الباب الأول
مقومات شخصية المدرس وطرق التدريس في الحلقات
الفصل الأول : مقومات شخصية المدرس.
الفصل الثاني: طرق تدريس القرآن الكريم في الحلقات.
الفصل الثالث : المراجعة.
...
الفصل الأول
مقومات شخصية المدرس
لشخصية المدرس الدور الرئيس في نجاح الحلقة, وتحقيق أهدافها العلمية والتربوية. وسوف نذكر هنا أهم مقومات شخصية المدرس ليتعرف المدرس عليها, ويسعى مجتهداً إلى الاتصاف بما لم يكن متصفاً به منه:
أولاً : المقومات العقدية والأخلاقية والسلوكية:
1- أن يكون ذا عقيدة سلفية سليمة من الشركيات والبدع والضلالات.
2- أن يكون ملتزماً بالفرائض والواجبات, محافظاً على المندوبات بحسب الاستطاعة, مجتنباً للمحرمات, مبتعداً عن المكروهات بقدر الطاقة.
3- أن يحرص على التفقه في الدين, وعدم الاقتصار على حفظ القرآن الكريم .
4- أن تكون دوافعه للتدريس:
أ إخلاص العمل لوجه الله (تعالى) وحده لا شريك له.
ب نشر القرآن الكريم, والسعي إلى تحصيل الأجور العظيمة المترتبة على ذلك.
ج- التأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم من سلف الأمة.
فمن الأخلاق والسلوكيات التي ينبغي أن يتصف بها خارج الحلقة :
أ-الزهد في الدنيا, وعدم التعلق بمتعها ولذاتها.
ب- المحافظة على الوقت.
ج- التنزه عن دنيء المكاسب.
د- عزة النفس وتحاشي طلب مساعدة الآخرين في الأمور الشخصية.
ومن الأخلاق والسلوكيات التي ينبغي أن يتصف بها داخل الحلقة:
أ- أن يلجأ إلى الله (تعالى), ويسأله التوفيق والتسديد للقيام بمهمته, ولا يركن إلى جهده وطاقته الشخصية بحال.
ب- أن يجلس بوقار وسكينة, وخشوع وتواضع, مجتنباً ما يكره من الجلسات.
ج- أن يكون قدرة لطلابه في جميع أقواله وأفعاله وتصرفاته.
ثانياً: المقومات الجسدية والمظهرية:
لابد أن تتوفر في المدرس الصفات الأساسية من ناحية الصحة والهيئة, ومن أبرز ذلك:(1/1)
1- سلامته من الأمراض والإعاقات المؤثرة, وعيوب السمع والنطق.
2- أن يكون المدرس حسن المظهر, متوسطاً في ذلك بين الإسراف والتقتير.
ثالثاً: المقومات المهنية:
ينبغي أن تتوفر في المدرس مجموعة من الصفات والمهارات التي تتطلبها مهنة التدريس, ومن ذلك:
1- إجادة تلاوة القرآن الكريم, وحفظه كاملاً أو على الأقل حفظ جزء كبير منه, بشرط أن يكون المدرس متجاوزاً في حفظه للمقدار الذي يحفظه أبرز طلابه.
2- أن تكون لدى المدرس رغبة ذاتية في مهنة التدريس.
3- أن يكون لدى المدرس استعداد فطري لمزاولة مهنة التدريس مثل: سلامة الفكر, وحضور الذهن, وبعُد النظر, والقدرة على ضبط النفس وامتلاكها عند الغضب (1) .
4- أن يتعرف المدرس على بيئة الحلقة, لكي يتمكن من اختيار الألفاظ المناسبة أثناء التخاطب مع التلاميذ, وليتحاشى القيام بسلوكيات يراها مجتمع الحلقة سيئة, وليتمكن من تقريب المعاني للطلبة عن طريق أمثلة قريبة من البيئة.
5- أن يتعرف المدرس على تلاميذه من ناحية القدرة على الحفظ والتعلم, وأن يتعرف على مصادر التلقي المقبولة لديهم والمؤثرة في تكوين شخصياتهم.
6- أن يكون المدرس قادراً على إدارة الحلقة وحفظ نظامها, وتوجيه الطلبة عن طريق قوة الشخصية وامتلاك قلوبهم, وجذب انتباههم, والاستمرار في متابعتهم.
7- أن يكون المدرس ملمّاً بطرق التدريس ووسائل الإيضاح المُعِينة.
الفصل الثاني
طرق تدريس القرآن الكريم في الحلقات
أولاً : طرق التدريس المتبعة في حلقات تحفيظ القرآن:
الطريقة الأولى: الطريقة الجماعية:
صفتها :
__________
(1) لا يعني ذلك من لا يملك بعض جوانب الاستعداد الفطري ليس لديه استطاعه لمزاولة مهنة التدريس, ولكن لابد له لكي ينجح في أداء المهمة من إرادة قوية وعزيمة مثابرة تمضي به نحو النجاح .(1/2)
أن يقوم المدرس بتحديد مقدار معين لطلاب الحلقة يتلوه على الطلاب أولاً, ثم يتلونه عليه ثانياً طالباً طالباً, ثم يكلفون بحفظه ليتم التسميع لهم من قبل المدرس فيما بعد (1) .
إيجابيات وسلبيات هذه الطريقة:
من إيجابياتها:
1- رفع مستوى التجويد لدى الطلاب؛ نظراً لإنصات الطلاب عند قراءة المدرس.
2- شحذ همم بطيئي الحفظ , ودفعهم إلى مسايرة المتفوقين في الحفظ والمراجعة.
3- سهولة حفظ الطلبة للمقطع نظراً لتكرره عليهم بعددهم.
ومن سلبياتها:
1- عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب؛ لعدم إفساح المجال أمام الطلبة المتفوقين للانطلاق في التلاوة والحفظ وتجاوز من دونهم.
2- عدم إمكانية قبول من يأتي من الطلبة الجدد بعد البدء في الحلقة؛ لعدم قدرة المدرس على التعامل مع أكثر من مجموعة في الوقت نفسه.
3- الحاجة إلى إمكانات بشرية ومادية أكثر, مثل: تعدد المدرسين والأمكنة المناسبة.
الطريقة الثانية : الطريقة الفردية:
صفتها :
... أن يقوم المدرس بفتح المجال أمام طلبته للتنافس في تلاوة وحفظ القرآن الكريم, كل حسب إمكاناته وما يبذله من وقت وجهد لتحقيق ذلك تحت إشراف المدرس ومتابعته.
إيجابيات وسلبيات هذه الطريقة:
من إيجابياتها:
1- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب, وإفساح المجال أمام ذوي القدرات الجيدة للتقدم.
2- زيادة رغبة الطالب في الحفظ, وتحريك الدوافع الذاتية لديه.
3- الاقتصاد في استخدام الإمكانات المالية والإدارية المتاحة؛ نظراً لعدم الحاجة في هذه الطريقة إلا إلى عدد أقل من المدرسين والموجهين والأمكنة الصالحة للتدريس.
__________
(1) يكثر استخدام هذه الطريقة ويحسن في الحلقات التي تسير على نظام السنوات والفصول الدراسية, كما يحسن استخدامها حين يجتمع عدد من الحلقات في مسجد واحد, بحيث تتخصص كل حلقة بعدد من الأجزاء, ويمكن استخدامها بشكل جزئي في الحلقة الواحدة مع طالبين أو أكثر من المتقاربين في الحفظ والقدرات.(1/3)
4- إمكانية الاستفادة من الطلاب البارزين في تدريس زملائهم ذوي المستويات الضعيفة.
5- إمكانية استقبال الطلاب الجدد الراغبين في الانضمام إلى الحلقة متى جاؤوا.
ومن سلبياتها:
1- استمرار تأخر بعض الطلبة.
2- ضعف قراءة الطلاب, وكثرة اللحن لديهم؛ نظراً لتعامل المدرس معهم كلاَّ على حدة.
3- ضعف مستوى متابعة المدرس للطلاب, حفظاً وأداءً أو انتظاماً وسلوكاً.
4- الإحساس بالإحباط لدى الطلاب الذين لا يستطيعون اللحاق ببقية زملائهم المتفوقين.
ثانياً : الطريقة المقترحة لتدريس القرآن الكريم في الحلقات:
تختلف الطريقة المقترحة بحسب معرفة الطلبة للقراءة من المصحف أو عدم معرفتهم بها.
الحالة الأولى: تدريس الطلاب الذين يعرفون القراءة من المصحف:
تستخدم معهم الطريقة الفردية وفق الخطوات الآتية (1) :
1- يقوم المدرس بتحديد مقدار معين للطالب يستطيع حفظه في جلسة واحدة.
2- يقوم المدرس بقراءة ذلك المقدار على الطالب, مع متابعة الطالب له في المصحف.
3- في حال تبين المدرس صعوبة الكلمات على الطالب,فإنه يقوم بتلقينه إياها؛ حتى يتمكن الطالب من قراءتها بشكل جيد.
4- إن كان المقدار المحفظ من سورة مَّا قسمت إلى مقاطع, كلفه بقراءة ما تم حفظه من أول السورة يومياً على أحد زملائه؛ ليتم الربط بين أجزاء المقاطع المحفظة.
الحالة الثانية : تدريس الطلاب الذين لا يعرفون القراءة من المصحف:
بالنسبة للطلبة الذين لا يعرفون القراءة من المصحف إما لصغر سن, أو عدم تعلم, أو عجمة . . . ونحوها؛ فُيسلك معهم مسلكان:
1- تعليمهم القراءة عن طريق تدريسهم (القاعدة البغدادية) أو غيرها مما يناسبهم.
__________
(1) لابد من استخدام المدرس للكراسة المعدة من قبل الجهة المشرفة على الحلقة لمتابعة الطلاب, وذلك حتى يتسنى له معرفة من حفظ واجبه ممن لم يحفظ, ومن راجع ممن لم يراجع.(1/4)
2- تحفيظهم القرآن الكريم تلقيناً, حيث تستخدم معهم الطريقة الجماعية؛ ليتم بعد ذلك الانتقال بهم إلى الطريقة الفردية التي تستخدم مع من يعرف القراءة من المصحف.
الخطوات العملية لتدريس القرآن الكريم لمن لا يعرف القراءة من المصحف:
أ- يطلب المدرس من الطلاب فتح مصاحفهم على المقطع أو السورة المطلوب حفظها.
ب- يقوم المدرس بكتابة المقطع المطلوب حفظه على (السبورة), ويحرص على أن يكون رسم وترتيب الكلمات التي يكتبها كرسمها وترتيبها في المصحف الذي بأيدي الطلبة.
ج- يوجه المدرس الطلاب إلى إمرار أيديهم في مصاحفهم على الكلمات التي تتم قراءتها.
د- لابد أن تكون المقاطع المطلوب حفظها قصيرة؛ حتى يتمكن الطلاب من إجادة حفظها.
هـ- يقوم المدرس بقراءة المقطع على الطلاب قراءة مثالية, موجهاً إياهم إلى الاستماع.
و- يقوم المدرس بعد ذلك بالقراءة أولاً والطلبة يرددون خلفه ثانياً.
ز_ بعد أن يشعر المدرس أن الطلبة أجادوا حفظ المقطع المطلوب يأمر الطالب الذي يريد القراءة بإغلاق مصحفه, ويقوم المدرس بمسح ما على ( السبورة ) ثم يأمره بالقراءة.
ح- يفضل أن يتم فصل الطلاب صغار السن عن الكبار منهم.
ط- من الممكن أن يستخدم المدرس في القراءة المثالية الأولى التلاوة المسجلة إن أمكن.
ي- على المدرس أن يوجه الطلبة إلى الاستعانة بذويهم الذين يجيدون القراءة في المنزل عن طريق التكرار عليهم, أو الاستماع إلى الآيات عن طريق آلة التسجيل.
ك- يقوم المدرس بتكليف الطلاب بربط المقطع الذي تم حفظه بالمقاطع السابقة .
ثالثاً : القراءة الترديدية:
صفتها : هي القراءة التي يردد فيها الطلبة خلف من يقرأ الآيات بصوت واضح.
مواضع استخدامها:
الحالة الأولى : للذين لا يعرفون القراءة والكتابة.
الحالة الثانية : للذين يعرفون القراءة من المصحف الشريف:
وذلك في الحلقات التي تسير على الطريقة الفردية.
تنبيهات حول كيفية القيام بالقراءة الترديدية:(1/5)
1- إذا كان عدد الطلبة مناسباً : فإن المدرس يقرأ ويردد الطلبة خلفه, وإذا كان عددهم كبيراً بحيث لا يستطيع المدرس تمييز أصواتهم ومعرفة أخطائهم فيقسمهم إلى مجموعات.
2- على المدرس أثناء القراءة الترديدية أن يراعي أحكام التجويد.
3- على المدرس أن يوجه الطلابه إلى المتابعة بالمصحف .
4- أن تكون قراءة المدرس والطلبة ترتيلاً, حتى يساعد ذلك في تحسين أداء الطلاب
5- ينبغي أن تكون المقاطع المقروءة قصيرة نسبياً, وذلك حتى يتم الاعتناء بالأداء وتلافي انقطاع نَفَس بعض الطلبة وتأخرهم عن السير مع زملائهم.
6- بعد الانتهاء من القراءة الترديدية يستمع المدرس إلى قراءات الطلبة واحداً تلو الآخر.
رابعاً : توجيهات حول طريقة تدريس القرآن الكريم:
1- ينبغي للمدرس أن لا يسمح للطالب الذي تكثر أخطاؤه (1) بالانتقال إلى مقطع جديد.
2- ينبغي للمدرس أن يتدرج مع الطالب في تعليمه الأداء؛ فيحرص في على إجادته لنطق الكلمات والحروف, ثم يدربه على إتقان الأداء وتجاوز اللحن الخفي شيئاً فشيئاً.
3- ينبغي للمدرس أن يدرب الطالب على اكتشاف خطئه بنفسه, ولا يرد عليه دائماً.
4- على المدرس أن لا يكلف الطالب وفق طاقته؛ لأن نتيجة ذلك شعوره بالعجز.
5- تكون الخطوات الأساسية التي يقوم بها الطالب عادة في الحلقة:
أ_ حفظ الدرس الجديد لذلك اليوم, ثم تسميعه.
ب- مراجعة ما يكلف به من مراجعة حفظ قديم, ثم قراءته على المدرس.
6- ينبغي للمدرس أن يحرص على ضبط الطلاب لما أتموا حفظه سابقاً .
7- أن يعمل المدرس جاهداً على تقوية الدوافع الذاتية على الحفظ لدى الطلبة.
الفصل الثالث
المراجعة
أولاً : أهمية المراجعة ومكانتها:
__________
(1) لابد من مراعاة نوعية الأخطاء بحيث يتجاوز المدرس عن الأخطاء الناتجة عن سوء الحفظ والنسيان إن كانت قليلة, ولا يتجاوز عن الأخطاء التي تكون ملحقة باللحن الجلي, كما أن عدد الأخطاء قلة وكثرته مرتبط بالقدرة المحفظ.(1/6)
لمراجعة القرآن الكريم واستذكاره دور كبير في بقاء المحفوظ في الصدر وعدم زواله؛ وذلك لأن القرآن الكريم عرضة للنسيان, وبخاصة حين يصاحب ذلك قلة التعاهد.
فلابد للمدرس من الاعتناء بها , وأن يكون شعاره الذي يسير عليه : (المراجعة أولى) (1) .
ثانياً : الأوقات المقترحة للمراجعة :
كل وقت فراغ يتسم بالهدوء والسكينة, وقلة الصوارف والملهيات, ويكون فيه الطالب مستجمع الذهن: يصلح للاستذكار والمراجعة. ولذلك فعلى كل طالب أن يقوم بتخصيص وقت مناسب للمراجعة خارج زمن الحلقة؛ بحيث يعده وقت شُغل لا يقبل المساس به .
ثالثاً : الأمور المشجعة للطالب على المراجعة:
الأمور المشجعة للطالب على المراجعة كثيرة, ويمكن للمدرس أن يفكر في الأمر, وسيجد أمامه العديد من الصور المتنوعة في ذلك, ولعل من أبرزها:
1-ترغيب المدرس طلبته بالأجور العظيمة التي رتبها الشارع لمن حفظ القرآن الكريم .
2- ذكر شيء من أحوال صدر الأمة (رحمهم الله تعالى), وهديهم في استذكار القرآن الكريم وتعاهده, والعيش معه. وذلك بالاستفادة من كتب التراجم والسير ونحوها.
3- عمليات التقويم المختلفة, ومنها:
أ-الاختبار الفجائي.
ب- الاختبار الشهري.
جـ- الاختبارات الفصلية أو السنوية.
4- إقامة المسابقات بين الطلاب في المقادير المحفوظة.
5- التشجيع المعنوي والمادي لمن حفظ حفظاً جيداً من الطلبة.
6- بث روح التنافس بين القرناء في المراجعة, بشرط أن لا يؤدي إلى العداوة والشحناء.
رابعاً: كيفيات وطرق مقترحة للمراجعة:
1- من الممكن أن يجعل المدرس الأيام الثلاثة الأخيرة من كل شهر للمراجعة أو آخر يوم في الأسبوع الدراسي؛ وذلك لجميع الطلاب.
__________
(1) لأنها رأس المال, وزيادة الحفظ: الربح ؛ والمحافظة على رأس المال أولى من الربح.(1/7)
2- إذا رأى المدرس أن مستوى طلابه في الحفظ سيء, فبإمكانه أن يخصص أسبوع أو أسبوعين للمراجعة, وذلك حسب ما يراه كافياً. وأكثر ما يُحتاج إلى ذلك بعد الانقطاع كالإجازات والاختبارات (1) .
3- مراجعة الطالب لما يحفظ, من خلال إحدى الطرق الآتية:
أ- قراءة الطالب على نفسه وفق جدول خاص بالطالب, يقيده له المدرس شهرياً (2) .
ب- الاستعانة بزميل للطالب؛ كأن يقرأ طالبان كل منهما على الآخر.
ج- قراءة الطالب على المدرس مباشرة.
6- بالنسبة للطالب الذي أتم الحفظ وشرع في المراجعة فإنه ينبغي للمدرس أن يضع برنامجاً خاصاً به يهدف إلى تحسين الأداء وإجادته, وتقوية الحفظ وإتقانه.
خامساً : تنبيهات للمدرس أثناء إشرافه على قيام الطلاب بالمراجعة:
1- على المدرس أن يرفق توجيهه للطالب بالمراجعة بإقناعه بضرورتها عن طريق إرشاده إلى أن القرآن الكريم لا يثبت في الصدر غلا بالتعاهد والمراجعة.
2- على المدرس أن يحث طلابه على عدم الاكتفاء بالمراجعة في زمن الحلقة.
3- على المدرس أن يرشد طلابه إلى الوسائل المعينة على المراجعة.
4- من المهم العمل على تفعيل دور الأهل في المنزل في متابعة الطالب في المراجعة ؛ وبذلك يمكن تجاوز مشكلة إهمال الطلاب للمراجعة أوقات الإجازات والاختبارات , فهي عقبة تبدد كثيراً من جهد المدرس, وتسبب إحباطاً للطالب.
الباب الثاني
__________
(1) ينبغي للمدرس بعد كل فترة إجازة وانقطاع عن الدراسة أن يجري للطلبة اختباراً عامّاً في المقدار المحفوظ, فمن كان حفظه سيئاً: أوقف عن الحفظ وفرغ للمراجعة حتى يتقن المحفوظ سابقاً, مع محاولة إقناع الطالب سبب ذلك؛ لئلا يسبب له ذلك إحباطاً.
(2) يقترح أن يعد المدرس عدة استمارات للمراجعة تناسب عدة مستويات, يحدد فيها للطالب مقدار المراجعة اليومية, وأوقات إعادة نفس المقدار ثانية, كأن يراجع كل يوم ثمن جزء لمدة ثمانية أيام, وفي اليوم التاسع يعيد مراجعة الجزء كاملاً .(1/8)
إدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم
الفصل الأول : إدارة الحلقات.
الفصل الثاني: التقويم في الحلقات.
الفصل الثالث : التأديب في حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
الفصل الأول
إدارة الحلقات
إدارة الحلقة فن ينبغي للمدرس الجاد أن يتقنه, فبقدر إتقانه يكون نجاح الحلقة.
أولاً : توجيهات عامة لإدارة الحلقات:
1- تعويد الطلبة على سلوكيات وآداب تنضبط بها الحلقة.
2- أن يجلس المدرس جلسة سكينة ووقار, في مكان بارز يرى منه جميع الطلاب, حتى يتمكن من توجيههم وضبطهم بيسر وسهولة.
3- أن يضبط المدرس الحضور والغياب في بداية وقت الحلقة بواسطة دفتر المتابعة.
4- على المدرس أن يلتزم العدل والإنصاف مع التلاميذ.
ثانياً: توجيهات عامة حول معاملة المدرس لطلابه:
1- لابد للمدرس من محاسبة نفسه وضبط تصرفاته أثناء تعامله مع الطلبة ومخالطته لهم.
2- ينبغي للمدرس أن يحترم طلبته ويتلطف معهم ويكرمهم بحسن الحديث, وطيب اللفظ.
3- ينبغي للمدرس أن يكون منصتاً, غير متشاغل أثناء قراءة الطالب عليه أو حديثه معه.
4- ينبغي للمدرس أن يكون حليماً على طلبته حين خطئهم, صابراً على تربيتهم.
5- على المدرس أن يسعى إلى تقوية شخصية طلبته, وغرس الثقة والعزة في نفوسهم.
ثالثاً : من مشكلات حلقات تحفيظ القرآن الكريم:
تعاني حلقات تحفيظ القرآن الكريم من آثار المشكلات التي تواجهها، وسنضع فيما يلي بين يدي المدرسين أبرز المشكلات التي تعاني منها الحلقات :
1- مشكلات خاصة بالمدرسين:
المشكلات التي تخص المدرسين يمكن إرجاعها إلى ثلاثة جوانب:
الجانب الأول : الضعف الأصلي في شخصية المدرس, وعلاجه بحرص المدرس على الرقي بمستواه واكتساب المهارات الأساسية لمهنة التدريس.
الجانب الثاني: عدم تفرغ المدرس للحلقة ذهنياً أو زمنياً أو إتيانه إليها منك القوى.
الجانب الثالث : تقصير المدرس وإهماله .
2- مشكلات خاصة بالطلاب:(1/9)
توجد الكثير من المشكلات التي تعود إلى الطلاب, ويمكن إرجاعها إلى جانبين:
الجانب الأول : ما يعود على مشكلات يعاني منها الطلاب, ولعل من أبرزها:
أ- بُعد المنزل عن مكان الحلقة وعدم تمكن الطالب من استخدام وسيلة مواصلات مناسبة.
ب- تكليف أولياء الأمور لهم بما يتعارض مع وقت الحلقة .
جـ- عدم معرفة الطالب بفضل القرآن الكريم وحفظه أو ضعف ذلك.
د- وجود مسؤوليات اجتماعية لدى بعض الطلاب تجعلهم محتاجين إلى وقت الحلقة.
هـ- أمية الطالب وعدم قدرته على القراءة والكتابة.
الجانب الثاني: ما يعود على تقصير وإهمال الطالب. ومن أبرز جوانب تقصير الطلبة:
أ_ عدم تقدير المدرس واحترامه, وقلة الأدب معه.
ب- العبث والفوضى في الحلقة وعدم الانضباط داخلها.
ج- الشعور بالفوقية والتعالي على بقية الطلبة.
د- الانتظام لفترة وجيزة من الوقت, ثم ترك الدراسة بلا رجعة.
هـ- عدم المبالاة والإهمال المتعمد, وله صور كثيرة, منها:
- الغياب بدون عذر.
- التقصير في الحفظ والمراجعة والأداء.
- التسيب من الحلقة؛ وإيهام الأهل بالذهاب إلى الحلقة والواقع خلاف ذلك.
3- مشكلات متعلقة ببيئة الحلقة:
تعود كثير من المشكلات إلى البيئة التي فيها الحلقة, ولعل من أبرز ذلك:
أ - كثرة الطلاب, أو قلتهم.
ب _ اعتناء أولياء الأمور بالكم دون الكيف, وتقويمهم مستوى أبنائهم على ضوء ذلك.
ج- تبادل الطلبة لبعض الأخلاق والسلوكيات السيئة فيما بينهم.
د- انصراف أذهان الطلاب وأجسادهم إلى مواطن اللعب واللهو نتيجة قربها من الحلقة.
الفصل الثاني
التقويم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم
أولاً : كيفية تقويم قراءة الطلاب للقرآن الكريم:
1- تقويم قراءة الطلاب للقرآن الكريم:
تقويم قراءة القرآن الكريم لا يكون إلا شفهياً؛ نظراً لاعتماد تعلم وتعليم القرآن الكريم على التلقين, بالإضافة إلى أهمية قياس جودة الأداء أثناء القراءة, وذلك مما لا يمكن القيام به إلا من خلال النطق.(1/10)
ولكن الاختبارات الشفهية لها إيجابيات وسلبيات, فمن إيجابياتها:
أ- تُمكَّن المدرس من تقويم مدى تطبيق الطالب لأداء الصحيح وأجادته له.
ب- إمكانية قيام المدرس باختبار الطالب في مراتب القراءة, وأنواع المد, والمجيء بالغنة والتفخيم والترقيق. . ونحو ذلك من أحكام التلاوة والتجويد.
ومن سلبياتها:
أ- عدم تمكن المدرس من تقويم الطالب تقويماً كافياً, لاعتمادها على الأسئلة العشوائية.
ب- أنها لا تمنح الطالب وقتاً كافياً للتفكير في الإجابة مثل الاختبار التحريري.
ج- اعتماد التقويم على التقدير الذاتي للمدرس دون الرجوع إلى معايير محددة ودقيقة غالباً.
د_ أنه في أحيان كثيرة لا يتم جعل الأسئلة شاملة للأجزاء المحفوظة بحيث تتركز في موضع واحد, وفي أحيان كثيرة تتركز في أوائل السور والأحزاب دون غيرها.
ثانياً : أنواع التقويم المقترحة في الحلقات:
1- التقويم السنوي:
تقوم به لجنة من قِبَل الجهة المشرفة على الحلقة؛ بهدف:
أ- تشجيع الطلبة البارزين في الحفظ والمراجعة من قبل الجهة المشرفة.
ب- دفع المدرس إلى الاعتناء بمستوى طلبته في الحفظ والمراجعة.
ج_ حث الطلبة على بذل ما يستطيعون من جهد لتحسين مستوى حفظهم وأدائهم.
ويمكن أن تكون مواصفات وشروط تقويم الطالب في هذا الاختبار ما يلي:
1- أن يتم رصد جوائز تشجيعية مناسبة تعطى للطالب مقابل حفظ كل جزء جديد.
2- أن يتم اختباره في محفوظه كله, ويمكن أن يقتصر في المكافأة على الأجزاء التي لم يسبق له أن نجح فيها في الاختبارات الماضية بشرط ألا تقل عن ثلاثة أجزاء.
3- أن تكون درجات التقويم بالنسبة للقرآن الكريم كما يلي: 70% للحفظ , 20% للتجويد (التطبيقي), 5% للمواظبة, 5% للسلوك, وتكون نسبة النجاح من 60% بشرط أن يكون حاصلاً في التجويد على 12 درجة فأكثر.
2- التقويم الشهري:(1/11)
على المدرس إجراء تقويم شهري لطلبته لقياس مدى إتقانهم للحفظ وإجادتهم للأداء في المدة التي قضوها في الحلقة, أو أن يجعل التقويم مرة واحدة كل ستة أسابيع أو ثمانية.
والتقويم الشهري اختبار جماعي يقوم به المدرس مع جميع الطلبة, ولذا: ينبغي تحديده مسبقاً وإعطاء الطلبة قبله فرصة يوم أو يومين للمراجعة.
ويمكن أن يمارس المدرس التقويم بشكل فردي لبعض الطلبة بعد مراجعتهم لجزء أتموا حفظه أو سورة طويلة انتهوا من قراءتها عليه.
هذا وللتقويم الشهري العديد من الفوائد التي تعود على الطلبة والمدرس على السواء.
فمن فوائده بالنسبة للطلبة:
أ- شحذ الهمم على إتقان المحفوظ وإجادة الأداء.
ب- معرفة الطالب لمستواه الحقيقي الذي وصل إليه.
ج _ اكتشاف الطالب لأخطائه والمشاكل التعليمية التي تواجهه في وقت مناسب .
ومن فوائده بالنسبة للمدرس:
أ- تمكن المدرس من تقويم الطرق والوسائل التعليمية التي يستخدمها.
ب- يُمَكِّن المدرس من معرفة مدى نجاحه من خلال إجابات الطلبة في الاختبار.
الفصل الثالث
التأديب في حلقات تحفيظ القرآن الكريم
أولاً: مفهوم التأديب:
هو ما يزجر الطالب المقصر في دراسته, أو المتجاوز للآداب التي ينبغي أن يكون عليها طالب القرآن الكريم في الحلقات, ويدفعه على ضد ذلك.
ثانياً: مسوغات التأديب :
1- تقصير الطالب وإهماله, ولذلك صور منها:
أ- عدم حفظ الطالب الواجب, وتركه تسميع المراجعة المطلوبة.
ب- تغيب الطالب عن الحلقة أو تأخره عن الحضور دون مسوغ مقبول.
ج_ عدم عناية الطالب بمصحفه.
د_ عدم اعتناء الطالب بمظهره, ومجيئه إلى الحلقة بملابس غير لائقة.
2- تجاوز الطالب الآداب التي ينبغي أن يكون عليها طالب القرآن الكريم في الحلقة.
ثالثاً : أنواع التأديب:
1- النصح والتوجيه:(1/12)
لنصح المدرس وتوجيهه لطلابه الأثر الكبير في تصحيح الطلبة لأخطائهم وإصلاحهم لمسارهم, ويمكن للمدرس أن يسلك فيه مسلكاً مباشراً يتم فيه مواجهة المخطئ بالخطأ, أو غير مباشر عن طريق النصح العام أو التعريض . . ونحو ذلك.
أ- النصح والتوجيه غير المباشر:
1- فوائده :
- شعور الطالب بحفظ شخصيته عند مدرسه وزملائه, وعدم انتقاصه أو نزول مرتبته.
- ازدياد محبة الطالب لمعلمه, واطمئنانه إليه, حين يعلم معرفة المدرس لخطئه وعدم مواجهته به مراعاة لمشاعره.
- أن بعض صوره تؤدي إلى تصحيح أخطاء تربوية مشابهة للخطأ الذي وقع فيه الطالب لدى طلبه آخرين ولا عِلْمَ للمدرس بها.
2- صوره:
أ- التعريض : وذلك بأن يجمع الطلبة, ويطلب إنصاتهم, ويقول مثلاً: ما بالُ بعض الطلاب يقولون أو يفعلون كذا, أو بلغني عن بعضكم أنه يفعل أو يقول كذا. . ونحو ذلك.
ب- القصة: وذلك بأن يذكر قصة شخص وقع في ذلك الخطأ وكانت عاقبته سيئة.
ج_ أن ينبه الطلبة إلى أن ذلك الخطأ من الأمور الشائعة في المجتمع أو بين الطلبة عموماً أو بين المراهقين ويطالبهم بالانتباه له والحذر من الوقوع فيه.
د_ أن يكلف من وقع منه الخطأ بكتابة موضوع مختصر عن حكم ذلك الخطأ, وأضراره.
هـ_ السؤال عن حكم الوقوع فيه وأضراره في مسابقة من المسابقات التي تنظمها الحلقة.
ب_ النصح والتوجيه المباشر:
الأصل في النصح والتوجيه المباشر أن يكون في الخفاء بين المدرس والطالب, إلا أن المدرس في أحيان كثيرة قد يحتاج على توجيهه في العلن. وسيتم الحديث عن كلتا الحالتين بإيجاز.
الحالة الأولى: النصح والتوجيه المباشر في الخفاء :
? أن يكون النصح والتوجيه ممزوجاً بترغيبٍ في ترك الخطأ وتشجيعٍ على فعل الصواب.
? أن يوجه الطالب على فعل الصواب دون الإشارة إلى الخطأ واقتراف الطالب له.
? أن يخبر المدرس الطالب بعلمه باقترافه الخطأ, ويوجهه على ترك ذلك وعدم تكراره.(1/13)
والصور كثيرة, وعلى المدرس أن يستحضر في ذهنه الكثير من الصور ويختار ما يناسبه منها, على أن يراعي في ذلك ما يلي:
? اختيار الوقت المناسب للنصح والتوجيه.
? تكرار النصح ومعاودته, بدون كلل.
? الحرص على مناقشة الطالب وإبانة الخطأ له, وآثاره السيئة عليه.
الحالة الثانية : النصح والتوجيه المباشر في العلن :
هذا الفرع من التوجيه المباشر يمكن أن يكون بالصور التي ذُكرت في النوع الأول؛ إلا أن له أهمية في بعض المواطن, منها:
? حين يكون الطالب المخطئ مجاهراً بفعله, خشية أن يَعُد بقية الطلبة عدم نهي المدرس للمخطئ أمامهم إقراراً منه للخطأ ورضاً به.
? حين يكون الخطأ منتشراً بين كثير من الطلبة.
? حين لا يجدي النصح في الخفاء ويُحتاج إلى العلن.
2- الحرمان من التشجيع:
حين لا يجدي النصح والتوجيه بأنواعه يمكن للمدرس أن ينتقل إلى حرمان الطالب من التشجيع المعنوي.
وكذلك يلجا على حرمانه من التشجيع المادي, مثل : الحرمان من مكافأة نقدية أو عينية, بشرط أن يكون المدرس قد عوَّد طلابه على الثواب والعقاب ليكون لهذا الحرمان أثر في تقويم الطالب.
ومن المفيد أن يكون إعلام المدرس للطالب بعقابه وحرمانه من التشجيع في البداية سراً حتى يراجع الطالب نفسه, ؛ فإن استمر في خطئه وكانت هناك فائدة بإعلان سبب الحرمان لبقية الطلبة ليحذروا من الخطأ الذي تم معاقبة الطالب بسببه فلا بأس.
3- التوبيخ والزجر والتهديد اللفظي:
حين لا يجدي النصح والتوجيه, ولا الحرمان من التشجيع يمكن للمدرس أن ينتقل على التوبيخ والزجر والتهديد, ولكن لا بد أثناء ذلك من :
أ- أن يتدرج في استخدام التوبيخ والزجر من العبارات الأدنى للأعلى.
ب- أن لا يكون التوبيخ والزجر أكبر من الخطأ الممارس, وأن لا يكون فيه تعدٍ على الطالب وعدم إنصافٍ له, أو كذب عليه, أو سب وألفاظ لا تليق.
ج_ أن لا يكون التوبيخ والزجر يؤدي إلى انقطاع الطالب عن الحلقة.
4- إبلاغ ولي الأمر:(1/14)
حين لا تجدي الخطوات السابقة ينبغي للمدرس استدعاء ولي الأمر وإبلاغه بالملحوظات والأخطاء التي يقع فيها الطالب, ومطالبته بالمساعدة في إصلاحها.
4- الإيقاف عن الاستمرار في الدراسة:
حين لا تجدي الخطوات السابقة, ويكون الخطأ شنيعاً, ويخشى المدرس من شيوعه بين الطلبة؛ فعليه التشاور مع مشرف الحلقة بفصل الطالب من الحلقة وإيقافه عن الدراسة, مع ضرورة القيام بإبلاغ ولي أمره بذلك, حتى لا يؤدي ذلك إلى تشرده خارج المنزل ومرافقته لأصدقاء السوء مع إيهامه وليه بأنه ما زال مواظباً على الحلقة.
رابعاً : تنبيهات ومحاذير أثناء التأديب:
1- يجب أن يكون الأصل في التعامل مع الطالب هو اللين والرفق, وإظهار المودة.
2- عند ملاحظة المدرس وقوع أحد طلابه في الخطأ فعليه قبل أن يبادر إلى تأديبه أن يبحث عن الأسباب التي جعلت الطالب يقع في ذلك, ويقوم بمعالجة المشكلة على ضوء ذلك ليتم تصحيح الخطأ من جذوره.
3- عند قيام المدرس بالتأديب لابد من أن يربط التأديب بسببه, ويعرِّف الطالب الأمر الذي أُِّب من أجله, حتى يكون للتأديب مسوغه وتأثيره.
4- بعد قيام الطالب بتصحيح خطئه وتقويم سلوكه على المدرس أن يشجعه على ذلك, ويفهمه (إذا كان متأثراً من التأديب) بأنه لم يؤدبه إلا نتيجة خطئه ومن أجل مصلحته.
5- لابد من تدرج المدرس في التأديب وبدئه بالأخف قبل الأشد, وعدم استخدامه العقاب البدني إلا عند عدم جدوى غيره من العقوبات المناسبة.
6- ينبغي للمدرس أن يدرك أن الطلبة معرضون للتقصير والوقوع في الزلل, وبخاصة الأطفال.
7- ينبغي للمدرس أن يتنبه حين قيامه بتأديب الطلبة على وقوعهم في بعض الأخطاء وزجره لهم عنها أن لا يكون واقعاً فيها؛ وذلك حتى لا يكون مجالاً لسخريتهم.
وأخيراً:
فقد كان هذا الكتاب ثمرة بحث وتجربة أحببنا تدوينها؛ ليستفيد منها مدرسو حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المنتدى الإسلامي أولاً, وفي المؤسسات المماثلة ثانياً.(1/15)
ونرجو أن نكون قد أدينا واجباً مهمّاً نحو العناية بكتاب الله والاحتفاء به, يُسدُّ بعض النقص العلمي والتربوي لدى العاملين في خدمة كتاب الله دراسة وتدريساً.
كما نأمل أن نكون قد وُفِّقنا في تناولها وعرضها, منبهين أحبتنا القراء إلى أن طرحنا هذا لم ولن يبلغ الكمال؛ فحسبه أنه جهد بشري, كما إنه لم يستقص كافة الجوانب التي يحتاجها العاملون في هذا القطاع؛ ولذا: فإنا نهيب بأهل العلم وأصحاب التجارب والخبرات ألا يبخلوا علينا بتوجيهاتهم الصادقة وملحوظاتهم السديدة؛ حتى نتمكن من تلافي النقص ومراجعة الخطأ, وصولاً على الكمال النسبي.
واللهَ نسألُ أن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته, وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل, وهو (سبحانه) من وراء القصد.
وصلِّ اللَّهمَّ على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلِّم. . .
المنتدى الإسلامي(1/16)