة (الغبار) حول سمعتك، وكان يمكنك الاكتفاء بالاعتذار بلطف، دون إدخاله في تفاصيل لا تفيد.
وأصارحك القول بأنني لا أرى مبرراً لرفض هذا الخاطب، ولا أدعوك أيضا إلى قبوله على الفور، بل أتمنى أن تتعرفي عليه- عبر الأسرة - بهدوء، ودون إجراء أي مقارنات مع الشاب الآخر، بعد أن تقطعي كل علاقة لك به بالطبع، وأن تقومي بتغير بريدك الالكتروني وهاتفك المحمول، إن كان يعرفه، لتقطعي أية وسيلة للتعامل معه.
وحتى تغلقي كل أبواب الندم قومي قبل ذلك بإعطائه فرصة أخيرة، واسأليه بوضوح تام عن مصير علاقتكما، فإن تهرب كالعادة فنفذي ما قلته لك، وان قال إنه (يفكر) في الزواج فهذا يعني أنه يلجأ إلى التلاعب (ليسرق) من عمرك أعواما أخرى، فلا تساعديه على ذلك، وكوني حاسمة.
وأذكرك بالحديث الذي رواه النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس" رواه مسلم. فلا شك أن علاقتك بهذا الشاب تتم في طي الكتمان، فلماذا تحملين نفسك أحمالا ثقيلة، دينية ودنيوية، من حيث القلق والإنهاك النفسي، من جراء انتظار ما لا يجئ ثم الندم بعد فوات الأوان.(33/28)
اطرديه من حياتك، وقومي بالربط بينه وبين الخسائر في الدين والدنيا، لتتمكني من نسيانه بأسرع مما تتخيلين، وانفتحي على أي خاطب بعقلٍ خالٍ من المقارنات، وقلبٍ لا يتوقع الانجذاب العاطفي المبالغ فيه، من أول لقاء، بل يُكتفي بوجود قدر من الارتياح، ونفسٍ ترحب بالخاطب، وتقدر له طرقه للبيوت من أبوابها، وعدم قيامه بالتسلل، وامنحي نفسك فرصة للزواج، وتكوين أسرة سعيدة، أدعو لك بها، فلا تبخلي بها على نفسك.
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
أريد زوجة "ثانية" لأُحَصِنُ فرجي العنوان
السلوكيات الموضوع
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
لا أعرف كيف أبدأ، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه، والله الذي لا اله إلا هو لا أريد غير الصلاة والشهادة في سبيل الله.
عندي مشكله لا أستطيع حلها وهي أنني: متزوج من زمن، وعندي أولاد، وأقوم بكل الواجبات، وزوجتي جميلة، ولكنها في نفس الوقت عاصية جداً، وغبية جداً، وكسولة جداً، وقد عذبتني كثيراً، ولا أريد في هذا الوقت أن أطلقها، فمن يربي أولادي؟.
وإذا أردت أن أعاشرها، حسب حقوقي الشرعية عليها، فإنها لا تهتم إلا بالتهديد، وأنا أكره ذلك، لكنني اضطر إليه رغماً عنى.. فأنا لا أحب الحرام ولا أعرفه. وأحاول قدر المستطاع أن أُصَبِر نفسي، وأفكر في زوجة صالحة، تعينني على أمور ديني ودنياي، أصل بها رحمي، وأحصن بها فرجي، ولكن أين هي؟.
أعيش الليل مثل النهار في عذاب طويل، لا أجد من أهل الإيمان من يحل لي مشكلتي هذه، ولا أدري هل أعتبرها صفحة تطوى، وترمى في سله المهملات أم ماذا؟.
طلبي بسيط وفى نفس الوقت صعب، فأنا عمري 45 سنة، ولكنني قوي جدا بفضل الله، وأعمل مدرسا وأتاجر على قدر ما أملك والأمر لله وحده، لأنني تعبت جداً جداً، وأعاني من هذه المشكلة أكثر من 13 سنة، وأكتم في قلبي الدامي الحزين المجروح آلامي، ولا أستطيع الكلام في هذا الموضوع حتى مع نفسي.
أنا من محافظة سوهاج، بصعيد مصر، وأعمل مدرساً، وأعمل بعد عملي في التجارة، وأتمنى من الله العلي القدير أن أجد الرجل المخلص الذي يساعد أخاه المسلم ليحافظ عليه من الهلاك. وأنا متأسف إذا كنت ضايقت أحداً، سامحوني. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال
مجموعة مستشارين المستشار(33/29)
الرد
يقول الأستاذ همام عبد المعبود:
بداية؛ يسعدنا أن نرحب بك، فأهلا ومرحبا بك ضيفا عزيزا، وأخا كريما، ونشكر لك ثقتك الغالية التي أوليتها إخوانك في "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله العلي القدير أن يجعلنا أهلا لثقتك، وسببا في راحتك، وعاملا من عوامل استقرارك العائلي.. آمين.
أذكرك -أخي الكريم- بأن الله عز وجل أنزل علينا أفضل كتبه، القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبعث إلينا أفضل رسله، محمدا صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، لنسترشد ونهتدي بهما في بناء وتأسيس حياتنا فقال جل وعلا: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى..) وقال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي) غير أننا -إلا من رحم ربك- لم ننتبه لهذا، فاستغرقتنا الدنيا واستدرجتنا، حتى أصبحنا ننسى الله، ولا نذكره إلا حينما نقع في أزمة خانقة، وعندما تعيينا الحيل في البحث لها عن مخرج!!.
فالأصل أخي الكريم أن المسلم عندما يريد الزواج فإنه يبحث عن ذات الدين التي تعينه على أمر دينه ودنياه، قال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) (رواه البخاري) وقد ورد في الصحيح: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"، وقال: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دسَّاس"، وقال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"، وقال: "أكثرهن بركة أيسرهن مهراً".
ومن هذه الأحاديث نستنتج حرص الإسلام على توجيه المسلم إلى البداية الصحيحة، والاختيار المبني على أسس وقواعد وشروط الإسلام، فإذا حسن البدء حسن الختام، قال تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جُرُف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)، والزواج في الإسلام عبادة، قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أُمْرِتُ وأنا أول المسلمين) (الأنعام:162-163).
ولقد بين لنا الإسلام فضل اختيار الزوجة الصالحة، فقد روى أبو أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة؛ إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله). (رواه ابن ماجه).
كما حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الاختيار غير المبني على الدين فقال: (لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل) (رواه ابن ماجه).
ومشكلتنا -أخي الحبيب- أننا لا نستدعي الإسلام في حياتنا إلا وقت الأزمات ليحل لنا المشكلة. أما أن نستدعيه لنبني حياتنا وفق شريعته وهديه فقليل منا من يفعل ذلك،(33/30)
رغم أن الهدف من الزواج واضح في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).
فالتعبير بالسكن يحمل معنى عظيمًا للاستقرار والراحة والطمأنينة في البيت، ولو حاولنا أن نوجد لفظًا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع، فذلك كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمرأة سكن للزوج والبيت كما أنه وصف العلاقة بأنها "مودة ورحمة".
وأقول لك أخي الفاضل:
لقد قرأت مشكلتك، واستوقفتني فيها بعض الكلمات التي وصفت بها زوجتك، مثل قولك إنها "عاصية جدا"، "غبية جدا"، "كسولة جدا"، "عذبتني كثيرا"، وشكواك من تقصيرها حتى في حقوقك الأساسية "إذا أردت أن أعاشرها فإنها لا تهتم"، ولا تستجيب إلا "بالتهديد"، ثم كلمتك الجامعة التي لخصت بها حالتك "أعيش في عذاب".
والحق أن مثل هذه الزوجة تحتاج إلى جهد كبير منك، تبدؤه بتوجيهها وإرشادها إلى جملة الحقوق التي سنها الشارع الحكيم للزوج على زوجته، فعرفها حقوق الزوج في الإسلام، وبين لها فضل طاعة الزوج، واكشف لها سوء عاقبة الزوجة العاصية.
أسمعها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يبين مكانة الزوج في الإسلام: (لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ( (أخرجه الترمذي)، وعرفها بأن طاعة الزوج من أسباب دخول الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت) (رواه أحمد ).
أعلمها بأن الإسلام قدم طاعة الزوج على عبادة النفل، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه" (متفق عليه)، وأن الإسلام حرم على المرأة أن تمنع نفسها من زوجها إذا دعاها إلى الفراش -ما لم يكن لها عذر شرعي- فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) (البخاري).
وقد وضح لنا القرآن الطريق إلى تقويم الزوجة فقال جل شأنه: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً * وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما)، فكن لها خير واعظ وناصح، عرفها بأحكام وحقوق الزوج في الإسلام فربما كانت لا تعرف.
أما الكلام عن تطليقها فلا مجال له الآن، فكما فهمت من رسالتك أنك متزوج منذ أكثر من 13 عاما، وأن لك منها أولادا، وربما كان أولادك -حسب فهمي من الرسالة- في سن صغيرة وهم أحوج ما يكونون إلى رعاية أمهم وتربيتها، وهو ما يدفعني لأن أقول لك: اصبر عليها بل واصطبر عليها، واعلم أن صبرك هذا مأجور بإذن الله.(33/31)
أما عن قولك: "أفكر في زوجة صالحة تعينني على أمور ديني ودنياي"، فأقول لك: إن الزوجة الصالحة هدف نبيل يسعى إليه كل مسلم فاهم لدينه قبل أن يقدم على الزواج، ولكن أما وأنك متزوج "منذ زمن"، وعندك من زوجتك "أولاد"، فلا أنصحك بالتفكير في هذا الأمر الآن.
وأوصيك بالصبر عليها ومحاولة إصلاحها، فكما يقولون: تزوج المرأة الصالحة، فإن لم تُرزقها فاسع إلى إصلاح زوجتك، حرصا على أسرتك وأولادك من التشتت والضياع، فأولادك أمانة في عنقك، وأنت ربان سفينة والمطلوب منك أن تجتهد ما استطعت لكي تصل بالسفينة إلى بر الأمان.
وردا على سؤالك: "هل أعتبرها صفحة تطوى وترمى في سله المهملات؟"، أقول لك ربما كان القرار سهلا ولكن تبعاته ثقال، وأدعوك لمراجعة نفسك، واتهامها بالتقصير، وتذكر قول الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة -أي لا يبغضها؛ إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، فلماذا لا تنظر -أخي الكريم- إلا إلى الجانب السيئ؟ لماذا لا تنظر إلى الجوانب الإيجابية؟ فكل إنسان -رجلا كان أو امرأة- فيه الخطأ والصواب.
راجع تصرفاتك معها، راقب نفسك وأنت تكلمها وارصد: هل تكون معها حادا أو جافا؟ هل توجه لك الكلام بصيغة الأمر والنهي؟ هل تهتم بالسؤال عنها وعن أهلها وأرحامها؟ هل تهتم بصحتها وطعامها وشرابها ولباسها؟.
وهناك أمر لفت انتباهنا إليه الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما- عندما قال: (إني أحب أن أتجمل لزوجتي، كما أحب أن تتجمل لي) فانظر أخي -حفظك الله- كيف كان أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم أكثر الناس إيجابية، فها هو ابن عباس يتجمل ويتزين لزوجته.. الله أكبر.. أكرم به من صحابي يعرف واجباته تجاه زوجته وحقوق زوجته عليه.
ويمكنك -أخي الكريم- أن تجلس مع زوجتك على انفراد، جلسة مصارحة ومكاشفة، لا عتاب فيها، جدد خلالها عهدك معها، تعاهدا على البدء من جديد، حياة يملؤها الإيمان بالله تعالى، يظهر فيها الاحترام المتبادل، ويحقق فيها الزواج أهدافه "السكن والمودة والرحمة و."، كما أنصحك بأن تجرب معها الحل الإيماني، وهي فرصة لك أيضا، فكلنا يحتاج لزيادة إيمانه.
وأقترح عليك- أخي الكريم- هذا البرنامج الروحي للقرب من الله بزيادة الإيمان لعله يعينك على حل مشكلتك:
1- صوما يوما لله كل أسبوع، وليكن الإثنين أو الخميس، فصيامهما سنة واردة عن الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأفطرا سويا.
2- احرصا على قيام الليل معا، ولو بصلاة ركعتين مرة في الأسبوع، وستجدان بإذن الله لذلك بركة كبيرة تنعكس عليكما بالخير.
3- اخرجا سويا لزيارة مريض ولو مرة في الشهر، ففي زيارته خير كثير وأجر كبير إن شاء الله.
4- صلا أرحامكما، وزورا أهلكما مرتين في الشهر مثلا، فذلك يوثق علاقتكما، ويزيل ما بينكما من خلاف.(33/32)
5- اجلسا سويا جلسة إيمانية لمدة ساعة مرة في الأسبوع، اقرأ خلالها ربعا من القرآن الكريم، وبابا من أحاديث الرسول من كتاب رياض الصالحين مثلا.
ويضيف الأستاذ مسعود صبري :
أخي الفاضل:
أشعر بما تعانيه من فصام وفصال مع الزوجة، وأنك لا تجد راحتك معها.. وربما كان من اليسير أن يتعايش الإنسان مع صديق لا يقبله في العمل، أو صاحب له في النادي جمعهما شيء رغما عنهما، ولكن أن يتعايش مع زوجته التي يرى عصيانها وغباءها وما ذكرت، قد يكون فيه شيء من الصعوبة، لكنه ليس بالمستحيل.
وأريد أن ألفت انتباهك إلى أننا مع من لا يربطنا به شيء نجد ألف حل لمشكلتهم، أما الزوجة والأولاد فنكاد نفقد الوعي في الحل، لماذا لا نعامل زوجاتنا كالأجانب الغرباء بالحنو عليها والسعي لإصلاحها، وأن نبذل كل وسيلة للإصلاح معها، فإن أبت إلا أن تكون مثل ما هي عليه، فـ"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، وساعتها انظر حاجتك إلى زوجة أخرى، فبدلا من الانفصال والطلاق، وخاصة أن لك أولادا منها.
شرع الإسلام الزواج بأخرى بقاء على الأسرة الأولى، ووزع جهدك على البيتين، واجعل ما تفعله للزوجة الأولى من الأعمال التي تنتظر ثوابها عند الله تعالى.
لكن لا تسرع إلى الزواج بثانية إلا بعد التأكد من عدم إصلاح زوجتك، وأنك فعلا في حاجة إليها، كما أنه يجب التنبيه على أنه يجب أن تتهم نفسك أولا، فكل منا حين يكون خصما مع آخر، فإنه يتهمه، ولا يرى عيبا في نفسه، فضع كل الأمور (ما يخصك وما يخصها) على دائرة التفكير بنوع من الحيادية، وانظر هل يمكن التعايش معها وإصلاحها، أم أن هذا أمر يكاد يكون مستحيلا.
ثم انظر ما يترتب على الزواج من أخرى من مسئوليات أخرى، فبدلا من أن كنت مسئولا عن أسرة، ستصبح مسئولا عن أسرتين، وفي هذا الإطار يمكن لك التفكير -إن أخذت قرار الزواج- في أن تتزوج امرأة لا تنجب، حتى لا تزيد عليك أعباؤك، وهل أنت في حاجة إلى بكر أم ثيب؟ وما إلى ذلك.
أخي الفاضل
أنصحك أن تستخير الله كثيرا، وأن تستشير من تعرف عنه الحكمة والفطنة، ممن هو قريب منك، فإنما أجبناك على ما ظهر لنا، وهناك بالطبع تفاصيل لا نعرفها، ولكن إجابتنا على ما جاء في السؤال.
وأخيرا، تعلق بالله، وادعه دائما أن يقدر لك الخير حيث كان، واسأله أن يدبر لك الأمر حيث يحب ويشاء، فاختيار الله لنا خير- بلا شك- من اختيارنا لأنفسنا، و استصحب رحمة الله بعباده، فإنه أرحم بنا من أمهاتنا وآبائنا.
نرجو أن تتواصل معنا دائما. وفي انتظار ردك علينا وتعقيبك على ما قلنا.
ـــــــــــــــــــ
أنا والبنات.. أخلاقي على كف عفريت العنوان
الأخلاق الموضوع(33/33)
أعمل في شركة سياحة، ويوجد حولي الكثير من البنات.. فما السبيل لتقوية إيماني؟، حيث أني في مستوى منخفض جداً من الإيمان، والسبب طبعا البنات والنظر إليهن؟ السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
يقول الأستاذمسعود صبري :
الأخ الفاضل:
جزاك الله خيراً على حرصك على إيمانك، وأن يبقى نقيا لا يشوبه ما يجرحه.
واسمح لي أخي أننا دائما نعتبر المرأة متاعا ولذة، ومع كون المرأة تمتع الرجل ويستمتع بها، وهي أيضا تتمتع بالرجل، غير أن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة يجب ألا تأخذ هذا المنحى بشكل دائم يغلب على تفكيرك، لأنك لو نظرت إلى المرأة على أنها شهوة وحسب، فسيظل هذا في رأسك وفي تعاملك معها، ولن تتغير مهما حدث، غير أننا نريد أن نقول :
إن طبيعة التمتع في الإسلام قائم في ظل الزوجية، وفي خارج إطار الزوجية، فهناك المجتمع المسلم الذي يكون فيه الرجال والنساء إخوة في الله، كما قال تعالى:" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرون".
فهناك الصداقة في العمل التي تحتم التعامل بين الرجال والنساء، وفق احتياجات العمل وضوابط الشرع الحكيم، أو العلاقة في التدريس بين الزملاء فيما بينهم من الجنسين، مما قد يتطلب التعاون في بعض البحوث والأعمال الأخرى، أو بين الطلاب والأساتذة مع اختلاف الجنس، أو في البيع والشراء أو في غير ذلك من المجالات.
والإسلام وسط بين النهي عن الاختلاط، وبين إباحة التعامل المطلق بين الجنسين، والبعد عن هذه الوسطية يولد إما نوعا من الفهم السيئ، وما يترتب عليه من آثار سيئة، أو نوعا من الانحلال الأخلاقي الذي تذوب معه الفوارق الطبيعية بين الجنسين، فكل جنس له خصائصه وله عالمه، ومع هذا التمايز يبقى التعاون منضبطا بمراقبة الله تعالى وتقواه، وأنه سبحانه يعلم السر وأخفى.
والخروج من دائرة كون المرأة شهوة فحسب يحل كثيرا من الأزمات النفسية بين الشباب والفتيات، والتربية الصالحة لها دور كبير في طبيعة التعامل، والثقافة التي يبثها المجتمع لها أثر أكبر، فمجتمع تربى على علاقة المسلسلات والأفلام، والتي يغلب عليها طابع الحب والغرام والخيانة والفحش يؤثر على طبيعة الناس.
والمجتمع الذي يربي أبناءه على أن الفتيات أخواته، يجب عليه الحفاظ عليهن، وأنه يتعامل معهم بضوابط فوق حاجات التعايش الاجتماعي يساعده أن يخرج عن هذا الإطار الضيق في نظرته للجنس الآخر.
وتبقى مساحة الإنسان الشخصية، وهو الذي يستطيع أن يدرك هل الأخذ بالعزائم أفضل له، أم يعيش طبيعة المجتمع الذي لا ينهى عن الاختلاط، ولا يبيح الانحلال؟؟(33/34)
هذه تساؤلات ربما تساعدك على أن تحدد طبيعة علاقتك مع الجنس الآخر، جزء منها يعود لدينك وعقلك وشخصيتك، وجزء منها يعود للمجتمع الذي قد يكثر فيه الانحلال، ويبقى الحل في مثل هذا إما جهاد النفس، أو الفرار من المعصية إلى مجتمع أنظف، وأقصد بالمجتمع المجتمع الصغير الذي تعيش فيه.
وفقك الله لما يحب ويرضى .
ويضيف الأستاذ عبد العظيم بدران، داعية وباحث مصري:
أخي ساهر:
حالتك هذه كثيرة جدا في مجتمعاتنا للأسف، ولكني أسأل الله تعالى أن يعينك على ما أنت فيه، وأن يجزيك على حرصك هذا حفظا وإيمانا ويقينا وثباتا الموقف صعب لا شك، وليس من رأى كمن كتب!، ولكني سأجتهد معك في عدة مقترحات.
لقد علمتَ أنك تعمل في بيئة صعبة، وهذا يقتضي منك أن تحصن نفسك تحصينا منيعا، ولكن كيف؟ وماذا يعني هذا التحصين؟
بالطبع أنا لا أطلب منك أن تتنحى عن عملك هذا في مثل الظروف التي تعيشها بلادنا، والتي نعرفها جميعا، ولكني أشير عليك بما يلي :
- لتكن نظراتك إلى زميلاتك عند الحاجة والضرورة، وهذه في ذاتها ستكون أيضا كثيرة، وبالتالي فإن عليك أن تسأل الله العون وتنظر بعينك فقط لا بقلبك كذلك.
- أعني ألا تدقق النظر ولا تعمقه، وليكن سطحيا على قدر الحاجة، دون أن يخل ذلك بالقيام بوظيفتك التي ارتضيتها.
- احرص ما استطعت على أن تكون على وضوء دائما؛ فالوضوء سلاح المؤمن، وهو يعينك أكثر على حالك.
- اذكر الله دائما في نفسك، واطلب منه العون في كل حال.
- كن نموذجا مشرفا للإنسان الملتزم الذي لا ينفر الآخرين لأنه متدين، وفي نفس الوقت يحافظ على إيمانه وصلته بالله تعالى.
- اصطحب معك المصحف، واحرص على صلاة الضحى والنوافل بشرط ألا يعطل ذلك العمل، فكل ذلك يعينك على ما أنت فيه.
- لتكن حواراتك وكلماتك مع زميلاتك على قدر الحاجة، ولا تسرف في هذا حتى ولو رغبن هن في هذا. وهذا ليس سهلا وسيحتاج منك إلى مجاهدة للنفس عنيفة.
- قد تنجح مرة وتخفق أخرى، فاصبر وصابر ورابط والله معك.
- واعلم يا أخي أن هذا من البلاء، والله تعالى ينظر كيف تعمل؟
أعانك الله وثبتك بارك الله فيك وجزاك خيرا.
ـــــــــــــــــــ
صلة الرحم.. جهاد لا شوكة فيه العنوان
السلوكيات الموضوع
أنا متزوجة من ابن عمي والحمد لله هو رجل طيب، ولكن له إخوة يحبون أنفسهم كثيراً ويحبون أن يختلقوا المشاكل مع زوجي، ولكن زوجي يقابلهم بالمودة والمحبة، ولا يقاطعهم، ولكن حدثت مشكلة صغيرة بينه وبين أخته فقاطعته إلى الآن، ولم(33/35)
تكلمه، وحدثت بيني وبين زوجة أخيه مشاكل، وهي تتقول عليّ أشياء لم أفعلها، وأخته تصدقها وتكذبنا أنا وزوجي ومن حضر هذا الموقف.
وأنا الآن في السعودية وقررت عندما أنزل لا أكلمها ولا أسلم عليها، فما رأيكم في ذلك؟ وإذا قلتم أسامحها فدلوني على دعاء يجعل قلبي خاليا من أي شيء.
السؤال
الأستاذ رمضان بديني المستشار
الرد
أختي السائلة؛
أهلا وسهلا بك على موقع "إسلام أون لاين.نت"، ونسألك ألا تنسينا من صالح دعائك وأنت في الأماكن المقدسة.
بادئ ذي بدء أختي الكريمة نشير إلى أن الإسلام يقوم على دعامتين أساسيتين لا تغني إحداهما عن الأخرى؛ وهما: علاقة المسلم بربه، وعلاقته بالمجتمع من حوله، ويطلق على الأولى: الإيمان بالله، والثانية: الأخلاق والسلوك.
والدعامتان لا تنفصلان والعلاقة بينهما علاقة اطراد؛ فالإيمان بالله تعالى دافع للمسلم لتوطيد علاقته بالمجتمع؛ فالصلاة مثلا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام تدريب للنفس على التحلي بأخلاق الإسلام الفاضلة، والزكاة تنمي روح الأخوة والترابط بين أفراد المجتمع، والحج من آدابه أن يخلو من الرفث والفسوق والجدال. والرسول الكريم وضع حقوقا عامة للمسلم على أخيه المسلم، وهكذا يحرص الإسلام على تقوية روح الأخوة وأواصر المحبة بين أفراد المجتمع جميعا ليكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
إذا كان الإسلام يوصينا بهذا مع الأخوة العامة التي تشمل كافة المسلمين؛ فإنه يؤكد على هذه العلاقة أكثر وأكثر إذا تعلق الأمر بأولي القربى؛ فهاهو القرآن يحذر من قطيعة الرحم فيقول: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
ولقد شدد الإسلام في الترغيب في صلة الأرحام ترغيبا دينيا ودنيويا؛ فالرسول- صلى الله عليه وسلم- جعل من دلائل الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر صلة الرحم، وأخبرنا أن صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه للعبد؛ فقال- صلى الله عليه وسلم- :" الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله" (رواه مسلم). وجعل صلة الرحم سببا في البركة في الرزق والعمر؛ فقال- صلى الله عليه وسلم- : "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه" رواه البخاري.
أحببت أختي أن أبدأ معك بهذه الجولة السريعة على موقف الإسلام من تحقيق روح الأخوة والترابط بين المسلمين؛ حتى تطمئني وتثقي في أن طريق التسامح والمودة الذي تسيرين عليه أنت وزوجك تجاه أهله هو الطريق الصحيح الذي يتماشى وروح الإسلام في بناء مجتمع قوي البنيان متماسك الأركان.(33/36)
ولكن أعرف أنه سيتبادر إلى ذهنك استفسار الآن؛ وهو: وماذا لو أن هؤلاء الأقارب قابلوا هذا الإحسان بالإساءة، وهذا الوصل بالقطع والهجران، وهذه المودة بالنفور والمعاملة السيئة ؟
وأرد على تساؤلك هذا قائلا: هدئي من روعك؛ فالذي أمرك بصلة الأرحام هو العليم بذات الصدور المطلع على طبائع النفوس وخفايا الضمائر، والذي يعلم ما تعانيه النفس من مجاهدة وضيق من إساءة مَن تحسن إليه؛ ولذلك جعل من صفات المتقين الذين أعد لهم جنات عرضها السماوات والأرض كظم الغيظ والعفو عن الناس فقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. وقال –صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمن شتمك" (رواه أحمد في مسنده).
وإذا تذكرنا ما أعده الله للذين يصلون الرحم من ثواب دنيوي وأخروي عظيم؛ فنجد أن مقابل هذا الأجر عملا عظيما ومجاهدة كبيرة للنفس قام بها المسلم الواصل لرحمه فاستحق به هذا الأجر.
وبشيء من الوضوح نقول: معنى الوصل أن هناك شيئا ما قد انقطع، وقام الشخص بإصلاح هذا القطع بوصله. إذن فالعلاقات العادية بين ذوي القربى لا تعد "صلة رحم"، ولكن صلة الرحم تعني أن هناك شيئا ما قد قطع هذه العلاقة وقام الإنسان بوصلها، وهذا ما عبر عنه الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".
وما تعانين منه أنت وزوجك مع أهله (الذين هم أهلك في الوقت نفسه) شكا منه أحد الصحابة للرسول- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال صلى الله عليه وسلم: إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك".
فهذا الرجل الذي يعاني من إساءة أهله له رغم إحسانه هو لهم بشره الرسول بأن معه من الله معينا وظهيرا عليهم ودافعا لأذاهم، وكفى به شرفا وفخرا له أن يكون له ذلك. وفي المقابل أخبره بحالهم هم بأنه كأنما يسفهم المل (أي الرماد الحار)، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يشعر به الذي يسف الرماد الحار.
أرأيت أختاه الفرق بين المعاملتين، أظن أنك الآن قد هدأت نفسك واطمأن قلبك إلى أن الله تعالى لن يضيع أجركما ولن يخذلكما، وأنه سيكون معينا لكما إن كان الأمر كما تقولين.
وحتى تؤتي جهودكما ثمارها، وتحاولا التقريب بين أفراد الأسرة الكبيرة التي تعيشان فيها؛ حتى تسود أفرادها روح المحبة والترابط، أنصحك ببعض الأمور التي أسأل الله أن تكون سببا في إصلاح ما بينكما :
ضعي دائما نصب عينيك ثواب صلة الرحم الدنيوي والأخروي؛ حتى إذا حاول الشيطان التسلل لنفسك ليكرهك في أهل زوجك وجدت حائط صد له متمثلا في طلبك(33/37)
هذا الثواب من الله؛ فبذلك تستمرين على ما أنت عليه وزوجك. فالأصل أنكما تراعيان الله عز وجل في كل تعاملاتكما.
قدمي حسن الظن دائما، والتمسي الأعذار فيما يبلغك عن الآخرين، ولا تعطي للشيطان فرصة لتغيير قلبك تجاه أحد، واعلمي أن حسن الظن من الإيمان، فإذا بلغك عن أحد قول سوء فيك فحاولي إيجاد مخرج حسن له؛ فذلك أدعى لصفاء القلوب وسلامة الصدور. فلا داعي مثلا لوصفك أهل زوجك بأنهم "يحبون أنفسهم كثيرا، ويحبون أن يختلقوا المشاكل مع زوجي".
حاولي التثبت من الأخبار التي تسمعينها، ولا تصدقي كل ما تسمعين، ولا تنقلي كل ما يصلك من كلام، وليكن ما يخرج عنك من كلام أقل مما يصلك منه؛ فالله عز وجل خلق لك أذنين اثنين، ولكنه خلق لك لسانا واحدا.
ضعي في اعتبارك وأنت تتعاملين مع الآخرين أنه لا يوجد مخلوق مبرأ من العيوب؛ فقديما قيل: "من طلب صديقا بلا عيب بقي بلا أصدقاء"، واعلمي أنك كما ترين عيوبا في الآخرين؛ فإن فيك عيوبا يراها الآخرون، ولا ترينها أنت.
كوني رسول خير بين زوجك وأهله؛ وذلك بألا تنقلي عنهم إليه إلا الأمور التي يحبها، ولا تنقلي إليهم عنه إلا ما يحبونه منهم، وابتغي في ذلك الأجر والثواب من الله.
حينما تعودين من السعودية عليك بأن تبادري بالسلام على كل الأهل، وخاصة من توترت علاقتك معهم، ولتوجدي رسولا إلى قلوبهم من كلمة طيبة أو هدية تحضرينها معك من السفر، أو اتصال للاطمئنان عليهم وأنت في الخارج وثقي أنك بذلك تبرين زوجك وتفتحين قلبه لك.
لا تبدئي أنت بالخصام والمقاطعة، ولكن أرسلي رسل السلام والمحبة مرارا وتكرارا؛ حتى يلينوا ويفتحوا لك قلوبهم، ومع المحاولات المتكررة ستفتح إن شاء الله، وضعي أمامك قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" (رواه البخاري)، ويقول أيضا: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (رواه البخاري).
اعلمي أن سلامة الصدر هي أقصر الطرق إلى الجنة وأقلها تكلفة، وكرري مع نفسك قول الله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
وإليك قول العلامة ابن قيم الجوزية أثناء حديثه عن سلامة الصدر وبرد القلب: "وهذا مشهد شريف جدا لمن عرفه وذاق حلاوته؛ وهو ألا يشتغل قلبه وسِرُّه بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درْك ثأره وشفاء نفسه؛ بل يفرغ قلبه من ذلك، ويرى أن سلامته وبرده وخلوَّه منه أنفع له وألذ وأطيب وأعوَن على مصالحه".
احذري من التراكمات، وعليك بالعلاج أولا فأولا؛ فعلاج الأمور في بدايتها أيسر بكثير من تركها حتى تتجذر وتترك رواسب يصعب تجاوزها.(33/38)
اجلسي مع زوجك وحددا معا الأمور التي تسبب هذه المشاكل واقترحا حلولا عملية لها حسب ظروف العائلة، وإن اقتضى الأمر أن تأخذا سكنا - مثلا- بعيدا عن بيت العائلة فلا حرج في ذلك، ولكن ذلك بعد أن تستنفدا كل أسباب الصلح والتقارب.
وفي النهاية أسأل الله أن يطهر قلوبنا من الحقد والغل، وأن يجعلنا إخوانا متحابين فيه، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله
ـــــــــــــــــــ
الدنيا تتملكني.. اجعليها بيدك لا بقلبك العنوان
أمراض القلوب الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أتوب إلى الله تعالى، وأن أحافظ على صلاتي، وعلى علاقتي بربي طاهرة، وأن أوتى كتابي بيميني، وأدخل الجنة إنشاء الله، فأنا أصلي ولكني أقطعها باستمرار، ثم إنني تعديت حدود الله كثيراً، في مواضيع كثيرة.
والمشكلة الكبيرة أني لازلت أحس بأن الدنيا تتملكني، وأنها مازالت في قلبي، الشيء الوحيد المختلف أني فيما قبل لم أكن أحس بالذنب أو الخجل من الله، إن كان في طريقة لبسي أوأو..إلخ، أما الآن فإنني أحس بالذنب والخجل لكنني لا أغير أي شيء، فعلى سبيل المثال فإنني الآن أصلي ولكنني لم أتحجب بعد، ثم إن هناك مغريات كثيرة تجرني وراءها.
أرجو أن تفيدوني، ولكم خالص الاحترام.
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
تقول الكاتبة الأستاذة أم عمار سمية رمضان، عضو فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
أختي الحبيبة/ أسماع
أهلا بكِ في موقعكِ إسلام أون لاين، ونشكر لكِ ثقتكِ بنا، ونتمنى أن تتواصلي معنا دائما إن شاء الله، فأنتِ يا فتاة اليوم مستقبل أمتنا الإسلامية نحو مستقبل أفضل.
أختي الرافضة لتصرفاتها.. أسعدتني جداً رسالتك لما أحسست فيها من الصدق، وأحسست بنفسك اللوامة الرافضة للبعد عن طريق الله ونهجه، وهذه بداية جيدة نحو التغيير إلى الأفضل إن شاء الله تعالى.
حبيبتي/ أسماع
أرجو من الله أن يجعل لكِ من اسمك حظا وفيراً، وأرجو أن تعيريني سمعك بل أسماعك يا حبيبتي، وأرجو أن تسمعيني بقلبك لا بأذنيكِ، لأن كلامي لكِ نابعٌ من قلبي وليس لساني، وكما يقولون: الكلام إذا خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان، وإذا خرج من القلب دخل إلى القلب.. فهل اصغيتي لي بقلبكِ وعقلكِ؟!(33/39)
ولنبدأ بطرح الحلول من كلامك أنتِ.. فقد قلتِ: أريد أن أتوب لله تعالى، وأن أحافظ على صلاتي وعلى علاقتي بربي طاهرة وان أوتى كتابي بيميني وأدخل الجنة إن شاء الله.
أليس هذا كلامك حبيبتي؟! وما أعذبه من كلام، وما أحلاها من أماني.. الجنة.. الجنة .. الجنة.. ما أحلاها من كلمة، وما أغلاها من أمنية.. كلنا يحلم بها، كلنا يتمناها.. إنها الجنة.. أقصى أحلامنا.. فمن منا لم يحلم بالجنة؟! ومن منا لم يتمنى أن يدخلها؟! ومن منا لم يتوسل إلى الله أن ينالها؟!
إنها الجنة حلمنا جميعا.. ولكن قبل أن نسترسل في الأحلام حبيبتي أريد أن تشاركيني الرأي.. أود أن أعرف رأيكِ في طالب بالثانوية العامة، يحلم أن يلتحق بكلية الطب، ويتمنى أن يتفوق ويحصل على تقدير امتياز كل عام، ويتمنى أن يصبح طبيبا مشهورا، بل وأستاذًا بكلية الطب، ولكنه لا يذاكر دروسه باجتهاد، فهو دائم الكسل والفتور، ولكنه يردد دائما ليلا ونهارًا: أتمنى أن أصبح أستاذا بكلية الطب.. ما رأيك حبيبتي؟!
تُرى هل سيحقق هذا الطالب حلمه؟!.. أسمعكِ تضحكين وتقولين عنه: ربما لم ينجح في الثانوية العامة أصلا.
تعجبتِ حبيبتي من موقف طالب الثانوية العامة الذي يعيش في الأحلام مع أنكِ صورة منه.. نعم.. صورة منه.. تمنيتِ أن تتوبي إلى الله، وأن تصلي، وأن تدخلي الجنة.. ولكن السؤال الهام يا حبيبتي: ماذا أعددت لها؟
أختي وحبيبتي، قلتِ في رسالتك: (فانا الآن أصلي ولكني لم أتحجب بعد ثم هناك مغريات كثيرة تجرني ورائها.. ).. وتقولين أيضا:( والمشكلة الكبيرة أني لازلت أحس بان الدنيا مازالت في قلبي)..
لقد وضعتِ يدكِ حبيبتي على الداء العضال، وهو المغريات التي تجرك وراءها.. إنها الدنيا بكل مغرياتها، تبدو لنا بفتنتها وبريقها فتعمي أعيننا، فلا نرى غيرها، ثم تتركنا في أي وقتٍ شاءت دون سابق إنذار، فربما أتانا الموت في أي لحظة وفارقنا الحياة.. ووقتها فقط نكتشف أن بريق الدنيا بريقا زائفا، فكلنا ذائق الموت لا محالة.. فهو كأس نشربه جميعا.
ووقتها لن يكون أمامنا الخيار، فإن كان اليوم عمل بلا حساب، ففي الغد حساب بلا عمل، وعليك أن تختاري بنفسك مصيرك من الآن.. قبل فوات الأوان.. فقد كَانَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه- يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِى أَهْلِهِ وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ. [البخاري].
إنها الدنيا.. رآها النبي في ليلةِ الإسراء والمعراجِ امرأةً كبيرةً في السنِّ عجوزًا شمطاء مخيفةً، عليها حليٌّ وجواهر وزينة، فما التفتَ إليهَا النَّبِيُّ ، وهو لا يدْرِي من هي، فسألَ جبريلَ: منْ هذه يا جبريل؟ قالَ: (هذه هي الدنيا يا رسولَ الله).
وأنصتي معي حبيبتي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:"إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من أحب" [السلسلة الصحيحة 2714].(33/40)
ولعل الإمام علي بن أبي طالب قد فهم الدنيا جيدا حين قال: : (الدنْيَا إذَا حلتْ أوحلتْ، وإذا كستْ أوكَسَتْ، وإذا أيْنَعَتْ نعت، وإذَا جَلَتْ أوجلَتْ، كَمْ منْ ملكٍ رفعتْ لهُ علامات، فلمَّا علا مات، ولا يبْقَى إلا وجه ربك ذو الجلالِ والإكرام).
والآن حبيبتي هل فهمتي الدنيا على حقيقتها؟.. أم ما زال بريقها الأخَّاذ يأخذك لتجري وراءها.. فالنفس الإنسانية حبيبتي جبلت على حب الدنيا وحب الشهوات.. والإسلام دين كامل.. يحترم احتياجات الإنسان، ويشبع كافة احتياجاته ولكن بالطريقة المشروعة.. وهذا يستلزم منك حبيبتي أن تفكري في كل تصرف قبل أن تفعليه، هل هو طاعة لله أم هو معصية له.
فنحن نعيش في الدنيا ونتمتع بها، ولكن الدنيا تكون في أيدينا لا في قلوبنا، وعليكِ بمجاهدة نفسك والمثابرة عليها، فإن كانت الجنة أقصى أمانيكِ فعليك أن تعلمي أن الطريق للجنة ليس مفروشا بالورد والياسمين، بل هو طريق شاق، يحتاج منا إلى جهاد ومثابرة، فالجنة حفت بالمكاره، كما حفت النار بالشهوات، والله قد هداك النجدين.. وعليك أنت الاختيار.
أعلم أنكِ بدأتِ نحو تغيير حقيقي في حياتك، فمن قبل لم تكوني تهتمي بالمعاصي والذنوب، ولم يكن بداخلك الوازع الديني الذي يشعرك بعظم الإثم أو الذنب، ولم تكوني تشعري بالخوف من الله، أما الآن فأنتِ تخافين من الله، وتتمني التوبة إليه.. ويا له من تحول رائع.. وهذا يؤكد أن بداخلك خير كثير عليك استثماره بشكل عملي.
تتمني أن تتوبي إلى الله.. هذا رائع.. ما الذي يمنعك.. توبي الآن.. ابدئي من هذه اللحظة صفحة جديدة من حياتك.. وليكن ميلادك اليوم.. وليكن أول يوم من حياتك الآن.. هيا عودي إلى الله تائبة عائدة نادمة.. هيا الباب مفتوح.. هيا لا تترددي.. واعلمي أنه بقدر تقربك لله سيكون تقرب الله منكِ إن شاء الله.
هذا ليس كلامي، بل كلام رب العزة سبحانه وتعالى في الحديث القدسي، حيث قال تعالى: : "من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" [رواه البخاري]
وعليك حبيبتي باتخاذ خطوات عملية في طريق العودة إلى الله، بأداء الفرائض، فالله يحب أن التقرب إليه سبحانه بشتى السبل، وخاصة الفرائض، فهي من أحب طرق القرب لله، والحجاب يا أختي الفاضلة فريضة، فهلا تقربتي لله تعالى بها، فها هو يخبرنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي عن طرق القرب إليه فيقول سبحانه:
((، وما تقرّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطشُ بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينَّه ، وإن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته)).
أختي أسماع..
هيا ابدئي من الآن ولنمض معا في طريق الجنة، ولنبدأ بالفرائض، ومنها الحجاب، فإنه فريضة ستحاسبين على تركها، فالحجابُ زِيٌّ يميزُ الفتاةَ المسلمةَ الملتزمةَ عنْ غيرِهَا، والفتاةُ المسلمةُ تعتزُّ بالحجابِ، وتجعلُه تاجًا يزينُها، وذلكَ لأنّها تعلمُ جيدًا أنّ(33/41)
هذَا الحجابَ فريضةٌ فرضَها اللهُ عليهَا، فهِيَ تُحِبُّ أوامرَ اللهِ، فحُبُّهَا للهِ يَجعلُهَا تُحبُّ أوامرَهُ، فاللهُ تعالَى قَدْ قالَ لهَا فِي كتابِهِ الكرِيمِ:
{ وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن } إلَى قولِهِ: { وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ} [النور:30].
وَكَمْ أتذَكَّرُ مَوْقِفَ النساءِ المهاجراتِ حِينَمَا نزلَ الأمرُ بالحجابَ.. والذِي تقولُ السيدةُ عائشةُ - رضِيَ اللهُ عنهَا- فيهِ: "يَرْحَمُ اللهُ نساءَ المهاجراتِ الأُوَل؛ لَمَّا أنزلَ اللهُ: {وَلْيَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن} شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فاخْتَمَرْنَ بِهَا" [البخاري].
وَلَمِا فِي الحجابِ مِنَ الخيرِ الكثيرِ لكِ يا فتَاتِي، فقدْ أمرَ اللهُ بهِ زوجاتِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وبناتِهِ، وكذلكَ جميع نِسَاءِ المؤمنينَ، فقالَ تعالَى: {يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً} [الأحزاب: 59].
وأخيرا أردد معكِ بعض الأبيات من قصيدتي.. حجابي.. أيا عز الدنيا فأقول:
لو قالوا حجابك رجعية
يحرمك ملذات الدنيا
ويقيد إبداعك دوما
يجعلك أمةً أو دمية
أجيبيهم: بل إن حجابي
هو عز الدين مع الدنيا
أجيبيهم: بل إن حجابي
أمرٌ من رب الأرباب
فحجابي عزي، وحجابي
به أسمى معانِ الحرية
أجيبيهم: بل إن حجابي
هو عز الدين مع الدنيا
لو حجب جمالك ما حجب
عقلك أو علمك والأدب
ولتشكري ربا قد وهب
لك نفسا في الحق أبية
أجبيهم بل إن حجابي
هو عز الدين مع الدنيا
لو قالوا وقالوا.. فإياك
أن تعصي أوامر مولاك
وامضِ واثقة بخطاكِ
كوني كنسيبة وصفية
لو قالوا وقالو أجبيهم(33/42)
لنا عز الدين مع الدنيا
أختي .. لقد خلقنا الله للعبادة، فقال سبحانه وتعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. ولهذا يجب علينا أن نفكر جيدا في كل عمل نعمله هل هو عبادة أم لا.. وتكوني أنتِ بنفسكِ رقيبا على تصرفاتك.. وأنا واثقة أنكِ سوف تنجحين.. نعم.. أنا واثقة من ذلك.. أولست ابنة الإسلام التي ترى في أمهات المؤمنين قدوتها العملية؟!.. ألستِ حفيدة الخنساء ونسيبة وصفية؟!
وأخيرا حبيبتي..
أدعو الله لكِ بالسداد والتوفيق، وأرجوه سبحانه وتعالى أن يبدلك بحب الدنيا حبه وحب من يحبه، وحب العمل الصالح الذي يقربك لحبه، وأدعوه سبحانه وتعالى أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه، وأن يجعلكِ زخرا للإسلام، وأن ينفعكِ وينفع بكِ وأن يجمعنا بكِ مع المتحابين في جلاله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، فأنا والله أحبك في الله، وأرجو أن تتواصلي معنا دائما، وأن تتابعينا بأخبارك، وألا تنسينا من فضل دعائك.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــ
الاستعداد للامتحان.. أخذ بالأسباب العنوان
السلوكيات الموضوع
نقبل نحن الطلاب في هذه الأيام على المذاكرة والتحصيل، استعدادا للامتحانات، ولذا نرجو منكم إفادتنا ببعض النصائح التي يمكن أن تفيدنا في هذا الأمر. و جزاكم الله خيرا. السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر:
حَضَّ الإسلام على طلب العلم، واعتبر جمهور الفقهاء طلبَ العلم فرضَ عَيْن على كل مسلم، ذكرًا كان أو أنثى، فيما يجب عليه من العلم به، ولا يَسَعُه أن يجهله كالعلم بكيفية أداء العبادات المختلفة، واعتبره هؤلاء فرض كفاية في غير ذلك، فإذا قام به مَن فيهم كفاية سقط الإثم عن باقيهم، وإن تقاعَس الجميع عن طلب هذا النوع من العلوم أثِموا جميعًا، ومن العلوم التي يجب طلب العلم فيها على الكفاية الطب والهندسة والحساب والتفسير والحديث والفروع الفقهية وغيرها مما يحتاج الناس إليه، و ينصلح به حالهم في دينهم ودنياهم، زائدًا على ما يتعين عليهم العلم به.أ.هـ
ويقول الشيخ محمد صالح المنجد:
فإنّ الطالب المسلم يتوكّل على الله تعالى في مواجهة اختبارات الدنيا ويستعين به آخذا بالأسباب الشرعية انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم : الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ . صحيح مسلم حديث رقم 2664.
ومن تلك الأسباب:(33/43)
1. الالتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة كأن يقول ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري .
2. أن يستعدّ بالنوم المبكّر والذّهاب إلى الامتحان في الوقت المحدد .
3. إحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها كالأقلام وأدوات الهندسة والحاسبة والساعة لأنّ حسن الاستعداد يُعين على الإجابة .
4. تذكّر دعاء الخروج من البيت: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أًظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي) ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة.
5. أن تسمي بالله قبل البدء لأنّ التسمية مشروعة في ابتداء كلّ عمل مباح وفيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق.
6. اتّق الله في زملائك فلا تُثر لديهم القلق ولا الفزع قبيل الاختبار، فالقلق مرض معدٍ، بل أدخل عليهم التفاؤل بالعبارات الطيبة المشروعة، وقد تفاءل النبي صلى الله عليه وسلم باسم سهيل وقال: سهُل لكم من أمركم، وكان يُعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع: يا راشد يا نجيح. فتفاءل لنفسك ولإخوانك بأنكم ستقدمون امتحانا جيدا.
7. ذكر الله يطرد القلق والتوتّر، وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهوّنها عليك وكان شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- إذا استغلق عليه فهم شيء يقول: يا معلّم إبراهيم علمني ويا مفهّم سليمان فهمني.
8. اختر مكاناً جيداً للجلوس أثناء الاختبار ما أمكنك، وحافظ على استقامة ظهرك وأن تجلس على الكرسيّ جلسة صحيّة.
9. تصفح الامتحان أولا، والأبحاث توصي بتخصيص 10% من وقت الامتحان لقراءة الأسئلة بدقة وعمق وتحديد الكلمات المهمة وتوزيع الوقت على الأسئلة.
10. خطط لحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقا، وأثناء قراءة الأسئلة اكتب ملاحظات وأفكارا لتستخدمها لاحقاً في الإجابة.
11. أجب على الأسئلة حسب الأهمية.
12. ابتدئ بحلّ الأسئلة السهلة التي تعرفها. ثم اشرع في حلّ الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخّر الأسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنّها ستأخذ وقتا للتوصّل إلى نتيجة فيها أو التي خُصّص لها درجات اقلّ.
13. تأنّ في الإجابة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " التأني من الله والعجلة من الشيطان". حديث حسن: صحيح الجامع 3011
14. فكّر جيداً في الأسئلة التي تطلب اختيار الجواب الصحيح في امتحانات الخيارات المتعددة، وتعامل معها وفق التالي: إذا كنت متأكّدا من الاختيار الصحيح فإياك والوسوسة، وإذا لم تكن متأكّدا فابدأ بحذف الاحتمالات الخاطئة والمستبعدة ثمّ اختر الجواب الصحيح بناء على غلبة الظنّ وإذا خمّنت جوابا صحيحا فلا تغيّره إلا إذا تأكّدت أنّه خاطئ- خصوصاً إذا كنت ستفقد نقاطا عند الإجابة الخاطئة-، وقد دلّت الأبحاث على أن الجواب الصحيح غالبا هو ما يقع في نفس الطالب أولاً.(33/44)
15. في الامتحانات الكتابية، اجمع ذهنك قبل أن تبدأ الإجابة، واكتب الخطوط العريضة لإجابتك ببضع كلمات تشير إلى الأفكار التي تريد مناقشتها. ثمّ رقّم الأفكار حسب التسلسل الذي تريد عرضه.
16. أكتب النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر لأنّ هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كان داخل العبارات والسطور وكان المصحح في عجلة.
17. خصص 10% من الوقت لمراجعة إجاباتك. وتأنّ في المراجعة وخصوصا في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكّرا.
18. إذا اكتشفت بعد الاختبار أنّك أخطأت في بعض الإجابات فخذ درسا في أهمية المزيد من الاستعداد مستقبلا أو عدم الاستعجال في الإجابة وارض بقضاء الله ولا تقع فريسة للإحباط واليأس وتذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. صحيح مسلم وقد تقدّم أوله.
19. اعلم بأنّ الغشّ محرّم سواء في مادة اللغة الأجنبية أو غيرها وقد قال عليه الصلاة والسلام: من غشّ فليس منا، وهو ظلم وطريقة محرّمة للحصول على ما ليس بحقّ لك من الدّرجات والشهادات وغيرها، وأنّ الاتّفاق على الغشّ هو تعاون على الإثم والعدوان، فاستغن عن الحرام يُغْنك الله من فضله وارفض كلّ وسيلة وعرْض محرّم يأتيك من غيرك ومن ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه. وعليك بإنكار المنكر ومقاومته والإبلاغ عمّا تراه من ذلك أثناء الاختبار وقبله وبعده وليس هذا من النميمة المحرّمة بل من إنكار المنكر الواجب. فانصح من يقوم ببيع الأسئلة أو شرائها أو يقوم بنشرها عبر شبكة الإنترنت وغيرها والذين يقومون بإعداد أوراق الغشّ، وقل لهم أن يتقوا الله، وأخبرهم بحكم فعلهم وحكم مكسبهم وأنّ هذا الوقت الذي يقضونه في الإعداد المحرّم لو أنفقوه في المذاكرة الشّرعيّة وحلّ الاختبارات السابقة والتعاون على تفهيم بعضهم بعضا قبل الاختبار لكان خيرا لهم وأقوم من الأعمال والاتفاقات المحرمة.
20. تذكّر ما أعددت للآخرة وأسئلة الامتحان في القبر وسُبل النجاة يوم المعاد: فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز.
نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا والفائزين الناجين في الآخرة إنه سميع مجيب .
ويضيف الشيخ جعفر أحمد الطلحاوي من علماء الأزهر:
لك أن تتوجه إلى الله تعالى بالدعاء، فتقول: "اللهم إني أسألك علما نافعا"، وكذا "رب زدني علما"، وكذا"رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي".أ.هـ
وحول الغش وأثره على الفرد والمجتمع، يقول الدكتور عجيل النشمي أستاذ الشريعة بالكويت:
الغش حرام، وهو مما نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "من غشنا فليس منا"، أي أن صفة الغش لا يجب أن تكون في المسلمين، والغش خيانة للأمانة، سواء(33/45)
في البيع أو التجارة، أو في العلم، وأخطر ما يكون الغش في الامتحان، لأنه غش للنفس وللغير، وأخذ الطالب تقديراً لا يستحقه، فيتقدم على غيره ممن هم أفضل منه.
ولا تظهر خطورة الغش إلا بعد التخرج في الثانوية، أو في الجامعة، وأخطر ما يكون إذا كان عمله بعد التخرج في الوظائف ذات الخطورة كالطب والهندسة، وغيرها، فكيف يقوم بواجبه وهو لا يستطيع إجادة العمل، لأنه ليس جديراً بالشهادة التي حصل عليها؟! وأخشى أن يكون ما يأخذه أجراً على عمله حراماً لأنه يأخذ ما لا يستحقه.
إن الغش سلوك رديء، يحاربه الإسلام، والنظم كلها، فواجب إدارة المدرسة الحزم في هذه القضية الأخلاقية، كما يجب على الأمهات والآباء أن يحذروا أبناءهم من التفكير فيه أو ممارسته.أ.هـ
ـــــــــــــــــــ
أنقذوني من "العادة" وبائعات الهوى العنوان
الأخلاق الموضوع
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري، وأدرس بالجامعة في إحدى الدول العربية المجاورة. تعود قصتي حين كان عمري حوالي عشر سنين أو أقل بقليل.
كنا نذهب وإخوتي مع الوالدة إلى بعض أصدقاء العائلة وبعض الأقارب من بعيد، وكان لدي بعضهم فتيات كن أكبر منا سناً حتى حدود الخمس سنوات تقريباً، وكن يطلبن مني أن أمارس الجنس معهن، ولم أكن أعلم ما الذي أفعله أو ما عاقبة هذا الشيء، كل ما أذكره أنني كنت مستمتعا بعض الشيء بما يحدث.
وتمر الأيام، وطرأت بعض التطورات، حيث كنت أقوم بأخذ بعض الكتب التي تتكلم عن العلاقات الزوجية وما إلى ذلك - أعتقد الفكرة وصلت- وكنت أحصل عليها من مكتبة أحد الأقرباء المقربين دون علمه، حيث كانت لديه مكتبة كبيرة في منزله، وكان حديث عهد بالزواج.
وفي أثناء الصف الثاني المتوسط تعلمت ما يسمى بالعادة السرية، وظللت أمارسها حتى اليوم، يعني حوالي عشر سنين، ولي الآن بالجامعة حوالي الخمس سنوات، والدراسة مختلطة في هذه الجامعة، وأشعر مؤخراً بخروج الأمر عن السيطرة، حيث أنني مررت بمواقف عصيبة.
المهم أنني بدأت أفقد السيطرة على نفسي، حيث أنني أصبحت أخرج من السكن الجامعي وأبحث عن بائعات الهوى، والحمد لله أنني أسكن بالسكن الجامعي؛ لأنني لو كنت أسكن في شقة أو ما إلى ذلك لكان الأمر انتهى منذ أول أسبوع.
والمشكلة تكمن في أنني لا أملك مالاً للزواج، وفي ذات الوقت أصبحت أخاف على نفسي كثيراً؛ لأنني أخرج يومياً، وأذهب إلى حي مشهور بالبنات وأبحث، لكن الله لم يرد أن ألتقي بهن حتى اليوم!
ولا استطيع إخبار الأهل بهذا الوضع الذي وصلت إليه، فحكم الزواج أصبح واجباً بالنسبة لي، ولا أستطيع الصيام بالنسبة لظروف البلد والدراسة.
والله أعلم بحالنا في شهر رمضان؛ حيث نصوم عن الأكل والشرب، ولكن بقية الجوارح .. هيهات فرب صائم لم ينل من صومه إلا الجوع والعطش.. هذا ما أنا(33/46)
عليه الآن.. ودراستي متدهورة بسبب هذا الأمر .. حيث أنني أعدت ثلاث سنوات بالجامعة!
أرجوكم أنقذوني، قبل أن يقع الفأس في الرأس، فقد سئمت حياتي هذه، وللعلم أنني الآن أكتب إليكم وأنا في مقهى في ذلك الحي اللعين، وحين يحين غروب الشمس أخرج إلى ذلك الحي بشكل شبه يومي .. ولا أستطيع أن أمنع نفسي .. فلا أجد نفسي إلا وأنا أجوب في تلك الشوارع، والأمر الإيجابي هو أنني شخص خجول بعض الشيء، ولا أمتلك الجرأة في بدأ المغازلة، وأعتقد أن هذا هو ما حفظني من الفاحشة حتى اليوم.
ولكم الشكر الجزيل، والله يرضى عنكم.
السؤال
الأستاذ فتحي عبد الستار المستشار
الرد
أخي الحبيب:
مرحبا بك، وأشكرك على ثقتك بنا، وأحييك على هذه الرسالة التي تشِفُّ عن نفس لوامة، وقلب وجِل من المعصية، وروحٍ تواقة إلى الطاعة، ورغبة قوية للهروب من الذنب، واللجوء إلى رحاب الطاعة، ونيل رضا المولى جل جلاله.
أخي الحبيب.. لا أحتاج أن أسرد عليك نصوصا شرعية أحسبك تعيها، بل وربما تحفظها عن ظهر قلب، ولن أقرع سمعك بعظات قد تكون سمعتها عشرات المرات.
ما أحتاج أن أؤكده معك أولاً أنك بهذه الرسالة، وبهذا البوح، قد وضعت قدميك على بداية الطريق الصحيح، فالاعتراف بالخطأ بداية الإصلاح، والشكوى من الأعراض بداية العلاج.
أخي الكريم، إنه من الطبيعي أن تشعر بكل هذه المشاعر، خاصة مع الوقائع التي مررت بها في حياتك، والتي زادتك شغفا بالنساء، وأشعلت غريزتك ولا تجد مطفئ لها.
إن الجنس والتفكير فيه وطلب ممارسته إنما هو فطرة وضعها الله عز وجل في البشر جميعهم، والشاذ من الناس من لا يشعر بهذه الرغبة ولا تطارده الشهوة من حين لآخر.
وليس في هذا عيب أو رذيلة، طالما قام الإنسان بالتنفيس عن هذه الرغبة وإتيان هذه الشهوة ضمن الحدود التي وضعها الشرع المطهر، فديننا- أخي الحبيب- لا يجرِّم الشهوة ولا يحاربها، وإنما يهذبها ويُرَشِدُها ويضعها في إطار نظيف، يحفظ طهارة الأعراض ونقاء الأنساب وصحة الأجساد وصلاح المجتمعات.
والأمر- أخي الحبيب- يحتاج منك إلى عزيمة قوية وهمة عالية، حتى تحوِّل تفكيرك إلى أمور نافعة، وتستثمر طاقتك فيما يعود عليك وعلى أمتك بالنفع.
وما دمت لا تستطيع الآن – ماديا - أن تقضي شهوتك داخل هذا الإطار، ولا تستطيع الصوم، فيجب عليك أن تتناول بعض الأدوية القرآنية التي نصح بها رب العزة، منها:(33/47)
1- الابتعاد تمامًا عن المثيرات والمهيجات الجنسية، بشتى أنواعها، ولا داعي للتفصيل فيها، فهي معروفة، مع استحضار نية غض البصر لنيل الثواب، حيث يقول رب العزة في سورة النور: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ويَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
2- المحافظة علىالصلوات في أوقاتها في جماعة في المسجد، حيث قال جل من قائل في سورة العنكبوت: (وأَقِمِ الصَّلاةَ إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والْمُنكَرِ).
3- المحافظة على تلاوة القرآن بشكل دائم، وحمل المصحف دائما، والمحافظة كذلك على أذكار الأحوال، وخاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، يقول المولى سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ).
4- ملازمة الصحبة الصالحة، التي تساعدك على الطاعة، وتقيك المعصية وغوائل الشهوة، وهجر رفاق السوء الذين يزينون المعاصي ويسوقونها إليك، حيث قال عز وجل في سورة الكهف: (واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتَّبَعَ هَوَاهُ وكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
فاحرص أخي على عدم اختلائك بنفسك لأوقات طويلة، حتى لا تترك للشيطان فرصة ليحدثك بالذنب، ويوسوس لك بالمعصية.
وأنصحك أيضاً بعدد من الأمور منها:-
1. شغل الوقت.
2. بذل الجهد والطاقة في الأعمال المفيدة.
3. ممارسة الرياضة على وجه الخصوص.
4. ممارسة الهوايات الأخرى النافعة بشتى صورها، ما لم تكن إثما.
5. قراءة الكتب والمجلات الثقافية والدينية.
6. حضور الدروس الدينية.
7. التردد على المساجد.
8. متابعة البرامج الفضائية الدينية والثقافية النافعة والمفيدة.
أخي الحبيب:
إن مشكلتك الكبرى هي الفراغ القلبي الذي تعاني منه، والذي حول حياتك كلها إلى فراغ وتيه، ألهاك عن واجباتك الأساسية في هذه الحياة، والتي لا بد لك من القيام بها لتصلح شأنك في الدنيا ولتكون في الآخرة من الصالحين. وصدق من قال: (من لم يشغل نفسه بالطاعة شغلته بالمعصية).
كما أنصحك- أخي- بالمسارعة إلى الزواج، والسعي لتحصيل أسبابه، فهو أفضل الحلول وأنجعها، ولا تعطلنك عنه إن امتلكت أسبابه أية معطلات، من دراسة أو عمل أو أو، فكل ذلك يمكن أن يكون مع الزواج، ليت المجتمع، وأولياء الأمور خاصة يقتنعون بهذا.
فإياك – أخي- أن تضعف أمام شيطانك، فيرديك في سبله المهلكة، فتسعى للذة عارضة سريعة يعقبها ألم الدنيا والآخرة، إنها دائرة خبيثة، من دخلها يصعُب عليه(33/48)
الخروج منها إلا بشق الأنفس، وما يخرج منها – إن خرج - إلا مجروح الفؤاد، ملوث الروح، معطوب البصيرة.
وتذكر قول أحد الصالحين من السلف، الذي جاءته إحدى الغانيات تعرض عليه نفسها، فقال لها يردعها: "أبيع جنة عرضها السموات والأرض بفِتر لحم بين فخذيك !!!" وصدق والله، فإن مَن يرضى بتلك القسمة ما تجد في الدنيا أحمق منه.
نسأل الله العفو والعافية، هداك الله أخي وإيانا إلى الرشد والصواب، وتابعنا بأخبارك، والسلام عليكم ورحمة الله
ـــــــــــــــــــ
إمام وخطيب.. شاذ جنسياً العنوان
الأخلاق الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أخوتي في الله
أنا شاب مسلم، والحمد لله متدين، أصلي وأصوم وأزكي، وأحاول قدر الإمكان ألا أغضب الله، تعرفت منذ خمسة أشهر على إمام وخطيب مسجد شاب، عرض علي أن يعطيني دروساً دينية، فوافقت وكانت سعادتي لا توصف.
بعد مرات قليلة اكتشفت أنه شاذ جنسياً، ويريد أن يمارس الجنس معي، فكانت صدمتي لا توصف، لم أكن أصدق نفسي، خصوصاً وأنه معين في وزارة الأوقاف المصرية، الكارثة الأخرى هي أنه مدمن مشاهدة قنوات إباحية، تعرض أفلاماً للشواذ، حاولت أن أبتعد عنه لكنه هددني بأنني لن أنجح أبداً في حياتي إذا تركته، وقال لي إن حالتي النفسية ستصبح سيئة.
الغريب أن هذا هو ما حدث فعلا، منذ أن ابتعدت عنه وأنا عندي حالة عجيبة من الحزن والضيق، وأصبحت عندي عقدة من رجال الدين، أصبحت لا أثق فيهم جميعا، فقد نجح هذا الرجل في أن يصيبني بصدمة فهو خريج معهد إعداد الدعاة ويحفظ القران بأكثر من رواية ومع ذلك شاذ جنسيا ولا يملك أي رغبة في العلاج ولا يشعر بأي ذنب وحاول كثيراً أن يقنعني أنني يجب أن أستجيب له حالتي أصبحت سيئة وعندي شعور بالخوف أنا عمري 23 سنة واعمل محرراً صحفياً ماذا أفعل وكيف أتصرف ساعدوني وادعوا لي.
السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
يقول همام عبد المعبود:
الأخ الكريم:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،آمين ثم أما بعد:(33/49)
أود في البداية أن أسجل ملاحظة (دقيقة)، وهي أن هناك حالة من عدم الاتساق في المعلومات الواردة في السؤال، والتي ربما كان سببها– لو أحسنا الظن- عدم معرفة السائل بالأمور، حيث قال في بداية السؤال: ( لم أكن أصدق نفسي، خصوصاً وأنه معين في وزارة الأوقاف المصرية)، وقال في نهايته:( فهو خريج معهد إعداد الدعاة).
وهنا أود أن أشير إلى أن الإمام والخطيب المعين بوزارة الأوقاف (في مصر تحديداً) لا يكون من خريجي وزارة الأوقاف، وإنما لابد أن يكون من خريجي الكليات الدينية التابعة لجامعة الأزهر، مثل كلية الدعوة الإسلامية، أو كلية أصول الدين، أو كلية الشريعة والقانون، أو . أما خريجو مراكز الثقافة الإسلامية، أو ما يسمى إعلامياً بمعاهد إعداد الدعاة فإنهم لا يعينون كأئمة وخطباء مساجد، وإنما يعملون بنظام الخطابة بنظام المكافأة الشهرية، لذا وجب التنبيه، إحقاقاً للحق، وضع للأمور في نصابها.
وحول الجانب النفسي في الموضوع؛ يقول د.محمد المهدي:
"لا بد أن نعرف أن هذه المشكلة ذات شقين، فهناك مشكلة على المستوى الشخصي، وأخرى على المستوى العام، فأما المشكلة في شقها الشخصي، فهي حدوث انهيار لرمز ديني كان يتعلق به هذا الشاب، للوصول إلى حالة من الترقي الإيماني، واهتزاز هذا الرمز يضع أمامه صعوبات بالغة على سلم الترقي الإيماني، ولو مؤقتاً، حيث يفقد الثقة برموز أخرى، مشابهة أو موازية، كما قد يتوجس خيفة من الاقتراب من هذا المسجد، وربما من المساجد بوجه عام، أو من أئمة وخطباء المساجد والرموز الدينية لفترة قد تطول أو تقصر.
وهذه المشكلة الشخصية ستحتاج إلى وقت لكي يتم تجاوزها، كما أن هذه الهزة النفسية، ستحتاج إلى وجود أشخاص أو رموز آخرين، تربطهم درجة قرابة وثقة من السائل، لتبين له أن التعميم في مثل هذه المسالة أمر يخالف التفكير الصحيح، خاصة وأنه يعمل صحفياً، والمفترض أن يكون على درجة من الثقافة، فإنه بالتأكيد يعرف أن تعميم حالة فردية مثل هذه يجانب الصواب.
ولم يخل عصر من العصور، أو مجتمع من المجتمعات، من وجود بعض النماذج الشاذة جنسياً أو فكرياً مندسة بين رموز دينية أو اجتماعية وسياسية، وهذا لا يقطع بأي حال من الأحوال بفساد كل الرموز أو شذوذها.
أما المشكلة في شقها العام، فهي تتلخص في أن هذا السائل ربما يشعر بمسئولية دينية أو اجتماعية تجاه وجود مثل هذا الخطيب في موقع تربوي مهم كإمام أو خطيب لمسجد، وربما يشعر بالذنب والتقصير إذا حل مشكلته الشخصية بالابتعاد عن هذا الشخص، وترك المشكلة العامة، دون حل، حيث يعلم أن هذا الشاذ سيحاول الإيقاع بضحايا جدد وأنه طوال الوقت يلوث قدسية المكان والوظيفة والرمز بتصرفاته المسيئة.
وربما لا يستطيع السائل الخروج من هذه المشاعر إلا بعمل شيء إيجابي، ينبه به الآخرين من خطورة هذا الشخص، وهنا أقترح عليه أن يقوم بإعلام المسئولين عن هذا الخطيب في إدارة الأوقاف أو المديرية التابع لها، أو حتى وزارة الأوقاف نفسها،(33/50)
بخطورة ترك مثل هذا الخطيب الشاذ، ويمكن أن يتم ذلك عبر رسالة بريدية، بدون توقيع، أو بأي اسم رمزي.
وقد لا يكون لهذه الرسالة – المجهولة – أثر إداري يذكر على الخطيب، لكنها بالتأكيد ستساهم في إعادة الثقة لهذا الشاب الجريح، كما أنها سوف تضع مثل هذا الخطيب تحت أعين المسئولين فيراقبونه بطريقة أو بأخرى أو يقومون بالتحري عنه، كما انه قد يواجه بالاستدعاء أو التحقيق والمساءلة، وفي أضف الحالات فإنه سيستشعر الرقابة أو المتابعة من رؤسائه.
وفي هذه الحالة لن يكون أمامه سوى أحد أمرين: إما أن يتراجع وينضبط ويستقيم، ولو حتى خوفاً من افتضاح أمره، فيُجنب الناس شرَه، والدين إساءته، وإما أن ينكشف أمره فيهرب من مسئولية الإمامة أو الخطابة التي لا يصلح لها إلا من كان قدوة في خلقه وسلوكه ومعاملته، وفي كلتا الحالتين خير للسائل والمجتمع. رزقنا الله وإياكم الصلاح والاستقامة وطهر ديننا من الأدعياء.
ويضيف الأستاذ أحمد محمد سعد، باحث ماجستير بجامعة الأزهر، وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف:
أخي الحبيب/ مصطفي
عفا الله عنا وعنك وعافاك من البلايا والمصائب..
الحقيقة أنني كدت أتقيأ من شدة تقززي مما سمعت منك، وسألت الله اللطف والعفو. وأسأله تعالي أن يثبتني وإياك علي طريق عفوه وهداه وأتضرع إليه: "اللهم اصرف عنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير".
مع هذا كله فإني لم أصب بما أصبت به أنت من الذهول حين صادفت هذا الإمام، لا لأنني توقعت هذا، ولكن لأن ما صادفك أراه أمراً شاذاً لا يقاس عليه، ولا يعني ذلك أن نفقد الثقة في علمائنا ولا أئمتنا، فالله علمنا أن من الناس من يرزق العلم لكنه يحرم الإيمان فيكون العلم حجة عليه، وما خلا عصرٌ من رجال الدين المفسدين، الذين يضلون الناس، ويفسدون في الأرض ولا يصلحون، ويصدون عن سبيل الله.
لا يعني هذا أنني ألتمس عذراً أو أنظر للأمر شذراً ولا أعني به أو لا ألتفت إليه، لكنني أنظر إليه بعمق أشد وعين عاينت ما عاينت، وشاهدت ما شاهدت في طريق الدعوة، فرأت من بين هذا قلوب تعفنت من الحقد، وتآكلت من الحسد، ومع هذا تدعي أنها قيمة علي نشر دعوة الله، ونفوس تشربت حمئة الرذيلة، وغاصت في مناقع الإثم، وهي تدعي أنها ربيبة الطهر و حامية الفضيلة.
وأبشرك أخي أن أمثال هؤلاء، يوشك أن ينفضح أمرهم، ويهتك سترهم، ولا تصل كلماتهم إلي قلب أحد، فقد علمنا سادتُنا العلماء أن العلم مراتب ثلاثة: علم بخلق الله، وعلم بالله وعلم في الله.
فأما العلم بخلق الله فهو كدراسة أحوال الناس، ولغاتهم، ونفسياتهم، وعللهم، وأمراضهم، وما يعن لهم من أقضية، وما ينشب بينهم من خلافات، وهو علم يناله أي أحد بَراً كان أو فاجراً، عدلاً كان أو فاسقاً، والعلم بالله هو العلم بحكم الله في كل أمر وقضائه في الخير والشر، ومراد الشريعة من تهذيب الناس، وإصلاح شأنهم، وهو(33/51)
يشمل الكثير من علوم الشرع كالفقه و أصوله وقواعده و حفظ القرآن الكريم و تفسيره.
وهذا العلم كسابقه، قد يُنَال بالحفظ والمذاكرة والجد والتحصيل وقد يعرفه ويستظهره أي أحد، مسلما كان أو غير مسلم، براً كان أو فاجراً، والله يحدثنا عن أصناف من البشر جمعهم حفظهم لكتاب الله وفرقتهم الأعمال، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله.
وكأن القرآن ينبئنا من طرف خفي ألا نتسرع في الحكم و نحسب كل أحد حفظ القرآن قد صار قديسا ففي الحديث: "رب قارئ للقرآن و القرآن يلعنه, قيل كيف ذلك، قال: يقرأ: ألا لعنة الله علي الظالمين وهو يظلم". وفي الأثر: "القرآن غريب في جوف الفاجر".
أما العلم في الله فهو ثمرة العلم كله وغاية الخير، إذ فيه صلاح الناس واكتمال نفوسهم فهو علم النفس وواجبها نحو معبودها و حقه عليها وهو الالتزام بمراد الله من النفس والانخلاع عن حظ النفس في كل شيء وهو ما عرفه الشاذلي: الدخول في كل خلق سني والخروج من كل خلق دني. وحده الجنيد بقوله: استرسال النفس مع الله علي ما يريد وعرفوه ثالثا فقالوا: هو ألا تملك شيئا ولا يملكك شيء.
وهذا العلم هو ثمرة السابق كله ولا يناله إلا من استطاع أن يعيش عيش الزهاد، ويحيا حياة العباد، ويقيم نفسه علي طريق الفضيلة ويكبح نفسه عن كل مذمة ونقيصة، كبرت أو صغرت، قلت أو كثرت. ومخلوق كهذا، مخلوق يدرك الغاية من وجوده ويعرف الهدف من خلقه فهو لا يتعبد شهوته ولا تستعبده شهوة، ولا ينقاد لغفلة، ولا يسقط في رذيلة.
هؤلاء أخي هم العلماء الربانيون الذين يجب علينا جميعا أن نبحث عنهم و أن نفتش. أما أن نرى إنسانا يعمل إماما أو تحصل له علم (من النوعين الأولين) ثم نراه مع هذا مصر علي ذنب ومرتكب لكبيرة، فلا يجب أن تصرفنا طبيعة وظيفته عن كونه بشراً، لأنها مهما كانت قداستها- في نظرنا- فهي قد صارت في عصرنا وظيفة يتكسب معظم أصحابِها منها، ولا يدركون غايتها ولا قدسيتها.
إنني أنعي معك علي من صير الإمامة وظيفة من لا وظيفة له، وأقول حسبي الله ونعم الوكيل فيمن شوه صورة الإمام، بوضع بعض أسافل الناس وأراذلهم في مثل هذا الموضع الحساس. ونحن ندرك جميعا أن هذا الفشل الأخلاقي الضارب في مجتمعنا مرده إلي هذا الخلل الخطير الناشئ عن غياب القدوة الدينية، والتضييق علي العلماء الربانيين، أو عزلهم بالكلية عن الجماهير المتعطشة لعلمهم، وفتح الباب أمام غير المؤهلين علمياً وأخلاقياً، بل ومَن مكانُهم الحق في المصحات العلاجية، والمشافي النفسية، لتغسلهم من أوضار الرذيلة التي تكتنفهم.
ولا أملك أخي إلا أن أكرر مع القائل قوله:
يأيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا *** كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا أبداً *** وأنت من الرشاد عديم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم(33/52)
فهناك يُسمَع ما تقول ويُشتَفَى ... ... بالقول منك وينفع التعليم
أخي مصطفي:
لا تأس لما رأيت، فهذا جانب من فشل المجتمع، وصورة شاذة من صور شذوذ أخرى كثيرة، أشاطرك التقزز منها، وإن كانت هذه الصورة- التي بين أيدينا- أشد ضراوة مما سبق وهو ما يدعو إلي الألم والكمد.
وإياك أن تصغي لهذا المريض، أو تعتقد أن سوء نفسيتك بسبب تنبؤاته، فما قال إلا سفهاً وزوراً. ربما يكون مرد سوء نفسيتك إلي أنك عاينت التجربة هذه بالأساس وأنك- في باطنك- تعاني من وجود أصناف من البشر بهذه الصورة.
وربما يكون ما تعاني منه جزء من رفض باطنك لهذا الإثم- وهذه ظاهرة صحية على كل حال. فلا تأس ولا تحزن، بل أنصحك بأن تقطع صلتك علي الفور بهذا الإنسان.
حاول التعرف على صحبة خير في مسجد آخر، فلن تعدمهم، وإن استطعت أن تطلب لهذا الفتى المساعدة بالحديث إلى عالم من العلماء العاملين، ليحاول إنقاذه من الإثم، دون أن يكون لك ظهور مباشر فافعل.
علي كل الأحوال لا تفقد الثقة في الجميع، ففي الناس خير وشر، وفيهم الصالح والطالح، و العاقل من لا يعميه الباطل عن أن يري الحق، ولا تعمية الأشواك عن التمتع بجمال الورود:
أيها المشتكي و ما بك داء *** كن جميلا ترى الوجود جميلا
إن شر الجناة في الأرض نفس *** تتوقي قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى **** أن ترى فوقها الندى إكليلا
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
عشر وصايا للنجاة من الفتن العنوان
العقيدة الموضوع
كيف أثبت على الإيمان في هذا الزمن المليء بالفتن؟، وكيف أستطيع- مع خطيبتي- أن نقدم شيئا ولو بسيطا لهذا الدين العظيم؟، وما هي الموضوعات التي يمكن أن نتناقش فيها أنا وخطيبتي أثناء زيارتي لها، حتى أكتشف جوانب شخصياتها.
وختاماً؛ أسألكم الدعاء والتوفيق، و جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
السؤال
الأستاذ همام عبد المعبود المستشار
الرد(33/53)
أخي الحبيب/ شعبان
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظاً..آمين.. ثم أما بعد:
قرأت رسالتك، وقد أكبرت فيك سؤالك عما يحفظ على المؤمن إيمانه، أما بخصوص سؤالك عن كيفية الثبات على الإيمان في هذا الزمن المملوء بالفتن، فأقول وبالله التوفيق وأعوذ بالله تعالى أن أذكر به وأنساه.. فإني قد ضللت إذن وما أنا من المفلحين:
لقد صدقت- أخي الكريم- فزماننا هذا مملوء بالفتن والصوارف، والمؤمن الحق، في هذا الزمان، هو الذي يستطيع المحافظة على ما وصل إليه من إيمان، فلا يتراجع، مع بذل ما في الوسع للارتقاء بنفسه في سلم المؤمنين وفي درجات الصالحين، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "ستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وفي ضوء هذه الفتن، لا أملك – أخي الحبيب – إلا أن أوصي نفسي وإياك ببعض النصائح التي أسال الله أن ينفعني وإياك بها:-
أولا: وثق صلتك بخالقك سبحانه وتعالى، وحسن علاقتك به، فكن لما أمرك طائعاً، وعما نهاك منتهياً، والمؤمن موصول بالله في كل حين، لا يغفل عن ربه.
ثانيا: ابتعد عن قرناء السوء، ما استطعت، فإن المرء لا يجني من ورائهم إلا الخسران، وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم الجليس السوء بنافخ الكير، وهو القائم بمهنة الحدّاد، فإما أن يتطاير عليك من شرر ناره فيُحرق ثيابك، أو تجدَ رائحة كريهة تصيبُ بدنك وثوبك، فجليس السوء يُلحق الضررَ بمن يجالسه. وينبغي أن نفطن إلى أن تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم لجليس السوء بالحداد لا يعنى تحريمَ هذه المهنة، وإنما يعنى النتيجة المترتبة على الاقتراب ممن يمارس هذه المهنة أثناء عمله.
ثالثا: عليك بمصاحبة أهل الإيمان، ومن تظن فيهم خيراً، فـ(المرء على دين خليله)، وروى البخاري ومسلم من حديث أبى موسى الأشعريِّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة".
رابعا: حافظ على الصلاة وكن من رواد المساجد، لتكون أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، "ورجل قلبه معلق بالمساجد فلا يخرج منها حتى يعود إليها". وعن أبي هُريرة رضيَ الله عنه أن َّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال :"الصلوات الخَمس، والجُمُعَة ُإلى الجُمُعَة ُ، كفَّارة ٌ لما بَيْنَهنَّ ما لم تُغشَ الكبَائر" (رواه مسلم). وعنْ عُثمان بنَ عفان رضيَ الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يقولُ: "ما مِنْ امْرِئ مُسلم تَحضُرُه صَلاةٌ مَكتُوبَةٌ فَيُحسنُ وُ ضُوءها(33/54)
وخُشُوعَها، إلاَّ كانت كَفَّارةً لمَا قَبْلها مِن الذنوب ما لم تُؤْتَ كَبيرة، وَ ذَلك الدَّهر كلَّه" (رواه مسلم).
خامسا: أكثر من قراءة القرآن، وتدبر معانيه، واجعل لنفسك ورداً منتظماً. فعن أبِي أمَامَة رضي اللهُ عنه قال : سَمِعتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن فَإنهُ يَأتيِ يَومَ القِيامةِ شَفيعاً لأصْحَابه" (رواه مسلم). وعن عَثمان َبن ِعفانَ رضيّ الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكم من تَعَلمَ القُرْآن وعَلَّمه" (رواه البخاري). وعنِ ابنِ عباس ٍ رضيَ الله عنهما قال : قال رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الَّذي لَيسَ في جَوفهِ شَيء منَ القرآن ِ كالبَيْتِ الخَرِبِ" (رواه الترمذي). وعَنِ ابنِ مسعودٍ رضيَ الله ُ عَنهُ قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرأ حَرْفَاً مِنْ كِتابِ الله ِ فَلَهُ حَسَنَة والحَسَنَةُ بِعشرِ أمثالِها لا أَقولُ، ألم حَرْفٌ، ولَكِنْ ألفٌ حَرْفٌ، ولامٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ" (رواه الترمذي).
سادسا: أكثر من الدعاء، والإلحاح على الله سبحانه وتعالى، فإنه يحب من عباده المُلِحيّنَ في الدعاء، وانتهز ساعات السحر فإن لها عند الله مكانة خاصة أن الله تعالى أثنى على أنبيائه به، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ} [الأنبياء:90]، وقال أيضاً: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر:60]. وعن النعمان بن بشير قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
سابعا: اجعل لسانك رطبا بذكر الله، والزم الاستغفار، فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لم يحتسب. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الأحزاب:41-42]، وقال تعالى: ( وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:35]. وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : {ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد]. وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي قال: { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.
ثامنا: كن بارا بوالديك، وأحرص على إرضائهما، فإن رضاهما من رضا الله عز وجل وسخطهما من سخطه. قال الله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا . إمّا يبلغنّ عندك الكِبر احدهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا} (سورة الإسراء 23-24).
تاسعا: صل رحمك، وابدأ بالأقربين، فهم أولى بالمعروف، قال تعالى: ( وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ). وقال أيضاًً (فَهَلْ(33/55)
عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).
عاشرا: أكثر من النوافل، فإنها سبب من أسباب تحصيل محبة الله ورضاه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".
أخي شعبان:
وأما عن سؤالك: كيف أستطيع مع خطيبتي أن نقدم شيئا ولو بسيطا لهذا الدين العظيم؟، فشكر الله همتك العالية، ورغبتك في استثمار هذه الفترة المهمة من حياتكما – فترة الخطبة- في النافع المفيد لدينكما، وأسأل الله أن يؤجركما خيرا وأن يعاملكما حسب نيتكما.. آمين.
ويمكنك – أخي الكريم- أن تقدم لدينك الكثير والكثير، ولكن اعلم أن هذه الفترة من حياتكما لها أهمية خاصة، حيث إنها بداية البناء والتأثيث لمنزل الزوجية، وكلما كان الأساس متينا كان البناء قويا، قادراً على مواجهة رياح الحياة وعواصفها التي كثيرا ما عصفت ببيوت لم تؤسس على التقوى.
ويحسن بك – أخي- أن تحرص في مجالستك لخطيبتك على الضوابط الشرعية، فلا تخلو بها في غير محرم، واعلم أنه بقدر حرصك على هذا المر بقدر ما تؤجر من الله، وتسمو في عينها وعين أهلها، ويمكن لك أن تنتهز هذه الفرصة فتوجه رسالتك الإيمانية لها ولأهلها معا.
وحتى تكون الأمور محددة وواضحة أوصيك بهذه الأمور:-
1- رسخ لديها مفهوم الزواج وأنه يعني بناء أسرة، وبين لها أهمية الأمر وعظيم الجر الذي ينتظرها من الله.
2- بين لها مسئولياتها تجاه زوجها وبيتها، ومستقبلا تجاه أبنائها عندما تصبح أما.
3- عرفها بحقوقها عليك، وأفهمها أن هذه حقوق شرعها لها رب العالمين.
4- عاهدها على حسن المعاشرة، وأن تكون لها خير بعل لتكون لك خير زوجة.
ويمكنك – أخي الكريم – أن تنتهز زيارتك لها ولأسرتها في إثارة عدد من الموضوعات التي تتيح لك أن تتعرف على جوانب شخصياتها، وأرشح لك عدد من الموضوعات مثل:
1- حال الأمة الإسلامية، وما آل إليه أمرها من هوان، وأسباب هذا الهوان في نظرهما، ما الحل لما نحن فيه، ولما وصلنا إليه؟.
2- مفهوم الزواج في الإسلام، وهدفه، وكيف يفهمه الناس؟
3- حقوق الزوجين كما كفها الإسلام.
4- تربية الأولاد.. فضلها وأهميتها.
5- مفهوم التدين والالتزام، وخطورة الفهم الخاطئ للإسلام.(33/56)
إلى غير ذلك من القضايا والموضوعات التي تفتح المجال للنقاش وإبداء الآراء، مما قد يكشف لك – بطريق غير مباشرة – عن شخصيتها ومدى فهمها لحقوقها وواجباتها.
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على طاعته، وأن يصرف عنا معصيته، وأن يرزقنا رضاه والجنة، وأن يعيذنا من سخطه والنار، وأن يهدينا إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن، إنه سبحانه خير مأمول، وأعظم مسئول.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
تزوجت فخسرت نصف ديني العنوان
السلوكيات الموضوع
بمناسبة قدوم موسم الحج.. أقدم لكم نصيحة لكل مسلم، واستشارة، فلقد تركت فتاة أحبها لأن موعد خطبتنا تعارض مع موعد الحج، وفضلت أن أحج بيت الله على الخطبة، وحصل بيني وبين هذه الفتاة مشاكل بسبب هذا، وتركنا بعضنا، وبعد رجوعي من الحج بدأت أبحث عن فتاة أخرى، وبعد أن طال بي الزمن، ومللت البحث، وأنا أبحث عن زوجة، قبلت في النهاية بمن أشار علي بها أهلي، والنتيجة كانت كارثة.
يقولون إن الزواج إكمال لنصف الدين الآخر، ولكن ما حصل معي أنني خسرت النصف الأول، سبب لي الزواج تعاسة مرعبة، وبعد أن كنت ملتزماً، مستقر الإيمان، حافظاً لكتاب الله، أصبحت أؤدي العبادة كأني مجبور عليها، أؤديها وأنا مضطر، ولم أعد أحب أن أسمع كلام الدين والإيمان.
ولهذا فأنا – أولاً- أنصح كل مسلم ألا يتزوج إلا بمن إذا رآها يؤدم بينهما، أي يحبها، أو تتحرك مشاعره لها، ثم أبحث بعد ذلك في دينها وخلقها، وثانيا أطلب نصيحتكم ماذا أفعل؟ إنني أدخل بمرحلة من الكآبة تكاد أن تقتلني وتدمر ديني؟
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
يقول الأستاذ وصفي عاشور أبو زيد:
أخي إحسان:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،آمين
ثم أما بعد:(33/57)
فإنني أحييك ـ أخي إحسان ـ على ما فعلته حين قدَّمت الحج على الخطبة؛ إذ تعارض كل منهما، وأشعر أن عندك فقهاً للأوليات ظاهراً فيما فعلت، وهو الصحيح إن شاء الله.
ولا تدري لعل الله صرفك عن المخطوبة الأولى، لحكمة يعلمها سبحانه، ولا تعلمها أنت، فنحن البشر لا نرى أبعد من أقدامنا، ولا ندري ماذا سيقع بعد لحظة من اللحظات، قال تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، أما وقد اختار الله لك ذلك فليكن ملء قلبك الرضا بقضاء الله، والاطمئنان إلى قدره، وربك يخلق ما يشاء ويختار.
وإنه من تمام إيمان المؤمن، بل من أركان إيمانه أن يؤمن إيمانا لا يخالطه شك، أن قدر الله هو الخير على كل حال، وأن ما أصاب المؤمن لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يربون أبناءهم على هذه العقيدة، ويغرسونها في نفوسهم، قال: بلال بن رباح قال: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت: كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟ قال: يا بني أتق الله، وأعلم أنك لن تتقي الله ولن تبلغ العلم حتى تعبد الله وحده وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال:يا أبتي كيف لي أن أؤمن بالقدر خيره وشره ؟قال:تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكمن ليصيبك، فإن مت على هذا دخلت الجنة.
ونصف دينك الآخر –أخي الحبيب- لم يضع إن شاء الله، إنما الإنسان هو الذي يقرر إن كان يريد تضييعه من أجل امرأة أم لا، وأنت ـ بعقلك الكبير وفقهك المتميز- لا أظن أنك تقصد ما تقول، وإنما هي زفرات مكظوم، وأنّات مجروح، سرعان ما ستذهب مع الأيام إن شاء الله، والزمن جزء من العلاج، وبصحبة الأخيار من الناس، والرجوع إلى الله في كل وقت يتيسر لك كل عسير إن شاء الله.
قال صلى الله عليه وسلم :"إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" .
أخي الكريم:
إن للحب بين الزوجين أسباب، ما أظن أنك أخذت بها، وكثير من الناس يقول: "لا يبدأ الود والتوافق بين الرجل والمرأة إلا بعد الزواج"، فلماذا لا تفكر في هذا؟
أعتقد أنك بحاجة إلى حوار هادئ بينك وبين زوجتك، تشخصان فيه الداء، وتصفان فيه الدواء، وتتفقان فيه على صيغة للحياة تتعايشان بها سوياً، وتبحثان بها عن أسباب السعادة الزوجية، وهي متوفرة بكثرة لا سيما على موقعكم "إسلام أون لاين.نت"، الذي تناول هذه المسألة بما فيه الكفاية.
وحتى تكون الأمور أكثر وضوحاً وتحديداً، فإنني أنصحك بالآتي:-
1. ابدأ بنفسك؟
2. اطو صفحة الماضي، وابدأ صفحة جديدة ليس فيها عتاب.
3. حاور زوجتك لتصلا سويا إلى نقاط الاتفاق وهي بالتأكيد كثيرة، ونقاط الخلاف التي نأمل إن شاء الله أن تكون قليلة جداً.(33/58)
4. اقترب منها وأشعرها بحبك وودك، وتذكر قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
5. خذ بأسباب السعادة الزوجية، ودع النتائج على الله.
6. شاور أهل الرأي والخبرة ممن تثق في دينهم وخبرتهم.
7. ألزِم زوجتك بصحبة من تثق بهن من النساء، أصحاب الرأي، وأولي النهى وهن بفضل الله كثيرات.
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
السحر يؤخر الزواج والرزق العنوان
العقيدة الموضوع
في البداية أدعو الله أن يجزي كل من هو مسئول عن هذا الموقع خير الجزاء، وأن يجعل الخير العائد على المسلمين من هذا الموقع في ميزان حسناته إلى يوم الدين.
أما بعد فسؤالي يتعلق بموضوع يشغلني وهو هل يمكن أن يقوم إنسان بعمل سحر تعطيل زواج أو تعطيل رزق لشخص آخر؟ وهل فعلا يمكن للمارد أن يدخل لجسم الإنسان ويسيطر علية فيشعره بالكسل عندما يحين وقت الصلاة، ويرمي الخوف في قلب الخاطب الذي يسعى للزواج فيعطل الزيجة ويعطل الرزق؟.
أنا أعلم أن الزواج والرزق بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن ما هو العلاج إذا كان هناك فعلا سحر بهذا الشكل؟ أفيدونا أفادكم الله.
السؤال
الأستاذ مسعود صبري المستشار
الرد
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة أماني،
مع كوني أحد أعضاء موقع إسلام أون لاين.نت، غير أني أضم صوتي إليك، مشاركا كواحد من الجمهور مبديا شكري للقائمين على هذا الموقع العريق، وعلى جهودهم التي يبذلونها، وأن يجزي كل من ساهم بشيء فيه خيراً، وأن يجعل كل ما يقدم على الموقع من خير في ميزان حسنات من قام وشارك وعاون، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، وأن يحفظه، وأن يكتب له القيام بدوره دائما، اللهم آمين.
أما عن موضوع الجن وقيامهم بتعطيل الزواج وبقطع الرزق، وغيرها مما ينسب بنو آدم إليهم، فاسمحي لي أن أقول: إن هذه المسألة أخذت حيزا كبيرا من حياة المسلمين،(33/59)
حتى أوصلت كثيرا ممن يشاركون في هذا الأمر إلى حد الشرك، بل والكفر في بعض الأحيان.
وحسب الظن أن علاج هذه المشكلة تكمن في العقيدة الصحيحة، وأن يرد الأمر إلى نصابه؛ فالله تعالى هو المتصرف الوحيد في هذا الكون، وأنه لا يحدث في كونه شيء إلا بعلمه، وأن المخلوقات جميعا لا تملك لنفسها شيئا؛ فالناس لا تملك لأنفسها ضرا ولا نفعا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، وقد قال الله تعالى على لسان رسوله "قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا".
لا يستطيع أحد أن ينكر السحر، لأنه حقيقة أثبتها القرآن الكريم (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)، (وسحروا أعينهم)، (وجاءوا بسحر عظيم)، (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى)، (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".
غير أن كثيرا من الناس أوصلوا السحرة إلى درجة تقارب درجة الألوهية، ونسوا أن السحر قرين الكفر، وأنه لا يضر إنسانا إلا بإذن الله، وأن السحرة لا يملكون من الأمر شيئا، وأن الإنسان المسلم محفوظ بحفظ الله تعالى، كما قال سبحانه: "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله".
وقد أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم أنه من قرأ آية الكرسي قبل أن ينام ما زال عليه حافظ من الله حتى يستيقظ.
ولكن الناس ألهوا أنفسهم بهذه الأمور، حتى فسروا ما يزيد على تسعين بالمائة من مشاكلهم على أنها نوع من السحر، وأن المرأة لا تتزوج، لأنها مسحورة، وأن الرجل لا يتزوج لأنه مسحور، وأن الإنسان لا يعمل لأنه مسحور، وأن الطالب رسب، لأنه مسحور، وأن الصفقات لا تتم لأن هناك سحرا، إلخ.
فجعلنا أنفسنا نعيش سحرا في سحر، وهذا نوع من الخبل والخلل في العقيدة؛ لأن المصرف للأمور إنما هو الله تعالى، وأن الملك الذي نعيش فيه إنما هو ملك الله، وأن الكل خلقه وعبيده.
إن كثيرا من الناس يلجأ لهذا التفسير السحري كنوع من الهروب من الواقع، أو لأنه يجد نفسا عاجزا عن تحقيق شيء فيوهم نفسه وغيره أنه مسحور، وأنه مغلوب على أمره، وهو بهذا يلغي قانون السببية الذي أقام الله تعالى كثيرا من أمور الكون عليه، وأن الله تعالى في قرآنه كان دائم الربط بين النتيجة والسبب، مع الإشارة أنه لا يخفى عليه شيء.
إن كثيرا من غير المسلمين يعيشون حياتهم كما يجب أن يعيش بنو آدم، يجعلون النجاح قرين الاجتهاد والعمل، ويجعلون الفشل قرين الفشل، وهم بهذا يطبقون عقيدة الإسلام دون أن يؤمنوا بها، ونحن نؤمن بها دون أن نطبقها.
لقد أتت الإجابة في السؤال، وهو أن الرزق والزواج من الله، وهذا كلام نقوله، ولكن يجب أن نؤمن به في نفوسنا، ولو كنا نعود لدستورنا وكلام ربنا، لما وقعنا فيما نقع فيه، إن الله تعالى قال: (أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه؟ بل لجو في عتو(33/60)
ونفور). وقوله: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين).
إن أفضل علاج لمثل هذه الأمور هو:
1- تصحيح العقيدة، وسلامة الإيمان، من أن المدبر للكون إنما هو الله، وليس خلقا من خلقه.
2- أن نخرج أنفسنا من هذا الوهم، وأن نعيش حياتنا كما يعيش غيرنا، فلماذا نعيش دائما في تعاسة ونكد وهم وحزن، والناس تتسابق أن تعيش حياتها سعيدة، وهي تفعل دورها في الحياة لتسعد أنفسها، ومع كوننا عندنا ما يسعدنا في حياتنا وآخرتنا، ولكن نرقع دنيانا بتمزيق ديننا، فلا الدين يبقى ولا ما نرقع.
3- أن نكون إيجابيين في الحياة، وأن نواجه مشاكلنا، فمن هذا الذي ليس عنده مشاكل، إن أي سلوك بشري يعتريه ضعف، كما يكون فيه القوة، وهذه طبيعة الحياة، وليس فشل زواج، أو رسوب في الدراسة نهاية العالم، ولكن يجب أن نواجه هذا بالاستعانة بالله، وبالتفكير الجيد، والتخطيط للمستقبل، وكيف نتغلب على هذا فيما بعد.
4- أن نحسن صلتنا بالله تعالى، فكم من الأمور العسيرة تيسرت بأمره، وكم من الهموم زالت بدعاء له، وكم من الأحزان قلبت فرحا حين تعلقنا به، فالإيمان يجعل المسلم كالجبل الراسخ، والنخلة الباسقة، والشجر الطيب، لا أن يكون خفيفا تهوي به الريح في مكان سحيق.
5- أن نفهم توحيد الله على الوجه الصحيح، وأن نفهمه غيرنا، وأن نحارب معا هذا الخلل العقدي، والجهل الفكري، لأننا في سفينة واحدة، إن سكت بعضنا عن هذا الخلل، نكاد نغرق جميعا، وإن أخذنا بأيدنا نجونا جمعيا .
6- إن كان هناك سحر، فليس له علاج أنجع من التذلل على عتبات الله، والتزام الخوف من الله لا من الجن ولا غيره، والإيمان أن خلق الله ضعيف، وأن القوة لله جميعا، وأن تعمير القلب بالإيمان يجعله حصنا منيعا لا يكاد يقربه شيء يهدده، وأنه ما تقرب عبد إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه .
أختي الفاضلة،
فلنعد إلى الله تعالى، ولنأخذ بالأسباب، ولنصلح ما بيننا وبين ربنا، يصلح الله تعالى لنا كل شيء. ونتمنى أن تتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــــ
محطمة تماماً.. اليأس أخو الكفر العنوان
العقيدة, العقيدة الموضوع
سيدي، أكتب لك وعيني مليئة بالدموع.. لا أعرف.. أشعر بأن كل شيء في الدنيا أكبر مني، وأكبر من تفكيري وتصوري.. أكاد من شدة الخوف أن أتوسل إلى الله أن يقبض روحي؛ فلا أريد أن أعيش.. أصبح كل شيء يبكيني.. يجعلني أنغلق على نفسي أكثر وأكثر.
لم أعُد قادرة على التفكير في أي شيء، أو اتخاذ أي قرار.. أشعر أن كل شيء في الدنيا يخدعني ويؤلمني.. كنت أبكي حتى ردتني قسوة القلوب عن الضعف.. فصرت(33/61)
أصرخ: لن أبكي كلما مزقني الأسى، وظننت أنني أصبحت أقوى ولكنني كنت أغطي انهياري بأكوام من القش.
أنا غريبة جدًا في هذه الدنيا.. هذه الدنيا التي يتنازعها الناس.. التي لا يهتم الإنسان فيها أن يدوس على الآخرين كي يرتفع هو. والله يا سيدي لا أعرف ما أقول لك.. إنني محطمة.. محطمة لدرجة لا تتخيلها.. أعرف أنه لن ينجيني إلا الله، ولكنني في لحظات ضعفي ألجأ إلى الناس؛ فلا يزيدون قلبي إلا هما وتحطيمًا.
ذهبت إلى أطباء، توسلت إليهم باكية أن يستعملوا معي القتل الرحيم، ويريحوني من الدنيا.. أو أن ينزعوا ذاكرتي أو يقطعوا رأسي.. لم أعد أتحمل. لا أعرف لم ابتدأت بتلك الرسالة الأليمة ولكنني أبكي.. أبكي.. أبكي.. فماذا أفعل؟
السؤال
الأستاذ همام عبد المعبود المستشار
الرد
أختنا في الله/ نسمة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
أهلا ومرحبا بك على صفحات شبكة "إسلام أون لاين.نت"، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في إسلام أون لاين، ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنك، وأهلا لثقتك، وأن يجعلنا وإياك من أهل رحمته، وأن يعيذنا وإياك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال، كما نسأله سبحانه رضاه والجنة، ونعوذ به من سخطه والنار، آمين.. آمين يا رب العالمين.
فإنه على الرغم من حالة الحزن التي تملكتني عندما قرأت رسالتك لأول مرة لما وجدته فيها من عبارات اليأس والقنوط الشديدين، ابتداء من قولك: "أتوسل إلى الله أن يقبض روحي"، و"توسلت إلى أطباء أن يستعملوا معي القتل الرحيم"، و"كل شيء يبكيني.. يجعلني أنغلق على نفسي"، وانتهاء بقولك "إنني محطمة"!!. فإن بارقة أمل لاحت لي في الأفق عندما التقطت عيناي هذه العبارة من رسالتك "أعرف أنه لن ينجيني إلا الله" فقلت: الله أكبر.. يا نسمة، عرفتِ فالزمي.
وأعترف لك- أختي الكريمة- أنك أوحيت إليَّ بالجواب، وأمددتني بطرف الخيط؛ فقد صدقت والله، فلن ينجينا مما نحن فيه من ذنوب وتقصير إلا الله، بل إننا لن ننجو من هذه الدنيا إلا إذا تمسكنا بالله، وعدنا إلى الله، ولجأنا إلى الله.
وقد ذكرتني بقوله تعالى في الدستور الخالد (القرآن): {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ* قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} (63-64 الأنعام)، نعم فهو وحده سبحانه القادر على إنقاذنا مما نحن فيه من هَمّ وغم وحزن وضيق.
احذري اليأس
غير أني أحذر نفسي وإياك من اليأس؛ فإنه يحول بين العبد وربه، وقد نهانا الله عنه، وجعل اليائس من رحمته سبحانه كالكافر، فقال تعالى: {وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف: 87)، كما قرن سبحانه القنوط(33/62)
بالضلال فقال جل شأنه: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} (الحجر:56)، وقد تعجب القرآن من أناس يفرحون إذا أعطوا ويقنطون إذا ما ابتلاهم الله بالمحن ليقربهم منه فقال: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} (الروم: 36).
ولقد فتح الله باب التوبة لعباده، وحذر الذين أسرفوا على أنفسهم بارتكاب الذنوب والخطايا، من القنوط واليأس من رحمته وغفرانه؛ فقال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53)، وقال أيضا: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (الشورى: 28).
فلا تستسلمي للشيطان، ولا تنساقي وراء دعواته باليأس من الحياة والقنوط من رحمة الله، ولا تحبسي نفسك في سجن ضيق من التشاؤم واليأس، بل افتحي لنفسك أبواب ونوافذ الرجاء والأمل.
الدنيا معبر للآخرة
وأما عن الدنيا، فاعلمي- زادك الله فقها في الدين- أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأنها معبرة الآخرة؛ فلا تعلقي عليها الآمال؛ فهي كسوق انعقد ثم انفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيها من خسر، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
وقد كشف لنا الإسلام حقيقة الدنيا، فقال الله سبحانه وتعالى : {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}) [الحديد:20].
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالما أو متعلما" (رواه ابن ماجه وحسّنه). كما روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء" (رواه مسلم).
واستمعي – يرحمك الله- إلى قول من قال:
إنّ لله عبادا فُطنا *** طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا*** أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لُجة واتخذوا*** صالح الأعمال فيها سفنا
وما أجمل ما قاله الأستاذ عباس محمود العقاد – رحمه الله- في وصف الدنيا حين قال: "عجبا لهذه الدنيا، الإنسان فيها لا يرضى حالاً واحداً أبداً، مهما كان حاله".
فيها صغير يطلب الكبر*** وشيخ ودّ لو صغرا
وخالٍ يشتهي عملا *** وذو عمل به ضجرا
ورَبُّ المالِ في تعب *** وفي تعب من افتقَرا
ويشقى المرء منهزما *** ولا يرتاح منتصرا
أَفَهُم حاروا مع الأقدار *** أم هم حيروا القدرا؟!
فاجعلي همك الوصول إلى مرضاة الله، والفوز بالجنة، وتمثلي قوله تعالى: { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (آل(33/63)
عمران: 185)، والدنيا مزرعة الآخرة؛ فمن زرع فيها خيرا حصد خيرا، ومن زرع شرا فلن يجنِ إلا ما زرع.
والآن ارفعي أكف الضراعة إلى الله، وكرري خلفي هذا الدعاء الذي علمنا إياه سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم:" اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل يا ربنا إلى النار مصيرنا".. آمين يا رب العالمين.
الجئي إلى الله
أختنا في الله/ نسمة
اجلسي مع نفسك، حددي مشاكلك، رتبيها حسب أهميتها، ادرسي كل مشكلة على انفراد، على أساس من الواقع، واعلمي أن هناك ثغرات في كل مشكلة يمكنك أن تنفذي منها، غير أن هذا يتطلب ثقة بالله عالية، ثم ثقة بنفسك على أنك قادرة على تخطي هذه المشكلة مهما كانت.
وقد أخبرنا ربنا- سبحانه وتعالى- أن هناك كنزا اسمه التقوى محفوظا في عقل الإنسان وقلبه وحياته يعين الإنسان على الخروج من مشاكله، وأن يجد المخرج حيث لا مخرج، وأن يكتشف الحل حيث لا حل، وأن يحصل على الرزق من حيث لا يحتسب، قال تعالى: { وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2-3).
توكلي على الله، وثقي بأن الله سيكون معك، وأنه سبحانه حسبك وكافيك، ومن يتوكل على الله وهو يسعى لحل مشكلته، ويعي طبيعة الواقع، ويخطط للمستقبل فسينجو بإذن الله، قال تعالى: { وَمَن يَّتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} (الطلاق: 3).
فما أحوجنا إلى أن نتعلم اللجوء إلى الله، في كل حال، لا حرج أن نقصد بعض الناس ممن نثق في دينهم، أو خبرتهم، أو صدقهم، شريطة أن يكون مستقراً في قلوبنا أن النفع والضر بيد الله وحده، وأن الناس ما هم إلا أسباب.
فلا تقتلي نفسك باليأس والهموم، وتسلحي بالأمل، والثقة بوعود الله التي لا تتخلف، ثقي بخالقك، ولا تسمحي لليأس أن يزحف إلى حياتك، واعلمي أن أشد ساعات الليل ظلاما هي تلك السويعات التي تسبق بزوغ الفجر مباشرة.
وما ضاقت إلا ورحبت، وما اشتدت إلا وفرجت، وإذا كنت تشعرين بالظلام الدامس يلف حياتك ففكري في الضوء الذي سينتشر عندما يطلع الفجر؛ فليس هناك ظلام مطلق، وعلينا أن نتعلم كيف ننتج النور في عقولنا وقلوبنا أولاً.
ولرُبَّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعًا *** وعند الله تعالى منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج
وختاماً؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(33/64)
-ـــــــــــــــــــ
عيني تعشق النساء.. ولا أغار على زوجتي العنوان
أمراض القلوب الموضوع
أحب زوجتي كثيرا، لكنني أحب أن أنظر إلى النساء، لدرجة أنني أسأل زوجتي عن النساء التي تعرفهم، وعن جمالهن لكنها تمتنع عن الإجابة، كما أنني أشاهد الأفلام الإباحية، فمشكلتي عموما هي أنني أحب النساء بشكل عام، وأحب أن أسمع أصواتهن، وأذوب عند سماع صوت أي امرأة، حتى صارت امرأتي لا تملأ عيني رغم جمالها، وذلك بسبب النظر الزائد للنساء، حتى صرت لا أعاشر امرأتي، وألجأ إلى العادة السرية.
وقد نتج عن ذلك أن الغيرة ماتت في قلبي، فإذا رأيت امرأة أقول لزوجتي: هذه أجمل منك، وكانت في البداية تقول (عيب عليك هذا الكلام، وحرام النظر للنساء الأجانب عنك)، ولكن مع مرور الأيام تبلد إحساسها وصارت هي أيضاً تقول: هذا الرجل أجمل منك، فصرنا لا ننكر على بعضنا البعض الكلام في مغازلة الرجال والنساء، وتطور هذا الأمر حتى صرت أكلم بعضا من النساء وأتبادل معهم عبارات الحب والعشق، لكن الحمد لله إلى هذه اللحظة لم أرتكب فاحشة الزنا.
وكلما ألوم نفسي، وأقطع علاقتي مع النساء، سرعان ما أرجع إليهن، وكذلك الحال مع مشاهدة أفلام الجنس، مع العلم أن امرأتي لا تدري شيئا عن علاقاتي والأفلام التي أشاهدها، لكنها تعلم أني أحب النظر إلى النساء، بل وأعشقهن، حتى لو لم أرهن. وسؤالي هو: ما المخرج من هذا المأزق؟ فرغم دعائي وابتهالي إلى الله لم أستطع البعد عن حب النساء، ومشاهدة الأفلام الإباحية.
السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر:
عجبا لك أيها السائل، تناقض نفسك فتقول : أحب زوجتي، مع أن كلمة حب ليست بالكلمة الهينة، فالمحب لمن يحب مطيع، كما أن الزوجة هي السكن الذي امتن الله على الإنسان ليفرغ معها شحنات الحب والمودة الذي خلقها الله كفطرة في الرجل للمرأة، فقال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }.
وعليك أن تعلم أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، وكما تنظر إلى نساء الآخرين، فإن الآخرين ينظرون إلى نسائك، ولقد صدق الشاعر حين قال:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
يا هاتكا حرم الرجال وتابعا *** طرق الفساد تعيش غير مكرم
من يزن في قوم بألفي درهم *** في أهله يُزنَى بربع الدرهم
إن الزنا دين إذا أقرضته *** كان الوَفَا من أهل بيتك فاعلم(33/65)
ويجب أن تعرف أن العين تزني وزناها النظر، وإذا كنت تأتي زوجتك وتتخيل أمامك إحدى النساء التي شاهدها فأنت في هذه تتشبه بمن يزني، كما عليك أن تعلم أن ما تشكو منه من تبلد الإحساس وعدم الغيرة على زوجتك عندما تجاريك وتتحدث عن الرجال سببه أنت لأنه من شدة شغفك بالنساء ماتت مشاعرك، وأصبحت لا تغير.
ولكي تنتهي عما أنت فيه عليك أن تتقي الله في نفسك وزوجتك، ولا تزيد من النظر في النساء، وعليك أن تقلع عن مشاهدة الأفلام الإباحية لأنك إذا داومت على ذلك أصبت بالخسران، وعليك أن توقن في نفسك أن أي امرأة تنظر إليها لا تزيد عن امرأتك في شيء، فإن مع امرأتك مثل ما معها.
ويضيف الأستاذ مسعود صبري:
في الحقيقة أنا حائر معك أيها السائل، فلا أدري بأي خطاب أكلمك، أبلهجة الذم أم بلهجة الشفقة، ولكني سأتجاوز عن الذم لفعلك، لأنك تعلم أنه مذموم، فمسكين أنت أيها الرجل الذي أوقعت نفسك في شباك الشهوة ، حيث أضحيت لا ترى في حياتك إلا ما يشبع شهوتك المحرمة، وبعد أن جعلك الله تعالى حراً، جعلت نفسك عبداً، وحريتك أن تكون عبدا لله، لا عبدا لهواك.
وقد جعل الله تعالى الضلال الكبير في إتباع الهوى، فقال تعالى: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ }، وقد أوضح الإمام علي كرم الله وجهه طبيعة الهوى، حتى وصف الناس لإتباعه بأنهم يعبدونه، وما تحمل هذه الكلمة من معنى خطير، فقال: "الهوى شر إله عُبِدَ".
أيها الزوج، استشعر نعمة الله تعالى عليك قبل أن تسلب منك، فزوجتك، وإن وصلت هي الأخرى إلى هذه الحالة، لكنها قد لا تطيق هذا إن ذكرت بخير، وقد تطلب الطلاق منك، فاتق الله تعالى، حتى لا تضيع منك زوجتك، فساعتها تندم وقت لا ينفع الندم، فكم من الناس معهم نعم لا يشعرون إلا بعد فقدها.
فكر- أخي- في نفسك ما الذي تأخذه من النظر إلى الحرام، إن الإنسان قد يخطئ مرة، ولكن أن يستمر، فهذا يعني موت القلب، وإذا مات القلب مات الإنسان، ولو كان له عين يرى بها، وأذنان يسمع بهما، ورجلان يمشي عليهما، فالميت ميت الأحياء.
ولهذا فقد جعل الله تعالى القرآن غذاء الأموات من الأحياء، قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}، وإن كان الإنسان قد سمح لنفسه بالمرض، فمن العقل ألا يسمح لنفسه بالموت.
انظر كم حرمت من الطاعة، فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية؟، وانظر كم فاتك من الخير من الله تعالى، وحرم البركة في أمور دنياك قبل أن تحرم طاعة مولاك.
أعد الغيرة إلى قلبك، فلا أدري كيف يقبل رجل، بعيداً عن أي معتقد أو تدين أن تقول له زوجته: هذا الرجل أجمل منك أو ما شاب هذا من الكلمات؟، إن العرب الجاهليين كان منهم من يترفع هذا وما يقبله أبداً، لكنك أمت كل نخوة ورجولة فيك، وقبلت على أهلك المعصية، فكان إثمك إثمين، إثما لنفسك، وإثما لأجل أهلك، فبأي وجه تقابل الله تعالى؟.(33/66)
ماذا تقول لربك حين يسألك عن هذا؟ إنه يخاطب عباده المؤمنين فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، فحاول أن تستعيد رجولتك أيها الرجل، وأن تكون قيما على أهلك امتثالاً لقول حبيبك صلى الله ليه وسلم: "فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته".
أخي، لا أحب أن أطيل عليك، ولكن أفق من غفلتك، واجلس بعيدا عن الناس أولا، اذهب إلى بيت الله، صل، واترك الناس يرحلون، واجلس أنت مع ربك، اشكه نفسك الظالمة، اطلب منه أن يرزقك الهداية والرشاد، وتذلل إليه حتى يرزقك التوبة الصادقة، وعاهد ربك في بيته ألا تعود لمثل هذا أبدا.
وبعد أن تجد أنك صدقت الله تعالى في النية إلى التوبة الصادقة، اجلس مع زوجك، واحك معها كيف حالها؟؟، وقيما سوياً الفترة السوداء الماضية، وأزيلا عنها السواد بالتعاون على التوبة، وتصحيح حياتكما، وابتعدا سويا عن المعصية، وكما كنت سببا في أن تكون عاصية، كن سببا في توبتها إلى الله تعالى، وصحح ما وقعت فيه من خطأ.
واجتهد أن تتعبدا لله كثيرا، اجلسا للقرآن مرة أو مرتين في الأسبوع، داوما على أذكار الصباح والمساء سويا، أدرسا كتاباً كـ"رياض الصالحين"، صلا الرحم معا، تصدقا سويا، احضرا درس علم معا، املآ حياتكما طاعة، حتى تطرق السعادة بابكما، واهتم بحياتك الاجتماعية مع زوجتك كثيرا، واخرجا من هذا السجن الذي حبستما فيه نفسيكما، إلى جنة طاعة الرحمن.
ساعتها ستجد أن العادة السرية تلاشت من حياتك، لأنك تفعلها من باب الإثارة لا أكثر، وعندك زوجتك التي نسأل الله أن يبارك لك فيها، فاقض معها وطرك، وأسعدها وأسعد نفسك بما تنال به الثواب من الله تعالى.
ويقول ماهر الحداد من علماء الأزهر الشريف:
أخي السائل :
إن ما أنت فيه راجع إلى النظر لما حرمه الله من النظر للنساء، ورؤية الأفلام الجنسية( فكل الحوادث مبداها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر)، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه : إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه).
وفي رواية أخرى (إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه)، ولذلك أمرنا الله تعالى بغض البصر في قوله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
أيها السائل:
قف مع نفسك لحظة تأمل، وتفكر كيف يصل بك الحال وبزوجتك إلى أن تتبلد أحاسيسكما إلى هذا الحد؟، واعلم أنك السبب في ذلك هو سؤالك لزوجتك عن النساء(33/67)
الأخريات اللاتي لا يتميزن عن زوجتك بشيء، خاصة وأنك تصفها بالجمال.. ثم إن ما تفعله يعد خيانة لا تليق بالرجولة.
وأنصحك أخي المسلم ـ هداك الله ـ بما يلي:
*غض بصرك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم كلما وقع بصرك على امرأة.
*أكثر من ذكر الله، وداوم على الاستغفار.
*أكثر من صيام التطوع فإنه يكسر حدة الشهوة.
*حافظ على أسرتك وكن رجلا ذا مروءة.
* لا تشاهد الأفلام الإباحية، واعلم أنها مدعاة لكل ما أنت فيه من ممارسة للعادة السرية.
*فكر في مستقبل أولادك وأسرتك, واسأل نفسك: هل تحب أن يكون ولدك أو زوجتك في هذه الصورة المهينة التي أوقعت نفسك فيها؟، لأن دوام التفكر في هذا يكسر من حدة شهوتك ونظرك للنساء.
* تصور نفسك لو حرمك الله من نعمة الزواج، فستتيقن النعمة التي منحها الله لك، ولن تقابله بالجحود والإنكار.
* قف دائما بين يدي الله في محراب الصلاة، مناجيا إياه أن يهديك ويعفو ويصفح عنك.
وختاما؛
اعلم أن ما تصوره نفسك من الاستمتاع بالمعاصي سيصير بك إلى الندم لأنها أيام وستموت فيك هذه الرغبة وساعتها ستندم ولا ينفعك الندم، فعليك بالعودة إلى الله وإصلاح ما بينك وبين زوجتك حتى لا ينفلت الأمر من يديك، كما يجب أن تواجه نفسك في الإقلاع عن ممارسة العادة السرية وممارسة حياتك الطبيعية مع زوجتك، هداك الله وأصلح حالك وحال زوجك.
ـــــــــــــــــــ
محجبة وأغار من المتبرجات العنوان
أمراض القلوب الموضوع
من فلسطين ومقيمة في الإمارات
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، وجزاكم الله خيراً،
أرجو أن تساعدوني في حل مشكلتي، وهي تتلخص في أنني فتاة أعاني أزمة في حياتي، حيث تحجبت ولم أكن مستعدة نفسياً للحجاب، فأصبحت انظر إلي صديقاتي غير المحجبات، وأغار منهن، وأنظر إلى الأولاد، وأجلس أيام وشهور وحدي مكتئبة، حتى إنني أصبحت أخاف من الخروج خارج المنزل.
فأنا أهرب من الناس، ولكن أيضا أخاف أن يقولوا أني إرهابية، وأنا أعرف أن هذا ليس صحيحاً، أحاول أن أشرح لأمي ولكنها ضاقت ذرعا مني، لا أدري ماذا أفعل؟، إني أحترق وأبكي، وكل الناس لاحظوا ذلك، مع أنني لم أكن كذلك قط، لا أدري ماذا حصل لي؟!.
أصبحت مهووسة، وتعبت نفسياً وجسدياً، وأبكي كل نهار وليل، وأنا كنت صليت طوال شهر رمضان، ولكن بقيت على هذه الحالة، فتوقفت عن الصلاة. أعرف أن(33/68)
هذه المشكلة سخيفة بعض الشيء، ولكن أرجوكم أن تساعدوني فأنا على هذه الحالة منذ سنتين. و جزاكم الله خيراً.
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
تقول الأستاذة وسام كمال- محررة بنطاق الأخلاق والتزكية بشبكة "إسلام أون لاين.نت:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أهلاً بك – أختنا الفاضلة- وأهلا بأهل فلسطين الحبيبة، المقيمين في مهد المسيح، عليه السلام، ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، والمغتربين في أوطان المسلمين..
حياك الله، وطمأن قلبك، ورزقك اليقين والإخلاص في القول والعمل.. آمين
بداية؛ أشكرك على رسالتك، التي كشفت لنا كم تعانين من نار الوساوس والألم النفسي، وأعاتبك على أنك تركت نفسك لسنتين متواصلتين، تحملين وحدك هذا العبء، ولم تطرقي أبواب المحيطين بك، ليحملوا معكِ أحمالك، ويخففوا من همومك.
فأما ما حدث في رمضان الماضي، من توقفك عن أداء الصلاة، لأن هواجسك لم تتوقف، فهو ما يجب أن تعاتبي نفسك وتلوميها عليه، كما يجب أن تؤدي ما فاتك منها حتى لا تحاسبي عليه يوم القيامة، فلتعاهدي ربك، ولتعزمي في نفسك، بأنك لن تسمحي لشيء مهما كان أن يعطلك عن أداء ما افترضه الله عليك، وفي مقدمة ذلك الصلاة.
وأود أن أشير إلى أن الملتزم يواجه الكثير من العوائق والعراقيل التي يقذفها أمامه الشياطين؛ شيطان الإنس والجن، خاصة في بداية التزامه، ومن هذه العراقيل ما رصدناه في تحقيق صحفي بعنوان الملتزمون الجدد.. و"عثرات" الخطوة الأولى، فطالعيه ففيه إيضاحات مهمة.
ولأن هذه العراقيل، تقف بالمرصاد أمام الملتزم حديثا، وتجعله يسقط في حفرة ما قبل الالتزام، ويرتد على ما كان عليه؛ ينبغي أن نحاول دائما استلهام الحكمة ممن نثق فيهم، ونقوى بهم، ونقنع بآرائهم، ونعتمد عليهم في الفكر والمشورة. وشكر الله ثقتك بإخوانك وأخواتك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، وسؤالك واستفسارك عن "هواجس" الالتزام.
نعم، إنها هواجس التدين، فعندما ذَكَّرْت إحدى صديقاتي بالجامعة– كلية الإعلام جامعة القاهرة- بفريضة الحجاب، قالت لي، وماذا سأفعل، وكيف سأعمل مذيعة إذا ارتديت الحجاب؟!، وانهالت عليّ بكم من التساؤلات، وعدد من الاستفسارات.
والحمد لله الذي مَنَّ عليها برحمته، فارتدت الحجاب، وسترت ما كانت تبديه مما وجب ستره، وليتني أستطيع أن أصف لكِ السعادة التي شعرت بها، إذ اكتسبت(33/69)
احترام الزملاء، واحترام نفسها، وفي الأول والأخير سعت لإرضاء الله عز وجل، واطمأنت إلى أقداره، ووضعت مستقبلها وأمانيها بين كفي مولاها عز وجل.
لا أحب أبداً أن أضع الحجاب شرطا للالتزام، ولكنه برهان على التنازل عن جزء من الحرية الشخصية، في مقابل إرضاء الله، وعفة النفس، واحترام الجسد، والثقة بالذات. لعلك تندهشين، وتتساءلين: كيف يمكن أن يكون الحجاب داعما للثقة بالنفس، وهو – في ظنك- ينتقص من جمال المرأة وجاذبيتها؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب أولاً أن نُعَرِف الجمال، ونضعَ معايير محددة لوصفه، لأنه شيء نسبي.. فالجمال عن العلمانيين والملحدين، هو كل شيء حسي ملموس، يمكنهم أن يتمتعوا به "ببلاش"، ودون تكلفة "الزواج والإشهار أمام خلق الله"، وهو– عندهم- شيء علني فاضح، لا يحترم الخصوصية، ومن رموز الجمال لدى هؤلاء، مسابقات ملكات جمال العالم، اللاتي أراهن قبيحات النفس، ذوات جمال رخيص يصل إلى درجة القبح.
أما الجمال الذي نعرفه نحن أهل الإسلام، والذي ارتضي بتعريفه الله ورسوله، ينقسم إلى قسمين، جزء متواري وراء حجاب، وهو مباح للزوج، مرئي للمحارم، ممنوع على غير المحارم.
أما الجزء الثاني، وهو الأهم، والذي يُسمَحُ للجميع به، والتمتع ببهائه، والإعجاب بتميزه، هو جمال العقل والروح والخلق، وهو ما يميز الإنسان فعلياً، لأن الجمال الجسدي والشكلي منحة من الله، ولا دخل ولا جهد ولا فضل للإنسان فيه، أما الجمال الخلقي والروحي فهو في جانب منه صنعة واجتهاد وجهاد ومثابرة من الإنسان. [طالعي: ملكة جمال الأخلاق!].
فعليكِ – أختي- أن تقفي أمام تلك الهواجس، ووساوس الشيطان، التي تجعلك تندمين على أيام التبرج والزينة، ولتحمدي الله أن هداك لنعمة الالتزام بفريضة مؤكدة، وحاولي أن تعكسي مشاعرك تجاه المتبرجات، من الغبطة بتبرجهن إلى تمني إحاطة نعمة الله بهن، ولا تشعري أبدا بأنك متميزة عنهن إلا بفضل الله عليك، ولتتذكري قوله تعالى: { كَذَلِكَ كُنْتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ }.
والإحساس المتوازن الذي ارتضيه لكِ، أن توطني نفسك على الافتخار بممارساتك الدينية مهما كان الوسط الذي تعايشين، وأن تتمني لغيرك الهداية، والدخول في رحاب طاعة الله، في السراء والضراء.
النقطة المفصلية التي أود الإشارة إليها بعد تصحيح النية، والاطمئنان إلى الحجاب، هي تأكيد الثقة والرضا بأوامر الله، وأدائها بحب ورغبة وإقبال وسعادة، وحمده على تكاليفه لما لها من حكمة بالغة، فلم يفرض الله الحجاب لتكوني في هذا التوتر النفسي، وتخافين من مواجهة المجتمع، وترين نفسك أقل جمالا، أو ترينها "إرهابية" في عيون الناس!
أما عن عيونهم، فلا تهتمي بشيء سوى مرضاة الله، والإنصات لآراء من ينصحوك في الله ولله، ولا يشغلنك إرضاء الناس، فإن رضاهم لا يقدم ولا يؤخر في موازين الله، ورددي مع الزاهدة رابعة العدوية قولها ( إن صح نسبته إليها):
فليتك تحلو والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب(33/70)
وليت الذي بيني وبينك عامر*** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب
وأما عن فوائد الحجاب، وكيفية الاستعداد النفسي لتقبله، وفهم وظائفه في المجتمع، فقد أجرى الدكتور عبد الرحمن محمد العيسوي– أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعتي الإسكندرية وبيروت العربية- دراسة ميدانية على عينة من طالبات جامعة الإسكندرية بلغ عددهن 370 طالبة ممن يرتدين الحجاب، لمعرفة الوظيفة النفسية والاجتماعية والروحية التي تراها الفتاة الجامعية المحجبة في ارتداء الحجاب الإسلامي.
وأسفر تحليل نتائج هذه الدراسة عن أن التحجب يحقق الوظائف الآتية بالنسبة للفتاة المحجبة:
* تعميق أواصر الصلة بين الفتاة وخالقها.
* تعميق مشاعر الإيمان لدى الفتاة.
* زيادة الشعور باحترام الذات، واحترام الآخرين لها.
* الشعور بالتحشم واللياقة والوقار والقيمة الذاتية.
* الشعور بالرضا عن الذات وقبولها وإبعاد مشاعر الألم والذنب.
* حماية المرأة من التعرض لعبث العابثين ممن تثيرهم الفتنة، ومظاهر الخلاعة والإغراء والكشف عن مفاتن المرأة وأنوثتها.
* زيادة فرص الفتاة في الزواج حيث يقبل الشبان على الفتاة المتدينة الصالحة.
* الحماية من حوادث الخطف أو الاغتصاب أو الاعتداء أو المطاردة ممن في قلوبهم مرض.
* توفير نفقات الملابس الباهظة.
* الحصول على المزيد من رضا الزوج أو الخطيب والأب والأم.
* لا يقلل الحجاب في نظرهن، من جمال المرأة الطبيعي.
* توفير نفقات كي الشعر وتصفيفه، وما إلى ذلك من النفقات.
* شعور أهل الفتاة بمزيد من الثقة فيها، وعدم الخوف عليها.
* يعكس حجاب الفتاة صورة طيبة عن أسرتها.
* إبعاد الفتاة عن مواطن الشبهات.
* يزيد من الشعور بالانتماء الإسلامي ويبعد عن نفسيتها مشاعر الاغتراب والإثم.
[د.عبد الرحمن محمد العيسوي: سيكولوجية الحجاب ( بيروت: دار الراتب الجامعية، 2001)].
وختاماً:
أرجو أن تراجعي نيتك في الحجاب، وتستعيني بالصحبة الصالحة، لأنها نور يهدي إلى النور، ودعم نفسي قوي، وظهر يستند عليه المؤمن ضد رياح الخماسين الشديدة، ولاحظي انك لست صغيرة، ومن قبل العشرين يعاني لفترة من تقلبات نفسية تحتاج لهذا الدعم الاجتماعي الذي تحتاجيه.. خاصة وأنك لم تعتمدي نفسيا الحجاب قبل أن ترتديه.. وفقك الله لرضاه، وتابعينا بأخبارك لنطمئن عليك.
ـــــــــــــــــــ(33/71)
أحب الله وأكره أهلي العنوان
السلوكيات الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لأجل الله تعالى، تركت كل ما يغضبه، وعدت للإسلام، والتزمت بالحجاب، وقاطعت كل ما يخجلني من الله تعالى، وأشعر أن الله معي، ودائما أشعر بحب الله عز وجل لي، حتى عندما أقع في ذنب.
مشكلتي أني متمردة جدا، خصوصا مع أهلي، أشعر بأني لا أستطيع أن أحبهم، وذلك لأني عشت فترة بعيدة عنهم، ثم عادوا لكي يعشوا معي، ولكن دائما أحاول أن أساعدهم، وأعطف عليهم، حتى لا يغضب علي ربي، لكني في مرات لا أستطيع أن أتمالك نفسي، وأتشاجر معهم.
وبعد ذلك أمرض نفسيا وجسديا، وأندم بشكل كبير، وكي أخفف عن نفسي هذا الشعور، أقوم بمساعدتهم، ولكني لا أتحث معهم. أريد أن أعرف هل سيحاسبني الله تعالى على ما في قلبي؟. جمعنا الله وإياكم في الجنة، و جزاكم الله خيرا.
السؤال
الدكتورة دعاء أبو بكر الصديق المستشار
الرد
الأخت الحبيبة: رحيل
والله لقد تأثرت كثيرا برسالتك، وأحزنتني مشكلتك، ولعل صدق كلماتك، ورغبتك الصادقة في تغيير نفسك هو ما أثر في..
في البداية يجب أن تعرفي - أختي الحبيبة- أن من سمات المرحلة العمرية التي تمرين بها التمرد والغضب السريع وسرعة الانفعال، التي قد تتسبب في إيذاء الأشخاص المحيطين بك، ولأن أمثالك ممن يملكون قلبا يقظا وروحا شفافة ونفسا لوامة يزداد إحساسهم بالذنب وتأنيب الضمير الذي قد يقتل صاحبه غيظا وألما، مما يؤدي بك إلى المرض النفسي والعضوي.
فهوني على نفسك يا أختاه، وتعالى نناقش – بهدوء- أسباب هذه الأحاسيس التي تملأ عقلك وقلبك:-
لماذا لا تستطيعين أن تحبي أهلك؟. إن قرآننا العظيم ذكر في آيات كثيرة منه فضل الوالدين، لدرجة أن أي إنسان لا يستطيع أمامها - مهما ضره أهله أو ظلموه أو أهانوه - أن ينكر هذا الفضل العظيم، كما اقترنت تلك الآيات في معظمها بالتوحيد والخضوع للمولى عز وجل.
أنا أعرف تماما أنك تحاولين جاهدة برهم والإحسان إليهم، ولكن ألا توافقينني أن الإحسان إلى الشخص ومحاولة البر به بدون حبه قد تكون ثقيلة وصعبة عليه؟. إن الحب والبغض أمر قلبي بيد الله، وليس للإنسان دخل فيه، ولكن بالمحاولة والمجاهدة والمثابرة في حمل القلب على حب شخص و البحث في صفاته ومآثره عن الطيب حتى ينمو حب هذا الشخص في فؤاده، فما بالك لو كان هذا الشخص هو الأب والأم؟.(33/72)
ألم يسد إليك والداك معروفا أو إحسانا حتى تحبيهما؟!، ألم يحسنا تربيتك حتى تحبيهما؟!، ألم يوفرا لك سبل الحياة الكريمة حتى تحبيهما؟!، ألم يكونا سببا في وجودك في هذه الحياة؟!، ألم يبذلا – لك- من أجسامهما وأعصابهما وأعمارهما ومن كل ما يملكان من عزيز وغال في غير تأفف ولا شكوى، بل في سعادة ومرح؟.
أختي الحبيبة
لو أوقفت عمرك كله لهما لتردي جميلهما أو لتوفيهما مقابل ما بذلا لما وسعك العمر، ولو زدت عليه ألف عمر!، فلماذا التمرد؟ ولماذا الغضب؟ لماذا لا تضعين نصب عينيك قوله تعالى:(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، هل تعلمين ما أول صفات المتقين في هذه الآية إنها: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
إن الغضب- كما قلنا - انفعال بشري طبيعي وهو إحدى دفعات التكوين البشري، ولكن بالتقوى والالتجاء إلى الله تندفع تلك الطاقة الروحية بداخل النفس البشرية لتكظم ذلك الغيظ والغضب، بل إن كظم الغيظ وحده لا يكفي، فقد يكظم الإنسان غيظه ليحقد ويضغن ويتحول الغضب الظاهر إلى حقد دفين فيكون الغضب الظاهر أهون وأطهر على النفس من الحقد الدفين، فيأتي دور العفو والسماحة وسلامة الصدر من أي ضغينة (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ).
فلماذا – عزيزتي- وأنت الفتاة الواعية، التي تعرف الله، وتحبه، وتلتزم حدوده، لماذا لا ترفعين شعار "ازرع حبا تجن حبا"؟، فأهلك هم أولى الناس وأحوجهم إلى قلب رحيم وبشاشة وود يسعهم ويحتويهم، وإلى قلب كبير يعطيهم ويتحمل همومهم بلا مقابل.
لماذا لا تضعين أمامك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:( خالق الناس بخلق حسن)، وأنه صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: (التقوى وحسن الخلق).
فما أعظم من أن يجمع الإنسان بين الدنيا والآخرة، بين حب الأهل والناس ومودتهم في الدنيا والآخرة ورضا الله وغفرانه في الآخرة، فلا تستمعي يا عزيزتي إلى صوت التمرد بداخلك وادفعيه عن عقلك، وحاولي أن تملئي قلبك ونفسك بمساحة كبيرة من التفاهم والتسامح مع أهلك، وأن تضعي لهم الأعذار حتى تصفو نفسك تجاههم ويمتلئ قلبك بحبهم ومودتهم.
أما عن الغضب، فاعلمي أن الحلم بالتحلم، وأن قدوتنا -عليه الصلاة والسلام- كان حلمه يسبق غضبه، وحاولي جاهدة مقاومة مشاعر الغضب والانفعال السريع، واتبعي الوسائل الإيمانية في دفع الغضب؛ كالوضوء وذكر الله والاستغفار والدعاء، وأكثري الدعاء لله عز وجل أن يهدي قلبك وأن يريح نفسك، وأن يهديك لأحسن الأخلاق.
ودعائي لك بالتوفيق والسداد، وأن يهدي قلبك، ويرزقك طمأنينة النفس وراحة القلب.
ـــــــــــــــــــ
ذاكرتي ضعيفة فكيف أحفظ القرآن؟ العنوان
غذاء الروح الموضوع(33/73)
لا أستطيع حفظ أي شيء من القرآن سوى السور القصيرة. وقد حفظتها في طفولتي. أما هذه الأيام فلا أستطيع الحفظ؛ مع العلم أنني ضعيف الذاكرة بشكل ملحوظ. كما أنني أحب سماع القرآن أكثر من تلاوته. فهل بهذه الطريقة آخذ ثواب سماعه بتدبر؟، وكيف أحفظ القرآن؟ السؤال
الشيخ سمير حشيش المستشار
الرد
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الحبيب/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سررت كثيرا وأثلج صدري حين قرأت رسالتك، وقلت في نفسي: ما شاء الله، مازال في الناس خير كثير. مازال منهم من يصبح ويمسي وهمه كتاب الله عز وجل– وحفظه وتلاوته.
وأحب أن أبشرك يا أخي بأن حبك للقرآن ولسماعه؛ خاصة حين يكون السماع بتعقل وتدبر وإنصات وإعجاب؛ يجلب لك أجرا كريما وثوابا عظيما من الخالق – سبحانه وتعالى.
ولقد كان سيدي وسيدك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يحب أن يسمع القرآن من غيره، كما صرح بذلك لابن مسعود حين سأله: يا رسول الله أقرأ عليه وعليك أنزل؟، فقال: أحب أن أسمعه من غيري.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يتفاعل مع القرآن حتى إن ابن مسعود حين وصل قول الله سبحانه من سورة النساء:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} (النساء :41). قال صلى الله عليه وسلم حسبك. يقول ابن مسعود: فنظرت فإذا عيناه تذرفان.
فهنيئا لك يا أخي؛ توافق فطرتك مع فطرة خير البشر. وتوافق هواك مع هواه صلى الله عليه وسلم. وهو القائل: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
وأي هوى خير ممن يهوى سماع القرآن، ويعقل ويتدبر وينصت:{اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَّشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}( الزمر:32).
ولا يفوتني أن أبشرك بحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، ومنهم "شاب نشأ في عبادة الله، وأرجو الله أن تكون منهم.
ولنعد إلى ما أوردته من معلومات في استشارتك وهي كما يلي:
• تحفظ السور القصيرة منذ طفولتك.
• ضعيف الذاكرة بشكل ملحوظ.
• لا تستطيع الحفظ هذه الأيام.
وهذه يا أخي معلومات طبيعية جدا، فأخصب مراحل العمر لحفظ القرآن هي مرحلة الطفولة. وكما يقولون: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. فليت الآباء المسلمين(33/74)
يدركون ذلك جيدا ويدركون عظم مسئوليتهم تجاه أبنائهم فيعلموهم القرآن من صغرهم.
ثم إن الذاكرة تقل فعلا مع تقدم العمر عما كانت عليه في الصغر. لكن أن تكون أنت ضعيف الذاكرة بشكل ملحوظ فهذا ما قد تختص به دون الأعم الغالب من الناس. ويترتب على ذلك طبعا أنك لا تستطيع الآن الحفظ بسهولة ويسر.
ومن رحمة الله تعالى أن يسر القرآن للحفظ والادِّكار والفهم والتلاوة. فإن شئت أن تكون من حفظة كتاب الله كنت. ولكن لا بد من العزيمة والهمة العالية. فشمر يا أخي واشدد إزارك واستعد لأنْ تكون من صفوة الله في الأرض ومن أهل القرآن وخاصته.
وأحب أن أشير يا أخي – قبل أن أدخل في الموضوع – إلى أنك طالما كنت طبيعيا في صغرك فإنك طبيعي الآن أيضا، وإلى أن ضعف الذاكرة الموجودة الآن عندك ليس مرضا أو جبلة فيك بقدر ما هو مسبب عما قد تفعله من ذنوب ومعاص.
فالأسباب المادية ليست كل شيء في مثل هذه الأمور خاصة، وهذا هو الحسن البصري يشكو إليه رجل ويقول: يا إمام، أعد طهوري، وأنام مبكرا، وأعزم على القيام فما بالي لا أقوم؟! فقال: قيدتك ذنوبك.
فتقوى الله هي الأساس المتين قبل أن تدخل في أسباب مادية أخرى. وبعد تحقيق هذا الشرط إن كانت لديك مشكلة في الذاكرة فإن الأمر هين ويسير. والتغلب على ضعف الذاكرة ما أيسره وأسهله بشيء من التنظيم والترتيب.
وإليك يا أخي بعض النصائح؛ التي أسأل الله أن ينفعك بها وينفع بها المسلمين ويرزقني فيها الإخلاص. فأقول وبالله التوفيق:
أولا: ابحث عن شيخ:
لابد من الالتزام على متخصص حافظ للقرآن؛ لأن ذلك سيحملك معظم الأوقات على ألا تكسل أو تقصر؛ على الأقل حياء من شيخك، وحفظا لماء الوجه معه. ثم إن ذلك يفيدك في ضمان النطق الصحيح والأداء السليم للقرآن.
ولقد أثر عن مشايخنا قولهم: "لا تأخذ العلم من صحفي، ولا القرآن من مصحفي"، أي لا يؤخذ العلم من الكتب دون عالم ، ولا يتعلم القرآن من المصحف دون شيخ حافظ.
ثانيا: قلل من الكم المحفوظ إلى القدر الذي لا يجهدك ذهنيا:
فذلك أوعى لحسن حفظه وتثبيته في الذاكرة. فإن كنت تستطيع حفظ صفحة مثلا فأحفظ نصفها فقط مع التركيز في الحفظ، وكثرة التكرار، حتى بعد الوصول للحفظ التام.
ولا تستقل يا أخي أن تحفظ القليل من القرآن، ولو آية واحدة يوميا؛ فلأن تزداد كل يوم آية وتتقنها خير من أن تبقي هكذا دون حفظ. فلا أنت تحفظ جيدا ولا أنت تكف عن المحاولة. وأخشى أن تصل إلى اليأس من نفسك وتفقد الثقة في قدراتك.
وهذا مدخل من مداخل الشيطان ليفسد عليك همتك ويكسر عزيمتك ولقد أوصانا نبينا – صلى الله عليه وسلم – فقال: "أحب الأعمال إلى الله – تعالى – أدومها وإن قل"، وقليل دائم خير من كثير منقطع كما يقولون.ولقد عاينت بنفسي وأنا أمارس التحفيظ(33/75)
من يستعجلون فلا يقنعون بحفظ القليل لا يكادون يتخطون الجزء الخامس، أما غيرهم ممن كان يلتزم بالنصيحة ويقلل الكم المحفوظ مع المداومة فقد أتم بحمد الله الحفظ كاملا.
ثالثا: المداومة اليومية وعدم الانقطاع مهما كانت الظروف:
وإن لم تستطع الالتقاء بشيخك يوما ما فاستمر في حفظك حتى تلاقيه وتقرأ عليه كل ما حفظت. ولتنجح في هذه الجزئية فلا بد من الالتزام بما ذكر في ثانيا.
رابعا: استعن بالكتابة على تثبيت الحفظ:
وهذه وصفة مجربة وجيدة وبإذن الله مضمونة. ولقد كان مشايخنا لا يحفظون إلا على الألواح التي يكتبونها يخط يدهم أمام شيخهم؛ حتى إننا إلى عهد قريب في الريف كنا نسمي النص المحفوظ بـ "اللوح". وقد تحتاج إلى تكرار الكتابة لتقوية وتثبيت الحفظ.
خامسا: كثرة السماع للمحفوظ:
وأظنك تقوم بذلك – كما ذكرت في رسالتك – لكن قد تحتاج إلى ترشيد. فركز سماعك فيما أنت بصدد حفظه الآن وفيما تم حفظه من قبل للمراجعة والاستذكار.
سادسا: اقرأ ما تحفظه في صلواتك:
فإن كنت إماما قرأت به وإن كنت مأموما قرأت به في السرية، أو قرأت به في النوافل. المهم أن تستعمل ما تحفظه في صلاتك دائما.
سابعا: التعاهد بالمراجعة المستمرة:
وهو في نظري قوام كل ما ذكر سابقا. وهي عمدة الوصايا جميعا. و بها تحافظ على ما حفظت وتضمن بإذن الله ألا ينفلت منك. وقد أوصى بها خير البشر صلى الله عليه وسلم حين قال: "تعاهدوا القرآن، فإنه أشد تفصيا من الإبل في عقلها".
وأخيرا أخي الحبيب،
أسأل الله العظيم أن يوفقني وإياك ويشرح صدري وإياك وينفعني وإياك ويهديني وإياك والمسلمين إلى الصراط المستقيم، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــ
يعجبني التزامه وأتمناه زوجاً العنوان
أمراض القلوب الموضوع
منذ أربع سنوات أحببت شابا يسكن بجوارنا، وهو شاب على خلق ودين وملتزم، فأعجبت بصفاته وأخلاقه، خصوصا أني أراه يصلي في المسجد، وهذا ما جعلني أحبه أكثر، وأنا دائما أدعو الله في جوف الليل أن يجعله من نصيبي، وإن لم يكن من نصيبي أرجو من الله أن يصرف قلبي عنه.
ومع ثقتي بالله وتوكلي عليه، إلا أن هناك مشكلة تخيفني من غضب الله وهي أني أنتظر ذلك الشاب في أوقات الصلاة لأراه وهو ذاهب للصلاة خلسة دون أن يراني، حيث إنني أرتاح بمجرد رؤيته ذاهبا إلى الصلاة، وأنا والله الذي لا يراني غيره لا أمعن النظر، لكنني خائفة جدا من أن يكون ذلك يغضب الله.(33/76)
وأريد أن أعرف: هل حبي لهذا الشاب وتفكيري فيه، وانتظاري له في أوقات الصلاة أمر يغضب الله؟ فأنا أحب الله جدا وأخاف أن يغضب عليّ. وما دفعني لمراسلتكم بعد تفكير طويل لثقتي بكم، فأرجو منك ألا تستهينوا بها أو تهملوها فأنا أنتظر الإجابة بفارغ الصبر.
السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
يقول الشيخ مسعود صبري:
الأخت الفاضلة :
حفظ الله تعالى لك إيمانك ، ويسر أمر زواجك بالزوج الصالح .
أما بخصوص علاقتك بهذا الشاب، فإن الإعجاب وحده لا يحاسب عليه الإنسان، ولكن يجب ألا يتعدى هذا إلى ممارسات خاطئة، وألا يتملك هذا الإعجاب كل قلبك، فيشغلك عن كثير من الواجبات، وعلى رأسها حب الله وطاعته، يعني أن تكون العلاقة مجرد إعجاب فحسب، ولكنها – كما أشرت في رسالتك – تعدت هذا إلى الاستمتاع بالنظر إليه غاديا ورائحا إلى المسجد، مما يجعله يتمكن من قلبك بشكل مباشر، بكسبك أنت، وليس من القدر، وهذا يترتب عليه أن يعلق هذا الشخص في حياتك بشكل كبير جدا، بل ويجعلك لا تنظرين غيره، ولو كان أفضل منه، وهذا – في حسبي – مكمن الخطر.
وأنصحك – أختنا الفاضلة- بالامتناع عما تفعلين، وأن تتركي القدر يقضي في أمركما ما شاء الله تعالى أن يكون، وأقصد هنا المقابلات أو النظر إليه وما شابه.
أما بخصوص الارتباط، فيمكن لك أن تخبري إحدى زميلاتك أو معارفك من أقاربه، وأن تخبره هي بذلك، حتى يتخذ خطوات إيجابية في موضوع الارتباط إن كانت له نية بالارتباط بك، وإن وجد نفس الإعجاب عنده، وهذا ما فعلته السيدة خديجة – رضي الله عنها-، فإنها لما أعجبت بالنبي صلى الله عليه وسلم، كلمت إحدى النساء، ذهبت هذه المرأة إليه – صلى الله عليه وسلم – وأخبرته بإعجاب السيدة خديجة به.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعجب بالسيدة الفاضلة خديجة – رضي الله عنها-، فكلم عمه ليخطبها من وليها، إذ كان والده متوفياً كما هو معلوم، وذهب أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، وطلبوا يد خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الطريقة تجعل المرأة مطلوبة، مصونة الجانب، وفي ذات الوقت هي التي بدأت، وأبدت رغبتها.
فإن لم يتخذ الشاب خطوات عملية، فليس من الحكمة أن نضع في قلوبنا من لا نعرف، حتى ولو بالعلامات – أنه قد يكون شريكا لنا في الحياة، وسيري في أمرك بين العاطفة المنضبطة، والتي تدفعك للكلام عنه، وبين العقل والحكمة والشرع، فهذا خير لك.(33/77)
واعلمي أن كل ما قدره الله تعالى لك خير، فإن كان الخير في الزواج منه، فثقي أن الله تعالى سيقدره لك، وإن كان في ذلك شر، فإن الله تعالى سيصرفه عنه، فإنه سبحانه، ما يحرم عباده من خير لهم، وما يصرف عنهم إلا شرا، ولو رأوه خيرا.
ونصيحتي لكِ أخيراً أن تكثري من الدعاء أن يقدر الله تعالى لك الخير، أيا كان الخير، سواء أكان ما تحبينه، أو ما تكرهينه.
ويضيف الأستاذ فتحي عبد الستار:
أختي الكريمة شمس؛
أسعدتني والله رسالتك وأثلجت صدري، ووجدتني أبتسم وأنا أتنقل بين سطورها، وقد نبعت سعادتي هذه من أني ازددت يقينا أنه ما زال في شباب هذه الأمة بقية من خير وبقية من إيمان، فأسأله سبحانه أن يثبتك على الإيمان والهدى والخير، وأن يديم عليك نعمة المراقبة والمحاسبة، وبعد..
فلا شك أن رغبتك هذه في الارتباط بهذا الشاب الذي تظهر عليه علامات الصلاح هي رغبة طيبة، أسأل الله عز وجل أن يحققها لك ما دامت نيتك خالصة لوجهه تعالى. وأسأله سبحانه أن يوفقكما لبناء بيت صالح يكون لبنة طيبة في صرح المجتمع المسلم إن شاء الله.
وفي البداية أحب أن أنوه إلى أنك لم تذكري لنا سنك ولا ظروفك، ولا سن هذا الشاب ولا ظروفه، لذا يجب أولا أن تنظري هل هذه الظروف مهيأة للارتباط بينكما الآن أو حتى بعد وقت قصير، أم أنه ما زال الوقت أمامكما طويلا للتفكير في هذه الأمور؟
فإذا كانت الظروف والأعمار مناسبة ومهيأة، فافعلي الآتي:
- صارحي والدتك أو أختك الكبرى أو ولي أمرك بهذه الرغبة، وإذا منعك الحياء فكلفي من تثقين به بأن يعلم ولي أمرك بهذا.
- على ولي أمرك بعد هذا أن يستوثق من سلوك هذا الشاب وخلقه، فليست الصلاة في المسجد وحدها علامة على كمال تدين الإنسان واستقامة خلقه، وقد رأينا للأسف أناسا ظاهرها الصلاح تغشى المساجد ولا تفوتها جماعة، إلا أنك إذا تعاملت معهم وتكشفت أخلاقهم مع ذويهم وجيرانهم والناس، وجدت ما يندى له الجبين.
- إذا تم الاستيثاق من خلق هذا الشاب وتدينه وقدرته على الزواج، لا مانع من أن يحدثه ولي أمرك أو يرسل إليه حكيما يحدثه في أمر الزواج منك، وليس في هذا ما يسيء إليك، أو ينقص من قدرك، وكذلك فعلت السيدة خديجة رضي الله عنها لما رأت في النبي صلى الله عليه وسلم أمارات الصلاح.
- داومي على دعائك هذا الذي تدعين به في جوف الليل، فهو دعاء طيب، كذلك قومي بصلاة الاستخارة، ليختار الله لك الخير.
- بالنسبة لنظرك له في الرواح والمجيء إلى المسجد فأنصحك أن تمتنعي عن هذا الأمر الآن حتى تتم الخطبة، فأنت قد رأيته أكثر من مرة، وعلمت شكله وأوصافه، فلا داعي لتكرار النظر احتياطا من الوقوع فيما يغضب الله عز وجل، ولتتجنبي ذلك قومي بالوضوء والصلاة في هذا الوقت، فهذا أولى من أن ترقبيه وهو خارج للصلاة.(33/78)
ولعل الله عز وجل يقدر عدم ارتباطكما، فيكون من اليسير وقتها نسيانه وإخراجه من قلبك.
أما إن لم تكن الظروف ولا الأعمار مناسبة ولا مهيأة، فأنصحك أختي أن تلتفت للمهام الحياتية والواجبات المرحلية التي عليك، من مذاكرة وتفوق، وكذلك أرجو أن يفعل هو، وتنحية التفكير في موضوع الارتباط هذا جانبا حتى يأتي وقته، بحيث لا يؤثر على الأهم.
أسأل الله عز وجل أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسعد به أيامك في الدنيا، ويكون رفيقك في جنات الخلد في الآخرة إن شاء الله، وأرجو أن تتابعينا بأخبارك، لنطمئن عليك.
ـــــــــــــــــــ
تقر بذنبها وترجو عفو ربها العنوان
أمراض القلوب الموضوع
Alsalamu 3alaykum, I`m 27 years old doctor and I did a sin and I know its a big one,and I did after that repetence to ALLAH but I returned to the same sin again what can I do now? I`m realy afraid of GOD and I want him to forgive me so please help me!!! Thank You.
الترجمة:
السلام عليكم:
عمري 27 عاماً، وأعمل طبيبة، وقد ارتكبت ذنباً، أعلم أنه كبير، وتبت إلى الله بعد ذلك، ولكني عدت إلى هذا الذنب مرة أخرى، فماذا أفعل الآن؟، أنا حقا خائفة من الله، وأريد أن يسامحني، ساعدوني من فضلكم. وشكرا .
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
أختنا في الله/ هدى
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل، أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا، كما أسأله سبحانه أن يجعل لك من اسمك نصيباً اللهم آمين
تقول الأستاذة/ إيمان محمد، من فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
أختي الحبيبة/ هدى السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته:
في مستهل ردي على استشارتك، أسال الله، الغفور الرحيم، أن يغفر ذنبك، ويقبل توبتك.. آمين يا رب العالمين.(33/79)
وأود أن أبشرك بأن محاسبتك لنفسك، واعترافك بذنبك، كما يتضح من رسالتك، هو الطريق الصحيح للتوبة، والإقلاع عن المعاصي، كما أن الخوف الذي تشعرين به الآن من الله سبحانه وتعالى هو أمر محمود، إذا كان هذا الخوف صادقا، ولكن يجب أن يقترن بالكف عن المعاصي والذنوب، وأن يقترن أيضا بزيادة الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة، وإلا فلن يكون هذا الخوف حقيقيا.
وتعالي بنا- أختي الفاضلة- نستنطق القرآن الكريم، حول التوبة وإكرام الله للتائبين:-
1- يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا) (التحريم/ 8).
2- يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (النور/31).
3- يقول تعالى: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إنّ ربي رحيم ودود) (هود/90).
4- يقول تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى) (طه/82).
5- ويقول عزّ وجل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم) (الزمر/ 53).
واسمحي لي أن أصحبك – أيضاً- في رحلة إلى بستان السنة المطهرة، لنقطف منها ما يؤكد أن باب التوبة مفتوح، ومن ذلك:-
1- ما رواه ابن ماجه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
2- وعن ابن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنّ لابن آدم واديًا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب". (رواه البخاري ومسلم).
وتحكي لنا كتب السيرة قصة المرأة من جهينة التي لما زنت وحملت ووضعت ثم شُدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرُجمت ثم صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ فقال: "لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجَدْت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل".(رواه مسلم رحمه الله).
كما روت كتب السيرة قصة عن مسلم من بني إسرائيل قتل مائة إنسان ثم سأل عالمًا: هل لي من توبة؟ قال له: ومن يحول بينك وبين التوبة، اذهب إلى أرض كذا فإن بها قومًا صالحين، يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك بصورة آدمي فجعلوه بينهم فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة. وفي رواية في الصحيح: فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها، وفي رواية فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له.
أما عن الخوف من الله؛ فقد وعد الله سبحانه وتعالي الخائف منه بالفوز بالجنة والنجاة من النار. فيقول الله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن 46). ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله عز وجل: وعزتي(33/80)
و جلالي لا أجمع على قلب عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، فإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة)، (أخرجه ابن حِبَان).
وكلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أعلى الناس منزلةً عند الله أخوفهم منه".
واعلمي- أختي الحبيبة- أن للمعاصي والذنوب آثار في الدنيا والآخرة، فإذا عرفتيها فجاهدي نفسك بشدة في الإقلاع عنها وتوجهي إلى الله بالتوبة.
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الذنوب فإنها ممحقات للخير، إن العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه، وإن العبد ليذنب الذنب فيمنع به من قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به الرزق وقد كان هنيئاً له"، ثم تلا: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ..).
ومن هنا يتضح لنا أن الذنوب لها آثار دنيوية تؤثر على حياة الإنسان، خلافا للعقاب الذي ينتظر المذنب في الآخرة، ومن بين تلك الآثار:-
1- الفقر وحرمان الرزق: فالعبد يحرم الرزق بسبب الذنوب، روى أحمد من حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
2- عدم تحقق الهدف: الذي عصيت الله من أجله.
3- خسران عناية الله: فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "قال الله جلّ جلاله: أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري، وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه، ثم لم أبال في أي وادٍ هلك".
4- سواد في الوجه: قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إن للسيئة سوادا في الوجه.
5- ضيق في الصدر: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يَصَّعَّدُ في السماء".
6- نسيان العلم: يقول الشاعر:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * * * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور * * * ونور الله لا يهدى لعاصي
أما عن آثار الذنوب في الآخرة، فتتمثل في غضب الله تعالي واستحقاق العقوبة ودخول النار فيقول الله تعالى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللهِ أَنْصَارًا).
وبعد أن تحدثنا عن المعاصي وآثارها، نأتي للأمر الهام الذي كتبتي من أجله هذه الرسالة وهو التوبة وكيف يسامحك الله عز وجل ، فاعلمي جيدا أنه ليس هناك ذنب يعظم على عفو الله عز وجل مهما كان. فيقول سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر).
وعليه فإنني أنصحك- أختي الحبيبة- بأن تسارعي بالتوبة الصادقة إلى الله، وشروط التوبة معروفة، أذكرك بها، وهي:-
1- إخلاص النية: في التوبة لله عز وجل.(33/81)
2- الإقلاع عن الذنب: ويفضل أن تصلي ركعتين لله، امتثالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يذنب ذنباً، فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له) (رواه الترمذي).
3- الندم ما فات: من عمر ضاع منه في معصية الله.
4- العزم على عدم الرجوع إلى الذنب أو المعصية ثانياً.
5 – وإذا كانت المعصية تتعلق بحق آدمي: كالضرب بغير حق، أو أكل مال الغير ظلمًا، فلابدّ من الخروج من هذه المظلمة، إما برد المال أو استرضاء المظلوم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم". (رواه مسلم).
6- ويشترط أن تكون التوبة قبل الغرغرة: والغرغرة هي بلوغ الروح الحلقوم، فمن وصل إلى حدّ الغرغرة لا تقبل منه التوبة، فإن كان على الكفر وأراد الرجوع إلى الإسلام لا يقبل منه، وإن كان فاسقًا وأراد التوبة لا يقبل منه؛ وقد ورد في الحديث الشريف: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر". رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وهناك بعض الأمور الأساسية التي تعينك على هجر المعاصي، وتجعل الله يقبل توبتك إن شاء الله، ومنها على سبيل المثال:-
1- كثرة الاستغفار: فلقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يستغفر الله في اليوم الواحد أكثر من 70 مرة، وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
2- الدعاء وسؤال الله العون: على الصبر وترك الذنوب، وعليك تحين أوقات الإجابة، كالثلث الآخر من الليل، وحين السجود، وما بين الأذان والإقامة.
3- الحرص على قراءة القرآن: يومياً والمحافظة على الأذكار فهي حفظ من الله ضد الشيطان ومن شرور النفس.
4- الصدقة: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" (رواه الترمذي).
وهناك – أختي الحبيبة- الكثير من الأدعية، والأذكار التي تكفر الذنوب، أرشح لكِ منها: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" (رواه مسلم).
وأنصحك أخيراً بأن تجعلي حبك لله عز وجل هو سبيلك الحقيقي للتوبة الصادقة، فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين، فكم من أناس فاسقين فاسدين صاروا بالتوبة من الأولياء المقربين الفائزين. جعلنا الله وإياك من التائبين الصادقين القانتين الصالحين.
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من(33/82)
سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
بعد التوبة.. وساوس وأفكار قبيحة العنوان
العقيدة الموضوع
بداية أنا أشكركم جزيل الشكر، على هذا الموقع المتميز، وهذا الباب خصوصاً، واسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أما عن سؤالي؛ فقد كنت أفعل العادة السرية بشراهة، وأشاهد الصور والأفلام الإباحية، لكنني- والحمد لله- تبت؛ مرة واحدة، وانقطعت عن هذه الأفعال، وعاهدت الله ألا أعود إليها ما حييت.
ولكن عندي بعض الأسئلة التي أرجو أن تتكرموا وتجيبوني عليها:
1- قرأت لأحد الشيوخ يقول عن التوبة: أن من تاب بسبب الخوف من مرض قد يلحقه بسبب المعصية فلا تصح توبته، فأنا والله أعلم أنى تبت ابتغاء مرضاة الله، وأيضاً لأنني أحسست بالأمراض النفسية، والبدنية التي أصابتني بسبب هذه المعاصي، وأنا لا أعلم ما الموقف الآن؟!.
2- ينتابني حزن شديد في قلبي، وضيق في صدري فهل هذا ناتج عن هذه المعاصي أم ماذا، وأصبحت خائفاً أن أكون من الذين ختم الله على قلوبهم؛ لكن والحمد لله رغم كل هذا الحزن لا أستريح إلا عندما أصلى، أو اقرأ القرآن.
3- بعد أن ابتعدت عن هذه الفواحش أتخيل في رأسي أن أهلي مكان هؤلاء الذين كنت أشاهدهم في الصور القبيحة، كما تأتيني أفكار، وألفاظ قبيحة على سيد الخلق ( محمد صلى الله علية وسلم)، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، رضي الله عنهم أجمعين، وإذا انتهيت من هذه الأفكار القبيحة أجد من يشككني في إسلامي، ويهيئ لي أنى كنت أفعل أشياء، مثل التي يفعلها غير المسلمين، وأني والعياذ بالله لست من المسلمين، (اللهم أدم عليّ نعمة الإسلام).
وقد تعبت جداً، حتى أنه لتأتي عليّ أوقات أشك فعلاً في ذلك، وأحاول أن أقنع نفسي بأنني أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
4- الذي يقلقني في هذه الوساوس، والأفكار القبيحة أني لا أستطيع التفرقة بين ما إذا كانت هذه الوساوس من الشيطان أم أنى (أتكلم في سرى)، والحمد لله على كل حال.
السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
تقول الأستاذة نجلاء محفوظ:
أهنئك أولا على التوبة، وأدعو لك بالقبول، والتطهر التام، وأبشرك بأن الخالق عز وجل هو الرحمن الرحيم، والكريم، الرءوف، وهو الذي لا يغلق بابه أبداً أمام كل تائب فاهدأ، واطمئن وقر عيناً بتوبتك، واحتفل بانتصارك على الشيطان(33/83)
الرجيم،وعلى نفسك الأمارة بالسوء، وعلى قهرك لهذه العادات ال..، وانقطاعك عنها مرة واحدة، وهو ما يدل على إرادة قوية ونفس طاهرة ضاقت بالخطايا.
وأذكرك أن الشيطان الرجيم بعد أن يأس من عودتك إلى هذه الخطايا يحاول أن يشكك في توبتك، وفي قبولها، وتذكر الآية الكريمة (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). (سورة الزمر- 53)، فلا تكن أبداً ممن ييأسون من رحمة الرحمن الرحيم، وتذكر الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي.. فليظن بي ما يشاء.
فلتحسن الظن بربك الكريم، وتطمئن وتثق في قبوله عز وجل لتوبتك، ولتحافظ عليها؟، وتغلق كل أبواب العودة إلى المعاصي، وتغتسل بنية التوبة، وتصلي ركعتين لله عز وجل تشكره فيهما أن وفقك للتوبة، وتنسى هذا الأمر تماماً وتطرده من ذاكرتك، وكأنه كان حلماً لا تريد تتذكره.
ومن الجميل أنك تبت ابتغاء مرضاة الله وأيضاً لتعطي نفسك، وبدنك حقهما من الحماية من الأمراض النفسية والبدنية، وأدعو لك أن تؤجرِ أجراً كبيراً عن هذا، فأغلق أبواب الوساوس الشيطانية إلى الأبد، ولا تدع له أي سبيل للانتصار عليكِ، وإفساد فرحتك بتوبتك، وسلب طاقاتك النفسية، والدينية الساعية لتحسين حياتك فلا تنسى ذلك أبداً.
كما أرجو أن تطرد الحزن الشديد، والضيق في الصدر، والخوف أن تكون – والعياذ بالله- من الذين ختم الله على قلوبهم، فأنت لست منهم، والدليل على ذلك توبتك – أيا كان سببها- وبدليل أنك تستريح عندما تصلي، أو تقرأ القرآن، وأدعوك إلى مقاومة هذه الوساوس بذكاء ووعي، فكلما هاجمتك استعذ بالله من الشيطان الرجيم، واقرأ أي سورة من القرآن الكريم بهدوء، وتدبر، وانشغل بأي أمر يفيدك من أمور الدين أو الدنيا، وستزول إن شاء الله.
ولا تترك نفسك أبداً نهباً للفراغ لأنه أسوأ عدو لك، ولأنه يجعلك تربة صالحة ممهدة للاستسلام لما يقوله الشيطان، ويجعلك تطيل التفكير فيها، ثم تتعامل معها فيما بعد وكأنها حقائق، وما أغناك عن هذا لو أنك طردتها منذ البداية (وتشاغلت) عنها بإرادتك التامة، وتيقنت أنها من عدوك الرجيم الذي يريد إفساد حياتك بعدما أفسدت خطته بامتناعك عن هذه الأفعال السيئة.
وافعل الشيء نفسه عندما يوسوس لك اللعين – قاتله الله- ورد كيده في نحره، هو وشياطين الأنس، والجن، بما يسيء إليك عن أهلك، وقم فوراً بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتوضأ، وأحسن الوضوء، وصلِ ركعتين، واسأل الله أن يصرف عنك الشيطان الرجيم، وأن يرد كيده في نحره، ويجعل كل يوم زيادة لك في الدين، والدنيا أيضاً ثم انشغل فوراً بأي شيء.
ولا تكثر من الجلوس بمفردك وطبق الشيء نفسه على التشكيك في إسلامك، فليس كونك اقترفت إثما يرتكبه غير المسلمين أنك خرجت من الإسلام، فهذا من وساوس الشيطان اللعينة، فقد أخطأت وكل بني آدم خطاءون وخير الخطائين التوابون كما جاء في الحديث الشريف.(33/84)
واطرد الوساوس، وحديث النفس الأمارة بالسوء، وكلاهما يسبب لكي إجهاداً نفسياً، وبدنيا حتى تؤذي نفسك دينيا، ودنيويا، واستعذ بالله منهما دائما، وكلما هاجمتك هذه الأفكار السيئة قل لنفسك بهدوء وثبات تام: أنا واثق من حسن إيماني وسأتحدى الشيطان الرجيم بان أتلو ما أحفظ من القرآن وأصلي ركعتي شكراً لأن الله رزقني نعماً لا تعد، ولا تحصى، ومنها نعمة التوبة.
ثم قوم بالانشغال بأي شيء، ولو كان ممارسة الرياضة البدنية، أو الحديث مع الأهل، أو الأصدقاء، أو قراءة كتاب جيد، وكفي عن الاستغراق في التفكير فيها لأنها تضرك، واستبدلها بالطرد الحاسم أولاً بأول، وافرح بتوبتك وتتيقن من قبولها، وأغلق هذه الصفحة نهائيا، ولا تعد إليها ثانية، وابدأ صفحات ناصعة البياض، ورائعة، ومليئة بالطاعات والخيرات وحسن الظن بالله.
ويضيف همام عبد المعبود:
شكر الله لأختنا الفاضلة الأستاذة نجلاء ردها الشافي، ومعالجتها الراقية للمشكلة، ولتأذن لي أن أشاركها الأجر، فأقول وبالله التوفيق:
الأخ الكريم:
بداية فإننا نحمد الله أن وفقك في التوبة، والإقلاع عن هذه العادات السيئة، ونسأل الله لك الثبات على التوبة، وعدم النكوص عنها، والعودة إلى هذه الرذائل التي عافاك الله منها.
أما عن أسئلتك فأستعين بالله وأقول لك:-
1- إن من شروط قبول توبة المسلم، وإقلاعه عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، أن تكون التوبة ابتغاء مرضات الله، غير أن الله لا يرد توبة من يتوب، فرجوعك - أخي الحبيب- إلى الله، بعد علمك بمخاطر هذه المعاصي على صحتك، وعلى نفسك، لا يقدح في توبتك، فإن المحافظة على النفس مقصد من مقاصد الشريعة. فتوكل على الله، وحافظ على توبتك، وجدد النية من وراء التوبة، واجعلها خالصة لوجهه الكريم، واحذر تلبيس إبليس، فإنه يظل يشكك العبد في توبته، حتى ينتكس راجعا إلى المعصية.
2- وأما عن حالة الحزن والضيق الذي تشعر بها، فإنها ربما تكون راجعة إلى الإحساس الذي تحدثت عنه، وهو أن توبتك ليست خالصة لله، وأنها ناتجة فقط من الخوف من المرض، وهو شعور كاذب، لا أنصحك بالاستسلام له، بل لا بد من التخلص منه، وذلك بكثرة الاستغفار والذكر والتسبيح، فضلاً عن التقوى بالطاعات، وعدم الاستسلام أو الوقوع في براثن الشيطان بحيله ومكره، وطالما أنك جربت أشياء كثيرة، ووصلت إلى نتيجة مؤداها أنك لا تستريح إلا عندما تصلي، أو تقرأ القرآن.
3- اعلم أن الشيطان لن يتركك وتوبتك، بل إنه سيسعى بكل السبل الممكنة لإثنائك عن توبتك، ومن ثم فإنه سيقف خلف عدد من الحيل الماكرة، وفي مقدمتها "الوساوس".
ويضيف الدكتور محمد منصور:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله..(33/85)
أخي الكريم:
إنَّ قوَّة الوساوس وكثرتها تدلُّ على قوَّة الإيمان، وشدَّته وليس ضعفه وقلَّته، فقد سُئِل الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الوساوس التي تصيبك، وتصيب كلَّ مؤمنٍ أيضا، فقال: "ذاك صريح الإيمان" (رواه مسلم).
ومعنى هذا أنَّ الشيطان يوسوس للمؤمن بوساوس تزداد تدريجيًّا كلَّما ازدادت قوَّة إيمانه؛ لأنَّه يريد أن يهزمه، ويجعله عاصياً لربِّه غير متَّبع لإسلامه الذي جعله لسعادته فيكون رفيقه في النار يوم القيامة، فإن رآه مؤمناً ضعيفاً مفرِّطاً في إسلامه هزمه بأقلِّ وسوسةٍ ككذبةٍ، أو نظرةٍ محرَّمة أو نحو ذلك، وإن رآه مؤمناً.
قويًّا متمسِّكاً بإسلامه، علم أنَّه لن يهزمه إلا بوسوسةٍ قويَّةٍ مناسبة، كعدم وجود إلهٍ أو حسابٍ أو جنَّةٍ أو نار.
إنَّ هذه الخواطر لا إثم عليها ما لم تتحوَّل إلى قولٍ أو عمل، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله تجاوز عن أمَّتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلَّم" (رواه البخاريُّ ومسلم)، بل لها ثوابها في الآخرة، ثواب مقاومتها والصبر عليها، كما قال تعالى: "إنَّما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب".
فهي من الابتلاءات التي تكفِّر الذنوب، والتي يختبر بها الله تعالى صدق من ادَّعى الإيمان، وهل سيستمرُّ فيه أم لا، والتي غالباً ما يخرج منها المسلم مستفيداً بعد اتِّخاذه لوسائل التغلُّب عليها – إضافةً إلى ثواب الآخرة – زيادةً في إيمانه، وصبرا، وجَلَدا، وتدريباً على تحمُّل أعباء الدنيا، فيربح فيها ويتمكَّن من أداء ما أوجبه الله تعالى عليه من حُسن إعمارها وخلافته فيها.
وفَّقك الله وأعانك يا أخي، و جزآك عن الإسلام والمسلمين خيراً، ومرحباً بوصالك وأسئلتك، وآرائك، واقتراحاتك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وتضيف الأستاذة فاطمة محمد، عضو فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
أخي الفاضل:
سلام الله عليك ورحمته وبركاته، ليس عندي ما أضيفه بعدما قاله أستاذي الفاضل؛ الدكتور محمد منصور، غير أني- رغبة في المشاركة بالأجر- أقول لك: عندي تذكرة صغيرة أرجو من الله أن يشرح قلبك لها، وأن تضعها نصب عينيك، وهي أن تتذكر دائماً أن السبب هذه الوساوس هو الوقوع في المعاصي والذنوب الصغيرة، وعدم وضعها في الاعتبار؛ واعلم أخي – فقهك الله- أن الطريق إلى جهنم محفوف بحسن النوايا.
واسمح ليّ أن أذكر لك مثلاً لعله يجيب على سؤالك: تخيل أنك تذاكر ومنهمك في مذاكرتك، ويوجد في غرفتك شباك مفتوح، وبجوار البيت شجرة، يقف عليها أعداد كبيرة من العصافير، تصدر أصواتاً متكررة، على الرغم من أن أصًواتها جميله إلا أنها ستضايقك، وتعطل مذاكرتك، كذلك أخي الكريم فإن المعاصي والذنوب الصغيرة – التي لا ينتبه لها الكثيرون- تعرقل طريق التوبة والهداية إلى الله.
وختاماً؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وأن يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من(33/86)
سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
الملتزمة.. والحب الشريف العنوان
الأخلاق الموضوع
شكرا لكم كثيراً، على ما تقدمونه للشباب المسلم، و جزاكم الله عنا كل خير.
أنا طالبة جامعية ما زلت في المستوى الثاني من دراستي، أحسب أنني ملتزمة بديني، حريصة على اتباع ما أمرني الله به، ومنذ دخولي الجامعة أعجبت بشاب، هو أيضاً ملتزم بدينه.
لكن المشكلة التي أريدكم أن تساعدوني فيها هي: كيف نُعَرِف بعضنا بأن بداخل كل منا ميلاً تجاه الآخر، فأنتم تعلمون أننا – كشباب مسلم- نحرص على غض البصر، كما نحرص على سد كل أبواب الفتنة، بما في ذلك التحدث إلى بعضنا البعض، إضافة إلى الحياء الذي يجعل من الصعب علي أن أكلمه.
وبحكم التزامنا فإننا نرى بعضنا البعض تقريباً كل يوم، من خلال المشاركة أو الحضور في الندوات الدينية أو الأنشطة الثقافية، لكن "دون احتكاك ودون نظرات"، ولكني والله بعد نظرة عفوية سريعة أحسست بأنه هو الآخر لديه شعور ما اتجاهي، ولم أجعل هذا الحب الشريف يتطور كثيرا، وحتى لا أوهم نفسي بأشياء من الممكن ألا تحصل.
ولكن إخواني ساعدوني، ماذا أفعل غير الدعاء.. وما هو الطريق الصحيح لي وله؟
أفيدوني أثابكم الله، وسدد على طريق الحق خطاكم، وبارك الله فيكم.
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
تقول الأستاذة سلمى عبده، من فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ابنتي الغالية/ ليلى
لكم تكون سعادتي غامرة حين تصلني رسالة من إحدى بناتي في هذه الأرض الحبيبة الولادة، وخاصة حين تحمل بين سطورها ما يطمئن النفس ويثلج الصدر. فبرغم قصر رسالتك إلا أنها تنم عن روحك الطيبة، ومشاعرك الجميلة الحية، ورغبتك في إرضاء الله عز وجل، وحرصك على إيمانك أن تشوبه شائبة.. أسأل الله أن يثبتك ويرزقك الصلاح والهدى.
ابنتي الحبيبة/
بداية .. دعينا نتفق على أن الميل والإعجاب المتبادل بين الفتى والفتاة أمر فطري، أودعه الله عز وجل في القلوب، وجعله سببا لاستمرار الحياة على وجه الأرض، إلا أنه سبحانه وتعالى وضع له ضوابط وحدودا حتى لا تفسد الأرض بدلا من إعمارها.(33/87)
وجعل الله الإطار الوحيد لترجمة هذه المشاعر إطار الزواج، وإلى أن يأتي ميعاده علينا أن نضبط أنفسنا بضوابط شرع الله من غض للبصر والتزام بحدود الله، حتى لا يوقعنا الشيطان بسهامه، فنتبع خطواته اللعينة.
وأحمد لكِ تعقلك وحكمتك وسيطرتك على مشاعرك، فاعلمي يا ابنتي أنه إن صدق حدسك وكان هناك ميل وشعور متبادل من هذا الشاب تجاهك، فالأمر الطبيعي أنه سيبادر هو بالخطوة التالية، وعندها عليك ألا تعتمدي في حكمك على مشاعرك وحدها، ولكن أفسحي لعقلك مكانا، ليكون اختيارك صحيحا وعلى هدى.
واسمحي لي الآن يا ابنتي أن ألفت انتباهك لبعض الأمور:
أولا: أن معظم من يعانون من محنة الحب من طرف واحد، يعولون كثيرا على مسألة النظرات الصامتة، ويحملونها ويحملون كل اللفتات العابرة التي قد تصدر عفوا من الطرف الآخر أكثر مما تحتمل، ويتلمسون غالبا في أبسط اللفتات ما يطمئن قلوبهم أن هناك اتصالا ما يجمعهم بمن يميلون إليه.. فانتبهي لذلك .
ثانيا: أن الإنسان أحيانا إذا تمنى شيئا بدا له من شدة حرصه عليه وكأنه غاية الكون نفسه. فيجعله محور حياته ويتعذب به. ولو أنه قال لنفسه: وما أدراني أنني كنت سأسعد به، فلربما كان باب شقاء سيفتح أمامي؟ .. عندها سيعطي لنفسه الفرصة أن ينظر إلى الأمور بموضوعية، فيبصر السلبيات والايجابيات، ويحدد أمره على بصيرة.
وأخيرا اعلمي أنه من توجه إلى الله صادقا يسأله العفاف لم يخذله الله أبدا، فاسألي الله الهدى والتقى والعفاف والغنى وكوني موقنة بالإجابة.
ويضيف الأستاذ فتحي عبد الستار- المحرر المسئول عن النطاق الدعوي بالموقع:
أختي الفاضلة..
تحياتي لكِ، ولحرصك على تمسكك بدينك، أما بالنسبة لمشكلة تحرُّك القلب نحو زميلك، فلا إثم عليك إلا من الأسباب التي قد تكون أدَّت بك إلى ذلك، من نظرةٍ محرَّمة، أو حديثٍ غير منضبط، أو غير ذلك، فالمرء لا يملك قلبه، ولكنَّه يملك فعله، وهذا بالضبط ما فعله صلى الله عليه وسلم مع أزواجه حين كان يعدل بينهنَّ في الفعل، ويعتذر عن الميل القلبيِّ لأنَّه لا يملكه.
وقال صلى الله عليه وسلم معتذراً لربِّه تعالى: "اللهمَّ هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك"رواه أبو داود والترمذيُّ والحاكم بسندٍ صحيح، وقال أبو داود: يعني القلب.
وأوَّل شيءٍ يجب أن تفعليه بعد استحضار نيَّتك، واحتساب الأجر عند الله عزَّ وجلّ، الجلوس مع نفسك جلسةً هادئة، لتشخيص شعورك تجاه هذا الشابِّ تشخيصاً دقيقا، فإنَّنا كثيراً ما نخلط بين الاحتياج النفسيّ، والإعجاب، والحبّ، وغير ذلك، وإن كان بعضها يستتبع بعضا.
فإن كان الأمر مجرَّد إعجابٍ قلبيٍّ فحاولي ألا يتجاوز الأمر ذلك، وتبتعدي عن كلِّ ما قد يحوِّل هذا الإعجاب إلى فعل.(33/88)
أما إذا كان حبا حقيقيا، فلابد وأن تنتظري تصريحا علنيا من الطرف الآخر، لأن العلاج الوحيد في ميلاد المشاعر بين قلبين هو الزواج، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لم نر للمتحابَّيْن مثل النكاح"رواه ابن ماجه بإسنادٍ صحيح.
وإذا لم تجدي تصريحا مباشراً من الطرف الآخر، فلا تبني بيوتا من الأوهام، وتعتقدي أن الطرف الآخر يتودد إليكِ.. وتابعينا بأخبارك، ولا تنسينا من صالح دعائك.
ـــــــــــــــــــ
موضة انتقاد النقاب.. ومطاردة الملتزمين العنوان
أمراض القلوب الموضوع
التزمت بالنقاب عن رغبة وحب شديدين. وكان الفضل في ذلك يعود لأنني أعد نفسي لرحلة أبدية. كما يعود إلى أنني أعلم أن الرابح الحقيقي في هذه الحياة هو الذي يفني شبابه في تقوى الله والالتزام بأوامره. كما أنني أريد أن يحفظني الله عندما أصبح عجوزا. وأنا مقتنعة بالنقاب تماما. ولكني واجهت معارضة كبيرة من أهلي.
مرت سنة على خير؛ وأنا فرحة جدا به. ولكن حدثت مشاكل ومضايقات كثيرة في تنقلاتي بحواجز فلسطين. حاول أهلي أن يقنعوني بخلع النقاب؛ ولكن اتفقت معهم أن أتخلى عن تغطية وجهي بالقرب من حاجز أو في حالة طلب جندي ذلك مني حفظا على سلامتي. ولكن بدأت اشعر بأنني لم أعد ملتزمة به. فأحيانا أتركه في تنقلاتي بين المدن؛ لرغبة أهلي وحتى لا أسبب لهم مشاكل في تنقلاتهم.
مرت سنة أخرى؛ ولم يتقدم ليّ أحد. وفي حالة تقدم شخص لي؛ فإن شرطه الأول أن أترك النقاب. وأما الآخرين فينتابهم الخوف من مجرد التقدم لي؛ باعتبار النقاب دليل على تشددي في الدين وأنا لست كذلك.
أجد نفسي يوميا في حلقة من السخرية سواء من عائلتي أو من الناس، ولكنني أتقبل الأمر برحابة. وأعتبره نوعا من الدعابة. وفي الجامعة؛ أجد الكثير من الأذى النفسي. لم أكن هكذا من قبل حساسة وضعيفة وأبالي كثيرا برأي من حولي.
ولكن لا أدري ما الذي حل بي ؟ إذ أجد نفسي في دوامة من الأسئلة :
1. هل من الحكمة أن أجعل النقاب محور مشكلتي؟ وهل كان من الصائب أن أضيع 3 سنوات ثمينة من عمري في تغطية وجهي؟
2. وعلى فرض أني خلعته .. فما هو السبب لتركي له ؟ هل السبب هو البحث عن زوج مناسب ؟
3. كل من تحطن بي كاشفات لوجوههن؛ ولسن عاصيات بطبيعة الحال. ودائما أسمع : "تغطية الوجه ليست ملزمة". ولكني ارتديت النقاب ابتغاء وجه الله وطاعة لرسوله. فلماذا بدأت أشعر بهذا الضيق والغربة والوحدة في مجتمعي ؟
4. لماذا بدأت أشعر بالهم اليومي عند تغطية وجهي كل يوم، وخاصة عند توجهي للجامعة ؟.
5. لماذا يفترض الناس أن كل جميلة فقط عليها تغطية وجهها. علما بأني جميلة؛ ولكن قمت بالأمر حبا لله
أفكاري لم تعد مرتبة أبدا. ولم أعد أُدرك ماذا أريد بالفعل!(33/89)
أعطوني أي نصيحة أو أي كلمة لعلي استفيد..
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
يقول الأستاذ وصفي عاشور أبو زيد، باحث شرعي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة،وعضو فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
الأخت الكريمة/ ناردين
أهلا وسهلا بك على موقع إسلام أون لاين، ونحن إذ نرحب بك نقدر لك ثقتك في إخوانك بالموقع، ودعاؤنا لكم ـ في أرض الرباط ـ بالنصر المؤزر والتمكين المبين.
أقول لكِ ولكل أخت مسلمة تجد صعوبة في التعايش داخل المجتمع الذي تعيش فيه، وخاصة أخواتك في الغرب اللاتي يجدن هجوما شنيعا في الآونة الأخيرة على ارتداء النقاب والحجاب، أذكركم جميعا بما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "بَدَأَ الإْسْلاَمُ غَرِيباً وَسَيَعُودُ كمَا بَدَا". وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر".
وبالتالي فإن إحساس أي ملتزم بالغربة ليس أمرا مستغربا، بل هو الطبيعي، وهو الشعور الصحي أن يشعر المسلم بغربة في مجتمعه، تقتضي صبرا جميلا على أذى الناس، لكن لا تكون هذه الغربة سببا في اعتزاله لهم.
ومن سوءات واقعنا أن "تعميم الحكم" هو السائد لدى الكثيرين إلا من رحم الله، وأن للواقع كثيرا من الجنايات على المصطلحات، بمعنى أن التي ترتدي النقاب ثم تأتي فعلا شائنا على سبيل البشرية، أو الذي يطلق لحيته ويتكلم كلمة لا تليق بمثله؛ يعمم الناس حكمهم بالسوء على كل ملتحٍ وعلى كل منتقبة.
فتُتَّهم ذاتُ النقابِ بالسرقة والتخفي وراء النقاب؛ حتى يتسنى لها أن ترتكب ما تشاء من مخالفات. ويُتَّهم ذو اللحية بالتجهم والتشدد والعبوس والخلق السيئ. ومن ثم يصير النقاب رمزا للتخفي من أجل ارتكاب المخالفات. وتصبح اللحية علامة على التشدد والتنطع.
مع أن الأصل خلاف هذا، والعيب ليس في النقاب أو اللحية؛ إنما العيب في الشخص نفسه. وكما تعلمين أن الإسلام حجة على الأشخاص وليس سلوك الأشخاص حجة على الإسلام، فعلى جمهور الناس ألا يعمموا الحكم بهذا الشكل. وعلى من التزم بهذه الشعائر أن يكون على مستواها من جميع النواحي قدر المستطاع.
أختي الفاضلة :
أريد أن أحيي فيك حبك للالتزام، وحبك لله، وحرصك على أن تلقين الله وهو عنك راضٍ، خاصة وأنت في هذه السن، وقد روى الإمام أحمد في المسند والطبراني في الكبير وحسنه السيوطي عن عقبة بن عامر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الله تعالى ليعجب من الشاب ليست له صبوة".(33/90)
ولكنني أريد أن أوضح لك بعض القواعد الشرعية التي توضح لك الأمر وتجعلك في راحة من الفكر، وثقة في النفس، وإقدام بحب على الناس والحياة :
أولا: أنت ذكرت ضمن كلامك قول من قال إن ارتداء النقاب غير ملزم عندما قلت: "ودائما أسمع كلمة أن تغطية الوجه ليست ملزمة". وهذا كلام صحيح، وهو مذهب جمهور الفقهاء قديما وحديثا. ويمكنك في ذلك مطالعة الفتاوى التالية:
1. النقاب والتدرج في التشريع.
2. هل النقاب واجب؟
3. حكم النقاب
ثانيا: أن طاعة الوالدين فريضة محكمة ومعارضتهما حرام قطعا؛ لما تعلمينه من النصوص الواردة في القرآن والسنة؛ التي تدل على هذا الأمر دون أدنى شك إلا إذا أمرا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وأنت لو وازنت بين ارتداء النقاب وطاعة الوالدين لوجدت أن كفة الوالدين هي الراجحة بلا تردد، وبناء عليه فليس لك وجه حق فيما جاء في رسالتك من قولك : "لقيت معارضة كبيرة من أهلي بداية ولكن قررت، أن أقوم بالأمر رغما عنهم لقناعتي بأنه مريح لي". فليس كل أمر يشعر المسلم أنه مستريح له يقوم بفعله دون نظر في العواقب والمآلات، ودون موازنة بين مراتب الأعمال، أو اعتبار فقه النِّسَب بينها.
ثالثا: لماذا تضيقين سعة أبواب الخير والأجر والثواب، وتعتبرين أن النقاب هو الطريق الوحيدة الموصلة للجنة، فليس يلزم من ارتدائك له أن الله سيحفظك وأنت عجوز، صحيح أن طاعة الله وحبه والحرص على رضاه كل ذلك يحفظ المسلم في الكبر ويحفظ عليه إيمانه وشباب قلبه.
لكن لماذا نحصر الخير كله والطاعة كلها في ارتداء النقاب بهذا الشكل مع أن أبواب الخير كثيرة، وطرق الطاعات متعددة، وأبواب الوصول إلى الله ليس لها عد ولا حد، ويكفيك أن تقرئي ما ورد في كتاب "رياض الصالحين" للإمام النووي من فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق.
رابعا: لابد من مراعاة المكان الذي تحيون فيه وتقدير ظروفه؛ لأن اعتبار المكان له أثر في تغير الحكم الشرعي. وإذا كانت الضرورات ـ وما أكثر ما تلاقونه عندكم ـ تبيح المحظورات، فأين سنية النقاب ـ إذا قلنا بسنيته ـ مما تلاقينه من عنت وتبجح من عدو لا يخشى خالقا ولا يرحم مخلوقا؟!.
خامسا: أريد منك ـ أختي الكريمة ـ ألا تجعلي لكلام الناس اعتبارا ـ أي اعتبار ـ ما دمت تقومين بطاعة لله، وألا يؤثر ذلك على نفسيتك أبدا؛ لأن المؤمن لا ينظر إلى الأرض بل إلى السماء، ولا يكترث برضا الناس، بل يحرص على رضا الله تعالى، وألا يغير نفسيتك ذم الذامين أو مدح المادحين: "إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي".
سادسا: أمر الزواج ليس لتأخره علاقة بارتدائك للنقاب، فكم من منقبة تزوجت وهي صغيرة السن، وكم من متبرجة متبذلة بلغت من العمر سن العنوسة ولم يتقدم لخطبتها(33/91)
أحد، فالأمر رزق من الله، وقدر من أقداره، ولن يؤخر الله قدره إذا جاء، وكل شيء عنده بمقدار، فلا تقلقي من هذه الناحية وكوني على ثقة من مقادير الله ومشيئته.
فأقدمي على الحياة بثقة في الله وقدره، ولابد من اعتبار الواقع الذي نحياه والاستجابة له دون مخالفة أصل من الأصول أو مقصد من المقاصد الكبرى لشريعة الإسلام، ودعي القلق والتوتر والحيرة جانبا، وتفاءلي خيرا، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحب الفأل الحسن.
نسأل الله أن ييسر لك أمرك، وأن يفتح لك أبواب الخير، وأن يرزقك الثبات على الحق، والنزول إلى الحق، وأن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، إنه سبحانه على كل شيء قدير .. وتابعينا بأخبارك
ـــــــــــــــــــ
أدركوني..إيماني في خطر العنوان
أمراض القلوب الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله.. الإخوة الكرام؛ قد تكون هذه الاستشارة طويلة وتفاصيلها كثيرة، ولكن أرجو أن يتسع صدركم لقراءتها لما يشكل موضوعها من خطورةٍ وأهمِّيَّةٍ على الأقل بالنسبة لي إن لم يكن لكثيرٍ من أبناء هذه الأمة.. وإن ارتأيتم تحويلها إلى باب "مشكلات وحلول للشباب"، فذلك متروك لكم، لكني أناشدكم الله والإسلام الإسراع بالرد فالأمر لم يعد يحتمل التأخير.
أيها السادة؛ مشكلتي تتخلص في عبارةٍ واحدةٍ هي "إيماني في خطر".. نعم، فأنا رغم نشأتي الدينية وإيماني الفطري في سابق عمري، وبرغم قراءاتي المستمرة لما خطته أقلام جهابذة الفكر الإسلامي وتعلقي بكتابات أديب الإسلام مصطفى صادق الرافعي- حيث أشير إليها خصيصا لما تتضمنه من بناء روحي عظيم- أقول برغم ذلك فأنا الآن أهيم على وجهي بحثا عن الحقيقة، وتراودني الأسئلة المحيرة التي تراود غير المسلم.
لا أقول إني وصلت إلى مرحلة الشك بوجود الله؛ فالحمد لله ما زلت أعتقد وجوده، ولكن مشكلتي في عدم فهمه. يا سادتي؛ أنا رجل ابتليت منذ ولادتي بضعف شديد في البصر وضع أمامي عوائق رهيبة في كل مجالات الحياة.
فعلى الصعيد الدراسي كانت خياراتي محددة جدا، وعلى الصعيد الاجتماعي كانت علاقاتي محدودة جداً جداً فليس من المعقول أن يكون لي الكثير من الأصدقاء وأعرض نفسي للإحراج فيما لو تصادف أن تقابلت مع أحدهم في الطريق ولم أعرفه نتيجة لضعف بصري، فضلا عن أن هذه الحالة من الضعف أصلا تجعل القدرة على تذكر الأشخاص متدنية إلى أبعد الحدود.
أما على الصعيد العملي فأنا موظف بعقد على وظيفة مؤقتة قد يتم إنهاء خدماتي في أي لحظة، وبالتالي أجد نفسي في مهب الريح ومعي زوجتي وأطفالي في الوقت الذي لا أستطيع أن أمارس فيه مهنة أخرى؛ ما يشكل لي قلقا دائما ورعبا مستمرا من هذا المستقبل الغامض.. ولكم بالتالي أيها الإخوة أن تتصوروا كيف هي الحالة النفسية وفقا لكل هذه الظروف المشروحة آنفا.(33/92)
نأتي الآن إلى صلب الموضوع، فوسط كل هذه الإحباطات والمخاوف تعرفت مؤخرا إلى زميل يعاني إحباطًا مزمنًا وقهرًا مستمرًا، فجمعتنا الهموم وقلة ذات اليد في حوارات كثيرة كان يطرح فيها زميلي أسئلة حاولت كثيرا أن أقنعه أنه مخطئ بطرحها وأن الله تعالى هو الرزاق وهو القادر على كل شيء، ولكني بصراحة مطلقة شعرت وأنا أحاول الرد عليه بأني أنا شخصيا لست مقتنعا بالإجابة!!!
وإليكم مثال على هذا الحوار: لماذا خلقني الله فقيرا؟ قلت: ليختبر إيمانك، قال: ولماذا جعل فلانا غنيا؟ قلت: ليختبر إيمانه، قال: فأين العدالة؟ ليختبرني بالغنى مثله.. قلت: هو أعلم بك من نفسك، ومن رحمته بك اختياره الامتحان الأنسب لك فقد يكون غناك سببا لهلاكك، قال: حسنا إذا كان كما تقول يختبرنا ليرينا بأنفسنا أننا نستحق جنة أو نارًا نتيجة لأعمالنا، فلماذا لا يختبرني بالثراء حتى يثبت لي أن هذا ليس من مصلحتي؟
ويتابع: لماذا كتب علي أن أعيش من مولدي حتى مماتي فقيرا؟ ولماذا علي طول عمري أن أخدم الآخرين؟ وما ذنب أطفالي أن يولدوا لأبٍ فقيرٍ بينما يعيش الأطفال الآخرون في ترف؟ لم أجد ما أجيب عليه إلا بقولي: ولكن الله قد يكون أعطاك الصحة بدلا من المال، وكثير من الناس لديه المال وليس لديه الصحة أو أنه محروم من الذرية.
وهنا كنت أنا نفسي غير مقتنع بما أقول فأنا قد حرمت المال والصحة. أيها الإخوة؛ هذا نموذج من حواراتنا التي لا تزيدني إلا شكا، ودعوني حتى أقولها لكم بصراحة أن جميع ما قرأت وسمعت عن حكمة الله وعدله لم ينجدني من حيرتي؛ فالشك يستدعي شكا أكبر، فمثلا توالد الشك لديّ حتى أصبحت أشك في الأحاديث النبوية وصحتها.
فكيف يمكن أن أصدق حتى الإمام مسلم وهو ذاته الذي روى حديث رضاعة الكبير في خبر إرضاع سالم من سهلة بنت سهيل؛ إذ كيف يعقل أن ترضع امرأة رجلا ليحل دخوله عليها؟ وأين مروءة زوجها؟ وأين درء الفتنة من تماس البشرتين؟.
ولعل ما استفزني أكثر هو ما جاء في فتوى لموقع الشبكة الإسلامية بالنص التالي: "قال الإمام النووي رحمه في شرح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: أرضعيه، قال القاضي: لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها ولا التقت بشرتاهما، وهذا الذي قاله القاضي حسن".
هذا مثال، وإليكم مثالٌ آخرٌ عن بشارة الرسول عليه الصلاة والسلام بأن على رأس كل قرن من يجدد لهذه الأمة دينها، وها نحن منذ قرون لم نرَ هذا المجدد ولم تعد للدين شوكة بل أصبح المسلمون كالأيتام على موائد اللئام، يحكمنا طغاة ولا أمل لنا في الإطاحة بهم وما زلنا في متاهة إصلاح الراعي أم الرعية، وطبعا تغيير الراعي مستحيل معجز.
أما لو قلنا بتغيير الرعية وأن يصلح كل شخص نفسه وأهله وهكذا حتى ينصلح حال الأمة فيغير الله حالنا، فأنا أشك أنّ هذا حلّ مقبول عقلا؛ لأن حال المسلمين من سيئ إلى أسوأ، وغزانا الفساد الأخلاقي من كل حدب وصوب.(33/93)
فبالله عليكم كيف سيتحقق هذا الحلم المثالي في أن يتغير الناس كلهم نحو الصلاح، وبالتالي يزول الظلم؟!! أقولها لكم مرةً أخرى وبصراحةٍ مطلقة: "أكاد أن أفقد إيماني".
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
يقول الدكتور عبد الله صالح عضو فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
الأخ الحبيب عبد الرحمن؛
نفرتك هذه دليل خير وبركة إن شاء الله فلا تفقد إيمانك.. واصطبر بالله.
ولقد حاول الشيطان معك من كل بابٍ فطردته بما عندك من إيمانٍ فطريٍّ ونشأةٍ وثقافةٍ دينية، حتى دخل عليك من باب هذا الصديق الذي تعرفت عليه مؤخرًا فلم تستطع رده إلا قليلا.. وإن كنا نأمل أن تكون أنت صاحب التأثير عليه بما منَّ الله به عليك من فضلٍ وعلمٍ وإيمان.
أخي الحبيب؛
لقد احتوت رسالتك على كثيرٍ من الشبهات التي لا تتسع الصفحات القليلة للرد عليها جميعا.. لكننا سنستعين بالله أولا و آخرًا ونحاول الرد على معظمها بما يزيل شكوكك ويزيد إيمانك بإذن الله.
أما ابتلاؤك بضعف البصر الذي وضع أمامك العقبات التي ذكرتها، وضيق ذات اليد كذلك مما جعلك تشعر بأنك فقدت الصحة والمال جميعًا، فأنا لا أتفق معك في نظرتك هذه للابتلاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله عبدًا ابتلاه) رواه الترمذي وقال حديث صحيح والمعنى ابتلاه حتى يرى صبره لوجه الله فيكون جزاؤه الجنة، والابتلاء من الله إما لتكفير السيئات، أو لرفع الدرجات، أو لرد الناس إلى طريق الله، أو للاختبار والامتحان، ولذلك كان للصابرين هذه المكانة: (إنَّما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب).
والصبر درجات أدناها الصبر على البلاء لأنه صبرٌ سلبيٌّ ليس للإنسان يدٌ في تغييره، وفي الحديث: (فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي وقال حديث صحيح، وفي الخبر عن رب العزة: "يا داود أنت تريد وأنا أريد، إن أطعتني فيما أريد أرحتك فيما تريد، وإن عصيتني أتعبتك فيما تريد ولا يكون إلا ما أريد".
أخي الحبيب؛
حدثني بالله عليك إذا كان البلاء من الرءوف الرحيم الذي هو أبر بعباده من الوالدة بوليدها، فهل يكون إلا لخير العبد؟! وهل يكون ما يصدر عن الله إلا جميلا؟!
أليس لنا في قصص موسى والخضر عبرةً تجعلنا نوقن أنّ وراء الأشياء التي ظاهرها الشر خيرًا لا نراه؟!! فلماذا لا تنظر إلى ضعف البصر على أنه نعمة حتى لا تنظر بهما إلى ما حرمه الله عليك فتكون عيناك سببا في زيادة سيئاتك ودخولك النار والعياذ بالله، وقد ابتلاك الله عز وجل لتصبر فتدخل الجنة، ففي الحديث القدسي(33/94)
الصحيح يقول الله عز وجل: (من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة) رواه الترمذي وقال حسن صحيح، والمقصود بحيبتيه أي عينيه.
ولماذا أيضًا لا تنظر إلى قلة المال على أنها نعمة؛ إذ صاحب المال الكثير يُسأل كثيرًا يوم القيامة، وصاحب الحمل الخفيف يخف يوم القيامة حسابه: (فأَمَّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربُّه فأكرمه ونعَّمه فيقول ربِّي أكرمن * وأمَّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربِّي أهانن * كلا بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضُّون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلاً لمًّا * وتحبُّون المال حبًّا جمًّا)..
وفي الأثر: (إن من عبادي من إذا أغنيته لفسد حاله، وإن منهم من إذا أفقرته لفسد حاله)، وهذا بالطبع إذا نظرنا إلى نصف الكوب المملوء وتمثلنا الحكمة القائلة "كن جميلا تر الوجود جميلا"، وإنه ليسيرٌ على من يسَّره الله عليه.
أخي عبد الرحمن؛
إذا كنت قد فقدت نعمة البصر والصحة جميعًا فقد أعطاك الله نعمة العقل فلم تكن مجنونًا، وأعطاك نعمة البيان لتذكره وتعبر عن أفكارك وآلامك وأحزانك، ولتدعو الناس إليه، وأعطاك نعمة القلب الحي الذي يعرف المعروف وينكر المنكر، وأعطاك نعمة الزوجة والأولاد -نسأل الله أن يجعلهم صالحين- وأعطاك نعمة الحياة.
فهل أديت شكر هذه النعم لتطلب نعمًا غيرها، أو لتنشغل بالتفكير في عدل الله إذ حرمك بعض نعمه لحكمة أرادها؟!
لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة.. فكل تسبيحةٍ صدقة، وكل تحميدةٍ صدقة، وكل تهليلةٍ صدقة، وكل تكبيرةٍ صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة.. ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) رواه مسلم؛ فعلينا شكر نعمٍ كثيرةٍ حبانا الله بها!!!!
أخي الكريم عبد الرحمن؛
(ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس) رواه الترمذي بسندٍ حسن، هكذا كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يرتاح باله، ويهدأ قلبه، ويثبت يقينه وإيمانه بربه واعلم أن آيات وأحاديث السعي لكسب الرزق ليس معناها ألا نرضى بما قسمه الله لنا من رزق ضيق أو واسع في الدنيا، وإنما معناها أن نسعى ونبذل أسباب سعة الرزق، مع العلم التام بأن القناعة كنزٌ لا يفنى، وأن الغنى الحقيقي هو غنى النفوس.
وفي الحديث: (من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له) رواه الترمذي وقال حديث صحيح.
نصيحتي لك- يا أخي عبد الرحمن- هي أن تتأمل قول ابن عطاء: "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك"، أي ربما أعطاك نعمًا في الدنيا تمنعك من نعم أخرى في الدنيا والآخرة، وربما منعك من نعمٍ في الدنيا تكون سببًا لعطايا لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى في الآخرة.
إذا أردت أن ترضى بحالك في الدنيا:(33/95)
- فانظر إلى من هو أقل منك.. إخوانك الذين فقدوا الأمان في فلسطين والعراق وغيرهما، إخوانك الذين يموتون جوعا في الصومال وأفريقيا وغيرهما.. إلخ، وأنت -على الرغم مما تعانيه من ضيق ذات اليد- لم تبت يومًا بدون عشاء، ولم يمت أحد من أولادك جوعًا، فاحمد الله عز وجل وتذكر نعمه عليك ظاهرةً وباطنة.
- تطلع دائمًا بصبرك إلى ثواب الله في الآخرة، واستشعر حب الله لك لأنه ابتلاك، وتأمل قول ابن القيم: "وكل ما يصدر عن الله جميل".
- حاول أن تستخرج مواطن الجمال في حياتك وعظمها واشكر الله عليها ليل نهار، فمن شكر فله المزيد، ومن كفر فإن الله غني حميد: (إن تكفروا فإنَّ الله غنيٌّ عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم).
- راجع منزلة الفقر والرضا في كتاب مدارج السالكين، وفي كتاب إحياء علوم الدين.
- اعلم أن الإسلام حارب الفقر بوسائل عدة منها الزكاة، وقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر وقرنه بالكفر، ولكن تأمل تلك القصة:
جاء رجلٌ إلى الحسن يريد أن يهدي إليه هدية فقال: أقبل هديتك إن كنت غنيا، فقال الرجل: نعم أنا غني، فقال الحسن: كم لك -أي من الدنانير-؟ فقال ألفان، قال الحسن: تحب أن يكون لك أربعة آلاف؟ قال: نعم، فقال الحسن: اذهب فأنت فقير، ورد هديته.
إن الفقر الحقيقي هو فقر النفوس وطمعها!!!
- أكثر من الدعاء أن يرضى الله عنك ويرضيك عنه، فقد وصف الله أحوال أهل الجنة بالرضا فقال في آيات عدة: (رضي الله عنهم ورضوا عنه).
أخي الحبيب عبد الرحمن؛
أما موضوع القلق من المستقبل فإن معك فيه بعض الحق؛ إذ كان من الصحابة من يخزن في بيته ما يكفيه وأهله من طعام لمدة عام أو أقل أو أكثر، ويقول حين يسأل عن ذلك: إن النفس إذا ضمنت رزقها اطمأنت، أي استقرت وتفرغت للعبادة والذكر، وأحيانا يكون القلق أكثر على الأولاد والزوجة وليس على النفس.
ولذلك فهذه نصيحتي إليك:
- حاول أن تدخر مبلغًا من المال كل شهر أو كل عام -ولو كان مبلغًا صغيرًا- وجنِّبه بعيدًا عن مصروفات الأسرة في دفتر توفير "نظام إسلامي" أو شابه ذلك، أو جمعية مالية "وهي التي تكون بين عدة أشخاص بحيث يدفع كل واحدٍ منهم مبلغًا معيَّنًا شهريًا على أن يأخذ أحدهم كامل المبلغ كل شهر"، أو صندوق ادخار، أو أن تشتري بهم شيئا يحفظ قيمتهم كالذهب أو الأرض مثلا..؛ ولا تعتمد على هذا المال في مصروفاتكم، واجعله ذخيرة المستقبل بعد الله، فإن المستقبل بيد الله وحده.
- اتق الله في نفسك وأهلك وأولادك، وأحسن صلتك بالله، وقل قولا سديدًا ودع ما يزيد شكوكك، واطمئن أن الله معك ما دمت معه.. يصلح لك أحوالك في حياتك، ويحفظ أسرتك بعد مماتك: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرِّيَّةً ضعافًا خافوا عليهم فليتَّقوا الله وليقولوا قولاً سديدًا)، وقد حفظ الله مال اليتامى حين صلح الأب، وقال: (وكان أبوهما صالحًا).
- اعلم أنه لا ينجي حذرٌ من قدر، وأنّ المستقبل بيد الله وحده، وأن الله يختار للإنسان ما يصلحه، وتذكر قول الشاعر:(33/96)
دع الأمور تجري في أعنتها ولا تبيتنّ إلا خالي البالِ
ما بين طرفةٍ عينٍ وانتباهتها. يبدل الله من حالٍ إلى حال
- عليك بالأدعية النبوية التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفي الفقر، وقضاء الدين، وسعة الرزق، وخاصة قراءة سورة الواقعة كل ليلة، وراجع في ذلك كتاب "الأذكار للنووي".
أخي الحبيب؛
مسألة: أين العدالة الإلهية حين يختبر الله فلانا بالغنى، ويختبر صاحبك بالفقر!!!
ولماذا تعيش فقيرًا تخدم الآخرين من مولدك إلى مماتك!!!
ولماذا يولد أبناؤك لأب فقير؟!! فالله (لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يسألون).
وهذا الذي تقوله وتحس به نوعٌ من الاعتراض على قضاء الله وقدره؟!!!
وأنا بصراحة أقول لك: إن استطعت أن تجعل أبناءك يولدون من جديدٍ لأبٍ غنيٍ فافعل!!
وإن استطعت أن تولد أنت من جديدٍ وتعيش غنيًا وتصبح صاحب شركةٍ كبرى وأموال طائلة فافعل!!
وإن استطعت أن تغيّر كل الأوضاع التي لا ترضى عنها فافعل!!
ولكن اعلم أن اعتراضاتك أنت وصاحبك لن تغيّر شيئًا من القدر المثبت في أمّ الكتاب، ولن يكون إلا ما يريده الله عز وجل، وهذه طبعا ليست دعوة للاستسلام، ولكنها دعوة للرضا بقضاء الله أولا مع السعي الدائم لتحسين أوضاعك المادية والصحية بالوسائل المباحة شرعًا، وقد نصحتك بعض النصائح التي تخفف عنك وطأة الإحساس بقلة ذات اليد، وتعينك على الرضا بقضاء الله عز وجل أنت وصاحبك الذي زاد من شكوكك وعدم رضاك بحالك.
أخي الحبيب؛
أما بشأن المصلحين المجددين على رأس كل قرن، فقد قال العلماء إنه من الممكن ألا يكون المجدد شخصًا بعينه، وإنما مجموعة من الناس المصلحين يغير الله بهم حال الأمة إلى الأحسن، وبشارة الرسول صلى الله عليه وسلم صدق وحق، لننظر إلى حال المسلمين في مصر مثلا في بداية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين.
فلقد سمعتُ ممن لا أشك في صدقه أن الناس في بداية القرن العشرين كانوا لا يعلمون أنّ الصلاة مفروضةٌ على الشباب والأفندية والنساء في البيوت، فكنتَ لا تجد في المسجد إلا أصحاب المعاشات، ولم يكن الناس يعرفون أصول الغسل من الجنابة، ولم تكن بالجامعات المصرية فتاة واحدة محجبة، بل كانت فكرة الإسلام كدينٍ شاملٍ فكرة غريبة على المجتمع.
ولكن الآن أصبحت فكرة شمولية الإسلام من الأفكار البديهية والمسلمات عند أكثر المسلمين، وحدِّث عن عدد المحجبات والمنقبات في الجامعات المصرية، بل وفي كل مكان تذهب إليه، وحدِّث عن أعداد الشباب والنساء في المساجد وفي دروس العلم، وحدِّث عن المؤتمرات، والقنوات الفضائية، والبرامج الدينية، وحدّث عن عاطفة الناس تجاه الإسلام، وحبهم للتعلم و و(33/97)
هذا بالطبع إذا نظرنا إلى نصف الكوب المملوء، أما إذا نظرت للجانب الآخر فالمحبطات كثيرة ولا شك.. ولكن (إن تكونوا تألمون فإنَّهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).
أما بشأن عدم قبولك لحل إصلاح المجتمع عن طريق التغيير في أخلاق وسلوكيات الأفراد، وأن يبدأ كل واحد بنفسه فهذا هو الحل المتاح.. صحيح أنه من الناحية النظرية سيأخذ وقتا طويلا، وأن التغيير لن يكون ملحوظًا في فتراتٍ زمنيةٍ قريبة، ولكن هذا بحساباتنا نحن!
ومن يدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا (فقاتل في سبيل الله لا تكلَّف إلا نفسك وحرِّض المؤمنين).
وطريق "النفس الطويل" هو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يصلّي وحول الكعبة 360 صنمًا، وذلك مدة 13 عاما، ولم يفكّر في كسر صنمٍ واحدٍ إلا بعد أن غيّر المجتمع وقويت شوكة الإسلام، وفتح مكة ثم قام من كانوا يسجدون لهذه الأصنام بتكسيرها بأنفسهم، ولم يحدث ذلك إلا في العام الثامن من الهجرة "أي بعد 21 سنة من البعثة".
أخي عبد الرحمن؛
أما ما ذكرته من قصة رضاع سالم مولى أبي حذيفة، فيكفي أن جمهور العلماء على أنها خاصة بسالم، وكذلك قولهم بأنها منسوخة إذ كانت أول الهجرة، ويمكنك قراءة هذه الفتوى التي تناولت هذه القضية تفصيلا:
إرضاع الكبير
أخي الحبيب؛
كن على ثقة بربك عز وجل فالله لا يظلم عباده، ولا تفقد إيمانك، وتابعنا بأخبارك، وتابعنا بما يجد في أمرك، ونحن نسعد بك دائما، وطمئنا على أحوالك أنت وأسرتك كل حين.
اللهم إنا نسألك نعيمًا لا ينفد، وإيمانا لا يرتد، وقرة عين لا تنقطع، ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم في جنان الخلد.. آمين .. وأهلا بك دائمًا.
ـــــــــــــــــــ
الزواج يضعف الإيمان العنوان
أمراض القلوب, غذاء الروح الموضوع
أخواني الكرام في شبكة "إسلام أون لاين.نت"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحييكم لما تبذلونه من مجهودات جبارة لإفادتنا في أمور ديننا الحنيف، فجزاكم الله خير الجزاء، وكتب لكم بكل حرف حسنة.. آمين.
لدي سؤال عن كيفية زيادة إيماننا، والصبر على العبادات أكثر وأكثر، فأنا ولله الحمد أؤدي صلواتي في وقتها غالبا، ولكني كنت قبل الزواج (وأنا حديثة العهد به) أكثر عبادة لله تعالى، وأكثر تضرعا بالدعاء وكما تعلمون أن الله يحب دعاءنا له وتضرعنا له ويعطينا عليه الثواب وإن لم يستجب، ولكني بعد الزواج تخاذلت كثيراً في أداء فروضي، ولم أعد أصلي النوافل كما كنت سابقا، خاصة بعد أن رزقني الله(33/98)
وحملت، حيث إنني الآن في منتصف حملي، ولا أصلي إلا الفروض والوتر فقط من النوافل.
وأود سؤالكم عن مدى العقاب الذي أستحقه من الله حين أسمع أذان الفجر ولا أقوم له؟ حيث إنني بعد ساعة منه أصلي الصبح فقط، إذ إن الشمس تكون قد أشرقت، هل أقضيه أم ماذا يلومني؟ أنا أتمنى أن لو أستطيع النهوض له ولكني أكون متعبة فلا أقدر وكذلك القرآن الكريم كنت أقرؤه باستمرار أما الآن فأنا أستمع إليه فقط في العمل هنا حيث لدي في الكمبيوتر تسجيلات وضعتها لعدة سور، حتى الدعاء لم أعد أجلس له كما كنت، حيث كنت أتضرع حتى يغلبني البكاء والندم على ما قد يفرط مني.
أرجوكم أفيدوني كيف أزيد من طاعاتي وعباداتي حيث يكون بالي دائما مشغولا بما يجب أن أجهزه أو واجباتي في البيت بسبب ضيق الوقت، حيث يمضي معظمه في الدوام. عفواً للإطالة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
السؤال
الأستاذ رمضان بديني المستشار
الرد
الأخت أم يامن،
أهلا وسهلا بك، ونسأل الله أن يهدينا وإياك سواء الصراط..
ونبارك لك حياتك الزوجية وحملك المبارك، ونسأله أن يتمه على خير وأن يكون نعم الخلف لنعم السلف، ونشكر لك حرصك على أمور دينك وعلى صلواتك، ونسأله سبحانه أن يرزقنا حسن التعرف عليه، وحسن عبادته وتقواه.
أختنا أم يامن
من الثابت عند أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا"، كما أود أن أؤكد لك أن الزواج قد يكون سبباً في زيادة إيمانك، وتوثيق صلتك بخالقك، طالما أن الله رزقك بزوج صالح يعرف قيمة الطاعة، ومكانة الطائعين.
ولكن كيف يزداد هذا الإيمان؟
*يزداد الإيمان بالطاعات، وينقص بالمعاصي.
*يزداد بالتفكر والتأمل في خلق الله عز وجل وحسن تدبيره لهذا الكون الفسيح.
*يزداد بالتعرف على سير السلف الصالح –رضوان الله عليهم- وحالهم مع ربهم.
*يزداد بالتعرف على ما أعده الله لعباده المؤمنين من النعيم المقيم.
*يزداد بكثرة قراءة القرآن وتدبر معانيه، وكثرة ذكر الله بخشوع وتدبر في أسمائه الحسنى وصفاته العلا.
أختاه ثم تسألين عن الصبر على الطاعات فأقول لك: إن الصبر أنواع؛ فهناك صبر على البلاء وصبر عن المعاصي وصبر على الطاعات، وأشدها الصبر على(33/99)
الطاعات؛ ذلك لأن الإنسان ربما يفعل الطاعة وهو لا يرى لها جزاء ملموسا في حياته؛ فاستمراره على ذلك وصبره عليه من أشد أنواع الصبر.
وحتى يمكن تحقيق ذلك:
*انوي أنك تعبدين الله عز وجل لأنه المستحق للعبادة والشكر؛ فهو الذي خلقنا ورزقنا، ونعمه علينا أكثر من أن تعد وتحصى؛ أفلا يستحق ذلك العبادة والشكر؛ حتى إن لم نلاحظ أثر ذلك. فإذا وجدت في نفسك ميلا للتكاسل عن العبادة فتذكري نعم الله عليك.
*تعرفي على جزاء بعض العبادات في الآخرة، وقارني بين ما تقومين به من مجهود وما ينتظرك في الآخرة من نعيم مقيم.
*استعيني بالله عز وجل وادعيه أن يعينك على ذلك.
*استعيذي بالله من الشيطان الرجيم؛ فهو يحاول أن يصدك عن الله ويمنعك من العبادة.
أختاه،
اعلمي أن حياتك الزوجية واستعدادك لاستقبال ولي العهد الجديد لها متطلبات والتزامات جديدة أنت مطالبة بها؛ وذلك يستدعي جهدا إضافيا منك؛ فحاولي أن توازني بين عباداتك وحياتك الأسرية؛ بحيث لا يطغى أي منهما على الآخر؛ فالله كما أمرنا بعبادته أمرنا بإعمار الأرض والسير فيها.
ويمكنك أن تتفقي مع زوجك على أن يعين بعضكما الآخر على العبادة وأن تتحاسبا فيما بينكما وتتنافسا في ذلك.
ثم تسألين عن صلاة الفجر وعدم استطاعتك القيام لها رغم سماعك الأذان؛ فهذا شيء جميل جدا أن تحرصي على ذلك وأن تسألي عن الحكم؛ فاعلمي يا أختاه أن الصلاة هي عماد الدين، وهي الفريضة التي لا تسقط عن الإنسان مطلقا؛ في حال مرض أو صحة؛ فمن لم يستطع الصلاة قائما فليصل قاعدا وإن لم يستطع فمضجعا؛ فإن لم يستطع فراقدا حتى يمكنه إجراء حركات الصلاة على خاطره.
فماذا نفعل إذن؟
1-استعيني بالله وتحرصي أن تنامي على وضوء.
2-احرصي على النوم مبكرا حتى تستطيعي القيام.
3-خذي بالأسباب المعينة على القيام؛ مثل أن تستعيني بمنبه أو توصي أحدا أن يوقظك؛ فقد نعى الله على المنافقين أنهم لا يأخذون بالأسباب للخروج؛ فقال تعالى: "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ".
4-إذا سمعت الأذان ودعتك نفسك للنوم فتذكري ما أعده الله لك من الأجر إن قمت. واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.
5- يمكن أن تحددي تعزيرا لنفسك إن غلبتك ونمت.
6-إذا غلبتك نفسك ونمت فعليك أن تقضي الصلاة وقتما تستيقظين.
7-أكثري من صلاة النوافل؛ فإن الله يجبر من النافلة ما نقص من الفريضة.(33/100)
أما بالنسبة للقرآن فاجعلي له وقتا ووردا ثابتا يوميا ولو قليلا، ويمكنك أن تستغلي فترة الركوب في المواصلات في قراءة القرآن، واحرصي على الاستماع للقرآن كلما أمكنك ذلك. ويمكن أن تستغلي فترة وقوفك في المطبخ في الاستماع للقرآن.
وفقك الله وثبتك على طريق الحق، وتابعينا بأخبارك وأخبار إيمانك.
ـــــــــــــــــــ
زوجتي "مشكلة".. الإيمان هو الحل العنوان
الأخلاق الموضوع
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، لا أعرف كيف أبداً، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه، والله الذي لا اله إلا هو لا أريد غير الصلاة والشهادة في سبيل الله.
عندي مشكله لا أستطيع حلها أبدا: متزوج من زمن، وعندي أولاد، وأقوم بكل الواجبات، وزوجتي جميلة، ولكنها في نفس الوقت عاصية جدا، وغبية جدا، وكسولة جدا، وقد عذبتني كثيرا، ولا أريد في هذا الوقت أن أطلقها، فمن يربي أولادي؟.
وإذا أردت أن أعاشرها حسب حقوقي الشرعية عليها فإنها لا تهتم إلا بالتهديد، وأنا أكره ذلك ولكنه رغما عنى.. لا أحب الحرام ولا أعرفه. وأحاول قدر المستطاع أن أصبر نفسي، وأفكر في زوجة صالحة، تعينني على أمور ديني ودنياي، أصل بها رحمي وأحصن بها فرجي ولكن أين هي؟.
أعيش الليل مثل النهار في عذاب طويل، لا أجد من أهل الإيمان من يحل لي مشكلتي هذه، ولا أدري هل أعتبرها صفحة تطوى وترمى في سله المهملات أم ماذا؟.
طلبي بسيط وفى نفس الوقت صعب، فأنا عمري 45 سنة، ولكنني قوي جدا بفضل الله، وأعمل مدرسا، وأتاجر على قدر ما أملك، والأمر لله وحده، لأنني تعبت جدا جدا، حيث أعاني من هذه المشكلة منذ أكثر من 13 سنة، وأكتم في قلبي الدامي الحزين المجروح آلامي، ولا أستطيع الكلام في هذا الموضوع حتى مع نفسي.
وأتمنى من الله العلي القدير أن أجد الإنسان المخلص الذي يساعد أخاه المسلم ليحافظ عليه من الهلاك. وأنا متأسف إذا كنت قد ضايقت أحدا، وسامحوني. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد
يقول الأستاذ همام عبد المعبود:
بداية؛ يسعدنا أن نرحب بك، فأهلا ومرحبا بك ضيفا عزيزا، وأخا كريما، ونشكر لك ثقتك الغالية التي أوليتها إخوانك في "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله العلي القدير أن يجعلنا أهلا لثقتك، وسببا في راحتك، وعاملا من عوامل استقرارك العائلي.. آمين.
أذكرك- أخي الكريم- بأن الله عز وجل أنزل علينا أفضل كتبه، القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبعث إلينا أفضل رسله، محمدا صلى الله عليه(33/101)
وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، لنسترشد ونهتدي بهما في بناء وتأسيس حياتنا فقال جل وعلا: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى..).
وقال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي) غير أننا- إلا من رحم ربك- لم ننتبه لهذا، فاستغرقتنا الدنيا واستدرجتنا، حتى أصبحنا ننسى الله، ولا نذكره إلا حينما نقع في أزمة خانقة، وعندما تعيينا الحيل في البحث عن مخرج!!.
فالأصل- أخي الكريم- أن المسلم عندما يريد الزواج فإنه يبحث عن ذات الدين التي تعينه على أمر دينه ودنياه، قال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) (رواه البخاري)، وقد ورد في الصحيح: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"، وقال: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دسَّاس"، وقال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"، وقال: "أكثرهن بركة أيسرهن مهراً".
ومن هذه الأحاديث نستنتج حرص الإسلام على توجيه المسلم إلى البداية الصحيحة، والاختيار المبني على أسس وقواعد وشروط الإسلام، فإذا حسن البدء حسن الختام، قال تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جُرُف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)، والزواج في الإسلام عبادة، قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أُمْرِتُ وأنا أول المسلمين) (الأنعام:162-163).
وقد بين لنا الإسلام فضل اختيار الزوجة الصالحة، فيروي أبو أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة؛ إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله). (رواه ابن ماجه).
كما حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الاختيار غير المبني على الدين فقال: (لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل) (رواه ابن ماجه).
ومشكلتنا- أخي الحبيب- أننا لا نستدعي الإسلام في حياتنا إلا وقت الأزمات ليحل لنا المشكلة، أما أن نستدعيه ليبني لنا حياتنا، وفق شريعته وهديه، فقليل منا من يفعل ذلك، رغم أن الهدف من الزواج واضح في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).
فالتعبير بالسكن يحمل معنى عظيمًا للاستقرار والراحة والطمأنينة في البيت، ولو حاولنا أن نوجد لفظًا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع، فذلك كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمرأة سكن للزوج والبيت كما أنه وصف العلاقة بأنها "مودة ورحمة".
وأقول لك أخي الفاضل:(33/102)
لقد قرأت مشكلتك، واستوقفتني فيها بعض الكلمات التي وصفت بها زوجتك، مثل قولك إنها "عاصية جدا"، "غبية جدا"، "كسولة جدا"، "عذبتني كثيرا"، وشكواك من تقصيرها حتى في حقوقك الأساسية "إذا أردت أن أعاشرها فإنها لا تهتم"، ولا تستجيب إلا "بالتهديد"، ثم كلمتك الجامعة التي لخصت بها حالتك "أعيش في عذاب".
والحق أن مثل هذه الزوجة تحتاج إلى جهد كبير منك، تبدؤه بتوجيهها وإرشادها إلى جملة الحقوق التي سنها الشارع الحكيم للزوج على زوجته، فعرفها حقوق الزوج في الإسلام، وبين لها فضل طاعة الزوج، واكشف لها سوء عاقبة الزوجة العاصية الناشز.
أسمِعْها حديثَ الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يبين مكانة الزوج في الإسلام: (لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ( (أخرجه الترمذي)، عرفها أن طاعة الزوج من أسباب دخول الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت) (رواه أحمد ).
أعلمها بأن الإسلام قدم طاعة الزوج على عبادة النفل، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه" (متفق عليه)، وأن الإسلام حرم على المرأة أن تمنع نفسها من زوجها إذا دعاها إلى الفراش- ما لم يكن لها عذر شرعي أو صحي- فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) (البخاري).
وقد وضح لنا القرآن الطريق إلى تقويم الزوجة فقال جل شأنه: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً * وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما).
فكن لها خير واعظ وناصح، عرفها بأحكام وحقوق الزوج في الإسلام فربما كانت لا تعرف، أما الكلام عن تطليقها فلا مجال له الآن، فكما فهمت من رسالتك أنك متزوج منذ أكثر من 13 عاما، وأن لك منها أولادا، وربما كان أولادك- حسب فهمي من الرسالة- في سن صغيرة وهم أحوج ما يكونون إلى رعاية أمهم وتربيتها، وهو ما يدفعني لأن أقول لك: اصبر عليها بل واصطبر عليها، واعلم أن صبرك هذا مأجور بإذن الله.
أما عن قولك: "أفكر في زوجة صالحة تعينني على أمور ديني ودنياي"، فأقول لك: إن الزوجة الصالحة هدف نبيل يسعى إليه كل مسلم فاهم لدينه قبل أن يقدم على الزواج، ولكن أما وأنك متزوج "منذ زمن"، وعندك من زوجتك "أولاد"، فلا أنصحك – الآن- بالتفكير في هذا الأمر، وأوصيك بالصبر عليها ومحاولة إصلاحها.
نعم الأصل أن تتزوج المرأة الصالحة، فإن لم تُرزقها فاسع إلى إصلاح زوجتك، حرصا على أسرتك وأولادك من التشتت والضياع، فأولادك أمانة في عنقك، وأنت ربان سفينة والمطلوب منك أن تجتهد ما استطعت لكي تصل بالسفينة إلى بر الأمان.(33/103)
وردا على سؤالك: "هل أعتبرها صفحة تطوى وترمى في سله المهملات؟"، أقول لك ربما كان القرار سهلا ولكن تبعاته ثقال، وأدعوك لمراجعة نفسك، واتهامها بالتقصير، وتذكر قول الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة- أي لا يبغضها- إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، فلماذا لا تنظر- أخي الكريم- إلا إلى الجانب السيئ منها؟ لماذا لا تنظر إلى الجوانب الإيجابية؟ فكل إنسان -رجلا كان أو امرأة- فيه الخطأ والصواب.
ولا مانع أخي الحبيب أن تتهم نفسك بالتقصير، فنحن بشر نخطئ ونصيب، راجع تصرفاتك معها، راقب نفسك وأنت تكلمها وارصد: هل تكون معها حادا أو جافا؟ هل توجه لها الكلام بصيغة الأمر والنهي؟ هل تهتم بالسؤال عنها وعن أهلها وأرحامها؟ هل تهتم بصحتها وطعامها وشرابها ولباسها؟.
وهناك أمر لفت انتباهنا إليه الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس- رضي الله عنهما- عندما قال: (إني أحب أن أتجمل لزوجتي، كما أحب أن تتجمل لي) فانظر أخي- حفظك الله- كيف كان أصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم أكثر الناس إيجابية، فها هو ابن عباس يتجمل ويتزين لزوجته.. الله أكبر.. أكرم به من صحابي يعرف واجباته تجاه زوجته وحقوق زوجته عليه، فهلا اقتدينا برسولنا وهلا اهتدينا بأصحابه، ذلك الجيل القرآني الفريد.
ويمكنك- أخي الكريم- أن تجلس مع زوجتك على انفراد جلسة مصارحة ومكاشفة، لا عتاب فيها، ولا صخب، بل هدوء وحب، جدد خلالها عهدك معها، تعاهدا على البدء من جديد، حياة يملؤها الإيمان بالله تعالى، يظهر فيها الاحترام المتبادل، ويحقق فيها الزواج أهدافه التي شرعه الله من أجلها، "السكن والمودة والرحمة و."، كما أنصحك بأن تجرب معها الحل الإيماني، وهي فرصة لك أيضا، فكلنا يحتاج لزيادة إيمانه، ولن تندم أبداً لو صبرت عليها، وربما تندم كثيرا لو تعجلت في أمرك وطلقتها.
وختاما؛ أقترح عليك- أخي الكريم- هذا البرنامج الروحي للتقرب من الله، بزيادة الإيمان لعله يعينك على حل مشكلتك:-
1- صوما يوما أو يومين لله كل أسبوع، وليكن ذلك الاثنين أو الخميس، أو كليهما، فصيامهما سنة واردة عن الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأفطرا سوياً.
2- أحرصا على قيام الليل معا، ولو بصلاة ركعتين مرة في الأسبوع، وستجدان بإذن الله لذلك بركة كبيرة تنعكس عليكما بالخير.
3- اخرجا سويا لزيارة مريض ولو مرة في الشهر، ففي زيارته خير كثير وأجر كبير إن شاء الله، فإنها – الزيارة- ستذكركما بنعم الله الكثيرة عليكما.
4- صلا أرحامكما، وزورا أهلكما مرتين في الشهر مثلا، مرة لأرحامك ومرة لأرحامها، فذلك يوثق علاقتكما، ويزيل ما بينكما من خلاف وشحناء.
5- اجلسا سويا جلسة إيمانية لمدة ساعة مرة في الأسبوع، اقرأا خلالها ربعا من القرآن الكريم، وبابا من أحاديث الرسول من كتاب رياض الصالحين مثلا.
ويضيف الأستاذ مسعود صبري :
أخي الفاضل:(33/104)
أشعر بما تعانيه من فصام وفصال مع الزوجة، وأنك لا تجد راحتك معها.. وربما كان من اليسير أن يتعايش الإنسان مع صديق لا يقبله في العمل، أو صاحب له في النادي جمعهما شيء رغما عنهما، ولكن أن يتعايش مع زوجته التي يرى عصيانها وغباءها وما ذكرت، قد يكون فيه شيء من الصعوبة، لكنه ليس بالمستحيل.
وأريد أن ألفت انتباهك إلى أننا مع من لا يربطنا به شيء نجد ألف حل لمشكلتهم، أما الزوجة والأولاد فنكاد نفقد الوعي في الحل، لماذا لا نعامل زوجاتنا كالأجانب الغرباء بالحنو عليها والسعي لإصلاحها، وأن نبذل كل وسيلة للإصلاح معها، فإن أبت إلا أن تكون مثل ما هي عليه، فـ"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، وساعتها انظر حاجتك إلى زوجة أخرى، فبدلا من الانفصال والطلاق، وخاصة أن لك أولادا منها.
شرع الإسلام الزواج بأخرى بقاء على الأسرة الأولى، ووزع جهدك على البيتين، واجعل ما تفعله للزوجة الأولى من الأعمال التي تنتظر ثوابها عند الله تعالى.
لكن لا تسرع إلى الزواج بثانية إلا بعد التأكد من عدم إصلاح زوجتك، وأنك فعلا في حاجة إليها، كما أنه يجب التنبيه على أنه يجب أن تتهم نفسك أولا، فكل منا حين يكون خصما مع آخر، فإنه يتهمه، ولا يرى عيبا في نفسه، فضع كل الأمور (ما يخصك وما يخصها) على دائرة التفكير بنوع من الحيادية، وانظر هل يمكن التعايش معها وإصلاحها، أم أن هذا أمر يكاد يكون مستحيلا.
ثم انظر ما يترتب على الزواج من أخرى من مسئوليات أخرى، فبدلا من أن كنت مسئولا عن أسرة، ستصبح مسئولا عن أسرتين، وفي هذا الإطار يمكن لك التفكير -إن أخذت قرار الزواج- في أن تتزوج امرأة لا تنجب، حتى لا تزيد عليك أعباؤك، وهل أنت في حاجة إلى بكر أم ثيب؟ وما إلى ذلك.
أخي الفاضل:
أنصحك أن تستخير الله كثيرا، وأن تستشير من تعرف عنه الحكمة والفطنة، ممن هو قريب منك، فإنما أجبناك على ما ظهر لنا، وهناك بالطبع تفاصيل لا نعرفها، ولكن إجابتنا على ما جاء في السؤال.
وأخيرا، تعلق بالله، وادعه دائما أن يقدر لك الخير حيث كان، واسأله أن يدبر لك الأمر حيث يحب ويشاء، فاختيار الله لنا خير- بلا شك- من اختيارنا لأنفسنا، واستصحب رحمة الله بعباده، فإنه أرحم بنا من أمهاتنا وآبائنا. ونرجو أن تتواصل معنا دائما. وفي انتظار ردك علينا وتعقيبك على ما قلنا.
ـــــــــــــــــــ
لأني فتاة.. حُرمت الاعتكاف العنوان
العبادات الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله.. هل على النساء اعتكاف ؟ فأنا فتاة أحب الاعتكاف، لكن أهلي يرون أنه لا اعتكاف للفتاة، ويكفي أن تصلي التراويح أو تصلي في بيتها، فكيف لا أحرم نفسي من فضل هذه العبادة؟ السؤال
مجموعة مستشارين المستشار
الرد(33/105)
يقول الأستاذ مسعود صبري الباحث الشرعي بالموقع:
من الجميل أن تسعى المرأة للحفاظ على الاعتكاف كما يسعى الرجل، وأن تأخذ من حظها كما يأخذ الرجل من الطاعة والإيمان. وقد أجاز الإسلام لمعاشر النساء الذهاب إلى المساجد، ولكنه لم يوجبه عليهن، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن"، وهذا يعني أن ذهاب المرأة إلى المسجد مباح شرعًا، وأنها تنال بالصلاة في المسجد ثواب الجماعة.
وعلى هذا الأصل، وهو ذهاب المرأة إلى المسجد، كان الاعتكاف للنساء مباحًا، على رأي جمهور الفقهاء؛ لأنه لما جاز الخروج لها للمسجد، جاز لها الاعتكاف فيه، وإعمالاً لمبدأ المساواة في أجر العمل الصالح بين الجنسين، مصداقًا لقوله تعالى: "إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض".
وفي الحديث عن عروة عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله تعالى". زاد الشيخان "ثم اعتكف أزواجه من بعده".
وقيل لابن القاسم: ما قول مالك في المرأة تعتكف في مسجد الجماعة؟ فقال: نعم، قيل: أتعتكف في قول مالك في مسجد بيتها؟ فقال: لا يعجبني ذلك، وإنما الاعتكاف في المساجد التي توضع لله.
ولكن الفقهاء قد اشترطوا أن يكون الاعتكاف بإذن الزوج، وهذا من باب المحافظة على مؤسسة الزوجية، ولحاجة البيت إلى الزوجة أكثر من الزوج، فالزوج قد لا يستغني عن زوجته، والأولاد لا يستغنون عن أمهم، فغياب الزوجة غير غياب الزوج، وإن كان كلاهما وجوده غاية في الأهمية.
على أن المرأة لو لم يكن عندها ما يشغلها عن بيتها، ففي ظني أن اعتكافها أولى، وخاصة أن الاعتكاف مدرسة روحية، وفي ظل زخم الحياة المادية، تحتاج المرأة -كما يحتاج الرجل- إلى تجديد العلاقة بالله تعالى، والانقطاع ولو لبضعة أيام عن مشاغل الدنيا التي لا تنتهي، وإن كان الرجال في حاجة إلى هذا المعنى، فالمرأة أيضًا في حاجة إليه.
إن وظيفة المسجد الروحية من تجديد معنى العبودية لله تعالى، ومن مراجعة النفس، وشغلها بكثير من الطاعات، يعطي للمرأة شحنة إيمانية تدفعها لتصحيح مسارها في الحياة، وإن كانت الدنيا كلها تسعى الآن لأن تعطي المرأة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فإن حق المرأة من أن تخلو بنفسها بينها وبين ربها، وأن تجدد العلاقة معه سبحانه لا يقل أهمية عن بقية الحقوق.
على أن يكون الاعتكاف للنساء في مسجد خاص بهن؛ لطبيعة التعايش بين النساء، فاختلاط الرجال بالنساء يفقد الاعتكاف الثمرة المرجوة من ورائه؛ إذ المقصود منه أن تختلي المرأة بنفسها، أما الاختلاط فإنه يوقظ مشاعر الميل بين الجنسين، مما يخرج الاعتكاف عن مقصوده.
ومن جميل ما قاله السادة الأحناف أن اعتكاف المرأة يكون في مسجد بيتها، يعني في المكان الذي تصلي فيه باستمرار في البيت، حيث كانت النساء تجعل لنفسها حجرة(33/106)
للصلاة، وهذا الرأي يجعل المرأة لا تحرم نفسها من الاعتكاف، فللمرأة التي يمنعها زوجها من الاعتكاف في المسجد، أن تستأذنه في الاعتكاف في مسجد بيتها.
وفي الجمع بين رأي الجمهور ورأي الأحناف تأكيد على دور الاعتكاف في حياة المرأة المسلمة، وأنه من المستحسن أن يأخذ طريقه في حياته، وأن يكون جزءاً من نشاطها الديني في حياتها.
وعلى كل امرأة أن تنظر نفسها، فإن كان من الممكن اعتكافها في المسجد بعد إذن زوجها أو أبيها إن لم تكن متزوجة، أو أن تعتكف في مسجد بيتها، ويمكن لها أن تجمع النساء في البيت وتصلي بهن، إن لم يكن المسجد ممكنًا.
والمعنى الذي أحب أن أؤكد عليه أن الرجال والنساء في العمل الصالح سواء، نلحظ هذا من قوله تعالى: "أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى"، وإن كانت هناك خصوصية للنساء، فإنها خصوصية تخفيف ورحمة من الله تعالى لهن، مع عدم نقصان الأجر، فالشرع لا يقدم للرجال أعمالاً ينالون بها رضوان الله تعالى دون النساء، وهو سبحانه القائل: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ومن جميل ما ورد في هذه الآية أن الله تعالى امتنّ على النساء بخلقهم من ذكر وأنثى، وأعقب هذا أن الخيرية إنما تكون للعمل الصالح.
وهذه دعوة للنساء ألا يغلبهن الرجال بالعمل الصالح، وأن تكون المرأة المسلمة حريصة على طاعة الله تعالى أشد حرصًا من الرجل؛ لأنها أمة الله، ولأنها محاسبة كما هو محاسب، وقد جعل الله تعالى قيام العيش في هذه الحياة الدنيا على الذكر والأنثى، كما لا يغفل دور المرأة في تربية الرجال وأثرها في المجتمع، كل هذا يجعلها في حاجة إلى التزود الروحي والإيماني، وأن تتقرب إلى الله تعالى.
فإن كان الرجال يعتكفون، فللنساء أن يعتكفن بعد إذن أزواجهن إن كنت متزوجات، أو بعد إذن آبائهن إن كن أبكارًا.
كما أن التقرب إلى الله في هذه الأيام هو واحد أيضًا بين الرجال والنساء، وأعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه سبحانه وتعالى في هذه الأيام هو قيام الليل، فإنه لا مثل له، فهو صلاة وقراءة قرآن، وذكر وتهجد وتضرع وتذلل لله رب العالمين، وأحسب أن الله تعالى جمع في التهجد ما لم يجمعه في عبادة أخرى، ومن هنا، فإن الواجب على المسلم والمسلمة أن يكثروا من الوقوف بين يدي الله تعالى، فهو شرف هذه الأمة وتاج وقارها، وهو مصنع الرجال، والرجال ليس معناها الذكورة، وإنما معناها القيام بالأمر على الوجه الأكمل، وفيه يتساوى الذكور والإناث.
ومن الأعمال الصالحة أيضًا الصدقات والعطف على الفقراء والمساكين والتكافل الاجتماعي بكل أنواعه بين المسلمين؛ ليتحقق فيهم قول رسولنا الكريم: "المسلم للمسلم كالبنيان، يشد بعضه بعضًا" وقوله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
ومن الأعمال الصالحة أيضًا صحبة القرآن، ولا نقول: قراءة القرآن، ولكننا في حاجة إلى الصحبة الصحيحة الصادقة مع كتاب الله تعالى، تلاوة وفهمًا وتدبرًا وعملاً وإخلاصًا ودعوة.(33/107)
وما أحسن الذكر في هذه الأيام؛ إذ يعيش المسلم ذاكرًا الله تعالى في كل أحواله، في نومه ويقظته، في جلوسه وقعوده، في عمله وعطلته، في ليله ونهاره، في دخوله وخروجه، فهو دائم الدندنة بذكر الله تعالى.
ومن رحمة الإسلام أنه لم يجعل باب الخير موقوفًا على عمل بعينه، أو أعمال محددة، وإنما جعله مفتوحًا، فكل عمل يبتغى به وجه الله فهو عمل صالح، يثاب عليه المرء، وما أحسن التعبير القرآني الذي يمثل حال العبودية لله تعالى في قوله: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".
فاجتهدي بالطاعة خاصة في هذه الأيام المباركة، واستمري عليها بعد رمضان، عسى الله تعالى أن يرزقنا جميعًا دوام الطاعة.
ويضيف الأستاذ همام عبد المعبود – مدير تحرير نطاق الأخلاق والتزكية بالموقع:
أختنا الفاضلة:
تقولين إنك "فتاة" تحبين الاعتكاف، ولكن أهلك يرون أنه لا اعتكاف للفتاة، ويقولون لك: يكفي أن تصلي التراويح أو تصلي في بيتك، وترغبين ألا تحرمي نفسك فضل الاعتكاف، ومن ثم أوصيك بالآتي :
1 - حاولي أن تقنعي أهلك -بالحكمة والموعظة الحسنة- بأن اعتكافك في المسجد -طالما أمنت الفتنة والخلوة- جائز شرعًا، فإن اقتنعوا كان ذلك خيرًا.
2 - إن رفضوا خروجك للاعتكاف في المسجد، فلا تضيعي الوقت في الجدال، فما لا يدرك كله لا يترك كله، وعوضي نفسك بالإكثار من العبادات وفعل الخير، فأكثري من قراءة القرآن، والأذكار والاستغفار.
3 - عليك بالدعاء والتوجه إلى الله وسؤاله أن يجعلك من عتقائه من النار ومن المقبولين، وأكثري من الدعاء بما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4 - التمسي ليلة القدر في العشر الأواخر، وأكثري من قول "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"، فهو وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها.
5 - احرصي على الصدقة وصلة الأرحام وإطعام الفقراء وزيارة المرضى وإفطار الصائمين فتلك أبواب للخير يغفل عنها الناس في رمضان.
وختامًا.. أسأل الله تعالى أن يتقبل منك نيتك، وأن يجعلك من عتقائه من النار ومن المقبولين.. آمين، وتابعينا بأخبارك.
ـــــــــــــــــــ
برنامج رمضاني للمرأة المسلمة العنوان
غذاء الروح الموضوع
أيام وليالي شهر رمضان الكريم تولي مسرعة، وها نحن وقد انتصف رمضان، فكيف أتقرب إلى الله في رمضان؟.. أريد نقاطاً محددة، أو برنامجاً عملياً قابلاً للتنفيذ و جزاكم الله خيراً وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. السؤال
الأستاذ فتحي عبد الستار المستشار
الرد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(33/108)
الأخت الكريمة مروة، مرحبا بك، وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال، وأسأله سبحانه أن يبلغنا وإياك رمضان عاما بعد عام.
إن شهر رمضان سوق كبيرة للمؤمنين، يجب عليهم أن ينهلوا من هذا الشهر قدر استطاعتهم ويجمعوا من خيره الكثير والكثير قبل أن ينفض ويرحل، ولا يعلم أحد هل سيكون من الأحياء في رمضان القادم أم سيكون من الأموات.
وشهر رمضان يحتاج إلى تنظيم الوقت تنظيما جيدا لنستطيع الاستفادة من كل لحظة من لحظاته الغالية، وأقترح عليك هذا البرنامج اليومي العملي لتنفيذه خلال شهر رمضان، والذي سأجعل بدايته من صلاة الفجر، مع ملاحظة أنه نموذج قابل للتعديل حسب ظروف كل إنسان وطاقته:-
* من بعد صلاة الفجر وحتى الشروق: قراءة أذكار الصباح، وما تيسر من القرآن، ثم صلاة الضحى ركعتين أو أربع.
* الاستعداد للذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة، أو النوم حتى موعد الخروج، كل حسب مواعيده.
* أذكار الخروج من المنزل، وتلاوة ما تيسر من القرآن في الطريق أو السماع إن كنت تقودين سيارة.
* المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والاستعداد قبلها بالوضوء، وترديد الأذان، وصلاة السنن القبلية والبعدية.
* استثمار أوقات الفراغ البينية في تلاوة القرآن أو قراءة أي كتاب نافع أو الاستغفار والذكر.
* تلاوة أذكار المساء في طريق الرجوع إلى المنزل.
* إن كنت متزوجة فتقومي بإعداد طعام الإفطار لأسرتك أو ساعدي والدتك في إعداده إن لم تكوني متزوجة، وتجنبي الإسراف في الطعام؛ فالله لا يجب المسرفين، ورمضان شهر عبادة وزهد، وليس شهر طعام، ويمكنك استثمار وقتك في المطبخ بسماع أحد الشرائط الدينية أو الذكر.
* صلاة المغرب ثم الإفطار مع الدعاء المأثور: "اللهم إني لك صمت"، والحذر من الإكثار من الطعام حتى لا يثقل البدن عن العبادة.
* أخذ قسط من الراحة حتى أذان العشاء، والنزول للمسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح ما استطعت، وإلا ففي البيت.
* يمكن أن نخصص يومين في الأسبوع أو ثلاثة، بعد صلاة التراويح، للتزاور وصلة الرحم.
* النوم حتى قبيل الفجر بساعتين، والاستيقاظ لصلاة التهجد والوتر، ثم السحور قبل الفجر بنصف ساعة مثلا، فمن السنة تأخير السحور.
* الاستغفار حتى أذان الفجر.
* وأنصحك بمقاطعة التلفزيون في هذا الشهر الكريم، لتجنب ما أعده شياطين الإنس ليفسدوا على المسلمين عبادتهم، إلا للضرورة كالاطلاع على الأخبار مثلا ومتابعتها، مع الحذر في أن يستدرجنا هذا للجلوس مدة طويلة.(33/109)
* كما أنصحك بشراء مستلزمات العيد من ملابس وغيره قبل دخول العشر الأواخر، وكذلك تنظيف المنزل وغيره من الأعمال التي اعتاد الناس القيام بها قبل الأعياد، حتى لا تستنفذ هذه الأشياء أوقاتنا في العشر الأواخر من رمضان، والتي ينبغي أن نجتهد فيها أكثر في العبادة.
* ولنحذر جميعاً من أن نضيع أوقاتا كثيرة في الولائم والحفلات و"العزومات" ومما اعتاد الناس القيام به في رمضان، وننصح غيرنا بذلك.
* ومن الأعمال الصالحة في رمضان الإكثار من الصدقة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان.
* ومن الجميل في رمضان أن نصل ما انقطع من أرحامنا وأقاربنا وأصدقائنا، ونصلح ذات بيننا، وننقي النفوس والقلوب لتتهيأ لتذوق حلاوة العبادة في هذا الشهر.
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال، ونسأله سبحانه أن يبلغنا وإياك وجميع المسلمين رمضان عاما بعد عام.
ـــــــــــــــــــ
رمضان فرصة لارتداء الحجاب العنوان
السلوكيات الموضوع
أريد أن يكون صيامي على أفضل وجه، هل يمكنني تغطيه شعري أثناء الصيام علما بأنني لست محجبة وأخلعه بعد الإفطار؟ أم أنه كما يقولون لي فإنه لا قيمه لما أفعله؟ السؤال
الأستاذ مسعود صبري المستشار
الرد
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه..آمين
أختي الكريمة:
من الجميل أن تخاف المسلمة على صيامها ألا يتقبل، ولكن أجمل منه أن تسعى لطاعة الله تعالى، وأن تعبد الله تعالى لا أن تعبد رمضان، ولكن أقول لك أختي : قد يكون من اليسير عليك أن ترتدي الحجاب في رمضان، فهذا عمل جيد، تثابين عليه إن شاء الله.
فإن الله سبحانه لا يضيع عمل فاعل الخير، قال تعالى: ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ )، وقال أيضا : (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ..)، فكل من يعمل خيرا يتقبله الله تعالى منه، ما دام خالصا له، حتى لو كان يرتكب بعض الذنوب الأخرى.
ابدئي بارتداء الحجاب في رمضان، ولا تضعي في نيتك أنك ستخلعينه، فإنك لا تدرين، فربما فتح الله عليك، ورزقك الدوام عليه، وقذف حب الحجاب في قلبك، وما ذلك على الله بعزيز، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.(33/110)
أختنا في الله:
أخشى عليك – أطال الله عمرك وأحسن عملك – أن يكون أجلك قد اقترب، فلماذا تقابلين الله تعالى بهذه النية، بل انو خيرا، فإن الله تعالى سييسره لك، فهو سبحانه عند ظن عبده به، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم- : يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، رواه البخاري و مسلم.
وأدعوك بهذه المناسبة أن تقرئي بعض ما كتب عن الحجاب، في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتعرفي: الحكمة الربانية من فرض الحجاب على المرأة المسلمة؟، وكذا لتتعرفي على مواصفات التي يجب ان تتوفر في لباس المسلمة؟، اقرئي بتجرد ووعي وفهم، وأنا على ثقة أنك ستحبينه وتتمسكين به في رمضان وبعد رمضان.
إن تشريع الله تعالى لنا رحمة، فهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا، ولكل تشريع حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها، وما يحرم الله تعالى علينا شيئا إلا لما فيه من الضرر علينا، فيجب علينا ان نحسن الظن بالله، فهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا.
أختي الكريمة:
إن شهر رمضان فرصة للعودة إلى الله بتوبة صادقة، وأخشى أن تكون نيتك في خلع الحجاب بعد رمضان مانعة من خير يسوقه الله تعالى إليك، فتذكري أنك ستقفين أمامه، وأنه سيسألك عن كل صغيرة وكبيرة، فماذا أنت قائلة له؟، ستجدين كل أعمالك مسجلة في كتابك، فأخشى أن تندمي.
فلا تكوني كمن يأتون يقوم القيامة يقولون: (يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، فانو ارتداء الحجاب، حتى لو خلعته بعد رمضان، لكن اجعلي أصل النية أنك سترتدينه لله، لا من أجل بشر ولا من أجل شهر، لا خوفا من نظرة الناس، ولكن طاعة لله، فأنت أمة من إماء الله، وهو الذي خلقك ورزقك وأكرمك بطاعته، فأطيعي سيدك ومولاك، ولا تطيعي خدمه وعبيده ومخلوقاته.
أختنا الفاضلة:
أطيعي مولاك الذي يحب لك الخير، ويرزقك دائما بكل خير، ساعتها لن تهابي أحدا من البشر، لأنك خفت الله، ومن خاف الله، رزقه الله تعالى الأمن في حياته وبعد مماته.
ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك هذه النية الصالحة من ارتداء الحجاب في رمضان، واعلمي أن هذا عمل يفرح الله تعالى به، ولكن فرحي الله في رمضان وفي غير رمضان، وانو أن تكون ملتزمة بأوامر الله، يوفقك الله تعالى في الدنيا والآخرة.
ونرجو أن تتابعينا عبر صفحتنا "الاستشارات الإيمانية" فنحن إخوتك ومعك إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــ(33/111)
برنامج رمضاني للمتزوجين حديثاً العنوان
العبادات الموضوع
السلام عليكم أستاذي الفاضل- أنا متزوجة حديثاً- أرجو أن تدلني على أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم وخاصة منها التي تساعدني على بناء أفضل أسرة يحبها الله ورسوله؟ وشكرا. السؤال
الأستاذ فتحي عبد الستار المستشار
الرد
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الأخت الكريمة/ أم ضياء
يسعدني أن أهنئك بزواجك المبارك، وأسأل الله عز وجل أن يبارك لك في زوجك، وأن يبارك لكما وأن يبارك عليكما وان يجمع بينكما في خير، و شكر الله لك هذه النية الطيبة، في هذا الشهر الفضيل، و وفقك للأعمال التي تحيل هذه النية واقعاً.
ثم أما بعد:
ما دمت متزوجة حديثا، فإن أسرتك تقتصر عليك أنت وزوجك، وعليه فإنني استأذنك أن أقدم لك بعض الأفكار والمقترحات العامة التي يمكن أن يستفيد منها المتزوجون حديثاً:
1- اجلسا سوياً للتخطيط لاستثمار الشهر الكريم، وضعا عدة أهداف تريدان تحقيقها خلال أيامه ولياليه، مثلاً: حضور صلاة التراويح يومياً في المسجد، قراءة جزء من القرآن يومياً، والحفاظ على أذكار الأحوال (الأكل و الشرب والنوم، إلخ)، قراءة كتاب في السيرة طوال الشهر، التصدق بمبلغ معين من المال، صلة أحد الأرحام يوميا أو أسبوعيا،.. إلخ. مع كتابة هذه الأهداف على لوحة وتعلق بمكان ظاهر بالبيت للتذكير والتواصي بها.
2- لا تضيعي الكثير من وقتك في الأعمال المنزلية، وكوني من المقتصدين، ولا تكوني ممن يقضون نهار رمضان في المطبخ، فيضيع عليهم الكثير من الخير.
3- اجتهدي ألا تجعلي التليفزيون يُضَيعُ منك ومن أسرتك الساعات الغالية من شهر رمضان، فلا تستسلمي لمشاهدة كل ما يعرض، غثا كان أم ثمينا، ولا تشاهدي إلا المفيد النافع، فإنك ستُسألين عن وقتك الذي هو في المجموع عمرك.
4- اجتمعي أنت وزوجك على مأدبة القرآن يومياً، واخرجا لصلاة التراويح سوياً.
5- اشحني زوجك بالهمة والعزيمة على عمل الطاعات في هذا الشهر، وذلك ببيان فضله وعظم أجر العمل فيه.
6- استثمري وقت الأعمال المنزلية في سماع بعض الأشرطة المسجل عليها بعض سور القرآن الكريم أو المحاضرات الدينية لمشاهير الدعاة والعلماء، أو أشرطة الأذكار والأدعية.
7- ضعي ضمن أهدافك أن يركز كل منكما على التخلص من عادة ذميمة أو عيب من العيوب خلال الشهر، وتابعي ذلك، مع التشجيع والتحفيز، ويمكنك هنا مثلا أن تقسمي الشهر إلى أربعة أسابيع، وأن تطلقي على كل أسبوع خُلُقَاً معينا، بحيث يكون(33/112)
المستهدف خلال الأسبوع هو تحقيق هذا الخُلُق في أفراد الأسرة، ويمكن مثلا أن يكون الأسبوع الأول: أسبوع الصبر، والثاني: أسبوع الصدق، والثالث: أسبوع التواضع، والرابع: أسبوع السعي لقضاء مصالح الناس، وهكذا، بحيث نتحول إلى التطبيق العملي لمنظومة القيم والأخلاق الإسلامية.
8- من المهم أيضا أن تتدارسا سويا فقه الصيام وأحكامه وسننه وآدابه، فإن هذا مما يصح به صوم المسلم، وحري بنا أن نتعرف على أحكام ديننا، وإن كان الأولى أن يكون ذلك في الأسبوع الأخير من شهر شعبان من كل عام، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
9- تجنب الإطالة في المكالمات الهاتفية، والبعد عن الجلسات المضيعة للوقت، والتي لا طائل من ورائها، وقد تجلب الإثم بغيبة أو نميمة، وأن نقتصر في ذلك على النافع والمطلوب.
10- الحرص على الاجتماع لصلاة ركعتي تهجد في وقت السحر جماعة مع زوجك، ثم يقوم الزوج بالدعاء فيما تبتهلي خلفه إلى الله أن يقبل دعاءكما.
وختاما ؛
هذه بعض الأفكار، وقد يفتح الله عليك بغيرها، أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنك صالح العمل، إنه سبحانه على كل شيء قدير و بالإجابة جدير .. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. وتابعينا بأخباركما أدام الله عليكما الهناء والسرور.
ـــــــــــــــــــ
برنامج رمضاني للعاملين والأطفال العنوان
غذاء الروح الموضوع
يستغرق عملي وقتاً كثيراً. وأريد أن أستثمر وقتي في رمضان، فماذا أفعل؟ وماذا يمكن أن نقدمه في رمضان لأولادنا ؟ أريد برامج عملية يمكن تطبيقها، والاستفادة منها. و جزاكم الله خيرا. السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
يقول الداعية الشيخ أحمد حمود الدبوس- إمام وخطيب مسجد الشيخ أحمد في الكويت:
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قضية (البرمجة الإيمانية) في شهر رمضان الكريم صفة وصبغة ذاتية يهتم بها المسلم لتكون له ذخرا لما بعد رمضان، وأقترح عليك بعض الأعمال المبرمجة في حياة المسلم في يومه:
1) الاستيقاظ قبل الفجر للقيام والاستغفار.
2) الاستعداد لصلاة الفجر في المسجد مع الجماعة، وللأخوات في أول وقتها.
3) الانشغال بعد الصلاة في أذكار الصباح، وتلاوة القرآن الكريم، وبعض التفاسير المبسطة إلى طلوع الشمس، وصلاة الإشراق.(33/113)
4) ممارسة بعض الرياضة البسيطة والحركات العضوية البسيطة التي لا تأخذ زمنا طويلا.
5) انطلاقة رب الأسرة مع أولاده إلى المدرسة، ثم يذهب إلى عمله.
6) الحرص على صلاة الظهر جماعة.
7) العودة بعد صلاة الظهر لأخذ الراحة.
8) الحرص على صلاة العصر في الجماعة، وحضور حلقة العلم.
9) أذكار المساء قبيل المغرب، والاستعداد للإفطار الجماعي أو الأسري.
10) صلاة العشاء في الجماعة، مع المحافظة على صلاة التراويح.
11) تبادل الزيارات مع الأهل والأقارب والأصدقاء والأحبة.
12) الجلسة العائلية قبيل النوم، وتبادل الحب والود؛ للإضفاء على ذلك اليوم التعايش الأسري
13) الحرص على النوم المبكر حتى ولو كان في رمضان، وإن تأخر قليلا.
14) الحرص على البعد عن جميع الآثام الكبيرة والصغيرة منها.
15) متابعة تحقيق الهدف الرئيسي من رمضان لنكون من المتقين.
16) متابعة هذه البرمجة، والحرص عليها، والاجتهاد في تحقيقها، خصوصا بعد رمضان؛ حيث إن الوقت يكون أوسع وأشمل.
17) الحرص على الأعمال التطوعية والتنفلية في أوقات الفراغ.
18) الحرص على البيئات والصحبة النافعة في اغتنام شهر رمضان الكريم.
19) كن حاسما في التعامل مع الوقت، ولا يمنع من شيء من المجاملة، لكن نرجو عدم الإسراف بها.
هذا أخي الحبيب برنامج على عجالة؛ لاغتنام شهر رمضان، والأصل فيه تنظيم الوقت. وبالنسبة للأطفال فيصلح لهم هذا البرنامج الإيماني في رمضان:
1) شرح مبسط لأهمية ركن فرضية رمضان .
2) متابعة الأبناء في الترجمة العملية بالنسبة للصلوات والصيام لهؤلاء الأطفال.
3) تحفيظهم بعض آيات القرآن الكريم.
4) عرض بعض أشرطة الفيديو التي تشرح بعض الأعمال الرمضانية.
5) ربطهم في المؤسسات التربوية والتعليمية في أوقات الفراغ خصوصا في رمضان؛ حتى يتسنى لك اغتنام تلك الفرصة المباركة.
6) تعويدهم وتربيتهم على برنامج الزيارات لصلة الأرحام
7)ترغيبهم وتدريبهم على الصيام ولو بعض اليوم حتى لو كان ساعات.
8) جمعهم على البرنامج القرائي المناسب لمستوياتهم وأعمارهم.
9) إسماعهم بعض الأشرطة الإيمانية المناسبة للعمر، والتي يقوم بها بعض الأطفال.
10) حرصهم على الأشياء المفيدة والعملية خصوصا في شهر رمضان المبارك.
11) الاجتهاد من الأبوين بأن يكونوا قدوة حية وعملية في رمضان.
12) نرجو الاستفادة من ألعاب التسالي المفيدة من خلال أشرطة الفيديو لإشغال فراغهم.
بارك الله فيكم وجعلنا وإياكم ممن يتبعون القول فيتبعون أحسنه.. وتابعنا بأخبارك.(33/114)
ـــــــــــــــــــ
رمضان فرصة للتوبة من الغراميات العنوان
الأخلاق الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته و بعد:
لي صديقة، وأظنكم تعلمون ما أقصد، فأنا أحبها وتحبني وأخرج معها وتخرج معي، وأنال منها ما يمكن أن ينال باسم الصداقة، ولكني أخاف إذا صمت وصليت في شهر رمضان أن أحرم من المغفرة بسبب هذه الصداقة، ففكرت أن أقطع علاقتي بها في شهر رمضان على أن أعود إليها بعد العيد حتى لا يضيع علي الصيام والعبادة، فما رأيكم في ذلك؟
السؤال
فريق الاستشارات الإيمانية المستشار
الرد
يقول الشيخ حامد العطار :
أخي المسلم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،آمين ثم أما بعد:
يقول الله تعالى مبينا صفات عباده المتقين (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 135).
فانظر إلى قوله تعالى: (وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فهذا شرط في التوبة، أن يطلع الله على قلبك فلا يجد فيه إصرارا على المعصية، أما من يطلع الله على قلبه فيجد فيه عزما على أن يعصي بعد الإفطار، أو أن يعصي بعد رمضان، فهو عبد لم يحقق التوبة، وسائر مع الغاوين.
ألا فاعلم أن شهر رمضان فرصة للتخلص من الذنوب ، وفرصة للتخفف من الخطايا، وحط الذنوب، فهو شهر التوبة والمغفرة، والتوبة والأوبة والإنابة إلى رب العالمين.
وقد أرسل الله عز وجل سيدنا جبريل إلى نبيك محمد صلى الله عليه وسلم لمهمة خطيرة. هذه المهمة أن يدعو على طوائف ثلاث، ومن تمام المهمة أن يطلب من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يؤمن على دعائه.
فقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: (صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة، قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين، ثم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين.(33/115)
قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين،قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين).
فليحذر كل من يريد أن يعبث بفتاة ويصادقها من هذا الدعاء، وإلا فليعلم أنه مدعو عليه من زمان وزمان، والداعي هو جبريل، والمؤمن عظيم هذه الأمة سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
إن رمضان فرصة لما هو خير لك، ألست تريد أن تكف عن الحرام في رمضان خوفا من الله وإشفاقا من عذابه وحرصا على سلامة صيامك وعبادتك في هذا الشهر؟، إن معنى هذا أن هذه المعصية تؤرقك، معناه أنك تستشعر خطرها، وتود لو أنك سلمت منها، وتخلصت من آثارها، ولكنك قد سيطر عليك عقلك بأن هذا صعب عليك، ألا فأبشر فإن رمضان فرصة لأن تطلب ممن يقدر أن يعينك على ترك ما لا تقدر، والقدير وعد بالإجابة فلماذا لا تطلب منه العون!!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر". ويقول" ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء".
وختاما؛
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول ..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــــــــ
الوصايا العشر للعودة لخالق البشر العنوان
أمراض القلوب الموضوع
السلام عليكم،،،
لا أدري ما الذي يحدث لي فأنا أتخبط وأنظر إلى نفسي فأرى حالي من سيئ إلى أسوأ، وأشعر بأني بدون قلب نعم بدون قلب. لم أعد أرى طريق العودة إلى الله كما كنت أراه.
كنت عندما أبتعد عن الله, أعود وتكون عودتي بتوبتي ودموعي وخشوعي، ولكن الآن وأنا أبلغ من العمر 26 سنه أرى أني لم أعد أقوى على مواجهة رغباتي؛ فهي تسحبني إلى الهاوية.
لم أعد أصلي منذ فترة بعد أن كنت مواظبا على الصلاة في وقتها ولا أفوّت على نفسي صلاة واحدة، وكنت بمقام الداعي إلى الصلاة لأصدقائي.
ماذا أفعل ليعطيني الله قلبا جديدا أشعر وأحس به بقربي إلى الله؟.. أتوق أن أذهب لعمل العمرة أو الحج ولكني لا أملك المال.. أشعر بأني أحتاج لأن أعود كطفل صغير لأبدأ حياتي من جديد بدون معاص وذنوب, أشعر بأني أريد أن أبكي حالي على ما وصلت إليه من انحطاط.
ما زلت بين الناس أتحلى بالأخلاق وأعطي كل ما لدي لهم ولا أشتم ولا أتلفظ بأي لفظ غير لائق، وأحافظ على المكان الذي أعمل به. خيري للناس وليس لنفسي.(33/116)
ساعدوني أرجوكم فأنا لا أنام، والأرق منذ أشهر وهو يلازمني. أحتاجكم إخواني.. أحتاجكم جميعا.
السؤال
الأستاذ رمضان بديني المستشار
الرد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي عماد، وأهلا بك على صفحات موقعكم إسلام أون لاين، وأهلا بإخواننا من فلسطين أرض العزة والرباط والإيمان، أرض الأبطال الذين باعوا أنفسهم وأرواحهم لله؛ فصاروا رهبانا بالليل فرسانا بالنهار؛ تربوا في مدرسة الحبيب محمد- صلى الله عليه وسلم- فانطبق عليهم قول الله عز وجل: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.
فالله عز وجل إذا علم من العبد صدق التوبة والإيمان فتح أمامه طرق الهداية والعودة إليه؛ فهو القائل -عز وجل-: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ}. وكأني بك الآن تتساءل: "هل معنى ذلك أن الهداية للمؤمنين الطائعين فقط، وأنه لا أمل للعاصي؟" فأقول لك: لا يا أخي، إن المقصود بالآيتين الكريمتين أن هناك نفوسا طيبة بطبيعتها تقبل الهداية وتريد التوبة والعودة بصدق، فإذا علم الله منها ذلك يسر لها طريقة العودة والرجوع إليه، ومهد لها طريق الهدى والرشاد، فإذا استمرت في سيرها في هذا الطريق زادها الله هدى على هداها؛ فأصبحت من الهداة المهديين.
وأراك لا تزال حائرا، وتتساءل: "وما أدراني أن نفسي من هذه النفوس؟ وماذا أفعل حتى يمهد لي الله هذا الطريق؟".
أقول لك: أظن أنك إن شاء الله من هذا الفريق، وها أنت قد وضعت قدمك على أول الطريق؛ فرسالة مثل رسالتك وصدقك فيها لا يخرج إلا عن إنسان أدرك خطأه، وشخّصَ داءه ويسأل عن الدواء، فلا تدري يا أخي كم هزني قولك: "وأشعر بأني بدون قلب.. نعم بدون قلب. لم أعد أرى طريق العودة إلى الله كما كنت أراه".
لا يا أخي، طريق العودة إلى الله موجود، وبابه دائما مفتوح، ويده مبسوطة بالليل ليتوب مسيء النهار ومبسوطة بالنهار ليتوب مسيء الليل، هو أرحم بنا من أمهاتنا ومن أنفسنا، خيره إلينا لا ينقطع مع كثرة معاصينا، وتقربه لنا مع غناه عنا ليس له حدود.
ولكنه -سبحانه وتعالى- تعهد على نفسه أن يأخذ بيد من أراد التوبة والرجوع إليه، وعلامة ذلك مجاهدة النفس وإلجامها بلجام التقوى؛ فقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}؛ فهداية السبيل متوقفة على الأخذ بالأسباب الموصلة لها، وأبرزها مجاهدة النفس وهو المقصود بهذه الآية الكريمة التي نزلت قبل الأمر بجهاد الأعداء.
وأنت -أخي الحبيب- قد وضعت قدمك على أول طريق المجاهدة، وبدأت تخطو فيه بعض الخطوات؛ فلا تتوقف عن السير فيه؛ فأول هذا الطريق الإدراك والشعور بالذنب، ثم يأتي بعد ذلك الاعتراف به مع النفس ومواجهتها به في شجاعة، ثم تلمُّس(33/117)
علاجه والسعي الحثيث له في مظانه، وها أنت قد جئت تطلب العلاج منا، ونسأل الله أن يعيننا على وصفه لك بعد أن وفرت علينا تشخيص الداء..
وبداية لا بد أن تعرف أن الإنسان بطبعه مهيَّأ لطريقين تتنازعه قوتان؛ فهو ترفعه مشاعر الخير إلى السمو، وتهوي به دوافع الشر إلى الحضيض، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}:
فهناك فريق من الناس إذا غلبه شيطانه فضل وهوى، سرعان ذكر الله فأفاق، وتنبهت أسباب الخير في نفسه فأناب، وأسرع بالتوبة، يغسل بها الذنوب والآثام، ولقد علم الله من الإنسان ضعفه فيسر عليه السبيل في جهاده نفسه، وفتح له باب الرجوع على مصراعيه، وناداه في محكم كتابه {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}.
فهذا الفريق سريع الذكر سريع الأوبة والعودة وعده الله المغفرة والمثوبة {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.
وهناك فريق آخر يستهويه الشيطان فينسى من نفسه معنى الروح والإنسان، ويهوي به الحنين إلى معنى الطين الذي خلق منه؛ فإذا ضل فلا سبيل للعودة، وإذا زل فلا طريق للتوبة، وإذا هوي به ذنبه هوي به إلى مكان سحيق، بعد أن كان صراط الله المستقيم واضحا أمامه؛ فهذا يصدق عليه قول الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}.
أخي الحبيب إذا كنت قد قصرت في حق نفسك وربك؛ فكن من الفريق الأول، وانفض عن نفسك غبار الغفلة، وأزح عن عينيك بريق المعاصي الذي يهوي بصاحبه إلى قعر جهنم، وقوِّ في نفسك معنى الإنسان والروح الذي تصير به في منزلة أعلى من الملائكة، وها هو ربك يفتح أمامك أبوابه، فاستعن على الدخول إليها بقصر الأمل وتذكر الموت الذي يأتي بغتة.
وألح على الله تعالى بالدعاء؛ فهو سبحانه القائل في حديثه القدسي: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".
أخي قم الآن بمجرد قراءتك كلماتي هذه، وتوضأ وصل ما فاتك اليوم من صلوات، وقف أمام ربك موقف الخاضع الذليل، متذكرا أنه ربما يأتيك الموت الآن أو بعد لحظات، فسابق الموت قبل أن يسابقك، واستعد له قبل أن يباغتك؛ فهو يأتي بغتة، وحينها لا ينفع نفسا إيمانها.
وتأكد أن العمر لن يرجع بك ولن تعود طفلا صغيرا -كما تتمنى- لتبدأ حياتك بلا ذنوب، ولكن الفرصة ما زالت أمامك فانتهزها، والعمر ما زالت فيه بقية فلا تضيع(33/118)
ولو لحظة واحدة منه، وشمر عن ساعد الجد والاجتهاد، وأرِ ربك من نفسك خيرا، وأكثر من دعائه -عز وجل- أن يهديك السبيل، وأن يرزقك قلبا جديدا تشعر به بقرب الله منك، متمثلا قول الشاعر:
إلهي لا تعذبني فإني *** مقر بالذي قد كان مني
وما لي حيلةٌ إلا رجائي *** وعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في الخطايا *** وأنتَ عليّ ذو فضلٍ ومنِ
إذا فكرتُ في ندمي عليها *** عضضتُ أناملي وقرعتُ سني
أخي، عاهد الله عز وجل على الصدق معه والرجوع إليه، وكن رجلا مع ربك، كن من الذين قال تعالى فيهم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ}. وضع أمام عينيك دائما قول الله تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
وهذه بعض النصائح التي أسأل الله أن تكون معينا لك على العودة إلى ربك:-
* اجتهد أن تستغل شهر رمضان؛ فالنفوس فيه مهيأة للتغيير، والأرض خصبة فسارع برمي بذرة التوبة والأوبة فيها؛ حتى إذا انقضى رمضان وفكت الشياطين من سلاسلها كان لديك من أسلحة التقوى ما تصدهم به.
* ادفع عن نفسك الشعور باليأس والإحباط، وثق في نفسك وأنك رجل ذو عزيمة تستطيع من خلالها كبح جماح الشهوات والغرائز، وأن نفسك الأبية لا تقل شهامة ورجولة مع ربك عن هؤلاء الفتية أبناء بلدك وجيلك الذين باعوا أرواحهم رخيصة فداء لدينهم؛ ففجروها بكل رضا ويقين ليدمروا بها شياطين الإنس والجن.
* للدعاء أثر كبير في التغيير؛ فألح على الله في الدعاء في هذه الأيام المباركة أن يهديك ويردك إلى دينك ردا جميلا، وأوص من تتوسم فيهم الخير بالدعاء لك، دون أن ترح لهم بشيء مما أنت فيه.
* الصحبة الصالحة علاج ناجع للتغيير؛ فابتعد عن صحبتك السيئة، واستبدل بهم أصحابا صالحين من رواد المساجد وألق بنفسك بينهم وتشبث بهم؛ فهم خلاصك مما أنت فيه.
* أنت تحتاج إلى مجاهدة كبيرة للنفس، وستجد صعوبة في البداية ولكن ثق أن هذا في البداية فقط، وبالصبر ستتذوق حلاوة الطاعة، وإذا تذوقتها فلن تتخلى عنها بعد ذلك. ويفيدك في هذا الجانب أن تقرأ في سير الصالحين والعائدين إلى الله، وفي كتب الرقائق.
* إذا دعتك نفسك للمعصية فكرر عيها "الله شاهدي.. الله ناظري.. الله معي"، مستشعرا مراقبة الله لك.
* لا تكثر من الاختلاء بنفسك، واحرص أن تخالط الناس؛ فهذا أدعى لطرد أسباب المعصية عنك.
* احمد الله على تحليك بحسن الخلق بين الناس؛ فهذا سبب لقربك من الحبيب -صلى الله عليه وسلم- والله عز وجل يعفو ويصفح عن الذنوب التي في حقه بمجرد التوبة، ولكن الذنوب التي في حق العباد فلا بد من استسماح أهلها.(33/119)
* أكثر من ذكر هادم اللذات فهو يأتي بغتة، وحين يأتي لا تنفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
* وأخيراً؛ أحضر قلما وثلاث ورقات واجلس مع نفسك جلسة صدق ومصارحة كالتالي:-
- في الورقة الأولى اكتب بعض نعم الله عليك التي لا تحصى، ثم اختر نعمة منها -ولتكن نعمة البصر مثلا- وفكر كيف تشكر الله عليها، وتخيل حالك إذا سلبها الله منك، واسأل نفسك: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟".
- في الورقة الثانية اكتب الذنوب التي تقترفها بادئا بأخطرها، ثم اختر أولها وتفكر في حالك وأنت تقترفه، ونظرة الله لك، وماذا لو اطلع عليك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم - الذي تعب لهدايتنا والأخذ بأيدينا من الظلمات إلى النور- وأنت على هذه الحال؟. وتخيل أن ملك الموت فوق رأسك الآن ليقبض روحك؛ فهل ترضى أن تقابل ربك وأنت في هذه الحال؟ ثم عاهد نفسك وربك على التخلي عن هذه الذنوب بادئا بأخطرها، وحدد لنفسك مكافأة على كل ذنب تتركه، وعقوبة على كل ذنب تأتيه مرة أخرى، على أن تضاعف هذه العقوبة مع تكرار الذنب نفسه.
- في الورقة الثالثة اكتب الطاعات والفرائض التي تفرط فيها، بادئا بأهمها، ثم تفكر في الأجر والثواب الذي فاتك لتضييعك كل فريضة، وتفكر في العقوبة التي تنتظرك إذا أصررت على تضييعها؛ فمثلا اختلف العلماء في تارك الصلاة تكاسلا بين تكفيره وتفسيقه، وفي كلتا الحالتين حده القتل إن لم يرجع إليها؛ فهل ترضى لنفسك أن يكون دينك بين التكفير والتفسيق؟ ثم ابدأ بأداء الفرائض مستخدما مع نفسك الثواب والعقاب.
وفي النهاية؛
أخي الكريم أسأل الله لنا ولك الهداية والرشاد، وأن يردنا إلى ديننا ردا جميلا، وأسألك دعوة صالحة بظهر الغيب يكفر الله بها عنا ما كان من تقصير، وأن لا تبخل علينا بمتابعة تطورات حالتك. وتقبل الله منا ومنكم.
ـــــــــــــــــــ
أظن بالله الظنون العنوان
العقيدة الموضوع
إلى الأستاذ جمال عبد الناصر، أرجو الرد على هذا السؤال هذا الأسبوع..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا سؤالي قد يكون غريبًا بعض الشيء. فأنا في فترة من الفترات كانت تأتيني أفكار وتهيؤات قبيحة عن الله ورسوله وآل بيته، ثم ذهبت وجئت بعد ذلك في فترة مظلمة مضت كنت أشاهد الأفلام القبيحة، وأفعل العادة السرية فكانت تأتيني هذه الوساوس عن (الرسول وآل بيته).
أسأل حضرتكم لخوفي من ذلك: هل إيماني قوي لدرجة أن التهيؤات والوساوس القبيحة جدا والتي لن ولم تتخيلها يا أستاذ، كانت تأتيني وأنا في وقت المعصية ومن المفترض أنها تأتي في وقت الصلاة أو وقت قراءة القرآن، لكن الذي يقلقني هي أنها كانت تأتي وأنا (في عز المعصية).. كيف ذلك وأقولها ثانية، إنك يا أستاذ جمال لن(33/120)
تتخيل مدى وقاحتها، وهل هي وساوس من الشيطان أم من نفسي التي تفعل ذلك؟ اللهم اغفر لي واعف عني.
السؤال
الأستاذ جمال عبد الناصر المستشار
الرد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلله فلا هادي له، وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده أما بعد..
أخي الحبيب أحمد، أشكرك جدا على أن خصصتني بالرد على استشارتك سائلا المولى جل وعلا أن يجعلني عند حسن ظنك، ويعينني على إجابتك إجابة شافية كافية..
هون عليك أخي الكريم، فتلك وساوس الشيطان الرجيم {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المجادلة: 10]، ويقول سبحانه: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] ويتلخص ردي عليك في النقاط التالية:
1. وسائل التغلب على الوساوس الشيطانية.
2. شغل وقت الفراغ.
3. المسارعة بالتوبة.
أولا: الوساوس والإيمان:
الوسوسة أمر يرد على الإنسان من لدن الشيطان ليضله عن سبيل الله، وقد حدثنا القرآن عن ذلك حيث قال سبحانه: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا} [الأعراف: 20].. وقال جلا وعلا: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى} [طه: 120].. [طالع الملف التالي: وساوس الإيمان الشائكة]
وقال سبحانه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس].
وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الشكوك والوساوس الشيطانية فقال: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" (رواه البخاري ومسلم).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسوله" (رواه أحمد والطبراني، والألباني في صحيح الجامع).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك الناس يتساءلون، حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك؛ فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم(33/121)
يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً، وليستعذ من الشيطان" (رواه أحمد، وصححه الألباني).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من وجد من هذا الوسواس، فليقل: آمنا بالله ورسوله ثلاثاً فإن ذلك يذهب عنه" (رواه أحمد وصححه العلامة الألباني).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا: "ما منكم من أحد إلا وقد وكّل به قرين من الجنّ وقرين من الملائكة" قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا، إلا أنّ الله قد أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير".
وصدق من قال:
إني ابتليت بأربع ما سلطوا **** إلا لشدة شقوتي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى **** كيف الخلاص وكلهم أعدائي
ثانيا: وسائل التغلب على الوساوس الشيطانية:
لا بد أن يدفع الإنسان الوساوس والشكوك بالتفكر في مخلوقات الله ونعمه، وقد أمرنا سبحانه وتعالى أن نتفكر في خلقه وذلك في آيات كثيرة منها: قوله تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إلى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} سورة [الغاشية: 17]..
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إلى ثَمَرِهِ إذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 99].
وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 185]..
وقوله تعالى: {فَانْظُرْ إلى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 50].. وقوله تعالى {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إلى طَعَامِهِ} [عبس: 24].
وهناك الكثير والكثير من الآيات الكريمة التي تتحدث عن قدرة الخالق، جل وعلا، وبديع صنعه.
ولا ينبغي التفكر في ذات الله؛ لأن التفكر في ذات الله قد يقود الإنسان إلى الشك وهذا الأمر من وساوس الشيطان ومن إضلاله للمؤمن ليخرجه من الإيمان إلى الكفر والعياذ بالله.
ولن يستطيع الإنسان بعقله المحدود أن يعرف قدر الله سبحانه وتعالى، قال جل جلاله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} [البقرة: 255]. وقال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110]. وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11]. طالع المشكلات المشابهة التالية:
* في ذهني.. "رسوم مسيئة" !!
* شيطاني.. على سجادة الصلاة
* تنتابه وساوس شيطانية في الذات الإلهية !!
* حيران.. وساوس نفسٍ أم شيطان؟(33/122)
* كيف أنجو من الوساوس ؟
* الوساوس أفقدتني لذة العبادة
وعلى من أصيب بتلك الوساوس اتباع الآتي:
1- أن يقول إذا انتابته هذه الخواطر: آمنت بالله ورسوله.
2- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيقول مثلاً: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه).
3- أن يتفل عن يساره ثلاثاً.
4- أن ينتهي عما هو فيه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ولينته)، وهذه وسيلة مهمة؛ فإن الاستطراد مع الشيطان في هذه الوساوس يزيد نارها اشتعالاً وضراماً، والواجب أن يقطع المسلم هذه الخواطر بقدر المستطاع، وأن يشغل ذهنه بالمفيد النافع.
5- أن يقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) فإن فيها ذكر صفات الرحمن، ولذلك كانت تعدل ثلث القرآن، وقراءة هذه السورة العظيمة وتدبرها كفيل بقطع هذه الوساوس.
6- أن يتفكر الإنسان في خلق الله، وفي نعم الله، ولا يتفكر في ذات الله، لأنه لن يصل بعقله القاصر إلى تصور ذات الله، قال تعالى:{وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} انتهى.
7- البعد عن الوحدة ولزوم الجماعة والمحافظة على الوضوء دائما، وشهود الجمع والجماعات.
8- أن يكون اللسان رطبا بذكر الله دائما، واسمع لقوله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إذا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أو تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أو نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الزخرف: 36-43].
والمطلوب من المسلم أن يتفكر في مخلوقات الله عز وجل وآلائه وألا يتفكر في ذات الله لأن التفكير في ذات الله من المضلات والعياذ بالله.
ثالثا: المسارعة بالتوبة:
أما عن اقترافك المعاصي والذنوب فسارع بالتوبة، وأبشر بكل خير فالله عز وجل يفرح بالتائبين المعترفين بذنوبهم والنادمين على معاصيهم، المهم أن تصح عقيدتك في الله، ولا تشرك به شيئا، فالله عز وجل هو القائل فيما بلغه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" (الحديث أخرجه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني)، وقال صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (أخرجه الترمذي).
والله عز وجل هو القائل في قرآنه: "إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ" [النساء: 48]، إن الله عز وجل واسع المغفرة، وقد فتح باب التوبة على(33/123)
مصراعيه أمام المخطئين المذنبين، فقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ} [الزمر: 53-54].
ثم إن ندمك على ما كان منك أول خطوة على طريق التوبة، روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر منه" (رواه الحاكم)، وحيث قد ندمت فاعزم العزم الأكيد على ألا تعود إلى زلاتك أبدا فإنك إذا صممت على عدم العودة إلى الذنب، أغلقت على النفس أبواب الهوى والشيطان.
وللتوبة من العادة السرية، يمكنك مطالعة البرامج الإيمانية التالية:
* تبت عن "العادة".. فسترني ليلة الزفاف
* حلول إيمانية للتوبة من العادة السرية
* وصفة عملية لعلاج العادة السرية
* "الاستمناء"..الحل بالزواج أو "الاستعلاء"
رابعا: شغل وقت الفراغ:
لا بد من شغل وقت الفراغ، وعدم ترك النفس نهبا للفراغ، فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتْكَ بالباطل؛ ولذا يقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لرجل، وهو يعظه: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
فاشغل نفسك بطاعة الله، وعليك بالاجتهاد في العبادة، فاقرأ القرآن واجعل لك وردا تقرؤه كل يوم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، "يقال لقارئ القرآن .. اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا"، ويقول الله تبارك وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} فبذلك تنتصر على أعدائك الحقيقيين.
وعليك أن تحضر دروس العلم، وتسمع الشرائط والخطب الدينية، واقرأ الكتب المفيدة التي تثقل مواهبك وتنمي ثقافتك، ولا تحرم نفسك من هذا الخير الكثير، ولا تُعرض عن ذكر الله فتشق {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} فصلِّ لله بالليل، واقرأ القرآن، وأكثر من الدعاء فسيفرج الله كربك إن شاء الله.. وعندما تأنس بمعية الله تعالى تشعر بسعادة لا تعدلها سعادة.
نصيحتي لك أيها الأخ أن تتقي الله في عمرك، فكل يوم تطلع شمسه في هذه الدنيا ينادي ابن آدم بقوله: "أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فإني لن أعود إلى يوم القيامة"!. [طالع: كيف أستثمر أوقات فراغي في الطاعة؟]
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ". ويقول: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالمًا ومتعلمًا".(33/124)
فاشغل نفسك بالعلم أخي في الله واستعن بالله ولا تعجز، وصل رحمك وأعط كل ذي حق حقه، وحاول أن تفرغ وقتًا ولو قليلا، حاول أن تحضر درسا، أو تسمع محاضرة إلخ.
وأخيرا.. أقول لك أخي أحمد: تابعنا بأخبارك سائلين الله لنا ولك التوفيق والتيسير، وأن يعننا على البر والتقوى وعمل ما يرضى، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــ
العفة ليست "مجرد" غشاء البكارة العنوان
الأخلاق الموضوع
أنا فتاة لم يسبق لي الزواج من قبل، جادة، مستقيمة، ولله الحمد، أصلي، وأؤدي فروض الله تعالى، ولكنني أخطأت مع نفسي خطأ شديداً، وأنا أعلم أنني مخطئة في حق نفسي، قبل غيري.
أنا لا أبرر خطيئتي سيدي ولكن ظروف حياتي كانت مقفلة، وأقسم لك أنني ما خرجت في يوم من الأيام مع شاب بمفردنا، أو عملت علاقة من أي نوع مع أحد، وهذه هي المشكلة.
فأنا كأي فتاة، ترغب في الارتباط بالإنسان الذي يكون شريك حياتها، وتطلب الاستقرار كمثل أي فتاة محترمة، ولكن إرادة الله كانت أقوى فبالفعل تقدم لي الكثير، ولكن سبحان الله الموضوع لم يكتمل سواءً من ناحيتي أو من ناحية الطرف الآخر، إلى أن بلغ بي السن 37 عاماً ولم أتزوج.
المشكلة في هذا الموضوع أني للأسف كنت أمارس العادة السرية مع نفسي، حتى فقدت عذريتي !، سيدي صدقني أنا استغفرت ربى كثيراً لهذا، حتى أنني عملت عمرة لأكفر عن هذه الخطيئة.
ولكن بالله عليك قبل أن تصدر حكمك علىّ تذكر ما ذكرته من قبل، وأنني إنسانة تحتاج إلى الحب والحنان والعاطفة، رغم أنى أقيم الليل وأستغفر ربي كثيراً وأدعوه لكي يأخذ بيدي، وأن يكرمني بالزوج الذي يغيثني مما أنا فيه، ومع ذلك سبحان الله ربي، لم يستجيب لىّ، بالله عليك، قل ليّ ما هو الطريق أو الحل لكي أستريح؟
السؤال
الشيخ سمير حشيش المستشار
الرد
أختي الكريمة:
إن الإيمان بالله ليس كلمة نقولها، فما أكثر المدعين، لكن الإيمان شعور وسلوك، شعور يخالط الوجدان ويصل أعماق أعماق القلب، وسلوك يترجم هذا الشعور ولا يتنافر مع مقتضاه.
والإيمان كذلك علاقة بين العبد وربه، وطبيعة هذه العلاقة يحكمها العبد بما يعتقد في ربه، فالله تكفل بأن يكون عند ظن عبده فيه، فما ظنك بربك يا أختاه.(33/125)
أختي الكريمة، سألتني عن الحل لكي تستريحي. والحل قد أدلك عليه بما فتح الله عليّ، أما الراحة فليست مما أقدر عليه، بل هي في يدك أنت.. نعم، يدك أنت لا أحد غيرك.
والحل هو أن تصححي عقيدتك في ربك الكريم الذي خلقك وهو أرحم بك، وقد تسألين: أصحح عقيدتي؟!! وهل أنا والعياذ بالله أشركت؟ بل على العكس فأنا- كما تقولين أنت في رسالتك- ( جادة مستقيمة ولله الحمد أصلي وأؤدي فروض الله تعالى ).
وأقول: ما الصلاة عنيتُ، ولا الفروض قصدتُ، ولكني أقصد ما اعتقدته أنت في الله- عز وجل- فإنني رأيت في ثنايا كلامك بعض ما يستوجب التصحيح في طبيعة علاقتك مع الله.
ولتكوني واسعة الصدر قابلة للنقد- إذ إني والله ما قصدت به إلا وجه الله، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت- ومن يدري لعل كلمة يصلح الله بها شأنا تحاجج عني أمام ربي.
أختي، تقولين: ( أنا لا أبرر خطيئتي سيدي ولكن ظروف حياتي كانت مقفلة حيث إنني أقسم لك إنني عمري في يوم ما خرجت مع شاب لوحدنا أو عملت علاقات مع أحد وهذه هي المشكلة ).
وأقول: هل تشعرين بالندم أنك لم تخرجي يوما مع شاب أو تعملي علاقة مع أحد؟! وإني والله أربأ بك عن هذا، فلمَ تجعلين هذه مشكلة مع أن هذا هو الأصل في المؤمنة التقية النقية الطاهرة الحرة العفيفة.
أختي، أخشى أن يلقي الشيطان في روعك أنك كنت مخطئة حين اتقيت الله؟.. أو يجعلك تندمين على حرام تركتِه لله عز وجل، أو يحدثك بأنه كان عليك أن تعيشي كغيرك من الفتيات غير الملتزمات بتعاليم الله فقد تزوجن وحصلن على متع الدنيا.
فلتحذري يا أختاه من خطوات الشيطان هذه، فما عند الله هو خير وأبقى، ولتعلمي أن ما أصابك إنما هو فتنة وابتلاء من الله لك بشيء من الحرمان- لعل فيه الخير لك، بل هو كذلك عند المؤمن- فلا تندمي على فعل قصدت به يوما وجه الله، ولا تربطي بين ورعك عن الحرام أيام الصبا بما أصابك من الحرمان، فكل شيء بقدر الله السابق في الأزل.
أختي، هذه هي العقيدة التي قصدتُ: كيف ترين قضاء الله لك بما يسرك أو يسوؤك.. المؤمن يا أختاه يرى قضاء الله خيرا، ويؤمن أن الله أدرى بما هو أصلح له، وأنه ييسر له ما يحفظ عليه دينه وآخرته، حتى لو كان ظاهره فساد دنياه، {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}.[آية 38 من سورة التوبة].
لذلك يوصي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: {إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله تعالى}، فهل تؤمنين بأن الخير في التقوى مهما كانت عواقبها مما قدر الله، وهل توطنين نفسك على ألا تطلبي الرزق إلا بالحلال مهما تأخر عليك.(33/126)
وما يدريك أختاه، لعل الله حفظ لك دينك بما ترينه أنت حرمانا، فما رأيك لو رزقت بزوج حملك على ما لا يرضي الله، وأرهقك طغيانا وظلما وفسقا.. أليست الحياة منفردة محفوظا عليك إيمانك بالله خيرا من حياة في ظل زوج قد يحملك على ما لا تحمد عقباه فتخسرين معه دينك ودنياك وآخرتك.
هل قرأت قصة الرجل الصالح -الخضر عليه السلام- مع سيدنا موسى عليه السلام، وهذا الرجل إنما يمثل قدر الله الذي لا ندرك نحن أبعاده. فما كنت تصنعين لو أنك في موضع أصحاب السفينة، أو أنك في موضع أم الغلام الذي قتل دون جريرة فعلها، أما كنت تحزنين؟.. لكن حين تعلمين سبب هذا البلاء والذي أوضحه الله في سورة الكهف تدركين تماما أن الله ما أراد إلا الخير.
فاتقي الله أختاه، وارضي بما قضى لك؛ ففيه الخير لو أنك تعلمين. ولا تندمي يوما على أمر فعلته أو أمر تركته وقصدت به وجه الله؛ فهو- والله- الخير وإن كانت عاقبته في الدنيا حرمانا.
جانب آخر من جوانب العقيدة -التي عنيتُ- لا بد فيه من أن تراجعي نفسك وهو المتعلق باستجابة الدعاء، حيث تقولين:( وأستغفر ربى كثيرا وأدعوه لكي يأخذ بيدي وأن يكرمني بالزوج الذي يغيثني مما أنا فيه ومع ذلك سبحان الله ربى لم يستجب إلي ).
وأقول: أظنُّك بربك أنه لا يستجيب؟! فلن يستجيب إذن.. ألم يقل في حديثه القدسي {أنا عند ظن عبدي بي، فليظن عبدي ما شاء}.. يا أختاه، ظني بربك خيرا يكن لك خيرا إن شاء الله.
من أدراك أن الله لا يستجيب دعاءك؟ ألا تعلمين أن الله يستجيب الدعاء على صور ثلاث-كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: الأولى أن يعجل لك بما تطلبين منه، والثانية أن يصرف عنك من الشر بقدر دعائك، والثالثة أن يدخر لك دعاءك هذا إلى يوم القيامة.
وظاهر- يا أختاه- أن الصورة الثانية والثالثة قد لا يراها الواحد منا، وربما ظن أن الله لم يستجب دعاءه لأنه لا يرى ما دفعه الله عنه من الشر أو ما ادخره الله له إلى يوم القيامة من الخير.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {يستجاب للمرء ما لم يعجل}، قيل كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: {يقول دعوت فلم يستجب لي}، فاحذري أن تكوني من هؤلاء الذين يعجلون على الله؛ فإن الله لا يعجل لعجلة أحد، ولتثقي في استجابة الله لك، ولكن قد يستجاب الدعاء ولا ندري نحن كما بينت لك آنفا.
وظن المؤمن بالله دائما أنه لا يتخلى عنه، وأنه يلبي نداءه إن ناداه، وإن أخر طلبه منه فلِمَا هو خير وأبقى للعبد إن شاء الله، وهكذا يجب أن تكوني.
أما ما تفعلينه من ممارسة العادة السرية؛ فأنا يا أختاه لست حاكما على البشر لتلفتي نظري إلى احتياجك للحب والحنان قبل أن أحكم عليك؛ فالله رقيبك وحسيبك وهو أحكم الحاكمين.
وقبل أن تعتذري إليّ أو إلى أي بشر كائنا من كان هو فلتقدمي عذرك لله أولا؛ فهو المحاسب وهو المعاقب وهو المتجاوز عن عباده برحمته وفضله.(33/127)
وأظن أن ما أثقل عليك الهم هو فقدانك عذريتك، فمنذ زمن -كما تقولين أنت في رسالتك- وأنت تمارسين هذه العادة، ولم تؤرقك إلا الآن بعد أن فقدتِ ما تعتبره الفتاة رمز الشرف والعفة لديها. أفلا استقبحت هذا الفعل وقد كان زمام الأمر في يديك، أفلا فكرت فيما تصنعين قبل أن يقع المحظور، أفلا صبرت على القضاء محتسبة ما تلاقينه من عنت عند الله.
ومع ذلك فإني أرى أن قضية العفة ليست في مجرد غشاء بكارة، فليس وجوده أو عدمه جازما بعفة أو انحلال الفتاة، فكم من فتاة منحلة تفعل ما يحلو لها من المحرمات إلا أنها تحافظ على هذا الرمز، فترتكب من الفاحشة ما تشاء إلى الحد الذي لا يزول معه غشاؤها، أو يزول ثم تقوم برتقه عند طبيب معدوم الضمير، لأنه بفعله هذا يساهم في نشر الانحلال.
وعلى العكس، فكم من فتاة شريفة عفيفة تفقد غشاءها لحادثٍ ما، من صدمة قوية أو حيضة قوية أو عملية جراحية إلى آخر ذلك من أسباب، وفي مثل هذه الحالة إن رأت تفهُّم المحيطين لما حدث فبها ونعمت، وإلا فهي مضطرة لستر نفسها برتق الغشاء عند طبيب مؤتمن، والله أعلم.
ويجب حين تناقشين الأمر أن تنظري للحرام والحلال فيه، وقد اختلف الفقهاء كثيرا حول العادة السرية ما بين تحريم وإباحة، وأميل شخصيا إلى القول بحرمة هذه العادة في أصلها إلا أن يضطر الإنسان إليها لدفع فتنة عن نفسه أو غلبة شهوة عليها فتدخل حينئذ في دائرة المباح، والله أعلم.
وأخيرا أدعو الله العلي القدير أن يرضيك بقضائه، وأن يرزقك الصبر على ابتلائه، وأن يبصرك بطريق الهدى ويعينك عليه، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على دينك ودنياك، وأن يعم بنات المسلمين جميعا بهذا الدعاء.
ـــــــــــــــــــ
أريد العودة لله ..فهل يقبلني؟ العنوان
غذاء الروح الموضوع
كيف السبيل إلى الله مرة أخرى؟، فأنا بعيدة جداً، وقلبي يعتصر من شدة الألم لحالي السيئ، لكني أتمنى العودة، وأشعر أن هناك شيئا يكبلني، أتوق إلى الله بعد طول غياب. أتمنى منه المغفرة؟، وأن يردني إليه رداً جميلاً؛ لكن لا أعرف كيف؟ السؤال
الأستاذ مسعود صبري المستشار
الرد
الأخت الفاضلة:
كم فرحت حين قرأت رسالتك، ورأيت فيها صدق النية في العودة إلى الله تعالى، وهذا أول الطريق. ولكن دعيني أسألك: إن كنت أنا الذي لا أعرفك؛ وقد فرحت بعزمك على التوبة. فكيف بفرح ربنا سبحانه وتعالى بتوبتك إليه، وهو سيدك وخالقك؛ مع كونه الغني عنا جميعا.
يقول تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ }(فاطر: 15-17). لأول مرة(33/128)