خطر المربيات
د.خالد أحمد الشنتوت
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
إن الحمد الله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله - صلى الله عليه وسلم - .. وبعد :
قال تعالى في كتابه العزيز : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } [ آل عمران : 104 ] أي ولتقم منكم طائفة للدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والأمة التي تكون فيها طائفة تدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، أمة فائزة في الدنيا والآخرة .
قال ابن كثير رحمه الله : والمقصود أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن ، وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) [ مسلم ، كتاب الإيمان ] . وروى الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ) [ أحمد والترمذي وابن ماجه ] .
( فلابد من جماعة تدعو إلى الخير ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، لابد من سلطة في الأرض تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لايقوم بهما إلا ذو سلطان ) [ سيد قطب، ( 1 / 444 ) ] .(1/1)
وعن تميم بن أوس الداري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الدين النصيحة . قلنا لمن قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) [ مسلم ، كتاب الإيمان ] ، والمقصود هنا أن عماد الدين وقوامه النصيحة وتكون النصيحة لعامة المسلمين : بإرشادهم لمصالحهم في أمر آخرتهم ودنياهم وعندما نتذكر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الحج عرفات ) (1) ومراده أن الوقوف بعرفة أهم ركن في الحج ، وقد عبر الرسول- صلى الله عليه وسلم - عن الوقوف بعرفات بأنه الحج تبياناً لأهميته . وكذلك الدين النصيحة يفهم منها أن النصيحة أمر هام من أمور المسلمين .
بناء على ما تقدم يرى الباحث خطراً عظيماً يداهم جزيرة العرب ، وكل مسلم غيور على هذه الجزيرة ، لأن العرب مادة الإسلام ، وإذا ذل العرب ذل المسلمون . هذا الخطر هو أثر المربية الأجنبية (2) على الطفل المسلم .
لذلك يقدم الباحث هذه الرسالة ، لعلها تسهم في النهي عن هذا المنكر ، وهي من باب الذكرى ، حيث قال عزوجل : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } [الذاريات : 55] ويحسب الباحث أن أهل الجزيرة مؤمنون - ولا يزكيهم على الله - ولذلك يذكرهم وينصحهم ، ويسأل الله عزوجل أن يحفظ جزيرة العرب خاصة ، وبلاد المسلمين عامة من كل شر وفتنة إنه على ذلك قدير . والحمد لله رب العالمين .
خالد أحمد الشنتوت
المدينة المنورة
ذو الحجة 1411هـ
الفصل الأول
التربية في البيت المسلم
تمهيد :
__________
(1) أخرجه أصحاب السنن وغيرهم ، ورمز السيوطي لصحته .
(2) المربية الأجنبية : ( هي الخادمة التي تعمل لدى الأسرة ، وتقوم بأعمال منزلية ، ولها علاقة مباشرة ، أو غير مباشرة برعاية الأبناء ) ، ( التي لا تحمل جنسية إحدى الدول العربية ) (( خليفة إبراهيم ، ص 12 )) . ويرى الباحث الحالي أن المربية الأجنبية هي غير المسلمة فقط .(1/2)
البيت المسلم هو الأسرة الصغيرة التي تشكل نواة المجتمع ، وهو المؤسسة التربوية الأولى التي تمد المجتمع بالرجال والأمهات ، ويقول عنه محمد قطب :
( إذا كان البيت والمدرسة والشارع والمجتمع هي ركائز التربية الأساسية فإن البيت هو المؤثر الأول، وهو أقوى هذه الركائز جميعاً ، لأنه يتسلم الطفل من أول مراحله ، ولأن الزمن الذي يقضيه الطفل في البيت أكبر من أي زمن آخر ، ولأن الوالدين أكثر الناس تأثيراً في الطفل ) [ محمد قطب ، ( 1 / 13 ) ] .
البيت مسؤول عن عقيدة الطفل :
وتتضح أهمية البيت عندما نتذكر أن الطفل يولد على الفطرة ، ويتسلمه البيت، فإما يثبت فيه فطرته أو يحرفها . فقد أخرج الشيخان رحمهما الله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) [ جامع الأصول ، ( 1 / 268 ) ].
فقد وضع الله عزوجل فطرته في هذا الطفل ، وجعل والديه أمناء على هذا المولود ، كأحد الأسباب التي هيأها الله عزوجل للمولود كي ينشأ سليماً كما فطره الله ، ولذلك اعتنى الإسلام بالأسرة ، لتكون المحضن الهادئ والمستقر للطفل ، ولتكون موطن التأثير الأكبر في مجال التربية ... [ محمد قطب ، ( 1 / 96 ) ] .
والفطرة معناها قابلية الطفل لاعتناق الإسلام ، فقد خلق الله الناس وأودع لديهم الاستعداد لطاعته عزوجل ، والإيمان به ، والانقياد له سبحانه وتعالى ... ثم تأتي البيئة فتحرف هذه الفطرة عن هدفها أو تثبتها وإذا كان البيت مسؤولاً عن عقيدة الطفل ، فماذا بعد العقيدة وهل من خير يرجى إذا فسدت عقيدة الطفل أو ضرر إذا استقامت العقيدة ومن هنا تتضح أهمية البيت ، أما الإنجاب والتناسل ، وإطعام الصغار ، وحمايتهم من الكوارث الطبيعية كالبرد والحر الشديد والجوع ... إلخ ، فإن بعض الحيوانات تفعل مثل هذا وتعتني بصغارها ، وتطعمهم ... إلخ .(1/3)
إذاً مسؤولية البيت هي التربية ، وغرس العقيدة الإسلامية ثم تنميتها عند الأطفال ، ثم تزكية أنفسهم ، وتثقيفهم وإعدادهم للآخرة ثم للدنيا ، ليتخذوا الدنيا مزرعة للآخرة .
البيت مسؤول عن شخصية الطفل :
تقول مارجريت ماهلر (MARGREET MAHLER): إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر له ، واتفق فرويد وإدلر ويونغ وألبورت ( مدرسة التحليل النفسي ) على أن السنوات الأولى من حياة الإنسان هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل [عبد الله محمد خوج ،ص11].
وتتضح أهمية البيت أيضاً عندما نعرف أن أسس السلوك الاجتماعي تبنى في المنزل ، ويبقى هذا السلوك ثابتاً مدى العمر [ محمد جميل محمد يوسف ، ص 288 ]. فيصبح أحد سمات الشخصية الثابتة ، وتنادي التربية الحديثة بأهمية الخبرات الأولى للأطفال، وآثارها في تباين ميولهم واتجاهاتهم وأنماط سلوكهم المختلفة [ عائشة السيار ] .
وإن ما يحدث للطفل في هذه الفترة - الطفولة المبكرة - يرسم الملامح الأساسية لشخصيته المقبلة ، حيث يصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت تلك الملامح سوية أو غير سوية ، وتشير الدراسات إلى أن إزاحة الملامح غير السوية أكثر صعوبة من السوية [ عبد الله محمد خوج ، ص 11 ] .
مسؤولية الأم في التربية :
ويغلب دور الأم دور الأب في تربية الأطفال خلال السنوات الأولى من عمرهم، لأنها أكثر التصاقاً بالبيت والطفل ، ولأن عاطفتها أقوى من عاطفة الأب نحو الطفل ، لذلك فهي أقرب إلى قلوب الأطفال منه ، ومن هنا جاءت أهمية اختيار الزوجة ذات الدين فقد أخرج الشيخان رحمهما الله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) [ اللؤلؤ والمرجان ، (1 / 342 )]. وكما قال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتها……أعددت شعباً طيب الأعراق(1/4)
لقد زود الله الأم بعاطفة الحنان - دافع الأمومة - ولم يزود به الرجل ، وهذا الدافع العضوي أقوى الدوافع العضوية جميعاً ، وقد قام علماء النفس بتجارب على بعض الأمهات وصلوا من خلالها إلى أن الدوافع العضوية لدى المرأة ترتب على النحو التالي : الأمومة ثم العطش ثم الجوع ثم الجنس [ فاخر عاقل ، ص 115 ] .
ولذلك فإن الأم مهيأة لرعاية الطفل وخاصة في السنتين الأوليين حيث يكون دور الأب ضعيفاً جداً ، ولهاتين السنتين أثر كبير في شخصية الفرد ومازال علم النفس قاصراً على إدراك حيثياته ، ومن هذه الأمور أن الرضيع يتعرف على أمه من رائحتها ، ثم يتعرف على صوتها بعد ذلك ، كما أن لغة الأم هي أول لغة يقلدها الطفل وتكون معظم انفعالاته في السنة الأولى مرتبطة ومركزة في الأم أو من يحل محلها وإذا عرفنا أن الرضيع يبدأ منذ الشهر السادس من عمره في تكوين علاقات اجتماعية بالمحيطين به يتضح لنا أهمية دور الأم في تربية الأطفال ، وتقول مارجريت ريبل ( MARGREET REBAL ): ( هناك حاجة فطرية للالتصاق بالأم، والتي تتيح لرضيعها هذه الفرصة تعينه على النمو السليم ) [حامد زهران ، ص 147 ] . ووجدت الباحثة ( سامية حمام ) أن أثر غياب الأم أكبر بكثير من أثر غياب الأب على الأطفال ، لأن الأم الحصيفة يمكن أن تملأ بعض الفراغ الذي يتركه الأب [ سامية حمام ] .
وعلى ضوء أهمية دور الأم في التربية نلمح تميز الشريعة الإسلامية التي جمعت الأسباب الكافية لتجعل الأم في مكانها الصحيح الذي خلقها الله من أجله ، فتعبد الله عزوجل فيه وهو البيت ومن هذه الأسباب :
قال تعالى مخاطباً النساء : { وقرن في بيوتكن ..} [ الأحزاب : 33 ] وجعل صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد .
كلف الرجل - الزوج أو الأب أو الابن أو الأخ - بإعالتها والإنفاق عليها ليمكنها من الاستقرار في البيت والتفرغ لمهمتها الأصلية .(1/5)
كما يتضح لنا على ضوء هذه الأهمية إصرار اليهودية العالمية وحلفائها على إفساد المرأة لأن إفسادها تخريب للأسرة وانهيار للمجتمع والأمم كما يوشك أن يقع في العالم جميعاً .
وقد لاحظت في أحد البلدان المسلمة التي رزحت تحت نير أعداء المسلمين مدة طويلة أنهم ركزوا على مسخ شخصية المرأة وإفسادها أكثر مما فعلوه بالنسبة إلى الرجل ، إدراكاً منهم لأهمية دورها في حياة الأمة .
وإن خروج المرأة للعمل خارج البيت لم يكن مصادفة - إذ لا توجد مصادفة - إنما جاء نتيجة للمخططات الرأسمالية التي تديرها وتحركها أيد يهودية بهدف تحطيم الأسرة [ خيرية حسين جابر ، ص 39 ] .
لكن قد يسأل أحدهم : ألا تسد الحضانة أو المربية والخادمة مكان الأم التي يجب أن تخرج للعمل خارج البيت ؟ والجواب على ذلك من البدهيات فالعلاقة بين الأم وطفلها علاقة عضوية بكل معنى الكلمة لأنه قطعة منها ولأن دافع الأمومة - العضوي - لديها يدفعها للحنان عليه ورعايته ولأن الأم تعتني بطفلها بدافع الحب لا بدافع الواجب كما تفعل الحضانة أو المربية وشتان بين الحب والواجب ، فبينما تجد الأم لذة وسعادة في الجهد الذي تقدمه لطفلها ، تشعر المربية بالتعب والإعياء لأنها تقوم بواجبها وقد تشعر بالقرف والملل ، والرضيع - هذا الصغير - يحس منها ذلك القرف ويجده واضحاً في تعابير وجهها دون أن تنبس ببنت شفة ، كما يحس بالرضا والحب والحنان يشع من وجه أمه وهي تنظفه أو ترضعه ، ويقول الكسيس كارلALCSAES) CAREL ) ( لقد ارتكب المجتمع العصري غلطة جسيمة باستبدال تدريب الأسرة بالمدرسة استبدالاً تاماً ، ولهذا تترك الأمهات أطفالهن لدور الحضانة ) [ ليلى عبد الرشيد عطار ، ص 62 ] .(1/6)
مسؤولية الأب في التربية (1) :
يتوهم بعض الآباء أن مسؤولية تربية الطفل تقع على الأم ولا يطلب منه سوى تأمين الحاجات المادية لأطفاله وزوجته فتجده يقضي معظم وقته خارج المنزل في العمل أو مع الأصدقاء حتى إذا عاد إلى منزله جلس وحده في غرفته محذراً زوجته من أن تسمح للأطفال تعكير صفو تأملاته أو أحلامه وهو نائم .
وفي الواقع للأب دور في تربية الطفل يبدأ بسيطاً منذ الشهر الثاني أو الثالث ويزداد مع نمو الطفل حتى يصبح كبيراً عندما تشغل الأم بالمولود الجديد ويجب عندها ربط الطفل بوالده كإجراء لتقليل الغيرة عنده من المولود الجديد الذي سيصادر أمه منه .
__________
(1) ينصح الباحث بالاطلاع على رسالة ماجستير مطبوعة للباحث عدنان باحارث عنوانها مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، ناقشها الشيخ محمد قطب ، ونشرتها دار المجتمع بجدة .(1/7)
ويبدأ الطفل بالتعرف على صوت والده منذ الشهر الثالث ، وفي السنة الثانية ينبغي للأب أن يلعب مع طفله الرضيع الذي صار يمشي ويلعب معه بلعبه وأسلوبه الذي يسره ويرضيه ، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة فقد ثبت في الصحيحين [اللؤلؤ والمرجان ، ( 1 / 316 ) ] عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي لأبي العاص بن الربيع ، فإذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها ، وكان ذلك في صلاة الفريضة ، وفي البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس فقال : الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم ، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : ( من لا يٍَرحم لم يُرحم ) [ فتح الباري ، ( 10 / 426 ) ] . وفي المسند من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي يوماً إذ دخلت فاطمة وعلي ومعهما الحسن والحسين رضي الله عنهم ، وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما [ ابن قيم الجوزية ، ص 177 ] .(1/8)
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -? يمازح الحسن والحسين رضي الله عنهما ويداعبهما ويجلس معهما ، وكان يحملهما على ظهره ، وكان يخرج لسانه للحسين فإذا رآه أخذ يضحك، كما كان - صلى الله عليه وسلم - يضع في فمه قليلاً من الماء ويرضه على وجه الحسن فيضحك أيضاً ، وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يمشي على يديه وعلى رجليه وأولاده على ظهره يلعبون وهو يسير بهم كالحصان ، فيدخل الناس ويرون خليفتهم بهذا الوضع فيقولون : أتفعل ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فيقول : نعم ! وكان يقول : ( ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي - أي في الأنس والسهولة - هكذا تكون معهم في البيت فإذا كان في القوم كان رجلاً ) [ أحمد القطان ، ص 24 ] .
وعندما يصبح الطفل في الرابعة يحسن بالأب أن يصطحبه معه خارج المنزل إلى المسجد أو السوق أو بعض الأقارب والأصحاب ، وفي مصاحبة الطفل لأبيه تفتح اجتماعي سليم للطفل وتشرب للقيم التي يلمسها عند والده.
وقد وجدت الباحثة ( سامية حمام ) بعض الصفات المشتركة عند الأطفال الذين يغيب أحد الوالدين عن تربيتهم سواء كان الغياب بسبب الموت أو الطلاق أو السفر الكثير أو الانشغال بالمال عن الأطفال ومن هذه الصفات:
الغيرة التي تبدأ من الأطفال الذين يتنعمون بوالديهم ثم تنمو أكثر من حجمها الطبيعي ، وقد تتطور الغيرة إلى الكره أو الحقد والحسد .
شعور بعدم الانتماء وخاصة عند افتراق الوالدين بسبب الطلاق لأن الطفل يوزع ولاءه بين والديه المنفصلين فيتمزق ويفقد معنى الانتماء .
الانطواء الذي ينشأ عند الطفل الذي يعيش مع زوج أمه أو زوجة أبيه أو غيرهم من أقاربه [ سامية حمام ] .
فضل تربية الأولاد في الإسلام :(1/9)
روى مسلم رحمه الله تعالى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) [ مسلم ، كتاب الوصية ( 3 / 1255 ) ] ، وروى أحمد رحمه الله في مسنده عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة ) [ أحمد ( 3 / 43 ) ] ، ومن دخل الجنة فقد فاز فوزاً عظيماً ، ولكن حفت النار بالشهوات كما حفت الجنة بالمكاره وثواب تربية الأولاد لايحصل لمجرد الإنجاب لأن الإنجاب غريزة في الإنسان والحيوان ولايحاسب الإنسان على غريزته إذا أشبعها كما أمره الله ، بل يحصل الثواب عندما نربيهم على الإسلام فيكونون عباداً لله عزوجل خلفاء في الأرض يعمرونها بعبادة ربهم وحده لاشريك له .(1/10)
وهذه التربية ليست أمراً هيناً لأنها تبدأ قبل الزواج عندما يبحث الرجل المسلم عن زوجة صالحة ذات دين كما وصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والتربية الإسلامية جهد مستمر يبدأ قبل الزواج ويستمر حتى يتخرج الولد من الجامعة في أيامنا هذه والجهد المبذول في التربية لا يكافئه إلا ثواب الله عزوجل . فالمسلم عبد لله يعبده في كل لحظة من لحظات حياته ومنها تربيته لأطفاله عندما يجعلها خالصة لوجه الله عزوجل ، وفضل الإنفاق على الأولاد وتربيتهم من الأعمال الحميدة التي تكفر الذنوب وترفع الدرجات فقد أخرج الشيخان رحمهما الله عن أبي مسعود الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة ) وقال ابن المبارك رحمه الله وهو مع إخوانه في الغزو : تعلمون عملاً أفضل مما نحن فيه ؟ قالوا ما نعلم ذلك قال : أنا أعلم . قالوا : فما هو قال : رجل متعفف ذو عائلة قام من الليل فنظر إلى صبيانه نياماً متكشفين فسترهم وغطاهم بثوبه ، فعمله أفضل مما نحن فيه .
وظائف المرأة المسلمة :
خلق الله عزوجل الرجل والمرأة لعبادته عزوجل ، وتتساوى المرأة مع الرجل في طاعة الله ، ثم ميزهما فجعل الرجل للعمل خارج البيت ، والمرأة للعمل داخل البيت . فالفرق بينهما فرق في التخصص ، والتخصص صفة حضارية وصل إليها الإنسان بعد آلاف السنين ، ودعم الله هذا التخصص عندهما عضوياً ونفسياً ثم اجتماعياً .
لذلك فإن للمرأة المسلمة عدة وظائف في المجتمع المسلم ، وظائف أساسية وذات أهمية أكثر من الرجل ، لأنها تتعلق بتربية الأجيال ، فالرجل يصنع الأشياء من الخشب والحديد وغيرهما ، والمرأة تصنع الرجال ، وشتان بين الصناعتين .
1- المرأة المسلمة أم مربية :(1/11)
وهذه أعلى مرتبة يصلها الإنسان في المجتمع ، ولا تساويها أية وظيفة غيرها ، ولئن زهّد أعداء الإسلام المرأة المسلمة بهذه الوظيفة والمكانة الرفيعة ، فقد قال سبحانه وتعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن ، وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك } [ لقمان : 14 ] . وأخرج الشيخان رحمهما الله تعالى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك) قال : ثم من ؟ قال : ( أمك) قال : ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( أبوك). متفق عليه (1) .
ومقتضى الحديث أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر . وقد جعل الله مكانة الأم لا يدانيها شيء ، فجعل الجنة تحت أقدامها ، وأخرج النسائي وابن ماجه والحاكم أن جاهمة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخرج معه في الغزو فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : ( ألك والدة ) ؟ قال : نعم ، قال ( فالزمها فإن الجنة تحت قدميها ) . ومن الناحية الاجتماعية فإن الأسرة نواة المجتمع، والأم نواة الأسرة كذلك وهذه بعض وظائف الأم :
أ - الإنجاب :
وهو تزويد المجتمع بالأفراد ، وهي وظيفة حيوية وأساسية في المجتمع ، وبدونها ينقرض المجتمع بعد أن يهرم . وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن للمرأة في حملها إلى وضعها ، إلى فصالها من الأجر ، كالمتشحط في سبيل الله ، فإن هلكت فيما بين ذلك ، فلها أجر الشهيد ) (2) .
ب - الإرضاع :
__________
(1) صحيح البخاري ( 10 / 336 ) ، وصحيح مسلم ( 2548 ) .
(2) رواه ابن حجر في المطالب العالية ( 2 / 84 ) رقم الحديث ( 1720 ) .(1/12)
يقول تعالى: { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ... } [ البقرة : 233] . ولبن الأم غذاء كامل ، خال من الجراثيم، ويكسب الطفل مناعة ضد الأمراض ، يحتوي نسبة بروتينات تساعد على الهضم السريع وكمية من المعدن والأملاح تريح الكليتين ، ويحتوي على فيتامين (ث) و (أ) . ويشعر الطفل بالحنان والأمان وهو ملتصق بوالدته يسمع نبضات قلبها ، وقد أكد علماء النفس أن الرضاعة ليست مجرد إشباع حاجة عضوية ، بل هي موقف نفسي اجتماعي شامل ، تشمل الرضيع والأم ، وشعور الأم بالراحة والسعادة أثناء رضاعة طفلها يساعدها على ضمور الرحم، وعودته بشكل أسرع إلى وضعه الطبيعي (1) . والأم ملزمة بإرضاع طفلها ديانة، وعند الاستثناء تلزم قضاء [ حاشية ابن عابدين ، ( 2 / 674 ) ] . وذهب الشافعية إلى أنه يجب على الأم إرضاع ولدها اللبأ ( اللبن النازل بعيد الولادة ) لأن الرضيع لا يعيش بدونه غالباً ، أو أنه لا يقوى وتشتد بنيته إلا به (2) .
ج - العناية بالطفل :
أي إرضاعه وتنظيفه وتعهده بالنوم وتغيير ثيابه كلما لزم ذلك ، وتغذيته بعد الشهر الرابع بغذاء إضافي غير الحليب ، وإتمام اللقاحات اللازمة ، ثم اللعب معه ، ومناغاته ، ثم التحدث معه . وبعبارة أخرى تربيته روحياً وخلقياً واجتماعياً وعقلياً ونفسياً وجسدياً (3) .
وربما يقول أحدهم ماذا لو تركت الأم هذه المهمة - العناية بالطفل - للخادمة ، أو المربية وقد تكون متخصصة في التربية ( كالمربيات الإنجليزيات في دول الخليج العربي ) . ماذا لو تخلت الأم عن هذه الوظيفة ، وفي الفصول القادمة إجابة مفصلة ، خلاصتها أن العلاقة بين الطفل وأمه علاقة عضوية أولاً، ثم روحية ثانياً لذلك يستحيل أن تسد مكان أمه أي امرأة في العالم .
__________
(1) خيرية حسين جابر ، ص (58) بتصرف .
(2) ابن قاسم الغزي ، شرح الغاية ، ص (259) .
(3) انظر خالد شنتوت ، تربية البنات ، ص (52) .(1/13)
2 - المرأة المسلمة ربة بيت :
ومن وظائف المرأة المسلمة أنها ربة بيت ، أسوة بفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقد أخرج الشيخان وأبوداود والترمذي عن علي كرم الله وجهه أنه قال لابن أعبد : ( ألا أحدثك عني وعن فاطمة . قلت بلى . قال : إنها جرت بالرحى حتى أثر في يدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها ، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - خدم (رقيق) ، فقلت : لو أتيت أباك فسألته خادماً ، فأتته فوجدت عنده حداثاً فرجعت ، فأتاها من الغد ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ما كان حاجتك ؟ وسكتت ، فقلت أنا أحدثك يارسول الله ، جرت بالرحى حتى أثرت في يدها ، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها ، فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادماً يقيها حر ما هي فيه . فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( اتقي الله يافاطمة . وأدي فريضة ربك . واعملي عمل أهلك . وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثاً وثلاثين ، واحمدي ثلاثاً وثلاثين ، وكبري أربعاً وثلاثين . فتلك مائة فهي خير لك من خادم ) ، فقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ) [ فتح الباري ، ( 9 / 506 ) شبيه به ] .
أسمعت أيتها الأم المسلمة ، أبى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - على فاطمة الزهراء، التي لم يكن يحب أحداً مثلها ، وهي بضعة منه ، يريبه ما يريبها ، ويغضبه مايغضبها ، أبى عليها الخادم ، ووزع أولئك الخدم الذين جاؤوه على غيرها من نساء المسلمين حرصاً منه على أن تزداد ابنته من الأجر كلما عملت في خدمة زوجها وبنيها . [ محمد على البار ، ص 52 ] .
3 - المرأة المسلمة زوجة صالحة :
ومن مهماتها كزوجة :
أ - طاعة الزوج تطيعه في غير معصية ، وتقدم طاعته على طاعة أمها وأبيها لو تعارضت (1) .
ب - حفظ الزوج في ماله ونفسها وأولاده .
ج - التجمل للزوج فقط ، وتتزين في بيتها لزوجها .
__________
(1) للتفاصيل انظر خالد شنتوت ، تربية البنات في الأسرة المسلمة ، ص 60 .(1/14)
د - الزوجة الصالحة سكن لزوجها ، يرتاح عندها وينسى همومه ومتاعبه خارج البيت .
الفصل الثاني
المربيات والخدم في الجزيرة العربية
إخراج غير المسلمين من جزيرة العرب :
أفتى الشيخ عبد العزيز بن باز ، من إذاعة المملكة العربية السعودية ، في موضوع المربيات الأجنبيات ( غير المسلمات ) وتتلخص فتواه -حفظه الله- في أن استقدام المربيات غير المسلمات محرم شرعاً من ناحيتين :
مخالفة وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأمره بعدم تمكين غير المسلمين من السكنى في جزيرة العرب .
خطرهنّ على عقيدة الأطفال وسلوكهم ولغتهم .
وقال القاضي عبدالقادر بن محمد العماري معلقاً على ذلك : تشمل جزيرة العرب المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان واليمن ، فالجزيرة العربية هي محور الإسلام ، وهي قاعدته ، وأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحمي هذا المحور ، وهذه القاعدة على مر التاريخ ، فجعل من عقيدة المسلمين المحافظة على هذه القاعدة ، حتى لايدخلها ضعف ولا يعتريها خلل ، فتعدد الطوائف والأديان فيها من شأنه أن يزعزع كيانها ، وفي السماح لدخول غير المسلمين يؤدي إلى جعلهم كثرة تهدد الإسلام نفسه في عقر داره ، فلا يجوز إبقاء من هو على غير دين الإسلام فيها إلا لضرورة ، يراها ولي الأمر ، والضرورة تقدر بقدرها (1) .
وقد أخرج البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما : (أنه قال يوم الخميس ومايوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصبا، فقال اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه يوم الخميس .. وأوصى عندموته بثلاث :
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب .
أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم . ( ونسي - الراوي - الثالثة ) .
وقال الخليل بن أحمد : سميت جزيرة العرب لأن بحر فارس وبحر الحبشة والفرات ودجلة أحاطت بها ، وهي أرض العرب ومعدنها .
__________
(1) عبد القادر العماري ، مجلة المجتمع الكويتية ، العدد ( 821 ) .(1/15)
ويقول ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة : جاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : آخر ماعهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يترك بجزيرة العرب دينان ) (1) .
ويقول العماري : والحق أن الأحاديث الصحيحة تمنع إقامة غير المسلمين في جزيرة العرب كلها - إلا لضرورة - ويدخل في غير المسلمين الشيوعيون حتى ولو كانوا من أهلها ، فلا مكان في جزيرة العرب إلا للإسلام وأهله ، ويجب على المسلمين كافة تنفيذ وصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم - (2) .
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا يدع يهودياً ولا نصرانياً ينصر ولده ، ولا يهوده في ملك العرب . وقدم على عمر - رضي الله عنه - رجل من تغلب فقال له عمر : إنه كان لكم في الجاهلية نصيب فخذوا نصيبكم من الإسلام ، فصالحه على أن أضعف عليهم الجزية ، ولا ينصروا الأبناء ، وقد فعل عمر هذا اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صالح نصارى بني تغلب على أن لا ينصروا الأبناء ، فإن فعلوا فلا عهد لهم ، قال علي : لو فرغت لقاتلتهم .
الملك عبدالعزيز يرفض إقامة المنصرين في بلاده :
__________
(1) رواه أحمد وفي الموطأ رقم ( 873 ) .
(2) عبد القادر المعماري ، مجلة المجتمع الكويتية ، العدد ( 823 ) .(1/16)
وقد فطن الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إلى وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فرفض إقامة المنصرين في بلاده ولم يسمح لأطباء البعثة التنصيرية بإقامة فرع لهم في الرياض ، أو أي مكان في مملكته ، على الرغم من الحاجة الماسة للأطباء يومذاك . يقول كونوي زيقلر (H . COWAY ZEIGLER ) كان أول لقاء بين الملك عبدالعزيز والبعثات التنصيرية الأمريكية في ربيع عام (1914م) ، فعند سماع الملك عبدالعزيز من الشيخ مبارك ( حاكم الكويت ) عن وجود طبيب غربي ماهر في الكويت ، بعث الشيخ مبارك الدكتور مايلريا ( MYLREA ) إلى مخيم الملك ، ليرى إذا كان يستطيع أن يفعل شيئاً لعلاج بعض أفراد حاشية الملك عبدالعزيز . وبعد أن عالج هؤلاء توجه إلى ابن سعود مستفسراً عن إمكان تأسيس مستشفى للبعثة في الرياض ، ولكن الحاكم السعودي رفض وشرح موقفه قائلاً : إن رجال وسط الجزيرة ليسوا فقط من دين واحد ، بل إنهم من مذهب واحد من هذا الدين ، وأنا أعرف جيداً أن المنصرين إذا دخلوا أرضي واستقروا فيها ، فإنكم ستأتون برسالتكم الخاصة وكتبكم وسوف يحدث قلق لدى رجالي ، وهذا يسبب لي المتاعب . لا لن أقدم حتى ذبابة لأي دين آخر . عندما أحتاجكم سأبعث في طلبكم ، ولكني لن أستطيع دعوتكم لتعيشوا بصورة دائمة في بلادي (1) .
حجم مشكلة المربية الأجنبية:
__________
(1) كونوي زيلقر ، أصول التنصير في الخليج العربي ، ترجمة مازن مطبقاني ، ص 65 .(1/17)
تقول صحيفة (المسلمون) في عددها رقم ( 303 ) الصادر يوم ( 23/ 11/ 1990 ) : مليون ونصف مليون مربية أطفال في الخليج ، ونسبة كبيرة منهن يعملن لدى أسر بها زوجات لا يعملن خارج البيت . ونشرت (المسلمون) كذلك مقالة للدكتور محمد عبدالعليم مرسي ، أستاذ التربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يقول : دلت الدراسات الميدانية في أحد الأقطار الخليجية على أن (43%) من هذه المربيات هنديات و (34%) سيرلانكيات و (9%) فيلبينيات و (8%) عربيات و (3%) كرديات و (1.5%) إنجليزيات .
أما دين هذه المربيات فعلى النحو التالي : (42%) مسيحيات و (34%) بوذيات و (19%) وثنيات و (5%) مسلمات [ (المسلمون) في ( 25 / 1 / 1991م ] . وفي دراسة أخرى أجريت على المربيات في الكويت تبين أن : (36.2%) جئن من مجتمعات تتناول أطعمة محرمة ، و (43%) جئن من مجتمعات تتناول الخمور بشكل عادي . وفي دراسة أخرى دلت على أن : (14%) منهن يستقبلن أصدقائهن من الرجال في البيوت التي يعملن بها ، و (8.7%) يزرن أصدقائهن الرجال في منازلهم ، و (58.6%) يحبذن ممارسة الجنس قبل الزواج، و ( 51.18%) يشرحن عن حياة الأطفال في مجتمعاتهن لأطفال البيوت التي يعملن فيها . كما أن (2.5%) قالت أن شرب الخمور في مجتمعاتهن مباح للأطفال . أما من حيث اللغة التي تتحدث بها المربيات فقد دلت الدراسات على أن (8%) لهن إلمام باللغة العربية ، و (6.2%) يستطعن التحدث بها ، أما اللغة الأكثر شيوعاً لدى المربيات فهي الإنجليزية [المرجع نفسه ] .
والغريب بالأمر أن هذه المربيات مهتمات بأديانهن ، فقد دلت إحدى الدراسات على أن (97.5%) منهن يمارسن طقوسهن الدينية [ خليفةإبراهيم،ص63] مما يدل على أنهن ليس مجرد نساء فقيرات دفعتهن الحاجة إلى هذا العمل .(1/18)
وتقول مجلة المجتمع الكويتية [ العدد (923) ] : لم تعد ظاهرة المربيات الأجنبيات وآثارها على أطفالنا في الخليج مشكلة بسيطة ، بل تحولت إلى إشكالية زاد حجمها إلى درجة أن عام (1984م) شهد وجود أكثر من (180) ألف خادمة ومربية وخادم في الكويت ، أي حوالي (10%) من مجموع السكان ، وبمعدل خادم لكل (3) مواطنين كويتين . وتؤكد الإحصائيات أن نصيب كل أسرة كويتية حوالي (3) خادمات . وهناك أكثر من(20) ألف أسرة كويتية تستخدم المربيات الأجنبيات ، باستثناء الخادم والسائق والبستاني والطباخ وغير ذلك . وأصبح الوافدون يمثلون (59%) من مجموع السكان في الكويت عام (1980م) [ خليفة إبراهيم ، ص 40 ] .
وقد ذكرت عدة دراسات أرقاماً مذهلة حول أوضاع الخادمات مع أطفالنا ، وأخلاقهن وانعكاسات ذلك على الصغار ، وتضيف مجلة المجتمع قائلة [ العدد (923) ] :
وتحتل جرائم الخدم نصيب الأسد في مجمل الجرائم التي في البلاد ، وتعتبر الجرائم الخلقية من أسوأ مايقع من الخادمات والمربيات الأجنبيات ، لذلك قال المستشار غازي السمار : إن المربيات الأجنبيات والعمالة الآسيوية معولان هدامان ينخران في كيان المجتمع الكويتي العربي المسلم خاصة ، ودول الخليج عامة . وتقول لطيفة الرجيب : إن عشرات الآلاف من الخدم يزرعون مفاهيمهم الغريبة ويورثون الكسل لمجتمعاتنا ، وقد بات خطرهم على أمن المجتمع كبيراً جداً ، مما يهدد معه النظام الأسري في الخليج بأكمله. ويقول حمد جاسم السعيد رئيس تحرير الرأي العام : بدخول الخدم إلى بلادنا أدخلوا معهم المصائب والمشاكل .
مكتب التربية العربي يهتم بالمشكلة :(1/19)
وقد سارع مكتب التربية العربي لدول الخليج ، مدفوعاً بالغيرة الإسلامية على الأمة المسلمة ، سارع إلى توجيه كتاب إلى مجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعية في الدول العربية الخليجية في دورته الرابعة بالرياض (يناير 1982م) . وقد ناقش المجلس الموضوع المقترح ، وأصدر بشأنه قراراً ينص على تكليف مكتب المتابعة لإجراء الاتصالات اللازمة. وأصدر بشأنه قراراً ينص على أهمية دراسة ظاهرة استخدام المربيات الأجنبيات في الأسرة الخليجية ، نظراً لما لها من آثار اجتماعية خطيرة ، كما ينص القرار على ضرورة قيام مكتب التربية العربي بإعداد دراسة شاملة في ضوء الدراسات القطرية من الدول الأعضاء [ خليفة إبراهيم ، ص 11 ]. ومن الجدير بالذكر أن حجم الخطر الأكبر من المشكلة يوجد في الإمارات العربية والكويت وقطر والبحرين، أما في المملكة العربية السعودية فالخطر - ولله الحمد - أقل مما هو في البلدان السابقة الذكر . وذلك للأسباب التالية :
تكتفي الأم السعودية بالاستعانة بخادمة واحدة كما دلت الدراسات على أن (88.7%) من هذه الأسر تكتفي بخادمة واحدة فقط ، بهدف الأعمال المنزلية ، ومساهمتها في تربية الطفل أمر ثانوي [ عنبرة الأنصاري ، ص 228] .
تمثل الخادمات الأندونوسيات (68.8%) من مجموع الخادمات في المملكة العربية السعودية ومعظمهن أو كلهن من المسلمات ، كما أن ( 60.7%) من هذه الأسر تخصص للخادمة غرفة مستقلة بها كي لا تخالط الأبناء (1) .
دلت الدراسات الميدانية على أن (68.3%) من الخادمات في منطقة الخليج تقل أعمارهن عن العشرين [ إبراهيم خليفة ، ص 62] . و تبين من الدراسات الميدانية أيضاً أن ( 51.2%)من الخادمات في المملكة العربية السعودية أعمارهن بين (21-30) سنة [ عنبرة الأنصاري ، ص 150] . وهذا يعني أن معظم الخادمات اللاتي تقل أعمارهن عن العشرين ، يعملن خارج المملكة العربية السعودية .
__________
(1) عنبرة الأنصاري ص232 واعتدال عطيوي ، ص 42 .(1/20)
لمحة تاريخية :
كان العرب قبل الإسلام يبعثون أطفالهم للرضاعة في البادية ، كما رضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حليمة السعدية ، من بني بكر بن هوازن . ومن التأمل في هذا الإرضاع يلاحظ أن هدف القرشيين من ذلك هو :
أن ينشأ الطفل في البادية حيث اللغة العربية الفصحى ، ومن المعلوم أن الطفل يلتقط كلماته الأولى من اللغة خلال مدة الرضاعة ، ففي نهاية السنة الثانية ، حيث تنتهي الرضاعة ينطق الطفل عدة كلمات ، ويفهم كلمات أكثر مما ينطق . ومن المعلوم أيضاً مكانة اللغة والفصاحة عند قريش ، ومدى اهتمامهم بهما .
البادية هي المكان الذي ينبت فيه العشب ، وتسقط فيه الأمطار ، وعلى هذا يكون الطقس أكثر اعتدالاً وأقل حرارة من الصحراء التي قلما يسقط فيها المطر ، ومن المقارنة بين مكة وبلاد بني سعد (جنوب الطائف) ، وهي جبال مرتفعة ، مناخها لطيف ، قليل الحرارة ، وهواؤها طيب ، ... وكل ذلك يجعل مناخها أكثر ملاءمة لنمو الأطفال من بلد شديد الحرارة مثل مكة المكرمة .
وفي البادية قيم فطرية كالكرم والمروءة والنجدة والشجاعة والحياة الخشنة ، أكثر مما في الحضر الذي يختلط فيه الناس أحياناً ، فتتغير القيم فيه .(1/21)
لهذه الأسباب الثلاثة وغيرها كان القرشيون يبعثون أطفالهم ليرضعوا في البادية . أما في شريعة الله عزوجل التي شرعها للبشرية كافة ، ولكل زمان ومكان فقد قال عزوجل: { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ...} [ البقرة : 232] . ويقول سيد قطب رحمه الله إن على الوالدة المطلقة - لأن الآية جاءت بعد آيات أحكام الطلاق - واجب تجاه طفلها الرضيع يفرضه الله عليها ، ولا يتركها فيه لفطرتها وعاطفتها التي قد تفسدها الخلافات الزوجية ، فيقع الغرم على هذا الصغير . إذ يكفله الله ويفرض له في عنق أمه ، لأن الله سبحانه يعلم أن هذه الفترة هي المثلى من جميع الوجوه الصحية والنفسية للطفل (1) .
الفرق بين المرضعة والمربية :
المرضعة يفرز جهازها الغددي هرمون ( برولاكتين ) ، وهو الذي يدفع الأم للعطف على طفلها خاصة ، والأطفال الصغار كذلك ، وقد حقن علماء النفس أنثى الفأر ( العزبة ) بهذا الهرمون ، كما حقنوا الفأر الذكر به أيضاً ، فلاحظوا أن كليهما أبدى عطفاً وحنواً على صغار الفئران .
فالأم التي ترضع طفلاً مولوداً لها ، وترضع معه طفلاً آخر ، هذه الأم تحنو عليهما معاً لأنها مدفوعة - عضوياً - إلى العطف على الأطفال .
أما المربية المعاصرة فهي خادمة أو موظفة ، لا ترضع ، ولا يوجد لديها هرمون (برولاكتين) لذلك لا تستطيع أن تحنو على الطفل مثل المرضعة ، هذا من الناحية العضوية .
أما من الناحية الاجتماعية والخلقية فقد كان العرب يختارون المرضعة من القبائل المشهورة بقيمها وصفاتها الحميدة ، وقد عرفوا أثر الرضاعة على شخصية الرضيع ، وعرفوا أن الطفل يرضع بجانب اللبن خصال الفتوة والطباع والعادات والأخلاق والفضائل .
__________
(1) سيد قطب ، في ظلال القرآن ، (1 / 254).(1/22)
وحتى عشرات السنين ، كانت العمالة المنزلية موجودة في الجزيرة العربية ضمن نظام الرق ، موجودة عند العائلات ذات الدخول العالية ، التي تحضر المرضعات للأطفال خاصة ، أو الخادمة صغيرة السن بحيث تنشأ مع الطفل لتقوم بخدمته ، أو الكبيرة في السن التي تخصص لتربيته طوال مراحل العمر ، وتنتقل معه بعد استقلاله بأسرته الجديدة ، إلا أن قلة عدد هؤلاء المربيات ، بالإضافة إلى سرعة تكيفها مع الحياة الاجتماعية والاندماج في ثقافة المجتمع كانا يحولان دون الآثار السلبية على الأطفال ، وقد انتهى هذا النوع من العمالة بعد إلغاء نظام الرق في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله .
ويتضح أن الفرق بين العمالة المنزلية المعاصرة ، وبين تلك العمالة في مدى الانتشار ، ومصادر العمالة وآثارها [ اعتدال عطيوي ، ص 29] .
أما المربية اليوم فإنها جاءت من بيئة مختلفة عن بيئتنا العربية الإسلامية ، بل جاءت من ثقافة مغايرة لثقافتنا ، فدينها يختلف عن ديننا ، ولغتها تختلف عن لغتنا ، وعاداتها وتقاليدها تختلف عن عاداتنا وتقاليدنا . ومن البدهي أن ديننا الإسلام ، هو دين الله عزوجل ولن يقبل الله من أحد غيره ، فهذه المربيات ( كافرات ومشركات ) ومعاديات للإسلام ، ومن البدهي أيضاً أن لغتنا العربية عندنا أفضل من لغات العالم لأنها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة .
وهكذا يتضح الفرق بين المرضعة في الماضي والمربية في الحاضر ، كان العرب يبحثون عن الفطرة السليمة ، واللغة الفصيحة ، والفضائل الحسنة ، أما مربية اليوم فإننا نستقدمها بدون سبب في الغالب ، ليكتسب منها أطفالنا الصفات الرديئة جسدياً ونفسياً وخلقياً ، لذلك شتان بين مرضعة الأمس ومربية اليوم .
عِبرٌ من التاريخ :(1/23)
يقول ابن خلدون عن الأمويين : ( لما جاءهم الترف وغلبت عليهم الرفاهية بما حصل لهم من غنائم الأمم ، صاروا إلى نضارة العيش ورقة الحاشية ، باتخاذهم الجواري والمربين في البيوت ، كما اقتنوا القيان وسيروا الجواري إلى الحجاز وصاروا موالي للعرب) ثم ماذا جرى !؟ ... سقطت الدولة الأموية ، على يد العباسيين الذين اعتمدوا على الموالي فسقطوا كذلك ، حتى وصل الأمر أن استلم المماليك الحكم فسميت دولتهم دولة المماليك ، وكان الخليفة ألعوبة في أيديهم . وتدهورت حال المسلمين مذ مالوا إلى الترف ، وغلبت عليهم الرفاهية ، وأكثروا من الجواري والخدم .
ودبر ثلاثة من أعداء المسلمين - المقيمين في عاصمة الإسلام - مقتل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، أما الهرمزان فهو فارسي يكره العرب ، ولم يدخل الإسلام إلا حينما رأى السيف فوق هامته ، وكانت مهمته ملازمة الخليفة ومعرفة الوقت الأفضل لتنفيذ الجريمة ، وأما جفينة فكان رجلاً نصرانياً، أقدمه سعد بن أبي وقاص إلى المدينة يعلم في كتابها ، وأما أبو لؤلؤة فهو المجوسي الذي كان يمسح على رؤوس أطفال بلده ( نهاوند ) ويبكي ويقول أكل العرب كبدي (1) .
هؤلاء الثلاثة من غير المسلمين اغتالوا خليفة المسلمين بعد أن سمح لهم بالإقامة في عاصمة المسلمين .
المربيات الأجنبيات في بيوت الأغنياء :
__________
(1) محمد السيد الوكيل ، ص 284 ، بتصرف كبير .(1/24)
ويزداد الخطر عندما نعرف أن ( معظم بيوت الأغنياء والكبار في الخليج وسائر دول المنطقة العربية والمسلمة لا تتخلى عن المربيات غير المسلمات حتى كاد ذلك أن يكون جزءاً من حياتها . والملاحظ أن معظم البيوت التي تشغل المناصب العالية لا تخلو من المربيات غير المسلمات ، وذاك خطر جسيم يهدد المجتمع بأسره فمعظم هؤلاء المربيات صليبيات أو بوذيات أو هندوسيات ، ولا يمكن أن ننسى أنه في مثل هذه الظروف يمكن أن تنتهز الفتيات اليهوديات الفرصة تحت جوازات سفر مزورة ، لتربية أبناء الكبار في بعض دول العالم العربي والإسلامي ، ثم يسلم هؤلاء الأطفال إلى مدارس البعثات التبشيرية ، أو إرسالهم إلى البعثات في الخارج ، وهكذا لو تفحصنا الدور الذي تؤديه أولئك المربيات لوجدناه دوراً سياسياً خطيراً في المقام الأول . إذ أن البعثات التبشيرية والتهويدية قد استغلت تلك الفرصة في إرسال نوعية معينة من أولئك الفتيات المثقفات إلى أبعد الحدود ، يحملن عقيدة الهيئة التي أرسلتهن [ مجلة المجتمع ، العدد (810) ] .
ويذكر الباحث عندما كان في بلد عربي أفريقي ، وكان زائراً للنائب العام في البلدة ، ( وهذا من الكبار طبعاً ) ، وبينما يشربان الضيافة دخل (المطران) ويسمونه هناك ( الأب الأبيض ) ، وكلمنا بالعربية الفصحى التي تعلمها خلال سنتين في معهد الزيتونة بتونس ، وبعد أن حدثنا قليلاً عن اهتمامه بالعربية والإسلام ، أخذ الطفلة ( عمرها أربعة عشر عاماً ) ، أخذها إلى غرفتها الخاصة يعلمها الرياضيات والعلوم واللغة الفرنسية ، وعندما تغابيت وسألت سيادة النائب العام كم تدفع له أجرة الحصة ؟ أجابني جاداً هذا يخدم الناس لوجه الله ولا يأخذ مالاً !!؟ .(1/25)
فاهتمام المبشرين واليهود بأبناء الكبار وبناتهم بديهية عند المسلم الذي صحا من نومه وغفلته ، أما الغافلون فإنهم يقولون : - هذا يخدم الناس لوجه الله فقط - . وهذا سبب من أسباب ( الفصام النكد ) بين ( النخبة المسؤولة) في العالم الإسلامي والشعب المسلم ، ومن المبكي دماً أن البعثات الدبلوماسية التي تمثل الدول المسلمة في غير ديار المسلمين ، لا تستطيع أن تميز رجالها ونساءها عن غير المسلمين ، لا في لباسهم ، ولا في سلوكهم وأخلاقهم وثقافتهم .
الدراسات السابقة
اطلع الباحث على عدد من الدراسات السابقة في هذا الموضوع أهمها :
1- دراسة إبراهيم خليفة بعنوان ( المربيات الأجنبيات في البيت العربي الخليجي ) . عرض فيها بعض الدراسات الميدانية وحللها ، وقد أعد هذه الدراسة بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج . وقد جاءت هذه الدراسة جامعة للدراسات الميدانية التي قامت بها وزارات العمل والشؤون الاجتماعية في دول الخليج العربية وهي :
أثر المربيات الأجنبيات على خصائص الأسرة في البحرين ، وقد شملت (250) أسرة موزعة على مجموعتين ضابطة وتجريبية ، واستخدمت استمارتين إحداهما للأسرة والثانية للمربية .
أثر المربيات الأجنبيات على الأسرة الكويتية : وقد شمل البحث (702) أسرة موزعة على مجموعتين أيضاً ، واستخدمت ثلاث استمارات واحدة لكل من المجموعتين ، والثالثة للمربية .
أثر المربيات الأجنبيات على خصائص الأسرة العمانية : وهي دراسة وصفية ، كما اختيرت فيها عينة مكونة من مجموعتين مجموعهما (160) أسرة ، و (272) طفلاً تتراوح أعمارهم بين (2-6) سنوات .(1/26)
أثر العمالة الأجنبية المنزلية على الأسرة السعودية : دراسة وصفية تهدف إلى تقرير خصائص ظاهرة استخدام العمالة الأجنبية في المنازل ، وقد وضعت استمارات بعدة لغات ، كما استعانت الدراسة بفريق من الباحثات الميدانيات ، وأجريت الدراسة في المنطقة الوسطى (491) أسرة، والمنطقة الشرقية (200) أسرة ، والمنطقة الغربية (246) أسرة فكان مجموع الأسر (937) أسرة فيها (1000) سيدة من ربات البيوت . كما تناولت الدراسة (1434) تلميذ اً من الصف الخامس الابتدائي تتراوح أعمارهم بين (10-13) سنة ، بعضهم لديهم خدم ، ثم تناولت الدراسة آراء أولياء أمور التلاميذ حول الموضوع .
هـ- أثر المربيات الأجنبيات على خصائص الأسرة العربية - تجربة القطر العراقي- تبين أن حجم العمالة المنزلية في المنازل ضئيل جداً بحيث لا يبرر إجراء دراسة نوعية علمية .
أهم نتائج الدراسة :
(8%) من مجموع المربيات لهنّ إلمام باللغة العربية ، واتضح أن اللغة الإنجليزية هي الأكثر شيوعاً .
(68.3%) من المربيات تقل أعمارهنّ عن العشرين ، وليس لهنّ دراية بالتربية.
(60-75%) منهنّ غير مسلمات ، و (97.5%) يمارسن طقوسهنّ الدينية ، ونسبة كبيرة منهنّ وثنيات .
(14%) منهنّ يستقبلن أصدقائهنّ الرجال في البيوت التي يعملن بها ، و (8.7%) يزرنهم في بيوتهم ، و (4.3%) يشربن الخمر .
(50%) من الأسر المدروسة تقوم فيها المربيات بالإشراف الكامل على إفطار الأبناء وارتداء ملابسهم ، و (41%) من الأسر تركت للمربيات الإشراف على لعب الأطفال .
ينتشر استقدام المربيات عند الأسر التي لديها أكثر من طفل واحد ، تقل أعمارهم عن ست سنوات .
يتم استقدام المربيات وفق شروط غير كافية من الناحية الصحية .
وجود المربية يقلل من التجارب الذاتية للأطفال ، وينمي عندهم الاتكالية .(1/27)
2- دراسة اعتدال عطيوي بعنوان أطفالنا والخادمات ، وهي رسالة لنيل الماجستير ، قامت فيها بعرض الدراسات السابقة ، وعرضت ست دراسات غير الدراسات القطرية المشار إليها في دراسة الدكتور إبراهيم خليفة ، وهي :
ورقة عمل قدمتها الباحثة جهينة العيسى إلى مؤتمر العمالة الأجنبية في الكويت عام (1983م) .
دراسة طلعت عبدالرحيم حول اتجاهات الطلاب في الإمارات نحو تشغيل البشاكير (الخدم الأجانب)، وهي رسالة لنيل الماجستير من جامعة المنصورة عام (1984م) .
دراسة حنان خلفان عام (1984م ) عن أثر الخدم والمربيات الأجنبيات على الأسرة البحرينية .
دراسة عصام عبدالجواد (1984م) عن التنشئة الاجتماعية والتوافق الدراسي تناولت أثر الخدم الآسيويين في التوافق الدراسي للتلاميذ في دولة الإمارات .
دراسة وزارة التربية في الكويت عن المربيات وتنشئة الأطفال عام(1985م).
كما قامت الباحثة اعتدال عطيوي بدراسة ميدانية على طالبات الصف الخامس الابتدائي في مدينة جدة ، وشملت العينة (200) تلميذة وزعت على مجموعتين ضابطة وتجريبية ، وتهدف إلى معرفة أثر الخادمات الأجنبيات على التوافق الشخصي والاجتماعي للتلميذات في سن (11) عاماً . واستخدمت الباحثة اختبار الشخصية للأطفال من إعداد (عطية محمود هنا) بعد تعديله من قبل الباحثة (مزنة العقل) ليلائم البيئة السعودية .
وأهم نتائج الدراسة ما يلي :
أ- وجود الخادمة يعيق النمو الذاتي للأطفال ، وينمي فيه الاتكالية .
ب- وجود الخادمة يضعف ارتباط الطفل بوالديه .
3- دراسة عنبرة حسين عبدالله الأنصاري بعنوان أثر الخادمات الأجنبيات في تربية الطفل وقد أعدت الباحثة استبانة تضمنت بيانات خاصة بالأم ، ثم الخادمة ، ثم عبارات خاصة بأثر الخادمة الأجنبية في تربية الطفل . وبلغت عينة الدراسة (400) أم موزعة على مدينتي مكة وجدة ، نصفها من الأمهات العاملات ، والنصف الآخر من غير العاملات . ومن أهم النتائج :(1/28)
ليست كثرة الأولاد مقياساً لاستعانة الأمهات بالخادمات .
ميل الأسرة السعودية إلى الاكتفاء بخادمة واحدة .
(32.7%) من الخادمات من غير المتزوجات .
(60.7%) من الأسر تخصص غرفة مستقلة للخادمة ، بينما (28.2%) من الأسر تسكن الخادمة مع الأطفال .
أندونسيا هي أكثر الدول التي تصدر الخادمات للسعودية مما يدل على حرص الأسرة السعودية على انتقاء العناصر الجيدة والمسلمة كذلك .
(51.2%) من الخادمات تتراوح أعمارهن بين (21-30) سنة ، وهي سن الشباب الخطرة .
(14%) من الخادمات غير المسلمات في مدينة جدة .
الفصل الثالث
خطرالمربية الأجنبية على عقيدة الطفل المسلم
تمهيد :
من الأخطاء الشائعة لدى المشتغلين بعلم النفس الغربي ، وتلامذتهم من المسلمين ، أن اكتساب العقيدة يبدأ بعد البلوغ ، وفي مرحلة الشباب ، وحجتهم في ذلك أن العقيدة قضايا مجردة ، لا يفهمها الإنسان قبل أن ينمو عقله إلى مستوى التجريد .
يقول حامد زهران : ( يتأثر الشعور الديني بالتفكير والتخيل ، ولقد رأينا أن التفكير في أول الأمر يكون حسياً ولا يأخذ صورة معنوية إلا في مرحلة متأخرة من النمو ، وعندما يصبح تفكير الطفل أكثر موضوعية ، يأخذ الدين مكانه العقلي ...). ويبدو خطأ هذا التفكير الغربي لأنه يعتبر الدين قضايا عقلية لا يمكن اكتسابها إلا بعد نمو العقل إلى مرحلة الموضوعية .
ومن الأدلة الدامغة على خطأ ذلك ما أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ) ، ثم يقول اقرءوا فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم [ الروم : 30 ] .(1/29)
وفي رواية أخرى لمسلم رحمه الله : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، وينصرانه ، ويشركانه ، فقال رجل : يا رسول الله أرأيت لو مات قبل ذلك ، قال الله أعلم بما كانوا عاملين ) . وفي رواية ثالثة لمسلم : ( ما من مولود إلا وهو على الملة ، حتى يبين عنه لسانه ) .
أما الإمام البخاري رحمه الله فقد رواه على النحو : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ) ، ثم يقول أبو هريرة : { فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم } [ الروم : 30] . ووافقهما الموطأ ، والترمذي ، وأبوداود ، نحو ذلك وبمعناه [ جامع الأصول ( 1/ 268 ) ] .
ويؤكد جمال ماضي أبو العزايم (1964م) : أن الرشد الديني يمكن الوصول إليه مبكراً، ويستشهد بالآية الكريمة : { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً } [ (مريم : 12 ] ، ويرى الباحث أن هذا ما وصلت إليه النظريات الحديثة ، ولا شك أنه عندما يتم النضج الديني مبكراً ، تمر مراحل العمر الحرجة خاصة - كمرحلة المراهقة - بسهولة ويسر (1) .
نستخلص من الحديث الشريف أن الأساس العقيدي للإنسان يبنى في مرحلة الطفولة المبكرة (0-5) ودليل ذلك .
عندما جعل الله الأبوين مسؤولين عن عقيدة مولودهما ، فقد هيأ لهما أسباب ذلك ، لأن الله عزوجل لا يكلف نفساً إلا وسعها ، وهذا من رحمته عزوجل بعباده ، وهذه الأسباب التي هيأها الله لهما هي :
خلق المولود على الفطرة ( وهي القابلية للإسلام ، أو نقول خلق فيه بذور الإسلام ) .
جعل المولود ضعيفاً يعتمد على أمه وأبيه ( أو المربية التي يعهد إليها بتربيته) ، مدة طويلة تصل إلى مرحلة البلوغ .
__________
(1) جمال ماضي أبو العزايم ، ص ( 16-24 ) .(1/30)
جعل المولود ينظر إلى أمه وأبيه ( أو المربية التي تنوب عنهما ) على أنهما المثال الكامل للإنسان ، فما يراه منهما ، أو يسمعه هو الصحيح بعينه .
جعل المولود يحصر تلقيه بأمه وأبيه ( أو المربية ) مدة طفولته المبكرة أي حتى السادسة من عمره .
هذه الأسباب الأربعة التي وفرها الله عزوجل ؛ تمكن الوالدين من تنمية بذور الإسلام التي زرعها الباري عزوجل في المولود ، لذلك جعلهما مسؤولين عن دين الطفل، فهما اللذان يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ، أو يحافظان على فطرته التي فطره الله عليها وهي الإسلام .
أهمية الطفولة المبكرة :(1/31)
يجمع معظم المهتمين بعلم النفس والتربية على أن أسس السلوك الاجتماعي تبنى في المنزل ، وتبقى ثابتة مدى العمر [ محمد جميل يوسف،ص281] . وتنادي التربية الحديثة بأهمية الخبرات الأولى للأطفال ، وآثارها في تباين ميولهم واتجاهاتهم وأنماط سلوكهم المختلفة [ عائشة السيار ]. وترسم الملامح الأساسية لشخصية الطفل المقبلة في هذه المرحلة ، ويصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً [ عبدالله محمد خوج ] . وتقول مارجريت ماهلر ( MARGREET MAHLER) إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر ، واتفق فرويد وإدلر ويونغ وألبورت (مدرسة التحليل النفسي) على أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل [ المرجع نفسه ] . وفي الطفولة المبكرة يحصر الطفل تلقيه بالوالدين فقط ، أو من ينوب عنهما (كالمربية) ، كما جعل الله سبحانه وتعالى الطفل في هذه المرحلة يعتقد أن والده المثل الأعلى في كل شيء حسن ، وأمه كذلك ، أو المربية التي تنوب عنهما . ويقول رينيه دوبو (RENE DIBOS) : ( كثيراً من نتائج التأثيرات الباكرة - إن لم نقل كلها - هي حقاً دائمة ، كأنها في الظاهر لا تزول أبداً ) . ويقول أيضاً : ( ولا يصل الأطفال إلى سن الثالثة أو الرابعة من عمرهم إلا ويكون سلوكهم قد تبلور نهائياً من أثر العوامل الثقافية والبيئية ) [ رينيه دوبو ، ص 114 ] .(1/32)
والعقيدة إحساس وشعور وإدراك عقلي مجرد ، إحساس يبدأ منذ الولادة، وقد يصعب علينا فهم ذلك ، لكن عالم المهد (منذ الولادة حتى السنة الثانية) مازال عصياً على العلم ، فكيف يتعرف الطفل على أمه وأبيه ، ويعرف أن الابتسامة رضا ، والعبوس غضب ، ويخاف من الوحدة ، بينما يأنس بالآخرين... ثم كيف يلتقط اللغة في تلك السن المبكرة فيقلدها ... الخ . كل هذه الأمور وغيرها كثير لا نعرف كيف تتم لدى الرضيع ، ولا نعرف ماذا يجري غيرها أيضاً ، ومن تلك التي لا نعرفها كيف يحس الرضيع ويشعر الطفل قبل أن يدرك الراشد قضايا العقيدة .
ويقول محمد قطب : ( إن القيم والمثل العليا فطرة ، تنشأ تلقائياً في داخل النفس ، في مرحلة معينة من نموها ، والتوجيه الخارجي يشكل القيم ويحددها، أو نقول أدق من ذلك : إن النفس البشرية مهيأة فطرياً لإفراز تلك القيم وهذه المثل ، ويكون هذا مصداق الحديث النبوي الشريف : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ... ) [ محمد قطب ، (2/202) ] . ويقول أيضاً : ( قل إن شئت إن البذرة الأولى لتفتح الفطرة لخالقها قد بدأت مبكرة في مرحلة الطفولة ، حين بدأ الطفل يتساءل عن أسرار الكون من حوله... لكن الصلة الوجدانية بالخالق قد أخذت صورة أدق في سن المراهقة ، كما تنبثق الأزهار في الشجرة خارجة من أكمامها [ المرجع نفسه ، (2/268) ] .
وفي هذا المعنى يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله عندما ذكر الأذان في أذن المولود اليمنى ، والإقامة في اليسرى ، يقول : ( ... وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه ، وتأثره به ، وإن لم يشعر ، مع ما في ذلك من فائدة أخرى... وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان ، كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها، سابقة على تغيير الشيطان لها ... ) (1) .
التربية الروحية في المهد :
__________
(1) ابن قيم الجوزية ، تحفة المولود ، ص 26 .(1/33)
الإنسان روح ثم جسد ، والروح أهم من الجسد ، وهي محل القيم والعقيدة والخلق الحسن وكل ما يميز الإنسان عن الحيوان ، فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوم نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ... ) الحديث (1) .
وللروح تربية ، وتربيتها دوام صلتها بخالقها عزوجل ، فإذا توجهت إلى خالقها نمت وترعرت ، وإذا انحرفت عنه ذبلت وضعفت وتبدأ التربية الروحية قبل الولادة ، عندما يحاط الجنين بجو من الحلال والطهر ، ويحرس من الشياطين كي لا تجتاله عن دينه الذي فطره الله عليه وبعد الولادة تنمى روح الرضيع بعدة وسائل منها :
الآذان والإقامة في أذني المولود .
الدعاء وشكر الله على النعمة الجديدة .
تحنيك المولود ، اتباعاً لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - .
حلق رأسه والتصدق بوزن شعره .
العقيقة عنه ، وتسميته بما يرضي الله ، ثم ختانه (2) .
التربية الروحية في الطفولة المبكرة :
ولابد من إحاطة الطفل ببيئة إيمانية طاهرة ، كي تتفتح روحه وتنمو نمواً سليماً ، ومن هذه المقومات في البيئة الصالحة :
القدوة الحسنة : والأم (أو المربية التي تحل محلها) أول من يتأثر به الطفل .
الاستماع إلى الأناشيد الملاءمة للطفل ، كنشيد أركان الإيمان وأركان الإسلام وغيرهما .
الأذكار كأن يسمعها من أمه أو أبيه ، ويعلم بعضها فيرددها عند الصباح وعند المساء، وحين الطعام والنوم ... الخ .
الاستماع إلى قصص الأنبياء والسيرة عندما يقصها عليه الكبارفي الأسرة .
تلاوة القرآن الكريم التي يمكن تعويد الطفل عليها منذ الرابعة من عمره .
__________
(1) البخاري ، ك بدء الخلق رقم ( 3036 ) ، ومسلم ، ك القدر رقم ( 2643 ) .
(2) للتفاصيل ، انظر : دور البيت في تربية الطفل المسلم ، للباحث ، الطبعة الرابعة ، ص 80 .(1/34)
العبادات كالصلاة والصوم والوضوء في الخامسة والسادسة من عمره (1) .
المربية الأجنبية والتربية الروحية :
بناء على العرض الموجز لمتطلبات التربية الروحية في المهد ، وفي الطفولة المبكرة كيف تقوم المربية الأجنبية بذلك وهي نصرانية !!؟ وقد بلغت نسبة النصرانيات من المربيات في دول الخليج العربية نسبة كبيرة وخطيرة .
ومن استعراض النسب المئوية التالية يتبين خطر المربيات الأجنبيات على عقيدة الأطفال ، وعلى نمو أرواحهم .
فقد بلغت نسبة المربيات غير المسلمات في دول الخليج العربية (60-75%) من مجموع المربيات الذي تقول عنه صحيفة (المسلمون ) مليون ونصف مليون مربية . وتحوز الديانة النصرانية المرتبة الأولى ، ثم تأتي المربيات البوذيات في الدرجة الثانية ، ثم الهندوسيات ، وأخيراً المسلمات ، فهن أقل النسب (2) . والغريب أن حوالي (97.5%) منهن يمارسن طقوسهن الدينية [خليفة إبراهيم ] . بل يوجد من العمالة الأجنبية في الإمارات المتحدة خاصة من يبشر بالديانات الأخرى المخالفة للإسلام [عنبرة الأنصاري ، ص 63 ] . وحوالي (50%) منهن يقمن بالإشراف الكامل على الأطفال (على أرواحهم وعقولهم وأجسادهم) . وأثبتت الدراسات أن (25%) من الخادمات يكلمن الأولاد في قضايا الدين والعقيدة (3) . فالطفل الذي لا يرى سوى المربية في البيت ، فهي معلمته وملهمته وسكنه ، يتعلق بها ، فيتقبل منها كل شيىء ، ومن خلال حبه لها يحب الكفار ويحترمهم وهذا هدم لمبدأ الولاء والبراء الذي تقوم عليه عقيدة المسلمين .
__________
(1) المرجع نفسه ، ص84 ] .
(2) عدنان حسن صالح باحارث ، ص 556 .
(3) مجلة المجتمع الكويتية ، العدد (886) .(1/35)
ومن المعلوم أن اليهود يعملون بشتى الوسائل للوصول إلى البيت المسلم ، إما بدور الحضانة التي تشرف عليها دول أجنبية ، أو عن طريق تسلل بعض الفتيات اليهوديات إلى البيوت المسلمة لتربية الأطفال ، وحضانتهم تحت ستار الخادمات المستقدمات من الخارج ، مع تعديل جوازات السفر بما يوافق هذه الأهداف الخطيرة (1) .
وهذه الحال تنذر - إلا إذا تلطف الله ورحمنا قبل فوات الأوان - باحتمال ظهور جيل لا يمت ( كثير منه ) إلى المسلمين بغير الأسماء والألقاب ( كما حصل في غير الجزيرة من بلاد المسلمين ) ، حيث لا يمكن أن يتربى الولد على حب الله ورسوله بين يدي مربية بوذية ، أو نصرانية ، أو هندوسية ، أو ( يهودية ) (2) .
كيف تستطيع هذه المربيات توفير الجو الإيماني الإسلامي الضروري لتفتح العقيدة عند الأطفال ، ونمو أرواحهم كما فطرهم الله عزوجل ، ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو يمجسانه أو ينصرانه ) . فعندما يحضر الأبوان المسلمان مربية مجوسية لطفلهما فقد يمجسانه ، وإذا أحضرا له مربية نصرانية فقد ينصرانه ... الخ . ولنتذكر أن هدف التنصير عند المسلمين هو إخراجهم من الإسلام ، وليس إدخالهم في دين النصرانية ، بل يكفي إخراجهم من الإسلام ، أو على الأقل ترسيخ صورة مشوهة في أذهانهم عن الإسلام .
__________
(1) عدنان حسن صالح باحارث ، ص 557 .
(2) المرجع نفسه ، ص 555 ، وما بين القوسين للباحث .(1/36)
وأخطرهن على الأطفال ( المربيات الإنجليزيات ) ونسبتهنّ إلى مجموع المربيات في دول الخليج العربية تصل إلى (1.5%) [ المسلمون في ( 25 / 1 /1991م)]. وهي نسبة خطيرة ، خاصة إذا عرفنا أن المربية الإنجليزية ليست إنسانة جائعة تبحث عن لقمة العيش ، وإنما هي إنسانة تهدف إلى غاية تتفانى في سبيلها ، وليست جاهلة بل مثقفة وغالباً متخرجة من الجامعات ومتخصصة في علوم التربية ، ولهذه المربيات الإنجليزيات خطر يعادل خطر المربيات الباقيات كلهن لأسباب لا تخفى على الجميع ، ومن هذه الأسباب أن احتمال دخول اليهودية إلى البيت المسلم ؛ باسم المربية الإنجليزية احتمال كبير جداً .
ومن الخطير أن حوالي (97.5%) من المربيات الأجنبيات يمارسن طقوسهنّ الدينية [خليفة إبراهيم ] . أمام الأطفال ، أو داخل البيوت التي يعملن فيها ، وسيراها الأطفال وهي تمارس طقوس عبادتها ، ولو حاولت إخفاءها عنهم ، لأنها تعيش معهم ، وربما تبات معهم في غرفة واحدة . ومما يؤكد ذلك ما نشرته جريدة الهدف الكويتية خلال عام (1410هـ) وهو تحقيق صدر على صفحتها الأولى مدعماً بالصور، أطفال يعبدون نار البوتاغاز تقليداً لخادمتهم الآسيوية الوثنية ... وما نتج عن ذلك من خراب البيت وطلاق الرجل لامرأته كرد فعل ساخط ... هذا وإن كان مثل هذا الأمر قد حدث في مصر كما ذكرت الجريدة ... فإنه غير مأمون أن يحدث مثله في الكويت والخليج ، ومن يعلم الخفايا ؟ [ مجلة المجتمع ، العدد (963)] .
وقد دلت الدراسة التي أجرتها المملكة العربية السعودية عام (1987م) على نتائج خطيرة جداً منها :
رغبة الأطفال في الإحتفال ببعض المناسبات كأعياد الميلاد وغيرها .
عدم حرصهم على أداء الصلاة في أوقاتها بحجج مختلفة .
حرصهم على مشاركة الخادمة الاستماع إلى البرامج الأجنبية المحببة إليها .
عزوفهم عن الملابس الوطنية المألوفة .
إثارتهم لبعض التساؤلات والجدل حول قضايا الأديان .(1/37)
تحبيذهم للاختلاط بين الجنسين [ عنبرة الأنصاري ، ص 130 ] .
وهذه الآثار هي ما يهدف إليه التبشير في العالم الإسلامي .
المنصرون يهتمون بأطفال المسلمين :
يقول المنصر ( جون موط ) : ( يجب أن نؤكد في جميع ميادين التبشير جانب العمل بين الصغار وللصغار ، وترانا مقتنعين لأسباب مختلفة بأن نجعله عمدة عملنا في البلاد الإسلامية ، إن الأثر المفسد في الإسلام يبدأ باكراً جداً ، من أجل ذلك يجب أن يحمل الأطفال الصغار إلى المسيح قبل بلوغهم الرشد ، وقبل أن تأخذ طبائعهم أشكالها الإسلامية ) (1) . وبما أن دور الأم أسبق من دور الأب في التربية ، وأكثر أهمية منه ، وبما أن النساء هن العنصر المحافظ في الدفاع عن العقيدة ، لذلك عمدت الجهات الماسونية المعادية للمسلمين إلى إبعاد الأم المسلمة عن وظيفتها الأساسية في المجتمع المسلم ، ألا وهي التربية ، وحراسة العقيدة في عمق المجتمع ، وذلك بإبدالها بالمربية الأجنبية ، وملء وقت الأم المسلمة بالجري وراء الأزياء و(الموضات) ، والأفلام والسهر .. والتباهي بكثرة الخدم والحشم ؟ .
يقول مجموعة من المبشرين في أحد مؤتمراتهم :
( بما أن الأثر الذي تحدثه الأم في أطفالها - ذكوراً وإناثاً - حتى السنة العاشرة من عمرهم ، بالغ في الأهمية ، وبما أن النساء هن العنصر المحافظ في الدفاع عن العقيدة ، فإننا نعتقد أن الهيئات التبشيرية يجب أن تؤكد جانب العمل بين النساء المسلمات على أنه وسيلة مهمة في التعجيل بتنصر البلاد الإسلامية)(2).
وتقول بروتوكولات حكماء صهيون : ( ومن المسيحيين أناس قد أضلتهم الخمر ، وانقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلاؤنا ، ومعلمونا، وقهرماناتنا (أي المربيات) في البيوت الغنية ... ) (3) .
__________
(1) مصطفى الخالدي وعمرو فروخ ، ص 68 .
(2) المرجع نفسه ، ص 203 .
(3) محمد خليفة التونسي ، ص 109 .(1/38)
فاستخدام اليهود للمربيات في البيوت الغنية فن يهودي متقن منذ مئات السنين، وقد دمروا المسيحية من خلاله ، ومن المؤكد أنهم يستخدمونه مع المسلمين لتدميرهم .
الفصل الرابع
خطر المربية الأجنبية على أخلاق الطفل المسلم
تمهيد :
تمتاز العقيدة الإسلامية بأنها نظام متكامل ، يمثل التوحيد محوره الأساسي، ويتفرع عن محور التوحيد النظام الخلقي والسياسي والاقتصادي ...الخ .
وهكذا ينبثق النظام الأخلاقي في الإسلام عن عقيدة التوحيد ، فمقياس الخير والشر -وهو أساس الحياة الأخلاقية - مستمد من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، فما حسّنه الشرع حسن ، وما أنكره الشرع منكر . كما أن الأخلاق الحسنة تستند إلى الإيمان بالله (الحاكم العادل) ، والإيمان باليوم الآخر (يوم الجزاء) والإيمان بالجنة والنار ، ليتميز الخير عن الشر ، فالخير يؤدي إلى الجنة والشر يؤدي إلى النار . يقول الفليسوف الألماني (كانط) : ( لا وجود للأخلاق دون اعتقادات ثلاثة وجود الإله، وخلود الروح ، والحساب بعد الموت ) [ عبد الله علوان ، ص 171 ] . ومن هنا تتميز الأخلاق الإسلامية بأنها مخلصة لله عزوجل ، فالإنسان الفاضل عند المسلمين هو الذي يعمل في الدنيا ويؤجل ثواب عمله إلى الآخرة . طمعاً بما في الآخرة ، وزهداً بما في الدنيا لأنه مؤقت وزائل . ولذلك لا يمكن أن يصدر سلوك إسلامي سليم إلا ممن يؤمن بالله والملائكة واليوم الآخر والرسل والكتب ، وقضاء الله وقدره . فماذا نسمي السلوك والأفعال التي تصدر عن المربية غير المسلمة ، سواء كانت نصرانية أم بوذية أم هندوسية !!؟ .
القدوة الحسنة أعظم وسيلة للتربية الخلقية :(1/39)
زود الله عزوجل الأطفال بقدرة فائقة على الالتقاط والتسجيل ، فيراقبون الكبار من حولهم ، ويرصدون أفعالهم ، ثم يقلدونها برغبة ، لأن الأطفال يظنون أن والديهم (أو مربيتهم) مثل أعلى في كل شيء حسن . ولذلك نحذر من الخطر العظيم الذي يهدد سلوك أطفالنا في دول الخليج العربية، لأنهم سيقلدون مربياتهم في أفعالهن ، كلها أو بعضها ، على حسب قوة شخصية المربية ، ومدى تأثيرها في الأطفال ، علماً أن الطفل يحب من يتعهده بالرعاية ويحنو عليه ، ويلاعبه ويدلله ، وهذا ما تقوم به المربية . وبعد:
فقد أثبتت دراسة ميدانية خليجية أنّ المجتمعات التي ينتمي إليها (58.6%) من المربيات الأجنبيات تحبذ وتفضل إقامة العلاقات الجنسية قبل الزواج ، ولا يتورعن عن الاختلاط بالرجال ، ولا مانع لديهن من تناول الخمر والسجائر [ عدنان باحارث ، ص 558 ] .
وكيف نريد أن يصدر سلوك نظيف من هذه المربيات !!؟ فبالإضافة إلى انعدام الوازع الديني والخلقي ، دلت الدراسة الميدانية على أن (68.3%) منهنّ لا تزيد أعمارهنّ عن العشرين . و(42.4%) منهنّ لم يسبق لهن الزواج ، وهذا خطر عظيم لأنه يجلب إلى البيوت المسلمة بناتاً باسم الخادمات ؛ في سن التهيج الجنسي ، وإذا أضفنا أن التفلت موجود في بعض البيوت التي تستخدم هذه المربيات ، كالخلوة بين الرجال الأجانب والمربية ، أو الخلوة بين المربية والأولاد الكبار في الأسرة ، وربما تنام المربية مع بعض الأولاد الذكور في سن ما قبل البلوغ في غرفة واحدة بعلم الأسرة ، وبالإضافة إلى الانحراف الجنسي ، فإنها تعلم الولد عبارات سيئة وألفاظاً رديئة ، وربما تعود الأطفال الصغار تعاطي المخدرات للتخلص من كثرة إزعاجهم وبكائهم [ المرجع نفسه ، ص 559 ] .
المربية الأجنبية قدوة سيئة في البيت المسلم :(1/40)
نشرت إحدى الصحف تحقيقاً في أحد ملاحقها السابقة بالصور والإثباتات يبين كيف انتحل بعض الخدم الآسيويين شخصيات نسائية ... وبينت بعض وقائع المخافر أن بعض الأشخاص اكتشف أن خادمته الشرقية غير المسلمة رجل تخفى في شكل امرأة لشدة التشابه في الجنسين ، وقلة الشعر في وجوه الرجال [ مجلة المجتمع ، العدد (963) ]. والأغرب بل الأكثر ألماً المناسبة التي اكتشف بها ذلك الشخص أن خادمته ذكراً وليس أنثى ... ؟ فماذا كانت تفعل هذه الخادمة ( الذكر ) مع بنات الأسرة ؟ وخاصة الصغيرات اللاتي يتشربن السلوك قبل أن يدركنه !!؟ .
ثم تتساءل مجلة المجتمع [ العدد نفسه ] قائلة : ( من المسؤول عن تدني أخلاق جيل المستقبل ؟ . لقد أصبح وجود الخدم في المجتمع من الضرورات (1) ، ولكن هل يعني ذلك أن تناط بهؤلاء تربية وإعداد جيل المستقبل ؟ وهل هم المسؤولون عن تعليم هذا الجيل وإعداده الإعداد السليم لتفهم المفاهيم الأساسية للمجتمع الكويتي ؟ من سيعلم هذا الجيل الفرق بين الكذب والصدق؟ ومن سيكون لهم القدوة للتفريق بين الحلال والحرام ؟ .
وتقول في عدد آخر :
__________
(1) لا يوافق الباحث على أن وجود الخدم في المجتمع من الضرورات ، بل هو من الترف والسرف والتبذير .(1/41)
في بعض الحالات نرى (المعزب أي رب الأسرة) يستلطف الخادمة الأجنبية ، وتنشأ بينه وبينها علاقة ، وأحياناً تنتهي بالزواج ... مما ينعكس دمار على الأسرة ، فتنشأ الخلافات مع الزوجة السابقة ، ثم يقع الطلاق وضياع الأبناء وتخريب البيوت... ، وكذلك تكون المصيبة الأكبر ، حين تنشأ علاقة غير مشروعة بين أي من الزوجين وبين الخدم . يقول الأستاذ سليمان الفهد في إحدى (سوالفه) على الصفحة الأخيرة من القبس بتاريخ (7/6/1990م) : ( في السنوات الأخيرة صار من المألوف وجود شغالة أجنبية تتمتع بجمال يفوق ويبز الطلعة البهية (للمعزبة) أم البنين ما غيرها وأخشى القول بأن وجود الشغالة الطاغية الجمال في العديد من بيوت أهالي الديرة صار أمراً مألوفاً وقد اعتدنا عدم الاهتمام بمثل هذه الظواهر قبل أن تتفاقم وتشتد فترانا نشرع بالفعل لاحتواء المصيبة بعد وقوعها ! على الرغم من توفر سبل الوقاية ، ويبدو أن الكثيرين لا يرون أي ضرر من وجود قنبلة أنثوية قد يسبب انفجارها تقويض معمار البيت ! بدعوى أن العيال مازالوا صغاراً و (يهالاً) (أي جهالاً) ، الأمر الذي قد يجعلهم بمنأى عن مضار وخطورة قنبلة الفتنة وكأن العيال سيظلون صغار السن ، زد على ذلك أن أطفال اليوم لم يعودوا (يهالاً) (أي جهالاً) ... وما دمنا قد اخترنا التعايش مع قنبلة الفتنة الطاغية ... فلذا لنا أن نتوقع - بداهة - حدوث البلايا والمشاكل والأخطار ، مما خفي من المآسي بسبب وجود القنابل المدججة بأسلحة الجمال والشباب والإغراء ... إلى آخر محتويات عدة القنص والصيد .
وإذا عرفنا أن معظم الخادمات والمربيات غير مسلمات ، وأنهن لا يتورعن عن قنص الفرص والمكاسب بأية وسيلة واستغلال الظروف بدون روادع ... عرفنا مدى الخطورة التي تحيق بكثير من الأسر ) [ مجلة المجتمع ، العدد (973) ] .
السلوك الأخلاقي للمربيات الأجنبيات :(1/42)
يتحدد سلوك الإنسان وفقاً لعقيدته ، ثم منظومة القيم التي يؤمن بها ، وتربى عليها، ثم دوافعه الاجتماعية ، والبيولوجية والنفسية أيضاً .
وبناء على نتائج الدراسات الميدانية على المربيات الأجنبيات في دول الخليج العربية ، يتوقع ويحتمل في حدود درجة عالية جداً من الاحتمال ؛ أن يصدر عنهن سلوك منحرف أخلاقياً ، ومغاير للبيئة الخليجية العربية الإسلامية، ومكمن الخطر أثر سلوكهن المنحرف على الأطفال الذين يتربون على أيديهن، وتحت إشرافهن ، وسبق القول أن القدوة أعظم وسائل التربية الخلقية .
وقد أثبتت الدراسات الميدانية أن (58.6%) منهنّ جئن من مجتمعات تحبذ إقامة العلاقات الجنسية قبل الزواج . فلا يتورعن عن الاختلاط بالرجال، ولامانع لديهن من تناول الخمر والسجائر ، والأغرب من ذلك أن ( 68.3%) منهنّ لا تزيد أعمارهنّ عن العشرين . و ( 42.4%) منهنّ لم يسبق لهن الزواج ، وهذا خطر واضح لأنه يجلب إلى البيوت المسلمة ، باسم الخادمات ، بناتاً في سن التهيج الجنسي. مع العلم أن التفلت (كالاختلاط وكشف العورات والخضوع في القول...) موجود في بيوت كثير من المسلمين . مثل خلوة رب الأسرة بالخادمة ، أو خلوة الخادمة بالولد البالغ ، أو نوم الخادمة مع الأولاد قبيل البلوغ في غرفة واحدة بمعرفة الأسرة !!؟ [ عدنان باحارث ، ص 558 ] .
وفي دراسة أجريت على أرض الكويت ، دلت هذه الدراسة على :
1-(36.2%) منهنّ جئن من مجتمعات تتناول أطعمة محرمة .
2-(43%) منهنّ جئن من مجتمعات تتناول الخمور بصورة عادية .
وفي دراسة أخرى تبين أن :
(14%) يستقبلن أصدقائهنّ (الرجال) في البيوت التي يعملن بها .
(8.7%) منهن يستقبلن أصدقائهنّ ( الرجال ) في منازلهم .
(58.6%) منهنّ يحبذن ممارسة الجنس قبل الزواج .
(51.18%) يشرحن لأطفالنا عن حياة الأطفال في مجتمعاتهن .(1/43)
(2.5%) منهن قالت إن شرب الخمور في مجتمعاتهنّ مباح للأطفال . (1)
خطر المربيات على ضمير الطفل المسلم :
الضمير هو المحكمة الداخلية عند الإنسان ، التي تحكم على أفعاله ، وتجازيه عنها .
مكونات الضمير :
أولاً - قوة عارفة تميز بين الخير والشر ، ولابد من ميزان نقيس به الفعل، ثم نحكم عليه بالخير أو الشر ، وهذا الميزان يختلف باختلاف الثقافات .
فالخمر مثلاً فعل شرير في المجتمع المسلم ، بينما هو فعل خير في المجتمع غير المسلم ، لأن الخمر هناك مثل أي نوع من العصائر . واختلاط النساء بالرجال شر في المجتمع المسلم ، بينما هو خير في المجتمع غير المسلم .
من هنا يأتي خطر المربية على الطفل ، فالمربية تستحسن شرب الخمر ، كما تستحسن اختلاط النساء بالرجال ... وغير ذلك من الأفعال ، والطفل يتشرب ميزان المربية في الحكم على الأفعال ، حتى ينشأ يستحسن ما استحسنه أعداؤنا ، ويستنكر ما استنكروه ، فإذا شب وكبر هاجم (الحجاب) ونادى بالسفور ، أو هاجم عدم الاختلاط واعتبره (رجعية) وسجناً للمرأة وانتقاصاً من حقها في الحياة الحرة الكريمة .
ثانياً - استحسان الخير واستنكار الشر ، ولابد أن نحكم على أفعال الأطفال ، فنكافئهم على الأفعال الحميدة ، ولو بابتسامة وكلمة طيبة ، ونعاقبهم على الأفعال القبيحة ، ولو بتقطيب الوجه والترهيب بالكلمات .
أما المربية الأجنبية فإنها لا تستطيع ذلك لسببين :
ميزانها في الحكم على الأفعال مختلف عن ميزاننا ، فقد تكافئ الطفل على أفعاله القبيحة ، وتعاقبه على أفعاله الحميدة ، كأن تستهجن عدم دخوله غرفة الضيوف لاستقبال ضيوف أمه من النساء ، أو تستهجن عدم دخول الطفلة إلى غرفة الضيوف للسلام على الرجال .
__________
(1) محمد عبدالعليم مرسي ، صحيفة ( المسلمون ) في ( 25/1/1991م ) .(1/44)
وفي الغالب لاتعاقب وإنما تكافئ فقط ، لأنها تريد إرضاء الطفل والحذر من سخطه ، ولاتفكر أبداً في لومه أو عقابه لأنها (خادمة) وليست أماً أو أباً.
وعندما لايجازى الطفل على أفعاله ( لايكافأ أو يعاقب ) ، أو يكافأ فقط عندئذ لايستطيع أن يميزالخير عن الشر ، وبالتالي لاينمو ضميره وهذه إحدى المصائب الكبرى التي تنخر في جسم الأمة وتهددها بالزوال ، وعندما ينشأ جيل ضعيف الضمير لايميز الخير من الشر ، أو يقيسهما بغير مقياس الشرع ، عندئذ يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً ، وقد حصل هذا في بعض بلاد المسلمين غير الجزيرة العربية ففي تلك البلاد المرأة السافرة يقال عنها متحضرة ومثقفة وظريفة ... ، والمرأة المحجبة يقال عنها رجعية ومتخلفة ...
ثالثاً - يتطلب الضمير عاطفة عند صاحبه تحب الخير وتكره الشر :
ولذلك يسمى الوجدان لامتزاجه بالعاطفة . وتذكرنا العاطفة بأهمية دورالأم ، لأن العاطفة لاتنمى بالحليب والطعام والشراب ، وإنما يحس الرضيع ويشعر بحب أمه العظيم له وهي تشده إلى صدرها ، وتقبله وتداعبه وتنشد له فيحبها ، وينمو لديه الحب ، ثم يكره ماتكره أمه فينمو لديه الكره ، وبقدر ماتكون أمه شخصية متزنة فاض عندها الحب ، ولم يترك للكره في قلبها مكاناً ينشأ الطفل متفائلاً يحب الآخرين ، وأولهم أمه وأبيه وإخوانه وأخواته وجيرانه وأقاربه ، ومهما أخلصت المربية في عملها لاتستطيع أن تحب الطفل مثل أمه لذلك لاتنمو عاطفته كما هو في حضن أمه ، وعندئذ سنجد أحد طفلين .
- طفل لايحب ولايكره ، لامبالي عاطفته باردة حيادي حيال كل شيء . وهذه شريحة كبيرة من أجيالنا المعاصرة .
- طفل يكره أكثر مما يحب لأن مربيته كانت تخفي عنه مشاعر الكراهية والتقزز، التي كان يلمسها في عينيها ونبرات صوتها . ومن هؤلاء الأطفال ينشأ الطغاة ورجالهم ، يفيض عندهم الكره ولا يترك في قلوبهم مكاناً للحب.
لا تستطيع المربية أن تحب الطفل مثل أمه :(1/45)
يقول الدكتور محمود قمبر ( أستاذ التربية بجامعة قطر ) : الأصل أن الطفل يعتمد على أمه بالدرجة الأولى ، سواء وهو جنين في بطنها أو حتى بعد الولادة ، فهو جزء منها لاينفصل عنها حتى بعد ولادته ، وحين تحتضنه وترضعه فإنها ترضعه مشاعر الحب والحنان ، وتشعره بالدفىء والراحة النفسية، فالأمهات هن المؤهلات بالفطرة لتربية أولادهنّ (1) .
ويقول الأستاذ سليمان الستاوي ( موجه العلوم الإنسانية والاجتماعية في قطر ) : إن المربية الأجنبية غير مؤهلة أصلاً لإشباع عاطفة الأمومة عند الأطفال ، فالعواطف لاتدخل ضمن وظيفة المربية ، وإنما تفيض تلقائياً من قلب الأم إلى أبنائها الحقيقيين وإخوانهم في الرضاعة ، والنتيجة ينشأ الطفل عند المربية في حياة ينقصهاالحب والعطف فتتولد عنده الميول العدوانية وضعف الانتماء للأسرة والوطن . كماأن المربية تفتقدالأمن النفسي والسعادة الأسرية لأنها بعيدة عن أسرتها وموطنها، فلاتملك الابتسامة والسعادة التي تبديهاالأم مع أولادها (2) .
ودافع الأمومة عضوي سببه هرمون ( برولاكتين ) يفرز من إحدى الغدد الصم عند الأم الحامل ، وقد حقن علماء النفس أنثى الفأر التي لم يسبق لها الحمل والولادة، كما حقنوا الذكر به فلاحظوا أن كلاً منهما أبدى العطف والحنو على صغارالفئران بعد أن كان لايعبأ بها .
فكيف تستطيع المربية الأجنبية وهي إما عازبة ، أو متزوجة بعيدة عن زوجها وأطفالها ؟ كيف تستطيع هذه المربية أن تعطف على الأطفال وتحبهم وهي عازبة أو مشردة عن أسرتها !!؟ .
نماذج من سلوك الأطفال المقتبس من المربيات :
انتشر بين هؤلاء الأطفال ، وتعداهم إلى الكبار ، حتى صار خطأ شائعاً ، وهو استعمال تراكيب غريبة على اللغة العربية مثل ( بابا في ) أي هل يوجد أبوك ؟ وغيرها من التراكيب اللغوية .
__________
(1) مجلة التربية القطرية ، العدد (80) .
(2) المرجع نفسه ، العدد (79) .(1/46)
تقول الأستاذة موزة فخرو ( رئيسة التعليم الإعدادي في قطر ) : نجد الطفل الذي نشأ في أحضان مربية أجنبية ، يسلك سلوكاً مغايراً لسلوك زملائه ، كماأن درجة اندماجه وانسجامه وتفاعله مع زملائه تكون ضعيفة (1) .
تقول الأستاذة فاطمة الجفيري ( مديرة مدرسة ) : تظهر أنماط سلوكية غير سليمة عند بعض تلاميذ المرحلة الابتدائية كالألفاظ الأعجمية في لغتهم، وتصرف بعضهم بصورة لاتليق بعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية (2) .
تقول الأستاذة عائشة فخرو ( رئيسة التعليم الابتدائي في قطر ) : إن وجود المربية في البيت يضعف علاقة الأم بأبنائها وزوجها ، فيتصرف الأطفال دون مبالاة ، والحرية المطلقة التي يعيشها الطفل في ظل المربية تجعله يشعر بأن لاأحد يهتم به ، ويدفعه هذا إلى مصاحبة أصدقاء خارج المنزل بشكل مبكر ، تعوضه ما فقده من اهتمام (3) .
تقول الأستاذة شيخة محمد السيد ( مديرة مدرسة ) : نجد أن العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة التي تستقدم المربية والخادمة ضعيفة فلاترابط بين أفرادها، وينعكس ذلك على سلوك الأفراد في المجتمع (4) .
يقول الأستاذ سليمان الستاوي في ظل المربية والخادمة الطفل هو السيد المطاع ، جميع مطالبه مستجابة ، فهو لم يتعود الاعتماد على النفس ، ولم يتدرب على تحمل المسؤولية ، لذا نجده عندما يخرج من بيته ويتعامل مع قوانين المدرسة والمجتمع ، سرعان ما يضيق ذرعاً بما يواجهه من مواقف أو ما يطلب منه من تكليفات ، فلا يستطيع مواجهة أصغر المشكلات في المجتمع (5) .
__________
(1) المرجع نفسه ، العدد (81) .
(2) ، (3) ، (4) ، (5) الرجع نفسه .(1/47)
ومن الأخطار الكبيرة المنتظرة في الأجيال القادمة هو أن : تعدد الثقافات التي تنتسب إليها المربيات يترك انطباعات متباينة عند الأطفال ، ويتعاطفون مع هذه الثقافات المختلفة، مما يؤثر سلبياً على ولائهم لثقافتهم العربية الإسلامية (1) . وينشأ جيل يفتقر إلى الوحدة الثقافية ، مع العلم أن المربية لاتستطيع أن تنقل ثقافتها كلها إلى الأطفال ، كما أن الأطفال في ظل المربية لايستطيعون الانطباع بثقافة أمهم وأبيهم كلها ، عندئذ يأخذ الطفل أجزاء مبعثرة من الثقافات ، فيضيع الطفل بين ثقافتين أو أكثر .
أحدث الدراسات تؤكد :
وفي أحدث دراسة أعدتها إدارة البحوث والمعلومات بوزارة التربية والتعليم في (أبوظبي ) ، حددت أربعة أنماط من السلوك غير المرغوب لدى طلاب المرحلة الثانوية وهي :
التهور في استخدام السيارات .
استخدام الهاتف في المعاكسات .
التسكع في الأسواق ومعاكسة الفتيات .
تدخين السجائر .
وجرت الدراسة ميدانياً على مجموعة من الطلاب من عدة مناطق من الإمارات ، وزعت عليهم استبيانات وشارك في الدراسة عدد من المدرسين والأخصائيين الاجتماعيين، وقد حددت الدراسة أسباب هذه الأنماط غير المرغوب فيها وهذه بعضها :
ضعف الوازع الديني (71.3%) .
التفكك الأسري (66%) .
الطلاق (65.4%) .
انعدام التوجيه داخل الأسرة (65%) .
عدم شعور الطالب بالانتماء القوي للوطن (64.5%) .
وجود تخطيط من خارج الدولة لنشر الانحراف على مستوى العالم العربي (64.5%) (2) .
ومن استعراض الأسباب الآنفة الذكر ، يتضح أن للمربيات الأجنبيات علاقة فيها ، فالأسرة التي تخلت عن مهمتها التربوية ، وأسندتها للمربيات أدى ذلك إلى ضعف الوازع الديني ، وعدم الشعور بالانتماء الوطني ، وانعدام التوجيه الأسري ... الخ .
الفصل الخامس
خطر المربيات على الحجاب
تمهيد :
__________
(1) المرجع نفسه .
(2) مجلة التربية ( أبو ظبي ) ، العدد ( 89 ) ، الصادر في فبراير ( 1991م ) .(1/48)
الحجاب هو اللباس الذي يستر جسد المرأة المسلمة كله ، امتثالاً لأمر الله عزوجل : { ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المسلمين يدنين عليهن من جلابيبهنّ (1) ، ذلك أدنى أن يعرفن فلايؤذين ، وكان الله غفوراً رحيماً } [ ( الأحزاب - 59 )] .
متى تدرب البنات على الحجاب :
من الملاحظ أن الشريعة الإسلامية تأمر بتدريب المسلم والمسلمة على العبادة قبل أن يكلف بها ، فالصلاة مثلاً فرض عين على المسلم والمسلمة إذا بلغا ، ولكن أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمراً صريحاً بأن نأمر أولادنا بالصلاة وهم أبناء سبع ، كما أمرنا أن نضربهم على الصلاة إذا تقاعسوا عنها وهم في العاشرة ( قبل بلوغهم طبعاً ) . فقد روى أبوداود عن سبرة بن معبد الجهني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها ) [ أبو داود، رقم (494) ] . وقد قاس علماء الشافعية الصوم على الصلاة ، فقال الفقيه ابن النقيب المصري في كتابه عمدة السالك وعدة الناسك : (ويؤمر الصبي به ( الصوم ) لسبع ويضرب لعشر). ويقول محمد قطب : ( وقد اختص حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة لأنها عنوان الإسلام الأول والأكبر ... ولكن جميع آداب الإسلام وأوامره سائرة على ذات النهج ، فكلها تحتاج إلى تعويد مبكر ، وكلها تحتاج بعد فترة من الوقت إلى الإلزام بها بالحسم إن لم يتعودها الصغيرمنتلقاء نفسه [ محمد قطب ، (2 / 148) .
__________
(1) الجلباب هو الثوب المشتمل على الجسد كله ، والجلباب ما يلبس فوق الثوب كالملحفة . والجلباب : الملاءة تشتمل بها المرأة ، وجمعه جلابيب ( انظر المعجم الوسيط ) . والجلباب هو الرداء فوق الخمار تغطي به المرأة المسلمة رأسها ووجهها وتبدي عيناً واحدة ( انظر تفسير ابن كثير ) . فالجلباب إذاً لباس فضفاض غير شفاف يستر جسد المرأة كله ، لونه غير زاه .(1/49)
يقول الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز : ( ولا يجوز التساهل في ذلك -الحجاب - مع البنات الصغار ، لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له وكراهتهن لما سواه إذا كبرن) أما إذا تساهل الآباء والأمهات مع البنات الصغيرات فإنه : ( يقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء (1) ) .
وتمييز الطفل للحجاب يبدأ منذ السنة الأولى ، عندما يرى أمه تلبس لباس الخروج من البيت ( الجلباب ) ، فيعرف أنها سوف تخرج ، ويدلنا على ذلك بكاؤه، إذاكانت تخرج بدونه في العادة ، أوفرحته وسروره إذا اعتاد على الخروج معها .
ونخلص من ذلك إلى أن البنت ترغب في الحجاب قبل السابعة ، ثم تؤمر به عند السابعة ، ثم تضرب من أجله إن لزم الأمر في العاشرة . حتى إذا بلغت المحيض تكون قد اعتادت الحجاب ، ويصعب عليها التخلي عنه كما سنرى . ومما أذكره أن الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى ، ألبس ابنته حجاباً كاملاً حتى الوجه والكفين، وهي في السادسة أوالسابعة من العمر .
منع الاختلاط من الحجاب :
ومن الحجاب تعويد البنات والأولاد منذ الصغر على عدم الاختلاط بين الجنسين ، في البيت والمدرسة وغيرهما ، ويفضل عزل البنات عن الأولاد والرجال غير المحارم في البيت المسلم ، فلاتدخل الطفلة بعد الخامسة من عمرها على الضيوف من الرجال غير المحارم ، وإن دفعها حب الاطلاع وتقليد إخوانها الصبيان ؛ توجه إلى أن هذا لايجوز ، فهي بنت لايصح أن يراها الرجال الأجانب ، وبطبيعة الحال عندما ترى أمها وأخواتها الكبيرات لايختلطن بالرجال غير المحارم ستقلدهن في ذلك .
القدوة الحسنة أفضل طرق التربية :
__________
(1)
( ) مجلة الدعوة السعودية ، العدد (952) .(1/50)
وتقلد الطفلة النساء الكبيرات في الأسرة ، فتنشأ الطفلة آلياً على حب الحجاب والبعد عن الاختلاط . ومن هنا نعلم أهمية البحث عن الزوجة المسلمة ( ذات الدين) لأنها ستكون قدوة حسنة لأولادها وبناتها . والحجاب أساس المرأة ، والمرأة أساس الأسرة ، والأسرة أساس المجتمع المسلم ، لذا فإن تربية البنات على الحجاب هامة جداً (1).
المربية الأجنبية قدوة سيئة في الحجاب :
والمربية الأجنبية سافرة ، تكشف شعرها ونحرها وساعديها وربما ساقيها كذلك، وعندما تعتني المربية أوالخادمة بالطفلة فتعد لها طعامها وفراشها وتنظف لها ثيابها ؛ فإنها تحبها وربما تتعلق بها ، وعندما تحبها فإنها تقلدها ، وتنغرس صورة المربية المحبوبة لدى الطفلة في أعماق اللاشعور ، سافرة متبرجة، وهكذا تقتبس الطفلة المثل السيء من المربية .
والمربية الأجنبية تختلط بالرجال الأجانب غيرالمحارم ، فرب الأسرة والشباب في الأسرة كلهم رجال أجانب بالنسبة لها ، لايجوز لها التكشف أمامهم ولايجوز لهم النظر إلى جسدها . لكنها سافرة وربما متبرجة ، وتختلط بالرجال الأجانب وتكلمهم وتضحك معهم . حتى أنها لاتستتر عن الرجال الأجانب من غير الأسرة التي تعمل عندها فقد تخرج إلى الشارع مع الطفلة سافرة متبرجة وقد تتكلم مع بعض الرجال الأجانب كالسائق إن وجد ، وربما تمزح معهم ويقول خليفة إبراهيم : ( وفي استطلاع للقيم والعادات والتقاليد السائدة في مجتمع المربيات والخادمات ، أشارت آراؤهنّ وأقوالهنّ إلى أن حوالي (14%) منهنّ يستقبلن أصدقاءهن من الرجال في البيوت التي يعملن بها وقررت نسبة (8.7%) أنهنّ يقمن بزيارة أصدقائهن في مساكنهم [ خليفة إبراهيم، ص 64 ] .
__________
(1) خالد شنتوت ، تربية البنات ، ص 91 .(1/51)
كل ذلك يتم أمام بنات الأسرة التي تعمل عندها ، وعند الأطفال جهاز لاقط ممتاز ، هو إدراكهم وذاكرتهم ، وإن هذه الصور تنطبع لديهم وقد تبقى مدى الحياة. وعندما تنطبع صورة المرأة السافرة المتبرجة المختلطة بالرجال والتي تمازحهم وتضحك معهم ، عندما تنطبع صورة هذه المرأة ( المحبوبة ) في وعي الأطفال البنات والصبيان ؛ عندئذ يلحق أجيالنا المسلمة أذى كبير وخطر عظيم .
فالصبي ينشأ وقد رسم في ذهنه صورة للمرأة ( الظريفة ) مثل المربية السافرة المتبرجة المختلطة بالرجال ، عندئذ ينشأ لديه نفور لاشعوري من المرأة المحجبة ، وينظر إلى أمه على أنها ( رجعية ) متخلفة من الجيل القديم ، وهذه القاعدة التي تبنى عند الطفل منذ الصغر خطيرة جداً ، خاصة إذا دعمت فيما بعد بالمدارس التبشيرية ، أو العلمانية ، أو الجامعات الأوربية ونسخها الأصلية في العالم الإسلامي . والفتاة التي تنشأ وقد رسم في ذهنها صورة المرأة ( المحبوبة ) مثل المربية السافرة المتبرجة المختلطة بالرجال عندئذ تنفر لاشعورياً من الحجاب ، وإذا أجبرت على لبسه فإنها تنتظر أقرب فرصة مواتية لتنزعه ، كما تفعل بعض المسلمات عندما يخرجن من بلدهنّ .
المربية الأجنبية تختار ملابس البنات :
وفي هذا الصدد تقول مجلة المجتمع الكويتية : ( ولاننسى التأثير على البنات ونظرتهنّ للأمور ، والأزياء التي يقلدن فيها البيئات غير الإسلامية التي وردت منها الخادمات ، وبعض العاملات في محلات الأزياء ، فنرى بنات الخليج والكويت أشباه عاريات في ملابس ومظاهر غير محتشمة ، بل غريبة عن هذه البيئة المحافظة وعن الإسلام وأخلاقه وآدابه ومثله ... فقد توكل الفتاة للمربية الأجنبية اختيار الملابس التي تشتريها ، والزي الذي تلبسه ... فتحكم لها المربية دون نظر إلى حلال أوحرام ، بل تسول لها ( الموضة ) وتزينها في نظرها [ مجلة المجتمع ، العدد (973) ] .(1/52)
ولا شك أن الخادمات والمربيات يحاولن تنشئة الأبناء والبنات حسب قناعاتهنّ، وإذا كانت المربية مثقفة - كما هي في الأسر الغنية - فإنها تؤثر على الأطفال أكثر من والديهم ، ذلك لانشغال الوالدين في الدنيا ، وتخليهما عن مهمة التربية للخادمة ، بدعوى أنها مثقفة ومتخصصة في التربية ، ومما لاشك فيه أن لهذه المربيات في الأسر الغنية مقدرة على الإقناع والتأثير على الوالدين ثم على الأطفال .
أما إذا اهتم الوالدان بأطفالهما ، وحاولت المربية التأثير عليهما ، فإن الأطفال عندئذ يترددون ويتذبذبون في الاقتباس عن أحد الطرفين ، ويؤدي ذلك إلى ضياع الطفل بين ثقافتين كما سنرى ، وقد يبني الوالدان ثم تهدم المربية ، أو تبني المربية ويهدم الوالدان ، ويتعرض الطفل للشد والجذب حتى يصل إلى الضياع .
الفصل السادس
خطر
المربيات الأجنبيات على ثقافة الطفل المسلم
تعريف الثقافة:
تتضمن الثقافة أموراً مشتركة بين جميع أبناء الوطن الواحد أو البيئة الواحدة . ومن أمثلة هذه الأمور المشتركة اللغة ، والتاريخ ، والعادات والتقاليد والاتجاهات والقيم ... الخ . والثقافة لازمة للمواطن لتحقيق وحدة المجتمع وتجانسه وتماسكه [ الدمرداش سرحان ، ص65].
اللغة وعاء الثقافة:
واللغة جزء من الثقافة ، ووعاء لها ، فاللغة وسيلة التفاهم ، بل وسيلة التواصل بين أبناء المجتمع الواحد ، ويرى بعض المفكرين أن اللغة هي الفكر نفسه ، وبناء على ذلك نقول الفكر العربي والفكر الفرنسي ... ونقصد بذلك ما كتب في اللغة العربية، وما كتب في اللغة الفرنسية ... ويرى آخرون أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة ... وعلى كل حال إذا كانت اللغة هي الشكل والفكر هو المضمون ، فالعلاقة بين الشكل والمضمون متفق عليها .
سنوات اكتساب اللغة:(1/53)
أولاً : اللغة مكتسبة ، ولاعلاقة للوراثة فيها ، فالطفل يلتقط لغة أمه خاصة . وأسرته عامة ، ثم المجتمع بعد ذلك . ويبدأ الطفل بالتقاط هذه اللغة من وقت باكراً جداً ، أبكر مما يظن عادة . وعندما نتفق على أن الإنسان يفهم اللغة أولاً ، ثم يستطيع النطق بها بعد ذلك ، وهذا ملاحظ عند الكبار ، فعندما نتعلم اللغة الإنجليزية ، نفهم المكتوب أولاً ، ثم نفهم المسموع ثانياً ، ثم نتمكن من النطق السليم باللغة .
وعلى هذا فالطفل الذي ينطق أول كلماته في الشهر التاسع تقريباً ، وقد تتأخر إلى الشهر الخامس عشر عند الطفل العادي [ حامد زهران ، ص 142 ] ، هذا الطفل يلتقط هذه الكلمة التي نطق بها ، وفهم معناها قبل أن ينطقها ، ولعل أول كلمة للطفل هي ( بابا ) أو ( ماما ) ومن البدهي أن الطفل يفهم هذه الكلمة قبل أن ينطقها .
وبناء على ذلك فإن الطفل يلتقط اللغة بعد الشهر السادس من عمره ، وبعبارة أخرى يتأثر الطفل بلغة المحيطين به منذ شهره السادس ، أما المرحلة الحاسمة في التقاط اللغة فهي مرحلة ماقبل المدرسة ( 2 -6 ) سنوات ، وتسمى أيضاً الطفولة المبكرة (فهذه المرحلة أسرع نمو لغوي تحصيلاً وتعبيراً وفهماً ، ومن مطالب النمو اللغوي في هذه المرحلة تحصيل عدد كبير من المفردات وفهمها بوضوح . وربطها مع بعضها البعض في جمل ذات معنى ، وفهم لغة الأطفال والكبار ويلاقي الأطفال الذين يتعلمون لغتين في وقت واحد صعوبة أكبر في تعلم اللغة ) [ المرجع نفسه ، ص 182 ] .
خطر المربيات الأجنبيات على لغة الطفل :(1/54)
تبين من الدراسة الميدانية في البحرين أن أحد الأسباب لوجود المربية في الأسرة ، وجود أكثرمن طفل تقل أعمارهم عن ست سنوات [ خليفة إبراهيم،ص51]. وهذا يعني أن المربية تلازم الطفل في المرحلة الحاسمة التي يكتسب فيها اللغة ، ومن البدهي أن الطفل يلتقط ألفاظاً من المربية بعضها عربي ، وبعضها إنجليزي، وبعضها أوردي أو غيره ... كما يلتقط الطفل الكلمات العربية من أمه وأبيه وسائر أسرته .
وبقدر ملازمة المربية للطفل سوف يلتقط منها مفردات بالعربية الركيكة، أو بالإنجليزية الركيكة كذلك .
وتدل الدراسات على ما يلي :
(8%) من مجموع المربيات في بعض دول الخليج لهن إلمام باللغة العربية ، وفي بعض الدول الأخرى (6.2%) فقط . واتضح أن اللغة الإنجليزية هي الأكثر شيوعاً باعتبارها وسيلة اتصال بين المربية والأطفال من جهة ، وبين المربية والوالدين من جهة أخرى [ المرجع نفسه ، ص 59 ] .
(25%) من أطفال أسر العينة ، يقلدون المربيات في اللهجة ، وأكثر من (40%) منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية ، ويتعرضون لمضايقات من أقرانهم بسبب ذلك [ المرجع نفسه ، ص 61 ] .
(50%) من الأسر التي تستخدم المربيات ، تقوم فيها هذه المربيات بالإشراف الكامل على إفطار الأبناء ، وارتداء ملابسهم بينما (25%) من هذه الأسر تتقاسم فيها المربيات هذا العمل مع ربات الأسر . وتبين كذلك أن (41%) من هذه الأسر تركت للمربيات الإشراف على اللعب، بينما وجد أن (24%) من هذه الأسر تقاسمت هذا الإشراف مع المربية [ المرجع نفسه ، ص 65 ] .
(50%) من هذه الأسر تنازلت عن تقديم الرضعة للطفل ، ومداعبته ورعايته ، وتغيير ملابسه في سن الرضاعة ومعنى ذلك أن حواس الأطفال ومشاعرهم تتفتح في مرحلة الطفولة والتطبيع الاجتماعي على المربيات بكل ما يحملنه من سمات وخصائص غريبة عن الثقافة العربية الإسلامية [ المرجع نفسه ، ص 66 ] .(1/55)
وأشارت الدراسات في البحرين إلى أن وجود المربية الأجنبية التي لاتجيد اللغة العربية يعتبر سداً يعوق نمو الطفل اللغوي . إذ يضطر الطفل إلى محاكاتها مستعملاً تراكيب ومفردات لغتها [ المرجع نفسه ، ص 91 ] .
كما دلت الدراسات القطرية على أن المربية تحادث الطفل بلغتها ، وتسمعه أغانيها وحكاياتها ، فيتعلم لغتها على حساب لغته ، أو تحادثه بعربية ركيكة ، أو إنجليزية ركيكة أيضاً [ المرجع نفسه ، ص 99 ] .
كما أشارت دراسة عنبرة الأنصاري (1411هـ) إلى أنه لوحظ تلاشي اللغة العربية في أسواق الإمارات العربية ؛ بسبب كثرة الهنود والباكستانيين [ عنبرة الأنصاري ، ص 63 ] .
ومن الأرقام السابقة يتضح أن الخطر العظيم في تأثر الطفل بالمربية الأجنبية، من حيث اللغة وغيرها ، أما تنازل الآباء والأمهات للمربيات عن ملاعبة الأطفال ، فإن له آثار سلبية على نمو اللغة والذكاء والقدرات والمهارات لدى هؤلاء الأطفال ، وهناك اعتراف متزايد بمالمرحلة العمر بين تسعة شهور إلى ثمانية عشر شهراً من أهمية قصوى بالنسبة لتطور اللغة ، وما يترتب عليه من تطور عقلي عام ، وتشهد هذه المرحلة العمرية أقصى مراحل الخطر الناجم عن فصل الطفل عن أمه [ خليفة إبراهيم ، ص67 ] .
وإذا أخذنا بالاعتبار أن (80%) من النمو يحدث في السنوات الثلاث الأولى ، بينما نجد أن (50%) من النمو العقلي يحدث في سن الرابعة ، وهكذا نجد أن الطفل (الذي ربته المربية الأجنبية ) يذهب إلى المدرسة العربية مهتز الشخصية ممسوخ النفسية (1) .
بعض التراكيب اللغوية المصاحبة لوجود المربيات الأجنبيات :
شاعت في منطقة الخليج العربي تراكيب في اللغة العربية الدارجة ، غريبة عن روح اللغة العربية ، وشاعت إلى درجة إقبال الراشدين على استعمالها ، ومن هذه التراكيب :
__________
(1) مجلة التربية القطرية ، العدد (80) .(1/56)
- (بابا في ؟) ويقصد منه (هل يوجد أبوك ؟) والملاحظ أن المربية الأجنبية تنادي رب الأسرة بلفظ (بابا) كما تنادي ربة الأسرة بلفظ (ماما) وهكذا شاع هذا التركيب بسرعة واستخدم على نطاق واسع ، وأصله أن يسأل أحدهم هذه المربية عن رب الأسرة، والأصل أن يقول لها (هل يوجد رب الأسرة ؟) وبما أنها لا تفهم هذه الجملة الطويلة لذلك تم اختزالها إلى تركيب (بابا في ؟) ويكون الجواب بالإيجاب (في بابا) أو بالنفي (بابا مافي) .
- وقس على ذلك ، إذ انتقل هذا التركيب لاستخدامه في السؤال عن المدير بقولهم (المدير في ؟) أو ( الأستاذ عمرو في ؟) ثم يكلم العربي العربي الآخر فيقول له (أخوك في ؟) .... الخ .
وعندما يتصل أحدهم بالهاتف يسأل عن رب الأسرة وهو نائم ، فالخادمة هي التي سترد وتقول (بابا نوم) ، وإذا كان الهاتف يسأل عن ربة الأسرة تقول الخادمة (ماما نوم) ، ولو فرضنا أن رب الأسرة مسافر إلى جدة سوف تقول الخادمة (بابا جدة) أو (ماما مدرسة) أو (ماما مستوصف) وقس على ذلك من التراكيب التي يسمعها الأطفال ، ويلتقطونها من مربيتهم ، فتتطبع لغتهم بهذه التراكيب الركيكة .
وعندما نعرف أن اللغة وعاء الفكر ، وأن هذه التراكيب المعوجة ، لايمكن أن تحتوي فكراً سليماً واضحاً .
ونتيجة لذلك ترى الأستاذة عائشة فخرو - رئيسة التعليم الابتدائي في قطر - أن من بين أسباب التأخر الدراسي ، وتأخر النطق والكلام عند بعض الأطفال هو عدم إتقانهم للغة العربية ، وغالباً مايكون هؤلاء الأطفال ممن يشرف على تربيتهم مربيات أجنبيات ، حيث يقع الطفل في صراع بين مفردات لغة المربية ولغة الأسرة ، ممايجعله في حيرة من أمره وتصبح حصيلته من اللغة العربية بسيطة وركيكة (1) .
__________
(1) مجلة التربية القطرية ، العدد (81) .(1/57)
ومما يجدر ذكره أن عرب الجاهلية قبل الإسلام ، كانوا حريصين جداً على لغتهم ويعتزون بها ، حتى أنهم كانوا يرسلون أطفالهم الرضع إلى البوادي ليكتسبوا اللغة العربية الفصحى ، بالإضافة إلى القيم العربية الأصيلة في البادية .
أما عرب اليوم فهانت عندهم لغتهم العربية ، حتى أنهم جلبوا المربيات الأجنبيات إلى بيوتهم لتربية أطفالهم ، دون حذر أو خوف على لغتهم العربية. والمؤلم أن عرب الجاهلية يعتزون بلغتهم اعتزازاً قومياً لاغير ، أما عرب اليوم فالمفروض أنهم يعتزون بلغتهم لغة الإسلام ولغة القرآن ولغة أهل الجنة . وأدرك عرب الجاهلية أيضاً أن الرضاعة ليست الحليب فقط ، وإنما يرضع الطفل معه القيم والأخلاق لذلك كانوا يقولون رضع فلان في بني فلان ، وعند الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : رضع محمد بن عبدالله في بني سعد .
خطر المربيات الأجنبيات على العادات والتقاليد والقيم عند الطفل المسلم:
عندما نعلم أن (68.3%) من المربيات الأجنبيات في الخليج تقل أعمارهن عن العشرين ، وليس لديهن دراية كافية بتربية الأطفال ، أو تدبير الشئون المنزلية ، وأن (42.4%) منهن لم يسبق لهن الزواج ، وبالتالي فهن غير مدربات في مجال تربية الأطفال ، وتنشئتهم والتعامل معهم ، أما اللاتي سبق لهن الزواج والإنجاب ، فإن وجودهن بعيداً عن أزواجهن وأطفالهن سينعكس سلبياً على حالتهن النفسية والصحية والسلوكية ، وبالتالي على مستوى أدائهن لواجباتهن ، بل إن إحدى الدراسات تقول إن أكثر من نصف العاملات الأجنبيات ( مربيات وخادمات ) لم يكن يعملن في بلادهن الأصلية العمل نفسه الذي يقمن به حالياً . بالإضافة إلى أن ثلث المربيات أميات ، والثلثين الآخرين ينتميان إلى مستويات تعليمية هابطة ، قد تزود الأطفال بمعلومات وأفكار خاطئة [خليفة إبراهيم ، ص (62) ] .(1/58)
وينتج من ذلك كله اللامبالاة والإهمال وعدم تحمل المسئولية ، فمثل هذه المربيات التي لم يسبق لها تربية الأطفال أو التي ينتابها القلق يملأ سلوكهن اللامبالاة والإهمال وعدم تحمل المسئولية ، ومنهن تنتقل هذه القيم إلى أطفالنا في الخليج ، وتقول الأستاذة عائشة فخرو -رئيسة التعليم الابتدائي في قطر- : ( ومن هذه الأنماط السلوكية اللامبالاة والإهمال وعدم تحمل المسئولية التي تبدو على تصرفات بعض الأطفال ، وقد يرجع ذلك إلى اعتماد الطفل الكامل على المربية التي تريد أن تبدو أمام والديه بمثابة الأم في حنانها ، فتسرف في تدليله وتقديم كل شيء يريده) (1).
وعندما تلبي المربية حاجات الطفل ، قد يصبح عنده اتجاه سلبي نحو الوالدين (لأنهما لا يلبيان له جميع رغباته ) ، ويشعر عندئذ بالاغتراب والضياع بعد أن تفصله المربية عن والديه [ خليفة إبراهيم ، ص 84 ] . ومجرد دخول المربية الأجنبية إلى البيت فإنها تعطي الطفل شيئاً منها ، فيتحول إلى طفل هجين مزدوج الولاء ، وقد يصبح مزدوج الشخصية فيما بعد [خليفة إبراهيم ، ص 84 ] . وسبق الحديث عن خطر المربية الأجنبية على الحجاب ، وتعويد الطفل على الاختلاط ، وذلك من العادات والقيم الهدامة التي يكتسبها الأطفال من الخادمات .
بعض الأطفال ضائعون بين ثقافتين :
ومن الأخطار الكبيرة على الطفل الخليجي بسبب المربيات ضياع الطفل بين ثقافة الأسرة وثقافة المربية وهذه بعض أوجه الضياع :
__________
(1)
( ) مجلة التربية القطرية ، العدد (81) .(1/59)
أسلوب المربية مع الطفل هو استجابتها غير المحدودة لجميع رغباته ، لأن المربية مطالبة بذلك أمام والديه ، أما أسلوب الوالدين مع الطفل فإنهما يناقشان رغباته ويلبيان بعضها ، ويتركان بعضها الآخر . حتى إذا انتقل الطفل إلى المدرسة وجد لائحة طويلة من النظم والأوامر لا تفعل كذا ولا تفعل كذا ... ويجب عليك كذا وكذا ... الخ . ومن هنا نجد الطفل يقع في التناقض والحيرة اللاشعورية ، وتختلط عليه الأمور ، ويجد نفسه بين ألوان مختلفة من القيم والاتجاهات والأنماط السلوكية، لا يعرف أين يكمن الصواب والخطأ ، وفيما يأخذ ويدع (1) .
إن المربية الأجنبية المعايشة للطفل فترات طويلة من حياته اليومية ، إنسانة ضائعة بين ثقافتين ، وحائرة بين نظامين ، فلا هي تجيد اللغة العربية لكي تقوم بنقل ثقافتنا العربية الإسلامية للطفل ، ولاهي تستطيع نقل ثقافتها الأجنبية لأنها ثقافة غريبة عن ثقافتنا بكل قيمها وروحها ورموزها ، والنتيجة هي عزل الطفل عن ثقافته العربية الإسلامية، ثم يضيع الطفل عندما ينمو ويشب في رعاية المربية الأجنبية معزولاً عن ثقافة قومه [ المرجع نفسه ، العدد (80 ) ] .
وأشارت الدراسات إلى أنه عندما توجد صراعات بين ما ينقل من البيت ورفاق اللعب ؛ فإن التنشئة الاجتماعية تكون بطيئة وغير مؤكدة [ خليفة إبراهيم ، ص (84) ] . كما أن عدم انسجام الوالدين في تعاملهما مع الطفل ، ينعكس سلبياً على حياة الطفل في السنة الأولى من حياته ، مما يجعله يعاني من اضطرابات عديدة في سلوكه (2) . فإذا كان عدم الانسجام بين الوالدين يسبب الاضطراب عند الطفل، فهل ينسجم الوالدان مع المربية في تعاملهم مع الطفل !!؟ أم أن أسلوب المربية يختلف كثيراً عن أسلوب الوالدين ؟ وبالتالي يؤدي إلى اضطراب كبير لدى الطفل .
الفصل السابع
__________
(1) مجلة التربية القطرية ، العدد (81) .
(2) عاطف صوفان ، التربية القطرية ، العدد (86) ، ص 33 .(1/60)
خطرالمربيات والخدم على احترام العمل اليدوي
تمهيد :
كان الناس في الماضي سادة وعبيداً ، وكان السادة يحكمون ويقاتلون ، أما العبيد فهم الزراع والصناع والخدم في البيوت ، ومنذ خمسة آلاف سنة أو مايزيد كانت هذه النظرة مترسخة لدى الجاهليين ( المنحرفين عن شريعة الله عزوجل). هكذا كانت اليونان وروما في الماضي ، والصين والجزيرة العربية .
والكتب المحرفة تدعي أن ( براهما ) خلق البرهميين من فمه ، والكشتريين من ذراعه ، والفيسائيين من فخذه ، والمنبوذين من قدمه ، وتقسم الوظائف بحسب ذلك ، فللبراهمة الوظائف الدينية ، وللكشتريين الحرب ، وللفيسائيين تربية الحيوانات والزراعة والتجارة ، أما المنبوذون فلم يعطهم السيد الأعلى إلا وظيفة واحدة ، وهي أن يكونوا خدماً للطبقات السابقة . حتى أرسطو الفليسوف اليوناني الكبير يقول أن الآلهة خلقت الناس من فصيلتين إحداهما زودت بالعقل والإرادة لتقوم بالأعمال الراقية ، والأخرى لم تزود إلا بقوى الجسم وهؤلاء هم البرابرة أي ما عدا اليونان من الناس ، ليكونوا عبيداً مسخرين للفصيلة المختارة . وكذلك قال اليهود أنهم شعب الله المختار ، وأن غيرهم (الأميين) خلقهم الله خدماً لهم... الخ .
العرب الجاهليون يحتقرون العمل اليدوي :
وكان العرب في الجاهلية يعتقدون أنهم شعب كامل الإنسانية ، وأن الأعاجم ( غير العرب ) شعوب وضيعة أقل منهم مكانة ، لذلك رفض النعمان بن منذر تزويج ابنته حرقة لكسرى أبرويز ، رغم أن النعمان كان أحد عماله . وكان العربي يرى أن الحرب والتجارة أسمى أنواع العمل ، بينما الأعمال الأخرى محتقرة في نظره ، ولايقوم بهاإلا الرقيق وأسرى الحروب والفئات الوضيعة .
وقد تخلصت أوربا من احتقار العمل اليدوي ، على أثر الظروف السياسية والصناعية التي مرت بها القارة الأوربية ، بينما بقيت رواسب تلك النظرة في بعض بلدان العالم الثالث ، ومنها البلاد العربية .(1/61)
والعرب الجاهليون يحتقرون المهن لأنها من العمل اليدوي ، ويهزأ الفرزدق بجرير لأنه ابن حداد ( قين ) في بيته المشهور :
بيتاً يحمم قينكم بفنائه دنس مقاعده خبيث المدخل (1) .
ويهزأ العرب من البستاني ، والنجار ، والحلاق ... الخ . ومن كل مهنة يدوية ، ويصل هذا الاحتقار إلى أنهم لايتزوجون فتاة أبوها حداد أو نجار أو بستاني ، وهو عار كبير عندهم . كما لايزوجون بناتهم لأبناء هذه المهن اليدوية (2).
الإسلام يحث على العمل اليدوي :
أعطى الإسلام كل فرد في المجتمع الحق في أن يزاول العمل المشروع ، الذي يروق له، كما حث على العمل أياً كان نوعه ، وأعلى من شأنه ، فإن الله سبحانه وتعالى قد سخر الكون للإنسان ليعمل فيه { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } [ ( الملك 51 ) ] . فالسعي في طلب الرزق بالعمل الحلال مطلوب ، وبعض الذنوب لايكفرها إلا السعي في طلب الرزق ، والعمل عبادة إذا صلحت النية ، والعمل شيمة الأنبياء والمرسلين ، سواء كان ذلك العمل زراعة أو صناعة أو تجارة أو حرفة ... الخ .
__________
(1) وذلك عندما افتخر جرير بنسبه ( بيته ) ، فهجاه الفرزدق بهذا البيت ، ويهزأ منه لأن والده حداد ، والقين هو الحداد ، ويحمم : ينفخ في الكير .
(2) لاحظ الباحث أن بعض القبائل العربية ؛ يطلقون على بعض أفخذ القبيلة مصطلح ( صنايعيية ) أي مكان الصناعة، وهؤلاء الصنايعييون أقل جاهاً من بقية القبيلة ، وأقل حسباً ونسباً من غير الصنايعيين ، وهذا دليل على احتقار العمل اليدوي والحرف عند العرب قديماً .(1/62)
فالعامل اليدوي يقوم بفرض كفائي حث عليه الإسلام ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أفضل الكسب بيع مبرور وعمل الرجل بيده ) وقال أيضاً : ( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) (1) . والأعمال اللازمة للمجتمع المسلم كلها فروض كفاية ، ويجب على الأمة أن توفر هذا االصنف من العاملين ، ولايميز الإسلام بين العمل اليدوي وغيراليدوي { إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } [ ( الحجرات 13) ] .
وجود الخادمات يزرع احتقار العمل اليدوي :
عندما يرى الأطفال أن الخادمة عندهم تقوم بالأعمال اليدوية ، بينما أمه تصدر الأوامر والتعليمات فقط ، ومما لا ريب فيه أن مكانة أمه في نظره أرفع من مكانة الخادمة ، عندئذ يرتبط في ذهن الطفل أن الإدارة من اختصاص الطبقة الراقية ، أما العمل اليدوي فإنه للخدم فقط .
وربما يفسر هذا الفهم الإقبال المتزايد عند الطلاب الخليجيين على كلية إدراة الأعمال ، أو ( العلوم السياسية ) ، والنفور من كلية الزراعة والمعاهد الصناعية.
كذلك يرى الأطفال في الجزيرة العربية أن العاملين في الزراعة ، كلهم من العمالة الأجنبية ، وأن المواطن الخليجي يعمل مديراً للمشروع الزراعي فقط ، عندئذ يتأكد في ذهنه منذ الصغر أن الزراعة عمل وضيع يقوم به الخدم ، ولا يعمل به الإنسان الشريف المحترم .
وجود الخادمات ينمي الاتكالية عند الأطفال :
__________
(1) الحديث الأول ذكره السيوطي في الجامع الصغير وحسنه ، والحديث الثاني في جامع الأصول ( 10 / 569 ) ، وفي البخاري في البيوع ، باب كسب الرجل وعمله بيده .(1/63)
من الملاحظات المتكررة في مدارسنا الخليجية ، أن الطالب الصغير أوالكبير ، يترك بقية فطوره ، وعلبة العصير الفارغة ، يترك ذلك كله في مكانه الذي تناول فيه فطوره ، حتى لو كان مكتب المرشد الطلابي في المدرسة (1) .
والاتكالية أو الاعتماد على الآخرين مرض خطير جداً، يجعل الطفل لايثق بنفسه ، ويشك في قدراته ، ويجعله متردداً خائفاً تلزمه الجرأة والشجاعة . ويقول خليفة إبراهيم : ( تبين من نتائج الدراسات الميدانية أن وجود المربية يقلل من الفرص المتاحة للاعتماد على النفس عند الأطفال ، وينمي الاتكالية والاعتماد على الآخرين (2) .
ومن الأساليب النبوية لتنمية ثقة الطفل بنفسه تنمية الثقة الاجتماعية عندما يقضي الطفل حاجيات المنزل ، ويجالس الكبار ، ويجتمع مع الصغار فتنمو ثقته الاجتماعية بنفسه [ محمد نور سويد ، ص 251 ] .
التربية اليابانية تحارب الاتكالية :
__________
(1) فقد تضمنت خطة الإرشاد الطلابي عقد اجتماعات للطلاب المتفوقين ، تهدف إلى إرشادهم وتوجيههم نحو أفضل السبل لاستثمار إمكاناتهم وقدراتهم العالية ونظراً لأن زمن الفسحة الكبيرة التي يعقد فيها الاجتماع ل يتجاوز ثلث الساعة فقد سمح المرشد لهم بتناول فطورهم أثناء الاجتماع ، وبعد انصرافهم كنت ترى بقايا ( السندوتش ) وعلب ( الميراندا ) الفارغة تملأ المكتب ، وهؤلاء هم صفوة المدرسة لكنهم تعودوا على ترك بقايا طعامهم وشرابهم ؛ فتأتي الخادمة وترفعه من الغرفة . وقد تكررت هذه الحادثة حتى اعتبرها المرشد ظاهرة اجتماعية تستحق الانتباه .
(2) خليفة إبراهيم ، ص 74 ، واعتدال عطيوي ، ص 49 .(1/64)
ومن خصائصها أن التعليم المهني مقدم على النظري ، والممارسة العملية أبرز واجبات الياباني منذ طفولته ، عندما يقوم بتنظيف صفه ومدرسته ، حتى بعد تخرجه من الجامعة عندما يتدرب في مؤسسة عمله على برامج إجبارية قبل أي منصب ثابت . كما تتلقى الفتاة اليابانية برامج إجبارية تعلمها كيف تكون زوجة صالحة [ محمد جابر الأنصاري ، ص 44 ] . ومن نتائج التربية اليابانية أن هذا البلد لا يعتمد على غيره ، وباستثناء النفط الذي لا يوجد عندهم نجد أن معظم المجتمعات في العالم تحتاج الصناعة اليابانية . ومن أسباب ذلك تعويدهم الطفل منذ الصغر الاعتماد على الذات ، فينظف صفه وغرفته في المنزل ويخدم نفسه منذ الصغر حتى لا يكون اتكالياً . وتقول المربية ( بستالوزي ) Pesstaloutzy ) ( :
( كلما استخدمنا خدماً أصبحنا أسرى لهم وإذا أردنا أن نكون أحراراً يجب أن نقول دائماً : إنني لا أحتاج إلى خدمة أحد لأنني لست عليلاً ، وكلما خدمنا الأطفال ألحقنا بهم الضرر ؛ لأننا نكون بذلك جعلناهم يعتمدون على غيرهم [ محمود مهدي الاستنبولي ، ص 69 ] .
وقد دخلت يوماً إلى بيت زميل آسيوي يحمل الماجستير ، يقول أن والده ضابط كبير ، وعندهم خدم كثير ، وكان هذا المدرس عازباً . وقد قابلتني رائحة القمامة لدى الباب ، فأدخلني إلى غرفة نومه ( حيث لا توجد غرفة غيرها بدون قمامة ) وذهب إلى المطبخ يحضر الشاي ، فمللت ولحقته إلى المطبخ الذي رأيت فيه أكوام القمامة أكثر من الأثاث ... وعندما قدم لي الشاي في كأس متسخة حاولت أن أشرب الشاي فيها ، وعلى الرغم من محاولتي القوية لكبح نفسي لم أستطع إتمام الكأس فاعتذرت ، ولما لاحظ ذلك اعتذر قائلاً :
- نحن في أسرتنا لا نقوم بأي عمل في البيت ، فهذه الأعمال من شأن الخادمات .
وبعد أن ودعته حمدت الله عزوجل على نعمه الكثيرة علي ، ومنها أن والدي رحمه الله كان فقيراً ولم يكن عندنا خادمات .
الفصل الثامن(1/65)
الخلاصة والمناقشة والخاتمة
أولا : خلاصة البحث :
للبيت المسلم أثر هام في تربية الطفل ، وخاصة عندما يحافظ على فطرة الله التي فطر الطفل عليها ، فيحفظ عقيدة الطفل . وله أثر هام في شخصية الطفل أيضاً لأن سنوات الطفولة المبكرة تتكون فيها شخصيته ، والأم أهم من الأب في تربية الطفل ، لذلك أوصى بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات وبالأب مرة واحدة .
وأهم وظيفة المرأة المسلمة هي تربية الأطفال وإرضاعهم والعناية بهم ومن وظائفها أيضاً أن تكون ربة بيت ، وزوجة صالحة .
وقد أفتى العلماء بأن استقدام المربيات غير المسلمات إلى الجزيرة العربية محرم شرعاً ، وقد رفض الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إقامة الأطباء غير المسلمين في بلده .
ودلت الدارسات الميدانية على أن معظم المربيات في الخليج من غير المسلمات وقد بادر مكتب التربية العربي بدراسة هذه الظاهرة لأهميتها . وأهم مافيها خطرهن على عقيدة الطفل لأن الشعور الديني يبدأ مبكراً عند الأطفال ، ولأن التربية الروحية تبدأ منذ المهد . وخطرهن على أخلاق الطفل المسلم وسلوكه عظيم أيضاً ؛ لأن القدوة أعظم وسيلة في التربية الخلقية، والمربية الأجنبية قدوة سيئة في البيت المسلم ، ويلحق أذاهن ضمير الطفل فيعيق نموه . وخطرهن أيضاً على الحجاب كبير جداً ؛ لأن البنات الصغيرات يقلدن الخادمات بالسفور والتبرج والاختلاط بالرجال .
أما خطرهنّ على ثقافة الطفل وخاصة لغته فأمر جدُ خطير ، حتى أن التراكيب الركيكة سادت في لغة الشارع ، حتى أن بعض الأطفال ضاعوا بين ثقافة الخادمة وثقافة الأسرة . ولهن خطر أيضاً على احترام العمل اليدوي مع أن الإسلام يحث عليه .
مناقشة
من هي المربية الأجنبية ؟ :
يقول خليفة إبراهيم : المربية الأجنبية هي الخادمة ... التي لا تحمل جنسية إحدى الدول العربية [ خليفة إبراهيم ، ص 12 ] .(1/66)
ويرى الباحث أن بعض المربيات العربيات غير المسلمات لايقل خطرهن عن البوذيات وغيرهن ، وقد يزيد خطرهن بسبب مخاطبتهن للطفل بلغته الأصلية وستكون علاقتهن بالطفل قوية وأثرهن أكبر . لأن تعلق الطفل بهن سيكون أكثر من تعلقه بغيرهن .
ويرى الباحث أن الخطر يأتي من المربية غير المسلمة سواء أكانت عربية أو أعجمية .
2-لماذا نستقدم المربيات ؟ :
المربية والخادمة والبستاني والطباخ والبواب ... الخ . كلهم يؤثرون على الأطفال لكن بدرجات متفاوتة ، وأكثرهم خطراً المربية ثم الخادمة ثم السائق . فلماذا نستقدم المربية ؟ :
أ- عمل الأم خارج المنزل :
يظن الكثيرون أن عمل الأم خارج المنزل هو السبب الأول وراء استقدام المربيات والخادمات . إلا أن دراسة اعتدال عطيوي أشارت إلى أن استقدام المربيات مرادف للوجاهة الاجتماعية ، ولا يرتبط بعمل المرأة خارج المنزل [ اعتدال عطيوي ، ص 46 ] . كما دلت دراسة عنبرة الأنصاري إلى أن السبب الأول لاستقدام الخادمات هو كثرة الأعمال المنزلية الناتجة عن ما يسمى ارتفاع مستوى المعيشة ، ويمثل هذا السبب (60.7%) من جملة الأسباب وراء استقدام الخادمات [ عنبرة الأنصاري ، ص 156 ] .
كما أن السبب الأول الذي دفع النساء للعمل خارج المنزل هي الرأسمالية ، عند بداية الثورة الصناعية في أوربا ، لأن الآلة لا تحتاج إلى قوة الرجل العضلية ، ولأن المرأة ترضى بأجر أقل من الرجل ، كما أنها أسهل انقياداً منه ، لذلك انتشرت البطالة يومذاك بين الرجال ؛ بينما زاد الطلب على النساء العاملات . إذاً الغرض الأول من خروج المرأة من بيتها هو الجشع ، والجري وراء الدنيا بالإضافة إلى فكرة التحرر والمساواة بالرجل التي أخرجتها من بيتها إلى المصنع والشارع والمزارع ، ثم إلى الإدارات والشرطة والجيش . فماذا عن عمل المرأة في الإسلام ؟(1/67)
يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز - حفظه الله - : ( من المعلوم بأن نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال يؤدي إلى الاختلاط المذموم والخلوة بهن ، وذلك أمر خطير جداً له تبعاته الخطيرة ، وعواقبه الوخيمة ، وثمراته المرة ، وهو مصادم للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها ، والقيام بالأعمال التي تخصها وفطرها الله عليها مما تكون فيه بعيدة عن مخالطة الرجال (1) .
وقد أحسن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - وفقه الله - فيما أصدر من تعميم برقم (2966/ م) وتاريخ (19/ 9/1404هـ) ومضمونه أن عمل المرأة الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ، سواء كانت سعودية أو غير سعودية أمر غير ممكن لأنه محرم شرعاً ، ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد (2) . وقد أشار الشيخ عبد العزيز بن باز إلى أن عمل النساء في بيوتهن وفي التدريس للبنات وفي طب النساء يغنيهن عن التوظيف في ميدان عمل الرجال .
عمل الأم الحقيقي هو التربية :
يقول عاكف صوفان : إن الطفل في بداية حياته لا يعرف سوى أمه ، فهي أول من يراه الطفل ، وإن معادلة الأم والطفل هي المعادلة السليمة في الحياة والطفل في أمس الحاجة إلى أمه في الفترة الأولى من حياته ، لأنها تؤمن له الرعاية المطلوبة والتي لايمكن أن يوفرها أي إنسان آخر مهما بلغت درجة ثقافته وكفاءته ، أما عزوف الأم عن طفلها وانشغالها عنه بأعمالها الخارجية فإنه أمر غير طبيعي (3) . ويجب أن ترضع الأم طفلها فتقدم له الحليب والغذاء العاطفي المصاحب له ، ومن المستحيل أن تنجح واحدة غير الأم بهذه المهمة ، وإذا ما حرم الطفل من أمه فإنه ليس وزنه فقط سوف يتوقف عن الزيادة ؛ لكن سيؤثر ذلك في نموه العقلي والنفسي أيضاً (4) .
الأم الطبيبة أو المدرسة :
__________
(1) مجلة الدعوة السعودية ، العدد (995) .
(2) المرجع نفسه .
(3) عاكف صوفان ، مجلة التربية ، أبو ظبي ، العدد (85) ص : 28 .
(4) المرجع نفسه .(1/68)
هناك مجالان فقط في المجتمع المسلم يجب أن تعمل فيهما المرأة ، وهما طب النساء (ويشمل الرعاية الصحية الكاملة للمرأة في جميع مراحل حياتها ، وجميع الأمراض التي تصيبها ، ومنها أمراض الحمل والولادة ) . وتعليم البنات من الروضة وحتى التخرج من الجامعات ينبغي أن تقوم به المرأة .
والأم الطبيبة أو المدرسة لها مهمتان في المجتمع المسلم :
مهمة أساسية وهي الإنجاب والحضانة والتربية ، وأن تكون ربة بيت عندها زوج وأولاد تسهر على راحتهم .
مهمة ثانوية وهي أن تكون طبيبة أو مدرسة . والمقصود أن يكون أكثر من نصف وقتها لمهمتها الأساسية ، وقليل منه لمهمتها الثانوية ، فكيف يكون ذلك ؟ هناك حلول كثيرة جداً يساعد عليها إغلاق الأعمال الأخرى أمام المرأة ومنعها من مزاولتها كما هو الحال في المملكة العربية السعودية عندئذ سيتوفر في المجتمع المسلم عدد كبير من الطبيبات والمدرسات ، وعندئذ يمكن أن تكلف المرأة الطبيبة أو المرأة المدرسة بنصف وظيفة أو ثلث أو ربع . وهذا مثال من التدريس نصاب الوظيفة الكاملة أربع وعشرون حصة في الأسبوع ، أي خمس حصص يومياً ، والرجل الذي يقوم بهذه الوظيفة تستنفذ طاقته كلها ، ويعود إلى بيته منهوك القوى جسدياً ونفسياً . فما بالك بالمرأة ؟ فكيف تكون مثل هذه المدرسة أماً عندها أطفال وزوج وبيت؟ عندئذ تلجأ هذه المسكينة إلى المربية والخادمة ... الخ. وهي في حلها لهذه المشكلة كالمريض الذي يتناول المخدرات كي لا يشعر بألم المرض .
نصف طبيبة أو نصف مدرسة (1) :
إذاً اللجوء إلى المربية والخادمة كتعاطي المسكنات حتى لايحس بالألم ، أما الحل الأفضل في المجتمع المسلم فله صور متعددة هذه إحداها :
__________
(1) عنبرة الأنصاري ، ص 220 .(1/69)
تكلف المرأة المدرسة بنصف نصاب أي عشر ساعات أو اثنتا عشرة ساعة في الأسبوع ، أي أنها ستعمل ساعتين في اليوم فقط . هذا بالنسبة إلى الأم العادية ، أما الأم كثيرة الأطفال فيمكن أن تكلف بربع وظيفة أي حصة في اليوم الواحد ، أو حصتان كل يومين . عندئذ تستطيع المرأة المدرسة أن تتفرغ لمهمتها الأساسية . وكذلك الأم الطبيبة . ومما يجدر ذكره أن لا يثقل عاهل الدولة بزيادة النفقات في هذه الحالة ، وإنما تمنح المرأة المدرسة أو الطبيبة راتب يوازي ساعات عملها ( نصف راتب أو ربع راتب مثلاً ) ، مع مكافأة تشجيعية زيادة على ذلك . ولا ننسى أن المرأة العازبة ( الطبيبة أو المدرسة ) تستطيع أن تقوم بوظيفة كاملة ، وتحصل على راتب كامل كالرجل أو تزيد عنه تشجيعاً لها كي تعمل في ميدان الطب النسائي وتعليم البنات . وكذلك المرأة التي لم تنجب ، أو أنجبت طفلاً أو طفلين فقط وكبرا ولم تنجب غيرهما، عندئذ تستطيع أن تقوم بوظيفة كاملة أو ثلاثة أرباع وظيفة إذا استطاعت . وقد صدر المرسوم رقم (22) مكرر في الكويت لتعديل إجازة الأمومة وجاء فيه أن الأم العاملة تستطيع أن تحصل على إجازة لمدة شهرين بمرتب كامل ، ثم أربعة شهور بنصف مرتب ، ثم ستة شهور بدون مرتب (أصبح المجموع سنة ) . كما يجوز للموظفة الكويتية طلب العمل بدوام جزئي، بشرط ألاتقل ساعاته عن نصف ساعات الدوام الرسمي ، إذا كان لديها طفل واحد على الأقل ، لايزيد عمره عن أربع سنوات [ مجلة المجتمع ، العدد ، ( 775 ) ] .
ب - المباهاة والكبر من أسباب استقدام الخادمات :
وهذا هو الواقع ، مع أنه مر . وهو أن أكثر من نصف الأسر التي تستقدم المربيات والخادمات ؛ لا تعمل الزوجة فيها خارج البيت ( ولا داخل البيت )، وإنما تقضي عمرها بين النوم والسهر مع الصديقات ، والتجول في الأسواق لملاحقة الأزياء .(1/70)
ففي الدراسة الميدانية التي أجريت في البحرين تبين أنه توجد خمسة أسباب لاستقدام المربيات ، والسبب الأول هو أن رب الأسرة وربتها من المثقفين حملة الشهادات ( أي أن المرأة تعمل خارج المنزل غالباً ) . أما الأسباب الأربعة الأخرى فهي :
يعمل رب الأسرة في مهن متخصصة ( أي أسر ثرية ) .
دخلها الشهري أكثر من أربعمائة دينار بحريني .
لديها أكثر من طفل واحد تقل أعمارهم عن ست سنوات .
تقيم في المدن الكبيرة وتسكن الفلل الواسعة أو الشقق الكبيرة [ خليفة إبراهيم،ص 51].
وهذه الأسباب الخمسة كلها تنحصر في الترف والمباهاة ، حيث أن المرأة تتعالى على زميلاتها وقريباتها بكثرة الخدم والحشم . أما في الدراسة الميدانية التي أجريت في الكويت فكانت دوافع استقدام المربيات كما يلي :
ارتفاع مستوى المعيشة ( أي الترف ) .
خروج المرأة للعمل ( أي ارتفاع مستوى المعيشة ومن ثم الترف ) .
زيادة الطموحات الأسرية ( أي الترف أيضاً ) .
عنصر المحاكاة (1) . ( التقليد الأعمى والمباهاة ) ، أي أن المرأة التي لا تعمل خارج البيت تغار من أختها الطبيبة أو المدرسة ؛ فتستقدم خادمة مثلها مع أنها لا تحتاج لها .
وأشارت الدراسة الميدانية التي قامت بها عنبرة الأنصاري إلى أن (60.7%) من الأسر استقدمت الخادمات بسبب كثرة الأعمال المنزلية ، و(50%) من الأسر استقدمت الخادمات بسبب عمل الأم خارج المنزل [ عنبرة الأنصاري ، ص 156 ] . وأشارت دراسة جهينة العيسى (الكويت 1983م) إلى أن استقدام الخادمات غير مرتبط بنزول المرأة للعمل ، بل يعتبر وجود الخادمات مرادف للوجاهة الاجتماعية [اعتدال عطيوي ، ص 46 ] .
__________
(1) خليفة إبراهيم ، ص 52 ، وعدنان باحارث ، ص 555 .(1/71)
كما دلت الدراسات الميدانية على أن (40%) من أولياء الأمور قالوا عن آثار المربية ظهور الأسرة بمظهر لائق [ خليفة إبراهيم ، ص 85 ] ، أي أن استقدام المربيات والخادمات للمباهاة والمفاخرة . إذاً بعض الأمهات في الخليج هن سبب المشكلة ، فالمرأة التي لا تعمل خارج البيت وتستقدم المربية والخادمة هي السبب الرئيسي لهذه المشكلة ، ويبدو أن المربية الأجنبية في الخليج العربي عرض لداء أكثر خطورة وهو الترهل والطفيلية والاعتماد على الآخرين في كل شيء [ المرجع نفسه ، ص 101 ] .
وعلاج المباهاة والترف يكون بالعودة للإسلام ، ونشر الوعي الديني بين النساء وتذكيرهن بأن الجنة تحت أقدام الأمهات لأن الأمهات ينجبن ويرضعن ويعتنين بالأطفال والأولاد والزوج والأسرة كلها . والمرأة المسلمة تدرك مهمتها التي تؤجر عليها من الله عزوجل (1) .
الترف قرين الهلاك :
وإذا وصلنا إلى أن الترف هو السبب الأساسي في استقدام المربيات والخادمات ؛ ينبغي أن نتذكر أن الترف لم يرد في القرآن الكريم إلا في مواضع الذم والهلاك ، وهذه الآيات التي ورد فيها الترف :
1- قال تعالى : { الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ... } [ المؤمنون : 33 ] .
2- قال تعالى : { فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ، لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ، قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين } [ الأنبياء : 12-14 ] .
3- قال تعالى : {واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين } [ هود : 611].
4- قال تعالى : { وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون } [ سبأ : 43 ] .
5- قال تعالى : { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } [ الزخرف:23 ].
__________
(1) خالد شنتوت ، تربية البنات ، ص 48 .(1/72)
6- قال تعالى : { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ، في سموم وحميم ، وظلٍ من يحموم ، لا بارد ولا كريم ، إنهم كانوا قبل ذلك مترفين } [ الواقعة : 41-45 ] .
7- قال تعالى : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً } [ الإسراء : 16 ] .
8-قال تعالى : { حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون } [ المؤمنون :64].
نسأل الله عزوجل ، اللطيف الرحيم أن يبعد الترف عن المسلمين ، فإن الترف سبب من أسباب الهلاك . وللمرأة المسلمة دور بارز في وقاية المجتمع المسلم من الإسراف والاستهلاك المؤديين إلى الترف ، ومن ثم إلى الهلاك ، وينبغي أن تربى البنات في المجتمع المسلم تربية إسلامية تؤهلهن لأداء هذه المهمة [ خالد شنتوت ، ص 34 ].
الخادمة المسلمة وشروطها :
وفي الواقع توجد الأم المريضة ، والأم كثيرة العيال ؛ كأن تنجب في كل سنة حتى صار عندها أكثر من ستة أطفال أكبرهم في السابعة من عمره ، أوالأم الطبيبة المتخصصة ذات المسؤوليات الكثيرة التي يحتاجها المجتمع المسلم ، أوالأم الأستاذة الجامعية التي تضطر للعمل في وظيفة كاملة تلبية لحاجة المجتمع، وحالات أخرى مماثلة تضطر الأسرة فيها إلى استقدام الخادمة ، عندئذ لابد من استقدامها وفق الشروط التالية :(1/73)
أن تكون الخادمة مسلمة ، ولايكفي إسلام الوثائق المسجل في جواز السفر، لأن الدراسة الميدانية التي أعدتها عنبرة الأنصاري دلت على أنه لا يوجد فرق بين الخادمات المسلمات وغير المسلمات ، وكلاهما لهن آثار سلبية على الطفل تقول الباحثة عنبرة : ( ولو نظرنا إلى أثر الخادمات المسلمات لوجدنا له نفس التأثير السلبي الذي يحدث من الخادمات غير المسلمات في تحقيق الحاجات الدينية ، لأن الخادمات المسلمات لسن على وعي كاف بتعاليم الدين الإسلامية ، لذلك فإنهن لا يستطعن تحقيق الحاجات الدينية للطفل [ عنبرة النصاري ، ص 245 ] . بل لابد من أن تكون من مجتمع مسلم وبيئة صالحة ، ثم يشترط فيها بعض المؤهلات مثل أ - المواظبة على العبادات ومعرفة الأحكام الأساسية للصلاة والصوم والطهارة على الأقل . ب - ملتزمة بالحجاب الشرعي .
أن تكون عربية اللغة .
أن لايقل عمرها عن أربعين سنة ، وأن يسبق لها إنجاب الأطفال وتربيتهم.
لابد من استقدام زوجها كمرافق لها ، أو محرم عليها كأخيها أو إبنها .
وعندئذ نسميها خادمة فقط ، ولا يعهد إليها بتربية الأطفال ، أي تقوم بتنظيف البيت والمطبخ وغسل الثياب مثلاً ، أما إعداد الطعام ورعاية الأطفال فلابد أن يكون من مهمة الأم مهما كانت ؛ طبيبة أو مدرسة أو ربة بيت ومهما كان أطفالها كثيري العدد لأن مهمة التربية لا يمكن أن يقوم بها غير الأم والأب .
الخادمة المحلية أفضل من المستقدمة :(1/74)
وقد تستطيع الأم ذات الأطفال الكثيرين ، أو الأم الطبيبة أو المدرسة أن توظف خادمة محلية ، من الموجودات في المجتمع ، وافدة أو خليجية كي تعمل عندها ساعات محدودة في اليوم ، فتقوم بأعمال التنظيف وغيرها مما تتطلب الجهد الذي لايوجد عند الأم العاملة [ عدنان باحارث ، ص 561 ] . ومثل هذه الخادمة لاتنام عند الأسرة ، ولاتختلط بها ، بل تنام في بيتها مع أسرتها ، لذلك سيكون أثرها محدود اً جد اً على الأطفال ، كما أنها من البيئة الثقافية وليست أجنبية عنها ; دينها الإسلام ولغتها العربية وعاداتها وتقاليدها منسجمة مع المجتمع العربي المسلم .
ثالثاً : الخاتمة
فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز :
لا يجد الباحث في الخاتمة أفضل من الفتوى التي نشرها الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله ، في مجلة الجندي المسلم [ العدد 26 الصادر عام 1402هـ ] تحت عنوان :
المسلمون ينصرون أبناءهم بأيديهم (1) :
__________
(1) هذا العنوان وضعه الأستاذ أحمد محمد جمال -رحمه الله- في العدد (6471) من صحيفة البلاد الصادرة يوم (8/8/ 1400هـ) وستشهد بما نشرته مجلة حضارة الإسلام (الدمشقية) نقلاً عن مجلة بلقيس الصادرة في لندن والتي جاء فيها : ( ... أن الغالبية من رجال المستقبل في البلاد العربية ؛ تشرف على تربيتهم وتسهر على طفولتهم وتنشؤهم مربيات انجليزيات ) .(1/75)
يقول ابن باز : ( أشكر فضيلة الشيخ أحمد محمد جمال على نصيحته الطيبة وتنبيهه إلى الخطر العظيم الذي وقع فيه بعض المسلمين وأهيب بالمسلمين عامة ، وبالذين استقدموا المربيات الكافرات خاصة ؛ إلى امتثال أمر الله ورسوله في المحافظة على أولادهم ، والحرص على سلامتهم من الكفر والفسوق والعصيان ، ووقايتهم من النار ، والمبادرة بإلغاء عقود هؤلاء المربيات وردهن إلى غير رجعة عملاً بقوله سبحانه : {ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ... } [ التحريم : 6] . وقوله عزوجل : { ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم ، قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أكبر ... } ( الآية ) [ آل عمران:118 ] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) .
ويتابع الشيخ ابن باز فيقول : ( مما لاشك فيه أن تسليم الطفل الناشئ إلى إمرأة نصرانية أو غيرها تلقنه ما تشاء وتوجهه إلى ما تريد من أقوى أسباب خروج الأولاد ذكورهم وإناثهم عن دين الإسلام ... وليعلم كل مسلم يستقدم مربية كافرة نصرانية أو يهودية أو بوذية أو غيرهن من الكافرات ... قد ارتكب حوباً كبيراً يجب عليه أن يسارع إلى التوبة إلى الله سبحانه من هذا العمل المنكر ، وذلك بإلغاء عقودهن والندم على ما مضى منه ، والإقلاع عنه والعزم على أن لا يعود إليه ، لأن ذلك العمل من أعظم المحرمات التي يترتب عليها مفاسد كبرى وأمور خطيرة على مستقبل الإسلام والمسلمين ، حيث فيه مساعدة للنصارى وغيرهم على تحقيق مآربهم وتنفيذ مخططاتهم في بلاد المسلمين ، وفيه إخراج المولود من الإسلام إلى النصرانية وغيرها من ملل الكفر ... ) (1).
فتوى القاضي عبدالقادر العماري :
__________
(1) فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز منشورة في مجلة الجندي المسلم ، العدد (26) .(1/76)
وكذلك أفتى القاضي عبدالقادر محمد العماري ، قاضي المحاكم الشرعية في قطر وقال : ( الذي يستقدم المربيات غير المسلمات يرتكب معصيتين لله تعالى ؛ معصية لمساعدته على مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن وجود غير المسلمين في جزيرة العرب ، ومعصية بسبب إفساد عقيدة أولاده ) (1) .
فتوى الشيخ عبدالوهاب المشهداني :
وقال الشيخ عبدالوهاب المشهداني : ( فالاختلاط بين الخدم وأهل البيوت يؤدي إلى افتتان الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، ويجر إلى انتشار الفاحشة في أفراد الأمة ، وهذا وبال علينا وشر في العاجل والآجل ، لذا يجب منع إدخال الخدم إلى بيوتنا ... ) (2) .
وسائل الإعلام أنذرت بالخطر :
__________
(1) مجلة المجتمع الكويتية ، العدد (821) .
(2) مجلة منار الإسلام ، أبو ظبي ، العدد الرابع للسنة (14) .(1/77)
وكتب الدكتور علي بن محمد التويجري - رئيس تحرير مجلة رسالة الخليج العربي - في اليمامة تحت عنوان : كيف سيكون طفلنا الخليجي عام (1420هـ) !!؟ جاء فيه : (إن الأسرة هي الوسط الأساسي في تكوين الشخصية ، وإن ما يكتسبه الفرد في مرحلة الطفولة من معتقدات وقيم وعادات واتجاهات يمثل عوامل ثابتة لا تتغير فيما بعد إلا بمحدودية وبصفة مؤقتة . ولك أن تتصور أثر عشر ثقافات تختلف جذرياً عن ثقافة منطقتنا ، لك أن تتصور لو وضعنا بدلاً من الأم مربية أجنبية ؛ ماذا ستكون صياغة طفلنا الخليجي العربي المسلم عام (1420هـ) . ناهيك عن الصراعات النفسية التي تنشأ من نموذج ثقافي سيرلانكي مرة ، وهندي مرة أخرى ، وفيلبيني مرة أخرى ، وهكذا من عشر أو خمس عشرة جنسية أخرى ، كيف سيتفاهم هؤلاء الأطفال إذا اجتمعوا بعد عشرين عاماً في حرم الجامعة الخليجية . هل أحدثك عن الإعاقة اللغوية !!؟ أو عن الإعاقة الفكرية!!؟ أو عن الإنحرافات الجنسية !!؟ [ خليفة إبراهيم ، ص 105 ] . وقد ساهمت وسائل الإعلام الخليجية في إطلاق صيحات الخطر والتحذير منه وهذه بعض صيحاتها :
نعم للأم ... لا للخادمة بقلم محمد حسني ضيف الله . الشرق الأوسط (18/2/1985م) .
مغتربون ثقافياً بسبب المربيات الأجنبيات . مجلة الحوادث (25/2/1985م) .
المرأة السعودية أمام معادلة صعبة : العمل دون تضييع الأسرة ، اليمامة (9/5/1405هـ) . ويلاحظ أن هذه الصيحات كلها خلال عام واحد فقط وهو عام (1985م ) وهناك صيحات كثيرة غيرها مازالت تدوي في وسائل الإعلام الخليجية ومنها أيضاً :
ما نشرته مجلة التربية القطرية وهو خلاصة ندوة حول المربيات الأجنبيات التي شارك فيها عدد من التربويين ومن توصيات هذه الندوة :(1/78)
( إن إنحلال شخصية الطفل واهتزازها ناتج عن معايشته للخدم والمربيات فترات طويلة من حياته اليومية ، بالإضافة إلى تعرضه لأنماط متباينة من السلوك والتصرفات داخل الأسرة (1). مما يؤدي به إلى الاضطراب واهتزاز الشخصية .
وأخيراً فإن الجزيرة العربية - المنطلق الأول والأخير للإسلام - ولأن الله تعالى كتب أن تكون في هذه الجزيرة ( الدار ) كما قال الله عزوجل : { والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا} [ الحشر: 9 ] . فهي دار الإيمان وبلاده ، وأرضه التي يأوي إليها أهل الإيمان في كل مكان وكل زمان . ومن الملاحظ أن الطبيعة الصحراوية لأرض الجزيرة العربية عكست عليها آثاراً إيجابية عديدة منها :
حماها الله وجعلها بمنجاة من كيد الغزاة وأطماع المحتلين .
كما أن الله حماها بتلك الطبيعة من تأثير الحضارات المادية . ومن العدل أن ندرك أن هذه الجزيرة لا تزال هي أطهر بقعة في الدنيا ، ولا تزال نموذجاً فريداً بين بلاد الأرض ... [ سليمان العودة ، ص 15 ] .
وختاماً نسأل الله عزوجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، إنه على كل شيء قدير وبالمسلمين رؤوف رحيم .
والحمد لله رب العالمين .
المراجع
(1) ــ كتب الحديث الشريف :
ابن قيم الجوزية ، مختصر زاد المعاد ، أنصار السنة المحمدية ، نشر الجامعة الإسلامية ، المدينة المنورة .
جامع الأصول في أحاديث الرسول ، ابن الأثير الجرزي ، مكتبة الحلواني .
صحيح البخاري ، المكتبة الإسلامية ، استانبول .
صحيح مسلم ، دار إحياء الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي وشركاه ، ترتيب محمد فؤاد عبدالباقي .
فتح الباري ، لابن حجر ، ( 13 مجلداً ) ، جماعة من العلماء ، المطبعة السلفية .
اللؤلؤ والمرجان ، جزءان ، محمد فؤاد عبدالباقي ، المكتبة الإسلامية ، استانبول .
__________
(1) مجلة التربية القطرية ، العدد (80) .(1/79)
مختصر سنن أبي داود ، للحافظ المنذري ، مكتبة السنة المحمدية ، القاهرة .
مسند أحمد ، ( 6 مجلدات ) ، دار صادر ، بيروت .
(2) ــ الكتب التربوية :
أحمد القطان ، واجبات الآباء نحو الأبناء ، ط 2 ، الكويت ، مكتبة السندس ، 1406هـ .
ابن قيم الجوزية ، تحفة المودود بأحكام المولود ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط1، 1979م .
اعتدال عطيوي ، أطفالنا والخادمات ، دراسة ماجستير ، دار العلم للملايين ، جدة .
جمال ماضي أبو العزايم ، القرآن والصحة والنفسية ، مجلة الصحة النفسية ، العدد الثاني ، ص 16-24 .
الحاشية ، لابن عابدين .
حامد زهران ، علم نفس النمو ، دار المعارف ، 1986م .
خالد شنتوت ، تربية البنات في الأسرة المسلمة ، دار المجتمع ، جدة ، ط 1 ، 1411هـ .
خالد شنتوت ، دور البيت في تربية الطفل المسلم ، دار المطبوعات الحديثة ، جدة، ط 4 ، 1411هـ .
خليفة إبراهيم ، المربيات الأجنبيات ، مكتب التربية العربي ، الرياض ، 1407هـ.
خيرية حسين جابر ، دور الأم في تربية الطفل المسلم ، دار المجتمع ، ط 2 ، 1986م .
الدمرداش سرحان ، المناهج المعاصرة ، مكتبة الفلاح ، الكويت ، ط 3 ، 1981م .
رينيه دوبو ، إنسانية الإنسان ، تعريب الدكتور نبيل صبحي الطويل ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط 2 ، 1984م .
سامية حمام ، أثر غياب أحد الوالدين ، مجلة التربية القطرية ، العدد (64) ، 1984م .
سليمان فهد العودة ، جزيرة الإسلام ، دار الوطن ، الرياض ، 1411م .
سيد قطب ، في ظلال القرآن ، دار الشروق ، ط 10 ، 1982م .
عائشة السيار ، التنشئة الاجتماعية ، مجلة التربية ( أبوظبي ) ، العدد (52)، 1407هـ.
عبدالله علوان ، تربية الأولاد في الإسلام ، دار السلام ، حلب ، ط 3 ، 1401هـ.
عبدالله محمد خوج ، التربية النموذجية للطفل في الوطن العربي ، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب ، الرياض ، 1401هـ .(1/80)
عدنان حسن صالح باحارث ، مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة ، دار المجتمع ، جدة ، 1410هـ ، 1990م .
عنبرة حسين عبدالله الأنصاري ، أثر الخادمات الأجنبيات في تربية الطفل ، رسالة ماجستير ، نشرتها دار المجتمع ، جدة ، 1411هـ .
فاخر عاقل ، علم النفس التربوي ، دار الفكر ، دمشق .
كونوي زيقلر ، أصول التنصير في الخليج العربي ، ترجمة مازن مطبقاني ، دار عكاظ، جدة ، 1410هـ .
ليلى عبدالرشيد عطار ، الجانب التطبيقي في التربية الإسلامية ، ط 1 ، تهامة ، الرياض ، 1403هـ .
محمد جابر الأنصاري ، جذور التربية اليابانية وخصائصها المميزة ، مجلة رسالة الخليج العربي ، العدد (2) ، الرياض ، 1407هـ .
محمد جميل محمد يوسف ، النمو من الطفولة إلى المراهقة ، تهامة ، الرياض، 1401هـ.
محمد السيد الوكيل ، جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين ، دار المجتمع ، جدة ، 1986م.
محمد علي البار ، عمل المرأة في الميزان ، الدار السعودية ، ط 1 ، 1981م .
محمد قطب ، منهج التربية الإسلامية ، جزءان ، دار الشروق ، 1401هـ .
محمد نور سويد ، منهج التربية النبوية للطفل ، مكتبة المنار الإسلامية ، الكويت ، ط 2 ، 1988م .
محمود الاستامبولي ، كيف نربي أطفالنا ، المكتب الإسلامي ، ط 4 ، 1406هـ .
مصطفى الخالدي وعمر فروخ ، التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، المكتبة العصرية ، بيروت ، 1372هـ .
(3) ــ المجلات والصحف :
صحيفة ( المسلمون ) ، صحيفة إسلامية أسبوعية ، دولية .
مجلة التربية ، مجلة تربوية ثقافية شهرية ، تصدرها وزارة التربية في الإمارات العربية المتحدة ، أبوظبي .
مجلة التربية ، مجلة دورية محكمة ، تصدر عن اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ، الدوحة .
مجلة الجندي المسلم ، مجلة إسلامية ثقافية عسكرية فصلية ، تصدر عن إدارة الشئون الدينية للقوات المسلحة في المملكة العربية السعودية ، الرياض .(1/81)
مجلة الدعوة ، مجلة إسلامية أسبوعية جامعة ، تصدر عن مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية في المملكة العربية السعودية .
مجلة المجتمع ، مجلة أسبوعية إسلامية ، تصدر عن جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت.
مجلة منار الإسلام ، مجلة إسلامية ثقافية شهرية ، تصدر عن وزارة الأوقاف في الإمارات العربية المتحدة أبوظبي .
-
الموضوع -
الصفحة - -
- - -
- المقدمة ........................................................................... -
1 - -
- -
الفصل الأول : التربية في البيت المسلم -
- -
- - البيت مسؤول عن عقيدة الطفل ................................................... -
3 - -
- - البيت مسؤول عن شخصية الطفل .................................................. -
4 - -
- - مسؤولية الأم في التربية .......................................................... -
4 - -
- - مسؤولية الأب في التربية ......................................................... -
6 - -
- - فضل تربية الأولاد في الإسلام ..................................................... -
8 - -
- - وظائف المرأة المسلمة ............................................................ -
9 - -
- 1- المراة المسلمة أم مربية : ............................................. -
9 - -
- - الإنجاب .................................. -
10 - -
- - الإرضاع ................................... -
10 - -
- - العناية بالطفل ................................... -
11 - -
- 2- المرأة المسلمة ربة بيت ............................................. -
11 - -
- 3- المرأة المسلمة زوجة صالحة ........................................... -
12 - -
- -
الفصل الثاني : المربيات والخدم في الجزيرة العربية -
- -(1/82)
- - إخراج غير المسلمين من جزيرة العرب ............................................. -
13 - -
- - الملك عبد العزيز آل سعود يرفض إقامة المنصرين في بلاده .................... -
14 - -
- - حجم مشكلة المربية الأجنبية .................................................... -
15 - -
- - مكتب التربية العربي يهتم بالمشكلة .................................................. -
17 - -
- - لمحة تاريخية .............................................................. -
18 - -
- - الفرق بين المرضعة والمربية ......................................................... -
19 - -
- - عبر من التاريخ .............................................................. -
20 - -
- - المربيات الأجنبيات في بيوت الأغنياء .......................................... -
21 - -
- - الدراسات السابقة : -
22 - -
- 1- دراسة إبراهيم خليفة .................................... -
22 - -
- 2- دراسة اعتدال عطيوي ................................... -
23 - -
- 3- دراسة عنبرة حسين عبد الله الأنصاري ............. -
24 - -
- -
الفصل الثالث : خطر المربية الأجنبية على عقيدة الطفل المسلم -
- -
- - أهمية الطفولة المبكرة ............................................................... -
27 - -
- - التربية الروحية في المهد .............................................................. -
29 - -
- - التربية الروحية في الطفولة المبكرة ................................................ -
30 - -
- - المربية الأجنبية والتربية الروحية ................................................ -
30 - -
- - المنصرون يهتمون بأطفال المسلمين ................................................. -
33 - -
- -
الفصل الرابع : خطر المربية الأجنبية على أخلاق الطفل المسلم -(1/83)
- -
- - القدوة الحسنة أعظم وسيلة للتربية الخلقية ........................................ -
34 - -
- - المربية الأجنبية قدوة سيئة في البيت المسلم ...................................... -
35 - -
- - السلوك الأخلاقي للمربيات الأجنبيات ......................................... -
37 - -
- - خطر المربيات على ضمير الطفل المسلم ....................................... -
38 - -
- - لا تستطيع المربية أن تحب الطفل مثل أمه ..................................... -
39 - -
- - نماذج من سلوك الأطفال المقتبس من المربيات .................................... -
40 - -
- - أحدث الدراسات تؤكد ................................................................ -
42 - -
- -
الفصل الخامس : خطر المربيات على الحجاب -
- -
- - متى تدرب البنات على الحجاب ؟ .................................................. -
44 - -
- - منع الاختلاط من الحجاب ................................................... -
45 - -
- - القدوة الحسنة أفضل طرق التربية ................................................ -
45 - -
- - المربية الأجنبية قدوة سيئة في الحجاب .............................................. -
46 - -
- - المربية الأجنبية تختار ملابس البنات ............................................. -
47 - -
- -
الفصل السادس : خطر المربيات الأجنبيات على ثقافة الطفل المسلم -
- -
- - تعريف الثقافة ................................................................. -
48 - -
- - اللغة وعاء الثقافة ................................................................. -
48 - -
- - سنوات اكتساب اللغة ................................................................. -
48 - -(1/84)
- - خطر المربيات الأجنبيات على لغة الطفل ........................................... -
49 - -
- - بعض التراكيب اللغوية المصاحبة لوجود المربيات الأجنبيات ....... -
51 - -
- - خطر المربيات الأجنبيات على العادات والتقاليد والقيم عند الطفل المسلم ....... -
52 - -
- - بعض الأطفال ضائعون بين ثقافتين ............................................ -
53 - -
- -
الفصل السابع : خطر المربيات والخدم على احتقار العمل اليدوي -
- -
- - العرب الجاهليون يحتقرون العمل اليدوي ........................................... -
55 - -
- - الإسلام يحث على العمل اليدوي ............................................... -
56 - -
- - وجود الخادمات يزرع احتقار العمل اليدوي ................................... -
57 - -
- - وجود الخادمات ينمي الاتكالية عند الأطفال ................................... -
57 - -
- - التربية اليابانية تحارب الاتكالية .............................................. -
58 - -
- -
الفصل الثامن : الخلاصة والمناقشة والخاتمة -
- -
- - أولاً : خلاصة البحث ................................................................ -
60 - -
- - ثانياً : المناقشة ................................................................ -
61 - -
- 1- من هي المربية الأجنبية ؟ .............................................. -
61 - -
- 2- لماذا نستقدم المربيات ؟ ................................................ -
61 - -
- أ - عمل الأم خارج المنزل : -
61 - -
- - عمل الأم الحقيقي هو التربية ....................... -
62 - -
- - الأم الطبيبة أو المدرسة ...................... -
63 - -
- - نصف طبيبة أو نصف مدرسة ...................... -
64 - -
- ب- المباهاة والكبر من أسباب استقدام الخادمات : -
65 - -(1/85)
- - الترف قرين الهلاك ........................ -
66 - -
- 3- الخادمة المسلمة وشروطها ............................................... -
67 - -
- - الخادمة المحلية أفضل من المستقدمة ............... -
68 - -
- - ثالثاً : الخاتمة : -
69 - -
- - فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز ....................................... -
69 - -
- - فتوى القاضي عبد القادر العماري ........................................ -
70 - -
- - فتوى الشيخ عبد الوهاب المشهداني ........................................ -
70 - -
- - وسائل الإعلام أنذرت بالخطر ........................................ -
71 - -
- المراجع والمحتوى ............................................................................. -
73
-(1/86)