بسم الله الرحمن الرحيم
جمال المرأة 2
المقدم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الراصد ويمتد ترحيبنا عاطراً إلى الشيخ محمد صالح المنجد المشرف العام على مجموعة مواقع الإسلام ، ومجموعة جوال زاد أهلاً ومرحبا بكم فضيلة الشيخ؟
حياكم الله جميعاً أنتم والإخوة والأخوات.
الشيخ محمد:
الله يبارك فيكم ؟
المقدم:
مشاهدينا الكرام حينما تذكر كلمة الجمال ، قد ينصرف الذهن إلى جمال الظاهر وأناقته وحسنه وبهائه ، ولكن قل ما ينصرف الذهن إلى الجمال الحقيقي جمال الباطن هل يدوم جمال الظاهر ، نادراً إن لم يكن إطلاقاً ، بخلاف جمال الباطن فإنه يدوم ويدوم ، ويزداد بريقاً على جمال الظاهر بمرور الأيام والسنين ، كم قد انخدع شباب مقدمون على الزواج بجمال ظاهر لزوجاتهم ولم يلتفتوا إلى جمال أخلاقهن ودينهن ، فيتكشف الجمال فيما بعد عن باطن غير جميل ، جمال الباطن ، بجمال أخلاق المرأة ودينها ووفائها ، وعفتها ورجاحة عقلها ، هذا هو الجمال الحقيقي (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) جمال المرأة بين الظاهر والباطن الجزء الثاني ، هو عنوان حلقتنا لهذه الليلة ، في بداية هذه الحلقة مشاهدينا الكرام نأخذ تقريراً تلخيصياً عن الحلقة الماضية ثم نعود إليكم فابقوا معنا؟
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام بعد أن شاهدنا وإياكم هذا التقرير الترخيصي فضيلة الشيخ نحن الآن الحقيقة بين قضية هامة جداً وهو ما يتعلق بالهوس في الاهتمام بالجانب الظاهري خاصة فضيلة الشيخ بالاهتمام بمساحيق التجميل والتي تكلف مليارات كثيرة جداً بل بعضها يوازي ميزانية بعض الدول الأفريقية ، وبالتالي أصبحت عمليات التجميل ، التي انتشرت كثيراً في بلادنا العربية والإسلامية ، كيف أصبح هناك هوساً بالاهتمام بالجمال الخارجي ؟
الشيخ محمد:(1/1)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين لقد تحدثنا في الحلقة الماضية ، عن إن الله جميل يحب الجمال ،وأن الجمال الظاهر هذا نعمة من الله قسمه الله بين عباده كيف يشاء لحكمته -سبحانه وتعالى- وأنه ليس من الخطأ الاهتمام بالجمال الظاهر والزينة المشروعة للمرأة والكحل والطيب ، طبعاً غير أمام الرجال الأجانب وكذلك الحلي بأنواعها ، والله حرم على الرجال الحرير والذهب وجعله للنساء مباح ، لكن الإسراف تعدي الحد الهوس ، القضية التي نراها من اندفاعات غير محسوبة ،ولا حكيمة بفعل دعايات وإعلانات وتغير موازين إلى أشياء غير شرعية ، وصارت صناعة التجميل الآن يعني لابد أن تثير سوقاً وهذا يتم بأولاً بتشكيك النساء في الجمال الذي عندهن من رب العالمين ، ما هو جمال هذا لا إنتي ناقصة ، لا لابد من تكميل ، ليش ما عندك ، المقاييس الآن المعتمدة هي مقاييس الراقصة الفلانية ، والممثلة الفلانية ، والمذيعة الفلانية ، تصيري مثلها ، هذا يستلزم تسمين ، تنحيف ، تبييض ، تشقير ، تغيير ، إضافة ، فدخلنا في متاهة ونفق مظلم ، وصارت سوق التجميل الآن ، أو العمليات التجميلية في الأنف والشفتين والخدين والجفنين ، تكبيراً وتصغيراً نفخاً وتنسيماً ، هذه صارت الآن مسألة وازداد الولع بها وتنفق عليها الأموال الباهظة ، 160 مليار دولار سنوياً حجم ما ينفق على المكياج وعمليات التجميل والتخسيس ، من أجل الحصول على وجه يشبه وجه فلانة أو جسد يشبه جسد فلانة ، ونحو ذلك ، عمليات التجميل في العالم العربي خلال العام الماضي بلغت ثلاثمائة وثمانين ألف عملية ، الآن ارتفعت إلى ستمائة وخمسين ألف عملية سبحان الله في غضون عام من 380 ألف إلى 650 ألف عملية معناه كم واحدة ما هو عاجبها شكلها ، أو أقنعت إن شكلها كما يقولون بين قوسين غلط ، تعالى الله عن كلامهم فإن الله أحسن كل شيء خلقه ، وكل خلق الله حسن والله -عز وجل- لم يخطئ في(1/2)
خلق أحد من الناس تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً لكن نحن قسمنا بينهم معيشتهم ، قسمنا بينهم الجمال ، قسمنا بينهم المال ، قسمنا بينهم النسب لكن بعض الناس لا يرضى بقسمة الله والإشاعات والدعايات والإعلانات ، وانتقادات بعض الناس ، وقلنا أيضاً بعض الأزواج يتحملون مسؤلية دفع نساءهم إلى التغيير .
المقدم:
إن بعض الأحيان يا شيخ يكون العذر للمرأة في التزين تكون إرضاء للزوج بالتالي تتزين وتذهب لعمليات التجميل ؟
الشيخ محمد:(1/3)
إيوه هذه قضية تتزين طيب شوف مسألة مثلاً تقويم أسنان ما في مانع إزالة مثلاً تشويه نشأ من حادث حرق ، ما في مانع ، مثلاً يوجد أصبع زائدة نفترض طيب ، قد تكون يعني أشياء من أنواع التشويهات التي تجعل ، يعني الضرر على المرأة يجوز إزالتها مثلاً ، لكن لما يكون الشكل عادي ما في ضرر ما في ، فتقول لا بس الأنف يعني لو كان واقف أحسن ، لو كان أفطس أحسن ، لو كان كذا شكله أحسن ، إذا خلاص دخلنا في موضوع التلاعب دخلنا ما في المسألة صار ليس لها ضابط معين عندهم على حسب المزاج وممكن يتغير ، يعني ممكن مثلاً الآن الشفتين الموضة منفوخة ، ممكن يصير الموضة لا غير منفوخة فإذا يلا غير الآن بعد ما حشوها بالسيلكون ، شوف عاد كيف تطلع السيلكون ترجع الأشياء مرة أخرى ، حجم إنفاق الفرد هنا في البلد هذه على جراحات ومستحضرات التجميل خلال عام 2006 بلغ ملياري ريال ، يعني ثلاثة وثلاثين في المائة من إجمالي الإنفاق الخليجي البالغ ست مليارات ريال كان من ناس طبعاً عندنا هنا في هذه البلد أوضح التقرير أن حجم الإنفاق السنوي العالمي على عمليات التجميل ، بلغ أكثر من ستمائة مليار ريال ، كم واحد من البشر ما هو عاجبه شكله ، يعني سوق رائجة بالفعل وتزايد حجم الإنفاق السنوي على عمليات التجميل في الدول العربية ليصل إلى أربعة مليار في لبنان وكذا مليار في مصر ، وكذا مليار ليه إيش هذا يلا وأشياء شد الوجه الجفون التلاعب بالأنف ، تجميل الثدي ، شد البطن ، طبعاً تجميل كلمة تجميل هذه بس صرنا الآن ما عاد لها ضابط ما هي قضية مثلاً ضرر يزال لو مثلاً شفط الدهون في دهون ضارة ، لو بقيت ضارة ، فإزالتها لا حرج فيها ، وتصنف على أنها عمليات تجميل إيوه ، ولذلك صارت عملية تجميل مطاطة يعني يدخل فيها الجائز والمحرم والمكروه والمباح ، وخلاص وقد أفادت الإحصائيات إن الغالبية العظمى من النساء يلجأن إلى إجراء عمليات تجميلية تقل أعمارهن عن 25 سنة طيب الآن(1/4)
هذه شابة ، يعني هذه ما هي الآن صارت كبيرة في السن وعجوز وتريد أن يعني تغطي بعض الأشياء مع إنه أصلاً لا يجوز تغيير خلق الله عمليات شد الوجه ، والخداع الذي يحدث نتيجة لذلك ،وينفق أحياناً لدرجة 60 % من الدخل على هذه العمليات ، فأين يعني الحكمة في هذا الإنفاق.
المقدم:
طيب فضيلة الشيخ للوقوف على يعني هذا الهوس والتسابق المحموم في مستحضرات التجميل أعد فريق البرنامج هذا التقرير عن مستحضرات التجميل نطلع سوياً على هذا التقرير ، ثم نعود بإذن الله تعالى ؟
مشاهدينا الكرام نشاهد مع بعض هذا التقرير ثم نعود بإذن الله تعالى ؟
مرحباً بكم مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل ، ويمتد ترحيبنا بفضيلة الشيخ أهلاً ومرحباً بكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله .
بارك الله فيكم ؟
المقدم:
ذكرتم بعض الإحصائيات والأرقام حقيقة المفزعة في هذا السياق ، هل تتوقع يا شيخ عدم ثقة المرأة بنفسها وبجمالها أسهم في زيادة مثل هذه الأرقام ؟
الشيخ محمد:(1/5)
هذه يعني واحدة لكن لها طبعاً أسباب ، منها الاهتمام بكلام الناس ترى كلام الناس هذا يعني بعضه مخالف للشريعة ،وبعضه كذب ، وبعضه غيرة وحسد بين بعض وأحياناً كلام الرجل غير المقتنع بزوجته الذي لا يزال يعيبها وينتقص منها ويحتقرها ، ويقول لها يا ريت شكلك مثل فلانة ، ويا ريت أنا عندي زوجة مثل فلانة ، ولا يزال هكذا حتى يجعلها ما تقتنع بشكلها ، وتريد أن تعمل أي حل فتتلقفها عيادات التجميل ، والإعلانات والدعايات والمراكز هذه التي تعمل يعني في هذه الأشياء ،وطبعاً كلها استقطابات بحيل مختلفة ، وأحياناً القضية بحث عن الجمال وإنفاق ، يعني زوجة تصرف عشر آلاف دولار لتصبح كوكتيلاً من فنانات في بلد معين أو محطات معينة يعني لأن عليها الأضواء أو الموضة مثلاً ، وهذه ترى أشياء العمليات لها أضرار يعني ممكن مثلاً الجفن خلاص …يخرب يتهدم ما عاد يتصلح مرة ثانية أحياناً قضية مثلاً تكبير أو تصغير تؤدي إلى عيب مستمر دائم ، أحياناً تصير إشكالات في قضية بطاقات الهوية بسبب الاختلافات التي حصلت وأحياناً تشوهات تستمر تؤدي إلى خلافات زوجية ، لا أنت السبب ، لا أنتي السبب ، وجراحة التجميل يعني إذا كان مقصود منها تحقيق المنظر وتجميل الشكل والأفضل ، ونحو ذلك فنحن نعرف إنه شرعاً يعني لا تجوز قضية يعني إجراء عملية لمجرد الحسن ، المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ، يعني ما في ضرر ، ما في تشويه نتيجة حادث حرق مثلاً ، لا ليش تسوي كذا ، والله أبغى أجمل ، أبغى شكل أحسن أبغى أعدل ، أطور في شكلي ، هذا محرم واضح ، والعلة في ذلك تغيير خلق الله ، هذه العلة الأولى ، والله -سبحانه وتعالى- قال عن إبليس : (ولأضلنهم ، ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ، ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) فهذا التغيير الذي يفعله إبليس بعصاة بني آدم ، والمسألة تبدأ بالتسخط على الخلقة كما قلنا والقدح في حكمة الله تعالى .
المقدم:(1/6)
ما رأيك فضيلة الشيخ مثلاً فيمن تفعل عمليات التجميل هذه في أثناء الخطبة حينما يتقدم إليها الخاطب ، وبالتالي تتجمل بمثل هذه العمليات ، هل هذا من الغش والتدليس ؟
الشيخ محمد:
أيوه طبعاً فيه واحد أمريكي جاء يتزوج واحدة يقول عجبه شكل أنفها لما جاء له بنت جاءت بنت شكل أنف غير قال هذا كيف كذا فهي زلت بلسانها قالت إيوه هذا الأنف يشبه أنفي قبل العلمية يعني إنتي سويتي عملية ، قالت : نعم ، فطلقها نحن قضية الآن اللعن ترى هذه قضية خطيرة : ( لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ) اللعن هذا قضية خطيرة ، وهي الآن منصبة على كثير من العمليات التجميلية التي يسوونها تجميلية وتحسينية ، المتفلجات للحسن ماذا قال النووي -رحمه الله- يفعلن التفليج وتفريق الأسنان طلباً للحسن ، وفيه إشارة إلى أن الحرام المفعول لطلب الحسن هذا لكن لو احتاج عيب في سنها إزالة ضرر ، هذا جائز ، وإذا كان الله تعالى صورنا فأحسنا صورنا معناه أن العملية هذه ما هي اعتراض على خلقة الله وما هو عاجبه خلقة الله ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) خلقه سوي الأعضاء حسن الصورة والشكل ، ومهما ، لو في تفاوت بين العباد لحكمة إلهية فلا يعني أن الأقل قبيح ما عنده جمال أبداً وهو ما هو آدمي لا فالتسخط من خلقة الله ، يعني قدحاً في حكمته ، وعدم الرضا بتقديره وتدبيره -سبحانه وتعالى- ثم هذه العمليات تتضمن عدداً من أشكال الغش والتدليس وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) هذا الوعيد الشديد لما في ذلك من الغش والخداع وقضية طبعاً الخطبة هذه أيضاً أحد الأضرار الناتجة عنها .
المقدم:(1/7)
طيب هنا فضيلة الشيخ البعض يتعلل بأنها عمليات طبية ، يعني حتى من الناحية الصحية والطبية تكون هذه تتم في أحسن المراكز التجميل من ناحية استخدام أجهزة طبية وأطباء استشاريون لديهم تخصصات عالمية ، هنا بين يدي تقرير بعنوان المرأة وعمليات التجميل ، من إعداد ناهد أنور يقول في التقرير ، إن جراحة التجميل حتى وإن كانت شكلية الطابع ، ما زالت مسألة مليئة بالمخاطر ،يمكن أن تؤدي بالحياة ، فقد لقي العشرات ، إن لم يكن المئات حتفهم في السنوات الماضية بسبب تعقيدات جراحة التجميل ومضاعفتها ، فبالتالي هنا يعني بعد آخر إن كان تحت الغطاء الطبي وأجهزة طبية ، وأيضاً متطورة إلا أن في مثل هذا التقرير تؤكد وجود مضاعفات بعد عمليات التجميل ؟
الشيخ محمد:(1/8)
هذا صحيح ولذلك عمليات التجميل في كثير منها في أضرار وأخطار ، ومحاذير ، ولذلك يوقوعونها على إقرار تتحمل ما يترتب على العمليات هذه ، هذه عمليات ترى جراحية ، فيها جروح ، يعني فيها إيلام فيها آلام ، فيها أخذ أموال ، طبعاً معرضة للأخطاء الطبية ، وعدد من المتدربين الجدد في تخصص جراحة التجميل يدخلون في المراكز ، يعني في عندك مراكز مثلاً يعني كما يقولون راقية جداً ، وفي عندك مراكز شعبية ، مراكز تجميل ، مين اللي يشتغل في المراكز الشعبية ، مبتدئون ، وفي كثير من الأحيان ترى جراحة التجميل عبارة عن خداع وبيع وهم للناس ، يعني هي أصلاً هي ما تتعدى لكن يلا نسويلك تمشي تمشي ، وكثير من الأحيان يصير في خلافات بين المرأة والطبيب بعد العملية ، عملية ليزر مثلاً بعد العملية تقول له في حكة وفي كذا وما سويت ، لا ما طلع الشكل اللي أبغاه ، أيوه طبعاً نزاعات ، ولذلك فإنه لابد من أن نعلم بأن المسألة هذه ما هي برداً وسلاماً عمليات التجميل وأن هناك أضرار كثيرة تكون من وراءها ، وبرامج تشجيع إجراء عمليات التجميل هذه في قنوات يبدو فضائية تعرض يعني المرأة قبل وبعد ، قبل وبعد فإيش يسير نتيجة اندفاع في الموضوع يصير إغراء ، اندفاع في الموضوع ، وفي عمليات كما تقدم فيها وفيات ، سواء كان شفط ولا كان ربط معدة ، ولا كان يعني قضية ليزر مثلاً وكثيراً ما تكون العمليات اللاحقة لإزالة تشويه العملية التي قبلها ، يعني أن العملية الأولى ما أتت بالنتيجة المطلوبة، مضاعفات أخرى أو تشوهات ولابد إجراء عملية ثانية، أو ثالثة ، بل إن بعض العمليات الطبية تربط بين بعض الجراحات التجميلية وأمراض الرئة والسرطان ، مثل تكبير الثدي بزراعة مواد غريبة ، ترى الجسم ما هو يعني ليس تفاعله في رفض بعض هذه المواد ممكن يضر فعلاً هذه الأشياء التكبيرية للثدي ممكن تؤدي إلى تصلب الثديين ، تسبب آلام في الحلمة ، تسبب آلام في الصدر مستمرة ، حشوات الصدر(1/9)
هذه تتحلل أيضاً ، وممكن تكون سموم يعني يمتصها الجسم وممكن يعني ، ندم حيث لا ينفع الندم .
المقدم:
وبالتالي كما تفضلتم تصبح من الناحية الشرعية محرمة لأنها يعني تغيير خلق الله ؟
الشيخ محمد:
تغيير خلق الله ( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) أشياء يعني كما قلنا بلا ضرورة ،اعتراض على القضاء والقدر ، إسراف في الأموال ، وتنتج عنها أضرار وفي غش وخداع في الموضوع ، ولذلك لابد من وقفة حاسمة .
المقدم:
جميل جداً لعلنا في هذه وقت المحاسبة أن نتجه إلى الجمال الحقيقي وهو جمال الباطن ، وهو حقيقة يعني حث الإسلام على الاهتمام بالجمال الباطن ، لكن فضيلة الشيخ يعني لعلنا أن نأتي على هذا الموضوع إن شاء الله تعالى بعد هذا الفاصل ثم نواصل ؟
مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نواصل معكم ؟
أهلاً ومرحبا بكم مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل ويسرنا فضيلة الشيخ أن ننتقل إلى فقرة راصدون ثم نعود بإذن الله تعالى مشاهدينا الكرام فقرة راصدون مجموعة مشاركات أعدها بعض الإخوة المتابعين لبرنامجنا ثم نعود إليكم بإذن الله تعالى ؟
أهلاً ومرحبا بكم مشاهدينا الكرام ونحن في الثلث الأخير من هذه الحلقة ، فضيلة الشيخ عرفنا فيما سبق يعني جمال الظاهر ، وما أولاه الإسلام من العناية بجمال الظاهر إلا أن جمال الباطن يعد أساساً في تركيب شخصية المسلمة الملتزمة كيف أرشد الإسلام إلى الاهتمام بجمال الباطن ؟
الشيخ محمد:(1/10)
الحمد لله قلنا جمال الباطن هو جمال الأخلاق والسلوك والصفات الحسنة التي يتصف بها الإنسان علم ، تقوى صدق ، عفة ، حياء فالله -سبحانه وتعالى- كما يقول ابن القيم -رحمه الله- يحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق ، ويجمل قلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل ويجمل جوارحه بالطاعة ، ويجمل بدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه ، وتطهير البدن من الأنجاس والأرجاس والأوساخ والشعور المكروهة ، تقليم الأظفار ، الختان ، هذا جمال شرعي في جمال ظاهري شرعي وجمال باطني يحبه الله -سبحانه وتعالى- والله -عز وجل- فضل جمال الباطن على جمال الظاهر ، كما عرفنا من قوله : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سؤاتكم ) هذا ظاهر ولا باطن ، ظاهر وريشا ، ظاهر ولا باطن ، ظاهر ، ثم قال ( ولباس التقوى ذلك خير ) هذا إذاً أفضل لباس التقوى صلاح النفس، لباس التقوى جمال القلب ، هذا أفضل من اللباس الظاهر الذي غايته أنه يستر العورة ويجمل الشكل ، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فهو سبحانه جميل يحب الجمال ، والجمال الذي للخلق من العلم والإيمان والتقوى أعظم من الجمال الذي للخلق ، وهو الصورة الظاهرة ، وكذلك الجمال من اللباس الظاهر لباس التقوى أعظم منه وأكمل ، وأيضاً فإن يعني الجمال الحقيقي يعني أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، عمرو بن معديكرب الشاعر قال :
ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت برداً
……………إن الجمال مكارم ومآثر أورثن حمدا(1/11)
هذا جمال العلم والأدب والمجد والشرف ، وليش يعني الله قال : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) لأمة مؤمنة خير من مشركة حرة …ولو أعجبتكم الحرة المشركة في النظر ( ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ) يعني حر ولو أعجبكم المشرك الحر ليه ، قال : (أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة ) ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ) ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ، كما قال تعالى : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ) وكذلك فإن المنافقين قال الله عنهم : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) فالظاهر في عندهم جمال خلقة ، كان المنافقون على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا ذوي مرة ، وخلقة حسنة وجمال في الشكل ، من باب الفتنة الابتلاء يعني ، فيعني ينبغي عدم الانخداع في الظاهر :
ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير
………بغاث الطير أكثرها فراخاً ، وأم الصقر مقلاة نزور
ضعاف الطير أطولها جسوما ………ولن تطل البزاة ولا الصقور
ضعاف الأسد أكثرها زئيرا………وأصرمها اللواتي لا تزير
لقد عظم البعير بغير لب………فلم يستغن بالعظم البعير
يصرفه الصبي بكل وجه………ويحبسه عن الخسف الجرير
فما عظم الرجال لهم بفخر………ولكن فخرهم كرم وخير
فإن أك في شراركم قليل………فإني في خياركم كثير
نحن نعرف قصة قارون ، خرج على قومه في زينته ، هذا ظاهر ولا باطن ، قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ، انخدعوا بالظاهر ، إنه لذو حظ عظيم ، هذا عنده وعنده ، ماذا كانت النتيجة ، خسفنا به وبداره الأرض ، فأهل الدنيا ينخدعون بالمظاهر ، قال الذين يريدون الحياةالدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون .
المقدم:
يعني غبطة يتمنى الإنسان الوصول إليه ، أو الوصول إلى مثل هذه الأشياء المادية ؟
الشيخ محمد:(1/12)
أيوه بس هذا وإن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ، يعني الآن هم يقولون يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون وهو كافر يعني وين هذا إنسان إيش قيمة كل الأشياء يعني وهو كافر فلم لم يقولوا يا ليت لنا مثل العالم الفلاني ، العابد فلان ، يعني يصير الواحد يتمنى ما أوتي يقول يا ليت شرف فلان في العبادة ، يا ليت لي مواظبة فلان على التلاوة ، يا ليت لي فقه العالم هذا ، وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ، ولا يلقاها إلا الصابرون .
فالذين عرفوا الحقائق ما اغتروا بالدنيا نظروا إلى الباطن ولذلك وعظوا ويلكم ثواب الله خير من هذه الأشياء العاجلة الفانية والنتيجة خسفنا به وبداره الأرض ، فإذن يجب أن لا نغتر بالظاهر ونلتفت فعلاً إلى إصلاح الباطن .
المقدم:
هل يمكن أن يكون الاهتمام بالباطن يؤدي إلى جمال الظاهر ، حتى لو لم يكن الظاهر جميلاً ؟
يعني بعض الأحيان يكون الظاهر غير جميل لكن هل يمكن الاهتمام بالباطن والعناية به وصيانته من جميع ما يعكر هذا الباطن من الجمال أم ينعكس على جمال الظاهر ، هل يمكن ذلك ؟
الشيخ محمد:(1/13)
ممكن لكن شوف ترى ما العبادة مثلاً لها نور على الوجه ، ونور الوجه هذا يجذب ، بس من الذي ينجذب إليه ، يعني لما قال الله ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) قالوا سيماهم في وجوههم السمت الحسن ، قالوا الوضاءة والإشراق، قالوا الصلاة تحسن وجوههم ، يعني من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار فهي فعلاً ممكن تجمل المواظبة عليها تجعل الواحد جليلاً جميلاً لكن أحياناً تكون بانجذاب المؤمنين إليه ، انجذاب المؤمنين إليه ،وإذا كان يعني الإنسان أصلح سريرته فيما بينه وبين الله ، فإن الله يصلح علانيته ، قال مالك -رحمه الله- بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون ، والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا ، فالحسنة لها نور في القلب ، وضياء في الوجه ، وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق .
المقدم:
وفي المقابل فضيلة الشيخ ، هل السيئة يمكن أن تقبح الظاهر ، فبالتالي يكون لها آثار في الظاهر ؟
الشيخ محمد:(1/14)
أينعم فعلاً ، حتى يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والقبح والشين الذي يكون من الأعمال الفاسدة التي في القلب يسري إلى الوجه ، ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الفاسدة هذه ، فكما أن الحسنة يعني والعبادة تجمل الوجه ، حتى إن أحد النساء يعني كانت تواظب على قيام الليل فسألوها ليش الإطالة هذه فقالت إني أريد أن يحسن وجهي ، طبعا هي ما نافقت تريد بس الدنيا ، هي ترجوا ما عند الله لكن هذا تبع ، هي ترجوا الحسنات ، لكن هذه تبع كذلك السيئات إذا عظمت يكون لها سواد في الوجه ،ويظهر هذا بينا في آخر العمر كما يقول شيخ الإسلام إذا اقترب الموت ، قال ، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازدادوا حسناً وبهاء ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل مما كان في صغره ، قال ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية ، كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهراً بها في السابق ، ولذلك شوف ملكات الجمال والممثلات ممثلات الإغراء ولا الممثلات هذه الأجنبيات ، ترى عند الكبر تصير وجهها قبيح ، ما حاولت تعمل عمليات تجميلية ، ولذلك ، الزنا الفاحشة ، شرب الخمر ، المعاصي تراها تقبح ، والظلم ،الفواحش ، وكذلك البدع ولذلك حكى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الاستقامة كلام مهم جداً ، عن الذين يسبون الصحابة أهل البدع هؤلاء ، قال كلما كبر الواحد منهم قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير ، ثم قال : ثم إن الذين يكثرون الفاحشة ، تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوهاً ، يعني الزناة والزواني والعياذ بالله من أقبح الناس وجوهاً قال :وليس سبب ذلك أمراً يعود إلى طبيعة الجسم ، يعني يمكن يقولوا والله يمكن الزنا في تفاعلات ، لا قال : بل العادة المستقيمة يعني لكن الظلم والفاحشة تجعله يعني في وجهه شين ، قال فيكون لوطياً وظالماً فيكسوه ذلك قبح الوجه وشينه لأن القلب فيه من النور بالعبادة ما يظهر على الوجه ، وفيه من(1/15)
الظلم نتيجة المعصية ما يظهر على الوجه أيضاً ولذلك قال الشاعر :
صل الحسن بالتقوى وإلا سيذهب … فنور التقوى يقوى جمالاً ويكسب
وما ينفع الوجه الجميل جماله وليس له فعلٌ جميل مهذب
فيا حسن الوجه اتق الله إن ترد……دوام جمال ليس يفنى ويذهب
يزيد التقى ذا الحسن حسنا وبهجة… وأما المعاصي فهي للحسن تسلب
وتكسف نور الوجه بعد بهائه ……وتكسوه قبحا ثم للقلب تقلب
فسارع إلى التقوى هنا تجد الهنا……غدًا في صفا عيش يدوم ويعذب
فما بعد ذي الدنيا سوى جنة بها……نعيم مقيم أو لظى تتلهب
المقدم:
نسأل الله أو يوفقنا وإيكم إلى الخير ، وأن يبيض وجوهنا ووجوهكم ، وأن يجمل ظواهرنا ويجمل كذلك بواطننا ، شكر الله لكم فضيلة الشيخ ، ونلتقي وإياكم في حلقة قادمة شكرا فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله أهلاً وسهلاً ومرحبا.
المقدم:
مشاهدينا الكرام ها نحن وإياكم نصل إلى نهاية هذا اللقاء المبارك إلى لقاء متجدد من برنامجكم الراصد نترككم في حفظ الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/16)