المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
لا يجوز للمرأة تولي القضاء
سؤال:
هل يجوز للمرأة أن تتولى القضاء في الشريعة الإسلامية ؟.
الجواب:
الحمد لله
سئل الشيخ ابن جبرين هل يجوز للمرأة أن تكون قاضية فأجاب :
لا يجوز للمرأة أن تتولى الوظائف العامة التي يحتاج معها إلى مخاطبة الرجال عموماً ، والاختلاط بهم وتكرار الخروج ، وسؤال الرجال الأجانب ، وإجابتهم المستمرة ، فإن ذلك دليل على رعونة المرأة وجرأتها ، وهو مما يحملها على إسقاط الحياء وقلة الاحتشام ، ورفع الصوت وذلك ينافي أنوثتها وحياءها ، وهكذا لا تتولى الإمامة ولا الخطابة ولا المحاماة التي تستلزم التردد على المحاكم والدوائر التي يغشاها الرجال ،
و هذا من الترجُّل ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المترجِّلة من النساء ( يعني المرأة المتشبهة بالرجال ) .
أما الوظائف التي يحتاجها النساء فلا بأس أن تتولى ذلك كالتدريس للطالبات والطب والتمريض للنساء والعلاج بجميع أنواعه مما يتعلق بالإناث ، وكذا العمل في الدوائر التي لا يراجعها سوى النساء حتى لا يضطر النساء إلى مخاطبة الرجال مما يكون سببا في انتشار التبرج والسفور ، وغيره من الدوافع إلى الفواحش والمنكرات ، والله أعلم .
اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين ص/304
ولمعرفة الأدلة انظر السؤال رقم ( 20677 ) .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
واجبات المرأة وحقوقها في ميزان الشريعة الإسلامية ... العنوان(27/552)
ما هي واجبات المرأة وحقوقها، في ميزان الشريعة الإسلامية؟
... السؤال
12/11/2000 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
للتحدث عن واجبات المرأة وحقوقها، في ميزان الشريعة الإسلامية، بقطع النظر عن واقع المجتمعات الإسلامية التي تختلف في مدى التزامها بأحكام الشريعة الإسلامية نقول :ـ
أولاً : يخاطب الله كلاً من الرجل والمرأة في القرآن، على مستوى واحد من الخطاب التكريمي وعلى مستوى واحد من التنويه بالقيمة الإنسانية التي يشتركان فيها . فهو يقول مثلاً :
{مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً } [ النحل : 16/97]
ويقول : { إنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض } [آل عمران : 3/195]،
ويقول : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصّائِمِينَ وَالصّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيما ً } [ الأحزاب : 33/35 ] .
ثانياً : يقرر القرآن مايسمى في الشريعة الإسلامية بالولاية المتبادلة بين الرجل والمرأة، فيجعل من الرجل مسؤولاً عن رعاية المرأة، ويجعل من المرأة مسؤولة عن رعاية الرجل . إذ يقول : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } [ التوبة : 9/71] .(27/553)
ثالثاً : يقرر الإسلام طائفة من الواجبات يفرضها على كل من الرجل والمرأة ، كما يقرر طائفة من الحقوق يمتّع بها كلاً منهما . فما هو مصدر الواجبات التي تلاحقهما ؟ وماهو مصدر الحقوق التي تُعطى لهما ؟
مصدر الواجبات في كل من الرجل والمرأة عبوديتهما أي مملوكيتهما التامة لله عز وجل .
وبما أن صفة العبودية في كل منهما واحدة لاتتفاوت ، فقد كانت الواجبات التي خاطبهما الله تعالى بها واحدة أيضاً . وإذا استعرضنا سلسلة التكاليف التي ألزم الله بها عباده ، لاحظنا مصداق ماأقول . وإذا كانت هناك حالات استثنائية تتجلى فيها واجبات لايتساوى فيها الرجل والمرأة ، فلامدخل لصفة الذكورة والأنوثة فيها ، وإنما ذلك لعوارض أخرى ، كالتي قد تحدث فيما بين الرجال أنفسهم فتؤدي إلى اختلاف الواجبات فيما بينهم .
أما مصدر الحقوق لكل من الرجل والمرأة ، فهو معنى الإنسانية الماثل في كل منهما ، وبما أن معنى الإنسانية هذه في كل منهما واحد لايتفاوت ، فلايعلو في ذلك رجل على امرأة ولا العكس ، فقد كانت الحقوق التي متع الله كلاً منهما بها واحدة . . وإذا كانت هناك حالات استثنائية، فليس ذلك عائداً لصفة الذكورة والأنوثة، وإنما مردّه إلى العوارض الطارئة التي استدعت هذا الاختلاف كما سنجد من الأمثلة التي سنذكرها .
ولابدّ لدى المقارنة من أن نتساءل في المقابل عن مصدر واجبات المرأة وحقوقها في المجتمعات الغربية . والجواب الذي نتبينه على صعيد الواقع المرئي، هو أن مصدر الواجبات التي تلاحقها هو سلطان المصالح المادية، أما مصدر حقوقها فهو أنوثتها .
ولقد كان من آثار سلطان المصالح المادية الذي يمثل مصدر الواجبات، ظهور أنواع من التعسف والظلم، انحطّ معظمه على المرأة، إذ هي مكلفة بسلطان هذا الدافع المادي بإعالة نفسها سواء أكانت فتاة في بيت أبويها، أو زوجة في كنف زوجها، مادامت قادرة على طرق باب أي عمل تكتسب منه! . .
فما النتيجة التي جناها الغرب من وراء الاستسلام لهذا المصدر؟(27/554)
هما نتيجتان : أما أولاهما فهي أنه قضى بذلك على الأسرة إذ دمّر أهم مقوماتها . ذلك لأن الأسرة لاتنتعش إلا من خلال التضامن الذي يسري بين أفرادها ، والذي يتمثل في مسؤولية الزوج عن الزوجة ومسؤولية الأبوين عن الأولاد . وهذا ماقضت عليه فلسفة الواقع عندما جعلت كل فرد فيها مسؤولاً عن نفسه .
وأما النتيجة الثانية : فهي أن الغرب عرّض أنوثة المرأة بذلك للدمار ، لأنها أُخْرِجَتْ إلى العمل اضطراراً لا على وجه التوسع والاختيار ، الأمر الذي حرمها من فرصة اختيار العمل المناسب لها والمتفق مع أنوثتها . فإن وافاها الحظ بعمل مريح فذاك ، وإلاّ فلابدّ لها من قبول أي عمل لاتجد أمامها خيراً منه . . . وفي هذا الجوّ وتحت سلطان هذه الضرورة تغيب فوارق مابين الأعمال النسائية وأعمال الرجال . فما من عمل قاس مجهد مما يمارسه الرجال ، إلا وتجد نساء كثيرات قد سبقنهم إليها بحكم الضرورة التي لامناص منها .
ولقد كان من آثار سلطان الأنوثة الذي يمثل على الصعيد العملي المصدر الأول لحقوق المرأة ، أنه إذا ولّت هذه الأنوثة وغاض ألق الشباب ، ولّت معهما مظاهر الإعزاز والإكرام التي كانت تتمتع بها ، وربما حلّ محلها كثير من ضروب الإيذاء والامتهان .
وإذا كانت نصوص القوانين المكتوبة على الورق تنطق بغير هذا الذي أقول ، فإن الوقائع المؤلمة التي تدور رحاها على المرأة الغربية التي تجاوزت مرحلة الشباب والكهولة ، لاتُبقي أثراً لسلطان النصوص القانونية وسحرها الخلاب .
تنتشر في أمريكا اليوم ملاجئ كثيرة من نوع خاص، لاستقبال النساء اللائي أتيح لهن الفرار من وابل الضرب والتحطيم ، من قبل الأزواج أو الأصدقاء ، وتحيط بهذه الملاجئ ديكورات مزخرفة للتمويه ، ابتغاء قطع السبيل إلى معرفة هذه الأماكن التي يأوي إليها هذا القطيع الكبير من النساء المنكوبات ، كي لايلاحقهن الأزواج أو الأصدقاء بالضرب والأذى إلى المأمن الذي التجأن إليه ! . .
وقد كتب (Richard . F . Jones) الأستاذ في معهد القبالة وأمراض النساء في أمريكا مقالاً عن هذه الظاهرة الوبائية المخيفة بعنوان : ( Voices be Heard Domestic Violence Let Our)(27/555)
افتتح مقاله بقوله : هناك وباء يجتاح بلادنا ، إنه لشنيع ، وإنه غير قابل للتجاوز عنه . ثم قال الكاتب : إنه في كل (12) ثانية امرأة تضرب إلى درجة القتل أو التحطيم ، من قبل صديق أو زوج . وفي كل يوم نرى نتائج هذا الضرب وآثاره في مكاتبنا في غرف الطوارئ لدينا ، وفي عياداتنا! . .
أقول : وأغلب الظن أنه لايستثنى من التعرض لهذا الوباء إلا اللائي أسعفهن حسن الحظ بمراكز وظيفية مرموقة أو مكانة اجتماعية متميزة .
أما المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية ( ولايزال يحكم أكثرها كل من النظام والتربية الإسلامية ) فتزداد مكانتها في نفوس الرجال وأعينهم سمواً ، كلما تقدم بها السن وازدادت دنواً من مرحلة الشيخوخة . فالمرأة المسنّة في الدار هي السيدة الأولى فيها بغير منازع . لها الكلمة النافذة ، والكل يعاملها بالتبجيل والتقديس .
وأساس ذلك أن مصدر حقوق المرأة في الإسلام إنسانيتها كما قلنا ، والتربية الإسلامية لاتزال ـ بفضل الله ـ سارية التأثير في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، مهما قلنا عن تقصير المسلمين في الالتزام بإسلامهم وفي الانضباط بأنظمته وأخلاقياته .
ولقد كان من آثار اعتماد الشريعة الإسلامية لهذا المصدر ( وهو إنسانية المرأة ) أنها أي الشريعة الإسلامية متعت المرأة بحق العمل الذي يكون مشروعاً بحدّ ذاته ، على أن تتحقق كفايتها المعيشية عن طريق مسؤولية الأب أو الزوج ، لكي يكون سعيها إلى العمل ابتغاء رفاهية وتحسين معيشة ، لابدافع ضرورة . وبذلك تستطيع أن تقي نفسها من الأعمال المرهقة التي لاتتناسب مع أنوثتها . وأجر العمل ، فيما تقرره الشريعة الإسلامية ، مرتبط بمدى إتقان العمل لا بهوية العامل . فالرجل والمرأة في أجر العمل سواء مادامت درجة الإتقان فيه واحدة ، على أن يلاحظ في ذلك سّلم الأولويات عند تزاحم الأعمال .
وكان من آثار هذا المصدر أيضاً مساواة الرجل والمرأة في حق الشورى ، سواء في اختيار أعضائه ، أو في اشتراكها مع الرجال في هذه العضوية ، أو في اختيار الحاكم ومبايعته .
ــــــــــــــ(27/556)
زوجها يطلب منها الجلوس معه أمام التلفاز
سؤال:
زوجي يتبرم من كثرة تلاوتي القرآن كما يقول لأني أتركه وحده فهل أكون آثمة إذا تركت التلاوة لأجله لأنه يريدني أن أشاهد التليفزيون معه فهل إذا تركت التلاوة و جلست معه أكون آثمة سواء في نهار أو ليل رمضان مع العلم أنى أحاول تلاوة القرآن عندما يكون نائما أو يفعل ما يشغله ولا أقرأ الكثير لكنني بطيئة لأنني أتعلم التجويد .
الجواب:
الحمد لله
لا حرج عليك في قراءة القرآن والإكثار من الطاعات ، ما لم يؤد ذلك إلى تضييع حق زوجك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ " رواه البخاري (5195) ومسلم (1026)
وذلك لأن حق الزوج في الاستمتاع فرض ، فلا يجوز تفويته بفعل النفل.
وينبغي للزوجة الصالحة أن تسعد بإقبال زوجها عليها ، ورغبته في الجلوس معها ، وأن تعلم أنها بإرضائه وإسعاده تنال أجرا عظيما . فسددي وقاربي ، وتخيري لعبادتك أوقات انشغاله وخروجه .
وأما مشاهدة التلفاز ، فشر يجب الحذر منه ، لما فيه من فتن الشهوات والشبهات ، والترويج لكثير من المنكرات ، كالاختلاط و كشف العورات ، واستعمال الموسيقى وآلات المعازف، وما وجد فيه من خير فهو مغمور في هذا الشر الكبير ، وقد صرح كثير ممن جربه واستعمله بأن التحرز من منكراته أمر بعيد المنال ، بل هو ضرب من الخيال ، إذ لم تسلم برامجه الدينية – وهي أحسن ما فيه – من صوت المعازف بدءا وانتهاء ، أو الإعلان عنها من قبل الكاسيات العاريات المائلات المميلات ، فكيف بغيرها من البرامج والله المستعان .
والواجب على زوجك أن يتقي الله تعالى ، وأن يجنب أهله وأولاده رؤية وسماع هذه المنكرات ، فإنه راع ومسئول عن رعيته ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ(27/557)
آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم / 6
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ..." رواه البخاري 893 ومسلم 1829
وإن دعاك إلى رؤية أو سماع ما أشرنا إليه من المحرمات ، فلا تجوز طاعته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف" رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) ، وتلطفي في مناصحته ، واسألي الله أن يصلح قلبه ويرده إلى رشده .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
مساعدة الفتاة للأعمى في قطع الطريق ونحو ذلك
تاريخ الفتوى : ... 05 رجب 1426 / 10-08-2005
السؤال
هل مساعدة الفتاة لشاب أو رجل أعمى أو معاق لقطع الطريق أو النزول من الدرج حرام. جزاكم الله كل خير .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج
في مساعدة المرأة للرجل والرجل للمرأة إذا أمنت الفتنة وتوفرت الضوابط الشرعية لذلك. ومنها ألا يكون في كلام المرأة ضعف وتكسر كما قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32}. وألا يكون في ذلك لمس ولا نظر محرم ولا خلوة فكل ذلك مما ورد النص بتحريمه. وغير ذلك من الأمور التي لا تجوز فإذا انتفت تلك الموانع فلا حرج على أي منهما أن يساعد الأخر. فلو رأت الفتاة رجلا أعمى يقطع الطريق وربما يقع في مكروه فلا حرج(27/558)
عليها بل يطلب منها أن ترشده إلى الطريق الصحيح فتذكر له الجهة الصحيحة أو تأخذ بطرف ثوبه أو تمسك بعصاه ونحو ذلك مما لايؤدي إلى أمر محرم. كاللمس أو النظر إلى العورة أو التكسر في الكلام. وأما لو رأته وهو يقع في هلكة لو تركته فيجب عليها إرشاده ولو أدى ذلك إلى لمسه ومنعه من المكروه. كأن تراه وهو يقع في بئر أو يسقط من سلم أو تصدمه سيارة ونحو ذلك، وإن لم تفعل فلتزمها ديته عند بعض أهل العلم لو مات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
سفر المرأة لضرورة ... العنوان
هل يجوز للمرأة السفر من محافظة إلى أخرى لضرورة مثل العمل وإذا كان السفر في صحبة ٌآمنة مثل الأتوبيس؟
... السؤال
08/09/2000 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأصل المقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أوذي محرم لها.
ومستند هذا الحكم ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم ".
وعن أبي هريرة مرفوعًا: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم " (رواه مالك والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة).(27/559)
وعن أبي سعيد عنه - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذي محرم ". (رواه الشيخان في رواية لهما عن أبي سعيد).
وعن ابن عمر: " لا تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم ". (متفق عليه من حديث ابن عمر).
والظاهر أن اختلاف الروايات لاختلاف السائلين وسؤالهم، فخرجت جوابًا لهم، غير أن أبا حنيفة رجح حديث ابن عمر الأخير، ورأى أن لا يعتبر المحرم إلا في مسافة القصر . وهو رواية عن أحمد.
وهذه الأحاديث تشمل كل سفر، سواء كان واجبًا كالسفر لزيارة أو تجارة أو طلب علم أو نحو ذلك.
وليس أساس هذا الحكم سوء الظن بالمرأة وأخلاقها، كما يتوهم بعض الناس، ولكنه احتياط لسمعتها وكرامتها، وحماية لها من طمع الذين في قلوبهم مرض، ومن عدوان المعتدين من ذئاب الأعراض، وقطاع الطرقات، وخاصة في بيئة لا يخلو المسافر فيها من اجتياز صحار مهلكة، وفي زمن لم يسد فيه الأمان، ولم ينتشر العمران.
ولكن ما الحكم إذا لم تجد المرأة محرمًا يصحبها في سفر مشروع: واجب أو مستحب أو مباح ؟ وكان معها بعض الرجال المأمونين، أو النساء الثقات، أو كان الطريق آمنًا.
لقد بحث الفقهاء هذا الموضوع عند تعرضهم لوجوب الحج على النساء . مع نهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تسافر المرأة بغير محرم.
( أ ) فمنهم من تمسك بظاهر الأحاديث المذكورة، فمنع سفرها بغير المحرم، ولو كان لفريضة الحج، ولم يستثن من هذا الحكم صورة من الصور.
( ب ) ومنهم من استثنى المرأة العجوز التي لا تشتهي، كما نقل عن القاضي أبي الوليد الياجي، من المالكية، وهو تخصيص للعموم بالنظر إلى المعنى، كما قال ابن دقيق العيد، يعني مع مراعاة الأمر الأغلب فتح الباري ج 4 ص 447.
( ج ) ومنهم من استثنى من ذلك ما إذا كانت المرأة مع نسوة ثقات . بل اكتفى بعضهم بحرة مسلمة ثقة.(27/560)
( د ) ومنهم من اكتفى بأمن الطريق . وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية . ذكر ابن مفلح في (الفروع) عنه قال: تحج كل امرأة آمنة مع عدم المحرم، وقال: إن هذا متوجه في كل سفر طاعة .. ونقله الكرابيسي عن الشافعي في حجة التطوع . وقال بعض أصحابه فيه وفي كل سفر غير واجب كزيارة وتجارة. (انظر: الفروع ج 3، ص 236، 237، ط.ثانية).
ونقل الأثرم عن الإمام أحمد: لا يشترط المحرم في الحج الواجب . وعلل ذلك بقوله: لأنها تخرج مع النساء، ومع كل من أمنته.
بل قال ابن سيرين: مع مسلم لا بأس به.
*و قال الأوزاعي: مع قوم عدول.
*و قال مالك: مع جماعة من النساء.
*و قال الشافعي: مع حرة مسلمة ثقة . وقال بعض أصحابه: وحدها مع الأمن. (الفروع ج 3، ص 235 - 236).
قال الحافظ ابن حجر: والمشهور عند الشافعية اشتراط الزوج أو المحرم أو النسوة الثقات . وفي قول: تكفي امرأة واحدة ثقة . وفي قول نقله الكرابيسي وصححه في المهذب تسافر وحدها إذا كان الطريق آمنًا.
وإذا كان هذا قد قيل في السفر للحج والعمرة، فينبغي أن يطرد الحكم في الأسفار كلها، كما صرح بذلك بعض العلماء (فتح الباري ج 4 ص 447، ط. مصطفى الحلبي) . لأن المقصود هو صيانة المرأة وحفظها وذلك متحقق بأمن الطريق، ووجود الثقات من النساء أو الرجال.
والدليل على جواز سفر المرأة من غير محرم عند الأمن ووجود الثقات :
أولأً: ما رواه البخاري في صحيحه أن عمر رضي الله عنه أذن لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر حجة حجها، فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن، فقد اتفق عمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ونساء النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، ولم ينكر غيرهم من الصحابة عليهن في ذلك . وهذا يعتبر إجماعًا. (المصدر السابق).(27/561)
ثانيًا: ما رواه الشيخان من حديث عدي بن حاتم، فقد حدثه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مستقبل الإسلام وانتشاره، وارتفاع مناره في الأرض. فكان مما قال: " يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة (بالعراق) تؤم البيت لا زوج معها، لا تخاف إلا الله ... إلخ " وهذا الخبر لا يدل على وقوع ذلك فقط، بل يدل على جوازه أيضًا، لأنه سبق في معرض المدح بامتداد ظل الإسلام وأمنه.
هذا ونود أن نضيف هنا قاعدتين جليلتين :
أولأً: أن الأصل في أحكام العادات والمعاملات هو الالتفات إلى المعاني والمقاصد بخلاف أحكام العبادات، فإن الأصل فيها هو التعبد والامتثال، دون الالتفات إلى المعاني والمقاصد . كما قرر ذلك الإمام الشاطبي ووضحه واستدل له.
الثانية: إن ما حرم لذاته لا يباح إلا للضرورة، أما ما حرم لسد الذريعة فيباح للحاجة . ولا ريب أن سفر المرأة بغير محرم مما حرم سدًا للذريعة.
كما يجب أن نضيف أن السفر في عصرنا، لم يعد كالسفر في الأزمنة الماضية، محفوفًا بالمخاطر لما فيه من اجتياز الفلوات، والتعرض للصوص وقطاع الطرق وغيرهم.
بل أصبح السفر بواسطة أدوات نقل تجمع العدد الكثير من الناس في العادة، كالبواخر والطائرات، والسيارات الكبيرة، أو الصغيرة التي تخرج في قوافل . وهذا يجعل الثقة موفورة، ويطرد من الأنفس الخوف على المرأة، لأنها لن تكون وحدها في موطن من المواطن.
ولهذا لا حرج أن تسافر مع توافر هذا الجو الذي يوحي بكل اطمئنان وأمان.
وبالله التوفيق .
ــــــــــــــ
تريد العمل وخطيبها يرفض
سؤال:
أنا مخطوبة منذ ثلاث سنوات ، وخلال تلك السنوات تطورت الخلافات بيني وبين خطيبي مع أن أغلبها أشياء بسيطة ، ولكن هناك مشكلة دائماً نتشاجر عليها وهي(27/562)
عملي بعد الزواج ، يصر خطيبي أنه يحرم على المرأة أن تعمل بعد الزواج فقط لرغبة في العمل وليس للحاجة .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
لا بد من التنبيه إلى قول الأخت السائلة أنها " مخطوبة " ومنذ ثلاث سنوات ، والذي يظهر أنها تجلس مع خطيبها وتحادثه ولعله يختلي بها ، وأنها قالت إنها تتشاجر معه على عملها بعد " الزواج " .
وقد انتشر بين الناس كلام المخطوبين معا وخروجهم سويّاً قبل إتمام عقد الزواج ، وهذا لا شك أنه محرَّم ، فلم يُؤذن للخاطب أكثر من رؤية مخطوبته ، وحرم عليه خلوته بها ومصافحته لها ، فهي أجنبية عنه إلا أن الشرع أباح له النظر حتى يعزم الخطبة .
وبعض الناس يطلق على الزواج الذي عقد على زوجته ولكنه لم يدخل بها أنه " خاطب " فإنه كان الأمر كذلك ، فأنتما زوجان ولزوجك مصافحتك والخلوة بك والسفر معك ، فإن لم بينكما عقد فهذه اللقاءات محرمة .
ثانياً :
إن وظيفة المرأة التي تليق بها وتتناسب مع طبيعتها هي أن تقرَّ في بيتها , وتقوم بشؤونه وشؤون زوجها وأولادها إذا رزقها الله تعالى بأولاد ، وهو عمل عظيم ليس بالهيِّن ، أما العمل خارج البيت فلا يتناسب مع طبيعتها أصلاً , ولكن إذا احتاجت إليه فلها أن تمارس منه ما كان أقرب لطبيعتها وأليق بحالها , مع الالتزام بشرع الله تعالى في التستر وحفظ البصر وعدم الاختلاط المحرم بالرجال ونحو ذلك .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
من المعلوم بأن نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال يؤدي إلى الاختلاط المذموم والخلوة بهن , وذلك أمر خطير جدّاً له تبعاته الخطيرة , وثمراته المرة , وعواقبه الوخيمة , وهو مصادم للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها و(27/563)
القيام بالأعمال التي خصها وفطرها الله عليها مما تكون فيه بعيدة عن مخالطة الرجال .
والأدلة الصريحة والصحيحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله أدلة كثيرة محكمة قاضية بتحريم الاختلاط المؤدي إلى ما لا تحمده عقباه , منها قوله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا } وقال تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } ، وقال الله جل وعلا : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن } .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء " - يعني الأجنبيات - قيل : يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ فقال : " الحمو الموت " ، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق وقال : " إن ثالثهما الشيطان " ، ونهى عن السفر إلا مع ذي محرم سدّاً لذريعة الفساد وغلقاً لباب الإثم , وحسماً لأسباب الشر , وحماية للنوعين من مكائد الشيطان , ولهذا صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كان في النساء " ، وقال عليه الصلاة والسلام " ما تركت بعدي في أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
وهكذا الآيات والأحاديث صريحة الدلالة في وجوب الابتعاد عن الاختلاط المؤدي إلى الفساد , وتقويض الأسر , وخراب المجتمعات ، وعندما ننظر إلى وضع المرأة في بعض البلدان الإسلامية نجدها أصبحت مهانة مبتذلة بسبب إخراجها من بيتها وجعلها تقوم في غير وظيفتها , لقد نادى العقلاء هناك وفي البلدان الغربية(27/564)
بوجوب إعادة المرأة إلى وضعها الطبيعي الذي هيأها الله له وركبها عليه جسميا وعقليا , ولكن بعد ما فات الأوان .
وفي ميدان عمل النساء في بيوتهن وفي التدريس وغيره مما يتعلق بالنساء ما يغنيهن عن التوظيف في ميدان عمل الرجال .
عن كتاب " الشيخ ابن باز ومواقفه الثابتة " الرد رقم ( 22 ) .
وقال الشيخ محمد الصالح العثيمين :
المجال العملي للمرأة أن تعمل بما يختص به النساء مثل أن تعمل في تعليم البنات سواء كان ذلك عملا إداريّاً أو فنيّاً , وأن تعمل في بيتها في خياطة ثياب النساء وما أشبه ذلك , وأما العمل في مجالات تختص بالرجال فإنه لا يجوز لها أن تعمل حيث إنه يستلزم الاختلاط بالرجال وهي فتنة عظيمة يجب الحذر منها , ويجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء وأن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " ، فعلى المرء أن يجنب أهله مواقع الفتن وأسبابها بكل حال .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 981 ) .
ونود من الأخت السائلة النظر في جواب الأسئلة التالية لتزداد علماً وبصيرة : ( 6666 ) ، و ( 1200 ) ، و ( 22397 ) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
لزواج عن طريق الإنترنت
تاريخ الفتوى : ... 05 رجب 1426 / 10-08-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أشكركم على جهودكم المبذولة لتوعية الشباب من خلال معالجة مشاكلهم وأتمنى من الله أن يبارك لكم في عملكم هذا.(27/565)
أنا فتاة ملتزمة ومحتجبة في 18 من عمري طالبة في المرحلة الثانوية من عائلة ملتزمة بالشريعة الإسلامية والحمد لله تعرفت على رجل أعمال شاب عن طريق الأنترنت (الشات) قبل 5 أشهر من الآن عمره
33 عاما لم يسبق له أن تزوج يسكن في مدينة بعيدة عن مدينتي-في الحقيقة أنا لا أطمئن لمثل هذه الأمور خصوصا على الانترنت لكوني والحمد لله لا أنشئ علاقات مع الجنس الآخر رغم أني ألج الشات في بعض الأحيان ولبعض الدقائق أما الأن فقد قطعت صلتي بالشات نهائيا أول ما بدأ الحديث بيننا تعرفنا على
بعضنا (الاسم, العمر, العمل) قال لي إنها المرة الأولى التي يلج الشات هو شاب يصلي دائما وفي المسجد إن تيسر الأمر لا يدخن لا يشرب الخمر بعدها أعطاني رقم هاتفه وطلب مني رقم هاتفي أن أمكن لأنه يود الخروج من النت بحكم انشغالاته بدأ من تلك اللحظة يهاتفني دائما إلى يومنا هذا ولم أجده يوما يكلمني بكلام محرم (أمور خاصة بي جنسيا) فقط يقول السلام عليكم كيف حالك الأهل بخير والحمد لله..., هو إنسان لا يهمه المظهر والشكل متواضع طيب مخلص لدينه وعمله -على حد قوله- عرف أني ابنة عائلة ملتزمة فأخبرني بأنه أعجب بي وإن التقى بعائلتي فسيتزوجني في الحال لقوله أنه لم يجد الفتاة ذات الأخلاق
الحسنة والتي يطمئن إليها وأيضا هو راغب في ملاقاتي لمناقشة هذه الأمور ليرى مصيره معي هل نحن متوافقين أم لا؟ في بعض اللحظات تظل الشكوك والهواجس تحوم حولي أن هذا الكلام كله سخرية في سخرية وأنه فقط يتظاهر علي بهذه الصفات وأظل أكرر سؤالي اليه ما هو هدفك من هذه العلاقة؟ جوابه دائما
أريد الزواج بك إن اتفقنا مرة سألته عن ما إذا كانت لديه علاقة مع امرأة(علاقة جنسية أو غيرها) أجاب أنه يود التحدث معي في هذا الشأن وبما أني متسرعة فقد أخبرني أن له علاقة جنسية مع امرأة وأيضا أنه لا يود الزواج بها أو حتى التفكير بها لكونه -كما قال لن يطمئن على حياته معها - ويقسم أنها هي من تأتي عنده وهو لا يهاتفها أبدا وأنه سينهي علاقته بها حين يكمل دينه ويتزوج طلبت منه التوبة إلى الله فدعا الله أن يهديه إلى الصراط المستقيم هذا بعدما أخبرته أني فتاة شريفة عفيفة قال إن هذا السبب هو الذي جعله يفكر بالارتباط بي ونحن إلى يومنا(27/566)
هذا لم نلتق ولو لمرة واحدة لا أدري ربما هي حكمة لا يعلمها إلا الله أرسل لي صورته بعد أن وعدته بإرسال صورتي أنا كذلك فأرسلتها بالفعل أنا أقسم بالله إني حريصة على أن أجعله رجلا مثاليا إن
تزوجته هذه علاقتي بهذا الشاب بقدر استطاعتي التعبير عنها المهم من هذا كله إن هذا الأمر أن تقدم وعزم هذا الشاب على الزواج فأنا لا أعرف الوسيلة التي أخبر بها عائلتي بأمره فهم يستنكرون فكرة الشات بين الجنسين بالأساس فكرت في حل وهو أن لي أخا يكبرني بـ 7 سنوات والأقرب لي من ناحية العمر ذو وظيفة مرموقة يعرف أشخاصا كثيرين فكرت أن أفاتحه بأمر الشاب بالتفصيل وأن أعرفه عليه فيكون صلة وصل بينه وبين أهلي وكأني لم يسبق لي أن تكلمت معه (الشاب) مع العلم أني أخبرت هذا الشاب إن كان راغبا في التعرف على أخي فوافق بكل سرور ولكن ينتابني شعور وخوف بإخفاقي بأن يخبر أخي أهلي بهذا الأمر الذي يجب أن يكون سرا بيننا ولأني لم يسبق لي أن فاتحت أخي في موضوع خاص فأخاف أن أقع في ما لا يحمد عقباه فأنا لا أود أن تسوء سمعتي بين أهلي ويظنوا بي الظنون ما أود معرفته هو رأيكم في هذه الفكرة أهي صائبة أم خاطئة؟ أو أتوكل على الله وأفاتح أخي بشان الشاب؟ وهل لا بد لي من ملاقاتي لهذا الشاب وهل ملاقاتي له بحضور أخي افضل فهو(الشاب) يود ملاقاتي لوحدي في مكان عام طبعا لأنها المرة الأولى؟ وهل أيضا هذه العلاقة محرمة مع العلم أننا لم نتحدث في أمور أخرى خاصة؟ فأنا أحرص على أن لا أقع في معاصي أو أغضب ربي وكيف أتزوج رجلا كانت له سوابق مع امرأة مع قوله أنه سينهي علاقته بها
حين يعزم على الزواج فأمر هذه المرأة يشغلني؟ وأيضا أريد رأيكم في الفارق العمري بينني وبينه لأن لي صديقة قالت لي بأني سأندم إن تزوجته لكون الفرق بيننا 15 عاما؟
أرجو منكم إفادتي بما هو شرعي وجزاكم الله عني كل الخير فأنا جد حائرة ولا أعرف ماذا أفعل وشكراً.
الفتوى(27/567)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنشاؤك لعلاقة مع هذا الشاب وما تبع ذلك من محادثات وتبادل للصور بينك وبينه أمور محرمة في الإسلام حيث إنه لا يقر أي علاقة من هذا النوع خارج إطار الزواج.
فالواجب عليك قطع هذه العلاقة في الحال مع هذا الرجل والتوبة الصادقة من ذلك هذا، ولتحمدي ربك أن الأمر لم يتعد ذلك فكم من فتاة سلبت عفتها ودنست كرامتها بسبب هذه الاتصالات التي لم تلبث أن تتطور إلى لقاء وانظري الفتوى رقم: 30194، والفتوى رقم: 25197.
هذا ولتعلمي أن الانترنت أو غيرها لا تعد سبيلاً صحيحاً للتعرف على الزوج ففضلاً على المفاسد المترتبة على ذلك، فهي طريق غير موثوق به، حيث إنه لا يدرك من خلاله حقيقة الشخص ولا أخلاقه فقد يذكر الإنسان عن نفسه أنه متصف بأحسن الصفات وأفضلها وهو بخلاف ذلك، كما أنه قد يجعل ذلك وسيلة لاقتناص المرأة بإيهامه لها الجدية في الزواج وهو إنما مجرد عابث ماكر.
هذا فيما يتعلق بالموضوع من حيث العموم.
أما بخصوص الشاب المذكور، فإن كان فعلاً راغباً في الزواج منك فعليه أن يتوب من علاقته الآثمة معك ومع تلك المرأة التي ما زال مصراً على الحرام معها، ثم يتقدم إلى أهلك لخطبتك منهم مباشرة، وإن رأى أن ذلك قد يورث الشكوك فالأفضل أن يتعرف على أحد إخوتك أو أقاربك ثم يخطبك.
والخلاصة أننا ننصحك بقطع المحادثة مع هذا الشاب وأنه إذا كان صادقاً فيما يدعيه من حديثه فليتصل بولي أمرك ثم يخطبك منه، ولا حرج في اللقاء به إذا كان خاطباً حقاً بحضرة أخيك أو غيره من المحارم وبدون خلوة.
وأما علاقته السابقة، فإن كان تاب منها فليست مانعا من قبوله زوجاً ما دام مرضياً في دينه وخلقه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/568)
حكم مخاطبة النساء في العمل
سؤال:
في بعض الأحيان أضطر للتخاطب مع بعض النساء ومشافهتهن بحكم العمل وإدارته فهل عليَّ إثم في ذلك ؟ وهل عملي في هذه الشركة جائز شرعاً أو يجب عليَّ أن أبحث عن عمل آخر ؟ .
الجواب:
الحمد لله
مما لا شك فيه أن فتنة النساء فتنة عظيمة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " – رواه البخاري ( 4808 ) ومسلم ( 2704 ) - ، لذا فإن على المسلم أن يتقي هذه الفتنة بالبعد عن أسباب الوقوع فيها ، ومن أعظم ذلك النظر والخلطة .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
قال الله تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } النور / 30 ، 31 .
فهنا يأمر الله نبيَّه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض البصر وحفظ الفرج عن الزنا ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم .
ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولا شك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة .(27/569)
وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له .
فاقتحامها هذا الميدان معه أو اقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها .
وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها ، وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها ؛ لأن الجيب محل الرأس والوجه .
فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال ؟ والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير .
وكيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنبا إلى جنب بحجة أنها تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما يقوم به ؟ . انتهى
" خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله " .
والخلاصة : أن العمل إذا كان النظر والخلطة فيه مستمرّاً فالنصيحة لك ترك هذا العمل والبحث عن غيره ، أو الانتقال لموقع آخر في نفس العمل يخلو من النساء .
وإن كان العمل ليس فيه استمرار الخلطة والنظر بل يأتي أحياناً في موقع غير موقع عملك : فلا حرج من البقاء في العمل مع غض البصر وقضاء العمل بأخصر وقت ، والابتعاد عن أسباب الفتنة ما أمكنك ذلك .
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
هل يُنكر تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان(27/570)
سؤال:
قرأت هذا الكلام ( العلماء أجمعوا على أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والحال لذلك يجب الاستفادة من المتغيرات ) لكني غير مقتنع به فهل هذا الكلام صحيح ؟. أرجو الإجابة مع الاستدلال بالأدلة الشرعية والسنة ؟.
الجواب:
الحمد لله
هذه القاعدة يعبر عنها بعض العلماء بقولهم : ( لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان ) ، كما في مجلة الأحكام العدلية المادة 39 ، وشرح القواعد الفقهية للزرقا ص 227 وغير ذلك .
وهذه القاعدة إحدى القواعد المتفرعة عن قاعدة " العادة محكمة ".
وكلمة " الأحكام " الواردة في القاعدة ، مخصوصة بالأحكام المبنية على العرف والعادة ، فهذه هي التي تتغير بتغير الزمان والمكان والحال .
قال في درر الحكام شرح مجلة الأحكام : ( إن الأحكام التي تتغير بتغير الأزمان هي الأحكام المستندة على العرف والعادة ; لأنه بتغير الأزمان تتغير احتياجات الناس , وبناء على هذا التغير يتبدل أيضا العرف والعادة وبتغير العرف والعادة تتغير الأحكام حسبما أوضحنا آنفا , بخلاف الأحكام المستندة على الأدلة الشرعية التي لم تبن على العرف والعادة فإنها لا تتغير . مثال ذلك : جزاء القاتل العمد القتل . فهذا الحكم الشرعي الذي لم يستند على العرف والعادة لا يتغير بتغير الأزمان , أما الذي يتغير بتغير الأزمان من الأحكام , فإنما هي المبنية على العرف والعادة , كما قلنا ,
وإليك الأمثلة : كان عند الفقهاء المتقدمين أنه إذا اشترى أحد دارا اكتفى برؤية بعض بيوتها[غرفها] , وعند المتأخرين لا بد من رؤية كل بيت منها على حدته , وهذا الاختلاف ليس مستندا إلى دليل , بل هو ناشئ عن اختلاف العرف والعادة - في أمر الإنشاء والبناء , وذلك أن العادة قديما في إنشاء الدور وبنائها أن تكون جميع بيوتها متساوية وعلى طراز واحد , فكانت على هذا رؤية بعض البيوت تغني عن رؤية سائرها , وأما في هذا العصر فإذ جرت العادة بأن الدار الواحدة(27/571)
تكون بيوتها مختلفة في الشكل والحجم لزم عند البيع رؤية كل منها على الانفراد) انتهى من درر الحكام 1/47 لمؤلفه الشيخ علي حيدر، وقريب منه ما في شرح المجلة لسليم رستم 1/36
ومثل الزرقا لهذه القاعدة بقوله :
( لما ندرت العدالة وعزت في هذه الأزمان قالوا بقبول شهادة الأمثل فالأمثل والأقل فجورا فالأقل ...
وجوزوا تحليف الشهود عند إلحاح الخصم ، وإذا رأى الحاكم ذلك؛ لفساد الزمان) شرح القواعد الفقهية ص 229
ونبه الدكتور محمد الزحيلي على أن الأصل في الشريعة هو ثبات الأحكام ، وأن لفظ الأحكام في القاعدة ليس عاما ، وقال : ( ولذلك تعتبر القاعدة خاصة واستثناء ، مع التذكير بما يلي :
1- إن الأحكام الأساسية الثابتة في القرآن والسنة والتي جاءت الشريعة لتأسيسها بنصوصها الأصلية : الآمرة والناهية، كحرمة الظلم ، وحرمة الزنى والربا، وشرب الخمر والسرقة، وكوجوب التراضي في العقد ، ووجوب قمع الجرائم وحماية الحقوق ، فهذه لا تتبدل بتبدل الزمان ، بل هي أصول جاءت بها الشريعة لإصلاح الزمان والأجيال ، وتتغير وسائلها فقط .
2- إن أركان الإسلام وما علم من الدين بالضرورة لا يتغير ولا يتبدل ، ويبقى ثابتا كما ورد ، وكما كان في العصر الأول لأنها لا تقبل التبديل والتغيير.
3- إن جميع الأحكام التعبدية التي لا مجال للرأي فيها ، ولا للاجتهاد، لا تقبل التغيير ولا التبديل بتبدل الأزمان والأماكن والبلدان والأشخاص.
4- إن أمور العقيدة أيضا ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ولا تقبل الاجتهاد، وهي ثابتة منذ نزولها ومن عهد الأنبياء والرسل السابقين ، حتى تقوم الساعة ، ولا تتغير بتغير الأزمان) انتهى من : القواعد الفقهية على المذهب الحنفي والشافعي للدكتور محمد الزحيلي ص 319
وبهذا يتضح أنه لا إشكال في هذه القاعدة ، وأنه لا حجة فيها لمن يريد إباحة الربا أو الاختلاط مثلا أو يريد إلغاء الحدود والعقوبات ، لتغير الزمان ! فإن هذه(27/572)
الأمور المذكورة ثابتة بالنصوص الواضحة من الكتاب والسنة ، فلا مجال لتغييرها أو تبديلها ، إلا أن ينخلع الإنسان من دينه رأسا .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
الفتوى : ... تجنب الزينة والخلوة بمثل هذا الأب غير الأمين
تاريخ الفتوى : ... 05 رجب 1426 / 10-08-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم أريد منكم فتوى أنا متزوجة منذ زمن طويل..
1ـ علاقتي مع زوجي ليست جيدة وهذا يعود إلى ما قالته لي ابنتي ذلك بأن والدها قد تعرض لها بطريقة سيئة النية بلمس أعضاء في جسدها وما إلى ذلك عدة مرات . ابنتي لا تطيق والدها ودائما تتمنى الموت له.لقد حاولت أكثر من مرة أن تنسى تقول لكن بدون فائدة و ابنتي لا تقطع فرض صلاة .وهي الآن كبرت وما زالت تذكر ذلك، على العكس لقد زاد كرهها له
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ثبت ما قالته البنت عن أبيها فينبغي الحذر حتى لا يقع ما لا يحمد، ويكون الحذر باجتناب الخلوة وترك التزين بحضرته وكل ما يثير كمائنه الحيوانية.
ويجب على الزوجة طاعة زوجها وكذا على البنت طاعة أبيها في حدود المعروف والخير والطاعة.
نسأل الله أن يصلح حالكم وحاله، ونحب أن ننبه إلى أن ألفاظا في السؤال غير واضحة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... أجنبية عنكم وإن تربت معكم في بيتكم(27/573)
تاريخ الفتوى : ... 06 رجب 1426 / 11-08-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني في الله عندي سؤال أرجو منكم الإجابة بكل علم .. وأدلة لو وجدت (أبي قام بتربية بنت عمي وهي صغيرة .. وعاشت معنا إلى أن كبرنا جميعا .. ومن ثم تزوجت .
وهي إلى الآن تقابلنا وهي غير محجبة كالأخت ، فاختلفنا في ذلك .. منا من قال هي أختنا.. ومنا من قال ليست أختنا .. ولا يجوز لنا مقابلتها فأرجوكم أفتوني في ذلك ..بعلم
وهناك سؤال آخر أيضا بناتها هل نقابلهن مع العلم أنه لا توجد رضاعة في المسألة أبدا أي المرأة لم ترضع
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمادامت هذه المرأة المذكورة وبناتها لا توجد بينكم وبينهن رضاعة فهن أجنبيات لا يجوز لهن أن يتكشفن أمامكم ولا أن تختلوا بهن، وراجع الفتوى رقم: 39484
والفتوى رقم: 9544.
ولا يتنافى هذا مع صلتهن ومواساتهن بالمال ونحو ذلك من الأمور التي ينبغي مراعاتها بين ذوي الأرحام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الحمو الموت
تاريخ الفتوى : ... 05 رجب 1426 / 10-08-2005
السؤال
سؤالي هو: أنا رجل عزب وساكن مع أخي الكبير وهو متزوج وزوجته منتقبة وهي ترى أن لبس النقاب حكمه واجب فهل يجوز أن تكشف عن وجهها إذا كانت(27/574)
بالبيت أمامي . وبعض الأحيان تضع طيبا على جسمها بالبيت فقط وليس خارج البيت فهل إذا شممت منها ريحا طيبا هل تدخل تحت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "فهي زانية".
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت زوجة أخيك ترى أن النقاب واجب ـ كما هو الراجح من أقوال أهل العلم ـ فلا يجوز لها الكشف عن وجهها أمام الأجانب، ويتأكد ذلك بالنسبة لأقارب الزوج من الإخوة وغيرهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم. والحمو هو قريب الزوج. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 23186. وأما استعمال الطيب والعطور داخل البيت فلا تأثم به المرأة ولا حرج عليها فيه إن شاء الله تعالى إذا لم تقصد به أن يجد الأجانب الذي يسكنون معها ريحها. لأن النهي كما جاء في الحديث لمن تريد الخروج أو ليجد الأجانب ريحها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية. رواه أبو داود والترمذي والنسائي.. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة. ولهذا فما دامت المرأة داخل بيتها ولا تقصد إثارة الأجانب فنرجو ألا يكون في ذلك حرج.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حدود الخلوة ... العنوان
أعمل مهندساً وفي طريقي للعمل كل يوم أصطحب معي بالسيارة إحدى زميلاتي في العمل مقابل أجر شهري. فهل تعتبر هذه خلوة؟
... السؤال
06/06/2000 ... التاريخ(27/575)
... ... الحل ...
...
... ،الأحاديث كثيرة فى النهى عن عدم خلوة المرأة برجل أجنبى عنها لخطورتها ، ومنها ما رواه البخارى ومسلم " لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذى محرم " وما رواه الطبرانى "إياك والخلوة بالنساء ، فو الذى نفسى بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما" .
إن الغريزة الجنسية تتحين أية فرصة للاستجابة لرغبتها ، ومن أجل ذلك حرم الإسلام النظر واللمس والخضوع بالقول ، والخلوة ، إن فرص الخلوة بين الجنسين كثيرة فى هذه الأيام ، فقد تكون فى البيوت والفنادق والمكاتب ودواوين القطارات المغلقة ، والسيارات الخاصة والمصاعد الكهربائية ، حتى فى الأماكن الخلوية البعيدة عن الأنظار .
إن مجرد الخلوة حرام حتى لو لم يكن معها سفور أو كلام مثير، والخلوة لا تجوز إلا للضرورة ، وليس من الضرورة كسب العيش بالعمل الذى يستلزمها ولو فى بعض الأحيان ، كما أنه ليس من الضرورة خلوة المدرس الخصوصى بالمتعلمة ، فقد يكون الشيطان أقوى سلطانا على النفس من العلم ، ومن مأثور السلف قول عمر بن عبد العزيز: لا تخلون بامرأة وإن علمتها سورة من القرآن ( المستطرف ج 2 ص 2 ) وليس من الضرورة خلوة المخدومة بخادمها ، أو المخدوم بخادمته ، فكم من مآسٍ ارتكبت بسبب ذلك ، وليس هؤلاء الخدم مملوكين ملك اليمين حتى يكون لهم مع سادتهم وضع خاص ، بل هم أجانب تجرى عليهم كل أحكام سائر الناس .
وفى حكم الخلوة سائقو السيارات الخاصة ، المترددون على النساء كثيرا فى البيوت ، دون أن يكون هناك من يخشى معهم السوء .
هذا ، ولا يعتبر من الخلوة المحرمة وجود الطالبات مع الطلبة فى أماكن الدراسة ، كما لا تتحقق الخلوة فى الشوارع والمحال التجارية والمواصلات التى تغص بالرجال والنساء ، وإنما المطلوب هو الحشمة فى الملابس والأدب فى الكلام ، وعدم الاحتكاك بين الطرفين ، وبخاصة فى الزحام ، وحديث الطبرانى يقول "لأن(27/576)
يزحم رجل خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له " وحديثه أيضا "أن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " وحديث البيهقى "إذا استقبلتك المرأتان فلا تمر بينهما ، خذ يمنة أو يسرة" .
ــــــــــــــ
الفتوى : ... النظر إلى الصور الإباحية حرام وإن لم يتأثر بها الناظر
تاريخ الفتوى : ... 04 رجب 1426 / 09-08-2005
السؤال
مشكلتي هي أنني أشاهد الصور الإباحية ولكن لا أشتهي أن أفعل الزنا ولكنني أحب مشاهدتها حتى إنني لا أمارس العادة السرية مطلقا هل يجوز لي النظر إليها مع العلم أنني أصلي ولا تفوتني أي صلاة حتى الفجر أصليه وأقرأ القران وأخاف الله واستغفرته أكثر من مرة وأقلعت ولكن أعود بعد فترة لذلك أنا أسأل هل الله ينتقم من عباده الذين خالفوه مثلا لا يوفقهم في الامتحان أرجو الإجابة الدقيقة على كل فقرات الرسالة ومشكورين لهذه الخدمة التي يكافئ عليها الله ملاحظة عمري 17ونصف أي في فترة المراهقة ولست مستعدا للزواج قبل خمس سنوات قادمة
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النظر للصور العارية الفاضحة ومشاهدة الأفلام الجنسية الخليعة وتصفح مواقع الإنترنت الإباحية كل ذلك محرم، ويستحق فاعله العذاب الشديد والوعيد الأكيد وانظر الفتوى رقم: 1256، 3605
وإنك وإن كنت تصلي وتقرأ القرآن فإن تلك المعصية تؤثر سلبا على عبادتك وتذهب منها الخشوع وتجلب قسوة القلب وقحط العين، كما أنها قد تجر إلى ما هو أكبر من مجرد النظر والمشاهدة والمعاصي بعضها يدعو إلى بعض وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {النور: 21}
ولا أقل من أن ينظر الله إليك بعين السخط وقد استخفيت من الناس لتبارزه بالمعاصي، وكأنه أهون الناظرين إليك.(27/577)
ولا شك أن للمعاصي والذنوب آثارا عظيمة وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك عدم توفيق العاصي في عمله وتعسير أموره عليه وحرمانه الرزق. قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30} وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم. رواه أبويعلى في مسنده. وقال صلى الله عليه وسلم إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه ابن ماجه وصححه الحافظ السيوطي، وانظر طائفة من آثار الذنوب والمعاصي في كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم.
وإن الواجب عليك المسارعة بالتوبة إلى الله وعقد العزم على عدم العودة لهذا الفعل المحرم والندم على ما كان منك، فعسى الله أن يكفر عنك سيئاتك بتوبتك. قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82}
واسأل الله كثيرا أن يرزقك العفاف ويبغض إليك الحرام وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وإلى أن تتزوج فأكثر من الصيام فإن له تأثيرا بالغا في كبح جماح الشهوة، وهذا من الطب النبوي حيث قال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
كما ننصح بقطع الصلة نهائيا بالإنترنت إلا لحاجة شديدة، وليكن تصفحك له برفقة أحد الشباب الثقات حتى لا يسول لك الشيطان العودة لما كنت عليه من الحرام كما ننصحك بإخراج جهاز الكمبيوتر إلى مكان عام في البيت كغرفة الاستقبال أو المجلس بحيث لا تختلي بالكمبيوتر فتطوع لك نفسك فعل الحرام، ولا تصحب الشباب الفسقة الذين يزينون لك المعصية ويرغبونك فيها ويذكرون ما يرون من الحرام أمامك فتهفو نفسك أن ترى ما رأوا فهؤلاء صحبتهم مردية ولا يزيدونك من الله إلا بعدا، وفي المقابل اصحب الشباب الصالح المستقيم الذي يذكرك بالله ويعينك على فعل الخيرات، فإن صحبة هؤلاء من أعظم وسائل الاستقامة على أمر الله والتمسك بدينه وصحبة الصالحين تغري بالصلاح، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وانظر الفتوى رقم: 59061.(27/578)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الخوف من النظر إلى النساء ليس عذرا لترك صلاة الجماعة ...
عنوان الفتوى
... سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ...
اسم المفتى
... 12137 ...
رقم الفتوى
... 23/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
إن أكثر الشباب عندما أنصحهم بالصلاة يقولون لا نستطيع أن نصلي لأننا ننظر إلى النساء وخاصة المتبرجات ، فهل النظر يمنع الصلاة أو يبطلها؟
نص الفتوى
الحمد لله
هذا عذر باطل ، الواجب عليهم أن يصلوا مع المسلمين ويحافظوا على ما أوجب الله عليهم من الصلاة وغض البصر والصلاة في جماعة بالمساجد فريضة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر). وهي عمود الإسلام يجب على المسلم أن يؤديها إذا كان مكلفا ، وتركها كفر بالله
وضلال .
وليس رؤية النساء في الطريق أو إذا كن يصلين في المسجد - ليس هذا عذرا في ترك الصلاة أو ترك الجماعة بل هذا غلط ومنكر واعتذار عن منكر بمنكر وهو ترك الصلاة - نسأل الله العافية - والواجب على المسلم غض البصر وأن يتقي الله فيغض بصره في الأسواق وفي كل مكان ، وليس عذرا له أن تصادفه في(27/579)
الطريق للصلاة النساء ، بل إذا صادفه في الطريق للصلاة نساء عليه بغض بصره ، يجاهد نفسه ، قال الله عز وجل : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}. والمسلم يغض بصره ليتقي الله ، ويحفظ فرجه ويؤدي ما أوجب الله عليه من الصلاة في مساجد الله مع المسلمين ، يخاف الله ويرجوه ، قال تعالى : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}. وقال عليه الصلاة والسلام : (من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر). وقال في - شأن الصلاة وعظمتها : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح . وقال عليه الصلاة والسلام : (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). رواه الإمام مسلم في صحيحه .
وفيه أحاديث أخرى دالة على عظم شأنها ، يقول صلى الله عليه وسلم : (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وقد هم عليه الصلاة والسلام أن يحرق على المتخلفين بيوتهم). - أي المتخلفين عن صلاة الجماعة - .
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتقي الله ، وأن يحافظ على الصلاة في أوقاتها ، وأن يحذر التخلف عنها فإن التخلف عنها من صفات أهل النفاق والكفار ومن أسباب دخول النار ، قال الله تعالى في كتابه العظيم عن الكفار : {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}. فأجابوا بأنهم دخلوا النار لأنهم لم يكونوا من المصلين - نسأل الله العافية - .
فالمؤمن يتقي الله في كل شيء فيغض البصر ويحفظ الفرج ويحفظ الجوارح عما حرم الله ، ويؤدي ما أوجب الله من الصلاة والزكاة وبر الوالدين وصلة الرحم وغير ذلك ، يجمع بين هذا وهذا ، هذه الدار دار العمل ودار التكليف ، دار الابتلاء والامتحان ، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة أن يتقي الله وأن يحافظ على ما أوجب الله ، ويتباعد عن محارم الله ويقف عند حدود الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ولهذا خلق الإنس والجن ، قال سبحانه : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}.(27/580)
وهذه العبادة هي التوحيد والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى الله ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم ، إلى غير هذا مما شرع الله ، وهكذا ترك المحارم التي حرمها الله على عباده ، تركها عبادة لله وطاعة له سبحانه ، وذلك من أعظم القربات.
ــــــــــــــ
لا يجوز كشف العورة أمام الجيران ولا غيرهم
تاريخ الفتوى : ... 04 رجب 1426 / 09-08-2005
السؤال
ما حكم أن تنكشف المرأة أمام جيرانها كأن تلبس بلوزة نص كم أو بنطال ضيق بسسب مقابلة البيوت لبعضها. وما حكم الرجل الذي يشاهد جارته بهذه الصورة هل يشمله الحرام لا سيما وأنه يشاهدها وهو جالس في منزله.
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواجب المرأة المسلمة هو لبس ما يستر بدنها كله عمن لا تحل له رؤيته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيما ً{الأحزاب:59}.
وقال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.......... {النور: 31}. فلا يجوز لها إذن لبس البلوزة التي لها نصف كم فقط، إذا لم يكن فوقها شيء من الثياب لحرمة إبداء ذراعيها أمام الأجانب. ولا يجوز لها أيضا الظهور في البنطال أمام غير الزوج، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 975، ولا يجوز النظر إلى المرأة وهي كاشفة بعض ما لا يجوز النظر إليه من بدنها، سواء كانت جارة أو لم تكن ، وسواء كان الناظر إليها جالسا في بيته أو كان في مكان آخر، لعموم قوله الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون {النور:30}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة ،(27/581)
فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. كما في السنن عن علي رضي الله تعالى عنه، والمقصود هنا بالنظرة الأولى نظرة الفجأة كما هو مبين في حديث جرير رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود. وغض البصر علامة قوة إيمان العبد وسبب في زيادته، كما في المستدرك عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله تعالى أثابه الله عز وجل إيمانا يجد حلاوته في قلبه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الحديث مع الفتيات عبر الهاتف ...
عنوان الفتوى
... عبد الفتاح إدريس ...
اسم المفتى
... 21367 ...
رقم الفتوى
... 13/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز الحديث مع الفتاة لخطبتها والزواج منهاوالتخطيط لذلك بالهاتف.
نص الفتوى
أخي السائل سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
فالحديث مع الفتيات عبر الهواتف مما قد يجر إلى ما بعده ومسألة الخطبة والتخطيط له لا يحتاج إلى كثير من الكلام مع المخطوبة وإنما من الممكن الاكتفاء بمجرد الاتفاق على ذلك ولا يصح التمادي في هذا.(27/582)
يقول فضيلة الدكتورعبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف.
"إن تحدث المرأة مع الرجل الأجنبي عنها لغير ضرورة أو حاجة غير مشروع؛ وذلك لأن هذه المحادثة ربما أدت بالمتحدثين إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة أنهما ليسا زوجين ولم يعقد قرانهما بعد، فكونهما أجنبيين عن بعضهما يمتنع معه التحدث كما يمتنع معه التلاقي، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى كما حرّم الزنا حرم الوسائل التي تؤدي إليه، وجعل لهذه الوسائل حكم الغايات فإذا كان الزنا محرمًا فإن الوسائل إليه من الكلام أو النظر أو اللقاء أو ما شاكل ذلك محرمة كذلك، فينبغي عليكما أن تمتنعا من التحدث عبر الهاتف حتى يتم عقد قرانكما، وبعد هذا يمكنكما الحديث والخروج سويا، والله أعلم.
ــــــــــــــ
الكلام مع الخاطب عبر الهاتف ...
عنوان الفتوى
... عبد الفتاح إدريس ...
اسم المفتى
... 21391 ...
رقم الفتوى
... 13/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
تحياتى لكم على هذا الموقع الرائع
أما سؤالى فهو أني فتاة خطبت من شهرين من ابن عم لى يسكن فى مدينة غير التى أعيش بها ويصر على الاتصال بي دائما لأنها هذه هى الطريقة الوحيدة ليعرف كل منا الآخر فهل هذا حرام من الناحية الدينية؟ مع العلم أنه قد سأل فقيل له إنه لا يوجد ما يمنع ذلك. أرجو منكم إفادتي بأقرب وقت.(27/583)
وجزاكم الله عنا كل خير.
نص الفتوى
الأخت الفاضلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
يقول فضيلة الدكتورعبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف.
"إن تحدث المرأة مع الرجل الأجنبي عنها لغير ضرورة أو حاجة غير مشروع؛ وذلك لأن هذه المحادثة ربما أدت بالمتحدثين إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة أنهما ليسا زوجين ولم يعقد قرانهما بعد، فكونهما أجنبيين عن بعضهما يمتنع معه التحدث كما يمتنع معه التلاقي، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى كما حرّم الزنا حرم الوسائل التي تؤدي إليه، وجعل لهذه الوسائل حكم الغايات فإذا كان الزنا محرمًا فإن الوسائل إليه من الكلام أو النظر أو اللقاء أو ما شاكل ذلك محرمة كذلك، فينبغي عليكما أن تمتنعا من التحدث عبر الهاتف حتى يتم عقد قرانكما، وبعد هذا يمكنكما الحديث والخروج سويا، والله أعلم.
ــــــــــــــ
يريدون الزواج على الطريقة الهندوسية
سؤال:
أسأل الله أن يهدي المؤمنين الذين يقلدون الكفار ، زواج أختي قريب وقررت أن تقيم حفلاً قبل الزواج يسمى هولوود ، وهو احتفال قبل الزواج حيث تجلس الزوجة على كرسي وبقربها فواكه وطعام ، ويحضر الرجال والنساء ليطعموها ، ثم يضعون الهولوود وهي زينة توضع على الرأس ، هذا من تقاليد الهندوس وقلدهم المسلمون في جنوب آسيا في هذه الأيام .
والداي وافقا على هذا وكذلك أختي ، أرجو أن تدعو الله أن يهدي المسلمين حتى لا يصروا على فعل المعاصي ويدخلهم الله الجنة.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :(27/584)
واضح من السؤال أن فيه مخالفتين شرعيتين ، الأولى منهما : التشبه بالهندوس الكفار ، ولا يجوز للمسلم أن يتشبه فيما هو من خصائصهم كبعض الألبسة والاحتفالات والأعياد وغيرها .
ومن الحِكَم في منع المشابهة للكفار : حتى لا يؤثر ذلك على باطن المتشبه ، لأن الذي يتشبه بالقوم من الخارج فإن ذلك يؤثر فيه من الداخل حتى يكاد يرى نفسه ذات المشبّه به ، ولكي يتميز المسلم من الكافر حتى لا يهان المسلم ولا يعظم الكافر .
وفي مثل هذا يقول الشيخ ابن عثيمين حفظه الله - مبيناً حال الذين يلبسون الزنار في الوسط ( وهو حزام كان خاصاً بغير المسلمين فيما سبق ) - :
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم " ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : أقل أحوال هذا الحديث التحريم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم .
إذاً فلا يقتصر على الكراهة فقط لأننا نقول : إن العلة في ذلك أن يشابه زنار النصارى فإن هذا يقتضي أن نقول : إنه حرام لقول الرسول صلى عليه الله وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " ، وليس المعنى أنه كافر ، لكن منهم في الزي والهيئة ، ولهذا لا تكاد تفرق بين رجل متشبه بالنصارى في زيِّه ولباسه وبين النصراني ، فيكون منهم في الظاهر .
قالوا : وشيء آخر وهو : أن التشبه بهم في الظاهر يجر إلى التشبه بهم في الباطن ، وهو كذلك ؛ فإن الإنسان إذا تشبه بهم في الظاهر : يشعر بأنه موافق لهم ، وأنه غير كاره لهم ويجره ذلك إلى أن يتشبه بهم في الباطن ، فيكون خاسراً لدينه ...
فالصواب : أن لبسه حرام .
" الشرح الممتع " ( 2 / 192-193 ) .
وفي جواب السؤال ( 21694 ) تجد تفصيلاً لحكم التشبه بالكفار وضوابطه .
ثانياً :(27/585)
والمنكَر الثاني في الحفل المذكور في السؤال هو دخول الرجال على العروس ، وهي في زينتها ، واختلاط الرجال بالنساء فيه ، وكلاهما محرَّم .
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت " .
رواه البخاري ( 4934 ) ومسلم ( 2173 ) .
قال النووي :
وأما قوله صلى الله عليه وسلم " الحمو الموت " فمعناه : أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي ، والمراد بالحمو هنا : أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت ، وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم وعادة الناس المساهلة فيه ، ويخلو بامرأة أخيه ، فهذا هو الموت ، وهو أولى بالمنع من أجنبي لما ذكرناه فهذا الذي ذكرته هو صواب معنى الحديث .
" شرح مسلم " ( 14 / 153 ) .
وتجد التوسع في الكلام عن الاختلاط في جواب السؤال ( 1200 ) فلينظر .
ونسأل الله تعالى أن يهدي أهلك والمسلمين إلى ترك المنكرات وبغضها وإلى ما فيه الخير والهدى والرشاد .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
صديقتها تصاحب الرجال وتفعل المعاصي وترفض النصيحة فما العمل ؟
سؤال:
أنا طالبة جامعية ، لي صديقة لا تحافظ على الصلاة ، وعنيدة ، لا تقبل النصيحة ، ولا تستمع إلا للأغاني ، لها صديقة سوء ، وترفض الابتعاد عنها ، ولا تذهب في الإجازات إلى البيت إذا لم تذهب صديقتها هذه ، ومن خلال مواقف تعرضت(27/586)
هي لها تعرفت في الجامعة على مجموعة من الشباب بحجة مساعدتهم ، وهي تراسلهم وتتكلم معهم ، وعندما تخرج لا بد أن تتزين وتضع العطر ، مع العلم بأنها تعرف حكم ذلك ، حاولنا نصحها ولكنها ترفض النصيحة ، ماذا أفعل لمساعدتها ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
الدراسة المختلطة بين النساء والرجال محرَّمة ، وهي تسبِّب فساداً عريضاً للمجتمع ، وما تقوله الأخت السائلة هو جزء يسير من نتائج الاختلاط المحرَّم .
وإننا ننصح كل من يريد الحفاظ على نفسه ، ويريد عدم الوقوع فيما حرَّم الله أن يبتعد عن هذه الأماكن المختلطة قدر المستطاع سواء للدراسة أم للعمل ؛ لما فيها من مخافة للشرع ؛ ولما تؤدي إليه من مفاسد .
ثانياً :
ما ذكرته السائلة من حال صديقتها مما يُؤسف له ، فنسأل الله أن يهديها ويردها للحق ، وأما واجبكم تجاهها فهو النصح والإرشاد ، وتذكيرها بالله وأن الموت حق ، وهذه الدنيا لا تدوم لحي سوى الله .
وقد خلق الله الجنة لمن أطاعه ، وخلق النار لمن عصاه .. فإن استجابت للنصح والإرشاد فالحمد لله ، وإن أبت إلا العصيان وسلوك سبيل الشيطان فقد قال الله تعالى : { ما على الرسول إلا البلاغ } المائدة / 99 ، وقال : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } وقال : { فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر } الغاشية / 21-22 ، وقال : ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) المائدة/105 .
واحرصي على البحث عن رفقة صالحة تعينك على الحق وتدلك عليه ، وإياك ومجالس السوء وقرناء السوء فقد قال الله تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويُستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في(27/587)
حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً } النساء / 140 .
والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
الغناء والرقص في الأفراح
سؤال:
ما هو النوع من الموسيقى الذي يجوز للمراة أن ترقص عليه ( في حفلات الزواج وبين النساء فقط ) ؟ هل هو الموسيقى الإسلامية فقط ؟ بالضرب على الطبول ( الدفوف ) ؟ ما هي الكلمات المباحة في الغناء ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
أما الموسيقى وحكمها فقد سبق بيان ذلك في السؤال رقم ( 5011 ) وقد بينا هناك أن آلات الطرب والمعازف يحرم اتخاذها ، وهنا نبين بعض الذي يجوز للنساء دون غيرهن .
ثانياً :
يجوز للمرأة أن تضرب بالدف وأن تغني الغناء المباح في المناسبات المباحة كالأعياد والأفراح وما أشبه ذلك .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - :
ويجوز له – أي للعريس – أن يسمح للنساء بإعلان النكاح بالضرب على الدف فقط ، وبالغناء المباح الذي ليس فيه وصف الجمال وذكر الفجور . . . - ثم ذكر الشيخ الأدلة على ذلك - .
" آداب الزفاف " ( ص 93 ) .
والأدلة التي ذكرها الشيخ هي :(27/588)
عن الربيع بنت معوذ قالت : " دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية وفينا نبي يعلم ما في غد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين " .
رواه البخاري ( 3700 ) .
عن عائشة : أنها زفت امرأةً إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو " .
رواه البخاري ( 4765 ) .
عن أبي إسحاق قال : سمعت عامر بن سعد البجلي يقول : " شهدت ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب الأنصاري في عرس وإذا غناء فقلت لهما في ذلك فقالا إنه قد رخص في الغناء في العرس والبكاء على الميت في غير نياحة ".
رواه البيهقي (14469 ) .
عن محمد بن حاطب الجمحي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فصل ما بين الحرام والحلال الدف والصوت " . رواه الترمذي ( 1008 ) والنسائي ( 3316 ) وابن ماجه ( 1886 ) .
والحديث : حسنه الألباني في " آداب الزفاف " ( ص 96 ) .
هذا ما يباح للنساء فعله في الأعراس من الغناء والمباح لهن من المعازف هو فقط الدف دون غيره ، كالطبل، والفرق بينهما : أن الطبل مختوم من الوجهين ، بخلاف الدف وهو ما كان مفتوحاً من جهة مختوماً من الأخرى .
قالت اللجنة الدائمة :
أما الطبل ونحوه من آلات الطرب : فلا يجوز استعماله مع هذه الأناشيد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك .
" فتوى رقم 3259 " تاريخ 13 / 10 / 1400 هـ
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس بل يكتفى بالدف خاصة .
" فتاوى إسلامية " ( 3 / 185 ) .(27/589)
وقال الشيخ ابن عثيمين :
المختوم من الوجهين يسمى ( الطبل ) وهو غير جائز ؛ لأنه من آلات العزف ، والمعازف كلها حرام إلا ما دلَّ الدليل على حلِّه وهو الدف حال أيام العرس .
" فتاوى إسلامية " ( 3 / 186 ) .
ثالثاً :
وأما الرقص : فلا يجوز أمام الرجال الأجانب ولا المحارم ولا أمام النساء لما في ذلك من الفتنة المحرمة التي قد تُطغي القلوب من خلال التكسر والتمايل والتثني في البدن ، ومن المعروف أن النساء قد تقع شهوة بعضهن لبعض ، وإن لم يكن ذلك فلا مأمن من إحداهن أن ترجع إلى رجال بيتها فتصف لهم ما رأت من حسن الراقصة ورقتها وجمالها فتوقع ذلك في قلوب الرجال وتكون سبباً لمفسدة عظيمة لا يؤمن شرها ، وقد نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عن مثل هذا .
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها " . رواه البخاري ( 4839 ) .
وقد أباح الرسول صلى الله عليه وسلم أول الأمر للخنثى أن يدخل على النساء فلما رأى منه أنه يصف النساء وينشر أسرارهن منعه من ذلك .
عن أم سلمة رضي الله عنها : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية : يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غداً فعليك بابنة غيلان ثم ذكر وصفها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخلن هؤلاء عليكن " . رواه البخاري ( 3980 ) ومسلم ( 4048 ) .
ثم إن تكسر المرأة وتمايلها من العورة التي لا يجوز لها أن تظهرها إلا لزوجها .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
الرقص مكروه في الأصل ، ولكن إذا كان على الطريقة الغربية ، أو كان تقليداً للكافرات : صار حراماً ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم " ، مع أنه أحياناً تحصل به الفتنة ، قد تكون الراقصة امرأة رشيقة جميلة(27/590)
شابة فتفتن النساء ، فحتى إن كان في وسط النساء حصل من النساء أفعال تدل على أنهن افتتنَّ بها ، وما كان سبباً للفتنة فإنه يُنهى عنه .
" لقاء الباب المفتوح " ( س 1085 ) .
وقال رحمه الله :
وأما الرقص من النساء فهو قبيح لا نفتي بجوازه لما بلغنا من الأحداث التي تقع بين النساء بسببه ، وأما إن كان من الرجال فهو أقبح ، وهو من تشبه الرجال بالنساء ، ولا يخفى ما فيه ، وأما إن كان بين الرجال والنساء مختلطين كما يفعله بعض السفهاء : فهو أعظم وأقبح لما فيه من الاختلاط والفتنة العظيمة لا سيما وأن المناسبة مناسبة نكاح ونشوة عرس .
" فتاوى إسلامية " ( 3 / 187 ) .
رابعاً :
وأما الكلمات المباحة في الغناء فهي ما لا يشتمل على وصف محرم ، أو تهييج شهوة ، أو كلمات نهى عنها الشرع ، أو بعض الأذكار البدعية ، وما شابه ذلك من المحرمات .
وفي المباح ما يغني كالحث على الأخلاق ، أو على طلب العلم ، أو ترك المنكرات ، وما شابه ذلك .
قالت اللجنة الدائمة :
صدقت في حكمك بالتحريم على الأغاني بشكلها الحالي من أجل اشتمالها على كلام بذيء ساقط ، واشتمالها على ما لا خير فيه ، بل على ما فيه لهو ، وإثارة للغريزة الجنسية ، وعلى مجون ، وتكسُّر يُغري سامعه بالشر وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه .
ويجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية فيها من الحِكَم ، والمواعظ ، والعبَر ، بما يثير الحماس والغَيرة على الدين ، ويهز العواطف الإسلامية وينفِّر من الشرور ودواعيه .. ..
" فتوى رقم 3259 " تاريخ 13 / 10 / 1400 هـ
والله أعلم .(27/591)
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
يدرس في جامعة مختلطة فكيف يتعامل مع المدرسات والطالبات ؟
سؤال:
أنا شاب ملتزم أدرس في جامعة مختلطة ، أرغب في إتقان تخصصي ، وذلك يستلزم مني التفاعل في القاعة مما قد يفتح بيني وبين الطلاب قنوات اتصال ، بالإضافة إلى أن هناك مدرسات يدرسوننا مواد مهمَّة جدّاً ، فكيف أتعامل مع الطالبات والمدرسات ؟.
الجواب:
الحمد لله
الدراسة والتدريس في المدارس والمعاهد والجامعات المختلطة : لا يجوز ، ولم يعد خافياً ما في هذه المؤسسات من مفاسد بسبب ذلك الاختلاط ، عدا ما فيها من قلة التحصيل الدراسي أو انعدامه ، وقد نادى العقلاء من الدول الكافرة بضرورة الفصل بين الجنسين في المؤسسات التعليمية بسبب ما رأوه من الضرر في الأخلاق وضعف التحصيل العلمي ، وقد أفتى العلماء الثقات بعدم جواز هذا الأمر .
قال علماء اللجنة الدائمة :
اختلاط الطلاب بالطالبات والمدرسين بالمدرسات في دور التعليم محرم لما يفضي إليه من الفتنة وإثارة الشهوة والوقوع في الفاحشة ، ويتضاعف الإثم وتعظم الجريمة إذا كشفت المدرسات أو التلميذات شيئاً من عوراتهن ، أو لبسن ملابس شفافة تشف عما وراءها ، أو لبسن ملابس ضيقة تحدد أعضاءهن ، أو داعبن الطلاب أو الأساتذة ومزحن معهم أو نحو ذلك مما يفضي إلى انتهاك الحرمات والفوضى في الأعراض .
" فتاوى إسلامية " ( 3 / 102 ، 103 ) .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :(27/592)
هل يجوز للرجل أن يدرس في جامعة يختلط فيها الرجال والنساء في قاعة واحدة علماً بأن الطالب له دور في الدعوة إلى الله ؟
فأجاب :
الذي أراه أنه لا يجوز للإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يدرس بمدارس مختلطة ؛ وذلك لما فيه من الخطر العظيم على عفته ونزاهته وأخلاقه ، فإن الإنسان مهما كان من النزاهة والأخلاق والبراءة إذا كان إلى جانبه في الكرسي الذي هو فيه امرأة – ولا سيما إذا كانت جميلة ومتبرجة – لا يكاد يسلم من الفتنة والشر ، وكل ما أدى إلى الفتنة والشر : فإنه حرام ولا يجوز ، فنسأل الله - سبحانه وتعالى - لإخواننا المسلمين أن يعصمهم من مثل هذه الأمور التي لا تعود إلى شبابهم إلا بالشر والفتنة والفساد ، حتى وإن لم يجد إلا هذه الجامعة يترك الدراسة إلى بلد آخر ليس فيه هذا الاختلاط ، فأنا لا أرى جواز هذا وربما غيري يرى شيئاً آخر .
" فتاوى إسلامية " ( 3 / 103 ) .
وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 1200 ) تفصيل الحكم في الاختلاط .
وانظر جواب الأسئلة : ( 8827 ) و ( 22397 ) و ( 6666 ) .
وهذا الكلام واضح بالنسبة للذين لم يبتلوا في بلادهم بالدراسة المختلطة أو عندهم من الكليات والجامعات ما هو غير مختلط يمكن أن يغنيهم عن الدراسة في الكليات المختلطة ، لكن يبقى السؤال بالنسبة للأشخاص الذين ابتلوا في بلدانهم بالدراسة المختلطة ، فماذا يفعلون ! خصوصاً وأن ذلك قد يترتب عليه كسب عيشهم أو إمكان زواجهم في المستقبل بحيث لو لم يدرس هذه الدراسة ما استطاع أن يجد له وظيفة تغنيه أو زواجاً يعفّه .
وفي هذه الحالة فإننا أمام وضع اضطراري ، والحاجة فيه ماسّة وحيث أن الحاجة الشديدة تنزل منزلة الضرورة لذلك يراعى ما يلي :
1- أن لا يوجد مكان آخر يمكن الدراسة فيه ولو في بلد آخر .
2- أن لا يستطيع تحصيل هذه الشهادة بطريق الانتساب أو الدراسة عبر الإنترنت مثلاً .(27/593)
3- أن يذهب للدراسة في هذه الأماكن المختلطة مستعيناً بالله على مواجهة الفتن ، ويراعى غض البصر ما أمكنه وعدم ملامسة أو مصافحة المرأة الأجنبية وأن لا يخلو بها ، ولا يجلس بجانبها مباشرة .
وينصح الفتيات بالجلوس بمعزل عن الشباب وغير ذلك من الضوابط الشرعية .
4- إذا لاحظ أن نفسه تنزلق إلى الحرام وتفتتن بمن معه من الجنس الآخر فسلامة دينه أهم من مغانم الدنيا كلها ، فلا بد من مفارقة المكان حينئذ ويغينه الله عز وجل من فضله . والله المستعان .
والله أعلم
وهذه قائمة بأسماء كلّيات وجامعات غير مختلطة في العالم .
1- كلية الطب في دبي .
2- جامعة الأزهر في مصر .
3- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في السعودية .
4- جامعة أم القرى في مكة المكرمة .
5- الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة .
6- جامعة الملك سعود في السعودية .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم النقاب ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 21610 ...
رقم الفتوى
... 30/11/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...(27/594)
نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم لبس المرأة للنقاب؟ وهل له ثواب إذا كانت النية خالصة لوجه الله تعالى؟
نص الفتوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد اختلف العلماء في وجوب تغطية الوجه والكفين من المرأة أمام الأجانب . فمذهب الإمام أحمد والصحيح من مذهب الشافعي أنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب ، لأن الوجه والكفين عورة بالنسبة للنظر ، ومذهب أبي حنيفة ومالك أن تغطيتهما غير واجبة ، بل مستحبة ، لكن أفتى علماء الحنفية والمالكية منذ زمن بعيد أنه يجب عليها سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها. والمراد بالفتنة بها : أن تكون المرأة ذات جمال فائق ، والمراد بخوف الفتنة عليها أن يفسد الزمان، بكثرة الفساد وانتشار الفساق .
ولذلك فالمفتى به الآن وجوب تغطية الوجه والكفين على المعتبر من المذاهب الأربعة .
وعلى هذا : فمن كشفت وجهها فهي سافرة بهذا النظر .
وأما الأدلة على وجوب الستر من القرآن والسنة فكثيرة منها :
1- قوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [الأحزاب:59] .
وقد قرر أكثر المفسرين أن معنى الآية : الأمر بتغطية الوجه ، فإن الجلباب هو ما يوضع على الرأس ، فإذا اُدنِي ستر الوجه ، وقيل : الجلباب ما يستر جميع البدن ، وهو ما صححه الإمام القرطبي ، وأما قوله تعالى في سورة النور ( إلا ما ظهر منها ) ، فأظهر الأقوال في تفسيره : أن المراد ظاهر الثياب كما هو قول ابن مسعود رضي الله عنه ، أو ما ظهر منها بلا قصد كأن ينكشف شيء من جسدها بفعل ريح أو نحو ذلك .
والزينة في لغة العرب ما تتزين به المرأة مما هو خارج عن أصل خلقتها كالحلي والثياب ، فتفسير الزينة ببعض بدن المرأة كالوجه والكفين خلاف الظاهر .(27/595)
2- آية الحجاب وهي قوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] .
وهذه الطهارة ليست خاصة بأمهات المؤمنين ، بل يحتاج إليها عامة نساء المؤمنين ، بل سائر النساء أولى بالحكم من أمهات المؤمنين الطاهرات المبرءات.
3- قوله تعالى ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) [النور:31] . وقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت " لما أنزلت هذه الآية أخذن أزورهن، فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها " .
قال الحافظ ابن حجر : {{ ( فاختمرن ) أي غطين وجوههن }} .
4- قوله تعالى: ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن)[النور:60] ، فدل الترخيص للقواعد من النساء وهن الكبيرات اللاتي لا يشتهين بوضع ثيابهن ، والمقصود به ترك الحجاب ، بدليل قوله بعد ذلك: ( غير متبرجات بزينة ) أي غير متجملات ، فيما رخص لهن بوضع الثياب عنه وهو الوجه ، لأنه موضع الزينة ، دلّ هذا الترخيص للنساء الكبيرات أن غيرهن ، وهن الشواب من النساء مأمورات بالحجاب وستر الوجه ، منهيات عن وضع الثياب ، ثم ختمت الآية بندب النساء العجائز بالاستعفاف ، وهو كمال التستر طلباً للعفاف ( وأن يستعففن خير لهن).
5- روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ". وهذا دليل على أن جميع بدن المرأة عورة بالنسبة للنظر .
6- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين " رواه البخاري وغيره .
قال الإمام أبوبكر بن العربي : وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج ، فإنها ترخي شيئا من خمارها على وجهها غير لاصق به وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها ، انتهى من عارضة الأحوذي .(27/596)
وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كنا إذا مر بنا الركبان – في الحج- سدلت إحدانا الجلباب على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه ، إلى غير ذلك من الأدلة ، وننصحك بقراءة كتاب " عودة الحجاب " للدكتور محمد أحمد إسماعيل ، القسم الثالث من الكتاب ، للوقوف على الأدلة مفصلة ، والله أعلم .
ومن هنا تعلمين أيتها الأخت المسلمة أن النقاب ولابد فضلية لها من الأجر ما لها ومختلف في وجوبها لعى النحو السالف
أما باقي الأسئلة فيرجى إرسالها من جديد كل سؤال على حدة لأنها ليست ذات موضوع واحد.
ــــــــــــــ
حكم تغطية الكفين في حضور الرجال الأجانب
سؤال:
ما حكم تغطية الكفين - علماً بأني ألبس النقاب ولكن بسبب ظروف الدراسة من كتابة واستخدام الأجهزة كالكمبيوتر والأجهزة التعليمية الأخرى لا أستطيع الالتزام بتغطية الكفين لأن ذلك يعوقني ، والمكان لا يخلو من الرجال ؟ .
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز للمرأة – وخاصة أنها تقول إنها منقبة - أن تخالط الرجال الأجانب وأن تجالسهم سواء كان ذلك في دراسة أو عمل ، وقد بيَّنا حكم الاختلاط وما يترتب عليه من مفاسد في أجوبتنا على الأسئلة : ( 1200 ) و ( 20784 ) و ( 12837 ) .
ومن مفاسد هذا الاختلاط : نظر كل من الطرفين إلى الآخر ، وهو أمر محرَّم ، وقد أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عما لا يحل لهم .
ولا يجوز أن يرى الأجانب منها شيئاً ، ولا يحل لها أن تتهاون في لباسها ليظهر منها ما لا يحل لها إظهاره .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(27/597)
وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين : زينة ظاهرة ، وزينة غير ظاهرة ، ويجوز لها إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذوات المحارم ، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرجن بلا جلباب يرى الرجل وجهها ويديها ، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين ، وكان حينئذ يجوز النظر إليها لأنه يجوز لها إظهاره ، ثم لما أنزل الله آية الحجاب بقوله : ( يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) : حجب النساء عن الرجال ...
والجلباب هو الملاءة ، وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره الرداء ، وتسميه العامة الإزار ، وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها وسائر بدنها ، ثم يقال : فإذا كن مأمورات بالجلباب لئلا يعرفن وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنقاب : كان الوجه واليدان من الزينة التي أمرت أن لا تظهرها للأجانب ، فما بقي يحل للأجانب النظر إلا إلى الثياب الظاهرة .
وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها أن تبدي ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ ، بل لا تبدي إلا الثياب .
" مجموع الفتاوى " ( 22 / 110 - 114 ) باختصار .
وقد بينا في جواب الأسئلة : ( 11774 ) و ( 21536 ) حكم تغطية الوجه والكفين .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
هل يجوز للأب إجبار ابنته على العمل في مكان مختلط؟
سؤال:
هل يمكن للوالد إجبار ابنته على العمل في وسط مختلط ؟.
الجواب:
الحمد لله(27/598)
العمل في الأماكن المختلطة لا يسلم من الوقوع في الحرام ، نظرا أو خلوة أو ميلاً قلبياً ، ولهذا أفتى العلماء بتحريمه مراعاة لغالب الحال ، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (12/156) :
( الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .
وبناء على ذلك فليس للأب أن يجبر ابنته على العمل المختلط ، وإذا أجبرها على ذلك لم تجب طاعته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف" رواه البخاري 7257 ، ومسلم1840 .
وعلى البنت أن تبين لأبيها مخاطر العمل المختلط وحرمته ، وأن تذكره بواجبه في حفظ أهله ووقايتهم من النار ، وذلك بالأسلوب الحكيم والموعظة الحسنة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
يمتلك مقهى يختلط فيه الرجال بالنساء
سؤال:
رجل يمتلك مقهى من النوع الممتاز ، يدخلها رواد مختلطون من الرجال والنساء ويشعر بعدم الارتياح إزاء هذا الاختلاط مخافة أن يكون ريع هذا المقهى يدخل في نطاق المحرمات أو الشبهات المنهي عنها شرعا ، رغم أنه قد فرض على العاملين فيه عدم بيع أي مواد محرمة شرعا بما في ذلك بيع السجائر وحرم على الرواد القيام بممارسات مخلة بالآداب الإسلامية ، ونريد إذا أمكن ذلك أن تتفضلوا بإنارة الطريق لنا في هذا المضمار وذلك بالاستشهاد ببعض الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية حتى تصفو النفس ويطمئن القلب ونجتنب الوقوع في المعصية ونلقى ربنا وهو راض عنا، ونرجو أن تكون الإجابة مستفيضة .
الجواب:
الحمد لله(27/599)
قد أحسن هذا المالك بمنع بيع المواد المحرمة ، في مقهاه ، ومن ذلك منعه بيع السجائر، وكذلك منعه للممارسات المخلة بالآداب الإسلامية ، فجزاه الله خيرا .
لكن بقي عليه أن يمنع الاختلاط ؛ لما فيه من الشر والفساد والفتنة . وقد دل الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط ، ومن ذلك :
قوله سبحانه : ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) الأحزاب/53
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية : ( أي وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولا يسألهن حاجة إلا من وراء حجاب ) .
وقال القرطبي رحمه الله : ( في هذه الآية دليل على أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض ، أو مسألة يستفتين فيها ، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى ، وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة ).
وقال تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32
فإذا جاء التحذير من الخضوع بالقول لئلا يطمع من في قلبه مرض، فكيف بجلوس الرجال مع النساء الكاسيات العاريات ، المائلات المميلات ، وتبادل الحديث فيما بينهم ، فهذه تتكلم ، وأخرى تضحك ، وثالثة تتمايل وتنظر، فأي فتنة أعظم من ذلك؟! وأي قلب عسى أن يسلم من المرض مع ذلك ؟!
وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرّجال بالنساء حتى في أحبّ بقاع الأرض إلى الله وهي المساجد وذلك بفصل صفوف النّساء عن الرّجال ، والمكث بعد السلام حتى ينصرف النساء ، وتخصيص باب خاص في المسجد للنساء . والأدلّة على ذلك ما يلي :
1. عن أم سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنْ انْصَرَفَ مِنْ الْقَوْمِ" رواه البخاري رقم (793).(27/600)
2. وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ ) قَالَ نَافِعٌ : فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ" رواه أبو داود 462 وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
3. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا ) . رواه مسلم (664)
هذا من أعظم الأدلة على منع الشريعة للاختلاط ، وأنه كلّما كان الرّجل أبعد عن صفوف النساء كان أفضل وكلما كانت المرأة أبعد عن صفوف الرّجال كان أفضل لها .
وإذا كانت هذه الإجراءات قد اتّخذت في المسجد وهو مكان العبادة الطّاهر فاتّخاذها في غيره ولا شكّ من باب أولى .
4. وقد روى أَبو أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ : ( اسْتَأْخِرْنَ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ( تَسِرْن وسط الطريق ) عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ ) فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ . رواه أبو داود (5272) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .
وانظر تفصيل الكلام على خطر الاختلاط ، في جواب السؤال رقم ( 1200 )
وإذا كان الاختلاط محرما ، فإن صاحب المقهى آثم بإقراره ، وسكوته عن إنكاره ، وبإعانة هؤلاء على المعصية بتوفير المكان لهم الذي يعصون الله تعالى فيه .
فالواجب عليه أن يتقي الله ولا يكون عوناً على نشر الفساد بين المؤمنين ، ويحرص على طيب مطعمه ، فإن ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به" رواه الطبراني وأبو نعيم عن أبي بكر ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 4519(27/601)
ورواه الترمذي (614) من حديث كعب بن عجرة بلفظ ( إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به )
فإن استطاع أن يمنع الاختلاط فهذا هو الواجب ، أو ليقصر المقهى على الرجال فقط ، وإلا فليبحث عن عمل آخر مباح ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حديث الطالبة مع مدرسها في الجامعة
سؤال:
يقوم بتدريسنا في الجامعة شاب ، فهل يجوز لنا سؤاله والحديث معه في نطاق الدراسة ؟.
الجواب:
الحمد لله
سبق في السؤال رقم ( 1200 ) بيان حرمة الاختلاط بين الرجال والنساء ، وبيان ما فيه من مفاسد دينية ودنيوية .
وإذا كان الأمر كذلك ، فإن الواجب عليك أيتها الأخت الفاضلة ألا تمكثي في مكان فيه اختلاط بين الرجال والنساء إلا لضرورة ، فإن كانت الجامعة للبنات ، وكان المدرسون من الرجال ، فالخطر أقل ، لكن لا يزال الأمر بأهل الأهواء والشهوات حتى يزيلوا كل حاجز بين الجنسين ، فنوصيك بتقوى الله عز وجل ، ومراقبه في السر والعلن .
يراجع السؤال ( 8827 )
أما حديث المرأة مع الرجل لأجل الحاجة فلا حرج فيه ، بشرط ألا يكون ذلك في خلوة ، ولو كانت هذه الخلوة في مكتب أو قاعة للدراسة لا يوجد غيركما ، مع التزام الحشمة والوقار ، والحجاب الشرعي ، ومراعاة التحدث بما فيه الحاجة دون زيادة أو خضوع بالقول ، مع أمن الفتنة ، فإن كانت المرأة تحس بشهوة أو(27/602)
تتحدث مع الرجل لمجرد الاستئناس ، أو كان الرجل كذلك ، كان الحديث بينهما محرما ، لما يفضي إليه من الفتنة والمعصية .
والله أعلم .
يراجع السؤال ( 1121 ، 10156 ) .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حدود الزينة للمخطوبة ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 23033 ...
رقم الفتوى
... 22/05/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ذهبت مع والدي وكبار عائلتي لخطبة فتاة بكر وقوبلنا بالإيجاب بعد أن سأل ولي أمر الفتاة واستشار أهلها وشهد جلسة الخطوبة الرسمية جمع من الناس من أهلي وأهلها وحدد لاحقا المهر وباقي الأمور بإتفاق الطرفين ولم نسجل هذا العقد بالمحكمة لأسباب تمنع أهل الفتاة من تسجيله وصار لنا الآن أكثر من عشرة شهور ونحن بأفضل حال والحمد لله وسؤالي هل يجوز أتكتشف علي بشعرها وزينتهاهل شرط أن يسجل العقد بالمحكمة لكي تكتشف علي ؟
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:(27/603)
فيا أخي الكريم طالما أنك لم تعقد على هذه الفتاة فلا يجوز لك أن تنظر إلى شعرها أو أن تظهر هي شيء من مفاتنها لك وفي ذلك يقول الدكتور عبد الله الفقيه مفتي الشبكة الإسلامية:
يجوز للخاطب أن ينظر إلى وجهها وكفيها وله أن يكرر النظر ويتأمل محاسنها إذا لم يحصل المقصود إلا بذلك، ولكن لا يكون نظره إليها نظرة شهوة وتلذذ.
فإذا أعجبته أقدم على الزواج منها إن رغبت فيه، وإن لم تعجبه أو لم يعجبها فليكن أميناً على ما رأى ولا يحدث به الناس.
فهذه هي الخطبة الشرعية. ولا بأس بما تعارف عليه الناس من إقامة الحفلات والولائم في مناسبة الخطبة، لكن بشرط أن لا يتخللها محظور شرعي كاختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وتبرج المخطوبة أمام خطيبها، وما يعرف بلبس الخاتم (الدبلة) ونحوه من المنكرات الدخيلة على عاداتنا تقليداً للمجتمعات الكافرة، فإنه لا يحل له مس شيء من بدنها، ولو كان إصبعها
ولا يجوز للمخطوبة الخروج بمفردها مع خطيبها، ولا الخلوة به، ولا أن تبدي له من زينتها غير ما ذكر سالفاً، لأنه لا يزال رجلاً أجنبياً عنها هو وغيره من الرجال الأجانب سواء، حتى يعقد عليها عقد النكاح. فإذا أتم العقد فلها أن تجلس أمامه وتتزين له، وأن تخرج معه إلى الأماكن العامة لأنها أصبحت زوجة له، وليراع في ذلك الآداب الشرعية والعرفية، بأن يستأذن وليها حتى لا تحدث الخلافات والمشاكل من أول الطريق، الأمر الذي قد يؤثر على العلاقات بين الأسرتين.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
الستر أمام الصبي ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 23123 ...(27/604)
رقم الفتوى
... 06/06/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز للمرأة المرتدية للنقاب إن تكشف وجهها وشعرها أمام أطفال أقل من عشر سنوات؟
وما هو سن الولد الذى يجب أن تستر المرأه وجهها أمامه؟
نص الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطفل المذكور ما دام صبيا غير مميز، فلا يلزمك أن تستتري أمامه.
فقد قال ابن قدامة في "المغني": فأما الغلام فما دام طفلا غير مميز لا يجب الاستتار منه في شيء. انتهى.
فإذا وصل إلى مرحلة المراهقة وهي ما قارب خمس عشرة سنة فيجب عليك ارتداء الحجاب أمامه. قال أحمد بن حجر الهيثمي في تحفة المحتاج: والأصح أن المراهق وهو من قارب الاحتلام أي باعتبار غالب سنه وهو قرب الخمسة عشر لا التسع ويحتمل خلافه كالبالغ فيلزمها الاحتجاب منه كالمجنون. انتهى.
ولا حرج عليك في النظر إلى وجهه بغير شهوة، لما ثبت في الصحيحين وللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد. انتهى.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
هل يجوز لها وضع الكحل عند خروجها من المنزل ؟
سؤال:
لماذا لا يجوز أن أضع الكحل داخل العين عندما أخرج من المنزل ؟.
الجواب:(27/605)
الحمد لله
يجب على كل مؤمنة أن تستر زينتها عن الرجال الأجانب ؛ لقوله تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31 .
والزينة تشمل الكحل والمكياج والحلي ونحو ذلك . وبَعْل المرأة هو زوجها .
وأما قوله تعالى في أول الآية : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) فالمراد بما ظهر هنا : الثياب والعباءة والخمار ، أو ما ظهر منها بغير قصد ، بسبب الريح مثلا .
قال ابن كثير رحمه الله : " أي لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب ، إلا ما لا يمكن إخفاؤه ، قال ابن مسعود : كالرداء والثياب ، يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها ، وما يبدو من أسافل الثياب ، فلا حرج عليها فيه ؛ لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها ، وما لا يمكن إخفاؤه " انتهى من "تفسير ابن كثير" (3/274) .
ومن أهل العلم من فسر الزينة الظاهرة بالوجه والكفين ، لكنه قول مرجوح ، فقد دل على وجوب ستر المرأة لوجهها أدلة كثيرة ، تجدينها في جواب السؤال (11774) .
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " أظهر القولين المذكورين عندي قول ابن مسعود رضي الله عنه : أن الزينة الظاهرة هي ما لا يستلزم النظر إليها رؤية شيء من بدن المرأة الأجنبية ، وإنما قلنا إن هذا القول هو الأظهر؛ لأنه هو أحوط الأقوال ، وأبعدها عن أسباب الفتنة ، وأطهرها لقلوب الرجال والنساء ، ولا يخفى أن وجه المرأة هو أصل جمالها ، ورؤيته من أعظم أسباب الافتتان بها ؛ كما هو معلوم والجاري على قواعد الشرع الكريم ، هو تمام المحافظة والابتعاد من الوقوع فيما لا ينبغي " انتهى من "أضواء البيان" (6/200) .(27/606)
والأصل أن تستر المرأة وجهها كله ، لكن أبيح لها أن تكشف عينيها لتتمكن من الرؤية بهما ، بشرط ألا يكون في إبداء العينين فتنة ، لوجود الكحل ، أو اتساع فتحتي نقابها .
ودليل الرخصة في لبس النقاب وكشف العينين : ما رواه البخاري (1838) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ ، وَلا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ ) فدل على هذا على جواز لبس النقاب لغير المحرمة بالحج أو العمرة .
قال أبو عبيد في صفة النقاب عند العرب : هو الذي يبدو منه محجر العين ، وكان اسمه عندهم الوصوصة والبرقع . "فتاوى اللجنة الدائمة" (17/171) .
والحكمة في تحريم إظهار هذه الزينة : هي صيانة المرأة والمحافظة على عفتها وكرامتها ، وسد باب الفتنة بها ، وقطع الطمع في إغوائها أو الغواية بها ، فإن أصحاب القلوب المريضة يطمعون فيمن تظهر زينتها ، ويَنْكَفُّوُنَ – أي يبتعدون - عن صاحبة الحياء والستر.
وقد جاءت الشريعة بسد الأبواب المفضية إلى افتتان الرجال بالنساء أو العكس ، فأمرت بغض البصر ، وحرمت التبرج والاختلاط والخلوة بالنساء ، وحظرت على المرأة أن تخرج متعطرة ، أو تسافر بلا محرم ، وهذا من كمال الشريعة وتمامها ، فإن الرجل مفطور على التعلق بالمرأة والتأثر بها ، ولو لم تسد هذه الأبواب لوقعت الفتنة ، وعم الفساد ، كما هو مشاهد في المجتمعات المتحللة من ضوابط الشرع وأحكامه .
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (17/128) ما نصه : " كثير من النساء في مصر يضعن الكحل في أعينهن ، إذا قلت لهن : إنها إذا وضعت للزينة حرام ، يقلن لي : إنها سنة . هل هذا صحيح ؟
ج : استعمال الكحل مشروع ، لكن لا يجوز للمرأة أن تبدي شيئا من زينتها ، سواء الكحل أو غيره لغير زوجها ومحارمها ، لقوله تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ...) " انتهى .(27/607)
والحاصل أن المرأة لا يجوز لها أن تبدو بالكحل أمام الرجال الأجانب ، لأنه من الزينة المأمور بسترها ، فإن كان خروجها من منزل إلى منزل ، بحيث لا يراها أجنبي ، فلا حرج عليها في وضع الكحل حينئذ .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
العمل في مجال إنتاج أفلام فيها حفلات أعراس وحكم تأجيرها
سؤال:
يعمل أخي الأصغر في مجالات تتعلق بالكمبيوتر ويقوم بإدخال تعديلات غير خطية (Non-Linear editing) على الفيديو وهو يعمل لحساب شركة تتخصص في تصوير فيديو الشركات والأفراح ، وهو يعد أقراص ( DVD ) لهذه التسجيلات ، وسؤالي هو : بما أن عمل المذكور يتعلق بالفيديو فهل دخله حلال ؟
ثانياً : يرغب أخي الأكبر في فتح محل لتأجير ( أشرطة ) الفيديو ، فهل عمله مباح ؟.
الجواب:
الحمد لله
التصوير بالفيديو منه ما هو مباح ومنه ما هو حرام ، فإن كان تصويراً لأشياء طبيعية كالجبال والأشجار والأنهار : فهو مباح ، وإن كان تصويراً للنساء أو الأعراس المختلطة أو الأغاني المصورة : فهو حرام ، وإذا كان كذلك فهو حرام على من باشر التصوير وعلى من أنتج الفيلم وهيأه للنشر ، وعلى من باعه وعلى من اشتراه .
والزوجة في العرس تكون في كامل زينتها ، وهكذا النساء اللواتي يحضرن حفلها ، والنظر إليهن من الرجال الأجانب محرَّم سواء نظروا إليهن مباشرة أو عن طريق الصورة أو الفيلم ، والاختلاط الذي يكون في الأفراح – أيضاً – محرَّم وهو منكر يجب إنكاره ، فكيف يجوز تصويره وتهيئته لأن ينظر إليه من فاتته(27/608)
الحفلة ؟! وهكذا يقال في غيره من المحرمات التي تكون في الأعراس مثل الرقص والموسيقى .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
ومِن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان : وضع منصة للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات ، وربما حضر معه غيره من أقاربه وأقاربها من الرجال ، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير ، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات ، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة ، فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسما لأسباب الفتنة وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر .
" الرسائل والأجوبة النسائية " ( ص 44 ) .
وقد سبق في جواب السؤال ( 10791 ) :
" من المنكرات التي تقع في الأفراح تصوير النساء ، وهو محرم سواء كان هذا التصوير بواسطة الفيديو ، أو كان بآلة التصوير ، والتصوير بالفيديو أشد قبحاً وإثماً " .
وفي جواب السؤال رقم ( 32752 ) :
" الأشرطة المرئية والمسموعة إذا خلت من الحرام : أبيح سماعها ، ورؤيتها ، وبيعها ، وشراؤها ، والمقصود بالحرام : أن تكون مشتملة على خنا أو فجور أو موسيقى أو صور نساء سافرات ، وكذا لو اشتملت على كفر أو بدعة إلا لمن كانت نيته الرد على ما فيها ، وكان أهلا لذلك " .
فنأمل الرجوع إلى هذين الجوابين ففيهما الاستدلال وفتاوى أهل العلم .
وبهذا يتبيَّن الجواب عن السؤال ، وهو حرمة الإعانة على إخراج مثل تلك الأقراص المشتملة على حرام كتلك التي تكون في الأعراس ، وجواز ذلك إن كان الأمر يتعلق بعمل شركات ليس عندها منكرات ، ولا يوجد في تصوير دعاياتهم منكر كوجود نساء متبرجات أو وجود موسيقى وغناء أو مواد تباع وتصنَّع وهي محرَّمة .(27/609)
والأمر نفسه يقال في الحكم على إجارة أشرطة الفيديو ، والتفصيل السابق وخاصة في جواب السؤال رقم ( 32752 ) ينطبق عليه .
ونسأل الله تعالى أن ييسر له عملاً حلالاً ، يأكل منه الحلال ولا يُغضب به ربَّه ، ونوصيه بتقوى الله تعالى والصبر ، فعاقبة المتقين والصابرين إلى خير ، وليترك هذا العمل ، وليستعن بربه تعالى لييسر له ما هو حلال .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم النظر إلى الصور العارية ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 22822 ...
رقم الفتوى
... 05/04/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ما حكم من يشاهد صور البنات العاريات فى صفحات النت أو القنوات الإباحية؟
نص الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النظر إلى الصور العارية على شبكة الإنترنت أو غيرها لا يجوز، سواء كان من متزوج أو غيره ، لقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) [النور:30] ولكنه لا يعتبر زنا ، ولا يترتب على صاحبه حد الزنا وكذلك فإن كل جارحة من جوارح الإنسان أمانة لديه لا يحل له أن يستعملها في(27/610)
معصية الله عزوجل. يقول الله في كتابه: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء:36].
والنظر إلى ما يثير الشهوة من الصور أيا كان نوعه ومكانه، فهو حرام والإنسان كما هو مسئول عن اليد أن يبطش بها والإذن أن يسمع بها والرجل أن يمشي بها إلى السوء وهكذا فهو مسؤول عن نظره. فالله يقول: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النور:33].
فالصور العارية مما يفسد الإنسان ويثير الشهوة ويكدر القلب فلا يجوز للإنسان النظر إليها سواء كانت في التلفزيون أو في المجلة أو غير ذلك، لأن هذا النظر بريد الزنا وسبب إلى الفجور والآثام.
وبالجملة، فلا يتصور فعله بقصد الابتعاد عن الزنا لا عقلاً ولا شرعاً، وإنما ذلك عذر مزعوم، وباطل مفضوح، لأن ما كان سبباً في شيء لا يمكن أن يكون صارفاً عنه، والنظر من أسباب الزنا بلا خلاف، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30].
فكسر شهوة النفس بالمعاصي أمر مستحيل، وقد أشار البصيري إلى ذلك بقوله:
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النهم
والله أعلم.
ــــــــــــــ
لا يجوز مشاهدة الصور العارية سواء بطريق الإنترنت أو بغيره ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 22914 ...
رقم الفتوى
... 27/04/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع(27/611)
... ...
نص السؤال
ما رأي الدين في مشاهدة الصور العارية عبر الإنترنت؟
نص الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
لا يجوز مشاهدة الصور الفاضحة المشتملة على كشف العورات في جهاز الإنترنت أوغيره من وسائل الإعلام. فإن الله جل وعلا أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم فقال: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) [الآية: 30،31]، فمن لم يغض بصره فقد خالف أمر الله، وعرض نعمة البصر التي أنعم الله عليه بها للزوال، وهي نعمة لا يعرف كثير من الناس قيمتها إلا عند فقدهم لها والعياذ بالله، فمن أطلق العنان للبصر في نظر المحرمات فعليه أن يتوقع أموراً:
أ- زوال نعمة البصر لأن النعم تقيد بالشكر وتعرض للزوال بالكفران، وقد عرف العلماء شكر النعم بأنه صرفها في ما يرضي الله كما عرفوا كفرانها بأنه صرفها فيما لا يرضى الله تعالى.
ب - أن إطلاق البصر قد يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، فالنظر بريد القلب.
ج - أنه يظلم القلب فمن حفظ بصره نور الله بصيرته والعكس بالعكس والشاهد هو قول الله جل وعلا: (كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) [المطففين: 14] .
د- التعرض لسخط الله ومقته ومن سخط الله عليه فقد هلك .
هـ - أنه من جملة المعاصي ومن عاجل عقاب المعصية أن تيسر للعبد معاصٍ أخرى ويحرم التوفيق لكثير من الطاعات ... إلى غير ذلك.(27/612)
وأما عقاب المطلع على تلك الصور فمن جملته هذه الأضرار التي أشرنا إليها آنفاً إضافة إلى ما ينتظره من عذاب الله في الآخرة إن لم يمن الله عليه بالمغفرة والعفو.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
لا بأس بنظر المرأة إلى الرجل من غير ريبة ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 22920 ...
رقم الفتوى
... 28/04/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
سمعت أن النظر إلى دروس العلم على شاشة التلفاز لا تجوز للنساء وأن مداومة النظر كبيرة هل هذا صحيح؟ و جزاكم الله خيرًا
نص الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تنظر من الرجل الأجنبي ما يجوز للرجل أن ينظر إليه من ذوات المحارم، وهو الوجه والكفان والأطراف من غير ريبة، سواء كان ذلك مباشرة بالعين المجردة أو بواسطة آلة جهاز التلفاز أو غيره.
قال المواق في شرحه لمختصر الشيخ خليل المالكي عند قوله: وترى من الأجنبي ما يراه من محرمه.(27/613)
وَمَرئيّ المرأة من رجل أجنبي كمَرأيّ رجل من ذوات محارمه. وفي صحيح البخاري باب نظر المرأة إلى الحبشة وغيرهم في غير ريبة... قال ابن بطال ...: وفيه أنه لا بأس بنظر المرأة إلى الرجل من غير ريبة. ا.هـ منه بتصرف بسيط.
والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــ
الخطبة لا تبيح التقبيل أو الجماع ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 21490 ...
رقم الفتوى
... 30/11/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
السلام عليكم .. قرأت الفاتحة أنا وخطيبتي في أجواء عائلية ولكننا لم نتزوج إلى الآن. فهل تجوز معاشرة خطيبتي معاشرة الأزواج؟
نص الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالخاطب أجنبي عن مخطوبته، فلا يحل له النظر إليها ولا التقبيل ولا ما هو أعظم منه مما ذكرت، بل هو كسائر الناس حتى يتم عقد النكاح، وإنما أباح الشارع له أن ينظر إلى من يريد خطبتها أول الأمر ليكون ذلك مرغباً له في نكاحها ومعرفاً له لصفة من يرتبط بها، وهذا إنما يكون مرة واحدة أو مرتين عند الحاجة.
وأما ما يفعله بعض الناس من تمكين الخاطب من رؤية مخطوبته والجلوس معها والخلوة بها، فهذا منكر عظيم وإثم مبين، ومن مكن الخاطب ممن هي في ولايته يجلس معها ويذهب بها ويجيء كيف شاء فهو ديوث.(27/614)
فالواجب على ولي أمر الفتاة أن يصونها عن هذا العمل المحرم، وأن يمنعها من الخاطب، كما يمنعها من غيره من الرجال الأجانب، والواجب عليك أيتها السائلة أن تتوبي إلى الله تعالى مما سبق وأن تصري على عدم العودة لذلك، وأن تندمي عليه أشد الندم، واعلمي أن من أرادت التوفيق والسعادة في حياتها الزوجية فعليها أن تبدأها بطاعة الله تعالى لا بالمعصية والإثم، ويجب ألا تغتري ولا تنخدعي بما يظهره لك هذا الخاطب من العاطفة والحب، فإن الحرام لا عبرة به، ولا يقاس عليه، لأن الشيطان يزينه والنفس تميل إليه، وكم من خاطب أظهر هذا الود المحرم، ثم بدا منه خلافه بعد الزواج، وقد يكون عقوبة من الله تعالى للزوجين لاقترافهما ما حرم الله عليهما. وأما قول الخاطب: إنك أصبحت الآن زوجتي أمام الله فهذا كلام من أبطل الباطل وأبينه، فإن الخطبة ليست زواجاً، ورضى المرأة بالخاطب لا يجعلها زوجة له، ما لم يتم العقد الصحيح المشتمل على ولي المرأة والشهود.
ولهذا نؤكد على ما سبق بيانه من أن ما يحصل بين الرجل والمرأة أثناء مدة الخطبة من نظر زائد، أو خلوة أو تقبيل منكر عظيم، وحرام ظاهر، بل هذا نوع من الزنا، كما جاء في الحديث: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوي ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه" رواه مسلم.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
رؤية المخطوبة ...
عنوان الفتوى
... عبد الله الفقيه ...
اسم المفتى
... 22483 ...
رقم الفتوى(27/615)
... 21/02/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز للخاطب اثناء فترة الخطوبة رؤية خطيبته مع عدم الاختلاء بها عدة مرات؟
نص الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل حرمة النظر إلى المرأة الأجنبية، واستثنى من هذا الأصل النظر إلى من يريد المرء خطبتها . فإذا حصل المقصود، وهو التعرف على ما يدعو للنكاح أو عدمه رجع الحكم إلى الأصل وهو عدم الرؤية، فإن لم تتحقق المصلحة من الرؤية الأولى جاز أن ينظر مرة ثانية أو ثالثة، والرؤية تكون في وجود محرم للمرأة.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
هل يجوز لها أن تصلي أمام الموظفين في الشركة ؟
سؤال:
أنا امرأة أعمل في شركة هل يجوز لي أن أصلي أمام الموظفين بنفس الغرفة ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا :
يُعلم من سؤالكِ أنك تعملين في عمل مختلط مع الرجال ، والاختلاط يترتب عليه مفاسد ومحاذير كثيرة لا تخفى على أهل البصائر ، وراجعي السؤال رقم (1200) لمعرفة أدلة تحريم الاختلاط .
وقد أفتى الثقات من أهل العلم بتحريم العمل المختلط ، ومن ذلك ما جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/156) : " الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز(27/616)
للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك " انتهى .
وراجعي السؤال رقم (6666) ففيه : هل تستمرّ في عمل تختلط فيه بالرجال ؟
ثانيا :
من ابتليت بهذا العمل المختلط ، فإن أمكنها أداء الصلاة في بيتها فهو أفضل ، كأن يكون رجوعها إلى بيتها قبل العصر بوقت يتسع لأداء صلاة الظهر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا ، وَصَلاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي بَيْتِهَا ) رواه أبو داود (570) وصححه الألباني في صحيح أبي داود ؛ ولما فيه من الستر والصيانة عن نظر الرجال .
وإن كان لا يمكنها إدراك الصلاة في بيتها ، فإنها تختار أستر مكان في محل عملها ، وتصلي صلاتها ، ملتزمة بحجابها ، ساترة لجميع بدنها ، ولا يجوز لها أن تؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ) النساء/103 .
قال السعدي رحمه الله :
" أي : مفروضا في وقته . فدل ذلك على فرضيتها , وأن لها وقتا , لا تصح إلا به , وهو هذه الأوقات , التي قد تقررت عند المسلمين , صغيرهم وكبيرهم , عالمهم وجاهلهم ، وأخذوا ذلك عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : (صلوا كما رأيتموني أصلي ) " انتهى .
"تفسير السعدي" ( ص 204) .
وقد جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (17/255) :
" المرأة الحرة عورة يحرم عليها كشف وجهها وكفيها بحضرة الرجال الأجانب منها ، سواء كانت في الصلاة أو في حالة الإحرام أو في غير ذلك من الحالات العادية ؛ لما روت عائشة رضي الله عنها قالت : ( كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ) رواه أحمد وأبوداود وابن ماجه .(27/617)
وإذا كان هذا في حالة الإحرام المطلوب فيه كشف وجه المرأة ففي غيرها أولى ؛ لعموم قوله عز وجل : ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) " انتهى .
واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، ومن اتقى الله تعالى جعل له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ، فبادري بترك العمل المختلط ، وابحثي عن العمل المباح الذي يبارك الله تعالى فيه .
وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
سفر المرأة بدون محرم ... العنوان
لي أخت تقيم في أمريكاوأنا متزوجة وحامل وأرغب(لأسباب طارئة) في الذهاب عندها وقت ميلاد طفلي الأول . ونظرا لظروف عمل زوجي الصعبة وعدم توفر المادة فلن يستطيع القدوم معي. فهل يجوز سفري أم لا ؟علماً بأن عمي موجود قريباً من مكان أختي.
... السؤال
18/01/2000 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأصل المقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدها، بل
يجب أن تكون في صحبة زوجها، أوذي محرم لها.
ومستند هذا الحكم ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم ".(27/618)
وعن أبي هريرة مرفوعًا: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم " (رواه مالك والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة).
وعن أبي سعيد عنه - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذي محرم ". (رواه الشيخان في رواية لهما عن أبي سعيد).
وعن ابن عمر: " لا تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم ". (متفق عليه من حديث ابن عمر).
والظاهر أن اختلاف الروايات لاختلاف السائلين وسؤالهم، فخرجت جوابًا لهم، غير أن أبا حنيفة رجح حديث ابن عمر الأخير، ورأى أن لا يعتبر المحرم إلا في مسافة القصر . وهو رواية عن أحمد.
وهذه الأحاديث تشمل كل سفر، سواء كان واجبًا كالسفر لزيارة أو تجارة أو طلب علم أو نحو ذلك.
وليس أساس هذا الحكم سوء الظن بالمرأة وأخلاقها، كما يتوهم بعض الناس، ولكنه احتياط لسمعتها وكرامتها، وحماية لها من طمع الذين في قلوبهم مرض، ومن عدوان المعتدين من ذئاب الأعراض، وقطاع الطرقات، وخاصة في بيئة لا يخلو المسافر فيها من اجتياز صحار مهلكة، وفي زمن لم يسد فيه الأمان، ولم ينتشر العمران.
ولكن ما الحكم إذا لم تجد المرأة محرمًا يصحبها في سفر مشروع: واجب أو مستحب أو مباح ؟ وكان معها بعض الرجال المأمونين، أو النساء الثقات، أو كان الطريق آمنًا.
لقد بحث الفقهاء هذا الموضوع عند تعرضهم لوجوب الحج على النساء . مع نهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تسافر المرأة بغير محرم.
( أ ) فمنهم من تمسك بظاهر الأحاديث المذكورة، فمنع سفرها بغير المحرم، ولو كان لفريضة الحج، ولم يستثن من هذا الحكم صورة من الصور.(27/619)
( ب ) ومنهم من استثنى المرأة العجوز التي لا تشتهي، كما نقل عن القاضي أبي الوليد الياجي، من المالكية، وهو تخصيص للعموم بالنظر إلى المعنى، كما قال ابن دقيق العيد، يعني مع مراعاة الأمر الأغلب فتح الباري ج 4 ص 447.
( ج ) ومنهم من استثنى من ذلك ما إذا كانت المرأة مع نسوة ثقات . بل اكتفى بعضهم بحرة مسلمة ثقة.
( د ) ومنهم من اكتفى بأمن الطريق . وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية . ذكر ابن مفلح في (الفروع) عنه قال: تحج كل امرأة آمنة مع عدم المحرم، وقال: إن هذا متوجه في كل سفر طاعة .. ونقله الكرابيسي عن الشافعي في حجة التطوع . وقال بعض أصحابه فيه وفي كل سفر غير واجب كزيارة وتجارة. (انظر: الفروع ج 3، ص 236، 237، ط.ثانية).
ونقل الأثرم عن الإمام أحمد: لا يشترط المحرم في الحج الواجب . وعلل ذلك بقوله: لأنها تخرج مع النساء، ومع كل من أمنته.
بل قال ابن سيرين: مع مسلم لا بأس به.
*و قال الأوزاعي: مع قوم عدول.
*و قال مالك: مع جماعة من النساء.
*و قال الشافعي: مع حرة مسلمة ثقة . وقال بعض أصحابه: وحدها مع الأمن. (الفروع ج 3، ص 235 - 236).
قال الحافظ ابن حجر: والمشهور عند الشافعية اشتراط الزوج أو المحرم أو النسوة الثقات . وفي قول: تكفي امرأة واحدة ثقة . وفي قول نقله الكرابيسي وصححه في المهذب تسافر وحدها إذا كان الطريق آمنًا.
وإذا كان هذا قد قيل في السفر للحج والعمرة، فينبغي أن يطرد الحكم في الأسفار كلها، كما صرح بذلك بعض العلماء (فتح الباري ج 4 ص 447، ط. مصطفى الحلبي) . لأن المقصود هو صيانة المرأة وحفظها وذلك متحقق بأمن الطريق، ووجود الثقات من النساء أو الرجال.
والدليل على جواز سفر المرأة من غير محرم عند الأمن ووجود الثقات :(27/620)
أولأً: ما رواه البخاري في صحيحه أن عمر رضي الله عنه أذن لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر حجة حجها، فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن، فقد اتفق عمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ونساء النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، ولم ينكر غيرهم من الصحابة عليهن في ذلك . وهذا يعتبر إجماعًا. (المصدر السابق).
ثانيًا: ما رواه الشيخان من حديث عدي بن حاتم، فقد حدثه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مستقبل الإسلام وانتشاره، وارتفاع مناره في الأرض. فكان مما قال: " يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة (بالعراق) تؤم البيت لا زوج معها، لا تخاف إلا الله ... إلخ " وهذا الخبر لا يدل على وقوع ذلك فقط، بل يدل على جوازه أيضًا، لأنه سبق في معرض المدح بامتداد ظل الإسلام وأمنه.
هذا ونود أن نضيف هنا قاعدتين جليلتين :
أولأً: أن الأصل في أحكام العادات والمعاملات هو الالتفات إلى المعاني والمقاصد بخلاف أحكام العبادات، فإن الأصل فيها هو التعبد والامتثال، دون الالتفات إلى المعاني والمقاصد . كما قرر ذلك الإمام الشاطبي ووضحه واستدل له.
الثانية: إن ما حرم لذاته لا يباح إلا للضرورة، أما ما حرم لسد الذريعة فيباح للحاجة . ولا ريب أن سفر المرأة بغير محرم مما حرم سدًا للذريعة.
كما يجب أن نضيف أن السفر في عصرنا، لم يعد كالسفر في الأزمنة الماضية، محفوفًا بالمخاطر لما فيه من اجتياز الفلوات، والتعرض للصوص وقطاع الطرق وغيرهم.
بل أصبح السفر بواسطة أدوات نقل تجمع العدد الكثير من الناس في العادة، كالبواخر والطائرات، والسيارات الكبيرة، أو الصغيرة التي تخرج في قوافل . وهذا يجعل الثقة موفورة، ويطرد من الأنفس الخوف على المرأة، لأنها لن تكون وحدها في موطن من المواطن.
ولهذا لا حرج أن تسافر مع توافر هذا الجو الذي يوحي بكل اطمئنان وأمان.
وبالله التوفيق .
ــــــــــــــ(27/621)
لا تستطيع خلع الحجاب عند الوضوء في محل عملها فهل تمسح عليه ؟
سؤال:
أنا أعمل في شركة ومن الصعب علي الوضوء للصلاة ( أي خلع الحجاب لمسح الشعر والأذنين ) والسؤال هل الأفضل أن أمسح على الحجاب وأمسح الأذنين قدر استطاعتي فقط ؟ أم أن أجمع صلاة الظهر والعصر بالمنزل ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا :
الظاهر أن تحرجك من خلع الحجاب هو لوجود الرجال الأجانب في محل عملك ، فإن كان الأمر كذلك فاعلمي أن اختلاط المرأة بالرجال الأجانب عنها يترتب عليه مفاسد ومحاذير كثرة ، كالخلوة والنظر والخضوع بالقول وفتنة القلب وغير ذلك مما لا يخفى على أهل البصائر ، وراجعي السؤال رقم (1200) لمعرفة أدلة تحريم الاختلاط .
ثانيا :
من ابتليت بذلك ، وحان وقت الصلاة أثناء عملها ، ولم يمكن تأخيرها إلى حين رجوعها لبيتها ، فإنها تصلي في أستر موضع في محل العمل ، مع سترها لوجهها وكفيها وجميع بدنها عن الرجال الأجانب ، وقد سبق بيان ذلك في السؤال رقم (39178) .
ثالثا :
قولك : إنه من الصعب خلع الحجاب لمسح الشعر والأذنين في الوضوء ، يثير تساؤلا ، وهو كيف تغسلين ذراعيك وقدميك في حضرة الرجال ؟
ولا يخفى عليك أن الذراعين والقدمين هما من العورة التي يجب سترها عن الأجانب ، وأما الوجه والكفان ففيهما خلاف ، والراجح وجوب سترهما أيضا ، وانظري السؤال رقم (11774) .
رابعا :(27/622)
يجوز للمرأة أن تمسح على خمارها عند الحاجة ، كشدة البرد ، أو مشقة خلع الحجاب ولبسه .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجوز للمرأة أن تمسح على خمارها ؟
فأجاب : " المشهور من مذهب الإمام أحمد ، أنها تمسح على الخمار إذا كان مدارا تحت حلقها ، لأن ذلك قد ورد عن بعض نساء الصحابة رضي الله عنهن .
وعلى كل حال فإذا كانت هناك مشقة ، إما لبرودة الجو أو لمشقة النزع واللف مرة أخرى ، فالتسامح في مثل هذا لا بأس به ، وإلا فالأولى ألا تمسح " انتهى .
"فتاوى الطهارة" (ص 171) .
وقال في "شرح منتهى الإرادات" (1/60) : " و يصح المسح أيضا على خُمُرِ نساء مُدارةٍ تحت حلوقهن ؛ لأن أم سلمة كانت تمسح على خمارها ، ذكره ابن المنذر " انتهى .
ومادام الخمار ساترا للأذنين ، فإنه يكفي المسح على الخمار ، ولا يلزم إدخال اليدين تحت الخمار لمسحهما ، وكذلك الرجل إذا لبس عمامة ، فإنه لا يلزمه مسح الأذنين ، ولو كانتا مكشوفتين ، بل يستحب ذلك فقط .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ويسن أيضا أن يمسح ما ظهر من الرأس كالناصية وجانب الرأس والأذنين ".
"فتاوى الطهارة" (ص 170) .
خامسا :
على المرأة المسلمة أن تحرص على تقوى الله تعالى ، وامتثال أمره ، واجتناب نهيه ، والبعد عن العمل المختلط الذي قد يُحل بها غضب الله وسخطه ، والحذر من إيثار الدنيا على الآخرة ، فإنها متاع زائل ، وما عند الله لا ينفد . وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ) صححه الشيخ الألباني رحمه الله في "حجاب المرأة المسلمة" (ص 49) .
نسأل الله أن يوفقك لما فيه خيرك في الدنيا والآخرة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب(27/623)
ــــــــــــــ
حكم صلاة المرأة المتزينة بالذهب ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ صالح الفوزان ...
اسم المفتى
... 15353 ...
رقم الفتوى
... 23/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز للمرأة المسلمة أن تصلي وهي تضع عقدًا في رقبتها أو خاتم أو تصلي وأمامها صورة أو مرآة أفيدونا بارك الله فيكم؟
نص الفتوى
الحمد لله
يجب على المسلم أن يبتعد عن كل ما يشغله عن صلاته ويشوش عليه فلا ينبغي أن يصلي إلى مرآة أو إلى باب مفتوح أو غير ذلك مما يشغله أو يشوش عليه صلاته وكذلك لا ينبغي للإنسان أن يصلي في مكان فيه صور معلقة أو منصوبة. لأن في هذا تشبهًا بالذين يعبدون الصور هذا من ناحية ومن ناحية ثانية أن هذه الصور إذا كانت أمامه تشوش عليه صلاته وينشغل بالنظر إليها. أما قضية لبس المرأة للحلي وهي في الصلاة فهذا أيضًا من الشواغل التي تشغل المصلية فلا ينبغي أن تعمل في صلاتها عملاً يشغلها عنها بل تؤخر لبس الحلي أو لبس المصاغ إلى أن تفرغ من الصلاة لكن لو فعلت هذا ولبسته ولم يستهلك وقتًا طويلاً ولم يستهلك عملاً كثيرًا فإن صلاتها صحيحة، لأن العمل اليسير لا يؤثر على الصلاة كتعديل الثوب والعمامة ولبس الساعة وما أشبه ذلك.
ــــــــــــــ(27/624)
هل تأثم بحضورها حفلات الزواج المنكرة إن جلست بعيدا وعاونتهم في الطبخ ونحوه؟
سؤال:
يكون الاحتفال بالأعراس في بلادنا بالطبل والغناء والرقص ، فهل علي من إثم لو ذهبت إلي العرس وجلست بعيداً عن مجلس الغناء وخاصة في أعراس أهل زوجي وأهلي فلا أستطيع عدم الذهاب والمعاونة في الأمور المباحة مثل الطبخ وغيره ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا :
لا يجوز حضور حفلات الأعراس المشتملة على المنكرات ، كالأغاني المصحوبة بالطبل ، أو سواه من المعازف ، إلا الدف ، أو المشتملة على الاختلاط بين الرجال والنساء ، أو غير ذلك من المنكرات ، إلا لمن يقدر على إنكارها ، ويغلب على ظنه زوال المنكر بإنكاره .
قال ابن قدامة رحمه الله : " إذا دعي إلى وليمة فيها معصية ، كالخمر والزمر والعود ونحوه ، وأمكنه الإنكار وإزالة المنكر ، لزمه الحضور والإنكار ؛ لأنه يؤدي فرضين : إجابة أخيه المسلم ، وإزالة المنكر . وإن لم يقدر على الإنكار ، لم يحضر . وإن لم يعلم بالمنكر حتى حضر ، أزاله ، فإن لم يقدر انصرف . ونحو هذا قال الشافعي " انتهى من "المغني" (7/214) .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة ما نصه : " إذا كانت حفلات الزواج خالية من المنكرات كاختلاط الرجال بالنساء والغناء الماجن أو كانت إذا حضرتْ غَيَّرت ما فيها من منكرات جاز لها أن تحضر للمشاركة في السرور ، بل الحضور واجب إن كان هناك منكر تقوى على إزالته .
أما إن كان في الحفلات منكرات لا تقوى على إنكارها فيحرم عليها أن تحضرها لعموم قوله تعالى : ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ) الأنعام/70 ، وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ(27/625)
اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) لقمان/6 ، والأحاديث الواردة في ذم الغناء والمعازف كثيرة جدا " انتهى ، نقلا عن "فتاوى المرأة" ، جمع : محمد المسند (ص 92) .
ثانيا :
إذا كان ذهابك للعرس ومشاركتك في الطبخ ونحوه ، لا يترتب عليه سماع المنكر ، أو إقراره أو الإعانة عليه ، كأن يكون محل المنكر بعيدا عنك ، أو أن تنصرفي من المكان قبل شروعهم في منكراتهم ، فلا حرج عليك في الذهاب حينئذ ، وينبغي أن تبذلي لهم النصح ، وتبيني لهم حكم هذه المنكرات ، وتحريم المشاركة فيها .
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) النساء/140 :
" قوله تعالى : ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) أي غير الكفر , ( إنكم إذا مثلهم ) : فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر . قال الله عز وجل : ( إنكم إذا مثلهم ) فكل من جلس في مجلس معصية ، ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء .
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية " انتهى .
وقال السعدي رحمه الله :
" وكذلك يدخل فيه حضور مجالس المعاصي والفسوق , التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه , وتقتحم حدوده التي حدها لعباده . ومنتهى هذا النهي عن القعود معهم ( حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) أي : غير الكفر بآيات الله والاستهزاء بها . ( إِنَّكُمْ إِذًا ) أي : إن قعدتم معهم في الحال المذكور ( مَثَلُهُمْ ) لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم , والراضي بالمعصية كالفاعل لها .(27/626)
والحاصل أن من حضر مجلسا يعصى الله به , فإنه يتعين عليه الإنكار عليهم مع القدرة , أو القيام مع عدمها " انتهى .
"تفسير السعدي" (ص 217) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
هل يجوز عمل المرأة مسوِّقة منتوجات على الهاتف ؟
سؤال:
هناك شركات أجنبية في المغرب تمتلك شركات أجنبية في الغرب وتقوم هذه الشركات التي في المغرب بخدمة زبائن الشركات التي في الغرب عبر الهاتف حيت إنها - الشركات التي في المغرب- إما أن يتصل بها الزبائن الغربيون غالبا لقضاء حاجتهم أو أن تتصل هي بمواطن يوجد بالضرورة في الغرب - أوربا - لتبيع منتجاتها عبر الهاتف بمحاولة إقناع الموظف للمواطن ، وهم - أي : الشركات - يسوِّقون مختلف المنتوجات والخدمات مثل الهاتف النقال ، والإنترنت ، والتأمين ، والكمبيوتر ... الخ .
هذه الشركات بدأت تتكاثر بسرعة هائلة والشباب - حتى الشابات - يتهافتون على أبوابها لأنها تعطي راتباً جيِّداً ، والحكومة أيضا تساعد على ذلك ( خصصت تكويناً خاصّاً يدوم شهرين ) علما أن الفتنة منتشرة في مثل هذه الشركات - تبرج النساء - .
ما هو حكم العمل فيها حلال أم حرام ؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز للرجل ولا للمرأة العمل في أماكن يختلط فيه النساء والرجال ، ومفاسد الاختلاط كثيرة ، وهي من أعظم طرق الشيطان للإيقاع بالمسلم في الفواحش والرذائل ، ولهذا سدَّ الشرع المطهَّر أمام المسلم الطرق التي تؤدي به للوقوع في الحرام .(27/627)
وقد ذكرنا تحريم الاختلاط في جواب السؤال رقم ( 1200 ) وذكرنا شواهد لعاملات تعرضن لمضايقات وتحرشات ، وهو ما يؤكد أن ما جاء به الشرع من تحريم الاختلاط هو الذي يحفظ على المرأة حياءها وعفافها ، وهو الذي يحفظ الرجل من إطلاق بصره ، ويحفظ له نفسه أن تؤدي به إلى مهاوي الردى .
ولا مانع من عمل المرأة إن كانت مع نساء مثلها ، أو كانت وحدها وترد على الزبائن أو تتصل بهم لعرض بضاعة شركتها ومؤسستها على أن تلتزم الأدب في الكلام فلا تخضع بالقول مع الرجال ؛ لقول الله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32 .
وانظر جواب السؤال رقم ( 27304 ) وفيه بيان حكم مخاطبة النساء في العمل ، وجواب السؤال رقم ( 20140 ) وفيه بيان حكم عمل المرأة سكرتيرة في مكتب للرجال .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم تزين الأرملة ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ صالح الفوزان ...
اسم المفتى
... 16408 ...
رقم الفتوى
... 01/01/1900 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال(27/628)
هل يحق للمرأة الأرملة أن تضع زينة على وجهها كالكحل مثلاً أفيدوني بارك الله فيكم؟
نص الفتوى
الحمد لله
إن كان قصدها بالأرملة المعتدة من الوفاة في مدة التربص التي ذكرها الله بقوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [سورة البقرة: آية 234.] وعدة الوفاة يحرم على المرأة فيها التزين سواء بالحلي أو بالأصباغ أو غير ذلك فلا تتزين المرأة ولا تلبس الزينة في هذه الفترة وكذلك لا تتطيب ولا تكتحل الكحل الذي يتخذ للجمال ولها أن تداوي عينيها بالدواء الذي ليس فيه زينة أما الاكتحال والخضاب وأنواع الزينة المستحدثة الآن التي تتجمل بها النساء من المساحيق وغيرها وكذلك الطيب بأنواعه وكذلك الحلي بأنواعه وكذلك ثياب الزينة بأنواعها فالمرأة ممنوعة من هذه الأشياء مدة العدة وهذا ما يسمى بالإحداد. الإحداد مدة العدة هو ترك الزينة بأن تتجنب كل ما يرغب في النظر إليها من أنواع الزينة والطيب.
ــــــــــــــ
أسلمت وأهلها لا يدرون ويريدون تزويجها لغير مسلم
سؤال:
أسلمت من سنتين أو ثلاث ، والحمد لله ، فقد تأثرت بأحد الشباب في الجامعة حيث كنا ندرس سويّاً ، ثم بدأ كل واحد منا يعجب بالآخر ، ونحن نرغب الآن في الزواج ، وبما أن عائلتي كافرة فهي تعارض تماماً هذه العلاقة ، وكذلك الحال مع والدَي الشاب .
والداي لا يعلمان بأمر إسلامي ، فأنا أمارسه في السر ، وأفيدكم أني راغبة في الزواج من المذكور وأن أعيش حياة إسلامية بعد ذلك ، أنا لا أريد أن أتزوج شخصاً كافراً ، ووالداي يريدان مني أن أرجع لبلدي لأتزوج من شخص يدين بدينهما ، فهل من الضروري أن يوافق والدانا - أنا وهو - على الزواج ؟ وهل يمكننا الزواج بدون علمهم ، أو تأجيل استئذانهم ؟ أخشى أن يموت والداي إن هما(27/629)
سمعا أني أسلمت أيضاً ، فهما يكرهان المسلمين ، وأنا لا أعرف كيف أقنعهما ، هل يجب علي إقناعهما بزواجي ، أم يجوز أن أخالف رغبتهما ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
قبل الإجابة يسرنا أن نهنئك على الدخول في الإسلام ، وهو الدين الخاتم للأديان ، وقد رضيه الله تعالى للخليقة كلها ، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم ليكون للعالَمين بشيراً ونذيراً ، وقد سبقكِ كثير ممن هدى الله تعالى قلوبهم لهذا الدين العظيم ، وقد حُرمه كثيرون بسبب عنادهم ومكابرتهم ، فيجب عليكِ أن تديمي الشكر لربكِ تعالى أن أخرجك من ظلمات الكفر والجهل إلى نور التوحيد والعلم ، ويجب عليكِ أن تتعلمي أحكام الدين لتزدادي طمأنينة بحسن اختيارك وليثبت الله به قلبكِ .
ثانياً :
ولا يمنعنا إسلامكِ الجديد من أن نخبركِ بأن هذا الدين جاء بأحكامٍ عظيمة ، يحفظ بها للمسلم دينه وعقله وماله وعِرضه ونسبه ، لذا ففيه ما هو حرام ممنوع من أجل المحافظة على ذلك ، وفيه ما هو ما واجب لأجل الأمر نفسه ، ومما يتعلق بسؤالكِ هنا أمران :
فمن باب الحفاظ على العِرض والنسب حرَّم الإسلامُ الاختلاط بين الجنسين ، وخلوة الرجل بالمرأة ، ولمسها بيده ، فضلاً عما هو أكبر من ذلك من فاحشة الزنا ، لذا فإننا نرى أن المرأة جوهرة لا يصح أن تكون سلعة رخيصة – كما هو الحال في دول الكفر ومن تبعهم من سفهاء المسلمين – في الدعايات والصحف والمجلات ، وإن لها دوراً عظيماً ينتظرها بصفتها زوجة وأمّاً .
والأمر الثاني : حفاظاً على دين المرأة فإن الله تعالى قد حرَّم زواج المسلمة بالكافر ، وهو أمر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :(27/630)
" والكافر لا تحل له المرأة المسلمة بالنص والإجماع قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّار لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) . . .
المسلمة لا تحل للكافر بالنص والإجماع - كما سبق - ولو كان الكافر أصليّاً غير مرتد ، ولهذا لو تزوج كافرٌ مسلمةً : فالنكاح باطل ، ويجب التفريق بينهما ، فلو أسلم وأراد أن يتزوجها لم يكن له ذلك إلا بعقدٍ جديدٍ " انتهى باختصار .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / 138 - 140 ) .
ثالثاً :
ويشترط في عقد الزواج حتى يكون صحيحاً وجود وليٍّ للمرأة ، ولا يجوز أن يكون الكافرُ وليّاً للمسلمة بلا خلافٍ بين العلماء .
قال ابن قدامة :
أما الكافر : فلا ولاية له على مسلمةٍ بحال , بإجماع أهل العلم , منهم : مالك , والشافعي , وأبو عبيد , وأصحاب الرأي ، وقال ابن المنذر : أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم .
" المغني " ( 7 / 21 ) .
وحتى في مثل حالكِ فإنه لا بدَّ من وليٍّ في الزواج ، فإن لم يكن أحد أوليائك مسلماً : فيزوجكِ من يقوم مقام السلطان وهو القاضي الشرعي أو المفتي أو شيخ المركز الإسلامي ، أو إمام المسجد .
ولا يجب عليك استئذان والدك في زواجك لأنه لا ولاية له عليه ، وإذا تمَّ هذا الزواج فإنه يجوز أن يبقى خبره بعيداً عن والديك ، ولا يجب عليكِ إخبارهما به .
رابعاً :
ولو كان الوليُّ مسلماً فإنه لا يجوز له إجبار ابنته على الزواج بمن لا ترغب ، وقد جعلت الشريعة الإسلامية المطهرة رضاها أحد أركان العقد ، ولا يكون العقد صحيحاً إذا كانت مكرهة عليه ، وإن ثبت إكراهها على الزواج : فإن القاضي المسلم يخيرها بين إمضاء العقد أو فسخه .(27/631)
كما لا يجوز للوالدين أو أحدهما أن يجبر ابنه على نكاح من لا يرغب ، ولم يجعل الله تعالى رضا الوالدين أو أحدهما شرطاً من شروط صحة نكاح الابن ، لكن ينبغي للابن أن يترفق بوالديه عندما يرفض الاستجابة لرغبتهما ، وعليه أن يبذل وسعه لكسب رضاهما عنه وعن زواجه بمن يرغب .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا يجوز أن يجبر الوالد ابنه على أن يتزوج امرأة لا يرضاها سواء كان لعيب فيها ديني أو خلقي ، وما أكثر الذين ندموا حين أجبروا أولادهم أن يتزوجوا بنساء لا يريدونهن ، يقول : تزوجها لأنها بنت أخي ، أو لأنها من قبيلتك ، وغير ذلك ، فلا يلزم الابن أن يقبل ، ولا يجوز لوالده أن يجبره عليها . وكذلك لو أراد أن يتزوج بامرأة صالحة ، ولكن الأب منعه ، فلا يلزم الابن طاعته ، فإذا رضى الابن زوجة صالحة ، وقال أبوه : لا تتزوج بها ، فله أن يتزوج بها ولو منعه أبوه ، لأن الابن لا يلزمه طاعة أبيه في شي لا ضرر علي أبيه فيه ، وللولد فيه منفعة ، ولو قلنا : إنه يلزم الابن أن يطيع والده في كل شي حتى في ما فيه منفعة للولد ولا مضرة فيه على الأب لحصل في هذا مفاسد ، ولكن في مثل هذه الحال ينبغي للابن أن يكون لَبِقاً مع أبيه ، وأن يداريه ما استطاع وأن يقنعه ما استطاع " انتهى .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 640 ، 641 ) .
خامساً :
عليك بذل ما تستطيعين من أجل إنقاذ والديكِ وإدخالهما في الإسلام ، حتى تتم لكِ ولهما السعادة الدنيوية والأخروية ، ويمكنك أن تسلكي طرقاً كثيرة متعددة لدعوتهم إلى الإسلام ، ومنها : أن تراسليهم بالبريد الإلكتروني – مثلاً – دون أن يعلموا أن الرسائل منكِ ، ويمكنك تزويد عنوانهم لبعض المختصين بالعلوم الشرعية والدعوة ليقوموا بالمهمة عنكِ ، كما يمكنك الاستعانة بالمركز الإسلامي القريب منهم ليقوم بعض الدعاة بزيارتهم ودعوتهم ، ويمكنك مراسلتهم بالبريد العادي وتزويدهم بأشرطة وكتيبات تعرِّف بدين الإسلام .(27/632)
وأنتِ أعلم بحالهم من غيرك ، وقد يكون إخبارهم بإسلامك فتح باب أمامهم للدخول في الإسلام ، فإن كان هذا واقعاً فأخبريهم ، وإن رأيتِ أن لا نفع من هذا ، وأنه يؤثر فيهم سلباً أو قد يتسبب في التضييق عليك فلا تخبريهم ، ويمكن تأجيل ذلك فترة حتى يفتح الله عليهم ، واستعيني بالله تعالى وتضرعي إليه بالدعاء الصادق أن يهديهم .
نسأل الله تعالى لك الثبات على هذا الدين ، ونسأله تعالى أن يهدي والديك للإسلام .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
تريد العمرة وتخشى من الزحام مع الرجال
سؤال:
أريد أن أعمل عمرة في شهر رمضان ، لكن هذا الاختلاط الشديد بالرجال بل الالتصاق أيضا ، هل هذا جائز ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
الاختلاط بين الرجال والنساء حرام ، وقد سبق تفصيل هذا في جواب السؤال رقم ( 1200 ) فلينظر .
ثانياً :
قد راعت الأحكام الشرعية طبيعة المرأة ، واستغلال الشيطان لفتنتها ، فجاءت النصوص الشرعية الصحيحة تأمرها بأن تقر في بيتها ، وأن لا تتبرج ، وأن لا تزاحم الرجال ، بل إن النصوص الشرعية لم توجب عليها ما أوجبته على الرجال مثل حضور صلاة الجمعة والجماعات .
ومزاحمة المرأة للرجال من أعظم أسباب الفتن , ولذلك جاء الشرع بسد هذا الباب من أبواب الفتن , وحماية العبادات عن كل ما ينافيها , ففي صلاة العيد : أمر(27/633)
الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالخروج إليها , ولكن يكنَّ في مصلىً خاص بهن بعيداً عن الرجال . وفي الحج والعمرة أيضاً جاء الشرع بمنع اختلاط الرجال والنساء , وبما يحفظ النساء عن مزاحمة الرجال , ويتبين ذلك من وجوه :
أولها : أن الشارع لم يوجب على المرأة حجّاً أو عمرة إلاّ إذا كان معها محرم .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم ، فقال رجل : يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج ، فقال : اخرج معها ) رواه البخاري ( 1763 ) ومسلم ( 1341 ) .
ثانيها : أن الشارع رخَّص لمن كان معه نساء , أن يدفع من مزدلفة بليل .
فعن عبد الله مولى أسماء عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ الْمُزْدَلِفَةِ فَقَامَتْ تُصَلِّي فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالَتْ : يَا بُنَيَّ هَلْ غَابَ الْقَمَرُ ؟ قُلْتُ : لا ، فَصَلَّتْ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَتْ : يَا بُنَيَّ هَلْ غَابَ الْقَمَرُ ؟ قُلْت : نَعَمْ ، قَالَتْ : فَارْتَحِلُوا ، فَارْتَحَلْنَا ، وَمَضَيْنَا حَتَّى رَمَتْ الْجَمْرَةَ ، ثُمَّ رَجَعَتْ ، فَصَلَّتْ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا هَنْتَاهُ مَا أُرَانَا إِلا قَدْ غَلَّسْنَا ، قَالَتْ : يَا بُنَيَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِلظُّعُنِ . رواه البخاري ( 1595 ) .
والحديث بوَّب عليه الإمام البخاري بقوله : " بَاب مَنْ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ بِلَيْلٍ فَيَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيَدْعُونَ وَيُقَدِّمُ إِذَا غَابَ الْقَمَرُ " .
يا هَنْتاه : يا هذه .
الظُّعُن : جمع ظعينة ، وهي المرأة .
ثالثها : استحباب البعد عن البيت في الطواف لئلا تختلط بالرجال ، ولو كان في البعد عدم استلام الحجر الأسود .
فعن عَطَاء قَالَ : طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الرِّجَالِ . قيل له : كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَطُوفُ حَجْرَةً مِنْ الرِّجَالِ لا تُخَالِطُهُمْ ، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ : انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : انْطَلِقِي عَنْكِ وَأَبَتْ . رواه البخاري ( 1539 ) .
حَجرة من الرجال : بعيدة عنهم .(27/634)
وقال ابن جماعة رحمه الله :
" ومن أكبر المنكرات ما يفعله جهلة العوام في الطواف من مزاحمة الرجال بأزواجهم سافرات عن وجههن ، وربما كان ذلك في الليل ، وبأيديهم الشموع متقدة ..."
إلى أن قال :
" نسأل الله أن يلهم ولي الأمر إزالة المنكرات " .
وقال ابن حجر الهيتمي - بعد أن نقل كلامه - :
" فتأمله تجده صريحاً في وجوب المنع حتى من الطواف عند ارتكابهن دواعي الفتنة " .
" الفتاوى الفقهية " ( 1 / 201 ، 202 ) .
ثالثاً :
وإذا أرادت المرأة أن تعتمر فيجب عليها أن تسافر ع محرم لها , حتى يحفظها ويصونها , وعليها أن تختار الأوقات التي يكون الحرم فيها غير مزدحم , أما مواسم الزحام كشهر رمضان فالأحسن لها أن تجتنب أداء العمرة فيها , لما يحصل من مزاحمتها للرجال ، ولا يمكنها التحفظ منهم .
وفي جواب السؤال رقم (36514) ذكرنا كلام الشيخ ابن باز رحمه الله أن الأفضل للمرأة الآن في ظل الزحام الشديد ألا تكرر الحج لأن ذلك أسلم لدينها .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم مصافحة نساء الجيران ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ صالح الفوزان ...
اسم المفتى
... 16769 ...
رقم الفتوى(27/635)
... 01/01/1900 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
يسكن بجوارنا أناس منذ مدة طويلة وأنا أعتبرهم كأهلي لطول معاشرتهم لنا فهل يجوز لي مصافحة نسائهم؟
نص الفتوى
الحمد لله
المجالسة مع أفراد الجيران لا تصيرهم إخوة من حيث إباحة النظر والمحرمية، لأنهم أجانب ولا تبيح الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب وترك الحجاب وإن كانوا جيرانًا طيبين، ولا تبيح أن يصافح الرجل النساء اللاتي ليس من محارمهن، ويجب عزل النساء عن الرجال الذين ليسوا من محارمهن ويجب على النساء الحجاب الكامل منهم، قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ} [سورة النور: الآيتين 30، 31.].
ــــــــــــــ
ما الضوابط التي يجب أن تلتزم بها نساء المسلمين في رمضان؟ ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ صالح الفوزان ...
اسم المفتى
... 16824 ...
رقم الفتوى
... 20/06/2004 ...(27/636)
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ما الضوابط التي يجب أن تلتزم بها نساء المسلمين في هذا الشهر الكريم؟
نص الفتوى
الحمد لله
الضوابط التي يجب أن تلتزم بها النساء المسلمات في هذا الشهر الكريم هي:
1ـ أداء الصيام فيه على الوجه الأكمل باعتباره أحد أركان الإسلام، وإذا طرأ عليها ما يمنع الصيام من حيض أو نفاس، أو ما يشق عليها معه الصيام من مرض أو سفر أو حمل أو رضاع، فإنها تفطر مع وجود أحد هذه الأعذار مع عزمها على قضائها من أيام أخر.
2ـ ملازمة ذكر الله من تلاوة قرآن وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وأداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، والإكثار من صلوات النوافل في غير أوقات النهي.
3 ـ حفظ اللسان عن الكلام المحرم من غيبة ونميمة وقول زور وشتم وسب، وغض البصر عن النظر المحرم فيما يعرض من الأفلام الخليعة والصور الماجنة والنظر إلى الرجال بشهوة.
4ـ البقاء في البيوت وعدم الخروج منها إلا لحاجة مع التستر والحشمة والحياء، وعدم مخالطة الرجال والكلام المريب معهم مباشرة أو بواسطة الهاتف، قال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [سورة الأحزاب: آية 32.]، فإن بعض النساء أو كثيرًا منهن يخالفن الآداب الشرعية في رمضان وغيره، حيث يخرجن إلى الأسواق التجارية بكامل زينتهن متطيبات وغير متسترات كما ينبغي، فيمازحن أصحاب المحلات، ويكشفن عن وجوههن أو يضعن عليها غطاء غير ساتر، ويكشفن عن أذرعهن، وهذا محرم ومدعاة للفتنة وإثمه في رمضان أشد لحرمة الشهر.
ــــــــــــــ(27/637)
يعمل في مكان مختلط ويخاف على صيامه
سؤال:
أنا أعمل في شركة ليس بها سواي من الرجال ، فهل اختلاطي بالنساء يؤثر علي صيامي ؟.
الجواب:
الحمد لله
الاختلاط بين الرجال والنساء في العمل ، له آثاره السيئة ، ومفاسده الواضحة ، على كلٍّ من الرجل والمرأة ، ومن ذلك :
1- حصول النظر المحرم ، وقد أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر ، فقال سبحانه: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) النور/30، 31 .
وفي صحيح مسلم (2159) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة ، فأمرني أن أصرف بصري ) .
2- قد يحصل فيه اللمس المحرم ، ومنه المصافحة باليد ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) رواه الطبراني من حديث معقل بن يسار ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5045) .
3- أن الاختلاط قد يوقع في خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه ، وهذا محرم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) رواه الترمذي (2165) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وفي رواية : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها ، فإن ثالثهما الشيطان ) رواه أحمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في غاية المرام (180) .
4- ومن مفاسده : تعلق قلب الرجل بالمرأة وافتتانه بها ، أو العكس ، وذلك من جراء الخلطة ، وطول المعاشرة .(27/638)
5- ما يترتب على ذلك من دمار الأسر وخراب البيوت ، فكم من رجل أهمل بيته ، وضيع أسرته ، لانشغال قلبه بزميلته في الدراسة أو العمل ، وكم من امرأة ضيعت زوجها وأهملت بيتها، لنفس السبب ، بل : كم من حالة طلاق وقعت بسبب العلاقة المحرمة التي أقامها الزوج أو الزوجة ، وكان الاختلاط في العمل رائدها وقائدها ؟!
ولهذا - وغيره - جاءت الشريعة بتحريم الاختلاط المفضي إلى هذه المفاسد ، وقد سبق بيان أدلة تحريم الاختلاط مفصلة في جواب السؤال رقم (1200) فراجعه مشكورا مأجورا .
وعليه ؛ فالنصيحة لك أيها السائل أن تدع العمل المختلط ، وأن تبحث عن عمل آخر ، تسلم فيه من هذه المحاذير ، مع اليقين بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وأن من اتقى الله جعل الله من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3 .
فإن ابتليت بالبقاء في هذا العمل ، فاتق الله تعالى ، وغض بصرك عن النساء ، وتجنب مصافحتهن ، والخلوة معهن ، وراقب الله تعالى ، واعلم بأنه سبحانه يعلم السر وأخفى ، وأنه ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر/19 .
رزقنا الله وإياك الهدى والتقى ، والعفاف والغنى .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
مضطرة للتعليم المختلط فهل لها أن تشرح وتحاور أمام الذكور؟
سؤال:
أنا طالبة جامعية أدرس في جامعة مختلطة وأنا مجبرة على ذلك . يطلب بعض المدرسين منا المشاركة في الحوار والشرح بوجود الذكور من الشباب داخل المحاضرة . فما رأيكم بهذا ؟.
الجواب:
الحمد لله(27/639)
أولا :
لا يجوز للمرأة أن تعمل أو تدرس في جامعة مختلطة ، لما يترتب على ذلك من مفاسد ومحاذير لا تخفى على أحد ، وقد سبق بيان أدلة تحريم الاختلاط في السؤال رقم (1200) .
وقد جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/156) : " الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك " انتهى .
ولا تجب طاعة الوالدين في الدراسة المختلطة ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة في معصية , إنما الطاعة في المعروف ) رواه البخاري (7257) ، ومسلم (1840) .
ثانيا :
يجوز للمرأة أن تتكلم بحضرة الرجال الأجانب للحاجة ، بشرط أن يكون كلامها فصلا جادا ، لا خضوع فيه ، ولا فتنة ، ولا إثارة ، فصوتها ليس عورة على الصحيح من قولي العلماء ؛ فقد كان النساء يكلمن النبي صلى الله عليه وسلم ويسألنه ، وكن يكلمن الصحابة في حاجتهن ، ولم ينكر ذلك عليهن . وإنما نهين عن الخضوع بالقول ، كما قال تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الََّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/32 .
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره : " أمرهن الله أن يكون قولهن جزلا ، وكلامهن فصلا ، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين ، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه ، مثل كلام المريبات والمومسات ، فنهاهن عن مثل هذا " انتهى .
وقال في "مغني المحتاج" من فقه الشافعية (4/210) : " وصوت المرأة ليس بعورة ، ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة ، وندب تشويهه إذا قُرع بابها فلا تجيب بصوت رخيم ، بل تغلظ صوتها بظهر كفها على الفم " انتهى .(27/640)
وقال في "كشاف القناع" من كتب الحنابلة (5/15) : " وصوتها - أي : الأجنبية - ليس بعورة ، قال في الفروع وغيره : على الأصح , ويحرم التلذذ بسماعه , ولو كان بقراءةٍ ، خشية الفتنة " انتهى .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (17/202) : " صوت المرأة نفسه ليس بعورة ، لا يحرم سماعه إلا إذا كان فيه تكسر في الحديث ، وخضوع في القول ، فيحرم منها ذلك لغير زوجها ، ويحرم على الرجال سوى زوجها استماعه ؛ لقوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقّيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الََّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ) " انتهى .
هذا هو الأصل والضابط في كلام المرأة مع الرجال ، ولكن من ابتليت بالدراسة في جامعة مختلطة ، فإن عليها أن تقلل الشر ما أمكن ، فلا تتحاور مع الرجال ، ولا تعطي مجالا للحديث معها أو التعرف عليها ، ولو أدى ذلك إلى نقص درجتها أو تقديرها ، فإن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح . وعليها أن تتستر بالستر الكامل ، حتى لا يرى منها وجه ولا كف ، ولتقلل من الحضور ما أمكنها ذلك ، حتى يجعل الله لها مخرجا وفرجا .
وراجعي السؤال رقم (8827) ، ورقم (47554) .
نسأل الله أن يوفقك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
الجلوس إلى جانب النساء في وسائل المواصلات اضطرارا
سؤال:
ما حكم جلوس الرجال إلى جانب النساء في وسائل النقل مع العلم أنهم مضطرون لذلك ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا :(27/641)
اختلاط الرجال بالنساء في وسائل المواصلات أو العمل أو الدراسة ، محرم ؛ لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة لا تخفى ، وقد سبق بيان أدلة تحريم الاختلاط في جواب السؤال (1200) .
ثانيا :
إذا اضطر الإنسان لركوب وسيلة من وسائل المواصلات المختلطة ، فعليه أن يتقي الله تعالى ما استطاع ، ويغض بصره عن الحرام ، ويتجنب الجلوس بجوار النساء ، مهما أمكنه ذلك ، ولو بالوقوف على قدميه ، ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وتجنبا للفتنة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( اتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) رواه مسلم (2742) .
وقوله : ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) رواه البخاري (5096) ومسلم (2740).
وقد يتفادى الإنسان هذا الجلوس بتبديل مقعده ، ونحو ذلك ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 ،3 .
ثالثاً :
إذا اضطر الإنسان للركوب ولم يستطع تغيير المكان ، ولا تغيير السيارة ، ولا الوقوف على قدميه لكونه أشد زحاماً وملامسة للنساء ، فلا حرج عليه حينئذ من الجلوس بجوار امرأة على أن يبتعد عنها بقدر المستطاع .
وإذا خاف على نفسه الفتنة وبدأ الشيطان يوسوس له وأشغل فكره فالواجب عليه أن ينزل فورا مهما ترتب على ذلك من تأخير للعمل أو الدراسة ، لأنه ليس هناك أغلى على المرء من دينه ليحافظ عليه .
وقد سألنا فضيلة الشيخ ابن جبرين عن حكم الجلوس بجانب امرأة في وسيلة المواصلات ، فأجاز ذلك بقدر الضرورة وبقدر الحاجة إذا أُمنت المفسدة .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ(27/642)
من قبل امرأة أجنبية هل يعتبر زانيا ؟
سؤال:
قبلتني امرأة فاستجبت لها ، وأخذنا في اللمس والتقبيل ، وما إن طلبت مني أن ألج فيها رفضت خوفا من عقوبة الزاني عند الله . فهل أنا بذلك أكون زانيا ؟ لقد أدخلت أصبعي فقط .
الجواب:
الحمد لله
أولا :
ما قمت به من تقبيل هذه المرأة ولمسها عمل محرم قبيح ، يلزمك التوبة منه بالندم على فعله ، والعزم على عدم العود إليه ، كما يلزمك البعد عن أسباب الفتنة ، من الاختلاط والخلوة والنظر المحرم ، وأن تحمد الله تعالى أن عصمك من الوقوع في كبيرة الزنا التي رتب الله عليها الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك : أن أوجب الحد على الزاني برجمه حتى الموت إن كان محصنا ، وبجلده مائة جلدة إن كان غير محصن .
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الزنا من الأسباب التي يعذب بها العصاة في قبورهم ، وأخبرنا عن هول هذا العذاب ، فانظره في جواب السؤال (8829) .
وما أجرأ هذه المرأة على حدود الله ، تدعو للحرام ، وتطلب المنكر ، وتخوض في الإثم ، دون خوف أو وجل ، فما أعظم نعمة الله عليك أن وقفت عند هذا الحد ، وكان في قلبك بقية إيمان منعتك من المنكر الأعظم .
ثانيا :
لا شك أن الزنا الذي يعاقب صاحبه بما ذكرنا هو الإيلاج ، إدخال الفرج في الفرج ، وأما مقدمات الزنى من اللمس والتقبيل وإدخال الإصبع في الفرج ، فإنها مع تحريمها وشناعتها وكون المجترئ عليها قد يعاقب بالوقوع فيما وراءها ، إلا أن صاحبها لا يحد حد الزاني ولا يعاقب عقوبته ، بل يعزر ويؤدب . وأما التسمية ، فإن الشرع سمى هذه الأعمال زنى ، كما في الحديث الذي رواه(27/643)
البخاري (6243) ومسلم (2657) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ ) .
وفي رواية لمسلم : ( فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ).
قَالَ اِبْن بَطَّال رحمه الله : " سُمِّيَ النَّظَر وَالنُّطْق زِنًا لأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الزِّنَا الْحَقِيقِيّ , وَلِذَلِكَ قَالَ ( وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ وَيُكَذِّبهُ ) " انتهى نقلا عن "فتح الباري".
فبادر بالتوبة إلى الله تعالى ، واقطع الصلة بهذه المرأة التي قد تسلبك إيمانك وعفتك ، وتجعلك في عداد الفاسقين الفاجرين ، نسأل الله السلامة والعافية ، واحذر خطوات الشيطان ، فإن الأمر يبدأ بالنظرة ، وقد ينتهي بالفاحشة ، عافانا الله وإياك .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم تدريس الرجل للفتيات بلا حائل
سؤال:
أنا شاب ولقد أطلقت لحيتي منذ ما يقرب من سنة وأحاول فعل الطاعات والبعد عن المنهيات قدر ما أستطيع , ولقد واجهت مشكلة صعوبة البحث عن عمل حتى وجدت عملا بالتدريس في مدرسة ثانوية للبنات وأريد أن أعلم هل يجوز لي الاستمرار في هذا العمل وما حكم المال الذي تكسبته منه حتى الآن ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولا :(27/644)
عمل الرجل في التدريس للبنات في المرحلة الثانوية ، بحيث يلقاهن من غير حائل ، وقد تبرج أكثرهن وكشفن عن محاسنهن – كما هو الحال في بلد السائل - لا يستريب عاقل في الجزم بتحريمه ، لما له من الآثار السيئة والمفاسد الواضحة على الرجل والمرأة ، وقد سبق بيان هذه المفاسد في جواب السؤال رقم ( 50398 )
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/149) : " لا يجوز للرجل تدريس البنات مباشرة ؛ لما في ذلك من الخطر العظيم والعواقب الوخيمة ".
وجاء فيها أيضا (12/156) :
" أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .
ثانيا : لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي عنها كلها عورة ، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل.
ثالثا: لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء ، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم والمتعلمات.
وإن احتجن للتفاهم معه ؛ فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة ، وهي معروفة ومتيسرة ، أو عبر الهاتف ، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول بتحسين الكلام وتليينه " انتهى.
ثانيا :
ما اكتسبته من مال في مقابل هذا العمل ، لا حرج عليك في الانتفاع به ، لأن هذا الراتب الذي أخذته هو في مقابل إلقاء الدروس ( وهو عمل مباح في الأصل ) ، والتحريم عارض ؛ لأجل الاختلاط ، كما سبق .
لكن يجب عليك المبادرة بترك هذا العمل ، والبحث عن عمل آخر تسلم فيه من الوقوع في الحرام والفتنة .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .(27/645)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
هل يجوز الذهاب بالمرأة المسحورة إلى أحد المشائخ للقراءة عليها؟ ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ صالح الفوزان ...
اسم المفتى
... 17051 ...
رقم الفتوى
... 14/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز الذهاب بالمرأة المسحورة إلى أحد المشائخ للقراءة عليها؟
نص الفتوى
الحمد لله
إذا كان هذا الشيخ معروفًا بالصلاح والدين وصلاح العقيدة، ويقرأ عليها من القرآن مع التستر والاحتجاب وعدم الخلوة بها، والشيخ يكون عنده تحفظ من الفتنة فلا بأس بذلك، لعدم المحذور.
أما إذا كان هذا الشخص غير معروف لا بسلامة العقيدة فلا يذهب إليه أو كان من المتساهلين في أمور النساء ولمس النساء والنظر إلى النساء فلا يذهب إليه لوجود الفتنة في هذا.
ــــــــــــــ
قيام الرجل بتحفيظ القرآن لنساء من وراء حجاب
سؤال:(27/646)
هل يجوز للرجل أن يحفظ مجموعة من النساء في المنزل مع العلم بحضور زوجة أحد هؤلاء النساء معه ووجود ستارة بين المحفظ وهؤلاء النساء أرجو الإفادة وبيان السند والأدلة الشرعية.
الجواب:
الحمد لله
أولا :
الأولى والأسلم أن تبحث هؤلاء الأخوات عن امرأة تتولى تحفيظهن القرآن ، في المنزل أو المسجد ؛ لما في ذلك من البعد عن الفتنة وأسبابها ، فإن لم يتيسر ذلك ، وأمكن الاكتفاء بالحفظ عن طريق المسجل والكمبيوتر ، مع تعاون هؤلاء الأخوات على أمر المراجعة والمتابعة ، فهذا حسن ، وهو أولى من الجلوس إلى رجل يحفظهنّ .
ثانيا :
إذا دعت الحاجة إلى قيام رجل بتدريسهن وتعليمهن ، إما لعدم وجود المعلمة ، أو لكونه مجودا متقنا ، يعلمهن أحكام التلاوة ، فلا حرج في ذلك إذا روعيت الضوابط التالية :
1- أن يكون تدريسه لهن من وراء حجاب .
2- أن لا يكون خضوع بالقول من إحداهن .
3- أن يكون الكلام مع المحفظ على قدر الحاجة فقط .
4- أن ينسحب المحفظ من هذا العمل إذا شعر بميل قلبه أو تلذذه بصوت إحداهن .
5- ينبغي أن يكون المعلم كبير السن ، متزوجا ، معروفا بالصلاح والاستقامة .
وينبغي التنبه إلى أن صوت المرأة ليس عورة على الراجح من قولي العلماء ، بشرط ألا تلين وتخضع بالقول .
قال في "كشاف القناع" من كتب الحنابلة (5/15) : " وصوتها - أي الأجنبية - ليس بعورة ، قال في الفروع وغيره : على الأصح ، ويحرم التلذذ بسماعه ولو كان بقراءةٍ ، خشية الفتنة " انتهى .(27/647)
وقال في "مغني المحتاج" من فقه الشافعية (4/210) : " وصوت المرأة ليس بعورة , ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة " انتهى .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (12/156) : "
أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .
ثانيا :
لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي عنها كلها عورة ، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل .
ثالثا :
لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء ، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم والمتعلمات.
وإن احتجن للتفاهم معه ؛ فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة ، وهي معروفة ومتيسرة ، أو عبر الهاتف ، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول بتحسين الكلام وتليينه " انتهى.
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
سفر المرأة لطلب العلم بلا محرم
سؤال:
ما حكم الإسلام في سفر المرأة لطلب العلم بغير محرم ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا :(27/648)
دلت الأدلة الصحيحة الصريحة على أن المرأة ليس لها أن تسافر إلا مع محرم ، وهذا من كمال الشريعة وعظمتها ، ومحافظتها على الأعراض ، وتكريمها للمرأة ، واهتمامها بها ، والحرص على صيانتها وحفظها ووقايتها من أسباب الفتنة والانحراف ، سواء كانت الفتنة لها أو بها .
ومن هذه الأدلة : ما رواه البخاري (1729) ومسلم (2391) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ، وَلا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ . فَقَالَ : اخْرُجْ مَعَهَا ) .
وبناء على ذلك فلا يجوز للمرأة أن تسافر لطلب العلم بغير محرم ، وعليها أن تحصّل العلم الواجب عليها بالطرق الكثيرة المتاحة ، كالاستماع للأشرطة ، وسؤال أهل العلم عن طريق الهاتف ، ونحو ذلك مما يسره الله تعالى في هذه الأزمنة .
وقد سئلت اللجنة الدائمة : هل خروج المرأة لتعلم الطب إذا كان واجبا أو جائزا ، إذا كانت سترتكب في سبيله هذه الأشياء مهما حاولت تلافيها :
أ - الاختلاط مع الرجال : في الكلام مع المريض - معلم الطب - في المواصلات العامة.
ب السفر من بلد مثل السودان إلى مصر ، ولو كانت تسافر بطائرة ، أي لمدة ساعات وليست لمدة ثلاثة أيام.
ج- هل يجوز لها الإقامة بمفردها بدون محرم من أجل تعلم الطب ، وإذا كانت إقامة في وسط جماعة من النساء مع الظروف السابقة.
فأجابت :
أولا : " إذا كان خروجها لتعلم الطب ينشأ عنه اختلاطها بالرجال في التعليم أو في ركوب المواصلات اختلاطا تحدث منه فتنة فلا يجوز لها ذلك ؛ لأن حفظها لعرضها فرض عين ، وتعلمها الطب فرض كفاية ، وفرض العين مقدم على فرض الكفاية . وأما مجرد الكلام مع المريض أو معلم الطب فليس بمحرم ، وإنما(27/649)
المحرم أن تخضع بالقول لمن تخاطبه وتلين له الكلام ، فيطمع فيها من في قلبه مرض الفسوق والنفاق ، وليس هذا خاصا بتعلم الطب .
ثانيا : إذا كان معها محرم في سفرها لتعلم الطب ، أو لتعليمه ، أو لعلاج مريض جاز. وإذا لم يكن معها في سفرها لذلك زوج أو محرم كان حراما ، ولو كان السفر بالطائرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) متفق على صحته ، ولما تقدم من إيثار مصلحة المحافظة على الأعراض على مصلحة تعلم الطب أو تعليمه ... إلخ .
ثالثا : إذا كانت إقامتها بدون محرم مع جماعة مأمونة من النساء من أجل تعلم الطب أو تعليمه ، أو مباشرة علاج النساء جاز ، وإن خشيت الفتنة من عدم وجود زوج أو محرم معها في غربتها لم يجز. وإن كانت تباشر علاج رجال لم يجز إلا لضرورة مع عدم الخلوة " انتهى من "فتاوى الجنة الدائمة" (12/178) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم العمل في مجال السياحة ؟
سؤال:
هل العمل بالسياحة حلال أم حرام ؟.
الجواب:
الحمد لله
السياحة الآن تعني التبرج والاختلاط والخمور والحفلات الماجنة ولعب القمار والشواطئ التي تُكشف فيها العورات ، وفي بعض البلدان يضاف إلى ما سبق زيارة مساكن الكفار الذين نهينا عن الذهاب إليها وزيارتها إلا أن نكون باكين ، وهذا كله مخالف للشرع داخل في التعاون على الإثم والعدوان ، ومسبب للكسب الحرام .
قال الله تعالى : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .(27/650)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ إِلا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ ) رواه البخاري ( 423 ) ، (3380) ومسلم ( 2980 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" أن يصيبكم " أي : خشية أن يصيبكم , ووجه هذه الخشية : أن البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار , فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وإمهالهم مدة طويلة ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه , وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك ، والتفكر أيضا في مقابلة أولئك نعمة الله بالكفر وإهمالهم إعمال عقولهم فيما يوجب الإيمان به والطاعة له , فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتبارا بأحوالهم فقد شابههم في الإهمال , ودل على قساوة قلبه وعدم خشوعه , فلا يأمن أن يجره ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم .
" فتح الباري " ( 1 / 531 ) .
ولو فرض أن السياحة في بلدك أو مؤسستك لا تدل السياح على أماكن الحرام ولا تعينهم عليه : فإنه يجوز لك العمل معهم .
فالذي يجب عليك فعله إن كنت تعمل في مؤسسات سياحية تقوم على نشر المنكرات والدلالة عليها : أن تبادر إلى الخروج من العمل بعد نصح القائمين عليه بتقوى الله واجتناب الحرام ، وإن كنتَ لم تعمل بعدُ فلا تعمل معهم ، واعلم أن ما عند الله خير وأبقى ، ولا تُنبت جسدك وجسد أبنائك بالحرام ، قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ . وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2- 3 ، وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَّضَه الله خَيْراً مِنْه ) صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " حجاب المرأة المسلمة " ( ص 49 ) .
والله أعلم .(27/651)
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
هل يجوز أن تكشف المرأة للمدرسين كفيفي البصر؟ ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ صالح الفوزان ...
اسم المفتى
... 17602 ...
رقم الفتوى
... 01/01/1900 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز أن تكشف المرأة للمدرسين كفيفي البصر؟
نص الفتوى
الحمد لله
في وجوب احتجاب المرأة من الرجل الكفيف خلاف بين أهل العلم؛ لاختلاف الأحاديث في ذلك؛ ففي حديث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب منه، وفي حديث آخر ما يدل على عدم وجوب الاحتجاب منه:
ففي حديث أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أزواجه بالاحتجاب من ابن أم مكتوم، فقلن: يا رسول الله! أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "أفعمياوان أنتما؟! ألستما تبصرانه؟!" [رواه أبو داود في "سننهط (4/62، 63)، ورواه الترمذي في "سننه" (8/19).].
فهذا الحديث يدل على وجوب احتجاب المرأة من الرجل الكفيف.
بينما في حديث فاطمة بنت قيس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم، وقال: "إنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده" [رواه مسلم في "صحيحه" (2/1115).].(27/652)
والراجح والله أعلم أنها لا يجب عليها الاحتجاب من الكفيف؛ أي: تغطية وجهها بحضرته، لكن لا يجوز لها النظر إليه.
قال الإمام الشوكاني لما ذكر الحديثين: "ويجاب بأنه يمكن ذلك مع غض البصر منها، ولا ملازمة بين الاجتماع في البيت والنظر".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة أصلاً" انتهى.
وذلك لقوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور: آية 31.].
ــــــــــــــ
حكم كشف الوجه للحاجة ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ صالح الفوزان ...
اسم المفتى
... 17774 ...
رقم الفتوى
... 06/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هناك من يقول إن كشف الوجه ليس حرامًا، وبذلك لا يجب تغطيته عند ذلك في سائر الأوقات، وفي الحج بصفة خاصة، فأرجو إفادتي جزاكم الله خيرًا.
نص الفتوى
الحمد لله
الصحيح الذي تدل عليه الأدلة أن وجه المرأة من العورة التي يجب سترها، بل هو أشدُّ المواضع الفاتنة في جسمها؛ لأن الأبصار أكثر ما توجه إلى الوجه؛ لأنه(27/653)
مركز الجمال، ومحل مدح الشعراء أكثره في محاسن الوجه؛ فالوجه أعظم عورة في المرأة، مع ورود الأدلة الشرعية على وجوب ستر الوجه:
من ذلك قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [سورة النور: آية 31.]؛ فضرب الخمار على الجيوب يلزم منه تغطية الوجه.
ولما سُئِلَ ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ} [سورة الأحزاب: آية 59.]؛ غطى وجهه، وأبدى عينًا واحدة؛ فهذا يدلّ على أن المراد بالآية تغطية الوجه، وهذا هو تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لهذه الآية؛ كما رواه عنه عبيدة السلماني لما سأله عن ذلك [انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (3/497)... [وفيه أن محمد بن سيرين سأل عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل:...].].
ومن السنة أحاديث كثيرة منها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المحرمة أن تتنقب [رواه البخاري في "صحيحه" (2/215).]، وأن تلبس البرقع" [رواه البخاري في "صحيحه" (2/146).]، فدل على أنها قبل الإحرام كانت تغطي وجهها.
وليس معنى هذا أنها إذا أزالت البرقع والنقاب حال الإحرام أنها تُبقِي وجهها مكشوفًا، بل تستره بغير النقاب وبغير البرقع؛ بدليل حديث عائشة رضي الله عنها؛ قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات، فكنا إذا مرَّ بنا الرجال؛ سدلت إحدانا خمارها من على رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا؛ كشفناه" [رواه أبي داود في "سننه" (2/173)، ورواه أيضًا ابن ماجه في "سننه" (2/979).]، فالمحرمة وغير المحرمة يجب عليها ستر وجهها عن الرجال الأجانب؛ لأن الوجه هو مركز الجمال، وهو محل النظر من الرجال؛ فلا حجة صحيحة مع من يرى أن الوجه ليس بعورة، وإنما الحجة الصحيحة مع من يرى أنه عورة. والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــ
خروج المرأة في رحلة مختلطة بدون محرم!
سؤال:(27/654)
هل يجوز للمرأة الخروج في رحلة فيها اختلاط نساء ورجال من الصباح إلى المساء بدون محرم ؟.
الجواب:
الحمد لله
اختلاط المرأة بالرجال محرم ، وقد بينا أدلة ذلك في جواب السؤال رقم (1200)
وإذا كان هذا الاختلاط في رحلة من الرحلات ، وهي مظنة التساهل ، والتباسط في الحديث وغيره ، كانت أعظم خطرا وضررا ، ولهذا فلا يجوز للمرأة الخروج في مثل هذه الرحلة ، ولو كان معها محرم ، ما دام الاختلاط المستهتر حاصلا . وخروجها من غير محرم أعظم .
ومن رضي لأخته أو بنته أو زوجته أن تشارك في هذه الرحلات ، فهو قليل الغيرة ، ضعيف الديانة ، نسأل الله العافية .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
يريد الاتصال على فتاة مسيحية ليتزوجها إذا أسلمت
سؤال:
لقد تعرفت في الجامعة على فتاة مسيحية ورق لها قلبي ولكن خوفا على ديني ومستقبلي فقد غيرت الجامعة خوفا من أتعلق بها أكثر ، علما أنني لم أكن أراها سوى في المحاضرات ، هل تنصحوني بالتحدث معها هاتفيا من أجل أن أعلمها بأني أريد منها أن تسلم وبالتالي أتقدم إليها بالزواج ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولا :
نحمد الله تعالى أن رزقك الإيمان والبصيرة ، التي جعلتك تدرك الخطر في مبدئه ، وتتصرف هذا التصرف الحازم ، وهو تغييرك للجامعة ، ونسأل الله أن يزيدك إيمانا وهدى وتقى .(27/655)
وما حدث لك هو أحد الآثار السيئة التي تنشأ عن الاختلاط في التعليم والوظائف وغيرها ، ولهذا كان من تمام الحكمة تحريم الشريعة للاختلاط .
ثانيا :
أيها الأخ الكريم الحذر الحذر من اتباع خطوات الشيطان ، فإنه لن يأتيك من طريق الغواية وقد رأى صلابة موقفك ، لكنه يأتيك من طريقٍ ظاهرها الخير ، وهو دعوة هذه الفتاة إلى الإسلام والزواج منها كما أحل الله .
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/21.
فإياك والحديث معها في الهاتف ، فإن الفتنة قد تقع بالاستماع بالكلام كما تقع بالنظر ، وقد يحملك الاتصال على الرؤية ، وهكذا يعود الإنسان إلى ما فر منه وأشد .
وإذا كانت المسألة هي مجرد إعلامها في الرغبة في الزواج منها إذا أسلمت ، فإن هذا يمكن إيصاله لها عن طريق إحدى النساء ، لكن المسألة لا تقف عند ذلك فيما لو اتصلتَ بها ، بل الأمر يحتاج إلى التعرف عليك ، والتعرف على الإسلام ، ومدى رغبتها في الارتباط بك ، وهكذا . . . أمور تستتبع أمورا ، وهذه هي الخطوات ، خطوة تتلوها خطوة ، ثم إذا تمكن الحب والعشق من القلب ، لم يمكن إخراجه منه إلا بعسر ومشقة ، وقد حمل بعض الناس على ترك الدين عياذا بالله من ذلك .
وفي بعض المجتمعات يكون تحول المرأة من النصرانية إلى الإسلام أمرا نادرا ، فتعود المسألة إلى ارتكاب المفاسد لتحصيل مصالح متوهمة .
وخلاصة الأمر : لا ننصحك بالاتصال بها ، والأفضل أن تخرجها من قلبك وتفكيرك ، إلا أن تجد من النساء الثقات من تدعوها إلى الإسلام ، وترغبها في الزواج منك ، دون أن يكون لك بها أدنى علاقة .
نسأل الله أن يحفظنا وإياك من كل شر وبلاء وفتنة .
والله أعلم .(27/656)
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم ولاية المرأة للقضاء
سؤال:
هل يجوز للمرأة أن تكون قاضية ؟.
الجواب:
الحمد لله
ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تتولى القضاء , ولو ولِّيت أثم المولي , وتكون ولايتها باطلة , وحكمها غير نافذ في جميع الأحكام , وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة , وبعض الحنفية .
انظر : "بداية المجتهد" (2/531) , "المجموع" (20/127) , "المغني" (11/350) .
واستدلوا على ذلك بجملة من الأدلة :
1- قول الله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) النساء/34 . فالرجل قيم على المرأة , بمعنى أنه رئيسها وكبيرها والحاكم عليها , فالآية تفيد عدم ولاية المرأة , وإلا كانت القوامة للنساء على الرجال , وهو عكس ما تفيده الآية .
2- قوله تعالى : ( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .
فمنح الله تعالى الرجال درجة زائدة على النساء , فتولي المرأة لمنصب القضاء ينافي الدرجة التي أثبتها الله تعالى للرجال في هذه الآية لأن القاضي حتى يحكم بين المتخاصمين لا بد أن تكون له درجة عليهما .
3- وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ : ( لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ) رواه البخاري (4425) .(27/657)
استدل الفقهاء بهذا الحديث على عدم جواز تولي المرأة القضاء , لأن عدم الفلاح ضرر يجب اجتناب أسبابه , والحديث عام في جميع الولايات العامة , فلا يجوز أن تتولاها امرأة , لأن لفظ ( أمرهم ) عام فيشمل كل أمر من أمور المسلمين العامة .
قال الشوكاني رحمه الله :
" فليس بعد نفي الفلاح شيء من الوعيد الشديد , ورأس الأمور هو القضاء بحكم الله عز وجل , فدخوله فيها دخولاً أولياً " انتهى .
"السيل الجرار" (4/273) .
وقالت لجنة الفتوى بالأزهر :
" إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقصد بهذا الحديث مجرد الإخبار عن عدم فلاح القوم الذين يولون المرأة أمرهم , لأن وظيفته عليه الصلاة والسلام : بيان ما يجوز لأمته أن تفعله حتى تصل إلى الخير والفلاح , وما لا يجوز لها أن تفعله حتى تسلم من الشر والخسارة , وإنما يقصد نهي أمته عن مجاراة الفرس في إسناده شيء من الأمور العامة إلى المرأة , وقد ساق بأسلوب من شأنه أن يبعث القوم الحريصين على فلاحهم وانتظام شملهم على الامتثال وهو أسلوب القطع بأن عدم الفلاح ملازم لتولية المرأة أمراً من أمورهم , ولا شك أن النهي المستفاد من الحديث يمنع كل امرأة في أي عصر من العصور أن تتولى أي شيء من الولايات العامة , وهذا العموم تفيده صيغ الحديث وأسلوبه " انتهى .
4- وأيضاً : طبيعة المرأة وتكوينها تمنع من تولي المرأة الولايات العامة .
قالت لجنة الأزهر للفتوى بعد ذكر الاستدلال من الحديث :
" وهذا الحكم المستفاد من هذا الحديث , وهو منع المرأة من الولايات العامة ليس حكما تعبديا , يقصد مجرد امتثاله , دون أن تعلم حكمته , وإنما هو من الأحكام المعللة بمعان واعتبارات لا يجهلها الواقفون على الفروق بين نوعي الإنسان – الرجل والمرأة – ذلك أن هذا الحكم لم يُنَطْ ( أي : يعلق ) بشيء وراء الأنوثة التي جاءت كلمة ( امرأة ) في الحديث عنواناً لها , وإذن فالأنوثة وحدها هي العلة . . . إن المرأة بمقتضى الخلق والتكوين مطبوعة على غرائز تناسب المهمة التي(27/658)
خلقت لأجلها , وهي مهمة الأمومة , وحضانة النشء وتربيته , وهذه قد تجعلها ذات تأثر خاص بدواعي العاطفة , وهي مع هذا تعرض لها عوارض طبيعية تتكرر عليها في الأشهر والأعوام من شأنها أن تضعف قوتها المعنوية , وتوهن عزيمتها في تكوين الرأي والتمسك به , والقدرة على الكفاح والمقاومة في سبيله , وهذا شأن لا تنكره المرأة نفسها , ولا تعوزنا الأمثلة الواقعية التي تدل على أن شدة الانفعال والميل مع العاطفة من خصائص المرأة في جميع أطوارها وعصورها " انتهى .
5- وأيضاً : التجربة العملية لبعض الدول تدل على أن المرأة لا تصلح لتولي منصب القضاء , وأن الشرع لما نهى عن تولي المرأة الولايات العامة جاء بما يحقق المصالح ويدفع المفاسد ؛ بما لا يراه ولا يعلمه أصحاب النظر القاصر .
ففي إحدى الدول الإسلامية فتحت وزارة العدل أبواب القضاء أمام النساء النابغات , ولكن بعد تجربة خمس سنوات عزلت جميع هؤلاء النساء القاضيات !! وأغلقت أمام المرأة أبواب المعهد العالي للقضاء بسب فشلهن في التجربة , رغم ما أتيح لهن من فرص التعليم والتدريب ، ورغم ما حصلن عليه من درجات تفوق الرجال في المجال النظري .
وفي دولة إسلامية أخرى فتح مجال القضاء للنساء ثم اضطرت الدولة بعد فشلهن أن تنقلهن من المحكمة إلى المجال الفني وقسم البحوث .
وهذا يدل على أن المرأة ليست أهلاً للقضاء .
6- وأيضاً : لأن القاضي مطالب بالحضور في محافل الرجال والاختلاط بالخصوم والشهود وقد يحتاج إلى الخلوة بهم , وقد صان الشرع المرأة , وحفظ لها شرفها وعرضها , وحفظها من عبث العابثين , وأمرها بلزوم بيتها , وعن الخروج منه إلا لحاجة , ومنعها من مخالطة الرجال والخلوة بهم لما في ذلك من خطر على كيان المرأة وعرضها .
7- وأيضاً : القضاء يحتاج إلى زيادة الذكاء والفطنة وكمال الرأي والعقل , والمرأة أنقص من الرجل في ذلك , وهي قليلة الخبرة بأمور الحياة وحيل الخصوم .(27/659)
إضافة على ذلك : ما يعرض لها من عوارض طبيعية على مر الأيام والشهور والسنين من الحيض والحمل والولادة والرضاع . . . إلخ مما يوهن جسمها , ويؤثر على كمال إدراكها للأمور , مما يتنافى مع منصب القاضي ومكانته .
انظر : "ولاية المرأة في الفقه الإٍسلامي" ( ص 217-250 ) رسالة ماجستير للباحث حافظ محمد أنور .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
الخلوة بين الجنسين ... العنوان
أنا فتاة مُلتزمة بالحجاب الشرعي، وأعمل سكرتيرة لأحد رجال الأعمال، وفي بعض الأحيان نُمضي ساعاتٍ وحدنا لمراجعة الأعمال، فما رأي الدِّين في ذلك ؟ ... السؤال
... ... الحل ...
...
... ليكُنْ معلومًا أن الحجاب الشرعي ليس قاصرًا على تغطية الجسم بما يمنع رؤيتَه للأجنبي، بل إن من مُقوِّماته التي تتعاون كلها على منع الفتنة وصيانة المجتمع من الفساد ـ عدم خلوة المرأة برجل أجنبيٍّ عنها، فالأحاديث كثيرة في النَّهي عنها لخطورتِها، ومنها ما رواه البخاري ومسلم " لا يَخلوَنَّ أحدُكم بامرأة إلا مع ذي مَحرم " وما رواه الطبراني " إيّاك والخلوةَ بالنِّساء ، فوالذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما " .
إن الغريزة الجنسيّة تتحيّن أية فرصة للاستجابة لرغبتها، ومن أجل ذلك حرّم الإسلام النظر واللَّمس والخضوع بالقول، والخلوة، أخرج أبو داود والنسائي أن رجلاً من الأنصار مَرِض حتى صار جلدة على عظم، فدخلت عليه جارية تعودُه وحدَها فهشَّ لها ووقع عليها، فدخل عليه رجال من قومِه يعودونه فأخبرَهم بما حصل منه وطلب الاستفتاء من النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ فقالوا لرسول الله : ما رأينا بأحد من الضُّر مثل ما الذي هو به، ولو حملناه إليك لتفسّخَتْ عظامه،(27/660)
ما هو إلا جلدة على عظم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة الحدِّ عليه، بضربه بمائةِ شِمراخ ضربةً واحدةً.
إن فُرص الخلوة بين الجنسين كثيرة في هذه الأيّام، فقد تكون في البيوت والفنادق والمكاتب ودواوين القطارات المغلَقة، والسيارات الخاصّة والمَصاعد الكهربائيّة، حتى في الأماكن الخلويّة البعيدة عن الأنظار.
إن مجرّد الخلوة حرام حتى لو لم يكن معها سُفور أو كلام مُثير، وتتحقق باجتماع رجل وامرأة فقط، أو باجتماع امرأة برجلين، أو باجتماع امرأتين مع رجل على بعض الأقوال، فإن كان الاجتماع رباعيًّا أو أكثرَ، فإن كان رجلٌ مع نساء جازَ، وكذلك إن تَساوَى العدد في الطرفين، وإن كانت امرأة مع رجال جازَ إن أُمِنَ تواطؤُهم على الفاحشة، هكذا حقّق الفقهاء.
والخلوة لا تجوز إلا للضرورة، وليس من الضّرورة كسب العيش بالعمل الذي يستلزمها ولو في بعض الأحيان، كما أنه ليس من الضّرورة خلوة المدرس الخصوصي بالمتعلِّمة، فقد يكون الشيطان أقوى سلطانًا على النفس من العلم، ومن مأثور السّلف قول عمر بن عبد العزيز: لا تخلونَّ بامرأة وإن علَّمتْها سورة من القرآن وليس من الضرورة خلوة المَخدومة بخادِمها، أو المخدوم بخادمتِه، فكم من مآسٍ ارتُكبت بسبب ذلك، وليس هؤلاء الخدم مملوكين ملك اليمين حتى يكون لهم مع سادتِهم وضع خاصٌّ، بل هم أجانب تجرى عليهم كل أحكام سائر الناس .
وفي حكم الخلوة سائقو السّيّارات الخاصّة، المتردِّدون على النساء كثيرًا في البيوت، دون أن يكون هناك من يخشى معهم السوء .
هذا، ولا يعتبر من الخلوة المحرّمة وجود الطالبات مع الطّلبة في أماكن الدراسة، كما لا تتحقّق الخلوة في الشوارع والمحال التجاريّة والمواصلات التي تغصُّ بالرّجال والنِّساء، وإنّما المطلوب هو الحشمة في الملابس والأدب في الكلام، وعدم الاحتكاك بين الطرفين، وبخاصّة في الزّحام، وحديث الطبراني يقول" لأن يزحمَ رجلٌ خنزيرًا متلطِّخًا بطين أو حمأة خير له من أن يزحمَ مِنكَبُه منكبَ امرأة لا تَحِلُّ له " وحديثه أيضا " أنْ يُطعنَ في رأس أحدكم بمِخيط من حديد خير له من(27/661)
أن يمسَّ امرأةً لا تحِلُّ له " وحديث البيهقي " إذا استقبلتْك المرأتان فلا تمُرُّ بينهما ، خُذ يمنةً أو يسرةً " .
هذا، والرحلات المختلطة إذا أُمنتْ فيها الفتنة وكانت تحت رقابة مؤمنة يقِظة، وكانت النِّساء مُلتزمات بالآداب الشرعيّة في السِّتْر والجديّة والعَفاف، لا بأس بها، وإلا حرُمت، والأولى أن تكون الرحلات لنوع واحد، اطمئنانًا للقلب وصيانة للشرف ومنعًا للتُّهم والظنون .
ــــــــــــــ
خالتهم تريد إفسادهم فهل يقطعون صلتهم بها ؟
سؤال:
لدي مشكلة مع خالتي فهي تؤذي عائلتنا وبخاصة والدتي ، لا تريد الزواج وعمرها حوالي 40 سنة ، تعيش بمفردها وتحضر حفلات وأعراس محرمة ، لا ترتدي الملابس الإسلامية ، وتتصرف كغير المسلمين ، وتختلط بالرجال الأجانب ، تتشاجر مع والدتي ، وتفعل أشياء سيئة لها ولنا ، مصابة بمرض التهاب الكبد وحاولت أن تنقل لي هذا المرض متعمدة بأن تأكل من طعامي أو تشرب من كأسي أو تستعمل أحمر الشفاه الخاص بي وأنا لا أعلم ، أخبرتني بأنها لا تحب والدتي ولكنها تصطنع السعادة إذا كانت والدتي موجودة ، إذا زرتها تحاول أن تأخذني للأماكن المحرمة التي تذهب إليها ، قطعت جميع علاقاتها بأفراد العائلة ما عدانا نحن الأطفال ولكنها تعاملنا بسوء ، دائماً تكون في خدمة النساء اللاتي يغتبن الناس وينظرون لها باحتقار ولا تفعل أي شيء لأختها أو أقاربها ، وتطلب منا نحن الأطفال بأن نساعدها في خدمة هؤلاء النسوة .
نحن وأمي لا ندري ما نفعل ، لا نريد أن نقطع علاقتنا بها ولكن مع ازدياد وجودي معها أشعر بأن إيماني ينقص وتزداد أذيتها لنا ، فماذا نفعل ؟.
الجواب:
الحمد لله
الأمر بصلة الرحم من أوائل ما نزل من التشريع في الإسلام ، وقد دلَّ على ذلك أحاديث نبوية ثابتة ومنها :(27/662)
أ. قصة إسلام عمر بن عبسة : وفيها سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم : وبأي شيء أرسلك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( أرسلني بصلة الأرحام , وكسر الأوثان , وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ) رواه مسلم ( 832 ) .
ب. وقصة أبي سفيان مع هرقل عندما أرسل إليه فقال : فما يأمركم - يعني : النبي صلى الله عليه وسلم - فقال : يأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة . رواه البخاري ( 7 ) ومسلم ( 1773 ) .
وقد حذَّر الله تعالى في آيات كثيرة من قطيعة الرحم ، ورتَّب على القاطع عقوبات متعددة ، ومنها استحقاقه للعنة الله وسوء العاقبة ، كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) الرعد/25 .
وبعض الأقارب يتسببون في الإثم لواصلهم ، وخاصة مع عدم قدرته على تغيير المنكر الذي عندهم ، فيصرون - مثلاً - على بقاء الغناء وتحتم الاختلاط ومواصلة السب والاستهزاء والغيبة ، ومثل هؤلاء يؤثرون في زائرهم وواصلهم ، فيجب على المسلم أن ينصح رحِمَه وأقاربه قدر وسعه وطاقته ، وهم أولى بهذا النصح من غيرهم ، لكن حيث كان ذلك نافعاً فيهم إما يقيناً وإما بغلبة الظن ، فإذا رأى منهم إصراراً على المعاصي وخاصة كبائر الذنوب ، وكان ذلك مؤثِّراً في إيمانه ودينه يكتفي معهم بالحد الأدنى من صلة الرحم , حتى لا يكون الإنسان قاطعاً للرحم , فبدلاً من الزيارة يكتفي بالاتصال هاتفياً ، وإذا زارهم لا يطيل الجلوس , وهكذا .
ولكن هذا بعد استفراغ الوسع والطاقة في نصحهم ووعظهم وردهم إلى الحق , مع الإلحاح على الله تعالى في الدعاء أن يهديهم سواء السبيل .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
تعيش في بيت عائلي مختلط فهل تلبس النقاب سائر اليوم
سؤال:(27/663)
" نعيش أنا وزوجي في منزل واحد مع عائلته المكونة من أخ واحد وأمه . ولأنه لا يوجد عندنا خادم ، فمن المعتاد أن تقوم المرأة بخدمة بيتها ، وما فيه من أعمال شاقة أحياناً ، وما يحتاجه ذلك من تخفف المرأة من حجابها ، وارتدائها ملابس مهنتها . وتكمن المشكلة هنا في أن باب البيت مفتوح دائما ، ولا مانع من أن يدخل أحد أقارب أزواجنا كالعم والخال بدون إذن !! كما أننا إذا قمنا بتنظيف البلكون يرانا الجيران وجميع من في الشارع . فهل يصح لنا ارتداء النقاب عند الخروج فقط ؟ أم نرتديه في المنزل من الصباح وحتي المساء علما بأن هذا سيكون شاقا جدا علينا ؟ مع العلم بأن لدينا شقتنا الخاصة ، لكننا لا ندخلها إلا عند النوم !! وبالمناسبة ، هذه ليست حالتي وحدي ولكنها تخص كثيرا من النساء الذين يبغون الحجاب الشرعي"النقاب ماذا نفعل أفيدونا أعزكم الله.
الجواب:
الحمد لله
أولا :
هذه المشكلة ، كما قلت أيتها السائلة ، ليست مشكلتك وحدك ، وإنما هي مشكلة تتكرر في بعض البلاد التي يسمح الوضع الاجتماعي فيها بتلك المعيشة المختلطة ، التي تجمع الإنسان بعد زواجه ، بأسرته الأولى في المعيشة ، بما يعني أن توجد الزوجة في نفس البيت الذي يوجد فيه أقرباء زوجها ، أخوه ، أو أبناء إخوته ، أو نحو ذلك .
ومع اتفاقنا معك في أن هذا الوضع يسبب الكثير من الحرج والمشكلات ، والمحافظة على الحجاب والآداب الشرعية للخلطة فيه ، فيها قدر كبير من المشقة والحرج ؛ فإننا نقول لك -أيضا - أيتها السائلة الكريمة : إن كثيرا من المسلمات الحريصات على حجابهن ، الحافظات لحدود ربهن ، أمكنهن التغلب على ذلك الوضع الصعب ، والالتزام فيه بحدود الله ، رغم المشقة والتعب التي تجدينها ، والتي نعرفها نحن أيضا .
وإذا كان هذا الوضع ، غير المحبب ، من المعيشة المشتركة ، لا مفر منه في الوقت الراهن ، كما هو الحال في كثير من الأحيان ، فنستطيع أن نتعايش معه(27/664)
بالمحافظة على باب البيت مغلقا من الداخل ، على من فيه من النساء ، بحيث يمكنك ستر نفسك ، وأخذ حجابك عند دخول أحد الرجال الأجانب عنك ، أو وجوده في المنزل ، مع المحافظة على ألا تكوني معه في نفس الغرفة أو المكان المغلق ، قدر الإمكان ، وإن كنت على حجابك .
ويأتي دور زوجك المهم في هذه المشكلة ، بالتنبيه على أخيه ، وأقاربه الرجال عموما بالتزام هذا الأدب ، باعتباره حدا من حدود الله تعالى ، لا يحق لنا تعديه , ولا يجوز لأحد من الناس أن يتلاعب فيه .
وقد جاء التحذير من التساهل في دخول أقرباء الزوج على زوجته ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِيَّاكُمْ وَالدُّخولَ عَلَى النِّسَاءِ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ الله أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ: " الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) رواه البخاري (5232) ومسلم (2172) . قال الليث بن سعد : الحمو : أخ الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ، ابن العم ونحوه .
ومع إقرارنا بصعوبة ذلك ، في بادئ الأمر ، لما جبلت عليه نفوس كثير من الناس ، من حب المخالفة ، والنفار من الالتزام بالحدود والآداب ، مع إقرارنا بذلك ، فإننا نبشرك أن الأمر لا يلبث أن يصير معتادا مألوفا مع الوقت ، لكنه يحتاج إلى جد وصبر في بادئ الأمر ، ويعينك على صبرك ذلك ، أنت وزوجك ، أن تعلمي أن الأجر على قدر المشقة .
ثانيا :
ما ذكرت من وجود شقة خاصة لك ، هو مخرج حسن مريح ، وحل واضح لتلك المشكلة ، فأما زوجك واحد من أمرين :
الأول : أن يقتنع ويرضى بالعيش في هذه الشقة ، وبقائك فيها أكثر اليوم ، كما هو الوضع الطبيعي للزوجات ، ما دام بيت العائلة مفتوحا يدخله الأجانب عنك بين الحين والآخر ، وما دام هناك رجال آخرون يعيشون معكم ، الأمر الذي يترتب عليه الحرج الذي أشرت إليه في سؤالك ، أو التساهل في أمر الحجاب والاختلاط ، وما يترتب على ذلك من المعاصي والفتن .(27/665)
الثاني : إذا لم تسمح له ظروفه ، في الوقت الراهن بالانفصال ، لسبب أو لآخر ، فالواجب عليه أن يساعدك ، هو وأهل بيته في المحافظة على حجابك ودينك ، كما أشرنا إليه سابقا ، وليس بالأمر المتعذر ، بل ولا الصعب ، وكثير من الناس حافظ عليه ، واستقامت لهم حياتهم.
ثالثا :
ستر المرأة وجهها عن الرجال الأجانب ، واجب على الصحيح من قولي العلماء ، وقد بينا أدلة ذلك في الجواب رقم (11774)، كما بينا أدلة تحريم الاختلاط في الجواب رقم (12525)
ويدخل ضمن (الرجال الأجانب) : أخ الزوج ، وعمه وخاله ، فليس للزوجة أن تكشف وجهها أمامهم .
وبناء على ذلك ، يلزمك ستر الوجه وعامة البدن إذا خرجت إلى الشرفات ( البلكون ) ، وتعرضت لرؤية الرجال الموجودين في الشارع وغيره ، وهذا لا مشقة فيه ، لعدم تكرره أو دوامه ، كما يمكن وضع عازل محيط بالبلكون يمنع رؤية الآخرين لمن يقف فيه .
واعلمي ـ يا أمة الله ـ أن أحكام الشريعة يسر لا عسر ، كما قال تعالى : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة/آية6 ، وأنها جاءت لتحقيق المصالح العظيمة النافعة للرجل والمرأة ، والكفيلة بحماية المجتمع من أسباب الفساد والانحراف ، لكن العسر يدخل على المكلف من جهة خطئه في التطبيق ، أو عدم استفادته من النعم التي مكنه الله منها . ولهذا نعيد التأكيد على أنه ينبغي لك الاستفادة من الشقة الخاصة بك ، وتجربة الحياة فيها بعيدا عن الاختلاط ، والمزاحمة ، وستجدين السعادة والراحة بإذن الله تعالى .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى ..
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ(27/666)
هل تواصل دراسة الطب أم تتزوج وتدرس؟
سؤال:
أنا طالبة جامعية في بداية دراستي في كلية الطب ، تمت خطبتي لشاب ذي أخلاق حسنة ودين وأنا موافقة عليه. مشكلتي أنني محتارة ما بين إكمال الدراسة وتأجيل التفكير في الزواج ولكنه يريد أن يتم الزواج بسرعة مع وعده بمساندته لي لإكمال الدراسة فهل من الأفضل أن أتزوج قريبا أم أؤجل ذلك ؟ وإذا تم الزواج هل أستطيع التوفيق ما بين الدراسة والزواج ؟
الجواب:
الحمد لله
أولا :
الأصل هو استحباب المبادرة إلى الزواج للقادر عليه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ , فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري ( 5065) ومسلم ( 1400) لا سيما في هذه الأزمنة التي كثرت فيها الفتن والمغريات .
وأيضا فكونك في بداية الدراسة يعني طول مدة الانتظار ، وهذا ليس في صالح الشاب أو الشابة ، بصفة عامة ، ولا في صالح الخطيبين بصفة خاصة ، فمن أمكنه الزواج في سن العشرين لم يكن من الصالح له تأخيره إلى الخامسة والعشرين ونحوها ، إضافة إلى أن طول فترة الخطبة ليس محمودا ، لما فيه من ربط الخاطبين وتعليقهما ، على فرض السلامة من محظورات الاختلاط والخلوة ونحوها .
وينبغي أن يعلم أن من خشي على نفسه الوقوع في الحرام وجب عليه الزواج ، وكان مقدما على الدراسة عند التعارض ، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة ، إذا وُجدت القدرة المالية .
ثانيا :(27/667)
لا حرج في إكمال الدراسة بعد الزواج ، لكن هل يمكن التوفيق بين الدراسة ومهام البيت ؟ هذا يختلف من شخص لآخر ، بحسب الإمكانات والظروف المحيطة ، كما يختلف باختلاف نوع الدراسة ، ووجود الأولاد أو عدم وجودهم ، والمشاهد أن من الناس من يمكنه ذلك ، ومنهم من يعجز عنه .
وننصحك بالاستخارة والاستشارة قبل اتخاذ هذا القرار ، ونسأل الله لك التوفيق لكل خير وفلاح .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم اختلاط المرأة بالرجل في العمل ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 10919 ...
رقم الفتوى
... 14/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل عمل المرأة في البلاد العربية من الإسلام أم لا؟ وهل يجوز للمرأة الاختلاط بالرجال في بعض أنواع العمل؟
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا بأس أن تعمل المرأة في الدوائر الخاصة بالنساء، أو التي لا يحصل فيها اختلاط بالرجال، وذلك كالمدارس النسائية، وأقسام المستشفيات التي تعالج النساء، فأما أماكن الاختلاط فلا يحق لها العمل فيها كما لا يجوز لها التبرج والتكشف أمام(27/668)
الرجال، ولا الأكل في المطاعم المختلطة، وذلك حفاظاً على أنوثتها، وخوفاً عليها أن تفتن الرجال أو تفتتن بهم، لضعف المرأة وخطر النظر إليها والخلوة بها، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا يخلو رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما). وقد أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لهن {يدنين عليهن من جلابيبهن} (الأحزاب:59) وقال {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}(النور:31) وقال {ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}(النور:31) وكل هذا شرع حفاظاً على المرأة،وخوفاً عليها من الفتنة، والله أعلم.
ــــــــــــــ
اختيار صاحب العمل سكرتيرة للعمل
سؤال:
سؤالي : هل يجوز عمل المرأة كسكرتيرة في إحدى شركات الخدمات ، علماً بأن الشركة عبارة عن مكتب مكون من غرفتين واستقبال ، وأصحاب الشركة هم من ذوي الأخلاق والدين ، وحجتهم في اختيار الفتاة للعمل أنه هكذا جرت عليه العادة في بلدنا ، بالإضافة إلى أنها أقدر في أمور السكرتارية وأعمال الكمبيوتر !! هل في ذلك إثم على أصحاب الشركة ، وهل يجوز العمل مع الالتزام بالحشمة والدين ؟ وهل يجوز لهم إحضار عاملة في الشركة للتنظيف وخلافه ؟ أرجو التوضيح مع الأدلة : هل هناك فرق بين الخلوة والاختلاط ؟
الجواب:
الحمد لله
أولا :
لا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان تختلط فيه مع الرجال ، لما يترتب على ذلك من مفاسد ومحاذير ، كالخلوة والنظر والمصافحة وتعلق القلب بأصحاب العمل أو زملائها فيه ، وغير ذلك مما هو معلوم ، ولا يكاد يسلم العمل المختلط من هذه المحاذير أو بعضها .
وقد سبق بيان أدلة تحريم الاختلاط في الجواب رقم (1200)
ثانيا :(27/669)
لا يجوز لصاحب العمل أن يوظف امرأة تعمل بين الرجال ، سواء كانت في السكرتارية أو في النظافة أو غير ذلك ؛ لما فيه من الإعانة على الاختلاط المحرم .
وكون العادة في بلد السائل جرت على هذا ، لا يعتبر مسوغا له من جهة الشرع ، بل الواجب إخضاع العوائد لأحكام الشرع ، وضبطها على وَفقه .
والادعاء بأن المرأة أقدر على أمور السكرتارية وأعمال الكمبيوتر ، ليس صحيحا ، ففي الرجال من يحسن ذلك أيضا ، والأمر راجع إلى حسن الاختيار ، والرجل أحق وأولى بالعمل لأنه الذي يقوم على الأسرة ، ويرعاها ، وهو المطالب بالنفقة شرعا . والمرأة إن تيسر لها عمل مباح خال من المحاذير فذاك ، وإلا فبيتها خير لها .
ثالثا :
الخلوة بين الرجل والمرأة محرمة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي (2165) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ وَلَا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا وَخَرَجَتْ امْرَأَتِي حَاجَّةً قَالَ اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ ) رواه البخاري (3006) ومسلم (1341).
وضابط الخلوة هو اجتماعهما في مكان يأمنان فيه من اطلاع الغير عليهما .
وأما الاختلاط : فقد يكون بلا خلوة ، كاجتماع عدد من الرجال بعدد من الإناث ، والمحرم منه ما ترتب عليه شيء من المحاذير السابقة ، كالنظر واللمس والخضوع بالقول ، وتعلق القلب ، وهذا – كما سبق- لا يكاد يسلم منه عمل مختلط ؛ لأن كثرة اللقاء وطول الجلوس ، يسقطان الكلفة ، ويوجبان التوسع في المعاملة ، خاصة في ضيق المكان ، محدود الأشخاص ، كالحالة التي ورد السؤال عنها ، فهنا تكون فرصة التعارف والتعلق أقوى وأقوى !!
وقد يسلم الاختلاط من الخلوة ، لكنه لا يمنع المواعدة عليها ، وعلى ما هو أعظم منها .(27/670)
ومن تأمل أدلة تحريم الاختلاط - وهي في الجواب المحال عليه - علم حكمة الشرع في سد هذا الباب ، وأن الأمر مبني على معرفة طبيعة الجنسين ، وما ينشأ عن تقاربهما وتجاورهما ، وحرص الشريعة على صيانة كل منهما .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/156): " الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك " .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم غسل الأم والزوجه المتوفية؟ ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 10370 ...
رقم الفتوى
... 06/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز للابن غسل والدته وزوجته المتوفية؟
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يجوز للرجل أن يتولى تغسيل أمه ولا بنته ولا أخته، ولا غيرهن من محارمه سوى الزوجة، فإن له أن يغسلها ويكفنها، لقول عائشة رضي الله عنها: "لو(27/671)
استقبلت من أمرى ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عيه وسلم سوى نسائه" ولأن علياً رضي الله عنه غسل زوجته فاطمة، وكذا يجوز للمرأة أن تغسل زوجها، فإن أبا بكر رضي الله عنه غسلته زوجته أسماء بنت عميس، وذلك أن الزوجين يحل لكل منهما النظر إلى جسد صاحبه في الحياة، فكذا بعد الموت، وأما بقية المحارم كالأم والبنت، فإنه لا يجوز له النظر إلى عورتها، حتى في الطهارة للصلاة ونحوها، والله أعلم.
ــــــــــــــ
الاختلاط في بعثات التعليم
سؤال:
ما حكم الذهاب لمأمورِيَّة علمية مع زملاء من الجنسين إلى دول إسلامية وغير إسلامية ؟
الجواب:
الحمد لله
الواجب على المسلم شكر نعمة الله تعالى عليه بالطاعة ، والالتزام بأحكام الشرع ، والابتعاد عن كل ما يوجب غضب الرب سبحانه وسخطه ، والله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده المؤمنين أن ينتهكوا حرماته ، والاختلاط المحرَّم واحد من هذه الحرمات .
ماذا سيجني العبد من الاختلاط بالنساء ، والسفر معهن ، ومحادثتهن ، ومعاملتهن ، ومشاهدتهن ، سوى مرض القلب وفتنة الدين ، وكل نفس تعلم في فطرتها أن الجنس الآخر يمثل هدفا وحاجة من حاجاتها ، ولكن بعض الناس يسعى إلى حاجته بالحلال ، وآخرون يسلكون الحرام .
وقد سبق في موقعنا – والحمد لله – العديد من الأجوبة التي بيَّنَّا فيها حرمة الاختلاط بين الجنسين من حيث العموم ، وأن الشريعة جاءت بسد الذرائع ، والاختلاط المستهتر هو من أعظم ذرائع الفاحشة .
انظر (1200) (8827) (45883) (47554) (72448)(27/672)
ولكن يبدو أن الأخ السائل ظَنَّ أن مأمورية التعليم – أو بعثة التعليم – تمثل عذرا شرعيا للاختلاط ، ولكن الصواب هو العكس ، فإن السفر في مهمة علمية مع زملاء وزميلات يمثل أكبر خطر على دين المرء ، وذلك أن السفر خلوة واحتجاب عن أنظار كل من يمكن أن ينكر عليك ، والنفس تطمع حينئذ ، والشيطان يملي ويُسَوِّل .
كما أن السفر في شأن علمي يستلزم مجالسات طويلة وإعدادات كثيرة ، ومناقشات ومداولات في الشأن العلمي الذي خرجتم لأجله ، وقد يستغرق النهار كله مع زميلةٍ أو زميل ! كما قد يستلزم المؤاكلة والمساكنة ونحو ذلك ، وكلما زاد الاختلاط والمماسة بين الجنسين فإن الفتنة والمعصية تكون أعظم وأقرب ، ولا أظن عاقلا يجادل في مثل ذلك .
ولعل السائل الكريم يظن في نفسه الخير ويقول : أنا لا يخطر في بالي شيء مما تذكرون !
فنقول له : وكثيرون أيضا ، بل أكثر من يقع في حبائل الشيطان ، إنما كانت بدايتهم كهذه : تهاون في الاختلاط ، والكلام والسلام ، ثم ... :
نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ
وإن كنت قد تضمن نفسك وقلبك – وفي ذلك مكابرة للحس والعقل – فهل تضمن من معك من الرجال والنساء ؟! وخاصة أن النساء فيهن من الضعف ما قد لا ينتبه له الرجال ، وإذا خَرَجَت في سفر بعيد – وفي دول تستبيح المعاصي ، سواء إسلامية أو غير إسلامية – فذلك ولا شك باب من أعظم أبواب الفساد ، ويفتح على القلب من الشر والإثم الأمر العظيم .
وأنت في غِنًى تام عن مثل هذه المأموريات أو البعثات ، إذ تستطيع الاعتذار عنها من الجهة التي كلفتك بها ، وتكتفي بالحال التي أنت عليها حتى ييسر الله لك بعثة تخلو من الاختلاط ، وإن قلت سأخسر منصبا أو درجة علمية ! فأقول لك : ولكنك ربحت دينك وقلبك ، وشتان بين التجارتين .
وقد تكلم العلماء في حكم السفر إلى بلاد غير المسلمين للدراسة ، فكيف لو صاحب ذلك اختلاط فاحش بين المبعوثين من كلا الجنسين ؟!(27/673)
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله كما في "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (24/44) :
ما حكم السفر إلى بلاد الكفار للدراسة ؟
فأجاب :
" الوصية الحذر من ذلك ، إلا إذا كان المسافر عنده علم وبصيرة ، يدعو إلى الله ، ويعلم الناس ، ولا يخشى على دينه ؛ لأنه صاحب علم وبصيرة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا برئ من كل مسلم يقيم بين المشركين ) رواه الترمذي (1530) ، والله جل وعلا قال في كتابه الكريم عن المسلمين المقيمين بين المشركين وهم لا يستطيعون إظهار دينهم : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) النساء/97-98
وفي الحديث الصحيح : ( لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين ) رواه النسائي (2521) والمعنى حتى يفارق المشركين .
فالوصية مني لجميع المسلمين الحذر من الذهاب إلى بلاد المشركين والجلوس بينهم ، لا للتجارة ، ولا للدراسة ، إلا من كان عنده علم وهدى وبصيرة ، ليدعو إلى الله ، وتعلم أشياء أخرى تحتاجها بلاده ، ويظهر دينه ، فهذا لا بأس به ، كما فعل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة لما هاجروا إلى الحبشة من مكة المكرمة بسبب ظلم المشركين لهم ، وعجزهم عن إظهار دينهم بمكة حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة " انتهى .
وننصحك ـ أخي السائل ـ بقراءة الرسالة النافعة : " تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية ، والاختلاط المستهتر " لفضيلة الشيخ محمد بن لطفي الصباغ .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ(27/674)
تطلب سكنا مستقلا فهل يعد ذلك تفريقا بين الزوج وأهله؟
سؤال:
تزوجت بنت خالي منذ شهر ونصف ولم أشعر بالسعادة في هذا الزواج فهي قليلة الاحترام لي كثيرة الخروج من البيت لزيارة أهلها ، ولا تطيعني في بعض الأمور وجاء يوم وقالت فيه : أريد بيتاً مستقلاً ، مع العلم أني أسكن مع أخي وزوجته وأختي والكل راضٍ باجتماعنا وبقائنا أسرة واحدة فحلفت يميناً لها بأن طلبها سينفذ ولكن اصبري بعض الوقت ، فرفضت ثم ذهبت إلى بيت أهلها . بلغ الخبر والدتي وعرفت أن زوجتي تريد أن تفرق بيني وبين أخي بالمسكن، فقالت إن سكنت مع زوجتك في بيت مستقل فلن أدخل منزلك أبداً ولا أخوك ولا جميع أفراد عائلتك . وأنا الآن في حالة سيئة 1- هل أعصي والدتي وأطيع زوجتي ، أم أخسر زوجتي و أطيع أمي ؟ علماً أنها لم تشترط علي في عقد الزواج المسكن بل شرطت فقط إكمال الدراسة . 2- عائلتي تريدني أن أطلقها وأسترد مالي لأنها ناشز . 3- عائلتي وجماعتي يعتبرون خروجي عن البيت الذي أسكن فيه مع أخي عيباً - سؤالي هو هل زوجتي ناشز حقاً ؟
الجواب:
الحمد لله
أولا :
ينبغي أن تكون العلاقة بين الزوجين علاقةَ محبة ومودة وصلةٍ وبر ، لا سيما إذا كان بينهما قرابة ، فيجتمع حق القرابة مع حق الزوجية ، وينبغي أن يسعى الطرفان إلى تحقيق هذه العلاقة .
وما يقع من سوء العشرة بين الزوجين ، قد يكون مردّه إلى الزوج أو الزوجة أو كليهما ، وعليه فينبغي أن تبحث في أسباب قلة احترامها لك ، أو عدم طاعتها لأوامرك ، وتسعى في علاج ذلك .
وبعض النساء حديثات العهد بالزواج لا يدركن أهمية طاعة الزوج ، ولا مفهوم القوامة التي يختص بها ، ولهذا يحتجن شيئا من الوقت لإدراك ذلك ، وربما(27/675)
احتجن إلى من ينبههن ويعلمهن ، ولعلك تستعين ببعض الأشرطة والكتب النافعة التي تتحدث عن العلاقة الزوجية وأسس نجاحها .
وفي الوقت ذاته يبالغ بعض الرجال حيث يريد من زوجته أن تسمع وتطيع له طاعة مطلقة في كل شيء ، فلو ناقشته أو اقترحت أو تأخرت قليلا في تنفيذ ما يأمر به ، اتهمها بالنشوز والعصيان ومخالفة أمر الله ، وعدم احترامه .
ولا ينبغي أبدا أن يعامل الرجل زوجته كما يعامل خادمته ، فللزوجة ما تستحق من احترام ومشورة وإبداء رأي ونقاش للوصول إلى ما هو خير وأصلح .
ثانيا :
من حق الزوجة أن يكون لها مسكن خاص مع زوجها وأولادها ، لا يشاركها فيه أحد ، لا أب ولا أم ولا قريب .
وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة ، وأن لها الامتناع من السكن مع أبيه وأمه وإخوته .
قال الكاساني في بدائع الصنائع (4/24): " ولو أراد الزوج أن يسكنها مع ضرتها أو مع أحمائها كأم الزوج وأخته وبنته من غيرها وأقاربه فأبت ذلك ; عليه أن يسكنها في منزل مفرد ; لأنهن ربما يؤذينها ويضررن بها في المساكنة ، وإباؤها دليل الأذى والضرر ولأنه يحتاج إلى أن يجامعها ويعاشرها في أي وقت يتفق ولا يمكنه ذلك إذا كان معهما ثالث " انتهى.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه إذا كان الزوج فقيراً وعاجزا عن إيجاد سكن مستقل لزوجته ، فليس لها أن تطالب بما يعجز عنه . نقله عنه في "مطالب أولي النهى" (5/122) . بل تصبر حتى يغنيه الله .
والحاصل أن السكن المستقل حق للزوجة ، ولو لم تشترطه في العقد ، ولها أن تطالب به الآن ، ولا تعد ناشزا بذلك ، وما يشيع عند بعض الناس من أن ذلك يعني التفريق بين الإخوة ، كلام لا يعوّل عليه ؛ لأن هذا حق شرعي للزوجة ، وفيه مصلحة للزوجين أيضا ، من جهة عدم الاختلاط ، وأمن النظر والاطلاعِ على ما لا يحل ، ومما يؤسف له أن كثيرا من البيوت العائلية المشتركة ، يطلع فيها الرجل على زوجة أخيه ، وربما حصلت المصافحة والخلوة ، وما يتبع ذلك(27/676)
من الغيرة ، والحسد ، والخلاف والشقاق ، مع ما قد ينشأ من الخلافات بسبب الأولاد ، ولا شك أن الرجل أجنبي عن زوجة أخيه ، فلا يجوز له أن يصافحها أو يخلو بها أو يتعمد النظر إليها ، إلا أن يكون محرما لها من جهة أخرى كالرضاع .
والذي ينظر إلى البيوت العائلية المشتركة يجزم أن الحكمة والمصلحة فيما قاله العلماء ، من إفراد الزوجة بسكن مستقل ، حيث يكثر في هذه البيوت المشاكل والخلافات بين الزوجين ، وبين الرجل وأخيه ، وبين الزوجة وأم زوجها . . . وهكذا ، مع فيها من منكرات ومخالفات للشرع كثيرة .
والذي ننصحك به في ختام هذا الجواب أن تسعى للتوفيق بين زوجتك ووالدتك وعائلتك ، وأن تعطي كل ذي حق حقه ، فتعطي الزوجة حقها في السكن المستقل ، ولا يضرك أن يغضب أحد منهم لانفرادك بالسكن ، لأنك لم تخطئ في ذلك ، ولكن عليك الاستمرار في صلة أقاربك وأمك وإخوانك .
وإذا كنت لا تستطيع في الوقت الحالي أن توفر سكنا مستقلا لزوجته ، فيمكنك أن تعدها وعدا حسنا ، وتوصيها بالصبر والتحمل حتى يغنيكم الله من فضله .
نسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ، ويجمع كلمتكم ، ويزيدكم ألفة ومحبة وبرا .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
لبس العباءة على الكتفين وتغطية الرأس بالطرح المزينة ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 8796 ...
رقم الفتوى
... 02/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع(27/677)
... ...
نص السؤال
انتشر بين نساء المسلمين ظاهرة لبس بعض النساء العباءة على الكتفين وتغطية الرأس بالطُرَح، والتي تكون زينة في نفسها، وهذه العباءة تلتصق بالجسم وتصف الصدر وحجم العظام ويلبسن هذا اللباس موضة أو شهرة، ما حكم هذا اللباس؟ وهل هو حجاب شرعي؟ وهل ينطبق عليهن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما...)؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيراً.
نص الفتوى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
لقد أمر الله نساء المؤمنين بالتستر والتحجب الكامل فقال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن..)(الأحزاب:59). والجلباب هو الرداء الذي تلتف به المرأة ويستر رأسها وجميع بدنها ومثله المشلح والعباءة المعروفة، والأصل أنها تلبس على الرأس حتى تستر جميع البدن، فلبس المرأة للعباءة هو من باب التستر والاحتجاب الذي يقصد منه منع الغير من التطلع ومد النظر، قال تعالى: (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)(الأحزاب:59) ولا شك أن بروز رأسها ومنكبيها مما يلفت الأنظار نحوها، فإذا لبست العباءة على الكتفين كان ذلك تشبهاً بالرجال وكان فيه إبراز رأسها وعنقها وحجم المنكبين وبيان بعض تفاصيل الجسم كالصدر والظهر ونحوه، مما يكون سبباً للفتنة وامتداد الأعين نحوها وقرب أهل الأذى منها ولو كانت عفيفة.
وعلى هذا فلا يجوز للمرأة لبس العباءة فوق المنكبين لما فيه من المحذور ويخاف دخوله في الحديث المذكور وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي من أهل النار...) إلى قوله: (ونساء كاسيات عاريات مميلات روؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .. الخ)(أخرجه مسلم وأحمد وذكره الألباني في الأحاديث الصحيحة). والله أعلم.
ــــــــــــــ
حكم لبس البرقع ...(27/678)
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 11152 ...
رقم الفتوى
... 03/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ما موقف الشرع من البرقع الذي يلبسه كثير من النساء في بلادنا؟ وبعضهن يظهرن وجناتهن وحواجبهن وتصبح المرأة فتنة بهذا اللباس، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا شك أن النقاب الذي هو البرقع جائز إلا في الإحرام، ويشترط فيه أن يكون ضيق الفتحات لا يخرج من العين إلى قدر النظر، فإذا تجاوز ذلك وصار لافتاً للأَنظار فلا يجوز، ولا شك أن إبداء الوجنتين والحاجبين من العورة، فلا يجوز للمرأة لبسه بهذه الكيفية، وعلى المرأة أن تغطي وجهها بخمار ساتر فوق النقاب إذا كان واسع الفتحات ويكون الخمار على العين لا يمنع نظرها لكن يستر بشرة الوجه والله أعلم.
ــــــــــــــ
حكم لبس البنطلون للفتيات ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 11154 ...(27/679)
رقم الفتوى
... 03/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ما حكم لبس البنطلون للفتيات عند غير أزواجهن؟
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يجوز للمرأة عند غير زوجها مثل هذا اللباس لأنه يبين تفاصيل جسمها، والمرأة مأمورة أن تلبس ما يستر جميع بدنها لأنها فتنة وكل شيء يبين من جسمها يحرم إبداؤه عند الرجال أو النساء والمحارم وغيرهم إلا الزوج يحل له النظر إلى جميع بدن زوجته، فلا بأس أن تلبس عنده الرقيق أو الضيق ونحوه والله أعلم.
ــــــــــــــ
هل يجوز لها العمل في مكتب وحدها لاستقبال الزبائن ؟
سؤال:
أعمل في مكتب يملكه والدي حيث لا يعمل هنا إلا أنا ووالداي وأخي ، وعادة ما يكون والداي بعيدين عن المكتب في ساعات الصباح ، ويقع مراراً أن يضطر أخي للخروج لإنهاء مهام معينة ، ويتركني وحدي لفترات طويلة ، أنا أعمل في مكتب الاستقبال ، مما يستوجب عليَّ مقابلة الزبائن ، أنا أرتدي ملابس مناسبة تتمثل في عباءة ونقاب وقفازين ... إلخ . وسؤالي هو : هل يجوز لي أن أبقى في المكتب وحدي عندما يخرج أخي منه ؟ لقد أخبرت والداي باعتراضي على هذا الوضع لكنهما لا يقبلان بأن هذا الوضع خاطئ ، أرجو منك النصيحة .
الجواب:
الحمد لله(27/680)
لا مانع من أن تعمل المرأة عملاً مباحاً وفي ظروف شرعية ، فإذا كان عملها في بيع وشراء وتصنيع محرمات ، أو كانت ظروفه غير شرعية كوجود الاختلاط مع الرجال أو الخلوة المحرمة - سواء مع موظف أو مع زبون - : فإن عملها يكون محرَّماً .
وعملكِ مع أهلكِ شرعي ليس فيه محذور ، لكنَّ بقاءكِ وحدك في مكتب الاستقبال يعرضكِ للوقوع في المحذور وهو الخلوة المحرمة ؛ وذلك باحتمال دخول رجل عليكِ وحده ، وهي الخلوة التي نهى عنها الشارع .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم ) . رواه البخاري ( 1763 ) ومسلم ( 1341 ) .
قال الحافظ ابن حجر :
"قوله : ( ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم ) فيه منع الخلوة بالأجنبية ، وهو إجماع , لكن اختلفوا هل يقوم غير المحرم مقامه في هذا كالنسوة الثقات ؟ والصحيح : الجواز لضعف التهمة به " انتهى .
" فتح الباري " ( 4 / 77 ) .
وقال النووي :
"وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما : فهو حرام باتفاق العلماء , وكذا لو كان معهما من لا يستحي منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك , فإن وجوده كالعدم , وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام ، بخلاف ما لو اجتمع رجل بنسوة أجانب , فإن الصحيح جوازه " انتهى .
" شرح مسلم " ( 9 / 109 ) .
فالذي يجب على أهلكِ هو الاستجابة لحكم الشرع في عدم بقائك وحدك في المكتب لاستقبال الناس ، وقد ذكرنا أنه يجوز لك العمل معهم بشرط التزامك بالحجاب الكامل ، وكون العمل مباحاً في نفسه ، ولا يكون اختلاط محرم ولا خلوة ، ثم إن في بقائكِ وحدك خطراً عليكِ من الناحية الأمنية ؛ لكثرة السفهاء الذين يتصيدون فرائسهم في الأسواق والمكاتب ويبحثون عن فرصٍ كهذه تكون المرأة فيه في(27/681)
مكان وحدها ، وقد رأينا وسمعنا عن تعديهم على النساء في الأماكن العامة وفي وضح النهار فكيف بهذه ؟! فنسأل الله أن يتمم عليكِ ستره ، وأن يحفظكِ من الشر والسوء ، ولا بدَّ لكِ ولأهلك من الأخذ بالأسباب لحفظ النفس .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم تنظيم المحاضرات للنساء ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 11172 ...
رقم الفتوى
... 02/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
قام المركز الإسلامي في مدينتنا بتنظيم محاضرة للنساء، وقام المحاضر بإلقاء المحاضرة مباشرة من دون حاجز أو حجاب رغم معارضة بعض النساء لذلك وعدم رضاهن، ورغم وجود نساء كاشفات لوجوههن وأيديهن، وكان بالإمكان إلقاء المحاضرة من وراء ستار، ونتيجة لذلك حدثَ نقاش طويل بين بعض المسلمين عندنا، خصوصاً وأن إدارة المسجد ممثلة في اللجنة المنظمة رفضت أن يقوم أحد طلبة العلم في نفس اليوم بإلقاء محاضرة من وراء حجاب، وقد زاد من الخصومة أن المحاضر قال: إن آية {وإذا سألتموهن متاعاً فسئلوهن من وراء حجاب} (الأحزاب:53) خاصة نزولاً وحكماً بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجوز تطبيقها على غيرهن؟وقال أيضاً إجابة على سؤال حول الاختلاط: (إن المحرَّم شرعاً هو الخلوة فقط، ولذلك لا مانع من استضافة المرأة للرجل(27/682)
الأجنبي في حال عدم الخلوة؟) وقال أيضاً: (إنه لا يرى أن تنتقب المرأة في البلاد الغربية حتى لا تعطي صورة غير مقبولة عن الإسلام)؟
السؤال: ما رأيكم فيما حدث؟ وهل يجوز ذلك شرعاً؟ وما رأيكم فيما قاله المحاضر حول الاختلاط والنقاب؟ وهل يجوز الإنكار عليه؟ أفيدونا مأجورين.
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا شك أن ما فعله هذا المحاضر لا يجوز في الإسلام، فإن وقوف الرجل أمام النساء المتبرجات من أعظم أسباب الفتنة ولو أمنه هذا الرجل لم يأمنه غيره، ومتى فتح الباب لهم توصلوا إلى المحظور من النظر المحرم وما يجره من الفواحش، وقد نهى الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم عن التبرج بقوله: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}(الأحزاب:33) وهذا الخطاب يعم كل المؤمنات لأن الله ذمّه بإضافته إلى الجاهلية، والتبرج هو إبداء الزينة ولا شك أن الوجه هو مجمع محاسن المرأة وبه تحصل الفتنةو يحصل التقارب، فإن بقية جسدها قد لا يحصل به تفاوت بين النساء ولا شك أن النساء فتنة لكل مفتون، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)(أخرجه أحمد وهو عند مسلم)، ولّما أذن لهن في الصلاة في المسجد قال: (وليخرجن تفلات)(أخرجه أحمد وأبو داود).
ــــــــــــــ
حكم نظر الفجاء ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 11176 ...
رقم الفتوى
... 24/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع(27/683)
... ...
نص السؤال
أنا امرأة أسكن مع أهل زوجي ويسكن معنا إخوة زوجي، ويحصل كثيراً من الأوقات من نظرة فجائية، فهل يصيبني لفحة من النار أم لا؟
ملحوظة: تكررت النظرة من أحد إخوة زوجي حتى لاحظت أنه يسرق النظر إليَّ وأنا في بيت الخلاء، ولقد أخبرت زوجي بذلك ولكنه لم يصدق في أخيه ذلك، فما الحكم في ذلك؟ وما هي نصيحتكم لي؟ وجزاكم الله خيراً.
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ورد الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن نظر الفجأة فقال: (اصرف بصرك). ومعناه: أن النظر إذا كان وقع على امرأة أجنبية بدون قصد فإنه يصرف بصره في تلك اللحظة ولا يحدق النظر، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة). وبكل حال عليكِ أولاً الحرص على التستر وتغطية الوجه ونحوه عند إخوة الزوج ونحوهم من الأجانب، وعليكِ أن تخبري زوجكِ ليقوم بنصحهم عن تحديق النظر وعن التحسس للغفلة، أو إذا رأيتِ من يتعمد هذا النظر ويظهر منه القصد للغفلة فلا بد من الابتعاد عنه حيث فعل ما لا يحل له والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصبحه وسلم.
ــــــــــــــ
حكم تقبيل فرج الزوج ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 11193 ...
رقم الفتوى
... 24/06/2004 ...(27/684)
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز للمرأة تقبيل فرج زوجها والعكس؟
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجوز ذلك مع الكراهة، فإن الأصل أن كلاً من الزوجين يستمتع من الآخر بجميع البدن إلا ما ورد النهي عنه، فيجوز مس كل منهما فرج الآخر بيدنه والنظر إليه ولكن النفس تكره ذلك لأنه خلاف المألوف الذي يعبر عنه بالاستمتاع.
ــــــــــــــ
تعرفت عليه في الإنترنت وخطبها وليس بينهما تفاهم
سؤال:
عملت لمدة سنتين بعيداً عن أهلي ( ذقت فيها مرارة الغربة والتعب وتأثرت نظرتي للحياة كثيراً ) والآن أعمل في قرية من القرى التي تبعد عن مدينتي بحوالي 150 كم أي : ما يعادل ساعة ونصف ذهاباً ، وساعة ونصف إياباً ، تدور حياتي في محيط الأسرة والدراسة والعمل ، ليس لي صديقات ، ولا أزور أقاربي أو معارفي إلا نادراً ، وتقريباً لا أخرج من المنزل إلا للضرورة ، أو التنزه مع أسرتي أو للذهاب إلى عملي ، أو إحدى الدورات ، وفي فترة من الفترات اشتركت في نادي صحي مع أمي ( وذلك لظروف صحية ، وحفاظا على لياقتي ) ، تربيت في أسرة على الحشمة والالتزام المتوسط ، والمحافظة على الصلاة ، وتأدية ما فرضه الله علينا ، وبحكم عملي وتغربي ومركزي بين أخوتي ( الكبرى ) تعودت على الاستقلال والاعتماد على النفس ، وعلى احترام الآخرين لرأيي ، والداي هما أقرب أصدقاء لي ، لا أخفي عنهما أي سرٍّ من أسراري ، تعرفت على الإنترنت منذ عام 1422 هـ ، اطلعت على كثير من المواقع ، وكان هدفي هو تحسين لغتي الإنجليزية ، وتطوير طريقة تدريسي لها ، وكنت أبحث عن مواضيع مختلفة خاصة بالمرأة والأسرة والحياة الزوجية ، قبل ستة أشهر بينما(27/685)
كنت في أحد برامج ممارسة اللغة الإنجليزية جاءتني رسالة خاصة من أحد الأشخاص يريد أن يناقشني في بعض المسائل المتعلقة بتدريس اللغة الإنجليزية والصعوبات التي نواجهها مع الطالبات ، خصوصا أنه خريج قسم لغة إنجليزية - ينتظر وظيفته ، ويصغرني بعامين - وبعد مقابلتين أو ثلاث في هذا البرنامج ، وعن طريق الرسائل الكتابية القصيرة : سألني أسئلة شخصية مثل عمري / مدينتي / عادات أهلي ، أخيراً أخبرني أنه يريد خطبتي فأعطيته رقم والدي لمجرد اختبار صدقه ، وبالفعل اتصل بوالدي ، وبعد أسبوعين – تقريباً - زارنا وأهله ، في البداية تردد أهلنا ، خصوصا لتحسسهم من طريقة التعارف ، ولعاداتنا وتقاليدنا واختلاف الطباع ( خاصة أنني حضرية وهو شريف ) ، وبعد عدة زيارات من أهله ، ومفاوضات مع أهلي : استطعنا أنا وهو أن نجعلهم يتقبلون الموضوع ، والحمد لله تعيَّن خطيبي في قرية تابعة لمدينته ، وقريبا سيحصل على موافقة من أحد البنوك على قرض بالمرابحة حتى يتم مراسيم ملكتنا وزواجنا ، بعد فترة من خطوبتي أصبحنا نتحدث عبر الهاتف ( أعرف أننا أخطأنا في هذه النقطة خصوصا أنه لم يتم عقد القران ) ومن خلال هذه الأحاديث تعرفنا على بعض بصورة أكبر ، ولاحظت عليه عدة أمور : أمور إيجابية : ( المحافظة على الصلاة ( هذا شيء شجعني للارتباط به ، خصوصا أنني رفضت قبله أشخاصاً لسبب وحيد هو عدم الصلاة ، أو التهاون فيها ( والالتزام وعدم سماع الأغاني ) ، ( وعدم التدخين أو التعسيل أو التشييش ) ، وهذا شيء شجعني للارتباط به خصوصا أنني رفضت قبله أشخاصاً لسبب وحيد هو التدخين ، ( طيبته وبساطته ) ، ( وجود أمور كثيرة مشتركة بيننا خصوصا في رأينا حول مواضيع مختلفة ) ، ( تخصصنا الدراسي ) ، ( وظائفنا ) ، ( حتى في الأحلام المستقبلية حول الأسرة والأولاد ومواصلة الدراسة ) .
أمور سلبية : أحس أن التزامه لا ينبع من الدين بقدر من تربيته وعادات أهله ، وأنه يريد أن يفرض عليَّ أموراً ، ليس لأنها من الدين بقدر أن مظهره الاجتماعي كشخص متدين لا يسمح ، ونظرته وأهله لي ولأهلي ، يظنون أننا غير متمسكين بالدين وغير محتشمين ، نساؤنا متسلطات ، ومتحكمات يسيِّرن الرجال على(27/686)
أهوائهن - مع أني أرى تقريبا غالب الرجال في العالم يسيرون حسب أراء زوجاتهم ، وحتى ولو أظهروا عكس ذلك - ، ثم نظرتهم إلينا على أننا أقل منهم في النسب ، وأصعب شيء في العلاقة الزوجية إذا احتقر طرف من الأطراف الآخر ، أو لم يثق فيه وفي قدرته على القيام بالواجبات في الحياة الزوجية ، يريد مني التفرغ له ولأولاده ، ووقف حياتي عليهم ، والتوقف عن العمل ونسيان نفسي تماما ، وطي كل أحلامي في إكمال دراستي ، أو تحسين أدائي الوظيفي أو ممارسة أي نشاط آخر ، أو حتى الالتحاق بنادي صحي ، وإن مارست يكون ذلك كرما منه لأن الوقت الذي أقضيه في تلك الأمور من حقه و حق أولاده !
أنا لست ضد الزواج ولا رعاية الأبناء ولا خدمة الزوج ، ولكن أعتقد من حق الزوجة أن يكون لها مساحتها الخاصة .
يرى أن أعمال البيت من واجباتي ، وفي حال استقدام خادمة يجب أن تكون على حسابي ؛ لأنها تقوم بواجباتي ، معترض بقوة على اشتراط والدي للخادمة في عقد القران ، ويرى أن ذلك يشوه مظهره أمام أهله ، وأن شروطي تعجيزية ، معقول بنات القبائل والأشراف ما لهم شروط صعبة ولا طلبات ؟ مع العلم أن أهلي لم يشترطوا ذلك إلا خوفا عليَّ من المشاكل التي تقع فيها المرأة العاملة مع زوجها بسبب الخادمة ، ولأن الرجال في مجتمعنا تناسوا أن أشغال البيت في الإسلام من مسؤولية الزوج ، وهو حر إما أن يؤديها بنفسه أو يستقدم الخدم ، وإن قامت بها الزوجة فهو كرم منها وفضل ! ، مع العلم أنني لا أحب وجود الخادمة في البيت ، فبقليل من التعاون بين الزوجين والأبناء واستخدام وسائل التكنولوجيا ، أو المعاونات الخارجية مثل : كوي الملابس عند المكوجي ووضع الأبناء في حضانة فترة العمل يستطيعون الاستغناء عن الخادمة وشرها ومشاكلها ، ورجال اليوم ليسوا بأفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله والقيام بأعمال البيت .
يريد مني ترك سماع الأغاني وعدم مشاهدة الأفلام والتمثيل ، وعدم لبس البنطلونات ولبس عباءة الرأس ، مع أني أخبرته برأيي في هذه الأمور ، الأغاني : لا أرتاح لها وسأتركها في أقرب فرصة ، مشاهدة الأفلام والتمثيل : لا أرى(27/687)
حرمة لها ، بالنسبة للإنجليزية : طريقة للتدرب على سماع اللغة الإنجليزية ، أما التمثيل : فلا أتابع غير الهادف والمفيد منها ، لبس البنطلونات : فأخبرتك أنني إنسانة عاقلة وأعرف ألبس حسب المكان والمناسبة والأشخاص الذين سأقابل ، فأنا في المدرسة وزياراتي الرسمية أو زياراتي لأناس غريبين عني لا أرتديها ، ولكن أحب ارتداءها في الإجازات والخرجات خصوصا أنها أستر لي لأني كثيرة الحركة ، أما بالنسبة لعباءة الرأس فلا أؤيد لبسها ؛ لأنه أساسا لا يوجد شكل معين لحجاب المسلمة ، وبحكم تجربتي وجدت أنها لا تناسبني ، فالعباءة على الكتف المقفلة من الأمام مع وضع طرحة فضفاضة وتغطية الوجه أفضل لي وأستر ، خصوصا لو كنت أحمل أشياء أو أطفال ، أو أسير لمسافة طويلة ، يرى أن كل الأماكن التي أتنزه فيها مع أهلي ( أسواق ، منتزهات على البحر ، مراكز ترفيهية ، حتى الكورنيش ) أماكن مختلطة ، لا يستطيع أن يأخذني إليها ، حاولت تفهم غيرته ، ولكني بصراحة قلقة وخائفة من أنه يحبسني في البيت ، ولا يكون خروجي إلا لزيارات الأهل والأقارب التي لا أحبها كثيراً ، خاصة بسبب ما يحدث بين النساء من غيبة ونميمة وحسد وحقد ، يقول : إني لا أعرف كيف أتفاهم معه ، وأسلوبي جاف ، وكثيراً ما أخطئ في حقه ، فأرجوك علِّمني ؛ لأني فعلا بدأت أشك في قدراتي ، وأشعر بالندم الشديد عندما أراه مجروحاً مني .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
من عادتنا في الأجوبة على الأسئلة التي تردنا أن ننبه على الأخطاء الشرعية التي تأتي في ثنايا السؤال ، وبعضها قد يكون له تعلق في السؤال ، وبعضها الآخر ليس كذلك ، لكنه من المهم لنا أن نبين للسائل الصواب فيما يرد في كلامه ، أداء للنصيحة التي أوجبها الله علينا .
ثانياً :
ويمكن إجمال ما رأيناه من المخالفات الشرعية في السؤال سواء ما يتعلق بالزوجة أو الزوج فيما يأتي :(27/688)
1. السفر من غير محرم :
وقد فهمنا هذا من خلال قول الأخت السائلة : " والآن أعمل في قرية من القرى التي تبعد عن مدينتي بحوالي 150 كم أي : ما يعادل ساعة ونصف ذهاباً ، وساعة ونصف إياباً " .
فإن كان هذا هو الواقع ، وأنه لا يسافر معها محرم لها : فلتعلم أنه " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع ذي محرم " ، ولا تكفي عصبة النساء – كما يراه بعض العلماء – لتسافر المرأة من غير محرم ، ويجب على كل امرأة منهن أن يكون لها محرم .
وانظري تفصيل هذه المسألة في أجوبة الأسئلة : ( 3098 ) و ( 69337 ) و ( 45917 ) و ( 4523 ) .
2. المراسلة مع أجنبي في الإنترنت .
وهو ما حصل منكِ مع الرجل الأجنبي عنك ، وإذا كان هذا الأجنبي عنكِ قد تقدم للزواج منكِ فإن الآلاف لم يفعلوا مع من أوقعوهنَّ في حبائلهم ، وقد تُبنى العلاقة الزوجية التي تقوم على مثل هذه المقدمات على الشك والريبة والتهمة ، وبالتالي لا يُكتب للزواج النجاح .
وقد سبق ذِكر تحريم المراسلة بين الجنسين في جواب السؤالين : ( 26890 ) و ( 10221 ) .
3. القرض الربوي المحتال عليه باسم " المرابحة " :
وقد جاء هذا في قولك عن خطيبك : " وقريبا سيحصل على موافقة من أحد البنوك على قرض بالمرابحة حتى يتم مراسيم ملكتنا وزواجنا " .
وتسمية عامة الناس لهذه المعاملة بـ " القرض " إنما هو تسمية لحقيقتها ، وإن احتالت البنوك على الناس بتسميتها مرابحة ، إذ حقيقتها اقتراض بفائدة ربوية .
وانظري تفصيل المسألة في جواب السؤال رقم : ( 36408 ) .
4. المحادثة أثناء الخطوبة .
قلتِ في سؤالكِ : " بعد فترة من خطوبتي أصبحنا نتحدث عبر الهاتف ( أعرف أننا أخطأنا في هذه النقطة خصوصا أنه لم يتم عقد القران ) " .(27/689)
فالواجب الحذر من الخلوة بالمخطوبة ، أو الخروج معها ، أو التوسع في الاختلاط بها ، والحديث إليها ، وخاصة في الهاتف ، وحيث لا يكون هناك محرم أو رقيب .
وانظري جواب الأسئلة ( 7757 ) و ( 2572 ) و ( 20069 ) لتعلمي حدود العلاقة بين الخاطب والمخطوبة .
5. الاشتراط في الزواج :
قولكِ : " معقول بنات القبائل والأشراف ما لهم شروط صعبة ولا طلبات ؟ " .
والجواب : نعم ، معقول ، واشتراط الأمور الصعبة على الزوج مما يساهم في تعقيد الحياة الزوجية ، وقد يكون فيها تكليف الزوج ما لا يطيق ، فيؤثر ذلك سلباً على نفسيته وحياته وتعامله مع زوجته وأهلها .
ثم إن اشتراط الأشياء الصعبة والطلبات على الزوج لا يدل على رجاحة عقل ولا شرف نسب ، وهذه فاطمة رضي الله عنها وهي من أشرف نساء العالمين ، وابنة سيد المرسلين لم تَشترط في زواجها شروطاً ( صعبة ) ، ولا كان فيه كثرة ( طلبات ) ، وكذا نقول في بنات النبي صلى الله عليه وسلم وبنات أصحابه المشرفات المكرمات نسباً وديناً وعقلاً .
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ [ قصيفة ] وَقِرْبَةٍ وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفُ الْإِذْخِرِ ) .
رواه أحمد (644) والنسائي (3384) وصححه الألباني .
وقد جاء في السنة المشرفة ما يدل على خلاف ذلك الظن الذي تظنينه ، وهو الترغيب بتيسير الخِطبة ، وقلة مؤنة الزواج .
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ : تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا ، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا ) .
رواه أحمد ( 23957 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 2235 ) .
6. خدمة المرأة لزوجها :(27/690)
قولكِ : " ولأن الرجال في مجتمعنا تناسوا أن أشغال البيت في الإسلام من مسؤولية الزوج ، وهو حر إما أن يؤديها بنفسه ، أو يستقدم الخدم ، وإن قامت بها الزوجة : فهو كرم منها وفضل ! " .
وهذا وإن كان هو قول الجمهور لكنه قول ضعيف مرجوح ، وليست خدمة المرأة في بيتها كرماً منها وفضلاً ، بل هو واجب عليها ولا شك ، وإنما يكون ذلك بحسب قدرتها وطاقتها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال ، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية ، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة .
" الفتاوى الكبرى " ( 4 / 561 ) .
وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين - حفظه الله -:
قرأت في إحدى الصحف هنا فتوى لأحد العلماء يقول فيها إن خدمة الزوجة لزوجها ليست واجبة عليها أصلاً وإنما عقده عليها للاستمتاع فقط ، أما خدمتها له فذلك من باب حسن العشرة ، وقال إنه يلزم الزوج إحضار خدم لزوجته لو كانت لا تخدمه أو تخدم نفسها لأي سبب ، هل هذا صحيح وإذا كان غير صحيح فالحمد لله أن هذه الصحيفة ليست واسعة الانتشار ، وإلا لأصبح الأزواج بعضهم عزابا عندما تقرأ بعض النسوة هذه الفتوى ؟ .
فأجاب :
هذه الفتوى غير صحيحة ، ولا عمل عليها ؛ فقد كانت النساء الصحابيات يخدمن أزواجهن كما أخبرت بذلك أسماء بنت أبي بكر عن خدمتها للزبير بن العوام ، وكذا فاطمة الزهراء في خدمة علي رضي الله عنهما وغيرهما ، ولم يزل عُرف المسلمين على أن الزوجة تخدم زوجها الخدمة المعتادة لهما في إصلاح الطعام وتغسيل الثياب والأواني وتنظيف الدور ، وكذا في سقي الدواب وحلبها ، وفي الحرث ونحوه ، كلٌّ بما يناسبه ، وهذا عُرفٌ جرى عليه العمل من العهد النبوي إلى عهدنا هذا من غير نكير ، ولكن لا ينبغي تكليفها بما فيه مشقة وصعوبة ، وإنما ذلك حسب القدرة والعادة ، والله الموفق .(27/691)
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 662 ، 663 ) .
وانظري جواب السؤالين : ( 12539 ) و ( 10680 ) .
7. حكم التمثيل ومشاهدة الأفلام .
قولكِ : " مشاهدة الأفلام والتمثيل : لا أرى حرمة لها " .
ولا شك أن هذا خطأ ، وفي الأفلام كثير من المنكرات كخروج النساء سافرات ، وقصص الحب والعشق المحرم ، وشرب الخمور ، والعلاقات المحرَّمة ، وإشاعة الجريمة والجرأة على الأخلاق الفاضلة .
وللتفصيل : ينظر جواب السؤالين : ( 21227 ) و ( 13956 ) .
8. قولكِ " يريد مني ترك سماع الأغاني وعدم مشاهدة الأفلام والتمثيل ، وعدم لبس البنطلونات ولبس عباءة الرأس " .
أما المعازف والأغاني : فينظر تفصيل الحكم في حرمتهما : أجوبة الأسئلة : ( 43736 ) و ( 5000 ) و ( 5011 ) .
وينظر جواب السؤال رقم ( 8555 ) للوقوف على حكم لبس المرأة العباءة على الكتف .
وأما الأفلام والتمثيل : فقد سبقت الإحالة على الأجوبة التي فيها حكمهما .
ثالثاً :
وللإنصاف فقد جاء في سؤالك ذِكر شيء ينكره الخاطب وهو أمر جائز لكِ شرعاً ، وهو اشتراط والدكِ عليه الخادمة ، كما جاء في قولكِ " معترض بقوة على اشتراط والدي للخادمة في عقد القران " .
لكن لوجود الخادمة في البيت أحكام ومفاسد ، فانظري جواب السؤالين : ( 22980 ) و ( 26231 ) .
رابعاً :
هناك أشياء يطلبها الخاطب وهي صحيحة ، ليس لكِ أن تنكري شيئاً منها ، ومنها :(27/692)
1. قولكِ " يريد مني التفرغ له ولأولاده ، ووقف حياتي عليهم والتوقف عن العمل ونسيان نفسي تماما وطي كل أحلامي في إكمال دراستي أو تحسين أدائي الوظيفي أو ممارسة أي نشاط آخر ، أو حتى الالتحاق بنادي صحي " .
فتفرغ المرأة لبيتها وأولادها وزوجها من أعظم أعمال المرأة ، وهو عمل ما يفوق في مدته وعظَم شأنه وحتى تكلفته المادية ما يقوم به الزوج من أعمال خارج المنزل .
وقد كثرت أصوات النساء في الغرب الداعيات إلى الرجوع بالمرأة إلى عملها الذي تحسنه ، والذي تحافظ فيه على مروءتها وكرامتها ، وهو عمل البيت ، والذي لا تكفيها ساعات النهار والليل للقيام به ، فكيف إن كانت مفرطة بكثرة الخروج من بيتها للعمل المستمر ؟! .
2. قولكِ " يريد مني ترك سماع الأغاني وعدم مشاهدة الأفلام والتمثيل ، وعدم لبس البنطلونات ولبس عباءة الرأس " .
وقد سبق التنبيه على هذه المسائل .
3. قولكِ " يرى أن كل الأماكن التي أتنزه فيها مع أهلي ( أسواق ، منتزهات على البحر ، مراكز ترفيهية ، حتى الكورنيش ) أماكن مختلطة ، لا يستطيع أن يأخذني إليها ) .
وهو صادق في كون تلك الأماكن مختلطة ، لكنه يمكنه التحرز عن أماكن الاختلاط في بعضها ، واختيار الزمان والمكان المناسبيْن للذهاب إلى تلك الأماكن .
ويجب أن تعلمي أن دافعه في عدم اصطحابك لتلك الأماكن هي غيرته عليكِ ، وهو أمر محمود وجوده في الزوج ، وليست هي غيرة سيئة كتلك التي يصاحبها التهمة والريبة ، بل هي غيرة محمودة ينبغي لك تشجيعه على وجودها وتنميتها فيه ، ويمكنك التلطف في طلب اختيار الأماكن المناسبة والأوقات الملائمة لزيارة تلك الأماكن أو بعضها .
وانظري جواب السؤال رقم : ( 8901 ) ففيه فتوى لعلماء اللجنة الدائمة في حكم الذهاب لأماكن الترفيه التي تكثر فيها المنكرات .(27/693)
خامساً :
وأخيراً :
الحياة الزوجية حياة رائعة ، وهي قائمة على التفاهم والانسجام ، والله تعالى يجعل فيها بين الزوجين مودة ورحمة من أجل استمرارها وديمومتها .
وإذا رأت المرأة من نفسها أو ممن تقدم لها عدم الانسجام في المواقف والتلاقي في الأفكار : فإن من الأفضل أن تتأنى في إتمام ذلك الزواج ، وخاصة إذا حصلت خلافات قبل الدخول ، أو حول أمور يصعب على كل من الطرفين أن يتقبل وجهة نظر الآخر فيها ، أو يتفهم موقفه ، أو يستغني عنها في حياته ، فهنا يصبح الإقدام على إتمام ذلك الزواج مخاطرة غير مأمونة.
والذي ننصحك به : هو إصلاح نفسكِ وترك الأفعال المحرَّمة التي نبهناكِ عليها – ولا علاقة لهذا التنبيه بالزواج فهي حرام حتى لو لم تتزوجي - ، وبعدها يمكنك التفاهم مع خطيبك على ما يحل لك شرعاً ، فإن رضي بهذا التفاهم وانشرح صدره له ، وذلَّل العقبات : فلعل الاستمرار في الزواج أن يكون خيراً للطرفين ، وإن رضيتِ لنفسك الاستمرار فيما نبهناكِ عليه مما لا يحل لك شرعاً فعله : فإننا لا ننصحه بالتزوج منك ، ومن حقه بل من الواجب عليه أن لا يفعل .
واعلمي أن السعادة هي في طاعة الله سبحانه وتعالى ، وأن الموفَّق للطاعة يجعل الله تعالى صدره منشرحاً ، وإذا وفق الله تعالى الطائع لزواج مبارك وأسرة طيبة : فإنه يكون في جنَّة قبل جنَّة الخلد ، فاحرصي على الطاعة ، وابحثي عن زوج يرعى حدود الله تعالى ، فإن الخير كل الخير لك في الدنيا هو في البحث عن رضا الله تعالى .
وللأهمية : نرجو منكِ النظر في جواب السؤالين : ( 33710 ) و ( 22397 ) .
والله الموفق
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم مشاركة المرأة في المنتديات ومناقشة الرجال
سؤال:(27/694)
ماحكم مشاركة المرأة في المنتديات؟ وردها على الرجال ومناقشتها مواضيع معهم؟ وهل المزح مع الرجال في المنتديات يعتبر حراما؟ وما حكم استخدام الأيقونات التعبيرية مثل الابتسامات ؟ وهل استخدام الرسائل الخاصة بين المرأة والرجل للاستفسار عن أمر أو طلب مساعدة يجوز؟ وهل يجوز للمرأة أن تكتب كلمة هههههه؟ جزاكم الله خيرا جوابي على أسئلتي بدقه حتى أطمئن .
الجواب:
الحمد لله
أولا :
يجوز للمرأة أن تشارك في المنتديات العامة ، إذا تقيدت بالضوابط التالية :
1- أن تكون مشاركتها على قدر الحاجة ، فتطرح سؤالها أو موضوعها ، وتنصرف ، ولا تعلّق إلا على ما لابد منه ؛ لأن الأصل هو صيانتها عن الكلام مع الرجال ، والاختلاط بهم .
2- ألا يكون في كلامها ما يثير الفتنة ، كالمزاح ولين الكلام ، والضحك كأن تكتب :
( هههههه) كما في السؤال ، أو تستخدم الأيقونات المعبرة عن الابتسامات ؛ لأن ذلك يؤدي إلى طمع من في قلبه مرض ، كما قال سبحانه : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) الأحزاب/32
3- تجنب إعطاء البريد ، أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال ، ولو كان ذلك لطلب مساعدة ؛ لما تؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفتنة غالبا . وراجعي السؤال رقم (34841) ورقم (82460) .
4- والأولى والأفضل ألا تشارك المرأة إلا في المنتديات النسائية ، فهذا أسلم لها ، وقد كثرت هذه المنتديات ، وفيها خير وغنى . وإن احتاجت للمشاركة في منتديات عامة فالأولى أن تختار اسما لا يدل على أنها أنثى .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب(27/695)
ــــــــــــــ
تحرش المحارم
سؤال:
تحرش بي عمي من قبل عدة مرات ، وبعد ذلك صارحت والدي بما حدث ، فلم أجد منه سوى رد فعل لا يقارن بما فعله بي عمي , وأجد والدي الآن على علاقة طيبة جدّاً بعمي ، ويدعوه إلى البيات معنا في منزلنا ، ويعامله معاملة حسنة جدّاً ، وأنا لا أتحمل هذا ، فما عقاب والدي ؟ وهل إذا شعرت بالكراهية تجاه والدي هل يوجد ذنب عليَّ ؟ وجزاكم الله كل خير .
الجواب:
الحمد للَّه
قد أحسنتِ حين شكوتِ أمر عمكِ إلى والدك ، فقد كان تصرفا حكيما يدل على عقل وخلق ودين ، نسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله ويحفظك بحفظه ، ولكن لا تعجلي في الحكم على والدك بالكراهة ، أو التشكك في حرصه على حفظك ورعايتك .
نعم الواجب عليه أن يكون أكثر صرامة مع أخيه الذي تكرر منه التحرش ، وأقل ما جب عليه فعله هو عدم السماح له بالمبيت في منزلكم ، وعدم استئمانه على بيته وأهله وعرضه ، بل عدم السماح له بزيارتكم ورؤيتكم ، والغيرة الشرعية تقتضي منه توعد أخيه بقطع العلاقة معه ، فالأولاد أمانة في عنق والدهم ، وهو مسؤول عن حفظ ورعاية هذه الأمانة .
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أَلَا كُلُّكُم رَاعٍ وَكُلُّكُم مَسئُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ ... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهلِ بَيتِهِ وَهُوَ مَسئُولٌ عَنهُم ) رواه البخاري ( 2554 ) ومسلم ( 1829 ) .
ولكن قد يقصر بعض الآباء في ذلك بسبب قلة الوعي وسوء تقدير للأمور ، أو لثقة زائدة في أخيه ، أو شعور بأن أخاه قد تاب وندم ، وأن تحرشه إنما كان زلة .(27/696)
فلا تتعجلي في اتهام والدك والظن بإهماله عرضه وعرض بناته ، وتجاوزي ذلك بمصارحته ومحاورته والاستعانة بالوالدة والإخوان ، وحاولي إقناعه بخطورة الأمر وأنه لا ينبغي التساهل فيه ، خاصة وأنه قد اتخذ موقفا من أخيه ، لكنه رد فعل ضعيف كما وصفته أنت في السؤال ، وهو على كل حال يدل على حرص من والدك ولو إلى حد ما .
فإن أراد أن يمنح أخاه فرصة أخيرة فلا يكون ذلك بالإذن له بالمبيت عندكم ، فإن في ذلك إعانة للشيطان عليه ، بل يكون بالبعد عنكم وعن مخالطتكم ، وإن أراد أن يبقى على اتصال به فليكن بينهما دون أن يكون لكم أنتم أهل بيته شأن في الموضوع .
فإن أصر والدك – لا قدر الله – على اختلاط أخيه بكم ، والتوسعة له في منزلكم ، فلا يجوز لك السكوت والرضا حينئذ ، ويجب أن تتحلي بالقوة والشجاعة كي تشكي أمر والدك لأقرب الناس إلى أسرتكم ممن ترين فيه الدين والخلق والحكمة ، واستعيني بهم على حل المشكلة التي تواجهين ، ولا بد أن تجدي من يتفهم الموقف ويكون خير معين لك إن شاء الله .
وعليك أنت خلال ذلك المحافظة على الحجاب الشرعي الكامل ، فإن كثيرا من حالات التحرش بين المحارم يكون سببها التساهل في كشف العورات أمامهم ، فتجد الفتاة تلبس اللباس الضيق جدّاً ، وتكشف ساقيها وذراعيها وأكثر من ذلك ، بدعوى أنها تجلس مع محارمها ، وهي لا تدري أن الشيطان يسول للنفس كل محرَّم ، وأن المحرَم قد يفتن بما يراه من محاسن محارمه ، خاصة إذا كان شابّاً عزباً .
وعليك الابتعاد عن المكان الذي يراك فيه عمك هذا ، وقطع العلاقة به تماما ، فلا تجلسي في مجلس يكون فيه ، ولا تلقي عليه السلام ، وإن وجدت بيتا من بيوت محارمك من أصحاب الخلق والدين فاخرجي إليه حتى يخرج عمك السيء من منزلكم .
بل إننا ننبهك هنا إلى مسألة مهمة ، في حال عدم تصرف التصرف المناسب أمام تلك المشكلة ، وعدم مبالاته بالتصرف الشائن لهذا الأخ الخائن ؛ ننبهك إلى أنه(27/697)
سوف يكون عليك أن تتحملي مسئولية كبيرة تجاه نفسك ودينك ، مسئولية في تعويض ذلك المقدر المفتقد من غيرة والدك ، وحسن قوامته عليك ، ورعايته لك ، خاصة فيما يتعلق بأمر الدين والفضيلة ، والحفاظ على حجابك ، والبعد عن الاختلاط والخلوة المحرمة .
والله سبحانه وتعالى مطلع على حالك ، ويعلم أنك تحبين الفضيلة وتكرهين الرذيلة ، وأنك تجاهدين في سبيل درء كل فتنة ، وسيكتب لك أجرك إن شاء الله تعالى كاملا موفرا غير منقوص .
قال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الأحزاب/35 .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم توليد الرجل للمرأة ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 11257 ...
رقم الفتوى
... 02/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال(27/698)
هل توليد الرجل للمرأة جائز؟ مع العلم أن نسبة الطبيبات في المستشفيات الحكومية وغيرها قليلة جداً، وطبيعة العمل موزع على دوريات ومناوبات، والولادة في علم الغيب فقد يذهب الرجل بزوجته في وقت لا يوجد فيه إلا أطباء من الرجال.
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اعلم أن الولادة أمر طبيعي موجود منذ خلق الله البرية، لم يزل النساء يلدن ولا يحتاج بعضهن إلى مولدة، وكثيراً ما تلد المرأة وتضع ولدها معها بلا مشقة كما حكى الله عن مريم قوله: {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة} إلى قوله {فأتت به قومها تحمله}(مريم: 23-27) فقد ولدت وحدها وحملت ولدها بعد ذلك، وهذا يقع كثيراً كما نعرفه، وعلى هذا فلا يجوز للرجل الأجنبي أن يتولى توليد المرأة حيث يحتاج إلى كشف عورتها والنظر إلى فرجها، ولمس بشرتها كبطنها وأسكيتها وشفريها، لا شك أن هذا لا يجوز إلا للضرورة ولا ضرورة هنا والحمد لله، وليس التوليد مختصاً بالطبيبات فما عرفن إلا من زمن قريب، فإن وجدت طبيبة مأمونة موثوقة تحسن تولي الولادة ولا تلحق الضرر بالمرأة ولا بالمولود فلا بأس بتولي ذلك، وإلا تولى ذلك غيرها من غير الطبيبات، وهن النساء الكبيرات اللاتي عَرفن التوليد وتولين ذلك بدون تعلم طب أو نحوه، وكون الطبيبات في الولادة قليلات في المستشفيات لا يضر، فليس التوليد مقصوراً عليهن، وإذا كان العمل في المستشفى موزعاً على دوريات ومناوبات فعلى من أحست بالولادة أن تتصل بالمستشفى فإن كان فيه امرأة حاذقة وإلا ذهبت إلى غيره أو إلى امرأة عارفة ولو لم تكن طبيبة دون أن تذهب إلى رجل يكشف عورتها.
ــــــــــــــ
تختلط مع قريبها وتكشف وجهها أمامه وتكلمه في الهاتف
سؤال:
أنا معلمة حلقة ولدي طالبة في العشرين من عمرها ، بنَتْ علاقة مع أحد أقربائها من غير المحارم ( قيل إنه مستقيم ) فإذا حصل اجتماع للعائلتين تكشف له عن(27/699)
وجهها من غير خلوة بحيث يكون معهم أطفال صغار ، وعندما نُصحت قالت : مادام أنه قريب : فلا حرج من ذلك ، وهي تحدثه في الهاتف ، هي لا تعلم أنني أعرف شيئا من ذلك ، فماذا أفعل ؟ وكيف أواجهها - مع العلم أنني أخاف من عنادها ، وابتعادها عن الحلقة ، وهي بأشد الحاجة إليها - ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
لا شك أن هذه الأخت بحاجة لنصيحة وتوجيه ، ومن يُزعم بأنه مستقيم من أقربائها يحتاج للأمر نفسه ؛ وليس من شك في أنهما يفتحان عليهما بتلك العلاقة التي بدآ فيها بابا من الفتنة ، وطريقا إلى الإثم والعدوان ، ثم لا يؤمن ما يكون من عاقبة ذلك ، ولا يدري أحد أين ينتهي بهما المطاف .
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تتعوجوا ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ ؛ لَا تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ !!
وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ )
رواه الإمام أحمد (17182) وصححه الألباني في ظلال الجنة (19) .
وقوله : (ويحك) زجر له من تلك الهمة ، وهي كلمة ترحم وتوجع تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها .
( لا تفتحه فإنك إن فتحته تلجه) أي تدخل الباب وتقع في محارم الله ، قال الطيبي : هذا يدل على أن قول أبواب مفتحة أنها مردودة غير مغلقة .
" فيض القدير" (4/334) .(27/700)
قال ابن رجب رحمه الله :
" ومن كان في الدنيا قد خرج عن الاستقامة على الصراط ففتح أبواب المحارم التي في ستور الصراط يمنة ويسرة ، ودخل إليها ، سواء كانت المحارم من الشهوات أو من الشبهات ، أخذته الكلاليب التي على ذلك الصراط ، يمنة ويسرة ، بحسب ما فتح في الدنيا من أبواب المحارم ؛ فمنهم المكدوس في النار ، ومنهم من تخدشه الكلاليب وينجو . "
" شرح حديث مثل الإسلام " ص (44) .
إن القرابة التي أشار إليها السؤال داعية إلى أمرين :
الأمر الأول : أن يكون حرص القريب على قريبه ، وصيانته له أكثر من حرص غيره ، فلا يساعده على فتح باب الحرام , ولا الولوج في الشهوات أو الشبهات ، بل يكون حرصه على قريبه لحق الإسلام أولا ،ثم لحق القرابة التي بينهما ينبغي أن يتأكد ذلك الحرص
الأمر الثاني : لما كان كثير من الناس يتساهلون في الخلطة بين الأقرباء ، وقل منهم من يصون الحرمة ، ويردع نفسه من مواطن الفتن ، شدد الشرع في سد باب الفتنة بالقريب ، الذي لا يتحفظ الناس منه ، أكثر غيره ، حتى لقد شبهه بالموت !!
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت ) رواه البخاري ( 4934 ) ومسلم ( 2172 ) .
وانظري شرح الإمام النووي لهذا الحديث في جواب السؤال ( 12837 ) .
وفي الجواب المحال عليه فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – في جواز جلوس المرأة مع أقاربها بشرطين :
الأول : أن تكون بحجابها الكامل ، بما فيه وجهها ويداها .
والثاني : عدم وجود ريبة .
وكلا الشرْطين مفقودان هنا ، فهي تجلس مع قريبها كاشفةً لوجهها ، ولا شك أن مجلسهما فيه ريبة ، ومن آثار تلك المجالس : المحادثات التي تمت بينهما ، وهي(27/701)
محرَّمة - أيضاً - ، وقد بيَّنا فتاوى أهل العلم في هذه المسألة في جواب السؤالين : ( 26890 ) و ( 10221 ) .
ثانياً :
يجب عليكِ التلطف في دعوتها ونصحها وتذكيرها ، وعليكِ استعمال الحكمة والموعظة الحسنة ، والرفق في النصح مظنة الاستجابة ، والموعظة المؤثرة مظنة تأثر القلب .
قال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل/125 .
وقال تعالى لموسى وهارون : ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) طه/43 ، 44 .
وانظري جواب السؤالين ( 60244 ) و ( 13261 ) ففيهما فوائد مهمة .
وإذا خشيت نفرتها من المواجهة ، أو عنادها ، فيمكنك أن تلمحي لها بما تريدين ، وتورِّي لها بمقصودك ، كأن تذكري أمامها بعض الأحاديث التي تحذر من الفتنة بالرجل الأجنبي ، وخاصة القريب ، وأن تعطيها بعض الأشرطة أو الرسائل والمطويات التي تتكلم عن ذلك ، وخطورة التساهل في ذلك الأمر على دين المرأة وعفتها . وأظهري لها الكلام بصفة العموم ، كأنك لا تعرفين شيئا عن حالها .
ثم حمليها أمانة الدعوة إلى الله ، ونشر ذلك الأدب بين المسلمات ، وأنه لا يكفي الفتاة أن تصون نفسها من الفاحشة ، أو مقدماتها من الاختلاط المحرم ، والعلاقات المرفوضة شرعا ، بل يجب عليها أيضا أن تدعو غيرها إلى الله تعالى ، وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، بحسب طاقتها .
ثالثاً :
إذا لم تجد هذه التورية ، ولم ينفع التلميح ، فيمكنك أن تتلطفي في مواجهتها بما تفعل ، فهي كبيرة في السن وتفهم الكلام ، وهي – كذلك – طالبة في حلقة قرآنية ، وتصرفاتها لا تُحسب عليها فقط بل على مكان تعلمها وتربيتها ، وأعلميها أن ذلك هو من باب محبتها ومحبة الخير لها ، والخوف عليها ، وليس من باب(27/702)
الرقابة والسلطان على تصرفات الغير ؛ فكثير من الناس ينفر من الحق ، لا لشيء إلا لأنه يعتبر أن من ينصحه نصب نفسه رقيبا عليه .
ويمكنك أن تركزي على مجموعة من الأمور في نصحها :
1. أن تبيِّني لها منزلة الحياء في الشرع ، وكيف كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الصحابة على قدر عظيم من هذا الخُلُق .
2. تنبيهها على وقوعها في محاذير شرعية ، مثل كشف وجهها أمام ذلك الأجنبي ، وتلك المجالس المختلطة ، والحديث معه في الهاتف ، وسبقت الإحالة على فتاوى كثيرة لأهل العلم في هذه المواضيع .
وقد بيَّنا في جواب السؤالين ( 11774 ) و ( 21536 ) حكم تغطية الوجه والكفين فلينظرا .
3. تذكيرها بقصص واقعية لضحايا الاختلاط والمحادثات والمراسلات مع الأجانب ، وهي أكثر من أن تُحصى .
وانظري جواب السؤال رقم ( 20784 ) .
وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 1200 ) تفصيل الحكم في الاختلاط ، وذِكر آثاره السيئة .
4. الاتصال بوالدتها أو زيارتها لنصحها وتذكيرها بخطأ ما يفعلونه في بيتهم ، وأثر ذلك على عليهم ، وعلى ابنتهم خاصة .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
تظهر زينتها أمام إخوة زوجها
سؤال:
السؤال هو : زوجة أخي لا تستحي أو تخجل من إخوتي ، تظهر أمامهم بحركات ولباس لا يليق بها ، وهي سيئة الخلق معنا نحن أخوات زوجها ، تتعامل معنا بوقاحة ، ومع إخوتي الرجال بلطف ولين ودلع ، وتغريهم بحركاتها وكلامها ، حتى إن أحد إخواني بدأ ينتقد زوجته على كل شيء ، وحوَّل حياتها إلى جحيم(27/703)
بسبب زوجة أخي هذه ، حاولنا أن نعلمها أو نصلحها دون فائدة ، قلنا لزوجها بما تفعله من حركات وكيف علاقتها بنا ، وهو لا يعلم عنها كل شيء ؛ لأنه يقضى معظم وقته في العمل ، كل الأهل يعرفون أنها سيئة الخلق ، وأخي أحياناً يضربها على أفعالها ، ولكنه متمسك بها بإصرار من والدتي ، لا يريد طلاقها ، فما هو الحل معها ؟ وكيف يمكن التعامل معها ؟ وهل أترك المنكر هذا ولا أهتم به ؟ فكرت أن أسعى لتزويج أخي بامرأة أخرى صالحة ، أرجو منكم إفادتي .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
أوجب الله تعالى على المسلمين نصح بعضهم بعضاً ، وأوجب على من نُصح بالحق أن يستجيب لأمر الله تعالى ، وأن يكف عن القبائح التي يرتكبها ، لذا فإن عليكم واجب النصح :
1. لزوجة أخيكم أن تكف عن فعل ما حرَّمه الله عليها من الكشف عن شيء من جسمها أمام إخوة زوجها ، ومن التكسر في كلامها ، وأفعالها ومن الإساءة لكُنَّ .
2. ولأخيكم نفسِه أن يَمنع زوجته من مخالطة الرجال الأجانب ، وأن يمنعها من الإساءة لأخواته ، وأن ينتبه للشرور التي يمكن أن تُحدثها في البيت من التفرقة بين إخوته ونسائهم .
3. وعلى والديكم أن يكون لهم موقف من أفعال زوجة ابنهم .
4. وعلى إخوة الزوج أن لا يجلسوا مع زوجة أخيهم ، ولا يستمعوا لكلامها ، وأن يحذروا أن تكون سبباً للفرقة بين الأسرة الواحدة ، والفرقة بينهم وبين نسائهم .
ثانياً :
ويجب عليها أن تعلم حدود الله تعالى فتقف عندها ، وواجب على زوجها – كذلك – أن يعلم أن زوجته من رعيته التي أوجب الشرع عليه أن يقوم برعايتها ، وليعلم أنه مسئول يوم القيامة عنها وعن أفعالها .
ومما يوجبه الإسلام عليها:(27/704)
1. أن تحافظ على حيائها ، وعفتها ، وتغض بصرها عما حرَّم الله عليها .
قال الله تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة .
" مجموع الفتاوى " ( 15 / 396 ) .
2. المحافظة على حجابها الكامل أمام الرجال الأجانب ، ولتعلم أن إخوة زوجها منهم ، بل يجب أن تحتاط في لباسها وزينتها وكلامها أمامهم أكثر من غيرهم ، وفي الآية السابقة من سورة النور بيان من يجوز لهم إظهار زينتها أمامهم .
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت ) رواه البخاري ( 4934 ) ومسلم ( 2172 ) .
وانظري شرح الإمام النووي لهذا الحديث في جواب السؤال ( 12837 ) .
3. أن تلتزم أحكام الشرع في كلامها مع الأجانب ، وفي مشيتها ، فلا يكون في كلامها ولا أفعالها ميوعة وتكسر ، قال تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/ من الآية 32 .
4. تجنب وضع الطيب الذي يجد ريحه الأجانب .
فعَنْ أَبي مُوسى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ ) .(27/705)
رواه الترمذي ( 2786 ) وأبو داود ( 4173 ) والنسائي ( 5126 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود "
5. تمتنع عن الخلوة بأحدٍ من إخوة زوجها ، كما تمتنع عن الاختلاط بهم .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول : ( لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ) ، رواه البخاري ( 1763 ) ومسلم ( 1341 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
هل يجوز للمرأة أن تجلس مع أقارب زوجها وهي محجبة حجاب السنَّة ؟
فأجاب :
" يجوز للمرأة أن تجلس مع إخوة زوجها أو بني عمها أو نحوهم إذا كانت محجبة الحجاب الشرعي ، وذلك بستر وجهها وشعرها وبقية بدنها ؛ لأنها عورة وفتنة ، إذا كان الجلوس المذكور ليس فيه ريبة ، أما الجلوس الذي فيه تهمة لها بالشر : فلا يجوز ، وهكذا الجلوس معهم لسماع الغناء وآلات اللهو ونحو ذلك .
ولا يجوز لها الخلوة بواحد منهم أو غيرهم ممن ليس محرماً لها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ) متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ) أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه " انتهى .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 422 ، 423 ) .
ويجب على الزوج أن يقف على هذه الأوامر والنواهي ، وأن يعلم أنه مسئول عن زوجته ، فيجب عليه نصحها وتوجيهها للخير ، وهدايتُها أحب إلينا من تسريحها وتطليقها .
كما يجب على الوالدين أن يكون لهما موقف حازم تجاه هذه المسألة ، وعلى الأم أن تقف مع الحق والصواب ، ولا تقدم عاطفتها على الشرع والعقل ، وعليها أن تعلم أن استمرار زوجة ابنها بتلك التصرفات معناه تخريب بيوت أبنائها ، وها هي بوادر ذلك واضحة كما جاء في السؤال .(27/706)
كما يجب على إخوة الزوج أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم ، وأن يكتفوا بالحلال الذي رزقهم الله إياه ، ويجب عليهم نصح أخيهم والأخذ على يده ويد زوجته لئلا تفسد علاقتهم بنسائهم ، وعليهم المحافظة على غض البصر ، وترك الجلسات المختلطة .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ــــــــــــــ
حكم تحجب المرأة أمام المتخلف عقليا ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ...
اسم المفتى
... 10485 ...
رقم الفتوى
... 02/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
الشخص المتخلف عقلياً البالغ هل يجب على النساء أن يتحجبن عنه؟
نص الفتوى
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا كان التخلف شديداً، بحيث لا يعقل ولا يفهم، ولا يدرك المعاني وليس له الشهوة التي تبعثه إلى النظر واللمس ونحو ذلك، ولا همة له نحو النساء، بل هو كالطفل او أقل حالة، فلا حاجة إلى التحجب عنه، ويدخل في قوله تعالى ( أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال)(النور:31) أما إذا كان يعقل بعض هذه الأشياء، وله ميل إلى النساء، ويظهر من كلامه أنه يحس بشهوة، فلا يمكن من(27/707)
دخوله على النساء، ويلزمهن التحجب عنه، لقصة ذلك المخنث الذي قال لأخي أم سلمة: إذا فتحتم الطائف فإني سأدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أرى هذا يعرف ما ها هنا لا يدخل عليكن " رواه البخاري وغيره والله أعلم.
ــــــــــــــ
خروج المرأة لطلب العلم ...
عنوان الفتوى
... فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ...
اسم المفتى
... 2351 ...
رقم الفتوى
... 03/06/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
سمعنا فتواكم في شريط لقاء بالكويت أنه لا ينبغي للمرأة أن تخرج للدعوة إلى الله، بل يأتيها النساء ليتعلمن منها فهل هذا ينطبق في حالة خروج المرأة للدعوة إلى الله وللتعلم والاستفادة، مثال المراكز الصيفية أو مراكز تحفيظ القرآن؟
نص الفتوى
هنا لابد من لفت النظر إلى بعض ما جاء في هذا السؤال، حيث جاء في منتصفه فهل هذا ينطبق في حالة خروج المرأة للدعوة إلى الله وللتعلم، فكلمة " للدعوة إلى الله " فهذا قد سبق جوابه في ذلك الشريط، أي هي لا تخرج للدعوة إلى الله، فإذا كان السؤال "للتعلم" كما جاء بعد هذه الجملة التي ينبغي حذفها إذا كان خروج المرأة للتعلم والاستفادة، فأقول: هذا الخروج جائز ولكن أشكل علي ما جاء في بقية السؤال " مثال المراكز الصيفية " أنا لا أدري ما هذه المركز الصيفية، هل هي خاصة بالرجال أم بالنساء أم يجمع الجنسين؟ فإن كان الأمر الأخير فلا يجوز(27/708)
لهن الخروج، إنما يخرجن فقط إلى المساجد أو مراكز تحفيظ القرآن إذا كانت هذه المراكز خاصة بالنساء دون الرجال، أصحح السؤال لألخص الجواب. سمعنا فتواكم في شريط لقاء بالكويت أنه لا ينبغي للمرأة أن تخرج إلى الدعوة إلى الله، بل يأتيها النساء ليتعلمن منها، فهل هذا ينطبق في حال خروج المرأة للتعلم والاستفادة من المراكز الصيفية أو مراكز تحفيظ القرآن؟ هذا الخروج يجوز إذا كانت المراكز الصيفية خاصة بالنساء أو مراكز تحفيظ القرآن كذلك خاصة بالنساء، أما هذا الخروج فدليله ما جاء في صحيح البخاري أن بعض النسوة قلن للنبي صلى الله عليه وسلم - معنى الحديث- أن الرجال ذهبوا بكل خير منك، فهل تجعل لنا يوماً تأتينا يا رسول الله فيه؟ فخص لهن يوماً يتعلمن منه العلم عليه الصلاة والسلام، ولذلك فإذا خرجت المرأة إلى مسجد تتلى فيه آيات الله، ويذكر بها عباد الله، ويعلمون العلم الشرعي، فمن أجل ذلك كانت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن إلى المساجد ، مع العلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في حقهن ( وبيوتهن خير لهن)، صلاة النساء في البيوت خير لهن وأفضل لهن من الصلاة في المساجد، إلا في حالة كون هناك درس أو علم تنتفع النساء به، ولا يكون في بيوت النساء من يعلمهن ذلك العلم، فحينذاك يصبح خروجهن إلى المساجد أمرا مشروعا مرغوبا فيه، وكذلك مراكز تحفيظ القرآن بالشرط المذكور آنفاً ألا وهو أن يكون هذا المركز خاصاً بالنساء، بحيث يتحاشين اختلاطهن مع الرجال.
ــــــــــــــ
حجاب المرأة المسلمة ...
عنوان الفتوى
... فيصل مولوي ...
اسم المفتى
... 21364 ...
رقم الفتوى
... 13/10/2004 ...(27/709)
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أنا فتاة مسلمة أعيش في بلاد أجنبية مع عائلتي وأنا أصلي والحمد لله وألبس الحجاب ولكن لا ألبس الجلباب ألبس تنانير طويلي تغطي أقدامي ولكن التنانير التي ألبسها تنانير (جينز) وأنا أريد النصح منكم فهل هذا خطأ أم مباح أنا متوترة لا أعرف وأنا أنوي أن ألبس الجلباب عندما أتزوج إن شاء الله و لكن أريد النصح بسرعة أرجوكم وجزاكم الله ألف خير.
نص الفتوى
أختي السائلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
القصد من تشريع الحجاب هو استتار المرأة عن عيون من لا يحل له النظر إليها، فبأي صفة حصل الستر على الوجه الشرعي أجزأ وسواء كان ذلك قبل الزواج أو بعده فلا دخل للزواج في هذا الأمر.
وصفة الحجاب الشرعي أن لا يصف جسد المرأة وذلك بأن يكون واسعا ولا يشف عما تحته فلا يكون رقيقا ويستر ما أمر الله بستره من جسد المرأة وهو كل الجسد على رأي فريق من العلماء وكل الجسد ما عدا الوجه والكفين والقدمين على خلاف بين العلماء حول الأعضاء الثلاثة وبما أنني لا أعرف صفة تنانير الجينز التي تتحدثين عنها فيجب عليك تطبيق القواعد عليها فإن وفت بالغرض فلا حرج في لبسها وإن كانت تحدد مفاتن الجسد لأنها ضيقة أو لا تستر الجسد بشكل كاف فعليك ألا تلبسيها
يقول فضيلة الشيخ المستشار فيصل مولوي:محددا صفة الباس الشرعي للمرأة وما يجب أن يتوافر فيه "ورد في كتاب الله تعالى الحديث عن لباس المرأة المسلمة في قوله تعالى: {.. وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ..} وقوله عزّ وجلّ: {.. يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ..}. الآية الأولى تتحدّث عن الخمار وتأمر المرأة المسلمة أن تسدله على الجيب، وهو شقّ في طول القميص، وبهذا تستر صدرها وعنقها. الآية(27/710)
الثانية تتحدّث عن الجلباب وهو ثوب واسع يستر المرأة من فوق إلى تحت، فأُمرنَ بإدنائه عليهنّ، حتّى يغطّي جميع البدن، على خلاف معروف بين الفقهاء حول وجوب ستر الوجه أيضاً أو أفضلية ذلك مع جواز الكشف.
وقد وردت أيضاً آيتان أخريان يتعلّق حكمهما بلباس المرأة المسلمة وهما:
- قوله تعالى: {.. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ..} فواجب المرأة الأول أن تستقرّ في بيتها لتقوم بواجبها تجاه زوجها وأولادها، وإذا خرجت من البيت لحاجتها فيجب عليها أن لا تتبرّج تبرّج أهل الجاهلية، والتبرّج هو إظهار ما يحسن ستره من الجسم، أو تغطيته بثياب رقاق تثير الفتنة، كما كان يفعل أهل الجاهلية.
- قوله تعالى: {.. وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ..}. والزينة كما يقول القرطبي قسمان: خلقية وهو الوجه لأنّه أصل الزينة. ومكتسبة، وهو ما تحاول المرأة أن تتزيّن به كالثياب والحلي والكحل. والآية الكريمة تنهى عن إظهار الزينة الخلقية - إلاّ الوجه والكفّين حسب قول أكثر المفسّرين - ومن البديهي أيضاً أنّها تنهى عن الزينة المكتسبة ومنها الثياب إذا كانت تؤدّي إلى الفتنة وإثارة الغريزة كما تفعل ذلك الزينة الخلقية.
ويستنتج من كلّ هذه الآيات أنّ اللباس الشرعي للمرأة المسلمة هو الذي يغطّي جميع بدنها - مع الخلاف المعروف بالنسبة للوجه والكفّين - وأن يكون واسعاً غير ضيّق حتّى لا يصف محاسن الجسم، وأن لا يكون رقيقاً شفّافاً تظهر من خلفه معالم الجسم، فهذا هو التبرّج وإبداء الزينة المنهي عنه.
ثانياً: أمّا في السنّة فقد صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يؤكّد الشروط الثلاثة الآنفة الذكر ويفصّلها ويزيد عليها منها:
أ - حديث أبي هريرة (صنفان من أهل النار لم أرهما - وذكر الصنف الثاني - .. نساء كاسيات عاريات .. لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها ..) وهؤلاء هنّ النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر فهنّ كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة كما يقول الحافظ بن عبد البرّ.(27/711)
ب - وحديث ابن عمر: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلّة يوم القيامة، ثمّ ألهب فيه ناراً) وثوب الشهرة هو الذي يلفت نظر الناس، ويجعل لابسه مشتهراً بينهم، ويحصل ذلك بالرفيع من الثياب وبالوضيع منها إذا كان يخالف ما عليه الناس، فالمطلوب الوسط في كلّ شيء.
ج - وحديث أبي هريرة: (لعن رسول الله صلّى الله وعليه وسلّم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل)، والتشبّه باللباس فرع من كلّ أنواع التشبّه بين النساء والرجال، وقد صحّ أيضاً عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه لعن: (المتشبّهين من الرجال بالنساء، والمتشبّهات من النساء بالرجال).
وبناءً على ذلك نقول:
1 - لا يسترط في زي المرأة المسلمة لون معيّن، واختيار اللون الأسود اعتادته كثير من النساء الفاضلات لأنّه اقتداءً بنساء الصحابة، وهو أبعد عن الشهرة والتبرّج، لكن السواد ليس شرطاً إلزامياً، ويمكن للمرأة المسلمة أن تلبس من أيّ لون شاءت إلاّ الأحمر القاني - وهو المقصود بالثياب المعصفرة التي نهى عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - كما يمكن للمرأة المسلمة أن تلبس لباساً ملوّناً ولو كان الأحمر أحد ألوانه، بشرط واحد أن لا تجعله كثرة الألوان زينة تلفت النظر بشكل غير اعتيادي وتجعله من لباس الشهرة المنهي عنه، أو تدخله في باب التبرّج.
2 - لا يشترط في جلباب المرأة المسلمة صفة معيّنة أو شكل معيّن طالما أنّه واسع لا يصف أجزاء الجسم، وكثيف لا يظهر من ورائه شيء. ويمكن لدور الأزياء أن تتفنّن في أشكال الجلابيب إذا التزمت بالشروط الشرعية المذكورة آنفاً.
3 - أمّا لبس البنطلون الواسع الذي لا يصف العورة وليس شفّافاً، فهو لا يخلو من التشبّه بلباس الرجل، لكن إذا كانت المرأة تلبس فوقه الجلباب، أو أي ثوب واسع يصل إلى ما تحت الركبة، فإنّه عندئذ يكون أحسن ستراً ممّن تلبس الجرابات ولا يغطّي جلبابها ما تحت الركبة. لذلك أرى أنّه لا يجوز لبس البنطلون للنساء إلاّ إذا لبسن فوقه الجلباب أو المعطف الذي يغطّي الركبة كحدّ أدنى.
أسأل الله عزّ وجلّ أن يحفظ نساءنا وبناتنا من كلّ أنواع الفتن.(27/712)
ــــــــــــــ
سكن المطلق مع مطلقته ... العنوان
: رجل طلَّق زوجته طلاقًا بائنًا ولم يجد مسكنًا لأولاده حيث ستكون هي حاضنة لهم، إلا السكن الذي هو فيه، فهل يجوز أن يسكنَ هو في هذا البيت أم لابد من الفصل بينه وبينها بمسكن آخر؟ ... السؤال
... ... الحل ...
...
... إذا حدث الطلاق صارت المرأة أجنبيّة عن زوجها في بعض الأحكام. وإذا كان الطلاق بائِنًا بينونة صغرى أو كبرى فلا يحل له أن يتمتع بها بأي نوع من أنواع التمتّع بل يحرم عليه أنْ يَختلِيَ بها أو ينظرَ إلى غير وجهها وكفيها، أما إذا كان الطلاق رجِعيًّا فله كل ذلك مادامت في العدة، لأنها في حكم الزوجة.
ومن المقرَّر شرعًا أن المطلقة طلاقًا بائنًا لها الحق في حضانة أولادها الصغار ما لم تزوّج، ونفقتهم ونفقة حضانتها على أبيهم، ومن النفقة إعداد المسكن اللائق لذلك، وهو مسكن لها ولا صلة للمطلق به، فإن لم يجد لها مسكنًا أو لم يجد هو لنفسه مسكنًا يستقل فيه بعيدًا عن مسكنها فلولي الأمر تمكينه من البقاء في مسكن الزوجيّة السابقة، وذلك بصفة مؤقتة ـ نظرًا لأزمة المساكن في بعض البلاد ـ حتى يجعل الله له من بعد عسر يسرًا، على شرط أن يكون وجوده في هذا المسكن المشترك كالرجل الغريب تمامًا عنها، وذلك من حيث حرمة النظر والخلوة والملامسة وغيرها. فلكل منهما غرفة أو جزء من المسكن مستقل، كأنّهما نازلان في فندق، وإن كان الالتزام بذلك صعبًا جدًّا.
وهذا ـ كما قلت ـ إجراء مؤقت حتى يستقلّ كل منهما بمسكن ، وللضرورة أحكام ولا تظهر هذه الصعوبة إلا إذا كان هناك أولاد يحق لها حضانتهم، التي قد تستمر سنواتٍ طِوالاً، أما إذا لم يوجد أولاد للحضانة فالأمر سهل، وهذا إجراء يجب أن يعطينا درسًا في التفكير أكثر من مرة عند الزواج وعند الطلاق. " انظر فتوى الشيخ أحمد هريدي سنة 1965 في الفتاوى الإسلامية ـ المجلد السادس ص2200 " .(27/713)
ــــــــــــــ
الشات بين الجنسين ...
عنوان الفتوى
... مجموعة علماء ...
اسم المفتى
... 22771 ...
رقم الفتوى
... 29/03/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أدخل إلى مواقع الدردشة بالإنترنت
وأنا أتكلم مع فتاة مسلمة من فنزيلا ونحن نتفق على بعض الأعمال اليومية كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة سورة يس بشكل يومي وأنا أحافظ عليها والحمد لله فما حكم الإسلام في هذا أرجوا الرد بسرعة؟
وجزاكم الله كل الخير
السلام عليكم ورحمة الله
نص الفتوى
بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:-
الإنترنت ولوازمه من المحادثة عبر الشات والماسنجر وسيلة قد تكون سببا في تحصيل الخير، من تبادل العلوم النافعة، والدعوة إلى الله، والتعرف على أحوال المسلمين، وقد تكون سببا للمفاسد والشرور، وذلك حينما تكون بين الرجل والمرأة.
ولذلك لا يجوز تكوين صداقات بين الرجال والنساء عبر هذه الوسائل للأسباب التالية:-(27/714)
1- لأن هذا من اتخاذ الأخدان الذي نهى الله عز وجل عنه في كتابه الكريم.
2-لأنه ذريعة إلى الوقوع في المحظورات بداية من اللغو في الكلام، ومرورا بالكلام في الأمور الجنسية وما شابهها، وختاما بتخريب البيوت، وانتهاك الأعراض، والواقع يشهد بذلك ( ولا ينبئك مثل خبير).
3-لأنه موطن تنعدم فيه الرقابة، و لا توجد فيه متابعة ولا ملاحقة، فيفضي كلا الطرفين إلى صاحبه بما يشاء دون خوف من رقيب ولا حذر من عتيد.
4-لأنه يستلزم الكذب إن عاجلا أو لاحقا، فإذا دخل الأب على ابنته ، وسألها ماذا تصنع، فلا شك في أنها ستلوذ بالكذب وتقول: إنني أحدث إحدى صديقاتي ، وإذا سألها زوجها في المستقبل عما إذا كانت مرت بهذه التجربة فإنها لا شك ستكذب عليه.
5-لأنه يدعو إلى تعلق القلوب بالخيال والمثالية حيث يصور كل طرف لصاحبه أنه بصفة كذا وكذا، ويخفي عنه معايبه وقبائحه حيث الجدران الكثيفة، والحجب المنيعة التي تحول دون معرفة الحقائق، فإذا بالرجل والمرأة وقد تعلق كل منهما بالوهم والخيال، ولا يزال يعقد المقارنات بين الصورة التي طبعت في ذهنه ، وبين من يتقدم إلى الزواج به، وفي هذا ما فيه.
وليس معنى هذا حرمة الحديث بين الجنسين مطلقا عبر هذه الوسائل، ولكننا نتكلم عن تكوين العلاقات والصداقات بين الجنسين.
أما ما توجبه الضرورة، أو تستدعيه الحاجة مثل الحديث بين المراسلين الإخباريين، وبين العالم والمربي ومن يقوم على تربيتهن أو دعوتهن، والحديث الذي تقتضيه دواعي العمل بين الجنسين فليس حراما ما دام لم يخرج عن المعروف ، ولم يدخل دائرة المنكر، ولم يخرج عما تقتضيه الحاجة، وتفرضه الضرورة.
يقول الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية السعودية:-
لا حرج على المرأة المسلمة في الاستفادة من الإنترنت، ودخول " البالتوك " ما لم يؤد ذلك إلى محذور شرعي ، كالمحادثة الخاصة مع الرجال ، وذلك لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبا ،(27/715)
ولهذا فإن الواجب هو الحزم والابتعاد عن ذلك ، ابتغاء مرضاة الله ، وحذرا من عقابه .
وكم جَرَّت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم في عشق وهيام ، وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك ، والشيطان يخيل للطرفين من أوصاف الطرف الآخر ما يوقعهما به في التعلق المفسد للقلب المفسد لأمور الدنيا والدين .
وقد سدت الشريعة كل الأبواب المفضية إلى الفتنة ، ولذلك حرمت الخضوع بالقول ، ومنعت الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية ، ولا شك أن هذه المحادثات الخاصة لا تعتبر خلوة لأمن الإنسان من إطلاع الآخر عليه ، غير أنها من أعظم أسباب الفتنة كما هو مشاهد ومعلوم .
وقد سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علما بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
فأجاب : ( لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ، ويغريها به. وقد أمر صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه.
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير يجب الابتعاد عنها وإن كان السائل يقول : إنه ليس فيها عشق ولا غرام )
انتهى ، نقلا عن : فتاوى المرأة ، جمع محمد المسند ، ص 96
ولاشك أن التخاطب عبر الشات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد ، وفي كل شر .انتهى.
ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف- من علماء مصر- لشاب سأله عن نفس السؤال :-
ما الغرض من هذه المحادثة، وإذا كان بغية التبادل الثقافي والفكري والمعرفي والمحاورة، فلماذا لا يكون مع شاب مسلم، وماذا أنت قائل لشاب يفعل ذلك مع أختك أنت، واعلم أن الشاعر قد قال: كل الأشياء مبدأها من النظر ومعظم النار(27/716)
من مستصغر الشرر... فالنار العظيمة التي تحرق المدن لا تبدأ إلا بشرارة قليلة، وقد قال شوقي: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء..
فابتعد واستمع إلى هذا الحديث المتفق على صحته "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس فمن بعد عن الشبهات (نكرر بعد) فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام"، أسأل الله أن يحفظك وأبناءنا وشباب المسلمين من هذا كله. انتهى.
ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف في فتوى أخرى:-
فإن الله خلق هذا الجنس البشري من الرجال والنساء وجعل كل طرف يميل إلى الآخر بغريزة أودعت في النفس لبقاء النسل، ولبقاء هذه الحياة، ولقد حدد الإسلام طريقة ومنهج العلاقة التي يجب أن تكون بين الذكر والأنثى، فإما أنها علاقة مع المحارم كالأمهات والبنات، أو علاقة مع ما أحلها الله له من الزوجات بضوابطها الشرعية، أما كل علاقة بين الرجل والمرأة خارج هذا النطاق، فلا تتم من المسلم إلا على سبيل الاضطرار أو الحاجة، كشهادة المرأة أمام قاضٍٍ في محكمة، أو ما يضطر إليه مما لا يملك تغييره، كمدرس متدين عُيِّن في الجامعة يدرس للذكور والإناث، وفي هذه الحالة الاضطرارية يجب ألا تكون العلاقة إلا عابرة وفي حدود التعلم والتعليم؛ لأن الاختلاط منهي عنه شرعًًا، فإذا تطور إلى الخلوة كان محرمًًًا، وعلى هذا الأمر فإنه لا يوجد ما يُسمَّى علاقة عادية مع البنات، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعًًًا إلى الحق. انتهى.
ويقول الشيخ نظام يعقوبي من علماء البحرين مبينا حكم المراسلة بين الجنسين عن طريق الوسائل الحديثة :-
هل تختلف المراسلة عبر البريد الإليكتروني عن المراسلة عبر البريد العادي، أو عبر صفحات الجرائد والمجلات؟ لا شك أن المحصلة واحدة مع فارق طبيعة الوسيلة، ولكن العبرة في الحكم بالجواز أو عدم الجواز ليست في الوسيلة الناقلة للخطاب، ولكن في مضمون الخطاب نفسه، وما إذا كان هذا المضمون منضبطاً بضوابط الشرع أم لا، وحيث إن هذه الوسيلة، وسيلة البريد الإليكتروني، تتيح لمستخدمها قدراً كبيراً من الخصوصية والبعد عن الرقيب وحرية التعبير(27/717)
والمراسلة بمختلف أنواع المصنفات الفنية، الصوتية والمرئية، فإنها تصبح أكثر إغراء من غيرها على التمادي والغواية، والاقتراب من خطوات الشيطان وقد نهانا الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان فقال تعالى {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
فالأولى الابتعاد عن ذلك، حتى لا ينجر المرء إلى ما بعد ذلك ؛ من التدرج في موضوعات المراسلة إلى ما نهى الله عنه، فعندما نهانا الله تعالى عن الزنا نهانا عنه وعن مقدماته وعما يقربنا إليه فقال تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا}. ولا نقول هنا أن مثل هذه المراسلات ستؤدي بالقطع إلى الوقوع في الزنا والعياذ بالله، ولكنها تظل مظنة الوقوع فيما لا يرضي الله.
وإذا كان لا بد للمرء أحياناً من المراسلة بغرض التبادل الثقافي والمعرفي في هذا الزمن الذي بدأت فيه وسيلة الإنترنت تحتل حيزاً كبيراً في حياة الناس، فالأولى أن تكون المراسلة بين أفراد من جنس واحد،ما لم يكن هناك ضرورة خاصة تقتضي المراسلة مع الجنس الآخر، وفي هذه الحالة يجب التأدب والاحتياط خشية الوقوع فيما يغضب الله.انتهى.
وجاء بموقع الشبكة الإسلامية:-
حرم الله سبحانه وتعالى اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: ( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) [المائدة:5] واتخاذ الأخدان محرم سواء كان عبر الهاتف أو الدردشة في الإنترنت أو اللقاء المباشر، وغيرها من وسائل الاتصال المحرمة بين الرجل والمرأة.
وما يعرف اليوم بمواقع الدردشة فهي في معظمها أوكار فساد ومصايد للشيطان، أفسدت دين ودنيا كثير من أبناء وبنات المسلمين، فعلى المسلم أن يحذر منها، وأن يستغل وقته ويبذل جهده فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه.انتهى.
ويقول الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر:-(27/718)
إن الصداقة بين الجنسين لها مجالات وحدود وآداب فمجالها الصداقة بين الأب وبناته والأخ وأخوته، والرجل وعماته، وخالاته، وهي المعروفة بصلة الرحم والقيام بحق القرابة، وكذلك بين الزوج وزوجته، وفي كل ذلك حب أن ضعفت قوته فهي صداقة ورابطة مشروعة، أما في غير هذه المجالات كصداقة الزميل لزميلته في العمل أو الدراسة، أو الشريك لشريكته في نشاط استثماري مثلا، أو صداقة الجيران أو الصداقة في الرحلات وغير ذلك، فلابد لهذه الصداقة من التزام كل الآداب بين الجنسين، بمعنى ستر العورات والتزام الأدب في الحديث، وعدم المصافحة المكشوفة، والقبل عند التحية، وما إلى ذلك مما يرتكب من أمور لا يوافق عليها دين ولا عرف شريف، والنصوص في ذلك كثيرة في القرآن والسنة لا يتسع المقام لذكرها.
إن الصداقة بين الجنسين في غير المجالات المشروعة تكون أخطر ما تكون في سن الشباب، حيث العاطفة القوية التي تغطي على العقل، إذا ضعف العقل أمام العاطفة القوية كانت الأخطار الجسيمة، وبخاصة ما يمس منها الشرف الذي هو أغلى ما يحرص عليه كل عاقل من أجل عدم الالتزام بآداب الصداقة بين الجنسين في سن الشباب كانت ممنوعة، فالإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، ومن تعاليمه البعد عن مواطن الشبه التي تكثر فيها الظنون السيئة، والقيل والقال، ورحم الله امرأ ذب الغيبة عن نفسه.
ولا يجوز أن ننسى أبدا شهادة الواقع لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرحال من النساء" رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم .
ــــــــــــــ
حكم رؤية شعر المخطوبة ...
عنوان الفتوى
... محمد صالح المنجد ...
اسم المفتى
... 22686 ...(27/719)
رقم الفتوى
... 05/04/2005 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز للرجل رؤية شعر العروس عندما يريد أن يطلب يدها للزواج (وهي متحجبة)؟ هل يجوز له رؤية خصله من شعرها أو صوره لها من غير حجاب؟
نص الفتوى
الحمد لله
لقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأمر بغض البصر وتحريم النّظر إلى المرأة الأجنبية طهارة للنّفوس وصيانة لأعراض العباد واستثنت الشّريعة حالات أباحت فيها النّظر إلى المرأة الأجنبية للضرورة وللحاجة العظيمة ومن ذلك نظر الخاطب إلى المخطوبة إذ إنّه سينبني على ذلك اتّخاذ قرار خطير ذي شأن في حياة كل من المرأة والرجل ، ومن النصًوص الدالة على جواز النظر إلى المخطوبة ما يلي :
1- عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) قال : " فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها ، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجتها " وفي رواية : " وقال جارية من بني سلمة ، فكنت أتخبأ لها تحت الكرب ، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها ، فتزوجتها " صحيح أبو داود رقم 1832 و 1834
2- عن أبي هريرة قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنظرت إليها ؟ ) قال : لا ، قال : ( فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ) رواه مسلم رقم 1424 والدار قطني 3/253(34)
3- عن المغيرة بن شعبة قال : خطبت امرأة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنظرت إليها ؟ ) قلت : لا ، قال : ( فانظر إليها فأنه أحرى أن يؤدم(27/720)
بينكما ) . وفي رواية : قال : ففعل ذلك . قال : فتزوجها فذكر من موافقتها . رواه الدارقطني 3/252 (31،32) ، وابن ماجه 1/574 .
4- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " إن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، جئت لأهب لك نفسي ، فنظر إليها رسول الله صلى الله عيله وسلم ، فصعّد النظر إليها وصوّبه ، ثم طأطأ رأسه ، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست ، فقام رجل من أصحابه فقال : أي رسول الله ، لإِن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها .. ) الحديث أخرجه البخاري 7/19 ، ومسلم 4/143 ، والنسائي 6/113 بشرح السيوطي ، والبيهقي 7/84 .
من أقوال العلماء في حدود النّظر إلى المخطوبة :
قال الشافعي - رحمه الله - : " وإذا أراد أن يتزوج المرأة فليس له أن ينظر إليها حاسرة ، وينظر إلى وجهها وكفيها وهي متغطية بإذنها وبغير إذنها ، قال تعالى : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) قال : الوجه والكفين " ( الحاوي الكبير 9/34 )
وقال الإمام النووي في ( روضة الطالبين وعمدة المفتين 7/19-20 : " إذا رغب في نكاحها استحب أن ينظر إليها لئلا يندم ، وفي وجه : لا يستحب هذا النظر بل هو مباح ، والصحيح الأول للأحاديث ، ويجوز تكرير هذا النظر بإذنها وبغير إذنها ، فإن لم يتيسر النظر بعث امرأة تتأملها وتصفها له . والمرأة تنظر إلى الرجل إذا أرادت تزوجه ، فإنه يعجبها منه ما يعجبه منها .
ثم المنظور إليه الوجه والكفان ظهراً وبطناً ، ولا ينظر إلى غير ذلك .
وأجاز أبو حنيفة النظر إلى القدمين مع الوجه والكفين . بداية المجتهد ونهاية المقتصد 3/10 .
قال ابن عابدين في حاشيته ( 5/325 ) :
" يباح النظر إلى الوجه والكفين والقدمين لا يتجاوز ذلك " أ.هـ ونقله ابن رشد كما سبق .
ومن الروايات في مذهب الإمام مالك :
- : ينظر إلى الوجه والكفين فقط .(27/721)
- : ينظر إلى الوجه والكفين واليدين فقط .
وعن الإمام أحمد - رحمه الله - روايات :
إحداهن : ينظر إلى وجهها ويديها .
والثانية : ينظر ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين ونحوهما .
ونقل ذلك ابن قدامة في المغني ( 7/454 ) والإمام ابن القيم الجوزية في ( تهذيب السنن 3/25-26 ) ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 11/78 ) .. والرواية المعتمدة في كتب الحنابلة هي الرواية الثانية .
ومما تقدّم يتبيّن أن قول جمهور أهل العلم إباحة نظر الخاطب إلى وجه المخطوبة وكفّيها لدلالة الوجه على الدمامة أو الجمال ، والكفين على نحافة البدن أو خصوبته .
قال أبو الفرج المقدسي : " ولا خلاف بين أهل العلم في إباحة النظر إلى وجهها .. مجمع المحاسن ، وموضع النظر .. "
حكم مس المخطوبة والخلوة بها
قال الزيلعي رحمه الله : ( ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفيها - وإن أَمِن الشهوة - لوجود الحرمة ، وانعدام الضرورة أ.هـ ، وفي درر البحار : لا يحل المسّ للقاضي والشاهد والخاطب وإن أمنوا الشهوة لعدم الحاجة .. أ.هـ ) رد المحتار على الدر المختار 5/237 .
وقال ابن قدامة : ( ولا يجوز له الخلوة بها لأنها مُحرّمة ، ولم يَرد الشرع بغير النظر فبقيت على التحريم ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يخلون رجل بإمراة فإن ثالثهما الشيطان ) ولا ينظر إليها نظر تلذذ وشهوة ، ولا ريبة . قال أحمد في رواية صالح : ينظر إلى الوجه ، ولا يكون عن طريق لذة .
وله أن يردّد النظر إليها ، ويتأمل محاسنها ، لأن المقصود لا يحصل إلا بذلك " أ.هـ
إذن المخطوبة في الرؤية :(27/722)
يجوز النظر إلى من أراد خطبتها ولو بغير إذنها ولا علمها ، وهذا الذي دلت عليه الأحاديث الصحيحة .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 9/157 ) : " وقال الجمهور : يجوز أن ينظر إليها إذا أراد ذلك بغير إذنها " أ.هـ
قال الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني في السلسة الصحيحة (1/156) مؤيدا ذلك : ومثله في الدلالة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( وإن كانت لا تعلم ) وتأيد ذلك بعمل الصحابة رضي الله عنهم ، عمله مع سنته صلى الله عليه وسلم ومنهم محمد بن مسلمة وجابر بن عبد الله ، فإن كلاً منهما تخبأ لخطيبته ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها . ... " أ.هـ
فائدة :
قال الشيخ حفظه الله في المرجع السابق ص 156 :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يتزوج امرأة ، فبعث امرأة تنظر إليها فقال : شُمِّي عوارضها وانظري إلى عرقوبيها " الحديث أخرجه الحاكم (2/166 ) وقال : " صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي وعن البيهقي ( 7/87 ) وقال في مجمع الزوائد ( 4/507 ) : " رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد ثقات "
قال في مغني المحتاج ( 3/128 ) : " ويؤخذ من الخبر أن للمبعوث أن يصف للباعث زائداً على ما ينظره ، فيستفيد من البعث ما لا يستفيد بنظره " أ.هـ والله تعالى أعلم
ــــــــــــــ
حدود نظر الأخ من الرضاع إلى أخته ...
عنوان الفتوى
... محمد صالح المنجد ...
اسم المفتى
... 21494 ...
رقم الفتوى(27/723)
... 30/11/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ماذا يجوز للأخ من الرضاعه أن يشاهد من اخته فى الرضاعة00وهل هو في نفس درجه المحارم الأخ الشقيق وهل يجوز للأخ من الرضاعة أن يشاهد من اخته شعرها وشئ من جسمها؟؟ والسلام عليكم
نص الفتوى
الجواب :
الحمد لله
.يجوز للمرأة أن تخلع حجابها أمام محارمها .
والمحرم للمرأة هو من لا يجوز له مناكحتها على التأبيد بقرابة ( كالأب وإن علا والابن وإن نزل والأعمام والأخوال والأخ وابن الأخ وابن الأخت ) أو رضاع ( كأخي المرأة من الرضاعة وزوج المرضعة ) أو صهرية ( كزوج الأم وأبي الزوج وإن علا وولد الزوج وإن نزل ) . وإليك أيتها السائلة تفصيلا للموضوع :
المحارم من النسب :
وهؤلاء هم المذكورون في سورة النور في قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن .. ) سورة النور/31 . وقد قال المفسرون : إن محارم المرأة من الرجال بسبب النسب على ما صرحت به هذه الآية الكريمة أو دلت عليه هم من يأتي :
أولاً : الآباء ، أي آباء النساء وإن علوا من جهة الذكور والإناث كآباء الآباء وآباء الأمهات ، أما آباء بعولتهن فهم من المحارم بالمصاهرة كما سنبينه .
ثانياً : الأبناء : أي أبناء النساء ، فيدخل فيهم أولاد الأولاد وإن نزلوا من الذكور والإناث مثل بني البنين ، وبني البنات ، أما ( أبناء بعولتهن ) في الآية الكريمة فهم أبناء أزواجهن من غيرهن ، وهؤلاء محارم بسبب المصاهرة لا بسبب النسب كما سنبينه لاحقاً .(27/724)
ثالثاً : إخوانهن سواء كانوا اخوة لأم وأب ، أو لأب فقط أو لأم فقط .
رابعاً : بنو إخوانهن وإن نزلوا من ذكران وإناث كبني بنات الأخوات .
خامساً : العم والخال وهما من المحارم من النسب ولم يذكروا في الآية الكريمة لأنهما يجريان مجرى الوالدين ، وهما عند الناس بمنزلة الوالدين ، والعم قد يسمى أبا قال تعالى : ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي ، قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق .. ) البقرة /133 . وإسماعيل كان العم لبني يعقوب . تفسير الرازي 23/206 ، وتفسير القرطبي 12/232و233 ، وتفسير الآلوسي 18/143، وفتح البيان في مقاصد القرآن لصديق حين خان 6/352 .
المحارم بسبب الرضاع
ومحارم المرأة قد يكونون بسبب الرضاع ، جاء في تفسير الآلوسي : ( ثم إن المحرمية المبيحة لإبداء الزينة للمحارم كما تكون من جهة النسب تكون من جهة الرضاع ، فيجوز أن يبدين زينتهن لآبائهن أو أبنائهن من الرضاع تفسير الآلوسي 18/143 لأن المحرمية بسبب الرضاع كالمحرمية بسبب النسب تمنع النكاح على التأبيد بالنسبة لأطراف المحرمية ، وهذا ما أشار إليه الإمام الجصاص وهو يفسر هذه الآية فقال - رحمه الله - : ( لما ذكر الله تعالى مع الآباء ذوي المحارم الذين يحرم عليهم نكاحهن تحريماً مؤبداً ، دل ذلك على أن من كان في التحريم بمثابتهم فحكمه حكمهم مثل أم المرأة والمحرمات من الرضاع ونحوهم ) أحكام القرآن للجصاص 3/317 .
يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب :
وقد جاء في السنة النبوية الشريفة : " يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب " ، ومعنى ذلك أن المحارم للمرأة كما يكونون بسبب النسب يكونون أيضاً بسبب الرضاع ، فقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ( إن أفلح أخا أبي قٌعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب ، فأبيت أن آذن له ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بالذي صنعت فأمر أن آذان له ) صحيح البخاري بشرح العسقلاني(27/725)
9/150 وقد روى هذا الحديث الإمام مسلم ولفظه : ( عن عروة عن عائشة أنها أخبرته أن عمها من الرضاعة يسمى أفلح استأذن عليها فحجبته ، فأخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها : لا تحتجبي منه ، فإنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ) صحيح مسلم بشرح النووي 10/22 .
محارم المرأة من الرضاع مثل محارمها من النسب :
وقد صرح الفقهاء متبعين ما دل عليه القرآن والسنة ، بأن محارم المرأة بسبب الرضاع مثل محارمها من النسب ، فيجوز لها أن تبدي زينتها لمحارمها من الرضاع كما تبدي زينتها لمحارمها من النسب ، ويحل لهم النظر من بدنها ما يحل لمحارمها من النسب من النظر إلى بدنها .
المحارم بسبب المصاهرة :
محارم المرأة بسبب المصاهرة هم الذين يحرم عليهم نكاحها على وجه التأبيد ، مثل زوجة الأب ، وزوجة الابن ، وأم الزوجة شرح المنتهى 3/7 .
فالمحرم بالمصاهرة بالنسبة لزوجة الأب هو ابنه من غيرها ، وبالنسبة لزوجة الابن هو أبوه ، وبالنسبة لأم الزوجة هو الزوج ، وقد ذكر الله تعالى في آية سورة النور : ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن .. ) وآباء بعولتهن وأبناء بعولتهن من محارم المرأة بالمصاهرة ، وقد ذكرهم الله تعالى مع آبائهن وأبنائهن وساواهم جميعاً في حق إبداء الزينة لهم . المغني 6/555
ــــــــــــــ
ضوابط عمل المرأة ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20997 ...
رقم الفتوى
... 06/10/2004 ...(27/726)
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
أنا حاصلة علي ماجيستير اللغة الإنجليزية وأعمل مدرس مساعد بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية. أريد أن أعرف إذا كان عملي هذا حلال أم حرام حيث إنني ألقي محاضرات أمام الطلبة من البنين والبنات وأضطر أحيانا إلي التحدث مع الطلاب والزملاء الرجال. فهل هذا اختلاط محرم. ولقد قرأت رأي الشيخ الشعراوي الذي يقول أن المرأة تعمل فقط عند الحاجة فهل هذا يعني أنني لا يجب علي العمل إن كنت في غير احتياج مادي. أم أن العلم الذى أدرسه يعتبر ذو فائدة للإسلام ويجب علي الاستمرار في هذا العمل. أرجو من فضيلتكم الإفادة.
نص الفتوى
الأستاذة الفاضلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
بداية لابد أن نقرر مجموعة من الحقائق:
الأولى: ضرورة وحتمية التزام المرأة بالحجاب الشرعي حين الخروج سواء كان للعمل أو غير العمل.
الثانية: أن المرأة نصف المجتمع وأنه من الضروري أن تشارك في العمل.
الثالثة: أن مبنى أمر المسلمة على الستر وأن عملها مع بنات جنسها أفضل إذا توفر.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي المرأة إنسان، كالرجل، هي منه وهو منها كما قال القرآن: (بعضكم من بعض) (آل عمران: 195) والإنسان كائن حي من طبيعته أن يفكر ويعمل، وإلا لم يكن إنسانًا
والله تعالى إنما خلق الناس ليعملوا، بل ما خلقهم إلا ليبلوهم أيهم أحسن عملاً فالمرأة مكلفة كالرجل بالعمل، وبالعمل الأحسن على وجه الخصوص، وهي مثابة عليه كالرجل من الله عز وجل، كما قال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) (آل عمران 195)، وهي مثابة على عملها(27/727)
الحسن في الآخرة ومكافأة عليه في الدنيا أيضا: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياة طيبة). (النحل: 97).
والمرأة أيضًا كما يقال دائمًا نصف المجتمع الإنساني، ولا يتصور من الإسلام أن يعطل نصف مجتمعه، ويحكم عليه بالجمود أو الشلل، فيأخذ من الحياة ولا يعطيها، ويستهلك من طيباتها، ولا ينتج لها شيئًا.
على أن عمل المرأة الأول والأعظم الذي لا ينازعها فيه منازع، ولا ينافسها فيه منافس، هو تربية الأجيال، الذي هيأها الله له بدنيا، ونفسيا، ويجب ألا يشغلها عن هذه الرسالة الجليلة شاغل مادي أو أدبي مهما كان ؛ فإن أحدًا لا يستطيع أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الكبير، الذي عليه يتوقف مستقبل الأمة، وبه تتكون أعظم ثرواتها، وهي الثروة البشرية.
ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال:.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق.
ومثل ذلك عملها في رعاية بيتها ؛ وإسعاد زوجها، وتكوين أسرة سعيدة، قائمة على السكون والمودة والرحمة، وقد ورد: إن حسن تبعل المرأة لزوجها يعد جهادًا في سبيل الله.
وهذا لا يعني أن عمل المرأة خارج بيتها محرم شرعًا فليس لأحد أن يحرم بغير نص شرعي صحيح الثبوت، صريح الدلالة، والأصل في الأشياء والتصرفات العادية الإباحة كما هو معلوم.
وعلى هذا الأساس نقول: إن عمل المرأة في ذاته جائز، وقد يكون مطلوبًا طلب استحباب، أو طلب وجوب، إذا احتاجت إليه: كأن تكون أرملة أو مطلقة ولا مورد لها ولا عائل، وهي قادرة على نوع من الكسب يكفيها ذل السؤال أو المنة.
وقد تكون الأسرة هي التي تحتاج إلى عملها كأن تعاون زوجها، أو تربي أولادها أو أخوتها الصغار، أو تساعد أباها في شيخوخته، كما في قصة ابنتي الشيخ الكبير التي ذكرها القرآن الكريم في سورة القصص وكانتا تقومان على غنم أبيهما: (قالتا لا نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرِّعَاء وأبونا شيخ كبير). (القصص: 23).(27/728)
وكما ورد أن أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين كانت تساعد زوجها الزبير بن العوام في سياسة فرسه، ودق النوى لناضحه، حتى إنها لتحمله على رأسها من حائط له أي بستان على مسافة من المدينة.
وقد يكون المجتمع نفسه في حاجة إلى عمل المرأة كما في تطبيب النساء وتمريضهن، وتعليم البنات، ونحو ذلك من كل ما يختص بالمرأة.. فالأولى أن تتعامل المرأة مع امرأة مثلها، لا مع رجل.
وقبول الرجل في بعض الأحوال يكون من باب الضرورة التي ينبغي أن تقدر بقدرها، ولا تصبح قاعدة ثابتة.
وإذا أجزنا عمل المرأة، فالواجب أن يكون مقيدًا بعدة شروط:.
1 أن يكون العمل في ذاته مشروعًا، بمعنى ألا يكون عملها حرامًا في نفسه أو مفضيًا إلى ارتكاب حرام، كالتي تعمل خادمة لرجل عزب، أو سكرتيرة خاصة لمدير تقتضي وظيفتها أن يخلو بها وتخلو به، أو راقصة تثير الشهوات والغرائز الدنيا، أو عاملة في " بار " تقدم الخمر التي لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساقيها وحاملها وبائعها، أو مضيفة في طائرة يوجب عليها عملها تقديم المسكرات، والسفر البعيد بغير محرم، بما يلزمه من المبيت وحدها في بلاد الغربة، أو غير ذلك من الأعمال التي حرمها الإسلام على النساء خاصة أو على الرجال والنساء جميعا.
2ـ أن تلتزم أدب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها في الزي والمشي والكلام والحركة: (وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) (النور: 31).(ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) (النور: 31).(فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب :32).
3ـ ألا يكون عملها على حساب واجبات أخرى لا يجوز لها إهمالها، كواجبها نحو زوجها وأولادها وهو واجبها الأول وعملها الأساسي.
والله أعلم(27/729)
أما عن العمل مع الرجال فاللقاء بين الرجال والنساء في ذاته ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من علم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:.
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم، الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام:(ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59).أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:.
أ - في الكلام، بحيث يكون بعيدًا عن الإغراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32).(27/730)
ب - في المشي، كما قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكون كالتي وصفها الله بقوله: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25).
جـ - في الحركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشريف بـ " المميلات المائلات " ولا يصدر عنها ما يجعلها من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصوصًا إذا كانت الخلوة مع أحد أقارب الزوج، وفيه جاء الحديث: " إياكم والدخول على النساء "، قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحَمْو ؟ ! قال: " الحمو الموت " ! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
والله أعلم
ــــــــــــــ
الاختلاط بين الجنسين: حقيقته وحكمه وضوابطه ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 21676 ...
رقم الفتوى
... 08/11/2004 ...(27/731)
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز الاختلاط بين الشباب من الجنسين فى العمل الخيرى؟
نص الفتوى
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من علم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
مشكلتنا كما ذكرت وأذكر دائمًا أننا في أكثر القضايا الاجتماعية والفكرية، نقف بين طرفي الإفراط والتفريط، وقلما نهتدي إلى " التوسط " الذي يمثل إحدى الخصائص العامة والبارزة لمنهج الإسلام ولأمة الإسلام.
وهذا أوضح ما يكون في قضيتنا هذه وقضايا المرأة المسلمة المعاصرة بصفة عامة.
فقد ظلم المرأة صنفان من الناس متقابلان بل متناقضان :.
1-صنف المستغربين:
الذين يريدون أن يفرضوا عليها التقاليد الغربية، بما فيها من فساد وتحلل من القيم وأعظمها الدين ـ وانحراف عن سواء الفطرة، وبعد عن الصراط المستقيم، الذي بعث الله الرسل، وأنزل الكتب لبيانه، ودعوة الناس إليه.(27/732)
وهم يريدون من المرأة المسلمة أن تتبع سنن المرأة الغربية، " شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع " كما صور الحديث النبوي: حتى لو دخلت جحر ضب لدخلته وراءها، على ما في جحر الضب من الالتواء والضيق، وسوء الرائحة، ومع هذا لو دخلته المرأة الغربية لدخلته المرأة المسلمة بعدها، أو بعبارة أخرى: لظهرت " موضة " جديدة يروج لها المروجون تسمى " موضة جحر الضب "!.
وهؤلاء يغفلون ما تشكو منه المرأة الغربية اليوم، وما جر عليها الاختلاط " المفتوح " من سوء العاقبة على المرأة وعلى الرجل، وعلى الأسرة، وعلى المجتمع كله، ويسدون آذانهم عن صيحات الاستنكار التي تجاوبت بها الآفاق في داخل العالم الغربي نفسه، وعن كتابات العلماء والأدباء، ومخاوف المفكرين والمصلحين على الحضارة كلها من جراء إلغاء القيود في الاختلاط بين الجنسين.
كما ينسى هؤلاء أن لكل أمة شخصيتها التي تكونها عقائدها وتصورها للكون والحياة والوجود ورب الوجود، وقيمها وتراثها وتقاليدها.. ولا يجوز أن يغدو مجتمع صورة مكررة من مجتمع آخر.
2ـ والصنف الثاني:
هم الذين يفرضون على المرأة تقاليد أخرى، ولكنها تقاليد الشرق لا تقاليد الغرب، وإن صبغت في كثير من الأحيان بصبغة الدين، ونسبها من نسبها إلى ساحته، بناءً على فهم فهمه، أو رأي قلده، أو رجحه، لأنه يوافق رأيه في المرأة، وسوء ظنه بها، بدينها وبعقلها وسلوكها.
ولكنه على أية حال لا يخرج عن كونه رأيًا لبشر غير معصوم، متأثر بمكانه وزمانه، وشيوخه ومدرسته، تعارضه آراء أخرى، تستمد حجيتها من صريح القرآن العظيم، ومن هدي النبي الكريم، ومن مواقف الصحابة وخير القرون.
وأود أن أبادر هنا فأقول: إن كلمة " الاختلاط " في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة، كلمة دخيلة على " المعجم الإسلامي " لم يعرفها تراثنا الطويل العريض طوال القرون الماضية، ولم تعرف إلا في هذا العصر، ولعلها ترجمة لكلمة " أجنبية " في هذا المعنى، ومدلولها له إيحاء غير مريح بالنظر لحس الإنسان المسلم.(27/733)
وربما كان أولى منها كلمة " لقاء " أو " مقابلة " أو " مشاركة " الرجال للنساء، ونحو ذلك.
وعلى كل حال، فإن الإسلام لا يصدر حكمًا عامًا في مثل هذا الموضوع، وإنما ينظر فيه على ضوء الهدف منه، أي المصلحة التي يحققها، والضرر الذي يخشى منه، والصورة التي يتم بها، والشروط التي تراعي فيه.. إلخ.
وخير الهَدْي في ذلك هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهدي خلفائه الراشدين، وأصحابه المهديين.
والناظر في هذا الهدي يرى أن المرأة لم تكن مسجونة ولا معزولة كما حدث ذلك في عصور تخلف المسلمين.
فقد كانت المرأة تشهد الجماعة والجمعة، في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان عليه الصلاة والسلام يحثهن على أن يتخذن مكانهن في الصفوف الأخيرة خلف صفوف الرجال، وكلما كان الصف أقرب إلى المؤخرة كان أفضل، خشية أن يظهر من عورات الرجال شيء، وكان أكثرهم لا يعرفون السراويل.. ولم يكن بين الرجال والنساء أي حائل من بناء أو خشب أو نسيج، أو غيره.
وكانوا في أول الأمر يدخل الرجال والنساء من أي باب اتفق لهم، فيحدث نوع من التزاحم عند الدخول والخروج، فقال -عليه السلام- : " لو أنكم جعلتم هذا الباب للنساء ".فخصصوه بعد ذلك لهن، وصار يعرف إلى اليوم باسم "باب النساء".
وكان النساء في عصر النبوة يحضرن الجمعة، ويسمعن الخطبة، حتى إن إحداهن حفظت سورة "ق " من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طول ما سمعتها من فوق منبر الجمعة.
وكان النساء يحضرن كذلك صلاة العيدين، ويشاركن في هذا المهرجان الإسلامي الكبير، الذي يضم الكبار والصغار، والرجال والنساء، في الخلاء مهللين مكبرين.
روى مسلم: عن أم عطية قالت: " كنا نؤمر بالخروج في العيدين، والمخبأة والبكر".
وفي رواية قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق (جمع عاتق، وهي الجارية البالغة، أو التي قاربت(27/734)
البلوغ).والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. (الخطبة والموعظة ونحوها)، قلت : يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: " لتلبسها أختها من جلبابها ". (أي تعيرها من ثيابها ما تستغني عنه، والحديث في كتاب " صلاة العيدين " في صحيح مسلم حديث رقم 823).
وهذه سنة أماتها المسلمون في جل البلدان أو في كلها، إلا ما قام به مؤخرًا شباب الصحوة الإسلامية الذين أحيوا بعض ما مات من السنن، مثل سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وسنة شهود النساء صلاة العيد.
وكان النساء يحضرن دروس العلم، مع الرجال عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويسألن عن أمر دينهن مما قد يستحي منه الكثيرات اليوم. حتى أثنت عائشة على نساء الأنصار، أنهن لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، فطالما سألن عن الجنابة والاحتلام والاغتسال والحيض والاستحاضة ونحوها.
ولم يشبع ذلك نهمهن لمزاحمة الرجال واستئثارهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطلبن أن يجعل لهن يومًا يكون لهن خاصة، لا يغالبهن الرجال ولا يزاحمونهن وقلن في ذلك صراحة: " يا رسول الله، قد غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك " فوعدهن يومًا فلقيهن فيه ووعظهن وأمرهن. (رواه البخاري في كتاب العلم من صحيحه).
وتجاوز هذا النشاط النسائي إلى المشاركة في المجهود الحربي في خدمة الجيش والمجاهدين، بما يقدرن عليه ويُحسنَّ القيام به، من التمريض والإسعاف ورعاية الجرحى والمصابين، بجوار الخدمات الأخرى من الطهي والسقي وإعداد ما يحتاج إليه المجاهدون من أشياء مدنية.
عن أم عطية قالت: " غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى " رواه مسلم. (برقم 1812).
وروى مسلم عن أنس (برقم 1811).: " أن عائشة وأم سليم، كانتا في يوم أحد مشمِّرتين، تنقلان القرب على متونهما وظهورهما ثم تفرغانها في أفواه القوم، ثم(27/735)
ترجعان فتملآنها" ووجود عائشة هنا وهي في العقد الثاني من عمرها يرد على الذين ادعوا أن الاشتراك في الغزوات والمعارك كان مقصورًا على العجائز والمتقدمات في السن، فهذا غير مسلّم.. وماذا تغني العجائز في مثل هذه المواقف التي تتطلب القدرة البدنية والنفسية معًا ؟.
وروى الإمام أحمد: أن ست نسوة من نساء المؤمنين كن مع الجيش الذي حاصر خيبر: يتناولن السهام، ويسقين السويق، ويداوين الجرحى، ويغزلن الشَّعر، ويعنّ في سبيل الله، وقد أعطاهن النبي -صلى الله عليه وسلم- نصيبًا من الغنيمة.
بل صح أن نساء بعض الصحابة شاركن في بعض الغزوات والمعارك الإسلامية بحمل السلاح، عندما أتيحت لهن الفرصة.. ومعروف ما قامت به أم عمارة نسيبة بنت كعب يوم أحد، حتى قال عنها -صلى الله عليه وسلم- : " لمقامها خير من مقام فلان وفلان ".
وكذلك اتخذت أم سليم خنجرًا يوم حنين، تبقر به بطن من يقترب منها.
روى مسلم عن أنس ابنها: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا، فكان معها، فرآها أبو طلحة زوجها فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر ! فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " ما هذا الخنجر" ؟ قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنه ! فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك. (رواه مسلم برقم 1809).
وقد عقد البخاري بابًا في صحيحه في غزو النساء وقتالهن.
ولم يقف طموح المرأة المسلمة في عهد النبوة والصحابة للمشاركة في الغزو عند المعارك المجاورة والقريبة في الأرض العربية كخيبر وحنين.. بل طمحن إلى ركوب البحار، والإسهام في فتح الأقطار البعيدة لإبلاغها رسالة الإسلام.
ففي صحيح البخاري ومسلم عن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عند أم حرام بنت ملحان خالة أنس يومًا، ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: " ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرَّة، أو مثل الملوك على الأسرة "، قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها (انظر الحديث (1912)(27/736)
من صحيح مسلم)... فركبت أم حرام البحر في زمن عثمان، مع زوجها عبادة بن الصامت إلى قبرص، فصرعت عن دابتها هناك، فتوفيت ودفنت هناك، كما ذكر أهل السير والتاريخ.
وفي الحياة الاجتماعية شاركت المرأة داعية إلى الخير، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، كما قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..). (التوبة: 71).
ومن الوقائع المشهورة رد إحدى المسلمات على عمر في المسجد في قضية المهور، ورجوعه إلى رأيها علنًا، وقوله :" أصابت المرأة وأخطأ عمر ".وقد ذكرها ابن كثير في تفسير سورة النساء، وقال: إسنادها جيد.
وقد عين عمر في خلافته الشِّفاء بنت عبد الله العدوية محتسبة على السوق.. والمتأمل في القرآن الكريم وحديثه عن المرأة في مختلف العصور، وفي حياة الرسل والأنبياء لا يشعر بهذا الستار الحديدي الذي وضعه بعض الناس بين الرجل والمرأة.
فنجد موسى وهو في ريعان شبابه وقوته يحادث الفتاتين ابنتي الشيخ الكبير، ويسألهما وتجيبانه بلا تأثم ولا حرج، ويعاونهما في شهامة ومروءة، وتأتيه إحداهما بعد ذلك مرسلة من أبيها تدعوه أن يذهب معها إلى والدها، ثم تقترح إحداهما على أبيها بعد ذلك أن يستخدمه عنده ؛ لما لمست فيه من قوة وأمانة.
لنقرأ في ذلك ما جاء في سورة القصص : (ولما وَرَدَ ماء مَدْيَنَ وَجَدَ عليه أُمّةً من الناس يَسْقُون ووجد من دونهم امرأ تين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرِّعَاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير.. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين.. قالت إحداهما يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين). (القصص: 23 -26).(27/737)
وفي قصة مريم نجد زكريا يدخل عليها المحراب، ويسألها عن الرزق الذي يجده عندها :(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). (آل عمران: 37).
وفي قصة ملكة سبأ نراها تجمع قومها تستشيرهم في أمر سليمان: (قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون.. قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين.. قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعِزَّةَ أهلها أذِلَّةً وكذلك يفعلون). (النمل: 32 - 34).
وكذلك تحدثت مع سليمان -عليه السلام- وتحدث معها: (فلما جاءت قيل أهكذا عَرْشُكِ قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين.. وصَدَّهَا ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين.. قيل لها ادخلي الصَّرْحَ فلما رأته حسبته لُجَّةً وكَشَفَتْ عن ساقيها قال إنه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين). (النمل: 42 - 44).
ولا يقال: إن هذا شرع من قبلنا فلا يلزمنا ؛ فإن القرآن لم يذكره لنا إلا لأن فيه هداية وذكرى وعبرة لأولي الألباب، ولهذا كان القول الصحيح: أن شرع من قبلنا المذكور في القرآن والسنة هو شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه.. وقد قال تعالى لرسوله: (أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُداهم اقْتَدِه). (الأنعام :90).
إن إمساك المرأة في البيت، وإبقاءها بين جدرانه الأربعة لا تخرج منه اعتبره القرآن في مرحلة من مراحل تدرج التشريع قبل النص على حد الزنى المعروف عقوبة بالغة لمن ترتكب الفاحشة من نساء المسلمين، وفي هذا يقول تعالى في سورة النساء: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا). (النساء: 15).
وقد جعل الله لهن سبيلاً بعد ذلك حينما شرع الحد، وهو العقوبة المقدرة في الشرع حقًا لله تعالى، وهي الجلد الذي جاء به القرآن لغير المحصن، والرجم الذي جاءت به السنة للمحصن.(27/738)
فكيف يستقيم في منطق القرآن والإسلام أن يجعل الحبس في البيت صفة ملازمة للمسلمة الملتزمة المحتشمة، كأننا بهذا نعاقبها عقوبة دائمة وهي لم تقترف إثمًا ؟.
والخلاصة:.
أن اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من علم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:.
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين:
فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم:
الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام:(ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59).أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:.(27/739)
أ - في الكلام، بحيث يكون بعيدًا عن الإغراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32).
ب - في المشي، كما قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكون كالتي وصفها الله بقوله: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25).
جـ - في الحركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشريف بـ " المميلات المائلات " ولا يصدر عنها ما يجعلها من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4 ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5 ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصوصًا إذا كانت الخلوة مع أحد أقارب الزوج، وفيه جاء الحديث: " إياكم والدخول على النساء "، قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحَمْو ؟ ! قال: " الحمو الموت " ! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6 ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
والله أعلم
ــــــــــــــ
ضوابط النظر بين الرجل والمرأة ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20814 ...(27/740)
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته، وبعد
الله تعالى يخاطب النساء بغض البصر يعني عن الرجال ولكن كيف, هل عن عورة الرجل أم عن وجهه أم عن ماذا كذلك مع تبيان؟ حديث الرجل الأعمى ونساء الرسول (ص) عندما أمرهن بغض البصر
جزاكم الله خيرًا
نص الفتوى
أخي السائل سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
يقول الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي. في ضوابط النظر بين الرجل والمرأة "خلق الله الأحياء كلها أزواجًا بل خلق الكون كله أزواجًا كما قال تعالى : (سُبحَان الذي خلَقَ الأزواج كلها مما تُنْبِت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون) (يس: 36).وقال: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون). (الذاريات: 49).
وعلى هذه السنة الكونية العامة كان خلق الإنسان من زوجين: ذكر وأنثى، حتى يمكن أن تستمر الحياة الإنسانية وتنمو وتكتمل،.وجعل في كل جنس منهما قابلية الانجذاب إلى الجنس الآخر، فطرة الله التي فطر الناس عليها.
ومنذ خلق الله آدم خلق له ومنه زوجًا ليسكن إليها، ويأنس بها، وتأنس به، فإنه بحكم فطرته لا يستطيع أن يسعد وحده، وإن كان في الجنة يأكل منها رغدًا حيث شاء.
وكان أول تكليف إلهي موجها إلى الاثنين معًا آدم وزوجه: (يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رَغَدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين). (البقرة: 35).(27/741)
فعاشا في الجنة معًا، وأكلا من الشجرة المنهي عنها معًا، وتابا إلى الله معًا، ونزلا إلى الأرض معًا، وتوجهت إليهما التكاليف الإلهية معًا: (قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هُدًى فمن اتَّبَع هداي فلا يَضِلّ ولا يَشْقَى). (طه: 123).
واستمرت الحياة بعد ذلك لا يستغني الرجال عن النساء، ولا يستغني النساء عن الرجال (بعضكم من بعض)، فأعباء الدين والدنيا مشتركة بينهما.
ولهذا لا يتصور أن يعيش الرجل وحده بعيدًا عن المرأة لا يراها ولا تراه، إلا إذا خرج عن سواء الفطرة، واعتزل الحياة، كما فعلت الرهبانية التي ابتدعها النصارى، وقسوا فيها على أنفسهم قسوة لا تقرها فطرة سليمة ولا شريعة قويمة، حتى إنهم كانوا يهربون من ظل المرأة، ولو كانت مَحْرَمًا، أمًّا أو أختًا . ولهذا حرموا على أنفسهم الزواج، واعتبروا الحياة المثالية للمؤمن هي التي لا يتصل فيها بامرأة، ولا تتصل به امرأة، على أي وجه من الوجوه.
ولا يتصور كذلك أن تعيش المرأة وحدها في عزلة تامة عن الرجال، فالحياة قائمة على تعاون الجنسين في أمور المعاش والمعاد: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). (التوبة: 71).
وقد ذكرنا في موضع آخر أن القرآن جعل إمساك المرأة في البيت بحيث لا تخرج منه، عقوبة للمرأة التي ترتكب الفاحشة علانية حتى يشهد عليها أربعة من الرجال المسلمين، وذلك قبل استقرار التشريع، وإيجاب الحدود المعلومة.. قال تعالى: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً). (النساء: 15).
كما أن هنا حقيقة أخرى يجب أن تذكر إلى جوار حاجة كل من الرجل والمرأة إلى الآخر وهي أن الله سبحانه غرس في فطرة كل واحد من الجنسين قابلية الانجذاب إلى الجنس الآخر، والميل إليه ميلاً شهويًّا غريزيا، بسببه يحدث اللقاء والإنجاب وبقاء النوع، وعمران الأرض.(27/742)
فلا يجوز أن ننسى هذه الحقيقة، حين نتحدث عن علاقة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل، ولا يقبل من بعض الناس أن يدَّعوا لأنفسهم أنهم أكبر من أن تؤثر فيهم الشهوات أو تستثار فيهم الغرائز، أو يضحك عليهم الشيطان.
وفي ضوء هذه المسلَّمات يجب أن ننظر في قضية نظر المرأة إلى الرجل.
من المتفق عليه: أن النظر إلى العورة حرام، بشهوة أم بغير شهوة، إلا إن وقع ذلك فجأة بغير قصد ولا تعمد، وهو ما جاء فيه الحديث الصحيح الذي رواه جرير بن عبد الله: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفجأة فقال: " اصرف بصرك ".رواه مسلم.
ولكن يبقى البحث هنا عن عورة الرجل ما هي ؟.
فالسوءتان عورة مغلظة متفق على تحريم كشفها أو النظر إليها، إلا في حالة الضرورة كالعلاج ونحوه، وحتى لو كانت مغطاة بما يجسمها ويبرزها أو يشف عنها، فهو محظور شرعا.
وأكثر الفقهاء على أن الفخذين من العورة، وأن عورة الرجل ما بين السرة والركبة، وقد استدلوا على ذلك ببعض الأحاديث التي لم تسلم من التعليل، وبعضهم حسنها وربما صححها بمجموع طرقها، وإن كان كل واحد منها في ذاته يقصر عن الاحتجاج به على إفادة حكم شرعي.
وذهب بعض الفقهاء إلى أن الفخذ ليس بعورة، مستدلين بحديث أنس أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حسر عن فخذه في بعض المواضع، ونصر هذا المذهب أبو محمد بن حزم.
ومذهب المالكية المنصوص عليه في كتبهم أن العورة المغلظة من الرجل هي السوءتان فقط أي القبل والدبر.. وهي التي تبطل الصلاة بكشفها أبدًا مع القدرة.
وحاول فقهاء الحديث الجمع بين الروايات المتعارضة إن أمكن ذلك، أو الترجيح بينها، فقال الإمام البخاري في صحيحه: (باب ما يذكر في الفخذ: وروي عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: أن الفخذ عورة، وقال أنس: " حسر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فخذه "، وحديث أنس(27/743)
أسند أي أقوى سندًا وحديث جرهد أحوط) (يلاحظ أن البخاري علق الحديث بصيغة التضعيف " روي " مما يدل على ضعفه عنده، كما ذكر في الترجمة).
واتجه الشوكاني في " نيل الأوطار " إلى توجيه الأحاديث التي ذكرت أن الفخذ عورة على أنها حكاية حال لا عموم لها.
أما المحقق ابن القيم فقال في " تهذيب سنن أبي داود " :.
(وطريق الجمع بين هذه الأحاديث ما ذكره غير واحد من أصحاب أحمد وغيرهم: أن العورة عورتان: مخففة ومغلظة، فالمغلظة السوءتان، والمخففة الفخذان، ولا تنافي بين الأمر بغض البصر عن الفخذين لكونهما عورة، وبين كشفهما لكونهما عورة مخففة، والله أعلم).
وفي هذا رخصة للرياضيين وغيرهم ممن تستلزم هواياتهم وممارساتهم الملابس القصيرة، مثل "الشورت " ونحوه، وكذلك من يشاهدونهم.. وكذلك الكشافة والجوالة، وإن كان يجب على المسلمين أن يفرضوا على تلك المنظمات العالمية طابعهم الخاص وما تقتضيه قيمهم الدينية ما استطاعوا.
وينبغي التنبيه هنا، أن ما كان عورة من الرجل، فالنظر إليه حرام من المرأة والرجل جميعًا وهذا أمر واضح.
وأما ما لم يكن عورة من الرجل، كالنظر إلى وجهه وشعره وذراعيه وساقيه وما إلى ذلك، فالقول الصحيح أنه جائز، ما لم يصحب ذلك شهوة، أو خوف فتنة.. وهذا هو رأي جمهور فقهاء الأمة، وهو الذي دل عليه عمل المسلمين منذ عصر النبوة، وما بعده من خير القرون، ودلت عليه أحاديث صحيحة صريحة لا تقبل طعنًا
وذهب بعض الفقهاء إلى منع المرأة من رؤية الرجال عامة، مستدلين بما ذكرته السائلة في سؤالها.
أما حديث فاطمة رضي الله عنها، فلا قيمة له من الناحية العلمية، ولم أره في كتاب من كتب أدلة الأحكام، ولا استدل به فقيه من الفقهاء، حتى المتشددون الذين منعوا المرأة من النظر إلى الرجل لم يذكروه، وإنما ذكره الإمام الغزالي في "(27/744)
الإحياء "، وقال الحافظ العراقي في تخريجه: رواه البزار والدارقطني في "الأفراد " من حديث على بسند ضعيف. (ذكره في كتاب النكاح، باب آداب المعاشرة، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد جـ 2/202 وقال: رواه البزار وفيه من لم أعرفه).
وأما الحديث الآخر، فنجد الرد عليه فيما ذكره ابن قدامة في تلخيص الرأي في المسألة، حيث قال في " المغني " فأوجز وأحسن:.
(فأما نظر المرأة إلى الرجل ففيه روايتان:.
إحداهما: لها النظر إلى ما ليس بعورة.
والأخرى: لا يجوز لها النظر من الرجل إلا إلى مثل ما ينظر إليه منها اختاره أبو بكر، وهذا أحد قولي الشافعي.
لما روى الزهري عن نبهان عن أم سلمة قالت: كنت قاعدة عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاستأذن ابن أم مكتوم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " احتجبا منه "، فقلت: يا رسول الله، إنه ضرير لا يبصر، قال: " أفعمياوان أنتما لا تبصرانه ؟ " رواه أبو داود وغيره.
ولأن الله تعالى أمر النساء بغض أبصارهن كما أمر الرجال به.
ولأن النساء أحد نوعي الآدميين فحرم عليهن النظر إلى النوع الآخر قياسًا على الرجال.
يحققه أن المعنى المحرم للنظر خوف الفتنة، وهذا في المرأة أبلغ، فإنها أشد شهوة وأقل عقلاً، فتسارع الفتنة إليها أكثر.
ولنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت قيس: " اعتدي في بيت ابن أم مكتوم، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك، فلا يراك " متفق عليه. (وفي رواية لمسلم: " فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين " ومعنى هذا أنه أراد الرفق بها والتيسير عليها، فلا تظل طوال اليوم ملتزمة بالثياب الساترة للجسم كله إذا بقيت عند أم شريك كثيرة الضيفان.. أما ابن أ م مكتوم فإنه لا يراها، فيمكنها بعض التخفف).(27/745)
وقالت عائشة: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد " متفق عليه.
ويوم فرغ النبي -صلى الله عليه وسلم- من خطبة العيد " مضى إلى النساء فذكرهن ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة ".
ولأنهن لو منعن النظر لوجب على الرجال الحجاب، كما وجب على النساء لئلا ينظرن إليهم.
فأما حديث نبهان، فقال أحمد: نبهان روى حديثين عجيبين. يعني هذا الحديث، وحديث " إذا كان لإحداكن مكاتب فلتحتجب منه " وكأنه أشار إلى ضعف حديثه، إذ لم يرو إلا هذين الحديثين المخالفين للأصول.
وقال ابن عبد البر: نبهان مجهول، لا يعرف إلا برواية الزهري عنه هذا الحديث، وحديث فاطمة صحيح، فالحجة به لازمة.
ثم يحتمل أن حديث نبهان خاص لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذلك قال أحمد وأبو داود.
قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: كأن حديث نبهان لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، وحديث فاطمة لسائر الناس ؟ قال: نعم. (وقال أبو داود بعد رواية الحديث: وهذه لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، ألا ترى إلى اعتداد فاطمة بنت قيس عند ابن أم مكتوم ؟.انظر سنن أبي داود، حديث 4112).
وإن قدر التعارض، فتقديم الأحاديث الصحيحة أولى من الأخذ بحديث مفرد في إسناده مقال). (المغني لابن قدامة 6/563،564).
بقي هنا قيد مفروغ منه، وهو ما ذكرناه في نظر الرجل إلى المرأة، وأعني به ألا يكون مصحوبًا بالتلذذ والشهوة، وإلا حرم، ولهذا أمر الله المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن، كما أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم سواء.. قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَّ من أبصارهن ويحفظن فروجهن...). (النور: 30، 31.الآية).(27/746)
صحيح أن المرأة تثير الرجل وتحرك شهوته، أكثر مما يثير الرجل المرأة، وأن المرأة أكثر جاذبية للرجل، وهي المطلوبة غالبًا والرجل هو الطالب، ولكن هذا كله لا يمنع أن من الرجال من يجذب عين المرأة وقلبها بشبابه ووسامته، أو بقوته وفحولته، أو بغير ذلك من المعاني التي ترنو إليها أعين بعض النساء، أو تهفو إليها قلوبهن.
وقد قص علينا القرآن الكريم قصة امرأة العزيز مع فتاها يوسف، الذي شغفها حبًا وكيف غدت هي الطالبة لا المطلوبة، وكيف راودته عن نفسه وقالت: (هيت لك قال معاذ الله). (يوسف :23).
كما قص علينا موقف نسوة المدينة حينما رأين يوسف لأول مرة بما آتاه الله من شباب وحسن ونضارة وقوة: (فلما رأينه أكْبَرْنَه وقَطَّعْن أيديهن وقُلْن حاش لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم.. قالت فَذَلِكُنّ الذي لُمْتُنَّني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجَنَنَّ وليكونًا من الصاغرين). (يوسف "31،32).
فإذا نظرت المرأة إلى رجل معين، فتحركت فيها عوامل الأنوثة، فعليها أن تغض بصرها، ولا تتابع النظر إليه، بعدًا عن مظنة الفتنة، ويزداد الأمر خطرًا إذا بادلها الرجل النظر بنفس الرغبة والشهوة.. فهذا هو النظر الذي سموه (بريد الزنى) والذي وُصِف بأنه (سهم مسموم من سهام إبليس) وهو الذي قال فيه الشاعر:.
كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر!.
فالسلامة في البعد عن مواضع الشرر، ومواقع الخطر، ونسأل الله العافية في الدين والدنيا... آمين.
والله أعلم
ــــــــــــــ
عورة المرأة بالنسبة للمرأة ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى(27/747)
... 20820 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ماحكم سباحة المرأة - في مكان خاص للسيدات فقط - أمام مثيلاتها، وماحكم كشف العورة أمام غير المسلمة( الشعر واليدين مثلا)
نص الفتوى
أختي السائلة: أجمع الجمهور على أن ما يحل للمرأة من النظر إلى المرأة هو جميع بدنها ما عدا ما بين السرة والركبة؛ فهذه هي عورتها بالنسبة للمرأة الأخرى؛ ولذلك لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى عورة المرأة مطلقًا سواء كان بشهوة أو بغير شهوة؛ ومع أمن الفتنة أو مع الخوف منها. وقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة" صحيح مسلم ج 4 ص 30 وجامع الترمذي ج 8 ص 77. إلا إذا كان ذلك لضرورة طبية أو غيرها فتقدر حينئذ الضرورة بقدرها أما الجزء الثاني من السؤال والخاص وهو عورة المرأة أمام غير المسلمة فيقول الدكتور يوسف القرضاوي: اختلف الفقهاء حول هذه المسألة، فيرى جمهور الفقهاء والمفسرين أن على المرأة المسلمة ألا تكشف عورتها أمام المرأة غير المسلمة وفسروا قوله تعالى "أو نسائهن" أي المسلمات، بل ويرى بعضهم أن المرأة لا تكشف عورتها أمام المسلمة التي لا تأمنها على نفسها حتى لا تتحدث بمفاتن جسدها أمام الناس، أما غير الجمهور فيرون أن قول الله تعالى "أو نسائهن" يقصد به النساء عامة، فلها أن تكشف عن عورتها غير المغلظة أمام النساء الكتابيات وبخاصة إذا كانت هذه المرأة من الخدم الذين يدخلون عليها كثيرًا والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــ
حدود العلاقة بين الرجل وامرأته ...(27/748)
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20821 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
كنا في نقاش حول العلاقة الزوجية ومدى الحدود التي يسمح بها الشرع في التمتع بين الزوجين .. وفاجأنا أحد الإخوة بقوله أنه استمع إلى فتوى لأحد المشايخ المعروفين على مستوى العالم العربي والإسلامي بأن الرجل يجوز له أن يلعق فرج امرأته كا تلعق البقرة رضيعها وأن للمرأة أن تضع إحليل زوجها في فمها لمداعبته كما يمص الطفل الصغير إبهامه، ودار الجدل بيننا فقررت أن أبعث لكم بسؤالي من باب أن لا حياء في الدين عن مشروعية ذلك للعلم بالحكم.
ما الحكم الشرعي في ذلك، وما مدى جواز ما قاله بعيدا عن الأضرار الصحية والنفسية إن وجدت.
سؤالي عن الحكم الشرعي وجزاكم الله خير الجزاء .
نص الفتوى
أخي السائل سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
فقد كثرت التساؤلات في الآونة الأخيرة حول هذا الموضوع مما يوحي بأن حياة الناس تحولت إلى حياة غريزية، لا هم للإنسان فيها سوى الشهوة في الوقت الذي تحتاج فيه أمتنا إلى من يحمل همومها وينهض بأعبائها، نعم هو من الناحية الشرعية لا مانع منه ما لم يؤد إلى ضرر صحي أو نجاسة حسية تنال أحد الجانبين، ورحم الله أحد مصلحي العصر الحديث حين قال: "إن الشاب حين يولد وأمته ممكنة، راياتها مرفوعة وكلمتها بين العالمين مسموعة حق له أن ينصرف(27/749)
إلى ذاته وشهواته في حدود المسموح والمباح، أما إذا كانت دياره محتلة وأحوال أمته لا تسر عدوا ولا صديقا فإن هذا يطرح عليه أعباءا جساما ويتطلب منه مجهودا عظيما تنوء بحمله الجبال" (من إحدى رسائله بتصرف)
ولكني أستغرب أن تقول بعيدا عن الأضرار النفسية والجسمية إن هذه الأضرار قد تكون أخي السائل هي مصدر التحريم الشرعي فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول " لا ضرر ولا ضرار"
نعم أخي السائل الأمر مباح ولكن في حياتنا ما هو أهم، فلنرتقي نحو العوالي، والفتوى بتفاصيلها وأدلتها هذا نصها
"إن الإسلام لم يهمل هذا الجانب من جوانب الحياة، الذي قد يحسبه بعض الناس أبعد ما يكون عن الدين واهتماماته، بل قد يتوهم بعض الناس أن الإسلام ينظر إلى " الجنس " وما يتصل به على أنه " رجس من عمل الشيطان " وأن نظرة الإسلام إلى الجنس كنظرة الرهبانية إليه. والواقع أن الإسلام قد عني بهذا الجانب الفطري من حياة الإنسان، ووضع فيه من القواعد والأحكام والتوجيهات ما يضمن أداءه لوظيفته، في غير غلو ولا كبت ولا انحراف. وحسبنا ما جاء في سورة البقرة حول هذا الموضوع في قوله تعالى: {يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين * نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين} [البقرة: 222، 223] وقد حفلت كتب التفسير والحديث والفقه والآداب وغيرها بالكثير مما يتصل بهذا الجانب، ولم ير علماء المسلمين أي بأس في الحديث عن هذا الموضوع ما دام في إطار العلم والتعليم، وقد شاع بين المسلمين كافة هذا القول: لا حياء في الدين، أي في تعلمه وتعليمه، أيًا كان موضوعه. والإسلام قد جاء لكل الأجناس، ولكل الطبقات، ولكل البيئات، ولكل الأعصار ولكل الأحوال، فلا ينبغي أن تتحكم في فقهه وفتاويه وتوجيه أحكامه أذواق أو تقاليد أقوام معينين، في بيئة معينة، كبيئة المسلمين العرب أو الشرقيين، فنحجر بذلك ما وسع الله، ونعسر ما يسر الدين، ونمنع الناس مما لم يمنعهم الشرع منه، بنصوصه الثوابت(27/750)
المحكمات، ومن هنا أطالب الأخوة الغيورين الذين يسارعون إلى الإفتاء بالمنع والتحريم فيما لم يألفوه، أو تستشنعه أنفسهم بحكم نشأتهم وتربيتهم الخاصة، أن يتبينوا ويتثبتوا قبل الجزم بالحكم، وخصوصًا عند الإيجاب أو التحريم، وألا يأخذوا الأحكام من كتب الوعظ والرقائق، ولا من ألسنة أهل الوعظ والترغيب والترهيب، فكثيرًا ما ينقصها التحقيق والتدقيق، وقلما تخلوا من التهويل والمبالغات إلا من رحم ربك. كما لا ينبغي عند اختلاف العلماء أن يلتزموا المذهب الأشد في ذلك أخذًا بالأحوط، فقد يكون الأخذ بالأيسر هو الأولى، لأنه الأقوى دليلاً، أو لأنه الأوفق بروح الشريعة، وحاجات الناس، وخصوصًا إذا كان السائلون من حديثي العهد بالإسلام، كما في موضوعنا، فالإفتاء بالأيسر لهؤلاء أولى من الإفتاء بالأحوط، ولكل مقام مقال. وفي هذا الموضوع نجد كتب الفقه لم تهمله، بل تحدثت عنه. ذكر في متن " تنوير الأبصار " وشرحه " الدر المختار " من كتب الحنفية جواز أن ينظر الرجل من امرأته إلى ما ظهر منها وما بطن، ولو إلى فرجها، بشهوة وبغير شهوة. قال في " الدر ": (والأولى تركه، لأنه يورث النسيان، وأضاف آخرون أنه يضعف البصر. فعللها بتعليلات غير شرعية، إذ لم يجئ بها نص من كتاب ولا من سنة، وهي مردودة من الناحية العلمية، فليس هناك أي ارتباط منطقي ولا واقعي بين السبب والنتيجة. واستدل في " الهداية " لأولوية الترك بحديث " إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ما استطاع، ولا يتجردان تجرد العيرين " أي الحمارين. قال: وكان ابن عمر يقول:" الأولى أن ينظر ليكون أبلغ في تحصيل اللذة ". قال العلامة ابن عابدين: لكن في " شرح الهداية " للعيني: أن هذا لم يثبت عن ابن عمر بسند صحيح ولا ضعيف. قال: وعن أبي يوسف: سألت أبا حنيفة عن الرجل يمس فرج امرأته، وهي تمس فرجه، ليتحرك عليها، هل ترى بذلك بأسًا؟ قال: لا، وأرجو أن يعظم الأجر). (حاشية رد المحتار على الدر المختار 5/234). ولعله يشير إلى الحديث الصحيح:" وفي بضع أحدكم صدقة ". قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: " نعم، أليس إذا وضعها في حرام كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر. أتحتسبون الشر، ولا تحتسبون الخير؟! ". رواه مسلم. فرضي الله عن أبي حنيفة(27/751)
ما كان أفقهه!. أما الحديث الذي استدل به في " الهداية " فلا حجة فيه، لأنه ضعيف. (رواه ابن ماجة في النكاح (1921) وضعفه البوصيري في الزوائد، وضعفه الحافظ العراقي أيضًا لضعف أسانيده كلها، وكذلك ضعفه الألباني في " إرواء الغليل " حديث 2009). وحتى لو قبلنا تساهل السيوطي الذي رمز للحديث السابق بالحسن في جامعه الصغير لكثرة طرقه، فإنه لا يفيد أكثر من الكراهة التنزيهية التي تزول لأدنى حاجة. وفي مجتمع مثل المجتمع الأمريكي وغيره من المجتمعات الغربية نجد أن لهم عادات في اللقاء الجنسي بين الزوجين، تخالف ما درجنا عليه في أوطاننا مثل التعري عند الجماع، أو نظر الرجل إلى فرج امرأته، أو لعب المرأة بذكر زوجها وتقبيله ونحو ذلك مما قد يدفعهم إليه ما أصيبوا به من برود جنسي نتيجة لانتشار الإباحية والتحلل والعري، مما يجعل الرجل وربما المرأة أيضًا في حاجة إلى مثيرات غير عادية. فهذه أشياء قد تنكرها أنفسنا، وتنفر منها قلوبنا، وتستسخفها عقولنا،
ولكن هذا شيء وتحريمها باسم الدين شيء آخر. ولا ينبغي أن يقال في شيء: حرام، إلا أن يوجد في القرآن والسنة الصحيحة، النص الصريح على حرمته، وإلا، فالأصل الإباحة. ولا نجد هنا النص الصحيح الصريح الدال على حرمة هذا السلوك مع الأزواج، وهذا ما جعلني في زياراتي لأمريكا، في مؤتمرات اتحاد الطلبة المسلمين، وزياراتي للمراكز الإسلامية في عدد من الولايات، إذ سئلت عن هذا الأمر وهو غالبًا يأتي من المسلمات الأمريكيات أن أميل إلى التيسير لا التعسير، والتسهيل لا التشديد، والإجازة لا المنع.لحديث: " احفظ عورتك إلا عن زوجتك وما ملكت يمينك " ولقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}. [المؤمنون: 5،6]. وهذا ما ذهب إليه، وشدد النكير على من خالفه الإمام ابن حزم، حيث لم يصح لديه نص يمنع من ذلك، ولهذا لم يجد فيه أي كراهة أصلاً. فقال في "المحلَّى": "وحلال للرجل أن ينظر إلى فرج امرأته، زوجته وأمته التي يحل له وطؤها، وكذلك لهما أن ينظرا إلى فرجه، لا كراهية في ذلك أصلاً. برهان ذلك الأخبار المشهورة من طريق عائشة، وأم سلمة، وميمونة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أنهن كن يغتسلن مع(27/752)
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من الجنابة من إناء واحد. (انظر المحلى 1/267 و283 289). وفي خبر ميمونة بيان أنه عليه الصلاة والسلام كان بغير مئزر، لأن في خبرها أنه عليه الصلاة والسلام أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ على فرجه وغسله بشماله (انظر المحلى 1/267 و 283 289)، فبطل بعد هذا أن يلتفت إلى رأي أحد. ومن العجب أن يبيح بعض المتكلفين من أهل الجهل وطء الفرج ويمنع من النظر إليه، ويكفي في هذا قول الله عز وجل: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} فأمر عز وجل بحفظ الفرج إلا على الزوجة، وملك اليمين، فلا ملامة في ذلك، وهذا عموم في رؤيته ولمسه ومخالطته. وما نعلم للمخالف تعلقًا إلا بأثر سخيف عن امرأة مجهولة عن أم المؤمنين: "ما رأيت فرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قط ". وآخر - في غاية السقوط - عن أبي بكر بن عياش، وزهير بن محمد، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهؤلاء: ثلاث الأثافي والديار البلاقع! أحدهم كان يكفي في سقوط الحديث. (المحلى، المسألة 1883). والحديث الذي استدل به ابن حزم في صحيح البخاري عن ابن عباس عن ميمونة أم المؤمنين قالت: "سترت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يغتسل من الجنابة فغسل يديه، ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه وما أصابه" (الحديث رقم (281) 1/387 من البخاري مع فتح الباري ط السلفية). الحديث. وفي الصحيح أيضًا عن عائشة قالت: "كنت أغتسل أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد من قدح يقال له: الفرق" (انظر: الحديث رقم 250 من المصدر السابق وأطرافه في: 261، 263، 273، 299 وغيرها). وذكر الحافظ في " الفتح " استدلال ببعض العلماء بالحديث المذكور على جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته وعكسه. قال: (ويؤيده ما رواه ابن حبان من طريق سليمان بن موسى: أنه سئل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته فقال: سألت عطاء، فقال: سألت عائشة، فذكرت هذا الحديث بمعناه، وهو نص في المسألة. (الفتح 1/364). والله تعالى أعلى وأعلم.(27/753)
ولكن نعود فنقول إن الأمر لابد أن يكون برضى الطرفين وأن يكون بعيدا عن الأضرار النفسية والجسمية لأنها معتبرة شرعا، فما ثبت ضرره يحرم فعله والله تعالى أعلى وأعلم
ــــــــــــــ
حدود العلاقة بين الخاطب والمخطوبة ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20825 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
السلام عليكم.
ما هى الحدود الشرعية التى تحكم العلاقة بين الخاطب و خطيبتة أثناء فترة الخطوبة و تقديم الشبكة، هل يجوز له أن يطيل النظر إليها أو أن يمس يدها أو أن يجلس الى جوارها؟ أفادكم الله
نص الفتوى
اعلم أخي السائل هداك الله ورعاك
أن الخطبة لغة وعرفا وشرعا شيء غير الزواج، فهي مقدمة له، وتمهيد لحصوله.
ومن هنا فرقت كتب اللغة جميعا بين كلمتي الخطبة والزواج. والعرف يميز جيدا بين رجل خاطب، ورجل متزوج.ألست معي في هذا؟!
وكذلك الشريعة فرقت بين الأمرين تفريقا واضحا، فالخطبة ليست أكثر من إعلان الرغبة في الزواج من امرأة معينة، أما الزواج فعقد وثيق، وميثاق غليظ، له حدوده وشروطه وحقوقه وآثاره.(27/754)
وقد عبر القرآن عن الأمرين فقال في شأن النساء المتوفى عنهن أزواجهن: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكنتم في أنفسكم، علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا، ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله).
والخطبة مهما يقم حولها من مظاهر الإعلان فلا تزيد عن كونها تأكيدا وتثبيتا لشأنها.. والخطبة على أية حال لا يترتب عليها أي حق للخاطب، إلا حجز المخطوبة بحيث يحظر على غير الخاطب أن يتقدم لخطبتها، وفي الحديث: "لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه".
والمهم في هذا المقام أن المخطوبة أجنبية عن الخاطب حتى يتم زواجه بها، ولا تنتقل المرأة إلى دائرة الزوجية إلا بعقد شرعي صحيح، والركن الأساسي في العقد هو الإيجاب والقبول. وللإيجاب والقبول ألفاظ معهودة معلومة في العرف والشرع.
وما دام هذا العقد بإيجابه وقبوله- لم يتحقق فالزواج لم يحدث أيضا لا عرفا ولا شرعا ولا قانونا، وتظل المخطوبة أجنبية عن خاطبها لا يحل له الخلوة بها، ولا السفر معها دون وجود أحد محارمها كأبيها أو أخيها.
ومن المقرر المعروف شرعا أن العاقد إذا ترك المعقود عليها دون أن يدخل بها يجب عليه نصف مهرها، قال تعالى: (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح).
أما الخاطب إذا ترك المخطوبة بعد فترة طالت أو قصرت فلا يجب عليه شيء إلا ما توجبه الأخلاق والتقاليد من لوم وتأنيب، فكيف يمكن -والحالة هذه- أن يباح للخاطب ما يباح للعاقد سواء بسواء؟
وبهذا فإن ما يفعله الناس اليوم لا يجوز وعليهم الامتناع عنه تماما وحالا ولعل في التعجيل بالعقد خيرا كثيرا للطرفين جميعا، فبه وحده تباح الخلوة واللمس وما شابه وإذا لم تسمح الظروف بذلك، فالأجدر أن يضبط الر جل والمرأة عواطفهما،(27/755)
ويكبحا جماح نفسيهما، ويلجماها بلجام التقوى، ولا خير في أمر يبدأ بتجاوز الحلال إلى الحرام".
ومن هنا أخى السائل نعلم أن ما أباحه العرف لا يلزم أن يبيحه الشرع بالضرورة، وأن ما سألت عنه لا يجوز فمخطوبتك لا تعدو كونها امرأة أجنبية وعدتها بالزواج ووعدتك بانتظارك وكم من وعد يخلف وصبر ساعة حتى تنال مبتغاك في رضا الله خير من أن تظلم نفسك وتضر بفتاتك فمعظم النار من مستصغر الشرر وعليك بالوقوف عند حدود الله فإنه (من يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) وأبشرك بقول الله (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فاولئك هم الفائزون).أتم الله عليك النعمة وأسعدك وزوجك تحت راية شرع الله
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــ
حدود العلاقة الزوجية ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20830 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
كنت فى فترة الحيض وبلغت مع زوجى من الشهوة ما بلغنا حتى قام بلبس الواقى الذكرى وقمت بتمرير يدى عليه بقوة حتى القذف بناء على طلبه وهو قلق جدا ولا يعلم هل هذا حلال أم حرام؟! لما ورد فى ذم الناكح يده، مع العلم بأنى قمت بتقبيل ومص عضوه الذكرى وآسفه على جرأتى فى طلب الفتوى لأننا نخجل من سؤال أى عالم شفويا وجزاكم الله خيراً(27/756)
نص الفتوى
أختي السائلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد
فدعيني أبدأ من حيث انتهيتي لماذا الأسف يا أختاه وأم المؤمنين عائشة تترحم على نساء الأنصار لأن الحياء لم يمنعهن عن السؤال في الدين ومعرفة حدود الحلال والحرام، والسؤال عن وجه الصواب خير من التمادي على غير هدى ولا علم.
أما عن حدود العلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته فلنا فتوى سابقة على موقعنا تتحدث بالتفصيل عن هذا الأمر لفضيلة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي يقول فيها:
"إن الإسلام لم يهمل هذا الجانب من جوانب الحياة، الذي قد يحسبه بعض الناس أبعد ما يكون عن الدين واهتماماته، بل قد يتوهم بعض الناس أن الإسلام ينظر إلى " الجنس " وما يتصل به على أنه " رجس من عمل الشيطان " وأن نظرة الإسلام إلى الجنس كنظرة الرهبانية إليه. والواقع أن الإسلام قد عني بهذا الجانب الفطري من حياة الإنسان، ووضع فيه من القواعد والأحكام والتوجيهات ما يضمن أداءه لوظيفته، في غير غلو ولا كبت ولا انحراف. وحسبنا ما جاء في سورة البقرة حول هذا الموضوع في قوله تعالى: {يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين * نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين} [البقرة: 222، 223] وقد حفلت كتب التفسير والحديث والفقه والآداب وغيرها بالكثير مما يتصل بهذا الجانب، ولم ير علماء المسلمين أي بأس في الحديث عن هذا الموضوع ما دام في إطار العلم والتعليم، وقد شاع بين المسلمين كافة هذا القول: لا حياء في الدين، أي في تعلمه وتعليمه، أيًا كان موضوعه. والإسلام قد جاء لكل الأجناس، ولكل الطبقات، ولكل البيئات، ولكل الأعصار ولكل الأحوال، فلا ينبغي أن تتحكم في فقهه وفتاويه وتوجيه أحكامه أذواق أو تقاليد أقوام معينين، في بيئة معينة، كبيئة المسلمين العرب أو الشرقيين، فنحجر بذلك ما وسع الله،(27/757)
ونعسر ما يسر الدين، ونمنع الناس مما لم يمنعهم الشرع منه، بنصوصه الثوابت المحكمات، ومن هنا أطالب الأخوة الغيورين الذين يسارعون إلى الإفتاء بالمنع والتحريم فيما لم يألفوه، أو تستشنعه أنفسهم بحكم نشأتهم وتربيتهم الخاصة، أن يتبينوا ويتثبتوا قبل الجزم بالحكم، وخصوصًا عند الإيجاب أو التحريم، وألا يأخذوا الأحكام من كتب الوعظ والرقائق، ولا من ألسنة أهل الوعظ والترغيب والترهيب، فكثيرًا ما ينقصها التحقيق والتدقيق، وقلما تخلوا من التهويل والمبالغات إلا من رحم ربك. كما لا ينبغي عند اختلاف العلماء أن يلتزموا المذهب الأشد في ذلك أخذًا بالأحوط، فقد يكون الأخذ بالأيسر هو الأولى، لأنه الأقوى دليلاً، أو لأنه الأوفق بروح الشريعة، وحاجات الناس، وخصوصًا إذا كان السائلون من حديثي العهد بالإسلام، كما في موضوعنا، فالإفتاء بالأيسر لهؤلاء أولى من الإفتاء بالأحوط، ولكل مقام مقال. وفي هذا الموضوع نجد كتب الفقه لم تهمله، بل تحدثت عنه. ذكر في متن " تنوير الأبصار " وشرحه " الدر المختار " من كتب الحنفية جواز أن ينظر الرجل من امرأته إلى ما ظهر منها وما بطن، ولو إلى فرجها، بشهوة وبغير شهوة. قال في " الدر ": (والأولى تركه، لأنه يورث النسيان، وأضاف آخرون أنه يضعف البصر. فعللها بتعليلات غير شرعية، إذ لم يجئ بها نص من كتاب ولا من سنة، وهي مردودة من الناحية العلمية، فليس هناك أي ارتباط منطقي ولا واقعي بين السبب والنتيجة. واستدل في " الهداية " لأولوية الترك بحديث " إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ما استطاع، ولا يتجردان تجرد العيرين " أي الحمارين. قال: وكان ابن عمر يقول:" الأولى أن ينظر ليكون أبلغ في تحصيل اللذة ". قال العلامة ابن عابدين: لكن في " شرح الهداية " للعيني: أن هذا لم يثبت عن ابن عمر بسند صحيح ولا ضعيف. قال: وعن أبي يوسف: سألت أبا حنيفة عن الرجل يمس فرج امرأته، وهي تمس فرجه، ليتحرك عليها، هل ترى بذلك بأسًا؟ قال: لا، وأرجو أن يعظم الأجر). (حاشية رد المحتار على الدر المختار 5/234). ولعله يشير إلى الحديث الصحيح:" وفي بضع أحدكم صدقة ". قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: " نعم، أليس إذا وضعها في حرام كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر.(27/758)
أتحتسبون الشر، ولا تحتسبون الخير؟! ". رواه مسلم. فرضي الله عن أبي حنيفة ما كان أفقهه!. أما الحديث الذي استدل به في " الهداية " فلا حجة فيه، لأنه ضعيف. (رواه ابن ماجة في النكاح (1921) وضعفه البوصيري في الزوائد، وضعفه الحافظ العراقي أيضًا لضعف أسانيده كلها، وكذلك ضعفه الألباني في " إرواء الغليل " حديث 2009). وحتى لو قبلنا تساهل السيوطي الذي رمز للحديث السابق بالحسن في جامعه الصغير لكثرة طرقه، فإنه لا يفيد أكثر من الكراهة التنزيهية التي تزول لأدنى حاجة. وفي مجتمع مثل المجتمع الأمريكي وغيره من المجتمعات الغربية نجد أن لهم عادات في اللقاء الجنسي بين الزوجين، تخالف ما درجنا عليه في أوطاننا مثل التعري عند الجماع، أو نظر الرجل إلى فرج امرأته، أو لعب المرأة بذكر زوجها وتقبيله ونحو ذلك مما قد يدفعهم إليه ما أصيبوا به من برود جنسي نتيجة لانتشار الإباحية والتحلل والعري، مما يجعل الرجل وربما المرأة أيضًا في حاجة إلى مثيرات غير عادية. فهذه أشياء قد تنكرها أنفسنا، وتنفر منها قلوبنا، وتستسخفها عقولنا،
ولكن هذا شيء وتحريمها باسم الدين شيء آخر. ولا ينبغي أن يقال في شيء: حرام، إلا أن يوجد في القرآن والسنة الصحيحة، النص الصريح على حرمته، وإلا، فالأصل الإباحة. ولا نجد هنا النص الصحيح الصريح الدال على حرمة هذا السلوك مع الأزواج، وهذا ما جعلني في زياراتي لأمريكا، في مؤتمرات اتحاد الطلبة المسلمين، وزياراتي للمراكز الإسلامية في عدد من الولايات، إذ سئلت عن هذا الأمر وهو غالبًا يأتي من المسلمات الأمريكيات أن أميل إلى التيسير لا التعسير، والتسهيل لا التشديد، والإجازة لا المنع.لحديث: " احفظ عورتك إلا عن زوجتك وما ملكت يمينك " ولقوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}. [المؤمنون: 5،6]. وهذا ما ذهب إليه، وشدد النكير على من خالفه الإمام ابن حزم، حيث لم يصح لديه نص يمنع من ذلك، ولهذا لم يجد فيه أي كراهة أصلاً. فقال في "المحلَّى": "وحلال للرجل أن ينظر إلى فرج امرأته، زوجته وأمته التي يحل له وطؤها، وكذلك لهما أن ينظرا إلى فرجه، لا كراهية في ذلك أصلاً. برهان ذلك الأخبار المشهورة من طريق(27/759)
عائشة، وأم سلمة، وميمونة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أنهن كن يغتسلن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من الجنابة من إناء واحد. (انظر المحلى 1/267 و283 289). وفي خبر ميمونة بيان أنه عليه الصلاة والسلام كان بغير مئزر، لأن في خبرها أنه عليه الصلاة والسلام أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ على فرجه وغسله بشماله (انظر المحلى 1/267 و 283 289)، فبطل بعد هذا أن يلتفت إلى رأي أحد. ومن العجب أن يبيح بعض المتكلفين من أهل الجهل وطء الفرج ويمنع من النظر إليه، ويكفي في هذا قول الله عز وجل: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} فأمر عز وجل بحفظ الفرج إلا على الزوجة، وملك اليمين، فلا ملامة في ذلك، وهذا عموم في رؤيته ولمسه ومخالطته. وما نعلم للمخالف تعلقًا إلا بأثر سخيف عن امرأة مجهولة عن أم المؤمنين: "ما رأيت فرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قط ". وآخر - في غاية السقوط - عن أبي بكر بن عياش، وزهير بن محمد، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهؤلاء: ثلاث الأثافي والديار البلاقع! أحدهم كان يكفي في سقوط الحديث. (المحلى، المسألة 1883). والحديث الذي استدل به ابن حزم في صحيح البخاري عن ابن عباس عن ميمونة أم المؤمنين قالت: "سترت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يغتسل من الجنابة فغسل يديه، ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه وما أصابه" (الحديث رقم (281) 1/387 من البخاري مع فتح الباري ط السلفية). الحديث. وفي الصحيح أيضًا عن عائشة قالت: "كنت أغتسل أنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد من قدح يقال له: الفرق" (انظر: الحديث رقم 250 من المصدر السابق وأطرافه في: 261، 263، 273، 299 وغيرها). وذكر الحافظ في " الفتح " استدلال ببعض العلماء بالحديث المذكور على جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته وعكسه. قال: (ويؤيده ما رواه ابن حبان من طريق سليمان بن موسى: أنه سئل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته فقال: سألت عطاء، فقال: سألت عائشة، فذكرت هذا الحديث بمعناه، وهو نص في المسألة. (الفتح 1/364). والله تعالى أعلى وأعلم.(27/760)
ومن هنا أختي السائلة فلا حرج فيما فعلتماه لأن المنع من الاستمناء إنما هو بيد الرجل لا بيد امرأته، وقد مرت الأدلة على هذا، والله تعالى أعلى وأعلم
ــــــــــــــ
عمل المرأة وعلاقتها بالمدير ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20869 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل يجوز عمل المرأة بشكل عام؟
هل يجوز الاستماع للمدير عند الحديث في أموره الشخصية (إنني أستمع ولكن لا أرد عليه).
نص الفتوى
الأخت السائلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
بالنسبة للضوابط الشرعية التي تجيز عمل المرأة فيحدثك عنها فضيلة الدكتور القرضاوي قائلا: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
المرأة إنسان، كالرجل، هي منه وهو منها كما قال القرآن: (بعضكم من بعض) (آل عمران: 195) والإنسان كائن حي من طبيعته أن يفكر ويعمل، وإلا لم يكن إنسانًا
والله تعالى إنما خلق الناس ليعملوا، بل ما خلقهم إلا ليبلوهم أيهم أحسن عملاً فالمرأة مكلفة كالرجل بالعمل، وبالعمل الأحسن على وجه الخصوص، وهي مثابة عليه كالرجل من الله عز وجل، كما قال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع(27/761)
عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) (آل عمران 195)، وهي مثابة على عملها الحسن في الآخرة ومكافأة عليه في الدنيا أيضا: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياة طيبة). (النحل: 97).
والمرأة أيضًا كما يقال دائمًا نصف المجتمع الإنساني، ولا يتصور من الإسلام أن يعطل نصف مجتمعه، ويحكم عليه بالجمود أو الشلل، فيأخذ من الحياة ولا يعطيها، ويستهلك من طيباتها، ولا ينتج لها شيئًا.
على أن عمل المرأة الأول والأعظم الذي لا ينازعها فيه منازع، ولا ينافسها فيه منافس، هو تربية الأجيال، الذي هيأها الله له بدنيا، ونفسيا، ويجب ألا يشغلها عن هذه الرسالة الجليلة شاغل مادي أو أدبي مهما كان ؛ فإن أحدًا لا يستطيع أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الكبير، الذي عليه يتوقف مستقبل الأمة، وبه تتكون أعظم ثرواتها، وهي الثروة البشرية.
ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال:.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق.
ومثل ذلك عملها في رعاية بيتها ؛ وإسعاد زوجها، وتكوين أسرة سعيدة، قائمة على السكون والمودة والرحمة، وقد ورد: إن حسن تبعل المرأة لزوجها يعد جهادًا في سبيل الله.
وهذا لا يعني أن عمل المرأة خارج بيتها محرم شرعًا فليس لأحد أن يحرم بغير نص شرعي صحيح الثبوت، صريح الدلالة، والأصل في الأشياء والتصرفات العادية الإباحة كما هو معلوم.
وعلى هذا الأساس نقول: إن عمل المرأة في ذاته جائز، وقد يكون مطلوبًا طلب استحباب، أو طلب وجوب، إذا احتاجت إليه: كأن تكون أرملة أو مطلقة ولا مورد لها ولا عائل، وهي قادرة على نوع من الكسب يكفيها ذل السؤال أو المنة.
وقد تكون الأسرة هي التي تحتاج إلى عملها كأن تعاون زوجها، أو تربي أولادها أو أخوتها الصغار، أو تساعد أباها في شيخوخته، كما في قصة ابنتي الشيخ الكبير التي ذكرها القرآن الكريم في سورة القصص وكانتا تقومان على غنم أبيهما: (قالتا لا نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرِّعَاء وأبونا شيخ كبير). (القصص: 23).(27/762)
وكما ورد أن أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين كانت تساعد زوجها الزبير بن العوام في سياسة فرسه، ودق النوى لناضحه، حتى إنها لتحمله على رأسها من حائط له أي بستان على مسافة من المدينة.
وقد يكون المجتمع نفسه في حاجة إلى عمل المرأة كما في تطبيب النساء وتمريضهن، وتعليم البنات، ونحو ذلك من كل ما يختص بالمرأة.. فالأولى أن تتعامل المرأة مع امرأة مثلها، لا مع رجل.
وقبول الرجل في بعض الأحوال يكون من باب الضرورة التي ينبغي أن تقدر بقدرها، ولا تصبح قاعدة ثابتة.
وإذا أجزنا عمل المرأة، فالواجب أن يكون مقيدًا بعدة شروط:.
1 أن يكون العمل في ذاته مشروعًا، بمعنى ألا يكون عملها حرامًا في نفسه أو مفضيًا إلى ارتكاب حرام، كالتي تعمل خادمة لرجل عزب، أو سكرتيرة خاصة لمدير تقتضي وظيفتها أن يخلو بها وتخلو به، أو راقصة تثير الشهوات والغرائز الدنيا، أو عاملة في " بار " تقدم الخمر التي لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساقيها وحاملها وبائعها، أو مضيفة في طائرة يوجب عليها عملها تقديم المسكرات، والسفر البعيد بغير محرم، بما يلزمه من المبيت وحدها في بلاد الغربة، أو غير ذلك من الأعمال التي حرمها الإسلام على النساء خاصة أو على الرجال والنساء جميعا.
2ـ أن تلتزم أدب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها في الزي والمشي والكلام والحركة: (وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) (النور: 31).(ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) (النور: 31).(فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب :32).
3ـ ألا يكون عملها على حساب واجبات أخرى لا يجوز لها إهمالها، كواجبها نحو زوجها وأولادها وهو واجبها الأول وعملها الأساسي.
والله أعلم(27/763)
أما عن العمل مع الرجال فاللقاء بين الرجال والنساء في ذاته ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من علم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:.
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم، الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام:(ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59).أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:.
أ - في الكلام، بحيث يكون بعيدًا عن الإغراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32).(27/764)
ب - في المشي، كما قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكون كالتي وصفها الله بقوله: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25).
جـ - في الحركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشريف بـ " المميلات المائلات " ولا يصدر عنها ما يجعلها من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصوصًا إذا كانت الخلوة مع أحد أقارب الزوج، وفيه جاء الحديث: " إياكم والدخول على النساء "، قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحَمْو ؟ ! قال: " الحمو الموت " ! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال. والله أعلم أ. هـ
أما مسألة حديث المدير عن أموره الشخصية فإن كان المراد بها الحديث عن علاقته الخاصة مع زوجته أو غير زوجته فهذا لا يجوز استماع الرجل إليه فما بالنا بالمرأة وهو الطريق إلى الفاحشة والمعصية.
أما إن كان من باب الهموم والمشاكل فإن روعيت الضوابط الشرعيىة من التزامك بالحجاب وعدم الخلوة فلا يجوز لك مثلا أن تدخلي عليه مكتبه وهو بمفرده فمن الممكن إذا كان في حضور جمع أن تسمعي له.
والله أعلم
ــــــــــــــ
نظر المرأة إلى الرجل في التلفاز ...(27/765)
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20870 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
السلام عليكم أود معرفة المقصود بالنظرة الحرام وهل إذا نظرت إلى رجل في التلفاز حرام، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
نص الفتوى
الأخت الكريمة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
يقول الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي. في ضوابط النظر بين الرجل والمرأة:
"خلق الله الأحياء كلها أزواجًا بل خلق الكون كله أزواجًا كما قال تعالى : (سُبحَان الذي خلَقَ الأزواج كلها مما تُنْبِت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون) (يس: 36).وقال: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون). (الذاريات: 49).
وعلى هذه السنة الكونية العامة كان خلق الإنسان من زوجين: ذكر وأنثى، حتى يمكن أن تستمر الحياة الإنسانية وتنمو وتكتمل،.وجعل في كل جنس منهما قابلية الانجذاب إلى الجنس الآخر، فطرة الله التي فطر الناس عليها.
ومنذ خلق الله آدم خلق له ومنه زوجًا ليسكن إليها، ويأنس بها، وتأنس به، فإنه بحكم فطرته لا يستطيع أن يسعد وحده، وإن كان في الجنة يأكل منها رغدًا حيث شاء.(27/766)
وكان أول تكليف إلهي موجها إلى الاثنين معًا آدم وزوجه: (يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رَغَدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين). (البقرة: 35).
فعاشا في الجنة معًا، وأكلا من الشجرة المنهي عنها معًا، وتابا إلى الله معًا، ونزلا إلى الأرض معًا، وتوجهت إليهما التكاليف الإلهية معًا: (قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هُدًى فمن اتَّبَع هداي فلا يَضِلّ ولا يَشْقَى). (طه: 123).
واستمرت الحياة بعد ذلك لا يستغني الرجال عن النساء، ولا يستغني النساء عن الرجال (بعضكم من بعض)، فأعباء الدين والدنيا مشتركة بينهما.
ولهذا لا يتصور أن يعيش الرجل وحده بعيدًا عن المرأة لا يراها ولا تراه، إلا إذا خرج عن سواء الفطرة، واعتزل الحياة، كما فعلت الرهبانية التي ابتدعها النصارى، وقسوا فيها على أنفسهم قسوة لا تقرها فطرة سليمة ولا شريعة قويمة، حتى إنهم كانوا يهربون من ظل المرأة، ولو كانت مَحْرَمًا، أمًّا أو أختًا . ولهذا حرموا على أنفسهم الزواج، واعتبروا الحياة المثالية للمؤمن هي التي لا يتصل فيها بامرأة، ولا تتصل به امرأة، على أي وجه من الوجوه.
ولا يتصور كذلك أن تعيش المرأة وحدها في عزلة تامة عن الرجال، فالحياة قائمة على تعاون الجنسين في أمور المعاش والمعاد: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). (التوبة: 71).
وقد ذكرنا في موضع آخر أن القرآن جعل إمساك المرأة في البيت بحيث لا تخرج منه، عقوبة للمرأة التي ترتكب الفاحشة علانية حتى يشهد عليها أربعة من الرجال المسلمين، وذلك قبل استقرار التشريع، وإيجاب الحدود المعلومة.. قال تعالى: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً). (النساء: 15).
كما أن هنا حقيقة أخرى يجب أن تذكر إلى جوار حاجة كل من الرجل والمرأة إلى الآخر وهي أن الله سبحانه غرس في فطرة كل واحد من الجنسين قابلية(27/767)
الانجذاب إلى الجنس الآخر، والميل إليه ميلاً شهويًّا غريزيا، بسببه يحدث اللقاء والإنجاب وبقاء النوع، وعمران الأرض.
فلا يجوز أن ننسى هذه الحقيقة، حين نتحدث عن علاقة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل، ولا يقبل من بعض الناس أن يدَّعوا لأنفسهم أنهم أكبر من أن تؤثر فيهم الشهوات أو تستثار فيهم الغرائز، أو يضحك عليهم الشيطان.
وفي ضوء هذه المسلَّمات يجب أن ننظر في قضية نظر المرأة إلى الرجل.
من المتفق عليه: أن النظر إلى العورة حرام، بشهوة أم بغير شهوة، إلا إن وقع ذلك فجأة بغير قصد ولا تعمد، وهو ما جاء فيه الحديث الصحيح الذي رواه جرير بن عبد الله: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفجأة فقال: " اصرف بصرك ".رواه مسلم.
ولكن يبقى البحث هنا عن عورة الرجل ما هي ؟.
فالسوءتان عورة مغلظة متفق على تحريم كشفها أو النظر إليها، إلا في حالة الضرورة كالعلاج ونحوه، وحتى لو كانت مغطاة بما يجسمها ويبرزها أو يشف عنها، فهو محظور شرعا.
وأكثر الفقهاء على أن الفخذين من العورة، وأن عورة الرجل ما بين السرة والركبة، وقد استدلوا على ذلك ببعض الأحاديث التي لم تسلم من التعليل، وبعضهم حسنها وربما صححها بمجموع طرقها، وإن كان كل واحد منها في ذاته يقصر عن الاحتجاج به على إفادة حكم شرعي.
وذهب بعض الفقهاء إلى أن الفخذ ليس بعورة، مستدلين بحديث أنس أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حسر عن فخذه في بعض المواضع، ونصر هذا المذهب أبو محمد بن حزم.
ومذهب المالكية المنصوص عليه في كتبهم أن العورة المغلظة من الرجل هي السوءتان فقط أي القبل والدبر.. وهي التي تبطل الصلاة بكشفها أبدًا مع القدرة.
وحاول فقهاء الحديث الجمع بين الروايات المتعارضة إن أمكن ذلك، أو الترجيح بينها، فقال الإمام البخاري في صحيحه: (باب ما يذكر في الفخذ: وروي عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي-صلى الله عليه وسلم-: أن الفخذ(27/768)
عورة، وقال أنس: " حسر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فخذه "، وحديث أنس أسند أي أقوى سندًا وحديث جرهد أحوط) (يلاحظ أن البخاري علق الحديث بصيغة التضعيف " روي " مما يدل على ضعفه عنده، كما ذكر في الترجمة).
واتجه الشوكاني في " نيل الأوطار " إلى توجيه الأحاديث التي ذكرت أن الفخذ عورة على أنها حكاية حال لا عموم لها.
أما المحقق ابن القيم فقال في " تهذيب سنن أبي داود " :.
(وطريق الجمع بين هذه الأحاديث ما ذكره غير واحد من أصحاب أحمد وغيرهم: أن العورة عورتان: مخففة ومغلظة، فالمغلظة السوءتان، والمخففة الفخذان، ولا تنافي بين الأمر بغض البصر عن الفخذين لكونهما عورة، وبين كشفهما لكونهما عورة مخففة، والله أعلم).
وفي هذا رخصة للرياضيين وغيرهم ممن تستلزم هواياتهم وممارساتهم الملابس القصيرة، مثل "الشورت " ونحوه، وكذلك من يشاهدونهم.. وكذلك الكشافة والجوالة، وإن كان يجب على المسلمين أن يفرضوا على تلك المنظمات العالمية طابعهم الخاص وما تقتضيه قيمهم الدينية ما استطاعوا.
وينبغي التنبيه هنا، أن ما كان عورة من الرجل، فالنظر إليه حرام من المرأة والرجل جميعًا وهذا أمر واضح.
وأما ما لم يكن عورة من الرجل، كالنظر إلى وجهه وشعره وذراعيه وساقيه وما إلى ذلك، فالقول الصحيح أنه جائز، ما لم يصحب ذلك شهوة، أو خوف فتنة.. وهذا هو رأي جمهور فقهاء الأمة، وهو الذي دل عليه عمل المسلمين منذ عصر النبوة، وما بعده من خير القرون، ودلت عليه أحاديث صحيحة صريحة لا تقبل طعنًا
وذهب بعض الفقهاء إلى منع المرأة من رؤية الرجال عامة، أما حديث فاطمة رضي الله عنها، فلا قيمة له من الناحية العلمية، ولم أره في كتاب من كتب أدلة الأحكام، ولا استدل به فقيه من الفقهاء، حتى المتشددون الذين منعوا المرأة من النظر إلى الرجل لم يذكروه، وإنما ذكره الإمام الغزالي في " الإحياء "، وقال(27/769)
الحافظ العراقي في تخريجه: رواه البزار والدارقطني في "الأفراد " من حديث على بسند ضعيف. (ذكره في كتاب النكاح، باب آداب المعاشرة، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد جـ 2/202 وقال: رواه البزار وفيه من لم أعرفه).
وأما الحديث الآخر، فنجد الرد عليه فيما ذكره ابن قدامة في تلخيص الرأي في المسألة، حيث قال في " المغني " فأوجز وأحسن:.
(فأما نظر المرأة إلى الرجل ففيه روايتان:.
إحداهما: لها النظر إلى ما ليس بعورة.
والأخرى: لا يجوز لها النظر من الرجل إلا إلى مثل ما ينظر إليه منها اختاره أبو بكر، وهذا أحد قولي الشافعي.
لما روى الزهري عن نبهان عن أم سلمة قالت: كنت قاعدة عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاستأذن ابن أم مكتوم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " احتجبا منه "، فقلت: يا رسول الله، إنه ضرير لا يبصر، قال: " أفعمياوان أنتما لا تبصرانه ؟ " رواه أبو داود وغيره.
ولأن الله تعالى أمر النساء بغض أبصارهن كما أمر الرجال به.
ولأن النساء أحد نوعي الآدميين فحرم عليهن النظر إلى النوع الآخر قياسًا على الرجال.
يحققه أن المعنى المحرم للنظر خوف الفتنة، وهذا في المرأة أبلغ، فإنها أشد شهوة وأقل عقلاً، فتسارع الفتنة إليها أكثر.
ولنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت قيس: " اعتدي في بيت ابن أم مكتوم، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك، فلا يراك " متفق عليه. (وفي رواية لمسلم: " فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين " ومعنى هذا أنه أراد الرفق بها والتيسير عليها، فلا تظل طوال اليوم ملتزمة بالثياب الساترة للجسم كله إذا بقيت عند أم شريك كثيرة الضيفان.. أما ابن أم مكتوم فإنه لا يراها، فيمكنها بعض التخفف).
وقالت عائشة: " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد " متفق عليه.(27/770)
ويوم فرغ النبي -صلى الله عليه وسلم- من خطبة العيد " مضى إلى النساء فذكرهن ومعه بلال، فأمرهن بالصدقة ". ولأنهن لو منعن النظر لوجب على الرجال الحجاب، كما وجب على النساء لئلا ينظرن إليهم. فأما حديث نبهان، فقال أحمد: نبهان روى حديثين عجيبين. يعني هذا الحديث، وحديث " إذا كان لإحداكن مكاتب فلتحتجب منه " وكأنه أشار إلى ضعف حديثه، إذ لم يرو إلا هذين الحديثين المخالفين للأصول.
وقال ابن عبد البر: نبهان مجهول، لا يعرف إلا برواية الزهري عنه هذا الحديث، وحديث فاطمة صحيح، فالحجة به لازمة.
ثم يحتمل أن حديث نبهان خاص لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذلك قال أحمد وأبو داود.
قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: كأن حديث نبهان لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، وحديث فاطمة لسائر الناس ؟ قال: نعم. (وقال أبو داود بعد رواية الحديث: وهذه لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، ألا ترى إلى اعتداد فاطمة بنت قيس عند ابن أم مكتوم ؟.انظر سنن أبي داود، حديث 4112).
وإن قدر التعارض، فتقديم الأحاديث الصحيحة أولى من الأخذ بحديث مفرد في إسناده مقال). (المغني لابن قدامة 6/563،564).
بقي هنا قيد مفروغ منه، وهو ما ذكرناه في نظر الرجل إلى المرأة، وأعني به ألا يكون مصحوبًا بالتلذذ والشهوة، وإلا حرم، ولهذا أمر الله المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن، كما أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم سواء.. قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَّ من أبصارهن ويحفظن فروجهن...). (النور: 30، 31.الآية).
صحيح أن المرأة تثير الرجل وتحرك شهوته، أكثر مما يثير الرجل المرأة، وأن المرأة أكثر جاذبية للرجل، وهي المطلوبة غالبًا والرجل هو الطالب، ولكن هذا كله لا يمنع أن من الرجال من يجذب عين المرأة وقلبها بشبابه ووسامته، أو بقوته(27/771)
وفحولته، أو بغير ذلك من المعاني التي ترنو إليها أعين بعض النساء، أو تهفو إليها قلوبهن.
وقد قص علينا القرآن الكريم قصة امرأة العزيز مع فتاها يوسف، الذي شغفها حبًا وكيف غدت هي الطالبة لا المطلوبة، وكيف راودته عن نفسه وقالت: (هيت لك قال معاذ الله). (يوسف :23).
كما قص علينا موقف نسوة المدينة حينما رأين يوسف لأول مرة بما آتاه الله من شباب وحسن ونضارة وقوة: (فلما رأينه أكْبَرْنَه وقَطَّعْن أيديهن وقُلْن حاش لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم.. قالت فَذَلِكُنّ الذي لُمْتُنَّني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجَنَنَّ وليكونًا من الصاغرين). (يوسف "31،32).
فإذا نظرت المرأة إلى رجل معين، فتحركت فيها عوامل الأنوثة، فعليها أن تغض بصرها، ولا تتابع النظر إليه، بعدًا عن مظنة الفتنة، ويزداد الأمر خطرًا إذا بادلها الرجل النظر بنفس الرغبة والشهوة.. فهذا هو النظر الذي سموه (بريد الزنى) والذي وُصِف بأنه (سهم مسموم من سهام إبليس) وهو الذي قال فيه الشاعر:.
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر!.
فالسلامة في البعد عن مواضع الشرر، ومواقع الخطر، ونسأل الله العافية في الدين والدنيا... آمين.
والله أعلم
ــــــــــــــ
حكم الاختلاط لطلب العلم ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20871 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...(27/772)
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وبعد أسأل الله أن يسدد خطاكم ويجزل لكم الثواب أبعث لكم اليوم سائلة عن حكم الدراسة في الجامعات المختلطة مع الالتزام بالحجاب والنقاب حيث إنني مبتعثة مع زوجي إلى كندا وبقي على إقامتنا ثلاث سنوات ولدي رغبة ملحة في مواصلة الدراسة والحصول على درجة الماجستير ويعلم الله أن ذلك من باب تحصيل العلم النافع واستغلال الفرصة فما رأي الشرع في ذلك أفيدوني جزاكم الله كل خير مع العلم أنني التحقت بالدراسة عن طريق المراسلة تجنبا للاختلاط فتبين لي فيما بعد عدم الاعتراف بشهادتها كما أرجو من حضرتكم إرشادي للبديل إن لم يكن الأمر جائزا أكرر لكم شكري وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نص الفتوى
الأخت الكريمة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
يحدثك عن الاختلاط حقيقته وضوابطه الدكتور يوسف القرضاوي فيقول: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مشكلتنا كما ذكرت وأذكر دائمًا أننا في أكثر القضايا الاجتماعية والفكرية، نقف بين طرفي الإفراط والتفريط، وقلما نهتدي إلى " التوسط " الذي يمثل إحدى الخصائص العامة والبارزة لمنهج الإسلام ولأمة الإسلام.
وهذا أوضح ما يكون في قضيتنا هذه وقضايا المرأة المسلمة المعاصرة بصفة عامة.
فقد ظلم المرأة صنفان من الناس متقابلان بل متناقضان :.
1-صنف المستغربين الذين يريدون أن يفرضوا عليها التقاليد الغربية، بما فيها من فساد وتحلل من القيم وأعظمها الدين ـ وانحراف عن سواء الفطرة، وبعد عن الصراط المستقيم، الذي بعث الله الرسل، وأنزل الكتب لبيانه، ودعوة الناس إليه.(27/773)
وهم يريدون من المرأة المسلمة أن تتبع سنن المرأة الغربية، " شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع " كما صور الحديث النبوي: حتى لو دخلت جحر ضب لدخلته وراءها، على ما في جحر الضب من الالتواء والضيق، وسوء الرائحة، ومع هذا لو دخلته المرأة الغربية لدخلته المرأة المسلمة بعدها، أو بعبارة أخرى: لظهرت " موضة " جديدة يروج لها المروجون تسمى " موضة جحر الضب "!.
وهؤلاء يغفلون ما تشكو منه المرأة الغربية اليوم، وما جر عليها الاختلاط " المفتوح " من سوء العاقبة على المرأة وعلى الرجل، وعلى الأسرة، وعلى المجتمع كله، ويسدون آذانهم عن صيحات الاستنكار التي تجاوبت بها الآفاق في داخل العالم الغربي نفسه، وعن كتابات العلماء والأدباء، ومخاوف المفكرين والمصلحين على الحضارة كلها من جراء إلغاء القيود في الاختلاط بين الجنسين.
كما ينسى هؤلاء أن لكل أمة شخصيتها التي تكونها عقائدها وتصورها للكون والحياة والوجود ورب الوجود، وقيمها وتراثها وتقاليدها.. ولا يجوز أن يغدو مجتمع صورة مكررة من مجتمع آخر.
2ـ والصنف الثاني هم الذين يفرضون على المرأة تقاليد أخرى، ولكنها تقاليد الشرق لا تقاليد الغرب، وإن صبغت في كثير من الأحيان بصبغة الدين، ونسبها من نسبها إلى ساحته، بناءً على فهم فهمه، أو رأي قلده، أو رجحه، لأنه يوافق رأيه في المرأة، وسوء ظنه بها، بدينها وبعقلها وسلوكها.
ولكنه على أية حال لا يخرج عن كونه رأيًا لبشر غير معصوم، متأثر بمكانه وزمانه، وشيوخه ومدرسته، تعارضه آراء أخرى، تستمد حجيتها من صريح القرآن العظيم، ومن هدي النبي الكريم، ومن مواقف الصحابة وخير القرون.
وأود أن أبادر هنا فأقول: إن كلمة " الاختلاط " في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة، كلمة دخيلة على " المعجم الإسلامي " لم يعرفها تراثنا الطويل العريض طوال القرون الماضية، ولم تعرف إلا في هذا العصر، ولعلها ترجمة لكلمة " أجنبية " في هذا المعنى، ومدلولها له إيحاء غير مريح بالنظر لحس الإنسان المسلم.(27/774)
وربما كان أولى منها كلمة " لقاء " أو " مقابلة " أو " مشاركة " الرجال للنساء، ونحو ذلك.
وعلى كل حال، فإن الإسلام لا يصدر حكمًا عامًا في مثل هذا الموضوع، وإنما ينظر فيه على ضوء الهدف منه، أي المصلحة التي يحققها، والضرر الذي يخشى منه، والصورة التي يتم بها، والشروط التي تراعي فيه.. إلخ.
وخير الهَدْي في ذلك هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهدي خلفائه الراشدين، وأصحابه المهديين.
والناظر في هذا الهدي يرى أن المرأة لم تكن مسجونة ولا معزولة كما حدث ذلك في عصور تخلف المسلمين.
فقد كانت المرأة تشهد الجماعة والجمعة، في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان عليه الصلاة والسلام يحثهن على أن يتخذن مكانهن في الصفوف الأخيرة خلف صفوف الرجال، وكلما كان الصف أقرب إلى المؤخرة كان أفضل، خشية أن يظهر من عورات الرجال شيء، وكان أكثرهم لا يعرفون السراويل.. ولم يكن بين الرجال والنساء أي حائل من بناء أو خشب أو نسيج، أو غيره.
وكانوا في أول الأمر يدخل الرجال والنساء من أي باب اتفق لهم، فيحدث نوع من التزاحم عند الدخول والخروج، فقال -عليه السلام- : " لو أنكم جعلتم هذا الباب للنساء ".فخصصوه بعد ذلك لهن، وصار يعرف إلى اليوم باسم "باب النساء".
وكان النساء في عصر النبوة يحضرن الجمعة، ويسمعن الخطبة، حتى إن إحداهن حفظت سورة "ق " من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طول ما سمعتها من فوق منبر الجمعة.
وكان النساء يحضرن كذلك صلاة العيدين، ويشاركن في هذا المهرجان الإسلامي الكبير، الذي يضم الكبار والصغار، والرجال والنساء، في الخلاء مهللين مكبرين.
روى مسلم: عن أم عطية قالت: " كنا نؤمر بالخروج في العيدين، والمخبأة والبكر".
وفي رواية قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق (جمع عاتق، وهي الجارية البالغة، أو التي قاربت(27/775)
البلوغ).والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. (الخطبة والموعظة ونحوها)، قلت : يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: " لتلبسها أختها من جلبابها ". (أي تعيرها من ثيابها ما تستغني عنه، والحديث في كتاب " صلاة العيدين " في صحيح مسلم حديث رقم 823).
وهذه سنة أماتها المسلمون في جل البلدان أو في كلها، إلا ما قام به مؤخرًا شباب الصحوة الإسلامية الذين أحيوا بعض ما مات من السنن، مثل سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وسنة شهود النساء صلاة العيد.
وكان النساء يحضرن دروس العلم، مع الرجال عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويسألن عن أمر دينهن مما قد يستحي منه الكثيرات اليوم. حتى أثنت عائشة على نساء الأنصار، أنهن لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، فطالما سألن عن الجنابة والاحتلام والاغتسال والحيض والاستحاضة ونحوها.
ولم يشبع ذلك نهمهن لمزاحمة الرجال واستئثارهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطلبن أن يجعل لهن يومًا يكون لهن خاصة، لا يغالبهن الرجال ولا يزاحمونهن وقلن في ذلك صراحة: " يا رسول الله، قد غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك " فوعدهن يومًا فلقيهن فيه ووعظهن وأمرهن. (رواه البخاري في كتاب العلم من صحيحه).
وتجاوز هذا النشاط النسائي إلى المشاركة في المجهود الحربي في خدمة الجيش والمجاهدين، بما يقدرن عليه ويُحسنَّ القيام به، من التمريض والإسعاف ورعاية الجرحى والمصابين، بجوار الخدمات الأخرى من الطهي والسقي وإعداد ما يحتاج إليه المجاهدون من أشياء مدنية.
عن أم عطية قالت: " غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى " رواه مسلم. (برقم 1812).
وروى مسلم عن أنس (برقم 1811).: " أن عائشة وأم سليم، كانتا في يوم أحد مشمِّرتين، تنقلان القرب على متونهما وظهورهما ثم تفرغانها في أفواه القوم، ثم(27/776)
ترجعان فتملآنها" ووجود عائشة هنا وهي في العقد الثاني من عمرها يرد على الذين ادعوا أن الاشتراك في الغزوات والمعارك كان مقصورًا على العجائز والمتقدمات في السن، فهذا غير مسلّم.. وماذا تغني العجائز في مثل هذه المواقف التي تتطلب القدرة البدنية والنفسية معًا ؟.
وروى الإمام أحمد: أن ست نسوة من نساء المؤمنين كن مع الجيش الذي حاصر خيبر: يتناولن السهام، ويسقين السويق، ويداوين الجرحى، ويغزلن الشَّعر، ويعنّ في سبيل الله، وقد أعطاهن النبي -صلى الله عليه وسلم- نصيبًا من الغنيمة.
بل صح أن نساء بعض الصحابة شاركن في بعض الغزوات والمعارك الإسلامية بحمل السلاح، عندما أتيحت لهن الفرصة.. ومعروف ما قامت به أم عمارة نسيبة بنت كعب يوم أحد، حتى قال عنها -صلى الله عليه وسلم- : " لمقامها خير من مقام فلان وفلان ".
وكذلك اتخذت أم سليم خنجرًا يوم حنين، تبقر به بطن من يقترب منها.
روى مسلم عن أنس ابنها: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا، فكان معها، فرآها أبو طلحة زوجها فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر ! فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " ما هذا الخنجر" ؟ قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنه ! فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك. (رواه مسلم برقم 1809).
وقد عقد البخاري بابًا في صحيحه في غزو النساء وقتالهن.
ولم يقف طموح المرأة المسلمة في عهد النبوة والصحابة للمشاركة في الغزو عند المعارك المجاورة والقريبة في الأرض العربية كخيبر وحنين.. بل طمحن إلى ركوب البحار، والإسهام في فتح الأقطار البعيدة لإبلاغها رسالة الإسلام.
ففي صحيح البخاري ومسلم عن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عند أم حرام بنت ملحان خالة أنس يومًا، ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: " ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرَّة، أو مثل الملوك على الأسرة "، قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها (انظر الحديث (1912)(27/777)
من صحيح مسلم)... فركبت أم حرام البحر في زمن عثمان، مع زوجها عبادة بن الصامت إلى قبرص، فصرعت عن دابتها هناك، فتوفيت ودفنت هناك، كما ذكر أهل السير والتاريخ.
وفي الحياة الاجتماعية شاركت المرأة داعية إلى الخير، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، كما قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..). (التوبة: 71).
ومن الوقائع المشهورة رد إحدى المسلمات على عمر في المسجد في قضية المهور، ورجوعه إلى رأيها علنًا، وقوله :" أصابت المرأة وأخطأ عمر ".وقد ذكرها ابن كثير في تفسير سورة النساء، وقال: إسنادها جيد.
وقد عين عمر في خلافته الشِّفاء بنت عبد الله العدوية محتسبة على السوق.. والمتأمل في القرآن الكريم وحديثه عن المرأة في مختلف العصور، وفي حياة الرسل والأنبياء لا يشعر بهذا الستار الحديدي الذي وضعه بعض الناس بين الرجل والمرأة.
فنجد موسى وهو في ريعان شبابه وقوته يحادث الفتاتين ابنتي الشيخ الكبير، ويسألهما وتجيبانه بلا تأثم ولا حرج، ويعاونهما في شهامة ومروءة، وتأتيه إحداهما بعد ذلك مرسلة من أبيها تدعوه أن يذهب معها إلى والدها، ثم تقترح إحداهما على أبيها بعد ذلك أن يستخدمه عنده ؛ لما لمست فيه من قوة وأمانة.
لنقرأ في ذلك ما جاء في سورة القصص : (ولما وَرَدَ ماء مَدْيَنَ وَجَدَ عليه أُمّةً من الناس يَسْقُون ووجد من دونهم امرأ تين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرِّعَاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير.. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين.. قالت إحداهما يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين). (القصص: 23 -26).(27/778)
وفي قصة مريم نجد زكريا يدخل عليها المحراب، ويسألها عن الرزق الذي يجده عندها :(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). (آل عمران: 37).
وفي قصة ملكة سبأ نراها تجمع قومها تستشيرهم في أمر سليمان: (قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون.. قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين.. قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعِزَّةَ أهلها أذِلَّةً وكذلك يفعلون). (النمل: 32 - 34).
وكذلك تحدثت مع سليمان -عليه السلام- وتحدث معها: (فلما جاءت قيل أهكذا عَرْشُكِ قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين.. وصَدَّهَا ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين.. قيل لها ادخلي الصَّرْحَ فلما رأته حسبته لُجَّةً وكَشَفَتْ عن ساقيها قال إنه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين). (النمل: 42 - 44).
ولا يقال: إن هذا شرع من قبلنا فلا يلزمنا ؛ فإن القرآن لم يذكره لنا إلا لأن فيه هداية وذكرى وعبرة لأولي الألباب، ولهذا كان القول الصحيح: أن شرع من قبلنا المذكور في القرآن والسنة هو شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه.. وقد قال تعالى لرسوله: (أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُداهم اقْتَدِه). (الأنعام :90).
إن إمساك المرأة في البيت، وإبقاءها بين جدرانه الأربعة لا تخرج منه اعتبره القرآن في مرحلة من مراحل تدرج التشريع قبل النص على حد الزنى المعروف عقوبة بالغة لمن ترتكب الفاحشة من نساء المسلمين، وفي هذا يقول تعالى في سورة النساء: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا). (النساء: 15).
وقد جعل الله لهن سبيلاً بعد ذلك حينما شرع الحد، وهو العقوبة المقدرة في الشرع حقًا لله تعالى، وهي الجلد الذي جاء به القرآن لغير المحصن، والرجم الذي جاءت به السنة للمحصن.(27/779)
فكيف يستقيم في منطق القرآن والإسلام أن يجعل الحبس في البيت صفة ملازمة للمسلمة الملتزمة المحتشمة، كأننا بهذا نعاقبها عقوبة دائمة وهي لم تقترف إثمًا ؟.
والخلاصة:.
أن اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من علم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:.
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم، الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام:(ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59).أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:.
أ - في الكلام، بحيث يكون بعيدًا عن الإغراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32).(27/780)
ب - في المشي، كما قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكون كالتي وصفها الله بقوله: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25).
جـ - في الحركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشريف بـ " المميلات المائلات " ولا يصدر عنها ما يجعلها من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصوصًا إذا كانت الخلوة مع أحد أقارب الزوج، وفيه جاء الحديث: " إياكم والدخول على النساء "، قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحَمْو ؟ ! قال: " الحمو الموت " ! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ــــــــــــــ
سفر المرأة بلا محرم ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20873 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...(27/781)
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
هل سفر طالبة العلم مع مجموعة من طلاب العلم ذكورا وإناثا للمشاركة في مسابقة علمية خارج بلدها جائز وما هي المحاذير وجزاكم الله كل الخير.
نص الفتوى
أختي السائلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأصل المقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أوذي محرم لها.
ومستند هذا الحكم ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم ".
وعن أبي هريرة مرفوعًا: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم " (رواه مالك والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة).
وعن أبي سعيد عنه - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذي محرم ". (رواه الشيخان في رواية لهما عن أبي سعيد).
وعن ابن عمر: " لا تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم ". (متفق عليه من حديث ابن عمر).
والظاهر أن اختلاف الروايات لاختلاف السائلين وسؤالهم، فخرجت جوابًا لهم، غير أن أبا حنيفة رجح حديث ابن عمر الأخير، ورأى أن لا يعتبر المحرم إلا في مسافة القصر . وهو رواية عن أحمد.
وهذه الأحاديث تشمل كل سفر، سواء كان واجبًا كالسفر لزيارة أو تجارة أو طلب علم أو نحو ذلك.(27/782)
وليس أساس هذا الحكم سوء الظن بالمرأة وأخلاقها، كما يتوهم بعض الناس، ولكنه احتياط لسمعتها وكرامتها، وحماية لها من طمع الذين في قلوبهم مرض، ومن عدوان المعتدين من ذئاب الأعراض، وقطاع الطرقات، وخاصة في بيئة لا يخلو المسافر فيها من اجتياز صحار مهلكة، وفي زمن لم يسد فيه الأمان، ولم ينتشر العمران.
ولكن ما الحكم إذا لم تجد المرأة محرمًا يصحبها في سفر مشروع: واجب أو مستحب أو مباح ؟ وكان معها بعض الرجال المأمونين، أو النساء الثقات، أو كان الطريق آمنًا.
لقد بحث الفقهاء هذا الموضوع عند تعرضهم لوجوب الحج على النساء . مع نهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تسافر المرأة بغير محرم.
( أ ) فمنهم من تمسك بظاهر الأحاديث المذكورة، فمنع سفرها بغير المحرم، ولو كان لفريضة الحج، ولم يستثن من هذا الحكم صورة من الصور.
( ب ) ومنهم من استثنى المرأة العجوز التي لا تشتهي، كما نقل عن القاضي أبي الوليد الياجي، من المالكية، وهو تخصيص للعموم بالنظر إلى المعنى، كما قال ابن دقيق العيد، يعني مع مراعاة الأمر الأغلب فتح الباري ج 4 ص 447.
( ج ) ومنهم من استثنى من ذلك ما إذا كانت المرأة مع نسوة ثقات . بل اكتفى بعضهم بحرة مسلمة ثقة.
( د ) ومنهم من اكتفى بأمن الطريق . وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية . ذكر ابن مفلح في (الفروع) عنه قال: تحج كل امرأة آمنة مع عدم المحرم، وقال: إن هذا متوجه في كل سفر طاعة .. ونقله الكرابيسي عن الشافعي في حجة التطوع . وقال بعض أصحابه فيه وفي كل سفر غير واجب كزيارة وتجارة. (انظر: الفروع ج 3، ص 236، 237، ط.ثانية).
ونقل الأثرم عن الإمام أحمد: لا يشترط المحرم في الحج الواجب . وعلل ذلك بقوله: لأنها تخرج مع النساء، ومع كل من أمنته.
بل قال ابن سيرين: مع مسلم لا بأس به.
*و قال الأوزاعي: مع قوم عدول.(27/783)
*و قال مالك: مع جماعة من النساء.
*و قال الشافعي: مع حرة مسلمة ثقة . وقال بعض أصحابه: وحدها مع الأمن. (الفروع ج 3، ص 235 - 236).
قال الحافظ ابن حجر: والمشهور عند الشافعية اشتراط الزوج أو المحرم أو النسوة الثقات . وفي قول: تكفي امرأة واحدة ثقة . وفي قول نقله الكرابيسي وصححه في المهذب تسافر وحدها إذا كان الطريق آمنًا.
وإذا كان هذا قد قيل في السفر للحج والعمرة، فينبغي أن يطرد الحكم في الأسفار كلها، كما صرح بذلك بعض العلماء (فتح الباري ج 4 ص 447، ط. مصطفى الحلبي) . لأن المقصود هو صيانة المرأة وحفظها وذلك متحقق بأمن الطريق، ووجود الثقات من النساء أو الرجال.
والدليل على جواز سفر المرأة من غير محرم عند الأمن ووجود الثقات :
أولأً: ما رواه البخاري في صحيحه أن عمر رضي الله عنه أذن لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر حجة حجها، فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن، فقد اتفق عمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ونساء النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، ولم ينكر غيرهم من الصحابة عليهن في ذلك . وهذا يعتبر إجماعًا. (المصدر السابق).
ثانيًا: ما رواه الشيخان من حديث عدي بن حاتم، فقد حدثه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مستقبل الإسلام وانتشاره، وارتفاع مناره في الأرض. فكان مما قال: " يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة (بالعراق) تؤم البيت لا زوج معها، لا تخاف إلا الله ... إلخ " وهذا الخبر لا يدل على وقوع ذلك فقط، بل يدل على جوازه أيضًا، لأنه سبق في معرض المدح بامتداد ظل الإسلام وأمنه.
هذا ونود أن نضيف هنا قاعدتين جليلتين :
أولأً: أن الأصل في أحكام العادات والمعاملات هو الالتفات إلى المعاني والمقاصد بخلاف أحكام العبادات، فإن الأصل فيها هو التعبد والامتثال، دون الالتفات إلى المعاني والمقاصد . كما قرر ذلك الإمام الشاطبي ووضحه واستدل له.(27/784)
الثانية: إن ما حرم لذاته لا يباح إلا للضرورة، أما ما حرم لسد الذريعة فيباح للحاجة . ولا ريب أن سفر المرأة بغير محرم مما حرم سدًا للذريعة.
كما يجب أن نضيف أن السفر في عصرنا، لم يعد كالسفر في الأزمنة الماضية، محفوفًا بالمخاطر لما فيه من اجتياز الفلوات، والتعرض للصوص وقطاع الطرق وغيرهم.
بل أصبح السفر بواسطة أدوات نقل تجمع العدد الكثير من الناس في العادة، كالبواخر والطائرات، والسيارات الكبيرة، أو الصغيرة التي تخرج في قوافل . وهذا يجعل الثقة موفورة، ويطرد من الأنفس الخوف على المرأة، لأنها لن تكون وحدها في موطن من المواطن.
ولهذا لا حرج أن تسافر مع توافر هذا الجو الذي يوحي بكل اطمئنان وأمان.
وبالله التوفيق .
ــــــــــــــ
عورة المرأة أمام محارمها ...
عنوان الفتوى
... يوسف القرضاوي ...
اسم المفتى
... 20894 ...
رقم الفتوى
... 05/10/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
ما حدود لباس أختي وأمي أمامي؟
نص الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
يقول الدكتور القرضاوي:-(27/785)
عورتها بالنسبة للرجال الأجانب عنها وكذلك النساء غير المسلمات جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، على ما اخترناه، إذ أبيح كشفهما -كما قال الرازي- للحاجة في المعاملة والأخذ والعطاء، فأمرن بستر ما لا تؤدي الضرورة إلى كشفه، ورخص لهن في كشف ما اعتيد كشفه، وأدت الضرورة إلى إظهاره، إذ كانت شرائع الإسلام حنيفية سمحة.
قال الرازي: ولما كان ظهور الوجه والكفين كالضروري، لا جرم اتفقوا على أنهما ليسا بعورة. أما القدم فليس ظهورها بضروري فلا جرم اختلفوا هل هي عورة أم لا؟.
وعورتها بالنسبة للأصناف الاثني عشر المذكورين في آية النور ، وهم :{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة النور:30-31.
تتحدد هذه العورة فيما عدا مواضع الزينة الباطنة من مثل الأذن والعنق والشعر والصدر والذراعين والساقين، فإن إبداء هذه الزينة لهؤلاء الأصناف قد أباحته الآية.
وماعدا ذلك من مثل الظهر والبطن والسوءتين والفخذين، فلا يجوز إبداؤه لامرأة أو لرجل إلا للزوج.
وهذا الذي يفهم من الآية أقرب مما ذهب إليه بعض الأئمة؛ أن عورة المرأة بالنظر إلى المحارم ما بين السرة والركبة فقط. وكذلك عورتها بالنسبة إلى المرأة بل الذي تدل عليه الآية أدنى إلى ما قاله بعض العلماء: إن عورتها للمحرم ما لا(27/786)
يبدو منها عند المهنة. فما كان يبدو منها عند عملها في البيت عادة فللمحارم أن ينظروا إليه.
ولهذا أمر الله نساء المؤمنين أن يستترن عند خروجهن بجلباب سابغ كاس، يتميزن به عمن سواهن من الكافرات والفاجرات، وفي هذا أمر الله نبيه أن يؤذن في الأمة بهذا البلاغ الإلهي العام: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} الأحزاب:59.
والجلابيب جمع جلباب، وهو ثوب واسع كالملاءة تستتر به المرأة.
وكان بعض نساء الجاهلية إذا خرجن من بيوتهن كشفن عن بعض محاسنهن، من مثل النحر والعنق والشعر، فيتبعهن الفساق والعابثون. فنزلت الآية الكريمة تأمر المرأة المؤمنة بإرخاء بعض جلبابها عليها، حتى لا ينكشف شيء من تلك المفاتن من جسدها، وبهذا يعرف من مظهرها أنها عفيفة مؤمنة، فلا يتعرض لها ماجن أو منافق بإيذاء.
فالواضح من تعليل الآية أن هذا الأمر خوف على النساء من أذى الفساق، ومعاينة المجان، وليس خوفا منهن ولا فقدانا للثقة بهن -كما يدعي بعضهم- فإن المرأة المتبرجة بزينتها وثيابها، أو المتكسرة في مشيتها، أو الطرية في حديثها، تغري الرجال بها دائما، وتطمع العابثين فيها، وهذا مصداق الآية الكريمة {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} الأحزاب:32.
وقد شدد الإسلام في أمر التستر والتصون للمرأة المسلمة. ولم يرخص في ذلك إلا شيئًا يسيرًا خفف به عن عجائز النساء. قال تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} النور:60.
والمراد بالقواعد النساء اللاتي قعدن عن الحيض والولد لكبرهن فلا يطمعن في الزواج، ولا يرغبن في الرجال، كما لا يرغب فيهن الرجال. فهؤلاء قد خفف الله عنهن، ولم يجعل عليهن حرجًا أن يضعن من بعض الثياب الخارجية الظاهرة كالملحفة والملاءة والعباءة والطرحة ونحوها.(27/787)
وقد قيد القرآن هذه الرخصة بقوله: {غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} أي غير قاصدات بوضع هذه الثياب التبرج، ولكن التخفف إذا احتجن إليه.
ومع هذه الرخصة، فالأفضل والأولى أن يتعففن عن ذلك، طلبًا للأكمل، وبعدًا عن كل شبهة {وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ}.
الله أعلم .
ــــــــــــــ
لا يجوز الخلوة بالأجنبية ولو كانت كبيرة السن غير جميلة
تاريخ الفتوى : ... 04 رجب 1426 / 09-08-2005
السؤال
أنا أبحث عن عمل ولا أملك مالاً وفي غربة.. وأسكن الآن مع شخص تربطنا به علاقة نسب وهو يعمل فى مكان بعيد حيث يتطلب منه الأمر العودة إلى بيته في نهاية الأسبوع.. ليس له أولاد.. وأسكن مع زوجته وهي كبيرة في السن بما يقارب الخمسين.. وليست جميلة.. وهي على خلق ودين... هذا الرجل لا يصلي سيدي الكريم رغم أنه شارف على الستين، ويتعاطى الخمر حمانا الله منها، وتكلمت معه كثيرا جدا.. وكل الناس يتكلمون معه.. وهو يا سيدي رغم ذلك إلا أنه ذو خلق مع الناس كريم جدا.. بل إنه يتحلى بأخلاق المؤمنين وكثير التصدق.... إلخ، سؤالى سيدى: هل يجوز لي السكن فى بيت هذا الشخص، علما بأني أصلي أوقاتي جميعا بالمسجد وأدعو الله ليلا نهارا أن يعينني بعمل حتى استقل بنفسي، أرجو من سيادتكم الدعاء لي ولهذا الرجل عسى أن يستجيب ربي إنه الرحيم الودود؟ وجزاكم الله خيراً شيخي الكريم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر لك عملا طيباً ويرزقك منه حلالا إنه هو الرزاق ذو القوة المتين، وأما سكنك مع زوجة قريبك وهي ليست محرما لك فلا يجوز لما يترتب عليه من المحاذير الشرعية كالخلوة ونحوها ولا يختلف الحكم الشرعي إذا(27/788)
كانت كبيرة في السن أو غير جميلة، وقد بينا حكم الخلوة بالأجنبية ومساكنتها وضوابط جواز ذلك في الفتوى رقم: 49821، والفتوى رقم: 10146.
وأما ما ذكرت من ترك قريبك للصلاة وتعاطيه شرب الخمر فذلك من الكبائر العظيمة، بل إن بعض العلماء قد ذهبوا إلى كفر تارك الصلاة، وقد فصلنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 1145، كما بينا حكم شرب الخمر والأدلة الدالة على تحريمه في الفتوى رقم: 14736.
وبينا أن الأولى لمن ابتلي بمن يفعل تلك المعاصي هو دوام نصحه والصبر عليه وعدم اليأس منه، وأن ذلك أولى من هجره ما دام يرجى أن يفيده النصح، وانظر الفتوى رقم: 7376 سيما وقد ذكرت من حبه للخير وعمله للبر، فالواجب عليك دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة لعل الله يهديه على يديك، وللاستزادة حول أسلوب الدعوة إلى الله وطرقها وآدابها انظر الفتوى رقم: 19186، والفتوى رقم: 21557.
وأما إذا أصر على ترك الصلاة ولم يجد فيه التذكير والنصح فيجب هجره والبعد عنه، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 9384 وذلك لعدم فائدة الأمر فيه وحتى لا يؤثر على دينك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
سكن الأخ مع زوجة أخيه أثناء غيابه
تاريخ الفتوى : ... 03 رجب 1426 / 08-08-2005
السؤال
لدي أخ اضطرته ظروف عمله أن يسكن معي في منزلي منذ ستة شهور، وأحيانا أتأخر أنا في العمل ويكون هو موجودا في المنزل مع زوجتي وأولادي (لم يتجاوز عمر أكبرهم 7 سنوات) والخادمة، وفي أحد الأيام نمت خارج المنزل، ونام أخي في البيت مع زوجتي والأولاد والخادمة، فأخذ الشيطان يوسوس لي بوساوس سيئة أتعبتني، يرجى إفادتي في موضوع إقامة أخي معي في المنزل،(27/789)
علما بأنه في أغلب الأحيان يدخل غرفته ويغلق الباب على نفسه ولا يخرج منها إلا في اليوم الثاني للعمل، وهل بقاء أخي مع زوجتي وأولادي الصغار والخادمة (بدون حضوري) فيه خلوة محرمة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان أخوك ثقة مأموناً، وكان سكنه في البيت بحيث لا يرى زوجتك، فلا حرج في ذلك، ومعلوم أن أخا الرجل ليس محرماً لزوجته، وأنه لا يجوز أن يخلو بها أو أن تكشف شيئاً من جسدها عنده، فهو كغيره من الأجانب، بل الفتنة به أعظم ليسر دخوله وخروجه، وهذه هي العلة التي لأجلها شدد النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الحمو وهو قريب الزوج، كما في الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
قال النووي -رحمه الله-: وأما قوله صلى الله عليه وسلم (الحمو الموت) فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه، بخلاف الأجنبي والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه... وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أخيه، فهذا هو الموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه. انتهى كلام النووي رحمه الله.
وتنتفي الخلوة بوجود الخادمة والأولاد الذين هم في سن يدركون معها ما يجري من حولهم، لما ذكره الإمام النووي عند كلامه على حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. قال: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم. انتهى كلامه، فدل هذا على أن الخلوة تنتفي بوجود من له إدراك وفطنة ويستحيى منه من الأولاد والخادمة، ولكن الأقرب إلى الورع هو البعد عن كل منفذ يمكن أن يدخل منه الشيطان، ما لم يكن الإنسان مضطراً إليه.
والله أعلم.(27/790)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... تقبيل واحتضان المرأة لمحارمها ومن قامت على تربيتهم من غير المحارم
تاريخ الفتوى : ... 03 رجب 1426 / 08-08-2005
السؤال
خطيبتي لها عم أكبر منها بست سنوات عنده 32 سنة قابلته وأنا كنت معها كان راجعا من السفر حضنته وقبلته على خده يمينى ويسارا وهو كذلك أيضا، فما حكم الإسلام خصوصا إني أحسست بالغيرة وهو شاب مثلي، أيضا لها ابن زوج أختها وليس من أختها عنده 18 سنه قابلها أيضا وقبلها من خدها يمينا ويسارا، لما ألقيت اللوم عليها ردت قائله بالنسبه للموقف الأول هذا عمي والموقف الثاني هذا أنا التي ربيته، أفيدوني أفادكم الله، أنا شاب غيور كيف أتعامل مع تلك المواقف، وما هو حكم الشرع في ذلك؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتقبيل المرأة لمحارمها وتقبيل المحارم لها جائز، إذا أمنت الفتنة، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها كما رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني، وروى البخاري في صحيحه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على عائشة ابنته وهي مضطجعة قد أصابتها حمى فقبل خدها، وقال: كيف أنت يا بنية.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: لا بأس للقادم من سفر بتقبيل ذوات محارمه إذا لم يخف على نفسه، لكن لا على الفم بل الجبهة والرأس.
فلا حرج من تقبيل المرأة عمها لأنه من محارمها، وأما ربيب أختها فلا يجوز لها تقبيله ولا يجوز له تقبيلها لأنه ليس من محارمها إلا أن يكون قد رضع من أختها، فتكون بذلك خالته من الرضاع، وهذا كله بشرط أن تؤمن الفتنة وإلا فلا يجوز.(27/791)
وأما احتضان المرأة لمحارمها فالأصل فيه الجواز، إلا أن جواز ذلك مقيد بما إذا أمنت الفتنة ولم يكن هناك ما يدعو إلى الريبة، فإذا خشيت الفتنة ووجدت الريبة حرم ذلك، لأن ما يؤدي إلى الحرام حرام، خاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الفساد وانحرفت فيه فطر كثير من الناس، نسأل الله السلامة.
وننبه الأخ السائل إلى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته ما لم يتم عقد الزواج، وبالتالي فلا يجوز له الخلوة بها أو الخروج معها أو لمسها فضلاً عما زاد عن ذلك، وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 1151.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
من الآثار السيئة للمحادثة بين الجنسين عبر الإنترنت
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1426 / 07-08-2005
السؤال
هناك أخ لي أحب فتاة عبر الانترنت لكن والدها رفض حتى هذه الفكرة ولا يريد حتى مقابلة الشاب لذلك قررت الفتاة الزواج منه رغم رفض والدها وانتقلت إلى بلد الشاب مع العلم أن الشاب يرفض الزواج منها بدون موافقة الأهل ولا يدري ماذا يفعل بعد أن تركت الفتاة والديها وأتت إليه وهو يعلم أنه إذا تزوجها الزواج باطل بسب رفض والدها أفيدونا رحمكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج ليس مجرد متعة آنية أو نزوة عابرة ، بل مسؤولية وأمانة، وبناء أسرة، ومشاركة في أعباء الحياة، فلا يتم التعرف على شريك الحياة بهذه الوسيلة (الانترنت ) التي يكثر فيها الخداع والكذب، ولاشك أن الفتاة قد أساءت بتصرفها ذلك إلى نفسها وإلى أهلها وإلى دينها، فالفتاة الناصحة لنفسها المتقية لربها الحريصة على سمعة أهلها، لا تتصرف هكذا، فعليها العودة إلى بيت أهلها فورا، وعلى الشاب أن يعلم أنه قد ارتكب إثما وقارف ذنبا حين أقام هذه العلاقة مع تلك(27/792)
الفتاة ثم استدرجها إلى هذا الفعل، فعليه أن يتوب إلى الله، وأن يكفر عن هذا الذنب بأن يحسن إلى الفتاة ، فينصحها بالرجوع إلى أهلها، وعليه أن يحذر من الخلوة بها والنظر إليها، فكل ذلك حرام، وليعلمها بأن الزواج بدون ولي باطل ، وتقدم في فتاوى سابقة منها الفتوى رقم
5916، فإن أرادت الشاب وأرادها فلتقنع والدها به، وليأت البيوت من أبوابها
كفى الله المسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
على نفسها جنت ومن تاب تاب الله عليه
تاريخ الفتوى : ... 01 رجب 1426 / 06-08-2005
السؤال
ما جزاء الرجل الذي وعد امرأة بالزواج فاتخذها لقضاء شهواته فقط حتى تبينت لها سوء نيته فابتعدت عنه مكسورة الخاطر وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل ....فهل سيأخد الله بثأرها منه لأنه ظلمها ؟أم لا ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن يتخذ المرأة خدنا لقضاء شهوته بحجة أنه خطيبها أو سيتزوجها.. فالله سبحانه حرم العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين إلا بعد عقد الزواج الشرعي. والاتصال المباشر بين الفتى والفتاة من دون علم الولي والوعود الكاذبة بالزواج هو الذي يؤدي إلى هذا النوع من المشاكل والمفاسد وارتكاب المحرمات، فالإسلام لم يحرم شيئا إلا لمصلحة الإنسان العاجلة والآجلة، ولكن بعض الناس لا يعلمون هذه الحقيقة فيتعدوا حدود الله تعالى فيقعوا في المشاكل والحرج، وبالتالي الحرام. ولهذا فإن على هذا الرجل وهذه المرأة أن يبادرا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ويبتعدا عن بعضهما وعن ما حرم الله تعالى عليهما. فإذا تابت إلى الله تعالى فإن الله سبحانه وتعالى سيعوضها خيرا من هذا الرجل الذي لا(27/793)
يؤسف على مثله لما فيه من صفات المنافقين من الكذب والغدر وإخلاف الوعد.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أوتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. متفق عليه. ولتعلم السائلة أن الرجل ربما يترك المرأة بعد وعده لها بالزواج لأنه يعلم أنها لا تصلح له كزوجة لعدم التزامها بالدين والأخلاق .. فيخشى أن تلوث فراشه أو تسيء عشرته إذا ارتبط بالزواج منها، وفي هذه الحالة وما أشبهها فمن حقه أن يتركها ولا حرج عليه ولا إثم. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين: 56567 ، 9248.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ظهور المرأة على محارمها غير المسلمين
تاريخ الفتوى : ... 28 جمادي الثانية 1426 / 04-08-2005
السؤال
أنا فتاة مسلمة و أرتدي الحجاب الشرعي بفضل الله ..وخطيبي من أصول نصرانية و كل عائلته نصرانية ..وهو مسلم من خمس سنوات ..هل يجوز لوالديه رؤيتي بدون الحجاب الشرعي بعد العقد ؟ بارك الله فيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تخلع حجابها أمام والدي زوجها لأن المرأة يجوز لها أن تنزع حجابها أمام محارمها ولا فرق في ذلك بين أن يكون محارمها مسلمين أو كفارا، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 9863.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الكافر إذا تزوج نكاحا محرما في دين الإسلام فإن هذا يلحقه فيه النسب وتثبت به المصاهرة فيحرم على كل واحد منهما أصول الآخر وفروعه باتفاق العلماء.(27/794)
وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 45439 والفتوى رقم: 28500 والفتوى رقم: 33666
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يباح خلع الحجاب أمام الأجانب في عرس أو غيره
تاريخ الفتوى : ... 01 رجب 1426 / 06-08-2005
السؤال
هل يجوز خلع الحجاب في عرس أختي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلمة أن تنزع حجابها أمام الرجال الأجانب، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:59}.
وقوله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب:53}.
والتبرج من صفات أهل النار فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.
وانطلاقا من هذه النصوص الصحيحة، فإنه لا يجوز لك خلع الجحاب في عرس أختك ولا في غيره،إلا بشرط أن لا يكون معك في المكان الذي أنت فيه رجال أجانب.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/795)
لا يشترط لتوبة الزاني استسماح زوج من زنى بها
تاريخ الفتوى : ... 28 جمادي الثانية 1426 / 04-08-2005
السؤال
السؤال هو : هناك شخص يزني بامرأة متزوجة عند ما حاول أن يتوب فقالوا له لابد أن تأخذ السماح من زوجها والمرأة عندها أولاد وطبعا حتى في شهر رمضان حاولت أن تغريه بجمالها فدهب لها في منزلها في الليل، الرجاء أريد الجواب بسرعة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن جريمة الزنا من أكبر الكبائر وأقبح الذنوب، ولاسيما إن كان ذلك بذات الزوج.
فقد قال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء: 32}
ومن فضل الله تعالى على عباده أنه فتح لهم باب التوبة ما لم يغرغر العاصي أو تطلع الشمس من مغربها.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
ولهذا، فمن تاب التوبة النصوح فإن الله تعالى يقبل توبته ويكفر ذنوبه ولا يتوقف ذلك على إخبار زوج المرأة أو غيره، بل لا يجوز له أن يخبره أو يخبر أحدا فربما يؤدي إلى منكر أكبر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله. رواه مالك في الموطأ وغيره.
ولذلك فالواجب على هذا الشخص المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وستر نفسه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
لا تجوز أية ممارسة جنسية بالهاتف أو الإنترنت أو غيرهما بين غير الزوجين
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الثانية 1426 / 03-08-2005(27/796)
السؤال
ما رأي الدين في الجنس والحديث الجنسي بين شخصين ذكر وأنثى وممارسة بعض الأوضاع الجنسية أثناء النوم.سواء بالخيال أو ممارسة بالكلام على التلفون أو الانترنت دون أي علاقة شرعية بينهما بمجرد الحب الذي سيقود للزواج بشكل أكيد.أرجو الإفادة لو سمحتم.مع تمنياتي بالتوفيق والصلاح
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث فيما يخدش الحياء والعبارات التي تصف العلاقة الجنسية أو تشجع عليها بين غير الزوجين من أعظم المنكر لما في ذلك من الحث على الفاحشة والقرب من الزنا، وقد قال تعالى:
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا {الإسراء: 32} وقال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا {البقرة: 83}
وفي الحديث الصحيح: إن الله لا يحب الفاحش المتفحش. رواه أبو داود، وعند الترمذي وصححه الألباني : لا شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء. قال المنذري: هو المتكلم بالفحش.
والحديث في مثل ذلك أيضا ينافي الحياء الذي هو من شعب الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. متفق عليه.
وأما ممارسة بعض الأوضاع الجنسية إن كان في حال اليقظة بالتذكر والاسترسال في الخيالات والاستمناء ونحو ذلك فإنه لا يجوز، كما بينا في الفتوى رقم: 5473 ، والفتوى رقم: 26694.
وأما إن كان ذلك في حال النوم فحكمه حكم الأحلام والتي ترد في خيال المرء وشعوره وهو نائم، ولا شيء في ذلك لأن المرء لا يستطيع دفعه، وقد رفع عنه القلم حتى يستيقظ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وننبهك إلى أن الحب قبل الزواج إذا كان بالحديث المحرم واللقاء وغيره من الأمور المحرمة لا يجوز، وقد بينا حكم الحب في الإسلام قبل الزواج وبعده في الفتوى رقم: 5707 والله أعلم. 4220 وكون تلك العلاقة قد تؤدي إلى الزواج لا يبيحها، فالغاية لا تبرر الوسيلة شرعا، فلا تجوز الخلوة بين الأجنبيين ولا الحديث(27/797)
في تلك الأمور ولا النظر إلا ما أباحه الشارع من نظر الخاطب إلى مخطوبته فيما يدعوه إلى نكاحها مرة أو مرتين ونحو ذلك، وليس كل لحظة ولا كل يوم فعلى السائلة أن تتقي الله سبحانه وتعالى .
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الذهاب إلى الشواطئ رفقة الزوج
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الثانية 1426 / 27-07-2005
السؤال
زوجي يدعوني للذهاب لقضاء بعض الأيام من الإجازة الصيفية في مدينة شاطئية لأن أهله يملكون بيتا هناك لكنني أرفض وذلك لما نراه من مفاسد هناك فهل يجوز لي هذا أم أطيعه.
وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه يجوز التنزه على الشواطئ أو في الحدائق أو غيرهما من الأماكن، لكن إذا ترتب على ذلك وقوع في معصية أو مشاهدة منكر لا يستطاع تغييره حرم، وانظري الفتوى رقم: 51090.
وعليه.. فإن ترتب على ذهابك إلى هذه المدينة اختلاط بين الرجال والنساء على وجه لا يقره الشرع فلا يجوز لك أن تطيعي زوجك في الذهاب إليها لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري. أما إذا لم يترتب على ذهابك مع زوجك وقوع في محرم فلا تعصي أمر زوجك في الذهاب معه ما لم يترتب عليه ضرر عليك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
شروط جواز مبيت صديقتين في بيت صديقتهما دون محرم(27/798)
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الثانية 1426 / 26-07-2005
السؤال
أريد فتوى واضحة على هذه الحالة بالذات ليس بوجه عام
لي صديقة وهى تعيش في الريف وجاءت إلى المدينة وقت الامتحانات المهم تعرفت على صديقات وأصبحت بينهن علاقة المهم بعد فترة عزمت الصديقات لكي يذهبن إلى الريف لزيارتها ، المهم هما أختان ذهبتا لوحدهما إلى الريف ويقيمان في منزل هذه الفتاة مع عائلتها الكاملة
سؤالي هل هناك أي حرمة في بقاء الأختين في منزل صديقتهما مع العلم بوجود أهل الفتاة
وشكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمبيت هاتين الأختين في بيت صديقتهما دون محرم لهما جائز بشروط:
1- أن لا يكون الذهاب من مدينتهما إلى الريف الذي تسكن فيه صديقتهما سفرا، فإن كان سفرا فلا بد أن يرافقهما محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم. رواه البخاري ومسلم
2- وأن يكون بإذن من ولي أمرهما.
3- وأن تلتزما بالحجاب الشرعي.
4- وأن لا يحصل بينهما وبين الرجال الأجانب اختلاط محرم أو خلوة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
5- وأن لا يكون في مقامهما هذا شبهة تلحق الأذى بعرضهما وسمعتهما لقول عمر رضي الله عنه: من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومن من أساء الظن به. رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق.
والله أعلم.(27/799)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... آثار التعلق بالأجنبية
تاريخ الفتوى : ... 18 جمادي الثانية 1426 / 25-07-2005
السؤال
لقد أحببت فتاة ووقعت معها في الخطأ وكنا قريبين جداً من المعاشرة الحقيقية.. وقد حاولت بكل الطرق الزواج من الفتاة، ولكن أهلي رفضوا مساعدتي أو خطبتها لي لأسباب بعضها حقيقي يتعلق بطريقة حياة الفتاة السابقة وبعضها يتعلق بالطبقات الاجتماعية.. وأنا أعرف أن هذه الفتاة قد تابت إلى الله توبة نصوحا عن أخطائها السابقة، لكنها لحبها لي لم توقف العلاقه معي وأنا كذلك... وقد ذهبت لأهلها كي أخطبها فرفضوا ذلك لعدم رضا أهلي.. وأنا الآن محتار بين رضا أهلي وبين خطئي مع هذه الفتاة.. التي أعطتني كل شيء على أمل الزواج بي.. أنا أعرف بأنني قد أخطأت معها وأريد أن أتحمل مسؤولية هذا الخطأ ولكنني لا أستطيع.. مع العلم بأنني أحب هذه الفتاه حباً جماً.. ويشهد الله بأنني لم أكن يوما من الشباب الطائشين الذين يلعبون بأعراض الناس.. لذلك أرجو مساعدتي بالإجابه على هذا السؤال المحير الذي أفقدني القدرة على النوم لليالي طويلة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعلق بالأجنبية والخلوة بها والنظر إليها والتلذذ بجسدها أمور كلها محرمة، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور:30}، وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وفي الطبراني والبيهقي من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
فعليك أخي بالمبادرة إلى التوبة من تلك الآثام واقطع صلتك بهذه الفتاة، وقد يكون أهلك على حق في موقفهم منها، وبما أنها وافقتك على تلك المعاصي فليست ذات(27/800)
دين وبالتالي فالأولى تجنب الزواج منها لأن الحديث يقول: ..... فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، هذا إلى جانب أن في هذا إرضاء لوالديك، مع أنه لا سبيل للزواج بها على كل حال إلا عن طريق وليها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الخلوة بامرأة في اجتماع عمل لا يجوز
تاريخ الفتوى : ... 17 جمادي الثانية 1426 / 24-07-2005
السؤال
ما حكم الخلوة بامرأة في اجتماع عمل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية قد وردت به النصوص الصريحة الصحيحة، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
ولا تنتفي الخلوة بتعدد الرجال مع المرأة الواحدة، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم، وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام. وبناء على هذا، فإن الخلوة بامرأة في اجتماع عمل لا يجوز.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/801)
ــــــــــــــ
قيادة المرأة للسيارة بين المجيزين والمانعين ... العنوان
ثارت في هذه الأيام قضية قيادة المرأة للسيارة وارتفعت الأصوات بين من قال نعم لقيادة المرأة للسيارة وبين من قال لا لقيادة المرأة للسيارة فعلي أي أساس أباح هؤلاء أو منع هؤلاء، وجزاكم الله خيرا
... السؤال
13/02/2007 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
السيارة من المخترعات الحديثة التي فتح الله بها على الإنسان المعاصر؛ وأصبحت في هذه الأيام من الوسائل التي تشتد حاجة الناس إليها، ولا غنى لهم عنها، ولا نجد لها حكما عند علمائنا السابقين، ولم يتطرق لها الفقهاء في كتبهم، وقد اجتهد علماؤنا في تنزيلها على القواعد الشرعية، فمن أباح أباح بناء على أن الأصل في الأشياء الإباحة، ومن حرَّم حرَّم بناء على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وأن ما أفضى إلى حرام فهو حرام، وإليك فتاوى الفريقين المجيزين والمانعين .
أولا فتاوى المجيزين:
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي ـ من علماء سوريا:
من المقرر شرعًا أنه لا يحجر أي لا تمنع المرأة من ممارسة الأعمال المباحة شرعًا.
ومثل هذا العمل جائز سواء كانت المرأة تقود السيارة منفردة، أو معها غيرها، وذلك لأن النساء في صدر الإسلام وفي العصور الإسلامية المختلفة كن يركبن الإبل والخيول وبقية الدواب، ولا يعد ذلك محظورًا شرعًأ.(27/802)
ولكن الشرط الأساسي في هذا، أن تلتزم المرأة في تحركاتها، وممارساتها العملية لقيادة السيارة أو غيرها، وأن تكون ملتزمة الحجاب الشرعي حتى لا تكون فتنة للناظرين. أهـ
ويقول فضيلة الشيخ يوسف أبرام ـ عضو المجلس الأوروبي للإفتاء:
القيادة أمر مباح، ولكنه إذا أفضى أو سيفضي إلى محرم؛ فإنه سيحرم للسبب المفضي إليه، وعليه فإذا ما تيسر لك أن تتعلمي القيادة في مدرسة بدون اختلاط، وفي جو محترم، وحبذا برفقة أخت مسلمة، ثم بعد الحصول على الرخصة استعملت السيارة لما ينفعك وينفع الأسرة؛ فأرى أنه لا مانع من ذلك أهـ
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عاشور ـ من علماء الأزهر:
ما دامت المرأة قد خرجت من بيتها ملتزمة بشرع الله، فلا حرج عليها من أن تقود سيارتها، وما دمنا قد اقتنعنا بأن المرأة شريكة للرجل ومساوية له تتعلم كما يتعلم، وتعمل في الوظائف المختلفة، وتخرج من بيتها لمثل هذه الأمور -فلا حرج عليها من قيادة السيارة، ولعل من منع ذلك إنما منعها من باب الحذر والاحتياط، وهذا الحذر والاحتياط لم يعد له مكان الآن في ظل خروج المرأة لكل نواحي الحياة، وفي ظل مشاركتها للرجال في كل موقع من مواقع الأعمال.
وكل الذي يجب أن نؤكد عليه هو ضرورة الالتزام بآداب الإسلام، وألا تخرج بسيارتها إلى أماكن فيها شبهات أو أماكن تتعرض فيها للخطر، وما عدا ذلك فليس هناك مانع يمنعها من القيام بهذه المهمة، وهذا أفضل بل أولى من ركوبها مع رجل أجنبي لا تعرفه ولا يعرفها. أهـ
ثانيا فتاوى المانعين:
قال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
قد كثر حديث الناس .. عن قيادة المرأة للسيارة ، ومعلوم أنها تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها ، منها الخلوة المحرمة بالمرأة ، ومنها السفور ، ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر ، ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور ، والشرع المطهر مَنَع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة ، وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت ،(27/803)
والحجاب ، وتجَنُّب إظهار الزينة لغير محارمهن لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع قال تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) الأحزاب/33 الآية ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) الأحزاب/59 ، وقال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " ، فالشرع المطهر منع جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة وجعل عقوبته من أشد العقوبات ؛ صيانة للمجتمع من نشر أسباب الرذيلة .
وقيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك، وهذا لا يخفى، ولكن الجهل بالأحكام الشرعية، وبالعواقب السيئة التي يفضي إليها التساهل بالوسائل المفضية إلى المنكرات - مع ما يبتلى به الكثير من مرضى القلوب - ومحبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم وبغير مبالاة بما وراء ذلك من الأخطار ، وقد قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 ، وقال سبحانه : ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة/168 ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .(27/804)
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن ، قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلت : يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ، قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق عليه.
وإنني أدعو كل مسلم أن يتقي الله في قوله وفي عمله وأن يحذر الفتن والداعين إليها وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله جل وعلا أو يفضي إلى ذلك وأن يحذر كل الحذر أن يكون من هؤلاء الدعاة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف.
وقانا الله شر الفتن وأهلها وحفظ لهذه الأمة دينها وكفاها شر دعاة السوء ووفق كُتَّاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه .أهـ
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن قيادة المرأة للسيارة، وأنها أي ـ قيادة المرأة للسيارة ـ أخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي ؟ فقال رحمه الله:
الجواب على هذا السؤال ينبني على قاعدتين مشهورتين بين علماء المسلمين :
القاعدة الأولى : أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم . والدليل قوله تعالى : ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام/108 ، فنهى الله عن سب آلهة المشركين – مع أنه مصلحة – لأنه يفضي إلى سب الله تعالى .
القاعدة الثانية: أن درء المفاسد – إذا كانت مكافئة للمصالح أو أعظم – مقدم على جلب المصالح . والدليل قوله تعالى: ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ(27/805)
كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) البقرة/219 ، وقد حرم الله الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع درءاً للمفسدة الحاصلة بتناولهما .
وبناء على هاتين القاعدتين يتبين حكم قيادة المرأة للسيارة . فإن قيادة المرأة للسيارة تتضمن مفاسد كثيرة، فمن مفاسدها :
1- نزع الحجاب : لأن قيادة السيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ومحط أنظار الرجال ، ولا تعتبر المرأة جميلة أو قبيحة على الإطلاق إلا بوجهها ، أي أنه إذا قيل جميلة أو قبيحة ، لم ينصرف الذهن إلا إلى الوجه ، وإذا قصد غيره فلا بد من التقييد ، فيقال جميلة اليدين ، أو جميلة الشعر ، أو جميلة القدمين . وبهذا عرف أن الوجه مدار القاصدين .
وقد يقول قائل : إنه يمكن أن تقود المرأة السيارة بدون نزع الحجاب ، بأن تتلثم المرأة وتلبس في عينيها نظارتين سوداوين .
والجواب على ذلك أن يقال : هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة ، واسأل من شاهدهن في البلاد الأخرى ، وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر فإن الأمر لن يدوم طويلا ، بل سيتحول – في المدى القريب – إلى ما عليه النساء في البلاد الأخرى ، كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيء ثم تدهورت منحدرة إلى محاذير مرفوضة .
2- من مفاسد قيادة المرأة للسيارة : نزع الحياء منها ، والحياء من الإيمان – كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم – والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة وتحتمي به من التعرض للفتنة ، ولهذا كانت مضرب المثل فيه فيقال ( أحيا من العذراء في خدرها ) ، وإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها .
3- ومن المفاسد : أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت والبيت خير لها – كما أخبر بذلك النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم – لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة ، ولهذا تجدهم يتجولون في سياراتهم هنا وهناك بدون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة .
4- ومن مفاسدها أن المرأة تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت ومتى شاءت وحيث شاءت إلى ما شاءت من أي غرض تريده ، لأنها وحدها في سيارتها ، متى(27/806)
شاءت في أي ساعة من ليل أو نهار، وربما تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل . وإذا كان الناس يعانون من هذا في بعض الشباب ، فما بالك بالشابات ؟؟! وحيث شاءت يمينا وشمالا في عرض البلد وطوله ، وربما خارجه أيضاً .
5- ومن المفاسد : أنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها ، فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه وتذهب في سيارتها إلى حيث ترى أنها تروح عن نفسها فيه ، كما يحصل ذلك من بعض الشباب وهم أقوى تحملا من المرأة .
6- ومن مفاسدها : أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة : في الوقوف عند إشارات الطريق – في الوقوف عند محطات البنزين – في الوقوف عند نقطة التفتيش – في الوقوف عند رجال المرور عند التحقيق في مخالفة أو حادث – في الوقوف لملء إطار السيارة بالهواء– في الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق ، فتحتاج المرأة إلى إسعافها ، فماذا تكون حالتها حينئذ ؟ ربما تصادف رجلا سافلا يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها ، لاسيما إذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة .
7- من مفاسد قيادة المرأة للسيارة : كثرة ازدحام الشوارع ، أو حرمان بعض الشباب من قيادة السيارات وهم أحق بذلك وأجدر .
8- من مفاسدها أنها سبب للإرهاق في النفقة ، فإن المرأة – بطبيعتها – تحب أن تكمل نفسها مما يتعلق بها من لباس وغيره ، ألا ترى إلى تعلقها بالأزياء ، كلما ظهر زِيٌّ رمت بما عندها وبادرت إلى الجديد ، وإن كان أسوأ مما عندها . ألا ترى ماذا تعلق على جدرانها من الزخرفة . وعلى قياس ذلك – بل لعله أولى منه – السيارة التي تقودها ، فكلما ظهر موديل جديد فسوف تترك الأول إلى هذا الجديد .
أما قول السائل : وما رأيكم بالقول : ( إن قيادة المرأة للسيارة أخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي)؟
فالذي أراه أن كل واحد منهما فيه ضرر ، وأحدهما أضر من الثاني من وجه ، ولكن ليس هناك ضرورة توجب ارتكاب أحدهما .(27/807)
واعلم أنني بسطت القول في هذا الجواب لما حصل من المعمعة والضجة حول قيادة المرأة للسيارة ، والضغط المكثف على المجتمع السعودي المحافظ على دينه وأخلاقه ليستمرئ قيادة المرأة للسيارة ويستسيغها .
وهذا ليس بعجيب لو وقع من عدو متربص بهذا البلد الذي هو آخر معقل للإسلام يريد أعداء الإسلام أن يقضوا عليه ، ولكن هذا من أعجب العجب إذا وقع من قوم من مواطنينا ومن أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، ويستظلون برايتنا . قوم انبهروا بما عليه دول الكفر من تقدم مادي دنيوي فأعجبوا بما هم عليه من أخلاق، تحرروا بها من قيود الفضيلة إلى قيود الرذيلة . ا.هـ
مع الأخذ في الاعتبار أن فتوى العالمين الجليلين كانت لنساء المملكة فقط لا لعموم نساء الأرض.
قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد ـ من علماء السعودية:
وهذا إنما ينطبق تمام الانطباق على بلاد الحرمين ، وأما ما عداها من البلاد فإنه يرجع إلى علمائها الثقات الأثبات؛ فإنهم أعلم بأحوال بلادهم.
والله أعلم
ــــــــــــــ
العلاقة خارج إطار الزواج هدفها إرضاء النزوات والشهوات
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الثانية 1426 / 20-07-2005
السؤال
أنا شاب أريد الزواج بفتاة صالحة أحبها لكني غير قادر الآن على بناء أسرة ولا حتى خطبتها لأني ما زلت طالبا وأنا أخاف أن تتزوج بآخر لأنها فتاة صالحة وتخاف الله وقد سبق لي أن طلبت منها أن نقيم علاقة صداقة وتعارف في إطار الشرع (ذلك أنها عندما تتكلم معي أو تبدي لي بعض الاهتمام أكون جد متفوق في دراستي وأشتغل في التجارة مع خال لي بكل حيوية ولكنها غالبا ما تهرب مني ولا تبدي لي اهتماما فيؤثر ذلك علي سلبيا) وقابلت طلبي بالرفض وطلبت مني أن أنساها لم أستطيع حينها الكلام معها لأني لا أجيد الكلام في هذه المواقف.(27/808)
قد أكون من عائلة ميسورة و هي من عائلة متواضعة إلا أنني لم أشأ يوما أن أخبرها عن وضعية عائلتي لأنني أصلا لا أريدها أن تحبني لعائلتي فأنا الآن معلق ووضعيتي أصبحت حرجة خاصة من الناحية الدراسية لا أعرف ما أفعله وخاصة وأن حبي لها أحيا فيَّ حب الله عز وجل فأصبحت ملتزما وأدعو الله كثيرا فهلا أرحتموني فضيلة المفتي بإرسالي دعاء يوفقني به الله للزواج العاجل بها وأن تنبهوني إن كنت قمت بخطأ ما أو تنصحوني بفكرة أو أي شيء أفعله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتعرفك بهذه الفتاة، وطلبك منها إقامة علاقة صداقة وتعارف بدعوى أن ذلك (في إطار الشرع) أمر لا يجوز، فلا علاقة مسموح بها بين الجنسين سوى علاقة الزوجية المعلنة الطاهرة النظيفة القائمة على تحمل المسؤولية وبناء الأسرة وتربية الذرية، وما سواها من علاقات ليس لها هدف سوى النزوات والشهوات، لا يقرها الشرع ولا يسمح بها، وهذه الفتاة قد محضتك النصح حين طلبت منك نسيانها، فجواباً على سؤالك ماذا تفعل نقول:
إن كنت قادراً على الزواج فسارع للزواج بهذه الفتاة، فإن لم تكن قادراً عليه في الوقت الحاضر، وتخشى أن تتزوج الفتاة بغيرك، فيمكنك خطبتها، فإن لم تكن قادراً على الزواج ولا الخطبة، فلم يبق إلا أن تنساها، وتبتعد عنها وتصرف كل همتك إلى دراستك، وننصحك بأن تترك هذه العلاقة لله عز وجل، فإنك إن فعلت ذلك، فسيبدلك الله خيراً منها، فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه.
ونرشدك بدلاً من هذه العلاقة إلى إقامة علاقة تعارف ومحبة مع الله عز وجل، وننبهك إلى أن تعلق القلب وميله إلى (صورة) قد تنتهي إلى العشق، الذي يشغل القلب والفكر عن ما سوى تلك الصورة، فيعطل حركة الإنسان وإرادته ويشوش عليه عبادته، فالبدار إلى صرف القلب عن هذه الصورة قبل أن يتحول إلى داء عضال وهو العشق.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.(27/809)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط ترشيح المرأة للمجالس النيابية ... العنوان
هل يجوز للمرأة الترشيح للمجالس النيابية، فبعض العلماء يرفضون هذا الأمر ويستدلون عليه بأدلة كثيرة من القرآن والسنة والقواعد الأصولية ؟ ... السؤال
28/11/2006 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
يجوز للمرأة التقدم للترشيح للمجالس النيابية ، حيث إن الأصل في مثل هذه الأشياء هو الجواز لا المنع ، والأدلة التي استدل بها المانعون أدلة غير صريحة في التحريم ، فنعود للأصل.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في فتوى مطولة نختصر منها ما يلي :
المرأة إنسانمكلف مثل الرجل، مطالبة بعبادة الله تعالى، وإقامة دينه، وأداء فرائضه، واجتنابمحارمه، والوقوف عند حدوده، والدعوة إليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكل خطابات الشارع تشملها، إلا مادل دليل معين على أنه خاص بالرجال، فإذا قال الله تعالى : " يا أيها الناس " أو " يا أيها الذين آمنوا " فالمرأة داخلة فيه بلا نزاع.
ولهذالما سمعت أم سلمة رضي الله عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : " أيها الناس " وكانت مشغولة ببعض أمرها، هرعت لتلبية النداء، حتى استغرب بعضهم سرعة إجابتها،فقالت: لهم أنا من الناس.(27/810)
والأصل العام أن المرأة كالرجلفي التكليف إلا ما استثنى ؛ لقوله تعالى :" بعضكم من بعض " (آل عمران : 195) وقوله -صلى الله عليه وسلم- : " إنما النساء شقائق الرجال " . رواه أحمد، والترمذي، وأبوداود والدارمي.
والقرآن الكريم يحمل الجنسين الرجال والنساء جميعًا، مسئولية تقويم المجتمع وإصلاحه وهو ما يعبر عنه إسلاميًا بعنوان (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) . يقول الله تعالى: " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله " (التوبة : 71).
ذكر القرآن في هذا المقام سمات أهل الإيمان، بعد أن ذكر سمات أهل النفاق بقوله : " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ". (التوبة : 67(
تنبيهات مهمة:
وأود أن أنبه هنا على جملة أمور مهمة:
الأول :أننا يجب ألا نلزم أنفسنا إلا بالنصوص الثابتة الصريحة الملزمة.
أما ما لا يثبت من النصوص كالأحاديث الضعيفة، أو ما كان محتملا في فهمه لأكثر من وجه، وأكثر من تفسير - مثلما جاء في شأن نساء النبي - فليس لأحد أن يلزم الأمة بفهم دون آخر، وخصوصًا في الأمور الاجتماعية العامة التي تعم بها البلوى، وتحتاج إلى التيسير.
الثاني :أن هناك أحكامًا وفتاوى لا نستطيع أن نفصلها عن عصرها وبيئتها . ومثلها قابل للتغير بتغير موجباته ولهذا قرر المحققون أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والعرف.
الثالث: أن العلمانيين اليوم يتاجرون بقضية المرأة، ويحاولون أن يلصقوا بالإسلام ما هو براء منه، وهو أنه جار على المرأة، وعطل مواهبها وقدراتها، ويحتجون لذلك بممارسات بعض العصور المتأخرة، وبأقوال بعض المتشددين من المعاصرين.
أدلة من ذهبوا إلى تحريم دخول المرأة المجالس النيابية والردعليها:(27/811)
على هذا الأساس يجب أن ننظر في موضوع دخول المرأة في " مجلس الشعب " أو الشورى، ومشروعية ترشيحها، ومشروعية انتخابها لهذه المهمة في ضوء الأدلة الشرعية.
فمن الناس من يرى ذلك حرامًا وإثمًا مبينًا، ولكن التحريم لا يثبت إلا بدليل لا شبهة فيه . والأصل في الأشياء والتصرفات الدنيوية الإباحة، إلا ما قام الدليل على حرمته، فما الدليل على التحريم، الذي يسوقه هؤلاء؟.
1ـ آية : " وقرن في بيوتكن " :
بعضهم يستدل هنا بقوله تعالى : " وقرن في بيوتكن " فلا يجوز للمرأة أن تدع بيتها إلا لضرورة أو حاجة.
وهذا الدليل غيرناهض:
أولا :لأن الآية تخاطب نساء النبي كما هو واضح من السياق، ونساء النبي لهن من الحرمة وعليهن من التغليظ ما ليس على غيرهن . ولهذا كان أجر الواحدة منهن إذا عملت صالحًا مضاعفًا، كما جعل عذابها إذا أساءت مضاعفًا أيضًا.
وثانيًا :أن أم المؤمنين عائشة، مع هذه الآية، خرجت من بيتها، وشهدت " معركة الجمل " استجابة لما تراه واجبًا دينيًا عليها، وهو القصاص من قتلة عثمان . وإن أخطأت التقدير فيما صنعت.
وثالثًا :أن المرأة قد خرجت من بيتها بالفعل، وذهبت إلى المدرسة والجامعة، وعملت في مجالات الحياة المختلفة، طبيبة ومعلمة ومشرفة وإدارية وغيرها، دون نكير من أحد يعتد به، مما يعتبره الكثيرون إجماعًا على مشروعية العمل خارج البيت للمرأة بشروطه.
ورابعًا :أن الحاجة تقتضي من " المسلمات الملتزمات " أن يدخلن معركة الانتخاب في مواجهة المتحللات والعلمانيات اللائي يزعمن قيادة العمل النسائي، والحاجة الاجتماعية والسياسية قد تكون أهم وأكبر من الحاجة الفردية التي تجيز للمرأة الخروج إلى الحياة العامة.
وخامسًا :أن حبس المرأة في البيت لم يعرف إلا أنه كان في فترة من الفترات - قبل استقرار التشريع - عقوبة لمن ارتكبت الفاحشة : " فأمسكوهن في البيوت(27/812)
حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا " (النساء : 15) فكيف يظن أن يكون هذا من الأوصاف اللازمة للمرأة المسلمة في الحالة الطبيعية ؟.
2ـ سد الذرائع:
وهناك من ينظر إلى الأمر من زاوية أخرى، هي زاوية " سد الذرائع " . فالمرأة عندما ترشح للبرلمان، ستتعرض في أثناء الدعاية الانتخابية للاختلاط بالرجال وربما الخلوة بهم، وهذا حرام، وما أدى إلى الحرام فهو حرام.
ولا شك أن سد الذرائع مطلوب، ولكن العلماء قرروا أن المبالغة في سد الذرائع كالمبالغة في فتحها، وقد يترتب عليها ضياع مصالح كثيرة، أكبر بكثير من المفاسد المخوفة.
وهذا الدليل يمكن أن يستند إليه من يرى منع المرأة من الإدلاء بصوتها في الانتخاب خشية الفتنة والفساد، وبهذا تضيع على أهل الدين أصوات كثيرة، كان يمكن أن تكون في صفهم ضد اللادينيين .... ولا سيما أن أولئك يستفيدون من أصوات النساء المتحللات من الدين.
ومن هنا نقول : إن المسلمة الملتزمة - إذا كانت ناخبة أو مرشحة - يجب أن تتحفظ في ملاقاتها للرجل من كل ما يخالف أحكام الإسلام، من الخضوع بالقول، أو التبرج في الملبس، أو الخلوة بغير محرم، أو الاختلاط بغير قيود . وهو أمر مفروغ منه من قبل المسلمات الملتزمات.
3ـ المرأة والولاية على الرجل:
وهناك من يستدلون على منع المرأة من الترشيح للمجلس النيابي بأن هذا ولاية على الرجال، وهي ممنوعة منها بل الأصل الذي أثبته القرآن الكريم أن الرجال قوامون على النساء، فكيف نقلب الوضع وتصبح النساء قوامات على الرجال ؟.
وأود أن أبين هنا أمرين:
الأول :أن عدد النساء اللائي يرشحن للمجلس النيابي محدود، وستظل الأكثرية الساحقة للرجال، وهذه الأكثرية هي التي تملك القرار، وهي التي تحل وتعقد فلا مجال للقول بأن ترشيح المرأة للمجلس سيجعل الولاية للنساء على الرجال!.(27/813)
الثاني :أن الآية الكريمة التي ذكرت قوامية الرجال على النساء، إنما قررت ذلك في الحياة الزوجية، فالرجل هو رب الأسرة، وهو المسئول عنها، بدليل قوله تعالى : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " (النساء : 34) فقوله : " بما أنفقوا من أموالهم " يدلنا على أن المراد القوامة على الأسرة، وهي الدرجة التي منحت للرجال في قوله تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة ". (البقرة : 228).
ومع قوامية الرجل على الأسرة، ينبغي أن يكون للمرأة دورها، وأن يؤخذ رأيها فيما يهم الأسرة، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في مسألة فطام الرضيع : " فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ". (البقرة : 233) .
وكما جاء في الحديث الذي رواه أحمد : " آمروا النساء في بناتهن " أي استشيروهن في أمر زواجهن.
أما ولاية بعض النساء على بعض الرجال - خارج نطاق الأسرة - فلم يرد ما يمنعه، بل الممنوع هو الولاية العامة للمرأة على الرجال.
4ـ شبهة وردها:
ومن الشبهات التي أثارها بعض المعارضين لترشيح المرأة في المجلس النيابي قولهم : إن عضو المجلس أعلى من الحكومة نفسها، بل من رئيس الدولة نفسه، لأنها - بحكم عضويتها في المجلس - تستطيع أن تحاسب الدولة ورئيسها . ومعنى هذا أننا منعناها من الولاية العامة، ثم مكناها منها بصورة أخرى.
وهذا يقتضي منا إلقاء الضوء بالشرح والتحليل لمفهوم العضوية في المجلس الشورى أو النيابي.
مهمة عضو المجلس النيابي:
ومن المعلوم أن مهمة المجالس النيابية في الأنظمة الديمقراطية الحديثة ذات شقين، هما : المحاسبة والتشريع. وعند تحليل كل من هذين المفهومين يتضح لنا ما يأتي:
معنى المحاسبة:(27/814)
المحاسبة أو المراقبة في تحليلها النهائي حسب المفاهيم الشرعية، ترجع إلى ما يعرف في المصطلح الإسلامي بـ " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " وبـ"النصيحة في الدين" وهي واجبة لأئمة المسلمين وعامتهم.
والأمر والنهي والنصيحة مطلوبة من الرجال والنساء جميعًا. والقرآن الكريم يقول بصريح العبارة : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ".
والرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال - فيما رواه مسلم - " الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم " لم يجعل ذلك مقصورًا على الرجال وحدهم.
ولقد رأينا المرأة ترد على أمير المؤمنين عمر في المسجد، فيرجع عن رأيه إلى رأيها، ويقول : " أصابت المرأة وأخطأ عمر " . كما رواه ابن كثير وجود إسناده.
وقد استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة في غزوة الحديبية فأشارت عليه بالرأي السديد، وقد بادر إلى تنفيذه، فكان من ورائه الخير.
وما دام من حق المرأة أن تنصح وتشير بما تراه صوابًا من الرأي، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقول : هذا صواب وهذا خطأ، بصفتها الفردية فلا يوجد دليل شرعي يمنع من عضويتها في مجلس يقوم بهذه المهمة.
والقول بأن مجلس الشعب أو الشورى أو الأمة - حسب تسمياته المختلفة - أعلى مرتبة من الحكومة أو السلطة التنفيذية نفسها، ومنها رئيس الدولة، لأنه هو الذي يحاسبها، قول غير مسلم على إطلاقه.
فليس كل محاسب أعلى منزلة ممن يحاسبه، وإنما المهم أن يكون له حق المحاسبة وإن كان أدنى منه.
فمما لا ريب فيه أن أمير المؤمنين، أو رئيس الدولة أعلى منزلة، وأعلى سلطة في الدولة، ومع هذا نجد أن من حق أدنى فرد في رعيته أن ينصح له ويحاسبه ويأمره وينهاه، على نحو ما قاله الخليفة الأول : " إن رأيتموني على حق فأعينوني وإن رأيتموني على باطل فقوموني ".
وما قال الخليفة الثاني : " من رأى منكم في اعوجاجًا فليقومني ".(27/815)
على أن المجلس إن كان أعلى من الحكومة - بوصفه الذي يشرع لها ويحاسبها - فذلك باعتبار مجموعة لا باعتبار كل فرد فيه، والأغلبية في المجموع للرجال.
جانب التشريع فيالمجلس:
والشق الثاني من مهمة مجلس الشعب يتعلق بالتشريع.
وبعض المتحمسين يبالغون في تضخيم هذه المهمة، زاعمًا أنها أخطر من الولاية والإمارة، فهي التي تشرع للدولة، وتضع لها القوانين، لينتهي إلى أن هذه المهمة الخطيرة الكبيرة لا يجوز للمرأة أن تباشرها.
والأمر في الحقيقة أبسط من ذلك وأسهل . فالتشريع الأساسي إنما هو لله تعالى . وأصول التشريع الآمرة الناهية هي من عند الله سبحانه، وإنما عملنا نحن البشر هو استنباط الحكم فيما لا نص فيه . أو تفصيل ما فيه نصوص عامة . وبعبارة أخرى عملنا هو " الاجتهاد " في الاستنباط والتفصيل والتكييف.
والاجتهاد في الشريعة الإسلامية باب مفتوح للرجال والنساء جميعًا، ولم يقل أحد : إن من شروط الاجتهاد - التي فصل فيها الأصوليون - الذكورة . وأن المرأة ممنوعة من الاجتهاد.
وقد كانت أم المؤمنين عائشة من مجتهدات الصحابة ومن المفتيات بينهن، ولها مناقشات واستدراكات على علماء الصحابة، جمعت في كتب معروفة. (مثل كتاب الإمام الزركشي " الإجابة لاستدراكات عائشة على الصحابة " ولخصه السيوطي في كتابه " عين الإصابة ".
وهذا مطلوب من المرأة في مجلس الشعب، والمرأة في مجلس الجامعة، والمرأة في مجلس الكلية، والمرأة في عملها خارج البيت أيًا كان هذا العمل.
ومن المطلوب في دولة تراعي آداب الإسلام أن يكون للنساء موقعهن الخاص في المجلس : صفوف خاصة، أو ركن خاص لهن، أو نحو ذلك، مما يوفر لهن جوا من الطمأنينة والبعد عن أي فتنة يخافها المتوجسون.
واللهأعلم
ــــــــــــــ
ضوابط ممارسة المرأة للرياضة ... العنوان(27/816)
ما حكم ممارسة المرأة للإسلام ،وما هي أهم الضوابط عند ممارسة الرياضة؟ ... السؤال
27/11/2006 ... التاريخ
أ.د عبد الحي يوسف ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
الرياضة كنوع من تقوية الجسم لا يفرق فيها بين الرجال والنساء، وتختلف حكم الرياضة حسب نوعها، فما كان منها ترفيها ككرة القدم فهي مباحة، أما ما كانت تقوية للأجسام، فقد تأخذ حكم الوجوب ،كما ينبغي ستر العورة عند ممارسة الرياضة، والبعد عن المعاملات المحرمة فيها كالقمار وغيره ، ويراعى التزام المرآة بالآداب العامة في لباسها وزينتها وحفظ عورتها عن الناس وضوابط الاختلاط .
يقول الدكتور عبدالحي يوسف أستاذ الشريعة بالجامعات السودانية
المقرر -عند أهل العلم- أن خطاب الشرع بالتحليل أو التحريم أو الإباحة أو أو الوجوب أو الندب موَجّه للرجال والنساء جميعاً، إلاّ ما قام الدليل على تخصيص الرجال أو النساء به، وإذا عُلِم هذا نستطيع -بإذن الله- أن نبيّن الآتي:
أولا - أن شريعة الإسلام رغّبت في تقوية الأجساد والمحافظة على الصحّة، وذلك في أدلّة عامة كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير))، وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل". وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على جماعة مِن أسلم وهم ينتضلون فقال: ((ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا))، وقال: ((من تعلّم الرمي ثم تركه فليس منّا)).
ثانيا- في السنّة الفعلية نجد أن نبينا عليه الصلاة والسلام كان يشجّع كلّ ما من شأنه تقوية الأجساد وإعداد العدّة للجهاد، فسابق بين الخيل المضمّرة والخيل التي(27/817)
لم تضمّر، وسابق عائشة رضي الله عنها فسبقته، ثم سابقها ثانية فسبقها وقال: ((هذه بتلك))، وتصارع -بين يديه- الحسن والحسين فجعل يقول: ((إيه حسن)).
ثالثا - لا بد من اعتبار الضوابط الشرعية في هذا المجال تحصيلاً للمنافع ودرءً للمفاسد ويتمثل ذلك في جملة أمور منها:
1- أن الرياضة وسيلة لا غاية، ويترتب على ذلك ألاّ يُعقَد من أجلها ولاء ولا براء، بل متى ما كانت سبباً في إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس فإنها تُحظر كما هو مشاهد في حال من يعشقون كرة القدم مثلاً؛ فيجعلون من فريقهم الذي يشجعون معقد ولاء وبراء، ولربما ثارت حروب وسالت دماء من أجلها.
2- أن الرياضة تمارس بقدر، وما ينبغي أن توقف عليها الأعمار وتفرّغ لها أوقات، بل هي كسائر المباحات، المبالغة فيها ممقوتة وتجاوز الحد المشروع ممنوع.
3- يفرَّق بين رياضات تمارس كالهواية ككرة القدم أو السلّة مثلاً، وبين رياضات تكون هي وسيلة لإعداد العدّة للجهاد في سبيل الله كرياضات كمال الأجسام والرماية، فالأولى حكمها الإباحة، والثانية قد تكون واجبة أو مندوبة، ولا يصح التعميم في الحكم فيقال: كلّها في سبيل الله!!
4- المعتبر في هذه الأحكام خلو هذه الرياضات من المحرمات كالسباب والفسوق وكشف العورات والاختلاط بين الرجال والنساء وتضييع الصلوات والتسبب في الأذي، وعليه تحظر رياضات يكون لها أثر مميت أو مؤذٍ كالملاكمة والمصارعة، ويحرم -كذلك- كشف العورة كما هو الحال في السباحة وكرة القدم ((والفخذ عورة)).
5- للرجل طبيعته وخصائصه، وللمرأة كذلك (ولا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض)، فلا يحل للمرأة أن تمارس من الرياضات ما يخرجها عن طبيعتها الأنثوية كرياضات كمال الأجسام؛ لأن نبينا -عليه الصلاة والسلام- لمّا رأى امرأة تمشي مشية الرجل وقد تنكبت قوسها، أخبر أنّها ملعونة، فليجتنب النساء ذلك.
والله أعلم(27/818)
ــــــــــــــ
حكم تقبيل صورة الخطيب والنظر إليها
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الثانية 1426 / 14-07-2005
السؤال
أنا فتاه تقدم لي شاب لخطبتي ووافق أبي وسوف نعقد العقد الشرعي خلال شهر يوليو
1. هل يجوز أن أقبل ( تقبيل ) صورة خطيبي
2. لقد حدث بيننا اتصال وجرى فيه كلام عن الحب ما الحكم فيه وما الحل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتبادل الصور بين الخطيبة وخطيبها بقصد الاحتفاظ والتمادي في النظر لا يجوز، لما ينطوي عليه ذلك من المخاطر، ففضلا عن كون ذلك محرما كما في الفتوى رقم: 1935
فهو يورث إثارة الشهوة لدى المحتفظ، وقد يتطور ذلك إلى ارتكاب فعل محرم معه.
وعليه، فالواجب عليك تمزيق هذه الصور لأن في مطالعتها وتقبيلها إثارة للشهوة، وذلك أمر لا يجوز إلا بين الزوجين.
هذا، ولتعلمي أن الخطيب أجنبي عن خطيبته لا يجوز لهما أن يتحدثا بأحاديث الحب والغرام، وعليه، فالحل هو الكف عن ذلك والبعد عنه حتى يتم العقد، وراجعي الفتوى رقم: 9786.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم ركوب المرأة في حافلة النقل العام داخل المدينة
تاريخ الفتوى : ... 29 جمادي الأولى 1426 / 06-07-2005
السؤال(27/819)
هل يجوز لي شرعاً ركوب الحافلة والذهاب إلى الأسواق وحدي أو مع جارتي المسلمة لغرض التسوق أو الترفيه بما في ذلك استئجار سيارة أجرة علماً بأن سائقها غير مسلم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً من ركوب المرأة المسلمة في حافلة النقل العام داخل المدينة ما لم تكن هناك خلوة أو ريبة أو سفر، وكذلك لا مانع من ركوب امرأتين مع السائق إذا أمنت الفتنة لأن بهما تنتفي الخلوة.
أما إذا لم يكن في الحافلة أو السيارة غير السائق فلا يجوز لامرأة واحدة الركوب معه، إن كان رجلاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه، وكذلك إذا كان ذلك في سفر فلا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4091، 1079، 29254.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم إدخال الزوجة لأخي زوجها دون وجود محرم
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الأولى 1426 / 04-07-2005
السؤال
ما قول الشرع في إدخال الزوجة أخا الزوج دون وجوده؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أخا الزوج أجنبي من زوجة أخيه لا تجوز له الخلوة بها، ولا يجوز لامرأة أن تأذن لأجنبي بالدخول عليها بدون وجود من تنتفي معه الخلوة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول(27/820)
الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج من ابن العم ونحوه.
وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم.
ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما؛ كما صح في الحديث.
ويشتد الإثم أكثر إذا كان الزوج يكره ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. رواه أبو داود وأصله في الصحيحين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
اعتكاف النساء في المساجد ... العنوان
نرى شيئا جديدا لم نكن قد اعتدنا عليه من قبل ، وهو تسارع الفتيات والنساء إلى الاعتكاف في المسجد ، فهل مثل هذا العمل صحيح ، أم أنه مجرد موضة بعيدا عن السنة . ... السؤال
14/10/2006 ... التاريخ
مسعود صبري الباحث الشرعي بالموقع ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فإنه يجوز للمرأة الاعتكاف في المسجد على رأي كثير من أهل العلم ، بشرط أن يكون بعيدا عن معتكف الرجال، وأن يكون ذلك بإذن الزوج، ويرى الأحناف أن للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها .
وقد عرف الفقهاء الاعتكاف بأنه : لزوم المسجد بنية العبادة لله تعالى ، ومن المعلوم شرعا أن الشرائع الأصل فيها التساوي بين الرجل والمرأة ، إلا ما نص الشرع على المفارقة بينهما ، وفيما يخص المسجد بشكل عام ، فإن الإسلام أوجب(27/821)
على جماعة المسلمين إقامة الصلوات في المساجد ، من باب فروض الكفايات، مع أن الصلاة في المسجد من السنن المؤكدة ، لكنها في حق الأمة فرض كفائي، يجب على البعض، ولكن لا يجوز أن يترك المسلمون جميعا المساجد دون الصلاة.
وفيما يخص المرأة ، فإن الإسلام أجاز لمعشر النساء الذهاب إلى المساجد ، ولكنه لم يوجبه عليهن ، فقال صلى الله عليه وسلم :" لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وبيوتهن خير لهن"، وهذا يعني أن ذهاب المرأة إلى المسجد مباح شرعا، وأنها تنال بالصلاة في المسجد ثواب الجماعة .
وعلى هذا الأصل ،وهو ذهاب المرأة إلى المسجد، كان الاعتكاف للنساء مباحا ، على رأي جمهور الفقهاء ، لأنه لما جاز الخروج لها للمسجد ، جاز لها الاعتكاف فيه ، وإعمالا لمبدأ المساواة في أجر العمل الصالح بين الجنسين ، مصداقا لقوله تعالى :" أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ".
وفي الحديث عن عروة عن عائشة { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله تعالى } . زاد الشيخان { ثم اعتكف أزواجه من بعده } .
وقيل لابن القاسم : ما قول مالك في المرأة تعتكف في مسجد الجماعة ؟ فقال : نعم , قيل : أتعتكف في قول مالك في مسجد بيتها ؟ فقال : لا يعجبني ذلك , وإنما الاعتكاف في المساجد التي توضع لله .
ولكن الفقهاء قد اشترطوا أن يكون الاعتكاف بإذن الزوج ، وهذا من باب المحافظة على مؤسسة الزوجية، ولحاجة البيت إلى الزوجة أكثر من الزوج ، فالزوج قد لا يستغني عن زوجته ، والأولاد لا يستغنون عن أمهم ، فغياب الزوجة غير غياب الزوج ، وإن كان كلاهما وجوده غاية في الأهمية .
على أن المرأة لو لم يكن عندها ما يشغلها عن بيتها ، ففي ظني أن اعتكافها أولى ، وخاصة أن الاعتكاف مدرسة روحية ، وفي ظل زخم الحياة المادية ، تحتاج المرأة – كما يحتاج الرجل – إلى تجديد العلاقة بالله تعالى ، والانقطاع ولو لبضعة أيام عن مشاغل الدنيا التي لا تنتهي ، وإن كان الرجال في حاجة إلى هذا المعنى ، فالمرأة أيضا في حاجة إليه .(27/822)
إن وظيفة المسجد الروحية من تجديد معنى العبودية لله تعالى ، ومن مراجعة النفس، وشغلها بكثير من الطاعات ، يعطي للمرأة شحنة إيمانية تدفعها لتصحيح مسارها في الحياة ، وإن كانت الدنيا كلها تسعى الآن لأن تعطي المرأة حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فإن حق المرأة من أن تخلو بنفسها بينها وبين ربها ، وأن تجدد العلاقة معه سبحانه لا يقل أهمية عن بقية الحقوق .
على أن يكون الاعتكاف للنساء في مسجد خاص بهن ، لطبيعة التعايش بين النساء، فاختلاط الرجال بالنساء يفقد الاعتكاف الثمرة المرجوة من ورائه، إذ المقصود منه أن تختلي المرأة بنفسها ، أما الاختلاط فإنه يوقظ مشاعر الميل بين الجنسين ، مما يخرج الاعتكاف عن مقصوده .
ومن جميل ما قاله السادة الأحناف أن اعتكاف المرأة يكون في مسجد بيتها، يعني في المكان الذي تصلي فيه باستمرار في البيت، حيث كانت النساء تجعل لنفسها حجرة للصلاة ، وهذا الرأي يجعل المرأة لا تحرم نفسها من الاعتكاف ، فللمرأة التي يمنعها زوجها من الاعتكاف في المسجد ، أن تستأذنه في الاعتكاف في مسجد بيتها .
وفي الجمع بين رأي الجمهور ورأي الأحناف تأكيد على دور الاعتكاف في حياة المرأة المسلمة ، وأنه من المستحسن أن يأخذ طريقه في حياته ، وأن يكون جزءا من نشاطها الديني في حياتها .
والله أعلم
ــــــــــــــ
حكم السباحة المختلطة لضرورة العلاج
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الأولى 1426 / 04-07-2005
السؤال
أود الاستفسار عن حكم الشارع في السباحة في أحواض السباحة المختلطة علما أني أعيش في ألمانيا وأنا أشكو آلاما في ظهري منذ ما يزيد على السنتين و من ضمن العلاج رياضة خاصة أقوم فيها بمركز مخصص لذلك و قد أشار علي الطبيب أن أمارس السباحة كجزء من العلاج.(27/823)
علما أني ملتزم و من أهل السنة و الجماعة و بعد البحث لم أجد مسابح للرجال فقط في ألمانيا, هل أحتسب الأمر لله و لا أمارس السباحة وإن كان المرض أرهقني جدا أم لكم رأي آخر وجزاكم الله كل خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن السباحة في المسابح المختلطة أمر لا يجوز، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 38555.
وحتى المسابح الخاصة بالرجال فلا يجوز دخولها إلا بالإزار أو ما أشبهه مما يستر العورة.
فقد روى أبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنها ستفتح عليكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات، فلا يدخلنها الرجال إلا بالأزر، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء. ولذلك، فإذا لم تجد إلا تلك المسابح فإن عليك أن تتحرى الأوقات التي تكون فيها خالية، أو تسأل الطبيب عن بديل آخر من أنواع الرياضة أو العلاج يقوم مقام السباحة أو غير ذلك من البدائل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
المتزوجة التي تقيم علاقات مع أجانب أعظم جرما
تاريخ الفتوى : ... 22 جمادي الأولى 1426 / 29-06-2005
السؤال
شيوخي الأفاضل -إليكم ما أعاني- فلقد تعبت من عذاب الضمير تعبت من كثرة لوم نفسي كل يوم وكل ساعة، تعبت من ضعفي أمام شيطاني، أنا فتاة تزوجت وتحملت مسؤولية البيت والأسرة وإنجاب الأبناء في سن صغيرة، من زوج لا يشغل باله سوى العمل والتميز وسط أقرانه وتحصيل الشهادات واحدة تلو الأخرى، تعرفت على رجل فاضل من خلال النت وكان أخا لي يخفف عني وقت الحزن والألم، وتوالت المكالمات بيننا؛ فشعرت بالانشغال به وحب الكلام معه بل(27/824)
والحب الشديد منه، وبعد كل مكالمة أعاقب نفسي وألومها وأبكي إلى أن أنام من التعب، وتكرر الخطأ مرات؛ أنا أشعر بالندم فأرجو النصيحة، وماذا أفعل لكي أتخلص من ضعفي وخطئي الوحيد في الحياة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إقامة العلاقات مع الرجال الأجانب سواء كانت عن طريق الإنترنت أو غيرها محرمة، وإذا كانت المرأة متزوجة كانت الحرمة أشد، وقد فصلنا الكلام على حرمة ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1072، 50035، 55050، 1932.
فعليك أن تسارعي بالتوبة إلى الله تعالى واستغفاره قبل أن يحال بينك وبين ذلك، وقد فتح الله تعالى باب التوبة لعباده المسرفين على أنفسهم، فقال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وعليك أيتها الأخت أن تصبري على تقصير زوجك معك، واعلمي أن تقصيره لا يبيح لك ما حرم الله تعالى، وننصحك بمحاولة التقرب من زوجك أكثر، والاستعانة على ذلك بحسن التبعل والتجمل له، ومقابلة إساءته بالحسنى، فلعل ذلك يكون سبباً في زيادة اهتمامه بك.
وثمة أمور تعين على التوبة النصوح ذكرناها في الفتوى رقم: 28748، فراجعيها لأهميتها، وللمزيد من الفائدة حول الأسباب المعينة على التوبة الصادقة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 33659، 34161، 60222، 18654.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ــــــــــــــ
الزوج إذا أقام علاقة مع الفتيات عبر الشات
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1426 / 22-06-2005
السؤال(27/825)
مشكلتي في زوجي الملتزم كثيرا فقد اكتشفت أخيرا انه على علاقة مع فتيات على الشات وأنا عندي الدليل على ذلك فانا محتفظة بالصور والكلام الغزلي الذي بينهم.
فعلا هو ملتزم وليس عندنا دش ودائما يشكو حال الأمة وما آلت إليه من فساد ولكن عندما أخبره بقصص مشابهة يقول لي أحيانا يدخل الواحد على الشات من أجل أن يرى كيف يتصرف الناس ,وبصراحة يا شيخ أصبحت أخاف أن أفقد زوجي لأني لم أعد أحتمل هذه التصرفات وأحب أن أواجهه واخبره أني على علم بما يفعل فانا أخاف على بناتي مستقبلا يعني لا قدر الله لو أن أحدا تحرش بهن فبصلاح والدهم يحميهم الله .أليس كذلك ؟؟
أرجو الإرشاد ولكم جزيل الشكر
أرجو الإجابة عليها بشكل خاص دون الرجوع لفتاوى سابقة مع جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التحدث بين الرجال والنساء عبر الشات هو إحدى خطوات الشيطان إلى الحرام، وقد قال الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر.
فما اكتشفته آخيرا من كون زوجك على علاقة مع فتيات عبر الشات هو في الحقيقة أمر خطير جدا.
والذي ننصحك به في هذا الشأن، هو أن تحاولي إصلاحه وتوجيهه إلى الصواب، وإن استدعى ذلك توسيط أهل الرأي والصلاح فلا بأس.
ثم اعلمي أن ما ذكرت أنه عندك من الأدلة على ما هو فيه، وما تحتفظين به من الصور والكلام الغزلي بينه وبين الفتيات، هو من التجسس الذي لا يجوز.
واعلمي كذلك أن إبداء ذلك له قد يجرئه على المجاهرة بما كان يخفيه.
فاحرصي على بقاء أسرتك متماسكة لأن في تشتتها ضياعا لك ولأولادك، خاصة ونحن في هذا الزمان العصيب الذي يصعب فيه تربية الأبناء على الدين والخلق وهذا ما ينبغي أن تستعطفي به زوجك، فإن قبل النصح واستجاب وترك ما كان(27/826)
فيه من الانحراف، فاحمدي ربك على ذلك. وإن أبى الرجوع عما هو عليه، فإن بقاءه على ذلك أخف ضررا من تصدع الأسرة وما سينجر عنه من الفساد. فلا نرى إذا، والحالة هذه إلا الصبر على ما هو فيه، والدعاء له في أوقات الإجابة بالهداية والرجوع إلى الصواب. فعسى الله أن يستجيب لك ولو بعد حين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
طرق مكافأة الرجل لامرأة قدمت له خدمة كبيرة
تاريخ الفتوى : ... 16 جمادي الأولى 1426 / 23-06-2005
السؤال
لقد فعلت امرأة معي معروفا كبيرا بتأمين وظيفة جيدة في خارج بلدي و هي دائما تبادرني بالهدايا القيمة والمساعدات المادية لي ولأهلي في بلدي ولكنها تطلب مني في المقابل البقاء على اتصال معها على الهاتف وأنا شاب وأعرف أن ذلك لا يرضي الله تعالى فماذا أفعل بحيث لا أجلب غضب الله تعالى ولا أكون ناكرا للمعروف فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت وجزاك الله خيرا على اهتمامك بما يرضي الله تعالى واتباع شرعه.
ولتعلم أن الإسلام حرم هذا النوع من العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين إلا على أساس الزواج الشرعي، وكذلك الكلام بينهما إذا كان لغير حاجة أو مصلحة، فإنه لا يجوز سدا لذريعة الشر والفساد. ولتفصيل ذلك وأدلته نرجو الاطلاع على الفتويين: 29688، 30046.
وإذا كان الباعث لهذه المرأة على أن تقدم لك ما قدمت من خدمات هو أن تصل منك إلى ما حرم الله فاعلم أنه تجب عليك مقاطعتها فورا خشية أن يجر البقاء معها على اتصال إلى ما حرم الله، واعلم أنها لا تستحق منك أي مكافأة.(27/827)
أما إذا كان الباعث لها على ما قدمت هو رغبتها في الخير والإحسان فإن مكافأة من أحسن إليك وإلى أهلك أمر مشروع فعله النبي صلى الله عليه وسلم ورغب فيه، ولكن ذلك لا يكون بما لا يرضي الله تعالى.
فقد روى الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
وشكر الناس يكون بالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم وبمكافأتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء. رواه الترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أحمد والحاكم.
ولهذا فبإمكانك أن تكافئ هذه المرأة مكافأة مادية أو معنوية بالدعاء لها وشكرها دون أن يجر ذلك إلى الاسترسال معها في الحديث لغير فائدة أو مصلحة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
عاقبة العلاقة الآثمة بين الجنسين
تاريخ الفتوى : ... 14 جمادي الأولى 1426 / 21-06-2005
السؤال
متزوجة ومحترمة وتخاف الله أغرها الشيطان فتعرفت على شاب يصغرها بـ 11 سنة من خلال الاتصال بأحد مكاتب التوظيف والتي يعمل بها الأجانب ومحظورة على السعوديين وبحجة العمل أصبح يعرض عليها الحب والعواطف الجياشة وكل ذلك بدون علم زوجها ومن ثم طلب منها أن يزورها في البيت وبعد تردد استقبلته للتعارف، ولكنه حاول أن يقبلها ورفضت ذلك ووبخته فاعتذر وغادر البيت بدون أي أذية لها واستمرت الاتصالات الهاتفيه معتذراً وأنه يعتبرها أختاً له وطلب أن يزورها لللاعتذار وسمحت له وكذلك حاول تقبيلها لأنها أغرته بلباسها غير المحتشم فرفضت بعنف وطلبت منه الخروج وفي نفس اللحظة كان(27/828)
زوجها يدق الباب فخبأته وأدخلت زوجها إلى غرفة النوم بحجة وجود الجارة مكشوفة وهربته وأحس الزوج بكذبها وأقسمت بعد الوضوء أنه لم ينل أو يلمس يدها وأنها لم تكن تعلم ما تفعل، أفتوني أفادكم الله، فهي الآن تابت إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن وتطلب الغفران، فما هو جزاؤها شرعاً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أتت هذه المرأة أموراً محرمة حيث سمحت لنفسها بالتحدث مع رجل أجنبي وخضعت له في القول وأنشأت معه علاقة آثمة وأذنت بالسماح له في دخول بيت زوجها والخلوة بها، وما علمت هذه المسكينة أنها اتبعت خطوات الشيطان وخالفت دينها وهتكت عرض زوجها ودنست سمعتها، وكل هذا حصل من بداية كلمة، وصدق الله تعالى إذ يقول: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}.
وعلى العموم فما دامت هذه المرأة قد تابت توبة صادقة من تلك المعاصي بأن ندمت وعقدت العزم على عدم الرجوع، فنرجو أن تقبل توبتها لأن الحق سبحانه يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}, ولتكثر من الأعمال الصالحة والاستغفار ولتستر على نفسها. وإن كان الزوج قد علم بشيء من ذلك وعلم صدق توبتها فالأولى أن يسامحها ولا يعاقبها على ذلك بالطلاق أو غيره، وليعلم أن له بذلك أجراً عند الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
العلاقة قبل الزواج في منظور الشرع
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1426 / 22-06-2005
السؤال(27/829)
بسم الله الرحمن الرحيم... والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
سؤالي يتضمن التالي: ما حكم من كانت له علاقة مع فتاة ولكنه كان يريد الزواج بها وهي من العائلة وحين طلبها للزواج وجدها قبلت الزواج بآخر مع أنها كانت على علاقة معه، لكن علاقة لم يكن بها ما يخل بالشرف ولكن كانت علاقتهما مبنية على أساس الزواج وهذا بعد أن تتم دراستهما الجامعية، لكن الشاب اصطدم بخطبتها لآخر، الشاب هو أخي وهو في حالة غير جيدة ليس لكونها قد خطبت لآخر لكن لأنه يرى أنه قد خالف شرع الله بهذه العلاقة، مع العلم بأنه كان لا يتعدى حدود الاحترام، أستاذي: أرجو أن تفيدنا بإجابة، وماذا يفعل أخي في مثل هذه الحالة، وما حكم هذه الفتاة وعائلتها، مع العلم بأنها ابنة عمته، أرجو الإفادة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من العادات الدخيلة على المجتمع المسلم ما يعرف اليوم عند كثير من شباب المسلمين بالعلاقة قبل الزواج، ولا يدري هؤلاء أن الشرع بحكمته حرم أي علاقة من هذا النوع بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزواج، كما هو مبين في الفتوى رقم: 22954.
وذلك لما يترتب على هذه العلاقة الآثمة من مفاسد في الأخلاق وتتبع لخطوات الشيطان فهي تفضي إلى النظر والخلوة بل ربما تطور الأمر إلى الوقوع في فاحشة الزنا، فنسأل الله تعالى العافية.
فعلى من ابتلي بعلاقة من هذا النوع أن يبادر إلى الله تعالى بالتوبة ولا يغتر وينخدع بما يتحجج به البعض من المقصد بالتعرف على حقيقة من يريد الزواج بها، والحق أن هذا من أوهن الحجج وأضعفها وهو من تلبيس إبليس -عليه لعنة الله- هذا فيما يتعلق بحكم العلاقة مع الأجنبية.
أما بخصوص ما ذكرت من علاقة أخيك بتلك الفتاة على أساس الزواج فإن قصد به أنه خطبها عند ولي أمرها وركن، أو عند نفسها وقبلت، وكانت مالكة أمرها(27/830)
فيعتبر ذلك خطبة شرعية لا يجوز لغيره أن يخطب عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: .... ولا يخطب على خطبة أخيه. رواه مسلم.
أما إن لم تقبل المرأة الخطبة أو قبلت ثم فسختها أو وليها جاز للغير الخطبة لانهدام الخطبة بالفسخ، قال الخرشي: ولا يحرم على المرأة أو وليها بعد الركون أن يرجعا عن ذلك إلى غير الخاطب. انتهى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
اشتراك المرأة في الحياة السياسية ... العنوان
هل يجوز للمرأة الاشتراك في الحياة السياسية ؟ أم أن ذلك خاص بالرجال دون النساء ؟ ... السؤال
17/08/2006 ... التاريخ
أ.د. عبد الفتاح إدريس ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فليس في نصوص الشرع ما يمنع المرأةَ من ممارسة حقوقها السياسية، سواء في هذا حقها في اختيار حاكم الدولة، أو التمثيل في المجالس النيابية أو مجالس الشورى، أو المشاركة في رسم السياسة العامة للدولة، وغير ذلك من حقوق.
يقول أ. د عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر :
ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في كثير من الأحكام، وكان خطاب الشارع بالتكاليف الشرعية والآداب الإسلامية شاملًا بعمومه الرجال والنساء على السواء، ولم يفرق بينهما في الحقوق على أساس النوع، بل جعل لكل منهما من الحقوق مثل ما للآخر، إذ جعل الإسلام للمرأة الحق في التعلم والتعليم، وممارسة الأعمال المختلفة: كالطب، والتطبيب، والإفتاء، والمشاركة في بعض الأعمال القتالية في ميدان القتال، وفي أعمال النظافة، وغيرها، ولم يمنعها من إجراء المعاملات(27/831)
المختلفة وعقد الصفقات أيًّا كانت، وجعل لها ذمة مالية مستقلة عن ذمة زوجها أو وليها.
وهذا وغيره دليل على أن الإسلام أعطى المرأة من الحقوق مثل ما أعطى الرجل سواء بسواء. وليس في نصوص الشرع ما يمنع المرأةَ من ممارسة حقوقها السياسية، سواء في هذا حقها في اختيار حاكم الدولة، أو التمثيل في المجالس النيابية أو مجالس الشورى، أو المشاركة في رسم السياسة العامة للدولة، وغير ذلك من حقوق.
وقد ذكر الفقهاء شروط أهل الحِلّ والعَقد الذين يَتولَّون اختيار من يصلُح للإمامة، فلم يَعتبروا من بينها الذكورةَ، ومن هؤلاء الإمام الماورديّ الذي يقول في الأحكام السلطانية:
"فأما أهل الاختيار فالشروط المعتبَرة فيهم ثلاثة: أحدها العدالة الجامعة لشروطها، والثاني العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فيها، والثالث الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة أصلَحُ وبتدبير المصالح أقوَمُ وأعرَفُ".ومن ثَمَّ فإن للمرأة حقَّ اختيار إمام المسلمين أو حاكم الدولة.
وقد جاء في الأثر ما يدل على أن للمرأة الحقَّ في مراجعة الحاكم فيما يريد اتخاذه من سياسات، وفي إبداء رأيها في شؤون الدولة عامة:
إذ رُوي عن الشعبي أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ خطب الناس فحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: ألاَ لا تُغالوا في صدقات النساء، فإنها لو كانت مَكرُمةً في الدنيا أو تقوى عند الله عز وجل لكان أَوْلاَكم بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما أصدَقَ امرأةً من نسائه ولا من بناته فوق اثنتَي عشرة أوقية. فقامت إليه امرأة سَفعاء الخدَّين وقالت: أتقوله برأيك أم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإنا نجد في كتاب الله تعالى بخلاف ما تقول؛ أليس الله سبحانه يقول: (وآتيتم إحداهنَّ قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا)؟ فبكى عمر وقال: كل الناس أفقه من عمر، حتى النساء في البيوت. وقد كان عمر ـ رضي الله عنه ـ بصدد وضعِ حدٍّ أعلَى للمهور لا ينبغي تجاوزُه، مترسِّمًا في هذا نهجَ رسول الله ـ صلى الله(27/832)
عليه وسلم ـ إلا أنه عدَل عما عزَم عليه بعد أن راجعته هذه المرأة، التي أقَرَّ بصواب رأيها على الملأ.
وقد أقر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمَّ هانئ بنت أبي طالب على عقدها الأمانَ لبعض مشركي قريش الذين التجأوا إلى بيتها عام فتح مكة، حيث أَمَّنَت رجلَين من أقارب زوجها لم يشملهما الأمان العام الذي منحه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمشركي مكة عام الفتح، لعدم التزامهما بشروط هذا الأمان، وأجاز النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمانها، مما حال بين أخيها عليٍّ وبين البطش بهما، وكان قد قصد إلى ذلك، إذ قالت أم هانئ: يا رسول الله، زعَم ابنُ أمي أنه قاتلٌ رجلاً قد أجَرتُه، فلانُ بن هُبيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أجَرْنَا من أجَرْتِ يا أم هانئ". وعقدُ الأمان مع أعداء الإسلام الذين يقاتلون المسلمين من السياسة العامة للدولة، وإقرارُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمَّ هانئ على أمانها الذي عقدته مع المشركين دليل على أن للمرأة المسلمة حقَّ الاشتراك في رسم السياسات العامة للدولة والنظر في مصالح أفرادها.
وقد جاء نساء مكة عام الفتح إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبايعنَه على السمع والطاعة في كل معروف وعدم اقتراف المعاصي، فأمر بأن يأخذ عليهنَّ ما جاء في آية الممتحنة من قول الله تعالى: (يا أيها النبيُّ إذا جاءك المؤمناتُ يبايعنَكَ على ألاّ يُشرِكنَ باللهِ شيئًا ولا يَسرِقنَ ولا يَزنِينَ ولا يَقتُلنَ أولادَهنَّ ولا يأتينَ ببُهتانٍ يَفتَرينَه بين أيديهنَّ وأرجلِهنَّ ولا يَعصينَكَ في معروفٍ فبايعْهُنَّ واستغفِرْ لهنَّ اللهَ إن اللهَ غفورٌ رحيمٌ) قالت عائشة: فمن أقَرَّ بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقَرَّ بالمحنة. وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أقرَرْنَ بذلك من قولهنَّ قال لهنَّ: "انطَلِقْنَ فقد بايَعتُكنَّ". فمبايعة المرأة وليَّ الأمر على السمع والطاعة في المعروف وما فيه صلاح المجتمع أمر أقَرَّه الشارع.
وخروج المرأة لممارسة هذه الحقوق لا ينافي ما أُمرَت به من القرار في البيت، والالتزام بالسمت الإسلاميّ، وعدم الاختلاط بالرجال، وسد الذريعة إلى الافتتان بها، إذ يمكن للمرأة أن تمارس حقوقها السياسية وغيرها وهي متَّبِعةٌ أحكامَ الشرع فيما يتعلق بهيئتها وحديثها وسلوكها في ممارسة حقوقها، فقد كانت مبايعةُ نساء(27/833)
مكة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عام الفتح وتأمينُ أم هانئ أقاربَ زوجها يوم الفتح بعد نزول آيات الحجاب، وكانت مراجعةُ المرأة لعمر بن الخطاب حينما عزَم على وضع حدٍّ أعلَى للمهور بعد نزول هذه الآيات أيضًا، ولم يمنع رسولُ الله هؤلاء النسوةَ من مباشرة ما هو حق مقرَّر لهنَّ شرعًا، كما لم يَمنع منه عمرُ رضي الله عنه.
وهذا وغيره دليلٌ على أن الإسلام لم يَمنع المرأةَ من ممارسة حقوقها السياسية، ودَحْضٌ لدعاوى المُغرِضين الذين يزعمون أن الإسلام حرَم المرأةَ حقوقًا يتمتع بها الرجل.
والله أعلم .
ــــــــــــــ
المعسكرات المختلطة في الصيف ... العنوان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
هذه هي المرة الأولى التي أرسل إليكم، و أرجو سرعة الرد على هذه الرسالة..
أنا شاب بإحدى الجامعات التي تنظم سنويا معسكرات صيفية بمنطقة "باجوش" قرب مرسى مطروح، و بالطبع فإن هذه المعسكرات تكون مختلطة، و لكني كنت قد ذهبت إليه في العام الماضي، و لم اشعر أنني ارتكبت معاصي في هذا المعسكر، إذ كان معظم وقتي مع أصدقائي البنين، و حتى علاقتي مع الطالبات كانت كلها في إطار الأدب و الحياء، لا أنكر أنه كانت هناك علاقات غير سليمة، و لكني كنت حريصا أن أبتعد عنها، و كما قلت لك :إنني لم اشعر أنني ارتكبت معصية في هذا المعسكر.
فما رأي حضرتك في هذا الموضوع، نظرا لأنني أرغب في الذهاب إليه هذا العام مرة أخرى؟ وجزاكم الله خيرا
... السؤال
01/07/2006 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي
... ... الحل ...(27/834)
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فالاختلاط بين الجنسين بصفة عامة أمر جائز، ما دام الهدف من ورائه نبيلا، وروعيت فيه الضوابط الشرعية للعلاقة بين الجنسين من حيث اللباس، وطريقة الكلام ، وعدم الخلوة بين الرجل والمرأة، وغير ذلك، وفي مرحلة الشباب يكون الأمر أكثر انضباطا وتؤخذ التدابير والاحتياطات في هذه المرحلة أكثر مما قبلها وما بعدها، وهذا خلاصة ما ذكره السادة العلماء في فتواهم التالية:
يقول فضيلة الدكتور محمد البهي - رحمه الله- عميد كلية أصول الدين سابقا حول الرحلات المختلطة :
الرحلات المشتركة ـ وهى الرحلات التي يَختَلِط فيها الذكور بالإناث ـ إن كان المشترِكون فيها من النوعين في سِنِّ الطفولة، أي إلى ما قبل سِنِّ المراهقة.. فلا بأس منها. بل قد تكون مثمِرة إذا ساعدت على تبادل الاحترام بين الجنسين.
أمّا التي يختلط فيها الذكور بالإناث في سِنِّ المُراهقة والشباب.. فهي رحلات لا تساعد على نموِّ التفاهم بين الجنسين ـ كما يقولون ـ إلا في دائرة الرِّباط الجنسيّ، وتكوين العلاقات التي قد تجُرُّ إلى خَيْبة الآمال وفواجِع الآباء والأمهات في أولادهم ذكورًا وإناثًا، وإصابة مستقبل هؤلاء الأولاد بشلل أو بعُقْم، وقد لا يُداوَى إلى آخر حياتهم.
ونصيحة القرآن الكريم إلى نساء الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهى نصيحة موجَّهة إلى كل مؤمِنة بدين الله ـ تُوَضِّح: تجنُّب الاختلاط، كوِقاية من الآثار الضارّة التي قد تترتَّب عليه، فيقول ـ الله تعالى ـ: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ـ أي لكُنَّ القيادة في مجتمع المؤمنات. ولذا يجب أنْ تَكُنَّ القُدوةَ لِغيرِكُنَّ في السلوك والتطبيق ـ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ـ أي إن تَجنَّبْتُنَّ الاختلاط وتمسَّكتنَّ بدين الله في ذلك كان خيرًا لكُنَّ ـ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ "إذ عندئذٍ يُعَدُّ تجنُّب الاختلاط منكُنَّ وقاية لكن من التأثُّر بالقول المعسول والثَّناء الكاذب من كل مريضٍ في نفسه، ممَّن يدفعه الاختلاط بالنِّساء إلى مُفاتَحتِهِنَّ بلغو الغزل، أو بتوجيه الإهانة إنْ أعرضْنَ عَنه" وقُلْنَ "أي في تجنُّب التحادُث مع(27/835)
الأجنبي عنكنَّ" قَوْلاً مَعْروفًا) أي: قولاً مهذَّبًا يَليق بكرامة المرأة ورِقَّتِها. (الأحزاب: 32).. فتجنُّب الاختلاط ـ إذن ـ هو وقاية من آثاره الضّارَّة. وكما يُقال: الوقاية خير من العلاج.
ولكي يؤكّد القرآن: أن الوقاية من آثار الاختلاط الضارّة خير من العلاج يقول بعد ذلك: (وقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ "أي أَقمنَ في بُيوتكن كسبيل للوقاية من آثار الاختلاط وتجنب الحديث المريض إذا لم تكن لكنّ حاجة مُلِحّة إلى الخروج منها" ولاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِليّةِ الأُولَى) (الأحزاب: 33) أي: ولا تقصدنَ من الخروج من المنازل إلى إظهار مفاتنكُنَّ وإغراء الرجال ودفع مَرضى النفوس منهم إلى الحديث معكُنَّ أو الإساءة إليكُنَّ"..وما يُقال عن الحِجَاب في الإسلام هو إذن الوِقاية من آثار الاختلاط الضارَّة. ولكن ليس هو عدم الخروج من المنازل على الإطلاق. والخروج من المنازل أمر مشروع إذا كان لقضاء حاجة أو أداء وظيفة في المجتمع. وهو مُحَرَّم إذا كان خالِصًا للإغراء بالكشف عن مفاتن البدن، ولقصد اجتذاب الرجال ومُغازَلَتِهم. وهذا ما كان في الجاهليَّة، والجاهلية هي الوقت الذي تَسُود فيه الحياة المادِّية بكل معالِم الانحلال والإلحاد، وتَشِحُّ فيه المعاني الإنسانية الكريمة، في أيِّ قرن وزمن.انتهى نقلا عن كتاب ( يسألونك للدكتور محمد البهي رحمه الله)
ويقول الدكتور عبد العظيم الديب أستاذ الشريعة بقطر :
الرحلات التي فيها العري والتكشف، لا تليق بمسلم يخاف ربه، ويحافظ على دينه، وماذا سيقول هؤلاء يوم تُشْوى جباههم، وجنوبهم، وظهورهم في نار جهنم، هذه الأجساد العارية والتي تسبح أمام الأجانب، وتشارك الفاسدين والمفسدين، ألا يذكرون يوم يسبحون في جهنم، التي وقودها الناس والحجارة.
إذا كان لا بد من الترفيه فهناك وسائل كثيرة، وأماكن كثيرة ليس فيها تهتك ولا تكشف، ولا عري ولا فساد، فلماذا نختار مثل هذه الأماكن، هل تشبهًا وتقليدًا للأجانب أم ماذا؟ (انتهى نقلا عن الفتاوى المباشرة التي أجريت مع الشيخ من خلال موقع الإسلام على الانترنت)
ويقول الدكتور القرضاوي في الاختلاط بين الجنسين :(27/836)
اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من علم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:.
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين ، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: (قل للمؤمنين يَغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن). (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم: الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام:(ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب: 59).أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:.
أ - في الكلام، بحيث يكون بعيدًا عن الإغراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32).
ب - في المشي، كما قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور: 31)، وأن تكون كالتي وصفها الله بقوله: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء). (القصص: 25).(27/837)
جـ - في الحركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشريف بـ " المميلات المائلات " ولا يصدر عنها ما يجعلها من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4 ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5 ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصوصًا إذا كانت الخلوة مع أحد أقارب الزوج، وفيه جاء الحديث: " إياكم والدخول على النساء "، قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحَمْو ؟ ! قال: " الحمو الموت " ! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6 ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
(انتهى نقلا عن الفتاوى المعاصرة لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي)
ويقول الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر حول العلاقة بين الجنسين :
إن الصداقة بين الجنسين في غير المجالات المشروعة تكون أخطر ما تكون في سن الشباب، حيث العاطفة القوية التي تغطي على العقل، إذا ضعف العقل أمام العاطفة القوية كانت الأخطار الجسيمة، وبخاصة ما يمس منها الشرف الذي هو أغلى ما يحرص عليه كل عاقل من أجل عدم الالتزام بآداب الصداقة بين الجنسين في سن الشباب كانت ممنوعة، فالإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، ومن تعاليمه البعد عن مواطن الشبه التي تكثر فيها الظنون السيئة، والقيل والقال، ورحم الله امرأ ذب الغيبة عن نفسه.
ولا يجوز أن ننسى أبدا شهادة الواقع لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرحال من النساء" رواه البخاري ومسلم .( انتهى نقلا عن كتاب أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام لفضيلة الشيخ عطية صقر)(27/838)
والله أعلم
ــــــــــــــ
الاختلاط في أماكن الدراسة وواجب المسلمة ... العنوان
أنا مسلمة تونسية أبلغ من العمر 18 سنة. كنت أدرس في مدرسة مختلطة العام الماضي ولكنني منذ أن تبت إلى الله لم أعد أحتمل الدراسة فيها مع أنني كنت من المتميزين. كما أنني لقيت بعض المضايقات من أجل الحجاب الذي ارتديته، والمشكلة أن أبواي مصرين شديد الإصرار على أن أكمل دراستي ولو في تلك الظروف فهم يعتبرونه جهاد في طلب العلم، ولا توجد مدراس غير مختلطة. كما أن أمي مريضة وتلقي على عاتقي مسؤولية إتعابها نفسيا. فهي تقول لي أنها ضرورة. ولن ترضى عني حتى أكمل على الأقل هذا العام علما وأنه عام البكالوريا. هل علي أثم إن عصيتهم في هذا الأمر؟ ... السؤال
20/06/2006 ... التاريخ
الشيخ فيصل مولوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فلا شك أن الاختلاط بين الفتيان والفتيات في هذه المرحلة من العمر فيه من الخطر ما فيه، وإذا كان المسلم قد ابتلي بالعيش في مجتمع كثر فيه الانحلال والفساد، فليس على المسلم إلا الصبر وأن يبذل وسعه في المحافظة على هويته الإسلامية وقيم الإسلام وتعاليمه، ومن ثم فلا حرج في التواجد في الأماكن الدراسية المختلطة شريطة أن يلتزم المسلم والمسلمة ما أمر الله به وأن يجتنب ما نهى الله.
وإليك فتوى سماحة المستشار فيصل مولوي - نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاءـ :(27/839)
قد يوجد المسلم في مجتمع لا يرضي الله، وإذا لم يستطع أن يفارق هذا المجتمع بجسده، فعليه أن يتميز عنه بأخلاقه وسلوكه، وهذا معنى تغيير المنكر بالقلب وباللسان.
إن طلب العلم فرض على الكفاية بالنسبة لكل مسلم ومسلمة، ووجود الاختلاط في المدارس لا يستلزم ترك هذه الفريضة، نعم من الواجب السعي إلى منع الاختلاط في المدارس، ومن الواجب اختيار المدرسة غير المختلطة إذا كانت موجودة، أما في مثل حالتك حين لا يوجد بديل عن المدرسة المختلطة، وطالما أنك تحافظين على حجابك الشرعي، فأرى أنه لا بأس بإتمام هذه السنة في هذه المدرسة المختلطة، وقد يكون وجودك مع حجابك باباً من أبواب الدعوة لرفيقاتك، وإذا هدى الله عز وجل بك إحدى رفيقاتك، فهو خير عظيم إن شاء الله. خاصّة إن كان أبواك يريدان ذلك.
والذي أراه أنك إذا خالفت والديك في هذه المسألة، فإنّ الأمر لا يخلو من الإثم، لأنّ طلبهم دخولك إلى المدرسة المختلطة ليس معصية بحدّ ذاته، بل المعصية هي خلع الحجاب أو عدم التزام الضوابط الشرعية عند الاختلاط. وبإمكانك الدخول إلى المدرسة المختلطة وعدم التورط في المعاصي، والظاهر أنّ الوالدين مطمئنان إلى ذلك. ومن المعروف أنّ مخالفة الوالدين جائزة إذا أمرا بمعصية.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
الذهاب إلى الشواطىء: حكمه وآدابه ... العنوان
سمعنا في الآونة الأخيرة عن ظاهرة نزول الإسلاميين إلى الشواطئ، كيف ترون هذه الظاهرة؟
وما هي التوجيهات التي تقدمونها لكل من يرغب في الذهاب إلى الشواطئ؟ وهل يجوز للزوج أن يصحب زوجته معه للمصيف ؟
... السؤال
14/06/2006 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي(27/840)
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالذهاب إلى المصايف أمر مباح، والمباح في الشرع يتقيد بشرط السلامة (أي سلامة الفعل من المحظورات الشرعية )، وقد يكون واجبا إذا كان القصد منه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وبخاصة في هذه الأماكن التي يكثر فيها الاختلاط وتكشف العورات وغالباماتنتهك الحرمات، وقد يكون مستحبا إذا استعان المسلم بهذه الراحة القصيرة على أداء واجباته، وقد يكون حراما إذا صاحبه اختلاط غير مشروع أو نظر إلى العورات ممنوع، أو غير ذلك من المحرمات، وذهاب الرجل بزوجه إلى المصايف جائز ما دام سيلتزم الزوجان بحدود وضوابط الشرع .
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :
الذهاب للشواطئ للاستجمام حق لكل مواطن ولكل إنسان؛ فليس الاستجمام حقًا لكل اللادينيين وحدهم، حتى إذا ذهب الإسلاميون أُنكر عليهم ذلك: فهل هواء البحر محرّم على أهل الدين؟
فإذا جاء وقت الصلاة جاء المسلمون على شواطئ البحر ليصلوا، فلماذا هذا الإنكار على المسلمين ا لما ذهبوا إلى الشواطئ؟ فهذه الظاهرة طيبة، فمنذ سنوات امتدت الصحوة الإسلامية، وربما مر الإنسان على شواطئ الإسكندرية الآن ليرى الملتزمين وهم يصلون، وقد ترى المحجبات والمصلين عند البحر؛ وهذا أمر نحبذه، ولا نرى فيه منكرًا شرعًا
ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر:
التمتُّع بالحلال الطيب من نِعَم الله جائز، ومنه مشاهد الطبيعة والنسيم العَليل والحدائق والزُّهور قال تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعَبَادِهِ وَالطَّبِّيَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (سورة الأعراف:32)، وقال: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) (سورة الأعراف: 135)، وكل ذلك في نطاق قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ(27/841)
لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) (سورة المائدة:87)، وقوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ) (سورة الأعراف : 31)، فالتَّمتُّع بِالطَّيِّباتِ يَكُون في اعْتِدَالِ وَبِقَدَر، ولا يَتَعدَّى حُدُودَ المَشْروع.
وشواطئ البحار يَقْصدها الكثيرون في الصيف لطِيب الهواء والاستحمام بالماء وهدوء الأعصاب ولغير ذلك من الأغراض التي لها علاقة بالحكم؛ لأن الأعمال بالنيات. ولو التزمَ الإنْسان، وخاصَّة النساء، بالحِشْمة المطلوبة والأدب في السلوك عامة ما كان هناك مانع من ارتيادها. والحفاظ على الآداب من الناحية تقع مهمَّتُه الأولى على أولياء الأمور، من الأزواج والآباء، إلى جانب الجهات المسئولة عن الأمن والآداب، فلا بد من تعاون الجميع شَعبًا وحكومة على ذلك. مع العلم بأن "التصْييف" ليس أمرًا ضروريًّا حتميًّا حتى يُسْمح فيه ببعض التجاوزات، على قاعدة الضرورات تُبيح المَحْظورات، وإنَّما هو أمْر تَرْفِيهِيٌّ كَمَالِي، لا بدَّ فيه مِن مُراعاة كل الاحتياطات حتى لا تكون نتيجتُه إفساد الأخلاق والإسراف والتبذير، وبالتالي غضب الله سبحانه قال تعالى: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (سورة الشورى : 30)
ويقول الشيخ محمد حسين عيسى من علماء ودعاة مصر:
الله سبحانه وتعالى لا يحرم على الزوج والزوجة أن يعيشا حياة البشر، كل ما أباحه الله عز وجل للمسلمين مباح للزوج والزوجة، بل مطلوب في صحبة الزوجية أن تكون هناك مواقف عاطفية متجددة، مواقف بين الزوجين متجددة لدوام هذه العلاقة الزوجية، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخرج كما قالت أم المؤمنين عائشة معها إلى التلاع، والتلاع هي مساقط المياه في الصحراء، حيث الخضرة وانسياب الماء، وكان ذلك عندهم يسمى البادية، وأن الرسول كان يخرج مع زوجته يتبدى "كما نقول نحن نصيف"، إذن الخروج إلى الأماكن المختلفة تعيد الذكريات الطيبة بين الزوجين، وتنشط الحياة الزوجية وتسري متاعب العمل خارج البيت، ذلك من المطلوب ومن المستحب، بل هو نفسه في شرع الله عز وجل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعض زوجاته في الأسفار، وكان(27/842)
يطلب من أصحابه أن يتقدموا عنه في مراحل السفر ثم يخلو مع بعض نسائه كعائشة ويتريض معها أي يتسابق، وكان يسبقها وكانت تسبقه.
إن الخروج لا غبار عليه إذا خرج الزوج مع زوجته، بل هو مستحب، لكن أقول إذا كان الخروج إلى أماكن البحر فيها معاص كالخلطة المفسدة بين الرجال والنساء أو التعري وكشف عورة المرأة وكلها عورة إلا الوجه والكفين، وكذلك الرجل عورته من السرة حتى الركبة، فهذا حرام، أما إذا لم تكن هناك خلطة مفسدة ولم يكن هناك تعرٍّ ، نقول كما قال الله تعالى "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" فربنا لم يحرم إلا الحرام، وليس خروج الرجل مع زوجته للتريض والنزهة حراما، بل نحن نطالب كل زوج أن يفعل ذلك؛ لدوم العشرة وكي تجدد الأسرة نشاطها؛ وكي تستمر الحياة بلا متاعب ويسعد الزوجان.
والله أعلم
ــــــــــــــ
الرحلات الشبابية : حكمها وضوابطها ... العنوان
ما حكم الرحلات التي يقوم بها بعض من الشباب المسلم إلى الشواطئ العامة مع ما فيها بحجة التجمع للخير؟
... السؤال
14/06/2006 ... التاريخ
فضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب ... المفتي
... ... الحل ...
...
...
بسم الله ؛ والحمد لله ؛ والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:ـ
فلا يحق لمسلم أن يحرم ما أحل الله ؛ ولا أن يحل ما حرم الله ؛ ولكن مراعاة الضوابط الشرعية في الحياة اليومية من فقه المسلم .
يقول فضيلة الشيخ محمد عبد الله الخطيب - من علماء الأزهر الشريف - في هذه الرحلات :ـ(27/843)
من حق الشباب أن يذهب إلى أي مكان يريده، ويجد فيه ترويحًا عن نفسه ما دام بعيدًا عن رفقاء السوء ودعاة الانحراف والشر.
والشاب المسلم رجل صاحب خلق ودين، وصاحب غاية في الحياة، وهو رصيد لأمته، ونافع لوطنه، وصورة طيبة لدينه، أبرز شئ فيه الأخلاق والصدق والأدب، وهو دائمًا يتزوّد بالنافع من المعرفة والعلم، ويحرص على تثقيف نفسه، يألف الكتاب، ويداوم الاطلاع، ويهتم بقضايا أمته، وهو غيور عليها، ومثل هذا النوع من الشباب الواعي الهادف الأمين الصادق مع نفسه ومع غيره إذا التقى مع آخر كان لقاءً مثمرًا مفيدًا، وكان لقاءً بنّاءً، لأن الجميع كالجسد الواحد، وكاليدين تغسل إحداهما الأخرى، "والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
فلا أرى أيّ مانع أبدًا من هذه الرحلات التي تزيد التعارف والتعاون والتفاهم، وتبنى الرجولة، وتقوِّي الروابط، وتنمِّي الأواصر، وتعلم الشباب أن الإنسان لا يعيش لنفسه، ولا لذاته؛ فقديمًا قالوا: (ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط).
لكن يجب في كل الأحوال أن يرتاد الشباب الأماكن النظيفة البعيدة عن الاختلاط والسفور والفوضى، فالشباب هم عدة الأمة، وأمل الحاضر، وحلم المستقبل، ولذلك وجب العمل لراحتهم، وتيسير طرق الخير لهم، وإعانتهم بشتى الوسائل على تحقيق آمالهم وأحلامهم، وتعويدهم الاعتماد على أنفسهم، كما يجب إحاطتهم بشتى وسائل الرعاية والعناية في حلهم وترحالهم.
والله أعلم
ــــــــــــــ
مفاسد الاختلاط في الأعراس
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الأولى 1426 / 22-06-2005
السؤال
لا أعرف كيف أبتدئ الكلام ولكن باختصار لدي مشكلة بسيطة أنا من عائلة متدينة ومحترمة ولدي أخت مخطوبة من أحد الأقارب لدينا وهذه العائله نحبهم كثيرا ونحترمهم لدرجه كبيرة، ولكن الشاب الذي خطب أختي يريد أن يعمل الفرح مختلطا وهو يدري بأنا ضد فكرة الاختلاط بين الشباب والبنات وخصوصا في(27/844)
الأفراح ولكن لا أدري كيف استطاع هذا الشاب أن يقنع أختي بأنه لا فرق بين العرس المختلط وغير المختلط بل على العكس أقنعها بأن العرس المختلط حشمة للبنات اللواتي يردن الرقص وخلع الحجاب وقال لها إنه لا يريد أن يدفع مبلغا لقاعه من أجل بنات يردن الرقص وخلع الحجاب، وأيضا يقول إن لديه أصحابا كثيرين يريدون مشاركته فرحته وأنه يريد أن يشاهد شريط العرس، أنا متزوجة وأعيش بعيدا عن أهلي وزوجي من عائلة متدينة جدا جدا وفوجئت عندما أخبرتني أمي بأن أختي تقريبا اقتنعت بالفكرة وأنا بما أني بعيدة عنهم وغير موافقة ولا أريد أن أحضر مثل ذلك العرس، ولكن أريد فتوى واضحه وصريحة وقويه تقنعهم بأن العرس المختلط حرام وملعون عند الله وأنه ممكن أن ينزل عليهم غضب في تلك الليلة، وأتمنى مساعدتي وإجابتي بسرعة، وشكرا على جهودكم المبذولة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من شروط صحة النهايات تصحيح البدايات، ومن أراد أن يبارك له في زواجه فليبنه بناء صحيحا وليؤسسه تأسيسا سليما وليلجه ولوجا طيباً.
فيجتنب المحرمات والآثام التي تقع قبل وعند الولائم والأعراس، لا سيما جمع الرجال والنساء بمكان واحد فحرمة الاختلاط على هذا الوجه ومفاسده مما يعلم من الدين بالضرورة، كما بينا في الفتوى رقم: 3539.
ومن فعل ذلك وكان السبب فيه فعليه الإثم والوزر، فقد قال سبحانه وتعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، وقال صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً. رواه مسلم.
وأي سنة سيئة وإثم أكبر من أن يجمع الإنسان بين ذئاب جائعة نهمة وخراف سمان في مكان واحد، إنه بذلك يرتكب وزراً كبيراً وإثماً عظيماً في لحظة ستفنى ويبقى الإثم والعار، وإن كان سيجد في ذلك لذة ومتعة فلا خير في لذة بعدها النار، ففي الحديث الصحيح أنه: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيمة فيصبغ(27/845)
في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب.... رواه مسلم في صحيحه.
فننصح ذلك الشاب وتلك الفتاة أن يتقيا الله سبحانه وتعالى ويبتعدا عما يغضبه، وألا يطلبا رضا الناس بما يسخط الله، ففي الحديث: من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. رواه ابن حبان في صحيحه.
كما ننصح أهل الفتاة أن لا يكلفوا الفتى فوق طاقته، فقد أولم صلى الله عليه وسلم بحيس، وقال لعبد الرحمن بن عوف: أولم ولو بشاة. متفق عليه، فلا يجوز الإسراف والتبذير في مثل هذه المناسبات ولا في غيرها، فلنتق الله سبحانه وتعالى فإنه سائلنا غداً، فلنعد للسؤال جواباً، وإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الخلوة بالمرأة الأجنبية وتقبيلها معصية
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الأولى 1426 / 20-06-2005
السؤال
أتمنى منكم النصيحة أرجوكم كل رجاء أنا إنسان مسلم أخاف الله مواظب على الصلاة لكن المشكلة أن هناك امرأة أغرتني فخلوت بها وقبلتها وعندما قبلتها أحسست أن وجهها قد تغير من الفتاة التي أعرف إلى وجه أختي فصدمت أرجو منكم النصيحة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما حصل منك من الخلوة بتلك المرأة الأجنبية والقبلة لها، ذنب يستوجب التوبة إلى الله عز وجل.(27/846)
فقد قال النبي صلى الله عليه وسل: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح.
وفي حديث آخر: لأن يطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
فالواجب عليك هو التوبة الصادقة من ذلك، ولتحمد الله عز وجل على أن الأمر وقف عند هذا الحد ولم يصل إلى أمر أكبر منه.
واعلم أن إحساسك بأن وجه تلك الفتاة قد تغير إلى وجه أختك، إنما هو من عناية الله بك، وإرادته الخير لك. فاحمده على أن أنجاك من الفتنة، ومن تمام شكر تلك النعمة أن تبتعد كل البعد عن تلك الفتاة، وتحذر الخلوة بها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط ممارسة الرياضة للنساء ... العنوان
ما هو حكم ذهاب بعض النسوة للنوادي الرياضية ، علماً بأنها مخصصة فقط للنساء ،و تراعي النساء فيها اللبس الذي لا يتعدى العورة؟
... السؤال
11/06/2006 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: </<B>
يقول الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء: </<B>
الحدود الخاصة بالمرأة أثناء ممارسة الرياضة تتعلق بكشف العورة، والمعروف أن عورة المرأة أمام الرجال هي كل بدنها ما عدا الوجه والكفين، فإذا وجد نوع(27/847)
من الرياضة تستطيع المرأة ممارسته مع الالتزام بستر العورة ضمن الحدود المذكورة فهو جائز، إذا تمت مراعاة الضوابط الشرعية الأخرى.
وأما عورة المرأة أمام النساء فهي ما بين السرة والركبة، فإذا استطاعت أن تمارس نوعا من الرياضة مع مراعاة ذلك فهو جائز لها، بشرط ألا يكون هناك أي نوع من التصوير يمكن أن ينقل هذه المشاهد الرياضية إلى الخارج .
ويقول الدكتور على محيي الدين القره داغي عميد كلية الشريعة بقطر : </<B>
لا شك أن ممارسة النساء للرياضة من حيث المبدأ جائزة شرعًا، ولكن هناك ضوابط وشروط لا بد من توافرها في كل عمل تقوم به النساء وحتى الرجال، ومن أهم ضوابط رياضة النساء هي عدم التبرج وكشف العورة الشرعية وعدم الاختلاط الذي يؤدي إلى الاحتكاك، ولذلك ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما تسابق مع السيدة عائشة -رضي الله عنها- قدم الرجال وأخّر عائشة عنهم، وهذا مؤشر لأمرين مهمين:الأمر الأول مشروعية الرياضة للنساء،والأمر الثاني الضوابط الشرعية وخصوصية النساء في هذا المجال، ولابد أن نعلم أيضاً أنه لا ينبغي الجري وراء كل ما يفعله الغرب فنفعله، فهناك أشياء وأعمال لا يمكن أن تصح على ضوء شريعتنا.
والله أعلم
ــــــــــــــ
الرجلان الأجنبيان والمرأة في بيت واحد
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الأولى 1426 / 20-06-2005
السؤال
سؤالي هو:
أننا نعيش في ألمانيا و قد جاء لزيارة زوجي صديقاه من مدينة أخرى و ناما عندنا ليلة واحدة و في الساعة الرابعة فجراً خرج زوجي لأداء صلاة الفجر جماعة في المسجد المجاور و ترك صديقاه نائمين في البيت علماً أن عندنا طفلين الأول عمره سنتين و نصف و الأخرى سنة و نصف فهل يجوز لزوجي أن يترك أصدقاءه في البيت ليخرج للصلاة أم تعتبر هذه خلوة و جزاكم الله كل خير(27/848)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الفتنة مأمونة فإن هذه ليست خلوة على الراجح، لأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما دخلا على أم أيمن يزورانها كما في صحيح مسلم وغيره، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان.
وعلى ذلك فإن كان الرجلان مأمونين وفي مكان منفصل فإن ذلك لا يعتبر خلوة.
أما من هم في مثل هذه السن من الأطفال فلا تنتفي بهم الخلوة
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين: 19664، 49382.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خدمة المرأة ضيف زوجها
تاريخ الفتوى : ... 13 جمادي الأولى 1426 / 20-06-2005
السؤال
سمعت من إحدى زميلاتي أن هناك حديثا في صحيح البخاري , وفحواه هو (لا بأس من المرأة المتزوجة أن تدخل بحجابها على الرجال الذي استدعاهم زوجها لتقدم لهم الطعام أو ما شابه ذلك)
فهل هذا الحديث حقا في صحيح البخاري ؟ وإن كان كذلك أرجوأن تشرحوا من فضلكم هذا الحديث؟
وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه فكانت امرأته يومئذ خادمهم وهي العروس.
وقال النووي في شرح مسلم: هذا محمول على أنه كان قبل الحجاب.(27/849)
وقال ابن حجر في الفتح: وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر. اهـ.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 2595، 3054، 3910.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط تهنئة العروسين بزواجهما
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الأولى 1426 / 16-06-2005
السؤال
ما هي آداب تهنئة العروسين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الأخوة في الإسلام أن يهنئى المسلم أخاه المسلم إذا صابته سراء، ومن ذلك تهنئته بالزواج والدعاء له.
قال خليل في معرض ذكر الآداب: وتهنئته والدعاء له.
قال شارحه الحطاب: واستحبوا تهنئة الناكح والدعاء له.
وهذه التهنئة مشروطة بضوابط ذكرناها في الفتوى رقم: 35342.
وذكرنا فيها اللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه التهنئة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
إجبار الزوج زوجته على المعصية ... العنوان
أنا سيدة متزوجة وأم لطفلين وزوجي دائما يصحبني معه إلى الحفلات العامة، بحيث أدمنت -من كثرة ترددي على هذه الحفلات الخمر والسجاره، وأصبحت لا أستطيع تركها أبدا، فأحببت أن أسألك: هل يقع الإثم علي شخصيا أم على زوجي،(27/850)
لأنه هو الذي يصحبني إلى الحرام، وإذا لم أطعه يضربني؟ أرجو إرشادي. ... السؤال
11/05/2006 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
مأساة أي مأساة أن يصبح المجتمع المسلم، في هذا المستوى، ويخور رجاله ونساؤه إلى هذا الدرك، والإثم في هذه القضية على كل حال واقع على الطرفين، على الرجل والمرأة، الزوج والزوجة.
يقع على الزوج أولاً، لأنه مكلف أن يحمي أهله من النار كما قال تعالى مخاطبًا جماعة المؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة) (التحريم: 6) أي أن يقيهم النار لأنه مسئول أن يجنب نفسه وأهله النار، فكما يوفر لهم القوت ليأكلوا، والكسوة ليلبسوا، والتعليم ليتثقفوا، والدواء ليعالجوا، هذه الأمور الدنيوية مطلوبة منه، هو كذلك مسئول أن يقربهم من الجنة ويباعد بينهم وبين النار، وإلا فما قيمة أن تلبس زوجتك أحسن الثياب، وتطعمهما من أفضل الطعام والشراب، وتوفر لها من المتع الشيء الكثير، ثم تجرها جرًا إلى جهنم - والعياذ بالله - ؟ وما قيمة أن يأخذ أولادك أرقى الشهادات، أو يتسنموا أرفع المناصب ثم يكون مصيرهم جهنم ما قيمة هذا كله ؟
فالإنسان مطلوب منه أن يحمي نفسه من النار: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) . " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهل بيته راع وهو مسئول عن رعيته " فهذا الزوج وأمثاله، كان عليه أن يقي زوجته من هذه الخبائث: من الخمر ومن الحفلات، وخاصة حفلات الاختلاط، التي يختلط فيها الرجال بالنساء، بلا حدود ولا قيود، كما هو شأن المدنية الغربية، التي قذفتنا بهذه الألوان من السلوك في حياتنا، هذه الألوان الغربية، الدخيلة على(27/851)
المجتمع المسلم، فهذا الزوج مسئول، لأنه بدل أن يحمي زوجته من النار، جرها إلى النار جرًا. . ثم الزوجة أيضًا مسئولة، لأنها مكلفة، لم تفقد الأهلية، هي ليست آلة طيعة، تدار فتدور، وتحرك فتتحرك، أو بهيمة تقاد فتنقاد، لا . إنها إنسان . . لها عقل، ولها إرادة، تستطيع أن تقول: لا، وخاصة في المعاصي.
وفي هذه الحالة، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . هذه هي المسألة التي تذوب فيها كل السلطات، ليس لرئيس أن يجبر مرؤسه على المعصية، وليس لوالد أن يحمل ولده على المعصية، وليس لزوج أن يرغم زوجته على المعصية، وليس لسيد أن يجبر خادمه على المعصية، وليس لقائد أن يدفع جنوده إلى المعصية، كلا ففي الحديث: " السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة " متفق عليه.
فإذا كان يأمرها بالمعصية، أو يدفعها إلى المعصية، فمن حقها - بل من واجبها أيضًا - أن تقول: لا، بملء فيها . لأنه هنا تعارض حق الزوج وحق الله فإذا كان حق الزوج أن يطاع فحق الله في هذه الحالة أن ترفض المعصية، وحق الله مقدم. على أن الزوج هنا ليس له حق أصلا، لأن هذا خارج عن حقوقه . . فإذا أراد أن يصحبها إلى الحفلات المنكرة أو إلى شرب الخمر فيجب أن ترفض هذا ولو أدى ذلك إلى الطلاق، فهذه الأخت مسئولة، وإن كان الزوج أيضًا مسئولاً.
وتستطيع على كل حال أن تراجع نفسها وأن تتوب، وأين هذا من كثير من الرسائل، التي تأتي من بعض السيدات، يشكون من فساد أزواجهن ؟ الزوج الذي يسهر سهرًا طويلا، ويأتي آخر الليل وهو لا يعرف يمينه من شماله، وهي تأمره بالصلاة وهو لا يصلي، وتنهاه عن المنكر، وهو لا ينتهي، ولا يزدجر . . هذه هي الزوجة التي تعين زوجها على الطاعة وعلى الخير، فهذه الأخت مسئولة، وزوجها مسئول، ونرجو من الاثنين . . . الزوج والزوجة، أن يراجعا حسابهما مع الله، وأن يرتدعا عن مثل هذا الطريق، الذي لا يؤدي إلا إلى الخسار في الدنيا والبوار في الآخرة - والعياذ بالله.
والله أعلم
ــــــــــــــ(27/852)
كفارة الخلوة بين الخاطب ومخطوبته
تاريخ الفتوى : ... 07 جمادي الأولى 1426 / 14-06-2005
السؤال
لقد خطبت فتاة لأتزوجها وكانت فترة الخطوبة سنتين وفي أثناء تلك الفترة طلبت من والدها أن نعقد القران بيننا ليكون وجودى في بيته وجلوسي مع خطيبتي شرعيا ولا يحاسبنى الله على ذلك ومع إصراري رفض والدها عقد القران ولم يرفضني زوجا لابنته ولكن رفض عقد القران كان عادة عنده بنية أن يعقد القران قبل الدخول على ابنته بأسبوع ومضت تلك الفترة وأنا الآن أشعر بالذنب خلال تلك الفترة وهل الذنب عليّ أم على والدها وكيف أكفر عن ذنبي خلال تلك الفترة؟ وقد قرُب موعد زواجي أفيدونى رحمكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما حصل من والد تلك الفتاة من رفضه العقد على ابنته تلك الفترة لا يعد ذنباً، لأنه غير مأمور بفعل ذلك خلال تلك المدة، وخاصة إذا كان يراعي في ذلك مصلحة ابنته، أو عرف بلده في عدم عقد النكاح دون قرب الدخول.
لكن إن كان يعلم بحصول خلوة بينك وبين ابنته أو نحو ذلك من الأمور المحرمة، ولم يقم بمنع ابنته من الوقوع في ذلك، فلا شك أنك أنت وهو آثمان بذلك.
وعلى كل، فإن حصل شيء من ذلك فكفارته التوبة والاستغفار والإكثار من العمل الصالح، لأن الله تعالى يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82}.
وفي الحديث: واتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه الترمذي.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
من ضوابط ممارسة الرياضة للنساء ... العنوان(27/853)
ما هو حكم ذهاب بعض النسوة للنوادي الرياضية ، علماً بأنها مخصصة فقط للنساء ،و تراعي النساء فيها اللبس الذي لا يتعدى العورة؟
... السؤال
03/01/2006 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي
... ... الحل ...
...
...
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا مانع من ذهاب النساء للنوادي الرياضية ، وممارسة الرياضة شريطة أن تلتزم المرأة ، بالآداب العامة للإسلام في شأن الاختلاط والخلوة وكشف العورة وغير ذلك، وأن تكون الرياضة التي تمارسها تناسب المرأة من حيث خلقتها وفطرتها التي فطرها الله عليها .
يقول الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:
الحدود الخاصة بالمرأة أثناء ممارسة الرياضة تتعلق بكشف العورة، والمعروف أن عورة المرأة أمام الرجال هي كل بدنها ما عدا الوجه والكفين، فإذا وجد نوع من الرياضة تستطيع المرأة ممارسته مع الالتزام بستر العورة ضمن الحدود المذكورة فهو جائز، إذا تمت مراعاة الضوابط الشرعية الأخرى.
وأما عورة المرأة أمام النساء فهي ما بين السرة والركبة، فإذا استطاعت أن تمارس نوعا من الرياضة مع مراعاة ذلك فهو جائز لها، بشرط ألا يكون هناك أي نوع من التصوير يمكن أن ينقل هذه المشاهد الرياضية إلى الخارج .
ويقول الدكتور على محيي الدين القره داغي عميد كلية الشريعة بقطر :
لا شك أن ممارسة النساء للرياضة من حيث المبدأ جائزة شرعًا، ولكن هناك ضوابط وشروط لا بد من توافرها في كل عمل تقوم به النساء وحتى الرجال، ومن أهم ضوابط رياضة النساء هي عدم التبرج وكشف العورة الشرعية وعدم الاختلاط الذي يؤدي إلى الاحتكاك، ولذلك ورد أن رسول الله -صلى الله عليه(27/854)
وسلم- عندما تسابق مع السيدة عائشة -رضي الله عنها- قدم الرجال وأخّر عائشة عنهم، وهذا مؤشر لأمرين مهمين:الأمر الأول مشروعية الرياضة للنساء،والأمر الثاني الضوابط الشرعية وخصوصية النساء في هذا المجال، ولابد أن نعلم أيضاً أنه لا ينبغي الجري وراء كل ما يفعله الغرب فنفعله، فهناك أشياء وأعمال لا يمكن أن تصح على ضوء شريعتنا.
و يقول الدكتور عبدالحي يوسف أستاذ الشريعة بالجامعات السودانية
المقرر -عند أهل العلم- أن خطاب الشرع بالتحليل أو التحريم أو الإباحة أو أو الوجوب أو الندب موَجّه للرجال والنساء جميعاً، إلاّ ما قام الدليل على تخصيص الرجال أو النساء به، وإذا عُلِم هذا نستطيع -بإذن الله- أن نبيّن الآتي:
أولا : أن شريعة الإسلام رغّبت في تقوية الأجساد والمحافظة على الصحّة، وذلك في أدلّة عامة كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير)، وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل". وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على جماعة مِن أسلم وهم ينتضلون فقال: (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا)، وقال: (من تعلّم الرمي ثم تركه فليس منّا).
ثانيا: في السنّة الفعلية نجد أن نبينا عليه الصلاة والسلام كان يشجّع كلّ ما من شأنه تقوية الأجساد وإعداد العدّة للجهاد، فسابق بين الخيل المضمّرة والخيل التي لم تضمّر، وسابق عائشة رضي الله عنها فسبقته، ثم سابقها ثانية فسبقها وقال: (هذه بتلك)، وتصارع -بين يديه- الحسن والحسين فجعل يقول: (إيه حسن).
ثالثا : لا بد من اعتبار الضوابط الشرعية في هذا المجال تحصيلاً للمنافع ودرءً للمفاسد ويتمثل ذلك في جملة أمور منها:
1- أن الرياضة وسيلة لا غاية، ويترتب على ذلك ألاّ يُعقَد من أجلها ولاء ولا براء، بل متى ما كانت سبباً في إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس فإنها تُحظر كما هو مشاهد في حال من يعشقون كرة القدم مثلاً؛ فيجعلون من فريقهم الذي يشجعون معقد ولاء وبراء، ولربما ثارت حروب وسالت دماء من أجلها.(27/855)
2- أن الرياضة تمارس بقدر، وما ينبغي أن توقف عليها الأعمار وتفرّغ لها أوقات، بل هي كسائر المباحات، المبالغة فيها ممقوتة وتجاوز الحد المشروع ممنوع.
3- يفرَّق بين رياضات تمارس كالهواية ككرة القدم أو السلّة مثلاً، وبين رياضات تكون هي وسيلة لإعداد العدّة للجهاد في سبيل الله كرياضات كمال الأجسام والرماية، فالأولى حكمها الإباحة، والثانية قد تكون واجبة أو مندوبة، ولا يصح التعميم في الحكم فيقال: كلّها في سبيل الله!!
4- المعتبر في هذه الأحكام خلو هذه الرياضات من المحرمات كالسباب والفسوق وكشف العورات والاختلاط بين الرجال والنساء وتضييع الصلوات والتسبب في الأذي، وعليه تحظر رياضات يكون لها أثر مميت أو مؤذٍ كالملاكمة والمصارعة، ويحرم -كذلك- كشف العورة كما هو الحال في السباحة وكرة القدم (والفخذ عورة).
5- للرجل طبيعته وخصائصه، وللمرأة كذلك (ولا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض)، فلا يحل للمرأة أن تمارس من الرياضات ما يخرجها عن طبيعتها الأنثوية كرياضات كمال الأجسام؛ لأن نبينا -عليه الصلاة والسلام- لمّا رأى امرأة تمشي مشية الرجل وقد تنكبت قوسها، أخبر أنّها ملعونة، فليجتنب النساء ذلك.
والله أعلم
ــــــــــــــ
توجيهات نافعة لأسرة مسلمة
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1426 / 13-06-2005
السؤال
لدي زوجة والحمد لله ولي منها طفلتان ولكني أعاني من أهمالها الصلاة في جميع الأحوال ما لم أذكرها لها وتنشغل عنها بأشياء مثلاً بعد المسلسل وإلا ثارت وتظل غاضبه لعدة أيام وتدعي بأنها مصدعة ولا تريد أي نقاش وفي يوم من الأيام كنت أمنعها من صديقات السوء إلا أنها تدافع عنهن بحجة أنها لن تحكم عن شيء(27/856)
غائب ما لم ترى بعينها وفي بعض الأحيان تتخطى الحدود الدينية لدينا أحد أقاربي جاء من سفر وحل بدارنا وكنت أنا في العمل أبيت خارج البيت وعندما عدت إلى المنزل وجدتها قد أدخلته غرفتي وناما في غرفتي وعندما تحدثت إليها قالت لي إن البرد كان قارساً وإنه ليس غريب عنا، ولكني أصبحت أخاف تصرفات هذه الزوجة وبدأت أشك في تصرفاتها الغريبة وأصبحت خاويا من التفكير إلا فيها أشك في كل شيء ولا يهدأ لي بال، والغريب عندما أطلب منها أي عمل تؤديه على الوجه الكامل، أرجو إفادتي ماذا أفعل مع مثل هذه الأمور؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلحك ويصلح زوجتك ولنا أخي الكريم معكم وقفات تذكيرية:
أولها: أن الله تعالى خلق الإنسان وكلفه بطاعته والتزام حكمه وتعظيم أمره، وأن الدنيا إلى زوال والآخرة إلى بقاء، فاجعلوا همكم تحصيل رضا الله تعالى والفوز بجنته.
ثانيها: أن لله حدوداً أمر بالوقوف عندها وعدم تخطيها وتجاوزها، وقال سبحانه وتعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {البقرة:229}، وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {النساء:13-14}، ومن حدود الله تعالى أن لا يخلو رجل بامرأة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث المتفق عليه: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله فرأيت الحمو، قال: الحمو الموت. والحمو أقارب الزوج.
فما كان ينبغي لك أن تذهب وتبيت خارج البيت وتترك بالبيت رجلاً أجنبياً عن زوجتك ليس محرما لها، ولو كان هذا القريب هو أخاك، كيف خالفت دينك وشهامتك، ورجولتك وغيرتك وفعلت ذلك.
وكيف سمحت المرأة لزوجها إن كانت تخاف الله أن يدخل عليها رجلا أجنبياً عنها، والمقصود بالأجنبي من ليس بمحرم ولو كان هذا الشخص هو أخ الزوج أو(27/857)
ابن عمها، وكيف تجرأت على الله تعالى أن تدخل هذا الرجل لتنام معه في غرفة واحدة، لا حول ولا قوة إلا بالله إلى أين وصل حال بعض المسلمين.
ثالثها: نوصي بالتوبة والإقلاع عن الذنوب والوقوف عند حدود الله تعالى، ونوصيك بأن تكون عونا لزوجتك على الهداية بتوفير البيئة الصالحة كطهارة البيت من المحرمات كسماع آلات اللهو والمسلسلات الخليعة، ومصاحبة الفاسدات، واجعل بيتك عامراً بذكر الله تعالى، وسهل الأسباب المعينة على الطاعة كالمحاضرات النافعة والكتب المفيدة التي تذكر بحقيقة الدنيا وأنها إلى فناء، والآخرة وأنها إلى بقاء، وكن قدوة صالحة لتتأثر زوجتك بأفعالك قبل أقوالك، وتراجع الفتوى رقم: 4307.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
... وجود رجل وامرأة أجنبيين في شقة واحدة
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الأولى 1426 / 09-06-2005
السؤال
إذا كانت الشغالة تجلس في غرفة خاصة داخل الشقة وهناك أجنبى بغرفة أخرى داخل الشقة هل هذه خلوة ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وجود امرأة ورجل أجنبيين في شقة واحدة ليس بها غيرهما يعتبر من الخلوة المنهي عنها شرعا، فلا يجوز للمسلم أن يخلو في شقة مغلقة مستقلة بالخادمة ولا بغيرها من النساء الأجنبيات ولو كان أحدهما في غرفة والآخر في أخرى لانفرادهما في المكان المغلق وبعدهما عن أنظار الناس.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه الترمذي.
ونرجو الاطلاع على الفتويين: 9068، 14566.(27/858)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الجرتق .. ماهيته وحكمه ... العنوان
تنشر عندنا في السودان بعض العادات التي تصاحب الزفاف وذلك مثل الجرتق، وهذه العادة ترتبط في أذهان الناس بالإنجاب، فهل عمل هذه العادة جائز شرعا أم لا ؟ وجزاكم الله خيرا.
... السؤال
11/09/2005 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
...
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الجرتق عادة سودانية تمارس في ليلة الزفاف، يعتقد بعض أهل السودان أن لهذه العادة دخلاً كبيراً في الإنجاب، وتمارس هذه العادة بطقوس معينة، وتتضمن هذه العادة العديد من المخالفات الشرعية.
وقد فصَّل القول فيها فضيلة الدكتور عبد الحي يوسف ـ من علماء السودان، وإليك نص ما قاله:
الجرتق عادة أدمنها بعض الناس في أعراسهم والحال ـ كما وصف النساء ـ أن العروسين ليلة زفافهما يجلسان، فتقوم إحدى النساء برش اللبن عليهما، ويُربط للعريس ما يسمى بالضريرة، وهي حريرة يتوسطها شيء من الذهب، وفي الوقت نفسه يغني النساء ويزغردن، ولا شك أن هذه العادة قد اشتملت على جملة من المفاسد:
أولها: أن بعض النسوة قد ارتبط اعتقادهن بحصول الحمل من عدمه بهذه العادة، فمن أجريت له تلك الطقوس ستحمل زوجه وتكون له ذرية ومن لا فلا، وهذا(27/859)
يعارض قول ربنا سبحانه وتعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) وقوله تعالى (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله)
ثانياً: أن مخالفات شرعية ترتكب حال القيام بتلك العادة، ومن ذلك:
• الاختلاط الحاصل بين الجنسين حيث إن الرجل يجلس بين جماعة من النساء أغلبهن لسن من محارمه، ولربما يدخل ويجلس على تلك الحال غيره كذلك.
• تحليه بالذهب والحرير وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهما: {هذان حرام على ذكور أمتي حلٌّ لإناثها}
• ما يصحب تلك الحال من أغان وأهازيج لا تخلو مما لا ينبغي ذكره عن محاسن العروس ووصف لجسدها وما إلى ذلك
• قيام بعضهن برش العروسين باللبن، وهذا من تحقير نعمة الله واستخدامها في غير ما خلقت له (من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين)
والذي أنصح به كل عروسين أن يحرصا على افتتاح حياتهما بطاعة الله عز وجل فبالطاعة يحصل الخير ويقل الشر وتقترب الملائكة وتبتعد الشياطين، وحريٌّ بمن أكرمه الله بالزواج أن يشكر ربه على نعمته وأن يستعملها في طاعته، وأن يحيي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الزواج بأن يشرب مع عروسه لبناً وأن يدعو بأن يبارك الله له فيها، وأن يجعل بيته عامراً بالقرآن وطاعة الرحمن، وأسأل الله الهداية للجميع.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
اجتماع الرجال والنساء على مائدة واحدة
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الأولى 1426 / 09-06-2005
السؤال
هل يجوز للمرأة أن تكون في مجلس تسيير المسجد وتشترك في الاجتماعات مع الرجال على مائدة واحدة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/860)
فالمحرم من اجتماع الرجال والنساء هو ما خلا من التزام الضوابط الشرعية، كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو عدم احتجاب النساء، أو خضوعهن بالقول، ونحو ذلك.
وأما مجرد الاجتماع بين الجنسين تحت سقف واحد في المسجد أو على مائدة واحدة مع التزام الضوابط الشرعية فلا حرج فيه، فقد كان الرجال والنساء يظلهم جميعاً مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون أن تكون بينهم أي حواجز، ففي البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وإنما نهى النساء عن ذلك لئلا يلمحن عند رفع رؤوسهن من السجود شيئاً من عورات الرجال.
وقد شدد أهل العلم في منع الاختلاط بين الجنسين لما تضطر إليه المرأة من كشف وجهها والانبساط حال الأكل، وغير ذلك مما لا يجوز أن يراه الرجال الأجانب منها، فإن سلم دخولها المسجد أو جلوسها على المائدة مع الرجال من أي محرم -وقل أن يسلم- فلا بأس.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
تعامل المرأة مع الرجال
تاريخ الفتوى : ... 29 ربيع الثاني 1426 / 07-06-2005
السؤال
لي صديق يمتلك مكتبة إسلامية و ظروف عمله خارج المحافظة و لن يتمكن من المتابعة و والدته هي التي تقف فيها و إني أساعدها في التعامل مع الرجال و الوقوف بدلا منها إن لم تتمكن مع العلم إن زوجها متوفى . فهل ما أفعله يجوز أم لا ؟
أفتوني جزاكم الله خيرا......(27/861)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية من المحرمات التي وردت بها الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة.
من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما. وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم. إلى غير ذلك من الأحاديث.
وعليه، فإن كانت مساعدتك لهذه السيدة في التعامل مع الرجال، تفضي أحيانا إلى حصول خلوة بينك وبينها، فقد علمت مما تقدم من الأحاديث تحريم ذلك. وإن لم تكن ثمت خلوة، بأن كان معها من الأولاد أو غيرهم ما تنتفي به الخلوة فلا بأس إذا.
قال الإمام النووي عند كلامه على حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم. انتهى كلامه. فدل هذا على أن الخلوة تنتفي بوجود من له إدراك وفطنة ويستحي منه من الأولاد، وراجع الفتوى رقم: 50082
واعلم أنه لا مانع للمرأة من التعامل مع الرجال إذا احتاجت لذلك وتقيدت بضوابطه. وراجع في ذلك فتوانا رقم: 28006 وفتوانا رقم: 522.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/862)
ــــــــــــــ
ضوابط مشاركة النساء في المظاهرات ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
هل يجوز للمسلمات أن يشاركن فى المظاهرات و حولهن الرجال و الشرطة و الصحفيون .؟ والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته ... السؤال
04/04/2005 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لا مانع شرعا من خروج النساء في المظاهرات لتكثير سواد المسلمين بشرط عدم وقوع محظور شرعي وعدم الاختلاط والتزاحم مع الرجال ، وأن يغلب على الظن أنهن لن يتعرضن لإساءة من الشرطة ، لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
يقول الدكتور/ أحمد سعيد حوى الأستاذ بالجامعات الأردنية :
المشاركة في المظاهرات قد تكون تعبيرًا عن رأي، وقد تكون تكثيرًا لسواد المسلمين، وهذا لا شيء فيه إذا لم يترتب عليه محظور شرعي، والعبرة في سؤالك هنا لطبيعة المظاهرة والآثار المتوقعة، أم عن طبيعة المظاهرة فإن كان هناك زحام واختلاط فهذا لا يجوز شرعًا، وأما إن رتبت المظاهرة بحيث تسير النساء منفردات أو على الأقل لا يزدحمن مع الرجال، فالعبرة بالآثار المتوقعة.
فإذا كان يغلب على الظن أنهن سيتعرضن لإساءة من الشرطة أو غيرهم فهذا مما لا ينبغي أن تعرض المرأة نفسها له؛ لأن القاعدة الفقهية تقول: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولا يعني هذا أننا نريد أن نمنع المرأة من المشاركة في خدمة الإسلام، فهناك أبواب كثيرة يمكن أن تشارك فيها، كما أن هناك حالات يجب عليها أن تشارك فيها كما إذا تعين الجهاد أي أصبح فرض عين. أ.هـ(27/863)
وعن الضوابط التي يتحلى بها المسلم في المظاهرات يقول الشيخ محمد صالح المنجد (إمام وخطيب مسجد عمر بن عبد العزيز بالخُبر-السعودية) :
لا بأس أن يتجمع المسلمون ويخرجوا في مظاهرات لاستنكار أمر معين ويعلنوا رفضهم له ويطالبوا بالتدخل لمنعه إذا كانت هذه الطريقة مجدية ونافعة بشرط أن تخلوا من المحرمات مثل :
-خروج النساء متبرجات .
- استعمال أصوات وأفعال منافية للآداب الإسلامية أثناء المظاهرة .
- الهتاف بشعارات غير صحيحة مثل القدس عربية وستبقى عربية ( والصحيح أن القدس إسلامية وليست للعرب فقط ).
- وقوف المظاهرة أمام ضريح كافر أو لوضع إكليل من الزهور على قبره .
- التوسل والتذلل بعبارات فيها مذلة للمسلمين .
- ظلم الآخرين كسد الطريق وتعطيل مرور الناس .
- استخدام سباب وشتائم لا تجوز شرعاً.
- اختلاط الرجال بالنساء أثناء المظاهرة .
- التشبه بالكفار بشيء من خصائصهم من لباس أو إشارة يضعها أو يرتديها المتظاهرون المسلمون .
- الاعتداء على ممتلكات الأبرياء كتحطيم محلاتهم أو نوافذهم أو إيقاد النار في المرافق العامة ونحو ذلك من المحرمات.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
تجنيد الفتيات ... رؤية شرعية ... العنوان
ما رأي فضيلتكم في الدعوة المثارة الآن لتجنيد الفتيات في القوات المسلحة؟ ... السؤال
28/02/2005 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي
... ... الحل ...(27/864)
...
... بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:-
الأصل أن الجهاد الكفائي لا يجب على المرأة، وأما في حالة إذا ما اجتاح العدو بلاد المسلمين فحينئذ يكون الجهاد واجبا على كل فرد حسب قدرته، فعلى المرأة حينئذ جهاد واجب، وحينئذ يتوجه تدريب المرأة على الجهاد لتقوم بواجبها بشرط أن يكون تدريبها في أماكن خاصة بالنساء بعيدا عن الرجال منعا للاختلاط والاختلاء.
وأما تجنيد المرأة أسوة بالرجل بقصد المساواة فقط فدعوة مرفوضة شرعا.
يقول الأستاذ الدكتور عبد العظيم المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر :-
الدعوة المثارة الآن لتجنيد الفتيات في القوات المسلحة محكوم عليها بالفشل» لأن المهام القتالية منذ فجر التاريخ يقوم بها الرجال دون النساء.. وهذا هو الواقع الآن ومنذ القرون الثلاثة الأولي في صدر الإسلام، حيث كان الرجال هم الذين يتصدون لأعداء الأمة، الذين كانوا يهاجمون ديارها.. والواقع العملي في تلك القرون، -كما يقول الإمام الشافعي- هو الذي تؤخذ عنه النظم السياسية أكثر مما تؤخذ من النصوص القولية قرآنا وسنة، التي هي الأصول في أدلة الأحكام.
أما مشاركة النساء في شئون القتال في صدر الإسلام المبكر جدًا، فقد كانت نادرة كما حدث من نسيبة الأنصارية في غزوة أحد في دفاعها عن الرسول حين انفض المقاتلون عنه كما هو معروف، وبعض مشاركات أخري للنساء والفتيات كانت لا تعدو ضمد الجراح، وسحب المصابين من موقع القتال، وسقيا الجنود الماء، وكانت هذه المشاركات قبل نزول آيات الحجاب في العام الخامس الهجري، ولم يتعد دور المرأة هذه الأعمال الجانبية الخفيفة.
والقتال فرض من فروض الكفايات إذا قام به بعض القادرين عليه سقط عن الباقين سواء كانوا رجالا أو نساء.
وفي غزوة مؤتة، التي تخلف عنها ثلاثة من القادرين عن الخروح للقتال، وأمر رسول الله صلي عليه وسلم باعتزال المسلمين لهم، وحتى الحديث معهم مُنعوا منه، وأمر زوجاتهم بالخروج من منازلهم حتى تاب الله عليهم.. في هذه الغزوة(27/865)
تخلف عنها آلاف النساء من المؤمنات فلم يلمهن أحد، ولا حَجَر عليهن الرسول كما حجر علي الرجال الثلاثة الذين تخلفوا وأحدهم كان طاعنا في السن.
وهذا من أكبر الأدلة علي أن المرأة في الإسلام معفاة من حمل السلاح والتصدي للأعداء، وهذا من محاسن الإسلام ومزاياه في تشريعات المرأة التي تناسب فطرتها التي فطرها الله عليها»
لأن للمرأة -وبخاصة في مرحلة الشباب- ظروفا تجعلها ليست مؤهلة للقيام بالأعمال الشاقة، ومنها التصدي للأعداء.
ومن تلك الظروف الملازمة لحياة المرأة بمقتضي تكوينها البيولوجي (الخلقي) ما يأتي:
. تعرضها للعادة الشهرية التي تصاحبها توترات الأعصاب ومضاعفات في حالتها النفسية والصحية.
. فترات الحمل وما يلابسها من ضعف في قواها الجسمية، مما يجعلها في أمس الحاجة إلي الراحة وعدم الإجهاد الذي يضر بها أو بالجنين أو هما معًا.
. فترات الإرضاع والنفاس بعد الوضع، وفي هذه الفترات تحتاج إلي عناصر غذائية مركزة، وإلي الراحة.
. رعاية أطفالها الصغار حتى بعد انقضاء مدة الإرضاع.
من أجل هذا كله لم يكلفها الله عز وجل القيام بالأعمال الشاقة، التي تعرضها لمضاعفات لا تليق بوضعها ورسالتها في الحياة.
فالدعوة إلي تجنيد الفتيات نوع من الترف الفكري غير المحمود، وتحميل للمرأة بما لا تطيق، وتعطيل لدورها الحقيقي في الحياة.
وقد أدرك بعض حكماء الشعراء العرب هذا المعني في طبيعة المرأة فقال:
كُتب القتل والقتال علينا
وعلي الغانيات جر الذيول
ومع هذا فلا بأس بتدريب طالبات الجامعة والثانوي بالتدريب الخفيف علي حمل السلاح مثلما كان متبعا في نظام «التربية العسكرية» بعد قيام الثورة المصرية عام 1952م.(27/866)
أما التجنيد، فلا.. ثم لا.
ويقول الدكتور رجب أبو مليح – مسئول وحدة الفتوى بموقع إسلام أون لاين:
الجهاد في الإسلام قسمان جهاد دفع وجهاد طلب، ففي جهاد الطلب لا يكون فرضا على المرأة ولا الشيخ الكبير ولا الصبي ولا المريض ولا على كل عاجز عنه غير قادر عليه، أما جهاد الدفع فواجب على الكبير والصغير ، والمرأة والرجل يخرج كل بما يستطيع، وفي هذه الحالة يكون تدريب المرأة على القتال من باب الواجبات حتى تدافع عن نفسها وعرضها وأولادها.
وفي الجيوش النظامية على ولي الأمر أن يقدر هذه الأمور بقدرها، فإن كانت الحاجة ملحة والجبهات التي يحارب فيها المسلمون متنوعة متعددة، ولم يكف الرجال القادرون على حمل السلاح فيمكنه السماح للنساء بالتجنيد مع مرعاة الآداب العامة من حيث الاختلاط ، ومن حيث قدرة المرأة على هذا التدريب ، ومرعاة أحوال أسرتها فإن كان لها أولاد يضيعون في المجتمع بغياب الأب والأم عنهم فتقدر الأمور بقدرها وتوزن بميزانها فلا يضيع حق الأسرة والأولاد في مقابل ذهاب المرأة لأداء الخدمة العسكرية، لكن يختار الفتيات قبل سن الزواج ويراعي عدم الاختلاط أو الخلوة المحرمة،وغير ذلك من الآداب التي يجب أن تراعى مع المرأة.
أما إن كان القصد هو مساوة المرأة بالرجل من أجل المساوة فقط أو من أجل التقليد الأعمى للغرب والشرق فهذه دعوة غريبة ، أن تطلب المرأة ذلك لا حبا في الجهاد ولا طلبا للاستشهاد ولكن تقليدا أعمى ومحاكاة بغيضة ، لا لشيء إلا للمساواة حتى ولو كانت هذه المساواة على حساب راحتها وحساب أسرتها، وفي هذه الحالة لا يلتفت إلى هذه الدعوى ، ولا ينظر إليها ، حيث إن لدينا قيمنا وأخلاقنا التي نستمدها من كتاب الله تعالى وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا حاجة لنا بأن نستوردها من الشرق أو الغرب .
وثمة أمر أخر نود الإشارة إليه إنه يختلط عند بعض الناس مفهوم القتال ومفهوم الجهاد، فمفهوم الجهاد أشمل وأعم وميادينه متعددة ، وطرقه متشعبة، والمرأة ممنوعة أن تمارس القتال في الصفوف الأولى حفاظا عليها من الأسر، وحماية لها(27/867)
من القتل ، وصونا لها من التبذل ، وضنا بها حيث إن لها دور في تربية الأولاد وحفظهم حال غياب أبيهم أو في وجوده، وهذا لا يقل أهمية عن مباشرة القتال، غير أن لها دور أخر تستطيع أن تجاهد بالكلمة إن كانت من أهلها، أو تجاهد بالمال إن كانت تملكه ، أو تجاهد بالعلم والاختراع سواء في السلم أو الحرب فهذه ميادين فسيحة وساحات رحيبة لمن أرادت أن تجاهد في سبيل الله .
والله أعلم .
ــــــــــــــ
الأفلام السينمائية في الميزان الفقهي ... العنوان
انتشرت دور عرض السينما بصورة كبيرة ، وما زال بعض الناس يرى حرمة مشاهدة ما يعرض عليها من أفلام ، في حين نرى كثيرا من طبقات الشعب يرتادها ، ويرى أنه لا شيء فيها ، فأي الفريقين أصوب ، وهل نقاطع السينما أم نذهب إليها، وما هي الضوابط المطلوبة إن كان يجوز الذهاب إليها ؟ ... السؤال
28/11/2004 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فالسينما يتوقف حكمها على حكم ما يعرض فيها ، وهي مباحة ، بشرط أن تكون موضوعاتها بعيدة عن الفسق والفجور ، وألا تشغل عن واجب ديني ، وأن يبتعد فيها عن الاختلاط الفاسد.
هذا خلاصة ما قاله الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ،وإليك نص فتواه :
لا شك أن (السينما) وما ماثلها أداة هامة من أدوات التوجيه والترفيه، وشأنها شأن كل أداة فهي إما أن تستعمل في الخير أو تستعمل في الشر، فهي بذاتها لا بأس بها ولا شيء فيها، والحكم في شأنها يكون بحسب ما تؤديه وتقوم به.
وهكذا نرى في السينما: هي حلال طيب، بل قد تستوجب وتطلب إذا توفرت لها الشروط الآتية:(27/868)
أولا: أن تتنزه موضوعاتها التي تعرض فيها عن المجون والفسق وكل ما ينافي عقائد الإسلام وشرائعه وآدابه، فأما الروايات التي تثير الغرائز الدنيا أو تحرض على الإثم أو تغري بالجريمة أو تدعو لأفكار منحرفة، أو تروج لعقائد باطلة، إلى آخر ما نعرف، فهي حرام لا يحل للمسلم أن يشاهدها أو يشجعها.
ثانيا: ألا تشغله عن واجب ديني أو دنيوي. وفي طليعة الواجبات الصلوات الخمس التي فرضها الله كل يوم على المسلم، فلا يجوز للمسلم أن يضيع صلاة مكتوبة -كصلاة المغرب- من أجل رواية يشاهدها. قال تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) سورة الماعون:4،5. وفسر السهو عنها بتأخيرها حتى يفوت وقتها. وقد جعل القرآن من جملة أسباب تحريم الخمر والميسر أنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
ثالثا: أن يتجنب مرتادها الملاصقة والاختلاط المثير بين الرجال والنساء الأجنبيات منهم، منعا للفتنة، ودرءا للشبهة، ولاسيما أن المشاهدة لا تتم إلا تحت ستار الظلام وقد جاء في الحديث: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له".انتهى
ويمكن الاطلاع على :
المسرح والسينما
السينما والمسرح ..رؤية شرعية
والله أعلم
ــــــــــــــ
الاختلاط بين الرجال والنساء أثناء الطعام ... العنوان
هنا في ألمانيا تقوم الجمعية الإسلامية في كل سبت أيام رمضان بإفطار جماعي نساء ورجالا تجلس النساء من طرف والرجال من طرف آخر لكن يشاهد بعض النساء الرجال والعكس، لكن زوجي لا يقتنع بصحة ما يفعلون ويريد عزل النساء تماما عن الرجال ويرفض فكرة أن نذهب لهذه الاحتفالات في العيد أو أي مناسبة من أجل الاختلاط، فما رأيك هل رأي زوجي صحيح؟ أم أنه متشدد قليلا؟ ولك جزيل الشكر. ... السؤال(27/869)
26/09/2004 ... التاريخ
أ.د أحمد أبو حلبية ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فيقول الشيخ أحمد أبو حلبية عضو المجلس الأعلى للإفتاء بالقدس والديار الفلسطينية :
إن ما تقوم به الجمعية الإسلامية في ألمانيا بصفة عامة في كل سبت من أيام رمضان من إفطار جماعي للنساء والرجال فهذا أمر طيب يوثق العرى والروابط بين المسلمين في تلك الديار، ويتعارفون فيما بينهم؛ لأن التعارف من سنن هذا الكون وما فطر الله به الناس عليه.
أما بالكيفية المشار إليها بحيث يجلس الرجال في طرف والنساء في الطرف المقابل بحيث يتراءون فيما بينهم (أن يرى كل واحد منهما الآخر) فإن لم يوجد مكان منفصل لكل منهما فلا حرج إن كان الطرفان متباعدين.
أما إذا وجدت أمكنة بحيث يفصل الرجال عن النساء فهذا أولى وأفضل ويتوافق مع شرعنا وقيمنا؛ لأن الطعام عورة من العورات التي لا بد من الاستتار فيها خاصة بين الرجال والنساء.
والمشاركة في الاحتفالات في العيد أولى من أن يعيش المسلم بأسرته وحيدين في تلك البلاد، وان كان هناك نوع من الاختلاط فإن أمكن تلافيه فذلك أولى، وإذا أمكن عدم الاختلاط حتى في الأعياد فذلك أولى درءا للمفاسد والفتن.
أما بالنسبة لموقف زوجك فهو بصفة عامة صحيح وليس تشددا، ولكن ننصحه بأن يعالج القضية مع الجهات المعنية في الجمعيات الإسلامية بحيث يخفف من حدة هذا الاختلاط في الإفطارات أو الأعياد والشورى بين المسلمين واجبة والتناصح كذلك بينهم واجب، وكما يقولون: "كدر الجماعة خير من صف الفرقة" خاصة في تلك البلاد التي تكثر فيها الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم(27/870)
ــــــــــــــ
علاقة الزوجة بابن زوجها من الزنا
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الثاني 1426 / 06-06-2005
السؤال
تزوجت من رجل له ابن زنا (11عاما), فكيف أعامله و ما مكانه بين أولادي, و هل له حق في أن يرث؟ كل هذا مع العلم أن:
1. وجوده بيننا يسبب مشاكل بيني و بين زوجي لأنه لا يحترمني
2.لأنه يخلو من القيم التي أريدها لأولادي
3. أمه أجنبية لا يهمها مصالحه
4.زوجي يحن عليه أكثر من أولادي و يدافع عنه لأنه حسب قوله"محروم"
5. يزورنا في الشهر 8 أيام , و هذا الوقت ليس كاف لتربيته في بلاد أجنبية
شكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان ما نسبت إلى زوجك من الزنا صحيحا فالواجب عليه التوبة والاستغفار من تلك الكبيرة العظيمة التي قرنها الله تعالى مع الشرك وقتل النفس التي حرم الله تعالى حيث قال سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ {الفرقان: 68-70}
وبخصوص الولد المذكور إن كان ابن زنا حقا فهو ينسب إلى أمه وليس لزوجك به علاقة. وبالتالي، فليس بينه وبين هذا الولد علاقة نسب ولا توارث، كما هو مبين في الفتوى رقم: 6012 والفتوى رقم: 50432.
ومادام أن هذا الولد لا ينسب إلى زوجك فلا يجوز لك الخلوة معه إذا بلغ ولا مصافحته، وعلى زوجك أن يمنعه من ذلك لأنه يعتبر شرعا أجنبيا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/871)
ــــــــــــــ
الجلوس جوار النساء في المواصلات ... العنوان
تضطرني الظروف لأن أركب بجوار النساء في وسائل المواصلات و أحيانا ينزل منى سائل أبيض لزج فما الحكم؟ ... السؤال
10/06/2004 ... التاريخ
مجموعة من الباحثين ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
لا يجوز للرجل المسلم أن يجلس ملتصقا بجانب المرأة الأجنبية في المواصلات العامة أو في غيرها، وكذلك المرأة لا يحق لها أن تلتصق برجل أجنبي عنها، لأن هذا فتح لباب الفتنة والاشتهاء المحرم، والمسلم مأمور بالابتعاد عن مواطن الفتن.
فلا يجوز أن يجلس الرجل بجوار المرأة حتى يشعر بجسمها، وتشتعل الشهوة في أنحاء جسمه، حتى تصل إلى خروج المذي منك أو المني، ثم يأتي السائل فيسأل عن حكم ذلك.
ولا توجد ضرورة لمثل ذلك... فهناك حلول على المستوى الفردي .. منها:-
- أن يتحول الإنسان من هذا المكان إلى مكان غيره حتى لو أدَّى ذلك لأن يقف، فهي وقفة لله لن تضيع هدرا.
- أن يضع الإنسان حائلا بينه وبين المرأة كالحقيبة ، أو غيرها.
وعلى المستوى الحكومي يجب سنَّ القوانين التي تمنع هذا الاختلاط المزري، وتتيح للنساء مركبات خاصة، وللرجال مركبات خاصة، أو على أقل تقدير تضع حواجز مانعة بين الكراسي، أو نحو ذلك.
أما أن يجلس الرجل بجوار المرأة ملتصقا بها كما يجلس إلى جوار زوجته، أو أخته، ثم ينتظر رخصة بذلك تحت مسمى الضرورة... فهذا ما لا يكون.
وأما عن هذا الإفراز الذي تسأل عنه، فهو إما مذي أو مني.(27/872)
فأما المذي: فهو ماء أبيض رقيق لزج لا يخرج إلا عند التفكير في الجماع ، أو النظر إلى ما يستثير الشهوة ، أو التفكير في كل ما يهيج الشهوة، فالمذي لا ينزل إلا في وقت الشهوة.
صحيح أن نقطة المذي نفسها لا تشعر صاحبها بمزيد من الشهوة ، إلا أن الجو العام جو شهوة واستمتاع، وهذا المذي لا يجب فيه الغسل بل يجب منه الوضوء وتطهير الثوب والبدن فقط.
وأما المني : فهو ماء أبيض ثخين ، ويكون الإنسان وقت خروجه في غاية الشهوة ، وبنزوله تنتهي الشهوة ، ويهدأ الإنسان . وأما عن الرائحة ، فالمني رائحته مثل طلع الفحل .
بقيت ناحية ثالثة في كيفية الخروج فالمني يخرج متدفقا مندفعا ، والمني يجب الغسل منه، وفي نجاسته خلاف.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
الفتوى : ... العلاقة بين الشاب والشابة الأجنبيين
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الثاني 1426 / 05-06-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب مسلم والحمد لله أنا أصلي وأقوم بواجب المسلم، ولكن هل من الممكن أن تكون لي شابة أقيم معها علاقة، وأن أعلمها الدين والإسلام واتباع أوامر الله سبحانه وتعالى، ولكن في السر من دون علم أحد سوى الله عز وجل، وهل من الممكن أن أكون مجاهدا في سبيل الله والاستشهاد في سبيل الله وكيف أكون مجاهدا في سبيل الله؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أن تقيم علاقة مع امرأة أجنبية لا تحل لك، فقد حرم الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين إلا إذا كان ذلك عن طريق الزواج الشرعي، وكونك تريد(27/873)
دعوتها أو تعليمها فهذا لا يبرر الحرام، فالغاية النبيلة في الإسلام لا تبرر الوسيلة الخبيثة.
ومن المعلوم أن العلاقة بين الشاب والشابة قد تؤول إلى شر مستطير ولهذا أغلق الإسلام طريق هذا الشر، وسد منافذه، فأمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وعدم الخلوة، والتأدب بالآداب الشرعية، والمسلم الصادق مع نفسه المخلص لدينه يبتعد عن هذا النوع من العلاقات، وبإمكانك أن تقيم العلاقات مع الرجال والشباب لدعوتهم وتعليمهم، ففي ذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 44032.
وبخصوص الشطر الثاني من السؤال، فبإمكانك أن تجاهد في سبيل الله أينما كنت وعلى أي حال كنت حسب وسعك واستطاعتك، والبداية بنفسك طبعاً فتجاهدها على الاستقامة على طاعة الله تعالى، والبعد عن الشهوات والشبهات... ثم تجاهد غيرك بالدعوة والتعليم والمساعدة... فكل ما تبذله في سبيل هذا الدين العظيم بنية خالصة لله تعالى فهو جهاد في سبيل الله، فالجهاد معناه بذل الجهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الصداقة بين الرجال والنساء في الإسلام
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الثاني 1426 / 02-06-2005
السؤال
هناك أخت أعزها كثيرا ، وأريد أن أكون لها أخا وقد درج على ألسنة الناس كلمة " أنت أختي في عهد الله والخائن عليه الله " فهل لهذا أصل ؟
وما هي الوسيلة لان أكون أخا لها لأنها بحاجة لي في أن أعينها على بعض أمور الدين والدنيا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/874)
فإن هذه الأخت إن كانت أجنبية عليك، فلا يصح أن تكون أختا لك، إلا أخوة الإسلام، فإن كل مسلم تجمعك به الأخوة العامة، وهي أخوة الدين التي قال فيها سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .
وأما غير ذلك فإنما يسمى صداقة وليس أخوة. والصداقة بين الرجال والنساء الأجنبيات عليهم لا تباح في الإسلام، لأنها ستؤدي إلى الحرام لا محالة. والمحرم بين الجنسين ليس الزنا فقط وإنما هو أمور كثيرة، كالخلوة والحضن والنظر لما لا تحل رؤيته والخضوع بالقول وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفتنة.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن لجوارح الإنسان حظوظا من الزنا. فقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وفي رواية: ... والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الاختلاط في العمل وعرض المرأة نفسها للزواج
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الثاني 1426 / 02-06-2005
السؤال
أعمل فى وظيفة ما في مكان مختلط للأسف وتعيين حكومي، ولكنى والحمد لله أبعد قدر الإمكان عن الاختلاط حيث إنني مستلم معملا وأحاول أن أجعل عملي فيه غالبا، ولكن ربما تعقد دورات فأقوم بالتدريب فيه على الحاسب الآلى لزملاء العمل وتكون الدورة مختلطة وأغلبها نساء للأسف، والحمد لله أحفظ قدرا كبيرا من القرآن مع التجويد ودراسة لبعض فروع العلوم الشرعية، وفى بعض الأوقات عند الجلوس مع الزملاء فى العمل أقول حديثا أو حكما شرعيا مثل حكم تحريم الغناء والموسيقى ومن قبله عقيدة التوحيد وفضله ومنهج أهل السنة وعلوه عن(27/875)
الباطل بين المناهج الضالة والفرق والحجاب الشرعي وحكمه وشروطه، المشكلة بارك الله فيكم أن بعض النساء فى العمل منهن مطلقات تريد الزواج مني وللأسف منهن متزوجات يردن أن تترك زوجها وتتزوجني، ولكني لا أعير ذلك اهتماما إلا أن الأمر زاد عندما اتصلت إحداهن وقالت ذلك وأنا فى العمل ووجدت زميلا لي فى العمل يخبرني بذلك والله ياشيخ اتفقت اثنتان منهن وأخبرا زميل لي أن يكلمني فى أن يتزوجاني وغير ذلك كثير، وهذه هي المشكلة إنني لست متزوجا وإلى الآن لم أستطع الزواج لارتفاع التكاليف وقلة المرتب والحمد لله على كل حال، فما نصيحتكم، مع العلم أنه ربما لا أخالط أحدا بالأيام إلا فى أتوبيس العمل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن كل ما يمكن أن يسبب له فتنة أو يوقعه في إثم، وإن أكبر ما يتخوف على الرجل منه الفتنة بالنساء ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ويزداد الأمر خطراً في حقك بما ذكرته من النساء اللاتي يردن منك الزواج وهن متزوجات، فإنك إن أصغيت إلى ذلك أو سعيت فيه أي مسعى، فإنك تكون مخبباً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود وأحمد والنسائي وصححه الألباني والسيوطي.
وعليه، فإذا كان بإمكانك إيجاد عمل غير هذا فلا تتردد في تركه، وكذا الحال إذا كنت غير محتاج للعمل فيه أصلاً، وأما إن كنت مضطراً إليه لمعاشك ولم تجد غيره، فلا مانع من بقائك فيه في انتظار وجود فرصة عمل أخرى بعيدة عن مواطن الفتنة، وفي انتظار ذلك حاول -ما استطعت- أن تغض بصرك وتتجنب الحديث مع النساء في غير ما تدعو له الحاجة، مع تجنب الخلوة بهن وكل ما من شأنه إثارة الفتنة.(27/876)
واعلم أنه لا ضرر في أن تعرض المرأة نفسها على من تريد الزواج منه، بشرط انتفاء الخلوة وأمن الفتنة، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله، إني وهبت نفسي لك، فقامت قياماً طويلاً.... إلى آخر الحديث.
فهذا الحديث وغيره مما في معناه يدل على أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على من تريد زوجاً، فإذا وجدت من بين تلك المطلقات أو غيرهن من غير المتزوجات من تصلح لك زوجة فلا مانع من أن تخطبها عند وليها وتتزوجها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
المسلم مطالب بالابتعاد عن مواطن إثارة الغرائز
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الثاني 1426 / 30-05-2005
السؤال
أنا شاب متوسط العمر أحس أحيانا أن بعض الفتيات ينظرن إلي وكأني أحسها نظرات إعجاب... وعندما تبت إلى الله بقي هذا الشعور عندي، وكلما مررت أمام مجموعة من الفتيات في الجامعة أو في الشارع أخاف على نفسي ويراودني نفس الشعور القديم... فهل أنا واقع في الإثم من ذلك الشعور مع كرهي له؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم مطالب وجوباً بالابتعاد عن مواطن الفتن وكل ما يثير الغرائز، وإن أضر فتنة على الرجل هي في النساء، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.(27/877)
ولهذا أمر الله بغض البصر وحفظ الفرج، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، ومع ذلك فالشعور الذي تجده كلما مررت بفتيات لا يوقعك في الإثم، لأنه مجرد حديث نفس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه، لكن الأفضل الابتعاد عنه.
وعليه.. فالواجب عليك أن تنأى بنفسك عن أماكن النساء في الجامعة والشارع وغيرهما صونا لنفسك من الفتنة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... العلاقة غير الشرعية عاقبتها سيئة
تاريخ الفتوى : ... 27 ربيع الثاني 1426 / 05-06-2005
السؤال
أسرد لكم القصة بالتفاصيل:
أنا شاب والحمد لله على خلق، أحببت فتاة أثناء الجامعة يعلم الله روحا بلا جسد لمدة 7 سنوات، كنا خلالها نتقابل ولم أمسك يدها يوما، ونتحدث في التليفون يوميا يعلم الله أنني لم أغازلها غزلا صريحا يوما، وكنت سببا في حجابها وكنا معا نشترك في الصدقات للفقراء، يعلم الله أنني كنت مستاء من استمرار هذه العلاقة بدون زواج خصوصا أن والدها كان مسافرا ويغار جداً علي أبنائه، وما منعني من التقدم إليها هو ظروفي المادية وصارحتها أكثر من مرة بتعذيب ضميري، لكنها قالت أننا يكفينا أننا نطمئن علي بعض، والله يعلم أننا لا نتعدي الحدود، عندما تحسنت الظروف بدأت أسير في إجراءات الزواج ابتلاني الله بوفاة والدي فاضطررت للانتظار لمدة عام وأخبرتها أنها في حل مني، فلقد كان يعذبني أن هناك من يتحدث معها في الزواج وهي ترفض من أجلي، ولكنها أصرت أن تكون معي، وفي أثناء ذلك فقدت جزءا كبيرا من نقودي في التجارة وصارحتها ولكني قررت أن أذهب إلي أبيها بإمكانياتي الحالية لعل الله يوفق، ولأن والدها رجل دائم(27/878)
الشك أخبرتني أني سوف أذهب إلى أخيها أولاً لكي أتعرف عليه ويرشحني عند أبيها، وبالرغم لرفضي لهذا الأسلوب ألا أنني تقابلت مع أخيها على أنني عريس عادي أسعي للتقدم لها وتواعدنا أن نتقابل مرة أخرى، ولكنه لم يتصل بي لأنه شك أنني كنت بمعرفة سابقة بأخته اتصلت به أكثر من مرة ولكنه لم يتحدث، ثم تكرر الموقف مع خالها الذي اشترط لكي تتم الزواج من وجهة نظره أن اشتري للعروس شقة باسمها بحجة عدم معرفتهم بي وهذا ما رفضته، وقررت أن أصطحب والدتي معي ونذهب إلي عائلتها فانقبض قلب والدتي وتحدثت مع صديق لي مر بتجربة زواج فاشلة أن يقنعني بعدم جدوى هذا الزواج ولكنني ضغطت عليها لأنني على علم بالفتاة وأنني واعدتها بالزواج منذ 7 سنوات فلانت الأم على مضض، وفي النهاية وافقت واتفقنا معهم علي ترتيبات الزواج وأصطحبت صديقي معي لكي يكون في عوني إذا والدتي لم تقتنع بالاتفاق واتهمتني أمي أننا تحملنا أكثر من اللازم في النواحي المادية ولكنني أقنعتها في النهاية، وذهبنا لقراءة الفاتحة مع أقاربي ولكننا تفاجانا بأسلوب -بالرغم من تدين الأب- ألا أنه عاملنا بدون لياقة إلي حد بعيد كان نتيجته أن خرجت والدتي وكل الحاضرين مستائين وشعرت أمي بالإهانة من حديثهم في قراءة الفاتحة وتحدثت معهم في التليفون عن ما حدث بكل احترام ولكنني فوجئت بعد الحديث بالفتاة تخبرني أنها أبلغت أهلها أنني اعتذرت لهم عن مكالمة والدتي (وذلك لم يحدث) وهذا ما جعل الموقف يشتعل عندي لأن والدتي لو علمت بالاعتذار المزعوم لاستنكرتني طوال عمري، وقد أبلغتها مع صديقي بأنني لا يمكنني أن أكمل هذه الزواج طالما الأمور تسير بهذا الشكل وقد حمل صديقي الرسالة لأنني أحبها وفي نفس الوقت أحافظ علي كرامتي كنت لا أستطيع مواجهتها بعدم التكملة مما دفع الفتاة بتقديم الاعتذار وأنها سوف تقف إلي جانبي لأنها تحبني وستضغط على أهلها لكي يتغير الأسلوب، في هذه الفترة حدث أكثر من مشادة بيني وبينها على نفس الموضوع مما جعلها تتصل بصديقي ليلا لتعلم إذا ما كنت غاضبا فاتصلت بها وحذرتها أن تتصل بصديقي مرة أخري خاصه ليلا لأنني لم أكن لأقبل بذلك، وأن دوره انتهي بيننا وقررت الذهاب إلى والدها لكي نتم إجراءات الخطوبة واصطحبت صديقي(27/879)
من دون والدتي وفاجأني صديقي قبل دخولي بيتها أنها كانت تتكلم معه أكثر من مرة لتعلم الموقف عندنا وأنها قلقة للغاية من هذه المقابلة وفوجئت بأبيها يتحدث معي بدون لباقة -يحضر لي شهادة بأنه من نسل الحسين في ظرف ويصر على أن أغادر منزله وفي حوزتي الشهادة- فسرت الموقف أن الرجل يريد توصيل الشهادة لوالدتي، ولكن بطريقة فيها تحد فتملكت نفسي وتحدثت معه في كل تفاصيل الخطوبة وعندما خرجت سارعت بالاتصال بها وأبلغتها أنني لم أعد أتحمل هذه الإهانات فكان ردها أننا لا نصلح أن نكمل سويا، سارعت لتصحيح الوضع ولكنها رفضت رفضا تاما أن تتحدث معي وتغلق محمولها في وجهي بالرغم أنني الذي شعرت بالإهانه من موقف أبيها، دعوت صديقي إلى الحديث ليشرح لها الموقف لأنه كان معي في المقابلة لمدة 3 أيام ولكنها رفضت بل وعلمت أنها جعلت أحد صديقاتها تتصل بالمنزل عندي وتدعي أنها أخت العروس وأبلغتنا أن الموضوع رسميا انتهي، طلبت من صديقي أن ينسحب وجعلت أختي تتصل بها وتطيب من خاطرها واتصلت بوالدتها وتوسلت إليها أن أجلس مع ابنتها لكي اعتذر لها عن أي شيء فعلته لأنني أحبها وامهلتني أمها 3 أيام لتشاور ابنتها ولكنها ردت علي بأن بنتها مصممة على الرفض بحجة أنها لم تكن تعرفني حق المعرفة طوال هذه الفترة!!!!! مرت علي الأيام كما السنين واتصلت بصديقي لتخبره أنها تريد اهداءات هداياها المكتوبة بخطها وتهددني إذا حاولت استغلالها وهذا أقسم بالله لم يأت بخاطري لحظة رغبت أن أرسل لها هداياها مع فتاة ولكنها أصرت على إرسالها مع صديقي وهذا ما
وصلني، سيدي ما اكتشفته بعد ذلك هو العجب العجاب من كانت خطيبتي تعيش الآن بعد 10 أيام من فسخ الفاتحة أعنف قصة حب مع صديقي الذي لم تعرفه ألا عن طريقي ولفترة وجيزة جداً، علمت ذلك بعدما قرأت رسائلها على محموله وعن طريق مكالمات تفصيلية للخط الذي كان يستخدمه، وللأسف كان مملوكا لي وأن صديقي لم يتورع في الكلام معها بالرغم من أنني أمرته بعد ما خابت مساعيه "المزعومة" للإصلاح وأنه احتال علي لتوصيل هداياها لها وأنهم جلسوا أكثر من ساعتين معا عند لقائهما معا لتوصيل الهدايا وأن المكالمات بالساعات(27/880)
ورسائل الفجر لم تنقطع بينهم مطلقا بعد وحتي مرور أكثر من شهر الآن على فسخ الفاتحة، لا أحد يتصور كم كنت أشعر بالذنب مع الذهول من فسخ الفاتحة وكم شعرت بالصدمة بعدما علمت الحقيقة أنا أعلم أن صديقي هذا إنسان مستهتر أخبرتها في رسالة لي بعد علمي بالموضوع بذلك ولكني بطريقة ما علمت أن مكالماتهم لم تنقطع على خط محمول آخر له.. الله يعلم أنني لم أكذب في حرف، ما هو رأي الدين فيما حدث منهما؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد من ذكر الحكم الشرعي لعلاقتك بهذه الفتاة قبل أن نجيبك عن رأينا فيما حدث، فإنه لا يجوز ربط علاقة صداقة (وحب) مع فتاة أجنبية فذلك غير مقبول ولا يسوغه ما ذكرت من كون العلاقة كانت طاهرة وفيها تعاون على الخير، وذلك أن المبدأ الشرعي ينهى عن العلاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج لأن فيها محاذير وتؤدي إلى نهايات لا تحمد عقباها، والواقع خير شاهد على ذلك، ونحسبك لا ترضى لأختك مثل هذه العلاقة فكيف ترضاها لأخوات المسلمين.
ولعل ما جرى لك مع هذه الفتاة من شؤم تلك العلاقة غير المشروعة، ولذا فنصيحتنا لك أن تجعل نصب عينيك في بحثك عن شريكة حياتك أن تكون ذات دين لأنها هي التي تحفظك في نفسك وتخاف الله سبحانه فلا تخونك، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها حيث قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
أما صديقك فقد ارتكب إثماً وقارف ذنباً حيث خبب مخطوبتك وأفسدها عليك، إضافة إلى أن الوفاء مع الصديق وعدم خيانته من واجبات الصداقة، وفي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/881)
الفتوى : ... العلاقة خارج نطاق الزواج
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الثاني 1426 / 30-05-2005
السؤال
يا شيخ أنا في حيرة عميقة جدا. باختصار أنا أحب فتاة وأريد أن أتزوجها إن شاء الله
وأنا مرة أكلمها وفي يوم من الأيام رآنا أبو الفتاة ووجدنا لكننا لم نفعل شيئا حراما، في يوم قبلتها لكن أستغفر الله تعالى .ثم لما وجدنا ما كان منها إلا أن تقول الحقيقة بأن كلا منا يحب الآخر والآن ماذا أفعل يا شيخ هل لا بد أن أتكلم مع والديها؟أنا عمري 16 سنة وهي أيضا.ووالدي لا يعرفون من الأمر شيئا، ولا أريد أن يعرفا وإلا تكون فضيحة كبيرة.، وأنا نيتي كنت أريد فقط بأن أعرفها وأتزوجها إن شاء الله.لكن والداها يعرفان الآن.ساعدني يا شيخ.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز إقامة علاقة مع فتاة خارج نطاق الزواج بحجة (الحب ) وسبق بيانه في الفتوى رقم 4220، والفتوى رقم: 48990، والفتوى رقم: 61937.
فيجب عليك التوبة من هذه العلاقة بالإقلاع عنها والندم والعزم على عدم الرجوع إليها.
وإذا كنت تريد الزواج بالفتاة تلك فعليك أن تتقدم بطلب خطبتها من والدها.
وينبغي لك إخبار والديك بعزمك على الزواج بهذه الفتاة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
نظر الزوج إلى النساء الأجنبيات
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الثاني 1426 / 25-05-2005
السؤال(27/882)
ما حكم من ينظر إلى النساء مع العلم بأن زوجته على قدر من الجمال والدين والأخلاق والعلم والمكانة الاجتماعية ورزق منها بالذرية ؟ وماذا على الزوجة أن تفعل أكثر من التزين له والتودد له ؟ وهل يجوز له أن يتزوج عليها مع العلم أنها اشترطت عليه منذ بداية زواجهما ألا يتزوج عليها وأنها سوف تطلب الطلاق إن تزوج عليها وقد وافق على هذا الشرط ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنظر إلى النساء محرم وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 54770، وأما هل يجوز له الزواج بثانية مع اشتراط الأولى أن لا يتزوج عليها فسبق الكلام عنه في الفتوى رقم: 32542. مع أننا ننصح المرأة بأن تصبر على زوجها ولو تزوج عليها، فإن صبرها معه خير لها، وهي مأجورة عليه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
هل ياثم الزوج إذا تذكر امرأة خطبها من قبل
تاريخ الفتوى : ... 16 ربيع الثاني 1426 / 25-05-2005
السؤال
فإني أشهد الله أني أحبكم فيه..أما بعد : قبل خمس سنوات كنت قد أحببت فتاة ومن شدة تعلقي بها تقدمت لخطبتها وتحدثت مع أخيها ولكن إذا أراد الله أمرا لايكون لمؤمن ولا مؤمنة الخيرة.. رفض أهل البنت وأجبروها على الزواج برجل مطلق وله بنت بعد فترة بسيطة من تقدمي لها وظل ذلك الحزن يرافقني إلى أن أصبت ببعض الأمراض الجلدية ( أسأل الله لكم العافية ) من الصعب علاجها وغير المعروف تشخيصها.. وحسب علمي أن الفتاة قد أدت فريضة الحج وهي متدينة أسال الله القدير أن يوفقها ويرحمها ويغفر لها... وأنا الآن متزوج منذ قرابة ستة أشهر وراض بما قسم الله لي .. ولكن هذه المرأة تتردد في بالي في كثير من الأحيان ثم أستغفر الله وأستعيذ من الشيطان... هل أكون آثما إذا ذكرتها ؟ ولو(27/883)
أنني كتمت شعوري ناحيتها واحتسبت أجري عند الله أؤجر على ذلك ..؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية نسأل الله عز وجل أن يأجرك في مصيبتك وأن يخلف عليك خيرا منها وأن يشفيك من مرضك ، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته. رواه مسلم. وقد أحسنت بالرضا عن الله ، نسأل الله أن يرضيك
كما رضيت بقضائه، قال صلى الله عليه وسلم : وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه. أما سؤالك هل تأثم على تذكرها ، فليس في ذلك إثم إن شاء الله ، لأنه مجرد حديث نفس، وقد عفا الله سبحانه عن ما حدث به الإنسان ما لم يعمل أويتكلم، لقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم . رواه مسلم. وتراجع الفتوى رقم: 58247. وأما عن كتم مشاعرك نحوها واحتسابك الأجر هل تؤجر على ذلك؟ فلاشك أن من كتم حبه لشخص وعف عن الحرام فإنه يؤجر على ذلك، وقد ورد حديث في هذا لكن في سنده ضعف وهو : من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد. إلا أن معناه صحيح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى : بعد أن ذكر هذا الحديث: لكن المعنى الذي ذكره دل عليه الكتاب والسنة، فإن الله أمرنا بالتقوى والصبر، فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرمه الله، من نظر بعين، ومن لفظ لسان، ومن حركة بيد ورجل. انتهى كلامه. وراجع الفتوى رقم: 20087، والفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
عشرون مخالفة شرعية تقع ليلة الزفاف ... العنوان(27/884)
هل لكم أن تبينوا لنا المخالفات الشرعية الواقعية التي تحدث ليلة الزفاف لنقوم بتجنبها؟
... السؤال
13/05/2004 ... التاريخ
مجموعة من الباحثين ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:-
يمكننا أن نعد أبرز المخالفات الشرعية التي تتم في ليلة الزفاف في النقاط التالية:-
1- إقامة حفلات للغناء الماجن، والموسيقى الصاخبة. فالغناء الجائز في هذه الليلة هو مالم يحرك الشهوات، ولا يستثير النزوات، ولا يصف العورات، والدف في هذه الليلة يكاد الفقهاء يجمعون على جوازه، وبعضهم يجعله مستحبا، وما عدا الدف من آلات الموسيقى محل خلاف بين أهل العلم إلا الموسيقى التي تجعل الناس في حالة من الهياج والغياب فهذه ينبغي أن لا يكون فيها خلاف في منعها. وبالجملة ففرق حفلات الغناء الإسلامية تلتزم إلى حد بعيد بضوابط الغناء، أما الفرق العادية فقلما تخلو من مخالفة شرعية.
2- الرقص في حفل الزفاف.
3- إظهار دم البكارة ، والتفاخر به.
4- فض بكارة المرأة بالإصبع فهذا أمر محرم؛ لما فيه من إيذاء الزوجة وإيلامها وامتهانها، وقد يحدث هذا نزيفا يحتاج إلى تدخل جراحي.
ثم إن الزوجة إذا رأت من زوجها ذلك في أول عهدها به تكونت عندها رواسب تبغضها في عملية الجماع ، ويجعلها تخاف ذلك وتخشاه.
والشريعة توجب في مثل هذه الحالة تأديب الزوج وإلزامه بغرامة مالية كنوع من التعويض لكرامة هذه الزوجة عن هذا الامتهان الذي تعرضت له ومحل ذلك إذا رفع الأمر إلى القضاء، والواجب على الزوج أن يبدأ حياته بطاعة فلا خير في أمر يبدأ بمعصية الله.(27/885)
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:-
قال المالكية : إذا أزال الزوج بكارة زوجته بأصبعه تعمدا , يلزمه حكومة عدل ( أرش ) يقدره القاضي ( أي عليه غرامة مالية لزوجته يقدرها القاضي) وإزالة البكارة بالأصبع حرام , ويؤدب الزوج عليه
5- إظهار العروس زينتها أمام غير النساء أو محارمها.
6- الاختلاط المسف المفضي إلى تقارب الأبدان واختلاط الأنفاس.
7- لبس العروس للملابس التي تعتبر من شعائر الكافرات أو الفاسقات، والتشبه بهن في ذلك.
8- إحضار رجل أجنبي يقوم بتصوير العروسين إذا كانت العروس مظهرة لزينتها، أو كانت تظهر أكثر من وجهها وكفيها.
9- إعطاء فيلم التصوير لرجل يقوم بتحميضه؛ لأنه يمكنه من الاطلاع على العورات.
10- الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب وسائر المباحات.
11- تجاوز العروس في زينتها حتى لو لم يرها سوى زوجها كنمص الحاجبين، والتفليج بين الأسنان، ووصل الشعر.
12- استعانة العروس بامرأة أخرى في إزالة شعر عانتها لما فيه من اطلاعها على عورتها وهو حرام.
13- تضييع الصلاة في هذا اليوم، أو تأخيرها عن موعدها فهو حرام، ويمكن للعروسين أن يصليا في هذا اليوم المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير بنية الجمع فرارا من ترك الصلاة ، أو إخراجها عن وقتها دون نية.
14- وضع المرأة للمونيكير حيث يمنعها ذلك من الوضوء؛ لأن الوضوء لا يصح مع هذه الموانع.
15- ذهاب المرأة إلى مصفف للشعر( الكوافير) إذا كان رجلا، أو امرأة نصرانية، ويجب الاكتفاء بمصففة الشعر المسلمة.
16- قيام بعض الرجال بخضب أيديهم بالحناء، فخضاب الرجل ليديه ورجليه بالحناء دائر بين الحرمة والكراهة.(27/886)
17- قيام العريس بإلباس العروس للشبكة قبل العقد عليها، ففي ذلك ملامسة بالأبدان، واقتراب بالأنفاس، وهذا لا يجوز إلا بعد العقد.
18- امتناع المرأة من الغسل عند الصلاة إذا أصابها زوجها خوفا على بهاء شعرها.
19- السهر الطويل والمتأخر ، وتضييع صلاة الفجر.
20- خروج العريس بزوجته في المدينة للتنزه وهي بملابس زينتها التي تظهر مفاتنها وعورتها.
والله أعلم .
ــــــــــــــ
موقف الشرع من تواجد الرجال والنساء في قاعة الدراسة
تاريخ الفتوى : ... 14 ربيع الثاني 1426 / 23-05-2005
السؤال
أعاني من ضعف في اللغة الإنجليزية وهي مهمة لكي ابتعث لأن الدراسة بالإنجليزي السؤال هل يجوز أن أدخل في صف مختلط البنات في جهة والأولاد في جهة وأعطي ظهري للبنات يعني ما أشوفهم والمدرس رجل لأنه معروف أنه إذا كانت مدرسة فلن أستطيع غض البصر فسؤالي هل يجوز لي الدراسة في هذا الصف المختلط إذا غضضت البصر لأنه أفضل معهد لتعليم اللغة الإنجليزية المكثفة وباقي المعاهد تجارية باختصار هل يجوز ذلك أم لا الرجاء الإسراع بالرد لأنني في أمس الحاجة لهذه الفتوى قبل أن أتورط وأدفع الفلوس بعدين تجيني الفتوى، وجزاكم الله خيرا على هذا الجهد وجعل الجنة مثواكم على هذه الجهود الجبارة .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يقول الله تبارك وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى(27/887)
جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ{النور: 30ـ31}. وقال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري عن ابن عباس: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء.. متفق عليه عن عقبة بن عامر.
وعلى هذا، فيجب على المسلم أن يحترس من الاختلاط بالنساء الأجنبيات فإن ذلك عرضة للنظرة المحرمة، وللحديث الذي ربما يؤدي إلى ما لا تحمده عقباه. وقد سد الإسلام كل المنافذ التي تؤدي إلى الحرام ولو كانت مباحة في أصلها سدا لذريعة الفساد. وهذا أصل ثابت في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نعلم أن كثيرا من الشابات ومن الشبان ـ هداهم الله ـ لا يلتزمون بالآداب والتعاليم الشرعية، وربما توجد بعض الفتيات غير المحجبات.. وهذا كله من أسباب الفتنة والفساد. والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من فتنة النساء أشد تحذير فقال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. كما في الصحيحين وغيرهما.
ومن هذا يعلم السائل الكريم خطورة التهاون بالاختلاط مع النساء وأنه ذريعة إلى الوقوع في الفتنة بهن. ومع هذا فليس كل اختلاط بين الرجال والنساء يعد محرماً، فوجود النساء والرجال تحت سقف واحد وبدون حائل مع تمايز البعض عن البعض وعدم المماسة مع غض البصر من الجميع والتستر الكامل لا يحرم، وقد كان معروفا في القرون السابقة.
وعليه.. فنقول للسائل: إذا كان الاختلاط الذي تذكره في المعهد من هذا القبيل فلا يكون محرماً. مع أن الأحوط والأبرأ للذمة الابتعاد عن كل مكان يحصل فيه الاختلاط بين الجنسين في هذا الزمان الذي قل فيه الوزاع الديني وكثر فيه الفساد، وراجع الفتوى رقم: 8221. والفتوى رقم: 48092.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
تعطر المرأة في بيتها(27/888)
تاريخ الفتوى : ... 14 ربيع الثاني 1426 / 23-05-2005
السؤال
هل يجوز للمر أة التعطر حتى وإن كانت في بيتها ولكن في وجود أجانب عنها.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تتعطر مع وجود رجال أجانب عنها يجدون ريح عطرها، سواء كان ذلك في بيتها أو خارجه، لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية. رواه النسائي والترمذي. وبنحوه أبو داود وصححه الألباني. فالمنهي عنه في الحديث أن تضع المرأة عطرا حيث يشم رائحته الرجال، ولم يقيد ذلك بكونه في البيت أو خارجه. وأما إذا كان هؤلاء الرجال لا يجدون ريحها بأن كان العطر ليس له رائحة، أو كانت بعيدة عن مكان تواجدهم فإنه لاحرج عليها في ذلك، لأن الوصف المعلق عليه الحكم هو أن يجد الرجال الأجانب ريح عطرها. وللمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى التالية: 15387،43431 ،54122.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الحجاب والحشمة لا يبرران الخلوة
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1426 / 22-05-2005
السؤال
قول الرسول صلى الله عليه وسلم {لا يخلو رجل بامرأة إلا والشيطان ثالثهما}
باعتبار مجتمعنا اليوم . فإن المرأة تضطر للخروج . وتضطر لركوب سيارة الأجرة مع رجل أجنبي ليوصلها إلى مكان معين مع العلم أن المرأة محتجبة محتشمة تخاف الله. فهل هذا الأمر معني في هذا الحديث ؟
أرجو السماح على هذا الإزعاج لكنني لم أستلم رقمي الأجوبة التالية منذ شهر
رقم السؤال:266651(27/889)
والثاني:256519
وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم ورعاكم الله برعايته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخروج المرأة صحبة سائق أجنبي في سيارة بمفردهما يعتبر من الخلوة المحرمة التي ثبت النهي عنها في الحديث الصحيح، وكونها متحجبة محتشمة ليس بمبرر شرعي للخلوة المذكورة، وراجعي الفتوى رقم: 19705 والفتوى رقم: 4091.
وقد تقدم الجواب على سؤاليك المذكورين تحت الفتوى رقم: 57751، والفتوى رقم: 61974
والله اعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الاختلاط في الطواف غير مشروع.
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الثاني 1426 / 19-05-2005
السؤال
تم الفصل بين النساء والرجال في الصلاة وزيارة قبر الرسول في مسجد رسول الله ولم يتم حتى الآن هذا الفصل في الطواف والسعي والصلاة في المسجد الحرام رغم الزحام الشديد الذي يؤدي حتماً للمس الرجال للنساء والعكس ويجعل الوقوع في الإثم أمرا لا يمكن تفاديه ومع ذلك لا نرى من يتكلم في ذلك باعتباره أمر عادى! يجب قبوله فمن يتحمل هذا الإثم الذي يقع داخل المسجد الحرام ؟ الموضوع في منتهى الخطورة لأننا لكي نصلح المجتمع الإسلامي يجب أن نمنع الآثام التي تقع في نقطة تجمع المسلين على الأرض (المسجد الحرام) الحلول كثيرة وسهلة لتفادي اختلاط الرجال والنساء داخل المسجد الحرام ، ولكن يبدو أن العلماء يرون أن الاختلاط في مسجد الرسول حرام أما الاختلاط في المسجد الحرام حلال!
الفتوى(27/890)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الرجال والنساء إذا خشيت معه الفتنة لا يباح في أي حال من الأحوال. وإذا قلنا بعدم إباحته في مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي الأماكن الأخرى، فإنه في المسجد الحرام أحرى بعدم الإباحة. وراجع في ذلك ما كنا قد بيناه مفصلا في فتوانا رقم: 22371.
فقد ذكرنا فيها ما ينبغي أن تفعله النساء في الطواف كما نص عليه أهل العلم، وأن ما يجري من الاختلاط الآن حول البيت غير مشروع.
ولذا، لا ينبغي أن نتهم علماء المسلمين بأنهم يقرون الاختلاط، أو أنهم يرونه في المسجد الحرام أخف منه في غيره. وعلى المسلم أن يتجنب الاختلاط في الطواف وفي غيره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وإذا حدث شيء منه من غير أن يكون مقصودا فنرجو أن لا يكون في ذلك بأس.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... العلاقة المحرمة بين الزوج وطليقته
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1426 / 17-05-2005
السؤال
أريد أن أعرف حكم الشرع إذا علمت الزوجة بأن زوجها على علاقة بطليقته من خلال رسائل حب وغرام على الموبايل من الطرفين, والمكالمات الهاتفية بينهما, مع العلم بأن زوجي قد طلق هذه المرأة قبل زواجنا وقال لي بأن علاقتهما انتهت للأبد وكانا متزوجين زواجا شرعيا، ولكن بدون علم أهله أو أهلها وتزوجت منه بدون ولي وهي مطلقة ولديها بنتان فى الجامعة وتكبر زوجي بعشر سنوات, والآن اكتشفت أنهما ما يزالان على علاقة ولا أعلم كيف أواجه زوجى بذلك أو كيف أواجه هذا الموقف، وكيفية التصرف بعقل وحكمة حتى لا أخسر زوجى وفي نفس الوقت أريده أن يقطع علاقته بها، مع العلم بأنه طلقها الطلقة الثالثة، أفيدوني أفادكم الله؟(27/891)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن علاقة زوجك بطليقته حرام ومنكر، ومن واجبك تغيير هذا المنكر بما تقدرين عليه وبما هو في استطاعتك، ومن ذلك النصح له بترك هذه العلاقة، إما مباشرة أو عن طريق حثه على قراءة كتاب أو سماع شريط يتحدث عن حرمة هذا العمل وعاقبته السيئة في الدنيا والآخرة، وفي حال كان النصح مباشراً فيكون بلين وحكمة مع تحين الوقت المناسب لذلك، وعدم المجادلة والخصام، وبنية إنقاذه من هذا الذنب والشفقة عليه منه.
كما أنه بإمكانك صرفه عن هذه المرأة بأن تنظري ما يعجب زوجك منها فتفعليه ما لم يكن حراماً، من تزين وحسن تبعل وما يتعلق من ذلك بأمور الجماع، بحيث تجعلينه يستغني بالحلال عن الحرام ولا يكون به حاجة إلى هذه المرأة ولا غيرها.
هذا ما يحضرنا من وسائل وأسباب ربما تكون حلا لمشكلتك، وبإمكانك أن تتخذي من الأسباب والوسائل ما ترينه مناسباً بحسب حال زوجك وشخصيته وما يمكن أن يؤثر فيه، وكما قلنا في البداية فإن هذا منكر من واجبك تغييره بما تستطيعين، ومعلوم أن آخر مراتب إنكار المنكر الإنكار بالقلب، وهذا أضعف الإيمان كما جاء في الحديث، ونسأل الله سبحانه أن يتوب على زوجك من هذه العلاقة المحرمة وأن يلهمه رشده.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الاختلاط: تعريفه وحكمه وضوابطه ... العنوان
نريد أن نعرف حكم الاختلاط بين الرجال والنساء وهل الأصل فيه الجواز أم المنع ؟وما ضوابط هذا الاختلاط ؟ ... السؤال
12/04/2004 ... التاريخ
... ... الحل ...
...(27/892)
...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فقد
ورد في كتاب المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية للأستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكليات الحقوق والآداب والدراسات الإسلامية بجامعة بغداد سابقابحث مفصل عن أحكام الاختلاط ننقل عنه هنا باختصار وتصرف ما يلي :ـ
الاختلاط في اللغة
جاء في "لسان العرب" خَلَط الشيء بالشيء يخلطه خلطًا وخلطه فاختلط: مزجه. وخالط الشيء مخالطة وخلاطًا: مازجه. والخلاط: اختلاط الإبل والناس والمواشي.
المراد من الاختلاط:
نريد بالاختلاط، اختلاط النساء بالرجال، أي: اجتماع بعضهم مع بعض أو اجتماع امرأة مع رجل. وهذا الاجتماع بين المرأة والرجل (وهما أجنبيان) في مكان واحد يترتب عليه عادة وغالبًا مقابلة أحدهما للآخر، أو نظر أحدهما للآخر أو محادثة بينهما. فما حكم هذا الاختلاط من جهة الحظر والإباحة؟
والاختلاط بالمعنى الذي بيناه هل الأصل فيه الحظر أم الإباحة؟ لمعرفة الجواب الصحيح نسأل السؤال التالي: هل المرأة كالرجل تمامًا في الاختلاط مع الرجل الأجنبي منها؟ أي: هل هي في اختلاطها مع رجل أجنبي، كاختلاط رجل مع رجل أجنبي منه دون أي فرق أو اختلاف؟
والجواب: لا، بكل تأكيد، فلم يقل أحد إنها كالرجل في اختلاطها مع الرجل الأجنبي. وحيث أن الأصل في اختلاط الرجل بالرجل الأجنبي هو الإباحة، والمرأة ليست مثله في الاختلاط بالرجل، فالأصل، إذن، في اختلاطها بالرجل هو الحظر وليس الإباحة. وهذا واضح إن شاء الله تعالى.
يجوز الاختلاط في بعض الحالات:-(27/893)
إن الحظر هو الأصل في اختلاط النساء بالرجال، ولكن يجوز الاختلاط في بعض الحالات للضرورة الشرعية، أو للحاجة الشرعية، أو للمصلحة الشرعية، أو لجريان العادة بهذا الاختلاط، ونذكر فيما يلي هذه الحالات:
-الاختلاط للضرورة
:
من أمثلة الاختلاط للضرورة ما قاله الإمام النووي ، فقد قال رحمه الله تعالى: "وقال أصحابنا: ولا فرق في تحريم الخلوة حيث حرمناها بين الخلوة في صلاة أو غيرها. ويستثنى من هذا كله مواضع الضرورة بأن يجد امرأة أجنبية منقطعة في الطريق أو نحو ذلك، فيباح له استصحابها بل ويلزمه ذلك إذا خاف عليها لو تركها، وهذا لا خلاف فيه". ومن صور الضرورة فرار الرجل الأجنبي بالمرأة تخليصًا لها ممن يري بها الفاحشة، إذا كان الفرار بها هو السبيل لتخليصها. ونحو ذلك من حالات الضرورة
.
- الاختلاط للحاجة:
أ- الاختلاط لإجراء المعاملات الشرعية:
وكما يجوز الاختلاط للضرورة يجوز للحاجة أيضًا، ومن حالات الحاجة، ما يستلزمه إجراء المعاملات المالية الجائزة لها من بيع وشراء وغيرهما، لأن إجراء هذه المعاملات يستلزم عادة اجتماعها مع الرجل للمساومة ورؤية محل العقد، ثم إبرام العقد، ولكن يشترط عدم الخلوة بالرجل لأنها محرمة ، كما يلزمها أن لا تخرج متبذلة، وأن تلتزم حدود الشرع وأحكامه في لباسها وفي كلامها وصوتها مع الآخرين على النحو الذي بيناه من قبل.
ب- الاختلاط لحاجة مباشرة أعمال القضاء:
يجوز للمرأة أن تتولى القضاء في غير الحدود على رأي الحنفية، أو في جميع القضايا بما فيها الحدود عند الظاهرية والإمام الطبري، ومن المعلوم أن مباشرة وظيفة القضاء تستلزم أن تقتضي اجتماعها بالرجال من مُدعين أو مُدّعى عليهم،(27/894)
ولكن يجب أن تحذر من الخلو بهم وهذا ممكن، ولا تقتضيه أعمال القضاء بالضرورة.
ج- الاختلاط لغرض تحمل الشهادة:
يجوز للمرأة أن تكون شاهدة في قضايا الأموال وحقوقها، قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه..?، إلى قوله تعالى:
(واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء. )
وتحمل المرأة الشهادة يستلزم حضورها ما تشهد عليه من معاملة، وقد تكون بين رجلين أو أكثر، فيجوز لها هذا الحضور وما يقتضيه من اجتماعها بأطراف المعاملة من الرجال.
د- الاختلاط لغرض أعمال الحسبة:
ذكر الإمام ابن حزم في "المحلي" أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- ولى (الشفاء) – وهي امرأة من قومه –السوق. أي: ولاها الحسبة في السوق، لتأمر بالمعروف من أعمال السوق وتنهي عن منكرات السوق، هذا يستلزم مخالطتها لأهل السوق من الرجال الأجانب حتى تقوم بالاحتساب عليهم.
هـ- الاختلاط لغرض خدمة الضيوف:
يجوز للمرأة أن تجتمع مع الضيوف الأجانب إذا كان معها زوجها، وكانت هناك حاجة مشروعة لوجودها وحضورها؛ لأن وجود زوجها معها يمنع الخلوة بالأجنبي، وفي واجب الضيافة الذي يستلزم قضاؤه وجود الزوجة فيجوز وجودها ولو أدى إلى اجتماعها واختلاطها بالضيوف. وقد دل على هذا الجواز –جواز اختلاطها بالأجانب –لهذه الحاجة الحديث الشريف الذي أخرجه إمام المحدثين البخاري – رحمه الله تعالى-، وقد جاء فيه: "لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فما صنع لهم طعامًا ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد، بلت تمرات في تور من حجارة من الليل، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته فسقته، تتحفه بذلك".(27/895)
وقد جاء في شرح هذا الحديث: "وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه عند الأمن من الفتنة، ومراعاة ما يجب عليها من الستر، وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك. وفيه جواز إيثار كبير القوم في الوليمة بشيء دون من معه".
و- الاختلاط لغرض إكرام الضيف بالأكل معه:
ويجوز للمرأة أن تأكل مع زوجها ومع الضيف إكرامًا له أو لغرض مشروع، فقد جاء في "صحيح مسلم" في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يُضيف هذا الليلة رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى أهله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني. قال فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل: فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. قال فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة".
قال النووي في شرحه لهذا الحديث: "هذا الحديث مشتمل على فوائد كثيرة.. منها الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه – أي من الأكل-، رفقًا بأهل المنزل لقوله: أطفئ السراج وأريه أنا نأكل، فإنه لو رأي قلة الطعام وأنهما لا يأكلان معه، لامتنع من الأكل". ومعنى ذلك أن الأنصاري وامرأته جلسًا مع ضيفهما للأكل معه وإن لم يأكل فعلاً؛ إيثارًا للضيف على نفسيهما، فأنزل
الله تعالى فيهما في كتابه العزيز
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة)
وفي الحديث أيضًا فضيلة الإيثار.
وهذا كله يدل على جواز أكل الزوجة وزوجها مع الضيف، وإنما جاز هذا الاختلاط لحاجة إكرام الضيف والقيام بواجب ضيافته.
ز- الاختلاط في السيارة العمومية لحاجة استعمالها:
يجوز للمرأة الخروج من بيتها لقضاء أشغالها المشروعة وإن استلزم ذلك اختلاطها بالأجانب، كأن تخرج من بيتها لزيارة أبويها، أو شراء شيء لها، أو(27/896)
ذهاب إلى المستشفى للعلاج، أو إلى الحمام عند الحاجة إليه، فتضطر إلى ركوب السيارة العمومية فيحصل اختلاطها بالراكبين من الرجال فتجلس بجنب أحدهم أو تقف بجنبه، وقد يحصل الاختلاط في المستشفى عند مراجعة الطبيب أو عند أخذ الدواء ونحو ذلك. وهذا الاختلاط تسوغه الحاجة المشروعة.
ح- الاختلاط للقيام بأعمال الجهاد:
ومن أمثلة هذا النوع من الاختلاط اشتراك النساء في الجهاد، بأن يقمن بنقل الماء إلى المقاتلين ومداواة الجرحى منهم، ونحو ذلك من الأعمال وكلها جائزة ومشروعة، وإن استلزمت أو اقتضت مخالطة النساء للرجال؛ لأن هذه الأعمال تحقق مصلحة شرعية أذن الشرع الإسلامي للنساء بالقيام بها، ويدل على ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الربيع بنت معوذ قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة"، وروى البخاري "أن عائشة وأم سليم – رضي الله عنهما – كانتا تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها ، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم".
وفي "صحيح مسلم" عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين الماء ويداوين الجرحى".
ط- الاختلاط لغرض استماع الوعظ والإرشاد:
ومن اجتماع المرأة بالرجل للمصلحة الشرعية، اجتماع الرجل بالنساء لوعظهن وتعليمهن أمور الدين، سواء كان وحده أو كان معه شخص آخر، فقد روى الإمام البخاري عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبل ولا بعد، ثم مال على النساء ومعه بلال فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تلقي القلب والخُرْص".
ك- الاختلاط لجريان العادة به:
قال المواق- وهو من فقهاء المالكية- في "الموطأ": "هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم أو مع غلامها؟ قال الإمام مالك: لا باس بذلك على وجه ما يعرف للمرأة أن تأكل معه من الرجال، وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يواكله". فالمرأة يجوز لها أن تأكل مع زوجها ومع من اعتاد أن يأكل معه، وكذلك يجوز لها أن(27/897)
تأكل مع من عرف عن المرأة أنها تأكل معه، كما لو كانت تأكل مع قريب لها غير ذي محرم منها.
ولكن هذا الجواز لجريان العادة به يجب أن تلتزم المرأة عند مباشرته بالآداب الإسلامية والأحكام الشرعية في لباسها، وكلامها، وصوتها، وما تبديه من زينتها، وفي نظرها الأجنبي، وفي نظر الأجنبي لها.
ل- ما جرت به العادة من الاختلاط في الوقت الحاضر:
ومن الاختلاط الذي جرت به العادة في وقتنا الحاضر اختلاط النساء بالرجال، في بعض أوساط المجتمع، وذلك في زيارة الأقارب بعضهم لبعض في المناسبات، أو في زيارة الأصدقاء بعضهم لبعض في المناسبات، أو في زيارة الأصدقاء بعضهم بعض في المناسبات أيضًا، فيحصل اختلاط بين النساء والرجال حيث يجلسون جميعًا في غرفة واحدة، وقد يأكلون جميعًا على مائدة واحدة، فهذا النوع من الاختلاط جائز، إذا التزم الجميع فيه بالآداب الإسلامية والأحكام الشرعية المتعلقة باللباس والكلام والنظر وستر ما يجب ستره شرعًا من البدن بالنسبة للنساء والرجال، فعلى المرأة مثلاً أن تلبس اللباس الشرعي الذي بينا أوصافه، وأن لا تبدي من بدنها إلا الوجه والكفين، وأن يكون كلامها وصوتها على النحو الذي بيناه، أن يكون نظرها إلى الرجال خاليًا من الشهوة وكذا يجب أن يكون نظر الرجال إليهن، وأن لا تكون خلوة الرجل بالمرأة، وهذا الذي نشترطه لجواز هذا الاختلاط يشمل الأقارب كأبناء العم والخال، وأبناء العمة والخالة، فهؤلاء بمنزلة الأجانب بالنسبة لاجتماع المرأة بالرجل وبالنسبة للباسها وما تبديه من بدنها، فلا يجوز التساهل معهم في هذه الأمور بحجة أنهم من الأقارب، وقد بينا هذا من قبل. فإذا لم يحصل التزام بهذه الحدود والأحكام الشرعية فلا يجوز هذا الاختلاط.
والله أعلم
ــــــــــــــ
... لا مؤاخذة على نظر الفجأة
تاريخ الفتوى : ... 07 ربيع الثاني 1426 / 16-05-2005
السؤال(27/898)
أود منكم شرح الحديث الشريف:
http://www.islamweb.net/ver2/archive/showHadiths2.php?BkNo2&KNo16&BNo2
ألا يعتبر هذا خيانة؟ جزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على المسلم أن يلتزم بالأدب فيما يتعلق بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يحسن به الظن، واعلم أن النظر نوعان:
نظر الفجأة وهو غير مؤاخذ به، لقوله لعلي: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أبو داود والترمذي، ومثله نظر الطبيب أو المعامل للمرأة لحاجة أو ضرورة، وأما النظر العمد إلى الأجنبية تلذذاً فهو محرم، ويجب غض البصر عنه.
وعلى الأول -وهو نظر الفجأة- يُحْمَل ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم ذلك وشرح الحديث وبيان أحكام النظر في عدة فتاوى فراجع منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31368، 53381، 7216، 5776، 47076، 6402.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خروج الأخت مع أختها وزوجها ... العنوان
هل يجوز خروج الأخت مع أختها وزوجها ؟ وألا يعد وجودها معهما خلوة لا تجوز ؟ ... السؤال
30/09/2003 ... التاريخ
مجموعة من المفتين ... المفتي
... ... الحل ...
...(27/899)
... بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
خروج الأخت مع أختها وزوجها لا بأس به شرعا ، ما لم يشتمل هذا الخروج على محرم ، كما أن الخروج بهذا الشكل ليس بخلوة، وهي مع أختها .
يقول مسعود صبري الباحث الشرعي بكلية دار العلوم :
ليس مجرد كون زوج الأخت أجنبيا ، يعني حرمة انكشافه عليها ، أو الخروج معها في وجود أختها ، وخاصة إن دعت إلى هذا ضرورة.
والإسلام يدعو في منهجه إلى الوسطية في التعامل ، فلا يبيح الانفتاح الخارج عن الحد ، الذي تذوب معه كل الفوارق ، مما يترتب عليه الوقوع في المحرم، ولا هو ينهى عن التعامل بين الجنسين الأجنبيين ، في حدود الأدب المشروع ، والتعاون المثمر.
كما أن الإسلام لم ينس وجود الترابط الاجتماعي ، ومراعاة المصاهرة كنوع من أنواع الترابط الاجتماعي بين الأسر.
فالتزاور بين الأسر التي يربط بينها مصاهرة ، أو علاقات اجتماعية ، أو وجود مصالح أو ضرورات تتطلب التعاون أو الخروج – في غير خلوة - بين الجنسين ، فلا بأس بها شرعا ، مع مراقبة الله تعالى .
وقد سار موسى عليه السلام مع ابنة شعيب ، حين دعته ، مع الالتزام الشرعي، لأن هناك ضرورة تدعو إلى هذا.
قال تعالى :" فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ . فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ."
وقد كانت بلقيس مع سليمان عليه السلام ، مع كونها أجنبية عنه ، لأن هناك ما دعا إلى هذا .
قال تعالى :" قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ {41} فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ . وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ . قِيلَ لَهَا(27/900)
ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
وقد كانت المرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم الطعام للضيفان ، وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ينهها ، وأتت بذلك الأحاديث الصحيحة .
فليس مجرد حضور الرجال مع النساء محرما ، فالأصل فيه الإباحة ، ولكنه يحرم حين يطرأ عليه ما ينقله من دائرة الحل إلى الحرمة العارضة.
يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في الخلوة :
اختلف الفقهاء، في خلوة رجل بأكثر من امرأة، وفي خلوة امرأة بأكثر من رجل: هل تدخل في دائرة الخلوة المحرمة شرعا أوْ لا؟
فذهب المالكية والحنابلة إلى أنها من الخلوة المحظورة
واختلف الشافعية في ذلك، ولكن الذي عليه محققوهم جواز ذلك. ورجحه الإمام النووي في (المجموع) قال: ودليله الحديث: "لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان} قال: ولأن النساء المجتمعات، لا يتمكن الرجل في الغالب من مفسدة ببعضهن في حضرتهن" والمغيبة: من غاب عنها زوجها في الجهاد وغيره.
واتفق الحنفية على أن الصور المسئول عنها لا تدخل في الخلوة الممنوعة.
والذي أرجحه هنا: ما ذهب إليه الحنفية، وما ذكره النووي وغيره من الشافعية من أن تعدد النساء أو تعدد الرجال يمنع تحقق الخلوة.
والدليل على ذلك عدة أمور:
1ـأن الخلوة معناها لغة: الانفراد، وفي حالة التعدد لم ينفرد الرجل بالمرأة، ولم تنفرد به.
2ـأن نص الحديث يقول:"لا يخلون رجل بامرأة" "ما خلا رجل بامرأة" ولم يقل الحديث "ما خلا رجل بنساء" ولا "ما خلا رجال بامرأة" فهذه الصورة التي وقع فيها التعدد لا تدخل في نص الحديث.(27/901)
3ـ ما رواه مسلم عن عبدالله بن عمر مرفوعا: "لايدخلن رجل على مغيبة، إلا ومعه رجل أو اثنان"
4ـ أن منع الخلوة إنما كان لأنها مظنة الفتنة، وطريق إلى الإغراء بالمعصية، ومع وجود التعدد تصبح المظنة بعيدة، كما جرت بذلك العادة.
5ـ أننا لو قلنا بأن التعدد لا يمنع من الخلوة، لكان معناه: أن المدرس الذي يدرس في الفصل لعدد من الطالبات قد يبلغن العشرات، يعتبر خاليا بهن، وهذا غير مقبول.
6ـ أن الحاجة في عصرنا تقضي بالتيسير في ذلك، وإلا تعطلت أمور كثيرة، فيكفي أن يكون مع الطبيب ممرض أو ممرضة، عندما يكشف على مريضة، ولا يعتبر ذلك خلوة، وكذلك يكفي أن يكون مع المدير رجل أو امرأة، لتراجعه إحدى الموظفات. وهكذا.
ويستثنى من ذلك أهل الريبة، فإن وجود عدد من الرجال الذين لا ثقة بدينهم وأخلاقهم، لا يمنع الخلوة، وكذلك وجود عدد من النسوة سيئات السلوك، لا يمنع الخلوة، بل ربما ساعد العدد هؤلاء وهؤلاء على الفساد. انتهى
و يقول الدكتور أحمد عبدالكريم نجيب مدرس الشريعة بكليّة الدراسات الإسلاميّة في سراييفو ، و الأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا :
إذا أريد بالاختلاط اجتماع الرجال و النساء في مكان ما ، من غير تعمّد كالحال في الأسواق و الطرقات ، إذ يسعى الجميع في حاجته ذهاباً و جيئةً ، و يبيعون و يشترون ، فلا بأس في هذا ما لم يتلبّس من وَقع فيه بمحرّم خارجٍ عنه ، و ليست هذه الصورة للاختلاط من الصور المحرّمة في شيء ، بل هو مما تعمّ به البلوى ، و يضطر إليه الناس لمعاشهم في كلّ زمانٍ و مكان .
والله أعلم
ــــــــــــــ
الفتوى : ... زواج أخوين من أختين من حيث الاختلاط كزواجهما بغير أختين
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الثاني 1426 / 12-05-2005
السؤال(27/902)
إذا تزوج الأخوان أختان كيف يكون التعامل فيما بينهم أي بين الزوجين مع زوجتيهما إذا عاشا في بيت واحد.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزواج الأخوين من أختين لا يختلف عن زواجهما بغير أختين، وذلك لأن الاختلاط والخلوة بأي أجنبية ولو كانت زوجة الأخ أو أخت الزوجة يترتب عليه من الفتن والمفاسد ما لا تحمد عقباه. ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج أو قريبه، فإذا لم تراع الضوابط الشرعية التي ذكرنا طرفا منها في الفتوى رقم: 57649 فإنه سبيل للوقوع في كثير من المحرمات؛ كالنظر وإثارة الغرائز أو نحوهما، وعلى هذا، فالواجب على هذين الأخوين الحذر من التهاون في تلك المحرمات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
التوبة من صحبة الأجنبي والخلوة به
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الثاني 1426 / 12-05-2005
السؤال
أنا أحب شخص حبا نقيا لكن هذا الشخص يقول إنه يحبني، لكن لا ينفع أن يتزوجني، لأن أنا غير مطابقة تماما للعروسة التي يختارها والداه له، فى أيام كثيرة قابلته وكنا نخرج سويا فى سيارته وقبلني وقبلته وحضنني وحضنته كنت أشعر وكأنه زوجي تماما، لكنه لا يرى عورتي، ولكن من الغريب أنني كنت سعيدة وأنا معه، ولكن عندما تنتهي خلوتنا مع بعضنا البعض كنت أفكر فى ربي وأقول لماذا أفعل ذلك وأستغفره، ولكن وربي الأعلم بذلك أنني كنت أريده فى الحلال، لكن يقول إننى غير مناسبة له، لأنني من أسرة عادية ولا أملك أطيانا ولا(27/903)
مالا ومؤهلي عادي فوق متوسط وهو رجل فى مركز مرموق ومن عائلة، كنت أتمنى شيئا واحدا فقط أن يصبح زوجي أمام الله وحلالي وأبا لأولادي، لكن الآن أشعر باختناق لأن أنا لست كذلك فأنا إنسانة محترمة، وعلمت جيدا أنني غلطت فى حق ربي أولاً وحق نفسي ثانياً، الآن أريد حلا للذي أنا فيه ماذا أفعل بعد، ما هي المقومات التي تجعلني أنسى هذا الإنسان، كيف أتوب إلى الله، أريد المساعدة، أريد النصيحة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد استهواك الشيطان فأوقعك في المعاصي، وصدق من قال: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء، فتوبي إلى الله تعالى مما صدر منك، وأقلعي تماماً عن فعلك هذا، وإذا ما أورد الشيطان لك هذا التفكير فتذكري أن الله تعالى الذي خلقك ورزقك يسخطه فعلك هذا، وأن نفسك وقلبك وحركتك وكل ما تتمتعين به من النعم بيد الله، فكم من كسيح على فراشه لا يستطيع الحركة، وكم من الناس سلب الله عقولهم أو سمعهم أو أبصارهم، فكيف تستخدمين نعم الله تعالى في معصيته سبحانه، ونسيان هذا الرجل سهل جداً إذا تذكرت الله تعالى، وراجعي الفتوى رقم: 9360.
ولمعرفة أحكام التوبة تراجع الفتوى رقم: 5646.
وأما نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة فأن تبادري بالزواج ممن يرضى دينه وخلقه، وأن تشغلي نفسك بالعلم والعمل النافع، وننصح بمطالعة سير الصالحات لترتقي همتك وتحلقي في سماء الفضائل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
عمل المرأة في مجال الجيش
تاريخ الفتوى : ... 06 ربيع الثاني 1426 / 15-05-2005
السؤال(27/904)
ما موقف الشرع في المرأة التي تعمل في مجال الجيش علما بأنه مختلط بالرجال .
جزاكم الله كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ضربت المرأة المسلمة أمثلة رائعة في الدفاع عن دينها وعرضها، من ذلك ما فعلته أم سليط يوم أحد، يقول عنها عمر رضي الله عنهما: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني. فتح الباري 6/93. وكذلك أم عمارة" نسيبة بنت كعب" التي أخبرت عن نفسها قالت: خرجت ـ يعني يوم أحد ـ ومعي سقاء ماء فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي. فمشاركة هاتين المرأتين في القتال تدل على أصل جواز حضور النساء للقتال بل ومباشرتهن له ,ومع ذلك فإن المرأة مأمورة بالاحتياط في التستر والبعد عن كلما من شأنه أن يثير فتنة. وإذا اضطرت للعمل وجب عليها أن لا تعمل في مكان تختلط فيه مع الرجال. وإن كانت طبيعة عملها تستوجب التعامل مع الرجال فليكن ذلك بدون اختلاط. وبغاية قصوى من الحذر. ويجب عليها أن تكون متحجبة بالحجاب الشرعي ومحتشمة، وإن اضطرت إلى مكالمة الرجال فلا تخضع بالقول كما قال الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ{الأحزاب: 32}. وانطلاقا مما ذكر يتبين لك أن المرأة ليس لها أن تعمل في مجال تختلط فيه مع الرجال ما لم تضطر إلى ذلك العمل، فيباح لها حينئذ من باب أن الضرورات تبيح المحذورات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/905)
السباحة في حمام مشترك ... العنوان
أنا شاب عمري 35 سنة، وإنني الآن في رحلة الانتهاء من دراسة الدكتوراه ببلد غربي وقد تعرضت لانزلاق غضروفي بأسفل الظهر، وقد تلقيت علاجا طبيعيا لمدة ثلاثة أشهر حتى استطعت الآن الذهاب لتكملة دراستي، وقد نصحتني القائمة بالعلاج الطبيعي بركوب الدراجة وممارسة رياضة السباحة؛ لما لها من تأثير على تقوية عضلات الظهر. ولكن المشكلة أن حمامات السباحة مشتركة رجال ونساء مع العلم أنني أحاول اختيار الأوقات المبكرة حتى يكون العدد قليلا، ولكن هذا لا يضمن عدم وجود نساء بحمامات السباحة. فهل يجوز لي الاستمرار أم يجب عليّ الامتناع عن الذهاب؟ ... السؤال
17/09/2003 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لا يجوز للمسلم أن يمارس السباحة في حمام مشترك لما يترتب عليه من الاختلاط غير المشروع واطلاع على العورات التي حرم الشرع النظر إليها ولا يجوز هذا إلا في حالة الضرورة .
يقول فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: نصر فريد واصل الأستاذ بجامعة الأزهر ومفتي مصر السابق:
إذا كان الحال كما ورد بالسؤال من أن السائل يوجد عنده انزلاق غضروفي بأسفل الظهر ويحتاج إلى علاج طبيعي، وقد نصحته الطبيبة المعالجة بركوب الدراجة وممارسة رياضة السباحة، ولكن المشكلة أن حمامات السباحة مشتركة.
وعلى ذلك وفي واقعة السؤال يجب عليه أن يركز على ركوب الدراجات أولا لعله يشفى، وإذا تحتم عليه ممارسة السباحة فالضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدر بقدرها، وعند الضرورة يتعاطى الإنسان الدواء بالمحرمات إذا لم يوجد لها بديل يغنيه عن ذلك.(27/906)
أولا: تكون رياضة السباحة في وقت مبكر أو في أي وقت يضمن فيه بعده عن الاختلاط.
ثانيا: إن لم يمكنه ذلك فيجب عليه ممارسة هذه الرياضة في جانب من جوانب حمام السباحة حتى يكون بعيدًا عن الاختلاط.
ثالثا: إن لم يتمكن من ذلك فيجب عليه غض بصره ما أمكنه عند ممارسة هذه الرياضة.
ندعو الله أن يعجل بشفاء السائل حتى يبتعد عن هذا الجو ويستبرئ لدينه. أ.هـ
ويمكنكم مطالعة الفتاوى التالية:
اختلاط الجنسين في السباحة
مشروعية سباحة المسلمة مع غير المسلمات
والله أعلم.
ــــــــــــــ
غيرة الأب على ابنته
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الثاني 1426 / 12-05-2005
السؤال
تعرفت على شاب عربي مسلم من المغرب العربي وأخبرت والداي أنه يرغب فورا بالتقدم إلي لكن والداي رفضا استقبال الشاب فورا وطلبا مني أن أتعرف عليه وحدي وخارج البيت فرفضنا أنا والشاب ذلك لأننا لم نرد أن نفتح باب إبليس علينا ولعلمنا التام بنتائج تلك العلاقات وحفاظا على سمعتي وشرفي أخذت أحاول وأحاول إقناع أهلي بالتعرف عليه أمام والدي فقال لي والدي الحبيب اهتمي الآن بدراستك وتعرفي عليه وعلى عاداته وقابليه بالجامعة وعندما يحين الوقت للزواج واقتنعت به أوبغيره فأحضريه للبيت فاستعجبت حقا من موقفه فالأحرى به أن يخاف علي من هذه العلاقات الشيطانية فقلت له أنا بحياتي لم أخرج مع شاب بتاتا و سمعتي طيبة جدا بين الناس وهذا هو بالضبط ما دفع الشاب وأهله بالرغبة بالتقدم إلي فورا..وأن هذا الشاب لم يحبني أنا بالذات إلا لأني رفضت وما زلت أرفض الخروج معه فكيف سيكون موقفي عندما أخرج معه الآن فكيف سيحترمني(27/907)
و يحترم أهلي!!!للأسف بقي والدي ووالدتي الحبيبة مصممان على رأييهما فأخبرت الشاب فصدم جدا بتفكير والدي المقلوب!!!فاضطررنا أن نرى بعضنا في الجامعة وأمام الناس بناء على طلب والداي وكنت أخبر والداي بالتفاصيل كل يوم. مر شهران وكنت خلال هذه الفترة قد تعرفت على والديه بالهاتف وكانا متشوقين جدا للقدوم الى أوروبا ليتعرفا على أهلي ويتقدما لخطبتي. والله إنهما يحباني وأحبهما جدا فهما والحمدلله من أهل الصلاح والإيمان ويكرهان الحرام ومقدماته فأخذا يطلبان مني تحديد موعد ليتم التعارف لإتمام عقد الزواج. والله أنا خجلت منهما كثيرا كيف أنهما ليسا من دمي ولا من لحمي وكيف أنهما يخافان علي من ابنهما وكانا يوصيانه أن يخاف الله في وأن يعاملني كما يعامل أخته مع أنهما لم يرياني في حياتهما.وكيف أن والدي لم يخف علي مثلهما بل وقد حثني هو ووالدتي على هذا المنكر..فأخبرت والداي بما حدث وكان كل ظني أن والدي سيفرح ويفتخر بي لرفضي للحرام أنا وإياه ولأننا نريد أن يحصل كل شيء تحت أعينهم-وعلى شرع الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه-ولكن بالعكس بدأ الغضب والشقاء علينا فأخذ يهددني هو ووالدتي وقال لي أنا قلت لك تعرفي عليه ولكن لم أقل لك أحبيه وتزوجيه!لقد اعتقدت أنها نزوة وعلاقة وستمر ولكن أن تصل بك الوقاحة والجرأة ان تقلبي العلاقة إلى زواج فمستحيل أن أقبل..فأخذت أشرح له أن نهاية العلاقة غير الشرعية حتى ولو كانت مع إمام مسجد ستكون كلها حرام بحرام وغضب من الله وضياع للشرف وللسمعة والعفة وإنني أنا وهو لابد أن يلعب بنا الشيطان مع الوقت ,فلماذا تعرضني للفاحشة!!! فبدأ يغضب علي ويلعنني ويسبني أنا وهو وهدداني أن يتبرأ مني إذا فكرت أن أقلب هذه العلاقة إلى زواج فأخذت أبكي وأدعو الله أن يأخذ بيدنا وأن يغفر لوالدي تحريضنا على فعل الحرام.. فبدأت تدهور صحتي ودخلت المستشفيات والحمدلله على كل حال ..والله إني أخذت أقبل أيديهما وأرجلهما لكي يرياه فقط ولهما الحكم وأبديت موافقتي على تركه إن لم يعجبهم وكنت مستعدة لنسيانه إرضاء لهم.. كنت مستعدة أن أفعل ما يريدان ويتمنيان فقط لكي لا نقع بالحرام, لكنه قال لي افعلي ما أردت قابليه تحدثي إليه ولكن زواج وتعارف من قبلنا الآن مرفوض مرفوض..أهملنا أنا و إياه(27/908)
الدراسة بدأت لا أفارق المستشفيات ولا الأطباء وأخذت أستخير الله دائما أن يقدم الخير لنا سواء كان زواجا أم فراقا وكنا مستعدين لأي شيء كتبه الله لنا فإن فرج عنا وزوجنا كنا إن شاء الله خيرا لبعضنا، وإن فرقنا فيكون أيضا خير فهو العليم الخبير.. فرأيت مرة بعد الاستخارة أن والدي دعاه لبيتنا وحقا حصل هذا في نفس الا،سبوع فأتى إلينا وقالوا إنه حقا ابن الناس وطلبوا التريث بالخطبة ليتعرفوا أكثر إليه ولكني استيقظت يوما وسمعت والدي يتحدث إلى سحار دجال بخصوصنا وما إن لاحظوا قدومي أغلق الهاتف بسرعة وتصرف بطبيعته حاولت التأكد قبل أن أظلمهم فأخذت رقم الدجال من هاتفه واتصلت به من الخارج وأدعيت أني فتاة أخرى تحتاج مساعدة الدجال لأن أختها قد هربت من البيت فاستعد فورا وأخبرني أنه يتعامل مع الجن ويستطيع أن يسحر فسألته هل تعرف أحدا عندنا في فرنسا فقال لي طبعا وذكر اسم والدي واعترف أنه حاول أن يسحر لنا مرارا بناء على رغبة والدي لكن السحر يبطل في كل مرة وأن والد الفتاة مصمم على تفريقهم..وقعت على الأرض واتصل الشاب بصديقتي وأخذني إليها.والدي أنا يطلب من الشاب ليأتي إلينا ليسحر لنا! اتصلت بإمام مسجد صديق لوالدي وأخبرته بما حدث فصدم وطلب مني البقاء عند صديقتي حتى يتأكد تحدث إلى والدي فصعق والدي بكشف الله لنا الحقيقة وأنكر كل شيء وقال إن الشاب قد سحر لي وأنه حاول فقط إبطال السحر المهم أخذ الإمام يخبره أن العلاقة حرام وأن تصميمي على الحلال دليل على أني عاقلة وافق والدي على عقد قراننا في ليلة القدر والحمدلله وبقيت عند صديقتي لخوفي من السحر.بعد عقد القران بدأ أهلي
بحب زوجي وتأسفوا لنا عن كل شيء وأقسم والدي أنه فقط أراد إبطال السحر لاعتقاده بذلك وطلب منا أن ننسى ما مضى ونبدأ من جديد. علاقة أهلي الآن بعد عامين من العقد بزوجي جيدة هم يحبونه ويحبهم لقد سامحت والداي و سامحوني ولكني أشعر بأني مرضت نفسيا مع أن كل شيء مر على خير فأنا أبكي إلى الآن كل يوم وبعد مرور عامين لا أستطيع أن أنسى ما جرى أحبهم جدا لكنني تعيسة لأنهم أوصلوني لهذا. سؤالي هو أحس بالجفاء بيني وبين أهلي مع أني أحبهم(27/909)
فكيف أتغلب على ذلك؟ أشعر بتأنيب الضمير لأنهم دفعوني للزواج بهذه الطريقة وأكره نفسي لذلك مع أنهم يقولون لي انسي لكني خائفة من هذا الزواج كثيرا أتمنى أن نقيم عرسنا عن قريب لكني أخاف من الله أن يعاقبني بزواجي مع أني لم أفعل شيئا؟ هل أنا مذنبة بحق والداي؟ هل غضب الله علي لأني صممت على الزواج رغم رفضهم ولم أستمر بالعلاقة معه رغم طلبهم؟هل أترك هذا الإنسان الطيب الصبور؟ما سبب ضيقي وتعبي وعدم سعادتي هل هو غضب من الله؟ كلما أستخير الله بالفراق أو العرس أحلم بالعرس وأكون سعيدة !!هل ذلك كله علامة على فشل زواجنا ؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لوالدك الهداية، وعجبنا لا ينقضي من أب يسمح لابنته أن تذهب مع أجنبي وتتعرف عليه، ويزيد عجبنا بسبب رفضه للعلاقة الشرعية، وحضه على العلاقة الشيطانية، فأين الغيرة والرجولة، وأين الدين وخوف الله. ونصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تحسني إلى والديك وتلتزمي برهما وطاعتهما في الخير، ولا تخافي من الزواج بل أقدمي عليه دون تردد فهو الطريق الشرعي والحصن الأكبر بعد الدين وخوف الله من الوقوع في الفاحشة، ولا تتركي هذا الشاب إن كان ذا دين وخلق. وتصميمك على الزواج أمر تحمدين عليه ولا تلامين. ولست مذنبة في حق والديك بل هما أذنبا في حقك، وننصحك بالقرب من الله تعالى بتلاوة كتابه وأن تجعلي لنفسك نصيبا من قيام الليل ومجالسة الصالحات وحضور المحاضرات، وأصبحنا في زمن العالم فيه كالقرية الصغيرة، فيمكنك سماع المحضرات والمواعظ والدروس العلمية وأنت في بيتك، ونحن على يقين أنك إن فعلت ما ذكرنا فإن الضيق سيزول عنك، وستعيشين في سعادة وراحة. وفقك الله لطلب رضاه وجنبك الزلل وسوء العمل وانظري الفتوى رقم:1753. والفتوى رقم: 17486. والفتوى رقم:29853.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/910)
ــــــــــــــ
الجائز في إظهار زينة المرأة ... العنوان
ما هي الحدود الجائزة في زينة المرأة أن تظهرها أمام الأجانب؟ ... السؤال
15/09/2003 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فخلاصة ما جاء في فتوى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أن ما يجوز للمرأة أن تبديه هو الوجه والكفان ، ويستتبع ذلك ظهور الخاتم في اليد ، والكحل في العينين ، ولكن الأولى أن تستر المرأة كل ما يظهر جمالها ، وخاصة إن كانت جميلة يفتتن بها، أما وضع الأصباغ والمساحيق واطلاع الأجانب عليها ، فلا يجوز.
و إليك نص فتواه :
زينة المرأة: كل ما يزينها ويجملها، سواء أكانت زينة خلقية كالوجه والشعر ومحاسن الجسم، أم مكتسبة كالثياب والحلي والأصباغ ونحوها. وفي هذه الآية الكريمة أمر الله النساء بإخفاء زينتهن، ونهاهن عن إبدائها، ولم يستثن (إلا ما ظهر منها).
وقد اختلف العلماء في تحديد معنى (ما ظهر منها) وقدره؛ أيكون معناه: ما ظهر بحكم الضرورة من غير قصد كأن كشفته الريح مثلا، أو يكون معناه: ما جرت به العادة والجبلة على ظهوره والأصل فيه الظهور؟
إن المأثور عن أكثر السلف يدل على الرأي الثاني.
فقد اشتهر عن ابن عباس أنه قال في تفسير (ما ظهر منها) الكحل والخاتم، وروي مثله عن أنس.
وإباحة الكحل والخاتم يلزم منها إظهار موضعيهما كذلك وهما الوجه والكفان. وهذا ما جاء صراحة عن سعيد بن جبير وعطاء والأوزاعي وغيرهم.(27/911)
وعن عائشة وقتادة وغيرهما إضافة السوارين إلى ما ظهر من الزينة. وهذا يعني استثناء بعض الذارع من الزينة المنهي عن إبدائها، واختلف في تحديده من قدر قبضة إلى نصف الذارع.
وبإزاء هذا التوسع ضيق آخرون كعبد الله بن مسعود والنخعي، ففسروا ما ظهر من الزينة بالرداء ونحوه من الثياب الظاهرة. وهي التي لا يمكن إخفاؤها.
والذي أرجحه أن يقصر (ما ظهر منها) على الوجه والكفين وما يعتاد لهما من الزينة المعقولة بلا غلو ولا إسراف كالخاتم لليد والكحل للعين كما صرح به جماعة من الصحابة والتابعين.
وهذا بخلاف الأصباغ والمساحيق التي تستعملها المرأة في عصرنا للخدين والشفتين والأظافر ونحوها، فإنها من الغلو المستنكر، والذي لا يجوز أن يستعمل إلا داخل البيت. أما ما عليه النساء اليوم من اتخاذ هذه الزينة عند الخروج من البيت لجذب انتباه الرجال فهو حرام. وأما تفسير (ما ظهر منها) بالثياب والرداء الخارجي فغير مقبول؛ لأنه أمر طبيعي لا يتصور النهي عنه حتى يستثنى، ومثل ذلك تفسيرها بما كشفته الريح ونحوه من أحوال الضرورة؛ لأن هذا مما لا حيلة فيه، سواء استثنى أم لم يستثن. والذي يتبادر إلى الذهن من الاستثناء أنه رخصة وتخفيف للمرأة المؤمنة في إبداء شيء يمكن إخفاؤه، ومعقول أن يكون هو الوجه والكفين.
وإنما سومح في الوجه والكفين، لأن سترهما فيه حرج على المرأة، وخاصة إذا كانت تحتاج إلى الخروج المشروع، كأرملة تسعى على أولادها، أو فقيرة تعمل في مساعدة زوجها، فإن فرض النقاب عليها، وتكليفها تغطية كفيها في كل ذلك مما يعوقها، ويشق عليها.
قال القرطبي: لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة وذلك في الصلاة والحج، صلح أن يكون الاستثناء راجعا إليها. يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم -وعليها ثياب رقاق- فإعرض عنها رسول الله صلى الله(27/912)
عليه وسلم وقال لها: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا".وأشار إلى وجهه وكفيه.
وفي قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) ما يشير إلى أن وجوه النساء لم تكن مغطاة، ولو كانت المرأة مستورة الجسم والوجه جميعا، ما كان هناك مجال للأمر بالغض من الأبصار، إذ ليس ثمة ما يبصر حتى يغض عنه.
ومع هذا فالأكمل للمرأة المسلمة أن تجتهد في إخفاء زينتها، حتى الوجه نفسه ما استطاعت، وذلك لانتشار الفساد، وكثرة الفسوق في عصرنا، ويتأكد ذلك إذا كانت جميلة يخشى الافتتان بها.
وقد قال الله تعالى : (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن) سورة النور:31.
وهذا توجيه يتضمن نهي النساء المؤمنات عن كشف الزينة الخفية -كزينة الأذن والشعر والعنق والصدر والساق- أمام الرجال الأجانب الذين رخص لها أمامهم في إبداء الوجه والكفين (ما ظهر منها).
وقد استثنى من هذا النهي اثنا عشر صنفا من الناس:
1. بعولتهن: أي أزواجهن، فللرجل أن يرى من زوجته ما يشاء، وكذلك المرأة. وفي الحديث: "احفظ عورتك إلا من زوجتك".
2. آباؤهن، ويدخل فيهم الأجداد من قبل الأب والأم.
3. آباء أزواجهن، فقد أصبح لهم حكم الآباء بالنسبة إليهن.
4. أبناؤهن، ومثلهم أبناء ذريتهن من الذكور والإناث.
5. أبناء أزواجهن، لضرورة الاختلاط الحاصل، ولأنها بمنزلة أمهم في البيت.
6. إخوانهن، سواء أكانوا أشقاء أو من الأب أو من الأم.
7. بنو إخوانهن، لما بين الرجل وعمته من حرمة أبدية.
8. بنو أخواتهن، لما بين الرجل وخالته من حرمة أبدية.
9. نساؤهن: أي النساء المتصلات بهن نسبا أو دينا. أما المرأة غير المسلمة فلا يجوز لها أن ترى من زينة المسلمة إلا ما يراه الرجل -على الصحيح-.
10. ما ملكت أيمانهن: أي عبيدهن وجواريهن لأن الإسلام جعلهم كأعضاء في الأسرة. وخصه بعض الأئمة بالإماء دون الذكور.(27/913)
11. التابعون غير أولي الإربة من الرجال، وهم الأجراء والأتباع الذين لا شهوة لهم في النساء لسبب بدني أو عقلي. المهم أن يتوافر هذان الوصفان: التبعية للبيت الذي يدخلون على نسائه، وفقدان الشهوة الجنسية.
12. الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء. وهم الصغار الذين لم يثر في أنفسهم الشعور الجنسي، فإذا لوحظ عليهم ظهور هذا الشعور لم يبح للمرأة أن تبدي أمامهم زينتها الخفية -وإن كانوا دون البلوغ-.
ولم تذكر الآية الأعمام والأخوال لأنهم بمنزلة الآباء عرفا. وفي الحديث "عم الرجل صنو أبيه".
والله أعلم
ــــــــــــــ
الخلوة بالمدرسة هل تعتبر ضرورة
تاريخ الفتوى : ... 01 ربيع الثاني 1426 / 10-05-2005
السؤال
يا فضيلة الشيخ أرجو منكم أن تجيبوا عن سؤالي في أقرب وقت عاجلا .......
أنا شاب هنا في أوروبا وبالضبط في رومانيا فأنا أسعى لكي أتعلم اللغة المحلية لكي أستخدمها في دراستي وهناك جمعية الجاليات المسلمة تقوم بتعلم اللغة الرومانية وعند تسجيلي للتعلم أتوا لي بمدرسة رومانية مسلمة على ما أظن وقبل بداية الدرس كانت معنا المرأة المشرفة على الجمعية ثم ذهبت وتركتنا لوحدنا أنا والمدرسة وهي شابة وتمر علينا المشرفة بين الحين والآخر وهناك معهد الفرنسي يدرس اللغة كذلك وبسعر أعلى ولكن لا أعرف هل تستطيع أن تفرض عليه أن يأتيك مدرس لا مدرسة؟ وأنا أعلم أن رسول الله نهى عن ذلك؛ وسؤالي هل هذه الخلوة ضرورة أم لا؟ أرجو منكم التفصيل في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بقاءك مع هذه المدرسة منفردين يعتبر خلوة، والخلوة بالمرأة الأجنبية محرمة باتفاق أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع(27/914)
ذي محرم. متفق عليه. ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما كما صح في الحديث.
وعليه، فالصواب أن تبحث عن طريقة للتعلم تزول بها هذه الخلوة، إما بوجود رجل مدرس، أو بإقامة هذه الدروس بحضرة أشخاص آخرين. فإن لم يتيسر شيء من ذلك فلا يجوز الاستمرار في الدروس على هذا الوجه.
وعما إذا كانت هذه الخلوة ضرورة أم لا، فإن الضرورة هي: بلوغ الإنسان حداَ إن لم يفعل المحظور هلك أو قارب الهلاك أو وقع في مشقة يصعب عليه تحملها. فانظر في أمرك لتعرف ما إذا كان تعلم اللغة الرومانية بالنسبة لك يبلغ حد الضرورة أم لا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
محبة الأجنبي وكيفية دفعها عن القلب
تاريخ الفتوى : ... 25 ربيع الأول 1426 / 04-05-2005
السؤال
تعرفت على شاب في الجامعة والحمد لله كلانا ملتزمان، ولكن شاءت الظروف أن أتعلق به وأفكر به كثيرا لصفات حميدة كثيرة يتسم بها، ولكني أعلم بأنه يفكر بأخرى مع العلم بأنها غير محجبة هذا الأمر يحزنني كثيرا. صليت لله كثيرا ودعوته بأن يرشدني إلى الصراط المستقيم في هذه المسألة ولكنها تحتل جزءا كبيرا من تفكيري حتى أنني أصل في كثير من الأوقات إلى درجة البكاء (لا أريد معصية الخالق بل رضاه لهذا ابتعدت وحاولت تجنب الشاب عسى أن يرضى الله عني ويرضيني)، هل تفكيري في هذا الشاب حرام، ما عساي أفعل، أريد نصيحة منك أيها الأخ الكريم؟ بارك الله فيك.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/915)
فقد بينا حكم التعارف قبل الزواج ومخاطره في الفتوى رقم: 9463 واعلمي أنه لا مؤاخذة ولا إثم على الحب ما دام لا يترتب عليه شيء من وسائل الفتنة كالخلوة ونحوها، لأن الحب من الأمور القلبية التي لا يتحكم فيها الإنسان ولا يطيق دفعها، وإنما يحرم ما يترتب عليه مما يجر إلى الحرام.
وعليه فمجرد تفكيرك في هذا الشاب لا يعد حراماً، ولكن عليك أن تدفعي عنك هذا التفكير، ونحيلك على بعض طرق علاج الحب التي ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد، فقد قال رحمه الله: إشعار نفسه اليأس منه -أي من المحبوب- فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه، فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع انحرافاً شديداً فينتقل إلى علاج آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقة بالصعود إليها، والدوران معها في فلكها، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين... فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، ولم تطاوعه لهذه المعالجة، فلينظر ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسد عاجلته، وما تمنعه من مصالحها. فإنها أجلب شيء لمفاسد الدنيا، وأعظم شيء تعطيلا لمصالحها، فإنها تحول بين العبد وبين رشده الذي هو ملاك أمره، وقوام مصالحه، فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فليتذكر قبائح المحبوب، وما يدعوه إلى النفرة عنه، فإنه إن طلبها وتأملها، وجدها أضعاف محاسنه التي تدعو إلى حبه، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة، فالمساوئ داعية البغض والنفرة، فليوازن بين الداعيين، وليحب أسبقهما وأقربهما منه بابا، ولا يكن ممن غره لون جمال على جسم أبرص مجذوم، وليجاوز بصره حسن الصورة إلى قبح الفعل، وليعبر من حسن المنظر والجسم إلى قبح المخبر والقلب، وأخيراً كما يقول ابن القيم رحمه الله: فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه وعلى بابه، مستغيثاً به، متضرعا متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم، ولا يشبب بذكر المحبوب، ولا(27/916)
يفضحه بين الناس ويعرضه للأذى، فإنه يكون ظالماً متعدياً. زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 4/275، وراجعي الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
جلوس الرجل مع امرأة وحدهما في مكتبة
تاريخ الفتوى : ... 26 ربيع الثاني 1426 / 04-06-2005
السؤال
أحد أصدقائي يمتلك مكتبة إسلامية وهو غير متواجد لظروف عمله وتجلس في بعض الأحيان والدته أو أنا، وفي بعض الأحيان نجلس سويا في هذه المكتبة لظروف البيع فهل هذا يجوز، أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان غيركما لا يدخل هذه المكتبة أثناء جلوسكما فيها إلا بإذن، فإن ذلك خلوة محرمة، فقد ورد في حاشية ابن عابدين: إن كان لا يدخل عليهما أحد إلا بإذن فهي خلوة.
وقد اتفق العلماء على حرمة الخلوة بالمرأة الأجنبية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما. رواه أحمد والترمذي والنسائي في السنن الكبرى، وصححه الألباني وشعيب الأرناؤوط، ومجرد كون المرأة والدة صديقك لا يبيح الخلوة بها لأنها أجنبية عنك.
وأما إذا كان باب المكتبة مفتوحاً، ويدخلها الناس دون استئذان، فالأمر فيه تفصيل، إن كان في ذلك ريبة حرم عليك هذا الجلوس، وقد عده بعض العلماء من الخلوة أيضاً، ففي حاشية الجمل على منهج الطلاب لأبي زكريا الأنصاري: وضابط الخلوة اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة.(27/917)
وأما إذا لم يكن في ذلك ريبة، فالأولى تركه إذ أن الفتنة غير مأمونة، وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8890، 47236، 32617، 32829.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الصداقات عن طريق الشات ... العنوان
انتشرت ظاهرةو الحديث بين الجنسين عن طريق الماسنجر، وتكونت من خلال ذلك صداقات وعلاقات بين الجنسين من خلال ذلك، وقد يكون غرض كلا الطرفين نبيلا في باديء الأمر حيث يبث الرجل إلى المرأة همومه وأحزانه، وآلامه وآماله، وكذلك تفعل هي، وقد تقف العلاقة عند هذا الحد، وقد تتطور غالبا إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، ويحتج كثير من هؤلاء الشباب أن الحديث بين الرجال والنساء ليس حراما إذا كان بعيدا عن الفحش والبذاءة، فما رأي الإسلام في ظل هذه الأبعاد من هذه الظاهرة؟ ... السؤال
29/06/2003 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:-
الإنترنت ولوازمه من المحادثة عبر الشات والماسنجر وسيلة قد تكون سببا في تحصيل الخير، من تبادل العلوم النافعة، والدعوة إلى الله، والتعرف على أحوال المسلمين، وقد تكون سببا للمفاسد والشرور، وذلك حينما تكون بين الرجل والمرأة.
ولذلك لا يجوز تكوين صداقات بين الرجال والنساء عبر هذه الوسائل للأسباب التالية:-
1- لأن هذا من اتخاذ الأخدان الذي نهى الله عز وجل عنه في كتابه الكريم.(27/918)
2-لأنه ذريعة إلى الوقوع في المحظورات بداية من اللغو في الكلام، ومرورا بالكلام في الأمور الجنسية وما شابهها، وختاما بتخريب البيوت، وانتهاك الأعراض، والواقع يشهد بذلك ( ولا ينبئك مثل خبير).
3-لأنه موطن تنعدم فيه الرقابة، و لا توجد فيه متابعة ولا ملاحقة، فيفضي كلا الطرفين إلى صاحبه بما يشاء دون خوف من رقيب ولا حذر من عتيد.
4-لأنه يستلزم الكذب إن عاجلا أو لاحقا، فإذا دخل الأب على ابنته ، وسألها ماذا تصنع، فلا شك في أنها ستلوذ بالكذب وتقول: إنني أحدث إحدى صديقاتي ، وإذا سألها زوجها في المستقبل عما إذا كانت مرت بهذه التجربة فإنها لا شك ستكذب عليه.
5-لأنه يدعو إلى تعلق القلوب بالخيال والمثالية حيث يصور كل طرف لصاحبه أنه بصفة كذا وكذا، ويخفي عنه معايبه وقبائحه حيث الجدران الكثيفة، والحجب المنيعة التي تحول دون معرفة الحقائق، فإذا بالرجل والمرأة وقد تعلق كل منهما بالوهم والخيال، ولا يزال يعقد المقارنات بين الصورة التي طبعت في ذهنه ، وبين من يتقدم إلى الزواج به، وفي هذا ما فيه.
وليس معنى هذا حرمة الحديث بين الجنسين مطلقا عبر هذه الوسائل، ولكننا نتكلم عن تكوين العلاقات والصداقات بين الجنسين.
أما ما توجبه الضرورة، أو تستدعيه الحاجة مثل الحديث بين المراسلين الإخباريين، وبين العالم والمربي ومن يقوم على تربيتهن أو دعوتهن، والحديث الذي تقتضيه دواعي العمل بين الجنسين فليس حراما ما دام لم يخرج عن المعروف ، ولم يدخل دائرة المنكر، ولم يخرج عما تقتضيه الحاجة، وتفرضه الضرورة.
يقول الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية السعودية:-
لا حرج على المرأة المسلمة في الاستفادة من الإنترنت، ودخول " البالتوك " ما لم يؤد ذلك إلى محذور شرعي ، كالمحادثة الخاصة مع الرجال ، وذلك لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبا ،(27/919)
ولهذا فإن الواجب هو الحزم والابتعاد عن ذلك ، ابتغاء مرضاة الله ، وحذرا من عقابه .
وكم جَرَّت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم في عشق وهيام ، وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك ، والشيطان يخيل للطرفين من أوصاف الطرف الآخر ما يوقعهما به في التعلق المفسد للقلب المفسد لأمور الدنيا والدين .
وقد سدت الشريعة كل الأبواب المفضية إلى الفتنة ، ولذلك حرمت الخضوع بالقول ، ومنعت الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية ، ولا شك أن هذه المحادثات الخاصة لا تعتبر خلوة لأمن الإنسان من إطلاع الآخر عليه ، غير أنها من أعظم أسباب الفتنة كما هو مشاهد ومعلوم .
وقد سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علما بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
فأجاب : ( لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ، ويغريها به. وقد أمر صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه.
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير يجب الابتعاد عنها وإن كان السائل يقول : إنه ليس فيها عشق ولا غرام )
انتهى ، نقلا عن : فتاوى المرأة ، جمع محمد المسند ، ص 96
ولاشك أن التخاطب عبر الشات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد ، وفي كل شر .انتهى.
ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف- من علماء مصر- لشاب سأله عن نفس السؤال :-
ما الغرض من هذه المحادثة، وإذا كان بغية التبادل الثقافي والفكري والمعرفي والمحاورة، فلماذا لا يكون مع شاب مسلم، وماذا أنت قائل لشاب يفعل ذلك مع أختك أنت، واعلم أن الشاعر قد قال: كل الأشياء مبدأها من النظر ومعظم النار(27/920)
من مستصغر الشرر... فالنار العظيمة التي تحرق المدن لا تبدأ إلا بشرارة قليلة، وقد قال شوقي: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء..
فابتعد واستمع إلى هذا الحديث المتفق على صحته "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس فمن بعد عن الشبهات (نكرر بعد) فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام"، أسأل الله أن يحفظك وأبناءنا وشباب المسلمين من هذا كله. انتهى.
ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف في فتوى أخرى:-
فإن الله خلق هذا الجنس البشري من الرجال والنساء وجعل كل طرف يميل إلى الآخر بغريزة أودعت في النفس لبقاء النسل، ولبقاء هذه الحياة، ولقد حدد الإسلام طريقة ومنهج العلاقة التي يجب أن تكون بين الذكر والأنثى، فإما أنها علاقة مع المحارم كالأمهات والبنات، أو علاقة مع ما أحلها الله له من الزوجات بضوابطها الشرعية، أما كل علاقة بين الرجل والمرأة خارج هذا النطاق، فلا تتم من المسلم إلا على سبيل الاضطرار أو الحاجة، كشهادة المرأة أمام قاضٍٍ في محكمة، أو ما يضطر إليه مما لا يملك تغييره، كمدرس متدين عُيِّن في الجامعة يدرس للذكور والإناث، وفي هذه الحالة الاضطرارية يجب ألا تكون العلاقة إلا عابرة وفي حدود التعلم والتعليم؛ لأن الاختلاط منهي عنه شرعًًا، فإذا تطور إلى الخلوة كان محرمًًًا، وعلى هذا الأمر فإنه لا يوجد ما يُسمَّى علاقة عادية مع البنات، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعًًًا إلى الحق. انتهى.
ويقول الشيخ نظام يعقوبي من علماء البحرين مبينا حكم المراسلة بين الجنسين عن طريق الوسائل الحديثة :-
هل تختلف المراسلة عبر البريد الإليكتروني عن المراسلة عبر البريد العادي، أو عبر صفحات الجرائد والمجلات؟ لا شك أن المحصلة واحدة مع فارق طبيعة الوسيلة، ولكن العبرة في الحكم بالجواز أو عدم الجواز ليست في الوسيلة الناقلة للخطاب، ولكن في مضمون الخطاب نفسه، وما إذا كان هذا المضمون منضبطاً بضوابط الشرع أم لا، وحيث إن هذه الوسيلة، وسيلة البريد الإليكتروني، تتيح لمستخدمها قدراً كبيراً من الخصوصية والبعد عن الرقيب وحرية التعبير(27/921)
والمراسلة بمختلف أنواع المصنفات الفنية، الصوتية والمرئية، فإنها تصبح أكثر إغراء من غيرها على التمادي والغواية، والاقتراب من خطوات الشيطان وقد نهانا الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان فقال تعالى {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
فالأولى الابتعاد عن ذلك، حتى لا ينجر المرء إلى ما بعد ذلك ؛ من التدرج في موضوعات المراسلة إلى ما نهى الله عنه، فعندما نهانا الله تعالى عن الزنا نهانا عنه وعن مقدماته وعما يقربنا إليه فقال تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا}. ولا نقول هنا أن مثل هذه المراسلات ستؤدي بالقطع إلى الوقوع في الزنا والعياذ بالله، ولكنها تظل مظنة الوقوع فيما لا يرضي الله.
وإذا كان لا بد للمرء أحياناً من المراسلة بغرض التبادل الثقافي والمعرفي في هذا الزمن الذي بدأت فيه وسيلة الإنترنت تحتل حيزاً كبيراً في حياة الناس، فالأولى أن تكون المراسلة بين أفراد من جنس واحد،ما لم يكن هناك ضرورة خاصة تقتضي المراسلة مع الجنس الآخر، وفي هذه الحالة يجب التأدب والاحتياط خشية الوقوع فيما يغضب الله.انتهى.
وجاء بموقع الشبكة الإسلامية:-
حرم الله سبحانه وتعالى اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: ( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) [المائدة:5] واتخاذ الأخدان محرم سواء كان عبر الهاتف أو الدردشة في الإنترنت أو اللقاء المباشر، وغيرها من وسائل الاتصال المحرمة بين الرجل والمرأة.
وما يعرف اليوم بمواقع الدردشة فهي في معظمها أوكار فساد ومصايد للشيطان، أفسدت دين ودنيا كثير من أبناء وبنات المسلمين، فعلى المسلم أن يحذر منها، وأن يستغل وقته ويبذل جهده فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه.انتهى.
ويقول الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر:-(27/922)
إن الصداقة بين الجنسين لها مجالات وحدود وآداب فمجالها الصداقة بين الأب وبناته والأخ وأخوته، والرجل وعماته، وخالاته، وهي المعروفة بصلة الرحم والقيام بحق القرابة، وكذلك بين الزوج وزوجته، وفي كل ذلك حب أن ضعفت قوته فهي صداقة ورابطة مشروعة، أما في غير هذه المجالات كصداقة الزميل لزميلته في العمل أو الدراسة، أو الشريك لشريكته في نشاط استثماري مثلا، أو صداقة الجيران أو الصداقة في الرحلات وغير ذلك، فلابد لهذه الصداقة من التزام كل الآداب بين الجنسين، بمعنى ستر العورات والتزام الأدب في الحديث، وعدم المصافحة المكشوفة، والقبل عند التحية، وما إلى ذلك مما يرتكب من أمور لا يوافق عليها دين ولا عرف شريف، والنصوص في ذلك كثيرة في القرآن والسنة لا يتسع المقام لذكرها.
إن الصداقة بين الجنسين في غير المجالات المشروعة تكون أخطر ما تكون في سن الشباب، حيث العاطفة القوية التي تغطي على العقل، إذا ضعف العقل أمام العاطفة القوية كانت الأخطار الجسيمة، وبخاصة ما يمس منها الشرف الذي هو أغلى ما يحرص عليه كل عاقل من أجل عدم الالتزام بآداب الصداقة بين الجنسين في سن الشباب كانت ممنوعة، فالإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، ومن تعاليمه البعد عن مواطن الشبه التي تكثر فيها الظنون السيئة، والقيل والقال، ورحم الله امرأ ذب الغيبة عن نفسه.
ولا يجوز أن ننسى أبدا شهادة الواقع لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرحال من النساء" رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم .
ــــــــــــــ
النظر إلى النساء بقصد الاستطلاع محرم
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الأول 1426 / 27-04-2005
السؤال
أنا متزوجة منذ سنة و8 أشهر ورزقت بولد ويعمل زوجي بجامعة مختلطة، وأنا غيرتي شديدة جداًً، وحاولت كثيرا التخلص من ذلك والدعاء ولكن دون جدوى،(27/923)
فقد تعبت نفسيا حيث تنتابني حالات اكتئاب دوما وأظل أبكي بالساعات لوحدي وأرى مرارا في منامي أنه مع امرأة أخرى بغير علمي ولولا ثقتي به لتركت البيت إلى الشارع، ولكني أستعيذ بالله ولا أريد ظن السوء به ولم أعتمد على حياتي بالأحلام، وجسميا فقد نقص وزني حوالي 11ك وكنت نحيفة جدا في الأصل، وقد أرسلت لكم سؤالا منذ فترة عن حكم الدروس الخصوصية المختلطة ووعدني أن الإجابة ستكون الحد الفاصل في هذا النزاع، وأجبتم بحرمتها فيقول هذه آراء، زوجي ولله الحمد متدين وذو خلق عال وطيب جدا إلا أنه يقول لي في بعض الأحيان إذا سألته عن نظره لغير الطالبات (في الشارع أو المعاملات الأخرى) يقول حب استطلاع!! وأنا أقول له إن كان بعيدا عن أدلة التحريم لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه فأنت لا تحب أن أرى رجلا من سرته لركبته وهذه هي عورة الرجل ولكن المرأة كلها عورة فلم تلومني في عدم رضاي إذ إنها تكون في أكمل زينة لما تظهر فوق ذلك! فيقول أنا غيرك الرجل غير المرأة، وشرعاً أنه لا يجوز لك الجلوس مع أجنبيه متبرجة ولو لم يكن في خلوة فيقول مثلها مثل ما أدرسهن مختلطين في سكاشن الكلية، فأقول اتقوا الله ما أستطعتم إن كان هذا مضطرا له فكيف إذا جمعتهن خارج الكلية وهن يقمن علاقات محرمة مع من يجتمعن به من الشباب فيرد أنهن يجتمعن بهم ولو خارج الدروس، وأقول إن رزقنا مكتوب سواء كانت مختلطة أم لا، وأنه لا يجوز المباح إذا اعترضه محرم حيث يقول إنه لا يجوز التواكل في الرزق لعدم الأخذ بالأسباب، وأنه لا ينظر لهن إلا إذا دعت الحاجة (وهن متبرجات وكل منهن تخضع بصوتها لأقصى حد إن لم يكن صوتها خاضعا بالطبيعة)، فمن أحل لك مثل هذا الموقف وما دليلك، وكثرت المحاولات وكثر النقاش ولكن دون جدوى، فبماذا ترشدوني وبماذا تنصحوه وأرجو أن يكون الرد متضمنا الأدلة؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/924)
فالنظر إلى الأجنبيات محرم دل على حرمته الكتاب والسنة، ويمكن الرجوع إلى أدلة ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 19075، 17070، 50794.
وعليه، فنظره بقصد حب الاستطلاع محرم لا يجوز فليتق الله تعالى وليحفظ بصره ويغض طرفه، امتثالاً لأمر ربه واتباعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فنصيحتنا لهذا الأخ الحبيب أن يكف عن لقائه بهؤلاء الفتيات المتبرجات لأن الحاجة إن دعت إلى اللقاء بهن في قاعة التدريس فلا حاجة فيما وراء ذلك، وعليه مع ذلك أن يبذل النصح لهن بوجوب ستر العورة وخاصة العورة المجمع عليها والتي ليس بين العلماء خلاف فيها كالرأس والرقبة والذراعين والساقين، حيث إن هذه الأعضاء عورة متفق عليها بين علماء الإسلام قاطبة.
ويحرم على كل من الرجل والمرأة النظر إلى عورة الآخر وهذا أمر معلوم، وقد قدم الله تعالى قوله: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ... {النور:30}، على قوله: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ..... {النور:31}.
وأما نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة فهي أن تصبري وتحتسبي أجرك على الله تعالى، مع القيام بحق زوجك خير قيام والتجمل له وحسن معاشرته، ولا تكثري عليه اللوم والتأنيب فإن لذلك أثراً سلبياً عليه، وأعرضي عن الوساوس والشكوك، وأحسني الظن بزوجك، واشغلي نفسك بتلاوة كتاب الله فستجدين في مناجاة الله تعالى لذة لا توصف، وطالعي الكتب النافعة في سيرة سيد المرسلين والفقه بالدين، وكذلك الكتب التي تعتني ببيان كيف تهذب المرأة غيرتها بحيث تقف عند الحد المشروع ولا تتجاوزه إلى غير المشروع، وراجعي الفتوى رقم: 17659، والفتوى رقم: 24118، بلغك الله مناك من الخير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
بحث المرأة عن زوجة لرجل أجنبي عنها
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الأول 1426 / 26-04-2005
السؤال(27/925)
جزاكم الله خيرا، تقدم لي شاب ولم يحدث ارتباط لكن ما زلت أطمئن على والدته فقط ووجدت عروسا له فتحدثت إليه لأخبره فوافق على أن يتم التعارف من خلالي في وجود أختها وزوج أختها ولكن ضميري يؤنبني لأني تحدثت إليه سؤالي هل تصرفي خطأ وهل يجوز لي التواجد أثناء تعارفهم في مكان عام والتحدث معه للاتفاق على ذلك وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي- وفقك الله- أنك أجنبية عن هذا الرجل، فلا يجوز لك الجلوس معه دون حاجة، ولا كشف الوجه أمامه، ولا الخلوة به، ولا نحو ذلك مما قد يجر إلى ما لا يحمد عقباه، ولكن لا مانع من أن تخبريه بوجود من تصلح له كزوجة على أن يتم لقاء هذا الرجل مع تلك المرأة بحضور محرم لها، ولا حاجة إلى حضورك فلست ولية أمره.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الخلوة بالخادمة الأجنبية
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الأول 1426 / 19-04-2005
السؤال
ماهوحكم الخلوة بطفلة تسكن في منزلي وتعمل عندي كخادمة وهي راضية مع العلم أني متزوج.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بالأجنبية خادمة كانت أو غير خادمة محرمة لما روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي. فعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره، ولا تعود إلى مثل ذلك، فإن(27/926)
الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم. واعلم أنه لا اعتبار لرضى الخادمة بخلوتك بها ولا لكونك متزوجا، بل إن مثل هذا الذنب في حق المتزوج قد يكون أشنع لكونه غنيا بزوجته عن الوقوع فيما حرم الله. كما أن رضى الخادمة بخلوتك بها يقوي احتمال الوقوع في الفاحشة. وعلى أية حال فالأمر محرم ولو أمن معه الوقوع في إثم أكبر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... العلاقة خارج إطار الزواج الشرعي
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الأول 1426 / 19-04-2005
السؤال
أنا على علاقة غير مشروعة (دون الوقوع في أي فاحشة) و كنت غير مرتاح لهذه العلاقة ففكرت في أن أتخلص منها لكن الفتاة رفضت و تريد أدلة شرعية .فأرجوكم أن توفروا لي الأدلة الشرعية و الردعية التي تساعدني في إقناع هذه الفتاة . كذلك أنا كنت آخذ منها مالا فماهو حكم هذا المال و هل يجب علي أن أرده لأنه جاء عن طريق علاقة محرمة شرعا ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام حرم أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين لا تقوم على أساس الزواج الشرعي. ولهذا فإن عليك
أن تقطع هذه العلاقة ما دامت لاتقوم على الزواج، ولتعلم أنها خطوة من خطوات الشيطان يستدرج بها العبد إلى ماهو أعظم منها، وقد حذر الله عز وجل من ذلك فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{النور: 21}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر(27/927)
كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم. ولهذا فإن عليك أن تبادر بالتوبة والإقلاع عن الذنب ولا تبال بأوهام هذه الفتاة ووساوسها فالأدلة واضحة كما رأيت من الكتاب والسنة. وأما ما أخذته من مال فإن كان هبة منها فلا يلزمك رده، وإن كان سلفا فإن عليك أن ترده. وأما إن كان من أجل الحرام وتوثيق العلاقة المحرمة فإن عليك أن تصرفه في مصالح المسلمين العامة وعلى الفقراء والمساكين ولا يحل لك الانتفاع به ولا رده إليها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية والمحققون من أهل العلم ولمعرفة أدلتهم على ذلك نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 46731.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
كيف لا أكون متبرجة ؟ ... العنوان
أنا فتاة مسلمة ، أحب الجمال وأحب أن أفرح بشبابي ،ولكني أكره أن أعصي الله، وأخشى أن أكون متبرجة ، فما الحد الذي يمنعني من التبرج ؟ ... السؤال
19/05/2003 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فخلاصة ما جاء في كلام الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أن الحد الذي يمنع من التبرج هو غض المرأة بصرها ، وعدم الاختلاط الفاحش بالرجال ، وأن تكون ملابسها موافقة للشرع .
وإليك نص كلامه :
والذي يخرج المرأة المسلمة عن حد التبرج ويسمها بأدب الإسلام أن تلتزم الآداب التالية:
(أ) غض البصر: فإن أثمن زينة للمرأة هو الحياء، وأبرز عنوان للحياء هو غض البصر قال تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن).(27/928)
(ب) عدم الاختلاط بالرجال اختلاط تلاصق وتماس، كما يحدث ذلك في دور السينما ومدرجات الجامعات وقاعات المحاضرات ومركبات النقل ونحوها في هذا الزمان. وقد روى معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس امرأة لا تحل له". المخيط: ما يخاط به كالإبرة والمسلة ونحوهما.
(ج) أن تكون ملابسها موافقة لأدب الشرع الإسلامي. واللباس الشرعي هو الذي يجمع الأوصاف التالية:
أن يغطي جميع الجسم. عدا ما استثناه القرآن في (ما ظهر منها) وأرجح الأقوال أنه الوجه والكفان.
ألا يشف ويصف ما تحته. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "أن من أهل النار نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ... لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"
ومعنى كاسيات عاريات: أن ثيابهن لا تؤدي وظيفة الستر فتصف ما تحتها لرقتها وشفافيتها.
دخلت نسوة من بني تميم على عائشة -رضي الله عنها- وعليهن ثياب رقاق، فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بثياب المؤمنات".
وأدخلت عليها امرأة عروس عليها خمار رقيق شفاف فقالت: لم تؤمن بسورة (النور) امرأة تلبس هذا.
ألا يحدد أجزاء الجسم، ويبرز مفاتنه، وإن لم يكن رقيقا شفافا، كتلك الثياب التي رمتنا بها حضارة الجسد والشهوة -أعني الحضارة الغربية- التي يتسابق مصممو الأزياء فيها في تفصيل الثياب التي تبرز النهود والخصور والأرداف ونحوها، بصورة تهيج الغرائز وتثير الشهوات الدنيا، فلابساتها كاسيات عاريات أيضا، وهي أشد إغراء وفتنة من الثياب الرقيقة الشفافة.
ألا يكون مما يختص بلبسه الرجال كالبنطلون في عصرنا، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهات من النساء بالرجال، كما لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، ونهى المرأة أن تلبس لبسة الرجل، والرجل أن يلبس لبسة المرأة.(27/929)
ألا يكون لباسا اختص بلبسه الكافرات من اليهوديات والنصرانيات والوثنيات، فإن قصد التشبه بهؤلاء محظور في الإسلام الذي يريد لرجاله ونسائه التميز والاستقلال في المظهر والمخبر، ولهذا أمر بمخالفة الكفار في أمور كثيرة. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".
(د) أن تلتزم الوقار والاستقامة في مشيتها وفي حديثها وتتجنب الإثارة في سائر حركات جسمها ووجهها؛ فإن التكسر والميوعة من شأن الفاجرات لا من خلق المسلمات. قال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) سورة الأحزاب:32.
(هـ) ألا تتعمد جذب انتباه الرجال إلى ما خفي من زينتها بالعطور أو الرنين أو نحو ذلك. قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن).
فقد كانت المرأة في الجاهلية حين تمر بالناس تضرب برجلها، ليسمع قعقعة خلخالها فنهى القرآن عن ذلك، لما فيه من إثارة لخيال الرجال ذوي النزعات الشهوانية، ولدلالته على نية سيئة لدى المرأة في لفت أنظار الرجال إليها زينتها.
ومثل هذا في الحكم ما تستعمله من ألوان الطيب والعطور ذات الروائح الفائحة، لتستثير الغرائز، وتجذب إليها انتباه الرجال، وفي الحديث: "المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا، يعني: زانية".
ومن هنا نعلم أن الإسلام لم يفرض على المرأة -كما يقال- أن تظل حبيسة البيت، لا تخرج منه إلا إلى القبر، بل أباح لها الخروج للصلاة وطلب وقضاء الحاجات، وكل غرض ديني أو دنيوي مشروع. كما كان يفعل ذلك نساء الصحابة ومن بعدهم من خير القرون. وكان منهن من يخرج للمشاركة في القتال والغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الخلفاء والقواد. وقد قال عليه الصلاة والسلام لزوجه سودة: "قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن".
وقال: "إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها". وفي حديث آخر: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله".
وقد ذهب بعض العلماء المتشددين إلى أن المرأة يحرم عليها أن تنظر إلى أي جزء من الرجل، مستدلين بما رواه الترمذي عن نبهان مولى أم سلمة أن النبي(27/930)
صلى الله عليه وسلم قال لها ولميمونة، وقد دخل عليهما ابن أم مكتوم: "احتجبا" فقالتا: إنه أعمى. قال: "أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟" ولكن المحققين قالوا: إن هذا الحديث غير صحيح عند أهل النقل؛ لأن راويه عن أم سلمة نبهان مولاها وهو ممن لا يحتج بحديثه.
وعلى تقدير صحته فإن ذلك منه عليه السلام تغليظ على أزواجه لحرمتهن، كما غلظ عليهن أمر الحجاب؛ كما أشار إليه أبو داود وغيره من الأئمة .. ويبقى معنى الحديث الصحيح الثابت، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة بنت قيس أن تقضي عدتها في بيت أم شريك ثم استدرك فقال: "تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدي عند ابن أم مكتوم، فإنه رجل إعمى، تضعين ثيابك ولا يراك".
والله أعلم
ــــــــــــــ
العلاقة بين الأجنبيين من غير زواج شرعي
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الأول 1426 / 19-04-2005
السؤال
شاب تعرف على ابنتنا عن طريق الانترنت أحبته وجلبته إلى عاصمة أوروبية حتى يكون قريبا منها، يستغلها إلى أقصى ما يمكن فتصرف عليه مسكنا وملبسا ومأكلا. لايعمل ولايطلب الرزق فى بلاد الله الواسعة، وتمسك بها أكثر عندما تأكد له أنها من عائلة محترمة وغنية. مرفوض من كل العائلة ليس لكونه فقيرا ولكن لأنه استغلالى طفيلى كسول لا يعمل بل وقح ويؤلب البنت على أهلها للوصول الى مآربه الدنيئة للحصول على البنت والوظيفة وأن تصرف عليه العائلة.
نستفتيكم جزاكم الله خيرا ورفع عنكم كل بلاء.
والله الموفق.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه البنت قد أخطأت وفعلت ما لايجوز لها شرعا عندما كونت علاقة مع رجل أجنبي عنها. فقد حرم الإسلام العلاقة بين رجل وامرأة اجنبيين إلا عن(27/931)
طريق الزواج الشرعي لما في ذلك من مصلحتها وصونهما عما حرم الله تعالى. وعليها أن تتوب إلى الله تعالى مما مضى وتقطع علاقتها المحرمة بهذا الشاب وقد سبقت الإجابة على ذلك بالأدلة في الفتوى: 18297. فنرجو الاطلاع عليها. وكان على الأهل ألا يتركوا لابنتهم الحبل على الغارب
حتى تكون العلاقات المحرمة مع الرجال الأجانب. وسكوتهم على ذلك يعد من المنكر وإقرار الحرام يشتركون معها في إثمه وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 28291 . وإذا كان هذا الشاب ممن يرضى دينه وخلقه فلا ينبغي لهم رفضه إذا أراد الزواج من ابنتهم وأرادته ولو كان فقيرا لما في ذلك من المحافظة عليها والحفظ لدينهما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، قيل يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات. رواه الترمذي. ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2852.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفصل بين الجنسين والتعريف بالإسلام
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الأول 1426 / 19-04-2005
السؤال
حاليا أنا أدرس في أمريكا و أراد الله سبحانه وتعالي أن أتشرف بخدمة المسلمين هنا بأن اختاروني في اللجنة الخاصة بإدارة المسجد و يوجد بنفس الجامعة التي أدرس بها أسرة للطلبة المسلمين تضم كل الطلاب المسلمين من سنة وشيعة و لقد أرادت هذه الأسرة أن تنظم يوما تدعو فيه الطلاب مسلمين وغير مسلمين
إلي المسجد ليتعرفوا على الإسلام والمسلمين وحيث إننا كإدارة للمسجد توقعنا حضور طلبة وطالبات وخاصة غير المسلمين الذين قد يحضرون بملابس لا تناسبنا كمسلمين فقد طالبناهم بضرورة الفصل بين الجنسين كل في مكان إلا أنهم تعللوا بأن هذا غير ممكن لعدم توافر كتيبات و نشرات دعوية للطرفين فطالبناهم(27/932)
علي الأقل بالفصل بينهم في المكان الواحد بفاصل حسي كموائد مثلا توضع عليها هذه النشرات بحيث يتمكن الجميع من الوصول إليها بدون وقوع اختلاط فما كان منهم إلا أن اتهمونا بالتعقيد والتطرف وأننا لأنفهم الإسلام و قالوا إننا في أمريكا والوضع يختلف عن البلاد الإسلامية وإن هؤلاء غير مسلمين وقال أحدهم إنه صلي في الحرم بجانب امرأة وإن أحدا لن يمنعه لو أراد أن يصلي في المسجد بجانب زوجته وقالوا أيضا جيئوا بحديث يدل علي كلامكم. فما رأي الشرع في هذه الردود من جانبهم؟ وما هي الضوابط الشرعية لمثل هذه اللقاءات؟ أرجو سرعة الرد.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله تعالى لكم التوفيق والثبات والنجاح، ولتعلموا أن الحق معكم في ضرورة الفصل بين الجنسين ولو كان ذلك بتمايز كل منهما عن الآخر في مكان أو جهة، فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بغض البصر كما أمر المؤمنات بذلك فقال جل وعلا:
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور: 30-31} ولا شك أن الاختلاط على الوضع الشائع الآن يصعب معه امتثال الأمر بغض البصر. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو تركنا هذا الباب للنساء قال نافع مولى ابن عمر: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. رواه أبو داود في السنن، والطبراني في الأوسط، وصححه الألباني.
وهذا ينسجم مع ما تريدون من تعريف الناس بالإسلام حقيقة إسلام القرآن والسنة والقرون المشهود لها بالخير من غير إفراط أو تفريط..
وهذه النصوص تدل على أن الرجال يجب أن يتميزوا عن النساء، وقد كانت صفوف النساء متميزة ومتأخرة عن صفوف الرجال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عهد خلفائه الراشدين ومن بعدهم.(27/933)
وللمزيد من التفصيل والأدلة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية: 3539، 36111، 17191، 59243.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم مرافقة من صادقت رجلا أجنبيا عنها
تاريخ الفتوى : ... 10 ربيع الأول 1426 / 19-04-2005
السؤال
ما حكم من يمشي أو يرافق صديقة تدخل على المسنجر وتتحدث إلى شاب بالكتابة وعلمت أن الله يشبهها باليهود وتنطرد من رحمته حتى التي ترافقها لذا أرسلت لكم هذا السؤال من أجل التأكد.
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة إقامة أي علاقة مع رجل أجنبي عليها، سواء كان ذلك بصفة مباشرة أو عن طريق الماسنجر لما قد يترتب على ذلك من الفتنة في الدين. ومن تتبع نصوص الشرع الحكيم وجد أنه قد جعل حاجزا منيعا بين الرجل والمرأة الأجنبية، سدا للذريعة، ومنعا للفتنة، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 1072. ولا نقول بأن من تقيم مثل تلك العلاقة تشبه اليهود، أو تطرد من رحمة الله، ولا أن التي ترافقها مثلها في الإثم، ولكن على التي فعلت ذلك أن تتوب إلى الله وترعوي عما وقعت فيه. وإذا لم تفعل فعلى صديقتها أن تبتعد عنها صيانة لنفسها، وبعدا عن سبل الشيطان وحبائله. فالمخالطة لها أثرها الذي لا ينكر في سلوك الإنسان ومنهجه، والجليس سبب رئيس في سعادة جليسه أو شقائه، دل على ذلك الشرع والعقل والواقع، يقول الله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً*لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي {الفرقان: 27ـ29}.(27/934)
وفي الحديث: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبا، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة. متفق عليه. فمن جالس الصالحين الأخيار جنى ثمارا يانعة وخيرات وافرة، أهمها حصول بركة مجالستهم وإن لم يكن عمله بالغا مبلغ عملهم كما في الحديث: .... وله قد غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. رواه الشيخان.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
كيفية التعامل مع الجنس الثالث
تاريخ الفتوى : ... 04 ربيع الأول 1426 / 13-04-2005
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي وبكل اختصار : بخصوص الجنس الثالث . كيفية التعامل معه ( على أي أساس ذكر أم أنثى )
وهل يجوز ما يقوم به من أفعال وما حكم من يولد بعضويين تناسليين ذكري وأنثوي ؟
وكيفية التعامل مع من يقول أنه تربى تربية البنات ولذلك يجب عليه أن يكون بنتا بدلاً من رجل .
نرجو الإفادة .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قصد السائل بالجنس الثالث الخنثى المشكل، وهو من له آلة ذكر وآلة أنثى، فهذا النوع إذا تبين حاله بظهور ما يدل على ذكورته كنبات اللحية فيعامل معاملة الرجال.(27/935)
وكذلك ظهور علامات الأنوثة من الحيض وبروز الثديين يعامل على أساسها أنه أنثى. قال العلامة خليل المالكي في المختصر: فإذا بال في واحد، أو كان أكثر، أو أسبق، أو نبتت له لحية، أو حصل حيض أو مني فلا إشكال.
ويجب عليه إذا تبين حاله أن يتصف بصفات الجنس الذي ينتمي إليه، أما إذا لم يظهر شيء من العلامات فإن الرجال يعاملونه على أساس أنه امرأة، والنساء يعاملونه معاملة الرجال، وله أن يعرض نفسه على الطبيب ويأخذ العلاج ليتبين حاله.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل في حال الخنثى نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 46857.
وأما إن كان قصدك بالجنس الثالث المخنثين المتشبهين طوعا بالنساء فهؤلاء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه أحمد وأصحاب السنن عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. وفي رواية: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء. فلا يجوز للمسلم التعامل مع هذا النوع من الناس.
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 18605.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... اجتماع النسوة في مطعم يرتاده الناس
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الأول 1426 / 12-04-2005
السؤال
جماعة من الأخوات المسلمات يجتمعن للتناقش حول موضوع دعوي في مطعم (هن يعشن في كندا ويضعن غطاء الرأس)، وهو في نفس الحين محل بيع لحوم وأغذية ومكان الأكل هو نفس مكان البيع.. رأت البعض منهن عدم جواز التجمع هناك حفاظا على حياء وعفة المرأة المسلمة التي تحسدها عليها الكافرات, لكن(27/936)
أخريات لم يرين مانعا في ذلك لأنهن يعتبرن عدم الجلوس هناك يعني عدم جواز الخروج للنزهة مع العائلة وعدم الخروج أصلا حتى لا يراهن الناس مطالبات بالدليل الشرعي، فما حكم الشرع في ذلك مع الأدلة من القرآن والسنة رجاء الأخذ بالاعتبار أن هؤلاء الأخوات مقتنعات بالرأى القائل بحجاب الرأس ولو علل المنع من الجلوس هناك بغطاء الوجه لأعرضن عن النصيحة من بدايتها؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع صان المرأة المسلمة وحفظ لها حياءها وعرضها وشرفها، وحرضها على القرار في بيتها والبعد عن الظهور أمام الأجانب، فقال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33}، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ {الأحزاب:53}.
وبناء عليه فإن الأولى أن يكون تجمع الأخوات في بيت إحداهن أو في صالة مغلقة أو في استراحة بعيدة عن أنظار الرجال، وأن يبتعدن عن هذا المحل الذي يعتبر سوقا يرتاده الناس فأصبح مكانا عاما يدخله كل داخل.
ومن المعلوم أن الشارع حذر من الجلوس في الطريق لما فيه من التعرض للنظر، كما في الحديث: إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطو الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رواه البخاري ومسلم، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للاستفادة: 5224، 33160، 51573، 33237.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
علاقة المرأة مع الشباب خارج إطار الزواج
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الأول 1426 / 12-04-2005(27/937)
السؤال
سيدي أحب شابا لكنه يشرب الخمر ويتعاطى الجنس كعادة أغلب الشباب عندنا لكني عازمة على إرجاعه الى الطريق السوي فهل أواصل علاقتي به أم لا؟ وهل توجد أدعية لتعينني على هدايته؟ و شكرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي رحمك الله أنه لايجوز لك إنشاء أي علاقة مع أي شاب خارج إطار الزواج، وأن الله حرم المصافحة بين الجنسين باليد وحرم الخلوة بينهما، بل وحرم النظر بينهما وأمر بغض البصر. فقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. رواه ابن حبان. وقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
{النور:30ـ31}. وعلى ذلك فإن الواجب عليك قطع العلاقة مع ذلك الشاب فوراً من قبل أن يدهمك الموت وأنت مصرة على تلك المعاصي وحينئذٍ تندمين ولكن لن ينفعك الندم، واعلمي أن جميع لذات الدنيا وشهواتها ينساها الإنسان مع أول غمسة يغمسها في النار ـ أعاذنا الله منهاـ وإن كنت ترغبين في أن تتحول هذه العلاقة المحرمة بينكما إلى زواج شرعي، فإننا ننهاك عن الزواج من هذا الرجل وأمثاله من الفساق الزناة شاربي الخمر فهؤلاء لا يكونون أزواجاً للعفيفات الطاهرات أمثالك إلا أن يتوبوا وتحسن توبتهم ويظهر صلاحهم. قال تعالى: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً {النور: 3}. ولقد دلنا نبينا صلى الله عليه وسلم على مواصفات الزوج الصالح في قوله: إذا نكح إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. هذا، وعليك بالاستقامة والتمسك بالدين، ومن ذلك إقامة الصلاة على وقتها ولبس الحجاب الشرعي، وغير ذلك من الواجبات، وانتهي عن كل ما حرم الله عليك،(27/938)
قال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم. رواه مسلم. واسألي الله تعالى أن يرزقك العفاف وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي تقر به عينك ويعينك على طاعة الله وعلى تربية أبنائك: فالزوج الصالح يتقي الله فيك ولن يظلمك أو يؤذيك، بل سيجتهد في إسعادك وسيعاشرك بالمودة والرحمة. كما ننصحك باتخاذ رفقة صالحة من الأخوات الفضليات المتمسكات بالدين، فإنهن خير معين في قراءة القرآن وطلب العلم النافع. واستمعي إلى الأشرطة الدينية، وهي متوفرة بحمد الله على الإنترنت، ومن أهم ما تسمعين: محاضرة بعنوان" توبة صادقة" للشيخ سعد البريك، وشريط " واتقوا يوماً ترجعون في إلى الله" للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، وشريط " جلسة على الرصيف" للشيخ سلمان العودة، وشريط" على الطريق" للشيخ على القرني، وتجدين هذه المحاضرات وغيرها على موقع: www. IsLam way. Com . على الإنترنت. وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية:4203 ، 9463 ،30003 ، 10800، 6603.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
اختلاط المرأة الواثقة بنفسها بالرجال الأجانب
تاريخ الفتوى : ... 25 صفر 1426 / 05-04-2005
السؤال
أنا فتاة أقوم بمخالطة الرجال على سبيل الأخوة في الله والمساعدة لي بالعمل والأمور الأخرى ولا يوجد لدي أي شعور جنسي تجاههم. حاولت التوبة ثم عدت عدة مرات للاختلاط والصداقة مع الرجال. أنا غير متزوجة وأرغب بالزواج ولكن الامور لا تتيسر بسبب مرض والدتي التي أقوم بالعناية بها مع العلم توجد رغبة لدي للزواج لكن لايوجد من يعتني بوالدتي غيري مع وجود الإخوه والأخوات لي فلا أحد يرعاها غيري وأحتسب الأجر لله.
الفتوى(27/939)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلمة يتعين عليها من باب الحفاظ على دينها وأخلاقها وعرضها أن تبتعد عن الاختلاط بالأجانب مهما كانت ثقتها بنفسها لأنها إن لم تخش الفتنة بهم قد يخشى عليهم من الافتتان بها، وإذا افترضنا أنها محتاجة لمساعدتهم لها في عمل ما فليكن ذلك مع الالتزام بالضوابط الشرعية من ستر وغض للبصر وعدم الكلام بترخيم صوت وخضوع بالقول والبعد الشديد عن الخلوة بهم. وراجعي في موضوع التآخي في الله بين الجنسين وموضوع الزواج وفي المزيد من الكلام عن موضوع الاختلاط الفتاوى التالية أرقامها: 1109 و 32981 و 1734 و 3672 و 3539.
واحرصي على الجمع بين الزواج وبر أمك، ورغبي إخوتك في المشاركة في خدمتها والاعتناء بها لما عليهم من الحق في ذلك، فقد رغب الشارع في الزواج والمكاثرة، ويمكن أن تتفاهمي مع زوجك على السماح لك بزيارة أمك في أوقات معينة لخدمتها والقيام ببعض أمورها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
من مضار العلاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج
تاريخ الفتوى : ... 23 صفر 1426 / 03-04-2005
السؤال
شاب خطب فتاة وهو لا يريدها فقط لأن الأهل يريدون وهو وافق لأن كل البنات مثل بعض ولكنه دائما يؤجل ولا أحد يعرف أنه خاطب لأنه لايريد حتى التكلم وموافق على الموضوع فقط لإرضاء الطرفين لأنها بنت عمه وبعد فترة وفي شغله تعرف على فتاة (أنا) وعملنا معا مدة سنة ثم قررت ترك العمل وكل هذه الفترة كنا زملاء ولم يبدو عليه أي شيء ويوم أن تركت العمل كانت نظراته غريبة وحزنه شديد وبعد فترة أصبح دائما يسأل عني وهل عملت أو لم أعمل وأنهم سوف يبدؤون عملا جديدا ويريدونني معهم وهو دائم التكلم عن بيته وأسرته(27/940)
وكان يتصل على الموبايل من فترة لأخرى ويسأل عني وكل معنى بكلامه هو الحلال وبعدها مرت الأيام وعملت معه في الشركة وتصرفاته كلها غريبة وكلامه كله يعني أنه يريد خطبتي وأنا لا أعلم أنه خاطب لأنه لا أحد يعرف وكنت أعرف زوجة صديقه وكانت دائما تتكلم معي وبصدفة كنا نتحدث وذكرت أن عرسه قريب أنا حزنت كثيرا والأهم أنه يعجبني لحسن أخلاقه ودينه والكل يشهد له بذلك وشعرت أن هذا حرام وحتى أتأكد
وبحكم عملنا معا باركت له بطريقة الزملاء وأنه لماذا لم يخبرنا ولكنه نفى الموضوع أو قال إنه في موضوع لكنه لايريده وهو مجبر عليه لكنه ليس خاطبا وأنه هناك موضوع شخصي وضروري جدا أن يأخذ رأيي فيه وسبحان الله لم يستطع التكلم في العمل لأننا دائما نعمل ولسنا وحدنا وحاول أن يتكلم معي في بيت صديقه لأنني أزور زوجته دائما ولكن عندما أذهب أنا هو لايستطيع وعندما يذهب هو أنا لا أستطيع ولكنه دائم التكلم أن نيته شريفة وأنه يريد التكلم معي في أمر ضروري وفجأة منذ يومين سمعت أن عرسه بعد شهر وصدمت وبالصدفة تكلم معي والقصة أنه لايريد ابنة عمه ويحبني ولم يستطيع إخفاء مشاعره لكنه مضطر أن يتزوجها لأنها منذ 8 سنين تكلم أهله في هذا الموضوع وهو لم يعارض لأنه كما قلت سيتزوج وفقط وليس مهما من تكون لكن الوضع مختلف الآن أنا الأن أشعر أنه تلاعب بمشاعري وأنا أحبه كثيرا وسوف أترك العمل لأنني لم أعد أحتمل أن أراه أمامي وأنا أعرف أنه سيتزوج لكن هل زواجه من هذه الفتاة وهو لايحبها أفضل من تركه لها أنا بصراحة أضع نفسي مكانها أكيد أنني لا أريده أن يتركها ولكن ارتباطه بها ممكن أن يسعدها في البداية ثم هي سوف تشعر بما يشعر وأنه لايريدها وتزوجها فقط هكذا حتى أنه لمح أنه سوف يتزوج بأخرى التي يحبها يعني أنا لكن أنا لا أستطيع أرجوك ساعدني أنا متوكلة على الله ودائما أدعو ربي وأستخيره، لكن السؤال هل الأفضل شرعا تركها الآن أو أن يتزوجا وهو لايريدها لكنه لايريد تركها أيضا لأنه سوف يجرحها بعد كل هذه المدة وأنه يحرم عمل ذلك ولكن أيضا اللعب بمشاعري حرام ولا يجوز منه فعل ذلك أرجوك أخبرني ما ذا أفعل غير التوكل على الله لأنني والله يشهد على(27/941)
أنني متوكلة عليه وراضية ولا أعترض لكن فقط حزينة وأريد بعض المساعدة وسبحان الله كانت طبيعة عملنا ليست معا دائما لكن منذ يومين حصل تغير وأصبحنا كل عملنا معا وأنا أحاول تحويل الأمر إلى شغل فقط لكنني أفقد صحتي وأشعر أنني سوف أنتهي بانهيار عصبي من كثرة إخفاء مشاعري والظهور بأنني لايوجد أي شيء. لذلك سأترك العمل مع أنني لا أجد عملا آخر ولا أريد البقاء في البيت لكن إبعاد النار عن الزيت يكون أفضل.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله سبحانه إذا حرم شيئا فإنما يحرمه لما فيه من ضرر على العبد في دينه ودنياه، وإن من الأمور التي حرمها الإسلام العلاقات بين الجنسين خارج نطاق الزواج، فليس هناك طريق للعلاقة بين الرجل والمرأة إلا بالزواج الشرعي، فعلى الأخت أن تتوب من هذه العلاقة مع هذا الشاب وتبتعد عن كل وسيلة تجمعها به أو بغيره من الرجال الأجانب إلا ما كان للحاجة مع الالتزام بالحجاب الشرعي، وسيكون هذا هو العلاج لما تعاني منه. ونصيحتنا لها بما أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد وبلغ بها التعلق بهذا الشاب هذا المبلغ أن تترك العمل الذي يجمعها به ويمكنها من رؤيته، ونحيلها على الفتوى رقم: 9360، لمعرفة طرق التخلص من داء العشق. ونقول للأخت لا شأن لك بهذا الشاب وبزواجه من بنت عمه، فإذا أراد أن يتزوج بها فلا حرج عليه وإن لم يكن يحبها. بل الأفضل له الزواج بها لأنه قد خطبها والخطبة وعد بالزواج ولا ينبغي له أن يخلف وعده معها، فإذا التزمت بأمر الله فنرجو الله سبحانه أن يختار لك ما فيه خير .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خروج المرأة إلى الأسواق بمفردها
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1426 / 30-03-2005
السؤال(27/942)
هل يجوز للمرأة الذهاب للأسواق بمفردها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخروج المرأة للأسواق بمفردها لا بأس به إذا احتاجت لذلك؛ لكن بشرط التقيد بأحكام الحجاب، وآداب الخروج، وألا يؤدي ذلك إلى الوقوع في شيء من المخالفات الشرعية كالخلوة بالرجال أو مزاحمتهم.
ومع ذلك فإن الأولى بالمرأة القرار في بيتها إذا وجدت من يكفيها حاجتها من هذه الأسواق. وقد سبق الإجابة على ذلك في الفتوى رقم: 23713.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7954 و 12867 و 20807 و 25835.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ممارسة الفتيات للعبة الكاراتيه ... العنوان
ما حكم ممارسة الفتاة للعبة الكاراتيه بنية نصرة الدين وإظهار الفتاة المسلمة في الصور اللائقة بها وللحفاظ على الصحة البدنية واللياقة العالية،ومساعدة المسلمات في حال التعرض للأزمات، وتطبيقا لقول الرسول المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. مع العلم بأن التدريب مختلط ولكن الملابس فضفاضة كاسية . ... السؤال
11/09/2002 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:
لعبة الكاراتيه من أنواع الرياضة الجائزة للرجال والنساء ، وإن كان الرجال بها أليق ، وحاجتهم إليها أشد وأوكد ، لكن يجب لجواز ذلك للنساء أن يكون ذلك في مكان خاص بهن ، وأن يكون لهن أماكن خاصة بهن للتدريب ، فلا يجوز أن(27/943)
تكون أماكن التدريب مختلطة ، لأن من شأن هذه الألعاب أن تبرز عورات المرأة وتحددها ، وفيها تسقط المرأة وتقع على أي هيئة من الهيئات ، وفي هذا ما فيه من إبراز لعورتها أمام الرجال ، لذلك ذهب كثير من الفقهاء إلى أن المرأة وقت الصلاة لا تجافي بين ذراعيها أو فخذيها حتى لا يبرز منها ما يثير الفتنة ، على أن فصل أماكن التدريب ليس أمرا صعبا ولا مستحيلا ، وينبغي أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي وقوع أضرار بالمرأة أثناء تعلمها لفن الكاراتيه ، وإذا ثبت أ ن نسبة كبيرة من النساء من الممكن أن يفقدن بكارتهن أثناء هذه اللعبة ، فينبغي أن تمنع منها المرأة .
يقول الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر الشريف :-
الإسلام لا يرضَى عن الألعاب الجماعيّة التي يشترك فيها الجنسان، ويحدث فيها كشف للعورات أو أمور يَنهَى عنها الدِّين.ا.هـ
يقول الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء: الحدود الخاصة بالمرأة أثناء ممارسة الرياضة تتعلق بكشف العورة، والمعروف أن عورة المرأة أمام الرجال هي كل بدنها ما عدا الوجه والكفين، فإذا وجد نوع من الرياضة تستطيع المرأة ممارسته مع الالتزام بستر العورة ضمن الحدود المذكورة فهو جائز، إذا تمت مراعاة الضوابط الشرعية الأخرى.
وأما عورة المرأة أمام النساء فهي ما بين السرة والركبة، فإذا استطاعت أن تمارس نوعا من الرياضة مع مراعاة ذلك فهو جائز لها، بشرط ألا يكون هناك أي نوع من التصوير يمكن أن ينقل هذه المشاهد الرياضية إلى الخارج . ا.هـ
ويقول الدكتور على محيي الدين القره داغي رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة بقطر : لا شك أن ممارسة النساء للرياضة من حيث المبدأ جائزة شرعًا، ولكن هناك ضوابط وشروط لا بد من توافرها في كل عمل تقوم به النساء وحتى الرجال، ومن أهم ضوابط رياضة النساء هي عدم التبرج وكشف العورة الشرعية وعدم الاختلاط الذي يؤدي إلى الاحتكاك، ولذلك ورد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عندما تسابق مع السيدة عائشة –رضي الله عنها- قدم الرجال وأخّر عائشة عنهم، وهذا مؤشر لأمرين مهمين:الأمر الأول مشروعية الرياضة للنساء،والأمر(27/944)
الثاني الضوابط الشرعية وخصوصية النساء في هذا المجال، ولابد أن نعلم أيضاً أنه لا ينبغي الجري وراء كل ما يفعله الغرب فنفعله، فهناك أشياء وأعمال لا يمكن أن تصح على ضوء شريعتنا.
والله أعلم
ــــــــــــــ
خروج المرأة إلى السوق بمفردها
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1426 / 30-03-2005
السؤال
ما حكم الزوج الذي ترك زوجته تتسوق للبيت وهو موجود بحكم أنها لديها سيارة ورخصة قيادة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن النساء مأمورات بلزوم البيت منهيات عن الخروج إلا أن الفقهاء أجازوا الخروج للمرأة إذا توفرت الضوابط الشرعية لذلك، وذكروا منها:
1- أن تكون غير مخشية الفتنة.
2- أمن الطريق من توقع المفسدة.
3- أمن الاختلاط بالرجال الأجانب على وجه محرم.
4- الالتزام بالحجاب التام .
5- أن يأذن الزوج بالخروج.
فإذا توفرت هذه الشروط جاز للمرأة الخروج إلى السوق وقد يكون ذلك متعيناً إذا لم تجد من يقوم عنها بذلك، قال ابن عابدين: ويجوز للزوجة الخروج بغير إذن الزوج لما لا غناء لها عنه كإتيان بنحو مأكل. انتهى، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 56678.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/945)
حدود العلاقة بين القريب وقريبته
تاريخ الفتوى : ... 19 صفر 1426 / 30-03-2005
السؤال
يوجد لدي قريب في بلد آخر وكانت علاقتي به جيدة وعلاقة قديمة وفجأة تتغير أحوال هذا الشخص القريب وينقطع عني على الرغم أني حاولت أفهم ما السبب وراء ذلك والاتصال به وإرسال الرسائل لكنه لم يرد وهذا تغير مفاجئ وأول مره يحدث، أوقات أتخيل أنه عين أو نفس أو سحر كيف يمكن علاج ذلك؟ والمهم بالموضوع هل يجوز أن أقرأ قرآنا عني وعنه؟ وهل هذا يبطل السحر أو العين التي بيننا لأنه هو لا يعرف هذا الشيء أو يمكن أن لا يهتم إذا وجد شيء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري وجه هذه العلاقة التي بينك وبين قريبك هذا، هل هي علاقة صلة وقرابة فتكون مشروعة إذا سلمت من ريبة، أو هي علاقة حب وغرام فلا تجوز لأن الشرع منع كل علاقة من هذا النوع بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزواج لما تجره من مفاسد كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 48990. هذا فيما يتعلق بحكم هذه العلاقة.
أما بخصوص ما سألت عنه من الانقطاع المفاجئ بينك وبين هذا الرجل وكان من المحارم أو من غير المحارم وكنت تأملين أن هذا القريب سيتزوجك، وكان السحر سببا في صده عن ذلك فلا مانع حينئذ من فك هذا السحر بالدعاء والرقية الشرعية وكذا إن كانت العلاقة بينكما مجرد صلة رحم لا ريبة فيها.
أما إذا كنت لا تطمعين في الزواج منه وكانت علاقتكما من النوع المحرم فالواجب أصلا هو قطع تلك العلاقة ويحرم التمادي فيها والإصرار عليها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الاختلاط بين الحظر والإباحة ... العنوان(27/946)
ما حكم الاختلاط بين الجنسين في التعليم و وسائل النقل و غيرها ؟ ... السؤال
28/04/2002 ... التاريخ
د.أحمد عبدالكريم نجيب ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله ،والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
الاختلاط في حد ذاته ليس محرما،فتواجد جماعة النساء مع الرجال في المساجد والأسواق أمر معهود منذ عهد النبوة ،ولكن المحرم من الاختلاط هو ما أدى إلى مفسدة في الدين ،كخلوة الرجل مع المرأة دون محرم،أو الاختلاط المشين في النوادي والحفلات والموالد مالم تراع فيه الآداب الإسلامية من الثياب المحتشمة ،وعدم كشف العورات،وغير ذلك.
يقول الدكتور أحمد عبدالكريم نجيب مدرس الشريعة بكليّة الدراسات الإسلاميّة في سراييفو ، و الأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا
الاختلاط على صورته المعهودة في عصرنا الحاضر مفسدةٌ بالغة الخطورة على الدين و الخُلُق ، و الكلام عن الاختلاط بشكلٍ عام يحتاج إلى تفصيل :
فإذا أريد بالاختلاط اجتماع الرجال و النساء في مكان ما ، من غير تعمّد كالحال في الأسواق و الطرقات ، إذ يسعى الجميع في حاجته ذهاباً و جيئةً ، و يبيعون و يشترون ، فلا بأس في هذا ما لم يتلبّس من وَقع فيه بمحرّم خارجٍ عنه ، و ليست هذه الصورة للاختلاط من الصور المحرّمة في شيء ، بل هو مما تعمّ به البلوى ، و يضطر إليه الناس لمعاشهم في كلّ زمانٍ و مكان .
و من الصوَر التي لا حَرجَ فيها اجتماع الرجال و النساء في المسجد الواحد لأداء فريضة أو عبادة ، كما هو الحال منذ صدْرِ الإسلام و حتى يومنا هذا ، في المساجد الثلاثة التي تُشدّ إليها الرحال و غيرِها ، و قد كانت النساء يشهدن الصلاة مع النبيّ صلى الله عليه و سلّم في المسجد ، و لم يَنه عن ذلك ، كما لم يأمر بضرب حاجزٍ بين صفوف الرجال و صفوف النساء فقد روى الشيخان و أبو داود و مالك و أحمد ، و اللفظ للبخاري عَنِ عبد الله بن عُمَرَ قَالَ : كَانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ(27/947)
تَشْهَدُ صَلاَةَ الصُّبْحِ وَ الْعِشَاءِ فِى الْجَمَاعَةِ فِى الْمَسْجِدِ ، فَقِيلَ لَهَا لِمَ تَخْرُجِينَ وَ قَدْ تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَ يَغَارُ ؟ قَالَتْ : وَ مَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِى ؟ قَالَ ابن عمر : يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ » .
غير أنّهن كنّ يُصلّين في صفوفٍ خاصةٍ خلف صفوف الرجال امتثالاً لهديه صلى الله عليه و سلّم ، في قوله : « خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا » رواه مسلم و أصحاب السنن و أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه .
أمّا انفراد الرجل بالمرأة ، بدون محرم ؛ فهو الخلوة المحرّمة ، التي حذّر النبيّ صلّى الله عليه و سلّم منها فيما رواه أحمد و الترمذي بإسناد قال عنه : ( حسنٌ صحيح ) عَن عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ » .
و من الصور المحرّمة أيضاً اجتماع رجل بامرأة ، و لو كان ذلك في مكانٍ عامٍ إذا ترتّبت عليه ريبةٌ أو سوء ظنّ فيه ، ما لم يُزِل اللبس الذي قد يقَع في نفس من رآه ظنّاً أو يقينا ، لما رواه الشيخان و أبو داود و ابن ماجة و أحمد عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ حُيَىٍّ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفاً ، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ ، فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِى لِيَقْلِبَنِى - أي ليعيدها إلى البيت - فَمَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : « عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَىٍّ » . فَقَالاَ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ ، وَ إِنِّى خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِى قُلُوبِكُمَا سُوءاً » ، أَوْ قَالَ : « شَيْئاً » .
و يحرم كذلك ما شاع من الاختلاط في هذا الزمان عند الأضرحة و ما يُزعمُ أنّها مقامات أولياء ، و في الاحتفالات و المواسم المبتدَعة كالموالد ، حيث يختلط الرجال بالنساء في هيئات بالغةِ الفساد ، و ظاهرةِ الانحراف ، و هذا أولى بالذمّ ، بل هو مما تبتلى به الأمّة في آخر الزمان لقوله صلّى الله عليه و سلّم : ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات نساء دوس حول ذي الخلصة طاغية دوس التي كانوا(27/948)
يعبدونها في الجاهلية ) رواه ابن أبي عاصم في ( السنّة ) و الطبراني في ( الصغير ) بإسنادٍ حَسَن ، و ذو الخلصة صنَمٌ بتبالة .
و معظم ما يقع في الجامعات و المدارس ، فضلاً عمّا في النوادي و المحافل العامّة وحتّى وسائل النقل لغير المضطرّ هو من صور الاختلاط المحرّم ، المفضي إلى الرذائل و الفواحش ، لذلك نذهب إلى القول بتحريمه ، و نحذّر منه أسوةً بما جرى عليه معظم العلماء العاملين ، الذين عرَفوا حقيقته ، و سبروا غُواره ، و وقفوا على مفاسده ، و سدّاً للذرائع ، و قطعاً لدابر الرذيلة و الفاحشة ، و ما يُفضي إليهما .
و الله الموفق ، و هو الهادي إلى سواء السبيل .
والله أعلم
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الخلوة بالأجنبية من غير ثالث
تاريخ الفتوى : ... 18 صفر 1426 / 29-03-2005
السؤال
علمت عن مواقف تحدث في عصرنا هذا فأحببت أن أعلم بالتحديد هل ينطبق معنى الخلوة المحرمة عليها أم لا؟ أرجو الإجابة عن كل موقف بالتحديد. 1-وجود الطبيب في غرفته مع إحدى طالبات الجامعة لمناقشة بحث علمي تقوم بإجرائه الطالبة كمشروع للتخرجها علما بأن الباب مغلق عليهما ولكن يستطيع أي أحد أن يدق الباب فيدخل عليهما. 2- العمل في المختبرات في بعض البلدان يقتضي الاختلاط بين الرجال والنساء وفي بعض الأحيان يكون موعد الدوام جامعا بين رجل وامرأة فقط في المختبر فهل هذا يعتبر من الخلوة المحرمة علما بأن المختبر قد يكون بعيدا نوعا ما عن بقية المختبرات كأن يكون في الطابق العلوي ولا يكون في هذا الطابق غير هذا المختبر وعلما بأن المجال متاح لأي أحد من عمال أوموظفن الدخول عليهما في أي وقت ولكن يكون هناك أوقات يكونان بمفردهما في المختبر فهل هذه خلوة محرمة، أرجو الإجابة عن كل حالة على حدة.. كما أرجو التوضيح.(27/949)
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الخلوة تدل على الانفراد، يقال: خلا الرجل بصاحبه وإليه ومعه خلواً وخلاء وخلوة: انفرد به واجتمع معه في خلوة، وكذلك خلا بزوجته خلوة.
والخلوة المحرمة هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه لا يكون معهما ثالث بحيث يحتجبان عن الأنظار، وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة، بالتحذير من ذلك، من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما. وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
وقد ذكر أهل العلم أنه يحرم خلوة الأجنبيين ولو في صلاة أو عمل، وقد حرم أهل العلم المعاصرون انفراد المرأة بالأجنبي في السيارة والمصعد الكهربائي، والخلوة بالطبيب والمدرس، وجعلوا هذا من الخلوة المحرمة. وقال النووي في شرح حديث مسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، قال: هذا استثناء منقطع لأنه متى كان معها محرم لم تبق خلوة، فتقدير الحديث: لا يقعدن رجل مع امرأة إلا ومعها محرم، ثم فصل القول في حكم الخلوة فقال: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم، وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام.
ولا فرق في تحريم الخلوة حيث حرمناها بين الخلوة في صلاة أو غيرها، ويستثنى من هذا كله مواضع الضرورة بأن يجد امرأة أجنبية منقطعة في الطريق أو نحو ذلك فيباح له استصحابها؛ بل يلزمه ذلك إذا خاف عليها لو تركها وهذا لا اختلاف فيه، ويدل عليه حديث عائشة في قصة الإفك.(27/950)
وقال المقدسي في الآداب الشرعية: قال القاضي في الأحكام السلطانية فيما يتعلق بالمحتسب: وإذا رأى وقوف رجل مع امرأة في طريق سالك لم تظهر منهما أمارات الريب لم يتعرض عليهما بزجر ولا إنكار، وإن كان الوقوف في طريق خال فخلو المكان ريبة فينكرها، ولا يعجل في التأديب عليهما حذرا من أن تكون ذات محرم، وليقل: إن كانت ذات محرم فصنها عن مواقف الريب وإن كانت أجنبية فاحذر من خلوة تؤديك إلى معصية الله عز وجل.
وفي الموسوعة الفقهية عند الكلام على الخلوة وبيان ما يحرم منها وما يجوز: ولا تجوز خلوة المرأة بالأجنبي ولو في عمل، والمراد بالخلوة المنهي عنها أن تكون المرأة مع الرجل في مكان يأمنان فيه من دخول ثالث، قال أبو حنيفة: أكره أن يستأجر الرجل امرأة حرة يستخدمها ويخلو بها، لأن الخلوة بالمرأة الأجنبية معصية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. ومن المباح أيضا الخلوة بمعنى انفراد رجل بامرأة في وجود الناس، بحيث لا تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما. فقد جاء في صحيح البخاري: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها. وعنوان ابن حجر لهذا الحديث بباب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس، وعقب بقوله: لا يخلو بها حديث تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس. وقد تكون الخلوة بالأجنبية واجبة في حال الضرورة، كمن وجد امرأة أجنبية منقطعة في برية، ويخاف عليها الهلاك لو تركت. انتهى. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 50916 ، 1248 ، 23240 ، 6812 ، 4091 ، 54972 ، 50354 ، 4154.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
مشاهدة الجنسين لبرنامج ستار أكاديمي
تاريخ الفتوى : ... 18 صفر 1426 / 29-03-2005(27/951)
السؤال
ما حكم مشاهدة ستار أكاديمي للبنات وأيهما أشد خطراً على المجتمع أن يشاهدها الشاب أو البنت،
وماذا أفعل إن كانت هي تشاهد هذا البرنامج؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أصدرنا فتاوى بينا فيها عدم جواز مشاهدة البرنامج المذكور، فليرجع إليها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 44464، 44860.
ولمشاهدة هذا البرنامج آثار مدمرة على المجتمع ككل، سواء على الذكور أو الإناث والكبار والصغار؛ لما يزين من أسباب الانحراف، وطرق إشاعة الفاحشة في المجتمع، فالواجب عدم مشاهدة هذا البرنامج أو المشاركة فيه. ومن رأى أحداً يشاهده فعليه أن ينهاه عن ذلك، سواء كان ولداً أو بنتاً أو والداً أو والدة أو غيرهم، كما يجب عليك إسداء النصح له باللطف واللين والحكمة، وأن تبين له حكم مشاهدة تلك البرامج الهدامة، وتأثيرها على الأسرة والمجتمع، وراجع الفتوى رقم: 20492.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم اختلاط الخنثىالمشكل بالرجال والنساء ... العنوان
نعرض عليكم مسألةً نرجو بيان قول الشريعة الغرَّاء فيها ولكم مِن الله الأجر والثواب.. إنسانٌ وُلد وله عُضو الذكورة والأُنوثة، قرَّر الطبيب المُعالج أنه أمْيل إلى الذُّكورة، فعالَجه بهُرمونات الذكورة مما جعل عضو الأنوثة يَضْمُر ثم يَنغلق، ونبَت شعر اللحية ، وخشُن الصوت. أوقفت المُعالجة بالهرمونات بسبب مرض شديدٍ ألمَّ به، كذلك أُصيب بمرض السكري، إثْر ذلك بدأت تظهر علامات الأُنوثة مثل الثديينِ، ضُمور العضلات نُعومة الجسم، حتى إنه اضْطرَّ إلى ترْك مهنته كعاملٍ فنيٍّ في البناء؛ لأنه لم يعُد يقوَى عليها جسديًّا، ليُؤهل نفسه لمِهنة لا تتطلب(27/952)
جهدًا جسديًّا. عرَض نفسه على أطباء أخصائيين فتبيَّن لهم بعد فَحْصِ الهرمونات في جسمه أنه أميل إلى الأُثونة، عرَض علينا تقارير الأطباء بناء على ذلك، كان يَجب أن يُعالج بهرمونات الأُنوثة بدل المُعالجة بهرمونات الذُّكورة، إن مرض السكري الذي أُصيب به يجعل إجراء عملية جراحية يُستأصَل فيها عضو الذكورة، ويُعاد فتح عضو الأُنوثة مَحفوفة بالمخاطر، لذلك يُحجم عنها .. وهو الآن ليس له مِن الذكورة إلا العضو الذي لا وَظيفة له، إذ لا يَنتصِب، والغُدد في الجسم لا تُفرز، وليس له مِن الأُنوثة سوى الثَّدْيين، ونُعومة الجسم. إنه لا يَشعر بأيِّ رغبة جِنسية ذكرية أو أُنثوية، وهو يشعر أنه أُنثى، ويعيش وفقًا لذلك بما في ذلك اللباس.
والسؤال الآن: هل هذا الإنسان في رأيِ الشريعة أُنثى يستطيع حضور اللقاءات الإسلامية المُقتصرة على النساء، وهل يجوز دُخوله على النساء؟
وجزاكم الله خيراً
... السؤال
02/03/2002 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد حثَّ الإسلام على التداوي ، وإذا أوصى طبيب مسلم ثقة بالقيام بجراحة يعود نفعها على المريض تصير هذه الجراحة في حكم الواجبة ، وهذا الشخص يطلق عليه أنه خنثى ، ومن أحكام الخنثى عدم مخالطة الرجال لاحتمال أنوثته ، و لا يخالط النساء لاحتمال ذكورته إلا إذا روعيت الأداب والضوابط التي نص عليها الفقهاء ويمكنك مطالعة هذه الفتوى عن الاختلاط بعنوان
الاختلاط بين الجنسين :حقيقته وحكمه وضوابطه
ويجلس خلف الرجال إذا كان مع الرجال ، وأمام النساء إذا كان مع النساء ( وهذا في الصلاة خاصة )حتى يعالج ،ويلحق بجماعة الرجال أو النساء على حسب ما يوصي به أهل الخبرة والثقة من الأطباء المسلمين .(27/953)
وإذا اقتضى الأمر إجراء عملية جراحية لتَحويله إلى رجل أو العكس فيجوز له عملها متى كان المَقصود منها إبرازُ عُضْوٍ خلْقِيٍّ مَطمور، ولا يجوز ذلك لمُجرد الرغبة في التغيير فحسب.
يقول فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق :
أولًا:
الإسلام يدعو المرضى للتداوي، ويُرشدهم إلى علاج ما ألمَّ بأجسادهم مِن عِلَلٍ، وما نزل بأبدانهم مِن سِقم، وقد جاء في هدْي نبي الإسلام محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ فيما رواه عن أسامة بن شُريك، قال: "جاء أعرابيٌّ فقال يا رسول الله أنتداوَى. قال: نعم فإنَّ الله لم يُنزل داءً إلا أنزلَ له شفاءً علِمَه من علِمه، وجهِله مِن جهِله". رواه أحمد ـ نيل الأوطار للشوكاني وفي لفظ: "قالت الأعراب:يا رسول الله، أنتداوَى، قال:نعم عبادَ الله تَداوَوا ؛ فإن الله لم يضَع داءً إلا وضَع له شفاءً أو دواءً إلَّا داءً واحدًا. قالوا يا رسول الله وما هو ؟ قال الهرَم". (رواه ابن ماجة وأبوداود والترمذي وصححه ـ المرجع السابق نفس الموضوع).
ثانيًا:
أجاز الإسلام التداوي بإجراء جراحةٍ بقطع عرْق، أو استبدال عُضو، جاء ذلك فيما رواه جابر، قال:
"بعث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلى أُبيِّ بن كعب طبيبًا، فقطع منه عرقًا، ثم كوَاه". (رواه أحمد ومسلم).
وكما جاء في حديث عرفجة الذي قطع أنفه يوم الكلاب قال:
"أُصيب أنْفِي يوم الكُلاب في الجاهلية، فاتَّخذتُ أنفًا مِن وَرِقٍ "فضة" فأَنْتَنَ عليَّ، فأمرني رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن أتّخِذَ أنفًا مِن ذهَبٍ". (صحيح الترمذي بشرح ابن العرى المالكي).
وتخريجًا على ما ذُكر، فإنه يجوزُ إجراءُ جراحةٍ لإظهار علامات الأُنوثة المَطمورة، أو علامات الذكورة المَغمورة متى انتهى رأي: الطبيب الثقة إلى وُجود الدواعي الخَلْقيَّة في الجسد الذي به عِلَّةُ التداوي، والتي لا تَزُول إلا بالجراحة(27/954)
باعتبارها مُظهرة لمَا استترَ مِن أعضاء الذكورة أو الأنوثة، وتَصير هذه الجراحة واجبةٌ متى نَصح بها وقرَّرها الأطباء الثقات، وتكون علاجًا مأذونًا به شرعًا.
ثالثًا:
لمَّا كان الشخص موضوع السؤال ليس له الآن مِن الذكورة إلا العُضو الذي لا وظيفةَ له، والغدد في الجسم لا تُفرز المنِيَّ، وليس له مِن الأنوثة سوى الثديينِ ونُعومة الجسد، وأنه لا يَشعر بأيِّ رغبة جنسية ذَكرية أو أُنثوية، وهو يَشعر أنه يعيش وفقًا لذلك بما في ذلك اللباس، فإنه والحالة هذه يُعتبر خُنْثَى خلْقِيًّا، فلا يُعتبر ذكرًا ولا أُنثى، وإنما أمره متوقف فيه، فلا يخلو به الرجال ولا يُجالسونه؛ لاحتمال كونه أنثى ، وكذلك لا يختلط به الرجال لاحتمال ذُكورته، ففي كلا الاحتمالينِ يُتصور حُدوث مَفسدة بالمُخالطة أو الخَلْوة.
وإذْ كان ذلك يستمر التعامُل مع هذا المُخنَّث المشكل بهذا الحكم إلى حين تمام علاجه، واستقرار حالته، باطمئنان لجنة طبية مُتخصِّصة لمَا تَنتهي إليه حاله، فيَتميَّز بالذكورة أو الأنوثة وحينذاك يُلحق بنوعه مِن غير توقُّع أو وُقوع مَفسدة يُخشى منها، والأخْذ بهذا هو الأحْوط الذي تَحرص عليه شريعة الإسلام، وتتطلَّبه؛ رعايةً لحق المجتمع.
رابعًا:
الإنسان المسئولُ عنه لا يُعتبَر بحاله المَوصوفة في رأيِ الشريعة أُنثى؛ لأنه ولد وله عضوُ الذكورة والأُنوثة، ويستطيع هذا الشخص حضور اللقاءات الإسلامية المُقتصرة على الرجال، ويجلس خلْف صُفوفهم، ويستطيع كذلك حضور اللقاءات الإسلامية المُقتصرة على النساء، ويجلس أمام صُفوفهنَّ، ولا يجوز دخوله على النساء؛ لجواز علاجه بهُرمونات الذكورة مرة أخرى وشِفائه مِن أمراضه،وتَعود إليه الذكورة كما كان الحال سابقًا.
لمَّا كان ذلك:
كان الأحْوط لحكم الله التوقُّف عن مُخالطة هذا المُخنَّث المشكل النساء (بدون الضوابط السابقة ) والخَلوة بهنَّ أو بإحداهنَّ، وكان مِن الأحوط لحكم الله ـ تعالى(27/955)
ـ كذلك ألا يَنفرد به رجلٌ، وذلك إلى أن يَستبِينَ، ويستقرُّ حالُه بيقينٍ، أو يقضي الله فيه أمره.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
ضوابط تهنئة النصارى بأعيادهم ... العنوان
هل يجوز تهنئة النصارى في أعيادهم؟
... السؤال
27/12/2001 ... التاريخ
لجنة تحرير الفتوى بالموقع ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
يقول فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالأزهر
الجواب عن هذا السؤال يحتاج إلى نوع من التفصيل؛ التهنئة لغير المسلم مطلقًا بدون مخالفة شرعية جائزة، وهي من باب حسن الأخلاق التي أمرنا بها ولون من ألوان الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة عملاً لا قولاً، أما إذا تضمنت التهنئة مخالفة دينية فهنا تكون ممنوعة من أجل هذه المخالفة، كأن يقول له مثلاً: "بارك الله لك في أهلك ومالك" مثلاً، فهذا دعاء بالبركة لغير المسلم وذلك لا يجوز، وإنما يقول له مثلا: "أعاد الله عليك التوفيق والهداية" أو ما إلى ذلك
وإذا تضمنت التهنئة تقديم هدية فهذا جائز أيضًا، بشرط أن تكون حلالاً، فلا يقدم له زجاجة من الخمر مثلاً أو صورًا عارية؛ بحجة أنه ليس مسلمًا.. فالمسلم لا ينبغي أن يشترك في تقديم شيء محرم في ديننا
وإذا ذهب إليه في بيته أو في كنيسته فلا يحل له أن يجلس تحت الأشياء المخالفة لديننا كالتماثيل أو الصلبان، أو الاختلاط بالنساء العاريات، وغير ذلك من ضروب المحرمات التي تقترن بمواضع وأماكن غير المسلمين(27/956)
وننبه إلى أن التهاني لا ينبغي أن تكون باستعمال آيات قرآنية في بطاقة أو في غيرها؛ لأن غير المسلمين لا يدركون قداسة هذه النصوص، وبالتالي يضعونها في القمامة، يدوسونها بالأقدام بقصد أو بغير قصد؛ فينبغي على المسلم أن ينزِّه نصوص دينه عن كل امتهان.
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
من حق كل طائفة أن تحتفل بعيدها بما لا يؤذي الآخرين ، ومن حقها أن تهنئ الآخرين بالعيد؛ فنحن المسلمين لا يمنعنا ديننا أن نهنئ مواطنينا وجيرانا النصارى بأعيادهم فهذا داخل في البر كما قال الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وخصوصا إذا كانوا يجاملون المسلمين ويهنئونهم بأعيادهم ، فالله تعالى يقول: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".
ولكن لا يشترك المسلم في الطقوس الدينية التي هي من خصائص المسيحيين وقرباتهم الدينية.
ويقول الأستاذ الدكتور محمد السيد دسوقي أستاذ الشريعة بجامعة قطر
أولا: الجار في الإسلام له حقوق، سواء كان مسلما أم غير مسلم، فإذا كان مسلما وله بجاره قرابة أصبح له ثلاثة حقوق: حق القرابة، والإسلام، والجوار. أما إذا كان مسلما ولم يكن بينهما قرابة؛ فله حقان: حق الإسلام، وحق الجوار
فإذا كان هذا الجار غير مسلم فله حق واحد وهو حق الجوار، وهذا الحق حق مقدس نبه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" أي يجعله جزءا من الأسرة، فهذا الجار المسيحي يحض الإسلام على الإحسان إليه وحسن معاملته والله يقول: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". ومن البر بهم مجاملتهم في أعيادهم، ويجوز مشاركتهم فيها ما دام لا يُرتكب فيها أي محرم. وهذا السلوك الإسلامي قد يكون عاملا من عوامل هداية هؤلاء، وقد انتشر الإسلام في بلاد كثيرة لم تدخلها الجيوش، وإنما(27/957)
كان الخلق الإسلامي الذي مثله الرحالة والمهاجرون والتجار من عوامل نشر الإسلام في أمم ما زالت تحتفظ به حتى الآن في دول جنوب شرق آسيا.
والله أعلم
ــــــــــــــ
حكم الغناء : بين المانعين والمجيزين ... العنوان
ما حكم الإسلام في الغناء والموسيقي؟ ... السؤال
19/11/2001 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
...
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سؤال يتردد علي ألسنة كثيرين في مجالات مختلفة وأحيانًا شتي.
سؤال اختلف جمهور المسلمين اليوم في الإجابة عليه، واختلف سلوكهم تبعًا لاختلاف أجوبتهم، فمنهم من يفتح أذنيه لكل نوع من أنواع الغناء، ولكل لون من ألوان الموسيقي مدعيًا أن ذلك حلال طيب من طيبات الحياة التي أباح الله لعباده.
ومنهم من يغلق الراديو أو يغلق أذنيه عند سماع أية أغنية قائلا: إن الغناء مزمار الشيطان، ولهو الحديث ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة وبخاصة إذا كان المغني امرأة، فالمرأة -عندهم- صوتها عورة بغير الغناء، فكيف بالغناء؟ ويستدلون لذلك بآيات وأحاديث وأقوال.
ومن هؤلاء من يرفض أي نوع من أنواع الموسيقي، حتي المصاحبة لمقدمات نشرات الأخبار.
ووقف فريق ثالث مترددًا بين الفريقين؛ ينحاز إلي هؤلاء تارة، وإلي أولئك طورًا، ينتظر القول الفصل والجواب الشافي من علماء الإسلام في هذا الموضوع الخطير، الذي يتعلق بعواطف الناس وحياتهم اليومية، وخصوصًا بعد أن دخلت(27/958)
الإذاعة –المسموعة والمرئية- علي الناس بيوتهم، بجدها وهزلها، وجذبت إليها أسماعهم بأغانيها وموسيقاها طوعًا وكرهًا.
والغناء بآلة -أي مع الموسيقي- وبغير آلة: مسألة ثار فيها الجدل والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولي، فاتفقوا في مواضع واختلفوا في أخري.
اتفقوا علي تحريم كل غناء يشتمل علي فحش أو فسق أو تحريض علي معصية، إذ الغناء ليس إلا كلامًا، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل علي حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير ؟
واتفقوا علي إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلات والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغني امرأة في حضرة أجانب منها.
وقد وردت في ذلك نصوص صريحة – سنذكرها فيما بعد.
واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بينا: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحبًا، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًا بآلة وبغير آلة وعده حرامًا، بل ربما ارتقي به إلي درجة الكبيرة.
ولأهمية الموضوع نري لزامًا علينا أن نفصل فيه بعض التفصيل، ونلقي عليه أضواء كاشفة لجوانبه المختلفة، حتي يتبين المسلم الحلال فيه من الحرام، متبعًا للدليل الناصع، لا مقلدًا قول قائل، وبذلك يكون علي بينة من أمره، وبصيرة من دينه.
الأصل في الأشياء الإباحة: ـ
قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالي: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا) (البقرة: 29)، ولا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالي، أو سنة رسوله –صلي الله عليه وسلم- أو إجماع ثابت متيقن، فإذا لم يرد نص ولا إجماع. أو ورد نص صريح غير صحيح، أو صحيح غير صريح، بتحريم شيء من الأشياء، لم يؤثر ذلك في حله، وبقي في دائرة العفو الواسعة، قال تعالي: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه). (الأنعام: 119).(27/959)
وقال رسول الله –صلي الله عليه وسلم-: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسي شيئا"، وتلا: (وما كان ربك نسيا) (مريم: 64). رواه الحاكم عن أبي الدرداء وصححه، وأخرجه البزار.
وقال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" أخرجه الداراقطني عن أبي ثعلبة الخشني. وحسنه الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه، والنووي في الأربعين.
وإذا كانت هذه هي القاعدة فما هي النصوص والأدلة التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء، وما موقف المجيزين منها.
أدلة المحرمين للغناء ومناقشتها
استدل المحرمون بما روي عن ابن مسعود وابن عباس وبعض التابعين: أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالي: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين). (لقمان: 6) وفسروا لهو الحديث بالغناء.
قال ابن حزم: ولا حجة في هذا لوجوه:
أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله -صلي الله عليه وسلم-.
والثاني: أنه قد خالفهم غيرهم من الصحابة والتابعين.
والثالث: أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها؛ لأن الآية فيها: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا) وهذه صفة من فعلها كان كافرًا بلا خلاف، إذ اتخذ سبيل الله هزوًا.
ولو أن امرأ اشتري مصحفًا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرًا ! فهذا هو الذي ذم الله تعالي، وما ذم قط عز وجل من اشتري لهو الحديث ليتلهي به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالي. فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا وكذلك من اشتغل عامدًا عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن، أو بحديث يتحدث به، أو بنظر في ماله أو بغناء أو بغير ذلك، فهو فاسق عاص لله تعالي،(27/960)
ومن لم يضيع شيئًا من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن. (المحلي لابن حزم (9/60) ط المنيرية). أ هـ.
واستدلوا بقوله تعالي في مدح المؤمنين: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (القصص: 55). والغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه.
ويجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو: سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك، وبقية الآية تنطق بذلك. قال تعالي: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) (القصص: 55)، فهي شبيهة بقوله تعالي في وصف عباد الرحمن: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا). (الفرقان: 63).
ولو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه وتمدحه، وليس فيها ما يوجب ذلك.
وكلمة اللغو ككلمة الباطل تعني ما لا فائدة فيه، وسماع ما لا فائدة فيه ليس محرمًا ما لم يضيع حقًا أو يشغل عن واجب.
روي عن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له: أيؤتي به يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك ؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات؛ لأنه شبيه باللغو، قال تعالي: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم). (البقرة: 225، والمائدة: 89).
قال الإمام الغزالي: (إذا كان ذكر اسم الله تعالي علي الشيء علي طريق القسم من غير عقد عليه ولا تصميم، والمخالفة فيه، مع أنه لا فائدة فيه، لا يؤاخذ به، فكيف يؤاخذ بالشعر والرقص ؟!). (إحياء علوم الدين. كتاب السماع ص 1147 ط دار الشعب بمصر).
علي أننا نقول: ليس كل غناء لغوا؛ إنه يأخذ حكمه وفق نية صاحبه، فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة، والمزح طاعة، والنية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة وباطنه الرياء: "إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم". (رواه مسلم من حديث أبي هريرة، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم).(27/961)
وننقل هنا كلمة جيدة قالها ابن حزم في "المحلي" ردًا علي الذين يمنعون الغناء قال: (احتجوا فقالوا: من الحق الغناء أم من غير الحق ؟ ولا سبيل إلي قسم ثالث، وقد قال الله تعالي: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (يونس: 32). فجوابنا وبالله التوفيق: أن رسول الله –صلي الله عليه وسلم- قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي" (متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب، وهو أول حديث في صحيح البخاري). فمن نوي باستماع الغناء عونًا علي معصية الله فهو فاسق وكذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوي به ترويح نفسه ليقوي بذلك علي طاعة الله عز وجل، وينشط نفسه بذلك علي البر فهو مطيع محسن، وفعله هذا من الحق. ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه، كخروج الإنسان إلي بستانه، وقعوده علي باب داره متفرجًا، وصبغه ثوبه لازورديًا أو أخضر أو غير ذلك ومد ساقه وقبضها، وسائر أفعاله). (المحلي. 9/60).
جـ- واستدلوا بحديث: "كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه عن قوسه" رواه أصحاب السنن الأربعة، وفيه اضطراب، والغناء خارج عن هذه الثلاثة.
وأجاب المجوزون بضعف الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، فإن قوله: "فهو باطل" لا يدل علي التحريم بل يدل علي عدم الفائدة. فقد ورد عن أبي الدرداء قوله: إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل ليكون أقوي لها علي الحق. علي أن الحصر في الثلاثة غير مراد، فإن التلهي بالنظر إلي الحبشة وهم يرقصون في المسجد النبوي خارج عن تلك الأمور الثلاثة، وقد ثبت في الصحيح. ولا شك أن التفرج في البساتين وسماع أصوات الطيور، وأنواع المداعبات مما يلهو به الرجل، ولا يحرم عليه شيء منها، وإن جاز وصفه بأنه باطل.
واستدلوا بالحديث الذي رواه البخاري -معلقا- عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري -شك من الراوي- عن النبي -عليه السلام- قال: "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر (الحر: أي الفرج والمعني يستحلون الزني). والحرير والخمر والمعازف". والمعازف: الملاهي، أو آلات العزف.(27/962)
والحديث وإن كان في صحيح البخاري، إلا أنه من "المعلقات" لا من "المسندات المتصلة" ولذلك رده ابن حزم لانقطاع سنده، ومع التعليق فقد قالوا: إن سنده ومتنه لم يسلما من الاضطراب، فسنده يدور علي (هشام بن عمار) (انظر: الميزان وتهذيب التهذيب). وقد ضعفه الكثيرون.
ورغم ما في ثبوته من الكلام، ففي دلالته كلام آخر؛ إذ هو غير صريح في إفادة حرمة "المعازف" فكلمة "يستحلون" –كما ذكر ابن العربي- لها معنيان: أحدهما: يعتقدون أن ذلك حلال، والثاني: أن يكون مجازًا عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور، إذ لو كان المقصود بالاستحلال: المعني الحقيقي، لكان كفرًا.
ولو سلمنا بدلالتها علي الحرمة لكان المعقول أن يستفاد منها تحريم المجموع، لا كل فرد منها، فإن الحديث في الواقع ينعي علي أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخز وحرير. ولذا روي ابن ماجة هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بلفظ: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير"، وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه.
هـ- واستدلوا بحديث: "إن الله تعالي حرم القينة (أي الجارية) وبيعها وثمنها وتعليمها".
والجواب عن ذلك:
أولا: أن الحديث ضعيف.
ثانيا: قال الغزالي: المراد بالقينة الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب، وغناء الأجنبية للفساق ومن يخاف عليهم الفتنة حرام، وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محظور. فأما غناء الجارية لمالكها، فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث. بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة، بدليل ما روي في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله تعالي عنها. (الإحياء ص 1148) وسيأتي.
ثالثا: كان هؤلاء القيان المغنيات يكون عنصرًا هامًا من نظام الرقيق، الذي جاء الإسلام بتصفيته تدريجيًا، فلم يكن يتفق وهذه الحكمة إقرار بقاء هذه الطبقة في(27/963)
المجتمع الإسلامي، فإذا جاء حديث بالنعي علي امتلاك "القينة" وبيعها، والمنع منه، فذلك لهدم ركن من بناء "نظام الرق" العتيد.
واستدلوا بما روي نافع أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، أتسمع ؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتي قلت: لا. فرفع يده وعدل راحلته إلي الطريق وقال: "رأيت رسول الله يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة.
والحديث قال عنه أبو داود: حديث منكر.
ولو صح لكان حجة علي المحرمين لا لهم. فلو كان سماع المزمار حرامًا ما أباح النبي -صلي الله عليه وسلم- لابن عمر سماعه، ولو كان عند ابن عمر حرامًا ما أباح لنافع سماعه، ولأمر عليه السلام بمنع وتغيير هذا المنكر، فإقرار النبي -صلي الله عليه وسلم- لابن عمر دليل علي أنه حلال.
وإنما تجنب عليه السلام سماعه كتجنبه أكثر المباح من أمور الدنيا كتجنبه الأكل متكئًا وأن يبيت عنده دينار أو درهم .... إلخ.
واستدلوا أيضًا لما روي: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب" ولم يثبت هذا حديثًا عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، وإنما ثبت قولاً لبعض الصحابة، فهو رأي لغير معصوم خالفه فيه غيره، فمن الناس من قال -وبخاصة الصوفية- إن الغناء يرقق القلب، ويبعث الحزن والندم علي المعصية، ويهيج الشوق إلي الله تعالي، ولهذا اتخذوه وسيلة لتجديد نفوسهم، وتنشيط عزائمهم، وإثارة أشواقهم، قالوا: وهذا أمر لا يعرف إلا بالذوق والتجربة والممارسة، ومن ذاق عرف، وليس الخبر كالعيان.
علي أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغني لا للسامع، إذ كان غرض المغني أن يعرض نفسه علي غيره ويروج صوته عليه، ولا يزال ينافق ويتودد إلي الناس ليرغبوا في غنائه. ومع هذا قال الغزالي: وذلك لا يوجب تحريمًا، فإن لبس الثياب الجميلة، وركوب الخيل المهلجة، وسائر أنواع الزينة، والتفاخر بالحرث والأنعام والزرع وغير ذلك، ينبت النفاق في القلب، ولا يطلق القول بتحريم ذلك كله، فليس السبب في ظهور النفاق في القلب المعاصي فقط، بل المباحات التي هي مواقع نظر الخلق أكثر تأثيرًا (الإحياء ص 1151) .(27/964)
واستدلوا علي تحريم غناء المرأة خاصة، بما شاع عند بعض الناس من أن صوت المرأة عورة. وليس هناك دليل ولا شبه دليل من دين الله علي أن صوت المرأة عورة، وقد كان النساء يسألن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في ملأ من أصحابه وكان الصحابة يذهبون إلي أمهات المؤمنين ويستفتونهن ويفتينهم ويحدثنهم، ولم يقل أحد: إن هذا من عائشة أو غيرها كشف لعورة يجب أن تستر.
فإن قالوا: هذا في الحديث العادي لا في الغناء، قلنا: روي الصحيحان أن النبي سمع غناء الجاريتين ولم ينكر عليهما، وقال لأبي بكر: دعهما. وقد سمع ابن جعفر وغيره من الصحابة والتابعين الجواري يغنين.
والخلاصة: أن النصوص التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح، أو صريح غير صحيح. ولم يسلم حديث واحد مرفوع إلي رسول الله يصلح دليلاً للتحريم، وكل أحاديثهم ضعفها جماعة من الظاهرية والمالكية والحنابلة والشافعية.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": لم يصح في التحريم شيء.
وكذا قال الغزالي وابن النحوي في العمدة.
وقال: ابن طاهر: لم يصح منها حرف واحد.
وقال ابن حزم: كل ما رُوي فيها باطل وموضوع.
أدلة المجيزين للغناء:
تلك هي أدلة المحرمين، وقد سقطت واحدًا بعد الآخر، ولم يقف دليل منها علي قدميه، وإذا انتفت أدلة التحريم بقي حكم الغناء علي أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد علي ذلك غير سقوط أدلة التحريم. فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية ؟
وهاك بيانها:
أولا: من حيث النصوص:
استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم- عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور(27/965)
الشيطان في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم-، وهذا يدل علي أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلي هذا الحد.
والمعول عليه هنا هو رد النبي -صلي الله عليه وسلم- علي أبي بكر -رضي الله عنه- وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل علي وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدي الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه.
وقد روي البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلي رجل من الأنصار فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
وروي ابن ماجة عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله فقال: "أهديتم الفتاة ؟" قالوا: نعم قال: "أرسلتم معها من يغني ؟" قالت: لا. فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم ؟!
وروي النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت علي قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحبي رسول الله أهل بدر يفعل هذا عندكم ؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس.
وروي ابن حزم بسنده عن ابن سيرين: أن رجلاً قدم المدينة بجوار فأتي عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة، ثم جاء الرجل إلي ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، غبنت بسبعمائة درهم ! فأتي ابن عمر إلي عبد الله بن جعفر فقال له: إنه غبن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما أن ترد عليه بيعه، فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعي في بيع المغنية، وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد الملفقة الموضوعة.(27/966)
واستدلوا بقوله تعالي: (وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين). (الجمعة: 11).
فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما -بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحًا بها- عن خطبة النبي -صلي الله عليه وسلم-، وتركه قائمًا.
واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي.
واستدلوا لما نقله غير واحد من الإجماع علي إباحة السماع، كما سنذكره بعد.
وثانيا: من حيث روح الإسلام وقواعده:
لا شيء في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم ... إلخ، فهل الطيبات أي المستلذات حرام في الإسلام أم حلال ؟
من المعروف أن الله تعالي كان قد حرم علي بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم علي سوء ما صنعوا، كما قال تعالي: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرًا. وأخذهم الربا وقد نهو عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل) (النساء: 160، 161). فلما بعث الله محمدًا –صلي الله عليه وسلم- جعل عنوان رسالته في كتب الأولين (الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم). (الأعراف: 157).
فلم يبق في الإسلام شيء طيب أي تستطيبه الأنفس والعقول السليمة إلا أحله الله، رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال تعالي: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات). (المائدة: 4).
ولم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم علي نفسه أو علي غيره شيئًا من الطيبات مما رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل والتحريم(27/967)
من حق الله وحده، وليس من شأن عباده، قال تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) (يونس: 59). وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويردي صاحبه في هاوية الخسران المبين، والضلال البعيد، قال جل شأنه ينعي علي من فعل ذلك من أهل الجاهلية: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين). (الأنعام: 140).
ولو تأملنا لوجدنا حب الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتي إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلي الإصغاء إليه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم، بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة حتي قال الغزالي في الإحياء: (من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته علي الجمال والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثرًا يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر -لقوة نشاطه في سماعه- المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه. فتري الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها، حتي تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها) .
وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها ؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو بها، وتوجيهها التوجيه القويم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها.
ومصداق ذلك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية: فقال عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحي ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي.(27/968)
وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلي الحبشة يلعبون في المسجد، حتي أكون أنا التي أسأمه -أي اللعب- فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة علي اللهو".
وإذا كان الغناء لهوا ولعبًا فليس اللهو واللعب حرامًا، فالإنسان لا صبر له علي الجد المطلق والصرامة الدائمة.
قال النبي -صلي الله عليه وسلم- لحنظلة -حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم.
وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت.
وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوي لها علي الحق.
وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب ... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، وكذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل ذلك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وعن الصحابة.
وأي لهو يزيد علي لهو الحبشة والزنوج في لعبهم، فقد ثبت بالنص إباحته. علي أني أقول: اللهو مروح للقلب، ومخفف عنه أعباء الفكر، والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها علي الجد، فالمواظب علي التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة؛ لأن عطلة يوم تساعد علي النشاط في سائر الأيام، والمواظب علي نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات، ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات، فالعطلة معونة علي العمل، اللهو معين علي الجد ولا يصبر علي الجد المحض، والحق المر، إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام، فاللهو دواء القلب من داء الإعياء، فينبغي أن يكون مباحًا، ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه، كما لا يستكثر من الدواء. فإذًا اللهو علي هذه النية يصير قربة، هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها، بل ليس(27/969)
له إلا اللذة والاستراحة المحضة، فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلي المقصود الذي ذكرناه. نعم هذا يدل علي نقصان عن ذروة الكمال، فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومن أحاط بعلم علاج القلوب، ووجوه التلطف بها، وسياقتها إلي الحق، علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غني عنه) انتهي كلام الغزالي (الإحياء: كتاب السماع ص 1152، 1153)، وهو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحقة.
القائلون بإجازة الغناء:
تلك هي الأدلة المبيحة للغناء من نصوص الإسلام وقواعده، فيها الكفاية كل الكفاية ولو لم يقل بموجبها قائل، ولم يذهب إلي ذلك فقيه، فكيف وقد قال بموجبها الكثيرون من صحابة وتابعين وأتباع وفقهاء ؟
وحسبنا أن أهل المدينة -علي ورعهم- والظاهرية- علي حرفيتهم وتمسكهم بظواهر النصوص -والصوفية- علي تشددهم وأخذهم بالعزائم دون الرخص- روي عنهم إباحة الغناء.
قال الإمام لشوكاني في "نيل الأوطار": (ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر، وجماعة الصوفية، إلي الترخيص في الغناء، ولو مع العود واليراع. وحكي الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع: أن عبد الله بن جعفر كان لا يري بالغناء بأسًا، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره. وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
وحكي الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضًا عن القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي) .
وقال إمام الحرمين في النهاية، وابن أبي الدنيا: (نقل الأثبات من المؤرخين: أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات، وأن ابن عمر دخل إليه وإلي جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله ؟! فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي ؟ قال ابن الزبير: يوزن به العقول !) .(27/970)
وروي الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالة في السماع بسنده إلي ابن سيرين قال: (إن رجلاً قدم المدينة بجوار فنزل علي ابن عمر، وفيهن جارية تضرب. فجاء رجل فساومه، فلم يهو فيهن شيئًا. قال: انطلق إلي رجل هو أمثل لك بيعًا من هذا. قال: من هو ؟ قال: عبد الله بن جعفر .. فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن، فقال لها: خذي العود، فأخذته، فغنت، فبايعه ثم جاء ابن عمر ... إلخ. القصة) .
وروي صاحب "العقد" العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي: أن عبد الله بن عمر دخل علي ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال لابن عمر: هل تري بذلك بأسًا ؟ قال: لا بأس بهذا، وحكي الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص: أنهما سمعًا العود عند ابن جعفر، وروي أبو الفرج الأصبهاني: أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء المزهر بشعر من شعره.
وذكر أبو العباس المبرد نحو ذلك. والمزهر عند أهل اللغة: العود.
وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع جواريه قبل الخلافة. ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاووس، ونقله ابن قتيبة وصاحب الإمتاع عن قاضي المدينة سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري من التابعين. ونقله أبو يعلي الخليلي في الإرشاد عن عبد العزيز بن سلمة الماجشون مفتي المدينة.
وحكي الروياني عن القفال أن مذهب مالك بن أنس إباحة الغناء بالمعازف، وحكي الأستاذ أبو منصور الفوراني عن مالك جواز العود، وذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب عن شعبة أنه سمع طنبورًا في بيت المنهال بن عمروا المحدث المشهور.
وحكي أبو الفضل بن طاهر في مؤلفه في السماع أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود.
قال ابن النحوي في العمدة: (وقال ابن طاهر: هو إجماع أهل المدينة. قال ابن طاهر: وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة. قال الأدفوي: لم يختلف النقلة في نسبة الضرب إلي إبراهيم بن سعد المتقدم الذكر وهو ممن أخرج له الجماعة كلهم.
وحكي الماوردي إباحة العود عن بعض الشافعية، وحكاه أبو الفضل بن طاهر عن أبي إسحاق الشيرازي، وحكاه الإسنوي في "المهمات" عن الروياني والماوردي،(27/971)
ورواه ابن النحوي عن الأستاذ أبي منصور وحكاه ابن الملقن في العمدة عن ابن طاهر، وحكاه الأدفوي عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وحكاه صاحب الإمتاع عن أبي بكر بن العربي، وجزم بالإباحة الأدفوي.
هؤلاء جميعًا قالوا بتحليل السماع مع آلة من الآلات المعروفة -أي آلات الموسيقي- وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوي في الإمتاع: إن الغزالي في بعض تآليفه الفقهية نقل الاتفاق علي حله، ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه، ونقل التاج الفزاري وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه، ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضًا إجماع أهل المدينة عليه، وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر. قال ابن النحوي في العمدة: وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمر -كما رواه ابن عبد البر وغيره- وعثمان- كما نقله الماوردي وصاحب البيان والرافعي -وعبد الرحمن بن عوف- كما رواه ابن أبي شيبة- وأبو عبيدة بن الجراح- كما أخرجه البيهقي- وسعد بن أبي وقاص- كما أخرجه بن قتيبة- وأبو مسعود الأنصاري- كما أخرجه البيهقي- وبلال وعبد الله بن الأرقم وأسامة بن زيد- كما أخرجه البيهقي أيضا- وحمزة كما في الصحيح- وابن عمر- كما أخرجه ابن طاهر- والبراء بن مالك- كما أخرجه أبو نعيم- وعبد الله بن جعفر- كما رواه ابن عبد البر- وعبد الله بن الزبير- كما نقل أبو طالب المكي- وحسان- كما رواه أبو الفرج الأصبهاني- وعبد الله بن عمرو- كما رواه الزبير بن بكار- وقرظة بن كعب- كما رواه ابن قتيبة- وخوات بن جبير ورباح المعترف- كما أخرجه صاحب الأغاني- والمغيرة بن شعبة- كما حكاه أبو طالب المكي- وعمرو بن العاص- كما حكاه الماوردي- وعائشة والربيع- كما في صحيح البخاري وغيره.
وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري.(27/972)
وأما تابعوهم فخلق لا يحصون منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور الشافعية) . انتهي كلام ابن النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في نيل الأوطار (جـ 8/264-266) .
قيود وشروط لابد من مراعاتها:
ولا ننسي أن نضيف إلي هذه الفتوي قيودًا لابد من مراعاتها في سماع الغناء.
فقد أشرنا في أول البحث إلي أنه ليس كل غناء مباحًا، فلابد أن يكون موضوعه متفقًا مع أدب الإسلام وتعاليمه.
فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضًا آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال.
والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم ؟!
والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحب العيون جريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (النور: 30، 31). ويقول –صلي الله عليه وسلم- يا علي : "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي وليست لك الآخرة".
ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلي إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة- ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلي دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع علي الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح علي جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وإشعالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصًا لدي الشباب والشابات.(27/973)
إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) . فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير ؟!
ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة المائلة في الأذهان عند ما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء.
وهذا ما يدل عليه الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره: "ليشربن ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير".
وأود أن أنبه هنا علي قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلي الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين.
أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلي الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلي جانب الإذن والتيسير.
هذا إلي أن الإنسان ليس عاطفة فحسب، والعاطفة ليست حبًا فقط، والحب لا يختص بالمرأة وحدها، والمرأة ليست جسدًا وشهوة لا غير، لهذا يجب أن نقلل من هذا السيل الغامر من الأغاني العاطفية الغرامية وأن يكون لدينا من أغانينا وبرامجنا وحياتنا كلها توزيع عادل، وموازنة مقسطة بين الدين والدنيا وفي الدنيا بين حق الفرد وحقوق المجتمع، وفي الفرد بين عقله وعاطفته، وفي مجال العاطفة بين عواطف الإنسانية كلها من حب وكره وغيره وحماسة وأبوة وأمومة وبنوة وأخوة وصداقة ... إلخ فلكل عاطفة حقها.
أما الغلو والإسراف والمبالغة في إبراز عاطفة خاصة فذلك علي حساب العواطف الأخري، وعلي حساب عقل الفرد وروحه وإرادته، وعلي حساب المجتمع وخصائصه ومقوماته، وعلي حساب الدين ومثله وتوجيهاته.(27/974)
إن الدين حرم الغلو والإسراف في كل شيء حتي في العبادة فما بالك بالإسراف في اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحًا ؟!
إن هذا دليل علي فراغ العقل والقلب من الواجبات الكبيرة، والأهداف العظيمة، ودليل علي إهدار حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحمود وعمره القصير، وما أصدق وأعمق ما قال ابن المقفع: (ما رأيت إسرافًا إلا وبجانبه حق مضيع) وفي الحديث: "لا يكون العاقل ظاعنًا إلا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم"، فلنقسم أوقاتنا بين هذه الثلاثة بالقسط ولنعلم أن الله سائل كل إنسان عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه ؟
وبعد هذا الإيضاح تبقي هناك أشياء يكون كل مستمع فيها فقيه نفسه ومفتيها، فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستثير غريزته، ويغريه بالفتنة، ويسبح به في شطحات الخيال، ويطغي فيه الجانب الحيواني علي الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة علي قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح.
تحذير من التساهل في إطلاق التحريم:
ونختم بحثنا هذا بكلمة أخيرة نوجهها إلي السادة العلماء الذين يستخفون بكلمة "حرام" ويطلقون لها العنان في فتواهم إذا أفتوا، وفي بحوثهم إذا كتبوا، عليهم أن يراقبوا الله في قولهم ويعلموا أن هذه الكلمة "حرام" كلمة خطيرة: إنها تعني عقوبة الله علي الفعل وهذا أمر لا يعرف بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه في كتاب قديم، إنما يعرف من نص ثابت صريح، أو إجماع معتبر صحيح، وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة.
قال الإمام مالك رضي الله عنه: ما شيء أشد علي من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا علي ما يصيرون إليه غدًا لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليًا وعامة خيار الصحابة كانت ترد عليهم المسائل -وهم(27/975)
خير القرون الذين بعث فيهم النبي -صلي الله عليه وسلم- فكانوا يجمعون أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا قد هذا صار فخرهم، فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضي من سلفنا الذين يقتدي بهم، ومعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا وأري كذا، وأما "حلال" و "حرام" فهذا الافتراء علي الله. أما سمعت قول الله تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) يونس: 59؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرماه.
ونقل الإمام الشافعي في "الأم" عن الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة قال:
(أدركت مشايخنا من أهل العلم يكرهون في الفتيا أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، إلا ما كان في كتاب الله عز وجل بينا بلا تفسير.
وحدثنا ابن السائب عن ربيع بن خيثم -وكان أفضل التابعين- أنه قال: إياكم أن يقول الرجل: إن الله أحل هذا أو رضيه، فيقول الله له: لم أحل هذا ولم أرضه، ويقول: إن الله حرم هذا فيقول الله: كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه ! وحدثنا بعض أصحابنا عن إبراهيم النخعي أنه حدث عن أصحابه أنهم كانوا إذا أفتوا بشيء أو نهوا عنه، قالوا: هذا مكروه، وهذا لا بأس به، فأما أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام فما أعظم هذا) .
هذا ما ذكره القاضي أبو يوسف، ونقله الشافعي، ولم ينكر عليه هذا النقل ولا مضمونه بل أقره، وما كان ليقر مثله إلا إذا اعتقد صحته.
وقال الله تعالي: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون). (النحل: 116).
والله أعلم
ــــــــــــــ
تدريس الرجل النساء وخوف الوقوع في الفتنة
تاريخ الفتوى : ... 17 صفر 1426 / 28-03-2005
السؤال(27/976)
يدعوني أحد أقربائي العزيزين علي جداً للذهاب إليه لكي أجلس معه ومع أسرته المكونة من زوجته وأختيه ( 13 عاما + 17 عاما ) لنتحدث بأمور الدين , وبصفتي شاب ملتزم (إن شاء الله), فلقد ترددت في البداية خصوصا وأن زوجته وأخته الكبرى غير محجبات , ثم وافقت بعد ذلك وأصبحت أذهب لهم دائما لأدعوهم إلى إقامة فرائض الدين مثل الصلاة والحجاب وما إلى ذلك , ويعلم الله أن نيتي فقط أن يهتدوا إن أراد الله ذلك , وبعد فترة تحجبت أخته , ثم زوجته , والفضل لله وحده , بل إن صديقة ً لهم جلست معنا مرتين فتحجبت , وواظبوا على الصلاة حتى أختهم الصغرى , وأصبحوا لا يتركون فريضة , ولله الحمد والمنة , ثم بدأنا بعد ذلك بقراءة الفقه والعقيدة , وشرح ما يمكن شرحه , وبعدما علموا أني أعمل متطوعا في احد المساجد لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم , طلب مني قريبي هذا أن أساعد أخواته في حفظ القرآن , خصوصا وأن الأطفال الذين معي في الحلقة كلهم بنات (اقل من 12 سنة) ,
وبدأت أحفظهم كتاب الله منذ يومين فقط من تاريخ إرسال هذه الرسالة . وعند آخر لقاءاتي بهم , شعرت كأن أختهم التي تبلغ من العمر 17 أو 18 عاما قد تحركت مشاعرها تجاهي , وأصبحت توليني اهتماما خاصا , في البداية لم أعر الموضوع اهتماما , ولكني لاحظت أن مشاعرها تزداد يوما بعد يوم , فخفت , خصوصا وأني أعزب وأبلغ من العمر 26 سنه , فشعرت بشيء من الضعف , ولكني سرعان ما استعذت بالله ولجأت إليه سبحانه وتعالى , فأزال عني ذلك , وأصبحت أتهرب من اتصالات أخيها أو أواعده خارج المنزل إن كان لابد من لقائه , والآن نحن على مفترق الطريق , فأنا سأغادر المدينة التي هم بها بعد أقل من شهر بمشيئة الله , حيث إنني أنهيت دراستي الجامعية وأستعد للعودة إلى المملكة العربية السعودية , حيث أقيم هناك , وهو يلح علي أن آتي إليه وربما غضب أحيانا من شدة تهربي الذي لا معنى له عنده .
اعلم أن القاعدة الشرعية تقول : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , وأن الأولى لي أن لا أذهب , حيث لا مجال أن أقول له : لا تدعهم يدخلون علينا , ولكن , هل نستطيع تجاوز القاعدة الشرعية هنا , خاصة ً وأنهم لازالوا في بداية(27/977)
الطريق وأخشى عليهم من الضعف والعودة إلى ترك الفرائض , وحيث إننا نعيش في بلد قل فيه المتمسكون بدين الله ( مع أنه بلد إسلامي ) , ثم إنني قد لا أعود إلى هذا البلد مرة أخرى , فهل إذا أخبرت أخته سرا أنه يجب عليها أن تتوقف عن ذلك وأن لا تحرك مشاعرها إلا لزوجها جاز لي الذهاب إليهم من جديد ؟ أخشي من سؤال الشيخ في ذلك لأني أعلم أنه سيقول لي اذهب إن أمنت الفتنة , أرجوا الرد على سؤالي في أسرع وقت , وأود أن أبلغ الدكتور عبد الله بأننا نحبه في الله وندعو له ولجميع أعضاء لجنته بدوام النعمة والرضا من الله للمجهود الكبير الذي تبذلونه في سبيل مساعدة الناس , وأرجو منه النصيحة والدعاء , والله ولي التوفيق ...
ابن داوود
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا ضوابط جواز تدريس الرجال للنساء في الفتاوى التالية أرقامها: 25316، 25353، 29371، 27692، 54191، 16374.
وننصحك أنت بالالتزام بغض البصر والبعد عما يوقعك في الفتن، واحرص على هداية قريبك الذي ذكرت ورغبه في وضع برنامج لنفسه ولأهله، فليحاول أن يغني أهله عن الحاجة لتدريس الأجانب، ويمكن أن يتم ذلك بتعلمه هو لآيات من القرآن على يد أحد الشيوخ ثم يرجع إلى البيت ويعلمها لزوجته وأخواته، ويمكن الاستعانة بالأشرطة التعليمية، كما يمكن أن يتعلم المسائل المهمة في أمور العبادات، ثم يرجع إليهن ليعلمهن، وإذا كانت عندهن إشكالاات في أمور الفقه فعليه أن يذهب بها إلى العلماء ويسألهم عنها، ثم يرجع بالفتاوى إليهن وهكذا.
ورغبه في ربطهن ببعض الأخوات الملتزمات ليستفدن من صحبتهن الاستقامة على الدين.
وأما ما يتعلق بهذه الفتاة فإنه يتعين عليك سترها لئلا تظلمها أوتفضحها، وعدم النظر إليها وصرف القلب عن التفكير في تصرفاتها وعدم الكلام معها وعدم البقاء(27/978)
في منزلهم إلا بحضور أخيها، ولا مانع أن تخطبها وتتزوجها إن كانت عندك رغبة وقدرة على ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
لا إثم على من عصى قبل تكليفه
تاريخ الفتوى : ... 15 صفر 1426 / 26-03-2005
السؤال
يافضيلة الشيخ إنني محتارة في أمر ما وهو أن هناك ابن خالتي تقدم لأختي التي تصغرني وأنا الحمد لله متزوجة ولكن المشكلة أن أمي وإخوتي طبعا موافقون وأنا كنت موافقة حتى فاتحتني أختي وسألتني رأيي فقد اعتقدت أن أختي موافقة عليه ولكن اتضح أنها حائرة بينه وبين أخي زوجي ،الموضوع انحسم حيث إن أمي فاتحت زوجي وقالت له بأن ابن خالتي تقدم إلى أختي ولكن أختي لاتعرف ومازالت هي حائرة المهم هو أنه عندما فاتحتني أختي لتأخذ رأيي في الموضوع كنت قلت لها بأن توافق على ابن خالتي ولاتقوم بخلافات بين امي ووالدة العريس بعد ذلك دخلت في صراع نفسي وظلت نفسي في حيرة وهي .............أنني وهذا العريس كنا ونحن صغار نلعب ما يسمى العريس والعروسة وقد ........دون أن ينتهك شرفي وقد كانت هذه المرة الأولى والأخيرة وأدعو الله ان يغفر لي وإياه وطبعا سولت لي نفسي وذكرتني بها بعد أن سألتني أختي عن رأيي في أخلاقه ولكني لم أستطع الرد وطبعا لا أحد يعرف ذلك ولا أعرف لم تجرأت وسألت هذا السؤال
أرجو أن تدلوني على الحل.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دار بينك وبين ابن خالتك في الصغر إن كان قبل التكليف فلا إثم عليك، وإن كان بعد بلوغ التكليف فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى من ذلك، ولا تخبري(27/979)
بما حدث أحدا قريبا كان أم بعيدا، ولا علاقة لأختك بالموضوع فلها أن تتزوج به أو بغيره.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط التعامل في اللقاء بين الجنسين ... العنوان
نريد أن نعرف ضوابط الاختلاط بين الجنسين وما يحل ويحرم على كل منهما ؟
... السؤال
26/08/2001 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن التعامل بين الجنسين ليس محرما على إطلاقه وليس مباحا على إطلاقه ولكنه مباح بالضوابط والشروط التالية التي وضعها المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء وإليك نص فتواه في هذه المسألة
اللقاء والتعاون والتكامل بين الرجال والنساء أمر فطري، ولا يمكن منعه واقعاً، ولم يرد في دين الفطرة ما يحجره بإطلاق، وإنما أحاطه بالضوابط التالية:
منع الخلوة (وهي وجود رجل وامرأة أجنبية عنه في موضع لا يراهما فيه أحد) امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أخرجه أحمد (رقم: 114، 177) والترمذي (رقم: 2165) من حديث عمر بن الخطاب، ولفظه: "لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"..
توقي التَّماسّ (وهو التلاصق والتراص بالأبدان بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه) حذر الإثارة والفتنة.(27/980)
تجنب التبرج (وهو الكشف عما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بستره من البدن)، إذ يجب على المرأة حين اجتماعها بالرجال غير المحارم أن تستر كل جسدها ما عدا الوجه واليدين، على مذهب جمهور الفقهاء.
التزام المرأة الحشمة في حديثها وحركاتها، فلا تتصنع من الكلام والحركات ما يؤدي إلى إثارة الغرائز، قال تعالى: }إن اتقيتنَّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وقلن قولاً معروفاً{ [الأحزاب: 32]، وقال تعالى: }ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن{ [النور: 31].
فإذا التزم الرجال والنساء في أي لقاء أو نشاط بهذه الضوابط الشرعية، فلا حرج عليهم في ذلك، ما كان موضوع اللقاء أو النشاط جدياً، سواء أكان علمياً أم ثقافياً ونحو ذلك.
ولا فرق في ضرورة الالتزام بهذه الضوابط بين أن يتعلق الأمر بفتيات مسلمات أو غير مسلمات؛ لأن الإثارة محتملة في الحالتين، على أن الانفصال في المجلس الواحد في المقاعد بين الرجال والنساء هو الأفضل، خصوصاً إذا لم تكن هناك حاجة إلى خلافه.
والله أعلم
ــــــــــــــ
عاقبة الاختلاط المذموم ... العنوان
زميل لي كان يَثِقُ في صديقٍ له ثِقةً كبيرة، ائْتَمَنَهُ على كل شيء وكان يتوسَّم فيه الشهامة والرجولة حتى تَرَكه يتردَّد عليه في منزله، إلى أن حدَث ذات ليلة: أن الصديق كان موجودًا بمنزل الزميل.. واستيقظ هذا الزميل مِن نوْمه ليرَى صديقه يُداعبُ بدَن شَقيقته، فلمَّا أحسَّ به الصديق قطَع مُداعبته لشَقيقته، وكأنَّ أمرًا ما لم يحدث، وهنا تجنَّب الزميل أن يُثير مع صديقه شغَبًا أو جدَلاً، تَسَتُّرًا على ما حدث، واكتفى بأن أبعده.. وضرب شقيقته ضرْبًا مُبْرِحًا، فهي مَعقودٌ قرانها على شخص آخر، فهل يعتبر ديوسا وما توجيهكم؟
... السؤال
09/07/2001 ... التاريخ(27/981)
... ... الحل ...
...
... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم: إن الله سبحانه وتعالى حين يشرع لعباده أمرا فلا بد أن نوقن بأن هذا هو الخير لنا في الآخرة والأولى، فالله سبحانه هو خالقنا وهو أرحم بنا من أنفسنا، فلذا لم يشرع لنا إلا ما فيه صلاحنا وعزنا وسعادتنا، ولم يكن شرع الله سبحانه وتعالى سيفا مسلطا على رقاب العباد فليس في ديننا كبت لحرية بل لكل إنسان أن يفعل ما يشاء شريطة ألا يمس حقوق الآخرين أو ينال من أعراضهم أو عقيدتهم، وكثيرا ما ترتفع أصوات دعاة الرذيلة بالدعوة إلى عدم كبت الحريات والرغبات، وليست هذه حرية بل هي إشعالٌ لنار فتنةٍ في قلوب أبنائنا وبناتنا لا تخمد جذوتها إلا بارتكاب الفاحشة ، وساعتها يكون الندم والبكاء فليتنا نفيق ونرحم أبناءنا ونأخذ بأيديهم إلى طريق العفة والفضيلة، بدلاً من أن نلقي بهم في هاوية الفاحشة والرذيلة، فالخير كل الخير في الطاعة والانقياد، والحسرة والندامة في البعد عن منهج الله وسلوك طريق الفساد.
يقول فضيلة الدكتور محمد البهي –رحمه الله- عميد كلية أصول الدين سابقا:
ما فعله الزميل مع صديقه مِن مُقاطعته وطرْده مِن المنزل، ومِن عدم إثارته جدلاً معه حوْل الفُحش الذي ادَّعى أنه ارتكبَ مع شَقيقته تَسَتُّرًا على عِرْضها، وبالأخصِّ أنه معقود قرانها على شخص آخر، يُعتبر مَقبولاً وقت الحادث؛ لأن إثارة ضجَّة حول الموضوع كانت ستَنتهي بعُذر ما مِن الصديق: بالإضافة إلى إشاعة الأمر بين الجيران وغيرهم، ممَّا قد يُفسَّر بما يُسيء إساءة بالغةً إلى شقيقته في مُستقبلها وفي علاقتها بزوجها المُقبل.
وقد جاء في أدب القرآن، خاصًّا بحادث الإفْك قول الله ـ تعالى ـ: (ولَوْلَا إذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلتمْ مَا يكونَ لَنَا أنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبحانَكَ هذَا بُهتَانٌ عَظِيمٌ). (النور: 16).. فقد روَّج بعض الحاقدينَ مِن اليهود على الرسول محمد ـ عليه السلام ـ وعلى السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ وأبيها أبي بكر ـ رضوان الله عليه ـ: إشاعةَ سُوءٍ عن عائشة بشخص آخر أثناء تغيُّبها عن القافلة في البحث عمَّا فقد منها،(27/982)
فجاء نُصح القرآن للمؤمنين جميعًا، ما تَضمنتْه الآية السابقة من عدم الخوض في موضوع لم يتأكد ولم تَقُم عليه بيِّنة.
وكان الأولَى بالمُؤمنين أن يتجنَّبوا الحديث فيه إطلاقًا، وأن يَصفوه مِن أول الأمر بأنه كذِب مَحْضٌ: (سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتُانٌ عَظِيمٌ)..
وطبعًا لا يُقاس موضوع شقيقة الصديق في هذا السؤال على موضوع أم المؤمنين عائشة ـرضي الله عنها ـ ولكن فقط ما تُعطيه الآية مِن علاج لإشاعة فُحْشٍ عن مسلمة، ليس هناك دليل قاطع عليه، وهذا العلاج يكون في عدم نَشْره واعتبار ما قِيلَ أمْرًأ غير مُؤكَّد، لم تَقُم عليه بيِّنة وهي شهادة أربعة شهداء: (فإذْ لَمْ يَأْتُوا بالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ "أي المروِّجون لإشاعة السُّوءِ" عِنْدَ اللهِ هُمُ الكَاذِبُونَ). (النور: 13)..
ثم تأتي في آخر آيات الإفْك: النصيحة العامة في قوله ـ تعالى ـ: (إنَّ الذينَ يُحبُّونَ أنْ تَشيعَ الفاحِشةُ في الذينَ آمنُوا لهمْ عَذابٌ أليمٌ في الدنيا والآخرة واللهُ يَعلمُ وأنتمْ لا تَعلمونَ). (النور: 19)..وإذَن ينبغي للمؤمن التحفُّظ وعدم ترويجِ أمرٍ سيئ خاصٍّ بامرأة، رغبةً فقط في إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وإذًا أيضًا لم يكن الصديق مُذنبًا ولا جبانًا عندما كتَم الأمْر مع شقيقتِه.
ولكن يأتي بعد ذلك مع الصديق أمْرٌ آخر. وهو أن يَعلم عندما حرَّم الإسلام "الاختلاط" لغير المحارم لم يَستثْنِ الأصدقاء، وإنما "الاختلاط" لمآسيه الكثيرة كان بوجه عام مُنكَرًا في العلاقات بين الرجال والنساء، في نظر الإسلام كيف يُبيح الصديق لصديقِه وهو شابٌّ، أن يدخل منزله وأن يرى شَقيقته ويتحدث إليها، وتتحدث إليه عدة مرات، وهي شابَّةٌ أيضًا؟ كيف لا ينتظر مع كثْرة التردُّد وتبادُل الأحاديث: أن لا يحدث ميْلٌ بين الصديق وشقيقته وأن لا تَحدث رغبةٌ في اللقاء المتكرِّر بينهما، رغم أنه مَعقود قرانها على شخص آخر؟ إن عِفَّة الشاب، وكذلك عفَّة الشابة في بُعد كل منهما عن الآخر.. في عدم الاختلاط بين الاثنينِ، ولكن أنْ يُباحَ لهما الاختلاط، ثم يطلب منهما العفَّة وعدم الميْل الغريزي مِن كلٍّ منهما للآخر فذلك هو الأمر الذي قلَّما يقع، وعقد القران على شخص آخر ليس مانعًا مِن(27/983)
وقوع الفاحشة عند الاختلاط.. والزواج بالفعل ليس أيضًا مانِعًا مِن وُقوع الفاحشة عند الاختلاط.
الاختلاط مركز الجذْب بين الرجل والمرأة، وعلاقة السُّوء بينهما عند الاختلاط مَوقوتة فقط بالظروف التي تُيسِّر لهما الاتصال، كما حصل الآن في سؤال السائل من مَبيت الصديق في منزل صديقه.
فهل نكون مسلمين لمَصلحتنا، ومَصلحة أُسَرِنا، ومصلحة أولادنا؟ هل نَلتزم بالحلال والحرام في السلوك والمعاملات اتقاءً لكوارث الحياة، التي قد تُصيب المَقاتِل مِنَّا. والله أعلم
ــــــــــــــ
نظر الأب لابنته بشهوة
تاريخ الفتوى : ... 13 صفر 1426 / 24-03-2005
السؤال
أنا مشكلتي تنحصر في والدي دائما أحس في نظرته أنها نظرة حاسدة فهي ترعبني غير أنني كثيرا ما أحلم أني أعاشره معاشرة الأزواج وهذا الشيء يجعلني أنفر منه هل أنا بذلك أكون غير بارة بأبي غير أنه يتصرف تصرفات تجعلني أنفر منه بشدة مثل أن يتكلم أمامي في أمور جنسية وهذا يضايقني ولا أستطيع سوى تجنب الكلام معه تماما لا شيء سوى السلام ماذا أفعل؟
أفيدوني أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعنين بقولك( نظرة حاسدة) أن أباك ينظر إليك نظرة شهوة ويتحدث أمامك بأمور لا ينبغي ذكرها إلا مع الزوجة أو نحوها.. فلا شك أن هذا الأب بهذا التصرف قد خالف الشرع والطبع، وذلك النظر بشهوة محرم ولو إلى ذات محرم؛ ولأن الحديث في ذلك المجال يؤدي إلى إثارة الفتنة وإشعال نار الغريزة، مما يؤدي إلى الوقوع في الزنا وهو كبيرة من أعظم الكبائر وأقبحها، وهو مع المحارم أشد؛ كما في الفتوى رقم: 29514. وعلى كلٍ فالواجب عليك بر هذا الأب(27/984)
والإحسان إليه بالمعروف، ولو استطعت نصحه بترك هذه الأمور ولو بطريقة غير مباشرة كإعطائه كتيبا أو شريطا فيه تبيان لحكم ذلك فافعلي، فإن قبل منك النصح فاحمدي ربك على ذلك، وإلا فلا حرج عليك في الإنكار عليه بالقلب بغضا لما يقوم به من معصية لأن ذلك أدنى مراتب الإنكار؛ لما روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
هذا.. وندعوك إلى تجنب الخلوة بهذا الأب والتزين أمامه، واحرصي على عدم الجلوس معه دائما، وإن حاول أن يفعل بك ما لا يحل له فلك أن تهدديه بذكر ذلك لأمك أو أعمامك أو السلطات حتى يرتدع عن هذا الفعل القبيح، ولا بأس أن تسعي بالبحث عن زوج صالح يخرجك من هذا الوضع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... رقص المرأة أمام الرجال منكر أجمع عليه أهل الملة
تاريخ الفتوى : ... 12 صفر 1426 / 23-03-2005
السؤال
زوجتي تريد الرقص في حفل زواج أختها وهو زواج مختلط بين النساء والرجال، والرجال مخمورون، إلا أنني أريد منعها من هذا الاختلاط، وهي تصر على الذهاب إلا أنني قررت تطليقها إن رقصت في حفل مختلط .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى هذه المسلمة أن تتذكر أمرا مهماً كلفها به مَنْ خلقها ورزقها وأعطاها الصحة التي بها تسير وتتحرك وتمشي وتتنقل، هذا الأمر هو أن تقوم على طاعته وتجتنب معصيته، ورقص المرأة وتمايلها أمام الرجل منكر مجمع عليه بين أهل الإسلام، فهل يهمها أن يرضى الله عنها، وهل يهمها أن تقابل نعمة الله بالشكر، ولا شك أنّ من استخدمت نعمة الصحة في الرقص أمام الأجانب أنها بذلك قد بدلت نعمة الله(27/985)
كفرا، وأحلت نفسها محل البوار، فنذكرها الله العظيم القادر على أن يسلب صحتها ويجلسها قعيدة مشلولة على كرسي لا حراك لها، فاتق الله يا أختي وتوبي إلى الله تعالى من هذه العزيمة الفاسدة.
وأما أنت أيها الزوج فمن حقك أن تمنعها بالقول والفعل، فإن عجزت فلك أن تطلقها، ولك أن تبقيها إن رجوت صلاحها.
والله نسأل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يردهم إلى دينه ردا جميلاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خلوة المرأة برجال أجانب عنها
تاريخ الفتوى : ... 10 صفر 1426 / 21-03-2005
السؤال
أولاً: بارك الله لكم على ما تقدمونه من خدمات للمسلمين وزادكم فقها وعلما
أنا والحمد لله رجل ملتح وأسعى دائماً لطاعة الله.. ولكن هناك بعض الأمور التى تسبب حرجا أحياناً فى التعامل مع بعض الناس ومنها آداب الزيارة وتصرفى كمضيف لشخص ما فى بيتي ومن هؤلاء عمي الذي أعامله معاملة الوالد حيث إن والدي متوفى. وعمي رجل مسن ومريض يأتي إلينا من الريف للذهاب إلى الطبيب ويأتي معه أحياناً أولاد عمي وهم كبار ومتزوجون ولا يأتون بزوجاتهم معهم.. والمشكلة أني دائماً أكون فى عملي حينما يأتون. وهم يحاولون جاهدين أن لا يطيلوا إقامتهم عندي فينجزون ما أتوا إليه سريعاً ثم يسافرون حتى لا يثقلوا علي.. ولذلك فأنا أكون محرجاً أن أقول لهم إنه لا يصح دينياً أن يدخلا البيت وأنا غير موجود.. وقد أخبرت زوجتي بأن تعتذر لهم بأي حجة بعد أن يدخلوا وتذهب إلى أختها وتخبرني من هناك بوجودهم فلم تفعل ذلك وقالت لي إنه ليس من اللائق فعل هذا. ولي سؤالان بخصوص هذا الموضوع:(27/986)
الأول: هل يصح لي أن أستضيفهم فى عدم وجودي، مع العلم بأنهم أناس محافظون وعلى دين، وإن لم يصح هذا فكيف أقول لهم هذا والمشكلة فى عمي المريض كيف ينتظر حتى آتي من عملي وأين ينتظر؟
الثانى: زوجتي مجتهدة مثلى في أمور الدين ولكنها أحياناً تنسى بعض واجباتها تجاهي ومنها أني أمرتها من قبل ألا يدخل بيتي فى عدم وجودي شخص أجنبي لأي سبب وحذرتها بشدة من أن الحرج من الناس ليس بعذر ولم تطعني فى ذلك وجاءت صديقة لها ومعها أخو زوجها وهو شاب صغير جاء ليوصلها فأحرجت زوجتي من أن تقول لها إنه لا يصح دخوله بحجة أنه شاب صغير لم يتعدى 16 أو 17 عاما. فما هو التصرف الأفضل لتقويمها فى هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا.ً
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى عدم جواز خلوة المرأة برجال أجانب عنها، لكن إذا أمنت الفتنة بأن كان الرجال أصحاب دين ومروءة والمرأة كذلك فإنه يجوز كما صرح به صاحب حاشية الجمل حيث قال: .... وأما خلوة رجال بامرأة فإن أحالت العادة تواطئهم على وقوع الفاحشة بها بحضرتهم كانت خلوة جائزة وإلا فلا.
ويشهد لهذا ما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو رجلان. قال النووي في شرحه للحديث: .... المراد غاب زوجها عن منزلها، سواء غاب عن البلد بأن سافر، أو غاب عن المنزل وإن كان في البلد. إلى أن قال: وظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية. والمشهور عند أصحابنا تحريمه فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأه منهم على الفاحشة لصلاحهم أو مروءتهم أو غير ذلك.
وعلى هذا فلا مانع إن شاء الله تعالى بالسماح لعمك وأبنائه بالدخول إلى بيتك في فترة غيابك ما دمت واثقاً من مروءتهم ودينهم، لكن يجب على زوجتك أن تلتزم بالحجاب الشرعي، وينبغي لها أن تتوقى الجلوس معهم قدر الاستطاعة.(27/987)
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني، فالحق أنه يحرم على زوجتك أن تأذن بالدخول لرجل وامرأة بدون موافقة منك لما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه وفيه: ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح.
ومن هنا ندعو هذه الأخت إلى التمسك بالشرع، وترك كل عادة تخالفه فذلك أنجى لها عند ربها وأدوم لعشرتها بزوجها، كما ندعوك أنت إلى محاولة إقناع زوجتك بهذا الأمر وليكن ذلك بحكمه ولين، ولا ريب أنها إذا رأت كراهتك لهذا الأمر وإصرارك على أن تتركه، فإنها ستستجيب لك خاصة أنها امرأة طيبة متدينة كما قلت.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الاختلاط بين الإباحية والجمود ... العنوان
عرضت عليّ إحدى زميلاتي الخروج معها في رحلة نظمتها الجامعة فرفضت لأن الرحلة كانت مختلطة، ، فاتهمتني بالتخلف والجمود، فما رأي فضيلتكم؟ ... السؤال
03/07/2001 ... التاريخ
الدكتور محمد البهي رحمه الله ... المفتي
... ... الحل ...
...
... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أختي الفاضلة: إن شرع الله سبحانه ما جاء للعنت والمشقة على العباد بل من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو رفع الحرج والتيسير على العباد قال سبحانه: "هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" ومن القواعد الفقهية التي يبنى عليها كثير من الأحكام "المشقة تجلب التيسير" ولكن يحاول البعض التمرد على أوامر الله سبحانه لكي(27/988)
يطلقوا لأنفسهم الضعيفة العنان لصنوف الفاحشة والرذيلة ويبررون لأنفسهم خروجهم على شرع الله عز وجل بجمود الشريعة، وعدم مرونتها لمواجهة تطورات العصر "كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً" فالله سبحانه هو خالق الزمان والمكان والإنسان وهو أعلم سبحانه بما يصلحه في كل زمان وفي كل مكان، فالله سبحانه يريد لنا العفة والفضيلة والشيطان وجنده يريدون الفاحشة والرذيلة، الله يريد لنا الطهر والعفاف وهم يريدون الانحراف والفساد.
وما كانت شريعة الله تقف أمام رغبة من الرغبات، ولكن ينبغي أن تضبط بضوابط الشرع حتى لا نكون كالبهائم تحكمنا الغريزة دون أن يكون هناك ضابط من شرع أو تحكيم لعقل، فإذا كان الطهر والعفاف تخلفا وجمودا فمرحبا بالتخلف والجمود، ولتذهب المدنية إلى الجحيم.
وإليك فتوى فضيلة الدكتور محمد البهي –رحمه الله- عميد كلية أصول الدين سابقا:
الرحلات المشتركة ـ وهى الرحلات التي يَختَلِط فيها الذكور بالإناث ـ إن كان المشترِكون فيها من النوعين في سِنِّ الطفولة، أي إلى ما قبل سِنِّ المراهقة.. فلا بأس منها. بل قد تكون مثمِرة إذا ساعدت على تبادل الاحترام بين الجنسين.
أمّا التي يختلط فيها الذكور بالإناث في سِنِّ المُراهقة والشباب.. فهي رحلات لا تساعد على نموِّ التفاهم بين الجنسين ـ كما يقولون ـ إلا في دائرة الرِّباط الجنسيّ، وتكوين العلاقات التي قد تجُرُّ إلى خَيْبة الآمال وفواجِع الآباء والأمهات في أولادهم ذكورًا وإناثًا، وإصابة مستقبل هؤلاء الأولاد بشلل أو بعُقْم، وقد لا يُداوَى إلى آخر حياتهم.
ونصيحة القرآن الكريم إلى نساء الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهى نصيحة موجَّهة إلى كل مؤمِنة بدين الله ـ تُوَضِّح: تجنُّب الاختلاط، كوِقاية من الآثار الضارّة التي قد تترتَّب عليه، فيقول ـ الله تعالى ـ: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ـ أي لكُنَّ القيادة في مجتمع المؤمنات. ولذا يجب أنْ تَكُنَّ القُدوةَ لِغيرِكُنَّ في السلوك والتطبيق ـ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ـ أي إن تَجنَّبْتُنَّ الاختلاط وتمسَّكتنَّ بدين الله في ذلك كان خيرًا لكُنَّ ـ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ "إذ(27/989)
عندئذٍ يُعَدُّ تجنُّب الاختلاط منكُنَّ وقاية لكن من التأثُّر بالقول المعسول والثَّناء الكاذب من كل مريضٍ في نفسه، ممَّن يدفعه الاختلاط بالنِّساء إلى مُفاتَحتِهِنَّ بلغو الغزل، أو بتوجيه الإهانة إنْ أعرضْنَ عَنه" وقُلْنَ "أي في تجنُّب التحادُث مع الأجنبي عنكنَّ" قَوْلاً مَعْروفًا) أي: قولاً مهذَّبًا يَليق بكرامة المرأة ورِقَّتِها. (الأحزاب: 32).. فتجنُّب الاختلاط ـ إذن ـ هو وقاية من آثاره الضّارَّة. وكما يُقال: الوقاية خير من العلاج.
ولكي يؤكّد القرآن: أن الوقاية من آثار الاختلاط الضارّة خير من العلاج يقول بعد ذلك: (وقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ "أي أَقمنَ في بُيوتكن كسبيل للوقاية من آثار الاختلاط وتجنب الحديث المريض إذا لم تكن لكنّ حاجة مُلِحّة إلى الخروج منها" ولاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِليّةِ الأُولَى) (الأحزاب: 33) أي: ولا تقصدنَ من الخروج من المنازل إلى إظهار مفاتنكُنَّ وإغراء الرجال ودفع مَرضى النفوس منهم إلى الحديث معكُنَّ أو الإساءة إليكُنَّ"..وما يُقال عن الحِجَاب في الإسلام هو إذن الوِقاية من آثار الاختلاط الضارَّة. ولكن ليس هو عدم الخروج من المنازل على الإطلاق. والخروج من المنازل أمر مشروع إذا كان لقضاء حاجة أو أداء وظيفة في المجتمع. وهو مُحَرَّم إذا كان خالِصًا للإغراء بالكشف عن مفاتن البدن، ولقصد اجتذاب الرجال ومُغازَلَتِهم. وهذا ما كان في الجاهليَّة، والجاهلية هي الوقت الذي تَسُود فيه الحياة المادِّية بكل معالِم الانحلال والإلحاد، وتَشِحُّ فيه المعاني الإنسانية الكريمة، في أيِّ قرن وزمن.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
مسائل متعددة في الاختلاط
تاريخ الفتوى : ... 09 صفر 1426 / 20-03-2005
السؤال
أريد أن أعرف معنى كلمة الاختلاط بين الجنسين وما هي الحدود المشروعة فيه وماهي في الحدود غير المشروعة؟ وذلك في كل من مجال العمل العادي ومجال العمل الخيري، وما حكم المشاركة في المنتديات الإسلامية أو المنتديات الهادفة مع(27/990)
العلم بأني أقوم بالإشراف على ساحة من ساحات هذا المنتدى وإذا سمح لك الوقت بأن تتصفح هذا المنتدى لتدلنا على إذا ما كان هناك شيء غير مبرر وجوده في المنتدى وذلك لأننا لا نريد أن نكون من الذين يحسبون أنفسهم مصلحون وهم مفسدون في الأرض وذلك كله لأن هناك من يرى أن التعامل بين الشباب والفتايات في بعض المشاركات فتنة ونحن نريد أن نرضي الله قبل أي شيء واسم الموقع هوwww.bf4all.net، كما أريد معرفة حكم إرسال رسائل خاصة بين الجنسين عن طريق المنتدى في حالة وجود مشكلة حدثت في المنتدى قد نقوم بإرسال رسائل خاصة لكي نقوم بحل الموضوع وهذا بصفتنا من فريق عمل المنتدى(من المشرفين). وإذا فعلة أحد الاعضاء لحل الموضوع ونحن جميعا نبغي مرضات الله
كما أريد معرفة حكم المحادثة على الماسنجر (الشات) في الحالات الاتية كل على حدة 1. محادثة مدير المنتدى وذلك بالنسبة للمشرفين وبالنسبة لباقي الأعضاء وذلك للتحدث في تطوير المنتدى أو تنسيق زيارات أوغيرها من الأمور الخاصة بالموقع
2. عمل اجتماع خاص بين مشرفين المنتدى للتحدث فيما يواجهم من مشكلات الإشراف ومن مشكلات المنتدى وإبداء الرأي في تطوير المنتدى.3. التحدث بين مشرف أو مشرفة مع أحد الاعضاء من الجنس الآخر في موضوعات خاصة بالمنتدى وذلك على الماسنجر. 4. تحدث الأعضاء بعضهم مع بعض في الماسنجر وذلك بين الجنسين فيما يخص المنتدى وإذا كانت هذه الحالات أو بعضها لا يوجد ما يحرمها مع العلم بأنها مفيدة جدا بين مدير المنتدى واجتماع المشرفين أكثر من غيرها بل تصل إلى ضرورتها في غالبية الأحيان فارجو معرفة حكم كل هذه الحالات لأن من الممكن أن يتباسط أحد الاعضاء في هذه الاستخدامات وهناك من يتشدد في ذلك، كما أريد معرفة إذا كان الحوار بين الأعضاء يخص بعض الأمور العادية مثل التعرف على سن الشخص وتعليمه ووظيفته فما حكمه فهل هذا من الاختلاط المحرم أم المباح
وجزاك الله خيرا.(27/991)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في عدة فتاوى سابقة تفصيل القول فيما سألت عنه، وبينا أن العمل الخيري يتعين أن يكون الرجال فيه على حدة والنساء على حدة، وأن يتجنب الاختلاط قدر الإمكان، وبينا أن تلاقي النساء والرجال يجوز بشرط التزام النساء بالحجاب وعدم الخضوع بالقول والتخاطب لغير حاجة، وأما إن كان يجعل السفور أو المزاح أو ترخيم الصوت عند الكلام فإنه محرم. وأما الخطاب عن طريق الإنترنت فإنه مثل الخطاب المباشر فيتعين فيه الانضباط بما ذكرناه سابقا، ويتعين أن يكون في ساحة مفتوحة. وراجعي لمعرفة التفصيل فيما ذكرنا الفتاوى التالية أرقامها: 1072، 56698، 3539 ، 57794 ، 9855 ، 10463 ، 15176 ، 35079 ، 48092 ، 26838 ، 30911 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... السكن مع إخوة الزوج وأمه المشركة
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1426 / 16-03-2005
السؤال
أنا سيدة متزوجة وأعيش في فرنسا مع زوجي منذ عدة سنوات وقد رزقنا بطفل بفضل الله يبلغ الآن عمره سنتين ومنذ أن رزقنا الله ذلك الطفل وأسرته المؤلفة من الأخوين المسلمين والأم الكافرة "مشركة" تطلب منا الانضمام والعيش معا في بيت واحد حيث تقطن الأسرة في بيت ملك في حين أننا نقطن في الإيجار ونعيش شيئا من الضيق المادي.. وتم ذلك حقيقة منذ عدة أشهر ورغم أني مانعت في بداية الأمر ألا أني وافقت في النهاية ورضخت لقول زوجي وقد اتفق مع إخوته على تقاسم جميع مصاريف البيت من طعام وغيره من ضرائب سنوية وشهرية على البيت وقد تم الأمر بموافقة الأم والتي كانت مسافرة لقضاء الاجازة وبدا الأمر على ما يرام إذ إنه بدأ في رمضان وكان أجر إطعام الصائم يصبرني على خدمة(27/992)
عائلة زوجي مع عائلتي وحتى بعد مرور رمضان كنت أحاول الصبر قدر الإمكان لأنال أجر الصبر وأنال رضا الله بارضاء زوجي، ولكن ضيقي ازداد بسبب تأخر حماتي التي اتكلت علي وطالت إجازتها إلى ستة شهور، ومع ذلك صبرت وبعد ذلك عندما أتت لم ينقص الحمل بل زاد بسبب ما تحمله في قلبها من شرك وما تمارسه من شرك، وما تفعله من تصرفات تعتبر غير لائقة في ديننا ومن الضروري بالذكر أنها تهتم بنفسها جدا وتهمل بيتها وأولادها حتى من ناحية تجهيز الطعام فأضطر أنا لفعل كل شيء تقريبا.. المشكلة أن الضيق زاد كثيرا والهم ملأ قلبي وخصوصا أن ولدي غير عاداته من النوم باكرا والطعام في أوقات محددة وأصبح يرهقني حيث يتأخر في النوم وجدته ساهمت جيدا في هذا الأمر، وأيضا ساهمت في تعليمه كلمات غير مهذبة لا يقولها أحد غيرها في هذا البيت... وبعد ما ذكرت أحسست بضغط فظيع على نفسيتي وفقدان كل استقرار في حياتي.. أحسست أني في ابتلاء وكان همي أن أصبر صبرا جميلا.. ولا أعلم إن كان صبري جميلا حيث إني كنت كل فترة أذكر زوجي وإخوته بضرورة بر والدتهما.. إلا في معصية الله... ومن كل قلبي فعلت ذلك ابتغاء مرضاة الله.. وحاولت أن أتحمل قدر استطاعتي ألا يغضب مني أحد من أهل هذا البيت أو أن أخطئ في حق أحدهم حتى يسهل الله لنا الخروج من هذا البيت، ولكن لم أكن أنجو من نوبات ضيق شديد تكاد تخنقني بسبب هذا الضيق، ويشهد الله أنه كان دائما في قلبي إحساس بالرضا عن فعل ربي الكريم بي وأن الأمر فيه خير لي وإحساسي أني أستحق ما يجري لي لأنه ما جرى لي إلا بذنب ارتكبته..... فهل يسمى ما أفعل صبرا، وهل لصبري هذا مرتبة، وسؤالي الثاني: وحتى تكتمل الصورة يا شيخي الكريم فإني قد بدأت مراجعة نفسي بحثا عما فعلت فهداني الله إلى قراءة بعض الفتاوى بأن الحمو الموت فوجدت أنه قد يكون ذنبي أني تعجلت بالقدوم إلى منزل العائلة دون وجود محرم "حيث كما ذكرت أن حماتي كانت تزور بلادها" وكان زوجي يعمل وقتا أقل من الوقت الذي يعمله أخواه فيتواجدان قبله في البيت.. فهل فعلي هذا حقيقة ذنب، والأمر الآخر أني قدمت للمكوث مع(27/993)
حماتي رغم علمي المسبق بأنها مشركة وتمارس جميع طقوس شركها في هذا المنزل.. فهل موافقتي في المكوث مع تلك المرأة الكافرة ذنب أيضا
والأمر الثالث: أني كنت أحيانا كما أخبرت فضيلتكم تنتابني نوبات هم شديد بسبب تصرفات حماتي من كفر ومن تصرفات فيها إساءة لي وكنت في بعض المرات لا احتمل فأخبر زوجي خصوصا بما أغاظني من أمه، فهل في هذا اغتياب فيه ما يغضب الله علما بأني أكون في حالة أفضل عندما يشاركني زوجي هموم وخصوصا أنه يتقي الله ويحاول التخفيف عني دون أن يؤثر ذلك على بره لأمه... وسؤالي الأخير: هل يجب للأم الكافرة نفس درجة البر الواجبة للأم المسلمة فحماتي من النوع الذي يستغل البر وإذا ما أعطاها الإنسان أصبعا تفضل أخذ الذراع... عذراً للإطالة؟ وجزاكم الله كل خير، وأسألك أيها الشيخ الفاضل أن تدعو لي أن يغفر الله لي ويفرج عني، فأني والله لازلت أعيش الظروف التي أخبرتك عنها، وأسال الله أن يهديكم وإياي إلى ما فيه رضاه.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنفصل الجواب على تساؤلات الأخت في الآتي:
أولاً: مسألة السكن مع إخوة الزوج: تقدم في فتاوى سابقة أنه لا حرج من السكن مع إخوان الزوج وأقاربه إذا كان البيت واسعا مع عدم الاشتراك في المرافق، كالمطبخ والحمام والممرات ونحوها، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 26276.
ثانياً: مسألة الإقامة مع أم الزوج المشركة والعيش معها في مسكن واحد، فقد تقدم في الفتوى رقم: 21686، أنه لا مانع من الإقامة مع الكافر، إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
ثالثاً: أما عن حكم إخبار زوجك بما أغاظك من تصرفات أمه والتي فيها كفر وإساءة لك، وهل هذا من باب الغيبة، فليس هذا من الغيبة المحرمة، فإن الغيبة تجوز في عدة مواطن منها غيبة الظالم عند من له سلطان، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 17592، والمجاهر بفسقه لا حرمة له لو كان مسلماً فكيف بالكافر.(27/994)
رابعاً: مسألة هل يجب للأم الكافرة من البر ما يجب للأم المسلمة فتقدم في الفتوى رقم: 17264 أنه لا فرق في وجوب البر بين الوالد المسلم والوالد الكافر لقوله تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}، ولكن تزيد الأم المسلمة حق أخوة الإسلام.
خامساً: أما عن سؤال الأخت الفاضلة هل ما تفعله صبر؟ وهل لصبرها هذا مرتبة؟ فنقول: نعم ما تفعلينه إن شاء الله من الصبر، ومرتبة الصبر والصابرين كبيرة ورفيعة عند الله، وأجرهم عظيم قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}، ويمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 25111 لمعرفة ما أعد الله تعالى للصابرين. ولا ننسى في الختام أن نؤكد على المعاني التي ذكرتها الأخت والتي هي من دأب المؤمن وحاله مع الشدائد والمصائب، ومن شأن هذه المعاني أن تخفف عن المؤمن المصائب وتعينه على تجاوزها والخروج منها رابحاً غير خسران، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
أول هذه المعاني: الشعور أن ما أصابه إنما هو ابتلاء من الله ليعلم المحسن من المسيء، كما قال الله تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2}، ثانيها: الرضى عن الله وعن قضائه وقدره، فلسان حال المؤمن ومقاله يردد (ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك)، ثالثها: الإيمان بأن ما قدره الله سبحانه فيه كل الخير للعبد: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، رابعها: الشعور أن ذلك بسبب ذنوب العبد ومعاصيه، خامسها: أن في ذلك كفارة لذنوبه وخطاياه، كما في الحديث: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم.(27/995)
وينبغي للأخت السائلة أن تحث زوجها على الانفراد في بيت مستقل، وفي ذلك منافع كثيرة أولها اجتناب الاختلاط بغير المحارم والمحافظة على الولد من التأثر بهذه المرأة المشركة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم نظر الرجل إلى المرأة في حال البيع والشراء
تاريخ الفتوى : ... 05 صفر 1426 / 16-03-2005
السؤال
أنا متنقبة وألبس نظارة وأظهر عيناي من النقاب لأن نظري ضعيف ولأنني لا أرى جيدا إن غطيتهما والفتحة لا تظهر إلا العينين ولو جعلتها ضيقه جدا لا أستطيع تحريك عيناي بسهولة فأصاب فورا بالصداع أعلم أن إظهار العينين حلال ولكن أريد التأكد وأريد معرفة إن كلمت رجلا أجنبيا لحاجة ما كالبائع أو ما شابه ونظر إلى عيني لأني لما أكلم أحدا أنظر إليه ليس بقصد آخر فهل يكون علي أو عليه إثم، أرجو توضيح الأمر وذكر الدليل.
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص أهل العلم على جواز نظر الرجل إلى المرأة التي يتعامل معها بالبيع والشراء إن لم تكن هناك ريبة كما نص عليه ابن قدامة في المغني، ونصوا كذلك على جواز نظر المرأة للرجل إن لم تكن هناك ريبة، واستدلوا لذلك بإباحة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أن تنظر إلى الحبشة، ويتعين على المرأة استشعار مراقبة الله دائما، وأن لا تكثر من الخروج لغير حاجة، وأن تبتعد عن الوسائل المفضية لمخالطة الأجانب قدر المستطاع، وتترك فضول النظر والكلام معهم. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 52323 ، 50794، 53051.
والله أعلم.(27/996)
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
سؤال المرأة رجلا أجنبيا عنها حاجة لها
تاريخ الفتوى : ... 03 صفر 1426 / 14-03-2005
السؤال
أنا موظفة ولدي دخل شهري ومحتاجة لجهاز كمبيوتر في المنزل ودخلي لا يسمح لي بذلك ولدى زميل في العمل وكان يريد طلب يدي ولكن لم يكن نصيب بيننا المهم لو طلبت منه شراء الجهاز فلن يرفض
فهل هناك إثم فى ذلك وأريد الجهاز لغرض الاشتراك في النت ويشهد الله أنني أحاول قدر استطاعتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أرجو ألا تهملوا سؤالي .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم، وفيهما من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال وإضاعة المال، وكثرة السؤال. وقال صلى الله عليه وسلم إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جائحة. رواه مسلم. وقد مدح الله عز وجل المتعففين الفقراء فقال:
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا.
ولهذا لا ننصح السائلة الكريمة بسؤال أحد وخاصة إذا كان ذلك لرجل أجنبي عنها، وهنا يكون النهي أشد قطعا للصلة بين رجل وامرأة أجنبيين وسدا للذريعة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/997)
ــــــــــــــ
حماية الأخ لأخته من محالطة الأجانب
تاريخ الفتوى : ... 28 محرم 1426 / 09-03-2005
السؤال
هذه القصة حادثة معي في واحد صديقنا يريد خطبة أختي لكن مازال في يوم أمضى ليلة معنا وفى الصباح ذهب آخى إلى عمله وأنا نائم سمعت حركة غير طبيعية فإذا به أجده في الفراش مع أختي لكن لم أشأ أن أوقفهم ثم بعدها قمت وهذبته وطردته فماذا حكم الإسلام فى هذا وماذا أفعل به هل أقتله
أرجو منكم الرد بسرعة ، وشكرا لكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حفظ المرء لمحارمه من الاعتداء والغيرة عليهن من آكد أمور حضانتهن ورعايتهن، والتساهل في مبيت الأجانب معهن أو خلوتهم به يعتبر من الدياثة المحرمة شرعا. وقد قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}.
وفي الحديث: ثلاثة قد حرم الله تعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد.
وبناء عليه، فإنه يتعين عليك وعلى أخيك حماية أختكما من مخالطة الأجانب ولو كان الواحد منهم عازما على خطبتها، لأن الخطيب أجنبي حتى يتم عقد الزواج، وأما حكم ما حصل، فإن دخول الرجل على الأخت ورضاها بالخلوة به ومشاركته وطاعته فيما يريد أمر محرم عليهما، فيحرم عليه هو الدخول عليها والخلوة بها، ويحرم عليها هي الرضى والمكث معه، فالواجب عليها أن تخرج منه وتستصرخ من ينقذها.
وأما حكمك أنت فإنه يلزمك الجد في إخراجه وإيقافه عن عمله، ولو استدعى الأمر مقاتلته وسحبه بقوة فإنه يجوز لك ذلك، وإن قتلت فأنت شهيد إن شاء الله،(27/998)
لما في الحديث: ومن قتل دون أهله فهو شهيد. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وأما قتلك له بعد خروجه من البيت فإنه لا يجوز، ولكن عليك أن تمنعه من الدخول للمنزل مرة أخرى، وأن تحذره وتهدده إذا أصر.
وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 3906، 6675، 36571، 9044، 31292.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
موقف الإسلام من عمل المراة ... العنوان
مواطن بإحدى المحافظات يُصوِّر انطباعاته عن المرأة العاملة ويرى أنها في كل مكانِ عملٍ تُوجد فيه مصدرًا لضلال الشباب وانحرافهم ويسأل: - هل عمل المرأة في الوظائف العامة بجانب الرجل حلال أم حرام؟ وما مدى صلاحيتها لأن تكون زوجة؟ ... السؤال
27/06/2001 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... • الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم: عمل المرأة داخل في دائرة المباح وما يتدخل الشارع إلا ليضبط حركتها وهي تتعامل مع الآخرين حماية لها من السوء، فإذا خرجت ملتزمة بالضوابط الشرعية في مظهرها وفي كلامها وكان العمل مباحا فلا حرج في ذلك.
ولكن هناك قضية يجب أن ننتبه إليها وهو أن دعاة التشكيك في صلاحية الإسلام كمنهج حياة - كما أراده لنا الله رب العالمين – يسعون جاهدين من أجل إشباع غرائزهم وشهواتهم في العمل على تشويه صورة الإسلام حتى لا يقف حجر عثرة أمام تحقيق أطماعهم، فلذا يلصقون به التهم زورا وبهتانا، حتى يطلقون لأنفسهم العنان أمام كل شهوة دون أن يكون هناك وازع من نفس أو رادع من سلطان،(27/999)
ومن بين تلك التهم التي يرددونها هو إجحاف الإسلام وظلمه للمرأة وأنه لابد من تحريرها من رق العبودية الذي فرضه عليها الإسلام، "كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً"، والتاريخ خير شاهد على أن المرأة ما عرفت معنى الحرية والعزة والكرامة إلا في ظل الإسلام، والمرأة هي صانعة مجد الأمة إذا أتقنت دورها وأدركت عظم الأمانة الملقاة على عاتقها.
يقول فضيلة الدكتور محمد البهي رحمه الله –عميد كلية أصول الدين سابقا-:
عمل المرأة خارج المنزل لا يُحِلُّه الإسلام ولا يُحرِّمه في ذاته، وإنما يُحلُّه أو يحرمه بقدر ما له صِلة باختلاط المرأة بغير مَحارمها أو بعدم اختلاطها بأجنبيٍّ عنها. والأمر في نظر الإسلام الذي هو موضوع الحِلِّ والحُرمة هو الاختلاط أو عدم الاختلاط، فإذا كان مِن نتائج عمل المرأة خارج منزلها أو مِن وسائله أن تَختلط بالأجانب عنها _غير محارمها- ؛ لأنها بمُباشرة هذا العمل تتعرَّض لفِتنة الرجال، ويُخشى عليها مِن إغرائهم، فإذا لم تتأثَّر بالإغراء فعْلاً في فترة زمنية معينة فهي مُعرَّضة للتأثر به في فترة أخرى تكون الظروف فيها أدعَى للتأثير. والصلابة في عدم تأثُّر المرأة بالاختلاط بالرجال لا تعود إلى قوة الإرادة لدَيها بقدر ما تعود إلى ضعف الإقبال منهم عليها والتودُّد إليها.
والإسلام لا يَقصُر عمل المرأة ونشاطها على المنزل والأسرة والأولاد ـ وإن كان هو المجال الأساسيُّ لنشاطها ـ وإنما يُجيز لها أن تُباشر عملاً خارج المنزل لا يترتب عليه أن تقع في مصيدة الرجال ولا تَستطيع أن تفلت من شباكهم. فالمدرِّسة في مدرسة البنات مثلاً، والممرِّضة في مستشفى للنساء، والعاملة في محلات الأزياء والحياكة الخاصة بالمرأة أو بالأطفال ـ لا يحرم الإسلام عليها العمل في أي مكان منها؛ لأنه يندر فيه الاختلاط أو ينعدم.
والعمل الخارجي المشترك في المكاتب أو في المحلات التجارية إذا نَصَح الإسلام المرأة بعدم مُمارسته –ولكن لم يحرمه- فِلأَن مَصير الاشتراك فيه قد يَنتهي إلى نتائج سلبية بالنسبة لعلاقة المرأة بزَوجها إذا كانت مُتزوجة، أو ينتهي إلى القلَق والاضطراب النفسيِّ إذا كانت لم تتزوج بعد.(27/1000)
المرأة قوة في الحياة الاجتماعية لأيِّ مجتمع، والإسلام لا يُصادر نشاط هذه القوة، ولكن فقط يَطلب في توجيهها أن تظل إيجابية ولا يكون لها انعكاس سلبيٌّ على نفسيتها أو نفسية الرجل معها.
وما يُعبر عنه السائل هنا كانطباع خاصٍّ له عن عمل المرأة في مجال مشترك مع الشباب ربما يكون صورةً من صور الانعكاس السلبيِّ على نفسية المشاركين.
أما صلاحية المرأة العاملة لأن تكون زوجةً مسلمة فطالما أن عملها لا يُوصلها إلى الاختلاط بغير المَحارم فالعمل لا يَعيبها كزوجة، وطالما أن عملها خارج المنزل لا يحول بينها وبين أن تكون زوجة، أو أن تكون أُمًّا فلا يُقلِّل كذلك مِن صلاحيتها للزوجية، وطالَما أن رعاية المرأة العاملة لزوجها وأولادها لا تُرهقها، بجانب ما تُؤديه من عمل خارجي تُؤْجَر عليه، فليس هناك شرعًا ما يحول بينها وبين أداء هذا العمل الخارجي في نظر زوجها.
والسؤال بعد ذلك للمرأة العاملة إذا أصبحت زوجةً أو أمَّ ولدٍ:
- ألاَ يُؤثِّر الجمع بين العملينِ في المنزل وخارجه على الجانب النفسيّ لها في علاقتها كزوجة بزوجها وكأمٍّ بأولادها؟
- هل تستطيع أن تكون على استعدادٍ نفسيٍّ لاستقبال زوجها وأولادها عند عودتها إلى المنزل؟
هل تستطيع أن تكون مُطمئنةَ النفس عند مباشرة عملها الخارجيّ بعد تَرْكِها لزوجها وأولادها في المنزل؟
إن المرأة العاملة إذا أصبحت زوجةً أو أُمًّا يَغلِب علي استمرارها في العمل الخارجي الجانبُ الماديُّ وحده، وهو الحصول على أجر إضافيٍّ بالنسبة لأجر الزوج في عمله، أما الجانب النفسيُّ للمرأة العاملة إذا أصبحت زوجةً أو أُمًّا فيتحول قطعًا إلى القلق أو إلى ما يُسمَّى بالإرهاق النفسيِّ، وهو إحساس دفين في نفسها يُسبب لها التوتُّر والتبرُّم بأسلوب الحياة، وقلَّما يجعل لها فرصةً للتراخي والاستمتاع بحياة الزوجية أو بحياة الأمومة.
والشك في صلاحية المرأة العاملة للزوجية أو الأمومة يأتي مِن جانب سيطرة القلق النفسيِّ وتَوَتُّر الأعصاب على إحساساتها الداخلية بالحياة.(27/1001)
فزيادة الأجر يُغري المرأة على العمل الخارجيّ، ولكن يُحمِّل طاقاتها البشرية العُضوية والنفسية ما يَجعلها أقرَبَ إلى إنسان عديم الإرادة مُشوَّش الإحساس والاستمتاع، بما مِن شأنه أن يُولِّد عند امرأة أخرى تفرَّغت إلى الأسرة واستقلَّت بعمل واحد المُتعةَ والراحةَ النفسية.
إن المرأة التي تُضيف إلى عملها في المنزل كزوجةٍ وأم ولدٍ عملاً خارجيًّا الاختلاطُ فيه بأجنبيٍّ عنها لا يتدخل فيه الإسلام، ولكنها قد تفتقد صلاحيتها النفسية بعد حين، واستمرارها في الازدواج بعد فقدان الصلاحية النفسية هو أمر آليٌّ أكثر منه إنسانيٌّ إراديّ.
وخلاصة الإجابة حول ما يسأل عنه السائل:
أولاً: إن الإسلام لا يُحرم العمل ولا يُحله، وإنما يحرم اختلاط المرأة بأجنبيٍّ عنها، فإذا أدَّى العمل إلى الاختلاط كانت مُباشرته حرامًا.
وثانيًا: إن عمل المرأة إذا لم يؤدِّ إلى الاختلاط بالأجانب توقَّفت صلاحيتها للزوجية والأمومة على استطاعتها النفسية والبدنية لأداء كلٍّ مِن نوعَيِ العمل، دون أن تفقد التوازن أو دون أن تقع تحت الإرهاق البدنيِّ والنفسي.
والله أعلم
ــــــــــــــ
هبة المرأة نفسها للرجل لا يعد نكاحا
تاريخ الفتوى : ... 25 محرم 1426 / 06-03-2005
السؤال
أنا شاب عمرى 27 عاما, يوجد علاقة حب بيني و بين ثيب عمرها 36 عاما ولها 7 أولاد ,هي كانت زوجة خالى فلما توفي قمت بالتقدم إليها منذ عام ونصف ولكن أفراد عائلتي رفضوا ماعدا الجدة. والدها وافق على شرط رضى والدتي التي لم و لن ترضى. مع العلم أنه لم يكن بينى وبين الثيب أكثر من علاقة الود والاحترام بل كنت أحبها أكثر من والدتي وأنها وأولادها كل شيء في حياتي منذ أن كان عمري 11 عاما وحتى الآن كل ذلك قبل وفاة خالي أما بعد وفاته بثلاثة أعوام صارحتها بشعورى واكتشفت أنه شعور متبادل، ثم حدث بيننا ما حدث(27/1002)
خلال العام والنصف الماضي فكانت المعاملة بيننا كالأزواج كنا نقاوم دوما اجتراح الحرمات ولكن كثرة الشوق أدت إلى المحظور فحدث ما حدث و لكن دون إيلاج الذكر ولكن بعد كل توبة كنا نعود مرغمين مرة أخرى. كل ذلك برضى من نفسها ولكن كنا نندم أننا نخون الله ونتوب ثم نعود. هل هي في حكم الزوجة ؟ هل منحها نفسها لي و هي ثيب تصبح زوجتى ؟ هل رغبتي الشديدة والملحة في أن تكون في جواري دائما وأن تكون لي تجعلها زوجة شرعية ينقصها الإشهار لوليها على الأقل؟ الآن أنا أبحث عن زوجة شابة لإرضاء والدتي ولعفة نفسي حتى لا أعصي الله مع الثيب مرة أخرى لأننا أرهقتنا كثرة المعاصي والندم عليها. وهي كذلك تقدم للزواج بها رجل آخر وافق عليه أهلها ومتحيرة وتفكر في قبول الزواج به كي لا تعصي الله مرة أخرى معي. لكني لازلت شديد التعلق بها وهي كذلك شديدة التعلق بي.ما هو موقفنا الشرعي , هل نحن أزواج ينقصنا الإشهار لوليها ؟ و ما هو الحل الأفضل لنا ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المرأة ليست زوجة لك، والواجب عليك وعليها أن تتوبا مما وقعتما فيه وتندما على ما فعلتما، وما ذكرته من أنها واهبة نفسها لك لا يغير الحكم، ولو أنك أخي قارنت بين لذة الشهوة ومرارة وعاقبة الذنب لما أقدمت على فعل الحرام، وننصحك أخي بطاعة والديك ونسيان هذه المرأة تماما، وستجد من الصالحات بغيتك. وفقك الله لطاعته وجنبك الزلل وسوء العمل. وإذا كنتما تخشيان من الوقوع في المحرمات ولم يرض وليها بالزواج منك، فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي ليزوجها بك، ولتقنع أنت والدتك بقبولها وأخبرها بتعلقك بها، وأنك إن لم تتزوج بها فإنك ستقع في الحرام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الرد على شبهات أنصار الاختلاط المفتوح ... العنوان(27/1003)
بعد الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم : يقول بعض المشككين في الدين الحنيف بأن الكبت للشاب المسلم وعدم انفتاحه على الجنس الآخر هو سبب التحرشات الجنسية التي يعاني منها المجتمع الإسلامي ، فما الرد عليهم ؟ ولكم الخير الجزيل من الله تعالى
... السؤال
21/05/2001 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
نقول للسائل الكريم إن الإسلام لايعرف الكبت ولم يأمر به ولم يحث عليه ولكنه دعى إلى تهذيب الشهوة ولم يأمرنا بالكبت بل إنه دعى الشباب على لسان الرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )0
والواقع العملي خير دليل على هذا فإن الجرائم التي تنشأ بين المجتمعات المتساهلة التي تطلق العلاقة بين الجنسين وتطلق لهما العنان أكثر من أن تذكر اما في البيئات المتحفظة فما زالت بخير إن شاء الله قد تحدث بعض التجاوزات هنا أو هناك لكنها ليست بحال من الأحوال هي القاعدة التي يقاس عليها0
إن هؤلاء الذين يطلقون هذه الشائعات يغالطون أنفسهم لأن اختلاط الجنسين لايحد من هذه الشهوة ولكنه يزيدها اشتعالا ولن نطفىء هذه الشهوة إلا بإفراغها سواء بالطريق الحلال أم بالطريق الحرام
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في الرد على مثل هذه الشبهات
إن الاستعمار الفكري صنع في بلادنا قوماً يصمون آذانهم عن حكم الله ورسوله , ويدعوننا إلى أن ندع للمرأة حبلها على غاربها , حتى تثبت وجودها , وتبرز شخصيتها , وتستمتع بحياتها وأنوثتها !(27/1004)
تختلط بالرجل بلا تحفظ , وتخبره عن كثب , فتخلو به , وتسافر معه , وتصحبه إلى السينما وتسهر معه إلى منتصف الليل , وتراقصه على نغمات الموسيقى , وتعرف في تجوالها - بالتجربة لا بالسماع - الرجل الذي يصلح لها وتصلح له , من بين من عرفتهم من الأصدقاء والمعجبين , وبهذا تستقر الحياة الزوجية , وتصمد في وجه العواصف والأعاصير !
ويقول هؤلاء الذين يزعمون أنهم ملائكة مطهرون : لا تخافوا على المرأة ولا على الرجل من هذا الاتصال المهذب , والصداقة البريئة , واللقاء الشريف , فإن صوت الشهوة - لكثرة التلاقي - سيخفت , وحدتها ستفتر , وجذوتها ستخبو , ويجد كل من الذكر والأنثى لذته في مجرد اللقاء والاستمتاع بالنظر والحديث , فإن زاد على ذلك فمراقصة , هي ضرب من التعبير الفني الرفيع ! أما المتعة الحسية فلن يصبح لها مكان , إنه التصريف النظيف للطاقة لا غير وكذلك يفعل الغربيون المتقدمون بعد أن فكوا عقدة الكبت والحرمان .
وردنا على هذه الدعوى من جهتين :
أولاً : إننا مسلمون قبل كل شيء , ولا نبيع ديننا اتباعاً لهوى الغربيين أو الشرقيين , وديننا يحرم علينا هذا الاختلاط بتبرجه وفتنته وإغوائه : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً , وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض , والله ولي المتقين ) .
ثانياً : إن الغرب الذي يقتدون به يشكو اليوم من آثار هذا التحرر أو التحلل , الذي أفسد بناته وبنيه , وأصبح يهدد حضارته بالخراب والانهيار , ففي أمريكا والسويد وغيرهما من بلاد الحرية الجنسية , أثبتت الإحصاءات أن السعار الشهواني لم ينطفئ بحرية اللقاء والحديث , ولا بما بعد اللقاء والحديث , بل صار الناس كلما ازدادوا منه عباً , ازدادوا عطشاً .
وعلينا أن نبحث : ماذا كان أثر هذا التحرر أو التطور , أو التحلل من الفضائل والتقاليد , في المجتمعات الغربية المتحضرة ؟
أثر الاختلاط المطلق في المجتمعات الغربية :(27/1005)
إن الأرقام والوقائع التي تفيض بها الإحصاءات والتقارير , هي التي تتكلم وتبين في هذا المجال , لقد ظهر أثر الانطلاق الجنسي , الذي زالت به الحواجز بين الذكر والأنثى فيما يلي:
1. انحلال الأخلاق :
فانحلال الأخلاق وطغيان الشهوات , وانتصار الحيوانية على الإنسانية , وضياع الحياء والعفاف بين النساء والرجال , واضطراب المجتمع كله نتيجة ذلك .
ولقد قال الرئيس الراحل « كنيدي » في تصريح مشهور له , تناقلته الصحف ووكالات الأنباء عام 1962 : « إن الشباب الأمريكي مائع مترف منحل , غارق في الشهوات , وان من بين كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين , بسبب انهماكهم في الشهوات » . وأنذر بأن هذا الشباب خطر على مستقبل أمريكا .
وفي كتاب لمدير مركز البحوث بجامعة هارفارد بعنوان « الثورة الجنسية » يقرر المؤلف , أن أمريكا سائرة إلى كارثة في الفوضوية الجنسية , وأنها تتجه إلى نفس الاتجاه , الذي أدى إلى سقوط الحضارتين الإغريقية والرومانية في الزمن القديم , ويقول : « إننا محاصرون من جميع الجهات بتيار خطر من الجنس , يغرف كل غرفة من بناء ثقافتنا , وكل قطاع من حياتنا العامة » .
ومع أن الشيوعيين قليلو التحدث عن مثل هذه الأمور الجنسية , ومع عدم السماح لأجهزة الإعلام والتوجيه أن تتناولها , إلا أنه في عام 1962 صدر تصريح للزعيم الروسي خروتشوف , أعلن فيه أن الشباب قد انحرف وأفسده الترف , وهدد بأن معسكرات جديدة قد تفتح في سيبيريا للتخلص من الشباب المنحرف , لأنه خطر على مستقبل روسيا !
2. في انتشار الأبناء غير الشرعيين :
وهى ظاهرة لازمة لانطلاق الغرائز , وذوبان الحواجز بين الفتيان والفتيات , وقد قامت بعض المؤسسات في أمريكا , بعمل إحصاء للحبالى من طالبات المدارس الثانوية , فكانت النسبة مخيفة جداً .
ولننظر ما تقوله أحدث الإحصاءات بهذا الصدد .. تقول :(27/1006)
« إن أكثر من ثلث مواليد عام 1983 في نيويورك هم « أطفال غير شرعيين » أي أنهم ولدوا خارج نطاق الزواج , وأكثرهم ولدوا لفتيات في التاسعة عشرة من العمر وما دونها , وعددهم (353ر112 ) طفلاً أي 37% من مجموع مواليد نيويورك » !! .
3. كثرة العوانس بين الفتيات والعزاب من الشباب :
فإن وجود السبل الميسرة لقضاء الشهوة , بغير تحمل تبعة الزواج وبناء الأسرة , جعل كثيراً من الشباب يختارون الطريق الأسهل , ويقضون أيام شبابهم بين هذه وتلك , متمتعين بلذة التنويع , دون التقيد بالحياة المتشابهة المتكررة كما يزعمون ! ودون التزام بتكاليف الزوجية المسؤولة , والأبوة الراعية .
وكان من نتيجة ذلك وجود كثرة هائلة من الفتيات , تقضى شبابها محرومة من زوج تسكن إليه ويسكن إليها , إلا العابثين الذين يتخذونها أداة للمتعة الحرام , ويقابل هؤلاء الفتيات كثرة من الشباب العزاب المحرومين من الحياة الزوجية , كما تدل على ذلك أحدث الإحصاءات , فقد صرح مدير مصلحة الإحصاء الأمريكية في 22 من ذي القعدة 1402 هـ ( الموافق 10 سبتمبر - أيلول -1982 م ) : « أنه لأول مرة منذ بداية هذا القرن تصبح أغلبية سكان مدينة سان فرانسيسكو من العزاب » .
وأوضح « بروس شامبمان » في مؤتمر صحفي نظمته الجمعية الاجتماعية الأمريكية أنه « وفقا لأرقام آخر تعداد فإن 53% من سكان سان فرانسيسكو غير متزوجين » وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الأرقام يمكن أن تكون مؤشراً على أفول الأنموذج العائلي التقليدي !!.
وأضاف شامبمان : « إن هذه التغييرات الاجتماعية ملائمة لتحقيق الرفاهية في المدينة التي زاد عدد سكانها من الشباب بين 25 و 34 سنة بمقدار (4ر40% ) خلال العشر سنوات الأخيرة » .
وقال : « إن التعداد لم يشمل عدد المصابين بالشذوذ الجنسي الذين يقطنون المدينة والذين يشكلون 15 % من السكان تقريبا » .(27/1007)
ولا عجب بعد ذلك أن نقرأ في الصحف مثل هذا الخبر : « خرجت النساء السويديات في مظاهرة عامة , تشمل أنحاء السويد , احتجاجا على إطلاق الحريات الجنسية في السويد , اشتركت في المظاهرة (000 ر100 ) امرأة , وسوف يقدمن عريضة موقعة منهن إلى الحكومة , تعلن العريضة الاحتجاج على تدهور القيم الأخلاقية » .
إن فطرة المرأة وحرصها على مصلحتها ومستقبلها , هو الذي دفع هذا العدد الهائل إلى التظاهر والاحتجاج .
4. كثرة الطلاق وتدمير البيوت لأتفه الأسباب :
فإذا كان دون الزواج هناك عقبات وعقبات , فإن هذا الزواج , بعد تحققه غير مضمون البقاء , فسرعان ما تتحطم الأسرة , وتنفصم الروابط لأدنى الأسباب .
ففي أمريكا تزداد نسبة الطلاق عاماً بعد عام إلى حد مفزع . والذي يقال عن أمريكا , يقال عن معظم البلاد الغربية .
5. انتشار الأمراض الفتاكة :
انتشار الأمراض السرية , والعصبية , والعقلية , والنفسية , وكثرة العقد والاضطرابات التي يعد ضحاياها بمئات الألوف .
ومن أشد الأمراض خطراً : ما اكتشف أخيراً وعرف باسم « الإيدز » الذي يفقد المناعة من الجسم ويعرضه للتهلكة وغدا يهدد الملايين في أوروبا وأمريكا بأخطر العواقب , كما دلت على ذلك التقارير الطبية والإحصاءات الرسمية التي نشرتها مجلات وصحف في العالم كله , وصدق بهذا ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال في حديثه : « لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا » .
هذا غير الأمراض العصبية والنفسية التي انتشرت عندهم انتشار النار في الهشيم , وامتلأت بمرضاها المستشفيات والمصحات .
فهل يريد دعاة الاختلاط أن ينقلوا هذه العلل والأمراض إلى مجتمعاتنا وقد كفانا الله شرها وأعاذنا منها ؟! أم أن هذه الأرقام والإحصاءات غائبة من أذهانهم ؟!(27/1008)
لقد زعم « فرويد » ومن تبعه من علماء النفس أن رفع القيود التقليدية عن الغريزة الجنسية يريح الأعصاب , ويحل عقد النفوس , ويمنحها الهدوء والاطمئنان .
ها هي القيود قد رفعت , وها هي الغرائز قد أطلقت , فلم تزد النفوس إلا تعقيداً , ولم تزد الأعصاب إلا توتراً , وأصبح القلق النفسي هو مرض العصر هناك , ولم تغن آلاف العيادات النفسية عنهم شيئاً .
والله أعلم
ــــــــــــــ
خروج المرأة وحدها إلى أهلها وصديقاتها
تاريخ الفتوى : ... 22 محرم 1426 / 03-03-2005
السؤال
السؤال : هل يحق للزوجة الخروج لوحدها بحجة زيارة أهلها وبحجة أن الزوج مشغول مع أنه بإمكانه أن يذهب بها لزيارة أهلها على الأقل يومان في الأسبوع أو أكثر لكنها تريد أن تذهب في أيام أخرى بحجة أنها تمل من الجلوس في البيت لوحدها وأنها تشتاق لأهلها , مع أنه في حالة الضرورة يمكنه أن يذهب بها إليهم في أي وقت حتى مع انشغاله , أيضا هل يجوز للزوجة الذهاب لزيارة صديقاتها لوحدها .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه يجوز للمرأة الخروج وحدها في غير سفر لزيارة أهلها أو صديقاتها إذا أذن الزوج لها بذلك، وتوفرت الضوابط الشرعية التي ذكرناها في الفتوى رقم: 4185.
أما إذا كان ذهابها إلى ما ذكر يعد سفرا فلا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم، لما في صحيح مسلم: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.
وعلى هذا، فإذا كان أهل هذه المرأة وصديقاتها قريبين وليس في خروجها إليهم وحدها مفسدة يخشى منها فلا مانع من السماح لها بذلك، وإن كان الأولى بها(27/1009)
مراعاة ظروف زوجها بحيث لا تخرج إلا في الأيام التي يكون فيها غير مشغول ليصحبها.
أما إذا كانت المسافة بعيدة بأن تحتاج إلى سفر فلا يجوز لها الخروج إلا مع محرم، ولو أذن لها زوجها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
لزار أمر منكر وبدعة سيئة ... العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نحييكم على هذا الموقع الطيب الرائع ، وبعد فسؤالنا لفضيلة الشيخ الفاضل :
لي أختٌ مُتزوِّجة، لها أولاد، تأتيها نوباتُ صرَعٍ منذُ زمن بعيد، وقد اعتادت الذهاب إلى حَلْقاتِ الزار حيثُ تَدُقُّ الطبول ويحدث ما هو معلوم للجميع، فما حُكم الإسلام في ذلك؟
... السؤال
14/05/2001 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالزار نوع من دجل المشعوذين لإيهام ضعاف العقول والإيمان بتخليص المريض من مس الجن . وهو بطريقته المعروفة أمر منكر وبدعة سيئة لا يقرها الدين . يقول فضيلة الشيخ أحمد هريدى مفتي مصر الأسبق :
الزار نوع من دجل المشعوذين الذين يوحون إلى ضعاف العقول والإيمان بأن المريض أصابه مس من الجن، وأن لأولئك الدجالين القدرة على علاجه وتخليصه من آثار هذا المس بطرقهم الخاصة، ومنها إقامة الحفلات الساخرة المشتملة على(27/1010)
الاختلاط بين الرجال والنساء بصورة مستهجنة والإتيان بحركات وأقوال غير مفهومة .
والزار بطريقته المعروفة أمر منكر وبدعة سيئة لا يقرها الدين ، ويزداد نكرا إذا اشتملت حفلاته على شرب الخمور وغير ذلك من الأمور غير المشروعة . أهـ
أما فضيلة الدكتور عبد الرازق فضل ـ أستاذ من جامعة الأزهر الشريف ـ فيرشدنا إلى طريقة العلاج فيقول فضيلته :
إن دِين الله يَحثُّنا على طلَبِ الشفاء إذا أصابنا المرض، وما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواء.
والمسلم يعلم أن الشافيَ هو الله، وأن جميع ما يأخذه مِن وَصْفاتٍ وأدوية إنما أسباب علاجية تُؤدي إذا أَذِنَ الله إلى الشفاء.
ومِن المعلوم أن ما عند الله لا يُنال إلا برضا الله، فمَاذا يُرضى اللهَ مِن أسباب الشفاء؟ يُرضيه ـ عز وجل ـ استعمالُ الدواء الذي لم يدخل في تركيبِه شيء ممَّا حرَّم الله، كما أن المسلم مع استعمال الدواء الذي يَصفه له الأطباء يَستعمل دواءً آخَرَ يُحقق له الأمن النفسيَّ والرضا القلبيَّ والأمن الوَاثق في فضْل الله وبِرِّهِ، وهو الدعاء والابتهال إلى الله والرُّقية، رَوى البخاريّ عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذَا أتَى مَريضًا أو أُتِيَ به إليه قال: "أَذْهِبَ البأسَ ربَّ الناسِ، اشْفِ وأنت الشافي، لا شفاءَ إلا شِفاؤُكَ، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا". كما روى البخاريّ أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يُعوِّذُ الحسَنَ والحُسينَ يقول: "أُعِيذُكُمَا بكلماتِ اللهِ التامَّةِ مِن كل شيطانٍ وهامَّةٍ ومِن كل عينٍ لامَّةٍ" ويقول: "إن أباكما ـ يقصد إبراهيم الخليل عليه السلام ـ كان يُعوِّذُ بهما إسماعيل وإسحاق".
وعلى هذا يا أخي تستطيع أن تعرف أن أختك في حاجة إلى ما يُكسبها طُمأنينةَ القلب وأمْنَ النفس، وليس ذَهابُها إلى حيث تدقُّ الطبول وتَنتشر الخُرافات ويُعصَى اللهُ يُحقق لها أمنًا أو طمأنينة، فواجبك أن تَكُفَّها عن الذهاب إلى هذه الأماكن المَوْبُوءة، وأن تُعَوِّذَها أنت بما عَوَّذَ بهِ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سِبْطَيْهِ الحسنَ والحُسينَ، وأن تُعلِّمها إذا أوَتْ إلى فِراشِهَا أن تَجمع كفيها ثم تَنفُثُ(27/1011)
فيهما، فتَقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) ثم تَمسح بهما ما استطاعت مِن جسدها، تبدأ بهما على رأسها ووجهها وما أقبل مِن جسدها، هذا فِعْلُ رسول الله، وهو الخير، ولا خير في الزار، بل فيه الشرُّ كل الشرِّ، والعِياذُ بالله.
ــــــــــــــ
هل يسمح لمطلقته بالسكنى مع أولادها
تاريخ الفتوى : ... 04 محرم 1426 / 13-02-2005
السؤال
أبعث إليكم بسؤال مختلط بدمي وهو أنني طلقت زوجتي بسب الخيانة الزوجية وهي في عمر 42 سنة أي قبل 4 سنوات لي ولدان وبنتان في الجامعة تزوجت بعد ثلاث سنوات من الطلاق كانت شبه منقطعة عن الأبناء ومجرد مكالمات تلفونية عابرة تزوجت قبل سنة وهي في طريقها للطلاق من زوجها الجديد بدأت بكثافة الاتصال مع أبنائها تسترقهم عطفا ومظلمة من الحياة ومن زوجها الجديد وتقول بأنها ترغب في التوبة وكل هذا بعد أن انقطعت بها السبل فلا والدها ولا أبوها ولا إخوانها رضوا عن زواجها الثاني وبعد أن لجأت لهم طردوها وبدأت كما قلت في تكثيف الاتصالات بأبنائها في الجامعة الموجودين حاليا في مصر وترغب أن تعيش معهم السؤال هو: هل لي أن أسمح لها أن تعيش مع أبنائها بصفة دائمة؟ طبعا ترغب في أن تطلق زوجها وتبقى باقي حياتها مع أبنائها الذين يدرسون في مصر. بالنسبة لي أنا حائر حيث إن لدي بنتين وولدين يسكنون في شقة قريبة من الجامعة ولا أستطيع السيطرة عليهم وهم يرغبون في أن تعود أمهم لهم؟ رأي زوجتي الجديدة من باب الرأفة والرحمة قالت ليس هناك مانع من أن تبقى على اتصال مع أبنائها بشرط أن لا تطلق زوجها وهي خائفة على مستقبلها علما بأن الزوجة السابقة ترتاد السحرة والمشعوذين في هذا الخصوص وسبق أن تسببت لي بالضرر وحتى ابنها الكبير لا يزال يعاني من السحر .. وهو في حالة من الضياع دخان وتأخر في الجامعة أما الآخرون فهم والحمد لله يسيرون بصورة جيده في الجامعة لأنهم لم يخضعوا للسحر والشعوذة كما قلت لكم أيها الشيخ(27/1012)
الفاضل الخوف من هذه الإنسانة لأنها طلقت بسبب الخيانة الزوجية ولاسيما أن عندي بنتين في الجامعة..
أفتوني جزاكم الله كل الخير والله يحفظكم وإنني أصبحت أعيش في حالة من الضياع والتشرد والخوف من وعلى مستقبل الأبناء والبنات...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه المرأة متزوجة فالأولى تشجيعها على البقاء مع زوجها وصبرها عليه، وذلك أفضل لها وأليق بحالها.
وأما إن وقع الطلاق، وتابت توبة صادقة من تلك المعاصي بما فيها ممارسة السحر والتخلي عن اقتراف الفاحشة ومقدماتها، فلا مانع من تركها تسكن مع أبنائها، وذلك رأفة بها وحفظا لأعراض الأبناء من أن يعيروا في الناس بأن أمهم مشردة، هذا إضافة إلى أن في جمع شملها بأبنائها عوناً لهؤلاء الأبناء على البر بأمهم وحسن صحبتها، وذلك لما للأم من حق عظيم على أبنائها بدليل ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسل، فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بصحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك.
أما إن كانت هذه الأم باقية على سلوكها السيء، فلا ينبغي أن تمكن من السكنى مع أولادها خشيهة أن تؤثر على سلوكهم، بأن تندبهم إلى طريق الانحراف الذي تسلكه.
لكن لا مانع أن تكلم أبناءها أو يكلموها أو تقابلهم ويقابلوها، والأولى أن يكون ذلك بحضرة أبي الأولاد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
محبة المسلم لغير المسلمين ... العنوان(27/1013)
نسمع كثيرا من بعض الناس أن الإسلام الصحيح يفرض علينا بغض غير المسلمين سواء كانوا أهل كتاب أو كانوا مشركين فما الموقف الصحيح إزاء هذه المسألة ؟ وهل يمكن للمسلم أن يحب غير المسلم ؟ وكيف يكون ذلك ؟ ... السؤال
10/05/2001 ... التاريخ
الشيخ فيصل مولوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله
يقول فضيلة الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء
هل يجوز لمسلم أن يشعر بحب نحو غير المسلمين؟ اسمعوا لقول الله عزّ وجلّ: {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبّونكم وتؤمنون بالكتاب كلّه، وإذا لقوكم عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ، قل موتوا بغيظكم}.
المقصود بهذه الآية اليهود على رأي أكثر المفسّرين، والمنافقون على رأي بعضهم. يقول الطبري في تفسير هذه الآية: (.. فأنتم إذا كنتم أيها المؤمنون تؤمنون بالكتب كلها، وتعلمون أنّ الذي نهيتكم عنه أن تتخذوهم بطانة من دونكم كفار بجحودهم ذلك كله، من عهود الله إليهم، وتبديلهم ما فيه من أمر الله ونهيه، أولى بعداوتكم إيّاهم وبغضائهم وغشّهم، منهم بعداوتكم وبغضائكم ..).
(.. وفي هذه الآية إبانة من الله عزّ وجلّ عن حال الفريقين، أعني المؤمنين والكافرين، ورحمة أهل الإيمان ورأفتهم بأهل الخلاف لهم، وقساوة قلوب أهل الكفر وغلظتهم على أهل الإيمان، كما حدّثنا بشر عن ... قتادة قوله: {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبّونكم وتؤمنون بالكتاب كلّه}، فوالله إن المؤمن ليحبّ المنافق ويأوي له _ أي يرقّ له _ ويرحمه، ولو أن المنافق يقدر على ما يقدر عليه المؤمن لأباد خضراءه).
ويقول السيد محمد رشيد رضا في تفسير هذه الآية: (فالقرآن ينطق بأفصح عبارة وأصرحها، واصفاً المسلمين بهذا الوصف، الذي هو أثر من آثار الإسلام، وهو أنهم يحبّون أشدّ الناس عداوة لهم، الذين لا يقصّرون في إفساد أمرهم وتمنّي(27/1014)
عنتهم، على أن بغضاءهم لهم ظاهرة، وما خفي منها أكبر مما ظهر .. أليس حبّ المؤمنين لأولئك اليهود الغادرين الكائدين، وإقرار القرآن إيّاهم على ذلك لأنه أثر من آثار الإسلام في نفوسهم، هو أقوى البراهين على أنّ هذا الدين دين حبّ ورحمة وتساهل وتسامح، لا يمكن أن يصوّب العقل نظره إلى أعلى منه في ذلك).
وبعد كلام طويل يقول السيد رضا: (ونتيجة هذا كله: إن الإنسان يكون في التساهل والمحبة والرحمة لإخوانه البشر على قدر تمسّكه بالإيمان الصحيح، وقربه من الحق والصواب فيه. وكيف لا يكون كذلك، والله يقول لخيار المؤمنين: {ها أنتم أولاء تحبّونهم ولا يحبّونكم}، فبهذا نحتج على من يزعم أن ديننا يغرينا ببغض المخالف لنا ..).
وإيّاك أن تفهم من ذلك أنّ حبّك للمسلم هو كحبّك لغير المسلم، هناك فارق كبير، فالمسلم إنما تحبّه لإيمانه بالله ورسوله، ولالتزامه بالعقيدة الصافية الصحيحة، حتى وإن لم تلقه، ولم تكن بينك وبينه مصلحة، لأنك إنما تحبه لأجل الله الذي ربط الإيمان به بينكما، حتى لو وقع بينك وبينه خلاف، فليس ذلك بمزيل لمحبّته من قلبك أبداً.
كما أنّه لا يمكن أن يكون في قلبك حبّ لغير المسلم بسبب كفره، فهذا أمر محال، لكن قد يكون في قلبك حبّ له لاعتبارات أخرى. قد يكون صادقاً فتحبّ فيه صدقه، وقد يكون وفياً فتحبّ فيه وفاء العهد، وقد يكون معك أميناً في التجارة فتحبّ فيه هذه الأمانة، وأنت تحبّ له الهداية في كلّ الأحوال. هذه المشاعر قد توجد بينك وبين غير المسلم، وهي تختلف عن الحب في الله الذي لا يمكن أن يكون إلاّ لإنسان مسلم، والذي يكون مجرّداً من كل الاعتبارات الأخرى، بينما حب الكافر حين يوجد لا بدّ أن يكون مرتبطاً بأسباب أخرى.
وقد ورد في أسرى بدر من المشركين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلّمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له". وهو دليل على وفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم بن عدي لدوره في حمايته عندما عاد من الطائف، ولدوره في تمزيق صحيفة المقاطعة، وكان مشركاً في الحالتين. هذا(27/1015)
الشعور من النبي عليه الصلاة والسلام نحو المطعم يحمل في طيّاته نوعاً من الحبّ الفطري لقيم الشهامة والشجاعة، وليس أبداً من نوع الحب العقائدي.
المودة المنهي عنها:
قال تعالى: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}.
فالمودة التي نهى الله عنها في هذه الآية هي لمن كفر وحادّ الله ورسوله، وليس فقط لمن كفر، بل هو من زاد على كفره أنّه يحادّ الله ورسوله، ويحارب الإسلام والمسلمين، لكن لو افترضنا أنّ هناك إنساناً كافراً غير محارب لله ورسوله، ولم يحادّ الله ورسوله _ وقد تتوفّر فيه بعض الصفات الطيّبة والقيم الراقية _ فلا بأس أن نقدّر فيه هذه الصفات أو القيم أو الاعتبارات لأنها بقية من رصيد الفطرة عنده، وهي مقبولة من الناحية الشرعية، بل إنّ الرسول صلىّ الله عليه وسلّم يجعل هذه القيم أساس رسالته حين يقول: "بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق".
ذكر الشوكاني في تفسيره أن هذه الآية {لا تجد قوماً يؤمنون ..} نزلت في أبي عبيدة بن الجراح عندما قتل والده في غزوة بدر، وقد أخرج ذلك ابن أبي حاتم والطبري والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه. وذكر القرطبي مثل هذا القول عن ابن مسعود. كما ذكر أنّ هذه الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة لمّا كتب إلى أهل مكّة بمسير النبي صلى الله عليه وسلّم إليهم عام الفتح. وذكر من سبب نزولها أو تفسيراً لها موقف أبي بكر عندما دعا ابنه عبد الله للمبارزة، وموقف مصعب بن عمير عندما قتل أخاه عبيد بن عمير. وموقف عمر بن الخطاب عندما قتل خاله العاص بن هشام، وموقف علي وحمزة عندما قتلا عقبة وشيبة والوليد. وكل هذه المواقف تؤكّد أن المودّة المنهي عنها في هذه الآية هي لمن جمع مع الكفر المحاربة. يؤيد ذلك جواز مودة المسلم لزوجته الكتابية وفق نص القرآن الكريم لأنها لا يمكن أن تكون محاربة بسبب رباط الزوجية، فإذا حصلت الحرب منها فينبغي أن تزول المودة لأنها تصبح غير مشروعة.
نستنتج من هذا أنّ العاطفة يمكن ويجب أن تكون موجودة تجاه إنسان تريد أن تدعوه إلى الله عزّ وجلّ، وهذه العاطفة هي جزء صغير من عاطفة الحب التي(27/1016)
أرادها الله عزّ وجلّ خالصة له، وأراد أن يكون الحبّ والبغض للناس الآخرين خالصاً أيضاً له سبحانه. هذا هو الأساس الذي يعتبر أقوى من كل ما عداه، ويغلب كل ما عداه .. لكن يمكن أن يكون ضمن هذا الحب الكبير جزء يبذل لغير المسلمين في حدود ما يرضي الله، إمّا عاطفة وإمّا حواراً بالتي هي أحسن، أو موعظة، أو خدمة، أو تضحية، أو تعاوناً على أمر مشروع، فهذه كلها جزئيات، لكن لا بدّ أن تكون موجودة لأنها تعبّر عن حقيقة الرسالة الإسلامية التي جعلها الله {رحمة للعالمين} وتساعد على نجاح الدعوة إلى الله.
الحب الفطري والحب العقائدي:
من كل ما تقدّم يتبيّن لنا أنّ هناك نوعين من الحبّ. حبّ فطري وحبّ عقائدي.
الحب الفطري: وهو أثر من آثار الشهوات. قال تعالى: {زُيّن للناس حبّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "حُبّب إليّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرّة عيني في الصلاة".
يقول الإمام الغزالي عن هذا النوع من الحب: (هو حبّ بالطبع وشهوة النفس، ويتصوّر ذلك ممّن لا يؤمن بالله. إلاّ أنه إن اتصل به غرض مذموم صار مذموماً، وإن لم يتصل به غرض مذموم فهو مباح لا يوصف بحمد ولا ذمّ). فالحب الذي نتحدّث عنه مع غير المسلمين لا يكون إلاّ من هذا النوع الفطري. فقد تحبّ امرأة غير مسلمة لجمالها أو خلقها. هذا أمر فطري، ويكون مذموماً إذا اتصل به أمر حرام كالخلوة أو الاختلاط المحرّم أو الزنى، ويكون مباحاً إذا اتصل به غرض مباح كالزواج.
وقد تحبّ إنساناً غير مسلم لحسن خلقه، أو كمال عقله، أو لقرابة بينك وبينه، أو لمصلحة لك عنده، أو لألفة بينكما أو غير ذلك. فإذا لم يتصل بهذا الحب أمر مذموم فهو مباح، وعلى المسلم أن يستفيد من هذا الحب في دعوة هذا الإنسان إلى الله تعالى. كما ورد عن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ، الصحابي الصالح الذي كان أبوه منافقاً، وكان يحبّه لأنه والده، ويحبّ له الهداية، والرسول يأمره بحسن معاملة(27/1017)
أبيه رغم نفاقه، لكن هذا الحب الفطري لم يدفعه للانتصار لأبيه ضدّ المسلمين، ولو حصل ذلك لكان حباً مذموماً، ولكنه انتصر للإسلام ضدّ أبيه كما هو معلوم.
الحب العقائدي: وهو حب الله ورسوله، والحب في الله ولله. وهو ثمرة من ثمرات الإيمان، وجزء من عقيدة المسلم. وبه يتعلّق التكليف الشرعي. لأنّ واجب المسلم أن يحب أخاه المسلم ولو لم يكن بينهما تناسب أو انسجام أو قرابة أو مصلحة، بل يحبّه لأنّه مسلم. ولذلك اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلاوة الإيمان "أن يحب المرء لا يحبّه إلاّ لله". وتحدّث عن السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه ومنهم: "رجلان تحابّا في الله، اجتمعا عليه وتفرّقا عليه". وقال: "لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا ..". ومثل هذه الأحاديث كثير.
والله أعلم
ــــــــــــــ
محادثة الأجنبية المعقود عليها
تاريخ الفتوى : ... 04 محرم 1426 / 13-02-2005
السؤال
أنا أعيش خارج بلدي قبيل سفري خطبت بنتا فانقطعت أخباري عنها لظروف خاصة فتم عقد قرانها من دون علمي بعد مدة من العقد رن هاتفي فإذا هي تكلمني فاستعدت علاقتي من غير علم ووعدتها بالزواج عند عودتي أخيرا علمت بما جرى فمن قبل أن تكلمني فهي ناوية علي الخلع أو الطلاق من ذاك الرجل قبلت أنا أم رفضت فأنا في حيرة من أمري نعم أحببتها ولكنها في عصمته ماذا يترتب علي؟ ثم ماهو حكم الشرع في حالتها هل يجوز لها الخلع أم لا يجوز لها؟ علما بأنها تزوجت برضاها غير أنه لم يدخل بها وهي بكر. وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أخي الكريم عصمك الله من المعاصي أن تحادث هذه المرأة، واعلم أن حديثك معها واستمرارك في الرد عليها سيكون مفسداً لها على زوجها، وقد(27/1018)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه أحمد.
وانظر الفتوى رقم: 52442، ولا علاقة لك بها، فإن حدث أن طلقت بسبب خلع أو غيره، فلا مانع بعد ذلك من الزواج بها.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 24956.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم الاختلاط فى دروس العلم ... العنوان
سيدة مسلمة حوَّلت حجرة الاستقبال إلى صالون ديني يَفِد إليه أئمة الدين ورجال العلم، إلى جانب الكثير من السيدات المسلمات، هل يُمكن تشجيع هذه المحاولة؟ وكيف؟ ... السؤال
14/04/2001 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، والإسلام يُبارك مجالس العلم والذِّكْر وتحضرها الملائكة ويغفر الله لجُلَسائها، ويستجيب لدعائهم، ويَمنحُهم البركة والرحمة والغفران ما داموا يتدارسون علوم الدين والقرآن وما ينفع الناس.
وحبَّذا أن نَعْمُر مساجد الله بالمسلمين والدارسين في كل مكان، حتى تنتعش الحركة الثقافية الدينية، ويَعُمَّ نفعها جميع الذين يَؤُمُّونها.
ولا بأس من مُدارَسَة الدين والعلم في المنازل، وخاصة في وقت لا تكون فيه المساجد مفتوحة ولا مُسْتَعِدَّة، وحبذا لو انتقل ذلك إلى النوادي العامة والخاصة، بشرط الوَقار والحشمة والأدب والتواضُع، وأن يكون هناك فاصل بين الرجال والنساء، لنحفظ للنساء احترامهنَّ وحياءهنَّ وللدين حُرْمَته واعتباره في حدود ما رسم الشارع، من ملبَس وتوقير وتقدير وجِدِّيَّة وإخلاص حتى تنتشر مثل هذه(27/1019)
المُحاولة، وينتشر الحديث في شئون الدين، فإن أصبح الحضور عادة، وللدروس جدية، وفي النفوس شدة رغبة وجاذبية، ننتقل إلى المُنْتَدى والمدرسة والمسجد، وكل مكان يؤدي هذا الهدف ويُحقق الغرض المنشود.
والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــ
ظهور الفتاة بالملابس الضيقة أمام المحارم مدعاة للفتنة
تاريخ الفتوى : ... 01 محرم 1426 / 10-02-2005
السؤال
ما حكم من جلست أمام ابن خالتها وأخيها من الرضاعة كاشفة الرأس وبملابس ضيقة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن المرأة مأمورة بأن تحتجب عن الرجال الأجانب، وابن خالتها أجنبي عنها وليس من محارمها. هذا إذا لم يكن أخاً لها من الرضاعة، أما أخوها من الرضاعة فحكمه حكم الأخ من النسب له أن يرى منها ما يرى غيره من المحارم، وسبق في الفتوى رقم: 21428 حدود وضوابط ما يجوز أن تظهره المرأة أمام محارمها.
وعليه، فليس لها أن تجلس أمام ابن خالتها إلا مرتدية الحجاب الشرعي الساتر الذي لا يصف ولا يشف، وكذلك عليها أن لا تبدي مفاتنها أمام محارمها، فإن لبس الضيق عادة ما يظهر مفاتن المرأة ويكون مدعاة للنظر بشهوة، وهذا لا يجوز؛ بل هو في حق المحارم أخطر.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... هل يقيم الأخ مع امرأة أخيه المعتدة من وفاته
تاريخ الفتوى : ... 28 ذو الحجة 1425 / 08-02-2005(27/1020)
السؤال
امرأة عمرها 35 عاما
ومات عنها زوجها علماً بان شقيق الزوج يقطن معها في البيت فبل وفاة الزوج وهي الآن في مرحلة العدة فهل يستطيع شقيق الزوج أن يبقى في السكن معها علماً بأن أكبر أبنائها لا يتجاوز من العمر 6 سنوات وهي فتاة وهل تستطيع أن تقابل الرجال للعزاء أم لا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لهذا الرجل البقاء مع هذه المرأة مادام لا يوجد محرم غير أولئك الأطفال الذي لا تنتفي بهم الخلوة، إلا إذا كان الرجل يسكن في جزء من البيت لا تشترك مرافقه كالمدخل ونحوه مع الجزء الذي تسكنه المرأة، وراجعي الفتوى رقم: 49382.
أما عن حكم مقابلة هذه المرأة للرجال للتعزية فلا يجوز لها أن تفعل ذلك إلا من كان منهم محرما لها، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: هل يحرم على الأجانب تعزية الشابة إلى أن قال المحارم يعزونها وغير المحارم يعزون العجوز دون الشابة. قال الأسنوي مقتضاه التحريم. وقال صاحب مواهب الجليل نقلا عن سحنون: ولا تعزى المرأة الشابة وتعزى المتجالة وتركه أحسن. اهـ.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
التفكير في الزنى المشكلة والعلاج ... العنوان
يراودني التفكير في الزنا كثيرًا،فماذاأفعل؟
... السؤال
10/01/2001 ... التاريخ
... ... الحل ...
...(27/1021)
...
بسم الله،والحمدلله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد
الزنى من أخطر الفواحش،وقد نهىالقرآن عن الاقتراب منه ،فضلاً عن إتيانه،فقال "ولاتقربوا الزنى "،وقد سمىالرسول صلىالله عليه وسلم مقدماته زنى،فجعل العين تزني بالنظر،واليد تزني باللمس،ونحو ذلك،وفي التفكير في الزنى يقول الشيخ محمد صالح المنجد
التفكير في الزنى له صورتان :
أولاً : أن يكون مجرد خواطر غير مستقرة في النفس ، فهذا لا يؤاخذ الإنسان عليه ، لكن الأولى أن يتخلص منه لئلا يقود إلى ما بعده .
ثانيًا : أن يكون تفكيرًا مقرونًا بالعزيمة والنية ، فهذا ينبغي أن يبادر الشخص إلى علاجه من خلال عدة أمور منها :
التفكير الجاد بالزواج فهو التحصين الشرعي والفطري للمسلم والمسلمة .
الصيام إذا لم يستطع الزواج .
حرص المسلم والمسلمة على تقوية إيمانهما من خلال تلاوة القرآن ، وصلاة النفل ، والعبادات بينه وبين الله .
الاعتناء باختيار الرفقة الصالحة .
البعد عن كل ما يثير الشهوة ، ومن أبرز ذلك النظر الحرام .
تذكر عواقب الزنى في الدنيا والآخرة ، وأن آثاره السيئة لا توازي أبدًا اللذة العاجلة التي يجدها صاحبها .
انتهى
والخلاصة أن على الإنسان أن يبتعد عن مجتمع الشهوات والأهواء،وأن يفر منه ،وأن يسعى لإيجاد مجتمع يعينه على الخير،ويبعده عن الشر،وقبل ذلك السعي الحثيث للمسارعة بالزواج،مع وجود الصحبة الصالحة ،والله المستعان
ويقول الشيخ سيد سابق في أضرار الزنى(27/1022)
نهى الإسلام عن الاختلاط، والرقص، والصور المثيرة، والغناء الفاحش، والنظر المريب، وكل ما من شأنه أن يثير الغريزة أو يدعو إلى الفحش حتى لا تتسرب عوامل الضعف في البيت، والانحلال في الأسرة.
واعتبر الزنى جريمة قانونية تستحق أقصى العقوبة لأنه وخيم العاقبة، ومفض إلى الكثير من الشرور والجرائم.
فالعلاقات الخليعة والاتصال الجنسي غير المشروع، مما يهدد المجتمع بالفناء والانقراض فضلاً عن كونه من الرذائل المحقرة. (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً).
ولأنه سبب مباشر في انتشار الأمراض الخطيرة التي تفتك بالأبدان، وتنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، وأبناء الأبناء، كالزهري، والسيلان، والقرحة.
وهو أحد أسباب جريمة القتل إذ أن الغيرة طبيعية في الإنسان، وقلما يرضي الرجل الكريم، أو المرأة العفيفة الانحراف الجنسي، بل إن الرجل لا يجد وسيلة يغسل بها العار الذي يلحقه ويلحق أهله إلا الدم.
والزنى يفسد نظام البيت، ويهز كيان الأسرة ويقطع العلاقة الزوجية، ويعرض الأولاد لسوء التربية مما يتسبب عنه: التشرد، والانحراف، والجريمة.
وفي الزنى ضياع النسب، وتمليك الأموال لغير أربابها عند التوارث.
وفيه تغرير بالزوج، إذ أن الزنى قد ينتج عنه الحمل، فيقوم الرجل بتربية غير ابنه.
إن الزنى علاقة مؤقتة لا تبعه وراءها، فهو عملية حيوانية بحتة ينأي عنها الإنسان الشريف.
انتهى
والمسلم يدرء بنفسه عن كل ما يغضب الله تعالى،وينأى بها عن مواطن السوء،ونسأل الله السلامة من كل شر وبلاء
و الله المستعان
ــــــــــــــ
الفتوى : ... أخذ القراءات عن المرأة الأجنبية(27/1023)
تاريخ الفتوى : ... 28 ذو الحجة 1425 / 08-02-2005
السؤال
هل يجوز للرجل أن يأخذ القراءات (للقرآن) عن المرأة الأجنبية عنه؟ وهل عليه أن يمازحها إذا كانت كبيرة جدا بالنسبة له؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أخذ القراءات يتطلب وقتا طويلاً وجهداً كبيراً....، وربما يترتب عليه الخلوة... وغير ذلك، ومن هذه الجهة ينبغي للرجل أن يطلب القراءة وغيرها من العلوم من الرجال ما داموا موجودين حتى لا تحصل الخلوة أو غير ذلك مما نهى عنه الشرع، وإذا لم يجد من يعلمه من الرجال فلا مانع من التعلم من امرأة إذا ضبط ذلك بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة والخضوع بالقول، فقد كان الصحابة والتابعون يأخذون العلم من الصحابيات وخاصة أمهات المؤمنين.
وأما ممازحة المرأة الأجنبية فلا تجوز، بل لا يجوز الحديث معها إلا لحاجة ويجب الاقتصار عليها ودون الخضوع بالقول ولو كانت كبيرة في السن.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 50422، 9278.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
هل تجاهد المرأة؟ ... العنوان
هل تجاهد المرأة؟
... السؤال
06/11/2000 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... الحمد لله ؛ والصلاة والسلام على رسول الله(27/1024)
ليس جهاد الكفار بالقتال واجبًا على المرأة ، ولكن عليها جهاد بالدعوة إلى الحق ، وبيان التشريع ، في حدود لا تنتهك فيها حرمتها ، مع لبس ما يستر عورتها ، وعدم الاختلاط بالرجال غير المحارم ، وعدم الخضوع بالقول والخلوة بالأجانب ، قال الله تعالى في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم : " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايات الله والحكمة " الأحزاب/34 وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد ؟ قال : " نعم ، عليهن جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة " أخرجه أحمد 6/68 وابن ماجه 2/968 .
وثبت عنها أيضًا أنها قالت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : " لكن أفضل الجهاد حج مبرور " أخرجه أحمد 6/67 والبخاري 2/141 .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ــــــــــــــ
الفتوى : ... من عواقب الاختلاط المحرم
تاريخ الفتوى : ... 27 ذو الحجة 1425 / 07-02-2005
السؤال
جزاكم الله خيرا على ما تقدمون للإسلام من خير
أطمع في سعة صدركم وإليكم قصتي ، خنت صديقة لي مع زوجها وكانت تضع في كامل الثقة. حين تخاصمت معه أخبر زوجته بكل شيء ، شتمتني وقالت كلاما فاحشا وعايرتني بأسرار كنت قد حكيتها لها، و جرحني هذا كثيرا.
بعد جهد كبير أقنعناه-أنا وهو- أن ما قاله كذب وأنه قاله ليختبر حبها,
منذ ذلك الحين ونحن متقاطعتان ولا نتبادل حتى السلام رغم أنهما معا يشتغلان معي في نفس المصلحة
تبت لله وأرجو أن يتقبل مني ربي و يغفر لي لأني ندمت كثيرا كثيرا
سؤالي، هل في هده المقاطعة وزر علما إني لا أستطيع أن أنسى ما جرحتني به وعلما أنها لا تصلي ولن تقدر ما سأفعل إن بادرت بالكلام معها
رجائي أن تجيبوني مباشرة دون أن تحيلوني على فتوى أخرى وجزاكم الله خيرا(27/1025)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا من مظاهر مخالفة أمر الله في العمل بالمكان الذي يختلط فيه الأجانب.
واعلمي أن الخيانة العظمى هي معصية الله تعالى ومخالفة أمره بعدم الاختلاط ونظر المحرمات والخلوة بين الأجنبيين وما انجر عن ذلك فيما بعد من ارتكاب الفاحشة.
فالواجب أولا أن تتوبا إلى الله مما حصل منكما وتنيبا إليه إنابة صادقة قبل أن يحل بكما سخط الله وعقابه الدنيوي والأخروي، فلا تأمنا أن يصيبكما الله نتيجة معصيتكما بالأمراض الفتاكة كالإيدز أو غيره.
وأما فيما يتعلق بصديقتك فإنه مع تأكيدنا أنه لا يليق بك أن تشوشي خاطر زوجها عليها ولا أن تسعي فيما يؤدي لإفساد عصمتها ولا إفساد ثقتها بك، ولا يجوز للزوج أن يباشر الحرام ولو كان غير متزوج، فما بالك إذا كان متزوجا، إلا أننا ننبه إلى أن الحق أولا فيما حصل لله تعالى والوزر يترتب على فعلكما من حيث إنه معصية لله أولا لا من حيث إنه حق للمرأة فقط، فإن الرجل والمرأة يختلف حالهما شرعا بالنسبة لما يسميه الناس الخيانة الزوجية، فإن المرأة يحرم عليها شرعا أن تطمح لمخالطة أو معاشرة أي رجل ماعدا زوجها.
وأما الرجل فله أن يعاشر عند القدرة على العدل ثلاث زوجات أخريات، وإن عاشر امرأة أخرى ليست زوجا فقد ارتكب الإثم من حيث إنه عصى الله تعالى، فقد حرم الله ابتغاء الرجل من ليست زوجا له، ووصف من فعله بالعدوان، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7}.
وقد حرم الله تعالى اعتداء الرجال على نساء الجيران وعده من أخطر وأكبر أنواع الذنوب، كما في حديث ابن مسعود قال: سالت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك. متفق عليه.(27/1026)
ويضاف إلى معصيته لله تعالى خيانته لزوجته بارتكابه للحرام، فإن مقارفته للحرام قد يؤدي لإصابته بالأمراض الفتاكة، وقد تنتقل هذه الأمراض إليها فتصيبها بالخطر.
وقد يؤثر فساد أخلاقه عليها هي وعلى أولادها، وقد يؤثر على سمعتها إضافة إلى ما قد يسبب من تفكك الأسرة وكثرة الخلافات، ولذلك، فإن أهل العلم أثبتوا لها الحق في طلب الطلاق عند ثبوت حصول الضرر في تصرفات زوجها، وقد سبق بيان ذلك في عدة فتاوى منها الفتاوى التالية أرقامها: 4489، 37112، 33363، 7981، 4977.
وبناء عليه، فإن الوزر مترتب عليكما على كل، بسبب معصية الله تعالى وكشف الأمر ومجاهرة هذا الرجل بالمعصية وإخباره لزوجته بالموضوع.
وقد كان الواجب عليه أن يستر نفسه ولا يبوح لزوجته بما حصل، وأما إذا فعل ذلك فإنه ما كان لزوجته أن تصدقه فيما حكى عنك لأنه لا يثبت هذا الموضوع بمجرد إخبار شخص فاسق، إذ الأصل في الناس البراءة.
ولذلك قرر الشرع أنه لا يثبت اتهام الشخص بالزنى إلا بشهادة أربعة عدول.
وأما مقاطعتك لهذه المرأة فإنه يتعين عليك كسرها بإفشاء السلام عليها، فإن أبت عن رد السلام عليك كان الإثم عليها.
ويجب عليك أولا وآخرا البدار بالتوبة إلى الله والبعد عن مخالطة هذا الفاجر وغيره من الأجانب وأن تلتزمي بالحجاب الشرعي وعدم الاختلاء بالأجانب وعدم الكلام معهم إلا فيما يتعلق بضرورة العمل، وإن لم تتمكني من الحفاظ على دينك فالواجب عليك أن تبحثي عن عمل آخر في مجال تأمنين فيه على دينك وعرضك، فإن دين المرأة وعرضها هما أهم ما ينبغي الحفاظ عليه، وإنما يتم الحفاظ عليه بالبعد عن المحرمات والشبهات، فمن اتقى الشهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، كما في حديث الصحيحين.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/1027)
حكم مبيت الرجل مع بناته مع وجود أجنبيات عنه
تاريخ الفتوى : ... 20 ذو الحجة 1425 / 31-01-2005
السؤال
زوجي له بنات يسكن بمسكن خاص بهن وهو يبيت معهم يوميا ليحافظ عليهن ويتولى شؤونهن وهن في سن الجامعة ويبيت معهن بنتان من صديقاتهن في سن الجامعة لسوء ظروفهن الأسرية. فهل بيات زوجي مع بناته في حالة بيات هاتين البنتين في الشقة معهن جائز شرعا أم فيه حرمة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم. قال ابن حجر: فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع؛ لكن اختلفوا هل يقوم غير المحرم مقامه في هذا كالنسوة الثقات؟ والصحيح الجواز لضعف التهمة به، وقال ابن قفال: لا بد من المحرم.
وقال النووي في شرحه لمسلم: لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام. بخلاف ما لو اجتمع رجل بنسوة أجانب. اهـ.
وبناء على هذا.. فإن كان بنات هذا الرجل ثقات فلا مانع ان شاء الله تعالى من مبيته مع بناته مع وجود تلك البنتين الأجنبيتين. لكن الأولى والأحوط البعد عن هذا كله أو على الأقل ألا يبيت مع هاتين البنتين في مكان واحد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
يحرم النظر إلى جسد الأجنبية ولو برغبة أو طلب منها
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو الحجة 1425 / 22-01-2005
السؤال
هل تجوز رؤية جسد الاجنبيات إن كان بطلب أو إرادة منها ؟(27/1028)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم النظر إلى ماحرم الله تعالى من الأجنبيات ... ولو كان ذلك برغبة منهن أو علم. . فإن الله تعالى يقول: قل للمؤمنين يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور:30ـ31}. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 46542.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط الكلام مع ابنة العم أو العمة، وابنة الخال أو الخالة
تاريخ الفتوى : ... 05 ذو الحجة 1425 / 16-01-2005
السؤال
انتقلت إلى دولتي التي بها عادات ماأنزل الله بها من سلطان مثل المصافحة والاختلاط في المواصلات والتحاور مع القريبات وأصبحت أتساهل في الجلوس والتحدث مع بنت عمتي التي تكبرني في السن.أفيدونا عن الضابط في هذا الموضوع.
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التساهل في التعامل مع النساء الأجنبيات خطره وبيل وشره مستطير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه، والحمو قريب زوج المرأة كأخيه ونحوه ممن ليسوا محارم للمرأة. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه. وقد قال تعالى: قل للمؤمنين يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا(27/1029)
يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ... {النور:30ـ31}. ولا يجوز للرجل مصافحة المرأة الشابة الأجنبية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وقد قال أصحابنا: كل من حرم النظر إليه ـ حرم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها، ولا يجوز مسها. اهـ.
هذا، وإن الكلام مع المرأة الأجنبية كابنة العم أو العمة، وابنة الخال أو الخالة ونحوهن لا يجوز إلا لحاجة وبضوابط شرعية مرعية، منها: الالتزام بغض البصر بين الطرفين، وأن لا تكون هناك خلوة، وأن لا يتجاوز الكلام قدر الحاجة، وأن لا تكون هناك ريبة وشهوة في قلبيهما أو أحدهما.
هذا، واعلم أن التساهل في الكلام مع الأجنبيات وإنشاء العلاقات معهن ـ ذريعة إلى الفاحشة، وقد يجر إلى الوقوع في كبائر الذنوب، وإن زين الشيطان هذه العلاقات وأظهرها على أنها بريئة. وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، فقال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة. ونص فقهاء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مُطمِع له فيها. وتأمل الفتوى رقم: 9431.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
إقامة أجنبي مع امرأة بحجة أنه ملك يمين شر مستطير
تاريخ الفتوى : ... 29 ذو القعدة 1425 / 10-01-2005
السؤال(27/1030)
زوج يعيش في بلد وزوجته والأولاد يعيشون فى بلد آخر، والأولاد هم في سن المراهقة يدرسون بالجامعات وفوجئنا بالزوجة تأتي بشاب في سن المراهقة وتجعله يقيم في المنزل معهم علمأ بأن الزوج غير موجود ومقيم ببلد آخر وأحضرت الزوجه هذا الشاب ليقوم بعمل كافة الواجبات المنزلية من تنظيف وطبخ وخلافه، وعن الاعتراض من قبل أهل الخير على ما فعلته الزوجة ترد عليهم بقولها بأن هذا الشاب ينطبق علية قوله سبحانه وتعالى (وما ملكت أيمانكم)، أرجو إفادتنا عما فعلته هذه الزوجة، هل هو يجوز شرعاً، وما هو الحكم تجاه زوجها الذي شغلته الأمور الدنيوية عن مثل تلك الأمور، ونرجو توضيح المقصود بمعنى وما ملكت أيمانكم التي تستند إليها تلك الزوجة في مشروعية وجود مثل ذلك الشاب في منزلها مع أولادها إقامة دائمة، علماً بأن من أولادها بنت في سن المراهقة، أرجو إفادتنا حتى نتوجه لها بإفادتكم لعلها تستفيد؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، إن المرأ ليصاب بالدهشة عندما يسمع مثل هذه الأسئلة ويقول في نفسه هل وصل الحال بالمسلمين إلى هذه الدرجة من الجهل، فما قامت به هذه المرأة لا يجوز أبداً؛ بل هو فساد عظيم وفتح لباب شر مستطير، وإقامة هذا الشاب في هذا البيت حرام لا يجوز، وقد سبق أن تكلمنا عن حكم إقامة الأجنبي في بيت مع أجنبية في الفتوى رقم: 10146.
وأما الاستدلال بالآية فغلط فاحش لأن المقصود بملك اليمين العبد والأمة المملوكان، وهذا الشاب غير مملوك، وانظر الفتوى رقم: 27945.
وقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى حرمة خلوة السيدة بعبدها، والمالكية والشافعية إلى جوازه، أما خلوة الحر مع أجنبية فكلهم متفقون على حرمتها -أعني الخلوة- ولذا فعلى هذه المرأة أن تتقي الله تعالى وتقلع عما فعلت.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/1031)
حكم اقتناء موسوعة علمية توضح العملية الجنسية برسوم وصور
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1425 / 06-01-2005
السؤال
ما رأي فضيلتكم فيمن يقتني موسوعة علمية أجنبية تحتوي على فوائد عظيمة للمسلم في حياته اليومية لكنها ومع الأسف موجود بها صور توضح العملية الجنسية بواسطة رسوم وأحيانا تصطدم بصور غير لائقة .مع الإشارة أن هذه الموسوعة جد مهمة نظرا للكم الهائل الذي تحتويه من المعلومات العلمية والطبية . هذا وماذا عن الأفلام الوثائقية العظيمة الفائدة لكن فيها بعض اللقطات تبرز فيها نساء بألبسة غير محتشمة.أرجو من الإخوة الأفاضل المزيد من الإيضاح لأني اطلعت على بعض الفتاوى التي وردت لكن أريد مزيدا من التفصيل. وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإنسان مأمور بحفظ سائر جوارحه عما لا يحل، قال الله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً{الإسراء: 36}. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. ومثل هذه الموسوعة يثير شهوة الإنسان ويؤدي إلى المفاسد الكثيرة. وعليه، فلا يجوز اقتناؤها لما فيها من الضرر بالدين والأخلاق. كما لا يجوز متابعة الأفلام التي تحتوي لقطات من نساء بألبسة لا تليق. وتلك الفوائد التي يأملها القارئ من مثل هذه الموسوعة، وتلك الأفلام لا تبيح له نظر ما حرم الله ولا اقتناءه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الأمن من فتنة النساء سراب خادع(27/1032)
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1425 / 06-01-2005
السؤال
أتمنى من حضرتكم إفادتي في حكم: أنا أكتب في أحد المنتديات ..وكان في ذلك المنتدى (فارسة أحلامي) والله المستعان ..فقد كنت أكتب لها وتكتب لي ..طبعا بعد ما لعب علينا الشيطان ..أخطأنا في حق رب العالمين لكننا تبنا.. ( والآن هي وأنا نكتب في نفس المنتدى ) علما أننا أغلقنا تلك العلاقة.. ولكن أدمنت ذلك المنتدى وهي كذلك.. لكننا والله لا نتعرض لبعضنا .. بل مواضيعنا كلها دعوية ..فهل يجوز لي مواصلة الكتابة..أفيدونا حفظكم الله.. وجزاكم الله خيراً..أتمنى لو كان الجواب سريعا..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن فتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطراً وضرراً، كما ورد ذلك في الصحيحين وغيرهما من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وهذه الفتنة لا ينبغي لأحد أن يأمنها على نفسها، فلربما فتن الرجل الصالح الحازم بسبب نظرة أو كلمة، ولذا ورد النهي عن الخلوة بالأجنبية، وعن النظر إليها، وعن خضوعها هي بالقول، وكل ذلك من أجل الحيلولة دون ما يتوقع من الفتن والفساد المحتملين احتمالاً كبيراً بين الرجال والنساء.
ولا نرى أن الشيطان بعد أن عرف الطريق التي اصطادكما بها إلى الخطأ السابق، أنه سيترككما في نفس المنتدى تحافظان على علاقة دعوية بريئة وسليمة من الأخطاء.
وعليه، فالذي نراه صواباً وأكمل لتوبتكما هو أن يبحث كل منكما أو أحدكما عن منتدى آخر للكتابة، بعيداً عن الآخر، مع أننا لا نستطيع القول بأن الكتابة البريئة(27/1033)
في نفس المنتدى تحرم بين الرجال والنساء إذا تقيدت بضوابط الشرع، ولكن ما نصحناكم به أحوط.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الاختلاط بين الجنسين في الأعمال الخيرية
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو القعدة 1425 / 06-01-2005
السؤال
مجموعة من الشباب من الجنسين يقومون بالأعمال الخيرية مثل زيارة الأيتام والمسنين والمرضى وإطعام الفقراء ويكون التعامل المباشر والحديث بينهم في حدود تنظيم العمل الخيري ومتطلباته من توزيع للمهام وتوزيع للأموال فهل يجوز اللقاء بينهم في هذه المناسبات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الفتيان والفتيات بالمعنى الشائع الآن لا يجوز، لما فيه من أسباب الفتنة والخطر العظيم على العفة والنزاهة، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وإن أي نشاط سيؤدي إلى اختلاط بالمعنى المحرم فهو ممنوع، ولو كان من أجل القيام بأمور دعا إليها الشرع وأمر بها، وذلك لأن اجتناب المنهيات مقدم على فعل المأمورات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه.
وبناء عليه، فالصواب أن يقوم كل طرف من الجنسين بهذا العمل منفرداً عن الطرف الآخر، فيجتمع البنات على حدة، والأولاد على حدة، ويقوم كل بالمساعدة المذكورة حسب طاقته، وليس تواجد الجنسين معا على وضع قد لا تكون فيه كل الأطراف ملتزمة بضوابط الشرع من عدم إبداء ما يحرم إبداؤه، وعدم خلوة أو(27/1034)
تعطر أو خضوع بالقول... نقول: ليس تواجد الجنسين معا على وضع كهذا يفيد شيئاً لا يستغني عنه في هذا الموضوع، مع أنه حبالة من أخطر حبائل الشيطان لاصطياد فرائسه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خطورة الزنى وأثره على الفرد والمجتمع ... العنوان
ماذا يفعل من يرتكب جريمة الزنا ولايستطيع الإقلاع عنها ؟ ... السؤال
21/02/2000 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... 1 - دعا الإسلام إلى الزواج وحبب فيه، لأنه هو أسلم طريقة لتصريف الغريزة الجنسية، وهو الوسيلة المثلى لإخراج سلالة يقوم على تربيتها الزوجان ويتعهدانها بالرعاية، وغرس عواطف الحب والود، والطيبة، والرحمة، والنزاهة، والشرف، والإباء وعزة النفس ولكي تستطيع هذه السلالة أن تنهض بتبعاتها، وتسهم بجهودها في ترقية الحياة وإعلائها.
2 - وكما وضع الطريقة المثلى لتصريف الغريزة ومنع من أي تصرف في غير الطريق المشروع، وحظر إثارة الغريزة بأي وسيلة من الوسائل، حتى لا تنحرف عن المنهج المرسوم.
فنهى عن الاختلاط، والرقص، والصور المثيرة، والغناء الفاحش، والنظر المريب، وكل ما من شأنه أن يثير الغريزة أو يدعو إلى الفحش حتى لا تتسرب عوامل الضعف في البيت، والانحلال في الأسرة.
3 - واعتبر الزنا جريمة قانونية تستحق أقصى العقوبة لأنه وخيم العاقبة، ومفض إلى الكثير من الشرور والجرائم.(27/1035)
فالعلاقات الخليعة والاتصال الجنسي غير المشروع، مما يهدد المجتمع بالفناء والانقراض فضلا عن كونه من الرذائل المحقرة. (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً).
4 - لأنه سبب مباشر في انتشار الأمراض الخطيرة التي تفتك بالأبدان، وتنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، وأبناء الأبناء، كالزهري، والسيلان، والقرحة.
وهو أحد أسباب جريمة القتل إذ أن الغيرة طبيعية في الإنسان، وقلما يرضي الرجل الكريم، أو المرأة العفيفة الانحراف الجنسي، بل إن الرجل لا يجد وسيل يغسل بها العار الذي يلحقه ويلحق أهله إلا الدم.
5 - والزنا يفسد نظام البيت، ويهز كيان الأسرة ويقطع العلاقة الزوجية، ويعرض الأولاد لسوء التربية مما يتسبب عنه: التشرد، والانحراف، والجريمة.
6 - وفي الزنا ضياع النسب، وتمليك الأموال لغير أربابها عند التوارث.
7 - وفيه تغرير بالزوج، إذ أن الزنا قد ينتج عنه الحمل، فيقوم الرجل بتربية غير ابنه.
8 - إن الزنا علاقة مؤقتة لا تبعه وراءها، فهو عملية حيوانية بحتة ينأي عنها الإنسان الشريف.
وجملة القول أنه قد ثبت ثبوتًا لا مجال للشك فيه عظم ضرر الزنا، وأنه من أكبر الأسباب الموجبة للفساد وانحطاط الآداب، ومورث لأقتك الأدواء، ومروج للعزوبة واتخاذ الخدينات، ومن ثم كان أكبر باعث على الترف والسرف والعهر والفجور. لهذا كله وغيره جعل الإسلام عقوبة الزنا أقسى عقوبة. إذا كانت العقوبة تبدو قاسية، فإن آثار الجريمة المترتبة عليها أشد ضررًا على المجتمع.
والإسلام يوازن بين الضرر الواقع على المذنب، والضرر الواقع على المجتمع، ويقضي بارتكاب أخف الضررين، وهذه هي العدالة.
ولا شك أن ضرر عقوبة الزاني لا توزن بالضرر على المجتمع من إفشاء الزنا، ورواج المنكر. وإشاعة الفحش والفجور. إن عقوبة الزنا إذا كان يضار بها المجرم نفسه، فإن تنفيذها حفظ النفوس، وصيانة الأعراض، وحماية الأسرة، التي هي اللبنات الأولى في بناء المجتمع، وبصلاحها يصلح وبفسادها يفسد. إن الأمم(27/1036)
بأخلاقها الفاضلة، وبآدابها العالية، ونظافتها من الرجس والتلوث، وطهارتها من التدلي والتسفل على. أن الإسلام –من جانب آخر- كما أباح الزواج أباح التعدد حتى يكون في الحلال مندوحة على الحرام، ولكي لا يبقى عذر لمقترف هذه الجريمة. وقد أحتاط في تنفيذ هذه العقوبة بقدر ما أخاف الزناة وأرهبهم.
انتهى كلام الشيخ
ونقول للسائل بعد أن عرفت أن الزنى من الكبائر المهلكة فى الدنيا والأخرة وعرفت أيضا أن الإسلام فتح لك باب الحلال على مصراعيه فتستطيع أن تتزوج امرأة أو اثنين أوثلاث أو أربع إن كنت مستطيعا وتعلم أنك لن تظلم أحدا منهن بعد أن عرفت ذلك كله فلعله يكون رادعا لك من أن تعود إلى مثل هذه الجريمة النكراء وتذكر كلما هممت بهذه الجريمة أن التى تفعل بها هذا الفعل أمك أو أختك أو زوجتك
وابنتك واعلم أن الزنا دين يعاقب به المرء فى الدنيا والآخرة
وفى هذا المعنى يقول الشاعر
إن الزنى دين فإن أديته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من بزن يزنى به ولو بجداره إن كنت ياهذا لبيبا فافهم
من يزن فى بيت بألفى درهم فى بيته يزنى بغير الدرهم
ياهاتكا ستر الرجال وقاطعا سبل المودةعشت غير مكرم
وأخيرا ندعوا الله لك أن يطهرقلبك ويحصن فرجك ويغفر ذنبك إنه ولى ذلك والقادر عليه
ــــــــــــــ
المرأة و الرياضة ... العنوان
في ظل نمط الحياة المعاصرة وشيوع الاختلاط على أعلى المستويات فما الرأي الشرعي في ممارسة المرأة للرياضة بمختلف أنواعها؟ وما حدود تلك الممارسة إن كان هناك مساحة من الشارع لذلك؟ ... السؤال
... ... الحل ...
...(27/1037)
... لا شك أن ممارسة النساء للرياضة من حيث المبدأ جائزة شرعًا، ولكن هناك ضوابط وشروط لا بد من توافرها في كل عمل تقوم به النساء وحتى الرجال، ومن أهم ضوابط رياضة النساء هي عدم التبرج وكشف العورة الشرعية وعدم الاختلاط الذي يؤدي إلى الاحتكاك، ولذلك ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما تسابق مع السيدة عائشة -رضي الله عنها- قدم الرجال وأخّر عائشة عنهم، وهذا مؤشر لأمرين مهمين:الأمر الأول مشروعية الرياضة للنساء،والأمر الثاني الضوابط الشرعية وخصوصية النساء في هذا المجال، ولابد أن نعلم أيضاً أنه لا ينبغي الجري وراء كل ما يفعله الغرب فنفعله، فهناك أشياء وأعمال لا يمكن أن تصح على ضوء شريعتنا.
ــــــــــــــ
حكم إقامة علاقات صداقة عادية مع البنات عبر الإنترنت ... العنوان
ما حكم إقامة علاقات صداقة عادية مع البنات عبر الإنترنت؟ للعلم أنه لا هدف وراءها إلا مجرد صداقة وياريت لو هناك محددات لإقامة مثل هذه العلاقات التي على الشبكية التي معظم الشباب متورط فيها ... السؤال
الشيخ عبد الخالق الشريف ... المفتي
... ... الحل ...
...
... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإن الله خلق هذا الجنس البشري من الرجال والنساء وجعل كل طرف يميل إلى الآخر بغريزة أودعت في النفس لبقاء النسل، ولبقاء هذه الحياة، ولقد حدد الإسلام طريقة ومنهج العلاقة التي يجب أن تكون بين الذكر والأنثى، فإما أنها علاقة مع المحارم كالأمهات والبنات، أو علاقة مع ما أحلها الله له من الزوجات بضوابطها الشرعية، أما كل علاقة بين الرجل والمرأة خارج هذا النطاق، فلا تتم من المسلم إلا على سبيل الاضطرار أو الحاجة، كشهادة المرأة أمام قاضٍٍ في محكمة، أو ما يضطر إليه مما لا يملك تغييره، كمدرس متدين عُيِّن في الجامعة يدرس للذكور والإناث، وفي هذه الحالة الاضطرارية يجب ألا تكون العلاقة إلا عابرة وفي حدود التعلم والتعليم؛ لأن(27/1038)
الاختلاط منهي عنه شرعًًا، فإذا تطور إلى الخلوة كان محرمًًًا، وعلى هذا الأمر فإنه لا يوجد ما يُسمَّى علاقة عادية مع البنات، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعًًًا إلى الحق، والله أعلم
ــــــــــــــ
العمل في شركة يعمل بها الجنسين ... العنوان
هل يجوز العمل في شركة يعمل بها نساء، علماً بأن هؤلاء النساء ملتزمات والرجال موجودون في غرف مستقلة والنساء موجودات في غرف مستقلة، ولكن نضطر أحياناً لاستخدام بعض المرافق العامة كالمطبخ والمصاعد؟
... السؤال
الدكتور يونس محيي الدين الأسطل ... المفتي
... ... الحل ...
...
... إن الاختلاط المحرم شرعًا هو الاختلاط الذي يؤدي إلى انتهاك المحرمات الشرعية كالنظر بشهوة والخلوة والعلاقات الآثمة، وما دام السائل يعمل في شركة بها موظفات ملتزمات يعملن في غرف مستقلة فإنه بالإمكان الالتزام بالأخلاق الإسلامية إلى حد كبير؛ فلا بأس عندئذ من عمل الرجال في مثل هذه الشركات ولا يضر الاشتراك في المرافق المذكورة كالصالات والمطبخ والمصاعد ما دام كل شخص يحرص على الالتزام بالآداب العامة
غير أنه إذا وجد الشخص أو الفتاة عملا آخر يمكن أن يكون خاليا من إتاحة الفرصة للاختلاط استحب له أن ينتقل إليه احتياطا لدينه وابتعادا عن الشبهات خاصة وأن القلوب تتغير وإمكان قيام العلاقات الآثمة بين الموظفين في الشركة المذكورة ليس مستحيلا وإن كان بعيدا
والله تعالى أعلم
ــــــــــــــ
الاختلاط في العمل ... العنوان(27/1039)
ما حكم الدين في العمل بالشَّركات مع الرجال والنساء الأجانب غير الملتزمات بالمَلابس التي تُراعي الآداب والأخلاقيّات، وإذا لم أجد عملاً إلا في هذا الجوِّ فماذا أفعل؟ ... السؤال
... ... الحل ...
...
... العمل بأيّة مؤسَّسة فيها رجال ونساء مثل المشي في الطُّرُقات وارتياد الأسواق والاجتماعات العامّة، وعلى كل جنس أن يلتزم بالآداب الموضوعة في الشريعة، التي من أهمِّها ما جاء في قوله تعالى(قلْ للمُؤمنينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصارِهِمْ ويَحْفَظوا فُرُوجَهُمْ ) (سورة النور : 30) وقوله : ( وقُلْ لِلْمُؤمناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ ويَحْفَظْنَ فُروجَهَنَّ ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وليَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... ) (سورة النور : 31) وما جاء في السّنّة النبويّة من عدم الخلوة المُريبة والملامسة المثيرة والكلام الخاضِع والعطر النّفّاذ والتزاحُم إلى غير ذلك من الآداب.
ومع حفاظ كل جنس على الآداب المطلوبة عليه أن يوجِّه مَن يخالِفها، من منطلق قوله تعالى:( والمُؤمنونَ والمُؤمناتُ بَعْضُهُمْ أَوْليِاءُ بَعْضٍ يَأمُرونَ بِالمَعْروفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ ) (سورة التوبة : 71) وذلك بأسلوب حكيم يُرجَى منه الامتثال، أو على الأقل تبرّأ به ذمّتِه من وجوب الوعظ على كل حال كما قال تعالى:( وإذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذابًا شَديدًا قَالُوا مَعْذِرةً إِلَى رَبِّكُمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)(سورة الأعراف : 164).
ولا يجوز السّكوت على مخالفة الآداب اعتمادًا على قوله تعالى:(عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)(سورة المائدة:105) فالاهتداء لا يكون إلا بعد القيام بواجب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر كما جاء في نصوص أخرى، وإن لم ينتج النُّصح ثمرة وجَب الإنكار بالقلب، وهو يظهر في معاملة المخالفين معاملة تشعرهم بعدم الرضا عنهم ، فقد يفكِّرون في تعديل سلوكهم.
ومن العَسير أن يتركَ الإنسان العمل في مثل هذا المَجال المختلط، فالمجالات كلّها أو أكثرها فيها هذا الاختلاط، سواء على المستوى المحلّي أو العالمي، فعلى مَن(27/1040)
يلجأ إلى هذا العمل أن يلتزم بالآداب مع القيام بواجب النصح بالحكمة والموعظة الحسنة.
ــــــــــــــ
الدخول بالمرأة والخلوة بها ... العنوان
لو عقد شخص على امرأة ثم قبلها أو سافر بها في مكان بعيد عن أهلها ولم يتصل بها جنسيًا ثم طلقها، هل يعتبر طلاقًا قبل الدخول أو بعده؟ ... السؤال
... ... الحل ...
...
... الدخول الحقيقي الذي تترتب عليه أحكامه يحصل باللقاء الجنسي المعروف، وذلك عند جمهور الفقهاء، فالتقبيل أو الخلوة الخالية من ذلك لا تترتب عليه أحكام الدخول، لكن الإمام أبا حنيفة جعل للخلوة أحكامًا تشترك فيها مع الدخول، واشترط أن تكون الخلوة صحيحة، وتكون صحيحة إذا كان الزوج مع الزوجة في مكان يأمنان فيه من دخول أحد عليهما أو اطلاعه على سرهما، وألا يكون هناك ما يمنع من الاختلاط، مستدلاً بما روه الدارقطني: "من كشف خمار امرأته ونظر إليها وجب الصداق، دخل بها أو لم يدخل" وبما روى عن زرارة بن أبي أوفى أنه قال: قضى الخلفاء الراشدون المهديون أنه إذا أرخى عليها الستور وأغلق الباب فلها الصداق كاملاً وعليها العدة، دخل بها أم لم يدخل. وحكى الطحاوي من أئمة الحنفية أن على هذا إجماع الصحابة من الخلفاء الراشدين وغيرهم.
فإذا لم تكن الخلوة صحيحة فلا تكون في الحكم كالدخول. كأن كانا في مكان لا يأمنان فيه من دخول أحد أو اطلاعه عليهما، أو كان معهما شخص ثالث يعقل، أو كان هناك مانع من الاختلاط.
والمانع إما حسي كالمرض أو صغر السن، أو كانت الزوجة بها مانع خلقي لا يمكن معه الاختلاط، وإما مانع شرعي كالحيض أو صيام رمضان أو إحرام بالحج أو العمرة.
والخلوة الصحيحة تشارك الدخول الحقيقي عند الأحناف في أحكام وتخالفه في أحكام، فالمشاركة في خمسة:(27/1041)
1 ـ تأكد المهر كله للزوجة.
2 ـ وجوب العدة عليها إذا وقعت فرقة بعد الخلوة بها.
3 ـ وجوب نفقة العدة على المطلق.
4 ـ ثبوت نسب الولد منه.
5 ـ حرمة التزوج بامرأة أخرى محرم لها كالأخت وتزوج خامسة وذلك في أثناء مدة العدة.
6 ـ وقوع الطلاق عليها ما دامت في العدة.
والمخالفة في سبعة:
1 ـ لا يثبت بها إحصان فلا تجرم إن زنت.
2 ـ حرمة الربيبة فإن الشرط الدخول بأمها دخولاً حقيقيًا.
3 ـ حل المطلقة ثلاثًا لا يكون إلا بالدخول.
4 ـ الرجعة فلا تحصل عنده إلا بالاتصال الجنسي.
5 ـ إرجاعها بدون عقد فلا يجوز إلا بعد الدخول الحقيقي.
6 ـ الميارث فلا يرث أحدهما الآخر قبل الدخول الحقيقي لو طلقها ومات في العدة.
7 ـ لا تعامل معاملة الثيب لو طلقها قبل الدخول الحقيقي وأرادت ان تتزوج، بل تعامل كالبكر. (ملخص من كلام الشيخ عبد الرمن تاج في كتابه: "أحكام الأحوال الشخصية ص 131-136).
ثم تحدث عن المذاهب بخصوص المهر، فقال: إن الخلوة الحصية توجب المهر كله عند الحنفية والحنابلة، ولا توجبه عند الشافعية، وأما المالكية فقالوا: إن اخلى بها مدة طويلة كسنة مع عدم الموانع من المخالطة، كانت الخلوة كالدخول في تأكد المهر كله حتى لو اعترف الطرفان بعدم المخالطة. ويراجع الكتاب لاستكمال رأى المالكية انظر تفسير القرطبي في سورة النساء "وقد أفضى بعضكم إلى بعض" ج 3 ص 205، ج 5 ص 102".
ــــــــــــــ
فاطمة ورأيها في الاختلاط ... العنوان(27/1042)
يقال إن السيدة فاطمة بنت النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترى وجوب الفصل بين الرجل والمرأة، فهل هذا صحيح؟ ... السؤال
... ... الحل ...
...
... روى البخاري ومسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما بلغه أن عليًّا ـ رضى الله عنه ـ سيتزوّج على ابنته فاطمة لم يوافِق على ذلك وقال:" فاطمة بضعة منّي يَريبني ما راباها ويؤذيني ما آذاها" وروى البزار والدارقطني من حديث علي ـ رضى الله عنه ـ أنه قال: كنت ذات يوم عند رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، فقال:" أي شئ خير للمرأة" ؟ فسكتنا جميعًا ولما رجعت سألت فاطمة فقالت: ألا ترى رجلاً ، ولا يراها رجل. ثم أخبرت بذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال:" مَن علّمك هذا"؟ فقلت: فاطمة، قال:" إنها بضعة منِّي" وفي بعض الروايات أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي سألها ذلك، ولما أجابت ضمّها إليه وقال:" ذُرِّيّة بَعضُها من بَعضٍ " يقول العراقي في تخريج أحاديث " إحياء علوم الدين " للإمام الغزالي ج 2 ص 43 إن سنده ضعيف.
فالحديث وإن كان معناه صحيحًا إلى حد كبير، إلا أن نسبتَه إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم نسبة ضعيفة السند، وليس كل معنى مقبول يلزم أن يكون صادرًا عمّن نسب إليه، فأما كون فاطمة بضعة من أبيها عليه السلام فذلك صحيح لا شك فيه، وأما كون الرأي وهو عدم اختلاط الرجال بالنساء إلا في أضيق الحدود، مقبولاً فإن الواقع يشهد له، والأدلة في القرآن والسنة بعمومها تؤيّده، وإن كانت نسبته إلى السيدة فاطمة ـ رضي الله عنها ـ غير مجزوم بها.
هذا، وما جاء في الكتب المطبوعة حديثًا من أن هذا الحديث صححه الترمذي وابن حبان وأخرجه الأربعة لا يُطابق الواقع بعد البحث والتحرِّي، ويُرجي تدارك ذلك في المستقبل إن شاء الله" موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام ـ ج 2 ص 93 "، و" الصبان على هامش مشارق الأنوار" ص 162.
ــــــــــــــ(27/1043)
الفتنة وما يجب نحوها ... العنوان
سَمِعْنَا حَديثًا عَن قِيام السَّاعة وأن الفِتْنَةَ تأتي من قِبل المَشْرِق، فهل هذا صحيح؟ ... السؤال
... ... الحل ...
...
... روى البخاري أنَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : ذَكَرَ النَّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا" قالوا: يا رسول الله: وفي نَجْدِنَا قال: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" قالوا: يا رسول الله: وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة: "هناك الزلازلُ والْفِتَنُ وبِهَا يطلع قَرْنُ الشَّيْطَان" وفي رواية عن ابن عمر أيضًا أنه سَمِعَ الرَّسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مُسْتَقْبِل الْمَشْرِق يقول: "أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا من حيث يطلعُ قَرْنُ الشَّيْطَان" وفي بعض الروايات بدل قرن الشيطان "قَرْنُ الشمس".
يقول ابن حجر : "فتح الباري ج13 ص 61" ناقلاً عن غيره: كان أهلُ المَشْرِق يَوْمَئذٍ أهل كُفْرٍ فَأَخْبَرَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الفتنة تكون من تلك الناحية، فكان كما أخبر، وأول الفتن كان من قِبل المَشرق فكان ذلك سببًا للفُرْقَة بَيْنَ المسلمين، وذلك مما يحبُّه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة، قال الخطابي: نَجْد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض، وعُرِفَ بِهَذَا ما قال الداودي أن نجدًا من ناحية العراق.
هذا من نقلته عن الفِتنة وأنها من جِهة الْمَشْرِق الذي قيل إنَّه العراق، ولا أدري بالضبط ما يُراد بالفتنة، هل هي الكُفر والرِّدة أَوْ هِي الْحَرْب والقتال، وهل حدثت الفتنة أو لم تحدث إلى الآن؟
جاء في حديث رواه البخاري أيضًا عن سُؤال حُذيفة بن اليَمان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الشرِّ مَخَافَة أَنْ يُدْرِكَهُ: أَنَّ بَعْدَ الخير الذي جاء به الإسلام يجيء شر، وأن بعد الشر يجيء خَيْرٌ فيه دَخَنٌ قَالَ عَنه النَّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "قومٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَديي، تعْرِف منهم وتُنْكِر" وأن بعد الخير يجيء(27/1044)
شَرٌّ قال عنه "دُعَاةٌ عَلَى أبوابِ جَهَنَّم. وَمَن أَجَابهم إليها قَذَفُوه فيها" وقال في صفتهم "هم من جِلْدَتِنَا ويتكلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنْا" ونصح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حُذيفة إذا أدرك ذلك بأن يلزم جماعة المسلمين، وإذا لم يكن لهم جماعة ولا إمام أن يعتزل الفِرَق كُلَّها ولو أن يَعضَّ بأصل شجرة حتى يُدْرِكه الْموت وهو عَلَى ذَلِكَ.
ويُعرف من هذا أن دُعاة الفتنة هم من العَرب، وقال عِياض: المُراد بالشر الأول الفتن التي وقعت بعد عثمان، والمُراد بالخير الذي بعده ما وَقَعَ فِي خِلَافَةِ عُمر بن عبد العزيز، والمراد بالذين تَعْرِفُ منهم وَتُنْكِرُ الأمراء بعده، فكان فيهم من يتمسك بالسُّنَّة والعدل، وفيهم من يدعو إلى البِدْعَة ويعمل بالجَوْرِ. قال ابن حجر: الظاهر أن المُراد بالشرِّ الأول ما أشار إليه من الْفِتَن الأولى، وبالخير ما وقع من الاجتماع مع علي ومعاوية، وبالدَّخَنِ مَا كَانَ فِي زمنهما من بعض الأُمَرَاء كَزِياد بالْعِرَاق وَخِلاف مَنْ خَالَفَ عَلَيه من الخوارج، وبالدُّعَاةِ علَى أبواب جَهَنَّم مَن قَام في طلب المُلْكِ مِن الخوارج وغيرهم، وإلى ذلك الإشارة بقوله "الْزَمْ جَمَاعَةَ المسلمين وإمامَهُمْ" يعني ولو جار، ويوضِّح ذلك رواية أبي الأسود "ولو ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ" وكان مثل ذلك كثيرًا في إدارة الحَجَّاج ونحوه.
ثم روى البخاري قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "يُوشِكُ أَنْ يَكون خيرَ مالِ المسلم غَنَمٌ يتبع بها شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَواقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بدينه من الْفِتَن" وقال ابن حجر: اختلف السَّلف في أصل العُزْلة ، فقال الجمهور: الاختلاط أولى، لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام وتكثير سواد المسلمين، وإيصال أنواع الخير إليهم من إعانة وإغاثة وعِيادة وغير ذلك. وقال قوم: العُزْلَة أَوْلى، لتحقق السلامة، بشرط معرفة ما يتعين. وقال النووي المُختار تفضيل المُخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية، فإن أشكل الأمر فالعُزْلَة أوْلى، وَقَالَ غَيْره: يختلف باختلاف الأشخاص، فمنهم من يتحتَّم عليه أحد الأمرين ومنهم من يترجح وليس الكلام فيه، بل إذا تساويا فيختلف باختلاف الأحوال، فإن تعارضا اختلف باختلاف الأوقات، فمن يتحتَّم عليه المُخالطة من كانت له قدرة على إزالة المنكر، فيجب عليه إما عينًا وإما كفايةً بحسب الحال والإمكان. وممن يترجح من يغلب(27/1045)
على ظنه أنه يسلم في نفسه إذا قام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وممن يستوي من يأمن على نفسه ولكنه يتحقق أنه لا يطاع. وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة، فإن وقعت الفتنة ترجحت العُزلة، لما ينشأ فيها غالبًا من الوقوع في المحذور. وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتنة فتعمُّ من ليس من أهلها، كما قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (سورة الأنفال: 25).
انتهى ما نقلته عن ابن حجر، والمُهم أن الفتن موجودة في كلِّ عَصْرٍ وَمَصْر، وأن الإنسان ما دام حيًّا سيتعرض لها، والواجب هو مُحاولة البُعد عنها وتجنب أسبابها، والقيام بواجب الإصلاح عند الإمكان الذي لا ضرر فيه مع رجاء الخير من محاولة الإصلاح، وعلى رأس هذه الفتنة فتنة المسيح الدَّجال، وقد ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.
وأخيرًا، هل للأحوال التي يعيش فيها المسلمون عربهم وغير عربهم صلة بهذه الأحاديث الواردة في الفتنة، وهل يمكن تحديد الشرق الذي ذرَّ منه قرنها، وهل هي فتنة فكرية مذهبية أو فتنة سياسية دنيوية، وهل التدخل للإصلاح وجمع الشمل أوْلى، أو الاعتزال والتقوقع واللامبالاة أسلم؟
إنها أسئلة إلى أجوبة، ولكل أن يُدلي بِدَلْوه في هذا المجال، ولوسائل الإعلام ولمن يصطادون في الماء العَكِر من المسلمين وغير المسلمين في الشرق والغرب دور وأدوار في ذلك، وأبرئ ذمتي بالنصح بأن الدنيا فانية والآخرة خير وأبقى وبقوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (سورة الأنفال : 25) وبقوله: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلُكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (سورة الأعراف: 64) اللهم قد بلغت فاشهد.
ــــــــــــــ
حدود الإختلاط مع الجيران ... العنوان
ما حكم الدين في مقاطعة الجيران بدعوى أن الاقتصار في الاختلاط بالآخرين عبادة؟ ... السؤال
... ... الحل ...(27/1046)
...
... لا تجوز مقاطعة الجيران إلا إذا تحقّق الضّرر من جهتهم ولم يمكن دفعه، فإن أمكن إصلاح الفاسِد منه وجب ذلك قيامًا بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
كما ينبغي تقديم حسن الظَّنّ وعدم التصرف بناء على وهم أو ظن غير راجح وليعلم الجميع أن الجار قد يكون أقرب وأنفع من الأقارب إذا كانوا بَعيدين عن المسكن واستغاث الإنسان فلا يغيثه إلا جاره.
فلتكن صلتنا بجيراننا طيبة، لادخارهم لمثل هذه الظّروف، ولا يلزم من حسن الجوار كثرة الزيارات والاختلاط، فكل شيء له حد معقول لو زاد عنه قد يضرُّ.
وأقلّ ما يجب نحو الجار كفُّ الأذى عنه، وما زاد على ذلك من تقديم الخير له فهو مندوب مستحَبّ، إلا إذا كان في حاجة أو ضرورة فالواجب تقديم ما يحتاجه ويدفع ضرورته.
ــــــــــــــ
حكم جلوس أقارب الزوج مع المرأة
تاريخ الفتوى : ... 22 ذو القعدة 1425 / 03-01-2005
السؤال
هناك فتوى للعلامة ابن باز رحمه الله في فتاوى النساء بجواز جلوس المرأة مع أقارب زوجها من الذكور بوجود محرم, وأمن الفتنة والالتزام بالحجاب الشرعي ولقد قرأت النهي عن الاختلاط ولو أمنت الفتنة في كثير من المصادر ولكثير من العلماء فكيف الجمع بين الآراء وهل هناك عام وخاص في هذه المسألة-أفيدونا يرحمكم الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الاختلاط الممنوع ليس وجود الرجال والنساء تحت سقف واحد أو في مكان واحد إذا كان الرجال على حدة والنساء على حدة, والاختلاط الممنوع هو عدم الانضباط بالضوابط الشرعية في تواجد الرجال والنساء في محل واحد، وتلك(27/1047)
الضوابط هي اتخاذ الحجاب الشرعي، والحشمة، وعدم الخلوة، وعدم الخضوع بالقول، وغض البصر، وغير ذلك مما يكثر فقدانه في الجلسات التي تضم الجنسين.
واعلم أن أقارب زوج المرأة هم مثل غيرهم من سائر الأجانب، بل قد ورد من الشارع الحكيم التنصيص على النهي عن دخولهم على المرأة. ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج أو قريبه.
فإذا كان جلوس أقارب الزوج مع المرأة متقيدا بالضوابط المذكورة فلا حرج فيه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ــــــــــــــ
مدار التحريم في النظر على التلذذ
تاريخ الفتوى : ... 18 ذو القعدة 1425 / 30-12-2004
السؤال
أنا شاب مسلم والحمد لله بدأت أصلي في أحد المساجد الخمس صلوات يومياً في جماعة مع الحرص على تكبيرة الإحرام، تعرفت على شاب متدين وملتزم وحريص ربما أكثر مني وتعلقت به، لكن الشاب ذا وجه جميل ولا أدري هل أحببته لشكله أم لتقواه، ولكنني أقول لنفسي إنها محبة في الله لأننا نتناصح بالخير ونتواصى بالحق والصبر والحرص على الصلوات خاصة صلاة الفجر، فهل يعتبر هذا التعلق حراماً ويجب البعد عنه، المشكلة التي لبست علي الأمر هي شكله الجميل، فما هو الحل، أفيدوني أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1048)
فمجرد كون الشاب المذكور ذا وجه جميل ليس يحرم صحبته، فإذا كنت لا تشعر بتلذذ بنظر وجهه ولا بميل نحوه غير الميل الذي يكون بين سائر الناس فلا حرج عليك في صحبته والاستفادة من التزامه وحرصه على تطبيق دينه.
وأما إن كنت تجد لذة في النظر إلى وجهه وشكله أو تشعر بميل غير طبيعي نحوه، فالواجب الابتعاد عنه، لأن ذلك يعتبر نوعا من اللوطية، قال ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: اللوطية على ثلاث مراتب.... طائفة تتمتع بالنظر وهو محرم، لأن النظرة إلى الأمرد بشهوة حرام إجماعاً...
وهذا الحكم لا يختص بالأمرد، بل النظر إلى الملتحي وإلى النساء المحارم بشهوة، فمدار التحريم على التلذذ وذلك الميل الشاذ.
والحاصل أن عليك أن تنظر إلى حال نفسك مع ذلك الشاب، فإن كنت تجد شهوة في النظر إليه، فالواجب تركه وتجنب ملاقاته، وإن كنت لا تحس بذلك فلا حرج عليك في مصاحبته، لأن مجرد حسن صورته ليس يحرم صحبته، ولكن الأحوط تجنبه لما ذكرت من الشك في سبب محبتك له.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
سكنى الفتاة في بيت الطالبات
تاريخ الفتوى : ... 15 ذو القعدة 1425 / 27-12-2004
السؤال
أنا فتاة على أبواب بدء الدراسة الجامعية، والجامعة التي سأدرس بها تبعد عن بلدي حوالي 60 كم فهل يجوز لي المبيت في سكن الطلبة علما أني سأسكن مع فتيات وبأن إمكانية السفر يوميا ذهابا وإيابا هو أمر صعب جدا جدا جدا، أرجو توضيح المسألة ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1049)
فقبل الجواب عن سؤالك نود أولا أن أننبهك إلى أن هذه المسافة التي تفصلك عن مقر الجامعة إذا كان السفر إليها يعتبر في عرف بلدكم سفرا، فإنه لا يجوز لك أن تجتازيها إلا مع محرم، ففي الصحيحين: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذو محرم. وبالنسبة لسكنك مع الطلبة، فإذا كنت ستسكنين مع فتيات كما ذكرت وليس مع
ذكور، وكان المحل مأمونا ولا يخشى فيه فساد ولا فتنة فلا بأس به وإلا فلا.
وراجعي في هذا فتوانا رقم: 19022.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
المحافظة على الدين أولى من كل شيء
تاريخ الفتوى : ... 11 ذو القعدة 1425 / 23-12-2004
السؤال
أنا يا شيخ أقرأ في السنة الثالثة ثانوي وفي السنة الأخيرة وآخر امتحان لي الأسبوع القادم، وقد تركت الثانوية بسبب الاختلاط، هل يجوز لي أن أمتحن وأدخل الامتحان الأخير أو أني أترك الدراسة علما بأنني علمت أن الاختلاط لا يجوز؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الجنسين في المؤسسات الدراسية على الوضع الشائع الآن شر مستطير، وهو من الحرام البين، لما يفضي إليه من الفتنة والفساد. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم. وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.(27/1050)
وعليه، فإذا كان في الإمكان أن تجد مؤسسة أخرى غير مختلطة تكمل فيها ما تبقى من تعليمك الثانوية فذلك خير لك، لأن محافظة المرء على دينه أولى له من كل شيء. وإن كنت لا تجد غير المؤسسة التي أنت فيها الآن، وكنت محتاجا إلى الشهادة التي ستحصل عليها إذا نجحت في الامتحان، فإن لك أن تواصل فيها مع الاحتياط في غض البصر، والبعد عن البنات، واجتناب الحديث معهن في غير ما تدعو إليه الحاجة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
هل يسمح لزوجته بالدراسة في المدارس المختلطة
تاريخ الفتوى : ... 10 ذو القعدة 1425 / 22-12-2004
السؤال
الرجاء أن ترشدونا في هذا الموضوع. رجل متزوج منذ سنتين. وزوجته كانت تدرس وتركت الدراسة بسبب الزواج. بعد مضي سنتين أخذت تطالب بأن تستمر في دراستها في مدرسة مختلطة. وهذه المدرسة معروفة بشباب فاسدين. نصحها الزوج بعدم صلاحية ذلك وخطورة الاختلاط وما يترتب عليه وهي تصر على ذلك. هددها الزوج بالطلاق ولم تأبه. وكلمت أهلها الذين يوافقونها في طلبها. ويقولون بأنها امرأة شريفة وهم واثقون فيها ولن يحدث شيئ. فماذا يفعل الزوج، هل يصبر عليها أم يطلقها؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تسمح لزوجتك بالدراسة في هذه المدرسة المختلطة إذا كان الاختلاط فيها من النوع المحرم، وإلا كنت عاصيا مثلها وذلك لأن الله تعالى جعل المسؤولية عليك في حثها على المأمورات ومنعها من ارتكاب المحظورات، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً {التحريم: 6}. وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول(27/1051)
عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. والواجب على أهل هذه المرأة أن يكونوا لك عونا على ذلك، وليحذروا من تحريض بتنهم على هذه المعصية لأن الله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}. ولتعلمهم أن أي محاولة منهم لإضعاف العلاقة بينك وبين زوجتك تعد معصية لأنه يدخل في معنى التخبيب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود، لكن على العموم ننصحك بمحاولة إقناع زوجتك بالتخلى عن هذا الأمر وبيان خطورته لها، ولا بأس أن توسط العقلاء وأهل الصلاح من أهل زوجتك في ذلك حتى تقتنع.
وأما الطلاق فلا داعي له لأنه لا يوجد شرط يلزمك بالموافقة على دراستها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم خروج المرأة مع قريبها داخل المدينة
تاريخ الفتوى : ... 04 ذو القعدة 1425 / 16-12-2004
السؤال
أقدم إلى مصر في زيارات خاطفة لبعض الأقارب مع والدتي.. وأرغب أثناء هذه الزيارة في زيارة بعض الأخوات ممن تعرفت عليهم في زيارات سابقة أو من خلال شبكة المعلومات... ويأبى أهلي أن أخرج بمفردي.... وأنا لا أعترض... لكن هم يريدون أن أخرج مع ابن خالتي الذي سنه تقريبا 12 أو 14 سنة.... فهل يجوز ذلك .. فقد قيل لي إنه يفترض أن أحتجب منهم....فماذا أفعل؟ هل أخرج معهم على احتمال أنهم غير بالغين أم ماذا أفعل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة والدتك في عدم الخروج وحدك واجب نظرا لوجوب طاعتها وبرها وإرضائها، إضافة إلى أن جلوس المرأة في بيتها أولى ما لم تكن هناك حاجة(27/1052)
ضرورية تدعوها للخروج، ويدل لذلك قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب:33}.
وأما خروجك مع الولد داخل المدينة فلا حرج فيه إن لم تحصل خلوة ولم تخف ريبة، وعليك أن تبتعدي عن مسه والتكشف أمامه، وأما على احتمال بلوغه فيجب الاحتجاب منه والبعد عن صحبته في خروجك إلا لضرورة، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30063، 3859، 46848.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
العلاقة بين الجنسين ... العنوان
هل العلاقة بين الشباب والفتيات حرام، وما حكم مصاحبة الفتاة بحيث إننا نتقابل، ولكن لا أفعل شيئًا محرّمًا؟ ... السؤال
أ.د. جمال الدين عطية ... المفتي
... ... الحل ...
...
... لا يقر الإسلام انقسام المجتمع إلى مجتمعين: مجتمع رجالي ومجتمع نسائي، كما لا يقر الاختلاط الشديد الذي لا تدعو إليه الحاجة.. ومن هذا القبيل ما ورد في السؤال من مصاحبة الفتيات ومقابلتهن، حتى وإن كان لا يفعل الإنسان حراماً
والحكمة في هذا التحفظ هو سد ذريعة ما قد يفضي إليه اللقاء المتكرر دون مصلحة أو حاجة؛ من تدخل الشيطان وإغراء وإغواء أحدهما بالآخر.. وسدًّا لهذه الذريعة؛ حرّم الإسلام الخلوة، كما جعل للإنسان النظرة الأولي العفوية دون ما يعقبها من نظرات أخرى قد تفضي إلى المحرم
ــــــــــــــ
الفتوى : ... المعانقة والتقبيل بين أفراد الجنس الواحد
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو القعدة 1425 / 15-12-2004
السؤال(27/1053)
بسم الله الرحمن الرحيم
بخصوص الفتوى
رقم الفتوى : 20802
عنوان الفتوى : تفصيل الفقهاء في المعانقة لدى اتحاد الجنس
تاريخ الفتوى : 03 جمادي الثانية 1423
ماذا يفعل المسلم إذا ترتب على ترك التقبيل و المعانقة مفسدة أكبر كقطيعة و سوء ظن و نفرة من الدين
أرجو التفاصيل عامة في الفعل الذي يترتب عليه مفسدة ؟ كيف يتصرف المسلم الذي يحب السنة؟
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواجب المسلم هو الوقوف عند حدود الله بتنفيذ أمره واجتناب نهيه، وقد بينا في الفتوى التي أشرت إلى رقمها أن المعانقة والتقبيل بين أفراد الجنس الواحد قد اختلف فيها أهل العلم بين مجيز مع الكراهة ومجيز دون كراهة، وبين نادب إليها بالنسبة للقادم من سفر ونحوه. وأما بين الرجال والنساء الأجانب بعضهم عن بعض فإن ذلك محرم.
وعليه، فإن كنت تقصدين المعانقة والتقبيل بين أفراد الجنس الواحد فلا بأس بفعلها إذا خشي في تركها مفسدة، مثل ما أشرت إليه من قطيعة وسوء ظن ونفرة من الدين، وذلك لأن فعل المكروه لا يترتب عليه عقاب، ولأن الأخذ بقول المجيز يتعين في مثل الحالة التي أشرت إليها.
والمعانقة بين الرجال والنساء والمحارم لا بأس بها أيضا إذا تقيد فيها بالضوابط التي بيناها.
وأما المعانقة والتقبيل بين الأجانب من الرجال والنساء فهي مفسدة كبرى، ولا يتصور بتركها حصول مفسدة أعظم منها، وهي معصية لله تعالى، وقد قال النبي(27/1054)
صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والهيتمي والألباني، فلا مناص من تجنبها إذا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... اختلاط الرجال والنساء في الأماكن العامة
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو القعدة 1425 / 15-12-2004
السؤال
هل جلوس الرجال والنساء معا في مكان كمطعم أو مول تجاري أو وسيلة مواصلات حتى ولو كانوا ليسوا من أصل واحد أو لا يتحدثون سويا هل يكون ذلك اختلاطا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تواجد الرجال والنساء في أماكن عامة كالمساجد والمطاعم.. وغيرها لا مانع منه شرعا إذا دعت إليه الحاجة وانضبط بالضوابط الشرعية بحيث تكون المرأة متسترة ولا تحصل خلوة أو خضوع بالقول أو ملامسة، أما إذا حصل شيء من ذلك فإنه لا يجوز، وكذلك الأمر بالنسبة لوسائل النقل.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 33944، 16718 ، 38408.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خروج المرأة لصلاة العيدين ... العنوان
هل يجوز لنا ـ نحن النساء ـ الخروج للصلاة في الخلاء مع الرجال؟ وهل هذا يتعارض مع أن صلاة النساء في البيوت أفضل؟
... السؤال(27/1055)
سالم أحمد سلامه ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد؛
نعم يا أخت نفيسة، لقد حث المصطفى صلى الله عليه وسلم على أن يخرج الرجال والنساء والصبيان في العيدين من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحيض؛ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، ولكن تعتزل الحيض اللواتي عليهن الحيض المصلى. ويحضر الجميع لتكثير سواد المسلمين وهذا يوم عيد، ولكن يحظر الاختلاط والتبرج. وليس فيه تعارض بينه وبين حديث صلاة المرأة في بيتها؛ لأن هذا الأمر في صلاة العيدين، وهي كما قلت لتكثير سواد المسلمين، والله تعالى أعلم
ــــــــــــــ
هل يقوم النسوة الثقات مقام المحرم
تاريخ الفتوى : ... 03 ذو القعدة 1425 / 15-12-2004
السؤال
ما الدليل على أن السيدة الثقة تنفي الخلوة المحرمة الدليل من الكتاب والسنة فدليل الرجلين واضح ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم...
وفي رواية: ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها ذو محرم.
قال النووي في شرح مسلم: لا فرق أن يكون معها محرم لها كابنها وأخيها... أو يكون محرماً له كأخته وابنته... فيجوز القعود معها في هذه الأحوال.(27/1056)
وقال الحافظ في الفتح: ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها ذو محرم. فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع، لكن اختلفوا: هل يقوم غير المحرم مقامه في هذا كالنسوة الثقات؟ والصحيح الجواز لعدم التهمة به.
وعلى هذا، فإن المُحرَّم شرعاً هو الخلوة، فإذا حصل ما ينافيها من وجود امرأة أخرى ثقة أو نساء ثقات، فإن الحرمة تنتفي ما لم يكن هناك مانع آخر من عدم الثقة أو خشية الفتنة...
قال النووي في شرح مسلم: وأما لو خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يُستحى منه لصغره كابن سنتين أو ثلاث ونحو ذلك، فإن وجوده كالعدم، وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام، بخلاف ما لو اجتمع رجل بنسوة أجانب، فإن الصحيح جوازه.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 39086.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
... حكم ذهاب الزوجة إلى السوق بعلم الزوج
تاريخ الفتوى : ... 26 شوال 1425 / 09-12-2004
السؤال
هل من ذهبت زوجته أو أخته إلى السوق بعلمه لكن بدونه .. وهي وحدها .. هل يطلق عليه ديوث ؟ أرجو إصدار أدلّة على هذا وتوضيحه حيث إن الكثيرين يختلفون عليه ..ولكم خالص الود، جزيتم خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالديوث هو الذي يقر الخبث في أهله أو لا يغار على محارمه إذا اختلطن بالرجال الأجانب، روى الإمام أحمد والنسائي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. والذي يسمح لزوجته أو أخته بالذهاب(27/1057)
إلى السوق لقضاء بعض الأمور المحتاجة إليها، وهي ملتزمة بالضوابط الشرعية للخروج لا يعتبر ديوثا، وأما إن كانت تذهب للالتقاء بالأجانب أو لفعل شيء من المعاصي ونحو ذلك وهو على علم من ذلك ولم يمنعها منه فإنه يعتبر ديوثا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
غض البصر ... العنوان
ما هو المعنى الصحيح لغض البصر، مع أحاديث صحيحة؟ وما حكم اختلاط الرجل والمرأة، وخصوصًا الشباب في مثل سني داخل الجامعة وخارجها؟ ... السؤال
الشيخ عبد الخالق الشريف ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
المعنى الصحيح لغض البصر أن المسلم يجب عليه ألا يتعمد النظر إلى المحرمات، وأنه إذا نظر إليها نظرة عارضة فعليه أن يبعد بصره عنها، وألا يديم النظر، وليس معنى غض البصر أن يسير الإنسان مغمض العينين.
فلغضّ البصر أمرين: أحدهما قلبي في داخل النفس: وهو تحرك الهوى إلى المنظور إليها، وهذا منهي عنه دومًا، والأمر الآخر: وقوع البصر على الذي أمامه، وهذا يجب على المسلم ألا يتعمده، فإذا وقع منه فله النظرة الأولى وعليه الثانية. وقد وردت الآيات الكريمة آمرة في الآية 30، 31 من سورة النور بذلك، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "النظرة سهم من سهام إبليس"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه في بيان حكم النظرة "لك الأولى وعليك الثانية".
والاختلاط بين الرجل والمرأة منهي عنه شرعًا، وخصوصًا في سن الشباب التي أنت فيها، سواء داخل الجامعة أو خارجها، أما معاملة المرأة مع الرجل في سؤال(27/1058)
عابر أو شهادة أمام القاضي وهي متحجبة وملتزمة بآداب وخلق الإسلام فلا حرج فيها، ولكن الاختلاط وما ينتج عنه من مزاح وضحك وما يزيد عن ذلك، فهذا كله منهي عنه. والله أعلم.
ــــــــــــــ
حكم مقابلة ومحادثة المدرسة أولياء أمور الطلاب
تاريخ الفتوى : ... 29 شوال 1425 / 12-12-2004
السؤال
مدرسة تعمل في مدرسة نساء فقط ولكن أحيانا تقابل آباء الأطفال أو أمهاتهم لمعرفة مستواهم الدراسي، فهل في هذا شيء من الاختلاط المحرم؟ جزاكم الله خيراً، وأرجو سرعة الرد.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا احتاجت المدرسة إلى مقابلة ومحادثة آباء الطلاب لإطلاعهم على مستوى أبنائهم أو لغير ذلك مما هو في مصلحة الطلاب فلا حرج، ويجب عليها عند محادثتهم التأدب بآداب الإسلام في هذا الباب. ومن ذلك كون الحديث بقدر الحاجة، وعدم الخضوع في القول، والالتزام بالحجاب، وحرمة الخلوة بهم والتطيب حال مقابلتهم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
تحريم إطلاق النظر إلى المحرمات كلها
تاريخ الفتوى : ... 26 شوال 1425 / 09-12-2004
السؤال
هل النظر إلى صور الرجال العارية لواط؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1059)
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان بعد نعمة الإسلام نعمة البصر، وعلى العاقل أن يشكر هذه النعمة، حيث قال جل من قائل: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم: 7}.
وإن من كفران النعمة استعمالها في معصية الله، ولقد نهى الله تعالى عن إطلاق البصر إلى المحرمات، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30-31}.
وفي صحيح البخارى: والعينان تزتيان وزناهما النظر..... الحديث.
فمن هذه النصوص يتبين للسائل الكريم تحريم إطلاق النظر إلى المحرمات كلها، ومع ذلك، فإنها لا تعد لواطاً يستحق فاعله الحد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل.
تاريخ الفتوى : ... 26 شوال 1425 / 09-12-2004
السؤال
أنا لست لوطياً والحمد لله لكن كل ما شاهدت رجلا عاريا تملكني وساوس لا أعلم من أين يتعلق بأنني قد أمذي وهذا حصل معي بعدما حاول اثنان من الشباب دعوتي لذلك فهل إذا حصل مذاء رغما عني نتيجة الوسواس أكون قد ارتكبت حراما؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى حرم نظر عورات الرجل وأوجب غض البصر وحفظ الفرج، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور: 30}.
وفي الحديث: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل. أخرجه مسلم.(27/1060)
وقد نص أهل العلم على حرمة التفكير في الحرام، واعتبروه من الخوض فيما لا يعني.
قال الناظم:
والخوض فيما ليس يعني إنما*****يحرم حيث كان فيما حرما
كالفكر في محاسن الأجانب*****وعورات المسلمين الغيب
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من صحبة الفساق، فقال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقال: لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
وبناء عليه، فإنك قد ارتكبت الحرام بمشاهدة العراة ورفقة السفهاء والتفكر في المحرمات، فعليك التوبة والإكثار من العمل الصالح، وتوظيف الوقت فيما ينفع، وصحبة أهل الخير، وملازمة مجالس أهل العلم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 6872، 3867، 30754، 20207، 56002.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل.
تاريخ الفتوى : ... 26 شوال 1425 / 09-12-2004
السؤال
أنا لست لوطياً والحمد لله لكن كل ما شاهدت رجلا عاريا تملكني وساوس لا أعلم من أين يتعلق بأنني قد أمذي وهذا حصل معي بعدما حاول اثنان من الشباب دعوتي لذلك فهل إذا حصل مذاء رغما عني نتيجة الوسواس أكون قد ارتكبت حراما؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1061)
فإن الله تعالى حرم نظر عورات الرجل وأوجب غض البصر وحفظ الفرج، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور: 30}.
وفي الحديث: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل. أخرجه مسلم.
وقد نص أهل العلم على حرمة التفكير في الحرام، واعتبروه من الخوض فيما لا يعني.
قال الناظم:
والخوض فيما ليس يعني إنما*****يحرم حيث كان فيما حرما
كالفكر في محاسن الأجانب*****وعورات المسلمين الغيب
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من صحبة الفساق، فقال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقال: لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
وبناء عليه، فإنك قد ارتكبت الحرام بمشاهدة العراة ورفقة السفهاء والتفكر في المحرمات، فعليك التوبة والإكثار من العمل الصالح، وتوظيف الوقت فيما ينفع، وصحبة أهل الخير، وملازمة مجالس أهل العلم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 6872، 3867، 30754، 20207، 56002.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم الخلوة بزوج زوجة الأب المتوفى
تاريخ الفتوى : ... 22 شوال 1425 / 05-12-2004
السؤال
ما حكم زوج عمتي التي سبق وأن تزوجها أبي ولي إخوة منها من أبي المتوفى، هل يجوز أن أكشف وجهي أمامه أم لا علما أنها لم ترضعني ولكن هي زوجة أبي المتوفى.
جزاكم الله خيرا.(27/1062)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزوج من كانت زوجة أبيك المتوفى أجنبي عنك، فلا يجوز لك الخلوة به ولا غير ذلك مما يجوز بين المحارم، وأما كشف الوجه فمبني على خلاف أهل العلم في وجوب ستر الوجه عند الأجانب وسبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم:
50794.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الأختلاط ... العنوان
سؤالي فضيلة الشيخ يتعلق بحكم الاختلاط في المدرج الجامعي، وما على الفرد المسلم أن يفعله في هذه المواقف. وبارك الله فيكم.
... السؤال
أ.د. عبد الفتاح إدريس ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات عنهم لم يبح، لا في المسجد، ولا في الشارع، ولا في أماكن التجمع العامة، فضلاً عن أماكن العلم، إذا كان هذا الاختلاط على النحو الذي تتلاصق فيه الأجساد وتقترب فيه أنفاس الرجال من أنفاس النساء، مما يدعو إلى الريبة ومواقعة المحظور.
والدليل على هذا أن مقام المرأة في الصلاة يكون خلف الرجال، ولا تكمل النساء صفوف الرجال، ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخّروهن حيث أخرهن الله"، ولهذا كانت صفوف النساء في المسجد خلف صفوف الرجال في مؤخرة المسجد؛ منعًا من الاختلاط.(27/1063)
يضاف إلى هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى يمكث في مصلاه قليلاً، فيمكث بمكوثه من صلى معه من الصحابة، حتى لا يختلط الرجال بالنساء عند الخروج من المسجد.
فضلاً عن هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: لو جعلنا هذا الباب للنساء يدخلن ويخرجن منه، فخصص رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا في المسجد للنساء، حتى لا يختلط الرجال بالنساء عند الخروج من المسجد.
كذلك روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع الاختلاط حتى في الطرقات العامة، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه عند خروجه من المسجد رأى النساء وقد اختلطن بالرجال، فقال: ليس لكن أن تحققن علينا الطريق (أي تركبن حقها بمعنى أن تمشين في وسطها) عليكن بحافاته.. يقول راوي الحديث: فكانت النساء يمشين في حافات الطريق ملتصقات بالأبنية، حتى إن المرأة ليعلق ثوبها بالجدار من شدة لصوقها به.
كذلك لم يبح الشارع الاختلاط حتى في دروس العلم، والدليل على هذا ما روي أن النساء قلن لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ذهب الرجال بحديثك؛ فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا فأتين فيه فذكّرهن الله ووعظهن، وبيّن لهن أمور دينهن، فلو كان يباح الاختلاط في أماكن العلم لجاز اختلاط الرجال مع النساء في موضع واحد، ولما خصص رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء يومًا غير الأيام التي يعلّم فيها الرجال أمور دينهم، وهذا دليل على عدم جواز الاختلاط في أماكن العلم أيًا كانت هذه الأماكن، سواء كانت مدرجات، أو معامل، أو قاعات الدرس، أو نحوها.
والذي ينبغي على الفرد المسلم في هذه الحالة إذا فُرض عليه أن يكون في موضع يختلط فيه الرجال بالنساء، ألا يكون مع المختلطين؛ وذلك حتى لا يقع في المحظور الذي حذّر منه الشارع، ونهى عن الاختلاط من أجله.. وهو خوف الوقوع في الفاحشة.
ــــــــــــــ
العلاقة بين الجنسين في الأماكن العامة ... العنوان(27/1064)
ما حكم الشرع في الآتي: (1) طالب يقف مع زميلة تصغره في ساحة الكلية يعطيها مذكرات وكتبا دراسية، ويوضح لها بعض النقاط الخاصة بالمذاكرة والامتحان (2) آخر يقف مع زميلته بحجة أنهما سوف يرتبطان وقد يرتبطان بعد فترة قصرت أو طالت وقد لا يرتبطان، وفي حالة ارتباطهما فما الحكم فيما سلف خاصة أن بعض الشباب يسلك نفس الطريق (3) آخر يقف مع زميلته وهما مرتبطان. جزاكم الله خيرا.
... السؤال
الدكتور محمد سعيد حوى ... المفتي
... ... الحل ...
...
... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السؤال الأول: الأصل أن تكون العلاقة بين الذكر والأنثى منضبطة بأصول الشرع المبينة، فلا يجوز الاختلاط والخلوة إلا مع المحارم أو الزوجة. أما غير المحارم فلا بد من ضوابط شرعية واضحة تحول بين الإنسان والوقوع في الإثم، فإن ذات الكلام المباح وتبادل الخبرات العلمية ونحوها لذاته ليس محرما إذا اقتصر الأمر فعلا على هذا القدر ولم يتطور إلى مواعيد ونزهات وجلسات أنس ونحو ذلك.
ومع ذلك فالمسلم يبقى على حذر وهو يتبادل مع طالبة مثلا فكرة أو مذكرة لئلا يتسلل الشيطان إلى قلبيهما، ومعظم النار من مستصغر الشرر. والأصل في الفتاة أن تبحث عن فتاة مثلها تعينها على توضيح ما تريد وتبادل المذكرات، فإن لم تجد فاضطرت للجوء إلى طالب -على أن يكون معروفا بالخلق وغض البصر- لقضاء الحاجة في نطاقها دون تجاوز فنرجو أن يكون ذلك جائزا، مع التأكيد على ضرورة البعد عن مواطن الشبهات فإنه كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، وكم من مصيبة خلقية وقعت كانت بدايتها تبادل كلمة أو كتاب بقصد نظيف أول الأمر.(27/1065)
أما السؤال الثاني: لا يجوز أن يكون مجرد الرغبة المستقبلية في الزواج سببا في إباحة هذا النوع من العلاقة؛ لأنها ما لم يتم العقد الشرعي فهما أجنبيان عن بعضهما البعض كسائر الفتيات الأخريات بالنسبة له.
وأود في هذه المناسبة أن أتوجه إلى الأخوات المسلمات أن يحفظن أنفسهن من عبث العابثين -وما أكثرهم- يمني أحدهم الفتاة بالزواج والحياة السعيدة حتى إذا قضى بعض ما يريد نكث في وعوده وتنكر لها، ثم هي لا تستطيع أن تسترد ما ضاع من عفتها أو خلقها.
أما إذا تم الارتباط بعقد شرعي -وليس خطوبة فقط؛ إذ الخطوبة وعد بالزواج، أما العقد فهو المشتمل على ألفاظ صريحة بإيجاب وقبول وولي وشهود- فإذا تم هذا العقد فهي زوجه حلال له، لكن قبل أن يعلن الزفاف نحبذ أن تبقى العلاقات ظاهرة بحضور بعض المحارم أو في الأماكن العامة، ولا تتم خلوة، لا لأنها لا تجوز، لكن نخشى أن يحدث طارئ يحول دون إتمام الزواج فتحدث مشكلات كثيرة على إثر ذلك.
السؤال الثالث: أما وقوف المرتبطين بعقد في ساحات الجامعة ونحوها -وهو وإن كان جائزا شرعا- فليس هذا المكان مكان لقاء الأزواج فتبقى الشبهة قائمة لمن لا يعرفهما، وهم الأكثر وتعطي انطباعا غير سليم، فنود للمرتبطين بعقد أن يجعلا لقاءهما في أماكن عامة ليس لها صفة خاصة كالجامعة مثلا.
أما إذا كان ارتباط خطوبة فلا يجوز بحال إلا في حدود الكلمة العابرة كتحية من غير توقف أو استطالة في الكلام أو مواعيد خاصة.
ــــــــــــــ
حكم البنت من الزنا من حيث النظر
تاريخ الفتوى : ... 22 شوال 1425 / 05-12-2004
السؤال
زوج يخون زوجته على علم منها ووصلت الحالة إلى أنه يتعرف على النساء ويأتي بهن لبيت الزوجية في أوقات لم تكن فيها الزوجة في المنزل وعرفت(27/1066)
الزوجة هذا بعد أن تكرر أكثر من مرة وبعد ما الجيران أخبروا الزوجة 1- فما العمل وما وضع هذه الزوجة
وأيضا الزوجة تعلم أن زوجها يتعاطى الخمور والمسكرات لكن لم تستطع أن تفعل شيئا
وبعد أن تعرض الزوج في بعض علاقاته الخاطئة إلى التورط في الإنجاب غير الشرعي لجأ إلى أن تعيش معه ابنته التي ولدت بطريقه غير شرعية إلى أن تعيش معهم في البيت مع زوجته المحترمة وبناته والآن هذه البنت خطر جدا على البنات والسؤال هنا ماذا تفعل الأم المحترمة بعد أن وجدت أن هذه البنت خطر جدا على بناتها وبعد أن عرفت بأنها على علاقة بشاب فماذا تفعل هل تفصل هذه البنت عن بناتها أو ترسلها إلى أهل والدتها علما بان والدتها توفيت فالأم الآن محتارة ما العمل أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بالصبر والنصيحة لهذا الزوج وتذكيره بالله تعالى وخطير ما يقوم به من التعدي لحدود الله تعالى ، وبيني له إثم كل من الزنا وشرب الخمر ويمكن لك أن تعرضي عليه الفتاوى التالية في حرمة وقبح الزنا وهي برقم: 26237 و 29175 و 32928 وكذا الفتوى رقم 35460 في حرمة الخمر .
وأما السؤال عن هذه البنت فهي أجنبية عن أبيها من الزنا فلا يجوز له النظر إليها ولا الخلوة بها ولا غير ذلك مما يجوز له مع بناته ومحارمه ، ولا يجوز له أن يساكنها في بيت متحد المرافق .
ومن حق زوجة الرجل أن تطالب بإخراج هذه البنت، لأن من حق الزوجة المسكن المستقل عن أقارب الزوج، فليس للزوج أن يُسكن مع زوجته أمه ولا زوجته الأخرى، فكيف يُسكن معها امرأة أجنبية عنه .
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/1067)
هل يجوز للرجل تدريس البنات دروسا خصوصية
تاريخ الفتوى : ... 17 شوال 1425 / 30-11-2004
السؤال
أنا مترجم بإحدى الشركات وبعد انتهاء العمل أعمل على زيادة دخلي من خلال إعطاء دروس خصوصية في المنازل للطلبة والطالبات في مادة اللغة الإنجليزية لمختلف الأعمار الإعدادي والثانوي، فهل في ذلك مانع شرعي خاصة وأن البعض خوفني من أن إعطاء الدروس للبنات فيه حرمة شرعية، علما بأن الدرس لا يكون في حجرة مغلقة ويكون ولي الأمر متواجداً أو ولية الأمر بالمنزل، فهل في ذلك مانع شرعي، برجاء إفادتي سريعا؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً من التدريس والعمل الإضافي إذا انضبط بالضوابط الشرعية، فيجب على البنات اللاتي تدرسهن أن يتحجبن عنك الحجاب الشرعي الكامل إذا كن غير محارم، كما يجب عليهن غض البصر، والتأدب بالآداب الشرعية، ومن أهمها إضافة إلى ما تقدم: عدم الخضوع بالقول، والاقتصار على ما تدعو إليه الحاجة من الحديث والحوار، قال الله تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا... {النور:31}، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ {الأحزاب:59}، كما يجب الحذر من الخلوة بالأجنبية، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد والترمذي.
فإن التزم المدرس والطالبات بالضوابط الشرعية، وأمنت الفتنة، فلا مانع من ذلك شرعاً إن شاء الله تعالى.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 16374.(27/1068)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الأصل في النظر إلى النساء ولمسهن الحرمة
تاريخ الفتوى : ... 16 شوال 1425 / 29-11-2004
السؤال
أنا رجل أعيش بفرنسا, في إطار وظيفة مأجورة, هل من الممكن العمل مع نساء معاقات ذهنيا, وإعانتهن يوميا في نظافتهن وتبديل ملابسهن.
وشكراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن يعمل في مثل هذا المجال، لما فيه من الاطلاع على عورات من لا يجوز الاطلاع على عوراتهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة. رواه مسلم في صحيحه، وإذا حصل النهي عن النظر بين بني الجنس الواحد، فالنهي عنه بين الجنسين من باب أولى، وقد قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ... {النور: 30}، وبما أن الأصل في النظر إلى النساء ولمسهن الحرمة، فلا يستباح ذلك إلا عند الضرورة، ولا ضرورة فيما ذكرت، فإنه بإمكانك أن تبحث عن عمل آخر يسد حاجتك، وعملك هذا يمكن لغيرك القيام به دون محظور شرعي، وارجع الفتوى رقم:
52043.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم النظر إلى العورة في المرآة
تاريخ الفتوى : ... 11 شوال 1425 / 24-11-2004(27/1069)
السؤال
ما رأيكم حفظكم الله وأحسن إليكم فيمن يقول بأن الفقهاء قد اختلفوا في حكم رؤية مثل الصور التي تتضمن شيئا من العورة ، ويحتج لذلك بما ورد عند بعض الفقهاء من القول بأن رؤية صورة عورة المرأة ـ ولو مغلظة ـ في مثل الماء أو المرآة لا يحرم بخلاف ما لو كانت الرؤية مباشرة أو من خلال زجاج .. ؟ مع العلم أن هذا عند من يرى بأن النظر إلى فرج الأجنبية بشهوة أو مس المرأة بشهوة سبب في حرمة النكاح على التأبيد ، أي أن الأمر محتمل أن قولهم ( لا يحرم ) المقصود به لا يؤدي إلى تحريم النكاح ، لا أن النظر جائز في حد ذاته .. أفيدونا مأجورين وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان العلماء قد اختلفوا في تحريم النظر إلى عورة المرأة في المرآة أو في الماء، فإنهم لم يختلفوا في تحريم أي شيء يؤدي إلى فتنة الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل، قال ابن حجر الهيتمي: خرج مثالها فلا يحرم نظره في نحو مرآة كما أفتى به غير واحد .. ومحل ذلك كما هو ظاهر حيث لم يخش فتنة
ولا شهوة... . وبالتالي فإنهم لا يختلفون في تحريم نظر صورة العورة في المرآة أو غيرها إذا كان بشهوة أو أدى إلى فتنة. وبهذا تعلم أن نظر العورة ـ ولا سيما المغلظة ـ في المرآة لا يجوز، لما تجلبه من الفتنة إلا إذا دعت إلى ذلك حاجة. أما تأبيد حرمة المرأة بسبب النظر إلى فرجها أو مسها بشهوة فلم نقف على من قال به، ولعله مجانب للصواب. أو لعل السائل يعني ما يقوله الأحناف من تأبيد حرمة أصول المرأة أو فروعها بالنسبة لمن نظر إلى فرجها بشهوة، ولك أن تراجع في مذهبهم في هذه المسألة الجوهرة النيرة ( 2/5).
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
متى تتحق الخلوة المحرمة بالنساء(27/1070)
تاريخ الفتوى : ... 16 شوال 1425 / 29-11-2004
السؤال
أفتونا مأجورين.... هل يجوز أن يقوم الداعية بإلقاء دروس خاصة بالنساء في المسجد؛ حيث لا يجتمع معه إلا النساء، أم أن ذلك خلوة؛ ولا يسوغ له الشرع القيام بذلك، علماً بأنه قد لا يجتمع معه عادة إلا امرأتان أو ثلاثة وقد يزيد العدد وقد ينقص إلا أنه لا ينفرد بواحدة؟ ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعا من عقد الحلقات والدروس في المساجد وغيرها للنساء من رجل بمفرده أو مع غيره، إذا التزموا جميعاً بالآداب الشرعية وعدم الخلوة والمحافظة على الحجاب الشرعي، والأفضل أن يكون ذلك خارج المسجد حتى تتمكن من عندها مانع شرعي من الحضور ليعم النفع الجميع، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن فعلمهن مما علمه الله.
وفيهما أنه صلى الله عليه وسلم خرج في فطر أو أضحى إلى المصلى فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن.....
وعلى هذا.. فينبغي للعالم والداعية أن يخصص وقتا لتعليم النساء ودعوتهن والإجابة عن استشكالاتهن الشرعية، وعليه أن يحذر من الخلوة بإحداهن، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد والترمذي. وما دامت الخلوة المحرمة لم تحصل فإنه لا عبرة بالقلة، وكلما كان العدد أكثر فلا شك أن ذلك أفضل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/1071)
ــــــــــــــ
هل للمرأة أن لا تحتجب عن العبد والمكاتب
تاريخ الفتوى : ... 12 شوال 1425 / 25-11-2004
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله لو سمحت يا شيخ أريد أن أعرف هل يجوز لأحد أن يدخل على النساء لضرورة مثلا كالسؤال في أمر فقهي أو ما شابه ذلك لأني قرأت هذا الحديث فاستشكل علي الأمر من دخول هذا الرجل على عائشة
رضي الله عنها وأرضاها من دون حجاب، أخبرنا الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن جعيد بن عبد الرحمن قال أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذناب قال أخبرني أبو عبد الله سالم سبلان قال وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثا وغسلت وجهها ثلاثا ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يدها بأذنيها ثم مرت على الخدين قال سالم كنت آتيها مكاتبا ما تختفي مني فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت ادعي لي بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أوردته قد أخرجه الإمام النسائي في سننه، وقال فيه الشيخ الألباني: إنه صحيح الإسناد.
ويدل الحديث على أن سالم سبلان راوي الحديث كان مكاتبا، وكانت عائشة لا تحتجب عنه، وكان يرى شعرها وأطرافها، ولما أخبرها بأن الله قد منَّ عليه بالحرية أرخت الحجاب دونه فلم يرها بعد ذلك.
ولو كان سالم سبلان هذا مكاتبا لعائشة لكان أمره واضحا، لأن مكاتب المرأة يجوز له أن يرى منها ما لا يجوز لغيره، فإذا أدى ما عليه وجب عليها أن(27/1072)
تحتجب عنه، والذي وقفنا عليه من خبر سالم سبلان هو أنه كان مولى مالك بن أوس وليس مملوكا لعائشة، وإنما روى عنها الحديث وتعلم منها الأحكام، ولكن من أهل العلم من يرى أن للمرأة أن لا تحتجب عن العبد والمكاتب ولو لم يكونا ملكا لها. قال ابن قدامة في "المغني": وعبد المرأة له النظر إلى وجهها وكفيها، لقول الله تعالى: أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ {النور: 32}. وروت أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان لإحداكن مكاتب فملك ما يؤدي فلتحتجب منه.. وعن أبي قلابة قال: كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتجبن من مكاتب ما بقي عليه دينار.
وقال خليل: ولعبد بلا شِرْك ومكاتب وَغْدَيْن نظر شعر السيدة كخصي وَغْد لزوج، وروي جوازه وإن لم يكن لهما.
وعليه، فليس في الحديث ما يدل على جواز الدخول على النساء، لأن الخبر المذكور ورد في مكاتب وقد احتجبت منه عائشة فور ما علمت بعتقه، فدل ذلك على وجوب احتجاب الأجنبية عن الحر الأجنبي.
وأما ما سألت عنه من الدخول لضرورة فإن الضرورة يباح لها ما لم يكن مباحا في الأصل، إلا أن عليك أن تعلم أن مجرد السؤال عن مسألة فقهية لا يحتاج معه إلى النظر، فيكفي فيه السؤال من وراء حجاب أو بالفاكس أو التلفون.
ثم إن الحاجة إلى أن يسأل الرجل النساء عما أشكل عليه من أمور دينه تكاد تكون الآن معدومة، فأغلب الفقهاء رجال، ومع هذا، فإنه إذا لم يجد رجلا يسأله فلا مانع من سؤال النساء إذا تجنب كل من الطرفين أسباب الفتنة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط في المخاطبة بين الجنسين
تاريخ الفتوى : ... 11 شوال 1425 / 24-11-2004
السؤال(27/1073)
أفتونا مأجورين..... ما الضابط الشرعي في مسألة أمن الفتنة عند مخاطبة الرجل للمرأة أو المرأة للرجل سواء في التشميت أو إلقاء السلام ورده أوغير ذلك؛ هل يناط ذلك بالمحارم دون الأجانب أم بالسن أم بالجمال؟ أو أن ذلك يناط بحال الزمان؟ وما هو حكم المخاطبة الآن؟ أرجو منكم متكرمين التفصيل في هذه المسألة قدر الوسع والإمكان مع ذكر الدليل؛ ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد عرف العلماء الفتنة بأنها الاختبار وما في معناه. قال ابن حجر العسقلاني: قال أهل اللغة: الفتنة الامتحان والاختبار، قال عياض واستعمالها في العرف لكشف ما يكره.... . وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وقد نهى الشارع الحكيم عن بعض الأمور لتفادي هذه الفتنة فحرم الخلوة بالأجنبية، ومنع حضوعها بالقول، وأمر بغض البصر، قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32}. وقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ... {النور: 30ـ31}. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. هذه أمور قد نص الشرع على تحريمها. ويقاس عليها كل شيء تحصل منه الفتنة أو تخشى في العادة، سواء تعلق الأمر بالسلام ورده أو تشميت العاطس أو كان المعنيون كبارا
في السن أو صغارا، أو كانوا ذوي جمال أو لم يكونوا، أو كان الزمان فاسدا. فكل ذلك تظن فيه الفتنة أو تخشى مع أنها مع فساد الزمان وبين الفتيان والفتيات الفاتنات بحسنهن أخطر وأقرب إلى الوقوع، فليحذر اللبيب من كل ذلك ولينأ بنفسه عن جميع مواطن الريبة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/1074)
حكم دلك الأخت جسد أخيها
تاريخ الفتوى : ... 10 شوال 1425 / 23-11-2004
السؤال
أسأل فضيلتكم عن حدود الله في تدليلك الأخت لأخيها، تتلخص المسألة في أن لزوجي أختا تصغره بسنة وهي لم تتزوج بعد. دأبت هذه الأخت على تدليك جسم زوجي (الساق-وفروة الرأس) في أثناء استلقاء زوجي على الفراش وأيضا لمس يديه بحركات ناعمة متكررة أواللعب في شعر يديه.. يتلقى زوجي هذه الحركات باستمتاع شديد ويقول إن في هذا تهدئة لأعصابه. أشعر عند مشاهدة هذه الأفعال بالغيظ وأن هذا لا يجوز. طلبت من زوجي عدة مرات النهي عن هذه الأفعال ووضع بعض الحدود و الحياء في علاقته مع أخته ولكنه يتهمني بالغيرة غير المبررة. ويستند على أنها أفضل مني في القيام بهذه الأفعال!!!أسأل فضيلتكم هل هذا يجوز شرعا.. حيث إنني لم أعد أستطيع تحمل هذا الوضع حيث إنه يثير أعصابي. ولكن لو جاز سأجتهد لتقبل هذا الوضع!!!
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جعل الله تعالى الأخ محرما لأخته، يجوز لها أن تخلو به، وتسافر معه، وترى وتمس منه ما لا يجوز لها أن تراه أو تمسه من غيره، لكن ينبغي مراعاة الحدود الشرعية في ذلك، وأما بخصوص ما ذكر في السؤال فلا حرج أن تدلك الأخت أخاها فإنه يجوز للمحرم أن يمس من محارمه ما دون العورة، إذا كان بغير شهوة وكان يأمن على نفسه وعلى محرمه الفتنة، فإن كان زوجك يتلقى هذه الأفعال كما وصفت بإمتاع شهوته الغريزية فيمنع سدا للذريعة لأن اللمس بشهوة نوع من الزنا، والزنا بذوات المحارم أغلظ من الزنا بغيرهن. فالواجب عليك نصحه وتحذيره من أن يستدرجه الشيطان ويلبس عليه ويوقعه في ما لا تحمد عقباه. كفى الله المسلمين شر الشيطان وأصلح أحوالهم جميعا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/1075)
ــــــــــــــ
حكم الروائح العطرية ومزيل العرق في رمضان ... العنوان
أود أن أستفسر عن حكم الروائح العطرية ومزيل العرق، هل يجوز استخدامها في شهر رمضان؟
... السؤال
الشيخ أحمد حمود الدبوس إمام وخطيب بالكويت ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إلى الأخ السائل حسني، حكم وضع الروائح العطرية في رمضان جائز من غير استنشاق وكذلك مزيل العرق.
وأما بالنسبة لروائح النساء إن كان في مجمع للنساء لا يكون فيه اختلاط أو مرور على الرجال، فيجوز لها ذلك (في البيت مثلا) في شهر رمضان. أما في أماكن الاختلاط أو المرور على الرجال، فلا يجوز لها ذلك، سواء في رمضان أو غيره.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
تأجير محل لكوافيره ... العنوان
لدي بناية بها عدة شقق ،أراد أحدهم أن يستأجر إحداها ليفتحها محلاً لصالون النساء ( الكوافير ) وهي شائعة عندنا ، وتعلمون أن في هذه المحلات يقص شعر النساء ، ويطلى الأظافر ، ويزال شعر الجفون ،وما إلى غير ذلك ، فهل يمكنني أن أؤجره علماً بأن امرأة هي التي تدير المحل وهو محجوب مستور عن الرجال وليس به أدنى اختلاط وأنه خاضع للقوانين المعمول بها في البلد " أفيدوني رحمكم الله وأنا في عجلة من أمري "
... السؤال
الشيخ جعفر أحمد الطلحاوي ... المفتي
... ... الحل ...(27/1076)
...
... بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله، ولا حول وقوة إلا بالله، والصلاة والسلام علي رسول الله،
وبعد:
فإنه لا بأس بتأجير المحل للأمر المذكور، شريطة عدم الوقوع في معصية التنميص للحواجب للحديث الشريف :"... لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما ما يتعلق بقص شعر النساء: على أن يكون ذلك زينة من المرأة وتزينا منها لزوجها، فلا بأس بذلك.
وطلاء الأظافر ينصح ألا يكون بمادة تشكل عازلا عن وصول الماء إلى هذه الأماكن، لصحة الوضوء والطهارة، مع مراعاة عدم الاختلاط، وعدم مباشرة هذه الأمور من الرجال للنساء،.
هذا والله تعالى أعلم.
ــــــــــــــ
مشاهدة البنات لعب الرجال.. رؤية شرعية
تاريخ الفتوى : ... 11 شوال 1425 / 24-11-2004
السؤال
تقام في جامعتنا مباريات كرة قدم وكرة طاولة للرجال. فهل يجوز لبنات الجامعة حضور هذه المباريات مع العلم بأن اللاعبين ساترون للعورة الشرعية، وأن البنات معظمهن محجبات، وقد جلسن كمجموعة واحدة (دون اختلاط مع غيرهن من الحاضرين أو حتى من اللاعبين)، كما راعين عدم إصدار أصوات مرتفعة أولفت الانتباه بحركات أو ضحكات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1077)
فالأفضل للمسلم أن يقضي وقته فيما يرضي الله تعالى، وينأى بنفسه عن سفاسف الأمور وماليس فيه نفع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري وغيره. وكنا قد بينا من قبل الشروط التي إذا توفرت في المباريات الرياضية جازت مشاهدتها، وراجع في ذلك الفتوى رقم:
453. هذا إذا كانت مشاهدة المباريات حاصلة من جنس مماثل للجنس اللاعب كالرجال للرجال والنساء للنساء، وأما مشاهدة البنات لعب الرجال ففي شرح النووي لصحيح مسلم عند الكلام عن قول عائشة رضي الله عنها: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا جارية. قال:
وفيه: جواز نظر النِّساء إلى لعب الرِّجال من غير نظر إلى نفس البدن.
وأمَّا نظر المرأة إلى وجه الرَّجل الأجنبيّ فإن كان بشهوة فحرام بالاتِّفاق، وإن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففي جوازه وجهان لأصحابنا:
أصحَّهما: تحريمه لقوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 31] ولقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- لأمِّ سلمة وأمِّ حبيبة: "احْتَجِبَا عَنْهُ" أي: عن ابن أمِّ مكتوم. فقالتا: إِنَّهُ أَعْمَى لاَ يُبْصِرُنَا. فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "أفعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَيْسَ تُبْصِرَانِهِ؟". وهو حديث حسن رواه التِّرمذيّ وغيره، وقال: هو حديث حسن.
وعلى هذا أجابوا عن حديث عائشة بجوابين:
وأقواهما: أنَّه ليس فيه أنَّها نظرت إلى وجوههم وأبدانهم، وإنَّما نظرت لعبهم وحرابهم، ولا يلزم من ذلك تعمُّد النَّظر إلى البدن، وإن وقع النَّظر بلا قصد صرفته في الحال.
والثَّاني: لعلَّ هذا كان قبل نزول الآية في تحريم النَّظر، وأنَّها كانت صغيرة قبل بلوغها
وبناء على هذا.. فإن كانت البنات يشاهدن اللعب من غير نظر إلى أبدان اللاعبين ولم تخش فتنة عليهن ولا على الرجال بسبب حضورهن، ولم يكن ثم منكر فلا(27/1078)
بأس بحضورهن بالطريقة المذكورة ومشاهدتهن للمباريات، والأحوط لهن الابتعاد عن ذلك وتجنبه ولو لم تخش فتنة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم دخول الرجل على أم زوجته وأختها
تاريخ الفتوى : ... 10 شوال 1425 / 23-11-2004
السؤال
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
سؤال هو :
هل يجوز للزوج أن يدخل بيت والد زوجته وليس فيه رجل وإنما توجد أم زوجته وأختها فيجلس هو في الصالة [ غرفة المعيشة ] وتكون أخت زوجته في حجرتها لا تخرج منها ولا هو يدخل إلى بقية المنزل مع العلم بوجود أم الزوجة معه في البيت
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على الرجل في أن يدخل على أم زوجته ويصافحها ويختلي بها إذا أمنت الفتنة، وذلك لأنها من محارمه، أما أخت الزوجة فلا يجوز ذلك معها إذا كانت غير محرم بسبب رضاع ولا مانع من الدخول عليها بوجود من تنتفي معه الخلوة كأم الزوجة مثلا.
ومن هنا يتبين أن الصورة المشار إليها في السؤال هي صورة مشروعة، وانظر الفتوى رقم: 49382.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/1079)
ضوابط شراء المرأة من الرجل
تاريخ الفتوى : ... 09 شوال 1425 / 22-11-2004
السؤال
لقد ذهبت إلى إحدى المجمعات التجارية ودخلت محل عطور، وهناك الذين يبيعون من العنصر النسائي ورجل واحد من بينهم ولقد قلت للرجل الذي يبيع هناك بسؤالي عن مستحضر من مستحضرات ووضع المستحضر على يدي أي على ( الكف)للتجربة فأنا نسيت أن أقول له أن لايضع المستحضر على يدي لأنه رجل المفروض أن آخذه أنا وأضعه أنا على يدي(الكف)علما بأنه حدث بدون قصد..فأنا الآن أعاتب نفسي لنسياني...ماهي عقوبتي على مافعلته علما بأنه بدون قصد؟؟؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان من الواجب أن تطلبي حاجتك من النساء اللاتي يعملن في المجمع ابتعادا عن الفتنة، ولأن ذلك أولى بالورع. ومع ذلك فلا حرج في أن تشتري المرأة حاجتها من رجل إذا تجنبت الخلوة معه ولم يحصل منها خضوع بالقول، ولا أي فعل يؤدي إلى الريبة، وكان من واجب هذا الرجل ـ كذلك ـ أن لا يصدر عنه ما صدر إن كان بفعله ذلك قد لمس جسدك، فإن ملامسة الأجنبي للأجنبية حرام. روى البيهقي والطبراني من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. وبالنسبة لك أنت فإن كنت لم تتعمدي الفعل فلا حرج عليك فيما حصل، فقد روى ابن ماجه في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. وعليك بالاستغفار والتوبة، وعلى الرجل الفاعل مثل ذلك.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خلوة الرجل بابنته وزوجته السابقة(27/1080)
تاريخ الفتوى : ... 05 شوال 1425 / 18-11-2004
السؤال
هل يجوز للمرأة إن كانت مسلمة أو نصرانية أن تدع زوجها السابق يزور ابنته والتي هي ابنتها هي أيضا في بيت المرأة مع عدم وجودها هي في ذلك الوقت وأن يبقى في البيت لليلة أو أقل لأنه لا يملك بيته الخاص به أو أي مكان آخر بديلا لرؤية ابنته؟ وهل يعتبر رضى زوج تلك المرأة الحالي عن هذا وهو بقاء الزوج السابق في بيتهم من الدياثة والعياذ بالله؟ اخبرونا بالضابط الشرعي لمثل هذه الحالة جزاكم الله خيرا. بالتفصيل
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن لا يحال بين الرجل وبين بنته بل يسمح له بزيارتها والجلوس معها إما في مكان إقامة بنته إن أذن صاحب البيت أو في غيره من الأماكن، ولا مانع أن يبقى يوما أو أكثر في البيت مع بنته ما دام الأمر كما ذكر في السؤال أن المرأة غير موجودة في البيت، وليس سماح صاحب البيت بهذا من الدياثة بل هو من الإعانة على الخير وصلة الرحم، أما إذا كانت المرأة في البيت وكان زوجها السابق في
نفس البيت المتحد في مرافقه كمكان قضاء الحاجة والممر ونحو ذلك فلا يجوز أن يقيم في البيت مع عدم وجود زوجها أو محرم لها، ولا يجوز لزوجها أن يسمح بذلك. وانظر الفتوى رقم: 10146، والفتوى رقم: 14975.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم النظر إلى صورة امرأة أجنبية كاشفة عن شعرها
تاريخ الفتوى : ... 08 شوال 1425 / 21-11-2004
السؤال(27/1081)
هل رؤية شخص غير محلل لصورة لي بشعري من وقت مضى حرام رغم أنني لبست الحجاب
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحل للرجل أن ينظر إلى صورة امرأة أجنبية عنه، لاسيما إذا كانت كاشفة عن شعرها ومتبرجة، لما في ذلك من الفتنة والمعصية، وقد قال الله عز وجل:
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور: 30}. كما أنه يحرم على المرأة أن تمكن رجلا أجنبيا من النظر لصورتها، لقول الله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}.
لكن إذا كان الرجل خاطبا فإنه يجوز له أن يرى صورة مخطوبته بالضوابط المذكورة في الفتوى رقم: 20410.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
مصافحة الأستاذ المشرف للطالبات
تاريخ الفتوى : ... 04 شوال 1425 / 17-11-2004
السؤال
سؤالي هو: أنا طالبة جامعية في السنة الخامسة من كلية التربية وتمت دراستي والحمد لله بما يرضي الله عز وجل، إلا أننا وللأسف المشرف علينا هذه السنة عندما دخل لقاعة الاجتماع معنا بدأ بمصافحتنا، أعلم أن هذا حرام وعقوبته مسك جمرة من نار جهنم أجارنا الله منها، أرجو النصيحة، علما بأن الطالب الجامعي(27/1082)
في كليتنا ليس له أي احترام أو أي قيمة، وبصراحة أنا لا أجرؤا أن أخالف المشرف أو أقول له أي كلمة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به السائلة الكريمة هو تقوى الله تعالى والاعتزاز بدينها والتخلق بخلق المسلم الملتزم بدينه الذي يتميز عن غيره من الإمعات الذين يساقون بغيرهم، ويسيرون مع القطيع حيثما توجه، يحسنون مع الناس ويسيئون إذا أساء الناس، وخريج الجامعة ينبغي أن يكون بلغ مرحلة من النضج تجعله لا يقبل أن ينساق وراء الأخطاء الظاهرة والمخالفات الشرعية بحجة المسوغات الواهية، فهذا ضعف في الشخصية ورقة في الدين ينبغي لمن وجد شيئاً منه في نفسه أن يعالجه حتى يتخلص منه.
وعلى السائلة الكريمة أن تتوب إلى الله تعالى مما حصل وأن تنصح أخواتها وصديقاتها... بالتمسك بدينهن والابتعاد عن هذه المخالفات الشرعية، ولا بأس بالسلام على المسؤول بدون مصافحة، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط (لا تحل له) غير أنه كان يبايعهن بالكلام.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... التوبة النصوح وإلا فالجزاء من جنس العمل
تاريخ الفتوى : ... 28 رمضان 1425 / 11-11-2004
السؤال
أنا شاب مسلم وأنا لست متزوجاً ومن مستخدمي غرف المحادثة بكثرة، وأتحدث مع بنات أجنبيات، منهن سحاقيات ومنهن الطبيعي، وكل الحوارات كانت جنسية وكنت أساعدهم على الوصول إلى مرحلة الهياج الشديد ثم خروج الماء من عضوهن، في بعض الأحيان كانت المرأة تكون على الكاميرا أراها وأطلب منها(27/1083)
فعل ما أريد، علماً بأنها تعتقد أني امرأة مثلها وبعض الحالات تعلم أني رجل، السؤال هو: ما هو حكم الدين والشرع، هل هذا زنا، ما هو أيضاً حكم الدين والشرع إذا تم ما ذكرته ولكن كنت أنا أيضاً على الكاميرا أي نرى بعضنا البعض عاريا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل ما وقعت فيه من نظر وكلام من المحرمات المؤكدات فقد أمر الله تعالى الرجل والمرأة بستر عورتهما، وعدم تمكين أحد من النظر إليها، فقال عز وجل: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ {النور:30-31}، وفي الحديث: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. رواه الترمذي وغيره.
كما حرم الله تعالى الخضوع في القول المؤدي إلى إثارة الشهوة، وحصول الفتنة فقال: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب:32}، وهذا في حق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهم أمهات المؤمنين، فلا شك أنه في حق غيرهن من باب أولى.
وسواء في الحرمة ما إذا تم هذا الأمر بصورة مباشرة، أم كان عن طريق النت، إلا أنه لا يعتبر زنا موجباً للحد، وعدم وجوب الحد لا ينفي حرمة الفعل، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والأذن تزني وزناها السماع. كما رواه البخاري وغيره، وراجع في هذا الفتوى رقم: 3950، والفتوى رقم: 4458، والفتوى رقم: 19812.
والواجب عليك أيها الأخ السائل أن تتوب إلى الله تعالى، وتسارع إلى ترك ما أنت عليه قبل أن يفجأك الموت وأنت على ذلك، ولتخش أن يعاقبك الله بما صنعت فيوقع محارمك في مثل ما أوقعت فيه مع محارم غيرك، فالجزاء من جنس العمل، ونوصيك بعدم الدخول على مواقع الدردشة، مع الاستعانة على الابتعاد عن ذلك(27/1084)
بصحبة أهل الخير والصلاح، والمداومة على ذكر العليم الفتاح سبحانه وتعالى وجل وعلا، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 29324.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... هل تركب السيارة بمفردها مع زوج أختها
تاريخ الفتوى : ... 26 رمضان 1425 / 09-11-2004
السؤال
لدي سؤال وأرجو الفتوى لي فيه، أذهب إلى العمل وأختي إلى الجامعة أو نذهب لشراء أشياء أو لزيارة أحد ليس لدينا سيارة ولا أركب المواصلات العامة مما يحدث فيها من اختلاط غير منظم ودائماً ما يحدث لي أشياء تزعجني كاحتكاكي بشخص وأنا نازلة المحطة (لزحمة المواصلات) فأضطر إلى ركوب التاكسي ولكني لوحدي يعني في خلوة وفي بعض الأحيان أتضايق منهم لكثرة كلامهم أو الاعتداء علي بالسباب إذا كانت الأجرة قليلة فاقترح علي أن أركب مع زوج أختي أو زوج عمتي أو ابن عمي (وأنا وحدي) ونحن ذاهبان إلى نفس المشوار فماذا أفعل، وماذا علي أن أفعل ومن له الأولوية في الركوب معه هل سائق التاكسي وما به معظمهم من شبهات ومصائب، أم زوج أختي أو قريبي الذي نستريح له جميعاً أنا حائرة ولا أعلم ماذا أفعل هل أركب معه أم لا، وخصوصا أنه ليس لدي محرم لأني ليس لدي إخوان أولاد وأبي لا يحب أن يغادر المنزل، ماذا أفعل أفتوني أرجوكم؟ وجزاكم الله خيراً، ملحوظة: أنا في مصر يعني لا توجد مواصلات غير مختلطة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تكرار اللقاء مع زوج أختك بصورة شبه يومية مظنة الريبة وحصول الفتنة، وهذا في معنى الخلوة، لأنه يفضي في الغالب إلى ما تفضي إليه الخلوة من الفساد، والحكم في الأمور يرتبط بما تؤول إليه، فما أدى إلى الحرام فهو حرام، ولا شك(27/1085)
أن ازدحام المواصلات ليس عذراً مبيحاً لمثل هذا النوع من الخلوة، إذ بالإمكان انتقاء الوسيلة المناسبة التي تحملك إلى حيث تريدين، فليست كل وسائل المواصلات مزدحمة بالصورة التي تؤدي إلى الاحتكاك بالآخر، علماً بأنه يكتفى في هذه الحالة بالحاجات التي لا غنى عنها، دون التوسع في الخروج من غير مسوغ مقبول، وراجعي الفتوى رقم: 54972، والفتوى رقم: 10690، والفتوى رقم: 51407.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الجلسات العائلية المختلطة
تاريخ الفتوى : ... 27 رمضان 1425 / 10-11-2004
السؤال
شيخنا الفاضل: تعودنا أسلوب الجلوس مع بعض أي كعوائل فالاجتماعات في مناسبات فرحنا ونتناقش في أمور الدين والدنيا فوالد زوجي ووالدته وإخوانه وزوجاته وأخواته وأزواجهن وهذه الجلسات لا تخلو من التعليقات والضحكات والحكايات ومنها ما هو ديني أيضا من فتاوى وأحكام وقصص للصحابة ومناقشة لما جاء وسمعنا من أشرطة دينية حتى أننا نتبادلها فيما بيننا حتى في وجود أبنائنا جميعا، هذا الأمر شيخنا الفاضل يتكرر في بيت والدي رحمة الله عليه ووالدتي أيضا رحمها الله فقد زوج إخواني بفتاتين منقبتين وطلبا منهما رفع النقاب عند تلاقي العائلة (الوالدين –إخواني وزوجاتهما– أنا وزوجي) وبالفعل تم؛ وقد كان هدف والدي من هذا الأمر جمعي بإخواني فنحن عائلة صغيرة ليست كبيرة ورغبة منه في جمع العائلة حوله قبل وفاته، وبعد وفاة والدي رحمهما الله تم الفصل بين الإخوة حيث هناك جلسة للنساء وجلسة للرجال إلا أنني أحس أحيانا أن زوجات إخواني متضايقات لما وضعا فيه من أمر جلوسهن مع بعضنا البعض بوجود الرجال والنساء وأحسهما متحاملات على والدي رحمهما الله لما فرض عليهما من رفع النقاب، أود ان أسأل بداية هل والدي مذنبان في هذا الأمر؛ وماذا عليهما(27/1086)
وهل أكفر عنهما هذا الأمر علما شيخنا الفاضل بأن ليس كل الوقت كانت نساء إخواني تجلسان معنا في مجلس العائلة فهما تذهبان وتأتيان، وسؤال آخر: هل نحن مذنبون في هذا الشأن، وكيف لي أن أقنع زوجي أن الشرع لا يقبل بجلوسي مع إخوانه وأزواج أخواته؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد جلوس النساء مع الرجال في مجلس واحد مع الحشمة والأدب والتزام الحجاب وعدم الخلوة لا مانع منه إذا دعت إليه الحاجة وأمنت منه الفتنة، فإن كان والدك أمر زوجات أبنائه بما ذكر مع ما تقدم من قيود فليس آثماً إن شاء الله.
أما إن كان أمر بالجلوس مع عدم التزام ما ذكر من الآداب فهو آثم، وليس لذلك كفارة مقدرة، ولكن لكم أن تدعوا له وتتصدقوا عنه نرجو الله تعالى أن يغفر له.
أما عن حكم كشف الوجه والكفين، فسبق تفصيل القول حوله في الفتوى رقم: 50794 فتراجع.
وبما أنه قد كثر الفساد بين الناس، فإن الأحوط هو اجتناب هذه المجالس على كل حال، لما قد تجر إليه من الفتنة والميل المحرم، نسأل الله العافية والواقع شاهد على ما نقول.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يخلو الأجنبي بالمرأة ولو كانت كبيرة في السن
تاريخ الفتوى : ... 25 رمضان 1425 / 08-11-2004
السؤال
هل يجوز لأمى البالغة من العمر 60عاما أن تستقبل أحد زملائي أو أحد ممن هم في سن الشباب وهي بمفرها في المنزل أو ابن خالتها مثلا لأني أعرف والشرع يقول إن الزوجة لاتستقبل أحدا في غياب زوجها هل الأم الكبيرة في السن ينطبق عليها هذا أيضا وما حدود هذا أفيدونا بالله عليكم.(27/1087)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لأحد من زملائك أو غيرهم من الرجال الأجانب الدخول على أمك أو الخلوة بها من غير حضور محرم. لما ورد في الحديث المتفق من رواية عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إياكم والدخول على النساء. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وابن الخالة كغيره من الرجال إذا لم يكن محرما من الرضاع فهو أجنبي لا يجوز له الدخول على الأجنبية
ولا الخلوة بها. ولا فرق في ذلك بين أن تكون المرأة أما أو زوجة أو غيرهما. فالعبرة بالمحرمية وليست بحال المرأة أو قرابة الرجل منها أو فارق السن... فإذا لم يكن الرجل محرما فلا يجوز له الدخول على المرأة. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36027.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم الاختلاط في الزيارات العائلية
تاريخ الفتوى : ... 25 رمضان 1425 / 08-11-2004
السؤال
ما هو حكم الإسلام في الاختلاط في اللقاءات العائلية (الأقارب) بين الرجال والنساء، وهل هناك ضوابط شرعية حتى لا تحدث قطيعة رحم، إذا أتت أختي وزوجها وأخت زوجتي وزوجها إلى بيتي وهم لم يتعودوا انفصال الرجال والنساء في المجلس، فهل يجوز الجلوس سويا في مكان واحد؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1088)
فالأصل أن يكون للرجال مجلس منفصل عن النساء والعكس أما اختلاطهم في مجلس واحد فلا يجوز إلا إذا روعيت الضوابط الشرعية، التي ذكرناها في الفتوى رقم: 26838، والفتوى رقم: 10463.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... يحرم تعمد الاحتكاك بالمرأة الأجنبية
تاريخ الفتوى : ... 25 رمضان 1425 / 08-11-2004
السؤال
هل يجوز الاحتكاك بالمرأة حكها هل يعتبر زنا مع نزول المني بشهوة ؟؟؟
وما هي كفارتها؟؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل الأجنبي الخلوة بامرأة أجنبية أو الاحتكاك بها والقرب منها..
فقد سد الإسلام كل المنافذ التي تؤدي إلى الفاحشة فقال الله سبحانه وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور: 30}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
وما ذكره السائل يعتبر زنا بالمعنى العام الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك ا لفرج ويكذبه. رواه مسلم وغيره.
وليس زنا بالمعنى الخاص الذي يوجب الحد الشرعي الذي هو الرجم أو الجلد.... ما لم يحصل مغيب الحشفة في الفرج.
وكفارة ذلك التوبة النصوح وفعل الخيرات والمحافظة على الفرائض واجتناب النواهي.(27/1089)
قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114}.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ــــــــــــــ
ضوابط إقامة المرأة ببيت فيه أجانب عنها
تاريخ الفتوى : ... 19 رمضان 1425 / 02-11-2004
السؤال
ماذا نقول للفتاه التي تبلغ من العمر 24 عاما وهي تقيم مع خالتها وزوج خالتها وابن خالتها في دولة عربية للعمل هناك مع العلم بأن ابن خالتها يبلغ الـ 20 عاما؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن إقامة المرأة مع خالتها في مسكن واحد فيه زوج الخالة وابنها البالغ مباح إذا التزمت بضوابط الشرع من حجاب وستر لسائر بدنها وتجنب للخلوة بأي من الرجلين، وترك الحديث معهما فيما لا تدعو إليه حاجة، وإن احتاجت إلى الكلام معهما تجنبت الخضوع بالقول وكل ما يؤدي إلى الفتنة، والأحوط للبنت أن لا تلجأ إلى الإقامة المذكورة إلا إذا لم يتوفر لها مكان مناسب غير منزل الخالة، وراجع في ضوابط عمل المرأة الفتوى رقم: 522. وفي حكم سفر المرأة للعمل الفتوى رقم:3859
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... فضيلة الصبر و التعفف عن الحرام في بلاد الكفر
تاريخ الفتوى : ... 17 رمضان 1425 / 31-10-2004
السؤال(27/1090)
فأنا طالب أدرس في الاتحاد السوفيتي سابقا، ولعلكم تسمعون بالمنكر في هذه البلاد، ولذلك أسال هل إذا صبرت على نفسي وعلى عفتي أنال أجر الجهاد كما قيل لي.
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإقامة في بلاد الكفار لا تجوز، إلا بضرورة معتبرة شرعاً أو لحاجة شديدة، وانظر الفتويين: 714 ، 20969. هذا، وإن من يتعفف عن الحرام ويصبر على عدم الوقوع في الفاحشة، فإنه يستحق الأجر الجزيل من الله، أما أنه ينال أجر المجاهد، فهذا لا نعلم عليه دليلاً. وأما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد. فهو كلام مكذوب موضوع كما قال الحافظ.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
فتنة النساء هي أضر فتنة على الرجال
تاريخ الفتوى : ... 14 رمضان 1425 / 28-10-2004
السؤال
أنا شاب في بداية العشرينات من العمر، أتعرض للأذى الشديد من فتاة تدّعي أنها تحبني، وجميع اتصالاتها ورسائل الجوال في وقت متأخر من الليل مما يزعجني كثيرا ويقلق مضجعي.. حاولت نصحها كذا مرة ولكن لا حياة لمن تنادي ، تقول أن الشرع لم يحرم العلاقات البريئة وإنها ملتزمة بالأدب، علما أن رسائل الجوال تحتوي على كلمات الحب والشوق وأيضا عند نصحي لها تتلفظ بهذه الألفاظ وتقول إنها ملتزمة وأنها أفضل من اللاتي أحادثهن حيث تقول بأنها متدينة، علما أني لا أحادث أحدا وتتهمني بالنفاق والكذب وبفضل الله تعالى أنا شاب ملتزم على منهج السلف ولله الحمد، وأيضا تقول بأنها تريد فقط أن تشكو لي همومها وسألتها(27/1091)
لماذا أنا بالذات؟ فقالت : ليس عندي صديقات وأنت شاب ملتزم وأريد مشورتك. فماذا أفعل مع هذه المرأة الثلاثينية التي يفترض أن تكون عاقلة وهي تتصرف تصرف المراهقين؟ وتظن أني ظالم لها لأنها تحبني وأنا أمتنع عنها وأن الله سيعاقبني على ظلمي لها! . هل أبلغ السلطات المسؤولة عنها؟ وهل يجوز لي عندئذ أن أريهم رسائل الجوال؟ علما أن عقوبة الإزعاح بالهاتف تتراوح بين ثلاث إلى ستة أشهر بالسجن، والذي يقلقني أني إن شاء الله مقبل على الزواج خلال الشهور القليلة القادمة وإن استمرت ستسبب لي الكثير من المشاكل والخلافات الزوجية وستضعني في موقف الشك والريبة، ولا أستطيع أن أغيّر رقم جوالي. حتى أني ولشدة انزعاجي ولأذاها الكبير أدعوعليها، فهل يجوز لي أن أدعوعليها؟
وجزاكم الله كل خير
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعصمك من فتنة من تريد فتنتك وأن يعنيك على ما أنت فيه من الاستقامة، واعلم أن فتنة النساء من أخطر الفتن وأضرها للمسلم، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فنتة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعا: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. وعليه فإذا كنت بالغت في نصح هذه الفتاة وعرفت أنها لا تترك مغازلتك ومحاولة فتنتك، فيمكن أن تنذرها أولا بأنك ستفضح أمرها وتخبر به أباها أو المسؤول عنها، وأنها إن لم يفد فيها ذلك فإنك ستبلغ أمرها إلى السلطات، وإذا لم يفد إنذارها فأبلغ السلطات المسؤولة، ولا بأس بأن تريهم الرسائل التي هي في جوالك ولو أدى ذلك إلى سجنها لأنها لم ترعو عما هي فيه فقد تفسد عليك دينك، وقد تفعل ذلك بغيرك. ولا مانع من الدعاء عليها إن كانت حقا قد ظلمتك، وراجع في دعاء المظلوم على من ظلمه الفتوى رقم: 39908.
والله علم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/1092)
ــــــــــــــ
حكم نظر المرأة إلى شخص أجنبي عنها
تاريخ الفتوى : ... 13 رمضان 1425 / 27-10-2004
السؤال
ماحكم نظرالفتاة للشخص عندما تشعر بأنه يريد الارتباط بها أو مهتم بها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نظر المرأة إلى الرجل لغير شهوة مباح إن لم تخش الفتنة، ويدل لهذا سماح النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بالنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد.
وأما إذا وجدت اللذة أو خيفت الفتنة فإنه يحرم، ولا شك أن نظر الفتاة إلى الرجل الذي تلاحظ اهتمامه بها مدعاة لتبادل النظرات معه وربما دعا ذلك إلى الكلام أو إلى ما هو أعظم، لأن النظر بريد الزنى.
فلذا يتعين عليها الاحتجاب وترك تبادل النظر مع هذا الرجل إن لم يكن جاء خاطبا يريد الزواج بها، وأما إن كان يريد الزواج بها وكانت مستعدة للارتباط به فإنه يجوز لها أن تنظر إليه كما يجوز له أن ينظر إليها، وليكن ذلك في غير خلوة.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:7997، 37795، 16848، 15196، 5814، 46643، 48290، 1769، 17070، 49259.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم مبيت المرأة عند أهل زوجها وهو غائب
تاريخ الفتوى : ... 17 رمضان 1425 / 31-10-2004
السؤال
هل يجوز لي أن أبيت ليالي بدون زوجي في منزل أهله، علماً بأن له أخا غير متزوج يعيش بالمنزل ولو كان زوجي معي هل يختلف الوضع؟(27/1093)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في سكن المرأة في بيت أهل زوجها مع وجود الزوج أو غيابه بشرط أن لا يترتب على سكنها ارتكاب محرم من نظر محرم أو خلوة بأخي الزوج أو غيره من أقارب الزوج الذين ليسوا بمحارم لها، فإن ترتب عليه شيء من ذلك حرم، ومن حق الزوجة أن تطالب زوجها أن يفرد لها مسكنا خاصا، لقول الله تعالى: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ {الطلاق:6}، وانظر الفتوى رقم: 34802.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ركوب المرأة وحدها مع السائق الأجنبي يعد خلوة
تاريخ الفتوى : ... 11 رمضان 1425 / 25-10-2004
السؤال
زوجتي تدرس في جامعة بعيدا عني حيث تقيم مع عائلتها المشكلة أن والدها يرفض أخذها من وإلى الجامعة يوميا ولا يوجد من محارمها من يستطيع فعل ذلك فحاولت إيجاد أحد زميلاتها لتذهبا معا وتعودا معا ولكني لم أجد من يمكنه مرافقتها فما حكم ذهابها مع السائق لوحدهما إلى الجامعة, مع العلم بأنها على خلق ولا تتكلم معه البتة, أفتوني جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أفتى كثير من أهل العلم بأن خروج المرأة مع السائق الأجنبي وحدهما لا يجوز لأنه بمنزلة الخلوة المحرمة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم. وأما قول بعضهم إن ذلك ليس بخلوة ما دام داخل المدينة أو أمام أعين الناس فهو قول ضعيف واحتمال مرجوح لأن أهم المحاذير المترتبة على الخلوة متوقعة بين من في السيارة وحدهما ولو كانا داخل المدينة وعلى مرأى من الناس، كما لا يخفى. ولهذا ننصح(27/1094)
السائل الكريم بالمحافظة على زوجته وتوصيلها بنفسه أو مرافقة أمها وبعض أخواتها إن وجدن، أو البحث عن بعض الطالبات ليرافقنها. فالسلامة لا يعدلها شيء والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والمعصوم من عصمه الله تعالى ومن خالف أمر الله ندم عاجلا أو آجلا. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 51331،46699، 39628.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... ينظر إلى امرأة أجنبية وهو يقرأ القرآن هل يعد عاصيا أم مستهزءا؟
تاريخ الفتوى : ... 11 رمضان 1425 / 25-10-2004
السؤال
ما حكم الشخص الذي يقرأ القرآن وهو يشاهد امرأة أجنبية عنه هل يعد هذا استهزاء بالدين
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وبعد فإن الواجب على قارئ القرآن أن يعمل به ويمتثل ما فيه من الأوامر الربانية ويبتعد عن النواهي قال الله تعالى: الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته
قال ابن مسعود والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه.
ولا شك أن غض البصر عن النظر إلى العورات المحرمة قد أكده القرآن قال الله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ولكن من خالف هذا الأمر إنما يعد عاصياً ولا يقال إنه مستهزئ بالدين إلا إذا تبين ذلك من حاله بقرينة دالة على الاستهزاء.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
هل تزور صديقتها وزوجها موجود بالبيت(27/1095)
تاريخ الفتوى : ... 12 رمضان 1425 / 26-10-2004
السؤال
هل يجوز للمرأة أن تزور صديقتها وزوج الصديقة في البيت لكنه لا يراها ولا يدخل الغرفة التي فيها الزائر؟ بارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على المرأة في أن تزور صديقتها إذا التزمت في حال خروجها بالضوابط الشرعية لذلك، بأن تعتني بالحجاب وبصفاقة ثيابها وسعتها، بحيث لا تكون محددة للجسد، وأن لا تكون ثياب زينة ولا مبخرة أو مطيبة، وأن لا تشبه لباس الرجال أو الكافرات ولا ثياب شهرة، وأن لا يؤدي خروجها إلى الاختلاط بالرجال ولا إلى تضييع الحقوق، وأن يأذن لها زوجها في الخروج إن كانت متزوجة، وأن يكون زوج الصديقة المزورة راضيا بالزيارة، فإذا التزمت المرأة بهذه الضوابط فلا بأس بأن تزور صديقتها ولو كان زوج الصديقة حاضرا في البيت.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
رآها أجنبي عنها بغير قصد منها فماذا عليها
تاريخ الفتوى : ... 12 رمضان 1425 / 26-10-2004
السؤال
خرجت من المطبخ الداخلي للمنزل وأنا ذاهبة إلى الخارجي فإذا بعامل في وجهي -مع العلم بأني قبل خروجي تأكدت من خلو الطريق من العمال وأنا أيضا لا علم لي بأن في المنزل عمالاً ولكن كنت أتأكد فقط من باب الاحتياط- فمجرد أني رأيته أسرعت بالدخول إلى المطبخ الخارجي أعتقد أنه رآني لأني كنت مواجهته وعندما أردت العودة إلى الداخل كان عمي (والد زوجي) في الخارج فسألته عن(27/1096)
خلو الطريق فقال لي إن العامل مواجه الجدار بإمكانك الخروج الآن، ماذا أعمل الآن وإن أكثر الظن أن العامل رآني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تعالى النساء بالقرار في بيوتهن وبالتستر وعدم التبرج لئلا يؤدي ترك شيء من ذلك إلى الفتنة بهن، قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33}، ونهاهن عن الخلوة مع الأجانب، روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وعليه فواجب المرأة أن لا تتعرض للرجال الأجانب ولا تخاطبهم أو تجالسهم لغير حاجة شرعية، وأما إن رآها رجل وهي تريد الدخول أو الخروج من بعض غرفها، فلا حرج عليها في ذلك، لأن ذلك مما لا يمكن الاحتراز منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
المصافحة بين الجنسين .... الحكم والضوابط ... العنوان
تعلمون أننا في أيام عيد ، وفيها يكثر التزاور والتواصل، وكثيرا ما يتعرض أحدنا لامرأة تمد يدها بغية المصافحة، فماذا نفعل في هذه المواقف؟؟؟ ... السؤال
18/02/2007 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :-
المصافحة بين الجنسين إذا صاحبتها شهوة واستمتاع، أو خيف أن يحدث منها ذلك فلا خلاف في حرمتها .(27/1097)
أما إذا خلت المصافحة من كل معاني الشهوة والاستمتاع فقد اختلف فيها العلماء ما بين محرم ومجيز ، وجمهور العلماء ومنهم المذاهب الأربعة ، بل الثمانية على التحريم دون تفرقة بين إحراج، أو غيره. أو شهوة أو غيرها.
وقد رأى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي جواز المصافحة عند الاضطرار وأمن الفتنة، كما إذا بدأ الرجل فمد يده، لكن ليس للمرأة أن تبدأ بذلك، كما استحسن الشيخ القرضاوي أن يقتصر الجواز على الأهل والأقارب، فليس من المعقول أن تظل المرأة مادة يدها تصافح بها كل غاد ورائح.
والأفضل للمسلم والمسلمة أن يمتنعا عن المصافحة في كل حال، فإن القائل بالتحريم جمهور الأمة، ولهم أدلتهم ، ويمكن للمضطر منهما أن يقلد من قال بالجواز في أضيق الحدود.
وقد ناقش الشيخ القرضاوي أدلة كل اتجاه في بحث ضاف، إليك نصه،
يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :-
قبل الدخول في البحث والمناقشة أود أن أخرج صورتين من مجال النزاع أعتقد أن حكمهما لا خلاف عليه بين متقدمي الفقهاء فيما أعلم :.
الأولي: تحريم المصافحة للمرأة إذا اقترنت بها الشهوة والتلذذ الجنسي من أحد الطرفين: الرجل أو المرأة، أو خيفت فتنة من وراء ذلك في غالب الظن، وذلك أن سد الذريعة إلى الفساد واجب، ولا سيما إذا لاحت علاماته، وتهيأت أسبابه.
ومما يؤكد هذا ما ذكره العلماء أن لمس الرجل لإحدى محارمه، أو خلوته بها وهي من قسم المباح في الأصل تنتقل إلى دائرة الحرمة إذا تحركت الشهوة، أو خيفت الفتنة (انظر: الاختيار لتعليل المختار في فقه الحنفية 4/155)، وخاصة مع مثل بنت الزوجة أو الحماة أو امرأة الأب، أو أخت الرضاع، اللائي ليس لهن في النفوس ما للأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة أو نحوها.
الثانية : الترخيص في مصافحة المرأة العجوز التي لا تشتهى، ومثلها البنت الصغيرة التي لا تشتهى ؛ للأمن من أسباب الفتنة، وكذلك إذا كان المصافح شيخًا كبيرًا لا يشتَهي.(27/1098)
وذلك لما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يصافح العجائز، وعبد الله بن الزبير استأجر عجوزًا تمرضه، فكانت تغمزه وتفلي رأسه. (المرجع السابق ص 156، 155).
ويدل لهذا ما ذكره القرآن في شأن القواعد من النساء، حيث رخص لهن في التخفف من بعض أنواع الملابس ما لم يرخص لغيرهن: (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم). (النور: 60).
ومثل ذلك استثناء غير أولي الإربة من الرجال، أي الذين لا أرب لهم في النساء، والأطفال الذين لم يظهر فيهم الشعور الجنسي لصغر سنهم من نهي المؤمنات عن إبداء الزينة: (أو التابعين غير أولي الإرْبَةِ من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء). (النور 31).
وما عدا هاتين الصورتين، فهو محل الكلام، وموضع البحث والحاجة إلى التمحيص والتحقيق.
فالذين يوجبون على المرأة أن تغطي جميع جسمها، حتى الوجه والكفين، ولا يجعلونهما من المستثنى المذكور في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) بل يجعلون ما ظهر منها الثياب الظاهرة، كالملاءة والعباءة ونحو ذلك، أو ما ظهر منها بحكم الضرورة، كأن ينكشف منها شيء عند هبوب ريح شديدة أو نحو ذلك.
هؤلاء، لا عجب أن تكون المصافحة عندهم حرامًا لأن الكفين إذا وجبت تغطيتهما كان النظر إليهما محرمًا، وإذا كان النظر محرمًا كان المس كذلك من باب أولى، لأن المس أغلظ من النظر، لأنه أقوى إثارة للشهوة، ولا مصافحة دون أن تمس البشرة البشرة.
ولكن من المعروف أن أصحاب هذا القول هم الأقلون، وجمهور الفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، يجعلون المستثنى في قوله تعالى: (إلا ما ظهر منها) الوجه والكفين.(27/1099)
فما الدليل عندهم على تحريم المصافحة إذا لم تكن لشهوة ؟.
الحقيقة أنني بحثت عن دليل مقنع منصوص عليه، فلم أعثر على ما أنشده.
وأقوى ما يستدل به هنا، هو سد الذريعة إلى الفتنة، وهذا مقبول من غير شك عند تحرك الشهوة، أو خوف الفتنة بوجود أماراتها، ولكن عند الأمن من ذلك وهذا يتحقق في أحيان كثيرة ما وجه التحريم ؟.
ومن العلماء من استدل بترك النبي -صلى الله عليه وسلم- مصافحة النساء عندما بايعهن يوم الفتح بيعة النساء المشهورة، على ما جاء في سورة الممتحنة.
ولكن من المقرر أن ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمر من الأمور لا يدل بالضرورة على تحريمه.. فقد يتركه لأنه حرام، وقد يتركه لأنه مكروه، وقد يتركه لأنه خلاف الأولى، وقد يتركه لمجرد أنه لا يميل إليه، كتركه أكل الضب مع أنه مباح.
وإذن يكون مجرد ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- للمصافحة، لا يحمل دليلاً على حرمتها، ولابد من دليل آخر لمن يقول بها.
على أن ترك مصافحته، -صلى الله عليه وسلم- للنساء في المبايعة ليست موضع اتفاق، فقد جاء عن أم عطية الأنصارية -رضي الله عنها- ما يدل على المصافحة في البيعة، خلافًا لما صح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث أنكرت ذلك وأقسمت على نفيه.
روى البخاري في صحيحه عن عائشة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية: يقول الله تعالى: (يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يُبَايِعْنَك على أن لا يُشْرِكن بالله شيئًا ولا يَسْرِقن ولا يَزْنِينَ ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين بِبُهْتان يَفْترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يَعْصِينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) (الممتحنة :12)، قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " قد بايعتك " كلامًا ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: " قد بايعتك على ذلك " (رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه ـسورة الممتحنة باب :(إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات).(27/1100)
قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) في شرح قول عائشة " ولا والله " إلخ: فيه القسم لتأكيد الخبر، وكأن عائشة أشارت بذلك إلى الرد على ما جاء عن أم عطية. فعند ابن حبان، والبزار، والطبري، وابن مردويه، من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن عن جدته أم عطية في قصة المبايعة، قالت: فمد يده من خارج البيت، ومددنا أيدينا من داخل البيت، ثم قال: " اللهم اشهد".
وكذا الحديث الذي بعده يعني بعد الحديث المذكور في البخاري حيث قالت فيه: (فقبضت امرأة يدها) (المصدر السابق، باب :(إذا جاءكم المؤمنات يبايعنك) فإنه يشعر بأنهن كن يبايعنه بأيديهن.
قال الحافظ: ويمكن الجواب عن الأول: بأن مد الأيدي من وراء الحجاب إشارة إلى وقوع المبايعة وإن لم تقع مصافحة.. وعن الثاني: بأن المراد بقبض اليد: التأخر عن القبول.. أو كانت المبايعة تقع بحائل، فقد روى أبو داود في المراسيل عن الشعبي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده، وقال: (لا أصافح النساء) وفي مغازي ابن إسحاق: أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يغمس يده في إناء وتغمس المرأة يدها معه.
قال الحافظ: ويحتمل التعدد، يعني أن المبايعة وقعت أكثر من مرة، منها ما لم يمس يد امرأة قط لا بحائل ولا بغيره إنما يبايع بالكلام فقط، وهو ما أخبرت به عائشة.. ومنها ما صافح فيه النساء بحائل، وهو ما رواه الشعبي.
ومنها: الصورة التي ذكرها ابن إسحاق من الغمس في الإناء، والصورة التي يدل عليها كلام أم عطية من المصافحة المباشرة.
ومما يرجح احتمال التعدد: أن عائشة تتحدث عن بيعة المؤمنات المهاجرات بعد صلح الحديبية، أما أم عطية فتتحدث فيما يظهر عما هو أعم من ذلك وأشمل لبيعة النساء المؤمنات بصفة عامة، ومنهن أنصاريات كأم عطية راوية الحديث.. ولهذا ترجم البخاري لحديث عائشة تحت عنوان باب: (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) ولحديث أم عطية باب: (إذا جاءك المؤمنات يبايعنك).(27/1101)
والمقصود من نقل هذا كله: أن ما اعتمد عليه الكثيرون في تحريم المصافحة من ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- لها في بيعة النساء، ليس موضع اتفاق، كما قد يظن الذين لا يرجعون إلى المصادر الأصلية، بل فيه الخلاف الذي ذكرناه.
وقد استدل بعض العلماء المعاصرين على تحريم مصافحة المرأة بما أخرجه الطبراني والبيهقي عن معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " لأن يطعن في رأس أحدكم بِمخْيَط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له "، قال المنذري في الترغيب: ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح.
والمخيط: آلة الخياطة كالإبرة والمسلة ونحوها.
ويلاحظ على الاستدلال بهذا الحديث ما يلي:.
1ـ أن أئمة الحديث لم يصرحوا بصحته، واكتفى مثل المنذري أو الهيثمي أن يقول: رجاله ثقات أو رجال الصحيح.. وهذه الكلمة وحدها لا تكفي لإثبات صحة الحديث لاحتمال أن يكون فيه انقطاع، أو علة خفية، ولهذا لم يخرجه أحد من أصحاب الدواوين المشهورة، كما لم يستدل به أحد من الفقهاء في الأزمنة الأولى على تحريم المصافحة ونحوه.
2 -أن فقهاء الحنفية، وبعض فقهاء المالكية قالوا: إن التحريم لا يثبت إلا بدليل قطعي لا شبهة فيه، مثل القرآن الكريم والأحاديث المتواترة ومثلها المشهورة، فأما ما كان في ثبوته شبهة، فلا يفيد أكثر من الكراهة مثل أحاديث الآحاد الصحيحة.. فكيف بما يشك في صحته ؟!.
3ـ على فرض تسليمنا بصحة الحديث، وإمكان أخذ التحريم من مثله، أجد أن دلالة الحديث على الحكم المستدل عليه غير واضحة ؛ فكلمة " يمس امرأة لا تحل له " لا تعني مجرد لمس البشرة للبشرة، بدون شهوة، كما يحدث في المصافحة العادية.. بل كلمة " المس " حسب استعمالها في النصوص الشرعية من القرآن والسنة تعني أحد أمرين:.
1 ـ أنها كناية عن الصلة الجنسية " الجماع " كما جاء ذلك عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (أو لامستم النساء) أنه قال: اللمس والملامسة والمس في القرآن كناية عن الجماع.. واستقراء الآيات التي جاء فيها المس يدل على ذلك(27/1102)
بجلاء، كقوله تعالى على لسان مريم: (أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر) (آل عمران: 47).(وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن). (البقرة: 237).
وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدنو من نسائه من غير مسيس.
2ـ أنها تعني ما دون الجماع من القبلة والعناق والمباشرة ونحو ذلك مما هو مقدمات الجماع، وهذا ما جاء عن بعض السلف في تفسير الملامسة:.
قال الحاكم في كتاب " الطهارة " من " المستدرك على الصحيحين".
"قد اتفق البخاري ومسلم على إخراج أحاديث متفرقة في المسندين الصحيحين يستدل بها على أن اللمس ما دون الجماع.
أ - منها: حديث أبي هريرة: " فاليد زناها اللمس...".
ب - وحديث ابن عباس: " لعلك مسست ".
جـ - وحديث ابن مسعود: " وأقم الصلاة طرفي النهار... " (يشير إلى ما رواه الشيخان وغيرهما من حديث ابن مسعود، وفي بعض رواياته: أن رجلاً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذكر أنه أصاب من امرأة، إما قبلة أو مسًا بيده، أو شيئًا. كأنه يسأل عن كفارتها، فأنزل الله عز وجل.. يعني آية :(وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) (هود: 114) رواه مسلم بهذا اللفظ في كتاب التوبة برقم 40).قال: وقد بقى عليهما أحاديث صحيحة في التفسير وغيره.. وذكر منها:.
د ـ عن عائشة قالت: " قَلَّ يوم، إلا وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوف علينا جميعًا تعني نساءه فيقبل ويلمس ما دون الوقاع، فإذا جاء إلى التي هي يومها ثبت عندها".
هـ وعن عبد الله بن مسعود قال: (أو لامستم النساء) هو مادون الجماع وفيه الوضوء".
و ـ وعن عمر قال: " إن القبلة من اللمس فتوضأ منها ". (انظر المستدرك 1/135).(27/1103)
ومن هنا كان مذهب مالك، وظاهر مذهب أحمد: أن لمس المرأة الذي ينقض الوضوء هو ما كان بشهوة، وبه فسروا قوله تعالى: (أو لامستم النساء) وفي القراءة الأخرى: (أو لامستم النساء.).
ولهذا ضعف شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه قول من فسروا الملامسة أو اللمس في الآية بمجرد مس البشرة البشرة ولو بلا شهوة.
ومما قاله في ذلك:.
(فأما تعليق النقض بمجرد اللمس، فهذا خلاف الأصول، وخلاف إجماع الصحابة وخلاف الآثار، وليس مع قائله نص ولا قياس.
فإن كان اللمس في قوله تعالى: (أو لامستم النساء) إذا أريد به اللمس باليد والقبلة ونحو ذلك كما قاله ابن عمر وغيره فقد علم أنه حيث ذكر ذلك في الكتاب والسنة، فإنما يراد به ما كان لشهوة، مثل قوله في آية الاعتكاف :(ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) ومباشرة المعتكف لغير شهوة لا تحرم عليه، بخلاف المباشرة لشهوة.
وكذلك قوله: (ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) وقوله: (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن)، فإنه لو مسها مسيسًا خاليًا من غير شهوة لم يجب به عدة، ولا يستقر به مهر، ولا تنتشر به حرمة المصاهرة باتفاق العلماء.
فمن زعم أن قوله: (أو لامستم النساء) يتناول اللمس وإن لم يكن لشهوة فقد خرج عن اللغة التي جاء بها القرآن، بل وعن لغة الناس في عرفهم، فإنه إذا ذكر المس الذي يقرن فيه بين الرجل والمرأة علم أنه مس الشهوة، كما أنه إذا ذكر الوطء المقرون بين الرجل والمرأة، علم أنه الوطء بالفرج لا بالقدم).ا.هـ (انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ط الرياض 21/223، 224).
وذكر ابن تيمية في موضع آخر: أن الصحابة تنازعوا في قوله تعالى: (أو لامستم النساء) فكان ابن عباس وطائفة يقولون: الجماع، ويقولون: الله حيي كريم، يُكَنِّي بما شاء عما شاء.
قال: وهذا أصح القولين.(27/1104)
وقد تنازع العرب والموالي في معنى اللمس: هل المراد به الجماع أو ما دونه ؟ فقالت العرب: هو الجماع، وقالت الموالي: هو ما دونه، وتحاكموا إلى ابن عباس فصوب العرب، وخطأ الموالي. (انظر المرجع السابق).
والمقصود من نقل هذا الكلام كله أن نعلم أن كلمة " المس " أو " اللمس " حين تستعمل من الرجل للمرأة، لا يراد بها مجرد وضع البشرة على البشرة، بل المراد بها إما الجماع، وإما مقدماته من التقبيل والعناق، ونحو ذلك من كل مس تصحبه الشهوة والتلذذ.
على أننا لو نظرنا في صحيح المنقول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا ما يدل على أن مجرد لمس اليد لليد بين الرجل والمرأة بلا شهوة ولا خشية فتنة، غير ممنوع في نفسه، بل قد فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- والأصل في فعله أنه للتشريع والاقتداء :(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة). (الأحزاب :21).
فقد روى البخاري في كتاب " الأدب " من صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة، لتأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتنطلق به حيث شاءت".
وفي رواية للإمام أحمد عن أنس أيضًا قال:.
"إن كانت الوليدة يعني الأمة من ولائد أهل المدينة لتجيء، فتأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت". وأخرجه ابن ماجة أيضًا.
قال الحافظ في الفتح: (والمقصود من الأخذ باليد لازمه، وهو الرفق والانقياد، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع، لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وحيث عمم بلفظ " الإماء " أي أمة كانت، وبقوله " حيث شاءت " أي مكان من الأمكنة، والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة لساعد على ذلك.
وهذا دليل على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر -صلى الله عليه وسلم-). (فتح الباري جـ 13).(27/1105)
وما ذكره الحافظ -رحمه الله- مسلم في جملته، ولكن صرفه معنى الأخذ باليد عن ظاهره إلى لازمه وهو الرفق والانقياد غير مسلم ؛ لأن الظاهر واللازم مرادان معًا.. والأصل في الكلام أن يحمل على ظاهره، إلا أن يوجد دليل أو قرينة معينة تصرفه عن هذا الظاهر، ولا أرى هنا ما يمنع ذلك.. بل إن رواية الإمام أحمد، وفيها: " فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت "، لتدل بوضوح على أن الظاهر هو المراد، وأن من التكلف والاعتساف الخروج عنه.
وأكثر من ذلك وأبلغ ما جاء في الصحيحين والسنن عن أنس أيضًا " أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال من القيلولة عند خالته خالة أنس أم حرام بنت ملحان زوج عبادة بن الصامت، ونام عندها، واضعًا رأسه في حجرها وجعلت تفلي رأسه... "إلخ ما جاء في الحديث.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن حجر في بيان ما يؤخذ من الحديث، قال: (وفيه جواز قائلة الضيف في غير بيته بشرطه كالإذن وأمن الفتنة..، وجواز خدمة المرأة الأجنبية للضيف بإطعامه والتمهيد له ونحو ذلك.
وفيه خدمة المرأة الضيف بتفلية رأسه وقد أشكل هذا على جماعة، فقال ابن عبد البر: أظن أن أم حرام أرضعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو أختها أم سليم، فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة، فلذلك كان ينام عندها، وتنال منه ما يجوز للمحرم أن يناله من محارمه.. ثم ساق بسنده ما يدل على أن أم حرام كانت منه ذات محرم من قبل خالاته، لأن أم عبد المطلب جده كانت من بني النجار... إلخ.
وقال غيره: بل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- معصومًا، يملك إربه عن زوجته فكيف عن غيرها مما هو المنزه عنه ؟ وهو المبرأ عن كل فعل قبيح، وقول رفث، فيكون ذلك من خصائصه.
ورد ذلك القاضي عياض بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال، وثبوت العصمة مسلم لكن الأصل عدم الخصوصية، وجواز الاقتداء به في أفعاله، حتى يقوم على الخصوصية دليل.(27/1106)
وبالغ الحافظ الدمياطي في الرد على من قال بالاحتمال الأول، وهو ادعاء المحرمية، فقال:.
ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة أو من النسب، واللاتي أرضعنه معلومات، ليس فيهن أحد من الأنصار ألبتة، سوى أم عبد المطلب، وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وأم حرام هي بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر المذكور.. فلا تجتمع أم حرام وسلمى إلا في عامر بن غنم جدهما الأعلى.. وهذه خئولة لا تثبت بها محرمية، لأنها خئولة مجازية، وهي كقوله -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن أبي وقاص :(هذا خالي)، لكونه من بني زهرة، وهم أقارب أمه آمنة، وليس سعد أخًا لآمنة، لا من النسب، ولا من الرضاعة، ثم قال: وإذا تقرر هذا فقد ثبت في الصحيح: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه، إلا على أم سليم، فقيل له أي سئل في ذلك فقال: "أرحمها، قتل أخوها معي ".يعني حرام بن ملحان.. وكان قد قتل يوم بئر معونة.
وإذا كان هذا الحديث قد خص أم سليم بالاستثناء، فمثلها أم حرام المذكورة هنا.. فهما أختان وكانتا في دار واحدة، كل واحدة منهما في بيت من تلك الدار، وحرام بن ملحان أخوهما معًا، فالعلة مشتركة فيهما كما ذكر الحافظ ابن حجر.
وقد انضاف إلى العلة المذكورة أن أم سليم هي أم أنس خادم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد جرت العادة بمخالطة المخدوم خادمه، وأهل خادمه، ورفع الحشمة التي تقع بين الأجانب عنهم.
ثم قال الدمياطي: على أنه ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بأم حرام، ولعل ذلك كان مع ولد، أو خادم، أو زوج، أو تابع.
قال ابن حجر: وهو احتمال قوي، لكنه لا يدفع الإشكال من أصله، لبقاء الملامسة في تفلية الرأس، وكذا النوم في الحجر.(27/1107)
قال الحافظ: وأحسن الأجوبة دعوى الخصوصية، ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل لأن الدليل على ذلك واضح). (انظر: فتح الباري 13/230 ،231 بتصرف).
ولا أدري أين هذا الدليل، غامضًا كان أو واضحًا ؟.
والذي يطمئن إليه القلب من هذه الروايات أن مجرد الملامسة ليس حرامًا.. فإذا وجدت أسباب الخلطة كما كان بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأم حرام وأم سليم، وأمنت الفتنة من الجانبين، فلا بأس بالمصافحة عند الحاجة كمثل القادم من سفر، والقريب إذا زار قريبة له أو زارته، من غير محارمه، كابنة الخال، أو ابنة الخالة، أو ابنة العم، أو ابنة العمة أو امرأة العم، أو امرأة الخال أو نحو ذلك، وخصوصًا إذا كان اللقاء بعد طول غياب.
والذي أحب أن أؤكده في ختام هذا البحث أمران:.
الأول: أن المصافحة إنما تجوز عند عدم الشهوة، وأمن الفتنة، فإذا خيفت الفتنة على أحد الطرفين، أو وجدت الشهوة والتلذذ من أحدهما حرمت المصافحة بلا شك.
بل لو فقد هذان الشرطان عدم الشهوة وأمن الفتنة بين الرجل ومحارمه مثل خالته، أو عمته، أو أخته من الرضاع، أو بنت امرأته، أو زوجة أبيه، أو أم امرأته، أو غير ذلك، لكانت المصافحة حينئذ حرامًا
بل لو فقد الشرطان بين الرجل وبين صبي أمرد، حرمت مصافحته أيضًا.. وربما كان في بعض البيئات، ولدى بعض الناس، أشد خطرًا من الأنثى.
الثاني: ينبغي الاقتصار في المصافحة على موضع الحاجة، مثل ما يكون بين الأقارب والأصهار الذين بينهم خلطة وصلة قوية، ولا يحسن التوسع في ذلك، سدًا للذريعة، وبعدًا عن الشبهة، وأخذًا بالأحوط، واقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، الذي لم يثبت عنه أنه صافح امرأة أجنبية قط . وأفضل للمسلم المتدين، والمسلمة المتدينة ألا يبدأ أحدهما بالمصافحة، ولكن إذا صوفح صافح.
وإنما قررنا الحكم ليعمل به من يحتاج إليه دون أن يشعر أنه فرط في دينه، ولا ينكر عليه من رآه يفعل ذلك ما دام أمرًا قابلاً للاجتهاد .(27/1108)
والله أعلم .
ــــــــــــــ
الشذوذ الجنسي ...الحكم والعلاج ... العنوان
أنا مسلم ملتزم ، وأسلمت قبل فترة طويلة ، تم التحرش بي جنسياً وأنا طفل ، وأصبحت الآن أُثار غريزيّاً للرجال والنساء ، وهذا شيء أجده في نفسي ، لا أدري كيف أتخلص منه.
أنا لا أفعل المعصية دائماً ولكنني أفعلها أحياناً وأندم على فعلها لأن الله لا يحب هذا الانحراف الجنسي ، والمشكلة أنني لا أستطيع أن أساعد نفسي ، حاولت كثيراً أن أتغير ولكن دون فائدة ، طلبت من الله المعونة واعترفت لبعض المسلمين لكي يساعدوني وذهبت للطبيب النفسي .
أحب الله وأحب دينه وتصرفاتي تعكس هذا الحب ، ودائماً أحاول التقرب لله ، حيث إنني وقعت في هذا المرض ، فقد عرفت لماذا أمرت الشريعة بقتل اللوطي ، جميع أصدقائي مسلمون ومتمسكون بالدين ، ولكن الشيطان قد يحاول أن يدمر إيماني أنا وأصدقائي ، أرجو أن تساعدني وتخبرني بالحل ولو تكلف هذا ذهابي لأي مكان في العالم لأنني لا أريد أن أقترف هذا الذنب مرة أخرى ، ولا أريد أن أكون خطراً على أي شخص من عباد الله . ... السؤال
15/02/2007 ... التاريخ
الشيخ محمد صالح المنجد ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فمن أخبث الذنوب جريمة اللواط، وقد شدد التشريع في تقبيحها، وعقوبتها، ومن المعلوم أن كثيرا من الأمراض تنتشر بسببها، ومع ذلك فقد فتح الله تعالى باب التوبة على مصراعيه لكل تائب ، ويجب على من اقترف الذنب وتاب منه، أن يقترب من الله تعالى ويكثر من الصالحات، ويجالس الصالحين.
يقول فضيلة الشيخ محمد المنجد من علماء المملكة العربية السعودية:(27/1109)
سنتكلم معك في نقاط أربعة وهي : قبح وشناعة فاحشة اللواط ، والآثار المترتبة عليها من حيث المخاطر الصحية ، وبيان سعة رحمة الله للتائبين ، وطرق العلاج لمن ابتلي بهذه الفاحشة .
أما الأمر الأول : وهو قبح وشناعة فاحشة اللواط :
فقد قال ابن القيم – عن قوم لوط - :
ذكر جمهور الأمة ، وحكاه غير واحد إجماعاً للصحابة - : ليس في المعاصي مفسدة أعظم من مفسدة اللواط ، وهي تلي مفسدة الكفر ، وربما كانت أعظم من مفسدة القتل - كما سنبينه إن شاء الله تعالى-.
قالوا : ولم يبتل الله تعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوطٍ أحداً من العالمين ، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمَّة غيرهم ، وجمع عليهم أنواعاً من العقوبات : من الإهلاك ، وقلب ديارهم عليهم ، والخسف بهم ، ورجمهم بالحجارة من السماء ، وطمس أعينهم ، وعذَّبهم ، وجعل عذابهم مستمراً ، فنكل بهم نكالاً لم ينكله بأمَّة سواهم ، وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة ، التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عُملت عليها ، وتهرب الملائكة إلى أقطار السموات والأرض إذا شهدوها خشية نزول العذاب على أهلها فيصيبهم معهم ، وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى ، وتكاد الجبال تزول عن أماكنها .
وقتْل المفعول به خيرٌ له من وطئه ، فإنه إذا وطأه الرجل قتله قتلا لا تُرجي الحياة معه ، بخلاف قتله فإنه مظلوم شهيد ، وربما ينتفع به في آخرته .
وقال :
وأتفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتله ، لم يختلف منهم فيه رجلان ، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله ، فظنَّ بعض الناس ذلك اختلافاً منهم في قتله ، فحكاها مسألة نزاع بين الصحابة ، وهي بينهم مسألة إجماع .
ومن تأمل قوله سبحانه:" ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً " الإسراء، وقوله في اللواط :" أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين" الأعراف ، تبين له تفاوت ما بينهما ؛ فإنه سبحانه نكَّر الفاحشة في الزنا ، أي : هو فاحشة من الفواحش ، وعرَّفها في اللواط ، وذلك يفيد أنه جامع لمعاني اسم الفاحشة ...(27/1110)
ثم أكد سبحانه شأن فحشها بأنها لم يعملها أحد من العالمين قبلهم فقال :" ما سبقكم بها من أحد من العالمين" ، ثم زاد في التأكيد بأن صرَّح بما تشمئز منه القلوب ، وتنبو عنها الأسماع ، وتنفر منه أشد النفور ، وهو إتيان الرجل رجلا مثله ينكحه كما ينكح الأنثى ، فقال :" أئنكم لتأتون الرجال ".
ثم أكد سبحانه قبح ذلك بأن اللوطية عكسوا فطرة الله التي فطر عليه الرجال ، وقلبوا الطبيعة التي ركَّبها الله في الذكور ، وهي شهوة النساء دون الذكور ، فقلبوا الأمر ، وعكسوا الفطرة والطبيعة فأتوا الرجال شهوة من دون النساء ، ولهذا قلب الله سبحانه عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها ، وكذلك قلبهم ، ونكسوا في العذاب على رؤوسهم .
ثم أكد سبحانه قبح ذلك بأن حكم عليهم بالإسراف وهو مجاوزة الحد ، فقال :" بل أنتم قوم مسرفون".
فتأمل هل جاء ذلك – أو قريبٌ منه - في الزنا ، وأكد سبحانه ذلك عليهم بقوله:" ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث" ، ثم أكَّد سبحانه عليهم الذم بوصفين في غاية القبح فقال :" إنهم كانوا قوم سوء فاسقين" الأنبياء ، وسماهم مفسدين في قول نبيهم فقال :" رب انصرني على القوم المفسدين" الأنبياء ، وسماهم ظالمين في قول الملائكة لإبراهيم عليه السلام : " إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين" العنكبوت.
فتأمل من عوقب بمثل هذه العقوبات ومن ذمه الله بمثل هذه الذمات .
وأما الأمر الثاني : فهو ما تسببه هذه الفاحشة من مضار صحيَّة :
قال الدكتور محمود حجازي في كتابه " الأمراض الجنسية و التناسلية " - وهو يشرح بعض المخاطر الصحية الناجمة عن ارتكاب اللواط - :
إن الأمراض التي تنتقل عن طريق الشذوذ الجنسي ( اللواط ) هي :
1- مرض الأيدز، وهو مرض فقد المناعة المكتسبة الذي يؤدي عادة إلى الموت .
2- التهاب الكبد الفيروسي .
3- مرض الزهري .
4- مرض السيلان .(27/1111)
5- مرض الهربس .
6- التهابات الشرج الجرثومية .
7- مرض التيفوئيد .
8- مرض الأميبيا .
9- الديدان المعوية .
10- ثواليل الشرج .
11- مرض الجرب .
12- مرض قمل العانة .
13- فيروس السايتو ميجالك الذي قد يؤدي إلى سرطان الشرج .
14- المرض الحبيبي اللمفاوي التناسلي .
ثالثاً : التوبة منه :
ومما سبق يتبين عظم وقبح وشناعة هذه الفاحشة ، وما يترتب على فعلها من آثار ضارة ، ومع ذلك فالباب مفتوح لتوبة العاصين ، والله تعالى يفرح بتوبتهم .
وتأمل قول الله تعالى : " والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ولا يزنون . ومن يفعل ذلك يلق أثاماً . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً . إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً " الفرقان .
وعند التأمل في قوله تعالى :" فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات" يتبين لك فضل الله العظيم .
وقد قال المفسرون هنا معنيين للتبديل :
الأول : تبديل الصفات السيئة بصفات حسنة كإبدالهم بالشرك إيماناً وبالزنا عفة وإحصاناً وبالكذب صدقاً وبالخيانة أمانة وهكذا .
والثاني : تبديل السيئات التي عملوها بحسنات يوم القيامة .
فالواجب عليك التوبة إلى الله توبة عظيمة ، واعلم أن رجوعك إليه سبحانه هو خير لك ولأهلك ولإخوانك وللمجتمع كافة .(27/1112)
واعلم أن الحياة قصيرة ، وأن الآخرة خير وأبقى ، ولا تنس أن الله تعالى أهلك قوم لوط بما لم يهلك بمثله أحداً من الأمم غيرهم .
رابعاً : وأما العلاج لمن ابتلي بهذه المصيبة :
1- الابتعاد عن الأسباب التي تيسر لك الوقوع في هذه المعصية وتذكرك بها مثل :
- إطلاق البصر ، والنظر إلى النساء أو الشاشات .
- الخلوة بأحد من الرجال أو النساء .
2- اشغل نفسك دائماً بما ينفعك في دينك أو دنياك كما قال الله تعالى : ( فإذا فرغت فانصب ) فإذا فرغت من عمل في الدنيا فاجتهد في عمل من عمل الآخرة كذكر الله وتلاوة القرآن وطلب العلم وسماع الأشرطة النافعة ...
وإذا فرغت من طاعة فابدأ بأخرى ، وإذا فرغت من عمل من أعمال الدنيا فابدأ في آخر ... وهكذا ، لأن النفس أن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، فلا تدع لنفسك فرصة أو وقت فراغ تفكر في هذه الفاحشة .
3-قارن بين ما تجده من لذة أثناء هذه الفاحشة ، وما يعقب ذلك من ندم وقلق وحيرة تدوم معك طويلاً ، ثم ما ينتظر فاعل هذه الفاحشة من عذاب في الآخرة ، فهل ترى أن هذه اللذة التي تنقضي بعد ساعة يقدمها عاقل على ما يعقبها من ندم وعذاب ، ويمكنك لتقوية القناعة بهذا الأمر والرضا به القراءة في كتاب ابن القيم ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) فقد ألفه رحمه الله لمن هم في مثل حالك – فرج الله عنا وعنك - .
4-العاقل لا يترك شيئاً يحبه إلا لمحبوب أعلى منه أو خشية مكروه . وهذه الفاحشة تفوت عليك نعيم الدنيا والآخرة ، ومحبة الله لك ، وتستحق بها غضب الله وعذابه ومقته .
فقارن بين ما يفوتك من خير ، وما يحصل لك من شر بسبب هذه الفاحشة، والعاقل ينظر أي الأمرين يقدّم .
5-وأهم من ذلك كله : الدعاء والاستعانة بالله عز وجل أن يصرف عنك هذا السوء ، واغتنم أوقات الإجابة وأحوالها ، كالسجود ، وقبل التسليم من الصلاة ،(27/1113)
وثلث الليل الآخر ، ووقت نزول المطر ، وفي السفر ، وفي الصيام ، وعند الإفطار من الصيام .
نسأل الله أن يلهمك رشدك ، وأن يتوب عليك ، ويجنبك سوء الأعمال والأخلاق . أ.هـ
والله أعلم
ــــــــــــــ
الفتوى : ... كشف الرجل عورته عمدا من الكبائر أم الصغائر
تاريخ الفتوى : ... 11 رمضان 1425 / 25-10-2004
السؤال
السلام عليكم
هل كشف العورة عمدا أمام الغير من الكبائر أم من الصغائر؟ وما هو العمل لتكفيرها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكبيرة هي الذنب الذي ترتب عليه حد في الدنيا نحو قتل العمد والزنا والسرقة أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن فاعله في كتاب الله أو على لسان محمد صلى الله عليه وسلم مثل أكل مال اليتيم والسحر والفرار من صف القتال.
وعليه، فكشف عورة الرجل عمداً أمام الغير لا يُعد من الكبائر لأنه لم يرد فيه شيء مما ذكر، بل هو من الصغائر، وإذا قلنا إنه من الصغائر فليس معنى ذلك أن للمرء أن يتساهل في شأنه، فالصغيرة مع الإصرار عليها قد تتحول إلى كبيرة، والإدمان عليها قد يسبب لصاحبها الهلاك.
روى الإمام أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه.(27/1114)
وتكفير الصغائر مثل تكفير الكبائر يكون بالتوبة النصوح، بالإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العود إليه مع الإخلاص في ذلك.
وكذلك تكفر الصغائر بالعمل الصالح وباجتناب الكبائر وراجع الفتوى رقم: 3000. والفتوى رقم: 35144، ورقم: 51247.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
-ــــــــــــــ
من الآداب المتبعة عند تقبيل المحارم
تاريخ الفتوى : ... 11 رمضان 1425 / 25-10-2004
السؤال
حماي ( والد زوجي ) يطاردني ويريد أن يلمس جسمي أنا أبلغ من العمر 27 عاما إنسانة مثقفة جدا وهادئة ومؤدبة ومتزوجة منذ عامين من عائلة معروفة ومحترمة سعيدة مع زوجي وأهله وكلهم يحبونني كبارا وصغارا . المشكلة هي أن حماي إذا انفرد بي في البيت لوحدي يريد تقبيلي وإذا سمحت له بأن يقبلني فهو يريد أيضا أن يلمس جسمي جسمي وو..... مع العلم أنه إنسان يبلغ الـ 75- 80 عاما ، لا أعلم كم عمره بالضبط . وهو حاج وإنسان مهاب بين الناس ومحترم ، آخر مرة كنت عندهم أراد تقبيلي من فمي فقلت له سأقبل يدك كما أقبل يد والدي فرفض وزعل عندما هربت منه وقال لي إنه لا يريد أن أكلمه أبدا بسبب عدم استجابتي لطلبه بتقبيلي من الفم وإعطائه ما يريد على فكرة هذا الموقف تكرر عدة مرات وكل مرة أقول لربما مخطئة ربما يعزني ويريد تقبيلي كأب وابنته لكن للأسف هذا الشيء تكرر وقد علمت ما النية لأن الأب يقبّل ابنته أمام الناس ولا يخجل لكنه هو يريد ان يقبّل على انفراد وأن يلمس جسدي لقد قلت لزوجي آخر مرة أن والده قد خاصمني لأنني رفضت تقبيله من الفم فجن جنونه وأراد أن يكلم والدته ويقص لها ما حدث لكن أنا رجوته أن لا يفعل ذلك فهذا يسيء لسمعة العائلة زوجي الآن لا يريد أن يذهب إلى بيت والده ولا يريد رؤيته فهو يقول إنه(27/1115)
قد جن أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل أنني أحب بيت حماي وحماتي الحنونة أيضا وكل هذه العائلة لكن لا أعلم ماذا أفعل؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أباح أهل العلم تقبيل المحارم على اليد أو الرأس والجبهة، ونحو ذلك إذا أمنت إثارة الشهوة وحدوث الفتنة، ففي سنن الترمذي وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل فاطمة وتقبله.
وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل يقبل ذات محرم منه، قال: إذا قدم من سفر ولم يخف على نفسه.
ومن الآداب التي نص العلماء على وجوب مراعاتها عند التقبيل أن يتحاشى الفم لأنه مظنة الشهوة.
وعليه، فما يريد منك أبو زوجك من التقبيل على الفم وملامسة الجسد ومحاولة الاختفاء بذلك عن أعين الناس يدل بوضوح على قصد سيء ونية خبيثة، فلا تنفردي معه في البيت أبداً ولا تختلي معه وهدديه بأنه إذا واصل الإقدام على مثل ما يريد فستفضحين أمره.
وعلى زوجك أن لا يقطع أباه، فإن حقه عليه في البر والإحسان يبقى كما كان، وليتلطف في نصحه، وليدع له بالصلاح في أوقات الاستجابة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم إقامة الفتاة بمفردها
تاريخ الفتوى : ... 06 رمضان 1425 / 20-10-2004
السؤال
ما حكم إقامة فتاة بمفردها بسبب أن دراستها في جامعة بعيدة عن مكان بلدها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1116)
فقد ورد في الحديث الشريف نهي الإنسان عن المبيت وحده في بيته، ففي مسند الإمام أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. حسنه السيوطي وصححه الألباني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح. وقال المناوي في فيض القدير: أن يبيت الرجل " ومثله المرأة" وحده أي في دار ليس فيها أحد. وأقل أحوال هذا النهي الكراهة، وقد نص عليها كثير من أهل العلم. وعليه فالصواب أن لا تقيم الفتاة بمفردها لأي سبب لأنه سيؤدي إلى مبيتها وحدها، وربما أدى ذلك إلى ما لا تحمد عاقبته. ولا بأس أن تقيم معها إحدى أخواتها أو أحد إخوتها في المحل الذي تريد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
عمل الرجل طبيبا للنساء ... العنوان
هل يجوز للرجل أن يعمل طبيبا للنساء ، وما حكم الأجر الذي يأخذه ؟
... السؤال
30/01/2007 ... التاريخ
السيد مبروك صقر ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فالأصل أن لا يتم كشف المرأة عند طبيب رجل ، اللهم إلا لضرورة، بأن لم توجد امرأة مسلمة ولا غير مسلمة ، أو وجدت ولكن لم يكن لديها القدرات الضرورية اللازمة لحالة المرأة المريضة.
وعلى هذا ونظرا للواقع والتجربة فإن أكثر طبيبات النساء لا يتميزن بالمهارة الكافية ، مما يضطر كثيرا من النساء للذهاب إلى طبيب ذكر في نهايةالأمر بعد تجربة شبه فاشلة مع الطبيبة المرأة، ويترتب على هذا حاجة النساء إلى طبيب(27/1117)
ماهر في كثير من أمور طب النساء والتوليد، ولهذا يجوز للرجل المسلم أن يتخصص في طب النساء ويعمل فيه إذا رأى أن النساء المسلمات في حاجة إليه ، فهو خير من الطبيب غير المسلم، ولكن عليه أن يراعي الله تعالى في مهنته ، فإذا اضطرت امرأة للذهاب إليه في مسائل لا تسعفها فيها الطبيبة المرأة، فعليه أن يراعي شروط الكشف عليها ، من وجود محرم معها وعدم الخلوة بها أيا كان الأمر، والاقتصار على كشف الجزء اللازم والضروري للعلاج ، وكذلك الاقتصار على مس ما يلزم مسهوبقدر الضرورة العلاجية دون توسع، وعليه أن يستعين في تطبيبه النساء بامرأة تساعده فيما يمكن أن تغنيه عن مباشرته من أمر المريضة، وتجهز له وضع المريضة للكشف والمداواة ، وما إلى ذلك.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
ضوابط كشف العورة للتداوي ... العنوان
هل يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عورتها أمام الأطباء الرجال لحاجتها للتداوي؟ وما الحكم إذا تعذر وجود طبيبة تقوم بهذا الأمر؟ ... السؤال
03/09/2006 ... التاريخ
المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فالأصل الشرعي هو وجوب ستر العورة ولا يجوز لأحد أن يكشف عورته إلا لعذر شرعي، وكشف العورة للتداوي حاجة معتبرة شرعا، ويجب أن يقوم بتطبيب المرأة طبيبة مسلمة فإذا لم يوجد فطبيبة غير مسلمة وإلا فطبيب مسلم وإذا لم يوجد فطبيب غير مسلم، ولا يجوز للطبيب أن يقوم بعلاج المرأة إلا في وجود الزوج أو أحد محارمها أو امرأة ثقة مأمونة، والنظر إلى العورة يكون بقدر ما تدعو إليه حاجة التداوي،(27/1118)
وهذا ما قرره المجمع الفقهي –بمكة المكرمة- وإليك قرار المجمع بشيء من التفصيل:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد :
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، برابطة العالم الإسلامي، في دورته الرابعة عشرة، المنعقدة بمكة المكرمة، والتي بدأت يوم السبت 20من شعبان 1415هـ-21/1/1995م: قد نظر في هذا الموضوع وأصدر القرار التالي :
1- الأصل الشرعي: أنه لا يجوز كشف عورة المرأة للرجل، ولا العكس، ولا كشف عورة المرأة للمرأة، ولا عورة الرجل للرجل .
2- يؤكد المجمع على ما صدر من مجمع الفقه الإسلامي، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بقراره رقم 85/12/85. في 1-7/1/1414هـ وهذا نصه: (الأصل أنه إذا توافرت طبيبة مسلمة، متخصصة، يجب أن تقوم بالكشف على المريضة، وإذا لم يتوافر ذلك، فتقوم بذلك طبيبة غير مسلمة، فإن لم يتوافر ذلك، يقوم به طبيب مسلم، وإن لم يتوافر طبيب مسلم، يمكن أن يقوم مقامه طبيب غير مسلم. على أن يطلع من جسم المرأة على قدر الحاجة، في تشخيص المرض ومداواته، وألا يزيد عن ذلك، وأن يغض الطرف قدر استطاعته، وأن تتم معالجة الطبيب للمرأة هذه، بحضور محرم، أو زوج، أو امرأة ثقة، خشية الخلوة)انتهى .
3- وفي جميع الأحوال المذكورة، لا يجوز أن يشترك مع الطبيب، إلا من دعت الحاجة الطبية الملحة لمشاركته، ويجب عليه كتمان الأسرار إن وجدت .
4- يجب على المسئولين في الصحة والمستشفيات: حفظ عورات المسلمين والمسلمات، من خلال وضع لوائح وأنظمة خاصة، تحقق هذا الهدف، وتعاقب كل من لا يحترم أخلاق المسلمين، وترتيب ما يلزم لستر العورة، وعدم كشفها في أثناء العمليات، إلا بقدر الحاجة من خلال اللباس المناسب شرعًا .
5- ويوصي المجمع بما يلي :
أ- أن يقوم المسئولون عن الصحة بتعديل السياسة الصحية، فكرًا، ومنهجًا، وتطبيقًا بما يتفق مع ديننا الإسلامي الحنيف، وقواعده الأخلاقية السامية، وأن(27/1119)
يولوه عنايتهم الكاملة، لدفع الحرج عن المسلمين، وحفظ كرامتهم، وصيانة أعراضهم .
ب- العمل على وجود موجه شرعي، في كل مستشفي، للإرشاد والتوجيه للمرضى .
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين .
والله أعلم
ــــــــــــــ
حجاب المرأة أمام المعاق ذهنيا ... العنوان
هل يجب على المرأة ارتداء الحجاب أمام المعاق ذهنيا؟؟؟؟ وذلك لأن أحد أقاربي شاب معاق ذهنيا عمره الحقيقي 20 عام تقريبا، و لكن عقله كطفل عمره سنتين.
فما الحكم في التعامل معه؟ هل يعامل معاملة الرجل أم الطفل وهل يجب ارتداء الحجاب أمامه؟ وجزاكم الله خيرا ... السؤال
03/08/2006 ... التاريخ
الأستاذ محمد سعدي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولى الإسلام عناية بالغة بالمعاقين، وأحسن الله إليك بإحسانك إلى هذا الفتى المعاق ذهنيا، وعن حجاب المرأة أمام المعاق ذهنيا، فنقول: هذا المعاق إن كان لا يدري أمور النساء، وليس له ميل نحوهن لكونه لا شهوة لديه لا للجماع ولا لمقدماته فلا حرج من وضع الحجاب أمامه؛ لأنه داخل في عموم قوله تعالى: "أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَال"
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
وقال المالكية والشافعية والحنابلة , وهو رأي للحنفية : حكم غير أولي الإربة حكم المحارم في النظر إلى النساء , يرون منهن موضع الزينة مثل الشعر والذراعين ,(27/1120)
وحكمهم في الدخول عليهن مثل المحارم أيضا لقوله تعالى : { أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال } . أهـ
أما إن كان يعلم أمور النساء وله شهوة لهن فلا يجوز للمرأة أن تلقي حجابها أمامه، كما تحرم الخلوة بينهما إلا مع ذي محرم.
والأولى أن تستر المرأة نفسها، فالسلامة لا يعدلها شيء.
وقد فسَّر الإمام الألوسي التابعين غير أولي الإربة من الرجال، فقال:
أي: الذين يتبعون ليصيبوا من فضل الطعام غير أصحاب الحاجة إلى النساء، وهم الشيوخ الطاعنون في السن الذين فنت شهواتهم، والممسوحون الذين قطعت ذكورهم وخصاهم .
وفي المجبوب ـ وهو الذي قطع ذكره ـ والخصي ـ وهو من قطع خصاه ـ خلاف، واختير أنَّهما في حرمة النظر كغيرهما من الأجانب.
وقال ابن قدامة في المغني:
" ومن ذهبت شهوته من الرجال لكِبَر، أو عُنّةٍ، أو مرض لا يُرجى برؤه، والخصيّ أو الشيخ , أو المخنث الذي لا شهوة له، فحكمه حكم ذوي المحرم في النظر، لقوله تعالى : ( أو التابعين غير أولِي الإربة ) أي غير أولي الحاجة إلى النساء.
وقال ابن عباس :هو الذي لا تستحي منه النساء، وعنه : هو المخنث الذي لا يكون عنده انتشار ( أي مقدرة على الانتصاب ) .
وعن مجاهد وقتادة :الذي لا أرب له في النساء، فإن كان المخنث ذا شهوة ويعرف أمر النساء فحكمه حكم غيره، لأن عائشة قالت : دخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة من الرجال فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينعت امرأة أنها إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا أرى هذا يعلم ما ههنا، لا يدخلنّ عليكم هذا ) فحجبوه . رواه أبو داود وغيره .
قال ابن عبد البر : ليس المخنث الذي تُعرف فيه الفاحشة خاصة، وإنما التخنيث بشدة التأنيث في الخلِقة حتى يشبه المرأة في اللين والكلام والنظر والنغمة والعقل،(27/1121)
فإذا كان كذلك لم يكن له في النساء أرب، وكان لا يفطن لأمور النساء، وهو من غير أولي الإربة الذين أبيح لهم الدخول على النساء، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع ذلك المخنث من الدخول على نسائه فلما سمعه يصف ابنة غيلان وفَهِم أمر النساء أمر بحجبه .
والله أعلم.
ــــــــــــــ
الفتوى : ... لا يجوز مصافحة وتقبيل الأجنبي ولو كان معاقا طاعنا في السن
تاريخ الفتوى : ... 10 رمضان 1425 / 24-10-2004
السؤال
هل يجوز لرجل معوق (إعاقة في النطق وفي بعض أجزاء جسمه و يمشي على العكازة) وفي الأربعين من عمره مع أنه يفهم بالإشارة ويعرف إشارات الشفايف، والسؤال هل يجوز لزوجات إخوانه أن يسلموا عليه ويقبلونه على خده؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تقبيل المرأة للأجنبي على الخد محرم، سواء كان صحيحاً أو مريضاً ناطقاً أو أبكم، وتحرم كذلك مصافحته، وإنما يجوز أن تعوده النساء وهن محتجبات ويخاطبنه بالسلام ويسألنه عن حاله، ويدعون له، فلا فرق في حرمة مس الأجانب بين الصحاح والمرضى والعقلاء وغيرهم، وقد سبق أن بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 21040، 26796، 33816، 24400.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
من حسن عشرة المرأة لزوجها إكرام أمه والصبر عليها
تاريخ الفتوى : ... 04 رمضان 1425 / 18-10-2004
السؤال(27/1122)
أعيش أنا وزوجتي عند أهلي لا توجد أية مشاكل ولله الحمد، لكن زوجتي تتضايق إذا دخلت أمي أو أخي غرفة نومنا وأنا أحرج أن أقول لهما، علماً بأن أمي تدخل لغرفتنا لتنظيفها إذا لم تكن زوجتي قد نظفتها، أما أخي فيدخل لمشاهدة التلفاز، أنا لا أجد حرجاً في ذلك، لكن زوجتي العكس؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية اعلم أن أخاك إن لم تكن بينه وبين زوجتك محرميةمن رضاع فإنه أجنبي عنها كغيره من الأجانب تترتب عليه أحكام غير المحارم من حرمة النظر والخلوة وغير ذلك، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
والحمو هو: أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه، كابن الأخ، وابن العم، فقوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. معناه: تعظيم أمر دخول أقارب الزوج على زوجته إن لم يكونوا محارم لها، فالخوف منهم أكثر والفتنة بهم أكبر، لتمكنهم من الدخول على المرأة والخلوة بها من غير أن ينكر ذلك عليهم في عادة الناس.
ومن حق زوجتك أن تتضايق من دخوله إلى غرفتها وليس النظر إلى التلفاز مبرراً للدخول فبإمكانك إخراج التلفاز من غرفتكم، أما تضايق زوجتك من دخول أمك إلى غرفة نومكم فإذا لم يكن هناك سبب لا نعلمه لتضايقها فإنه لا ينبغي لها ذلك؛ وينبغي أن تعرف لوالدتك قدرها وتوقرها لكبر سنها خاصة وأنها تقوم بخدمتك وخدمتها كما هو واضح من السؤال وفي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا.
وينبغي أن تتلطف بزوجتك لنصحها بهذا، وإذا استطعت أن تجمع بين بر أمك وتحقيق رغبة زوجتك فافعل.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/1123)
كيف ينقذ الشاب نفسه من ملاحقة الفتيات له
تاريخ الفتوى : ... 02 رمضان 1425 / 16-10-2004
السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
السلام عليكم الحمد لله أنه يوجد أناس مهتمون بأمر الفتوى وهو شأن عظيم وأرجو منكم أن تفيدوني عن هذا الأمر:
أنا شاب تقي مؤمن والحمد لله ولكن الفتيات يلاحقنني من كل جانب وأنا أعرف أني إذا كلمتهن فسوف تنقلب حياتي ومنذ يومين على الأقل كلمتني واحدة فأعطيتها كرت صغير للشيخ محمد العريفي فأعطتني هي فقلت لها أنا أعطيتك هذا الكرت حتى تستقيمي ولا تكلمي الأولاد ولكنها غضبت مني وأصبحت خجولة مني علما بأنها هي الأخرى ملتزمة وعيبها أنها تكلم الأولاد.
أفيدوني فإني في حيرة من أمري والمدرسة بدأت ( جاء الشر ) والسلام عليكم يشهد الله أني أحبكم فيه.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تبارك وتعالى كلاً من الرجال والنساء بغض النظر وحفظ الفرج، قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن... الآية. ونهى عن خضوع المرأة بالقول للرجل لما في ذلك من أسباب الفتنة، قال تعالى قلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قبله مرض وقلن قولاً معروفاً وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء متفق عليه.
وعليه فواجبك أن تبقى كما كنت، وأن لا تلتفت إلى اللاتي يلاحقنك، وأن لا تكلم أية واحدة منهن إلا أن يكون ذلك لمصلحة، وأن تقتصر على قدر الحاجة من الكلام.(27/1124)
وإذا فتحت المدرسة فابق كذلك، ولا يهمك أن تغضب هذه الفتاة أو تلك من رفضك الحديث معهن، فإنك إن يرض الله عنك فلا ضرر عليك في سخط العباد وإن يسخط عليك فلا تنفعك مرضاة غيره، واحذر من متابعة خطوات الشيطان.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الخلوة مع وجود المحرم الصغير ... العنوان
زوجي مسافر وأحيانا يأتي عم الأولاد لتفقد أحوالهم ولكن أطفالي صغار دون سن البلوغ أعمارهم من 8 سنوات إلى 12 سنة فهل دخوله علينا حال وجود الأولاد من الخلوة المحرمة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
جزاكم الله عنا كل خير ... السؤال
26/07/2006 ... التاريخ
الشيخ عصام الشعار ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
اتفق الفقهاء على تحريم الخلوة بالأجنبية في سفر أو غيره، وينقطع حكم الخلوة بوجود المحرم البالغ أو الزوج، واختلف الفقهاء في المحرم الصغير هل يقطع حكم الخلوة أم لا؟
فذهب جمهور الفقهاء خلافا للمالكية إلى اشتراط أن يكون المحرم بالغا، وذهب المالكية وبعض الشافعية إلى أنه يكفي أن يكون المحرم مميزا ولا يشترط فيه البلوغ.
وعلى هذا فالأمر فيه سعة فإن وجد المحرم الكبير فهذا أفضل خروجا من الخلاف، وإن تعذر ذلك فلا حرج في زيارة أخي الزوج لأولاد أخيه متى كانوا مميزين.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:(27/1125)
المحرم من يحرم نكاحها على التأبيد , إما بالقرابة, أو الرضاعة, أو المصاهرة , ويحرم على الرجل الخلوة بها , والأصل في ذلك, قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم"...
والمحرم الأمين المشروط في استطاعة المرأة للحج –وكذا كل سفر مباح تسافره المرأة- هو كل رجل مأمون عاقل بالغ يحرم عليه بالتأبيد التزوج منها سواء كان التحريم بالقرابة أو الرضاعة أو الصهرية . . . ونحو ذلك يشترط في الزوج عند الحنفية والحنابلة بزيادة شرط الإسلام في المحرم.
وقال المالكية بذلك في حقيقة المحرم لكن لا يشترط في المحرم البلوغ بل التمييز والكفاية.
وعند الشافعية : يكفي المحرم الذكر , وإن لم يكن ثقة فيما يظهر , لأن الوازع الطبيعي أقوى من الشرعي , إذا كان له غيرة تمنعه أن يرضى بالزنى " .
ويقول الإمام النووي في المجموع:
المحرم الذي يجوز القعود مع الأجنبية مع وجوده يشترط أن يكون ممن يُستَحى منه فإن كان صغيرا عن ذلك كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فوجوده كالعدم بلا خلاف.
وجاء في كتاب مواهب الجليل للحطاب -المالكي-:
هل يشترط في المحرم البلوغ أو يكفي فيه التمييز ووجود الكفاية لم أر فيه نصا والظاهر أنه يكفي في ذلك وجود الكفاية وللشافعية في ذلك خلاف.
والله أعلم
ــــــــــــــ
ماذا يفعل من لا يتأثر بالنساء ولا تثور شهوته إلا بالتخيلات
تاريخ الفتوى : ... 02 رمضان 1425 / 16-10-2004
السؤال
توجد لدي مشكلة والشكوى لغير الله مذلة ولكن من باب النصيحة ومن باب الأخذ بالأسباب لعل الله يجعل شفائي على يد من يختار سبحانه وتعالى ويرضى...ومن باب الفضل في السعي لسد حاجات الأخ المسلم. إني أشكو من عدم التأثر بالنساء(27/1126)
حيث لا أشعر بأي شهوة نحوهن. وإني بفضل الله تعالى ملتزم بالأمور الشرعية من الصلاة والصيام..."لا تزكوا انفسكم هو أعلم بمن اتقى",ولا حتى في الاستحلام علما بأني لا أعاني بفضل الله تعالى من أي خلل في الجهاز التناسلي,وعمري يقارب 23 سنة, وأشعر بالشهوة في حالة واحدة عندما أتصور بأني أصارع شخصا أقل مني عمرا وذاهيئة حسنة ويقوم بطرحي أرضا وأحاول رفعه عني ولا أستطيع عندها تثير عندي شهوة قوية وينتصب العضو الذكري وأقذف ولاحول ولا قوة إلا بالله علما أن لي أخا توأما ونعاني من نفس الشعور ولاحول ولا قوة إلا بالله . ما هو السبب؟؟؟ أهو سحر؟؟؟؟ وقد قرا علي شيخ مرة ولم يحدث شيئا.أفيدونا مشكورين وأرجو أن تكون الإجابة فيها نوع من التفصيل وبالسرعة الممكنة فأخوكم لا يعلم حاله إلا الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه من المستبعد أن تكون العادة التي بك ناتجة عن سحر، وكون توأمك يعاني من نفس الشعور دال على أن المسألة وراثية، لأن التوأمين الحقيقيين قد أثبت المتخصصون في علم الجينات والوراثة أنهما يشتركان في جميع الخصائص الوراثية والبيولوجية. واعلم أن هذه التخيلات التي تجد قد تكون ذريعة إلى اللوطية، فعليك بالسعي في التخلص منها، بالانصراف عن النظر إلى المردان والأشخاص الحسان الصورة، وعليك بالدعاء في أوقات الإجابة بأن يصرف الله عنك ما تعانيه، فإن الله تعالى قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة: 186}. وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
{غافر: 60}.وإذا وجدت ميلا إلى الزواج فعليك به فعسى الله أن يغير به ما كنت تعانيه ويصلح من حالك، ونسأل الله العلي القدير أن يزيل مابك ويشفيك ويشفي أخاك إنه سميع مجيب. ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 7413.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/1127)
ــــــــــــــ
الخلع لحب غير الزوج ... العنوان
بسم اللّه الرحمن الرحيم
السلام عليكم
سؤالى عن سيدة جامعية (ولكنها لا تعمل) تبلغ من العمر (35 عاماً)، متزوجة منذ 13 سنة ولها ولد عمره الآن 12 سنة وهو ذكى ومتفوق في دراسته ولا يشكل لها أى مشكلة لهدوئه وحسن خلقه.. زوجها مهندس يعمل في مجال يجعله يتواجد معها شهراً ويتواجد في جهة عملة شهراً آخر.. والولد يتعلق بوالده ويحبه جداً. كانت هذه الزوجة تشتكى أحياناً من بعض عيوب فى زوجها ولكنها لا تعتبر كبيرة والحياة مستمرة بينهم ولكن منذ 4 سنوات ظهر فى حياتها شاب كان يقوم ببعض الأعمال بالمنزل فتعلقت به لحسن كلامه وأخلاقه.. وتطورت هذه العلاقة بينها وبين هذا الشاب إلى أن تصارحوا بالحب.. (هذا الشاب ليس جامعياً ولكنه صاحب مهنة) وفجأة بدأت تريد الانفصال عن زوجها وتُضخم العيوب السابقة لزوجها التى كانت متعايشة معها وبمناقشتها فى الموضوع أقرت أنها بعد الانفصال تريد الزواج من هذا الشاب الذي عرفته وتطورت العلاقة إلى حب.. (وإذا تقدم أي شخص في العائلة لسؤالها عن سبب طلبها للانفصال –فهم لا يعرفون بعلاقتها بهذا الشاب- لمحاولة الإصلاح أو التفاهم معها لكى لا تفاتح زوجها فى موضوع الانفصال ترفض تماماً وتقول إنها لا تطيق المعيشة معه وتذكر حديث الرسول للمرأة التى طلبت من الرسول أن تنفصل عن زوجها فقال لها صلى الله عليه وسلم: ردى عليه حديقته.. ولم يسألها عن السبب.
والسؤال: هل إذا انفصلت عن زوجها وتزوجت هذا الشاب يكون هذا الزواج حلال.. أم أنه حرام حيث إنها تعرفت على هذا الشاب وهى متزوجة.. (مع العلم أن والدتها لم توافق على هذا الزواج لاختلاف المستوى المعيشي والتعليمي لهذا الشاب، أما أخوتها فلم يعرفوا عن هذا الشاب أي شيء ولكن يعرفون أنها تريد الطلاق فقط.
جزاكم اللّه خيراً.(27/1128)
... السؤال
06/07/2006 ... التاريخ
مسعود صبري الباحث الشرعي بالموقع ... المفتي
... ... الحل ...
...
...
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
يحرم على المرأة ما تفعل مع هذا الشاب وهي آثمة، بل أحسب أنها لو استمرت الحال فهي على خطر عظيم.
ولا يجوز لها طلب الطلاق لهذا السبب، ولكن يجوز لها الخلع ، بأن ترد عليه ما قدمه من مهر ، مع إثمها أيضا لأن طلب الخلع جاء نتيجة شيء محرم، وهو إقامة علاقة غير شرعية مع العامل، مع اعتبار أنه مجرد طلب للخلع، والأمر للزوج إن قبل، فإن رفض ، فالأمر للقاضي.
وتفصيل الفتوى في عدة مسائل :
المسألة الأولى : غياب الزوج عن زوجته
المسألة الثانية : إقامة علاقة عاطفية مع غير الزوج
المسألة الثالثة: طلب الخلع للزواج بغير الزوج
أما عن المسألة الأولى : غياب الزوج وسفره
فإنه يجب أن يدرك أنه واجب على من الزوجين أن يلبي حاجة الآخر، فالجماع والحاجة النفسية و غيرهما من الحقوق المشتركة التي يأثم كل من الزوجين إن قصر في أدائها ، ولا يظن أن إعطاء المرأة حقها من الجماع والحاجة النفسية من نوافل الأعمال، بل هو من الواجبات ، كما قال تعالى :( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) البقرة : 228، فواجب على الزوج أن يراعي حق زوجته وأن يكفيها مؤنتها من الضرورات والحاجيات بشتى أنواعها ، كما يجب على الزوجة ذلك أيضا حتى تستقيم الحياة .(27/1129)
وإن كان للزوج أن يسافر أو يغيب عن زوجته مدة تطول ، فإنه يجب أن يكون هذا بالتفاهم مع الزوجة ، فإن كانت تتحمل غيابه ، فلا بأس بهذا ، وإن كانت لا تتحمل ، فإن الفقهاء جعلوا أكثر مدة السفر عن الزوجة سنة ، فما زاد عن سنة بغير رضاها ، فيجب عليه نقلها معه حيث يقيم ، و نقل عن بعض الفقهاء أن مدة غياب الزوج أربعة أشهر، استنادا لفعل عمر – رضي الله عنه ، وهذا يعني أنه ليس هناك مدة محددة في الموضوع، وكما يقول العلامة الشيخ عطية صقر – حفظه الله - :" ولئن كان عمر جعل أمد البعد أربعة أشهر في بعض الروايات فلعل ذلك كان مناسبا للبيئة والظروف التي ينفذ فيها هذا القرار، والبيئات والظروف مختلفة ، والشعور بالبعد يختلف بين الشباب والكبار، ويختلف من زوجة فيها دين وخلق قوي إلى من ليس عندها ذلك ، والزوج هو الذي يعرف ذلك ويقدره".
وعليه، فإن كانت المرأة تتضرر من غياب زوجها عنها شهرا ، فإنه لا بد من وضع حل للمشكلة، وأن يسعى الزوج لإشباع رغبات زوجته، فإن رفض، رفعت أمرها للقاضي ليفصل بينهما في المسألة ، أما إن رضيت بسفره ، فليس لها طلب الطلاق .
وأما عن المسألة الثانية : إقامة علاقة عاطفية مع غير الزوج
فإنه يحرم على المرأة أن تقيم علاقة مع غير زوجها ، بل هذا من أكبر الخيانات التي يجب أن تتوقف الزوجة عنها ، ومرد هذه العلاقة العاطفية التي تشعر بها هو ما حرم الله تعالى من الخلوة ، فإنه لا يجوز للزوجة أن تختلي بأجنبي، ولو جاء ليقوم بعمل في البيت، بل يمكن أن تجعل أخاها معها وقت مجيئه، أما أن تحدث خلوة وكلام ، فمن الطبيعي أن يتسلل الشيطان لنفسيهما ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ، فقال :" لا يخلون رجل بامرأة فان الشيطان ثالثهما" رواه البزار من حديث بريدة، بل تكون الحرمة أشد حين يكون الزوج مسافرا ، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يخلون رجل بمغيبة ، وإن قيل حموها ، ألا حموها الموت".(27/1130)
و أحسب أن هذه المرأة موهومة ، لأنها تظن أن هذا الشاب سيعيشها في حب وغرام، ولكن لو تم – لا قدر الله – فإنها فلربما تقع في مصيبة اجتماعية، لأنها لم تر من هذا العامل إلا معسول الكلام الذي يزينه الشيطان ، ولكنها بعد الزواج ستدرك أن زوجها كان نعمة من الله ، وأنها خسرت هذه النعمة ، فمثل هذا الشاب حين يكون زوجا ، وهو صاحب مهنة ، يعني أن له قاموسا خاصا في التعامل، فحين تقصر في أداء شيء ، فستتلاشى كلمات الحب والغرام ، وتبدو الكلمات السوقية ، بل ستجد معاملة أخرى، وربما ساعتها ستندم، ولكن وقت لا ينفع الندم .
أما عن المسألة الثالثة : طلب الخلع من الزوج
فإن كان الخلع مباحا شرعا، ولكن المرأة محاسبة عليه عند الله تعالى ، فإن كان حفاظا على دينها ، فلا إثم عليها ، ولكنها هنا تهدم بيتا، وتسبب إبعادا لولدها عن أبيه ، وليس بصحيح ما ذكر من أن زوجة ثابت بن قيس لم يسألها النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب الخلع ، بل ورد أنها كانت تكرهه لدمامته، فخشيت على دينها ، فعن معمر عن أيوب عن عكرمة مولى ابن عباس قال : جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله لا والله ما أعتب على ثابت دينا ولا خلقا ولكن أكره الكفر في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ثابتا فأخذ حديقته وفارقها ، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول قال معمر: وبلغني أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: لي من الجمال ما قد ترى وثابت رجل دميم. وفي رواية : يا رسول الله إني لأراه فلولا مخافة الله عز وجل لبزقت في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته التي أصدقك قالت نعم.. الحديث ، وهو عند الإمام أحمد والبزار وغيرهما .
فكل إنسان محاسب على فعله، فإن كان الإسلام أباح الخلع ، ولكنه لم يبحه ولم يجعل المرأة تفعل ما تريد ، فلئن كان الزوج يجوز له طلاق زوجته ، لكنه محاسب على هذا الحق، أكان بحقه أم لا؟(27/1131)
على أن الطلاق أو الخلع ينبني عليه مسئولية اجتماعية يجب مراعاتها في الحكم، فهو ليس مجرد أفعال مطلقة، أو حرية عائمة، ولكنها حرية منضبطة بما يترتب على هذا القرار من مسئوليات اجتماعية .
وهناك بعض الأمور التي أطلب من المرأة أن تعيها جيدا ، وهي :
1- أن العلاقة الآن مع الشاب ستختلف بعد الزواج ، ولتتذكر ما كان بينها وبين زوجها من علاقة حميمة في فترة الخطوبة .
2- أن تنظر ما يمكن أن يصلح شأنها، مثل فكرة سفر زوجها شهرا ، فيمكن أن تكون لها إقامتان، أو يبحث عن عمل آخر، وأن تعالج ما ينقصها .
3- أن تتقي الله تعالى في العلاقة المحرمة مع هذا الشاب، وأن تقطع التواصل معه، ثم تفكر بعقل وحكمة ، لأن التفكير في وجود هذا الشاب في حياتها ظلم لزوجها وولدها .
4- أن تفكر في ابنها الذي سيعيش مشردا، وإن كانت النساء تغضب من تعدد الزوجات الذي أحله الله ، فكيف بمن تريد أن تخرب أسرة كاملة لأجل شهوتها وهواها .
وعلى كل، فعلينا نصحها والاستمرار في النصح وتحذيرها، فإن ركب الشيطان رأسها ، فلا تلومن إلا نفسها ، فستندم يوم لا ينفع الندم.
والله أعلم.
ــــــــــــــ
كيف يحتاط الشاب الوسيم من أهل الريبة من الجنسين
تاريخ الفتوى : ... 29 شعبان 1425 / 14-10-2004
السؤال
فأنا والحمد لله منحني الله حسن خلقة وأنا أصبحت أعاني بسببها فكلما تكلمت مع فتاة التصقت بي. وأما في هذه الأونة أصبح كلما رأني رجل أصبح يريد أن يتكلم معي ليقول أود أن أستمني لك. وهذا أقل ما قيل سواء أن أعرفه أولا أعرفه. فأطرده من شدة الغضب أو الخجل أو الخوف من الله أو أذكره بالله. وأنا شاب في مقتبل العمر وأخاف على نفسي أن أفتن، فأرجو أن تدلني كيف أعمل للمصابين(27/1132)
بهذا المرض، وكيف أدعوهم إلى الله والأغرب من ذلك والذي فجأني حتى الذين أعرفهم أصبحوا يتمنون أن يستمنوا لي؛ فأنا في حيرة من أمري وجزاكم الله خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحسن خلقك كما حسن خلقتك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. رواه مسلم.
هذا، وإن الواجب عليك عدم الاختلاط بالنساء، إلا بمراعاة ضوابط وآداب، منها: غض البصر، وعدم الخلوة، وعدم المصافحة باليد، ونحو ذلك مما حرم الله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 8890،8924 ، 2412. وكذلك ينبغي أن تحذر من مخالطة ضعاف الإيمان وفاقدي المروءات من الرجال، وأن تتوقى الخلوة بهم، وأن تكون جاداً في كلامك، وأن تتجنب التكسر واللين عند مخاطبة الرجال، وأن تتجنب لبس الملابس الضيقة التي تجسم العورة وتظهرها. كما يجب عليك أن تلتزم بآداب الإسلام الواجبة، كإعفاء اللحية. ثم إننا نوصيك بتقوى الله ليجعل لك مخرجاً مما أنت فيه، واستعن به، واسأله أن يرفع عنك البلاء ، وأن يحفظك من أهل الريب. وإذا ابتليت بمن لا خلاق له ، فلا تتردد في إبعاده والإغلاظ له ، ولك أن تخوفه بالله وأليم عقابه ، وأنه مطلع على عباده لا تخفى عليه منهم خافية.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الخلوة بزوجة الأخ عواقبها وخيمة
تاريخ الفتوى : ... 29 شعبان 1425 / 14-10-2004
السؤال
شيخي الكريم إني أعيش وزوجي في بلد أوروبي وقد أتى إلينا أخو زوجي _سلفي_ وبحكم عمل زوجي فإنه يخرج ويتركنى معه حيث إنه غريب لايعرف أحدا وأقول لزوجي إنها خلوة ولكن زوجي في موقف محرج يقول لي ماذا أفعل(27/1133)
إنه ليس له مكان غير بيتى وأخاف أن تصبح حساسية بينه وبينك على أنك تريدينه أن يترك البيت حيث ربما يفهمها هكذا...فأضطر أنا لأخرج لجارتي لكن لوقت محدود ثم أعود إلى البيت وأبقى معه لوحدنا فما ردك على هذا. ولكم جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان حرمة الخلوة بالأجنبية وزوجة الأخ خاصة، فانظري على سبيل المثال الفتاوى رقم: 3178
،43022 ، 23203، 10001 ، 33301. ولا ينبغي للزوج أن يحرج ويستحيي من مصارحة أخيه بحكم الله في هذه المسألة بأسلوب لا يفهم منه عدم رغبتكم في بقائه معكم، وإنما يبين له حكم الشرع في عدم جواز وحرمة الخلوة بزوجة الأخ، والله لا يستحيي من الحق، لكن إن كان في البيت غرفة منفصلة، بحيث يمكنه أن يسكن بمعزل عن زوجة أخيه، بحيث لا تحصل الخلوة فلا حرج في بقائه معكم لا سيما إذا كان غريبا ومحتاجا للسكن عندكم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حدود علاقة الرجل بزوجة أخيه
تاريخ الفتوى : ... 03 رمضان 1425 / 17-10-2004
السؤال
أنا غير متزوج، وأخي متزوج وأنا أقدر زوجته وهي تقدرني و تحكي لي بعض أسرارها وأنا كذلك؛ وإذا حدث بيننا خصام تقوم هي بمصالحتي و علاقتي بها شريفة. أنا أسأل هل هذا حرام أم حلال؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1134)
فإن زوجة أخيك أجنبية عنك، ولا يجوز لك أن تختلي بها ولا أن تنظر إلى ما لا يجوز النظر إليه منها، فكونها زوجة أخيك لا يزيد الأمر إلا خطورة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء قالوا: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
فإذا علمت هذا أخي الكريم فلتبتعد عن الخلوة بزوجة أخيك ولتحذر من كيد الشيطان وليكن تقديرك لها وتقديرها لك على نحو لا يترتب عليه محذور من المحاذير الشرعية والتي من أهمها الخلوة بها أو الاسترسال معها في الحديث الذي لا تدعو إليه حاجة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الصيام والاختلاط ومن خاف على نفسه الفتنة من دعوة النساء
تاريخ الفتوى : ... 02 رمضان 1425 / 16-10-2004
السؤال
ماذا نفعل ونحن مجموعة من الشباب الملتزم عملنا يقع وسط أكاديمية هذه الأكاديمية فيها من الموبقات ومن التحرر والعري والعولمة ما لا يعلمه إلا الله عز وجل المهم أننا مقبلون على رمضان وهذه أول سنة يتصادف وجودنا معهم في هذا المكان اقترح أحد الإخوة أن نقوم بعمل شيء مثل حقيبة رمضانية ونوزعها على فتية وفتيات هذه الأكاديمية ووافقته ولكن عندما نظرت لحالي وإيمانياتي الضعيفة قلت كيف سأذهب لإنسانة شبه عارية في نهار رمضان لأعطيها هذه الحقيبة وحتى لو قبل رمضان أنا لا أعلم ماذا أريد وغير قادر على تخليص نيتي فلا أعلم هل أدعوها لله أم أدعوها للغرام؟ المهم ألحت علي نفسي بالرفض وأنني سأفتن فما وجدت غير قول الله تعالى (ألا في الفتنة سقطوا) دلوني ما العمل أولا ؟ وهل ما سيفعله صديقي أسلوب دعوي صحيح؟ وإن كان صحيحاً فما هو موقفي؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1135)
فالاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات ما لم ينضبط بضوابط الشرع، فإنه ينشأ عنه مفاسد وإثارة للغرائز، والله سبحانه أمر كلا الجنسين أن يغض بصره عن الآخر، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور: 30}.
وقال: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {لنور: 31}.
وانظر الفتوى رقم: 1094، 41319، 35390، 3539.
وعلى ذلك، فإن الواجب عليك ترك العمل في هذا المكان والنجاة بنفسك، فإن ذلك من لوازم الإنكار بالقلب الذي هو أضعف الإيمان، فقد قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ {النساء:140}.
وانظر الفتوى رقم: 1048، والفتوى رقم: 34369.
وأما بالنسبة إلى دعوة النساء إلى الالتزام بالدين وأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر، فننصحك بالبدء بالرجال، أما النساء فينبغي أن ينشغل بدعوتهن النساء، أما إذا عزَّ ذلك، فلا بأس أن يقوم الرجال بدعوتهن لكن بشروط منها: غض البصر، وعدم المصافحة، واجتناب الخلوة بهن، وإن مجرد توزيع نشرة دعوية أو حقيبة رمضانية لا يحتاج إلى مزيد كلام مع النساء.
لكن إن وجدت في نفسك ضعفاً وفي قلبك فتنة، فانج بنفسك ولا تعرضها لسخط الله، فكل امرئ على نفسه بصير والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم طلب المرأة أو الرجل للعلم من بعضهما
تاريخ الفتوى : ... 18 شعبان 1425 / 03-10-2004
السؤال(27/1136)
أنا شاب في السابعة عشر من العمر من الله علي بالعلم والحمد لله ولذلك أجد الكثير من الإخوة يسألوني ويستفسرون مني عن بعض الأشياء التي أجيدها كنت أتحدث مع معظهمهم عبر الماسنجر " محادثه خاصة"
وكانوا جميعهم من الشباب حتى استضافتني إحدى الأخوات بغرض العلم تكبرني سنا مع أني لا أعلم سنها الحقيقي ولكني طالب وهي تعمل في شركة عرفت ذلك عندما عرضت علي تصميم ورقة عمل للشركه التي تعمل بها، المهم أني حتى لا أعرف اسمها والمعاملة بيننا رسمية جدا " سؤال وجواب " ولم أشعر قط أني أفعل شيئا خطأ حيث إني لا أجيبها مثلا لأنها فتاة وأنا فتى فأنا أعامل الجميع سواسية ولكن في زيارتي لأحد المنتديات وجدت موضوعا عن هذا دخلت الموضوع وجدت الإخوة فيه يمنعون أي حديث مهما كان فما دمت أنت ذكر وهي أنثى ولست من محارمها يبقى حرام حرام طبعا كلامهم عن غرف الحديث والشات والماسنجر
وليس عن المنتديات التي لي سؤال آخر عنها سأضعه في نموذج آخر فهل طلب العلم حرام ما دام بين ذكر وأنثى؟ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تعلم الرجال عبر حجاب أليست الشاشة والبعد الذي يبلغ عشرات ومئات الكيلومترات حجاب كاف ؟ أتمنى أن يكون السؤال واضحا وغير مبهم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في الشرع منع
أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين سدا للذريعة، إلا إذا كان ذلك مضبوطا بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة والاختلاط المريب والخضوع بالقول والاقتصار على قدر الحاجة إذا دعت لذلك، فإذا كانت المرأة تسأل عما أشكل عليها من أمور دينها أو دنياها.. فلا حرج في ذلك شرعا. قال الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب: 32}. وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بسؤال أهل العلم عما أشكل عليهم،(27/1137)
فقال تعالى: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {النحل: 43}. وأهل الذكر في كل شيء هم أهل الاختصاص فيه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه أصحاب السنن وصححه الألباني. ولهذا كان السلف الصالح رجالا ونساء يأخذون العلم بعضهم من بعض بالضوابط الشرعية التي أشرنا إلى بعضها.
وعلى ذلك؛ فطلب المرأة أو الرجل للعلم من بعضهما ليس بحرام إذا ضبط بالضوابط الشرعية، وربما انتقل من مرحلة الجواز إلى الوجوب، سواء كان ذلك مباشرة أو عن طريق وسائل الاتصال المختلفة مع الاحتياط التام وعدم المحادثة في الغرفة الخاصة في الشات وأمن الفتنة من الجانبين. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 22324.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم النظر إلى النساء غير المسلمات، وهل النظر من الصغائر
تاريخ الفتوى : ... 18 شعبان 1425 / 03-10-2004
السؤال
أفتونا جزاكم الله خيرا، لي صديق يدمن تصفح المواقع الإباحية وعندما نصحته بالتوبة قال إنها من الصغائر والمهم هو غض البصر عن المسلمات وهو غير محصن, فما رأيكم في هذا وهل هي كبيرة أم صغيرة، وهل يختلف حكمها بين المحصن وغير المحصن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تصفح المواقع الإباحية حرام، وهو من زنا العين، وانظر الفتوى رقم: 26620.
وحرمة النظر إلى النساء تشمل النساء المسلمات والكافرات لعموم الآية الآمرة بغض البصر، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ(27/1138)
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، فالآية لم تفرق بين أصناف النساء، وقد قال البخاري قال سعيد بن أبي الحسن للحسن البصري:إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن، قال: اصرف بصرك عنهن، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ. وعلة التحريم: النظر لما لا يحل النظر إليه، ولا تأثير لكون الناظر محصناً أو غير محصن.
هذا، وإن النظر إلى ما حرم الله النظر إليه ليس من الكبائر إذا لم يتكرر من فاعله، ولكن لا ينبغي للمسلم التساهل بالذنب بحجة أنه ليس من الكبائر، فإن الصغائر إذا اجتمعت على الإنسان أهلكته، ثم إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، قال بعض السلف: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.
وقال بعض السلف: لا تنظر إلى صغر الذنب، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الأرناؤوط.
وعلى ذلك.. فالواجب على الشخص الذي يتعدى حدود الله وينظر إلى ما حرم النظر إليه أن يبادر إلى التوبة، وأن يجاهد نفسه حتى تطاوعه، والوجب عليك نصحه وتخويفه بالله، وانظر الفتوى رقم: 28148 وما يتصل بها من الفتاوى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
لماذا حرم الله مقدمات الزنا !؟ ... العنوان
اختلفنا حول تعريف ( الزنا ) : فقال فريق : هو الفاحشة الكبرى - وما كان غير ذلك لا يعتبر زنا ، ولا تترتب عليه أحكام ، وحينئذ يمكن للرجل أن يأتي المرأة في جزء من جسمها وليس عليه إثم الزنا ، والفريق الآخر قال : إن الإنزال بإحدى هذه الطرق يعتبر زنا ، فما المقصود بالزنا وحكم الاستمتاع بما دونه ؟
... السؤال
01/06/2006 ... التاريخ
الشيخ محمد رشيد رضا ... المفتي(27/1139)
... ... الحل ...
...
...
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فالزنا له مراتب أدناها النظر بشهوة عمدًا وأقصاها الفاحشة ، والاستمتاع بما دون الزنا ضار في ذاته ومؤدٍّ إلى الفاحشة حتمًا ، وعلى المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا ينخدع لهواه ويتجرأ على الاستمتاع بغير حليلته الشرعية غشًّا لنفسه بأن هذا مقدمة للزنا ليس فيه كبير ضرر فإن هذا من وسواس الشياطين .
يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :
إن أرادوا بالزنا ما يَحُدُّ الحاكمُ صاحبَه الحدَّ المعروف في الفقه فهو ما عرفه به الفريق الأول ، وإن أرادوا ما حرمه أحكم الحاكمين على عباده وجعله من أسباب مقته وسخطه فهو أعم مما قال الفريق الثاني ؛ فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة ؛ فالعينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرِّجْل زناها الخُطا ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ) وفي رواية لمسلم : ( والفم يزني وزناه القُبل ) ، وظاهر أن المراد بالنظر : هو النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة ، والمراد بالبطش : لمسها ، وفي معنى اليد غيرها ، فكل ملامسة محرمة .
فاستمتاع الرجل بغير امرأته محرم كيفما كان ، سواء أنزل أم لم ينزل ، ومقتضى الحديث الصحيح الذي تقدم أن هذا الاستمتاع يسمى زنا ، وأن للزنا مراتب أدناها النظر بشهوة عمدًا وأقصاها الفاحشة الكبرى المعروفة ، وإنما وضع الحد على من انتهى إلى الدرجة القصوى ؛ لأن المضرات البدنية والمدنية والأدبية التي يعاقب الحكام مرتكبيها لا تظهر إلا في هذه الدرجة ، فالنظر مما يكثر وقوعه ، ولا يعرف كونه بشهوة إلا من الناظر ، فترتيب الحد عليه حرج عظيم ؛ لأنه من اللَّمم(27/1140)
الذي ترجى مغفرته باجتناب ما وراءه ؛ [ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ ]( النجم : 32 ) .
وأما اللمس والتقبيل فمضراته في الإصرار ؛ ومنها تجرئة مرتكبه على المحارم إذا لم يبادر إلى التوبة منه ، وهي مضرة روحية لا أثر لها في الأمة - أو في الهيئة الاجتماعية كما يقولون - إلا إذا تعدى الرجل على المرأة أو فعل ذلك بحضور الناس ، ولذلك درجات تختلف باختلاف الأشخاص والمكان والزمان ليس من العدل أن توضع لها عقوبة معينة لا تختلف كما هو معنى الحد ؛ وإنما عقوبتها التعزير الذي يفوض إلى رأي الحاكم ، فعلم من ذلك أن عدم وضع الحد على مثل هذه الأمور ليس دليلاً على إباحتها ولا على كونها هينة عند الله تعالى .
ويتوهم بعض الناس أن ما أشرنا إليه من أنواع الاستمتاع بالنساء دون الوقاع لم يحرم إلا لأنه مقدمة للوقاع الذي تترتب عليه المفاسد الكثيرة ، وإن من وثق بنفسه وقدر على منعها من الوقاع حل له أن يستمتع بالمرأة الأجنبية كما يشاء ؛ إذ لا مفسدة في هذا ( بزعمهم ) ، ومن كان من هؤلاء مجاورًا في الأزهر بعض سنين ، أو متلقيًا شيئًا من كتب الدين يستدل على ذلك بنص [ إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ]( النساء : 31 ) ، وبقول بعض الفقهاء : لا كبيرة بما دون الفاحشة الكبرى وهي الوقاع .
وقد كان سألني مشافهة أحد تلامذة المدارس العالية في مصر عن ذلك ، وقال : إن التلامذة وغيرهم من الشبان في مصر يعاشرون البنات العذارى ، ويستمتعون منهن بما عدا الفاحشة المبينة فهل يحل ذلك أم يحرم ؟ ! فأجبته بأنني أتعجب أشد التعجب من كون هذا مما يخفى تحريمه على مسلم ويرى أنه مما يستفتى فيه .
نعم ، إنه لم يحرم شيء في الشريعة الإسلامية إلا لأنه ضار بفاعله أو بالناس مباشرة أو مفضٍ إلى الضرر ، وإن استباحة استمتاع الرجال بالنساء فيما دون الوقاع ضار بالمستمتعين والمستمتعات وبغيرهم .
وبيان هذا بالتفصيل لا يذكر في جواب سؤال ؛ ولكننا نذكر ما يخطر لنا من ذلك الآن بالإيجاز فنقول : إن لذلك مضرات كثيرة :(27/1141)
(أحدها): أن هذا الاستمتاع يغري صاحبه بالشهوة ، ويولعه باللذة ، حتى لا يكون له همّ سواها ، فإن من طبيعة نفس الإنسان أنها إذا أخذت بمبادئ الأمر المستلذ بالطبع تتدرج فيه حتى تصل إلى غايته ، وتكون قبل الوصول إلى الغاية في بلبال وهم ، واشتغال فكر وقلب ، وهذا ضرر في نفسه وهو أصل لمضرات أخرى تنشأ عنه كما يعلم مما يأتي .
(ثانيها): أنه يورث النفس الصغار والضعة ؛ لأن الولوع بملاعبة النساء شر من الولوع بملاعبة الأطفال أو الحمام ، فإن هذه على كونها اشتغالاً بالمحقرات والسفاسف التي تنافي كبر العقل وعزة النفس ليس فيها من الخنوثة ومهانة النفس ما في الولوع بملاعبة النساء .
(ثالثها): أنه يملك الهوى وحب اللذة زمام الإرادة ، وقلما تجد عند صاحبه عزيمة ثابتة إلا ما عساه يكون في طلب لذته ، ومن يستحل الزنا فيرتكبه عند شدة الداعية إليه في المواخير العامة لا يكون عرضة لهذه الغائلة وما قبلها كالمسترسل في ملاعبة النساء والاستمتاع بهن في غير المسيس ، وإن كان للزنا مضرات أخرى شر منهما .
(رابعها): أنه لا بد أن ينتهي أمر هذا الاستمتاع بالفاحشة الكبرى لما فيه من الإلحاح بالإغراء ، والتجرئة على العصيان ، فإن كان الفاسق يستمتع بعذراء يحافظ على شرفها ، ويخشى عاقبة فضيحتها ، وقوي لذلك على ضبط نفسه معها ، فإنه لا بد أن يجمح به سلطان الهوى المطاع إلى غيرها .
(خامسها): أن وازع الدين والحياء من الله تعالى يضعف ويضمحل في نفس هذا المستمتع ، وفي ذلك من الضرر الروحاني ما لا محل لشرحه هنا .
(سادسها): أن هذا العاصي لسلطان الدين ، الخاضع لسلطان الشهوة ، لا يكتفي غالبًا بالاستمتاع بامرأة واحدة لا سيما إذا كانت الخلوة بها لا تتيسر له دائمًا فهو إذا جاء الوقت تهم به داعية الشهوة بدافع من التأثر والتأثير العصبي فيلتمس غير مَن عرفها أولاً حتى يضيع كثيرًا من وقته ، ويُحرم بذلك من إتقان عمله في معيشته .(27/1142)
(سابعها): أن هذا العاصي يُفسد بإسلاس قياده للذة - كثيرًا من النساء وهذا شر في نفسه ، وربما يتولد منه شرور أخرى كالتنازع بين الفاسقين أو بين الفاسق وأقارب المرأة .
(ثامنها): أن في هذا التنقل في الفسق من إتلاف المال ما يقل عنه كل إتلاف.
(تاسعها): أن من اعتاد على التنقل في راتع الفسق كثيرًا ما يرغب عن الزواج ويكتفي بالمسافحة أو اتخاذ الأخدان ، وفي ذلك من المفاسد ما فيه وشرحه شرح لمضار الزنا ، وإنما كلامنا في الاستمتاع بما دونه إلى أن يؤدي إليه .
(عاشرها): أن من اعتاد ذلك يُحرم في الغالب من السعادة البيتية التي ملاكها قناعة كل من الزوجين بالآخر ، ومن تنقّل في راتع الفسق لا يكاد يرضى بمن يتزوج بها لا سيّما إذا اعتاد الاستمتاع بمن هي أجمل منها شكلاً ، أو ألطف في ذوقه دلاً ، وكذلك المرأة ، وناهيك بما في فقد هذه القناعة من ضروب الشقاء ، والجناية على النسل ، فإنه مخرب للبيوت التي تتألف منها الأمة .
وجملة القول أن الاستمتاع المسئول عنه ضار في ذاته ومؤدٍّ إلى الفاحشة حتمًا ؛ ولكنه شر طريق إليها ؛ لأن من وقع في الفاحشة ابتداءً يوشك أن يدرك قبحها ويتوب منها قبل الاسترسال فيها ؛ ولكن من يقدم لها تلك المقدمة المهيجة فإنه ينغمس فيها حتى يغرق ويكون من الهالكين ، فعلى المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا ينخدع لهواه ويتجرأ على الاستمتاع بغير حليلته الشرعية غشًّا لنفسه بأن هذا مقدمة للزنا ليس فيه كبير ضرر فإن هذا من وسواس الشياطين .
والله أعلم .
ــــــــــــــ
الفتوى : ... علاقة الحب والصداقة في غير رباط الزوجية
تاريخ الفتوى : ... 17 شعبان 1425 / 02-10-2004
السؤال
كنت أحب فتاة ثم تركتها لسوء أخلاقها وعندما حاولت أن ترجع عما كانت فيه وافقت بشرط أن نرجع أصدقاء وإلا ستبقى كما هي فما رأي أهل العلم؟
الفتوى(27/1143)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطريق الذي تسير فيه طريق لا تؤمن غائلة الشهوات فيه وهو حرام ومؤد إلى الحرام، فإذا أردت أن تعود إلى تلك الفتاة فعليك أن تتأكد أولاً من توبتها، وتتوب أنت أيضاً، ثم تسلك بعد ذلك السبيل المشروع، وهو التقدم لخطبتها والتزوج بها، أما علاقات الحب والصداقة، فليست من ديننا في شيء.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الصداقة بين الرجال والننساء الأجنبيات ممنوعة في الإسلام
تاريخ الفتوى : ... 17 شعبان 1425 / 02-10-2004
السؤال
هل تجوز الصداقة بين ولد وبنت، مع العلم بأنها بنت متدينة جداً وأنا أضمن عدم حدوث شيء يغضب الله، فهل يجوز؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصداقة بين الرجال والنساء الأجنبيات عليهم لا تباح في الإسلام، وكون السائل يضمن عدم حدوث شيء يغضب الله أمر مستبعد في مثل هذا النوع من العلاقات، لأن المحرم بين الجنسين ليس الزنا فقط وإنما هو أمور كثيرة، كالخلوة والحضن والنظر لما لا تحل رؤيته والخضوع بالقول وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفتنة.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن لجوارح الإنسان حظوظاً من الزنا، روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وفي رواية: .... والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. وراجع في(27/1144)
موضوع الصداقة بين الفتيان والفتيات الفتوى رقم: 11945. وواجب البنت المتدينة الابتعاد عما حرم الله.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
النظر إلى الأفلام الإباحية لا يبيحه طلب تعلم العلاقة الجنسية
تاريخ الفتوى : ... 17 شعبان 1425 / 02-10-2004
السؤال
أنا امرأة تزوجت حديثا وقبل ذلك شاهدت أفلاماً إباحية بهدف تعلم بعض الأمور عن العلاقة بين الجنسين فهل ارتكبت إثما وما حكم الدين في ذلك؟
وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نهى الله تعالى عن النظر إلى ما لا تحل رؤيته، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30-31}.
والنظر إلى الأفلام الإباحية التي تظهر فيها عورات الرجال والنساء حرام، ولا يبيحه دعوى تعلم بعض الأمور عن العلاقة الجنسية.
وتعلم أحوال العلاقة الجنسية يعرف من مطالعة كتب السنة والفقه ونحوها.
وعليه، فإنك قد ارتكبت خطأ كبيراً فيما كنت تفعلينه.
إلا أنك إذا كنت نادمة على هذا الفعل وتريدين التوبة منه، فإن الله تعالى يغفر كل الذنوب، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى { طه: 82}.
وقال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.(27/1145)
وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وشروط التوبة هي: الإقلاع عن المعصية، والندم على ما كان فعل منها، والعزم على عدم العودة إلى مثلها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
هل يسكن ابن أخيه معه في منزله
تاريخ الفتوى : ... 17 شعبان 1425 / 02-10-2004
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن أخي عمره ثمانية عشر سنة يريد متابعة دروسه الجامعية في المدينة التي أقطن فيها وأريد أن أعرض عليه الإقامة عندي مع العلم أن زوجتي شابة فهل يجوز هذا شرعا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان سكن ابن أخيك في بيتك سوف يؤدي إلى دخوله على زوجتك وخلوته بها فلا يجوز لك أن تسمح له بأن يسكن في بيتك لاسيما في غيابك، لأن ذلك أمر محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري.
وقوله: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
والحمو: أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج.
وأما إذا لم يكن في سكناه شيء من هذه المحاذير كأن يكون البيت ذا غرف ومرافق متعددة، بحيث يمكنه أن يسكن بمعزل عن زوجتك، ولا يطلع أحدهما على(27/1146)
الآخر، فلا حرج عليك في إسكانه في بيتك لاسيما إذا كان ابن أخيك محتاجاً للسكن عندك ولم يجد بديلاً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... إكمال الدراسة في الجامعة المختلطة أم تركها
تاريخ الفتوى : ... 13 شعبان 1425 / 28-09-2004
السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...: بمناسبة الدخول الدراسي الجديد فالسؤال حول ذلك، إذا لم يبق للطالب سوى سنة ليتخرج من الجامعة، هل يكمل دراسته إذا علم بحرمة الدراسة في الجامعات المختلطة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاختلاط في الجامعات بين الرجال والنساء حرام، ولا يخفى خطره، وهل كان يظن مسلم صادق غيور أن هذه الأمة المجاهدة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، وجعلها شاهدة على سائر الأمم، هل كان يظن أنه سيئوول بها الحال إلى أن يجلس شبابها بجوار بناتها في الجامعات؟؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ونقول لهذا الطالب: إن كنت مضطراً لنيل الشهادة الجامعية أو تحتاجها احتياجاً شديداً كأن يتعذر حصولك على عمل بدونها فيجوز حينئذ أن تكمل دراستك في هذه الجامعة المختلطة بشروط منها: أن لا تحضر من المحاضرات إلا ما كان ضرورياً لنجاحك، وتخرج لتوك بعد الانتهاء منها، وأن تجتنب النظر والكلام مع النساء، وأن لا تجلس بقربهن، وأن تختار رفقة صالحة تعينك على غض البصر وحفظ الفرج، وأن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة.
ولكن إن كنت تخشى على نفسك من الفتنة وضعف الإيمان فاترك الدراسة فوراً، والسلامة لا يعدلها شيء، واعلم أنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.(27/1147)
وأما الرزق فأمره موكول إلى الله، وقد ضمنه الله حتى للحيوانات والطيور، قال صلى الله عليه وسلم: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً. رواه البزار وابن حبان وصححه، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
كيفية النصح للوالد الذي ينظر للقنوات الهابطة
تاريخ الفتوى : ... 08 شعبان 1425 / 23-09-2004
السؤال
مشكلتي مع أبي/ بعد أن تقاعد من العمل وكان لديه وقت فراغ كبير , أحس أخي بأن والدي لابد أن يشغل وقت فراغه فأحضر له ( دشا) بجميع القنوات الفضائية ..
وفعلا شغل وقت فراغه ولكن بشكل سيئ جدا متابعة العري والمجون والقنوات الهابطة .. ووضع أرقاما سرية للجهاز ,, لا يطلع عليها أحد غيره ..
ووالدي الآن كبير في السن ومريض بالسكر ,, ولكنه متابع لتلك القنوات ,, وأنا خائفة عليه كثيرا أخاف أن يموت وهو على هذا الحال .. بالرغم من أنه مؤذن وإمام.. ولكن هذه حاله للأسف ..
وأمي من أخبرتني بذلك.. وأكدت لي الخبر حيث يسجلها بالفديو ويحتفظ بأكثر الأشرطة لديه وعندما يتعب يمزقها .. حاولت أمي معه التخلص من الدش وتبعاته ولكن دون فائدة .. لا أعرف كيف أتصرف لأني أخاف عليه كثيرا,, وهو لا يعلم بأني على علم به .. وعندما أدخل عليه مفاجأة يغير القناة إلى أخرى ويرتبك كثيرا,,
فوجئت بتغير حال أبي فهو من أصحاب العلم والمعرفة ومتخرج من الجامعة ومعروف بأنه رجل فاضل ,,, ولكن الدش قلب رأسه وله الآن حوالي 3 أو 4 سنوات على هذا الحال .. والعمر يجري ..(27/1148)
أرجو المساعدة والمشورة .. لأني لا أستطيع أن أخبر أحدا من أفراد العائلة بهذا الشيء أبدا..
وجزاكم الله خيرا ..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لأبيك الهداية والتوفيق لما يحبه سبحانه ويرضاه ، ومعلوم أن النظر إلى صور النساء باب فساد ويجر إلى منكرات عظيمة، وهذا لا يخفى على من رزقه الله تعالى بصيرة يميز بها بين الحق والباطل. وقد ذكرنا حكم النظر إلى الصور الخليعة في الفتويين التاليتين برقم: 27224 ورقم: 30945 .
والواجب عليكم نصحه ومصارحته بأدب ورفق وحكمة، وتذكيره بالله تعالى، وأن الموت قد يبغته وهو على هذه الحالة، وحاولوا شغل وقته بسماع الأشرطة النافعة والكتب المفيدة، والجلوس معه أو بعمل تجاري، وإن كان له صديق صالح ديّن وكان يمكن أن يؤثر عليه فأخبروه بالأمر عسى أن يكون في ذلك نفع لوالدكم، ونصحكم له هو من بره وطاعته. وانظري الفتوى رقم: 12032. وعليكم أن تزيلوا هذا الدش من بيتكم بأي وسيلة ممكنة.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... مفسدة الاختلاط للضرورة أقل من مفسدة اطلاع الرجال على عورات النساء
تاريخ الفتوى : ... 08 شعبان 1425 / 23-09-2004
السؤال
أنا طبيبة بصدد اختيار التخصص , ومما خطر ببالي هوالتخصص في الجراحة العامةعلما بأنها مختلطة جدا بالأطباء الذكور ولكن تفكيري في المئات بل الآلاف من النساء اللاتي يضطررن للذهاب للجراحين للكشف عن صدورهن [ لأن أمراض الثدي منتشرة] أو حتى العورات المغلظة عند الإصابة بما يتطلب علاجا(27/1149)
جراحيا ووالله لأجد هذا التخصص غير محبب لي ولكن ربما كان تخصصي يقلل ما ذكرته من المخالفات وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان مقصدك من هذا التخصص هو أن تقومي بالكشف على النساء بدلا من تعرضهن للكشف عند الرجال وتحفظت من الاختلاط قدر المستطاع، فلا حرج عليك في هذا التخصص، بل تثابين عليه إن شاء الله، وإنما أفتينا بذلك مع أن الاختلاط على الوجه المعروف الآن حرام، لأن مفسدة الاختلاط الذي تضطرين إليه أقل بكثير من مفسدة اطلاع الرجال على عورات النساء، ومعلوم أن الشريعة مبنية على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما، ودفع شر الشرين باحتمال أدناهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: مدار الشريعة على قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. وعلى قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم. أخرجاه في الصحيحين، وعلى أن الواجب تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدتين مع احتمال أدناهما هو المشروع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حدود نظر الرجل للنساء أثناء التدريس
تاريخ الفتوى : ... 07 شعبان 1425 / 22-09-2004
السؤال
أنا أدرس اللغة العربية لغير الناطقين بها من الأجانب النساء، فما حدود النظر المباح، علما أنني أجد حرجا وتكلفا في عدم النظر لهن وخاصة للتعليم والنطق ؟
أفيدوني بارك الله فيكم ؟(27/1150)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله كلاً من الرجال والنساء بغض البصر عن الجنس الآخر، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
{النور: 30 ـ31}. وأمر بخطاب المرأة من وراء حجاب لئلا تحصل الفتنة، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب: 53}. ونهى عن خضوعهن بالقول، قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32}.
ولا شك أن تدريس النساء سبب كبير من أسباب الفتنة، وعليه، فإذا أمكنك أن تتخلص من هذا العمل، كأن تتحول -مثلا- إلى تدريس الذكور، وتخصص للنساء امرأة تدرسهن، فهذا هو الحل الأمثل. وإن لم يمكن ذلك وكنت محتاجا إلى هذا العمل، فلا مانع منه مع الاحتياط في الابتعاد عن كل ما يمكن أن يثير فتنة, وعن الخلوة، وخضوعهن بالقول.
وأما حدود النظر إلى الأجنبية فإن أهل العلم قد ضيقوا فيها كثيرا لما ورد فيها من النهي الصريح. ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 5776. وعليه، فالظاهر أنه لا يباح منه إلا ما حصل فجأة أو ما اقتضته الضرورة. وعليك أن تبقى عازما على ترك هذا العمل متى ما وجدت غنى عنه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الحمو..معناه.. وحكم سكن الأخ في بيت أخيه ومرافقه متحدة
تاريخ الفتوى : ... 04 شعبان 1425 / 19-09-2004
السؤال
سبق أن سألتكم سؤالاً وأريد أن أسأل سؤالاً آخر، من هو الحمو في الشرع هل هو أخو الزوج أم زوج الأخت، وهل يجوز شرعاً سكن الزوجة في بيت به أخو(27/1151)
الزوج وهو متزوج، لكن لا يوجد أي خصوصية لكل من الزوجين سوى غرفة النوم، الحمام مشترك، المطبخ مشترك، الصالة مشتركة يجتمع بها الجميع فأريد أن أسأل هل يجوز لابنتي وهي زوجة أحد الإخوة السكن شرعا في مثل هذا البيت، علما بأن ابنتي محجبة وكل أهل البيت هم متدينون وملتزمون، لكن أنا أريد شرعا، هل يجوز أو لا يجوز؟ شكراً جزيلا، وجزاكم الله خيراً، أنا في انتظار إجابتكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمو هو أخو الزوج أو قريبه، والختن هو أخو الزوجة أو قريبها، قال ابن حجر في فتح الباري: .... وقال النووي: اتفق أهل العلم باللغة على أن الأحماء أقارب زوج المرأة، كأبيه وعمه وأخيه وابن أخيه وابن عمه ونحوهم، وأن الأختان أقارب زوجة الرجل، وأن الأصهار تقع على النوعين.
وفيما يتعلق بسكن الزوجة في بيت به أخو زوجها، فنقول: إن أخا الزوج، هو أجنبي على المرأة كسائر الأجانب، بل هو أحرى منهم بالمنع لتمكنه مما لا يتمكن منه غيره، روى الشيخان من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. يقول الإمام النووي في شرحه للحديث: فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي...
والأجنبي -سواء كان حموا أو غيره- إنما يباح له أن يسكن في منزل واحد مع المرأة الأجنبية إذا انفرد كل منهما بجميع المرافق ولم يشتركا في شيء منها، قال ابن حجر الهيتمي: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل.... اشترط أن لا يتحدا في مرفق، كمطبخ أو خلاء أو بئر أو ممر أو سطح أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة، لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق بينهما باب.... ومن هذا تتبينين أن المساكنة بين الأسرتين على الوجه الذي ذكرت لا تجوز.(27/1152)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم تكليم الرجل لجارته، وإهداؤه للأجنبية عنه
تاريخ الفتوى : ... 29 رجب 1425 / 14-09-2004
السؤال
لقد أصبح الناس في هذه الأيام لا يتقيدون بالأمور الشرعية لذا نرجو من فضيلتكم الإفتاء في الآتي:
1- هل يجوز للرجل أن يرسل بكروت لقريباته الأجنبيات عنه بحجة تهنئتهم.
2- هل يجوز للرجل الحديث مع جارته بالهاتف بحجة الاطمئنان عليها وخدمتها بعد وفاة زوجها، مع وجود من يقوم بخدمتها، وهي ليست من القواعد من النساء.
3- هل يجوز إرسال هدية شخصية لزوجة صديق عن طريق زوجها للتهنئة، أفيدونا أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت البطاقات المذكورة من باب صلة الرحم والإخبار بسلامته أو النصيحة لهن أو ما أشبه ذلك مما فيه فائدة، وكانت المناسبة المهنأ بها مشروعة ولم تؤد إلى محرم.... فإنه لا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى- من باب صلة الرحم وتهنئة المسلم.
وإذا تكلم الرجل مع جارته أو قريبته لحاجة فإن عليه أن يقصر كلامه على الحاجة وما فيه فائدة، ولا يجوز له أن يسترسل في الكلام أو يزيد على الحاجة حتى لا يجره ذلك إلى ما لا تحمد عقباه، وعليها هي كذلك أن تقتصر في حديثها على ما فيه الحاجة، وأن تحذر من الخضوع بالقول..
وأما إرسال الهدايا إلى امرأة أجنبية فالأصل فيه الجواز إلا إذا كان يخشى أن يجر ذلك إلى حرام كالخلوة... فإن ذلك لا يجوز لأن وسيلة الحرام حرام.(27/1153)
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10463، 7396، 11508، 11587.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم سكن الطلاب في سكن مختلط
تاريخ الفتوى : ... 27 رجب 1425 / 12-09-2004
السؤال
سؤالي عن الاختلاط والتحدث مع الفتيات في الجامعة وفي المسكن حيث إني أسكن في سكن الجامعة الأمريكية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حكم الدراسة في الجامعات المختلطة، وذكرنا أنها لا تجوز إلا في حالة الاضطرار أو الحاجة الشديدة، وراجع فيها الفتوى رقم: 2523.
ولا يجوز أن يسكن الفتيان والفتيات في سكن جامعي مشترك لما سينجر عن ذلك حتما من الفواحش والمنكرات التي لا حصر لها، وقد بين الله كيفية التحدث مع النساء إذا دعت لذلك حاجة، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53}، وإذا كان هذا في شأن أمهات المؤمنين والمخاطبون لهم هم الصحابة رضي الله عن الجميع، فما بالك بالخطاب بين الفتيان والفتيات في عصرنا الحاضر وفي الجامعات.
والأصل في خطاب الرجل للمرأة الأجنبية أن يكون على قدر الحاجة، وأن يكون من وراء حجاب، وأن لا يشتمل على خضوع بالقول ولا على خلوة في مكان منفرد، وأن لا يكون فيه ما يثير فتنة، وإن اختل شيء من ذلك لم يشرع.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ(27/1154)
الفتوى : ... الواجب على من يعمل في مكان مختلط
تاريخ الفتوى : ... 28 رجب 1425 / 13-09-2004
السؤال
أنا أعمل في مركز الإنترنت في العراق هل يجوز أن أعمل في المركز أم لا، مع أن فيه اختلاطاً ويأتيه البنات المحجبات وغير المحجبات ويتكلمن معي، هل يجوز هذا النوع من العمل أم لا، أرجوكم أجيبوني؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن كل ما يمكن أن يسبب له فتنة أو يوقعه في إثم، وإن أكبر ما يتخوف على الرجل منه الفتنة بالنساء، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وعليه؛ فإذا كان بإمكانك وجود عمل غير هذا فلا تتردد في تركه، وكذا الحال إذا كنت غير محتاج للعمل فيه أصلاً، وأما إن كنت مضطرا إليه لمعاشك ولم تجد غيره، فلا مانع من بقائك فيه في انتظار وجود فرصة عمل أخرى بعيدة عن مواطن الفتنة، وفي انتظار ذلك فحاول -ما استطعت- أن تغض بصرك وتتجنب الحديث مع النساء في غير ما تدعو له الحاجة، مع تجنب الخلوة بهن وكل ما من شأنه إثارة الفتنة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم النظر إلى وجه المرأة الميتة
تاريخ الفتوى : ... 26 رجب 1425 / 11-09-2004
السؤال(27/1155)
أفيدونا بارك الله فيكم في مسألة نظر الإمام إلى الجنازة، مع العلم بأن الميت امرأة، فهل يجوز له كشف الستار عن وجهها والنظر إليها، مع العلم بأنها مستقبلة للقبلة، أفيدونا؟ سدد الله خطاكم ووفقكم لما يحب ويرضى.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن ينظر إلى وجه المرأة الأجنبية وكفيها لغير حاجة في حياتها وبعد موتها على الراجح من أقوال أهل العلم، وإنما يجوز للرجل الكشف عن وجه الميت قبل دفنه وتقبيله إذا كان رجلاً مثله أو امرأة من محارمه؛ لما في صحيح البخاري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما علم بموت النبي صلى الله عليه وسلم جاء فكشف الثوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتاً.
وجاء فيه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل وجه عثمان بن مظعون...
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خلوة الشاب بالمرأة العجوز ... العنوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالبداية أحب أن أشكركم على ما تبذلونه من مجهود جبار مما جعل هذا الموقع من صفوة المواقع التي يرتادها الإخوة.
سؤالي يتركز حول مفهوم الخلوة في الإسلام
فأنا أعيش لدى امرأة عجوز في بلد غربي تبلغ من العمر 85 سنة وهي مسيحية الدين حركتها صعبة لا تخرج من المنزل إلا للضرورة ، ومن مظاهر القسوة في حياتها أن أولادها بعيدون عنها.
بالنسبة لي فعمري 31 غير متزوج مسلم ولله الحمد اعتبرها بمنزلة جدتي أساعدها في تأمين مستلزماتها من الدواء والغذاء ، كما أساعدها في الأعمال التي(27/1156)
تحتاج إلى بعض القوة كالعمل في حديقة المنزل فتخصم ذلك من أجرة السكن علما بأن كلا منا له غرفته الخاصة وكذلك المطبخ والحمام.
ومن شروطها أن لايدخن المستأجر ولا يشرب الخمر أو أي مسكر، وأن لايكون له صديقة .
وهي تراعي مشاعري كمسلم فلا تشتري لحم الخنزير أي أني مرتاح بالسكن
عندها والحمد لله ، علما أني في البداية سكنت في المدينة الجامعية
وأنتم تعرفون ماذا أعني بذلك سؤالي هل على إثم بسكني .
إن الله وحده يعرف نيتي من العمل علما أني مرة دعوتها للإسلام
فلم أفلح ولم أكرر المحاولة ولن أستطيع بالمستقبل أن أكررها.
أطلت بسؤالي كي يتكون لديكم فكرة عن وضعي .
والسلام عليكم
... السؤال
21/05/2006 ... التاريخ
... المفتي
... ... الحل ...
...
...
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
يرى جمهور الفقهاء أنه لا يجوز أن يخلو رجل بامرأة مطلقا ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان )
وقالوا: ولفظ الرجل في الحديث يتناول الشيخ والشاب , كما أن لفظ المرأة يتناول الشابة والمرأة كبيرة السن .
وخالف بعض الحنيفة الجمهور ، فذهبوا إلى جواز الخلوة بالعجوز التي لا يشتهيها الرجال و نقل ابن عابدين عن بعض مشايخ المذهب : العجوز الشوهاء والشيخ الذي لا يجامع مثله بمنزلة المحارم .(27/1157)
وأجاز الشاذلي من المالكية خلوة الشيخ الهرم بالمرأة شابة أو متجالة( العجوز) وخلوة الشاب بالمتجالة( المرأة العجوز) .
وضابط الخلوة اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة ، فتحدث معه ما هو محرم، بخلاف أن يقطع الريبة شيء ، فلا يعد خلوة .
ونقل الإمام ابن عابدين في تنقيح الفتاوى الحامدية :
(سئل) في رجل يدخل على امرأة أجنبية ويختلي بها متعللا بأنه وكيل عنها في مصالحها ويمنعه أبوها من ذلك فهل له ذلك ولا عبرة بتعلل الرجل المذكور؟
(الجواب) : نعم قال في الأشباه من الحظر والإباحة الخلوة بالأجنبية حرام إلا لملازمة مديونة هربت ودخلت خربة , وفيما إذا كانت عجوزا شوهاء , وفيما إذ كان بينهما حائل.ا هـ راجع : تنفيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين ، ج2/321
وقد ذكر الإمام الشوكاني في وجوب المحرم مع المرأة في السفر أن اعتبار المحرم إنما هو في حق من كانت شابة لا في حق العجوز لأنها لا تشتهى .
و السبب في خلاف الفقهاء في هذا : هل التحريم هنا لمطلق النص، وأنه لا يجوز خلوة رجل بامرأة أيا كانت ، أم أنه لأجل علة ما قد يحدث في الخلوة مما يحدث بين الجنسين من الحرام؟
فنظر الجمهور إلى النص بمفهومه المطلق، بينما نظر بعض الحنفية إلى علة التحريم ، وعليه أجازوا خلوة الشاب بالمرأة العجوز، كضابط أولا ، ثم إنها لا تشتهى كضابط آخر.
والذي يترجح أنه تجوز الخلوة بالعجوز بشروط:
1-أن تكون عجوزا .
2-ألا تكون مشتهاة ، فإن كانت مشتهاة حرم .
3-أن تكون هناك ضرورة تدعو إلى هذا .
4-أن تكون الفتنة مأمونة من الجانبين بين الرجل والمرأة .
ومما يؤكد رأي بعض الحنيفة من أن علة النهي في الخلوة هو ما يخشى من الوقوع في الحرام ما أخرجه مالك عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك(27/1158)
علينا من شيء فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدي عند عبد الله بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده .
فإن اعترض عليه بما ورد في حديث " أفعمياوان أنتما "، فيجاب عنه بما نقله ابن حجر عن الإمام القرطبي، فقال : " وقال القرطبي بعد أن قرر أن أمر سودة بالاحتجاب للاحتياط وتوقي الشبهات : ويحتمل أن يكون ذلك لتغليظ أمر الحجاب في حق أمهات المؤمنين كما قال " أفعمياوان أنتما " فنهاهما عن رؤية الأعمى مع قوله لفاطمة بنت قيس " اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه أعمى " فغلظ الحجاب في حقهن دون غيرهن" فتح الباري، ج19/147
و مما يرجح أيضا جواز خلوة الشاب بالعجوز أن الصحابة ،وهم أفهم الناس لمراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، كانت لبعضهم خلوة بالعجائز، من ذلك ما ورد أن عمر كان يتعاهد الأرامل فيستقي لهن الماء بالليل ، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة ، فدخل إليها طلحة نهارا ، فإذا هي عجوز عمياء مقعدة ، فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندك ؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى ، فقال طلحة: ثكلتك أمك طلحة ، عثرات عمر تتبع ؟ أبو نعيم في " الحلية " 1/47 - 48
وورد أن أبا وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم ، فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن . أخرجه : أبو نعيم في " الحلية " 3/285 – 286
ولكن يجب أن توضع النصوص الشرعية مكانها، فلا يخلو شاب بامرأة كبيرة السن، وهي ليست عجوزا، أو كبيرة مشتهاة ، ويدلل بما فعله عمر، أو بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس أن تعتد عند رجل أعمى ، بل لو كان أعمى وغير مؤتمن، فلا يجوز، لأن الأعمى قد يفعل ما يشاء بالمرأة.
والخلاصة: أن الأصل حرمة الخلوة، ولكن تجوز في حالات استثنائية بشروط، منها أن تكون المرأة عجوزا، غير مشتهاة ، وهناك ضرورة داعية لذلك، كما أن هناك أمنا للفتنة .
والله أعلم(27/1159)
ــــــــــــــ
حكم النظر إلى صور النساء في الرسوم المتحركة
تاريخ الفتوى : ... 24 رجب 1425 / 09-09-2004
السؤال
أنا عاشق لرسوم المتحركة المانجا "manga" , ومشكلتي هي أنني أحب الفتيات الجميلأت المرسومة, أكتر من نساء الواقع,
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز النظر إلى صورة النساء في الصور المتحركة أو غيرها إذا كن متبرجات.
كما لا يجوز النظر ومشاهدة هذه الأفلام إذا كان فيها ما يخل بالآداب الشرعية أو يتنافى مع العقائد الإسلامية.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الجوابين التاليين: 46691 و 3127.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم زيارة المرأة أختها مع وجود زوجها
تاريخ الفتوى : ... 05 شعبان 1425 / 20-09-2004
السؤال
زوجتي تذهب لزيارة أختها بشكل مستمر ودائم وغالبا ما يكون زوج أختها في البيت فأنا أنصحها بأنه عيب عليها إذا ذهبت وزوج أختها في البيت، فتقول بأن أختها موجودة في البيت ولا يجلسون لوحدهم.
أرجو بيان الحكم الشرعي.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1160)
فإنه لا يجوز لزوجتك أن تذهب لزيارة أختها بغير إذن منك، فإن أذنت لها فلا بأس بزيارتها لها ولو مع وجود زوج أختها بشرط التستر والاحتشام وعدم حصول الخلوة معه لأنه أجنبي بالنسبة لها، وبإمكانك الاطلاع على الفتاوى التاليةـ لمزيد الفائدة:
10542 ، 9618 ، 19493 .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
هل حرم الإسلام الزنا وأباح مقدماته ؟ ... العنوان
ما حكم من كان يتمتع في النساء بحيث لا يزني من قبلات وغيره ؟. ... السؤال
21/04/2006 ... التاريخ
الشيخ محمد صالح المنجد ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:-
الزنا جريمة منكرة، وذنب عظيم، والزنا لن يتم فجأة بلا مقدمات، بل تسبقه محاولات ومقدمات ، ولذلك حرم الله عز وجل ذلك كله فقال: ( ولا تقربوا الزنا) ولم يقل: ( ولا تزنوا) فدل هذا على أن ذلك كله حرام، وإن كان الحد لا يجب إلا في الزنا، فإن من حق الحاكم المسلم أن يعزر من يأتي مقدمات الزنا، ويزجره بما يرعه هو وأمثاله.
يقول الشيخ محمد صالح المنجد ـ من علماء المملكة العربية السعودية:-
ليس الزنا هو فقط زنا الفرْج ، بل هناك زنا اليد وهو اللمس المحرَّم ، وزنا العين وهو النظر المحرَّم ، وإن كان زنا الفرْج هو الذي يترتب عليه الحد .
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنَّى وتشتهي ، والفرْج يصدق ذلك كله ويكذبه " . رواه البخاري ومسلم.(27/1161)
ولا يحل للمسلم أن يستهين بمقدمات الزنا كالتقبيل والخلوة والملامسة والنظر فهي كلها محرّمات ، وهي تؤدي إلى الفاحشة الكبرى وهي الزنا .
قال الله تعالى : { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً } الإسراء / 32 .
والنظرة المحرمة سهم من سهام الشيطان ، تنقل صاحبها إلى موارد الهلكة ، وإن لم يقصدها في البداية ولهذا قال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن } النور / 30 – 31 .
فتأمل كيف ربط الله تعالى بين غض البصر وبين حفظ الفرج في الآيات ، وكيف بدأ بالغض قبل حفظ الفرج لأن البصر رائد القلب .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : -
أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار ، وحفظ الفروج ، وما ذاك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلمين ، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة ، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك ، ولهذا قال سبحانه : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون } ، فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة ، وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب العطب والعذاب في الدنيا والآخرة ، نسأل الله العافية من ذلك .
وأخبر عز وجل أنه خبير بما يصنعه الناس ، وأنه لا يخفى عليه خافية ، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه ، والإعراض عما شرع الله له ، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها. كما قال تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } غافر / 19 .
" فعلى المسلم أن يتقي الله ربَّه في السر والعلن ، وأن يبتعد عما حرَّمه الله عليه من الخلوة والنظر والمصافحة والتقبيل وغيرها من المحرَّمات والتي هي مقدمات لفاحشة الزنا .(27/1162)
ولا يغتر العاصي بأنه لن يقع في الفاحشة وأنه سيكتفي بهذه المحرمات عن الزنا ، فإن الشيطان لن يتركه . وليس في هذه المعاصي كالقبلة ونحوها حد لأن الحد لا يجب إلا بالجماع ( الزنى ) ، ولكن يعزره الحاكم ويعاقبه بما يردعه وأمثاله عن هذه المعاصي .
قال ابن القيم:-
وأما التعزير ففي كل معصية لا حد فيها ولا كفارة ; فإن المعاصي ثلاثة أنواع : نوع فيه الحد ولا كفارة فيه , ونوع فيه الكفارة ولا حد فيه , ونوع لا حد فيه ولا كفارة ; فالأول - كالسرقة والشرب والزنا والقذف - , والثاني : كالوطء في نهار رمضان ، والوطء في الإحرام , والثالث : كوطء الأمة المشتركة بينه وبين غيره وقبلة الأجنبية ، والخلوة بها ، ودخول الحمام بغير مئزر ، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير , ونحو ذلك . "
وعلى من أبتلي بشيء من ذلك أن يتوب إلى الله تعالى ، فإن من تاب تاب الله عليه ، والتائب من الذنب من لا ذنب له .
ومن أعظم ما يكفر هذه المعاصي المحافظة على الصلوات الخمس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " رواه مسلم .
والله أعلم .
نقلا عن موقع الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
ــــــــــــــ
... رفضته لكونها تحب زوج أختها
تاريخ الفتوى : ... 21 رجب 1425 / 06-09-2004
السؤال
أنا شاب من القدس قادر على الزواج تعرفت على بنت ناس وهي على درجة كبيرة من الأخلاق ومتدينة وملتزمة بالحجاب الشرعي بعد ما تكلمت مع أهلي ووافقوا على زواجي ذهبت إليها وطلبت الزواج منها لكي أعرف ما رأيها بي (أنا أعاني إعاقة جسدية) كان ردها أن لا مانع من جهة وضعي لكنها تحب إنساناً(27/1163)
آخر، هنا أنا دعوت لها بالتوفيق وخلص من الأيام قالت لي من هو والقصة كالتالي: الإنسان الذي تحبه هو ابن عمها وتزوج من أختها قبل 8 سنين هي تحبه وتقول إنها مخلصة في حبها له وأنها لا تريد الزواج من أي إنسان ومع المدة عرفت أنها تعرضت لعملية اغتصاب وعمرها 13 سنة والآن عمرها 26 قلت لها إن هذا حرام أنا أريدها على سنة الله، رجاء ارسلوا لي الرد بأسرع وقت ممكن ما حكمها الشرعي وماذا تفعل، وما واجبي أنا من قول الرسول من ناحية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحب المرأة لزوج أختها أو لأي رجل أجنبي آخر لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن لا يكون للمحبة كسب في التعلق بالرجل ولا سعي، وإنما رأته مرة فوقع حبه في قبلها، فإن اتقت الله ولم يدفعها حبه إلى طلب شيء محرم كالخلوة واللقاءات والمراسلة أو المواعدة أو ما هو أسوأ من ذلك، فإنها تكون مأجورة بعفتها عنه، ولا حرج عليها في الميل القلبي لأن المرء لا يستطيع صرفه عن نفسه أحياناً.
والحالة الثانية: أن يكون هذا الحب اختيارياً، أو حصلت بموجبه أمور محرمة، من أي نوع كانت، فإن هذا الحب غير مباح، وواجب على المرأة أن تصرفه عن نفسها وتبتعد عنه كثيراً، خاصة أن الذي هي متعلقة به لا يصح أن يتزوجها إلا بعد بينونة أختها أو وفاتها، قال الله تعالى: وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ {النساء:23}.
وأما واجبك أنت مع هذه الفتاة فهو أن تنأى عنها أولاً، ولا تخالطها إلا لحاجة مع ضوابط الشرع في ذلك من عدم خلوة ولا خضوع بالقول ومن تستر ونحو ذلك، وإذا كانت لا تريدك زوجاً فاقطع الصلة بها، وأبعد حبها عن قلبك، وفي موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيمكنك ذلك بواسطة إحدى أخواتك أو محارمك، ولا تتطرق إلى مسألة اغتصابها، لأنها مسألة بعد عهدها والواجب ستر الفتاة فيها، كما أنه لا ينبغي لك أن تخير من تريد نصحها بموضوع تعلقها بزوج أختها بل قل لها إن فلانة قد تحتاج إلى نصح وتذكير ولا تقل لها السبب ومرها(27/1164)
بكتم الأمر عن كل الناس وتنصحها هي نصيحة غير مباشرة لا تخبرها فيها بأنها قد اطلعت على شيء من أمرها بل تقول لها، إنها تذكرها بالله شأنها في ذلك شأن غيرها فالكل يحتاج إلى التذكير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم نظر المرأة من النافذة دون لبس الحجاب
تاريخ الفتوى : ... 15 رجب 1425 / 31-08-2004
السؤال
هل يجوز النظر من النافذة دون ارتداء الحجاب دون أن ينظر إلي أحد، وما تفسير الموقف في ظل حديث الرجل الأعمى الذي أمرت المرأة بالتحجب منه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم أفعمياوان أنتما في ابن مكتوم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النظر من النافذة عند أمنك من نظر الأجانب إليك ونظرك إليهم جائز، إلا أن الأولى الالتزام بالحجاب خشية أن يمر أحد فيراك، ويدل لجواز كشف الحجاب عند الأمن من منظر الأجانب ما روى أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.
كما يدل له أيضاً حديث فاطمة بنت قيس عند مسلم وفيه: اعتدي عند ابن أم مكتوم، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك...
وأما عن نظرك للأجانب دون أن يروك، فإنه حرام إن كان النظر لشهوة، وجائز إن لم يكن لشهوة ولم تخف الفتنة، ويدل لجواز نظرهم عند أمن الفتنة ما في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه(27/1165)
وسلم يوماً على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم.
وراجعي للمزيد في الموضوع، وفي مسألة حديث ابن أم مكتوم الآخر والذي هو محل سؤالك الفتاوى التالية أرقامها: 7997، 36256، 15096، 16848، 32270، 37795.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
شؤم الاختلاط والعلاقة المحرمة
تاريخ الفتوى : ... 14 رجب 1425 / 30-08-2004
السؤال
سؤالي هو: صديقتي أقامت علاقة مع شاب ووعدها بالزواج ثم خدعها واكتشفت أنه على علاقة بأخرى وتزوج بها، وقد عانت صديقتي كثيرا لأنها تعلقت بذلك الشاب حتى أنها حتى الآن ومنذ 4 سنوات باتت لا تثق بأحد فهل هذا الشاب عليه إثم وعقاب من رب العالمين أم أنه القسمة والنصيب وكيف يمكن لصديقتي أن تتخلص من التفكير في هذا الموضوع حتى أنها أصبحت انطوائية ولا تتعامل مع الناس لأنها أصبحت لاتثق بهم وهل عليها إثم وذنب.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على هذا الشاب وهذه الفتاة أن يتوبا إلى الله تعالى من إقامة العلاقة المحرمة بينهما، فإن الإسلام يحرم أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين إلا عن طريق الزواج الشرعي لما يترتب على ذلك من المفاسد العاجلة والآجلة.
وما أصاب هذه الفتاة المسكينة من الانطواء والاحباط والعزلة وعدم الثقة بالآخرين. هو من شؤم المعصية وارتكاب ما نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه. قال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63}، وعلى هذه الفتاة أن تتقي الله تعالى وتعود إليه(27/1166)
بصدق وإخلاص وأن تقطع صلتها وتفكيرها بذلك الشاب، بل وبماضيها الذي سبب لها ما وقعت فيه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فإذا عادت إلى الله تعالى فإن الله تعالى جاعل لها من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وسيعوضها عما فاتها إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2ـ3}، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 9463، 10522.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... غض البصر عن زميل الزوج وعدم الخلوة به لازمان
تاريخ الفتوى : ... 02 رجب 1425 / 18-08-2004
السؤال
أولا يا أخي الفاضل حدث لي شيء غريب جدا كنت منهمكة في ترتيب بعض الأشياء في المنزل وإذا بابني يفتح شريط القرآن الذي تم تحميله علي جهاز الكمبيوتر فجأة وكان صوت السماعات عاليا جدا فإذا بنا نفزع، فهل هذا يدل علي شيء مقلق فأنا قلقة جدا لأن المفروض ألا نفزع ؟. ثانيا أنا والعياذ بالله منها سيدة متزوجة والحمدلله وأم لطفلين وأحب زوجي وأحترمه وهو(زوجي)عنده زميل ويؤسفني أن أقول أنني عندما أرى هذا الزميل لا أعرف ينتابني شعور إعجاب به وأنا أسال وأطرح المشكلة هذه خوفا من الله وأطلب المساعدة منكم ومن ناحيتي طبعا بحكم الزمالة بين زوجي وهذا الرجل كثيرا ما قد يطلب زوجي منه أن يقوم بتوصيلي أنا والاطفال بدون حضور زوجي ومن ناحيتي أرفض ذلك وأطلب من زوجي أن يأتي هو، ماذا أفعل حتى أرضي الله ولا أكون زوجة خائنة
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفزع على النحو الذي ذكرت أمر جبلي، ولا مؤاخدة فيه على المرء.(27/1167)
لأنه خارج عن إرادة الإنسان واختياره. وقد أخبر الله أن مثله حدث لموسى عليه الصلاة والسلام لما انقلبت عصاه حية، قال تعالى: وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ {النمل:10}
وعليه فليس في فزعكم عند مفاجأة الصوت العالي شيء.
وعليك أن تغضي بصرك عن زميل زوجك هذا ولاتقتربي منه.
فقد قال الله عز وجل: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 31}، واحذري من الخلوة معه في أي مكان ومن ذلك طبعا السيارة، فلا تطيعي زوجك في المشي مع هذا الرجل، بل ولا تجلسي مع زوجك بحضرته ولو لم تكوني تشعرين اتجاهه بهذا الشعور، فما بالك وأنت تشعرين نحوه هذا الشعور الذي ذكرت، ( والنظر سهم من سهام إبليس). كما ورد ذلك في الحديث الشريف، رواه الطبراني والحاكم وغيرهما.
وطاعة زوجك واجبة عليك في كل شيء تستطيعينه بالمعروف، وليس من المعروف فعل ما فيه معصية الله، ففي الصحيحين من حديث علي مرفوعا: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط زيارة الفتاة لأولاد عمها
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الثانية 1425 / 14-08-2004
السؤال
أريد زيارة أولاد عمي وهم 3 بنات وشاب في 18 من عمره، وذلك لأن أمهما ستسافر إلى السعودية لأداء العمرة لمدة أسبوعين، ووالدهم متوفى، فهل يجوز لي البقاء معهم إلى أن تعود والدتهم من السفر، مع العلم بأن أختهم الكبرى في عمري وأنا أكبر أخاهم بـ 5 سنوات؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى(27/1168)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ابن العم أجنبي بالنسبة لبنت عمه، فإذا كانت البنات محتاجات لرعايتك في فترة غياب أمهم، وكنت ملتزمة بالتحجب والبعد عن مخالطة ابن العم، فإنه لا حرج في بقائك معهم هذه المدة، ولكنه لا يجوز أن يبيت معك ابن العم، ولا أن يخلو بك، ولا أن يرى شيئاً مما حرمه الله، ولا أن يدخل عليك، إلا بعد الاستئذان والتحجب بشرط عدم حصول الخلوة، ولا يتكلم معك إلا في المعروف من دون ترخيم للصوت ولا خضوع بالقول، ففي الحديث: إياكم والدخول على النساء. رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: ألا لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون ناكحاً أو ذا محرم. رواه مسلم.
وفي الحديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم، وراجعي الفتاوى التالية ارقامها: 10147، 4090، 30792.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
محاذير إطلاق النظر في الأفلام الخليعة
تاريخ الفتوى : ... 15 جمادي الثانية 1425 / 02-08-2004
السؤال
أنا مقيم على مشاهدة أفلام الجنس، هل الوضوء يمسح تلك الآثام؟ أرجوكم أن تجيبوني بالكتابة الأولى.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة الأفلام الخليعة مما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى: [
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ] (النور: 30).
وإطلاق النظر في الأفلام الخليعة يؤدي إلى أمراض النفس وقسوة القلب والزهد في الحلال والتجرؤ على ارتكاب الفواحش والمعاصي والتهاون فيها.(27/1169)
والذي يظهر لنا أن الإصرار على النظر إلى أفلام الجنس بشهوة مع خوف الفتنة يعد من الكبائر، قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله: الكبيرة الثانية والأربعون بعد المائتين: نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة..
فإذا كان نظر الأجنبية بشهوة وخوف فتنة من كبائر الذنوب فنظر الأفلام الخليعة أولى بذلك، لتمكن الناظر فيها من رؤية ما لا يمكن الاطلاع عليه في الخارج إلا بمشقة مع إدامة النظر وتكراره، وحصول الشهوة غالبا، وما يترتب على ذلك من ألوان الفساد كالاستمناء أو الوقوع في الزنا أو الفاحشة.
هذا بالإضافة إلى ما تقرر عند أهل العلم من أن الإصرار على الصغيرة معدود من الكبائر، كما جاء عن ابن عباس: لا صغيرة مع الإصرار.
ومعلوم أن الكبائر لا تكفرها إلا التوبة، فلا يكفرها الوضوء ولا الصلاة، وعليه، فننصح السائل الكريم بالابتعاد عن مشاهدة هذه الأفلام التي تدمر الأخلاق وتفسد الشباب، وبالمبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلم أخي الكريم أن الله جل وعلا أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم فقال: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ] (النور: 30-31).
فمن لم يغض بصره فقد خالف أمر الله وعرَّض نعمة البصر التي أنعم الله عليه بها للزوال، وهي نعمة لا يعرف كثر من الناس قيمتها إلا عند فقدهم لها والعياذ بالله، فمن أطلق العنان للبصر في نظر المحرمات فعليه أن يتوقع أمورا:
أ زوال نعمة البصر، لأن النعم تقيد بالشكر وتعرض للزوال بالكفران، وقد عرّف العلماء شكر النعم بأنه صرفها في ما يرضي الله، كما عرفوا كفرانها بأنه صرفها فيما لا يرضي الله تعالى.
ب أن إطلاق البصر قد يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، فالنظر بريد القلب.
جـ أنه يظلم القلب، فمن حفظ بصره نور الله بصيرته، والعكس بالعكس، والشاهد هو قول الله جل وعلا: [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] (المطففين: 14).(27/1170)
د التعرض لسخط الله ومقته، ومن سخط الله عليه فقد هلك.
هـ أنه من جملة المعاصي، ومن عاجل عقاب المعصية أن تتيسر للعبد معاص أخرى، ويحرم التوفيق لكثير من الطاعات.. إلى غير ذلك.
وأما عقاب المطلع على تلك الصور فمن جملته هذه الأضرار التي أشرنا إليها آنفا، إضافة إلى ما ينتظره من عذاب الله في الآخرة إن لم يمنّ الله عليه بالمغفرة والعفو.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم إرسال الفتاة رنات الهاتف للرجال لغرض حميد
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1425 / 27-07-2004
السؤال
عمري 22 سنة ولدي أخ يصغرني بأربع سنوات وله أصدقاء أتبادل معهم الرنات فقط على الموبايل بعلمه وعلم كل من في البيت وأحيانا يكون الغرض منها إيقاظهم لصلاة الفجر أو إيقاظهم للمذاكرة أو تذكرتهم بشيء وأحيانا تكون عادية ليس منها غرض فهل هذا جائز؟ على العلم بأنها لم تتجاوز أكثر من الرنة فقط وأنهم يعاملونني بمنتهى الاحترام ويعتبرونني أختاً كبرى توجههم أحيانا وتنصحهم، أرجو الإجابة على سؤالي هذا وعدم إحالتي إلى أسئلة مشابهة.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت من إرسال الرنات إلى أصدقاء أخيك قد يكون أمراً حسناً وتثابين عليه إن كان لقصد إيقاظهم لصلاة الفجر أو للمذاكرة ونحو ذلك، ولكن لا تنسي أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأن الفتنة بين الرجال والنساء هي أول فتنة وقعت في بني إسرائيل، وهي أضر الفتن. ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.(27/1171)
وروى مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعاً: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فالصواب إذاً أن تتركي هذه الرنات، لأنها وإن كانت في ظاهر الأمر لا تضر، إلا أنها حبالة لا يبعد أن يمد الشيطان خيوطها لتتجاوز الرنة إلى الكلمة إلى المقابلة والخلوة إلى ما لا يحمد...، ولا تغرنك معاملتهم لك بالاحترام واعتبارهم إياك أختاً كبرى توجههم أحياناً وتنصحهم، فقد يكون في النيات خلاف ما يظهر، واقتصري في توجيههم ونصيحتهم على أخيك ليقوم هو بنقل ذلك إليهم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... شروط جواز الرحلات العائلية
تاريخ الفتوى : ... 09 جمادي الثانية 1425 / 27-07-2004
السؤال
سيدي الفاضل: أنا أعمل في شركة منذ حوالي سنة، الشركة بها حوالي 20 موظفاً (رجالاً ونساء)، ما أريد أن أسأله هو: أنه في أكثر من مرة دعينا من قبل مدير الشركة إلى إفطار في رمضان في أحد المطاعم، أو إلى رحلة جماعية عائلية (كل شخص وعائلته)، وآخرهم أمس كان عشاء لوداع أحد مدراء الشركة، فهل يجوز لي الذهاب معهم، أم أنه يعتبر اختلاطاً لا داعي له، سمعت البعض يأمرني أن أذهب وفي نيتي أن أكون مثالاً للمرأة المسلمة في لباسها وأدبها، أرجو أن تفيدوني بالأمر؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تعالى كلا من الرجال والنساء بغض البصر وعدم الخلوة، وعدم الاختلاط والاحتكاك المؤديين إلى إثارة الفتن، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ(27/1172)
مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:30-31]، وقال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه، كل هذا من أجل الابتعاد عن إثارة الفتن والغرائز الكامنة.
وإذا احتاجت المرأة إلى السفر فلا بأس بذلك، ولكن بشرط أن يصاحبها زوج أو ذو محرم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
وبناء على ذلك، فإذا كان قولك: كل شخص وعائلته تقصدين به أنه لا توجد امرأة إلا ومعها زوجها أو أحد محارمها، فلا مانع من هذه الرحلات إذا كانت لحاجة، والتزم فيها بغض البصر وبالاحتياط في التستر، والابتعاد عن كل ما يكون سبباً للفتنة، وإن لم يكن للرحلات من الأهمية إلا الترفيه عن النفس فلا بأس بها أيضاً، ولكن ينبغي أن لا تأخذ كثيراً من الوقت، لأن الإنسان مسؤول يوم القيامة عما أفنى فيه وقته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس... ومنها: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه. رواه الترمذي، وفي رواية: حتى يسأل عن أربع......
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الوسائل المباحة في التعبير عن الفرح في الأعراس
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الثانية 1425 / 24-07-2004
السؤال
عندنا عادة في الأفراح وهي عند زف العروس لبيت زوجها توضع في سيارة مزينة وتكون حولها مجموعة من السيارات ويقومون باستعمال منبه السيارات فما رأيكم في هذا العمل ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1173)
فالأصل أن كل وسيلة مشروعة تؤدي إلى إعلان النكاح وإشهاره جائزة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف. رواه البيهقي.
ولا شك أن لكل مجتمع وزمان عادات وأعرافا تخصه يعبر من خلالها عن أفراحه وأتراحه، وكل أمور حياته بشكل عام، وقد أقر الإسلام الناس على أعرافهم، بل ورتب على ذلك أحكاما كثيرة كالنفقة والكسوة وقدر الصداق أو نحو ذلك، بما في ذلك طريقة التعبير عن إشهار النكاح، إلا أنه يجب التنبه إلى أن هذه العادات يجب أن تكون مضبوطة بالشرع، فإن كان فيها ما يخالفه فهي عادات باطلة، ومن ذلك اختلاط الرجال والنساء في العرس وظهور العروس في لباس غير محتشم أمام الرجال الأجانب ونحو ذلك.
أما التعبير عن الفرح من غير مغالاة بنحو الطريقة التي ذكر السائل فلا حرج فيها إن شاء الله تعالى .
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
تعلم المرأة السباحة.. رؤية شرعية
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الثانية 1425 / 20-07-2004
السؤال
لي سؤال وأرجو من حضراتكم أن تساعدوني!
إنني إنسانة مسلمة والحمد لله أن هدانا إلى الإسلام.
أريد من زمن تعلم السباحة، لكن وجودي في بلد أوروبي لم يساعدني على ذلك، أقصد بعدم وجود مسابح خاصة للنساء، خصوصا في المدينة التي أسكن بها، وأنتم تعلمون أننا نسافر عبر البحر، ولا أخفي عنكم أنه يخيفني.
أرجو أن ترشدوني، جزاكم الله عنا كل خير، وكتبه لكم في ميزان حسناتكم، إنه لا يضيع أجر من عمل صالحا.
أختكم في الله.(27/1174)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في بيان حكم ذهاب المرأة للمسبح، وهي برقم: 6063.
ونحن نرشد الأخت السائلة وننصحها أن تصرف نظرها عن تعلم السباحة، لصعوبة توفر الضوابط المذكورة في الفتوى المشار إليها.
واعلمي أن قرار المرأة في بيتها خير لها عند ربها، ولك أسوة حسنة في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [سورة الأحزاب: 33].
ولا يخفى ما في المسابح ولو كانت نسائية ما فيها من كشف للعورات وعدم تستر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة. رواه الترمذي.
كما أن تعلم السباحة يستلزم غالبا نزع الثياب واستبدالها بأخرى تعين على السباحة، وقد قالت عائشة رضي الله عنها لما رأت نسوة من أهل الشام: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟ قلن: نعم. قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى من ستر. رواه أبو داود.
وكونكم تسافرون في البحر ليس مدعاة للخوف من الغرق، وإذا قدر على الإنسان أن يموت غرقا فلن يقدر على الفرار من قدره ولو كان سباحا، وكم من سباح مات غرقا.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
النظر في كتب اللغات المحتوية على صور نساء بغرض التعلم
تاريخ الفتوى : ... 02 جمادي الثانية 1425 / 20-07-2004
السؤال(27/1175)
أود تعلم اللغة الإنجليزية ولكن الكتب لا تخلو من رسوم للنساء فهل علي إثم إذا نظرت بغرض وصف ما في الرسمة ؟
وجزاكم الله خيرا على جهودكم .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع للمرء من تعلم اللغات الأجنبية كالإنجليزية ونحوها إذا احتاج لها. بل قد يكون تعلمها فرض كفاية إذا توقفت عليها بعض مصالح المجتمع، ولا ينبغي أن يكون تعلم اللغة الإنجليزية غاية في حد ذاته، ولا أن يصرف عن تعلم لغة القرآن. وراجع في ذلك الفتوى رقم:19730
وأما الصور فقد سبق أن بينا تحريم فعلها وخلاف أهل العلم فيما كان ملتقطا منها بالآلة، وحرمة تصوير العورات ، وراجع في كل ذلك الفتوى رقم: 1935.
وبناء على هذا فإن كانت هذه الرسوم لا تكشف عورات النساء، وكانت الحاجة تدعو إلى النظر فيها من أجل فهم الدروس، فنرجو أن لا يكون عليك إثم في ذلك، والأحسن تركه أو التقليل منه.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
يختلس النظرإلى النساء في التلفاز
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1425 / 18-07-2004
السؤال
زوجي يختلس النظر إلىالنساء في التلفزة عندما لا أكون معه والله أعلم بما يخفى خصوصا أننا في بلد أوروبي وهذا سيزيد ناره التى ذكرت آنفا علما بأننا نتحدث عن غض البصر وقد توقفت عن التلميح لأنه يغضب فما الحل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1176)
فالنظر إلى صور النساء في شاشة التلفاز قد سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 7999 والفتوى رقم: 47044
واجتهدي في فعل الوسائل التي تيسر لزوجك الاستقامة والقناعة بالحلال، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... الموقف المناسب للزوجة تجاه زوجها الذي يعمل في مكان مختلط
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1425 / 18-07-2004
السؤال
في أرامكو تحدث خلوة واختلاط واحتكاك بين الرجال والنساء لفترات قصيرة أو طويلة فما حكم ذلك وموقف الزوجة هل من حقها أن تغضب أم لا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حرم الله الخلوة بين الأجنبي والأجنبية، كما حرم الاختلاط بين الرجال والنساء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
وأمر النساء بالقرار في البيوت تفاديا للاختلاط قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى(الأحزاب: من الآية33)، ولمعرفة مزيد من الأدلة عن حرمة الاختلاط راجعي الفتوى رقم: 3539.
والموقف المناسب للزوجة في حالة ما إذا كان زوجها يعمل في الشركة المذكورة ويختلي بالنساء ويختلط بهن هو أن تنصحه بترك هذا العمل المؤدي إلى تلك المحرمات والبحث عن غيره.
فإن كان محتاجاً إليه ولم يجد عملاً غيره فلتنصحه بالابتعاد عن هذه المحرمات ما أمكن ذلك، ولا داعي إلى الغضب الشديد منها إذا كان زوجها لا يتعمد الوقوع في هذه المحرمات.(27/1177)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
كانت تصادق رجلاً وخطبها آخر
تاريخ الفتوى : ... 30 جمادي الأولى 1425 / 18-07-2004
السؤال
أنا فتاة عمري 20 سنة لدي الكثير من الأسئلة ولكن لا أعرف من أين أبدأ ولكن المهم الآن هو أني أخطأت كثيراً وكل ما أقول إني أريد التوبة يظهر لي موضوع آخر ولا أنكر أني مساهمة فيه بالنسبة إلى موضوعي اليوم هو أني على علاقة مع شخص أحبه ويحبني وأعرف هذا جيداً، ولكن الخطأ هو أني لا شعورياً أجد نفسي أخطئ معه من غير ما أدرك ولا هو أيضاً ونحن لسنا خطيبين بسبب الظروف المادية، ولكن بين أنفسنا نعترف بأننا زوج وزوجة أمام الله، وأنا لا زلت أحفظ فرجي ومازلت عذراء، ولكن هناك أحد تقدم لخطبتي وأهلي يريدوني أن أوافق بشكل أو بآخر الموضوع منتهي، ولكن جداً محرجة لأني أحب حبيبي وإنه لا يقدر أن ينهي الموضوع، فالذي أريده هو كيف أغفر ذنبي الذي فعلته معه لأني كنت متصورة أنه سوف يكون زوجي وأنا زوجته ولم أتوقع أنه سيكون غيره زوجي أريد التوبة عن كل ما فعلت، أعرف أن الزنا حرام ولكن الذي كنت أتوقعه أننا نحب بعضنا وسوف نتزوج لم ندرك هذا الخطأ، أريد أن أعرف ماذا فعلت وما هي عقوبتي، وماذا أفعل ليغفر الله لي، والذي جاء لخطبتي هل أخبره بما حصل أم أكتمه سراً إلى يوم الدين، أريد المساعدة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز في ديننا إقامة علاقة بين رجل وامرأة أجنبية عليه، لأن ذلك ذريعة إلى الشر والفساد، وبهذا تعلمين أنك قد أخطأت وأسأت بما وقع منك مع هذا الشاب، فالواجب عليكما التوبة وعدم العود لمثله أبداً، والرغبة في الزواج لا تسوغ شيئاً مما حدث، ولا يتم الزواج إلا بتوفر أركان وشروط، ومن ذلك وجود الولي(27/1178)
والشهود والصداق، فلا عبرة بما تظنان من كونكما زوجين، فالواجب عليك قطع العلاقة مع هذا الشاب، وراجعي الفتوى رقم: 4220.
وإن كانت لديك الرغبة في الزواج منه فصارحي أهلك بذلك، فإن رضوا به زوجاً فالحمد لله، وإلا فننصحك بالموافقة على الزواج ممن رضيه أهلك لك زوجاً، ولا تخبريه بما وقع منك في الماضي، وراجعي الفتوى رقم: 26305.
واعلمي أن رحمة الله تعالى واسعة فهو القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، فلا تيأسي من رحمته، وأحسني فيما يستقبل، وأكثري من الصالحات.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم احتضان الرجل ابنته وكشفها رأسها أمامه
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الأولى 1425 / 15-07-2004
السؤال
بعض الناس من عاداتهم أن يعيبوا على الأب أن يضم ابنته الكبيرة بحجة أنه بالنهاية رجل ويجب أن تستحيي من والدها وأنه لا ينبغي أن يحتضنها أو يعانقها لأنه رجل في النهاية؟ فما رأيكم الكريم.
وأتمنى لو أجد أدلة شرعية من قصص الصحابة أو النبي صلى الله عليه وسلم لنثبت لهم أن هذا الأمر ما دام أبويا من أب لابنته لا حرمة فيه. فهل من أدلة حول هذا الأمر؟
كذلك بعض القبائل تكره لبناتها أن يمشطن شعرهن أمام الوالد. حجتهم في هذا أنه فيه قلة احترام للأب وأيضا قولهم بأنها ستضطر أن تنزع الحجاب عن رأسها أمام أبيها وأن هذا ليس جيدا لأنها يجب أن تتعلم الحشمة حتى أمام أبيها؟
أريد أن أرد عليهم، ولكني أفتقر للأدلة التي تثبت شرعية كل هذه الأمور.
وشكرا لكم.
وبارك الله فيكم.(27/1179)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا خلاف في أهمية الحياء، فإن الحياء من الإيمان، كما في حديث الصحيحين.
ولكن كشف المرأة عن رأسها بحضور أبيها ومعانقته إياها واحتضانه لها جائز شرعا إذا لم تكن هناك ريبة ولم تخش الفتنة، فإن كانت الريبة موجودة أو خشيت الفتنة فإنه يمنع سدا للذريعة وحسما لما يجلب الفتنة. فقد أباح لها تعالى ابداء مواضع الزينة للمحارم والأزواج فقال: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [ سورة النور: 31].
وقد روى أبو داود في السنن أن أبا بكر رضي الله عنه قبل خد عائشة. وصحح الحديث الألباني. وروى الإمام أحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه، والترمذي في الشمائل، عن ابن عباس قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي فاحتضنها فوضعها بين ثدييه فماتت وهى بين ثدييه. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن، وصححه الألباني في الصحيحة.
وقد نص أهل العلم على جواز مس ما يجوز النظر إليه من المحارم، ونصوا كذلك على حرمة نظر ما أبيح نظره إذا كان للذة، وإذا حرم النظر فإن المس يحرم من باب أولى.قال الناظم:
وكل ما جاز إليه النظر نظره مع تلذ يحظر
وللمزيد في الموضوع من الأدلة وقصص السلف راجعي كتب التفسير، والمغني لابن قدامة، والمجموع للنووي، والمبسوط للسرخسي، وتبيين الحقائق للزيلعي. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 47561 و 9417 و 26259.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم ذهاب الأزواج والزوجات إلى البحر للسباحة
تاريخ الفتوى : ... 27 جمادي الأولى 1425 / 15-07-2004(27/1180)
السؤال
ما حكم الذهاب إلى البحر مع مجموعة إخوة بزوجاتهم لينزل الإخوة البحر مع بعض والأخوات مع بعض بحجة الانفتاح على المجتمع ولا شك أننا ستقع أبصارنا على تبرج وأنه لا بد للزوج أن ينظر بين الحين والآخر ليطمئن على زوجته فى البحر ومن ثم سينظر إلى الأخريات اللاتى معها .. أريد رداً شافياً وافياً .. هل الذهاب للبحر فى موسم الصيف إخوة وأخوات مع بعض حرام أم حلال يجوز أم لا يجوز .. مع العلم أن الأخوات محتشمات تمامًأارجو سرعة الرد جزاكم الله خيراً حيث سينبنى على هذا الرد عمل إن شاء الله
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه بداية إلى أن الانفتاح على المجتمع إنما يكون بمشاركته في الخير ودعوته إلى الله ومساعدته على حل مشاكله بالطرق الشرعية ونحو ذلك، لا بمشاركته فيما يتنافى مع أخلاقنا وآدابنا مما قد تترتب عليه بعض المخالفات مع عدم القدرة على الإنكار، وذلك مثل إتيان الشواطئ التي تتعرى فيها النساء وتختلط بالرجال مع عدم القدرة على إنكار ذلك.
ثم نقول بخصوص الحكم الشرعي: إن العلماء رحمهم الله يفرقون بين الحكم الأصلي للمسألة وبين الحكم العارض، ونضرب على ذلك أمثلة حتى يستبين الأمر ويتضح:
فحكم بيع العنب الجواز، وهذا هو الحكم الأصلي، ولكن إن علم أن من سيشتري العنب سيتخذ منه خمرا أصبح البيع محرما، والحكم بالحرمة حكم عارض، وبيع السلاح جائز وهذا حكم أصلي، ولكن بيع السلاح لطائفة من المسلمين لتقتل طائفة مسلمة أخرى لا يجوز، وهذا حكم عارض، وهكذا فقس.
وعليه، فنقول: إن سباحة المرأة في البحر أو في مسبح لا مانع منها، وحكمها الأصلي الجواز، ولكن إن ترتب على ذلك نظر إلى العورات أو خلوة محرمة أو فتن فيحرم عندئذ ويكون هذا الحكم عارضا، فمتى انتفت هذه العوارض عاد الحكم إلى الجواز.(27/1181)
وذهاب جمع من الرجال بنسائهم إلى البحر للسباحة إن كان لا يترتب عليه أي من المفاسد المذكورة جائز، هذا إن كان النساء سيسبحن متحجبات متسترات بحيث لا ينظر إليهن أجنبي وهن على حالة غير مرضية شرعا.
وأما النظر إلى جمعهن لتفقد حالهن وهن على الحجاب الكامل فلا مانع منه إن أمنت الفتنة.
وننبه إلى أن فتوانا بالجواز حيث تحققت الضوابط المذكورة لا تعني الإقدام على هذا الأمر، فإن المسلم قد يترك أمورا من المباحات حفظا لعرضه وصيانة لنفسه من أن يتكلم الناس فيه، وقد عد الفقهاء رحمهم الله أمورا تقدح في مروءة الرجل وفعلها من المباحات كالأكل في الطرقات، ولذا فصاحب المروءة يجتنب بعض الأمور وإن كانت مباحة تفاديا لأمور أخرى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
تحويل الجنس وأثره على الخلوة بالنساء ... العنوان
رجل في بلاد غير إسلامية...يعاني نفسيا من اعتقاده بأنه امرأة .... لكنه (في محاولة لعلاج نفسه) تزوج وأنجب ابناً ، لكن لم تحل المشكلة ، في الأخير قام بعمليه إزالة الأعضاء الذكرية ، وعاش بعدها كامرأة وبعد ذلك بعشر سنوات ... أسلم بعد أن تعرف عبر الانترنت بإنسانة مسلمة...والتي كلمته على أساس أنه امرأة وليس رجلا وعندما عرفت بأنها كانت يوما ما رجلا ...ارتبكت ، وهي الآن لا تعرف هل تتعامل معها كامرأة (بكل المعاني ) أم ماذا؟
وهل إذا رغب هذا (الرجل المرأة) أن يأتي لزيارتها في بلد الحرمين....أن تقبل استضافته على أساس أنه رجل أم امرأة....أم لا تقبل استضافته؟
مع العلم (أنه / أنها) تحتاج إلى من يقف ( معه / معها ) في الإسلام....( لأنه / لأنها) مازال من المؤلفة قلوبهم ، ولم يثبت الإسلام ثباتا قويا في قلبه....ونخاف من أن يتسبب عدم قبول الضيافة في بيتها ....صدا..أو حتى ارتدادا عن الدين ، ولا احد يريد تحمل مثل هذه المسؤولية.(27/1182)
... السؤال
28/01/2006 ... التاريخ
الشيخ محمد صالح المنجد ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الميول الأنثويّة عند رجل كامل الأجهزة المحدّدة لنوعه هي أعراض نفسيّة لا تنقله إلى حقيقة الأنثى، ويحرم القيام بعملية جراحية لتحويل الجنس لمجرّد الرغبة في التغيير دون دواعٍ جسديّة صريحة غالبة، ومن أجريت له جراحة مع تحقق كمال ذكوريته فهذا يحرم الخلوة معه لأن هذه الجراحة لا تقطع عنه حكم الذكورة..
وعلى هذا فيجب التعامل مع هذا الإنسان على أنه ذكر، وما كان من أمره فلا مؤاخذة عليه شرعا فالإسلام يَجُبُ ما قبله، ويعهد به إلى أحد من طلبة العلم أو أهل التقى والصلاح ليكونا عونا له على الثبات على الدين.
وإليك فتوى فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد –من علماء السعودية-:
هؤلاء الذين يشعرون بكراهية الجنس الذي خلقوا عليه ، ويتمنون أن يكونوا من الجنس الآخر ، هم في الحقيقة مرضى نفسيون ، دفعهم سوء التربية أحيانا ، وطبيعة المجتمع الذي نشؤوا فيه أحيانا أخرى ، إلى كراهية ما هم عليه ، فاعترضوا على مشيئة الله تعالى ، ورغبوا في تحويل جنسهم إلى جنس آخر .
وعملية تحويل الجنس من ذكر إلى أنثى لها أسباب ، وما ذكر في السؤال هو عبارة عن رغبة داخلية فقط ، مع أن الأعضاء الذكرية كاملة ، وليس هناك حالة ما يسمى عند الفقهاء ( الخنثى ) ، بل هو ذكر طبيعي ، له كل المواصفات الذكرية ، لكنه يرغب في التحول إلى أنثى ، فتجرى له عملية لاستئصال الذكر ، والخصيتين ، ثم يقوم الأطباء ببناء مهبل ، وتكبير الثديين ، والحقن بهرمونات لفترات طويلة حتى ينعم الصوت ، وتتغير طبيعة توزيع اللحم ، ويظهر الشخص بمظهر الأنثى ، لكنه في حقيقته ذكر .(27/1183)
وهذه العملية محرمة شرعا عند جميع من يعتد بقولهم من العلماء المعاصرين ، وإن لم يكن للسابقين فيها كلام ، فذلك لأنها لم تكن معروفة أو ممكنة في زمانهم ، ويدل على تحريمها عدة أدلة ، منها :
أولا: قول الله تعالى : ( إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ) النساء/117–121 ، ولا شك أن إجراء مثل تلك العمليات هو نوع من العبث ، وتغييرٌ لخلق الله تعالى .
ثانيا :
ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : (لعن رسول الله - صلى الله عليه وسم - المشتبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال) رواه البخاري.
قال ابن حجر : وتشبه النساء بالرجال ، والرجال بالنساء من قاصد مختار ، حرام اتفاقاً .
وقال أيضاً : " أما ذم الكلام والمشي فمختص بمن تعمد ذلك ... وإلا متى كان ترك ذلك ممكنا ولو بالتدريج فتركه ، بغير عذر ، لحقه اللوم " .
ثالثا :
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول المخنث على النساء ، إذا فطن إلى المرأة ومحاسنها ، بل أمر بإخراجه من البيوت ، إلى حيث يُتَّقى شره . ففي حديث .. " تقبل بأربع وتدبر بثمان .. رواه البخاري ومسلم
وقد ترجم الإمام البخاري رحمه الله على هذا الحديث ترجمتين : 1- في باب ما يُنهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة " 2- وباب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت "
قال ابن حجر : ويُستفاد منه – حجب النساء عمن يفطن لمحاسنهن من البيوت والنفي إذا تعين ذلك طريقاً لردعه ، وظاهر الأمر وجوب ذلك " اهـ.(27/1184)
وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال هذا فقيل يا رسول الله يتشبه بالنساء فأمر فنفي إلى النقيع فقالوا يا رسول الله ألا نقتله فقال إني نهيت عن قتل المصلين) –الحديث صححه الشيخ الألباني-.
رابعاً : أنه قد ثبت بشهادة المختصين من الأطباء أن هذا النوع من الجراحة لا تتوفر فيه أي دواع أو دوافع معتبرة من الناحية الطبية ، وأنه لا يعدو كونه رغبة للشخص .
ويقول الدكتور محمد علي البار -طبيب وفقيه مصري- : " ورغم أن الشكل الخارجي لمثل هذا الشخص قد يخدع الإنسان فيظنه بالفعل أنثى ، إلا أن التركيب البيولوجي لا يزال ذكراً ، وإن كان ممسوخا تماما ، وبالتالي لا يوجد مبيض ولا رحم ولا يمكن أن تحيض ( أو يحيض ) مثل هذا الشخص ، كما أنه لا يمكن أن يحمل قطعا . "
وبناءً على ما سبق فلا يجوز بأي حال أن تخلو به امرأة لوحدها ، أو تتكشف له وترفع حجابها عنده ، لأنه ذكرٌ في الحقيقة، وإن كانت ميوله الآن نحو الأناث ، لكثرة الهرمونات الأنثوية التي يحملها ، ولا شك أن هؤلاء وأمثالهم شر من المخنثين الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم من دخولهم على النساء ، وأمر بنفيهم وإخراجهم من البيوت .
لذا فالتقاء أكثر من شخص به يمكن أن يكون مناسبا ، كما أنه من المناسب عرضه على طبيب نفسي ثقة ، يعالجه مما ألم به ، نسأل الله أن يهديه ويصلح حاله .
ويمكن تدارك الحالة الواقعة بأن تكلموا أحد الثقات من المشايخ أو طلبة العلم ليستقبل ذلك الشخص ، ويعرفه أمر دينه وأحكامه ، ويقوي صلته بالإسلام ، ويثبته عليه ، وذلك عن طريق حضور أكثر من شخص ،
واعلمي أنه بعد القيام بما نستطيعه تجاه ذلك الشخص ، فإن الهداية بيد الله عز وجل ، يهدي بها من يشاء من عباده.
والله أعلم.(27/1185)
ــــــــــــــ
ذاقت الأمرين من زوجة أخي زوجها
تاريخ الفتوى : ... 26 جمادي الأولى 1425 / 14-07-2004
السؤال
أنا سيدة أبلغ من العمر 20 عاما ومتزوجة منذ سنة تقريبا وقد صادفتني مشكلة أرقت حياتي إلى هذا الحين .
وهي أن زوجي كان يعيش مع أهله طوال حياته وأخوه الكبير وزوجته سكنا معهم لفترة ليست قليلة ونظرا لتقارب سن زوجة أخيه من عمر زوجي حيث هما الاثنان يبلغان من العمر في ذلك الوقت 24سنة ، ولكن تكمن المشكلة في زوجة أخي زوجي حيث كانت تصرفاتها مع زوجي ملفتة للنظر جدا وقد تمادت لتصبح في إطار الضحك واللعب ولا يخلو الأمر من لمس الخواصر والأيدي ، ولهذا السبب أعطيت ضوء أحمر لزوجي أن هذا الاسلوب لا يعجبني بتاتا بعد الزواج ( حينها لم أكن متزوجة بعد ) .. وللأسف أكتشفت بعد الزواج أن الوضع لم يزل على حاله فبعد ثلاثة أشهر من زواجي حدث الانفجار المكبوت داخلي .. وقد صرحت عن رأيي بصراحة في زوجة أخي زوجي _ لم أكن أنا الوحيدة التي انتبهت لحركاتها وتصرفاتها غير المحتملة ولكن بعض الأقارب وأخوات زوجي نبهنني لتلك التصرفات أيضا _
ولعلك سيدي الفاضل تتسائل عن زوجها ؟
وللأسف كل ما يحدث على مرأى ومسمع منه ولا يحرك ساكنا بحجة هل لأخيه أن ينظر لزوجته !!
وهو لا يدرك أنه الحمو وكم من أخ تزوج زوجة أخيه بعد وفاة أخيه . وليس معنى هذا أن زوجي سيء لا سمح الله .. ولكنه رجل في كل الأحوال .
والمشكلة الأعظم يا سيدي أنني رفضت هذا الوضع بتاتا حيث تكلمت زوجة أخى زوجي في عرض أختي الكبيرة ( مع العلم أن أختي الكبيرة داعية للدين وتقيم مجالس للسيرة والتفسير وغيره في منزلها ) وقد كانت زوجة أخيه تتصل على بيتي لتطلب زوجي بالاسم دون حتى أن ترمي علي السلام .. وقد رأيت منها(27/1186)
الكثير الكثير وما هو أوقح وأعنف من ذلك وكانت هي أصلا رافضة لزواجي من زوجي وخاصة أنها بنت خال زوجي أيضا ولها أخوات لم يتزوجن
من أبناء العمة يا سيدي مكثت عند أهلي أسبوعا كاملا سمعت خلالها أقسى الكلام من زوجي الذي ارتبطت به بعد قصة حب عنيفة . وكانت بمثابة الصدمة لي .. ولكن أزيدك من البيت شعرا .. أن أقاربنا وقفوا إلى جانبي وأيدوني على موقفي ولكن أهل زوجي أهانوني في منزلهم كذا مرة وكنت اغفر وأقول مثل أهلي وقد سبق وأن دعت علي أمه أما أخوه وزوجته وزوجي بأن لا أنجب أبدا .. واعتبروا رفضي لأفعال زوجة أخي زوجي هو جريمة لا تغتفر وأنها إساءة لها في أخلاقها وعرض أخي زوجي ، وقد أرقني هذا الموضوع كثيرا كثيرا لأنه بعدما عاد الماء لمجاريه مع زوجي وبعد كل هذا الذل والعذاب والإهانات القاسية ، قلت في نفسي لقد وضعت حدودا لبيتي لا أريد أن يتجاوزها مخلوق وهذا على ما أعتقد من حقي ولكن ما زال الوضع سيئا بالنسبة لأهل زوجي الذين لا يعرفون معنى المجاملة .. لأنني أجاملهم في أدق التفاصيل صغيرة وكبيرة .. ومع زوجة أخي زوجي وأخي زوجي شخصيا .. حيث إنني فكرت مليا في طلب الطلاق للابتعاد عن تلك العائلة جميعا لما سببوه لي من جرح نفسي أحاول كتمانه . وقد شجعني أن أكتب هذه الرسالة هو موقف زوجي الذي قرأت له سابقا ..( مدون على ورقة ) أنه يحب أخاه الكبير كثيرا وأن تلك المشاكل أثرت على حياته الشخصية والعملية ..
وأنا هنا سيدي حائرة في أمري لا أعرف ماذا أفعل خاصة أنني بعد شهر تقريبا سأضع مولودي الأول .
وللعلم يا أخي الفاضل أن زوجي يكلمني عن صلة الرحم وعن أهله الذين يجافونني وأجاملهم على حساب أعصابي وكرامتي وكبريائي ويحدثني أيضا عن الحلال والحرام الآن .. فأسأل نفسي أين كان هذا الدين والمعرفة مع زوجة أخيه وتصرفاتها .. أم كانت تروق له ..
أرجو إفادتي ماذا أفعل ؟ فانا اكتب هذه الرسالة بدموعي ونفسي المكسورة .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(27/1187)
فهذا التصرف الذي يصدر من زوجك مع زوجة أخيه وما يصدر منها معه إضافة إلى كونه لا يجوز شرعاً كما لا يخفى عليك فهو مع ذلك يعتبر تصرفا اجتماعيا سيئا: يؤدي إلى سوء العلاقة بين أفراد الأسرة وقطع الأرحام بينها وتشتتها وهذا أمر مرفوض شرعاً نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأحاديث الثابتة،
نسأل الله عز وجل أن يهديهما للحق والاستقامة، أما بخصوص ما تفعلين اتجاه تصرفه هذا
فأول شيء هو نصحه وبيان الحكم الشرعي له فيما يأتي به مما تذكرين، وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وسيستجيب لك إن شاء الله، ويكف عن تصرفه غير اللآئق ولا سيما أنه رجل يتحدث عن الحلال والحرام.
وإذا كان بإمكانه توفير سكن مستقل لك فاطلبيه منه عسى أن يقلل ذلك من دخوله على زوجة أخيه ورؤيته لها إذ لا شك أن سكنهما في بيت واحد له الأثر البالغ على تصرفهما السيء.
ثم انصحى زوجة أخي زوجك وبيني لها خطورة هذا الأمر الذي يبدو أنها متهاونة به، وأنه لا يجوز للمسلم أن يسعى بأي وجه من الوجوه في التفريق بين الزوجين أو إفساد أحدهما على الآخر أو إمالته عنه.
فقد جاء في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد وأبوداود وغيرهما ليس منا من خبب امرأة على زوجها. والتخبيب معناه الإفساد ولا فرق بين إفساد المرأة على زوجها وبين إفساد الرجل على زوجته.
وفي الحديث الذي يرويه الإمام البخاري: ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها. أما طلب الطلاق من زوجك فلا ننصح به مادام علاج هذه المسألة ممكنا بوسيلة أخرى.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم الجلوس مع العائلة بحضرة زوجة الأخ(27/1188)
تاريخ الفتوى : ... 24 جمادي الأولى 1425 / 12-07-2004
السؤال
أخي الأكبر تزوج حديثا وزوجته محتشمة وأحيانا يأتون عندنا لوليمة وتأمرني والدتي بالجلوس مع العائلة
للطعام وأنا أمتنع لوجود زوجة أخي فهل يجوز جلوسي إرضاء لأمي أم لا ؟ فعندي إرضاء الله تعالى في الدرجة الأولى.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن جلوسك مع العائلة بحضرة زوجة أخيك جائز إذا كنتم ملتزمين بالضوابط الشرعية التي هي غض البصر عن الأجنبية والتزامها هي بالحجاب الشرعي وعدم الكلام في غير معروف .
ولكن الأولى عدم جلوسك معها ومحاولة إقناع الوالدة بأن الأولى أن يجلس الرجال على حدة والنساء على حدة، فلتكن أنت وأخوك في غرفة ولتكن زوجته مع الوالدة والأخوات في غرفة أخرى فإن هذا أسلم.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها:
43022 ، 18594 ، 3819 ، 33816.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
لا تخلو بامرأة ليس بينك وبينها محرم
تاريخ الفتوى : ... 20 جمادي الأولى 1425 / 08-07-2004
السؤال
تقدم لي أحد الإخوان للعمل في مؤسسته لأنه اضطر أن يعطي بعض الموظفين إجازة وعندما ذهبت إلى مكان العمل دهشت لأنه قال لي إنني سأعمل في مكتب واحد فيه امراة؟(27/1189)
مع العلم أن جميع مكاتب المؤسسة أغلقت لأنه لا أحد فيها إلا أنا وتلك المرأة في مكتب واحد أي أن المؤسسة لا يوجد فيها أحد إلا أنا وهي نعمل في مكتب واحد.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك العمل مع هذه المرأة في هذا المكتب، إذا ترتب عليه خلوة محرمة، والخلوة المحرمة هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه لا يكون معهما ثالث، وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة، بالتحذير من ذلك،
من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم ركوب الزوجة في السيارة مع صديق زوجها
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الأولى 1425 / 07-07-2004
السؤال
يا أخي الفاضل: أنا قمت بشيء لا أعرف إن كان صحيحا أو خطأ، المهم أنني زوجة وكنت واقفة في موقف الأتوبيس ومعي ابني عمره سنتان وحاملة ابنتي فإذا بشخص من معارف زوجي عندما رآنا جاء وعرض علي أن يوصلني إلى بيتي لا أكذب عليك قبلت العرض وعندما وصلت إلى السيارة وجدت أن معه شخصين أيضا من معارفنا فركبت معه أنا وطفلاي فقمت بعد ذلك بالاتصال بزوجي علي الموبايل وعرفته أنني بالسيارة مع فلان وفلان فقام زوجي بمحادثة أحدهم(27/1190)
فماالحكم فيما حدث وزوجي لم يعاتبني ولم يقل لي أي شيء ولكني غير مرتاحة، للعلم أنني كنت أراعي الله ولكني ألوم نفسي من غير سبب.
وجزاكم الله عنا كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أيتها الأخت السائلة إذا أردت الخروج من بيتك لقضاء حاجتك أن تلتزمي بالآداب الشرعية من اللباس الشرعي، وعدم التطيب والتبختر في المشي وغير ذلك من الآداب الشرعية، وذلك لأن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها. رواه الترمذي وابن خزيمة وصححه الألباني.
وأما ركوبك مع صديق زوجك فلا يعتبر خلوة لأن معه غيره، ولا بأس به إن أمنت الفتنة ولم تكن ثمة ريبة وكان ذلك داخل المدينة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... ابنته تقيم علاقة مع شاب ولا تريد قطعها
تاريخ الفتوى : ... 19 جمادي الأولى 1425 / 07-07-2004
السؤال
بارك الله في جهودكم لإنارة القلوب المظلمه إننا نحبكم في الله
أما بعد :
عندي ابنة تبلغ السابعه عشرة من العمر , منذ حوالي أربع سنوات أتخذت لها زميلآ في المدرسه بدون
علمنا. تطورت هذه العلاقه في السنتين الأخيرتين إلى وضع غير مقبول لا شرعا ولا عرفا . حينئذ , علمت وأدركت مدى خطورة المشكلة فبدأت في نصحها وتوعيتها ومحاولة إنهاء العلاقة لأن ذلك الشاب متهور وجندي في الجيش(27/1191)
الإسرائيلي. تطورت الأمور في ضربها مما أدى إلى تدخل الشرطة لأن القانون الإسرائيلي يمنع الضرب تأديبا لأن هذا القانون يمنح (التسيب )والفوضى.
ما هو الحل الشرعي لهذه الحالة ؟
بارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكان الواجب عليك أخي الكريم القيام بواجبك من الرعاية والمتابعة لابنتك لأنك راع، ففي الحديث المتفق عليه: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
فكيف أقامت ابنتك هذه العلاقة هذه الفترة الطويلة دون علمك، وكيف علمت بعد ذلك ولم تنتبه لخطورة الأمر.
وعموما فعليكم تذكير ابنتكم بالله تعالى وأنه سبحانه العزيز الجبار القوي القهار، وأن قيامها بهذا الفعل يوقعها في سخط الله تعالى، وأن الزنا من أقبح الذنوب وأشنع الأفعال وأكبر الكبائر، وانظروا الفتوى رقم: 26237.
وأما الخطوات التي تتخذ لحل هذه المشكلة فهي: أولا: منع هذه الفتاة من أي اتصال بهذا الرجل وإلزامها بقطع العلاقة معه تماما، هذا قبل كل شيء، ثم إن كان هذا الشاب مسلما محافظا على الواجبات كالصلاة ونحوها فلا بأس أن تزوجوه إياها إذا كان يرغب في ذلك لتحل المشكلة حلا كاملا من الطرفين، أما إن كان غير مسلم فلا يجوز أن تتزوج منه بحال من الأحوال، وقد سبق بيان كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة في الفتوى رقم: 24961.
ولكن إن لم تتمكن من السفر بها، ولا من منعها فليس أمامك إلا الدعاء والاستمرار في الوعظ والتذكير.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم الإخبار عن أن فلانة تدخل أخاها على زميلتها في منزلهم
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الأولى 1425 / 29-06-2004(27/1192)
السؤال
أرجو الإجابة على سؤالي ولكم جزيل الشكر والعرفان هل يجوز قول هذا المثال و إذا كان لايجوز أرجو توضيح الحكم بالتفصيل؟؟ مثل قول : ريم تدخل أخاها على زميلتها(سعاد) في منزلهم ؟
وسعاد تدخل أخاها على زميلتها ريم في منزلهم؟( مالحكم إذا اتهمت فتاة أخرى بأنها تقول للناس ذلك وهي بريئة من هذا القول؟).
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان القول المذكور قد وقع بالفعل وحدث عنه شخص رءاه أو علم به ... على أنه وقع وليس من باب الاتهام أو التعريض وسوء الظن..
فهذا لا شيء فيه لأنه إخبار بما وقع.
مع العلم أنه لا يجوز للرجال الأجانب الدخول على النساء فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت". متفق عليه.
وأما إذا كان لم يقع فإنه يعتبر كذبا لأن الكذب هو الأخبار بشيء لم يقع وهو حرام.
ويكون التحريم أشد والعقوبة أغلظ إذا كان فيه اتهام للمذكورين أو تعريض بهم والنيل من أعراضهم ..
وعرض المسلم مصون شرعا فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم...)
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 26391، 20147.
والله اعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم استئجار الرجل لامرأة تخدمه
تاريخ الفتوى : ... 11 جمادي الأولى 1425 / 29-06-2004(27/1193)
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم,
لقد قرأت في مركز الفتوى عن حكم استخدام الخادمات و ضوابطها استقدامها, سؤالي هوأنه يوجد هنا مكاتب لاستقدام الخادمات للعمل بشكل يومي دون محرم في البلد, أقوم كل فترة باستئجار خادمة لمدة يوم متحرياً كافة الضوابط المطلوبةلأستقدمها, فأحضرت مرة خادمة مسلمة ملتزمة بشكل يبعث على السرور (أندونيسية), فهل إذا استقدمتها لمدة وجودها في البلد أكون آثماً لعدم استقدامها مع محرم مع العلم أنها بالأصل موجودة بدون محرم في البلد استأجرتها أم لا مع العلم أنني لو لم أجد فيها الالتزام الجيد بالصلاة و اللباس الشرعي والنظافة لم أكن لأستأجرها.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استئجار الرجل لامرأة تخدمه جائز إذا التزم الآداب الشرعية معها، قال الإمام أحمد: يجوز للرجل أن يستأجر الأمة والحرة للخدمة، ولكن يصرف وجهه عن النظر، ليست الأمة مثل الحرة ولا يخلو معها في بيت ولا ينظر إليها متجردة ولا إلى شعرها.ا.هـ.
وقال أبو حنيفة: أكره أن يستأجر الرجل امرأة حرة يستخدمها ويخلو بها وكذلك الأمة. قال الكاساني: وهو قول أبي يوسف ومحمد، أما الخلوة فلأن الخلوة بالمرأة الأجنبية معصية، وأما الاستخدام فلأنه لا يؤمن معه الاطلاع عليها والوقوع في المعصية.ا.هـ.
فالمقصود أن خدمة المرأة للرجل إذا لم تتطلب خلوة ولا اطلاع على عورة أمر جائز ما لم تخش فتنة، ولا يشترط أن يكون معها محرم إذ المحرم لا يشترط إلا في السفر، لحديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. رواه مسلم.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه(27/1194)
ــــــــــــــ
ستر المذنب على نفسه وعدم سؤاله ... العنوان
إذا ارتكب شخص ما الذنوب والفاحشة فهل عليه أن يخبر بما فعل؟ وما الحكم إذا كان القصد من الإخبار إقامة الحد عليه ؟ وهل إذا سأله أحد يجوز له أن يكذب ؟ أم أن عليه أن يخبر بالحقيقة ؟ ... السؤال
04/12/2005 ... التاريخ
مجموعة من الباحثين ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد رغب الإسلام في ستر المسلم نفسه وستر غيره من المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) متفق عليه، وقال للذي شهد عنده على رجل بالزنا: ( لو سترته بثوبك لكان خيرا لك).
فالستر مطلوب حتى لو كان في الذنب حد، فعلى المذنب أن يتوب ولا يفضح نفسه، ولا ينبغي لمسلم أن يسأل الآخرين عما ارتكبوا من الذنوب التي سترها الله تعالى، وإذا سئل المذنب فليس عليه أن يخبر، كما لا داعي للكذب ، بل عليه أن يعرض بما لا يفهم منه أنه أذنب ، وإن اضطر إلى الكذب لستر نفسه فلا حرج عليه، لأن هذا الكذب للضرورة والغرض منه الإصلاح ولا يترتب عليه إضرار بأحد ، والسؤال عن ذلك لا يجوز، لقول الله تعالى: ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).
روى البخاري في صحيحه في باب : "ستر المؤمن على نفسه"
عن سالم بن عبد الله قال سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه).
قال الإمام ابن حجر في شرح هذا الحديث :(27/1195)
معافى: من العافية، وهو إما بمعنى عفا الله عنه وإما سلمه الله وسلم منه .
وقوله : إلا المجاهرين ـ وفي رواية: إلا المجاهرون ـ: قال بعض الشراح أنه مستثنى من قوله معافى وهو في معنى النفي , أي كل أمتي لا ذنب عليهم إلا المجاهرون , .. والمجاهر الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها , وقد ذكر النووي أن من جاهر بفسقه أو بدعته جاز ذكره بما جاهر به دون ما لم يجاهر به .
وورد في الأمر بالستر في الأمر حديث ليس على شرط البخاري وهو حديث ابن عمر رفعه " اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها ، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله " الحديث أخرجه الحاكم , وهو في " الموطأ " من مرسل زيد بن أسلم ، قال ابن بطال : في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين، وفيه ضرب من العناد لهم ، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف، لأن المعاصي تذل أهلها، ومن إقامة الحد عليه إن كان فيه حد ومن التعزير إن لم يوجب حدا، وإذا تمحض ـ خلص ـ حق الله فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه، فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة، والذي يجاهر يفوته جميع ذلك.( انتهى).
فمن أجل ذلك نهى الإسلام المسلم أن يفضح نفسه وقد ستره الله تعالى ، فقد روى مسلم في صحيحه نفس الحديث السابق في " باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه " بلفظ : ( كل أمتي معافاة إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه فيبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ).
وما على العاصي الذي ستره الله تعالى إلا أن يحفظ نعمة الستر ويتوب إلى الله تعالى ، وسيقبل الله تعالى توبته ما دام نادما وصادقا في التوبة ، فالله تعالى يقول: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، وقال:( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم(27/1196)
العذاب ثم لا تنصرون ، واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون)
وقال سبحانه: ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما).
والكفارة في هذه الحالة هي التوبة النصوح الصادقة والعمل الصالح س، ويتوب الله على من تاب ، والله يحب التوابين ويفرح بتوبتهم فرحا شديدا ، أشد مِن فرح مَن فقد الأمل في الحياة برجوع الحياة إليه ، ما دامت التوبة صادقة مع الله تعالى .
وعلى المسلم أن يلزم نفسه بصحبة الصالحين الذين يذكرونه بالله ويعينّوه على طاعته ويبعدونه عن معصيته ، وعليه بالبعد عن أسباب المعصية والفتن ، والتعايش بعيدا عنها في جو نظيف من شياطين الجن الذين يحضرون الخلوة بين الرجل والمرأة، ومن المغويات ، ويستحب له كثرة العبادة من صلاة وصيام التطوع ، وأخص الصيام بالذكر كما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذين لا يقدرون على الزواج ، وكثرة الذكر ، وتجنب الخلوة بالجنس الآخر، وغض البصر ، وحفظ السمع ، وحفظ واستماع القرآن ، وقراءته، ومطالعة كتب السيرة كالرحيق المختوم ، وكتب الحديث مثل رياض الصالحين .
وليس على المسلم أن يخبر أحدا بما فعل من الذنوب والكبائر، بل لا يجوز له هذا ، والسؤال عن هذا لغو، والمسلم مأمور بالإعراض عن اللغو، وإذا سمعه من الغير أعرض عنه.
وقد نهي الله تعالى عن مثل هذا السؤال فقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).
وكون الذنب فيه حد لا يوجب الجهر به ، ، قال ابن حجر في فتح الباري ، بعد ذكر حديث ماعز والغامدية :
وفي هذا الحديث من الفوائد منقبة عظيمة لماعز بن مالك.(27/1197)
ويؤخذ من قضيته أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحد كما أشار به أبو بكر وعمر على ماعز، وأن من اطلع على ذلك يستر عليه بما ذكرنا ولا يفضحه ولا يرفعه إلى الإمام كما قال صلى الله عليه وسلم في هذه القصة " لو سترته بثوبك لكان خيرا لك " وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه فقال: أحب لمن أصاب ذنبا فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب , واحتج بقصة ماعز مع أبي بكر وعمر.
نسأل الله تعالى أن يتم علينا نعمته وعافيته وستره في الدنيا والآخرة.
ــــــــــــــ
حكم ركوب الموظفة منفردة في سيارة مديرها المتزوج
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الأولى 1425 / 23-06-2004
السؤال
أنا آنسه عمري حوالى 24 سنة أعمل بإحدى الشركات المرموقة ويتطلب عملي السهر بعد مواعيد العمل الرسمية حيث يتبقى في العمل حوالي 20 % فقط من العاملين فهل يجوز لي العودة إلى منزلي وأن أركب سيارة مديري المتزوج ويعول ويركب معنا أيضا زميلات أخريات من قاطني نفس المنطقة ولكني أخر واحدة تنزل من السيارة .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بين الأجنبية والأجنبي هي مما حرم الله ورسوله، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. واتفق أهل العلم على أن الخلوة بين الأجنبيين محرمة، ومنها الخلوة في السيارة.
وبناء على هذا؛ فبقاؤك وحيدة مع المدير في سيارته يعتبر من الخلوة المحرمة، ولا ينفي ذلك أنه متزوج، إذ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وروى الترمذي وأحمد من حديث عمر رضي الله عنه مرفوعا: ألا لايخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان.(27/1198)
فالصواب ـ إذاً ـ أن تستقلي سيارة أخرى إذا كانت متاحة لك، أو تنزلي عن سيارة المدير إذا نزلت آخر زميلاتك.
وإذا كان نزولك قبل الوصول يعرضك لخطر أو فتنة فالصواب أن تتركي هذا العمل إلا أن تكوني مضطرة إليه ولم تجدي غيره، فإن بقاءك حينئذ منفردة مع مديرك في سيارته يجوز من باب ارتكاب أخف الضررين.
وعليك بالمبالغة في التستر والابتعاد عن كل ما يثير الفتنة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... التأكد من صحة مخارج الحروف لا يشترط له النظر في الوجه
تاريخ الفتوى : ... 06 جمادي الأولى 1425 / 24-06-2004
السؤال
هل يجوز للشيخ أن يعلم النساء الأجنبيات القرآن الكريم؟ وهل يشترط في حال جواز ذلك أن يقرأن عنده القرآن كاملاً بحجة أخذ الإجازة أو السند مع العلم أنه يوجد في المنطقة نساء مقرئات مجازات برواية حفص التي نقرأ بها في بلدنا(الأردن). وإن جاز ذلك فهل يجوز أن ينظر الشيخ إلى وجه القارئة للتأكد من مخارج الحروف؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأولى للنساء أن يتعلمن عند النساء إذا وجدن وكن صالحات لذلك، فذلك أحوط لهن وأبعد بهن عن الفتنة والفساد، وإذا لم توجد مدرسات من النساء أو كن لا يملكن الخبرة الكافية للتدريس أو للفن المراد تعليمه، فلا مانع من أن يدرسن عند الرجال بشرط التقيد بضوابط مشروطة لذلك. وراجع فيها الفتوى رقم: 26618.
وأما نظر الشيخ إلى وجه القارئة للتأكد من مخارج الحروف، فالصواب أنه غير مباح لكون الوجه هو محل الجمال والفتنة في المرأة، ولأن التأكد من صحة(27/1199)
مخارج الحروف لا يشترط له النظر في الوجه، فكم من شخص أخذ القرآن ومخارج الحروف وصفاتها عن غيره في الليالي المظلمة.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
يتأكد تحريم النظر إلى الفتيات اللاتي تخشى الفتنة بهن
تاريخ الفتوى : ... 05 جمادي الأولى 1425 / 23-06-2004
السؤال
نظرت في وجه فتاة فوجدتها بارعة الجمال فقلت سبحان الله تبارك الخالق فيما خلق، وفي أحد الأيام عرفت من أحد حفظة القرآن أن هذا ليس حراماً فما قولكم أثابكم الله خيراً؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى أمر الرجال بغض البصر عن النساء الأجنبيات وهن غير المحارم، فقال: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [سورة النور:30].
ويتأكد الأمر في الفتيات اللاتي تخشى الفتنة بهن، وهذا يفيد تحريم تعمد إطلاق النظر إلى مثل هذه الفتاة، وأما وقوع النظر إليها فجأة فإنه معفو عنه، ولكنه يجب صرف البصر بسرعة، لما في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري. رواه مسلم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة. رواه أبو داوود والترمذي والدارمي وابن حبان وأحمد والحاكم والطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقد وثق الهيثمي رجال الطبراني.
وراجع فيما ينبغي عند رؤية الإنسان لشيء يعجبه الفتوى رقم: 23172، والفتوى رقم: 48731.(27/1200)
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
خلوة المرأة بابن زوجها ... العنوان
هل يجوز للمرأة أن تختلي بابن زوجها وخاصة إذا كان الزوج كبيرا وابنه شابا؟ نرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة، التي تسبب عنها الكثير من المشاكل لعدم معرفة الجائز منها والممنوع.
... السؤال
08/11/2005 ... التاريخ
العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي ... المفتي
... ... الحل ...
...
... بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:
فقد أباح الإسلام للمرأة أن تتخفف أمام ابن زوجها ، بقوله تعالى :( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن) وذلك رفعا للحرج الذي قد يصيبها ، لأن ابن زوجها غالبا ما يسكن معها ، ولكن ذلك مشروط بأمن الفتنة ، فإن كان يخشى من ابن الزوج الفتنة ، حرم على المرأة ما أحل لها ، كأن يكون هناك تقارب في السن، كما أن المباح هو إبداء بعض الزينة ، وليس الخلوة به .
يقول فضيلة الشيخ القرضاوي – حفظه الله - :
إن الشرع الشريف حينما أباح للمرأة أن تبدي بعض الزينة لبعض الفئات من الناس، ومنهم أبناء بعولتهن، أراد الشارع بذلك أن يرفع الحرج وأن يدفع العنت والمشقة عن الناس، فلو كلفنا المرأة وهي تسكن في بيت واحد مع أبناء زوجها أن تغطي جسمها كله من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، كلما دخل عليها أحد أبناء زوجها، أو كلما دخلت هي عليه، لكان في ذلك حرج كثير. لهذا قال: (ولا يبدين(27/1201)
زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن.. الآية).
فابن البعل اعتبر بهذا من الناس المخالطين والمعاشرين دائما، فلم يطلب من المرأة أن تتحفظ منه كما تتحفظ من الأجنبي تماما، كأن نطلب منها أن تغطي شعرها وألا تكشف شيئا من ذراعها، أو رقبتها أو غير ذلك ... لأن في ذلك حرجا شديدا، وما جعل الله في هذا الدين من حرج.
ولكن ليس معنى هذا أن يصبح ابن البعل كالابن تماما، أو كالأخ، له مثل هذه المحرمية، لا.. لا بد أن يراعى الفرق، كما نبه على ذلك الإمام القرطبي وغيره، من الأئمة المحققين، وخاصة إذا تزوج رجل كبير السن فتاة لا يزيد عمرها عن عشرين سنة مثلا، وله ابن في مثل سنها، وفي مثل هذه الحالة نجد فرقا شاسعا بين المرأة وزوجها، بينما نجد تقاربا وتماثلا في السن بينها وبين ابنه، وهنا تخشى الفتنة، وعلى هذا نص الفقهاء، وقالوا: إن كل ما أبيح في مثل هذا الموضوع يحرم عند خوف الفتنة.. سدا للذريعة، كما أن كل ما حرم هنا يباح عند الضرورة أو الحاجة وذلك مثل علاج المرأة على يد طبيب لا يوجد سواه من الطبيبات. وفي مقابل ذلك، يمنع ما أبيح عند خوف الفتنة، كالمسألة التي نحن بصددها.
فلو فرضنا أن هذا الزوج سافر، نقول بجواز أن يختلي ابنه الشاب بزوجة أبيه الشابة مع خشية الفتنة؟ طبعا لا.. وإنما خفف الشارع على المرأة في موضوع التستر، وأما الخلوة التي تبعث على الريب، وتسبب الفتنة فلا ... كما لا يجوز للرجل أن يعرض زوجته للفتنة.
ومثل هذا أيضا الحماة -وهي بطبيعة الحال بمنزلة الأم- ولكن إذا خشيت الفتنة ينبغي على المرء أن يتجنب دواعيها. قد لا يكون هناك تفكير في الشر ولكن حينما يفتح الباب قد يؤدي إلى الشر -والشيطان ينتهز الفرصة، ليوقع الفتنة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما".
لهذا ينبغي الحذر والاحتياط في مثل هذه الحالات، وسد أبواب الفساد، حتى نتجنبه ولا نقع فيه.
والله أعلم(27/1202)
ــــــــــــــ
هل تنتفي الخلوة بالسيارة بوجود طفل
تاريخ الفتوى : ... 28 ربيع الثاني 1425 / 17-06-2004
السؤال
أخت أصيبت في حادث سيارة منذ ثلاث سنوات فأصيبت بكسور شديدة تعاني منها إلى الآن ولا تستطيع المشي لفترات طويلة، فتسأل: هل من الممكن أن تستقل تاكسي أي سيارة أجرة إلى مكان تحفيظ القرآن فهي منتظمة في دار لعلوم القرآن وتحفيظه علما بأنها تأخذ معها ابنتها خمس سنوات، أفيدونا أفادكم الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بين الأجنبية والأجنبي أمر محرم، لما في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم:
لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد.
والخلوة في السيارة خلوة محرمة عند جماعة من أهل العلم المعاصرين، وراجعي الجواب رقم: 1079.
ولا يمكن أن نجزم بأن البنت المذكورة تنفي الخلوة أو لا تنفيها، لأن مدار ذلك على أن يكون لها من الإدراك والفطنة ما يستحيى منه عادة، وذاك يختلف باختلاف الأطفال.
قال النووي عند شرح حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعهما ذو محرم: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك، فإن وجوده كالعدم.
وعليه، فالأحوط لهذه المرأة أن تترك ركوب السيارة في الظروف التي ذكرت، وتنتظم في مركز آخر للتحفيظ قريب من منزلها إن أمكن، أو تقتصر على ما(27/1203)
أمكنها من تلاوة للقرآن، ومحاولة حفظه في بيتها، ولو استطاعت أن تكون لها سيارتها الخاصة فلا شك أن ذلك أولى، وراجعي الفتوى رقم: 2183.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
كفالة اليتيم: حكمها وشروطها ... العنوان
ما حكم كفالة اليتييم ؟وما هي شروطها ؟ وهل تتوقف عند سن معينة ؟ وما حكمها عند وجود أبناء آخرين مختلفين عنه في الجنس ؟ وما هو وضعه بالنسبة للأسرة ؟
... السؤال
11/06/2005 ... التاريخ
... ... الحل ...
...
... بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فكفالة اليتيم أمر قد رغبنا الإسلام فيه ترغيبا شديدا ووعد عليه بالجنة ، ووصي باليتيم خيرا ، وحذر من الإساءة إليه ، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة ، منها قوله تعالى :( وآتوا اليتامى أموالهم ) وقوله تعالى:(ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ، وإن تخالطوهم فإخوانكم ) وكذلك قوله:( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى) وقوله: ( أرأيت الذي يكذب بالدين ، فذلك الذي يدع اليتيم ) وقوله سبحانه: ( وأما اليتيم فلا تقهر).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) ، وأشار بأصبعيه : السبابة والوسطى ( متفق عليه).
وليست هناك شروط لهذه الكفالة إلا العدل والإحسان وتجنب ظلم اليتيم .
وهذه الكفالة مرتبطة باليتم ، واليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال ، فإذا بلغ الصبي الرشد لم يعد يتيما ، إلا إذا كان في عقله سفه أو جنون ؛ فيظل في(27/1204)
حكم اليتيم وتستمر كفالته ، والبنت تظل في الكفالة حتى تتزوج ، لقوله تعالى : ( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ).
فإذا بلغ الصبي اليتيم رشيدا ولكنه فقير فيكون الإحسان إليه من باب أنه فقير .
يقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعةالأزهر:
اعلمْ أن اليتيم شرعًا هو صغيرٌ ماتَ أبوه، فإذا بلغ الحُلُم لم يَعُدْ يَتِيمًا، ولكن لا يُسلَّم له مالُه ـ إن كان له مال ـ إلا إذَا بلغ الرشد، وذلك يُعرَف باختباره في التصرُّفات المالية وغيرها، فإذا رأيناه يُحسن التصرُّف سلَّمناه ماله، لقوله تعالى: (وابْتَلُوا اليَتَامَى حتَّى إذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إليهم أمْوالَهمْ ...) الآية (سورة النساء: 6) ومعنى (ابْتَلُوا اليتامى): اخْتَبِرُوهمْ في الأعمال والتصرُّفات المالية وغيرها حتى تَعلموا أنهم قادرون على إدارة أموالهم بخِبرة وحِكْمة.(انتهى)
أما وضع اليتيم مع الأسرة
: فإنه أجنبي عنها ، فإذا بلغ وجب معاملته كأجنبي ، وقدأبطل الله التبني وحرمه ، مع الترغيب في كفالته ، فلا يحرم تزوجه من أولاد المتبني ؛ مالم يوجد مانع آخر كالرضاعة، ويجب على زوجته وبناته التحجب أمامه منذ البلوغ أو انتباهه لأمور النساء ، ويحرم عليهن الخلوة به وغير ذلك مما ينطبق على الأجنبي .
كما يجب أن يفصل بينه وبين أولاد الكافل له المختلفين عن جنسه ؛ في المضجع الذي ينامون فيه ، إذا قارب البلوغ ،لأن الفصل بين الذكور والإناث واجب منذ بلوغهم العاشرة ولو كانوا إخوة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ). فاليتيم الذي هو أجنبي أولى.
والله أعلم
ــــــــــــــ
حكم وجود موظف وموظفة في مكتبة مدرسية
تاريخ الفتوى : ... 24 ربيع الثاني 1425 / 13-06-2004
السؤال(27/1205)
أنا فتاة قد تخرجت من الجامعة وأعمل الآن في مكتبة مدرسية للمرحلة الإعدادية ويوجد شخص يعمل من قبلي في المكتبة، وقد كنت غير مرتاحة في البداية لأنه أحيانا لا يوجد طلاب في المكتبة فأبقى أنا وهذا الشخص لكنني منشغلة بعملي ولا أحتك به، فكنت أخرج من المكتبة إلى مكان آخر لأعمل فيه كغرفة المعلمين وأعود عندما تكون هناك حصة دراسية و يتواجد الطلاب في المكتبة وقد أخبرت الإدارة بهذا الأمر بأنني لا يجوز أن أظل لوحدي معه في المكتبة علما أن المكتبة لها بابان واحد للأولاد والثاني للبنات وكل منا يجلس في جهة بعيدة عن الآخر أي أن كل واحد بجانب باب والمكتبة لها شبابيك زجاجية كبيرة تطل على الخارج فكل من يمر يلاحظ ما بالداخل وقد أشرت إلى أن تكون الأبواب مفتوحة وقد كان اقتراح الإدارة هكذا أيضا بأن تترك الأبواب مفتوحة وهناك أشخاص كثيرون يترددون للاستفادة من المكتبة فهل هذه تعتبر خلوة فأفتوني جزاكم الله خيرا علما أن المدرسة إسلامية وتتبع المنهاج البريطاني ولولا أن ظروف العمل ملائمة لما عملت فيها، بالإضافة إلى أن طبيعة عملي تقتضي التعامل مع الطلاب الذكور والإناث لتقديم الخدمة المكتبية وتعليمهم المهارات فأنا مضطرة إلى التعامل مع الطلاب الذكور فهل في ذلك حرمة أو حرج مع التزامي بالحجاب والآداب الإسلامية والحمدلله فأريد منكم الرأي السديد حول هذا الموضوع وجزاكم الله؟ وسؤال أخير ما رأي الدين في مسألة كشف شعر المرأة المسلمة أمام غير المسلمة ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة عرفها الفقهاء بأنها اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة.
وقد ثبت التحذير منها، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. وراجع تعريف الخلوة في فتوانا رقم: 1248 .
وبناء على هذا التعريف. فما ذكرته من أنك لا تنفردين مع هذا الرجل في المكتبة، بل تخرجين إلى مكان آخر لتعملين فيه كغرفة المعلمين ولا تعودين إلا حين تواجد(27/1206)
الطلاب في المكتبة، وما ذكرته من أن للمكتبة بابين أحدهما لدخول النساء والآخر للرجال، وأن كلا منكما قرب الباب الذي يعنيه بعيدا عن الآخر، وغير ذلك من وجود الشبابيك الزجاجية وبقاء الأبواب مفتوحة، كلها أمور تفيد أن الذي بينك وبين هذا الرجل من اشتراك في العمل لا يعد خلوة .
وتعاملك مع الذكور على الوجه الذي ذكرته من تقديم الخدمة المكتبية والمهارات الأخرى، إذا كان لك بد في تركه فذلك أحوط لدينك، وإن كنت محتاجة إلى هذا العمل ولا يسمح لك فيه بترك هذه الخدمة فعليك بالاحتياط في التستر وعدم الخضوع بالقول، والابتعاد عن كل ما يسبب فتنة، وراجعي فيه الفتوى رقم: 522، والفتوى رقم: 19233،
وفيما يتعلق بكشف شعر المسلمة أمام الكافرة، فالذي نرجحه أن لا حرج فيه مع أن أهل العلم اختلفوا فيه، وراجعى فيه الفتوى رقم: 31009.
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
ضوابط مبيت الرجل في بيت خاله المتوفى لخدمة زوجه وأولاده
تاريخ الفتوى : ... 23 ربيع الثاني 1425 / 12-06-2004
السؤال
أود منكم قراءة هذه الرسالة وفهمها والرد علي في حكمها بأسرع وقت، وبارك الله فيكم، الأمر كالتالي: توفي خالي منذ سبعة أشهر وترك أسرته المكونة من زوجته وابنته وعمرها 14 عاما وابنه 13 عاما وابنته 10 أعوام وابنه الصغير عامين، وأنا عمري 23 عاماً، فذهبت أنا لكي أعيش معهم ومنزل أسرتي يبعد عنهم مسافة 7 أو 8 كيلو متر، وعلاقتنا الاجتماعية أسرتنا بأسرة خالي طيبة فوق الوصف فذهبت إلى منزلهم لكي أعيش معهم وأخدمهم فيما يحتاجونه كشراء الخضرة وتوصيلهم إلى المدارس والمستشفى يعني كل شيء من خارج البيت وترك المرحوم سيارته التي أستعملها في قضاء حاجتهم ومتجر ألعاب في سوق وأنا الآن في حيرة من أمري من ناحية كوني متواجداً معهم في المنزل حيث إن زوجة(27/1207)
خالي لا توجد بيني وبينها صلة قرابة، هنا السؤال: هل علي أو عليهم إثم في وجودي معهم من ناحية المحارم أو أي ناحية أخرى، علما بأنها تكون مستورة في لبسها تماماً، هل هذا فيه ذنب، أرجو توضيح الأمر لي بأسرع وقت؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن هذه المرأة أجنبية عليك، فلا يحل لك الدخول عليها إلا بوجود محرم أو من تنتفي به الخلوة وتؤمن به الفتنة، ولعل من أولى ما نرشدك إليه إذا كان أولاد خالك بحاجة إلى خدمتك هو زواجك من هذه المرأة أو من بنتها إن لم يكن هناك مانع إحساناً إليها، وبراً بخالك، واحتساباً للأجر من الله تعالى، فإن لم يكن ذلك ممكناً، وكانت هنالك حاجة للمبيت عندهم والدخول عليهم، فليكن ذلك على وجه تؤمن معه الفتنة بأن يكون هنالك جزء مستقل من البيت تبيت فيه، وليكن الدخول بوجود من تنتفي به الخلوة من أولادها، ولبسها للحجاب الشرعي في هذه الحالة، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 3178، والفتوى رقم: 22211.
وننبه إلى أن ما ترك خالك من مال حق لورثته، فلا يجوز التصرف فيه أو الانتفاع به من بعضهم دون البعض الآخر، بل الواجب إعطاء كل ذي حق حقه، فإن تنازل عنه لبعضهم أو رضي الجميع بهذا التصرف فيه فلا بأس، وليعلم أن من يعتبر رضاه وتصرفه في هذه الحالة من الورثة هو من كان بالغاً رشيدا، أما الصغير فلا عبرة برضاه حتى يبلغ رشيداً.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... ثمار الاختلاط المرة
تاريخ الفتوى : ... 21 ربيع الثاني 1425 / 10-06-2004
السؤال
أنا امرأه متزوجة ولي زوج أخت بدأ يهتم بي ويغازلني بالكلام حتى أنه قام بتقبيلي أكثر من مرة وقام بجذب يدى ووضعها على ذكره أكثر من مرة في(27/1208)
منزلي وأخاف أن أتكلم خوفا من الفضيحة ثم كان في زيارة لنا وأثناء نومي دخل غرفة النوم وأنا أرتدى ملابسي وقام بتقبيلي وحضني وأنا بدون ملابس ولم أقدر أن أعمل شيئا خوفا أن يشعر أولادي بشيء وقام بتقبيل فرجي ووضع أصبعه داخل فرجي وكان يطلبني في التليفون ويسمعني كلاما حراما وأنا أريد أن أتوب وأعترف لزوجي بهذا حتى لاأتمادى في هذا الحرام أنا لا أنام من هذا الذنب وعندما أنظر لزوجي أتألم جدا وأحتقر نفسي وأريد أن أعترف لزوجي لأن هذا الشخص ممكن يزورنا مرة أخرى وأخاف أن يحدث أكثر من هذا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاتقي الله تعالى، وتوبي إليه مما وقعت فيه من الذنب ويجب أن تقفي أمام هذا المجرم بكل شجاعة، ولا يجوز أن تقترفي الحرام بحجة الخوف من الفضيحة، ويجب أن يمنع هذا الرجل من دخول بيتك ولا تكوني في مكان هو فيه، ولا تخبري زوجك بما تم ولكن قولي له إنك رأيت من هذا الرجل أخلاقاً سيئة، وإذا كان قد غلبك على نفسك عندما دخل بيتك فما هو المبرر الذي يدفعك إلى سماع كلامه القبيح بالتلفون، وعدم إغلاق السماعة في وجه هذا الفاسد، فنوصيك بتقوى الله ثانيا، فالله العظيم الجبار مطلع عليك، ومجازيك على فعلك، فإن كنت تخافين على نفسك من هذا الرجل فأخبري زوجك بأنه قد هددك، وأنه قد قال كلاما قبيحا في التلفون، وعموما فنحن نرى أن الحل بيدك، وأن التقصير منك، ولو كان يعلم عدم رضاك، وأنك لن تتابعيه في خطوات الشيطان التي وقعتما فيها لما فعل ذلك.
فتوبي إليه واستغفريه، واعلمي أن هذا الذي وقع نتيجية لعدم الالتزام بأحكام الشريعة التي أوجبت على المرأة الحجاب عن غير محارمحها إذا تماديت في هذا التقصير ولم تحتجبي عن هذا الرجل وغيره ممن ليسوا بمحارم لك فنخشى أن تؤول الأمور إلى ما لا يحمد.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقي
ــــــــــــــ(27/1209)
لا إثم عليه في تركه لك
تاريخ الفتوى : ... 19 ربيع الثاني 1425 / 08-06-2004
السؤال
أريد فتواكم بشأن شاب تعرفت عليه من خلال العمل حيث نعمل في مكان واحد وقد عبر لي عن حبه وإعجابه بي وهو شاب متدين وخلوق جداً ومتميز في عمله وخلقه بشهادة الجميع ونحن على حب منذ سنة تقريبا ولكن في حدود الدين والأدب ولم يصدر عنا ما يمكن أن يعاب.. وهكذا وبعد سنة من نمو مشاعري وأحاسيسي تجاهه يريد أن يسافر لإكمال دراسته العليا والتي قد تستغرق سنتين وهو يطلب مني أن أنتظره طوال هذه الفترة بدون أي ارتباط رسمي بيننا.. فهل يحق لهذا الشاب أن يسافر ويتركني بعد كل هذه المدة وكل هذه المشاعر التي زرعها في داخلي، هل عليه إثم في هذه الحالة، فأنا إنسانة ولي مشاعري وأحاسيسي ولا أقوى على الانتظار بعد كل هذه المدة.. أريد أن أعرف الحكم الذي يلحق بهذا الشاب في مثل هذه الحالة وماذا تقولون لأمثاله من الشباب الذين يزرعون الأمل في أمثالي من البنات العفيفات المتدينات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الاختلاط في العمل بهذه الصورة محرم، وأن التساهل في النظر بين الرجال والنساء، وإنشاء علاقات بهذه الطريقة التي ذكرت في السؤال أمر لا يقره الإسلام في شيء.
وإن الواجب عليكما التوبة إلى الله تعالى، والندم على ما فرطتما في جنبه، وعقد العزم على عدم الوقوع في مثل ذلك مستقبلاً، وأكثرا من الاستغفار والأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
وقد سبقت أجوبة مفصلة في ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة نحيلك على بعضها للفائدة وعدم التكرار: 3672، 9463، 1769.
وإن كنت ابتليت بداء العشق، فانظري علاج الإمام ابن القيم له في الفتوى رقم: 9360.(27/1210)
وبالنسبة لسؤالك: هل على هذا الشاب إثم في سفره وتركك بعد إنشاء هذه العلاقة بينكما؟
فالجواب: أنه لا إثم عليه في تركه لك، فليس لك حق عليه، إذ ليس بينكما رابطة شرعية يطالب برعاتها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
العلاقة مع الأجنيية محرمة ولو كانت بقصد الزواج
تاريخ الفتوى : ... 18 ربيع الثاني 1425 / 07-06-2004
السؤال
أنا فتى متدين من أسرة متدينة ولكنى أقمت علاقة غير شرعية مع فتاة، والله يعلم أني أريدها زوجة لي ولم أتم بعلاقة من قبل أي فتاة ولم أتمكن من الزواج بها، وحدث أن تقدم شاب للزواج منها، ولكنه لا يعرف بالعلاقة التي كانت بيننا، فهل يجب أن يعرف هذا الشخص وإذا لم تخبره الفتاة بذلك، وأنا أعلم، هل يجب أن أخبره وهل أتحمل وزر عدم إخباره، هل هذا الزواج يكون باطلاً إن لم يعرف هذا الشخص بتلك العلاقة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد ارتكبت أنت وهذه الفتاة إثماً عظيماً بإنشاء هذه العلاقة المحرمة، والواجب عليكما المسارعة بالتوبة إلى الله والندم على ما فرطتم في جنبه تعالى وعقد العزم على عدم العودة لذلك أبداً.
وإن علمت توبة هذه الفتاة وظهر منها ما يدل على ذلك، فإن الواجب عليك الستر عليها وعدم فضحها، لأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وللمزيد من البيان راجع الفتوى رقم: 1039.
أما إن كانت هذه الفتاة مستهترة بالمعاصي مصرة عليها كالزنا ولم تظهر منها التوبة إلى الله فلك أن تحذر هذا الشاب منها، قياماً بالنصيحة التي هي حق كل(27/1211)
مسلم، وفي التعريض والكناية كفاية عن التصريح، وراجع الفتوى رقم: 17373، والفتوى رقم: 14572 ففيهما مزيد بيان.
وإذا كتمت الأمر ولم تخبر به فالزواج صحيح، وينبغي أن يكون الحامل على اتخاذك أياً من الموقفين هو ابتغاء وجه الله وحذار من اتباع الهوى، فإن التبعة ثقيلة أمام الله يوم القيامة، وسوف نسأل عن جميع أعمالنا في هذه الدنيا.
وأخيراً ننبه السائل إلى أن العلاقة مع الأجنبية بمعنى الخلوة بها أو لمسها أو الحديث معها أو نحو ذلك محرمة كما قدمنا، ولو كانت بقصد الزواج منها فكون الرجل يريد المرأة زوجة لا يسوغ له ذلك ما حرمه الله تعالى منها.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
هل يقدم كتبا عن الحجاب لامرأة أجنبية
تاريخ الفتوى : ... 17 ربيع الثاني 1425 / 06-06-2004
السؤال
يا شيخ رأيت فتاة أعجبتني وأردت الزواج منها ولكنها غير محجبة وترتدي ملابس ضيقة و متنمصة فلما سألت عنها علمت أن والدتها من اليونان ووالدها يعيش هناك منذ زمن فأعزيت حالها إلى ظروف نشأتها وأردت أن أدلها على الحجاب الإسلامي وتعاليم الإسلام عن طريق منشورات لعلها تلتزم وأتزوجها فهل هذا فعل صحيح؟ أرجوك دلني يا شيخ
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتقديم الكتب النافعة لهذه المرأة ودعوتها إلى الخير من الأعمال الطيبة التي تؤجر عليها ، ولكن اتق الله أن يجرك الشيطان إلى أمر يسخط الله به عليك ، فإن الشيطان يزين للعبد بعض عمل الخير ليوقعه في معصية هي أكبر من ذلك العمل الذي زينه له .(27/1212)
وأما الزواج بهذه المرأة فمكروه عند جمع من العلماء محرم عند بعض آخر فلذا نرى أن لا تقدم على الزواج منها إلا بعد صلاح حالها واستقامة أمرها ، أو بعد العلم بأنك إن تزوجتها كان زواجك بها سببا في صلاحها .وانظر الفتوى رقم 1422
والله أعلم
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
الفتوى : ... النظر إلى مكان العفة أشد حرمة
تاريخ الفتوى : ... 13 ربيع الثاني 1425 / 02-06-2004
السؤال
أنا شاب عندي 22 سنة بعد فترة طويلة من معصيتي لله ربنا هداني للتوبة ولكن في حاجة واحدة فقط أريد أن أعرفها ممكن تجعل توبتي ليست توبة صحيحة وهي أني محتفظ بصورة على الكمبيوتر الخاص بي لبنت أجنبية تظهر فرجها مع العلم بأني حذفت كل الصور الثانيه إلا هذه من أجل التعرف على شكل الفرج
ورؤيته كلما أنسى ذلك فهل هذا يصح أم لا أفادكم الله ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تحمد الله على ما وفقك له من التوبة في المسائل التي تبت منها، وقد رجح أهل العلم قبول توبة من تاب من بعض المعاصي فيما تاب منه، كما قال شيخ الإسلام
في الفتاوى. وعليك أن تعزم على التوبة الصادقة من احتفاظك بهذه الصورة المحرمة ورؤيتها، فإن نظر صور أطراف النساء الفاتنات محرم فأحرى النظر إلى ما هو أشد من ذلك فهو سبب للتفكير في الحرام. قال الله تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] (النور: 30).(27/1213)
فعليك أن تحذف هذه الصورة، وأن توظف الكميوتر فيما يفيد، فإن هذه التقنية نعمة أنعم الله بها علينا فعلينا أن نستعين بها على استسلامنا وخضوعنا لله.
يقول الله تعالى: [كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ] (النحل: 81).
وأما التعرف على شكل العضو فإنه ليس مسوغا لما ذكرت، لأن التعرف عليه ونظره لا ضرورة فيه، وعليك أن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة.
قال تعالى: [فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] (المائدة: 39).
وبادر بالزواج واستخدم أوقات فراغك فيما يفيد، وحافظ على الصلاة في المسجد وحضور مجالس العلم وصحبة أهل الإيمان والتقوى.
وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 1935، 1256، 27253.
والله أعلم.
المفتي: ... مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
ــــــــــــــ
حكم المبيت مع زوجة الأخ أو العم
تاريخ الفتوى : ... 12 ربيع الثاني 1425 / 01-06-2004
السؤال
ما حكم المبيت في منزل الأخ الشقيق أو العم أو غيرهم مع أولاده وزوجته علماً بأن أولاده مازالوا قاصرين وقد يوجد في المنزل أم الزوجة أو أختها . هذا بطلب صاحب المنزل بحجة السفر .
أرجو إفادتي بالإجابة وكل ماله صلة بهذا الموضوع على بريدي الالكتروني ..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تبيت مع زوجة أخيك أو زوجة عمك أو غيرهما بدون وجود محرم سواء كانت وحدها أو مع أطفالها الصغار غير البالغين، لأنهم لا تنتفي بهم الخلوة المحرمة، وأما إذا كان معها أمها أو أختها فلا حرج في ذلك إذا كان المكان الذي ستبيت فيه منفصلاً عن البيت تماما وكانت هناك(27/1214)
حاجة لذلك وأمنت الفتنة فلا حرج في ذلك، وكل هذا لما ثبت من التحذير الشديد من خلوة الرجل بامرأة أجنبية عنه ودفع ما قد يحصل من مفاسد، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله: أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت.
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج.. إلى أن قال: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي. انتهى.
كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد في المسند.
ومساكنة الرجل للمرأة الأجنبية لا تخلوا من إحدى حالتين،
الأول: أن يكون معها محرم فلا يجوز للأجنبي أن يساكنها، والحالة هذه إلا إذا تعددت الحجر أو اتسعت بحيث لا يطلع أحدهما عن الآخر.
والثانية. أن لا يكون معها محرم وفي هذه الحالة لا يجوز له مساكنتها إلا إذا كان سكنها مستقلا عن سكن الأجنبي وإن لاصقه فلا حرج في ذلك، لكن بشرط عدم اتحاد المرافق بينهما، كالممر والمطبخ أو الخلاء ونحو ذلك، قال العلامة ابن قاسم رحمه الله وهو من علماء الشافعية كما في الحاشية على شرح البهجة لزكريا الأنصاري قال: مشيراً إلى الحالة الأولى:
فإنه عُلم جواز خلوة الرجل بالأجنبية مع المحرم وامتناع مساكنته إياها معه إلا عند تعدد الحجر أو اتساعها بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر. اهـ
وقال ابن حجر الهيتمي مشيراً إلى الحالة الثانية: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين، أو في علو وسفل، أو دار وحجرة، اشترط أن لا يتحدا في مرفق، كمطبخ، أو خلاء، أو بئر، أو ممر، أو سطح، أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة، لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أويسد، أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر، أوباب أحدهما في مسكن الآخر. انتهى.(27/1215)