بسم الله الرحمن الرحيم
المقدم:
أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الراصد ويمتد ترحيبنا عاطراً بفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد المشرف العام على مجموعة مواقع الإسلام ، وجوال زاد أهلاً ومرحبا بكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد
حياكم الله جميعاً أنتم والإخوة والأخوات والمشاهدين والمشاهدات .
المقدم:
الله يبارك فيكم ؟
مشاهدينا الكرام الجمال أمر فطري غرس الله حبه في النفوس ذكوراً أو إناثاً وإن كان الاهتمام بالجمال الظاهري لدى النساء هو الأعم والأكثر قال تعالى : (أومن ينشّا في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) وقد تباينت نسب الاهتمام النساء بالجمال في ظواهرهن من جهة ، أو تغبية جمال الباطن من جهة أخرى ، وبنظرة فاحصة لواقع جمال المرأة نجد بعض السلوكيات التي تحتاج إلى وقفات ، المبالغة في عمليات تجميل الوجه وأعضاء المرأة والتكاليف تقدر بالمليارات في الوطن العربي ، إظهاراً لزينة المرأة أمام غير المحارم ، أو الزوج مما أوقع في محظورات شرعية ، الانكباب على تزيين الظاهر ومجارات ألوان الموضة وما تنتجه دور عرض الأزياء العالمية كيف أرشد الإسلام إلى العناية بظاهر المرأة وجمالها وأناقتها مع العناية بجمال الباطن ، هذا ما سنعرفه بإذن الله في ثنايا حلقتنا لهذه الليلة تحت عنوان ، جمال المرأة بين الظاهر والباطن ، شيخنا الكريم في الحقيقة في بداية هذا اللقاء نحتاج إلى تحرير المصطلح ، ماذا نقصد بالجمال ، قد ينصرف الذهن حين يذكر الجمال إلى الجمال الظاهري الخارجي هل هذا هو المفهوم ، أم أن مفهوم الجمال أعمق من ذلك؟
الشيخ محمد:(1/1)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين الجمال في اللغة : الحسن ، المرأة الجميلة والجملاء ، التجمل تكلف الجميل ، حسن الخُلق والخَلق هو الجمال، وبعضهم فرق بين الجمال والحسن وقال : إن الجمال ما يشتهر به الإنسان ويرتفع في الأفعال والأخلاق ، والحسن على الصورة ، الجمال هذا الذي يكون في الأخلاق والأفعال ، ثم استعمل في الصور ، ولا هو في الأصل على أشياء الباطنة ، والحسن على الأشياء الظاهرة ، لكن الآن نقول الجمال قسمان : جمال الظاهر ، وجمال الباطن ، جمال الظاهر المقصود حسن الصورة والشكل والهيئة ، وجمال الباطن حسن السلوك والأخلاق والأفعال .
هذا الجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة كما يقول القرطبي -رحمه الله- ويكون في الأخلاق الباطنة والأفعال ، جمال الخلقة يدركه البصر ، وتتعلق به النفس، أما جمال الأفعال فإن القلب هو الذي يحس به لأنك لا ترى بعينك الكريم أو ترى بعينك مثلاً جواد صاحب الجود ، لا ترى بعينك صدق الصادق ، وأمانة الأمين ، لكن قلبك يشعر بذلك ، جمال الصورة نعمة ، وجمال الأخلاق نعمة أكبر ، جمع الله تعالى الجمالين في غير موضع من كتابه ، فقال : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشا ) ثم قال : ( ولباس التقوى ذلك خير ) فامتن الله -عز وجل- على العباد بما جعل لهم اللباس ، والريش ، فاللباس ستر العورات والرياش والريش ما يتجمل به زيادة على ستر العورات .
المقدم:
طبعاً يستوي في ذلك الذكور والإناث ؟
الشيخ محمد:(1/2)
نعم على الذكور والإناث ، قضية أنه جعل لهم ما يوارون به السوءات وما يتجملون به بالإضافة إلى ستر العورة ، ثم قال : ( ولباس التقوى ذلك خير ) فأشار بذلك إلى جمال الباطن ، والله لما قال في وصف نساء الجنة ( فيهن خيرات حسان ) حسان الوجوه خيرات الأخلاق ، قال ابن كثير -رحمه الله- وهي المرأة الصالحة حسنة الخلق حسنة الوجه ، وخيرات الأخلاق حسان الوجوه ، كما قال بعض العلماء جمعن بين جمال الظاهر والباطن ، بين حسن الخَلق وحُسن الخُلق ، وقال الله تعالى ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً ) فالنظرة في الوجه والسرور في القلب : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) النظرة تزين الظواهر ، والنظر يجمل البواطن وقال تعالى : ( وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهورا) هذا الأساور تجمل ظواهرهم والشراب يطهر بواطنهم فهكذا نجد أن النصوص الشرعية تحث على وتمدح جمال الظاهر وجمال الباطن .
المقدم:
حتى لو كانت هذه النصوص متعلقة بقضايا في الآخرة وفي الجنة ؟
الشيخ محمد:
يعني يقاس عليها في الدنيا طبعاً يعني الله -سبحانه وتعالى- لما امتن على أهل الجنة بالجمالين ، عرفنا أن هذا من الكمال يعني جمال الظاهر ، وجمال الباطن كلاهما من الجمال ، لكن في الدنيا قد يكون الإنسان ليس بجميل الخلقة ، جميل الأخلاق فيدخل الجنة فيصبح جميل الخَلق والخِلقة أينعم .
المقدم:
طيب فضيلة الشيخ طبعاً نحن سيرتكز أكثر حديثنا على جمال المرأة في ظاهرها وفي الباطن ، ما هي الأشياء التي أباح الله -سبحانه وتعالى- ذكرتم أن الله -سبحانه وتعالى- يعني لبى غريزة المرأة في تجملها في ظاهرها ، وبالتالي يأتي السؤال ما هي الأشياء التي أباحها الله -سبحانه وتعالى- أن تتزين المرأة في ظاهرها ؟
الشيخ محمد:(1/3)
يعني لما قال : ( أومن ينشأ في الحلية ) عرفنا أن الحلية مباحة ، الحلية هي الزينة فطبيعة المرأة أن تعتني بالحلية ،وتعتني بالزينة وتعتني بالتجمل ، وأباح لها -سبحانه وتعالى- أنواعاً من ذلك ، فمثلاً النظافة والحناء والكحل والادهان والاستحداد ومشط الشعر وتنظيمه وتسريحه والتطيب وتقليم الأظفار ونحو ذلك ، فالمرأة مولعة بالاعتناء بظاهرها ، ما هو حرام ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) من حرمها بعد أن جعلها تعالى مباحة ، من الذي يحرم ذلك ، ولذلك الأصل في زينة المرأة الإباحة .
المقدم:
إذن ذكرتم يا شيخ الزينة نحن نريد الاهتمام بالمصطلحات ربما يجلي كثير من المعاني هل المقصود بالزينة ما يتعلق بوجه المرأة وكفيها وشعرها ، أم ما تتزين به من الحلي والتطريز والثياب وإلى آخره ، ما المقصود بالزينة في هذا النطاق؟
الشيخ محمد:
يعني الزينة الذاتية والزينة الإضافية ، أو لنقل الزينة الخلقية والزينة المضافة المصطنعة ، فالزينة الخلقية ، معظم جسد المرأة وخاصة الوجه والمعصمين والشعر ، يعني هذه فيها جمال ، وجه المرأة جمالها في وجهها فيقال هذه امرأة جميلة ، وهذه أجمل وهذه غير جميلة ،بناء على ماذا بناء على أشياء منها مثلاً الوجه ، منها مثلاً الشعر ، أما الزينة الإضافية والزينة المصطنعة ، مثل الحلي ، الثياب الملونة ، الكحل ، الخضاب ونحو ذلك نعم.
المقدم:
جميل فضيلة الشيخ لعلنا كذلك ندخل في محور آخر أن الجمال مطلوب لدى النفس فهي تحب أن تتجمل في خارجها هنا يا فضيلة الشيخ سؤال لعلنا نأتي إليه البعض يقول عندما يرى زميله يتكلف في الزنية أو يهتم بالزينة يقول هذا من باب التكلف ، وهذا من باب الاهتمام بأشياء ثانوية مع أن هذا الإنسان يريد أن يتجمل يريد أن يكون هندامه حسن ، فهل يسوغ له أن يعتب على أخيه حينما يهتم بهندامه وأناقته ؟
الشيخ محمد:(1/4)
إذا كان الاهتمام ما جاوز الحد فلا لوم على من اهتم بهندامه وشعره ، وشكله ، ونحن نعلم بأن الجمال هبة من الله يعني الجمال الأصلي ، فبعض الناس وهبهم الله جمالاً أكثر من ناس آخرين وهذا داخل في قوله تعالى : ( يزيد في الخلق ما يشاء ) مثل الصورة الحسنة والصوت الحسن والقلوب مطبوعة على محبة ذلك، فلما يأتي واحد ويقول أنا أريد أن أهتم بالجمال فنقول له مبدئياً ما في مانع ، لأن رجل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان جميلاً فقال يا رسول الله إني رجل حبب إلي الجمال وأعطيت منه ما ترى ، حتى ما أحب أن يفوقني أحدٌ بشراك نعلي، أفمن الكبر ذلك ، قال : ( لا ، ولكن الكبر من بطر الحق وغمط الناس ) رواه أبو داود وهو حديث صحيح ، يعني ازدراء الناس واحتقار الناس ، احتقار الناس هذا كبر ، رفض الحق ، الإعراض عن الحق هذا كبر ، لكن واحد يريد أن يكون جميلاً ويهتم بالجمال ، هذا ليس من الكبر إلا إذا اغتر بجماله فتكبر على خلق الله وازدراهم وانتقصهم وتعالى عليهم ، هذا صار مذموماً هذا لا يدخل الجنة ، لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال الرجل ، يا رسول الله : إن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنا ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله جميل يحب الجمال ) ما في مانع إن الواحد يختار ثوباً حسناً ونعلاً حسناً المرأة تختار زينة حسنة ، وفستاناً حسناً وساعة حسنة ، وقلادة حسنة ، ما في مانع فهذا مما تهفوا إليه النفوس .
المقدم:
لكن البعض يا شيخ يقول هذا الخيط الرقيق الرفيع بين التزين وبين الوصول إلى الخيلاء ، كيف يمكن تجنب مثل هذا الشراك أو الوقوع في مثل هذه الأمور حتى لا يقع في الخيلاء أو الكبر ؟
الشيخ محمد:(1/5)
يعني الاعتناء ، يعني تطلب الجمال ، هذا ما في تلازم بينه وبين التكبر على الآخرين احتقار الآخرين، ازدراء الآخرين ، انتقاص الآخرين ، مثلاً ، قضية مثلاً يحرص الإنسان على الثوب النظيف ، أو الهيئة الجميلة، أو الهندام الحسن ، أو السمت الحسن ، والمظهر الحسن ليس تكبراً في حد ذاته ، التكبر شيء آخر ، التكبر هذا شيء يتعلق بالناس الآخرين ، إنه يرى نفسه يختال عليهم ، فهو شيء ممكن يكون لاحق يعني واحد يهتم بالزينة ، ثم يحصل في نفسه لما يرى يعني ما شاء الله هذا الشكل وهذا الهندام ، بعد ذلك يقول ، وإيش عند فلان ،وإيش عند فلانة وماذا فتبدأ عملية الازدراء بعد ذلك ، ثم أيضاً فيه قضية أخرى وهي أن الزيادة يعني لما واحد مثلاً يسرف يعني يهتم بالمظهر لكن صار يسرف ،ممكن يقتر على أهله من أجل أن يشتري ساعة كذا كذا ، يتمظهر بها أمام الناس ليقال إن فلان عنده ساعة كذا ، وجوال كذا ، ونظارة ماركة كذا ، هذا القصد من عمليات التزين الآن أن يتحدث الناس عنه إذا دخلنا في قضية الآن نظرة الناس أو يريد أن يقول عنه الناس كذا ، وإذا ما قال مثل اللي عندها عرس وذهبت تبحث عن فستان سهرة في العرس هذا ووجدت فستان بعد يعني ، البحث والتحري ، وكذا كذا واشترته فلبسته خلاص الآن ما أحد يسعني ، فلما ذهبت إلى العرس ، فوجئت بأن هنالك امرأة في العرس لابسة فستان مثل اللي هي تلبسه طبعاً هذه تعبت الآن ولفت ودارت ودفعت فلوس إيش صار لما رأت ذلك ما تحملت ، ما طاقت ، خلاص أخذت بعضها وراحت رجعت إلى البيت ما طاقت أن هنالك امرأة اشترت نفس الفستان ، وتلبس مثلها يعني صار في تساوي إذا قضية يعني التعالي صارت الآن هي ما تحملت أن تأتي امرأة بمثلها ، فغضبت وسرحت ، طيب سبحان الله الله -عز وجل- قدر أن هذه تأخذ مثل هذه ، إذاً مرة أخرى التجمل والعناية بالمظهر في حد ذاته حسن ، لأن الله جميل يحب الجمال ، وقد قال ابن القيم -رحمه الله- وهو سبحانه كما يحب(1/6)
الجمال في الأقوال والأفعال واللباس والهيئة ، يبغض القبيح من الأقوال والأفعال والثياب والهيئة ، فيبغض القبيح وأهله ، ويحب الجمال وأهله .
المقدم:
طيب جميل جداً سنأتي إن شاء الله تعالى إلى محور قادم إلى من يجوز للمرأة أن تبدي جمالها الظاهر سنتعرف إن شاء الله تعالى على هذه النقاط إن شاء الله تعالى بعد الفاصل ، ثم نعود ؟
مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نواصل المسير فابقوا معنا ؟
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام مجدداً في برنامجكم الراصد ويمتد ترحيبي مجدداً بالشيخ محمد أهلاً ومرحباً بكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله ؟
المقدم:
الله يبارك فيكم ، طبعاً يا شيخ من ضمن فقرات البرنامج راصدون يقومون برصد بعض القضايا ويشاركون معنا في البرنامج لعلنا نأخذ هذه الفقرة ؟
مشاهدينا الكرام فقرة راصدون ثم نعود بإذن الله تعالى فابقوا معنا ؟
أقول أنه مهما عملت المرأة في ظاهرها فمصيره إلى الذبول والزوال فأنصح كل امرأة مسلمة مؤمنة أن تكون فطنة ، ولا تنشغل إلا بما ينجيها في دار البقاء .
أعتقد أن كثيراً من النساء في يومنا هذا وخاصة المتزوجات لا تهتم مطلقاً بشكلها ولا زينتها ، وهذا تفريط في حق زوجها .
جمال المرأة في قلبها النظيف وقلبها الطاهر ، جمال المرأة ليست بالمظهر ولكن بالمخبر ، جمال المرأة في دينها في فقهها ، في علمها ، في رعايتها لزوجها ، في رعايتها لأولادها .
المطلوب من المرأة التوازن في الأمر فتهتم بمظهرها في حدود الشريعة ، وتعتني بباطنها وجوهرها وعلاقتها بربها .
سبب هوس النساء اليوم بالمظهر هو الرجل فهو يطلع إلى نساء الفيديو كليب عارضات الأزياء ، والفنانات ويطالب زوجته أن تكون مثلهن .
تعلق النساء بأمور المظاهر اليوم لا ينفصل عن الانبهار بزخرف الحياة الدنيا والغفلة عن الآخرة والله المستعان .
المقدم:(1/7)
مشاهدينا الكرام بعد أن تابعنا وإياكم مشاركات الإخوة في فقرة راصدون ، شيخنا الفاضل توقفنا عند محور إلى من يجوز للمرأة أن تبدي زينتها أمامه ؟
الشيخ محمد:
أولاً الزوج ، أول شيء ، هو الذي يتمتع بكامل زينتها وجمالها ، ولذلك الله -عز وجل- قال : ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ) أول ما بدأ بالبعولة والأزواج ولذلك والله نصيحة لكل زوجة ، يعني هي تذهب للحفلات وتتزين لأعراس ، وربما تنسى أن تتزين لزوجها ، فلتفاجئ زوجها يوماً يعني تتزين كما أنها تريد أن تذهب إلى عرس فإذا جاء تقول إنما تزينت لك ، يعني هذه سيكون لها وقع في نفسه لأنها ما تزينت لتذهب إلى مكان ، إنما تزينت له ، فقال تعالى : ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباءهن ، أو آباء بعولتهن ، أو أبناءهن ، أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن ، أوبني أخواتهن ، أو نساءهن ، أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال ، أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ، ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ، وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) إذا البعولة أحق من تزينت المرأة له ولا شك أنها تؤجر على هذا وهو يريد أن يراها متجملة بل إن هذا يعفه ويجذبه إليها ويكون فيه دوام العشرة ، ودوام الألفة وهذا خاص بالزوج لا يجوز لها إظهار الزينة لغيره اللي هي الزينة التي تشمل يعني كل شيء من الزينة الذاتية والزينة الإضافية ، لكن هل يجوز أن تظهر مثلاً في الأحوال العادية بوجهها وشعرها أمام أبي الزوج الجواب نعم ، الجد وإن علا كذلك ابنها ، كذلك ابن أخيها ، ابن أختها هي خالته ، هي عمته أو كذلك نساءهن ، النساء ينظر بعضهم إلى بعض ، ولكن كما ذكر العلماء ، المرأة أمام المرأة تظهر ما يظهر منها غالباً ، يعني كالوجه ، الشعر ، العنق ، ما فوق القلادة ، مثلاً المرفق إلى الأصابع ، القدمين ، وتحتشم ، ولا كما يحدث اليوم في الحفلات ،(1/8)
يعني تظهر الظهر والصدر والبطن ، مصيبة كارثة كبيرة اليوم .
المقدم:
يقولون إن عورة المرأة بين المرأة والمرأة بين السرة والركبة ،وبالتالي يمكن أن تظهر أجزاء كثيرة من الظهر والفخذين ؟
الشيخ محمد:
أصلاً يقولون لها الآن يلا إنتي مع النساء كل واحدة تستر بس بين السرة والركبة تطلع كل شيء ظاهر تروح ، حفلة ، تروح كدة ، ما تقول ، يعني فطرياً هذا كلام ما هو مقبول ، يعني لكن إيش معنى قولهم العورة ما بين السرة ، يعني عند الحاجة يجوز أن تظهر المرأة أمام المرأة مثلاً ثديها ترضع به طفلها ، وليس معناه إنه في حال اللباس والاختيار أن تظهر هذا ولكن في حال الحاجة ، لو ظهر هذا في حال الحاجة فلا بأس كم ضربنا مثال ، أن ترضع ولدها أمام مثلاً امرأة أخرى ، لكن هي تختار أن تكون ما فوق السرة وما تحت الركبة ظاهر لكل النساء ، لا طبعا، ولذلك فرق العلماء بين أحكام العورة وأحكام اللباس فلما نقول الآن هي أمام النساء بالنسبة لأحكام اللباس تظهر ما يظهر منها غالباً كالوجه والشعر والرقبة وما فوق القلادة والمرفق إلى مثلاً الأصابع ، والقدمين .
المقدم:
طيب فضيلة الشيخ فيه مسألة أخرى بعض البنات يعني في وجود الأب داخل البيت والإخوة الكبار يعني يلبسن مثلاً بنطال أو يلبسن ملابس ضيقة والأم يعني لا ترى بأساً بذلك لأنها تقول داخل نطاق الأسرة داخل البيت ، ما رأيك بلبس هذه الألبسة داخل المنزل بحضرة الأب ، بحضرة الإخوة الكبار ؟
الشيخ محمد:(1/9)
الوضع الآن في المجتمعات وضع خطير ، ولا يسمع بأي تساهل ، وصار الآن من أنواع الشذوذ ما حصل بل والعياذ بالله من إتيان المحارم جرائم كثيرة جداً فهل فوق هذا نقول لا بأس إذا ظهرت أمام إخوانها الكبار ، لا بالعكس نقول عليها أن تحتشم البنت ، وأن تلبس طويلاً وساتراً وأن يكون غير ضيق ولا شفاف، ولذلك فإن الاحتشام اليوم أوجب من الاحتشام فيما مضى لانتشار الفضائيات ، وانتشار المغريات ، صار في شذوذ الآن ، ( أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال) يتبعونكم ويتعلقون بكم يعني هذا الذي لا إربة له في النساء البتة ولا شهوة له في النساء البتة ، كالعنين والمعتوه ، اللي خلاص ما عنده شهوة أبداً أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء دون التمييز ، أبو خمسة ، خلاص لو ما احتجبت أمامه، ظهرت أمامه كما تظهر أمام النساء لا بأس ، لكن إذا صار الولد يميز بين الجميلة والقبيحة، وصار يلتفت إلى معالم النساء ، ربما يقول لأمه شفتي هاذيك اللي شكلها كده كده كده ، وشفتي هاذيك اللي لابسة كده كده ، يعني هذه دلالات التمييز ، أيوه خلاص المرأة لازم لابد أن يعني تنتبه.
أمامه تستر أمامه إذا بلغ سن البلوغ ؟
اثنى عشر ثلاثة عشر يمكن ما بلغ لكن خلاص الأولاد الآن يطلعون على أشياء كثيرة جداً والتفتوا وانتبهوا ، وأيقظت الجاهلية الحديثة فيهم أيقظت فيهم تطلعات كثيرة ، والآن صور بلوتوث أشياء مواقع فهم الآن يعني حتى غير البالغين صار أوقعوا في أنواع من المفاسد ، يجعل قضية الاهتمام بالتستر أمامهم والاحتشام مهمة جداً للمرأة .
المقدم:
طيب إذاً فضيلة الشيخ ذكرتم الآية الكريمة فيما يجوز للمرأة أن تظهر زينتها أو لا تظهر زينتها ، قال الله -سبحانه وتعالى- ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن نجد يا شيخ انتشار الآن الكعب العالي أو المشي في الأسواق أو الممرات ويظهر صوت يعني قوي من هذه الأحذية ما تعليقكم نحو هذه المسألة ؟
الشيخ محمد:(1/10)
يعني المرأة المسلمة بحشمتها وأدبها المفترض أن لا تفعل ذلك ، أولاً العلماء ما ذكروا حكم الكعب العالي وإنه ما يجوز وإن المرأة ما تبلس أعلى من قيد أنملة يعني بالنسبة للكعب الكعب العالي له أضرار صحية ، يظهرها أعلى مما هي عليه أصلاً ويجعلها مائلة إلى الأمام ، ويجعلها عرضة للسقوط وصارت الآن يعني قضية الصوت هذا الذي تظهره على الرصيف وفي الطريق وعلى الرخام في الأماكن العامة يلفت نظر الرجال بلا شك ، ولذلك فإن مسألة إصدار الصوت للفت أنظار الرجال فيه محظور شرعي ولا شك ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، لأن الخلخال كانت تضعه المرأة في أسفل الساق فإذا ضربت برجلها أخرج صوتاً ، هذا صوت الخلخال ماذا يفعل ، يلفت أنظار الرجال ، فصوت الخلخال ، صوت الكعب العالي ، صوت كذا ، هي ممكن تظهر أصوات متعددة يعني ويفعل هذا بعض البنات مع الأسف طالبات المدارس فتلفت أنظار الشباب الذين يتتبعون البنات في الباص في الحافلة في الطريق ، يعني في السوق ، يعني تعمل حركات أو تصدر أصوات تلفت أسماع الرجال وأنظار الرجال ، وهذا طبعاً يترتب عليه مفسدة عظيمة .
المقدم:
طيب الجمال هل هو يا شيخ في كل امرأة أم أنه يتفاوت من امرأة إلى أخرى وهو نسبي ؟
الشيخ محمد:(1/11)
يعني ( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) معناها إنه كل امرأة في العالم فيها نسبة جمال الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان على أحسن صورة ، لو قارنت يعني أقبح إنسان بأجمل دابة ، بلا شك أن الإنسان يتفوق عليها ، ولذلك لابد أن يوجد نوع من الجمال قل أو كثر في كل إنسان من البشر ، ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ) فإذاً سواك فعدلك يعني جعلك سوياً منتصب القامة معتدلاً شوف الدابة وجهها إلى أسفل الإنسان وجهه إلى أعلى ، الدابة على بطنه وعلى أربع ، الإنسان على رجلين ، الله -سبحانه وتعالى- صوركم فأحسن صوركم ، إذاً أشكال البشر متميزة عن أشكال بقية المخلوقات ممن دونهم من الدواب وغيرها ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في الدعاء ، ( اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي ) ولذلك الواحد ما يغتر ، لو نظر للمرآة وأعجبه شكله ، ولا امرأة امرأة آتاها الله جمالاً ، فنظرت في المرآة أعجبها شكلها ، فتقول بدلاً من الاغترار تقول ، اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي ، فإذا حسن الخلق هذه يعني نعمة عظيمة ، وحسن الخَلق كذلك ، فالإنسان يتذكر بحسن خَلقه أهمية الخُلق الحسن ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( إن كل خلق الله -عز وجل- حسن ) حديث صحيح ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) والله قال : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فيها قصة تروى أن موسى بن عيسى الهاشمي كان يحب زوجته حباً شديداً فقال لها يوماً أنت طالق ثلاثاً إن لم تكوني أحسن من القمر فنهضت واحتجبت ظنت أنها طالق خلاص قالت طلقني ، يعني عنده القمر أجمل يعني ، وبات هو بمصيبة وبلية عظيمة ولما أصبح غدا إلى دار الخليفة المنصور فأخبره الخبر وأظهر الجذع ، فالمنصور يعني من باب مواساة الرجل ومحاولة إيجاد حل أحضر الفقهاء واستفتاهم ، قال هذا رجل قال لزوجته إن لم تكوني أحسن من القمر أنت طالق ثلاث هو من شدة إعجابه قال هذا ،(1/12)
فالموجودون قالوا خلاص طلقت إلا واحداً كان ساكتاً فقال له المنصور ما لك لا تتكلم قال الرجل بسم الله الرحمن الرحيم ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) يا أمير المؤمنين الإنسان أحسن الأشياء ولا شيء أحسن منه فقال المنصور لعيسى موسى ، الأمر كما قال فأقبل على زوجتك وأرسل إليها يقول أطيعي زوجك ولا تعصيه فما طلقك ، الشاهد من القصة ما هو إن كل خلق الله حسن ، وكل امرأة وكل رجل لابد أن يكون فيه حسن لوجه من الوجوه ، وإذا تفاوتوا فنحن قسمنا بينهم معيشتهم .
المقدم:
جميل جداً فضيلة الشيخ لعلنا نكمل بإذن الله تعالى بقية المحاور بعد هذا الفاصل ، مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نعود إليكم فابقوا معنا ؟
شيخنا الفاضل بعد أن تحدثتم عن أن الجمال هو في كل النساء ولكنه نسبي ، يعني بعض الأخوات ترى أختها جميلة ، والبعض الآخر تراها قبيحة فهل هناك مقاييس معينة أم أن الجمال الإنسان أن يحكم عليه ؟
الشيخ محمد:(1/13)
الجمال موجود في خلق الله الله لما خلق البشر ، في كل واحد من البشر فيه نسبة جمال بلا شك ، لكن ما الذي يحدث مقاييس الجمال عند الناس ممكن تختلف، كذلك التفاوت بسبب ما وزع الله -عز وجل- وقسم من هذا الجمال بين العباد ، وإذا رجعنا مثلاً إلى العصور المتقدمة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- هل كانت المرأة السمينة ، أملح ، أجمل ، أرغب ، ولا المرأة النحيلة ، في العصر النبوي العصر الأول كانت المرأة الممتلئة أحسن ، حتى أن ذلك الرجل الذي يعني قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فتح الله عليك الطائف فعليك ببنت غيلان اسمها بادية ، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان يعني العكل أربع من الأمام ومن وراء العمود الفقري يقسمها إلى ثمان أربع وأربع ، فهذا جمال المرأة عند العرب كان في السمن فهذه المرأة التي تعمل النشيطة القوية واللي أهل أنها تتزوج ، وتحمل أولاد ومسئولية ، فكان عندهم يعني ، كانت المرأة السمينة هي التي تنال إعجاب الرجل والمسألة هذه امتدت قرون يعني فيما يبدو لأن الفقيه بن الحاج رحمه الله ، شن هجوماً حاداً على النساء اللاتي يهمهن السمن لدرجة تضييع فرائض الله فيقول فلذلك ما يفعله بعض النسوة من إفطارهن في شهر رمضان المعظم قدره لغير عذر شرعي ، لماذا قالوا لأن المرأة إذا كانت مبدنة وتخاف أنها إن صامت اختل عليها حال سمنها ، فتفطر لأجل ذلك قال : وكذلك بعض البنات الأبكار يفطرهن أهلهن خيفة على تغير أجسامهن عن الحسن والسمن ، وكذلك من كانت منهن قد عقد عليها زوجها ولم يدخل بها بعد فتترك الصوم خيفة على بدنها أن ينقص ، وكل هذا محرم اتفاقاً بين الأئمة ، هذا الكلام ذكره ابن حاج في كتاب المدخل معناه هذا الذي كان عندهم السائد والجمال والمقاييس والمعايير ، اليوم طبعاً المعايير ويش هي ملكات الجمال ،وعارضات الأزياء والمذيعات والممثلات ، وإيش السائد الآن النحيفة ، لدرجة إنها تعمل برامج تخسيس ، فيها أحياناً خسة ،(1/14)
يعني سيئة تضر بصحتها وتضر بحتى يمكن أحياناً عقلها ، صار بأشياء آفات طبعاً هذه ليست دعوى إنه يلا النساء كل واحدة تفرد ، لا لكن المقصود إنا نعرف إن المقياس والمعيار الموجود سابقاً ما هو الموجود الآن فما هو شرط والله يعني إن الجميلة سابقاً هي الجميلة الآن والجميلة الآن هي الجميلة سابقاً ، فهذه قضية تتغير فيها أعراف الناس ، تتغير فيها مقاييس الناس وهكذا ، مقاييس الجمال في العين والأنف والأذن والشفة ، يعني ربما يجي واحد يقول هو تعجبه شفة مثلاً غير المنفوخة فيه يطلع الآن موضع حط السيلكون في الشفاة علشان تطلع الباطن منفوخة طيب إيش هذا خلاص صار في عندهم كده ، اللي جاب الموضة يهودي دار أزياء ما أدري غرباً شرقاً والمشكلة يعني أحياناً اضطراب المقاييس تخلي مثلاً الواحدة ممكن مثلاً يعني كده تنفخ بعدين تنسم ، مثلاً تشقر ، بعدين تبيض بحسب موجة الأجواء ، صارت المسألة لعبة ، ألعاب الآن ما في شيء منضبط ، وكل فترة في مقياس آخر وميزان آخر وموضة يعني تطلع ، هذه مصيبة .
المقدم:
طيب هنا مسألة أخرى يا شيخ ، بعض النساء تقارن نفسها بمن هن أجمل منهن جمالاً ، ولكن لا تقارن نفسها بالتي ربما أصيبت بتشوه أو أقل منها جمالاً ما رأيكم بمثل هذه المسائل ؟
الشيخ محمد:
يعني ينبغي على الإنسان أن يقارن نفسه في أمور الدنيا بمن تحته ، انظروا إلى من أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ، رواه مسلم ، هذا الحديث الصحيح جامع لأنواع من الخير ، كما قال الإمام النووي -رحمه الله- ، لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله وحرص على الازدياد ليلحق بهذا الإنسان الذي يراه أعلى منه ، فإذا لنخلي الجميع في أمور الدنيا مال ، جمال ، أثاث ، بيت سيارة جوال ، انظر إلى من هو أسفل منك حتى تعرف نعمة الله عليك .
المقدم:(1/15)
البعض يا شيخ لا يقتنع بمثل هذه النظرة ، وهي نظرة حقيقية ولكن البعض يريد ، أو بعض النساء تطمح أن تصل إلى الجمال النموذجي ، الذي مثل ما ذكرتموه في عارضات الأزياء والممثلات ، وإلى آخره ، هل هناك قناعة أن هناك جمال هي تملكه إذن بالتالي لا تحتاج إلى الوصول إلى مثل هذه النماذج ؟
الشيخ محمد:
والله يا أخي أحياناً نحن نقسوا على النساء ونقول يعني هذه النساء يردن كذا وما هن مقتنعات ، وتكتشف أحياناً أن بعض الرجال هم السبب ما هو عاجبه زوجته ، ويروح يسوي مثل فلانة وليش شكلك ما هو مثل فلانة ، وهذه المغنية والممثلة ، وكذا فلانة ، ويا ريت عندي امرأة مثل فلانة يجرحها ويهينها ، ويدفعها إنها تروح تغير ، ولذلك أحياناً يصير فيه نتيجة الانتقادات والكلام غير الحكيم يصير عند بعض النساء ما في قناعة بشكلها ، خلاص ما في قناعة يصير كأن ما عندها شيء من الجمال أبداً ، وكأن خلاص يعني ما لها قيمة ، ولذلك بعض شركات التجميل المشهورة العالمية قامت قبل سنتين بدراسة على نحو ثلاثة آلاف امرأة من مختلف الفئات العمرية من عشر دول أمريكا وكندا وبريطانيا وألمانيا والمكسيك والسعودية والبرازيل خلصت النتيجة الاستفتاء هذا أن اثنين بالمئة فقط من النساء يعتقدن أنهن جميلات ، سبحان الله ، يعني عندك ثمانية وتسعين في المائة إما ترى أنها متوسطة الجمال أو وهو الأخطر أنها غير راضية عن شكلها ، هي ترى أن شكلها غلط والعياذ بالله ، ترى ، تقول ليش أنا كده فتبدي الاعتراض على خلقة الله ، الاعتراض على قدر الله ، لوم وتبدأ ممكن تدخل في قضايا خطيرة جداً من جهة العقيدة ، وطبعاً هذا الاتجاه تعززه شركات التجميل ليش ، لأن لما يصير النساء كل واحدة ما عندها قناعة بشكلها ستلجأ إلى تغيير ما ، فمن الذي سيستفيد من هذا التجميل والعمليات الجراحية، هذا هو الكلام ، يعني أطباء التجميل وشركات التجميل يمصوا من هؤلاء الناس طبعاً رجالاً ونساء ، يعني ذكوراً(1/16)
وإناثاً ولذلك نقول يا جماعة ، القناعة ، يا جماعة أقصر الطرق إلى السعادة والجمال ، فقد قرر أطباء التجميل أن الحياة السعيدة تمنح صاحبتها جمالاً طبيعياً ، بل يمكن تقاوم التجاعيد وتظهر الإنسان أصغر من عمره الحقيقي إذا كان عنده قناعة ، أيها الشاكي وما بك داء ، كن جميلاً ترى الوجود جميلاً ، خلاص يا أخي ارض بقضاء الله وقدره ، ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا ، ما هو عاجبه شيء ، أينعم .
المقدم:
هل قد يكون يا شيخ الجمال الظاهر والاهتمام به نقمة على صاحبه ربما سبحان الله يؤدي جمال هذه المرأة إلى دخولها في منزلقات خطرة فبعض أحيانا سبحان الله يكون هناك حكمة أن الله سبحانه وتعالى لى يعطي هذا الجمال لمصلحة شرعية ، هي لا تعلم عنها ؟
الشيخ محمد:(1/17)
فكم من امرأة كان جمالها وبالاً عليها طمع فيها الفساق مثلاً وصارت يعني محطاً لأنظارهم وصارت القضية فيها يعني ربما تكبرت واغترت وتمردت على شرع الله ربما يعني ، ربما تكون أحياناً يصير القضية يتقدم لها شخص تقول لا ، هذا ما أبغاه مغترة بجمالها ، الثاني الثالث ، الرابع ، والعمر يتقدم بها ،حتى في الأخير خالص يفوتها الزواج وتطلع ليش ، لأنها لما اغترت بجمالها تقول ما أرضى بأي أحد فيجي أول واحد ثاني ثالث رابع كل شوية هي ترى نفسها فوق فوق ، يعني ما تستاهل هذا ، وآفة الجمل الخيلاء ، وآفة الحسب الفخر ، ما هو الحسب أيضاً النسب هذا ممكن يكون وبال على صاحبه إذا اغتر ، ابن القيم -رحمه الله- يقول الجمال في الصورة واللباس ثلاثة أنواع منه ما يحمد ، ومنه ما يذم ، ومنه ما لا يحمد ولا يذم فالمحمود ما هو ، ما كان لله ، وأعان على طاعة الله ، المذموم ما هو ما كان للدنيا والفخر والخيلاء والوصول للشهوات المحرمة ، ما لا يحمد ولا يذم ما خلا عن هذين القصدين إذن الجمال الظاهر هذا نعمة من الله توجب على العبد أن يشكر وأن يصون وأن يعطي ، وليس أن يتكبر ولا أن يختال .
المقدم:
يبقى فضيلة الشيخ ، الاهتمام بالجمال الظاهري أيضاً هناك ناحية أخرى الاهتمام بالجمال الباطل بالأخلاق ، بالمعاني السامية بإذن الله تعالى نكمله في الجزء الثاني من هذه الحلقة ، شكر الله لكم وجزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ .
الشيخ محمد:
حياكم الله أهلاً وسهلاً ومرحبا.
المقدم:
مشاهدينا الكرام ها نحن وإياكم نصل إلى نهاية هذا اللقاء المبارك إلى لقاء متجدد من برنامجكم الراصد نترككم في حفظ الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/18)