بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي أعظم على عباده المنَّة ، بما دفع عنهم كيد الشيطان وفنَّه ، وردَّ أمله وخيّب ظنَّه ، إذ جعل الصوم حصناً لأوليائه وجُنَّة ، وفتح لهم به أبواب الجنَّة ، وعرفهم أن وسيلة الشيطان إلى قلوبهم الشهوات المستكنة ، وأن بقمعها تصبح النفس المطمئنة ، ظاهرة الشوكة في قصم خصمها قوية المُنَّة .
…والصلاة على محمد قائد الخلق وممهد السنة ، وعلى آله وأصحابه ذوي الأبصار الثاقبة والعقول المرجحة وسلم تسليماً كثيرا . أما بعد :
فقد أضلنا ضيف عزيز على القلوب ، وحبيب إلى النفوس ، شهر يحمل بين طياته وخلال أيامه ولياليه الخير والبركة ، إنه شهر رمضان الكريم ، شهر القرآن والصيام ، شهر التهجد والقيام ، شهر العتق من النار ، شهر تصفد فيه الشياطين ، وتغلق في أبواب النيران ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، شهر الجور العظيمة ، والفضائل الجسيمة ، إنه شهر رمضان ، فحري بكل من أدرك هذا الضيف أن يستقبله أحين استقبال ، وأن يقدم لنفسه العمل الصالح حتى يخرج من هذا الشهر وقد زكت روحه وطهرت نفسه ، وفيما يلي بيان فضل هذا الشهر وما يجب على المسلم معرفته من أحكام وواجبات ، ونسأل الله أن يتقبل من الجميع .
دعاء رؤية الهلال :
عن طلحة بن عبيدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا رأى الهلال قال : ( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله ) [ حديث حسن ، رواه أحمد والترمذي ] .
فضل شهر شعبان ، والتحذير من البدع فيه :(1/1)
…قبل أن نبدأ في ذكر فضائل شهر رمضان ، نود أن نتعرض لبعض الأعمال الفاضلة في شهر شعبان ، والتطرق أيضا لبعض المنكرات لتي استحدثت فيه ، فقد ورد في صحيح البخاري ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان ، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان .
وكان يقول : ( خذوا من العمل ما تُطيقُون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ) . واعلم أخي المسلم بأن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وان قلّ .
وروى أبو داود والنسائي ، وصححه ابن خزيمة ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، قال : يا رسول الله ! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : ( ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) .
قال صاحب فقه السنة : وتخصيص صوم يوم النصف منه ، ظناً أن له فضيلة على غيره، مما لم يثبت به دليل صحيح .
ومن البدع الفاشية في الناس ، احتفال المسلمين في المساجد بإحياء ليلة النصف من شعبان ، بالصلاة ، والدعاء عقب صلاة المغرب ، يؤدونه بأصوات مرتفعة بتلقين الإمام ، فإن إحياءها بذلك على الهيئة المعروفة ، لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .
تعريف الصوم :
الصوم لغة : الإمساك ، وشرعاً : الإمساك بنية التعبد عن الأكل والشرب وغشيان النساء ، وسائر الفطورات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
فضله :
قال صلى الله عله وسلم : ( من صام يوماً في سبيل الله عز وجل زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً ) [ متفق عليه ] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( للصائم عند فطره دعوة لا ترد ) [ ابن ماجه والحاكم وصححه ] .
فوئد الصيام :(1/2)
فوائد روحية : أنه يعود الصبر ويقوي عليه ، ويعلم ضبط النفس ويساعد عليه ، ويوجد في النفس ملكة التقوى ويربيها ، وبخاصة التقوى التي هي العلامة البارزة من الصوم .
فوائد اجتماعية : أنه يعود الأمة النظام والاتحاد ، وحب العدل والمساواة ، ويكوّن في المؤمنين عاطفة الرحمة وخلق الإحسان ، كما يصون المجتمع من الشرور والمفاسد .
فوائد صحية : فهو يطهر الأمعاء ويصلح المعدة ، وينظف البدن من الفضلات والرواسب ، ويخفف من وطأة السمنة وثقل البطن بالشحم ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : ( صوموا تصحوا ) [ ابن السني ، وأبو نعيم وحسنه السيوطي ] .
مذا على من سابة أحد وهو صائم :
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الصيام جُنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ) .
وجوب صوم رمضان :
صيام شهر رمضان واجب بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، فقد قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) [ البقرة ] ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) [ متفق عليه ] .
ما يجب على الصائم :
يجب عليه أن يكثر من الطاعات ويجتنب جميع المنهيات . ويجب عليه المحافظة على الواجبات . والبعد عن المحرمات ، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة ، ويترك الكذب والغيبة والغش والمعاملات الربوية وكل قول أو فعل محرم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) [ رواه البخاري ] .
فضل رمضان :(1/3)
لرمضان فضائل عظيمة ، ومزايا عديدة لم تكن لغيره من الشهور ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ، إن اجتنبت الكبائر ) [ رواه مسلم ] . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ) [ متفق عليه ] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع منه ، فجاءه صيام رمضان فسقاه وروّاه ) [ الطبراني في حديث منامه الطويل ] . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، ونادى منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشرّ أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة ) [ الترمذي وقال غريب ورواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ] .
البر والإحسان في رمضان :
الصدقة : إذ قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) [الترمذي وهو ضعيف ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائماً فله أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ) [ أحمد والترمذي وهو صحيح ] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائماً على طعام أو شراب من حلال صلّت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبريل ليلة القدر ) [ الطبراني وأبو الشيخ ] ، وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ) [ رواه البخاري ] .
قيام الليل : إذ قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) [ متفق عليه ] ، وكان صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي رمضان ، وإذا كان العشر الأواخر أيقظ أهله ، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة ) [ رواه مسلم ] .(1/4)
تلاوة القرآن الكريم : إذ كان صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن الكريم في رمضان ، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان ) [ رواه البخاري ] . وكان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان أكثر مما يطيل في غيره ، فقد صلى معه حذيفة ليلة فقرأ بالبقرة ثم آل عمران ثم النساء ، لا يمرّ بآية تخويف إلا وقف عندها يسأل فما صلى ركعتين حتى جاء ( بلال ) فآذنه بالصلاة كما ورد في الصحيح . وقال صلى الله عليه وسلم : ( الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصوم : ربِّ منعته الطعام والشراب بالنهار ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنا به ) [ أحمد والنسائي ] .
الاعتكاف : وهو ملازمة المسجد للعبادة تقرّباً إلى الله عزّ وجلّ ، فقد اعتكف صلى الله عليه وسلم ولم يزل يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى كما ورد في الصحيح . وقال عليه الصلاة والسلام : ( المسجد بيت كل تقي ، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة ) [ الطبراني والبزار ] .
الاعتمار : وهو زيارة بيت الله الحرام للطواف والسعي ، في رمضان ، إذ قال صلى الله عليه وسلم : ( عمرة في رمضان تعدل حجة معي ) [ متفق عليه ] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) [ متفق عليه ] .
شروط الصوم :
يشترط في وجوب الصوم على المسلم أن يكون عاقلاً بالغاً ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يفيق ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ) [ أحمد وأبو داود وهو صحيح ] ، وإن كانت مسلمة يشترط لها في صحة صومها أن تكون طاهرة من دم الحيض والنفاس ، لقوله صلى الله عليه وسلم في بيان نُقصان دين المرأة : ( أليست إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم ؟ ) [ البخاري ] .
صوم المسافر :(1/5)
إذا سافر المسلم مسافة قصر ، وهي ثمانية وأربعون ميلاً ، رخص له الشارع في الفطر على أن يقضي ما أفطر فيه عند حضوره ، لقوله تعالى : ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) [ البقرة ] . ثم هو إن كان الصوم في السفر لا يشق عليه فصام لكان أحسن ، وإن كان يشق عليه فأفطر كان أحسن . لقول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ، ومنا المفطر فلا يجد الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم ، ثم يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ، ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر ، فإن ذلك حسن ) [ مسلم ] .
صوم المريض :
…إذا مرض المسلم في رمضان نظر ، فإن كان يقدر على الصوم بلا مشقة شديدة صام ، وإن لم يقدر أفطر ، ثم إن كان يرجو البرء من مرضه فإنه ينتظر حتى البرء ثم يقضي ما أفطر فيه ، وإن كان لا يرجى أفطر وتصدق عن كل يوم يفطره بمدّ من طعام ، أي حفنة قمح ، لقوله تعالى : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) [ البقرة ] .
الشيخ الكبير :
…إذا بلغ المسلم أو المسلمة سنّا من الشيخوخة لا يقوى معه على الصوم أفطر وتصدق على كل يوم يفطره بمدّ من طعام لقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( رخص للشيخ الكبير أن يطعم عن كل يوم مسكيناً ولا قضاء عليه ) [ الدار قطني والحاكم وصححه ] .
الحامل والمرضع :
…إذا كانت المسلمة حاملاً فخافت على نفسها ، أو على ما في بطنها أفطرت ، وعند زوال العذر قضت ما أفطرته ، وإن كانت موسرة تصدَّقت مع كل يوم تصومه بمدّ من قمح فيكون أكمل لها وأعظم أجراً .
…هكذا الحكم بالنسبة إلى المرضعة إذا خافت على نفسها ، أو على ولدها ولم تجد من ترضعه لها ، أو لم يقبل غيرها . وهذا الحكم مستنبط من قوله تعالى : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) [ البقرة ] ، فإن معنى يطيقونه : يطيقونه بمشقة شديدة ، فإن هم أفطروا قضوا أو أطعموا مسكيناً .
تنبيه :(1/6)
- من فرّط في قضاء رمضان بدون عذر حتى دخل عليه رمضان آخر فإن عليه أن يطعم مكان كل يوم يقضيه مسكيناً .
- من مات من المسلمين وعليه صيام قضاه عنه وليه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من مات وعليه صيام صام عن وليه ) [ متفق عليه ] وقوله لمن سأله قائلاً : ( إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأصومه عنها ؟ قال : نعم ، فدين الله أحق أن يقضى ) [ متفق عليه ] .
أركان الصوم :
1- النية ، وهي عزم القلب على الصوم امتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ ، أو تقرّباً إليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من لم يبيِّت الصيام من الليل فلا صيام له ) [ الترمذي ] ، وإن كان نفلاً صحت ولو بعد طلوع الفجر ، وارتفاع النهار إن لم يكن قد طعم شيئاً ، لقول عائشة رضي الله عنها : ( دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : ( هل عنكم شيء ؟ قلنا : لا قال : فإني صائم ) [ مسلم ] .
2- الإمساك ، وهو الكف عن المفطرات من أكل وشرب وجماع.
3- الزمان ، والمراد به النهار ، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، فلو صام امرؤ ليلاً وأفطر نهاراً لما صحّ صومه أبداً ، لقوله تعالى : ( وأتموا الصيام إلى الليل ) [ البقرة ] .
سنن الصوم :
1- تعجيل الفِطر ، وهو الإفطار عقب تحقق غروب الشمس لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) [ متفق عليه ] . وقول أنس رضي الله عنه : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليصلي المغرب حتى يفطر ولو على شربة ماء ) [ الترمذي وحينه ] .
2- كون الفِطر على رطب أو تمر أو ماء ، وأفضل هذا الثلاثة أولها وآخرها أدناها ، وهو الماء ويستحب أن يفطر على وتر : ثلاث أو خمس أو سبع لقول أنس بن مالك : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطباً قبل أن يصلي فإن لم تكن فعلى تمرات ، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء [ الطبراني ] .(1/7)
3- الدعاء عند الإفطار إذا كان صلى الله عليه وسلم يقول عند فطره : ( اللهمّ لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا ، فتقبّل منّا إنك أنت السميع العليم ) [ أبو داود ] . وكان ابن عمر يقول : ( اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي ) [ رواه ابن ماجه وهو صحيح ] .
4- السحور ، وهو الأكل والشرب في السحر آخر الليل بنية الصوم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) [ مسلم ] . وقوله : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) [ متفق عليه ] .
5- تأخير السحور إلى الجزء الأخير من الليل لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخّروا السحر ) [ أحمد وهو صحيح ] . ويبتدئ وقت السحور من نصف الليل الآخر وينتهي قبل الفجر بدقائق لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه : ( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قام إلى الصلاة فقلت : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية ) [ متفق عليه ] .
تنبيه :
…من شك في طلوع الفجر له أن يأكل أو يشرب حتى يتيقّن طلوع الفجر ثم يمسك لقوله تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) [ البقرة ] . وقد قيل لا بن عباس رضي الله عنه : ( إني أتسحر فإذا شككت أمسكت ، فقال له : كل ما شككت حتى لا تشك ) [ رواه ابن أبي شيبه وأورده الحافظ في الفتح ] .
مكروهات الصوم :
1- المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) [ أصحاب السنن وابن خزيمة وصححه ] ، فقد كره له صلى الله عليه وسلم المبالغة في الاستنشاق خشية أن يصل إلى جوفه شيء من الماء فيفسد صومه .
2- القبلة ، فقد تثير شهوة تجرّ إلى إفساد الصوم بخروج المذي أو الجماع حيث تجب الكفارة .
3- إدامة النظر بشهوة إلى الزوجة .
4- الفكر في شأن الجماع .(1/8)
5- اللمس باليد للمرأة أو مباشرتها بالجسد .
6- مضغ العلك خشية أن يتسرب بعض أجزاء منه إلى الحلق .
7- ذوق القدر أو الطعام .
8- المضمضة لغير وضوء أو حاجة تدعو إليها .
9- الاكتحال في أول النهار ، ولا بأس به في آخره .
10- الحجامة أو الفصد خشية الضعف المؤدي إلى الإفطار لما في ذلك من التغرير بالصوم .
مبطلات الصوم :
1- وصول مائع إلى الجوف بواسطة الأنف كالسعوط ، أو العين والأذن كالتقطير ، أو الدبر وقُبُل المرأة كالحقنة .
2- ما وصل إلى الجوف بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق في الوضوء وغيره .
3- خروج المني بمداومة النظر أو إدامة الفكر أو قبلة أو مباشرة .
4- الاستقياء العمد لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من استقاء عمداً فليقض ) . أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه .
5- الأكل أو الشرب أو الوطء في حال الإكراه على ذلك .
6- من أكل أو شرب ضاناً بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر .
7- من أكل أو شرب ضاناً دخول الليل ثم تبين له بقاء النهار .
8- من أكل أو شرب ناسياً ثم لم يمسك ضاناً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب فواصل الفطر إلى الليل .
9- وصول ما ليس بطعام أو شراب إلى الجوف بواسطة الفم كابتلاع جوهرة أو خيط لما روى أن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( الصوم لما دخل وليس لما خرج ) [ ابن أبي شيبه ] ، يريد رضي الله عنه بهذا أن الصوم يفسد بما يدخل في الجوف لا مما يخرج كالدم والقيء .
10- رفض نية الصوم ولو لم يأكل أو يشرب إن كان غير متأول للإفطار ، وإلا فلا .
11- الردة عن الإسلام إن عاد إليه ، لقوله تعالى : ( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكنن من الخاسرين ) [ الزمر ] .
وهذه المبطلات كلها تفسد اليوم وتوجب قضاء اليوم الذي فسد بها غير أنها لا كفارة فيها، إذ الكفارة لا تجب إلا مع مبطلين وهما :(1/9)
1- الجماع العمد من غير إكراه : لقول أبي هريرة رضي الله عنه : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت يا رسول الله ، قال : ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان ، فقال هل تجد ما تعتق به ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال : فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً ؟ قال : لا ، ثم جلس ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر ، فقال : خذ تصدق بهذا ، قال : فهل على أفقر منا ؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال : ( اذهب فأطعمه أهلك ) [ متفق عليه ] .
2- الأكل أو الشرب بلا عذر مبيح : عند أبي حنيفة ومالك رحمهما الله ، ودليلهما : أن رجلاً أفطر في رمضان ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ( أن يكفِّر ) [ متفق عليه ] . وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أفطرت يوماً في رمضان متعمداً ، فقال صلى الله عليه وسلم : أعتق رقبة ، أو صم شهرين متتابعين ، أو أطعم ستين مسكيناً ) [ مالك ] .
ما يباح للصائم فعله :
1- السواك طول النهار اللهمّ إلا ما كان من الإمام أحمد ، فإنه كرهه للصائم بعد الزوال .
2- التبرد بالماء من شدّة الحر ، وسواء يصبه على جسده ، أو يغمس فيه .
3- الأكل والشرب والوطء ليلاً ، حتى تحقق طلوع الفجر .
4- السفر لحاجة مباحة ، وإن كان يعلم أن سفره سيلجئه إلى الإفطار .
5- التداوي بأي دواء حلال ، لا يصل إلى جوفه منه شيء ، ومن ذلك استعمال الإبرة إن لم تكن للتغذية .
6- مضغ الطعام لطفل صغير لا يجد من يمضغ له طعامه الذي لا غنى له عنه بشرط أن لا يصل إلى جوف الماضغ منه شيء .
7- التطيب والتبخّر ، وذلك لعدم ورود النهي في كل هذه عن الشرع .
ما يعفى عنه الصائم :
1- بلع الريق ولو كثر ، والمراد به ريق نفسه لا ريق غيره .(1/10)
2- غلبة القيء والقَلْس إن لم يرجع منها شيئاً إلى الجوف ، بعد أن يكون قد وصل إلى طرف لسانه .
3- ابتلاع الذباب غلبة وبدون اختيار .
4- غبار الطريق والمصانع ، ودخان الحطب ، وسائر الأبخرة التي لا يمكن التحرز منها .
5- الإصباح جُنُباً ، ولو يمضي عليه النهار كله وهو جنب .
6- الإحتلام ، فلا شيء على من احتلم وهو صائم ، لحديث : ( ورفع القلم عن ثلاثة ، المجنون حتى يفيق ، والنائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ) [ أحمد وأبو داود وهو صحيح ] .
7- الأكل أو الشرب خطأ أو نسياناً ، إلا أن مالكاً يرى أن عليه القضاء في الفرض كاحتياط منه . وأما النفل فلا قضاء عليه البته ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ) [ متفق عليه ] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ، ولا كفارة ) [ رواه الدار قطني وهو صحيح ] .
الكفارة والحكمة منها :
الكفارة :
ما يكفر به الذنب ، المترتب على المخالف للشرع ، فمن خالف الشرع فجامع في نهار رمضان ، أو أكل أو شرب عامداً وجب عليه أن يكفّر عن هذه المخالفة بفعل واحد من ثلاثة :
…- عتق رقبة مؤمنة .
- أو صيام شهرين متتابعين
- أو إطعام ستين مسكيناً ، لكل مسكين مدَّا من بر أو شعير أو ترم بحسب الاستطاعة، لما مرّ في حديث الرجل الذي وقع على امرأته ، فاستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتتعدد الكفارة بتعدد المخالفة ، فمن جامع في يوم وأكل أو شرب في يوم آخر ، فإن عليه كفارتين .
الحكمة في الكفارة :(1/11)
هي صون الشريعة من التلاعب بها ، وانتهاك حرمتها ، كما أنها تطهر نفس المسلم من آثار ذنب المخالفة التي ارتكبها بلا عذر ، ومن هنا كان ينبغي أن تؤدى الكفارة على النحو الذي شرعت عليه كميّة وكيفيّة ، حتى تنجح في أداء مهمتها بإزالة الذنب ومحو آثاره من على النفس والأصل في الكفارة قول الله تعالى : ( إن الحسنات يُذهبن السيئات ) [ هود ] ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) [ الترمذي وحسنه ] .
وقفات في الختام
- فرض الله عز وجل الصيام على أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما فرضه على الأمم التي سبقتها ، بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) [ البقرة ] ، وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر شعبان سنة اثنتين من الهجرة المباركة ، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد صام تسع رمضانات .
- وجوب صوم المرأة لشهر رمضان حتى بحضور زوجها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تصم المرأة يوماً واحداً ، وزوجها شاهد إلا بإذنه ، إلا رمضان ) [ متفق عليه ] .
- يستحب صيام النصف الأول من شهر شعبان ، لقول عائشة رضي الله عنها : ( ما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلى رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر من صياماً في شهر شعبان ) [ متفق عليه ] .
- يكره صوم آخر شهر شعبان لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ) [ أصحاب السنن وصححه ابن ماجه ] .
تنبيه : ( الكراهة في صيام آخر شعبان كراهة تنزيه ) .
- يكره كراهة تحريم صيام أيام الحيض والنفاس ، إذ الإجماع على فساد صوم الحائض والنفساء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أليست إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم ؟ ، ذلك من نقصان دينها ) [ روه البخاري] .(1/12)
- يكره كراهة تحريم صوم المريض الذي يخشى على نفسه الهلاك لقوله تعالى : (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )) [ النساء] .
فتوى :
السؤال : قال تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) [ البقرة ] ، ما حكم من أكل سحوره وشرب ماء وقت الأذان أو بعد الأذان للفجر بربع ساعة ؟
الجواب : إذا كان صاحب السؤال يعلم أن ذلك قبل تبين الصبح فلا قضاء عليه ، وإن علم أنه تبين الصبح فعليه القضاء أما إن كان لا يعلم هل كان أكله وشربه بعد تبين الصبح أو قبله فلا قضاء عليه لأن الأصل بقاء الليل . ولكن ينبغي للمؤمن أن يحتاط لصيامه وأن يمسك عن المفطرات إذا سمع الأذان إلا إذا علم أن هذا الأذان كان قبل الصبح . [ فتاوى الصيام اللجنة الدائمة ، ص33 ] .
السؤال : ما حكم استعمال معجون الأسنان للصائم في نهار رمضان ؟
الجواب : استعمال المعجون للصائم لا بأس به إذا لم ينزل إلى معدته ، ولكن الأولى عدم استعماله ، لأن له نفوذاً قوياً قد ينفذ إلى المعدة والإنسان لا يشعر به ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبره ( بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) فالأولى ألا يستعمل الصائم المعجون والأمر واسع فإذا أخره حتى أفطر فيكون قد توقى ما يخشى أن يكون به فساد الصوم ) [ كتاب الدعوة (5) ، ابن عثيمين ، (2 / 168) ] .
السؤال : تعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية ـ الحيض ـ والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد . فهل هذا جائز وهل في ذلك قيود حتى تعمل بها هؤلاء النساء ؟
الجواب : الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم ، فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها ، هذه الحكمة تناسب طبيعة المراة فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المراة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " .(1/13)
هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء . فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملن هذه الحبوب ، والحمد لله على قدره وعلى حكمته إذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة ، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة ، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم . [ فتاوى الصيام ، ابن عثيمين ، ص 64 ] .
أمور تخفى على كثير من الناس :
1- أن الواجب على المسلم أن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً ، لا رياءً ولا سمعة ولا تقليد للناس أو متابعة لأهله أو أهل بلده ، بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك ، واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك ، وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم إيماناً واحتساباً لا لسبب آخر ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
2- ما يعترض للصائم من تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر ، وما يعرض لبعض النساء من تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر ، فإذا رأت الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم ، ولا مانع من تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر ، ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس ، بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس ، وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس ، بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس ، ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة .(1/14)
3- عدم الاطمئنان في الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة ، وقد دلّت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الاطمئنان ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه ، وهي الركود في الصلاة والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فَقَار إلى مكانه ، وكثير من الناس يصلي في رمضان صلة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقرأ ، وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة ، وصاحبها آثم غير مأجور .
4- ظن البعض أن صلاة التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة ، وظن بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، وهذا كله ظن في غير محله بل هو خطأ مخالف للأدلة .
وقد دلت الأحاديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلاة الليل موسع فيها ، فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته ، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، وربما صلى ثلاثة عشرة ركعة ، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان وفي غيره ، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل قال : ( مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ) [ متفق عليه ] .
الاجتهاد في العبادة :(1/15)
يشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من : صلاة النافلة ، وقراءة القرن بالتدبر والتعقل ، والإكثار من التسبيح ، والتهليل ، والتحميد ، والتكبير ، والاستغفار، والدعوات الشرعية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى الله عز وجل ، ومواساة الفقراء والمساكين ، والاجتهاد في بر الوالدين ، وصلة الرحم ، وإكرام الجار ، وعيادة المريض ، وغير ذلك من أنواع الخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( جاءكم شهر رمضان شهر بركة ، يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، فيباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله ) .
شهر القرآن :
من أخلاق المؤمنين :
من الأخلاق التي يجب على المسلم التحلي بها في كل زمان ومكان ، ويتأكد عليه ذلك في رمضان وذلك لفضل الزمان ، وقد حث الشارع عليها ومنها :
. حسن الخُلُق ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم ) [ رواه أبو داود ، وابن حبان وصححه ] .
. الحلِمُ ، والأناة ، والرفق ، والعفو ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة ) [ رواه مسلم ] ، وقال عليه السلام : ( من يحرم الرفق ، يحرم الخير كله ) [ رواه مسلم ] .
. الصدق ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ... ) [ متفق عليه ] .
. الصبر ، قال صلى الله عليه وسلم : ( والصبر ضياء ) [ رواه مسلم ] ، وقال عليه السلام : ( ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر ) [ متفق عليه ] .(1/16)
. التواضع ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد ) [ رواه مسلم ] ، وقال عليه السلام : ( وما تواضع أحد لله ، إلا رفعه الله ) [ رواه مسلم ] .
. الأمانة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) [ متفق عليه ] .
. الحياء ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الحياء لا يأتي إلا بخير) [ متفق عليه ] ، وقال عليه السلام : ( ... والحياء شعبة من الإيمان ) [ متفق عليه ] .
. طيب الكلام ، وطلاقة الوجه . قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) [ متفق عليه ] ، وقال عليه السلام : ( والكلمة الطيبة صدقة ) [ متفق عليه ] .
. بر الوالدين ، وصلة الأرحام ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : ( الصلاة على وقتها ) ، قلت : ثم أي ؟ قال : ( بر الوالدين ) ... [ متفق عليه ] ، وقال عليه السلام : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ) [ أخرجه البخاري ] .
أدعية الطعام :
- إذا أكل المسلم فليقل : ( بسم الله ) .. فإن نسي في أوله فليقل : ( بسم الله في أوله وآخره ) [ حديث حسن ، رواه الترمذي ] .
- فإذا فرغ ، قال ( الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ) [ حديث صحيح ، رواه أحمد ] .
- فإن كان صائماً فليقل عند فطره : ( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله) [ حديث حسن ، رواه أبو داود ] .
- وإذا أطعمه أحد أو سقاه : ( اللهم أطعم من أطعمني ، وأسق من أسقاني ) [ رواه مسلم ] .
- فإن كان صائماً دعا لمضيفه : ( أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلّت عليكم الملائكة ) [ صحيح ، رواه أبو داود ] .
تم بحمد الله
??
??
??
??
20(1/17)