تعليم القرآن الكريم في المناطق الريفية
تجربة
جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الكامل وقرى بني سليم (أنموذجاً )
ورقة عمل مقدمة للملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم – الرياض ، شوال 1427 هـ
د.محمد بن صامل السلمي
وكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية للدراسات العليا
جامعة أم القرى
نائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الكامل وقرى بني سُليم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أما بعد فهذه ورقة عمل تحكي تجربة تعليمية للقرآن الكريم في منطقة ريفية هي محافظة الكامل بمنطقة مكة المكرمة .
المناطق الريفية وأهميتها :
الريف هو الهجر والقرى والتجمعات السكانية البعيدة عن المدن ، والتي ينقصها في الغالب كثير من الخدمات الأساسية مثل الطرق المعبدة ، الكهرباء ، خدمات المياه والصرف الصحي ، التعليم الجامعي، تنوع التعليم الثانوي ( علمي ، شرعي ، فني ) الخدمات الصحية ، الخدمات البلدية ، وأشباه ذلك مما تحتاجه الحياة المدنية المعاصرة .
وتتفاوت المناطق الريفية في وجود تلك الخدمات أو نقصها ، مما جعل كثيراً من أبنائها يهجرونها ، ويستقرون في المدن للحصول على الخدمات ، والعمل الحكومي ، أو ممارسة المهن الاقتصادية ذات المردود المادي المرتفع مما لا يتوفر في الريف .
ومع هذا فقد بقي في كل قرية أو هجرة من أهلها من يقاوم رغبة الحصول على الخدمة الحديثة والتمتع بالمدنية وإن كان هذا على حساب تعليم أبنائه التعليم الجيد ، ومستوى معيشته وأسرته .
أهمية الريف :
يتميز الريف بالهدوء والتقارب والتعاون بين سكان لقلة عددهم مما يفتقد كثير منه في المدن الكبيرة ، والريف مصدر مهم لتوفير الإنتاج الزراعي والحيواني الذي يحتاجه أهل المدن .(1/1)
ويمتاز سكانه بالصفاء الذهني ، والابتعاد عن المؤثرات المدنية والإعلامية ، والاختلاط بالأجناس الوافدة وثقافاتها وسلوكياتها وعاداتها المختلفة .
شدة الحاجة إلى تعليم القرآن الكريم :
لقد انتشرت ولله الحمد المدارس الحكومية للبنين والبنات في كافة القرى والهجر ، لكنها في الأغلب لا تحظى بمستوى جيد من إتقان التعليم لظروف وأحوال متعددة ، منها سؤ المباني ونقص التجهيزات التعليمية ، ومنها ضعف مستوى أداء المعلمين والمعلمات والذين – في الغالب – يتغيرون كل عام ، ويأتون للمدرسة يومياً من مسافات بعيدة مما لا يتوفر معه الجو التعليمي السليم .
ومن فضل الله على أهل هذه البلاد انتشار تعليم القرآن الكريم وحلقات تحفيظه في المساجد والمراكز والمدارس المتعددة ، وقيام الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالإشراف على ذلك ، وتطور تعليم القرآن الكريم في الوسائل والبرامج والمناهج ، وإعداد المعلمين والمشرفين المتخصصين في تعليمة، والاستمرار في تدريبهم لكسب المهارات وتنمية القدرات .
والمناطق الريفية بحاجة شديدة إلى اهتمام أبنائها والعاملين على نشر تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، للنقص الحاصل في مستوى التعليم في القرى والهجر ، فالطالب قد ينهي المرحلة المتوسطة أو الثانوية وهو لا يجيد القراءة نظراً ، ولا يكاد يحسن قراءة آية أو سورة من قصار السور دون لحن جلي في القراءة ، فضلاً عن ضبط مخارج الحروف والمدود ، وقد مَرّت سنوات لا يوجد في كثير من القرى من يستطيع أن يؤم المصلين وقراءته سليمة من اللحن .
مقومات نجاح تعليم القرآن الكريم في الريف :
يتوفر في الريف عدد من المقومات الدافعة إلى النجاح في تعليم القرآن الكريم ويتميز بها الريف عن المدينة ومنها :
1- صفاء البيئة وقلة الشواغل :(1/2)
تمتاز المناطق الريفية فيما مضى بصفاء البيئة وقلة الشواغل والصوارف فلا يوجد فيها الصخب الموجود في المدينة ، ولا ازدحام الطرق ولا الأسواق ، ولا وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وتلفاز وفضائيات ، مما يهيئ الجو للتفرغ الذهني وإمكانية الاستفادة من هذا في ملء الفراغ بتعلم القرآن الكريم والارتباط به ، وقد يكون بعض الريف قد تساوي مع المدن في الضجيج الإعلامي إلا أنه يبقى فيه بقية ، ويسلم من ضوضاء الأسواق والطرقات وازدحامها ، مما يجعله يتميز بهذا المقوم من مقومات النجاح في تعليم القرآن الكريم .
2- القرب من الفطرة والذكاء لدى أبناء الريف :
يتميز أهل الريف بالذكاء ودقة الملاحظة وسرعة الحفظ ، مما يدفع إلى الحرص والحزم وإنجاز المطلوب والواجب منه في أسرع وقت ، حيث لم يعتادوا في الريف على التسويف والتأخير حتى اللحظة الأخيرة ، فيحاول أحدهم القيام بالواجب فلا يتمكن منه ، أولا يؤديه على الوجه الصحيح .
وهذا المقوم للنجاح يجب الاستفادة منه في تعليم القرآن وإتقان تلاوته وحفظه .
3- قلة الأعداد في حلقة تحفيظ القرآن :
نظراً لقلة السكان في الريف وتباعد المساكن فإن أعداد الطلبة في الحلقة الواحدة يقلون في العدد عن مثيلاتها في حلقات التحفيظ في المدن ، فقد يكون العدد 8 أو 10 أو 15 طالباً مما يهيئ للأستاذ الوقت في الاستماع لكل واحد من الطلاب ، وضبط ما أخطأ فيه ، وتكرار السماع له حتى يتقن ، فهي ميزة من حيث التعليم وإن كانت مكلفة اقتصادياً حيث أن العدد الذي يقوم بتعليمه أستاذ واحد في المدن قد يقوم به ثلاثة معلمين في الريف .
معوقات نجاح تعليم القرآن الكريم في الريف .
إن كان الريف يتميز بمقومات للنجاح في تعليم القرآن الكريم إلا أنه يوجد فيه عدد من المعوقات التي يجب معالجتها ومحاولة التغلب عليها ، ومن تلك المعوقات :
1- ندرة المدرسين :(1/3)
بسبب الأحوال المعيشية في الريف ، ونقص الخدمات الأساسية من الطرق والمستشفيات وغيرها ، فإن القائمين على تعليم القرآن الكريم في الريف يجدون صعوبة في توفير المدرس لحلقات تحفيظ القرآن الكريم في الريف ، وقد يتأخر افتتاح بعض الحلقات لأشهر كثيرة لعدم وجود المدرس الذي يقتنع بالعمل في الريف ، رغم السعي والبحث ومحاولة الإقناع ، لأن القرى البعيدة عن الخدمات لا يصبر عليها إلا بعض أهلها الذين يتعلقون بما ورثوا في قريتهم ولا يرغبون في تركه .
2- ضعف تأهيل المعلمين :
إذا وجد المعلم الذي يقتنع بالعمل الريف مع نقص الخدمات الموجود فإنه يكون غالباً ضعيف التأهيل، ولا يجد مجالاً للعمل في المدن فيضطر للذهاب إلى القرى والأرياف .
3-ارتفاع تكاليف المعلم :
رغم ضعف تأهيل المعلم إلا أن تكاليف الصرف عليه أكثر من كلفة المعلم المؤهل في المدن ، حيث تتكلف الجمعية في الريف بتوفير سكن له وتأثيثه ، ودفع فاتورة الكهرباء للمقاول المحلي ، وهذا يعادل أو يزيد عن الراتب الذي يدفع له ، وأيضاً مكافأته أعلى من مكافأة المعلم في المدن ، فإن أغلب المعلمين في المدن يعملون في الصباح ، ويستعان بهم في المساء في التدريس ، ولذا يكتفون بالمكافأة القليلة ، وقد يتبرع بعضهم بجهده .
أما في القرى فلا عمل لهم غير تعليم القرآن والذي يكون مساءً من بعد صلاة العصر حتى العشاء .
4- تباعد المجمعات السكنية :(1/4)
من العوائق في تعليم القرآن الكريم في الريف والهجر ، تباعد المجمعات السكنية الصغيرة بعضها عن بعض ، فقد يوجد ثلاثة منازل منفردة ، وعلى بعد خمسة كيلو مترات يوجد منزل واحد أو أثنين، وهكذا بحيث أن عدد الأبناء في المكان الواحد لا يكفي لإقامة حلقة مما يضطر الجمعية إلى توفير نقل (رحلات ) ليجتمع الطلبة في مكان واحد ، أو توفير وسيلة نقل للمعلم بحيث يعطي نصف الوقت لمجموعة ثم النصف الثاني لمجموعة أخرى في مكان آخر ، وهذا الإجراء قد لا تجد الجمعية بديلاً عنه لقلة المدرسين من جانب ولوجود بعض الموانع الاجتماعية في تلك القرى فقد لا يرضى بعض أهل القرى عن تدريس أولادهم في القرية الأخرى لوجود منافسات وخصومات بينهم .
5- قلة الخدمات المدنية في الريف :
قلة الخدمات المدنية بالريف أو انعدامها يسبب عائقاً لدى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم من حيث صعوبة وجود المدرس ، وإذا وجد لا يكون مؤهلاً تأهيلاً جيدا ، ولا يوجد المشرف الذي يتابع الحلقات ويوجه المعلم ، ولأجل ذلك تقل أو تنعدم الأنشطة المصاحبة التي تعتبر من أهم الحوافز لاستمرار الطلاب في الحلقات وتقدمهم في الحفظ .
6- ضعف الشعور بالحاجة إلى إتقان تعليم القرآن الكريم :
أهالي الريف بسبب تدني ثقافتهم وتعليمهم لا يشعرون أنهم أو أبناءهم بحاجة إلى إتقان تعليم القرآن ويرون أن ما حصلوا عليه في المدرسة يكفيهم ، ولذلك لا يقدمون على إلحاق أبنائهم بالحلقات إلا بدوافع أخرى ينبغي للقائمين على تعليم القرآن في الأرياف والهجر تلمسها حتى يكسبوا تعليم الأبناء وحفظهم للقرآن الكريم .
7- ضعف المتابعة لدى أولياء الأمور :(1/5)
وهذا العائق تابع للعائق السابق في أسبابه وبواعثه فلابد من إيجاد بدائل وحوافز حتى نرفع من مستوى اهتمام الطالب بحيث لا يحتاج للمتابعة المنزلية ، وأيضاً التواصل الفعال مع أولياء الأمور ، وتقديم الحوافز لهم حتى نزرع في نفوسهم أهمية المتابعة لأبنائهم في حفظ القرآن الكريم .
8- الفقر والعوز :
كانت بعض الأرياف والهجر تعتمد على الرعي والزراعة اليسيرة ، ولكنها لم تعد كافية لتوفير المتطلبات الضرورية للحياة المعاصرة لأصحابها مما جعل البعض يهجر تلك الحرف ويهاجر إلى المدن ، والبعض الآخر بقي لكن أصابه الفقر والعوز ، فهو لا يستطيع بناء مسكن لائق لأسرته ، ولا توفير وسائل الحياة المعاصرة التي تغيرت عن الماضي وأوجدت تكاليف جديدة ، أدت إلى ارتفاع مستوى الصرف والشراء ، حيث صار كل شيء يشترى – الكهرباء – الماء – الغذاء – الملابس الكثيرة ....الخ وهذه الحالة لاشك أنها من العوائق التي ينبغي على جمعيات تحفيظ القرآن المساهمة في حلها والاهتمام بها .
9- كون الريف أو بعضه طارداً لسكانه لا جاذباً :
وهذه الحالة واجهناها في محافظة الكامل وقراها فلم نجد أحداً من أبنائها بعد إكمال تعليمهم الجامعي يعود لريفه وقريته ، وحتى المتحمسين منهم لتعليم القرآن لا يرغبون في السكنى والإقامة بالقرى لوجود عوائق كثيرة ترجع إلى نقص الخدمات الأساسية للإنسان المعاصر وأسرته .
تجربة
جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الكامل وقرى بني سُليم
( قصة نجاح )
مدخل :
تقع محافظة الكامل وقرى بني سليم في منطقة مكة المكرمة إلى الشمال من مدينة مكة ، وشرقي محافظة خليص ، وتبعد عن طريق مكة المدينة 75كم كما يتضح من الخريطة المرفقة .(1/6)
وتمتد من الشرق إلى الغرب بطول 120كم ، ومن الشمال إلى الجنوب 110كم ، وتجمع المحافظة بين تضاريس متنوعة وهي طبيعة منطقة الحجاز ففيها الجبال الشاهقة والأودية الكثيرة ، وذات المسالك الوعرة ، والحرار في الشرق والشمال ، وبعض السهول المنبسطة في الغرب .
وعموم طرقها الداخلية ترابية و بها عقبات صعبة المسالك .
وكان سكانها فيما مضى يقدرون بـ60.000 نسمة ، أما في الوقت الحاضر فقد قل السكان لوجود هجرة إلى المدن المتجاورة حيث قدر هم إحصاء السكان الذي أجري عام 1425هـ بـ23.000 نسمة ، ويقطنون 266 بلدة وهجرة .
والتعليم العام في المحافظة قديم ومنتشر للبنين والبنات حيث بلغ عدد المدارس أكثر من 90مدرسة .
لكن لا يوجد تعليم عالي أو معاهد شرعية أو تعليم فني .
والخدمات البلدية والكهرباء حديثة الوجود وليست عامة لكل القرى .
كيف نشأت الجمعية ؟(1/7)
لقد بدأت الجمعية باجتماع عدد محدود من طلاب العلم من أبناء المحافظة المقيمين في مكة المكرمة وجدة ، وتناديهم إلى ضرورة نشر تعليم القرآن الكريم في قراهم وبين أبناء وبنات محافظتهم ، وأنه لن يقوم بهذا الواجب غيرهم ، فبدأت حلقة واحدة في جامع الكامل في شهر شوال عام 1411هـ ، وبدأ نشاط دعوي وتعليمي منسق مع مكاتب الدعوة في مكة المكرمة وجدة ، ثم ازدادت الحلقات ، وفتحت مندوبية لتحفيظ القرآن الكريم في 20/4/1412هـ وكانت المتابعة تتم عن بعد ، فالمشرف يخرج من عمله في مكة المكرمة أو جدة ، وعليه أن يقطع ما بين 170 كم - 250 كم في طرق ضيقة متعرجة ، وغالبها غير معبد ، حتى يصل إلى الحلقة التي يشرف عليها ، ثم يعود أدراجه ليباشر عمله في اليوم التالي . وهكذا استمر التصميم على النجاح ومغالبة الصعوبات ومحاولة تذليلها ، ونجحت المندوبية ولله الحمد ثم تحولت إلى جمعية في عام 1419هـ وتوسعت في عدد الحلقات والدور النسائية ، وزاد عدد الطلاب والطالبات . فقد كان عدد الطلاب في عام 1412هـ (300) طالب ، وارتفع عام 1413هـ إلى 705طلاب ، ثم أخذ في التناقص في أعوام 1414و1415هـ ثم عاد العدد إلى الارتفاع في الأعوام 1416و1417و1418هـ ليصل في عام 1419هـ إلى 654طالباً ، ثم أستقر عدد الطلاب والطالبات وصار ينمو تدريجياًَ بنسب متقاربة بدلاً من الطفرات السابقة حيث بلغ العدد عام 1422( 984) طالباً وطالبة ، وعدد الحفاظ 16 حافظاً ، وعدد الحافظات 8 طالبات وفي عام 1426هـ بلغ عدد الطلاب والطالبات 1282 ، وعدد الحفاظ والحافظات 46 حافظاً وحافظة .
ومقومات النجاح في الريف التي ذُكرِت سابقاً في مقابل المعوقات التي ذكرت أيضاً تمثلت في تجربة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الكامل وقرى بني سُليم ، فكيف تم التغلب على المعوقات واستثمار مقومات النجاح ؟
فهذه قصة نجاح جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الكامل وقرى بني سليم .(1/8)
لقد سلكت الجمعية لمعالجة الاختلالات السابقة ، أسلوب الخدمة الشاملة والمتمثل في قيامها بعدد من الأعمال العلمية التثقيفية والخدمية والاجتماعية لأهالي القرى ، فتحسن ولله الحمد مستوى الخدمة في القرى ، وتوفرت كثير من المتطلبات الضرورية وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة الحكومية منها والأهلية ، حيث تمكنت الجمعية بجهود أبنائها والقائمين عليها من الوصول إلى الترخيص بافتتاح عدد من جمعيات البر الخيرية، ولجان التنمية الاجتماعية ، ومندوبيات الدعوة ، ولجان إصلاح ذات البين ، ولجان مساعدة الشباب على الزواج .وقد ساعدت في التنمية للمحافظة ، والخدمة الشاملة لسكانها ، فشعر الأهالي أن كل خير قدم لهم هو بفضل الله تعالى ثم بفضل القرآن الكريم والقائمين على تعليمة ، مما خدم أهداف ال.جمعية ، ونجحت الجمعية في إيصال رسالتها إلى كافة القرى والتجمعات ، فعلى سبيل المثال قدمت الجمعية في عام 1423هـ
- 69 إماماً من أبنائها لصلاة التراويح و 30 مساعد إمام .
- 11 مسابقة قرآنية شارك فيها 168 متسابقاً .
- 6 مسابقات أسرية شارك فيها 3745 .
- مسابقتان للنساء في حفظ بعض سور القرآن شارك فيها 123 امرأة .
- 45 دورة قرآنية للرجال والنساء أقيمت في 35 قرية وستفاد منها 4200فرداً .
وفي عام 1426هـ
- أقيمت 20 دورة قرآنية استفاد منها 1329 دارساً .
- 3 دورات للمعلمين والمعلمات في حلقات التحفيظ .
- 3 دورات قرآنية رمضانية استفاد منها 1730 رجلاً .
- دورة ختم القرآن الكريم في شهر رمضان اشترك فيها 17 طالباً .
- 3 ملتقيات نسائية استفاد منها 2300إمرأة .
وبعد وجود المؤسسات المتخصصة أخذت الجمعية تتفرغ لمجال تخصصها وهو تعليم القرآن وتحفيظه ، وتستفيد وتفيد من كل المؤسسات الخيرية في المحافظة ، وذلك بالتنسيق والتعاون مما فيه خدمة للمواطنين في كل المحافظة .
الأنشطة والبرامج التي قامت بها الجمعية في مجال الخدمة الشاملة(1/9)
1- حلقات التحفيظ للرجال والنساء :
وهذه المهمة الأساسية لجمعيات تحفيظ القرآن ، بدأت الجمعية بافتتاح الحلقات للأبناء ، ثم تبعها حلقات لمنسوبي الدوائر الحكومية ، ودورات لأئمة المساجد والمؤذنين ، ثم افتتحت مدارس نسائية لتعليم القرآن الكريم ، ويمارس في الحلقة ألوان من النشاط الذي يهدف إلى التعليم وكسب المهارات ، وإلى الترفيه والترويح لجذب الأبناء وتحبيبهم في الاستمرار في الحلقات ، وإشاعة روح التنافس والمسابقة إلى الخيرات في حفظ القرآن وطلب العلم ، وممارسة العبادة والآداب الشرعية .
2- كفالة الأيتام في حلقات تحفيظ القرآن الكريم :
وهذا البرنامج كان الهدف منه الإحسان إلى الأيتام بكفالتهم المادية وتعليمهم القرآن الكريم مما جذب العديد منهم واستمرارهم في الحلقات ، وهو هدف من أهداف الجمعية في استقطاب الشباب إلى الحلقات وإتقان تعليم القرآن الكريم .
3- تموين الأسر الفقيرة :
وهذا البرنامج يقدم خدمة للفقراء الذين انضم أولادهم لحلقات التحفيظ ولجذب الآخرين للانضمام للحلقات ، وقد قامت الجمعية بطرح البرنامج على المحسنين فلقي قبولاً فكانت كل أسرة يصرف لها تمويل شهري من المواد الغذائية ، وحقائب للأبناء والبنات عند بداية العام الدراسي ، وكسوة العيد ، وكسوة الشتاء .....الخ .
4- السعي لتوفير الخدمات للقرى :
وهذا البرنامج تنموي عام تخصص له مجموعة من منسوبي الجمعية برئاسة رئيس الجمعية الذي أصبح رمزاً لفعل الخير ، له مكانته لدى المسؤلين والأهالي ، وأصبح مكان ثقة عند المحسنين ، وتمكن هذا البرنامج من حفر الآبار لتوفير مياه الشرب وبناء الخزانات ، وتمديد شبكات المياه ، وبناء المساجد وترميم الموجود ، وبناء عشرات المساكن للأسر الفقيرة إلى غير ذلك من الخدمات المباشرة وغير المباشرة .
5- توفير النقل للطلاب إلى أمكنة التحفيظ :(1/10)
نظراً لتباعد التجمعات السكانية في القرى وقلة الطلاب في المكان الواحد فإن الجمعية قد تغلبت على هذه المشكلة بإيجاد برنامج النقل للطلاب من منازلهم إلى أمكنة التحفيظ ، وفي بعض الأحيان يتم نقل المعلم من قرية إلى أخرى حتى يستطيع تغطية حلقتين .
6- الدورات القرآنية :
هذا البرنامج قامت به الجمعية خدمة لأهالي القرى ونشراً لتعليم القرآن الكريم ، فقد لوحظ أن كبار السن لا يجيدون قراءة الفاتحة وما يقرأونه في صلاتهم من القرآن ، ولهذا صممت الجمعية برنامج للدورات القصيرة وهي في حدود يومين أو ثلاثة ، ودورات متوسطة من أسبوع إلى أسبوعين بحسب أحوال القرى ، ويصاحب هذا البرنامج تعليم أصول الإيمان ، وصفة الطهارة والوضوء والصلاة وما يلزم من الأحكام الشرعية لصحة العبادة ، وقد يتم توزيع الأرزاق والهدايا تشجيعاً للحضور ولمن واظب على كامل أيام الدورة القرآنية .
7- حلقات تحفيظ القرآن وتحسين التلاوة للكبار :
وهذا البرنامج يهدف إلى تحسين وتصحيح تلاوة القرآن عند كبار السن ، ثم بعد ذلك يدخل إلى برنامج الحفظ ، وتختار الأوقات المناسبة لهم بعد صلاة العشاء أو بعد صلاة الفجر . ويستفاد في تنفيذ البرنامج من مدرس الحلقة المقيم في القرية ، وكان لهذا البرنامج مردود إيجابي على تشجيع الأبناء للالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم .
8- الجوائز العينية والنقدية للأمهات والآباء :
هذا البرنامج يهدف إلى التواصل بين الجمعية وبين الطالب وأسرته ، فالطالب إذا اجتاز مرحلة من مراحل اختبارات القرآن أو كان مثالياً في الحفظ والمراجعة فإنه يعطى جائزة عينية مما ينتفع به بيته ، (ثلاجة صغيرة ، ترمس لحفظ القهوة والشاي ، ترمس للماء ، طحانة قهوة ، مجموعة مواعين...الخ )
وقد تمنح الجائزة لوالدته أو والده إذا كانا متابعين له ومتواصلين مع مدرس الحلقة . وقد تكون الجائزة نقدية في بعض الأحوال .
9- المسابقات الأسرية :(1/11)
يهدف هذا البرنامج إلى التثقيف العام للأسر والأبناء والبنات ، وقد قامت الجمعية بطرح عدد من المسابقات التي توزع على البيوت سواء كان أبناؤهم في التحفيظ أم غير ملتحقين به حتى يتعرفوا على الحلقات وأهمية إلحاق أبنائهم بها ، وقد آتى البرنامج ثماره ، وهذه المسابقات لها جوائز وحوافز تشجيعية عينية ونقدية .
10- الأنشطة المنوعة في الصيف والأعياد والمناسبات :
هذا البرنامج يهدف إلى شغل أوقات فراغ الشباب في العطل والأعياد وإجازة الصيف وهو مفتوح لكل الشباب في القرى ولا يقتصر على الملتحقين بالتحفيظ ، كما أن للنساء نصيب من هذه الأنشطة، وعادة تكون هذه الأنشطة منوعة ، لكن لابد أن يكون للقرآن النصيب الأكبر فيها ، وجميعها يخدم الهدف الأساس من تعليم القرآن وحفظه .
خاتمة وتوصيات :
في ختام هذه الورقة تتضح الحاجة إلى العناية بالأرياف والقرى من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم .
ويوصي كاتب الورقة بما يلي :
1- أن تتخصص مجموعات من الدعاة والمهتمين بأحوال الأرياف والقرى ويكون منطلقها تعليم القرآن الكريم .
2- أن تكون الخدمة والرعاية شاملة ( دعوية – تعليمية – خدمية – إغاثية )
3- أن تعد دراسات مسحية لمعرفة واقع أوضاع القرى والهجر من حيث الأعداد ، وأماكن التعليم ، والخدمات العامة ، ومستوى المعيشة ..... الخ
4- تأسيس جمعيات ومؤسسات النفع العام التي تساعد القطاع الحكومي في توفير الخدمات التعليمية والاجتماعية وتؤدي إلى النهوض بالمجتمع الريفي .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .(1/12)