بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تحقق حلمك في حفظ ا لقرآن الكريم..؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . أما بعد...
أيها الإخوة الأعزاء أقيمت في عصر يوم الخميس العاشر من شهر ذو القعدة في الغرفة التجارية بجده دورة بعنوان كيف تحقق حلمك في حفظ القرآن الكريم .. ولقد أعطى الدورة الدكتور عبد الله الملحم وهو استشاري في الأمراض النفسية وحصل على شهادته من كندا .. المحاضر قام بتطبيق نظريات علم النفس في المساعدة على حفظ القرآن الكريم .. ولقد كان هو أول من طبقها على نفسه حيث كان يحفظ من القرآن خمسة أجزاء قبل حصوله على شهادة الدكتوراه ثم وبعد تطبيق نظرياته في علم النفس تمكن من حفظ القرآن كاملا خلال عام واحد فقط .
في الحقيقة أنني شخصيا استفدت كثيرا من هذه المحاضرة حيث أزالت من ذهني الكثير من العقبات التي كنت أظنها قائمة .. وأعطتني همه أكبر في المضي قدما في حفظ القرآن ... ولذا قررت أن أدون ما تعلمته من هذه الدورة ثم وضعها عليكم حتى تعم الاستفادة .. راجيا من الله المعونة .
لماذا هذه الدورة :
يقول الدكتور أنه يهدف من هذه الدورة تحقيق ثلاثة أهداف وهي : 1- أن الكثير من الناس يشعر برغبة جادة في حفظ كتاب الله .. بل يحلم ويتمنى أن يحفظ ولو خمسة أجزاء منه فقط .. ومثل هؤلاء في حاجة إلى دفعة صادقة تعينهم وتدفعهم إلى تحقيق مبتغاهم . 2- الاستفادة من النظريات والأبحاث العلمية في حفظ كتاب الله . 3- إزالة الفكرة السائدة عن الطب النفسي من أنه مجرد طب لعلاج المجانين .
وقال الدكتور أنه سيتبع في هذه المحاضرة نظريات ما يسمى في علم النفس العلاج المعرفي وهو نوع من العلاج النفسي يسخدم لعلاج حالات الاكتئاب وبدأوا الآن في استخدامه لتحقيق الآمال والأحلام .
قبل أن تبدأ الدورة :
هناك عدة أمور واحتياطات ينبغي التنبيه عليها قبل الدخول في فحوى هذه الدورة وهي :(1/1)
1- انتبه إلى سارقي الأحلام : هناك من الناس من قد يثبطك ويضعف من همتك في المضي قدما في حفظ كتاب الله .. فقد يأتيك من يقول لك " أن حفظ القرآن بأكمله يحتاج إلى أن تكون عالما ومتفرغا ، وحتى لو حفظته فبعد ذلك سوف تنساه لأنك لن تجد الوقت الكافي لمراجعته .. وهكذا " هؤلاء سماهم الدكتور سارقي الأحلام لأنهم يثقلون الأمر عليك ويجعلونك تشعر أن تحقيقه من ضرب المستحيلات، وعليك أن تحذر من هؤلاء لأنهم وبكل سهوله قد يثنونك عن عزمك وبالتالي ضياع الحلم منك . 2- هذه الدورة تخصك أنت وحدك : إن شعورنا بالتقصير في حفظ القرآن يدفعنا إلى جلب الرضا لأنفسنا عن طريق حض من حولنا كزوجاتنا أو أبناؤنا لحفظ القرآن في حين أننا لا نشعر أن هذا الأمر يتعلق بنا .. وهذا بالطبع ليس صحيحا ، فالمفروض أن نجعل دائما نصب أعيينا أن هذه الدورة وأن حفظ القرآن يخصنا نحن أولا قبل غيرنا. 3- تذكر ضريبة تحقيق النجاح : بعملية حسابية بسيطة نجد أنه للحصول على شهادة البكالوريوس في العلوم الدنيوية يجب علينا أمضاء ستة عشر سنه من أعمارنا في المقاعد الدراسية ، بدءا بالمرحلة الابتدائية ، ثم المتوسطة ، ثم الثانوية وأخيرا الجامعية ، وإمضاء هذه الأعوام العديدة من أعمارنا في المقاعد الدراسية له مبرر وهو ضريبة النجاح ، وكذلك الأمر بالنسبة للقرآن الكريم ، للحصول على بكالوريوس في القرآن الكريم عليك أمضاء عدد من السنوات أو الأشهر في التعلم والمثابرة .
رحلة إيمانية :(1/2)
دعنا الآن نذهب في رحلة تخيلية .. أغمض عينيك .. تخيل أن أمامك الآن جنازة ورجل مسجى بها والناس جميعا من حولك يستعدون لحلمة إلى قبره .. حملتموه .. سرتم به إلى المقبرة .. ها قد فتح القبر .. شمرت أنت عن ساعدك ودخلت معه في القبر للمساعدة في دفنه .. قمت بفتح الرباط من رأسه .. وفجأة وبدون قصد أنقشع الغطاء من رأسه فنظرت إليه فإذا به أنت .. نعم .. أنت .. أنت من دفن .. وأنت الآن في القبر وحيدا بعد أن دفنك أحبابك.. وهذا صوت أقدامهم وهم يسيرون مبتعدين عن قبرك .. تركوك وحيدا .. وجاءك الملكان .. (لا أله إلا الله) .. ترى في هذه اللحظات ماذا تتمنى أن تكون .. إلا تتمنى أن تكون من حفاظ كتاب الله .. محميا به .. مؤَمنا به .. إلا تتمنى لو أنك كنت ممن حفظ كتاب الله قبل الممات وأنك ممن يقال له يوم القيامة رتل كما كنت ترتل وأرق في درجات الجنة .. افتح عينيك الآن
عليك أخي العزيز أن تستشعر هذه الرحلة كل يوم قبل النوم .. وكلما خطر لك خاطر حفظ كتاب الله ... فسوف تأتيك همة عالية للحفظ والمواصلة .
يقول علماء النفس أن أكبر عيب فينا أننا لا نفكر .. وأنه يجب علينا أن نختلي بأنفسنا وأن نفكر .. ماهي أهدافنا في هذه الحياة؟.. هل هي تتحقق؟.. هل نحن ماضين على المسار الصحيح نحو تحقيقها؟ .. هل هناك أخطاء يجب علينا تقويمها؟ .. وهكذا .. وبنفس الطريقة يجب أن تجلس مع نفسك جلسة خالية وفكر في الحلم الذي تتمنى أن تحققه في هذه الدنيا وقبل الممات .. هل حفظ كتاب الله جزء من حلمك .. (ويجب هنا أن يكون هدفك هو خدمة كتاب الله ودينه وليس حفظ القرآن لذاته .
تجربتك مع القرآن :
يجب أن تجعل القرآن جزء من برنامجك اليومي .. تماما مثل مشاهدة التلفاز .. أو مجالسة الزوجة أو الأبناء .. أو حتى الذهاب إلى العمل ..
أمور لا بد منها :(1/3)
1- الإخلاص : يجب أن تكون نيتك في حفظ كتاب الله لتطبيقه قدر استطاعتك على نفسك وأن تخلص لله سبحانه في ذلك ، وليس لأي سبب دنيوي أو للرياء والسمعة. 2- الدعاء : عليك أخي العزيز أن تخلص في دعاءك لله سبحانه وتعالى لإعانتك في الحفظ .. لما لذلك من آثار عجيبة في تذليل كل الصعاب أمامك . 3- التوبة : أن تكون صادقا في توبتك إلى الله سبحانه وتعالى والإقلاع عن الذنوب .
ثلاثة مبادئ رئيسية لتحقيق أي حلم :
1- خصص مزيدا من الوقت والطاقة : هناك قاعدة في علم النفس تقول (الطاقة تتناسب طرديا مع مقدار التركيز والانتباه) بمعنى أنه على قدر ما يكون هذا الحلم مهما لديك وعلى قدر رغبتك في تحقيقه سوف تجد أن طاقتك لتحقيقه تزداد ، وسوف تجد أن كافة الأعذار التي تقف بينك وبين تحقيق حلمك قد تلاشت تدريجيا .. وبناءا على هذا القانون فإن علماء النفس يقولون أنه ولكي تحقق حلمك عليك أن تقضي يوميا ساعة في العمل لتحقيق هذا الحلم . وفي تطبيق هذه النظرية على حفظ كتاب الله .. فلو تمكنت من تخصيص ساعة من وقتك يوميا لحفظ كتاب الله .. فهذا يعني أنك سوف تتمكن من حفظ كتاب الله خلال ثلاث سنوات على أقصى تقدير .. وما أسرع ما تنقضي السنين .. وعلى كل منا أن يحدد وقت هذه الساعة بما يناسب ظروفه .. ولكن هناك دراسة تقول أن أفضل وقت للحفظ هو آخر خمسة وأربعون دقيقة قبل النوم .. 2- تجنب الأشخاص السامين : (السامين بمعنى الذين ينفثون السموم) تجنب الأشخاص الذين لايتخذون حفظ كتاب الله هدفا لهم ... لأن هناك من قد يلقي لك كلمة كالسم وقد تثنيك عن هدفك ، وفي المقابل ينبغي عليك ملازمة شخصا حافظا لكتاب الله أو من طلبة التحفيظ وعليك أن تقوم معه بمراجعة ما حفظت كلما سنحت لك الفرصة والتشجع معه على إتمام الهدف . 3- تذكر أنت المسؤول 100% : ضع في ذهنك دائما أنك أنت المسؤول أولا و أخيرا عن تحقيق هذا الهدف ولا ترمي بالمسؤولية على أي شخص أو جهة أخرى ... فلو(1/4)
كان هناك قصور .. أو لم تتمكن من تحقيق حلمك لأي سبب . لاتقل أن العمل كان هو السبب .. أو الزوجة هي السبب .. وإنما قل أنك أنت السبب .. وعليك أن تبحث عن العيب في ذاتك ثم قم بإصلاحه .
ستة خطوات رئيسية لتحقيق حلمك :
1- حدد ما تريد : لكي تحقق حلمك في حفظ كتاب الله عليك أولا أن تحدد هدفك وذلك بأن تحدد ماتريد حفظه .. هل تريد حفظ خمسة أجزاء .. عشرة أجزاء .. أو كل القرآن .. وهنا يجب تذكيرك بقول الشاعر : على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم ربما يكون من الضروري أن تبتغي العلا وأنت تستهدف حفظ كتاب الله كاملا .. ولكن أنت الوحيد من يعرف قدراتك وعليك أن تحدد هدفا ضمن قدراتك وبإمكانك تحقيقه .. ليس من المهم تحقيقه خلال سنة أو سنتين وحتى لو لم تتمكن من تحقيقه إلا خلال خمسة عشر سنه المهم أن يكون لديك هدف وأن تثابر على تحقيقه وأن لا تقل أنك سوف تحفظ وتترك الباقي على البركة ، لأن هذا هو أقرب مدعاة للتخاذل مع مضي الوقت .. بعد أن تحدد هدفك عليك أن تشارك الناس في تحقيق حلمك مثل طلب الوالدين بالدعاء لك .. وكذلك أخوانك وأخواتك .. والفائدة من ذلك أن هؤلاء الناس سوف يكونون حافزا كبيرا لك فيما لو تسرب الملل إلى نفسك .. كما أنك قد تجد منهم من يشاركك في هدفك ويحفظ معك وبالتالي لن تمل ولن تتوقف . 2- حدد أهداف ووسائل محددة : هناك قاعدة إدارية تقول (إذا فشلت في التخطيط فأنت تخطط للفشل) أي أن عليك أن تخطط وأن تكون لديك خطة وإلا فأنك تستهدف شيئا سوف تفشل فيه ، ولذا فعليك عمل خطة وكتابتها ويجب أن تحدد في خطتك متى تريد أن تحفظ ، لأن عقلك الباطن لن يقبل منك إذا لم تحدد له الزمن ، ويجب أن تسرد الخطة المدة الذي تريد أن تقضيها في تحقيق هدفك في الحفظ .. هل هو سنة .. سنتين .. خمسة سنوات .. عشرة سنوات .. أنت أعرف بضر وفك وإمكانياتك لذا حدد(1/5)
أهدافك رجوعا إلى ذلك ، بعد ذلك عليك أن تحدد وسائلك لتحقيق هدفك .. مثلا .. هل تريد أن تحفظ جزء في الشهر ، إذن هذا يعني أنك سوى تحفظ صفحة في كل يوم (لأن الجزء عشرون صفحة) والعشرة الأيام الباقية عليك تخصيصها للمراجعة وهكذا .. يجب أن تحدد ذلك رجوعا إلى ما تعرفه عن نفسك وظروفك ووقتك . 3- تخيل النتيجة التي تريد : تخيل نفسك قبل النوم على أنك حافظا للقرآن الكريم وكيف ستكون بعد تحقيق هدفك ، لأن هذا سوف يعطيك دافعا قويا، إذ أنك سوف تستهين الشيء وسوف يساعدك ذلك على استهانة تحقيق الهدف . التخيل يعود إلى أهدافك أنت في الحياة وهو يزيدك في الحماس للعمل ، ويكسر العقدة في النفس عن صعوبة تحقيق الهدف ، وعليك بالتكرار. 4- ابدأ بالعمل : أبدأ فورا ولا تؤجل .. لأن الموانع لن تنتهي وبالتجربة التأجيل لن يزيدك سوى تكاسلا وبالتالي عدم التنفيذ . 5- تقبل التوجيه : إن من السهل علينا انتقاد الآخرين بل ونكثر من ذلك ولكننا لا نفكر أبدا في عيوبنا ونادرا مانتقبل انتقادات الآخرين لنا .. يجب عليك أن نتقبل التوجيه والإرشاد عن طرق الحفظ وإصلاح العيوب في الحفظ ، وربما يكون من الأفضل بعد وضع الخطة أن تعرضها على أحد الحفاظ ليبدي رأيه عليها . 6- أبدا لا تيأس : ربما لن تحقق هدفك بسهولة أو قد تواجه عقبات .. يجب أن لا تيأس أبدا بل أعمل واجتهد وكافح ... وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصى فيه بأنه إذا قامت الساعة وفي يدك فسيلة واستطعت أن تغرسها فأفعل ... وربما يجدر الإشارة هنا إلى أن طب النفس يشير إلى أن الحفظ يزيد من إفرازات لبروتينات خاصة بالحفظ في الدماغ وكثرة الحفظ تكثر من إفرازات هذه البروتينات مما يسهل حفظ الأجزاء التالية في وقت أقل .(1/6)
هناك قانون نفسي يقول : ( أسأل .... أسأل .... أسأل .... أسأل) يجب أن لا تتردد في السؤال فقد تجد لدى غيرك جوابا نافعا وشافيا لمشكلة تواجهها.. وبالذات أسأل الحفاظ .. هناك أفكار قد تأتيك أثناء مسيرتك لتحقيق هدفك في الحفظ تسمى في علم النفس (الأفكار الاتوماتيكية) .. ونسميها نحن في علم الشرع (وساوس الشيطان) هذه الأفكار هي السبب الرئيسي لمشاكل الفرد من القلق وغيره وذلك لأنها تصدر من الفرد نفسه وقد تكون مثبطة إلى حد بعيد ، وتسبب في أقفال عقلك عن الحفظ وتدفعك إلى اليأس ، .. من أمثلة هذه لأفكار الاتوماتيكية :
· قول الشخص إذا حفظت القرآن سوف أعود لنسيانه أذن لا فائدة من الحفظ . · لكي أتقن حفظ القرآن كله وأراجعه بعد حفظه ينبغي أن أتفرغ تماما وأنا لا أستطيع ذلك. · أنا كثيرا ما أذنب ، فلو حفظت القرآن سأكون منافقا .. فلا داعي للمحاولة .
وهكذا من أمثلة هذه الوساوس التي يجب عليك للتخلص منها أن تستعيذ بالله أولا من الشيطان الرجيم ثم مناقشتها مناقشة عقلية .
خطة حفظ القرآن الكريم
كما ذكرنا أعلاه عليك وضع خطة لحفظ القرآن الكريم توضح فيها العدد المستهدف من الأجزاء للحفظ ، أوقات وكميات الحفظ التي تريد تنفيذها في كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر .. وكم سيأخذ منك حفظ الجزء .. وكم سيأخذ منك حفظ العدد المستهدف من الأجزاء .. وهكذا .. ولكي تنجح في وضع هذه الخطة ينبغي أن تراعي النقاط التالية أثناء وضعها :(1/7)
1- واقعية : يجب أن تكون الخطة واقعية ترتكز على قدراتك في مقدار ما تريد أن تحفظه و الأوقات التي يمكنك توفيرها لتحقيق الهدف . 2- يمكن قياسها : أي بإمكانك من خلال هذه الخطة تحديد أوقات الحفظ والمراجعة وكذلك تحدد متى يمكنك أن تكمل تحقيق هدفك في الحفظ.. هل هو خلال سنة ، سنتين ، عشرة سنوات .. وعليك أن تحدد ذلك بناءا على أوقاتك وظروفك .. ومن المهم هنا أن تجعل نصب عينيك أن العبرة ليست بالوقت الأقل ولكن بالإتمام والإتقان .
كيف أحدد زمن حفظ القرآن الكريم
كما ذكرنا أعلاه .. رجوعا إلى قدرات وإمكانيات كل منا ، فسوف تختلف المدة التي يمكننا من خلالها حفظ القرآن أو العدد المستهدف من أجزاءه ... ولكن حتى تكون المدة الزمنية التي حددتها صحيحه وأقرب إلى الواقع عليك أن تراعي النقاط التالية :
أعرف حجم ا لقرآن الكريم وأعرف قدراتك على الحفظ : كم تأخذ أنت في الصفحة أو في الجزء أو في نصف الصفحة وارسم خطتك بناءا على ذلك . أعرف التزاماتك الأخرى : بحيث لا يتضارب الحفظ مع خططك الأخرى .
أمور هامة يجب مراعاتها في تطبيق الخطة
1) المرونة : غير الخطة بما يتناسب مع متطلبات حياتك .. مددها أو أنقصها أذا تطلب الأمر . 2) أغتنم الفرص الذهبية : في الإجازات وأوقات الفراغ حدد وقت أكبر للحفظ بحيث تقصر المدة . 3) عليك بإعادة تقييم الخطة دوريا : إذا كنت قد كتبت الخطة بحيث تنتهي من حفظ الجزء خلال شهر ولكن وجدت أن هذا لم يتم أذا قد تكون الخطة غير صحيحه .. ولذا يجب مراجعتها .
خطط للمراجعة(1/8)
إن أهم عوائق الحفظ هو النسيان السريع للآيات وذلك لأن عقل الإنسان به ذاكرة قصيرة وذاكرة طويلة وعند الحفظ تكون المادة في الذاكرة القصيرة ولكن بالمراجعة والتكرار تنتقل المادة إلى الذاكرة الطويلة ، ولذا يجب أن يكون لديك خطة للمراجعة بجانب خطة الحفظ ، وينبغي أن تكون خطتك مبينة على أساس أن تتمكن من مراجعة كل ما حفظته في الشهر مرة ، ومن الأفضل أن تكون خطة المراجعة يومية (ولكن رجوعا إلى ظروفك وقدراتك ربما تفضل مراجعة أسبوعية أو شهرية .. وهذا متروك لك لتحديده المهم أن تكون المراجعة مستديمة وكافية .. ولقد أشار علي أحد الحفاظ بأن أفضل طريقة للمراجعة هي أن تراجع يوميا عددا من الصفحات بمقدار عدد الأجزاء التي حفظتها .. أي إذا كنت قد انتهيت من الجزء الأول ، فعليك مراجعة صفحه في كل يوم وبذلك سوف تنتهي من مراجعة الجزء خلال عشرون يوما .. إذا كنت قد أنهيت حفظ جزأين فعليك مراجعة صفحتين في كل يوم بدءا من الجزء الأول ثم الثاني وبهذا تنهي مراجعة جزأين خلال شهر .. وهكذا إذا تممت ثلاثون جزءا فإنك سوف تراجع جزءا كل يوم وبالتالي سوف تكمل تلاوة القرآن مرة في كل شهر). و لاتنسى الصلوات والنوافل مثل قيام الليل.. أجعلها وسيلة لك للمراجعة .. المهم أن تدرك القاعدة التي تقول أن الحافظ يجب أن لايقضي أكثر من نصف ساعة في مراجعة الجزء . قاعدة هامة : مهما نظمت وخططت لحفظ القرآن سيكون هناك خلل .. ولكن هذا أفضل من من لم يخطط أو ينظم .
لا تنسى كتابة الخطة
وأخيرا ، يجب أن أؤكد لك أخي العزيز أن الخطة يجب أن تكون مكتوبة ومفصلة على الورق
وختاما ..
أرجو من الله أن يوفقك أخي العزيز في حفظ كتابه وأن يجعله شاهدا لك يوم لقياه أنه سميع مجيب .. وأرجو أن لا تنسى أن أخيك كاتب هذه السطور والدكتور الذي ألقى هذه المحاضرة من صالح دعائك .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،
ألقى المحاضرة(1/9)
الدكتور عبد الله الملحم استشاري الأمراض النفسية زمالة كلية الأطباء الملكية الكندية شركة الزيت العربية السعودية
almulhim@hotmail.com منقول
نفعنا الله و إياكم و أعاننا على طاعته و حسن عبادته آمين(1/10)
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى حفاظ القرآن الكريم
هل الهلال ونجم الليل مختالُ * وضمنا في ربي الأحباب آمالُ
في (روضة) الخير كم ضمت جوانحها * من اخوةٍ مالهم لهو وتجوالُ
يكسوهم العز أثواباً مطهرة * ومالهم في مجال اللغو أفعالُ
ماذا بقول كمدح المادحين لكم * فليس مطلبنا جاه ولامالُ
لكنه الحب في قلبي سقاه دمي * في منهج الله هذا الحب سلسالُ
لكم بأعماق أعماقي معانقة * تسامقت من بذور الصدق أنجالُ
آباءنا أنتم الأعلون فابتهجوا * بموسم الخير أن الخير هطالُ
آباءنا إن شكري قاصر وجل * تكاد ألا تفي بالحال أقوالُ
شكراً لكم والعقول اليوم مفرغة * يصدها عن دروب الخير عقال
أبناؤكم في ربيع العمر ما صرفت * عقولهم عن كلام الله أشغالُ
ما ضر أبناءكم منكم مناصحة * وإن قسوتم ففي الإصباح آمالُ
ياقارئاً لكتاب الله أنت فتىً * للمكرمات بإذن الله حمالُ
إني أناديك من بين الأنام وقد * أحاط بالقوم أخطار وأهوالُ
اربأ بعلمك عن دنيا تدنسه * فكل علم لغير الله صلصالُ
ياصاحب الفقه إن الفقه مكرمة * يسمو بها في ذرى الأمجاد أبطالُ
تبكي السماء إذا مافارقت جسداً * روحُ التقي الذي للخير فعالُ
أعزك الله بالقرآن تحفظه * أكثر من الذكر فالنسيان قتالُ
ما عز من كانت اللذات تشغله * ولا لمن ضيع القرآن أبدالُ
أد الأمانة وانهض فاللئام بغوا * في قولهم وانطوى بالمكر ضلالُ
ساروا على نهج شرذمة مضللة * لسيفهم عن دنئ القول إرقالُ
لايخدعنك منهم حلو السّنة * واقرأ (براءة) تعرفْ لحن ماقالوا
حقائق القوم في التاريخ ملعنة * قد انبرى منهمُ ذئب ورئبالُ
قد أرضعتهم حضارات الذين لهم * في مشرق الأرض أوفي الغرب أوحال
أفكارهم يا أخا الإسلام جامدة * لا جزر فيها ولا ميمُ ولا دالُ
قالوا الشريعة في عصر الفضاء لها * آثارها إنها للفكر تغتالُ
في عصرنا اليوم أفكار مغربة * تهوى هوىالغرب،قالوا تلك أفضالُ(1/1)
قالوا بأن كتاب الله مبدؤه * خلقٌ ؛ وقد كذب الرحمن ما قالوا
كتابه منزلٌ والحق أنزله * وان تبجح بالإلحاد جهالُ
فليسألوا أين أرباب الهوى ذهبت * عقولهم ، إذ بدا بالكفر أذيالُ
وليسألوا عن دعاة الحق إذ صدعوا * بأمرهم بلغوا لله مانالوا
أين (الكناني) إذ ناداه مبتدعُ * (بشر بن غياث) في دعواه دجالُ
أين الذي أخرس الكذاب عن سفهٍ * إذ حّرف القول عن معناه محتالُ
هذا (الكناني) يا (مأمون) فانتبهوا * لاتأخذّن بما قال الأطفيالُ
حتى علتْ همت (المأمون) عندئذٍ * إن (المريسيّ) فيما قال ذيالُ
أذاقه الله ذُلاً فوق طاقته * جزاء من كان بالتحريف يختالُ
أين (ابن حنبل) عن أذناب علمنة * لها على أهل دين الله أحبالُ
أين (ابن حنبل) إذ كانت مبادؤه * أصيلةً لفظه بالصدق زلزالُ
عقيدتي في الهي لايخالطها * شك وليس لرب العرش أمثالُ
يا أيها الناس دين الله ليس هوى * ماكل من بهرج الألفاظ مفضالُ
في قومنا يا (إمام الحق) من عصفت * بهم أعصاير زيغ حيثما جالُ
إنا نرى الناس في إعراضهم سلكوا * فجاج من غرهم بالله أهمالُ
يتلى الكتاب عليهم لاترق له * قلوبهم وانثنى عن فهمه البالُ
أقول بعض قلوب الناس قاسية * عشاق دنيا وعن شرع الهدى مالُ
لو أنزل الله قراءناً على جبلٍ * لزلزلت خشية لله أجبالُ
داووا قلوباً من الأسقام بالية * إن القلوب إذا لم تحي أطلالُ
في سورة من كتاب الله جامعةٍ * في آية (النور) تفصيل وإجمالُ
فاستيقظوا وانظروا فالموت ألهاكمُ * عنه التكاثر والأرزاق تنهالُ
قوافل الموت تعدوا بالأنام وما * لسيرها في طريق الموت إقفالُ
ومن بنا الدور وازدانت سعادته * لابد يوماً إلى الرحمن رحالُ
فاغفر لنا يا الهي كلَّ ماكسبت * قلوبنا فالذنوب اليوم جُثَّالُ
كتبه
موسى محمد هجاد الزهراني
مدير الشؤون الدينية مجمع الملك فهد الطبي العسكري
إمام وخطيب جامع القادسية
mhajjad@islamway.net(1/2)