إنني لا أدري كيف أصف مشاعري الفياضة، وأنا أراهم يتسابقون على اغتنام أوقاتهم والاستفادة من قدراتهم، وقد أصبح لكل واحد منهم همة شماء وهدفا ساميا، ونهما إلى المعرفة والعلم، ونحن الذين نغتال كل برعم تأمل يتفتق في صدور أطفالنا، ببرامج تافهة وألعاب جامدة، وصخب وضوضاء، وغفلة عن إدراك قيمة الزمن.
أسأل الله تعالى، أن يصلح ذرياتنا، وأن ينفعهم وينفع بهم، ويجعلهم مغاليق للشر مفاتيح للخير، مباركين أينما كانوا، اللهم آمين..
ـــــــــــــــــــ
ماذا أعددتِ للفطور؟
غادة عبد العزيز 23/9/1424
17/11/2003
"ماذا سأعد للفطور؟"
لا شك أن هذا السؤال يرد على ذهن كل ربة منزل في رمضان، فتجد الحيرة في اختيار طبق من جعبة مليئة بوصفات الطعام الشهية، وترى التردد في تعيين المشروبات والحلويات والمعجنات والمقليات التي ستكون على السفرة اليوم!
حسنا.. ما رأيك يا ربة المنزل العزيزة أن نكون في ضيافتك اليوم، فندلف إلى مطبخك، ونسعد بصحبتك، ونعاونك اليوم في إعداد وجبة فطور شهية، عامرة بالفوائد الإيمانية والاجتماعية والصحية، نشير عليك ببعض نصائح، وندلك إلى فوائد وقيم، وننبهك إلى شيء من الأخطاء، فهلا دعوتنا؟!
* • جميل ما صنعت أول دخولك إلى المطبخ، من ترتيب السفرة وتجهيز الأطباق والكؤوس قبل صنع الطعام، لئلا يضيق بك الوقت قبيل الغروب عن ذلك، فتضيعين ساعة دعوة مستجابة.
هل تودين سماع قصة رائعة عن الحرص على الوقت وحسن تدبيره واغتنامه؟ لقد لفتت نظري وقارنت كثيرا بين صنيع هذا الصالح وصنيع نسائنا في رمضان اليوم!
يقول أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله عن نفسه: "وأنا أقصِّر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة أو تسطير فائدة لم أدركها" (1).
هذا وهو في أوقات العام، فما بالك بشهر رمضان.. حيث تضاعف فيه الحسنات ويتسابق المؤمنون إلى ارتقاء الدرجات؟! إنك ترين يا عزيزتي كيف تضيع بعض النساء وقتها الثمين جدا في رمضان، في إعداد فطائر صغيرة بالكاد ترى، أو طبق من الحلوى ذي طبقات كثيرة، بعضها فوق بعض، رغم أن الحاجة لذلك لا تعدو ترفا، فتبعثر ساعات طوال في صنع أطباق تأخذ وقتا وجهدا، ولو أنها أحسنت تدبير وقتها وعلمت بحق ثمين زمنها، لاختارت من شهي الأطباق الكثيرة، طبقا عالي القيمة الغذائية لذيذ الطعم مختصر الوقت في إعداده، فكم يعتصر القلب الأسى وهو يقارن بين هذا الحال، وحال من يختار سف الكعك على مضغ الخبز، اغتناما لوقته!
ولا يخفى عليك عزيزتي حال بعض النساء المدبرات، ممن أنعم الله عليهن بوجود جهاز تجميد الطعام في بيوتهن، فترينهن في أيام شعبان الأخيرة، يصنعن كميات مباركة من الطعام الذي يحتفظ بنكهته ولذيذ طعمه في جهاز التجميد، لئلا يضيع(31/210)
عليها وقت رمضان الفاضل في العجن والفرد والحشو والخبز، كما أن من النساء من تستغل فترة ما بعد التراويح، في جلسة عائلية مفعمة بالود والانشراح وتبادل أطراف الحديث مع الأسرة، وترينها جالسة معهم مشاركة فرحهم، بينما تقوم بصنع شيء من الطعام للغد بمعاونة أفراد الأسرة، ثم تقوم بحفظه في جهاز التجميد.
إذن عزيزتي، لا داعي لدخولك المطبخ منذ صلاة الظهر، فتقضين الساعات الطوال في صنع الفطور وتضيعين عليك فرصة للاستزادة من خير أفضل الشهور، وأيام رمضان التي لا تعود، وعليك أن تحاسبي نفسك لتدركي مدى تقصيرك، هل يومك أفضل من أمسك عبادة وتقربا وابتهالا وخشوعا، أم أن طبخك يصبح ألذ وأحلى يوما بعد يوم، بينما يضيع الزمن الفاضل وتتبعثر الساعات الثمينة؟!
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي .
إذن، يمكنك بقليل من النظر والتفكر، وحسن التدبير والاختيار وتنظيم الوقت، صنع الطعام الشهي اللذيذ، في وقت معقول.
* • هل تصدقين يا عزيزتي، أنك بإعدادك للفطور وصنع الطعام، يمكن أن تزيدي في حسناتك وترفعي من درجاتك؟!
أجل، يمكنك أن تجعلي هذا الوقت عبادة عامرة بالثواب المضاعف ، فاحتسابك النية وإخلاصك القصد في خدمة الصائمين، واحتسابك أجر من فطر صائما، وصبرك وتحملك في القيام بحق الزوج والأولاد، وإدخال السرور على مسلم بطعام يحبه ويشتهيه، كل هذه أنهار جارية بالخير تصب في صحائفك.
فعن أنس رضى الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حارٍّ، أكثرنا ظلاً صاحب الكساء، ومنا من يتقى الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" [ أخرجه البخاري]، فما بالك أختي المسلمة، إذا كنت صائمة محتسبة، وقائمة على أفراد أسرتك الصائمين؟!
* • أرى لديك في المطبخ جهاز تسجيل، وهذه فكرة جميلة بحق، حيث يمكنك أثناء صنع الفطور أن تستمعي إلى إذاعة نافعة أو شريط قيم، أو إلى خير من ذلك آيات الله تتلى، وتكونين قد استفدت من وقتك مرتين.
وهناك فكرة أخرى لاغتنام وقتك كذلك، ألا وهي ذكر الله وتسبيحه وتحميده وتكبيره، وقراءة القرآن، فهذا نور لروحك وإشراق لثوابك، وعون لك على خدمة الزوج والأبناء وتقوية لبدنك، به تنافسين السابقين المفردين.
قال عليه الصلاة والسلام : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟" قالوا : بلى، قال : "ذكر الله تعالى"[أخرجه الترمذي من حديث أبي الدرداء].(31/211)
وقال عليه الصلاة والسلام : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" [أخرجه البخاري ومسلم].
وقال عليه الصلاة والسلام: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مئة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ". [أخرجه البخاري ومسلم].
وقال عليه الصلاة والسلام: " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة؟. قال : "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عن ألف خطيئة"[أخرجه مسلم].
وقال عليه الصلاة والسلام : "من صلى علي واحدة، صلى الله عليه عشرًا" [ أخرجه مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم : "من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفر له وإن كان قد فر من الزحف"[ أخرجه أبو داود والترمذي].
- لتعلو همتك! هذه امرأة عاملة نهارًا، وأم لخمسة أبناء، وليس لديها خادمة، تقضي العصر كله في إعداد فطور وليس ثم ألذ من طبخها، وقد ختمت القرآن في رمضان خمس عشرة مرة، حيث كان لسانها لا يزال رطبا بكلام الله، فبارك الله في وقتها وأعانها!
لقد ذكرتني بصنيع أحد السلف، حيث يقول الرقام: سألت عبد الرحمن – يعني ابن أبي حاتم وهو من علماء الحديث الجهابذة!- عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته لأبيه فقال: ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه" (2).
* • إنك كربة منزل راعية في بيتك مسؤولة عن رعيتك، فليكن لديك حصيلة من الثقافة الصحية في حسن رعاية زوجك وصغارك وما يأكلون، لا تفرطي في عادات غذائية سيئة بدعوى حسن الطعم، فلكل امرئ من دهره ما تعودا، وعندما تعودين أسرتك على الغذاء الصحي المتنوع ستجدينهم يحبونه ويفضلونه.
من النصائح الطبية بهذا الشأن، أن يبدأ الصائم فطوره بتمرات، وهذه سنة معروفة وفوائدها ثابتة طبيا، ثم يفضل له تناول سوائل دافئة كالحساء مثلا، وشرب عصير بعض الفواكه، وذلك لتنبيه إفرازات الحويصلة الصفراوية.
ينصح بتجنب الصائم شرب الماء بكميات كبيرة تمتلئ بها معدته في وقت قصير فيخفف بذلك العصارة الهضمية مما لا يجعلها تؤدي عملها بشكل جيد، ويسبب ارتباكا في عملية الهضم.
كما عليك عزيزتي، ألا تدعي للعادات الرمضانية سلطانا على صحة عائلتك، فتكثري من صنع الأطعمة المترعة بالمواد الدهنية كالمقليات، لأن مثل هذه المواد يصعب هضمها في وقت تكون فيه المعدة وبقية الجهاز الهضمي في حالة استرخاء(31/212)
وكسل، وبعكس المواد الدهنية، فإن المواد النشوية والسكرية يكون هضمها أكثر سرعة، والاستفادة منها سهلة لتزود الجسم بحاجته من الطاقة الحرارية.
لا تنسينك المعجنات والحلويات، وجود المواد البروتينية كاللحوم والطيور والحليب وغيرها على سفرة الفطور، كما تنبهي إلى أهمية الفاكهة والخضروات الطازجة حيث تحتوي على الفيتامينات اللازمة لحيوية الصائمين.
* • ها قد أزفت ساعة الغروب، ونحن نتحلق الآن حول سفرة الفطور أحمد لك أيتها العزيزة فعلك بتجنب الإسراف، فطبق من النشويات والسكريات، وعصير طازج مليء بالفيتامينات، وحساء لذيذ بالبروتينات، هذا كاف جدا، وقد نوعت الفوائد في فطورك ولم تعددي أطباقا لا حاجة إليها ولا نفع فيها.
إن الإسراف هو تجاوز الحاجة المعقولة إلى الزيادة، حتى وإن أكله أفراد أسرتك، ففيه تخمة لبطونهم وتبذيرا لنعم الله وغفلة عن حاجة المساكين والفقراء، واستجابة لشهوات النفس التي لا تنتهي.
وأنت بصنيعك المبارك وتجنبك الإسراف وحسن تدبيرك، قد استجبت لأمر ربك: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) [ الأعراف :31]، وأغظت شيطانك: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) [ الإسراء:27]، وأحسنت إلى صحة أسرتك، وقومت تربية نفسك ونفوس صغارك.
* • وقبيل الآذان بلحظات، للصائم دعوة مستجابة، فجميل أن يعم أفراد الأسرة سكينة وهدوء، إلا من ذكر الله ودعائه ورفع اليدين بإخبات وتضرع إليه، قومي بذلك أمام أسرتك، ليكون تنبيها لزوجك وعادة لصغارك، واحرصي على فراغك خلال هذه اللحظات، بعيدا عن ضوضاء المطبخ وفوضى الترتيب والإعداد، فهي ساعة ثمينة، تحري فيها إجابة الله لدعائك، وأنت صائمة منيبة إلى ربك.
* • ها قد ارتفع صوت الآذان نديا خاشعا، مفعما بالفرحة قلوب الصائمين، فللصائم فرحتان، فرحة بفطره وفرحة يوم يلقى ربه.
لا يلهينكم الأكل عن ترك سنة الترديد خلف المؤذن، فالمؤمن الفطن يحرص في رمضان على جميع أعمال الخير والإتيان بمتنوع السنن أكثر من غيره.
نبهي أسرتك إلى التسمية والذكر المشروع عند الفطور، وليحرصوا على تعجيله اتباعا للسنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" [ أخرجه البخاري ومسلم].
ولا يخفى عليك ما يستحب للصائم أن يبادر بالفطر عليه، فيفطر على رطب كما روي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء" [ أخرجه أبو داود والترمذي].
* • هناك عادة حسنة عند كثير من الأسر، وهي الإفطار على التمر والقهوة كما جرت العادة فحسب بعد الأذان مباشرة، ثم يقوم الرجال إلى المسجد لئلا تفوتهم صلاة الجماعة، ويبادر النساء إلى أحب الأعمال إلى الله الصلاة في أول وقتها.(31/213)
وبعد صلاة المغرب، تكون سفرة الفطور جاهزة، لئلا يصلي المرء وهو متخم المعدة كسلان، وربما ضاعت عليه ركعات أو الصلاة كلها مع الجماعة، فاقترف الخطيئة في شهر الاستزادة من الخير!
* • تأملي يا أختاه في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر، أنه إذا صنع مرقا يزيد في مائها ويعطي جيرانه، واحرصي على طرق باب الخير هذا، فإنه يولجك إلى أبواب خير أخرى كثيرة، كتفطير الصائم، وبر الجار، وإدخال السرور على مسلم، والتكافل والتواد الاجتماعي.
ولا يسعنا في نهاية هذه الضيافة الكريمة، إلا أن تهلج قلوبنا قبل ألسنتنا لك بالشكر يا ربة المنزل العزيزة، ودعواتنا لك بالتوفيق، وأن يتقبل الله منا ومنك صالح الأقوال والأعمال، وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر، وصيام الشهر إيمانا واحتسابا.
1- ذيل طبقات الحنابلة: 1/177.
2- سير أعلام النبلاء 13/251.
ـــــــــــــــــــ
الزوجان في رمضان.. قريبان بعيدان..
نورة محمد 16/9/1424
10/11/2003
تشبه الحياة الزوجية السعيدة خطًا مستقيمًا يسير عليه الإنسان، يعرف وضوحه واستقامته ويسره، فيسلكه براحة واطمئنان.
والزوجة مثلاً، حينما تكون حياتها الزوجية كالطريق المستقيم، تعرف شخصية زوجها وما يحب وما يكره – عمومًا -، ومواعيد نومه واستيقاظه وأكله وعودته من عمله، وطباعه والخطوط العريضة لشخصيته؛ تصبح لديها الحياة سهلة، فلا فوضى في الأوقات، ولا مزاجية في الطباع، ولا اختلال في العادات.
وكذلك الزوج، حين تكون في كنفه زوجة مخلصة محبة، تعرف طباعه وعاداته، وتنظم وقتها من أجل راحته والقيام بحقه، فلا تقصير ولا تداخل ولا فوضى، يكون البيت بالنسبة له عشًّا هانئًا وديعًا، يلقي فيه عن كاهله الهموم، وينير أرجاءه ببسمة رائعة وروح جميلة وأحاديث حلوة بعد يوم كفاح شاق.
لذا، قد يلاحظ الزوجان إرهاق الحياة وشدتها نوعًا ما، لما ينحرف بهم هذا الطريق المستقيم عند سفر مفاجئ، أو مرض أو اهتزاز في الأحوال المادية، أو تغير في نظام النوم والعمل والطعام.
في شهر رمضان المبارك، يكون التغير الأخير، أي تغير مواعيد النوم والعمل، وتغير أصناف الطعام، وتغير شخصية المرء وطباعه وما اعتاد عليه، وهذا أمر شاق يحتاج من الزوجين لجهود مضاعفة تعين على ترتيب الوقت والعادات، والاستفادة من الزمن الثمين دون تقصير في حقوق الله ثم حقوق النفس والزوج والأسرة.
هذه سبع نقاط، مشتركة للزوجين، عسى أن تعينهما على الإمساك بزمام الترتيب واستقامة الدرب في رمضان:
1) لا تزعجيني.. إني صائم!(31/214)
إن من يتلفظ بذلك بنبرة غضب في كل لحظة، لم يعرف بعد المقاصد الجليلة في الصيام، فالصيام ليس لشد الأعصاب وحدة الطباع؛ بل هو لتهذيب النفس وتنقية الروح، وترويض العادات، وتعويد المرء نفسه على ضبط مشاعره والهدوء والاسترخاء، والرقي بالطباع إلى أعلى مستوى من الخلق الطيب والتواضع الجم، وعلى الزوجة كذلك، أن تضبط أعصابها وتمسك لسانها، وتحافظ على هدوئها ورقتها وابتسامتها.
وفي رمضان، حين تختلف الأوقات والطباع، تصبح الأسرة بأمس الحاجة إلى جلسات عائلية بريئة، تدار فيها الأحاديث الطيبة والبسمات الودودة، يتحاور فيها الجميع باحترام ومحبة، فعلى الزوجين أن يحرصا على تخصيص وقت معين – كبعد الإفطار مثلاً – لذلك، مع صغارهما للحديث والأنس.
هل تقبلان التحدي؟ ليكن هذا الشهر بلا مشاكل، مقدمة لشهور وأعوام وأعمار بعده، ففيه تصفد الشياطين وتلين القلوب وتخشع النفوس، فقويا عزائمكما وتفهما أخطاء بعضكما، وتعلما التسامح والعفو واحتواء الخلافات أو الاختلافات على الأصح، بود ويسر وحوار محترم.
2) بركات الطاعة:
لا يخفى على المسلم فضل رمضان ومضاعفة الحسنات فيه، فهو ليس شهرًا للصوم فحسب، بل للعبادة جميعها، للصلاة والذكر والصدقة وحسن الخلق وغير ذلك، فاحرصا أيها الزوجان على جعل كل لحظة فيه نهرًا جاريًا بالحسنات والبركات.
أعينا بعضكما على الطاعة، ليشجع كل زوج شريكه على العبادة بذكر فضلها وحثه عليها، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، تلهب العزائم الفاترة وتعضد القوى الخائرة.
لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تكن كل عبادتكما في المسجد فحسب، ولتجعلا لعشكما الصغير نصيبا من الصلاة والذكر والدعاء والقرآن، والتوجيه والنصح، واحذرا من لصوص الإثم الذين ينشطون في رمضان، بمفطرات النفس من إثارة الغرائز ودمار الأوقات وإماتة الهمم. صفدت شياطين الجن ومردتها فأبوا إلا أن يضاعفوا جهودهم تعويضًا لغياب إخوتهم وأعوانهم، فلا تتساهلا في منحهم ولو بضع دقائق من الوقت الثمين بدعوى الترفيه، فإن للمعصية شؤمًا، ومن آثار الذنوب أنها تصد العبد عن الاستزادة من الطاعات وتكبله عن الاستباق للخيرات، فاختر لنفسك مكانًا.
وأنت أيها الزوج، لا شك أن من حضورك للمسجد خمس مرات يوميًا فوائد تجنيها من العلم والموعظة، فعلم زوجتك وأبناءك، ووجههم وأرشدهم وانفعهم، فهم رعيتك وأنت القائم على إصلاحها ونصحها.
إن ثمرات الطاعة يجنيها المرء في الدنيا قبل الآخرة، رضًا في النفس وسعادةً في القلب، وتيسيرًا للرزق وصلاحًا في الزوجة والذرية، فحري بالزوجين أن يمدا على منزلهما ظلالاً فينانة من العبادة المخلصة والطاعة المباركة.
3) هذه مملكتكما:
لا يعني اختلاف أوقات الطعام والنوم العمل، أن نفلت العنان للفوضى الشديدة في أوقاتنا، فهذه مملكتكما أيها الزوجان، احرصا على تنظيم أوقات الأسرة قدر الإمكان، ولا تسمحا بالسهر وإضاعة الليل هباءً منثورًا، لا يكن النهار كله للنوم بدعوى(31/215)
الصيام والتعب، فهل رأيت تاجرًا يغفل عن زيادة مبيعاته في المواسم المضاعفة، بدعوى الإرهاق والخمول؟!
اختارا الأوقات المناسبة للوجبات الرئيسة، وأخرى لزيارة من ترغبون، ونصيبًا للراحة والجلسات الهادئة، بتنظيم ودقة، محاذرين الفوضى في قضاء اليوم وإضاعته بلا فائدة، سوى إنهاك القوى بنوم وأكل وحياة مضطربة، فلا العبادة أديتموها، ولا حياتكما قمتم بها.
4) تفهما الطباع:
للمرة الأولى رهبة وتوتر، لكن في المرة الثانية، ستعرفين أيتها الزوجة ما يحب زوجك وما يكره، فهو مثلاً لا يحب أن يحادثه أحد بعد عودته من العمل في رمضان، ويفضل النوم بعيدًا عن ضوضاء الصغار، ويحب هذا من أصناف الطعام ويكره ذاك، ويحب وجبة السحور في الساعة كذا والعشاء عند كذا، فقومي بحقه على أكمل وجه، ووفري له قدر إمكانك السعادة والراحة.
وأنت أيها الزوج، لا تنس أن على زوجتك مسؤولية شاقة من العناية بالمنزل والصغار، فلا تصرخ في وجهها بعنف وغلظة إذا ما طلبت منك شيئا للبيت مثلاً، تفهّم أنه منزلكما وحياتكما المشتركة، وإن كان في إحضاره مشقة عليك فأخبرها ذلك بيسر وهدوء.
5) خيركم خيركم لأهله:
من مكملات الرجولة ومحاسن الأخلاق، أن يتواضع الزوج في منزله، فيساعد زوجته في القيام بشؤون البيت وإعداد الوجبات والعناية بالصغار، فبالتعاون تخفف عن كاهلها وتمنحها وقتًا للعبادة والطاعة.
لا تكن أنانيًا، فتعتكف الساعات في قراءة القرآن في عزلة وهدوء، مكلفًا زوجتك بإعداد الفطور لأصدقائك وتنظيف البيت والاعتناء بالصغار؛ بل ساعدها وعاونها ولو بتحمل مسؤولية الأطفال عنها.
وعلى الزوجة ألا ترهق كاهل زوجها بالطلبات الكثيرة من أجل أصناف متنوعة عديدة، تصد النفوس عن تدبر العبادة وتضيع الوقت الثمين في الإعداد؛ بل ليكن شعاركم: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه".
6) علاقاتكما مع الناس:
رمضان فرصة لتقوية أواصر القرابة بين الأسر، وأحق الناس بالصلة والبر هم الوالدان، فليكن من أيامكما في رمضان أيامًا ساطعة بضياء البر، تزوران أو تدعوان فيها الوالدين، وتنعمان معهما بفطور مبارك وحديث مؤنس، وتذاكر للفضائل وتناصح.
تعجبني كثيرًا عادة إحدى الأخوات، فهي تزيد في أيام كثيرة في صنف الفطور، وتبعث به مع التمر إلى الجيران، أو إلى الأخوة والأخوات والأقارب، فتكسب أجر تفطير الصائم وأجر صلة الرحم، وإدخال السرور على مسلم.
7) نسائم رقيقة:
ليتأمل الزوجان في حديث أم سلمة: ("أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبّل وهو صائم " ، وحديث عائشة قالت: ("كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل وهو(31/216)
صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لإربه"، إنه خلق رفيع ورقة طيبة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لمن يملك إربه بتفصيل مذكور في كتب الفقه والحديث..
كم تبدو لمسات لطيفة لا تحمل شهوة أو رغبة فالمرء صائم، لكنها نسائم ود ونظرات حانية وكلمات طيبة، ترف على النفس، فتمنحها المحبة والرضا، وتغسل عن قلبها هموم الحياة ومتاعبها.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاننا سبحانه على شكره وذكره وحسن عبادته.
ـــــــــــــــــــ
ربع قرن من السعادة الزوجية
هدى سعيد 10/9/1424
04/11/2003
الزوج: بمجرد أن يفهم الزوجان ارتباطهما على أنه عبادة وقربة لله يقطعان معظم الطريق إلى الوفاق والسكينة.
أسباب مأزق سنوات الزواج الأولى ورقة «أحب وأكره».. وبيت التحكيم دعامتان للحب الدائم بين الزوجين
الزوجة: "زوجي صديقي، وطاعتي له عبادة" لو قالتها الزوجة لنفسها لصارت أسعد النساء. "لاشيء قبلك سوى الله" هكذا يجب أن تُشعر زوجها في كل تصرفاتها ما أروع أن يكون الفهم والحب سياج الحياة الزوجية، وأن يتعانق نقاء الفطرة والوعي ليصنعا معًا السعادة والوفاق.
السطور التالية خبرة زوجين نسجا حياتهما بخيوط الود؛ لأنهما أدركا أن زواجهما سنة كونية، ورسالة دعوية وفضيلة بشرية، لنقرأ تجربة الأستاذ حسن فتحي الخياط -المدير المالي بإحدى الشركات- بعد 23 عامًا على زواج مازال يفوح منه شذا الود.
الزواج آية وسط الآيات الكونية.
يقول الزوج السعيد: إن الله سبحانه وتعالى ذكر الزواج وسط الآيات الكونية ليلفت نظرنا إلى أننا يجب أن ننظر إليه على أنه آية من آيات الله سبحانه وتعالى، كما ننظر إلى آيات الله من خلق البشر، وخلق السماوات والأرض، ومن النوم والبرق...
لذلك فإن الزواج بالمفهوم الإسلامي ليس مجرد قضاء شهوة، ولكنه أعمق من ذلك، فهو بناء الخلية الأولى في المجتمع الإسلامي، وهو المحضن الطبيعي للنشء القادم فإذا تم بناؤه على أسس سليمة مضبوطة بالضوابط الإسلامية أتى بثمرته الطبيعية والعكس صحيح.
ومن هنا نجد أن الذي يجمع بين الزوجين هو العطاء والتفاهم والالتحام والسكن والرحمة، هو العطاء الذي يبذله كل طرف للطرف الآخر، هو التفاهم بين الاثنين حتى يحب كل واحد ما يحبه الآخر ويكره ما يكرهه، هو الالتحام بين الاثنين حتى لا تكاد تعرف ما يخص الزوج وما يخص الزوجة، فهما نسيج واحد.
هو السكن الذي يجده كل طرف في الطرف الآخر بعد عناء اليوم، هو الرحمة بين الاثنين مصداقًا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «مثل المؤمنين في توادهم(31/217)
وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، فإذا كان هذا الحديث في عموم المؤمنين فهو بين الزوجين أولى.
كيف يحافظ الزوجان على الحب بعد سنوات الزواج الطويلة ومسؤولياته؟
يجيب الأستاذ حسن مؤكدًا أن الأمر بسيط؛ إذ يدوم الحب لسنوات وسنوات، إذا تم بناؤه على الأسس السابق ذكرها، وهنا نجد قدوتنا -صلى الله عليه وسلم- يقدم لنا المثل الراقي في وفائه وحبه للسيدة خديجة، يذكرها دائمًا بالخير، ويثنى عليها، وعلى وقوفها بجواره حين كذبه الناس، ومواساتها بمالها حين حرمه الناس، وحينما يذبح الشاة يقول: اذهبوا ببعضها إلى فلانة فإنها كانت تأتينا أيام خديجة.
فإذا ما تلمسنا هديه -صلى الله عليه وسلم- في وفائه وحبه لزوجاته وعلمنا أن الزواج عبادة «وهو نصف الدين» نثاب عليه «وفي بضع أحدكم صدقة»، «حتى اللقمة يضعها أحدكم في فيِّ زوجته» وإذا تصفحنا سيرة صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكيف كانت الزوجة تتفانى في إرضاء زوجها!، وكيف كان الزوج حريصًا على الرحمة والرأفة بزوجته!، وعلى معاملتها على أنها شريكة حياته.
وإذا ترسم الزوجان خطى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الأخيار الأبرار، وعلمنا منزلة الزواج لدام الحب ينهما لسنوات طويلة، لدام حتى يلتقيا معًا في الجنة.
وسائل غسيل المخ:
ويعدد الزوج «الفاهم» أسباب خلافات السنوات الأولى من الزواج، والتي تقف به أحيانًا على حافة الطلاق، ومن ثم تزيد حالات الطلاق المبكر، ويحصر هذه الأسباب في:
(1) عدم جعل الدين هو الأساس الأول في اختيار الزوج "الزوجة".
(2) عدم البساطة في الزواج، ومحاولة توفير جميع الكماليات والتحسينات في عش الزوجية، ولو أدى ذلك إلى إضافة أعباء مادية قد ترهق الزوج أو تجعله مدينًا.
والذي يبدأ حياته مدينًا سينشغل جزء كبير من تفكيره بهذا الدين، فتتأثر علاقته بزوجته.
(3) تطلع المرأة إلى من هي أعلى منها ماديًا باستمرار ومحاولة محاكاتها وإرهاق الزوج بذلك.
(4) عدم توافر الجو الأسري الذي يجمع بين الزوجين ليناقش كل منهما أحوال الآخر ويستمع إلى مشكلاته.
(5) تمسك كل طرف برأيه وعدم التنازل عنه أو الوصول إلى حل وسط.
(6) تدخل الأهل بمفاهيم خاطئة يبثونها بين الزوجين (مثل القول للمرأة: أنت تعملين مثله فلابد أن يكون لك رأى، ولا تتنازلين عنه، فهو ليس أفضل منك).
(7) خروج المرأة للعمل واحتكاكها بمجتمع اختلط فيه الحق بالباطل فلم تعد المرأة تعلم حقها من واجبها.
(8) بحث كل طرف عن حقه وفي المقابل عدم الالتزام بواجبه.
(9) وسائل الإعلام وما تقوم به من غسيل مخ في العلاقة الزوجية حتى صوّرتها على أنها علاقة ندية بين اثنين، وليست علاقة تكاملية، حتى توهمنا أن الزواج عبارة(31/218)
عن حلقة مصارعة بين طرفين، وكل طرف حريص على أن يحصل على أكبر قدر من المكاسب لصالحه.
- ماذا تحب في زوجتك وتتمنى أن يدوم كي يدوم الحب؟
يبتسم مجيبًا: نظرة الحنان ولغة العيون التي إذا لم يفهمها المتزوجون؛ فلن
يفهموا الحب، الطفولة البريئة في المشاعر والنضج في تحمل المسؤولية، الابتسامة الصافية، والطاعة، وكلمة حاضر، وأحب في زوجتي اهتمامها ببيتي من نظافة ونظام، وحبها لأهلي والاهتمام بهم وترحيبها بقدومهم.
- وينصح زوج (الـ 23عامًا سعادة) كل زوجين ليحصدا ثمار الهناء الزوجي ب:
ـ أن يتذكرا أن الزواج عبادة ورسالة.
ـ أن يتقي كل منهما الله في الآخر.
ـ أن يجلسا سويًا قبل الزواج أو بعده، ويكتب كل واحد منهما ما يحبه وما يكرهه، ثم يتفقا على أن يفعل كل طرف الأشياء التي يحبها الآخر، ويدع الأشياء التي يكرهها.
ـ ألا يتدخل الأهل سواء أهل الزوج أو أهل الزوجة في الخلافات التي تنشأ بينهما مطلقًا.
ـ أن يتفقا على أن يكون هناك بيت من بيوت المسلمين يكون أهل ثقة يرفعان إليه أي خلاف ويكون حكمه نافذًا عليهما.
ـ ألا يبيتا وبينهما خلاف أو مشكلة حتى ينظرا فيه.
ـ أن يتفقا إذا كان هناك مشكلة على الطريقة التي يحبها كل منهما لامتصاص غضبه، هل تترك الزوجة زوجها، ولا ترد عليه؟ أم تتحدث معه في المشكلة في حينها؟ أم تتركه يخرج من البيت حتى يهدأ؟ فلكل زوج طريقة خاصة في امتصاص غضبه وكذلك الزوجة.
ـ ألا يذكر كل طرف لأهله إلا محاسن الطرف الآخر ألا يتحدث معهم عن عيوبه أو سيئاته.
تتقرب إلى الله فيه أما الزوجة التي ستغبطها كل الزوجات، السيدة سناء تقول: إن الصداقة بين الزوجين، تيسر عليهما أشياء كثيرة جدًا وتخفف من حجم أي مشكلة، كما أن حسن طاعة الزوجة لزوجها والعمل على استرضائه دائمًا بالتقرب إليه بفعل الأشياء التي يحبها يجعلها دائمًا حبيبته وصديقته.
وتدعو كل زوجة إلى فهم الطاعة لا على أنها الخنوع والذل للطرف الآخر، بل على أنها عبادة تتقرب بها الزوجة الصالحة إلى ربها -عز وجل- وإذا كانت طباع الزوج سيئة، ولم تعتد عليها الزوجة ففي صبرها على ذلك، ومحاولتها تغيير هذه الطباع أجر تثاب عليه، كما أن لها عظيم الأجر في إشعارها زوجها بأنه أول اهتماماتها في هذه الحياة، وأنها لا تقدم عليه أي شيء آخر سوى الله.
ـــــــــــــــــــ
وفاء .. أمينة
عز الدين فرحات 16/8/1424
12/10/2003(31/219)
أبصرت النور في قرية "موشا" بمحافظة أسيوط في مصر، ونشأت في أسرة كريمة متدينة. والدها على حظ من الوعي والمعرفة ، متديناً وجيهاً في بلده. و أمها امرأة فاضلة متدينة. وكان القراء يرتلون القرآن في دارهم طوال شهر رمضان. وبعد وفاة والدها ، غادرت أسرتها القرية إلى القاهرة واستقرت فيها.
اتصفت بالعديد من الصفات الطيبة، فهي امرأة فاضلة، داعية وأديبة وشاعرة، كانت مهتمة بالأدب، وخاصة في مجال كتابة القصة القصيرة، وقد نشرت عدداً منها في المجلات الأدبية التي كانت تصدر في القاهرة، مثل مجلة "الأديب"، ومجلة "الآداب"، ومجلة "العالم العربي"، وذلك في سنوات 1947م إلى 1954م.
إنها واحدة من الداعيات المجاهدات اللاتي ذكرهن تاريخ الدعوة المعاصرة في مصر بكل خير، وشقيقة الأستاذ محمد قطب والشهيد سيد قطب صاحب "الظلال".
شاركت في الأعمال الدعوية والاجتماعية في بمصر، حيث ساهمت مع كوكبة نسائية في تقديم العون والمساعدة للمعتقلين وأسرهم -وكانوا آلافًا- حيث اعتقلوا في عام 1954م في عهد عبد الناصر، ورفعت شكاوى هؤلاء إلى الجهات المسؤولة.
وكان من نتيجة ذلك أن ولجت المعتقل مع العديد من أفراد أسرتها وظلَّت رهن الاعتقال في السجن الحربي فترة من الزمن ، تلكم هي( أمينة قطب إبراهيم)
ملحمة الوفاء:
إن قصة زواج "أمينة قطب" من الشهيد "كمال السنانيري" نموذج لأروع قصص الوفاء الذي يُحتذى به؛ فقد حُكم عليه بالسجن مدة خمسة وعشرين عامًا مع الأشغال الشاقة المؤبدة تخفيفًا بعد حكم سابق بالإعدام.
وبعد خمس سنوات نقل إلى مستشفي السجن والتقى فيها بالأستاذ "سيد قطب" الذي أرقده المرض وما ذاقه من مآسٍ داخل السجن، وتقدم يطلب يد "أمينة" من شقيقها، وما لبث أن عرض الأمر عليها، وبعد الاستخارة وافقت رغم علمها أن الباقي له في السجن عشرون سنة، ثم زارته في السجن لتراه، ويتم العقد بعد ذلك، وقد بارك هذا الزواج إخوانه بالدعاء، وسخر منه غير الإخوان، وقويت رابطة المودة بينهما رغم بقائه خلف الأسوار، وأخذت تراسله بقصائد شعرية في صورة رسائل تشد من أزره وتقوي عزيمته.
وقد أعطت المثل والقدوة في الصبر على البلاء والفراق والحرمان، ولو أنها طلبت الطلاق لكان من حقها شرعًا وقانونًا، ولكن أبت نفسها ذلك من فرط ورقة مشاعرها، وخوفًا من أن تجمع عليه مصيبتين، وهي الشريكة والسند!.
وفي تلك الأثناء كان قد تمَّ الرباط بينها وبين زوجها كمال السنانيري وهو داخل السجن، وكانت التجربة عميقة مثرية للأحاسيس والخيال والمشاعر. كل ففي زيارة تقوم بها للسجين المجاهد الصلب، تثري خيالها ومشاعرها بألوان الأحاسيس، فتضمنها قصة أو رسالة من رسائلها إليه، أو تضع الأقاصيص في مخابئها حتى يأذن الله بالخروج.
وذات يوم.. حكت "أمينة" لشقيقها "سيد" ما رأته وتكبدته من عناء السفر عند زيارة الزوج الحبيب والشقيق العزيز؛ حيث سافرت من القاهرة إلى جنوب مصر لتصل لسجن "قنا"، وشعر الأستاذ "كمال" بمدى الغبن الذي لحق بها فقال لها: "لقد طال(31/220)
الأمد، وأنا مشفق عليك من هذا العناء، وقد قلت لك في بدء ارتباطنا قد يُفرج عني غدًا، وقد أمضي العشرين سنة الباقية أو ينقضي الأجل، ولا أرضى أن أكون عقبة في طريق سعادتك، ولك مطلق الحرية في أن تتخذي ما ترينه صالحًا في أمر مستقبلك من الآن، واكتبي لي ما يستقر رأيك عليه، والله يوفقك لما فيه الخير".
وحال السجان بينهما دون أن يسمع منها ردًا، ولكن ماذا ينتظر من عروس ذات مروءة وأخلاق عالية؟، ثم جاشت بنفسها الشاعرة الرقيقة معان جمة وصادقة عبرت فيها قائلة: "لقد اخترت يا أملاً أرتقبه طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية، والإصرار على ما تعاهدنا عليه بعقيدة راسخة ويقين دون تردد أو ندم"، فأي امتحان لصدق المودة والحب أكبر من هذا؟!.
وبعد سبعة عشر عامًا من الخطبة الميمونة يتم الزواج، ويسعد العروسان بأحلى أيام العمر، ولم يمهلهما الطغاة، بل فرقوا بين الأحبة في بداية عامهما السادس من الزواج، وقيدوا الحبيب بالسلاسل، وألقوه في سجون الظلم والظلام بهتانًا وزورًا،لاقى فيها ما لاقاه من التعذيب حتى صعدت روحه إلى بارئها تشكو إليه ظلم العباد .
التجربة الشعورية الصادقة
أمينة قطب شاعرة إسلامية عانت الألم الذي يواجه دعاة الإسلام، وكان في أسرتها المعذب والسجين والشهيد، فجاء شعرها صورة لآلامها.. في ديوانها "رسائل إلى شهيد" صرخة استنهاض في وجه من تسميهم بـ"الخانغين" أو "القطيع"، أولئك الذين رضوا بالذلة والهوان.. وفيه مجموعة من القصائد جاءت كأنها رسائل وجهتها إلى الزوج الشهيد، وإلى السائرين على درب الحق رغم أشواك الطريق.. ففي قصيدة "في دجى الحادثات" تصف لقاء كيانين ألّفت بينهما العقيدة ووحَّد بينهما الإحساس المسؤول بثقل الرسالة وجسامتها ليتحركا في صبر الأباة المجاهدين صوب الهدف الذي أملاه الواجب الشرعي، تقول:
أو لم نمضي على الحق معا ... ...
كي يعود الخير للأرض اليباب
نتحدى ظلمات وطغاة ... ...
عبَّدوا الناس بإذلال الرّقاب
أبعدوا الدين سلوكا وحياة ... ...
وأرادوه سطورا في كتاب
فمضينا في طريق شائك ... ...
نتخلى فيه عن كلّ الرّغاب
ونعيش العمر ألوان عناء ... ...
في سجون قد أُعدت للعذاب
كتبت يومًا رسالة لزوجها تعلن أنها اختارت الجهاد، طريق الجنة المحفوف بالأشواك والآلام، وكانت رسائلها لزوجها في السجن غالباً في صورة قصائد شعرية، تعبر(31/221)
فيها عن أروع حياة رفرفت عليها روح المودة والسكينة والوقار، وقد قدمت هذه الأشعار بقولها :
"هذه الرسائل كلها إليك.. كتبتها بعد تلك الليلة، بعد أن غادرت بيتنا ولم تعد.. إنها أول رسائل لن تراها ولن تقرأها، ولن تبعث بعدها برد.. ولكن كتبتها إليك رغم هذا اليقين، فما كنت أملك حبس دموعي، وأنت ترحل عني بلا عودة.
إنها إليك في الدار التي سعيت من أجلها وأدركتها في نهاية المطاف، إنها تهنئة أبعث بها إليك، حتي ألقاك بعد المسير العاني، ووعورة الطريق، إنها لمسة وفاء وعهد على السير مع القافلة التي ما انقطع سيرها على مر الزمان إلى ذلك المرتقى البعيد.
إنها إليك وإلى السائرين على الدرب، رغم أشواك الطريق، فإذا كانت الدموع تخضبها فمعذرة، فقد تركتني وحدي أكمل بقيه المسير.. إنها دموع الفراق، حتى ألقاك عند ذلك المرتقى بإذن الله.. مع قوافل الواصلين.
مراثيها لزوجها:
عرف الأدب العربي مراثي الأزواج لزوجاتهم، وهي تفيض ألمًا وحزنًا على فراق أحبتهم،غير أن رثاء الزوجات لأزواجهن نادر في الشعر العربي، وقد رثت "أمينة قطب" زوجها في أكثر من قصيدة، وكان لها في ذكرى استشهاده من كل عام قصيدة حزينة مؤثرة:
ومن تلك القصائد، ما رثت بها زوجها الشهيد قولها:
ما عدت انتظر الرجوع ولا مواعيد المساء
ما عدت أحفل بالقطار يعود موفور الرجاء
ما عدت انتظر المجيء أو الحديث ولا اللقاء
ما عدت أرقب وقع خطوك مقبلاً بعد انتهاء
وأضيء نور السلم المشتاق يسعد بارتقاء
ما عدت أهرع حين تقبل باسمًا رغم العناء
ـــــــــــــــــــ
بم تخبرين أمك؟
نوره محمد 9/8/1424
05/10/2003
يمكن ببساطة أن نعتبر "مها" امرأة سعيدة في حياتها الزوجية، رغم أن زواجها من "خالد" كان بمثابة التقاء النار والجليد كما يعلق على ذلك من يعرفهما، هو بهدوئه ورزانته وثقله المثير للغيظ أحيانا، وهي بصخبها ونشاطها وحبها العارم للحياة.
تعترف مها أنهما كثيراً ما يتصادمان وتتباين آراؤهما لطباعهما المتفاوتة، لكنهما سعيدان معاً، وقد اعتادت هذا الحال (النار- جليدي) بل وأحبته، لدرجة أنها لا يمكن أن تتخيل حياتهما مستقرة تماماً إذ ستبدو حينذاك رتيبة! ورغم ذلك فهي تحرص كل الحرص على عدم إفشاء أي شيء من ذلك خارج إطار الزوجية، ولذا فصورة زوجها غاية في الاحترام والتقدير لدى أهلها، وهذا ما لا يجده أزواج أخواتها الأخريات لدى أهل الزوجة لكثرة ما يفضين به إليهم من المشاكل والانتقادات والحديث بتشف عن السلبيات، وتذكر الأخت مها أنها ذاتها تشعر بالكره العميق(31/222)
لزوج إحدى أخواتها بسبب الصورة السيئة التي تعطيها لهم عنه، ثم إذا حدث وعبرت هذه الأخت عن شوقها له إذا سافر، أو امتنانها على هدية أو عطاء؛ أحست مها بالاشمئزاز الشديد من ذلك قسراً عنها، فكيف تتحدث أختها بهذا الوله عنه وهو الذي فعل يوماً كيت وكيت!.
كما ذكرت الأخت مها موقفاً طريفاً بشأن ذلك، إذ حدث يوماً احتكاك بينها وبين زوجة أخ زوجها، وهذه المرأة من نفس عائلة أم مها، وتحت إلحاح الأم أفلت لسان مها وباحت بكلمة حادة رمتها بها تلك المرأة، فأخذت الأم العجوز بحماس شديد تشتم تلك المرأة وطباع أسرتها وأخلاقهم وسجاياهم فزادت الطين بلة، رغم أن الأم تنتمي إليهم في الحقيقة!.
على ضوء هذه الاعترافات الطريفة من مها، أحببنا أن نسلط الضوء على أمر مهم في الحياة الزوجية، وهو احتواء أسرارها وشؤونها الخاصة، والاحتفاظ بالمشكلة داخل أسوار المنزل فحسب، وكيف ستصبح المشاكل عندئذ يسيرة تافهة، والحياة لذيذة بهذا الطعم اللاذع نوعاً ما، ولماذا تتخطى بعض الزوجات الحدود المطلوبة وتفضي بكل صغيرة وكبيرة إلى أهلها بالذات، فإذا بهم ينحتون المواقف السيئة في أذهانهم ليذكرون بها ابنتهم وقت الأزمات، حمية لها وانتصاراً لجانبها، ثم تبدو صورة الزوج لديهم سيئة مشوهة، فيتلاشى التقدير له والاحترام والهيبة.
اشتعال النار!
تحدث د.ناصر بن سليمان العمر في محاضرة له قيمة بعنوان "مقومات السعادة الزوجية"، عن هذا الجانب فقال: "إن نقل المشكلة خارج نطاق البيت يعني بقاؤها وازدياد اشتعال نارها، وخصوصاً إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين، لأنهم لا يدركون أبعاد المشكلة وأسبابها، وغالباً ما يسمعون القضية من طرف واحد، هو خصم، والخصم لا يسمع كلامه إلا بحضور خصمه، فيحكمون حكماً جائراً أعور، وقد تأخذهم الحمية لإنقاذ ابنهم أو ابنتهم، فيضرمون نار العداوة والبغضاء بين الزوجين إضراماً يذهب بالبقية الباقية من أواصر المحبة بينهما.
وغالب ما يحدث من منازعات بين الزوجين إنما هي أمور طفيفة لأسباب تافهة، تقوم لسوء مزاج أحدهما في وقت معين أو نحو ذلك، ثم تصور للآخرين بألفاظ أضخم من حقيقة المشكلة، فيظن السامع لها الذي لم يعايشها أنها كبيرة ومستعصية، فتأتي على إثر ذلك حلول شوهاء، يذهب ضحيتها الزوجان.
ولذلك كان من المستحسن أن يتواصى الزوجان ويتعاهدا على عدم نقل مشكلاتهما خارج عش الزوجية، وأن يحرصا كل الحرص على ألا تبيت المشكلة معهما ليلة واحدة.
ثم يشير إلى جانب له ثقله وأهميته في الحياة الزوجية وهو: "استشارة ذوي العقول والاختصاص، إذ لا يتعارض ذلك مع حفظ الأسرار الزوجية، فالتشاور مع ذوي الشأن وأرباب الحجى عامل مهم في حل ما يحدث من خلاف بين الزوجين، ذلك لأن غيرك يعرف من الحلول ما لا تعرفه، وقد يكون ممن وقع في حدث مماثل فوفق للحل المناسب، وعادة ما يصاب المرء حين المشكلة بضيق في الرأي وتعكير على صفو التفكير، يحتاج معه إلى الاستناد إلى آراء الآخرين، للخلاص مما هو واقع فيه.(31/223)
وأعرف شاباً وقع في بيته حدث كاد يودي بالحياة الزوجية إلى أمر محزن، لولا أن الله وفقه لاستشارة صاحب رأي من إخوانه، فطمأنه إلى أنه لا مشكلة فيما حدث إن عمل بمشورته بإذن الله، وفعلا انقلبت المشكلة إلى سعادة ورضا، وصارت الزوجة تخجل من نفسها إذا تذكرت ما حصل منها، وحمد الزوج ربه على الأناة وضبط اللسان واستشارة ذوي الشأن.
قال تعالى: [وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما، إن الله كان عليما خبيرا) [النساء: 35].
آراء النساء
وفي استطلاع لأراء فئات من النساء مختلفة من ناحية الاستقرار في الحياة الزوجية، تعترف دانية – ماجستيرـ فتقول: تشاركني والدتي أسراري أحياناً، وأحرص على إخبارها بأية مشكلة تقع مع أهل زوجي خاصة، لكن صورة زوجي ذاته عندها أنه حنون وطيب ومتعاون، ربما تذكرني أمي بمواقف قد انتهت، لكني أرى أن أهم ما يجب أن تخفيه البنت من أسرارها هي نواحي المعاشرة الخاصة بين الزوجين.
لكن أم ريما – بكالوريوس ـ تخالف ذلك الرأي، فهي بتعقل ورزانة تقول: لا ألجأ إلى أمي إلا وقت الأزمات، وفي الأمور التي لا أستطيع حلها وحدي، ولا يمكن أن أخبرها بعيوب زوجي في ذاته، ولذا فرأيها عنه أنه كريم وطيب، رغم أنها تفسر قوة شخصيته بالصلافة أحياناً.
أما أم رزان – بكالوريوس ـ فتصرح بأنها تلجأ لوالدتها بعض الشيء في استشارة ونحو ذلك دون المشاكل، فالمشاكل تبوح بالمستعصي منها لأخواتها طلباً لنصحهن فحسب، ورغم ذلك فرأي والدتها أن زوجها شديد نوعاً ما، وتنصح الزوجات بأن تكتم أسرارها عن أهلها حتى تنال الأجر، ولا تدخل الحزن على والدتها وأخواتها، فالزوجة سرعان ما تنسى المشكلة، ويبقى الأهل ذاكرين لها مشفقين عليها، كما أن الفتاة تغفل عن ذكر الأمور السعيدة من إكرام زوجها وحسن عشرته لها، رغم أن ذلك يجلب السرور عليهم والطمأنينة.
وتشاركها في ذلك أم عبد الله ـ بكالوريوس ـ، فهي تبوح غالباً لأخواتها الكبيرات وخاصة المجربات العاقلات بمشاكلها، وليست أية مشاكل، بل تلك التي تحيل حياتها جحيماً وتجعلها عرضة للانفصال، وتشير إلى أن السبب في كتمان أسرارها عن أمها هو الفارق العمري بينهما، لكن صورة زوجها لدى أهلها سيئة للأسف، رغم أنهم لا يذكرونها بمواقف قد انتهت بل يحاولون رأب الصدع ومواساتها.
وتنصح أم عبد الله الزوجات بأن تخفي الأمور التافهة كالشجار البسيط وسوء التفاهم الذي لا يصل إلى عمق الحياة الزوجية وأساسها؛ لأن المواقف السيئة لا بد أن تبقى في أذهان الأهل حتى لو عادت الحياة إلى أحسن مما كانت، فالفتاة غالباً ما تبوح لأهلها بمشاكلها وآلامها، أما سعدها وهناؤها فهي لا تحكيه لهم، فيعيشون معها المر، وهي تعيش تقلبات الحياة من حلو ومر، لكن إذا وصلت الأمور إلى حال تهدد فيه حياتها الزوجية بالانفصال؛ فلا بد أن تستشير أهلها وتطلب معونتهم، والأفضل ألا تخبرهم إلا بالسبب الرئيس، وتدع الأشياء الثانوية التي تزيد حقدهم عليه ولا تنفعها(31/224)
شيئاً، وذكر الزوج بسوء من غير حاجة فضلاً عن كونه غيبة محرمة فهو من سوء العشرة، وخيانة الوفاء بين الزوجين.
ماذا سنستفيد؟!
وتدلي الأستاذة منيرة بنت عبد الله القاسم – ماجستير تربية إسلامية، والمحاضرة بكلية التربية الأقسام الأدبية بالرياض برأيها في هذه المسألة، فتشير إلى نقاط مهمة، وتقول: قبل أن تخبري أمك أيتها الابنة العزيزة بأي خبر، سواء كان ذلك الخبر يتعلق بك شخصياً أو بعلاقتك مع زوجك أو غير ذلك، أو كان خبراً لا تربطك به أية علاقة، اسألي نفسك: ماذا ستستفيد أمي من ذلك؟ وماذا سأستفيد أنا؟ ثم قرري على ضوء ذلك.
ثم توجه الأستاذة منيرة القاسم نصيحة إلى كل زوجة، وكل فتاة مقبلة على الزواج عند نقلها للأخبار الخاصة بالزوجين، وذلك بأن تراعي لصالحها عدة أمور:
- مراعاة مشاعر الأم، فلا بد من تجنب كل خبر قد يسبب لها القلق أو الحيرة أو الألم -أيا كان هذا الخبر-، فلا شك أن الأخبار السيئة تؤذي مشاعر الأمهات، فما بالك إذا كانت تلك الأخبار عن علاقة فلذة كبدها بشريك حياتها..
- وعليها أن تتعلم كيف لا تنقل لوالديها سوى الأخبار السارة، وكل ما يمكن أن يدخل على قلبيهما الفرح والسرور، ومن ذلك على سبيل المثال: إخبارهم عن الهدية التي أهداها زوجها، أو الإطراء الذي أسمعه إياها أمام أهله، وغير ذلك، فهذا مدعاة لاطمئنان الأهل والأم خاصة على حياة ابنتهم الزوجية، كما يعلي من قدر الزوج ومكانته وتقديره عند أهل الزوجة، فتلهج قلوبهم له بالدعاء، وكل ذلك في مصلحة الزوجة.
- ويجب ألا تتعدى حدود الصراحة بين الأم وابنتها إلى أمور لا يجوز الحديث عنها، فليس كل ما يحدث بين الزوجين من فعل أو حوار أو موقف ينقل إلى الأم، فمن مقومات الحياة الزوجية الناجحة حفظ الأسرار وعدم إخراجها حتى إلى أقرب الناس وهم الوالدين والإخوة.
حلقات في سلسلة
ثم تمثل الأستاذة منيرة القاسم للحياة الزوجية بصورة واقعية صادقة، إنها تصفها بأنها حلقات ضمن سلسلة واحدة، قد يطرأ على حلقة منها عقدة عسيرة، وبالتعقل تستطيع الزوجة الذكية أن تحل هذه العقدة بالحفاظ على سريتها واحتوائها بالصنيع الحسن، لكنها ستزيدها تعقيدا لو سمحت للآخرين بالتدخل في فكها دون داع، وإحاطة الحياة الزوجية بالاحترام والتقدير دليل على الوعي والرقي، ومن أصول ذلك حفظ الأسرار الزوجية عن المقربين فضلاً عن البعيدين، وهذا يتطلب عدم إطلاق اللسان في الحديث عن كل شاردة وواردة قد تحصل بين الزوجة وزوجها، فضرر الحديث عن كل دقائق وتفاصيل الحياة الزوجية عند الأهل وبخاصة ما يقع من خطأ أو تقصير طبيعي من الزوج، يصل ضرره مباشرة إلى الزوجة نفسها، لأنها بذلك تحرض أهلها على زوجها – دون قصد – وتقلل من قيمته واحترامه وهيبته عندهم، فتكون هي الخاسرة أولاً وأخيراً..(31/225)
وقد تمضي الأيام ويتجاوز الزوجان ما قد حصل، لكن الأهل لا يزالون يحسبون كل صغيرة وكبيرة.
ـــــــــــــــــــ
يا عروس..هل أنت ربة بيت؟!
تحقيق: هدى عبدالله 2/8/1424
28/09/2003
التهاني تزف.. والتبريكات تتوالى.. الكل مبتسم متفائل، يدعو لها بالتوفيق والسعادة، ها هي أحلى عروس تزف إلى زوجها في أسعد ليلة على قلب والديها وأحبتها وأقربائها..
الأيام الأولى البهيجة تمر عليهما في هناء وحبور، ثم تمضي لتدخل الزوجة في مسؤولية كبيرة وواجبات عديدة، ومعمعة عظيمة من مهام منزلية لا ساحل لها، وما أن يخرج الزوج إلى الصلاة حتى تهرع الزوجة إلى الهاتف، مستغلة هذه الفرصة التي لا تعوض، لسؤال أمها: كيف أصنع بهذا، وأين أضع هذا، وهل يوضع ذاك في الثلاجة أم لا، وكيف ينظف ذاك، وقبل كل وجبة تختلس الزوجة أيضاً بضع دقائق لسؤال أمها عن أبسط أبجديات الطبخ وتحضير الطعام..
قلق مستمر، وهم مقيم، في أيام يفترض أن تعيش الفتاة فيها الاستقرار العاطفي والهدوء النفسي، وأن تشيع الراحة في منزلها الجديد، ليأنس بها الزوج وتقر عينه..
تقول م.ن: لقد كنت ولله الحمد متقنة للأمور المنزلية قبل زواجي؛ فأنا الكبيرة وتحملت مسؤولية بيت أهلي مبكراً، ومع ذلك وجدت صعوبات بعد زواجي كنت أفتقد الخبرة بها، كتنظيم الوقت ومراعاة الأوليات، لقد اعتقدت أني ماهرة لما كنت ألقاه من الثناء والتشجيع من أهلي، ولكن بعد زواجي كان زوجي يريد كل شيء مثالياً، أو قريباً من المثالي، ولا يرضى عن أية هفوة، وكم مرة تحطمت بعد بذل الجهد؛ إذ لا يعجبه عملي لتقصير بسيط، لكني بعد فترة تأقلمت وأصبحت أعرف ماذا يريد تماماً، وأحاول تحقيقه.
أما أم هانئ؛ فقد كانت تكتفي بمساعدة أمها في الأمور السهلة اليسيرة، فتحصل لديها ثقافة بسيطة بالأمور المنزلية الأساسية، لكنها بعد زواجها وجدت صعوبة في أمور الطبخ التي تلتهم وقتاً وجهداً، ثم تغلبت عليها فيما بعد، مع قليل.. أو ربما كثير من صبر زوجها..
وعلى خلاف ذلك تقول أم خالد: لم أكن أتقن شيئاً يذك، ربما لأني تزوجت في سن صغيرة وربما لعدم تفرغي أيضاً، المهم أنه كان لذلك أثر واضح بعد الزواج وخاصة في البداية، أما الآن فمع كثرة ممارستي للعمل واستفادتي من تجارب الأخريات والاستعانة بكتب الطبخ تحسن الوضع، وإن كان ندمي شديداً على تفريطي قبل زواجي..
أسباب الفشل
تدلي الأستاذة صالحة شيخ -المعلمة المثالية على مستوى المملكة في التدبير المنزلي- برأيها في هذا الموضوع؛ فتقول:(31/226)
من أبرز أسباب فشل الفتاة في إدارة المنزل بعد زواجها، الاعتماد على الخدم في كل شيء، وإضاعة الوقت بحثاً عن كل جديد في الموضة والأزياء والنزهات، بالإضافة إلى عدم قيام الأمهات بواجبهن في التربية والإعداد، وبما أني معلمة للتدبير المنزلي فإني أحرص على سؤال طالباتي من منكن قامت بتطبيق الدرس السابق في بيتها، وفي كل مرة يكون الرقم من خمس إلى سبع طالبات، وأكثر من ثلثي الفصل يشتكين لي من أن أمهاتهن لا يسمحن لهن بدخول المطبخ حتى لا يبعثرن محتوياته أو يعملن على اتساخه، رغم أنهن طالبات في المرحلة المتوسطة؛ بل إن مما يزيد من حزن وإحباط الطالبات أن بعض الأمهات يطلبن من بناتهن شرح الطبق المطلوب للخادمة وهي تقوم بتحضيره، وهذا مما يحطم ثقة الطالبة بنفسها فيزيد ابتعادها عن المطبخ، وربما كانت حجة الأم عدم إشغال ابنتها عن الدراسة!.
وتؤيد هذا الرأي، من حيث عزو أسباب الفشل إلى الأم والبنت معاً، الأستاذة حصة الهدلق - المشرفة التربوية لمادة الاقتصاد المنزلي في غرب الرياض - حيث تقول:
هذا الداء في نظري اشترك في صنعه الطرفان، الأم والفتاة نفسها، فالوالدة قد تقصر أحياناً في تربية البنت على تحمل المسؤولية في إدارة المنزل وفنون الطهي وغير ذلك، إما رحمة بها أو عدم ثقة، بالإضافة إلى سلبية الفتاة نفسها وعدم رغبتها في التعلم، أو ضعف شخصيتها وإحساسها بالمسؤولية.
انتبهن قبل الزواج!
تقول مها ناصر: أرى أن الفتاة الذكية، ستتعرف على الأمور المنزلية بعد زواجها، بحكم طبيعتها المنزلية، وإحساسها الإجباري بالمسؤولية.
لكن حنان تخالفها الرأي في ذلك؛ فتقول: من الضروري أن تتعلم الفتاة أمور تدبير منزلها قبل الزواج، حتى لا تقع في ورطة، أو موقف محرج أمام الزوج أو ضيوفه وأهله، فالمواقف الأولى سلباً أو إيجاباً هي التي تركز في ذهن الزوج، ومنها غالباً يحكم على زوجته!.
وتشير أم هديل إلى شيء أساس في تعلم مهارات الطبخ، فتنصح الفتيات ألا يكتفين بشراء كتب الطبخ الكثيرة قبل الزواج فحسب؛ فهي لا تسمن ولا تغني، إذا لم يكن ثم تطبيق عملي لها تحت نظر الأم مثلاً، والدخول للمطبخ ومشاهدة الإعداد عياناً والمشاركة فيما بعد، فلتجربة الطبخ الأولى رهبة تتمنى الفتاة إن لم تشعر بها وهي في مطبخ زوجها، حتى لو كانت المقادير والطريقة مكتوبة.
وتفرق أم هانئ في ضرورة التعلم بين أشياء وأشياء، فترى أن هناك أموراً أساسية في الحياة العملية لا بد للفتاة من أن تتقنها، سواء تحملت مسؤولية بيت أم لا، كطريقة فصل الملابس البيضاء في الغسيل، وكإعداد الطبق الرئيس (الكبسة) والسلطة وترتيب السفرة، واستقبال الضيوف ومعرفة الواجبات الاجتماعية، والسؤال عن الغائب والترحيب بالحاضر، وهناك أمور أخرى ثانوية يمكن للزوجة أن تكتسبها مع الخبرة بعد الزواج، لا سيما وأن الزوج يكون معتاداً على وضع معين في بيت أهله يختلف عن وضعها، فلا بد للفتاة مع تعلمها للأساسيات من التحلي بالمرونة والهدوء، لتتكيف مع متطلبات زوجها، وأن تكون متقبلة للنقد البناء منه، وتحاول الإصلاح(31/227)
والتحسن، ونقطة مهمة؛ عليها البعد عن الرتابة والتكرار ومحاولة تعلم الجديد وتجربته..
وعن تدارك الفتاة لنفسها قبل الزواج، خاصة تلك التي لا تعرف شيئا وقد أحست بالخطر، تقول الأستاذة صالحة شيخ: المشكلة أن أكثر فتياتنا لا يشعرن بهذا الشعور، فالفتاة في فترة ما قبل الزواج يكون الشغل الشاغل لها ولأهلها تجهيز الفساتين والإعداد لحفل الزفاف، ونسيان هذا الجانب المهم من شخصية الفتاة، فجيد شعور بعض البنات بأهمية التعلم للشؤون المنزلية، والواجب عليها أن تخصص جزءًا من وقتها في هذه الأيام لتعلم إعداد الأساسيات في الطعام والغسيل والتنظيف والترتيب، وأن تحرص الأم على ذلك كل الحرص، فمتى أتقنت البنت هذه الأمور اطمأنت الأم على حياة ابنتها الزوجية.
وترى الأستاذة حصة الهدلق، أنه يمكن استدراك الخطأ عن طريق الاطلاع على كتب الطبخ مع محاولة تجربتها، وطرق تنظيف الأدوات والأجهزة، وأساليب الغسيل والكي، كما يمكن الاستفادة من خبرات الأخوات والصديقات عند الحاجة.
وماذا بعد الزواج؟
إذا تزوجت الفتاة قبل أن تأخذ القدر الكافي من التعلم والممارسة، ووقع الفأس في الرأس كما يقولون، فما هي المبشرات التي يمكن للزوج أن يتفاءل بها؟ وهل سيكون هذا الفشل أمراً مؤقتا سرعان ما تغيره الأيام، أم سيلازم الفتاة أثره حتى بعد مجيء الأطفال وكثرة المسؤوليات؟
الأستاذة حصة الهدلق ترى أن ذلك يعتمد على عدة أمور: مثل شخصية الزوجة والزوج، وطبيعة الأسرة وظروفها ومستواها المادي، فعندما تقتنع الفتاة بخطئها في التفريط وترغب في التعديل إلى الأفضل؛ فإنها سرعان ما تتحسن، كما أن وقوف زوجها إلى جانبها ومساندته لها وتشجيعه يساعد في سرعة هذا التغير..
وأقصد بطبيعة ظروف الأسرة، أين تعيش هذه الأسرة الصغيرة؟ فإن كانت مع أهل الزوج فإن هذا التغيير يأخذ وقتاً أطول، كما أن مستوى الزوج المادي والقدرة على استقدام طاهية أو عدة خدم يقلل من مدى جدية الزوجة في إتقان هذه المهارات..
وتتفاءل الأستاذة صالحة شيخ أيضاً، بأن هذا الفشل مؤقت وسيزول بإذن الله إذا حاولت الفتاة أن تجتهد بصدق وعزيمة وتصلح ما فات، فالكتب الخاصة بهذه الأمور ميسرة وسهلة التنفيذ، وما عليها سوى أن تشمر عن ساعديها وتدخل المطبخ بثقة وقوة أمام مواجهة الفشل، وسيكون النجاح حليفها بإذن الله..
نصيحة للأمهات
تؤكد الأستاذة صالحة شيخ، على أن الأم هي المعلم الأول لأبنائها وبناتها، والتصاق البنت بأمها تتعلم منها كل ما يعينها على السير الصحيح في هذه الحياة، فإذا كانت الأم اتكالية معتمدة على الخدم حتى في كأس الماء، فمصير ابنتها معروف وقد تخرجت من هذه المدرسة الفاشلة.
كما ترى الأستاذة حصة الهدلق، أن على كل أم تعليم بناتها أساسيات إدارة المنزل وتوضيح الأهمية لهن، حتى لو لم تكن البنت محتاجة إلى ذلك في الوقت الحاضر، إذ إن المرء لا يعلم ما تأتي به الأيام، وقد تتقلب به فجأة من حال إلى حال، فتحمد البنت(31/228)
حينذاك لأمها بعد نظرها وحصافتها، كما أن الفتاة أيضاً بحاجة إلى إثبات ذاتها واستعراض مهاراتها في إدارة منزلها.
ـــــــــــــــــــ
عقبات في طريق السعادة الزوجية(1/2)
فاتن عمارة 17/7/1424
14/09/2003
لا شك أن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، تحتاج هذه الشركة إلى بذل وعطاء من كلا الطرفين حتى تنجح وتزدهر وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها.
إذاً لا ننكر إطلاقاً أن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين، فلكل منهما دوره الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة: أحفظ أم ضيع؟.
لذلك أخص الزوجة أولاً، وأذكرها بمسؤوليتها ودورها في تخطي ما يعترض بيتها السعيد من عقبات.
أولا: المفاجئات غير المتوقعة:
إن من أسباب التعاسة الزوجية وجود مجموعة من التصورات الخيالية والأحلام الوردية حول الزواج في ذهن كلا الزوجين، ولكن الزوجة تفوق الزوج في هذه التصورات لطبيعتها العاطفية، وغالباً ما تصطدم بالواقع حين تجد العكس. وأقول للزوجة المؤمنة التي تبحث عن مفاتيح السعادة، وتريد تخطي العقبات: عليها أن تهيئ نفسها للواقع وأن تكون عملية في تصوراتها؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ أو النقص؛ فالزوج مثلك تماماً يخطئ ويصيب، وفيه من الصفات الحميدة ما يجعلك تغضين الطرف عن الصفات التي لا تعجبك، فالواقع أن السعادة الزوجية والحب ينمو بين الزوجين، وتدعمه العشرة الطيبة والصحبة المخلصة وحسن التفاهم فهذا هو الواقع.
ثانيا: اختلاق النكد:
هناك العديد من الزوجات يحفرن قبر الزوجية بأيديهن حين يختلقن النكد بسبب وبدون سبب حتى تصنع مشكلة تتعس بها نفسها، وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية مرة ومن الأولاد أخرى، ومن إهمال الزوج لشؤون البيت ثالثة، وغالباً ما يكون الزوج هو الضحية الأولى لسماع هذه الشكاوى، وبعض الزوجات لا يحلو لهن بث الأوجاع والشكوى إلا حين رجوع الزوج من عمله مرهقاً، بدلاً أن يُفتح الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويداً حانية وصوتاً رقيقاً؛ يجد وابلاً من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب، ثم تقدم له الطعام وتطلب منه أن يأكل فيرد قائلاً لقد شبعت!.
ثالثا: الانتقاد المستمر:
الانتقاد الدائم للزوج في تصرفاته وأفعاله يعتبر البخار السام الذي يخنق الحياة الزوجية؛ بل قد يتعدى الأمر إلى السخرية من شكله الذي لا دخل له فيه، والذي هو من صنع الذي أتقن كل شيء صنعة، مما يفقده الشعور بذاته وإحساسه بالقوامة، فما(31/229)
أجمل أن تمنح الزوجة الصالحة زوجها الثناء المخلص، وأن تبدي إعجابها دائماً بخصاله الحميدة، وجهده المبذول من أجل إسعادها!.
وأهمس في أذنك قائلة : فلا تندمي حين يبحث زوجك عن أخرى تقدره وتحترمه وتعجب بمظهره وتصرفاته التي انتقدتها من قبل.
رابعا: التدخل المستمر في شؤون الزوج:
يحدث الاختناق حين تتدخل الزوجة وتضع نفسها في كل شؤون زوجها الخاصة مثل:
إلى أين أنت ذاهب؟ من قابلت؟ وقد يصل الأمر إلى تفتيش الجيوب ومكالمات الهاتف وفتح خطاباته حتى يشعر أنه محاصر ومراقب مما يفقده الشعور بالأمان، وفقده ثقة زوجته، وإذا انتهى الشعور بالأمان والثقة المتبادلة بين الزوجين؛ فإن السفينة ستغرق حتماً ولا أعني بذلك أن تهمل الزوجة شؤون زوجها؛ بل عليها أن تتدخل بالقدر الذي يشعره هو باهتمامها، فهو أيضاً بحاجة إلى أن يحكي ويبث لها همومه، ويتحدث معها عن طموحه وأحلامه؛ فيجد فيها الصديق الوفي والناصح الأمين، فيطمئن لها ويثق بها، بدلاً من أن يفر هارباً من هذا الحصار الذي كاد أن يخنقه.
خامسا: سوء الحوار:
الحوار هو جسر التواصل وحبل الترابط بين الزوجين؛ فإذا تصدع هذا الجسر أو انقطع هذا الحبل؛ فيكون من الصعب إصلاح هذا الخلل.
إن توجيه اللوم وتبادل الاتهامات يؤدي إلى حدوث ما يسمى بـ"الصمت الزوجي" أو "الخرس الزوجي" أو بمعنى آخر تتهدم لغة الحوار بين الزوجين؛ فتبدو الحياة فاترة كئيبة. فكلما كان الحوار هادئاً ومتصلاً بين الزوجين كلما زاد ارتباطهما ببعضها البعض، فعلى الزوجة المسلمة أن تتعلم كيف تدير الحوار بينها وبين زوجها إدارة ناجحة من غير توتر أو تبادل للاتهامات.
فحاولي أختي في الله الإنصات، وحسن الاستماع له حين يتكلم دون أن تقاطعيه حتى لو كنت تعلمين ما يقول، وعندما تتحدثين تخيري الكلمات المناسبة والأسلوب الهادئ لأن ارتفاع الصوت والغضب يقتل لغة الحوار بينكما.
سادسا: إرهاق الزوج بالمطالب المادية:
لقد أصبح التطلع إلى الأموال الطائلة والأثاث الفخم ومتع الدنيا هو السمة الغالبة لهذا العصر. وللأسف الشديد انزلقت الكثير من الزوجات وراء كل ذلك، وأصبح شغلهن الشاغل الحصول على الحلي الثمينة والسيارات الفارهة و...إلخ وهذا الطموح الزائد والتطلع إلى ما عند الأخريات والمقارنات الدائمة كان سبباً في إرهاق الزوج، وزيادة ضغوطه وتوتره، وبالتالي إحباطه الدائم لعدم قدرته على تحقيق هذه الأماني، وتلبية الرغبات التي لا تنتهي عند حد مما يجعل الحياة الزوجية تتحول إلى جحيم. لكن الزوجة المسلمة ترضى بما قسم الله لها، فالغنى غنى النفس والرضاء والقناعة كنز ثمين لا يمنحه الله تبارك وتعالى إلا لمن يحب من عباده، فعليك حبيبتي في الله أن تكوني عوناً لزوجك لا عبئاً عليه، ولتجعلي توجه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- منهاجاً تسيرين عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى(31/230)
الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا لمن هو فوقكم، فهو أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم" رواه مسلم.
وتذكري كيف كان يعيش أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن.
سابعا: إنكار فضل الزوج:
إن الاعتراف بالجميل من المروءة والنبل، و نكران الجميل من الجحود واللؤم، وقد حذر الإسلام من الجحود ورهب منه؛ فقال -عز وجل-: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال عز من قائل: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، وقال صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (رواه أبو داود والترمذي)، وعن زينب -رضي الله عنها- قالت: خطبنا رسول -الله صلى الله عليه وسلم- فقال : "رأيت النار وأكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله ؟ قال: لكفرهن قالوا: أيكفرون بالله! قال: يكفرن العشير، ويكفرن بالإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً؛ قالت: ما رأيت منك خيراً قط" (متفق عليه).
أراك أختي في الله تخشين عذاب الله، وتخشين النار؛ فأنقذي نفسك منها بالاعتراف بفضل زوجك والثناء المخلص عليه، وانأي بنفسك عنها بعيداً عن الجحود والنكران إرضاء لربك وإسعاداً لزوجك؛ حتى لا تتحطم السعادة الزوجية.
ثامنا: عدم الاهتمام بالحاجات الغريزية:
إن حاجة الزوج إلى الإشباع الغريزي أمر فطري يرضي نفسه ويشرح صدره ولا ينبغي للزوجة العاقلة أن تقلل من قيمة هذه الحاجة أو تعدها أمراً ثانوياً، فقد أكدت الدراسات الحديثة أن 90% من حالات الطلاق تحدث بسبب الإخفاق في إنجاح المعاشرة الزوجية.
فعلى الزوجة المسلمة أن تتعرف على يرضي زوجها من أجل عفته وصيانته للمجتمع من الفواحش، حتى لا تفاجأ بمشكلات واتهامات ليس لها أسباب واضحة أو مباشرة، وأن السبب الخفي يكمن وراء هذه العقبة.
تاسعا: الجهل بتعاليم الإسلام في الزواج:
إن الناظر للخلافات الزوجية يرى أكثرها ينبع من جهل الزوجين بأحكام الشرع وتعاليم الإسلام للعلاقات الأسرية.
فالعلاقة الزوجية علاقة متبادلة بين مانح وآخذ مرة، وآخذ ومانح مرة أخرى، أي تبادل مستمر بين الحقوق والواجبات يحيط به المودة والرحمة، وإنكار الذات؛ فعليك أختي في الله فهم تعاليم الإسلام في العلاقة الزوجية والعمل بها؛ فاتباع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه البركة والسعادة التي ننشدها جميعاً سواء كان في الزواج أو في غيره، فبهذا العلم وبذاك العمل تنجو السفينة من الغرق وتصل إلى بر الأمان.
عاشرا: الذنوب والمعاصي:
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:" إني لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي".
ومعنى هذا أن المعصية لها أثرها السيئ على العبد، فالتقصير الذي يحدث في الحقوق الزوجية معصية لا يرضاها الله -عز وجل-، ولا رسوله -صلى الله عليه(31/231)
وسلم-، وقد يرتكب الزوجان المعاصي؛ فيرى أثرها في أولادها وفي صحتها وفي علاقتها بعضهم ببعض، وذلك من عقوبة الذنب في الدنيا قبل الآخرة. فالمعصية توجب غضب رب العالمين، وإذا غضب من بيده كل شيء الرحمن الرحيم؛ فمن من يرجى الرضا بعده؟ فهو وحده الذي يملك القلوب، وإذا رضي بارك وأرضى عن العبد كل شيء، وإذا غضب سخط وأسخط على العبد كل شيء .
قال أبو الدرداء رضي الله عليه : "إن العبد ليخلو إلى معصية الله تعالى فيلقى الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر". [صيد الخاطر لابن الجوزي 171].
فعلى الزوجة المسلمة التي تبحث عن رضوان الله وتخشى عقابه أن تترك المعاصي، وأن تجدد دائماً التوبة إلى الله -عز وجل- حتى يتحقق رضى الله -تبارك وتعالى- ليبارك لها في بيتها وزوجها؛ بل وحياتها كلها في الدنيا قبل الآخرة، ولتحمد الله على نعمة الزوج؛ فهناك الكثيرات حرمن هذه النعمة.
وأخيراً أخيتي في الله:
ها نحن قد تخطينا بعض العقبات التي تحول بيننا وبين السعادة المنشودة، وعلينا ألا ننسى الاستعانة الدائمة بالله رب العالمين، ولنرفع يد الإفلاس والحاجة إلى الله بالدعاء الدائم حتى يعيننا على تخطي كل العقبات التي قد تواجهنا في هذه الحياة.
وتذكري دائماً أن:
زوجك هو الذي اختارك أنت دون غيرك من نساء الدنيا.
زوجك هو الذي ستر عرضك وعفك عن الحرام.
زوجك هو الذي ينفق عليك وجوباً ويتحمل الكثير من أجل توفير احتياجاتك.
زوجك هو الذي يسعى في مصالحك، ويرعى شؤونك ليحقق لك السعادة.
زوجك .. زوجك... زوجك... إلخ
فيا أختي قومي لزوجك : جزاك الله خيراً على ما قدمت وبذلت.
والآن حبيبتي في الله اعرضي نفسك وتصرفاتك على بنود الجدول التالي ثم توصلي بنفسك للنتيجة.
قيمي نفسك ...
دائماً
... غالباً ... أحياناً ... أبداً
أودعه كل يوم بابتسامة وأحسن استقباله ... ... ... ...
أتذكر نعمة الزوج ونعمة البيت وأشكر الله عليهما ... ... ... ...
أطمئن على أحوال زوجي خلال اليوم ... ... ... ...
أستمع إلى مشكلا ته وأشاركه في حلها ... ... ... ...
أمتص غضبه إن كان منفعلاً ولا أستفزه ... ... ... ...
أكثر من الثناء على الأشياء التي يشتريها ... ... ... ...
لا أثقل عليه بكثرة الطلبات ... ... ... ...
أساعده في أموره وأخفف عنه آلامه ... ... ... ...
أحاول إرضاء أهله، خاصة أمه، وأمدحه أمامهم ... ... ... ...
أكثر من الكلمات الجميلة:(يا حبيبي – يا عمري..) ... ... ... ...(31/232)
لا أقاطعه حين يتحدث وأحسن الاستماع له ... ... ... ...
أتجنب الشكوى المستمرة، وأحاول حل المشكلات بحكمة ... ... ... ...
أحافظ على أذكار الأحوال في بيتي وأذكر بها أولادي ... ... ... ...
أتغافل عن صغائر الأمور وأتسامح لو أخطأ في حقي ... ... ... ...
أحرص على تزيني لزوجي طاعة لله وأحرص على التجديد ... ... ... ...
أنهي آي خلاف قبل أن أنام، فقد يكون آخر عهدي به ... ... ... ...
أمنح زوجي الثناء المخلص من وقت لآخر ... ... ... ...
أعينه على التميز والنجاح؛ فنجاحه نجاح لي أيضاً ... ... ... ...
يتحدث معي زوجي عن أحلامه وطموحاته ويبث لي همومه أحزانه ... ... ... ...
أتوجه دائماً بالدعاء إلى الله ليصلح زوجي وأبنائي ... ... ... ...
أعط لنفسك درجة واعرفي نفسك:
أبداً ... أحياناً ... غالباً ... دائماً
0 ... 1 ... 2 ... 3
... ... ...
أقل من 10 الله يصبره له الجنة إن شاء الله.
من 10 إلى 20 راجعي نفسك قبل فوات الأوان.
من 20 إلى 40 احذري هذه العقبات حتى لا تعكر صفو حياتك
من 40 إلى 60 هنيئاً لك يا خير راعية نعمة السعادة في الدنيا قبل الآخرة.
نصائح غالية
احذري الجدل؛ فإنه يوغر الصدر.
إياك والعناد؛ فإنه أقصر الطرق إلى الفشل.
احرصي ألا يرى زوجك خارج البيت من هي أجمل أو أرق منك.
لا تجعلي شريك حياتك يندم على اليوم الذي تزوجك فيه لتسلطك وسوء معاملتك له.
احذرى الاهتمام بأحد أكثر منه، وأشعريه بأنه رقم (1) في حياتك.
تجنبي المقارنة بين حالك وحال أختك أو صديقتك أو جيرانك كي لا تكدري صفو حياتكما.
احذري التزين والتعطر لغيره من صديقاتك، وأنت تهملين هذا الجانب معه؛ فهو أولى.
لا تستمعي إلى دعاة التحرر والمساواة مع الرجل؛ فقد حررك الله من فوق سبع سماوات منذ أكثر من 1400 سنة حين قال عز وجل: )إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب:35] وقال عز من قائل: )وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)[البقرة: من الآية228].
احرصي على التغيير في طريقة ملبسك وزينتك إبعاداً للملل
لا تنامي وأنت مغضبة له؛ فقد يكون هذا آخر عهدك أو عهده بالدنيا(31/233)
احذرى..احذرى ..ثلاثية التعاسة الزوجية:
أ/الاضطراب والقلق.
ب/الكراهية والبغضاء.
ج/القسوة والغلظة.
ها نحن حبيبتي في الله قد تخطينا أكثر العقبات التي تحول بيننا وبين السعادة التي ننشدها، فيا حفيدة خديجة بنت خويلد -رضى الله عنها- لا تنسي كيف كانت خديجة مع زوجها صلى الله عليه وسلم؟ لقد كانت أول من آمن به حين كذبه الناس، وأعطته كل ما تملك حين حرمه الناس، وطمأنته ودثرته عندما آتاها يرتجف خوفاً لما رأى جبريل عليه السلام على صورته.
فلم ترفع صوتها على زوجها صلى الله عليه وسلم مرة، ولم تتعبه أو تكلفه مشقة، أتدرين ماذا كان جزاؤها؟ كان جزاؤها من جنس عمله.. سلام خاص ممن هذا السلام يا ترى ؟ من رب العالمين، من مالك الملك.
سلام أتى به جبريل عليه السلام إلى النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- وقال له (هذه خديجة قد أتتك فإذا جاءت فقل لها: إن الله يرسل لها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب).
فهل لك الآن أيتها الزوجة المؤمنة أن ترفعي شعار "سأكون مثل خديجة"؟.
ـــــــــــــــــــ
لقاء خاص بعائلة الشيخ إسماعيل هنية
إبراهيم الزعيم 11/7/1424
08/09/2003
- زوجته: الاحتلال الإسرائيلي يمارس هجمة بشعة علينا، لا لشيء إلا لأننا نقول: "ربنا الله".
- نجله: الجهاد هو الطريق الذي اختارته حركة حماس، وعلى الأمة الإسلامية أن تسير خلفها في هذا الطريق.
بعد فشل محاولة الاغتيال التي تعرض لها الشيخ (أحمد ياسين) زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، والشيخ إسماعيل هنية؛ توافدت جموع المهنئين على منزل الشيخ إسماعيل هنية في معسكر الشاطئ بمدينة غزة، فقد كانت الفرحة كبيرة جداً بين الأقارب والجيران والأصدقاء، ولمعرفة رأي عائلته في هذه الجريمة قمنا بزيارة منزل الشيخ هنية، والتقينا بأم عبد السلام (زوجته) وعبد السلام (نجله)، وكان هذا الحوار لموقع (الإسلام اليوم):
الجهاد ماض
هل كنت تتوقعين أن يتعرض زوجك لمحاولة اغتيال؟
نحن متوقعون مثل هذا الخبر، فنحن نتوقع أن يقدم شارون على أية خطوة، ولكنه إن ظن أن الطائرات والصواريخ والاغتيالات ترهبنا؛ فهو واهم، نحن لا نخشى إلا الله.
هل سياسة الاغتيالات ستقضي على الجهاد؟(31/234)
الجهاد ماض إلى يوم القيامة، ولا يستطيع أحد أن يوقفه، لا إسرائيل ولا أمريكا، فهذا وعد الله، وقد أخبر بذلك في كتابه الكريم، وأخبر بذلك النبي الكريم، ونحن في هذه الأرض المباركة سنسير على نهج المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
ما هي رسالتك للأمة الإسلامية؟
رسالتي للأمة أن تستيقظ من سباتها، إنني أطالب المسلمين أينما كانوا بأن يقفوا مع إخوانهم في فلسطين. الشعب الفلسطيني يقدم الشهداء كل يوم، النساء ترمل يومياً، الأطفال تيتم يومياً، بيوتنا تهدم على رؤوسنا يومياً، الاحتلال الإسرائيلي يمارس هجمة بشعة علينا، لا لشيء إلا لأننا نقول: "ربنا الله".
خط أحمر
(عبد السلام) نجل الشيخ هنية، كيف تلقيتم نبأ محاولة الاغتيال؟
كنا متوقعين أن يقدم الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال والدي في أي وقت لأننا نعلم الطريق التي سار فيها منذ نعومة أظافره، وبعد التهديدات من قبل الاحتلال واغتيال المهندس (إسماعيل أبو شنب) كنا متيقنين بأننا سنسمع خبراً عن والدي، وقد تلقينا خبر محاولة الاغتيال بصعوبة في البداية، ولكن بعد أن منّ الله علينا بنجاة والدي؛ كنا سعداء جداً بفشل هذه المحاولة الآثمة. لو فقدنا هذين الرجلين -لا سمح الله- الشيخ أحمد ياسين والشيخ إسماعيل هنية؛ فإن أموراً كثيرة ستتغير، وسيعيش الشعب الفلسطيني لحظات عصيبة، وهذه الخطوة التي أقدم عليها الاحتلال تعتبر خطاً أحمر، ولن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي أمام هذا الإرهاب والظلم الإسرائيلي.
ما هو موقف الشارع الفلسطيني من هذه الجريمة؟
الشارع الفلسطيني عندما خرج في مسيرة ضخمة ضمت أكثر من 250 ألف فلسطيني، لتشييع الشهيد المهندس (إسماعيل أبو شنب) ومرافقيه: مؤمن بارود، وهاني أبو العمرين، ولتشييع الشهيد خضر الحصري، وغيرهم من الشهداء ، وبالأمس عندما انطلقت المسيرات التي جابت مدينة غزة وتوجهت إلى منزل الشيخ أحمد ياسين، وجاءت إلى منزلنا، كل هذا يؤكد أن حركة الشارع الفلسطيني حركة حية، وملتفة حول خيار الجهاد والمقاومة، وأن لغة الغضب في الشارع الفلسطيني بعد محاولة الاغتيال تعبر عن استمرار الجهاد والمقاومة، في الوقت الذي ينشغل فيه البعض بالمناصب والخلافات الداخلية، بينما تقدم العديد من قيادات الانتفاضة أرواحها ثمناً لتحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية.
هل كان الشيخ هنية يأخذ احتياطاته الأمنية؟
والدي رجل سياسي وبعد اغتيال المهندس أبي شنب أخذ والدي الحيطة والحذر الكامل، ولكن كان يقول دائما: لا نريد أن نغيب عن الساحة، حتى لا ينجح شارون، وحتى لا يظن الشارع الفلسطيني بأن قيادة حماس قد اختبأت خوفاً من الاغتيال، إننا قادة نعشق الشهادة، ولولا عشقنا للشهادة التي تعد أسمى أمانينا لما وافقنا أن نكون أعضاء في حركة المقاومة الإسلامية حماس.
كلمة أخيرة توجهها للامة الإسلامية ؟
أشكر الله أن منّ عليّ وعلى الشعب الفلسطيني بنجاة والديّ: الوالد الكبير الشيخ أحمد ياسين، ووالدي ، وأتمنى من الله أن يمد في عمرهما ويجعلهما ذخراً للإسلام(31/235)
والمسلمين ، وأتمنى منه سبحانه أن يحفظ كل قادة المقاومة، ونقول للدول العربية والإسلامية: إننا سنبقى رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، وإن الجهاد هو الطريق الذي اختارته حركة حماس، ولذلك يجب على الأمة الإسلامية أن تسير خلفها في هذا الطريق، وألا تتركها وحدها تتعرض لهذه الهجمة الإسرائيلية الأمريكية، وختاماً أتقدم بالشكر الجزيل لموقع (الإسلام اليوم) الذي أتاح لنا هذه الفرصة للحديث.
ـــــــــــــــــــ
مفاتيح السعادة الزوجية
فاتن عمارة 27/6/1424
25/08/2003
مفهوم الزواج الناجح
النجاح والفشل في الزواج شيء نسبي ومتقلب لكن قواعدهما ثابتة فما يراه البعض نجاح قد يكون فشلاً من وجهة نظر الآخرين، لكن ظواهرهما وعلامتهما ثابتة.
النجاح شيء يصنعه الإنسان بنفسه وبإرادته مستعيناً بالله وباستشارة المتخصصين. فحين تواجه الزوجين مشكلة يحاولان جاهدين حلها ولا يسلما بأن هذا هو النصيب والقدر فهذا منطق الضعفاء.
النجاح يعنى السعادة؛ لأن الإنسان عندما يكون ناجحاً في حياته الزوجية ينعكس هذا النجاح على أدائه لأدواره في الحياة ونجاح يجر نجاح وهكذا.
يتحقق النجاح الحقيقي في الزواج حين يجمع الزوجين هدف مشترك هو رضوان الله عز وجل، ويسلكان معاً السبل التي تحقق هذا الهدف.
توجيهات القرآن للزوجين
قال تعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [ الروم: 21].
وقال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم :6].
وقال سبحانه: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[ البقرة:228].
توجيهات الرسول -صلى الله عليه وسلم- للزوجة المسلمة
"الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". أخرجه مسلم (1467) من حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما-.
" خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، ...). أخرجه النسائي (3231) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- .
"إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت". أخرجه ابن حبان (4163) من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-.
ثلاثية الحياة الزوجية(31/236)
السكن:- ويعني أن تكون الزوجة هي ملاذ الزوج الآمن الذي يأوي إليه بعد طول تعب، حيث يجد وجهاً طلقاً، وآذاناً صاغية، وقلباً حانياً، وحديثاً رقيقاً؛ فيسكن إليها ويطمئن بها.
المودة:- وهى المحبة والألفة، وتزداد بقدر ما في كل منهما من خصال الخير، خاصة إذا تعاملا بلطف وود.
الرحمة :- وهي الشفقة والحنو؛ وهي محصلة أو نتاج السكن والمودة.
المراحل العمرية للزواج.
المرحلة الأولى: التعارف(من 3:1 سنوات) فهم النفسيات – اكتشاف الطرف الآخر –معرفة المفاتيح والأنهار (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)[النساء:19].
المرحلة الثانية: التآلف (من5:3 سنوات) تعميق الميل القلبي وحصد ثمار المحبة (ولا تنسوا الفضل بينكم)[ البقرة:237].
المرحلة الثالثة: التفاهم (من7:5 سنوات) الحوار الهادئ والعاطفة الرقراقة (لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)[ الروم:21].
المرحلة الرابعة: التكاتف (بعد 7سنوات) يشعر كل منهما أنه لا يستغني عن الآخر (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).[ البقرة: 187]
مفاتيح السعادة الزوجية
1- حسن الاستقبال ومنه:
• طلاقة الوجه.
• التزين والتطيب.
• الأخبار السارة.
• الكلمة الطيبة وعبارات الشوق.
• تجهيز الطعام وإتقانه.
• نظافة البيت والأبناء.
2- عذوبة الخطاب ولطف النداء:
- من خلال الكلمة الطيبة الحلوة وندائه بأحب الأسماء إليه.
3- التزين والتطيب:
- إن الله جميل يحب الجمال.
- الزينة من سنن الفطرة.
- التزين من صفات المرأة الصالحة .
4 -علاقة حميمة
- الاستجابة السريعة لمطلب الزوج سبيل لعفته وإدخال السرور على نفسه.
- صيانة المجتمع من الفواحش.
- شاركيه ولا تكوني كالميت بين يدي المغسل، واحرصي على آداب اللقاء؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح" متفق عليه من حديث أبي هريرة –(31/237)
رضي الله عنه- (البخاري 5193، ومسلم 1436).
5- طاعة الزوج في غير معصية الله
للطاعة أجر عظيم:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" رواه الترمذي (1159) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-.
وعلى الزوجة أن تقتدي بأمهات المؤمنين في طاعتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وفاطمة وأسماء بنت أبى بكر -رضي الله عنهما- وغيرهن من الصالحات حتى تفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة.
6-الوفاء.
للوفاء آثار عظيمة فقد تنز ل بالزوج المحن في الصحة أو المال، ويتبدل الحال وهنا تظهر أصالة الزوجة ومعدنها؛ فتقف بجانب زوجها بروحها وبكل ما تملك مما يخفف على الزوج محنته، وتزيد أواصر المحبة بين الزوجين (ولا تنسوا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)[البقرة:237] .
تصدق الزوجة على زوجها وعن زوجها من الوفاء، حيث أجر القرابة وأجر الصدقة.
7- إكرام أهله وضيفه.
المرأة الصالحة تعين زوجها على البر بوالديه وصلة رحمه حتى يفوز بالأجر العظيم، ويكون لها فيه نصيب.
إذا أساءت الزوجة كانت مصدر فتنة للزوج وحيرة حتى يهلك وتهلك معه وتدمر الأسرة، قال صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف" قيل: من يا رسول الله ؟ قال : "من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة".أخرجه مسلم (2551) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-.
وإذا أخطأا في حقك اصبري ولا تقابلي الخطأ بخطأ مرضاة لله -عز وجل- فهو الذي يدافع عن الذين آمنوا وسوف يرضيهم عنك؛ فهو وحده الذي يملك القلوب ولا تنسي "كما تدين تدان".
8- حفظه في غيبته.
أثنى الله عز وجل على الحافظات للغيب فقال: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)[ النساء:34].
مدح النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي تصون غيبة زوجها فقال: " خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها". أخرجه الطيالسي (2444)، والنسائي (3231) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
كيف تحفظين غيبة زوجك؟
1 -حفظ أسراره فيما يحدث بينهما من مشكلات وخلافات وأسرار غرفة النوم.
2- حفظ أولاده بحسن تربيتهم وتعليمهم ورعايتهم.(31/238)
3- حفظه في ماله سواء كان نقوداً أو أثاثاً، فلا تتصرفي في ماله إلا برضاه ولا تبذري ولا تسرفي.
4- تحفظه في نفسها وعرضها فلا تخرج إلا بإذنه وعليها أن تلتزم الآداب الشرعية في الملبس فلا تتبرج أو تتعطر، أو تختلط بالأجانب.
5- لا تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه.
احفظي ماله وأولاده.
المرأة راعية ومسؤولة عن رعيتها.
لا تبذير ولا إسراف ولا تنفق إلا بأذن زوجها، و لا ترهق زوجها بكثرة الطلبات؛ بل تحثه على الإنفاق في سبيل الله.
تهتم بتربية أولادها إيمانياً كما تهتم بنظافتهم وصحتهم فتلقنهم آداب الإسلام.
9 - البيت محراب عبادة.
اجعلي البيت مكاناً لذكر الله (لافتات لأذكار الأحوال- تسمية- سمي الغرف بألفاظ الذكر - عليك بالقرآن وخاصة سورة البقرة- مكتبة كتب وشرائط – المأثورات - سبورة عليها واجب عملي لكل أفراد الأسرة- أحد الأفراد يدعو والآخرون يؤمِّنون).
أعدي الطعام إعداداً جيدًا (نية صالحة + تعب وجهد أجر عظيم)
اجعلي بيتك قبلة ( مكان محدد للصلاة - درس نسائي للأقارب والأصدقاء- دعوة الصالحين للزيارة وربط الأولاد بهم- صلاة التراويح مع فائدة أو كلمة توجيهية).
اعقدي درساً أسبوعياً مع الزوج والأولاد.
صيام يوم مشترك لكل أهل البيت ولو مرة كل شهر.
احرصي على نظافة البيت وترتيبه.
ضعي صندوقاً خيرياً جميل المنظر في ركن، واكتبي عليه عبارة موحية.
10 -تعاونوا على البر والتقوى
- التعاون على الطاعة من صلاة أو ذكر أو صلة أرحام أو الدعوة إلى الله.
- التعاون على تربية الأولاد حيث حنان الأم وتأديب الأب.
11- الصبر
على الزوجة المسلمة أن تصبر في السراء والضراء، وتصبر على أي تقصير أو أذى يحدث من الزوج وتحتسب، فقد حث الإسلام على الصبر لعظم أجره وجزيل ثوابه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. من حديث أبي سعيد وأبي هريرة – رضي الله عنهما – (البخاري (5641،5642)، ومسلم (2573).
فهنيئاً لك أختي الصابرة صلوات ربك ورحمته، وهنيئاً لك تكفير الخطايا.
وأخيراً حبيبتي في الله؛ قد تقولين في نفسك إن هذه الأمور صعب القيام بها، أعلم ذلك وهذا أمر مسلم به؛ فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، وأراك تبحثين عن أسرع الطرق للوصول إلى الجنة؛ فهذا هو أقصر الطرق وأسرعها، ولكن عليك بالاستعانة بالله -عز وجل-، واطرقي باب السماء دائما ليعينك الله على امتثال أمره(31/239)
واتباع سنة حبيبه -صلى الله عليه وسلم- واحتسبي، وليكون لسان حالك (وعجلت إليك رب لترضى)[ طه:84].
نعم حبيبتي؛ فوالله إن السعادة الحقيقة هي في رضوانه -جل وعلا- فاحرصي عليها، فالحياة قصيرة وشيء من الجهد فيها يورثك سعادة أبدية، حيث لا منغصات ولا مكدرات هنا فقط تتحقق السعادة الحقيقية، وعليك أن تجعلي حياتك كلها لله بالنية الصالحة: عاداتك وعباداتك، راحتك وتعبك، فرحك وحزنك، حبك وبغضك فمعاً يدي بيدك لنفوز بسعادة الدنيا وسعادة الآخرة ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ* قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[ الأنعام: 162-164].
ـــــــــــــــــــ
الزواج..عادات من هنا وهناك
تحقيق / عز الدين فرحات 27/5/1424
27/07/2003
تختلف عادات الزواج باختلاف المجتمعات والبلدان الإسلامية، بل قد تختلف من منطقة لأخرى في البلد الواحد. فبينما نجد متوسط سن الزواج بالنسبة للفتاة في موريتانيا يتراوح بين 16-18 سنة؛ نجد أنه في السودان بين 25-27 سنة، وقد يقترب من الثلاثين في مصر، أما في تشاد فمتوسط سن الزواج للفتاة ما بين 15-20 سنة والشاب من 18-25 سنة .
الخطوبة:
- وتتم الخطبة عن طريق الأهل في كثير من الدول العربية والإسلامية، أو عن طريق الوسطاء (الخاطبة) كما في السعودية وتشاد وموريتانيا، وقد تكون عن طريق التعارف بين الطرفين في كثير من الأحيان في دول مثل مصر وماليزيا والسودان.
- وتتراوح فترة الخطوبة بين ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات، ولا يسمح في هذه الفترة بالخلوة بين الخاطب والمخطوبة كما يقول علي إسماعيل - من الأردن- وذلك طبقاً للأعراف الاجتماعية السائدة، ويؤكد على ذلك محمد حسن أوكرا – من تشاد- حيث يمنع خلوة الخاطب بالمخطوبة؛ لأن العادات والتقاليد لا تسمح بذلك.
أما محمد إبراهيم – سعودي-؛ فيفرق بين فترة الخطوبة وما بعد العقد، حيث لا يسمح بالخلوة قبل العقد أم بعده فالمخطوبة في حكم الزوجة.
وفي سوريا كما يقول منصور اللبان -من دمشق-: إن السماح بالخلوة لا يحدث إلا بعد العقد.
وفي اليمن يقول عبد الفتاح الشهاري: إن التقاليد الاجتماعية صارمة في هذا الأمر، وإن كانت تخف قليلاً في بعض المدن كالعاصمة، حيث يمكن الخلوة بشكل محدود في إطار الأسرة.
التكلفة
- وتتفاوت تكلفة الزواج من بلد لآخر ، فبينما تتراوح في الأردن بين ما يعادل 3 آلاف إلى خمسة آلاف دولار كما يقول خالد – أردني –، نجدها تتجاوز 10 آلاف(31/240)
دولار في سوريا على حسب قول منصور اللبان، شاملة تأثيث بيت الزوجية، أما في السعودية؛ فتتراوح في الغالب ما بين 9 آلاف دولار إلى 17 ألف دولار، ويشترك أهل الزوج معه في تكلفة الزواج غالباً في كثير من الدول .
أما عن تجهيزات بيت الزوجة وتأثيثه؛ فغالباً ما تكون على الزوج كما في السعودية والسودان وسوريا والأردن، وقد يشترك أهل الزوجة في التجهيزات كما في موريتانيا وتشاد ومصر.
ليلة العمر:
- وعن حفل العرس يقول أحمد ذو النورين – من موريتانيا-: يأتي العريس مع أصدقائه ليلة العرس إلى أهل العروس الذين سبق ونصبوا مجموعة من خيام وذبحوا الذبائح، ويجتمع الناس حتى وقت المغرب، يتوجه الجميع إلى المسجد حيث يتم العقد، ثم تقرع الطبول ويطلق الرصاص وينتقل العروسان إلى خيمة خاصة أعدت لهما إن كانا من أهل البادية .أما إن كانا من أهل المدينة فينتقل الحفل إلى أحد الفنادق..
وفي السعودية – يقول محمد إبراهيم – يتم حفل الزواج في بيت أهل الزوجة، أو أحد قصور الأفراح، ويكون هناك مجلس للرجال وآخر للنساء، حتى يأتي وقت العشاء فيدخل المدعوون للعشاء ويذهب العريس إلى العروس مع والدها أو أخيها فيجلس معها حتى ينتهي العشاء، وبعد انصراف الضيوف ينتقل العريس بعروسه إلى بيت الزوجية.
وفي اليمن يتم اصطحاب العروس إلى الحمام قبل العرس بيوم، ثم يقام لها حفل يسمى ( اليوم الأخضر) ترتدي فيه العروس ملابس خضراء من رأسها وحتى قدمها، ولا يكشف وجهها حتى وهي بين النساء، ويتم حفل العرس في مكانين مختلفين؛ أحدهما للرجال والآخر للنساء.
- ماذا بعد العرس:
- بينما يسافر العروسان لقضاء شهر العسل خارج البلاد أو داخلها في بعض البلدان كما في السعودية والأردن؛ نجد أنه في تشاد لا يخرج العروسان من بيت الزوجية لمدة 40 يوماً.
وفي موريتانيا يرسل الزوج مبلغاً لأهل الزوجة بعد الزواج، وترسل الزوجة بعض الهدايا لأهل الزوج، أما في الأردن فتقام وليمة للعروسين في بيت أهل الزوجة.
كما يقام في اليمن حفل في منزل العروس أو أحد أقاربها في اليوم الثالث، تجتمع فيه النساء مع العروس، وفي اليوم السابع يقدم العريس لأهل الزوجة ذبيحة تذبح عند دارهم.
وفي مصر يقوم أهل العروس بزيارة العروسين في اليوم الثاني للعرس مع تقديم بعض الهدايا والحلويات والأطعمة فيما يسمى (بالصباحية)، وفي اليوم السابع يجتمع أهل الزوجين والأقارب في بيت الزوجين لإقامة حفل ما يسمى بـ"السبوع".
هذه جولة سريعة بين عادات وتقاليد الزواج في بعض البلدان الإسلامية فمن أي البلاد تريد أن تتزوج وعلى أي طريقة؟
ـــــــــــــــــــ
خلوة الخاطب بخطيبته(31/241)
د. ليلى بيومي 13/5/1424
13/07/2003
- بعض الشباب يتخذ من الخطبة وسيلة لأغراضه الخبيثة.
- كاتب أمريكي يطالب بعدم رؤية الشاب لزوجته إلا ليلة العرس.
- تساهل الأب مع خطيب ابنته حتى لا يفشل الزواج.. كارثة!
تساهل الأسر مع خطيب ابنتهم، وتركه يختلي بها، ويخرج معها؛ أصبح أمراً مألوفاً لدى كثير من الناس ، وقليلة هي الأسر التي تمنع ذلك.
فهل الخطبة في مجتمعاتنا العربية تخضع للضوابط الشرعية قبل عقد الزواج ؟ وهل يؤدي التساهل مع الخطيب في إفشال الزواج ؟ وما هي المشكلات التي تسببها هذه القضية ؟
شيماء حامد- معيدة بكلية العلوم - تقول:لقد تأخرت بعض الوقت في الزواج، وكان والدي في كثير من الأحيان يطلب مني أن أتنازل عن بعض من حجابي ، وأتبرج كي يكثر العرسان، ولكنني بفضل الله سبحانه و تعالى تمسكت بديني، وتمسكت أيضًا بأن يكون زوجي رجلاً متديناً، والحمد لله تمت الخطبة في أسابيع قليلة، ولما وجدت أن خطيبي يأتي لزيارتنا في البيت وأحيانًا يتركني أبي وحدي جالسة معه، وعلى الرغم من التزامي بالحجاب أمام خطيبي صممت على أن يتم العقد تحت أي ظرف حتى لا أقع في محاذير شرعية، وحرصي على ديني قبل أي شيء جعل زوجي يسعد بذلك كثيرًا، والحمد لله.
سلوى حافظ -32 سنة - تقول: لقد خطبت فور تخرجي في كلية التجارة لأحد زملائي الذي كان يأتي لزيارتنا ونخرج سويًا، وعندما اختلفنا على بعض الأمور افترقنا، وعندما تقدم لخطبتي شاب آخر وعلم أنني كنت مخطوبة من قبل تراجع عن الخطبة، والآن كل من يتقدم لي يكون شرطي الأول هو أن تكون الخطبة لأيام، ويتم العقد فورًا.
سامية صالح- ناظرة مدرسة- تقول: تحدث مآسي كثيرة أمامي من جراء خلوة الخاطب بخطيبته ،أو خروجهما معاً وحدهما، لقد تزوجت ولم أر زوجي غير مرة واحدة في حضور الأسرة، وحتى بعد العقد فالخلوة للزوجة والزوج فقط، وهذا أدعى للاستقرار.
أما فاطمة السعيد -25 سنة- فتقول: إنني مخطوبة الآن لزميلي، وقد تقدم لأهلي بعد أن اتفقنا على كل شيء بالجامعة، والآن نخرج سوياً بعد انتهاء العمل لكي نشتري احتياجاتنا، وأبي لا يمانع.
السيدة سمية صلاح الدين - تقوم بالتوفيق بين المقبلين على الزواج- تقول:أقدمت على هذا العمل بعد أن لمست حالات غير طيبة تحدث من بعض الشباب. لأن الكثير من الشباب يتقدمون للأسر، ثم يخرج الشاب مع الفتاة بحجة الحصول على مزيد من التعارف والتفاهم ، وبعد فترة قصيرة يترك الفتاة ويذهب لغيرها، وهكذا؛ لأنه في هذه الخطبة لا يتكلف شيئاً، وتتساهل معه الأسر؛ بل يدعوه أهل العروس للولائم والاحتفالات. وعلى جانب آخر كثير من الشباب الملتزم دينيًا وخلقيًا ينفر من الفتاة التي خطبت من قبل؛ لأنه وبالنظر إلى حال كثير من الأسر يدرك بأن في الخطوبة(31/242)
تفضي الفتاة بمشاعرها إلى خطيبها، وقد ترتبط به نفسيًا وعاطفيًا مما يشكل قلقًا بعد ذلك.
تأخر سن الزواج يدفع الآباء للتساهل!
يقول د. محمد كيرة -أستاذ علم الاجتماع-: مع تأخر سن الزواج، وارتفاع التكاليف والأعباء المرتبطة بالزواج؛ أصبحنا نجد ظاهرة تعقد الزيجات، مما يضع الآباء في مواقف حرجة وقلق دائم، ويصاحب هذه الظاهرة تساهل في بعض الأمور التي لم تكن تحدث في الماضي، مثل السؤال عن أهل العريس وأخلاقياته بشكل كامل، وأيضًا مثل خروج الفتاة مع الخطيب للنزهة، وذلك بحجة التعارف أو التسوق .
ولذا نجد أن مشاكل كثيرة تحدث، وخصوصًا عندما ينسحب الشاب من هذا الزواج، وتكثر الأقاويل حول الفتاة ، وتؤثر هذه الظاهرة على نفسية الفتاة، التي نجدها قبل الزواج تتبادل مع الخاطب مشاعر وتصرفات ليست من حقهما، وهذا يخلق نوعًا من الفتور واستنزاف عاطفي يؤثر سلبًا بعد ذلك على الفتاة شخصيًا ونفسيًا واجتماعيًا.
أما الدكتور أحمد عبد الرحمن -أستاذ علم الأخلاق- يقول : لا يجوز أبدًا خروج الفتاة مع خطيبها أو خلوتها به، ويجب أن يتم التعارف من خلال الأسرة وفي وجودها؛ لأن الشاب -حتى وإن كان سعيدًا بفتاته- فعندما يحس بالتساهل الأسري يتراجع؛ لأنه يدرك أن هذه الأسرة مفرطة فيبدأ بالحذر، وقد ينهي هذه الخطبة.
عالِمُ الاجتماع الأمريكي (فينكس) يحذر من الخلوة!
د. عبد الغني عزيز -أستاذ التربية بجامعة عين شمس- يقول : خروج الشاب مع خطيبته قبل العقد أو خلوته بها كارثة من الكوارث بالنسبة للفتاة ولعملية الزواج وللمجتمع ككل؛ لأن أي شاب يريد أن يقضي مآربه التي لا يستطيع أن يقضيها بصورة سليمة يقبلها الشرع ويقبلها المجتمع يذهب لأي بيت مدعيًا الخطوبة، ويتنقل هكذا من بيت إلى بيت، وما يجري لا يكون حلاً لمشكلة الفتاة بقدر ما يكون تعقيدًا لها.
لقد أجريت دراسة مقارنة بين نظام الزواج كما قرره الإسلام والأسرة المعاصرة، ووجدت علميًا أن الإسلام في مرحلة الخطوبة يحافظ على مبدأ الوقار والاحترام، الذي لا يمكن أن يقوم نظام محترم للأسرة على غيره ، فجعل من الممكن أن يرى الخطيب خطيبته، ولكن في حضور الأهل، وحرم الخلوة تمامًا، وبذلك حافظ على الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الأسرة.
وفي هذه الدراسة تعرضت لموقف الفكر الغربي من القضية، ووجدت بين يدي كتابًا هامًا لمؤلف أمريكي اسمه "فيليب فينكس"، يتعرض فيه لنظام الأسرة والعلاقات الاجتماعية.
ويرى (فينكس) من خلال دراساته الاجتماعية أن النظام الأمثل للأسرة هو ألا يرى الرجل من اختارها زوجه له إلا في ليلة العرس، هذا الرأي لو قاله مسلم في العالم الإسلامي لاتهم بالتطرف و الانغلاق. لقد أعطى (فينكس) ثمرة تجربته على الأرض الأمريكية؛ فكان هذا رأيه، علمًا بأن الإسلام بشموليته ووسطيته لم يقل بذلك؛ وإنما قال بأن يرى الشاب من سيقترن بها، ولكن في تعفف واحترام، باحثًا عن الأصل الطيب والزوجة الصالحة، ومن الناحية النفسية؛ فإن انكشاف الفتى على الفتاة يلغي(31/243)
الاحترام بينهما، وأجمل ما في الفتاة أن تظهر أمام الرجل متسترة والرجل يحب الفتاة الغالية المتمنعة؛ لأنه هنا سيثق بها، ويأتمنها على بيته وأولاده.
التوعية الأسرية والمتابعة
د. محمد رأفت عثمان - عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر- يقول : الخطبة لا تغير صورة العلاقة بين الفتاة المخطوبة والخطيب من علاقة رجل أجنبي بامرأة أجنبية؛ وإنما هذه العلاقة مجرد تعارف بين الأسرتين، وإبداء للرغبة في الزواج، ولا يجوز مطلقًا أن يخرج الشاب مع الفتاة منفردًا بها أو يخلو بها، والعائلات التي تسمح بذلك تعرض فتياتها للمخاطر التي قد لا تدركها إلا بعد أن يحدث المحظور، وتفشل الخطبة، وهنا نجد الفتاة في موقف غير محمود، والخطبة هي مجرد إبداء الرغبة في الزواج من امرأة ، وبمجرد الموافقة يجب شرعًا أن يتم العقد، ووجود مدة زمنية بين الخطبة والعقد ليس لها أهمية، ولا يجب أن تحدث تحت مبرر التعارف؛ لأن المرأة المسلمة أكرم من أن تكون حقل تجارب، والحق الشرعي الوحيد للخاطب هو أن ينظر في البداية إلى من يتقدم إلى خطبتها، كما روي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -"انظر إليها عسى أن يؤدم بينكما"، وكون الفتاة الآن بحكم عملها أو دراستها بالجامعة تجد فرصًا متكررة للقاء الخطيب؛ فهذا خطأ.
ومن هنا نجد أهمية التوعية الأسرية، والمتابعة أيضًا من قبل الأب والأم، ويجب أن تدرك الأسر أن هذه الضوابط الشرعية لمصلحة الفتاة؛ لأنه قد يحدث خلاف ويفترق الطرفان، خصوصًا أن الرجل في فترة الخطوبة لا تقيده الارتباطات والمسؤوليات التي تقيده بعد الزواج، والذي يجني الثمار المرة -إذا حدث فراق- هي الفتاة، سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي أو العاطفي والنفسي.
د. الشحات الجندي -أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر- يقول : الضوابط التي أرساها الإسلام للخطبة غرضها أساسًا الإبقاء على العلاقة بين الطرفين في الإطار الذي يسمح بالتعارف والتفاهم، وفي نفس الوقت الإبقاء على كل منهما بعيدًا عن الآخر، حيث لا يحل لأحدهما أن يحصل من الآخر على ما تعطيه الزوجة لزوجها، فالخطبة لا تمثل سوى وعد بالزواج، وهذا الوعد لا يحل حرامًا، وضوابطه الشرعية هي أن يكون اللقاء بين الطرفين في حضور محرم، وألا تحدث فيه أي شبهة للخلوة، وهذا اللقاء المحكوم بالضوابط الشرعية يكون بغرض الرؤية الشرعية واستكشاف الجوانب الشخصية لكلا الطرفين، والتعرف على الخطط المستقبلية بخصوص مشروع الزواج، لا أن تكون لقاءات عابثة، أو مضيعة للوقت، وإذا كانت هناك تغيرات اجتماعية حدثت في السنوات الأخيرة؛ نتيجة تعليم المرأة وخروجها للعمل، ونتيجة أيضًا لوسائل الإعلام، وما تبثه من ثقافة مفتوحة؛ فإن هذا لا يبرر أي تنازل من قبل الفتاة وأهلها ، ولذلك فإن والد الفتاة ينبغي أن يكون على صلة وثيقة، ويكون على دراية بتطورات أمورها، ويلزمها بالقيم الدينية والتقاليد الاجتماعية التي تحفظ لها كرامتها، وإذا كان الزواج غاية شرعية فيجب أن تكون الوسيلة منضبطة بالضوابط الشرعية.
ـــــــــــــــــــ
احذروا الحفر الصغيرة(31/244)
فوزية الخليوي 6/5/1424
06/07/2003
يدلف الزوجان إلى بيت الزوجية وقد حمل كل منهما صورة وردية رائعة لحياة تتسم بالهدوء والألفة، قاطعاً كلٌ منهما على نفسه وعداً بالعطاء للطرف الآخر. ولكنه عطاء من نوع آخر لم يتعوده الشاب ولا الفتاة في منزل والديهم، حيث
المسؤولية التامة في إدارة شؤون المنزل، والقيام عليه مع ثقل هذا الأمر عليهما! قليلاً ومع انتقاد كلٍ منهما للطرف الآخر بالتقصير؛ تدب المشاكل الزوجية ويدب معها الفتور بينهما فيسارع كلٌ منهما للهروب والتنصل، فيقضي الشاب وقته مع أصدقائه لوقت متأخر أو تحاول الفتاة أن تتنصل أيضاً، أما بالخروج لزياراتها الخاصة، أو بعمل سياج دفاعي تواجه به تقصير الزوج! فيثور كل منهما على الطرف الآخر عند أقل تقصير، فيجب الحذر من إطلاق التهم التي تقضي إلى إيغار القلوب، والحل هو الجلوس سوياً بهدوء، وتقسيم الأعمال، ولا مانع من تأجيل بعضها برضى الطرفين.
فهذا سعيد الجمحي الأمير.. عندما شكاه أهل حمص؛ لأنه لا يخرج حتى يتعالى النهار، قال : ليس لأهلي خادم، فأعجن عجيني، ثم أجلس حتى يختمر ثم اخبز خبزي!.
الاحترام بين الزوجين
كم من بيوت دامت بالاحترام ولم تدم بالمحبة!
فيجب على كل طرف أن يقف عند بعض الخطوط، ولا يتمادى في إزالة الهيبة أو الانتقاص، أو ترديد بعض المثالب، حتى لو كانت واقعة فعلاً!.
ويجب أن يضع الزوج نصب عينيه التركيبة العاطفية ذات الحس المرهف التي جبلت عليها المرأة، وأن أي انتقاص لها قد يسبب جرحاً دامياً من الصعب برؤه!.
كانت الفارعة زوجة المغيرة بن شعبه، عندما دخل عليها سحرا، تخلل أسنانها! فقال: أنت طالق! إن كنت بادرت الطعام، فأنت شرهة! وإن كنت بتّ والطعام بين أسنانك فأنت قذرة! فقالت: كل هذا لم يكن لكني تخللت من شظايا السواك.
وكذلك الحال مع الرجل فهشام بن عبد الملك رمى بتفاحة بعدما عضها على زوجته، فدعت بسكين! فقال لها لم؟ قالت أميط عنها الأذى! وكان أبخر الفم؛ فطلقها.
ماذا.. عند الغضب؟
بمثال بسيط توصي العجائز من هنود أمريكا الفتيات المقبلات على الزواج قائلات:إذا رأيت زوجك غاضباً، ودخل كهفه فلا تتبعيه؛ لأن التنين الذي على الكهف سيحرقك.
وقد تختلف درجة الغضب بين رجل وآخر، وتتفق في أن الأفضل أن تدعيه لحين هدوء ثورته، ولا مانع بعدها من امتصاص غضبه بكلمة رقيقة دون تقديمه للمساءلة عن سبب غضبه.
ورحم الله عباسة بنت الفضل زوجة الإمام أحمد بن حنبل، لما ماتت قال: أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة.
الحاجة إلى التقدير(31/245)
إن الرجل بحاجة إلى التقدير كما أن المرأة بحاجة إلى العاطفة، وتقدير الرجل من حيث هو صاحب القوامة على المرأة والقيّم عليها يجب أن يكون محط اهتمام المرأة ومثارها، فيجب أن تقابل إفضاله عليها بالتقدير والقبول فهو المسؤول عن رغبتها.
فكونه أظهر احتياجه لها، فهذا اتصال صريح وطلب للدعم من الرجل بأسلوب مفعم بالثقة، فيفترض عليها أن تعمل ما بوسعها .
فهذا المعتضد بالله خلا يوماً بزوجته قطر الندى فنام على فخذها، فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة فخرجت، فاستيقظ فلم يجدها فاستشاط غضباً ونادى بها فقال:ألم أخلك إكراماً لك فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين. فقالت: يا أمير المؤمنين ما جهلت قدر ما أنعمت علي ولكن فيما أدبني أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس ولا تجلسي مع النيام.
لا تكوني غل قمل
فهذا مثل يضرب للمرأة السيئة، وأصله أن العرب إذا أسروا أسيراً غلّوه بغل من قد وعليه شعر فربما قمل في عنقه إذا دب ويبس، فتجتمع عليه محنتان الغل والقمل.
وتكون المرأة كذلك إذا تمادت في الغيرة، فتحاصر زوجها بالشكوك والمسائلات فيومه في استجواب وحاله في اضطراب؛ حتى يتحاشى الجلوس معها ويمقتها. فليكن لديك بعض المرونة في تحمل عيوب الزوج وقصوره، وحاولي التكيف مع طباع زوجك المختلفة بحكمة ورؤية.
يأنسن عن بعولهن إذا خلوا ... ...
وإذا هم خرجوا منهم خفار
وقد تظن المرأة خطأ أن المرأة الغربية ليست ملزمة بتقديم هذه التنازلات فأذكر لك مثال على الكاتب الأمريكي (ارتست هيمنجواي) فقد تزوج أربع مرات، وزوجته الأخيرة هي فقط التي بقيت معه حتى مات لسبب بسيط؛ أنها قالت له: أنني أتزوج لاحتفظ بك.
وقد كان رجلاً فظاً، خشناً، قذراً في عاداته الحياتيه، فاحتفظت به وعلاوة على ذلك ورثت أكثر ثروته الضخمة وحقوق مؤلفاته الرائجة جداً، والتي عادت عليها بالملايين.
نفسية المرأة
حبى الله كلاً من الرجل والمرأة بالعقل وزودهما بالعاطفة، لكن العقل تتسع دائرته عند الرجل على حساب عاطفته، والعكس عند المرأة إذ تتسع دائرة العاطفة على حساب العقل، وما يجهله بعض الرجال أن المرأة تتعرض لفترات تكون فيها العاطفة في أوجها وذلك قبل الدورة الشهرية، فتتضارب عواطفها فتكون (مثقلة قلقة، مستاءة، سلبية) فيخطئ الرجل عندما يقمع هذه المشاعر السلبية؛ لأن المشاعر الإيجابية كذلك تقمع! وعندما تتعرض المرأة للضغوط تشعر برغبة في الحديث عن مشاعرها ومشكلاتها لكي تشعر بالتحسن، بينما يبدي الرجل عادة مقاومة؛ لأنه يفترض أنها تتحدث معه عن مشكلاتها باعتباره مسؤولاً عنها، والحل أن يتفهم مشاعرها السلبية وذلك بالإنصات لألمها وحاجاتها، فانظر إلى أسلوب الرسول الرقيق في عتابه لعائشة: إني لأعلم متى تكوني عني راضية، ومتى تكوني غضبى إذا كنت راضية(31/246)
تقولي: لا ورب محمد، وإذا كنت غاضبة تقولي: لا ورب إبراهيم، فقالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك.
فيا حبذا لو التفت الأزواج والزوجات إلى هذه الأمور الصغيرة، وحرصوا ألا يحفروا قبر الزوجية بواسطة سلسة من الحفر الصغيرة!
ـــــــــــــــــــ
مقترحات مفيدة لإجازة سعيدة
التحرير 29/4/1424
29/06/2003
أقبلت الإجازة بما فيها من فراغ لا يحسن الاستفادة منه إلا من وهبهم الله عقلاً راجحاً يعرفون به كيف يخططون للاستفادة من أوقاتهم فيما يفيدهم ويفيد أمتهم ومجتمعاتهم. وحول كيفية الاستفادة من الإجازة هذه بعض المقترحات للاستفادة منها:
أولا:أهمية الوقت
إذا أردت أن تستفيد من الإجازة حق الاستفادة، وأن تكون فيها من الفائزين فعليك بما يلي :
1) أن تستشعر قيمة الوقت، وأن له شأناً عند الله، فبه أقسم في غير ما آية من كتابه، والله إذا أقسم بشيء دل على عظمته؛ بل إنه أقسم بجميع أجزاء اليوم فأقسم بالنهار وأجزائه: الفجر، والضحى، والعصر، وأقسم بالليل.
2) أن تعلم أن هذا الوقت هو رأس مالك؛ فإن ضيعته ضاع رأس مالك، وإن حفظته فالربح حليفك.
3) أن تعلم أن مفاتيح استغلال الوقت بيدك فلا تحتاج إلى شرائها ولا استئجارها، فليس عليك سوى أن تشمر عن ساعد الجد فإن الوقت يمضي والعمر قصير.
4) أن تعلم أن بهذا الوقت حفظت العلوم، وجمعت السنة، وحررت المسائل، وكتبت القصائد، وأنه ما من عالم رفع شأنه؛ إلا واستغلال الوقت كان مركبه، وما من داعية رفع ذكره؛ إلا واستغلال الوقت كان همه.
5) أن تعلم أن الناس صنفان: علماء وعامه، والذي ميز العلماء عن العامة هو استغلال العلماء لأوقاتهم. فإن كنت مضيعاَ لأوقاتك فقد شاركت طلاب العلم في هيئتك ولباسك وفارقتهم في استغلالك لأوقاتك.
6) أن تعلم أنه لن يكون لك تأثير في واقع أمتك إلا بالعلم والعمل ولن يتحققا لعشاق الدعة والكسل.
7) أن تقرأ سير أصحاب الهمم العالية .
ثانيا:مقترحات عامة
بدأت الإجازة وزادت ساعات الفراغ عند الكثيرين ، وأخذ هذا السؤال يُطرح كثيراً: كيف أستفيد من الإجازة؟
إليك أخي القارئ الكريم هذه المقترحات :
1- الالتحاق بإحدى الدورات العلمية أو العملية النافعة والمفيدة، مثل: دورة في الخط أو الكمبيوتر أو الرسم أو الكاراتيه وغيرها كثير .....
2- إعداد صحيفة ثقافية متنوعة خاصة بالبيت وتكون في مكان بارز.(31/247)
3- المشاركة الفعّالة والقوية في برامج المراكز الصيفية .
4- الالتحاق بوظيفة في الإجازة الصيفية .
5- مشروع المراسلة وإيصال الخير للناس في شتى البقاع .
6- رحلات للعمرة أو للمناطق السياحية مع محاولة إيجاد مناطق جديدة .
7- المشاركة في إثراء المجلات بمقالات ومواضيع ترى أهمية طرحها .
8- الاستعداد المبكر جداً في فهم المواد الدراسية للسنة الدراسية القادمة .
9- أخذ فصل دراسي صيفي، وإنهاء الدراسة الجامعية في أقل وقت ممكن.
10- تبني مشروع تجاري والعمل على إنجاحه ومضاعفة الجهد في ذلك .
11- جمع بعض الأشرطة وكذلك الكتيبات والمجلات وتوزيعها علي المستوصفات أو صوالين الحلاقة وأماكن الانتظار بالمرافق العامة.
12- تقديم بعض الأشرطة المرئية والمسموعة لسيارات النقل والأجرة ليستفاد منها في الطريق.
13- السفر للدعوة إلى الله عز وجل عن طريق إحدى المؤسسات الخيرية.
14- حضور الدورات العلمية المقامة في كل مكان.
15- محاولة التأليف والكتابة الصحفية والتدرب على ذلك.
16- دعوة غير المسلمين للإسلام عن طريق الكتب والنشرات والمطويات.
17- حاول أن تتعلم شيئاً جديداً مثل التبريد والميكانيكا والكهرباء والسباكة وأسرار الكمبيوتر... إلى آخره.
18- زيارة المستشفيات والمؤسسات الإيوائية.
19- زيارة الأقارب وصلة الرحم وخصوصاً من هم خارج مدينتك.
20- المسابقة الاجتماعية في البيت لأفراد أسرتك للحث على الانضباط.
ثالثا:أفكار للمرأة
المرأة صنو الرجل وشريكته في صنع الحياة، وهي المحضن الذي يترعرع فيه رجال الغد، ومنه تنبت فسيلة الأسرة الصالحة؛ فإليها وهي البنت والأخت، والأم..إليها هذه التوجيهات:
1-لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن؛ فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة، ولتحرصي أيتها الأم على مشاركة بناتك في هذه المراكز، واحرصي على توجيه وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة، ولو لم يكن إلا أن تتعرف تلك الأخت على أخوات صالحات يتعاون على الخير وفعله، لكفى.
2- تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية، وتجتمع أعداد كثيرة من النساء، فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات، وإن لم تكوني أنت المتحدثة؟! فلماذا لا تكوني مفتاح خير للناس، فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟
قال الحق -عز وجل-:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ َالْمُؤْمِنَاتِ(31/248)
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
هذه المناسبات فرصة عظيمة لتعليم الأخوات كيف تُستثمر الأوقات.
3- الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والاستفادة منها، وإن لم تستطعي المشاركة كلية فإنك -على الأقل- تختارين من الدروس ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها.
4- يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه الدورات؛ بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر بهن.
وما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات! فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان؟
فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة، وإن لم تتمكني أنت من المشاركة لظروف خاصة فإنك تنالين الأجر وإن لم تحضري؛ والدال على الخير كفاعلة.
رابعا:برامج وأفكار للأطفال
هذه مجموعة من البرامج والأفكار التي حاولنا جمعها وهي أطروحة يمكن تطويرها أو التعديل عليها أو التفكير في أفضل منها:
1ـ برنامج دعاة المستقبل:
فكرة البرنامج هي تعويد الابن على الإسهام في أعمال الخير، وذلك بعدة طرق؛ منها:
- زيارة إحدى المؤسسات الخيرية أو مكاتب الدعوة؛ ليتعرف عليها الابن ويسهم بأي شكل مهما كان يسيراً .
- إذا كان الابن يجيد استخدام الحاسب الآلي أو صاحب خط جميل يمكن أن يقوم بطباعة حديث أو فائدة أو قصة جميلة، ومن ثم يعلقها في البيت أو في المسجد بعد التنسيق مع إمام المسجد.
- شراء بعض الكتيبات والمطويات النافعة وجعل الطفل يقوم بتوزيعها بعد الصلاة عند باب المسجد بعد التنسيق مع إمام المسجد.
2ـ برنامج اللقاء الأسبوعي:
فكرة البرنامج تحديد وقت في الأسبوع يجتمع فيه أفراد البيت، ويقوم الأطفال بإعداد وطرح برنامج متنوع الفقرات، ويمكن للأب أو الأم مساعدتهم في البدايات، ثم سترى - بإذن الله- أشكالاً من الإبداع قد لا تفكر فيها أنت.
3ـ برنامج السؤال الأسبوعي:
فكرته عبارة عن سؤال يعلق أسبوعياً في صحيفة معدة لذلك في البيت، وليكن مثلاً يوم السبت، وآخر موعد لتسليم الإجابات هو يوم الجمعة، ومن ثم يعلق الجواب الصحيح واسم الفائز، ويطرح سؤال آخر وهكذا، ويكون الفائز هو الذي يتكرر اسمه في الشهر أكثر وتقدم له جائزة.
4ـ فكرة الكسب الحلال:
وتقوم الفكرة على الاتفاق مع الطفل للقيام بعمل إضافي ليس من الواجبات المعروفة لديه، على أن يكون له مقابل على جهده مثل طباعة بحث أو خطاب بالكمبيوتر،(31/249)
سواء كان لأحد والديه أو أحد الأقارب؛ فيتعود بذلك الابن أو البنت على الكسب الحلال وتحمل المسؤولية .
5ـ فكرة حصالة الخير:
تقوم الفكرة على شراء حصالة كهدية للطفل؛ ليقوم بجمع التبرعات لإخواننا المسلمين في فلسطين مثلاً ، سواء كانت من مصروفه الخاص، أو في الاجتماعات العائلية مع الأقارب والأصحاب، ومن ثم تقوم مع طفلك بإيصالها لأحد اللجان الخيرية، فما أروعها من تربية!.
6ـ فكرة الطفل البار :
تقوم الفكرة على تعويد الطفل مساعدة أمه في أعمال البيت، ولو بشكل يسير جداً؛ لكي لا يمل من العمل المطلوب منه، وتشجيعه بالكلام والثناء أو بهدية، ولكن لا تُجعل عادة حتى لا يكون عمله من أجلها.
7ـ فكرة الطفل المنظم :
تقوم الفكرة على وضع منافسة بين الأطفال في البيت على ترتيب ما يخصهم من ألعاب وملابس ونحوها، ويمكن جعل المكافأة هي المشاركة في رحلة أو زيارة للأقارب.
8ـ فكرة المنافسات والألعاب الحركية لحاجة الطفل لها:
- للأبناء سباق (على الأقدام ، الدراجات ونحوها..)
- للبنات أعمال منزلية، وتقاس فيها المهارة والسرعة ( إعداد شاي أو غسيل أواني أو تنظيف أو تطريز..)
ـــــــــــــــــــ
يوم سعيد في حياة الأسرة
عبد الواحد السعيد 22/4/1424
22/06/2003
في زحمة الحياة قد ينسى الزوج بعض حقوق أسرته علية، وقد لا يجد من الوقت ما يكفي لمعايشة أبنائه والتقرب منهم، ومن هنا نعرض تجربة لبعض الأسر للتغلب على هذه المشكلة بتفريغ يوم للأسرة فماذا يكون في هذا اليوم.
إنه يوم يختلف عن بقية أيام الأسبوع، ويتميز بالآتي:
1- الاستيقاظ المبكر.
2- قراءة الأذكار وتلاوة القرآن بعد صلاة الفجر، والخواطر الإيمانية (ومن خلالها يمكن التوجيه، أو معالجة مشكلة) حتى الشروق للحصول على أجر العمرة، على أن يتولى الأب إيقاظ الأبناء للمشاركة في ذلك.
3- أداء الصلوات في جماعة وفي أوقاتها، ويصاحب الأب الأولاد للمسجد والبنات يصلين مع الأم.
4- عمل بعض التمارين الرياضية سوياً.
5- مشاركة الأبناء في اللعب واللهو البريء المباح ، ومحاولة الحديث معهم في اهتماماتهم وحل مشاكلهم والتقرب إليهم بصفة مستمرة.(31/250)
6- المكث في المنزل أو الخروج إلى نزهة، أو رحلة بصحبة الزوجة والأولاد، أو صلة الأرحام (وما لا يدرك كله، لا يترك كله).
7- التعاون في ترتيب المنزل ، وفي إعداد الوجبات، ومراعاة اختيارها خفيفة، وغير مرهقة، ومعاونة الأم في المطبخ، وشكر الأم ولو بشق كلمة؛ لمسح عنائها في البيت.
8- عمل أو شراء حلوى أو فاكهة مميزة للأولاد.
9- بقاء الزوج مع أسرته: فلا مواعيد، ولا تليفونات، ولا زيارات (وإذا تعرض البيت لذلك؛ فالثواب فيما قدر الله).
10- التحلي بالهدوء، وتجنب المناقشات التي تسبب الاحتداد في الكلام بين الزوجين.
11- تبادل الكلام العاطفي الرقيق، بعيداً عن مشاكل البيت (ومن المهم جداً عدم الاقتصار في ذلك على هذا اليوم فقط).
12- الاشتراك في عمل منتج يدوياً (زبادي، مربى، حفظ خضراوات، تربية طيور، مخللات) لإعطاء القدوة للأبناء بالمشاركة الفعلية.
13- إذا تعرضت الزوجة لأي مشكلة خلال الأسبوع -ولم تتح الفرص لمناقشتها -؛ فلتكن الفرصة في ذلك اليوم متاحة لمحاولة حلها.
14- التغافل والتجاوز عن التقصير -لأنه واقع بالفعل- إذا كثرت الأعباء.
15- مراعاة التزين بين الأسرة لإشاعة السعادة، وليس الكلام للزوجة فقط.
16- محادثة الزوج للزوجة وعدم الركون إلى الصمت الممل؛ للألفة والأنس.
17- اعتبار هذا اليوم (يوم جائزة ، أو رد جميل ، أو مكافأة) للتصرفات الحسنة لجميع أفراد الأسرة ( مكافأة الأبناء، والزوجة، والزوج).
18- إذا لم يتيسر تنفيذ ذلك اليوم كاملاً، فمن الممكن أن يكون نصف يوم (6 ساعات مثلاً، يعود الزوج من عمله يوماً مبكراً ).
19- عمل لقاء إيماني لأفراد الأسرة يشتمل على بعض الفقرات العلمية والترويحية وتتلخص أهم ملامحه في الآتي :
01 القرآن:
أ. القراءة والتفسير: قراءة ما تيسر بخشوع وتدبر، مع تصحيح القراءة، وتبادل الخواطر، والرجوع إلى تفسير ما أشكل من معاني.
ب. الحفظ: الاتفاق على حفظ عدد من الآيات كل أسبوع على أن يتم التسميع في الأسبوع المقبل، كلٌ حسب طاقته.
02الحديث:
أ. القراءة والشرح: قراءة باب مختار من رياض الصالحين مع الشرح الإجمالي.
ب. الحفظ: اختيار حديث واحد من الباب للحفظ.
03 السيرة:
أ. قراءة في تهذيب سيرة ابن هشام مع التعليقات المناسبة والخواطر المؤثرة.
ب. تكليف من يستطع من الأبناء بالتحضير من قصص الأنبياء لـ(الندوي).
ج. دراسة صورة من حياة الصحابة (رأفت الباشا) أو سلسة القصص الديني (عبدالحميد جودة السحار).
04 الفقه:(31/251)
دراسة فقه الطهارة والصلاة والصيام من (فقه السنة).
05 الحقوق والواجبات:
ليكلف كل فرد بتحضير واجباته فقط ليستشعر مسؤوليته عنها؛ فيؤديها، أما الحقوق فيكلف بها الطرف الآخر للتعامل، ويتم ذلك من :
أ. سلسلة الحقوق (طه عفيفي)
ب. تربية الأولاد في الإسلام ( عبد الله ناصح علوان).
ج. المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى الله ( علي عبد الحليم)
06 نشرة الأخبار : ويكلف بإعدادها من يستطيع من أفراد الأسرة، وأهم ما ينبغي أن تدور حوله:
أ. متابعة القضايا والأحداث.
ب. بحث موجز في قضية من قضايا المسلمين.
ج. مشاهدة شريط فيديو حول الأحداث والقضايا مع التعليق والحوار.
07 الإنشاد:
ويختار نشيد مناسب يؤديه الأبناء معاً للترويح والتذكر والتأثر
ـــــــــــــــــــ
ميادين البرمجة العصبية في الحياة الزوجية
عبد الرحمن الفيفي* 15/4/1424
15/06/2003
البرمجة اللغوية العصبية Neuro Linguistic Programming أو NLPعلم جديد، بدأ في منتصف السبعينات الميلادية، يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات والمحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات واستجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية . وهو يكشف لنا ــ إلى حد كبير ــ عالم الإنسان الداخلي و طاقاته الكامنة، ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه. كما يمدنا بأدوات وطرق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي السريع في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره، وقدرته على تحقيق أهدافه، كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن أن تختبر وتقاس. ومن أجلّ ما نستفيده من البرمجة اللغوية العصبية فهم الناس وتحقيق الألفة والانسجام معهم ، وبناء العلاقات الجيدة والروابط المتينة التي نراعي فيها خصوصية كل واحد منهم . ولا شك أن من أهم العلاقات التي يمكن للبرمجة العصبية أن تنميها وتقويها العلاقات الزوجية، فنحن نرى في واقعنا كثيراً من الأسر التي تنهدم أو توشك لأسباب نراها مستعصية جداً، وهي في حقيقتها أسباب يسيرة، تكمن في اختلاف الأنماط الشخصية التي تؤدي إلى لون من عدم الألفة وانعدام التفاهم، ولو عرف كل طرف حقيقة الطرف الآخر، و أدرك محركات سلوكة، وتفسيرات مواقفه لعذره كثيرا أو سعى لمساعدته؛ بهدف الوصول لحالة جيدة من التعايش والتعامل .
وسأبين هنا –باختصار- بعض أهم ما نستفيده من البرمجة اللغوية العصبية في ميدان العلاقات الزوجية .(31/252)
إن مما نتعلمه في البرمجة اللغوية العصبية الكيفية التي يتم بها رصد الإنسان لحقائق العالم الخارجي المادية والمعنوية، بواسطة منافذ الإدراك لديه (الحواس)، و الكيفية التي يتشكل بها الفهم، والعوائق التي تحول دون الفهم التام والتصور الكامل للأمور، و التفاعل التلقائي بين ما يستقر في الذهن من تصورات، وما يعتمل في النفس من خلجات المشاعر المختلفة، وكيف تتم ترجمة ذلك كله إلى رد فعل إيجابي أو سلبي .
ونخلص من ذلك إلى حقيقة أن الصورة الذهنية لحقائق العالم الخارجي تختلف من شخص لآخر، وهي عند الجميع غير مطابقة تماما لما في الواقع، بسبب ضعف حواسنا وقصور إدراكنا. وأن الإنسان إذا تكوَّن في ذهنه انطباع معين تجاه أمر أو شخص ما، أثَّر عليه هذا الانطباع أكثر من تأثير الحقيقة ذاتها، وانعكس هذا على سلوكه تجاهه، وهذا حق لا ينكره إلا جاهل، ولذلك أمرنا بالتثبت و التبين .
والتثبت هو التواضع في تقدير الانطباعات الأولية، وعدم الاستسلام للظن الذي لا يغني من الحق شيئا، والتدقيق في استجلاء الأمور بأدلتها وبراهينها، لئلا نصيب قوما بجهالة .
إن من أعظم المشكلات الزوجية ( التسرع –الشك- الغيرة السلبية -إساءة الفهم- اتهام المقاصد) وكلها ذات صلة بالتصورات الشخصية والانطباعات الأولية، التي ربما كانت أبعد ما تكون عن الحقيقة .
إن البرمجة العصبية تعلمنا طرقا واستراتيجيات للتدقيق والتأكد، وتوقفنا على أساليب استقراء المعلومات المشاهدة و المنطوقة، من دلالات سيماء الملامح ( لغة الجسد في : الهيئة والنظرة واللمحة والإشارة ) ومن دلالات لحن القول ( لفظاً وأسلوباً ونبرة صوت )، وذلك من مواقع الإدراك المختلفة ، لنتجرد من ظنوننا وانطباعاتنا، ونقف على الحقائق المعلوماتية التي تجعلنا أقرب إلى الحقيقة، وتجعل أحكامنا وقراراتنا فرعا عن تصورات دقيقة .
إن هذه الجزئية وحدها كافية لتجنيب أسرنا كثيراً من الخلافات التي تعصف بها، وهي كفيلة -لو أتقنت على المستوى الاجتماعي الواسع- بخفض معدلات الطلاق التي تنبئنا عنها الإحصائيات المخيفة .
ومما نتعلمه في البرمجة اللغوية العصبية تصنيف الناس إلى أنماط باعتبارات مختلفة، لكل منهم استراتيجية خاصة في التفاعل و الاستجابة للمؤثرات الداخلية و الخارجية، و بالتالي يمكن أن نعي منبع تصرفات الناس، و نعرف أقرب الطرق لتحقيق الألفة معهم، وكسبهم و التأثير الإيجابي فيهم .
إن اختلاف نمطي الشخصية بين الرجل والمرأة ليس هو المشكلة، بل قد يكون مطلباً للتكامل أحيانا، ولكن المشكلة الكبرى في جهلهما بهذا الاختلاف، واعتقاد أحدهما بأن الآخر مثله، أو ينبغي أن يكون مثله، في القناعات والرغبات وطرق التفكير والتفضيلات وغير ذلك .
إحدى الحالات التي انتهت بالطلاق كانت شكوى الزوج فيها أن امرأته لم تكن تقدره ولا تحترمه، إذ لم تعبر يوما عن حبها له، ولم تعبر يوما عن شكرها لمعروف منه، وأن غاية همها جلوسها أمام مرآتها وتصفيف شعرها، وأنها تطالبه بكل ما تقع عليه عينها مما يطيق ومما لا يطيق، فلم تدع مجلة للأزياء أو للديكور أو للأثاث إلا(31/253)
اقتنتها، وطالبت بنصف محتواها، وتحسرت لفقد الباقي، وأنها لم تر شيئا في بيت امرأة أخرى -مما ليس عندها- إلا علقت بمثله نفسها ، دون مراعاة لأحواله المادية المحدودة، حتى ساءت بينهما العشرة، وانعدم التفاهم وآثرا الطلاق .
فيما كانت شكوى المرأة منه أنه عديم الإحساس بها، لم يقدر جمالها ولم يشعرها بقيمتها لديه، وأنه صاحب كلام معسول و وعود براقة لكنها لم تر منه شيئا، فلا تذكر أنه قدم لها يوما هدية تشعرها بتقديره لها ، كما أنه فلسفي منطقي يحاسبها على كل كلمة، ويتأول كل نبرة صوت ويحمل كلامها مالا يحتمل، كما أنه لا يهتم بشكله ولا مظهره معها، وغاية همه اتصالاته الهاتفية التي لا تنقطع حتى في أوقات الراحة، والتي تثير فيها الشكوك.
إن خلاصة هذه المشكلة بينهما أن الرجل (سمعي) وأن المرأة ( صورية )، وأنهما لم يفهما هذا الاختلاف، ولو فهماه لعرف كل منهما منبع سلوكيات صاحبه وعذره فيها، وتعامل معه بالاستراتيجية التي تناسبه، ولدامت بينهما المودة و الرحمة، و لكن قدّر الله وما شاء فعل، وسبق السيف العذل .
إن البرمجة اللغوية العصبية تعلمنا أن الناس ليسوا سواءً وإن كنا نظنهم كذلك، بل هم أنماط وأنماط، و لكل نمط منهم مؤشرات خاصة نستدل بها عليه، و استراتيجيات خاصة نتعامل بها معه .
ومما نتعلمه في البرمجة اللغوية العصبية قوانين الافتراضات والتوقعات كيف نعززها وكيف نصدقها و كيف تؤثر علينا؟، وكيف نتعامل معها سواء كانت إيجابية أو سلبية . ولعل أهم المشكلات في بدايات الحياة الزوجية تتعلق بقوانين الافتراضات والتوقع، إذ إن كثيراً ما يبني الزوجان أو أحدهما افتراضات وتوقعات مبالغة في المثالية، تتعلق بصاحبه أو بالحياة الزوجية أو بالبيت والمتطلبات المادية، ثم يصدم بأن الواقع أقل من ذلك، فيستمسك بتوقعاته المسبقة، وتبدأ رحلة المطالبة والاستياء، أو يستسلم استلام المحبط على غير رضا، وقد ينتهي الأمر في الحالتين إلى الانفصال .
ومما نتعلمه في البرمجة اللغوية العصبية طرق تحقيق الألفة وتعميقها في أربعة مستويات متدرجة، تصل إلى الود العميق والانسجام التام مع الطرف الآخر، ولا شك أن هذا مطلب مهم في الحياة الزوجية، وهو عنصر جوهري يعطي الحياة الزوجية عذوبتها و جمالها، ويضمن -بإذن الله- بقاءها واستقرارها .
ومما نتعلمه أيضا في البرمجة العصبية استراتيجيات متعددة للتعامل مع المشكلات، تحليلاً وتوصيفاً وعلاجاً، و وسائل مساعدة للتفكير تعين في التركيز على المشكلة، والتركيز على الحل والتخطيط له وتوليد الأفكار وإيجاد البدائل، ثم التهيئة وإحداث التغيير وتثبيته وقيادته للمستقبل، وتحييد المقاومة الداخلية و الخارجية، مع حساب الآثار والعواقب وقياس المصالح والمفاسد في كل ذلك .
ولا شك أن هذه الأساليب ذات جدوى كبيرة، وأثر إيجابي سريع في حل المشكلات التي تعتري الحياة الزوجية، خاصة و أننا كثيراً ما نقود الشخص بهذه الأساليب ليحل مشكلته بنفسه، فيظفر بمكسبين في وقت واحد : حلّ المشكلة الحالية، وتعلم المهارة التي تفيده مستقبلا .(31/254)
هذه عجالة مختصرة حول أهم ما نستفيده من هذا العلم العظيم في ميدان العلاقة الزوجية خاصة، تلك الرابطة التي يقوم على صلاحها واستقرارها خير عظيم، يتعدى ركني العلاقة إلى الأسرة والأبناء والمجتمع، وهي دعوة للإفادة من هذا العلم الذي له أثره الكبير في ميادين الدعوة والتربية والتعامل والتخطيط للنجاح الفردي و المؤسسي، والذي هو من الحكمة التي هي ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أولى بها .
* جامعة الملك خالد بأبها
مدرب معتمد من الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبي
ـــــــــــــــــــ
هل زوجك مشغول دائما؟ انتبهي!
منال الدغيم 8/4/1424
08/06/2003
قالت لهن: أنا دائماً لا أراه! تخيلي رغم أني معه في نفس البيت، إلا أنه قد يمر يوم كامل دون أن أراه أبداً !!، ومن الطبيعي ألا أراه سوى ساعة أو أقل في اليوم الواحد. ينهض مبكراً قبل استيقاظنا ولا يعود للإفطار، غالباً ما يكون مدعواً على وجبة غداء عند رفاقه، وبعد العصر قد يعود قليلاً أو يكتفي بالاتصال لينظر أخبارنا! ثم يمضي في مشوار مواعيده الطويل، ويذهب لأشغاله الكثيرة, أما العشاء فلا أذكر أنه تناول العشاء مع أولاده إلا أندر من النادر !
قاطعتها إحداهن بحذر وتوجس: يا لك من بلهاء! لا تصدقي أكاذيبه! فهو يدعي أنه مشغول وهم كلهم هكذا، والحقيقة أنه إذا أراد أحدهم الزواج قال: أنا مشغول، فانتبهي لزوجك، فربما يكون مع عروسه طوال اليوم، ولا يأتيك إلا في الليل وأنت غافلة عن ذلك.
ضحكت تلك الأخت وقالت: هوني عليك، إن الكاذب لابد أن ينفضح أمره, وزوجي مشغول حقاً, فإذا دخل عليّ فإنه لابد أن يكون يحادث أحداً بهاتفه, ويوصيه على أعمال ويسأل عن أعمال, ويعده بأعمال! وربما أشركني أنا أيضا في أعماله, فلا أمانع لأن عمله كله للدين ولوجه الله, وهذا ما يطمئنني ويمنعني من الوقوف في وجه زوجي، أو صده عما يعمل!
قالت امرأة في المجلس: يبدو أنك سعيدة مع هذا الوضع؟
فأجابت صاحبتنا: الحمد لله أنا لا أشعر بالتعاسة أبداً، ربما شعرت بشيء من الضيق بعض الأحيان عندما أطلب منه توصيلي لمكان ما، فيعتذر بانشغاله! ثم تعلمت أن الحل يكون بحجز موعد مسبق لكل مشوار أريده قبله بيوم أو يومين، وذلك ليرتب زوجي وقته ووضعه, وهو في الوعد شهم واف، وقد يعتذر لبعض أصحابه، لأنه وعدني من قبل، رغم أن الحجز أحيانا ليس بالضرورة أن يكون مؤكداً!
ولا أخفيكن أنه وسواسا يقول لي بعض الأحيان: حتام تصبرين على هذا البلاء والهجر؟
أنت مسجونة خلف الأبواب ومحبوسة بين الجدران, فتطلبي منه نزهة بريئة أو سفراً لتروحي عن نفسك! فأتمنى ذلك وأعزم على عرض الأمر، لكن لما أرى زوجي(31/255)
وأعماله وعودته مرهقا تعبا آخر المساء، أخجل أن أطلب منه طلباً كهذا وهو الذي لا يقدر على التقاط أنفاسه!
في بعض الأحيان، أرغب حقيقة أن أغير من هذا النمط القاتل، وأريد أن تجتمع أسرتنا الصغيرة وأطفالنا مع أبيهم الغائب، فأجهز مفاجأة سعيدة، كأن أعد عشاء فاخرا أو أغير بعض الشكل في الأثاث، وأتجمل وأبدي صغاري في أحسن مظهر، ثم أدعوه لمفاجأة في منزله تنتظره، فيأتي ونقضي مساء رائعا معا، وهو يفرح لهذه المفاجآت كثيرا، ولكنها لا تتكرر دائما.. فهي على اسمها مفاجأة!
قالت إحداهن : وكيف تعيشين وتقضين وقتك؟
أجابت: بصراحة لقد اعتدت على الوضع، فأنا بطبعي هادئة فأحب البيت فارغاً هادئاً, فأرتب وقتي، وأنظم بيتي، وأغسل وأكوي وأعتني بأطفالي محاولة بقدر الإمكان القيام بدور الأم والأب معا, وأقرأ بعض المجلات والكتب النافعة, وأقوم ببعض الأعمال الدعوية في منزلي، وأرى أنه لو كان زوجي دائم المكوث في البيت، فربما منعني وجوده من ذلك كله.
وما أن يعود زوجي فإني أبادر للجلوس معه ومحادثته والتخفيف عنه, هكذا وطنت نفسي، فهو جنتي وناري كما ترون.
ـــــــــــــــــــ
الزوجة المثالية
د. رقية المحارب 17/3/1424
18/05/2003
فلانة من الناس، امرأة محظوظة، فزوجها يحبها حبا شديدا، ويكن لها من الاحترام والتقدير ما يفوق الوصف، يهتم بشؤونها ويسأل عن حالها ويتعاهد حاجاتها، يأنس لمرآها ويحب حديثها، لو سمعتم فقط ترحيبه بها إذ تقبل عليه لسمعتم من الاشتياق والوله عجبا، وغاية المنى عنده أن يهب لها من السعادة والهناء والصفاء ما تنعم به أبدا..
لا ريب أن من النساء من تنهدت أسفا وحسرة وهي تسمع عن حياة مثل هذه الزوجة، التي استطاعت هنيئة أن تكسب محبة زوجها واحترامه واهتمامه، وهي تقارن بين ما ترفل فيه هذه من أثواب الهناء، وبين ما تتجرعه هي من شقاء البرود والملل والرتابة..
هل انتبهتن إلى ما قلت؟ لقد قلت: "استطاعت أن تكسب"، والتي "استطاعت" لا بد أنها عملت وضحت وسعت وكدحت في سبيل مناها، والأهم من ذلك أنها ما زالت مقيمة على هذه المهمة الجليلة، ونحن هنا لنكشف سبب نجاحها هذا، والذي هو ليس سرا بقدر ما هو "ممارسة" و"عمل" و"مهارة"..
إن المرأة، كل امرأة، نجاحها في الحياة مرهون بنجاحها في حياتها الزوجية، ولو قلت لكن عن امرأة حازت أعلى الرتب العلمية والمناصب العالية والشهادات المرموقة، ولديها من المواهب والصنائع كذا وكذا، غير أنها لم توفق مع زوجها، وهو ما يفتأ يهددها بالطلاق جراء إهمالها وتعنتها وعنادها، لأغضضتن الطرف عن سيرتها، ولشعرتن نحوها بغير قليل من الازدراء والشفقة..(31/256)
إذن فكل امرأة، منذ أن تضع كفها في كف رفيق حياتها، وهي تحلم بالحياة الموفقة الهانئة، وترجو أن يكون حالها كحال الزوجة التي حدثتكن عنها بدءا، تترقرق بينها وبين زوجها المشاعر الدافئة، ويظللهما الإعزاز والاحترام، ويقوم كل منهما بما عليه محتسبا مقدرا.
هل سافرت بكن الذكريات إلى أيام الزواج الأولى؟ أيام توهج المشاعر وانبهار الأحاسيس؟ كل زوجة لا شك قد عاشت مثل تلك الأجواء الحميمة، فهذه المشاعر طبيعية تماما، وليست هي السعادة الزوجية التي نقصدها، بل السعيدة والذكية فقط من استطاعت أن تعتني ببذرات ذلك الحب الوليد، وتوليها الاهتمام وتسقيها بالرعاية، حتى تمتد أصولها في حياتها وتبقى..
أرأيتم؟ مرة أخرى نعود لأهمية "العمل" و"العناية" و"الاهتمام" في سبيل نيل السعادة، فحب يأتي دون شيء من ذلك، إنما هو نزوة طيش، أو انبهار مؤقت كما في بداية الزواج، لا يلبث أن يتلاشى ويذوب، ويكتنفه البرود والرتابة والملل، إن لم يتدارك بالعناية والاهتمام..
حسنا، سنبدأ إذن في خطوات "عمل" و"سعي" نحو هذا الهدف، لن نحلق عاليا نحو مثاليات عسيرة وصور حالمة لا تعيش طويلا على أرض الواقع، بل أنا أجزم أن كل صفة من صفات "الزوجة الباحثة عن السعادة"، أو "الزوجة المثالية" في حياتها، هي صفات معلومة لدى الجميع، والحماس نحوها يتوقد من الجميع، لكنها تحتاج إلى شيء من الذكرى، والاستمرار..
ما آخر كلمة؟ الاستمرار! هذا هو السر! إننا لا نريد أن تتصف كل زوجة بالصفات الواردة لأيام معدودة، بل نريد تأسيس قاعدة قوية لها في نفس الزوجة، تمدها بوقود الثبات والدوام على مر الأيام..
ولذا، وقبل البدء، هذه خمس قواعد أساسية، اغرسي كل صفة حسنة تودينها في تربتها، وأوليها العناية حتى ترسخ، وتستمر!
احفظيها.. كأصابعك الخمس!
القاعدة الأولى: "بركات الطاعة":
المعصية لها شؤم، وعاقبة المعاصي تعجل في الدنيا قبل الآخرة، والقلب البعيد عن الله، المنغمس في غفلته وضياعه، السادر خلف ملذات الدنيا ومراقبة الناس، لا يمكن أبدا أن ينفع أو ينتفع، إنما يرين عليه من سواد المعاصي والضلال ما يحجب عنه الاطمئنان والراحة..
كان السلف يقولون، إن آثار المعصية تظهر على أقرب شيء إلى المرء، في دابته وزوجته..
لا تحسبي الشؤم في معصية شرب الخمر والزنا فحسب! بل من الشؤم البعد عن واحات الإيمان، إهمال القيام بالفرائض فضلا عن التزود بالنوافل، السباب والشتام ولو كان ذلك لأولادك، المراءاة وغيبة الزوج وشكواه وأسرته إلى أهلك، كثرة الشكاية من الواجبات على وجه التسخط دائما بلا صبر واحتساب، القيل والقال والغيرة والحسد، هجر القرآن وذكر الله، وغير ذلك كثير..(31/257)
إن للطاعة بركة، والصلة بالله تجعل قلبك عامرا حيا يقظا، وتطرح البركة في وقتك وجهدك، تهبك القوة لأداء رسالتك في الحياة، تحنن عليك زوجك وتعينك في تربية صغارك..
الزمن الاستغفار دائما، واتهمن أنفسكن كلما تعسرت بكن الحياة، راجعن سجل الإيمان، وأكثرن الصدقة والبر والإحسان، كما وصى بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم.
القاعدة الثانية: "أعط.. لتأخذ!"
تأملن يا عزيزاتي في قوله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُم أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، إن الله تعالى قال "بينكم مودة ورحمة"، فهذه الآية العظيمة من آيات الله، وهي السعادة الزوجية، لا تتحقق إلا بكونها "بين طرف وآخر"، ولو كان أحدهما تعيسا لتخبط الثاني لا شك في الشقاء مهما توفرت له أسباب السعادة، فكل واحد منهما مرآة صادقة لسعادة الآخر.
ومن هذه النقطة، نجد أن اتصاف الزوجة بالصفات الحسنة الرائعة، المثالية في عين الزوج، يؤتي أكله في قلب شريكها مودة واحتراما، مما يظللهما جميعا بالسعادة "المتبادلة" العميقة..
يقول الأستاذ مجدي إبراهيم: "الزواج في حقيقته عبارة عن شركة بين رجل وامرأة من أجل بناء الجيل الصالح، الذي يعبد ربه ويبني ويعمر الحياة، فأصل الزواج في الإسلام هو حلول المودة والألفة والإيثار بين اثنين..، ومن أجل دوام العشرة بينهما جعل الله تعالى لكل من الرجل والمرأة حقوقا لدى الآخر يجب عليه القيام بها".(1) .
إن امرءا دخل الزواج باحثا عن سعادته هو، وجلاء همومه هو، وتغيير حياته هو فحسب، دون أي مراعاة لمشاعر وحاجات وطبيعة الطرف الآخر، لن يجني شيئا، إلا إذا جنى الفلاح ثمرا وهو لم يزرع بذورا..
أعط.. لتأخذ.. هذه هي ببساطة معادلة السعادة الزوجية..
فقبل أن تتحسري متألمة على حالك مع زوجك، وانحسار المشاعر بينكما وبرودها، تلفتي حولك، وتحققي بصدق من عطائك نحوه، ومدى حرصك في سبيل سعادته..
القاعدة الثالثة "إذا لم تجد ما تحب.. فحب ما تجد!":
أقرب مشجب يمكن أن يعلق عليه المرء تقصيره وتوانيه، هو أنه لم يكن يتوقع الأمور كذلك، ولو كانت على ما يحب لرأيت من سعيه وإبداعه وحماسه عجبا!!
هذا هو مشجب الفشل، إذ الناجح الحقيقي من يصنع من الصخور الكبيرة التي تعيقه، مراق يصعد عليها إلى القمة! فإذا كان الزواج في نظرك ليس الذي كنت تحلمين به، وطباع زوجك ليست تلك التي تودينها، وغير ذلك، فاستعيذي بالله من وساوسك هذه، واصنعي من الليمون اللاذع شرابا حلوا، ضخمي صفاته الجميلة في نفسك، اعزمي على تغيير صفاته السيئة إن وجدت، واستغرقي تماما في تجميل الصورة الشاحبة لهذا الزواج.
احذري.. احذري أن تركني إلى الكسل والإهمال متعللة بهذا العذر السقيم، واعلمي أن الحياة السعيدة نحن الذين نسعى إليها ونرسم ألوانها، وليست هي التي تأتي! فركزي جهودك في بذل أقصى درجات السعادة والراحة وحسن التبعل لزوجك(31/258)
وأسرتك، فحقه عليك عظيم عظيم! فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
ولو استشعرت أن رضاه عنك سبب لدخولك جنة رب العالمين، تلك الجنة التي لو غمس فيها أشد الناس بلاء في الدنيا غمسة واحدة، ثم سئل: أمر بك بلاء قط؟ فيقول: لا يا رب!! لو استشعرت ذلك لشمرت عن ساعد الجد والصبر والاحتساب، وترفعت عن الوساوس ومفاتيح الشيطان التي تجعل أوهام الشقاء في قلبك حقيقة، في سبيل دخول الجنة، الهناء التام والسعادة الخالصة..
عن أم سلمة - رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة".(2) .
القاعدة الرابعة "ضعي أصابعك في أذنيك":
تقول إحدى الإخوات:
أقولها بكل ثقة وسرور: أنا سعيدة مع زوجي، عفوا! بل نحن سعيدان معا، وتمر بنا لحظات من البهجة لا نظن أن أزواجا غيرنا يرشفون رحيقا مثلها، وأعتقد حقا أن سر هذه السعادة العظيمة والوفاق المبارك، هي أني "أضع أصابعي في أذني!"، لا تعجبوا، فنحن النساء أعلم بما يدور في مجالسنا، من حديث المتشبعات بما لم يعطين، فهذه اشترى لها، وتلك سافر بها، وهذه قال لها، وتلك أعطاها، والكثير الكثير من الكلمات التي يضاف إليها من البهارات المتعفنة ما يكون سما زعافا هادما للبيوت!
إن الواقع.. أجمل بكثير مما يحكينه، فأنا رغم سعادتي لا أنكر أننا نختلف أنا وزوجي، لنعود أفضل مما كنا عليه، ولو استمعت إلى ما يقلنه النساء عموما، وركنت إليها وفكرت وقارنت، لاستوحشت وحزنت وأسفت، وتحسرت وتندمت، ولنسجت أكفان سعادتي بنفسي في النهاية".
القاعدة الخامسة "ليبلوكم أيكم أحسن عملا":
قد يغرد البلبل شهورا ودهورا، فلا يستمع رجع الصدى إليه! فهل ترى يكف الطير عن الغناء، ويذوي فرحه وحبه؟
إلى من تظل تعطي وتغدق على زوجها وأسرتها من العناية والمحبة، فلا ترى نتيجة لما تعطيه، بل لا تكاد تجد إلا تجاهلا وإهمالا، وابتلاء بزوج سيء الخلق عنيد، نشد على يدها ونقول: أتمي ما عليك من الواجب، وأدي ما ائتمنه الله عليك من رسالتك في الحياة، واعلمي أن مع العسر يسرا، وما تحلمين به من السعادة والهناء ستلقين – إن صبرت واحتسبت – أضعاف أضعافه في الآخرة.
وما هذه الأعمال الجليلة التي تقومين بها، إلا دليل على إحسان عملك وإتقان مهمتك، والقيام بعبادتك، وهو ما خلقت من أجله.
وهنا، تدحض حجة من تذرعت بزوج مشاكس ظالم يعوقها عن التغريد في الحياة بألحان الحب والسعادة، بل إن عليها الاستمرار – إن لم يقدر الله الانفصال – في ضم الصدع وعلاج الجرح، وبذل الوسع في حسن التبعل، ولتعلم أن قيامها بذلك يعدل الحج بعد الحج، بل والجهاد في سبيل الله.
* محاضرة القتها الدكتورة رقية المحارب وقامت بتلخيصها الأستاذة منال الدغيم(31/259)
(1)خمسون وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء، مجدي السيد ابراهيم، صفحة 260
(2)رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حسن غريب، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
ـــــــــــــــــــ
الأسرة سلعة بائرة في مزاد القيم الغربية الفاسدة
إدارة التحرير 20/2/1424
22/04/2003
- الإحجام الاختياري عن الزواج أقوى دليل على أن نظام الأسرة مهدد بالفناء والانهيار..!
- الوصول بالمجتمع الإسلامي إلى مرحلة الحداثة والعدمية مسألة وقت لا مسألة مبدأ..
- تجاوز التفكير الاقتصادي في العنوسة والعزوبية ضرورة والمستقبل قاتم ما لم نتدارك الأمر..!
-مقاومة الفطرة لا يورث سوى التعاسة والوحدة، والمسلم الحق لا يرضى بأن يتبرأ منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- القائمون على وسائل الإعلام متأثرون بالغرب، ويروجون قيمه الأسرية في الأعمال الدرامية.
- قبل خمسين عامًا قالت أم لابنتها وهى تنظر إليها بحب شديد: أدعو الله أن يعطيني عمرًا حتى أفرح بك عروسًا وأزفك إلى بيت زوجك.
- بعدها بعشر سنوات تقدم شاب طيب لفتاة جامعية، فرفضت مجرد التفكير في الأمر قبل الحصول على شهادتها وقالت لأبيها: سلاح البنت علمها، وظل الرجل لا يمنح - وحده- الحماية للمرأة!؟ ووافقها أبوها وهو يربت على ظهرها فخرًا.
- ومرت عشرون عامًا لتحصل إحدى الفتيات على شهادتها الجامعية بتفوق وتهنئها أمها قائلة: مبارك يا حبيبتي، وعقبى الماجستير والدكتوراه.
- ماذا تعني هذه اللقطات التي حدثت في بيت ما - أي بيت عربي مسلم -؟
إنها دليل على أن الزواج لم يعد حلمًا للفتاة، وأن دور الزوجة والأم لم يعد مصدر فخر للبنت، وأن قيمة الأسرة تتراجع حتى توشك على الانهيار، ففي مصر وحدها هناك ستة ملايين امرأة وفتاة يعشن بلا رجل، بين مطلقات وأرامل وعانسات ومعلقات (رفعن على أزواجهن دعاوى طلاق ومازلن ينتظرن الحكم)، والإحصائية المصرية مجرد نموذج للواقع العربي المهدد باهتراء نسيجه الاجتماعي بعد أن صارت «الأسرة» هدفًا مؤجلاً أو غائبًا عند فتيات ينشدن استقلالاً اقتصاديًا عن الرجل، ورجال يريدون حياة بلا قيود أو مسؤوليات أسرية.
صارت العنوسة والعزوبة «اختيارًا» عن قناعة شخصية، ولم يعودا وضعًا استثنائيًا تفرضه ظروف اقتصادية أو اجتماعية قتلت بحثًا ولم يتغير شيء.
لا ضرورة
ولنقرأ معًا آراء قصيرة، تلخص مواقف شباب وفتيات تجاوزوا سن الزواج ولا يشعرون بأدنى قلق:(31/260)
ـ أمير سعد - مهندس - 38 عامًا
«أخي المطحون، وأختي التي لا تزورنا إلا واقفة لأنها لا تستطيع أن تغيب عن زوجها وأطفالها، يجعلاني أسعد بوضعي، ولا أفكر في الزواج وأختار البقاء مع أمي التي لم يعد لها سواي.
ـ نرمين فتح الله - طبيبة أسنان - 32 عامًا
لماذا يكون دور الزوجة والأم أسمى أدوار المرأة، بينما للرجل أن يكون زوجًا وأبًا، وأيضًا عالمًا، وباحثًا، ومبدعًا، و... و... و... أشياء أخرى غير دور المسؤول عن أسرة فقط؟
إن اختزال حلم البنت في الزواج فقط منتهى الظلم الذي عاهدت نفسي أن أكسر طوقه ولا أشعر بأن شيئًا ما ينقصني.
ـ خالد مصطفى - محاسب - 41 عامًا
لم أتزوج؟ وأمي تطهو لي طعامي وتغسل ملابسي، وأصدقائي وهواياتي يملؤون وقت فراغي، ومشكلاتي ومتاعبي أناقشها مع أمي والمقربين إلى،َّ وأطفال شقيقاتي يمنحونني إحساس الأبوة الجميل، أما الإعفاف فلا أعتقد أنه سيتحقق لي إلا مع زوجة أجد فيها كل ما أنشده من النساء باطنًا وظاهرًا، وهذه لم أجدها حتى اليوم، أو بمعنى أصح لم أجهد نفسي في البحث عنها لأنني لا أجد لهذا ضرورة.
أعمق من ذلك
ـ أماني الشبراوي - مهندسة كمبيوتر - 36 عامًا
خطبت ثلاث مرات، وأعفي نفسي من ذكر أسباب فشلها، وقد أكدت لي تجاربي الثلاث أن الرجولة الحقة عملة نادرة، وأن المرأة يمكن أن تشعر بالوحدة وهي في كنف رجل يخذلها، ويتخلى عنها، ولا يقدر مشاعرها، ويمكن أن تكتفي بذاتها حين تكون قوية قادرة على حماية نفسها وتحقيق طموحاتها، ولذلك قررت التفرغ لعملي والسعي للنبوغ فيه، فخير لي أن أكون مهندسة كمبيوتر ناجحة وعانسًا، من أن أكون زوجة فاشلة محطمة.
أسأل د. عبلة الكحلاوي - أستاذة الفقه بجامعة الأزهر والداعية الإسلامية - عن دلالات الإحجام الاختياري عن الزواج فتقول: أوافقك على أن قيمة الكيان الأسرى المتماسك، التي تميز الإسلام في رؤيته للعلاقة المثلى بين الرجل والمرأة تتراجع لصالح مفاهيم أخرى كتحقيق الذات، والحرية، والصداقة بين الجنسين، والزواج المُثلي «زواج رجل برجل أو امرأة بامرأة» (والعياذ بالله)، ولكنني لا أرى أن مجرد رد الاعتبار لقيمة الأسرة يمكن أن يحل المشكلة، فالقضية أعمق من ذلك بكثير، وتغريب المجتمع الإسلامي والوصول به إلى مرحلة العدمية والتفكك بدعوى «الحداثة» صار مسألة وقت، فالاختلاف بين علمانيي العرب، وعلمانيي الغرب صار في التساؤل متى نصل بالمجتمع العربي للعدمية والتشبه الكامل بالمجتمع الغربي؟، وليس في، هل نصل به إلى هذه المرحلة أم لا؟
والمتأمل لفكر الحداثة -الذي تم تجنيد مفكرين عرب لنشره في أوساط مواطنيهم- يجده فكرًا فرديًا يعلى الذاتية والحرية الشخصية، ويحاول إلغاء قيم الغيرية والتكافل والحرية المسؤولة، ولما كانت الأسرة كمنظومة إسلامية مثالية هي أصلح مناخ(31/261)
تتجلى فيه هذه القيم؛ فإن التركيز كله اليوم على تفكيك هذه المنظومة وتشويهها، وإحلال مفاهيم انحلالية مكانها بدعوى الحداثة -التي تساءل بعض المفكرين العرب الغيورين على القيم، ولا أقول العقيدة- عن مدى ضرورة الترادف بين الحداثة والتغريب ولم يجبهم أحد!
فوق رؤوس الجميع
أما الأستاذة زينب عفيفي - مديرة المركز الدولي لدراسات المرأة بالقاهرة - فتؤكد أن على المحللين الاجتماعيين والمفكرين المهتمين بقضايا المرأة والأسرة أن يتجاوزوا مرحلة التفسير الاقتصادي للعنوسة والعزوبة بمعنى ربطهما بغلاء المهور والتكاليف الباهظة للزواج ويتوقفوا بتمعن عن الرؤية الاجتماعية والثقافية للقضية فالعنوسة انتشرت أيضًا في الأوساط الراقية الموسرة، وهذا يدلل على أن فكرة الزواج وتكوين أسرة هي نفسها التي صارت محل نظر وليس إجراءات هذا الزواج وتكاليفه.
وتضيف أن بعض العاملات الإسلاميات في مجال المرأة بصدد إنشاء الملتقى الفكري للمرأة المعاصرة بهدف إبداع خطاب جديد في المجال الأسرى يكشف المخططات ويحرر المصطلحات ويحدد بدائل الحركة.
وتشير إلى أن هذا الملتقى لا يتبنى رؤية صراعية بين الرجل والمرأة بل يخاطب الرجل لتحسين الشكل الإسلامي الأمثل لعلاقته بالمرأة.
ويصف د. أبو اليزيد العجمي - أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة - موقف بعض الشباب والفتيات الرافض للزواج بأنه مقاومة قسرية للفطرة، فقد جعل الله من عناصر ربوبيته واستحقاقه للعبادة أنه خلق الناس من نفس واحدة، فقال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء...} (النساء: 1).
أيهما أخف ضررًا؟
فالنزوع إلى تكوين أسرة، والعودة إلى «التوحد» مع من خلقه أو خلقها الله من نفس واحدة أمر فطرى لتحقيق سنة الاستخلاف وإعمار الكون، والرجل كل يحمى الجزء، والمرأة جزء يجد نفسه في العيش في كنف الكل ورعايته وقوامته.
ومقاومة الفطرة تذرعًا بمنطق غريب مدسوس علينا لا ثمرة له إلا الشقاء والوحدة والتعاسة، كما أن المسلم الحق لا يرضى أن ينطبق عليه قوله -صلى الله عليه وسلم-: «النكاح من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس منى..» ولا يرضى أن يتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسير هو وحده في طريق التغريب والحرية المغلوطة والنظرة المشوهة إلى العلاقة المثالية بين الجنسين.
وحول الدور الإعلامي غير المباشر في خلق خاطر نفسي بين المتلقى والزواج، وحمل بعض المشاهدين على رفض فكرة تكوين أسرة من خلال الأثر الإعلامي المتراكم.
ويرصد د. محمد سمير فرج - أستاذ علم النفس والمتخصص في سيكولوجية الشخصية المصرية بعض الصور السلبية للعلاقة الزوجية في وسائل الإعلام.
فالمسلسلات تتناول الأعراض السطحية للمشكلات الزوجية ولا تقدم حلاً عمليًا - يتلاءم مع القيم - لها، وفى حالة الأشخاص ذوى القابلية السريعة للإيحاء(31/262)
والاستهواء، يحدث التوحد مع أبطال المسلسل، ويتبنى المشاهد سلوكياتها فتتفاقم المشكلات الزوجية على أرض الواقع.
ويؤكد د. سمير فرج أن معظم المسلسلات تقدم حلاً حادًا للخلافات الزوجية هو الطلاق، رغم أنه حلال بغيض، وله شروط ومحددات شرعية، ويحمل هذا الحل قيمًا جذابة فهو تربية للزوج، وتحقيقًا لكرامة الزوجة وحريتها والتنازل عنه تفريط في كرامتها.
وتصور أعمال أخرى العلاقات قبل الزواج كشرط لنجاحه؛ لأنها تمنح الفرد الخبرة بالطرف الآخر.
ويتم شحن المسلسل بمواقف جذابة تحبب المشاهد في مثل هذه العلاقات - خاصة إذا قدم المسلسل صورة لحياة زوجية فاشلة - في الوقت نفسه لأن الطرفين لم يعيشا علاقات حرة قبل الزواج.
ويقترح أن تتم مراجعة العمل قبل عرضه بواسطة متخصصين في العلاقات الأسرية وعلم النفس والأخلاق للحكم على العمل ومدى استحقاقه للعرض وتلاؤمه مع القيم.
حيث إن معظم القائمين على تناول العلاقات الأسرية في وسائل الإعلام متأثرون بالثقافة الغربية بشكل غير مباشر ويروجون قيمها في أعمالهم.
إن الذين يشوهون قيمة الأسرة، ويهونون من شأنها ليسوا متآمرين علينا فحسب، وإنما متآمرون معنا أيضًا، فكم من أسر لم تكن نموذجًا طيبًا يقاس عليه.
وقدمت للأعداء مبررات طعنهم في الدين ونظمه الاجتماعية والأسرية، ويظل السؤال مطروحًا: أيهما الأخف ضررًا: إحجام اقتصادي جبري عن الزواج، أم رفض فكرى اختياري له؟ وكيف نخرج من الفخ المنصوب؟ هذا هو التحدي، وتلك هي إحدى أولوياتنا التي تستحق الاهتمام والتفكير العميق والعمل والحركة الفاعلين.
ـــــــــــــــــــ
المرأة المجاهدة أمُّ الحياة
سلمان بن محمد العنزي 23/1/1424
26/03/2003
المرأة هي أثمن شيء في هذه الحياة بالنسبة للرجل خلا دين الله، ولئن قال أبو العتاهية: روائح الجنة في الشباب، فإنني أقول ونعيم الجنة إذا بحثت عنه في هذه الحياة فإنك لن تصيبه إلا في امرأة مؤمنة صابرة محتسبة، تبني حياتها وأنوار حياتها من يقين قلبها ومن شعور قلبها، وتهب نفسها راضية مطمئنة لزوجها أو أبنائها، وتعلم أن ما ينقص في الحياة من وجه عند بعض الناس يزيد من وجوه كثيرة عند الله، وليس ما يراه الناس من لذات وأفراح تتمشى في الدماء سوى ظل البسط على الأرض يغري السائرين بالجلوس، حتى إذا جلسوا نسخته شمس الحقيقة وبقي من جلس يتلذع بحرها.
إن أكبر ما في الحياة من متع لا يكبر في نفس المرأة المؤمنة، وليس له مكان في زوايا نفسها؛ لأنها في شغل بحقائقها وتربية حقائقها عن التلاعب بالشكوك والظنون الخادعة السافرة عن قلب محطم وعرض ذبيح.(31/263)
هذه المرأة بحق هي الواحة الفريدة في صحراء الحياة، وهي الربيع الناضر في أيام الرجل الصادق، وهي البسمة العذبة على ثغر الحياة الرضية، لتكون لزوجها أثمن هدية، هذه المرأة التي قصرت أجمل ما فيها من عواطف رقيقة مهذبة لزوجها، فلم تسفر بعاطفتها بين الناس، ولم تبدد ما يهتز في قلبها من حنان بين من لا يعرفون الحنان والعطف إلا أنهم عارفون لبقية ما يغطيه الثوب من جسمها.
هذه المرأة الطاهرة الجميلة تحب زوجها، وتنسى أن في الكون رجالاً غيره، مهما كان شكله ولونه ولسانه، ما دام أن هذا الرباط المقدس رباط الزواج قد جمع بينهما، وتعلم أن ولعها بزوجها وحبها إياه لا يكون جزاؤه إلا النعيم المقيم في الجنان، والسعادة الغامرة في الدنيا، مع ما تكسبه من عظيم هدايا قلب زوجها، هي بذلك تكذب علقمة الفحل، وتكذب حكم أبي العلاء عليها في رسالة الغفران،فقد قال علقمة:
فإن تسألوني بالنساء فإنني ... ...
بصير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب شعر المرء أو قل ماله ... ...
فليس له في ودهن نصيب
يردن ثراء المال حيث وجدنه ... ...
وشرخ الشباب عندهن عجيب
وهي المرأة العفيفة الطيبة النشر، التي ارتفعت عن مثل قول العقاد في فئات من النساء، لا تبصر نفسها إلا في مسارح اللهو ومراقصة، وترضى أن يخونها الرجل إذا كان ذلك سبيل إلى نيل ما تريده من متاع:
خل الملام فليس يثنيها ... ...
حب الخداع طبيعة فيها
هو سرتها وطلاء زينتها ... ...
ورياضة للنفس تحييها
وسلاحها فيما تكيد به ... ...
من يصطفيها أو يعاديها
وهو انتقام الضعف ينفذها ... ...
من طول ذل بات يشقيها
خنها ولا تخلص لها أبداً ... ...
تخلص إلى أغلى غواليها
وهي المرأة المجاهدة في سبيل الله، ولكنه جهاد يختلف عما عند الرجل، كما يبينه لنا الريحاني في ريحانية فيقول:
ليست المجاهدة تلك التي تجندها الدولة للحرب مثل الرجال دفاعاً عن الوطن، ولا هي العالمة المثقفة العاملة مع الرجال في سبيل العلم والتهذيب، ولا هي العصرية المجدة في ميدان الحياة تباري الرجال في شتى الأعمال، ولا هي ملك الرحمة التي تواسي المرضى وتضمد جروح البؤس والشقاء.
إنما المجاهدة في نظري هي المرأة التي لا تكاد تعرف من العالم غير بيتها، ولا تبتغي من الحياة غير ما فرض عليها، فتحمل حملها بعيدة عن كل ما يغري من(31/264)
زخرف الشهرة ولألأة المجد، وتعمل على الدوام في سبيل ما تراه من الواجب الكبير واجب العائلة والبيت، واجب الحب والحياة.
هي الزوجة الصالحة، الأم الحنون، الأخت المؤاسية، ومع أن نصيبها من الحب الصافي قد يقل في الحياة، فهي تشع من ذلك حباً صافياً لكل من حولها، لأهلها، لصحبها، لجيرانها، وتعمل في شتى الأحوال لتساعد ذويها أو لتربي أولادها، ولترضى في كل حال رب بيتها. هي المرأة الراضية القانعة الصابرة المخلصة المحبة، المجاهدة في ما تعمل ليسلم شرفها ويستقيم أمر أسرتها، تهز بيد ثابتة وبقلب غذاؤه الإيمان مهدًا هو الحياة وحياة هي الكون فهي تعطي على الدوام، يخونها زوجها، يهجرها بنوها، ينساها إخوتها، وتظل مع ذلك في ميدان الجهاد لا تنسى، ولا تهجر، ولا تخون، حياتها بذل دائم، بذل للحب وبذل للواجب. هذه هي المرأة المجاهدة، وإن كانت لا تخرج من بيتها، إنما بيتها خندق من الخنادق في خطوط النار، وإذا كانت الجنة للمجاهدين، فينبغي أن يكون للمجاهدات نعيم أعلى وأسمى .
أي والله هذه هي المرأة المجاهدة الحقيقة برضى الله وبرضى زوجها، وهي المرأة التي تهب أنفاسها طيباً يرجع أطياب باريس منزوعة النفحة بائسة الشذى.
إنها رقيقة الحياة وصانعة المجد ومفتقة العبقرية في رأس زوجها وبنيها، الهادئة الرزينة القوية الشديدة، إنها المرأة المجاهدة أي المرأة الحية المشعة بنورها، وتشتد الحاجة إلى تلك الصفات التي ذكرناها في أيام الحروب، حيث القلق والشك والريبة والألم وهموم النفس وظنونها، هذه الأيام بحاجة إلى المرأة المجاهدة بنفسها وبعقلها وبأخلاقها وبتربيتها لأبنائها وبكفها وكنسها ما بنفس زوجها أو إخوانها من شكوك وأوهام .. إن المرأة هي الجدار الواقي من صواريخ الأعداء؛ لأنها تحمي الروح والروح، هي سر النجاح في المعارك أولم يكن من عادة العرب أنهم إذا قاتلوا أتوا بزوجاتهم من ورائهم يشجعنهم ويشرحن لهم كيف يكون الخلود في الدنيا: إما النصر وإما الموت عند خطوط الشرف الرفيع. فإن عجز الرجال عن مصاولة الأعادي برزت من وراء الخدور تحدو:
لا أريد الحياة إلا نضالاً ... ...
لا ولا أرتضي الدنايا نصالا
لا ولن توهن الخطوب قناتي ... ...
فلكم أرهبت قناتي الرجالا
صارمي عزمتي وصبر شراعي ... ...
وبه أعبر الخصم اختيالا
أبدا تضحك الأماني بنفسي ... ...
وهي تجري بها سحابا ً ثقالا
ولها من حياة سلفها الطاهر شواهد وأدلة تأخذ قلبها في رحلة جهادية تزرع الطريق بصادق الوعد وحسن الظن وقوة التوكل .. وحق لي أن أسمي هذه المرأة المجاهدة: أم الحياة، فالحياة تتدفق من ينابيع قلبها، ومن شلالات نفسها ومن رحيق أفعالها، فكل ما فيها حياة، وكل ما يصدر منها حياة، وكل ما هو ذاهب إليها حياة، فاسلَمي أيتها الحياة الطاهرة، يا من نأوي إليها عندما تهرب منا الحياة!(31/265)
ـــــــــــــــــــ
بين زوجين
أمجاد الدغيم 21/1/1424
24/03/2003
زوجتي.. أخذت بيدي إلى الجنان..
لم أخف شعورا بالدهشة لما عرضت زوجتي علي في صبيحة العرس أن نزور والدتي، فنحن قد رأيناها بالأمس، فما الداعي إلى زيارتها اليوم!
لكن زوجتي واجهت اعتراضي بلطف، وأبدت رغبتها في أن نبارك أول صباح في حياتنا الزوجية ببر والدتي والإحسان بزيارتها، فلم أملك إلا أن نذهب..
وعند أمي، شعرت بما يشبه الغشاء ينقشع من أمام عيني، فسلام زوجتي الحار عليها، والدعوات الصالحة تنهال من فيها بالبقاء والصحة والعافية، والسؤال عن الحال والأبناء، ومجاذبة أطراف حديث ساحر لا يمل معها، وخدمتها المبادرة بنفس راضية لطيفة، كل ذلك علمني أي غفلة كنت أسدر فيها سابقا..
إنني لا شك أشعر تجاه أمي بكثير من الحب والاحترام، لكني لم أفكر يوما أن أترجمه إلى أفعال، بل كنت أعاملها كما أعامل صديقا قديما لا كلفة بيني وبينه، فمن السهل علي أن أعتذر عن مواعيدها بأني مشغول، وأن أنتقد بكل يسر طعامها وترتيبها، وأن أكلفها بضيافة أصدقائي دائما دون بذل أي معونة..
لكن زوجتي، منذ تلك الزيارة المباركة وهي ما تفتأ تأخذ بيدي إلى جنان البر الراضية يوما فيوم، فقد علمتني أصول الترحيب الحار والسلام المشتاق على والديَّ جميعا، علمتني أنهما أحق الناس بالهدية وقضاء الحوائج، وأنا الذي كنت أبادر إلى فعل ذلك مع زملاء العمل؛ لأبدو رجلا كريما جوادا، وأتناسى والدي ببرود عجيب، وكثير من الناس في الحقيقة كذلك، تجده سباقا إلى قضاء حوائج زملائه وأصدقائه، حريصا على دعمهم والتواصل معهم، وإكرامهم وصلتهم، في حين إن علاقته مع والديه أقل من العادية، وليس ثمة وازع من الإخلاص أو نازع من التقى يدعوه إلى الإحسان إليهم والاعتراف بفضلهم، رغم أنه لا أحد أحق منهم بذلك قطعا..
كانت زوجتي تحثني على زيارة والديَّ كل يوم، بل وترفق معي إن استطاعت طبقا متقنا، وتحثني على كثرة السؤال عنهم والاتصال بهم، وألا نبدأ بالسلام على أحد في المناسبات والأعياد غيرهم، وتردد أن للبر بركة تشرق أنوارها على العمر والرزق والعمل، كما تتعاهد حاجاتهم فتخبرني بها، وتشجعني على التواصل مع إخوتي وأخواتي وحاجاتهم والسؤال عن حالهم برا بوالدتي..
ولما فكرت في العمرة أنا وإياها، عرضت علي تلميحا أن أبادر بصحبة أمي وأبي معنا، وكان ذلك فعلا، ولم تتوان أثناء الرحلة في خدمتهما وبيان الأحكام لهما، وتعليمهما فضل الأذكار والسنن الواردة وأقرب الأفعال موافقة للسنة، كما أصبح هذا الفعل ديدننا كل عام، بل أصبحنا نأخذ معنا بعض أخواتي ممن تتعسر ظروفهن، ولا تسمح لهن بالعمرة مع أزواجهن..
كل ذلك تفعله وترشدني إليه وهي تحسسني أني أنا المبادر، وكأنها مجرد مقترحة تود لو حازت أفكارها على إعجابي كرجل قوام عليها، وكشخص ناضج وشهم، كما(31/266)
كانت تمتدح بذكاء صفاتي الحسنة، ثم تعرج بإشارة خفية على اقتراح بمد يد البذل هذه إلى والدي، إتماما للمعروف وتتويجا للعطاء..
وفي الحقيقة، لا أجد أي غضاضة في الاعتراف بالجميل الخالص لزوجتي العزيزة، بأن ربت في نفسي معاني الإحسان، وعلمتني أصول البر، ولفتت نظري إلى جنان الوالدين التي كنت غافلا عنها، مادا المعونة وباذلاً الخير إلى أناس غيرهم، قد يستحقون وقد لا يستحقون..
وبعد أن ذقت طعم الإحسان العذب، أجدني غير راضٍ عن نفسي حتى الآن، فما زالت طموحاتي ترتقي إلى أن أجعل والديَّ يمشيان في الأرض على أجنحة الذل التي سأخفضها لهم، وما زال لدي الكثير من الأفكار التي أوحت إلي بظلالها الساحرة زوجتي الصالحة، حتى ينعم والدي ببري لهما أيما نعيم..
وإني والله كلما سمعت دعاء العجوز لي في جوف الليل، أو رأيت بسمة الشيخ تشرق برضا بين جدب السنين، أيقنت أني لم أفعل شيئا بعد..
ـــــــــــــــــــ
صفقة خاسرة؟
أم روز 6/8/1423
12/10/2002
لم تكن تتوقع أن مصيرها سيؤول إلى ما آلت إليه، ولم يَدُر بخلدها أن نهايتها ستكون هكذا، حيث الوحشة والحسرة يعتصران قلبها بين لحظة وأخرى. تساؤل يتردد عليها دائماً هل سيعود مرة أخرى من كان يطرق بابها خاطباً وقد شارفت على الخمسين من العمر وعلامات الكبر بدأت تعلو وتظهر شيئاً فشيئاً؟ ولكن هذا ما جنته على نفسها فلقد كانت تضع شروطاً صارمة ظناً منها أنها تحافظ على كيانها وشخصيتها في المجتمع، فهي ذات منصب مرموق فيه، وبنات جنسها يتطلعون إليه فليس لديها أي استعداد للتخلي عنه فالمنصب والوظيفة بالنسبة لها صفقة رابحة، ولم تعلم المسكينة أنها صفقة خاسرة إلا بعد فوات الأوان فيا لها من حسرة ويا لها من ندامة.
لقد كانت تظن -كما يظن غيرها من النساء والعاملات- أن الوظيفة هي الحصن الحصين وهي الدرع المنيع وهي الحماية التي تحميها من كل ما يعتريها في هذه الحياة، وهي سبب استقرارها وسعادتها.
وفجأة .. عاد، عاد من كان تأمله وتحلم به عاد من كانت ترجوه -بعد الله- أن يحقق مبتغاها في هذه الحياة، عاد ولكنه ليس طبق المواصفات والشروط (مع أنه ممن يرضى دينه وخلقه) وجاءت لتحمل لي الخير فاستبشرت به خيراً وشرعت أسأل عن دينه وعمله ومسكنه وموطنه وهيئته وأهله وما إلى ذلك من الأمور التي كانت تضعها نصب عينيها حينما يتقدم لها شخصاً ما، وكانت إجاباتها لي جميعها مطمئنة فقلت لها إذا سنفرح بك قريباً -إن شاء الله- فلم تجبني، فأوجست في نفسي شيئاً لعلها سترفضه كسابقيه، ترى ما حجتها هذه المرة؟.. أرى نفسي تطيش وتمتلئ عليها حزناً وغضباً في الوقت نفسه، ما العذر الذي ستختلقه هذه المرة، رجل مستقيم وحافظ القرآن ومن بلدتها ومن بيت علم ودين، ولديه عمل يكسب منه وصدق رسول الله –(31/267)
صلى الله عليه وسلم – ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وبعد إلحاح مني أجابت: كل شيء قسمة ونصيب، وهذا ما كتبه الله عليّ.
زدت عليها قائلة: تختارين ما تشائين وتقولين هذا ما كتبه الله عليّ أتعلمين ما كتبه الله لك أتعلمين الغيب، ترى ما عيبه هذه المرة؟
فقالت : عادات أهله وتقاليدهم تختلف من عاداتنا وتقاليدنا .
- وهل تحتكمين للعادات والتقاليد أم لشرع الله ؟ أسألك بالله ما هدفك في الحياة الذي تسعين لتحقيقه؟
- أن أدرس وأتعلم لأنال الشهادة العليا وترتقي مرتبتي في وظيفتي .
- وهل الوظيفة كل شيء في الحياة؟
- بالضبط وظيفتي هي همي وأملي واستقراري وثباتي، فمن غيرها أشعر بأن لا قيمة لي في مجتمعي .
- والزواج ماذا يعني لك؟
- أعتقد أنه سيكون سبباً لزعزعتي وتغيير مسرى حياتي وفشلي، ولا أريد أن أفشل بعد هذا العمر في حياتي.
- ولماذا التشاؤم واعتقاد الفشل في حياتك الزوجية؟
- سيكون الزواج كالبطيخة والإقدام عليه مجازفة ومغامرة.
-فقلت لها : لو كل فتاة فكرت فيما تفكرين فيه لما أقدمت إحداهن على الزواج، ولكن عليك بالدعاء وتوكلي على الله ( فإذا عزمت فتوكل على الله ).
- فقالت: لو تسمعين ما أسمع من حكايات وقصص لصويحباتي في العمل وغيره لعلمت لماذا لا أتفاءل فها هي ( س ) أخذ زوجها مالها وبنى بيتاً أوهمها أنه لها، فلما أتمه تزوج ووضع زوجته الجديدة فيه .
وها هي (ن) التي خدعها زوجها بعمل توكيل عام لها، واستولى على أموالها وضيع الأول والآخر عليها .
وها هي صديقتي (ي) أصر عليها بأن تستقيل من وظيفتها على أن يقوم هو بالإنفاق عليها وضحك عليها بكلمات معسولة وجميلة فلما استقالت لم يفِ بوعده بل جعلها تعض أصابع الندم لسماعها كلامه.
وصديقتي (ز) التي أخبرتني بأنها تقوم بدور الأب والأم معاً فهي التي تنفق مالها وهي التي تربي وهي التي تعمل وهي التي تعلم وهي التي ... وهو لا دور له سوى أن اسمه أب .
- فرددت عليها : وهل الحياة جمع أموال فقط، صدق الله العظيم ( يحسب أن ماله أخلده).
ألم تفكري بالولد الصالح الذي تنشغلين بتربيته التربية الصالحة الإسلامية في الحياة الدنيا ويدعو لك بعد الممات؟
إنني متأكدة أنك حتى وصيتك لم تكتبيها فعلى الأقل اجعلي لك من أموالك الثلث واعملي لآخرتك كأنك تموتي غداً .
قلت لها أخيراً هذه همسة في أذنك:(31/268)
ليكن في معلومك أخيتي أن النساء غالباً يخفين سعادتهن في حياتهن الزوجية أمام الآخرين خشية الحسد، ولا يظهرن منها إلا ما ساء منها وهذا مصداق حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم – (تكثرن الشكاية) وفي رواية (يكثرن اللعن) وإلا لو كان واقعهن كما يخبرنك به لما قرت امرأة في بيتها، ومن هنا أوجه دعوة لأولئك النسوة المتزوجات أولاً أن يتقين الله في أنفسهن وفي أزواجهن وأن يقللن من التضجر والتأفف خصوصاً أمام من لم تقدم على الزواج، فالزواج ليس أبيضاً ناصعاً كما أنه ليس أسوداً حالكاً كالدنيا تماماً، فهذه الشريحة -وإن كانت على خطأ- إلا أنها ضحية ثرثرة نساء
ـــــــــــــــــــ
زواج مسيار
نوره الخاطر 9/7/1423
16/09/2002
منذ عدة سنوات - لا تبعد عن زماننا كثيرًا- صرنا نسمع عما يسمى "زواج مسيار" وقد روج لهذا الزواج - بمفهومه الشائع الآن لدى أغلب الناس- مجموعة من الأبواق التي نفخ فيها الغرب شرائعه المنسوخة بشريعة الله التي أنزلها على رسول البشرية محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أمرنا من خلالها من إشهار الزواج ولو على مستوى عدة أفراد من أهل الزوجين، وأنه لابد لصحة الزواج من ولي وشهود ومهر، وما ذلك بتجن من الشريعة الإسلامية وكبت للحريات كما قد يظن البعض، ولكنه ضرورة حتمية لئلا تهدر وتضيع حقوق كثيرة في زوايا وخفايا السرية التامة التي تتم بين اثنين لا ثالث لهما إلا القناعة الشخصية وأحلام الرغبة الجامحة التي يتلاشى بريقها بمجرد أن يصبح الحلم حقيقة واقعة، وهذا يحدث في أغلب الحالات المعايشة والمشاهدة، وقد سعت أغلب وسائل الإعلام بدافع لا يخفى على عاقل إلى تكريس فكرة هذا الزواج في أذهان بعض المرضى من المنافقين الذين رأوا في مثل هذا الفعل بوابة مشروعة للدخول إلى أدران العلاقات المحرمة، وقد أشبعته الفضائيات العربية وألسنتها ركلاً وقذفًا بالأحلام حتى كاد البعض منا يظنه نوعًا جديدًا من أشكال الزواج الذي ابتكر من أجل ظروف معينة طرأت على مجتمعاتنا "الخليجية"، وفرح به كثير من فئة "لهم قلوب لا يفقهون بها" حيث ظنوا أن هذا الزواج يتم بمجرد الاتفاق السري بين اثنين لا ثالث لهما.. وفي الحقيقة أن "زواج المسيار" ليس بدعًا من الزيجات؛ لأنه موجود في منطقتنا منذ زمن لا أعلم مقداره وإلى وقت قريب وقد كانت الحاجة تدعو إليه، ولكن ليس بمفهومه الحالي المشوه، فقد كان زواجًا تام الشروط منتفي الموانع يتم بين رجل وامرأة يدرك كل منهما حاجة الآخر للبقاء مع أسرته، ويرضى كل من الطرفين بجزء محدود من وجود الآخر معه، فمن جانب المرأة قد تكون الفتاة وحيدة أبويها ويصران على عدم فراقها وقد يكون لا خادم لهما غيرها، وقد يكون لديها بعض الموانع الصحية أو غيرها من العوارض التي لا تؤهلها لتحمل مسؤولية بيت وأطفال وحدها، وقد تكون ذات أسرة وأطفال من زوج توفي أو طلق والصغار لا يزالون بحاجة وجودها إلى جانبهم في منزلهم... والكثير من الأسباب التي لا أكاد أحصيها، وأما من جانب الرجل فربما تكون الأسباب أكثر،(31/269)
وهو بذلك يرغب في الزواج بهذه الطريقة إلى أن تنفرج الأزمة وتتهيأ الظروف لانتقال الزوجة معه إلى سكنه، ففيما مضى من زمن مجتمعنا ما كنا نسمع ونرى مثل هذه الأعداد من النساء والرجال غير المتزوجين، فالكل كان متزوجًا بالطريقة التي تناسب وضعه المادي والمعنوي لدرجة أنه إذا وجد في الحي رجلاً أعزب أو امرأة عزباء لا يتركونهم وشأنهم بل يسألون عن سبب عدم زواج الرجل ويلحون في تزويجه ويسعون لإيجاد زوج مناسب للمرأة وكل حسب ظروفه وقد كانت أغلب المجتمعات تطبق الصورة المثلى للتكافل الاجتماعي كما أمر به دين الفطرة السليمة "الإسلام" فلا وجود لشيء يسمى حرية شخصية، ولم تكن مجتمعاتنا تتقاذفها الأهواء والشهوات الفردية بعيدًا عن رغبة الجماعة، وقد كانت ترفل في نعيم من الهدوء والسكينة والاستقرار المعنوي والمادي الذي افتقدته مجتمعاتنا الحالية عندما تبعت خطى "المغضوب عليهم" "والضالين"!.
خلاصة القول أن "زواج المسيار" كان زواجًا رائجًا حلت به كثير من الأزمات المعقدة التي تتسبب في ارتفاع سن الزواج وما يحمله من السلبيات التي ما كانت لتحدث لو أننا سعينا مجتمعين إلى تخطي حواجز الظروف والعوائق التي تنخر في صميم المجتمعات وتحطم تماسكها، والسبب والمتهم الأول عزوبية الطرفين
ـــــــــــــــــــ
سِرٌّ: تفشين سرك، ينهار بيتك !
أحلام علي – المدينة النبوية 15/6/1423
24/08/2002
- لو واجهت الزوجة مشكلة من مشاكل الحياة الزوجية فلمن تحكي أسرارها؟
وهل الزوجة هي التي تثرثر بأسرارها أم الزوج أيضًا؟
وهل هناك حالات يصبح فيها إفشاء الأسرار الزوجية ضرورة؟
وهل يقتدي الأبناء بالآباء في إفشاء الأسرار؟
وما الرؤية الإسلامية لهذه القضية؟
أسئلة محيرة ومتعددة ، نحاول أن نسلط الضوء عليها من خلال التحقيق التالي:
- تقول إيمان الكردي (شاعرة إسلامية):
إن إفشاء الأسرار الزوجية في جلسات النساء انتهاك لكثير من الأعراض وتجاوز للحدود في غيبة وبهتان وغيبة تتفكه بها كثير من النساء (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم).. فيجب أن تربأ المرأة بنفسها وتترفع عن مثل هذه المجالس التي لا تجد فيها النساء الجاهلات ما يتفكهن به سوى النيل من أعراض أزواجهن وهتك أسرارهم فإنها لابد وأن تتعرض لذلك إما بمدح وإما بذم فإن كان ذماً فقد نالت من عرضه بالسوء وإن كان مدحاً فإنها تعرض نفسها وزوجها للحسد والكيد فهذه الأمور يجب سترها وإبقاء الخصوصية لها حتى لأقرب قريب.
وهناك مشاكل كثيرة قد تحدث من جراء إفشاء الأسرار الزوجية:
01 هتك خصوصية البيوت، وفيه تعريض الأسرة أو أحد أفرادها للحسد والكيد من قبل ضعيفات النفوس، وربما الإصابة بالعين والسحر.(31/270)
02 انهيار بيت الزوجية بكامله وما يصاحبه من تفكك الأسرة وتشريد الأبناء، فكثيراً ما نسمع عن نساء سمعن أسرار صديقاتهم فأصبتهن الحسرة على واقعهن فتهاتف زوج تلك الصديقة وتقترب منه ثم لا تدعه حتى يترك امرأته ويطلقها، نستعيذ بالله من هذا.
لِمَن تحكي الزوجة أسرارها
تنصح (أ. إيمان الكردي) بأن لا داعي لأن تفشي الزوجة أسرار بيتها إلا إذا كانت هناك مشكلة مهددة لكيان الأسرة فعندها لابد من استشارة من تثق في دينه وخلقه ولو كان بعيداً.
وتقول إيمان الحربي (باحثة تربوية):
- إن أصلح من تحكي له الزوجة أسرارها وأولهم هو زوجها وشريك حياتها لأنها غالباً ما تستأنس بذلك وتستريح إلى أن تحكي له همومها وتفرغها لديه لأنه سيكون أحرص الناس على مصلحتها وأكتم الناس لأسرارها وأقربهم إلى أن ينصح لها ويطمئنها.
لكن في بعض الأحيان يكون الزوج ليس أهلاً لأن يودع الأسرار.. وينتج عن ذلك أن يكون إفشاء الزوجة لأسرارها وَبَالاً عليها وسبباً في العديد من المشاكل الأسرية، فقد تحكي الزوجة بعض أسرار أسرتها لزوجها فيستغل ذلك الزوج معرفته بتلك الأسرار في معايرة الزوجة أو تذكيرها بما لا تحب أن تسمعه، فذلك الزوج لا ينبغي أن تحكي له الزوجة أخبارها ولا أسرارها.
كذلك قد تحكي الزوجة أسرارها لأمها؛ لأنها أقرب الناس إليها بعد زوجها، وقد يكون أيضاً المرتبة الثالثة للأب أو الأخ إذا كان هناك تقارباً فكرياً بينه وبين أخته.
وآخر وأخطر المراتب هو أن تحكي المرأة أسرارها لصديقتها أو جارتها لما يترتب على ذلك من المفاسد والمشاكل.
* وتتفق مع هذا الرأي (آمال ياسين الخياري)(معلمة) تقول:
ذلك يعتمد بالطبع على مقدار الثقة الموضوعة في ذلك الشخص الذي ستودعه أسرارها، وربما يكون الزوج هو ذلك الشخص وفي الغالب تكون الأم أو يكون الأب وقد يكون الزوج مصدر ثقة تامة للزوجة وعندها تستطيع المرأة أن تفشي له أسرارها وقد يكون غير ذلك كأن لا يكون أهلاً لتحمل كتمان السر وهكذا..
هل المرأة فقط هي التي تثرثر بأسرارها أم الرجل أيضاً؟!
يقول الأستاذ خالد الشنتوت (كاتب إسلامي):
عموم النساء أكثر ميلاً للثرثرة من عموم الرجال وهذا لا يمنع وجود رجل معين أكثر ثرثرة من زوجته، كما توجد امرأة أكثر صمتاً ومحافظة على الأسرار من زوجها.
وبعض الرجال الجهلاء يتباهى بحاله مع زوجته وبعض الجاهلات المغفلات يتفاخرن بما فعله زوجها في تلك الليلة، وهذا مما نهى عنه الرسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
* وتتفق مع هذا الرأي الباحثة (إيمان الحربي) فتقول:(31/271)
ليست المرأة فقط هي التي تسارع بإفشاء الأسرار وإن كانت غالباً هي التي تفعل ذلك؛ لأنها بطبعها تميل إلى كثرة الكلام وذلك يحدث إذا لم يكن لديها ما يشغلها ويستولي على تفكيرها وبالتالي فهي لا تجد أمامها ما تتحدث به سوى ما حدث وما جرى وما كان وذلك لا ينفي أن الرجال أيضاً بعضهم تستولي عليه تلك العادة وبالتأكيد أنهم قد اكتسبوها من خلال تربيتهم في بيوت لا تكتم الأسرار وإلا فالرجل بطبعه لا يميل إلى الكلام عما حدث في البيت ولا عن شيء يخص زوجته أو أهله؛ لأن لديه ما يشغله إما عمله أو التخطيط لمستقبل أسرته أو أشياء وأمور تشغل الرجال عادة وتستولي على مجالسهم وأحاديثهم.
وقد يحكي الرجل لزوجته أسرار أصدقائه مثلاً ولكن -كما أسلفت- بالتأكيد قد اعتاد أن يحكي لأمه كل شيء منذ صغره ولم يحدث له أي تقويم على ذلك السلوك.
* وتختلف معها (آمال ياسين الخياري) فتقول:
كلا، ففي بعض الأحيان يكون الرجل هو الذي يفشي الأسرار أكثر من المرأة وذلك لأني أرى -من وجهة نظري- أن المرأة أقدر على كتمان الأسرار وأقوى على تحمل ذلك!
هل يقتدي الأبناء بالآباء في إفشاء الأسرار؟
تقول (آمال ياسين): من البدهي أن يقتدي الولد بأبيه في كل شيء، ومن الطبعي إذا كان الأب هو من يفشي الأسرار فإن الابن بدون شعور وتدريجياً سيعتاد على أن يفشي أسراره وأسرار بيته لأصدقائه وزملائه.
- وتؤكد (إيمان الحربي): على أن الطفل الذي ينشأ وهو يرى أمه تحكي أسرار البيت أو أسرار أبيه أو حتى أسراره هو إلى صديقتها أو جارتها أو أي قريبة أو بعيدة، سيصبح ذلك الأمر عادة عنده لأن كل شيء يتكرر أو يحدث بكثرة أمام الطفل فإنه يدخل في اللاشعور ويصبح طبيعة عنده يألفها، وبالتالي يفعلها ولا يصبح قادراً بعد ذلك على كتمان أسراره؛ لأن الآباء دائماً محل قدوة لدى الأبناء وما دام الولد يرى أباه أو أمه يفعلان ذلك فسيكون ذلك في نظره شيئًا طبعيًا. وبالطبع إن ما تعلمه الطفل من خلال القدوة السيئة استحالة أو من الصعب أن تغيره النصائح والمواعظ من قبل الوالدين مهما حاولا تقويم ذلك السلوك ولا يقومه إلا إقلاع الأب أو الأم عن تلك العادة .
*ويشير (أ. خالد الشنتوت) إلى أن الأبوان قدوة لأولادهم في البيت، هكذا شاءت قدرة الله -عز وجل- وحكمته والطفل قبل مرحلة التميز يعتقد أن والديه أعظم البشر، وما يقولانه أو يفعلانه هو الحقيقة بعينها، ويهيئ الله -عز وجل - الطفل ليقلد والديه، ويتقبل منهما كل ما يفعلانه، وسبب ذلك أن الله -عز وجل- كلّف الوالدين بالمسئولية عن الطفل كما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، والفطرة هي الإسلام، وهذا كله يحتم على الأبوين أن يفطنا إلى ذلك، وأنهما مراقبين من أطفالهم طوال اليوم والليلة وعليه يجب أن يلتزما بالصدق والأمانة والحكمة والعدل في كل حركة وفي سلوكهما داخل البيت
هل هناك مواقف يصبح إفشاء الأسرار الزوجية فيها ضرورة؟!(31/272)
ترى "إيمان الحربي" أنه في بعض الأحيان يصبح إفشاء الأسرار ضرورة.. فمثلاً حين يحدث خلاف بين الزوجين، ويخفقان –تماماً- في حله بكل الطرق بدليل أن القرآن الكريم يوجهنا فيقول: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها. إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) "النساء، الآية 35". فالمقصود إذ خيف من اتساع الشقاق بين الزوجين؛ يجوز لهما اللجوء إلى أحد الأقارب الذين يتسموا بالحكمة وسداد الرأي ولكن الخطأ كل الخطأ أن تخرج المشكلة من نطاق العائلتين إلى نطاق الأصدقاء أو الجيران، لأن ذلك مخالف للمنهج القرآني في هذه الأمور.. وقد تحكي الزوجة لأمها عن مشكلة طلباً لرأيها في ذلك وطلباً لنصيحتها ولكن الأفضل أن يفعل ذلك إذا كانت الأم من النوع المحايد الذي لا يتجه في نصحه إلى إفساد الزوجة على زوجها أو محاباتها على حسابه والوقوف في صف الابنة، وإن كانت مخطئة.
وتتفق مع الرأي السابق (آمال ياسين) فتقول:
نعم.. فأحياناً تصبح الحياة مستحيلة مما قد يؤدي إلى الطلاق مثلاً، فهنا يمكن التصريح وبيان الأسباب الدافعة للطلاق فقد يتدخل المصلحون في ذلك ولن يتم الإصلاح إلا إذا عرفت أسباب النزاع وجذوره فهنا يتعين إفشاء السر.
الرؤية الإسلامية لهذه القضية
* يقول الدكتور (مجدي الهلالي) صاحب العديد من المؤلفات الدعوية والتربوية:
إن الأسرار عامة تنقسم قسمين:
- قسم يتعلق بالعلاقة الخاصة "بين الزوج وزوجته"
- قسم يتعلق بالأسرار العامة بين الناس كالَّسر بين الصديق وصديقه والأخ وأخيه.
وبالنسبة لإفشاء الأسرار من النوع الأول فهو أمر شديد الحرمة، وغير جائز شرعاً وعقلاً.
شرعاً: لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (إن من شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صحابه) رواه مسلم.
وعقلاً: ما يجره من المشاكل بين الزوجين مما لا يحمد عقباه أبداً ولما يؤدي إليه من الشقاق والنفور بينهما.
وأما النوع الثاني من الأسرار فأيضاً إفشاؤه مكروه ومستحقر.
ومن أصعب وأسوأ الخصال ألا يستطيع المرء أن يكتم سراً فهو في كلتا الحالتين أمر مذموم يترفع عنه المسلم التقي والمسلمة التقية.
ويقول الدكتور (محمد الهاشمي) في كتابه (شخصية المرأة المسلمة):
إن التحدث بما يكون بين الرجل والمرأة من أبشع إفشاء الأسرار ولا يرتكبه إلا الأشرار من الناس.. ولقد أدى إفشاء الحديث الذي أسره النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى حفصة فنقلته إلى عائشة وما تبع ذلك من مؤامرات ومكايدات في بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اعتزاله نساءه شهراً.
وإن في هذا الحادث لتوجيهاً بليغاً للمرأة المسلمة بقيمة حفظ المرأة لسر زوجها وأثر هذا الحفظ في استقرار النفوس والضمائر والبيوت.(31/273)
ومما لا شك فيه أن كل إنسان ينشد تلك الأمور في حياته الزوجية سواء الزوج أو الزوجة.
ـــــــــــــــــــ
من حديث السيدات
علي الطنطاوي 25/2/1423
08/05/2002
لست أدري ماذا تقول السيدات والآنسات حين يقرأن هذه الكلم! أيشكرنني إن مدحتهن ونوهت بهن، أم يذممني لأني نقدتهن ونبهتهن إلى خلة ذميمة من خلالهن؟ إني أسارع، فأرفع الراية البيضاء، وألقي السلاح، وأقر بأن النساء أذكى منا جماعة الرجال، وأوعى قلوباً وأحَدّ أذهاناً، لأن الرجال الأغبياء ... لو اجتمع منهم عشرة في مجلس لما تكلم إلا واحد، والباقون ساكتون يستمعون، أما النساء فكل واحدة تتكلم بلسانها، وتصغي بقلبها، وتسمع بأذنيها، ولا تجتمع أربع نسوة في سهرة أو استقبال، إلا ملأن الحارة كلها بأصواتهن الحلوة، وأحاديثهن المفيدة .... يستوي في ذلك السيدات المهذبات في بهو الاستقبال في المنزل، والمعلمات المثقفات في غرفة الاستراحة في المدرسة، والنساء المتنزهات على شط النهر في صدر الباز، أو على حافة البستان في شارع بغداد ....
أما الذي دفع بي إلى هذه الكلمة، فهو أني بقيت في الدار، وبسطت على المكتب أمامي كتباً ومراجع، وأقبلت على عمل لي، وكان في الغرفة الأخرى عائدات يعدن زوجتي الناقهة من مرض أَلَمَّ بها: قريبة لها نَصَف، وفتاة نالت الشهادة الثانوية، وعمتي العجوز وأختي، ونشب الحديث واحتدم، حتى أحسست أن الموضوع يتطاير من جوانب رأسي لم يبق منه شيء، ثم شعرت أن رأسي نفسه يكاد يتفجَّر، فأغلقت الباب بيني وبينهن، فوصل الحديث من النجران والقفل، ثم نفذ من صفائح الباب، وقرب سمعي، وهربت إلى المطبخ والقبو، والصوت يلاحقني، فما كان مني إلا أن حملت ثيابي وحذائي ولبست في الدهليز، وفررت من المنزل ...
بدأت الزائرة تسأل المريضة عن مرضها، فانطلقت تحدثها، فلم تبدأ حديثها حتى سألت الفتاة عن نجاحها، فراحت تصف لها وقوفها أمام الراد في انتظار النتيجة، وذكرت العجوز شهادتها الرشدية التي نالتها سنة ألف وثلاثمئة (فقط)، أي والله ! والشهادة عندي، ومع ذلك لم ينشر اسمها مع من لهن حق الانتخاب من النساء، فجعلت هي أيضاً تتحدث عن أيامها الماضيات، وانبثق خلال ذلك حديث عن الثوب الذي تلبسه الزائرة.. وانطلقت هذه الأحاديث معاً، فكنت تسمع :
" وأتينا بثلاثة أطباء – وكنا أنا وأهلي حافين بالراد- ولكني لما رأيت (الكسم) أول مرة- أعطاني ( أوبوبيل) لأنه جزم أن الداء في الكبد- وحبسنا أنفاسنا، فلم نكن نسمع إلا زفرات محموم، وجاء الطبيب الثاني – ولم يعجبني لأنه مزموم الخصر، وذيله طويل – وصرنا نعد الثواني والثوالث، والإذاعة تقدم ليلى مراد – فاختصمت معها، ولكنها أكدت أن هذه هي (الموضة)- وقال: إن أصل الداء – مدير الإذاعة الذي كلفنا هذه المشقة لئلا يبدل النظام- وتبين أنه لا يصلح لشيء، ولم أستفد من دوائه- وكان ثوباً جميلاً، لأنه- أعطاني ( بربيدون) ونجحت – ولكن لم أنجح، بل تخرّق جسمي(31/274)
بالإبر- وأخذت الخيّاطة خمسين ليرة، وأخذ الأطباء، وشعرت أني أطير من غيظي من هؤلاء الأطباء".
وكان هذا كله يتخلله عشرات الضحكات والصرخات- يخرج بنفس واحد، وبين ذلك أصوات غير مفهومة، وثلاثة أحاديث أخرى لم أشر إليها، فكأن الموضوع قصة من قصص الجن التي لا أول لها ولا آخر، أو أغنية الشيطان التي لم أسمعها، ولكني سمعت الناس يتحدثون عنها، وكانت أوركسترا طمأنينة عجيبة متنافرة الألحان، متضاربة الأنغام، كأنها الموسيقا الفرنجية التي كانت تتحفنا بها الإذاعة، ليثبت القائمون عليها أنهم يفهمون بـ ... الأفرنجي .
أفهذه هي أحاديثكن يا سيداتي، ويا آنساتي ؟!
ـــــــــــــــــــ
أريد حياته ويريد قتلي
وليد الروساء 21/2/1423
04/05/2002
قالها أب محترق وهو يعالج مرارة العقوق بعد أن لطمه ابنه العاق لطمة أفقدته صوابه " أريد حياته ويريد قتلي " .
قرر هذا الأب أن يبحث عن أصل المشكلة وسبب اللطمة..فماذا وجد ؟
وجد أنه لم يختر المرأة الصالحة والمتعلمة الواعية التي تربي وتنشئ الجيل الصالح، وأيقن حقاً معنى قول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها ... ...
أعددت شعباً طيب الأعراق
ونظر لحاله فوجد الزوجة جاهلة لا ترعى لزوج حقاً ولا للأبناء مستحقاً، ليس هذا فحسب وإنما هي العقبة الكؤود أمام الوالد في تربيته لأبنائه، فلا هي تربي ولا تدع الأب يربي .
نظر في حالة فلم يذكر أنه طبق سنة النبي - صلى الله عليه وسلم- في تربيتهم. ففي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم- :" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره شيطان أبداً ".
هذا ليس كلام شاعر ولا كاهن وإنما قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال الله عنه : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" لذا كان لزاماً على المرء أن يجلس مع نفسه جلسة محاسبة فينظر هل امتثل هذه السنن النبوية والأدعية المباركة أم لا؟.
ونظر في حاله فلم يجد لتربية النبي - صلى الله عليه وسلم- وأساليبه أي أثر على ابنه، وما ظنك بتربية غير تربية محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- !!
كان هذا الأب المسكين يريد من ابنه أن يكون حضارياً لا متخلفاً، منفتحاً لا منغلقاً، فاستجلب له من آلات اللهو أخسها، ومن الملهيات أحطها، فصدق فيه حين ذلك قول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ... ...(31/275)
على ما كان عوده أبوه
فأصبح الولد وفياً لتربيته الأولى، فنشأ عليها ورضع من ثديها وشبع، ليس هذا فحسب وإنما تطاول الابن على الأب ورفع منخره تكبرا،ً وجحد الفضل تنكراً، ليس هذا فحسب بل تعدى الولد على الوالد ضرباً وركلاً، وانقلبت الآية فأصبح المؤدَّب مؤدَّباً، والضارب المضروب، وكأن في أذنيه وقراً عن قول الله- تعالى- : " ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً " وعمي عن قوله – تعالى- : " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً " وهذا العاق يتولاهما ضرباً ويكيلهما ركلاً. وإذ يرتكب هذا العاق الجرم المشهود إذ بالأب يتذكر قصة منازل مع أبيه التي طال العهد بنسيانها.
حدث الأصمعي فقال كان هنالك رجل يقال له ( فرعان) وكان له ابن يقال له (منازل)، وكان منازل هذا لا يتورع عن معصية، فلم يسمع بمعصية إلا ارتكبها ولا جرم إلا اقترفه، وكان فرعان هذا تقياً ورعاً دائماً ما ينصح ابنه فلما ضاق منازل بنصائح أبيه ذرعاً وسئم نصحاً رفع هذا العاق يده ذات مرة ولطم أباه لطمة أردته أرضاً، فبلغ الحنق من الأب مبلغاً حتى أنه حلف غير حانث على أن يأتي الكعبة ويتعلق بأستارها ويدعو على ابنه ، فلما أتى الكعبة أنشأ يقول:
وربيته حتى إذا ما تركته ... ...
أخا القوم واستغنى عن المسح شاربُه
وربيته حتى صار جعداً شمردلا ... ...
إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه
وإني لداع دعوة لو دعوتها ... ...
على جبل الريان لانقضّ جانبُه
تغمط حقي ظالماً ولوى يدي ... ...
لوى يده الله الذي هو غالبُه
لإن رعشت كفا أبيك وأصبحت ... ...
يداك يدا ليث فإنك ضاربه
وتنهد عالياً وقال في غضب :
يا من إليه أتى الحجاج قد عبروا ... ...
عرض القفار ومن طول ومن قصر
هذا منازل لا يرتد عن عقبي ... ...
فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
وشُلّ منه بحول منك جانبه ... ...
يا من تقدس لم يولد ولم يلد
فسقط الابن وشقه ميت مشلول النصف.
فيا أيها الابن العاق إنك والله ما زلت في نعيم وقرة عين ما دام والداك أو أحدهما موجوداً على قيد الحياة، ألم تسمع عن قصة أحد العباد وقد أبطأ يوماً على إخوته وقد انتظروه ملياً- وكان من عادته أن يقبّل رجلي أمه – فسألوه عن سبب التأخر فقال: كنت أتمرغ في روضة من رياض الجنة ؟(31/276)
اعلم أيها الولد - يا رعاك الله- أن المعاصي مهما بلغت فإنها لا تعدل جرم عقوق الوالدين.
اعلم أيها الولد - لا حرمنا الله وإياك من بر الوالدين- أن لهما عليك حقاً من الله عظيماً لن تؤدي منه معشاراً مهما ابتغيت إلى ذلك سبيلاً، وإن أردت دليلاً فاستمع إلى حبيبك - صلى الله عليه وسلم- حيث يقول في الحديث الذي فيما معناه: " لا يجازي ولد والده إلا أن يجده رقيقاً فيشتريه فيعتقه" أما الأم فليس إلى مكافأتها سبيل.
وإليك أيها الولد كلمة تصاغ بالذهب في البّر، استمع إلى علي بن الحسن - رضي الله عنه- وقد ضرب لنا من الأمثلة أروعها حين قيل له : أنت من أبر الناس ولا تؤاكل أمك! فقال: " أخاف أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها!!!".
عند ذا استيقظ الأب من غفلته وعاهد الله أن يتعلق بأستار الكعبة وأن يدعو الله لابنه بأن يصلح قلبه ويلهمه رشده
ـــــــــــــــــــ
ستة أَصفار
أم حسان الحلو 2/2/1423
15/04/2002
مال ، أعمال ، رجال ، أوراق ، أقوال ، توقيعات على أوراق رسمية وشخصية .. أعمال تنهمر كالمطر على شركة السيدة نفيسة ، تلك الشركة الصغيرة التي ترعرعت على يد صاحبتها بسرعة مذهلة ، وأصبحت حديث مجالس رجال الأعمال وقبلة معاملاتهم ، لما وجدوه من احترام للمواعيد ودقة في الأداء . إذ إن السيدة نفيسة تحترم نفسها وتؤدي عملها باتقان بالغ وإبداع مذهل . فقد تربت على الجد والمثابرة وحب التفوق وكانت تذهل معلماتها حين تقدم دراساتها وأبحاثها وتحقيقاتها .
وعندما كبرت نفيسة كانت توجز عباراتها وتحدد أهدافها ، فهي لا تحب الحديث عن نفسها كثيًرا .. لكنها كانت تعشق الحديث مع نفسها :
كنت أحلم ببضع دولارات لا تتجاوز المئات أضغطها في كفي الأيمن وكانت تنتهي طموحاتي عندما يصطدم خيالي بسقف مئات الآلاف من الدولارات .
ومنذ أيام قليلة وقعت على وريقة بيضاء صغيرة ملأت موقع الصفر السادس من المليون !
وإني لأستجدي أيامي أن تعود القهقرى ... وأدس بين طياتها كل الأوراق لتبخر ذاك "الفيلم" الأسود الذي رأيته على غير ميعاد .
وقلبت بين يديها ذاك "الفيلم الأسود" باحثة فيه عن خط أبيض واحد فقط عله يبعثر عتمة سواد الصورة الحالك ، فلا تجد ، وتعود بخيبة أمل تكسو الكون والحياة وشاحًا حالك السواد!!
ستة أصفار.. أتتني عبر وريقات ملونة ما بين الأبيض والأصفر والوردي والأخضر والأحمر .
وفتحت بتراخٍ بعض أدراج عملها ، وأخذت تقلب أوراقها وتفكر في ماضي أيامها وحاضرها .(31/277)
ستة أصفار .. جعلتني محط أنظار الناس ، الكل يتحدث إلي ويخطب ودي . يسعد من يضاحكني ويبتهج من يؤانسني .
أحاول أن أصغي إلى أحاديث البلغاء فلا أجمع منها كلمات تصلح لجملة مفيدة ، أشيح بوجهي وأنظر إلى أشيائي الصماء فأسمع أحاديثها في نبضات قلبي ووجيبه!!
لهف نفسي! هل أستطيع التماسك لحظة واحدة بعد أن ألملم أشيائي وأخرج من مكتبي ؟
وسارت خطوات وئيدة نحو مكتبها ووقف موظفو شركتها ينظرون إليها نظرات شاردة ويتحدثون إليها بعبارات مبهمة .
كانوا يحاولون مواراة حزنهم العميق ، فقد تسربت نتائج تقريرات السيدة نفيسة المرضية التي أذهلت الجميع وأصابتهم الرّحفة...
دخلت السيدة نفيسة مكتبها وأغلقت الباب خلفها وبدأت تلملم أشياءها التي أبت إلا أن تحدثها : نفيسة ..
كم ضغطت على أزراري بأنامل نابضة واثقة لا تعرف الخطأ ، وكونت جملا مفيدة ورسمت تخطيطات رائعة. نفيسة أرجوك لم تقومين بفصل أجزائي بأيد مضطربة ، وتنظرين إلي ولمن حولي كالذي تدور عيناه من الموت ، نفيسة هل من عودة إلي وإلى أرقامك وصفقاتك ومخططاتك ؟
لا . فقد خُطط لك -أيها الوفي الذكي- غير الذي خُطط لي ، قل لي بربك: هل تملك خطا ناصع البياض يستطيع أن يبدد عتمة "فيلمي الأسود" ؟
ثم نظرت إلى ساعتها ، الوقت يمر مسرعا أم بطيئا لا أدري ، ساعات قليلة ودقائق معدودة وتأتي سيارة العائلة لتنقلني إلى المستشفى ، ثم إلى غرفة العمليات لاستئصال ..
وانكبت على مكتبها باكية .. يرتجف كل كيانها .
دخلت والدتها على غير عادتها مكتب نفيسة وأمسكت بيد مديرة الشركة أمام موظفيها الذين خضّبوا وجَنَاتِهم بالدموع ..
ونظرت إلى ساعة الحائط ، وخاطبت ابنتها قائلة :
انظري الوقت يمضي يابنتي .. توكلي على الله .. ولن يضيعك أبدًا .. استمعي .. هذا أذان العصر بدأ يرتفع .ساعة وقت ، كلمات كنت أستثمرها جيدا ، جمعت من خلالها ستة أصفار ، أما الأذان ..
فكم تركته خلف ظهري!! وأغمضت عينيها ، تريد أن تهرب من الماضي والحاضر والمستقبل ، تريد أن تقدم على لحظاتها الحاسمة ، تريد أنْ ولا تريد ، أتقدم ، أتحجم ، أتبكي ، أتدعو ، أتودع ، أتقبل ، أتتجاهل ، أتبصر ، أتسمع ، أتنسى ؟!
وتقدمت والدتها بهدوء مصطنع فقالت : نفيسة ، ابنتي هيا بنا .
جالت نظراتها في كل المواقع ، ومسحت كل الوجوه فقد أعياها البحث عن خيط أبيض واحد .
وإذ رجل ركيك الحال يدخل مبتسمًا مستبشرًا داعيًا مبتهلا مناديًا :
أين السيدة نفيسة ؟ أريد أن أبشرها ، دعوني أحدثها ، دعوني...!!(31/278)
ودخل الرجل ولم يوقف سيل كلماته المتدفق سوىإشارة السيدة نفيسة إلى أمها أن امنحيه بعض المال لكي يسكت ، وقبل أن تقدم له أي شيء قال : لا، والله ما لهذا جئت ، جئت لأبشرك أن ولدي المحروق قد تعافى تماما بفضل الله أولا ثم بفضل نفقتك عليه أيتها السيدة الكريمة!!
واستغرق في الدعوات والابتهالات، ووعد أن يدعو لها بجوار البيت العتيق!!
أما هي ..فقد رفعت رأسها وخاطبت نفسها قائلة :
خيط أبيض واحد وقف شامخًا خلف أصفاري الستة ، فأغدق عليّ بحارًا من الطمأنينة .
أسألك يارب : أن تتقبل قليل عملي وتضاعفه ، وركزت بصرها على المليون ودخلت غرفة العمليات وهي تقول :
قد أوقَدَت شمعة عطائي مشاعل رجائي.
ـــــــــــــــــــ
لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك
كتاب جدير بالقراءة
الاسلام اليوم 11/1/1423
25/03/2002
مقدمة :
* هل تريد أن تكون حياتك مع أسرتك أكثر وداً وحباً ؟
* وهل تريد أن تستعيد بهجة الحياة الأسرية التي فقدناها في خضم الإحباط والانشغال الذي يسود حياتنا ؟
* وهل تريد أن تجعل بيتك وأسرتك مصدر سعادة لك ولزوجتك ولأبنائك؟
* وهل تريد أن تتجنب الفوضى داخل البيت وطغيان المسؤوليات اليومية؟!
* هل تريد أن تشعر بالحب الحقيقي داخل قلبك تكنه لجميع أفراد أسرتك بلا استثناء ؟
إذا كنت تريد أن يتأتى لك هذا فاقرأ كتاب: " لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك " د. ريتشارد كارلسون .
يتحدث المؤلف عن سبب تأليفه هذا الكتاب فيقول : " لقد شرعت في إعداد هذا الكتاب كي أساعد في جعل الحياة مع الأسرة والأقارب أيسر وأكثر حباً " . ثم يردف : وكذلك من أجل استعادة بهجة الحياة الأسرية التي فقدناها في خضم الإحباط والانشغال الذي يسود حياتنا .
ماذا ستكسب ؟!
يرى المؤلف أن عدم التفاتك للأمور الصغيرة داخل الأسرة يوفر لك العديد من المزايا منها :
1- أن ذلك يوفر لك قدراً أكبر من الاستمتاع والإنتاج والحب، فالطاقة التي تضيعها في الشعور بالتوتر، ستستغلها الآن في إبداع وابتكار ذكريات بهيجة .
2- ستبدو أسرتك كمصدر للسعادة أكثر من أي وقت مضى .
3- يزداد صبرك ويصبح التعامل معك سهلاً .(31/279)
4- ستبدو حياتك أكثر يسراً وانسجاماً .
5- ستكون حياتك أقل توتراً .
النصائح المائة :
وبعد أن استهل المؤلف كتابه بهذه المقدمة البسيطة التي عرض فيها أسباب تأليفه لهذا الكتاب، وما هي المزايا التي سيجندها المرء نتيجة قراءة هذا الكتاب، يبدأ في سرد مائة من النصائح أولاها :
* " حاول أن تهيئ لبيتك مناخاً عاطفياً إيجابياً "
يقول ريتشارد في هذه النصيحة :
" إن بيت الإنسان أشبه بالحديقة التي تترعرع فيها الورود والأزهار حينما تتوفر لها الظروف المناسبة، وكذلك الحال فإن بيتك سيسوده قدر أكبر من السلاسة إن أحسنت تهيئة مناخه العاطفي، فبدلاً من الرد بصورة منفعلة على كل أزمة عند وقوعها فإن تهيئة مناخ عاطفي يعطيك ميزة طرد أسباب التوتر التي تؤدي إلى وقوع مثل هذه الأزمات، إن من شأن ذلك أن يعينك على الاستجابة للحياة بدلاً من الرد على أحداثها بتوتر وانفعال ".
* وفي نصيحة أخرى يقول المؤلف وهو يشعر بالخجل – على حد قوله- لأن هذه النصيحة من الأمور البديهية :
" تذكر أن تقديرك لشريك حياتك يعينك على متاعب الحياة، تأمل للحظة موقفك من هذه الناحية، كم مرة قدمت فيها شكراً من القلب لشريك حياتك عندما يقوم بعمل مضن نيابة عنك. لقد صادفتُ – والكلام للمؤلف- المئات ممن لم يفعلوا ذلك مطلقاً، في حين أن جميع من قابلتهم تقريباً لم يفعلوا ذلك على نحو متكرر ".
عبارة جميلة
# إن أفضل أسلوب لمعاملة شريك حياتك هو أن تعامله كصديق حميم لك .
* " ولو كان عليّ أن أختار اقتراحاً واحداً لوضع حل لجميع المشكلات الزوجية والعائلية لاقترحت على الزوجين أن ينصت كل منهما للآخر" . هذا ما قاله د. ريتشارد كارلسون ثم يسدي نصيحة عامة فيقول : " إن الاستماع للغير أشبه بالدواء السحري الذي يؤتي ثماراً جيدة في جميع الأحوال ".
* ويقول المؤلف في نصيحة غريبة ربما تسمعها لأول مرة : " تقبّلْ شجار الأولاد" ويبرر وجهة نظره فيقول : هناك سببان وجيهان وراء دعوتي للتسامح مع الشجار العادي الذي يقع كل يوم .
السبب الأول : أن مقاومة أي شيء تجعله يبدو على نحو أسوأ مما هو عليه بالفعل.
السبب الثاني: أن مقاومة الشجار تؤدي في الواقع إلى تشجيع حدوثه، فكيف سيطالب
أبناؤك بالكف عن الشجار وأنت تقول لهم بصوت عالٍ مرتفع: كفّوا عن الشجار.
عبارة جميلة :
# إنني أحب أن أرى أحد أطفالي أو زوجتي ، وقد فقد هدوءه، كي أغمرهم بتسامحي
- وفي النصيحة العاشرة والتي يعنون لها المؤلف بـ : ( لا تجعل الرد على الهاتف يتصدر أولوياتك ) يقول : " ومن أحلى اللحظات التي استمتعت فيها مع أطفالي تلك اللحظات التي كان الهاتف، يرن فيها بينما كنا نقضي بعض الوقت نلهو نقرأ، وبدلاً(31/280)
من الرد على الهاتف كان كل واحد منا ينظر للآخر إشارة إلى موافقتنا على أن لا شيء أهم من قضاء بعض الوقت معاً في الوقت الحاضر ".
- ومن النصائح التي يقدمها المؤلف على شكل سؤال : هل تصرفاتي وأفعالي تتوافق مع نصائحي وتوجيهاتي لأطفالي ؟ يقول في هذه النصيحة: أحياناً نطلب الهدوء من أطفالنا، ولكن نطلب منهم ذلك بصوتنا المرتفع وفي ثورة غضبنا . أو قد نريد من أطفالنا أن يشبّوا معتمدين على أنفسهم ولكننا ننظف لهم حجراتهم بدافع من إحباطنا الشخصي.
نصائح على عجل:
1- احرص على أن يكون بيتك مليئاً بالحب
2- تقبل أفعال من تحبهم بصدر رحب
3- تقبل نقد أفراد عائلتك لك .
4- لا تذهب للنوم وأنت غاضب
- يعتقد ريتشارد أن الشعور بأن الآخرين من أفراد أسرتك لهم مشاكل أيضاً أمر مهم لتحقيق النجاح الأسري حيث يقول : حاول أن تتخيل الموقف الذي ستكون فيه أنت في مكان الزوج أو الزوجة أو الطفل أو أي فرد آخر من أسرتك، حاول أن تتفهم التحديات التي يواجهونها وتخيل صعوبة وضعهم . إني أقترح عليك أن تواسي أفراد أسرتك وأن تبالغ في تركيزك على مشكلاتهم .
عبارة رائعة :
# " إن أكثر الأساليب فاعلية في خلق التقارب بين أفراد الأسرة هو شعور كل فرد بأن الآخرين يفهمونه ويستمعون إليه "
- ومن الملاحظ في هذا الكتاب أن المؤلف دائماً ما يورد مواقف أو تجارب له مع أهل بيته استفاد فيها أو أثرت فيه، فمثلاً يقول عن نفسه : عندما يتملكني الضيق أو الثورة نتيجة شيء ما في البيت فإن " كينا" وهي صغرى بناتي تمسك بنسخة من كتاب " لا تقلق بشأن صغائر الأمور" وتقول : " لا تضخم صغائر الأمور يا أبي !! "
وفي موقف آخر له مع "كينا" يقول : في الماضي القريب كنت أنا و " كينا " في طريقنا إلى المقهى متوجهين نحو سيارتنا، وقد رأيت كومة من القمامة على الأرض، ومع ذلك فإنني في ذلك اليوم خاصة لم ألتقط أياً منها، وعندما وصلت إلى سيارتي نظرت حولي فلم أجد كينا ووجدتها هناك تلتقط القمامة وتضعها في السلة وتقول : " ألم تنس شيئاً يا أبت "؟!!
وفي موقف له مع زوجته " كريس" يقول :
كنت متشوقاً للذهاب إلى حمام السباحة العام، ولكن عندما سألت أولادي عما إذا كانوا يرغبون في الذهاب معي، جاء ردهم أفتر مما كنت أتوقعه، فبدلاً من قولهم: فكرة عظيمة يا أبتي هيا بنا . جاء ردهم : ليس لنا رغبة في ذلك . ونتيجة لذلك ثارت ثائرتي وصرخت سائلاً :ما الذي حدث للجميع هنا؟ ولكن كريس ظهرت مبتسمة وقالت : أين قولك عن فتح قلبك لكل ما هو واقع بالفعل ؟
نصائح إسلامية !!(31/281)
من الطريف في هذا الكتاب أن المؤلف ريتشارد كارلسون أورد بعض النصائح التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وعلى سبيل المثال :
1-كن متسامحاً .
2- أوف بالعهود.
3- لا تغضب.
4- احرص على الصحبة الجيدة.
5- فلتكن قدوة حسنة.
6- لا تجادل.
7- لا تتحدث عن الآخرين في غيابهم.
8- كن رقيباً على نفسك.
9- ذكر نفسك بأنك لن تأخذ شيئاً معك عندما تموت.
10- لا تجعل أمر المال يحزنك.
عوداً على النصائح :
# وفي إحدى النصائح يقول المؤلف : " تعلم من طفلك "
أولادنا هم أفضل معلمين لنا بصرف النظر عن سنهم، ولديهم القدرة على أن يعلمونا بعضاً من أهم دروس الحياة، أشياء مثل الصبر والحب غير المشروط، والاحترام المتبادل وحل المشاكل بطريقة إبداعية، وقبول حتمية التغيير وقبول الحياة كما هي .
ثم يقول : لا أحد يمكن أن يثيرنا أو أن يختبرنا عاطفياً مثلما يفعل أطفالنا، ابحث عن الدرس الذي يمكن أن تستفيده من طفلك، واسأل نفسك: كيف يمكن أن استفيد من طفلي كمعلم ؟
نصائح على عجل :
* عليك أن تصل قبل موعدك بعشر دقائق .
* احذر التقلبات المزاجية فهي تؤثر على الأسرة .
* إياك أن تقلل من شأن شريك حياتك .
* تحدث بود ولطف.
ويتحدث المؤلف عن الملل وفوائده بالنسبة للأطفال فيقول ناصحاً :
حتى الملل له فوائده عند الأطفال فشجعهم عليه، فإذا قالوا لقد مللنا، فقل : من الأفضل أن يصيبك الملل أحياناً. هذا الأسلوب يجعل الأطفال يقلعون من الاعتقاد بأنك أنت المسؤول عن تسليتهم بشكل متواصل . وسوف تشجعهم بذلك على الابتكار عن طريق إرغامهم على اكتشاف الأشياء بأنفسهم .
نصائح على عجل:
* قدّر مرحلة المراهقة حق قدرها
* أخبر من حولك بحبك لهم .
* انظر إلى صيانة منزلك على أنها عملية دائمة .
وفي النصيحة الأخيرة يتحدث ريتشارد كارلسون عن أكثر النصائح تأثيراً وفائدة في خلق جو من الألفة والمودة والحب داخل الأسرة فيقول : " عامل أفراد أسرتك كما لو كنت تراهم لآخر مرة " كم مرة نترك فيها الآخرين دون أن نقول كلمة وداعاً ؟(31/282)
إن حياتنا اليومية يمكنها أن تكون ثمينة بنفس الدرجة . وثمة تمرين فعال لكي تمارسه بشكل منتظم، وهو أن تتخيل أن هذا هو وداعك الأخير . هب أن لقاءك بأحد أفراد أسرتك سيكون – لسبب أو لآخر – اللقاء الأخير – وإذا ما كان ذلك حقيقياً ( و هو أمر محتمل حدوثه دائماً ) فهل ستنكر وتتصرف بنفس الطريقة ؟
هذه نبذة مختصرة سريعة عن كتاب " لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك "
مائة من النصائح، ساقها ريتشارد كارلسون في كتابه، استعرضناها لكم على عجل . نسأل الله أن نكون قد وفقنا في ذلك .
وفي الختام :
يبقى تطبيق النصائح هو الدور المنوط بنا لكي لنعرف ما إذا كان ما وعدنا به الدكتور ريتشارد كارلسون من تحقيق الألفة والمودة بين أفراد الأسرة سيتحقق أم لا؟.
نرجو أن تكونوا قد استمتعتم ..
ـــــــــــــــــــ
لهفي عليك يا أخية !
عبدالمحسن بن عبدالرحمن أباحسين 10/1/1423
24/03/2002
لهفي على كلماتك الطيبة...!!
على وجهك الوضاء!!!
على حنانك..!!
ابتسامتك..!!
صلاتك!!
خشوعك !!
بأي شي سينطق قلبي المكلوم ؟؟؟؟؟
غير الدموع..
أتذكر حياتي معك فتهيج نفسي !!!!!!
وأسترجع شريط الذكريات فتختلج الآهات في صدري !!!!!
أتذكر كيف أخبرتني بوفاة أخي عبدالعزيز الذي مات غريقاً..
يوم دخلت عليكم قادماً من سفر بعيد..
فسلمتُ !!
ثم سألتُ: أين عبدالعزيز ؟؟
أتذكر جيداً يوم قلت لي: أبا عبدالرحمن.. أريدك لوحدنا !!
ذهبت معك إلى غرفة والدتي..
وسألتني ذاك السؤال: عدد لي الشهداء..
فرددت عليك.. من مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد، والمطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد..
عندها قلت لي..
إذاً احتسب أخاك عبدالعزيز من الشهداء..(31/283)
كانت كلماتك تلك مما هوّن علي هول الصدمة.. ووقع المصيبة..
فمن يعيد علي الذكرى ؟؟
أصابك السرطان فلم تتغير بسمتك.. ولا ضحكتك..
رغم الألم الداخلي..
لا اله إلا الله..
آخر أيامك.. وبرغم معاناتك..
يخيل لمن يراك أنها من أسعد أيامك !!
كنت كلما زرتك أنوي تذكيرك بفضل الصبر !!
فما إن أرى عينيك وابتسامة شفتيك حتى ينقلب التذكير ...
إلى دروس .. وعبر !!
ولكن !!!!!!!!!!
منك لي ..
أخية.. هكذا الدنيا.. نزول وارتحال !!
ولئن رحل جسدك فستبقى ذكراك في قلوبنا ما حيينا..
يقولون لي صبِّر فؤادك بعدها ... ...
فقلت لهم ما لي فؤاد ولا صبرُ
ولي كبد مشطورة بيد الأسى ... ...
فتحت الثرى شطر وفوق الثرى شطرُ
وأنظرُ حولي لا أرى غير قبرها ... ...
كأن جميع الأرض عندي لها قبرُ
رحمك الله يا أم شذا وأدخلك فردوسه الأعلى..
اللهم نقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلها اللهم بالماء والثلج والبرد....
ـــــــــــــــــــ
" أمينة " !!
أم حسان الحلو 19/11/1423
02/02/2002
كانت تسير مسرعة الخطا بل تكاد تقفز قفزاً وهي تتفقد ما أنتجته جميع الأقسام ، وكانت تبدي ملاحظاتها الدقيقة حول ماتراه ... ولم يطمئن لها بال إلا بعد أن تابعت دقيق الأمور قبل كبيرها ...
وبعدها ذهبت السيدة " أمينة " إلى غرفة الإدارة ، وأخذت ورقة وقلماً وبدأت تدون ملاحظاتها الإعلانات ممتازة ، المطويات واضحة الهدف بليغة العبارات جميلة الوريقات
الكتيبات أنيقة الأغلفة مسلسلة الأفكار ...
الملفات الصحفية دقيقة مدققة ..
أما الشريط المسموع فهو شريط فني الإخراج رائع الإعداد ..
بقي شيء واحد تنتظره بفارغ الصبر .(31/284)
إنه شريط الفيديو الذي سيعرض أثناء الحفل المعد اليوم .
قامت من مقعدها وقد رسمت ابتسامة عريضة على شفتيها .. خرجت من غرفتها وتأملت اللوحات بينابيع من الفخر والاعتزاز والزهو ، تنبعث من بين ضلوعها لتصارع ذكرياتها الأليمة والتي هجمت عليها بغتة ...
إنها مهما حققت من نجاح حاضر لم تنجح يوماً في الهروب من الماضي الأليم ..
سامي .. ذلك الجرح النازف مدى الحياة ، كان أنانياً متعجرفاً يريدها له وحده ، كان يرفض أن تخرج من بيتها لتعانق نجاح الحياة وتقدم رسالة لأمتها ومجتمعها .. لقد أصم أذنيها بمحاضراته حول دور الأم في تربية أبنائها ... وكانت تطرب أذنيه حول دور المرأة الفعال الإيجابي في المجتمع ، إنها لايمكن أن تنسى لسعات حواره الأخير معها !!
ـ أرجو أن تفهميني جيدأ أنا لا أعارض عمل المرأة إلا إذا تعارض مع مسؤوليتها الأولى .
ـ مسؤولية الكنس والطبخ والغسيل والكي و ...
ـ لا ، إن دورها أسمى وأنبل من ذلك ، وإن كانت هذه الأمور تشكل جزءاً من مسؤوليتها .
فقالت ساخرة :
ـ بدأنا بالفلسفة ... تفضل أفهمني دوري ياعزيزي .. فأجابها بجدية بالغة :
ـ إنني أتساءل : كيف يمكن لإنسان أن ينشأ قوي الشخصية قويم الأخلاق ثابت المبادئ وهو لايعرف أما واحدة بل طابوراً من الأمهات ؟ أجابته بانفعال : ماذا تقصد ؟؟!
ـ خذي مثلا ولدنا سامر .. بالأمس كان ينادي ماما "زيزي" ، ومن قبل كان يرتمي في أحضان ماما "إيوه" ، واليوم ينام بجوار ماما " آن " وغدا لا أدري !! فأين ماما "أمينة" ؟! فعلقت ببرود وشرود :
ـ أنت تعرف جيداً أن ماما أمينة رئيسة جمعية نسائية خيرية وهذا يتطلب منها الكثير .. فأجابها :
ـ وماذا ستكسبين وستكسب الإنسانية جمعاء من هذه الجمعية إذا خرج أطفال جميع المنتسبات مثل ولدنا سامر ؟ .. فقاطعته :
ـ سامر .. طفل وسيم ، سليم البنية ، متين الجسد ، ماشاء الله .. لا ينقصه شيء .
رفع حاجبيه وقال بأسى :
ـ هذه هي حقيقة المأساة ، التي تغمضين عينيك عنها !! فقالت بانفعال :
ـ عن أية مأساة تتحدث ، إنك واهم بلا أدنى شك .
ـ ألم تلاحظي بعد وتتابعي مقولاته ، سامر ضعيف التعبير لا يعرف لغته ، فقاطعته ساخرة :
ـ لا أنتظر منه أن يصبح " سيبويه " زمانه !!
فرد بسخرية ظاهرة وحزن مكتوم :
ـ إن لم يصبح "سيبويه" ، فليكن " جاهلية " .. إنه لايعرف لغته ، لغة القرآن ، فكيف سينهل العلم أيتها المثقفة ؟! فأجابت ببرود :(31/285)
ـ لا عليك .. عندما يكبر سيفهم . فأكمل قائلا :
ـ أضيفي إلى ذلك تردده في اتخاد القرارات وشخصيته المهزوزة المهترئة و ... فقاطعته قائلة :
ـ وهل أصدرت أحكامك النهائية على طفل لم يبلغ الخامسة إلا حديثا .. أين منطقك العلمي ياسامي ؟
ـ بل هو عين المنطق ، فقد أجمع المربون على أن خمس السنوات الأولى هي أخطر فترة تربوية ، وخلالها تتشكل أسس الشخصية المستقبلية .
ـ هذا الكلام هراء ... وهو قمة الفلسفة .. يبدو أن آراءانا لم تلتق بعد . فعلق سامي :
ـ أكاد أجزم أنها لم ولن تلتقي يوماً ..
وخرج من غرفته آسفا متألما ، بينما اتكأت هي على أريكتها ، وبدأت تداعب خصلات شعر سامر المنسدلة ، وأبحر كل منهما في قارب أحلامه الخاص .
الهوة بينهما كانت تتسع مع الأيام ، والفجوات أصبحت دهاليز مظلمة ، كل منهما ينظر إلى الحياة بطريقة مختلفة إن لم تكن متناقضة تماماً مع نظرة الآخر ..
قضت ليلتها تلك مكتئبة ، شعرت أنها لا تستطيع متابعة كلام سامر واهتماماته ، فطلبت من الخادمة أن تأخذه عندها ..
وكان القدر بانتظار سامر ، فقد انقلب شاي الصباح الساخن على صفحة وجهه الوسيم ، وترك آثاراً لن تمحوها السنون ...
استشاط سامي غضباً وأسفاً وألماً و اهتبل تلك المناسبة ليعلن المفاصلة ..
فقال بانفعال - بعد أن عاد من زيارة الطبيب - رضينا بالتشوهات التربوية فهل نرضى بالتشوهات الجسمية ؟ فقالت أمينة بهدوء مصطنع :
ـ إنه قدر الله . فرد عليها بانفعال :
ـ أو تعلقين كل إهمال يصدر منك على مشكاة الأقدار ، هذه سذاجة وبلاهة أيضا . فردت عليه :
ـ لا ، لقد تجاوزت حدك ، أنا لا أرضى بهذا ! فأجابها:
ـ وأنا لايمكن أن تستمر حياتي على هذه الصورة المقيته ، فقالت :
ـ إذن فلـ ... ولم تكمل كلمتها ، فأكمل هو بعد أن تنفس الصعداء :
ـ نعم ... إذن فلننفصل !!
سمعت تلك الكلمة فوقعت كالصاعقة الحارقة على قلبها ... أحست بصراع مرير ، إنها منذ زمن وهي تبحث عن حريتها ... ولحظة حصلت عليها شعرت أنها قشة هائمة في فضاء واسع. اضطربت خطواتها وجفت دموعها ... ماتت كلماتها على شفتيها بل لقد رأت كل ماحولها ميتا لا حياة فيه ، كادت ترجو سامي أن يتراجع ...
خطر ببالها أن تقبل يديه ، لكن هل تفرش بساط تذللها له ؟ ... إن كبرياءها يأبى ذلك .
وخرجت من غرفة سامي لتلملم أشياءها وتعيش أيامها القادمة لنفسها .
وهاهي الآن سعيدة بحياتها ونجاحها ومشاركاتها الاجتماعية الفعالة ، كان سامي يريدها نسياً منسياً ، والآن يشار إليها بالبنان ، إنما الذي يزعجها هو ثورة الأشواق العارمة تجاه ولدها الحبيب سامر .(31/286)
قاومت مشاعرها وخرجت لتشاهد مع الجمهور الشريط المرئي حول مدمني المخدرات ..
ابتدأ الشريط بالتحدث عن أهم المشاكل الاجتماعية التي تسبب انهيار الشباب والفتيات فقد تبين من الدراسة أن تشرد الأطفال بسبب التفكك الأسري ، هو من أهم الأسباب ..
واستطرد المتحدث قائلا : ومما يؤسف له أن المخدرات بدأت تنتشر بين البراعم اليافعة ... وإني لأكذب نفسي وأنا أخاطب واحداً من الضحايا ... وإذ بصورة إحدى الضحايا تظهر ..
امتقع وجه السيدة "أمينة" ودارت الدنيا بها ، أحست أنها ارتدت أثواب الذل والمهانة ، وأنها سيشار لها بالبنان .. ليس اليوم فقط بل طوال أيام العمر ... لم تستطع أن تنظر إلى وجوه الحاضرين ، ربما اعتقدت جازمة أن كل عين رأت الصغير المدمن قد تعرفت عليه ... بالضبط كما عرفته هي ... نهضت وهي ترتجف ، أحست أن رأسها الشامخ لا يكاد يرتفع عن الأرض كثيرا ... يبدو أنه يجب أن يلتصق بها ... فقد قدمت بفكرها وجهدها وعرقها الكثير لوطنها وللإنسانية ، أجل لقد قدمت ماهو أهم من جميع أوسمة الشرف التي حصلت عليها في عدة مناسبات ... لقد دارت بها الدُّنْيا ولم تنتبه إلى وسام الشرف الأخير الذي حصلت عليه من المسؤولين ... فقد تقدمت نحوها إحداهن لتسلمها الوسام ، قفالت وهي في شبه ذهول :
ـ أنا لا أستحق هذا ... قاطعتها المشرفة قائلة :
ـ هذا تواضع منك تشكرين عليه ، لكنك حققت إنجازات مذهلة أيتها السيدة الأمينة !!.
فردت بصوت خفيض ذليل : أجل ... أجل ياعزيزتي ، فأنا في الحقيقة "أم سامر" ذلك الصغير المدمن !!
ـــــــــــــــــــ
رثاء رجل حي !
أم حسان الحلو 12/11/1423
26/01/2002
كيف افعل ذلك ؟ أأقتل رجولتي وأنعى مروءتي ؟ أيّ حضارة منحدرة تريدها نجوى لي ؟ أو هكذا تكون الزوجة الطيبة؟
استمر السيد رامي في قيادة سيارته بتوتر ظاهر كاد يودي بحياته و حياة زوجته ، إذ ربما لم يشعر بقيمة لحياته أو معنى لها وهوى يحدث نفسه عن الموضوع ، المشكلة ، التي تصطنعها نجوى .
كانت نجوى شاردة النظرات ، يبدو أن القلق احتل قسمات وجهها واستعمر الاضطراب أطرافها إلا أنها لملمت بضع كلمات فقالت :
- أعلم أن صعود الجبال لا يستطيعه الشعراء .. بل يستطيعه الأبطال . فرد عليها :
- وأنا أعرف يا نجوى أن أكثر الناس تنعماً في رياض الإنسانية هم شعراء الرجال . أردف : وأعدك بأن ...
- تهللت أسارير نجوى ؛ فقد اعتقدت أن هذه العبارة الناقصة شارة نصرها الأول لكنها سمعته يكمل عبارته :(31/287)
- أعدك أن أستمع إليك عندما نصل إلى مرفأ الحضارة العصرية ونتأمل الشاطئ معا !!
- تململت نجوى وقد بدا عليها الضيق ، لكنه أوضح لها أنه يريد أن يقود سيارته عبر المنعطفات بهدوء وأمان ..
- وضعت نجوى لسانها في سجنه وأخذت تزفر آهات عميقة متباعدة .
- أشلاء أعماقها ممزقة ، تيارات عنيفة تتقاذفها ... تقول لنفسها أحيانا ... لم كل هذه المعاناة ... يمكنني التعايش مع وضعي الجديد ... وتتلمس ماضيها برضا وقناعة ثم تنكر فكرتها الأولى فتحدث نفسها : لا ، لقد مللت ، أريد أن انعم بالدنيا وجمالها وبهائها ، تلك المرأة حالت بيني وبين أسباب السعادة ، لا أريدها في بيتنا مهما كان حجم الخطورة الناجم عن إخراجها .
أما السيد رامي فقد بدا وكأنه في بحر متلاطم يلملم أشرعته المتكسرة ، ويحاول الهرب من غرق قاتل ، بدا مضطرب الجنان ، يشده المد وينتزعه الجزر ، تيارات أفكاره أعنف من هدير موج البحر الذي يسمع .
- - كم هي مؤلمة صفعات اقتراحاتك يا نجوى ..
- حركت نجوى رأسها بدلال وأجابت :
- أعدك بأنني سأحملك إلى فردوس الأرض ، سنشعر معاً بدفء الحياة وعذوبتها وروعتها .. ألا تتمنى يا زوجي العزيز أن تغادر الدموع عيني ؟ ألا تحب أن ترى السعادة ترفرف على بيتك محتضنة صغارك وأمهم ؟
- فأجاب بفتور :
- أحب ذلك وأكثر ... دعينا نسترح هنا قليلا ، وننعم بتأمل ساعة الغروب الرائعة هذه ... علقت بانفعال :
- أصبحت رائعا .. بدأت تستروح الجمال إذن !!
وجلسا صامتين وقد صرف كل منهما نظره نحو صفحة البحر هاربا من قراءة صفحة وجه صاحبه وبدا الزوجان متشاغلين بتأمل وجه ما .
ظهرت أمامهما عجوز وحيدة مفترشة بساطا بالياً ، وبيدها كأس ماء ترتشف منه بين الحين والآخر.
شدَّ حال هذه العجوز قلب الزوجين الشابين ، وأخذا يفكران بها وكأن أمرها معضلة رياضية بسطت أمام طالب متفوق .
تدافعت الأسئلة من فيهما :
- ترى أين فروعها ؟
- لا بد وأنها تنتظر حبيبا غائبا !
- أراه بحر إنسانية مهجوراً بجوار بحر طبيعة محبوب ... وجهها متعب قد أكلته الأخاديد وأرهقته السنون ... . انظري يا نجوى .
- كأس الماء يرتجف بين أصابعها لقد وزع نبضها على فروعها .. من أي فصيلة ذاك الإنسان الذي جحد أصله وتنكر للذي عاش عمراً يسدي إليه المعروف تلو المعروف ؟!
- أشعر أنك ستكتب قصيدة بل قصائد تصف بها العجائز ... فأجاب :(31/288)
- أجل وسأصف مرفأ الحضارة أيضا .
لكن نجوى تخيلت نفسها تخاطب العجوز فتقول :
- أظن أن الذين مددتهم برياحين شبابك قذفوك بعيدا خشية أن تلوثهم أوراقك المتساقطة ... اعذريهم انهم مساكين لا يعلمون أن أوراق الخريف المتساقطة تغذي الجذور الدقيقة ... مسكينة أنت أيتها العجوز الوحيدة الفريدة ومسكينة أنا .. أنا التي أحلم باليوم الذي ألقى فيه بوالدة رامي خارج بيتنا لأنعم بحياة سعيدة هادئة بالضبط كما ينعم أحباؤك أيتها العجوز ..!! ما لنفسي أصبحت تخلط بين الرغبة في عيش النعيم والمشي نحو عيش الأنعام !!
ربما تسربلت نجوى "بالصغار والخزي" من نفسها ، واستولت عليها مشاعر الرثاء والشفقة لعجز الإنسان عن احتضان عجوز !! اقتربت نجوى ورامي من العجوز المضطربة ، فهللت لهما ظانة أنهما بعض أقاربها ، لكنهما بادراها بالتحية وطرح الأسئلة :
- أتنتظرين أحدا هنا يا خالة ؟
- نعم إني انتظر عودة ولدي الحبيب ، فقد جاء بي إلى هنا ، وقال : سأغيب عنك قليلا ثم أعود إليك .. لا تقلقي .. وأردفت :
- أسأل الله أن يسلمه من كل مكروه ، وأن يحفظه ويبارك له . ثم أخرجت ورقة من جيبها وقالت بصوت ضعيف متحشرج :
- خذ يا ولدي ، اقرأ هذه الورقة التي سلمها لي ولدي أحمد وهو يقول : لا تقلقي يا أمي إن تأخرت عليك ، فقط سلمي هذه الورقة لمن يسأل عني . وسلمت الورقة للسيد رامي وفي عينيها المتعبتين آمال وأحلام غمرت الورقة التي فتحها السيد رامي ، فتراقصت الأحرف أمام دموع عينيه المتدفقة ، وكسا الذهول و الأسى كيانه كله وهو يقرأ :
- الرجاء ممن وجد هذه العجوز تسليمها إلى دار ... المسنين !!
********
احتفظ السيد رامي بالورقة وبعد أيام كتب على ظهرها قصيدة بعنوان :
رثاء رجل حي !!
ـــــــــــــــــــ
محمد رشيد العويد:
الحياة الزوجية الناجحة فن يحتاج إلى تدريب
حوار: مرتضى عبدالله 2/11/1423
16/01/2002
سؤال1: الأستاذ / محمد رشيد العويد بصفتكم من المتخصصين في العلاقات الأسرية؛ كيف ترون ملامح التغير الذي شهدته الأسرة المسلمة خلال السنين الأخيرة، وهل يقلقكم هذا التغيّر كما يقلق آخرين؟
جواب1: التغيّر السلبي الذي شهدته الأسرة المسلمة في العقدين الأخيرين محزن ومقلق لي دون شك كما يقلق كثيرين. وإذا لم يحمل المسؤولون هم هذا التغيّر، ويعملوا على إصلاحه، فإن النتائج الخطيرة ستزداد عدداً وخطراً.(31/289)
ولقد استبشرت خيراً حين بادر المسؤولون في دولة قطر إلى إقامة مجلس أعلى للأسرة، يهتم بشؤونها ويعمل على إصلاحها، ويبذل من أجل استقرارها وعافيتها. وتبعتها البحرين التي أنشأت أيضاً مجلساً أعلى للأسرة.
هذه المجالس العليا للأسرة ينبغي أن تقام في كل بلد، ويهتم بها المسؤولون على أعلى مستوى، وتوفر لها الإمكانات المادية وغير المادية، وإلا فإن الخسارة جسيمة وعظيمة، خسارة اجتماعية واقتصادية وتربوية.
وأرى أن يكون من مهام هذه المجالس العليا للأسرة ما يلي:
- إضافة مقرر دراسي إلى مقررات المرحلة الثانوية يكون فيه ما نعد به الشباب والبنات للزواج، ومقرر آخر في جميع الكليات الجامعية التي ترعى النشء، فتقيم لهم النشاطات وتنظم لهم البرامج، وتصطحبهم في الرحلات، وتقوم خلال ذلك كله بتوجيههم وتعليمهم وتربيتهم.
- مراقبة ما يعد للعرض في القنوات التلفزيونية من مسلسلات وأفلام بحيث يراعى ويصحح ما يعرض من تصوير خاطئ للتعامل بين الزوجين على أنه هو الصواب.
- إعداد برامج إذاعية تلفزيونية تشرح للمتزوجين التعامل الأمثل بينهم، وتصحيح الأخطاء الشائعة في تعامل الأزواج.
- تنظيم دورات ينتظم في حضورها جميع المقبلين على الزواج.
سؤال2:يلاحظ التربويون تزايد عدد وفاعلية المؤسسات المنافسة للوالدين في التأثير على أبنائهما إلى درجة نخشى معها تآكل الدور التربوي لهما، كيف يمكن في ظل هذه المعطيات- أن نحافظ على دورنا في تربية أبنائنا كما نريد لا كما يريد الآخرون؟
جواب2:أحب أولاً أن أشير إلى أنه ليس جميع المؤسسات التربوية مناسبة للوالدين، إذ إن هناك مؤسسات مكملة لدورهما، وجابرة لتقصيرهما، وخاصة تلك اللجان والجمعيات الإسلامية التي ترعى النشء، وتنظم لهم البرامج، وتصطحبهم في الرحلات، وتقوم خلال ذلك كله بتوجيههم وتعليمهم وتربيتهم.
أما الإجابة عن سؤالك: كيف نحافظ على دورنا في تربية أبنائنا كما نريد لا كما يريد الآخرون، فبإدراكنا، نحن الآباء والأمهات، أن تربيتنا أبناءنا مقدمة على أي عمل آخر، وهي عملية جليلة ينبغي ألا نضن عليها بالوقت والاهتمام اللذين نبذلهما رخيصين في أعمال كثيرة لا تستحقها.
وهؤلاء الآباء والأمهات يحتاجون ما أشرنا إلى حاجة الأزواج إليه في الإجابة عن السؤال السابق من برامج إعلامية ودورات تدريبية.
سؤال4 :العلاقات الزوجية الناجحة هل هي فطرة أم فن يكتسب؟ وهل تعتقد أننا نعد أبناءنا وبناتنا ليكونوا أزواجاً ناجحين؟ وكيف ننجح في ذلك؟
جواب4:قد يكون للفطرة دور في إنجاح العلاقات الزوجية.. ولكن بنسبة لا تزيد عن عشرين أو ثلاثين في المائة، وكثيراً ما لا تتجاوز نسبة دورها العشرة في المائة. بينما أرى أن كونها فناً مكتسباً لا يقل دوره عن سبعين في المائة، وقد يتجاوز التسعين في المائة في أحايين كثيرة.
وأصل إلى الجزء الثاني من سؤالك فيما إذا كنا نعد أبناءنا وبناتنا ليكونوا أزواجاً ناجحين لأقول: للأسف الشديد فإن قليلاً جداً من الآباء والأمهات يعدون أبناءهم لذلك،(31/290)
بل حتى هؤلاء الذين يعدون أبناءهم للزواج لا يتجاوز إعدادهم لهم إرشادات عاجلة وتوجيهات عابرة، بينما الزواج حياة مشتركة تحتاج أن يفهم كل من الزوجين نفسية الآخر فهماً مفصلاً دقيقاً، وكيف يتعامل إزاء كل تصرف يصدر عن صاحبه وكل كلمة ينطلق بها لسانه .
أما كيف ننجح في ذلك فبشرح كل ما ينبغي بيانه للأبناء والبنات عن طبيعة الحياة الزوجية ، وما تحتاجه إلى صبر طويل وكبير، وأنها مسؤوليات وواجبات قبل أن تكون لذائذ وبهجات، ومتعاً ومسرّات ، وأن الأجور الأخروية المترتبة عليها عظيمة وجزيلة.
ويحسن بالأب ألا يدع موقفاً في حياته إلا ويجعل منه إضاءة لابنه، فحين يُسمِعُ أُمَّه كلمة طيبة ، يقول لأبنه : المرأة يا ولدي تحتاج ثناء زوجها عليها وتقديره لها.. فلا تبخل بعد أن تتزوج بالكلمات الطيبة تسمعها زوجتك.. وكذلك الأم لا تفوت موقفاً دون أن تجعل منه مناسبة لتوجيه ابنتها، فمثلا إذا ما حرصت على التعجيل في إعداد طعام الغداء قبل وصول زوجها تلتفت إلى ابنتها قائلة: الرجال يا ابنتي يحبون أن يجدوا طعامهم جاهزاً فور عودتهم إلى البيت.. ويحبون أن يجدوا زوجاتهم في استقبالهم وغير مشغولات عنهم بأي عمل.. وهكذا.
سؤال5:القلق والتوتر من سمات العصر وأدوائه في آن.. فهل من وصفة لكل زوجين لتجنب هذا الداء؟
جواب5:أول كبسولة أو حبة دواء في هذه الوصفة هي التوكل على الله سبحانه حق توكله، قال سبحانه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ، ذلك أن توكل الزوجين عليه سبحانه يثمر ثمرات كثيرة منها الرضا والتسليم والزهد وهي جميعها من كبسولات هذه الوصفة.
حبة الدواء الثانية في هذه الوصفة هي الرضا والتسليم ، والتسليم كما يعرفه ابن تيمية – رحمه الله – نوعان ؛ الأول: الرضا بفعل ما أُمر به وترك ما نُهي عنه ، والثاني : الرضا بالمصائب كالفقر والمرض . أي أنه يرضى بما أصابه من المصائب ، لا بما فعله من المعايب ، فهو من الذنوب يستغفر ، وعلى المصائب يصبر . قال تعالى :"فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك" فجمع بين طاعة الأمر والصبر على المصائب .
ومن ثم فإن الزوجين الراضيين ناجيان مما يصيب الناس من توتر وقلق بسبب الجري المحموم وراء الدنيا ، والحزن الممرض بسبب فوات بعض ما فيها . يُروى عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه كتب لأبي موسى الأشعري "أما بعد ، فإن الخير كله في الرضا ؛ فإن استطعت أن ترضى ، وإلا فاصبر".
سؤال6: تزداد حاجة الشباب إلى الزواج في عصر الإنترنت والفضائيات لإحصانهم في مواجهة موجة العُرىِ التي تجتاح العالم ، فيما تزداد العراقيل أمام سعي هؤلاء الشباب للزواج حتى غدا حلماً.. هل من حل لهذه المعضلة؟ كيف يواجه الشباب هذه الفتن؟
جواب6:لا حل عملياً إلا بالزواج وتيسير سبله أمام الشباب، وتيسير السبل مسؤولية ينبغي أن يؤديها اثنان: الآباء، والمسؤولون في كل بلد. فالآباء مدعوون إلى إلغاء(31/291)
اشتراطاتهم الكثيرة والمتشددة أمام الشباب الذين يخطبون بناتهم ، والمسؤولون في الدولة مدعوون إلى توفير السكن وقروض الزواج للشباب عوناً لهم على التعجيل في الزواج . وهذا ما قام به مسئولون في عدد من بلدان المسلمين - جزاهم الله خيراً - حين وفروا المساكن ومنحوا قروضاً للمتزوجين، بل منحاً في بعض الأقطار.
ومن جانب آخر فإن على الشباب ألا يحرصوا على إقامة حفلات الزواج التي ينفقون عليها كثيراً، حتى ولو كانوا قادرين مالياً، من أجل أن نوقف هذا التسابق والتنافس غير المحمودين في هذه الحفلات . وما أجمل أن يتصدق القادرون مالياً بتكاليف الحفلات على شباب غير قادرين على الزواج .
أما مواجهة الشباب لهذه الفتن – إذا لم يستطيعوا الزواج- فأراها في استغلال الوقت فيما يفيد وينفع من عمل أو مطالعة أو غيرهما، وسيتحسرون كثيراً بعد الزواج على هذه الأوقات التي ستصبح قليلة.
سؤال7:الأباء والأمهات مازالوا أسرى نصائح الأقارب في تربية أبنائهم هل من سبيل لإعداد هؤلاء الآباء والأمهات وتدريبهم على هذا الدور المهم؟
جواب7:السبيل إلى ذلك يتحقق عبر طريقين فيما أرى:
1-دورات تدريبية للآباء والأمهات تنظم لهم في أوقات مناسبة وفترات قصيرة.
2-برامج تلفزيونية يومية ذات مادة علمية يفهمها كل أب وأم مهما كانت درجة تعليمهم ، تشرح لهم كيف يوجهون أبناءهم وبناتهم ويربونهم ويعلمونهم. وتفسح هذه البرامج المجال رحباً أمام أسئلة المشاهدين المختلفة واستشارتهم في أساليب التربية العلمية.
سؤال8:اختطفت وسائل الإعلام عقول بعض من فتياتنا - ونسائنا أيضاً - وصبت فيها من المفاهيم والتصورات ما يثير الشكوك في قدرة هذا الجيل من الفتيات على تربية جيل من الأبناء يواجه تحديات الأمة . فكيف السبيل إلى تحرير هؤلاء النسوة من أسر هذه المفاهيم والتصورات؟
جواب8:السبيل بوسائل الإعلام نفسها، ووسائل الإعلام التي اختطفت عقول بعض من فتياتنا ونسائنا هي سبيلنا إلى تحريرهن من أسر تلك المفاهيم والتصورات، لأنها تدخل كل بيت ، ويتابع ما يبث فيها من برامج ومسلسلات وأفلام ملايين النساء والفتيات.
وهذا أمر ليس سهلاً دون شك ، ويحتاج إلى إنتاج برامج وأفلام ومسلسلات تقدم تصورات إسلامية تصحح تلك التصورات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة، ويحتاج إلى تأمين بثها عبر القنوات الفضائية التي تدخل أكثر البيوت.
ولا أنكر دور الصحافة المقروءة ، وما تقوم به المجلات النسائية من تسطيح اهتمامات المرأة ، وتهميش رسالتها، ونحمد الله أن صدرت في الآونة الأخيرة مجموعة من المجلات التي صارت تقوم بعملية التصحيح المطلوبة، مثل مجلة "الأسرة" و"الشقائق" و"مؤمنة" التي تصدر مع مجلة "النور" و"الفرحة" و"حياة" و"تحت العشرين" و"الفتيات" وغيرها.
ضيفنا في سطور(31/292)
- ولد في حلب بالجمهورية العربية السورية ، تخرج من قسم اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب عام 1971م ، وحصل على دبلوم في التربية من جامعة دمشق 1972م ، ودبلوم الدراسات العليا من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1974م.
- عمل مديراً لتحرير عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية في دولة الكويت، ويعمل الآن مديراً لتحرير مجلة "النور" و"مؤمنة" منذ صدورها في عام 1983م.
- يحرر ابواباً ثابتة في عدد من الصحف والمجلات ، منها "الأسرة" و "العالم الإسلامي" ويكتب في "الفرحة" و "المجتمع" وغيرها.
- صدر له اثنان وخمسون كتاباً أكثرها عن الأسرة والمرأة، ومن كتبه عن العلاقة الزوجية "الزوج المثالي"، "حوار مع أختي الزوجة" "قالت لي زوجتي"....
- نظم عدداً من الدورات التدريبية في الوفاق الزوجي.
- عنونه : ص.ب 24989 – الصفاة – دولة الكويت – هاتف 2452812
فاكس 24060485 – 965..
ـــــــــــــــــــ
المرحلة الأولى من الزواج في خطر!!
الرياض- مرتضى عبدالله المدينة المنورة- أحلام علي القاهرة - مكتب الإسلام اليوم 17/10/1423
01/01/2002
تعد المرحلة الأولى من الزواج من أهم مراحل الحياة الزوجية؛ لأنها تحدد الأسس التي تسير عليها العلاقة بين الزوجين طيلة حياتهما، فخلالها يخلع كل منهما قناعه الجميل الذي كان يرتديه قبل الزواج، وتزيح الستار عن العيوب يتعذر معرفتها قبل الزواج .
هذه المرحلة أيضاً يلعب فيها أهل الزوجين دوراً كبيراً في تحديد علاقة كل منهما بأسرة الآخر، هل هي علاقة توافق ومحبة، أم أنها عداء سافر قد يدمر الحياة الزوجية من بدايتها؟!
ولأن الزواج خطوة أساسية لبناء المجتمع ، فلابد من مساهمة طرفيه "الزوج والزوجة" في بنائه واستمراره حتى ينجح . إن عدداً من الدراسات الاجتماعية تؤكد أن المرحلة الأولى من الزواج هي اللبنة الأولى لاستمراره ونجاحه بما فيها من مشكلات ناتجة عن عدم تأقلم الزوجين، وقد وضع الإسلام أسساً وضوابط لهذه العلاقة ليس منذ إتمامها فقط ، بل قبل ذلك وبعده.. ولا شك أن غياب تلك المفاهيم الإسلامية عن الزواج تجعله في خطر.
في البداية التقينا ببعض الأزواج والزوجات الجدد خلال الأشهر الأولى للزواج، والتقينا أزواجاً وزوجات قد مر على زواجهما فترة ليست بالقصيرة للتعرف على آرائهم وأحلامهم قبل الزواج ثم التعرف على الواقع بعد تجربة الزواج .. فكان هذا التحقيق:
مطلق العبدالله (موظف) - متزوج حديثاً - يقول: اخترت زوجتي على أساس الدين، ولم أعرف أنها عصبية إلا بعد الزواج ، إلا أنني أحاول معالجة المشكلة شيئاً فشيئاً من خلال نصحها بالهدوء والتعقل في تصرفاتها، وفي الوقت نفسه أصبر على(31/293)
عصبيتها لأن النار من مستصغر الشرر والنار لا تطفأ إلا بالماء البارد ... وأتوقع –إن شاء الله- أن تكون أكثر تعقلاً وأن أكون أكثر حلماً في المستقبل.
هند. م (ربة منزل) تقول: رغم أنني جامعية إلا أنني تفرغت لرعاية زوجي، وأعمل على إشاعة روح المرح في المنزل، خاصة عندما يعود زوجي من العمل مرهقاً، وأتعامل مع أم زوجي (حماتي) علىأنها أمي، وإن أساءت فهمي في بعض الأمور أقوم بتوضيحها لها حتى نكون أكثر تفهماً وقرباً، وأقول لها باستمرار: (اعتبريني ابنتك وأنا أعتبرك أمي.. فاصبري عليّ كما تصبرين على ابنتك، وأنا أصبر عليك كما أصبر على أمي إذا أساءت إليّ)، ونحن - والحمد لله - نعيش جميعاً في منزل واحد وفي وضع مستقر ندعو الله أن يدوم.
أسئلة ومصادمات
نشوى – ع (ربة منزل) - متزوجة منذ خمس سنوات - تقول: إن الأشهر الأولى هي أكثر فترة مملوءة بالمشكلات، فبالرغم من أننا تزوجنا عن قناعة متبادلة ورضا إلا أننا واجهنا كثيراً من المشكلات خلال الأشهر الأولى لزواجنا، فلقد اكتشف كل منا في الآخر أشياء لم يكن يتوقعها من الآخر ، وكان من الصعب التأقلم معها في البداية ، ومنها مثلاً: إنني كثيراً ما كنت أعاني من الملل، وكنت أحاول قطع هذا الملل ، وأسأله أسئلة كثيرة عن عمله، وما حدث اليوم له ، وما حدث خارج البيت، ومتى ذهب وأين ذهب ولماذا تأخر؟!.. وهكذا، وكان هو ينزعج كثيراً من تلك الأسئلة التي لم أكن أقصد منها سوى الاطمئنان عليه والاهتمام بشؤونه.
وكثيراً ما حصلت بيننا مصادمات بسبب تلك الأسئلة – أيضاً خلال الأشهر الأولى من زواجنا لم أكن أقدر أن زوجي عندما يعود إلى البيت من عمله يكون متعباً وليس لديه القدرة على الكلام طويلاً، وكثيراً ما كنت أتحدث إليه وهو لا يعلق على كلامي أو يرد علي إطلاقاً، في البداية كنت أغضب منه وأعتبر أن هذا عدم اهتمام بي وبشؤوني، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أن هذا هو أسلوبه في الحوار خاصة بعد يوم شاق مملوء بالعمل.
التعلق بالأسرة
أميمة. ع (ربة منزل) متزوجة حديثاً تقول: أنا متعلقة جداً بأسرتي إلا أن زوجي اشترط علي عدم الذهاب إليهم، وأن الواجب عليهم أن يأتوا إلينا.. حاولت أن أوضح له أن ذلك غير جائز شرعاً، إلا أنه تمسك برأيه مما جعلني أطيعه على مضض.. وفي ساعة صفاء عرفت منه السبب، إذ إنه لا يحب والدتي (حماته)؛ لأنها قد تسبب لنا مشاكل مستقبلاً، فنصحته بأن يعتبرها والدته، وأن يحاول كسب ودها مستقبلاً، وأتمنى من الله –سبحانه وتعالى- أن ينجح في ذلك.
ناصر المهنا (طبيب)- متزوج حديثاً - يقول: حرصت على أن أتزوج في منزل مستقل وذلك حرصاً على حسن العلاقة بين زوجتي وأسرتي.. فأنا لا أستطيع الاستغناء عن أسرتي وخاصة والدتي، وزوجتي التي اخترتها وأتمنى من الله –عز وجل- أن أكون سعيداً معها. وفي نفس الوقت أحاول أن تكون علاقتي بأهل زوجتي طيبة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، إلا أنني أرفض أن ينظروا إلي على أنني ضعيف أو تابع لابنتهم، وإلا ستكون نظرتي إليهم شيئاً آخر، فالتوازن مطلوب في كل شيء.(31/294)
حمزة يحيى (مهندس) -متزوج منذ عامين - يقول: في البداية كثيراً ما كانت زوجتي تشكو من أسلوبي في الحوار وتتهمني بالسيطرة والتسلط والرغبة في إلغاء ذاتها، وأن كل حديثي الموجه لها عبارة عن سلسلة من الأوامر التي لا تنتهي، وهذا غير صحيح؛ فأنا لم أقصد هذا بالطبع، وكثيراً ما حصلت مشكلات بيننا بسبب ذلك ، ولكن مع مرور الوقت – والحمد لله- تعودت زوجتي على أسلوبي في الحوار، والآن أعيش مع زوجتي في وضع مستقر وهادئ .
الألفة النفسية
وعن تفسير علم النفس لبعض المشكلات التي تحدث في بداية الزواج وكيفية حلها يقول الدكتور مأمون نصار "أخصائي طب النفسي" : هذه المشكلات قد تدفع أحد الزوجين إلى الثورة والغضب من الآخر، وقد تدفعه إلى البعد عنه والاتهام الدائم له بأنه قد تغير بعد الزواج، وقد تتصاعد هذه المشكلات ويلجأ أحدهما إلى الطلاق.
والحقيقة أن العلاقة الزوجية تختلف تماماً عن تلك العلاقة التي كانت سائدة بين الزوجين في فترة الخطوبة، فبعد الزواج تزداد مسؤولية كل منهما في بناء الأسرة، وتزداد واجبات كل منهما تجاه الآخر، ومن أبسط هذه الواجبات محاولة تكيف كل منهما مع طباع الآخر، لا محاولة تغيير هذه الطباع، وسنجد مثلاً من خلال استعراض بعض المشكلات السابقة أن هناك أسلوباً محدداً قد يزعج الزوج، كثيراً ما تسلكه الزوجات وهو أسلوب "طرح الأسئلة" فلكل منهما عقلية تختلف عن عقلية الآخر، فالزوجة مثلاً: قد تتخذ هذا الأسلوب ليكون طريقها المباشر في قطع الملل وبداية الحديث، فتبدأ في طرح الأسئلة الكثيرة على زوجها، وهي تعتبر ذلك دليلاً على المودة والاهتمام الدائم به وبشؤونه ، في حين أن الزوج لا يحب كثرة الأسئلة عن أحواله، فهو يعتبر ذلك نوعاً من الفضول والحصار الذي تطوقه به زوجته!!
كما تود الزوجة أيضاً في كثير من الأحيان عندما يتحدث إليها زوجها أن تتابعه باهتمام وتعلق على كلامه ببعض الكلمات، بينما لا يحدث هذا من الزوج عندما يستمع إلى حديث زوجته التي تعتقد أنه غير منصت إليها وغير مهتم بشؤونها تماماً ، ولا تدري أن هذا هو أسلوبه في الاستماع بعد يوم حافل بالعمل الشاق، فتشعر الزوجة بالضيق من تجاهله لها وقد تتوقف عن الحديث فجأة وتبدأ النزاع معه لعدم اهتمامه بحديثها وشؤونها الهامة.
لذلك فعلى الزوجة ان تقدر عمل زوجها ومشاكله المتعلقة بهذا العمل، وأن تقدر أن أسلوبه في الحديث يختلف عن أسلوبها، خاصة وأنه يتحدث بعد عناء يوم شاق ، وعلى الزوج أيضاً أن يقدر الملل الذي يصيب الزوجة نتيجة لانتقالها من بيت أسرتها إلى بيتها الجديد ووجودها وحيدة في البيت كما يجدر بالزوج أن يمنح الزوجة من اهتمامه وحرصه ما يبعث الدفء والحرارة في الحياة الزوجية ، فإذا قدر كل منهما ظروف الآخر فستزول مشكلة من أكبر المشكلات التي يعانيها الأزواج في المرحلة الأولى من الزواج، والتي تعد أصعب مراحل الحياة الزوجية لعدة أسباب:(31/295)
-اصطدام الأحلام الوردية للزوجين قبل الزواج بواقع الزواج ومشكلاته في ظل تحمل كل منهما للمسؤولية عن نفسه وعن الآخر بعد أن كانا يعتمدان كلياً أو جزئياً على الأسرة.
-تدخل أسرة الزوجين بشكل أو بآخر في حياتهما الزوجية مما قد يؤدي إلى زيادة التقارب بينهما أو العكس.
-اكتشاف كل من الزوجين ما كان مخفياً عنه في الآخر من عادات وسلوكيات وطباع قد يتقبلها الآخر أو يرفضها.
وأؤكد على أن حل هذه المشكلات لا يأتي إلا عن طريق الصبر والتضحية والتنازل عن الأحلام الوردية ما قبل الزواج، ومحاولة التعامل بعقلانية مع الواقع، وتحمل المسؤولية بكل تبعاتها، وإدراك أن الحياة حقوق وواجبات وعلى كل من الزوجين أن يؤدي واجبه قبل أن يبحث عن حقوقه، فضلاً عن سيادة روح التسامح بين الزوجين سواء فيما بينهما أو بين كل منهما وأسرة الآخر.
أسباب خفية
وتقول الباحثة التربوية "إيمان محمد الحربي"من النادر أن تمر السنة الأولى في حياة أي زوجين دون خلافات أو مشاكل –إلا من رحم ربي:
- ذلك لأن هناك أسباباً قد تكون واضحة ظاهرية أو خفية وخارجة عن إرادة الزوجين.
-فقد تحدث المشاكل نتيجة لعدم فهم النفسيات بين الزوجين – فمثلاً حين لا تكتشف الزوجة – بسرعة- ما يحبه زوجها وما يكرهه، ما يغضبه وما يسعده.. فذلك يوقعها - لا محالة - في مشاكل معه.. وكذلك الحال بالنسبة للزوج إذا لم يفهم نفسية الزوجة.
-كذلك قد تكون المشاكل نتيجة لاختلاف الطباع خاصة حين يأبى كل طرف تغيير طباعه فقد تكون الزوجة اجتماعية جداً تسعى لإقامة علاقات كثيرة في حين أن الزوج انطوائي جداً.. وهنا تحدث المشكلة لصعوبة الوصول لحل وسط بين الطرفين.
-قد لا تكون لطّباع فقط هي سبب المشاكل بل العادات المكتسبة والتي ألفها كلا الطرفين في الأسرة الأم التي تربى فيها وأذكر أنني سمعت من الأستاذ "جاسم المطوع" - قاضي الأحوال الشخصية بالكويت- أنه جاءته حالة طلاق سببها أن الزوج معتاد ألا ينام في وجود ضوء في المنزل والزوجة معتادة على النوم في الضوء ولما لم يتنازل أحدهما للآخر كان الطلاق هو الحل!!
-وقد تكون المشاكل بسبب تنظيم ميزانية المنزل وبخاصة أن السنة الأولى يكون الزوج حديث عهد بإعالة أسرته ، والزوجة حديثة عهد بتولي مسئولية الإنفاق وترشيده فيحدث الخلاف عندما يحدث عجز في الميزانية في نهاية الشهر.
- وقد تكون الخلافات بسبب الطعام!! فالزوج معتاد على مستوى ونوعية معينة من الأطعمة والزوجة تطبخ حسبما تعودت من أمها – بغض النظر عن الأطعمة التي تفسد أو تحترق- وحين لا يقبل الزوج التأقلم وترفض الزوجة التغيير يحدث الخلاف وإن كان تافهاً، إلا أنه يؤثر بشكل أو بآخر على استقرار البيت وهدوئه.
-قد تنشأ المشاكل أيضاً بسبب حنين الزوجة المستمر لبيت أهلها وعاطفتها الزائدة نحوهم مما يسبب غيرة وحساسية الزوج وغضبه وعناده أحياناً.(31/296)
وأخيراً أقول : إن كل تلك المشاكل قد لا تكون لها أي قيمة وقد لا تحدث أساساً إذا لم يتدخل الشيطان اللعين في زيادة وتصعيد الموقف ؛ فإنه يكون أسعد ما يكون حين يفرق بين زوجين وحين لا ينجح في زرع الشقاق بين الزوجين بإحدى الحيل السابقة فإنه قد يتدخل بطريقة لن تصدق ، فأنا أعرف زوجة حاول الشيطان أن يوقع بينها وبين زوجها بطريقة عجيبة ؛ فقد استيقظ الزوج يوماً وقد رأى زوجته في منامه في وضع لا يقبله وتزامن ذلك مع منام الزوجة الذي رأت فيه زوجها في وضع مشين ، فاستيقظ الزوجين وكلاهما يكره الآخر ولا يريد النظر في وجهه !!
غياب الحوار المشترك
وترى الإعلامية "ناهد عبدالفتاح" أن أسباب الخلافات الزوجية في المرحلة الأولى من الزواج تعود إلى:
-ضعف الالتزام الديني ، وقلة الخشية من الله فيكون فساد النفوس وأمراض القلوب وتدخل جنود الشيطان البيت في كل وقت وحين.
-سوء الفهم وانحرافه حول مفاهيم الزواج وقواعد العلاقة الزوجية الناجحة من سكينة ومودة ورحمة ، وأن هذا الزواج صحبة دائمة وميثاق غليظ وشركة في حياة.
-الجهالة الشرعية للمسلمين والمتزوجين منهم خاصة حول معاني القوامة والطاعة والشورى في إطارها الأسري ، ودور وسائل الإعلام في غرس المفاهيم الخاطئة حول هذه المعاني وتأثير الناس بذلك.
-ظهور الطبيعة الحقيقية لكلا الزوجين بعد الزواج بعد أن كان التكلف والتصنع أيام الخطوبة.. ثم عدم رغبة الزوج أو الزوجة في تغيير هذه الطبيعة للتوافق مع الطرف الآخر.. كما قال الشاعر:
كل يوم تبدي صروف الليالي ... ...
خلقاً من أبي سعيد عجيباً
-الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الخاصة ؛ فهناك رجال يحسبون أن لهم حقوقاً وليست عليهم واجبات ، والبيت المسلم يقوم على قاعدة عادلة.
[ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة].
-انتشار مفاهيم المساواة الخاطئة بين الرجل والمرأة ، وعدم فهم اختلاف الطبيعة الجسمانية والعاطفية لكل منهما ، والتي اختصها الله بهما وأن حكمة هذا الاختلاف ليحدث التزاوج والتكامل لينشأ البيت سعيداً.
-غياب الحوار والمشاركة بين الزوجين فكل يعيش في عالمه وتضيع معاني (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).
-التربية القاسية الجافة لأحد الزوجين فيأخذ وقتاً طويلاً قد يمتد لسنوات حتى يندمج ويحقق معاني الود والألفة مع زوجه.
-الندية والعناد واعتداد كل برأيه والتشدق بعبارات "فلوسي وفلوسك" و"أنا أعمل وأشقى مثلك" .
-اتساع فجوة التكافؤ بين الزوجين في المستوى الاجتماعي أو المالي أو الخلقي مما ينتج عنه الكثير من المشاكل اليومية في طرق المعيشة وكيفية التفكير والنظرة إلى الأمور.(31/297)
-عدم الرضا والقناعة بما قسم الله له من زواج فيكون البطر والاختلاف والمشاكل .
-غياب روح التسامح والعفو والصبر في تحمل الخلافات الزوجية.
أسس إسلامية
وعن الأسس التي وضعها الإسلام لنجاح الحياة الزوجية عامة وفي بدايتها خاصة يقول الدكتور عبدالرحمن العدوي – العميد الأسبق لكلية الدعوة وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:
أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم- بحسن اختيار الزوجة الصالحة ؛ لأنها تعلم واجباتها تجاه زوجها وأهله قبل أن تبحث عن حقوقها. ولهذا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوجة الصالحة خير متاع الحياة الدنيا في حديثه الشريف: "إن الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"، فإذا ما تم الزواج أصبح كل من الزوجين مسؤولاً عن رعاية الآخر، فقال الرسول –صلى الله عليه وسلم- "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها".
وكذلك أمر المرأة بطاعة زوجها واعتبر ذلك طاعة لله –عز وجل- وذلك ما لم يأمرها زوجها بمعصية؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقد أمر الله –عز وجل- كلاً من الزوجين أن يكون ستراً وأماناً للآخر، حتى وإن كانت فيه بعض العيوب، فقال تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) أي أنهما تحولا إلى شخص واحد. أضف إلى ذلك أن كل حق يقابله واجب في تلك العلاقة الزوجية فقال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
وكذلك أمر الزوج بأن يصبر على زوجته، وأن يعاشرها بالمعروف ؛ لأن ذلك طاعة الله سبحانه وتعالى القائل: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج"، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم-: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله".. وحتى في حالة عدم التآلف التام، فإن على كلا الزوجين أن ينظر إلى محاسن الآخر لأن كل إنسان فيه جوانب خير وشر فقال – صلى الله عليه وسلم-: "لا يكره مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر".
ـــــــــــــــــــ
ضباب
أم حسان الحلو 13/10/1423
28/12/2001
بيديها المرتجفتين فتحت نافذة غرفتها التي أصدرت أزيزا يدل على أن مرض الشيخوخة قد أصاب نافذتها أيضا .. ونظرت بعينيها الغائرتين إلى أزقة الأحبة وحاراتها فتناهى إلى سمعها الضعيف صوت بكاء واستغاثة .. يا إلهي !! إنه صوت العروسة "ليالي" ... لماذا تسمع هذه الاستغاثات يوميا منذ فترة ليست ببعيدة ؟ تتخللها شتائم ، وهمهمات ، وآهات !! وعلى الرغم من سمعها الكليل فقد استطاعت تمييز بعض الكلمات :(31/298)
* اغربي عن وجهي ..اذهبي إلى الجحيم أيتها الساقطة !!
* أنا ..!! أنا ... ماذا فعلت ؟
* اخرسي أيتها الـ ... . لعنة الله على ... ..
ارتجفت أطراف العجوز شفقة و رثاء لحال تلك العروس "ليالي"
فاحتارت كيف تدخل إلى قلب تلك العروس لمعرفة جراحاته .. إن نظرات ليالي الشاردة ووجهها البائس وقواها الخائرة جعلتها عجوزا وهي في ريعان شبابها ، ولم تستطع ابتساماتها الباهتة محو ولو جزء يسير من معاناتها ؛ فقامت متثاقلة الخطا ورحبت بالحاجة صفية ضيفة ذاك الصباح ...
كانت تهرب من نظرات الحاجة الذكية و تساؤلاتها المهذبة ، لكنها لم تستطع تكذيب سمع الحاجة ..
* أجل إنه يشتمني ويضربني ويهزأ بي ليلا ونهارا ..!!
*ألستما عروسين ؟
* لم يمض على زواجنا شهران !!
* ولكن أين فرحة العروسين وبهجتهما ؟ أم أن أحدا اضطركما لهذا الزواج ؟
نكست ليلى رأسها وقالت :
* لا .. إنه محض اختيارنا ..
* ولم يتطاول عليك لهذه الدرجة ؟ وأين اهلك منه ؟
سافرت عينا ليالي إلى البعيد وأخذت تحدث نفسها .. لقد تخيلت أنا و"سيد" الجنة فطارت إليها أحلامنا .. كنا نعتقد أن زواجنا سيحمل أرواحنا إلى الجنة وإن كانت أجسادنا تعيش على هذه البسيطة المعقدة .! ولم نمكث في جنتنا طويلا .. ربما سويعات أو لحظات ثم بدأنا رحلة العودة.. ألا ليتنا اكتفينا بالعودة إلى مواقعنا !! لكننا تدحرجنا أشواطا تحت الصفر بكثير خاصة بعد تلك الليلة ... وانسكبت الدموع من عينيها وانطلقت آهات من حنجرتها وكأن أحداً لم يكن قبالتها !! إنها تتخيل سيداً وهو ينظر إليها محدقاً ومتأملاً ، ثم يصدر تعليقات ساخرة ..
* أو تكون حياتنا معا "فيلما هنديا" أم حقيقة واقعة ؟ إيه يا ليالي العمر !! كم أنت جميلة وغبية !!
*. أجل أنا غبية .. هات أوراقاً لأكتب لك اعترافاتي .. لكن ذلك لا يمنعنا من التفاهم يا سيد
كان سيد يشيح بوجهه عني مبديا تقزز من يشم راحة منتنة !! حاولت أن أمسك بيده قائلة :
أرجوك يا سيد .. أتوسل إليك أخبرني ما هي جريمتي ؟ ولماذا تعاملني هكذا يا سيدي العريس العصري جدا ؟! أين كلماتك الحلوة وعباراتك الرقيقة وهداياك الجميلة ؟ أين ابتساماتك الأخاذة ... أين وأين ؟!!
وكأني أسمع صوته مجيبا :
لقد انتهى كل شيء منذ تلك اللحظة !
فألطم خدي وأتساءل :(31/299)
ماذا ؟ وهل دفنت جمال الحياة لأني بحثت عنه ؟ وهل وأدت أحلامي لأنني جريت خلفها ؟ إن كنت تعتقد بأنك تشاهد فيلما هنديا فأنا أجزم بأني أعيش في بحر مأساوي !!
مسحت ليالي دموعها التي تجري على استحياء وزفرت قائلة :
مأساة !! مأساة !!
ابتسمت الحاجة صفية وربتت على كتف ليالي وقالت مواسية:
كثير من الشباب يا بنتي يعيشون بداية حياتهم الزوجية في شقاء ونكد ثم ينتهي سوء التفاهم مع طول العشرة وحسن الألفة . إن عدم معرفة الطرفين لبعضهما البعض تجر عليهما مشكلات كثيرة .. اصبر ي يا صغيرتي ؛فبداية الحياة الزوجية عذاب دائما .. فالعروس تكون في الغالب جاهلة فتعلمها الأيام .
أطرقت ليالي رأسها وقالت لنفسها :
كنت تعانين من مشاكل بسبب عدم المعرفة أما أنا فإن مشكلتي نشأت وبدأت ولن تنتهي بسبب معرفته قبل الزواج وكنت تبكين لقلة معلوماتك أما أنا فأبكي دماً ودمعاً وعلقماً لكثرة معلوماتي ، وكيف أكون جاهلة وقد قرأت مئات من قصص الغرام وغيرها ؟ وكيف أكون جاهلة وقد جلست مئات الساعات أمام الشاشة الصغيرة !!
لا بل أنا جاهلة ... جاهلة بحقيقة الأمور .. أظهر بثوب مثقفة ثقافة عصرية ..
علمتني أيامي القليلة مع سيد أفانين الجهل وأسباب الفشل . تجاهلت كل المبادئ والقيم باحثة عن حريتي في شكلي وملبسي وموقعي وفي اختيار شريك حياتي ، كنت أطير فرحا كلما حطمت مبدأ وسحقته تحت قدمي ..!! وأصبح دماغي مسرحا لصراع مبادئ أريد أن أتحرر وكفى .. أنا أكره القيود ، أرفض التقاليد ، أرفع صوتي عندما يسأل عني والدي أو والدتي ، فأنا فتاة مستقيمة تعرف مصلحة نفسها ولو بدت في ملابس أنيقة جميلة خارجة عن التقاليد البالية ، وإني لأفهم وأعي جيدا مصلحتي في المستقبل والبعيدة عن العرف والتقليد .. أنا أفهم مصلحتي وتهمني علاماتي المدرسية وشهاداتي حتى لو اضطرتني نتائجي لأخذ قسط من الراحة بين مرحلة دراسية وأخرى !!
كنت أرتقي سلم الحرية ، هابطة في درجات النجاح ، سعيدة بما أفعل وأحقق قدرة على التحدي وكانت القمة ..قمة التحدي يوم أن قررت الاقتران "بسيد" ... أذكر موقف أمي :
*سيد ..؟؟ ما علمه ؟ ما عمله ؟ ما ثروته ؟ فأجيبها :
*بالصبر والكفاح يأتينا كل شيء ..
*هذه أحلام يا ليالي .. لا بد أن يكون قد بدأ مشوار النجاح ... خطوات لها مستقبل ... . سيد ما زال على رصيف الحياة ..!!
*لكنه يحبني .. وأنا ... .
*اسمعي يا بنت : الحب وحده لا يكفي ، الحب يتلاشى ويسحق تحت وطأة فشله العملي .. اسمعي يا ليالي أنا وأبوك نرفض هذا الزواج بشدة ..(31/300)
بكيت يومها لكني قررت أن أتحدى وسوف أنتصر .. فسافرت معه بعد أن تركت رسالة قصيرة لوالدي ... و بذا فقد أسرت نفسي أسرا أبديا ؛ لأني ... في قمة الحرية ..!!
الندم يأكلني .. والألم يخنقني .. سيد الذي ظننته جنتي أصبح ناري .. فأنا في الحقيقة لست زوجته فقد أصبحت في عدة المطلقه !!
خلال حديث ليالي كانت يد الحاجة صفية تربت على كتفها وتحاول حل الغاز كلماتها خاصة العبارة الأخيرة: فسألت مندهشة :
*أأنت مطلقة ..؟؟
*أجل .. بالأمس كنت حرة واليوم أصبحت مطلقة .!!.
*ولكن لماذا ؟ ماذا حدث ؟ أخبريني ..
قامت ليالي لتحدث نفسها بحرية وقالت :
*وهل يمكن أن أنسى ما حدث تلك الليلة ... فقد خرج سيد من بيتنا وهو يكاد يطير فرحا ؛ لأنه علم أنني حامل وقال : إنه سيذهب لمقابلة "مهمة" ثم يعود أليّ ..
عاد من مقابلته مسرعا متجهم الوجه عبوسا معرضا عني .. حاولت التحدث إليه ، فقال بانفعال شديد :
*أنت ... أنت طالق طالق ..!!
خارت قواي وافترشت الأرض باكية وتوسلت إليه .. أريد معرفة السبب ..
فأخرج من جيبه بطاقة ، وقال مستهزئا : شاعرة يا سلام ..! تزوجت أديبة مفوهة !! وقرأ بصوت عال:
حبنا كالضباب .. إذا أشرقت عليه الشمس تلاشى وغاب.. التوقيع ليالي .
تمالكت نفسي وعلقت قائلة :
*أمن أجل هذا الكلام ؟؟ هذا كلام قديم أيام المراهقة .. ثم إنك يا حياتي إنسان عصري لا تهمه هذه التفاهات ..!
توسعت حدقتا سيد وقال غاضبا :
*اسمعي .. عصري أم حجري أم صخري .. كل ذلك يتساوى أمام هذه اللقطات .. و أخرج صورة لي كانت مع أحد الشباب فأسقط في يدي ..!! وبعدها أخذ ينادينى بالساقطة ... وهمهمت : "ساقطة" .!! أنا ساقطة ..!!
فعلقت الحاجة صفية :
*والله يا بنتي أسمع منك جملا مبهمة وكلمات متقاطعة ولا أدري كيف أساعدك غير أنى لا أجد تفسيرا لهذا العذاب الذي تعيشينه ، فربنا قال : "فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف".
أجابت ليالى :
*أطمئنك يا حاجة .. لقد قررنا أن نعيش معا .. لكنه ينظر إلي بشك قاتل دائما ، و يعاملني كما يعامل خادمة سارقة مخادعة !! فعلقت الحاجة صفية :
*ربما تكونين قد اقتربت من شيء خطير يا ابنتي ، ودفعت له ثمناً باهظاً غير مسترد ... دفعت "كرامتك" فسلمته مفاتيح الشك والريبة ..!! إن الأسرة لا تستطيع العيش(31/301)
دون الثقة والاحترام المتبادل يا ابنتي .وصدق الله العظيم حين قال : "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً
ـــــــــــــــــــ
ليته يحذو حذوه
أم حسان الحلو 30/9/1423
15/12/2001
كانت عباراتها متدفقة تصاحب عبراتها المنهمرة وهي تنثر درر عبراتها . لا يكاد السامع يميز الكلمات لشدة تداخلها وتمازجها واختلاطها ... أحرفها كانت تتعثر في حلقها وكادت كلماتها تموت على شفتيها ... أشفقت السيدة عالية على محدثتها تلك وطلبت منها أن تهون على نفسها ، إذ إن لديها علماً مسبقاً غير أكيد بما فعله زوج محدثتها ، لكنها لم تتصور يوما أنه سيؤدي بصاحبتها إلى هذا الانفعال العجيب .
حاولت السيدة عالية تهدئة السيدة ساهرة ، وسألتها وكأنها لا تعلم : لكن من هذا الذي أخذ النصيب الأكبر من شتائمك اليوم ؟ لكن ساهرة لم تلتفت إلى السؤال واستمرت برمي عباراتها المتفجرة :
(( كنت أظنه إنسانا رفيع المستوى فإذا هو ... دنيء ، إنه لا يستحق ذرة تضحية ولا طرفة من عين ، إنه شخص أناني يحب ذاته ، ربما أصيب بما يسمى جنون العظمة لأنه امتلك شيئا من الدولارات والعقارات ... )) توقفت لتمسح دموعها فاستغلت محدثتها تلك ( الهدنة ) وسألتها : المهم كيف حالك أنت وحال أولادك ؟
رفعت ساهرة صوتها وقالت : حالي أنا (( بالويل )) أنا شبه مجنونة ... أما أولادي ، فقد تحولوا إلى عجزه والله يسترنا من العواقب ، فإن كبيرهم يترصد لوالده يريد أن ينتقم لنا ويثأر لكرامتنا المهدورة. وهذا أثر على مستواه الدراسي بالطبع !! وضربت كفيها وقالت : ضاع الولد .. ضاع وضاعت الأسرة !! ، ابنتي المخطوبة أصبحت تسمع همسات وتعليقات جارحة من خطيبها وأهله خاصة والدته ، التي أمطرتها بوابل من الأسئلة المحرجة والتعليقات الساخرة ، أكاد أجزم أن " فؤاد " اصيب بالجنون ويريدنا أن نصبح من زمرته .
دار رأس السيدة عالية ، وقالت لنفسها يبدو أن الحقيقة أكبر بكثير من ( الإشاعة ) عكس المتوقع تماما ، كما يبدو أن السيد فؤاد قد فعل فعلة نكراء تماما وربما محرمة أيضا ، ولكن ...
رفعت رأسها وسألت محدثتها بأدب :
اسمحي لي أن أسألك : هل فعل زوجك شيئا مخجلا ؟
نعم ... شيء مخجل جدا ، شيء يندى له الجبين ، جعلنا أحدوثة بين الناس يشار لنا بالبنان واللسان !! الذي لم يسمع بنا سمع عنا !!
عفوا ... أقصد ... هل فعل شيئاً ينكره عليه المجتمع ... ؟
إن المجتمع ينكر ذلك ويرفضه ويسخر من فاعله وينبذه !!
ولكن .. ألا يمكن رأب الصداع وتصليح الوضع ؟
انفعلت السيدة ساهرة وقالت بغضب شديد : مستحيل ... أأعود إليه ؟!! ذلك المجنون الأناني الذي باعنا بقشة ؟!! أين كرامتي ؟ ... وأنت تعرفين جيدا ابنة من أنا ؟!(31/302)
وماذا أحمل من الشهادات ولا داعي لأن أحدثك عن وضعي بين سيدات المجتمع الراقي !! توقفت هنيهة وقالت : إن الخائن لا يدرك شيئا من هذا ... وسوف أفهمه ماجهله عني طوال السنين الماضية ... !!
تصوري .. تصوري المجنون ماذا فعل ... فقد أعلن عن رغباته الخبيثة سابقا ... فرددت عليه رد الزوجة المخلصة المضحية التي تدفع الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على سمعتها وسمعة أسرتها ... تصوري ماذا رددت عليه ؟
ابتسمت السيدة عالية وقالت في نفسها : شيء جميل أن تكون ساهرة من النساء الصابرات المحتسبات المضحيات !! تنفست السيدة ساهرة الصعداء وتنهدت تنهيدة عميقة وأجابت عن سؤال السيدة عالية (( ماذا كان موقفك )) .. ؟ :
طلبت منه أن يسافر إلى أي بلد يريد وعلى حسابي الخاص ... ويأخذ إجازة ليستمتع بها بالطول والعرض مع من يشاء ثم يعود لي ... ولي وحدي !!
كتمت السيدة عالية صرخة صدرت من قلبها ، وكادت تمزق ضلوعها وبحركة عفوية أمسكت رأسها بيدها خشية أن يطير منها . وقالت بانفعال شديد :
وهل هانت حدود الله إلى هذه الدرجة ؟ ... وأنت ... أنت الزوجة المحبة المخلصة ؟ ...
ثم سافر ذهنها إلى تلك الرحلة ... يوم أن كانت ( ساهرة ) تحدثها عن ( فؤادها ) الذي يحبها ويذوب شوقا إليها ، كيف كانت بإشارة منها تغير قراراته واهتماماته ... كان لا يستطيع أن يرفض ( قشة ) من طلباتها أو يتجاهل ( ذرة ) من دمعاتها اللؤلؤية خشية على قلبها المرهف ، يبدو أن أعمدة الأسرة كانت عاطفة جياشة أمام الجماهير كالحب الذي يظهر في المسلسلات والدعايات ، وتألقا شكليا من أجل إتمام ديكور جميل ألفه المجتمع !!
كانت الحياة تمر باهتمامات صغيرة وابتسامات وضحكات وتعليقات وغمزات ولمزات ... وبمزيد من المشتريات والمستهلكات ... كانت تظن أنها تملك مفاتيح السعادة الزوجية ، وتُري قصر سعادتها لكل غادٍ ورائح .
كم حدثتنا عن العقارات التي تنازل لها عنها ، وعن السيارات الفاخرة التي اشتراها لها عدا عن الملبوسات والمجوهرات!!
واستطردت عالية فحدثت نفسها :
ربما نقمت يوما على زوجي لأنه لم يفعل من أجلي معشار مايفعل "فؤاد" من أجل ساهرة ، وأرثي لنفسي سوء حظها مع أنني أضاهي "ساهرة" جمالا إن لم أكن أجمل منها بشهادة الكثيرات !! كم افتعلت مشكلة مع زوجي - غفر الله لي - بسبب مقارنة حياتي بحياتها وشعوري بالازدراء والصَّغار أمامها . لكني كنت أشعر دائما أن أسرتها تفتقد ركنا شديدا هاما في حياتها ، أجل كنت أظن أنه سيأتي يوم يثور فيه المارد ويخرج من قمقمه مهما كان ذليلا ، فلا بد أن يخرج يوما ما ، فسوف يجف نبعه وينتهي زاده ، الآن أبدت لنا الأيام أن الدلال لم يعد يغري ، والجمال ماعاد يغني، والسيطرة عليه أصبحت بعيدة المنال ، وإثبات ذاتها أمامه أمسى تمثيليات فاشلة مكررة سمجة مكروهة ، يبدو أنه مل حياته وذهب ليبحث عن ذاته وعن حياة(31/303)
جديدة يعيشها ، كأني أرى رياش الحياة الذي حصلت عليه والذي كان متألقا ومتأنقا ردحا من الزمن ؛ بات يحتضر وأكاد أسمع أنينه المفجع .
طالت لحظات الصمت المسافر بين الزميلتين ، كانت كل واحدة منهما تبحر في سفينة زميلتها تتأملها بكل ما أوتيت من رغبات وقدرات . وحدثت ساهرة نفسها قائلة :
انظري إلى وجه علياء المطمئن ، إنه يعكس صفحات حياتها الحافلة بالطمأنينة والإيمان والرضا ، كم كانت تحدثني عن الأجواء الإيمانية التي تعمر بيتهم ، وتغمر قلوبهم ؟! كم كانت سعيدة ومازالت كذلك ؟! من قلبها ينبع الحنان ومن يديها يتدفق العطاء ، ومن عينيها يشع الصفاء ، وكأني أراها جوهرة فريدة في زمانها ... وكأني أرى أشياءها تشهد لها بالصبر والمصابرة و المثابرة ، دنياها تبدو متأنقة متألقة بأرفع المعاني في عالم المعالي .
ومضات سريعة خاطفة مرت أمام عينيهما المسافرتين ، أبصرت كل واحدة منهما ماكانت عليه الأخرى ، عندها أدركت ساهرة المسافة بينها وبين عالية ، وشعرت أن عالية لا يمكن أن تفهمها أو تشاطرها همومها لتصبح في لحظة ما نعم المواسية لها . ربما شعرت أنها ثقيلة الظل فقامت لتوديع محدثتها ، لكن السيدة عالية أمسكت بيدها وقاومت دمعتين تلألأتا في عينيها ... وكتمت تنهيدة عميقة حزينة ترجرجت في صدرها وقالت بصدقها المعهود :
ليت زوجي يحذو حذو زوجك .
كلمات قليلة كانت كافية لإعادة انفجار السيدة ساهرة وقالت :
يبدو أنك أصبحت مجنونة !! .
فردت عالية بوقارها المعهود :
لا ياغاليتي ... أنا أقول ذلك وأنا بكامل قواي العقلية ، فأنا لا أساوي شيئا بلا ظل زوجي ، لا أتصور أبدا أن يصبح قلبي مغلقا وبيتي إساراً ودنياي سرابا ، في ظله سعادتي الحقة ، وبجواره تغمرني طمأنينة قلبه ، صوته يجمع لي ألحان الكون العذبة ، وعلى أنفاسه الطاهرة يزهر ربيع قلبي. بحركة من يده تتدفق الدماء في عروقي ، وبابتسامة منه تبتسم لي الحياة ، وأغرق في بحور من السعادة !!
ابتسمت السيدة ساهرة ابتسامة مفتعلة وقالت : أنت مجنونة حقا ، ولكن من فئة ( مجنون ليلى) وأقل ما يمكن أن أقوله لك أنك حالمة واهمة ، ولربما أنك مازلت مراهقة ، فالرجال كلهم صغيرهم وكبيرهم ، رفيعهم وحقيرهم ، لا يستحق ذلك منا ، اسمعي نصيحة مني ، وتعلمي من تجربتي إياك أن تشعريه بشيء من مشاعرك تجاهه ، وإلا تكبر عليك وتاجر بعواطفك وسافر باحثا عن غيرك كما فعل ( أبو العيال ) .
فردت عالية: " ربما لا يستحق ذلك كثير من الرجال ، لكني على ثقة تامة بأن زوجي يستحق ذلك مني وأكثر ، لا أستطيع أن أنسلخ من ذاتي يا عزيزتي فأنا أشعر بذاتي لحظة احتراقي من أجله وأجل أولاده " . فاقتربت ساهرة من عالية وهمست في أذنها قائلة :(31/304)
ربما حدث تغيير هام في حياتكم ، هل ترفع زوجك في عمله ، أم ازداد رصيده المالي ، ما الذي حدث ؟ دعيني أغزُ قلبك الغامض ؟ ..
فردت عالية بهدوء حزين : زوجي لا يبحث عن منصب أو جاه ولا يفتش عن شيء لنفسه أنا التي أبحث له .
وأكملت : ليت العافية تكلل وجه زوجي الوقور ... وتعود القوة ليديه المتوضئتين ... لأفرش له بساط ورد تحت قدميه وأنقر له الدف في موكب فرح ونشوة ...
لكن دموعها انحدرت على خديها وقد ذكرت تقريره الطبي الأخير : نظرا لارتفاع السكري في الدم وتأثير ذلك على بصر المريض ، فإنه من المتوقع أن يفقد بصره تماما بعد أشهر قليلة .
ـــــــــــــــــــ
ذكريات زوجة مجاهد
غزة- مكتب الإسلام اليوم 25/9/1423
10/12/2001
تتزايد مسيرة المجاهدين في فلسطين يوماً بعد يوم، ففي كل يوم تنضم إلى قافلة الشهداء رهط جديد، يجودون بدمائهم دفاعاً عن المقدسات.
نحن نرى الشهيد في صورة على صفحات جريدة أو لقطة في إحدى نشرات الأخبار المتلفزة، أيكون ذلك اختزال لتجربة غنية ومتوفرة، إنها تجربة الجهاد. كيف عاش هؤلاء المجاهدون؟ وكيف جاهدوا وضحوا بارواحهم؟
أسئلة كثيرة خير من يجيب عنها أرامل المجاهدين، فهن رفيقات المسيرة، وزاد متجدد لقافة المجاهدين.
هاني عابد رحمة واحد من مجاهدي فلسطين الذين دوخوا اليهود حتى لاقى ربه عندما زرع اليهود عبوة نافسة في سيارته. تقول عنه زوجته:
هاني كان مميزا جدا بطيبة قلبه وعطائه الزاخر ، اجتاز جميع مراحل الدراسة بتفوق، فقد أنهى دراسته الجامعية بقسم العلوم تخصص كيمياء ثم أكمل دراسته بجامعة النجاح ماجستير في الكيمياء. ومن الناحية الأخلاقية كان متدينا جدا محبوبا من قبل أهله وجيرانه وأصدقائه من كل من عرفه، في حواراته مع الآخرين كان مقنعا جدا بهدوئه وقوة حجته ودماثة خلقه وثقافته الواسعة التي أفرزت مكتبة كبيرة تحتوي العديد من الكتب الدينية والثقافية والسياسية، ومن ناحية أخرى فقد كان مهتماً بالجانب الاجتماعي من خلال علاقاته المتشعبة مع مختلف الأوساط الشعبية إلى درجة أن وجهاء ومشايخ البلدة التي كان هاجر منها أهله قد رشحوه لمنصب مختار البلد مع أنه لم يتجاوز اثنين وثلاثين عاما إلا أنه رفض ذلك لضيق وقته.
ورغم كثرة مشاغله إلا أنه كان يخصص لأسرته الكثير من وقته، وكان عطوفاً معهم رحيما بهم، كان على علاقة خاصة وقوية مع ابنته الصغيرة أفنان التي كان عمرها سنة وأربعة أشهر عند وفاته . كانت تمشي وتميز صوت سيارة والدها إلا أنها إثر استشهاده لاقت معاناة كبيرة وتأخرت عن المشي ووجدت صعوبة في النطق .
أما ابنه معاذ فرغم مشاغباته وقلق أمه عليه إلا أن هاني كان دوما يطمئنها ويقول لها إن معاذ سيكون شيئا كبيرا بإذن الله.(31/305)
سألنا أم معاذ عن مشاعرها بعدما تلقت خبر استشهاده فقالت : إن هاني كان دوما يذكر الشهادة ، ويكلمني عن الشهداء ومراتبهم وكان دوما يصبرني بقوله: " أريدك جمل المحامل " فكنت أشعر بأنه سوف يستشهد يوما ، حتى إني كنت أتصوره وهو على النعش وبالصورة التي رايتها يوم تشييع جنازته إلا أني كنت أرغب دائما في إبعاد هذه الأفكار عن ذهني ولم أكن أفصح له بإحساسي هذا. وفي الفترة الأخيرة قبل استشهاده تقريبا بأسبوعين كنت كثيرة البكاء بدون سبب لم أعلم لماذا أبكي حيث إن الكل يسألني لماذا أبكي ؟ فلم أستطع الإجابة.
يوم انتقاله إلى الرفيق الأعلى كان اليوم الوحيد الذي تأخر فيه هاني عن موعد خروجه إذ جلس مع أولاده وأصر على زوجته أن تجلس معه كانت لزوجته إشارات خاصة تودعه بها " تلوح بيدها له " إلا أنها في هذا اليوم لم تشر بيدها لتودعه وقد أعطى أمه نقودا لشراء سمك وعاتبها لأنها لم تجلس للإفطار معه .
قالت زوجته: صليت المغرب وجلست أبكي بكاء كثيرا على الرغم من أنني لم أكن أعلم شيئا من هاني وكنت أقول قبل سماعي أي شيء " اللهم أجزني بمصيبتي خيرا واخلفني خيرا منها " .
وعند تلقي الخبر من خلال نداءات المساجد لم أجزع ولم أبك حتى أن أخته صرخت إلا أنني اسكتها بوضع يدي على فمها وكنت متضايقة من النساء اللواتي يبكين ، وكنت أحس أن هاني يتضايق من هذا وقد قضيت هذه الليلة بجوار هاني وهو شهيد ، ولم أكن أتصور أنني سأكون بعيدة عنه مع أنهم حاولوا منعي إلا أنني صممت على البقاء صابرة وقوية كما أرادني هاني ، فكنت أحتسبه عند الله شهيدا.
سألنا أم معاذ عن عدد المرات التي اعتقل فيها زوجها هاني فقالت : اعتقل هاني مرتين، مرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1992 في سجن النقب وقد حكم حينها ستة شهور ، أما المرة الثانية فقد اعتقل من قبل السلطة الفلسطينية عام 94 وهو يعتبر أول معتقل سياسي في عهد السلطة .
وحول قدرة الشهيد هاني على التوفيق بين عمله الجهادي وبين واجبه تجاه أهله وأطفاله قالت أم معاذ لم يشعر أبداً أنه مقصر معنا رغم أنه كان دائما يلوم نفسه ويقول لأسرته أود أن أقدم لكم كل ما تتمنونه. كانت لهاني طريقة خاصة في حياته لم تشعرنا بتقصير إذ كان يوفق بين العمل وبيننا فكنا نخرج للنزهة معه ومن خلال المكان الذي نذهب معه يقضي بعض أعماله حتى إنه أخذني أنا وأولاده أكثر من عشرين مرة إلى بيت المجاهد المرحوم محمود الخواجا ، حيث كنا ننتظره خارج المنزل في السيارة ولم أكن أعلم أنه منزل الشهيد محمود الخواجا إلا بعد استشهاد محمود وذهابي لتقديم العزاء.
وفي نهاية حديثها قالت أم معاذ: يجب علينا مواصلة درب الجهاد ؛ فهذا قدرنا ومهما تغطرس العدو ومهما كانت قوته فلن يدوم ولن يكون الأقوى على الإطلاق ، ويجب أن يكون موقفنا صلبا ، ويجب أن نواصل مسيرة هاني وجهاده مواصلة مسيرة الدم التي لا تنتهي
ـــــــــــــــــــ
الحرية داخل الأسرة .. ما هي حدودها ؟(31/306)
تحقيق : مرتضى عبد الله 30/8/1423
15/11/2001
*هل نفتقد الحرية داخل بيوتنا ... أم أن المشكلة تكمن في الحرية الزائدة ؟
*العلمانيون يودون انفلات المجتمع وسيادة الإباحية !!
*الإسلام قدم الحرية في أعمق وأشمل صورها ..
لا بد من توافر الحرية داخل الأسرة .... الحرية تخلق الإنسان المتوازن صاحب المبادرة .
كل هذه وغيرها جمل ترددها أجهزة الإعلام يوميا وتردد ما هو أكبر من ذلك ... لدرجة أن إحدى الصحف نشرت موضوعاً تقول فيه" متى يؤدب الولد أباه "؟!! هذا الانفلات في علاج مشكلة الحرية داخل الأسرة - لو افترضنا وجودها - لا يساهم في حلّها , بل يزيدها تعقيدا . فهل فعلاً تفتقد بيوتنا أجواء الحرية كما يدعي العلمانيون الذين يقولون : إننا نحكم بالقهر والإذعان والرأي الواحد ...؟ وإذا كان هناك قصور تربوي فما هو سببه ؟ وكيف يمكن تداركه ؟ وما حدود هذه الحرية المدعاة ؟
يرى العلمانيون أننا نفتقد لمنظومة الحرية الاجتماعية , وأن طريقة المعاملة داخل الأسرة قائمة على أوامر فوقية من الأب أو الأم أو الأخ الأكبر إلى من يليه , ثم تقف الدائرة عند هذا الحد ولا تكتمل ولا يصدر رد الفعل المضاد . وأحياناً تدار الأمور بشكل عسكري .. والابن ما عليه إلا أن ينفذ !! ولم نعود أبناءنا بالقدر الكافي على المناقشة والاعتراض على أفكارنا !! وإنما نأمرهم أن يقتنعوا بأفكارنا كما هي , بل وينفذوها. وهكذا تتكون شخصية الطفل على عدم النقاش , حتى ولو كان الأمر واضح الخطأ ، وحينما يكبر الابن يفعل الشيء نفسه مع ابنه .
كما يعيب العلمانيون على نمط التربية التلقيني , بأن يقول الطفل كلمات وجملاً محددة في أوقات محددة , ثم يعتمد على الحفظ بدون تفكير ... وفي النهاية تكون المحصلة غير مرضية .
ويرد د. عبد الهادي محمود أستاذ العلوم التربوية على هذا الإدعاء بقوله :
إن إطلاق القول بأننا نفتقد الحرية داخل بيوتنا قول مبالغ فيه , ويعكس انهزاماً فكرياً ونفسياً أمام الدعاوى الغربية والعلمانية . هذا ليس دفاعاً منا عن أنظمة معيبة أو فاشلة .. فمجتمعاتنا ورثت من عصور الانحطاط والتخلف أمورا كثيرة , تقوم الآن الصحوة الإسلامية بتصحيحها خاصة في المجال الاجتماعي .
ويضيف : إن كل مجتمع يشمل في طياته فئات وفصائل مختلفة فهناك المجتمع الذي يعطي لأبنائه حرية كاملة ، وهناك المتشدد المتعسف ، وهناك من هو منضبط ومتوسط . والواقع أن معظم أسرنا الآن لا تنقصها الحرية كما يردد البعض بل على العكس , فأحياناً تزداد الحرية عن الحد المطلوب , إذ أصبح من حق الزوجة في بعض الأحيان الخروج دون إذن زوجها وكذلك الأبناء . ونجد كثيرا من الآباء يوفرون قدراً كبيراُ من الرفاهية لأسرهم , إذ يبالغون في تدليل الأبناء والزوجة , خاصة الفئات المهنية المرموقة .
هذا الجيل أفضل حظاً(31/307)
وفي محاولة لرصد الواقع .. التقينا بالعم عبد الله درويش الذي يعمل بالتجارة وسألناه : كيف يربي أبناءه ؟ قال : أربيهم كما رباني والدي على الأخلاق وطاعة الله ورسوله , وقد أرسلت أبنائي إلى المدارس بنين وبنات . وطالما الأبناء يقومون بواجباتهم الدينية والمدرسية ولا يأتي أحدهم بمشكلة , وساعد الابن أباه وتساعد البنت أمها فليس لي عندهم شيء آخر . وأنا لا أستخدم العنف معهم , بل ربما أقسو عليهم في الكلام . سألته : هل تسمع لأحدهم أن يعارضك ؟ قال : إنني أكون في أسعد لحظات حياتي حينما يعارضني ابني وهو على صواب ، فهذا فخر لي ويثبت أنني قد نجحت في تربيته ، لكن يجب أن تكون معارضته لي بأدب .
أما الأستاذ أحمد العبد اللطيف مدرس اللغة العربية فيقول :" لقد أرهقت نفسي بالعمل فوق طاقتي لكي أوفر لأبنائي كل ما يحتاجونه ، وقد واجهتني عدة عقبات في تربيتهم استطعت بفضل الله أن أتغلب عليها بمساعدة والدتهم التي كان لها دور لا ينكر . أبنائي يعتبرونني صديقهم الممقر ب , حيث كنت ألاعبهم وهم صغار , وكثيراً ما كنت أخشى أن يتعودوا على التدليل الذي كان حتماً يسبب لهم مشاكل حينما يكبرون لكن ولله الحمد نضجت شخصيتهم بشكل مرضٍ جداً ". أما الأستاذ عبد الرحمن الصالح موظف متقاعد يقول : "إن هذا الجيل أفضل حظا من جيلنا الذي تعدى الستين عاماً الآن , فكل شيء متاح أمام هذا الجيل . قلت له ربما كنتم تخافونهم .. قال : لا بل كنا أفضل تربية من هذا الجيل الذي تأثر بدعاوى العولمة , فعلى سبيل المثال أخي تعلم التدخين في العشرين من عمره ، وكان والدي يدخن أيضاً ولكن حينما يلمحه قادماً يطفئ أخي السيجارة فوراً احتراماً وتقديراً لوالدي . أما الآن فالابن يرفع صوته في حضرة أبيه , ولا يشعل السيجارة في وجه أبيه فقط , بل ربما يطلب منه ولاعته ليشعل السيجارة .
ويستطرد الصالح قائلا : إن مشكلة هذا الجيل تنحصر في انعدام الحياء في التعامل مع آبائهم !!
العنف مع الأبناء موجود ... لكنه ليس القاعدة:
تقول الدكتورة زينب عبد الحفيظ -أخصائية الطب النفسي - : إن العنف الأسري موجود في مجتمعنا ويمارسه الآباء على الأبناء , وهذا ما اتضح لي من خلال احتكاكي بالمرضى ، لكنه قليل مقارنة بالمجتمعات الأخرى غير المسلمة . فقد صادفتني حالة لفتاة جامعية تعاني من الانطواء والاكتئاب , نتيجة للضغط الأسري عليها , ولضرب والدها لها , وتسفيهه لشخصيتها .. ونتيجة لذلك أصيبت بالتبول اللاإرادي , مما سبب لها مشاكل كثيرة .. ولكن بعد معالجة الضغوط الاجتماعية , وتنمية ثقتها في نفسها , والتفاهم مع والدها أمكن استيعاب الأمر وشفيت الفتاة تماماً .
وحالة أخرى قابلتني لطفل في المرحلة الابتدائية ، كان هذا الطفل يفتقد القدرة على الكلام , ويخاف من أقل شيء , ومتوتر دائماً نتيجة لضغط والده وقسوته عليه حتى يحقق حلمه فيه ، وبعد تخفيف تلك الضغوط , تحسنت حالته بشكل كبير .
وتضيف د. زينب : وللمحافظة على الأبناء أناشد الآباء والأمهات بعدم الإفراط في الحرية للأبناء , مما قد يسبب لهم حالة من عدم الانضباط ، وهذا ما نراه سائدا في مجتمعاتنا. وإن الفئة التي تمارس العنف ضد الأبناء هي فئة قاع المجتمع وغير(31/308)
المتعلمين ، وكلما ازدادت الحالة العلمية والاجتماعية , كلما زادت مساحة الحرية ، والواقع يؤكد ذلك ، فنسبة الانحرافات بين الأبناء تزداد في قاع المجتمع , كنتيجة للفقر والضغوط الحياتية التي تعيشها مجتمعاتنا ، وفي قمة المجتمع نجدها نتيجة الرفاهية والحرية المطلقة ... ونجد جرائم القاع تكاد دائماً تنحصر في السرقة والتزوير ، أما جرائم القمة فكلها انهيارات أخلاقية كإدمان المخدرات أو العلاقات الجنسية غير الشرعية .
حدود الحرية:
أمامنا الآن سؤال ينبغي أن نطرحه وهو : ما هي حدود الحرية التي يجب أن تتاح داخل بيوتنا ؟
تجيب الدكتورة سارة المهدي - أستاذة علم الاجتماع - بأن البعض يريد أن يكون المعيار هو النمط الغربي .. فالفتاة هناك مثلاً إذا بلغت السادسة عشرة من عمرها تطلب منها أسرتها أن تترك المنزل وتبحث عن سكن وتعول نفسها , وإذا بقيت في المنزل يكون مفتاحها بيدها وتصطحب صديقها وتدخل به المنزل , وهذا يعد أمراً عادياً هناك ، والأم التي تجد ابنتها ليس لها صديق , أو لم تظهر عليها علامات جنسية , تخشى عليها أن تصاب بالتعقيد وتصبح غير سوية . هذا ما يريد العلمانيون أن يطبقوه في بلادنا , ولكنهم لا يجهرون به , إنما يحاولون تطبيقه خطوة خطوة ...
أما الحرية في المفهوم الإسلامي فهي غير ذلك تماماً ، فالحرية عندنا مكفولة للرأي مهما كان مخالفاً طالما لا يتعارض مع أصول ديننا الحنيف , وعلاقة الأب بالابن , والمعلم بالطالب , والزوجة بالزوج , كل ذلك واضح في شريعتنا بكل تفاصيله ، والأساس هو احترام الرأي واحترام آدمية الإنسان وصيانتها , ويجب أن يتعلم الصبي الحياء والخلق فهما سياجان يحفظانه من الزلل والخطأ. واحترام الأب والأم والبر بهما يشدد عليه الإسلام أيما تشديد ، وكذلك العطف على الأبناء .. ومن هنا جاء الترابط الأسري في المجتمع المسلم الذي يغيظ المنافقين فالأب ينبغي أن تبقى له هيبته ووقاره واحترامه .
وإذا أردنا أن نحقق مفهوم الحرية على أسمى صورها , فالأمر بسيط , وهو أن تكون المعيارية للإسلام وحدوده وأحكامه , فهو المعيار والمقياس , أما ما يقوله العلمانيون , فهو تحلل وضياع يجب ألا نلتفت إليه .
ويجب أن نعلم أن ما نراه من تجرؤ الأبناء على آبائهم لم يكن موجوداً قبل ذلك , وإنما جاء بعد انتشار دعاوى العلمانيين عن الحرية وترديد وسائل الإعلام لها
ـــــــــــــــــــ
المرأة الفلسطينية صخرة عاتية في وجه الاحتلال
فلسطين - خاص بالإسلام اليوم 28/8/1423
13/11/2001
* أرادوا للمرأة الفلسطينية أن تكون وسيلة إفساد فأصبحت منارة للجهاد .
* ندرك أن جهادنا يحتاج إلى مزيد من الصبر والثبات .
* المرأة الفلسطينية رقم صعب في معادلة الصراع .(31/309)
تمثل المرأة الفلسطينية نموذجا غير مسبوق - على الأقل في التاريخ المعاصر – في المعاناة , فهي الحلقة الأضعف في سلسلة الشعب الفلسطيني ذلك الشعب الذي كتب عليه أن يواجه أبشع صنوف الاحتلال . فطوال قرن من الزمان كان على تلك المرأة أن تقدم أجيالا تلو الأجيال لمواجهة صلف اليهود ، بل أن تخرج بنفسها ، وأن تلملم جراحها بعد مقتل الأب أو الزوج أو الابن حتى تستمر مسيرة الجهاد ، وبقدر ما قدمت بقدر ما غمطها العالم حقها ، فأين معاناتها من مؤتمرات المرأة التي تدعي أنها تسعى لرفع الظلم عن نساء العالم ؟
عِفّت الجعيري ( عضوة الاتحاد الإسلامي العالمي للمرأة ) , و( عضوة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية )و( رئيسة نادي شابات الخليل ) تلقي الضوء في هذا اللقاء على تجربة جهاد المرأة الفلسطينية مع المحتلين اليهود ، وتقف على محطات من مسيرتها في هذا الطريق .
سؤال: كيف تقومين ثبات المرأة في فلسطين رغم الاحتلال والقمع ... وماذا قدمت المرأة على صعيد الميدان ؟
جواب: مسيرة المرأة في فلسطين تختلف كثيرا عن غيرها من النساء في عالمنا العربي والإسلامي .. ويعود السبب في ذلك إلى حدة الصراع ونوعيته ومكانه ، ففلسطين أرض مباركة ، باركها الله في كتابه ، وهي محتلة - أيضا - حيث سيطر عليها اليهود ؛ ولهذا عاش شعبها صراعا دائما - صباح مساء - حيث جسدت المرأة في فلسطين دوراً تاريخياً رائداً في مواجهة الاحتلال والدفاع عن الأقصى ، وخلال ذلك منيت هذه المرأة بالمحن والابتلاء حيث شاهد العالم هذه المرأة وهي تودع أبناءها الشهداء .. تلو الشهيد .. لا بل شاركت في المقاومة والجهاد والانتفاضة .. وشاركت - أيضا -في تضميد جراح الجرحى .. بل شاركت في المظاهرات والمسيرات اليومية في المناسبات كافة .
سؤال: هل من نتائج ملموسة استطاعت المرأة في فلسطين أن تحققها ؟
جواب: نعم , النتائج كثيرة , فقد كان يخطط لهذه المرأة أن تكون أداة للفساد والإفساد , حيث شعرنا أن الاحتلال - منذ دخوله فلسطين - سعى جاهداً لبث الكثير من المشاريع الفاسدة لإسقاط هذه المرأة في حبال الرذيلة , وفتح لذلك آفاقا كثيرة ، مثل نوادي الصداقة المشبوهة , وتيسير خروج المرأة الفلسطينية للعمل في المصانع الإسرائيلية , والمطاعم , والمواخير , وغيرها ، ولكن جهودنا المتواصلة - في قطاع العمل النسوي - استطاعت - بتوفيق الله - أن تربي المرأة المسلمة في فلسطين من خلال المؤسسات الأهلية واللجان التي عملت جاهدة في إعداد هذه المرأة تربويا ً, وفكرياً , وسياسياً , وثقافياً من خلال برامج مختارة . حيث استطاعت هذه المرأة بإيمانها , وثباتها , وصبرها أن تتخطى كل العقبات التي كانت مرسومة لإفسادها ، وبذلك استطاعت المرأة في فلسطين أن تستعلي فوق كل المؤامرات والتحديات وفوق كل الجراحات , فكانت منارة لكل الجراحات , ومنارة لكل نشاط وخير .
سؤال: ماذا عن دور المرأة الفلسطينية على صعيد الميدان ؟
جواب: استطاعت المرأة في فلسطين أن تجيد العمل المؤسساتي والأهلي في كافة الميادين ... هذه المؤسسات التي كانت أشبه بالقلب النابض المغذي ، ففي الانتفاضة(31/310)
الفلسطينية الأولى عام 1987م أدت المرأة دورا حساسا من خلال نزولها للميدان ، الأمر الذي تطلب مؤسسات صحية واجتماعية فاعلة ، حيث قامت المرأة بمتابعة حالات الأسر التي استشهد راعيها وبعض أبنائها , وكذلك بمتابعة ودعم الحالة النفسية لهذه الأسر , كي لا تصاب بالإحباط وحتى تستمر في عطائها . على صعيد الخارج : استطعنا نقل صورة المرأة الفلسطينية وجهادها إلى كافة المواقع والمنتديات والمؤتمرات في العالم العربي والإسلامي حيث شاركت - على سبيل المثال - أنا وجمع من النساء الفلسطينيات في مؤتمر ( بكين ) وقمنا بعرض أفكارنا ور سالتنا , وقمنا بالاحتجاج - أيضاً - على بعض الأفكار التي عرضها المؤتمر والتي يعارضها دينيا .. وكذلك شاركت مشاركة فاعلة في المؤتمر الدوري العام للاتحاد الإسلامي العالمي للمرأة في الخرطوم . وشاركت - أيضاً - في مؤتمرات عربية نسوية في صنعاء , وبيروت . والولايات المتحدة الأمريكية ، واستطعت أن انقل صورة واضحة مشرقة للمرأة الفلسطينية وجهادها لأخواتها وشقيقاتها خارج فلسطين ؛ كي يكون هناك التقاء وترابط في الشعور بين الجانبين .
سؤال: كيف تقومين أوضاع المرأة الفلسطينية في ظل التغيرات الفكرية والاجتماعية , وهل هناك أزمة تعترض مسيرة هذه المرأة ؟
جواب: القضية الفلسطينية شهدت حالة من التدافع الفكري والاجتماعي ، من خلال ما طرحته حركات التحرير والعلمانية التي عملت على الساحة الفلسطينية ، فكانت المرأة جزءاً من هذا التناقض ولهذا شهدت ساحة المرأة الفلسطينية صراعا واضحا بين تيارين : التيار الإسلامي الذي يرى أن عودة فلسطين وتحريرها لا يكون إلا تحت مظلة الراية الإسلامية وأن يكون الإسلام بشريعته وعقيدته ؛ وهو الحل , والتيار الثاني يطرح المشروع القومي العلماني , ويقوده تيار منظمة التحرير الفلسطينية , والعديد من الحركات النسوية اليسارية . هذا الواقع الفكري والاجتماعي أوجد حالة من التناقض في الشارع النسوي في فلسطين , بل صنع – أيضاً - أزمة على صعيد الميدان .
سؤال: ما حجم الدعم والمؤازرة من قبل المرأة المسلمة في العالم العربي والإسلامي لكم ؟
جواب: بلا شك فإننا سعداء بمؤازرة المرأة العربية والمسلمة في الخارج لنا . فقد تم بناء علاقة وجسور تعاون بيننا وبينهن , حيث تم تبادل الخبرات والأفكار وآليات المشاريع ، وأصبحنا في فلسطين المحاصرة على علاقات جيدة مع الكثير من الاتحادات والتجمعات والمؤسسات العربية والإسلامية في الخارج .. وكان هناك تنسيق جيد بيننا وبين العديد من النشاطات التي أقيمت في دول عربية وإسلامية شقيقة ، والتي كانت تهدف لدعم الانتفاضة الأولى ( 1987) ، وانتفاضة الأقصى , ودعم القدس والمؤسسات الفلسطينية . وقدرناً - كثيراً - هذا الدور المميز لهذه المؤسسات النسوية في عالمنا العربي والإسلامي ... حاولنا مرارا استضافة رموز نسوية لهذا العمل في فلسطين ، مثل الأخت ( مروي قاوقجي ) من تركيا و( سعاد الفاتح ) من السودان والدكتورة (منى حداد يكن ) ولكن دون جدوى ؛ لأن الاحتلال منع ذلك , ورغم هذا فلا يزال عطاؤنا مستمراً نحو التواصل .(31/311)
سؤال: هل من رسالة ترغبين في توجيهها إلى النساء في العالم العربي والإسلامي ؟
جواب: أقول لهن : إننا - في فلسطين - في محنة وحرب ، فقد شاهد العالم الصلف الإسرائيلي والتحدي العنصري الحاقد الذي يمارسه الاحتلال في قتل أبنائنا , والذي بات لا يفرق بين امرأة وطفل وشيخ واستطعنا أن نصبر وان نحتسب وندرك أن جهادنا يحتاج إلى مواصلة في الثبات والصبر حتى نحطم هذا التحدي الذي يستهدف كل واحد فينا . إن كان لنا رسالة لأخواتنا ولأمهاتنا في عالمنا العربي والإسلامي فإننا نقول لهن : مزيداً من العناية بشعب فلسطين ودعمه . هناك مؤسسات طبية ونسوية لإعداد الأطفال تربويا وفكريا وبقية أرجاء فلسطين بحاجة إلى مواصلة دعم وعناية ورعاية .. كما أننا بحاجة إلى إعداد برامج تنمية وإعداد لأخواتنا في فلسطين , وهذه تحتاج إلى إرسال دعوات ومشاركات للمرأة في فلسطين ؛ لكي تحصل على هذه الخبرات وتقدمها لشعبنا المجاهد .. أو إرسال خبراء في هذا المجال , بحيث يقومون برعاية هذه المشاريع .. أقول لأخواتي في العالم العربي والإسلامي : لا تخشين علينا كثيراً فإننا صابرات محتسبات , فالمرأة اليوم في فلسطين صنعت رجالا للدفاع عن الأقصى , وحماية شرف الأمة العربية والإسلامية , وهي - بإذن الله - قادرة على الاستمرار في هذا الدور
ـــــــــــــــــــ
مزامير المحبة
سلمان بن محمد العنزي 27/7/1423
14/10/2001
قد أكون انفعالياً وعاطفياً ، وهي صفات مذمومة عند الكُمَّل من الرجال لكن لا ضير في ذلك ، يتكلم المحبون عن محبوباتهم والعاشقون عن معشوقاتهم ، وما هي إلا محبة زائلة وعشق فانٍ ، إما أن يفنى في الأعضاء أو يتكفل الزمن بكنسه ، أما محبتي فمحبة راسية لا يمكن أن تحركها رياح الحياة ، وتأبى أن تؤثر فيها زعازع الزمن وتعلو على السلو والأحزان . أو ليست محبة أساسها الدين وما أعرفه من أخلاقك العربية الأصيلة وعلمك الواسع العامل ؟!
أو ما كنت معي صادقاً يوم أن كذب عليّ الخلصاء ؟! أو ما قدمت أطايبك يوم أن حرق الخادعون غصني بعد أن جردوه من ثماره ؟!
أو ما كنت ضدي عندما تبدو بدواتي وتتملكني نزواتي ، وغيرك كان مسعرها ، وخازنها، آهٍ أيها الصديق الحبيب إلى قلبي !
لقد عرفتك مرتين : مرة بعقلي فكنت فوق الشبهات ، ومرة بقلبي فكنت فوق الشهوات.
سررت في العمر مرةٍ ... ...
وكنت أنت المسرة
كانت حياتي روضا ... ...
وكنت في الروض نضرة
وكان غصنا شبابي ... ...
وكنت في الغصن زهرة(31/312)
وكان فكري سماءً ... ...
وكان حبك فجرة
وكنت للروح روحاً ... ...
وكنت للعين قره
لقد علمتني أن المرء لا يخلد إلا بأعماله الفاضلة فكل ما سوى ذلك إما أن يكون طعاماً للدود أو لقمة سائغة لفم كان عن الخيرات صدوداً! وأعتقد أن أعمالك التي أحيت قلبي وأنارت شمعة في طريقي كثيرة جداً ولذلك فأنت خالد في قلبي وخالد في قلوب من يتأثر بهذه الأعمال ، ولعل أبرزها تلك الحكم الغوالي وما تهديه إليّ من إضاءات كاشفة تجعلني أعيش الدقائق كأنها ساعات متفكراً ومخرجاً الحكمة والعبرة من بواطن الأشياء لم أعد أبناً للظواهر ، ولم أعد أسيراً للشكليات ، أصبحت كالمكبر يبحث في الخفايا وفي خبايا الزوايا!!
ألم تقل لي : لقد كانت نفسك كعكة أفراح لا يأكل منها إلا الفم المحب فلا تكن خبز ثورة يقتاته بهائم الناس ، لقد كنت سماء نقية بهوائها ، جميلة بنجومها ، لا يمكن أن تتلوث بغبار يثيره الحمقى ، فلا تكن أرضاً تثير غبارها ذوات الأربع ، لقد كنت سحابة طاهرة تسقى الناس وتطهرهم ، فلا تكن مستنقع رذيلة يقتل الناس ويمرضهم . إن نفسك كالمدينة فيها ما يبهر النظر ويجعل العقل يتأمل ، وفيها ما يستكره ويقود النفس إلى التسفّل فيها البيوت الفارهة وفيها الأكواخ المتهدمة والأعشاش البالية ، فيها المترفون ذوو الكروش المنتفخة والعقول الفارغة وفيها من يتأذى القمل من رأسه ، وفيها الفلاسفة الكبار وفيها العلماء الأفذاذ ، فيها من يكنز ليكون ذخراً ، فيها ما يكنس ليكون لعبة بين أيدي الرياح الهوج ، فيها عطف وحنان ، وفيها حقد وحسد ، فيها شجاعة وإقدام وفيها جبن وإحجام.
كل ذلك يحتاج منك إلى يد الخادم القوي ينفضها نفضاً لتعود أقل غبرة وأكثر نظافة ، آهٍ يا صديقي ، إياك أن تبقي نافذة نفسك مغلقة تحجب النور عن موتاك الأعزاء ، أطلق النور في نفسك بتحطيم النافذة ، واجعل الأفكار تتوالد من أجل الخير حتى نكون أحياء بقدر كافٍ ونتنعم بإنسانيتنا ونحقق ذواتنا .
كل ما يبدو سيئاً هو من طرف آخر جميل يستحق البحث و العناء فلا تقف عند حدود الظلام ، واقتحم الأهوال وتجاوز ما يبدو سيئاً ، إنك إن فعلت ستكون حياً ، ستكون إنساناً فلا تبخل على نفسك ، إنها خطوة واحدة ثم تعانق المجد !
يا صديقي يجب أن نكون مختلفين ، أي أن نكون محاربين نتأبى على التيار ، نرفض المبدأ القائل : إذا كان هناك شخص مختلف فمعنى ذلك أنه غير صالح في قانون حياتنا المغلوطة ، لاااا بل إذا وجد شخص واحد مختلف فإن من حوله وما يلف به سيكون تحت تأثيره ، سيكون هو نقطة الانطلاق إلى التغيير ، إلى العيش في عالم أفضل ، عالم لا يحكمه الجنون السياسي أو الجنون الجنسي !!
يا صديقي ، إياك أن تبحث عن ذاتك خارج نفسك ! إن الذين يبحثون عن ذواتهم في عيون الآخرين أو في قلوبهم لا يجدون شيئاً ، مثلهم مثل الباحث في المرآة عن حقائق مجهولة ، لا يجد إلا الأشباح تطارده وتخلق له من أوهامه أشباحاً أخرى تطارده في دمائه !(31/313)
إياك أن تقف مكتوف الأحاسيس ، ومكبل الكلمات أمام سطوة الكبار والمشاهير إياك أن تخر راكعاً يتلون عليك المبادئ من فم لا يعرف الطهر ولا القداسة !! أما إنه حين يتحدث الرجال الكبار عن المبادئ فإن الفقراء يخسرون كل ما يملكون ، فلا تكن خاسراً في دنيا لا تعترف بالخاسرين يا صديقي !!لا يمكن لما يسمّى "بالحب العاطفي" أن يكتمل لأنه ناتج عن رغبة ، والرغبة لا تنتهي ولا تقف عند حد ،والبشر لهم حدود من الزمان والمكان ينتهون عندها ويفرغون من معانيهم ، ولا يمكن عند أهل العقول الجمع بين ما ينتهي وما لا ينتهي وإن نبح الشعراء وضبح أم القصاصون يا صديقي ، إن عالم اليوم عالم الدعاية لا ينتصر فيه إلا الملمعون أولئك الذين إذا ضربتهم أكف الضاربين سمعت لهم لحناً يطرب ، فإذا بحثت عن المضمون لم تجد إلا هواء ، ألا إن في البطون الفاسدة هواء لا تقبله الأنوف الزكية ولا النفوس الحمية . يا دعاة الشكل ، إن في قوة المضمون ما يكفي أن يحل الرعب في قلوبكم ولو كنتم على مسيرة شهر !
يا صديقي ، إن ارتضيت أن تعيش حياتك مع العاديين من البشر فارفق بنفسك وكن مثلهم رجلاً عادياً ، فإذا بدرت منك بوادر العبقرية أو النبوغ فاحكم على نفسك بالنهاية لأنك أصحبت شيئاً خطراً ، شيئاً لا يفهم ولا يمكن التنبؤ بما يصدر منه ، شيئاً يخالف العوائد والمألوفات ، أي يخالف الإنسانية المتخشبة ، ويحي ! ألم يطلق الشريف الرضي صيحته وشكاته بسببهم :
وإن مقام مثلي في الأعادي ... ...
مقام البدر تنبحه الكلابُ
رموني بالعيوب ملفقات ... ...
وقد علموا بأني لا أعُابُ
ولما لم يلاقوا فيَّ عيباً ... ...
كسوني من عيوبهمُ وعابوا
يا صديقي ، عش حياتك بقلب فتي يستعصي على الزمن ويأبى العوائد ، إياك أن تتحول مع مرور الأيام إلى حزمة من العادات الرديئة تنتظر جمار إبليس يتقضمها ويصيرها وقوداً !! كن شاباً أي متحولاً ومتنقلاً تبطش بساعديك عوادي الأيام وحصار الساعات المتفلتة من الرقابة ، كن فأساً لكل ما ستخشب في داخلك ، إياك أن تقف مسالماً إنك إن فعلت فقد أعلنت للناس نبأ وفاتك .
يا صديقي ، بين أول العمل وآخره تتغير الأهداف والأنفس ونمط الحياة فرق بين أول العمل حينما يبدأ الإنسان بقوة وعزم وشيء من جنون الجرأة ، وبين آخر العمل حينما تهدأ النفس ويقبض الثمن ويبرز الخوف وتكثر المطامع .
يا صديقي ، هناك أسماء يسكنها الخشوع فإذا ما ذكرت نفضت خشوعها في قلوب الحاضرين ، فاحتشموا وتوقروا ، لا يمكن لأسمائهم أن تنسى مع طول الخبرة وكثرة المعاشرة ، لا يزال لأسمائهم روح الأطفال تستعصي على الممكنات وتتعلق بالمستحيل ، إنها قوة المبدأ . . إنها قوة الحق . . . إنها قوة الله !!
يا صديقي ، عندما يفقد المرء شيئاً عزيزاً عليه تختل علاقته بمن حوله وحتى يعود كما كان يتوقف الأمر على أشياء كثيرة لعل أبرزها الثقافة الواسعة ثم تفريغ ذلك عن(31/314)
طريق الكتابة. اكتب ما يجول في نفسك ، اكتب عن نظرتك في الحياة عن مواقفك مع الآخرين ، عن صلاحية هذا العالم للعيش فيه ، اكتب ما ينبت في صدرك بكل صدق ووضوح .
إن كبار الأدباء والفلاسفة لم يكن لأسمائهم وجود في هذا العالم الصاخب لولا كتابتهم الصادقة عن أنفسهم وعن العالم . إن الكتابة نوع تفريغ وأداة ترميم ومشرط جراح . .
يا صديقي ، إياك أن تكتب مقالاً معجوناً بدمك وعرقك ، لأن الكتابة الجيدة في هذا العالم مثل التزلج على الجليد يقودك إلى ما لا تريد والبركة في فهم من لا يريد أن يفهم . .
ألا ما أشد العجب !! نصحتك أن تكتب قبل أسطر بالكتابة وهاأنذا أنصحك ألا تكتب ، ترى هل أحتاج لقراءة ما أكتب بصدق وإخلاص فقد أجد العلاج أو أجد ما يعينني على فهم طبيعة المرض ؟! يا صديقي :
أيٌ سر فيك يسبي ... ...
أيَّ سرّ لست أدري
كلما أمعنت فكري ... ...
فيك يوماً تاه فكري
أنت بحر من درار ... ...
ذات ألوان وسحرِ
فيك مدٌّ فيك جزرٌ ... ...
آه من مدٍ وجزرِ
أي موج منك عاتٍ ... ...
فوق موج الناس يسري
أي موج ذلك يا ترى ؟ أيُّ موج ؟!
ـــــــــــــــــــ
امرأة تُبكي الرجال !
د.أحمد البراء بن عمر الأميري 27/7/1423
14/10/2001
في سجل ذكرياتي مواقف عديدة كان للمرأة دور البطولة فيها ، وبعض هذه المواقف لا يزال حاضراً في ذهني حتى كأنه واقع اللحظة.
منها موقف عايشته شخصياً مع الأخت بنان بنت علي الطنطاوي -رحمها الله- بعد ما اعتقل زوجها ، موقف جعلني أفهم معنى المقولة الشهيرة: وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة !
في عام 1964م ، كنتُ طالباً في جامعة دمشق أَدْرُسُ في كُلّيتيْ الشريعة والآداب (قسم اللغة الإنجليزية) ، فذهبت لزيارة والدي الشاعر الكبير الراحل عمر بهاء الدين الأميري في بيروت التي كان يمضي فيها بعض الوقت ، كان بيت الأستاذ عصام العطار – المراقب العام للإخوان المسلمين آنذاك – قريباً من البيت الذي استأجره أبي ، وكانا يلتقيان دائماً .(31/315)
كان جمال عبد الناصر حاكماً لمصر آنذاك، وكانت سلطتُه وشعبيّتهُ في لبنان كبيرتين ،وعِداؤه للإخوان المسلمين ، وسَجْنُه لهم ، وتعذيبُهم ، وقتلُهم ،وإعدام قياداتهم معروف. وكان للسفارة المصرية ،واستخباراتها صولةٌ وجولة في لبنان ، فتمَّ اعتقال والدي أمام عينيَّ ، واعتقالُ الأستاذ عصام العطار في نفس الوقت.
مكثتُ في بيروت أياماً، كان خلالها والدي والأستاذ العطار في السّجن،وكنتُ في صحبة زوجته السيدة بنان الطنطاوي وهي من مواليد عام 1941م وكان عمرها -آنذاك- ثلاثاً وعشرين سنة, كنتُ معها طوال الوقت؛ لأن لنا مصلحةً واحدة ؛ أذهب معها لمقابلة المحامين، وبعض الشخصيات من أجل الإفراج عن المعتقليْن .
في خلال هذه الأيام رأيتُ من قوة شخصيّة السيدة بنان، ولباقتها ، وحُسْن تصرُّفها ،وحكمةِ حديثها ، ما يدعو إلى الإعجاب .
استطعنا أخذَ موعدٍ لزيارة والدي وزوجِها في السّجن لبضع دقائق . لم يزل المشهد ماثلاً أمام عينيّ : كنتُ أقف على يسار الأخت بنان – أمام والدي ، وهي أمام زوجها، وكلاهما خلف شبك الحديد داخل السجن ، كان والدي يُطمئنُني ويعطيني بعض النصائح ، فسمعَ وسمعتُ الأخت بنان تقول لزوجها :" يا عصام ، أنا والأولاد بخير وسلامة ، فلا تقلقْ علينا ، كنْ قوياً كما عرفتُكَ دائماً ، ولا تُرِ هؤلاء الأنذالَ من نفسك إلا القوة والصلابة واستعلاءَ الحق على الباطل." فبكى أبي عندما سمع هذه الكلمات من شابةٍ في مقتبل العمر ، كان قلقُ زوجها عليها وعلى أسرته ، أكبر من قلقها عليه وهو في السّجن !
وبعد خروجنا من السجن وركوب السيارة أجهشت بنانُ بالبكاء،وعلمت أنها إنما كانت تتجلد وتتصبر؛ لتري زوجها من نفسها خيرا، ولتربط على قلبه في موقف هو أشد ما يكون حاجة إلى من يربط على قلبه لا من يمزقه.
ولم أر الأخت بنان الطنطاوي فيما بعد ، ولم أسمع عنها إلاّ نبأ اغتيالها ، واستشهادها -إن شاء الله- ، عام 1981م ، في ألمانيا ، عندما جاءت مجموعة من المجرمين القتلة ، تريد قتل زوجها ، الذي لم يكن في الدار ، فلما فتحتْ الباب انصبّتْ عليها نيرانُ الكلاب ، في قصةٍ مُجرمة ، سمعتُ بعض تفاصيلها ، وليستْ هي المقصودة من كتابة هذه السطور .
رحم الله بنان الطنطاوي ، واحتسبها في زمرة الشهداء ، وشفّعها في سبعين من أهلها ، ورحم أباها ، العالم الأديب الداعية الشيخ علي الطنطاوي ،وأمدَّ زوجَها الأستاذ عصام العطار ، بالصّحة والعافية والتوفيق إلى كلّ ما يرضيه . والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــ
زوجتي
الأستاذ علي الطنطاوي 27/7/1423
14/10/2001
قال لي صديق ، معروف بجمود الفكر ، وعبادة العادة ، والذعر من كل خروج عليها أو تجديد فيها . قال :(31/316)
- أتكتب عن زوجك في الرسالة تقول إنها من أعقل النساء وأفضلهن ؟ هل سمعت أن أحداً كتب عن زوجه ؟ إن العرب كانوا يتحاشون التصريح بذكرها ، فيكنون عنها بالشاة أو النعجة استحياء وتعففا ، حتى لقد منع الحياء جريراً من رثاء زوجه صراحة ، وزيارة قبرها جهارا . ومالك بن الريب لمّا عد من يبكى عليه من النساء قال :
فمنهن أمى وابنتاها وخالتى ... ...
وباكية أخرى تهيج البواكيا
فلم يقل وامرأتى . . وكذلك العهد بآبائنا ومشايخ أهلنا . لم يكن يقول أحد منهم : زوجتى ؛ بل كان يقول : أهل البيت وأم الأولاد ، والجماعة ،والأسرة ، وأمثال هذه الكنايات . أفترغب عن هذا كله ، وتدع ما يعرف الناس ،وتأتى ما ينكرون ؟
قلت : نعم !
فكاد يصعق من دهشته مني ، وقال :
- أتقول نعم بعد هذا كله ؟
قلت : نعم ! مرة ثانية .
أكتب عن زوجتي فأين مكان العيب في ذلك ؟ ولماذا يكتب المحب عن الحبيبةوهي زوج بالحرام ،ولا يكتب الزوج عن المرأة وهي حبيبته بالحلال ؟ ولماذا لا أذكر الحق من مزاياها لأرغب الناس في الزواج . والعاشق يصف الباطل من محاسن العشيقة فيحبب المعصية إلى الناس؟ إن الناس يقرأون كل يوم المقالات والفصول الطوال في مآسى الزواج وشروره ، فلم لا يقرأون مقالة واحدة في نعمه وخيراته ؟
ولست بعد أكتب عن زوجي وحدها ؛ ولكنى كما كان هوجو يقول : "إني إذا أصف عواطفي أبا ، أصف عواطف جميع الآباء" .
لم أسمع زوجاً يقول إنه مستريح سعيد ، وإن كان في حقيقته سعيداً مستريحا ، لأن الإنسان خلق كفورا ، لا يدرك حقائق النعم إلا بعد زوالها ؛ ولأنه ركب من الطمع ، فلا يزال كلما أوتى نعمة يطمع في أكثر منها ، فلا يقنع بها ولا يعرف لذتها . لذلك يشكو الأزواج أبدا نساءهم ، ولا يشكر أحدهم المرأة إلا إذا ماتت ، وانقطع حبله منها وأمله فيها ؛ هنالك يذكر حسناتها ، ويعرف فضائلها . أما أنا فإني أقول من الآن – تحدثا بنعم الله وإقراراً بفضله – إني سعيد في زواجي وإني مستريح .
وقد أعانني على هذه السعادة أمور يقدر عليها كل راغب في الزواج ، طالب للسعادة فيه ، فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها ، وليسمع وصف الطريق من سالكه من لم يسلك بعد هذا الطريق.
أولها : أني لم أخطب إلى قوم لا أعرفهم ، ولم أتزوج من ناس لا صلة بيني وبينهم . . فينكشف لي بالمخالطة خلاف ما سمعت عنهم ، وأعرف من سوء دخيلتهم ما كان يستره حسن ظاهرهم ، وإنما تزوجت من أقرباء عرفتهم وعرفوني، واطلعت على حياتهم في بيتهم واطلعوا على حياتي في بيتي . إذ رب رجل يشهد له الناس بأنه أفكه الناس ، وأنه زينة المجالس ونزهة المجامع ، وهو في بيته أثقل الثقلاء . ورب سمح هو في أهله سمج ، وكريم هو في أسرته بخيل، يغتر الناس بحلاوة مظهره فيتجرعون مرارة مخبره . .(31/317)
تزوجت بنتاً أبوها ابن عم أمي لحا ، وهو الأستاذ صلاح الدين الخطيب شيخ القضاء السوري المستشار السابق والكاتب العدل الآن . وأمها بنت المحدّث الأكبر ، عالم الشام بالإجماع الشيخ بدر الدين الحسينى رحمه الله . فهي عريقة الأبوين ، موصولة النسب من الجهتين.
والثاني : أني اخترتها من طبقة مثل طبقتنا . فأبوها كان مع أبي في محكمة النقض ،وهو قاض وأنا قاض ، وأسلوب معيشته قريب من أسلوب معيشتنا ،وهذا هو الركن الوثيق في صرح السعادة الزوجية ، ومن أجله شرط فقهاء الحنفية (وهم فلاسفة الشرع الإسلامي) الكفاءة بين الزوجين .
والثالث : أني انتقيتها متعلمة تعليماً عادياً ، شيئاً تستطيع به أن تقرأ وتكتب ، وتمتاز من العاميات الجاهلات ، وقد استطاعت الآن بعد ثلاثة عشر عاماً في صحبتي أن تكون على درجة من الفهم والإدراك ، وتتذوق ما تقرأ من الكتب والمجلات ، لا تبلغها المتعلمات ،وأنا أعرفهن وكنت إلى ما قبل سنتين ألقي دروساً في مدارس البنات ، على طالبات هن على أبواب البكالوريا ، فلا أجدهن أفهم منها ، وإن كن أحفظ لمسائل العلوم ، يحفظن منها ما لم تسمع هي باسمه.
ولست أنفر الرجال من التزوج بالمتعلمات ، ولكني أقرر – مع الأسف – أن هذا التعليم الفاسد بمناهجه وأوضاعه ، يسيء على الغالب إلى أخلاق الفتاة وطباعها ، ويأخذ منها الكثير من مزاياها وفضائلها ،ولا يعطيها إلا قشورا من العلم لا تنفعها في حياتها ،ولا تفيدها زوجاً ولا أما . والمرأة مهما بلغت لا تأمل من دهرها أكثر من أن تكون زوجة سعيدة وأما.
والرابع : أني لم أبتغ الجمال وأجعله هوو الشرط اللازم الكافي كما يقول علماء الرياضيات لعلمي أن الجمال ظل زائل ؛ لا يذهب جمال الجميلة ، ولكن يذهب شعوورك به ، وانتباهك إليه ، لذلك نرى من الأزواج من يترك امرأته الحسناء ويلحق من لسن على حظ من الجمال ، ومن هنا صحت في شريعة إبليس قاعدة الفرزدق وهو من كبار أئمة الفسوق ، حين قال لزوجه النوار في القصة المشهورة : ما أطيبك حراما وأبغضك حلالا !
والخامس : أن صلتي بأهل المرأة لم يجاوز إلى الآن ، بعد ثمن قرن من الزمان ، الصلة الرسمية : الود والاحترام المتبادل ، وزيارة الغب ، ولم أجد من أهلها ما يجد الأزواج من الأحماء من التدخل في شؤونهم ، وفرض الرأي عليهم ، ولقد كنا نرضى ونسخط كما يرضى كل زوجين ويسخطان ، فما دخل أحد منهم يوما في رضانا ولا سخطنا .
ولقد نظرت إلى اليوم في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي ، وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ، ولم يدخل بينهما أحد من الأهل ولا من أولاد الحلال ، لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج.
والسادس : أننا لم نجعل بداية أيامنا عسلا ، كما يصنع أكثر الأزواج ، ثم يكون باقي العمر حنظلا مرا وسما زعافا ، بل أريتها من أول يوم أسوأ ما عندي ، حتى إذا قبلت(31/318)
مضطرة به ، وصبرت محتسبة عليه ، عدت أريها من حسن خلقي ، فصرنا كلما زادت حياتنا الزوجية يوما زادت سعادتنا قيراطا .
والسابع : أنها لم تدخل جهازا ، وقد اشترطت هذا لأني رأيت أن الجهاز من أوسع أبواب الخلاف بين الأزواج ، فإما أن يستعمله الرجل ويستأثر به فيذوب قلبها خوفاً عليه ، أو أن يسرقه ويخفيه ، أو أن تأخذه بحجز احتياطي في دعوى صورية فتثير بذلك الرجل .
والثامن : أني تركت ما لقيصر لقيصر ، فلم أدخل في شؤونها من ترتيب الدار وتربية الأولاد ؛ وتركت هي لي ما هو لي ، من الإشراف والتوجيه، وكثيراً ما يكون سبب الخلاف لبس المرأة عمامة الزوج وأخذها مكانه ، أو لبسه هو صدار المرأة ومشاركتها الرأي في طريقة كنس الدار ، وأسلوب تقطيع الباذنجان ، ونمط تفصيل الثوب.
والتاسع : أني لا أكتمها أمراً ولا تكتمني ، ولا أكذب عليها ولا تكذبني ، أخبرها بحقيقة وضعي المالي ، وآخذها إلى كل مكان أذهب إليه أو أخبرها به ، وتخبرني بكل مكان تذهب هي إليه ، وتعود أولادنا الصدق والصراحة ، واستنكار الكذب والاشمئزاز منه .
ولست والله أطلب من الإخلاص والعقل والتدبير أكثر مما أجده عندها . فهي من النساء الشرقيات اللائى يعشن للبيت لا لأنفسهن . للرجل والأولاد ، تجوع لنأكل نحن ، وتسهر لننام ، وتتعب لنستريح ، وتفني لنبقي . هي أول أهل الدار قياماً ، وأخرهم مناماً ، لا تني تنظف وتخيط وتسعى وتدبر ، همها إراحتي وإسعادي . إن كنت أكتب ، أو كنت نائماً أسكتت الأولاد ، وسكنت الدار ، وأبعدت عنى كل منغص أو مزعج .
تحب من أحب ، وتعادى من أعادى . إن حرص النساء على رضا الناس كان حرصها على إرضائي . وإن كان مناهن حلية أو كسوة فإن أكبر مناها أن تكون لنا دار نملكها نستغني بها عن بيوت الكراء.
تحب أهلي ، ولا تفتأ تنقل إلى كل خير عنهم . إن قصرت في بر أحد منهم دفعتني ، وإن نسيت ذكرتني ، حتى أني لأشتهي يوماً أن يكون بينها وبين أختي خلاف كالذي يكون في بيوت الناس ، أتسلى به ، فلا أجد إلا الود والحب ، والإخلاص من الثنتين ، والوفاء من الجانبين . إنها النموذج الكامل للمرأة الشرقية ، التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها ،والتي يزهد بعض الشباب فيها ، فيذهبون إلى أوربة أو أميركة ليجيئوا بالعلم فلا يجيئون إلا بورقة في اليد وامرأة تحت الإبط ، إمرأة يحملونها يقطعون بها نصف محيط الأرض أو ثلثه أو ربعه ، ثم لا يكون لها من الجمال ولا من الشرف ولا من الإخلاص ما يجعلها تصلح خادمة للمرأة الشرقية ؛ ولكنه فساد الأذواق ،وفقد العقول ، واستشعار الصغار ،وتقليد الضعيف للقوى . يحسب أحدهم أنه إن تزوج امرأة من أمريكا ، وأى امرأة ؟ عاملة في شباك السينما ، أو في مكتب الفندق ، فقد صاهر طرمان ، وملك ناطحات السحاب ، وصارت له القنبلة الذرية ، ونقش اسمه على تمثال الحرية . .
إن نساءنا خير نساء الأرض ، وأوفاهن لزوج ،وأحناهن على ولد ، وأشرفهن نفسا ، وأطهرهن ذيلا ، وأكثرهن طاعة وامتثالا وقبولا لكل نصح نافع وتوجيه سديد . وإني(31/319)
ما ذكرت بعض الحق من مزايا زوجتي إلا لأضرب المثل من نفسي على السعادة التي يلقاها زوج المرأة العربية (وكدت أقول الشامية) المسلمة ، لعل الله يلهم أحدا من عزاب القراء العزم على الزواج فيكون الله قد هدى بي ، بعد أن هداني !
ـــــــــــــــــــ
اكتبي رسالة إليه!
الدكتورة /رقية المحارب 27/7/1423
14/10/2001
تتقن بعض الزوجات فن التعامل مع أزواجهن وبطرق لا تخلو من الطرافة والتجديد. وهكذا وبطريقة ذكية حولت الكثيرات حياتهن وبيوتهن إلى حدائق جميلة من الأنس والسعادة والاستقرار دون أن يكلفهن هذا جهداً كبيراً أو مالاً كثيراً . ولا يمكن أن تخلو العلاقة الزوجية من منغصات بسبب أشياء صغيرة، ولكن الزوجة الذكية تستطيع أن تحول هذه المنغصات إلى فرص لتقوية العلاقة وملء البيت بالسعادة بعد أن هربت منه نسائمها.
وقد تسألين كيف؟ وأقول: هل جربت أن تكتبي رسالة إلى زوجك تعبرين فيها عما في نفسك من مشاعر وما تحسين فيه بصدق من آلام وما تحلمين به من آمال ؟ إن المشاعر المكبوتة لا تموت، إنها تبقى في النفس وتتراكم الواحدة تلو الأخرى حتى يأتي الوقت الذي تنفجر فيه وينفرط العقد مرة واحدة..من أجل ذلك كانت تجربة الأخوات في كتابة الرسائل تجربة ناجحة آتت ثمراتها بسرعة في أحيان كثيرة.
هذه الكتابة تجعل من الرجل يدرك أنه يتعامل مع إنسان له مشاعر وأحاسيس، وأنه لا يتعامل مع جماد ينفذ ما يقال له دون أي اعتراض تماماً كالآلة الصماء..إن بعض العادات التي يتوارثها بعض الرجال ـ وللأسف ـ تجعل نظرتهم للمرأة فيها شيء من الانتقاص والسخرية ، وهذا أمر لم يكن من سمت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا هديه ولا ما أمر به..إن هذه الكتابة تعمل على إضافة رصيد ثقافي له وينبهه إلى القيام بدوره تجاه شريكة حياته بطريقة غير مباشرة.
كثيرات يشتكين من سوء معاملة أزواجهن وتأتي كثير من الإجابات بالتوصية بالصبر والاحتساب وهذا صحيح ، إن المرأة وكذلك الرجل مطالبين بالصبر على بعضهما، ولكن ألا يضاف إلى ذلك البحث عن وسائل أخرى تفيد في تلطيف الجو وتقريب النفوس. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كتابة رسالة شكر ، وتضمينها بعضاً من أبيات الشعر الرقيقة ـ إن هو قام بمبادرة طيبة ـ كفيل بتقوية العلاقة الروحية وسبب ـ لزيادة المحبة ـ كبير. وبعض الأخوات تقول إنها تستحي من ذلك بحجة طول الزواج وأنها لم تتعود عليه وأقول لها: إن البداية تحتاج إلى قدر من الشجاعة وبعد التجربة سوف تشعرين بأنك ولدت من جديد..إن هذا يعتبر من المعروف الذي يحقق أهدافاً قريبة وبعيدة.
ـــــــــــــــــــ
حب المرأة(31/320)
إنَّ المرأة لا تحبُّ إلا رجلاً يكون أوّل الحُسنِ فيه حُسن فهمها له، وأوّل القوّة فيه قوّة إعجابها به، وأوّلُ الكبرياء فيه كبرياؤها هي بحبَّه، وكبرياؤها بأنّه رجل، هذا هو الذي يجتمع فيه للمرأة اثنان، إنسانُها الظريف، ووحشُها الظريف.
إنَّ البناء كأنّما يحيا بروح المرأة التي تتحرّك في داخله، وما دام هو الذي يحفظها للرَّجل، فهو في عين الرّجل كالمطرَف تلبسه فوق ثيابها من فوق جسمها، وانظر كم بين أن ترى عيناك ثوب امرأة في يد الدّلالِ في السُّوقِ، وبين أن تراه عيناك يلبَسها وتلبسُه؟
المرأة تحتاجُ طبيعتها أحياناً إلى مصائب خفيفة، تؤذي برقَّة، أو تَمُرُّ بالأذى من غير أن تلمَسَها به، لتتحرَّك في طبيعتها معاني دموعها من غير دموعها، فإن طال ركود هذه الطبيعة، أوجدت هي لنفسها مصائبها الخفيفة، فكان الزَّوج إحداها!
مصطفى صادق الرافعي
ـــــــــــــــــــ
النكد الزوجي
معروف أن الدموع أشهر أسلحة المرأة التي تحسن استخدمها ببراعة، وبعضهم يضيف الجمال والأنوثة كسلاح لا يقهر، إلا أن المرأة بعد الزواج ومرور السنين الأولى عليه تعتقد بأن هذين السلاحين لن يجديا نفعاً، فتلجأ إلى سلاح آخر هو >النكد< الذي يأتي عادة تفسيراً لعدم وجود الاستقرار النفسي نتيجة ظروف معينة تعيشها الزوجة، فالمرأة ليست نكدية بطبعها ما لم تسهم الظروف والمشكلات في وجود هذه الصفة.
وتستخدم المرأة هذا السلاح عندما تريد أن تقول شيئاً ما لزوجها حيث تفترض مسبقاً أو من خلال تجاربها الحياتية معه بأنه لن يستوعب طلبها أو لن يفهم مقصدها.
وكثيراً ما يؤدي غياب لغة الحوار بين الزوجين إلى لجوء المرأة لافتعال المشكلات لإثارة هذا الرجل الصامت الذي لا يحرك ساكناً ولا يعبأ بكل ما يحدث حوله• ومعروف أيضاً عن المرأة بأنها لا تقوى على كتمان مشاعرها؛ إذ إنها سريعة التأثر وسرعان ما تعبِّر عما في داخلها من ضغوطات ومشاعر، سواء سلبية كانت أو إيجابية، وربما هذا ما يجعل تصرفاتها تصنف في قائمة النكد.
وبعضهم يرجع حالة النكد التي تسببها المرأة في المنزل إلى معاناتها من النظرة الدونية من قبل الرجل وإحساسها بأن حقوقها مهضومة باعتبارها امرأة، وأنها غير قادرة على الحصول على هذه الحقوق، ما يجعلها تلجأ للشكوى وتصبح كثيرة التذمر والصراخ لعلها تجد متنفساً عن مشاعرها.
ولاشك أن للأشياء الموروثة والمكتسبة من الأسرة علاقة بهذا الموضوع؛ إذ إن التي تكبر وهي تشاهد أمها تستخدم هذا الأسلوب مع والدها تتشرب هذه المعاملة وتبدأ لا شعورياً بتقليد أمها، وتلعب نصائح الصديقات التي لا يجب الأخذ بها دوماً دوراً في استخدام النكد كأسلوب لتحصل المرأة على ما تريد من زوجها.
أيضا تتسبب الرتابة والملل الذي يدخل عش الزوجية في إشاعة جو النكد كما يسهم الضعف أو البرود الجنسي في وجوده بقوة.(31/321)
وقد يكون النكد بسبب طبيعة المرأة العاطفية الحالمة التي تجعلها تصدم بالواقع حين تواجه الحياة، حيث تعتقد الكثيرات أن الزواج شهر عسل دائم، ورومانسية لا تنتهي، وحين تدخل هذا العالم وتلمس حجم المسؤوليات الملقاة عليها وصعوبة الحياة بشكل عام يصيبها الاكتئاب ويدخل النكد في حياتها، الذي ينعكس تباعاً على الزوج والبيت والأطفال أيضاً.
وقد يرجع الزوج السبب كله إلى زوجته ويدَّعي أنه لا يفهم لماذا هي نكدية ولماذا تختفي الابتسامة من وجهها معظم الوقت ويحل محلها الغضب والوعيد ؟! ولماذا هي لا تتكلم؟! لماذا لا ترد؟! والحقيقة أن هذا الزوج لا يعرف أن زوجته بصمتها الغاضب إنما هي تدعوه للكلام.
إنها تصدر إليه رسالة سلبية، ولكن هذه هي طريقتها لأنهما لم يتعودا معاً ـ الزوج والزوجة ـ على طريقة أكثر إيجابية في التفاهم.
ويقلق الزوج ويكتئب هو أيضاً، ثم يغلي في داخله، ثم ينفجر، وتشتعل النيران، فهي ـ أي الزوجة ـ تصمت وتتجاهل لتثير وتحرق أعصابه وتهز كيانه وتزلزل إحساسه بذاته ليسقط ثائراً هائجاً وربما محطماً.
وهنا تهدأ الزوجة داخلياً ويسعدها سقوطه الثائر حتى وإن ازدادت الأمور اشتعالاً وشجاراً، تتطاير فيه الأطباق وترتفع فيه الأصوات• وهذا هو شأن التخزين الانفعالي للغضب.
بذلك تكون الزوجة قد نجحت، أي استفزته إلى حد الخروج عن توازنه، لأنها ضغطت على أهم شيء يوجع رجولته وهو التجاهل ولكن هذه ليست حقيقة مشاعرها، فهي تغلي أيضاً لأنها غاضبة، غاضبة من شيء ما، ولكنها لا تستطيع أن تتكلم• فهذا هو طبعها• ربما يمنعها كبرياؤها، فهذا الزوج يخطئ في حقها وهو لا يدري أنه يخطئ، وأن أخطاءه ربما تكون غير إنسانية• ربما هو يتجاهلها عاطفياً، ربما هو يتجاهلها فراشياً•• ربما بخله يزداد• ربما بقاؤه خارج البيت يزداد من دون داع حقيقي لذلك• ربما أصبح سلوكه مريباً•• ربما•••وربما•• وربما.
ولكنه لا يدري، أو هو غافل، أو هو يعرف ويتجاهل• وهو في كل هذا لا يدري أنها تتألم، أي أنه فقد حساسيته، ولكنها لا تتكلم ولا تفصح عن مشاعرها الغاضبة•••ربما لأنها أمور حساسة ودقيقة، وربما لأن ذلك يجرح كرامتها، وربما لأنهما لم يعتادا أن يتكلما، ولهذا فهي لا تملك إلا هذه الوسيلة السلبية للتعبير• وهي في الوقت نفسه وسيلة للعقاب والتجاهل.
وإذا بادل الزوج زوجته صمتا بصمت وتجاهلا بتجاهل فإن ذلك يزيد من حدة غضبها وربما تصل هي إلى مرحلة الثورة والانفجار فتنتهز فرصة أي موقف ـ وإن كان بعيداً من القضية الأساسية ـ لتثير زوبعة••• لقد استمر في الضغط عليها حتى دفعها للانفجار، وضغط عليها بصمته وتجاهله رداً على صمتها وتجاهلها، وتلك أسوأ النهايات أو أسوأ السيناريوهات•
قد يستمر هذا الأسلوب في التعامل والتفاعل سنوات وسنوات، وهذا يؤدي إلى تآكل الأحاسيس الطيبة، ويقلل من رصيد الذكريات الزوجية الحلوة، ويزيد من الرصيد السلبي المر• ويعتادان على حياة خالية من التفاهم وخالية من السرور ويصبح البيت(31/322)
فعلاً قطعة من جحيم• فتنطوي الزوجة على نفسها واهتماماتها الخاصة، ويهرب الزوج من البيت، وتتسع هوة كان من الممكن ألا توجد لو كان هناك أسلوب إيجابي للتفاهم•
واستمرار حال الاستفزاز معناه تراجع المودة والرحمة، فهناك ألف وسيلة تستطيع الزوجة عن طريقها استفزاز زوجها• وكذلك هناك أكثر من ألف طريقة يستطيع بها الزوج استفزاز زوجته، أهمها كما قلنا الصمت والتجاهل والوجه الغاضب والكلمات اللاذعة الساخرة والناقدة والجارحة أو يتعمد أي منهما سلوكاً يعرف أنه يضايق الطرف الآخر• أو قد يلجأ كل منهما إلى أسوأ أنواع الاستفزاز وهي إثارة الغيرة والشك• والعناد هو شكل من أشكال الاستفزاز، واستمرار الزوجين في العناد معناه عدم النضج أو معناه أن أحدهما يعاني ألماً نفسياً حقيقياً وأن الطرف الآخر يتجاهل عن عمد أو عن غير عمد هذا الألم•
والخطأ الأكبر الذي يقع فيه الزوجان أن يجعلا المشكلات تتراكم من دون مواجهة، من دون توضيح، من دون حوار بصوت عال هادئ، من دون أن يواجه كل منهما الآخر بأخطائه أولاً بأول، من دون أن يعبر كل منهما عن قلقه ومخاوفه وتوقعاته وآلامه وهمومه•• يجب أن يرفع كل منهما شكواه إلى الآخر بكلمات واضحة وصوت مسموع ونبرة ودودة، ويجب الاستمرار والمثابرة والإلحاح في عرض الشكوى حتى تصل إلى ضمير الطرف الآخر• قد يكون تجاهل الزوج لمتاعب الزوجة ليس عن قصد أو سوء نية أو خبث، ولكن لأنه لا يعرف، لا يعلم، لأنها لم تتحدث إليه، لأنها لم تعبِّر بشكل مباشر• ربما لأنها تعتقد أنه يجب أن يراعى مشاعرها من دون أن تحتاج هي أن تشير له إلى ذلك، ربما تود هي أن يكون هو حساساً بالدرجة الكافية، ربما تتمنى أن يترفع عن أفعال وسلوكات تضايقها وتحرجها• وهذا جميل وحقيقي، جميل أن يكون لديها هذه التصورات وهذه الأمنيات المثالية• ولكن الأمر يحتاج أيضاً إلى تنبيه رقيق•• إشارة مهذبة•• تلميح راق، كلمات تشع ذوقاً وحياء من دون مباشرة• ولا مانع وخصوصاً في الأمور المهمة والحساسة والدقيقة من المواجهة المباشرة والحوار الموضوعي• فهذا حق كل منهما على الآخر، وهذا هو واجب كل منهما تجاه الآخر، وهذا هو أصل المعنى في المودة والرحمة لأن الزوجين اللذين وصلا إلى هذه المرحلة من الاستفزاز المتبادل يكون قد غاب عنهما تماماً المعنى الحقيقي للمودة والرحمة.
وينبغي أن لا يخاف أي من الزوجين تطور الحوار إلى قليل من الانفعال، فالشجار ليس بداية النهاية•• بل بالعكس بداية استقرار الحياة الزوجية، فعقب كل شجار يسعى الزوج والزوجة جدياً للتوفيق بين طباعهما وميولهما، وحاجاتهما، وطموح كل منهما في الحياة• والشعور بخطر المنازعات الزوجية على مسيرة الزواج•
كل هذا ينتاب الرجل أكثر مما ينتاب المرأة، لأسباب كثيرة في مقدمها أن الرجل نفسه هو الذي اختار هذه المرأة من دون سائر النساء لتكون شريكة حياته في حلوها ومرها•• وكثيرا ما يصدق ظنه، ولكن ما أكثر أيضا ما يخيب ظنه في هذه المرأة، ويكتشف أنه تزوج إنسانة غريبة تختلف عنه في الطباع والميول والنظرة للحياة بصفة عامة•(31/323)
إن أفضل وسيلة لتسوية أي خلاف ينشأ بين الزوجين، هي المناقشة الهادئة بالمنطق والحجة، ومراعاة كل منهما ظروف صاحبه، وأيضا تنازل كل طرف عن جزء من رغباته للوصول إلى منتصف الطريق• ومعظم المشكلات بين الزوجين تنبع من اختلاف البيئة التي ينشأ فيها كل منهما، واختلاف الطباع والعادات والميول وغير ذلك• وتعتبر النظرة الواقعية للزواج هي المدخل الحقيقي لحل أي مشكلات تواجه الزوجين في بدء حياتهما الزوجية•• النظرة الواقعية التي ترى حقيقة الزواج أنه ليس مجرد شهر عسل دائم، بل حياة مشتركة فيها الحقوق والواجبات وفيها أيضا المسؤوليات•
ولذلك فعلى الزوجين أن يسلِّمان في أوائل عهدهما بالزواج بأنه لا مفر من المنازعات، ثم يتفقان على أسلوب المناقشة بينهما، والطريقة التي ستتبع في حل خلافاتهما•• فهناك فارق كبير بين أن يختلف رجل مع امرأته على موضوع معين، ثم يجلس الاثنان معا ويبحثان خلافاتهما بهدف الوصول إلى حل لها•• وبين أن يختلف الزوجان ثم يتضح أن سبب الخلاف هو رغبة كل من الزوجين في فرض شخصيته أو كلمته على الآخر•
وأسوأ ما يمكن أن يحدث بين زوجين أن ينشب بينهما نزاع في مكان عام، أو أمام الأقارب أو الأصدقاء، وما قد يترتب على ذلك من إفساح مكان للغرباء للتدخل ونصرة رأي أحد الزوجين على الآخر، وتكون النتيجة هو أن يتمسك كل طرف برأيه في محاولة لحفظ ماء الوجه، فضلا عما يثيره هذا التدخل من شعور في نفس الزوج والزوجة معا بأنهما أصبحا غريبين، وما يتركه ذلك من رواسب يكون لها أسوأ الأثر في مستقبل العلاقة الزوجية فأي شجار بين الزوجين يجب أن يسوى بينهما من دون أن يتركا المجال لأحد مهما كانت علاقته بالطرفين بالتدخل لفض هذا النزاع•
ـــــــــــــــــــ
المصادر:
1 ـ في بيتي مرض اسمه النكد الزوجي د• عادل صادق•
2 ـ قناع القبح•• كثيراً ما تستخدمينه!
3 ـ كوني واقعية•• قليل من النكد•• ينقذ الحياة الزوجية، نورا عبد الحليم•
منى السعيد الشريف - مجلة الوعى الإسلامى العدد 475 ربيع الأول 1426 هـ
ـــــــــــــــــــ
التدين وأثره علي الحياة الزوجية
عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة
هذه الأفكار والمواقف والنقاط المنتقاة بعناية ، حول موضوع ملف هذا العدد: (التدين وأثره علي الحياة الزوجية ) ،
ضعا تعليقكما عليها بالموافقة ( صحيح ) أو الرفض ( خطأ ) ، ثم قارنا إجابتكما بالإجابة الصحيحة ، وقدرا لأنفسكما بعد ذلك الدرجة والنتيجة التي تستحقها إجابتكما .. وحددا مواقفكما وصحتها ..
الزوج :(31/324)
1- للتدين الحقيقي تأثير إيجابي كبير علي الحياة الزوجية .
2- التدين أمر شخصي ، ولا علاقة له بالحياة الزوجية أو السعادة الأسرية .
3- السعادة التي يضيفها التدين علي الحياة الزوجية هي سعادة حقيقية لا مظهرية فقط .
4- أنا علي ثقة كاملة بسلوك زوجتي وتصرفاتها وقيامها بمسؤولياتها لأنها متدينة .
5- الزوجة المتدينة ليست معصومة عن الخطأ ، ولا بد من الاستزادة من العلم والفقه .
6- الاتفاق علي الأمور الدينية بين الزوجين ركن أساسي في تمتين العلاقة بينهما وإسعادهما .
7- الزوجة المتدينة تكون دائماً متعصبة ومتزمتة ويصعب التفاهم معها .
8- لقد كنت مدققاً بشدة عند اختيار زوجتي أن تكون صاحبة دين وخلق .
9- أجبرت زوجتي علي لبس العباءة والنقاب ، لأن العادات تقضي بذلك .
01- الزوجة المتدينة لا تهتم بالقضايا العاطفية والجنسية وتنظر إليها كأشياء ثانوية .
11- لا أحب أن أرافق زوجتي في مشوار أو نزهة أو لتناول الغداء في مطعم لأن مرافقة الرجل المتدين للمرأة غير لائق .
21- لا أسمح كمتدين للعواطف الجنسية والنفسية أن تحتل مكاناً أساسياً في علاقتي الزوجية لأن ذلك علامة ضعف .
31- علي الزوج المتدين أن يكون مقتراً ، ويراقب مصاريف الأسرة بدقة ، لأن المرأة بطبيعتها تميل إلي الإسراف .
41- لا أسمح لزوجتي بزيارة أهلها أو غيرهم ما لم أكن معها خشية الاختلاط بالرجال .
51- عملي التطوعي والاجتماعي يتقدم في الأولوية والوقت علي علاقتي الزوجية .
61- المرح والابتسامة تشيع مع أصدقائي وربعي أكثر منها بيني وبين زوجتي وأولادي ، وذلك بحكم الرجولة وهذا لا ينافي التدين .
71- لا أسمح لزوجتي بقطع الرحم ، بل آمرها بحكم التدين بزيارة أهلها لا ينافي التدين .
81- الزوج المتدين يسعي بحكمة إلي تفقيه زوجته ويحسن معاشرتها ويتودد إليها .
91- التدين يفرض علي الزوج أن يراعي مشاعر زوجته ويحسن معاشرتها ويتودد إليها .
02- حالات الحيض والنفاس والولادة وغيرها من خصائص المرأة يجب فيه تكريمها ومساعدتها وهي لا تؤثر علي كفاءتها وطهارتها .
التقويم :
1- الإجابة النموذجية :
أ – الإجابة بـ ( صحيح ) للفقرات :
( 1 – 3 – 5 – 6 – 8 – 17 – 18 – 19 – 20 ) .
ب – الإجابة بـ ( خطأ ) – للفقرات :
( 2 – 7 – 9 – 10 – 12 – 14 – 15 – 16 – 23 ) .(31/325)
2- التقدير :
أعط لنفسك عن كل إجابة صحيحة وفق الإجابة النموذجية المذكورة (5) درجات .
- إذا كان مجموع درجاتك : أ – من (90 – 100 ) – ممتاز : وأنت حقاً تفهم معني التدين وتدرك حقيقة العلاقات الزوجية السليمة .
ب – إذا كان مجموع درجاتك من ( 80 – 90 ) – جيد جداً : وللتدين لديك فهم ومنزلة مؤثرة في الحياة الزوجية بشكل سليم .
ج – المجموع من ( 70 – 80 ) – جيد : ولكن ذلك يعني أن عليك مراجعة بعض المفاهيم لديك فيما يتعلق بالتدين أو بالعلاقة الزوجية .
د – المجموع من ( 60 – 70 ) – مقبول : واقرأ الملاحظة السابقة نفسها .
هـ المجموع أقل من (60) – ضعيف : وهذا يعني وجود ضعف في معرفتك الدينية أو معرفتك بالعلاقات الزوجية الصحيحة ، وتحتاج لإعادة نظر في مفاهيمك هذه .
الزوجة :
1- التدين يجعل الحب الزوجي والعلاقات الزوجية منزهة عن الأهواء والنزعات الشريرة .
2- التدين أمر شخصي ، وليس له علاقة بالحياة الزوجية أو السعادة الأسرية .
3- التدين ينظم قواعد وأسس الحياة الزوجية مما يجعل السعادة حقيقة لا مظهراً فقط .
4- إن ثقتي بزوجتي لأنه متدين وثقتي به تجعلني متأكدة من أنه لا يمكن أن يخونني أو يظلمني .
5- ليس الزوج المتدين معصوماً عن الخطأ ، ولكنه علي الأقل يعترف بأخطائه ويسعي للتخلص منها .
6- لقد كنت حريصة عند اختيار زوجي علي أن يكون متديناً صالحاً .
7- لا يمكن التفاهم بسهولة مع الزوج المتدين فهو غالباً عصبي ومتزمت .
8- البس العباءة والحجاب عملاً بالعادات والتقاليد ، ولعدم إحراج زوجي ولكنني عندما أسافر أخلع الحجاب .
9- الزوج المتدين مع اهتمامه بالجنس إلا أنه لا يريد أن يكون للمرأة ثقافة جنسية .
01- الزوج المتدين يعامل زوجته كأنها نجسة أو منبوذة عندما تكون في فترة العادة الشهرية .
11- من الطبيعي أن يكون الزوج المتدين وذو المنزلة الاجتماعية مشغولاً بكثرة عن زوجته وأولاده بالاجتماعات والأسفار والأعمال التطوعية .
21- يمكن للزوج المتدين أن يكون بخيلاً ومقتراً ، علي زوجته تقدير ذلك من أجل التوفير .
31- الاتفاق بين الزوجين في الأمور الدينية سبب رئيسي للتفاهم والتعاون البناء فيما بينهما .
41- التدين يهذب المشاعر العاطفية والجنسية ويوجهها توجيهاً سليماً من الأذي ، وهذا يضفي علي الحياة ظلالاً وارفة من التعاطف والمودة والإشباع .
51- يحق للزوج منع زوجته من زيارة أهلها وصديقاتها خشية أن تختلط بالرجال .(31/326)
61- يحق للزوجة المتدينة أن تنشغل عن زوجها وأولادها بما هو أهم كالأعمال التطوعية مثلاً .
71- زوجة الرجل المتدين تشعر بالأمان والثقة بأن زوجها لا ينقل إليها أمراضاً جنسية .
81- الزوج المتدين يعطي لأهله وأولاده حقوقهم كاملة ويصطحبهم في الإجازات والسفر والنزهة .
91- الزوجة المتدينة تجد حرجاً في مناقشة الأمور الجنسية والعلاقات الحميمة مع زوجها وتخجل أن توضح له ما تريد وما لا تريد .
02- لا تسمح الزوجة المتدينة لزوجها أن يمارس معها علاقات محرمة أو أن يخونها بحجة الحرية .
التقويم :
1- الإجابة النموذجية :
أ – الإجابة بـ ( صحيح ) – للفقرات :
( 1- 3 – 4 – 5 – 6 – 13 – 14 – 17 – 18 – 20 )
ب – الإجابة بـ ( خطأ ) – للفقرات :
( 2 – 7 – 8 – 9 – 10 – 11 – 12 – 15 – 16 – 19 ) .
2- التقدير :
درجات لكل إجابة صحيحة وفق الإجابة النموذجية المذكورة .
أ – إذا كان مجموع درجاتك : (90 – 100 ) – فأنت ممتازة : وعلي معرفة حقيقية بالتدين والعلاقات الزوجية السليمة .
ب – المجموع من (80 – 90 ) – جيد جداً : ولديك فهم صحيح للتدين وتأثيره علي الحياة الزوجية الصحيحة والسعيدة .
ج – المجموع من ( 70 – 80 ) – جيدة : ولكن عليك مراجعة بعض المفاهيم لديك ، مما يتعلق بالتدين أو بالعلاقة الزوجية .
د – المجموع من ( 60 – 70 ) – مقبولة : وأقرئي الملاحظة السابقة نفسها لأنها تنطبق عليك .
هـ أقل من (60) درجة : ضعيفة :
وهذا يعني أن لديك أخطاء في معرفة التدين أو العلاقات الزوجية وصلتها بالتدين ، وتحتاجين لإعادة نظر في مفاهيمك هذه
ـــــــــــــــــــ
زوجتي تنفر من أهلي
أنا متزوج منذ سنتين ونصف، ولدي طفل واحد، وأنا من عائلة ميسورة الحال وأسكن مع إخواني في سور واحد، أي مجمع، وكل منا يسكن في بيت مستقل داخل هذا المجمع.
والوالد يسكن في فيلا تقع في الوسط، واعتدنا أن نجتمع برغبة من والدي لتناول طعام الغداء معاً، وقد أصبح الطبخ كل يوم على إحدى زوجات إخوتي مع أنه يوجد خدم لكن الإشراف هو المطلوب فقط، وفي المساء تجتمع الزوجات في بيت الوالدة(31/327)
بعد صلاة المغرب للتسامر وشرب الشاي والقهوة، وكانت أمنيتي أن يرزقني الله بامرأة تجيد الطبخ وتهواه، وتنسجم مع أهلي، فخطبت لي والدتي إحدى قريباتي، وبعد مرور سنتين ونصف فوجئت بأن زوجتي لا تريد الطبخ لأهلي وبدأت ترفض ذلك وتصر على أنها إن أرادت الطبخ فلي وحدي دون أهلي ترفض الذهاب لتناول الغداء مع أهلي، ولا تمضي في الأسبوع معهم أكثر من ساعة حتى إن أهلي بدأوا يؤنبونني ويتساءلون عن سبب غيابها عنهم، والذي زاد الأمر سوءاً أنها بدأت ترفض أن أصحب ابني الصغير معي لدي زيارتي لأهلي، فماذا أفعل هل أطلقها أم أتزوج عليها بأخرى تسد هذا الجانب علما أنها جميلة وذكية وتحبني وتحب الخروج معي ولا تتركني وحدي أبداً وتحب مرافقتي وتداعبني وتضحك معي باستمرار، وهي حساسة جداً في المناقشة ولا تتقبل النقد.
آفاق المشكلة:
- الزوجة لا تريد الطبخ للأهل وتبدي استعدادها للطبخ لزوج وحده.
- زياراتها قليلة لأهل زوجها مما أثارهم وجعلهم يؤنبونه.
- ترفض أن يصطحب زوجها ابنها في زيارة أهله.
- الزوجة حساسة جداً ولا تقبل النقد.
الإيجابيات:
1- الزوجة لا ترفض فكرة الطبخ وتبدي استعدادها للطبخ لزوجها.
2- جميلة وذكية.
3- تحب زوجها ومتعلقة به ولا تتركه وحيداً أبداً.
4- مرحة وحساسة.
التصورات الممكنة للحل:
إن ما تقوم به أسرتك من الاجتماع اليومي نقطة مضيئة في العلاقات الأسرية وتحافظ على صلات الرحم والتقارب الأسري والتآلف بين أفراد العائلة الواحدة، وفكرة المجمع الذي أقامه والدك فكرة مميزة بحيث تحافظ على خصوصية الأسر الصغيرة في بوتقة الأسرة الكبيرة الواحدة.
لكن مشكلة عدم ارتياح زوجتك لفكرة لطبخ للأهل ورفضها ذلك، قد تكون غطاء لمشكلة أخرى غير معلنة عليك أن تبحث عنها أنت وذلك في علاقتها مع أفراد عائلتك، مما يتطلب منك مراقبة علاقة زوجتك بأمك وأخواتك أو إخوانك فقد يكون هناك ما يؤذيها أو يقلقها أو يجرح مشاعرها دون أن تنتبه أنت له، ودون أن يكون لديها القدرة على التعبير لك فتكتفي بالنفور من أهلك، ورفض الانضمام إليهم في لقائهم اليومي.
كما يمكنك اتباع الخطوات التالية للتقارب معها وفهم ما يجول في خاطرها:
1- الخروج وحدكما من المكان إلى مدينة مجاورة وقضاء بعض الوقت لتهدأ نفسها ويطمئن بالها.
2- مفاتحتها بالمشكلة بجمل مقبولة لديها، كأن تمتدح أخلاقها وسلوكها وحبها لك، وتمتدح ترتيبها وطبخها وتنطلق من هذه النقطة إلى محاورتها بهدوء وصبر في(31/328)
الأسباب الحقيقية لموقفها، وتدعوها لأن تتقرب من أجواء أسرتك إن كانت تحبك وتريد سعادتك.
3- الانسحاب من المناقشة وتغيير الموضوع إن وجدت حساسية مفرطة في الحوار مع إعادة المحاولة بعدما تهدأ نفسها.
4- حاول أن تقرب بينها وبين أسرتك بجمل حتى ولو كانت مختلفة من قبلك عن آرائهم الإيجابية بها وبحسن معاملتها وشخصيتها الهادئة الرزينة وتربيتها وطبخها، وأنهم يتمنونها دائماً معهم لأنهم يرون أنها فرد أساسي في التجمع العائلي اليومي، وهذا يعد من باب إصلاح ذات البين.
أما فكرة طلاقها أو الزواج من أخرى فإنه ليس حلا للمشكلة بل ربما قد يزيدها تعقيداً ويخلق تشبعات فيها أنت في غنى عنها، ما دامت تحبك وترعاك، وتهتم بك وتحافظ على بيتك، وأنجبت لك الذرية التي هي قرة عين لك.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة الفرحة - العدد (76) يناير 2003
ـــــــــــــــــــ
هل يجوز المدح الكاذب بين الزوجين؟!
إذا ساءت العلاقة بينك وبين طرفك الآخر, ووصلت إلى مرحلة من الجفاء فهل يجوز لك المدح الكاذب لتليين النفوس وترطيب جفافها؟
وهل مدح الزوج زوجته أو العكس بما ليس فيه من الصفات يمكن اعتباره من أبواب الكذب المباح؟ وكيف يمكن تفسير حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي روته أم كلثوم عن الترخيص في الكذب الذي منه حديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها؟
إن شأن المسلم في أحواله كلها أن يلتزم الصدق في أقواله وأفعاله ولقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الكذب في قوله: وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. متفق عليه.
ووصف صلى الله عليه وسلم المنافق بأنه (إذا حدث كذب) متفق عليه وكفى بذلك تنفيرا من الكذب وتحذيرا منه. ولا يخرج المدح عن هذا الأصل, فلا يجوز أن يمدح الإنسان غيره كاذباً فلقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدح فقال أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل متفق عليه والإطراء هو المبالغة في المدح، فإذا كانت المبالغة في المدح منهيا عنها فمن باب أولى الكذب فيه.
أما فيما يتعلق بمدح الزوجين بعضهما فيجب التزام الصدق فيه ولا يجوز الكذب فيما يمدح أحدهما صاحبه به، وما جاء من الترخيص بالكذب فيه لا يشمل المدح. وهو ما جاء عن أم كلثوم- رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيراً متفق عليه وينمي أي يبلغ. وفي رواية مسلم قالت: أم كلثوم ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها تعني ما يخبر أحدهما الآخر كذبا لتجنب سوء خلقه عندما يكون الضرر من الصدق أكبر من الضرر من الكذب.(31/329)
وهذا لا يكون إلا فيما يخفي على أحد الزوجين، أما المدح فيكون في الصفات التي يعلمها الزوج أو تعلمها الزوجة من نفسها فلا مكان للإخبار عنها كذبا. مما يجعل الكذب فيه خاليا من المصلحة لعلم الممدوح بأنه لا يحمل هذه الصفة التي مدح فيها.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمدح زوجاته ولا يقول إلا حقا وصدقا من ذلك مدحه خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها بقوله:
عمران وخير نسائها خديجة بن خويلد وأشار الراوي إلى السماء والأرض، وقال في مدح زينب أم المؤمنين رضي الله عنها أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت عائشة- رضي الله عنها- فلن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت: فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق
ـــــــــــــــــــ
مرض .. من غير إجازة
قال : أعرف لك خبرة بالمرأة ومعرفة بطباعها .
قلت : إنما هي قراءات واطلاعات ومتابعات لشؤونها
على أي حال فإني أشكر لم هذا الظن بخبرتي ومعرفتي بطباعها .
قال : أريد أن أسألك عن مثل عامي شائع في بلدنا .. إن كان يصف طبعاً من طباع المرأة أو حالاً من أحوالها .
قلت : وماذا يقول هذا المثل ؟
قال : ( المرأة كالسجادة .. تحتاج كل شهر إلى نفضة )
قلت : وهل وجدت أثراً لهذا المثل في زوجتك ؟
قال : أتريد الحق .. نعم .. وجدت فيه انطباقاً كبيراً عليها .
قلت : هكذا أغلب النساء .. فلا تقلق .
قال : أغلبهن يحتجن إلى هذه " النفضة " ؟
قلت : على العكس تماماً . إنهن يحتجن إلى حلم مضاعف من الزوج وصبر أجمل عليهن .
قال : ولكنك قلت : هكذا أغلب النساء !
قلت : إنما عنيت أن أغلب النساء يصدر عنهن كل شهر ما يثير غضب أزواجهن عليهن ... . إنما لا يستدعي هذا العقاب الذي شبّهته بـ " النفض " للسجاد .
ضحك وقال : ماذا يستدعي إذن ؟
قلت : كما أخبرتك . يستدعي مزيداً من حلم الرجل وصبره .
قال : وما معنى كل شهر ؟ ولماذا ليس كل شهرين ؟
قلت : وهل تحيض المرأة كل شهرين أم كل شهر ؟
قال : وما شأن حيضها بما نحن فيه ؟
قلت : له كل الشأن . لأن ما يثير غضبك كل شهر إنما يوافق موعد ما يسمّى بالدورة الشهرية . ولو راقبت هذا بانتباه لوجدته صحيحاً .
قال : ( وقد رفع عينيه وكأنه يسترجع ماضياً ) لعلك على حق . ولكن ما صلة دورتها بانقلابها النفسي عليَّ .
قلت : إنه على صلة كبيرة بها .(31/330)
قال : كيف ؟
قلت : لو أصبت بنزف فقدت فيه ربع لتر من دمك ... أما كنت تولول وتدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور .. ولعلك تطلب إجازة من عملك ؟
قال : لعلي أفعل هذا أو ما يشبهه .
قلت : فإن المرأة تنزف مقدار هذا الدم كل شهر ولا يلتفت إليها أحد !
قال : المسكينة .
قلت : ( لم أتيقن إن كان جاداً في إشفاقه أم ساخراً ) .
قال : وماذا أيضاً ؟
قلت : تنخفض درجة حرارة المرأة في أثناء الحيض درجة مئوية كاملة .
وذلك لأن العمليات الحيوية التي لا تكف في جسم الكائن الحي تكون في أدنى مستوياتها وقت الحيض . وتسمى هذه العمليات بالأيض أو الاستقلاب Metabolism ويقل إنتاج الطاقة ..
كما تقل عمليات التمثيل الغذائي .. وتقل كمية استقلاب المواد النشوية والدهون والبروتين .
قال : كأنك تريد أن تقول إنها تمرض في دورتها ؟
قلت مستأنفاً حديثي : وتصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض فتقل إفرازاتها الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها .
قال : وهل هناك شيء آخر ؟
قلت : ونتيجة للعوامل السابقة تنخفض درجة حرارة الجسم ويبطيء النبض وينخفض ضغط الدم . ويصاب كثير من النساء بالشعور بالدوخة والفتور والكسل في أثناء فترة الحيض . ( نظرت في صديقي لأرى أثر الكلام في وجهه ) .
قال : تفضل أكمل .
قلت : يصاحب الحيض آلام تختلف في شدتها من امرأة إلى أخرى .
وأكثر النساء يصبن بآلام وأوجاع في أسفل الظهر وأسفل البطن .
وبعض النساء تكون آلامهن فوق الاحتمال .. مما يستدعي استعمال الأدوية والمسكنات ، ومنهن من تحتاج إلى زيارة الطبيبة من أجل ذلك .
قال : ( وقد ظهرت علائم الاقتناع واضحة في وجهه ) :
ولا شك في أن هذا كله يضغط على أعصاب المرأة فيثيرها ويغضبها .
قلت : صدقت . تصاب المرأة بحالة من الكآبة والضيق في أثناء الحيض .. وخاصة عند بدايته .. وتكون متقلبة المزاج سريعة الاهتياج قليلة الاحتمال .
كما أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى مستوى لها . وبعض النساء يصبن بالصداع النصفي ( الشقيقة ) قرب بداية الحيض . وتكون الآلام مبرحة وتصحبها زغللة في الرؤية وقيء .
قال : إن هذا والله أعراض مرض !
قلت : ومع هذا فإن " المسكينة " ، كما وصفتها ، لا تستطيع أن تأخذ إجازة من تلبية طلباتك وطلبات الأولاد .. ومن تبعات البيت وأعماله .. فهل تريدها أن تحتمل هذا كله لترسم ابتسامة دائمة على وجهها .. ويتسع صدرها لهذا وذاك وذلك .. ؟(31/331)
قال : ( وكأنه يعتذر ) الإنسان عدو ما يجهل .
قلت : وعلى هذا ... ... ... . فإن المثل الذي ذكرته صحيح في شيء وخاطئ في آخر .
صحيح في أن المرأة تحتاج كل شهر .. وخاطئ في تحديد هذا الذي تحتاجه بأنه " نفضة " كنفضة السجاد .
المرأة تحتاج على العكس من هذا ، إلى مزيد من الحلم عليها ، واحتمال أكثر لاهتياجها ، وتقبل أفضل لثوران أعصابها ، واتساع صدورنا نحن الرجال لها .
قال : ما أجمل وأبلغ قوله تعالى في وصف محيض المرأة بأنه أذى ( ويسألونك عن المحيض * قل هو أذى ) .
قلت : وانظر إلى آثار رحمة الله بالمرأة .. كيف خفف عنها واجباتها أثناء الحيض فأعفاها من الصلاة ولم يطالبها بقضائها .. وأعفاها من الصوم . وأعفاها من الاتصال جنسياً بزوجها وأخبر زوجها بأن الحيض أذى كما جاء في الآية الكريمة التي أشرت إليها ... والآية كاملة تقول :
{ ويسألونك عن المحيض * قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله * إن الله يحب المتطهرين } .
قال : سبحان الله . ربها يخفف عنها ما افترضه عليها .. ونحن الرجال لا نرضى في أن تقصر في أي من واجباتها نحونا .
قلت : ولعل هذا يكشف عن الحكمة في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تطليق المرأة أثناء الحيض .
قال : كم أنا شاكر لك هذا البيان الواضح ... وإني لأرجو أن يعينني الله على أن يتسع صدري لزوجتي أيام حيضها .
قلت : بل ادع الله أن يوسّع صدورنا لزوجاتنا في الأيام كلها .. فنتحمل ما يصدر عنهن ، ونحلم عليهن .
قال : آمين .. آمين
ـــــــــــــــــــ
المصدر: تحرير : بنت الرسالة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
لا تنسونا من ذلك ..
د.محمد رشيد العويد
ـــــــــــــــــــ
في الحياة الزوجية.. هكذا يخطئ الرجال
خمسة عشر عامًا بالتمام والكمال تمر على اختياري وعملي بهذا التخصص كطبيب نفساني، وأكثر من خمسة أعوام خبرة في التعامل مع المشكلات الأسرية من خلال الإنترنت، وفي العيادة الخاصة، وأزعم أن ما تراكم عندي من خبرات يمكن أن يملأ عدة مجلدات، ولكن لا بأس من مقالات سريعة تفي ببعض الغرض!(31/332)
أبدأ بمحاولة للنقاش حول الأخطار التي تهدد العلاقة الزوجية والأسرية في عالم متقلب يتغير في تفاصيله كل دقيقة، ونعيش نحن فيه دون إدراك لطبيعة المستجدات وانعكاساتها علينا، وكيف نسلك وسط هذه الفوضى والمتناقضات والضغوط؟! كيف نعيد فهم ديننا، وترميم مفاهيمنا، وإصلاح مسالكنا على هدى وبينة؟! أين الصواب فنستهدفه، وأين الخطأ لنجتنبه ونحاربه؟!
لا للندية
وحديثي اليوم إلى الرجال وعنهم، وأتناول فيه بعض الأخطاء التي أراها كامنة وراء العديد من المشكلات الزوجية، أشرح قاعدة من قواعد النجاح والسعادة الزوجية، وهي: "لا تعامل زوجتك بالمثل".
خلفيات كثيرة في عصرنا هذا تدفع باتجاه وضع من الندية بين الرجل والمرأة، فالظروف أتاحت أمام كل امرأة فرصًا أكبر للاستقلال المادي والمعنوي، فهي تعمل وتخرج وتشارك، لها مالها الخاص، وعندها حاسوبها الخاص، وهاتفها النقال، وحسابها البنكي، وعالمها الذي يتوسع، وغالبًا ما يكون هذا التوسع على حساب الرجل وعلاقتها به، فهي أكثر برودة وزهدًا تجاه زوجها لأنها أقل احتياجًا له، وأقل رغبة في بذل الجهد لإرضائه، وغيره حولها كثير من الزملاء والأصدقاء، وحتى العلاقات الإلكترونية، فيفقد الرجل/ الزوج ميزاته النسبية في الإنفاق والخصوصية والندرة – إذا صح التعبير – وتتسلل إلى نفسه مشاعر الحنق بسبب هذا وغيره، وحين تستقر في ضميره أن زوجته ندٌ له يبدأ في معاملتها بالمثل.
أمثلة
لدى النساء/ الزوجات رغبة جامحة – تبدو فطرية – في التفتيش وراء الزوج يعني في متاعه وأوراقه وجيوب ملابسه... إلخ، والغرض معروف، فهناك دائمًا نساء محتملات، والرجل عينه زائغة، وطماع... إلخ!! وفي مقابل هذا فإن المرأة المعاصرة لا تقبل بحال من الأحوال أن يعاملها زوجها بالمثل، ولو حدث – فإنه في أحسن الأحوال – سيظفر بمحاضرة من النوع الثقيل حول الخصوصية واحترامها، وحول حقوقه وواجباته، وحول أن للإنسان مساحات ينفرد بها، ولا ينبغي اقتحامها!!!
ومن نفس المنطلق تقريبًا فإن المرأة حريصة على معرفة ما يدخل إلى جيب زوجها من أموال، وعلى الاطمئنان الدائم أنه لا يبقى هناك كثيرًا، وأنه ينفقه عليها وعلى أولادها، وبالمقابل فإن ميزانيتها الشخصية سرية، وذمتها المالية مستقلة، وأي فضول تجاه استكشاف هذه المساحة سيواجه بمنتهى الحزم والحسم أو المراوغة والكذب "الأبيض" طبعًا!!!
والمرأة كثيرة الشكوى بطبعها – فيما يبدو – وهي حين تشكو لا ترى في ذلك عيبًا ولا غضاضة، فهي تمارس هواية من هواياتها، وسيكون الزوج ظالمًا إذا اعترض لأنه يريد حرمانها حتى من الفضفضة والشكوى، أما إذا سولت له نفسه أن ينتقد تصرفًا صدر عنها، أو أن يعترض على تقصير أو خلل هنا أو هناك فستكون النتيجة هي تلك الأطروحة المزمنة التي تصدر عن كل امرأة تقريبًا، فلم يحدث مرة أو مع أية امرأة إلا وتشكو أن زوجها كثيرًا ما ينتقدها، وأنه لا يكف عن لومها، وتوجيه(31/333)
نظرها إلى التقصير مهما كان بسيطًا!! وقد تسير أكثر في الطريق نفسه لتقول بأنها لا تشعر بتقديره لأي شيء تقوم به من أجله أو من أجل الأولاد!!!
وكما نعرف جميعًا فإن التقلب المزاجي هو من طبع البشر، وتمر المرأة بيولوجيًا بأحوال مزاجية مختلفة، وبخاصة أثناء الدورة الشهرية، ولأسباب أخرى متنوعة جدًا ومتعددة جدًا فإن المرأة أحيانًا تميل للعزلة بل وترفع نفسها من الخدمة، وأوجاعها الجسمانية وظروفها النفسية تكاد لا تنتهي، وطابعها أقرب إلى الخمول والاكتئاب بمعناه الواسع لا المرضي بأعراضه المسجلة، وبالمقابل فإن نقدًا متكررا تتوجه به المرأة ضد زوجها من أنه لا يبتسم في وجهها، ولا يتحدث معها، لا يقضي معها وقتًا كافيًا، ولا يكون حاضرًا وشاهدًا ومشاركًا في كل ظروفها وأوجاعها، وطبيعي أن الرجل لا يحيض، ولكن لأسباب يميل للعزلة أو إيثار الصمت والعزوف عن الكلام أو وجود أوجاع جسمانية أو ظروف نفسية هي كثيرة، ولا تدع إنسانًا إلا ومرت عليه رجلا كان أو امرأة.
وتكاد القائمة لا تنتهي إذا أردت أن أسرد الأوضاع والمواقف التي تكيل فيها المرأة بمكيال لها، ومكيال آخر حسب الظروف والأحوال، فإذا كان الحديث عن شخصيتها ووضعها في المجتمع والأسرة تدير أسطوانة المساواة، وتكافؤ الفرص، وتدفع بمنطق التمكين وحقوق المرأة، وإذا كانت الحقيبة ثقيلة أو يوجد فأر في المطبخ، أو يحتاج البيت لمبالغ إضافية فالأسطوانة المفضلة ستكون أنها امرأة، وتحتاج إلى دعم ومساندة، ومن أين ستحصل عليه إن لم يكن من زوجها؟! وكثير من طباع النساء – ولا أعمم – مذكورة في القرآن والسنة الصحيحة على سبيل التوصيف والسرد، وفهم نفسية المرأة هام لمن يريد استقرارًا لحياته الزوجية، وهي معارف ليست مجموعة في كتاب، ولا متوافرة في دورة أو ورشة عمل، وجهل الرجل/ الزوج بها يؤدي إلى تعاسة الطرفين، ولا مفر من الاعتراف بأن أغلب رجالنا يجهل تلك المعارف والفنون، ويجهل تلك الصفات النسائية فيضر من حيث يريد أن يصلح!!
ما العمل؟!
في مسألة المعايير المزدوجة أو حتى بشكل عام يبدو خطأ الرجل هنا هو أنه يريد أن يمارس بالفعل معاملة زوجته بالمثل: تعبس في وجهه، وتنعزل في غرفتها، فيسخط، ويأتي عليه الدور لاحقًا فيفعل. تخترق خصوصياته فيقتحم غرفتها، ويفتش وراءها، تشكو وتنتقد فلا يترك لها خطأ إلا وأشبعها لومًا وتقريعًا عليه، تخطئ أو تتجاوز فيكون الجزاء من جنس العمل، غضبًا أو صراخًا، أو مقاطعة وهجرًا، أو على الأقل جفاءً ممتدًا، أو انسحابًا وعزلة.
وجوهر الخطأ هنا أن "الندية" هي حالة يصل إليها الطرفان بممارسات من كليهما، ومن أهم هذه الممارسات أن يعامل الرجل/ الزوج زوجته بالمثل فتتكرس وضعية الندية، ثم هو يعود فيشكو من ذلك، وهي تعود لتصرخ من انكماشه وعزوفه وبروده وهجره، ومن جانب الرجل فإن هذا ينبغي أن يتوقف ليحل محله وضع آخر محوره الفضل والتسامح والمرونة والصبر والرضا بما يضايق ابتغاء لما لا غنى عنه من المعاشرة بالحلال، وعمارة الأرض، والتفاعل الإنساني الذي هو صعب بطبيعته، وخاصة تعقيدات العلاقة بين الرجال والنساء.(31/334)
وربما تكون هذه المقترحات هي بلورة ما لوضع القوامة الذي أراده الله أن يكون في علاقة الرجال بالنساء، ولكن القوامة أيضًا هي حالة يصل إليها الزوجان بفهم وممارسات مشتركة، وعدم معاملة الزوجة بالمثل هو بعض مكونات حالة القوامة من جهة الرجل، وربما تكون من بعض تجليات مفهوم الدرجة التي جعلها الله بينهما "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة"، قد يكون هذا فهمًا صحيحًا للوضع الشرعي المنشود، وقد تكون مجرد تعزية لأنفسنا – نحن الأزواج – لكنها في كل الأحوال وصفة ناجحة، وسأنتظر منكم – معشر الرجال – ومنكن – معشر النساء – النفي أو التأكيد.
د. أحمد عبد الله
ـــــــــــــــــــ
كراهية المرأة زوجها داء دواؤه في الإسلام
لكل داء دواء، ولكل مشكلة حل، ولكل قضية حكم، ولكل متاعب ومعاناة للمرأة وأدٍ للراحة في الإسلام، بتشريعاته وأحكامه التي لم تغادر صغيرة ولا كبيرة في الحياة إلا وضعت لها ما يناسبها من حلول بدقة متناهية، تستعصي على كبار المتخصصين في شتى العلوم الإنسانية، فلا يمكنهم فهم كنهها، أو حتى مجرد الاقتراب من حماها، أو الوقوف على معلم جوهري من معالمها، وبخاصة ما يتصل بالمرأة عندما تنتابها مشاعر الضيق والنفور والكراهية تجاه زوجها، من غير سبب أو بسبب ظاهر، لأن النفس البشرية بئر عميقةلا يقف على ظاهرها وباطنها سوى خالقها - جل في علاه - ولا يضع الحلول السوية والحاسمة والمريحة لهذه النفس سوى الله تعالى•
لذا جاء الإسلام بالحلول المناسبة لكراهية المرأة زوجها سواء أكانت هذه الكراهية من غير سبب ظاهر أم بسبب، وذلك لحماية أفراد المجتمع من الآثار المدمرة لهذه الكراهية وتداعياتها، إذا لم يتم تداركها بالعلاج الإسلامي الناجع، للقضاء على أساس الداء قبل استفحاله، في الوقت المناسب، وبمنتهى الحكمة والواقعية والإنصاف•
ما هية الكراهية
إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وحقيقة الكراهية وجوهرها يتمثل في أمور معينة، قد تصعب الإحاطة بها، ولذلك يقتضي الأمر ضررة التعرف إلى معنى الكراهية لغة واصطلاحا، لأن اللغة هي أوعية للمعاني، فهي تحمل بين طياتها ما يدور في خلد الإنسان، وتعبر عنه كما قال الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جُعِلَ اللسان عن الفؤاد دليلاً
وعلى ذلك فإن الكراهية في اللغة: هي مصدر كره، فيقال كره كراهية، والكره ـ بالضم والفتح ـ لغتان، وهو يعني البغض، فكَّره إليه الأمر، يعني بغضه فيه•
ويمكن تعريف الكراهية اصطلاحاً: بأنها البغض القلبي، والنفور الذاتي، والرفض النفساني، المتمثل في طغيان مشاعر الصدور والبعد عن شخص معين، بسبب ظاهر أو خفي•
ولا غرابة في هذا، لأن من أحب لسبب فإنه بالضرورة يبغض لضده، لأن الحب والكراهية وجهان لعملة واحدة، ومن ثمَّ يقول الغزالي: <كل واحد من الحب والبغض(31/335)
داء دفين في القلب، إنما يترشح عند الغلبة، ويترشح بظهور أفعال المحبين والمبغضين في المقاربة والمباعدة، وفي المخالفة والموافقة>•
يؤكد هذا المعنى قول ابن القيم: <يجتمع في القلب بغض أذى الحبيب وكراهته من وجه، ومحبته من وجه آخر، فيحبه ويبغض أذاه، وهذا هو الواقع، والغالب منهما يوارى المغلوب، ويبقى الحكم له>• وبذا يتضح معنى الكراهية باعتبارها ضد الحب، <وبضدها تتميز الأشياء>•
لب المشكلة
لا شيء يأتي من لا شيء، أي أنه لا كراهية بلا سبب كامن أو ظاهر، لأنها شعور يسري في قلب ونبض الإنسان عموماً، وفي حياة وكيان المرأة على وجه الخصوص، فالمرأة مجموعة من المشاعر والأحاسيس، بل هي رمز الحنان والمحبة والعطاء المتدفق والمتجدد المشمول بالإيثار في أغلب الأحيان، لأنها الأم والأخت والبنت والعمة والخالة•• فهي الرحم لكل أبناء آدم عليه السلام، لذلك نجدها تشعر بالظلم والقهر، وتتولد بجنباتها نزعات الكراهية والبغضاء عندما تفتقد العدل، وتحرم من مجرد الإنصاف، فهي لا تريد غالبا سوى السعادة لمن حولها، على أن تشملها أيضاً نسمات الحب الرطبة أو المضمخة بالعبير الفواح بالرخاء والإخلاص، لقاء تعبها وسهرها ومعاناتها من أجل المشاركة الفعالة في تشييد بنيان الأسرة الشامخ، على أسس من المودة والمحبة والعطاء المستمر•
فإذا جحد دورها، وغمط حقها، ولم ينظر إلا لمفاتنها أو لجسدها بعيداً عن مشاعرها وأحاسيسها•• فإنها ستنفر من هذه الحياة، وتقع فريسة في شراك الكراهية، لشعورها بالظلم والقهر والتسلط، والنظرة الدونية ممن حولها، بلا سبب أو منطق مقبول• عندئذ تظهر المشكلة، المبذورة في نفس المرأة منذ مدة ـ سواء طالت أم قصرت - بعد أن تشبعت جذورها وتشعبت وامتدت في نفسها، بسبب من الأسباب الباعثة على الكراهية، سواء ظاهرة أكانت هذه الأسباب أم خفية، لأنها لم تعالج من البداية على النحو المشروع، ولذلك تؤدي إلى تدمير الحياةالزوجية، في وقت (ما)، وربما بلا مقدمات، أو حتى مجرد شكوى أو تضجر، وهذا هو لب المشكلة•
الأسباب الظاهرة للكراهية
يمكن إجمال الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها في نقاط معينة أهمها ما يلي:
1 - عدم المعاشرة بالمعروف، أي بترك توجيه أي نوع من الأذى إلى الزوجة بالقول أو بالفعل، أو حتى مجرد التهديد بالعقاب أو بالطلاق أو بالتجسس عليها بلا دواعي لذلك•
2 - عدم الإنفاق أو التقصير عليها بصورة ملموسة، تؤدي إلى حرمان الزوجة ربما من الضرورات، بسبب بخل الزوج عليها أو على أبنائه، بالرغم من سعة يده وظهور غناه، وقدرته على الإنفاق المعتدل بلا إفراط أو تفريط، وهذا البخل والتقتير يعتبر من أهم وأبرز الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها•
3 - عدم الاعتدال في الغيرة، لأنها إذا اندلعت شرارتها فقد تحرق البيت، ولكن عندما تمارس باعتدال فإنها تدخل السرور إلى المنزل، لكنها تعني حفظ المرأة وصيانتها،(31/336)
والحرص على كل ما يصون عرضها، تعبيراً عن الحب الصادق، والغيرة المحمودة•
4 - عدم كتمان الأسرار الزوجية، وبخاصة ما يتم بينهما في علاقتهما الحميمة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: <إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه، ثم ينشر سرها> وقال صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الذين يفعلون ذلك ما روته أسماء بنت يزيد عنه عليه الصلاة والسلام: <فإنما ذلك مثل شيطان لقى شيطانة في طريق، فغشيها والناس ينظرون>، وكفى بهذا تنفيرا، وأي تنفير•
5 - وجود العيوب المنفرة، سواء كانت خَلقية أو خُلقية، ومن أهمها عدم الحرص على النظافة أو وجود عيب عضوي ظاهر تتعذر معه مواصلة الحياة الزوجية بما فيها من سكينة واستقرار•
6 - وقوع الخيانة الزوجية، لأنه لا شيء يجرح المرأة، بل يطعنها في مقتل سوى إحساسها بتعلق زوجها بامرأة غيرها ويتسع جرحها، ويشتعل قلبها، وتنسحق مشاعرها إذا تأكدت من خيانة زوجها، وقد تسارع إلى إنهاء علاقة الزوجية فلا يمكنها زوجها من مرادها فتزداد كراهيتها له، وربما بلغت حداً يمكن أن يتصور معه وقوع ما لا تحمد عقباه، بسبب هذا الكراهية المقيتة•
7 - هجر فراش الزوجية بلا سبب مشروع، لأن هجر الزوج لزوجته لا يعنى بالنسبة لها سوى الكراهية المجسدة، والبغض الشديد، وبخاصة عندما يكون بلا حاجة أو ضرورة، ومن غير سبب ظاهر يعود إليها•
تلكم أهم الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها•
الأسباب غير الظاهرة للكراهية
أهم الأسباب غير الظاهرة لكراهية المرأة زوجها تتمثل فيما يلي:
1 - غياب أو تغييب مشاعر الحب، لأن عدم الشعور بالحب المتبادل بين الزوجين يجعل العلاقة بينهما مجرد مساكنة، أو زواج مصلحة بارد لا حياة فيه ولا دفء•
2 - افتقاد الشعور بالأمن أو الطمأنينة، بسبب توقعها لغدر الزوج بها، كونه يهددها تصريحاً أو تلميحاً بالزواج بأخرى، لمجرد وقوع خلاف بسيط في وجهات النظر•
3 - الامتناع عن إعفاف الزوجة، بسبب الإهمال لها أو العجز عن إشباعها لأمر ظاهر أو خفي، واستحياء الزوجة من الإفصاح عن رغبتها المضطرمة، وشوقها الشديد للمعاشرة،
لأنها ترى يهملها•
4 ـ انعدام التوافق النفسي، يقول ابن حزم في هذا الشأن: <ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنى ولا لعلة، ويستثقل بعضهما بعضاً بلا سبب>(6)، فالنفور وعدم التوافق النفسي، وانقطاع التواصل الروحاني بين الزوجين، يعتبر من أدق وأخفى الأسباب، ولعل سببه يرجع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: <الأرواح جنود مجنَّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف>، وهذا لا يعني انتشار التباغض بينهما، فلربما يحب أحدهما الآخر، والأخير يبغضه، وبالعكس، فالحب من طرف واحد أمر(31/337)
واقع ومشاهد ولا ينكره إلا مكابر، وعدم التوافق النفسي هو معول هدم للأسرة، إذا لم يتداركه الحرص من الزوجين على الاستمرار لاعتبارات أخرى•
5 - انعدام المصارحة وتأخر المصالحة عند وقوع الشقاق أو ظهور أسبابه، وذلك قبل أن يستفحل خطره، ويهدد كيان الأسرة فالكتمان للآلام المجهولة المصدر وعدم مسارعة الزوج لاسترضاء زوجته عقب استغضابها مباشرة أو بفترة وجيزة، يغرس في نفسها بذور البغض، ويبعث في قلبها نبضات الكراهية••• لا ستشعارها الإهانة من زوجها، ولتأخره في جبر ما صدعته هذه الإهانة التي قد لا تغتفر إذا تأخرت المصارحة أو تعثرت المصالحة، بسبب التكبر أو العناد أو التقاعس غير المبرر•
ولا يمكننا حصر أسباب الكراهية غير الظاهرة، نظراً لتداخلها وصعوبة وضع معيار موضوعي لها، لأنها تتفاوت زيادة ونقصاناً بحسب ما يكمن في نفسية كل زوجة، لكنها لا تخرج - في الجملة - عن ما ذكرناه، من أسباب كامنة تؤدي غالباً إلى كراهية الزوجة لزوجها، من حيث تدري أو لا تدري، لتراكم أسباب هذه الكراهية في النفس بلا اجتثاث أو تناس أو إسقاط لحساباتها القاسية•
آثار الكراهية على عرين الزوجية والمجتمع
إذا استشرت روح الكراهية في الأسرة، واندلعت نيرانها الخفية في جنباتها، فإنها ستلحق الضرر بالزوجة ذاتها، فضلا عن الزوج والأبناء، ومن ثم المجتمع، لأن الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، فالكراهية لا يتولد عنها سوى المزيد من النفور، ولذلك يدعونا الإسلام إلى بذل المحبة حتى لمن يعادينا من إخواننا أو أخواتنا في الدين أو الإنسانية قال تعالي: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت:34، لأن الآثار المدمرة للكراهية قد تدفع بالزوجة إلى التخلص من زوجها غذراً أو العكس، بل قد تدفع بأحد الزوجين إلى التخلص من ثمار هذه الزوجية، بالقتل اوالاضطهاد لفلذات الأكباد من البنين والبنات، بلا ذنب ارتكبوه، ولكن ربما يحدث هذا بسبب الكراهية المنغرسة في قلب الزوجة لسبب ظاهرة أو خفي، والمجتمع في النهاية هو الذي يتحمل نتائج هذه الكراهية بفقده لبنة من لبناته، وهنا تحدث المعاناة من الاضمحلال والتفكك للروابط الاجتماعية بسبب تداعيات هذه الكراهية، لأن الأم مدرسة من يحسن إعددها، يحصد أمة طيبة الأعراق، قوية متماسكة، مترابطة متراحمة، وتلكم أخطر الآثار الناجمة عن كراهية المرأة زوجها•
العلاج الإسلامي لكراهية المرأة زوجها
لا داء بلا دواء، لكن قد يعرفه من يعرفه، وقد يجهله من يجهله، فالبحث عن الدواء لمعالجة الداء، بعد الفحص والتشخيص، أمر لا مناص منه، وداء الأبدان قد يكون من اليسير علاجة، لكن داء النفوس وما ينطمر فيها من كراهية عميقة، أو بغضاء شديدة، قد تعجز عنه أنجع الأدوية وأكثرها فاعلية في ظلال الحياة الطبيعية أو السوية لأن الكراهية سرطان خبيث، و<إيدز> العصر الحديث، الذي قد يقاوم الدواء، ويعمل على استشراء واستفحال البلاء بانتشار الداء في النفس البشرية الضعيفة لتعاني منه ومن ويلاته ربما حتى الممات•
لكن خالق النفس الذي سواها جلَّ في علاه، يعلم ما ينضوي في نفوس مخلوقاته مصداقاً لقوله سبحانه: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك:14 بلى يعلم(31/338)
علماً تاماً شاملاً، لذلك شرع الدواء الناجع لتلكم الكراهية التي تهدد كيان الأسرة، وتنال من نفس وبدن الزوجة، بلا ذنب - أحياناً - ولا جريرة، ويتمثل العلاج الإسلامي لداء كراهية المرأة زوجها فيما يلي:
أ - توافر أسباب الوقاية من سرطان الكراهية قبل الزواج:
الكراهية لا تتولد في لحظة واحدة، بل تتولد عندما تتوافر بواعثها أو أسبابها، الظاهرة أو الخفية، والإسلام يحض على مراعاة مشاعر المرأة عند خطبتها، فيدعو إلى الأخذ برأيها والاستجابة لرغبتها المشروعة، ولا أدل على ذلك مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: <أنه جاءته صلى الله عليه وسلم فتاة فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع به خسيسته• قال: فجعل الأمر إليها• فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء> ولابد من مراعاة الكفاءة - في الأصل - يقول الزيلعي: <النكاح يعتد للعمر، ويشتمل على أغراض ومقاصد كالإزدواج، الصحبة، والألفة، وتأسيس القرابات، ولا ينتظم ذلك عادة إلا بين الأكفاء> ومن مزايا الخطبة أنها تمكِّن الخاطب من النظر إلى من يرغب في الارتباط بها، وتمكِّنها هي أيضاً من النظر إليه حتى يطمئن قلبها ويشعر بالألفة والمحبة تجاه من يخطبها بالقدر الذي يشعر به هو أيضاً، فلا يكفي الاعتداد بمشاعر خاطب على حساب مخطوبة، بل يعتد برغبتيهما معاً، فقد ورد عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: <أنظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما> أي يؤلف بين قلوبكما، ويجمع شملكما على المودة والرحمة، والأحاديث كثيرة في هذا الشأن، كلها تدعو إلى النظر إلى كل ما يدعو إلى الارتباط، وإشباع نهم الرغبة بعد الزواج، لأن من أهم أهداف النكاح إعفاف الزوجين، ولا يتحقق ذلك بصورة مثلى - غالباً - إلا عن قناعة وطيب نفس ومحبة أو توافق وقبول من الطرفين، وهذه البداية هي أنجح السبل للوقاية من نيران الكراهية التي قد تحتدم بعد الزواج، والوقاية خير من العلاج•
ب - توافر أسباب النجاح للعلاقة بعد الزواج:
ما سمي القلب قلباً إلا لتقلبه، وما سميت النفس نفساً الا لنسيانها، فالقلب يتقلب بين الحب والبغض، والمودة والنفور، والنفس يعتريها الرضا والسخط، وهي عرضة للسلوان والنسيان بمرور الزمان، لأخطر ما قد يحيق أو ينزل بها من أحداث جسام - غالباً - تلكم هي الطبيعة البشرية، ومن هنا جاء العلاج والدواء الإسلامي لاجتثاث جذور الكراهية، وتحصين علاقة الزوجية من براثن داء الكراهية الذي قد يستشرى لأسباب واهية ما لم يتم القضاء الفوري على مسبباته وبواعثه، أو تدارك آثاره ومثالبه، بالحرص على إزالتها بمنتهى القوة والحسم من خلال المنهج الإسلامي المتمثل فيما يلي:
1 - الدعوة إلى الصبر أو التصبر، وينبغي للزوجة أن تتعلم كيف تحب زوجها، فإن العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم والحب يتحقق ببذل المزيد من الحب، لكي يحدث التجاوب بين الطرفين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر> فالحديث يحض على عدم التباغض بين الزوج وزوجته، لأن لكل واحد منهما من الصفات أو الخصال ما يشتمل على الحميد(31/339)
والذميم، والكمال لله وحده - جل في علاه - فلتنظر المرأة للصفات الحميدة في زوجها، ولتصبر صبراً جميلاً حتى يتحقق لها الخير بفضل التمسك بتلابيب هذا الصبر الجميل•
2 - علاج نشوز الزوجة بالسبل الشرعية بلا إفراط أو تفريط، وذلك لحسم ووأد مادة الكراهية في مهدها، فلا تتمكن من قلب الزوجة، ولا تجد لها موطناً في نفسها بعد تناولها للعلاج الإسلامي وتجاوبها معه بمنتهى السماحة والرضا، وهذا الحل حاسم مصداقاً لقوله تعالى: (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) [النساء:53]•
جـ ـ توافر أسباب إنهاء العلاقة الزوجية بصورة سلمية عند استحكام النفور:
فلا يمكن إجبار زوجة على الاستمرار مع زوج تبغضه أو لا تطيق العيش معه، وذلك بعد استنفاد جميع أدوية وسبل تلافي إنهاء الرباط المقدَّس الذي يجمعهما، وبخاصة ما نص عليه الشارع الحكيم - جلَّ وعلا• - عندئذ لامناص من اللجوء إلى الحلول والأدوية الإسلامية للتخلص من داء الكراهية بصورة سوية، وبغير تداعيات سلبية شديدة أو غليظة على الأسرة، فشرع الإسلام نقض عرى الزوجية المتهالكة بإحدى الوسائل التالية:
1 ـ إعطاء الزوجة الحق في طلب الطلاق بصورة ودية من زوجها إذ ما توافرت أسبابه•
2 ـ إعطاء الحق في طلب الخلع، وذلك برد ما أخذته من مهر أو بحسب الاتفاق•
3 ـ إعطاء الزوجة الحق في اللجوء إلى القضاء لطلب التطليق للضر أو للكراهية إذا كانت أسبابها ظاهرة، أو تتمثل في جرم وقع على الزوجة، فيمكنها إثباته للتخلص من هذه الزوجية•
تلكم أهم أسباب التداوي والعلاج الإسلامي لكراهية الزوجة زوجها•
ـــــــــــــــــــ
المصدر: أ• د• مصطفى محمد عرجاوي
ـــــــــــــــــــ
خلاف الزوجين
مقدمة
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والعبد المجتبى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته ومن سار على نهجه واقتفى.
أما بعد:
فاعلم- وفقك الله- أن من أعظم نعم الله وآياته أن البيت هو المأوى والسكن، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والحصانة والطهر، وكريم العيش والستر، في كنفه تنشأ الطفولة.
ويترعرع الأحداث وتمتد وشائج القربى وتتقوى أواصر التكافل.
ترتبط النفوس بالنفوس وتتتعانق القلوب بالقلوب: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [سورة البقرة، الآية: 187].(31/340)
في هذه الروابط المتماسكة والبيوتات العامرة تنمو الخصال الكريمة وينشأ الرجال الذين يؤتمنون على أعظم الأمانات ويربى النساء اللاتي يقمن على أعرق الأصول.
من أسباب الخلاف بين الزوجين
غير أن واقع الحياة وطبيعة البشر- كما خلقهم الله سبحانه وهو أعلم بمن خلق- قد يكون فيها حالات لا تؤثر فيها التوجيهات ولا تتأصل فيها المودة والسكن مما قد يصبح معه التمسك برباط الزوجية عنتا ومشقة، فلا يتحقق فيه المقصود ولا يحصل به صلاح النشء، وهذه الحالات من الاضطراب وعدم التوفق وقد تكون بواعثها داخلية أو خارجية.
فقد ينبعث من تدخل غير حكيم من أولياء الزوجين أو أقاربهما أو تتبع للصغير والكبير من أمورهما، وقد يصل الحال من بعض الأولياء وكبراء الأسرة إلى فرض السيطرة على من يلون أمرهم، مما قد يقود إلى الترافع إلى المحاكم فتفشو الأسرار وتنكشف الأستار، وما كان ذلك إلا لأمر صغير أو شيء حقير قاد إليه التدخل غير المناسب والبعد عن الحكمة والتعجل والتسرع وتصديق الشائعات وقالة السوء.
وقد يكون منبع المشكلة قلة البصيرة في الدين والجهل بأحكام الشريعة السمحة، وتراكم العادات السيئة والتمسك بالآراء الكليلة.
فيظن بعض الأزواج- مثلاً- أن التهديد بالطلاق أو التلفظ به هو الحل الصحيح للخلافات الزوجية والمشكلات الأسرية، فلا يعرف في المخاطبات سوى ألفاظ الطلاق في مدخله ومخرجه وفي أمره ونهيه، بل في شأنه كله، وما درى أنه بهذا قد اتخذ آيات الله هزواً؛ يأثم في فعله ويهدم بيته ويخسر أهله.
هل هذا هو الفقه في الدين أيها المسلمون؟!
إن طلاق السنة الذي أباحته الشريعة لا يقصد منه قطع حبال الزوجية، بل قد يقال إنه إيقاف لهذه العلاقة ومرحلة تريث وتدبر ومعالجة. {.... لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا * {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ...} [سورة الطلاق، الا يتان: 1- 2]
هذا هو التشريع. بل إن الأمر ليس مقتصرا على هذا، إن طلاق السنة هو الوسيلة الأخيرة في المعالجة وتسبق ذلك وسائل كثيرة.
من وسائل علاج الاختلاف بين الزوجين
أخي المسلم. أختي المسلمة:
حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو التهديد به هو العلاج إن أهم ما يطلب في المعالجة الصبر والتحمل ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول والتفاوت في الطباع مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور، ولا تكون المصلحة والخير دائما فيما يحب ويشتهي بل قد يكون الخير فيما لا يحب ولا يشتهي: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [سورة النساء، الآية: 19].
ولكن حينما يبدو الخلل ويظهر في الأواصر تحلل، ويبدو من المرأة نشوز وتعال على طبيعتها وتوجه إلى الخروج عن وظيفتها؛ حيث تظهر مبادئ النفرة، ويتكشف(31/341)
التقصير في حقوق الزوج والتنكر لفضائل البعل، فعلاج هذا في الإسلام صريح ليس فيه ذكر للطلاق لا بالتصريح ولا بالتلميح يقول الله- سبحانه- في محكم التنزيل: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً } [سورة النساء، الآية: 34]
يكون العلاج بالوعظ والتوجيه وبيان الخطأ، والتذكير بالحقوق، والتخويف من غضب الله ومقته، مع سلوك مسلك الكياسة والأناة ترغيبا وترهيبا.
وقد يكون الهجر في المضجع والصدود مقابلاً للتعالي والنشوز، ولاحظوا أنه هجر في المضجع وليس هجرا عن المضجع. إنه هجر في المضجع وليس هجرا في البيت ليس أمام الأسرة أو الأبناء أو أمام الغرباء.
الغرض هو المعالجة وليس التشهير أو الإذلال أو كشف الأسرار والأستار، ولكنه مقابلة للنشوز والتعالي بهجر وصدود يقود إلى التضامن والتساوي.
وقد تكون المعالجة بالقصد إلى شيء من القسوة والخشونة، فهناك أجناس من الناس لا تغني في تقويمهم العشرة الحسنة والمناصحة اللطيفة، إنهم أجناس قد يبطرهم التلطف والحلم... فإذا لاحت القسوة سكن الجامح وهدأ المهتاج.
نعم قد يكون اللجوء إلى شيء من العنف دواء ناجعا ولماذا لا يلجأ إليه وقد حصل التنكر للوظيفة والخروج عن الطبيعة؟
ومن المعلوم لدى كل عاقل أن القسوة إذا كانت تعيد للبيت نظامه وتماسكه، وترد للعائلة ألفتها ومودتها فهو خير من الطلاق والفراق بلا مراء؛ إنه علاج إيجابي تأديبي معنوي ليس للتشفي ولا للانتقام وإنما يستنزل به ما نشز، ويقوم به ما اضطرب.
وإذا خافت الزوجة الجفوة والإعراض من زوجها فإن القرآن الكريم يرشد إلى العلاج بقوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ } [سورة النساء، الآية: 128]، العلاج بالصلح والمصالحة وليس بالطلاق ولا بالفسخ، وقد يكون بالتنازل عن بعض الحقوق المالية أو الشخصية محافظة على عقدة النكاح.
{والصلح خير}. الصلح خير من الشقاق والجفوة والنشوز والطلاق.
الوسيلة الأخيرة في معالجة الاختلاف
عندما تفشل جميع الوسائل في علاج الاختلاف، ويصبح الإبقاء على رباط الزوجية شاقا وعسيرا بحيث لا تحقق معه الأهداف والحكم الجليلة التي أرادها الله- تعالى- فمن سماحة التشريع وتمام أحكامه أن جعل مخرجا من هذه الضائقة، غير أن كثيراً من المسلمين يجهلون طلاق السنة الذي أباحته الشريعة، وصاروا يتلفظون بالطلاق من غير مراعاة لحدود الله وشرعه.
إن الطلاق في الحيض محرم وطلاق الثلاث محرم والطلاق في الطهر الذي حصل فيه وطء محرم، فكل هذه الأنواع طلاق بدعي محرم يأثم صاحبه ولكنه يقع طلاقا في أصح أقوال أهل العلم.
أما طلاق السنة الذي يجب أن يفقهه المسلمون فهو الطلاق طلقة واحدة في طهر لم يحصل فيه وطء أو الطلاق أثناء الحمل.(31/342)
إن الطلاق على هذه الصفة علاج حيث تحصل فترات يكون فيها التريث والمراجعة.
المطلق على هذه الصفة يحتاج إلى فترة ينتظر فيها مجيء الطهر، ومن يدري فقد تتغير النفوس وتستيقظ القلوب ويحدث الله من أمره ما شاء.
وفترة العدة- سواء كانت عدة بالحيض أو الأشهر أو وضع الحمل- فرصة للمعاودة والمحاسبة قد يوصل معها ما انقطع من حبل المودة ورباط الزوجية.
ومما يجهله المسلمون: أن المرأة إذا طلقت رجعيا فعليها أن تبقى في بيت الزوج لا تخرج ولا تخُرج. بل إن الله جعله بيتا لها { لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ } تأكيدا لحقهن في الإقامة، فإقامتها في بيت زوجها سبيل لمراجعتها، وفتح أمل في استثارة عواطف المودة وتذكير بالحياة المشتركة، فالزوجة في هذه الحالة تبدو بعيدة في حكم الطلاق لكنها قريبة من مرأى العين.
وهل يراد بهذا إلا تهدئة العاصفة وتحريك الضمائر، ومراجعة المواقف والتأني في دراسة أحوال البيت والأطفال وشئون الأسرة: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [سورة الطلاق، الآية: 1]. فاتقوا الله أيها المسلمون وحافظوا على بيوتكم، وتعرفوا على أحكام دينكم، وأقيموا حدود الله ولا تتجاوزوها، وأصلحوا ذات بينكم.
اللهم ارزقنا الفقه في الدين والبصيرة قي الشريعة وانفعنا- اللهم- بهدي كتابك وارزقنا السير على سنة نبيك محمد، صلى الله عليه وسلم.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: موقع الدر المكنون - صالح بن عبدالله بن حميد
ـــــــــــــــــــ
التغريد خارج السرب
المغرِّدون خارج السرب ، يا لها من عبارة خلاَّبة في ظاهرها بيْدَ أن حقيقتها تشير إلى آثار خطيرة وأخطار جسيمة، فهؤلاء المغرِّدون " الأزواج " القدامى منهم زواجاً أو حديثي الزواج ، لم يرو في السرب " عش الزوجية " فرصة للتغريد والترويح والمتعة والسكن النفسي ، فخرجوا إلى جهات أخرى يبحثون عن ذلك ، ونسوا أو تناسوا ما يُحدثه هذا التصرف من مشكلات وانعكاسات لا يقتصر أثرها على الفرد بعينه .
والسؤال المُلح المهم يدور حول أسباب تغريد بعض الأزواج الأوقات الطويلة بل الأيام العديدة خارج بيوتهم سواء في السفر أو سهر أو السمر ؟!!
الأسباب :
يظهر لي أنَّ الأسباب عديدة ومتداخلة ومتشعبة في الوقت نفسه ، ولكن يمكن إبراز أهمها في الأمور التالية:
أ - الضغوط المادية الاقتصادية .
ب - التوتر النفسي والقلق الفكري .
ت - البحث عن المتعة والمسامرة .
ث - التنزُّه و الانعتاق من المسؤوليات .
ج - طلبات الزوجة وإزعاج الأطفال .
ح - الخواء الروحي والفراغ .(31/343)
خ - البطالة وعدم العمل .
د - اللامبالاة والفوضوية .
هذه بعض الأسباب ، إذ أنّ كل حالة على حِدة تُنشئ أسباباًً وتتعرض لأشكال معينة من الضغوط ، بل إنّ مبررات عديدة متجددة تظهر تارة وتختفي أخرى ، وتبقى هذه الأسباب الأبرز!!
الآثار:
إنّ التغريد خارج السرب يولد مجموعات عجيبة من الآثار والأخطار :
فعلى مستوى الزوج ، فأن هذه الظاهرة تولد لديه حُبّ السهر وعدم الاكتراث بالالتزامات وإهمال الشؤون البيتية وتُزهّده في العمل والبحث عن وسائل لتحسين الدخل وزيادة الثروة وتُحبّبه في البطالة والكسل .
وعلى مستوى الزوجة ، فإنها تفتقد نتيجة لذلك الزوج السكن ، فتُحرم من المودة والمحبة ، وتعيش قلقاً نفسيًّا وتوتراً عاطفياً .
وعلى مستوى الأولاد ، فإن تلك الظاهرة تنعكس بآثارها عليهم ، فلا يرون الأب إلا نادراً، ومن ثمَّ فلا حنان ولا حوار ولا حركة إيجابية ولا حماس دراسي إذ لا يتابعهم في أمورهم العلمية الدراسية أو الحياتية أو صداقاتهم أو هواياتهم .
وعلى مستوى الأسرة ، تفقد الأسرة كل الترابط والتشاور والتعاون والمناصحة ، فتأول الأمور إلى أوضاع سيئة من التفرق والتشرد والأخطار الاجتماعية والمساوئ الأخلاقية ، وربما وصل الأمر إلى الفراق فالطلاق فالخراب والدمار !!
الأخطار :
مما سبق يتضح أن أخطار هذه الظاهرة متعددة ، بل إن آثارها لا تنحصر في مكان ولا تعني فرداً معيناً ، وهكذا كانت المشكلات أكثر إزعاجاً وخطراً سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو المجتمع أو الدولة أو الأمة . إذ يوشك أن تعمّ هذه البليَّة الغالبية وتسري في المجتمع كالنار في الهشيم ، فماذا بعد النار إذا وصلت إلى حياتنا الخاصة؟!!
ثم إن المجتمع أو الدولة التي تعاني من المساوئ الأخلاقية والمشاكل الاجتماعية والظواهر الاقتصادية السيئة إن ذلك المجتمع عُرْضة للتدهور والانحلال ، يقول تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [محمد : 22] . فكيف بالقطيعة الرحمية الخاصة ، الوشائج الدقيقة التي تربط الزوج بالزوجة بالأولاد بالأسرة بالمجتمع؟!!
العلاج :
أظنّ أننا في حاجة ماسّة إلى خطة شاملة نموذجية تتيح لنا احتواء أسباب ظاهرة التغريد خارج السرب لنتمكن من مواجهة تلك الأسباب والتصدي لتلك الظاهرة وتوفير الجو المناسب لألئك المغرِّدين ليملأوا أسرابهم تغريداَ ممتعاً.
وعليه فإن خطة من هذا النوع تستلزم حشد الجهود والطاقات ، بحيث تشمل :
(1) التوعية الدينية بأهمية الأسرة والترابط بين أفرادها ومسؤولية كل فرد دينياً وحقوق وواجبات الزوج والزوجة والأولاد وحث الجميع على الالتزام بها .(31/344)
(2) التوعية الاجتماعية بأهمية الترابط الأسري وتكاتف العائلة فيما بينها ومعالجة مشاكلها وأزماتها داخلياً وبشكل ودي وحنون .
(3) التوعية النفسية بأفضلية السكن النفسي بين الزوج والزوجة ، وحاجة الأولاد إلى المودة والرحمة وأهمية توفير الأسباب اللازمة من أجل أسرة مستقرة .
(4) التوعية الاقتصادية بأخطار تلك الظاهرة ومثيلاتها على الكيان الأسري والميزانية الأسرية ، حتى لا تثقل كاهل الزوج المصرفات غير اللازمة ، مع أهمية توفير وسائل دخلية
وقنوات ادخار وتوفير كافية لصالح الأسرة .
(5) التوعية الإعلامية بتوفير البرامج المناسبة التي تبين خطورة مثل هذه الظاهرة على كيان تبيّن خطورة مثل هذه الظاهرة على كيان المجتمع وتوفير بعض الحصانات الجيّدة لمواجهة الغزو الفضائي القائم .
وغير خافٍ دور مؤسسات المسجد وجماعة الحي والمؤسسات الاجتماعية والمدارس والجامعات وجمعيات البِر والهيئات المتخصصة ، لدعم المجتمع بكافة شرائحه .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ـــــــــــــــــــ
زوجتي تخرج بدون علمي
امرأة تعنتت وخرجت من البيت من دون إذن وليها وهي تتعمد ذلك، فماذا يصنع هذا الولي معها؟ مع العلم أنها لا تستجيب للنصح فهل يتركها وهي تتحمل إثمها أم ماذا؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الأصل أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذن، ولا يجوز لها أن تخرج إلى أمر ممنوع حتى وإن أذن لها زوجها، وإن خرجت فلا بد أن تخرج في ستر وحشمة ووقار، وإلا فلا يجوز لها أن تخرج حتى وإن أذن لها زوجها.
وأما ما يجب عليك تجاه زوجتك.. فإن كان خروجها بأمر يمكن لك أن تغنيها عنه، بمعنى أنك يمكن أن تقوم نيابة عنها بذلك الأمر فلا يصح منها الخروج، أما إن كانت تخرج لأمر هي مضطرة إليه كأن تخرج لعمل وظيفي مشروع قد اشترطت عليك الإذن لها عند العقد، أو أنها تخرج لعلم ضروري تحتاجه، أو أنها تخرج لعلاج تحتاج إليه، أو أنها تخرج لزيارة والديها خروجًا معتدلاً فهنا لا يصح منك أن تمنعها، بل تنظم معها ما يحقق مصلحتك في بقائها في البيت ومصلحتها في الخروج.
أما تركك لها تفعل ما تشاء فهذا خطأ منك، والله سبحانه وتعالى يسألك عن ذلك، فإن لم تستجب المرأة وتعتبر أن لا حق لك في ذلك، فهذه ناشز توعظ وتهجر وتضرب إذا احتاج الأمر وكانت شخصيتك تؤهلك لمثل هذا، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.عدنان باحارث
ـــــــــــــــــــ
متى سابقت زوجك آخر مرة ؟
أجل متى سابقت زوجتك آخر مرة ؟(31/345)
إذا أحببت أن تبتسم ساخراً ، أو تبتسم ضاحكاً ، أو تبتسم مستنكراً .. فإن السؤال يبقى: لأنه دعوة لك لتطبيق سنة من سنن المصطفى في إحسانه إلى زوجاته
فإذا كنت تقتفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في إطلاق اللحية ، واستعمال السواك ، وتقصير الثوب.. فإنك مدعو أيضاً إلى اقتفاء سنته صلى الله عليه وسلم في معاملته زوجاته رضي الله تعالى عنهن .
لا بل إن رِفقه - عليه الصلاة والسلام - بنسائه ، ورحمته بهن ، وصبره عليهن ليس سنة فحسب ، بل هو فرض واجب أكدته آيات كثيرة في القرآن الكريم ، مثل قوله تعإلى : ( وعاشروهن بالمعروف ) ،ومسابقتك زوجتك من هذه المعاشرة بالمعروف ، ومن سنن النبي صلى الله عليه وسلم في ملاطفته نساءه ، ورفقه بهن.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، وهي جارية ( صغيرة ) ، قالت : " لم أحمل اللحم ، ولم أبدن ".
فقال لأصحابه : تقدموا ، فتقدموا ، فقال تعالي أسابقك ! فسابقته فسبقته على رِجلَيّ .
فلما كان بعد - وفي رواية - فسكت عني ، حتى إذا حملت اللحم ، وبدنت، ونسيت ، خرجت معه في سفر ، فقال لأصحابه : تقدموا ، فتقدموا. ثم قال: تعالي أسابقك ، ونسيت الذي كان، وقد حملت اللحم ، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله ، وأنا على هذه الحال ؟ فقال: لتفعلن. فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وقال: هذه بتلك السبقة .
وقد يتعلل بعض الأزواج - في اعتذارهم عن مسابقة زوجته - بكثرة الانشغال ، وزيادة الأعباء ، وتعدد المسؤوليات . فنرد عليه بالقول: لن تكون أكثر انشغالاً من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحمل رسالة الله تعالى يعلمها الناس ويقود الغزوات، ويؤدي حقوقاً مختلفة نحو أهله وبيته .. ومع هذا لم يمنعه هذا من مسابقة السيدة عائشة مرتين .
وقد يعتذر غيره بأن الشوارع ليست مكاناً ملائماً للمسابقة .. فنقول له: لن تعدم فرصة خروج مع زوجتك إلى البر.. تبتعدان فيها عن أعين الناس .. ثم لماذا تقصر المسابقة على الجري ؟ لماذا لا تسابق زوجتك في البيت في لعبة إلكترونية مباحة .. أو في مبارزة ثقافية مفيدة.. فتسألها وتسألك.. وتسجلان الدرجات لكل من يجيب إجابة صحيحة .
وقد يرى زوج ثالث أن مثل هذه المسابقات تذهب برجولته، وتنزع المهابة من قلب زوجته، ومن ثم لا تطيعه فيما يأمرها به، وهذا غير صحيح على الإطلاق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ، وفعلُه سنة يُقتدى بها ، والاقتداء بسنته مع زوجاته لا يمكن أن يأتي إلا بخير . وهذا ما أكدته الدراسات الحديثة في العلاقات الزوجية ، حين بينت بأن ملاطفة الزوجة وملاعبتها يجعلها أقرب إلى طاعة الزوج ، ويسلس قيادها له .
والآن .. ماذا يحمل هذا الحديث الشريف الذي نقلت فيه السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ؟
أولاً : الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أم المؤمنين السيدة عائشة إلى مسابقته في المرتين.. وهذا توجيه للرجل بأن المبادرة إلى أمثال تلك المسابقات يحسن أن تصدر(31/346)
عنه ، فالزوجة قد تخشى صد زوجها ، وقد يشغلها عملها عن المبادرة .. إضافة إلى أن ما طبعها الله تعالى عليه يجعلها تستحي من عرض المسابقة على زوجها.وإن كان هذا لا يمنع من أن تبادر الزوجة فتدعو زوجها إليها .. إن رأت استعداده النفسي وفراغ وقته .
ثانياً: يحسن ألا يظهر الزوج تفوقه الدائم على زوجته .. فيسبقها دائماً .. فقد لاحظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق السيدة عائشة في الثانية .. وسبقته في الأولى.
ثالثاً: لكن ما سبق لا يعني أن يجعل الزوج نفسه خاسراً دائماً من أجل إرضاء زوجته .. فهذا الأمر يفقد المسابقة حقيقتها .. وينزع منها الندية .. فقد وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم تسبقه السيدة عائشة في المرة الأولى لأنها كانت نحيفة صغيرة ، بينما سبقها صلى الله عليه وسلم في الثانية بعد أن سمنت وزاد وزنها
فصار جريها أبطأ .
رابعاً : ينبغي أن ينتبه الزوج إلى أن هذه المسابقة يجب أن تبقى في إطار المودة والمرح ، فلا غضب ولا هياج ، حتى لا تنقلب إلى الشجار ، فتحقق عكس الغاية المرجوة منها .
وهذا ما يوجهنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ونفهمه من قول السيدة عائشة رضي الله عنها : " فجعل يضحك صلى الله عليه وسلم " .
ـــــــــــــــــــ
المصدر: محمد رشيد العويد
ـــــــــــــــــــ
كيف تبني علاقة عاطفية ناجحة؟
من أعظم النعم الإلهية بعد نعمة الإيمان والتقوى أن أنعم الله على عباده بنعمة الزوجية، وفيها ما فيها من معاني الألفة والود والتراحم، مما يساعد على سير الحياة سيرًا طبيعيًا كما أرادها الله تعالى، لتكون معبرًا إلى دار القرار، وطريقا معبداً يسلكه السائر حتى يصل إلى مراده ومقصوده، وليس أبلغ من التعبير القرآني العظيم في وصف علاقة الزوجية بكونها [الميثاق الغليظ]، وبما تعنيه الكلمة القرآنية من بلاغة وروعة من العهد والقوة والتأكيد الشديد لأهمية الحفاظ عليه والوفاء به.
ـ وليس من نافلة القول أن نكثر الحديث عن المشاعر أو نتحدث عن الأشواق التي تختلج في الصدور، فنجعل منها بركاناً يتقد أو مناجاة يُسمع لها دوي يفطر القلوب الحية، وهل بقي للناس غير المشاعر؟!وقلما تصفو الحياة بغيرها، أنها تُحس ولا تُرى، تلك هي لغة المشاعر وصياغتها، وكيفية التعامل معها والأنس بها بما يملأ الزمان والمكان، وقليل هم أولئك الذين يحسنون التعامل مع هذه القلوب وتلك الأرواح فيبلغون فيها عبقرية جادة، فيهنأون بعيش كريم ويسعدون غيرهم بجمال الكون وما فيه.
ـ إن الزوجة هي رفيقة الدرب، وشريكة الحياة، والمؤنس في الوحدة، وقد خلقت ليسكن الرجل إليها، والمرأة بحكم ما أودع الله فيها من أسرار ـ مخلوق وديع، وجنس لطيف تحبه النفس وتتعلق به، وتأنس إليه، وتهش له لكونه مخلوقاً راقياً يحمل من(31/347)
المشاعر الدافقة، والعواطف الكامنة، والأحاسيس الدافئة، والعطاء المتجدد الذي لا نهاية له، مما يجعل الكون جميلاً ولطيفاً في أجوائه وآفاقه.
إن من صفات الأزواج والزوجات في الحياة الزوجية أنهما محافظان على حبهما الزوجي ويحرصان على تنميته وتطويره ليكون متوقدًا دائمًا، إن هناك كثيراً من الزيجات تفاجأ بموت الحب بين الطرفين فتصبح علاقتهما الزوجية علاقة جافة قاتلة، ولولا الأبناء لما استمر في زواجهما، ولكن هناك صنف آخر يشع الحب من نفسيهما من خلال العبارات والنظرات والإشارات.
الإسلام والحب:
لا يطارد الإسلام المحبين ولا يطارد بواعث الحب والغرام، ولا يجفف منابع الود والاشتياق، ولكن يهذب الشيء المباح حتى لا يفلت الزمام، ويقع المرء في الحرام والهلاك، وليس هناك مكان للحب في الإسلام إلا في واحة الزوجية.
والحب في الإسلام يختلف عن أي حب، فهو حب يتسم بالإيجابية ويتحلى بالالتزام. ليس شرطًا أن تحب المظهر الجميل، ولكن من المحتم أن تحب الروح الأخاذة، والذات الرائعة الخلابة.هناك من الأزواج من لديه زوجة مليحة، جميلة وضيئة، ولكنها خاوية المشاعر، جامدة العواطف، غليظة الكلام، عصبية بغيضة لا تفهم شيئًا من لغة القلوب، ولا تفقه أمرًا من عالم الوجدان.
ـ إن كثيرًا من الملتزمين يرون في الحب منقصة ومذمة، ويرون فيه ضعة ومذلة، وهذا خطأ جسيم، وفهم خاطئ. فتراه لا يتودد إلى زوجته، ولا يعرف للغزل سبيلاً، ولا للمداعبة طريقًا.ولو نظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى حبه الشديد لعائشة، وكيف كان يداعبها ويلاطفها لعلم كيف يكون الحب بين الأزواج من شيم الكمال وليس من صفات النقص.
لقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحث بعض صحابته على الزواج بالأبكار، من أجل المداعبة والملاعبة والملاطفة، وقد كان في ذلك صريحًا وواضحًا كذلك.وهنا يبرز سؤال مهم وهو لماذا يكون الشغف والوله عند العصاة، ولا يكون عند الطائعين في الحلال؟ وقد ذكر القرآن شغف امرأة العزيز {قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} [سورة يوسف/30].ولكن يوسف ـ عليه السلام ـ أبى طريق العصاة. ونحن أولى بهذا الشغف الذي يملأ القلوب مادام أنه في الحلال، فالحب يعطي الحياة الزوجية طعمًا آخر، لا يتذوقه إلا المخلصون الأوفياء.
كيف تبني علاقة عاطفية ناجحة؟
الصلة بين الزوجين صلة مودة ورحمة وليست علاقة عشق وهيام وصبابة وغرام؛ فهي صلة محبة هادئة [مودة] وصلة [رحمة] متبادلة، لا أوهام عشقية لا تثبت على أرض الواقع، ولا خيالات غرامية لم يقم عليها أي زواج ناجح.
وإن من أهم الأشياء لبناء الحياة العاطفية الناجحة، التفاهم بين الزوجين، والتفاهم يكون في البداية في كيفية اختيار شريك الحياة على أسس صحيحة من الدين والكفاءة الشخصية العائلية، وبعد ذلك في الأمور المهمة والأساسية في الحياة الزوجية مثل الأولاد وكيفية تربيتهم والقيام على شئونهم، وكذلك الأمور المالية وكيفية الإنفاق، وأخيراً المسائل الجنسية وكيفية إشباع رغبة الزوجية من الآخر.(31/348)
ـ وإذا تم التفاهم على قدر كبير من الأمور السابقة، بعدها فلا بد أن يتعرف كل من الرجل والمرأة على طبيعة الآخر وكيف تفكر المرأة وكيف يفكر الرجل. وكيف يعبر كل منهما عن مشاعره.
ـ وبعد ذلك لا بد من الاستفادة من العلاقة الجسدية لبناء علاقة عاطفية ناجحة ومثمرة، لأن هذه العلاقة تولد الشوق والمودة والحيوية بالنسبة لكلا الطرفين.
ـ والأهم من ذلك كله أن يتعلم الزوجان قاعدتين مهمتين لبيوت سعيدة، وهما: أن البيوت تُبنى على المودة والرحمة، وأن دمار البيوت يبدأ من جفاف المشاعر، فيجب المحافظة على أجواء البيوت هادئة ومستقرة ومعين متجدد للمودة والحب والدفء والحنان.
عناصر الحب الحقيقي:
إن العلاقة الزوجية ليست فقط مشاعر الحب والعاطفة، ولكنها أيضا الاستعداد للتضحية، أو التصرف لمصلحة الطرف الآخر على حساب المصلحة الشخصية، ويجب أن نميز بين مشاعر الحب وأعمال الحب، فالمشاعر هامة وأساسية إلا أن أعمال الحب من التضحية والبذل للآخر من شأنها أن تحافظ على العلاقة السعيدة والدافئة.
أعمال المودة و الحب؟
ومن وسائل تنمية المودة و المحبة بين الزوجين ما يسمى بأعمال المودة و الحب، تلك الأعمال التطوعية التي تنم عن المحبة الكبيرة والتقدير العظيم للطرف الآخر كمفاجأة غير متوقعة أو دعوة عشاء خارج المنزل، أو ورقة في كتاب في كلمة حب.وكثير من الأمثلة التي تخطر في ذهن المحبين والعروسين الجديدين، وتشير هذه الأعمال إلى إهمال الواحد بالآخر وأنه يفكر فيه.
كيف تنمو المودة ويزداد الحب؟
مودة الزواج وحبه أكثر عمقاً في واقع الحياة، إن الحب يكبر مع كبر الزوجين، ومع مواجهتهما لمشكلات الحياة وتحدياتها، ومع اشتراكهما معًا في التغيير والتكيف مع علاقتهما المتغيرة باستمرار.
شجرة الحب:
إذًا يمكن القول أن الحب هو كبذرة زرعت في أرض خصبة، تُسقى بماء المشاعر الفياضة وتحدث بأعمال الحب الكثيرة ولا بد لها من زمن حتى تستقر شجرة كبيرة فارهة الطول عظيمة الأغصان، تتجاوز كل المحن والصعوبات.
وهناك عشر وسائل لتنمية الحب والمودة بين الزوجين:
1ـ تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية، فوردة توضع على وسادة الفراش قبل النوم، لها سحرها العجيب، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال، والرجل حين يدفع ثمن الهدية، فإنه يسترد هذا الثمن إشراقًا في وجه زوجته، وابتسامة حلوة على شفتيها، وكلمة ثناء على حسن اختيارها، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت, وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضاً.(31/349)
2ـ تخصيص وقت للجلوس معًا لإنصات بتلهف واهتمام للمتكلم، وقد تعجب بعض الشراح لحديث أم زرع من إنصات الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث عائشة الطويل وهي تروي القصة.
3ـ النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلهما عن طريق أداء الواجبات الرسمية أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرة الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي، فهل يتعلم الزوجان فهم لغة العيون؟وفهم لغة نبرات الصوت وفهم تعبيرات الوجه، فكم للغة العيون مثلاً من سحر على القلوب؟
4ـ التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف.
5ـ الثناء على الزوجة، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.
6ـ الاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتبة، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد، أو كتابة طلبات المنزل، أو غيرها من الأعمال الخفيفة، والتي تكون سبباً للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة.
7ـ الكلمة الطيبة، والتعبير العاطفي بالكلمات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب للزوجة مثلاً، واشعارها بأنها نعمة من نعم الله عليه.
8ـ الجلسات الهادئة، وجعل وقت للحوار والحديث، يتخلله بعض المراح والضحك بعيدًا عن المشاكل، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم، وهذا له أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين.
9ـ التوازن في الإقبال والتمتع، وهذه وسيلة مهمة، فلا يُقبِل على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يمتنع وينحرف عن صاحبه كلياً، وقد نُهي عن الميل الشديد في المودة، وكثرة الإفراط في المحبة، ويحتاج المتمتع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية.
10ـ التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات، كأن تمرض الزوجة، أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما، فيحتاج إلى عطف معنوي. وإلى من يقف بجانبه، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين وجعلهما أكثر قرباً ومحبة أحدهما للآخر.
المصدر: مفكرة الإسلام
ـــــــــــــــــــ
اللاءات التي تحقق السعادة الزوجية
عزيزي الزوج
زوجتك بحكم تكوينها تتصرف وتفكر بطريقة مختلفة عنك .. وحتى تفهم
نفسيتها وتكسب ودها .. فهذه ( 20) لا .. ابتعد عنها بقدر الإمكان
------------------------------------------(31/350)
لا تفترض أنها تتصرف كما تتصرف أنت لأنها تختلف عنك
لا تهملها وامنحها الحب والعطف والأمان ، لأنها بطبيعتها تحتاج
إليها
لا تستهن بشكواها ، فهي تبحث حتى عن مجرد التأييد العاطفي والمعنوي
لا تبخل عليها بالهدايا والخروج من حينٍ لآخر ، فهي لا تحب الزوج
البخيل
لا تتذمر من زيارة أهلها ، لأنك بذلك تفقد حبها ، فالمرأة أكثر
ارتباطاً بأهلها
لا تغفل عن إبراز غيرتك عليها من حينٍ لآخر ، فهذا يرضي أنوثتها
لا تنس ملاطفتها ومداعبتها في الفراش وإشباع أنوثتها
لا تظهر عيوبها بشكلٍ صريح ، فهي لا تحب النقد
لا تنصرف عنها ، لأن المرأة تحب من يستمع لها
لا تخنها .. فإن أصعب شيءٍ علي المرأة الخيانة الزوجية
لا تستهزئ بها أو بمشاعرها لأنها كائن رقيق لا يتحمل التجريح
لا تنس ما تطلبه منك ، فهذا يولد إحساساً لديها بأنها لا قيمة لها
لديك
لا تخذلها ، فهي بحاجة دائمة إلي شخص تثق به وتعتمد عليه حتى تشعر
بالراحة
لا تهمل في واجباتك والتزاماتك الأسرية ، فتحقيق هذا يشعرها بحبك
لها
لا تستخف باقتراحاتها لحل المشاكل التي تواجهكما ، فهذا يشعرها
بعدم أهميتها
لا تتوقع منها أن تحل المشاكل بطريقة عقلانية ومنطقية ، لأنها أكثر
ميلاً إلي استخدام العاطفة
لا تتدخل كثيراً في شؤون البيت ، وامنحها الثقة ، فإن هذا يشعرها
بأنها ملكة متوجة داخل منزلها
لا تغفل عن امتداحها ،وتغزل في ملبسها وزينتها وطبخها حتى في ترتيب
المنزل ، فهذا يرضي أنوثتها
لا تنس أن المرأة تمر بظروف نفسية صعبة ( الولادة – الحمل – الطمث
) ولابد أن تراعي مشاعرها أثناء تلك الفترات
لا تحد كثيراً من حريتها الشخصية ، خاصة في علاقاتها الاجتماعية ،
فهي بطبيعتها اجتماعية تحب الصداقات الكثيرة
ـــــــــــــــــــ
ايها الزوج ... تغزل في زوجتك
تحتاج المرأة في جميع أطوار سني عمرها المختلفة إلى لمسات حانية و كلمات عذبة تلامس مشاعرها المرهفة وطبيعتها الأنثوية ! وبعض من تخلو بيوتهم من تلك الإشراقات المتميزة يكون للشقاء فيها نصيب ، وقد تكون قنطرة يعبر عليها من أراد(31/351)
الفساد إذا قل دين المرأة ونزع حياؤها وسقط عفافها ! وقد اطلعت على معلومات أفجعتني وسمعت قصصاً أقضت مضجعي ! فإحداهن سقطت في الفخ لأنه قيل لها : "أنت جميلة" ، وهي كلمة لم تسمعها مطلقاً! وأخرى زلت قدمها عندما رفع أحدهم صوته : "أنت امرأة ذات ذوق رفيع ... " ، وأخريات صادتهن شباك الذئاب البشرية لجوع عاطفي وفراغ نفسي لم يشبعه زوجها أو أبوها !
ولست أسوغ الفعل - ومعاذ الله ذلك - ولا يجوز للمرأة أن تتخذ هذا النقص فيمن حولها ليكون سلماً إلى الحرام ! لكن السؤال موجه إلى البعض : لماذا لا نغلق تلك الأبواب دون الذئاب المتربصة ونلبي حاجات من حولنا عاطفياً ونفسياً ؟
ولا يُظن أن هذا الأمر مقصور على النساء فحسب بل إن جزءاً كبيراً من انحراف الأطفال والأحداث سببه نقص العاطفة لديهم ، إما بحرمان من عاطفة أم ، وإما من حنان أب ، وإما من غير ذلك !
وبعض الفتيات كان طريق الغواية لديهن هو البحث عن العاطفة لدى شاب تسمع منه عبارات الإطراء والإعجاب وكلمات الحب والصداقة !
ونعجب أن بناتنا معزولات عن آبائهن وأمهاتهن ، وليس لهن حق في المجالسة والمحادثة والنقاش وإيراد الطرفة والتحدث بهمومهن وآمالهن! فسارعي أيتها الأم وأجلسي ابنتك بجوارك وسابقيها في نزهتك ، واجعلي بعض وقتك لها ، وستجدين من السعادة والمتعة ما لا تجدينه في أمور أخرى ! وأنت أيها الأب تلقف ابنتك بالحب والحنان والعطف ولين النفس قبل أن يتلقفها غيرك ، أو أن تتزوج فلا تراها إلا كل شهر دقائق معدودة ... والعجب من التساهل في هذا الأمر فلا نغلق هذه الطرق .
ولا نسارع في سد هذا النقص ، زوجاتنا يعشن في صحراء قاحلة لا يرين الابتسامة ولا يسمعن كلمة المحبة! وبناتنا معزولات عن آبائهن وندر منهن من تسمع كلمات الثناء على أناقتها وحسن اختيارها ! وأما صغارنا فقد حرموا من الهدية وتناسينا أن المزاح معهم من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وفي دوحة الأسرة الصغيرة ضنت الألسن بكلمة جميلة وهمسة حلوة تذيب جليد العلاقات الفاترة بين الزوجين خصوصاً ... وبينهم وبين أولادهم عموماً .
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم له السهم الوافر وقصب السبق في تلمس الحاجات العاطفية والرغبات البشرية ، فقد كانت سيرته مع زوجاته وبناته لا تخلو من حسن تبعل وتدليل وممازحة وملاطفة وحسن إنصات .
فها هو عليه الصلاة والسلام إذا أتت فاطمة ابنته رضي الله عنها قام إليها فأخذ بيدها فقبلها ، وأجلسها مجلسه . وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها وكان إذا رآها رحب بها وهش وقال : " مرحباً بابنتي" .
أما مع زوجاته عليه الصلاة والسلام فقد ضرب المثل الأعلى في مراعاتهن وتلمس حاجاتهن ، بل هاهو عليه الصلاة والسلام يجيب عن سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه ويُعلمه أن محبة الزوجة لا تخجل الرجل الناضج السوي . فقد سأل عمرو بن العاص : أي الناس أحب إليك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : "عائشة " .(31/352)
وكان عليه الصلاة والسلام من حسن خلقه و طيب معشره ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها ويخبرها خبراً تطير له القلوب و الأفئدة ، قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً : "ياعائش ، هذا جبريل يقرئك السلام "
وكان عليه الصلاة والسلام يتحين الفرص لإظهار المودة والمحبة ، تقول عائشة رضي الله عنه : " إن النبي صلى الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ "
لكل رجل : راجع حساباتك وتفقد أمرك ، فالأمر مقدور والإصلاح يسير وفيه تأس بالأخيار وحماية من المزالق وسد لهذه الثغرات المهمة في حياة كل نفس بشرية .
المصدر: موقع ناصح
ـــــــــــــــــــ
زوجتي أدخلتني الجنة
ليس الزواج وإنشاء أسرة من الأمور الحياتية الضرورية فحسب، ولكنه في الوقت نفسه أيضاً واجب ديني لإحصان النفس وإعمار الأرض، وفي الوقت الذي يبدي فيه كثير من الرجال والنساء تأسفهم على أيام العزوبية وما كانوا يتمتعون به من فراغ وخلو عن المسؤوليات
فإن على هؤلاء أن يراعوا النعمة الكبرى التي أتيحت لهم بالعيش السوي في رحاب العائلة التي هي عنوان ونواة الحياة الاجتماعية السليمة، وللزوجة مزيد فضل في هذا المجال، فهي ينبوع الأجر والثواب لها ولزوجها وأولادها.
فمنها يرزق بالولد الصالح الذي يدعو له بعد مماته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
ينفق عليها فيؤجر ويثاب ويكون إنفاقه صدقة له:عن أبي مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهي له صدقة) رواه البخاري.
يلبي معها رغباتهما الجنسية فينالان أجراً على ذلك. عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وفي بُضع أحدكم صدقة. قالوا: كيف يا رسول الله ؟!! أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر؟ قال : نعم ، أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر) رواه مسلم.
ينظر إلها ويأخذ بكفها فيرحمه الله ويغفر ذنبه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته، ونظرت إليه، نظر الله إليهما نظرت رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما) الجامع الصحيح.
يضع لقمة طعام في فمها فيؤجر عليها. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك ) رواه البخاري.
مجلة الفرحة
ـــــــــــــــــــ(31/353)
الرضا والقناعة يحققان الأمن الزوجي
الرضا والقناعة سر من أسرار السعادة الزوجية، فهما كنز ثمين لا يفنى وخلق عظيم ممتد الأثر، إذا توفر في حياة الزوجين فإنه سوف ينتج أسرة هادئة قانعة راضية بما قسم الله لها، فائزة بالفلاح لقول الرسول صلى الله عليه وسلم قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه.
وعن كيفية تجسيد الرضا والقناعة في حياة الزوجين يقول فضيلة الشيخ يوسف السند الداعية الإسلامي وموجه التربية الإسلامية في وزارة التعليم إن مفهوم الرضا والقناعة يمكن أن يتجسد في حياة الزوجين عبر ما يلي:
•تغليب جانب الحمد والشكر في عموميات الحياة لقول الله عز وجل: ( اعلموا آل داود شكراً) وقول النبي صلى الله عليه وسلم قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه.
•تذكر فقراء المسلمين المحتاجين محلياً وعالمياً، وما أكثر لهؤلاء الفقراء الذين يحتاجون إلى مد يد العون والمساعدة والاستشعار بمعاناتهم، ولهذا فعلى الزوجين أن يقنعا بحد معين من الترف والانفاق وأن يوجها جزءاً من مالهما إلى هؤلاء الذين يتجرعون مرارة الجوع والعطش وليثق الزوجان بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة وقوله أيضاً: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
•الاهتمام بأحوال المسلمين وعدم استغراق الزوجين في كماليات الحياة وتحسيناتها دون أخذ العظة والعبرة مما يحدث حولهما من أمواج متلاطمة تعصف بالكثير من المسلمين.
•الزهد في الدنيا، والزهد فيما بين الناس، والقناعة بعطاء الإسلام والإيمان، والقرآن وفي هذه الحالة يهدئ بال الزوجين ويطمئن قلبيهما فقد ورد عن الإمام الزاهد الحسن البصري أنه قال: علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي.
•تذكر أحوال السلف وحياتهم الأسرية والإيمانية عبادة وطاعة وخشوعاً فهذا أبو بكر الصديق الخليفة الأول ينفق كل ماله وحينما يُسأل عن ذلك يقول أبقيت لهم الله ورسوله، وهذا عمر بن الخطاب ينفق نصف ماله، وهذا عثمان بن عفان يجهز الجيوش بأمواله، ولهذا فإن دراسة أحوال الصحابة والتابعين تجعل من حياتهم قدوة وأسوة حسنة.
الفرحة: كيف يتحقق معنى الرضا والقناعة في العلاقة بالله عز وجل؟
الشيخ يوسف يكون ذلك من خلال تذكر نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها والنظر إلى منّ هم أفقر وأجوع فقد ورد انظروا إلى من هو أسفل منكم فحرى ألا تزدروا نعمة الله عليكم ولهذا فإن تعميق الرضا والقناعة في أرجاء البيت المسلم يحقق الأمان الزوجي والسكن العائلي.
والثراء الحقيقي هو رضا الزوجين بما منحهما الله عز وجل، وتجنب الحرص على طلب الدنيا ومنعها ومباهجها وزخارفها الزائلة، فالمرأة التي تحرص على جمع المال والرجال الذي يتكالب على الدنيا، هما في حقيقة الأمر من الفقراء حتى لو كان لهما(31/354)
من الأموال الكثير ولذلك فإن من كان له قلب راض بعطية الله فهو غني بقلبه، مستغن عن الغير بربه سواء كان في يديه مال أو لا، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغني غنى النفس.
ولهذا يقول الشاعر:
عزيز النفس من لزم القناعة
ولم يكشف لمخلوق قِناعه
ويقول الشاعر:
رضينا قسمة الجبار فينا
لنا علم وللأعداء مال
فإن المال يفنى عن قريب
وإن العلم يبقى لا يزال
ولهذا فلو التزم الزوجات خصال القناعة بما أعطاها الله لسادت بينهما المحبة من جانب وبين أقاربهم وجيرانهم وأهليهم، ولتخلص المجتمع من أمراض الحقد والحسد لأن هذا في النهاية توزيع من الله عز وجل فهو يبسط الرزق لمن يشاء ويقدره سبحانه لحكمة يراها، ولولا تفاوت الأرزاق ما استقامت حياة البشرية قال تعالى: ( أهم يقسمون رحمت ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون).
وقال الإمام الشافعي:
رزقك ليس ينقصه التأني
ولا يزيد في الرزق العناء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
أثر الرضا على الحياة الزوجية يقول الشيخ السند إن الإيمان بقدر الله والرضا به يخلق حياة زوجية هادئة مطمئنة لقول الله عز وجل ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا) وقوله تعالى: ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور) هذه الآيات الكريمات تبث في المؤمن- رجلاً أو امرأة – السكن والطمأنينة النفسية، والتخلص من الخوف والقلق لأن المؤمن يجب أن يوقن أنه لن يصيبه أذى أو خير أو شر إلا بإذن الله.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
كما أن تطبيق الرضا والقناعة في حياة الزوجين يغير من سلوكياتهم فتتحقق حالة رضى متبادلة على مستوى الزوجين ويرى كل منهما في الآخر ميزاته وعيوبه، هذا فضلا عن تغيير السلوكيات المكتسبة مثل التذمر والشعور بعدم الرضا جراء ظروف مادية صعبة، أو حدوث ابتلاءات معينة، وفي قصة أم سليم وزوجها طلحة الدرس(31/355)
والعظة فحينما مات ولدها الصغير الوحيد لم تجزع ولم تشق الجيوب أو تلطم الخدود كما يحدث في بعض مجتمعاتنا عند فقد عزيز، وإنما صبرت واحتسبت وعندما حضر زوجها لم تصرخ في وجهه وإنما تعاملت بحالة من الرضا والصبر والاحتساب، فقامت فتزينت له وقضى ليلة سعيدة، ثم أخبرته أن يحتسب ابنه عند الله، فما كان من أبي طلحة إلا أن ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاكياً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بارك الله في ليلتكما ، وكان ثواب الرضا بقضاء أن رزق أبو طلحة تسعة من الولد، كلهم من حفظة كتاب الله عز وجل.
واختتم الشيخ السند حديثه قائلاً: إن حسن تبعل الزوجة لزوجها وطاعته في غير معصية وحرصها على بيتها ورعاية أولادها هو نوع من الرضا الذي يجب أن يسود الحياة الزوجية من غير تبرم أو تذمر والأجر والثواب عند الله عز وجل.
وتبقى كلمة
وفي النهاية يبقى أن نهمس في أذن الزوجة نقول: إن الزواج كالبطيخة تشترينها من السوق، يغرك ظاهرها وإذا فتحتها قد تكون حلوة الطعم والمذاق وقد لا تكون، إلا أن الفرق بين الزواج والبطيخ أن البطيخ يستبدل بآخر أحلى مذاقاً بسهولة ويسر، أما الزواج إذا لم يكن كما ينبغي فليس من السهل التخلص منه، لذا فإنك قد تجدين زوجك أقل سخاء من أبيك أو أقل اقتداراً فلا ينبغي أن تفسدي عليه حياته، بل الزمي القناعة وارضي بما قدره الله لك، وشاركيه في حلو الحياة ومرها.
وفي هذا يقول الأصمعي: دخلت البادية فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجهاً تحت رجل من أقبح الناس وجهاً، فقلت لها: يا هذه أترضين أن تكوني تحت مثله؟ فقالت: أسكت لعله أحسن فيما بينه وبين خالقه فجعلني ثوابه، أو لعلني أسأت فيما بيني وبين خالقي فجعله عقوبتي أفلا أرضى بما رضى الله لي.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة الفرحة - العدد (79) ابريل 2003 ـ ص : 54
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صـ3ــورلاتحبها الزوجة ؟؟
هاهي الزوجة تقدم شرائح حية من واقعنا للزوج الذي يسيء لها من قريب أو بعيد
بهدف الإصلاح وهو لا يكترث بمعرفة نظرة زوجته إليه نتيجة للرواسب الجاهلية التي تفرض على المراة أن تهتم بنظرة الرجل إليها فقط متناسياأن لها من الحق مثل ماله وانه يحتاج أيضا للسعادة والسكن مع زوجته
إن تجنب كذلك ثلاث صور لا تحبها الزوجة فيه
الصورة الأولى: الزوج الاتكالي
إن مسؤولية الزوج في الأسرة لا تقل عن مسؤولية زوجته فكل منهما قد هيأه الله نفسيا وجسميا وعاطفيا ليتواءم مع مهمته وكأننا نجد الزوج اليوم يتملص من مهمته معتذرا بكثرة أعبائه وأشغاله وأسفاره تاركا قيادة الأسرة لزوجته يساعدها السائق وفريق من الخدم فعليها بجانب العناية بالأطفال والتربية أن تحمل طفلها المريض إلى الطبيب وان تتابع طفلها في المدرسة وان تصحب الأولاد في نهاية الأسبوع إلى أماكن الترفيه وعليها توفير احتياجات المنزل...الخ كل ذلك والزوج محتج بكثرة(31/356)
أعبائه وأشغاله وهنا أقول لكل زوج إن كان عذرك كثرة الأعباء والأشغال والأسفار فان النبي صلى الله عليه وسلم قد حمل أعباء الدعوة للأمم جميعا ومع ذلك لم يقصر في أي جانب من جوانب حياته الأخرى فقد سئلت عنه عائشة رضي الله عنها ما كان يصنع رسول الله في أهله ؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله( يعني في خدمتهم ) رواه البخاري
الصورة الثانية:الزوج الطعان اللعان
هذه مأساة تعيشها اغلب الزوجات في كثير من البلاد فهي تتعرض لسلسة من الضرب والشتائم التي تنصب لأتفه الأسباب ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعظ ويطبق ما يقول فروي عنه انه ( لم يكن النبي فاحشا ولا متفحشا وكان يقول:إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) رواه البخاري.. وضرب المراة في الإسلام لم يسمح به إلا في الضرورة القصوى بعد أن يستنفذ الزوج الحكيم كل الوسائل وقد وضع له الإسلام شروطا منها: إلا يكون مبرحا وألا يكون في الوجه لان الضرب في الوجه فيه إهانة المراة وإنما قصد تذكيرها بطريق الحق والصواب فعليك أيها الزوج أن تعيد النظر في طريقة فهمك للإسلام وان تنتقل من الميدان النظري للإسلام إلى الميدان التطبيقي الصحيح وعليك أن تقضي على الخلاف بالحكمة والأناة والصبر وألا توقد ناره لأتفه الأسباب وان كنت تغضب لمراجعة زوجتك لك في الكلام أو مخالفتها لك في الرأي فأقول لك إن أمهات المؤمنين كن يراجعن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في الكلام وفي هذا الموقف حق لك أن تتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يؤذ جاره واستوصوا بالنساء خيرا)
الصورة الثالثة:الزوج مع اصدقائه
الزوجة تتساءل: لماذا يترك الزوج جنته الوارفة الظلال التي تعبت في غرس رياحينها؟
وهو مشغول عنها بأصدقائه يسيء معاملتها بينما تراه مع أصدقائه على ارفع خلق وأسمى معاملة يمازحهم ويضاحكهم أما هي فيعتبرها كقطعة أثاث كمالية في المنزل لا تفقه شيئا من أمور الدين والدنيا وحجته في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن )البخاري
إن الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذكر في حديثه أن النساء ناقصات عقل ودين لم يقصد إهانة المراة بل أراد تنبيه الرجل إلى بعض خصائص الأنوثة ليلتمس لها الاعتذار إن هي أخطأت يوما لقد غفل الزوج عن أن الزوجة كائن حي أكثر ما تحركه المشاعر والأحاسيس فتراه عابس الوجه مقطب الجبين كأنه يريد أن يثبت لها انه الأسد في عرينه فيسكن الرعب في قلبها.
الزوجة يا زوجها تدلك إلى اقصر الطرق إلى قلبها فتقول: عليك بالكلمة الطيبة والابتسامة الرقيقة والمعاملة الحسنة وأوعظ عبرة لك في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
المصدر: د.نجاح الظهار(31/357)
ـــــــــــــــــــ
من فنون التعامل الأسري
الزوجة أولاً:
1. إيّاك أن تقلل من قدر زوجتك عند أبنائك، أو تكثر من التشكي والتظلم من تقصيرها في حقك، إنهم لن يفعلوا تجاه ذلك شيئاً يذكر، بل إنك ستقلل من قدرك في قلوبهم، وتدخل عليهم الحزن والكآبة، وإذا كان هناك من ملحوظة، فكن كيساً في ذكرها وكن فطناً، فالتعريض يغني عن التصريح.
فلتجلس معهم بقدر:
2. أهمية تفريغ وقت يناسب كل مرحلة للجلوس مع الأولاد والسفر معهم، جلوس جزئي كل يوم ساعة مثلاً، وكل سنة شهر.
3. لا تضايق أبناءك بكثرة جلوس معهم، وكن معتدلاً في ذلك، وأعطهم شيئاً من الحرية، واختر الوقت المناسب للجلوس بينهم، وإياك والإكثار من دخول الفجأة، فقد ترى ما تكره ويرون منك ما يكرهون.
من أجل أب مهيب:
4. لا تدخل نفسك في كل جزئية فتضيع هيبتك "كن جاهلاً أو متجاهلاً...".
5. لو شعر أبناؤك باحترامك لهم لاحترموك، وحقوق الأبوة لا تبيح لك إهدار كرامتهم، والتبسط مع الأبناء ومداعبتهم لا تعني إسقاط الأدب وذهاب الهيبة.
6. لا تكثر المزح مع أبنائك، ولا تكن متجهماً، وخير الأمور الوسط، فكثرة المزح والضحك تسقط الهيبة والاحترام، والتجهم والغلظة تهدم المودة والمحبة، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
7. لا تكثر الكلام مع أبنائك، وكن معتدلاً في ذلك، ولكل حالة ما يناسبها، ولكل مقام مقال، ومن كثر كلامه كثر سقطه، وقلة الكلام تعطيك هيبة واحتراماً.
8. الصراخ في وجوه الأبناء حيلة العاجز، ولا يزيد الابن إلا تمرداً، وقد لا يلقى له بالاً، حيث يتعود عليه، مع ما قد يكون له من تأثير سلبي في اهتزاز شخصية الطفل وكثرة ارتباكه، ومن علا صوته فقد ضعفت حجته وقلّت حيلته، ولولا بعد المستقى لما أطال رشاءه.
9. ربِّ أبناءك على أن يستجيبوا لك فور سماعهم لندائك دون أن يتوقف ذلك على معرفة ما تريد، حيث تكون استجابتهم؛ لأنك أنت قد دعوتهم بحكم أنك والدهم، لا من أجل الأمر الذي تريده، فهناك فرق بين الاستجابة لك والاستجابة لطلبك، فالأول يربي على السمع والطاعة والانضباط والنظام، والاستجابة من أجل الأمر الذي تريد تعود على الفوضى والسلبية والتسويف والخصام، ومن ثم التمرد.
فإذا طلبت ابنك ثم أرسل إليك سائلاً لماذا تدعوه فكن حازماً، وإياك والاستجابة لسؤاله، أو إغرائه، وتصرف بما يناسب الموقف ويحفظ هيبتك، وإلا فعلى هيبتك السلام.
ليس معناه أن تكون غضوباً:(31/358)
10. الناس منهم من هو سريع الغضب سريع الفيأة، ومنهم بطيء الغضب بطيء الفيأة، ويتولد منهما نوعان آخران، فكن بطيء الغضب سريع الفيأة، واحذر أن تكون سريع الغضب بطيء الفيأة فهذا شرّ الأربعة.
11. لا تدفع ابنك إلى الزاوية الضيقة، واحذر احتقان الغضب وكبت المشاعر، فقد يقوم بعمل لا تحمد عقباه، إما في نفسه أو في المنزل في غفلة منك ومن أمّه، فكن حازماً حليماً حكيماً، فمعظم النار من مستصغر الشرر.
مثال السفر وتحديد الوقت دون حساب الوقفات والعوارض سيرفع من ضغطك وقد يحدث لك كارثة، أما حساب السرعة بهدوء وحساب الوقفات سيجعلك سعيداً جداً.
لكن بكلمات موزونة:
12. حذار من فلتات اللسان، وبخاصة من الأب فهي جرح لا يندمل.
13. المعاني أهم من المحسوسات، وقد يتحمل أبناؤك النقص في النفقة أو الترفيه أو السكن، ولكن لا يتحملون ما يسيء إليهم، كالسب أو الإهانة أو التجريح، وكلمة طيبة أثمن من هدية نادرة، وتشجيع موزون أغلى من جائزة يستحقونها.
لهم شؤونهم الخاصة حتى بالنسبة لك:
14. لا تتدخل في كل شؤون أولادك، وإذا اتفقوا على أمر ليس فيه خلل ولا خطل ولا إساءة لنظام البيت، فدعهم وما يعملون، بل شجعهم على ذلك إن كان مما يزيد ألفتهم، ويقوي وشائج الروابط بينهم، فمثلاً: لو أعطيت كل واحد منهم غرفة، ثم اتفقوا على تبادل الغرف، أو إعادة تقسيم الأعباء بينهم، دون أي ضرر يترتب على ذلك، فلا تقف حجر عثرة دون ما يريدون، ولكن أخبرهم بأن الأولى أن يستأذنوك قبل أن يتخذوا قرارهم، وإذا بدا لك أن المصلحة خلاف ما يريدون فأقنعهم بذلك بالأسلوب الذي يناسبهم، دون الاكتفاء بالمنع دون تعليل.
ماذا تريد يا أبي؟!
15. عوّد ابنك على أن يعرف ما له وما عليه، فالشريعة جاءت بذلك، وحديث معاذ في ذلك صريح وواضح "أتدري ما حق الله على العباد" ولماذا تجعله يعيش في دوامة لا يَدري ما هي حدود مسؤولياته وواجباته، وما هي حقوقه ومكافآته، ثم تعاقبه على أمور غير واضحة لديه، وقد سمعت من بعض الأبناء وهو يشكو والديه، بأنه لا يعرف ماذا يريدان، فيعيش الابن في حيرة وغموض، نتيجتها الفوضى والاضطراب، وكثرة الكلام والخصام.
في أعماق النفس:
16. العناية بالجوانب النفسية هي أهم مفاتيح التربية، فكم من ابن تحطم وانحرف بسبب موقف نفسي لم يحسن الوالدان التعامل معه، وكم من ولد كان سبب بروزه وتفوقه مسألة نفسية أحسن استثمارها من قبل الوالدين والأساتذة والمربين.
ولذا فمن المهم أن يولي الأبوان وأولياء الأمور والمربون هذا الجانب حقه من الرعاية والاهتمام، فنحن نتعامل مع بشر من لحم ودم ونفس وروح، والتركيز على جانب وإهمال الآخر يودي بصاحبه، والقرآن والسنة قد ركزا على هذا الجانب في مواضع عدة، وللرسول _صلى الله عليه وسلم_ مع صحابته أحداث ووقائع فيها العجب العجاب، واقرأ سورة يوسف والنور وارجع إلى أحاديث السلام والاستئذان(31/359)
والنجوى والغزوات وبخاصة حنين، تجد فيه مغانم كثيرة، ولا مانع من الإفادة مما لدى الآخرين في هذا العلم، على ألا يكون هو الأصل والمرجع، بل يرد ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وهدي سلف الأمة.
أريد ابناً إيجابياً:
17. ركز على الصفات الإيجابية في أبنائك، فإنها ستتعمق وتقوى مع الأيام، وشجعهم على ذلك حتى يكون ابنك أسيراً لتلك الصفات،
وحذار من إبراز صفات السلب، بل عالجها وحاول أن تتجاهلها دون إهمالها حتى تنقرض تلقائياً دون تركيز عليها حتى لا يستمرئها ويتهاون بها.
18. عوّد ابنك على الأخذ والإعطاء منذ الصغر، فتعويده على أن يكون آخذاً لا معطياً يجعله كسولاً غير منتج، ينتظر خدمة الآخرين له دون مقابل. إن تربيته على أن الحياة تقوم على الأخذ والعطاء، ينمي فيه عنصر الإيجابية الفعالة، حتى يصبح عطاؤه أكثر من أخذه، وبهذا يصبح عنصراً ناجحاً في الحياة، نافعاً لنفسه وأسرته ومجتمعه وأمته، وإلا أصبح وبالاً وكلاً.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: أ.د. ناصر العمر - موقع المسلم
ـــــــــــــــــــ
خنجر في قلب الحياة الزوجية
إذا كان الحكم على الشئ عرعا عن تصوره، فإن مشكلة الخيانة الزوجية تقع بسبب تباعد مشاعر الزوجين أو سوء التفاهم أو الفهم المتبادل فيما بينهما ، وإهمال أحدهما أو كلاهما للحقوق الزوجية، عندئذ تكون بداية الغرس غير المشروع لفكرة الخيانة، عند توافر الظروف المناسبة ، وفي المكان المناسب وبطريقة أو بأسلوب قد لا يخطر على بال شريك أو شريكة الحياة، فقد يؤتى من مأمنه الحذر أو الحريص ... وما دام أحد الزوجين قد رضخ لشعار الشهوة، ولم يتمكن من إشباعها بصورة مشروعة في ظلال الزوجية، فإنه قد يسارع إلى إمضائها وإفراغها بصورة غير مشروعة ، عندما تحين الفرصة ، وإذا كانت كل بداية صعبة ، فإن التواصل على طريق التبادل الطبيعي للمشاعر الإنسانية، خير من التردي إلى هاوية الانحراف أو الانجراف إلى الحرام، وهو بطبيعته ، يشعل شعار الغريزة البهيمية ويلهبها بوسائله وإغراءاته الشيطانية ، لتظل مستعرة على الدوام ولا تنطفئ ولا ترتوي من هذا المستنقع الضحل.
لذلك ينبغي على الزوجين أن يضعا نصب أعينهما ، أسباب وبواعث تفشي سرطان الخيانة ، في حياة بعض الأسر، لأن من يتعرف على أسباب الفساد والشر لا يقع فيها، بل يعمل قدر طاقته .
المصدر: جريدة صوت الأزهر ـ العدد السادس / د - مصطفى عرجاوي ـ كلية الشريعة ـ جامعة الكويت
ـــــــــــــــــــ
من فنون التعامل الأسري(31/360)
الزوجة أولاً:
1. إيّاك أن تقلل من قدر زوجتك عند أبنائك، أو تكثر من التشكي والتظلم من تقصيرها في حقك، إنهم لن يفعلوا تجاه ذلك شيئاً يذكر، بل إنك ستقلل من قدرك في قلوبهم، وتدخل عليهم الحزن والكآبة، وإذا كان هناك من ملحوظة، فكن كيساً في ذكرها وكن فطناً، فالتعريض يغني عن التصريح.
فلتجلس معهم بقدر:
2. أهمية تفريغ وقت يناسب كل مرحلة للجلوس مع الأولاد والسفر معهم، جلوس جزئي كل يوم ساعة مثلاً، وكل سنة شهر.
3. لا تضايق أبناءك بكثرة جلوس معهم، وكن معتدلاً في ذلك، وأعطهم شيئاً من الحرية، واختر الوقت المناسب للجلوس بينهم، وإياك والإكثار من دخول الفجأة، فقد ترى ما تكره ويرون منك ما يكرهون.
من أجل أب مهيب:
4. لا تدخل نفسك في كل جزئية فتضيع هيبتك "كن جاهلاً أو متجاهلاً...".
5. لو شعر أبناؤك باحترامك لهم لاحترموك، وحقوق الأبوة لا تبيح لك إهدار كرامتهم، والتبسط مع الأبناء ومداعبتهم لا تعني إسقاط الأدب وذهاب الهيبة.
6. لا تكثر المزح مع أبنائك، ولا تكن متجهماً، وخير الأمور الوسط، فكثرة المزح والضحك تسقط الهيبة والاحترام، والتجهم والغلظة تهدم المودة والمحبة، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
7. لا تكثر الكلام مع أبنائك، وكن معتدلاً في ذلك، ولكل حالة ما يناسبها، ولكل مقام مقال، ومن كثر كلامه كثر سقطه، وقلة الكلام تعطيك هيبة واحتراماً.
8. الصراخ في وجوه الأبناء حيلة العاجز، ولا يزيد الابن إلا تمرداً، وقد لا يلقى له بالاً، حيث يتعود عليه، مع ما قد يكون له من تأثير سلبي في اهتزاز شخصية الطفل وكثرة ارتباكه، ومن علا صوته فقد ضعفت حجته وقلّت حيلته، ولولا بعد المستقى لما أطال رشاءه.
9. ربِّ أبناءك على أن يستجيبوا لك فور سماعهم لندائك دون أن يتوقف ذلك على معرفة ما تريد، حيث تكون استجابتهم؛ لأنك أنت قد دعوتهم بحكم أنك والدهم، لا من أجل الأمر الذي تريده، فهناك فرق بين الاستجابة لك والاستجابة لطلبك، فالأول يربي على السمع والطاعة والانضباط والنظام، والاستجابة من أجل الأمر الذي تريد تعود على الفوضى والسلبية والتسويف والخصام، ومن ثم التمرد.
فإذا طلبت ابنك ثم أرسل إليك سائلاً لماذا تدعوه فكن حازماً، وإياك والاستجابة لسؤاله، أو إغرائه، وتصرف بما يناسب الموقف ويحفظ هيبتك، وإلا فعلى هيبتك السلام.
ليس معناه أن تكون غضوباً:
10. الناس منهم من هو سريع الغضب سريع الفيأة، ومنهم بطيء الغضب بطيء الفيأة، ويتولد منهما نوعان آخران، فكن بطيء الغضب سريع الفيأة، واحذر أن تكون سريع الغضب بطيء الفيأة فهذا شرّ الأربعة.(31/361)
11. لا تدفع ابنك إلى الزاوية الضيقة، واحذر احتقان الغضب وكبت المشاعر، فقد يقوم بعمل لا تحمد عقباه، إما في نفسه أو في المنزل في غفلة منك ومن أمّه، فكن حازماً حليماً حكيماً، فمعظم النار من مستصغر الشرر.
مثال السفر وتحديد الوقت دون حساب الوقفات والعوارض سيرفع من ضغطك وقد يحدث لك كارثة، أما حساب السرعة بهدوء وحساب الوقفات سيجعلك سعيداً جداً.
لكن بكلمات موزونة:
12. حذار من فلتات اللسان، وبخاصة من الأب فهي جرح لا يندمل.
13. المعاني أهم من المحسوسات، وقد يتحمل أبناؤك النقص في النفقة أو الترفيه أو السكن، ولكن لا يتحملون ما يسيء إليهم، كالسب أو الإهانة أو التجريح، وكلمة طيبة أثمن من هدية نادرة، وتشجيع موزون أغلى من جائزة يستحقونها.
لهم شؤونهم الخاصة حتى بالنسبة لك:
14. لا تتدخل في كل شؤون أولادك، وإذا اتفقوا على أمر ليس فيه خلل ولا خطل ولا إساءة لنظام البيت، فدعهم وما يعملون، بل شجعهم على ذلك إن كان مما يزيد ألفتهم، ويقوي وشائج الروابط بينهم، فمثلاً: لو أعطيت كل واحد منهم غرفة، ثم اتفقوا على تبادل الغرف، أو إعادة تقسيم الأعباء بينهم، دون أي ضرر يترتب على ذلك، فلا تقف حجر عثرة دون ما يريدون، ولكن أخبرهم بأن الأولى أن يستأذنوك قبل أن يتخذوا قرارهم، وإذا بدا لك أن المصلحة خلاف ما يريدون فأقنعهم بذلك بالأسلوب الذي يناسبهم، دون الاكتفاء بالمنع دون تعليل.
ماذا تريد يا أبي؟!
15. عوّد ابنك على أن يعرف ما له وما عليه، فالشريعة جاءت بذلك، وحديث معاذ في ذلك صريح وواضح "أتدري ما حق الله على العباد" ولماذا تجعله يعيش في دوامة لا يَدري ما هي حدود مسؤولياته وواجباته، وما هي حقوقه ومكافآته، ثم تعاقبه على أمور غير واضحة لديه، وقد سمعت من بعض الأبناء وهو يشكو والديه، بأنه لا يعرف ماذا يريدان، فيعيش الابن في حيرة وغموض، نتيجتها الفوضى والاضطراب، وكثرة الكلام والخصام.
في أعماق النفس:
16. العناية بالجوانب النفسية هي أهم مفاتيح التربية، فكم من ابن تحطم وانحرف بسبب موقف نفسي لم يحسن الوالدان التعامل معه، وكم من ولد كان سبب بروزه وتفوقه مسألة نفسية أحسن استثمارها من قبل الوالدين والأساتذة والمربين.
ولذا فمن المهم أن يولي الأبوان وأولياء الأمور والمربون هذا الجانب حقه من الرعاية والاهتمام، فنحن نتعامل مع بشر من لحم ودم ونفس وروح، والتركيز على جانب وإهمال الآخر يودي بصاحبه، والقرآن والسنة قد ركزا على هذا الجانب في مواضع عدة، وللرسول _صلى الله عليه وسلم_ مع صحابته أحداث ووقائع فيها العجب العجاب، واقرأ سورة يوسف والنور وارجع إلى أحاديث السلام والاستئذان والنجوى والغزوات وبخاصة حنين، تجد فيه مغانم كثيرة، ولا مانع من الإفادة مما لدى الآخرين في هذا العلم، على ألا يكون هو الأصل والمرجع، بل يرد ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ وهدي سلف الأمة.(31/362)
أريد ابناً إيجابياً:
17. ركز على الصفات الإيجابية في أبنائك، فإنها ستتعمق وتقوى مع الأيام، وشجعهم على ذلك حتى يكون ابنك أسيراً لتلك الصفات،
وحذار من إبراز صفات السلب، بل عالجها وحاول أن تتجاهلها دون إهمالها حتى تنقرض تلقائياً دون تركيز عليها حتى لا يستمرئها ويتهاون بها.
18. عوّد ابنك على الأخذ والإعطاء منذ الصغر، فتعويده على أن يكون آخذاً لا معطياً يجعله كسولاً غير منتج، ينتظر خدمة الآخرين له دون مقابل. إن تربيته على أن الحياة تقوم على الأخذ والعطاء، ينمي فيه عنصر الإيجابية الفعالة، حتى يصبح عطاؤه أكثر من أخذه، وبهذا يصبح عنصراً ناجحاً في الحياة، نافعاً لنفسه وأسرته ومجتمعه وأمته، وإلا أصبح وبالاً وكلاً.
المصدر: موقع المسلم .
ـــــــــــــــــــ
ست خطوات لإسعاد زوجك
وراء كل نجاح وسكن واستقرار وأمن نفسي بين الزوجين وحياة أسرية سعيدة تقف زوجة ناجحة عرفت كيف تسعد زوجها باتباع الوسائل الخيرة لتحقيق السعادة الزوجية .
فالسعادة الزوجية فنٌّ يجب أن تعرفه كلّ زوجة، وتجتهد في سبيل إتقانه. والزوجة الفطنة تتبع الوسائل النفسية والاجتماعية الحكيمة في تعاملها مع رفيق دربها، تحقيقاً لرباط الزوجية الربّاني المتمثل في المودة والرحمة .
تهيئي للحياة الزوجية
على الزوجة ـ لا سيما حديثة العهد بالزواج ـ أن تهيئ نفسها لحياتها الجديدة بفطام نفسي عاطفي يؤدِّي بها إلى فصال تدريجي عن أسرتها وبيئتها السابقة، مستخدمة لتحقيق هذا الغرض قوة إرادتها وقناعتها الجديدة للتكيف مع بيئة الحياة الزوجية التي انتقلت إليها، مع محاولاتها إشعار زوجها - ولو من باب المجاملة في بادئ الأمر - بأنَّها من أسعد النَّاس في حياتها معه، فكوني دقيقة في فهم احتياجاته، ليسهل عليك المعاشرة الطيِّبة دون إضاعة وقت..
ولعلّ أقصر طريق لسعادة زوجك اتخاذ حسن الخلق منهجاً للتعامل معه:
وحسن الخلق يبدأ بالاحترام المتبادل، فهو المصباح الذي يشعُّ في الحياة الزوجية أنوارها وضياءها، فالزوج يحب أن يشعر باحترام زوجته له، ويجب على الزوجة أن تذكره ذكراً حسناً وأن تفخر به أمام أهلها وأهله، فالزوج الذي تقدِّره زوجته يزيد من تقديره لها، والزوجة التي يقدِّرها زوجها يزيدها تقديراً له. أمَّا تلك التي تبخس قدر زوجها فلا تعترف بفضله، ولا تعتز به، فهي تفوت على نفسها حقّ تقدير زوجها لها.. وما أجمل أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين عن طيب خاطر وراحة نفس، فيصبح مع الزمن أمراً طبيعياً، ويعكس على حياتهما المودّة والألفة والمحبة!!
تقول الباحثة "لورا دويل" في كتابها "الزوجة المطيعة": عليك باحترام الرجل الذي اقترنت به، وابتعدي عن إهانته أو الاستخفاف والاستهزاء به، ولا تسفهي آراءه حتى إذا كنت لا توافقين عليها، وإذا فعلت أو قلت شيئاً بدون احترام فيجب عليك الاعتذار،(31/363)
واقبلي إجاباته دون تقديم أيّ انتقادات، كما يجب عليك ضبط نفسك بعدم نقده أو تقديم ملاحظات سلبية، إلاّ في إطار الحوار البنّاء.
ومن أهمّ مظاهر حسن الخلق: كظم الغيظ، وضبط النَّفس عن نزواتها، ولجم اللسان عن القول القبيح، وتعويده الكلمة الطيّبة التي تعتبر بلسماً يداوي كثيراً من الجراحات ويقضي على بوادر المشكلات..
البشاشة المغمورة بالحب لحظة وجوده واستقباله:
فالنوايا الحسنة وحدها لا تكفي.. يقول الدكتور "هارلي" المتخصص في العلاقات الزوجية: على كلّ من الزوجين أن يفهم لماذا لا تجدي النوايا الحسنة فقط ـ سواء لديه أو لدى الطرف الآخر ـ في منع حدوث الشقاق الزوجي.. إنَّنا معتادون أن نسأل أنفسنا عمَّا إذا كان الزواج قد نجح في تلبية حاجاتنا أم لا؟ والصحيح هو أن يبدأ المرء في السؤال المعاكس وهو: إلى أيّ حد أنجح في تلبية حاجات الشريك؟! لأنَّ في مثل هذا السؤال يكمن المدخل الحقيقي للوصول إلى زواج متعادل متكافئ يحصل كلّ من طرفيه على حقّه العاطفي والبيولوجي والنفسي".
إنَّ أهم ما يسبب التوتر في العلاقة بين الأزواج المتحابين: وجود طرف في تلك العلاقة معطاء ومحب، بينما الطرف الآخر ليس على المستوى نفسه.. وأفضل علاج هو أن يتعلَّم الزوجان كيف يتعادلا في الحب و العطاء.
ولذا ينبغي لك أن تكوني زوجة مليئة بالحب، وكتلة من المشاعر الجيَّاشة لزوجك. وأعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه؛ لأنَّ إفضاء الرجل إلى زوجته بمشاعره من الأشياء التي تحقق التوافق العاطفي وتقوي الارتباط بينهما.
كونى جميلة الجميلات
إذا كنت تشعرين أنَّ زوجك لم يعد يلقي إليك بكلمات الحبّ والمودة التي كان يتقنها في أيام زواجك الأولى،أو لاحظت أنَّه أصبح لا يفرِّق ما بين الفستان الذي كنت ترتدينه بالأمس والذي ترتدينه اليوم، فقبل أن تبحثي عن السبب وتذهبي بعيداً؛ تأملي نفسك جيداً واسأليها:هل ما زلت كما عرفك زوجك أيّام الخطوبة وفي أيّام الزواج الأولى؟!
يقول عالم النفس الدكتور "البرت شيفلين": المرأة التي تحب زوجها تحرص على أن تكون أنيقة أمامه على الدوام، وتنظر إليه دائماً بحبور، وهي تلمس شعرها أمامه، وتحاول أن تُنسقه باستمرار، وكذلك هندامها، وإذا كان في المكان مرآة فهي تلتفت إليها دائماً لتتأكّد أنَّ منظرها على ما يُرام، وأنَّها تروق لعيني زوجها.
ولا تنسي أن ديننا حث على ذلك وجعله من حسن التبعل، فمن صفات الزوجة الصالحة التي عدها الرسول صلى الله عليه وسلم من خير متاع الدنيا أنها: "إذا نظر إليها سرته".
ولكي تكوني جميلة الجميلات لا يجب أن يقف الجمال عند حدود اهتمامك بنفسك ومظهرك فقط، بل يمتد إلى كلّ شيءٍ حولك، بأن تضيفي الجمال والذوق على كل الأشياء في منزلك، وأن تضيفي الجمال لتصرفاتك وعلاقاتك الاجتماعية . استقبلي أهل زوجك بترحيب واحترام وتقدير، وقدِّمي لهم الهدايا، وحثيه على زيارتهم حتى(31/364)
وإن كان لا يهتم بذلك، واحترمي والديه، ولا تفرقي في المعاملة بين والديه ووالديك، فهما أهديا إليك أغلى هدية وهي زوجك الغالي.
فالمرأة إذا أحبّت زوجها أحبّت أهله وأكرمتهم، وحرصت على استضافتهم وتقوية علاقتها بهم، والعمل على إسعادهم..
وكثيراً ما تحدث مصادمات بسبب عدم القدرة على التعامل مع أهل الزوج، فقد يكون أحدهم لا يحسن اختيار ألفاظه، أو يسيء التصرف، والزوجة العاقلة هي التي تستطيع كظم غيظها وتلتمس الأعذار لمن تتعامل معهم، ولا تعتبر زوجها مسؤولاً عن تصرفات أهله ..
والمطلوب منك أن تتحلي بالصبر والهدوء والاحترام تجاه أمّ زوجك التي هي بمنزلة والدتك، فحاولي الإكثار من امتداحها وامتداح زوجك أمامها، ولا تبخلي عليها بالإطراء المزدوج؛ كأن تقولي على مسامعها إنَّ روعة زوجك نابعة من لمسات والدته وتربيتها الحسنة، فمثل هذه المواقف تمتصّ الكثير من الاحتقان في العلاقة، وتنعكس على صفاء الأجواء وسعادتك في بيتك.
كوني سلسلة في الحوار والنقاش، وابتعدي عن الجدال والإصرار على الرأي:
فمن أدب الزوجة أن تتنزَّه عن الجدال والشكوى والتعيير والتحقير والاستخفاف، فهذه كلّها ألوان منوَّعة من التعذيب النفسي التي قد تتخصَّص الزوجة في إحداها أو فيها جميعاً.. وأسوأ ما في المرأة "النقار"؛ حيث تتساءل وهي في سنّ العشرين متى يتسنّى لزوجها أن يشيد لنفسه بيتاً كما فعل صديقه فلان، فتصل إلى سنّ الأربعين وهى مصابة بداء النقار المزمن..
ومن أسوأ مظاهر النقار: أن تعيِّر المرأة زوجها بغيره من النَّاس وتسأله: لماذا لا تكسب كما يكسب فلان؟!.. لقد اشترى أخي لزوجته كذا وكذا فهو يتقن فن كسب المال.. لو أنني تزوَّجت من فلان لما كان هذا حالي!!
والزوجة الذكية تتنزّه عن تلك الممارسات؛ لأنَّها تعلم بحسّها المرهف أنَّها تقوّض ثقة
الرجل بنفسه وتحطِّم نفسيته وتقتل آماله، وتزعزع أركان الحياة الزوجية.
ـــــــــــــــــــ
بلسم الحياة الزوجية
كيف تكوني طوقًا للنجاة ومفتاحًا للسَّعادة وصلاح الأسرة والبيت؟
* في عصرٍ طغت فيه المادية على كل حوانب الحياة.. فتحجرت القلوب، وانطفأت أنوار المشاعر، ولم يعد للحب بين الناس مكان.!
* في عصرٍ استشرى فيه سُعار الجنس، وتسللت القنوات الفضائية إلى كل بيت؛ فخلعت ثوب الفضيلة ،ولبست ثوب الشهوة والفجور.!
* في عصر الإنترنت الذي استهوت مواقعه الجنسية أفئدة ملايين الشباب وعقولهم، فعزفوا عن الحلال، ولهثوا وراء كل حرام.!
* في عصرٍ خَرِبَت فيه البيوت، وتجمَّد الحب، وعجَّت المقاهي بملايين الرجال هروبًا من شبح الزوجة ومضايقات الأولاد.!
أهدي هذه الكلمات إلى مَن بيدها إصلاح الأسرة المسلمة:المرأة الصالحة؛ لتكون طوقًا للنجاة وعونًا لها على إصلاح بيتها؛ إسهامًا في تشخيص الداء، وتقديم الدواء.(31/365)
أيتها الملكة:
أنتِ مفتاح السَّعادة، وليس لزوجكِ- بعد تقوى الله عز وجل- مِن مطلبٍ وغايةٍ إلا أنتِ، سرورُه أن ينظر إليكِ، أنتِ دنياه؛ لا الولدُ ولا المنصبُ، ولا المالُ، ولا الأهلُ، بكِ يتحصن من الشيطان، ويكسر التوقان، ويدفع غوائل الشهوة، ويغض البصر، ويحفظ الفرج، ويروِّح النفس، ويأنس بالمداعبة.
إليكِ وحدك أكتب هذه الرسالة، جمعتها من قلوب العشَّاق، وأفئدة المحبِّين، أهمس بها في أذنيك، مضمِّنها أركان َمملكةِ الحبِّ، وهاتيكِ أركانها:
توطئة :
إلى الملكة في مملكة الحب
يا مَن وهبكِ الله قلبًا مفعمًا بالحب والحنان، يا زهرةَ الروض وبلسم الحياة، وجنة الله في أرضه:الحب ماء الحياة، ولذة الروح، بالحب تصفو الحياة، وتُشرق النفوس، وتُغفّر الزَّلات وتُذكر الحسنات، ولولا الحبُّ ما التفَّ الغصن على الغصنِ، ولا عَطَف الظبي على الظبية.
ويوم ينتهي الحب تضيق النفوس، وتذبل الأزهار، وتظلمُّ الأنوار، وتتفشى الأمراض، ويوم يموت الحب تَترك النحلةُ الزهرةَ، ويهجرُ العصفورُ الروضَ، ويغادر الحمام الغدير.
1- الحبُّ والمودَّة:
المودة: هي الحب والمحبة، وإن كانت المودة أعمُّ وأشمل، وقد أخبر المولى- عز وجل- عن ذلك؛ حيث قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} (الروم: 21)، وقال "ابن عباس": المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء.. وقال "ابن كثير": "تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهن مودة هي المحبة، ورحمة وهي الرأفة".
وسر السعادة الزوجية أن تقوم على المحبة وطاعة الله، فطاعة الله فيها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين، والمعصية لها أثر عجيب في الخلاف وعدم الوفاق، وقد قال "ابن القيم": "أما محبَّة الزوجات فلا لوم على المُحِبِّ فيها ".
2- حقيقة الحب: ِ
يقولون: الحبُّ من أول نظرة، والحبُّ عذاب، والحب يصنع المعجزات، والحب أعمى، ومِن الحبِّ ما قَتَلَ، والحبُّ يجعل الكهل فتًى.. وأقول: إنما الحب صفاء النفسِ من حِقدٍ وبُغضِ، الحبُّ إخلاصٌ وصفاءٌ ونقاءٌ، الحب الصَّادق بين الزوجين كالبحر له بداية وليس له نهاية، الحبُّ وجدانٌ شعوريٌّ مُشترَكٌ، وأمر لابد منه للإنسان.
لكن حذارِ ممَّا يُرَوَّج في الفضائيات وشبكات الإنترنت والأفلام عن الحب- أقصد الخيانة- الذي يصورونه على أنه لذة وشهوة عابرة وخيانة ومجون، حتى وصل الحال إلى أنه إذا ذُكِر الحبُّ تتراءى في الخيال قصةُ عشقٍ وغرامٍ وخيانةٍ وزنا، والحقيقة أن الله تعالى جعل هذه الغريزة لأهداف سامية، وجعل لها آدابًا شرعيةً، وأحكامًا فقهية..(31/366)
وإذا ذُكِر الحبُّ ذُكِر "قيس" و"ليلى" و"عنترة" و"عبلة"؛ لكن هناك فرقًا بين حبٍّ رباطه عاطفيٌّ أرضيٌّ شهوانيٌّ، وحبِّ زوجين رَبَطَ بينهما شَرعٌ ربَّانيٌّ، فحب الزوجةِ لزوجِهَا قُربَةٌ وطَاعةٌ، أمَّا المجنونُ فلا يعرف إلا ليلاه، يَحيى لها، ويموتُ من أجلها ، فشتَّان بينَ حبِّ الزَّوجة لزوجها، وحبِّ المجنونِ لليلاه.
3- علامات الحب:ِّ
من علامات حبِّ المرأةِ لزوجِهَا:
1- تفضيله على كلِّ رجل رأته عيناها.
2- ارتفاعُ مكانته، وعلوُّ مقامه في نظرها.
3- ثباتُ مكانته في قلبها.
4- احترامه وتوقيره.
5- حبُّ قربه، وعدمُ الصبرِ على فِراقه.
6- حبُّ ما يحبُّ، وبغضُ ما يكره.
7- إيثاره على نفسها، وتقديم مطالبة على مطالبها.
8- حفظهُ في العِرضِ والنَّفسِ والمالِ والولدِ.
4- الحبُّ في بيتِ النُّبوة:
وَضَعَ الحبيبُ المصطفى- صلى الله عليه وسلم- الأسس لبداية ودوام الحياة الزوجية السعيدة، من تقديرٍ واحترامٍ ومودةٍ ومكارمِ الأخلاق؛ ليعلم النَّاس أن في بيتنا حبٌّ ومودةٌ ومشاعرُ وأحاسيس؛ ولكن العيبَ فينا.
هذا حوارَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم- مع السيدة "عائشة" رضي الله تعالى عنها في حديث "أبي زرعٍ" الطويل ،إذ قال لها النَّبي - صلى الله عليه وسلم- في نهاية كلامها: "كُنتُ لَكِ كَأبِي زَرعٍ لأُمِّ زَرعْ" يعني في الألفة والوفاء، فقالت عائشة- رضي الله عنها- بقلبِ العاشقِ المحبِّ لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "بأبي أنتَ وأمِّي ..لأنتَ خيرٌ لي من أبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ".
وأحاديث الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- في حثِّ المرأةِ على التودد لزوجها كثيرةٌ لا تُحصى، فَعن "أم سلمة" قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أيُّمَا امرأةٍ مَاتَت وزَوجُهَا عَنهَا راضٍ دَخَلت الجَنَّةَ"، وعنه- صلى الله عليه وسلم- قال: "يَستغِفرُ للمرأةِ المُطِيعَةِ لِزَوجِهَا الطَّيرُ فِي الهَوَاءِ وَالحِيتَانُ فِي المَاءِ والمَلائِكَةُ فِي السَّمَاءِ وَالشَّمسُ والقَمَرُ مَا دَامَت فِي رِضَا زَوجِهَا".
وعن "أنس"- رضي الله عنه- قال:جاءت امرأة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لها: "أذاتُ زوجٍ أنتِ؟" قالت نعم، قال: "فَأينَ أنتِ مِنهُ؟" قالت: ما آلو إلا ما عجزت عنه. قال- صلى الله عليه وسلم-: "انظُرِي أينَ أنتِ مِنهُ؛ فَإنَّهُ جَنَّتُكِ ونَارُكِ".
5- الحبُّ وحده لا يكفي:
العلاقة الزوجية قائمة على الحبِّ، وهو الكفيل بأن يقضي على كل نقصٍ، ويغطي كلَّ عيبٍ، فإذا نقصت المودة أو ضعفت، فإن شيئًا آخرَ يحفظُ الحياةَ الزوجية، هو:الرحمة، والعِشرة، والأولاد.(31/367)
إن الزواج الذي يُبنَى على الحبِّ وحده لم يكن فيه خير، ولو أن المجنون تزوَّج "ليلى" زواج عاطفةٍ فقط، بلا مراعاة للمصلحة لكان بينهما بعد ثلاثِ سنوات دعوى تطليقٍ!
وقد جاء في بعض الإحصائيات أن 88% من الزيجات التي تتم نتيجة الميل العاطفي انتهت بالطلاق.
إن هم المجتمعات الغربية من الزواج المتعة فقط ، فهي لا ترى في الحياة الزوجية سوى العشق والغرام، وتتفكك فيها الأسر، ويلجأ الزوجان إلى المعاشرة الحرام، لكنَّ هناك أهدافًا ساميةً للحياة الزوجية، من أهمها :
- النسل وتربية الأولاد.
- إحصان الفرج وإتمام الدين.
- تعارف الأسر وتقاربها.
6- الحبُّ والدينُ والأخلاقُ:
الدين والأخلاق أمران متلازمان؛ بل الدين أخلاق ومعاملة، فليست العلاقةُ بينكِ وبين زوجكِ علاقةَ فِراش وجنس فحسب، وإنما علاقة قلبين يربط بينهما التقدير والاحترام، فالذي يحفظ الحبَّ ويصونَهُ الحنانُ والرَّحمةُ، وحسن التعاون، وإن أولى الناس بمعاملته بالحسنى زوجكِ.
إليك هذا الموقف: كان هناك زوجان في شُرفة المنزلِ في ليلةٍ قمراءَ، فقال الزوجُ لزوجتهِ: هل رأيت جمال القمر؟ قالت الزوجة: نعم، فقال لها الزوج: أنتِ أجملُ من القمرِ.
انظري إلى هذا التَّناغمَ والتَّجانسَ، وتبادلَ المشاعرِ، وحلوَ الكلام، فما بالُكِ لو انعكسَ الموقفُ وأجابت الزوجةُ: نعم رأيتهُ، وهل ظننتَ أنني عمياء؟! فماذا ستكون النتيجة؟
7-الرضا والقناعة سرُّ الحبِّ:
ما رأيتُ نعمةً بعد الإسلام سوى القناعة والرِّضا بما قسم الله تعالى ، خاصةً في هذا العصر الذي زاغت فيه الأبصار، وتفتحت العيون من كلا الجنسين على كل ما هو حرام في القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت والمجلات، فالزوج يرى وجوهًا حِسانًا في كل مكانٍ، فإذا دخلت المقارنات والمفارقات ظهر الجَزَعُ والصَّخب والحَسَرات، فلا رِيَّ إلا بالحرام الذي يسيل له اللعابُ.
أيتها الزوجة:
إن كلُّ ممنوعٍ مرغوبٌ، والنفس ذوَّاقة نَهِمَة، وليس لها إلا الرِّضا والقناعة، وإنَّ طول العِشرة يكشفُ العيوب، ويصيب النُّفوسَ بالمللِ، والطِّباعُ لا تتغير بسهولة، ولا تتغير بالعناد والتذمر، والعلاج هو المصارحةُ والمُكاشفة من خلال حوارٍ هادئٍ، والنظر إلى مَن هِيَ أقلُّ منكِ في الرزق، هُنا- وهُنَا فقط- تَملأ القناعَة حياتك ، ويعمُّ الرِّضا القلوبَ.
8- هل الزَواج مقبرةُ الحبِّ؟
(الزواج مقبرةُ الحبِّ) : مقولةٌ لأهل الشهوات والفِطَرِ المنحلَّة، وهل المَثَل مقتبَسٌ إلا مِن المَثَلِ الغربي: (أولُ أيامِ الزَّواج هو آخِرُ أيامِ الحبِّ)، وهذا المثل- بلا شك- يحكي(31/368)
واقعَ هذه المجتمعات السافرة التي تسبح في بحار الفوضى الجنسية، وللأسف فقد سار على نهجهم وتربَّى على أخلاقهم الكثير من أبناء وبنات المسلمين.
إن الحقَّ ما قاله رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لَم يُرَ للمُتَحَابَّينِ مِثلُ النِّكَاحِ"، وإذا تأملتِ في الزواج وجدتِ أنه سَكَنُ نفسٍ، وتفريغُ جنسٍ مقترنٌ بالحبِّ والمودة، وشعورٌ بالأمن ، وعدم الخوف، ودوام الأنس مع الزوج في كل حال ، وكل وقت ، ولا يتحقق ذلك في العلاقات الفاجرة العابرة الآثمة.
إن المودة الصادقة، والحب الحقيقي يتجلَّى بعد الزواج، فأُنسكِ بزوجكِ، وراحتكِ النفسية، واجتماع قلبكِ على قلبه لا يدانيه أُنسٌ بعدَ الأُنسِ بالله.
9-لماذا تتغيَّر المَشَاعرُ؟
كأني بكِ وأنتِ تسبحين بخيالكِ إلى الأيامِ الأولى مِنَ الزَّواجِ، وتعقدين مقارنةً بينها وبين ما أنت فيه الآن، وتتساءلين: أين هذه الأيام اليوم؟ ألا يدور الزمان دورته؟ لماذا تتغير المشاعر؟
صحيح أن لأيام الزواج الأولى أجواءٌ وظروفًا خاصةٌ تُعين على تبادل المودة والحب بين الزوجين، التي لا يمكن- بحال من الأحوال- أن تدوم إلى مالا نهاية.
نعم المسئوليات والأولاد والمشكلات، وكثرة المشاغل، وتعرف العيوب ، كلها تؤثر على الحب؛ لكن أن تتلاشى أو تصل لحدِّ الموت، فهذا يحتاج لنظرٍ، فالحبُّ كالزَّرع يحتاج إلى رعاية وعناية، لذا يُوصى بتعميقِ أواصرِ المحبَّة، خاصة في السنة الأولى ، ليقوى عُودُها وتثبت كلَّما هبَّت علبها الأعاصير والعواصف.
10- الحبُّ والمشكلات:ُ
إن دوام الحبِّ لا يعني عدم وجود مشكلات، فلابد من المواقف السَّاخنة في الحياة الزوجية، إذ لا يخلو بيتٌ من مشكلات، وهذا طبيعي وفطري في الحياة الأسرية.
أي بيت مثالي للحياة الزوجية؟
إنه بالطبع بيت الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومع ذلك لم يخلُ من المشكلات والخلافات، وقد نزل القرآن معاتبًا ومحذرًا لزوجات النبي- صلى الله عليه وسلم-فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 28-29).. وقال تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ* عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (التحريم:4 -5).
النبي- صلى الله عليه وسلم- عالج تلك المشكلات بالرفق واللين، ولم تؤثر لحظة واحدة على علاقة المودة والمحبة بين زوجاته.. فعليكِ بالرِّفق واللينِ، وإيَّاكِ والعِنَادِ والكِبرِ، فإنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَعُ مِن شيءٍ إلا شَانَهُ.
11- وسائل تنميةِ الحب:ِ
من أهمَّ الوسائل التي تنمِّي الحب بينك وبين زوجك ما يلي :
1- الرضا والقناعة أساس النجاح.
2- احذري نصائح النساء في طاعتك لزوجك.(31/369)
3- احرصي على التقارب معه في وجهات النظر.
4- شاركيه في كفاحه وأفكاره.
5- سامحيه إذا أخطأ.
6- حافظي على هدوء البيت ونظافته.
7- لا تبحثي عن عيوبه، ولا تستغلي نقاط ضعفه.
8- حاولي أن تكوني أجمل امرأة في عينه.
9- إياك والغيرة فإنها قاتلة الحبِّ.
10- ادفعي زوجكِ إلى النجاحِ.
11- صارحيه بما في داخلك، وإياكِ والكبت.
12- احذري إفشاء سرِّه.
13- ساعديه على صلة الرحم.
14- لا تغترِّي بجمالكِ ومالكِ وأهلكِ.
15- ابتسمي للحياة، واجعلي البيت جنَّةً للزوجِ.
16- أحيطيه بالحب والحنان والعطف والرعاية المتكاملة.
17- لا تختلقِي النَّكد.
18- لا تنتقدي زوجكِ؛ بل عالجي عيوبه بِصَبرٍ وحِكمة.
19- جددِّي حياتَه وحَاربي الروتين اليومي.
12- الغيرة مفتاح الطلاق:
أيتها المرأة التقية والزوجة الوفية، ترفَّقي في غيرتكِ على زوجكِ، وعليكِ بالاعتدال في كل الأمور، فإن ذلك من تمام كمال الدِّين والعقلِ، إن الغيرة إذا زادت عن الحدِّ صارت تُهمةً، وأشعلت نارًا في قلبكِ قد لا تنطفئ، وأوقدت نارَ الخصومةِ بينكِ وبين زوجكِ، وأوغرت صدره.
"إنَّ الغَيرَى لا تُبصِرُ أسفَلَ الوَادِي مِن أعلاهُ" هكذا وصف المصطفى- صلى الله عليه وسلم- المرأة الغيرى، فهي ترى بهواجس صدرها لا بعيون وجهها، وترسل الكلام بلسانِ شيطانها لا بتثبُّت عقلها، فتنقلب الأمور على عقبها.
احذري- أيتها الزوجة- أن تشعلي غيرة زوجكِ عليكِ بأن تمدحي رجلاً أمامه، أو تَصِفي أجنبيًّا في حضوره، أو تُبدي إعجابكِ برجلٍ في ملبسه أو حديثه أو قُوَّتِه أو حُسنِ رأيه.
إن حماقة الغيرة تجعلكِ- لا شعوريًّا- تظهرين عيوبكِ ونقائصكِ شيئًا فشيئًا حتى يتبين الأمر لزوجك، فيبدأ بالتحول عنكِ إلى مَن هي أفضلُ منكِ..إنَّ الغيرةَ قبرُ الحياةِ الزوجيةِ تحفرينه بيديكِ، وقديمًا قال "أبو الأسود الدؤلي" ينصح ابنته: "إيَّاكِ والغيرة؛ فإنَّها مِفتَاحُ الطَّلاقِ".
المصدر: الأستاذ / سمير حسن رضوان زغلو
ـــــــــــــــــــ
إدفعي زوجك نحو النجاح(31/370)
يقولون: "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة" هل فكرت يومًا أن تكونى تلك المرأة العظيمة التى تجعل من زوجها رجلاً عظيمًا؟ كثيرات يتمنين ذلك، لكن فئة قليلة منهن من سعين لتحقيق تلك الأمنية الغالية بشكل عملى، ونحن نأخذ بيدك على طريق النجاح لك ولزوجك عبر السطور القادمة، ونقدم لك أسرار النجاح، وما هو دورك المنتظر لتيسير تلك الأسرار أمام زوجك، كما عرضها الأستاذ: عادل فتحى عبد الله، فى كتابه "ادفعى زوجك نحو النجاح".
ـ ذكرى زوجك دائمًا باستحضار النية الصالحة فى كل عمل، ولا تدفعيه لشيء فوق طاقته، فيلجأ لطريق حرام، أو فيه شبهة لتلبية طلبك، ولتكن وصيتك دائمًا له كوصية تلك المرأة الصالحة التى قالت لزوجها: "اتق الله فينا، ولا تطعمنا إلا حلالاً، فإننا نصبر على الجوع فى الدنيا، ولا نصبر على النار فى الآخرة".
- اقتربى من الواقعية فى وضع الأهداف، فإذا رأيت أن زوجك يضع أهدافًا خيالية فاجذبيه إلى الواقعية برفق وهدوء، واتبعى المرحلية فى وضع الأهداف وتحقيقها، فالهدف الكبير يمكن أن ينقسم إلى عدة أهداف جزئية، كلما تحقق هدف منها كونى عونًا كزوجك على تحقيق الثانى وهكذا ، ولا تتعجلى فى تحقيق تلك الأهداف، ولا تترددى فى التنازل عن بعض الأشياء التى تريدينها لنفسك فى سبيل مصلحة الأسرة.
ـ طالما حدد الإنسان أهدافه، لابد من التخطيط السليم المنضبط لتحقيق تلك الأهداف، ويحتاج التخطيط السليم إلى المعرفة التامة بالعمل، فعليك إذًا توفير الجو الملائم للزوج لمساعدته على إنجاز مهمة التخطيط للعمل، وهو هادئ النفس ، مرتاح البال ، ساعديه فى حصر كل ما يحتاج إليه لإنجاز العمل الذى يقوم به، وشاركيه فى وضع خطة خمسية يتم فيها إنجاز شيء مهم للأسرة كل خمس سنوات.
ـ أمر الله (سبحانه وتعالى) بإحسان العمل وإتقانه فى كل الظروف والأحوال، وقد قال الرسول (عليه الصلاة والسلام): "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، فساعدى زوجك على الإتقان، وشجعيه على ذلك.
ـ أكسبى زوجك الثقة بالنفس، فامتدحى فيه الصفات الحسنة، وذكريه بنجاحاته السابقة التى حققها فى حياتك معه، أو قبل زواجكما، اكتشفى مواهبه، فكثير من الناس لا يدرك حقيقة مواهبه، ويدله عليها الآخرون، شاركيه فى الوقوف على سلبياته ومحاولة مناقشتها وعلاجها؛ لأنك أقرب الناس إليه، ولا تنسى أن تبدى له النصيحة فى ثوب جميل رقيق.
ـ لا تغفلى أبدًا عن أن الوقت هو الحياة، وحسن استغلال الوقت مهمة أكيدة من مهماتك، ومما يعينك على ذلك تحديد الزيارات للأقارب والأصحاب قبلها بوقت كافٍ، وعدم اتخاذها مجالاً لإضاعة الوقت، ومحاولة حل المشاكل الداخلية للأسرة مثل مشكلات الأولاد البسيطة دون إضاعة وقت الزوج فى مثل هذه الأمور، يمكنك أن تقومى ببعض الأعباء التى يقوم بها الزوج مثل شراء احتياجات المنزل حتى توفرى له الوقت لاستئناف عمله أو للراحة، واستبدلى الأوقات المهدرة فى المكالمات الهاتفية، ومشاهدة التلفاز بمساعدة زوجك قد استطاعتك.
ـ إن أى نجاح فى الدنيا مبتور إذا لم يتصل بفعل الخيرات، ولا نعنى الفروض التى فرضها الله تعالى علينا، فأمرها مفروغ منه، بل نعنى ما يتقرب به الإنسان المسلم(31/371)
من النوافل والصدقات وأعمال البر، ويُقر علماء النفس حتى الغربيين ما لفعل الخيرات من أثر عظيم على النفس يدفعها للنجاح؛ حيث يترك فعل الخيرات فى النفس راحة واطمئنانًا، وسعادة لا يعادلها أى أثر ، لذا ادفعى زوجك دفعًا حنونًا نحو كل الخيرات.
ـ كثير من الناس يسعى فى مجالات عديدة، ويعمل أعمالاً كثيرة لكنها لا تكون ذات قيمة فيضيع وقته هباء لسبب بسيط هو أنه لم يمض فى تلك الأعمال حتى النهاية، إن هناك أعمالاً كثيرة، إما أن تكون كاملة أو لا تكون، من أجل ذلك ساعدى زوجك على أن يكون من أصحاب النفس الطويل بعدم الإلحاح عليه بطلباتك التى تفوق قدرته، فيضطر لترك عمله للانتقال إلى آخر دون أن يحقق شيئًا فيه، فيفقد التفوق فى كليهما.
ـ لا تخلو الحياة أبدًا من العقبات والعراقيل، ولكن العقل الواعى السائر نحو النجاح يعتمد دائمًا على همة عالية تدفعه لتخطى العقبات، والصبر عند الملمات، وهذا سيد الخلق (عليه الصلاة والسلام) يخاطبه ربه (عز وجل) قائلاً: {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر} إنها دعوة لنفض غبار النوم، وخوض معترك الحياة لإعمار الكون، ولكى يكون زوجك عالى الهمة يجب أن تكونى أنت كذلك أولاً.
ـ اعلمى أن الإنسان لا يحتاج فى حياته شيئًا أكثر من الصبر، وفى الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "واعلم أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا"، فالصبر هو السبيل إلى الغاية المنشودة، ولا يقصد بالصبر احتمال الشدائد فحسب، بل هو الصبر الجميل الذى لا تصاحبه الشكوى إلا لله، ولا يخالطه الجزع والسخط، صبر يقترن دائمًا بالرضا بالقضاء والثقة فيما عند الله، وأنه خير وأبقى.
نجاح فاشل
ـ أخيرًا، يجب أن توقنى بالحقيقة التى تقول ليس كل الناجحين سعداء، بل هناك ناجحون نظنهم فى قمة السعادة، وهم تعساء يتمنون زوال تلك النجاحات، فالنجاح الذى يأتى على صحة الإنسان الجسمية والنفسية والأخلاقية هو فى الحقيقة نجاح مدمر ، والفشل خير منه، فاحذرى من دفع زوجك للنجاح فى أمر يعانى منه أكثر من معاناته فى الفشل.
إن الحياة توازن بين أشياء عديدة، الإخلال بشيء منها يدفع الحياة نحو الكدر والفشل والخسارة، ذلك التوازن لن يوضحه أروع ولا أجمل من حديث رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم): "إن لربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، فأعط كل ذى حق حقه.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: الأستاذ / عادل فتحى عبد الله - من كتاب ادفعي زوجك نحو النجاح
ـــــــــــــــــــ
السرقة الحلال
أخيتي(31/372)
طالما عرفنا ..وطالما سمعنا أن السرقة كبيرة وجرم يحرمه الشرع ويعاقب عليه القانون وتقام على مرتكبه الحدود.
وأنا هنا سوف أحدثك عن نوع من السرقة تقف كل الشرائع والقوانين عاجزة أن تجد قانونا واحدا يسمح بمعاقبتك ، بل ربما تجدين من يبارك لك أفعالك ويشد على يدك ويقول نعم السرقة ما سرقت ....وربما جلس معك جلسات وجلسات ليتعلم هذا الفن منك أو لياخذ نسخا من المفاتيح التي تستخدمينها في فتح الاقفال والابواب الموصدة وتخطي جميع اجهزة الانذار
وقبل أن اخبرك بسر هذه المهنة دعيني أسالك بعض الاسئلة التي من خلالها يمكنني أن أعرف هل أنت بحاجة لهذه المهنة أولا ...وهل لديك الامكانيات أو القدرة على القيام بها..
الاسئلة هي
• - هل أنت من الزوجات اللواتي يمكن أن نقول أن طابع حياتهن مع أزواجهن أنهم يعيشون معهن من واقع الالفة وطول العشرة فقط لا بدافع الحب رغم أنك تحبين زوجك؟
- هل أنت من الزوجات اللواتي يشعرن أن وجودهن في حياة أزواجهن هو من باب التعود فقط ويمكن في لحظة ما الاستغناء عنهن والاعتياد على غيابهن وأن زوجك يمكنه ألا يجد مشقة في الابتعاد عنك طالما وجد من يقوم له بحاجياته رغم أنك احيانا تحرقين نفسك كالشمعة من أجله؟
- - هل تشعرين أن حياتك مع زوجك هي من باب الواجب وأنه أبو العيال ومحضر المال بلا مشاعر حب أو وداد وذلك من كثرة المشاكل والخلافات؟
- هل شعرت أن قلب زوجك لايهتف باسمك والشوق لا يحفزه أن يسابق الخطى ليصل إليك بعد عناء يوم طويل ليهنئ بقربك ويحدثك بما مر معه من أحداث؟
- هل تحبذين أن يقضي زوجك أجازة نهاية الاسبوع بعيدا عنك؟
كونك لاتجدين في الاجازة إلا النكد والمشاحنات والصراخ على الاولاد
- هل شعرت أن الطريق الى قلبه مغلق شائك والولوج إليه مهمة شاقة عسيرة رغم محاولاتك الدؤوب للوصول ؟
- هل تشعرين أنه ينسى دائما المناسبات الخاصة بكم ولا تفوته فائته في عمله وأنت مللت كثرة اللامبالاة وبدأت تسيرين على نفس النهج؟
هل تقفين عاجزة عن حل مشاكلكم رغم أنك المرجع في حل مشاكل الصديقات ؟
هل أنت ممن يشار إليهن بالبنان كونها حازت خير الدنيا من زوج وأولاد وسعة حال ويعتقدون أنك في قمة السعادة فأنت لا ينقصك شئ؟
وربما للحظة تصدقين ذلك ولكن عندما تركنين لنفسك تجدين حقيقة عكس الحال وأنك ناجحة في كل شئ إلامع زوجك والاولاد..
إذا كان هذا هو الحال هل سألت نفسك لماذا؟؟؟؟
أنا اقول لك لأنك لا تجيدين فن السرقة....وسرقة ماذا ..؟!!.سرقة القلوب..
وأهم قلب عليك سرقته هو قلب زوجك عليك أن تدخليه وتفتحي أقفاله والأبواب(31/373)
ولكن بلا عنف بل باستخدام المفاتيح الخاصة بكل باب موصد أو كل قفل استعصى على الكسر
فيا ترى ما هي هذه المفاتيح التي يمكنك أن تستخدميها وبذكاء لتدخلي قلبا طالما تمنيت أن يكون لك وحدك؟!
تمر عزيزتي في الحياة مواقف وأمام كل موقف عليك ان تستخدمي المفتاح المناسب
فمثلا:
حين يغضب زوجك او ينفعل عليك أو على الاولاد لا تبدئي أنت الاخرى بالصراخ والانفعال بل عليك هنا بمفتاح الصمت المشفق والنظرة الودود وبعد قليل الضمة الحانية والسؤال الصادق
بلسان عذب يقطر شهدا ... .ما لك حبيبي ؟؟؟ أشعريه انك تخافين عليه من أزمات الغضب
عندما تحدث الخلافات بينكما جربي مفتاح حسن الظن والتمسي له بدلا من العذر أعذارا.. أظهري له الرغبة الصادقة في الصلح.. اجلسي امامه وقولي لن أجد غمضا حتي ترضى..
اذا رجع إلى البيت وقد أرهقه العمل ومشاكله بادريه بمفتاح الثقة به وبقدرته على تجاوز الازمات وذكريه بمواقف مضت كيف أنه بذكائه ورجاحة عقله استطاع التغلب على المشكلة.
هوني عليه وخففي عنه وشجعيه..
أما مع أولاده فازرعي فيهم مفتاح الهيبة له و حبه واحترامه والتحلي بالادب في حديثهم معه ومراعاة أوقات نومه وراحته وانشغاله وأن يبادروا فورا بحسن استقباله عند عودته ومساعدته فيما يحمل من حاجات لاتسمحي للأولاد أن يتشاجروا بحضرته أويرفعوا التلفاز عاليا أو يسبقوه الى الطعام.
مع أهلك او أهله.. استخدمي أمامهم دائما وأبدا مفتاح الاحترام له والاعتزاز به زوجا وإياك أن تخالفيه الرأى امامهم او تقاطعي كلامه او تكذبيه
أما إن وجدت منه النشوز والنظر إلى ما لا يجب لا تغضبي أو تأخذك العزة بالاثم, جربي معه مفتاح التودد والاقتراب, راجعي تصرفاتك فربما يكون قد مضى الوقت الذي ليس بالقصير دون أن تجددي زينتك وربما يكون صوتك قد علا واخشوشن أو فقد رقته من طول الانفعال ومقارعة العيال ولم تعودي تفرقين بين ولد وزوج اثناء الحديث..
غيري من شكل شعرك ومكياجك فالحياة حولك تتغير والنساء في الخارج يعملن كل الوسائل لاستمالته وغيره فلا تقفي مكتوفة الأيدي وحاربي بكل الوسائل ليكون لك وحدك.
اجعليه يشعر أن بيته جنته وما عداه جحيم وأنك وحدك من تملئين عينه وحواسه وأن ما عداك باطل.
أما وقد خلا كل منكم الى الآخر فحدثي ولا حرج عن مفاتيح الأنوثة الطاغية والجاذبية الساحرة وجمال الروح الفتان لا تكوني سلبية معه اظهري له بين الحين والاخر رغبتك في القرب منه وحاجتك له وشوقك لهمساته ولمساته وشوقك لأن(31/374)
تجلسا معا تتحدثان وتتناجيان في جو ساحر من صنعك ولك أن تجربي كل مفاتيح وفنون الاغراء تفاعلي معه ولا تكوني كالجثة الهامدة..
أشبعيه جسديا ونفسيا وعاطفيا ؛وأي خلل في جوانب الاشباع هذه سيؤثر على سير حياتك.
بهذه المفاتيح وربما يفتح الله عليك بغيرها تحفطين زوجك وبيتك وتسرقين قلبا ليس من الحكمة أن يسرقه سواك وإن حدث فأنت الملامة الاولى..
هل لديك روح التحدي لتفعلي ذلك بالسرقة الحلال والسحر الحلال
هل لديك روح الاصرار على أن تجعلي زوجك لا يرى سواك..
أسأل الله لك التوفيق واطمئني فهذه السرقة حلال صاف بل لك عليها الاجر ان شاء الله
ـــــــــــــــــــ
المصدر: هناء الشيخ
ـــــــــــــــــــ
صـ3ــور لا يحبها الزوج؟؟
في مخيلة الزوج صورة مثالية لزوجته
انه يحلم بامرأة يجد في عينيها الحنان
وبين يديها الراحة والاطمئنان وفي قلبها الحب والآمان
فهل ترغب المرأة في أن تجعل حلم زوجها حقيقة؟؟
إذا أرادت ذلك فعليها أن تقترب من وجدانه
وتتعايش مع أحلامه لتعرف تصوراته وآرائه وتتآلف مع فكره
وهذه بعض ملامح الزوجة التي تسكن فؤاد زوجها
أن تجنبت ثلاث صور لا يحبها الزوج
الصورة الأولى: الأسرار الزوجية
نجد بعض النساء إذا حلت بهن مشكلة قمن بإذاعتها ونشرها بين الأهل والأصدقاء بحجة المشورة أو الفضفضة عن النفس ويقمن أثناء السرد بإخراج ما في جعبتهن من مساوئ الزوج –مع إخفاء المحاسن – فترتسم في الأذهان صورة مشوهة لذلك الزوج المسكين مما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين ولكن الصورة السيئة لذلك الزوج تظل في الأذهان كما أن كثرت الاستشارات والآراء في المشكلة قد تؤدي إلى تعقيدها لان كل من يدلي برأيه يكون بعيدا عن العواطف التي تربط الزوجين كما أنها قد تؤدي إلى التندر بالمشتكية واتخاذها وحياتها الأسرية مصدرا للتفكه مع لومها في غيبتها على إذاعتها لأسرارها ومن النساء من تصب كل صغيرة وكبيرة في إذن أمها حتى تصبح الابنة آلة توجه برادار الأم فكان الحياة حياة أمها وليست حياتها الخاصة وقد فات الزوجة أن الرجل يريد أن يتعايش مع زوجته وان يتعامل مع عقليتها لا مع عقلية أمها وهذا من أقوى الأسباب التي تدفع الزوج إلى الهروب من البيت فالزوجة العاقلة هي التي تحفظ أسرار بيتها وتقوم بحلها بينها وبين زوجها ولكن إذا تأزمت الحال ونفدت كل الخطط(31/375)
لها أن تلجا من يوثق بدينها وخلقها وأمانتها فتستشيرها ومن المستحسن أن تعرض المشكلة على أنها لشخص "ما" دون البوح بخصوصيتها
الصورة الثانية: النزيف المادي
يكد الزوج ويتعب لجمع قوت العيال وتأتي الزوجة في خفة ودلال لتضيع في ساعة ما جمعه الزوج في سنة فزوجته قد رأت مفرش طاولة عند أختها يساوي مرتب شهر والأطفال قد امتلأت خزائن ملابسهم بجميع الماركات العالمية وهناك موديلات جديدة قد خطفت بصرها هذا كله والزوج المسكين ينظر إلى ماله الذي قد تعب وسهر في جمعه يتسرب من بين يديه ليصب في جيب غيره وهو لا يستطيع أن ينطق بحرف اعتراض فهو أن اعترض أغرقته دموع زوجته ونكدها وان أبدى وجهة نظر انطلق لسان زوجته يسقط كل رأي وليت هذا كله قد اسكن نفسها ومالت إلى زوجها بكلمة شكر ولكن عدم القناعة وشراهة الاقتناء لكل ما هو جديد زرعت في داخلها القلق فهي دوما عابسة ساخطة على مستواها المعيشي والتربية المحمدية تأبى أن تكون المرأة بهذه الصورة السيئة فهذبت طباعها وصقلت أخلاقها فقال صلى الله عليه وسلم حين سئل أي النساء خير (( التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره ))
الصورة الثالثة:الغيرة الحمقاء
الغيرة في الحياة الزوجية أمر مطلوب من كلا الطرفين فهي دليل على الحب فهي تشعر الطرف الأخر بمكانته مما يثري العلاقة الزوجية وينميها هذا إذا كانت الغيرة تسير في مسارها الطبيعي أما إذا تعدته إلى تكبيل الطرف الآخر بالقيود والحد من التصرفات الشخصية والسؤال عن كل كبيرة وصغيرة وأخيرا الوصول إلى مرحلة الشك التي تدفع صاحبها إلى تتبع العورات فيتحرك الخيال المريض ويمد صاحبه بصورة وهمية ليس لها أساس في الواقع فهي غيرة حمقاء ومذمومة وكثيرا ما تقع الزوجة نتيجة عاطفتها الفياضة في شباك مرض الغيرة فما أن تنبس شفاه زوجها باسم امرأة في موضوع عارض إلا ويصور لها خيالها أن بين صاحبة الاسم وزوجها علاقة وتبدأ في تصيد حركاته وسكناته والاتهامات الصريحة لزوجها وعفته وأمام هذه الغيرة يشعر الزوج انه سجين محاصر فيحاول الهروب من هذا الجحيم وبهذا تكون الزوجة قد هدمت بيتها وحرمت نفسها السعادة التي تصبو إليها وتعتقد المرأة التي تتصيد خطوات زوجها أن الفضل في ذلك يعود إلى ذكائها وهي لا تدري بان ذكائها هو أول ما يذهب عنها إذا اشتدت غيرتها!
ـــــــــــــــــــ
المصدر: د.نجاح الظهار
ـــــــــــــــــــ
تاءات السعادة الزوجية
هل الزواج يقتل الحب ؟ يتردد هذا السؤال على ألسنة بعض الأزواج والزوجات بعد مرور سنوات من الزواج، وبعد أن تحولت حياتهم الزوجية إلى علاقة روتينية رتيبة يظللها الملل والكآبة.(31/376)
هذا الاستطلاع يؤكد أن الزواج يحيى الحب ويروى شجرته، ويطمئن كل عروسين على سعادتهما وحبهما اللذين بوسعهما الحفاظ عليهما مهما مر من سنوات زواجهما كما حافظ عليهما هؤلاء الأزواج والزوجات.
تاءات السعادة
تعلن الحاجة قوت القلوب - 50 سنة زواجًا - فتعلن أن سر سعادتها الزوجية يكمن فى خمس تاءات حافظت عليها منذ زواجها فى علاقتها بزوجها هى: ( التفاهم/ التسامح/ التفاؤل/ التزين/ التجديد ) فتقول: أنا بطبعى متسامحة مع الآخرين وزوجى أولى بالتسامح وأولى بالابتسامة والزينة، خاصة عندما يكون هذا الزوج رجلاً كريمًا محبًا وبحكم عمله كتاجر ترك لى مسئولية تربية الأولاد، فلم أشغله بمشاكلهم بل كنت أظهر لهم حبى لوالدهم، وهو كذلك حتى يعتادوا على هذه المشاعر الحميمة فى أسرتهم وبعد زواجهم، وكذلك فإنى حرصت أن أبدو أمام زوجى عروسة دائمًا حتى إن زوجى مازال يدعو لى بالعمر الطويل، وبأن يسبقنى هو إلى الموت.
ومن جميل طباع زوجى التى جعلتنى أقدره إلى جانب حبى له، أنه لم يقف بينى وبين أهله، رغم أنى أقمت معهم ست سنوات صعبة، تحملت فيها كثيرًا، فإنه كان يطيب خاطرى ويخفف عنى ويهون عليَّ.
وكان يطعمنى أحلى طعام، ولم يكن يأكل طعامًا خارج البيت، إلا ويأتى لى بمثله؛ لذلك فأنا الآن أرد له الجميل فى مرضه ولا آكل إلا معه، وأخدمه بحب فى كبره كما عاملنى بحب وأنا شابة.
الصدق والصراحة
ـ الحاجة أم ياسر أكثر من ثلاثين سنة زواجًا تقول: الصدق والصراحة أهم أسس بناء الأسرة السعيدة من أول يوم فى الزواج، والتوفيق أولاً وأخيرًا من الله تعالى، فأنا أم لولدين وثلاث بنات، أعيش أحلى أيام العمر مع زوجى الحبيب، فهو واسع الأفق، يتفهم، يستوعبنى فى كل حالاتى، مما يسهل عليَّ مصارحته بكل مشكلة فى بدايتها فيساعدنى فى حلها قبل أن تتفاقم، كما أن وجود الأولاد يخلق فرصًا أكبر للاستقرار الأسرى والتضحية، والتنازل من أجل سعادتهم ولو على حساب احتياجات الأب والأم، فالشعور بالمسئولية يولد حرصًا لدى الطرفين على نجاح الزواج، واستمرار العشرة.
وأتصور أن نجاح زواجى من بدايته كان بفضل الله، ثم بنصائح والدتى وتوجيهاتها لى بطاعة زوجى والحرص على بيتى لأنه أصبح مملكتى، وأننى أصبحت ضيفة على أهلى ووالديَّ، وكذلك بحسن صلتى بأهل زوجى، وبرى بهم فهما مفتاح قلب زوجى، وهذه النصائح أوجهها أنا بدورى لأبنائى وبناتى حتى تستمر المودة والرحمة والسكن والعشرة الطيبة بين الزوجين.
النجاح هدف
أما السيدة راوية متولى محمود متزوجة منذ 24 عامًا فتقول: منذ بداية زواجى وضعت نصب عينيّ هدفًا ساميًا، وهو إنجاح هذه الأسرة التى أصبحت مسئولة عنها؛ لذا فإنى لا أطيق المبيت بعيدًا عن زوجى أو بيتى، ثم جاء الأولاد برباط متين عمق علاقتى بزوجى وزاد حبى له؛ لأنه كان سببًا بعد الله تعالى فى إشباع غريزة الأمومة(31/377)
عندى، فضلاً عن أن عقل زوجى الكبير وسعة أفقه جعلاه مرجعًا لى فى كل أمورى، مما يشعرنى بالأمان والطمأنينة حينما ألجأ إليه وألوذ بعقله فى كل صغيرة وكبيرة.
ست الكل
مفرح عباس - مدرس - 39 سنة زواجًا: زوجتى هى ست الكل، فهى مازالت أنيستى وحبيبتى، إنها أم أولادى، وسكنى بعد زواج الأولاد، ففيها كل سمات الزوجة الصالحة والحبيبة الرقيقة، لا أذكر يومًا أنها أغضبتنى، أو طلبت منى ماهو فوق طاقتى، كما أنها تعمل ولها دخل خاص تضعه كله فى البيت، وفى تلبية طلبات الأولاد دون أن تجرحنى أو تشعرنى أنها تساعدنى.
والأهم من ذلك كله أنها دائمًا جسر التواصل بينى وبين أهلى، فهى دائمًا تحثنى على بر إخوتى وزيارتهم برغم أنهم فى محافظة أخرى، ولذلك أنا أقدر لها هذا الصنيع، وأرده إليها بالترحيب بأهلها فى كل وقت، ومساعدتها فى رعاية والدها المريض بسماحة ورضا.
وهى كذلك امرأة فاضلة، دائمة الذكر لله وقراءة القرآن، وتحسن معاملة الجيران، إنها كلمة السر فى سعادتى فى هذه الدنيا.
ليس تنازلاً مهينًا
أم عبد الرحمن 12 سنة زواجًا: عندما اخترت زوجى توسمت فيه حسن الخلق، وطيبة القلب، والالتزام الدينى، وكان بالفعل كذلك طوال فترة زواجنا، فهو يتقى الله فيَّ، ويسارع باسترضائى إذا أغضبنى، ويكفى أنه آوانى وأصبح لى سكنًا وملجأ بعد الله تعالى.
لذا فأنا أسعى الآن إلى إرضائه، حتى وإن كان هو المخطئ بعكس بداية الزواج؛ إذ تغيرت المفاهيم، وبالعشرة واستمرار الحياة اقتنعت أن مبادرة الزوجة بإرضاء زوجها ليس تنازلاً يقلل قدرها أو يهين كرامتها، بل يزيدها قربًا من الله ويبارك لها فى كل شئون حياتها.
أما محمد عبد الحميد - موظف فيقول: تعرفت على زوجتى عندما كانت تعمل قريبًا من محل عملى، وكنت أراقبها عن بعد لأتأكد من أخلاقها قبل الارتباط، وهى بعد سنوات من زواجنا والحمد لله عند ظنى بها، فهى إنسانة فطرية وربة بيت منظمة ونظيفة ومهتمة بنفسها وبزينتها داخل البيت، رغم أن تعليمها محدود، لكن التعليم ليس كل شيء، فصفات الإنسان الطيبة تجعله محبوبًا ومتفوقًا على المتعلمين، ومما زاد حبى لها مع مرور الوقت جودها وكرمها، وحسن صلتها بأهلى جميعًا، حتى إن أمى كانت تعاتبنى من أجلها، وتوصينى بها دائمًا؛ لذلك فأنا أنفذ وصية أمى حتى بعد موتها، وما زلت أحب زوجتى وأم أولادى لحب أمى لها.
عامليه بمثل ما تحبين أن يعاملك
د. ج. محرم - طبيبة - 15 سنة زواجًا - تقول: إنها لم تفكر من قبل فى الوقوف أمام هذا السؤال، كيف يستمر الحب بعد الزواج؟ وإذا كان القول بأن وجود القبول قبل الزواج عامل مهم فى استمرار الحب بعد الزواج قد يحبط بعض الزوجات اللاتى لم يمررن بتجربة الزواج بعد حب، فإن هناك عدة ملامح يمكن أن تولد الحب، وتعمق بين الزوجين حتى مع مرور سنوات وسنوات على الزواج أهمها:(31/378)
- أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، فأنا أعامل زوجى بمثل ما أحب أن يعاملنى، وهذه القاعدة تجعلنى أعدِّل كثيرًا من مواقفى معه، وعندما أستحضر الإخلاص والدفع بالتى هى أحسن، تمر المشاكل بسهولة ولا يهم من المخطئ، ومن يبدأ بالصلح.
- أن أعتبر أن نجاحى فى حياتى الزوجية، وخاصة مع صعوبة طباع زوجى، واختلافه عنى، نوعًا من التحدى ومعيارًا لنجاحى فى المعاملات الاجتماعية مع الآخرين، والقدرة على ضبط نفسى، والتحكم فى مشاعرى وانفعالاتى، وأنا أتصور أن التنازل عن الرأى أحيانًا قد يكون عنصر نجاح فى إدارة الخلافات وتجاوزها، المهم أن أعرف متى أتنازل؟ وإلى أى درجة يكون هذا التنازل، وأن تكون عندى القدرة على توصيل مشاعرى لزوجى، واحترامه ومكانته عندى وإلا فهناك خلل فى شخصيتى أنا وليس فى زوجى.
- من المهم مراعاة الاستمرارية والنفس الطويل فى العطاء حتى وإن كان زوجى لا يبادلنى نفس العطاء، وهنا نعود لقاعدة الإخلاص والتجارة مع الله، وهذه مجاهدة تجيدها المرأة التى لديها إصرار على نجاح أسرتها وعلاقتها بزوجها.
- النظر إلى سلبيات الزوج فى إطارها وحجمها الطبيعى، فأكره فيه هذه الصفة فقط، ولا أكره شخصه نفسه، وأحاول التكيف والتعامل الذكى مع هذه السلبيات إن لم أستطع دفعه إلى الإقلاع عنها؛ لأن الطباع لها بعد تربوى متجذر فى شخصية المرء من الصعب التخلى عنها.
شهر عسل دائم
وتتحدث د. ماجدة هزاع بعد عشرين سنة من الزواج عن علاقتها بزوجها د. عبد الفتاح إدريس وكأنهما مازالا فى شهر العسل، فتقول: مازال الحب ينبض بيننا كأننا عاشقان، وبرغم أن الحياة ليست كلها حبًا، وكلامًا حلوًا، فإن هناك مواقف صعبة يتم التغلب عليها بالمودة والرحمة، وحسن التفاهم.
ولقد تزوجت د. عبد ا لفتاح إديس خلال (40) أربعين يومًا بما فيها الخطبة والعقد والبناء، ومن يومها لم أغضب عند أهلى يومًا؛ لأننى أشعر أن قلب د. عبد الفتاح فى يدى وقلبى، وقلبى معه فلا أستغنى عنه أبدًا، وعندما يسافر أودعه بدموع عينى وقلبى، وبرغم مشاغلى الجامعية فأنا أقوم بكل واجباتى الزوجية بحب وحسن تبعل، وجاء الأولاد فزاد الحب وتوثقت رابطتنا خاصة أننا نعمل فى مجال واحد «أستاذ فقه فى جامعة الأزهر».
وأنا أتعامل مع زوجى بسماحة وبلا تعصب للرأى، أو تمسك بالموقف، وعندما تحدث مشكلة لا نسمح لها أن تتمكن منا بل نناقشها بالحب والتراحم والمعاملة بالحسنى، انطلاقًا من القاعدة النبوية «تبسمك فى وجه أخيك صدقة»، «وخيرهما من يبدأ بالسلام»، هذا فى عموم علاقة المسلمين فما بال الزوج إذا عفا وغفر لزوجته وكذلك الزوجة.
ومن تجربتى أنصح كل فتاة مقبلة على الزواج أن تعالج مشاكلها مع زوجها داخل بيتها، فإذا تفاقمت المشكلة واستعصت على الحل فلا مانع من استشارة العقلاء، وذوى الخبرة والتجربة «فلا خاب من استشار»، فالميثاق الغليظ الذى يربط بين(31/379)
الزوجين يستأهل الحفاظ عليه، بما يرتبه من حقوق للزوجين والأبناء وعشرة بالمعروف تولد الحب وتوثق عراه.
بدأنا اثنين وسنعود اثنين
وتعطى الأستاذة فتحية على - 23 سنة زواجًا - معنى جديدًا للحب بعد الزواج فتقول: لقد تحول حب المشاعر والعواطف الجياشة فى السنوات الأولى من الزواج إلى ذوبان كلينا فى الآخر، فأنا الآن أبحث عما يرضيه ويسعده، وأوثر أولوياته على أولوياتى، فبالإيثار يحلو طعم الحياة، وتصبح أكثر يسرًا، وعندما جاء الأولاد أصبحت العلاقة أكثر توطيدًا وقوة، فتعددت أهدافنا وتشعبت اهتماماتنا وقربتنا دوامة الحياة، ومتاعبها وتبعاتها، وزادت مساحة التفاهم، ووحدة الهدف بيننا حتى إننى أستشعر لذة وطعمًا جميلاً للمشكلات فى ظل وجود الحب؛ لأن الحب يقدم حلولاً سريعة لهذه المشكلات.
ويكفى أننى لا أتخيل وجودى بعيدًا عن بيتى وزوجى وأولادى، بل أشعر بالغربة والوحدة بعيدًا عنهم، والحمد لله فأنا وزوجى متفقان على أننا بدأنا اثنين وسنعود اثنين بعد زواج أبنائنا لنبدأ رحلة حب وحياة جديدة.
حب وعبادة
أما الداعية الإسلامى الشيخ مسعد أنور فيرى أن الحب بعد الزواج يستمر ويزداد إذا قامت الحياة الزوجية من البداية على الدين، وعامل الزوجان بعضهما على قاعدة الدين، وإذا كانت الزوجات وكذلك الأزواج يشتكون من تغير معاملة أزواجهم أو زوجاتهم بعد أعوام من الزواج، وأن الحب لم يعد موجودًا بعد أن حل محله الجفاء والروتين الممل، فهل فتش كل منا فى نفسه؟ وهل فتشت كل منكن فى نفسها لتعرف كيف تكسب قلب وحب زوجها بعد الزواج؟ ويهمس فى أذن كل زوجة بأنها هى مفتاح سعادة بيتها، وحب زوجها، إذا راعت فى علاقتها بزوجها:
- الإخلاص بحيث تتحول كل معاملاتها مع زوجها حتى زينتها له إلى عبادة تؤجر عليها.
- الاستعانة بالله تعالى بأن يثبت قلبيهما ويؤلف بينهما.
- وحسن الاستقبال وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة والاعتدال فى مطالب الحياة، وحفظ سره، ونشر حسناته، وستر سيئاته، واحترام مشاعره وتقدير غيرته.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: الشبكة الإسلام
ـــــــــــــــــــ
هل فارق السن يسبب مشكلات ...... ؟
الفارق العمري بين الزوجين حسب الدراسات الاجتماعية التي أجريت في الدول الغربية كلها تحذر من تفشي عمليات الخيانة الزوجية لأن الزوجة الشابة المحرومة من حقوقها الجنسية لن تستطيع مصادقة الصبر.. ويكون الحل دخولها أبواب الخيانة حتى تشبع رغباتها.
المشكلة التي توجد في الدول العربية والإسلامية أنها لا تعترف بالدراسات الاجتماعية لأن حسب نصوص الشريعة الإسلامية ليست هناك سن محددة للزواج..(31/380)
وكل الدراسات الاجتماعية الموجودة تبين خطورة زواج الفتيات تحت سن العشرين وتحذر من فشل الزواج لعدم اكتمال خبرة الزوجة.
وحتى يكون الزواج ناجحا من ناحية الشكل الاجتماعي لابد أن يكون هناك توافق في العمر بين الزوجين لأن زيادة المساحة العمرية بين الزوجين تكون سببا في اختلاف ثقافة الزوجين وعدم الاتفاق على هوايات مشتركة أو تباعد آرائهما، كذلك الحال يجب أن يكون هناك توافق اجتماعي من حيث مستوى التعليم والثقافة، ويؤكد علماء الاجتماع أن أنسب الفروق العمرية بين الزوجين هي خمس سنوات، كما أنهم أثبتوا ديموجرافياً أن المرأة تعيش أكثر من الرجل ثلاث سنوات حيث إنها لا تعاني مما يعانيه الرجل من متاعب الحياة ومسؤولياتها على الرغم من أنها تتولى مسؤولية الأولاد التي لا يقدر على تحملها الرجل إلا أن الله سبحانه وتعالى أعطاها مقدرة كبرى على العطاء أكثر من الرجل.
وأشار المجدوب إلى أن مثل هذا الزواج بجميع الأحوال قصير الأجل سواء أكانت الزوجة أكبر عمراً من زوجها أم كان الزوج يكبر زوجته بكثير حيث إن الفروق بين الأجيال اليوم أصبحت فلكية فقد تجد الأم والأب أميين إلكترونياً ولا يستطيعان استخدام الكمبيوتر والإنترنت وفي المقابل تجد أبناءهما عباقرة في استخدام الكمبيوتر والإنترنت، إذاً فالاختلاف بين الأجيال أصبح كبيراً بوجود فجوة كبيرة لأن الموضة وإيقاع الحياة وأسلوب التفكير كلها أشياء مهمة أصبحت مختلفة بشكل كبير.
رأي الإسلام:
ترى د. آمنة نصير عميدة كلية أصول الدين بجامعة الأزهر أن: مسألة الزواج واختيار الرجل لزوجته تخضع للتكافؤ من حيث الطبقات الاجتماعية وتقارب السن، وتقول إن زواج الرجل الكبير من فتاة تصغره كثيرا حللته الشريعة الإسلامية ولا جرم فيه ما دام الزواج قائما على المودة والرحمة.. ومع هذا يخضع الفارق الكبير في السن إلى بعض القواعد الشرعية، في أنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وقد بينت الدراسات الطبية والاجتماعية والنفسية أن الفارق الكبير في السن بين الزوجين يترتب عليه التباين الشديد في القدرة الجنسية ولذلك ترى أن موضوع زواج كبار السن من فتيات في عمر العشرين أمر غير لائق لأن العجوز يريد أن يجدد شبابه بالزواج من عروس لم يتعدى عمرها 25 عاما.
مع الأسف الشديد فهي ليست في إطار الزواج بقدر ما هي صفقة ترضي بها الفتاة الصغيرة السن حتى تحصل على المال أو يتم نشل أسرتها من الفقر بأموال الثري العجوز وتضيف قائلة: هذا زواج لا يرضي عنه الله لأنه قائم على أساس استغلال ظروف الزوجة التي يتم زفافها إليه في إطار صفقة، فهو يحصل على المتعة وهي تحصل على المال.. والمشكلة أن الزوجة الشابة تعيش في مأساة لأنها متزوجة من زوج غاب عنه الشباب الذي يجعلها تعيش ظلما معه والله لا يرضى بالظلم.
وكذلك هناك بعض النساء تشتري زوجا شابا يذكرها بالأنوثة التي بدأت تغيب عنها.. تقدم له إغراءات مالية وأحياناً توفر له حياة كريمة من أجل أن يرضى بالزواج بها، ولكن هذه الزيجة تعتبر صفقة، حيث إن الزوج يقدم شبابه مهرا للزوجة التي ليس لها(31/381)
مطالب سوى المتعة بشبابه.
مجلة الفرحة
ـــــــــــــــــــ
زوجة تخالف رأي زوجها!
هل يحق للزوجة أن تخالف رأي زوجها؟
قال لي متعجباً: لقد سمعتك تتحدث عن الحوار الزوجي الناجح وأن يعطي الزوج زوجته حرية التعبير عن رأيها ولو كان الرأي مخالفاً ثم يتشاوران في المسألة معاً.
قلت: نعم.. لقد تحدثت عن ذلك فهل لديك أي تعليق؟
قال: إني أستغرب هذا الكلام لأننا لم نترب منذ صغرنا على إعطاء المرأة حرية التعبير عن رأيها.
قلت: ولكن رسولنا الكريم أعطاها هذا الحق، فما رأيك؟
قال: وكيف ذلك؟
قلت: أولاً قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي يرويها البخاري مشهورة جداً عندما عبرت زوجته عن رأيها وراجعته فغضب منها فقالت له: ما تريد أن تراجع وابنتك تراجع رسول الله حتى يظل يومه غضبان، فذهب عمر إلى حفصة فأكدت له ما قالته زوجته ثم ذهب إلى أم سلمة فأكدت له ذلك.
وقصة أخرى حدثت مع السيدة عائشة رضي الله عنها عندما استأذن رجل على رسول الله وقال ( بئس أخو العشير) ثم جلس معه وضحك فلما انصرف قالت له: كيف ضحكت معه فرد عليها رسول الله إن شر الناس من اتقاه الناس لشره ونلاحظ هنا أن رسول الله لم يقل لها لا تتدخلي فيما لا يعنيك ولم يعترض عليها عندما أبدت رأيها وعبرت عنه.
وقصة ثالثة مشهورة عندما عبرت إحدى النساء عن رأيها وقالت للنبي معترضة بأنه يخصص حديثه للرجال ولم يخصص للنساء فخصص لهن النبي يوماً ولم يعترض على رأيها عندما أبدته.
وقصة رابعة مشهورة جداً عندما اشتكت المرأة من زوجها فأنزل الله ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) وهي لم تعبر عن رأيها فقط وإنما كانت تجادل النبي في الرأي وترادده إلى أن استجاب لها.
فهل تكفيك هذه القصص؟
قال : لقد مرت علي كل هذه القصص ولكن لم أكن أفكر في هذه الزاوية التي تطرحها وإنما كنت أسمع القصص على أنها مواقف من السيرة النبوية.
قلت: ولهذا فإني أقول لك إن ما ذكرته من عدم إعطاء المرأة حقها في التعبير وإبداء الرأي هو من بعض العادات السلبية في مجتمعاتنا وهي تخالف الشريعة الإسلامية.
قال: لقد تغيرت نظرتي في هذا الموضوع.
قلت: بل ما رأيك بأن الشريعة الإسلامية أعطت للمرأة حقاً أكبر من حرية التعبير وهو فرضية التعبير أي أن للمرأة حقاً وعليها واجب أن تقول رأيها عندما ترى المخالفة الشرعية.(31/382)
قال: وكيف ذلك؟
قلت: هل تعرف قصة أسماء بنت أبي بكر مع الحجاج طاغية بني أمية، فحين أقدم على قتل عبدالله بن الزبير أرسل إلى أمه أسماء ليذلها ويشمت بها فأبت أن تأتيه فهددها بأن تأتيه وقال لتأتيني أو لأبعث من يسحبك بقرونك، فأبت وقالت: والله لا أتيك حتى تبعث من يسحبني بقروني فانطلق إليها يتبختر فدخل عليها وقال: كيف رأيت ما صنعت بعدو الله ( يقصد ابنها عبدالله).
قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك.
وأن رسول الله أخبرنا أن في ثقيف كذاباً ومبيراً فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا أخالك إلا إياه، فقام عنها ولم يراجعها.
قال: يكفي هذا لقد اقتنعت بكلامك.
قلت: ولكن لا يعني أن تقل المرأة أدبها عند التعبير عن رأيها وإنما تعبر بما يتناسب والحال التي هي فيه.
وأود أن أفرق بين التعبير عن الرأي وإن كان في ذلك مخالفة لرأي الزوج وبين السمع والطاعة في المعروف، فلا يعني التعبير عن الرأي عدم الطاعة للزوج وإنما هو تقريب للرأيين من أجل حياة سعيدة.
المصدر: أ.جاسم محمد المطوع - مجلة الفرحة .. العدد (76) يناير 2003 ـ ص:
ـــــــــــــــــــ
العنف الأسريُّ
هل دخلت يومًا مكانًا توخيت فيه الهدوء والسلامة فوجدته مصدر قلق وخوف، كم كانت دهشتك وكم كان عجبك؟
وهل أويت إلى مكان تظن فيه سلامة جسمك من الأذى، أو سلامة نفسك من الإهانة أو.. أو.. فوجدت عكس ما توقعت؟ فلما أردت الخروج وجدت أبوابًا مؤصدة وطرقًا مسدودة؟
إن ما وُصف هو حقيقة موجودة عند كل من يبتغي حياة مستقرة آمنة في بيته ولدى أسرته فلم يجدها بسبب وجود عنف صغر خطره أم كبر.
إنَّ وجوه العنف في الأسرة يتنوع بتنوع الأفراد، ويتلون حسب نوعه، وأشد ما يكون العنف خطرًا عندما يتوجَّه إلى الطفل الصغير؛ لأنَّ أثره سيمتدّ ما امتدت الحياة بمن ذاقه، ويعرف أحدنا أنَّ العنف يكون بليغًا وقاسيًا حين يكون ضربًا يتناول أعضاء الجسم، وأصعبه إن كان على الوجه أو قريبًا من حاسة السمع والبصر التي قد تتعرض للعطب.
والحقيقة أنَّ بعضنا لا يحسب حسابًا لتغيّر ملامح الوجه عبوسًا واستهزاءً وهمزًا ولمزًا يؤدي إلى دفن موهبة أو انطواء نفس، أو معاناة، وبما أنَّ الله عزَّ وجلَّ وصف كتابه بأنَّه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فقد نبَّه إلى خطورة هذه الأمور، لما تُسببه للإنسان من شرور، فقد عُوتب الرسول عليه الصلاة والسلام حين ?عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (2)? (عبس).(31/383)
وقد يتناول العنف الناحية العاطفيَّة فيصرِّح أحد الأبوين بحبِّه لأحد أبنائه، ويتجاهل مشاعر الآخرين، ويمتد التمييز إلى تصرفاته من ألفاظ ندية وعطايا جليَّة مما يولد مشاعر عدوانيّة حيال الجهتين عدوانيّة للأب الذي ميَّز وللفرد المميز.
والعنف يبدو خطره منتشرًا حين يوجه إلى الزوجة في بيت زوجها، فهي أحيانًا تُعنَّف بألفاظ مؤذية، أو بتهكمات تُهان فيها كرامتها، أو كرامة أهلها أو ينتقص من شخصيتها، أو تحرم من رؤية أهلها، أو لا تُلبى بعض رغباتها، وحين يكون هذا على مرأى الأولاد وعلى مسمعهم، ينعكس سلبًا على تربيتهم، وقد يوصلهم إلى النّار حيث يستهينون بأمهم، فيعقونها.
وقد يصل تعنيف الزوجة إلى الضرب غير المنضبط بانبعاثه أو بكيفيته.
والعنف يجعل المعنِّف دائم التطلع إلى مكان آخر غير أسرته، يرى فيه الخلاص من هذا الضغط النفسيِّ فيهرب إليه هروبًا نفسيًا أو حقيقيًا.
والعنف أيضًا يبدو بشعًا حين يوجه إلى أبوين كبيرين في السن بلغا من العمر عتيًا، وخطر هذا كبير؛ حيث يتوارث جيل بعد جيل عدم احترام الكبير والتضجر من وجوده وحركاته وكلماته في صحته وفي مرضه.
ومن العنف ما يوجه من الأسرة إلى أسرة أخرى تكون بينهما صلة رحم أو جوار، فتغدو الأرحام مقطَّعة، وقد يكون السبب بسيطًا لكنَّه يولد الشحناء والبغضاء التي تستمر السنين الطوال ويورثها الكبار للصغار، ولله در تعاليم الإسلام إذ ترغب بالعفو عند المقدرة وبالصفح والإصلاح.
ومن العنف ما يتخذ شكل تدخل أحد أفراد الأسرة في أمور خصوصيِّة للأفراد الآخرين، فلا يجعل لهم فسحة في الاختيار، ويجعل محلها القسر والإجبار، وحين يشب الأفراد يخرجون عن الطوق، وغالبًا ما يؤدي هذا إلى ندم ولي الأمر أو إصابته بالقهر.
إنَّ من علامات السعادة الأسرية العيش بأمان وأريحية في جو نصح صادق ورعاية حقيقية تلك التي تراعي في الفرد كرامته، وتؤمن بأهميته، وتتخذ الرفق مسلكًا والمعرفة مركبًا وتجعل للإرادة الشخصية محلاً.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: أ.عائشة جمعة
ـــــــــــــــــــ
صفات لا يحبها زوجك
بالرغم من تطور الحياة واقتحام حواء كثيراً من المجالات التي كانت مقصورة على الرجال إلا أنه في كثير من الأحيان يبدو لنا أن الرجل مازال هو المسيطر ، فهو يحترم المرأة و يقدر فضلها و يخصها بكل الحب و الحنان .
ولكن هناك صفات لا يحبها الرجل في المرأة لذلك يجب على الزوجة الذكية تدارك هذه الحقيقة حتى لا تفقد محبة زوجها واحترامه لها
و من أبرز تلك الصفات
1. الزوجة المسيطرة :(31/384)
وهي التي تلغي وجود زوجها فلا تستشيره أو تشركه في أمور الأسرة و تقوم هي بكل شيء يخص الأسرة و البيت دون أن ترجع إليه أو تضع اعتباراً لرأيه و من هنا يشعر الرجل أن ذاته قد تلاشت و أن ما عليه إذا أراد خير البيت و الأولاد إلا أن يستسلم و يلغي وجوده و كيانه , و مثل هذا الرجل إن لم ينفصل عن تلك الزوجة فإنه ربما يجد عند إمرأة أخرى ما يعوضه عما يلقاه من الأولى .
2. عاشقة الكذب :
إن أحد ما في أخلاقيات الزواج ، هو عنصر الصدق في كل شيء فهو من أهم دعائم الاستقرار و السعادة ، وهناك من النساء من يعشقن الكذب ، إما كهواية و إما خوفاً و جبناً و في كلتا الحالتين فإن الرجل يمقت في المرأة الخداع و الكذب ، و إذا قبل الرجل الكذب لظرف أو لآخر فإن ذلك يكون مصحوباً بنظرة احتقار .
3. الزوجة الشرسة :
وهي تلك المرأة التي إذا صدر من زوجها تصرف ما فلا بد أن ينال عليه عقاباً وهي دائماً تسبب الحرج لزوجها بسبب هذه الطبيعة العدوانية فهي مع الجيران و الأصدقاء و الأهل تتحدث بلهجة حادة و جادة و لسان قاس ، وهي بذلك تسبب لزوجها الكثير من المشاكل ,, بل و لأبنائها أيضاً عندئذٍ تغرس في نفوسهم الكره و النفور .
4. الزوجة النكدية :
وهي تلك التي لا تعيش إلا في جو مليء بالزوابع و العواصف و تختلق أسباب الخلاف ففي كل كلمة من جانب زوجها معنى هام و نتائج يجب أن تصل إليها و تلك المرأة عادة تحمّل التصرفات و الأقوال أكثر مما تتحمل ، فتخلق المتاعب و تثير الخلافات بينها و بين زوجها ، وهو عندئذ يفضل الهروب من البيت أو ربما يبقى لأنه هو الآخر يشترك مع زوجته في الصفة نفسها .
5. الزوجة الانعزالية :
التي تبتعد عن كل الأمور الخاصة بزوجها ، و لا تهتم إلا بشؤونها و هوايتها ، و تتلذذ كلما استطاعت الاختلاء بنفسها و تحتفظ بكل ما تسمعه أو تراه أو تلمسه لنفسها ، و قد يكون ذلك المرض نفسياً أهمل علاجه .
6. الزوجة السلبية :
و هي تترك كل التصرفات لزوجها ليقوم هو بكل شيء و يقتصر دورها على تنفيذ الأوامر فهي تستسلم لكل شيء و كأنها تطلب من زوجها مزيداً من التحكم دون أدنى إثبات لوجودها أو لكيانها مع زوجها كشريكة لحياته
7. الزوجة العنيدة :
وهي التي تعاند في أي شيء و لا شيء لمجرد العناد تحت شعار ( خالف تعرف ) فقط ، و التي تجد كل متعتها في الإصرار على رأيها مهما كان خاطئاً ، و من ثم تركز كل اهتمامها على كيفية إثبات ذاتها عن طريق العناد ، فلو رغب زوجها مثلاً في تناول نوع من الطعام أصرت على إعداد نوع آخر حتى و لو كانت هي لا تحبه وهذا النوع من النساء من أكثر ما يكرهه الرجل .
8. الزوجة الروتينية :(31/385)
وهي من تعتبر أن الزواج هو نهاية ما تحققه في الحياة فهو كل أملها و طموحها ، وبعد الزواج ليس لديها طموح أو آمال و من ثم كل يوم عندها كالذي كان عليه اليوم السابق ، كل شيء في حياتها الزوجية يتم بانتظام و رتابة .
هذه بعض الصفات التي يمقتها الرجل أي رجل لذلك يجب على كل زوجة تحقيقاً لسعادتها أن تعيد النظر في أسلوب حياتها لتبتعد عن هذه الصفات لتحقق سعادتها و هناءها .
ـــــــــــــــــــ
المصدر: آلاء محمد صالح طيب – الرياض - مجلة الفرحة – العدد 30
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكتشفي سعادتك الزوجية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
السعادة الزوجية حلم كل فتاة وامرأة..
السعادة الزوجية أمل يراود خاطر كل زوجة..
السعادة الزوجية مخرج من كل فتن الحياة ومشكلاتها وضغوطاتها..
السعادة الزوجية نبتة تحتاج إلى حماية ورعاية لكي تكبر وتثمر، وتقف في وجه الرياح العاتية..
السعادة الزوجية بناء كبير يحتاج إلى بناء ماهر يضع كل حجر في موضعه بدقة وإتقان.
** مدخل **
كثير من الزوجات لا يعلمن شيئاً عن قوانين السعادة الزوجية، ولا عن قواعد صناعتها، ولذلك فإنهن يتحطمن على صخرة الفشل الزواجي، فإما أن ينتهي الزواج بالطلاق والإنفصال، وإما أن يستمر الزوجان في زواجهما نتيجة ضغوط اجتماعية أو وجود أبناء يحتاجون إلى رعاية، فتبقى الحياة الزوجية بين الزوجين بصورة شكلية مفتقدة أهم مقوماتها وهو الحب الذي يمثل العنصر الأول للسعادة الزوجية.
** نقطة البداية **
ونقطة البدء هنا تكون بالبحث عن شريك الحياة المناسب، وإليك بعض النقاط التي تساعدك على ذلك:
(1) صاحب دين وخلق:
إن أولى الصفات التي يجب على المرأة أن تبحث عنها في شريك حياتها هو التدين، والشخص المتدين هو الذي يخشى الله تعالى، ويطيع أوامره وينتهي عن نواهيه، وإن خشية المرء لله تعالى تمنعه من الظلم والتعدي والاستهانة بزوجته، فإذا أحب الشخص المتدين
زوجته أكرمها، وإذا كانت سيئة تستحق البغض لم يظلمها، وحاول بشتى الطرق إصلاحها وكثيراً ما ينجح في ذلك، لأن الإنسان يحب ويخضع لمن يحسن إليه ويعطف عليه.(31/386)
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من منع تزويج ذي الدين والخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي وحسنه الألباني،.
أما تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم الخلق بالذكر مع كونه من الدين، فإنه لأهميته في استمرار الحياة الزوجية واستقرارها، فالخلق هو الحاكم على التدين قوة وضعفاً، وقد يكون الرجل صاحب عبادات ظاهرة، إلا أن رصيده في جانب الأخلاق ضعيف، مما يدل على هشاشة تدينه وجهله بحقيقة الدين. قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " [رواه الحاكم و صححه الألباني].
(2) عاقل:
إن العقل هنا ليس هو الصفة المضادة للجنون، فالمراد به هنا: الحكمة في التعامل، والتريث قبل الحكم على الأشياء، والبصر النافذ بشتى الأمور والتصرفات، والإلمام بالدوافع التي تقف وراء الأفعال السيئة، والحلم الذي يرفض الاندفاع وراء باعث الغضب، والإنصاف الذي يأبى الظلم وينفر من الحيف، والنظرة المتوازنة لشتى الجوانب الإنسانية، إن رجلاً هذه صفاته لجدير بأن يكون زوجاً لك.
(3) عالم أو متعلم:
إن الجهل صفة ذميمة في أي إنسان، وإن الزوج الجاهل بطرق السعادة وقوانينها لا يمكن أن يقدم السعادة الزوجية لشريكة حياته. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد: ((احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ".
(4) متبع غير مبتدع:
قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } [الحشر: 7]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من رغب عن سنتي فليس مني " [متفق عليه].
إن أثر اتباع السنة على الحياة الزوجية يبدو جلياً من خلال تطبيق ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج في معاملة زوجاتهم، كقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" [رواه مسلم]، ومعنى لا يفرك: لا يبغض. وقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة " [رواه النسائي وابن ماجة]،
وقال صلى الله عليه وسلم: "من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل " [رواه أبو داود وصححه الألباني].
(5) أهل للزواج:
وأهلية الزواج لا تقتصر على الجانب المادي فقط وإنما تشمل:
أ- أهلية الدين.
ب- أهلية الوطء والقدرة على الجماع.
ج- أهلية العقل.
د- أهلية المال والقدرة على الإنفاق.
** سعادتك في إيمانك **(31/387)
اعلمي- أختاه- أن الإيمان بالله تعالى هو ينبوع السعادة ومصدر السكينة والطمأنينة، وأن الشقاء والتعاسة والنكد الدائم والأحزان المتوالية في الإعراض عن الإيمان بالله والغفلة عن ذكره وشكره وحسن عبادته. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد، وقال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124) سورة طه.
يروي أحد الشباب المسلم المهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنه كان يعمل لدى صاحب أعمال وأموال يملك شركات بالولايات المتحدة، وكان صاحب الشركات كلما مر عليه وجده مبتسماً، تبدو عليه علامات السعادة، وكان صاحب هذه الشركات دائم الحزن والقلق والحيرة، فسأله صاحب الشركات عن سبب هذه الابتسامة التي تنم عن الفرح والسعادة؟
فقال: لأنني مسلم!
فقال له صاحب الشركات: لو أسلمت أجد هذه السعادة التي تحس بها؟
قال الشاب: نعم. فأخذه الشاب المسلم إلى أحد المراكز الإسلامية، فشهد شهادة الحق، ثم انفجر في بكاء شديد، فسئل عن سبب هذا البكاء فقال: لأول مرة في عمري أجد طعم السعادة. [طريق السعادة].
** وصايا أم لابنتها **
أوصت أم الخنساء ابنتها قبيل زواجها فقالت:
* أي بنية! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً.
* أي بنية! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً.
* فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
* وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
* وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
* أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.
* أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
* ثم اتقي- مع ذلك- الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.
* وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً.
* وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
* واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت.
ـــــــــــــــــــ(31/388)
البحث عن لغة مشتركة بين الزوجين
المرأة ريحانة منزلها ورَوحه
الخلافات أمر معتاد في الحياة الزوجية، فكم من علاقة زوجية انتهت إلى طريق مسدود؛ بسبب عدم القدرة على التحكم في الألفاظ والعبارات التي تنطلق من الأفواه، قاصدةً مسامع الطرف الآخر.. الزوج أو الزوجة.
ولتجنب الوقوع في هذا الفخ يجب أن تستبدلي بعض العبارات التي تُثير الخلاف بأخرى ترتدي ثياب التلطف واللياقة، فالقول الطيب من سمات أهل الجنة، قال تعالى: ?وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ? (الحج:24) وقد بين لنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم – في قوله: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" (رواه مسلم)، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
قولك:" لم أرتكب خطأ.. ولا أفهم سبب غضبك"
والصحيح أن تقولي: "لقد تصرفت تصرفًا خطأً، وكان يجب على أن أُخطرك، لكنني نسيت، فسامِحني" وهي عبارة أفضل بكثير من العبارة السابقة التي تثير ضيق زوجِك، خاصةً في الحالات التي تنسين فيها أن تخبريه بشيء كان من المفترض أن يكون هو على علم مسبق به.
وقولك: "هذا شيء يخصني"
والأفضل أن تقولي: "من فضلك، انتظر قليلاً، وسأحدثك عن هذا الأمر فيما بعد"، فليس من الصعب بمكان الالتزامُ باللباقة والذكاء في تعاملاتك مع الطرف الآخر، وهذا أسهل كثيرًا من سكب الزيت على النار والتضحية بسلامتك وصفائك النفسي عدة أيام أو أسابيع في سبيل الفوز بخمس دقائق من الخصوصية والهدوء.
وقولك: "لا تشغل بالك، سوف أهتم أنا بهذا الأمر"
فهذا القول قد يفهمه على نحو: "أنت أقل من أن أدع لك هذا الأمر، فهذه اللهجة المتعصبة تجرحه في الصميم، وهذا الإحساس من شأنه خلق رد فعل عدواني في داخله وشعوره باللامبالاة تجاهك، والذي كان يجب عليك أن تقوليه: "انتظر قليلاً وسوف نتباحث معًا في هذا الأمر".
إن استخدام الضمير "نحن" يقوي أواصر العلاقة بينكما.
وقولك: "سبق أن تحدثنا عن هذا الموضوع مائة مرة"....
وهذا القول قد يفهمه على نحو: "لا أريد أن أتناقش معك، فالمناقشة معك لا تجدي"، وكان يجب عليك أن تقولي: "يجب أن نعطي هذا الموضوع حقه من المناقشة"....، وهكذا.
المصدر: إخوان أون لاين
ـــــــــــــــــــ
اللاءات التي تحقق السعادة الزوجية
عزيزتي الزوجه
انتبهي لطبيعة زوجك .. وافهمي نفسيته جيداً حتى تستقر حياتكما
وتنعما بالرضا والسعادة .. وهذه ( 19 )لا .. تجنبي الوقوع فيها(31/389)
-----------------------------------
لا تقارني نفسك به ، فهو مختلف عنك
لا تقتحمي عزلته ، لأنه يفضل أن ينعزل عن الآخرين ، إذا كانت لديه
مشكلة يحاول حلها
لا تستفزيه ، فهو بطبيعته حاد الطباع ،عصبي المزاج ، ينفذ صبره
بسرعة
لا تتوقعي منه أن يقوم بما ترغبين في أن يقوم به ، لأنه لا يفكر
بأسلوبك نفسه
لا تفرضي أسلوبك أو تفكيرك عليه ، لأنه يغضب إذا شعر بنديتك له .
لا تثقلي عليه بالحديث ، فهو لا يحب المرأة الثرثارة
لا تنتظري أن يقول لك أسف ، لأنه لا يحب الاعتذار ، وأن أراد فإنه
يتبع طرقاً أخري غير مباشرة في التعبير عن ذلك
لا تشعريه بعدم حاجتك إليه ، حتى لا تفقدي عطاءه ورعايته لك
لا تسمعيه كلاماً لا يرضي عنه ، لأن هذا يؤذيه ويعكر صفو مزاجه
لا تقللي من قيمة ما يقوم به من أجلك ومن أجل أولادكما حتى لا
تفقديه
لا تنتقديه أمام أهله وأصدقائه ، لأنه يشعر بأنك تنتقمين من رجولته
لا تلحي عليه في السؤال عند خروجه ، فهو يرغب في أن يكون كالطائر
الحر
لا تنفريه منك أثناء المعاشرة الزوجية حتى لا يبحث عن المتعة في
مكان آخر
لا تنشري أسرار حياتكما ، لأن الرجل بطبيعته كتوم
لا تزيدي من طلباتك ، فهو يحب الزوجة القنوع
لا تشعريه بأنك أفضل منه حتى لا تفقدي حبه واحترامه
لا تقللي من حبك وحنانك له فإن هذا يشعره بالرضا
لا تنتظريه دائماً أن يكون المبادر ، فإن كرم الزوج في ردود أفعاله
لا تهتمي بأولادك علي حساب اهتمامك به ، فهو يحب أن يكون مصدر
الاهتمام والرعاية طوال وجوده بالبيت
ـــــــــــــــــــ
حتى لا تزوغ عين زوجك
حيرة وغيرة تتملك الكثير من الزوجات عندما يرين أزواجهن ينظرون أو يهتمون أو يعجبون بالأخريات، ويتساءلن: ما الذي يدفع الزوج للهروب إلى أخرى؟! وهذا السؤال توجهت به إحدى الأخوات إليَّ على أحد المواقع، تشكو فيه معاناتها من حالة زوجها الذي ما خرجت معه يومًا إلا ولاحظت شغفه الشديد بالنظر إلى الأخريات، رغم جهدها في التزين لإرضائه -كما ترى هي- ثم تساءلت: "لِمَ يلتفت إلى غيري رغم وجودي بجواره؟ لِمَ أشعر ببرودة يديه إذا أخذتها في كفي؟".
استبيان الأسباب(31/390)
وكانت البداية باستبيان توجهت به للأزواج والزوجات بعنوان: "لماذا تزوغ عيون زوجي الحبيب؟!"، وجاءني الرد بعد تحليل الاستبيان وتقسيمه لخطوات منهجية بأسئلة بسيطة وإجابات عنها أبسط.
أما عن الأسباب فتوجد أسباب عامة من الممكن أن تنطبق على أي حالة، ثم هناك أسباب خاصة مرتبطة بكل حالة.
أولا- الأسباب العامة:
1- نزغ الشيطان:
وهذا هو السبب الأساسي، فهي غريزة مفطور عليها البشر، ومن الشهوات التي يزينها إبليس للبشر؛ فتفتن كل من يبتعد عن منهج الله -عز وجل- وهدايته، ولا ينظر إلى ما عنده سبحانه من حسن المآب: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}.[1]
وهذا مرجعه إلى عدم غض البصر، والنظر إلى المحرمات؛ فتقع الفتنة الإبليسية، وهذا لا يشترط أن تكون الأخرى أجمل من الزوجة، ولكنه تزيين وغواية الشيطان. وكما يقول الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- لعلي رضي الله عنه: "يَا عَلِيُّ، لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ" [2].
2-العناد:
فقد تكون مجرد رسالة تمرد للزوج على شك وسلطوية أو تسلط الزوجة على زوجها، وفي هذه الحالة لا يهم الزوج أن تعلم زوجته بسلوكياته؛ بل قد يتعمد أن تعلم ما يفعله.
3-الهروب:
فقد يكون ذلك مجرد هروب من واقع أو مشكلة نفسية؛ لمجرد التسرية النفسية فيتمادى الزوج حتى تقع الفتنة.
4- البحث عن الثقة في النفس:
حيث يلجأ الرجل إلى الأخرى لكسب الثقة بالنفس، ولإثبات أهميته عندما تنال منه زوجته أو تحاول إضعاف شخصيته، أو تحاول هز ثقته بنفسه بإهانته أو التطاول على رجولته.
5- الفراغ:
قد يكون الفراغ في الوقت أو الفراغ العاطفي؛ فلا يجد من زوجته الوقت الذي تملأ به حياته، أو لا يجد الاهتمام والرعاية العاطفية؛ فيبحث عنها عند الأخرى ليسعد ولو للحظات، حتى ولو كانت لحظات خادعة.
6-حب المغامرة:
بعض الناس قد يستهويهم حب التجربة وحب المغامرة أو المقامرة بحياتهم أو سمعتهم؛ فيبدؤون مشوارًا قد لا تحسب عاقبته.
7- ضعف الشخصية:
بعض الرجال يحاولون البحث عن الأخرى التي تشعرهم بالمكانة والود والشعور بالرجولة.(31/391)
8- البيئة والواقع المحيط:
سواء المحيط الأسري أو الاجتماعي. فالبيئة الأسرية غير السوية والتفكك الأسري والبعد الفكري والعاطفي بين الزوجين تدفع للملل، والبحث عن السعادة الخارجية ولو كانت مزيفة.
والبيئة الاجتماعية الخارجية والممثلة في المجتمعات المفتوحة دون ضوابط أخلاقية من أنسب الأجواء لنشوء العلاقات الخارجية المحرمة، وهواية النظر للأخرى.
9- التنشئة الأصلية:
فقد تكون هناك ترسبات دفينة في نفس الزوج، رآها في بيئته الأسرية أو الاجتماعية، فتتراكم على مر السنين لتكون جزءًا من تكوينه الداخلي فتدفعه للتقليد والمحاكاة، وقد لا يدري تفسيرًا لسلوكه الخارجي وهو يواجه من داخله بأفكار دفينة قاتلة، كمن يتحرك "بالريموت".
10- الانتقام:
فعندما يتعرض أحدهم لحادث حياتي معين، سواء من زوجته المهملة أو من المرأة عمومًا، فيدفعه ذلك لحب الانتقام من أي امرأة يتخذها كنموذج لمن تسبب في مشكلته، فيرى صورة زوجته في أي امرأة أخرى.
11- لم أزل مطلوبًا:
وهناك مرحلة خطيرة في حياة الرجل، قد يسمونها "مرحلة المراهقة الثانية" أو "أزمة منتصف العمر" التي تأتي في العقد الخامس من عمر الرجل؛ فيغامر الرجل ليثبت لنفسه ولزوجته أنه لم يزل مطلوبًا.
12- عدم الإنجاب:
فتوجهه غريزة حب البقاء والخلود لأن يبحث عمن تعطيه وتشبع هذه الغريزة.
13- الزوجة الدميمة:
سواء في الشكل أو الجسد التي لا تستطيع أن تشبع الرغبة العاطفية عند الزوج، فيبحث عن الأخرى التي تملأ هذا النقص.
14- إهمال الزوجة لنفسها:
وقد تكون جميلة، ولكنها تحجب جمالها بالإهمال، ولا تحاول أن تعف زوجها؛ فتدفع شريكها المسكين للنظر إلى من تهتم بنفسها، وإلى من تشعر الزوج بأنه يرى أنثى لا خادمة؛ لا يراها إلا بملابس المطبخ ذات الروائح المميزة والطاردة.
15- الهجر والبعد:
فقد يكون بعدًا ماديا؛ كسفر الزوج أو سفر الزوجة، وقد يكون بعدًا معنويا فيشعر الزوج بالغربة وهو في بيته وبجواره الزوجة الغريبة.
16- سوء خلق الزوجة:
وهو من العوامل الطاردة للزوج ليهرب من جحيم اللسان الذي يلسعه كالسوط كلما ناقش أو حاور شريكته سليطة اللسان.
17- عاشقة النكد:
وهناك صنف من الزوجات يتفنن في البحث عن الهم والغم والحزن، ويجيد مهارات وفنون التنكيد والتنغيص على عباد الله خاصة زوجها، فيهرب إلى الأخرى ولو(31/392)
لمجرد التنفيس، وغالبًا ما تكون الأخرى من النوع المرح المبتسم، فيلاحظ الفرق فيهرب إليها.
18- المنَّانة:
وهي من الصفات الطاردة للزوج.
وقد يكون المنُّ بالحسب والنسب والمكانة الاجتماعية، ولا تفتأ تذكره بأنها بنت فلان قاهر البحار وصاحب السلطان والصولجان. وقد يكون المن بالمال، خاصة إذا كانت موظفة ولها راتب أو غنية.
ثانيًا: الأسباب الخاصة:
أما عن الأسباب الخاصة فهي قد تكون:
1- أسبابا ظاهرة:
وتستطيع الزوجة أن تستشفها، أو يستطيع أي قريب منهما أن يلاحظها؛ فقد يوجد في الزوج أو الزوجة سبب أو أكثر من الأسباب التي ذكرناها آنفًا.
2- أسبابا دفينة: لا يعلمها إلا الله سبحانه ثم الزوج والزوجة. وهذه لا يستطيع أي بشر أن يبوح بها.
نصائح للزوجة
أولا- التوبة والاستغفار:
فكما ورد عن أحد السلف -رضوان الله عليهم-: "إني أرى معصيتي في خُلُق زوجتي ودابتي". وقد يكون هذا الخلق غير السوي من زوجك ما هو إلا جزاء ربانيا لذنب قد تكونين قد اقترفتِه أنت، فلومي نفسك أولا واستغفري الله لعله يتوب عليك، ويصلح لك زوجك.
وتذكري هذه المِنن التي امتنها سبحانه على زكريا عليه السلام، ومن أهمها إصلاح الزوجة: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[3].
ثانيًا- الدعاء:
فيجب أن تلجئي إلى هذا السلاح القوي، وذلك بعد الأخذ بالأسباب. عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قَوْلِهِ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} قَالَ: "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ"، وَقَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ {دَاخِرِينَ} [4]، وكرري دومًا دعاء عباد الرحمن المعبر والمؤثر: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [5].
ثالثًا: المواجهة:
وأقصد بها مواجهة المشكلة والأخذ بالأسباب في حلها، وكما يقول المثل: "ما حك جلدك مثل ظفرك، فتولَّ جميع أمرك"، وهو نوع من التحدي لشيطان الجن اللعين، وشياطين الأنس الفاتنة. وضعي في روعك أنك ستنتصرين عليهم بعونه تعالى.
المواجهة الأولى: مواجهة النفس
1- اسألي نفسك: أي اجلسي مع نفسك وفكري في الأسباب الطاردة لرفيق حياتك، والتي لا يعلمها إلا الله ثم أنت، ثم حاولي التخلي عن هذه الصفات المنفرة.(31/393)
2- واجهي نفسك قبل أن تواجهي زوجك: أي أنه لا يوجد من يحب لك السعادة والاستقرار أكثر من نفسك التي بين جنبيك؛ فواجهي نفسك ولا تهربي من أخطائك، ولا ترمي بالمشاكل على الغير؛ فأنت الحل وأنت المشكلة.
3- ارحمي هذا المظلوم:
وأزعم أنه مظلوم من الفتن المحيطة به من كل جانب، فتأتيه من بين يديه ومن خلفه، وتهاجمه في الشارع وفي الفضائيات، وفي شبكة الإنترنت، وفي العمل. وأنت التي اختارك ذات يوم عن طواعية لتشاركيه مسيرة حياته، ولتعفيه عن المحرمات، وتنجبي له الذرية التي تحمل اسمه، فلا تسلميه لأعدائك وأعدائه، واعتبريه طفلا كبيرًا يحتاج للرعاية والنصح والشدة في بعض الأحيان لمصلحته.
4- اقتربي خطوة يبتعد عنهن خطوات:
أي كلما اقتربت من زوجك مكانيا وقلبيا وفكريا سيبتعد عنهن بنفس قدر اقترابك منه. والجزاء من جنس العمل؛ أي سيجازيك الله سبحانه باقترابك خطوة بقربه منك خطوات، والعكس.. إذا ابتعدت خطوة اقترب منهن خطوات. وكل لبيب بالإشارة يفهم!!.
5- لا ترفعي الراية البيضاء أمامهن: فلا تيأسي من المحاولة والمحاولات المتكررة للاحتفاظ بحبيبك وشريكك.. "ومن داوم على قرع الباب أوشك أن يفتح له".
6- لا تخسري المعركة: إنها معركة مع شياطين الجن والإنس، فكوني قوية، واثقة من نفسك، معتزة بحقك، حسنة الظن بالله عز وجل.. {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.[6]
المواجهة الثانية: مواجهة الزوج
كوني حكيمة وواعية، ورقيقة ولطيفة معه، واستغلي فرصة طيبة في ساعة صفاء ثم صارحيه. والأفضل ألا تصارحيه بخوفك منه، بل بخوفك عليه وعلى عشكما السعيد من الحاقدات الحاسدات الفاتنات والمفرِّقات.
واسأليه: هل قصرت في شيء معك؟ هل بي عيوب تريد مني إصلاحها؟ ما رأيك فيَّ وفي زينتي وفى ملابسي؟ ثم.. لِمَ تنظر إلى غيري؟.
وأخيرًا: فهل ستنتصرين؟
أنا واثق من ذلك؛ فالقرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ والواقع يبرهن على انتصار أصحاب الحق الأقوياء.
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [7]، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
اقرأ أيضا:
لماذا يخون الرجال؟!
صرخة الزوجات من هجر الرجال
** عضو الجمعية الأيرلندية لطب الأطفال (IPA)، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
الهوامش:
[1] [آل عمران: 14].(31/394)
[2] [رواه الترمذي - كتاب الأدب، رقم: 2701، وقَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ].
[3] [الأنبياء: 89 و90].
[4] [رواه الترمذي - كتاب الصلاة - رقم: 2895 - قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح].
[5] [الفرقان: 74].
[6] [محمد: 35].
[7] [غافر: 44].
ـــــــــــــــــــ
المصدر : د. حمدي شعيب
ـــــــــــــــــــ
إصلاح الزوج
الزوج عماد الأسرة , وأساس استقرارها وهنائها , ومنبع التفاؤل والأمل فيها , وأي كلام عن إصلاح الأسرة لا يكون الزوج طرفا فيه فهو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه
فلن تبلغ الأسرة شأوها في الاستقرار والصلاح إذا كان الأب بعيدا كل البعد عن منهج الإصلاح ومقوماته .
وقد يطرأ ما يعكر صفو الحياة الزوجية , ويطيح باستقرارها , ويهدم المودة الربانية التي سكبها الله سبحانه بين الزوجين , فيتحول المنزل إلى كابوس نتيجة تصرفات شيطانية وعشوائية من رب الأسرة , حيث يصعق الأولاد والزوجة بكثير من هذه التصرفات التي تهز مشاعرهم
وتسلب السكينة من قلوبهم , وتحيل حياتهم إلى ذهول واضطراب بدلا من أن تتحول إلى مودة واستقرار .
وانطلاقا من حرص الإسلام على الأسرة واستقرارها جعل للمرأة سبلا مختلفة لإصلاح الزوج ورده إلى الأسرة الهانئة , والحياة الرغيدة , والمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه .
قال تعالى : " وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا
(128) النساء
قال القرطبي رحمه الله : النشوز : التباعد , والإعراض : ألا يكلمها ولا يأنس بها .
يقول صاحب الظلال : ".. في هذه الآية ينظم القرآن حالة النشوز حين يخشى وقوعها من ناحية الزوج فتهدد أمن المرأة وكرامتها , وأمن الأسرة كلها كذلك . إن القلوب تتقلب والمشاعر تتغير والإسلام منهج حياة يعالج كل جزئية فيها ويتعرض لكل ما يعرض لها "
وهذه الآية وإن كان تعرض للمراحل الأخيرة التي قد تمر بها الأسرة وهو أن تتخلى الزوجة عن بعض حقوقها من أجل أن تحافظ على الروابط الأسرية المقدسة , إلا أنها(31/395)
قد أطلقت للزوجة العنان في كثير من الخيارات وأوضحت أن الصلح خير وبقاء الرابطة الزوجية أفضل الحلول وأسلمها يقول صاحب الظلال : " والصلح خير : فينسم على القلوب التي دبت فيها الجفوة والجفاف نسمة من الندى والإيناس " .
إن الإسلام جعل كل أطراف البيت يتحملون مسؤولية تجاه استقرر البيت وهدوئه وطمأنينته, فحمل الزوج المسؤولية تجاه إصلاح بيته وإصلاح زوجه, وبالمقابل حمل الزوجة كذلك مسؤولية حماية بيتها ورعايته ومسؤولية إصلاح زوجها ورعايته , فكانت هذه المسؤوليات الملقاة على عاتق كل واحد كحزام الأمان بالنسبة للأسرة حتى لا ينفرط عقدها , ولا ينفر ودها .
وإن السنة النبوية الشارحة للقرآن والمبينة له وضحت كثيرا من المفاصل الأخرى في هذه المسؤوليات .
وفي حالتنا هذه وهي حال إعراض الزوج ونفوره , وقسوة قلبه و نشوزه , سمح الإسلام للمرأة أن تتدخل لتعالج الموقف و ترد الزوج إلى العيش الرغيد والبيت السعيد و أن تستخدم بعض الطرق المختلفة والمتنوعة حسب أحوال الناس ومعيشتهم منها :
1 – الحوار بالتي هي أحسن : من المشاكل التي تعاني منها الأسر اليوم قلة الطرق الحوارية بين الزوجين , وهي دائما مقطوعة , أو سالكة بصعوبة , وهي لا تكون إلا في حالات محدودة ومعدودة .
إن حكمة المرأة للمحافظة على بيتها يقتضي منها تذليل الصعوبات في هذه الطرق الحوارية , وجعلها أمرا طبيعيا في الحياة الزوجية , يطرح فيه المشاكل التي تعانيها الزوج بحكمة وعقلانية , محافظة كل الحفاظ على احترام الزوج ومكانته .
2 - التفاني في خدمته : وهو أمر مطلوب شرعا في الحالات العادية , وهو مطلوب أكثر في مثل هذه الحالات لأنه أقرب لتقبل الزوج وأسرع للدخول إلى قلبه , وأوثق للعلاقة الزوجية والآيات والأحاديث أكثر من أن تحصى في وجوب طاعة الزوجة لزوجها والأهم من ذلك لا بد أن يعلم الرجل أن من أسباب السعادة المرأة ومن أسباب الشقاء كذلك المرأة فلا بد أن تظهر المرأة لزوجها أسباب السعادة والهناء فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقوة ابن آدم ثلاثة من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء ".
فلا بد أن يلحظ الزوج أهمية الزوجة الصالحة في البيت وأنها من أهم أسباب الحياة السعيدة ولا يكون ذلك إلا بالتفاني في خدمته وخدمة بيته .
3 – تدخل والد الزوجة : وفي حال عدم نجاح الممارسات المختلفة والمتنوعة فإنه لا بد من خطوة أخرى تكون أثقل وأقوى قي نفس الزوج وهي تدخل والد الزوجة الصالح ونؤكد على كلمة الصالح الذي يكون أكبر اهتمامه هو المحافظة على حياة ابنته وأسرتها ويسعى دوما إلى تخفيف حدة التوتر بين ابنته وزوجها بحكمة وعقلانية وهذا ما حصل للسيدة فاطمة مع سيدنا علي رضي الله عنهما فقد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد(31/396)
عليا في البيت فقال أين ابن عمك قالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان انظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول " قم أبا تراب قم أبا تراب " .
ووالد الزوجة هنا صاحب قلب كبير , ووعي ناضج , ولسان كالعسل , ودعابة لطيفة
تتسرب إلى القلب لتزيل منه ما كان من غضب ونفور.
4- تدخل الأصدقاء الصالحين : الأصدقاء الصالحون ليسوا أقل تأثيرا في نفوس الزوج وخاصة إذا كانوا أصحاب مكانة عند الزوج , وكلامهم له تأثير في نفسه وتصرفاته,وكانوا أصحاب علم وأمانة .
فقد روى البخاري والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وبين أبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك متبذلة قالت إن أخاك أبا الدرداء ليس له حاجة في الدنيا قال فلما جاء أبو الدرداء قرب إليه طعاما فقال كل فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم فقال له سلمان نم فنام ثم ذهب يقوم فقال له نم فنام فلما كان عند الصبح قال له سلمان قم الآن فقاما فصليا فقال إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولضيفك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك فقال له صدق سلمان
5- تدخل الأقارب الصالحين :
وربما تكون هذه في مراحل متقدمة من الشقاق , قال تعالى : " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا " (35) النساء.
ومع ذلك فهي إحدى الوسائل المهمة والناجعة والناجحة في إعادة شريان الحياة للحياة الزوجية , فتنفض عنها الغبار , وتزيل عنها ما لحقها من أدران الجاهلية حيث يبين الحكمان الحقوق والواجبات لكلا الطرفين .
إن تقصير الزوجة في متابعة أخطاء زوجها , ومحاولة تصحيحها , والتقليل منها , وإهمالها في ذلك ليولد الكثير من المشاكل التي يكون البيت في غنى عنها منها :
1 – نشوز الزوج وإعراضه ونفوره .
2- انقطاع الحوار والتفاهم بين الزوجين.
3- ضياع الأولاد بين الأبوين المتنافرين.
4- انهدام الرابطة الزوجية .
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــ
المصدر: م. عبد اللطيف البريجاوي - موقع صيد الفوائد
ـــــــــــــــــــ
أنت الدفء(31/397)
عندما تشرق الشمس نلقاك، وعندما تزهر البساتين نذكرك، وحينما يضحك البرق في السماء ننتظرك، وحينما تشرب الأرض مياه المطر نبحث عنك، فأنت رفيقة كلّ نجاح وكلّ نماء، نذكرك مع شقشقات الطير فرحة بميلاد يوم جديد، فالفرح يذكِّرنا بك لحبنا إيَّاك، والنجاح بدونك لا يعُدُّ نجاحاً، والفشل نتمنى لو نخفيه عنك.
أيُّتها الزهرة، يا من شرفت بالإسلام، ويا محمية هذا الدين، كم هي الحياة تبدو جميلة حينما نراك وقد شربت هذا الدين فأشرق في أخلاقك، وأضاء في لباسك وعفافك، أنت بذلك مصدر أمن للأمة وسعادة، قد لمحنا في ثنايا فعالك حبك لهذا الدين، وقد لمحنا حبك الغامر لأهل هذا الدين من خلال دعوتك لأخواتك عبر وسائل متعددة..
كما لمحنا صبرك وأنت تتجرعين الغصة تلو الأخرى لما يُكاد لأهل هذا الدين من حرب ضروس شنَّها الكافر، وأعانه من بني جلدتنا المنافق الفاجر الذي يفرح بسلخك من هذا الدين وإبعادك عنه..
وكم سعدنا لدمعة تلمع في عينيك لشعورك بالمسؤولية عن بنات هذا الدين، وترين أنهن أنت أو أخواتك أو بناتك. لله ذلك القلب الكبير الذي وسع الأمة ولم ينس همومها، في حين نسي همّه ونسي صفع الريح وحرّ الهجير وطنطنة الدبابير ولسع العقارب.
فحينما نراك نحب العمل، ونفرد أشرعة سفننا في بحر عطائك، وحينما نعمل معك لا تسعنا الأرض سعادة؛ لأنَّك علّمتنا أنَّ السعادة في البذل لهذا الدين في كلّ عمل وموقف ومحفل وفي الدفاع عنه.
فقد أزلت غشاوة كانت على أعيننا، كنَّا لا نعرف العدو من الصديق، أدركنا بعدها أنَّ من لا ينصر هذا الدين مهزوم لا محالة في الدنيا والآخرة. وعلَّمتنا مدّ يد العون لمن كان الدين همَّه لنأخذ بيده أو ليأخذ هو بأيدينا إلى مرافئ السعادة، وعلَّمتنا اصطحاب الرحمة لأولئك الموغلين في بحار المعاصي، وألا نبخل عليهم بدعوة للهداية، ثم ها أنت تطفئين النار التي تحت أقدام المتخاذلين في الدفاع عن الدين، التي أوقدوها ليحرقوك بها.. فهل تراك كنت ترجين نوالهم، أم أنَّها تلك الروح العالية التي أبت أن تعامليهم بالمثل.. بل تراها تحلِّق وترتفع في أفلاك حسن الخلق؟
وحينما نلقاك فأنت الدفء يشعُّ في جوانحنا حينما يثلجنا برد الانهزام وتلفحنا رياح التغريب والتغيير، قاصدة حصننا الحصين؛ بناتنا.. أمهات مستقبلنا المزهر بإذن الله تعالى.
لله درك! جبل شامخ لا تهزّه الريح، ولا يسلم ظهره لعدو ليدوس الإسلام من خلاله، وليس مطية سهلة القياد لأعداء الدين في حربهم على الإسلام، لكنَّه سهل هيّن متواضع للمسلم الصغير والكبير. ثبَّتك الله في الدنيا والآخرة، ولتعلمي أنَّ الله غالب على أمره، وأنَّ الله ينصر من ينصره، فيكفيك نصر الله.. ويكفيك رضا الله.
المصدر: بدرية الغنيم
ـــــــــــــــــــ
كيف تكسبين حماتك ؟(31/398)
انطبع في النفوس مقت الحماة و كرهها فأصبحت العروس لا تدخل بيت الزوجية إلا و هي تضع في ذهنها الطرق التي يجب أن تسلكها مع حماتها حتى تتقي مكائدها فتظل تترصد كل كلمة تتفوه بها حماتها و تتصيد إي حركة تقوم بها حماتها و تحيك حولها القصص و الحكايات ، ومن هنا تُنسج خيوط الكراهية بينهن و ينتج عقوق الوالدين و يتبع ذلك رحيل البركة و الخير من البيت .
رحم الله تلك المرأة العابدة التي كانت تحث زوجها على طاعة أمه فتقول له : ((أقسمت عليك أن لاتكسب معيشتك إلا من حلال أقسمت عليك أن لا تدخل النار من أجلي بر أُمك ، صل رحمك ، لا تقطعهم فيقطع الله بك ))
فإذا أرادات حواء أن تقي زوجها حر جهنم و أن تأخذ بيده إلى دار الجنان و تضمن لبيتها السعادة و البركة الدائمة فعليها اتباع ما يلي :
أن تطرد من مخيلتها تلك الصورة المشوهة للحماة و تضع في نفسها أن أم زوجها هي بمثابة أمها ، فإن أخطأت تجاهها يوماً فلتعاملها بمثل ما تعامل به والدتها إن أخطأت في حقها .
أن لا تقص على زوجها كل ما يقع بينها و بين أمه و هي تتباكى و تذرف الدمع حتى تستميل قلبه إليها ، و تكسب وده، و يصور له الشيطان أمه ظالمة مستبدة فيزحف الجفاء إلى نفسه و يسير في طريق العقوق .
إن رأت حواء قصوراً في معاملة زوجها لأمه فلتكن مرشد خير فتحثه على طاعتها ، و أن تلح عليه في زيارتها و التودد إليها .
الزوجة الواعية لا تتدخل فيما يقدمه زوجها لأمه و ما يهبه لها ، بل تساعده على أن يكثر لها العطاء و تحاول هي أن تهديها هدايا قيمة و جميلة بين حين و آخر .
إذا ذهبت لزيارة حماتها تحرص كل الحرص على أن تأخذ معها طبقاً شهياً ، و ترفض أن تكون ضيفة ثقيلة يتبرم من حضورها من يستقبلها .
الزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تأسر قلب حماتها بحسن معاملتها و ظرف أخلاقها فإذا كان لدى حماتها مدعوون على الطعام تتفانى في مساعدتها و لا تجلس و كأنها ضيفة الشرف .
الزوجة المحترمة تحرص على تعليم أولادها احترام حماتها و طاعتها و تغرس المحبة و الودَّلها في قلوبهم و تعودهم على زيارتها و لا تحرمها منهم .
تحرص كذلك على أن تعلم أولادها آداب زيارة الجدة و خاصة إذا كانت كبيرة السن فلا تدعهم يزعجونها بأصواتهم و حركاتهم و تعودهم على عدم إلقاء القاذورات و أوراق الحلوى على الأرض ، إو العبث بأثاث المنزل بل لا تدعهم يخرجون من المنزل حتى ينظفوا لها المكان و يرتبوه ، فبذلك تتمنى الحماة زيارتهم كل يوم و تلح عليهم في تكرارها .
إذا اجتمع على الزوج طلب حواء و طلب حماتها فما عسى حواء فاعلة ؟؟ هل تقلبين البيت إلى جحيم لا يطاق إلى أن يتحقق طلبك قبل طلبها ؟؟ أم تقدمين طلبها على طلبك ؟
إن كنت حقاً راجحة العقل فقدمي قضاء حاجتها على حاجتك راضية غير متذمرة ، و إياك و إشعال نار الغضب و رفع راية القطيعة بينك و بين زوجك من أجل هذا(31/399)
التقديم ، فإن حماتك إذا رأت منك هذا التنازل و هذا الاحترام فإنها بلا شك ستتنازل عن أشياء كثيرة فيما بعد .
المصدر: مجلة الفرحة العدد13
ـــــــــــــــــــ
التعاون الإيماني بين الزوجين
من الصور الرائعة التي كانت بارزة في بيوت سلفنا الصالح تلك الصور التي تحكي التعاون الإيماني بين الزوجين في القيام ببعض العبادات والتعاهد على أن يعينَ بعضُهم بعضاً في أداءِ الفرائض والمستحبات .
وقد ُروي في هذا المعنى صفحاتٌ مشرقة ومشاعلُ نيرة جديرة باهتمام الدعاة لتكون مثالاً يُحتذى في بيوتهم .فهذا دعاء بالرحمة لزوج قام من الليل فأيقظ أهله (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته )حسّنه الألباني، وقد يسبق ذلك تذكير بحقيقة الدنيا الزائلة وموعظة يذكّر بها الزوج زوجه بالآخرة المقبلة ويخوف فيها من مضلات الفتن وحاجة المرء إلى صلة تصله بربه ليرقق القلب وليهيئه وينشطه للقيام بتلك العبادات كما قال صلى الله عليه وسلم (سبحان الله !! ماذا أُنزل الليلة من الفتن ،وماذا فتح من الخزائن ..أيقظوا صويحبات الحجرات ، فرب كاسية في الدنيا عارية ٍ في الآخرة )رواه البخاري .قال ابن حجر _رحمه الله _ في فوائد الحديث : وفيه ندبية إيقاظ الرجل أهله بالليل للعبادة.أ.هـ. ومع هذا فقد يشعر الزوج بضعفه وتكاسله عن القيام بمفرده ، وعندئذ يمكن أن يوقظ زوجته ويصليا جميعاًً وذلك أيسر على النفس في أداء العبادات وأسهل في التغلب على المعوقات، قال صلى الله عليه وسلم :( إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كُتبا من الذاكرين والذاكرات)(صحيح الترغيب) .
وفي الأذكار وكثرة التسبيح والتهليل وقراءة الأوراد مجال رحب للتعاون بين الزوجين فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين جويرية وكان قد خرج منها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها (أي في موضع صلاتها ) ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال ( ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت نعم .فقال صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك أربع كلمات ،ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته )رواه مسلم.
وليس الأمر مقصوراً على التعاون في العبادات المحضة بل هناك صوراً أُخرى كثيرة تقوي الإيمان ويسعد بها الزوجان مثل أداء العمرة والحج والصيام و الصدقة ونحوها من أبواب البر ..قالت سعدى دخلت يوماً على طلحة (تعني زوجها طلحة بن عبيد الله) فرأيت منه ثقلاً (تعني هماً ) فقلت له : ما لك لعلك رابك منا شيء (أي لعله صدرت منا إليك إساءة )فنعتبك؟(أي فنعتذر منك ) .
قال لا ، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ِ،ولكن اجتمع عندي مال ٌ ولا أدري كيف أصنع به ؟
قالت : وما يغمك منه ؟ ادع قومك ،فاقسمه بينهم !(31/400)
فقال : يا غلام ! علي بقومي.
قالت : فسألت الخازن كم قسم ؟
قال : أربعمائة ألف ) رواه الطبراني وهو في صحيح الترغيب. وفي المعنى حديث عائشة مرفوعاً (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب وللخازن مثلُ ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً)رواه البخاري ومسلم .
فما أحوجنا لإحياء هذه الصور في بيوتنا!! نوثق بها صلتنا بربنا، ونقوي بها إيماننا، ونربي بها زوجاتنا. إن من الرزية أن يقصر الزوج علاقته بزوجته في شؤون الدنيا ومتاعها، ومن النقص الذي لا يليق ألا نتجاوز في أحاديثنا مع زوجاتنا شهوات الفرج والبطن .فكم منا سيجعل من هذه الليلة بدايةً للانطلاق في مدارج السمو الإيماني ليضع جبهته ساجداً ومعه زوجته يلهجان بلسان خاشع وقلب خاضع : ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً.
مازن الفريح
ـــــــــــــــــــ
لكل عروسين
الصراحة والوضوح من أسس البيت السعيد التى تستقيم فيه الحياة ..لأن أصوب طريق هو طريق الصدق والوضوح بين الزوجين
وفى ذلك تقول د.وفاء فتحى أستاذة علم النفس جامعة الأزهر: هناك بعض الأمور التى تستلزم الصدق والوضوح من جانب الزوجة دون مواربة أو إخفاء للحقائق التى يجب أن يعرفها الزوج عن بيته ،لأن بعض الزوجات للأسف يقمن بالكذب فى أمور لا تستحق الكذب بحجة أن التصريح بهذه هذه الأمور أو الأشياء قد تجلب الخلاف بينها وبين زوجها مثل الخروج بغير إذن زوجها أو الجلوس مع جارتها وترك بيتها مهملا دون عناية ،فيحدث أن تكذب الزوجة على زوجها وتدعى أن ذلك كذب أبيض لا يضر بيتها؟
لكن هذا خطر لأن الكذب فى الأمور التافهة يترتب عليه الكذب فى الأمور الكبيرة .. ويحدث أن يكتشف الزوج كذب زوجته فيحدث ما لا يحمد عقباه وتضطرب الحياة بينهما وقد يضطر أن يشتكى لأهلها وينعتها بصفة الكذب أمام ذويها ...فاحذرى أيتها الزوجة من آفة الكذب فهى من أخطر الأمراض التى تقوض بيت الزوجية
المصدر : اللواء الإسلامي العدد1216
ـــــــــــــــــــ
عشر مفاجآت في كل حالة زواج
نعم إن في الزواج مفاجآت لمن لم يستعد له أو لمن لا يعرف حقيقة الزواج ومستقبله، فكل واحد منا كان همه في البداية أن يتزوج ويستقر، فلما تحقق هدفه بدأ يكتشف أموراً كثيرة تشككه في نجاح زواجه واستمراره، فلهذا أردت أن أكتب (10) مفاجآت لكل متزوج لابد أن يعرفها حتى يزداد سعادة واستقراراً.
المفاجأة الأولى:(31/401)
يشعر المتزوج أحياناً (بالوحدة) على الرغم من وجود الطرف الآخر والأولاد في حياته، وهذا أمر طبيعي في كل حالات الزواج، فلا يظن من يشعر بذلك أن زواجه غير سعيد أو أن حياته الاجتماعية خاطئة، بل الشعور بالوحدة أحياناً أمرٌ طبيعي.
المفاجأة الثانية :
يشعر المتزوج أحياناً بالفتور وعدم الشعور (بالحب الناري) تجاه الطرف الآخر، وهذا كذلك أمرٌ طبيعي في كل حالات الزواج، دوام المحبة بدرجاتها العالية أمرٌ مستحيل وللنفس إقبال وإدبار، والعلاقة العاطفية تمر بحالة مدّ وجزر.
المفاجأة الثالثة :
التغيّر الذي يطرأ على أحد الزوجين في الاهتمامات أو الشكل أو الهوايات أو القراءة، هذا أمر طبيعي في كل إنسان، وهذا دليل تقدّم الإنسان بالعمر ونضجه في الحياة، فلا ينكر أحد الزوجين على الآخر هذا التغيير، وإنما هو أمر طبيعي.
المفاجأة الرابعة :
ليس بالضرورة الاتفاق على كل شيء في الحياة العائلية بين الزوجين، فبعض الأزواج يؤذيه كثرة الخلاف في الآراء بين الزوجين، وهذا أمر طبيعي وموجود في كل حالات الزواج، لأن ذلك من طبيعة البشر، ولكن السعادة في أن نتعلم كيفية التعامل مع الخلاف.
المفاجأة الخامسة :
يصطدم الزوجان عندما يكتشفان أن ليس لكل مشكلة حل، وهذه مفاجأة كبيرة بالنسبة لهما، لأنهما كانا يتوقعان أن لديهما القدرة على علاج كل المشاكل ونسيا أن الزمن في كثير من الأحيان هو جزء من العلاج.
المفاجأة السادسة:
تمر حالات على الزوجين لا يكن بينهما اتصال جنسي لأكثر من اسبوعين ويتوتر كل واحد منهما لهذا الأمر، بل ويفكر في قرب انتهاء العلاقة الزوجية، ولا يعلمان أن هذا أمر طبيعي يحدث مع كل زوجين، فأحياناً يكون للنفس إقبال على حسب الظرف والاستعداد النفسي، وأحياناً يكون فيها إدبار.
المفاجأة السابعة :
يتوقع كل زوج أنه يستطيع أن يخفي الكثير عن الطرف الآخر، ولكن المفاجأة تكون بأن الحقائق والأسرار في الغالب يكشفها الطرف الآخر، وهذه تكون غالبا في جميع حالات الزواج .
المفاجأة الثامنة :
يعتقد الزوجان أن أيام الزواج ولياليه كلها سعادة ومتعة وفرح ويصطدمان عندما يكتشفان أن الأيام متقلبة بين الحلو والمر، وهذه مرحلة يمر بها جميع الأزواج.
المفاجأة التاسعة :
ان كل واحد من الزوجين يعتقد أنه يضحي للآخر أكثر من الآخر، وعندما يتحاوران يكتشفان أن كل واحد منهما يرى أنه أكثر تضحية، و هذه حالة يمر بها أغلب حالات الزواج، فلا بد من التضحية حتى يسعد الزوجان من بداية الزواج حتى نهايته، فليس للتضحية عمر محدد.(31/402)
المفاجأة العاشرة :
اتركها للقارئ فيكتب عن حياته الخاصة ما اكتشفه بأنه مفاجأة ، وفي الحقيقة هو أمر يمر به أكثر الأزواج ، ولكنى كتبت في هذا المقال من واقع مشاهداتي وتجاربي في التعامل مع الأزواج ، ولو عرف كل زوجين هذه المفاجآت لكانت حياتهما أكثر سعادة ومتعة.
الأستاذ / جاسم المطوع
ـــــــــــــــــــ
لحل الخلافات الزوجية.. تعلَّما لغة الحوار
إن الله جعل الزواج قائمًا على المودة والرحمة، فإذا تحولت المودة والرحمة إلى حالة بغض وبغضاء وقسوة، ولم نستطع السيطرة على هذا الواقع بتحويله إلى واقع أفضل، وغدا من الممكن أن تمتد العلاقة الزوجية على أساس أن تتحول إلى جوٍّ لا بُدَّ أن يُعصى الله فيه بحيث تعصي الزوجة ربها في علاقتها بزوجها، ويعصي الزوج ربه في علاقته بزوجته، عند ذلك يجب الطلاق.
الحوار أمر طبيعي بين كلِّ إنسان يعيش علاقةً مع إنسان آخر، لا سيما في العلاقة الزوجية التي لا تترك تأثيراتها السلبية والإيجابية على الزوجين فحسب، بل تمتد إلى الأولاد وإلى المجتمع من حولهما.
من الطبيعي أن يكون الحوار هو الأساس بين الزوجين، وهذا ما يعبر عنه القرآن الكريم بقوله: ?ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ? (فصلت: 34)، بمعنى أن الانسان يحاول أن يتخيَّل الوسائل الكفيلة بحل المشكلة بتوضيح الجوانب الغامضة فيها، إذا كان الغموض هو الذي يؤدي إلى سوء الفهم أو سوء التفاهم، أو بحل العقد الموجودة في داخلها إذا كانت هناك عقد قابلة للحل.
من الطبيعي أن الإسلام لا يشجِّع على الطلاق، كما لا يشجع على إنهاء أية علاقة حتى على مستوى علاقات الصداقة بين إنسان وآخر إلا بعد استنفاد كافة الوسائل الكفيلة بإيجاد الركائز التي تحفظ هذه العلاقة وتعطيها الانفتاح على كل القضايا الإنسانية التي تؤكد امتدادها في ما هو خير للإنسان؛ لذلك لا بد أن يتعلم الزوجان لغة الحوار قبل أن يدخلا الحياة الزوجية.
ينبغي لأهل الزوجة وأهل الزوج أن يربِّيا ابنتهما أو ابنهما على كيفية القيام بالواجبات الزوجية، ليس على مستوى الخدمات أو ما إلى ذلك فحسب، بل لا بد من أن يربِّياهما على كيفية إدارة الحياة الزوجية، من خلال التفاهم المشترك، ومن خلال الحوار، وبالدفع بالتي هي أحسن.. وما إلى ذلك.
ولا بد أن يربَّى الزوج على أساس أن يكون الإنسان زوجًا لإنسان آخر، وأنه بالزواج يفتقد حريته الفردية ويصبح إنسانًا يرتبط بانسان آخر في كل حياته، ومن الطبيعي أن يبحث عن الوسائل التي تحفظ هذا الارتباط تمامًا كما هو الارتباط بين أعضاء الجسد الواحد.
ومن الطبيعي ألا تخضع العلاقة الزوجية- كما كل العلاقات الإنسانية- لضوابط مادية؛ لأن الإنسان يستطيع أن يتلاعب بهذه الضوابط؛ ولذلك فنحن نلاحظ مثلاً أن كثيرًا من الأهل أو من الزوجات يحاولون أن يضبطوا استمرار العلاقة الزوجية(31/403)
بزيادة المهر؛ بحيث يقف الزوج- عندما يريد الطلاق- حائرًا أمام المهر الكبير الذي لا يستطيع أن يدفعه، فيمنعه ذلك من الطلاق، وفي مثل هذه الحالة نلاحظ أن الزوج يحاول- عندما لا يكون صاحب دين وأخلاق- أن يضطَّهِد زوجته إلى درجة تصبح فيها مستعدةً للتنازل عن هذا المهر وعن أكثر منه.
لذلك فنحن نعتقد أن الضوابط المادية لا يمكن أن تنتج علاقةً إنسانيةً، ولا يمكن أيضًا أن تؤدي إلى استمرار علاقة إنسانية، فالضوابط الأساسية هي الشخصية الإنسانية التي يملك الإنسان في داخلها الأخلاق والتدين ومراقبة الله- سبحانه وتعالى- بحيث يمنعه ذلك من أن يتصرف تصرفًا مسيئًا.
ـــــــــــــــــــ
المصدر: جلنار فهيم - إخوان أون لاي
ـــــــــــــــــــ
الطريق إلى السعادة الزوجية
لقد شرع الله عز وجل العلاقات الزوجية لتحقق النفع للزوجين؛ حيث تسكن نفوسهم، ويتفاعل الزوجان، فيعم الخير على المجتمع برمته، وصدق الله إذ يقول: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}( 21 ) {الروم: 21} .
إلا أن مسيرة الحياة الزوجية قد تتعرض لبعض المنغصات التي قد تعكر صفو العلاقة الزوجية؛ لذا يقع على الزوجة مسئولية دعم العلاقة، ومحاولة تجنب ما يعن لهما من متاعب، وعلى الزوجة يقع العبء الأكبر في الحفاظ على حياتها الزوجية من الانهيار، ورغم ما تعانيه المرأة العصرية اليوم من تعدد مسؤولياتها فإنها قادرة على إدارة أمور مملكتها الصغيرة بنجاح وحكمة، وعدم التسرع في إصدار حكمها على الأمور، والمرأة الواعية هي التي تقول لزوجها ما ينبغي أن يقال، ولا تناقشه فيما لا ينبغي عليها الخوض فيه؛ خصوصاً وأن كلا الشريكين يتحملان أعباء جسيمة في مجال العمل والمنزل والإشراف على تحصيل الأبناء.
مشاكل العمل قد تنقل إلى المنزل:
قد يواجه الزوج مشاكل ثقيلة في عمله أو مشادة مع رئيسه. وبالتالي فلن يتقبل من الزوجة أي أسئلة حرجة أو استفسارات ملحة، مثال ذلك: أن تتقدم المرأة للرجل بقائمة مشتريات بعد عودته من عمله، فإذا كان مرهقاً من مشاكل عمله فسوف يرفض هذه المطالب حتى ولو كانت محدودة، أما إذا كان الزوج لا يشكو من متاعب العمل، فقد يستجيب لطلبات زوجته بل قد يضيف إليها، ويغدق عليها.
وهنا يجب على الزوجة أن تتريث قبل التقدم بطلباتها أو أسئلتها، وألا تتقدم بهذه الطلبات أو الأسئلة إلا في توافر جو من الصفاء والسعادة لزوجها.
وقد أجريت بعض الدراسات بواسطة خبراء علم النفس لمعرفة أسباب الخلافات الزوجية، وبعد استعراض النتائج قدمت الدراسات بعض التوصيات التي ينبغي أن تأخذ بها الأزواج ومنها:
ينبغي ألا تكثر من الحديث عن متاعبها مهما كانت ظروف عملها داخل المنزل وخارجه؛ فالزوج أيضاً لديه نفس المشاكل أو قد تفوقها، ومن واجب الزوجة تخفيف(31/404)
حدة هذه المشاكل عند إثارتها باقتراح الحلول البديلة، فالزوجة الحكيمة هي التي تضفي جواً من الهدوء والسعادة على منزلها بحيث يكون هذا المنزل مكاناً للاسترخاء وتجديد النشاط بالنسبة لزوجها وأولادها.
وعندما يهاجم زوجك أحد أفراد أسرته فحذار من مشاطرته هذا الهجوم؛ لأن فترة العصبية، ومشاعر الغضب لن تلبث أن تزول، حينئذ فسوف يتراجع عن مهاجمة من أثار غضبه ببعض التصرفات ويعود للدفاع عنهم، حينئذ سوف يؤنبك لموقفك تجاههم، فالأجدر بك إذن ألا تشتركي معه في الهجوم على والدته أو أخواته بل بالعكس يمكنك أن تلتمسي لهم الأعذار بل يجب أن تلومي زوجك قائلة: "يجب أن تحترم والدتك وأخواتك" فسوف يحترم زوجك موقفك هذا فيما بعد، ويقدر مشاعرك الطيبة نحو أسرته.
لا ينبغي توبيخ الزوج:
تجنبي اتهام زوجك بالتقصير في مشاركتك في الأعمال المنزلية، وحاولي الابتعاد عن عبارة: "حاول تعمل حاجة" فالزوج المتعب من عمله صباحاً، ومن المعاونة في الأعمال المنزلية مساء سوف يتقبل المطالب بهدوء لكن بثورة قد تحدث بالتكرار.
لا تعرضي على زوجك الاشتراك معه في هواياته ما دمت لا تعشقين هذه الهوايات؛ لأن مشاركتك له في هواياته قد لا تناسبك وليكن مبدؤك مع زوجك: لا مجاملة على حساب راحتي، أو على حساب المصلحة العامة للمنزل.
لا تستثيري مشاعر زوجك:
لا تسألي زوجك السؤال التقليدي للمرأة "كيف يبدو مظهري" فأنت لا تستجدين الجمال بقدر ما تستجدين التقدير الصامت من زوجك، فضلاً عن ذلك فإن زوجك يراك كل يوم ويعجب دائماً دون أن يتكلم، فسؤالك هذا مضيعة لوقته ووقتك، ولا لزوم له؛ لأن الإجابة غالباً ما تكون مفتعلة (وأتوماتيكية)، وفضلاً عن ذلك فهذا السؤال لا يواكب العملية التي تتسم بها روح العصر.
لا تنتقدي تصرفات أحد الأزواج من معارف الأسرة؛ فهذا الانتقاد يؤدي عادة إلى مجادلات وخلافات فقد يدافع زوجك عن هذا الزوج وينتقد زوجته، وقد ينتقد بعض تصرفاتك المشابهة لتصرفات زوجته؛ لذلك فالتصرف الأمثل في حال معرفة وجود خلافات بين زوجين صديقين هو الوقوف موقف الحياد التام من الخلاف.
لا ترهقي ميزانية الأسرة بطلباتك، بل على العكس يجب أن تكوني العقل المدبر لطلبات البيت والأسرة.
لا تتهكمي على زوجك أثناء فترة راحته في المنزل، فمثلاً عندما يسترخي الزوج لبعض الوقت لا تصفي استرخاءه بالتراخي والكسل؛ فإن هذا التهكم يقيد من حريته في المنزل.
تجنبي إثارة مشاعر زوجك أمام الآخرين؛ فالزوجة الذكية هي التي تحترم زوجها في وجود الآخرين، فلا توجه له اللوم، أو تحدثه بطريقة غير لائقة.
إن الكلمات الحلوة لها تأثير السحر على الرجل فاحرصي على أن يكون حديثك معه بطريقة لبقة، وتجنبي في حديثك معه الموضوعات التي تضايقه وانتقي الموضوعات التي يحب الحديث فيها.(31/405)
ويجب على كل زوجة أن تعلم أن الحياة هي التعاون في كل شيء، وليس مطلوباً من الزوجة أن تعرف أعمال زوجها وتتدخل في هذه الأعمال، فمثلاً إذا كان الزوج طبيباً والزوجة مدرسة فليس مطلوباً منها دراسة الطب ولكن مجرد مشاعرها وعطفها يجعلانها كفيلة بتوجيه زوجها، والاستحواذ على رضاه، وتستطيع كل زوجة بكلماتها الرقيقة أن تناقش مشاكل زوجها، وتجد الحلول لها، وتدفعه بقوة نحو النجاح والتفوق، وفي نفس الوقت يجب على الزوجة تجنب الثرثرة في الموضوعات غير المجدية، وقديماً قال أحد الحكماء: "كثيراً ما ندمت على الكلام ولكن على السكوت ما ندمت قط".
وعلى الزوج أن يبادل الزوجة المشاعر الطيبة، والإخلاص، ويحاول أن يثني عليها بين الحين والآخر؛ لتخيم على البيت الألفة والمحبة والسكينة، ويستنشق الأولاد هذا الرحيق فيشبوا أصحاء أسوياء، وبذلك تكون الأسرة كما أراد لها الحق تبارك وتعالى بستاناً من المودة، وحديقة ثمارها التفاهم، فينعم في ظلها الأفراد بالهدوء والسكينة.
بعض عادات الأزواج تثيرغضب الزوجات:
حينما يلتقي الزوجان بعد إتمام عملية الزواج معاً كأسرة واحدة، يبدأ كل منهما في استكشاف عالم الآخر من عادات وتقاليد ومعتقدات، وماذا يحب وماذا يكره؛ ذلك لأن كل منهما كان يعتبر عالماً مجهولاً بالنسبة لرفيق حياته، وقد يكون لدى بعضهم بعض العادات والسلوكيات التي قد تثير غضب الآخر مما يتطلب شيئاً من الصبر والحكمة في مواجهة هذه العادات حتى لا تكون مثار كدر يعكر صفو حياتهما ويؤثر مستقبلاً في حياة أولادهما، ومن أسمى أهداف الزواج: تحقيق الأمن والاستقرار النفسي؛ عملاً بقول الحق تبارك وتعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 21 {الروم: 21} غير أننا نجد نساءً كثيرات يعانين من بعض عادات أزواجهن، وتصرفاتهم التي ترتبط بالعادات التي نشأوا عليها، والتي يصعب تغييرها بعد ذلك، فنسمع سيدات يتحدثن عن أزواجهن بكل فخر وإعزاز، ومع ذلك يشتكين من بعض السلوكيات التي تثير غضبهن وغيظهن، وتخلق توتراً يعكر صفو وهدوء العلاقة الأسرية، فمثلاً هناك الزوج الذي يترك جواربه ملقاة على الأرض، أو يلقي بفوطته المبللة على فرش السرير، أو ينسى أن يبلغ زوجته بالمكالمات التليفونية التي وردت إليها وهي غائبة، أو الذي يخرج من أي غرفة ويترك النور مضاء، أو الذي يفتح أي درج أو دولاب ويتركه مفتوحاً، أو الذي يهمل في إصلاح شيء بسيط في السباكة يجيده تماماً، ويرفض في نفس الوقت إحضار السباك لإصلاحه بحجة أنه سيفعل ذلك ولكنه بالطبع لا يفعل.
وهناك الزوج أيضاً الذي يدخل في الليل متأخراً، ويوقظ زوجته ليسألها عن شيء معين أين وضعته.
هذه كلها أمثلة وإن كانت يسيرة ولا تعيب الزوج كرجل وزوج وأب، إلا أنها تخلق نوعاً من التوتر بين الزوجين؛ لأنها تتكرر بصفة يومية، فلا الزوجة تستطيع أن تتغاضى عنها، ولا الزوج قادر على تغييرها، فما هو السبيل في مواجهة هذه الأمور؟!(31/406)
يقول خبراء علم النفس والتربية: إن هذه العادات المزعجة للزوجة تكون عادة نتيجة النشأة الاجتماعية في بيت الأسرة التي كثيراً ما تفرق بين معاملة الأبناء والبنات وهم أطفال صغار، فينشأ الولد وقد اعتاد على أن هناك بعض المسموحات والتجاوزات له، فلا يرتب سريره، ولا يرفع جواربه من على الأرض، ولا يبالي كثيراً بغلق الأبواب أو الأدراج التي يفتحها؛ لأن هناك دائماً والدته التي تنوب عنه في القيام بهذه الأشياء، أما الفتاة فتنشأ عادة على فكرة خدمة أفراد الأسرة حتى يرسخ فيها هذا الإحساس بالواجب، ويصبح جزءاً منها لا يتجزأ.
ويكبر الفتى بعد ذلك ليصبح رجلاً مسئولاً حنوناً ومثالياً في أشياء كثيرة ولكنه لا يشعر بأي باعث داخلي يدفعه إلى مراعاة حقوق ومشاعر الآخرين؛ لهذا فلا يمكن أن نلومه كثيراً إذا أدركنا أنه لا يشعر بأهمية هذه الأشياء البسيطة التي تثير غيظ وغضب زوجته؛ لأنه بالفعل لا يرى أنها ذات أهمية، ويعتقد أن زوجته تعمل (من الحبة قبة) كما يقولون.
اختلاف الاتجاهات بين الزوجين:
يرى علماء النفس أن المشاكل تظهر بين الزوجين عندما يتوقع أحدهما أن يكون للطرف الآخر نفس الإحساس تجاه أهمية الأشياء.
فكثيراً ما تفاجأ الزوجة بزوجها يسارع بالقيام بأشياء لا تشعر هي بأهميتها، في حين يماطل كثيراً في تلبية الأشياء المهمة في نظرها، فأهمية الأشياء هنا لا تقاس بمعيار واحد لدى كل الطرفين؛ لذلك اتفقت معظم آراء المتخصصين على أنه ليس هناك حل سحري لعلاج هذه المشكلة.
فالرجل سوف يستمر في أداء ما تعود عليه طوال حياته؛ لأنه لا يستطيع أن يفهم لماذا تثير هذه الأشياء أصلاً غيظ وغضب زوجته في حين أنها كانت لا تثير غضب والدته؟ ولكن ليس معنى ذلك أن تتقبل الزوجة هذه الأشياء في صمت وتحاول أن تكتم غيظها، فهناك دراسة للتعامل مع هذه المواقف تتطلب بعض الصبر وتمالك الأعصاب.
فأول خطوة ينصح بها المتخصصون هي تخفيف حدة الانتقادات التي توجهها الزوجة إلى زوجها؛ لأن الانفعال لا يفيد، ولكن يمكنها مثلاً أن تنتهز فرصة العيد وتقدم له هدية جميلة مرفقاً بها كارت تدون فيه كل الصفات الرائعة التي تجدها فيه، وتضيف في النهاية ملحوظة صغيرة تفيد بأنه لو استطاع تغيير بعض العادات التي تذكرها له فإنه سيكون الزوج المثالي في نظرها، ويمكن للزوجة أيضاً أن تتفق مع زوجها على أن تحاول هي أيضاً في المقابل تغيير بعض العادات التي تضايقه خاصة بعد أن أكدت الدراسات والأبحاث أن معظم الأزواج الذين تم التحدث معهم يشكون أيضاً من عادات كثيرة في زوجاتهم كان أهمها:
ترك الأحواض مملوءة بالأطباق وأدوات المائدة المتسخة حتى آخر النهار، فإذا احتاج الزوج إلى طبق أو كوب لا يجد شيئاً نظيفاً.
ينبغي مراعاة الذوق العام:
هناك أيضاً الزوجة التي تقول لزوجها: إنها مستعدة للخروج، فيهم هو بالوقوف عند الباب، ويضطر للانتظار حوالي 10 دقائق أخرى حتى تكون بالفعل مستعدة.(31/407)
وهناك الزوجة التي تنتابها حالة عصبية في السيارة فلا تترك زوجها يقود في هدوء، وتظل طوال الطريق تلقي عليه بالتوجيهات والتنبيهات، أو الزوجة التي تظل بالساعات تتحدث في التليفون ولا تراعي ميعاد تناول الطعام أو انتظار زوجها لمكالمة عمل، فهي كلها أشياء يسيرة ولكنها تضايق الزوج؛ لذلك يمكن للزوجين أن يتفقا على أن يحاول كل منهما التغيير من عاداته حتى يتحقق الهدوء والراحة في منزلهما، ويخيم عليه الاستقرار، ويسود مناخ الألفة والمحبة، ويشعر الزوجان أن كلاً منهما مكمل للآخر، وينعم الأولاد وسط مناخ التفاهم الذي يعم خيره كل أفراد الأسرة.
كما ينصح خبراء الاجتماع كل زوجة أثبتت لها الأيام أن عادات زوجها التي تضايقها لن تتغير بأن تحاول هي تغيير ردود فعلها تجاهها، لأنها في النهاية أشياء يسيرة بالفعل، خاصة إذا كان الزوج فيه معظم الصفات التي تتمناها الزوجة.
بالصبر تبلغ ما تريد:
يؤكد المتخصصون أن عملية تغيير العادات المترسخة في النفس مثل أي عملية تجديد تحتاج إلى الصبر والهدوء؛ لأن الانفعال والغضب لا يفيدان، ولهما آثارهما السيئة.
ولتحاول كل زوجة أن تتغاضى عن هذه الأشياء، ولا تركز في نظرتها إلى زوجها إلا على صفاته الجميلة، وتقنع نفسها بأنها حاولت وفشلت فلتقبله إذاً بعيوبه وصفاته كما يتقبلها هو بعيوبها وصفاتها، فليس هناك إنسان كامل على وجه الأرض، كما أن هناك نظرية تقول: إن ما يصيبنا بالأمراض ليست الأشياء في حد ذاتها ولكن نظرتنا المشوهة لهذه الأشياء.
وبذلك ينبغي أن نعدل من نظرتنا وتقييمنا الخاطئ لبعض الأمور، وأن السعادة بعد توفيق الله تكون في الغالب من صنع أيدينا، ونظرتنا المتفائلة للحياة.
متعنا الله تعالى، بحياة آمنة ومستقرة، ومنحنا الأمن والسكينة، وكفانا شر الغضب الذي نهى عنه الإسلام السمح.
المراجع:
1- القرآن الكريم.
2- رياض الصالحين.
3- محمد محمد عيسوي الفيومي: فاعلية العلاج المتمركز حول العميل في تحسين بعض حالات الاضطرابات السيوكوسوماتية - رسالة دكتوراه - تربية بنها 1995 .
4- عبدالعزيز القوصي: أسس الصحة النفسية - النهضة العربية القاهرة 1982 .
*أمينة مكتبة كلية التجارة بطنطا
ـــــــــــــــــــ
المصدر: آمال بنت عبدالرحمن محمد
ـــــــــــــــــــ
كيف تسرقين قلب زوجك
كانت صديقتي علي سفر .. اتخذت كل احتياطات تأمين شقتها، مزاليج تستعصي علي الفتح، نوافذ حديدية، وسافرت للمصيف مع أسرتها مطمئنة، وعندما عادت(31/408)
فوجئت بسرقة كل ما خف حمله وغلا ثمنه من بيتها، انهارت، ومن وسط دموعها لم أستطع التقاط سوي عبارة واحدة كانت ترددها طوال نحيبها: كيف دخلوا شقتي؟ كيف فتحوها رغم كل ما اتخذناه من حيطة وحذر؟ أي مفاتيح استخدمها هؤلاء الشياطين..؟
واسيتها .. ودعوتها للاسترجاع، وقلت لها صادقة إن عودتها وأسرتها بسلامة الله من سفر بعيد نعمة جزيلة لايضاهيها شيء، وتركتها داعية لها بالخلف والعوض.
في طريقي رددت ذات السؤال المحير الذي رددته: كيف فتحوا المزاليج القاسية .. وألانوا النوافذ الحديدية؟، ووجدتني أتخيل بيت صديقتي الموصد المحصن كقلعة حربية، قلب رجل تجتهد شريكته أن تفتحه ، وتسكنه ملكة متوجة، وسألت نفسي ، هل يمكن أن يكون اللصوص أمهر وأذكي من زوجة محبة متفانية معطاءة حانية؟ وهل تلك الشريكة التي تفني نفسها ليل نهار من أجل زوجها وأبنائها يمكن ألا تمتلك بجوار صبرها وتحملها واحتسابها مفاتح قلب زوجها؟
وهل يمكن أن تذوب الزوجة كشمعة وهي تعطي ، وتعطي ، ومع ذلك يوصد دونها قلب رجلها لمجرد أنها تقبض علي مفاتيحه، أو كانت طوع يمينها وأضاعتها هي غفلة أو استهتارًا؟
كثيرات من نسائنا يعيش معهن أزواجهن بحكم الإلف والعشرة لا بدافع الحب، وعدم القدرة علي الاستغناء، اعتادوا عليهن ، وقد لا يصعب عليهن حين تقع الفأس في الرأس أن يعتادوا علي غيابهن، فالقلوب مغلقة، والمشاعر محايدة، والنبض لا يهتف باسم شريكة الحياة، والشوق لا يحفز رب البيت لكي يهرول إلي عشه بعد يوم عمل طويل لينعم بصحبة شريكة كفاحه.
قد أظن ، ويظن معي كثيرون وكثيرات أن ولوج قلب الزوج أو الزوجة مغامرة شاقة ومهمة عسيرة، ولكن عن خبرة شخصية وسماعية ، بوسعي أن أؤكد لكن أن الأمر أيسر مما تتخيلن وتحكمه معادلة حب + صبر + دأب سعادة في الدنيا إن لم تكن فأجر في الآخرة.
وكلما كان النظر بعيدًا كانت الجهود أهون والمحاولة أنجح، وأثمر التحبب حبا، والتودد ودا، وتدفقت الكلمة الحلوة أنهارا من عسل السعادة والاستقرار والوفاق.
لذلك أدعو كل زوجة محبة لأن تجرب تلك المفاتيح، ولن تندم.
حين ينفعل زوجك ويغضب ويحتد، عليك بمفتاح الصمت والابتسامة الودود، ثم الربتة الحانية حين يهدأ، والسؤال المنزعج بلسان يقطر شهدا : مالك يا حبيبي ؟.
حين يقصر في العبادة ، وتشعرين بفتوره عليك بمفتاح التذكرة غير المباشرة بجمل من قبيل : سلمت لي فلولا نصحك ما حافظت علي قيام الليل، سأنتظرك حتي تعود من المسجد لنصلي النوافل، هل تذكر جلسات القرآن في أيام زواجنا الأولي، كانت أوقاتا رائعة، وكل وقت معك رائع ، جزاك الله خيرا، فمسارعتك إلي الصلاة بمجرد سماع النداء تشعرني بالمسئولية والغيرة، جمعنا الله في الجنة ورزقنا الإخلاص والمداومة علي الطاعة.
وإن لمست منه نشوزا، فلن تجدي أروع من مفتاح الإصلاح الذي ينصحك به الله سبحانه وتعالي، توددي، واقتربي، وراجعي تصرفاتك، تزيني ، ورققي الصوت(31/409)
الذي اخشوشن من طول الانفعال علي الصغار، وصففي الشعر الجميل الذي طال اعتقاله في شكل واحد ، وتحت منديل رأس لا تخعلينه إلا عند النوم.
حين تحدث له مشكلة في عمله جربي مفتاح بث الثقة، واسيه وشجعيه، قولي له بصدق: والله لو لفوا العالم ما وجدوا في كفاءتك وإخلاصك، هون علي نفسك مادمت ترضي الله، الفرج قريب، وبالدعاء تزول كل الكرب.
- أما وأنتما مع أولادكما فلا تنسي مفتاح زرع الهيبة أشعريه بأنه محور حياتكم، إن عاد بشيء مهما كان قليلا فأجزلي له الشكر، وقولي لأولادك بفرحة حقيقية: انظروا ماذا أحضر لنا بابا، أبقاه الله وحفظه.
إياك أن تسمحي لأحد الأولاد يخاطبه بأنت دون أن تنظري إليه بعتاب، وتحذريه من أن يكررها ويخاطب أباه بغير أدب ، علي مائدة الطعام احرصي علي ألا يضع أحد في فمه لقمة قبل أن يجلس هو ويبدأ الأكل، وحين يخلد للراحة والنوم، حولي بيتك إلي واحة من الهدوء، والزمي وصغارك غرفة واحدة دون أصوات عالية، أو تحركات مزعجة.
- أمام أهله وأهلك ، اصطحبي مفتاح الاحترام، وأنتما وحدكما استخدمي مفتاح الأنوثة والجاذبية، وهو يتحدث افتحي مغاليق نفسه بمفتاح الإنصات، والاهتمام، وإظهار الإعجاب بما يقول وتأييده فيه .
وفي أوقات الخلاف استعيني بمفاتيح التفاخر والتماس الأعذار، وحسن الظن، والرغبة في التصافي والصلح.
- إن كنت تحبين زوجك، وتريدين أن تمضي عمرك معه، فستجدين - بعون الله - لكل موقف مفاتيحه، ولكل باب مغلق عصي ما يجعله طوع يمينك، ومهما كان زوجك عمليا غير رومانسي فإن قلبه الذي أمن علي اختيار دينه وعقله لك لن يكون أكثر تحصينا من بيت صديقتي الذي فتحه اللصوص ، وأنت لست لصة، بل صاحبة حق، وليس من الحكمة أن يسرق قلب زوجك سواك .
المصدر: نور الهدى سعد
ـــــــــــــــــــ
فقر المشاعر في الحياة الزوجيّة
من البيوت ما يخيّم عليها الصّمت المطبق، ويسودها السكون الموحش؛ فلا تأنس الزوجة فيها بحديث زوجها، ولا هو يأنس بحديثها، ولا يسمع أحدهما من الآخر كلمة حبّ أوعطف أو حنان.
ومن الأزواج من يكثر لوم زوجته، وانتقادها في كل صغيرة وكبيرة ؛ فتراه ينتقد الطعام الذي تعدّه الزوجة، ويعاقبها إذا بكى أولاده الصغار، أو كثر عبثهم، وتراه يبالغ في تأنيبها إذا نسيت أو قصّرت في أي شأن من شؤونه.
وأقبح ما في ذلك أن يعنّفها فيما لا قدرة لها عليه، كأن يلومها إذا كانت لا تُنجب، أو لا تُنجب إلا بنين وحسب، أو بنات وحسب. ويلومها إذا أنجبت ولداً مصاباً ببعض العيوب الخلقية؛ فيجمع بذلك بين ألمها في نفسها وبين إساءته البالغة بقوارصه التي تقضّ مضجعها، وتؤرق جفنها.(31/410)
وما هذا بمسلك العقلاء؛ ذلك أن كثرة اللوم لا تصدر من ذي خلق كريم، أو طبع سليم، ثم إن ذلك يورث النفرة، ويوجب الرهبة.
َدَعِ العتابَ فربَّ شرْ *** ر هاج أوّله العتاب
فالزوج العاقل الكريم لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة، ولا يؤاخذها بأول زلة.
بل يلتمس لها المعاذير، ويحملها على أحسن المحامل.
وإن كان هناك ما يستوجب العتاب عاتبها عتاباً ليّناً رقيقاً تدرك به خطأها دون أن يهدر كرامتها، أو ينسى جميلها.
ثم ما أحسن أن يتغاضى المرء ويتغافل؛ فذلك من دلائل سموّ النفس وشفافيّتها وأريحيّتها، كما أنه مما يُعلي المنزلة، ويريح من الغضب وآثاره المدمّرة.
وإن أتت المرأة ما يوجب العتاب فلا يحسن بالزوج أن يكرّر العتاب، وينكأ الجراح مرة بعد مرة؛ لأن ذلك يفضي إلى البغضة، وقد لا يبقي للمودة عيناً ولا أثراً.
ومما يعين الزوج على سلوك طريق الاعتدال في عتاب الزوجة أن يوطّن نفسه على أنه لن يجد من زوجته كل ما يريد، كما أنها لن تجد فيه كل ما تريد؛ فلا يحسن به - والحالة هذه - أن يُعاتِب في كل الأمور، وأن يتعقّب كل صغيرة وكبيرة؛ فأيّ الرجال المهذب؟ ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها؟
ثم إن الإنسان لا يستطيع أن يتخلص من كثير من عيوبه؛ فعلامَ نُحمِّل الآخرين فوق ما يطيقون، ونحن عن تلافي كثير من عيوبنا عاجزون؟
ولا يعني ما مضى أن يتساهل الزوج في تقصير الزوجة في الأمور المهمة من نحو القيام بالواجبات الدينية، أو رعاية الآداب المرعية، أو التزام ما تقضي به الصيانة والعفة؛ فهذه أمور يجب أن تُوضع على رأس الأشياء التي لا يُقبل التنازل عنها بحال.
قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: "استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خُلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه"(1).
فالحديث الشريف يعلّم الرجل كيف يسلك في سياسة الزوجة طريق الرفق والأناة؛ فلا يشتدّ ويبالغ في ردّها عن بعض آرائها التي بها عِوَج؛ فإن ذلك قد يفضي إلى الفراق.
كما أنه لا يتركها وشأنها، فإن الإغضاء عن العوج مدعاة لاستمراره أو تزايده.
والعوج المستمر أو المتزايد قد يكون شؤماً على المعاشرة، فتصير إلى عاقبة مكروهة.
وبعد ذلك فقد يقع من الزوج شدة في العتاب، أو إسراف في اللوم؛ فيحسن به إذا وقع منه ذلك أن يبادر إلى الاعتذار، أو الهديّة، وإظهار الأسف، والاعتراف بالخطأ دون أن تأخذه العزة بالإثم؛ فما هو إلا بشر، وما كان لبشر أن يدّعي أنه لم يقلْ إلا صواباً.
فإذا أخذ الزوج بهذه الطريقة قلَّ عتابه، وأراح نفسه، وسما بخُلُقِه، وحافظ على مَشاعِر مُعاشِره.
قال ابن حبان -رحمه الله-: "من لم يعاشرِ الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه، وترك التوقّع لما يأتون من المحبوب كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه، وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة والبغضاء أقرب منه أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء".(31/411)
وكما أن من الأزواج من يكثر انتقاد الزوجة ولومها إذا هي أخطأت أي خطأ - فكذلك تجد من هؤلاء من لا يشكر زوجته إذا هي أحسنت، ولا يشجّعها إذا قامت بالعمل كما ينبغي؛ فقد تقوم الزوجة بإعداد الطعام الذي يَلَذُّ للزوج، وقد ترفع رأسه إذا قدم عليه ضيوف، وقد تقوم على رعاية الأولاد خير قيام، وقد تظهر أمامه بأبهى حلّة، وأجمل منظر، وقد، وقد، وقد...
ومع ذلك لا تكاد تظفر منه بكلمة شكر، أو ابتسامة رضًا، أو نظرة عطف وحنان، فضلاً عن الهدية والإكرام.
ولا ريب أن ذلك ضرب من ضروب الكزازة والغلظة، ونوع من أنواع اللؤم والبخل.
وقد يلتمس الزوج لنفسه العذر بأنه يخشى من تعالي الزوجة وغرورها إذا هو شكرها أو أثنى عليها.
وهذا الكلام ليس صحيحاً على إطلاقه؛ فيا أيها الزوج المفضال، لا تبخل بما فيه سعادتك وسعادة زوجتك، ولا تهمل اللفتات اليسيرة من هذا القبيل؛ فإن لها شأناً جللاً، وتأثيراً بالغاً.
فماذا يضيرك إذا أثنيت على زوجتك بتجمّلها، وحسن تدبيرها؟ وماذا ستخسر إذا شكرتها على وجبة أعَدَّتها للضيوف؟ أو ذكرت لها امتنانك لرعايتها وخدمتها لبيتك وأولادك - وإن كان ذلك من اختصاصها، وإن كانت لا تقدمه إلا على سبيل الواجب -؟
لكن ذلك من قبيل الكلمة الطيبة التي تؤكد أسباب المودة والرحمة.
إن الزوجة إذا وجدت ذلك من زوجها ستسعد، وتشعر بالنشاط، والاندفاع والإخلاص لخدمته، والمسارعة إلى مراضيه؛ لما تلقاه منه من حنان وعطف وتقدير.
وإذا أصبح قلبها مترعاً بهذه المعاني عاشت معه آمنة مطمئنة، وعاد ذلك على الزوج بالأنس والمسرّات.
وكما أن كثرة اللوم وقلة الشكر يصدر من بعض الأزواج فكذلك يصدر من بعض
الزوجات؛ فمن الزوجات من هي كثيرة التسخّط، قليلة الحمد والشكر، فاقدة لخلق القناعة، غير راضية بما آتاها الله من خير.
فإذا سُئلت عن حالها مع زوجها أبدت السّخط، وأظهرت الأسى واللوعة، وبدأت بعقد المقارنات بين حالها وحال غيرها من الزوجات اللائي يحسن إليهن أزواجهن.
وإذا قدم لها زوجها مالاً سارعت إلى إظهار السخط، وندب الحظ؛ لأنها تراه قليلاً مقارنة بما يقدم لنظيراتها.
وإذا جاءها بهدية احتقرت الهدية، وقابلتها بالكآبة، فَتُدْخِل على نفسها وعلى زوجها الهمّ والغمّ بدل الفرح والسرور؛ بحجة أن فلانة من الناس يأتيها زوجها بهدايا أنفس مما جاء به زوجها.
وإذا أتى بمتاع أو أثاث يتمنى كثير من الناس أن يكون لهم مثله قابلته بفظاظة وشراسة منكرة، وبدأت تُظْهِر ما فيه من العيوب.(31/412)
وبعضهن يحسن إليها الزوج غاية الإحسان، فإذا حصلت منه زلّة، أو هفوة، أو غضبت عليه غضبة نسيت كلّ ما قدّم لها من إحسان، وتنكّرت لما سلف له من جميل.
وهكذا تعيش في نكد وضيق، ولو رزقت حظَّاً من القناعة لأشرقت عليها شموس السعادة.
ومثل هذه المرأة توشك أن تُسلب منها النعم، فتقرع بعد ذلك سنّ النّدم، وتعض أنامل التفريط، وتقلِّب كَفَّيْها على ما ذهب من نعمها.
إن السعادة الحقة إنما هي بالرضا والقناعة، وإن كثرة الأموال والتمتع بالأمور المحسوسة الظاهرة - لا يدل على السعادة؛ فماذا ينفع الزوجة أن تتلقى من زوجها الحليّ والنفائس والأموال الطائلة إذا هي لم تجد المحبة، والحنان، والرحمة، والمعاملة الحسنة؟
وماذا ستجني من جراء تسخّطها إلا إسخاط ربها، وخراب بيتها، وتكدير عيشة زوجها؟
فواجب على المرأة العاقلة أن تتجنب التسخّط، وجدير بها أن تكون كثيرة الشكر؛ فإذا سُئلت عن بيتها وزوجها وحالها أثنت على ربها، وتذكرت نعمه، ورضيت قسمته؛ فالقناعة كنز الغنى، والشكر قيد النعم الموجودة، وصيد النعم المفقودة؛ فإذا لزم الإنسان الشكر درّت نعمه وقَرَّت؛ فمتى لم ترَ حالك في مزيد فاستقبل الشكر.
كيف وقد قال ربنا - عز وجل -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
بل يحسن بالزوجة أن تشكر ربها إذا نزل بها ما تكرهه؛ شكراً لله على ما قدّره، وكظماً للغيظ، وستراً للشكوى، ورعاية للأدب.
ثم إن الشكوى للناس لا تجدي نفعاً، ولا تطفئ لوعة - في الغالب -.
ولهذا رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته وضرورته فقال:
"يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك".
وإذا عرتك بليّة فاصبر لها *** صبر الكريم فإنه بك أعلم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما *** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
وإن كان هناك من حاجة لبثّ الشكوى لمن يعنيهم الأمر؛ طلباً للنصيحة، أو نحو ذلك - فلا بأس، وإلا فلماذا نثير انتباه الذين لا يعنيهم أمرنا، ولا ننتظر منهم أي فائدة لنا، فنفضح أنفسنا، ونهتك أستارنا، ونُبين عن ضعفنا وخورنا في سبيل الحصول على شفقة أو عطف ليس له من نتيجة سوى ازدياد الحسرة وتفاقم المصيبة.
ثم إن من حق الزوج على زوجته أن تعترف له بنعمته، وأن تشكر له ما يأتي به من طعام، ولباس، وهدية ونحو ذلك مما هو في حدود قدرته، وأن تدعو له بالعوض والإخلاف، وأن تظهر الفرح بما يأتي به؛ فإن ذلك يفرحه، ويبعثه إلى المزيد من الإحسان.
كما يحسن بالزوجة أن تستحضر أن الزوج سببُ الولدِ، والولدُ من أجل النعم، ولو لم يكن من فضل الزوج إلا هذه النعمة لكفاه؛ "فمهما تكن الزوجة شقيّة بزوجها فإن زوجها قد أولدها سعادتها، وهذه وحدها مزيّة ونعمة".(31/413)
أما كفر النعمة، وجحود الفضل، ونسيان أفضال الزوج - فليس من صفات الزوجة العاقلة المؤمنة؛ فهي بعيدة عمّا لا يرضي الله - عز وجل - فجحودُ فضل الزوج سماه الشارع كفراً، ورتب عليه الوعيد الشديد، وجعله سبباً لدخول النار.
قال - عليه الصلاة والسلام -: "رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء".
قالوا: لم يا رسول الله؟
قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط"(2).
وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ": "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه"(3).
وعن أسماء بنة يزيد الأنصارية قالت: "مرَّ بيَ النبي"وأنا وجوارٍ أتراب لي فسلّم علينا، وقال: "إياكنَّ وكفرَ المُنْعمِين"، وكنتُ من أجرئهن على مسألته، فقلت: يا رسول الله، وما كفرُ المنعمين؟
قال: "لعل إحداكنَّ تطول أيْمَتُها من أبويها، ثم يرزقها الله زوجاً، ويرزقها ولداً، فتغضب الغضبة، فتكفر، فتقول: ما رأيت منك خيراً قط"(4).
ومن الخلل الذي تقع فيه بعض الزوجات في هذا الباب قلة المراعاة لأحوال الزوج ومشاعره؛ فقد تزعجه بالأخبار السيئة، وتكثر الطلبات منه إذا عاد إلى المنزل منهكاً مكدوداً قد بلغ به الإعياء مبلغه.
وقد تكثر من ترداده إلى السوق؛ ليأتي بما يحتاجه المنزل، فإذا رجع إلى المنزل ذكرت حاجة أخرى، فعاد إلى السوق مرة أخرى، وقد يرجع أكثر من ذلك، وقد يتكرّر هذا منها مرات متعدّدة.
وقد يكون الزوج حادّ المزاج، شديد التأثر لأقل الأشياء المخالفة لذوقه؛ فلا تراعي الزوجة فيه هذه الخصلة، فربما تضحك وهو في حالة غضب أو حزن، وقد يوجِّه لها الخطابَ، فَتُعْرِضَ وتشيح بوجهها عنه، وقد يتكلم بكلمة غضب فتجيبه بعشر كلمات.
وقد تتعمد إغضابه، وإثارته، فما هي إلا أن تتحرك العاصفة، وينفجر البركان، ويحصل ما لا تُحمد عقباه.
ومن قلة المراعاة لأحواله ومشاعره قلة المراعاة لوقت نومه، وأكله، وقراءته، ونحو ذلك.
ومن ذلك قلّة العناية بمخاطبته ومحادثته، فلا تناديه بأحب الأسماء إليه، ولا تخفّض صوتها إذا خاطبته، إلى غير ذلك مما ينافي أدب المخاطبة والمحادثة.
ومن ذلك أن تبدأ بتنظيف البيت، أو مكافحة الحشرات بالمبيدات إذا دخل الزوج المنزل، أو همّ بالنوم، أو الأكل، فتزعجه بالجلبة، وتزكم أنفه بالروائح التي لا تروقه.
فمثل هذه الأعمال تقصير في حقّ الزوج، ودليل على حمق المرأة، وخفّة عقلها، وقلّة ذوقها.
فالذي تقتضيه الحكمة أن تراعي الزوجة أحوال زوجها، ومشاعره، وأن تعمل ما في وسعها لإدخال السرور عليه، وإزالة الهمّ والغمّ عن قلبه، فتفرح لفرحه، وتحزن لحزنه؛ حتى يشعر بأنها تتعاون معه؛ إذ يسرها ما يسره، ويحزنها ما يحزنه.(31/414)
ولا ينبغي لها أن تظهر بمظهر السرور إذا كان محزوناً، كما ينبغي أن تكظم حزنها إذا رأته مسروراً؛ فإنّ ذلك أدعى لدوام الأُلفة، وأدلّ على كرم نفس الزوجة.
ومما ينبغي لها أن تجمع ما يحتاجه المنزل، وتخصّص وقتاً في الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك، فتكتب ما تحتاجه في ورقة؛ كي يأتي به مرة واحدة بدلاً من كثرة ترداده في حاجات يسيرة.
ولا يعني ذلك أن تكون هذه قاعدة مطّردة؛ فقد تقتضي الحال إرساله أكثر من مرة في اليوم، ولكن تحاول قدر المستطاع أن تختصر ذلك.
ومما ينبغي لها في هذا الصدد أن ترعاه في طعامه، فتصنع له ما يشتهيه، وتنوّع له الطعام كيلا يسأم، وتلاحظ الوقت الذي تقدّم له الطعام؛ فلا تؤخّره ولا تقدّمه إلا بإذنه.
كما يحسن بها أن تراعي أوقات نومه، فتحرص على تهدئة الأطفال؛ ليأخذ راحته الكافية؛ فإذا أخذ قسطه من الراحة انشرح صدره، وهدأت أعصابه، وإلا بقي قلقاً مستفَزاً.
ومما يدخل السرور عليه أن تحرص الزوجة على نظافة المنزل، وأن تُعنى بثياب الزوج؛ كي يظهر بالمظهر اللائق.
وإن كان طالب علم، أو صاحب قراءة وبحث فلتحرصْ على العناية بمكتبته، وكتبه ترتيباً، وتنظيماً، وتنظيفاً.
وإذا مرّت به أزمة، أو مشكلة فلتقفْ معه بالدعاء، والرأي، والتثبيت، ونحو ذلك.
وإذا أرادت مخاطبته خاطبته بأسلوب لبِق جذّاب، يشعر من خلاله باحترامها وتوقيرها له.
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "وعن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قالت ابنة سعيد بن المسيب: ما كنا نكلّم أزواجنا إلا كما تكلّمون أمراءكم.
وعنه - أيضاً - قال: قالت امرأة سعيد بن المسيب: ما كنا نكلّم أزواجنا إلا كما تكلّمون أمراءكم: أصلحك الله، عافاك الله".
وبالجملة فلتحرص على كل ما يسرّه، وأن تتجنب كل ما يسوؤه وينوؤه.
وإن حصل منها تقصير في حقه فلتبادر إلى الاعتذار، ولتتلطف في ذلك.
وإذا روعيت هذه المشاعر بين الزوجين, وحرص كل منهما على عشرة الآخر بالمعروف - حلّت الأفراح, وزالت أو قلّت المشكلات, وكان لذلك أبلغ الأثر في صلاح الأسرة, وقوة الأمَّة.
ـــــــــــــــــــ
المصادر:
[1] رواه البخاري (3331)، ومسلم (1468).
[2] رواه البخاري (29) ومسلم(907).
[3] رواه النسائي في الكبرى(9135-9136) والبيهقي 7/294، والحاكم 3/78، وقال: "صحيح الإسناد" وقال الهيثمي 2/309: "رواه البزار بإسنادين والطبراني، وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح" وصححه الألباني في الصحيحة (289).(31/415)
[4] رواه أحمد 6/457، والبخاري في الأدب المفرد(148) والترمذي(2697) وحسنه، والطبراني في الكبير 24/177، والحميدي في مسنده 1/179، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (800).
الإسلام اليوم - محمد بن إبراهيم الحمد
ـــــــــــــــــــ
5 أسرار تجعل زوجك يشاطرك ما يشغله
لا أعلم بماذا يفكر، لأنه لا يتكلم معي عما يجول بنفسه أبدا!
صوت شائع؟ الكثير من النساء تجد صعوبة في معرفة ما يشعر به زوجها أو ما يعتريه من مشاعر. عندما يحدث ذلك هي تشعر أنه لا يريد البوح، وهو يشعر أنها لا تفهمه........
لكن الكثير من النساء لا تعي أن الرجل يحتاج للوقت الملائم للتحدث، لذا ما هي الأسرار التي تجعل زوجك يشاطرك ما في نفسه؟ اقرئي التالي وكوني كلك آذانا صاغية.
السر الأول:
الرجل الحقيقي يخاف الرفض.. صحيح ذلك!
نعم إنها حقيقة. أغلب الرجال يشعرون أن المرأة تنتقدهم كثيرا ، لذا يخاف الرجل إذا كشف سره أو ما يجول في خاطره سوف تنتقده وتذله. عندما يكون في حالة البوح فهو يلتمس ويحتاج إلى الاعتراف والرجوع إليك. فإذا شعر بأنه سوف تحاسبينه أو ستتغير نظرتك له بعد الاعتراف، تأكدي أنه لن يتكلم وسيرفض البوح.
أن لا تحاكميه لا يعني أن توافقي على ما يقوله، هذا لا يعني أن ليس لديك اقتراحات أو أن تعرضي بعض النقاط عليه. البوح في نظره هو الشعور بقبوله على ما هو عليه، وليس ما تريدينه أن يكون، فكوني صبورة معه. إذا واجهت بوحه بسيل من الانتقادات مثل، هذا خطأ أو لا أوافق أو من أين جئت بهذه الفكرة المجنونة؟ أي رجل سيتكتم ولن يبوح أبدا، خوفا من أن يكون لا يرضيك.
امنحيه الفرصة ليشاطرك كلامه من غين نقد لاذع، و أشعريه بمدى أهمية ما يقول.
السر الثاني:
بوحي بأسرارك له..
يجب أن يكون هناك إفشاء أسرار متبادلة مابين الشريكين. كل واحد لديه مشاكل، الكثير من الرجال يعتقد أنه بإفشاء مكنونات صدره سوف تتركه زوجته، لذلك عليك إعطاؤه الثقة.
عندما يبدأ في سرد أسراره، استمعي جيدا لما يقوله، خذي خطوة للخلف واعرضي شيء ايجابي. عندما يبوح لك بأسرار شخصية، قولي له مثلا"حسنا، هذا ليس سيئا أنا قمت بالأسوأ" أو "أنا فعلا معجبة بما قمت به" ووضحي النقطة التي أعجبت به من السر. أشعريه أنك في صفه وانه ليس وحيدا في هذه التجربة.
الكثير من النساء يستمعن لأزواجهن ليكون ردهن كيف هو مخطئ. لذلك تأكدي من أن تكوني في صفه وليس ضده. فهذا ليس الوقت المناسب لتعليمه الصواب ولكنه الوقت المناسب لتكوني صديقته. عندما تتكون صداقة بين شخصين فإنهما يتبادلان(31/416)
الخبرات ويرتاحان لبعضهما، وبالتالي تتكون العلاقة ما بين الشخصين. وبذلك يشعران أنهما يسكنان على نفس الكوكب.
من المدهش أن الكثير من الرجال يشعرون بالرعب من الوحدة. ويعتقدون أنه من الجبن وعدم الرجولة بالاعتراف. لذلك كوني ايجابية معه حتى تكسبيه ويرتاح لك ولا يجد مشكلة أو حرج في إفشاء السر.
السر الثالث:
دعيه يرجع للماضي..
عندما يخاف الرجل من أن كلامه في الأخير سيشوه وسيسيء فهمه، فلن يبوح أبدا بكلامه.الطريقة الوحيدة للبوح أن تشعريه أنه مهما كان ماضيه ومهما قال فأنت راضية.
جميع العلاقات تكون متفاوتة، لا توجد علاقة جيدة دائما أو سيئة دائما.
المطلوب هنا منع أو تغيير حالة الخوف من البوح ومساعدته على التكلم، جربي: أن تأخذي على عاتقك مسؤولية الوضع الذي أنتم عليه، أنظري ماذا سيحدث. وهذا لا يعني أن تلومي نفسك.
ركزي على جميع الأشياء الحسنة التي فيه وليست السلبية. إذا احتجت المزيد من الوقت، اخرجي مفكرتك واكتبي قائمة بالأشياء التي ساعدت على الرقي بعلاقتكما معا ودوني كيف تغيرت علاقتكم، فالعلاقة الحقيقية تتطلب منك تقبل البقاء في الحاضر مهما كان الماضي مؤلما.
السر الرابع:
كوني مطمئنة وثابتة وقوية.... واستمعي..
هل من المستحيل الحصول على علاقة مخلصة. الكل يدعي الإخلاص ولكن الحقيقة أن القلة من الناس كذلك. الكثير من الرجال يشعرون أن المرأة تريد وتحتاج أن يكذب عليها لأنها لا تستطيع تقبل الحقيقة بإخلاص. في الواقع أن الكثير من النساء تستخدم عواطفها للتحكم بالرجل وبعلاقتها به.
هي تصر على الحصول على عدة إجابات من الرجل وتشعر بالإساءة إذا لم تحصل عليه، وبالتالي تتفاجأ إذا امتنع عن البوح والإفشاء.
لسوء الحظ أن الكثير من النساء لديها مخيلة كبيرة في شكل شعور الرجل وتفكيره، فهذه النوعية من المخيلة تجعل الحقيقة والواقع مؤلمين. فكلا الطرفين مذنبين في ما يحدث، الرجل والمرأة ولكن كونك مستمعة جيدة لما سيقول، فهذه هي البداية الحقيقية لعلاقة مدروسة جيدا. وبذلك يمنح الرجل إحساسا وشعورا قويا أن لديه شريك صلب وسيكون معه في المسرات والأحزان.
للتخلص من هذه المخيلة الغير واقعية، أسالي نفسك 3 أسئلة:
كم من الحقائق ستتحملين؟.
ما هي الكمية من الحقائق تريدينها؟.
هل تريدين من زوجك أن يكون من صنع خيالك أو ستدعينه يكون على حقيقته؟.
فأنت لن يكون بإمكانك تحمل كل الوقائع مرة واحدة ولكن بإمكانك بناء طرق للتحمل وعليك السير في هذا الاتجاه.(31/417)
يكفيك انعزالا... فجمعينا يعتقد أن الخيال يجعلنا يشعر بالسعادة لكن في الحقيقة كلما واجهنا الواقع والحقيقة كلما أصبحنا أقوى وأصلب.
فالمقدرة على قبول الإخلاص من الآخرين ينمو ويزيد عندما ندرك أن الحقائق لا تأتي من تصديق الآخرين ولكن عندما نكون صادقين مع أنفسنا أولا.
السر الخامس:
كوني صادقة مع نفسك.... كوني مطلعة..
إنه سؤال قديم.. كيف نكون صادقين مع غيرنا إذا لم نكن صادقين مع أنفسنا؟. الطريقة الأمثل لجعل الرجل يتكلم هو أن تكوني صريحة، كوني طبيعية واقعية وناضجة ومتكافئة ما بين القبول والدفء. فالإنسان لا يتحكم بحياته عندما يكون ما بداخله منقسم وغير متكافئ.
لذلك اعلمي أنه من الضروري قبول الخطوات الخمسة المذكورة في الأعلى، ليس فقط للرجل ولكن لأنفسنا أيضا. مثال على ذلك: هل توافقين على محاكمة نفسك؟. هل تنسين الظلم الذي أوقعتيه على غيرك في الماضي أو تجدين سببا مقنعا لأخطائك؟. عندما تعالجين نفسك بهذه الطريقة سيكون بإمكانك معالجة الأمر بنفس الطريقة مع شريكك.
إذا أردت خلق علاقة ذو فعالية مع شريكك، تذكري جيدا الطريقة التي عالجتي فيها نفسك والطريقة التي عالجتي فيها غيرك في الماضي. إذا كان أسلوبك مؤلم وجارح فإليك الفرصة لاتخاذ قرار لكي لا تجعلي حياتك يتخذ مسار الماضي، استديري! اتخذي قرارك بأن تكوني مقبولة ولطيفة مع نفسك وشريكك، فعندما تمنحين غيرك الاحترام الغير مشروط فأنت تقدمينها لنفسك مسبقا. وأنت بذلك تسلكين الطريق الأفضل والمقنع وسيكون المردود عليك رائعا. عالجي المشكلة مع شريكك بكل ود وتقدير واحترام، فبذلك ستزرعين إحساسا ذي قيمة وجدير بالإحرام وسيبادلك زوجك العواطف والتقدير ولن تشعري بالانكسار. إذا كوني صادقة مع نفسك، حتى يشعر زوجك بالطمأنينة والراحة بوجودك ويبث مشاعره ومشاكله لك.
نقلا عن : موقع ناصح
ـــــــــــــــــــ
الوقاية العائلية من الوسائل الإعلامية
لدى آباء اليوم الكثير من المهام التي تستحوذ على وقتهم، التنظيف، الطبخ، العمل، الغسيل، .... الخ
هناك دور آخر يستعطي الانتباه في كثير من المنازل، حماية العائلة ممن تأثير الإعلام السلبي،
ما الذي يحتاجه كل من الأم والأب للقيام بهذا الدور؟
- العزم على استغلال الوقت لفلترة ما يرد للمنزل عبر وسائل الإعلام المتعددة
- فهم وإدراك القيم والعادات التي يريدان غرسها في أبنائهما.
- الرغبة الملحة بحماية القلوب والعقول الصغيرة من الصور والأصوات التي تهدد هذه القيم.(31/418)
هذه المهمة قد تبدو مهلكة ومرهقة للوهلة الأولى إلا أننا حين نتفكر في النتائج التي سنصل إليها بإذن الله تعالى فإن هذه الصعوبات لا تلبث أن تزول خصوصاً إذا ما نظرنا للجانب المشرق من المسألة وهو الاستمتاع المتواصل مع الأسرة وتوطيد علاقتنا بأبناءنا.
فاتساع البهجة الذي تضفيه وسائل الإعلام يربك عمل العقل ويعوقه من أداء مهامه على الوجه الأفضل بل ربما قاده إلى التخبط والابحار نحوة عمق المحيط عوضاً عن الاتجاه للمرسى ...
أغلب أبنائنا إن لم يكونوا جميعهم يشاهدون التلفاز لوحدهم بعيداً عن مرافقة الآباء لهم، وقد يشاهدونها بغرفهم الخاصة، بل وصل الحد لمشاهدة البعض منهم للتلفاز في السيارة واضعاً سماعات الرأس ليستمر في خصوصيته حتى في تواجده مع أهله.
وفي بعض أجزاء بلادنا يذهب الأولاد والبنات إلى دور العرض مع رفاقهم، ونحن نكتفي بعلمنا أنهم هناك ولكن هل سألنا أنفسنا:
ماذا يشاهدون هناك يا ترى !!!!
بالنسبة لنا كأمة مسلمة نحمل أمانة في أعناقنا تجاه هذا الجيل، فإن عدم العلم بما يراه ويسمعه أبناءنا عبر وسائل الإعلام المتنوعة والمفتوحة أمر لا خيار فيه.
سياسة المنع والرفض لم تكن مجدية ويجب التخلي عنها حالاً فمن الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا وفي حق أولادنا أننا لا نتعلم أبداً من أخطائنا السابقة ونظل نكررها، ولأننا نعلم أن أمراً ما قد نجح فيما مضى نعيد فعله ونكرره مراراً طمعاً في أن ينجح في كل مرة، ولا نعلم أننا نعيد الوقوع مجدداً ضمن نفس قطر الدائرة التي وقعنا بها سابقاً.
إننا بحاجة لزرع الرقابة الداخلية فيهم وجعلهم هم من يقررون ماذا يرون ومتى وكيف ومع من يرونه، ومتى يتوقفون عن المشاهدة أو يرفضونها.
إن هذا الأمر يمكن الوصول إليه من خلال متابعة مشوار التربية معهم منذ نعومة أظفارهم وتعريفهم بالحلال والحرام تعريفاً جيداً والحرص على تنبيههم للمخالفات التي قد يرونها في وسائل الإعلام، ومشاهدتها معهم، وتحديد أوقات لذلك ومن ثم مراجعة ما يشاهدونه معهم وسؤالهم عنه وطلب تعليقهم عليه وكذلك جعلهم يسجلون ملاحظاتهم أيضاً ومن ثم يعطوننا رأيهم فيه،
ولنقل له مثلاً:
لتكن أنت أنا وأنا أنت، فهل ستسمح لي أن أشاهد هذا البرنامج إن كنت أنا ابنك وأنت والدي؟
الآن تعالوا معي في هذا البرنامج الجديد الذي من خلاله سنرى كيف يمكننا أن نخلق حارساً أمنياً لبيوتنا من الغزو الإعلامي.
التلفاز:
مشاهدة التلفاز سجلت ولا تزال تسجل نمواً طردياً منذ اختراعه في أواخر العشرينات.
الأطفال في عالمنا يقضون ما يترواح بين 5 – 9 ساعات يومياً في استخدام وسائل الإعلام، حصة الأسد منها للتلفاز.(31/419)
وقد أثبتت الدارسات الاجتماعية أمن المدوامة على مشاهدة التلفاز من أبرز مسببات العنف والسلوكيات الغير مهذبة، الأداء الاجتماعي الفقير والمتدني، العلاقات الجنسية المبكرة، السمنة وغيرها من السلوكيات الغير حميدة وصولاً لبعض الأمراض النفسية لدى الأطفال والمراهقين والتي تستمر معهم حتى بعد البلوغ..
السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن الآن هو:
كيف يمكن أن أتجاوب مع هذه الدراسات؟
معظم الآباء يقع في دائرة ما بين محاربة التلفاز والتخلص منه بشكل نهائي أو استئجاره كجليس دائم لأطفاله.
البعض الآخر يجيد التعامل مع هذا الضيف ويبقيه في المكان المناسب، ويسمح له بالتواجد في الوقت المناسب أيضا.
جدول المشاهدة:
ضع جدولاً أسبوعياً لكل أفراد الأسرة فهذا يمنحك الفرصة لتقديم عروض وخيارات أفضل عوضاً عن قول لا دائماً للسيئة منها ولوضع ضوابط للوقت بطريقة إيجابية.
وليشارك الجميع في وضع هذا الجدول ولنحرص على مراجعته بصفة دورية وجعله يتسم ببعض المرونة.
وضع حدود مكانية لمشاهدة التلفاز:
ضع في اعتبارك النقاط التالية:
- إخراج جهاز التلفاز من غرف الأطفال،
- أغلق الجهاز أثناء الوجبات
- عدم استخدام صورة أو صوت التلفاز كخلفية للجلسات العائلية واستخدام أي من المؤثرات الصوتية الإسلامية.
شاهدوا التلفاز معاً:
تحدث عن أي مساوئ العرض الذي تشاهده وقت حدوثها، أو سجل ملاحظاتك وناقشها فيما بعد
سجل النقاط والسلوكيات الإيجابية وركز عليها.
حدد السلوكيات والألفاظ الغير مقبولة وتحدث معهم عن السلوكيات والألفاظ المثلى أو الأمثل.
احرص على الإطلاع على الجديد للتأكد مما سيراه أطفالك خلاله.
تحدث مع التلفاز:
عندما يقول أحدهم في التلفاز قولاً غير لائقاً، فأفصح عن رفضك لذلك بصوت عال وكأنك تتحدث إليه.
هذه الحركة رائعة جداً خصوصاً مع الإعلانات التجارية التي قد تعترض برنامجاً عائلياً أثناء متابعتكم له.
فقولك: "هذا ليس صحيحاً"
يظهر القيمة العقلية لأطفالك ويبرزها بشكل محسوس ويساعدهم لمقاومة ما يرونه ويسمعونه في التلفاز.
خطط لليالٍ عائلية أسبوعية:(31/420)
أطفئ التلفاز وقم بأي نشاط مشترك مع كل أفراد الأسرة أو حدد يوماً في الأسبوع لا تشغل فيه التلفاز مطلقاً وليلتزم الجميع بهذا اليوم.
استفد من عملية التسجيل وإعادة العرض:
بعض البرامج رائعة ولكن يتخللها بعض المشاهد التي لا نرغب في أن يراها أطفالنا أو ربما قد يكون توقيتها غير متلائماً مع جدول الأطفال اليومي، فتسجيل هذه البرامج ومن ثم إزالة المشاهد الغير لائقة منها وإعادة عرضها على الأطفال يساهم في زرع الفائدة لهم ويلغي سلطة المحطات الفضائية ويجعلك أنت المسيطر على الوضع.
كن قدوة حسنة:
- لا تستأثر بجهاز تبديل القنوات في حضرة أولادك بل أشركهم في عملية الاختيار
- راقب سلوكياتك جيداً واحرص أن تكون مطاقة لما تحرص على تعليمه وتوصيله لأطفالك.
ما تفعله أعلى صوتاً بكثير مما تقوله
الفيديو:
- بالإمكان مراجعة العروض التي تسبق طرح ا لافلام للتعرف عليها وعلى محتوياتها قبل شراءها أو استئجارها.
- بعض الأفلام تكون أكثر من جيدة في محتواها العام إلا أنها تحمل بين طياتها مشاهداً أو عروضاً غير لائقة، عندما تتفاجئ بمثل هذا المشهد استخدم زر التقديم السريع
- أطفالك سيشاهدون الشريط لعدة مرات وحدهم فاحرص أنك تعرف جيداً ما سيشاهدونه.
- احرص على الأشرطة التي تنتج عن طريق مؤسسات إعلامية لها دورها في رعاية الطفولة والآداب العامة
- احذر كل الحذر من أشرطة ديزني ووارنر وغيرها من الأفلام الأجنبية والمعربة ففيها سم زعاف، ولا يهون شريط شديد وتمام ففيه دعوة غير مباشرة لتعليم بذاءة الألفاظ والسلوك الغير حميد وهو نسخة عن توم وجيري، ويعلم الأطفال مبدأ أن الشرير والمشاكس ينتصر دوماً.
ألعاب الفيديو:
هذه لوحدها تحتاج إلى كتب لا مجرد مقال يكتبه بن دهيم، هذه الألعاب هي بمثابة المدرس والملقن والمدرب لكافة أنواع الجريمة والسلوكيات الغير مهذبة للأطفال، ناهيك عن تحجيمها لعقول الأطفال وحصر تفكيرهم في اللعبة واللعبة فقط.
لا تسمح لهذه العبارة:
"إنها مجرد لعبة"
بأن تعيقك من أداء واجبك تجاه أطفالك .
معظم ألعاب الفيديو ليست بخطورة GTA والبلاي ستيشن، ولكن كلها تسترعي الانتباه لخطورة ما تنقله لمن يلعبها من الأطفال من أفكار وسلوكيات.
كيف يمكن للآباء أن يتأكدوا من أن ألعاب أبناءهم ملائمة لهم؟
أكثرنا إن لم يكن جميعنا لا نستطيع أن نلعب بهذه الألعاب أو أغلبها؛(31/421)
فما الذي يمكن أن نفعله حيال ذلك؟؟
إليكم هذه النصائح:
- تأكد منها جيداً قبل شراءها كأن تستأجرها أو تستعيرها، وإن لم تكن تجيد اللعب بها مثلي فاجلس وشاهد ابنك يلعب أدواراً منها وتفحصها جيداً وخصوصاً الخلفيات (الصور / الأصوات) وتأكد من عدم وجود ما يمكن الاعتراض عليه.
- تأكد من مناسبة اللعبة لعمر الطفل الذي يلعب بها، ستجد مكتوباً على أغلفتها حروف أجنبية:
T مراهقين
M بالغين
E للجميع
- حدد أوقات اللعب، وأدرجها ضمن الجدول الأسبوعي أو الشهري للعروض المرئية الأسرية.
- راقب سلوكيات طفلك بعد كل مرة تقتني فيها لعبة جديدة ولاحظ المتغيرات التي تحصل عليه.
- ابحث عن جهاز أو لعبة يمكنك أن تستمتع باللعب بواسطتها مع أطفالك.
أطفالك يحتاجونك، يحتاجون أن تضع لهم ارشادات وضوابط تسمح لهم بتعلم الحياة بالطريقة الأمثل والأفضل لهم، والتي لا تلغي تصورك وهدفك أو فكرهم.
همسة الختام:
عندما يتعلق الأمر بالاعلام، لا تكتف بقول أن هذه المحطة يقوم عليها أناس يتقون ربهم، بل احرص على متابعة ما تبثه بين الوقت والوقت ومناقشة أبناءد في ذلك فأنت بهذه الطريقة تنمي جوانب كثيرة لديك ولديهم.
بن دهيم
ـــــــــــــــــــ
عنيدان وبيت واحد
إن الخلافات والفشل في المواجهة ووجود بعض الصراعات أمر لا مفر منه في الحياة الزوجية، فكيف يكون باستطاعة اثنين متزوجين أن يتمكنا من تجنب بعض النزاعات أو الخلافات على الأقل؟
ألا نميل كلنا لأن نرى الأمور بصورة مختلفة نوعًا ما على الأقل بعض الوقت؟ أليس صحيحًا أننا شديدوا الاقتناع بعض الأوقات بأننا على حق لدرجة تجعلنا نستخدم مناقشات الآخرين بصورة ندعم بها مواقفنا؟
وهذا مرده في المقام الأول أننا مقتنعون أننا ننظر بصورة صحيحة للأمور وحتى عندما لا نكون على حق فمن السهل أن نلقى باللائمة على شريك حياتنا، أو على موضوع ما، أو نقاش ما، أو خلاف أو حتى عدم اتفاق كمبرر لعدم سعادتنا إلا أن الواقع يشهد أن الجاني الحقيقي في أغلب الأوقات هو عنادنا الشخصي، وعدم استعدادنا وعدم رغبتنا في التنازل عن حاجتنا أن نكون 'على صواب دائما'.(31/422)
لو استطعنا أن نتخلى عن دافعنا الذاتي ونروض غرورنا وأن نتخلى عن ضرورة أن نكون شديدي العناد، فمن المدهش تلك السرعة التي تحل بها المشاكل بنفسها بدون أحداث أي الم وبدون أي جهد يبذل.
إن السر يكمن في الإيمان الراسخ بأن النجاح لا يعني أن نظل دائمًا على صواب، وأن النجاح يتحقق بالتواضع، وأن عدونا هو العناد وليس شريك حياتنا.
نحن نعتقد عزيزي القارئ أنك ستوافق على أن التخلي والعناد هو هدف يستحق بذل المزيد من الجهد لتحقيقه.
عزيزي القارئ:
من المشاكل التي تعترض الحياة الزوجية مشكلة العناد، فالعناد والتصلب في الرأي والجمود وعدم المرونة تضفي على الأسرة جوًا خانقًا وتنشر في البيت ظلالاً قاتمة، وتهيئ المناخ لنفثات الشيطان وهمزاته، مما ينذر بالاقتراب من الخطر.
فمراعاة كلا الزوجين لطباع الآخر ومحاولة التكيف والتفاعل مع ما يصعب تغييره أمر يحتمه الوعي 'والذكاء الزوجي'، والأزواج والزوجات حين يطرحون في مناقشاتهم خيارات لا بديل عنها إنما بهذا يضعون حياتهم الزوجية في مهب ريح عاتية توشك أن تقتلع هذه العلاقة من جذورها والمثل يقول: 'العند يورث الكفر'.
مشهد عنيد:
وقف أحد الأزواج يرن جرس الباب وزوجته بالداخل نائمة لا تفتح، وحجتها في ذلك أن معه مفتاحًا للباب فلماذا يرن الجرس ويزعجها بالنهوض لفتح الباب له واستقباله ؟ وتعتبر ذلك نوعًا من الاستعباد لمجرد السيد الرجل وسيطرته، وظلت تهذي بهذه الأفكار المنكرة على الرغم من أنها رأته حاملاً في كلتا يديه بعض طلبات البيت من خبز وفاكهة وخلافه وأنه كان يستعين ببعض ما تبقى له من أجزاء يده في رن الجرس، وظلت تبادله الحجة بالحجة وتجادله وترد عليه كلمة بكلمة، وأنه كان بإمكانه وضع ما معه على الأرض حتى يفتح الباب بالمفتاح ثم يحمل هذه الأشياء مرة أخرى، فهل هذه زوجة تنشد الاستمرار والنجاح مهما كان زوجها صبورًا واسع الصدر ومَنْ يسبق مَنْ؟ عنادها أم عناده؟
يقول الأستاذ محمد فصيح بهلول: 'الزوج الذي يتفرد برأيه مخطئ والذي يتخذ القرار غير الصائب لمجرد مخالفة رأي زوجته وقد تبين له صوابها هو رجل أحمق، لا يقدر المصلحة، ويضع كبرياءه في غير موضعها، ويحقق انتصارات زائفة لا مكان لها إلا في عقله هو دون أحد سواه، كما أنه يفقد مكانته لدى زوجته'.
'إن الملاحظ دائمًا أن عناد الزوج يسبق عناد الزوجة، فالأخير يأتي غالبًا كرد فعل لعناد الزوج، وتعليل ذلك أمرر سهل، فالزوج يبذل ما يستطيع من جهد لإثبات سيطرته وهيمنته بإلغاء ومحو أي رأي خلاف رأيه، وهو حين يفعل ذلك يضع الزوجة في موقف يحتم عليها أن تتخذ لنفسها موقفًا من ثلاث إما التصادم معه أو مهادنة هذا الموقف المستفز والسكوت والهدوء، أو دفع الزوج لفتح باب الحوار معها ؟ فتأخذ شكل العناد السلبي لكسر صراحة رأي الزوج وتمييع قراراته، كي تفتح ثغرة للحواء والمناقشة بأقل قدر ممكن من الخسائر'.
زوجتي عنيدة:(31/423)
عناد الزوجة وتصلب رأيها ومخالفتها الزوج كل هذه الأمور تدفع الزواج على طريق شائك قد ينتهي بما لا تشتهيه النفوس، والكثير من الأزواج يشكون 'زوجتي عنيدة' وهو لا يعلم أن عنادها قد يكون هو السبب فيه، فإن تسلط الزوج أحيانًا وعدم استشارته للزوجة في أمور المعيشة وتحقير رأيها والاستهزاء به قد يدفع الزوجة في طريق العناد.
فهناك بعض الأزواج لديهم أفكار خاطئة عن خيبة وفساد رأي المرأة وأن مشورتها تجلب خراب البيوت، وهذه الأفكار فوق أنها حمقاء فهي بعيدة كل البعد عن هدي الإسلام، وتكفينا هنا الإشارة إلى مشورة أم سلمة رضي الله عنها التي كانت سببًا في نجاة المسلمين من فتنة معصية الله ورسوله.
وقد يأتي عناد الزوجة نتيجة لعدم التكيف مع الزوج والشعور باختلاف الطباع فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها، وكذا تعبيرًا عن عدم انسجامها معه في حياتهما الزوجية.
همسة في أذن الزوجين
إن المرأة المسلمة المؤمنة تعرف عظم فضل زوجها عليها، وهي الزوجة الهينة اللينة الودود الولود كما وصفها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قال: 'ألا أخبركم بنسائكم في الجنة ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى' [رواه الطبراني وغيره].
إن هذا التراضي بين الزوجين وهذا التواضع من قبل الزوجة ولين الجانب ليس فقط يصلح ما بينها وبين الزوج وإنما يكون سببًا في دخول الجنة بإذن الله وقد كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول لزوجته: 'إذا رأيتني غضبتُ فرضني وإذا رأيتك غضبتِ رضيتكِ وإلا لم نصطحب'.
فالزوج أيضًا مطالب بأن يرضي زوجته عند الغضب، يعني عندما تغضب، ولكن الزوج غالبًا ما يعتبر نفسه على حق، وهذا من صفات الرجال بصفة عامة، وعلى الزوجة أن تدرك هذا الأمر ولا تتهمه دائمًا، ولكن الزوجة الواعية هي من لا تستثير غضب زوجها، وإذا عرفت أن أمرًا ما يغضبه فلا تأتيه، حفاظًا على مشاعره، وإن أخطأت فعليها بالاعتراف بالخطأ وأن لا تأخذها العزة بالإثم وترفض اعتبار نفسها مخطئة، فالزوج بطبيعته لن يقبل هذا.
والحديث الشريف يقول للمرأة أن تتنازل قليلاً عن كبريائها وتذهب إلى زوجها لترضيه وتصيغ ذلك في أسلوب رائع، بأن تأخذ يده بيدها وتقول: لا ترى عيني النوم حتى ترضى، يعني لن أتركك تنام وأنت بهذه الحالة من الغضب.
وعلماء النفس ينصحون الأزواج بأن لا يبيت أحدهم غضبان، وأن ينتهي أي خلاف بينهما قبل النوم لأن نوم أحد الزوجين والغضب يأكله لا يأتي بأثر طيب على النفس، ويكون من شأنه أن يكره الزوج زوجته أو العكس، وليس من العدل أن تنام الزوجة قريرة العين وينام زوجها غضبان منها، إن هذا لا يرضى الله تعالى فقليلاً من العناد أيتها الزوجة وكثيرًا من الحب والود واللين.(31/424)
هذا ويمكن علاج العناد بتجنب الأسباب المنشئة لهذا العناد، وإذا كان العناد طبعًا عند المرأة أو عند الرجل فليصبر الطرف الآخر وليحتسب وليحاول قدر المستطاع تجنب مواطن النزاع حتى يتخلص شريكه شيئًا فشيئًا من هذه الصفة فالزمن هنا جزء كبير من العلاج.
ومن العلاج حب الزوج لزوجته وعطفه عليها واحترامها وعدم إهانتها بأي كلمة أو إشارة، فإنه بذلك يكسب قلبها ويساعدها على احترامه وعدم المكابرة والعناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إذا صليت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها [زوجها] دخلت الجنة' [رواه أحمد وغيره].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'لو كنت آمرًا بشرًا أن يسجد لبشر لأمرتُ الزوجة أن تسجد لزوجها، والذي نفس بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها'.
فابدئي أنتِ أيتها الزوجة بالخطوات الأولى من الود واللين والحب فيسير على هداها زوجك ولا تنسي وصية أمامة بنت الحارث لابنتها أم إياس عند زواجها، كوني له أمة يكن لك عبدًا' وأعظم من هذه الوصية قوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة:110] فإن قدمتِ عزيزتي الزوجة الإحسان فهو لنفسك وستجدين إحسانًا، وإن قدمتِ الحب فلنفسك وستجديه حبًا وقربًا ومودة {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60].
ـــــــــــــــــــ(31/425)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
أساس اختيار الزوجين
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود(32/1)
فوارق لا تمنع الكفاءة في الزواج
تاريخ الفتوى : 07 صفر 1428 / 25-02-2007
السؤال
تقدمت لفتاة للزواج منها وهي قريبة لي (ابنة عمي)، وهي حافظة لكتاب الله وعلى خلق طيب وكريم أخلاق لا أزكيها على الله والدها ووالدتها وجميع أفراد أسرتها على استقامة وصلاح، سبق لها الزواج لي رغبة صادقة وقوية في الزواج منها تحدثت معها وطلبت مني فرصة شهر للرد علي، حالياً أنا في قلق وحيرة في أمري وأدعو الله عز وجل ليل ونهار أن يجعلني زوجا لها وأن يجمع بيني وبينها على خير وأن يرزقنا الذرية الصالحة إلا أنها أفضل مني في أشياء كثيرة ولديها همة عالية في تدريس كتاب الله عز وجل وسمعت من بعضهم أنها تريد طالب علم وأنا أعمل في شركة بترولية بنظام شهر عمل وشهر إجازة أحضر الدروس والمحاضرات معظم الأوقات وأجتهد دوماً أن أكون مستقيما في حياتي وأن يرضى عني الله عز وجل وأقرأ في الكتب وأسأل عن أمور ديني عن طريق الإنترنت أو عن طريق سؤال المشايخ الموجودين في العمل أو في منطقتي، كما أن الشركه توفر لنا الدعاة الذين نستفيد منهم وأجتهد في قراءة القرآن وبدأت فعلا في حفظ القرآن الكريم، فهل أعتبر طالب علم وأعتبر كفئا لها، وإذا كانت إجابتها بالرفض فهل يحق لي أن أطلب منها إعطائي فرصة لمراجعة نفسها مرة أخرى وأن لا ترفضني، يعلم الله عز وجل نيتي الصادقة ورغبتي القوية في الزواج منها لأنها ذات دين وخلق، ولكي أفوز بسعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله، وهل هناك صلاة تسمى صلاة الحاجة ؟ وإذا كانت بنعم كيفية أدائها وهل هناك دعاء مخصص لها، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ابن العم كفء لبنت عمه إذا كان ليس بفاسق، وأنت إن شاء الله تعالى على خير وخلق ودين، وليست الفوارق التي ذكرت من حفظها للقرآن وعملها بالدعوة إلى الله تمنع زواجك منها أو تجعلك غير كفء لها، وعموماً فلك إن رفضت أن تطلب منها مراجعة نفسها في هذا القرار، نسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة.
وأما بشأن صلاة الحاجة فانظر ذلك في الفتوى رقم: 77515، والفتوى رقم: 56313.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم منع الأب ابنته من الزواج بحجة اشتغالها بالدراسة
تاريخ الفتوى : 04 صفر 1428 / 22-02-2007
السؤال(32/2)
أثناء فترة تعليمي كان والدي يرفض أي شخص يتقدم لخطبتي مهما كان الشخص ويقول لي لا تفكري في الزواج إلا بعد انتهاء التعليم الآن انتهيت من التعليم وأشتغل مدرسة بالتعاقد وعمري 24 عاما وإذا تقدم لي أحد من خارج المحافظة التي نعيش فيها رفضه والدي ويقول لي الوظيفة في هذا الزمن هي الأمان للبنت وليس الزواج ولو قمت بترك العمل لأي سبب فنظامه لا يسمح لي بالعودة إليه مرة أخرى فما هو التصرف الصحيح هل أترك الوظيفة من أجل الزواج؟ أم أبقى في الوظيفة حتى لا أندم بعد ذلك على تركها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لوالد البنت أن يمنعها الزواج بحجة الدراسة، وكثير من الآباء يقعون في أخطاء من هذا القبيل، حيث يحرصون على دنيا بناتهم ولا يحرصون على دينهن، فيمنعونهن الزواج لإكمال دراستهن ولا يأخذون بالحسبان الفتن التي تعصف ببناتهم، وتلف بهن من كل حدب وصوب. وقد يقعن في الحرام وسخط الله، وهم لا هم لهم إلا إكمال الدراسة والتوظيف. وهذا خلل كبير وتفريط في الأمانة المناطة بالآباء، بل يحرم على الأب إذا احتاجت بنته الزواج وتقدم لها كفء أن يمنعها الزواج وهذا هو التوجيه النبوي، ومخالفته هو الفساد العريض الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما من حديث أبي هريرة. وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفؤا. رواه الترمذي، وحسنه بعض أهل الحديث.
كذلك فإن على البنت أن لا ينسيها حب الوظيفة الأمور التي يصلح بها الدين والدنيا، فإن استطاعت الجمع بين الوظيفة التي تتقيد فيها بضوابط الشرع وأحكامه، وبين الزواج، فإن ذلك هو الأفضل لها.
وإن لم تستطع ذلك، فإن الأولى بها أن تتزوج بشخص مناسب لها في الدين والخلق.
وإذا رفض الوالد خطبتها ممن هذه حاله، لا لشيء سوى حرصه على وظيفتها، كان بذلك معضلا، وبالتالي يحق لها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي الذي يأمره بتزويجها أو يزوجها هو إذا لم يقبل الأب تزويجها.
وأيا كان الحال من ذلك، فإن حق الأب في البر والصلة لا ينتقص منه شيء بسبب ما ذكر.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل المرأة ترزق بزوج على شاكلتها أم ماذا
تاريخ الفتوى : 01 صفر 1428 / 19-02-2007
السؤال(32/3)
هل صحيح أن الله تعالى يرزق الفتاة زوجا يتلاءم مع درجة إيمانها و أخلاقها؟ يعني إذا كانت تكذب و تسرق و غير محجبة يرزقها الله بزوج سيء الأخلاق والسمعة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشأن أن يتزوج الطيب العفيف بالعفيفة الطيبة، والخبيث الفاسد بالخبيثة الفاسدة، إذ الأوفق بالطبائع البشرية أن يميل كل ذي طبع لمن يتلاءم معه، وأن ينفر ممن يخالفه ولا ينسجم معه فهذا هو الغالب ففي المثل: الطيور على أشكالها تقع.
ولكن لا يلزم منه أن لا يوجد العكس.
وعلى هذا، فإن الفتاة الطيبة المحجبة المتوقع لها والمرجو هو أن ترزق بزوج مستقيم ملتزم، والمتبرجة المصرة على المعاصي والأخلاق الرذيلة يخشى عليها أن لا ينظر إليها إلا أمثالها من ذوي الفسق وأن يتجنبها الملتزمون، ومع هذا كله فلا مانع أن يقع العكس فتبتلى المحجبة بفاسق، والطيب بفاسقة. والدليل على ذلك امرأتا نوح ولوط، وامرأة فرعون. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 33972.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عدم استقامة أهل المرأة هل يمنع من اختيارها للزواج
تاريخ الفتوى : 30 محرم 1428 / 18-02-2007
السؤال
أعاني من الحيرة والتردد الشديد وخاصة في القضايا المصيرية التي أتعرض لها في حياتي اليومية فمثلا أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، وأريد أن أتزوج وقد تقدمت لفتاة من مدينة بالقرب من القرية التي أسكنها وقد رأيت فيها من مواصفات الفتاة ما أعجبني كثيراً، ولكن يبقى خوفي هاجسا يقول لي إن هذا الاختيار يمكن أن يكون خاطئا كون هذه الفتاة تعيش في بيئة تختلف عن البيئة التي أعيش فيها والذي زادني انزعاجا أن أهل هذه الفتاة قد وافقوا علي وقبلوا بي، ولكن كما قلت سابقا إن الفتاة وأهلها كانوا قد تنقلوا بين لبنان وسوريا والأردن وقد استقروا في فلسطين أخيراً وهذا الذي يخيفني، فأرجو أن تقدموا لي النصح عما يجب فعله وأن تقولوا لي ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في الفتاة وأهلها حتى أجزم بأنها المناسبة لي، علما بأن الفتاة وأخواتها وأمها متدينات على عكس الأب والأبناء الذين ينتمون إلى فكر علماني ومدخنون بشكل شره جدا, في النهاية كلما رأيت فتاة أعجبتني كان أهلها على غير ذلك وإذا وجدت أناسا طيبين ومتدينين كانت الفتاة بمواصفات لا ترقى إلى ذلك، فأرجو أن تجيبوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تكون صاحب عزيمة، تبني أمورك على الموازين الصحيحة، وتتم الأمر بالاستخارة والاستشارة، ولا ينبغي أن تكون متردداً في أمورك(32/4)
وقضاياك، واعلم أنه لن يكون إلا ما قدره الله تعالى لك، وأما الصفات المطلوب توفرها في المرأة، فسبق ذكرها في الفتوى رقم: 19333.
وإذا كانت المرأة التي تريد نكاحها على دين وخلق، وكان أهلها على غير ذلك، ولكن ليس لهم تأثير عليها، فلا يكون عدم استقامتهم مانعاً من زواجها، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، وأما إذا كانت مصغية إليهم مطيعة لهم فيما هم عليه من انحراف فإن البحث عن غيرها هو الأفضل والأحسن.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ييسر الله الأسباب إذا شاء أن يتزوج فلان من فلانة
تاريخ الفتوى : 27 محرم 1428 / 15-02-2007
السؤال
أحب ابن خالي منذ الثانوي وعرفت أنه يحبني بعد تخرجنا هو فى محافظة غير محافظتنا ولا أعرف سبب الحب هذا حصلت عندهم ظروف أتعبتهم ماديا ولما فاتح والده وهو أكبر إخوته قال له بعد ما تتزوج أخواته البنات، قال لي إنه لا يريد أن يكمل لأنه حرام أتعطل بسببه وأنا يتقدم لي ناس وخالي توفي من شهر لاأدري ماذا أفعل والله لا يوجد بيننا أي حاجة حرام تعبت ولا أعرف الحل، لأني غير قابلة مجرد فكرة أني أتزوج شخصا آخر ، كنا نشجع بعضا على الصلاة وحفظ القرآن فهل هناك حل، وأعرف أن كل شيء بقدر الله وأني أعيش يومي ، لكن غصب عني أفكر بأخذ أدوية مضادة للاكتئاب، الموضوع هذا له الآن ثمان سنوات صارحني من سنتين ولما عرف أنه لن يستطيع امتنع عن تكليمي وحتى لا يرد علي، ياليت ترد علي لأني بجد تعبت؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وتسعد به نفسك في الدنيا والآخرة، وأما ما جاء في سؤالك فجوابه: أن عليك أن تتقي الله تعالى وتتوبي إليه توبة نصوحاً مما كان بينك وبين ابن خالك، إن كان صدر منكما تصرف غير شرعي من نحو خلوة أو غيرها لأنه أجنبي عنك، وتصرفه بقطع العلاقة بك وعدم الرد على مكالماتك تصرف صحيح، وعليك أنت أن تكفي عن مراودته والاتصال به، فإن كان من نصيبك فسييسر الله تعالى له أمره حتى يتزوجك، ويسلك لذلك الطرق الصحيحة بأن يخطبك من ولي أمرك ويعقد عليك عقد نكاح شرعي، حينئذ يباح لك الحديث معه والخلوة به إلى غير ذلك مما يجوز للزوجين من بعضهما البعض، وفي سبيل تحقيق ذلك ينبغي مساعدته إن كان ذا خلق ودين بتيسير المهر وتكلفة الزواج وما إلى ذلك، وإلا فابحثي عن غيره من ذوي الدين والخلق لتعفي نفسك، واعلمي أنك لا تدرين ما هو الأصلح لك فقد يكون تعسر هذا الأمر وعدم إمكانه هو الخير، وقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا(32/5)
وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35146، 1072، 1753، 621.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم زواج المسلم من كاثوليكية
تاريخ الفتوى : 23 محرم 1428 / 11-02-2007
السؤال
ما حكم من تزوج من كاثوليكية مع العلم بأنه كثير من المسلمات يردن الزواج بي، ولكني رفضت بشدة لأنني أريد أن أُدخل زوجتي للإسلام، مع العلم حاولت مع والدتي عدة مرات ولم أفلح أخبركم بأني مسلم أجنبي؟ وشكراً لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت لم تتزوج بعد فلا تعدل يا أخي الكريم بالمسلمة غيرها، لا تتزوج إلا مسلمة، تحفظ عرضك، وتكرمك، وتربي أولادك على الخير والدين والخلق، أضف إلى أن طلب رضا الأم من أهم المهمات، وأما إن كنت قد تزوجتها فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قيد جواز نكاح الكتابية بأن تكون محصنة (أي عفيفة)، فقال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ {المائدة:5}، فإن كانت غير محصنة (غير عفيفة) فلا يحل نكاحها، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 7819.
ويشترط أن يتوفر إضافة إلى ما سبق شروط صحة النكاح الأخرى التي من بينها الولي، وقد سبق في الفتوى رقم: 10822 حكم الزواج بكاثوليكية، وانظر الفتوى رقم: 30476، والفتوى رقم: 73009، والفتوى رقم: 80265 ففيها كل ما يتعلق بسؤالك، وفقك الله وسددك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح من هو مستعد للنطق بالشهادتين بدون القيام بفرائض الإسلام
تاريخ الفتوى : 20 محرم 1428 / 08-02-2007
السؤال
أنا فتاة مسلمة مغربية الجنسية أعيش ببلدي المغرب وأبلغ من العمر 26 عاماً، مشكلتي أنني غير محجبة وأريد وأتمنى أن أتحجب غير أني أعمل في ميدان منذ 6 سنوات حيث يرفضون المتحجبات، أعلم أن الحجاب فرض لا نقاش فيه لذلك عرضت على والدي الخروج من العمل لكنهم رفضوا بشدة خصوصاً أن أبي فقد عمله مؤخراً دعوت الله كثيراً وهو القريب المجيب ومنذ سنة عرفني أحد زملائي(32/6)
برجل فرنسي من أصل آسيوي يريد الزواج بمسلمة وتمت خطبتي إليه، قرأ القرآن باللغة الفرنسية وهو الآن يقول إنه مستعد لنطق الشهادتين غير أنه ليس مستعدا لأداء فرائض الإسلام (الصلاة- الصوم....) بدعوى أن ذلك يحتاج لوقت لكي يصبح مسلماً حقاً، فهل يجوز لي الزواج منه، مع العلم بأنه لا يمانع في حجابي بل فرح به وهو يشجعني على تديني حيث إنه أثناء زيارته لنا كان يذكرني بأوقات الصلاة إذا ما نسيت، فأرجوكم أجيبوني فأنا في حيرة من أمري، لقد قبل والدي أن أترك العمل وفعلاً تركت عملي فهل أتزوج بهذا الرجل ونيتي أن أعلمه تعاليم ديننا بلطف، أم لا أقبل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 43238، والفتوى رقم: 44351 أن حديث العهد بالإسلام إذا عُلِم صدقه في دخول الإسلام فلا مانع من تزويجه، وأما إذا كان نطق أو سينطق بالشهادتين دون التصديق بالقلب، فلا يدخل به في الإسلام.
وعليه؛ فإذا علمت أن هذا الرجل نطق بالشهادتين لأجل الزواج بك دون أن يصدق بقلبه فلا يحل لك نكاحه، لأنه لا يزال كافراً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار... رواه البخاري.
وأما إذا لم تعلمي صدقه من عدمه، ونطق بالشهادتين، فالأصل تصديقه وإجراء أحكام الإسلام عليه، ومن ذلك النكاح، وأما قوله بأنه ليس مستعداً لأداء فرائض الإسلام كالصلاة والصوم، فإن كان مؤمناً بها مسلماً بوجوبها عليه، غير جاحدٍ لها، ولكنه سيتركها بعد النطق بالشهادتين تثاقلاً وكسلاً فقد اختلف العلماء في حكم من ترك هذه الفرائض العظيمة، وأكثر أهل العلم على أن تركها تكاسلاً مع الإيمان بوجوبها لا يخرج من الملة، ومن أهل العلم من قال بكفره.
ولذا فإنه لا ينبغي أن تقبلي نكاح هذا الرجل ولو حكمنا بإسلامه حتى يظهر صدقه في التمسك بهذا الدين، فإن تارك الصلاة والصيام فاسق خبيث لا ينبغي القرب منه، بل ينبغي أن يفر المسلم منه كما يفر الإنسان من الوحش المفترس، واعلمي يا أختاه أن الله تعالى لن يضيعك، ومن ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله خيراً منه، نسأل الله لك الثبات على دينه، وأن يرزقك من فضله، وأن يسوق إليك الزوج الصالح.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تمسك المرأة بالدين هو أهم ما يدعو إلى الزواج منها
تاريخ الفتوى : 19 محرم 1428 / 07-02-2007
السؤال
أنا شاب تعرفت بفتاة وأحببتها منذ ما يزيد عن عامين، وقد تقدمت لخطبتها والزواج منها إن شاء الله، وقد حدث أن صارحتني الفتاة بأنها كانت أحيانا ينقص عليها المال، فتضطر إلى مسايرة الشباب للحصول على مال منهم، لكن لم تمارس الزنى(32/7)
وهي لا زالت عذراء، آخر حادثة لها كانت حين تعرفت بشاب، والتقت به في منزله وتعرت له وعرته وأراحته بممارسة بعض الأفعال معه مثل الحضن والقبل وملامسة قضيبه لكنها لم تمارس الجنس مباشرة لا من قبل ولا من دبر، وهي لا زالت عذراء، المهم أن لقاءها بهذا الشاب قد تكرر 4 أو 5 مرات، وقد حصلت منه على ما يقارب من 300 دولار، الآن أريد أن أعرف كيف يمكن أن يكون زواجي بها مباركا وحلالا، وما المطلوب مني أن أفعله ومنها لكي يتقبل الله زواجنا ويباركه، وماذا بشأن الأموال التي تلقتها من الشباب، فمثلا هناك شباب لا تعرفهم، لكن هذا الشاب الأخير يمكن الاتصال به وإيجاده، وقد أخبرتها أنني سوف أعطيها الأموال لترجعها لهذا الشاب لأنها أموال حرام، لكني فكرت أنها لو التقت به فربما يراودها الشاب عن نفسها من جديد وخاصة أنه طلب يدها للزواج وأخبرها بحبه لكنها لم ترض الزواج به، فكيف يمكننا إذاً أن نتخلص من ما أكلته خطيبتي من حرام، وهل يجب أن أرد ما استلمته من الشاب، مع العلم بأن المشلكة في أني حائر بين إرجاع الأموال وبين أن إرجاعها سوف يجعلها تقابل الشاب من جديد عندما ترجع له أمواله، فأرجو إفادتي، وإن كانت لديكم مواضيع في التوبة أو عبر في أحوال الحرام والرذيلة أرجو إرسالها لي كي أقرؤها لها عسى أن يهديها الله ويغفر لها ويرضى عنها؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن ما ذكرته من مصارحة الفتاة لك بما صارحتك به واطلاعك على أنها ما زالت عذراء، وغير ذلك مما يجري بينك وبينها، كلها أمور تدل على أنك وإياها قد وقعتما في الحرام والإثم الكبير، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وليس معنى ذلك مجرد النهي عن الزنا، وإنما هو نهي عن جميع الطرق المؤدية إلى الزنا، كالنظر إلى الأجنبية أو ملامستها والخلوة بها، وخضوعها هي بالقول أو خروجها متبرجة.... إلى غير ذلك من السبل المعروفة، فالواجب أن تتوبا من هذه الآثام فوراً، ولك أن تراجع في شروط التوبة الفتوى رقم: 5450.
ثم اعلم أن أهم ما يدعو إلى الزواج من المرأة هو تمسكها بالدين، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وهذه الفتاة التي ذكرت من أمرها ما ذكرت، ليست -في الحقيقة- ذات دين، وعليك أن تبحث عن غيرها للزواج ما لم تتب هي مما هي عليه من الممارسات، وتتحقق من أنها لن تعود إلى مثلها، وعلى أية حال، فإذا تحققت من توبتها وعزمت على الزواج منها فإنه لا ينبغي أن ترد الفلوس التي أخذتها إلى أولئك العصاة الذين بذلوها لغرض محرم، بل توضع في مصالح المسلمين العامة، يقول ابن تيمية في ثمن الخمر: فإذا كان المشتري قد أخذ الخمر فشربها لم يجمع له بين العوض والمعوض بل يؤخذ هذا المال فيصرف في مصالح المسلمين، كما قيل في مهر(32/8)
البغي وحلوان الكاهن وأمثال ذلك مما هو عوض عن عين أو منفعة محرمة إذا كان العاصي قد استوفى العوض. انتهى.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدين أولاً ثم الجمال
تاريخ الفتوى : 16 محرم 1428 / 04-02-2007
السؤال
أنا شاب أسعى إلى الزواج، ولكن لدي مشكلة وهى اختيار الزوجة، أريد أن أكون على علم بأهلها لذلك قررت أن أتزوج من قريتي والتي على قدر من التمدن ولكن كلما وجدت بنتا بها ميزة وجدت أن لها أيضا عيباً لا أريده فى زوجتي مطلقا، فهل أتزوج والسلام أم انتظر، مع العلم بأن سني الآن 25 سنة، وانا أريد أن أبكر بالزواج لما له من فوائد أريد اغتنامها، مع العلم بأني كنت أريد أن أتزوج بنت خالي ولكنها قد تزوجت وإني كنت أحبها بدون أن أخبرها، فهل لذلك تأثير على عدم قابليتي أو قبولي لأي بنت أخرى، فأرجو الإفادة، مع العلم بأني أريد زوجتي جميلة طبعا وخلقاً وهو شرط لا أستطيع التنازل عنه؟ وجزاكم الله عني خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتشدد أو التساهل في اختيار الزوجة أمران لا يُقرَّان، والصواب هو الوسطية، والنساء ممن يتوفر فيهن الخلق والدين والجمال كثير والحمد لله، فاجتهد في الطلب، وأكثر من الدعاء بأن يرزقك الله الزوجة الصالحة، وعليك أن تقطع كل تفكير في بنت خالك، وأن تنظر إلى مستقبلك بعين التفاؤل، والثقة بالله تعالى، وفقك الله لمرضاته، وانظر في الفتوى رقم: 33362، والفتوى رقم: 8757 ففيهما بيان منهجية اختيار الزوجة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم زواج الفتاة من شاب اقترفت معه مقدمات الزنا
تاريخ الفتوى : 13 محرم 1428 / 01-02-2007
السؤال
إني أستحي من الله تعالى مما أقدمت ولا يسعني الآن إلا التوبة إليه، وسؤال ذوي العلم، شاء القدر أن أحب شابا مناسبا لي من كل النواحي وكانت نفسي والشيطان أقوى من إيماني وفعلت معه مقدمات الزنا من كل شيء عدا الدخول، وتقدم لخطبتي وتمت الخطبة دون كتب الكتاب لأنه مسافر، ولكن حدثت مشاكل بيني وبين أهله بسببهم حالت دون موافقة أهلي على إتمام الخطوبة، الآن أنا منهارة نفسيا لما أوقعت وبخست نفسي به ولأني حرمت ممن أُحب دون خلاف بيننا، أنا متعلمة وأصلي من طفولتي وأخاف الله وأني أشعر أن ما حصل هو من عند الله لأشعر بذنبي، الآن(32/9)
أسأل من ناحية شرعية هل يجب أن أتزوج هذا الشاب لما حصل بيينا من مقدمات الجنس؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أيتها الأخت السائلة بما يلي:
أولاً: التوبة الصادقة النصوح، التوبة التي تحجزك عن الحرام وتمنعك من العودة إليه، مع الندم والألم بسبب اقتراف الذنب.
ثانياً: لا تخبري بما حدث منك أحداً قريباً كان أو بعيداً، وتجلببي بستر الله، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب من هذه القاذورات شيئاً، فليستتر بستر الله. رواه مالك في الموطأ.
ثالثاً: إذا كان هذا الشاب الذي تحبينه قد تاب وندم، وهو ممن يُرضى دينه وخلقه الآن فلا مانع أن توسطي بعض أقاربك عند والديك لعلهما يغيران رأيهما في المسألة، فإن أصرا على رأيهما فلا تخالفيهما، وسيعوضك الله خيراً، والرجال كثير، وتوجهي إلى الله تعالى أن يفرج عنك، وأن يرزقك الزوج الصالح.
ولا يجب عليك أن تتزوجي الشاب الذي وقعت معه في الحرام، وإذا تقدم إليك غيره ممن هو مقبول في دينه وخلقه فلا تترددي في قبوله، ولا تخبريه بشيء مما وقعت فيه. نسأل الله لك التوفيق والثبات وأن يجنبك الحرام.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أهل البدع لا يرضون دينا
تاريخ الفتوى : 03 محرم 1428 / 22-01-2007
السؤال
حضرة المفتين الأفاضل
نحن عائلة سنية محافظة من بيروت - لبنان. تعرفت ابنتي على شاب منتسب إلى مذهب بدعي لكنه ذو خلق ودين , وذو عقل نير وغير متعصب ، متعلم ومثقف.
سؤالي: هل زواج ابنتي في محكمة الإفتاء فيها على ذلك المذهب صحيح؟
هل تأثم ابنتي اذا سكتت على تعليم أبنائها الصلاة على ذلك المذهب، وغيرها من التعاليم المختلفة عن الأحكام الفقهية في المذاهب السنية ؟
جزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمرأة أن تحرص على الزواج بمن يرضى دينه وخلقه وأهل البدع لا يرضون في دينهم، وكنا قد بينا فيما سبق أن زواج المرأة المسلمة السنية بمن تلبس ببدعة جائز ما لم تصل هذه البدعة إلى حد الكفر، وانظر تفصيله في الفتوى رقم: 1449.(32/10)
وعقد الزواج إذا تم بشروطه المبينة في الفتوى رقم:1766، فهو صحيح بغض النظر عن المكان الذي تم فيه والجهة التي قامت به.
وعلى المرأة أن تحرص على دعوة زوجها إلى الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى تربية أبنائهما على ما ثبت بالوحيين المعصومين.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زواج الأرملة من متزوج ذي أولاد ودخل محدود
تاريخ الفتوى : 20 ذو الحجة 1427 / 10-01-2007
السؤال
جاء خالتي من يرغب في نكاحها مدرس مجال صناعي وهو متزوج وله ثلاثة أولاد تسع وخمس سنوات وطفل رضيع. طلق زوجته من قبل مرتين. وله معها مشاكل آخرها أنها تركت له البيت شهرا ثم عادت وكانت أمه قد أخبرته أن يتزوج عليها وكذلك أبوه. وهو عندما جاءنا كان عازما على ألا يخبر زوجته ولا أباه ولا أمه ولم يكن قد فكر في كيف سيكون الحال إذا أنجب . والسكن سيكون ببيت خالتي في البداية يومان أو أقل في الأسبوع لأن عنده أولادا. وعن النفقة قال إنه سينفق قدر المستطاع مع اعترافه بمحدودية دخله وأنه متوكل على الله .
المشاكل مع زوجته لأنه اختارها قبل أن يلتزم. وحينما التزم دخل مع جماعة التبليغ والدعوة ثم تركهم بعد سنة لأنهم منعوه من أن يتعلم بمعهد إعداد الدعاة بحجة تفويت الفرصة على الدعوة.فتركهم وتعلم.
رأينا أنه غير مخطط للمستقبل. وخالتي أرملة ولها طفلان أحدهما سبع والأخر خمس سنوات وهى في العقد الرابع من العمر، تعمل مدرسة لغة عربية .مع العلم أن أولادها لهم معاش عن أبيهم .
فما النصيحة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعدد قد أباحه الله تعالى بشرط العدل فيه والقدرة عليه قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا {النساء:3}
ولا يجب على المعدد إخبار زوجته بذلك ولا غيرها، وإن كان إخبارهم أولى لأنه أدعى لبقاء الأسرة واستدامة العشرة.
والذي ننصح به هو التثبت وعدم الاستعجال، والتحقق من خلق الرجل ودينه وقدرته، ولا يعني ذلك اشتراط كونه غنيا، وإنما قدرته على النفقة الواجبة والكسب فحسب. إلا إذا كان للزوجة الثانية عمل وكانت تريد مساعدته أو التنازل عن بعض حقها فلا حرج في ذلك . سيما إن كانت تتوق إلى النكاح وتخشى العنت .(32/11)
كما ننصح في مثل هذا الأمر بالاستخارة، وقد بينا حكمها وكيفيتها وأثرها في الفتويين رقم: 4823، 19333.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا سبيل إلى الجمع بين أختين في آن واحد
تاريخ الفتوى : 19 ذو الحجة 1427 / 09-01-2007
السؤال
بسم الله...مشكلتي غريبة بالفعل وأعلم ذلك..ولكنني ما تعودت على اليأس أبدا..أنا شاب في مقتبل العمر..ميسور الحال(أستطيع الزواج)..ولكنني في مشكلة كبيرة..أحببت فتاة في قمّة الأخلاق والأدب يقع فيها قول الرسول: خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة..وقد أحببتها لذلك فهي جميلة أيضا..لا توجد مشاكل حتى الآن ولكنى سأعرض مشاكلي في شكل نقاط ولا تستغربوا!!!
1_ تكبرني بخمس سنوات(ولكنها تحبني بدرجة شديدة ومقتنعة تماما).
2_ أحببت أختها والتي لا تقل عنها تدينا بل هي رائعة في تدينها لا تقل عنها شيئا.
3_ أختها تكبرني أيضا ولكن بسنتين وهي تحبني أيضا وبشدة
4_ الاثنتان تحباني بشدة بشدة بشدة وذلك لأنني والحمد لله على خلق ومتدين والحمد لله وذلك سبب حبهما لي..
5_ أخطأت في تعبيري لحبي لهما..وكل واحدة منهما لا تعلم أني أحب الأخرى..
أعلم أنها مشكلة كبيرة ولكن المشكلة الأكبر أن لدي عيبا وهو أنني إذا أحببت شخصا كان من الصعب الشديد أن أتركه أو أستغني عنه. فأنا أحبهما هما الاثنتين بشدة والله العظيم..وفكرت أن أركز مع إحداهما فقط..ولكنني فشلت...أدعو الله أن يرحمني ويوفقني فأسأله الزوجة الصالحة..أطلب من حضراتكم أن توافوني بالإجابة فإنني لم أرتبط من ذي قبل _لتديني وعدم إيماني بالعلاقات غير الشريفة_ وذلك أول حب لي في الله ولا أعتقد أني سأتحمل الصدمة..أرجو سرعة الرد..أتمنى أن تقدروا ظرفي وتسرعوا بالإجابة ولو حتى بالرأي..
وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم بارك الله فيك أنه لا سبيل إلى الجمع بين أختين في آن واحد، فقد حرم الله ذلك بقوله: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ {النساء: 23}
فما الفائدة من حب أختين والحال ما ذكر من عدم إمكانية الوصول إليهما، وعليه فلا سبيل أمامك سوى اختيار إحداهما أو تركهما جميعا، وإذا احترت في أيهما تختار، فعليك بالاستشارة والاستخارة، ونرى من باب الاستشارة أن الكبرى أولى بالاختيار مراعاة لشعورها فإن الصدمة ستكون شديدة عليها إذا تزوجت بأختها الأصغر منها، ولأن الصغرى أمامها فرصة أكبر للزواج من غيرك، ثم عليك أن تصرف قلبك عن(32/12)
الأخرى، وتبتعد عنها، ولا تربطك بها أي علاقة من قريب أو من بعيد، ونحسب بأن زواجك بأحدهما سيخفف عنك أو يزيل عنك الميل إلى الأخرى.
وفقك الله لما يحب ويرضى وجنبك ما أبغض ونهى.
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تقارب سن الخطيبين وخوف المشاكل مع أسرتها ليس عائقا للزواج
تاريخ الفتوى : 19 ذو الحجة 1427 / 09-01-2007
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 36 سنة ، وأريد أن أتزوج خلال الفترة القادمة رغم ضيق ذات اليد ، وقد عانيت كثيراً في ناحية اختيار الزوجة الصالحة التقية النقية حيث إنني أرى أن الزواج لو تم يجب أن يتم من زوجة صالحة تحفظ الله في جميع تصرفاتها وتحفظ زوجها وبيتها وأبناءها، ولكنني حتى هذه اللحظة لم أجد الفتاة التي أتمناها أن تكون زوجة لي ، ولكن لدي أحدى قريباتي وهي تقاربني في السن وقد تكون في نفس سني، وقد أشارت علي والدتي بأن أتزوجها وما لمسته من والدتي أن اختيارها لها لجمالها ، وكان ردي على والدتي بأنها كبيرة وكذلك قد تواجهني بعض المشاكل مع أهلها لا قدر الله حيث إن لديها تقريباً 6 إخوة وطباعهم لا تتسق مع طبعي وكذلك والدتها قوية الشخصية داخل بيتها وتفرض رأيها على جميع من ببيتها ، كذلك فهي غير متعلمة لأمور دينها ولا أعرف إن كانت تصلي أو لا مع العلم بأن البعض قال لي إن نقص دين الزوجة ليس عيبا بل قد تكسب فيها أجرا عندما تعلمها بعض أمور دينها وتفقهها فيه، وكان رد الوالدة بأن الأمر متروك لي بالكامل وعندما قلت لها بعد فترة إنني سوف أتقدم لها إن شاء الله قالت لي إن الأمر متروك لك وأنت حر في الاختيار بالكامل تبرئة لذمتها ، ومع مرور الأيام لم أجد الفتاة التي تناسبني أصبحت لا أجد سواها وأفكر في التقدم لأهلها والزواج بها على سنة الله ورسوله.
فإنني أسألكم واستحلفكم بالله أن تردوا على سؤالي هذا لأنني سبق وأرسلت لكم سؤالا مشابها ولكنكم لم تردوا عليه
وأرجو أن يكون الرد على النقاط الثلاثة :
1-هل تقارب أو تساوي السن بين الزوجين مشكلة في الزواج .
2-هل نقص دين الزوجة قبل الزواج بها من العيوب التي قد تسبب لي مشكلة بعد الزواج .
3-هل احتمال حدوث مشاكل مع إخوانها يجيز لي صرف النظر عنها والبحث عن غيرها .
4-هل اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين قد يسبب بعض المشاكل حيث إنني جامعي و هي لم تكمل تعليمها .
5-هل أتقدم للزواج من هذه الفتاة أم لا .
أرجوكم أن تردوا على سؤالي وبإجابات واضحة دون أن تحيلوني لفتوى سابقة .(32/13)
وفقكم الله وهداكم إلى ما فيه خير المسلمين أجمعين، ومن فرج كربة عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك وأن يلهمك رشدك، أما عن الجواب فنقول:
إن تساوى أو تقارب السن بين الزوجين قد يكون هو الأولى والأحرى للتفاهم بينهما، كما أن التقارب أو التساوي في المستوى الثقافي قد يكون هو الآخر عاملا من عوامل تثبيت الحياة الزوجية واستقرارها، مع أن عكسه وكذلك عكس الحالة الأولى ليس عائقا دائما دون التفاهم والاطمئنان بين الزوجين واستقرار حياتهما الزوجية، فكم من كبير في السن مع شابة تصغره بكثير أو عالم مع جاهلة عاشا ما قدر الله لهما في سعادة وطمأنينة، وكما أن احتمال حدوث المشاكل مع أهل المرأة -إخوتها أو والدتها -لا يشكل عائقا دون الزواج بها لأن احتمال ذلك وارد دائما، فلو اعتبر عائقا يمنع الرجل من التقدم لخطبة من يرضاها لضاق واسع وعسر يسير.
وعلى هذ فنقول للأخ: إذا لم تكن المرأة معروفة برقة الدين أو الإصرار على المعاصي فالأولى أن تتقدم لها إذ في الزواج بها تلبية لرغبة والدتك ولأنك لم تجد ما هو أحسن منها، ثم إنها بحاجة إلى من يعلمها أمور دينها ويوجهها إلى رشدها، فالزواج بها بهذه النية فيه الأجر إن شاء الله تعالى .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ليست جميلة في نظره ويخشى إن ترك خطبتها أن ترتد
تاريخ الفتوى : 07 ذو الحجة 1427 / 28-12-2006
السؤال
بالله عليكم تردوا علي أنا في مشكلة:
لقد تعرفت على فتاة أجنبية دخلت الإسلام من سنة واحدة وكانت منقبة أرتني صورتها بالنقاب عينيها فقط كانت جميلة ووعدتها بالزواج ولكن حدث شيء غريب، أرتني صورتها قبل ما تدخل الإسلام فرأيت وجهها بالكامل كانت غير جميله نهائيا فأصبت بالإحباط
لأني أحب الجمال وحتى إذا تزوجتها فأنا أعرف نفسي سوف أنظر إلى نساء أخرى ويمكن أن أقع في الحرام إذا تزوجتها لأني سأنظر لغيرها لأني أحب الجمال فالجمال مطلوب فهي ليست جميلة
وأنا لدي خياران إما أن أتركها وأبتعد عنها ولكني أخاف أن ترتد الفتاة بسبب الصدمة ولكنها دخلت الإسلام باقتناع فالشيطان يوسوس لي أني إذا تركتها سترتد مع أني أتبادل معها كلمات الغرام عبر الانترنت فإني خائف أن يكون فخ من الشيطان أني إذا تركتها يمكن أن تصدم الفتاه وترتد
ثانيا إذا تزوجتها سأصاب بالإحباط وأنا أعرف نفسي سأنظر لغيرها وربما أقع في الحرام لأنها ليست جميلة(32/14)
كما أني أمامي وقت طويل لأحصل على الوظيفة والمال لكي أتزوج.
أنا مكتئب وفي ورطه بالله عليكم دلوني هل أتزوجها وسأشعر بالاكتئاب طوال حياتي أم أتركها وأخاف عليها بالله عليكم ردوا على أنا محبط وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيها السائل الكريم هو قطع تلك العلاقة الآثمة فورا، وقطع جميع أنواع الاتصال بتلك الفتاة سواء أكانت بالهاتف أو عن طريق الإنترنت. إذ لا يجوز للرجل إقامة علاقة مع امرأة أجنبية عنه ولو كان ذلك لغرض الزواج. كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية:51437، 828، 1072، 1932.
ولكن إن رأى منها ما يدعوه إلى نكاحها أو أراد خطبتها فله أن ينظر إليها أو يسمع منها ما قد يدعوه إلى نكاحها، فإن حصل له ذلك كف عنها وأتم خطبتها وعقد عليها أو تركها وطلب غيرها من ذوات الدين والخلق، ولا حرج في ذلك فإنما شرع النظر إلى المخطوبة ليكون الرجل على بينة من حال خطيبته وليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها فيعقد عليها أوعدمه فيدعها.
وما دمت غير راض عن شكل تلك الفتاة ولا يعجبك جمالها فلا حرج عليك في ترك خطبتها. بل الأولى- والذي ننصحك به- أن تبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق والجمال فذلك أحرى لدوام النكاح وعدم ظلم المرأة. وينبغي أن تتعذر إليها بما لا يكسر خاطرها.
وإن كان إيمانها صادقا فلن يردها فراق خطيب أو فقد حبيب، ولذا قال أبو بكر رضي الله عنه كلمته المشهورة: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 10561.
وأخيرا نوصي السائل بتقوى الله عز وجل ونحذره من معاصيه، فالمسلم ينقاد لأوامر الله تعالى فيرغم نفسه على ما تكرهه من الطاعة وعلى ترك ما تهواه من المعاصي، ومن الخطأ أن يقول المسلم: إما أن أظفر بما تهواه نفسي، أو أقع في معصية الله.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
العاقل من يخطب صاحبة الدين
تاريخ الفتوى : 26 ذو القعدة 1427 / 17-12-2006
السؤال
أحببت فتاة لكي أريدها زوجة لي وصارحتها بكل شيء ، عن حياتي وعما أحلم في تحقيقه وهو أن أتم نصف ديني ، وغيرت في طباعي من أجلها، وشرطت عليها ألا تصاحب فتاة سيئة وفتاة أسوأ منها ووافقت ، وفوجئت أنها ما زالت على صلة بهن، وفوجئت أنها تكلم شخصا آخر، فماذا أفعل ؟ والله المستعان
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/15)
فإذا كانت بينك وبين تلك الفتاة علاقة واتصالات فيجب عليك قطعها والكف عنها، وقد بينا حكم الحب في الإسلام المشروع منه والممنوع، وحكم إقامة العلاقات بين الفتيان والفتيات، فراجعه في الفتوى رقم: 5707، 42729وحتى لو كان ذلك بغرض الزواج وتمت الخطبة؛ ما لم يحصل العقد، فالخطيب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد عليها، وانظر الفتوى رقم: 23725 ، والفتوى رقم: 34337.
وأما ما حصل من تلك الفتاة فنقول لك: انظر في دينها وخلقها فإن كانت ملتزمة لكن حصلت منها هنة فإن ذلك لا يؤثر ولا ينبغي أن يكون سببا لتركها والإعراض عنها. وقد بينا سمات وصفات الزوجة الصالحة التي ينبغي الحرص عليها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18781، 10561، 8757، 1422.
فانظر في حال من تريدها زوجة لك فإن كانت متصفة بتلك الصفات فاحرص عليها، وأما إن كانت غير ذلك وإنما تظهر الالتزام لاستدراجك فحسب فلا ينبغي أن تحرص عليها، بل احرص على الظفر بذات الدين، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا ترغب بقريبها لقلة دينه وتقدم لها صاحب دين وأبوها يرفضه
تاريخ الفتوى : 19 ذو القعدة 1427 / 10-12-2006
السؤال
أنا أختكم عدت من جديد وعسى الله يجزيكم الخير والعطاء الكثير
لقد رفضت ابن خالتي الذي هو قليل الدين وأبي للأسف رفض الرجل الملتزم الذي تقدم لي بحجة أنه لا يعرف عنة الكثير ولكن أهل هذا الرجل متمسكون بي كثيرا ويريدونني لابنهم وقالوا لأبي إننا سنعطيك مهلة شهر حتى ترد علينا بقناعة وبدون تردد
أنا فرحانة ولله الحمد أن هؤلاء الناس متمسكون بي ولا يريدون غيري لولدهم هذا من دينهم
أما الآن فأنا أحاول عدم التفكير في هذا الرجل لأنه ممكن أبي يرفضه بعد الشهر( سوف يكون إن شاء الله في ذي الحجة)
حلمت أمس في الليل :
كأن أخي الكبير يغلط على هذا الرجل الملتزم ويقول إنه اكتشف عنه أشياء غير جيدة وأنه (مش كويس)
وكان أهلي يقنعونني بابن خالتي الذي رفضته ولا أريده وكلهم يعرفون ذلك
هذا الحلم عكس الواقع تماما"
فأنا لا أريد ابن خالتي أصلا" ومتعلقة في التزام الرجل الآخر على الرغم من أننا لم نر بعضنا لكني متمنية ومتعلقة به لالتزامه وهو كذلك بالنسبة لي للالتزام فقط
أما أنا فأحاول أقناع أمي بهذا الرجل إلا أن أبي لا يرغب به(32/16)
لا أحاول أن أعطي نفسي الأمل بموافقة أبي، يا شيخ أعاني نفسيا" من هذا الموضوع كثيرا كثيرا لأن إذا أهلي يرفضون الملتزمين سوف آخذ من؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك، ويهيئ لك من أمرك رشدا، ويرزقك زوجا صالحا، تقربه عينك، وتسعد به نفسك في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.
وأما ما سألت عنه فجوابه أن رفضك للخاطب غير الملتزم صواب وهو الأولى، وقبولك لصاحب الدين والخلق وحرصك عليه صواب أيضا، ولا ينبغي لولي أمرك رفضه ما دام كفؤا، وإن كان ذلك لغير سبب معتبر فهو عضل، والعضل محرم شرعا لما يترتب عليه من الفتنة والفساد الذي نهى عنه الشارع الحكيم، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد بينا حكم العضل وما للمرأة إذا ثبت عضلها، وذلك في الفتوى رقم:7759، والفتوى رقم: 25815 .
والذي ننصحك به أيتها الأخت الكريمة أن تتلطفي في إقناع أبيك، وأن توسطي من يقنعه ممن له كلمة ووجاهة عنده تبيني له رغبتك فيه، فإن أبى وأصر على رفضك دون سبب معتبر فالأولى لك الصبر، وسيعوضك الله خيرا ولك رفع الأمر إلى القاضي ليلزمه بالقبول والموافقة أو يحول الولاية إلى غيره.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن يعمل في تزيين النساء
تاريخ الفتوى : 09 ذو القعدة 1427 / 30-11-2006
السؤال
أرجوكم الرد بسرعة على استشارتي : تقدم لي شاب لخطبتي لكنه يعمل (مزين نسائي) وأنا فتاة ملتزمة، لكنه مستعد للعمل في عمل آخر إذا أردت، لكنني مترددة جدا ولا أستطيع التفكير أبدا، صليت صلاة الاستخارة مرتين لكنني لم أفهم من الحلم شيئا، مرة حلمت أنني أشرب من حنفية ماء، شربت كثيرا لكنني لم أرتو جيدا، ومرة حلمت بأن مديري في العمل أطلق الرصاص علي وشاهدت الدماء على وجهي لكنني لم أمت. ماذا علي أن أفعل لكي أتخذ القرار السليم فأنا لا أريد أن أظلم الشاب بقرار لا يعجبه وفي نفس الوقت أفكر بأنه شخص طيب جدا وممكن أن لا يتقدم لي بعده أي شاب ؟
أرجوكم الرد بسرعة وجزاكم الله خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/17)
فقد ذكرنا في فتاوى سابقة بأن من حق المرأة أن تقبل الرجل المناسب لها إذا كان مقبولا في دينه وخلقه وترد من لا ترغب فيه ولو كان ذا دين وخلق، لأنه لا يلزم المرأة القبول برجل بعينه ولو كان صالحا، وردها لمن تقدم إليها ليس فيه ظلم له وانظري الفتوى رقم : 74662 ، ونصيحتنا لك أن تكثري من دعاء الله تعالى، وأن تطرقي بابه فهو أكرم الأكرمين وهو أرحم بك من نفسك، وإذا تركت هذا الرجل لله تعالى فسيعوضك الله خيرا منه .
وأما هذا الرجل الذي يعمل في تزيين النساء فنرى أن تعرضي عنه لأن مكسبه حرام وهو يمارس الحرام، ولو كان صادقا مع الله تعالى لترك هذا العمل بلا قيد ولا شرط ، يسر الله لك أمرك ورزقك زوجا صالحا مستقيما .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التوافق الاجتماعي بين الخاطبين
تاريخ الفتوى : 09 ذو القعدة 1427 / 30-11-2006
السؤال
ما هو مفهوم التوافق الاجتماعي بين الطرفين من وجهة نظر الدين؟
بمعنى آخر ، على أي أساس أحكم على من أرغب الزواج منها إن كانت متفقة معي اجتماعيا أم لا؟
وهل التوافق لابد أن يكون بيني وبينها أم أيضاً يكون بين أهلي وأهلها؟
مع العلم من أن الفتاة وأهلها متدينون ويتمتعون بالسمعة الطيبة وأسرتي وأسرتها متقاربتان في المستوى العلمي والتعليمي، فهل هذا كل شيء أم يوجد أشياء أخرى للحكم على المستوى الاجتماعي من وجهة نظر الدين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تكافؤ الزوجين في المستوى التعليمي والثقافي والمادي وفي الحالة الاجتماعية لا شك أن له دورا كبيرا في خلق جو من التفاهم بين الزوجين وقيام كل منهما بواجبه اتجاه الآخر، الأمر الذي يدعو إلى تقوية الرابطة الزوجية واستمرارية تلك العلاقة وهذا أمر مهم يحث عليه الشارع ويدعو إلى كل ما ينميه.
لكن الشارع يحث على الدين ويقدمه على باقي الاعتبارات الأخرى، قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
قال الإمام المناوي في فيض القدير: فاظفر بذات الدين أي اخترها وقربها من بين سائر النساء ولا تنظر إلى غير ذلك (تربت يداك) افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل. انتهى كلامه.
هذا، وللمسألة بعد فقهي حيث تسمى في الفقه بالكفاءة وهي محل خلاف بين المذاهب الفقهية، فمنهم من يرى أن الكفاءة تكون في الدين وفي غيره كالنسب والصنعة ونحوها، وسبق تفصيله في الفتوى رقم: 19166.(32/18)
والكفاءة معتبرة من جهة الرجل لا من جهة المرأة أي أن الرجل يطلب أن يكون مكافئا للمرأة في الأمور التي تطلب الكفاءة فيها، علما بأن الكفاءة في غير الدين ليست شرطا في صحة النكاح، فللمرأة أن ترضى بغير الكفء، وما نختاره ونفتي به هو مذهب المالكية، ورجحه ابن القيم فقال في زاد المعاد: فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الكفاءة في الدين أصلا وكمالا، فلا تزوج مسلمة بكافر ولا عفيفة بفاجر، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرا وراء ذلك، انتهى كلامه. وانظر الفتوى رقم: 2346.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما تفعله البنت إذا رفض أبوها تزويجها من ذي الدين
تاريخ الفتوى : 07 ذو القعدة 1427 / 28-11-2006
السؤال
أنا فتاة عمري 18 سنة تقدم إلي شاب مؤمن يصلي فأبي لم يوافق لأن الشاب سني والوالد غير سني، مع العلم بأن الوالد لا يهتم بنا ومتزوج بامرأة أخرى لا يقوم بزيارتنا ولدي دليل بأنه يتعامل مع السحر والوالدة قدمت عليه شكوتين بالمحكمة ألا وهي قضية النفقة وقضية الطلاق، علما بأن الوالدة موافقة على هذا الشاب وكذلك أنا لكن الوالدة تنتظر موافقة الوالد، وأعلم أن محكمة دولتنا تتبع المالكية فلا يزوجون البنت إلا بموافقة ولي الأمر, علما بأنني أنا أكبرهم من الأطفال ولا نتعامل مع عمي لذا لا يمكن لأحد أن يزوجني وأكبر أخ لي عمره 13 سنة وهو بالغ وليس لدي خال لكي يزوجني، فما الحل، أرجو الرد على سؤالي بأقرب وقت ممكن والرجاء الرد عن طريق البريد الإلكتروني؟ مع جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بتوسيط من له وجاهة على والدك كي يعطي موافقته، أو تطلبي منه أن يوكل غيره ممن تثقين فيه ليتولى أمرك فيزوجك من هذا الخاطب أو من غيره من الأكفاء، فإذا لم يتيسر شيء من ذلك ورفض تزويجك لهذا الخاطب فلم يبق إلا أن ترفعي أمرك للقاضي ليجبره على إجراء النكاح أو يحكم بسقوط ولايته فيتولى القاضي ذلك بنفسه، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 998.
وعضل الولي موليته إثم عظيم، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
وننبهك إلى أن إذن الولي شرط لصحة النكاح لدى الجمهور وليس المالكية وحدهم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 74027، وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 99، والفتوى رقم: 74417.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/19)
-ـــــــــــــــــــ لا بأس باختيار أي الخطيبين شئت
تاريخ الفتوى : 28 شوال 1427 / 20-11-2006
السؤال
كنت أحب شخصا وهو متدين وعلى خلق واتفقنا على الخطوبة، ولكن والده رفض وامتثل هو لرأي والده ومرت الأيام وتكلم معي ابن خالتي وقال لي إن كان موضوع حبك الأول انتهى أتقدم لخطبتك فقلت له انتهى واتفقنا على أن يتقدم لكن بعد ستة أشهر أدرس الموضوع وخلال هذه الفترة ظهر الشخص الأول الذي كنت أحبه، وقال لي أنا على استعداد تام للزواج منك، وأنا أعرف أنه يستطيع أن يتزوجني وأن أهله قد وافقوا على إتمام الخطوبة وأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل مع ابن خالتي وماذا أقول له، وأنا في حيرة وأنا أتمنى الشخص الذي كنت أحبه عن ابن خالتي وأخاف من الله أن تركت ابن خالتي، مع العلم بأني لا أحبه مثل الشخص الذي كنت أحبه، فأرجو الإفادة بالله عليكم؟ وجزاكم الله خيراً، وجعلها فى ميزان حسناتكم لما تقدمونه من خدمات.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك من الناحية الشرعية أن تقبلي من شئت منهما، ولا يلزمك الموافقة على واحد منهما، ونصيحتنا لك أن تقبلي منهما من كان أفضل ديناً وخلقاً، وتعتذري للآخر، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
واستخيري الله تعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 19333.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التفريق بين المرأة وزوجها
تاريخ الفتوى : 27 شوال 1427 / 19-11-2006
السؤال
أنا شاب عمري 23سنة وقد تخرجت من كلية الصيدلة، وهناك تعرفت على فتاة ذات جمال وهي تصلي لكنها غير محجبة وتكونت بداخلي عاطفة تجاهها، وهي الأخرى لديها نفس العاطفة تجاهي، ولكن حصل سوء فهم بيننا مما أدى إلى تفرقنا لفترة ثم بين كل واحد منا للآخر ما بداخله حتى تفاهمنا ولكن خلال تلك الفترة اللتي افترقنا بها قامت هي بقبول شاب آخر على أساس أنها يئست مني ولكن بعدما تفاهمنا أنا وهي وكبر الموضوع عندي من ناحية العاطفة إذ هي تصدمني بأنها قد عقدت قرانها مع ذاك الشاب في الفترة التي افترقنا بها ولكن دون أن يدخل بها أي أن الزواج لم يكمل فقمت أنا بتحريضها على ترك ذاك الشاب وفسخ العقد الذي تم كي أتمكن من الزواج منها ولكن بعد أن تم المراد تكون بنفسي هاجس أنها قد تكون(32/20)
غير صالحة لي وأنا في حيرة من أمري فساعة أرغب في الزواج بها لما في نفسي من عاطفة تجاهها وساعة أرى أنه قد يكون من غير الجائز أن أفكر فقط في هذه الطريقة الضيقة فما أفعل الآن وقد ارتكبت هذا الفعل إذا أني حرضتها على ترك زواجها والآن أنا في حيرة من أمري والذي يعقد الموضوع أن أهلها غير موافقين من الناحية المبدئية على ارتباطي بها وذلك لأنها من بلد عربي وأنا من بلد عربي آخر وهناك مشاكل في بلدها مما أيضا يجعل الوصول لذلك البلد من قبلي أنا وأهلي بقدر لا يستهان به صعبا فهل أتزوج بها بغض النظر عن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك)كي أعوض عنها ما سببته لها من أذى إذ أني جعلتها تترك ذاك الشاب وتفسخ عقدها أم أني أعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وأسحب عهدي الذي عاهدته لها بأن أحاول أن أقنع أهلها بأن يقبلوا بي وماذا أفعل بذنبي الذي ارتكبته نتيجة لاتباعي عاطفتي وحرضتها أن تترك ذاك الشاب رغم عقد قرانهما ولكن دون أن يتم الزواج علما أني والله الشاهد لم أفعل أي فاحشة معها من أي نوع إذ لم ألمسها أو أقبلها أو أفعل أي شيء من هذا
القبيل ولكن كنت أتكلم معها كلاما فيه الغزل بالمرأة. أعلم أني قد أخطأت ولكني أريد الرجوع إلى الله فأفيدوني يرحمكم الله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما فعلته من تفريق بين المرأة وزوجها هو التخبيب الذي حرمه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أفعال السحرة والشياطين، وانظر الفتوى رقم : 47790 ، فعليك بالتوبة إلى الله تعالى من هذا الذنب العظيم ومن علاقتك بهذه المرأة إذ أنها أجنبية عنك ، وأما الزواج بها فهو جائز وليس بواجب ولكن لا بد من موافقة ولي أمرها، ونحن ننصح باختيار ذات الدين، فإذا تحجبت هذه المرأة والتزمت بواجباتها فالأولى الوفاء لها بما عاهدتها عليه .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
لا تقدم على نكاح فتاة ما لم تتبين حالها في الدين والخلق
تاريخ الفتوى : 23 شوال 1427 / 15-11-2006
السؤال
كنت قد سألت سؤالا قبل هذا و لكن لم يتم الرد عليه بسرعة، ولكني بحثت عن أسئلة مشابهة فوجدت مثله تماما في حيرتي أن أتزوج من فتاة تعرفت عليها عن طريق النت وكانت منتقبة وفعلت معها مقدمات الزنا ولكني والحمد لله تبت إلى الله تعالي واستخرت الله في أن أتزوجها ولقد رأيت في منامي أن امرأة منتقبة تصلي في بيتي وظننت أنها هي بمن أخطأت معها و لكن بعد انتهائها من صلاتها كشفت لي النقاب فلم أجدها هي و لكن وجدت امرأة أخرى ارتحت لها جدا , فما تفسير ذلك؟ و هل هذا يكفي للحسم في الأمر؟ أجيبوني سريعا جزاكم الله كل خير.
الفتوى(32/21)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بتفسير ما رأيت في منامك، ولكن قد سبق أن بينا أن مجرد الرؤيا لا يبنى عليها حكم، وأن الرؤيا بعد الاستخارة ليست دليلا للإقدام على الأمر أو الإحجام عنه، وراجع في هذا الفتويين: 11052، 18807، فالذي نوصيك به إن أردت الزواج من هذه الفتاة أن لا تقدم على ذلك حتى تتبين حالها في الدين والخلق بسؤال من هم أعرف بها من الثقات، فإن تبين لك بأنها أهل لأن تكون لك زوجة فيمكنك أن تتقدم لخطبتها من وليها، فإن كان في زواجك منها خير فسييسره الله تعالى لك بإذنه ما دمت قد استخرته فيه، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 23921.
وقد أحسنت في توبتك مما قد فعلت من منكر مع هذه الفتاة، ونوصيك بسد كل ذريعة قد تقودك إلى الوقوع في مثله في المستقبل، ومن ذلك محادثة الفتيات عبر النت فهي سبب لكثير من الفساد، وراجع الفتوى رقم: 11507.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا حرج في نكاح فتاة يعمل والدها مصورا
تاريخ الفتوى : 23 شوال 1427 / 15-11-2006
السؤال
عرضت علي أخت للزواج، لها نصيب من الجمال، وطيبة، وأبوها ملتح ويصلي، ولكنه يعمل مصوراً، فهل كل كسبه حرام، علما بأنه يصور الصور الضرورية وغيرها، وهل تنصحونني بالزواج من ابنته، وإذا تزوجتها فهل يحق لي أن أزور أصهاري وآكل عندهم، وأقبل هداياهم؟ وفقكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم العمل في مهنة التصوير وفصلنا القول فيها وفيما يكسبه العامل منها، وذلك في الفتوى رقم: 27630.
ومهما يكن من أمر فلا حرج عليك في الزواج من تلك الفتاة وإن كان والدها يمتهن تلك المهنة، وينبغي أن تنصحه ليقتصر في عمله على الأمور المباحة ليطيب مطعمه ومطعم أهله، فيبارك الله له ويرزقه من حيث لا يحتسب.
فإذا أخبرك أنه إنما يعمل الأمور المباحة فاقبل منه واطعم من مطعمه، وإلا فلك أن تتورع عما قد يكون فيه شبهة من الحرام من طعامه أو هداياه، وانظر تفصيل القول في ذلك في الفتوى رقم: 6880.
ولا يعني عدم عدم الأكل من طعامه أو عدم قبول هديته تورعا هجره وترك زيارته، بل ينبغي أن تزوره وتنصحه ما سنحت لك فرصة بذلك، وإذا استطعت مساعدته في الحصول على عمل غير ذلك مما ليست فيه شبهة فافعل، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/22)
ـــــــــــــــــــ
الظفر بذات الدين غاية الغايات
تاريخ الفتوى : 22 شوال 1427 / 14-11-2006
السؤال
في البداية أود أن أشكركم على جهودكم الجبارة في خدمة المسلمين راجيا الله تعالى أن يوفقكم إلى كل ما هو خير للناس أجمعين.
أنا شاب أعمل مهندس كومبيوتر تعرفت على فتاة وهي أيضا مهندسة تعلقت بها وأعجبت بفكرها وثقافتها قبل شكلها ثم بعد ذلك أحسست أنني أحبها وأنها هي الفتاة المناسبة لي , لكن عندي حيرة وجدا تؤرقني وهي أن هذه الفتاة تنتمي إلى مذهب مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد لا أخفيك أنني فاتحتها بموضوع الخطبة والزواج وتكلمت معها بموضوع الدين حتى أنها هي غير محجبة وأنها ستتحجب وهي تحبني حبا جما وأحس منها أنها تريد أن تفعل كل شيء كي ترضيني حتى أنها قالت لي بأنها صارت تحب أن تقرأ عن الدين ليس فقط إرضاء لي بل لأنها تحس بأنها مقصرة كانت في ذلك وأنني كنت نوعا ما عامل مشجع لها كي تهتم أكثر بأمور دينها.. المشكلة عندي أنني من داخلي أحبها وأحس بأنها مناسبة لي حتى أنها من عائلة محترمة وكريمة والذي يزيد تعلقي بها بأنها ستكون كما أريدها من حيث الالتزام بالدين كل ذلك يجعلني أتعلق بها أكثر فأكثر لكنني بنفس الوقت عندي المشكلة السابقة معها مع العلم بأنها صارحتني بأنها ستكون مثلي حتى أنها أصبحت تصلي كما نحن السنة نصلي وتسألني عن كثير من الأمور عن المذهب السني , في البداية قلت بنفسي يمكن هي تفعل ذلك فقط من أجل إرضائي لكن بصراحة أحسست بأنها تفعل ذلك عن قناعة خصوصا بأنها ذات شخصية قوية وعقل منفتح وهي لا تقوم بشيء إلا عندما تكون مقتنعة به، أرجوكم أن تسدوا لي النصيحة فأنا في حيرة من أمري حيث أجد بعض المقربين لي ينصحوني لماذا تريد الارتباط بها ولكنني بنفسي أحبها وأجد فيها الصدق وأستطيع أن أقول إني أحبها , فماذا أفعل أرجوكم أن تفيدوني بنصيحتكم ؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
قال الإمام المناوي في فيض القدير: قال القاضي: عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذورن، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمره بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار، والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة . انتهى كلامه(32/23)
والذي يظهر أن هذه الفتاة غير متدينة حالا، ولا تضمن تدينها واستقامتها مستقبلا، وعليه فلا ننصحك بالزواج بها، كما أن الاختلاف بينك وبينها في الاعتقاد عامل آخر لا يساعد على استقرار الحياة الزوجية، التي تقوم على الانسجام والتقارب في كل شيء، وقد سبق الجواب عن الزواج بالمخالف في الاعتقاد، في الفتوى رقم: 1449، فلتراجع .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رضا المرء بذات الدين والخلق وعدم التطلع إلى غيرها
تاريخ الفتوى : 21 شوال 1427 / 13-11-2006
السؤال
انصحوني إخوتي في الله... أنا شاب مقبل على الزواج خلال الأيام المقبلة من فتاة حين اخترتها قصدت بها أولا وأخيرا دينها والتزامها... وهي ذات حسب ومال وخلق.. ووجدت فيها ما يكفي لأن تكون زوجة المستقبل، ولكن مشكلتي تكمن بأنها ليست على قدر فائق من الجمال، وما يزيد همي بأني كنت قبل أن يهديني الله منذ عدة سنوات على اختلاط كثير مع البنات ومنهن من كن في غاية الجمال وعملي الحالي يوجد به الكثير من الفتن فهنا تصبح المقارنة، وطلبت من خطيبتي أن تكشف عن شعرها لمرة كي أراها ولكنها رفضت (مع العلم بأن أمي قالت لي إنها جميلة بدون حجاب)، فماذا أفعل مع العلم بأني متمسك بها لشدة أخلاقها وحيائها الذي لم أجده في سابقتها، ومع العلم بأني قبل الإقبال على الخطوبة صليت الاستخارة لمرات عديدة ودعوت الله وتوكلت عليه، فماذا أفعل والوسواس يطاردني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نصيحتنا لك هي أن تقبل بهذه المرأة صاحبة الدين والخلق والجمال الذي لم يصب محلاً من نفسك، وننبهك إلى أن النفس لا تقنع بما بين يديها من مال وفتن وجمال، فهي دائماً تطلب المزيد، فمن تبعها قادته إلى الردى، ومن دانها قادها إلى الفلاح، وفي مسند أحمد وسنن الترمذي عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله.
والعلاج لحالك يتمثل في الآتي:
أولاً: حاول الابتعاد عن أماكن الفساد والاختلاط قدر طاقتك، وأن تبحث لنفسك عن عمل آخر لا اختلاط فيه، فإن اضطررت إلى ذلك فعليك أن تحصر ذلك في حدود ضيقة، وبالقدر الذي يحتاجه العمل.
ثانياً: عليك بغض البصر، فإنه طهارة لنفسك، ونقاء لقلبك، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}.(32/24)
ثالثاً: خطيبتك قبل عقد النكاح كأي أجنبية، فلا يحل لك أن تخلو بها ولا أن تنظر إليها، إلا نظرة الخطوبة التي على أساسها تقرر الإقدام أو الإحجام، أما الاسترسال في ذلك فلا يجوز.
رابعاً: أكثر من دعاء الله تعالى أن يقنعك بأهلك، وأن يقذف في قلبك الإعراض عن المحرمات.
تنبيه: ضعف الشيخ الألباني الحديث المذكور في الفتوى: الكيس من دان نفسه.. إلخ، ولكننا وجدنا كثيرا من الحفاظ والأئمة يستشهدون به بدون أن يشيروا إلى ضعفه، ومن هؤلاء ابن حجر في فتح الباري، وشيخ الإسلام في فتاواه، وابن القيم في مدارج السالكين وغيرهم كثير.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يقبل زوجا من يشاهد الصور الإباحية
تاريخ الفتوى : 20 شوال 1427 / 12-11-2006
السؤال
خطيبي يهوى الصور الإباحيه كيف أتصرف، علما بأنه مستقيم وأنا أخاف من تأثير هذه الصور عليه.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة الصور الإباحية شر وبلاء مستطير، ووسيلة للوقوع في الزنا، فإن كان خاطبك مبتلى بهذا الأمر فالواجب أن ينصح ويذكر بالله تعالى، فإن كان مستقيما -كما ذكرت- فهو أرجى لأن ينتهي عن ذلك، فإن فعل فبها ونعمت، وأما إن أصر على الاستمرار في هذا الفعل فلعل الأولى بك فسخ الخطبة؛ إذ ربما لو تم الزواج وهو على هذا الحال تعسرت المعاشرة، وكثرت المشاكل، وصعب الحل، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتاوى:
27253، 1256، 35230، .
وننبه إلى أن المرأة أجنبية على خاطبها، فلا يجوز لها تمكينه من الخلوة بها أو محادثته إلا لحاجة، وتراجع الفتوى رقم: 50421.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم ترك التزوج بامرأة صالحة لكون أهلها فاسقين
تاريخ الفتوى : 20 شوال 1427 / 12-11-2006
السؤال
هل يجوز أن أترك زواجا بهذا المرأة بأني أظن أهلها لايعتبرون نظيفة ويسارعون طلاقا وأهلي لا يوافقون بسبب هذا. لكنها صالحة. هل يغضب الله علي إن تركتها ؟
جزاكم الله خيرا كثيرا(32/25)
( عفوا لا أعلم اللغة العربية جيدا)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح بما فيه الكفاية، وجوابنا سيكون عن حكم ترك الزواج بامرأة صالحة بسبب أن أهلها غير صالحين وسيعملون على تطليقها، وعن حكم مخالفة الأهل في الزواج بها : والجواب هو : أن تركك للزواج بهذه المرأة لا حرج فيه لأنه لا يتعين عليك الزواج بها، وأما زواجك بها دون رضا أهلك فهو صحيح؛ إلا أن رضا الوالدين مقدم على الزواج بامرأة معينة إذا كان رفضهما لها لغرض شرعي، وهو كون أهل هذه الفتاة غير صالحين وسيسعون في تطليقها منك .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من امرأة تنتمي إلى أسرة سيئة السلوك
تاريخ الفتوى : 17 شوال 1427 / 09-11-2006
السؤال
لنا أخ متعلم ويعمل مدرسا.. وعلى علاقة بفتاة منذ 8 سنوات وكلنا غير راضين على هذا الزواج بسب سوء سلوك كل أفراد أسرة هذه الفتاة.. الأم تعمل أعمال شياطين.. والأب له حوادث زنا كثيرة.. وأخونا مصمم على الزواج منها وهو لا يستطيع الذهاب بدوننا لأنه يحب رضانا.. وإلا كان تزوجها منذ سنين.. فماذا نعمل.. نذهب معه أم لا، وهل لو ذهبنا معه نكون خالفنا الشرع بهذا النسب السيء السلوك، مع العلم بأنه لم يف بحقوق الله عز وجل في جميع العبادات حتى الصلاة فما الحل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تمكنتم من إقناعه بالعدول عن هذا الزواج، واختياره أسرة معروفة بالصلاح والحشمة والأدب فهو الأولى والأفضل، وإن أصر على موقفه وخشيتم وقوعه في الحرام فإن موافقته على هذا الزواج متعينة تخليصاً له من الحرام وجمعاً لهم على شرع الله تعالى، وخاصة إذا كانت المرأة التي يريد الزواج بها ليس عندها ما عند أهلها مما ذكرت.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تتزوج بخطيبها الذي جرها إلى الرذيلة
تاريخ الفتوى : 10 شوال 1427 / 02-11-2006
السؤال
أنا فتاة عمري 26 سنة. مخطوبة منذ 6 سنوات لرجل لا يصلي، يشرب، يزني،...جرني إلى الرذيلة وحصل المكروه.أنا مرة أتوب مرة أضعف.لا أحب ما(32/26)
أنا عليه. وأريد أن أطيع الله، لكني أفتقد الرفقة الصالحة، قررت الانفصال عن خطيبي، لكنه رفض وانقطع عن الشرب وبدأ يصلي ولكن ليس برغبة جارفة جدا كما أتمنى أن نصبح، لكن لا أريد أن أصر عليه كثيرا كي لا يتراجع.
هل هناك أمل في أن يصلح حاله؟ وكيف؟ هل تغيره الذي كان بسبب الانفصال سيزول مع رجوعنا لبعضنا؟ كيف يمكن أن أساعده وأساعد نفسي؟ هل أغامر وأتزوجه؟
تقدم لخطبتي حاج لا أحبه لكن سيعطيني الإيمان والتوبة اللذان أتوق إليهما. وأنا لست بكرا ولا أستحقه؟
ماذا أفعل أريد أن تدلوني إلى الطريق الصواب وإلى كيفية تنمية الإيمان داخلي.أرجوكم أعينوني ودلوني بسرعة ولكم جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على الأخت السائلة المسارعة بالتوبة مما اقترفته من الآثام، ويجب عليها أن تتعامل مع هذا الرجل كغيره من الأجانب، فلا تخلو به ولا تكشف أمامه حجابها ونحو ذلك من الأحكام، وأما الزواج فإذا لم يكن هذا الرجل تاب مما ذكرت عنه توبة صادقة - والغالب أن التائب المنكسر لا يخفى ظاهره على من يعرفه- فلا ننصحك بالزواج منه.
بل إنا ننصح بالإعراض عنه وفسخ خطوبته، فمن كان مصرا على هذا النوع من الكبائر فلزوجته الحق في طلب الطلاق منه، فما بالك بمن كان مجرد خاطب.
ولتتزوجي من تقدم لك ممن كان مرضيا في دينه وخلقه فإنه إن شاء الله تعالى يدلك على الخير ويعينك على الاستقامة والتوبة.
وزيادة الإيمان وتنميته تكون بكثرة تلاوة كتاب الله عز وجل بتدبر مع أداء الفرائض واجتناب المحرمات، والصحبة الصالحة من نساء صالحات، أو زوج تقي من أهم ما يعين على ذلك كله، نرجو الله عز وجل لك صدق التوبة والثبات على الاستقامة وحسن الخاتمة، أما ذلك الرجل فإنا نذكره بخطورة المعاصي من شرب الخمر وارتكاب الزنى وترك الصلاة أو التكاسل في أدائها، وندعوه إلى التوبة من ذلك قبل أن يباغته الأجل فيندم حين لا ينفع الندم، وليعلم أن تأخير التوبة معصية تجب التوبة منها.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من فتاة والدتها وأخوالها صم وبكم
تاريخ الفتوى : 26 رمضان 1427 / 19-10-2006
السؤال
أرغب بالزواج من فتاة والمشكلة أن والدتها وأخوالها صم وبكم، وإخوة الفتاة وأبناء أخوالها كلهم يتكلمون ويسمعون، فهل أبتعد عن هذه الفتاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس؟ وبارك الله فيكم.(32/27)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن هذا الحديث قد ضعفه أكثر أئمة الحديث، وتراجع في هذا الفتوى رقم: 24520.
لكن إذا ثبت طبياً أن هذه الحالة وراثية ويمكن أن تنتقل من الأجداد إلى الأحفاد، فينبغي تجنب الزواج بهذه الفتاة، مع أنه لا حرج فيه في الأصل.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا بأس بقبول صاحب الدين زوجا وإن كان في أخلاقه نقص
تاريخ الفتوى : 18 رمضان 1427 / 11-10-2006
السؤال
يقول أحد أصدقائي إن لديه بنتا وقد تقدم إليها الكثيرون ولكن لم يجد الرجل المناسب أي الذي تحدث عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " من جاءكم ترضونه في دينه وخلقه ....".إلى آخر الحديث ولكن تقدم إليها بعض من الشباب ولديهم أخلاق عالية ولكنهم مقصرون في بعض الأمور الدينية مثلا في اختلاس بعض الأموال, يكذبون ويشربون الخمر والبعض الآخر عكس ذلك تجدهم ملتزمين في دينهم ولكن ليس لديهم أخلاق والبعض الآخر يأخذون قروضا ربوية ومن ثم يشترون بيوتا ويطلبون الزواج من ابنته ويقول إن ابنته قد تقدمت في السن، حوالي الثلاثين سنة. فما هو الحل في ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي العادة أن الدين والأخلاق لا يفترقان لأن الأخلاق هي جانب الدين الثاني، فالدين عبادة ومعاملة، علاقة بين العبد وربه، وعلاقة بين العبد وبين الناس وهي الأخلاق، ومن فرط في هذا الجانب كان في دينه خلل ونقص ، ومع ذلك فإن من يرضى دينه أفضل ممن ليس لديه دين ولو كان ذا أخلاق طيبة لأن الدين هو الحاجز والمانع للإنسان من الظلم ومن هضم حقوق الغير وهذا ما يريده الولي لابنته ، فهو يريد أن يزوجها من إذا أحبها أكرمها، وإذا أبغضها لم يظلمها، وهذا في الغالب لا يتوقع إلا من صاحب الدين، فنرى لهذا الولي أن يزوج ابنته صاحب الدين وإن كان في أخلاقه نقص، ولا يتأخر في زواجها حتى لا يفوتها قطار الزواج .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزويج الأخت ممن يحل الأعمال عن طريق القرآن
تاريخ الفتوى : 11 رمضان 1427 / 04-10-2006
السؤال(32/28)
ما حكم من يقومون بحل الأعمال عن طريق القرآن، فهم يقومون بعمل حجاب للإنسان وفي بعض الأحيان للحيوان، المشكلة أن أختي خطبت لواحد من هؤلاء مع أني أعرف أنه يعمل كذا، لكن والله لا أعرف كيف أنا وافقت، وفي هذا الوقت أنا لا أطيق أقعد في البلد، ولا أطيق أن أراه، والمشكلة أنه قريب إلى أمي وأنا فعلا سافرت من البلد ووالدي متوفى وأخواتي الكبار غير الأشقاء ليس لهم أي رأي، ماذا أعمل مع أني تكلمت معه وقال لي إن ألفيتني يوما أعمل خطأ، فلتحاسبني مع أن سيرته في البلد ممتازة، هو ووالده رحمه الله، فما الحل؟
وجزاكم الله خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعا من حل أعمال السحر بالقرآن الكريم وذلك بقراءته على المسحور مثلا، وأما كتابته كحجاب وتعليقه على المصاب فقد اختلف فيها أهل العلم، والراجح من أقوالهم هو المنع، ولا يجوز حل السحر بسحر مثله، وسبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم : 10981 ، نرجو أن تطلع عليها ، وعلى ذلك فإن كان زوج أختك يرقي بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة وأنت لم تشاهد عليه ما يخالف ذلك، وسلوكه يشهد بأنه مستقيم فلا سبيل لك عليه ولا داعي للقلق، أما إذا علمت أنه يخالف ما يقول ويتعاطى السحر ويعمل به فعليك أن تنصحه وتأمره بالمعروف وتنهاه عن هذا المنكر العظيم، وتحذره من عقوبه الله عز وجل لمن أشرك وتعاطى السحر، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوى رقم : 41084 ، والفتوى رقم : 48976 .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزويج البنت دون التأكد من دين وخلق الزوج
تاريخ الفتوى : 09 رمضان 1427 / 02-10-2006
السؤال
بعد أن تم عقده على أختي في الجزائر، وقد تضمن العقد إيجابا وقبولاً وشهوداً ووليا، أصبحنا نكتشف أن كل ما قاله لنا الشاب من قبل كان محض افتراء وذلك مثل أن له أوراقا في فرنسا وأنه لا يحتاج إلى أختي في ذلك، كما أنه كذب عندما سألناه عن عمله، وغير ذلك من الأشياء الشخصية التي يندى لها الجبين، فهل يعتبر قد زور على أختي وعلى وليها، مع العلم بأنهما عندما أتيا إلى فرنسا وتمادى كذبه طلبت أختي الطلاق وطلقا لدى المحكمة الفرنسية وألغي بذلك العقد الذي عقداه هنا بفرنسا، ولكن السؤال عن العقد الشرعي الذي عقداه في الجزائر هل يمكن فسخه من جانب واحد كي تتمكن أختي من الزواج ولا تبقى كالمعلقة، إذ أن الرجل لا يريد أن يطلقها أمام شهود هنا، وقال إن ذلك لن يكون إلا عندما يعود إلى الجزائر، والذي أظنه والله اعلم أنه لا يزال يعتقد أن أختي يمكنها أن تعينه على الحصول على الأوراق، كما أحيطكم علما بأن العقد الشرعي الذي عقداه في الجزائر لم يتم(32/29)
تسجيله هناك وبالتالي لن يعترف به القاضي الجزائري إذا ما رفع الأمر إليه؟ وبارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان ينبغي أن تعقدوا لكريمتكم على شخص لم تتأكدوا من دينه وخلقه وتتبينوا من حاله وأقواله، فاعتبروا بذلك ولا تلدغوا من جحر مرتين، وأما ما سألت عنه فقد تضمن أمرين أحدهما شرعي والآخر قانوني.
فأما الشرعي وهو هل وقع الطلاق شرعاً بما فعله الزوج لدى المحكمة الوضعية بفرنسا، والجواب عنه أن الزوج متى ما تلفظ بالطلاق لزوجته فقد وقع عليه سواء أكان هازلاً أم جاداً وسواء أكان أمام القاضي أم ليس أمامه وسواء كتبه بحضرة الشهود أم لا، لقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد -الطلاق والعتاق والرجعة-. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وعليه فما أوقعه الزوج لدى المحكمة الفرنسية إن كان بإرادته واختياره فهو حل لعصمته وإنهاء لعقده على تلك الفتاة إلا أن له مراجعتها أثناء العدة إن كان دخل بها ولم يكن قد طلقها قبل ذلك مرتين، فإن لم يكن دخل بها أو خرجت من العدة ولم يكن قد راجعها فقد خرجت من عصمته فيحل لها الزواج من غيره شرعاً، ولا يشترط لذلك أن يمضي على فسخ العقد الذي عمله بالجزائر لانتهاء العصمة بإيقاعه الطلاق ولو لم يكن ذلك عند المحكمة بالجزائر هذا من الناحية الشرعية، وأما من الناحية القانونية فمردها إلى أصحاب الاختصاص وليس هذا الموقع منهم، وللفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7561، 8622، 10423، 11820.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل ينتظر قريبته ذات الخلق والدين حتى يتم دراسته
تاريخ الفتوى : 09 رمضان 1427 / 02-10-2006
السؤال
لقد وقعت في حب ابنة خالتي، وعندما حدث هذا أبلغت أمها ووالدي ووالدتي على الفور كي لا أفعل شيئا يغضب الله وأكون قد دخلت البيوت من أبوابها، ولكني وللأسف لم أبلغ والدها لأني لم أكن جهزت بعد وتواصلت أنا والفتاة عبر التليفون وبذلك يكون قد وقع المحظور وأنا أعلم هذا، ولا أحب هذا لأني أحب الله أكثر منها، وبفضل الله غيرت منها أشياء كثيرة للأفضل في طاعة الله، لكني لا أقول هذا لأبرر موقفي، لكن فقط للعلم بأني أريدها زوجة لي وبمرور الأيام علم أبوها الموضوع والعائلة كلها، ولكن للأسف أبوها رفض بسبب دراستي وأنه يبقى على أن أنهي دراستي عامين، مع العلم بأنها قد أنهت دراستها وهي تحبني جداً أكثر مما تحب نفسها وترفض أن تتزوج بشخص غيري، وللعلم أني أعمل وأنا أدرس، ولكن السؤال هو: ماذا أفعل حتى أنتهي من دراستي وأتقدم لها مرة أخرى وأنا أحبها جداً(32/30)
جداً؟ الرجاء الإفادة والرفق فى الإجابة، لكن لا أريد الحرام بالطبع.. وجزاكم الله خيراً.. ووفقكم لم يحب ويرضى.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لطاعته ويباعد يبننا وإياك عن معصيته، ويغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا إنه سميع مجيب، وأما ما استرشدت فيه فنقول لك إن ارتباطك بتلك الفتاة وحديثك معها وخلوتك بها إن كانت حصلت بينكما خلوة هي أمور خاطئة لا يقرها الشرع ولا يبيحها، كما بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30194، 21582، 9360.
ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاج العشق انظر الفتوى رقم: 4220، والفتوى رقم: 5707.
وننصحك بالاستخارة في خطبة هذه الفتاة، فإن كان ذلك فيه خير فسييسره الله لك وإلا فسيبعدك عنه، ولك أن تسعى لإقناع والد الفتاة وتوسيط من قد يؤثرون عليه ويقنعونه بهذا الأمر، فإن رضي انتظارك حتى تكمل دراستك واستطعت تحمل فترة الدراسة دون عنت فلا حرج عليك أن تنتظر وهو أولى ما دمت قد رضيت الفتاة خلقاً ودينا، فإن خشيت على نفسك العنت ولم يرض والد الفتاة أن يزوجك الآن فاصرف نظرك إلى غيرها من ذوات الدين والخلق، وتذكر قول الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من فتاة تعاني من السحر
تاريخ الفتوى : 08 رمضان 1427 / 01-10-2006
السؤال
سؤالي هو: أني شاب ملتزم والحمد والشكر لله، لقد تقدمت إلى خطبة فتاة ملتزمة لكن ليس بشكل رسمي، مجرد أن ذهب أهلي إلى أهلها واتفقا على الخطوبة الرسمية والمهر، ولكن اكتشف أن الفتاة فيها مرض السحر أي أنها مسحورة من شخص يريد أن يؤذيها، وبعد العلاج بالقرآن رجع هذا المرض بعد فترة، هذا الشخص الساحر لا يتركه وظل يؤذيه حتى أن أهل الفتاة أحضرو شيخا وقال إنه يمكن أن يكون العلاج عن طريق إلباس الفتاة جبني مسلم حتى يحميها من الساحر، فهل يجوز ذلك، وأنه على الفتاة ان تلبي ما يطلب الجني منها من الأمور مثل التبخر والذبح وما إلى ذلك من الأمور، أنا الآن في حيرة من أمري ولا أدري هل أرجع عن كلامي ويكون ذلك أحسن قبل أي شيء رسمي، مع العلم أني أريد الفتاة لأخلاقها الحسنة وهي أيضا، وهل إذا وافقت على ذلك أكون شريكا فيه، وأنا حريص على أن لا يكون في ذلك معصية الله أفتوني ؟ جزاكم الله خيرا وما هو الحل المناسب في أسرع وقت إذا أمكن ؟(32/31)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت الفتاة ذات خلق ودين وأنت تريدها وهي تريدك فتزوجها ولعل الله يرزقك منها ذرية صالحة تقر بها عينك في الدنيا والآخرة، واستخر الله تعالى في ذلك وسيوفقك لما فيه الخير، وانظر الفتوى رقم : 57023 .
وأما مسألة السحر فينبغي التثبت منها ومن أعراضها، فقد تكون مجرد وساوس وأوهام وتلفيق من السحرة يبتزون به الناس ليخدعوهم ويأخذوا أموالهم، وإن كان السحر حقيقة وواقعا فله علاجه الشرعي كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية : 20791 ، 502 ، 10981 .
ولمعرفة أعراض السحر وبعض ما يصيب المسحور انظر الفتوى رقم : 13199 ، ولا يجوز الذهاب للسحرة ولا التعامل معهم، والشيخ المذكور عفا الله عنا وعنه لا تجوز الاستجابة لما أشار به من تلبس المرأة بجني مسلم على حد زعمه فتلك أمور محرمة لما بيناه في الفتويين رقم : 4738 ، 7369 ، ولا سيما أن هذا الجني المسلم يطلب من المرأة الذبح لكي يحميها، ومن المعلوم أن الذبح عبادة لا تجوز لغير الله . وسبق بيان العلاج المشروع لمن أصيب بالسحر وذلك في الفتاوى المحال إليها سابقا .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من أراد الزواج فليتخير لنطفه
تاريخ الفتوى : 26 شعبان 1427 / 20-09-2006
السؤال
هل يحل لمسلم أن يتزوج أجنبية شريطة أن تسلم، مع أن الإشكالية في إخوانها، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اختاروا لأولادكم أخوالاً. وهم ما يزالون على دينهم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك أن تتزوج من تلك الفتاة إن أسلمت، بل ويجوز لك أن تتزوج منها إن كانت يهودية أو نصرانية عفيفة، ولكن ينبغي لمن أرد الزواج أن يتخير لنطفه فلا ينكح غير ذوات الدين والخلق والشرف لئلا يسري خلق الأم أو خلق أهلها على أبنائه، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم. أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني.
وأما الأثر الذي ذكرته فلم نقف عليه فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة وكتب أهل العلم، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 56905، والفتوى رقم: 44969.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/32)
الدين والخلق هما الكفاءة المعتبرة في النكاح
تاريخ الفتوى : 26 شعبان 1427 / 20-09-2006
السؤال
إلى سماحة الشيخ /
أكرمكم الله وأدخلكم فسيح جناته.
الموضوع: (التماس فتواكم الكريمة في مسألة نكاح)
أما بعد
الطرف الأول: أنا، الشاب الذي يود الزواج.
أنا شاب عماني تعرفت على فتاة ذات خلق ودين من خلال دراستي بالجامعة، أنا خلوق متصل بديني. وكما هو معلوم لديكم فإن المرأة الصالحة هي التي تكون البيت المسلم المتين المهتدي بالله سبحانه وتعاليم رسوله الكريم. وإني لأرى في هذه الشابة الصفات التي تمكننا من أداء واجبنا الزوجي في أكمل وجه. إن شاء الله تعالى.
الطرف الثاني: الفتاة، وهي الفتاة التي أود الزواج بها .
تقدمت لخطبة هذه الشابة وأنا أريدها زوجة لي ، على سنة الله ورسوله ولكن والدها رفضني. عندما تقدمت إليها طلب والدها أن أصلي أنا وهي صلاة الاستخارة، بالرغم من أني رأيت خيرا في منامي وهي رأت خيرا كذلك، رفض.
الطرف الثالث: والد الفتاة وسبب رفضه.
تأكد والدها بأنني ابن رجل لم يكن من أصحاب القبائل ولكنه تسمى باسم قبيلة، فأنا كما أسماني والدها (عبد من عبيد منطقة كذا)، علما بأن الفتاة صلت مرتين ورأت خيرا في المرتين وكذلك بالنسبة لصاحبتها العزيزة التي هي بدورها صلت كذلك ورأت خيرا. علما بأن والدتي هندية الأصل وهي من ذوي الأنساب الهندية المسلمة المنشودة بها. والد الفتاة إنسان متدين وقال لها بأن هذا الزواج حرام شرعا لأنها سيدة وأنا عبد (كما أسماني). أنا عبد لله لم أنشا أو أكن يوما عبدا للمجتمع بل كنت حرا مجتهد ومثابرا في حياتي.
رؤيا لها صلة بالموضوع:
أود أن أذكر بأن الفتاة التي أود الزواج بها أخبرت من قبل فتاة تدرس معنا أنها رأت شيئا في منامها أثناء دراستنا، وتأويل ذلك كان بأنني والفتاة سيتم الزواج بينا، علما بأن لم يكن بيني وبين الشابة شيء.
أضيف، الفتاة تجزم بأنها رأتني في منامها قبل أن تدخل الجامعة(أي أنها رأتني قبل أن تراني حقيقة في الجامعة حيث درسنا)، وما رأته كالآتي: كانت في سيارة تجلس في المقعد بجانب مقعد السائق وكان بجانبها في السيارة في مقعد السائق شاب وفي المقعد الخلفي للسيارة طفل صغير يلعب، كانت السيارة متجهة إلى أعلى الشارع حين نظرت إلى الشاب ونادته باسمه الذي هو اسمي في الحقيقة كما رأتني أيضا بوضوح. وطلبت مني أن أوقف السيارة ثم خرجت من السيارة وخرجت أنا وراءها وكنا ننظر إلى أسفل التلة حيث رأت مسجدا وسرح فكرها بعد ذلك في شيء عن والدها. فما تأويل ذلك؟ وما ذنبي أنا حيث إنني أكون مزيجا من دم أبي غير القبلي ودم أمي القبلي.(32/33)
أفيدوني بالحكم الشرعي في الجمع بيننا نحن الاثنين على سنة الله ورسوله إن كان الشاب كما يجزم ،علما أن الوالد كان موافقا على كل شيء آخر ولم يكن له أي اعتراض آخر بالنسبة لخلق الرجل أو دينه إلى أن علم بأصل الشاب ، وأود أن أؤكد لكم أن الفتاة ونفسي نريد موافقة والدها على هذا الأمر قبل الشروع فيه وأننا قد نحصل على ذلك إن رأى والدها فتوى مكتوبة، حيث إنها حاولت إقناعه ولكن من غير جدوى.أرجو فتواكم في الأمر كله وما يترتب على والد الشابة فعله؟
آجركم الله وسدد خطاكم وأدخلكم فسيح جناته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وأن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، إنه سميع مجيب.
وأما ما سألت عنه من خبر الفتاة ووليها.. فالجواب عنه أنه لا ينبغي لولي الفتاة عضلها ومنعها من الزواج ممن ترغب إن كان كفؤا ذا دين وخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره بإسناد حسن، وروى الإمام أحمد وأبو داود رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن.
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام: قد صح أن بلالا نكح هالة بنت عوف أخت عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم.اهـ . ومعروف مكانة هالة القبلية فهي من أشراف قريش وساداتها ، فالكفاءة المعتبرة على الراجح إنما هي في الدين كما بينا في الفتويين رقم: 998 ، 75991 ، وما دمت حرا ذا خلق ودين فيجوز لك أن تتزوج من تلك الفتاة، وليس لوليها عضلها، وإن فعل فهو ظالم، ولها رفع أمرها إن شاءت إلى السلطان.
فإن لم يتيسر ذلك فننصحك بالبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق، واعلم أن الخير فيما يسره الله وقدره. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}
ومن استخار فقد وكل أمر الاختيار إلى ربه: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ {الملك:14}
وما دمتما قد استخرتما الله عز وجل فقرا عينا أنه لن يكون إلا ما فيه الخير لكما، سواء أكان الزواج أم عدمه، وأما الرؤى والأحلام فيستأنس بهما، ولكن لا يمكن أن يبني الإنسان عليهما أمرا أساسيا من دينه أو دنياه بحيث يعمل بمقتضاهما كفا أو امتثالا. وللفائدة انظر الفتويين: رقم:11052، 30093.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/34)
إجبار البنت على الزواج من قريب غير ذي دين
تاريخ الفتوى : 26 شعبان 1427 / 20-09-2006
السؤال
أنا فتاة مسلمة من ليبيا عمري الآن 26 سنة مؤهلاتي ليسانس آداب وقريبا ماجستير إن شاء الله ومعيدة بالجامعه لدي مشكلة عمرها الآن حوالي ثلاث سنوات ولقد حاولت إيجاد حل لها ولكن دون جدوى, ولقد أرسلت بها لأكثر من موقع استفتاء ولكن دون رد, وأنا لا حول لي ولا قوة, لا أعرف ما العمل لأرتاح منها. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم لما تقدمونه وجعل الله الفرج على أيديكم إن شاء الله.
من فترة 4 سنوات ونصف تقدم لخطبتي ابن خالتي, وهو إنسان تقي متعلم وخلوق ولكنه لم يكن لديه المال الكافي للزواج في ذلك الوقت, لذا طلبت منه عدم التقدم لخطبتي إلا عندما يكون مؤهلا لذلك ماديا لئلا يقابل بالرفض ومن ذلك وهو يعمل على ذلك, لقد أحببته بكل ميزة حملها فتعرفت عليه أكثر في فترة 4 سنوات فاتت. وتقدم لخطبتي رسميا وقبله والداي لكل محاسنه وكان أجمل خبر لي وكان هذا شهر فبراير 2005 وقابلته عدة مرات لنتناقش في أمور الفرح. ولكن حدث شيء مفاجيء بعد ذلك لم يكن في البال وهو أن ابن عمي وأهله عارضوا على ذلك قائلين" سهام ما تتزوج خارج العائلة, ونريدها لابننا". والأسوء أنهم أقنعوا والدي بذلك وقد اتصلوا بأهل ابن خالتي ليقولوا لهم ذلك. وحاولت مرات عديدة أفهمهم أنها ليست رغبتي وإني راغبة بابن خالتي الذي أحببته أن يكون زوجا لي على سنة الله ورسوله. ولكن رفضوا لدرجة قالوا لي بأني لا أعرف مصلحتي ولا يوجد داعي لمعرفة رأيك. وحاولت مرارا ملاقاة ابن عمي وأخبرته بكل ما حدث ليساعدني ولكن دون جدوى قال بأنه حريص على رضا والديه. بعد فترة حاولت الانقطاع عن ابن خالتي ولكن لم أستطع. وحاولت مجاراته ومسايرته ولكن لم أحبه لأنه لم يكن بحسن ابن خالتي. وبعد أن حكيت مع ابن عمي وجدت فرقا شاسعا بينهما وكلما تعرفت على ابن عمي أكثر كلما أحببت ابن خالتي أكثر. ولقد أخبرني ابن عمي بأنه قد جامع عدة نساء من فترة ماقبل الخطبة مدعيا أنه شيء لابد أن أعرفه عنه وكلما جالسته لا يوجد حديث لديه إلا عن الجنس فقط كلما جالسته كلما نفرت منه. ولقد حاولت بعد ذلك عدة مرات أن أفهمه بأني لست راغبة به ولكن لم يتغير وكان باردا جدا معي. وحاولت تفهيم ذلك لأبي وأمي ولكن هدداني بالبقاء بالمنزل وترك الدراسة وقالا لي بأنه لا محالة ستتزوجينه الصيف القادم. وأنا لا حول لي ولا قوة فما العمل؟ جزاكم الله خيرا أريد الرد في أسرع وقت .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم : 14701 ، أن من حق المرأة أن ترفض من كان غير مقبول في دينه وخلقه ، وأنه لا يلزمها طاعة والديها إن أمراها بالزواج به، وأما إذا أمراها بالزواج من كفء عدل مقبول في دينه وخلقه ففي حكم إجبارها خلاف بين أهل العلم مذكور في الفتوى رقم : 3006 ، والفتوى رقم : 75870 ، وعموما فننصح أباك وأمك بتقوى الله تعالى، وأن يختارا لبنتهم من يرضى دينه وخلقه، وأن(32/35)
لا يجبروك على الزوج ممن لا ترغبين في الزواج منه ، ووسطي بعض أقاربك لعلهم يتمكنون من إقناع والدك بما تريدين .
وننبهك إلى أنه لا يجوز لك الخلوة بابن عمك ولا ابن خالتك، ولا الحديث معهما على نحو ما ذكر في السؤال، كما لا يجوز لك كشف حجابك أمامهما .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
هل تتزوج من مدمن خمر قبل أن يتوب
تاريخ الفتوى : 24 شعبان 1427 / 18-09-2006
السؤال
أنا شابة أبلغ من العمر 25 سنة، وتقدم ابن خالتي لخطبتي وهو يكبرني بعامين، وأنا فتاة ملتزمة وأرتدي الزي الإسلامي الشرعي، سؤالي أولاً مشكلتي هي أن ابن خالتي غير ملتزم ويحتسي الخمر، لكنه يحبني كثيراً ووعدني بترك موضوع الخمر عند ارتباطنا وهو يحاول ويريد التغيير من نمط الحياة التي يعيشها ويقول لي إن تغيره نحو الأحسن يعتمد علي وعلى علاقتنا بعد الزواج وأنه سوف يصبح مسؤولا عن عائلة وأطفال وأشياء عديدة كفيلة بتغيره، علما بأنه يعرف أنني ملتزمة دينياً وأنا أحبه جداً جداً، وهو كذلك لكن ماذا أفعل في حال مثل هذه الحالة أأتركه أم أحاول التغيير، مع العلم بأنه إنسان طيب جداً ذو شهامة وغيرة شديدة، أريد جوابا منكم بسرعة رجاءً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصحك بالزواج بشارب الخمر، مهما كان فيه من الصفات الطيبة، إلا إذا تاب وأصلح حاله وحسنت توبته فلك الزواج به حينئذ، ولا يغرنك وعوده لك بترك الخمر بعد الزواج، فربما لا يفي بها، بل وربما أثر عليك، فليس من السهل على مدمن الخمر الإقلاع عنها إلا بعون من الله وتوفيق، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20714، 74865، 20268. فنرى أن تطالبيه بتركها كشرط لقبول الزواج منه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفارق العمري بين الزوجين هل يؤثر على النكاح
تاريخ الفتوى : 24 شعبان 1427 / 18-09-2006
السؤال
بدأت تراودني فكرة الزواج، إلا أنني لا أنجذب للعاطفة، فقد أتيحت لي الفرصة الاتصال بالعديد من الفتيات كلهن يردن مني الزواج بالرغم من فارق السن بيني وبينهن؛ إحداهن قبلت بفكرة الزواج واشترطت علي شرطا هو أن أشتري لها شقة وأكتبها لها باسمها ؛ وفارق السن بيني وبينها 32 سنة .(32/36)
في البداية كانت فرحة مقبلة، ولم يكن لها توجس، وبعد ذلك صارحتني بأن هذا زواج المصالح، ولا بد أن تراعي مصلحتها فهل يجوز هذا شرعا؟ وهل أقبل على هذا الزواج؟ علما بأن زوجتي الأولى حينما أقترب منها أجد أنها نتنة دائما سواء في فرجها أو في فمها ! ,إضافة إلى أنها لم تعد تهتم إطلاقا بالجماع، ولا رغبة لها في ذلك، وأنها مشغولة بأبناء أبنائها وبناتها. وفي حالة عدم إتمام الزواج الشرعي فهل يجوز لي زواج المتعة؛ ثم ما مفهوم زواج المتعة؟ وهل هو جائز شرعا ؟ أرجوكم وجهوني الوجهة السليمة ؟
والله موافقكم،
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوجود الفارق العمري بين الزوج والزوجة أمر شائع في الوجود، غير منكر في الشرع، ومدار الأمر على الاستقامة والديانة، وقد كان بين نبينا صلى الله عليه وسلم وأزواجه فروق في السن، فقد تزوج خديجة رضي الله عنها وهي أسن منه ببضع عشرة سنة، وتزوج عائشة رضي الله عنها، وهو أسن منها بكثير. والحاصل أن الفارق في السن ، قليلاً كان أو كثيراً لا يعتبر مجرد وجوده عائقاً شرعياً، وليس له أثر سيئ في الحياة العملية المشاهدة، إلا عند ضعف الدين والخلق، أو قيام مانع آخر يمنع من القيام بواجبات الحياة الزوجية ومتطلباتها.
وأما مسألة المغالاة في المهر لوجود فارق السن ونحوه فلا محظور فيه، وإن كان الأولى عدمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة . رواه أحمد ، وننصح بمطالعة الفتوى رقم : 61385 ، ولكن إذا تراضيتما على صداق معين قليلا كان أو كثيرا فيجب عليك دفعه كاملا ولايجوز لك أن تأخذ منه شيا إلا برضاها، قال تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا{النساء:20} .
وأما نكاح المتعة فنحيلك فيه إلى الفتوىرقم: 13075 ، والفتوى رقم: 17083 ، فقد بينا خلالهما حكمه وضابطه وعواقبه وغير ذلك مما يتعلق به .
وننبهك أيها السائل الكريم إلى أنه ينبغي أن تحفظ لزوجتك الأولى حقها وتكرم عشرتها، فقد قال تعالى : فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ{البقرة:229}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. ومعنى لا يفرك لا يكره ولا يبغض. رواه مسلم في صحيحه, وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها. رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم.
فاستر من زوجتك ماساءك، وامسكها بمعروف أو سرحها بإحسان . كما ننصحها أن تطيعك فيما تريد وأن لا تمنع نفسها منك متى ما أردتها فهذا من آكد حقوقك عليها وأن تحسن لك التبعل والتجمل ، وراجع الفتويين : 1263/ 33417 . وأطلعها عليهما.
والله أعلم .(32/37)
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم زواج الرجل بفتاة كان على علاقة معها
تاريخ الفتوى : 18 شعبان 1427 / 12-09-2006
السؤال
إني على علاقة حب بفتاة وهذه الفتاة قد رأيت جميع جسدها وهي أيضا ولقد قمت بتقبيلها ولمست جميع جسمها وهي ليست على علاقة شرعية معي فهل هي حرمت على غيري وأنا أريد الزواج بها لأكفرعن ذنبي الكبير ولو تزوجت بغيري هل زواجها بغيري حرام ؟
أشكركم على قراءة أسئلتي وأرجو الرد السريع.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليكما أولا أخي أن تتوبا إلى الله تعالى من هذا الذنب توبة نصوحا، والتوبة تكون بالندم مما فعلتما، والإقلاع عنه، والعزم الصادق على عدم العودة إليه. وزواجها منك أو من غيرك مباح، وعليك أن تستر عليها، وأن لا تخبر أحدا بما وقع بينكما. وانظر الفتوى رقم : 45125 ، والفتوى رقم : 75069 .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مواصفات الزوج
سؤال:
السؤال :
أنا مسلمة من لبنان وعمري 24 عاماً وأعيش في أوتاوا بكندا بعيداً عن وطني وأحس أنني بحاجة إلى مزيد من الإرشاد.
ماذا يجب أن يكون في الرجل غير كونه مسلماً؟
هل هناك نصيحة في تربية الأبناء حتى يكونوا قريبين من الإيمان؟.
الجواب:
الجواب :
الحمد لله
أولاً : أنصحكِ بأن تحضري إلى أحد المساجد أو المراكز القريبة ، وأن تحرصي على الحضور إليها كلما أمكنك ذلك فهذا سببٌ لأن تتعرفي على بعض الأخوات الصالحات ، وأن تستفيدي مما تسمعينه منهن .
ثانياً : الرجل الذي ترضاه المرأة زوجاً لها ينبغي أن يكون متمسكاً بالإسلام ملتزماً بأحكامه ، متخلقاً بأخلاقه ، وما سوى ذلك من الصفات أمرٌ يختلف فيه الناس .
ثالثاً : أما ما يتعلق بتربية الأبناء فمن أهم الأمور التي تعين على تربيتهم تهيئة البيئة الحسنة لهم : ومن ذلك اختيار الزوج المناسب ، واختيار السكن المناسب بحيث يجاور الصالحين ومن يرضى أن يكون صديقاً لهم ، واختيار المدرسة المناسبة لهم ، وإبعاد وسائل الفساد عن المنزل ، ومن ذلك أن تكون العلاقة حسنة بين الزوجين(32/38)
، وأن يتفقا على أمور التربية والتعامل مع الأطفال فلا يحصل هناك تناقضٌ بينهم ، كما أنه من المهم للوالدين أن يقرءا بعض الكتب المناسبة حول تربية الأولاد ، وأن يستفيدا ممّن يرون أنه متميزٌ في تربية أولاده ، وأن يكون الوالدان قدوةً حسنة لهما .
الشيخ محمد الدويش
ـــــــــــــــــــ
عاقبة تزويج الابن من لا يرغب فيها تكون وخيمة
تاريخ الفتوى : 18 شعبان 1427 / 12-09-2006
السؤال
أود الاستفسار عن موضوع شخصي، التقيت بشاب أردني على خلق ودين في معهد للدراسة، وكان يدرسني وطلب مني موافقتي على الزواج منه، ولكن عندما طلب موافقة أهله رفضو بشده لأني من جنسية مختلفة فأنا من سوريا ولأني أدرس وأعمل أيضا رغم أني متدينة ومحجبة واستمر هذا الموضوع أربع سنوات وهم مصرون على أن يتزوج أي بنت من أقاربه وفي هذا العام وتحت ضغوط من والديه بعدم الرضا عنه تزوج من البنت التي اختاروها له وفاجأني بالخبر بعد الإجازة وأنه فعل هذا الأمر فقط لإرضائهم والآن هو يطلب مني الزواج وأنه سيطلق زوجته بعد فترة وأن أباه وافق على زواجي منه بعد أن رآه يعاني الكثير من عدم استطاعته الاقتراب من البنت... أريد أن أعرف كيف أتصرف وهل أوافق، وما هو رأي الدين في تصرف أهله وظلمهم لي وله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الرضا بهذا الرجل وخاصة إذا كان ذا دين وخلق، وما فعله أهله ما كان ينبغي لهم فعله، بل على الأب أن يوجه ولده إلى الزواج من ذات الدين والخلق، ثم يترك له أن يختار زوجته بنفسه، لأن عاقبة تزويج الابن من لا يرغب فيها، وتزويج البنت من لا ترغب فيه عاقبة وخيمة، وتنتهي غالباً بفشل الحياة الزوجية وحدوث الطلاق، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 26708، والفتوى رقم: 56486 ، وفيهما بيان أنه لا يلزم الولد الزواج من المرأة التي اختارها أبواه أو أحدهما.
هذا وننبهك إلى أنه لا يجوز لك أن تزيني له تطليق زوجته ولا أن تطلبي ذلك منه، بل الأولى أن تحثيه على الجمع بينكما إن كان يستطيع الجمع بينكما، فإن طلقها بدون تزيين منك ولا طلب فلا حرج عليك، وراجعي للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 6314.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ستعمال حبوب منع الحمل ابتداء خوفا من فشل النكاح
سؤال:
السؤال :(32/39)
هل يجوز للمرأة أن تأخذ حبوباً ( لمنع الحمل ) قبل زواجها لتتجنب الحمل في حالة أن الزواج لم ينجح ( تحمل ثم لا يستمر الزواج فيقع الطلاق وتبقى هي مع الطفل ) ؟
هل يجب أن تخبر زوجها ليلة الزفاف بأنها ستأخذ حبوباً ؟ على ضوء السابق هل يجوز استعمال حبوب منع الحمل بسبب احتمال أن الزواج لا ينجح ولا يستمر ( في السنة الأولى فقط من الزواج ) .
الجواب:
الجواب :
الحمد لله
إذا ثبت بالطبّ أنّ حبوب منع الحمْل تسبب أذى للمرأة وأضرارا ، فإنه لا يجوز استعمالها سواء قبل الزواج أو بعده بناء على قاعدة منْع الضرر المستندة إلى قوله تعالى : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) وقوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) إلا إذا أمكن إنتاج حبوب تخلو من الضرر .
وأما منع الحمل بأي وسيلة غير ضارة في أول الزواج تحسباً لحدوث فشل في الزواج فهذا فيه محاذير متعددة منها :
- أنه قد يكون من التشاؤم ، لأنه توقّعٌ للفشل .
- أنه قد يؤدي إلى سوء العشرة الزوجية وتوجّس الشر من الطرفين ، لأنه من المعلوم أن أهم مقاصد النكاح النسل ، فإذا تأخر لسبب معين فإن العلاقة تفتر بين الزوجين وإذا اكتشف الزوج أن هذا مقصود الزوجة ساءت العلاقة بينهما .
- أن وظيفة الحمل في النساء من أهم الوظائف التي تولّد عند المرأة الشعور بالحنان والعاطفة والمحبة لزوجها وأولادها ، فإذا مٌنعت ولّدت العكس .
- أن الفقهاء رحمهم الله اشترطوا للعزل من الزوج أو سدّ مجرى الحَبَل من المرأة إذن الطرف الآخر لأن لكل منهما حقّاً في الولد ، فلا يجوز للمرأة تعاطي ما يمنع الحمل دون إذن الزوج ورضاه .
- خوف الفشل وكثرة وقوع الطّلاق في المجتمع لا تكون مواجهته بهذه الوسيلة ، بل بالاختيار الصحيح للزوج والتحقق من ذلك ، وتمكين الخاطب من النظر الذي هو من أسباب حصول المودة بعد النكاح وغير ذلك من الوسائل . نسأل الله أن يهيّئ لنا من أمرنا رَشَدا وصلى الله على نبيّنا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـــــــــــــــــــ
يلزم الولي تزويج الفتاة إذا وجدت الرجل الكفء
تاريخ الفتوى : 16 شعبان 1427 / 10-09-2006
السؤال
يا شيخ أعلم أني مخطئة من البداية فقد أحببت شخصا من دون علم أهلي وهو صادق النية معي وتقدم لخطبتي 3 مرات وأمي لم ترض وأبي متوفى وإخواني لا يعصون كلمة لأمي، ومنذ فترة بسيطة ذهبت أنا وأمي لأداء فريضه العمرة وهناك(32/40)
بالحرم الشريف اعترفت لأمي بكل شيء بأني أحب هذا الشخص وأنه على استعداد لخطبتي وتنفيذ جميع مطالبها، كان هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة هناك لم تتكلم بالموضوع وعندما رجعنا البحرين وأبلغتني أنها رافضة لهذا الشخص بشكل قاطع وأنها تريدني أن أقطع علاقتي فيه وكلمته بالهاتف وتشاجرت معه . وهي يوميا تتشاجر معي وتعاملني أسوأ معاملة . وأنا أعلم سبب رفضها لأن هو أصله ليس بحرينيا لكنه مولود بالبحرين ويحمل الجنسية بالولادة وكلنا عبيد الله ولا يوجد فرق وإنما الإنسان بأخلاقه ودينه وليس بحسبه ونسبه وماله ، يا شيخ هل أنا مظلومة ؟ يا شيخ أمي إنسانه جاهلة ولا تفكر إلا بالمادة والنظر الاجتماعي ومتجاهلة أنني التي سأتزوج وأعيش مع هذا الشخص؟ يا شيخ أنا أصغر إخوتي وإخوتي لا يردون كلمة لأمي ؟ فهل هم يظلموني بهذا القرار ؟ مع العلم أني قد ضربت بسبب هذا الموضوع مع أني أبلغ من العمر 24 سنة خريجة بكالوريوس وأعمل . يا شيخ أرجو المساعدة والنصيحة منك ؟
ودمت في حفظ الرحمن .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم في الفتوى رقم:74609 ، أن الفتاة إذا طلبت من وليها تزويجها بالكفء فإنه يلزم الولي تزويجها ، وإلا أثم ، واعتبر عاضلا، لكن يشترط كون الرجل كفؤا لها، والمعتبر في الكفاءة الدين والخلق على الراجح من أقوال أهل العلم، وتراجع الفتوى رقم: 19166 . هذا في الولي، أما الأم فليس لها ولاية .
فإذا كان هذا الرجل مرضياً في دينه وخلقه فإنه لا ينبغي للأم أن ترفضه زوجاً لابنتها، ولا ينبغي أن تحرض الأولياء على عضل البنت من التزوج، وننصح الأخت أن تحاول إقناع والدتها وأن توسط من يقنعها ممن له تأثير عليها، فإذا لم تقتنع ولم يرض أحد أوليائها بتولي عقد النكاح، فلها أن ترفع الأمر إلى القاضي ليزوجها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 9728.
أما إذا كان هذا الرجل غير مرضي في دينه وخلقه، فإن على هذه الفتاة أن تطيع أمها، وننبه إلى أنه لا تجوز إقامة علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجية، وأنه يجب قطع هذه العلاقة فوراً حتى يتم الزواج.
وأخيرا ننبه السائلة على خطورة عقوق الوالدين ونذكرها بقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23 ـ 24 } ونحيلها على الفتوى رقم : 49153 .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم تصرف الزوجة في مالها دون إذن زوجها
سؤال:(32/41)
السؤال :
أنا امرأة موظفة ولي راتب أصرف منه على نفسي وبيتي وأعطي أهلي وأتصدّق ونحو ذلك وكثيرا ما يقع بيني وبين زوجي خلاف بسبب تصرفي في مالي فهل لزوجي الحقّ في الاعتراض عليّ في تصرفاتي المالية وهل يجب عليّ استئذانه إذا أردت إنفاق شيء من مالي ؟
الجواب:
الجواب:
الحمد لله
لا ريب أن الحر البالغ العاقل الرشيد يجوز له التصرف في ماله مطلقاً في حال الحياة سواء أكان بالبيع أو الإجارة أو الهبة أو الوقف وسائر أنواع التصرفات وهذا لا خلاف فيه عند أهل العلم .
ولا خلاف بين أهل العلم أيضاً أن الزوج ليس له حق الاعتراض على زوجته فيما إذا كان تصرفها في مالها بعوض كالبيع والإجارة ونحوها إذا كانت تلك المرأة رشيدة جائزة التصرف وليست ممن يخدع في المعاملات عادة . مراتب الإجماع لابن حزم 162 والإجماع في الفقه الإسلامي أبو جيب (2/566)
واختلفوا هل لها الصدقة أو الهبة بجميع مالها أو بعضه بدون إذن الزوج وبيان مذاهبهم على النحو الآتي .
القول الأول : إن الزوج له حق منعها فيما زاد على الثلث وليس له الحق فيما دون ذلك وبه قال المالكية والحنابلة على إحدى الروايتين ، شرح الخرشي ( 7/103) المغني (4/513) نيل الأوطار (6/22) ودليل هذا القول المنقول والقياس .
فمن المنقول ما يأتي :
1- ما ورد أن خيرة امرأة كعب بن مالك أتت النبي بحلي لها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ فِي مَالِهَا إِلا بِإِذْنِ زَوْجِهَا فَهَلْ اسْتَأْذَنْتِ كَعْبًا قَالَتْ نَعَمْ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ زَوْجِهَا فَقَالَ هَلْ أَذِنْتَ لِخَيْرَةَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِحُلِيِّهَا فَقَال نَعَمْ فَقَبِلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا . " رواه ابن ماجة 2380 وفي إسناده عبد الله ابن يحيى وأبوه مجهولان .
2- ما ورد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله قال في خطبة خطبها ( لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها ) سنن أبي داود بيوع باب 84 سنن النسائي زكاة باب 58 مسند أحمد (2،179) سنن ابن ماجه (2/798) وفي لفظ : " لا يجوز للمرأة أمر في مالها إذا ملك زوجها عصمتها . " ، أخرجه الخمسة إلا الترمذي
فهذا وما قبله دليل على أن المرأة ليس لها التصرف في مالها إلا بإذن زوجها وهو ظاهر في أن إذن الزوج شرط لنفاذ تصرفها فيه وإنما قيّد هؤلاء المنع بما زاد على الثلث لوجود نصوص أخرى داله على أن المالك له حق التصرف في ماله في الثلث وما دونه بالوصية وليس له ذلك في ما زاد على الثلث إلا بإجازة الورثة كما في قصة سعد بن أبي وقاص المشهورة حينما سأل النبي هل يتصدق بجميع ماله قال لا(32/42)
قال فبالثلثين قال لا قال فبالشطر قال لا قال فبالثلث قال الثلث والثلث كثير . متفق عليه .
وأما استدلالهم بالقياس فهو أن حق الزوج متعلق بمالها بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لمالها وجمالها ودينها ) أخرجه السبعة .
والعادة أن الزوج يزيد في مهرها من أجل مالها وينبسط فيه وينتفع به فإذا أعسر بالنفقة أنظرته فجرى ذلك مجرى حقوق الورثة المتعلقة بمال المريض . المغني (4/514)
القول الثاني :
للزوج منع زوجته من التصرف مطلقاً أي سواء أكان بالقليل أو بالكثير إلا في الأشياء التافهة وبه قال الليث بن سعد نيل الأوطار 6/22
القول الثالث :
منع المرأة من التصرف في مالها مطلقاً إلا بإذن زوجها وبه قال طاووس فتح الباري 5/218 . قال ابن حجر في الفتح واحتج طاووس ، بحديث عمرو بن شعيب ، لا تجوز عطية امرأة في مالها إلا بإذن زوجها ) أخرجه أبو داود والنسائي قال بن بطال .. وأحاديث الباب أصح .
القول الرابع :
للمرأة التصرف في مالها مطلقاً سواء كان بعوض أو بغير عوض أكان ذلك بمالها كله أو بعضه وبه قال الجمهور ومنهم الحنفية والشافعية والحنابلة في المذهب وابن المنذر . المغني 4/513 الإنصاف 5/342 شرح معاني الآثار 4/354)فتح الباري 5/318 ، نيل الأوطار 6/22
وهو أعدل الأقوال .. للكتاب والسنة والنظر فمن الكتاب قوله تعالى ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئا ) فأباح الله للزوج ما طابت له به نفس امرأته . وقوله تعالى ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون ) فأجاز عفوهن عن مالهن بعد طلاق زوجها إياها بغير استئذان من أحد فدل ذلك على جواز أمر المرأة في مالها ، وعلى أنها في مالها كالرجل في ماله . شرح معاني الآثار 4/ 352 .
قوله تعالى ( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم ) وهذا ظاهر في أن اليتيمة إذا صارت راشدة جاز لها التصرّف في مالها .
وكذلك لما تصدقت النساء بحليهن بعد موعظة النبي صلى الله عليه وسلم لهنّ في خطبة العيد ، فهذا كله يدلّ على نفاذ تصرفاتهن المالية الجائزة دون استئذان أحد .
يراجع كتاب : إتحاف الخلان بحقوق الزوجين في الإسلام د/فيحان بن عتيق المطيري ص 92-96.
قال في نيل الأوطار : ذهب الجمهور إلى أنه يجوز لها مطلقا من غير إذن من الزوج إذا لم تكن سفيهة , فإن كانت سفيهة لم يجز . قال في الفتح : وأدلة الجمهور من الكتاب والسنة كثيرة . انتهى
وردّ الجمهور على الاستدلال بحديث : " لا يَجُوزُ لامْرَأَةٍ هِبَةٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا . " رواه أبو داود 3079 صحيح الجامع 7265 وتقدّم ذكر بعض(32/43)
رواياته ، بأنّ ذلك محمول على الأدب وحسن العشرة ولحقّه عليها ومكانته وقوة رأيه وعقله قال السندي في شرحه على النسائي في الحديث المذكور : وهو عند أكثر العلماء على معنى حسن العشرة واستطابة نفس الزوج ونقل عن الشافعي أن الحديث ليس بثابت وكيف نقول به والقرآن يدل على خلافه ثم السنة ثم الأثر ثم المعقول .. وقد أعتقت ميمونة قبل أن يعلم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فلم يعب ذلك عليها فدل هذا مع غيره على أن هذا الحديث إن ثبت فهو محمول على الأدب والاختيار ..
فيستحبّ للمرأة المسلمة إذن أن تستأذن زوجها - ولا يجب عليها - وتؤجر على ذلك ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَه . رواه النسائي 3179 وهو في صحيح الجامع 3292 . والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـــــــــــــــــــ
الشرع أمر الأولياء بقبول صاحب الدين
تاريخ الفتوى : 17 شعبان 1427 / 11-09-2006
السؤال
مشكلتي تتلخص في أن والدي رجل غير ملتزم هو يصلي ويصوم ولكنه غير ملتزم دينيا وأنا والحمد لله قد من الله علي بالالتزام منذ 4 سنوات والحمد لله اهتديت والتزمت وأتمنى أن أكون أفضل في كل يوم وكل همي هو مرضاة ربي والشيء الآخر الذي أسعي به أيضا إلى مرضاة ربي هو الزوج الصالح تقدم لخطبتي أخوان أحدهما صاحب دين والآخر صاحب مركز اجتماعي وأنا وافقت على صاحب الدين لأنه كل همي رغم ظروفه المادية البسيطة ولكن والدي رفضه بشدة وليس ذلك فقط ولكنه تشاجر معي لمجرد أني مقتنعة به وأقسم أنه لن يزوجني شخصا ملتحيا ولن يضع يده في يد شخص ملتح أبدا وأقسم وحلف بالطلاق وتشاجر معي شجارا عنيفا جدا استمر 3 أو 4 أيام ولكني أطعته وأخمدت الأمر ونسيت أمر الخاطب وقلت إنه ليس به خير حيث أبعدني الله عنه
وطاعة له ولأمي قررت أن أقابل الآخر مرة ثانية وثالثة وبصراحة هو إنسان مستجيب ويريد أن يقترب إلى الله ويعمل على ذلك وهو إنسان محترم جدا وهادئ ومدرس بالجامعه ولكنني لم أسترح إليه شكلا ولم أتقبله وصليت استخارة كثيرا ولا أحس براحة نفسية مطلقا وهم الآن يشجبونني ويتشاجرون معي ويظنون أني أعاندهم وينكرون علي رفضي له لمجرد أن شكله لا يعجبني فهل أنا مخطئة إذا رفضته لأن شكله لا يعجبني
وهل هذا سبب وجيه في الإسلام أم أنه لا يجوز؟ وماذا أفعل مستقبلا حيال رفض أبي لأي شخص ملتزم دينيا ماذا يمكنني أن أفعل وهذا والله كل أملي بالدنيا الزوج الصالح؟(32/44)
أفتوني جزاكم الله خيرا فأنا في حيرة من أمري وتعب نفسي شديد اللهم عافنا واعف عنا وخصوصا أني أرتاح كثيرا لهذا الشخص الملتزم المتقدم الذي رفضه والدي ومازال بيننا طريقة للاتصال وأنا أخشى الشيطان وأن والدي قال لي إن أردت أن أتزوجه فأتزوجه وحدي وأبعد عنهم وليس لهم صلة بي وهذا ليس له وحده ولكن لكل شخص ملتزم ؟
جزاكم الله خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يفعله والدك من رفض المتدينين وقبول غيرهم أمر يرفضه الشرع ولا يحق له ذلك، وكراهيته للمتدينين إن كانت بسبب دينهم فهو على خطر عظيم ، وإن كانت كراهيته لهم لسبب آخر كسوء خلق بعضهم أو قسوته أو نحو ذلك فهو مخطئ لأنه عمم هذا الحكم على كل المتدينين ، ومفرط في الأمانة التي كلفه الله بها لأن الشرع أمر بقبول صاحب الدين فقال صلى الله عليه وسلم : إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . ووالله إننا لنعجب كيف يصل الحال بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله يحرص أشد الحرص أن يكون زوج ابنته ضعيف التدين .
وننصحك بأن توسطي بعض من لهم كلمة مسموعة عند أبيك كعمك أو خالك أو غيرهما، فإن أصر والدك على موقفه فهو عاضل وتسقط ولا يته، وتنتقل إلى القاضي فيتولى القاضي تزويجك فلك رفع أمرك إليه، ولا يجوز لك أن تتزوجي بلا ولي؛ ولذا فإن نصيحتنا لهذا الأب الكريم أن يحرص على دين بنته قبل حرصه على دنياها وفقه الله لطاعته ، وانظري الفتوى رقم : 57922 ، ففيها نصح مهم لك ولأبيك .
وأما عن رفضك للرجل الآخر بسبب شكله فهذا مما أباحه الله لك، إذ لا يجب على المرأة أن تقبل برجل معين لا ترغب فيه .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل الحب قبل الزواج أفضل
سؤال:
هل الزواج بعد قصة حب أكثر استقراراً في الإسلام أم الزواج الذي يرتبه الأهل ؟.
الجواب:
الحمد لله
يختلف أمر هذا الزواج بحكم ما كان قبله ، فإن كان الحب الذي بين الطرفين لم يتعدَّ شرع الله تعالى ، ولم يقع صاحباه في المعصية : فإنه يُرجى أن يكون الزواج الناتج من هذا الحب أكثر استقراراً ؛ وذلك لأنه جاء نتيجة لرغبة كل واحدٍ منهما بالآخر .
فإذا تعلق قلب رجل بامرأة يحل له نكاحها أو العكس فليس له من حلٍ إلا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح " رواه ابن ماجه ((32/45)
1847 ) وصححه البوصيري والشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 624 ) .
قال السندي – كما في هامش " سنن ابن ماجه " - :
قوله " لم نر للمتحابين مثل النكاح " لفظ " متحابين " : يحتمل التثنية والجمع ، والمعنى : أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات ولا يديمها مثل تعلق النكاح ، فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة : لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة . انتهى .
وإن كان هذا الزواج جاء نتيجة علاقة حب غير شرعيَّة كأن يكون فيه لقاءات وخلوات وقبلات وما شابه ذلك من المحرَّمات : فإنه لن يكون مستقرّاً ؛ وذلك لوقوع أصحابه في المخالفات الشرعيَّة والتي بنوْا حياتهما عليها مما يكون له أثره في تقليل البركة والتوفيق من الله تعالى ، لأن المعاصي سبب كبير لذلك ، وإن ظهر لكثير من الناس بتزين الشيطان أن الحب بما فيه من تجاوزات يجعل الزواج أقوى .
ثم إن هذه العلاقات المحرَّمة التي كانت بينهما قبل الزواج ستكون سبباً في ريبة كل واحدٍ منهما في الآخر ، فسيفكر الزوج أنه من الممكن أن تقع الزوجة في مثل هذه العلاقة مع غيره ، فإذا استبعد هذا تفكَّر في أمر نفسه وأنه قد حصل معه ، والأمر نفسه سيكون مع الزوجة ، وستتفكَّر في حال زوجها وأنه يمكن أن يرتبط بعلاقة مع امرأة أخرى ، فإذا استبعدت هذا تفكَّرت في أمر نفسها وأنه حصل معها .
وهكذا سيعيش كل واحدٍ من الزوجين في شك وريبة وسوء ظن ، وسيُبنى عليه سوء عشرة بينهما عاجلاً أو آجلاً .
وقد يقع من الزوج تعيير لزوجته بأنها قد رضيت لنفسها أن تعمل علاقة معه قبل زواجه منها ، فيسبب ذلك طعناً وألماً لها فتسوء العشرة بينهما .
لذا نرى أن الزواج إذا قام على علاقة غير شرعيَّة قبل الزواج فإنه غالباً لا يستقر ولا يُكتب له النجاح .
وأما اختيار الأهل فليس خيراً كلَّه ولا شرّاً كلَّه ، فإذا أحسن الأهل الاختيار وكانت المرأة ذات دينٍ وجمال ووافق ذلك إعجابٌ من الزوج ورغبة بزواجها : فإنه يُرجى أن يكون زواجهما مستقرّاً وناجحاً ؛ ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى المخطوبة ، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " رواه الترمذي ( 1087 ) وحسَّنه والنسائي ( 3235 ) .
قال الترمذي : ومعنى قوله " أحرى أن يؤدم بينكما " : أحرى أن تدوم المودة بينكما .
فإن أساء الأهل الاختيار ، أو أحسنوا ولم يوافِق عليها الزوج : فإنه سيُكتب لهذا الزواج الفشل وعدم الاستقرار غالباً ، لأن ما بني على عدم رغبة فإنه غالباً لا يستقر .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ(32/46)
عوائق في زواج نصرانية من مسلم
سؤال:
صديقي مسلم وهو يواجه مشاكل مع والديه حتى يقبلوا بي . هما لم يقابلاني مطلقا ، لكن والدته أخبرته مرارا بأنه إن لم يتركني ، فإنه لن يدخل البيت أبدا ، وقد هددته بأنهما سيتوقفان عن الحديث معه . وأنا لا أعرف موقف والده، وهو يتحدث إلى والدته في أغلب الأحيان . ( ومما أفهمه أن التحدث إلى الوالد غالبا ما يكون صعبا عند المسلمين ).
وأعلم أيضا أنه يجوز للمسلم الزواج من النصرانيات أو اليهوديات إذا كن عفيفات ، وأعلم أيضا أنه لا يجوز لوالديه أن يهجراه لمجرد أنهما لا يوافقانه على علاقته بي ، لكن كيف نتصرف وهما لا يسمحان حتى بمناقشة هذا الموضوع ؟ ماذا أفعل وهما قد حكما عليّ حتى قبل أن يتعرفا عليّ ؟ أنا وهو صديقان ، والإسلام لا يقبل بهذه العلاقة ، لكننا نرغب في الزواج . ( وسوف ينشأ أطفالنا على الإسلام ، كما أني عازمة أن أتعرف على الإسلام ، ولذلك فلا تعارض في المسألة ).
صديقي لا يريد أن يجرح أي شخص ، خصوصا والده ووالدته ، فهو يكن لهما الاحترام الشديد . لقد أخفق في أن يظهر لوالديه أنه يحبني كثيرا وأني فتاة جيدة . وأنا لا أستطيع مساعدته بالتحدث إليهما ، حيث أخبرني أنه من غير المقبول أن يأتي الشاب بفتاة إلى منزل والديه . فكيف أساعده في هذا الموضوع ؟ لماذا يُمنع التحدث في موضوع كهذا ؟ كيف يمكن حل المشاكل إذا كان حتى مجرد النقاش غير ممكن ؟ ألم يخلق الله الناس ليعرف بعضهم بعضا ؟ أنا أؤمن بالله ، وأحاول أن أكون امرأة صالحة ، وأدعو لذلك كل يوم .
والداي نشآني على النصرانية ، لكني منذ أن أخذت أتعرف بعض الشيء على الإسلام وأنا لا أستطيع الإيمان بالطرق النصرانية أبدا . أظن أن الإسلام (هو الدين المناسب لي) لكني اتفقت مع صديقي أن نركز على هذا بعد أن تحل مشكلتنا – وهي قبول والديه بنا . أريد أن تكون علاقتي بالله صافية وألا تؤثر عليها أمور أخرى ؛ فالصديق لا يمكن أن يكون السبب في قبولي للإسلام ، أليس كذلك ؟
هل أكون مستحقة للملامة إن أنا قبلت الإسلام - وأستمر في إيماني بالله حسب اعتقادي فيه الآن - لا لشيء إلا لتسهيل الأمور بالنسبة لنا، حيث أن الوالدان يريدان ذلك؟ أعلم أن المسلم الحقيقي لا يفكر في نفسه فحسب بل عليه أن يفكر في جميع الناس حوله ، لكني لا أستطيع أن أقبل بأن حبنا يجب أن يتوقف ، لمجرد أن والديه يريدان ذلك . أهذه مشيئة الله ؟ أرجو أن تنصحنا حول هذا . لماذا لا يتحدثان معي ؟ كيف يمكن أن نفهمها أنهما لا يمكنها الحكم عليّ قبل أن يتعرفا عليّ ؟ وهل لديك أي نصائح له، وهل سيكون القرار قرارا شديد الصعوبة ؟.
الجواب:
الحمد لله
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بالهداية ، وسلوك طريق الرشاد ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .(32/47)
أولاً : نشكرك على طرح السؤال وتوجيهه إلى هذا الموقع الإسلامي مما يدلّ على ثقتك ورغبتك في معرفة الجواب الصحيح .
ثانياً :
إن عدداً من الاستغرابات التي أوردتيها في سؤالك تعتبر عندنا معشر المسلمين أموراً مسلّمة ، بينما تعتبر عند غيرنا مستنكرة.
ومعرفة السبب معهم ، وهو أن المسلم ينطلق في مواقفه وآرائه من التسليم لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن الطاعة المطلقة للخالق الرازق المحيي المميت ، لأنه أوجب علينا ذلك وهو أعلم بما يصلحنا .
فعلى سبيل المثال : أنت تستغربين جداً استنكار والدي عشيقك للعلاقة بينكما لأنك ترين بما تربيت عليه واعتدتيه وألفتيه في الواقع غير الإسلامي الذي تعيشين فيه أن هذه العلاقة أمر طبيعي وعادي ومألوف وتقارب بين نفسيات البشر وارتياح عاطفي أو غريزي ، وقد يؤدي لك خدمات وتؤدين له خدمات في المقابل ، ويلين معك بالكلام ، وأنت تلاطفينه أيضاً وبينكما هداياً .. إلخ
والإسلام لا يحرّم حسن الكلام وطيب المعاملة والهدايا ولكن ليس لرجل مسلم أن يخلو بامرأة أجنبية ويستمتع بها خارج إطار الزواج لأن مفسدة هذا ومضرّته في الإسلام من فقدان العفّة والوقوع في الزنا ، وانتهاك العرض والحمل بالولد الحرام وإضاعة النسب أخطر بكثير وأسوأ من تعاملات لطيفة وتبادل للهدايا .
ولولا استمتاع كل منكما بالآخر ربما لم يحصل مثل هذا التعامل .
وكذلك فإن وجود نيّة أكيدة وعزم على الزواج في المستقبل وإنجاب أولاد يعيشون مسلمين لا يبرر أبداً إقامة مثل هذه العلاقة المحرّمة التي تحدث فيها كثير من المحظورات الشرعية إسلامياً .
ولنا أن نتساءل إذا كانت العلاقة حميمة وقويّة إلى هذه الدرجة والنيّة صادقة في الزواج لماذا لا تتم توبة كلّ منكما من هذه العلاقة المحرّمة والدخول مباشرة في علاقة شرعية إسلامية قائمة على الزواج الذي شرعه الله .
أما العقد الشرعي في الإسلام فليس أمراً صعباً ومعقداً بل يسير وسهل وراجعي سؤال رقم ( 2127 ) و ( 813 ) للتعرف على المزيد من صفة عقد النكاح في الإسلام .
ثالثاً : ليس صحيحا أن التحدث إلى الوالد صعب عند المسلمين ، فإنه ليس هناك مجتمع يتميز بالتماسك الأسرى ، والترابط فيما بين أفراده مثل المجتمعات الإسلامية ، بل نظرة سريعة في حال الأسرة في الغرب ، يجد الإنسان فيها أن الولد بعيد عن أبويه كل البعد ، وأن الوالدين لا يقوم أحد بحقوقهما ، فضلا عما يسببه ذلك من تشرد الأولاد ، وضياع البنات ، والإسلام يفرض على الأولاد نوعاً من الاحترام والتوقير للوالدين ، يعلم هذا جيّداً من يفتقده من غير المسلمين ، ونظراً لما تتمتع به الأم من اللين والعطف والحنان على أولادها ، وما يتمتع به الأب من الحزم والنظر إلى الأمور بتعقّل بعيداً عن العواطف ، فإن كثيراً من الأولاد يجدون أن الحديث مع الأم أسهل من الحديث مع الأب لاسيما في المشاكل التي تتعلق(32/48)
بعواطف الأولاد ومشاعرهم ، وليس معنى ذلك أن الحديث مع الأب صعب عند المسلمين .
ولكن قد يكون بعض الناس تربى تربية فيها بعض الأخطاء ، فأثرت بالتالي على بعض سلوكياته ، ولكن بشكل عام ، فإن المسلم يحب أخاه المسلم الغريب ، فكيف بالقريب ، فكيف بالابن والأب ، فالكل يحرص على مصلحة الآخر ، ويراعي أموره ، ويحب له الأفضل ، وهذا ما ينقلنا إلى النقطة الثانية ، ألا وهي :
ثانياً : أن رفض والديه لهذا الزواج ليس من باب التحكم ، أو أنهم قد حكموا عليك ولم يروك ، بل كل أب ( خاصة المجتمع المسلم ) يحب لابنه أن يعيش أفضل عيشة ، وبحكم خبرة الأب الكبيرة في الحياة ، وبحكم كبر سنه ، وعلمه بالأمور كيف تسير ، فإنه لا يحب أن يقع ابنه في مغامرة ، بحيث يتعجل أمرا ، ثم يندم عليه .
إن الأب يحاول أن يبعد ابنه عن كل شيء اسمه " فشل " ، لذلك هو لا يحبه أن يخوض غمار مثل هذا الزواج ، خاصة أن الزواج في الإسلام علاقة قوية ، لا تدوم لفترة محددة كحب العاشقين المحرم ، بل هو علاقة بين الزوجين المقصود منها الاستقرار والدوام ، فالاختيار لا بد أن يكون عن دراسة جادة ، وتأن واضح ، واستشارة لمن هم أعلم منا في هذه الحياة ، ومن الطبيعي أن يكون اختلاف الدين –سببا في الشقاق بين الزوجين ، أو حدوث مشاكل في المستقبل خاصة بعد وجود الأبناء ، وقد مر علينا في هذا الموقع العديد من تلك المشاكل .
نعم ، الإسلام لا يمنع المسلم من تزوّج النصرانية أو اليهودية العفيفة فإن الإسلام يبيح هذا ، ومع هذه الإباحة فإن الإسلام لا يحبّذه ولا يدعو إليه ، فقد حثّنا نبيّنا صلى الله عليه وسلم على اختيار الزوجة الصالحة صاحبة الدين والخلق .
لذلك كان حكم أبويه على هذا الزواج بالرفض ، ليس من باب استعجال الحكم ، بل من باب المعرفة بالأمور كيف تسير .
قد تقولين : إن زواجي بهذا الشاب مختلف ، لكنهم لا يدركون ذلك ؟
فأعود وأقول : وإن كان مختلفا ، لكن كل أب لا يحب لابنه أن يخوض تجربة هو في غنى عنها ، خاصة وأن العلاقة الآن بينكما محرمة في دين الإسلام الطاهر النقي .
رابعاً : قولك : هل علي ملامة إن قبلت بالإسلام – يعني صوريا – وبقيت على اعتقادك في الله كما أنت ؟
فالجواب أن هذا أمر عظيم ، فإن ديننا الحنيف لا يقبل من إنسان أن يدخله متلاعبا ، أو مستغلا له لأغراض شخصية ، ولهذا كان من أسس هذا الدين { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها } ، وإذا دخل الإنسان فيه دين الله متلاعبا ، حقت عليه لعنة الله ، وكان مع القوم الكافرين ، كما قال تعالى { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } .
خامساً :
أما حل المشكلة فإنه يمكن أن يكون بعدة أمور ، أولاها وأفضلها وأسرعها أن تبدئي التعرف الحقيقي على الإسلام ، وشمولية هذا الدين ، وموافقته للفطر السليمة ،(32/49)
والطبائع المستقيمة ، فتعرفي على دين الإسلام ، لا لشيء ، إلا لرغبة الوصول إلى الحق ، والخروج من دوامة الآراء المتخبطة ، والأفكار المنافية للفطر والعقول السليمة .
حينئذ – وبالمثابرة والاجتهاد – ستعلمين الحق المبين ، وسيلوح لك نور اليقين الساطع ، وسيتيسر لك – بإذن الله – أمر الزواج ، ولا حرج في أن يكون أمر زواجك من ذلك الرجل سببا في تعرفك على دين الإسلام .
لكن أن تبدئي بهذه الخطوة أولى وأوجب من أن تتزوجي ثم تفكري في الإسلام .
إن الأسرة إذا تكونت من بدايتها من زوجين مسلمين ، فإن الله تعالى يبارك فيها ، ويرعاها بعنايته ، فكلا عمودي الأسرة محبوب لله ، لأنه مسلم .
ولعل إعلان توبتك أنت وهذا العشيق وعقد القران حسب الشريعة الإسلامية يخفف من هجوم والدي زوجك وموقفهما السلبي .
وإذا أعلنت دخولك في الإسلام فسيرضى أيضاً عن ذلك من هو أهم من الجميع ، وهو الله عز وجلّ ، وإذا أرضيت الله ولو سخط من سخط من أهلك فسيرضى الله عليك ويُرضي عنك الناس
وقد يكون من المناسب ـ وهذا يحتاج إلى تفكير وتوقيت سليم أن تقومي بزيارة والدته أنت شخصياً دون أن يكون عشيقك هذا مرافقاً لك ولا موجوداً معك ، وتعربين لها عن رغبتك في الإسلام والتوبة من العلاقة المحرّمة والزواج من ابنها على شرع الله وحكمه.
وإذا كنت تقرين أن الإسلام يبيح الزواج من غير المسلمات العفيفات فلماذا لا تنتقلين إلى حياة العفّة والطهر وتمتنعين عن أي علاقة تخالف ذلك .
وقولك الصديق لا يمكن أن يكون السبب في قبول الإسلام له معنى صحيح ، وهو أنك ستسلمين ليس محبة في هذا الشخص ولكن محبة في الحقّ ومحبة لله الذي رضي الإسلام ديناً للبشر ، وأدلّة هذا واضحة وبيّنة ولا تحتاج إلى قوة عاطفية تدفع . لأن الأدلة والبراهين على الحق كافية جداً .
ولا ننسى قبل أن نفارق هذا الجواب أن نثني على تلك العبارة التي وردت في سؤالك وهي قولك : " أخذت أتعرف بعض الشيء على الإسلام وأنا لا أستطيع الإيمان بالطرق النصرانية أبدا " . وهذا يدل على قربك من الحق جداً وأن قناعاتك تتكون بشكل سليم وعلى أن الحقّ والباطل لا يلتقيان عندك وهذه بشائر خير .
فاسألي الله الهداية إلى طريق الحق ، وافتحي بصرك وبصيرتك للنور القادم ، وفقك الله لسلوك طريق الهداية ، والله أعلم .
للمزيد ( 33656 ، 20884 ، 2527 ) .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
إصرار الأم على عدم زواج ابنها من امرأة بعينها
تاريخ الفتوى : 16 شعبان 1427 / 10-09-2006
السؤال(32/50)
أنا عمري 19 سنة ...أبي وأمي منفصلان منذ صغري ... وطبعا الوالد تزوج وعنده أطفال .. أما أنا فعشت مع أمي .... والآن أعمل في شركه بترول ... وفي نفس الوقت أدرس بالكلية عن طريق الشركة (( بعثات ))...
وأنا أريد أن أفتح مشاريع اقتصادية بحكم أن الراتب لا يكفي ... فحصلت رفضا كبيرا من جانب الأم بحكم ...أني أدرس ... وأنا سوف آخذ سلفة للبدء في المشروع.... أما الوالد فكان موافقا لأنه واثق من قدراتي...
بعد كل هذا أطعتها ... ومرت الأيام . وأتى اليوم الذي زاد إيماني بالله واهتديت ... وصرت أقيم الصلوات في وقتها .... فقررت أن أكمل نصف ديني بالزواج .... لكي أحافظ على نفسي من الخطأ ..
فطبعا اكتشفت أن الوالد قد وجد الفتاة المناسبة للزواج مني ... وهي تقرب لي من بعيد ... وهي خلوقة ومحافظة لدينها ... و و و ....
فوافقت على هذه الفتاة .... وطبعا عند أخبار أمي بنية زواجي (( كي أقيس نبضها )) رفضت رفضا كليا ... فسألتها لماذا ؟؟؟ فقالت لي أني صغير على الزواج .... واني لا أستطيع أن أحافظ على مرتبي الشهري .... فطبعا واجهتها بأني إنسان لا أستطيع إكمال حياتي الآن من غير زواج (( وفي زمننا هذا الشخص يجب عليه الزواج وهو في الـ 18 من عمره )) ليستر على نفسه....
ولكنها استمرت برفضها ... وقالت من تكون هي ؟؟؟ فأجبتها أنها تقرب لي من طرف أبي ... فرفضت الآن رفضا كليا ... بحكم أنها من طرف أبي ... (( وهي تكره أبي وأهله جميعا ...بحكم أنهم تآمروا على الطلاق !!!! والله أعلم ))
فقلت لها من سوف يتزوج أنا ؟؟؟ أم أنت ؟؟؟
فأجابت أنا التي ربيتك ولي الحق كله أني أختار لك المرأة المناسبة للزواج ... فقلت لها لماذا تخربين حياتي برفضك ؟؟؟ ولماذا تدمرين حياتي بسبب مشاكل صارت من أيام زواجكم ... وأنا ماذا أفعل ؟؟؟ .......
فأرجوك يا شيخ ... أنك تحصل لي على حل لهذه المشكله ... وأنا أقولها لك لأني لا أستطيع أن أمسك بنفسي عن الغلط إلى الآبد ....
فأريد الحل الذي يبعدني عن الخطأ ؟؟؟
والحل لإقناع أمي بالزواج ؟؟؟
ملاحظة: أمي عنيدة جدا ... (( رأسها يابس ))
فاعطني الحل المناسب لها ...
واسمح لي على الإطالة ... وأشكرك على قراءتك
وبارك الله فيك يا شيخ ورحم الله والديك ...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تسعى في إقناع والدتك بالزواج من هذه الفتاة، وأن توضح لها أنه لا ذنب لهذه الفتاة حتى تتخذ منها أمك موقفها هذا، وأن الله تعالى يقول: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ] {الأنعام:164} ،(32/51)
وتقرَّب إلى أمك بالهدية والكلمة اللينة، ووسِّط من يمكن أن يؤثر على رأي أمك كخالك أو غيره.
فإن أصرت على رأيها بعد هذا كله فإن الخير لك أن تطيعها وتترك هذه الفتاة وتبحث عن غيرها، ولعل الله يعوضك خيرا منها، ولا تؤخر الزواج ما دامت عندك المقدرة، فبادر وحصن نفسك، واعلم أن الله في عون المتزوج الذي يطلب العفاف، وانظر الفتوى رقم: 67236، والفتوى رقم: 15577، والفتوى رقم: 9668.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
أسلمت قبل زوجها بنحو أسبوعين ، فهل ينفسخ نكاحهما
سؤال:
نحن مسلمان جديدان وقيل لنا بأن زواجنا باطل بعد أن أسلمنا، أسلمت يوم 16 فبراير ، ورفض زوجي الإسلام ذلك الوقت فتركته وسكنت مع صديقتي، وأسلم زوجي يوم 2 مارس ، فعدت لبيته ، فقيل لي بأنه حسب الشريعة ، إذا لم يسلم فإن زواجنا أصبح لاغياً وأننا يجب أن لا نبقى في نفس البيت حتى نتزوج مرة أخرى حسب الشريعة الإسلامية . فهل هناك صحة لهذا الكلام ؟ أريد جواباً سريعاً فأنا لا أريد أن أعيش في الذنب ومعصية الله .
الجواب:
الحمد لله
هذا الكلام الذي قيل لك غير صحيح ، لأن الزوجين إذا أسلم أحدهما قبل الآخر ثم أسلم الآخر منهما قبل انقضاء عدة المرأة فهما على نكاحهما الأول . ( وعدة المرأة هي : ثلاث حيضات إن كانت تحيض ، وثلاثة أشهر إن كانت آيسة لا تحيض ، ووضع الحمل إن كانت حاملاً ) وهذا هو مذهب الشافعي وأحمد ، وهو مذهب مالك في الصورة التي وقع السؤال عنها وهي إسلام المرأة قبل زوجها ودلت على ذلك وقائع كثيرة في السنة .
منها : أن امرأة صفوان بن أمية أسلمت يوم فتح مكة ثم أسلم هو بعدها بنحو من شهر ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما ، ولا أمرهما بتجديد العقد ، وبقيت عنده بالنكاح الأول . قال ابن عبد البر رحمه الله : وشهرة هذا الحديث أقوى من إسناده اهـ .
وأما إذا أسلم الآخر منهما بعد انقضاء العدة فهذا مما اختلف فيه أهل العلم ، والصواب أنهما إن اتفقا على الرجوع إلى بعضهما البعض بالعقد الأول ولم تكن المرأة تزوجت بغيره فإن ذلك جائز ولا يحتاجان إلى عقد جديد وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وهو الذي رجحه الشيخ ابن عثيمين - رحمهم الله أجمعين - واستدلوا بما رواه أبو داود عن ابن عباس رضي اله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد زينب ابنته على زوجها أبي العاص بنكاحها الأول . رواه الترمذي (1143) وأبو داود (2240) وابن ماجة (2019) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .(32/52)
وكان إسلامه بعد نزول آيات سورة الممتحنة والتي فيها تحريم المسلمات على المشركين بسنتين ، والظاهر انقضاء عدتها في هذه المدة . ومع ذلك ردها النبي صلى الله عليه وسلم إليه بالنكاح الأول .
والحاصل أنكما على نكاحكما الأول ولا تحتاجان إلى تجديد العقد . والله تعالى أعلم .
انظر زاد المعاد (5/133-140) ، المغني (10/8-10) ، الشرح الممتع (10/288-291).
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
هل يصح أن يكون والد الزوج شاهدا على عقد نكاحه؟
سؤال:
أنا متزوج منذ عامين ولكن زواجي تم بالطريقة التالية : بعد مرور عامين على الخطبة قررنا كتابة العقد فذهبت مع والدي وخطيبتي آنذاك ووالدها عند العدول ولكن وجدنا موثقا واحدا وصاحبه كان غائبا مع العلم بأنه سيوقع هو وصاحبه على العقد والموثق الحاضر يعرف أبي ، أخذ الموثق بكتابة العقد فسأل والد زوجتي عن الصداق وهل تسلمه فقال له بأنه تسلمه ، في حين لم يتسلم سوى النصف وأمضينا على العقد ، حين خرجنا لم أرتح لهذا فسألت والدي عن مدى مشروعية العقد حيث يجب حضور شاهدين ولم يكن سوى واحد فأجابني والدي بأن لا شيء في ذلك ، فسكت وإلى الآن لم أقتنع بهذا ، ولهذا أسال هل زواجي مشروع وهل فيه من محظور وهل يمكن اعتبار والدي كشاهد وإن كان غير مشروع فما هو الحل؟.
الجواب:
الحمد لله
العقد المذكور صحيح ، ويعتبر والدك شاهدا على نكاحك ، وهو مذهب الإمام الشافعي وأحد القولين للإمام أحمد رحمهما الله .
انظر : "نهاية المحتاج" (6/218) ، "الإنصاف" (8/105) .
وذلك لأنه ليس وليا في النكاح ، فصح أن يكون شاهدا ، بخلاف والد الزوجة .
وقد اختار القول بالصحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، فقد قال بعد أن ذكر القول الأول في المسألة وهو عدم جواز شهادة أحد من أصول الزوجين أو فروعهما على النكاح ( والمراد بالأصول هنا الآباء والأجداد ، وبالفروع الأبناء وأبناؤهم ) ، قال : "والقول الثاني : أن ذلك يصح ، وهو أن يكون الشاهدان أو أحدهما من الأصول أو الفروع . . .
ثم قال :
فالصواب إذاً أنه يصح العقد ، وهو رواية عن أحمد واختارها كثير من الأصحاب" اهـ . الشرح الممتع (5/163) .
ثم إنك قد ذكرت أنك متزوج من عامين ، والغالب أنه يكون قد حصل إعلان للنكاح وإشهار له بمثل دعوة الناس وما أشبه ذلك مما اعتاده الناس الآن . وهذا يكفي لصحة النكاح ، ولو لم يشهد عليه شاهدان عند بعض أهل العلم . وهو اختيار شيخ(32/53)
الإسلام ابن تيمية ، قال رحمه الله : " لا ريب في أن النكاح مع الإعلان يصح ، وإن لم يشهد شاهدان " اهـ .
الاختيارات (ص 210) .
وقد أخطأ والد الزوجة في قوله إنه تسلم الصداق والواقع أنه لم يتسلم إلا نصفه، لكن ذلك لا يؤثر على صحة عقد النكاح .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
صلة الرحم والزواج بالقريبة ذات الدين
تاريخ الفتوى : 13 شعبان 1427 / 07-09-2006
السؤال
سؤال خاص بصلة الأرحام : لي أخوال أزورهم ولا يزورونني وأقسم بالله بأنني أودهم ولكنهم لايودونني ويتباعدون عنا لأنهم ميسورون ويخافون الحسد ونحن الحمد لله لا ننظر إلى رزق غيرنا فحاولت أن أخطب أختا لهم كبيرة وليست جميلة ولكن لصلة الأرحام تقدمت لإخوتها لخطبتها بأن يجعل أخته تصلي استخارة كما فعلت أنا وأمهلتهم وقتا ليفكروا ولكنهم لم يردوا عليَّ بالرفض أوالموافقة حتى علمت بأنه قد تم خطبتها لغيري فقلت ربما خيرنا الله وصرفت نظر عن الموضوع حتى علمت بأنها فسخت هذة الخطبة من قبل الخاطب وهم الآن في غاية الإحراج ويحاولون من بعض الأقارب أن أتقدم لخطبتها ولكن جميع من يعرف الموضوع يقولون لي إياك وهذه الناس فهل أتقدم أم لا أفيدونا أفادكم الله ؟
ونأسف على كثرة الأسئلة وجعلكم الله عونا للأمة الاسلامية لما فيه الخير والصلاح.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاءه يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل ( الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك . رواه مسلم وأحمد وأبو داود. فكن كذلك حتى تحصل على معية الله ونصره عليهم، وأما بشأن الزواج بأختهم، فإذا كانت البنت متدينة وذات خلق، ولم تخش حصول شقاق بينك وبينها أو بين إخوتها، فننصحك بالزواج بها ، وأما إذا لم تكن متدينة، أو خشيت حصول مشاكل بينك وبين قرابتك بسبب الزواج، فلا ننصحك به، وأنت أعرف بأقاربك، وعليك باستخارة الله عز وجل في هذا الأمر .
والله نسأل أن يوفقك لما فيه خير .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن تابت عن غيها وصدقت في توبتها(32/54)
تاريخ الفتوى : 12 شعبان 1427 / 06-09-2006
السؤال
أود في هذه الرسالة أن أسال عن مسألة تواجهني وأود منكم جزاكم الله كل خير أن تنوروا لي الطريق تعرفت إلى فتاة (الفتاة تعمل معي منذ 3 سنوات أي أني أعرفها عن قرب ليست بيننا علا قة مشبوهة) الفتاة عرفت بسمعة سيئة مستهترة بينها وبين العفة باع طويل قدرني الله على أن أفتح معها موضوع العيشة التي تعيشها ألم يحن الأوان أن تغير حياتها وتتوب عن حياة الطيش والعبث وشاء الله أن تحرك قلبها لهذه الدعوة خصوصا وأن الله كان قد من عليها وأن ارتدت الحجاب عما قبل لكنها تخلت عنه تأثرت لموقفي تجاهها ولا أخفي أنها تعلقت بي وأنا لا أريد أن أقع في الحرام خصوصا وأن نيتي كانت هي دعوتها وإنقاذها مما كانت عليه لكن الأمور تطورت بعد أن عرفت أنها كانت محتجبة سلفا مما جعلني أفكر في الزواج بها إن هي كانت صادقة في توبتها رغم اعتراض الجميع على ذلك وأخشى أن يعترض أهلي إن هم علموا عما كانت عليه أرجو منكم النصح والإفادة ؟
جزاكم الله كل خير .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن ما قمت به من دعوة مباشرة لتلك الفتاة التي ذكرت من أمرها ما ذكرت يعتبر خطأ، فكان الأولى بك أن تدعوها عن طريق إحدى أخواتك أو محارمك. فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وفتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. وهذه الفتنة لا ينبغي لأحد أن يأمنها على نفسه، فلربما فتن الصالح العابد بنظرة، ولهذا جاء التحذير من النظر، والأمر بغض البصر عاما لجميع المؤمنين، دون تفريق بين صالح وطالح، ومستقيم ومنحرف، وتوجه الخطاب أولا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنهم أعظم الناس إيمانا ويقينا وثباتا. فالحمد لله على أنه لم يقع بينك وبينها شيء أعظم مما ذكرت، ولكننا ننصحك -أيها الأخ الكريم- بالإعراض عنها، وأن تبحث عمن يقوم بدعوتها من النساء الصالحات.
وفيما يتعلق بموضوع زواجك منها، فإذا أبدت لك استعدادها التام بالالتزام إذا تزوجتها، وكنت على يقين أو ظن غالب بأن حالها سيتغير إلى الصلاح والاستقامة على الدين بما في ذلك التزامها باللباس الشرعي، كان زواجك بها إن شاء الله تعالى محمودا حيث إنك تكون سببا في التزامها بالدين، وقد صح عن النبي صلى الله عله وسلم أنه قال لعلي: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم . رواه البخاري.(32/55)
وأما إذا كنت تعلم أن المرأة لم تكن صادقة فيما أبدت، فلا ننصحك بالزواج منها، ولا سيما أن والديك قد لا يرضيان عن زواجك منها، وأن سمعتها كما قلت غير طيبة .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل ترضخ لرأي أهلها إذا رفضوا زواجها من شاب غير سني
تاريخ الفتوى : 08 شعبان 1427 / 02-09-2006
السؤال
تقدم إلى خطبتي شاب ينتمي إلى طائفة من طوائف الضلال وأنا طبعا سنية وأنا أعجبت به لدرجة أنني وافقت على الزواج به لكن أهلي لم يوافقوا عليه لأنهم قالوا حرام مع أن هذا الشاب لا يفعل أعمال تلك الطائفة ، بل إنه يعلم أن كل هذا من أقوال الجهل‘ إنني حقا أريده وقد صليت استخارة لا تقل عن 6 مرات، ماذا أفعل؟، هل ما قاله أهلي صحيح؟ أرجو بأن أجد حلا، وأرجو أن أعلم كيف أستطيع قراءة الفتوى. وشكرا جزيلا وجزاك الله ألف خير .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم يتعين عليه عند ما يستخير في أمر أن يأمل من الله تعالى أنه يختار له ما هو أصلح له وأن يرضى بما يقدره الله تعالى له.
ثم إن الأهل يحبون مصالح بناتهم وقد يكون نظرهم ورأيهم أصلح وأعمق من نظر البنات، ولا شك أن إرضاءهم والاتفاق معهم في غالب الأحيان أدعى إلى حفظ البنت وتحقيق مصلحتها.
فينبغي لمن استخارت في زواج بشخص وعارضها أهلها أن توافقهم في رأيهم، ولاسيما إن كان المانع لهم الخشية عليها من التأثر بالمخالف لها في العقيدة، فحتى لو كان الشاب غير مقتنع بما عند أهله من الانحراف العقدي فإن من تتزوج به ستخالط أهله حتما، وقد تتأثر بفسادهم العقدي سلبا مع أنه لا يؤمن أنه هو يجاملها ويخفي عنها معتقده.
وننصحك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله أن يرزقك زوجا صالحا مرضي المعتقد والأخلاق، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 1449، 49283، 43003، 59677، 14947، 32981، 59293، 62548.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يصح عقد الزواج الثاني مع عدم إخباره باستمرار زواجه الأول ؟
سؤال:
هل يعد الزواج صحيحًا إذا كتم الرجل بعض المعلومات المهمة ولم يبينها ؟(32/56)
وعندما علمت المرأة بهذه المعلومات ، أصبحت لا تريد الزواج به . وهذا الأمر هو أن المذكور لا يزال متزوجًا بامرأةٍ أخرى .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
ذكر الفقهاء رحمهم الله بعض الأمور التي يحق لأحد الزوجين فسخ النكاح بوجودها ، ويذكرون من ذلك : الفسخ بالعيب ، بمعنى جواز طلب الفسخ من قبل الزوج أو الزوجة إذا وجد أحدهما في الآخر بعض العيوب .
جاء في الموسوعة الفقهية (29/68) :
" اتّفق فقهاء المذاهب الأربعة على جواز التّفريق بين الزّوجين للعيوب " انتهى .
وليس كل عيب وجده أحد الزوجين في الآخر يبيح له الفسخ ، بل الضابط في هذا العيب : " أنه هو الذي يفوت المقصود من النكاح من الاستمتاع والمودة والسكن والولد ، ونحو ذلك " .
قال ابن تيميّة في "الاختيارات " (ص 222) : " وتردّ المرأة بكلّ عيب ينفّر عن كمال الاستمتاع " انتهى .
وقال ابن القيم : "والقياس أنّ كلّ عيب ينفّر الزّوج الآخر منه ، ولا يحصل به مقصود النّكاح من الرّحمة والمودّة يوجب الخيار " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" الصحيح أنه مضبوط بضابط محدود ، وهو ما يعده الناس عيبا يفوت به كمال الاستمتاع ، أي ما كان مطلق العقد يقتضي عدمه ، فإن هذا هو العيب ، فالعيوب في النكاح كالعيوب في البيوع سواء ، لأن كلا منها صفة نقص تخالف مطلق العقد " انتهى .
ثانياً :
وليس زواج الرجل بأخرى عيباً يفسخ من أجله النكاح ، لأن الرجل له أن يتزوج على امرأته بثانية وثالثة ورابعة ، وليس لها طلب فسخ النكاح إذا كان يعدل بينهن .
وقد سئل الشيخ ابن جبرين : هل يشترط لصحة الزواج أن يخبر الرجل من يريد الزواج منها بأنه متزوج من أخرى إن لم يُسأَل عن ذلك ؟ وهل يترتب شيء على إنكاره إن سُئِلَ ؟
فأجاب :
" لا يلزم الرجل إخبار الزوجة أو أهلها بأنه متزوج إن لم يسألوه ، لكن ذلك لا يخفى غالبا ، فإن الزواج لا يتم إلا بعد مدة وبحث وسؤال عن كل من الزوجين ، وتحقق صلاحيتهما ، لكن لا يجوز كتمان شيء من الواقع ، فإن وقع كذب من أحد الزوجين وبنى عليه الطرف الثاني إتمام العقد فإنه يثبت الخيار : فلو ذكر أنه غير متزوج وكذب في ذلك فلها الفسخ ، ولو قالوا عنها إنها بكر وهي ثيب فله الخيار أن يتم الزواج أو يتركها " انتهى .
"فوائد وفتاوى تهم المرأة المسلمة" (114) .
الإسلام سؤال وجواب(32/57)
ـــــــــــــــــــ
إخبار الفتاة بالرغبة في الزواج عن طريق الإيميل
تاريخ الفتوى : 10 شعبان 1427 / 04-09-2006
السؤال
أنا شاب والحمد لله لا يحمد على شيء سواه مؤمن وأحاول أن أبقى على عهد الله ما استطعت لا شيء عندي يحصل مكروها أو جيدا إلا بتقدير الله، مثلي مثل كثير من الشباب المؤمن، ولكن ربما في بعض الأمور أكثر التزاما من غيري وخاصة التحدث مع من لا يحل لي من الفتيات وأحاول أن أبتعد عن المجالس المختلطة وأرفضها على الرغم من أنها كثيرة في حياتنا وخاصة الحياة العائلية، كما أن عائلتي وربما إذا قلت لكم إن أمي تستغرب من انتقادي للباس الذي يلبسه أخواتي أو قريباتي وحتى أحيانا تقول (أنني يا ابني سوف تعذبنا في جوزتك لنجد التي تريد)، المهم أنني وخلال فترة عملي ضمن الجامعة كمعطي لإحدى المواد وعن بعد تعرفت أي عرفت فتاة تصغرني بسنتين عرفتها كطالبة فقط لا غير، وأنا من بداية أن قررت التدريس قررت أن لا أنظر إلى البنات اللواتي أدرسهن إلا كطالبات، كما أنني أمتلك مبدأ ثابتا في هذا المجال وهو أنه لا كلام مع الأجنبية ولا علاقة مع فتاة إلا بعقد، هذا مبدأ ثابت عندي لا تراجع عنه مهما كانت المغريات، وللعلم أن عائلتي لا تمانع أن أتكلم مع الفتيات أو بالأحرى أن أعشق أو يكون لي حبيبة، وفي أواخر الفصل الدراسي شعرت من الفتاة أنني أروق لها أو أعجبها فهي تحاول التحدث معي وخاصة بعدما عرفت أنني تخرجت من نفس الكلية وكنت الأول على الدفعة وأنا خلال التدريس تعاملت مع كل الطلاب والطالبات بكل الأعمار والأديان بشكل جد متساو ومتعادل، وكنت دائما أكرم المتفوقين وأحاول أن أطرح عليهم الأسئلة المميزة وأشجعهم ومن ضمنها هذه الفتاة، وعندما كنت أقوم بفحص المقابلة لهذه الفتاة حاورتها بشكل خارجي فعلمت منها أنها تحاول دراسة اللغة كما أنها تكمل حفظ القرآن وهنا كانت قمة الإعجاب بهذه الفتاة المحتشمة والتي على حد تعبير من يدرسون معها أنها لا تعطي مرونة عند التكلم مع الرجال، وفعلا أنا خلال الدراسة الجامعية كاملة لم أر إلا أعدادا قليلة من فتيات الإسلام
بهذا الشكل من الالتزام والعلم والاحتشام، وفعلا أعُجبت بهذه الفتاة وطلبت منها الإيميل الخاص بها فلم تعارض وأعطتني الإيميل الخاص وأنا بدوري أعطيتها إيميلي وتواعدنا على أن أرسل لها موضوعا يخص الدراسة وانتهى هنا، بعد حوالي فترة أرسلت لها الموضوع بعد رسالة اعتذار منها بأن الإيميل الخاص بها كان غير مفعل وتقول لي إنها سترسل لي بعد أن تنتهي من امتحاناتها وفعلا أرسلت لها الموضوع، ومنذ شهرين لم أحصل على أي رد منها أنا غير حزين على ذلك والحمد لله بالتعرف على هذه الفتاة، فأنا غير نادم على معرفتها وبصراحة قرأت أحد استشاراتكم والتي تطلب منكم إحدى الفتيات طريقا للتقرب من شاب أعجبت به فقلتم لها عليك بالدعاء وبصراحة دعوت الله أن أغنم بها وخاصة بعدما لاحظت الكثير من عوامل التوافق والكفاءة بيني وبينها، والمبدأ الذي أنا عليه من أنني لا أتكلم مع فتاة إلا بعقد لازلت ثابتا عليه، ولكن لا يمكنني أن أقول لها ذلك فأنا ما زال(32/58)
بيني وبينها الكثير من الحواجز، وأنا لم ابعث لها إلا رسالة واحدة، ويمكنني أن أرسل لها كل يوم ولكن أحس بأن هناك رادعا يردعني وهو مخافة الله، وكذلك أنا أخاف أن أجعلها تتعلق بي ولربما لا أستطيع أن أحقق حياة زوجية قريبة، السؤال هو: هل يمكنني أن أرسل لها رسائل بموضوعات يرضاها الله سبحانه وتعالى كمواضيع صحية أو سياسية أو ما شابه بعيداً عن المواضيع التي تثير العواطف والغرائز أم أن ذلك حرام، وهل علي أن أقطع كل الاتصالات بها حتى الإيميل الشرعي وأكتفي فقط بالدعاء لله عز وجل بأن يرزقتي إياها، وهل تسمحون بأن تدعو لي بالتوفيق والارتباط بها أو بأحسن منها إن لم يقدر الله ذلك وتدعون لي بالتوفيق والرزق المادي والبشري الحلال؟ وهل تسمحون لي بأن أقدم لكم الشكر على استماعكم لكل هذه الاستفسارات والله يقويكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فندعو الله تعالى أن يثبتك على دينه، وبخاصة على هذا الأمر الشرعي الذي خالفه كثير من الشباب للأسف، وهو عدم ربط علاقات مع فتيات قبل عقد الزواج، أما عن سؤالك، فطالما أنك لست قادراً على الزواج في الوقت الحالي فلا تشغل بالك بهذه الفتاة ولا بغيرها، ومتى استطعت الباءة وهي القدرة البدنية والمادية على الزواج، فلك حينئذ أن ترسل للفتاة وتخبرها برغبتك في الزواج بها، إذ أن الكلام مع المرأة للحاجة ليس ممنوعاً، والرسالة لها نفس الحكم إذا كانت للحاجة، مع التزام الأدب، أما لغير حاجة فلا يجوز، وإرسال مواضيع صحية و.... إلخ، ليست حاجة تبيح الكلام معها، وأما مع عدم القدرة على الزواج فلا داعي للكلام معها، لما فيه من محاذير شرعية، منها: ما قد يجر إليه الكلام من أمور محرمة، ومنها: احتمال تعلق الفتاة بك كما ذكرت في حين أنك غير قادر على الزواج في الوقت الحالي.
ولذا ننصحك بقطع هذه العلاقة حالياً، والسعي في تحصيل القدرة على الزواج، والله نسأل أن يوفقك وييسر أمرك ويكتب لك الزواج بفتاة متدينة صالحة تكون لك قرة عين، وترزق منها الذرية الطيبة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم التخيلات الجنسية
سؤال:
تزوجنا مند 3 سنوات ونصف ، هو طيب جدّاً ، متدين جدّاً ، ونعبد الله معا ما استطعنا ، والحمد لله ، المشكلة بدأت معي من أول الزواج , كان لابد له أثناء الجماع أن يحكي لي قصصا جنسية ، وأنا أتخيل ؛ لأني لم أكن أستطيع أن أقضي وطري بدونها ، وحتى أشبع لابد أن أتخيل ، المشكلة عندي للآن ، وأحس بتأنيب ضمير بعد كل جماع ، تلاحقني التخيلات وأنا معه حتى أنتهي - لا أتخيلني مع شخص آخر أبداً أبداً , فقط أناس لا أعرفهم - أخبرته بهده المشكلة ، ولم يغضب , لكن أنا أحس بنوع من الخيانة , ماذا أفعل ؟ أفيدوني أرجوكم ، وما حكم الشرع ؟.(32/59)
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
التخيلات الجنسية جزء من الخواطر التي تطرأ على ذهن الإنسان بسبب ما يستدعيه العقل الباطن من صورٍ مختزنةٍ أوحتها له البيئة التي يعيش فيها ، والمناظر التي يراها ، وهي تخيلات تصيب أغلب الناس ، وخاصة فئة الشباب ، لكنها تختلف من شخص لآخر من حيث النوع والإلحاح والتأثير .
والشريعة الإسلامية شريعة الفطرة ، جاءت منسجمةً مع الطبيعة البشرية ، وملائمةً للتقلبات النفسية التي جعلها الله سبحانه وتعالى جزءا من التكوين البشري ، فلم تتعد حدود الممكن ، ولم تكلِّف بما لا يطاق .
يقول الله سبحانه وتعالى : ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعمَلُوا بِهِ ) رواه البخاري ( 2528 ) ومسلم ( 127 ) .
قال النووي - رحمه الله - في شرح هذا الحديث :
وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه : فمعفو عنه باتفاق العلماء ؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه .
" الأذكار " ( ص 345 ) .
والتخيلات العارضة تدخل في دائرة حديث النفس المعفو عنها بنص الحديث السابق ، فكل من تصورت في ذهنه خيالات محرمة ، طرأت ولم يطلبها ، أو حضرت قَسرًا ولم يَستَدْعِهَا : فلا حرج عليه ، ولا إثم ، وإنما عليه مدافعتها بما يستطيع .
ثانياً :
وأما إذا كان الشخص يتكلف التخيلات المحرمة ، ويستدعيها في ذهنه ، فقد اختلف كلام الفقهاء في تكييف هذه الحالة ، وهل هي داخلة في دائرة العفو أو في دائرة الهم والعزم المؤاخذ به ؟
والمسألة يذكرها الفقهاء بالتصوير التالي :
لو أن رجلا وطئ حليلتَه متفكِّرا في محاسن أجنبيَّةٍ ، حتى خُيِّلَ إليه أنَّه يطؤُها ، فهل يحرم ذلك التفكر والتخيُّل ؟ اختلفت في ذلك أقوال الفقهاء :
القول الأول : التحريم ، وتأثيم من يستحضر بإرادته صُوَرًا محرَّمَةً ويتخيلها حليلته التي يجامعها .
قال ابن عابدين الحنفي – رحمه الله - :
والْأَقْرَب لقَوَاعِد مَذهَبِنَا عَدمُ الحِلِّ ، لأَنَّ تَصَوُّرَ تلك الأَجنبِيَّةِ بَينَ يَدَيْهِ يَطَؤُهَا فيهِ تَصويرُ مُبَاشَرةِ المَعصِيَةِ عَلى هَيئَتِهَا .
" حاشية رد المحتار " ( 6 / 272 ) .
وقال الإمام محمد العبدري المعروف بابن الحاج المالكي – رحمه الله - :(32/60)
ويتعين عليه أن يتحفظ في نفسه بالفعل ، وفي غيره بالقول ، من هذه الخصلة القبيحة التي عمَّت بها البلوى في الغالب ، وهي أن الرجل إذا رأى امرأةً أعجبته وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها .
وهذا نوع من الزنا ؛ لما قاله علماؤنا رحمة الله عليهم فيمن أخذ كُوزا يشرب منه الماء ، فصوَّرَ بين عينيه أنه خمر يشربه ، أن ذلك الماء يصير عليه حراما .
وما ذُكر لا يختص بالرجل وحده ، بل المرأة داخلة فيه ، بل هي أشد ؛ لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر من الطاق ، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها ، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها ، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني ، نسأل الله السلامة منه .
ولا يقتصر على اجتناب ذلك ليس إلا ، بل ينبه عليه أهله وغيرهم ، ويخبرهم بأن ذلك حرام لا يجوز .
" المدخل " ( 2 / 194 ، 195 ) .
وقال ابن مفلح الحنبلي – رحمه الله - :
ذكر ابن عقيل وجزم به في " الرعاية الكبرى " : أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورةَ أجنبيَّةٍ محرَّمَةٍ أنَّه يأثم ، ...أما الفكرة الغالبة فلا إثم فيها .
" الآداب الشرعية " ( 1 / 98 ) .
ودليل هذا القول : ما يرجحه طائفة من أهل العلم من أن خواطر النفس إذا أصبحت عزيمة وإرادة دخلت في دائرة التكليف ، والتخيلات المحرمة التي يجلبها الذهن بإرادته انتقلت من دائرة العفو ؛ لأنها أصبحت هَمًّا وعزيمة يحاسب عليها المرء .
قال النووي – رحمه الله - :
وسبب العفو ( عن حديث النفس ) ما ذكرناه من تعذر اجتنابه ، وإنما الممكن اجتناب الاستمرار عليه ، فلهذا كان الاستمرار وعقد القلب حراما .
" الأذكار " ( 345 ) .
القول الثاني : الجواز ، وأنه لا حرج على من فعل ذلك : وهو قول جمع من متأخري الشافعية : منهم السبكي والسيوطي .
قالوا : لأن التخيلات ليس فيها هم ولا عزم على معصية ، إذ قد يتخيل في ذهنه أنه يباشر تلك المرأة الأجنبية وهو مع ذلك ليس في قلبه عزم على فعله والسعي إليه ، بل قد يرده لو عرض عليه .
جاء في " تحفة المحتاج في شرح المنهاج " ( 7 / 205 ، 206) - وهو من كتب الشافعية - :
" لأنه لم يخطر له عند ذلك التفكر والتخيل فعل زنا ولا مقدمة له ، فضلا عن العزم عليه ، وإنما الواقع منه تصور قبيح بصورة حسن " انتهى .
وانظر " الفتاوى الفقهية الكبرى " ( 4 / 87 ) .
والذي يبدو أن الراجح القول بكراهة ذلك التخيل إن لم نقل بالتحريم ، وذلك للأسباب التالية :(32/61)
1. أن كثيراً من المتخصصين النفسيين يعدون التخيلات الجنسية اضطرابا نفسيا إذا سيطرت على عقل الإنسان بحيث تفقده كل لذة تأتي من غير طريق تلك التخيلات ، وذلك قد يفضي إلى تخيلات جنسية غير سوية .
2. أن الشريعة الإسلامية جاءت بقاعدة سد الذرائع ، ومنع كل باب يفضي إلى الشر ، وإفضاءُ التخيلات الجنسية إلى الوقوع في المحرمات أمر متوقع ، فإن مَن أَكثَرَ مِن تصور شيء وتمنيه لا بد وأن تحفزه نفسه إلى الحصول عليه ، والسعي إلى الاستكثار منه ، فيبدأ بالتطلع إلى الصور المحرمة ، وتعتاد عيناه على مشاهدة المحرمات ، سعيا لتحقيق الشبع الذي أصبح مرتبطا بتلك التخيلات .
3. أن غالب تلك التخيلات إنما تجتمع في الذهن بالأسباب المحرمة ، عن طريق فضائيات الرذيلة ، ومشاهدات الواقع المتحلل من كل خلق في بلاد الكفار ، حيث ينعدم الحياء وتصبح مناظر ممارسة الجنس عادةً يومية يعايشها من يسكن في بلادهم ويخالطهم في أعمالهم .
4. وأخيراً قد تفضي كثرة تلك التخيلات إلى زهد الزوجين ببعضهما ، فلا تعود الزوجة محل نظر الزوج ، كما لا يعود الزوج محل إقبال الزوجة ، وتبدأ حينئذ رحلة المعاناة والمشاكل الزوجية .
ولذلك كله ، فالنصيحة لكل من ابتلي بمثل تلك التخيلات أن يسارع إلى إيقافها والتخلص منها ، ويمكنه الاستعانة بالوسائل التالية :
1. الابتعاد التام عن كل ما يثير تلك التخيلات من الأفلام والمشاهد المحرمة التي تعرضها الفضائيات ، والابتعاد عن قراءة القصص التي كانت السبب في تولد تلك التخيلات ، وقد سبق في موقعنا الحديث عن حرمة قراءة تلك القصص الجنسية ، فانظري جواب السؤال رقم ( 34489 ) .
قال الغزالي في " إحياء علوم الدين " ( 1 / 162 ) :
" وعلاج دفع الخواطر الشاغلة : قطع موادها ، أعني النزوع عن تلك الأسباب التي تنجذب الخواطر إليها ، وما لم تنقطع تلك المواد لا تنصرف عنها الخواطر " انتهى .
2. المحافظة على الأذكار الشرعية ، وخاصة تلك التي تقال قبل الجماع ( الَّلهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبِ الشَّيطَانَ مَا رَزَقتَنَا ) رواه البخاري ( 141 ) ومسلم ( 1434 ) .
3. الانشغال باللذة الحاضرة عن اللذة الغائبة ، فإن في كل من الزوجين ما يغني الآخر عن التطلع إلى الحرام ، فإذا انشغل الزوجان بمحاسن بعضهما واستغرقا في ذلك لم تنصرف الخيالات إلى شيء آخر .
4. تصوري لو كان خيال زوجك يجول في مثل ما تجولين فيه ، هل ستكونين راضية عن ذلك ؟ ألن يشعرك ذلك بعدم الرضا ؟ فكيف ترضين أنت أن تصيبي زوجك بمثل هذا الشعور ، فاحرصي على استغلال هذه الفكرة للتخلص مما تجدين .(32/62)
5. استشارة المختصين النفسيين ، فلا حرج عليك أن تراجعي الطبيبة النفسية أو الأسرية وتطلبي نصيحتها في حالك ، وستجدين عندها ما يساعدك إن شاء الله تعالى .
وأسأل الله لك ولزوجك التوفيق والسعادة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
كان يترك بعض الصلوات فهل يلزمه تجديد عقد النكاح
سؤال:
نحن في مجتمع يتهاون كثيراً في مسألة الصلاة ، نشأت أصلي والحمد لله ، ولكني لا أهتم إن صليت الظهر مثلاً في وقته أو قضاء مع العصر مثلاً ، كما أنني تركت بعض الصلوات على مدار حياتي وزوجتي كذلك ، وبعد الزواج استمر هذا الموضوع في بداية الأمر ثم عزمنا على أن نتوب إلى الله ، ونحن الآن والحمد لله نحافظ على الصلاة في وقتها ، ما يؤرقني ويشعرني بأن هذا العمل غير مثاب عليه هو قول بعض العلماء أمثال الشيخ ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله بأن تارك الصلاة تكاسلاً وتهاوناً فهو كافر مرتد ، واستندوا إلى ذلك بأدلة من القرآن والسنة ، ومع أن هناك علماء أمثال الشيخ الألباني رحمه الله يقول إنه كفر دون كفر ، ومع إحساسي بأن هذا الرأي صحيح ، إلا أنني أخاف أن أكون على خطأ ، وأريد أن آخذ برأي الشيخ ابن عثيمين حتى أقطع الشك في نفسي ولكن هذا الأمر يتطلب عدة أمور بعضها أقدر عليها والبعض الآخر لا وهي : 1- أغتسل أنا وزوجتي اغتسال الدخول في الإسلام وأن ننطق بالشهادتين ، وهذا أمر مقدور عليه 2- نحتاج إلى تجديد عقد الزوجية ، لأنه يعتبر عقداً باطلاً . والسؤال هنا : كيف يتم هذا التجديد ؟ وهل أنا بحاجة إلى ولي للزوجة وشهود ؟ وكيف أقول لوالد زوجتي هذا الأمر وكيف أحضر الشهود للتجديد ؟ إن هذا الأمر وقعه صعب جداً على والد الزوجة وربما يرفض هذه الفكرة أو يغضب طيلة حياته ، وبالتالي فلن أستطيع أن أجدد العقد وتصبح المشكلة أصعب وأصعب ، كما أنني لا أستطيع أن أتحقق إن كان الشهود مداومين على الصلاة من ساعة بلوغهم إلى يومهم هذا ، وهل لو أخذت
برأي الشيخ الألباني رحمه الله أعتبر مقصراً ، وهل علي قضاء الفوائت السابقة والتي لم أعلم عددها ، أم أكثر من السنن والنوافل ، وكيف أقضيها ، فهل من الممكن أن أصلي عصر هذا اليوم على سبيل المثال ، ثم أصلي الفجر والظهر والعصر لأيام سابقة أم أصلي كل فرض فائت في وقته . أفيدوني جزاكم الله خيرا فإنني في حيرة شديدة تكاد تفتك بي ، ولا أريد أعمالي الصالحة أن تذهب هباء ، أو أن أموت كافراً والعياذ بالله.
الجواب:
الحمد لله
أولا :(32/63)
الخلاف في حكم تارك الصلاة كسلا ، خلاف معتبر عند أهل العلم ، والذي تدل عليه الأدلة الصحيحة هو القول بكفره ، وانظر شيئا من هذه الأدلة في الجواب رقم (5208) .
ثانيا :
إذا تاب تارك الصلاة ، وصلَّى ، عاد إلى الإسلام ، ولا يحتاج أن يعيد الشهادتين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فأما من يترك الصلاة بعض الأوقات لا يقضيها ولا ينوي قضاءها أو يخل ببعض فرائضها ولا يقضيها ولا ينوي قضاءها فمقتضى ما ذكره كثير من أصحابنا أنه يكفر بذلك ، ....... ثم إذا صلى الأخرى صار مؤمنا كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( من ترك صلاة العصر متعمدا حبط عمله ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من ترك الصلاة عمدا فقد برئت منه الذمة ) " انتهى .
وقال أيضا : " وإذا صلى بعد الامتناع عاد بذلك إلى الإسلام من الردة ، وصحت صلاته وإن كان الكافر الأصلي لا تصح صلاته قبل الشهادتين ؛ لأن هذا كفره بترك الفعل ، فإذا فعله عاد إلى الإسلام ، كما أن من كُفره بترك الإقرار إذا أتى بالإقرار عاد إلى الإسلام .
فإن قيل : فالمرتد غير هذا لا يصح إسلامه حتى يأتي بالشهادتين كيف ما كانت ردته ، قيل : ذلك لأنه جاحد فلا بد أن يأتي بأصل كلمة الإقرار التي تتضمن جميع التصديق والاعتراف ، وهذا معترف فيكفيه الفعل " انتهى .
وعليه فقولك : " وبهذا أظل كافراً ولا يقبل الله مني عملاً " غير صحيح ، بل توبتك إلى الله تعالى ، وأداؤك للصلاة ، يرفع عنك الكفر ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
ثالثا :
لا يلزمكما تجديد عقد النكاح إلا إذا كان العقد قد تم وأنتما أو أحدكما لا يصلي ، فيلزم لتجديده حينئذ .
أما إذا حصل ترك الصلاة بعد العقد فلا يلزمك تجديده ، وذلك لأنه إذا ارتد أحد الزوجين ثم رجع إلى الإسلام في فترة العدة ، فهما على نكاحهما الأول ، ولا يحتاجان إلى إعادة العقد ، بل ذهب بعض العلماء إلى أنهما على نكاحهما الأول ولو رجع إلى الإسلام بعد انقضاء العدة ، ما داما تراضيا على الرجوع ، وهذا القول الثاني هو الصحيح ، وانظر بيان ذلك في جواب السؤال رقم (21690) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم بقاء المرأة المتزوجة من زوج لا يصلي وله أولاد منها ؟
فأجاب:
" إذا تزوجت امرأة بزوج لا يصلي مع الجماعة ولا في بيته فإن النكاح ليس بصحيح ، لأن تارك الصلاة كافر ، كما دل على ذلك الكتاب العزيز والسنة المطهرة وأقوال الصحابة ، كما قال عبد الله بن شقيق : " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة ".(32/64)
والكافر لا تحل له المرأة المسلمة لقوله تعالى : : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنّ ) الممتحنة/10.
وإذا حدث له ترك الصلاة بعد عقد النكاح فإن النكاح ينفسخ إلا أن يتوب ويرجع إلى الإسلام . وبعض العلماء يقيد ذلك بانقضاء العدة ، فإذا انقضت العدة لم يحل له الرجوع إذا أسلم إلا بعقد جديد.
وعلى المرأة أن تفارقه ولا تمكنه من نفسها حتى يتوب ويصلي ولو كان معها أولاد منه ؛ لأن الأولاد في هذه الحال لا حضانة لأبيهم فيهم) انتهى من فتاوى أركان الإسلام ص 279 .
هذا إذا كان الترك للصلاة تركا كليا ، وأما إن كان تركا لبعض الصلوات ، فمن أهل العلم من لا يكفّر به ، كما هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عثيمين رحمه الله ، ومنهم من يكفّر بترك الفريضة الواحدة عمدا حتى يخرج وقتها ووقت الصلاة التي تجمع إليها ، كأن يؤخر الظهر حتى تغرب الشمس ، لكن هذا التارك للفريضة إن عاد وصلى ، قبل انقضاء العدة ، عاد إلى الإسلام ، واستمر على نكاحه .
ولا يفهم من سؤالك أن أحدا منكما ترك الصلاة مدة طويلة تستغرق زمن العدة ، بل غاية الأمر هو ترك بعض الأوقات ، ثم العودة إلى الصلاة ، وهذا يعني بقاء عقد النكاح كما سبق .
فالذي يظهر لنا من سؤالك أنه لا يلزمك تجديد عقد النكاح وإعادته .
أولا : لأن ترككما للصلاة لم يكن تركا مطلقا ، بل كان تركا لبعض الصلوات ، وهذا لا يكون كفرا عند كثير من أهل العلم ، حتى يترك الصلاة مطلقا .
ثانيا : لأن هذا الترك لبعض الصلوات ـ على فرض أنه كفر ـ يكون وقتا يسيرا لا تنقضي فيه العدة ، فبالرجوع إلى الصلاة قبل انقضاء العدة لا يفسخ عقد النكاح ويبقى صحيحا كما كان قبل ترك الصلاة .
رابعا :
من ترك الصلاة ، ثم تاب من ذلك ، لم يلزمه قضاء ما فات من الصلوات ، على القول الراجح ، لكن ينبغي أن يكثر من النوافل والحسنات ، لقوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82
وانظر بيان ذلك في جواب السؤال رقم (91411) .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
فسخ الخطبة بسبب رؤيا منام
سؤال:
هل يجوز فسخ الخطوبة بعد سنتين لأن الخطيب رؤي في حلم سيء بعد الاستخارة ؟
الجواب:
الحمد لله(32/65)
المسلم ينطلق في أحكامه وفهمه لواقعه ومعايشته لتجارب زمانه من منطلقات العقل والحكمة ، والأسباب التي أمر الله سبحانه وتعالى بمراعاتها والأخذ بها ، وبذلك جاءت الشريعة الإسلامية ، تأمر بالنظر والتفكر واستعمال موازين العقل والتجربة ، ثم الحكم بعد ذلك على الأشخاص أو الأعمال .
يقول الله سبحانه وتعالى :
( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) البقرة/242
وليس في شريعتنا أبدا الركون إلى الرؤى والأحلام والمنامات ، لا في معايش الدنيا ولا في أحكام الدين ، فإن المعرفة المتحصلة عن طريق الرؤى والمنامات غير منضبطة ولا متيقنة ، بل يداخلها الشك والريبة ، ولا يمكن أن تُرجع الشريعة الناس في معارفهم إلى مصادر موهومة لا تحقق أدنى مستويات العلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ) رواه مسلم (2263)
فالشيطان له نصيب مما يراه الإنسان في منامه ، كما للنفس نصيب أيضا ، وتمييز ذلك قد لا يكون واضحا في جميع الأحيان ، فكيف يطمئن المسلم إلى منام رآه ثم يبني عليه اختياره وهو يعلم أن الشيطان قد يكون له منه أوفر حظ ونصيب ؟!
ومن ذلك أمر الزواج أيضا ، فقد حدد لنا النبي صلى الله عليه وسلم الصفات التي ينبغي أن ينبني عليها الحكم بالقبول أو الرفض فيمن يتقدم للخطبة فقال :
( إذا جاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ )
رواه الترمذي (1085) وقال حسن غريب ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
فجعل الخلق والدين هو المقياس الذي ينبغي أن يتحاكم إليه الناس في رفضهم أو قبولهم ، وينبغي للسائلة الكريمة ألا تلتفت إلا إليه ، ولا تستجيب لما تراه في منامها من أمور قد يكون للشيطان فيها نصيب ، يريد بها التفريق بين الزوجين وإحداث الشقاق والنزاع .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 5/سؤال رقم 17) ما يلي :
خطب رجل امرأة ، فرأته في المنام حالق اللحية ، فهل توافق عليه أم لا ؟ وفي اليقظة ظاهره طيب ، لم يحلق اللحية ، وهو شخص ملتزم ولا نزكي على الله أحدا ً.
فأجاب رحمه الله :
" المرأة التي رأت الرجل الذي خطبها في المنام حالق اللحية وهو في الواقع ليس بحالق لها لا يضرها ما رأت في المنام ، ولا ينبغي أن يمنعها من التزوج به ما دام مستقيماً في دينه وخلقه " انتهى .
ثم يجب التنبه إلى أن الاستخارة لا علاقة لها برؤيا المنام – كما يظن كثير من الناس - ، فإن المقصود من الاستخارة هو سؤال الله تعالى تيسير خير الأمرين ، والالتجاء إليه سبحانه في الإرشاد إلى أحسن الأمور ، والاستخارة دعاء إذا استجاب(32/66)
الله له يسر الأمر الذي اختاره المستخير – بعد التفكير والتأمل – ولا يرتبط الدعاء من قريب أو بعيد برؤيا المنام .
فالنصيحة للأخت السائلة الكريمة أن تراجع أمرها ، ولا تسعى في خراب رابطتها الزوجية بمجرد رؤيا منامية ، بل ينبغي أن تحكم الدين والعقل في أمر خطيبها ، ثم تتخذ بعد ذلك الموقف المناسب .
وانظري جواب السؤال رقم (25793) ، (34726)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
حكم زواج المسيار
سؤال:
ما حكم زواج المسيار ؟
الجواب:
الحمد لله
فقد شرع الله الزواج لأهداف متعددة، منها تكاثر النسل والحفاظ على النوع الإنساني وإنجاب الذرية، ومنها تحقيق العفاف وصون الإنسان عن التورط في الفواحش والمحرّمات، ومنها التعاون بين الرجل والمرأة على شؤون العيش وظروف الحياة والمؤانسة، ومنها إيجاد الود والسكينة والطمأنينة بين الزوجين، ومنها تربية الأولاد تربية قويمة في مظلة من الحنان والعطف.
قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم/21 .
قال السعدي (1/639) :
" بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة " انتهى .
وفي السنوات الأخيرة ظهر ما يسميه الناس : " زواج المسيار " وهذه التسمية جاءت في كلام العامة، تمييزاً له عما تعارف عليه الناس في الزواج العادي، لأن الرجل في هذا الزواج يسير إلى زوجته في أوقات متفرقة ولا يستقر عندها .
صورته المعروفة :
هو زواج مستوفي الشروط والأركان ، ولكن تتنازل الزوجة عن بعض حقوقها الشرعية باختيارها ورضاها مثل النفقة والمبيت عندها .
الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع من الزواج :
1- كثرة عدد العوانس والمطلقات والأرامل وصواحب الظروف الخاصة .
2- رفض كثير من الزوجات لفكرة التعدد ، فيضطر الزوج إلى هذه الطريقة حتى لا تعلم زوجته الأولى بزواجه .(32/67)
3- رغبة بعض الرجال في الإعفاف والحصول على المتعة الحلال مع ما يتوافق وظروفهم الخاصة . 4- تهرّب البعض من مسؤوليات الزواج وتكاليفه ويتضح ذلك في أن نسبة كبيرة ممن يبحث عن هذا الزواج هم من الشباب صغار السن .
وينبغي أن يعلم أن هذه الصورة من النكاح ليست هي الصورة المثلى والمطلوبة من الزواج ، ولكنها مع ذلك صحيحة إذا توفرت له شروطه وأركانه ، من التراضي ، ووجود الولي والشهود . . . إلخ . وبهذا أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
وذلك لأن من حق المرأة أن تتنازل عن حقوقها أو بعضها المُقَرَّرة لها شرعًا، ومنها النفقة والمسكن والقَسْم في المَبيت ليلا، وقد ورد في الصحيحين أن سَودة وَهَبَتْ يومَها لعائشة رضي الله عنهما ، ولو كان هذا غيرَ جائز شرعًا لَمَا أقره الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل شرط لا يُؤثر في الغرض الجوهريّ والمقصود الأصليّ لعقد النكاح فهو شرط صحيح، ولا يَخِلُّ بعقد الزواج ولا يبطله.
قرار المجمع الفقهي :
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة المنعقد بمكة ما يلي :
" يؤكد المجمع أن عقود الزواج المستحدثة وإن اختلفت أسماؤها وأوصافها وصورها لا بد أن تخضع لقواعد الشريعة المقررة وضوابطها من توافر الأركان والشروط وانتفاء الموانع
وقد أحدث الناس في عصرنا الحاضر بعض تلك العقود المبينة أحكامها فيما يأتي :
إبرام عقد زواج تتنازل فيه المرأة عن السكن والنفقة والقسم أو بعض منها وترضى بأن يأتي الرجل إلى دارها في أي وقت شاء من ليل أو نهار .
ويتناول ذلك أيضاً إبرام عقد زواج على أن تظل الفتاة في بيت أهلها ثم يلتقيان متى رغبا في بيت أهلها أو في أي مكان آخر حيث لا يتوفر سكن لهما ولا نفقة .
هذان العقدان وأمثالهما صحيحان إذا توافرت فيهما أركان الزواج وشروطه وخلوه من الموانع ، ولكن ذلك خلاف الأولى " اهـ .
وقد حقق هذا الزواج بعضاً من المصالح والمنافع للرجل والمرأة معاً :
تقول بعض المتزوجات بهذه الطريقة :
" هذا الزواج على الرغم من كثرة التنازلات التي تقدمها المرأة في سبيل أن تتزوج من إنسان ترضاه إلا أنه بالتأكيد يوفر لها بعض الاطمئنان والرضا والحرية الشخصية والأمل في مستقبل متجدد وذرية صالحة. ولذلك أنا لا أعترض على هذا الزواج وأطالب بنشر التوعية للمجتمع بشأنه كي يفهم الناس معناه وأسبابه وظروفه وفوائده وأضراره " .
وأخرى تحكي نجاحها في هذا الزواج وتقول : أنا لا أحلم بأكثر من ذلك، وأشكر ربي على كل النعم التي أنعم بها علي.
وثالثة تقول : تزوجت بهذه الطريقة ، وبصراحة أقول : إنني قد استطعت تحقيق النجاح في التجربة ووصلت إلى الاستقرار النفسي ، وأعتقد أن إمكانية تطبيقها في المجتمع ممكنة مع توافر الوعي والنضوج التام بين الطرفين ، كما أنها تحمي المرأة(32/68)
فعلا عندما تكون في ظروف معينة مثل ( العانس والأرملة والمطلقة أو التي تعجز عن إيجاد الزوج المناسب ) من الوقوع في الحرام أو العيش دون زواج .
ورابعة تقول : لقد عايشت تجربة زواج المسيار لفترة وجيزة وأقول إنها تجربة تحتمل نسبة 90 في المائة من النجاح بشرط اتفاق الطرفين والانسجام بينهما.
ولا ننكر أن هناك أضراراً قد تحصل بسببه :
1- قد يتحول الزواج بهذه الصورة إلى سوق للمتعة وينتقل فيه الرجل من امرأة إلى أخرى، وكذلك المرأة تنتقل من رجل لآخر.
2- الإخلال بمفهوم الأسرة من حيث السكن الكامل والرحمة والمودة بين الزوجين .
3- قد تشعر المرأة فيه بعدم قوامة الرجل عليها مما يؤدي إلى سلوكها سلوكيات سيئة تضر بنفسها وبالمجتمع .
4- عدم إحكام تربية الأولاد وتنشئتهم تنشئة سوية متكاملة ، مما يؤثر سلباً على تكوين شخصيتهم.
فلهذه الأضرار المحتملة فهذه الصورة من صور النكاح ليست هي الصورة المثلى المطلوبة ، ولكنها تبقى مقبولة في بعض الحالات من أصحاب الظروف الخاصة .
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
تعرفت عليه في الإنترنت وخطبها وليس بينهما تفاهم
سؤال:
عملت لمدة سنتين بعيداً عن أهلي ( ذقت فيها مرارة الغربة والتعب وتأثرت نظرتي للحياة كثيراً ) والآن أعمل في قرية من القرى التي تبعد عن مدينتي بحوالي 150 كم أي : ما يعادل ساعة ونصف ذهاباً ، وساعة ونصف إياباً ، تدور حياتي في محيط الأسرة والدراسة والعمل ، ليس لي صديقات ، ولا أزور أقاربي أو معارفي إلا نادراً ، وتقريباً لا أخرج من المنزل إلا للضرورة ، أو التنزه مع أسرتي أو للذهاب إلى عملي ، أو إحدى الدورات ، وفي فترة من الفترات اشتركت في نادي صحي مع أمي ( وذلك لظروف صحية ، وحفاظا على لياقتي ) ، تربيت في أسرة على الحشمة والالتزام المتوسط ، والمحافظة على الصلاة ، وتأدية ما فرضه الله علينا ، وبحكم عملي وتغربي ومركزي بين أخوتي ( الكبرى ) تعودت على الاستقلال والاعتماد على النفس ، وعلى احترام الآخرين لرأيي ، والداي هما أقرب أصدقاء لي ، لا أخفي عنهما أي سرٍّ من أسراري ، تعرفت على الإنترنت منذ عام 1422 هـ ، اطلعت على كثير من المواقع ، وكان هدفي هو تحسين لغتي الإنجليزية ، وتطوير طريقة تدريسي لها ، وكنت أبحث عن مواضيع مختلفة خاصة بالمرأة والأسرة والحياة الزوجية ، قبل ستة أشهر بينما كنت في أحد برامج ممارسة اللغة الإنجليزية جاءتني رسالة خاصة من أحد الأشخاص يريد أن يناقشني في بعض المسائل المتعلقة بتدريس اللغة الإنجليزية والصعوبات التي نواجهها مع الطالبات ، خصوصا أنه خريج قسم لغة إنجليزية - ينتظر وظيفته ، ويصغرني بعامين - وبعد مقابلتين أو ثلاث في هذا البرنامج ، وعن طريق الرسائل الكتابية القصيرة : سألني أسئلة شخصية مثل عمري / مدينتي / عادات أهلي ، أخيراً أخبرني أنه يريد خطبتي(32/69)
فأعطيته رقم والدي لمجرد اختبار صدقه ، وبالفعل اتصل بوالدي ، وبعد أسبوعين – تقريباً - زارنا وأهله ، في البداية تردد أهلنا ، خصوصا لتحسسهم من طريقة التعارف ، ولعاداتنا وتقاليدنا واختلاف الطباع ( خاصة أنني حضرية وهو شريف ) ،
وبعد عدة زيارات من أهله ، ومفاوضات مع أهلي : استطعنا أنا وهو أن نجعلهم يتقبلون الموضوع ، والحمد لله تعيَّن خطيبي في قرية تابعة لمدينته ، وقريبا سيحصل على موافقة من أحد البنوك على قرض بالمرابحة حتى يتم مراسيم ملكتنا وزواجنا ، بعد فترة من خطوبتي أصبحنا نتحدث عبر الهاتف ( أعرف أننا أخطأنا في هذه النقطة خصوصا أنه لم يتم عقد القران ) ومن خلال هذه الأحاديث تعرفنا على بعض بصورة أكبر ، ولاحظت عليه عدة أمور : أمور إيجابية : ( المحافظة على الصلاة ( هذا شيء شجعني للارتباط به ، خصوصا أنني رفضت قبله أشخاصاً لسبب وحيد هو عدم الصلاة ، أو التهاون فيها ( والالتزام وعدم سماع الأغاني ) ، ( وعدم التدخين أو التعسيل أو التشييش ) ، وهذا شيء شجعني للارتباط به خصوصا أنني رفضت قبله أشخاصاً لسبب وحيد هو التدخين ، ( طيبته وبساطته ) ، ( وجود أمور كثيرة مشتركة بيننا خصوصا في رأينا حول مواضيع مختلفة ) ، ( تخصصنا الدراسي ) ، ( وظائفنا ) ، ( حتى في الأحلام المستقبلية حول الأسرة والأولاد ومواصلة الدراسة ) .
أمور سلبية : أحس أن التزامه لا ينبع من الدين بقدر من تربيته وعادات أهله ، وأنه يريد أن يفرض عليَّ أموراً ، ليس لأنها من الدين بقدر أن مظهره الاجتماعي كشخص متدين لا يسمح ، ونظرته وأهله لي ولأهلي ، يظنون أننا غير متمسكين بالدين وغير محتشمين ، نساؤنا متسلطات ، ومتحكمات يسيِّرن الرجال على أهوائهن - مع أني أرى تقريبا غالب الرجال في العالم يسيرون حسب أراء زوجاتهم ، وحتى ولو أظهروا عكس ذلك - ، ثم نظرتهم إلينا على أننا أقل منهم في النسب ، وأصعب شيء في العلاقة الزوجية إذا احتقر طرف من الأطراف الآخر ، أو لم يثق فيه وفي قدرته على القيام بالواجبات في الحياة الزوجية ، يريد مني التفرغ له ولأولاده ، ووقف حياتي عليهم ، والتوقف عن العمل ونسيان نفسي تماما ، وطي كل أحلامي في إكمال دراستي ، أو تحسين أدائي الوظيفي أو ممارسة أي نشاط آخر ، أو حتى الالتحاق بنادي صحي ، وإن مارست يكون ذلك كرما منه لأن الوقت الذي أقضيه في تلك الأمور من حقه و حق أولاده !
أنا لست ضد الزواج ولا رعاية الأبناء ولا خدمة الزوج ، ولكن أعتقد من حق الزوجة أن يكون لها مساحتها الخاصة .
يرى أن أعمال البيت من واجباتي ، وفي حال استقدام خادمة يجب أن تكون على حسابي ؛ لأنها تقوم بواجباتي ، معترض بقوة على اشتراط والدي للخادمة في عقد القران ، ويرى أن ذلك يشوه مظهره أمام أهله ، وأن شروطي تعجيزية ، معقول بنات القبائل والأشراف ما لهم شروط صعبة ولا طلبات ؟ مع العلم أن أهلي لم يشترطوا ذلك إلا خوفا عليَّ من المشاكل التي تقع فيها المرأة العاملة مع زوجها بسبب الخادمة ، ولأن الرجال في مجتمعنا تناسوا أن أشغال البيت في الإسلام من(32/70)
مسؤولية الزوج ، وهو حر إما أن يؤديها بنفسه أو يستقدم الخدم ، وإن قامت بها الزوجة فهو كرم منها وفضل ! ، مع العلم أنني لا أحب وجود الخادمة في البيت ، فبقليل من التعاون بين الزوجين والأبناء واستخدام وسائل التكنولوجيا ، أو المعاونات الخارجية مثل : كوي الملابس عند المكوجي ووضع الأبناء في حضانة فترة العمل يستطيعون الاستغناء عن الخادمة وشرها ومشاكلها ، ورجال اليوم ليسوا بأفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله والقيام بأعمال البيت .
يريد مني ترك سماع الأغاني وعدم مشاهدة الأفلام والتمثيل ، وعدم لبس البنطلونات ولبس عباءة الرأس ، مع أني أخبرته برأيي في هذه الأمور ، الأغاني : لا أرتاح لها وسأتركها في أقرب فرصة ، مشاهدة الأفلام والتمثيل : لا أرى حرمة لها ، بالنسبة للإنجليزية : طريقة للتدرب على سماع اللغة الإنجليزية ، أما التمثيل : فلا أتابع غير الهادف والمفيد منها ، لبس البنطلونات : فأخبرتك أنني إنسانة عاقلة وأعرف ألبس حسب المكان والمناسبة والأشخاص الذين سأقابل ، فأنا في المدرسة وزياراتي الرسمية أو زياراتي لأناس غريبين عني لا أرتديها ، ولكن أحب ارتداءها في الإجازات والخرجات خصوصا أنها أستر لي لأني كثيرة الحركة ، أما بالنسبة لعباءة الرأس فلا أؤيد لبسها ؛ لأنه أساسا لا يوجد شكل معين لحجاب المسلمة ، وبحكم تجربتي وجدت أنها لا تناسبني ، فالعباءة على الكتف المقفلة من الأمام مع وضع طرحة فضفاضة وتغطية الوجه أفضل لي وأستر ، خصوصا لو كنت أحمل أشياء أو أطفال ، أو أسير لمسافة طويلة ، يرى أن كل الأماكن التي أتنزه فيها مع أهلي ( أسواق ، منتزهات على البحر ، مراكز ترفيهية ، حتى الكورنيش ) أماكن مختلطة ، لا يستطيع أن يأخذني إليها ، حاولت تفهم غيرته ، ولكني بصراحة قلقة وخائفة من أنه يحبسني في البيت ، ولا يكون خروجي إلا لزيارات الأهل والأقارب التي لا أحبها كثيراً ، خاصة بسبب ما يحدث بين النساء من غيبة ونميمة وحسد وحقد ، يقول : إني لا أعرف كيف أتفاهم معه ، وأسلوبي جاف ، وكثيراً ما أخطئ في حقه ، فأرجوك علِّمني ؛ لأني فعلا بدأت أشك في قدراتي ، وأشعر بالندم الشديد عندما أراه مجروحاً مني .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
من عادتنا في الأجوبة على الأسئلة التي تردنا أن ننبه على الأخطاء الشرعية التي تأتي في ثنايا السؤال ، وبعضها قد يكون له تعلق في السؤال ، وبعضها الآخر ليس كذلك ، لكنه من المهم لنا أن نبين للسائل الصواب فيما يرد في كلامه ، أداء للنصيحة التي أوجبها الله علينا .
ثانياً :
ويمكن إجمال ما رأيناه من المخالفات الشرعية في السؤال سواء ما يتعلق بالزوجة أو الزوج فيما يأتي :
1. السفر من غير محرم :(32/71)
وقد فهمنا هذا من خلال قول الأخت السائلة : " والآن أعمل في قرية من القرى التي تبعد عن مدينتي بحوالي 150 كم أي : ما يعادل ساعة ونصف ذهاباً ، وساعة ونصف إياباً " .
فإن كان هذا هو الواقع ، وأنه لا يسافر معها محرم لها : فلتعلم أنه " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع ذي محرم " ، ولا تكفي عصبة النساء – كما يراه بعض العلماء – لتسافر المرأة من غير محرم ، ويجب على كل امرأة منهن أن يكون لها محرم .
وانظري تفصيل هذه المسألة في أجوبة الأسئلة : ( 3098 ) و ( 69337 ) و ( 45917 ) و ( 4523 ) .
2. المراسلة مع أجنبي في الإنترنت .
وهو ما حصل منكِ مع الرجل الأجنبي عنك ، وإذا كان هذا الأجنبي عنكِ قد تقدم للزواج منكِ فإن الآلاف لم يفعلوا مع من أوقعوهنَّ في حبائلهم ، وقد تُبنى العلاقة الزوجية التي تقوم على مثل هذه المقدمات على الشك والريبة والتهمة ، وبالتالي لا يُكتب للزواج النجاح .
وقد سبق ذِكر تحريم المراسلة بين الجنسين في جواب السؤالين : ( 26890 ) و ( 10221 ) .
3. القرض الربوي المحتال عليه باسم " المرابحة " :
وقد جاء هذا في قولك عن خطيبك : " وقريبا سيحصل على موافقة من أحد البنوك على قرض بالمرابحة حتى يتم مراسيم ملكتنا وزواجنا " .
وتسمية عامة الناس لهذه المعاملة بـ " القرض " إنما هو تسمية لحقيقتها ، وإن احتالت البنوك على الناس بتسميتها مرابحة ، إذ حقيقتها اقتراض بفائدة ربوية .
وانظري تفصيل المسألة في جواب السؤال رقم : ( 36408 ) .
4. المحادثة أثناء الخطوبة .
قلتِ في سؤالكِ : " بعد فترة من خطوبتي أصبحنا نتحدث عبر الهاتف ( أعرف أننا أخطأنا في هذه النقطة خصوصا أنه لم يتم عقد القران ) " .
فالواجب الحذر من الخلوة بالمخطوبة ، أو الخروج معها ، أو التوسع في الاختلاط بها ، والحديث إليها ، وخاصة في الهاتف ، وحيث لا يكون هناك محرم أو رقيب .
وانظري جواب الأسئلة ( 7757 ) و ( 2572 ) و ( 20069 ) لتعلمي حدود العلاقة بين الخاطب والمخطوبة .
5. الاشتراط في الزواج :
قولكِ : " معقول بنات القبائل والأشراف ما لهم شروط صعبة ولا طلبات ؟ " .
والجواب : نعم ، معقول ، واشتراط الأمور الصعبة على الزوج مما يساهم في تعقيد الحياة الزوجية ، وقد يكون فيها تكليف الزوج ما لا يطيق ، فيؤثر ذلك سلباً على نفسيته وحياته وتعامله مع زوجته وأهلها .
ثم إن اشتراط الأشياء الصعبة والطلبات على الزوج لا يدل على رجاحة عقل ولا شرف نسب ، وهذه فاطمة رضي الله عنها وهي من أشرف نساء العالمين ، وابنة سيد المرسلين لم تَشترط في زواجها شروطاً ( صعبة ) ، ولا كان فيه كثرة ((32/72)
طلبات ) ، وكذا نقول في بنات النبي صلى الله عليه وسلم وبنات أصحابه المشرفات المكرمات نسباً وديناً وعقلاً .
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ [ قصيفة ] وَقِرْبَةٍ وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفُ الْإِذْخِرِ ) .
رواه أحمد (644) والنسائي (3384) وصححه الألباني .
وقد جاء في السنة المشرفة ما يدل على خلاف ذلك الظن الذي تظنينه ، وهو الترغيب بتيسير الخِطبة ، وقلة مؤنة الزواج .
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ : تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا ، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا ) .
رواه أحمد ( 23957 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 2235 ) .
6. خدمة المرأة لزوجها :
قولكِ : " ولأن الرجال في مجتمعنا تناسوا أن أشغال البيت في الإسلام من مسؤولية الزوج ، وهو حر إما أن يؤديها بنفسه ، أو يستقدم الخدم ، وإن قامت بها الزوجة : فهو كرم منها وفضل ! " .
وهذا وإن كان هو قول الجمهور لكنه قول ضعيف مرجوح ، وليست خدمة المرأة في بيتها كرماً منها وفضلاً ، بل هو واجب عليها ولا شك ، وإنما يكون ذلك بحسب قدرتها وطاقتها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال ، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية ، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة .
" الفتاوى الكبرى " ( 4 / 561 ) .
وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين - حفظه الله -:
قرأت في إحدى الصحف هنا فتوى لأحد العلماء يقول فيها إن خدمة الزوجة لزوجها ليست واجبة عليها أصلاً وإنما عقده عليها للاستمتاع فقط ، أما خدمتها له فذلك من باب حسن العشرة ، وقال إنه يلزم الزوج إحضار خدم لزوجته لو كانت لا تخدمه أو تخدم نفسها لأي سبب ، هل هذا صحيح وإذا كان غير صحيح فالحمد لله أن هذه الصحيفة ليست واسعة الانتشار ، وإلا لأصبح الأزواج بعضهم عزابا عندما تقرأ بعض النسوة هذه الفتوى ؟ .
فأجاب :
هذه الفتوى غير صحيحة ، ولا عمل عليها ؛ فقد كانت النساء الصحابيات يخدمن أزواجهن كما أخبرت بذلك أسماء بنت أبي بكر عن خدمتها للزبير بن العوام ، وكذا فاطمة الزهراء في خدمة علي رضي الله عنهما وغيرهما ، ولم يزل عُرف المسلمين على أن الزوجة تخدم زوجها الخدمة المعتادة لهما في إصلاح الطعام وتغسيل الثياب والأواني وتنظيف الدور ، وكذا في سقي الدواب وحلبها ، وفي الحرث ونحوه ، كلٌّ بما يناسبه ، وهذا عُرفٌ جرى عليه العمل من العهد النبوي إلى عهدنا هذا من غير نكير ، ولكن لا ينبغي تكليفها بما فيه مشقة وصعوبة ، وإنما ذلك حسب القدرة والعادة ، والله الموفق .(32/73)
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 662 ، 663 ) .
وانظري جواب السؤالين : ( 12539 ) و ( 10680 ) .
7. حكم التمثيل ومشاهدة الأفلام .
قولكِ : " مشاهدة الأفلام والتمثيل : لا أرى حرمة لها " .
ولا شك أن هذا خطأ ، وفي الأفلام كثير من المنكرات كخروج النساء سافرات ، وقصص الحب والعشق المحرم ، وشرب الخمور ، والعلاقات المحرَّمة ، وإشاعة الجريمة والجرأة على الأخلاق الفاضلة .
وللتفصيل : ينظر جواب السؤالين : ( 21227 ) و ( 13956 ) .
8. قولكِ " يريد مني ترك سماع الأغاني وعدم مشاهدة الأفلام والتمثيل ، وعدم لبس البنطلونات ولبس عباءة الرأس " .
أما المعازف والأغاني : فينظر تفصيل الحكم في حرمتهما : أجوبة الأسئلة : ( 43736 ) و ( 5000 ) و ( 5011 ) .
وينظر جواب السؤال رقم ( 8555 ) للوقوف على حكم لبس المرأة العباءة على الكتف .
وأما الأفلام والتمثيل : فقد سبقت الإحالة على الأجوبة التي فيها حكمهما .
ثالثاً :
وللإنصاف فقد جاء في سؤالك ذِكر شيء ينكره الخاطب وهو أمر جائز لكِ شرعاً ، وهو اشتراط والدكِ عليه الخادمة ، كما جاء في قولكِ " معترض بقوة على اشتراط والدي للخادمة في عقد القران " .
لكن لوجود الخادمة في البيت أحكام ومفاسد ، فانظري جواب السؤالين : ( 22980 ) و ( 26231 ) .
رابعاً :
هناك أشياء يطلبها الخاطب وهي صحيحة ، ليس لكِ أن تنكري شيئاً منها ، ومنها :
1. قولكِ " يريد مني التفرغ له ولأولاده ، ووقف حياتي عليهم والتوقف عن العمل ونسيان نفسي تماما وطي كل أحلامي في إكمال دراستي أو تحسين أدائي الوظيفي أو ممارسة أي نشاط آخر ، أو حتى الالتحاق بنادي صحي " .
فتفرغ المرأة لبيتها وأولادها وزوجها من أعظم أعمال المرأة ، وهو عمل ما يفوق في مدته وعظَم شأنه وحتى تكلفته المادية ما يقوم به الزوج من أعمال خارج المنزل .
وقد كثرت أصوات النساء في الغرب الداعيات إلى الرجوع بالمرأة إلى عملها الذي تحسنه ، والذي تحافظ فيه على مروءتها وكرامتها ، وهو عمل البيت ، والذي لا تكفيها ساعات النهار والليل للقيام به ، فكيف إن كانت مفرطة بكثرة الخروج من بيتها للعمل المستمر ؟! .
2. قولكِ " يريد مني ترك سماع الأغاني وعدم مشاهدة الأفلام والتمثيل ، وعدم لبس البنطلونات ولبس عباءة الرأس " .
وقد سبق التنبيه على هذه المسائل .(32/74)
3. قولكِ " يرى أن كل الأماكن التي أتنزه فيها مع أهلي ( أسواق ، منتزهات على البحر ، مراكز ترفيهية ، حتى الكورنيش ) أماكن مختلطة ، لا يستطيع أن يأخذني إليها ) .
وهو صادق في كون تلك الأماكن مختلطة ، لكنه يمكنه التحرز عن أماكن الاختلاط في بعضها ، واختيار الزمان والمكان المناسبيْن للذهاب إلى تلك الأماكن .
ويجب أن تعلمي أن دافعه في عدم اصطحابك لتلك الأماكن هي غيرته عليكِ ، وهو أمر محمود وجوده في الزوج ، وليست هي غيرة سيئة كتلك التي يصاحبها التهمة والريبة ، بل هي غيرة محمودة ينبغي لك تشجيعه على وجودها وتنميتها فيه ، ويمكنك التلطف في طلب اختيار الأماكن المناسبة والأوقات الملائمة لزيارة تلك الأماكن أو بعضها .
وانظري جواب السؤال رقم : ( 8901 ) ففيه فتوى لعلماء اللجنة الدائمة في حكم الذهاب لأماكن الترفيه التي تكثر فيها المنكرات .
خامساً :
وأخيراً :
الحياة الزوجية حياة رائعة ، وهي قائمة على التفاهم والانسجام ، والله تعالى يجعل فيها بين الزوجين مودة ورحمة من أجل استمرارها وديمومتها .
وإذا رأت المرأة من نفسها أو ممن تقدم لها عدم الانسجام في المواقف والتلاقي في الأفكار : فإن من الأفضل أن تتأنى في إتمام ذلك الزواج ، وخاصة إذا حصلت خلافات قبل الدخول ، أو حول أمور يصعب على كل من الطرفين أن يتقبل وجهة نظر الآخر فيها ، أو يتفهم موقفه ، أو يستغني عنها في حياته ، فهنا يصبح الإقدام على إتمام ذلك الزواج مخاطرة غير مأمونة.
والذي ننصحك به : هو إصلاح نفسكِ وترك الأفعال المحرَّمة التي نبهناكِ عليها – ولا علاقة لهذا التنبيه بالزواج فهي حرام حتى لو لم تتزوجي - ، وبعدها يمكنك التفاهم مع خطيبك على ما يحل لك شرعاً ، فإن رضي بهذا التفاهم وانشرح صدره له ، وذلَّل العقبات : فلعل الاستمرار في الزواج أن يكون خيراً للطرفين ، وإن رضيتِ لنفسك الاستمرار فيما نبهناكِ عليه مما لا يحل لك شرعاً فعله : فإننا لا ننصحه بالتزوج منك ، ومن حقه بل من الواجب عليه أن لا يفعل .
واعلمي أن السعادة هي في طاعة الله سبحانه وتعالى ، وأن الموفَّق للطاعة يجعل الله تعالى صدره منشرحاً ، وإذا وفق الله تعالى الطائع لزواج مبارك وأسرة طيبة : فإنه يكون في جنَّة قبل جنَّة الخلد ، فاحرصي على الطاعة ، وابحثي عن زوج يرعى حدود الله تعالى ، فإن الخير كل الخير لك في الدنيا هو في البحث عن رضا الله تعالى .
وللأهمية : نرجو منكِ النظر في جواب السؤالين : ( 33710 ) و ( 22397 ) .
والله الموفق
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
اختلاف الوالدين في طريقة التربية(32/75)
سؤال:
إذا اختلف الأبوان فى طريقة تربية الأبناء ، بحيث إن كلا منهما يرى ما لا يراه الآخر ، فهل تجب على الزوجة أن تطيع زوجها فيما تراه يؤدى إلى فتنة الابن - حيث إن أباه يريد أن يحاسبه على كل كبيرة وصغيرة - ؟ أم إنها تظهر الطاعة أمامه ، ثم تفعل ما تراه مناسبا بعد ذلك مع ابنها - من باب قول الله تعالى ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) ومن باب ( كلكم راع ) - ؟ أم إن هذا الخطاب موجه للولي فقط ، وهو الأب ؟ أم إن هذا يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ) ؟ أفيدونا أفادكم الله .
الجواب:
الحمد لله
تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الوالدين ، فقد ولاهما الله سبحانه وتعالى حفظ هذه الأمانة ، كل بحسب موقعه وقدرته ، ولا ينبغي حصر هذه المسؤولية العظيمة في واحد منهما دون الآخر .
عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) .
رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .
فتأملي كيف نص الحديث على مسؤولية كل واحد من الأبوين ليؤكد استقلال كل واحد بهذا التكليف ، وفي حديث الفطرة يظهر أيضا كيف أن التوجه الديني للأبناء مبني على توجه أبويهم معا وليس واحداً منهما فقط .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ ) .
رواه البخاري ( 1292 ) ومسلم ( 2658 ) .
وفي أداء المسؤوليات المشتركة جاءت الشريعة بالأمر بوسيلة تؤدي في الغالب إلى أكمل النتائج وأحسنها ، وذلك من خلال " الحوار والمشاورة " ، ولعل هذه القيمة أعظم سبب لسعادة الأسرة ونجاح التربية ، وقد جاء الأمر بالشورى في المسؤوليات المشتركة في قوله تعالى : ( فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ) البقرة/233 .
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :
أي : فإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل الحولين ، ورأيا في ذلك مصلحة له ، وتشاورا في ذلك ، وأجمعا عليه : فلا جناح عليهما في ذلك ، فيؤخذ منه أن انفراد أحدهما بذلك دون الاخر لا يكفي ، ولا يجوز لواحد منهما أن يستبد بذلك من غير مشاورة الآخر ، قاله الثوري وغيره ، وهذا فيه احتياط للطفل ، وإلزام للنظر في أمره ، وهو من رحمة الله بعباده حيث حجر على الوالدين في تربية طفلهما وأرشدهما إلى ما يصلحهما ويصلحه .
" تفسير القرآن العظيم " ( 1 / 380 ) .(32/76)
وتشير بعض الدراسات إلى أن كثيراً من المشاكل الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق سببها غياب هذا النمط من المعايشة " نمط الشورى " من حياة الأسرة ، أو الخطأ في ممارسته ، فإن الحوار والشورى فن وعلم يحتاج دربة وممارسة وتفهما .
ومن الطبيعي أن تتعارض آراء الزوجين في بعض المسؤوليات المشتركة كتربية الأبناء ؛ وذلك بسبب اختلاف ثقافة الزوجين ، أو تدخّل بعض الأقارب في ذلك ، وغير ذلك من الأسباب ، ولكن ذلك لا يستلزم الوصول إلى حالة الأزمة الحقيقية إلا إذا لم يتوصل الزوجان إلى طريقة مناسبة لاحتواء هذا التعارض .
ثمة حل وعلاج يمكن اقتراحه لفك التعارض القائم بين أسلوبي الوالدين في التربية ، وهو استشارة المختص ، أو من تتيسر استشارته في المشاكل التي تختلفون حولها ، ممن كانت عنده الخبرة والأمانة الكافية في ذلك ؛ فالتربية علم وفن قائم بذاته ، تقام له الدراسات وتمنح فيه الشهادات ، بل هو من أخطر التخصصات وأدقها ، ولن يعدم الزوجان بعض المستشارين التربويين الأمناء ، فيلجؤوا إليهم لأخذ رأيهم في محل الخلاف خاصة .
ولعل إدراك الوالدين لخطورة انعكاسات تعارض أساليب التربية على شخصية الابن يحثهما على ضرورة تجاوز هذه المشكلة .
فالرسالة التربوية التي يحرص الأب على إيصالها ستضيع ويتلاشى أثرها إن قامت الأم بتوجيه رسالة مغايرة لها ، ويؤدي ذلك إلى اختيار الابن الرسالة التي تناسبه هو ، بل كثيرا ما يبتدع حلاًّ ثالثاً تبعاً لهواه هو ، وذلك يعني صعوبة في تمييز الابن بين الصواب والخطأ ، والحلال والحرام ، وهو أخطر ما يواجه التربية الصحيحة .
وتعارض أساليب التربية قد يؤدي إلى كراهة الطفل أحد الوالدين وضعف الميل نحوه ، وقد تبدو المشكلة أكبر فأكبر في مراحل متقدمة من تعمق الخلاف بين الأب والأم حول تربية الأبناء .
إذًا فمن الواجب أن يكون هناك اتفاق مبدئي بين الأب والأم على عدم قيام أي طرف منهما بتوجيه رسالة تربوية مخالفة للرسالة التي وجهها أحدهما إلى الأبناء ، خاصة أمامهم ، وإن كان ثمة ملاحظات أو اعتراضات على تلك الرسالة فيؤخر أمرها إلى حين المشاورة والمحاورة بعيدا عن أعين الأبناء .
كما أن من المهم جدّاً أن يتعامل الوالدان بينهما بالصدق والصراحة ، فلا ينبغي لا شرعا ولا خلقا وتربية وأدبا لأحد الوالدين أن يظهر للآخر موافقة على أسلوب تربوي معين ، ولكنه في حقيقة الأمر يخالفه ويناقضه ولا يقوم به ، وسريعا ما يكتشف الطرف الآخر خداعه له ، فتفقد الثقة بين الأبوين في مسألة التربية ، ولا تؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة ، في حين أن سلوك الصراحة والمشاورة والمراضاة بين الأبوين يؤدي إلى تجاوز الخلاف ، كما أنه يتجاوز بالأبوين كل خلاف آخر ، وذلك حين يعتادان على الشورى والتفاهم .
ويجب مراقبة الله عز وجل في تربية الأبناء ، والتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله في أصول التربية عند الاختلاف ، فإن كان الاختلاف في الوسائل فطريقه المشاورة والمحاورة بين الأبوين ، ثم بعد ذلك يكون الحَكَم بينهما هو الناصح الأمين ، من(32/77)
أهل الاختصاص أو الخبرة ، وإذا صدق الوالدان في نيتهما صَلاح الأبناء خلقا ودينا فإن الله سبحانه وتعالى سيجعل لهما من خلافهما مخرجا .
مع التنبيه – أخيراً – إلى أن الله تعالى جعل في المرأة ما لم يجعل في الرجل ، فالعاطفة والحنان عند المرأة أكثر منه عند الرجل ، ورجاحة العقل وقوة الإرادة والإدارة عند الرجل أكثر منه عند المرأة ، فيراعى هذا الجانب في الخلاف بين الزوجين ، ولعلَّ الأمر لو أوكل للزوج أن يكون فيه نفع بالغ ، إن كان الزوج متصفاً بالدين والعقل .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ـــــــــــــــــــ
الزواج بامرأة يعمل أبوها في تجارة المخدرات
تاريخ الفتوى : 06 شعبان 1427 / 31-08-2006
السؤال
هل يجوز الزواج ببنت يعمل أبوها في المخدرات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسلمة يجوز الزواج بها وإن كانت عاصية إلا الزانية قبل توبتها عند بعض أهل العلم، فإن كانت غير عاصية فأولى وأحرى، وبنت من يعمل في المخدرات لا علاقة لها بذنب أبيها، قال الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164}.
وعليها أن تسعى في الاستغناء عن الكسب الحرام الذي يسوقه إليها والدها، وأن تتخلص من المال الحرام الذي قد يكون وهبه لها أبوها إن كان من ثمن المخدرات.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يجوز منع الفتاة من الزواج بالكفء
تاريخ الفتوى : 05 شعبان 1427 / 30-08-2006
السؤال
أريد منكم معرفة ما حكم الأخ الذي يمنع أخته من الزواج بمن ترغب وذلك بسبب أنه ليس من نفس الجنسية : أنا فتاة من بلد عربي مسلم عمري 24 تعرفت على شاب أردني الجنسية لكن أصله فلسطيني, مسلم وعلى خلق ودين بشهادة أبي , لكن أخي سامحه الله يقف عثرة أمامي وليس موافقا على هذا الزواج بحجة أن مجتمعنا لا يسمح وماذا سيقول علينا الناس أننا لم نعرف كيف نربيك (على آخر الزمن بتحطي راسنا في الطين وتتزوجي واحد غريب ) ؟ أنا حائرة جدا ولا أعرف ما العمل لا أريد خسارة أهلي وفي نفس الوقت أنا والشاب كل منا يحب الآخر ومقتنع به، وقد جاءني العديد من الشباب لخطبتي وقمت برفضهم لأني لا أستطيع غصب نفسي على شيء لا أريده, وأهلي يعتبرون رفضي هذا عنادا أقوم به معهم وأني ما(32/78)
زلت صغيرة ؟ أرجوكم ساعدوني كيف أتصرف علما بأن أبي على قيد الحياة وهو الوصي علي لكنه لا يستطيع منع أخي من شيء حتى لا يسبب المشاكل في العائلة ؟ أرجوكم دلوني ما العمل وهل حرام على أخي ما يفعله هو وأبي، وهل هناك من أدعية أدعو بها الله لكي يسهل الموضوع وييسره ويتم الزواج إن شاء الله , علما بأن هذا الشاب مقتدر والحمد لله ؟
وجزاكم الله كل الخير .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لوالدك فضلا عن أخيك منعك من الزواج بالكفء الذي ترغبين فيه، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 74785. وسبق أن اختلاف الجنسية لا أثر له في الكفاءة في الفتوى رقم: 43123. فمنعك من الزواج بالكفء نوع من العضل المحرم، الذي يسقط ولاية الولي ، بحيث تنتقل عنه إلى غيره، أما منعك من غير الولي - والأخ ليس وليا مع وجود الأب- فهذا عضل وظلم، وتحكم وجهل، ولك أن تستعيني عليه بمن ينصفك منه، ولك أن تنزلي عند رغبة عائلتك وتتركي الزواج بهذا الشاب الذي لا يرغبون فيه تفاديا لنزاع وقطيعة قد تترتب على زواجك به دون موافقتهم، وهذا ما ننصحك به، ونسأل الله عز وجل أن ييسر لك الزوج الصالح الذي يسعدك وتقر به عينك، أما الدعاء فليس هناك دعاء خاص لتيسير هذا الأمر، وراجعي الفتوى رقم : 50922 ، والله نسأل أن ييسر أمرك ويقضي حاجتك .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من امرأة أهلها مخالفون في المذهب
تاريخ الفتوى : 05 شعبان 1427 / 30-08-2006
السؤال
أنا شاب مقبل على الزواج وقد اخترت لنفسي زوجة تخالفني في المذهب حيث إني سني وهي على خلاف ذلك مع العلم أنها مؤخرا قامت بالتحول إلى المذهب السني ، أريد أن أعرف هل يحبذ لي الزواج بها مع أن أهلها على غير مذهب أهل السنة وخوفي هو من أن أظلمها في حق زيارة أهلها وأن يصبح عندي خلاف معها بعد الزواج عندما يرزقني الله بأولاد منها فأقوم بمنعها من الذهاب إلى أهلها أو جعل أبنائي يخالطون أهلها خوفا من أن يصبح عندهم ريبة من الاختلاف الموجود في المذهبين. وأنا أيضا قمت بأداء صلاة الاستخارة لهذا الموضوع أكثر من مرة وراودتني أحلام مزعجة فما الواجب عليَّ فعله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه المرأة على مذهب أهل السنة فلا مانع من الزواج بها ولا سيما إذا كانت ذات خلق ودين ، ولو كان أهلها -على ما ذكرت من كونهم- على غير المذهب السني، بل إن التزوج بها في هذه الحالة بقصد إنقاذها من تلك البيئة(32/79)
وتخليصها من ذلك المعتقد يثاب فاعله بإذن الله تعالى ، وبعد الزواج يصبح لك الحق في منعها من زيارة أهلها إذا كان في زيارتها لهم إفساد لها أو إفساد لأبنائك ، وتراجع الفتوى رقم : 7260 ، لكلام أهل العلم في حكم منع الرجل زوجته من زيارة أهلها .
والخلاصة : أنه لا مانع من الزواج بهذه المرأة ، وكما أنه لا مانع منه فإنه أيضا لا يجب، شأنه شأن الزواج بأي مسلمة ، ولكن لا نستطيع أن ننصحك بالإقدام عليه أو الكف عنه؛ لأن ذلك يتوقف على معرفة المصلحة المرجوة من زواجك بها وإنقاذك لها مما هي فيه، والمفسدة المتوقعة عليك وعلى أبنائك منها فيما بعد .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يصلح زوجا من لا يصلي
تاريخ الفتوى : 05 شعبان 1427 / 30-08-2006
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، وأسكن في دولة أوروبية تعرفت على عائلة عربية ساعدتني كثيراً في غربتي واحتضنتني في بيتها وبقيت عندهم ما يقارب الخمسة أشهر وزادت علاقتي بهم كثيراً وذات يوم فاتحني رب الأسرة بالزواج وطلب مني الزواج، مع العلم بأنه لا يلتزم بالصلاة وأخذ بيتا بالربا وحتى سيارته اشتراها بالربا والله أعلم، لكنه متمسك بي ويريد أن يسترني، مع العلم بأني مطلقة ومررت بمشاكل عديدة وأنا محتاجة لإنسان يرعاني ويسترني بغربتي لأني لا أستطيع العودة لبلدي انصحوني، ماذا أفعل مع العلم بأني الآن غير مستقرة في بيتهم لأني انتقلت للعيش مع بنت عمتي وهو يلح علي بالزواج، فماذا أفعل انصحوني، مع العلم بأنه يعرف بأن زوجته لن تقبل بهذا الشيء ولا حتى أهله ولا حتى قانون البلد الذي نسكن فيه لأنه يحق له أن يسجل زوجة واحدة فقط، فانصحوني ماذا أفعل وجزاكم الله خيراً، فهل أقبل بالزواج منه وأستغل محبتي بقلبه لهدايته، مع العلم بأن أخلاقه طيبة ولا ينقصه سوى الصلاة، أم أبتعد عنهم نهائيا وأنا بأمس الحاجة لمعرفة الناس لأنهم مسلمين وساعدوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصحك بالزواج بهذا الرجل الذي يظهر من حاله أنه ليس من أهل الصلاح والتقوى، وأكبر دليل على ذلك عدم التزامه بالصلاة، ومن كان كذلك فلا ننصح الفتاة بالزواج به، بل ننصحها بصاحب الدين، ومن يخاف الله ويتقه، لأنه إن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، فنخشى عليك أيتها الأخت الفاضلة من أن يظلمك بعد الزواج، لا سيما وأنك في بلد غربة، وليس لك ناصر ولا معين، حتى قانون ذلك البلد لن ينصفك ولن يقف إلى جانبك لأنك مخالفة له، ولذلك نرى أن تبتعدي عن هذا الرجل وأن تقتربي من الله عز وجل وتسأليه أن يرزقك الزوج الصالح المتدين، وينبغي لك أن لا تبقي في هذا البلد بغير محرم ولا زوج يحميانك، فحالك(32/80)
في هذا البلد بدون أحدهما كحال الشاة بين الذئاب، نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدين يقدم على اللون عند اختيار الزوجة
تاريخ الفتوى : 03 شعبان 1427 / 28-08-2006
السؤال
أنا شاب عمري 26 سنة تعرفت على فتاة من نفس عمري ارتبطنا ببعض وأحببنا بعضا، ذهبت وقابلت والدها وأسرتها، طلعوا من النوبة وأسرتها على درجه شديدة من السمرة، بينما البنت سمرتها أنا أقبلها، الأسرة عندي لم يرحبوا بالوضع وقالوا فكر في أولادك هل ستتقبل أن يكونوا على نفس السمرة، بصراحة أنا احترت وأخاف أن لا أتقبل الأمر بعد، وأظلمها معي . صليت استخارة فحلمت بالآتي أني في مكان الوضوء في جامع ومكمل لشغلي، وأنا راجع اتصل بي مديري وقال لي لا بد أن تنهي عملا في مكان آخر قبل ما أرجع فأسرعت في خطواتي لكي أكمل العمل الجديد، فإذا أنا أبحث عن موبايلى في جيبى ولا أجده، فقلت أكيد نسيته وأنا أتوضأ، فقلت أكمل العمل وأرجع آتي به، فإذا بالأذان يؤذن فقررت أن أرجع إلى مكان الوضوء لآتي به أولا وبعد ذلك أذهب لأكمل العمل، وأنا راجع في الطريق لاقيت موبايلات فأمسكتها فإذا هي ليست موبايلي رميتها ورحت إلى مكان الوضوء في الجامع كي أبحث عن موبايلى قبل أن يأخذه أحد وهو يتوضأ، لكن لم أجده ، غضبت لأن عليه كل أرقام الناس الذين أعرفهم ومن ضمنهم رقم البنت التي أنا مرتبط بها، وصحوت من النوم . أنا أعرف أنه يحرم أن أنظر إلى لون البشرة عند الاختيار لكن خايف، وخاصة والدتي تضايقت لما عرفت أن أهلها كلهم شديدوا السمرة ، وأخاف أن لا أتقبل الأمر في المستقبل، ويكون لي أولاد بشرتهم مثلهم، انا متقبل للبنت وأحببتها ، ماذا أفعل وما هو تفسير الرؤية، أنا محتار جدا هل أكمل الموضوع أم أنهيه، مع العلم أن الفتاة تحبنى جدا ومستعدة أن تتحمل معي أي شيء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس اللون عائقاً عن الزواج بهذه المرأة، والمهم هو دينها وخلقها، فإن استطعت إقناع أمك بهذا الزواج فلا حرج عليك في الإقدام عليه، وإن رفضت فرضاها أولى، والنساء كثير، كما سبق في الفتوى رقم: 31475.
وننبهك إلى أن الإنسان لا يحرم عليه أن يختار المرأة السوداء ويقدمها على البيضاء، أو يختار البيضاء ويقدمها على السوداء، وليس ذلك محرماً عليه كما ذكرت في سؤالك، والمحرم هو أن يكون اللون سبب تكبر وتفاضل، فإن أكرم الناس أتقاهم، وانظر الفتوى رقم: 24158، والفتوى رقم: 52337.(32/81)
ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن هذه البنت أجنبية عليك، والرغبة في الزواج بك وخطبتها كل ذلك لا يسوغ لك شرعا الخلوة معها أو الحديث من غير ضوابط شرعية.
ونعتذر للسائل الكريم عن تعبير رؤياه، فموقعنا مختص بالإجابة عن الأحكام الشرعية، وبإمكانه أن يرسل رؤياه إلى أهل الاختصاص، مع أن الرؤى لا ينبني عليها حكم ولا ينبغي لشخص أن يعلق فعل أمر أو تركه عليها، وإنما المطلوب هو الاستخارة وتفويض الأمر إلى الله تعالى والرضا بما يقدر بعد ذلك.
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
منع الوالدين زواج ابنهما بسبب حجاب الخطيبة
تاريخ الفتوى : 03 شعبان 1427 / 28-08-2006
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة تعرفت على زميلة لي في العمل عمرها 27 سنة، واتفقنا على الزواج بإذن الله، عرضت الأمر على عائلتي ولأنه في بلادي من المفروض أن تتقدم عائلة الرجل لخطبة البنت من أهلها، في البداية لقيت بعضا من المعارضة من والدتي لكونها تكبرني بسنة ثم لما رأت أنني مصرّ قبلت، وقالت عسى أن يجعل الله فيها خيراً، والتقتها مرة وأعجبها جمال الفتاة، ووالدي متخوف لكوني متخرج من دراستي حديثا، وهو يرغب أن أكون نفسي، ويقولان إنه كان من المفروض أن أتمتع بشبابي قبل التفكير في الزواج، في الآخر تقدما معي لأهل الفتاة وقام والدي بخطبتها لي كما هو معمول به في بلدي، بعد أن سأله خال الفتاة إن كنّا قدمنا بقصد الخطبة أم فقط للتعارف، وقرأنا الفاتحة، ولكن بعد بأسبوع، قالت والدتي بأنها لا ترغب أن تكون هذه الفتاة كنّتها، والدتي تؤمن كثيرا بالأحلام، وهذه الأحلام قد تكون في الأرجح من وسواس الشيطان، وحجتها في الرفض هي كون أنّها رأت أنّ عائلة الفتاة لا تليق بها اجتماعيا، وإنها قد حلمت أن "سعدي سينكب" لو تزوجتها.
ما علمته عن رأي والدي في الأمر (المصدر إخوتي) كونه بعد عودته من الخطبة كان يظهر عليه الفرح، ووالدتي تقول العكس إنه غير فرح وأنها لما سألته عن العائلة التي سنصاهرها وقالت إنها غير فرحة، قال لها: (وأنا ما دخلي، هو ابنك الذي اختار حياته وليس لي أي دخل في هذ)ا، وهي تفسر أن كلامه هذا يدل على عدم فرحه، المشكلة هي كوني لا ألقى عائلتي إلا يوما في الأسبوع، لكون عملي في مدينة أخرى، والدتي: غير متدينة، وما أعلمه أنها غير جد مواظبة على الصلاة، ولكن تصلي، وهي تخاف كثيراً من السحر، ولا تقتنع أنه لا يضر أحدا إلا بإذن الله عز وجل، وتتصور غالبا أنه هناك من يرصدها للشر، وما يؤسفني كثيراً هو شعورها بالفخر لانتمائها لعائلة "كذا.." والشعور بالفخر، وهذا ما يجعل اختيار زوجة صعبا ولا يتلاءم مع قناعاتي، والدي، ما أعلمه عنه: كونه يرفض المرأة المتحجّبة، ولما سمع أني اتفقت مع الفتاة على التحجّب، قال إن فعلت فلن يمكثا(32/82)
حيث هما، ولا يأتياني فلا حاجه لي بهما، سواء هذه الخطيبة أو غيرها، استشرت إمام مسجد ثقة وما علمت عنه إلا كل خير، فيما يخص تذبذب رأي والدتي والذي يميل غالبا للرفض، ونصحني بأن لا أتراجع واستشهد بآية لا أذكرها تماما: ولا تطعهما في أن تشرك بما ليس لك به علم وصاحبهما في الدنيا معروفا. (أتمنى أن لا أكون قد أخطأت في كتابتها)، فأرجو أن ترشدوننا إلى ما فيه الخير بإذن الله؟ بارك الله في عباده الأخيار، وجزاكم عنا إن شاء الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان والداك قد رضيا بزواجك من هذه المرأة بدليل ذهابهم معك وإتمام الخطوبة، فلا يضر ما يظهرانه من تردد بسبب كونها متدينة أو متحجبة، وينبغي لأهلك أن يكونوا عوناً لك على ترك غير المتحجبة، لأنها مخالفة لأمر الله، عاصية متبرجة، فالحجاب فرض من الله تعالى، شرعه الله تعالى حفظاً للمرأة، وصيانة لها لضعفها من المفسدين المعتدين، والمسلم هو المستسلم لأمر الله وشرعه، الُمنْقاد له ظاهراً وباطناً، قال الله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:65}، ولمعرفة حكم الحجاب، انظر الفتوى رقم: 8287.
والمسلم يعلم أن الأمور بقدر الله تعالى، وأن النفع والضر من الله تعالى، وأن الطيرة والتشاؤم من الأمور التي نهى عنها الشرع، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 14326، والفتوى رقم: 56019.
وعموما ًفإذا كان والداك لم يمنعاك من الزواج بهذه المرأة إلا بسبب تحجبها وتشاؤمهم فلا حرج عليك في مواصلة إتمام هذا النكاح، مع محاولة إرضائهما وإقناعهما، ومن المهم أن تبذل لهما النصح فيما يتعلق بأمر دينهما بحكمة وموعظة حسنة، وخاصة أمك التي ذكرت أنها ربما تكون غير محافظة على الصلاة، وراجع في ذلك للفائدة الفتوى رقم: 40506. والفتاوى المحال عليها فيها.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الصادق في إرادة الحلال يأتي البيوت من أبوابها
تاريخ الفتوى : 03 شعبان 1427 / 28-08-2006
السؤال
أنا فتاه عمري 26 سنة من أسرة متدينة يشهد لنا الجميع بحسن الأخلاق والسيرة الطيبة، مشكلتي باختصار أنه عرض عليَّ عمل بإحدى الشركات وكنت كارهة له إلا أننى استخرت الله أثناء أدائي للعمرة واتخذت طريقي لهذا العمل، منذ اليوم الأول أعجب بي أحد الزملاء وأخذ يلاحقني فصددته، ولكن وأعترف أن قلبي رقيق جدا فأشفقت عليه واعتذرت له، لن أطيل عليك فمرت الأيام وأعجبت به ولكنه صارحني بأنه متزوج و لديه طفلتان ولكن هناك مشاكل مع زوجته منذ 7 أشهر ويوجد احتمال كبير لأن يتركها، أخذت أقنعه بعدم تركها لأن لديه بنتين ويجب أن(32/83)
ينشآ بين أب وخاصة في هذا الزمن، عرض علي أن أكون زوجة ثانية، فطلبت منه التفكير وكيف سيكون رد فعل زوجته إن علمت وأيضا سيكون هناك عبء كبير تجاه إقناع أهلي، وكان رده أنه لن ييأس.
بعد فترة وجيزة والد زوجته أرجعها هي وأطفالها إليه وعرفت من نفسي أن أتركهم يعيشوا حياتهم ولكنه تارة يبعد عني وبعد فترة لا يستطيع المقاومة إلى أن تملكه الحب تجاهي تماما. كانت هناك عيوب جسيمة في هذا الشخص مثل أنه غير مكتف بزوجته و له علاقات كثيره غير شرعية مع فتيات أخريات لن تصل إلى حد الكبيرة ولكنها علاقات، أخذت أجاهد معه إلى تغييره وقطع علاقته بكل الفتيات والعلاقات المشبوهة و أصبح إنسانا سويا. إلا أنه غير سعيد مع زوجته فإنه لا يحبها ويعيش معها حياة أى زوج مع زوجته لا توجد بينهم لغة حوار، تنازلت وقلت أقبل بوضع الزوجة الثانية و لكنه قال إنه لا يقدر على ظلم الأولى لأنه سوف يحبني أكثر مع أني وجدت في بابكم كيف يعدل بين الزوجات في كل شيء ما عدا المشاعر، وكان سببه الثاني أولاده و خاصة أنه رزق بطفلة ثالثة بعد رجوع زوجته مباشرة اًو أنه إن حدث ذلك سوف تجعلهم يكرهونه وهو يحبهم جداً، إني دعوت الله كثيرا وقررت قطع سبل الحرام وحاولت تقريبه لزوجته وقررت عدم مقابلته والبعد عنه، ولكن كل ما يحيرني أنه يخاف ظلم زوجته بعدم زواجه مني ويريد أن يحبني بلا أي تقدم للشيء المفروض وهو الزواج ويقول حين أتزوج من آخر سيكون صدمة بالنسبة له، أعرف يا سيدى أن مشاعره تجاهي صادقة و أنه يحاول أن يسترني كإتيانه بجوارب لي لعدم كشف ذراعي وأشياء أخرى من هذا القبيل، وأنا أيضاً أقدم له الدعم والثقة والحماية والاحتواء والتضحيات ما لم تقدمه له أي امرأة أخرى وبدون مقابل إلا أنني أحبه ولكن تعلقت بحبال اليأس ولم أعد أقابله طالبة بذلك رضا الله وحمايته لي، فقل لي يا سيدي هل موقفي صحيح وهل موقفه هو صحيح وماذا عليه وعلي أن أفعل بعد ذلك ؟
شكرا لسعة صدركم .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فإن عليك أيتها الأخت الكريمة أن تجتنبي الحديث والخلوة مع هذا الرجل تماما، فإن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك أن تجتنبي الاختلاط مع الرجال عموما وهذا الرجل خصوصا، واجعلي تعاملك مع الموظفين تعاملا رسميا في إطار العمل لا أن تتحدثي عن أولاده وعلاقاته الزوجية وغير ذلك مما لا يعنيك، فاتقي الله يا أختاه، واعلمي أن للشيطان خطوات، قال الله تعالى: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة: 168 } وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21 } فلا تنسي عداوة الشيطان الذي يريد أن يجرك إلى سخط الله والمنكر ، وإذا كان الرجل صادقا في إرادة الحلال فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها ويتقدم لخطبتك والعقد عليك، ولا يكفي المشاعر الصادقة منه تجاهك،(32/84)
فالمهم أن تكون هذه المشاعر منضبطة بأحكام الشرع وفق أدب الإسلام ، ومشاكل هذا الرجل وما يعانيه مما لا يعنيك أختنا الكريمة، ويمكنه استشارة من يجوز له الحديث معهم من قريباته أو أصدقائه الرجال، ولا تسمحي للشيطان أن يوقعك في الحرام بحجة النصيحة وإعانة الآخرين، وفقك الله وأعانك ويسر لك زوجا صالحا .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
يُنصَح الوالد بالموافقة على زواجك من بنت خالتك
تاريخ الفتوى : 02 شعبان 1427 / 27-08-2006
السؤال
في السنة الماضية أردت الزواج من ابنة خالتي، ولكن والدي رفض ذلك أشد الرفض، مع العلم بأنها متدينة ولله الحمد، لكن سبب رفض والدي هو أن والدها منذ زمن كان مدمنا على شرب الخمر إلا أنه منذ سنوات قليلة تاب إلى الله وأدى فريضة الحج وأصبح محافظا على صلاته, لكنني لمست في نفس والدي الخوف من أن يعيرنا بعض الأقارب من جهته إذا ما تزوجتها.
فبماذا تنصحوني أثابكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى يقول : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الزُّمر:7} ، فلا ينبغي أن يكون ما وقع فيه والد هذه المرأة وتاب منه ذنباً يلاحق التائب، فضلاً أن يلاحق عقبه وذريته، فنصيحتنا لأبيك أن يوافق على زواجك من بنت خالتك، ويمكنك أن تُوَسِّط في الأمر من له كلمة مسموعة عند أبيك ، فإن وافق فالحمد لله ، وإن أصرَّ على موقفه ، فهل يجب عليك طاعته في ترك الزواج من هذه المرأة أم لا ؟
اختلف العلماء في ذلك ، وتفصيل القول في الفتوى رقم: 64445، فراجعها .
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
حكم تارك الصلاة ...
عنوان الفتوى
... المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء ...
اسم المفتى
... 20798 ...
رقم الفتوى
... 04/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...(32/85)
نص السؤال
السلام عليكم ورحمته وبركاته
في الحقيقة سؤالي هذا يخص صديقتي ولست أنا والسؤال هو:
هي فتاة متزوجة ولها أربعة أولاد وهي من عائلة ثرية جدا ولكنها ليست سعيدة في حياتها فزوجها متزوج عليها بامرأة أكبر منه ب 8 سنوات وهذا الزوج اكتشفت أنه لا يصلي علما بأنها متدينة ومن عائلة ملتزمة أيضا وهي الآن لا تعرف ماذا تعمل أفيدونا حفظكم الله.
نص الفتوى
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل أن يكون اختيار الزوجين على أساس الدين والتقوى ، ولكن إذا تم الزواج ثم كان الزوج فاسقا : فإن كان يريد من امرأته أن تعينه على فسقه فلها أن تطلب الطلاق تفادياً لما يمكن أن يصيبها من الإثم ، وكذلك إن كان يسيء عشرتها ويضرها ويؤذيها، خصوصاً إذا استمر في ذلك، ولم ترج منه التوبة ولا استقامة الحال .
وإن كان لا يفعل هذا ولا ذاك، ويحسن عشرتها، فإن الأرجح أنها إذا كانت تأمل في توبته صبرت، حتى لو كان يترك الصلاة أو يشرب الخمر ما لم ينكر الصلاة أو يستحل الخمر، وإلا فالأولى أن تطلب الطلاق .
فالزواج ميثاق غليظ، ورباط مقدس، يجمع بين الرجل والمرأة على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجعل كلاً منهما لصاحبه بمنزلة اللباس له ، كما قال الله تعالى في تصوير هذه العلاقة بينهما: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187]. وانظر ما توحي به كلمة (اللباس) من القرب واللصوق والستر والدفء والزينة.
ولهذا يجب على كل من الزوجين أن يحسن عشرة صاحبه، وأن يصبر عليه، ولا يجوز للرجل أن يطلق زوجته للإضرار بها؛ لأن في ذلك هدم هذه المؤسسة المشتركة، وكسر قلب الزوجة، وربما فرق بينها وبين أولادها منه بغير مبرر ولا ضرورة.
ومن هنا كان التفريق بين المرء وزوجه من الكبائر الموبقة، وهو من أحب الأعمال إلى إبليس كما جاء في بعض الأحاديث ، كحديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنتَ". أخرجه مسلم في صحيحه (رقم: 2813/67)..
وإذا كان الزوج يحرم عليه إضرار امرأته بالطلاق بلا عذر، فكذلك لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بلا عذر موجب. وقد جاء فيما رواه أحمد والترمذي وحسنه، عن ثوبان - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة " .
ومفهوم الحديث: أنها إذا طلبت الطلاق من بأس وبسبب، فلا إثم عليها.(32/86)
فهل يكون فسق الزوج سبباً موجباً أو مجيزاً لطلب الطلاق من المرأة ؟
لا ريب أن الفساق يختلفون في مدى فسقهم وفي معاشرتهم لنسائهم، فمنهم من يريد من امرأته أن تعينه على فسقه، بأن تقدم له الخمر مثلاً، وهو حرام عليها، فيجوز لها أن تطلب الطلاق تفادياً لما يمكن أن يصيبها من الإثم.
ومنهم من يسيء عشرته لامرأته ويضرها ويؤذيها، فهذا يعطيها الحق في طلب الطلاق وخصوصاً إذا استمر في ذلك، ولم ترج منه التوبة ولا استقامة حال، ومنهم من لا يفعل هذا ولا ذاك، وهو حسن العشرة معها، فهذا هو الذي يختلف فيه.
وجمهور الفقهاء يرون أن تارك الصلاة كسلاً إنما هو عاص فاسق لا كافر مرتد، وعلى هذا لا يجب التفريق بينه وبين امرأته.
والذي نرجحه هنا: أن المرأة إذا كانت تأمل في رجعة زوجها إلى الله، وأنه يمكن أن تؤثر فيه النصيحة والموعظة، وأن حاله يمكن أن يتحسن، فعليها أن تصبر عليه، وإن كان فاسقاً بترك الصلاة وبشرب الخمر، وخصوصاً إذا كان معها أولاد من ذلك الرجل، وتخشى عليهم التشتت والضياع، وهذا بشرط ألا يستحل ترك الصلاة أو شرب الخمر، فينتقل بذلك إلى الكفر الصريح المفرق بين المرء وزوجه .
والله أعلم.
ـــــــــــــــــــ
معاملة الزوج المسيء ...
عنوان الفتوى
... المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء ...
اسم المفتى
... 20799 ...
رقم الفتوى
... 04/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
زوج لا يصلي ولا يحب الخير للناس وليس فيه منفعة لأحد فكيف تعامله زوجته ولها أولاد منه، هل تتركه؟ هل تبقى على عشرته؟ هل تطلب الطلاق ؟
الرجاء أن تفيدونا في ذلك. لأنها تخاف أن تكون عشرته حرام.
ولكم مني ومنها جزيل الشكر.
نص الفتوى
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل أن يكون اختيار الزوجين على أساس الدين والتقوى ، ولكن إذا تم الزواج ثم كان الزوج فاسقا : فإن كان يريد من امرأته أن تعينه على فسقه فلها أن تطلب الطلاق تفادياً لما يمكن أن يصيبها من الإثم ، وكذلك إن كان يسيء عشرتها ويضرها ويؤذيها، خصوصاً إذا استمر في ذلك، ولم ترج منه التوبة ولا استقامة الحال .(32/87)
وإن كان لا يفعل هذا ولا ذاك، ويحسن عشرتها، فإن الأرجح أنها إذا كانت تأمل في توبته صبرت، حتى لو كان يترك الصلاة أو يشرب الخمر ما لم ينكر الصلاة أو يستحل الخمر، وإلا فالأولى أن تطلب الطلاق .
فالزواج ميثاق غليظ، ورباط مقدس، يجمع بين الرجل والمرأة على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجعل كلاً منهما لصاحبه بمنزلة اللباس له ، كما قال الله تعالى في تصوير هذه العلاقة بينهما: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187]. وانظر ما توحي به كلمة (اللباس) من القرب واللصوق والستر والدفء والزينة.
ولهذا يجب على كل من الزوجين أن يحسن عشرة صاحبه، وأن يصبر عليه، ولا يجوز للرجل أن يطلق زوجته للإضرار بها؛ لأن في ذلك هدم هذه المؤسسة المشتركة، وكسر قلب الزوجة، وربما فرق بينها وبين أولادها منه بغير مبرر ولا ضرورة.
ومن هنا كان التفريق بين المرء وزوجه من الكبائر الموبقة، وهو من أحب الأعمال إلى إبليس كما جاء في بعض الأحاديث ، كحديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنتَ". أخرجه مسلم في صحيحه (رقم: 2813/67)..
وإذا كان الزوج يحرم عليه إضرار امرأته بالطلاق بلا عذر، فكذلك لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بلا عذر موجب. وقد جاء فيما رواه أحمد والترمذي وحسنه، عن ثوبان - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة " .
ومفهوم الحديث: أنها إذا طلبت الطلاق من بأس وبسبب، فلا إثم عليها.
فهل يكون فسق الزوج سبباً موجباً أو مجيزاً لطلب الطلاق من المرأة ؟
لا ريب أن الفساق يختلفون في مدى فسقهم وفي معاشرتهم لنسائهم، فمنهم من يريد من امرأته أن تعينه على فسقه، بأن تقدم له الخمر مثلاً، وهو حرام عليها، فيجوز لها أن تطلب الطلاق تفادياً لما يمكن أن يصيبها من الإثم.
ومنهم من يسيء عشرته لامرأته ويضرها ويؤذيها، فهذا يعطيها الحق في طلب الطلاق وخصوصاً إذا استمر في ذلك، ولم ترج منه التوبة ولا استقامة حال، ومنهم من لا يفعل هذا ولا ذاك، وهو حسن العشرة معها، فهذا هو الذي يختلف فيه.
وجمهور الفقهاء يرون أن تارك الصلاة كسلاً إنما هو عاص فاسق لا كافر مرتد، وعلى هذا لا يجب التفريق بينه وبين امرأته.
والذي نرجحه هنا: أن المرأة إذا كانت تأمل في رجعة زوجها إلى الله، وأنه يمكن أن تؤثر فيه النصيحة والموعظة، وأن حاله يمكن أن يتحسن، فعليها أن تصبر عليه، وإن كان فاسقاً بترك الصلاة وبشرب الخمر، وخصوصاً إذا كان معها أولاد من ذلك الرجل، وتخشى عليهم التشتت والضياع، وهذا بشرط ألا يستحل ترك الصلاة أو شرب الخمر، فينتقل بذلك إلى الكفر الصريح المفرق بين المرء وزوجه .(32/88)
والله أعلم.
ـــــــــــــــــــ
معاملة الزوج العاصي ...
عنوان الفتوى
... المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء ...
اسم المفتى
... 20800 ...
رقم الفتوى
... 04/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ماذا أفعل مع زوجي الذي يشرب الخمر ولا يصلي؟ هل يجب أن أتركه أو أصبر عليه من أجل الأولاد؟ أفتوني جزاكم الله ألف خير!!
نص الفتوى
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل أن يكون اختيار الزوجين على أساس الدين والتقوى ، ولكن إذا تم الزواج ثم كان الزوج فاسقا : فإن كان يريد من امرأته أن تعينه على فسقه فلها أن تطلب الطلاق تفادياً لما يمكن أن يصيبها من الإثم ، وكذلك إن كان يسيء عشرتها ويضرها ويؤذيها، خصوصاً إذا استمر في ذلك، ولم ترج منه التوبة ولا استقامة الحال .
وإن كان لا يفعل هذا ولا ذاك، ويحسن عشرتها، فإن الأرجح أنها إذا كانت تأمل في توبته صبرت، حتى لو كان يترك الصلاة أو يشرب الخمر ما لم ينكر الصلاة أو يستحل الخمر، وإلا فالأولى أن تطلب الطلاق .
فالزواج ميثاق غليظ، ورباط مقدس، يجمع بين الرجل والمرأة على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجعل كلاً منهما لصاحبه بمنزلة اللباس له ، كما قال الله تعالى في تصوير هذه العلاقة بينهما: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187]. وانظر ما توحي به كلمة (اللباس) من القرب واللصوق والستر والدفء والزينة.
ولهذا يجب على كل من الزوجين أن يحسن عشرة صاحبه، وأن يصبر عليه، ولا يجوز للرجل أن يطلق زوجته للإضرار بها؛ لأن في ذلك هدم هذه المؤسسة المشتركة، وكسر قلب الزوجة، وربما فرق بينها وبين أولادها منه بغير مبرر ولا ضرورة.
ومن هنا كان التفريق بين المرء وزوجه من الكبائر الموبقة، وهو من أحب الأعمال إلى إبليس كما جاء في بعض الأحاديث ، كحديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه،(32/89)
فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنتَ". أخرجه مسلم في صحيحه (رقم: 2813/67)..
وإذا كان الزوج يحرم عليه إضرار امرأته بالطلاق بلا عذر، فكذلك لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها بلا عذر موجب. وقد جاء فيما رواه أحمد والترمذي وحسنه، عن ثوبان - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة " .
ومفهوم الحديث: أنها إذا طلبت الطلاق من بأس وبسبب، فلا إثم عليها.
فهل يكون فسق الزوج سبباً موجباً أو مجيزاً لطلب الطلاق من المرأة ؟
لا ريب أن الفساق يختلفون في مدى فسقهم وفي معاشرتهم لنسائهم، فمنهم من يريد من امرأته أن تعينه على فسقه، بأن تقدم له الخمر مثلاً، وهو حرام عليها، فيجوز لها أن تطلب الطلاق تفادياً لما يمكن أن يصيبها من الإثم.
ومنهم من يسيء عشرته لامرأته ويضرها ويؤذيها، فهذا يعطيها الحق في طلب الطلاق وخصوصاً إذا استمر في ذلك، ولم ترج منه التوبة ولا استقامة حال، ومنهم من لا يفعل هذا ولا ذاك، وهو حسن العشرة معها، فهذا هو الذي يختلف فيه.
وجمهور الفقهاء يرون أن تارك الصلاة كسلاً إنما هو عاص فاسق لا كافر مرتد، وعلى هذا لا يجب التفريق بينه وبين امرأته.
والذي نرجحه هنا: أن المرأة إذا كانت تأمل في رجعة زوجها إلى الله، وأنه يمكن أن تؤثر فيه النصيحة والموعظة، وأن حاله يمكن أن يتحسن، فعليها أن تصبر عليه، وإن كان فاسقاً بترك الصلاة وبشرب الخمر، وخصوصاً إذا كان معها أولاد من ذلك الرجل، وتخشى عليهم التشتت والضياع، وهذا بشرط ألا يستحل ترك الصلاة أو شرب الخمر، فينتقل بذلك إلى الكفر الصريح المفرق بين المرء وزوجه .
والله أعلم.
ـــــــــــــــــــ
لا تجبر البنت على نكاح من لا ترغب
تاريخ الفتوى : 28 رجب 1427 / 23-08-2006
السؤال
ماحكم الشريعة الاسلامية في من يريد أن يزوج ابنته من دون أن يرجع إلى رأيها وبالإكراه؟ خصوصا بعد أن أخبرته ابنته صراحة بعدم رغبتها الشديدة بالزواج من ذلك الشخص. وماذا تفعل هذه الفتاة بعد أن هددها والدها بأنه سيغضب عليها إلى يوم الدين إذا أخبرت الخاطب برفضها له مع العلم أن والدها أجبرها بأن تخفي رفضها وذلك حفاظا على كلمته التي أعطاها لخاطبها؟ لقد علمت بأنه يحرم على ولي الأمر أن يزوج ابنته بمن رفضته بعد استشارتها وبأن الزواج يعتبر باطلا.
هل تصارح الفتاة خاطبها برفضها له لكي تجنب نفسها ووالدها إثم تقصيرها في حق الرجل الذي أرغمت على الزواج منه ويغضب عليها والدها؟ أم ترضى بزواج قد يفشل وهي على علم بأنها لن تستطيع أن تعطي زوجها حقه الشرعي نظرا لعدم رغبتها الشديدة في الزواج به وتتحمل إثم تقصيرها في حقه؟(32/90)
بماذا تنصحون الآباء وأولياء الأمور الذين يتخذون مثل هذه المواقف بحجة أنهم هم أدرى بمصلحة بناتهم وأن بناتهم ليس لهن الحق في اختيار شركاء حياتهن.
أليس إخفاء رفض الفتاة عن خاطبها مخالفة شرعية أخرى لما فيها أيضا من ظلم للشاب الذي بنى أحلامه على زوجة يكون ملؤها الانسجام والتفاهم بين الطرفين ليفاجأ بعد زواجه أن الفتاة رافضة له وقد تحصل مشاكل بينهما لا يعلم حجمها و مساوءها إلا الله سبحانه وتعالى؟ أرجوا الإفادة فأنا أعلم أنه قد أفتى في موضوع الإجبار ولكن سؤالي : هنا عن كيف سيكون موقف الفتاة شرعا لو خيرت بين رفض زواج لا تريده وغضب والدها عليها. هل غضب والدها محسوب عليها و تعتبر مقصرة في حق والديها أمام الله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نصح الآباء بأن لا يجبروا بناتهم على نكاح من لا يرغبن، فإن مفاسد ذلك كثيرة جدا. والحياة الزوجية التي تبدأ بالبغض والنفور وعدم التفاهم لا تدوم غالبا؛ ولذا فليس بين العلماء خلاف في استحباب مشاورة الأب ابنته في أمر النكاح، لأنها هي من سيعيش مع الزوج حياة الأصل فيها الدوام والاستمرار ، فإن أراد الأب إجبار ابنته على نكاح من لا ترغب فينبغي أن تبين له رأيها وتظهر له عدم رغبتها، فإن لم يستجب وسطت عمها أو خالها ونحوهم ممن له كلمة مسموعة عند أبيها ، ولا حرج عليها في إخبار الخاطب بعدم رغبتها في هذا النكاح ، ولتراجع الفتوى رقم : 75870 .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التفاوت بين الزوجين في قوة التدين
تاريخ الفتوى : 29 رجب 1427 / 24-08-2006
السؤال
ما هو رأي الدين فى زواج المرأة المنقبة من شاب متدين معتدل، ولكن ليس متعمقا كثيراً في الدين، ولكنه ملتزم بالصلاة والصيام وحسن الأخلاق، وأنا أعيش في بلد عربي بعيد عن بلدها وهي كانت زميلتي في الكلية وكنت أحس تجاهها بحب وأحس أيضا أنه متبادل ثم سافرت إلى بلاد أخرى بعيدة فسألت عنها، قالوا إنها انتقبت وقالوا لي إن المنقبات لا يتزوجن إلا داخل بلدهن وهي قبل ذلك كانت مخمرة وملتزمة أيضا، واعتقد أن والدها مصر جداً على أن تعيش معه فى نفس البلد، ولكن هذا صعب علي نظراً لظروف عملي هنا، فأنا أرغب في الارتباط بها بما يرضي الله وأكون معها أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لأني أعتقد أنها ستعينني على ذلك إن شاء الله، فما رأيكم بهذا، وأود أن أسمع رأيكم من الناحية الشرعية، ماذا علي أن أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/91)
فلا مانع من زواجك بها من الناحية الشرعية، ولا يضر التفاوت بين الرجل والمرأة في قوة التدين، إن كان كل منهما قائما بما أوجب الله عليه من أركان هذا الدين وواجباته الكبرى، وينبغي أن يكون قوي الدين منهما معيناً لصاحبه على الخير والثبات.
وأما عن موافقة أبيها على انتقالها إلى بلد آخر ونحو ذلك من تفاصيل فيرجع فيه إلى وجود القناعة من الطرفين، وتوسيط من يمكن أن يقرب وجهات النظر.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج بمن أسلمت فيه ثواب
تاريخ الفتوى : 28 رجب 1427 / 23-08-2006
السؤال
تعرفت على فتاة دخلت الإسلام منذ 6 أشهر ولله الحمد، وأريد أن أتزوجها ولكن أمها تضيق عليها لدخولها الإسلام ثم الزواج من مسلم، وهي تريدني أيضا، ولكن حتى عائلتي كأخي الأكبر الذي كفلني بعد وفاة الوالدين (رحمهما الله) يمانعني من الزواج مع غير بنت البلد الأصل فماذا نفعل ؟
جزاكم الله خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن في زواجك بهذه الفتاة المسلمة عون لها على الثبات على الدين، فزواجك بها بهذه النية تؤجر عليه ، ولكن ينبغي لك الحرص على إقناع عائلتك بذلك لا سيما أخاك الأكبر الذي قام بكفالتك بعد أبويك، مع العلم أنه لا حرج عليك من الزواج بها وإن لم يقتنعوا .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح امرأة كثيرة المرض
تاريخ الفتوى : 26 رجب 1427 / 21-08-2006
السؤال
هل ثبت أن حذر العلماء من الزواج من المرأة التي تمرض كثيراً، وإن كان الأمر كذلك فما الحل إن تم الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم أن الشرع ورد بالنهي عن الزواج من المرأة كثيرة الأمراض، ولكنا نقول: إذا كان بالمرأة أمراض تعوق الزوج عن كمال الاستمتاع وخشي على نفسه من الانصراف عن زوجته وطيش بصره في الحرام، فإن الأفضل أن يترك نكاح من(32/92)
هذا حالها، لتحصين نفسه بالحلال، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 70378، والفتوى رقم: 6713.
وكذلك تراجع الفتوى رقم: 35454، فقد بينا فيها أن من تزوج امرأة مريضة فينبغي الصبر عليها والسعي في مداواتها، وفي ذلك أجر كبير.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حياء المرأة وترددها عند اختيار الزوج
تاريخ الفتوى : 25 رجب 1427 / 20-08-2006
السؤال
ما حكم الدين في التردد والسكوت في القرارات، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالزواج، وكم يلزم المرء من الوقت لاتخاذ هذا القرار؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الحياء فهو شيء طبيعي، فإن المرأة بطبعها تستحي وخاصة من موضوع الزواج، ولذلك جعل سكوت البكر علامة على رضاها، وفي الحديث: الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر، وإذنها سكوتها. رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما أن التأني وعدم الاستعجال مطلوب وخاصة في قرار كهذا، حيث ينبغي إحسان الاختيار، والتحري والسؤال عن الخاطب، واستشارة أهل الرأي، واستخارة الله عز وجل.
أما التردد وإن كان لا إثم فيه فإنه أمر مذموم، وهو من الضعف والعجز، وفي الحديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا... ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.
فننصح الأخت بأن تترك التردد، وتستعين بالله عز وجل وتتوكل عليه، وبعد الأخذ بالأسباب من السؤال عن المتقدم، والاستشارة والاستخارة، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:3}.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يفسخ الخطبة لعلمه بأن الخطيبة تراسل أجانب عنها
تاريخ الفتوى : 22 رجب 1427 / 17-08-2006
السؤال
أنا رجل متزوج وملتزم وعمري 46 نظرا للعلاقة الحميمة بيننا وبين جارنا، علاقة أخوة وصداقة، عنده بنت عمرها 25 عاما وكانت قد فسخت خطبتها من قريب لها عرفت أن البنت لها رغبة في الزواج مني لعلمها أنني أرغب في الزواج من الثانية(32/93)
وزوجتي لا مانع عندها في ذلك، فعندما علمت زوجتي بذلك تقربت منها وأصبحت ترافقها وتذهب معها إلى أي مكان وتعاملها كأنها خطيبة ابنها، وأخيرا عرفت أن البنت يراسلها شباب على النت وقد حصلت على هذه الرسائل ومنها رسالة جنسية صاحبها له علاقة نسب مع أهلها وهو متزوج أيضا، بحكم العلاقة فقد نسيت إيميلها مفتوحا فاضطلعت على هذه الرسائل والآن كرهت البنت كرها شديدا ولم أتوقع منها ذلك، سؤالي هل أخبر والدها بذلك؟ هل علي إثم عندما فتحت الرسائل؟
هل هناك إثم في التعامل معها إذا اعتذرت عن ذلك ؟
أرجوكم أفيدونا وانصحونا في كيفية التصرف وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أن تستر هذه المرأة ولا تخبر بما اطلعت عليه أحدا، وقم بنصحها إما مباشرة أو عن طريق رسالة تذكرها بالله تعالى وتخوفها من عقابه جل جلاله، وتخبرها بخطر هذه المحادثات والمراسلات، وأنها طريق إلى الهاوية وإلى فساد دينها ودنياها، وأن هذه المحادثات سبب لسخط رب السموات والأرض، وسبب لضياع عفتها وحشمتها وتدنيس سمعتها وكرامتها، ويمكن إرسال هذه الفتاوى إلى بريدها، 11723، و 76035، و74042 و 44498.
ولكن إن خشيت وقوعها في الفاحشة ولم يكن ثم طريق لمنع هذا المنكر إلا إخبار أهلها بذلك وجب عليك إخبارهم منعا للمنكر وأمرا بالمعروف، وعلى كل، فإذا ظهرت توبتها وصلح حالها فلا مانع من الزواج بها بل إن ذلك قد يكون سببا لإعفافها وقطع طمعها بالرجال الأجانب فيؤجر في تزوجها بهذا القصد.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
القبول بالخاطب المتمسك بالسنة
تاريخ الفتوى : 08 رجب 1427 / 03-08-2006
السؤال
أرجو النصيحة!
تعرفت علي شاب متدين, وأراد أن يخطبني وأفكر بأن أعلم العائلة, ولكني متأكدة من رفضهم؛ لأنهم يخافون من المتدينين ولهم أفكار مغلوطة عنهم وخاصة لو رأوه ملتحيا!
السؤال: هل أأثم لو طلبت من الشاب تخفيف لحيته؛ حتى لا ترفضه العائلة من البداية?? أرجو النصيحة!
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إعفاء اللحية سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: فمن رغب عن سنتي فليس مني. ورغب بمعنى: أعرض.(32/94)
فالواجب على المسلمين القبول بسنته صلى الله عليه وسلم، وعليهم أن لا ينخدعوا بما توحي شياطين الإنس والجن وتزخرف من أكاذيب وأباطيل لتشويه كل من يلتزم بسنن النبي صلى الله عليه وسلم، ويسير على منهجه، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. {الأنعام:112}
فينبغي للأخت أن تصحح لأهلها المفهوم الخاطئ عن الالتزام باللحية وغيرها من السنن، ولتبين لهم أنه لا يجوز لهم رد الكفء المرضي في دينه وخلقه، وأن من حقها الزواج به، وأن منعهم لها يعتبر عضلا محرما، يسقط ولايتهم عليها، ويعطيها الحق أن ترفع الأمر إلى القاضي ليزوجها.
أما أن تطلب من الشاب أن يخفف لحيته فلا نرى ذلك، إلا إذا كان هو الوسيلة الوحيدة لوصوله إلى ما أباحه الله تعالى له ورغبه فيه من الزواج فحينئذ لا بأس بالتخفيف.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التمسك بالمرأة الصالحة المتمسكة بحجابها
تاريخ الفتوى : 29 جمادي الثانية 1427 / 26-07-2006
السؤال
أنا مواطن من بلد عربي على خلق ودين والحمد لله. أشتغل موظفا بإحدى الإدارات التابعة للدولة منذ سنين، لي خطيبة متحجبة وأستعد للزواج منها هذه السنة ولكن في عملي يفرض القانون علينا أخذ ترخيص من الإدارة للموافقة على هذه الزوجة ويتم ذلك بإجراء بحث وتحقيق في سيرة الخطيبة، فإن كانت متحجبة فإن الرفض مؤكد. وفي بلدنا البطالة منتشرة بصفة مهولة وإيجاد عمل أمر صعب. بالله عليكم دلوني ماذا أفعل احترت وأرجو الرد منكم سريعا ؟
وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ، ولتعلم أن من ظفر بمن تصلح لأن تكون زوجة صالحة عليه أن يحتفظ بها ولا يفرط فيها، وخاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه الفساد وقل الصلاح، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك . ولذلك فإننا ننصحك بما نصح به الرسول صلى الله عليه وسلم وألا تتزوج إلا من امرأة صالحة متحجبة ملتزمة بشرع الله تعالى فهي التي تجلب لك السعادة في الدنيا والآخرة بعكس غيرها فإنه يسبب الشقاء للزوج ، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة . وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ،(32/95)
والجار الصالح ، والمركب الهنيء ، وأربع من الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء . والزواج من المرأة الصالحة سبب من أسباب الغنى وسعة الرزق فقد قال تعالى : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32 }، ولا مانع شرعا من التحايل على هذا القانون الجائر ، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى التالية أرقامها : 23057 ، 74203 ، 7863 ، 15577 ، 33101 ، 7758 .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الإعراض عن خطبة من لا تريد الالتزام بالدين
تاريخ الفتوى : 27 جمادي الثانية 1427 / 24-07-2006
السؤال
سيدي أشكركم على هذا الموقع الرائع .
سيدي أنا شاب تعرفت على فتاة ووقعت معها بمقدمات الزنا ولكنه لم يحصل بحمد الله وتقدمت لخطبتها ووافق الأهل لا يعلم إلا الله بما جرى بيني وبينها ولكن ينتابني إحساس أنها فعلت مع غيري ما فعلته معي من قبل والله أعلم حيث إنها غير محجبة وألح عليها بالتحجب وتقول لي إن شاء الله وهذا الكلام له 9أشهر ولم تتحجب ويعلم الله أني لم أفعل هذا الشيء إلا معها وحلفت عليها بالطلاق إذا لم تلبسه فلبسته فقط عن يميني ثم رجعت وقلعته مرة أخرى وعندما أفتح الراديو على إذاعة القرآن الكريم في أوقات متفرقة وبعده قراءات للشيوخ عديدين أسمع الآية التي تقول الزانية لا ينكحها إلا زان، والزاني لا ينكح إلا زانية وحرم ذلك على المؤمنين والحمد لله أنا شخص ملتزم بديني وأريد إنسانة تعينني على التمسك بديني، أرشدوني ماذا أفعل أريد تركها مع العلم أنها هي من أغوتني بذلك الأمر وقد أتاني عدة هواتف تؤكد ما أشك فيه، أرجو الرد وعدم تحويلي إلى فتاوى مشابهة ؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نصحح نص الآية التي أوردتها في سؤالك، وهي قول الله تعالى: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور: 3}.
وقد أحسنت في قولك إنك تريد إنسانة تعينك على التمسك بدينك، فالمرأة ذات الدين هي التي ينبغي للمسلم أن يبحث عنها. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وما ذكرت أنك وقعت فيه مع تلك الفتاة من مقدمات الزنا، وقولك إنها هي التي أغوتك به، وأنها غير متحجبة، وأنه قد أتاك عدة هواتف تؤكد لك ما تشك فيه من(32/96)
أمرها، يدل كله على أن هذه الفتاة ليست هي الإنسانة التي ستعينك على التمسك بدينك.
فإذا توصلت إلى إقناعها بالتوبة وارتداء الحجاب، والابتعاد عن جميع مواطن الريب، فلا بأس بالاحتفاظ بها. لأن المرء إذا تاب من الذنب توبة صادقة كان كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف.
وإن تبين لك أنها لا ترعوي عما هي فيه، ولا تريد الالتزام بالدين، فالخير لك في الابتعاد عنها والبحث عن فتاة صالحة تعينك على التمسك بدينك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن زنا ثم تاب
تاريخ الفتوى : 27 جمادي الثانية 1427 / 24-07-2006
السؤال
أود أن أسأل عن:
1- ما هو حكم الزواج ممن كان يفعل الزنا في السابق ثم تاب عنه توبةً نصوحا؟
2- هل يكون الزواج صحيحاً في حالة عدم علم الأهل بأنه كان زانياً ويُكتفى بعلم الخطيبة؟
3- ما هي شروط التوبة النصوح للزاني التائب؟
وجزاكم الله عنا كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن باب التوبة مفتوح ولله الحمد، للزاني وغيره. قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر: 53-54}. وقال تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222}. وقال سبحانه: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {التوبة: 104}.
وروى ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وشروط التوبة النصوح: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العود.
وإذا تاب الزاني من زناه فلا حرج على المرأة في أن تتزوج منه.
كما أن الزواج يعتبر صحيحا سواء علمت الخطيبة وأهلها بما كان عليه الخطيب من الزنا أو لم يعلم أي منهم بذلك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/97)
هل تقبل بتارك للصلاة شريكا لحياتها
تاريخ الفتوى : 27 جمادي الثانية 1427 / 24-07-2006
السؤال
أنا أحب رجلا مسلما ووجدت فيه كل ما كنت أتمناه من أخلاق وأدب واحترام وتفهم ودين ولكن توجد مشكلة واحدة وهو أنه انقطع عن الصلاة لعدة سنوات. لقد كان يصلي في السابق ولكن لظروف معينة ألمت به انقطع عن الصلاة. أنا أحاول معه كل يوم أن يداوم على الصلاة والحمد الله لقد بدأ يصلي ولكنه لم يداوم ويلتزم عليها بعد وهنالك أيام لا يصلي فيها. مع العلم أنه يعرف كل الأمور الدينية وانسان جدا يخاف الله حتى أنه يدخل على مواقع الأنترنت ويجادل المسيحيين والمبشرين ويبين لهم خطأ اعتقاداتهم بل وإنه يحفظ من القرآن والحديث الكثير. فالسؤال هو 1) انصحوني بوسيلة لكي أجعل فيها هذا الرجل الذي سوف يصبح شريك عمري يداوم على الصلاة 2) أنه يمر بضائقة مالية كبيرة وهنالك أمور كثيرة في حياته متعسرة وقد تؤثر على ارتباطنا فهل هذا ابتلاء من الله له لكي يتقرب إلى الله ثانية. ولكم جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولا نقول للسائلة إنه لا يجوز لها أن تختلي بذلك الرجل ولا أن يرى منها ما لا يراه الأجنبي من الأجنبية ما دام لم يعقد عليها، وإن الإسلام لا يعرف ما هو معروف بالحب قبل الزواج كما في الفتوى رقم:4225، والفتوى رقم:25517، ثم نقول إن الوسيلة لنصح تارك الصلاة هي تذكيره بأهمية الصلاة ومكانتها من الدين، وراجعي فتوانا رقم: 4307، والاستشارة رقم :http://www.islamweb.net/ver2/istisharat/details2.php?reqid225871.
ولا ننصحك بالزواج به قبل أن يتوب إلى الله من ترك الصلاة، فإن تارك الصلاة ليس مرضيا في دينه، وكيف يوصف بأنه يخاف الله تعالى وهو قاطع للصلاة التي هي صلة بين العبد وربه جل جلاله ومن كان كذلك فلا ينبغي قبوله، وهذا ما يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني:
فإن الدنيا دار ابتلاء وامتحان يبتلي الله عز وجل فيها عباده بأنواع الابتلاءات؛ قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35} ، ومن رحمته وحكمته جل وعلا أنه يوقظ العباد من غفلتهم بشتى الوسائل والطرائق ليرجعوا إليه، قال تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الأعراف:168}
فيجب على هذا الأخ أن يتوب إلى الله وأن يعلم أن ما أصابه سببه الذنوب والمعاصي، والإعراض عن ذكر الله وعن الصلاة، فما وقعت مصيبة إلا بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة.
والله أعلم .(32/98)
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يرضى الولي بموظف التأمينات زوجا لموليته
تاريخ الفتوى : 27 جمادي الثانية 1427 / 24-07-2006
السؤال
سيدنا الفاضل أتمنى أن تجيبني على أسئلتي لأني حائر جدا, أرسلت أسئلتي مرارا ولم أتلق جوابا ، بداية أود أن أشكر لكم مجهودكم الجبار على هذه النافذة التي تنور لنا شاشة الكمبيوتر، والحمد لله على هذه المنارة الطيبة، ولكم فائق مودتي و احترامي وثقتي بفضيلتكم أسال الله عز و جل لكم ولنا الثبات على الحق .
أعمل كمحاسب في شركة تأمينات نصف حكومية معدل التأمين على الحياة فيها لا يتعدى2% من مجموع معاملاتها لا تحصل مالها من زبنائها بفوائد ربوية ولو تأخر السداد؛ مجمل عقودها مع المؤمنين مبنية على التراضي بين الطرفين إذ أن المؤمن له الخيار أن يؤمن في الشركة التي يختار وبالشروط التي يريد حسب
القوانين الجاري بها العمل, كما أنه إذا استثنينا التأمين على السيارات الإجباري من طرف الدولة ففروع التأمين الأخرى اختيارية ، سؤالي: ما حكم الشرع في العمل في مثل هذه الشركات علما أنه لا يوجد في بلادنا بدائل إسلامية، الشركات في المجالات الأخرى تتعامل بشكل كبير مع البنوك الربوية, تودع وتقترض
منها بفوائد ربوية بل منها من يدفع رواتب الموظفين من هذه الفوائد وكنت سمعت بحرمة العمل في التأمين, بحثت عن عمل أقل حرمة فلم أجد حتى الآن .
المشكلة الثانية هي أني تقدمت لخطبة فتاة من والدها وبعد أن تأكد من أني على خلق ومحافظ على العبادات ورأى في شخصي الزوج الصالح (أرجو أن أكون كذلك) علق موضوع موافقته على جواز عملي شرعا من عدمه، سؤاله لكم شيخنا هو: هل يسمح له الشرع بقبولي زوجا لبنته مع أني أعمل في التأمينات أم لا ؟
أفيدونا فضيلتكم ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التأمين التجاري بكل أنواعه ( التأمين الصحي والتأمين على الحياة ...إلخ ) كل ذلك غير جائز شرعا لأنه قائم على الغرر والميسر، وقد تقدمت لنا فتاوى مفصلة في حكم التأمين التجاري منها الفتوى رقم : 7394، وإذا تقرر ذلك فإن العمل في هذه الشركات غير جائز لأنه تعاون على الإثم وهو ما نهى الله تعالى عنه بقوله: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2 }. إلا في حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها، وهذه الضرورة تقدر بقدرها، فإذا استغنى الشخص أو وجد بديلا مباحا فيجب عليه ترك هذا العمل فورا .
وأما حكم قبول ولي الفتاة للعامل في مثل هذه الشركات زوجا لوليته فالأصل الذي ينطلق منه قبولا ورفضا هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه . رواه الترمذي وابن ماجه .(32/99)
ولا يكون الشخص مرضي الدين حتى يكون مكسبه حلالا، وفي مثل حالة الأخ السائل الذي وصف نفسه بأنه محافظ على الواجبات وذو خلق تبقى مسألة تحري المكسب الحلال فإن كان مضطرا إلى هذا العمل فلا نرى بأسا في قبوله زوجا، أما إن لم يكن مضطرا فقد تقدم الإرشاد النبوي، ولا كلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحب والمودة يتعمقان بعد الزواج
تاريخ الفتوى : 26 جمادي الثانية 1427 / 23-07-2006
السؤال
أنا خطبت (عقد قران) منذ سنة تقريباً، في البداية كانت نفسيتي مرتاحة ثم بعد ثلاثة أو أربعة شهور بدأت نفسيتي تتغير تجاه خطيبي حيث أحس أن شخصيته ضعيفة وتحمل الكثير من السلبية، وأننا غير متفاهمين، المشكلة أنه قريبي (ابن عمتي)، وبدأت معاملتي تتغير نحوه وبدأت المقاطعة معه وقلت المكالمات واللقاءات بيننا وكلما رأيته أحس بأني غير مرتاحة ولا أريد الجلوس معه أو رؤيته، أنا الآن أشعر بالخوف والحزن والندم ولا أدري ما الحل.. ذهبت إلى المعالجين بالقرآن وقالوا أنتِ سليمة من أي عمل أو سحر، وأخيراً ذهبت إلى طبيب نفسي حتى آخذ المهدئات والمنومات.. أشعر بالهم لأن كل من حولي يقولون إن هذا كله يزول بعد الزواج ويحصل التفاهم وأنا أخاف أن تستمر حالة المقاطعة وعدم الراحة إلى الأبد.. أنا أرتاح إلى الانفصال وكل منا يذهب إلى نصيبه.. ولكنه قريبي وأنا أحمل هم العائلة والحساسيات والمشاكل التي ستحدث بسببي.. أنا دوما أقول (يارب هذه قسمتي فيما أملك ولا تلمني فيما تملك)، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن نفسي ومشاعري مع حل الانفصال وعقلي مع الاستمرار والضغط على نفسي كما يطلب مني الجميع... ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قد تم عقد النكاح فعليك بعدم التردد، توكلي على الله وكوني عوناً لزوجك وابن عمتك، وسيجعل الله لك معه -إن شاء الله- خيراً كثيراً، والحب ينمو مع الأيام، وتتعمق المودة والألفة بعد الزواج، والإنسان لا يدوم على حال، فكم من حالات زواجٍ بدأت بأشد درجات الحب والانسجام وما دامت إلا أياماً أو أشهراً ثم انقلبت جحيماً ونكالاً.
وأما إذا كان ما تم بينكما هو مجرد خطوبة فإن هذا الرجل أجنبي عنك لا يجوز لك الخلوة به ولا محادثته إلا عند الحاجة، ولا يجوز له أن ينظر إليك، وإذا كان صاحب دين وخلق فلا نرى أن تفسخ الخطوبة إلا إذا شعرت بالنفرة التي يبعد معها الانسجام والمودة، فلا شك أن فسخ الخطوبة الآن خير من حدوث الطلاق بعد أن(32/100)
يكون بينكما أولاد وعشرة، وننصحك باستخارة الله تعالى، واستشارة أهل الخير ممن يعلم حالك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
منارات في الطريق إلى الزواج
تاريخ الفتوى : 26 جمادي الثانية 1427 / 23-07-2006
السؤال
بسم الله الرحمان الرحيم
في البداية هي ليست فتوى و إنما طلب نصيحة من إخوة في الله، فأنا شاب أعزب تعرفت على فتاة أعجبني فيها تدينها وأخلاقها، وقد طلبت منها أن أتقدم لخطبتها، لكن في سياق الحديث صارحتني بأن هناك من يريد بها الشر و يقوم بأعمال السحر، وقد أعجبتني صراحتها ولكن بقيت حائرا هل أخطبها أم لا، فأرجو نصيحة اخوية قد تعينني .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الرُّوم:21} .
وقال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور:33}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. أي وقاية وستر.
وينبغي للأخ وهو يسعى في إعفاف نفسه وإحصان فرجه بما أحل الله، أن يحذر أمرين:
أولهما: أن يقع في ما حرم الله، من خلال التعرف على الفتيات بحجة البحث عن زوجة، فهذا لا يجوز، ولكن هناك وسائل أخرى من السؤال عن الفتاة، ثم التقدم لخطبتها، والنظر إليها عند الخطبة.
ثانيهما: التسرع في اختيار الزوجة، قبل التدقيق والتفكير، وإغفال جانب الدين والخلق في الفتاة، والنظر إلى أمور أخرى كالجمال ونحوه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فالزواج مشروع شراكة لبناء حياة مشتركة وعائلة فيها الذرية الصالحة، ولا شيء أضمن لتحقيق ذلك من الدين وحسن الخلق.
لذلك نصيحتنا للأخ مراعاة هذين الأمرين، مع الفتاة المذكورة أو غيرها، وليعلم أن البيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة، ولا يبنى هذا البيت إلا باختيار صحيحٍ للزوجة، واتخاذ الأسباب في ذلك، وإن حسن اختيار الزوجة من أولى الدعائم التي(32/101)
ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله تعالى الزوجة الصالحة، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.، وفي سنن ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله.
وبناء على هذا، فإن ثبت لديك أن هذه الفتاة ذات دين وخلق فاستخر الله تعالى وتقدم لخطبتها وتوكل على الله ولا يصدنك ما ذكرت لك من أن أحدا يريد أذيتها فإن ذلك مقدور بإذن الله تعالى على اتقاء شره بالمحافظة على الأذكار والدعاء ثم إنه لن يقع شيء إلا بقدر الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لحسن اختيار الزوجة وأن تكون من العابدات الصالحات، وحاول أن تكثر من الدعاء لتحقيق ذلك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم التنقيب عن ماضي من يريد الزواج بها
تاريخ الفتوى : 23 جمادي الثانية 1427 / 20-07-2006
السؤال
بسم الله الرحمان الرحيم
الشيوخ الأفاضل بارك الله فيكم وفي مسعاكم وجزاكم الله كل خير
لدي سؤال مطول بعض الشيء: لقد مررت بتجربة زواج فاشلة جعلت من حياتي جحيما لا يطاق فأصبحت عاجزا عن العادات والعبادات ، لقد خطبت امرأة وتم عقد القران وما تبقى غير الدخول وبعد مدة تبين لي وتأكدت بأن خطيبتي كانت على علاقة غير شرعية مع رجل آخر قبل أن أخطبها ففسخت الخطبة بشكل عنيف حيث حرمتها على نفسي فراحت هي لحالها بعدما أخذت نصف المهر كما هو في الشرع وأقسمت بأن لا أتزوج من امرأة أعرف ماضيها إن كان لها ماض غير شرعي بطبيعة الحال. إلى حد الآن كل شيء عادي لكن المأساة التي وجدت نفسي فيها هي أنه كلما رغبت في الزواج وعقدت العزم على إعادة المحاولة في الزواج ينزل سيل عارم من الوساوس حيث كلما رأيت امرأة أو اقترح عليَّ أهلي أو أصدقائي امرأة يخيل لي بأنني رأيتها أو وجدتها مع رجل آخر، وأكثر من ذلك حتى قبل أن أراها يخيل لي بأنني رأيتها مع رجل آخر ويرجعني ذلك إلى القسم الذي كنت أقسمته.
هذه واحدة، والثانية هي أنني كلما كلما رأيت امرأة أو اقترح علي أهلي أو أحد من أصدقائي امرأة يخيل لي بأنني حرمتها على نفسي وتصبح لي حقيقة فأنكمش على نفسي وأتوقف عن المشروع (الزواج).
أعرف في قرارة نفسي أنها ردات فعل لما حصل لي سابقا لكن الشيء الذي يؤرقني هو ارتباطها بالدين( مع العلم أنني متدين ولا أزكي نفسي )
بعد هذه المقدمة لدي 3 أسئلة أرجو منكم الإجابة عليها :
1 ما حكم الشرع فيما يحدث لي وهل يؤثر على صحة الزواج ؟(32/102)
2 ما حكم من أقسم بأن لا يتزوج من امرأة فيها صفة معينة وبعدها وجد فيها هذه الصفة ؟
3 ما حكم الشرع فيمن يمر بعقله وساوس بأنه حرم امرأة على نفسه وهل يؤثر ذلك على صحة الزواج ؟
أعتذر لكم على الإطالة لأنني في حيرة من أمري فأنا رجل متدين ولم أزن في حياتي ولله الحمد، ولدي سكن لائق وعمل وشيء من المال لكنني أجد نفسي مشلولا بسبب هذه الوساوس وأصبحت نفسي تحدثني بالسوء والفاحشة والعمر يمشي (37 سنة) وأرغب في الزواج ؟
بارك الله فيكم .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية العلاج أن تسأل الله تعالى أن ينجيك من هذه الوساوس والأوهام، وعليك أن تقدم على الزواج وأن تحسن الظن بالناس كما تحب أن يحسن الناس الظن بك، ولا تنقب عن خبايا الأمور ولا تبحث عن خفايا الماضي، ويكفيك أن تعرف عن فلانة أنها صاحبة دين وخلق، وليس عليك أن تنقب عن الأمور، وإذا تزوجت فزواجك صحيح، ولا يؤثر على صحة الزواج معرفتك بأن من تزوجتها كانت على علاقة سابقة أو لا، ولا يؤثر على صحته أيضا أن يأتي على ذهنك أنك حرمتها أو لا .
وأما قسمك فيمكنك أن تكفر عنه كفارة يمين إذا ظهر لك الخير في غيره لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه . رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ونذكرك بأن تجتنب الوساوس والأوهام والشكوك فإن الاستجابة لها توصلك إلى أمراض وضيق يعسر عليك الانفكاك منها، وفقك الله لما فيه الخير والصلاح .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفق
ـــــــــــــــــــ
اختيار شريك الحياة عبر الإنترنت
تاريخ الفتوى : 19 جمادي الثانية 1427 / 16-07-2006
السؤال
تحية طيبة للجميع وخاصة المسؤولين عن هذا الموقع المفيد الذي نحتاج منه لنصائحكم القيمة، أنا بعد ما استخرت الله أتيت عندكم لكي أحكي لكم عن مشكلتي، أنا لا أعتبرها مشكلة بالعكس هي شيء حسن، لكن المبدأ أني لا أعرف، المهم سوف أحكي لكم عن مشكلتي: أنا تعرفت على شاب من الإنترنت، كنا مجرد أصدقاء كان يحكي لي عن غربته في السعودية وهو سوري وأنا مغربية كان يحكي لي عن أدق تفاصيل حياته عن مراهقته عن غروره عن لهوه عن أشياء لا تحكى، حكى لي عن أسرار لم يخبر حتى أخواته بها، كنا في قمة الصداقة ذات يوم طلب مني رقم تليفوني وأعطيته الرقم باعتباره صديقا لي لربما يحتاجني يوماً كنت(32/103)
أواسيه وكنت أحكي له عن همومي عن ظروف معيشتي عن أسرتي وعن إخوتي وسخريتهم مني، كنت أحكي له عن أصغر الأشياء في البيت، كنت أحكي له عن حال العيشة التي أعيشها، المهم الذي حدث أنه صار يحدثني صباحاً ومساء، وجاء يوما وقال لي أحبك وأريد الزواج منكِ فهل تقبلين، أجبته بأن والداي يرفضان أن أتزوج من غير ابن موطني، ولكنه أصر وطلب مني أن يتحدث مع أهلي، وحكى مع والدتي ورفضت وأصر على أن يحدث أحداً من أهلي تحدث مع زوج أختي بالإمارات وهو مغربي يتحدث معه وبدأ زوج أختي يسأله عن معيشته وهل يقدر أن تعيش ابنتنا في العز، أجابه نعم مستعد لأي شيء المهم جاء يوما وكانت أمي تود تزويجي وجلس يبكي في التليفون ورب المصحف الشريف أنه بكى وقال لي أيمكن لأمك أن تفعل هذا غداً أهلي سيتحدثون معكم وافقت ووافقت أمي المهم أن والده رفض الفكرة وحكت معنا والدته وطلع رقم سوريا في التليفون عندنا، أهلي الكل صاروا يعرفون ويعلمون بما يصير أنا والشاب، المهم أنني مرتاحة معه وقبلت أن أضحي بوطني وبأهلي لأتزوجه وقريباً سنتزوج بإذن الله، لكن أحببت أن أطلب النصح من عندكم، قبل ما أنسى أنا والشاب اتفقنا على كل شيء في حياتنا تفاهمنا على الأشياء السخيفة حتى لكي لا نفتعل مشاكل بيننا وافق
على مبادئي ووافقت على مبادئه، أتمنى أن تنصحوني، ولكم جزيل الشكر.
اسألوني ما شئتم وعاتبوني كيفما شئتم أنا جئت إليكم بعد الله بأن تريحوني، أنا لست خائفة ولم يهمس الخوف بقلبي أو إحساس أنه يكذب علي لا والله لكن أطلب الشورى منكم فياليتكم لا تبخلوا علي بها؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحب أن نوضح لك أولاً أن محادثتك مع هذا الشاب عبر الإنترنت، وربط علاقة صداقة معه، أمر محرم شرعاً، ولو كان لغرض الزواج به، فإن الإسلام جعل طريقاً واحداً للعلاقة بين الجنسين وهو الزواج، وطريق الزواج أن يتقدم الرجل الراغب في الزواج إلى ولي أمر المرأة ويطلب الزواج منها، ثم نتساءل كيف سترتبطين بشخص رباطاً دائماً (الزواج) من خلال معرفتك له عن طريق الإنترنت، الذي يكثر فيه الخداع والكذب، والتلاعب بمشاعر النساء، لذلك يجب عليك أولاً التوبة من هذه العلاقة المحرمة وقطعها فوراً.
وأما الزواج بهذا الشاب، فإذا أتى البيت من بابه، ورضى والدك وتم الاتفاق على الزواج فلا بأس، ونسأل الله أن يكون فيه خير وأن يكون صادقاً معك، وإن كنا لا نحبذ أن يتم اختيار شريك الحياة بهذه الطريقة، التي لا يتم التعرف فيها على دينه وخلقه عن قرب، وممن يعرفونه، وعلى كل حال نسأل الله لك التوفيق والرشاد، وراجعي في ذلك للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 70686.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج ممن لا يؤمن بوجود الله(32/104)
تاريخ الفتوى : 09 جمادي الثانية 1427 / 06-07-2006
السؤال
من فضلكم أعينوني على اتخاد القرار.أنا شابة أبلغ 26 سنة من عائلة محترمة، تقدّمت إحدى العائلات من نفس المستوى لخطبتي، بدون أيّ سابق علاقة أو معرفة بيني وبين الشّاب. فوافقت شرط أن تكون في بداية الأمر علاقة تعارف فقط من دون أيّ شيء رسمي قصد التّأكّد من الانسجام والتّوافق الفكري والطّباع والسّلوك و المشاعر وغيرها، . فكان ذلك لمدّة شهرين، فكان إعجابي به كان كبيرا، فلاحظت وكذلك غيري أنّه ما شاء الله على قدر كبير من الأدب والأخلاق، الصّدق والاحترام، التّفتّح والثّقافة، الرّجولة والشّهامة، لا يحبّ الكذب ولا النّفاق ولا الخداع، وأنا متأكّدة من أنّه لم يكن يتصنّع، لكن هنا وقبل تحقيق هذا الحلم، كانت صدمتي وخيبة أملي كبيرة، حيث إنّه ونظرا لثقته بي وصدقه واحترامه للرّباط المقدّس الّذي كان سيربطنا لم يرد خداعي، وباح لي بالسّر الخطير الّذي يكتمه منذ 12 سنة، والّذي لم يبح به لأحد غيري من قبل، هو أنّه....."أستغفر الله العظيم" .....يؤمن بالرّسول عليه الصّلاة والسّلام ولكنّه لا يؤمن بوجود الله جلّ شأنه، علما أنّه كان يصلّي سابقا والعجيب أنّ كلّ مبادئه هي مبادئ الإسلام، حيث إنّه يحترم الإسلام والمسلمين، يحلف بالله و يحمده، يصوم رمضان ( يأكل بعضه أحيانا)، لا يرضى الزّواج من غير مسلمة. وكان يعلم منذ أوّل يوم أنّني متمسّكة بالإسلام، لكنّه بقي جدّ متحمّسا للزّواج بي وطلب منّي قبوله كما هو، فرفضت طبعا بعد أن أفهمته أنّه زواج باطل وأنّه محرّم عليّ. لكن لم أرد قطع صلتي به، فقد قرّرت بشدّة وعمق العذاب الّذي كان يمزّق أحشائي أن أقف بجانبه في هذا الابتلاء وأقدّم له النّصيحة الّتي لم يقدّمها له أحد من قبل، وأساعده على تدارك نفسه قبل فوات الأوان، ويشهد الله أنّ ذلك لم يكن قصد الزّواج به بل لوجهه تعالى وخوفا عليه من غضبه وعقابه خاصّة وأنّه شخص مميّز وليس بعيدا كلّ البعد عن الإسلام ومبادئه، فبدى لي أنّ
هنالك تناقضا كبيرا بين ما صرّح لي به وسلوكياته وأنّه يمكن استعادته، فحاولت إقناعه بطريقة لطيفة، كي لا ينفر ولا يشعر بالضّغط. لكنّ عزّة نّفسه وكبرياءه جعلاه يرفض الاستسلام، واختار بتأّسف شديد وألم كبير الانفصال بعد أن خيّرته بين الأمرين . والآن سنة قد مضت على فراقنا وأنا أدعو الله أن يهديه إلى طريق الصّواب، لكنّه لم يفارق مخيّلتي ولو للحظة وعذابي وشوقي إليه يزيد يوما بعد يوم، وعلمت منه بعدما هاتفته أنّه نفس الشّيء بالنّسبة إليه وأنّني السّبب في كلّ هذا لأنّني لم أقبل به، لكنّه لم يطلب التّصالح أو العودة لما كناّ عليه سابقا ولم يعاود الاتصال بي. وبعد أن علمتم مشكلتي وشعرتم حتما بثقلها، أسئلتي هي كثيرة: - ما العمل الآن؟، هل هنالك أمل؟ وهل الفراق هو الحلّ؟ - هل أتركه على هذه الحال؟، أو كيف لي أن أساعده وأقنعه؟ وبأيّ طريقة؟ - هل أبقى على اتّصال به؟، وهل يصحّ لي كزوج ؟ - هل...؟، ثمّ هل...؟، ثمّ هل...؟ أطلب منكم النّصيحة في أقرب الآجال من فضلكم، والتّي قد تساعدني على إيجاد الحلّ والخروج من هذه الأزمة، فلم أعد أقوى على تحمّل هذا السّر وحدي دون فعل أيّ شيء، ولم أعد أقوى على فعل شيء آخر سوى التّفكير في هذا الأمر، فأنا جدّ منهارة . أعانكم الله و سدّد خطاكم ووّفقكم(32/105)
لما فيه كلّ خير مع المزيد من النّجاح والتّألّق بإذن الله . ملاحظة: من فضلكم أرجو منكم الإجابة عبر البريد الإلكتروني، لأنّه ولظروف خاصّة لا تتاح لي الفرصة دائما لمتابعة برامج التّلفزيون ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من لا يؤمن بالله تعالى كافر، فلا يغتر بأعماله وأخلاقه، وقد دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على أن ما عمله الكافر من خير لا يقبل منه ولا يثاب عليه، قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الزمر: 65 }، وقال تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة: 217 }، وقال تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {المائدة:5 }، وقال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا {الفرقان: 23 }، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وأخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .
فالإسلام شرط لقبول العمل الصالح والإثابة عليه في الدار الآخرة، قال تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ {التوبة: 54 } .
ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر لقوله تعالى: وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ {البقرة: 221 } وقوله: لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ {الممتحنة: 10 } وقوله: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا {النساء: 141 } وهذا محل إجماع بين أهل العلم .
ولك أن تسعي في هداية هذا الرجل بشتى السبل الشرعية وإكثار الدعاء له، واعلمي أنه أجنبي عنك لا تجوز الخلوة معه، ولكنه يمكنك إعارته الأشرطة المؤثرة والرسائل والنشرات المفيدة وإخبار من يمكنه التأثير عليه من عالم أو خطيب مسجد أو صديق ناصح ليساعد كل منهم في هداه حسب استطاعته، فيحاوروه ويجادلوه بالتي هي أحسن لعل الله يهديه بهم .
فالمرأة لها حدود يجب أن لا تتجاوزها بحجة الدعوة أو حسن النية، فلا بد من الحرص على حجابها والتزام الشرع في خطابها وكلامها، ولابأس بدعوتها رجلا للدخول في الإسلام مع الالتزام بالضوابط الشرعية خصوصا إذا خطبها، لما أخرجه النسائي عن أنس رضي الله عنه أن أبا طلحة خطب أم سليم فقالت: ما مثلك يرد، ولكن لا يحل لي أن أتزوجك يا أبا طلحة وأنت كافر، فإن تسلم فذلك مهري ولا أسألك غيره فتزوجها، قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم الإسلام ، وعليك بصرف ذهنك عن التعلق بهذا الرجل والاهتمام بالزواج به ما لم يسلم، فإن الرجال سواه كثير، وأكثري من الدعاء وواظبي على صلاة أربع ركعات(32/106)
أول النهار، وعلى تكرار حسبي الله لا إله إلا هو سبع مرات عند المساء والصباح، ففي الحديث القدسي: يا ابن آدم : صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره . رواه أحمد وابن حبان والطبراني ، وقال المنذري والهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح ، وفي الحديث : من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة . رواه ابن السني وصححه الأرناؤوط ، وعليك بالمحافظة على الحجاب الشرعي والعفة والبعد عن الاختلاط فإن التعفف سبب لتحقيق العفاف لقوله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33 } ولقوله صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله . رواه البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه، وبإمكان أبيك أو ولي أمرك أن يعرضك على أحد الشباب المستقيمين إن تيسر ويزوجك به، ولا يمنعك من ذلك كونه فقيرا فعسى أن يغنيه الله بسبب الزواج، قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ {النور: 32 } وقال صلى الله عليه وسلم: من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه . رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، ورواه أحمد والترمذي وحسنه الأرناؤوط والألباني .
وعليك بالحرص على تخفيف المهر فهو من يمن المرأة كما في الحديث: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها . رواه أحمد من حديث عائشة .
وراجعي في أسباب استجابة الدعاء، وفي عرض الرجل بنته على أهل الصلاح، وفي علاج العشق الفتاوى التالية أرقامها: 1390 ، 2150 ، 2395 ، 23599 ، 13770 ، 7087 ، 9360 .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من الفتاة لإعانتها على إقامة دينها
تاريخ الفتوى : 08 جمادي الثانية 1427 / 05-07-2006
السؤال
أريد الزواج من فتاة علمت بأنها تجاهد أبويها على أن تتحجب وهما يرفضان بشدة حتى أن أباها هددها بالطرد، فهل يجوز لي أن أتزوجها وأعينها على إقامة دينها ?
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في الزواج بهذه الفتاة والسعي في تخليصها من ذلك الجو الذي تعيش فيه إن علمت صدق رغبتها في الالتزام بأوامر الله عزوجل، لتنتقل إلى منزل تتمكن فيه من تطبيق فريضة الحجاب والعمل بما أوجب الله عليها، ولكن عليك أن تعزم النية على إلزامها بالحجاب الشرعي بعد الزواج والارتقاء بها للمحافظة على أوامر الله سبحانه وتعالى، وفقك الله لمرضاته ويسر لك الزوجة الصالحة .(32/107)
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
التغلب على ما يحول دون الزواج بذات الدين
تاريخ الفتوى : 05 جمادي الثانية 1427 / 02-07-2006
السؤال
أنا شاب عمري 29 عاما متدين أحب فتاة منذ 7 سنوات هي متدينة تحبني كثيرا كل ما أحاول الارتباط بها أجد شيئا يصدني لا أعرف ماذا أفعل؟ أرجو المساعدة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما يصدك عن الزواج هي قلَّة ما في يدك، وعجزك عن النفقة ، فعليك أن تسعى في طلب الرزق وتوفير ما تحتاجه للزواج، وإن كان العائق أمر يتعلق بأهلك أو أهلها فاجتهد في إقناعهم، وإن كنت تقصد أن أمراً نفسياً وشعوراً داخلياً يدفعك إلى عدم المُضيِّ في الزواج، فنقول إن كانت المرأة صالحة محافظة على شعائر الله تعالى فلا ينبغي أن تدع للشيطان مجالاً للوسوسة، بل توكل على الله ، واعزم في أمرك. وعموما فمهما كان هذا الشيء الذي يصدك عن الزواج فعليك بدعاء الله تعالى وسؤاله عز وجل التوفيق والهداية لأرشد الأمر ، وعليك باستخارة الله جل جلاله واستشارة أهل الخير ، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يعيب المرء زواجه ممن سبق لها الزواج
تاريخ الفتوى : 02 جمادي الثانية 1427 / 29-06-2006
السؤال
تزوجت منذ أكثر من عامين من امرأة مطلقة .إني أحبها كثيرا ولكني لا أحتمل التفكير كل حين وآخر إنها كانت متزوجة من رجل آخر وأن ما يحدث بيننا أثناء الجماع كان يحدث مع آخر مع العلم أنني لم أتزوج من قبلها و أن التفكير فى ذلك يجعلني أشعر بالضعف والإرهاق, أرجو منكم النصيحة ؟
وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لك أن تدع هذه الأفكار, فأنت لست أول من تزوج امرأة مطلقة, فهذا أمر شائع وفي كل مكان وزمان واقع ، فعله الكبار والصغار. وخير من فعل ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم. فقد كان جميع زوجاته عدا عائشة ثيبات أي تزوجن قبله ، وما كان في ذلك عيب أو نقص ولا ما يدعو للهم والحزن ، ثم اعلم أن المرأة إذا أحبت الرجل أقبلت عليه بكل قلبها ومشاعرها ، وانصرفت عما سواه ولم تبغ له(32/108)
بدلا ، فما دامت زوجتك تحبك فدع عنك هذه الوساوس وأعمل فكرك في صلاح دينك ودنياك. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من فتاة مصابة بالإيدز
تاريخ الفتوى : 02 جمادي الثانية 1427 / 29-06-2006
السؤال
سؤالي هو: هل يجوز أن يتزوج شخص بفتاة مصابة بمرض المناعة المكتسبة (الإيدز)، نسأل الله السلامة، علماً بأن هذا الشخص غير مصاب، فهل يجوز هذا وأن هذه الفتاة صاحبة دين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشارع قد أمر باجتناب المجذوم ونهى عن الاختلاط بأصحاب الأمراض المعدية، كما بينا ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 49913.
والمصاب بمرض الإيدز لا يقل خطورة عن المصاب بالجذام، ولذلك فإنا نرى أنه لا يجوز الإقدام على الزواج ممن تحققت إصابته به لما فيه من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم بالفرار منه, وانتهاك نهيه عن اختلاط المرضى بالصحاح، كما في الأحاديث التي ذكرناها في الفتوى المحال عليها، ولما فيه من تعريض النفس للهلاك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن دخل السجن ظلما
تاريخ الفتوى : 30 جمادي الأولى 1427 / 27-06-2006
السؤال
يتقدم لخطبتي واحد دخل السجن خطأ وأنا أريده ومتأكدة أنه دخل السجن ظلما فما هو الحل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن ارتكب ذنبا ، دخل بسببه السجن أو لم يدخل، ثم تاب منه، فإن الله عز وجل يقبل توبته ويمحو ذنبه، وتعود صفحته بيضاء كأنه لم يذنب من قبل، قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وغيره.
فينبغي أن ينظر إلى التائب بهذه النظرة، فإذا تقدم لخطبة فتاة، فينبغي القبول به، لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي. هذا على فرض ارتكابه لما يوجب دخول السجن، أما إذا كان أدخل السجن ظلما، فهذا أحرى أن(32/109)
يقبل إذا كان ذا دين وخلق، لكن لا نرى في هذه القضية مشكلة تطرح أو تحتاج إلى حل إذ الأمر هو كما قلنا، من كان مرضيا في دينه وخلقه ينبغي أن لا يرد إذا خطب، ومن لم يكن كذلك فلا ينصح به، بل إذا كان فسقه أو سوء خلقه قد يتعدى إلى المرأة أو تتضرر به فإنه لا يجوز تزويجه ما دام كذلك، هذا وننبه هنا إلى أنه ينبغي التريث ومقابلة المصالح بالمفاسد قبل الإقدام على الزواج من شخص سجين لا يدرى متى يفك أسره، فقد يكون الزواج منه وانتظار إطلاق سراحه فيهما تضييع لبعض المصالح وتفويت لها ، فليوضع ذلك في الاعتبار .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تتزوج ممن يترك الصلاة أحيانا
تاريخ الفتوى : 30 جمادي الأولى 1427 / 27-06-2006
السؤال
أرجو من فضيلتكم أن تجيبوني على سؤال يحيرني منذ ثلاث سنوات, أنا شابة قد أنعم علي الله بالتدين منذ 3 سنوات، وأنا الآن محجبة وعفيفة، ولكن المشكلة هي أنني قبل تديني كنت أعرف شابا ومع كامل الأسف وقعت معه في الزنا، وأنا والله تبت توبة نصوحا وقطعت علاقتي به عندما تدينت، وقد خطبني أكثر من 20 خاطبا ورفضت لأنني عندي مشكلة في علاقتي السابقة, والآن فإن الشاب الذي كانت لي به علاقة في السابق يريد أن يتزوجني وقد بعث أهله ليخطبوني له، فهو في إيطاليا ولكن المشكلة أنه لا يصلي إلا نادراً، ولكنه يتركها كسلاً لا إنكاراً وهو شاب طيب شديد البر بوالديه وهو الذي ينفق على أسرته، وهو يحب أن ينصت إلى دروس الدين، ولكنني متأكدة أن ماله مختلط بالحرام إضافة أن البيت الذي اشتراه ليستقر فيه عندما يتزوج مع أهله قد اقترض بعض المال من البنك الربوي، رغم أن له منزلاً آخر وأنا والله أكره الحرام، فماذا أفعل هل أتزوجه أم أتزوج أحداً غيره وأغشه أم لا أتزوج أبداً، أرجوكم أشيروا علي فقد حرت في أمري؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك أولاً بأن تهوني على نفسك، فإن الأمر يسير، وينبغي أن تستحضري ما أنعم الله به عليك من نعمة التوبة والهداية، وأن تؤدي شكرها بالإكثار من الصالحات، واعلمي أن الشرع قد حث على اختيار صاحب الدين والخلق من الأزواج. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 3145.
فإذا كان هذا الشاب على ما ذكرت من تركه الصلاة وتهاونه في أكل الحرام فهو ليس أهلاً لأن يكون لك زوجاً، وخاصة أن بعض أهل العلم قد ذهب إلى كفر تارك الصلاة ولو كان قد تركها كسلاً، وراجعي الفتوى رقم: 1145.
وإن كان هذا الشاب على ما ذكرت من كونه يحب الاستماع إلى الدروس الشرعية فهو أرجى لأن يقبل النصح، فينبغي أن يسلط عليه بعض الصالحين من الناس(32/110)
ليقوموا إليه النصح بأسلوب حسن، فلعله يتوب ويحافظ على صلاته، فإن فعل فالأولى أن تقبلي به زوجاً، فبزواجك منه قد يندفع به عنك ما تشعرين به من هواجس الزواج من الآخرين، فإنا قد فهمنا أن هذا التوجس بسبب ما قد يطلعون عليه من زوال غشاء البكارة، وأما حكم من اختلط ماله حلاله بحرامه فراجعي الفتوى رقم: 18124، والفتوى رقم: 6880.
ثم إنه لو قدر أن لم يتم زواجه منك، فلا ينبغي أن يكون هذا الأمر - يعني زوال غشاء البكارة - أو نحوه مما يوقع الخوف في نفسك حتى يكون سبباً لردك الخطاب. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 44914، والفتوى رقم: 41156.
وأما ترك الزواج بالكلية فليس من هدي الإسلام، فلا ينبغي للمسلم المصير إليه، لا سيما وأن الزواج قد يجب في بعض الحالات بحيث يأثم تاركه لغير عذر. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 16681.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ترك الزواج إذا كان سيؤدي إلى خلافات بين الزوج وأهله
تاريخ الفتوى : 30 جمادي الأولى 1427 / 27-06-2006
السؤال
أحببت شابا وأحبني ولكن أهله لم يوافقوا على الزواج لرغبتهم بزواجه من ابنة عمته، وإلا سيتم حرمانه من الميراث، وغضب أبوه عليه ، وقد قرر الشاب إبلاغ الفتاة الأخرى بأنه يحبني لكي تقف بجانبه ولكنها رفضت الكلام وقالت له الحب سيأتي بعد الزواج، وللعلم هذا الشاب كان غير موجود ومسافرا للعمل وتم الزواج ولكن لم يحصل أي وفاق وطلب منها أن توافق على زواجه مني ولكنها رفضت وقالت لن أتركك وإذا أردت طلاقي فإني سآتي بأهلك وهي عندها غرور وعنيدة بالمشاركة مع والدتها وذلك طمعا في الميراث وتم الجلوس معها للتفاهم والتراضي وحاول معها بكل الأساليب ولكنها ترفض بشدة، ماذا نفعل نحن الاثنين وما هو الحل ونحن متفاهمان في كل شيء، ولا نريد أن نفعل شيئا غلطا لأننا نريد أن نتزوج في الحلال، وثانيا نريد موافقة أهله حتى يأتوا معه لخطبتي، نحن نعيش على الأمل منذ خمس سنوات ولكن الآن الظروف أصحبت ضدنا وأهلي مصممون أن أتزوج لأن سني أصبح 37؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أيتها الأخت الكريمة إن كان زواجك بهذا الرجل سيؤدي إلى خصومات بين هذا الرجل وبين والديه أو إشكالات أخرى أن تصرفي ذهنك عنه وسيعوضك الله برجل دين خلوق، والحذر الحذر من الانجرار وراء شهوات النفوس ووراء تزيين الشيطان، فإن الشيطان يخيل إلى كل منكما أنه لن يستطيع أن يعيش حياته إلا مع فلان أو فلانة، وهذا تخييل فاسد، فإنه إن قدر الله على أحدهما موتا أو مرضا(32/111)
لبحث كل منهما عن آخر واستبدله بغيره، ولذا فعليك أن تستجيبي لطلب أهلك وتسارعي إلى الزواج.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض الكفء بحجة عدم إكمال البنت دراستها
تاريخ الفتوى : 30 جمادي الأولى 1427 / 27-06-2006
السؤال
أنا فتاة عمري 18سنة . تقدم لخطبتي قريبي وهو متدين جدا وأبي يحبه كثيرا . لكن أبي رفض دون إعلامي بحجة أنني لم أتم دراستي بعد مع العلم أنه قد اعترف لخالتي أنه يحبني وأنا أيضا استخرت الله فتبين أنه سرور كما أنه يعجبني ... وقد اكتشفنا مؤخرا أن قريبتي تحبه وهو لا يريدها .. ها أنا الآن حائرة لا أعلم ماذا أفعل ؟ أرجو منكم النصح لأنني أريد الشاب مع المحافظة على رضا والدي عليَّ ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفتاة إذا تقدم لها الكفء فلا ينبغي تأخير زواجها به بحجة عدم إكمال الدراسة، لأن الزواج لا يتعارض مع الدراسة، ولما فيه من المصالح الدينية والدنيوية، وقد نص الفقهاء رحمهم الله على أن الفتاة إذا طلبت من وليها تزويجها بالكفء فإنه يلزم الولي تزويجها وإلا أثم ، واعتبر عاضلا إن كان منعه لها لغير مسوغ، وانتقلت عنه الولاية، وتراجع الفتوى رقم: 74027، فينبغي للأخت أن تتلطف مع والدها، وأن توسط من له تأثير عليه ليكلمه في الأمر، ويبين له أن ما فعله يعد من العضل المحرم .
وننصحها بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن يقدر لها الزواج بهذا الشاب إذا علم فيه الخير لها ، ونحن نسأله سبحانه أن يقدر لها الخير حيث كان، وأن يوفقنا وإياها لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تأثم المرأة إذا لم تتزوج ممن وعدته بالزواج
تاريخ الفتوى : 30 جمادي الأولى 1427 / 27-06-2006
السؤال
أتمنى الإجابة على سؤالي جزاكم الله عني كل جزاء اللهم آمين يا رب .
أنا فتاة أبلغ من العمر 34 سنة أعمل مدرسة شاءت الأقدار أن تعرفت على شاب وقامت علاقة بيننا كان هدفها شريفا عرض علي الزواج وكان هو غير ملتزم اشترطت عليه كي نتزوج أن يلتزم بالصلاة ويكون ملتحيا (مربي الذقن ) وفعلا الحمد لله رب العالمين التزم وأصبح شابا ملتزما جدا لا يصلي الصلوات الخمس إلا في المسجد وحتى من شدة التزامة المفاجئ تعرض للاعتقال في بلده ، المشكلة(32/112)
عندي أنني مقتنعة بهذا الشاب بعد علاقة سنتين تأكدت من حسن خلق هذا الشاب الخلوق بعدها قررت الارتباط به تحدثت مع الأهل هنا الأهل رفضوا هذا الموضوع نهائيا والسبب أنني من فلسطين وهذا الشاب من مصر عرفته وأنا أتابع دراسة الماجيستير في مصر .
وأنا في تشتت من قبل الأهل الذين يرفضون وأنا التي مقتنعة كل اقتناع ، وضحت لهذا الشاب أن الأهل يرفضون والمشكلة أنه لا يقتنع نهائيا في هذا الموضوع ويقول لي إن تركتني أنا لا أسامحك وأنت سبب في هدايتي إلى طريق الهداية موتي أهون من بعدك ، إن تركته بسبب أن أرضي الأهل ولا أريد أن يغضبوا مني لأنهم فعلا تعبوا علي وربوني وأعطوني من الحرية التي الحمد لله حافظت عليها هل أكون ظالمة له وربنا يحاسبني على هذا الشاب لأني وعدته إن التزم بدينه أتزوجه هل أكون ظالمة له ( اللهم اجعلني مظلومة ولا ظالمة ) وهل يجوز لي أن أزوج نفسي علما بأن الوالد متوفى رحمه الله ورحم الله كل أموات المسلمين ولم يسبق لي أن تزوجت من قبل لأني أعرف رأي الدين إذا كانت المرأة متزوجة من قبل يجوز لها أن تزوج نفسها ولكن عندي الشيء مختلف وإخواني الشباب الثلاثة هم المسؤلون عني ما هو حكم الدين وكذالك ما هو الإثم الذي يؤثم علي إذا تركت أرض الرباط أرض فلسطين التي كرمنا الله بها وهاجرت إلى مصر ما الحكم الشرعي من هذا الأمر ؟ وجزاكم الله كل خير .
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج بدون ولي ، وذلك لما رواه الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل, فنكاحها باطل، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. ولا فرق عند جمهور العلماء في اشتراط الولي بين أن تكون المرأة بكرا أم ثيبا ، ووليك أخوك فلا يجوز لك الزواج بدون رضاه, ولكن إذا عضلك وليك أي ترك تزويجك ورد الخطاب جاز لك أن ترفعي أمرك للقضاء ليجبره القضاء على تزويجك أو يزوجك القاضي. ولست آثمة بترك هذا الرجل لأنه لا يجب عليك الزواج برجل بعينه. والوعد الذي صدر منك له غير لا زم, كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم : 73544 .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يرد الخاطب لكون أمه غير صالحة
تاريخ الفتوى : 25 جمادي الأولى 1427 / 22-06-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(32/113)
أنا شابة أبلغ من العمر 19سنة تقدم لخطبتي شاب يبلغ 23سنة متدين وأخلاقه حسنة أحبه وهو يحبني في الله والحمد لله متفاهمان هذا كله بفضل ربي ، أمي وأبي موافقان. المشكلة هنا يقال إن أمه امرأة غير صالحة أرجو أن تجيبوني ؟
وجزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي .
ولا يعيب الشاب كون أمه غير صالحة، ولا يرد لذلك فلا تزر وازرة وزر أخرى، وعلى الجميع نصحها ودعوتها إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويمكن للأخت أن تتجنب هذه المرأة وتتفادى شرها بأن تطلب من الزوج سكنا مستقلا، كشرط لقبول الزواج به، مع أنه حق ثابت لها، وأن تدفع سوء أخلاقها بالرفق واللين والحسنى .
والله أعلم .
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الاستخارة والاستشارة قبل الزواج
تاريخ الفتوى : 28 جمادي الأولى 1427 / 25-06-2006
السؤال
عفوا سامحوني فإني لا أطلب فتوى في مسألة دينية ولكنها فعلا مشكلة أتعرض لها ولم أجد من يساعدني فيها غيركم، فأفيدوني ماذا أفعل أفادكم الله، أنا فتاة مصرية تعرفت منذ فترة على شاب فلسطيني ويعلم الله كم اتقيته ولا أغضبه حتى لا يتخيل البعض أنها علاقة بالمعنى المتعارف عليه بين الشباب الآن والحمد لله، فقط بدأ يشعر كل منا في الآخر بما كان يتمنى أن يكون في شريك حياته، وفجأة صارحني بأنه يريد الارتباط بي وطلب مني أن أخبر أهلي عن ذلك حتى أعرف رد فعلهم بسبب أنه ليس من نفس جنسيتي ولما رفضت أن أخبرهم لحيائي من هذا قال إنه سوف يأتي هو ويتقدم ولم أمانع، هو يعمل الآن في مدينة دبي وبدأ يسعى قبل أن يأتي ليعرف ما هي الإجراءات التي يمكن أتخاذها لكي يأخذ لي الجنسية أو ما يسمى بلم الشمل أتمكن من دخول فلسطين في يوم من الأيام وكانت المفاجأة أنه علم أن هناك قرارا أصدرته الحكومة الإسرائيلية بمنع غير المواطنين من دخول البلد وأنه حتى الفلسطينيين أنفسهم الذين تركوا البلد منذ زمن بعيد كأهل 48مثلا لا يستطيعون دخول البلد، كانت هذه مفاجأة قاسية لي وله، أنا لن أقول أحبه لأني أعلم حكم هذا في الدين جيدا وأخشى كثيراً أن أغضب ربي مني وأنا أحمد الله على ذلك، ولكني أعلم أنه ليس هناك حرج أن أريد شخصا وأدعو الله أن يكون زوجا لي لما لمسته فيه من دين وخلق طيب، وهذا ما أفعله والله أعلم بي، هو يعمل في دبي منذ فترة قصيرة وينوي أن يبقى فيها مدة عشر سنوات أو 15 سنة على الأقل ثم في النهاية يكون مصيرة إلى بلده فإذا ارتبطنا فمعناه أنه سيبقى في غربة طيلة حياته،(32/114)
أحب أن أعرفكم أننا لا نتكلم حاليا أبداً لأننا نعرف حكم ذلك في الدين ولكن كل منا يدعو الله أن يكون نصيب الآخر، ماذا نفعل، هل ننتهي ونتوقف من أجل شيء مازال أمامه 10أو15 عاما إلى أن يحدث، أليس من الممكن أن تتغير الأحداث وخاصة أن فلسطين كل يوم فيها جديد، أليس من الممكن أن
يتغير أي شيء من حولنا حتى يأتي هذا الوقت، هو نفسه غير متأكد تماما من صحة هذا الخبر، ولكنه في حيرة من أمره ماذا يفعل، هل هذا الخبر صحيح حقا، وإن كان صحيحا فكيف نتصرف، ما الطريق الذي نسلكه لحل هذه المشكلة، ما الجهة الحكومية التي يمكننا أن نتوجه إليها، هو آخر ما قاله لي إنه يريد أن يأتي ولكنه يخشى من المستقبل ونحن لا نتحدث حتى أعرف منه الجديد، بداخلي الكثير الذي لا أستطيع التعبير عنه، ولكني أرجو المساعدة منكم وأن أعرف رأيكم، هل نرتبط ونترك الزمن يفعل ما يريد، ماذا نفعل، يعلم الله أنني منذ أن تعرفت عليه وأنا أرى فيه زوجا لي، وقد قمت بصلاة استخارة أكثر من مرة وحلمت أحلاما أحمد الله عليها، ومنذ أن عرفته وأنا أقرب من ربي أكثر وأعرفه أكثر وأتوكل عليه أكثر من ذي قبل وعرفت معنى الدعاء والتوكل على الله وأرى في منامي ما لم أكن أره من قبل والحمد لله.. أفيدوني من فضلكم، لا تتركوني في حيرتي، جزاكم الله خيراً، انتظر منكم الرد في أقرب فرصة، جوزيتم عني وعن المسلمين جميعا خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن صاحب الدين والخلق مرغوب في الارتباط به شرعاً وطبعاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بقبوله فيقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه... إلى آخره.
والطبع البشري السليم يرغب فيه وينجذب نحوه لما فيه من الفوائد التي تعود على من ارتبط به ولا توجد في غيره؛ من القيام بواجباته بموجب ما يمليه عليه دينه، وبمعاملته له بالحسنى بموجب أخلاقه الفاضلة, وبعده عن الرذائل الفاضحة.
لكن قد تعرض في صاحب الدين والخلق العوارض وتحول دون الرغبة فيه حوائل تجعل الإنسان في حيرة من الإقدام على الارتباط به، ولذلك لا نستطيع أن ننصح الأخت بالزواج من الفتى المذكور ولا برفضه، لأن ذلك يحتاج إلى الموازنة بين المصلحة المرجوة من الزواج به مع احتمال تحقق ما ذكرته السائلة وبين المفسدة التي قد تعود عليها من تركه.
لكنا نقول لها إن تلك الأمور التي ذكرت في السؤال لا تحول شرعاً دون الزواج به, وأنه يمكن أن تظل في المكان الذي طاب لهما المقام به بعد الزواج وسفره هو إلى بلده والعودة إليها إن رغبت. وأخيراً نوصي بالحرص على الاستخارة واستشارة أهل الرأي والصلاح، ونرجو الله عز وجل لنا ولك التوفيق، وأخيراً لن يفوتنا التنبيه إلى أن قول السائلة (ونترك الزمن يفعل ما يريد) غير سديد لأن الزمن لا إرادة له، وإنما الله هو الفاعل لما يريد، فينبغي تجنب مثل هذه الألفاظ.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/115)
ـــــــــــــــــــ
نصائح نافعة عند الشروع في الزواج
تاريخ الفتوى : 23 جمادي الأولى 1427 / 20-06-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ بارك الله فى علمكم وعملكم:
أنا شاب مصرى أبلغ من العمر 26.5 سنة ، وأنا حالياً أفكر فى الزواج بشكل جدى جداً حيث جعلته أول اهتماماتى لأن من خلاله سوف أستطيع بإذن الله من تحقيق سائر أمورى خاصة طلب العلم الشرعى ، وأنا منذ سنة تقريباً وأنا أبحث عن الفتاة التى تصلح لتكون زوجة لى فالاختيار صعب جداً ، المهم عندما كنت فى إحدى المستشفيات الحكومية لعلاجها من الكبد وهى لم تمكث كثيراً (4 أيام) كانت هناك طبيبة تدخل لمتابعة أمى وأنا فى أول يوم تدخل هى على أمي لم أر منها شيئا إلا أنها تلبس الخمار وكذلك بيضاء اللون لأنى والحمد لله كنت أغض بصرى عنها ولكنى لاحظت تعاملها الممتاز مع سائر المرضى بخلاف جميع الأطباء فى هذا القسم من المستشفى الذين يتعاملون مع المرضى وذويهم بشيء من التعالى ووجدتها تفعل أشياء ليست مطالبة بها تتعامل مع المرضى على أنها موجودة هنا لخدمتهم وليس لمداواتهم وفحصهم ، وفى اليوم الثانى الذى رأيتها فيه عند أمى كانت موجودة لفترات طويلة نظراً لأن أمى كانت تحتاج لتعليق محاليل لها وجدت نفس الصفات السابقة الذكر وزيادة على ذلك أنها هادئة جداً متواضعة وعندما كنا نجهز متعلقات أمى للخروج وكانت موجودة سألتها عن بعض التعليمات التى نلتزم بها فى حالة أمى وهذه المرة الوحيدة التى نظرت فيها إلى وجهها بدون تعمد لذلك فرأيتها تكلمنى وهى تضع عينها فى الأرض ومرتبكة وبصراحة رأيت وجهها فرأيتها حلوة المنظر ، وعندما ذهبنا للمنزل وأخذت أتحدث مع أمى أخذت تشكر لى فى هذه الطبيبة وتدعو لها ثم قالت لى بعض ما دار من الحديث بينهم ومنه أنها قالت لها هل هذا الذى بالخارج وكل شوية طالع نازل هو ابنك فقالت لها أمى نعم هو ابنى وحاصل على بكالوريوس تجارة فوجدتنى أتعلق بها زيادة وتمنيتها زوجة ، حتى أنى عندما نمت واستيقظت وجدت أنى أفكر فيها مرة أخرى وسرت على ذلك سائر اليوم لأنى وجدت فيها كل ما أبحث عنه فى من أريد الزواج بها من دين وظهر ذلك لى من
خلال لبسها للخمار بعكس باقى الطبيبات اللاتى يلبسن البناطيل والملابس الضيقة ويتحدثون مع الأطباء الذكور ويتضاحكون وهى لا تفعل ذلك ، وكذلك تواضعها وهدوئها فأنا عصبى وأريد زوجة هادئة تحتوينى بالإضافة لشكلها الذى أرتضيه جداً ولكن المشكلة تتمثل فى الآتى :
1- هى طبيبة وأنا حاصل على بكالوريوس تجارة ونظراً للشبه التى فى المهنة ففى الغالب أنى سأعمل كموظف عادى أو أقوم بفتح محل وأتاجر فى أى نشاط مباح وهذه هى أم المشاكل فسوف يكون هناك فارق كبير اجتماعياً(32/116)
2- أنا من عائلة بسيطة وبعض أهلى يعمل كحرفى وأبى يملك مقهى وهو ما يعده الناس عيباً بخلال النظرة الشرعية طبعاً والتى أعلمها جيداً، وفى الغالب عندنا أن من يلتحق بكليات الطب يكون من عائلات ذي مكانة اجتماعية
3- أخشى أن تنظر إلي على أنى أقل منها مما يؤدى إلى احتقارى أو أنى لست بأهل لها سواء فى بداية الخطبة أو بعد الزواج
4- الحمد لله أنا أتحرى الحلال فى العمل الذى سوف ألتحق به مما يترتب عليه ضعف المقابل المادى للعمل فأخشى ألا أوفر لها حياة كريمة تتناسب مع مكانتها كطبيبة
5- أريد أن تكون زوجتى لا تعمل وتمكث فى البيت فى هذا الزمن الذى كثرت فيه الفتن ، خاصة أنى أريد طلب العلم الشرعى والعمل بالدعوة إلى الله وهذا يحتاج زوجة بمواصفات خاصة ، وأخشى ألا توافق على ترك العمل بعد هذه السنين الطويلة من المذاكرة والتعب
أرجو النصيحة واَسف لطول الرسالة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصح الأخ بداية بالتأكد من كون الأخت غير مخطوبة ، فربما كانت مخطوبة ، فإذا كانت كذلك فلا يجوز له الإقدام على خطبتها ، ثم إذا تأكد من أنها غير مخطوبة ، فليتحر كونها ذات دين ، فلا يكفي رؤيتها على الحال التي وصف ، بل لا بد من التحري وسؤال من يعرفها من جيرانها وأقاربها وزميلاتها ، ثم بعد ذلك يرسل لها من يخبرها برغبته في الزواج بها ، فإذا أبدت موافقة بين لها الأمور السابقة التي يخشى منها ، وشرح لها الأمر ، فإن توصلا فيها إلى توافق أقدم على خطبتها ، فربما كانت الأخت من النوع التي تحرص على كون المتقدم لها ذا دين وخلق ولا يهمها عمله ومستواه ، وعندها استعداد في البقاء في البيت ، لعلمها أن وظيفتها الأولى أن تكون زوجة وأمّا ومربية قبل أن تكون طبيبة .
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه
تنبيه : قسم الفتوى يجيب عن أسئلة الأحكام الشرعية ، وأما الاستشارات فيجيب عنها قسم الاستشارات في الشبكة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
اختيار الزوج عن طريق الإنترنت
تاريخ الفتوى : 22 جمادي الأولى 1427 / 19-06-2006
السؤال
أنا فتاة متحجبة كنت متعودة على دخول منتديات والاشتراك بالمشاكل الاجتماعية لأن تخصصي علم الاجتماع إلى أن جاء يوم وتعرفت على شاب مختلف عني لا من حيث البلد ولا من حيت التفكير توطدت بيننا العلاقة الآن أصبحت أحبه وهو نفس الشيء اتفقنا على الزواج إلا أنه في هذه الأيام الأخيرة صرح لي بأنه لا يمكنه(32/117)
ذلك لمشاكل وصعوبة السفر إلي وأنا من الناحية المادية الحمد الله فهل يمكن مساعدته وإعطاؤه مبلغا ماديا لكي يتم زواجنا ? فما حكم الشرع في هذه العلاقة? أرجو الإجابة عن سؤالي هذا وجزاكم الله عني خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أنه يحرم على المرأة أن تقيم علاقاته مع رجل أجنبي سواء عن طريق الإنترنت أو غير ذلك، ولتعلمي أن هذا من أكبر مصائد الشيطان التي يصيد بها فرائسه ليوقعهم في شرك الرذيلة وحمئة الفاحشة، فاتق الله تعالى واقطعي هذه العلاقة التي بينك وبي الشاب فورا فإنها لا تحل لك، وانظري لزاما الفتوى رقم:60840 ، والفتوى رقم:61399، والفتوى رقم: 52674.
وإذا كان الشاب صادقا في دعواه وما أقل الصدق في أمثاله, فليتقدم لخطبتك من والدك عن طريق توكيل أحد في بلدك بذلك أو غير ذلك من السبل, واحرصي أن تتأكدي من دينه واستقامته, فإذا تمت الخطبة فلا بأس عندها من مساعدته في ثمن تذكرة السفر أو نحو ذلك مع التأكيد بوجوب قطع صلتك به قبل الخطبة وبعدها حتى يتم العقد. فالحذر الحذر أختي السائلة فإن الإنترنت ليس هو الوسيلة الصحيحة للبحث عن زوج صالح.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من أسباب الرزق
تاريخ الفتوى : 22 جمادي الأولى 1427 / 19-06-2006
السؤال
أنا فتاة عملت بعض المعاصي وتبت منها وأرجو الله أن يتقبل مني..تقدم لخطبتي شاب عمره 35 على دين ومن أسرة مشهود لها بالدين والأخلاق..المشكلة يا شيخ أنه لا يعمل ويسكن مع والديه وهم الذين أرادو أن يزوجوه خوفا عليه من المعاصي..أنا حائرة في أمري يا شيخ..لا أنكر أني أرغب في الزواج لتحصين نفسي من المعاصي وكذلك لم يسبق أن خطبني أي شخص وأنا أخشى العنوسة..وقد ارتحت لهذه العائلة من كثرة ما سمعت عنهم..ولكن أنا حائرة في أمري هل أتوكل على الله وأوافق لأنه ذو دين وخلق والله سبحانه قادر على أن يرزقنا من حيت لا نحتسب..أم أرفض لأنه لا يعمل...أرجوكم ساعدوني وأجيبوني في أقرب وقت وجزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بقبول هذا الشاب، ما دام ذا خلق ودين، وأما كونه ليس لديه عمل ، فالرزق بيد الله عز وجل ، وسيرزقكم سبحانه إذا أخذتم بأسبابه، وإن الزواج من أسباب الرزق، قال تعالى :وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ(32/118)
يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32} فتوكلي على الله واقبلي بهذا الشاب، بعد استخارته سبحانه، واستشارة من تثقين برأيه .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تقبل بمن يعمل مجزرة للخنازير زوجا
تاريخ الفتوى : 11 جمادي الأولى 1427 / 08-06-2006
السؤال
لقد تقدم لخطبتي شخص من أقرباء أمي ولقد وافقت عليه من كل النواحي، ولكن عندما سألته عن طبيعة عمله في الخارج أخبرني بأنه لحام ويقطع لحم خنزير فطلبت منه أن يغير عمله فوعدني بأن يفعل وأن هذه نيته من قبل، ولكن الصعوبة هي في إيجاد عمل آخر هناك، فهل ماله حرام، وهل أكون آثمة إن تزوجته قبل أن يغير عمله، فأرجوكم أفيدوني بأقرب وقت لأعرف كيف أتصرف؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتحريم أكل لحم الخنزير معلوم من دين الإسلام بالضرورة، فقد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، والتعاون على الحرام حرام، لقول الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وقوله صلى الله عليه وسلم في الخمر: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. رواه أبو داود والحاكم وصححه الألباني.
فلعن الله عز وجل كل هؤلاء بسبب تعاونهم على هذا المنكر، وفي معنى هذا كل من أعان على معصية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وفي معنى هؤلاء كل بيع أو إجارة أوهبة أو إعارة تعين على معصية إذا ظهر القصد, وإن جاز أن يزول قصد المعصية مثل بيع السلاح للكفار أو للبغاة أو لقطاع الطريق أو لأهل الفتنة.... إلى غير ذلك من المواضع فإن ذلك قياس بطريق الأولى على عاصر الخمر، ومعلوم أن هذا إنما استحق اللعنة وصارت إجارته وبيعه باطلاً إذا ظهر له أن المشتري أو المستأجر يريد التوسل بماله ونفعه إلى الحرام فيدخل في قوله سبحانه وتعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. انتهى الفتاوى الكبرى 6/54.
وإذا تقرر هذا فإن ما يكسبه هذا الرجال بهذا العمل حرام، فيجب عليه تركه أو الاكتفاء ببيع اللحم الحلال، ولا يجوز لك القبول به زوجاً، حتى يترك هذا العمل إذا لم يكن عنده ما يطعمك ويطعم أبناءك من غير الحرام.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تحرم المرأة على الرجل بمجرد تخيله أنه يستمتع بها(32/119)
تاريخ الفتوى : 10 جمادي الأولى 1427 / 07-06-2006
السؤال
فتاه أحبها حبا جما، والآن أريد خطبتها، لكني في يوم من الأيام قمت باشتهائها في العادة السرية فهل أستطيع الآن خطبتها والزواج منها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد تخيل الاستمتاع بالمرأة لا يحرمها على الرجل سواء كان ذلك أثناء ممارسة العادة السرية أو غيرها، وعليه فلا حرج عليك إن شاء الله في خطبة هذه المرأة والزواج منها إن لم يوجد مانع من نسب أو رضاع ونحو ذلك، وننبه إلى بعض الأمور ومنها :
الأمر الأول: أن الاستمناء محرم، وتراجع الفتوى رقم:1087.
الأمر الثاني، أنه لا يجوز للمسلم تخيل الاستمتاع بامرأة لا تحل له، فقد عد النبي صلى الله عليه وسلم تمني القلب نوعا من الزنا، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه . ولأن في ذلك ذريعة لارتكاب المحرمات، والأولى بالمسلم أن يشغل نفسه بما يعود عليها بالنفع في الدنيا والآخرة، وليصبر حتى ييسر الله عزوجل له الزواج فيعف نفسه.
الأمر الثالث: مراجعة حكم الحب قبل الزواج بالفتوى رقم:4220 .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن ارتبط معها بعلاقة غير مشروعة
تاريخ الفتوى : 10 جمادي الأولى 1427 / 07-06-2006
السؤال
أنا أريد أن عرف من هو ذو القرنين الذي ذكر في سورة الكهف، وفي شيء آخر أريد أن أعرفه أنا أرسلت سؤالا من قبل وهو ما يلي: قبل مدة كنت أحب فتاة وعاشرتها دون أن أفقدها عذريتها وأريد أن أتزوجها، فماذا يقول القرآن في هذا، وأنا أحبها ، وأنا الحمد لله أصلي وأريد أن أعرف ما هو رأي الدين في هذا الموضوع، وأنا قطعت علاقاتي معها، وأريد الزواج منها، ولكن الأهل يرفضوني، وأنا أصر أكثر وأكثر إلى أن أعطانى الأب مهلة سنة، فماذا يقول الدين في هذا أبتعد أم أقرب، وأنا أحبها وأريد الزواج منها، ويا ليت أعرف الرد أتزوجها أم لا، وإن كان لا فلماذا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما سؤالك عن ذي القرنين فقد أجيب عنه في الفتوى رقم: 7448.
وأما سؤالك عن حكم زواجك من البنت التي تربطك بها علاقة غير مشروعة, وقد ارتكبت معها بعض المحرمات غير الزنى الصريح فالجواب عنه أنه لا حرج فيه(32/120)
زواجك منها سيما إذا كنتما قد تبتما إلى الله من تلك الأفعال المحرمة وتريدان العفاف. وانظر الفتوى رقم: 1285.
ولكن ينبغي أن تعلم أنه يحرم على المسلم أن يتخذ خليلة من النساء الأجانب، وقد كان هذا من عادة الجاهلية وأبطله الإسلام بقول الله سبحانه: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5}، ثم إن ذلك يترتب عليه الكثير من المفاسد والشرور، إذا ثبت هذا فالواجب عليك أولاً المبادرة إلى التوبة والإقلاع فوراً عن هذه المعصية حتى لا يفاجئك الموت وأنت على هذه الحالة. وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1909، 3150، 12928.
وننبه إلى أن الزانيين إذا تابا، صح زواج الرجل ممن زنى بها، كما هومبين في الفتوى رقم: 6996.
وأما رفض الأهل لزواجك من تلك الفتاة بعينها فينبغي أن تحاول إقناعهم وتوسط في ذلك من يستطيع التأثير عليهم، فإن رضوا فبها ونعمت وإلا فطاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 6563.
ولا تجوز مخالفة أمرهما في ذلك إلا إذا خشيت من الوقوع في الحرام مع تلك الفتاة. والذي ننصحك به أن تحاول إقناع الأهل، فإن لم يقبلوا فابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق لتجمع شمل الأسرة, وترضي والديك, وتقر عينك فتسعد دنيا وأخرى. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 5474، والفتوى رقم: 18095.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض المرأة الزواج ممن ترفض أمه زواجه
تاريخ الفتوى : 09 جمادي الأولى 1427 / 06-06-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
تقدم إلي شخص للزواج بي وهو شخص متدين جدا حيث إنه حافظ للقرآن كاملا كما أنه دارس للقراءات العشر هذا بالإضافة إلى دراسته اللغة الإنجليزية وقد جاء لرؤيتى وأبدى موافقته بل وارتياحه للارتباط بي ثم جاء مرة ثانية مع والدته لترانى ولكن لم ترتح أمي لها وفعلا لم يحضروا مرة أخرى واعتبرنا أن الموضوع انتهى وتوقعنا أن تكون والدته قد أثرت عليه للرفض بالرغم من موافقته قبل ذلك ولكن بعد مرور أكثر من شهرين رجع مرة أخرى وفى هذه المرة قمنا بسؤال أحد زملائه في العمل حيث لم نكن قد سألنا عليه وهذا الزميل موثوق برأيه كما أنه في مقام أستاذه فقال عنه أطيب الكلام ولكنه قال إن عيبه الوحيد هو والدته أي أنه لا يجرؤعلى اتخاذ أي قرار بمفرده ولابد له من الرجوع إلى والدته، وعلى هذا قمنا برفضه ثم علمنا بعد ذلك أن والده يعمل سائق أوتوبيس لإحدى المصالح الحكومية وعندما علمت والدتى بذلك حمدت الله أننا قد رفضناه لأنه لا يليق أن أتزوج بشخص والده يعمل سائقا بالرغم من أننا من عائلة عادية ولكن أمي تقول أن سبب الرفض والدته، وأنا ياشيخ أحس بالذنب بسبب أنه قد تقدم لي هذا الشاب وهو ممن(32/121)
نرضى بدينه وخلقه كما قال الرسول الكريم ولكني في نفس الوقت خائفة من والدته أن تتحكم في حياتنا فيما بعد. فهل لى ياشيخ أن أرفضه بسبب والدته بالرغم من أخلاقه العالية وتدينه الشديد واتباعه سنة الرسول في حياته ولقد أقرت أمى بذلك مع العلم أني قمت بعمل استخارة ولم يتضح لي شيء سواء كان خيرا أوشرا. أرجو أن ترشدوني إلى ما فيه الخير وإلى ما فيه طاعة الله ورسوله.ولكم مني جزيل الشكروالعرفان.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن من أهم ما ينبغي أن يكون محل نظر المرأة ممن يتقدم لخطبتها دينه وخلقه، روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . وإن من أهم مقاصد الإسلام في تشريع الزواج تحقيق الاستقرار النفسي للأسرة المسلمة، وبما أن هذا الرجل ترفض أمه زواجه منك فلا حرج عليك في رفضك الزواج منه ومثل هذا الزواج الذي يتم بلا موافقة من الأم يغلب أن يكون عرضة لحدوث شيء من النكد، وقد يكون عرضة للفشل، مع العلم أنه لا يجوز لهذا الرجل الزواج منك إلا برضى أمه لأن طاعته لها في المعروف واجبة عليه، وأما الأمر الوارد في الحديث المذكور سابقا فليس للوجوب، قال المناوي في كتابه فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث: فزوجوه إياها وفي رواية فأنكحوه أي ندبا مؤكدا اهـ ، وننبه إلى أن كون مهنة والد هذا الرجل سائقا أو نحو ذلك ليس بمسوغ شرعا لرفض الزواج منه , وعلى كل حال فالذي نوصيك به هو دعاء الله تعالى أن يقدر لك ما فيه الخير، وعليك أن تستخيري الله تعالى وأنت مفوضة أمرك إليه سبحانه، ثم عليك بعد ذلك أن ترضي بما قدر لك فإن الخير كله في ذلك .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض الأبوين زواج بنتهما من رجل معين.. المشكلة والحل
تاريخ الفتوى : 09 جمادي الأولى 1427 / 06-06-2006
السؤال
أنا في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ بالحديث لكن خلاصة القول أني جداً منهكة من التفكير والحيرة وهذه حكايتي: أنا الفتاة الوحيدة لأهلي لدي أخوان وأنا البكر كنت ولا أزال الفتاة التي تفانت في حب والديها وأهلها إلى درجة أني أيقنت في يوم أنه لا يمكنني أن أكون ملكا لأحد وكان المغزى من وجودي هو محبتهم إلى ذاك اليوم الذي أحببت فيه لم أكن أدري أني بدأت أنساق إلى محبة أخرى، هو رجل بمعنى كل الرجولة أحبني في الله، والله وحده يعلم ذلك تركنا لأنفسنا فترة لنتعرف على بعضنا من دون علم أهلي إلى اليوم الذي طلب مني أن أحدث أهلي في شأننا وكان مصيبة حلت بنا فبعدما كان أهلي يحبون هذا الشخص انقلبوا عليه وكأنه اقترف إثماً(32/122)
ورفضوا هذه الخطبة بشدة بحجة أني مازلت صغيرة (23year now) وأنه ليس من مدينتي وهم لا يرضون بأن تعيش ابنتهم الوحيدة بعيدة عنهم وأنه سيلهيني عن دراستي وأنهم كانوا يتوقعون مني الكثير خصوصا أني متفوقة في دراستي والحمد لله، وأنه ليس مميزا على غيره، لم يكن في بيتنا أحد يصغي إلي، فهذه الأحاديث لا تطرح إلا من باب المزح حتى أمي التي من المفروض أن تكون قريبة مني وجدتها أبعد مما تتخيل فهي لا تعير اهتماما إلا لكلام الناس حتى على حساب ابنتها، أما أبي الذي كان أقرب إلي من نفسي جعلته أمي يحنق علي إلى درجة أني استغربت ردة فعله تجاه الرجل الذي أصر أن يدافع عن محبتنا، فما كان حصاده غير السب والشتم من أبي وبالرغم من ذلك ظل يقول لي إن زواجنا لن يكون إلا برضا أهلي فقررنا أن نبتعد عن بعضنا وأن نظل على نفس المحبة على أمل أن يتغير أهلي ثم شاء القدر أن يسافر إلى فرنسا هو حاليا يعيش وحيداً، الذي يؤلمني أنه منذ 3 سنوات لا شيء تغير أشعر بالذنب لما هو عليه فمن حقه أن ينعم برفيق في غربته، مع العلم بأني استخرت الله الكثير من المرات وفي كل مرة كنا نقترب أو أنه يأتي من فرنسا لرؤيتي لا أدرى والله ما العمل، أحبه والله
شهيد على ذلك، لا أريد أن يزوجوني بشخص لا يعني لي شيئا، أرجوكم انصحوني ما العمل لأقنع أهلي، وأرجو منكم أن تصغوا إلي على الأقل أنتم، وأن تدعوا لي بأن يسهل الله لنا إن كنا مكتوبا لنا الارتباط والحمد الله... من فضلكم أريد أن يكون الرد بالفرنسي إذا كان باستطاعتكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن يحقق لك بغيتك في الزواج من هذا الرجل إن كان في زواجك منه خيراً لك، واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها، فإن هذا أمر لا يقره الشرع، فالواجب عليك التوبة.
ولا ريب أن الزواج من أفضل ما يعالج به المرء مثل هذه العلاقة، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. ولا ينبغي لوالديك أن يرفضا زواجك من هذا الرجل بدعوى صغر سنك، خاصة وأن الأمر ليس كذلك -أو بدعوى إكمال الدراسة- والزواج قد لا يحول بينك وبين إكمالها، وأما كونك ستكونين بعيدة عنهم فهذه قد تكون محل اعتبار، إلا أنها غير كافية لرد هذا الفتى إن كان كفؤاً وذا دين وخلق.
وعلى كل فإن استطعت إقناع والديك بالموافقة على الزواج من هذا الرجل، ويمكنك أن تشفعي إليهما بالمقربين منهما ومن له تأثير عليهما، فإن وافقاً فبها ونعمت، وإلا فلا يجوز لك الزواج منه بغيرهما، فطاعتك لهما في المعروف واجبة، وزواجك من هذا الرجل بعينه ليس بواجب عليك، فلا ذنب عليك في كونه يعيش وحيداً ولم يتزوج منك، فالواجب عليك صرف قلبك عنه، وعدم شغل نفسك بالتفكير فيه، ولعل الله يبدلك من هو خير منه بسبب تقديمك لطاعة والديك على ما تحبين وتهوين.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/123)
ـــــــــــــــــــ
اختيار شريكة الحياة والاستخارة والاستشارة قبل الخطبة
تاريخ الفتوى : 07 جمادي الأولى 1427 / 04-06-2006
السؤال
لقد خطبت فتاة أحبها منذ 4 سنوات لكن حدث خلال هذه المدة قطيعة بسبب تعلقها بشاب آخر لكن هذه الفترة لم تستمر وبعد أن عدت من السفر تقدمت لخطبتها وتم القبول وبسبب تغيير طبيعة العمل خيم على شخصيتي التوتر و النكد كما يقال بالعامية وبعد قترة ليست بالقصيرة تعرفت على بعض عاداتها التي لا تنطبق مع عاداتي نهائيا وحدث خلاف معها وبعض هذه الخلافات كانت تحدث أمام أهلها أو المحيط القريب بنا لكن بشكل غير مباشر أي يلاحظون أن هنالك شيئا بيننا ولطبيعة شخصيتي كنت أظن أنهم كعائلتي وكنت أتحدث بعفوية و بصدق وإذا بي أتفاجأ أنني أكذب وأتحدث بما ليس بي وأقول الأشياء لأكبر نفسي وأنا متغطرس أمام الناس وأن لي علاقات سابقة وان لي كذا وكذا ولم أسمع يوما بمثل هذه الكلام إلا منهم ومن ثم أتفاجأ بخطيبتي تقول لي إن مشاعرها تجاهي قد ماتت وأنها تريد أن نبتعد عن بعضنا البعض نهائيا ولصدق مشاعري وليس ضعفا أو قد أصفه ضعفا قلت لها إن كانت بعض هذه الصفات بي سأغيرها وسأقوم بفتح صفحة جديدة فأجابت سأفكر بشبه قبول لكن كرامتي حينها شعرت أنها كسرت لأنني لم أتوقع مثل هذه الطريقة بالكلام وأنني تحت الاختبار إذا لم أنجح فحظ أوفر، الفتاة ليست من عائلتي بل من محافظة أخرى وتعيش بطريقة تختلف عن بيئتي لكن لحبي لها أوجدت لنفسي نقاطا مشتركة، فماذا أفعل؟ أريد حلا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج ليس أمرا عابرا، بل هو أمر يعظم خطره، ويدوم أثره، ويمتد زمنه، لذلك ينبغي للأخ أن يحسن اختيار الزوجة، و يتحرى كونها ذات دين وخلق، وأن يستشير ويستخير، قبل الإقدام على هذا الأمر .
وعلى الأخ أن يعلم أن مخطوبته لا تزال أجنبية عنه حتى يتم عقد الزواج، فلا يحل له لمس ولا خلوة ولا نظر، سوى النظر الأول عند الخطبة .
وننبه الأخ أن بالشبكة قسما مختصا بالاستشارات، يجيب على مثل رسالته، وقد اكتفينا بالإجابة على ما يدخل ضمن اختصاص قسم الفتوى وهو بيان الأحكام الشرعية .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح فتاة مصابة بمرض قد ينتقل للذرية
تاريخ الفتوى : 01 جمادي الأولى 1427 / 29-05-2006
السؤال
لدي سؤال يا شيخ ؟(32/124)
لقد رأيت فتاة في الإنترنت من بلد آخر وقد شدني من كتاباتها في المنتدى حسن أدبها و تدينها ، وراسلتها بغرض الزواج أستفسر عنها وعن أسرتها ومكان إقامتها وحتى أعرف معلومات عنها قبل الزواج.
وقد أخبرتني بأنها حاملة لمرض وراثي يقلل مناعة الجسم لبعض الأمراض وهذا المرض من المحتمل أن يصيب بعض المواليد الذكور ويحتاج إلى استخدام دواء كل ثلاثة شهور ، وهذا هو السبب الذي جعلها لم تتزوج إلى الآن.
وأيضاً يا شيخ والدتها رفضت هذا الزواج بحجة أنها قد عاهدت روح والدها بعد أن مات بأن لا تجعل بناتها يتغربن ويبتعدن عنها ما دامت حية.
والأسئلة هي:
1- هل ما فعلناه من تعارف بالتراسل الكتابي عبر الإنترنت يعتبر حراماً، علماً بأننا لم ندخل في تفاصيل مخلة وكل الكلام كان يدور عن أشياء أساسية مثل عمرها ودراستها واستعدادها لأن تتزوج من بلد آخر وكان بالكتابة و باطلاع أختها حتى نضمن عدم دخول الشيطان بيننا وليس لي غرض يا شيخ إلا أن أعف نفسي فهل تعتبر هذه المراسلة بغرض الزواج جائزة أم غير جائزة.
2- هل موافقتي على الزواج منها رغم علمي بأن الأطباء قد قرروا بأن المرض قد يصيب بعض الأبناء يعتبر إجراماً مني في حق أبنائي
3- وهل يجب على هذه الفتاة أن تبر قسم والدتها لروح جدها وتترك الزواج من أي أحد خارج مدينتها، علماً بأن الفتاة قد تأخرت في الزواج ونسبة لهذا المرض قد لا يتقدم لها أحد رغم أخلاقها وتدينها.
أفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التعارف بين الفتيان والفتيات عن طريق الأنترنت ولو كان من أجل الزواج قد يجلب كثيرا من المخاطر؛ لذا فإنا قد نهينا عنه في فتاوى كثيرة. والرجل إذا كان قصده هو مجرد معرفة المرأة من حيث العمر والدراسة والاستعداد لأن تتزوج من بلد آخر ونحو ذلك, فإن كل هذا يمكن الوصول إليه عن طريق أخته أو أمه أو قريبة له أو زوجة صديق له ثقة مع أن ما يمكن أن يصل إليه من الخبر بواسطة الإنترنت لا يلزم أن يكون هو الواقع, ومع هذا فإذا كان الأخ السائل قد اقتصر حقا على ما ذكر ولم ير من تلك الفتاة ما لا تحل رؤيته فلا نرى عليه فيما مضى إثما, لكن عليه أن يقطع ذلك نهائيا لئلا يجعل للشيطان فرصة إيقاعه فيما هو أعظم .
وفيما يتعلق بموضوع الزواج من تلك الفتاة مع ما هي مصابة به من المرض الوراثي فإنا لا نرى مانعا منه لأنه يمكن أن يتزوجها مع ترك الإنجاب بالعزل ونحوه مما لا يقطع النسل, مع أنه لا يجب عليه ترك الزواج منها ولا ترك الإنجاب لأن الإنجاب وحدوث الأمراض غيب, فقد يتزوج الرجل ولا ينجب, وقد يتزوج وينجب ولا يكون في ذريته تلك الأمراض المتوقعة, ولو افترض أنه أنجب منها وحدث لأولاده ما كان مخشيا فما عليه إلا أن يحتسب أجر ذلك عند الله تعالى, فإن المؤمن يثاب حتى بالشوكة يشاكها، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها(32/125)
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عزوجل عنه حتى الشوكة يشاكها .
وفيما يتعلق بسؤالك الأخير فقد بينا في فتاوى كثيرة أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من شخص بعينه, ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم:18767 ، وعليه؛ فواجب الفتاة أن لا تتزوج منك إلا برضى أمها . وليس هذا من باب إبرار القسم لأنه لم يرد فيما ذكرته أن والدة الفتاة قد أقسمت, وإنما الوارد فيه أنها قد عاهدت روح والدها بعد أن مات بأن لا تجعل بناتها يتغربن ويبتعدن عنها ما دامت حية ,مع أنها لو كانت فعلا قد أقسمت على ذلك فإن إبرار القسم في هذه الحالة ليس مطلوبا؛ لأن فيه مفسدة. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم:71626 .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
زوج بنتك ممن يتقي الله تعالى
تاريخ الفتوى : 02 جمادي الأولى 1427 / 30-05-2006
السؤال
فتاة مسلمة أعيش في أمريكا وعمري 20 عاماً وبفضل الله عز وجل أدرس بكالوريوس الشريعة الإسلامية عن طريق الإنترنت بالجامعة، وعن طريقها تقدم لي شاب عمره 27 عاماً بواسطة مدير شؤون الطلبة، إن هذا الشاب على خلق ودين، بار بوالديه وصاحب مسؤولية إذ يصرف على أمه وأخواته البنات من أمه لأن والدهن متوفى ويدرس ويعمل بنفس الوقت، ويبحث عن الزوجة الصالحة التي تعينه على دينه ودنياه، والتي تفهم معنى قال الله وقال الرسول على فهم الصحابة رضوان الله عليهم، (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ), وهدفه العلو بدين الله عز وجل، يعيش حالياً في أمريكا لكنه غير مستقر فيها، إذ أن إقامته محددة بفترة دراسته، فمتى أنهى دراسته يجب عليه العودة إلى بلده الأصلي مصر، ويحاول الحصول على ما يسمى بـ (الجرين كارد)، حتى يكون مستقراً في أمريكا حتى ينهي دراسته ويحصل المال الكافي للرحيل، فهو لا يحب الاستقرار هنا ولا يريد العيش هنا، وأوافقه على هذه النقطة وكنت أرفض من يريد الاستقرار فيها من غير عذر شرعي، ولغاية الآن هو لم يحصل عليها وكما نعلم أنه يمكن الحصول عليها إن تزوج بامرأة معها أوراق، أو أن يقدم عن طريق محام للحصول عليها حتى يصبح مستقراً من ناحية الإقامة، والشاب لفضله لم يلتفت إلى هذه النقطة، إذ أنني لا أملك الجنسية ولا أستطيع مساعدته، وهذا يثبت حسن نواياه ونبل مقصده للحصول على الزوجة الصالحة، وعندما تمت الرؤية الشرعية لمسنا جميعاً أنه مثقف دينياً ودنيوياً، ويحسن فن الخطاب والإقناع ويحافظ على أداء الصلوات في الجامع، وخلال السؤال عنه أخبرونا أنه ذات يوم جعل الشقة التي يسكن بها مسجداً ليصلي فيها الناس، وثبت لنا حسن خلقه ودينه من خلال الثقات أمثال الدكتور رئيس الجامعة التي أدرس بها، وقام خالي بالسؤال عن أهله في مصر وثبت لنا أنه من عائلة طيبة ولله الحمد، ولقد أعجب به والدي واقتنع(32/126)
به، واتفقنا على كتابة العقد يوم 8 مايو القادم، لكن بعد أن عاد الشاب إلى الولاية التي يعيش فيها قمنا باستشارة أخوالي وإخواني وأعمامي وكانت النتيجة المعارضة الشديدة من قبلهم للأسباب التالية:
1- بعضهم قال لأنه من مصر وأنا من فلسطين والطبائع مختلفة، (وقال خالي لو كان إمام الأمة الإسلامية لما زوجته ابنتي أو أختي).
2- وقالوا لأنه لم ينه دراسته الجامعية، إذ أنه يؤخر في إنهاء دراسته ليقيم في أمريكا أطول فترة ممكنة لتجميع بعض من المال لفتح مشروع في مصر، ويعتقدون أنه ليس مؤهلا لفتح بيت مع أن الشاب أثبت لهم أنه مستعد لفتح بيت بالمعروف وذلك كله بحول الله وقوته، ووافق على دفع المهر الذي طلبوه منه، وقال لهم إنه (لو لم أكن أملك الباءة ما كنت أطرق أبواب الناس).
3- ومنهم من قال إنني سأعاني من الوحدة والغربة لأنه سينزل إلى مصر، ومن الطبيعي أن يستقر الإنسان في بلده، وعائلتي يفضلون العيش بجانبهم خاصة أنني البنت الوحيدة من بين خمس إخوة، ويرون أن عزة البنت بأهلها، أيضاً لا يشجعون العيش في مصر بسبب سوء الحالة المادية في مصر، وقال لهم الشاب بأنه لن يستقر في مصر إن كانت هذه المشكلة، وأن له معارف في الخليج يعرضون عليه استقباله ومعاونته في العيش هناك بعد ذلك، إخواني قالوا إنه إن تم الأمر، فنحن لن نبارك وسنتبرأ منك! وكذلك أمي قالت: إن تم هذا الأمر، فأنا لست والدتك، ولا تحدثيني واعتبريني ميتة وسأتبرأ منك إلى يوم الدين، والله المستعان.
وبسبب هذه المعارضات أصبح والدي مترددا في قبول الشاب، خاصة أنه كان يرى سابقاً أن مستقبله غامض وغير مستقر وغير معروف، وهم يريدون توفير حياة كريمة ومستقرة، بالرغم أن الشاب يعمل ويبذل ما في وسعه لتوفيرها، وبالرغم من كل هذه المعارضات، إلا أن الشاب ما زال متمسكاً بي، ويرغب بالارتباط بي لأنه وجد في نفسي الصفات التي كان يبحث عنها، ولا أنكر أنني وجدت فيه الصفات التي أبحث عنها، خاصة أنه توفر التفاهم والتوافق بيننا، وقام الشاب بمحاورة ومناقشة عائلتي بالشرع والمنطق، وقام بتوسيط رئيس الجامعة التي أدرس بها للاتصال، وتكرم مشكوراً واتصل بخالي وأبي، وبين لهما أنه لا توجد أي علة شرعية تمنع الشاب من الزواج، لكن ما زالوا عند رأيهم! فأصبحت الآن بين نارين: إرضاء أهلي، أم التمسك بالشاب وعدم التفريط فيه!
أيضاً إن والداي لديهم نظرة خاطئة في إصدار الأحكام على الشعب المصري بسبب الأعمال التي صدرت من بعض الإخوة الذين لم يلتزموا بوصايا الحبيب صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً أو لم يفهموها بالشكل الصحيح، أيضاً يعتقدون أن الملتزم متشدد في كل أمور حياته حتى مع زوجته جاف الطباع حاد المزاج وغيره الكثير، فما هو رأي الشرع وما هي النصائح التي توجهونها إلينا، وأرجو توجيه كلمة لنفسي ولأهلي وللشاب، وخاصة لأهلي لأنني سأعرضها عليهم؟ وجزاكم الله خيراً، وشكر الله لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/127)
فرأي الشرع أن الفتاة البالغة العاقلة إذا التمست من وليها تزويجها بالكفء الخاطب لها، فإنه يلزمه تزويجها تحصينا لها، فإن امتنع فإنه يأثم، ولها رفع أمرها إلى القاضي ليزوجها، قال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: (فرع: لو التمست البكر البالغة) العاقلة (لا الصغيرة التزويج من الأب) مثلاً (بكفء) خطبها كما في الأصل وعينته بشخصه أو نوعه حتى لو خطبها أكفاء فالتمست منه التزويج بأحدهم (لزمه الإجابة) تحصينا لها؛ كما يجب إطعام الطفل إذا استطعم، فإن امتنع أثم وزوجها السلطان). انتهى.
وبحسب الأخت فإن الشاب المتقدم لها صاحب دين وخلق، ومن كان كذلك فإنه لا يرد، وفي الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
فنصيحتنا للأهل أن يمتثلوا أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يزنوا بميزان الشرع في هذه القضية وغيرها، وأن يعلموا أن تزويجهم لابنتهم بمن يتقي الله ويخشاه، هو الأصلح لها ولهم، فإن من زوج ابنته فاسقاً فقد قطع رحمها، وقد استشار رجل أحد السلف فيمن يزوج ابنته، فقال زوجها ممن يتقي الله تعالى، فإن أحبها أكرمها وإن كرهها اتقى الله فيها.
ونقول للأخت: وإن كان الحق لك في هذه المسألة، إلا أن لوالديك حقوقاً عليك من جوانب أخرى لعلك إن خالفتهم في هذه المسألة تضيعين تلك الحقوق، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 73463.
فننصحك باستخارة الله عز وجل وتفويض الأمر إليه سبحانه، واعلمي أن أهلك حريصون عليك، وينظرون للأمور بنظرة أبعد، ولهم تجربة في الحياة، فلا عليك إن تنازلت عن حقك، وتركته من أجل رضاهم، فإن رضى الله سبحانه في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما؛ كما ورد بذلك الحديث، ونسأل الله أن يهدي أهلك، ويقدر لك الخير حيث كان.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدين والخلق أساس في اختيار الزوج
تاريخ الفتوى : 29 ربيع الثاني 1427 / 28-05-2006
السؤال
نحن عائلة سورية تعيش في بلد عربي آخر وأبي لا يستطيع الدخول إلى سورية لأسباب سياسية وعندما ذهبنا هذه العطلة إلى سورية تقدم ابن عمي ولكني لم أوافق لأنه لم يدخل قلبي ثم تقدم لخطبتي آخر فوافقت عليه وباعتبار أن عمي المسؤول هناك رفض استقبال هذا الخاطب وأقنع أبي أنه غير صالح بحجة أنه يعيش في ألمانيا أي في الغربة ومطلق سابقا، فهل أضغط عليهم لكي يوافقوا أم أن هذا التعسير والعرقلة إشارة من الله عز وجل بعد الاستخارة خاصة أن أبي بيده الأمر ولكنه لا يستطيع الحكم لأنه لم يره فضلا عن رأي عمي
أما أنا فأريده، أشيروا علي بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير(32/128)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الشاب كفؤا لك، وكان مرضيا في دينه وخلقه، فلا ينبغي لوليك رده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
فإذا كان الشاب كذلك فلك التمسك به، ومحاولة إقناع والدك للقبول به، ويلاحظ أنك لم تذكري في السؤال، اتصاف هذا الشاب بالدين والخلق، ويبدو أنك لا تهتمين بهذا المعيار، فلذا ننصحك بأن يكون الدين والخلق نصب عينيك في اختيارك للزوج، فإن الزواج مما يدوم أمره ويعظم خطره.
كما ينبغي لك مراعاة رأي والدك لما له من تجربة في الحياة أكبر، ونظرة إلى الأمور أبعد، مع ما له من الحق في عدم مخالفته وعدم إهماله فيما يشق عليه، وراجعي الفتوى رقم: 73463.
ولا بأس من تكرار الاستخارة، حتى يشرح الله صدرك لأي الأمرين تختارين، قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ {القصص:68} والخير فيما اختاره سبحانه.
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن يتجر في مواد التجميل النسائية
تاريخ الفتوى : 23 ربيع الثاني 1427 / 22-05-2006
السؤال
ما حكم الشرع إذا تقدم لفتاة زوج يتاجر في مواد التجميل للنساء هل المال حرام.علما أنه في بلادنا يوجد كثير من الفتيات المتبرجات اللواتي يستعملن هذه المواد. وهناك أيضا من المتدينات اللواتي تستعملهن من اجل التزين للزوج.
أريد أن اعرف جزاكم الله خيرا هل حلال أم حرام؟ أم هذا يرجع إلى نية التاجر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التجارة في مواد التجميل النسائية تجارة مباحة لعموم قوله تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا{البقرة: 275} ولا يخرجها عن الإباحة أن بعض من يشتري هذه المواد تستعملها في التبرج والفتنة, لكن إن علم البائع أن من تشتري منه هذه المواد ستستعملها في التبرج والتزين بها للأجانب فلا يجوز له أن يبيعها لها؛ لأنه في هذه الحالة يكون معينا للمتبرجة على معصية الله عز وجل.
أما ما عدا ذلك فيبقى عل الأصل وهو الإباحة, وبالتالي لا حرج في أن توافق الفتاة المسلمة على شخص يعمل في هذه التجارة وتقدم للزواج منها إذا كان مرضي الخلق والدين لحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. رواه الترمذي.
والله أعلم.(32/129)
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
إذا تقدم للمرأة رجلان تساويا خلقا ودينا
تاريخ الفتوى : 23 ربيع الثاني 1427 / 22-05-2006
السؤال
تقدم لخطبتي شابان واحد عمره 40 سنة والآخر 31 سنة، وأنا سنية 24 سنة، فمن أختار منهم مع العلم أنهم لهم نفس الأخلاق، أما من الناحية المالية فصاحب 40 سنة أحسن من الآخر فأنا حائرة أيهم أختار ولن أندم على قراري. أشكركم جدا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك باختيار أكثرهما ديناً، فإن من يخاف الله حقاً يرعى حقوقك، ويحفظ كرامتك، واستخيري الله تعالى في أمرك، وانظري الفتوى رقم: 4823، وأكثري الدعاء بأن يوفقك الله لما فيه خيرك في دينك ودنياك، واستشيري أقاربك ممن لهم معرفة بحالك وحال الشابين، وإذا استويا في الدين والأخلاق فإننا ننصحك بالزواج بأحسنهما وضعا فإن ذلك من دواعي الاستقرار الأسري، وقد يغنيك عن الخروج في طلب الرزق، ويعينك على التفرغ للبيت وتربية الأولاد، وفقك الله لكل خير.
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح المرأة لأجل المال
تاريخ الفتوى : 19 ربيع الثاني 1427 / 18-05-2006
السؤال
هل يجوز الزواج من امرأة غنية المراد منه ضمان العيش الكريم .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من أن يتزوج الرجل المرأة للسبب المذكور، ولكن لا ينبغي أن يكون هو السبب الأول والأخير، بل يحرص على أن تكون إضافة إلى ذلك صاحبة دين وخلق، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وانظر الفتوى رقم:64056، وقد بيَّنا في الفتوى رقم:35511، أن الرجل لو تزوج المرأة من أجل مصلحة كمال مثلاً أومن أجل الحصول على جواز أو أي منفعة أخرى فإن الزواج يعتبر نافذا إذا استكمل شروطه وانتفت موانعه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المرأة التي يحرص الخاطب على الظفر بها
تاريخ الفتوى : 19 ربيع الثاني 1427 / 18-05-2006(32/130)
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ بارك الله فى علمكم وعملكم ونفعكم ونفع بكم: أنا شاب مقبل بإذن الله على الزواج ووضعت بعض الشروط التي أرى أنها كافية في الفتاة التي أتزوجها وهي:
1- أن تحافظ على الصلاة فى وقتها
2- أن تكون منتقبة
3- أن تكون على خلق
4- أن تكون مقبولة الشكل
5- أن تكون أقل أو مساوية لي فى المستوى الاجتماعي
6- أن تكون لا تشاهد التلفاز ولا تسمع الأغاني، هل ترون أن هذه الشروط كافية أم هناك نصيحة يمكن أن تقدموها إلي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه هي صفات ذات الدين والخلق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها، والفوز بوصالها، بقوله: تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ونصيحتنا لك أن يكون الدين والخلق هو مطمح نظرك، وغاية بغيتك، ومنتهى اختيارك، قال الإمام المناوي في فيض القدير: (فاظفر بذات الدين) أي اخترها وقربها من بين سائر النساء ولا تنظر إلى غير ذلك، (تربت يداك) افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل، قال القاضي: عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذورن، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمره بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار، والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة. انتهى كلامه.
ولا بأس بطلب الجمال قال في عون المعبود عند قوله (ولجمالها): يؤخذ منه استحباب تزوج الجميلة إلا أن تعارض الجميلة الغير دينه والغير جميلة الدينة، نعم لو تساوتا في الدين فالجميلة أولى ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات ومن ذلك أن تكون خفيفة الصداق. انتهى.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الارتباط بفتاة تائبة من علاقات سابقة
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الثاني 1427 / 18-05-2006
السؤال(32/131)
أنا شاب كنت أنوي الارتباط بفتاة و لكن اكتشفت أنها كانت على علاقة برجل في الماضي و لم تكن تصلي أما الآن فهي تصلي و تقرأ القرآن و تنوي الحجاب بالمختصر أنها تغيرت.. فماذا يجب أن يكون تصرفي بعد اكتشافي بعلاقتها السابقة؟؟ يجب أن أتركها أو ماذا أفعل؟؟ أريد جوابا فإنني حائر..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تأكدت من صدق توبتها فلا حرج من الارتباط بها, ولا يهمك تلك العلاقة التي تابت منها, فإن التوبة تَجُبُّ ما قبلها, والتائب من الذنب كمن لا ذنب له, بل إن التائب الصادق يكون أكثر التزاما, وأشد تمسكا, وأبعد عن المعاصي والذنوب من غيره وهذا في الغالب، نسأل الله أن يجعلنا من التائبين, وإذا خشيت من إساءة الظن بها أو كانت غيرتك شديدة بحيث لا تستطيع نسيان هذه العلاقة فلا ننصحك حينئذ بالارتباط بهذه الفتاة, مخافة أن لا تستقر حياتكما الزوجية بسبب هذه المسألة, علما بأن الخطبة مجرد وعد ولا يلزم الوفاء بها, بل لكل واحد من طرفيها فسخها, ولا يأثم بذلك, ولاسيما إن كان الفسخ لغرض صحيح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن لا تنجب وإخفاء أمرها عن الأهل
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الثاني 1427 / 18-05-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم ( تقدمت لخطبة فتاة وبعدها اعترفت لي أنها غير قادرة على الإنجاب نهائيا نتيجة حادث أصيبت به وهى صغيره وأنا أحب هذه الفتاة كثيرا وأحترمها كثيرا فهي فتاة متدينة ومحترمة وعلى خلق ومثال للزوجة الصالحة فكل من يعرفها يثني عليها وعلى أخلاقها وأريد أن أتزوجها بإذن الله لكن أهلي لو عرفوا هذا الموضوع سوف يمنعوننى من الزواج منها فهل هناك إثم علي لو أني أخفيت هذا الموضوع عنهم؟ وهل هناك إثم علي لو أني تزوجتها لأني سوف أمنع نفسي من الإنجاب نتيجة ظروفها فعندما أتزوجها لن أنجب أطفالا لأن ليس لها أي علاج إني أريد أن أعرف رأي الدين في هذه الحالة وهل مثل هذه الفتاة ليس لها الحق في أن تتزوج وتحب نتيجة ما حدث لها؟ فهذا قضاء الله وأنا وهي مقتنعان وراضيان به الحمد لله دائما على كل شيء أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك ولا حرج في الزواج من هذه الفتاة وإخفاء أمر عدم إنجابها على أهلك, وأمر الإنجاب بيد الله تعالى, فقد يبدل الله الحال ويرزقكم من حيث لم تحتسبوا.
وليس طلب الإنجاب واجبا عليك وإن أردت الأولاد بعد ذلك فيمكنك الزواج بثانية.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/132)
ـــــــــــــــــــ
حكم رد الخاطب بسبب اختلاف المذهب
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الثاني 1427 / 16-05-2006
السؤال
أنا شابة عمري 23 عاماً تقدم لخطبتي شاب ولكن والدي رفض مع أن ذلك الشاب من عائلة محترمة ومهندس ولا توجد به مشكلة سوى اختلاف المذاهب، مع أنهم لا يفرقون ولا يأبهون للتفرقة الطائفية ولا ذنب لهذا الشاب إلا المذهب، أريد حلاً لأن هذا الشاب يريد أن يتقدم مرة أخرى؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود بالاختلاف هو اختلاف المعتقد، فقد سبق الجواب عن زواج المرأة بالمخالف لها في الاعتقاد وذلك في الفتوى رقم: 1449 فلتراجع.
فإذا لم يكن من أهل البدع المكفرة فالزواج منه جائز؛ بل إذا كان كفؤاً مرضياً في دينه وخلقه فلا يجوز للولي رده، وللمرأة حينئذ أن ترفع أمرها إلى القاضي ليزوجها، كما في الفتوى رقم: 74027، هذا هو حكم المسألة في الجملة.
لكن في هذه القضية بالذات لا نستطيع أن نقول للسائلة: ارفعي أمرك إلى القاضي.... لأننا لا علم لنا بالسبب الذي جعل الوالد يرفض الزواج، ولا نسلم بأنه مجرد كون الشاب من طائفة مخالفة.
وعليه؛ فنقول للسائلة: إذا رفض والدك أن يزوجك منه فنرى أن تصرفي النظر عنه وتلجئي إلى الله عز وجل أن ييسر لك أمرك ويرزقك الرجل الصالح الذي يرضيك ويرضي ولي أمرك، فالغالب أن الوالد لا يرد من خطب عنده إلا لمبرر شرعي أو عادي.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... للأب رفض الخاطب لمبرر شرعي
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الثاني 1427 / 16-05-2006
السؤال
أنا شاب من العراق تقدمت لخطبة فتاة ولكن والدها رفض لاختلاف المذاهب علما أن والدها مقتنع بي لولا المذهب علما أنه نحن عائله مسلمة ولانأبه للتفريق الطائفي لأننا جميعا الإسلام ديننا والله ربنا والقران كتابنا ومحمد رسولنا ماذا أفعل وأنا أحب الفتاة وارغب بالزواج منها وأرغب بالتقدم للمرة الثانية والفتاه أيضا ترغب بالزواج بي ومقتنعة مع جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/133)
فقد سبق وأن بينا حكم زواج المرأة بمن يخالفها في المعتقد في الفتوى رقم: 1449، فلتراجع، كما ذكرنا أيضا في المسألة في جواب السؤال رقم: 74417 وأما السائل فإنه لا يملك إلا أن يحاول إقناع أبي الفتاة ويوسط من يقنعه فإذا لم يقتنع وكان لرفضه له ما يبرره شرعا, فليس أمامه إلا الانصراف عن هذه المرأة والبحث عن غيرها, ولا يجوز له الزواج بها بغير ولي، ولا يصح ذلك الزواج.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تزوج بها وتوكل على الله
تاريخ الفتوى : ... 15 ربيع الثاني 1427 / 14-05-2006
السؤال
سني 28سنة أريد الزواج من ابنة عمي التي عمرها 15 سنة والتي آنست منها دينا وخلقا وألفة ولكن بعض الناس اعترض على ذلك بشيئين أرجو منكم أن تجيبوني عليهما وتوضحوا لي مدى صحة ما قالوا
الأول: قولهم إنها لا تصلح للزواج في هذا السن يعنون من ناحية الإنجاب حيث إنهم يرون أن الأسلم للمرأة أن تنجب فوق ال17(أنا شخصيا لا أرى ذلك لأن الواقع يكذبه وخير مثال على ذلك كما قلت له جدتي وجدتك ونساء الأجيال السابقة فإنهن كن يتزوجن كذلك بل وقبله ولم نسمع أن إحداهن أصابها ضرر بسبب هذا الزواج المبكر)
الثاني: إنهم يقولون إنها أيضا لا تصلح لأنها غير ناضجة عقليا وهل إن كانت كذلك فهل يمكن معالجة هذا الأمر؟
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكر في السؤال لا يعد مانعا من الزواج وبنت عمك ما زالت في سن مبكر يمكنك توجيهها وتقويمها وإصلاح ما قد يكون عندها من عادات غير مرغوبة, فتزوج بها وتوكل على الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يتمسك بمن يريدها بالرغم من معارضة والديه
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الثاني 1427 / 09-05-2006
السؤال
أنا والحمد لله رجل ملتزم بديني ومحافظ على صلاتي، وقد نويت الزواج من فتاة مسلمة طالبة في كلية الصيدلة وهي أيضآ محافظة على دينها وأخلاقها على عكس أهلها، وقد أحببتها وأحبتني كثيرآ،إلى درجة أننا أصبحنا لانستطيع أن نفترق عن بعض, وقد واجهت معارضة شديدة على زواجي من هذه الفتاة من قبل الأهل(32/134)
والأصدقاء،علمآ أنهم غير معارضين على الفتاة ولكن السبب هو أخلاق أهلها، لا أريد أن أطيل عليكم.سؤالي؟
1-هل يقع علي إثم إذا بقيت من غير زواج لأنني لا أستطيع أن أتصور نفسي أنني أعيش مع غيرها.
2-هل يقع علي إثم إذا بقيت على اتصال معها عن طريق الهاتف فقط أسأل عن أحوالها،لأنها هي أيضآ ترفض أن ترتبط بغيري؟
أرجو أن تجيبوني على هذه الأسئلة جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أخي الكريم بأن تفكر في الأمر تفكيرا متأنيا- ولا تغلب عاطفتك- كيف سيكون تصرفك لو تزوجت هذه المرأة أو ماتت، هل كنت ستفكر في غيرها، وكذا إن قدر الله عليك شيئا فستبحث هي عن زوج غيرك ، فلا حاجة أخي الكريم إلى تعظيم القضية . فاجتهد في إقناع أهلك بهذا الزاوج وذكرهم بقول الله سبحانه وتعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الزمر:7 } فإن اقتنعوا فذلك المطلوب، وإلا فابحث لنفسك عن زوجة أخرى وسيعوضك الله عزوجل بطاعتك لوالديك خيرا، وإذا بقيت تنتظرها وأمنت على نفسك الفتنة والوقوع في المحرمات ، فلا إثم عليك ، أما إذا خشيت الفتنة أو الوقوع في المحرمات فيحرم عليك ترك الزواج مع قدرتك عليه ، وانظر الفتوى رقم: 3011 ، وتواصلك معها كتواصل أي أجنبي مع أي أجنبية ، فلا يجوز أن يكون إلا عند الحاجة المعتبرة شرعا وبالمعروف والحشمة وعدم الخضوع بالقول ، وما عدا ذلك فلا يجوز، ولا شك أن الكلام بينك وبينها لا ينطبق عليه شيء مما ذكر، فعليك أن تقطع العلاقة بها بتاتا حسما لمادة الفتنة وصيانة لأنفسكم من وساوس الشيطان وخطواته ، وفقك الله لما فيه خيرك في الدنيا والآخرة .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
عدم قبول الخاطب المكذب بالسنة
تاريخ الفتوى : ... 09 ربيع الثاني 1427 / 08-05-2006
السؤال
أخي في الله، تقدم شخص متدين لخطبة أختي غير أني احترت بين القبول والرفض وسبب حيرتي مأتاه أن ذلك الشخص عرف عنه في حين بأنه لا يعمل بالأحاديث القولية والفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول دائماً أنه يؤمن برسول الله، لكن لا يعمل بسنته معتقداً بأن القرآن الكريم لم يفرط في صغيرة أو كبيرة إلا وتطرق لها ليس من الضروري الالتجاء إلى الأحاديث النبوية التي تحوم حولها الشكوك فيما يتعلق بمصداقيتها، فهل يجوز لي إخبار أختي المتدينة بالأمر، وهل يحتم علي الشرع رفض هذا الشخص؟
الفتوى(32/135)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الرجل يرد السنة جملة وتفصيلاً فهو كافر قال الله جل جلاله: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:65}، وسبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 25570.
ومن ادعى أنه يعمل بالقرآن فقط ولا يعمل بالسنة فهو مناقض لنفسه لأنه كذب آيات القرآن التي فيها الأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والأمر بأخذ ما جاء به. ومن ادعى أنه لا يأخذ إلا بالقرآن فهو لا يمكن أن يعرف الصلاة ولا الزكاة ولا الحج، لأن تحديد الصلوات بخمس، وأعداد الركعات، وأن الفجر ركعتان, والعصر أربع، وأن نصاب الذهب كذا, ونصاب الفضة كذا، وأن أركان الحج كذا... إلخ، كل هذا في السنة، فرد السنة رد للدين وكفر بالله العظيم، وهو كافر بالقرآن وإن ادعى أنه مؤمن به، ولذا فعلى من يقول ذلك أن يتقى الله تعالى، فإن كان جاهلاً فليتعلم.
ومن كان هذا حاله من رد السنة فلا يجوز تزويجه، ويجب عليك أن تخبر أختك بحال هذا الرجل، وإن كنت أنت وليها وجب عليك أن تحول دون هذا الزواج، وأما من رد حديثاً ثابتاً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لشبهة قامت عنده أو تأويلٍ ونحو ذلك فليس بكافر، وينصح ويبين له وجه الحق، ولا مانع من تزويجه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
والده لا يريد أن تعمل زوجة ابنه
تاريخ الفتوى : ... 09 ربيع الثاني 1427 / 08-05-2006
السؤال
أنا شابة موظفة في إدارة حكومية أتى لخطبتي شخص له كل الصفات الحميدة والكمال لله وهو يعيش عند عمته التي ربته منذ ولادته فهي بمثابة والدته لكن المشكلة أن والده لا يريد زوجة ابنه أن تعمل على عكس ابنه وافق أنني أعمل فطلب من عائلتي أن لا يخبروا والده بالأمر ويتم العرس ونضعه عند الأمر الواقع فما حكمكم في ذلك مع العلم أنا وعائلتي رفضنا ذلك جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل الذي تقدم لك صاحب دين وخلق ، ورضي بعملك ، وكان عملك لا مفسدة فيه كالاختلاط أو الخلوة أو النظر المحرم ، فننصح بالقبول به ، وبعدم إخبار والده بعملك ، لأنه والحالة هذه لا سبب يدفع الأب لمنع ابنه من هذا الزواج ، ولكن نرى أن توجهوا النصح لهذا الرجل أن يخبر والده ويحاول إقناعه بالوضع ، ويبين له أنه لا مفسدة تخشى من عمل من يريد الزواج منها ، حتى لا يقدم الرجل على الزواج ثم يكون والده غاضبا عليه .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/136)
الفتوى : ... الاستخارة والاستشارة قبل الزواج
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1427 / 07-05-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي عن صلاة الاستخارة في الزواج فإني أرتبط بزميل لي في العمل منذ خمس سنين وطول هذه الفترة أستخير وقبل ثلاث سنوات بدأنا في شراء التزامات الزواج وفجأة توقفنا وأصبح يتحجج كل يوم بحجة يوم لا يستطيع ولا يعرف لماذا؟ ومرة أن أهلى لا يشبهونني شكلاً؟ وهكذا كل يوم هو في حال؟!!! وأنا مازلت أستخير وأشعر بالراحة معه وأرفض كل من يتقدم لي وهو يحبني ويريدني وأهله أيضاً ولكني لا أعرف لماذا التأخير؟ هل بإمكانكم نصيحتي وهو ذو خلق ودين ويخاف الله ولم يخطئ في حقي أبداً ويتعامل معي بما يرضي الله ورسوله، والحمد لله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستخارة والاستشارة مطلوبتان، وما دمت قد استخرت الله تعالى فينبغي أيضا أن تستشيري ثقة وتسأليه عن هذا الرجل، فإن أشار بخير واطمأنت نفسك إليه فلا مانع من قبوله زوجا ما دام ذا خلق ودين وله رغبة فيك ، أما لو رفض هو فلا حيلة لك لأن الأمر ليس بيدك ولا تغني عنك الاستخارة والاستشارة حينئذ شيئا ، وينبغي أن تقبلي بغيره زوجا حتى لا تحرمي الزواج بعد ذلك بسبب التأخر من أجل هذا الرجل الذي يظهر أنه لا يرغب فيك . وننبهك إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تخلو بخطيبها وتذهب معه وتجيئ لأنه أجنبي عنها، وقد تساهل الناس في هذا الأمر فتنبهي له، ولا يخدعنك الشيطان وعادات السوء .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
قناعة المرء بما رزقه الله من زوجة
تاريخ الفتوى : ... 02 ربيع الثاني 1427 / 01-05-2006
السؤال
أنا شاب أقدمت على خطبة فتاة وعقد قراني عليها في مدة لا تتجاوز عشرة أيام من غير حصول تعارف كاف لأن مجتمعنا منغلق ومحافظ لا يسمح بالتعارف المباشر وكان تعارفي بها مجرد نظرات عابرة من بعيد ......والآن بعد عقد القران وبعد مرتين من اللقاء ظهر لي أشياء لم أكن أعرف وجودها فيها مثل أن لديها أعمامها وأقاربها في مدينة أخرى وعاداتنا الاجتماعية تحتم الزيارات والتواصل وهذا ما لا أستطيعه لبعد المسافة ولضعفي وقلة حيلتي كما أني عفت فيها سمات خلقية كقبح وشذوذ اسنانها وهذا ما لم أكن أستطيع العلم به قبل الارتباط مع ضعف بنايتها وجسمها ...الخلاصة أني بعد اللقاءين شعرت بالصدود تجاهها وأنا الآن في ضغط نفسي لا أدري ما أفعل حيث استمر لدى هذا الشعور من النفور والتردد في إتمام الزفاف من عدمه إلى كتابة هذه الرسالة كما أن مجتمعنا محافظ ولم أستطع(32/137)
مصارحة أبي وأمي بهذا النفور والصدود لأني متأخر في سن الزواج فعمري حوالي 36 سنة وعرضا سابقا علي الزواج من قريبات ورفضت ....ثم اخترت بنفسي ويا ليتني أحسنت الاختيار أو رضيت به أو طابت نفسي له مع العلم أن الفتاة ذات خلق حسن حسب الأقوال ولكنها ليست ملتزمة دينيا بشكل تام فهي ليست منقبة ولها اهتمام بالتصوير في أمور الزفاف .......المهم أنى الآن أعافها هل يصح أن أقدم على الزواج بهذه النفسية غير المنشرحة وغير المتقبلة للزوجة أم أطلق وأفارق .......أمران أحلاهما مر ..... ففي مجتمعنا سيؤدى ذلك إلى أذى نفسي للفتاة وأهلها كما سينغص على والدي اللذين ارتاحت أنفسهما لإقدامي وقبولي على الزواج .....هل أضحى بسعادتي أول الزواج عسى أن تتغير الأمور بعد الزواج وتنشرح النفوس أم أحجم أرجو النصح والدعاء وبشكل عاجل ........................ ولكم خالص الشكر والتقدير والآن بعد مرور 6شهور على الزواج لم يتغير شعوري بل إني أصبحت كئيبا كما أن زواجي أحدث أثرا عكسيا فبدلا من أن يساعدني على غض البصر
أصبحت أطلق بصري إلى النساء وأقارن بين زوجتي والنساء مع العلم أني قبل الارتباط كنت أغض بصري، إلا أني قد فرضت عليها النقاب ورضيت بها وكما أنها تحافظ على الصلاة إلا أن الجانب الديني والأخلاقي فيها لم يعد يقنعني فهناك الكثيرات أفضل منها دينا وجمالا وهذا ما بدأت أراه، الخلاصة أني دخلت في حالة من الاستغراق في التفكير في هذا الزواج والمراجعة لما حصل معي وإني لو كنت فعلت كذا أو كذا ، وأصبح هذا الأمر وسواسا مسيطرا علي مما أدى إلى عدم خشوعي وإلى استغراق هذا الأمر لعقلي فضعف ذكرى لله وزاد قلقلي مما أدى إلى أثر سلبي على مجمل حياتي فلم يعد لدي حافز ولا طموح لتطوير حياتي أخوكم في الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي الكريم أن القناعة كنزٌ لا يفنى، فاقنع بما رزقك الله تعالى من مالٍ وزوجةٍ وغير ذلك، ولا تتطلع إلى ما في أيدي الناس، واعلم أن نظرك إلى النساء محرم، سواء كنت متزوجاً أم غير متزوج، وسواء كنت متزوجاً بجميلة أو قبيحة، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} .
ولا نرى ما ذكرت من كلام سبباً يدفع إلى تطليق زوجتك، ولكن إن كنت قادراً على النفقة فلا مانع من الزواج بأخرى مع العدل بين الزوجتين، ولكن إن رأيت في إبقاء زوجتك ظلماً لها لأنك لن تقوم بحقوقها ونحو ذلك فلا حرج في تطليقها، مع تذكيرنا لك بأن الطلاق ينبغي أن يكون آخر الحلول وقد بينا في الفتوى رقم:38197، أنه لا يلجأ إلى الطلاق إلا بعد فشل الحلول كلها، ولمعرفة حكم الطلاق يرجى مراجعة الفتوى رقم:72603، والفتوى رقم: 12963 .
ونذكرك أخي الكريم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقا رضي منها آخر. كما في صحيح مسلم, ومعنى لا يفرك لا يبغض(32/138)
ويكره. وهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للأزواج أن لا ينظروا إلى المساوئ فقط ويغفلوا عن المحاسن ، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 4580 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الكفاءة المعتبرة في النكاح
تاريخ الفتوى : ... 01 ربيع الثاني 1427 / 30-04-2006
السؤال
لي صديق عزيز لديه مشكلة وهي تتعلق بأختة البالغة من العمر 32 عاما حيث إنها خدعت في غفلة من أهلها بشاب من جيرانها وحدث أن حملت منه وأنجبت طفلا هو اليوم في السابعة من عمره وذلك في حياة والدها المتوفى قبل 3 سنوات، وتمت محاسبة الشاب وهو في السجن اليوم بعد إدانته بانتهاك العار والسرقة أيضا ، المشكلة اليوم أن هناك شابا تقدم للزواج من هذة الفتاة وهو أصغر سنا منها ب 9 سنوات وتعرف عليها من خلال مهنتة كسائق تاكسي حيث تستخدمه العائلة لذلك ، حاليا الأم والأخ وكافة أفراد الأسرة ترفض هذا الزواج للأسباب المتقدمة وأيضا لعدم أهلية المتقدم، بينما البنت تصر على الموافقة، نرجو إفادتكم هل تتم الموافقة بالزواج علما بأن المتقدم طامع في مال الفتاة وهي من أسرة غنية وتكبره ب 9 سنوات، وكيف يمكن منع الفتاة من الزواج بهذا الشاب الذي يعلم بماضي الفتاة لكونه يعيش في نفس الحي . وهل يجوز استخدام القوة والاستعانة بالجهات الأمنية في التبليغ عن هذا الشاب لكونه مستمرا في توصيل الفتاة رغم رفض أهلها لذلك، وكيف يمكن إقناع الفتاة بالعدول عن هذا الزواج، وكيف يمكن ترتيب حياتها فيما بعد ؟
نرجو استلام فتواكم في ذلك، ولكم جزيل الأجر والثواب .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لأهل الفتاة المذكورة الحرص على زواجها وإعفافها ، فمتى تقدم لها كفء فلا يجوز لهم منعها من الزواج به ، والمبادرة بتزويجها ، لا سيما وأنها في هذا السن المتأخر ، ولا يشترط كفاءته لها في غير الدين ، وتراجع الفتوى رقم : 19166 ، فلا يضر كونه سائقا وهي ذات مال ،
وكونها أكبر منه سنا لا يؤثر في الزواج بها ، وأما الظن بالشاب أنه طامع في مالها ، فلا يعدو عن كونه ظنا ، والظن لا يغني من الحق شيئا ، ولا يبرر رفض الشاب ، فالفتاة عاقلة رشيدة ولها حرية التصرف في مالها فلو وهبت الشاب مالها قبل الزواج لما كان لأحد منعها من ذلك ، فكيف تمنع من الزواج به لهذا .
وعلى الشاب أن يتأكد من توبتها من الزنا ، وذلك للخلاف في صحة الزواج بالزانية ، وينبغي له أن تكون نيته إحصان نفسه وإعفاف تلك المرأة ، وأن لا يكون نيته مالها ، وعلى الفتاة أن تتوب إلى الله ، ولا يجوز لها الركوب مع الشاب دون محرم(32/139)
، وإذا لم يرض أولياؤها بتزويجها من هذا الشاب إن كان كفؤا فلها الحق في رفع قضيتها إلى القاضي ليزوجها .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الارتباط بشخص أحد والديه على غير مذهب أهل السنة
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الأول 1427 / 24-04-2006
السؤال
لي صديقة وفقها الله وجاء شاب يطلب يدها. ولكن هناك مشكلة أن أحد والدي الشاب لا أذكر بالضبط إما الأب أو الأم ليس سنيا بل شيعيا، وّإذا كان كلا الطرفين أو من طرف واحد، مع العلم إن الفتاة سنية فأفتوني- وهو عاجل - هل يجوز الزواج من هذا الشاب أم لا؟ ولكن الشاب أكد للفتاة ووالديها بأنه سني ولا يتبع الشيعة من أي من نواحيها ؟
وجزاكم الله خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج من زواج الفتاة بهذا الشاب ولا سيما إذا كان صاحب دين وخلق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . رواه الترمذي .
وأما عن حكم زواج المرأة من مخالف لها في الاعتقاد فتراجع الفتوى رقم : 1449 .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تطيع والدها إذا أراد فسخ خطبتها وتزويجها من آخر
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الأول 1427 / 17-04-2006
السؤال
فضيلة الشيخ أنا فتاة في سن الزواج وقد تقدم لي شاب من حوالي عام وقد وافقنا عليه ووافق والدي عليه أيضاً، ولكن طلبنا منه تأخير الإجراءات من كتب كتاب وزواج حتى أنهي دراستي الجامعية وهو ينتظرني حتى أنهي الدراسة، ولكن الآن والدي يريد أن يزوجني بشاب غيره ليس أفضل منه لا ديناً ولا خلقاً بعد أن التزمنا بكلمة مع ذلك الشاب الذي ارتضينا دينه وخلقه وأنا صراحة لا أريد إلا الزواج بمن خطبني أولاً ووافقنا عليه، فما عساي أن أفعل الآن، وهل علي طاعة أمر والدي في هذا الأمر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الإجابة على السؤال نذكر هذه المقدمات:(32/140)
- تحرم الخطبة على خطبة المسلم بعد ركون الفتاة ووليها إلى الأول، وتقدم في ذلك الفتوى رقم: 25922.
- فسخ الخطبة جائز من الولي ومن الفتاة، ولكن ينبغي الوفاء بها ديانة إذا لم يكن هناك سبب شرعي يدعو إلى الفسخ.
- ليس للولي أن يمنع الفتاة من الزواج بالكفء.
- لا يجب على الفتاة طاعة والدها في أمر زواجها بمن لا ترضاه، وسبق في الفتوى رقم: 31582 أنه لا يحق للولي أن يجبر الفتاة على الزواج من رجل غير راغبة فيه.
- الزواج بغير ولي باطل، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 5855.
وعليه نقول يجب على الخاطب الثاني أن يتقي الله ولا يخطب مخطوبة الغير، ما لم يدع الخطبة، وينبغي للوالد أن يفي بوعده للخاطب الأول لا سيما وأنه قد ركن وانتظر، ولا يجوز للوالد إجبار ابنته على نكاح من لا ترضاه، أما الفتاة فينبغي لها أن تسعى في إقناع والدها بالشاب الأول الذي ركنت إليه وتراه أفضل، فإذا أصر والدها على تزويجها بالثاني، فننصحها بطاعته، فلعل الله أن يجعل لها الخير فيه جزاء طاعتها لوالدها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما يفعله من أبت أمه زواجه بمن عاهدها على الزواج
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الأول 1427 / 17-04-2006
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 34 عاما تعرفت على فتاة وأحبها وتحبني وقد أعطى كل واحد للآخر العهد على ألا يتزوج غير الآخر وقد مضى على هذا تقريبا عامان 2 و في تلك الفترة جاء 3 رجال إلى تلك الفتاة ليتزوجوا بها ورفضتهم على أن توفي بعهدها لي . فلما أخبرت أنا أمي بالأمر رفضت وقالت لن أقبل أن تتزوج بتلك الفتاة بدون أي مبرر ماعدا أنها أن تلك الفتاة من قبيلة ونحن من قبيلة أخرى فماذا أفعل أفيدوني رحمكم الله هل أوفي بوعدي وأتزوج بتلك الفتاة ، أم أتبع ما قالته لي أمي ؟ مع العلم أني قد خطبتها من أمها دون علم والدتي بالأمر أنا في حيرة أجيبوني ؟
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاجتهد في إقناع أمك بالأمر حتى لا تقدم على هذا الزواج إلا وهي راضية ، وبين لها أن كون المرأة من قبيلة أخرى لا يستدعي رفضها وعدم قبول الزواج منها فإن أصرت على رأيها بعد ذلك فهل يلزم طاعتها أم لا ؟ سبق جواب ذلك في الفتوى رقم : 71134 .(32/141)
وأما عن معاهدة هذه المرأة على الزواج مع اعتراض أمك فانظر خاتمة الفتوى رقم : 54225 ، وكذا الفتوى رقم : 57942 ، ففيهما جواب ما سألت ، وفقك الله لمرضاته .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
يعمل في محل تقدم فيه الخمور.. هل تقبله زوجا
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الأول 1427 / 16-04-2006
السؤال
أنا فتاة فى الخامسة والعشرين من عمري تم خطبتي على إنسان محترم ذي خلق، ولكن المشكلة يا شيخنا أنه يعمل فى محل تقدم فيه الخمور لقد قام بالبحث الكثير عن عمل آخر، ولكنه لا يجد فموعد زواجنا قد اقترب، فأنا لا أرضى بهذا العمل وقلت له إنني لن أتزوجك وأنت بهذا العمل اتركه أولا فقال لي ومن أين نعيش وأنا قد بحثت عن عمل كثير، فماذا أفعل هل أتركه، ولكننى أرتاح له وأحس أن هذا الإنسان سيصونني ويحافظ علي أم أتزوجه على هذا وأنني إذا تزوجته فأنا آخذ معه نفس الوزر وأنه يحضر لي بعض الهدايا من هذه النقود، فماذا أفعل، أنا أريد الحلال ولا أريد أن أبدأ حياتي بالحرام، فأنا والحمد الله على خلق وأخاف الله جداً، فأفيدوني أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان عمله لا علاقة له بالخمر لا بيعاً ولا عرضاً ولا إعانة، فلا يحرم عليه العمل في تلك الشركة أو المحل، وما يحصل عليه من أجرة فهي حلال، ويجوز له أن ينفق عليكم من ذلك المرتب، وإن كان يباشر بيع الخمر أو عرضه أو الإعانة عليه فيحرم عليه العمل في ذلك المكان، وما يحصل عليه من أجرة مال خبيث لا يجوز له الانتفاع به، ولا يجوز لك قبول النفقة أو الهدية منه، وتفصيل ذلك في الفتوى رقم: 72614.
وكلامنا هذا إذا كان جميع دخله من الحرام، أما إذا كان له سبب رزق حلال يحصل منه على مال فيكون ممن اختلط ماله، وهذا سبق بيان حكم التعامل معه في الفتوى رقم: 6880، والفتوى رقم: 71592 فلتراجع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تُرَد الفتاة لعدم تعلم والديها
تاريخ الفتوى : ... 14 ربيع الأول 1427 / 13-04-2006
السؤال
أنا طالب بالسنة النهائية لكلية الطب أبلغ من السن 22 عاما، أحب زميلة لي في نفس سنتي الدراسية، تعرفت عليها عند التحاقي بالكلية، اعترض أهلي كثيرا عند(32/142)
طلبي الارتباط بها، ونزولا على رأيهم انفصلت عنها منذ السنة الثالثة من الدراسة، والآن هي تنتظرني وأنا لا أستطيع الابتعاد عنها لأني أحبها، اعتراض أهلي أن أهلها غير متعلمين أفيدوني أفادكم الله، هل هذا يمنع زواجي بها؟
أبي وأمي أساتذة بالجامعة، قامت أمي كثيرا بمحاولة إبعادي عنها و نزلت على رغبتها وابتعدت، والآن نحن في سنتنا النهائية وأطلب من الله أن يعينني على الارتباط بها، هل في ذلك عائق؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تمكنت يا أخي من إقناع والديك بالسماح لك بالزواج بهذه المرأة فهو الأفضل والأحسن حتى تجمع بين طاعة والديك والزواج بمن تحب، وليس في عدم تعلم والدي الفتاة عيب تستحق الفتاة أن ترد به، وأما إذا أصر والداك على رأيهما فتجب طاعتهما، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 6563، والفتوى رقم: 17763.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الإلحاح على الوالدين للموافقة على الزواج بمن يريد
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الأول 1427 / 11-04-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها العلماء الكرام جزاكم الله عنا خير الجزاء لما تقدموه لنا من العلم وبعد إذن حضرتكم لدي سؤال ،
أنا على علاقة مع بنت عمتي ولكن تواجهنا الأمور وأنا على علاقة شديدة بها ولكن والدي رافضان زواجي منها تماما ولا أدري لماذا وفي يوم ما استيقظت من نومي على أذان الفجر فقمت إلى الصلاة وأنا في صلاة دعوت الله ان يهديها وان يجعلها زوجة لي صالحة وأن يجعلها من نصيبي بعد الصلاة أخذتني سنة من النوم فرأيت في نومي أن بنت عمتي ووالدتي وأختها في شجار مع بعضهم البعض ولا أدري أهذا الذي رأيته رؤية من الله أم حلم من الشيطان وأنا أريد أن أتزوجها وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت بنت عمتك مقبولة في دينها وخلقها فاجتهد في إقناع الأسرتين أعني أسرتك وأسرتها بهذا الزواج ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الزوجة الصالحة، وأما بشأن الرؤية فنعتذر عن تفسيرها لأنه لا يوجد لدينا مختص بذلك، ويراجع الجواب رقم: 936.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/143)
العلاقة المحرمة عبر وسائل الاتصال
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الأول 1427 / 11-04-2006
السؤال
أنا في حاجة إليكم.
تعرفت على شاب من السعودية إلى حد الآن سنة من أول يوم للتعارف ولم يتعد هذا إلى مكالمات بالهاتف وعدني بالمجيء. ولكنه دائما يجد الأعذار تعلقت به أريد أن أكون زوجته وهو كذلك لذلك صليت صلاة الاستخارة وحلمت بأني في مكان واسع أحسست أني محبوسة في ذلك المكان أحسست بالخوف أردت الهروب وفعلا تمكنت من ذلك وعندما خرجت كنت شبه عارية وفي الخارج كان المطر ينزل هممت بالهروب تحت المطر ولكن وجدت امرأة في جوار المنزل فأعطتني لحافا لأحمي نفسي فأخذت اللحاف وركضت تحت المطر الغزير أحسست وكأني تخلصت من خطر وعند الهروب رن علي على الهاتف أحسست وكأنه هو من كان يحبسني ولم أفتح الخط وهربت.
أرجو تفسير هذا مع العلم أنه أتعبني نشكه لي ويقول عندما يعتذر أن ذلك بسبب البعد.
شكرا وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق والسعادة في الدارين ولتعلمي أن الإسلام حرم علاقة المرأة برجل أجنبي عنها إلا إذا كان ذلك في ظل الزواج الشرعي.
ومن المنكرات الشائعة في هذا العصر بين الشباب تكوين العلاقات والاتصالات المحرمة عبر وسائل الاتصال, ولهذا فإن عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب لأنها علاقة محرمة وربما تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فإن كان يريد الزواج منك حقيقة فليتقدم لأهلك مباشرة وينفذ ما يريد.
ونرجو أن تطلعي على الفتويين:66415، 11507، وما أحيل عليه فيهما.
وبخصوص الرؤيا التي ذكرت فإننا نعتذر عن تفسيرها, وبإمكانك أن تسألي عنها أهل الاختصاص. فهذا الموقع خاص بالرد على الأسئلة الشرعية، وبإمكانك أن تعيدي صلاة الاستخارة مرة أو مرات، وما تفعلي بعد ذلك ففيه لك الخير إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج ممن يعمل في بنك ربوي
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الأول 1427 / 11-04-2006
السؤال
أخي الشيخ
سأدخل في الموضوع مباشرة:(32/144)
أنا فتاه في ال24 من العمر، على قدر متواضع من الجمال، كرمني الله عز وجل بنعمة العقل فدخلت مدارس المتفوقين وحصلت علامات جيدة ودرست تخصص الهندسة الكهربائية والحمد لله أبدعت فيه وتخرجت بمعدل جيد جدا والآن أعمل في الجامعة حيث أدرس الطلاب. من ناحية الدين الحمد لله أنا محجبة وألبس لبسا طويلا ومحتشما و أصلي وأقرأ القرآن وأحفظ منه ودائما فاتحة على مواقع الإسلامية ومواقع الدعوة والدعاة حيث أجد نفسي في تلك المواقع وأتعلم أمورا وأنشرها عن طريق الإيميلات.
قبل فترة تقدم لخطبتي شاب كان قد رآني في الجامعة وأعجب بي حيث إن سمعتي والحمد لله طيبة بين الجميع، مواصفاته كلها كانت جيدة من حيث العمر والتعليم والالتزام إلا في موضوع العمل حيث إنه يعمل في بنك هو مدير فرع.
طرحت الموضوع على أهلي وتشجعوا كثيرا لأنه-الحمد لله على كل حال- لا يأتيني خطاب كثير وإنني لست جميلة جدا وعمري متقدم وأنهم يريدون أن يزوجوني لأني الكبيرة إلى آخره. عندما لاحظت فرحة أهلي قررت أن أوافق فرضى الله من رضى الوالدين وبدأت أصلي الاستخارة على نية التوفيق. كل مرة أصلي الاستخارة أشعر بعدم الراحة وغصة في القلب لماذا؟ لأنه يعمل في البنك وليس أي بنك بل بنك ربوي المهم زارني هذا الشاب وتكلمت معه وقلت له إن عمله كله حرام وإن هذا هو اعتراضي الوحيد، جاوبني بأنه حاول ينتقل على بنوك ثانية وما قدر ويريد تشجيع من شخص قريب عليه..... وطبعا يقصدني أنا. المهم قررت أني أرفض
فكل ما أصلي الاستخارة أو أسمع القرآن أبدأ بالبكاء ولم أعد آكل ولا أنام لمدة أسبوع. ذهبت إلى والدي وقلت له إن هذا الشاب يعمل في بنك ربوي وإنني غير مرتاحة للارتباط به فأنهالت علي أكوام من البهادل والشتائم وإنني كل حياتي غلط بغلط ولأنه أحسن لي آخذ واحدا له لحية ومتزوج ثلاثة وأنا الرابعة وما إلى ذلك ثم أصابته حاله من ضيق التنفس و الانهيار (شبه أعراض الجلطة) لحظتها كدت أن أنهار عندما شاهدت والدي على هذه الحالة واضطررت تحت الضغط والإلحاح للموافقة. بالرغم من ذلك بقيت أبكي ولم أكن سعيدة أبدا فكل ما اتخيل أنني سأرتبط به أشعر كما لو أن هنالك حبلا ملفوفا حول رقبتي يكاد يخنقني وبقيت أستغفر الله وأدعو"من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" . البارحة كان موعد الاتفاق على تفاصيل الطلبة والجاهة وما إلى ذلك، طبعا حالتي النفسية كانت سيئة للغاية أتى إلينا خالي وهو شخص متحضر للغاية حتى والدي شخص
دبلوماسي ومتحضر جدا ولكني لا أعلم لماذا كل هذا النكد؟ المهم سألوني ما الذي أريده وعلى ماذا يتفقون مع الناس؟ عندها أصابتني حالة من البكاء الصامت أي أن دموعي تنهمر وأنا جالسة بلا حراك وقلت لهم مثلما تريدون اطلبوا ايش ما بدكم أنا سأتزوجه لأجلكم وانا غير سعيدة ولا مبسوطة المهم بالطول بالعرض انتهت القصة امبارح دون دخول بتفاصيل أكثر. ما أريد الاستفسار عنه/:
- هل تصرفي كان صحيحا؟
- كيف تقييمك لتصرف أهلي وهل يأثمون على استهزائهم؟(32/145)
-هل أنا فتاة معقدة لأنني لم أصاحب ولم أخرج مع شباب ولا أعطي أحدا منهم عينا وأوازن الأمور كلها بمنظور الحلال والحرام.
-هل وصلنا للزمن الذي يتقي فيه الله يكون(( أهبل وعبيط وبده يغضب أهله)) أرجو منكم النصح والإرشاد والدعوة لأهلي وإخواني فأمي الوحيدة الملتزمة بالصلاة والباقي لا. وكلما أحاول أشجعهم يبقون يستهزئون علي وكأني فتاة صغيرة.
وأرجو أن تدعو لي أن يهبني الله زوجا صالحا تقيا نقيا أجد فيه حلاوة ديني ودنياي واعتذر عن الإطالة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لأختنا الثبات على تمسكها بحجابها، وتحريها للحلال والحرام، فيما تأتي وتذر، وأن يثيبها على ما تقوم به من جهود في مجال الدعوة إلى الله.
وأما عن زواجها بهذا الشاب الذي يعمل في بنك ربوي، فإن العمل في بنك ربوي لا يجوز، وسبق بيانه في الفتوى رقم:7011، 25004، فكان الأولى أن تشترط عليه ترك هذه العمل، ولكن إذا كان الأمر ليس بيدها، وأجبرت عليه، فلا حرج عليها من الزواج به، وعليها أن تناصحه بترك هذا العمل، وأن تبين له حرمته وحرمة هذا المال الحاصل، وضرره عليه في دينه وآخرته، وعليها أن تتجنب الأكل من هذا المال المحرم، وتراجع الفتوى رقم: 6880.
وأما الاستهزاء بها من أجل تدينها، ونظرها للأمور من منظور الشرع، فهذا ذنب كبير، وقد يصل إلى حد الكفر والعياذ بالله وسبق بيانه في الفتوى رقم: 26193.
ونحن في هذا الزمان الذي ذكرته الأخت، وما ذلك إلا لغربة هذا الدين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه مسلم وغيره.
جعلنا الله وإياك منهم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تستمر مع زوجها غير الملتزم
تاريخ الفتوى : ... 11 ربيع الأول 1427 / 10-04-2006
السؤال
أنا بنت مكتوب كتابي لزوج غير ملتزم ولكن اتفقنا على حياة ترضي الله ولكن هذه الأيام يحدث بيننا مشاجرات بسبب اختلافنا علي أمور دينية مثل الفرح فأهله يريدونه فرح بغناء واختلاط وهو يقول إنه حائر بيني وبين أهله أشعر بالخوف هل أستمر معه أم أظل في حالة شجار وفي النهاية لا أنفذ أي شيء حرام. لكن أنا لا أدري ماذا سيحدث ؟ هل أطلب الانفصال أم أستمر مع العلم أنه صعب على نفسيتي الانفصال لكن إذا كان هذا مايرضي الله سأقوم به ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(32/146)
فإن كان هذا الشاب محافظا على الواجبات كالصلاة والصيام ومجتنبا لكبائر الذنوب فلا ننصح بالابتعاد عنه ، وما عنده من نقص وتقصير فكوني عونا له على تداركه والتوبة منه ، ولا يجوز له أن يوافق أهله على أن يكون في الحفل الغناء المحرم والموسيقى غير الدف ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وانظري الفتوى رقم : 35466 ، والفتوى رقم : 1094 ، والفتوى رقم : 69978 .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الطريق الأمثل لاختيار الزوجة الصالحة
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الأول 1427 / 02-04-2006
السؤال
هل يجوز الذهاب إلى صالات الأعراس التي أصبحت مكانا لانتقاء عروس المستقبل ؟ علما بأنها للنساء فقط وفيها معازف ؟
ولكم جزيل الشكر .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجال الذهاب إلى صالات الأعراس الخاصة بالنساء؛ لما في ذلك من الاختلاط بالنساء الأجنبيات والتعرض للفتنة والفساد ، ويزداد الأمر منعا إذا كان فيها معازف ومزامير ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة ، مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة . صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير .
ولا يبرر الحضور إلى هذه الأماكن المحرمة كون الشخص يريد الحصول على زوجة، فهذا ليس الطريق الأمثل لاختيار الزوجة الصالحة التي حث الشرع على طلبها ، فبإمكان الشاب أن يوكل اختيار زوجته لبعض قريباته الصالحات اللواتي يعرفن مجتمع النساء، أو غير ذلك من الوسائل المشروعة بدلا من الذهاب إلى أماكن الفساد ، ثم بعد أن تحدد له قريبته امرأة يذهب هو ينظر إليها في عدم خلوة ، وانظر مزيد من الفائدة عن ذلك في الفتوى رقم : 28893 .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يزوج من يفعل المنكر ويرضى به
تاريخ الفتوى : ... 25 صفر 1427 / 26-03-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ، ما حكم من أراد الزواج من أختي ومن صفاته يأخذ أهله لأماكن عامة وفيها يشربون الشيشة وهم (كاشفين الوجه فقط)، وأيضاً عنده أخته متزوجة(32/147)
من رجل يجعلها تجلس مع الرجال وهو كأخ لها لا يمانع، أنا في حيرة أبي موافق وأمي، أنا سعودي من قبائل المملكة، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن من كان هذا حاله فترك تزويجه هو الأفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
ولكن إن عجزت عن إقناع والدك وأختك برفضه، فاقنع أختك بالتمسك بالأخلاق الفاضلة، وحرمة الاختلاط بالأجانب، وبحرمة نظرها إليهم ونظرهم إليها، وأنه لا يجوز لها طاعة زوجها في معصية خالقها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج بمن يعمل في محل تقدم فيه الخمور
تاريخ الفتوى : ... 18 صفر 1427 / 19-03-2006
السؤال
أنا أريد أن أسأل سؤالا بالنسبة لخطيبي فهو حالياً يبدأ في افتتاح كوافير رجالي، فهل هذا حرام أم حلال، أنا أريد أن أعرف الإجابة، وهو حالياً يعمل في مكان يقدم فيه خمور، فهل هذا حرام؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعمل في محل كوافير رجالي جائز من حيث الأصل، وقد تقدمت لنا فتوى في شروط جواز فتح صالون حلاقة للرجال نرجو مراجعتها بالرقم: 11093.
أما العمل في محل تقدم فيه الخمور ففيه تفصيل، فإذا كان خطيبك هذا يباشر بيع الخمر أو تقديمه فإن عمله محرم شرعاً، وما اكتسبه من وراء ذلك من مال فهو مال خبيث يجب عليه أن يتخلص منه بصرفه في مصالح المسلمين العامة، وفي الحديث: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحموله إليه. رواه أبو داود.
أما إذا لم يكن يقدم الخمر ولا يباشره وإنما يعمل في مجال آخر مباح فعمله جائز، وينبغي له أن يبحث عن عمل آخر لا توجد فيه مثل هذه المنكرات، هذا وينبغي أن تعلم السائلة أن معيار قبول الشخص زوجاً هو الدين والورع عن المحرمات، لحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي، ومن يعمل في المحرمات أو يغشى أماكنها غير مرضي الدين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا حرج في تزوج هذه المرأة مع إمساك الأولى(32/148)
تاريخ الفتوى : ... 12 صفر 1427 / 13-03-2006
السؤال
أخي في الإسلام سأطرح سؤالي وإن شاءالله أجد الإجابة عندكم، أنا شاب ومتزوج والحمد لله وعندي أولاد والحمد لله ، قبل أن أتزوج من زوجتي كانت لي علاقة مع فتاة وكانت علاقاتنا يداخلها الشك وكانت مصدر أعين الناس لما كان لها من أثر قوي علينا نحن الاثنان في الالتزام والحج، وكانت هي الفتاة التي أبحث عنها ولكن لدخول الأهل لم تدم طويلاً لأنني بادرت بالتقدم بالزواج منها ولكن أهلها رفضوا الزواج وكانت الأعذار مادية وتقدمت مرتين وكانت نفس النتيجة ولأني لا أريد الحرام فقررت أن نفترق وبعدها تزوجت ولكن وجدت الفرق بينها وبين زوجتي الحالية وهي فروق كبيرة من جميع الأشياء، أهم اهتماماتها الناس ونظرتهم لنا وغيرها من الأشياء التي تنفرني منها وأهمها عدم الاحترام لي أمام الناس،المهم مرت السنوات وبدأت زوجتي وكأنها شيء من الماضي وتخيلت أنها ماتت مع العلم أنني ضحيت من أجلها وتغربت إلى بلدها وبلا تقدير وشاء القدر أن نلتقي أنا والفتاة صاحبة القصة بصدفة وهي من أحلى الصدف والغريب أنني وجدتها غير متزوجة مع العلم أنها لا ينقصها من المال ولا الجمال ولا المنصب أي شيء ولكن أنا النقص الوحيد في حياتها وزادتها فترة الفراق 5 سنوات تمسكا بالله ولله الحمد وهنا حصل عندي المقارنة ما بينهما والآن أنا محتار هل أتزوجها ؟ أم أطلق الأولى لأن هذه الفكرة التي تراودني من قبل ما ألتقي بالفتاة الأولى ؟
أفيدوني أفادكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالاستخارة أولاً فيما تنوي الإقدام عليه ، ونشير عليك بأن تتزوج هذه المرأة التي أحببتها والتي تتصف بصفة الدين بحسب وصفك إن أمكن ذلك ، كما ننصحك بعدم طلاق زوجتك الأولى التي رزقك الله منها الأبناء ، لعل الله أن يهديها ، ولأجل الأولاد الذين ستكون خسارتهم كبيرة بطلاق أمهم ، وننبهك على وجوب قطع العلاقة مع المرأة الأجنبية والابتعاد عنها حتى تتزوجها لما في الاتصال بها ومخالطتها من مدخل للشيطان. وفي الحديث : ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء . رواه البخاري ومسلم ، وعند مسلم : فاتقوا الدنيا واتقوا النساء .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طاعة الوالدين في عدم الزواج من رجل بعينه
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1427 / 06-03-2006
السؤال
أنا فتاة من المغرب لدي مشكلة معقدة وقد تبدو لك غريبة لكن أرجو من الله أن أجد النصح السديد لديك ..لكن أستحلفك بالله أن تهتم بما ستقرأ فو الله إني صادقة في كل ما سأقول(32/149)
كنت سيئة السلوك لا أحسب حسابا لكلامي ولا لأفعالي... عن غير قصد .. رغم أني متحجبة وأصلي ولا أسيئ إلى أحد أبدا ..أول ما جنيت من هذا السلوك أني فقدت عذريتي ..لم يعلم أحد بهذا الأمر إلى يومنا هذا ..تقدم لي بعدها شبان كثر ولم أستطع القبول خوفا من ان يكشف أمري ..إلى أن التقيت شابا على خلق ودين كبيرين جدا جدا غير حياتي كلها كان لي نعم الصديق أطلعني على عيوبي وساعدني على إصلاحها أعادني إلى طريق الصواب ... تشجعت وحكيت له عن أمري ..التمس لي الأعذار وقبل بوضعي وتقدم لي خاطبا لكن أهلي رفضوه بشدة وخاصة أمي والسبب أنه معاق ويمشي بكرسي متحرك ..بعدما تعرض لحادث سيارة أفقده حتى رجولته فلم يعد قادرا على ممارسة غريزته مع المرأة بشكل طبيعي الشيء الذي سيمنعه أيضا من الإنجاب.. كما أنه شرح لي هو شخصيا أنه لا يتحكم في الأخبثين بل إنه يستعمل أجهزة طبية لمنع التسرب إلى الخارج ..أما باقي حياته فإنه يمارسها بشكل طبيعي جدا بل إنه يتحرك أكثر من أي شخص طبيعي ... لم أكن مهتمة بإعاقته وكنت متمسكة به إلى أقصى حد إلى أن علمت بوضعه الصحي فأصبحت عندي بعض التخوفات من أن لا أستطيع التحمل إن أنا تزوجته ...احتار أمري والله ما عدت أعرف كيف أتصرف.. لقد كان له فضل كبير علي. كما أني أحببته وما زلت أحبه إلى درجة لا تصدق... نظرت إلى المسالة نظرة دينية وليس دنيوية.... فماذا أفعل هل أتزوجه وأستحمل وضعه رغم ما سيترتب على ذلك من مشاكل مع أهلي لكنه سيسترني من أمر لا يعلمه أهلي أم أتراجع إلى أن تفرج من الله عز وجل
أرجو من الله أن أجد لديكم الجواب الذي ينقذني من الوقوع في الإثم أو المعصية سواء مع أمي أو مع هذا الشخص الذي قطعت معه وعدا أن أفعل المستحيل لكي توافق أسرتي عليه
جزاكم الله عني كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك إن قصدت القبول بهذا الشخص لدينه وخلقه والقيام بشؤونه فأنت مأجورة على ذلك، وعليك أن تجتهدي في إقناع والديك بتمام هذا الزواج، فإن وافق والدك فذلك, وإن أصرا على الرفض فننصحك بطاعتهما, وهما حريصان بالطبع على مصلحتك وغالبا ما يكون الوالدان أدرى بمصلحة الابن أو البنت لاسيما في مسائل النكاح، فلا تعارضي والديك في رفضهما لهذا الشاب المعوق, ولعل الله أن ييسر له من تقوم بشؤونه غيرك, وأن ييسر لك من يقدر الظرف الذي حصل لك وهو فقد البكارة, ولعل طاعة الوالدين فيما أمراك به تكون سببا في تيسر الأمور وسيرها على ما يرضي نفسك ويسترك من الفضيحة ففي طاعة الوالدين وبرهما من البركة والخير ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولمعرفة حكم طاعة الوالدين إذا عضلا ابنتهما راجعي الفتاوى التالية أرقامها:50233،23339، 48766 .(32/150)
علما بأنه لا يجب عليك أن تخبري من يتقدم لخطبتك بذلك, فإن المرأة ليس عليها أن تخبر خاطبها بأنها غير بكر إذا لم يشترط ذلك، ولتكتفي بالتوبة ولتستري على نفسك قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم. وصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله, فمن أتى من هذه القاذورات شيئا فليستتر ستر الله, فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب ........ رواه الحاكم عن ابن عمر, ورواه مالك مرسلا.
بل لو سألك زوجك بعد الدخول عن سبب زوال بكارتك إن علم به فينبغي أن لا تخبريه بما فعلت, ولتلجئي إلى التورية فإن البكارة قد تزول بأسباب كثيرة غير الوطء كالوثبة والركوب على شيء حاد ونحو ذلك.
وراجعي لزاما الفتاوى ذات الأرقام التالية:22413 ،20880، 23177، 20941، 21798، 32540 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
جمال الباطن أولى من جمال الظاهر
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1427 / 06-03-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الأفضل أن يختار الإنسان الفتاة التي يريد أن يتزوجها بحيث تكون أقل منه في الدين أو مكافأة له في ذلك خاصة إذا كانت تتمتع بمميزات أخرى كالجمال، فأنا حديث عهد بالالتزام منذ حوالي 3.5 سنوات ولكن الحمد لله عرفت خلالها الكثير من أمور ديني، وأحاول أن أطبقها أم أن الأفضل اختيار صاحبة الدين التي تفوقني بكثير، فهي تدرس في كلية الدراسات الإسلامية في الأزهر، وأهلها كلهم ملتزمون جداً نحسبهم كذلك، وأنا أخاف إن أقدمت على الزواج من تلك الفتاة أن تنظر إلي زوجتي بعين الانتقاص وكذلك أخاف أن أشعر بالتصاغر أمامها وأمام أهلها، فضلا ًعن شرط الجمال لأنها ليست جميلة، ولكن عقلي يميل إليها وقلبي فيه شيء من ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمال الباطن أهم وأولى من جمال الظاهر، ولذا فننصحك باختيار ذات الدين التي تكرمك في حضورك وتحفظك في غيابك، وتطيعك في أمرك، وتربي أولادك، ولا بأس في زواج الأخرى إن كانت قائمة بما أوجب الله عليها منتهية عما نهاها الله عنه وخاصة إن كنت ترى أن الزواج بمن هي أقل جمالاً لن يقطع عليك باب الفتنة، وإلا فالأصل هو طلب الأحسن والأكمل في الدين والخلق، وصاحبة الدين لن تنظر إلى زوجها بنقص وازدراء، بل ستكون عونا له على الطاعة والخير والصلاح،(32/151)
وستكون أشد طاعة له من غيرها، وأي تدين وعلم يدعو المرأة إلى أن تتعالى على زوجها وتخالف أمره، أو تحقر من شأنه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تزوج من أحببتها لدينها ولا تترك الأولى
تاريخ الفتوى : ... 23 محرم 1427 / 22-02-2006
السؤال
أخي في الإسلام سأطرح سؤالي وإن شاء الله أجد الإجابة عندكم، أنا شاب ومتزوج والحمد لله وعندي من الأولاد والحمد لله، قبل الزواج بزوجتي كانت لي علاقة مع فتاة وكانت علاقتنا لا يدخلها الشك وكانت مصدر أعين الناس لما كانت لها من أثر قوي علينا نحن الاثنين في الالتزام ومحبة الله والحج وكانت هي الفتاة التي أبحث عنها ولكن العلاقة لم تدم طويلاً لأنني بادرت بالتقدم بالزواج منها، ولكن أهلها رفضوا الزواج، وكانت الأعذار مادية وتقدمت مرتين وكانت نفس النتيجة، ولأنني لا أريد الحرام فقررت أن نفترق وبعدها تزوجت، ولكن وجدت الفرق بينها وبين زوجتي الحالية، وهي فروق كبيرة من جميع الأشياء أهم اهتماماتها بماذا يقولون الناس ونظرتهم لنا وغيرها من الأشياء التي تنفرني منها وأهمها عدم الاحترام لي أمام الناس وعدم اهتمامها لأهلي، المهم مرت السنوات وبدأت زوجتي وكأنها شيء من الماضي وتخيلت أنها ماتت، مع العلم بأنني ضحيت من أجلها وتغربت إلي بلدها وبلا تقدير وشاء الله أن نلتقي أنا والفتاة صاحبة القصة بالصدفة وهي من أحلي الصدف، وهي أيضاً من بلد آخر والغريب أنني وجدتها غير متزوجة، مع العلم بأنها لا ينقصها من المال ولا الجمال ولا المنصب أي شيء، ولكن كنت أنا النقص الوحيد في حياتها وزادتها فترة الفراق 5 سنوات تمسك بالله ولله الحمد وهنا حصلت عندي المقارنة ما بينهما والآن أنا محتار هل أتزوجها، أم أطلق الأولى لأن هذه الفكرة التي تراودني من قبل ما ألتقي بالفتاة الأولى، فأفيدوني أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالاستخارة أولاً فيما تنوي الإقدام عليه، ونشير عليك بأن تتزوج هذه المرأة التي أحببتها والتي تتصف بصفة الدين بحسب وصفك، كما ننصحك بعدم طلاق زوجتك الأولى التي رزقك الله منها الأبناء، لعل الله أن يهديها، ولأجل الأولاد الذين ستكون خسارتهم كبيرة بطلاق أمهم.
وننبهك إلى عدم جواز العلاقة مع المرأة الأجنبية خارج نطاق الزوجية، لما فيها من مدخل الشيطان، وفي الحديث: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم. وعند مسلم: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. والله الموفق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/152)
الفتوى : ... مدى اعتبار الكفاءة في النكاح
تاريخ الفتوى : ... 23 محرم 1427 / 22-02-2006
السؤال
تقدم ابن خالتي لخطبة أختي, هي معلمة في الرابعة والعشرين من عمرها, وهو أمي يعمل في دولة غربية كعامل أو سائق، اختلفت الآراء ضمن الأسرة حيث أبدت أختي رغبة في القبول وأيدتها والدتي (الوالد متوفى) وبعد صلاة الاستخارة كانت الإجابة بالرفض، أختي الآن منزعجة وتبدو حزينة, هل أنا آثم في ذلك، وهل من نصيحة تقدمها لي وكذلك لأختي؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زواج الفتاة إذا تقدم لها الكفء ينبغي أن لا يؤخر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً. رواه الترمذي وأحمد. والأيم : المرأة التي لا زوج لها.
فإذا تقدم لأختك الكفء، وأبدت رغبتها فيه، فلا يجوز لك منعها من الزواج به، وعليك أن تكون عوناً لأختك على إعفافها وصونها، ولا تكن عائقاً لها عن ذلك، وإذا كان رفضك زواجها من أجل عدم الكفاءة، لكونه سائقاً وأمياً، وهي معلمة، وقد جرى العرف أن السائق والأمي لا يكون كفؤاً للمعلمة بحيث يعد عاراً بالنسبة إليك، فلا بأس برفضه.
قال ابن حجر في تحفة المحتاج: ولا يبعد أن من نسب أبوها لعلم يفتخر به عرفاً لا يكافئها من ليس كذلك. وقال أيضاً: وإنما نعتبر ما يطرد به الافتخار عرفاً بحيث يعد ضده عاراً بالنسبة إليه. انتهى.
وأما إذا كان لغير ذلك مما لا عبرة به شرعاً فتأثم لمنعك إياها من حق شرعي لها من غير مسوغ.
وأما الأخت فنقول لها : إذا كان الأمر قد فات فلا تحزني فلعل في فواته خير، وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ {البقرة:216}، واعلمي أن الأرزاق مكتوبة، ومن ذلك الزوج، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها، قال الله تعالى: لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {الحديد:23}.
قال أبو السعود في تفسيره: أي أخبرناكم بذلك لئلا تحزنوا على ما فاتكم من نعم الدنيا، ولا تفرحوا بما آتاكم أي: أعطاكم الله تعالى منها، فإن من علم أن الكل مقدر، يفوت ما قدر فواته، ويأتي ما قدر إتيانه لا محالة، لا يعظم جزعه على ما فات ولا فرحه بما هو آت. انتهى، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عضل البنت عن الزواج بالرجل الكفء
تاريخ الفتوى : ... 17 محرم 1427 / 16-02-2006(32/153)
السؤال
أريد أن أتزوج من بنت خالتي لكن زوج خالتي رافض لأنه طلق خالتي منذ 6سنوات، وأنا حاليا أعمل في دولة الإمارات وحاصل علي بكالريوس علوم الحاسب وأحفظ من كتاب الله 15جزءا والحمد لله، وأنا شاب متدين وكنت من طلبة الشيخ محمد حسان قبل السفر للخارج، أما بنت خالتي فهي في الجامعة السنة الثالثة ونحن يحب كل منا الآخر منذ الصغر، المهم أن زوج خالتي يرفض لأني من أقارب طليقته، أفيدوني بالله عليكم ماذا أفعل ؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لا أرى للمتحابين إلا النكاح .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من حق الولي أن يمنع موليته من الزواج بالكفء ، لمجرد أنه قريب من مطلقته ونحو ذلك من الأسباب الواهية ، لما في ذلك من الفتنة والفساد في الأرض، لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي
وهذا من العضل المحرم، وتقدم بيانه في الفتوى رقم : 25815 .
فننصحكما بالتلطف إلى هذا الولي ، وإقناعه بالموافقه على زواجكما ، وإرضائه ولو بالهدايا والهبات ، وتوسيط أهل الخير لإقناعه ، وبيان عدم جواز عضل ابنته ، فإن لم يقتنع فللفتاة رفعه إلى القاضي ليزوجها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له . أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المرأة التي تتعامل بالسحر لا تصلح زوجة
تاريخ الفتوى : ... 03 محرم 1427 / 02-02-2006
السؤال
فضيلة الشيخ -ابني يريد الزواج من ابنة أختي وكان لي اعتراض لأن والدها يتعاطى بأمور السحر ويتعامل مع الجن وعلى حد قول أختي إنه لا يفعل ما يضر بالناس حتى أنها غارقة معه في هذه الأمور ونصحتهم كثيراً، ولكنهم يؤكدون أنهم لا يغضبون الله فهل أطيع ابني بهذا الزواج لأنني غير مرتاحة لهذه الأمور لمعرفتي الحكم الشرعي فيها؟ وكيف أفعل حتى لا أخل بالروابط العائليه أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت بنت أختك لا تتعامل بالسحر، وإنما الذي يتعامل بالسحر أبوها، فلا مانع من الزواج بها إن كانت صاحبة دين وخلق، وقد بينا أن فساد الوالد لا تأثير له إن كانت البنت صالحة، وانظري الفتوى رقم: 36660، والفتوى رقم: 31926.(32/154)
أما إن كانت قليلة الدين أو سيئة الأخلاق أو تتعامل بالسحر فلا خير فيها، وليبحث لنفسه عن زوجة صالحة تعينه على الطاعة والخير، وتربي أبناءه على أخلاق الإسلام، وتغرس فيهم تعظيم شرع الله تعالى. ولمعرفة حكم تعلم السحر أو العمل به راجعي الفتوى رقم: 30043، والفتوى رقم: 54894.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تنبغي المبالغة في اشتراط صفات الأزواج
تاريخ الفتوى : ... 24 ذو الحجة 1426 / 24-01-2006
السؤال
كان يتقدم لي العديد من الشباب، ولكني لم أجد منهم الشاب الملتزم الذي يعينني وأيضاً أحس بالغيرة المحمودة من البنات مثيلاتي عندما يتقدم إليهن أحد وأشعر بأن البنات لا يتزوجن الملتزمين ويتم الاختيار بشكل عشوائي، وأحس الآن بقلة المتقدمين لي، هل هذا بسبب ذنب أو غضب الله مني، أم أن الله يدخر لي الخير وأنا صابرة وواثقة بأن الخير سيأتيني... أرشدوني إلى كيفية الصبر والثقة بالله؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلى بتوبة، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، وقال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12}، ولذا فعلى المسلم أن يتوب إلى الله سبحانه في كل وقت وحين، فإذا ما تاب واستغفر فليبشر، فإن له ربا كريماً، لا ينسى أحداً من خلقه، ولا يرد سائلاً عن بابه، وإذا تأخر ما يرجوه المؤمن، وبَعُدَ ما يأمله، فلا يقنط أو ييأس كيف ذلك؟ وهو مؤمن، ومن أركان إيمانه الإيمان بالقدر خيره وشره، ولعل تأخير ما يرجوه خير له، فقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
فسلمي أمرك له سبحانه، وارضي بما قضاه واختاره لك واصبري، واعلمي أن الصبر مفتاح الفرج، وأنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، ومتى تقدم لك الكفء المناسب فلا ينبغي رده، ولا تأخير الزواج، روى الترمذي وأحمد وغيرهما عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفئا.
فطلب الأفضل والأكمل لا بأس به، والحرص على إحسان اختيار الزوج أمر مطلوب، إلا أنه ينبغي عدم المبالغة في ذلك فالكمال لله وحده، وليس هناك إنسان كامل مطلقاً، فلا بد في كل إنسان من عيوب، وإذا أردت زوجاً كاملاً ليس به عيب فإنك لن تتزوجي، فإذا تقدم رجل صحيح الاعتقاد، محافظ على الصلوات مؤدٍ(32/155)
للفرائض، مجتنب للكبائر، مشهور بحسن الأخلاق والسيرة، فاقبلي به، فهذا هو الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتزويجه، بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.... نسأله سبحانه أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه ويغنيك بفضله عن من سواه، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 61068، 62611، 51334، 23867.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... حائرة بين حب زوجها الثاني وحب أولادها
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو الحجة 1426 / 22-01-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هو: تزوجت من زوجي الأول وأنا في سن مبكرة وعشت معه خمسه عشر سنه معي منه ثلاثة أبناء ثم حدث بيننا الطلاق فتزوجت للمرة الثانية وقد أحببت الثاني أكثر من زوجي الأول ولكن محبتي لأبنائي وشوقي لهم ازدادت لأنهم يعيشون مع والدهم دفعني لأن أطلب منه الطلاق فطلقني ولكن ما زلت أنا وهو على صلة في الهاتف لأنني لم أتحمل بعدي عنه وهو كذلك وليس لي أبناء منه وزوجي الأول يريد أن يرجعني وقد تزوج من أمرأة أخرى وزوجي الثاني يريد أن يرجعني وقد حملني مسئولية عذابه لأنه يريدني وقد ظلمته بطلب الطلاق ولكن حالته المادية تحت المستوى فأرجو أن تعطوني وتساعدوني في اختياري هل أختار أبا أبنائي لأجلهم أم أختار من أحببته وهو زوجي الثاني ؟
المقدمة / أم عبدالرحمن
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن نشير عليك بالرجوع للثاني ، وهو من تحبينه ، خشية أن تتزوجي بالأول وقلبك مع الثاني ، فتقعي في ما حرم الله معه ، أو تقصري في حق الزوج بسبب التفكير في الثاني ، ولأنك واقعة بين حبين ، حب الزوج الثاني ، وحب الأولاد ، فإن اخترت الأولاد بالزواج من أبيهم فقد حرمت من الزواج الثاني ، حيث لا يجوز لك البقاء ولا الكلام معه ، فهو أجنبي عنك ، أما إن اخترت الزوج الثاني فلن تحرمي من أبنائك حيث يمكنك زيارتهم والاتصال بهم ، ونحذرك من طلب الطلاق لغير حاجة فقد ورد الوعيد الشديد لمن تفعل ذلك وسبق بيانه في الفتوى رقم : 1114 ، وننبهك إلى أن الزوج بعد الطلاق وانتهاء العدة لا يجوز البقاء معه على اتصال أو لقاء أو غير ذلك لأنه أجنبي . وفقك الله لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الصفات المرغبة في نكاح المرأة(32/156)
تاريخ الفتوى : ... 18 ذو الحجة 1426 / 18-01-2006
السؤال
بما أني بإذن الله مقبل على الزواج و عمري 21 سنة و أنا لا أريد إلا ذات الدين عملا بوصية الحبيب صلى الله عليه و سلم. السؤال هو ما هو مقياس الدين في البنت التي أريد الزواج منها؟ بمعنى آخر هل أنها تكون طالبة علم تدرس شريعة في الجامعة أم أنها تحب الخير
وتعينني عليه ومحبة لوالدي ومطيعة لزوجها في كل شيء أم أن الدين الذي يضبط الأخلاق مع تكامل جانب العبادات أم كيف؟
و أستشيركم فيما لو خيرت بين طالبة علم تعينني على العلم وبين امرأة ملتزمة بالدين قليلة علم محبة للخير تحب الناس ووالدي ( الأمر الذي يهمني كثيرا بعد طاعة الله عز وجل برا بهما) أيهما أختار في رأيكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على ذات الدين عملا بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . وأما سؤالك عن مقياس الدين الذي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به؟
فالمراد به الطاعات والأعمال الصالحات والعفة عن المحرمات. قاله الخطيب الشربيني في مغني المحتاج ، وقال السفاريني الحنبلي في شرح منظومة الآداب : الزم أيها الأخ المريد النكاح ( بـ ) نكاح ( ذات ) أي صاحبة ( الدين ) أي الدينة من بيت دين وأمانة وعفة وصيانة , إذ الديانة تقتضي ذلك كله.انتهى .
وأما استشارتك لنا في الفتاتين المذكورتين أيهما تختار ؟ فنذكر لك الصفات التي يسن اتصاف المرأة بها ، وبناء عليها تنظر أي الفتاتين أكثر اتصافا بها ، فتقدمها على الأخرى ، (نص على هذه الصفات جمع من العلماء كابن قدامة المقدسي في المغني ، وابن حجر الهيتمي في شرح المنهاج وغيرهما) من هذه الصفات كون المرأة:
1- شابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح فإنها ألذ استمتاعا -الذي هو مقصود النكاح- وأحسن عشرة، وأفكه محادثة، وأجمل منظرا، وألين ملمسا، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها .
2- كونها ودودا ولودا ويعرف في البكر بأقاربها .
3- كونها وافرة العقل حسنة الخلق .
4- كونها بالغة وفاقدة ولد من غيره إلا لمصلحة .
5- كونها حسناء أي بحسب طبعه -كما هو ظاهر- لأن القصد العفة .
6- كونها خفيفة المهر .
7- أن لا يكون في حلها له خلاف أو شك؛ كمن زنى بأمها فرعه أو أصله، أوبنحو رضاع .
ولو تعارضت تلك الصفات فالذي يظهر أنه يقدم الدين مطلقا - على العلم وغيره - ثم العقل وحسن الخلق، ثم الولادة، ثم أشرفية النسب، ثم البكارة، ثم الجمال، ثم ما(32/157)
المصلحة فيه أظهر بحسب اجتهاده. انتهى نقلا من كتاب تحفة المحتاج شرح المنهاح لابن حجر الهيتمي باختصار.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا داعي للخوف من الزواج
تاريخ الفتوى : ... 08 ذو الحجة 1426 / 08-01-2006
السؤال
عمري35 سنة, أنا أستاذة في الثانوية وأحضر لرسالة الدكتوراة, وأنا ناجحة فى حياتي العملية والدراسية إلا أنني حتى اليوم لم أستطع اختيار الزوج بالرغم من تقدم الكثيرين لخطبتي, فأنا أخاف كثيرا من الرجال : أخلاقهم وطريقة معاملتهم, وهذا الخوف يلزمني منذ الصغر؛ لأنني تربيت في بيت ملتزم وأخاف الزواج بشخص غير ملتزم, لذا أفضل عدم الزواج في ظروف كلها مجون في بلدي ,أرجو منكم النصيحة .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تدعي الخوف جانباً ، وأن تسعي في قبول من تقدم لك إن كان مقبولاً في دينه وخلقه ، ونوصي أيضاً بعدم التعنت في طلب المواصفات ، فمن غير الصحيح أن تظل المرأة ترفض من تقدم إليها في انتظار رجل قائم الليل صائم النهار حافظ للقرآن عالم بالشرع ، فمثل هذه الشروط قلَّ أن تتوفر إلا في العدد القليل من الناس ، فإذا تقدم لك رجل محافظ على صلاته ، قائم بالواجبات تارك للمحرمات حسن الخلق فاقبلي به وإن كان فيه تقصير وذنوب ، وكم من النساء كانت هي السبب في صلاح زوجها وحسن استقامته .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الاستشارة سبب من أسباب نجاح الزواج
تاريخ الفتوى : ... 16 ذو الحجة 1426 / 16-01-2006
السؤال
تقدم لي أحدهم وهو يسكن بإمارة غير الإمارة التي أقيم فيها وأهلي لا يعرفون أي شخص أو أي أحد للسؤال عنه وكلما وجدنا أحدا يستطيع المساعدة في السؤال عنه يرجع لنا بدون أي فائدة أو يرجع لنا بمعلومات بسيطة أو معروفة لنا منذ 3 شهور ونحن نحاول دون جدوى.
فهل في هذه الحالة صلاة الاستخارة تفي بالغرض وأتوكل على الله دون السؤال عنه علما بأنه جاء لخطبتي بمفرده دون أهله لأنه وعلي حسب ما أخبرنا انه لا توجد أخوات لديه ووالده متوفى وأمه مريضة لا تستطيع التنقل من إمارة لإمارة ومنفصل عن إخوانه الذكور بسبب مشاكل بينهم. فما رأيك يا شيخ؟(32/158)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحياة الزوجية قد يمتد أمدها بين الزوجين لفترة طويلة يعتريها فيها من الأحوال ما قد يجلب السرور بينهما وما قد يكدر صفوها ولذا، فينبغي قبل الإقدام على اختيار الأزواج التروي والأناة وعدم التعجل، وكذا تحصيل الأسباب التي قد تعين على استمرار الحياة الزوجية وتجاوز ما قد يعتريها من هنات، ومن هذه الأسباب اختيار صاحب الدين والخلق، وراجعي الفتوى رقم: 23255
.
ولا ريب أن في الاستخارة جماع الخير، ولكن قد جعل الشرع الاستشارة سببا من أسباب نجاح الأمور، فينبغي أن تجتهدوا في معرفة أمر هذا الشاب ولو باختباره من قبل وليك أو غيره فإن غلب على ظنكم صلاحه في دينه وخلقه فينبغي الرضى به زوجا، وإلا فالأولى الإعراض عنه، ولعل الله تعالى ييسر لك من هو خير منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ذات الخلق والدين لا تخرج مع الأجانب ولا تخالطهم
تاريخ الفتوى : ... 05 ذو الحجة 1426 / 05-01-2006
السؤال
أريد الزواج وأنا مستعد، وخاطب لفتاة أحبها وكذلك هي، لكنها تفاجئني دائما بما لا يحمد عقباه، التقيت مع فلان (من المعارف) دعاني لشرب عصير، مسك بيدي، وقبلها، يغازلني....... لكن شتمته وتركته في مكانه السبب أنه لم يثق أنها مخطوبة، مع العلم بأننا تعودنا على الصراحة، لا يكذب أحد على الآخر، أريد رأس فكرة، لأتصرف؟ وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سبب ظهور مثل هذه السفاهات والمنكرات بين أبناء وبنات المسلمين هو تقليدهم الأعمى للغرب، وإلا فمتى كان عند المسلمين أن تخرج المرأة مع غير محرم إلى سوق أو منتزه بقطع النظر بعد ذلك عما إذا كان قد تعدى عليها أم لا!! فحسبنا الله ونعم الوكيل، فعليك أخي أن تبين لهذه الأجنبية عنك التي تعزم على الزواج بها أن ما تقوم به حرام لا يجوز، وعليها أن تتوب إلى الله تعالى منه، وأن تصون نفسها عن الاختلاط بالرجال الأجانب، ونوصيك بالحذر من الخروج معها أو الخلوة بها، فإنك لا تزال أجنبياً عنها حتى يتم عقد الزواج.
وخلاصة القول أن عليك أن تنصحها وتذكرها بالله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فإن صلح حالها فذلك المطلوب، وإلا فإننا ننصحك بالبحث عن ذات الدين والخلق، والتي يصونها دينها عن هذه السفاهات والمنكرات، وتكون زوجة صالحة تعينك على الطاعة، وتربي أبناءك على أخلاق الإسلام.
والله أعلم.(32/159)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... مضرات الزواج عن طريق الإنترنت
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو الحجة 1426 / 04-01-2006
السؤال
الحمد لله على كل شيئ
عاجل جداجدا أرجوك الإجابة بسرعة
أنا فتاة كنت قبل أن أتزوج غير ملتزمة ولكني أخاف الله وقلبي مفعم بالإيمان وعندما تزوجت رجلاً ولا أعرف كيف تزوجته وذلك عندما كنت أعمل مشروع التخرج دخلت على الأنترنت على موقع الزواج وكنت والله غير جدية فقط لمجرد التسلية ولكن كان هناك شخص واتصلت به وقد قال إنه مطلق ولديه 5 أولاد , 2 بنت و3 أولاد وبدأت بالكلام معه وبعثت له بمواصفاتي وبعث بمواصفاته وقد كان إنسانا ملتزما دينيا وهذا ما جعلني أتمسك به لأنني أرغب بيني وبين نفسي برجل ملتزم وقد ترك بلده خوفا من الاعتقال وغيره لأنه ملتزم وفي زمننا صعب ماتجد رجلا ملتزما وأنا كنت أعمل وأدرس وقد ربتنا والدتنا التي ترملت ونحن صغار وأمي إنسانة تقية ومتدينة وطاهرة هذا للعلم ونحن 3 بنات وولد واحد وهو أصغرنا وعشنا الحمد لله وتربينا على حسن الخلق ولكن لم أكن محجبة وأخواتي تزوجن قبلي وهن أصغر مني وكذلك أخي وبقيت مع أمي لأرد لها ولو جزءا مما فعلت لنا وبقيت بدون زواج لتربينا وقد عشنا في بلد غير بلدنا الأصلي وأختي الأصغر مني ذهبت إلى إحدى الدول لتدرس بالجامعة وهناك رأها شاب وقد حضر وطلبها وافقنا لأنه إنسان على خلق وبعدها نحن ذهبنا إلى تلك البلد وعشنا معها إلى أن تزوجت وبقينا هناك وأخي هاجر إلى دولة أجنبية وبقيت أنا وأمي وكما قلت سابقا بأنني أعمل وأدرس وتعرفت على هذا الرجل على الأنترنت وسبحان الله لقد رفضت الكثير الكثير وهذا وافقت عليه لقد عملت استخارة عدة مرات والأمور قد تمت بأسرع مما تتصور وهو أيضا يعيش في دولة أجنبية وذهب لأخي وعقد القران وأخذت التأشيرة وذهبت إليه وأنا لا أعرفه والتقينا بالمطار وذهبت إلى بيته وعشنا مع بعض ولكن بالنكدة لقد نكد علي أتعرف لماذا أنا في وجهي بعض الحبوب وقد تركت آثارا قليلة ولكني وبشهادة الكثيرين بأنني جميلة بيضاء وقوام رشيق وملامح جميلة ولكن الحبوب من الله وليست مني وأصبح يقول أنا لا أعرف بأن بوجهك حبوبا وقد صدمت مع
أن أهله أتوا إلينا لأنه من نفس البلد التي نعيش فيها وشاهدوني وقد قالوا له وسألني وقلت له حبوب تذهب وتروح ولكن إذا أراد ليغير رأيه ولكن تم الزواج وقد تحجبت والتزمت وعاش عندي أولاده أكبرهم ولد 10 سنوات والبنت 9 والولد الثالث 7 والأصغر 5 وبنت مع أمها التي ذهبت إلى بلدها وهي مريضة نفسيا مرض الفصام ومعها بنت 3 سنوات وهي مسلمة من دولة أوروبية مسلمة والأولاد كانوا يعانون كثيرا خلال وجودها أنت تعرف المريض النفسي وإليك ما حصل لقد حملت في الشهر الثاني من الزواج ولكن تأشيرتي انتهت وعدت إلى أهلي بعد 5 شهور من(32/160)
الزواج وبقيت هناك إلى أن تحصلت على تأشيرة أخرى وقد عادت زوجته السابقة التي يدعي بأنه طلقها بابنته الصغرى إلى بريطانيا وبقيت معه قبل أن آتي بأيام سافرت ولم التق بها بقيت شهرين وقد قلت له كيف مطلقة وتعيش معك قال هي مريضة وأين ستذهب ليس لها أحد ومن هذا الكلام ولكن عقلي لم يستوعب وسكت لأنني كنت على وشك الولادة وبالفعل ولدت بعد عودتي بأسبوعين ولادة مبكرة والمفاجئة بالنسبة لي وهي القاتلة بأنه تحرش بابنته ذات ال9 سنين جنسيا وقد نام معها وقد قالت لي ذلك ولم أعرف كيف أتصرف وسكت وقلت لها لو حاول مرة أخرى قولي له سأخبر الناس وما لأنه يقولون لي ما وسوف أصرخ ولكنه لم يحاول معها مرة أخرى وقد أنجبت ولدا وحملت مرة أخرى بعد 5 شهور وأنجبت بنتا ولكن دائما مكشر مع أنني والله شهيد أعمل ما بوسعي لإسعاده وأولاده هم أولاد لي بكل ماتملك الكلمة من معنى وأعاملهم معاملة الأم لأولادها والله شهيد وهو دائما يقول لي بأنني خدعت بك ويهينني والآن لي سنتان ونصف معه لم أسمع منه كلمة واحدة حتى الشكر لا أسمعها ولكنني صابرة وقد قلت له مرارا وتكرارا ليذهب كل واحد فينا في طريق ويعلم الله بأني خائفة على الأولاد ولكنني أسكت لخوفي الشديد عليهم وذنبهم ودائما يقول لي زوجتي السابقة كانت جميلة ويعني أنا لا نعم هي جميلة جدا ولكن
الإنسان ليس بشكله وأنا أعرف هذا وأنا أحمل شهادة جامعية متعلمة وهو لا ولا يعمل يأخذ مساعدات من الدولة ورغم ذلك صابرة أحيانا أكره حياتي معه ولعلمك لا أحد يعرف عني أي شيئ حتى أهلي فأهلي كانوا معارضين على الزواج منه وأنا صممت وأنا أعيش معه الآن بما يرضي الله وصابرة ولكن هذا الإثنين ابنته أصبح عمرها الآن قريب 12 سنة دخلت المشفى لعمل جراحة فهي محروقة وعمرها 5 سنوات ولديها تشوهات وبين فترة وأخرى تعمل عمليات تجميل ودخلت المشفى وعملت عملية ونمت معها تلك الليلة بالمشفى ولكنه عندما عدت للبيت شعرت بشعور بأنه عمل شيئا لابنته الصغرى وبالفعل وبعد الكلام والسؤال معها عرفت بأنه تحرش بها جنسيا أيضا وعمرها 5 سنوات بالله عليكم ماذا أفعل أواجهه أم ماذا أفعل فأنا أستطيع ترك البيت والعودة إلى أهلي ولكن خائفة على البنات وأنا لست أمهم لن يذهبوا معي إذا ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل من المناسب أن نذكر أولاً أن الزواج عن طريق الأنترنت قلما يخلو من محاذير ، فلا ينبغي أن يتخذ التعارف عبر الأنترنت وسيلة يكتفي بها لإتمام الزواج دون إتخاذ الأسباب الأخرى والتي يغلب معها نجاح الحياة الزوجية من نظر كل من الخاطب ومخطوبته للآخر نظراً يتحقق به المقصود ، إضافة إلى معرفة دينه وخلقه ، وتراجع الفتوى رقم : 10103 ، أما ما ذكرت عن هذا الرجل الذي هو زوجك من عدم حترامه مشاعرك واستفزازه لك ، فإن ثبت ذلك عنه فهو قد أساء وخالف ما أمر الله تعالى به الزوج من حسن عشرة زوجته ، وعلى كل فإننا نوصيك بالصبر عليه ومناصحته بأسلوب طيب ، وأن تكثري من دعاء الله تعالى أن يصلح(32/161)
حاله ، ولك أن تستعيني بمن ترين أنه أرجى لأن يكون لقوله تأثير عليه من فضلاء الناس وعقلائهم ، فلعل الله تعالى يصلحه فتقر به عينك لا سيما وقد رزقك الله منه بعض الأولاد .
وأما إذا استمر أمره معك على ذلك الحال من السوء ، فلك أن تطلبي منه الطلاق لأجل الضرر ، ولكن لا تعجلي إلى طلب الطلاق حتى يتبين لك أنه أصلح لك من بقائك في عصمته. وراجعي الفتوى رقم : 7981 .
وبخصوص ما ذكرت من تحرش هذا الرجل ببعض بناته فاعلمي أنه لا يجوز لك أن تكلفي البحث عن ذلك ولا تظني بهذا الرجل ذلك الظن السيئ من غير بينة لأن الأصل في المسلم السلامة ، ولكن إذا ثبت عنه هذا الفعل فهو قبيح منه ومخالف للفطرة السليمة ، وينبغي أن يهدد برفع أمره إلى من يستطيع ردعه .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
علاج تعلق القلب بأجنبي تحول التقاليد دون الزواج منه
تاريخ الفتوى : ... 02 ذو الحجة 1426 / 02-01-2006
السؤال
أنا فتاة غير متزوجة، أحببت شابا من جنسية غير جنسيتي وهو يحبني لكن لا يستطيع الزواج بسبب العادات الاجتماعيه لقبيلته الآن هو يحاول الابتعاد عني بهدوء وبالتدريج حتي يستطيع الزواج والاستقرار، أعلم أن هذا من حقه ولكني أحبه بشدة وقلبي يتقطع كل يوم حاولت أن أقضي وقتي في الصلاة وقراءة القرآن، لكن لا فائدة حاولت الصبر لم ينفع معي أدعو الله أن يزوجني حتي أنشغل بحياتي عنه، لكن لا فائدة، وصلت لمرحلة لم أعد أشعر فيها بأن للحياة معني حتي صلاتي وعبادتي من غير إخلاص، أخاف أن أخسر الدنيا والآخرة، الأيام تمر وعمري يمضي بلا هدف ولا معني، المشكلة الآن أنني أشعر بأنني منافقة فجميع عباداتي وحتى علاقتي بربي لا يصبح لها معني ألا إذا تكلم معي وأشعرني بحبه إذا غاب عني عاد لي الغضب وقلة الصبر.... وعدم توكلي على الله ولا أشعر بعبادتي أخاف كثيراً من مصيري فحياتي عذاب بسبب هذا الحب وأخاف أن أدخل النار فيه، في هذه الأيام لا يخفف عني سوى الدعاء عليه في الليل والنهار مع أني في داخل قلبي أتمني أن يرجع إلي ويبقي معي، أرجوكم ساعدوني ضاقت علي الدنيا بما رحبت؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشفيك ويعافيك من هذا الداء، فإن ما بك هو داء العشق، واعلمي أن ما من داء إلا وخلق الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، فاطلعي على فتوانا رقم: 9360 ففيها علاج لهذا الداء.
واعلمي أن داء العشق من الأمراض القلبية التي تصيب من خويت قلوبهم من محبة الله وأعرضوا عن ذكره، وتنكبوا طريقه، فعليك بالتوبة إلى الله من سبب هذا المرض، وهو علاقتك بهذا الشاب الذي لا يجوز لك ربط علاقة معه، وننصحك(32/162)
بكثرة ذكره سبحانه، وبأن تملئي قلبك بحبه سبحانه، يكفيك شر هذا المرض، ويملأ قلبك فرحا وسروراً.
ثم اعلمي أنه من ضعف العقل التعلق بما لا قدرة عليه، فما دام الزواج بهذا الشاب غير ممكن، فعليك أن تيأسي منه، وتقطعي كلا علاقة به وتتناسي كل ذكرى معه.
واعلمي كذلك أن الفراغ وعاء للتفكير في هذا الشاب، فاملئي وقتك بعمل نافع ديني أو دنيوي، ولا تدعي للشيطان ووسوسته سبيلاً عليك، وعليك بدعاء السميع المجيب، من يجيب المضطر ويكشف السوء، أن يكشف عنك السوء، ويصلح بالك، ويشفيك من هذا المرض، ولا تتأخري عن الزواج إذا تقدم لك من ترضين دينه وخلقه.. وفقك الله لما يحبه ويرضاه، وراجعي فيما يجوز ويمنع من الدعاء على الغير فتوانا رقم: 20322.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المرأة الصالحة لا تعدل عن صاحب الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 01 ذو الحجة 1426 / 01-01-2006
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة متخرجة من الجامعة وأعمل موظفة في شركة بالقاهرة وظروف البيت عندي هي أنني أصغر واحدة في البيت وأنا الحمد لله أرعي الله في كل شيء أصوم كثيراً وأصلي كثيراً ربنا يتقبل مني ذلك والحمد لله على هذا، المهم إن إخوتي سيئون في معاملتهم دائما يقولون أنت الصغيرة وأنت ليس لك رأي وهم مثل إخوة يوسف يكرهون لي الخير دائما أنا في صراع معهم المهم أني عندما كنت في الجامعة طلب مني زميل الارتباط وهو يعمل منذ الصغر في محلات لكي يصرف على نفسة وكان وقتها معة 6 آلاف جنية ممكن أن يأتي إلي وقدم شبكة، ولكن أنا رفضته لأني لم أفكر في هذا الموضوع من الممكن أن يكون السبب أني أرغب في شاب يتوافق مع البيت وراعيت الله وبعد التخرج لم أعرف أني سوف أتمنى من الله رؤية هذا الشاب ودعوت الله في ليلة القدر منذ عام وبعدها جاء إلي في مكان عملي لزيارتي وعلى أن نكون أصدقاء، ولكن أنا بعد فترة رفضت كل الزمالة بيني وبين أي ولد لأنها حرام، وبعد ذلك طلبت منه أن لا نكون أصدقاء وأنا كل مرة أصلي الاستخارة وأدعو الله كثيراً، ولكن الله يجمعني به والمهم منذ فترة شعرت واعترفت بيني وبين نفسي أني أحبه ولكن لا يوجد معه أي إمكانيات للتقدم مرة ثانية ومن أغرب المواقف أني كان مرة نفسي أشوفه ودعوت الله في مسجد عمر مكرم بالقاهرة وبعد الصلاة خرجت ورأيته أمامي بعد فترة، هل معني ذلك أن الله يجمع بيننا أم هو ليس من قسمتي ونصيبي، أنا دعوت الله بأن لا يجمعني معه أبداً إلا في الحلال وكل مرة هو يغيب ويعود بأي حجة أنا أريد معلومة أو استفسار منك وهكذا وخصوصا أنني وهو في مجال عمل واحد، ولكن ليس في شركة واحدة، السؤال بعد ذلك: هل أنا أحبه بجد، ماذا أفعل عندما يعود على الرغم أني أريد أن لا أغضب الله وأحاول أن أدعو دعوة واحدة هي يا رب إن كان هذا الموضوع(32/163)
سيغضبك مني فاصرفه عني لأني لا أريد أن أخسر الله، ولكن كل مرة يعود إلي وأحبه
في ظل ظروف بيت لا يوجد به حب وتقارب من الله فكل واحدة تفعل ما تشاء ويكرهونني أو بالأصح لا يوجد ترابط بيننا، نعم أنا أحبه وأخشى إن جاء إلي خاطب هل أوافق أم أرفض، أنا أريد أن أعرف هل عندما يعود للسؤال علي هل هذا من عند الله ورأفة بحالي أم أنا من الذين يقول الله عنهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، وهل مجرد التفكير به حرام وهل الحب حرام من شخص لا يقرب إلي بأي شيء على الرغم من أني واقعية وأخشي الله ومن كثرة التفكير تعبت كثيراً لا أريد أن أعمل شيئا وأندم عليه أنا في دوامة أحاول أن أنساه، ولكني لم أقدر بحبه وأدعو من الله أن يجمعني به في الحلال والله أنا أرفض أن أعمل شبكة وفرحا وأتمنى أن يكون أول يوم من زواجي أمام الكعبة والله أنا أحب الله وأحاول البعد عن المعاصي، أريد أن أعرف ممكن أن أكتفي أنه يسأل علي من الفترة إلى فترة مجرد أن أنا أعرف أخباره وأتكلم معه في هذا اليوم ونترك بعضا حتى نعود مرة ثانية أم أنتهي عن هذا أم ماذا أفعل، على الرغم من أني عندما أكون مخنوقة لا أفكر في شخص غيره، لكي أرتاح معه وعلى الرغم من أنه يحبني بجد ليس في ذلك جدال وهو يصلي وجاد وكل الناس تحترمه وأنا أعلم أن الزواج قسمة ونصيب وآخر مرة كنت أتكلم معه أقول له ذلك وكان غرضي أني ممكن أتركه ولو بعد ملايين السنين لو في نصيب لنا سنرجع لبعض ولكن أنا غير قادرة، أنا أعلم أن الله سيظل في يوم لا ظل إلا ظله عبدا دعته امرأة للمعاصي ولم يستجب إليها مثل سيدنا يوسف عليه السلام وأنا أحب أن أكون مع الله لأنه سبحانه وتعالى يقول فيما معناه الآية أنه من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى.. اللهم احفظني، أرجوكم أفيدوني في الله وأن كل الذي تقولونه سوف أفعله والله، أني أحبه ولكني أحب الله فوق كل شيء والله شهيد على ذلك؟ والله ولي التوفيق، برجاء عدم إظهار أي معلومة عني حتى لا يعرفني أي أحد، ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت فيما ذكرت من حرصك على الاهتمام بأمر دينك وحذرك من الوقوع فيما يغضب الله تعالى، واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها؛ لأن هذه من وسائل الوقوع في الفتنة، فلا يجوز لك أن تمكني هذا الشاب من مقابلتك ومحادثتك على الحال الذي ذكرت، وإذا أراد أن يعرف حالك فليستشر من هم أعرف بك، وإن أراد الزواج منك فينبغي أن يأتي البيوت من أبوابها وليتقدم إلى أهلك.
وأما من جهتك أنت فإذا تقدم هذا الشاب للزواج منك فينبغي أن لا تعجلي للموافقة على ذلك حتى تستخيري الله تعالى، وتستشيري من يعرفه من الثقات، فإن تبين أنه صاحب دين وخلق فينبغي أن تقبلي به زوجاً وإلا فالأولى صرف النظر عنه، ولعل الله تعالى يبدلك من هو خير منه، وراجعي الفتوى رقم: 1753، ولمعرفة السبيل(32/164)
لعلاج العشق نحيلك على الفتوى رقم: 9360، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام نحيلك على الفتوى رقم: 5707.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الدين والخلق هما المعيار الأساسي في اختيار الأزواج
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1426 / 26-12-2005
السؤال
لقد تقدم لي شاب لخطبتي و هذا الشاب غير متدين بشكل كبير لكنني والحمد لله فتاة إن شاء الله متدينة ومن أهل السنة والجماعة لذا رفضته زوجا لذلك قرر الشاب أن يصبح سنيا وأن يلتزم بتعاليم الدين فبدأ يصلي و يصوم هذا ما أخبر به أهلي لكنني لازلت حائرة هل أوافق أم لا؟ هل يجوز لي شرعا أن أتزوج من هذا الشاب بهذه المواصفات ؟؟
و هل أعتبر هذا من مسألة (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )؟
أم لا أدخل نفسي للعيش مع إنسان هكذا؟
أفتونا مأجورين رحمكم الله و بارك فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج رابطة بين الزوجين وبداية لمشوار طويل في هذه الحياة، فلذا ينبغي الحرص على قيامه على أسس متينة وأصول راسخة من التوافق بين الزوجين، ولاسيما في أمر الاعتقاد. ومن هنا جعل الإسلام الدين والخلق المعيار الأساسي في اختيار الأزواج. روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. فلا يجوز للمرأة ولا لأوليائها الرضا بمن هو مخالف في الاعتقاد زوجا إن كان من جملة اعتقاداته الباطلة ما هو مكفر وتراجع الفتوى رقم: 1449 ، فالذي نراه هو التريث والتأني في الموافقة على زواجك من هذا الشاب, وربما كان في ذلك امتحان له إن كان صادقا في استقامته على المنهج الحق أم لا، إذ ربما حدث منه مثل هذا التغيير بقصد الزواج منك، فكوني على حذر والمؤمن كيس فطن.
ومع هذا كله فإن غلب على ظنك وظن أهلك فيما بعد صدق هذا الشاب في توبته من خلال استشارة من هم أعرف به من ثقات الناس ونحو ذلك فنرى الموافقة على زواجه منك بعد استخارة الله تعالى في أمره. وراجعي الفتوى رقم: 4823.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المعيار الذي على أساسه تختار الزوجة(32/165)
تاريخ الفتوى : ... 21 ذو القعدة 1426 / 22-12-2005
السؤال
سؤالي هو:
هل يجوز الاستخارة في اختيار العلماء لكثرة اللقط هذه الأيام ومعرفة العلماء ذوي عقيدة صحيحة صعب جدا لما يخفوه من شوائب لأن في حديث جابر بن عبد الله قال كان يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاستخارة في الأمر كله ونظرا لما فيها من استشارة للخالق؟
وهل الزواج من أهل الكتاب أو سوداء اللون أو من أصل سيء علما بأن الصنفين الأخيرين مسلمين جائز
وأرجو ذكر الأدلة من السيرة النبوية ؟
وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم : 64980 ، والفتوى رقم : 18328 ، بعض صفات من ينبغي أن يؤخذ عنه، وبينا أن المتعلم أو المستفتي ينبغي أن يختار الأكثر اتصافاً بالعلم والورع والتقوى ، فإذا لم يتضح له أفضلهم فلا مانع من أن يؤدي صلاة الاستخارة لاختيار من يأخذ عنه ، وراجع الفتوى رقم : 51236 ، وللفائدة راجع الفتوى رقم : 11280 ، والفتوى رقم : 22256 .
والمسلم يجوز له نكاح الحرة الكتابية العفيفة بدليل قوله تعالى : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة: 5 } وللفائدة راجع الفتوى رقم : 25840 ، والفتوى رقم : 8674 ، ويجوز الزواج من المرأة السوداء بدليل زواج زيد بن حارثة رضي الله عنه بأم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت سوداء قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وقد أخرج عبد الرزاق من طريق ابن سيرين أن أم أسامة وهي أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت سوداء فلهذا جاء أسامة أسود ، وقد وقع في الصحيح عن ابن شهاب أن أم أيمن كانت حبشية وصيفة لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقال كانت من سبي الحبشة الذين قدموا زمن الفيل ، فصارت لعبد المطلب فوهبها لعبد الله. انتهى
كما يجوز الزواج من المرأة التي ترجع إلى أصل خبيث وقد ضعف أهل العلم الحديث الوارد في النهي عن الزواج من خضراء الدمن كما تقدم في الفتوى رقم : 26288 ، وللفائدة راجع الفتوى رقم : 62284 . واعلم أن معيار الفضل عند الله تعالى هو التقوى والعمل الصالح بغض النظر عن اللون أو الجنس أو غيرهما قال تعالى : إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات: 13 } كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المعايير التي ينبغي اختيار الزوجة على أساسها حيث قال : تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك . متفق عليه(32/166)
ولم نقف على دليل من السيرة النبوية يخص هذه المسألة الأخيرة ، وفي هذا الحديث الشريف كفاية فالمرأة التي ترجع إلى أصل سيئ إذا كانت متصفة بالاستقامة على دين الإسلام لا يضرها ما بأصلها من خبث لقوله تعالى : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الزمر: 7 } .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... التردد في اختيار ذي الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو القعدة 1426 / 12-12-2005
السؤال
تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين مع أنني منذ البداية أكرر الاستخارة ولعدة مرات أعتقد أنني استخرت أكثر من عشرين مرة، ولكنني كنت مترددة كثيراً لدرجة كبيرة ولمدة طويلة، ولكن دينه وخلقه كانا يجعلاني لا أستطيع أن أقول لا وكل من هم حولي شديدو الإعجاب به.. تأخر بزيارته لنا بسبب عمله الذي أصبح فجأة يجعله في كثير من الأحيان يسافر إلى بعض المناطق القريبة.. وعندما جاء لزيارة أهلي وخطبتي وجدته وكأنه شديد الرغبة بالزواج بيد أني أعجبت بطيبته ومع هذا لربما هوى نفسي جعلني لم أقرر بعد ثم استخرت الله عدة مرات بعد مجيئه فوجدت نفسي فجأة، وكأنني لا أريد أن أفكر إلا به وبطيبته الواضحة من كلامه، ولكنه لم يعاود الاتصال بأهلي ولكنه أرسل لي أحداً منذ أسبوع تقريبا ليسألني عن انطباعي عنه، ورأيي به ومن ثم عاود الغياب ولا أعلم هل هذا ما يسمى بتعسير الأمر أم تيسيره، وهل اطمئناني لهذا الشخص هو تيسير للأمر أم ماذا.. أرجو منكم الإفادة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل كما ذكرت قد رزق دينا وخلقا ومحبة الناس وإعجابهم، فلا نرى مبرراً لرده أو التردد في قبوله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
وما ذكرت في سؤالك من تردده لطلبك، واطمئنانك إليه هو إن شاء الله من نتيجة الاستخارة، وفقك الله لمرضاته، ويسر لك الزوج الصالح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
طاعة الإخوة في اختيار الزوجة غير واجبة
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو القعدة 1426 / 12-12-2005
السؤال
فضيلة الشيخ عندي موضوع(32/167)
أنا شاب أريد أن أتقدم للزواج علماً بأنني تقدمت للمرة الأولى ولكن لم يتم ذلك بسبب أخي الأكبر لأنه عارض علي بشدة ووالدتي موافقة في البداية عندئذ حصلت خلافات بين إخوتي الكبار ما بين معارض وموافق ووالدتي عندئذ تركت الأمر لي فأنا رفضت في تقدم خطبة الفتاة بسبب الخلافات الحاده بين إخوتي ولكن هذه المرة أنا اخترت الفتاة المناسبة لي وعلماً أنها مطلقة وقد تم ذلك بعد ثلاثة أشهر من زواجهما ولقد مر عن ذلك منذ سنة كاملة من الطلاق وهي على خلق ودين وعلماً القصد في زواجها هو الستر عليها وحياة أفضل وسعيدة وعلماً هي ليست من مجتمع عربي إنها من آسيا وبالتحديد من إندونيسيا نسبة الإسلام هناك نسبة كبيرة والحمدلله وأنا قادر على تكاليف الزواج إذا ما تنصحونني في ذلك؟
وجزاكم لله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المرأة على خلق ودين فلا مانع من الزواج بها ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث : تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك . رواه البخاري ومسلم . وإن كان من إخوانك من يرى أن تتزوج من هي خير منها فينبغي أن تستخير الله تعالى وتعمل بمشورة إخوانك ، وإن كان لا يجب عليك طاعة أحد منهم .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الحصاد المر.. الزواج ممن تربت على قيم غربية
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو القعدة 1426 / 08-12-2005
السؤال
أنا متزوج من امرأة لا تعرف عن الإسلام سوى الاسم كونها تربت في محيط غربي يعني بفرنسا لديها عادات لم أستطع تحملها إني أسعى جاهدا لإصلاحها بعون الله ولكن في أغلب الأحيان لا تتقبل نصائحي ومع هذا تهينني كثيرا وهذا أمر صعب علي تقبله لأن هنا في الغرب كما تعلمون القوانين تحمي المرأة ولا نستطيع فعل شيء وإلا سأفقد كل حقوقي وربما الطرد كثيرا من المرات تطلب الطلاق علما ليس هناك أولاد وأود أن أتزوج من امرأة أخرى أحس معها بالطمأنينة وراحة البال ولأرزق بأولاد إن شاء الله سؤالي: هل أستطيع الزواج ولكن أتركها في بلدي مع أهلي وأزورها كلما وجدت الفرصه ويكون ذلك برضاها ؟
وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في الزواج بأخرى والتصالح معها على البقاء عند أهلك في بلدك وتأتيها كلما أمكنك ذلك ، فهذا حق من حقوقها لها التنازل عنه ، غير أن حقها لا يسقط(32/168)
حيث يمكنها المطالبة به في أي وقت ، وتراجع الفتوى رقم : 20775 . هذا بشأن السؤال ، غير أننا نوجه للسائل الكريم نصيحة تتضمن أمرين :
الأول : ترك الإقامة في تلك البلاد التي يفقد فيها الرجل القوامة والولاية على زوجته وأبنائه ، مما يؤدي إلى تضييع رعيته التي استرعاه الله إياها ، وكفى بهذا إثماً، وكفى به دافعاً لترك تلك البلاد ، هذا ما لم تدع حاجة ماسة للإقامة بها .
الثاني : نصح زوجته الحالية ودعوتها إلى الالتزام بالإسلام والخضوع لشرع الله تعالى فإن استجابت لذلك فالحمد لله ، وإن لم تستجب لذلك فالذي نراه هو أن يترك تلك الزوجة التي لا تعرف عن الإسلام شيئاً ، ولا عن حقوق الزوج ، لا سيما أنه لا يوجد أبناء يخاف عليهم فتركها من الآن خير ، وليبحث له عن امرأة ذات دين يطمئن معها ويرزق منها ذرية طيبة ، والله تعالى نسأل أن يوفقه ويلهمه رشده ويرزقه الزوجة الصالحة والذرية الطيبة .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ترك الزواج رغبة في الشخص المرفوض من الأهل
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو القعدة 1426 / 08-12-2005
السؤال
قد أحببت شخصا ورفض أهلي زواجي منه بالرغم من أنه ذو خلق ودين ولكن ذلك لم يغير من حبه في قلبي شيئا وقد قررت الامتناع عن الزواج من شخص آخر لأني أشعر بأني سأظلم من سيكون زوجي كوني لا أحبه بل أحب آخر، علاوة على أنني أرى بزواجي من شخص وأنا أفكر بغيره خيانة لزوجي فما حكم امتناعي عن الزواج في هذه الحالة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن قرار أهلك برفض الشاب صاحب الدين والخلق غير صحيح وسبق بيانه في الفتوى رقم : 9728، وفي المقابل فإن قرارك الامتناع عن الزواج قرار غير صحيح ، فإن الزواج سنة الله في الحياة، ويكون واجباً إذا خاف المسلم على نفسه أن يقع في محظور ، فينبغي لك المحاولة وعدم اليأس من موافقة أهلك على ذلك الشاب الذي ترضينه ، فإن تعذرت موافقتهم ويئست منها فاعلمي أن الرجال كثير وما أحببت في ذلك الرجل من الصفات ففي غيره مثلها وربما خير منها ، ثم اعلمي أن الله سبحانه هو العالم بما يصلح للعبد فثقي به سبحانه وارضي بما قدر ، فربما كان الخير فيما تكرهين وكان الشر فيما تحبين قال تعالى : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216 }
فينبغي لك الرجوع عن هذا القرار ومحاولة نسيان الشاب ، والنظر إلى المستقبل ودعاء الله عزوجل أن يرزقك الزوج الصالح .(32/169)
وأما شعورك بأنك ستظلمين زوجك لكونك تحبين غيره ، نقول : إن الأمور القلبية لا يؤاخذ عليها الإنسان ، فإذا اتقيت الله في زوجك وأديت ما يجب له عليك بحسب استطاعتك ، وحفظته في نفسك فلم تتكلمي ولم تعملي بما في قلبك من حب ذاك الرجل ، فلا تؤاخذين لمجرد الشعور القلبي والذي هو من حديث النفس الذي عفي عن هذه الأمة ، ولا يعد من الخيانة شريطة عدم الاسترسال في التفكير في ذلك الرجل ، بل كلما خطر على بالك حاولت دفع ذلك الخاطر والانشغال عنه ، مع دعاء الله عز وجل أن يصرف قلبك عنه ويحبب إليك زوجك .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من كان قاسياً مع أمه حري أن يقسو مع غيرها.
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو القعدة 1426 / 08-12-2005
السؤال
خطيبي يعامل والدته بقساوة وليس دائماً، ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الابن حسن التعامل مع والديه، ولا يجوز له أن يقسو في تعامله معهما، بل يجب عليه أن يعاملهما برفق ورحمة كما أمر الله في كتابه، بقوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24}، وبقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف:15}.
وعليه.. فخطيبك بحاجة إلى من ينصحه، ولذا ينبغي لك أن تكلمي أحداً من محارمك، أو امرأة من محارمه، يبين له عدم جواز ما يفعله، وبيان خطورة عقوق الوالدين، وحضه على حسن التعامل مع والدته، وأما زواجه منك فنرى أن تستخيري الله تعالى أولاً وقبل كل شيء في أمره، وتستشيري العقلاء من أهل العلم والصلاح، فإن من كان قاسياً في تعامله مع أمه حري أن يقسو مع غيرها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الرتبة الاجتماعية ليست معيارا لقبول الزوج أو رده
تاريخ الفتوى : ... 05 ذو القعدة 1426 / 06-12-2005
السؤال
أنا فتاة في الحادية والثلاثين من العمر خريجة جامعية ومتدينة ومن عائلة معروفة وميسورة الحال، ولكن أفراد عائلتي غير متدينين وهذا يشكل لي الكثير من المشاكل والخلاف في وجهات النظر تقدم لخطبتي شاب يصغرني بثلاث سنوات (لأنه(32/170)
أعجب بثباتي على الطاعة رغم وجودي بين أفراد أسرتي)، جامعي ومتدين وممدوح السيرة، ولكنه من أسرة فقيرة ومغمورة اجتماعيا وقد أبديت لوالدي أنني أقبل الزواج به، لأنني أريد تكوين أسرة متدينة إن شاء الله ولا يهمني إن كانت فقيرة، ولكن والدي لا يريدان لي هذا الزواج ويتذرعان بالوضع المادي والاجتماعي ويهددانني بأنني إذا قبلت وتزوجت به فلن يزوروني أبداً (لأنني سأصبح لست قد المقام بنظرهم) ويريدان أن أكون أنا صاحبة هذا القرار الرافض، وأنا الآن في حيرة شديدة من أمري ولا أدري ماذا أفعل فهل أخالف قول الرسول(صلى الله عليه وسلم): إن جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه.
وأرفض هذا الشخص لمجرد أنه فقير كي لا أغضب أهلي، أم أقبل به وأتحمل ما سيصبح عليه الوضع في المستقبل ومقاطعة أهلي لي، وفي كلا الحالتين أجد نفسي الطرف الخاسر، أفيدوني بالنصح؟ جزاكم الله عني كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا رفض الوالدان زواجك من هذا الشاب بعينه، ولم يكونا عاضلين لك من الزواج بغيره، فيجب عليك طاعتهما، وتقدم أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج بشخص بعينه في الفتوى رقم: 18767.
وعسى الله أن يجزيك على طاعة والديك ويعوضك أفضل مما فاتك، وإذا كنت قد رغبت في الزواج بهذا الشاب فاجتهدي قدر الاستطاعة في إقناع والديك وذكريهما حاجتك إلى الزواج وقلة الشباب المتدين الراغب في الزواج وتقدمك في السن وغير ذلك من الأسباب الداعية لتعاطفهما معك.
وأما إن ردا الأمر إليك وحملاك مسؤولية نفسك فنوصيك بالاستخارة، والاستشارة، ونحن نشير عليك بقبول هذا الشاب المتدين حسن الخلق، وكونه دونك في الرتبة الاجتماعية، فذلك ليس مانعاً من الاقتران به، وأما كونه فقيراً فقد وعد الله سبحانه وتعالى الناكح الذي يطلب العفاف بالعون والغنى، قال الله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وراجعي الفتوى رقم: 7863.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... استخيري وتزوجي بعد موافقة أهلك
تاريخ الفتوى : ... 07 ذو القعدة 1426 / 08-12-2005
السؤال
تقدم لخطبتي رجل على خلق وعلى أبواب التدين وعمري 19 ومتدينة منذ4 سنوات غير أني أحب رجلا آخر وهو أيضا متدين ولكن المشكل أنه لا يستطيع التقدم لخطبتي لأنه مازال يدرس فما الحل هل أنتظر الذي أحبه أم لا مع أ
نه غير مستعد تماما للزواج وبالنسبة لي أفضل الزواج لأنه يحميني من الفتن ثم هناك مشكل آخر أخاف أن لا يوافق أهلي على الرجل الذي تقدم لي بتعلة أني مازلت أدرس وأنا أعيش في بلد منع الحجاب يعني سيكون هذا الزواج أمنا لي من(32/171)
معصية خلع الحجاب لأني مخيرة بين الدراسة و خلع الحجاب أرجوك مدني بجواب مفصل و كاف لأني أعيش في حالة صراع و كيف أقنع والدي بهذا الزواج أرجو من فضيلتكم الجواب على أسئلتي في أقرب وقت ممكن.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن ييسر أمرك ويقدر لك الخير حيث كان، وننصحك بكثرة الدعاء واستخارة الله سبحانه، في أن يختار لك ما فيه صلاحك في دينك ودنياك، وبعد استخارته سبحانه، ننصحك بالزواج من الشاب المتقدم لك ما دام متدينا وعلى خلق، ففي الزواج حماية لك -كما ذكرت- من الفتن التي تحيط بك، وحاولي إقناع والدك بالأمر، فإنه إن اقتنع والدك ووافق على زواجك منه فعسى أن يكون ذلك، يعني أنه سبحانه قد اختار لك هذا الأمر ويسره وقدره، وإن لم يوافق فالخير فيما قدره الله وقضاه ، وعليك الرضى بقضاء الله وقدره سبحانه ، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ {البقرة: 216}، وعليك أن تتقي الله سبحانه ، ولا تخلعي حجابك حتى لو أدى إلى تركك للدراسة. وراجعي الفتوى رقم: 30735 .
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم رفض الأبوين زواج ابنهما من قريبتهم بسبب الشحناء
تاريخ الفتوى : ... 19 شوال 1426 / 21-11-2005
السؤال
أنا شاب من الجزائر (25سنة) أردت الزواج من فتاة لي قرابة منها .(عمتي جدتها) .لكن الوالدين رفضا ذلك بحجج
مختلفة .فالأب رفض باعتبار أنه يكره جدها -زوج عمتي- مع العلم أن جدتها (عمتي) توفيت منذ زمن . أما الأم فرفضت باعتبار أن لها صلة بأبي . مع العلم كذالك أن الأب منفصل عن الأم (طلاق) منذ 20 سنة.
وكذلك إن هذه الفتاة أمها مطلقة منذ15 سنة أي انا وهي في حال واحد. ولم أر منها أي شيء يدعو إلى هذا الرفض وأرى أن كل الحجج تدعو إلى قطع صلة الرحم .أفيدونا الرأي والفتوى الصالحة جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بمحاولة إقناع والديك بالموافقة على هذا الزواج، وبأن البنت لا علاقة لها بفعل غيرها، فلا يصح أن تتحمل وزر من بينكم وبينه شحناء أو بغضاء سواء كان جدها أم غيره، ثم إن تصرفهم هذا لا يحل الإشكال بل يزيد في الفرقة والجفوة الحاصلة، ويؤدي إلى مزيد من قطيعة الرحم.
فإن أصرا على موقفهما من الرفض وكان في الزواج بهذه المرأة غضب والديك ، فننصحك بترك هذا الزواج والبحث عن زوجة أخرى، كما قد سبق في الفتوى رقم : 17763.(32/172)
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... المغالاة في المهور وإثقال كاهل الزوج بالشروط
تاريخ الفتوى : ... 12 شوال 1426 / 14-11-2005
السؤال
كل عام وحضراتكم بخير
إن شاء الله أنا مقبل على الزواج بعد اأشهر قليلة، وبعد الاتفاق مع والد العروس على كل شيء من شقة وشبكة وأثاث وغيرها من أمور الزواج، فاجأني بأنه يريد أن تكون الشقة مناصفة بينى وبين خطيبتي، وأن يتم هذا الأمر قبل العقد وإلا فلا زواج بالمرة. أي أنه يريد أن أكتب الشقة باسمي أنا وهي لكي يضمن حق ابنته ويجعل ذلك أسلوبا للضغط عليّ حتى لا أفكر في الطلاق مستقبلا، وناهيك عن المبالغة المستفزة في المهر وما يسمى بقائمة العفش، مع العلم بأنني المتكفل بثمن الشقة وتجهيزها ولم يدفع هو مليم واحد في ثمنها ولا تجهيزها، وعند سؤال خطيبتي عن سر طلبه هذا قالت: إنه سمع من أحد أقاربنا أنك قد تبيع الشقه بعد إتمام الزواج انتقاما منه نتيجة لكثرة طلباته وضغطه عليك وإلزامك بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان. وأنا لن أبيعها وليس في نيتي، ولكن الأمر فيه إهانة لكرامتي ولقوامتي في بيتي كرجل. وقلت له: إنني مستعد أن أكتب لها الشقة بكاملها ولكن بعد الزواج وعن طيب خاطر لكن ليس قبل الزواج، ولكنه رفض مع علمه ويقينه بمدى حبي لابنته ومدى حبها لي، ولذلك أنا أيضا رفضت.. فبالله عليكم ما مدى أحقية والدها في طلبٍ كهذا من الناحية الشرعية أولا، ومن الناحية الاجتماعية ثانيا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لوالد الزوجة أن يثقل كاهلك بالشروط؛ فذلك مما يسبب النفرة بينكما كما قد يسبب كره الزوجة وبغضها، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: أعظم النساء بركة أيسرهنَّ مؤونة. رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
فكلما خفت مؤونة المرأة كان ذلك أدعى للألفة بينها وبين زوجها، وما أكثر الفساد والعنوسة بين النساء إلا مغالاة أوليائهنَّ في مهورهنَّ وتبعات ذلك، فالواجب على الأولياء أن يتقوا الله تعالى ويمتثلوا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره.
ولكن إذا اشترطت الزوجة أو والدها شروطًا ورضيتَ بها فيجب عليك الوفاء بها لقوله صلى الله عليه وسلم: أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج. متفق عليه.
فلها ولوليها أن يشترطا ما شاءا ما لم يكن محرمًا، فإن قبلتَ به وجب عليك الوفاء على الراجح، كما بينا في الفتوى رقم: 1357. وإن كان الأولى عدم ذلك كما ذكرنا. فإن كانت الزوجة ذات خلق ودين فينبغي أن تحرص عليها وأن تستجيب لما(32/173)
اشترطت عليك إن كان في مقدورك وطاقتك، وإن كانت غير ذات خلق ودين أو اشترط عليك وليها ما ليس في طاقتك ولا تستطيع الوفاء به فينبغي أن تتركها وتبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين، وقد قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وللاستزادة انظر الفتوى رقم: 49227، 2069، 33981.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عفة المرأة وصبرها إذا لم تنكح من أحبت
تاريخ الفتوى : ... 12 شوال 1426 / 14-11-2005
السؤال
أنا أحب رجلا متزوجا ولديه ثلاثة أطفال، يعمل معي في نفس المكتب، إنه رجل متدين يخاف الله، بدأت العلاقة بيني وبينه فى إطار العمل، أحسست أنه رجل مختلف، شخصيته قوية، متحمل المسئولية، المهم وصلنا إلى درجة الحب، وصارح كل منا الآخر، دخلت في هذا الموضوع ولا أعرف نهايته، ارتبطت به ارتباطا لا أحد يتخيله، وفجأة بدأ يحس أن العلاقة بيني وبينه لا نستطيع أن نكملها لأنه متزوج والظروف لا تسمح له بالزواج بأخرى، مع أنه يستطيع أن يفتح أكثر من بيت. أنا لا أستطيع أن أبتعد عنه، حاولت ولقيت نفسي أصابتني كثير من الأمراض، أنا أتمنى اليوم الذى أتزوجه فيه. أنا عندي 28 سنة ومستواي الاجتماعي جيد، وممكن أرتبط بإنسان جيد من كل النواحي، لكني لا أتخيل نفسي إلا معه، لدرجة أني أشعر أني سأصاب بحالة نفسية، أرجوك كلمه، وقل له إذا كان يحبني حرام يعذبني كل هذا العذاب ، وقل له إن الزواج الثاني ربنا حلله، وأنا عمري ما أظلم زوجته ولا أولاده، أنا أريد فقط جزءا منه، المهم يكون موجودا في حياتي لأني غير قادرة أن أعيش من غيره، وهو خائف من كلام الناس عليه لو حصل، وأعتقد أنه مازال يحبني.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بتقوى الله، وأن تتجنبي مخالطة الرجال الأجانب في عملك وفي غيره، وأن تلتزمي بالحجاب الشرعي، وحيث قد ابتليت بحب هذا الرجل ووقعت في عشقه، فليس هناك سبيل أفضل من الزواج به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
فإن كان قادرًا على زواج الثانية وأنس من نفسه العدل ننصحه بذلك، حيث إن الله سبحانه قد أباح الزواج مثنى وثلاث ورباع، ويؤجر على إحصان امرأة مسلمة لا سيما وقد تعلقت به هذا التعلق، وعليه أن يراعي العدل بين زوجاته.
وإن لم يكن هناك نصيب وأبى الزواج بك، فارضي بما قسم الله، واكتمي وعفي واصبري، واحتسبي الأجر عنده سبحانه؛ فقد ورد في الأثر: من عشق وكتم وعف(32/174)
فمات فهو شهيد. وفي سنده ضعف. لكن معناه صحيح. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتقدم في الفتوى رقم: 38015.
واصرفي تفكيرك عن هذا الرجل وتجنبيه، فإن تعلق القلب بما ليس في الإمكان الوصول إليه من ضعف العقل، وإن تطلب الأمر ترك العمل فافعلي لاسيما إذا لم تكوني مضطرة إليه، وإذا تقدم لك صاحب دين وخلق فتزوجي به فورًا لتحصني فرجك وتحمي نفسك من مزالق الهوى والشيطان.
وفي الختام ننصحك بتقوى الله وتجنب الاختلاط بالرجال الأجانب، وبوجه خاص هذا الرجل، وشغل نفسك بما ينفعك، والإكثار من الدعاء بأن يعافيك الله من هذا البلاء. واعلمي أن ما وصلت إليه من عشق هذا الرجل داء عليك طلب العلاج منه. وتقدم في الفتوى رقم: 9360 علاج داء العشق فيلزم مراجعته.
فنسأل الله سبحانه أن يعافيك وأن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج بمن تستمع إلى الأغاني
تاريخ الفتوى : ... 23 رمضان 1426 / 26-10-2005
السؤال
أخي الكريم بداية أحب أن أبين لك بأنني ترددت كثيرا في طرح هذا السؤال, ولكن رأيت الضرورة في طرحه ليقيني بأنني سأجد منكم العون والنصح بإذن الله.. فيا أخي الكريم أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما, وتبين لي بأن إحدى بنات أقاربي تحبني وترغب في الزواج مني وهي أصغر مني بسنة وأنا لا أحمل أي شعور تجاهها, وهي فتاة جميلة وأبوها صاحب مال وصاحبة خلق كما تقول لي والدتي فهي تمدحها لي وحتى أخواتي أيضا يمدحنها, ولكن هناك نقطة لديها وهي أنها تستمع إلى الأغاني.. فهذه النقطة استوقفتني كثيرا هل سماع الأغاني يقف مانعا من تحقيق رغبتها في الزواج! ولا أدري ماذا أفعل تجاهها فقد توقف التفكير لدي, فانصحوني؟ جزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسماع الأغاني وإن كان محرما وذنبا إن اشتمل على آلات الملاهي أو كان الكلام ماجنا إلا أنه لا يقف عائقاً عن إتمام الزواج، ومن المعلوم أن المرأة سريعة التأثر بزوجها وخاصة إن كانت تحبه، فلعل تركها لهذا الذنب يكون على يديك فنحن نشجعك على الزواج بها إن كانت محافظة على صلاتها وصيامها وبقية أمور الدين، وانظر في حكم الغناء الفتوى رقم: 5282.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن فرط في صيام رمضان ثم تاب(32/175)
تاريخ الفتوى : ... 15 رمضان 1426 / 18-10-2005
السؤال
فضيلة الشيخ أريد أن أسأل عن شخص كان يفطر في شهر رمضان المبارك دون عذر لمدة من الزمان وكان يفعل المنكر ولكنه تاب إلى الله وأصبح يصوم وابتعد عن المنكر، فما حكمه إذا أرد الارتباط بامرأة تخاف الله وتريد زوجا مثلها، ولكن تعرف أنه تاب منذ زمان بعيد،
صرح لها عن حاله لكي يكون عندها علم، ويريد أن تساعده أكثر، وما أراد أن يرتبط بها إلا للستر والمغفرة من الله. وشكرا لكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب مقبول عند الله فأحرى أن يكون عند خلقه ، فننصح إن علمت توبته بقبوله، وأن تكون المرأة عونا له على الخير والصلاح والطاعة .
وكان الأولى بهذا الرجل أن لا يعلم أحدا بما وقع فيه من المعاصي بل يتوب ويستر على نفسه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم والبيهيقي وصححه السيوطي وحسنه العراقي . والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أساس اختيار الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 16 رمضان 1426 / 19-10-2005
السؤال
قال النبي صلى الله عليه وسلم :تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه، فلماذا يزاد على الدين و الخلق صفات الحسب والجمال و المال في حالة اختيار المرأة فقط .أما ينظر لهذه الصفات عند اختيار الرجل أيضا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل من الحديثين أمر أو أرشد إلى اختيار صاحب الدين سواء كان رجلا أو امرأة.
وفي الحديث الأول ذكر واقعا وهو أن الرجال يرغبون في النساء لتلك الصفات، الجمال، الحسب..... ثم أرشد الرجال إلى اختيار صاحبة الدين. قال في فتح الباري: قال القرطبي: معنى الحديث أن هذه الخصال الأربع هي التي يرغب في نكاح المرأة لأجلها، فهو خبر عما في الوجود من ذلك لا أنه وقع الأمر بذلك.(32/176)
أما الحديث الثاني فهو موجه إلى أولياء أمور النساء، وفيه أمرهم بتزويج صاحب الدين والخلق، وأن رفضه والرغبة عنه في صاحب المال والجاه العاري عن الدين والخلق يؤدي إلى الفتنة والفساد.
ولا يدل ذكر الحسب وما معه في الحديث الأول ورغبة الرجال فيه أن ذلك خاص بهم، بل النساء كذلك يرغبن في جمال الرجال وحسبهم، بل إن رغبتهن في مال الرجل وجماله قد تكون أشد لأن استفادتهن من مال الرجل قد تكون أكثر من استفادة الرجل من مال المرأة، لأن في ماله نفقتها وكسوتها، وليس للرجل نفقة ولا كسوة في مال المرأة، وقد تهبه لأهلها أو لمن شاءت فلا ينتفع به هو ولا أولاده، كما أن دمامته قد تتأذى منها ولا تتمكن من فراقه، والرجل إن لم تعجبه المرأة أمكنه تطليقها، ولعل عدم ذكر الحسب وما معه في الحديث الأخير والله أعلم، هو أن ما رتبه الشارع فيه على رفض صاحب الدين والخلق من الفساد الكبير والفتنة لا يترتب على رفض صاحب المال وما معه المجرد من الأخلاق والدين، فجاء الحديث آمرا بقبول صاحب الدين زاجرا عن رفضه مبينا ما يترتب عليه، ولا داعي لذكر ما لم يؤمر به ولم يترتب على رفضه مفسدة من اعتبار صفة الجمال أو المال أو غيرهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ترك نكاح المعوق طاعة للوالدين
تاريخ الفتوى : ... 10 رمضان 1426 / 13-10-2005
السؤال
أحبك في الله يا سيدي وأشهد الله على ذلك، فضيلة الشيخ تقدم لي شاب على خلق كبير ودين للزواج ولكنه معاق ويمشي بكرسي متحرك، أنا وافقت لما رأيت فيه من حسن الخلق، ولكن أهلي رفضوه بشدة وخاصة أمي والسبب الشكل الاجتماعي، فماذا أفعل لأن الشاب لا زال ينتظر جوابا مني، هل أوافق رغم أن ذلك سيترتب عليه بعض المشاكل وسيغضب علي أسرتي وأمي خاصة، أم أرفض وأتخلى عن الشاب الذي وعدته أن أبذل المستحيل لكي توافق أسرتي.. وهل سيكون لي أجر عند الله عز وجل إن أنا تزوجته وبررت به أفيدوني؟ جزاكم الله عني كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك إن قصدت القبول به لدينه وخلقه والقيام بشؤونه فأنت مأجورة على ذلك، فإن وافق والداك فذاك، وإن أصرا على الرفض فننصحك بطاعتهما، وهما حريصان بالطبع على مصلحتك وغالباً ما يكون الوالدان أدرى بمصلحة الابن أو البنت لاسيما في مسائل النكاح، فلا تعارضي والديك في رفضهما لهذا الشاب المعوق، ولعل الله أن ييسر له من تقوم بشؤونه غيرك، وفقك الله لمرضاته، ويسر لك الخير.
والله أعلم.(32/177)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... عدم رضا الأم عن الفتاة التي اختارها ولدها للزواج
تاريخ الفتوى : ... 03 رمضان 1426 / 06-10-2005
السؤال
مشكلتي شائكة تحتاج إلى نظرة حاذقة تمزج بين الدين والدنيا وتحسب المصلحة العامة والمنفعة السائدة وتتوسع لتشمل كل الأركان ولاتكون حصرا لقاعدة أو مكان ولهذا لجئت أليك لأسئلك فأأستحلفك بالله العلي العظيم الذي أن سئل أعطى كأجود من أجود كريم وله الأمر والقضاء وله التسليم , سبحانه العليم الحكيم , اختار من عباده الأنبياء وجعل من ورتثهم العلماء , نورا يستدل به في الظلماء , جعلك الله منهم , وحشرك في زمرتهم , وأسعدك برفقتهم , اللهم أمين , أن تجيب على سؤالي وأن لاتهمل مقالي فالأمر جد عاجل ولايحتمل التأجيل وأرجو المعذرة للتطويل ولكن الأمر يحتاج التفصيل لتكون عندك الرؤية واضحة كأنك قد شاهدت ما قيل
أما بعد :- والمشكلة كما يلي .....
بعدما طلب أخي من أمي ذات مرة أن تبحت له عن عروس وكما هو معلوم وملموس , قدمت له أمي بعض الأسماء على افتراض أنه سيبدأ بالإنتقاء , ولكن بعد فترة جاء وقال إنه أحب فتاة سمراء , تعمل معه في نفس المجال وأنه أحب فيها حلو الكلام وعذاب المقال و...... و..... وغيره مما يقال , وكما تفعل كل أم في مثل هذه الحال ,سئلته عنها وهي مرتاحة البال , فكان مما قال أنها أكبر منه ب 3 أو 4 سنين في العمر ولكن هذا لايؤذي ولايضر , فأعترضت أمي في البداية , ثم بعد ذلك سلمت في النهاية , فليس هذا بالأمر الذي يعيبه الإسلام فها هو خير الآنام عليه أفضل الصلاة والسلام تزوج سيدة النساء , من حياها رب السماء , وهم في العمر ليسوا سواء , وكلنا وقفنا معه من هذا الباب وعتبنا على أمي ذاك الإعتراض , فوافقت أمي مع قليل من الامتعاض , لعلمها بمزاج أخي المقلاب وأنه بعد فترة قد يملها , ويضع بعد ذلك العمر كأحد الأسباب ويتحجج بأننا لم ننصحه وأسقيناه مآء السراب , ولكن بعد جدال وسجال أقنعته أمي أن هذا هو قراره ولا بد أن يتحمل تبعاته وأضراره .
ولكن ما بدأ في الظهور والبيان و أعظم من أن يكون في الحسبان
* فأولا :- الفتاة ليست محجبة , وقد تحججت بأن أمها منعتها من الحجاب وبأنها بمجرد أرتباطها بأخي سيكون أمرا مجاب , فقلنا لا بأس يكسب فيها ثواب .
ولكن بعد فترة عندما أحست بتمسك أخي بها وميله إليها , قالت إنها لن ترتدي الحجاب وأن يغلق عليها نقاش هذا الباب , فغضب أخي وأنهى الخطاب , فعادت وقالت لابأس أنها ستفعل ذلك ولكن بعد الزواج وكتب الكتاب , ولاندري أصادقة هي فيما تقول أم هو كلام ليل يلفه ضباب .
* وثا نيا :- عندما سئلنا عن عائلتهم بعض الأحباب , وذهبنا لمقابلتهم للتمحيص والاستجواب وجدنا أن عماد البيت ( الأم ) ليست متحجبة والأسوأ من ذلك هو أنها تعتقد أنها متمدنة ولاتجد في ذلك عيبا أو خطأ .(32/178)
فهي دكتوراة جامعية ترتدي ملابس شبابية وهي قد بلغت من العمر عتيا !!
سروايل جينز على تسريحات شعر أوربية من غير ذكر البلوزات المحصورة والعصرية , تحل المشاكل النفسانية وسبحان الله علاقتها بأهل زوجها شبه مقطوعة بالكلية !! فما أعجب ما نسمع من قصص مروية !!.
والطامة الكبرى أن القطيعة أمتدت لدرجة أن زوجها لم يقف في عزآء أخيه ولم يزر بيت أبيه , وهذا الكلام أكدته الفتاة ولم نفتريه , والحجة أن أهله أثاروا معها المشكل فأختارت الانعزالية ولكن هل هذا يصوغ قطيعة الرحم ويجعلها سوية !!.
وسيد الدار ليس له الا الطاعة ولايملك أي قرار !!
وكذلك هم لا صلة وثيقة لهم مع أهل أبيهم بأستنتاء فقط أخيهم .
* وثالثا :- كل من سألناهم من أهل الخبرة والاستشارة ومن لهم مع هذه العائلة جوار أو سابق عهد من صداقة وجوار أفتونا بأن نتراجع عن هذا الاختيار وأنها ليست كفؤا لااجتماعيا ولا ماديا ولا دينيا , فشتان بين الأمصار .
والمشكلة أن بعد هذا كله أخي لم يقتنع ومازال يصر على أن يكمل المشوار وأنه هي أو الانتحار وأنه ليس له عنها بديل أو خيار , ولايهمه إن كانت أمها غير محجبة و الأمور الأخرى التي ذكرتها لك آنفا في الحوار .
وهو مقتنع تماما بأنها مظلومة وأن كل الذين تكلموا حقودين وحسودين وكرههم لها واضح كضوء النهار !!
والبلوى أن أبي أقسم بالله أن لا يشترك في شئ لايرضاه الله , وخيره بين الإرتباط بها وبين البقاء في البيت والسكن معنا , فهو لايريد رؤيتها , ولايرضى لابنه الإرتباط بمثيلتها , فاختار أخي و للأسف الخروج من البيت والفرار وطلب من أمي ماله لشراء الشقة وأصر على القرار , فبكت أمي حرقة على ولد عقدت عليه الأمال و وربته وسهرت عليه لسنين الطوال, ليبدلها في آخر الأمر بقرار اتفقنا جميعا أنه أساء فيه الاختيار.
وماهو أسوأ من هذا كله أنه بدء الأن يتهم أمي بأنها ظالمة وأنها السبب في كل ما جرى وصار وأنها لاتريد له أن يعيش سعيدا مع المرأة التي اختار وذلك بزعمه لآن أمي تحب التملك والسيطرة وإن سمع كلامها فإنه أبدا لن يتزوج وينعم بالاستقرار , فبكت أمي حرقة لإحساسها بالظلم والانقهار ورفعت يديها داعية العزيز الجبار ثم طلبت مني أن أسئلك يا شيخي الكريم بعد أن أسرد على مسامعك هذا الواقع الأليم من ناحية الشرع والدين هل هي حقاً ظالمه لأنها لم توافق ابنها على اختياره وهو يتحمل مسؤليته أمام الله وهي بريئة منه يوم القيامة لأنها نصحت وأرشدت ، وهل تعتبر آثمة إن رفضت أن تدعمه مادياً ومعنوياً في عرسه لأنها لم يعجبها اختياره كما وضحت ؟ أم أنه كان عليها أن توافقه بعد أن أرشدته وهو يتحمل المسؤولية فهو بالغ عاقل راشد ولكن لا يواظب على الصلاة ؟ متى تكون أمي حقاً ظالمة من الناحية الشرعية إن وافقت وذهبت معه وأقنعت أبي بالذهاب لتلم شمل العائلة الذي بدأ بالتمزق منذ تمرده وإعلانه العصيان والخروج من البيت وهو يتحمل مسؤولية قراره لوحده أمام الله ؟؟ أم العكس تكون ظالمة إن أصرت على رأيها وأبي بعدم الذهاب وعدم دعمه لا مادياً ولا معنويا فيما اختار ؟ أفتني يا شيخي الكريم ، كفاك(32/179)
الله شر كل حاقد ولئيم وجزاك الله عنا كل خير بعد صلى الله على السيد الأمين افضل الصلاة وأتم التسليم خاص وشكراً أتوسل إليكم بالله أتوسل إليكم بالله أن لا تهملوا رسالتي أستحلفكم بالله .
,
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى الوالدة أن تنصح ولدها بذات الدين والخلق، ولا يجوز للابن مخالفتها وعصيانها في الزواج بفتاة معينة ، كما تقدم بيانه في الفتوى رقم : 6563 .
وإذا لم توافق الأم على امرأة ترى أنها غير مناسبة ، وليست ذات دين وخلق فلا تكون ظالمة لولدها بل ناصحة له ، ولا تأثم إذا لم تدعمه مادياً أو معنوياً ولا تكون ظالمة أو آثمة أيضاً إذا وافقت نزولاً عند رغبة ولدها ، جلباً لمصلحة أعظم ، وهي جمع شمل العائلة من التفرق ، ودفعاً لمفسدة أشد ، وهي تفرق العائلة وخروج الولد من البيت مع زواجه بتلك الفتاة ، فالأم ليست ظالمة في كلا الحالتين مع أننا ننصح بالخيار الأخير لأنه قد يكون أقرب لجمع الشمل ونبذ الفرقة .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... حكم رفض الخاطب الذي فيه عيب في الخلقة
تاريخ الفتوى : ... 29 شعبان 1426 / 03-10-2005
السؤال
هل يمكن أن أرفض الرجل إذا تقدم لي لأن فيه عرق عبيد؟؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعيار الشرعي في اختيار الأزواج هو: الدين والخلق، فلا ينبغي للفتاة أن ترفض رجلاً على دين وخلق على أي صفة كان هذا الرجل، ولعل الله تعالى يجعل في زواجه منها خيراً. وتراجع الفتوى رقم: 4074 والفتوى رقم: 2494 .
ولكن إذا خشيت المرأة عدم دوام العشرة لوجود بعض الصفات التي لا تعجبها، فلا بأس بأن تلتمس صاحب دين سالماً مما لا يعجبها، إذ أن حسن العشرة ودوامها أمران مقصودان للشرع. وتراجع الفتوى رقم: 11179 والفتوى رقم: 10223 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... بائع الخمر لا يصلح قبوله زوجا
تاريخ الفتوى : ... 29 شعبان 1426 / 03-10-2005
السؤال
لي خالة تقدم إليها أحد الرجال ليتزوجها، وهي تعلم أنه يعمل في حانة لبيع الخمور.(32/180)
المرجو أن تبينوا لنا حكم الزواح المترتب على هذا العلم من طرف الزوجة؟ ثم إذا وعد الزوج بتغيير مهنته في المستقبل فهل يحل لخالتي التزوج به في الحال على أمل أن يغير مهنته آجلا؟ وماذا لو أصر الزوج على مهنته ورفض تغييرها؟
وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم الإعانة على شرب الخمر بأي نوع من الإعانة وإلا كان آثما، وتراجع الفتوى رقم: 5816،
ومثل هذا الرجل لا ينبغي أن يقبل زوجا ما دام مصرا على هذا العمل إذ إنه قد يطعم أهله وأولاده من هذا الكسب المحرم، وفي ذلك من الضرر ما لا يخفى، ولا ينبغي الاغترار بوعده بالتوبة من هذا العمل، وتراجع الفتوى رقم: 63566، ولو قدر أن تم النكاح وكان هذا النكاح مستوفيا شروط النكاح الصحيح ومن أهمها وجود الولي كان النكاح صحيحا، وترتبت عليه آثاره، ولكن ينبغي أن تنصح هذه المرأة بعدم الإقدام على الموافقة على زواج هذا الرجل منها، إذ قد تكون لذلك عواقب سيئة.
ولا بأس بأن يبحث لهذه المرأة عن زوج صالح وتراجع الفتوى رقم: 7682 بل يجوز لها أن تعرض نفسها على من ترغب في الزواج منه من الصالحين ما دام ذلك في حدود الأدب والشرع، وتراجع الفتوى رقم:
9990.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
منع المرأة من الزواج بحجة طمع المتقدم بمالها لا يجوز
تاريخ الفتوى : ... 22 شعبان 1426 / 26-09-2005
السؤال
لي أخت مريضة بمرض نفسي وقاربت 39 سنة لم تتزوج ونحن ولله الحمد بحالة مادية جيدة، وهي تملك بعض المال وتقدم لخطبتها رجل فقير يكبرها وهو متزوج ويعلم حالتها وهو ملتزم دينيا حالياً عكس ما كان عليه ماضيه وقد أبدى رغبته بأن تبقى عندي في بيتي وحين يكون في بلدنا يقيم عندي وهو يقيم في بلد قريب من بلدنا
، ملاحظة: الدولة توفر لها إعانة شهرية رعاية لها، وبزواجها وفقا للقانون ستتوقف هذه الرعاية الاجتماعية، وهذا يدعي رعايتي لها وله، السؤال: هل أزوجها به رغم شكي بطمعه في مالها، وهل أأثم إن لم أزوجها به، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الرجل المتقدم مرضياً في دينه وكفؤاً لأختك فاقبل به؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.(32/181)
ولا يجوز لك منع أختك من الزواج، لأن هذا يدخل في العضل المنهي عنه، ويجب على الزوج نفقة زوجته وسكناها، ويحق لزوجته ووليها طلب الطلاق بعجزه عن ذلك، وإذا كنت تشك في طمع الرجل في مال أختك، وكانت أختك غير رشيدة في التصرف في المال، فيمكنك الحجر عليها، وذلك برفع الأمر إلى القاضي لينصبك قيماً على أموالها، وراجع الفتوى رقم: 54950، وبهذا تحول بينه وبين مالها، وسيتبين لك إن كان لا يريد إلا المال.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اختلاف البلد هل يبرر رفض الزواج
تاريخ الفتوى : ... 21 شعبان 1426 / 25-09-2005
السؤال
أنا فتاة خليجيه تعرفت على شاب خليجي عن طريق أحد المنتديات، وقدر الله أن يحب أحدنا الآخر، وكلانا لدينا الرغبة بالزواج ولكن العائق أن أهلي لا يقبلون بالزواج من خارج البلد حتى وإن كان خليجيا، فهل يجوز أن يمنعني أهلي عن الزواج برجل يرغب بي واختار سنة الله ورسوله لتكليل الحب الذي بيننا، حيث إن كثيرا من الشباب يخدعون الفتيات وهو قد اختار الزواج ولكن العقبة العادات والتقاليد الراسخه في عقل أهلي، وهل يجوز للإنسان تجاهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إن جاءكم من ترضون دينه فزوجوه) باسم العادات والتقاليد، ما هو الحل، وهل ما أفعله محرم رغم أننا كلانا جادان في الزواج، والسؤال الآخر: أنه يرغب برؤيه صورتي من باب أن الخاطب لا بد أن يرى مخطوبته، ولكننا حائران في رأي الشرع هل يرى صورتي بحجاب أو بدونه، فهل أجد لديكم الإجابة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 12065، والفتوى رقم: 2494 أنه لا يجوز لولي المرأة أن يمنعها من الزواج إذا تقدم لها الكفء، وأن اختلاف القبيلة أو البلد ليس مبرراً كافياً للرفض إلا أن يكون الدافع لرفض الولي النكاح هو مصلحة ظاهرة تعود على المرأة فله حينئذ الرفض، وبينا في الفتوى رقم: 30003 أنه لا يجوز للمسلمة أن تربط علاقات غرام بدون الطريق الشرعي ولو كان القصد من وراء ذلك الزواج.
ونريد أن ننبه إلى أن الحب عن طريق المنتديات ومواقع الإنترنت حب مبني على سراب ولا يؤمن فيه الخداع، وما الذي يؤمنك أيتها الأخت الكريمة من أن تجدي صورتك بعد أيام منشورة في المواقع من قبل سفيه يتاجر بالمشاعر، فلا ننصح بإرسال صورتك أبداً، فإن كان عازماً على خطبتك مؤملا موافقة ولي أمرك فليأت البيوت من أبوابها، وينظر الخاطب إلى الوجه والكفين من المخطوبة فقط، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 30801.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/182)
ـــــــــــــــــــ
هل تتزوج شخصا يريد السفر بها لديار الكفر
تاريخ الفتوى : ... 18 شعبان 1426 / 22-09-2005
السؤال
إني أعيش في بلاد تمنع ارتداء الحجاب ومن فضل ربي فإني أرتديه، ولكن نحن المتحجبات نتعرض للكثير من المشاكل من مشاكسات أو سب أو شتم ومرات تصل إلى الضرب والتهديد، وأنا أدرس بالجامعة في السنة الثانية من شعبتي ولي أم وأخ، وأبي قد توفي، وقد جاء لخطبتي رجل صالح أعجبت به ويريدني أن أبقى بالحجاب وأمي راضية عنه وأخي فهل يا شيخ حرام علي أن أتزوجه ولا أهاجر من بلادي، أبلغ من العمر 20 ولا أريد العيش في بلاد الكافرين بالزواج برجل عربي يقطن مثلا في فرنسا وأمي غير راضية أن أسافر إلى فرنسا وأتركها وحدها في البلاد علما أنها هي أيضا محجبة وأنا أريد الزواج بهذا الشخص وإن تم كل شيء بإذن الله فإني سأتزوج صيف 2006 فماذا أفعل هل أبقى مع أمي وأجاهد على حجابي ويكتب لي حق الجهاد أم لا؟
وجزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشخص المتقدم لك صاحب دين وخلق، وكنت تأمنين على دينك وعرضك في بلاد الكفار فاقبليه زوجا، ولكن اجتهدي في إقناعه بأن تبقي مع أمك وأن لا تسافري عنها، فإن أصر على السفر، فاجتهدي في إقناع أمك، وبيني لها خطر العنوسة على دينك ودنياك، وقلة الشباب الدين الخلوق، واستخيري الله تعالى قبل كل عمل، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2852، 3145، 51334، 971.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
العلاقة الهاتفية بين الأجنبيين
تاريخ الفتوى : ... 18 شعبان 1426 / 22-09-2005
السؤال
أنا أبلع 20 عاما تعرفت على شاب التقيت به واتفقنا على الخطوبة بعد شهر ولكن شاءت الظروف أن ترك عمله وبدأ يبحث عن آخر، بقيت علاقتنا مستمرة لم أخرج معه قط، بل كانت علاقتنا فقط على الهاتف كنا نتحدث لوقت طويل وبأمور كثيرة، الشاب على خلق ودين قربني جدا من الدين التزمت بالصلاة بشكل أكبر وقراءة القرآن أنا محجبة لكن لم أكن أرتد العباءة طلب مني ارتداءها ولم أتردد في ذلك، مضت الآن 4 شهور من تعارفنا وقبل أسبوعين حصل على عمل بقينا معاً وتحملت معه كل الضغوطات النفسية التي مر بها وساعدته معنوياً كثيراً لكن بعد حصوله على العمل الجديد أخبرني بأنه لا يستطيع أن يتقدم لخطبتي وطلب مني قطع العلاقة(32/183)
لأنه متعب نفسياً من مشاكل حصلت معه بالماضي أنا أعرف هذه المشاكل وساعدته بها أيضاً، نحن الآن لا نتحدث مع بعض لكنني متعبة لأني بحاجة إليه فهو خلوق وطيب وحنون وبه مزايا كثيرة أفكر به كثيرا وأتمناه زوجا لي وهو أخبرني كذلك بأنه يريدني زوجة له لكن بعدما يرتاح من كل مشاكله النفسية لا أدري ماذا أفعل هل أحاول إقناعه بأن نبقى معاً لأنني أساعده في هذه المشاكل أم أقطع علاقتي به كما طلب مني. أنا أعرفه جيدا فهو واع وعلى دين وخلق لكن مشاكله أثرت عليه وعلى سلوكه بشكل كبير مما أدى إلى قطع علاقته بي أخاف أن تكون الفترة طويلة، تقدم لخطبتي في هذه الفترة أكثر من شاب ورفضت لأني متوكلة على الله بأن يعيد إلي هذا الشاب وتتم الخطوبة هل أستمر في رفض من يتقدمون إلي وأنتظره أم أقبل بالذي أرضى دينه وخلقه، أنا أتمنى هذا الشاب وأحبه كثيراً بكل جوارحي لا أريد أن أخطب على آخر وأنا أفكر به فلا ذنب للشخص الذي سيخطبني بأني أحب آخر، أدعو الله دائماً أن يعيده إلي الله يعلم كم هو إنسان جيد وبه مزايا كثيرة أقسم بالله أنني أتمناه زوجاً ليس لأنني أحبه فقط ولكنه لدينه لأنه متمسك بالدين بشكل كبير وشباب هذه الأيام غير ملتزمين بالدين، أنا متوكلة
على الله بأن يقرب الخير مني فأنا أدعو الله دائماً أن يكون بهذا الشاب خير ويقربه مني صليت الاستخارة أكثر من مرة والحمد لله كنت أشعر بالراحة بشكل كبير، أعلم انه أجنبي ولا يجوز أن أتحدث معه لكن الأعمال بالنيات فنية كل واحد منا الخير والحلال والله يشهد على ذلك . أتمنى منكم أن تنصحوني ماذا افعل وجزاكم الله ألف خير وشكرا على ما تفعلونه من خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعله هذا الشاب من قطع العلاقة الهاتفية بينكما هو الصواب ، لأنه أجنبي عنك ، وحسن النية في هذه الأمور غير كاف ، وخطوات الشيطان في إغواء عباد الله تبدأ باليسير من المباح ثم ينقلهم إلى المكروه ثم إلى المحرم وهكذا ، نسأل الله العافية، ونرى أيتها الأخت الكريمة أن لا تعلقي نفسك بهذا الرجل غير الراغب في الزواج، فإن عزم على الزواج واستدعى الأمر بعض التأخر الذي لا تتضررين به ولا تخشين على نفسك بسبب الانتظار فتنة فلا مانع من انتظاره، وإلا فمتى تقدم إليك من يرضى دينه وخلقه فاقبليه وتوكلي على الله تعالى وسيعوضك الله خيرا منه .
والله أعلم .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا علاقة بين رفض الفتاة لخاطب ما وإصابتها بمكروه
تاريخ الفتوى : ... 17 شعبان 1426 / 21-09-2005
السؤال
نرجو إفادتنا بأعراض السحر والحسد والعمل وكيفية معرفة إذا كان الشخص مسحورا، وهل صحيح أنه أحيانا يكون شخص يتمنى أن يتزوج بفتاة معينة ولا يحدث نصيب فإذا ظل يتمناها ولم يستطع الزواج منها فإنه يصيبها مكروه إذا(32/184)
تزوجت أو ربما لا تتزوج أبدا نرجو الإيضاح وإذا هذا فعلا حقيقة نرجو معرفة العلاج ولكم مني الشكر الجزيل وبارك الله فيكم والرجاء الرد بسرعة إذا أمكن.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما العمل والسحر فهما شيء واحد، وقد بينا أعراض وعلامات المسحور في الفتوى رقم: 27789، والفتوى رقم: 13199. كما بينا كيفية علاجه في الفتوى رقم: 5433، والفتوى رقم: 502.
والحسد داء قلبي يصيب بعض الناس فلا يريد أن يرى نعمة عند غيره؛ كما قال تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ {النساء: 54}.
وقد بينا علامات وأعراض المحسود والمصاب بالعين وكيفية علاج ذلك في الفتوى رقم: 7151، والفتوى رقم: 5557.
ولا شك أن كلاً من الحسد والعين قد يؤثر سلباً على المحسود والمعين بإذن الله تعالى، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة وكما هو متواتر، وعلاج ذلك ذكرناه في الفتاوى المحال عليها.
علماً بأن من حق المرأة أن ترفض من لا تحب الزواج به كائناً من كان، ولا يعاقبها الله على ذلك، ولا يصيبها مكروه لأجل رفضها، وإذا حدث لها مكروه بعد زواجها بسبب الحسد أو العين أو غيرهما فليس بسبب الشخص، وإنما قضاء وقدر، أو بسبب ما كسبت يداها من التقصير في طاعة الله عز وجل، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ {النساء: 79}. وقوله: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى: 30}.
وليس في رفض المرأة لمن لا تحب أو عدم قدرته هو على الزواج بها ظلم منها، ولكن إذا كان الخاطب ذا خلق ودين فلا ينبغي رده، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي وغيره.
فلا ينبغي للمرأة رد الخاطب إذا كان ذا خلق ودين لذلك الحديث.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الاعتماد على الأهل في اختيار الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 16 شعبان 1426 / 20-09-2005
السؤال
Part_1
السلام عليكم ورحمة اللة
أنا رجل أبلغ من العمر 44 عاما مستقيم ومجتهد وأخاف الله
كنت أحلم دوما بأن أتزوج بامرأة واحدة ونعيش حياة مليئة بالحب والاحترام وأن أسعدها وأن أجعلها أسعد زوجة في هذا العالم وبصراحة كنت ضد فكرة التعدد وقد تستغربون موقفي هذا ولكن ليس قبل أن تقرؤوا قصتي المحزنة متزوج من بنت(32/185)
تصغرني ب 20 سنة هي تحبني جدا جدا وأنا أقدرها وأحترمها جدا ولكن كيف تمت ظروف هذا الزواج
قبل 7 سنوات بعثت لي والدتي بعدة صور لبنات وقعت عيني على واحدة فسألت والدتي عليها فقالت بأن أحد أقاربنا والذي أتى بصورتها يقول إنها بيضاء كالثلج طولها فارع, عجبتني صفاتها فهو ما كنت أحلم به طول حياتي, باقي أن أتعرف عليها شخصيا فقلت لوالدتي كم عمرها فقالت 19 أو 20 فقالت لي الوالدة خذ هذا هو رقم الهاتف اتصل بهم. اتصلت بها وسألتها عن عمرها فقالت 16 شعرت بالخجل لفترة لكن سرعان ما تبدد هذا الخجل بعدما رأيت جرأتها وحنكتها في الحديث ومرت الأشهر وأنا أتصل بها كل أسبوع لمدة ساعة أو ساعتين فتعلقت بها لم أسألها عن صفاتها لأنني بصراحة خجول واعتبر الموضوع غير لائق. ولكن هي كانت تقول لي بأنها بيضاء وبعد عدة أشهر قالت لي ولكني البس النظارة الطبية فقلت لها ليست بالمشكلة وبعد أشهرا أخرى قالت بانة طولي كذا وكانت قصيرة وقلت لا مشكلة وأنا أبعث خلال هذه الأشهر بالمال والهدايا. لا أعلم ماذا عرفت والدتي من أقارب آخرين ولأني كنت سعيدا جدا لم أهتم عندما مرة قالت لي يا بني على مهلك فإن الموضوع ليس بالأكيد. سافرت خطيبتي إلى أهلي في بلد ثاني استعدادا للمجيء إلى .اتصلت الوالدة بية في فرنسا عند وصول خطيبتي عندهم وقالت لي يابني خطيبتك سوداء وقصيرة وأيضا لها مثل الحدبة الصغيرة على ظهرها ولكنها لا تظهر فقط عندما تنحني, طبعا أنا لم اسمع بذلك من قبل من أي أحد حتى ولا هي وأصبحت وخلال ثانية حياتي جحيم وحيرة. ولأنه ليست لديه الحق في السفر والتأكد بقت خطيبتي لمدة سنة عنده أهلي كانت أسوأ سنة في حياتي, حيث ترنحوا أهلي
بين الإيجاب والسلب فيما يخص خطيبتي . فلم أتمكن من اتخاذ القرار. مرة تقول والدتي لا تهم الأمور بسيطة ومرة لا تقول ورطة وأبي كذلك فلم أستطع أن أقرر. بعد أن استحصلت على الموافقة بان ترافقني زوجتي خلال دراستي ورايتها ولأول مرة بعدة ثلاث سنين, لاحظت فعلا بأنها لا تطابق الصورة التي كانت في مخيلتي ولكن ماذا أفعل. أبي يقول طبعا إن الصورة لا تطابق الحقيقة فقلت له يا أبي لماذا لم تتكلم في وقتها .إذا كنت تعرف تلك الحقيقة فلماذا لم تقترح فكرة زيارة والدتي لهم كي ترى بأم عينها خطيبتي وتوفر على سنين من الحيرة كادت أن تكون أجمل سنين حياتي, فسلمت أمري إلى الله. وأعيش الآن معها ولكني غير سعيد أحاول أن لا أظهر ذلك لها وأثقل عليها في الغربة ولكن هي ذكية تعلم جيدا بأنني تغيرت حيث قالت لي مرة بأنني تغيرت عما كنت عليه في السابق ولكني أتحجج بالدراسة الصعبة,ولكن هذا ما يزيد المرارة في نفسي فلم أتوقع أن تكون العلاقة بيننا يوما هكذا بعد كل ذلك الولع عبر الهاتف. تنتابني عدة مرات حالة عصبية ولأتفه الأسباب عليها محاولة مني فك الارتباط ولكن بمجرد رؤيتي لدموعها احن واعتذر منها.
تركيزي في الدراسة قل ماذا أصنع هي في كل الأحوال بنت طيبة القلب وتحبني ولكن لا أشعر تجاهها بميل جنسي أو رغبة فقد كانت في مخيلتي صورة أخرى(32/186)
تماما كما أنها لا تشبه الصورة نهائيا حتى إني ومن باب المزاح أقول لها ,,,,هل أنت من في الصورة حقيقة. وها نحن اليوم شعوري بالخديعة لا يزول ولكني رجل واشعر بالمسؤولية ولا أريد أن أبين شيئا وأشعر دائما كالحسرة عندما أنام في صدري . فحلم حياتي قد تبخر لاعتمادي على غيري. وها أنا اليوم المفروض أن أكون بقمة سعادتي ولكن اشعر كالهرم أدير حياتي لكن ببطء شديد.
ببساطة لم اعد ذالك الشاب المرح المحب للحياة ولمساعدة كل الناس. ولم اعد أحب أن أتكلم مع أهلي, أنا لا أرمي كل اللوم عليهم ولكنني تأكدت بأنهم قد قصروا كثيرا في هذا الموضوع. لم يكن هناك أي مانع لا مادي ولا أي شيء يمنع أي أحد للذهاب كي يرى العروس كان المفروض أن يحترموني أكثر من نلك وقد شعرت أيضا بالقهر عندما سمعت بان جارهم اقصد جار بيت زوجتي الذي لم يكمل الابتدائية قد تزوج بملكة جمال ذات حسب ونسب وشهادة وووو. أنا أعرف بأنها قسمة ونصيب كما أني لست مغرورا ولكني أشعر بشدة بأنني قد غبنت حيث والله تتوفر لدي معظم ما تتمناه أي بنت من شهادة عالية ونقوذ وشكل مقبول جدا وفي النهاية يجب أن أعاني لأن أهلي الذين اعتمدت عليهم لم يتقدموا بشكل رسمي, ولم يحترموني بالشكل الكافي. أحاول أن أنسى وأن أعيش وأن أسعد زوجتي وأضع اللوم لا عليها بل علي أنا وكذلك أبي ولكن ------
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب على هذا السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 67221
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الاعتماد على الأهل في الخطبة
تاريخ الفتوى : ... 16 شعبان 1426 / 20-09-2005
السؤال
أنا رجل أبلغ من العمر 44 عاما مستقيم ومجتهد وأخاف الله كنت أحلم دائماً بأن أتزوج بامرأة واحدة ونعيش حياة مليئة بالحب والاحترام وأن أسعدها وأن أجعلها أسعد زوجة في هذا العالم وبصراحة كنت ضد فكرة التعدد وقد تستغربون موقفي هذا، ولكن ليس قبل أن تقرأوا قصتي المحزنة، متزوج من بنت تصغرني بـ 20 سنة هي تحبني جداً جداً وأنا أقدرها واحترمها جداً ولكن كيف تمت ظروف هذا الزواج، قبل 7 سنوات بعثت لي والدتي بعدة صور لبنات وقعت عيني على واحدة فسألت والدتي عليها فقالت بأن أحد أقاربنا والذي أتى بصورتها يقول أنها بيضاء كالثلج طولها فارع, عجبتني صفاتها فهو ما كنت أحلم به طول حياتي, باقي أن أتعرف عليها شخصيا فقلت لوالدتي كم عمرها فقالت 19 أو 20 فقالت لي الوالده خذ هذا هو رقم الهاتف اتصل بهم، اتصلت بها وسألتها عن عمرها فقالت 16شعرت بالخجل لفترة لكن سرعان ما تبدد هذا الخجل بعدما رأيت جرأتها وحنكتها في الحديث ومرت الأشهر وأنا أتصل بها كل أسبوع لمدة ساعة أو ساعتين فتعلقت بها لم أسألها عن صفاتها لأنني بصراحة خجول واعتبر الموضو ع غير(32/187)
لائق، ولكن هي كانت تقول لي بأنها بيضاء وبعد عدة أشهر قالت لي ولكني ألبس النظارة الطبية فقلت لها ليست بالمشكلة وبعد أشهر أخرى قالت بأن طولي كذا وكانت قصيرة وقلت لا مشكلة وأنا أبعث خلال هذه الأشهر بالمال والهدايا، لا أعلم ماذا عرفت والدتي من أقارب آخرين ولأني كنت سعيدا جداً لم أهتم عندما مرة قالت لي يابني على مهلك فأن الموضوع ليس بالأكيد، سافرت خطيبتي إلى أهلي في بلد ثاني استعداد للمجيء إلي، اتصلت الوالدة بيه في فرنسا عند وصول خطيبتي عندهم وقالت لي يابني خطيبتك سوداء وقصيرة وأيضا لها مثل الحدبة الصغيرة على ظهرها، ولكنها لا تظهر فقط عندما تنحني, طبعا أنا لم أسمع بذلك من قبل من أي أحد حتى ولا هي وأصبحت وخلال ثانية حياتي جحيم وحيرة، ولأنه ليست لديه الحق في السفر والتأكد بقت
خطيبتي لمدة سنة عند أهلى كانت أسوء سنة في حياتي, حيث ترنحوا أهلي بين الإيجاب والسلبي فيما يخص خطيبتي، فلم أتمكن من اتخاذ القرار، مرة تقول والدتي لا تهم الأمور بسيطة ومرة لا تقول ورطة وأبي كذلك فلم أستطع أن أقرر، بعد أن تحصلت على الموافقة بأن ترافقني زوجتي خلال دراستي ورأيتها ولأول مرة بعد ثلاث سنوات, لاحظت فعلا بأنها لا تطابق الصورة التي كانت في مخيلتي ولكن ماذا أفعل، أبي يقول طبعا أن الصورة لا تطابق الحقيقة فقلت له يا أبي لماذا لم تتكلم في وقتها، إذا كنت تعرف تلك الحقيقة فلماذا لم تقترح فكرة زيارة والدتي لهم كي ترى بأم عينها خطيبتي وتوفر على سنين من الحيرة كادت أن تكون أجمل سنين حياتي فسلمت أمري إلى الله.
وأعيش الآن معها ولكني غير سعيد أحاول أن لا أظهر ذلك لها وأثقل عليها في الغربه ولكن هي ذكية تعلم جيداً بأنني تغيرت حيث قالت لي مرة بأنني تغيرت عما كنت عليه في السابق ولكني أتحجج بالدراسة الصعبة, ولكن هذا ما يزيد المرارة في نفسي فلم أتوقع أن تكون العلاقة بيننا يوما هكذا بعد كل ذلك الولع عبر الهاتف، تنتابني عدة مرات حالة عصبية ولأتفه الأسباب عليها محاولة مني فك الارتباط ولكن بمجرد رؤيتي لدموعها أحن واعتذر منها، تركيزي في الدراسة قل ماذا أصنع هي في كل الأحوال بنت طيبة القلب وتحبني ولكن لا أشعر تجاهها بميل جنسي أو رغبة فقد كانت في مخيلتي صورة أخرى تماما كما أنها لا تشبه الصورة نهائيا حتى أني ومن باب المزاح أقول لها (هل أنت من في الصورة حقيقة) وها نحن اليوم شعوري بالخديعة لا يزول، ولكني رجل وأشعر بالمسؤولية ولا أريد أن أبين شيء وأشعر دائما بالحصرة عندما أنام في صدري، فحلم حياتي قد تبخر لأعتمادي على غيري، وها أنا اليوم المفروض أن أكون بقمة سعادتي، ولكن أشعر كالهرم فشلت في أن أدير حياتي، لكن ببطئ شديد، ببساطة لم أعد ذلك الشاب المرح المحب للحياة ولمساعدة كل الناس، ولم أعد أحب أن أتكلم مع أهلي، أنا لا أرمي كل اللوم عليهم ولكنني تأكدت بأنهم قد قصروا كثيرا في هذا الموضوع، لم يكن هناك أي مانع لا مادي ولا أي شيء يمنع أي أحد للذهاب كي يرى العروس كان المفروض أن يحترمونني أكثر من ذلك، وقد شعرت أيضا بالقهر عندما سمعت بأن جارهم أقصد جار بيت زوجتي الذي لم يكمل الابتدائية قد تزوج بملكة جمال ذات حسب ونسب(32/188)
وشهادة، أنا أعرف بأنها قسمة ونصيب كما أني لست مغرورا، ولكني أشعر بشدة بأنني قد غبنت حيث والله تتوفر لدي معظم ما تتمناه أي بنت من شهادة عالية ونقود وشكلا مقبولا جدا وفي النهاية يجب أن أعاني لأن أهلي الذين اعتمدت عليهم لم يتقدموا بشكل رسمي, ولم يحترمونني بالشكل الكافي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب عن هذا السؤال في الفتوى رقم: 67221.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من فتاة مصابة بالتهاب الكبد الوبائي
تاريخ الفتوى : ... 11 شعبان 1426 / 15-09-2005
السؤال
لي صديق خطب فتاه مصابة بمرض الالتهاب الكبد الوبائي سى وهذا المرض معروف عنه أن ينتقل عن طريق الدم والجماع ولكن عن طريق الجماع بنسبة صغيرة وصديقي يحب خطيبته فيسال هل لو تزوجها
كان من باب إلقاء النفس إلى التهلكة وحرام مع محاولته بالمحافظة واستعمال طرق الوقاية علما بان هدا المرض ينتقل للوليد عن طريق المشيمة وأيضا بنسبة بسيطة وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على المسلم الحذر مما يضره لما في الحديث: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ. ولما في الحديث: لا يوردن ممرض على مصحح. رواه البخاري.
وإذا كان هذا الخطيب عالما بمرض السيدة راضيا بزواجه بها مع إصابتها بهذا المرض وكان يرى أنه يمكنه توقي الضرر المتوقع حصوله فالظاهر جواز زواجه منها، وليسع قدر طاقته في التعاون معها على التداوي فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء سوى الموت أو الهرم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 49953، 41895، 6713، 16149، 35454، 41563.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... اختيار الزوج أمر في غاية الأهمية
تاريخ الفتوى : ... 10 شعبان 1426 / 14-09-2005
السؤال
أنا فتاة في 25 من عمرها وقد تم قراءة فاتحتي من قبل بعد ضغط شديد من والدتي لارتباطي بشخص يحبني بشدة وبه كل مواصفات الزوج المثالي ولكن لم أشعر بأي تغير في مشاعري بل أنا أحترمه وأقدره ولكن أشعر أنني لست سعيدة ودائما أشعره(32/189)
بهذا الشعور ولكني عندما طلبت الانفصال عنه لشعورى بالذنب لأني أحب شخصا آخرا تم رفضه من أهلي مسبقا وبالرغم من معرفة أمي بهذا فهي من أصرت على ارتباطي لكي أنسى الآخر لكن لشعوري بالذنب لم أشأ خداع الشخص الموجود معي وانفصلت عنه الآن، الشخص الذى أحبه يحاول مجدادا مع والدتي وأيضا الشخص الذي ارتبطت به سابقا يريد أن يعيدني مرة أخرى أنا في حيرة أنا لست نافرة منه ولكن أكن مشاعر للآخر وأيضا لن أقوم بإغضاب والدتي لذلك قلت لها إني لن أتزوج الآن هل هذا بطر على النعمة لكني أشعر براحة وأنا بعيدة عن أي موضوع زواج الآن، أفيدوني لا أريد أن أظلم أحدا معي ثانية لوجود مشاعر لشخص آخر وأخشى البطر أفيدوني.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أمر اختيار الزوج في غاية الأهمية لأنه يصبح شريكاً للحياة، ورفيقا للدرب، وأباً للعيال، فإذا أحسنت المرأة اختياره كان مصدر سعادتها، وإذا أساءت الاختيار أصبح مصدر شقائها، وحسن اختيار الزوج يتطلب ترويا وتفكيراً، واستشارة واستخارة، وترك العواطف الآنية السطحية، وتقديم الأسبق في صفتي الدين والخلق.
ولتعلم الأخت أن طاعة والدتها واجبة، وأنه لا يجوز لها الزواج بالرجل المعين دون رضاها، فإذا ما وقع اختيارها على واحد، فعليها أن تقنع والدتها به، ولا ينبغي لها العزوف عن الزواج، ففي الحديث: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا. رواه الترمذي وأحمد وغيرهما عن علي رضي الله عنه.
ولتعلم أنه لا يجوز لها ربط علاقة مع رجل أجنبي قبل الزواج، وحبها لرجل إذا اقتصر على الشعور القلبي ولم يتعده إلى قول أو فعل محرم لا تؤاخذ عليه، وليس فيه ظلم للزوج، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 58247.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تقدم البنت على الزواج بغير رضا والديها
تاريخ الفتوى : ... 03 شعبان 1426 / 07-09-2005
السؤال
القائمون على موقع الشبكة الإسلامية حياكم الله أما بعد قد جاءتنا هذه الرسالة على بريد النادي وعجزنا عن حلها أو نعطي صاحبة الحل حلاً غير صائب ونص الرسالة يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أريد أن أعرض عليكم المشكلة وهي لشخصين عزيزين علي كثيرا وهما أختي وابن عمتي وهو يشتغل في مصبغة (دراي كلين) أختي جامعية في السنة الثانية وابن عمتي عمره 23 سنة ويحب بعضهم بعضاً وهو من الأردن ووالده طلب يدها(32/190)
من أبي ولكنه ورفض وكلم أخي وأيضا رفض وأمي رافضة وسبب رفضهم هو أنهم لا يريدون أن يغربوا بنتهم وتعيش مع أهله ونسوان إخوته لكن كل واحد في بيته ونحن عائلة مكونة من أنا وهي و3 أولاد أخي الكبير ليس متعلما ولا يعرف كيف يتكلم مع الناس وأمي وأبي لم يأخذوا رأيها ولكن وصلها الخبر وأيضا هي تتكلم معه بالخلوي يتصل عليها ليناقشا الموضوع وليس عندهم أمل في الارتباط ولا أعرف إذا كان ما تعمله صوابا أو خطأ وأنا أصغر منها ولكني نصحتها أنها لا تكلمه لأن أبي وأمي أنهوا كل شيء وبنت عمي متزوجة أخاه وعندي عمتان الله خلقهما لسانهما ثقيل وإني أطلب مساعدتكم في هذا الموضوع وإن شاء الله تساعدوها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انتهت الرسالة.
إخواننا في الشبكة الإسلامية نتمنى أن تفيدونا بالحل حتى يتم إرساله لتلك الفتاة.
وحياكم الله
تحياتنا
فريق يلا شباب فلسطين
www.yallahshabab.ps
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للفتاة صاحبة الموضوع أن تعلم شيئين: الأول: أنه يجب عليها طاعة والديها في المعروف، وليس لها أن تقدم على أمر الزواج دون رضاهما، ثانياً أن الزواج بدون ولي باطل وغير صحيح على قول جمهور العلماء، وبالتالي فينبغي لها أن تناقش والديها في الموضوع، وتعرف أسباب ومبررات الرفض، فلا شك أن لهما مبررات نابعة من شفقتهما عليها وحرصهما على مصلحتها، فربما رأيا أن الشاب لا يصلح لها، لأنه ليس ذا دين وخلق، أو غير ذلك من الأسباب، وفي نفس الوقت تعرض ما لديها وتحاول إقناعهما، وينبغي لها أن تغلب جانب العقل وتدع العاطفة جانباً، فإن أمر الزواج أمر مصيري يتطلب الكثير من العقل والحكمة والتفكير والتروي قبل الإقدام عليه والاستشارة والاستخارة وسماع نصح المجربين وأهل الخبرة وأولهما الوالدان، فإذا اقتنع الوالدان بوجهة نظرها فذاك، وإن لم يقتنعا فعليها أن تطيعهما لله الذي أوجب عليها طاعتهما وسيعوضها الله خيراً من هذا الشاب.
وعليها أن تقطع الاتصال بهذا الشاب فوراً، ولتعلم أن الخلوة معه محرمة، ففي الحديث الشريف: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل ترفض خاطبها بسبب شكله الخارجي
تاريخ الفتوى : ... 01 شعبان 1426 / 05-09-2005
السؤال(32/191)
أنا عندي مشكلة تقلقني وهي أني حاليا متملكة لشخص وهذا الشخص مقتنعة فيه من ناحية أخلاقه ودينه لكني غير مقتنعة فيه كشخص ومن ناحية شكله الخارجي حاولت أن أقنع نفسي فلم أقدر وهو طيب ومتفهم لكن شيئا رغم إرادتي ينفرني منه وأنا أخاف إن رفضته يعاقبني ربي وفي نفس الوقت أخاف إن وافقت أن أجبر نفسي على أمر غير مقتنعة به، مع العلم والحمد الله أني مستخيرة لكني في حيرة لا يعلم بها إلا الله.
أفيدوني وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرى أن تستشيري من تيسر لك من أقربائك كأبيك وأخيك وعمك وخالك، والذي نشير عليك به هو إن كان الرجل مشوه الخلقة وتخشين أن ينصرف قلبك عنه ولا تقومين بحقه، فرفضه من الآن أفضل من رفضه بعد ذلك، وأما إن كان ما تعيبينه عليه أمر طبيعي فنرى أن تتغلبي على نفسك، فإن جمال الصور لا ينتهي، والأصل هو جمال المخبر وحسن المعدن.
هذا كله إن كان ما تم بينك وبينه مجرد خطوبة، أما إذا تم عقد النكاح الشرعي فلا خيار لك، والأمر بيد الزوج، إلا أنه إن خفت أن لا تؤدي له ما يجب له من حق عليك، فلك أن تطلبي منه الطلاق بمقابل مال يرضى به. وتراجع الفتوى رقم: 3875.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يقبل التائب من الزنا زوجا
تاريخ الفتوى : ... 10 شعبان 1426 / 14-09-2005
السؤال
أريد أن أسأل سؤالا يتعلق بتقدم شاب لخطبتي ولقد استخرت الله والآن في حاجة لمشورتكم أحسبه على خير ولا أزكي على الله أحدا، فهو شاب الكل يتوسم به الخير وسمعته طيبة وذو عمل شريف وناجح ويتقي الله كما أراه ولكن المشكلة أنني علمت أنه كان زانيا وأكثر من مرة ومرتين وثلاثة كثيرا كثيرا وذلك كان منذ فترة كبيرة، ولقد تاب إلى الله واعتمر لبيت الله الحرام وقرأ كثيرا واستغفر كثيرا ويسأل الله أن يغفر له ذنبه ولكني متخوفة من ذلك الماضي، وفي ذات الوقت أجدني أرضى بدينه وخلقه كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أخشى أن يكون قد أثر ماضيه على سلوكه ولكني أعود وأقول إنه رجع إلى الله وتاب إليه فلا يخذله أبدا وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإن كان رب العباد وعده بالمغفرة إن استغفره ...فها أنا وما أنا التي تعامله بذنب تاب منه فلقد أخافني تعليق من إحدى المعلمات بالمسجد بأن قالت أنه سيظل طيلة عمره يقارن بين زوجته وبين اللواتي زنا معهن وستظل عقبة طيلة حياته وخافني ما سمعت مما قالت إنه ليس ببعيد أن يكون انتقل له أحد الأمراض ومن قال إنه ستكون (عينه زائغة) أي ينظر نظرات شهوة للفتيات ولكن(32/192)
تحدثني نفسي لماذا الافتراء على شاب أذنب وتاب فماذا يفعل هو إذا ليتقي كلامهن هل يزني ويعود للفاحشة حتى يعف نفسه فماذا يفعل أكثر من أنه انتقى فتاة رأى بها العفاف (نسأل الله ذلك) ليعف نفسه فماذا يفعل وما المطلوب منه أن يفعل فوالله أجده إنسانا شفافا يستن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يستطيع أن يتبع فيه السنة لا أعرف بداخلي صراعا أقبله لأعفه وأعف ذاتي وأتوكل على الله ونيتي لله ولا أسمع لكلام أحد سوى كلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال التائب من الذنب كمن لا ذنب الله أم أني أرفضه استسلاما وخوفا لتلك الهواجس والمخاوف.
أفيدونى أكرمكم الله وأعزكم وأرجو أن يكون الرد مستفيضا بالشرح والتفصيل حتى تهدأ نفسي خاصة نقطة الخوف من المقارنة بيني وبين اللواتي زنى معهن وهل يعقل أن يكون تاب إلى الله وأنه نادم ويقترف ذاته على فعلته وبعد كل ذلك يقارن بين زوجته حلالا وما فعله حراما؟
أفيدوني أقبله أم لا؟ مع العلم أني لا أخشى من ناحية الشك به آجلا بإذن الله حيث إني واثقة أنه من يتقي الله ويتوب إليه يتوب عليه الله إن شاء الله أفيدوني أكرمكم الله أقبله أم لا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأمرك ولله الحمد بسيط ولا داعي للاستفاضة، فهذا الرجل إن كان تاب إلى الله تعالى توبة صادقة، والغالب أن ذلك لا يخفى على من يعرفه ، وكان سليما من الأمراض المعدية فلا داعي لرفضه لما سبق أن ارتكبه وتاب منه، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا سيما إذا كان ذا دين وخلق.
أما إن كان الرجل لا يزال مصراً على المعاصي أو كان تلوث بالأمراض المترتبة على الفواحش فلا نرى أن تقبليه لأنه لا يؤمَن أن يفسد عليك دينك أو يجور عليك في حقك أو يصيبك بسببه مرض من الأمراض التي تلوث بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن يؤخر الصلاة بسبب النوم
تاريخ الفتوى : ... 27 رجب 1426 / 01-09-2005
السؤال
أنا امرأة مطلقة جاء لخطبتي شخص ذو أخلاق وتعامل حسن ولكنه يؤخر الصلاة بسبب النوم فهل يجوز لي الموافقة عليه علما أني مطلقة وفرصة المطلقة في الزواج تكون قليلة وأنا أريد أن أعف نفسي
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأفضل بلا شك هو صاحب الدين والخلق ، وتأخير الصلاة عن وقتها دليل على ضعف الدين ، فإذا وجد من هو خير منه دينا فهو المقدم، وإن لم يوجد، وخشيت أن(32/193)
تفوتك فرصة الزواج، فلا بأس بالزواج بهذا الرجل، وينصح بأن يؤدي الصلاة في أوقاتها ، ويحذر من تأخير الصلاة عن وقتها وليستعن بالساعة المنبهة وغيرها من الوسائل التي تعين على الاستيقاظ، وتراجع الفتوى رقم 38269.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج ممن زنا ثم تاب
تاريخ الفتوى : ... 26 رجب 1426 / 31-08-2005
السؤال
سؤالي هو عن حد الزنا: فكما قرأت فى فتاوى سابقة من فضيلتكم أنه يقع عليه الحد أن اعترف بنفسه إلى الحاكم أو شهد عليه أربعة شهود، وهذا ما أخافني، فأن زوج المستقبل (إن شاء الله) كان زانيا وتاب إلى الله وبدأت عليه علامات الصلاح والتقوى ولا أزكى على الله أحداً، وأعيش فى دولة لا تطبق حدود الزنا والسرقة وما إلى ذلك من الحدود الشرعية... ولقد قرأت لديكم أيضا أن الستر أولى وألا يخبر الحاكم أولى من باب ستر ما ستره الله واطمأننت لذلك، ولكن يخوفني أن يكون قد رآه وهو يزني فى إحدى المرات التي زنى بها (غفر الله له) أربعة أشخاص خاصة وأنه كان مع أصدقاء سوء ومؤكد أن كلهم كانوا يعلمون ما يدور فى الغرفة مع الفتيات، فخائفة من أن يأتي اليوم وتطبق الحدود في الدولة ويشهد عليه أربعة منهم، أعلم أنه احتمال بعيد جداً، ولكني خائفه من أن يفتضح ما كان يفعله وتاب منه وستره الله عليه بعد ذلك، فسؤالي أولاً: ماذا عن هؤلاء الشهود فهل لا بد أن يتصفوا بصفات معينة أم أي أشخاص حتى وإن كانوا فاسدين، وماذا يجب أن يكونوا رأوا هل يجب أن يكونوا رأوا فاحشة الزنا نفسها عينا وسمعا أم يكفي أنهم يعلمون ما يدور أو يكون أخبرهم الزاني بذلك، وسؤالي الثاني: فماذا أفعل، أأقبل بزواجه ولا أتطرق لذلك الخوف، حيث إنه من الصعب تطبيق الحدود في دولتنا ومن الأصعب توافر شهادة أربعة عليه أمام الحاكم وقتما تطبق الحدود غير أن الشهود غالبا غير موثوق بشهادتهم لأنهم فاسدون.... أم أرفض زواجه خوفا من ذلك التفكير البعيد جداً جداً، فأنا أرى أن الله كما ستره وهو يعصيه فلا يفضحه إن شاء الله بعد ما تاب، فالله كريم وستير، ماذا أفعل أأقبل بزواجه أم أرفضه، أرجو الإجابة على السؤالين السابقين ولا أستطيع تفريقهما لأنهما مرتبطان بقضية واحدة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في قبول هذا الرجل إن كان قد استقام في دينه وخلقه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وما وقع فيه ينبغي ستره وأن لا يخبر به أحداً قريباً كان أو بعيداً، والاحتمالات التي ذكرت كلها مستبعدة، وعلى افتراض وقوعها وثبوت الزنا بالشهود فليست مانعاً من قبوله زوجاً ما دام قد تاب إلى الله، وأما بشأن ما يشترط في الشهود على الزنا، فقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 57860.(32/194)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل تعتبر اللحية معيارا لقبول الخاطب أو رفضه
تاريخ الفتوى : ... 25 رجب 1426 / 30-08-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً، أرجو الإجابة عن هذا السؤال، وهو هل يجوز للبنت التي ترتدي النقاب أن ترفض الزواج من رجل نحسبه على صلاح، ولكنه ليس ملتحيا لظروف خاصة به، وهل هناك حديث أو قول من أقوال السلف يحرم فيه زواج المنتقبة من الرجل حالق اللحية، وهل من تشترط الزواج من رجل ملتح فقط دون النظر هل هو صاحب خلق أم لا، ما حكم من تفعل ذلك؟ وجزاكم الله خيراً، وجعل ما تقومون به فى ميزان حسناتكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على المرأة التزوج بمن تقدم لها أياً كان حاله وإن وصف بالتقى والورع، نعم يستحب لها أن تختار ذا الدين والخلق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولا ريب أن ظهور الرجل باللحية أمارة على تمسكه بالدين في الأغلب، وأن تركه لها عنوان على فسقه إذا لم يكن فعل ذلك مجبراً لخوف ضرر يلحقه، وفي هذه الحالة لا يخرجه حلق اللحية عن كونه ذا دين وخلق.
وعلى العموم فما دام هذا الرجل الذي تقدم للخطبة صاحب دين وخلق كما قلت إلا أنه حالق اللحية لأمر عارض فلا مانع إن شاء الله تعالى من قبول الزواج به، ولم نقف على قول لأحد من علماء السلف أو غيرهم يمنع زواج المنتقبة بحالق اللحية على وجه الخصوص.
علماً بأن اللحية وحدها ليست هي كل ما يطلب بل لا بد لصاحبها من الأخلاق والفضائل، ولا ينبغي أن تجعل هي وحدها معياراً لقبول الخاطب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
قبول رجل بعينه ليس واجبا على المرأة
تاريخ الفتوى : ... 24 رجب 1426 / 29-08-2005
السؤال
أريد أن أستشيركم في أمر ما ..
تقدم أحدهم لخطبتي ونحسبه على دين وخلق إن شاء الله ... وعندما رأيته في المرة الأولى لم أجد القبول فقلت لعله بسبب أول مرة أراه فكان الشكل غير مألوف(32/195)
فأعطيت لنفسي فرصة أخرى لأراه فوجدت القبول ولكن ليس القبول القوي فقلت لعلي أتعود عليه وأألفه ..... لا أدري إن كان هذا صحيحا أم لا
ولكن كان هناك عيب واحد فقط ولكني أعتقد أنه خطير والله اعلم .. كما يقولون لكل مقام مقال .. فعندما يأتي الشخص للتقدم إلى أسرة الفتاه لخطبتها فمن المعروف أو من العرف أن يأتي بهدية مناسبة ويكون في أحسن هيئة ولا أقول إنه يكون متكلفا في لبسه ولكن يكون مناسبا للموقف أو معتدلا فمثلا لا يلبس اللبس الذي يلعب به الكرة مثلا ...
ولكن في أول مرة أتى لزيارتنا كان يلبس بنطلون جينز و حذاء الرياضة 000 مع العلم بأنه كان يسكن في مصر ولكن قدم إلى السعودية للعمل وأهلي في السعودية فتمت المقابلة هناك 000 فالتمسنا له العذر قلنا لعله لم يرتب أموره ولكن جاء في المرة الأخرى بجلابية وغترة وهذا شئ جيد وأتمناه ولكن كان بشبشب رياضي وظل الحال على ذلك لم يتغير ... ولم نشاهد أهله بعد فقلنا لعل أن يكون سبب ذلك البيئة الاجتماعية
وأنا استخرت كثيرا وأحيانا أشعر بأنه ليس علي حرج بأن أرفضه ولن أغضب الله ولكن أشعر بعد ذلك بأنه قد يعتدل في تلك الأمور فيما بعد وليس صحيحا أن أرفضه وأتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " ............... فأنا في تذبذب في هذا الأمر أحيانا أميل للموافقة وأحيانا أخرى للمعارضة .....
وقد استشرت أبي وأمي في ذلك فقالوا إن لم يكن لديك الموافقة الأكيدة فلا تقبلي وانتظر أبي إلى أن أدلي برأيي بالرفض حتى يقول وجهة نظره فكان جوابه بالرفض لهذه النقطة بالتحديد لأنها قد يكون لها مدلولات أخرى فيما بعد والله اعلم
ولكنني استخرت عدة مرات وفي الثلث الأخير من الليل أيضا ولكنني مرة أشعر بعدم الموافقة والراحة في ذلك جدا وأنني إن رفضته لن أغضب الله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله جميل يحب الجمال " وإن جمال المظهر يتبع لجمال الدين والروح وأيضا أقول بأن ذلك قد يؤثر على التعامل فيما بعد أي أنه قد لا يكون لديه اعتبار لأحد أي يتصرف على مزاجه والله أعلم .... ولكن على العكس فبعد يوم أو يومين مثلا أشعر براحة تجاهه وأتجه وأنظر إلى الدين والخلق وأحاور نفسي وأقول أجل لماذا ملت إلى عدم الموافقة من البداية ...........................
أنا في تذبذب شديد في هذا الأمر أرجوا الإفادة
أود أن تفيدوني وتشيروا علي وآسفة على الإطالة
وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الشاب مرضي الدين والخلق فننصح بقبوله، وليس ذلك واجبا عليك، فإن قبول رجل بعينه ليس واجبا ولو كان فيه المواصفات المطلوبه كلها، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
فزوجوه. أمر ندب لا وجوب، وانظري الفتوى رقم 56734 .(32/196)
وأما بشأن ما ظهر لك من شخصيته فلعل للبيئة أثرا في ذلك ، فإن أمر اللباس يختلف من مكان إلى مكان فما يعاب في بلد قد لا يعاب في بلد آخر ، والمهم أن يلبس لبسا ساترا ، ليس فيه تشبه بالسفلة من الناس . والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
رفض المرأة الزواج بمن لا تميل إليه نفسها
تاريخ الفتوى : ... 25 رجب 1426 / 30-08-2005
السؤال
كان تقدم لي شخص ولكني لم أكن مرتاحة في الكلام معه على الإطلاق ومن ضغط الأهل كدت أقبل لمجرد الزواج، وأيضا خوفي من ألا يتقدم أحد بعده بالرغم من أن الله بشرني فى رؤيا منذ فترة بعباءة سترتني على فجاءة بعد عناء وكنت سعيدة بها في الرؤيا جداً، ولكن عندما أغلقت موضوع المتقدم لي رأيت ابن أختى الصغير جدا محمد يقول لي ليه على قل لن يصيبنا ألا ما كتب الله لنا، وعلى هذا هو اسم المتقدم وابن أختى عنده ثلاث سنوات لم يتكلم بعد، ما معنى هذا؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق المرأة رفض من لا تراه مناسباً لها، وذلك لأن الزواج علاقة يترتب عليها الكثير من الحقوق، فينبغي الحرص على اختيار من يؤمل فيه الموافقة في الطباع ومن تميل إليه النفس ويرجى معه تحقق سعادة الحياة الزوجية، ومن هنا أمر الشرع الحكيم باستئذان المرأة عند النكاح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن. رواه البخاري ومسلم.
وعلى هذا فإن رفضك لمن لا تميل نفسك إليه لا حرج فيه، وبالتالي فلا داعي للقلق، ومن يدري لعل الله تعالى أراد أن يعوضك من هو خير منه، فما عليك إلا أن تتوجهي إلى ربك سبحانه بالدعاء بتحقيق مطلبك فإنه جل شأنه وعد عباده بالإجابة حيث يقول سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، على أنه لا حرج عليك في قبول من تقدم إلى خطبتك وخصوصاً إذا كان مرضياً في دينه وخلقه ولو لم تكوني تحبينه فهناك اعتبارات أخرى يرغب في الزوج من أجلها غير الحب.
أما بخصوص الرؤيا التي رأيت أو كلام الصبي الصغير فلا ندري ما هو تفسيرهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من مخرج برامج بالتلفزيون
تاريخ الفتوى : ... 16 رجب 1426 / 21-08-2005
السؤال
ما رأي فضيلتكم في زواج الأخت الملتزمة من مخرج برامج بالتليفزيون ولا يعمل بالأفلام والمسلسلات وهو ملتزم بالصلاة ويأبى أن يتزوج من مجال عمله ويريدها محجبة ومتدينة ولكنه بحكم عمله يخالط المتبرجات. وجزاكم الله خيرا(32/197)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج صحيح ما دام الزوج مسلما، محافظا على الصلاة، ويجب على الزوجة مناصحته بترك هذا العمل إذا كان في هذه البرامج التي يخرجها محظور شرعي، وتقدم في الفتوى رقم: 7896 ، وباجتناب مخالطة النساء المتبرجات هذا إذا كان الزواج قد تم، فإن لم يكن قد تم الزواج، فننصح الأخت وغيرها من الفتيات الملتزمات، أن تتحرى الزوج الصالح ذا الدين والخلق، كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وتراجع الفتوى رقم: 64854 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج بمن نشأت في بيئة غير محافظة
تاريخ الفتوى : ... 11 رجب 1426 / 16-08-2005
السؤال
سؤالي حول الزواج حيث إنني في 23 من عمري، أريد الزواج من فتاة أعرفها وأعرف عنها أنها خلوقة ومؤدبة وذكية، لكنها تعيش في بيئة ليست محافظة، وقد أحببتها لأخلاقها وقررت الزواج منها، لكن الذي يمنعني هو أن أفشل في بذل الأسباب في جعلها المرأة المسلمة والصالحة (بعد هداية الله لها إن شاء الله)، ونبني معا الأسرة الصالحة، لذا فأنا متردد من هذه الناحية، فهل أتزوج منها أم لا، أفيدوني أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم ما هي الصفات المطلوبة في المرأة في الفتوى رقم: 18781 فتراجع.
ولا مانع من الزواج بمن تعيش في بيئة غير محافظة، المهم أن يكون عندها القابلية للتغيير إلى الأصلح، والغالب أن النساء سريعات التغير بأخلاق أزواجهن، فلعل الله أن يكتب لها الخير على يديك، مع أن في الفتيات المتدينات الجميلات في خَلْقهن وخُلُقهن كفاية، وفقك الله لطلب مرضاته ودلك على ما فيه صلاحك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ينبغي للوالدين رفض زواج ابنهم من امرأة لمجرد أنها مطلقة مادامت ذات دين وخلق
تاريخ الفتوى : ... 10 رجب 1426 / 15-08-2005
السؤال
أنا فتاة مطلقة وقد خطبني شاب من أهلي وقرأ مع أبي الفاتحة بدون موافقة أهله ؟ وسبب رفضهم لأني مطلقة وهو يحاول أن يرضيهم ويكسبني بنفس الوقت ؟ وآخر حل هو أننا سنعمل الفرح دون موافقة أهله ؟فقط بموافقة أهلي ؟ وقال لي الشاب بأن(32/198)
أهله مع مرور الأيام سيوافقون هل من حل يرضي الله آخر أفيدوني أثابكم الله؟مع العلم أن رفضهم فقط لأني مطلقة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن موافقة أهل الشاب ليس مما يتوقف عليه صحة عقد النكاح، والذي ننصح به أهل هذا الشاب أن لا يقفوا حجر عثرة في طريق زواج ولدهم، وليس اختياره لمطلقة مما يستدعي معارضته في اختياره، فكم من مطلقة هي خير من بكر لم تنكح، المهم أن يكون معيار الاختيار هو الدين والخلق. ولكن على هذا الشاب طاعة والده أو والدته في ترك الزواج بمن نهوه عن الزواج بها كما سبق في الفتوى رقم: 22654، هذا إذا لم يكن العقد قد تم ،أما إذا كان قد تم فلا تجب عليه موافقتهما في الطلاق إن طلباه، وتراجع الفتوى رقم: 1549.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج ممن يرتكب بعض المخالفات الشرعية
تاريخ الفتوى : ... 10 رجب 1426 / 15-08-2005
السؤال
تقدم رجل لخطبتي, هذا الرجل يصلي ويصوم وذو أخلاق عالية، ولكنه يجلس في مجالس حيث يمكن أن تكون زوجات أصدقائه معهم, مع العلم بأن هذه الجلسات تكون جلسات عائلية, وهو يستمع للأغاني, وهو يقول إنه تقدم لخطبتي وهو يعلم أنا ملتزمون أكثر منه فلربما تعلم منا وأنا من عائلة محافظة وقد عودني والدي على عدم الجلوس مع الرجال وأنا أحاول قدر المستطاع أن لا أسمع الأغاني وأحس أني إذا تزوجت فإني أريد أن أتزوج شخصا يعينني على تقوى الله، وبالطبع أنا لا أعرف إن كان هذا الرجل فعلاً يريد أن يتقرب إلى الله أم يقول هذا فقط لإقناعنا وفي الوقت ذاته فإن الرجل لا يبدو كاذباً فهو الذي أعلمنا بأنه ليس ملتزما وقد سألنا عنه وجميع الناس شهدوا بأخلاقه الحميدة, فما رأيكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت عن هذا الرجل من الأفعال، ليست بالقدر الذي يستدعي رده وعدم قبوله زوجاً، فإن لم يتقدم من هو أفضل حالا منه فننصح بقبوله، وكوني ثابتة على الحق وأطيعيه في غير معصية ولا تحضري معه منكراً، وكوني له ناصحة مشفقة تدلينه على الخير وأنت له فاعلة، وتنهينه عن المنكر وأنت عنه منتهية، وانظري الفتوى رقم: 64854، والفتوى رقم: 54858.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ينبغي للمرأة إخبار من يتقدم لزواجها بماضيها السيء(32/199)
تاريخ الفتوى : ... 11 رجب 1426 / 16-08-2005
السؤال
منذ 3 أعوام تعرفت على شاب وحدث بيننا أشياء حرام , والحمد لله تبت لله وقطعت صلتي به وكنت أدعو الله أن أتزوجه لما حدث بيننا و كان أحيانا كثيرة يحاول الاتصال بى وأنا أرفض حتى لا يبعدني عن التقرب إلى ربى ثم تقدم لخطبتي وسأل أهلي عنه فلم يرضوا به و صليت استخارة وأخذ الأمر يتعقد مع الوقت واكتشفت أشياء كرهتني فيه وكان ينتقدني بعد تقربي إلى الله و يقلل من شأني وأحيانا أخرى يطلب مني اللقاء ومرة أخرى طلب الحرام لما يراه من بنات يكشفن أنفسهن في المصايف فعزمت ألا أرضى به حتى لو تقدم لخطبتى ثانية وانقطعت أخباره عنى وأخباري عنه تماما
ومنذ فترة قصيرة بدأ يحاول الاتصال بي ولكن لا يتكلم مجرد أن يسمع صوتي ثم يغلق الهاتف, لا أعرف ماذا يريد مني وأنا لا أريده وأصبحت اكرهه , أنا في حيرة من أمري
أأتزوجه حتى لا أشعر بالذنب إذا تزوجت شخصا آخر يعتقد أني لم أخطئ؟! لأن كل من حولي يشهدون لي بالأخلاق والتدين مما يزيدني حسرة على ما فرطت في نفسي ، أم أصر على موقفي وأظل في طريقي وأدعو ربي أن يزوجني زوجا صالحا ؟
ماذا أفعل أنا في حيرة من أمري، إني أختنق بذنوبي وبمحاولاته للاتصال بي هل أستحق زوجا صالحا فعلا؟
أرجو الله أن تهتموا لأمري
وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسال المولى جلت قدرته أن يرزقك زوجا صالحا يسعدك ويعينك على أمور دينك.
ثم اعلمي أيتها الأخت أنما فعلت من التوبة من تلك العلاقة الآثمة هو عين الصواب، وإياك أن تعودي إلى ذلك فتوقعي نفسك في حبائل الشيطان فيقودك إلى ما فيه ندامتك في الدنيا والآخرة، بل ارتفعي عن تلك المآثم وتوجهي إلى ربك بالدعاء والطاعات بأن يحقق لك مناك وليس ذلك على الله ببعيد، فهو القائل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60} وقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي {البقرة: 186}
وبخصوص زواجك من الشاب المذكور فلا مانع منه شرعا، لكن ما دام أهلك رفضوه فلا سبيل إليه، لأن الولي شرط لصحة النكاح، والظاهر أنهم على حق لأنه يبدو من تصرفاته أنه صاحب علاقات محرمة، وبالتالي، فلا نراه مادام على ذلك الحال جديرا بأن يقبل، لأنه ينبغي في اختيار الزوج مراعاة الدين والخلق وهذا مع الأسف ما لم نلحظه في هذا الشاب.
هذا، وفي حال ما إذا تزوجت من غير هذا الشاب فلا يجوز لك إخباره بشيء من ذلك، الماضي المحرم لأن في ذلك مجاهرة بالمعصية وقد نهى الشرع عنها، وليس(32/200)
في هذا مخادعة له، وبالتالي، فلا داعي لأن ترهقي نفسك وتتعبيها في أمر مضى وتبت إلى ربك منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تؤاخذ البنت بذنب أبيها
تاريخ الفتوى : ... 10 رجب 1426 / 15-08-2005
السؤال
تقدم لي شاب مؤدب وصاحب دين ومؤهل جامعي من كليات القمة ومن وسط أسرة محترمة ولديه شقة صغيرة مكونة من غرفتين وريسبشن اشتراها له والده ليتزوج فيها ومتوسط راتبه من 800 إلى 1000 جنيه في الشهر ويعمل في شركة خاصة ولكن والدي رفضه لأن ماديته لم تعجبه وطالبه بإحضار شقه أوسع وفي مكان آخر غير الموجود به شقته رغم أن هذا المكان ليس به أي عيب أبدا وفي حي راق وعلى هذا الأساس لم يتم قبوله، وتقدم لي بعده شاب آخر فيه كل المواصفات المادية والشروط التي يريدها والدي ووافق عليه والدي في الحال وتزوجت والحمد لله ولكن طبعه صعب جدا جدا وأنا أحاول إن أأقلم نفسي على طبعه وأتصرف جاهدة بما يتناسب مع طبعه، أنا أعلم وعلى يقين أن كل إنسان لم يتزوج إلا زوجته التي كتبها الله له والعكس ولكن بيني وبين نفسي أقول هذا ذنب فلان.... الذي رفضه والدي، وهل الإنسان يعاقب بذنب ليس له فيه دخل، للعلم أنا سعيدة بهذا الزوج والحمد لله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لأولياء الأمور أن يقدموا من قدمه الله ورسوله في من يرضونه زوجاً لبناتهم، وهو صاحب الدين والخلق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.... رواه الترمذي.
إلا أن رفض الولي شخصاً معيناً صاحب دين والقبول بآخر لأجل وضعه المادي الأفضل، ليس ذنباً يعاقب عليه، ما دام كفؤا للفتاة، وحتى على فرض كون هذا ذنباً فلا تؤاخذ عليه الفتاة إذا لم يكن لها يد في الأمر، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى.
وننصح الأخت بالرضا بما اختاره الله لها، ومحاولة التأقلم مع طباع زوجها، نسأله سبحانه أن يلهمنا وإياها رشدنا ويقينا شر أنفسنا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المتدين الفقير خير ممن يتهاون في الصلاة وإن كان ذا سعة
تاريخ الفتوى : ... 09 رجب 1426 / 14-08-2005
السؤال(32/201)
تعرفت على شاب خلوق يصلي، لكنه يتهاون بأمر الصلاة أحيانا ويقدم العمل على القيام بالصلاة لوقتها هو يريد أن يخطبني ويحبني كثيراً، ولقد قدم لي العديد من المساعدات وكان يشتري لي بعض لوازم الزواج ليساعدني بها وافقت عليه لأنه يهتم بي كثيرا، لكني فى قرار نفسي لم أقتنع به أنه سيصبح زوجاً لي فى يوم من الأيام وحين أتذكر يقشعر جسمي وبعد الاستخارة عدة مرات والأخد بالأسباب (قدوم شاب ذا دين وخلق يريد الزواج ولكن ظروفه المادية صعبة نوعا ما لكن مع هذا أنا مقتنعة به وموافقة على أن أنتظره حتى تتحسن ظروفه ونتزوج إن شاء الله) أنا قررت بأن أصارحه (الشاب الأول) بالحقيقة لكنني فى نفس الوقت أقول بأنني يجب علي الوفاء بالوعد وأتزوجه، وفى نفس الوقت أخاف بمصارحتي له أنني سوف أظلمه وأرتكب ذنبا لا يسامحني الله عليه، أرجوكم ماذا أفعل لكي أرضي الله وأرتاح نفسيا أرجوكم لا تحيلوني على جواب سابق وأجيبوني بكل دقة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن التهاون بالصلاة أمارة على الفسق وذلك لأن شأن الصلاة عظيم، قال الله تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ*الذين هم يراءون* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ {الماعون:5-6-7}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد ذم الله تعالى في كتابه الذين يصلون إذا سهوا عن الصلاة، وذلك على وجهين أحدهما أنه يؤخرها، الثاني أن لا يكمل واجباتها من الطهارة والخشوع وغير ذلك كما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك المنافق يترقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المنافقين التأخير. انتهى.
وعلى هذا فالشاب الأول ما دام مصراً على تهاونه بالصلاة ولا يؤمل منه التخلي عن ذلك فلا ننصح به، وعليه فالذي ننصحك به هو الشاب الثاني لما ذكرت عنه من الاتصاف بالدين والخلق، وأما الفقر فهو أمر عارض يقبل التغيير إذا ما اجتهد وثابر على السعي في طلب الرزق، ولا سيما إذا كان صادق النية عند الزواج، فالله تعالى وعد المتزوج بقصد العفاف بالغنى في قوله سبحانه: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، قال الشنقيطي في أضواء البيان: فيه وعد من الله للمتزوج الفقير من الأحرار والعبيد بأن الله يغنيه والله لا يخلف الميعاد. وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم... ثم ذكر منهم الناكح يريد العفاف. رواه أحمد وغيره.
وفيما يتعلق بالوعد الذي وقع بينك وبين ذلك الشاب بالزواج فلا يلزمك الوفاء به لأنه إذا كان أهل العلم نصوا على جواز فسخ المرأة أو وليها للخطبة فمن باب أولى إذا لم تكن الخطبة قد وقعت أصلاً، وننصح الأخت بالابتعاد عن كل من الشابين حتى يقرر من أراد الزواج منهما خطبتها فعندئذ يتقدم لولي أمرها ثم يعقد عليها، أما المحادثة قبل ذلك لغير حاجة أو الخلوة أو نحو ذلك فيجب عليها أن تكف عنه، وتراجع الفتوى رقم: 1753.(32/202)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
مشرعية السؤال عن الزواج السابق وأسباب فشله
تاريخ الفتوى : ... 08 رجب 1426 / 13-08-2005
السؤال
تقدم شاب للزواج بي سبق له الزواج و تم الطلاق بعد ستة أشهر. هل يجوز رفضه بسبب الزواج السابق؟ و هل يجوز أن أسأله عن تفاصيل حياته الحميمية مع زوجته السابقة بهدف معرفة أسباب الطلاق الحقيقية التي قد يسعى إلى إخفائها؟ هل يكون علي إثم تجاه طليقته إذا ما كانت تتمنى العودة إليه, مع العلم أنها كانت في السابعة عشرة من عمرها وأن أسباب الطلاق التي ذكرها هي عدم التزامها في واجباتها تجاه بيتها, وعدم التزامها بالزي الإسلامي وعدم التكافؤ الاجتماعي بين العائلتين ويقول إن اختياره لم يكن مبنيا على الدين. أفيدوني جزاكم الله خيرا، وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفتاة إذا تقدم لها من ترضى دينه وخلقه فلا ينبغي لها أن ترده، وكونه كان متزوجا من قبل ليس مسوغا للرفض. وأما قولها هل يجوز لي أن أسأله عن تفاصيل حياته مع زوجته السابقة، فلا حرج في ذلك إذا كان لغاية مشروعة، كأن تعرف ما كرهه منها حتى تجتنبه، وما أحبه فيها حتى تأتيه، ولا ينبغي سؤاله عن تلك العلاقة إذا كان لغاية غير مشروعة. وليس على الأخت السائلة إثم ولا حرج اتجاه الزوجة السابقة حتى لو كانت ما تزال زوجته، فكيف وقد طلقها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من فتاة يعمل والدها في بنك ربوي
تاريخ الفتوى : ... 04 رجب 1426 / 09-08-2005
السؤال
هل يجوز الزواج من بنت رجل يعمل في بنك ربوي، أنا أقصد أنها قد تكون قد تربت وأكلت من مال حرام، وربما إذا أهداها والدها هدية تكون حراما، أو عندما يتوفى والدها وترثه ترث مالا حراما، أرجو منكم توضيح هذه المسألة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز الزواج بالفتاة التي يعمل والدها في بنك ربوي، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 60040.(32/203)
وأما قبول الهدية أو الميراث من ماله، فإن كان كل ماله حراماً فيحرم الأخذ منه، وإن كان أكثره فيكره الأخذ منه ولا يحرم، وسبق بحث المسألة في الفتوى رقم: 9616.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج من فتاة يعمل والدها في بنك ربوي
تاريخ الفتوى : ... 04 رجب 1426 / 09-08-2005
السؤال
هل يجوز الزواج من بنت رجل يعمل في بنك ربوي، أنا أقصد أنها قد تكون قد تربت وأكلت من مال حرام، وربما إذا أهداها والدها هدية تكون حراما، أو عندما يتوفى والدها وترثه ترث مالا حراما، أرجو منكم توضيح هذه المسألة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز الزواج بالفتاة التي يعمل والدها في بنك ربوي، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 60040.
وأما قبول الهدية أو الميراث من ماله، فإن كان كل ماله حراماً فيحرم الأخذ منه، وإن كان أكثره فيكره الأخذ منه ولا يحرم، وسبق بحث المسألة في الفتوى رقم: 9616.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يلزم أحد الزوجين إخبار الآخر بماضيه السيئ حتى لا تعكر الوساوس والشكوك صفو الحياة بينهما
تاريخ الفتوى : ... 06 رجب 1426 / 11-08-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.... أما بعد:
أنا محتاج إلى المشورة والرأي الذي ربما يساعد فى تكوين أسرة مسلمة على أساس صحيح، وربما يمنع تكوين هذه الأسرة التي قد تكون الحياة فيها ليست على الأساس الصحيح، أنا شاب أشعر أنني حيران من أمر لا أقدر على أن أتحدث فيه مع أحد من المقربين لي، ربما لا يعلمه إلا الله تعالى حيث أدعوه فى صلواتي أن يريني الحق ويلهمني اتباعه، حيث إننى قمت بخطبة فتاة تعرفت عليها من خلال الإنترنت وهي تدرس فى إحدى كليات القمة وبعد حديث أو اثنين معها وجدت أنني ربما(32/204)
أرغب في الارتباط بها وهي كذلك بادلتني نفس الشعور وأنا سني 35 سنة وهي 24سنة، وجدت فيها الطيبة والالتزام من حيث المظهر وهي من أسرة طيبة وكريمة لا تعصي لي أمراً وتحبني جدا، وأعتقد أنني الآن أبادلها نفس الشعور، ولكن أنا كنت فى معظم فترات حياتي متعدد العلاقات مع الجنس الآخر، وطالما كنت أدعو الله أن يتوب علي لأن هذه المعصية كانت الوحيدة فى حياتي وكنت دائما أضعف أمامها، وهذه العلاقات ولدت بنفسي ظنونا وشكوكا تجاه أي فتاه وهذا ما دفعني إلى سؤال خطيبتي عن الماضي من حياتها، واستحلفتها وعلقت صحة وشرعية زواجنا على أن تقول لي الحقيقة كل الحقيقة وأكثر من ذلك أننى اتفقت معها على أنه بعد عقد قراننا سوف أحلف عليها إن لم تكن كل ما قالته لي هو الصدق وأنها لم ولن تخفي علي أمرا فى الماضي أو الحاضر أو المستقبل وإلا ستكون محرمة علي وهي وافقت وبدأت تحكي لي عرفت من خلال ما قالته لي أنها كانت تتحدث فى بعض الأحيان عبر الهاتف مع بعض الشباب ممن تعرفت عليهم من خلال الإنترنت وكذلك دفعتها زوجة خالها إلى مقابلة أحدهم لمرة واحدة فقط وكانت وقتها فى السنة الأولى فى الكلية وكان ذلك تحت إشراف زوجة خالها ودفعتها أختها حوالي مرتين إلى مقابلات مع شباب مرة تقابلت مع شاب ثلاث مرات دون أن يجلسا فى مكان فقط قاما بالمشي فى أحد المراكز التجارية اللهم أنها جلست فى المرة الثالثة مع هذا الشاب فى
كافيتريا وكانت أختها معها أقسمت لي أن هذا الأمر كان أكثر ما فعلته خطأ فى حياتها وأنها فى هذه العلاقات الخاطئة لم تنسج علاقة مع أي من هؤلاء الشباب، ولم تستمر فى مقابلة أي منهم لأكثر من مرة واحدة وكانت تشعر بالاشمئزاز من هذا الأمر
فكانت تنصرف بعد نصف ساعة أو ساعة من المقابلة ولا تكررها معه مرة أخرى، وأن المرة الوحيدة التي تقابلت مع إنسان لمدة ثلاث مرات هي المرة التي ذكرتها سالفا فقط، وكل هذه الأخطاء كانت حوالي خمس أو ست مرات طيلة حياتها، وكانت معظمها بدافع من أختها أو زوجة خالها أو صديقاتها، وأقسمت لي أنها لم يلمس أي من هؤلاء الشباب يدها وأنها لم تجر محادثه عاطفية أو غير ذلك معهم لا في التليفون ولا أثناء هذه المقابلات وأنها لم تشعر عمرها بالحب ولا العواطف لأي منهم، وأنها لم تتبادل كلمات الحب مع أحد طوال عمرها من الصغر حتى الآن وتعتبر أن هذه السقطات كانت بدون فهم وقلة خبرة الحقيقة يا سيدى أنا بعد أن علقت شرعية زواجنا على شرط الصدق معي في كل شيء فأنا لا أشك فى هذا الكلام ولكن أنا أصبت بحالة من الضيق وعدم الاتزان لما سمعت هذا الكلام وانتابني شعور بأن هذا الأمر سيظل معلقا بذاكرتي ولن أنساه بعد الزواج وفى الوقت نفسه أخشى إذا تركتها أن أكون ظالما، وخصوصا أنني ضغطت عليها لتحكي لي كل شيء، ماذا أفعل هل أترك خطيبتي أم أكمل معها مشوار حياتي أنا فى أشد الحاجة إلى النصيحة من أب أو أخ أكبر، أرجو أن تساعدني بالنصيحة فأنا طالما دعوت ربي أن ينير لي بصيرتي وربما أن تكون حضرتك(32/205)
السبب في راحة بالي من الشتات الذي بداخلي، ماذا أفعل أرجو أن يصلني الرد فى وقت قريب داعيا الله لكم ولكل من يساعد مسلما أن يجزيه الله عنه بمثل ما ساعده؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
وأرشد إلى الزواج بذات الدين بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، فذات الدين هي خير ما يملك الرجل في هذه الدنيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع، وخير متاعها: المرأة الصالحة. رواه مسلم.
لأنها تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، وتحفظه في نفسها، فإذا كانت الفتاة التي يستشيرنا الأخ في الارتباط بها متصفة بالدين والخلق (الطيبة والالتزام) كما ذكر، فنشير عليه بالارتباط بها، ولا يصده عن ذلك ما ذكر من علاقات سابقة مع بعض الشباب، دفعها إليها قرينات السوء، فإنها أخطاء وذنوب، لا يكاد يسلم منها أحد، فليس في بني آدم معصوم من الخطأ، كما ورد في الحديث: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد والترمذي.
فعلى الفتاة التوبة من هذه العلاقات والابتعاد عن قرينات السوء، فإذا تابت الفتاة، فلا تثريب عليها، ولا تحاسب على شيء تابت منه، ونرشد الأخ إلى عدم تعليق طلاق زوجته بالشرط المذكور وهو (في حال إخفائها شيئاً تكون محرمة) لأن هذا الشرط يعرض الحياة الزوجية للانهيار أو التنغيص.
فربما حدث خطأ -لا يسلم منه الإنسان غالباً- فإن أخفته حصل الطلاق وانهارت الأسرة، وإن أخبرت به تنغصت حياتهما، وحل الشك محل الثقة، ولأن فيه اتهاماً لها وتخونا لها، والأصل في المسلم السلامة، وقد أمرنا أن نأخذ بالظاهر ونكل السرائر إلى الله سبحانه، وننصح الأخ أن يتوب إلى الله من علاقاته المذكورة، وأن يحصن فرجه بالحلال، ونسأل الله عز وجل أن يتوب عليه وأن يكفيه بحلاله عن حرامه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الزواج عن طريق الإنترنت
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1426 / 07-08-2005
السؤال
إني سألت عن الزواج عبر الانترنت ولكن ما أجبتم وحولتم إلي أجوبة أخرى وإنى سألتكم بالنسبة للزواج الصحيح وليس للسخرية فقط نتعارف على الانترنت وبعد ذلك نكمل الخطوبة والمهر والارتباط والزواج في خارج الانترنت بشرطه الصحيح ، لقد غضبت عليكم ولقد علمتم أن مفتى الديار المصرية قد أجاز ذلك الشيخ علي(32/206)
وما هذا الاختلاف فيكم وفي مصر وأنا لا أعيش في مصر وأعيش في العراق ولكن أريد أن توضح وجهة نظركم لي وقد سلف في فتوى أخرى قد أجزتم ذلك في فتوى أخرى في سؤال أخت أخرى وقلتم فيه إذا كان يشرف على ذلك أشخاص أمناء ومتخصصون.
وشكرا لكم أريد الجواب.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وجهة نظرنا في هذا الموضوع هو ما ذكرناه في الفتوى رقم: 210، والفتوى رقم: 21582 ونحوهما من أجوبة الأسئلة الواردة عن هذا الموضوع الذي هو التعارف عن طريق الانترنت وما شابهها، وذكرنا أنه ذريعة إلى الحرام، وأنه قد لا يتحقق منه المقصود، وبينا الطريق الصحيح للتقدم للزواج في الفتوى رقم: 10103.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
نصيحة بطاعة الوالد
تاريخ الفتوى : ... 05 رجب 1426 / 10-08-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد، فأنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة وأشتغل حاليا موظفا.
تمت خطبتي منذ ما يقارب السنة من فتاة تسكن بجوارنا ولم تكمل دراستها. وقد كانت لهذه الخطبة عدد من الأسباب:
- لقد ألح علي والدي منذ مرحلة دراستي الجامعية في الزواج منها ولكنني رفضت حينذاك ، لكن والدي بقي متمسكا برأيه باعتبار أنه دائم الذهاب إليهم وهو يعرفهم عن قرب منذ مدة. مع العلم أن أخا هذه الفتاة يشتغل في التجارة مع اخي.
- بعد أن أكملت دراستي الجامعية بقيت حوالي سنتين بدون عمل قار. ورغم ذلك علمت أن والدي مازال متمسكا بنفس الفتاة ولا يفكر إلا في زواجي.
- لقد أعطى والدي رقم هاتفي إلى تلك الفتاة وشجعها على مهاتفتي وذلك بعد أن رفضت كل من تقدم لخطبتها. وفعلا كلمتني في الهاتف وأخبرتني برغبتها في الزواج مني وقد أحسست بالشفقة عليها مع نوع من الإعجاب بها وأعلمتها أنه في الوقت الحاضر لا أفكر في الزواج كما أني لا أعرفها ومع مرور الوقت أصبحت تتصل بي كثيرا وأحسست بنوع من الركون كما أنني فكرت في رضا الوالدين وخاصة رضا والدي.
وبعد مدة ألح والدي على ضرورة أن أخطبها بصفة رسمية رغم عدم وضوح رؤيتي وقد طلبت منه إعطائي بعض الوقت لكنه رفض وهددني أنه إذا لم أخطبها(32/207)
فلن يقبل أي فتاة أخرى وانه إذا مت لن يتبع جنازتي. ونتيجة لذلك وافقت وقدمنا الخاتم للفتاة .
بعد مدة نجحت في مناظرة والتحقت للعمل بالقطاع العمومي. وبعد ذلك بدأت مراجعة نفسي وأحسست أن الاختيار لم يكن مناسبا خاصة أن الفتاة غير متدينة ولها أقارب سمعتهم سيئة، علما وأن أباها قد طلق أمها منذ بعض السنوات وهم الآن تحت كفالة أخيهم الأكبر الذي يشتغل بعيدا عنهم مع أخي.
- فكرت طويلا في قطع هذه العلاقة لكنني لم أستطع خوفا من سخط والدي علي كما وجدت الفتاة مطيعة لي في عديد الأشياء فقد نصحتها بالتحجب وتحجبت وأخبرتها أن زواجنا سيكون على السنة إن شاء الله ووافقت.
لكنني أشعر دائما أن نشأتها لم تكن نشأة دينية وأخاف ان لا ترعى الحياة الزوجية حق رعايتها بالنظر إلى طبيعة بعض أقاربها الذين هم في تواصل مع عائلتها كما أنها تحضر في أعراس أقاربها المختلطة رغم نصيحتي إليها.
- ونتيجة لجهل عائلتها بأمور ديننا الحنيف فإن علاقتهم بأقاربهم متداخلة فالفتيات يقبلن أبناء أعمامهن في الأعياد والمناسبات ويمكنهم الخلوة بهن وقد أخبرتها برفض الشرع لذلك وأبدت تفهمها وموافقتها لكنها أخبرتني أنها ورغم تحجبها لا يمكن إلا أن تسلم على أبناء عمها بدعوى التواصل العائلي والتقارب الأسري.
مع العلم وإنني أحاول إرضاء ربي ووالدي وبدأت أحس بحيرة وقلق ولم أعد أستطع أن أتخذ موقفا واضحا. فهل أواصل محاولة إصلاح هذه الفتاة التي أبدت موافقتها لنصائحي؟ أم أقطع هذه العلاقة نتيجة وجود هذه الفتاة في بيئة غير نقية رغم ما أظهرته من محاولة للالتزام وأخسر بذلك والدي الذي وللأسف رغم صلاته لا يلتزم بالسنة ولا يقبل أن يعصى أمره؟
أفيدونني جازاكم الله خيرا، علما وأن خالتي متدينة وبناتها متدينات وقد أبدت رغبتها في أن أتزوج إحدى بناتها وذلك قبل أن أخطب هذه الفتاة.
أرجو إرسال الجواب وإحالتي على رقم سؤالي في الشبكة الإسلامية لأن مراسلاتكم تظهر في شكل رموز ولا يمكن قراءتها.
وبارك الله في أعمالكم وسدد آراءكم ودمتم خير سند للشباب المسلم والله ولي التوفيق.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما هل يلزم الولد طاعة والده في الزواج من امرأة معينة ، فقد تقدم حكمه في الفتوى رقم 35285
، وحاصلها أنه لا يلزمه ذلك هذا من حيث الحكم الشرعي ، أما من حيث النصح والمشورة ، فنرى أن تطيع والدك ، وأن تكسب بره وتفوز برضاه بالموافقة على الزواج بهذه الفتاة إذا أبدت رغبتها في الالتزام ، وأظهرت تقبلها للنصح ، ورجوت صلاحها واستقامتها
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم(32/208)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
دعوة المسلمين وتعليمهم أولى من التشكيك في عقائدهم
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1426 / 07-08-2005
السؤال
تعرفت على أخ عبر الانترنت فطلب مني الزواج فقبلت بعدها أصبح يتصل بي هاتفيا للاطمئنان علي كونه يقطن في بلد آخر فكان علي أن أنتظر حتى قدوم العطلة الصيفية لكي يحضر للبلد الذي أقطن فيه ويطلب يدي رسميا من عائلتي فاخترنا التحدت هاتفيا للبقاء على اتصال حتى موعد لقائه بعائلتي لكن وأنا أقرأ فتاوي على موقعكم المحترم كان من بينها فتاوى مفادها أنه لا يجوز لأجنبية التحدث مع أجنبي إلا أن يكون بينهما عقد زواج أو يكون من محارمها حينها ذهبت إلى أحد أئمة بلادنا وسألته عن رأيه فكان جوابه عدم الجواز ورغم ذلك بقي لدي شك فسألت أختا تقية فقالت إنه غير جائز بل يجب علي قطع علاقتي بالأخ نهائياً لكنني أخبرتها أن قلبي أصبح متعلقا به حينها أخبرتني أنه يجب علي أن أعرف هل هذا الأخ موحد (إن يكون فاهما التوحيد أي المعنى الحقيقي لـ لا إله إلا الله) أم لا واقترحت علي أن تحدثه هي لمعرفة مدى فهمه واستيعابه للتوحيد إن فهمه وقبله حينها يمكن لي الزواج به أما إن حصل العكس فمن الأفضل لديني ولي أن أبتعد عنه لأن هذا الأخ ليس بمؤمن حقيقيا ، فأخبرت الأخ عن ما قالته أي الأخت فكان جوابه أن كلام تلك الأخت عن التوحيد لا أساس له من الصحة وأن الله وحده قادر على الحكم هل هذا الإنسان كافر أم هو مؤمن الآن لا أتحدث مع هذا الأخ لأنني أقتنعت أنه غير جائز وهو كذلك وأنا انتظر قدومه لطلب يدي من عائلتي لكن الشيء الذي يشغل ذهني الآن هو هل الأخت على صواب في ما يخص توحيد هذا الأخ علما أنها تعلم أن هذا الأخ من بلاد مسلمة الآن أريد معرفة ما قولكم فيما أخبرتني به الأخت هل هي على صواب؟ أم على خطأ؟
إن كانت على صواب فسروا لي جزاكم الله خيراً وإن كانت خاطئة فما هو تفسير ذلك؟
والآن ماذا تقولون أنتم فيما حكيت لكم؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً لأنني أعيش أوقاتا عصيبة بسبب هذه المشكلة إنها تثقل على كاهلي جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحرص على الزواج بمن يرضى دينه وخلقه أمر متأكد مشروع لما في حديث الترمذي: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
وبناء عليه فيشرع التحري في حال الخاطب حتى يعلم هل هو مستقيم في دينه أم لا، إلا أنه ينبغي أن يعلم أن من ولد في الإسلام وعاش بين المسلمين مقراً بلا إله إلا الله عاملاً بمقتضاها حسب الظاهر يحكم بإسلامه ولا يسوغ التشكيك في ذلك إلا(32/209)
بشروط كثيرة سبق أن ذكرنا فتاوى فيها سنحيلك على بعضها لاحقاً، وقد كان الأولى بك أن لا تخبريه بما قالت الأخت بل تحرضيه على دراسة علم التوحيد والاستفادة من الرسائل والمحاضرات الموجودة مطبوعة ومسموعة عن طريق الإنترنت وغيره، وأن تحرضيه على تقوية إيمانه بترغيبه فيما يساعد على ذلك من العلم والعمل الصالح والدعوة إلى الله تعالى، وننصحك بالاستخارة في الموضوع والصبر وحمل النفس على العفة حتى ييسر الله لك ما فيه الخير، فقد قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33}.
وفي حديث البخاري: ومن يستعفف يعفه الله، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 54266، 32981، 52674، 721.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... تتحقق السعادة الزوجية بالدين والخلق لا بالمناصب والمظاهر
تاريخ الفتوى : ... 01 رجب 1426 / 06-08-2005
السؤال
أود طرح معاناتي باختصار وأرجو إفادتي :أنا فتاة تزوجت منذ فترة من رجل حسن الخلق ولله الحمد لكنه اخبرني في بداية زواجنا عن مرضه وهو الاستسقاء ولكنه ولله الحمد أجريت له عملية وتعافى بإذن الله لكن يوجد بعض التأثيرات الجانبية ولكن بسيطة إن شاء الله وهو أقل ممن حوله من المكانة الاجتماعية وبدأت أواجه معه تحديات وأشجعه على تكميل دراسته والتميز حتى يكون واثقا من نفسه وأنا سكنت بعيدة عن أهلي واجهتني مصاعب وعمري لم يتجاوز التاسعة عشر وأنا لم أعلم بهذا الأمر من قبل وعندما أخبرت والدتي بذلك قالت لي إنها على علم بذلك هي وأبي من قبل زواجي وأختي الكبرى وأنا لي سنتان مخطوبة، حسنا لماذا لم يخبروني أنا تأثرت كثيرا بذلك لكن لم أبين لزوجي هذا، بالعكس لكني غضبت على تصرف والديي من الممكن أن لا أوافق عليه لو كنت أعلم ولكني اقتنعت ولله الحمد لأني لن أجد مثله في الأخلاق ،الجميع يحبه وأولهم أنا مرة أنبت أمي على هذا وتأثرت وأريد أن أواجه أبي بالموضوع وللعلم أبي إنسان مثقف ومتعلم لكن ما هذا التصرف وأظن أن الله سيحاسب كل من سبب لي ذلك ولكني صابرة وأحتسب ذلك عند الله، من الممكن أن أتزوج غيره لعدة صفات تميزني عن غيري لكن خيرا لي إن شاء الله، ادع لزوجي بالشفاء والتوفيق
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أركان الإيمان: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ، وأن ما أصاب المرء لم يكن ليخطئه وما
أخطأه
لم يكن ليصيبه ، ولذا تجد المؤمن بسبب إيمانه بهذا الركن دائم الرضا عن الله في ما يقضي به ويختار له ، فهو يتقلب بين خيرين : الصبر والشكر كما ورد في(32/210)
صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
ولذا تجده منشرح الصدر ، راضي النفس ، مطمئن القلب ، مرتاح الضمير.
نقول ذلك للأخت من باب التذكير ، وإلا فقد لمسنا من كلامها الرضا بقضاء الله ، والصبر على ما قدر ، واحتساب الأجر على ذلك ، ونسأله سبحانه أن يؤجرها وأن يعوضها خيرا.
ونخبر الأخت أن الخلق الذي وصفت زوجها به هو خير وأفضل من المكانة الاجتماعية والمنصب الدنيوي ، من غير خلق ودين ، فإن المناصب والمظاهر الدنيوية لا تجلب للإنسان سعادة ولا راحة ، بل الدين والأخلاق هما وسيلة السعادة للإنسان ، وينبغي للأخت الصابرة أن تعذر أبويها في هذا التصرف وأن تلتمس لهما العذر ، فإنه لاشك أنهما لم يقصدا الإضرارأو إلحاق الأذى بها ، فإن شفقتهما وحنوهما يمنعان من ذلك ، نعم أخطآ في حقها ، وما كان ينبغي لهما أن يخفيا عنها حالة خطيبها الصحية ، وكان ينبغي لهما أن يخبراها حتى تكون على بينة من الأمر ، فننصح الأخت أن تعفو وتصفح وتتجاوز عن والديها وتسامحهما ، وتطلب الأجر في ذلك من الله سبحانه
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... ليس للولي رد صاحب الدين والخلق لغير مسوغ
تاريخ الفتوى : ... 28 جمادي الثانية 1426 / 04-08-2005
السؤال
توفي أبي وعمري 5 سنوات ولدي أختان وتزوجا وأمي رفضت الزواج بعد أبي عموما أحبيت واحدة من بنات أهلي وهي نعم البنت محجبة وملتزمة والله العظيم لدرجة أني أحببتها أكثر من 6 سنوات وحتى كتابة هذه الأسطر لم أنل منها غير هذا متروك ليوم أن نلتقي فيه على الحلال بعد هذه الفترة تقدمت لأهلها وأبوها متوفى رفض أخوها الزواج مع العلم أنها موافقة وأمها وجزء من إخوانها وهي مصرة على أن لا تتخلي عني وأنا مصر على ذلك والآن هي عمرها قارب ال 25 سنة وأنا عمري 28 سنة المشكلة هي أنني أحبها ولا يمكن أن أجد أحسن وأفضل منها ولو فتشت كل الدنيا . أمي تقول لي أريد أن أرى وأخوالي وكل أهلي بقولون لي نحن نريد أن نرى أولادك وأنا لا أريد أولادا إلا من هذه البنت لأنه ولأنها .
أفيدوني جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.(32/211)
فلا يجوز للولي أن يرفض صاحب الدين والخلق لغير مبرر إذا تقدم لموليته، وكانت راضية به ولا يجوز له عضلها ومنعها من الزواج بالكفؤ ، ولهذا ينبغي نصح هذا الأخ ومحاولة إقناعه وتوسيط من له تاثير عليه ، وإذا لم يستجب وتضررت الفتاة منه فلها رفع أمرها إلى القاضي الشرعي ليرفع عنها الضرر ويزوجها أو يوكل من يتولى زواجها، وإذا لم تفعل هي ذلك فننصحك بتركها وطلب غيرها فالنساء كثيرات.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح لا حرج فيه
تاريخ الفتوى : ... 21 جمادي الثانية 1426 / 28-07-2005
السؤال
أنا أحببت إنسانا متدينا ومحترما لكني لم أقل له ذلك إلا بعد 6 سنوات ومرة واحدة ولكنه قال لي أنه لا يريد أن يظلمني معه وابتعدنا ولم أره ثانية مع العلم بأن كلامنا لم يتعد حدود الله في شيء ولكني ما زلت أحبه وأريد أن أنتظره إلى أن تتحسن ظروفه ولا أعلم إذا كان إحساسي بالحب تجاهه حرام ولكنى أحس أن الله هو من أودع حبه في قلبي (عندي 22 سنة) ولكني لا أريد أن أفعل شيئا حراما أو خطأ فرضا الله عندي أهم فماذا أفعل؟ وأريد أن أتنقب ولكني أريد أن أعمل لأني بذلك أستطيع أن أساعد ناسا كثيرين فما حكم النقاب وأهلي غير موافقين كيف أقنعهم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه أو فضله أو علمه أو غير ذلك من خصال الدين جائز شرعاً، ولا غضاضة فيه، بل هو مما يدل على شرفها، فقد أخرج البخاري من حديث ثابت البناني قال: كنت عند أنس رضي الله عنه وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها واسوأتاه واسوأتاه، قال: هي خير منك، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها.
وعليه، فما فعلت من عرض نفسك على ذلك الإنسان الذي وصفته بأنه متدين وما كان منكما من عدم مجاوزة حدود الله هو الصواب، ولا حرج عليك فيما جعله الله في قلبك من حبه، طالما أنك متعففة عن كل ما حرم الله.
ولا حرج على المرأة في أن تعمل العمل الذي يلائم فطرتها الخلقية ووظيفتها الجسدية إذا أمنت الفتنة وروعيت الأحكام الشرعية، من خلال امتناع الخلوة، ولبس الحجاب، وعدم الاختلاط بالأجانب، والابتعاد عن جميع التصرفات غير الشرعية، ولك أن تراجعي في ضوابط عمل المرأة فتوانا رقم: 522.
وبر الوالدين من أوجب الطاعات وأعظم القربات، وقد صرحت بذلك نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا {الأحقاف: 15}.(32/212)
ولكن طاعة الوالدين إذا تعارضت مع طاعة الله، فإن طاعة الله أولى وأحق، روى أحمد وصححه السيوطي والهيثمي والألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وستر وجه المرأة عند خشية الفتنة أمر متفق على وجوبه، وعند أمنها مختلف فيه، وراجعي فيه وفي أدلته الفتوى رقم: 5224.
فلا يجوز إذاً أن تطيعي أهلك في ترك الحجاب، وأقنعيهم بأن أوامر الله أحق أن تطاع، وأن الحجاب صيانة للمرأة ودليل على عفتها، وغير ذلك مما يقتضيه المقام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... معايير غير معتبرة في اختيار الزوجة
تاريخ الفتوى : ... 21 جمادي الثانية 1426 / 28-07-2005
السؤال
أولاً أنا أحب فتاه تكبرني في العمر كثيراً، وأريد أن أتزوجها، ولكنها تريد أن نبقى إخوه لأنها أكبر مني في العمر، هي للعلم كانت السبب الرئيسي في تديني، فأنا أريد أن أتزوجها، لكن صغر سني+ فرق السن+ الامكانيات حائل أمام حلمي، أرجو أن تعطوني النصيحة لكي أتعامل معها حتى لا أقع في أخطار، ولكن لا أريد الإجابة بعبارة ابتعد عنها، أنا عمري 17؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يكون المعيار لقبول الزوج أو رفضه هو مدى تمسكه بأحكام الشرع والتزامه بذلك وانضباط خلقه وسلوكه، كما بينا في الفتوى رقم: 2852، والفتوى رقم: 4074.
وأما فارق السن ونحوه من الأسباب فلا ينبغي أن يكون مانعاً وسبباً للرفض، كما بينا في الفتوى رقم: 20348، والفتوى رقم: 10008، والفتوى رقم: 10544.
وننصحك أن تستخير الله عز وجل في ذلك، وقد بينا كيفية الاستخارة في الفتوى رقم: 4823، فإن كان فيه خير فإن الله سبحانه وتعالى سيتمه لك، وإلا فسيصرفك عنه وسيصرفه عنك، وذلك أن المرء لا يدري ما هو خير له، كما قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فإذا قبلتك زوجاً لها وكانت ذات دين وخلق فيها ونعمت، وإن لم ترض فعسى ربك أن يبدلك خيراً منها ويرشدك إلى من هي أفضل منها، وراجع الفتوى رقم: 9360.
ولتعلم أنه لا يجوز لك أن تكون على علاقة بامرأة لا تحل لك فقد سد الإسلام ذلك الباب بدءاً بالنظر والحديث المحرم، كما لا يجوز لك أن تتعاطى الأسباب التي تفضي إلى تعلقك بها وحبك إياها، وانظر الفتوى رقم: 4220، والفتوى رقم: 61744، فقد بينا خلالها حكم الحب قبل الزواج والأسباب المعينة على رفع محبة(32/213)
من لا تجوز محبته عن القلب مثل الأجنبية للرجل والأجنبي للمرأة، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... قلة ذات اليد وعدم الشهادة ليسا نقصاً في الرجل
تاريخ الفتوى : ... 18 جمادي الثانية 1426 / 25-07-2005
السؤال
أنا أحب شابا لم يجد فرصة عمل جيدة وهو لا يملك أي شهادة, لكننا نحب بعضنا كثيراً, أهله وأهلي غير موافقين أبداً, أنا أحبه كثيراً وأتمنى أن نكون لبعضنا, ماذا أفعل أريد حلا سريعا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب أن تعلمي أن الإسلام حرم أي علاقة بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزواج، وذلك لما فيها من اتباع لخطوات الشيطان حيث يتدرج بالإنسان من خطوة إلى أخرى إلى أن يوقعه في الفاحشة نسأل الله تعالى العافية.
ومن هنا نؤكد عليك أن تحذري من الوقوع في شيء من هذه الأمور وإذا كنت قد أوقعك الشيطان في شيء منها فالواجب المبادرة إلى التوبة، هذا فيما يخص هذه العلاقة.
أما بخصوص الزواج من هذا الشاب فإن كان على خلق ودين ولديه طموح وسعي للعمل فلا مانع أن تقنعي أهلك بقبوله أخذاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
ولا بأس أن تذكيرهم أن قلة اليد وعدم الشهادة ليسا نقصاً في الرجل، إذ العبرة بالدين والخلق الحسن، فالمال والشهادة لا يجلبان السعادة إذا لم يكن معهما دين، ولتذكيرهم كذلك أن الله تعالى وعد المتزوج بغية الحلال والعفة بالغنى وذلك في قوله سبحانه: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله والمكاتب يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي وأحمد في مسنده.
هذا ولتعلمي أنه لا سبيل لزواجك من هذا الشاب إلا بموافقة والدك لأنه الولي الشرعي لك، وبالتالي فإن زواجك تتوقف صحته على قبوله إلا إذا ثبت لديك أنه يعضلك عن الكفء فحينئذ يجوز لك رفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليجبره على أن يزوجك أو يولي عليك غيره.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... ينبغي الحرص على التزوج بالصالحة(32/214)
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الثانية 1426 / 23-07-2005
السؤال
تعرفت على فتاة قصد الزواج بها، سألتها عن علاقاتها السابقة فأخبرتني أنها تعرفت على شاب ثري لكنه ملحد وكان قد طلب منها أن يعاشرها قبل الزواج لكنها رفضت وافترقا، أجابتني أنها لا ترى مانعا من القبلات بين الفتاة والرجل قبل الزواج وهذا ما جعلني أشك في علاقاتها السابقة، لكن في المقابل أخبرتني أنها بدأت تصلي... هل يجوز سؤالي لها عن علاقاتها السابقة، هل يجوز لي الزواج بها إن كان في ظني أنها قامت بأشياء محرمة وإن كانت دون الزنا، أرى أن أعلمها أنني لا أرغب في الزواج بها، لكن أخاف أن أكون قد ظلمتها إن كانت تريد أن تصلح، هي قبلت أن تتزوجني وأنا تلميذ وأنا أرغب في الزواج حتى لا أقع فيما يغضب الله، ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل هو الستر على المسلم وعدم التجسس عليه أو البحث أو السؤال عن ما ارتكبه من أشياء محرمة، وفي الحديث: من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. وينبغي للمسلم أن لا يخبر أحداً بما فعل من تلك الأمور المحرمة، فإن ذلك مجاهرة، والمجاهرة بالمعصية معصية.
وأما هل يجوز الزواج بالفتاة التي يظن أنها فعلت أموراً محرمة؟ فيجوز الزواج بها من حيث الجواز غير أن الأفضل الزواج بذات الدين، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: اظفر بذات الدين تربت يداك. فإن كانت هذه الفتاة قد تابت وصلحت، فينبغي الحرص على التزوج بها، وليس في عدم الزواج بها ظلم لها، لأنك لم تمنعها حقاً واجباً لها، وننصحك بأمرين:
أولهما: المبادرة إلى الزواج إذا كنت مستطيعاً حتى تعف نفسك من الحرام.
وثانيهما: أن تتجنب العلاقات مع الفتيات، فإن ذلك لا يجوز، وخطره كبير على دين المسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المبالغة في طلب الأكمل في الجمال قد يكون عائقا في الزواج
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الثانية 1426 / 23-07-2005
السؤال
إن الله سبحانه وتعالى يقسم على نفسه في حديث قدسي أن من يريد الزواج يساعده
وأنا والله العظيم أسعى بما هو متاح لي ولكنني لا أستطيع أن أقبل واحدة لا تسر نظري وفي نفس الوقت أتعرض لضغوط شديدة من واحدة معي في مكان العمل تزوجت وتريد الانتقام مني لأنني لم أرتبط بها , لأني لم أرد أن آخذها من خطيبها لأن هذا طبعا حرام.
ولذلك أسأل لم لا أستطيع أن أجد ضالتي في الزوجة الصالحة التي تسر نظري.(32/215)
مع العلم أني كنت فيما سبق على بعض العلاقات غير الطيبة ولكني انقطعت عن هذا كليا منذ أكثر من أربع سنوات وأسأل الله في صلاتي دائما أن يرزقني هذه الزوجة الصالحة.
أرجو منكم الإفادة في ذلك لأنني أمر بمرحلة ضعف شديد جدا , وأتمنى من الله أن يرزقني بالحلال. الغريب أيضا في الموضوع أن هناك زميلة لنا كانت في مكان العمل تقرأ الفنجان وتنبأت لي بأنني لن أتزوج وأن رزقي سوف يكون محدودا.
والله العظيم أنا لا أعترف بمثل هذه الخرافات ولكن مع طول مدة الانتظار - حيث إني أبلغ الآن 32 عاما- بدأت أشعر بصدق هذه الخرافات.
أرجو منكم سرعة الإفادة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية عليك أن تعلم أن قراءة الفنجان نوع من الكهانة التي نهى الشرع عنها وهي ادعاء علم الغيب ، وراجع الفتوى رقم: 58734. ولذا يجب عليك أن لا تصدق هذا الكلام الذي أخبرتك به تلك الكاهنة.
ولتتوكل على الله ولتسع في طلب الزوجة الصالحة ، وسيكون الله في عونك إذا توكلت عليه حق التوكل، ففي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه أحمد والترمذي والنسائي، وحسنه الألباني.
وربما كان سبب عدم عثورك على الزوجة مبالغتك في طلب الأكمل في مسألة الجمال ، فلعلك إذا قبلت بالمرأة الصالحة والتي لديها نسبة معقولة من الجمال ستجد كثيرا من النساء المناسبات ، كما ننبهك إلى أنه يجب قطع كل العلاقات غير المشروعة مع النساء الأجنبيات.
ونسأل الله سبحانه أن ييسر لك أمرك ويحصن فرجك ، ويقيك فتنة النساء .
تنبيه: (ثلاثة حق على الله عونهم.. والناكح الذي يريد العفاف) ليس حديثا قدسيا، بل هو حديث نبوي كما سبق في الفتوى، وهناك فرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي، ولمعرفة الفرق يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 18457.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
... لا يجوز جبر البنت على الزواج بمن لا ترغب
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الثانية 1426 / 18-07-2005
السؤال
أنا فتاة في 25 والدي بعد ضغط شديد أرغموني على الخطوبة ولكني طلبت منهم قراءة فاتحة فقط وكنت أخشى أن أظلم هذا الشخص معي لأن مشاعري كانت متجهة إلى شخص آخر تم رفضه مسبقا من والدي وأنا حتى الآن لا أستطيع أن أبعده عن تفكيري واشعر بضيق غريب لجرح مشاعر الآخر وطلبت منه الانفصال لعدم وجود مشاعر لكنه رفض ووالدي رفضا وحالتي في تدهور تام فأشفقت على(32/216)
والدتي وقررت أن تعطيني آخر فرصة للتفكير ثم أنهي الموضوع في هذا الوقت ظهر الشخص الآخر وقرر بعد انتهائي التقدم مرة ثانية هل أنا مخطئة أو أتبطر على نعمه (لأن الشخص المرتبطة به فيه جميع المواصافات الجيدة والآخر أيضا ما عدا الإمكانيات) أو أعصي والدي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أن المرأة لا يجوز لأحد جبرها على النكاح إذا كانت بالغة عاقلة لما يًخشى من تأثير ذلك على استقرار الحياة الزوجية بينهما لاستحالة العشرة المرضية بين الزوجين عند حصول ذلك، هذا زيادة على أن الشرع لا يقر هذا، ففي ابن ماجه عن بريدة عن أبيه: أن فتاة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، قال: فجعل الأمر إليها، فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء.
ومن هنا كان جبر أهلك لك على رجل لا تحبينه أمرا لا يجوز لهم فعله.
ورغم ذلك، فإننا نلفت انتباهك إلى أن الأبوين جبلا على حب المصلحة لأبنائهم، وقد صدق ذلك الواقع والتجارب، والغالب أن اختيار الأبوين أصلح من اختيار البنت لنفسها، فلربما ما اختار لك أبويك هو الأصلح لك زوجا من الذي اخترت لنفسك وذلك بحكم خبرتهما في الحياة وحب الخير للبنت.
وعليه، فالذي ننصحك به هو قبول ما اختار لك أباك لاعتقاد أنه الأصلح ثم لبر أبويك بذلك.
إلا إذا وجدت نفرة شديدة من الشخص المختار، فحاولي إقناع والديك بذلك ليوافقوا على من مالت نفسك إليه إذا كان صاحب دين وخلق، فإن قبلوا فاحمدي ربك على حصول المطلب، وإن لم يقبلوا فلا يمكنك الزواج من هذا الرجل الذي اخترت إلا بإذن والدك، لأن قبوله يعد شرطاً لصحة النكاح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أبو داود والترمذي وصححه السيوطي.
هذا.. وننبه إلى أمر وهو أنه إذا كان هذا الرجل الذي اختار أهلك قد خطبك ورضي أهلك بذلك فلا يجوز لأحد الخطبة عليه إلا إذا تخلى عن الخطبة أو قمت أنت أو وليك بفسخها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ترضى أن يتزوج ابن أختها بنت مطلقها وتهدد بالقطيعة
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الثانية 1426 / 26-07-2005
السؤال
أختي تريد مقاطعتي لأن ابني تقدم لخطبة بنت طليقها وأيضا حكمت على بقية أخواتي بالمقاطعة إذا حضروا حفل الخطوبة - مع العلم بأن أختي لها ولد من هذا الرجل عمره 30 عاما وهي تزوجت غيره منذ مدة كبيرة وأولادها أصدقاء لأولاد(32/217)
هذا الرجل (طليقها) لأن لهم أخا يعيش مع هؤلاء الأولاد وهي أيضا على صلة دائمة من خلال الهاتف مع زوجة طليقها والدي موافق على زواج ابني من تلك الفتاة فهي على خلق ودين وجمال وكل العائلة موافقة وحاول الجميع التفاهم معها ولكن دون جدوى وتقول من يبارك هذا الزواج أو يذهب لحفل الخطوبة سأقاطعه بقية العمر فماذا أفعل وخاصة وأن ابني متمسك بتلك الفتاة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة التي ينوي ولدك الزواج بها على تلك الأوصاف من الدين والخلق والجمال، فهذه قد حازت على ما يجعلها أهلا للزواج منها، والرغبة في الحصول عليها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين ترتب يداك. متفق عليه.
وكون أختك غير راضية عن الزواج من هذه البنت لسبب شخصي وهددتك بالمقاطعة وكل من يحضر العرس من العائلة فلا يلزم طاعتها في ترك الزواج، وإن فعلت ما هددت به من القطيعة والهجر فهي وحدها تتحمل الإثم، لكن يحرم عليك معاملتها بالمثل، لما في البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
مع أنه ينبغي اتخاذ ما أمكن من وسائل إرضائها وتجنب ما يغضبها ما أمكن، والحكمة في التعامل كفيلة بحل هذا النوع من المشاكل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح الفاسق
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1426 / 16-07-2005
السؤال
أنا عمري 34 سنة لم يسبق لي الزواج وهناك رجل يريد أن يتقدم لي متزوج وله 4 أطفال هو يصلي ولكنه يدخن وأنا أكره التدخين ورائحته، أخاف أن أظلم الزوجة الأولى والأبناء رغم أنهم موافقون على الزواج فأنا مترددة وهو يقول إنه محتاج إلى زوجة تعينه على تطبيق دينه بحكم أني حاصلة على الإجازة في
الدراسات الإسلامية مترددة بين الزواج منه وبين الرفض
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرجل المرضي في دينه وخلقه هو المطلب والمقصد للفتاة المسلمة، والناس مراتب في هذه الصفة ينبغي طلب الأكمل فالذي يليه، حتى تصل إلى مستور الحال، وهو الذي لا يعرف بفسق ظاهر، ويجوز الزواج من الفاسق وهو من يرتكب الكبائر أو يصر على الصغائر، لكن ينبغي أن لا يقبل عند وجود من هو الأمثل منه، ولعل قبوله خير من العنوسة، لاسيما وهي في هذه السن المتأخرة نسبيا، ولتحاول إصلاحه، فربما أصلحه الله على يدها.(32/218)
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل مجرد سكنى الزوج في مدينة أخرى يبرر رفضه
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الثانية 1426 / 18-07-2005
السؤال
جارتي فتاة تريد أن تتزوج رجلا جميلا مثقفا عربيا مسلما وتحبه ويحبها لكن المشكلة أن أهلها يعارضونها وذلك لأنه يسكن في مدينة أخرى وأباها متوفى وأمها تريدها أن تبقى في نفس المدينة كي تؤنسها .
فهل تتزوجه ؟
شكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 3145 ، والفتوى رقم: 14672، والفتوى رقم: 4074. أن المعيار الصحيح لاختيار الزوج هو الخلق والدين. فمن كان ذا خلق ودين ينبغي للفتاة أن تحرص عليه إذا وجدته ولا ينبغي لأهلها رده. فإذا كان ذلك الشاب ملتزما بدينه متحليا بالأخلاق النبيلة فلتحاول إقناع أمها به، ولتذكرها بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. ولتخبرها بأن الأزواج الصالحين أصحاب الدين والخلق قلة في هذا الزمن الذي كثر فيه الفساد. فإذا قبلت بذلك ورضيت فنعما هي، وإلا فننصحها بعدم مخالفة أمها ولتحرص على رضاها فإنها قد لا توفق في زواجها وتفقد رضا أمها، وإن تركت الزواج منه طاعة لأمها وحرصا على برها فحري بها أن يعوضها الله خيرا منه ويثيبها أجرا على ذلك. سيما وأنه لم يذكر في السؤال اتصاف الشاب بالدين والخلق، ومجرد اسم الإسلام والعروبة لايكفي كما بينا في الفتاوى المحال إليها سابقا. وننبه هنا إلى أن المرأة لا تنكح نفسها ولا بد من إذن وليها وموافقته، ولكن لايجوز له عضلها كما بينا في الفتوى رقم: 1766، والفتوى رقم:3395، والفتوى رقم: 2014. كما ننبه إلى أن الحب قبل الزواج له ضوابط لا بد من مراعاتها ليكون مشروعا وقد بيناها في الفتوى رقم: 4220، فنرجو مراجعتها والاطلاع عليها .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
من تقدم لخطبتها شخص لا يصلي سوى الفرائض
تاريخ الفتوى : ... 10 جمادي الثانية 1426 / 17-07-2005
السؤال(32/219)
قال رسولنا الكريم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. لقد تقدم لخطبتي أحد الشباب، ولكنه لا يعرف من أمور دينه إلا أقل القليل ولا يقوم إلا بالصلاة المفروضة، فهل أكمل معه أم لا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك الزواج من هذا الشاب ما دام مسلماً حتى ولو كان فاسقاً، وأما هل تكملين معه أم لا؟ فالجواب: أن ذلك يخضع لعدة أمور منها تيسر من هو أحسن حالاً منه، ومنها حالتك أنت والمرحلة العمرية التي أنت فيها، فحاولي النظر في المصالح والمفاسد بقدر الاستطاعة، واجتهدي في استخارة الله عز وجل ومشاورة العقلاء من أهلك، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والنجاح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
صاحب الدين يكرم المرأة
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1426 / 16-07-2005
السؤال
أولا وقبل كل شيء أشكر لكم حرصكم على توضيح بعض الأمور لنا ووفقكم الله وجزاكم كل خير ، لكن ربما لكثرة الإقبال عليكم تكونون قد نسيتم رقم استشارتي ولهذا أود قبل كل شيء أن أذكركم برقم الاستشارة 237089 والتي كنت قد استشرتكم في بعض الأمور خاصة الرؤية التي أراها والخطيب الذي تقدم لي وكنتم قد طلبتم مني أن أرسل لكم بعض الشيء عن هذا الخطيب وهذا ما أفرحني فعلا وأحسست بأنكم عائلتي. فهذا الخطيب كما سبق وأن قلت لكم فهو من أصل طيب ويخاف الله ويراعي دينه وبما أن هذا هو الجانب الأساسي الذي يهمني أكثر من أي شيء آخر لأن من يراعي حقوق الله ويحافظ على دينه أكون مطمئنة معه لأن بمحبة الله ورضاه يستطيع الإنسان أن يتجاوز عن ملذات الحياة التي لا تبني بيتا سعيدا وأنا أسعى وراء البيت السعيد فمثلما تربيت وسط عائلة رغم كبر عددها ومستواها والحمد لله المحدود والمقبول استطعنا أن نعيش في سعادة تامة وذلك بفضل ما علمنا والدنا رحمه الله الرجل الفاضل على أن الله فوق الجميع والله رحيم كريم بعباده وملأ قلوبنا بحب الله وبتمسكنا بديننا الذي والحمد الله اتبعنا خطاه فربحنا بذلك رضا الله إن شاء الله ورحمته لهذا أرى أن هذا الخطيب له نفس المنهج ولكن إذا كان لكم أي استفسار فأنا هنا ومستعدة لإجابتكم عن أي شيء ووفقكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية نشكرك على هذا التواصل مع موقعنا.. وبخصوص زواجك من الشاب المذكور فما دمت مقتنعة بدينه وخلقه فينبغي الحرص على قبوله زوجا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي(32/220)
ومن كان هذا وضعه فهو حري بحسن العشرة وإكرام الزوجة والإحسان إليها مما يجعل الزوجة تحس بطعم السعادة ويثمر ذلك مشاعر المحبة والألفة بين الزوجين.
ونوصيك باستخارة الله عز وجل ومشاورة العقلاء من أهلك، وفقك الله لما يحب ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... حكم نكاح من ينتمي لطائفة تخالف أهل السنة والجماعة
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1426 / 14-07-2005
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة خطيبي كان ذا علاقات غير شرعية بفتيات غيري قبل أن يعرفني وهو من أخبرني بكل تفاصيل حياته وهو أقسم أنه ترك كل العبث الذي كان يعيشه، أنا لست في حيرة من أمري أتركه أم لا، بل أنا مصرة على الاستمرار معه بعد ما رأيته من نية صادقة في التغيير والعودة إلى رشده، ما أتمنى منكم مساعدتي فيه هو أن تعطوني برنامجا أو طريقة أستطيع بها أن أطهر نفسه وأجعله شخصا ملتزما، أريد أن أوضح أمراً خطيبي من إحدى الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وأنا من السنة؟ وشكراً لكم على كل حال، وإن كنت أتمنى أن لا تتأخروا علي بالإجابة، وجزاكم الله عني كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وعلى ذلك.. فعليك أن لا تقبلي من الأزواج إلا من كان ذا دين وخلق قويم، ومعتقد صحيح، فإن صاحب الدين سيتقي الله فيك، وسيحسن صحبتك، وسيعينك على أمر الآخرة، ويتعاون معك على تربية أبنائكما على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، وانظري الفتوى رقم: 60926.
ثم إن هذا الشخص إن كان منتميا لفرقة تخالف أهل السنة والجماعة، وتعتقد بعض الاعتقادات الكفرية مثل اعتقاد أن القرآن الذي بين أيدينا محرف، وأنه زيد فيه ونقص منه، ويستحلون سب الصحابة ويزعمون أنهم ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويرمون أم المؤمنين عائشة بالفاحشة مع أن الله تعالى برأها، فإياك وإياه، واحذري الزواج منه، وفي غيره من شباب أهل السنة والجماعة المستقيمين أعظم بديل، وانظري الفتوى رقم: 32756.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
تأكدي من دينه وخلقه قبل اختياره زوجا
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1426 / 10-07-2005(32/221)
السؤال
أنا والحمد لله فتاة ملتزمة في السادسة والعشرين من عمري تقدم لي شاب أحسبه مناسبا وهو على قدر كبير من التدين والخلق والحمد لله ولكنه يشغل وظيفة معينة تجعله يخشى التعامل مع بعض فئات الناس الملتزمين بحجة أن هذا قد يضر بعمله وأنا أخشى أن يؤثر هذا علي في المستقبل وعلى علاقتي بمن حولي خصوصا أختي فماذا أفعل؟ هل أقبله مع العلم بأنه ملتزم جداً بدينه وغير راض عن عدم تعامله مع هذه الفئات ولكنه يبرر أن هذا مفروض عليه من جهة عمله وأنه يخشى أن يتسبب هذا في التأثير على وظيفته وهي وظيفة هامة وشرعية جدا فبماذا تنصحونني؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 7526 والفتوى رقم: 24763 أن المعيار والمقياس الصحيح لاختيار الزوج هو الدين والخلق.
وينبغي للمسلم دائماً أن يحرص على الاستخارة والاستشارة في أموره كلها، فلا يقدم على أمر حتى يستخير الله عز وجل، ويستشير أولي الأحلام والنهى، فإنه كما قيل: ما خاب من استخار ولاندم من استشار.
وقد بينا حكم الاستخارة وصفتها في الفتوى رقم: 971 وأهمية الاستشارة في الفتوى رقم: 47637.
فإذا كان الأخ كما وصفت ذا دين وخلق، فلتقبليه ولا يؤثر كونه متحرجاً من معاملة بعض الملتزمين لأجل ظروف عمله، إلا إذا كان يحب صحبة الأشرار ويرغب عن صحبة الأخيار، فلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن المرء على دين خليله، وقال: فلينظر أحدكم من يخالل. كما عند أبي داود والترمذي. وقد قيل:
أنت في الناس تقاس*****بالذي اخترت خليلاً
فاصحب الأخيار تعلوا*****وتنل ذكرا جميلاً
والصاحب ساحب إلى طبعه وخلقه، وصحبة الأخيار مما يعين على الالتزام، كما بينا في الفتوى رقم: 59669. وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بمجالسة الأخيار والبعد عن الأشرار، كما في قوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف: 28}.
والذي ننصحك به هو أن تستخيري الله عز وجل وتستشيري أولي الأحلام والنهى، وتتأكدي من التزام الشاب بدينه وخلقه، فإن رضيت ذلك منه فتزوجيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.
ولما بيناه في الفتاوى المحال إليها سابقاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يقف الآباء عقبة في وجه بناتهم لدى وجود الكفء(32/222)
تاريخ الفتوى : ... 04 جمادي الثانية 1426 / 11-07-2005
السؤال
أنا في ال 25 من العمر تقدم لخطبتي شاب مصري حاصل على دبلوم في اللغة العربية و التربية الإسلامية و لكنه يعمل حاليا في مطعم رفضه أبي لأني طبيبة وأبي قاض و الفروق الاجتماعية و الفقر وقال أبي إنه إن تزوجت منه سوف يتبرأ مني فتركت كل شيء لله و ابتعدت عن الشاب رغم حبي و تعلقي به فما الحكم في هذا الشيء؟ علما أنني من السودان
2.هل يمكن الزواج من دون موافقة الأب؟
3.و ما هو التبرؤ من النسب و ما حكمه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 3145 أنه ينبغي أن يكون مقياس الرفض والقبول في الزواج الدين والخلق لما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه.
فإذا كان من تقدم لخطبتك ذا دين وخلق فلا ينبغي للأب رفضه للحديث، ولك أن تتخذي الوسائل المشروعة لإقناعه وتوسيط من يسمع نصحه ويقبل كلامه، فإن أصر على الرفض فلتطيعيه وسيخلف الله عليك خيرا من ذلك الشاب، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 27376.
ولا يصح النكاح بدون إذنه، لكن يجب عليه أن يُنكِحك إن وجدت كفئا ذا دين وخلق، ولا يجوز له عضلك ويأثم إن فعل كما بينا، وإن تكرر منه ذلك ولم يكن له عذر شرعي صحيح فلك أن ترفعي أمرك إلى المحكمة لتجبره على تزويجك، كما بينا في الفتوى رقم: 8799.
وأما مسألة التبرؤ منك فلعله يقصد تهديدك بالمقاطعة والهجر وعدم إيوائك عند الحاجة إليه ونحو ذلك من أمور الصلة، أما أنه ينفي نسبك عنه فإنه لا يستطيع ذلك، وقد ضمك إلى حجره وولدت على فراشه وألحقك بنسبه فليس أمر الأنساب لعبة يقرُّ به الشخص متى شاء وينفيه متى شاء، فأنت ابنته وإن مات فإنك ترثينه، وإن مت فهو يرثك؛ إلا أنه لا تجوز لك معارضته إلى الحد الذي يصل بكما إلى القطيعة والهجر، فإنه يجب عليك بره وطاعته ما لم يأمرك بمعصية أو بما لا تطيقين أو ما يشق عليك مشقة زائدة أو ما لا فائدة لك ولا له هو فيه، وخير ما يقوم به المرء بعد تقوى الله عز وجل أن يبر بوالديه كما بينا في الفتوى رقم: 1841 والفتوى رقم: 1893 فنرجو مراجعتهما والاطلاع عليهما.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا تأثم الفتاة إذا رفضت الارتباط بشخص لا ترغبه
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1426 / 10-07-2005(32/223)
السؤال
أود أن أوجز في سؤالي وأرجو إجابتي وتفسير الموضوع لي فأنا في أشد حيرة عرفتها في حياتي أنا فتاة أبغ من العمر الـ20 عاما كان قد تقدم لي شاب بشكل شخصي في مكان دراستي أي في مكان عام وهو شاب في منتهى الصدق والأخلاق والالتزام، وبصراحة شعرت بالفخر لكونه اختارني ورآني مناسبة له لما يشتهر به من حسن أخلاقه والتزامه وسمعته الطيبة، فتقدم وأبدى نيته لخطبتي وكانت رغبته في أن يستفسر إن كنت مرتبطة أم لا ليتقدم لي وأهله رسميا ..فأجبته بأنني على وشك التخرج من الدراسة في نهاية فصلنا فقبل ووعد بأنه سيتقدم في نهاية الفصل ..المشكلة أن أحد أعمامي كان على شقاق مع أهلي فحلت الخلافات بينهم واقتنص ابنهم الفرصة ليخطبني فما كان من أهلي إلا أن قبلوا ووعدوا واتفقوا حتى قبل أن أستوعب أيهم من أبناء عمي هو المتقدم وكل ذلك قبل الميعاد الذي كان ينتظره ذلك الشاب ..فرفضت ابن عمي ليس لوجود من هو أفضل منه بل لأنني أرى أنه غير مناسب إلا أن أهلي أرغموني على القبول وأنا إلى الآن لم أقبل عقدوا القران وتحدد موعد الاحتفال أو الإشهار وأنا ما زلت رافضة، حاولت أن أبين لابن عمي رفضي إلا أن أهلي كانوا دائما بالمرصاد ليقنعوه بأنها مجرد خجل أو حرج وغدا تألف الأمر وتتبسم لك ، كل معاملتي السيئة له ولأهله لم تثنه عن رغبته بأن أكون زوجته وفي أثناء ذلك علم الشاب بأن هناك من تقدم لخطبتي فجاء مسرعا وأهله إلا أن أهلي رفضوه وبشدة وبدأوا يتصيدون به العيوب ولا أبالغ حين أقول أنه أفضل من أي خيار آخر ..اليوم لا زلت لا أستطيع أن أتقبل الأمر أو أرضى به كم حاولت أن أرضى وانسى إلا أنني لم أستطع .. إضافة إلى أني فهمت من عدة فتاوى أن زواجا كزواجي غير شرعي فأنا أخشى أولا أن أعيش حياة مزرية وثانيا أن يكون زواجي باطلا ..وقد اتصلت بي أم الشاب السابق وأخبرتني أنه يصلي ويدعو الله ليلا نهارا على أن يبدل الحال وأن ينتهي هذا الزواج لتسنح له الفرصة أن
يتقدم مرة أخرى وأنا كذلك منذ مصابي هذا وأنا أستخير الله وأدعوه أن يفك مصيبتي وأن أتخلص من هذا الزواج الذي تفأجات به ولم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يغدر بي أهلي ويسلموني إرضاء لرغبتهم في الظهور بصورة لائقة أمام الناس ..فاليوم أنا جدا محتارة وقد استخرت الله مرارا ولا أجد إلا رغبتي في إنهاء هذا الزواج ..
فهل رفضي وتسببي في المشاكل لأهلي من جراء رفض الزواج ووقوعنا في حرج بين الناس فيه إثم علي؟ وهل رغبة الشاب ودعاؤه في رفض زواجي يأثم عليها أو هل يمكن تسميته بالمفسد أو المخبب؟ وماذا يمكننا عمله للحؤول دون وقوع المصيبة ومعاشرتي لابن عمي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز على الصحيح إجبار الفتاة على الزواج بمن تكره، وتراجع الفتوى رقم: 3006، والفتوى رقم: 10286. وليس على الفتاة إثم من رفض هذا الزواج، وإذا أجبرت الفتاة على الزواج فيصح إذا أجازته، فإذا أجازت الفتاة عقد النكاح فلا يجوز(32/224)
لها طلب الطلاق بعد ذلك لغير سبب شرعي، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 1114. ولها في حال بغضه وخشيتها عدم إقامة حدود الله معه أن تطلب الطلاق أو أن تفتدي منه وسبق بيانه: 3200. ولا يجوز للشاب الأول الدعاء بالتفريق بين الزوجين ولا السعي بأي وسيلة أخرى في ذلك لأنه من الاعتداء المنهي عنه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 11442. وينبغي له وللأخت الرضاء بما قسم الله لهما ويفوضا أمرهما إلى الله، والخير فيما اختاره الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الأفضل أن يتزوج الشخص بمن يرضاها أهله
تاريخ الفتوى : ... 29 جمادي الأولى 1426 / 06-07-2005
السؤال
أنا شاب أعزب أعيش في دولة من دول الغرب، تعرفت على فتاة مسلمة ورفض أهلي أن أتزوجها لأنها مطلقة، أنا أخشى الله وأحافظ على صلاتي, لكن سامحها الله أوقعتني في الحرام مرة في لحظة ضعف وتطلب الزواج الآن, أنا نادم جدا, وأريد عفو الله, فهل أتزوجها بعد ما أوقعتني في الزنا, أو أتزوج من يرضاها أهلي, دلني كيف أخلص توبتي وأكفر عن ذنبي, وهل أتزوجها وأنا أشعر أنها أوقعتني بما حرم الله، لأني حذرتها من رفض أهلي، أفيدوني أفادك الله، وأنا مستعد لأي شيء يكفر عن ذنبي, عسى ربي أن يغفر لي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أما عن سؤالك هل تتزوج بهذه المرأة التي مارست معها الحرام، فسبق حكم الزواج بالزانية في الفتوى رقم: 9644.
وأما سؤالك عن طاعة أهلك في عدم الزواج منها والزواج بمن يرضاها لك أهلك، فجوابه أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج بامرأة معينة، وتقدم في الفتوى رقم: 6563.
ولا شك أن الأفضل أن تتزوج بمن يرضى أهلك زواجك بها إذا كانت ذات خلق ودين، ويجب عليك التوبة من هذا الذنب الذي ارتكبته مع هذه المرأة، واعلم أن الله يقبل توبة العبد إذا ندم وأقلع عن الذنب وعزم على عدم العودة إليه، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
وعليك أن تبتعد عن هذه المرأة حتى لا توقعك في الذنب مرة أخرى، وأن تقطع علاقتك معها ومع غيرها من النساء، فإن النساء فتنة، وفي الحديث: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. كما في الصحيحين وغيرهما.
وأما كيف تكفر عن هذا الذنب، فاعلم أن التوبة تجبُّ ما قبلها، وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحة فإن الحسنات يذهبن السيئات، قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ(32/225)
{هود:114}، وننصحك بالعودة إلى بلدك إن لم يكن لك عذر في الإقامة في هذا البلد من دراسة ونحوها، وراجع الفتوى رقم: 21228.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الأصل أن يخطب الإنسان امرأة صالحة
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1426 / 07-07-2005
السؤال
أنا مسلم ملتزم أعيش في فرنسا منذ سنين وأنا أعزب أسألكم فيما يخص الزواج في فرنسا بامرأة فرنسية يعني امرأة غارقة في الثقافة الفرنسية ولا تفهم من الإسلام إلا اسمه أو بعض العادات والتقاليد، لابد من تقدير العواقب والآثار لهذا لأنها تابعة للأسباب والظروف.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل جواز الزواج من كل امرأة مسلمة أو كتابية، لكن ينبغي اختيار ذات الدين والخلق لأنها الحريصة على عرضها وعرض زوجها وماله وتنشئة الأولاد تنشئة صحيحة بخلاف غيرها من الفاسقات.
هذا وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذات الدين بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وبناء عليه، فالواضح من صفات هذه المرأة التي ذكرت أنها غير دينة، وإن كانت كذلك فالأولى تجنبها، والبحث عن امرأة صالحة تأمل فيها المحافظة على الدين والعرض وغرس الإسلام وآدابه بأولادك إن رزقك الله تعالى بهم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ـــــــــــــــــــ
موقف الشرع اختيار الزوجة عن طريق النت
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1426 / 07-07-2005
السؤال
أولاً: أنا أحبكم في الله.
ثانيا : عندي مشكلة وأريد أن أعرف رأيكم فيها من الناحية الدينية والاجتماعية إن شاء الله.
المشكلة : أنا مصري أعمل بإحدى البلاد العربية في إحدى الشركات وأستخدم الإنترنت في مجال عملي وقد حدث أن تعرفت على فتاة مصرية عن طرق الشات في النت وقد أعجبت بشخصيتها - وأحسبها على خير إن شاء الله - من خلال الحوار رغم أني لم أرها وبعد ذلك شعرت إني أريد الارتباط بها ولكن هي ترفض أن ترسل لي صورتها وترفض فكرة الزواج عن طريق النت (مع العلم أني أريد أن أتزوج بها إن شاء الله وأريد أن أعرف صورتها ونتحاور عن طريق النت حتى أعرف عنها وعن شخصيتها المزيد قبل أن أنزل إلى مصر وأقابل أهلها إن شاء الله(32/226)
هذا من وجهة نظرى)، كما أني صليت صلاة الاستخارة واستخرت الرحمن وشعرت في البدايه أنى لا أجد قبول هذا الأمر لكن أشعر أن الفتاة متدينة كما أني أخاف إذا ارتبطت بها إن شاء الله أن أشعر بالغيرة بعد الزواج مع العلم أني صعيدى وهي صعيدية من محافظة أخرى وأقول كيف يمكن لزوجتي أن تكون كلمت فلانا وفلانا على النت رغم أنها أقسمت بالله أنها كانت تعرف شبابا على النت كأصدقاء وقالت لي إذا كان ما بيننا في البداية كأصدقاء علاقة فإذا كانت لي علاقة قبلك وأنا كنت قلت لها أن ماضيك ملكك ، لكن هي قالت أن الماضى والحاضر والمستقبل إن شاء الله ملك الزوج وكذلك أخاف أن يسألني ابني - إذا ارتبطت بها إن شاء الله - كيف عرفت أمي يا أبي؟؟؟ فماذا أقول له هل عن طريق النت كما إني أريد أن أراها حتى أقرر هل أشعر بالقبول نحوها وهل هذه خلوة محرمة؟ لذلك قلت لها صلي صلاة الاستخارة واستخيري الرحمن وقرري ماذا عندك؟ وللعلم هي قالت لي أنها في هذه الأيام تقدم لها ابن خالها وهى لا تشعر نحوه بالقبول وقالت لي لو أن الطريقة غير الطريقة والظروف غير الظروف ما كنت قبلت بزوج غيرك إن شاء الله وبالنسبة لي لا أعرف ما الذي يدفعي نحو هذا الأمر هل هذا من عمل الشيطان أم
تدفعني إلى هذا الأمر نفسي الامارة بالسوء .
واخيراً
بسم الله الرحمن الرحيم: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) صدق الله العظيم
مشايخنا الأفاضل أرجو الإجابة من الناحية الدينية والاجتماعية والحل إن شاء الله تعالى. وجزاكم الله خيراً وجعله الله عز وجل في ميزان حسانتكم يوم القيامة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التعارف والمحادثة عبر النت غالباً ما يكون ذريعة إلى ما لا تحمد عقباه، مع أنها قد لا تحقق الغرض المقصود منها بالنسبة لمن كان قصده منها حسناً كالعلاقة الشرعية.
وعليه، فكان الأولى لك أيها الأخ أن تسد باب المحادثة مع النساء عبر النت، لأنها -كما قلنا- قد تكون ذريعة إلى ما حرم الله تعالى، ولأنها أيضاً قد لا توصل إلى حقيقة من يراد لأجل الزواج.
أما الآن وقد حصل ما حصل، فإنا نقول لك: إذا كنت ترغب في الزواج من هذه المرأة، فالطريق الصحيح لها هو أن تزور أهلها ثم تخطبها عند ولي أمرها إذا رغبت فيها وكانت ذات دين وخلق، فإن رضيت ورضي وليها فتزوج بها ولا تبال بالخواطر التي قد ترد عليك في شأن ماضيها أو شأن الإجابة على الكيفية التي تعرفت بها عليها، وإن لم ترغب فيها أو لم ترض وليها أو لم ترض هي فاصرف النظر عنها، وسل الله عز وجل أن يوفقك لما فيه الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(32/227)
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يشترط لذات الدين أن تكون قد حجت أو اعتمرت
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الأولى 1426 / 04-07-2005
السؤال
بعد تجربة زواج سابق منذ ثلاث سنوات, تم اتخاذ قرار بأن الزواج الثاني بإذن الله لن يكون إلا من أنثى ذات دين مؤمنة بأركان الإيمان الستة, ذات جمال ونسب وأن تعمل في مجال التجارة، سأبقى أحاول البحث عنها حتى سن الأربعين، من شروط عقد النكاح التي أطلبها حج البيت أو عمرة أيهما أيسر وقت العقد بإذن الله وقبل الدخول،هل يوجد حرام بما هو أعلاه؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاختيار ذات الدين والخلق أمر محمود وقد حثت السنة عليه، وطبعاً لن تكون المرأة ذات دين حتى يكون اعتقادها صحيحاً وملتزمة بأداء الفرائض ومجتنبة للمحرمات، فإن جمعت مع هذا الجمال وعلو المنزلة والمال كانت في أعلى درجات الكمال.
وقد أشار الحديث إلى هذه المراتب وخص الدين منها بالأولوية، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ومن هنا فإننا نوافق الأخ على توجهه في اختيار ذات الدين، لكن ينبغي أن يعلم أنه لا يشترط لذات الدين أن تكون قد حجت أو اعتمرت، وإن كان حصول ذلك شيء طيب، وبالتالي فإن تركه للزواج لحصول هذا المطلب قد يكون فيه نوع من المغالاة؛ بل ربما كان معصية إذا كان في حاجة للزواج بحيث يخشى على نفسه الوقوع في الزنا.
هذا ونشير إلى أن عمل المرأة إذا توافرت فيه ضوابط الشرع المبينة في الفتوى رقم: 3859 فهو جائز وإلا فلا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل يقبل الرجل الذي اهتدى بعد ماضيه السيء زوجا
تاريخ الفتوى : ... 25 جمادي الأولى 1426 / 02-07-2005
السؤال
أنا فتاة لم أتزوج بعد، وأرتدي الزي الشرعي (النقاب)، هناك شاب في الثامنة والثلاثين من عمره، ملتح، وحاصل علي بكالوريوس في الطب والجراحة، وآخر في العلوم الصيدلية، ولديه مجموعة كبرى من الصيدليات في بلدنا.. التزم منذ خمس سنوات تقريبا، ويعتمر مرتين كل عام، وقد كان يعيش من قبل حياة الشاب المترف غير المتدين والتي لا أعرف عنها شيئا.. بعد التزامه لم يستطع الإقلاع عن التدخين.. إلا أنه ترك كل المخالفات الشرعية التي كان يفعلها من قبيل التهاون في الصلاة وسماع الأغاني وغيرها... كما أن لديه الآن صحبة صالحة.. وهو يبحث(32/228)
عن فتاة في مثل عمري 25 عاما على الأقل وتحمل مواصفاتي، ومن المتوقع جدا أن يتقدم لي وذلك لوجود صلة معرفة ولأن أحد أقربائي قد حدثه عني، وأنا لا أعرف كيف أقابل طلبه هذا بالقبول أم بالرفض؟! وخاصة أن أسرته غير ملتزمة بالمرة، ووالدته سيدة مترفة وللأسف متبرجة، ترتاد النوادي وتصحب معها كلبا وتربي القطط.. والده متوفى منذ بضع سنوات وترك لأبنائه ثروة طائلة.. كلهم متزوجون إلا هو رغم أنه أكبرهم سنا.. أما أسرتي فهي أسرة ميسورة الحال، ومتدينة والحمد لله، ووالدي توفاه الله منذ خمس سنوات تقريبا.. رأيته في منامي مؤخرا يقول لي: أنه سوف يزوجني هذا الشاب، وعلي أن أستعد لذلك.. والعجيب أن كل أحلامي تشير إلي أن زوجي لن يكون ملتزما بدرجة كبيرة كما أرجو.. إلا أنه سيصير للأفضل بإذن الله وأنا بجانبه، وسوف أضرب مثالا: رأيت أنني في محل أحذية.. فوجدت حذاء لونه أخضر إلا أن التراب يعلوه بشكل كثيف.. فعكفت على تنظيفه إلى أن صار نظيفا، ولم أكن أنوي شراءه لزخرفة رأيتها فيه لم تعجبني، ولكن أختي حثتني على ارتدائه وقالت إنه حذاء قيم ولا يرتديه إلا الأغنياء، فارتديته ووجدته مريحا جدا ونويت شراءه.. مع العلم بأنه في فترة معينة كان يتقدم لي فيها الخطاب بكثرة ولم يحدث وفاق مع أحدهم.. كنت أرى في منامي أنني في محل أحذية
ولا أجد ما يناسبني أبدا.. إلى أن رأيت ذلك الحلم السابق قبل أدائي للعمرة مباشرة، فرجوت من الله قرب زواجي، والله أعلم، إنني في حيرة من أمري.. هل أتزوج مثل هذا الشاب.. رغم أنني أرجو دائما من الله وأدعوه أن يرزقني زوجا صالحا من منبت طيب يعينني على طاعة الله.. كما أن الفارق الديني والمادي الشاسع بين عائلتي وعائلته يؤرقني جدا؟ وجزاكم الله خيراً على سعة صدركم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الشاب قد تاب من ماضيه السيء والتزم بأوامر الدين واجتنب نواهيه وابتعد عن مواطن السوء وأهله وأبدلهم بالطاعات وأهل الفضل والصلاح فلا مانع من قبوله زوجاً بل ذلك أمر محمود، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
وينبغي أن تستخيري لله تعالى وتشاوري العقلاء من أهلك، ثم تفعلي ما تطمئن إليه نفسك، أما ما ذكرت من كونه من عائلة غير ملتزمة أو أنه أمه غير مستقيمة فهذه الأمور وإن كانت غير طيبة في نفسها إلا أنها لا تنقص من قيمة هذا الشاب، وذلك أن انحراف أسرته وعدم استقامتها ليس مسؤولاً عنه، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، نعم عليه أن ينصح أمه ويعظها ويدعوها إلى ترك المعاصي فإن استجابت فذاك وإلا فلا يلحقه بذلك إثم ولا عار.
ولك أن تشترطي عليه أن يسكنك في سكن مستقل بك، أما مسألة التدخين فهذه معصية نرجو أن يتركها في المستقبل وذلك بدوام نصحك له وتبيين مخاطرها الصحية ثم بتأثير رفقته الطيبة الصالحة، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.(32/229)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الارتباط برجل مريض.. أم لا
تاريخ الفتوى : ... 25 جمادي الأولى 1426 / 02-07-2005
السؤال
أود السؤال عن قضية الارتباط بشخص يعاني من مرض التهاب الكبد الوبائي هيباتايتس ب مع العلم أن هذا الزواج لن يتم إلا بتزوير للشهادة الصحية وهناك لقاح تأخذه الزوجة لمنع العدوى ولكن هل يؤخذ هدا الموضوع من باب ولا تلقوا بأيديكم للتهلكة وهل يجب على هده الفئة من المجتمع أن تعيش كالأموات دون حق الزواج
وهل إذا تم الارتباط هل في هذا تحصيل تواب في هذا الشخص وهل يختلف الأمر في وجود صلة قرابة
جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تم التراضي بينكما وأمنت العدوى لوجود حقن تمنع ذلك بإذن الله، فلا مانع من الزواج كما بينا في الفتوى رقم: 6713 ولا يدخل ذلك في باب الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، كما في الآية لوجود اللقاح المانع بإذن الله، والمرض عرض قد يشفى منه المريض ويبرأ كأن لم يكن، وقد بينا بعض الأسباب والأدوية الشرعية التي ينبغي الأخذ بها وقد جربت فنفعت بإذن الله، وقد بينا ذلك في الفتوى المحال إليها سابقا.
وأما مسألة التزوير فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 24678 جوازه لمن كان له حق مشروع لا يصل إليه إلا به وكانت له إلى ذلك حاجة ملحة، ويكون الإثم على المانع لا على المتعاطي، وعلى من ألجأه إلى ذلك ومنعه من الوصول إلى حقه.
وأما هل في هذا الارتباط تحصيل ثواب؟ فنقول: نعم، إذا صحت النية وحسن القصد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. متفق عليه. وهذا الرجل قد يكون في حرج وكربة، فمن فرج عنه تلك الكرب وأعفه عن الحرام وجبر خاطره المنكسر فلعل الله سبحانه وتعالى يثيبه ويؤجره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. ويستوي في ذلك القريب والبعيد، وإن كان القريب أكثر ثوابا لأنها تكون له صلة ومعروفا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يرفض صاحب الدين والخلق لكونه كتزوجا
تاريخ الفتوى : ... 22 جمادي الأولى 1426 / 29-06-2005
السؤال(32/230)
- أنا فتاة أبلغ من العمر 35 سنة على درجة عالية جداً من الجمال والتعليم والتدين تقدم لخطبتي كثير من الشباب ولكن لم أر فيهم من يرضيني وأخيرا تقدم لي زميلي في العمل وهو على درجة من التدين ويشهد له بذلك الجميع ولكنه متزوج وأب لطفلين وهو كفء لي من كل الجوانب والدي موافق عليه ولكن والدتي ترفضه فقط لأنه متزوج أريد معرفة الشرع في رأي والدتي وهل إذا تم هذا الزواج من غير رضاها فيه معصية لله وعقوق لها علماً بأنني حريصة على برها وفي نفس الوقت أرجو من الله أن يحقق لي رغبتي في الارتباط بهذا الشخص .....جزاكم الله خيراً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة الأم واجبة، وبرها والإحسان إليها مأمور به شرعاً، قال تعالى وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
{الإسراء:23}.
فعليك الاجتهاد في إقناع أمك بالموافقة على هذا الرجل. ولا ينبغي لها أن ترفض تزويج صاحب الدين والخلق بسبب أنه متزوج ، ففي الحديث إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.. الحديث.
واعلمي أن وليك في الزواج الذي لا يصح الزواج إلا به هو والدك ، فإذا كان موافقا فلا إشكال في صحة الزواج.
ولكن يبقى مسألة مخالفة أمر الأم ، فقد تقدم لنا فتاوى في أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من شخص بعينه منها الفتوى رقم 6563
ولكن إذا كان الحال على ما ذكرت من تقدم السن بك وكون هذا الرجل الذي تقدم لخطبتك مرضي في دينه وخلقه، فنرجو أن لا يكون في ذلك معصية لله ولا عقوق لوالدتك، مع الاجتهاد في برها وتطييب خاطرها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم التزوج من قاضية
تاريخ الفتوى : ... 23 جمادي الأولى 1426 / 30-06-2005
السؤال
- أنا شاب عمري 34 سنة وخاطب منذ 03 سنوات وهي تعمل قاضية وهي في سن متقدم 35سنة وهي تريد الزواج بأسرع وقت لأن سنها لا يسمح بالتأخر أكثر، وقد حذرني بعض الأصدقاء بأن الزواج منها حرام كونها قاضية فطلبت منها التخلي عن العمل ولكنها رفضت بحجة ان عملها كقاضي تحقيق ولا تعمل في الأحوال الشخصية فهو إداري أكثر منه فصل في الأحكام وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما حكم تولي المرأة للقضاء فسبق بيانه في الفتوى رقم 3935(32/231)
والقضاء الذي سبق حكمه في الفتوى المحال عليها ، له معنى عند الفقهاء فقد عرفه الحنفية بأنه : فصل الخصومات وقطع المنازعات , على وجه خاص،
فلا يدخل فيه الصلح بين الخصمين. وعرفه المالكية بأنه: الإخبار عن حكم شرعي على سبيل الإلزام. وعرفه الشافعية بأنه : إلزام من له إلزام بحكم الشرع . وعرفه الحنابلة بأنه : تبيين الحكم الشرعي والإلزام به وفصل الخصومات. انتهى من الموسوعة الفقهية.
فهذا هو القضاء الذي يحرم على المرأة توليه على قول جمهور الفقهاء ، أما غير ه فلا مانع من تولي المرأة له وليس بقضاء ، وإن سمي قضاء في اصصلاح معين ، وعلى فرض كون هذه المخطوبة متولية للقضاء بالمعنى الذي ذكره الفقهاء فإنها تكون عاصية بذلك ويجب عليها تركه ، وتنصح بذلك، ولا يمنع من الزواج بها بقاؤها على هذه المعصية ، إذاً لا أثر لذلك على صحة الزواج.
لكنا نرشد الأخ السائل إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بنكاح ذات الدين، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك، هذا كله فيما لو كان هذا القضاء فيه حكم بما أنزل الله، أما إذا كان الحكم فيه بغير ما أنزل فالأمر أعظم خطرا، إذ قد يصل الشخص في بعض الأحوال إلى درجة الكفر المخرج من الملة والعياذ بالله، إذا حكم بغير ما أنزل الله، وتراجع لذلك الفتوى رقم: 33662.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم نكاح من كان على علاقة بفتاة دون الزنا
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الأولى 1426 / 27-06-2005
السؤال
تعرفت على فتاه
وأحببتها...حدث بيننا اختلاط وعلاقة غير شرعيه لم تؤد إلى الزنا الكامل...هل يجوز لي أن أتزوجها...وهل أثق فيها ..خاصة أنها ندمت معي على ما فعلنا..وكيف لنا أن نصلح خطأنا هذا ..حتى نبدأ حياتنا الأسرية على تقوى من الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن إنشاء العلاقة مع الأجنبية والخلوة بها وملامسة جسدها أمور كلها يأثم العبد على فعلها ويعد زانيا بمعنى من المعنى، وإن كان دون منزلة الزنا الذي يوجب الحد. ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. متفق عليه. وعلى هذا، فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة وهي الإقلاع عن الذنب في الحال والندم على ما فات، وعقد العزم على عدم العودة إليه، هذا فيما يتعلق بحكم فعل هذه الذنوب.(32/232)
أما بالنسبة للزواج من هذه الفتاة فلا مانع منه شرعا، لاسيما إذا علمت صدق توبتها من العودة إلى تلك المعاصي.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يضر كون المرأة المخطوبة ذات مال
تاريخ الفتوى : ... 23 جمادي الأولى 1426 / 30-06-2005
السؤال
إلى الأخ/ د.عبدالله الفقيه...
عمري 30 عاما ومتزوج وكنت متزوجا من قبل وعندي من طليقتي الأولى.. وظروفي الحالية صعبة جداً جداً طبعاً ظروفي المادية، باختصار الرسالة مضمونها هو كالأتي: معروض علي من بنت جامعية وأنها تدرس في جامعة الحقوق وآخر سنة لها هي الحالية أن أتقدم للزواج بها من أهلها، مع العلم بأنني متزوج وأعول طفلتين وبدون علم أهلها بزواجي، وأنا في أشد الحاجة إلى المال وهي موفرة لي المال الذي أحتاجة في سبيل خروجها من المنزل بزواجي منها، فما رأيك في هذا الزواج وهو يسمى زواج المصلحة حرام أم حلال، مع العلم بأنها عندما تتزوجني وبعد فترة من الوقت ممكن يتم الانفصال، وكل واحد يرجع إلى حاله، فما رأيك في ذلك الزواج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان اختيارك لهذه المرأة على أساس الدين ثم لكونها ذات مال فهذا حسن، ولا يضر كون المرأة ذات مال، لأنه من جملة المقاصد التي أذن الشرع في اعتبارها ما دام الدين موجوداً، وبالتالي فاعتبارك له زواج مصلحة لا يضره، ويشهد لهذا ما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. قال ابن حجر في الفتح: يؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسبية إلا إن تعارض نسبية غير دينة وغير نسبية دينة فتقدم ذات الدين، وهكذا في كل الصفات.
ولا يشترط لصحة الزواج إخبار أهل الفتاة بماضيك الاجتماعي، وإن كان فعل ذلك أولى لئلا يتفاجأوا فيحدث بسبب ذلك الخلاف، ونشير هنا إلى أنه من شروط النكاح الصحيح أنه يبنى على الدوام، وإلا كان نكاح متعة وهو لا يجوز بالإجماع.
ويستثنى من هذا ما إذا كان الزوج ينوي الطلاق في نفسه ولم يشترط، فيجوز عند الجمهور، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 3458.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... الرغبة في الزواج من فتاة غير ملتزمة لهدايتها
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الأولى 1426 / 26-06-2005(32/233)
السؤال
فضيلة المفتي أنا شاب مسلم أعيش في عائلة مسلمة والحمد لله يوجد لي عم في أوروبا وقد تزوج من امرأة أجنبية وهو أب لولدين وبنت تربوا تربية عربية أجنبية ولكن تستطيع القول أنهم لم يتربوا على التربية الإسلامية توجهت إلى أهلي وطلبت منهم الزواج بابنة عمي حيث إني أحبها وفي نفس الوقت أريد لها سلوك الطريق الصواب ألا وهو الدين القويم ففوجئت بالرفض وما زلت أحاول مع أهلي وجرت بعض المشاكل بيننا أريد فتوى في هذا الموضوع حيث لا أرى مانعا من زواجي بابنة عمي طالما أني أريد لنفسي ولها سلوك طريق الدين الإسلامي أريد المساعدة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فهذه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، بالظفر بذات الدين، وهذه الفتاة التي تريد الزواج بها -كما ذكرت- تربت تربية أجنبية غير إسلامية، فزواجك بها مخالف لما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم فيه مخالفة لأهلك إن كان المقصود بهم الوالدان أو أحدها، وقد سبق لزوم طاعة الوالدين في عدم الزواج من امرأة بعينها، وراجع الفتوى رقم: 6563.
وما ذكرت من مصلحة من زواجك بها وهي دعوتها إلى الإسلام وإلتزام المنهج القويم مصلحة غير متيقن حصولها، وهي معارضة بمفاسد أخرى من مخالفة أمر الوالدين واحتمال تأثر الأبناء بها في سلوكها المخالف للدين.
وعليه؛ نرى أن تطيع أهلك في عدم الزواج بهذه الفتاة والبحث عن فتاة أخرى ذات دين وخلق.
سدد الله خطاك ووفقك لطاعته والظفر بذات الدين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
ما يطلب توافره في انتقاء الأزوج
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الأولى 1426 / 23-06-2005
السؤال
فتاة تعرفت على شاب وأحبا بعضهما ثم اتفقا على الزواج لكن تفاجأت الفتاة أن هذا الشاب قد خانها مع فتاة أخرى حيث حملت منه الفتاة الأخرى، ثم اضطر لأن ينزل الجنين حتى لا يكشف سره، فتشاجرت معه الفتاة الأولى التي اتفق معها على الزواج وطلبت منه الابتعاد عنها لأنها صدمت به رغم أنها أحبته بكل صدق، فماذا تفعل هذه الفتاة المسكينة رغم أنه خانها ألا أنه يريد أن يرجع إليها فهل تقبل به، أم تترك أمرها لله وتنتظر عريسا آخر؟
الفتوى(32/234)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعاقل الحازم هو من يحسن اختيار شريك حياته الزوجية ويتحرى اختيار الأفضل، فإن من اختار من اتصف بالدين نجح وسارت الحياة سعيدة والعشرة طيبة والرحمة بينهما موفورة والمودة موصولة.
وقد جاءت الأحاديث حاثة على اعتبار معيار الدين والأخلاق عند الزواج، ففي المرأة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، وبخصوص الرجل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
وبناء عليه؛ فإننا ننصح هذه الأخت بعدم قبول هذا الشاب ما لم يجتنب تلك المعاصي، وتعلم من حاله صدق التوبة والاستقامة على أداء الصلاة وغيرها من أمور الدين، وذلك لأن الزوج الصالح يؤمل منه الإحسان على زوجته وإكرامها ويظل هذا ديدنه، فإذا رغب عنها طلقها ولم يسئ إليها، بخلاف غير المتدين فإنه تسوء عشرته وأحياناً يظلم زوجته وإن كرهها حبسها ولم يطلقها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
قد يحب الزوج زوجته لدينها وخلقها أكثر مما يحبها لجمالها
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الأولى 1426 / 27-06-2005
السؤال
تقدم شخص لخطبتي إنسان طيب جدا. المشكلة هي أنني لا أتوفر على قوام رفيع، في الماضي كنت بدينة و بعد الحمية جسدي أصبح مترهلا لا أعرف ماذا أفعل أخاف أن يكرهني بعد الزواج. ما هو الأهم في الزواج العلاقة الجسدية أم الحب. وهل الحب ينبني على شكل الإنسان. أم على مسائل أخرى ساعدوني أرجوكم.جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بأن تهوني على نفسك وأن تدعي هذه التساؤلات التي قد تكون من الوساوس والخوف من المستقبل لأن هذه الأمور قد تحدث وقد لا تحدث، فلا ينبغي للمسلم أن يشغل باله بها قبل حدوثها، ثم اعلمي أن الحب لا ينشأ عن الجمال فقط، بل ينشأ من أمور كثيرة أهمها الدين والخلق، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فقد يحب الزوج زوجته لدينها وخلقها أكثر مما يحبها لجمالها وجسدها.
ثم إن الزوج قد لا يحب زوجته ولكنه يحترمها ويؤدي لها حقوقها قياما بحق الإسلام، ققد قال الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19} وروى الطبري في تهذيب(32/235)
الآثار: أن امرأة سالها زوجها أتبغضينني؟ قالت: نعم، فقال لها عمر: ما حملك على ما قلت؟ قالت: إنه استحلفني فكرهت أن أكذب، فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت يبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
ثم إننا ننصحك أيتها الأخت الكريمة أن تستخيري الله تعالى في القبول بهذا الرجل زوجا، فإن الاستخارة لا تأتي إلا بخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... نكاخ الفتاة غير الملتزمة بين الجواز والحرمة
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الأولى 1426 / 21-06-2005
السؤال
مدى جواز الزواج أو خطبة الفتاة الغير ملتزمة على العلم بتواجد شرط الالتزام بالزي الشرعي خلال فترة الخطوبة هل لكم أن تدولوني على كتاب قيم يحوي الجائز والمحظور للخطاب وحدود الله أو مواقع أو فتاوى تتعلق بالأمر؟
بارك الله لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيصح الزواج من الفتاة المسلمة غير الملتزمة إذا كان ذلك مما لا يعود على شرفها وعرضها، ويجب على من تزوجها أن يلزمها بالحجاب الشرعي، ولا يسمح لها بالتبرج، وهو مسؤول عنها أمام الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. كما في الصحيحين.
وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}.
ونحن ننصح كل من أراد الزواج أن يجعل معيار الاختيار للزوجة هو ذلك المعيار الذي أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله، وأما إذا كان عدم التزامها مما يعود على عفتها وطهارتها فلا يجوز للمسلم الملتزم الزواج بها قبل توبتها من ذلك وندمها عليه، فقد قال الله تعالى: وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور: 3}.
قال قتادة ومقاتل: حرم الله على المؤمنين نكاح البغايا، وقال الإمام أحمد لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستاب، وللاستزادة حول ذلك ومعرفة بعض الكتب والمواقع التي تناولته نرجو مراجعة الفتوى رقم: 10267، والفتوى رقم: 54949.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ(32/236)
الزواج بغرض الستر فيه ثواب
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الأولى 1426 / 23-06-2005
السؤال
أنا فتاة متدينة وأخاف الله ولم تكن لي من قبل علاقة ولو صداقة مع أي رجل وليست لي خبرة في التعامل مع الرجال، أحببت زميلا لي في العمل وفاتحني برغبته في الارتباط بي ولكن يرغب في إعطائه مهلة سنة قبل التقدم لأهلي لضعف إمكانياته فرفضت وطلبت منه التقدم ووعدته بمساعدته أيا كانت إمكانياته وحدثت ظروف حيث رفض أهله لكون والدي ووالدتي منفصلين وتمسكنا ببعضنا ولم يكن حتى يلمس يدي وتعلقت به وأحببته أكثر ووثقت به ثقة عمياء ثم حدث ذات يوم أن حضر للبيت في غير وجود أهلي ولم أدخله ولكن مرة أخرى جاء ودخل ودخل الشيطان بيننا ورأى ولمس مني ما لا يراه ولا يلمسه إلا زوجي وكذلك نزل مني دم البكارة بسبب يده وليس المعاشرة وكان دائما يعدني ويطمئني بأنه سيتزوجني وهو يعلم أني لم يمسني أو حتى تحدثت مع رجل غيره من قبل وأنه هو الذي أغواني واستغل أني أحبه وأطيعه وأعتبره زوجي وأنه لن يتركني أبداً وأنا نادمة لما حدث وأستغفر الله وأكفر قدر استطاعتي وتمت خطبتنا بعد عناء وصبر ثم عادت والدته للرفض مرة أخرى وحاولت إرضاءها لكنها أصرت وتم فسخ الخطبة واعتبرت أنها ظلمتني لأني فعلا أحبها وكنت أود أن أتخذها أما وأكون ابنة لها وهي لم تحاول أن ترى في أو في شخصيتي ما يجعلها تغير من رأيها ولم تحاول ذلك أصلا وحدثت له ظروف عائلية تمنعه من الزواج الآن ويقول لي إنه يجب أن يتركني وأتزوج أي شخص آخر وأنا لا أحتمل أن اتركه فأنا أحبه ولا أستطيع الزواج من آخر لحبي لهذا الشخص كما أني لا أحتمل أن أفضح نفسي أمام شخص لا أدري ماذا سيكون رد فعله ولا أحتمل أن أغش شخصا لا ذنب له سوى أنه تقدم للزواج مني ولا أريد أن أتسبب في مشاكل وفضائح لأهلي وأخبرته بذلك وقلت له إنه من الأصلح والأبدي أن يتزوجني حتى مع عدم رضا أهله وأني سأحاول دائما أن أرضيهم لأن هذا فيه ستر لي وإصلاح لخطأ وإرضاء لله وإن في تركه لي هكذا وتخليه عني ظلما فظيعا لي وإهدارا لحق الله
وسيحاسبه الله عليه فطلب مني أن أسأل شيخا في مسجد وأنه سيأخذ بما يفتوننا به أرجوك إخباره أنه يجب أن يتحمل مسؤوليته عن ما حدث ويقف إلى جواري ويتزوجني، علما بأنني لم يمسني رجل من قبل غيره ولم أحب غيره وطول عمري لا أختلط بالرجال وأراعي الله جدا في هذا الأمر وهو يعرف هذا، ولكن كل ابن آدم خطاء وأنا تبت فعلا وأكفر بالصلاة والصدقة والصيام ولا أريد أن أفضح نفسي مع آخر ولا أن أقضي حياتي مع غيره (وإذا كان من المطلوب معرفة أي تفاصيل أخرى برجاء السؤال وسوف أذكرها إن كنتم ترون أنها ضرورية لسلامة الفتوى)؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك وهذا الشاب قد سلكتما طريق الشيطان حتى أوقعكما في ذلك الإثم، وهذا حال كل من لم يراع حكم الله تعالى في اجتناب نواهيه.(32/237)
وعلى كل فالواجب عليكما التوبة والاستغفار من هذا الذنب الشنيع والإكثار من الأعمال الصالحة والحذر من الرجوع إلى ذلك مرة أخرى، هذا من حيث العموم.
أما بخصوص حكم زواج هذا الشاب منك فإنه وإن كان لا يلزمه لكن ينبغي أن يتزوجك بقصد الستر عليك وهو مأجور على ذلك مما فيه من الستر عليك، ففي الحديث المتفق عليه: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.
ومحل هذا إن قدر على إقناع أمه في الموافقة ولو بتوسيط الأهل والأقارب ومن له جاه مقبول عندها، وإن لم يفعل فإننا ننصح الأخت السائلة بأن تكف نفسها عن التفكير فيه، وعليها أن تلجأ إلى الله تعالى وهو قادر سبحانه على أن يرزقها خيراً منه وهو سبحانه مقلب القلوب.
وهذا وننبه إلى أن كان هذا الشاب قد أزال بكارتك بيده أو نحو ذلك وأنت غير راضية وجب عليه أن يدفع لك أرش جنايته، وراجعي الفتوى رقم: 20931.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... أمر الزواج يحتاج للتريث والصبر ومشاورة العقلاء
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1426 / 22-06-2005
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة كتبت لكم بعد ما دعاني أخي للاطلاع على الفتوى التي أرسلتموها له ورقمها 61449و أردت أخبركم بطريقتي:(مشكلتي)أنني تعرفت على شاب في الكلية وقد أقدم على خطبتي أكثر من مرة ولكن يكون الرفض في كل مرة لتعدد الأسباب1-أنه لبناني(مع العلم أنه لم يتواجد إلا أول سنتين من عمره فلا أظن أن المدة كافية لتشكيل عنده شيء)2-أمه وأبوه منفصلان 3-أنه تربى في صغره عند زوجة أبيه 4-عمل أثناء دراسته في كفي شوب خاله ( مع العلم قد اضطر للعمل في هذا المكان لفترة إنهاء دراسته وعمل في أماكن عدة منها النجارة،ومحل بيع ألبسة و أحذية،وبمصنع للفخار ومصنع لصناعة الجلود،وفي مطاعم عدة إن كان بالمطبخ أو قسم الضيافة)5-يحصل على شهادة إدارة الفنادق6-يكبرني بسنة7-أمه لا ترتدي الحجاب (مع العلم أن شقيقته ترتدي الخمار)وأنه حاول كثيرا مع والدته لكن دون جدوى.
تعرفت على هذا الشاب بعد حدوث مشكلة ومن بعدها جاء للاعتذار،عرفت عنه أشياء كثيرة من وقت ما كان عمره سنتين عن طريق كتاب خاص فيه كان مع صديقتي واستأذنت أن تقرأ الشعر و الخواطر التي يكتبها وقد استحلفها أن لا تقرأ القسم الذي هو الخاص فيه،وعندما رأيتها أصبح عندي فضول المعرفة و أخذته منها و قرأت كل ما جاء فيه.
لفتني اهتمام الشاب بي ولشخصيته التي يتحلى بها وبداية الأمر كنت أشفق عليه لما كانت حياته متعبة وبعد أمه عنه،ولصلاته في مصلى الكلية وكانوا قلة من الشباب الذين يصلون،و محبة الأساتذة و العاملين في الكلية،وأنه المسؤول عن أمه وأخيه وكل المصاريف وأنه متحمل للمسؤولية كلها لأن والدة متزوج وعنده عائلة.(32/238)
أنا كنت صادقة وواضحة مع أهلي وخاصة أخي الأكبر ولما أصرت عائلتي على الرفض بعدت عنه،وقد احترم حبي وتعلقي بأهلي وزاد إصراره علي ،وقد حاول ومازال يحسن من وضعه في كل مره يتقدم بها،وسيصبح لي سنتان لم أراه ،صديقاتي اللواتي كانوا يخبرنني عن أخباره ويخبرنني وصياه ولكن توقف هذا الشيء من آخر مشكلة ،لأنني تعبت وخوفي عليه جعلني أوقف كل من يخبرني عنه،المشكلة أنني حاولت أن أنساه فلم أستطع ،وحاولت أن أرضى بأي شاب ولكنني كنت بصراع نفسي واختناق مع أنني كنت أجبر نفسي من أجل أن أريح أهلي ولكن بلا فائدة.
بالنسبة لي:أنا كنت أخرج من البيت على الموضة و أضع المكياج ،ولكن والحمد لله قد تغيرت كثيرا وارتديت الجلباب ،وملتزمة بالصلاة،ومنذ فترة وأنا أصوم كل اثنين وخميس ،وأحضر دروس الدين،وهو الذي غيرني وغير عاداتي السيئة والحمد لله أخي الأكبر ساندني وشجعني.أنا باقية على ما أنا عليه والله واضع الصبر في قلبي،آخر أمور الشاب سافر للخليج للعمل في مكان لحجز التذاكر ولتحسين من وضعه والتي ساعدته بالأمر خالته.أنا أرى أنني سوف أتحسن دينيا معه بخلاف ما يقول أخي،وشيء لم أذكره أنه لم يطلب مني أن نكون لوحدنا ،وأنه يخاف الله كما إني أخافه والله على ما أقول شهيد.
فأنا لا أنكر أني فكرت عاطفيا ولكن عندما أفكر بعقلي لا أجد الحرام بالموضوع،أين الحرام بأنه لبناني؟أو ذنبه بأن والديه منفصلان؟ وأن عائلته كلها بالشام؟ فلذالك اضطر أن يجعل خاله الوحيد الموجود هنا أن يفتح الموضوع مع أخي والذي اعترض على هيئته لأنه يرتدي الذهب وعنده كوفي شوب وأنا معه بهذا الأمر ولكن كان أخي يريد أحدا من أهله،وفي الوقت ذاك لم يكن سوى خاله هذا،ولكن لماذا آخذه بخطئ من حوله؟!
وعد طول الفترة الماضية عندي استعداد أن أبقى فتاة لا أتزوج لأنني وصلت بمشاعري اتجاهه لمرحلة قد أخشى أن أظلم الشخص الذي سوف أرتبط يه.ليس هذا عنادا بل شيء خارج تحكمي.وأحب أن أخبركم بمقولة قالها أخي :إن الشاب عنده بذرة طيبة وداخلة نظيف وإذا وجد مساعدة وهداية سوف يكون أفضل منا،ولكن ليس عنده استعداد ولا وقت للخوض معه بشيء.وقال:إن بيئته والدنيا هي التي ظلمته،وهو ليس عنده أيضا الاستعداد لتحمل وضعه.
فإذا كنت آثمة أو مخطئة أصدقوني القول.
وهل ما يفعله أهلي ليس حراما؟لأن أخي يقول إنه غير آثم وخاصة بعد ردكم عليه.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك هي ما ذكرنا في الفتوى السابقة وما أحيل عليه فيها، لكن إن تاب هذا الشاب مما معه من المحرمات فلا يحق لوليك رفضه على أساس أنه لبناني أو أنه غير ملتزم، ونحن نوصي الأخت السائلة مرة ثانية أن لا تتعجل في موضوع الزواج، بل ينبغي التريث والصبر ومشاورة العقلاء من الأهل والأقارب، فإن المرأة إذا تزوجت أصبحت كالأسيرة تحت الزوج، لا تستطيع أن تتصرف، فلا(32/239)
تزال الأخت السائلة إلى الآن في فسحة من أمرها يمكنها القبول والرد، فننصحها باختيار الرجل الذي يخشى الله عز وجل ويخافه بحيث إذا أحبها أكرمها وإذا أبغضها لم يظلمها، ونحذرها من الوقوع تحت تصرف العاطفة أو أن يجتذبها الرجل بالكلام المعسول ثم ترى بعد الزواج شخصية غير هذه الشخصية، وهذا كثيرا ما يقع، وكثيرا ما وردتنا أسئلة من سائلات وقع لهن ذلك، نسأل الله أن ييسر لك أيتها الأخت الزوج الصالح.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
المرأة التي لا تحب المصلين لا تصلح زوجة
تاريخ الفتوى : ... 12 جمادي الأولى 1426 / 19-06-2005
السؤال
أتمنى أن تجيبوني على السؤال: أنا أتعلق بفتاة وهي أيضا تحبني، ولكن ليست راضية علي لأني أصلي فأصبحت أقطع بصلاتي ماذا تنصحني أن أفعل بالرغم من معرفة الجواب أن أقاطعها، ولكن لا أستطيع؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالبعد عن هذه المرأة وبقطع العلاقة معها فوراً، وذلك لأمرين أولهما: أنها أجنبية عنك ولا يجوز أن تكون بينكما علاقة حب يترتب عليها محرم من نظر إليها أو محادثتها أو نحو ذلك.
ثانيهما: وهو أشد من الأولى هو كون هذه المرأة لا ترضى عمن يصلي، وهذا إذا كان من أجل أنه يصلي ـ كما هو الظاهرـ تكون صاحبته على خطر عظيم إذ هو دليل واضح على كره ما فرضه الله على عباده وألزمهم القيام به وعدم التسليم لذلك، ومن كان كذلك فهو كافر مرتد عن الإسلام والعياذ بالله.
والخلاصة: أننا ننصحك بالبعد عن هذه المرأة التي لا ترضى عن المصلين والتي رضاها في ترك الصلاة، ولا أحد يصدق بأن أحداً عنده أدنى مسكة من عقله وإرادته لا يستطيع أن يقطع علاقة مع امرأة لا تربطها به أي علاقة، فاتق الله يا أخي وتذكر لقاءه، واعلم بأن الموت يأتي بغتة، وحينها يندم الشخص ولا ينفعه الندم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حكم الزواج ممن يشتغل في ملهى ليلي (بار)
تاريخ الفتوى : ... 12 جمادي الأولى 1426 / 19-06-2005
السؤال
ما حكم الشرع في الزواج برجل أخلاقه طيبة ولا يشرب الخمر ولا يدخن لكن يشتغل في ملهى ليلي(بار) وجزاكم الله خيرا(32/240)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يهجر أماكن الفساد ويحذر منها، ويحرم على المسلم أن يحضر على مائدة يدار عليها الخمر، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر. رواه الترمذي والحاكم بسند حسن، فننصح بعدم الزواج بهذا الرجل ما دام مصرا على ذلك العمل لأنه معين لأهل الفساد على فسادهم، ولأن ما يناله من الأجرة على ذلك العمل محرم، وانظري الفتوى رقم 4182 والفتوى رقم 39748.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الزواج من أخي الزوج المتوفى.. نظرة شرعية
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الأولى 1426 / 20-06-2005
السؤال
أنا أرملة ومحيرني أمور كثيرة بعد موت زوجي قابلني كلام كثير بأن أتزوج من أخيه وخاصة أن عندي طفلة وهو أولى بتربيتها في نظر الجميع وأيضا أني صغيرة في السن 24 سنة ولكن المشكلة أنه أصغر مني ب5 سنين وما زال أمامه تأدية الخدمة العسكرية ولا يوجد تكافؤ بيننا بعكس زوجي رحمه الله في كل شيء وخاصة زوجي كان هو الكبير وأنا إذا كنت متمسكة بوجودي في البيت لأجل حماتي وهي سيدة كريمه وعندها رؤية حفيدتها كل يوم يعوضها عن موت زوجي فلا أعرف كيف أتصرف خاصة أن حماي يلح علي بالزواج من ابنه لأجل أمور كثيرة ومنها كلام الناس لا أدري ماذا أفعل أريد أن تفيدوني
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في قبول الزواج من أخي زوجك المذكور إذا كان صاحب دين وخلق، بل قد يكون هو الأولى، وذلك لاعتبارات نذكر منها:
1- استجابة لأمر الشرع حيث ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
2- أن الشخص المذكور يتوقع منه الحنو والعطف على ابنتك لكونه عمها والحريص على أمرها.
3- أن بزواجك منه تبقى البنت تحت حضانتك بينما لوتزوجت غيره سقطت حضانتك لها.
4- أن في الزواج من هذا الرجل تكسبين ود أهل بنتك إلى غير ذلك من الأمور.(32/241)
وبخصوص ما ذكرته من كون هذا الشاب أصغر منك لا أثر له، فكم من امرأة تزوجت برجل يصغرها نالت سعادة في حياتها الزوجية أكثر من مثيلاتها التي تزوجت ممن كان في سنها أو أكبر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
لا يضير ذات الخلق والدين عصيان أبيها
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الأولى 1426 / 16-06-2005
السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أنا شاب أصر على الزواج من فتاة اكتملت فيها الشروط فهي ذات دين وجمال وخلق إضافة إلى تعلقي بها ورغبتي الشديدة في التزوج منها إلا أن رغبتي قوبلت بالرفض من قبل والدي لأنه وعلى الرغم من سمعة إخوانها ومكانتهم المحترمة ألا أن والدها قد أبتلاه الله بالإدمان على المخدرات، قد أتمكن من إقناع والدي بعد الحديث معه مراراً والإيعاز لمن يحاول إقناعه في العائلة لكن سؤالي هو هل لو شعرت عدم رضا والدي حتى ولو بعد موافقته - إرضاءا لي - هل فيه إثم على أنني خضت بأمر لم يرتضه لي؟ وهل يجب علي الاهتمام بنظرة المجتمع وكلام الناس بأمر يبيحه الشرع ولكن قد لا يبيحه المجتمع لأنني كنت قد سمعت عن شيخ أباح بدعة لمجرد أنها من العادات والتقاليد وأن الناس تعودوا عليها وليس من المقبول لديهم تركها فأباحها فهل في حالتي يستأثر أن آخذ بنظرة الناس لزواجي رغم أنه مباح والله أعلم؟
أفيدوني أفادكم الله وآسف على الإطالة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمسلم عند إرادة الزواج أن يختار ذات الدين والخلق لأنها المأمونة حقيقة على نفسها وعرض زوجها وماله بخلاف غيرها.
ومن المؤسف أننا نرى كثيراً من الناس يغلب جانب الجمال والحسب على الدين، وهذا فيه مخالفة للسنة، فقد ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ومن هنا ندعوك إلى إقناع أبيك بأن الذي جعلك تختار هذه الفتاة هو كونها ذات دين وخلق ولا يضيرها كون والدها صاحب خلق سيء ومعاص، وذلك لأن من عدالة الإسلام وإنصافه أنه لا تزر وازرة أخرى فكم من صالحة تقية وأبوها كافر أو فاسد لا ينقصها ذلك في شيء، فهذه أم المؤمنين صفية رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أبوها عدو الله تعالى وعدو رسوله.
فإن اقتنع أبوك بزواجك من هذه الفتاة أو لم يمانع فلك أن تتزوجها، أما إذا أصر على الممانعة فليس لك أن تتزوج هذه الفتاة، بل ابحث عن غيرها، واعلم أن من(32/242)
ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وراجع الفتوى رقم: 1737 هذا فيما يتعلق بالزواج من هذه الفتاة.
أما فيما يتعلق بما أشرت إليه من مراعاة أعراف المجتمع فيفصل فيه، فإن كان الأمر يتعلق بأمور محرمة فهذا لا يجوز مجاراتهم فيه، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.
أما إن لم يكن في الأمر معصية وجرت عادة الناس في أمر معين فلا ينبغي مخالفتهم فيه، وذلك حفاظاً على سلامة العرض.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
حرص الفتاة على الشاب المؤدب البار بوالدته
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الأولى 1426 / 16-06-2005
السؤال
أنا فتاة عمري 28 سنة مررت بتجربة خطوبة فاشلة والآن تقدم لي شخص من أقربائنا يعرفه أهلي أخي وأمي وأبي شجعوني عليه كثيراً لأنه يصلي ومؤدب وبار بوالدته كثيرا متعلم ومثقف المهم أنني ارتحت للموضوع في البداية لأنني أرغب فعلا في الاستقرار وتكوين أسرة وأرغب في إنجاب طفل وفعلا جاء إلى بيتنا وارتحت له ولكن المشكلة أنني أعمل في مكان ومديري بالعمل كبير بالسن وأنا ومنذ الصغر أفتقد حنان الأب كثيرا على الرغم من كون أبي على قيد الحياة وقد تعلقت كثيرا بالمدير مع أنه متزوج وكبير ولكنه حنون جدا معي ودائما يقول لي أنت مثل ابنتي تماما وهذه أول مرة في حياتي أحس بحنان وراحة وأنا إذا تزوجت سأترك العمل أي سأفتقد مرة أخرى حنان الأب وأحيانا يراودني شعور بأنني لربما أتزوجه يوما ما أنا في حيرة أرجو أن تقدروا مشاعري بأنني أفتقد لحنان الأب كثيرا صليت الاستخارة كثيرا بماذا تنصحونني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبادري بالموافقة على الزواج من هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك، وذلك لجملة من الأسباب منها:
1/ أنه صاحب دين وخلق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
2/ أنه المناسب لحالك من حيث العمر، وذلك عامل مهم للتوافق وديمومة العلاقة بين الزوجين.
3/ أن فيه ترضية لخواطر أبويك، ومعلوم أن الأبوين لا يختاران لأبنائهما إلا ما هو الأصلح والأكمل، وذلك لما جبلا عليه من الحب والحنان والعطف.
4/ وهو من أهمها أنه قد يبعدك عن العمل مع هذا الرجل الذي يظهر أن بينك وبينه مشاعر حب تفضي إلى الفتنة والوقوع في الفاحشة.(32/243)
فالرجل الأجنبي ولو كان كبيراً في السن لا يجوز للمرأة الاختلاء به ولا الاختلاط على وجه لا تؤمن معه الفتنة.
وراجعي الفتوى رقم: 8360، والفتوى رقم: 9653.
والله اعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
قبول المرأة بالخاطب ذي الخلق والدين
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الأولى 1426 / 16-06-2005
السؤال
أنا شابة في الثلاثين من العمر لي أخت تعيش مع زوجها في أوروبا وقد زوجت ابنتيها من أقارب زوجها وهم يعيشون سعداء هناك شقيق زوج أبنة أختي طلب يدي للزواج وهو يعيش في بلد عربي وهو على خلق ومتدين كما يقولون عنه ولكن يجب علي السفر لأوروبا لإتمام الزواج هناك ثم أطلب قدومه عندي بصفته زوجي ونعيش بعدها هناك أنا مترددة أهلي موافقون وزوج أختي رجل متدين يشجعني على الذهاب إليهم والجميع يشجعني لأن فرصي في الزواج قليلة هنا أنا مترددة جداً وخائفة أن يكون سبب زواجه مني للحصول علي الإقامة فقط لأني كامرأة يسهل علي جدا الحصول علي إقامة خصوصا لأنني فلسطينية ومن الأرض المحتلة فأشيروا علي جزاكم الله كل خير هل أذهب أم لا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ثم اعلمي بارك الله فيك أنه لا مانع من الزواج بهذا الرجل المذكور إذا كان على ماوصفت من الدين والخلق، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
ولا بأس بالاستخارة ومشاورة أهل الرأي والدين في الزواج من هذا الرجل، فإن أشاروا عليك بالزواج منه فامضي في ذلك.
وبخصوص تخوفك من استغلال زواجه منك وسيلة للحصول على إقامة في البلد المشار إليه فلا يعد عائقاً ما دام الرجل صاحب دين وخلق، لأن من اتصف بذلك لا يصدر منه غالباً إلا ما هو طيب.
هذا، وننبهك إلى أن السفر إلى بلاد الكفر قد يكون محرماً في حق بعض الناس، لكن إذا دعت حاجة إليه، وعلم المرء من نفسه الاستقامة وأنه لا يجد هناك ما يمنعه من إقامة شعائر دينه جاز له السفر، فإن علمت من نفسك ذلك فلا حرج.
لكن لابد لك في السفر مع محرم، وراجعي الفتوى رقم: 3326.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
هل ترضى بزوج ضعيف الشخصية(32/244)
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الأولى 1426 / 14-06-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة استشارتي شخصية أكثر منها دينية إذا كان بإمكانكم إجابتي فسأكون شاكرة لكم ولكم مني الدعاء بالتوفيق.
أنا فتاة في السابعة والعشرين من العمر خطبت قبل شهر وعقدت قراني على شاب في مثل عمري وهو يتبين عليه أنه ملتزم دينيا ولكن وبعد الخطبة تبين أنه ضعيف الشخصية أمام أهله ولا يستطيع أن يأخذ أي قرار إلا بالرجوع إليهم وأبين لكم بأن أهله هم أختان كبيرتان بالعمر واحدة غير متزوجة نهائيا والأخرى مطلقة وهما غير مثقفتين مع العلم أنهما موظفتان ومعهم أيضا والدهم المريض وأخ أصغر من خطيبي بسنتين وهذا الشاب الآخر مسيطر تقريبا عليه ويتكلم بالنيابة عنه هذا الأمر لم يعجبني نهائيا وخاصة أني اكتشفت أنه لديه بعض الكذب أيضا ومن ناحية الالتزام لست متأكدة تماما أن ديانته صحيحة ولا أريد أن أكسب ذنب تهمته بذلك المهم حاولت أن أنفصل عنه ولكن بسبب كلام الناس أهلي يستصعبون الأمر ويحاولون إقناعي بالشاب بطريقة أو أخرى ونتيجة ملحتهم فكرت بالموضوع مرة أخرى ولأني تشتت قررت الالتجاء إليكم لأخذ رأيكم ومشورتكم لأني أثق برأيكم فرجاء إعطائي النصيحة اللازمة ولا تتأخروا عني بالرد.
ولكم مني خالص الشكر والتقدير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأساس في اختيار الزوج هو الدين والخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه.
ومعنى كونه مرضيا في الدين والخلق لا يعني ذلك أنه كامل من جميع النواحي، فقد قيل:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وضعف الشخصية نقص يمكن تكميله وعيب يمكن علاجه، ويوجد في قسم استشارات الشبكة كثير من النصائح النافعة في كيفية تقوية الشخصية وتقوية الثقة بالنفس، انظري منها الاستشارة رقم: 2836 ، والاستشارات المحال عليها، ويمكن الكتابة إليهم فهم أكثر اختصاصاً بموضوعك.
وعلى كل حال، فلا نرى بأسا من قبول الزواج بهذا الشاب إذا كان مرضيا في جانب الدين والخلق.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ـــــــــــــــــــ
الفتوى : ... قبول المرأة بالخاطب الصالح صاحب الخلق
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الأولى 1426 / 14-06-2005(32/245)