إهداء
= إلى والدتي الغالية.
= إلى زوجتي وأبنائي وبناتي وإخوتي وأخواتي.
= إلى كل المربيين والمربيات.
= إلى كل من أسهم برأيه في هذا الكتاب.
= إلى الأخ العزيز الأستاذ/ فهد بن محمد الوليعي الذي استثار لدي دافع الكتابة في هذا الموضوع المهم.
= إلى كل هؤلاء أهدي مادة هذا الكتاب.
* * * *
المقدمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير من ربى وعلم نبينا محمد.
أما بعد:
فإن تربية جيل إيماني قادر على قيادة البشرية إلى الخير والفلاح لا ولن يتأتى إلا بتربية أطفالنا تربية إسلامية صحيحة على ضوء ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مع الاستنارة بما أفرزته الدراسات والأبحاث من حقائق ونظريات تزيد من قدرتنا على فهم الكيفية التي يجب أن نمارس بها تربية أبنائنا.
ولعل هذه التلميحات في تربية الطفل – من سن عشر سنوات فأقل – تستثير اهتمامنا لمزيد من الفهم والبحث في أسرار التربية بما يعيننا على تحقيق النجاح والفلاح لأبنائنا وأمتنا.
والله أسأل أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصلاح.
صالح بن محمد الربيعة
المجمعة
ص.ب1122
التلميحة الأولى:
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم].
وقال - صلى الله عليه وسلم - : «ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» [رواه مسلم].(1/1)
وعن عبيدِ الله بن زياد عَادَ معقلَ بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل: إني محدثك حديثًا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يَحُطْها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة». [رواه البخاري]؛ فالشارع الحكيم قد جعل المسؤولية الأولى في تربية الأبناء على الوالدين؛ مما يعني ضرورة سعي الأسرة إلى توفير البيئة المناسبة لينشأ الأبناء نشأة إيمانية تحقق النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد وعد الله سبحانه وتعالى من أدى هذه الأمانة على وجهها بالأجر العظيم وتوعد من ضيعها بالعقوبة.
فيا أيها الآباء هل أنتم مستعدون لأداء الأمانة وللسؤال عنها يوم القيامة؟
الإرشادات:
* استعن بالله على أداء هذه الأمانة.
* اجعل نيتك خالصة لوجه الله تعالى وأنت تجاهد في تربية أبنائك حتى لا تحرم الأجر.
* اصبر وصابر فالتربية شاقة وطريقها طويل جدًا.
* تيقن أن أي إهمال أو تقصير في تربية أبنائك فإنك أول من يدفع الثمن شقاءً في الدنيا وعذابًا في الآخرة.
* تذكر أن المسؤولية مشتركة بين الأبوين، فلا يتخلى أحدكما عنها.
* أكثر من الدعاء لذريتك وألح على الله في ذلك.
* جدد النية وتعهدها تجاه تربية أبنائك.
* * * *
التلميحة الثانية:
كل مولود يولد على الفطرة
يولد الإنسان مفطورًا على الاستقامة، يقول الله سبحانه وتعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } [الروم].
ويقول عليه الصلاة والسلام: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه». [رواه البخاري].(1/2)
والفطرة تعني: الإيمان بالله تعالى والإقرار بربوبيته والميل إلى الخير والبعد عن الشر؛ وهذا فيه إشارة واضحة لأثر التنشئة الأسرية والاجتماعية على الطفل، وأن الإنسان قد جبل على الاستقامة، ويكون كذلك بإذن الله إذا توفرت له تربية سليمة صحيحة، والحقيقة السابقة تجلب الطمأنينة في نفس الوالدين تجاه صلاح الأبناء؛ شريطة القيام بمسئولياتهما تجاه تربيتهم.
الإرشادات:
* الطفل أرض خصبة؛ فازرع فيها كل خير وستجني بإذن الله أطيب الثمر.
* استثر تفكير طفلك تجاه هذا الكون وخالقه وفضله ونعمه؛ وذلك بطرح الأسئلة المناسبة مثل: من الذي ينزل المطر؟ ومن الذي ينبت العشب؟
* استثمر الأسئلة التي يطرحها طفلك عن الأشياء التي يراها كالشمس والمطر والجبال.. إلخ؛ لشد تفكيره إلى الخالق سبحانه وتعالى.
* احرص على توفير بيئة إيمانية صالحة لطفلك داخل أسرته فلا يرى إلا خيرًا ولا يسمع إلا قولاً طيبًا.
* يتأثر الطفل بعوامل خارج بيئته الأسرية، فكن صمام الأمان ضد المؤثرات السلبية؛ وبخاصة قرناء السوء والأماكن المشبوهة.
* إذا حدث أن رأى الطفل أو تعرض لأمر سيئ فناقشه فيه ووضح له موقف الإسلام منه.
* كن شديد الاهتمام بتربية أبنائك في مرحلة الطفولة؛ فهي مرحلة التأسيس، فكيف تريد أن يكون الأساس؟
* * * *
التلميحة الثالثة:
القدوة جوهر التربية
قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [الفرقان].
ويقول الله عز وجل: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا } [الأحزاب].(1/3)
تعد القدوة من أهم وسائل التربية؛ حيث إن غريزة الطفل تدفعه إلى التقليد والمحاكاة؛ فالطفل في سنواته الأولى يعتقد أن كل ما يفعله الكبار صحيحًا، وأن والديه هما أكمل الناس وأفضلهم، ولهذا فهو يقلدهما في كل ما يفعلانه؛ حيث إن اقتناعه بالأفعال المشاهدة أمامه أقوى بكثير من تلك التي يسمع عنها.
فيا ترى كيف سيكون الحال إذا مارس الأبوان أو أحدهما سلوكًا خاطئًا؟ المؤكد أن الطفل سيبقلد ذلك؛ خاصة وأنه في سن لا يميز فيها بين الخير والشر؛ إذ إن الطفل يبدأ في المحاكاة في السنة الثانية من عمره تقريبًا، ولن يقف الأمر عند التقليد وحسب؛ بل ستتكون لديه قيمًا توجه سلوكه في المستقبل، وسيكون إزالة القيم غير المرغوب فيها عند الكبر عسيرًا جدًا.
ومع حرص كثير من الآباء على صلاح أبنائهم فقد اقتصرت أساليب بعضٍ منهم في محاولة الإصلاح على الإكثار من العبارات التوجيهية والجمل الإرشادية، وقد غاب عنهم أن التربية بالقدوة أفضل الأساليب التربوية فعالية وأبلغها تأثيرًا على سلوك الطفل.
ألم تسمع عن ذاك الأب الذي أعياه التعب في تربية ابنه مع ظنه أنه بذل جهودًا طيبة في سبيل تربية ولده تربية سليمة؛ وإذا تأملت في مسلكه وجدت فيه من المخالفات ما يجعله مثالاً للقدوة السيئة؛ فكيف يصلح الابن؟!
يقول عز من قائل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ } [الصف].
ويقول سبحانه: { كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ } [الصف].
وتأمل في قول عمرو بن عتبة لمؤدب ولده: «ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بك؛ فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت».
الإرشادات:
* احرص على فعل وقول كل ما هو طيب أمام الأطفال.
* إن كنت ممن ابتلي ببعض من الممارسات الخاطئة، فاحرص على التخلص منها، وحتى يتم لك ذلك فلا تفعلها أمام أبنائك مطلقًا.(1/4)
* إذا قدر أن أحد أبنائك شاهدك وأنت تفعل خطأً، فاعترف فورًا بخطئك موضحًا أنك تسعى إلى التخلص منه وأنت صادق في ذلك.
* اتبع القول بالعمل؛ فتوجيهك لأبنائك بأمور لا تلتزم أنت بها يجعلهم يعيشون في حالة من الاضطراب يفضي إلى شخصيات غير متزنة.
* اتخذ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدوةً لك حتى تستقيم قدوةً حسنةً لأولادك.
* قلل من الوقت الذي يبقى فيه الطفل مع الخدم؛ وخاصة غير المسلمين, ونبهه إلى ما يقعون فيه من مخالفات.
* تذكر أنك لست القدوة الوحيد لطفلك؛ فهو يتأسى بآخرين: «العم، الخال، الجار، ابن الجار، الصديق، الزميل في المدرسة، والمعلم وغيرهم»؛ فحاول أن تقترب من هذه القدوات؛ لتعرف الحسن منها فتطمئن إليه, والسيئ فتَحُدَّ من تأثيره على سلوك طفلك؛ وذلك بإبعاده عنه إذا كان ممكنًا, وبتبصير ابنك بالسلوكيات السيئة وعاقبة ممارستها.
* احرص على الالتحاق بالبرامج والحلقات التدريبية المناسبة في المجالات التربوية والدينية؛ لتكتسب المهارت الضرورية التي تمكنك من امتلاك القدرة على التربية الصحيحة.
* ثقف نفسك تربويًا بكثرة الاطلاع والاستماع من المصادر المختلفة.
* * * *
التلميحة الرابعة:
مخ الإنسان يتكون في السنوات الأولى من عمره
تتحدد كفاءة المخ الأدائية إلى درجة كبيرة خلال السنوات العشر الأولى من حياة الإنسان؛ وبخاصة في السنتين الأوليتين؛ حيث ينمو مخ الطفل في السنة الأولى والثانية, ليبلغ أقصى قدرة له في نهاية السنة الثانية, ويحدد مستوى تلك القدوة مستوى البيئة التي يعيش فيها الطفل, وبخاصة بيئته الأسرية.(1/5)
ولهذا جاءت الأبحاث العلمية الحديثة لتؤكد عدم صحة المسلمات المزعومة التي يرددها البعض؛ كقولهم مثلاً: «هذا طفل صغير ما يعقل» أو: «هذا طفل لا يعي الأشياء التي يراها»... إلى آخره. كما أكدت الأبحاث المشار إليها أن الطفولة مرحلة حاسمة تستوجب ضرورة العناية الفائقة بتنشئة الطفل خلالها, وتوفير البيئة الغنية بمختلف الأنشطة المشروعة التي تجعل الطفل يمتلك المعارف والقيم والمهارات التي يحتاجها ليعيش حياة الأسوياء بل والمبدعين، وهذه الحقيقة تعني أن الطفل يتفاعل مع البيئة ويتأثر بخيرها وشرها على حد سواء, دون أن يمتلك القدرة الكافية على التمييز في هذه السن المبكرة، وليس هذا فحسب؛ بل إن أي تقصير في رعاية الطفل ستؤدي حتمًا إلى تقلص في كفاءة المخ لديه.
ولعل معرفتنا بهذه الحقيقة تجعلنا نستسهل كل صعب في سبيل تجنيب أطفالنا كل ما يؤثر سلبًا على قدراتهم العقلية, وتهيئة الوسائل والأساليب التي تساعد على امتلاك فلذات أكبادنا لقدرات عالية تمكنهم من القيام بمسئولياتهم وأعبائهم المستقبلية, ومواجهة مشاق الحياة بصبر وجلد في زمن كثرت فيه الفتن وتعاظمت فيه المحن.
الإرشادات:
* احرص على اغتنام كفاءة المخ العالية في العشر سنوات الأولى؛ لإكساب الطفل القيم والمهارات المرغوبة؛ حيث إن هذا سيحدد درجة كفاءة المخ بعد مرحلة الطفولة.
* اعلم أن تأثر الطفل بما حوله في السنتين الأوليتين أشد مقارنة بغيرها من سنوات الطفولة اللاحقة.
* شجع طفلك على حفظ ما تيسر من القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ فإنه يقوي ملكة الحفظ عنده ويساعده في إتقان لغته الفصحى.
* وفر للطفل في هذه السنوات البيئة التي تساعد على إعمال الفكر وتنمية المواهب كالمكعبات، الأشكال الهندسية، التركيبات، الكتيبات، والحاسوب ببرامجه المتنوعة.. إلى آخره.
* اقرأ لطفلك القصص وشجعه على قراءتها إذا كان قارئًا؛ بخاصة قصص الأنبياء والصالحين، ويمكن توفيرها له مسموعة أو مرئية.(1/6)
* شجع أي عمل مقبول يقوم به الطفل وتجاهَلِ الأعمال غير المرغوبة في جو من الحرية المنضبطة.
* احذر من تعريض الطفل لمواقف سيئة بحجة أنه صغير السن؛ فإنه سيسجل هذه المواقف في قاموس سلوكياته ويعده أمرًا مشروعًا.
* احذر من ترك ابنك لجليس السوء؛ «التلفزيون والفيديو والحاسوب», إذا كانت موادُّه ليست منتقاة وليست وفق الأسس الشرعية والتربوية، وحتى مع المواد السليمة يجب ألا يجلس الطفل أمام التلفزيون أكثر من ساعتين يوميًّا؛ حتى لا يحرم من جلوسه معكم ومصاحبتكم, فضلاً عن ممارسته للنشاطات اللازمة لنموه الطبيعي.
* اعلم أن المخ يتناول غذاءه من خلال منافذ متعددة: «النظر، اللمس، الشم، السمع، الذوق», فاعمل على منع وصول الغذاء الفاسد إليها.
* * * *
التلميحة الخامسة:
كل الأطفال أذكياء!
هذا العنوان ليس للإثارة؛ وإنما لتبيان حقيقة غفل عنها الكثيرون؛ فجميع الأطفال أذكياء، يقول الله سبحانه وتعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } [التين].
ويقول عز من قائل: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات].
ومن يتعمق في فهم هاتين الآيتين يدرك أن الله كرم ابن آدم, فأحسن خلقه ونفخ فيه من روحه, وأن الله لن يكلف إنسانًا غبيًا أو متخلفًا بعبادته واستخلافه في عمارة الأرض.(1/7)
نزل هذا على محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا، وكان عليه الصلاة والسلام يوزع المهام على صحابته وفق ميولهم وقدراتهم، ثم تأتي الدراسات والأبحاث المتأخرة لتثبت أن الذكاء متعدد الأنواع: «الذكاء اللغوي، الذكاء الرياضي، الذكاء المنطقي، الذكاء البصري، الذكاء الحركي، والذكاء العاطفي...»، وتوجد هذه الذكاءات المتعددة عند كل الأطفال العاديين بنسب مختلفة, وفي مستويات تمكنهم من ممارسة دورهم في الحياة بشكل فعال، بما يعني أنه ليس بين الأطفال العاديين أغبياء؛ حيث يمكن تنمية هذه الذكاءات أو بعضها بكل يسر وسهولة لدى الأطفال؛ على أن يكون التركيز على الذكاء الذي نلحظ أن الطفل يميل إليه وهو فيه أكثر نجاحًا، ونستطيع معرفة ذلك ببساطة بمراقبة أقوال الطفل وأفعاله؛ فما يميل إليه أكثر فهو فيه أقدر، أليس البعض يقول عن طفله: «جيد في البيت لكنه في المدرسة متعبنا»؛ لماذا هو متعبهم في المدرسة؟ وفي أي شيء هو متعبهم؟ وجيد في البيت في أي شيء؟
إن التأمل في هذه الأسئلة وفيما قد يكون إجابة عنها يوصلنا إلى حقيقة مفادها أن بعض الآباء والمربين يرى أن الإخفاق في المواد الدراسية وبخاصة الرياضيات والقراءة والكتابة -يراه غباءً, ويغيب عنه أن نجاح الطفل في النشاطات المنزلية هو ذكاء ولكنه ذكاء في مجالات أخرى غير الذكاء الرياضي واللغوي؛ والذي يمكن إذا أحسَنَّا تنميته واستثماره أن نحقق بإذن الله لأطفالنا النجاح الذي نطمح ويطمحون إليه بما في ذلك النجاح المدرسي؛ فالذكاء ليس حصرًا على الذكاء الرياضي واللغوي.(1/8)
إن نظرية الذكاء المتعدد تثبت أن نعت الطفل الذي لم ينجح في القراءة والكتابة أو الرياضيات أو الذي لا يستجيب لنداءاتنا بشكل سريع -بـ «الغبي»، الحيوان، الفاشل...» كما يردد بعض من الآباء والمربين للأسف -هو أمر محزن وشديد الخطورة على نفسية الطفل وبناء شخصيته بشكل عام؛ فالمؤكد أن الخلل ليس في عقل الطفل, ولكن في أسلوب تعاملنا معه وطبيعة ما نكلفه به من نشاطات لا تتناسب مع ما يميل إليه، فلنبحث عن السبب في ضعفه, ولنحاول اكتشاف مجالات أخرى نجح أو يمكن أن يحقق الطفل نجاحًا فيها؛ فالذكاء العاطفي على سبيل المثال الذي يتضمن عددًا من المهارات, منها الاهتمام بتمييز الانفعالات «غضب، فرح، توتر» وضبط النفس، وفهم الذات، وفهم الآخرين، والحماس، وتكوين العلاقات -هو من أهم أنواع الذكاء, وإذا تم تنميته لدى الطفل فإنه يساعد على تنشيط الأنواع الأخرى للذكاء؛ بما يؤدي إلى بناء شخصية واثقة مثابرة، ثم لنفكر بعمق فيما نريد من هؤلاء الأطفال؛ هل نريدهم جميعًا عباقرة رياضيين أم أدباء مفوهين؟ بالطبع لا؛ نحن نريدهم قادرون على القيام بأدوارهم في هذه الحياة وفق ما ارتضاه لهم خالقهم؛ فما أحوج أطفالنا إلى الرفق بهم ومساعدتهم على إتقان ما يحتاجونه من المهارات, وتوفير الملائم لقدراتهم وميولهم من الوسائل والنشاطات؛ ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بنجاح.
الإرشادات:
* اعلم أن الله كرم الإنسان ونفخ فيه من روحه وأحسن خلقه, ولا يزال البشر يجهلون الكثير مما أودعه الله من قدرات في هذا الإنسان؛ مما يحفزنا إلى السعي والتشوق لاكتشاف ومعرفة كنه الإنسان المعجزة؛ يقول سبحانه: { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ } [الذاريات].(1/9)
* راقب نشاطات طفلك وارصد مجالات تفوقه وأوجه إخفاقاته لتكتشف الأنشطة والبيئة الملائمة التي تكفل تنمية ودعم هذه الميول والاهتمامات وتوجيهها؛ فمثلاً إذا رأيت الطفل يكثر من تفكيك وتركيب ألعابه وما يقع في يده من أجهزة فهو دليل على أنه ذو اهتمامات فنية حركية وهكذا.
* احذر كل الحذر من نعت طفلك بألفاظ وعبارات مثل: «غبي، جاهل، ما تفهم، لا يمكن تنفع في شيء»؛ إنها مدمرة وقاتلة يستجيب لها العقل الباطن للطفل ويستقبلها كحقائق, شديدةُ التأثير على شخصية طفلك وقدراته، فانعت طفلك بما تريده أن يكون.
* اعلم أن إخفاق طفلك في بعض المواد الدراسية كالرياضيات والقراءة والكتابة ليس مؤشرًا على نقص ذكائه؛ فالذكاء أنواع متعددة, ليس الذكاء الذهني أهمها؛ فالذكاء العاطفي يعد أهم أنواع الذكاء وبتنميته وتطويره نساعد على تنشيط أنواع الذكاء الأخرى لدى الطفل.
* احرص على تنويع الأنشطة والخبرات التي يمارسها ويتعرض لها الطفل؛ لتوفر بذلك الفرصة لمختلف أنواع الذكاء عنده لتنمو وتتطور؛ وإلا فإن الذكاءات التي لا يتوفر لها النشاطات المناسبة والكافية ستضمحل بل ستضمر.
* لا تعط أهمية كبيرة مبالغاً فيها للنجاح المدرسي؛ لأن ذلك يؤدي إلى إحباط الطفل إذا كان غير موفق دراسيًا, والأجدى من ذلك الاهتمام المتوازن بين النجاح المدرسي وبقية أنشطة الطفل الحياتية.
* اعلم أن أكثر أنواع الذكاء عند الأطفال مكتسبة؛ بمعنى أنه يمكن تنميتها وتطويرها؛ كالذكاء العاطفي والحركي والبصري, مما يعطي الثقة والقدرة على جعل الطفل بل كل الأطفال أذكياء.
* تأكد أن حاجة أطفالنا لأنواع الذكاء الأخرى خلاف الذكاء الذهني؛ تشتد في هذا العصر الذي كثرت فيه الاضطرابات والفتن والمحن والتقلبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ مما يستوجب إيلاء تلك الأنواع اهتمامًا أكبر, ويعد الذكاء العاطفي أشدها حاجة.(1/10)
* اجعل طفلك ذكيًا عاطفيًا بتبصيره بتعاليم دينه وما ينظم علاقته بربه وذاته ووالديه والآخرين, وعوده أن تكون أقواله وأفعاله متوافقة مع الشريعة الإسلامية السمحة.
* * * *
التلميحة السادسة:
تكامل التوجيه التربوي بين الأبوين ضرورة
يظهر روتين الحياة اليومية الكثير من الاختلافات بين الزوج والزوجة في توجيه الأبناء؛ فعلى سبيل المثال حين ينهى الأب ابنه عن الذهاب إلى البقالة إلا بمعيته، يفاجأ بأن الأم قد أرسلته دون علمه؛ لشراء بعض الاحتياجات, وفي موقف آخر تتشدد الأم في نوم أطفالها مبكرًا وفي وقت محدد، ولكن الأب لا يساعدها في ذلك؛ بل قد تجد منه دعوة للتراخي في هذا الأمر.
إن مثل هذه المواقف البسيطة وغيرها مما هو أكبر والذي يحدث في كثير من الأسر، تنقل جهود الآباء من التكامل لتحقيق أهداف الشراكة بينهما إلى التضاد والاختلاف وتجعل أطفالهم يعيشون حالة من الاضطراب الانفعالي؛ نتيجة للتضارب في مواقف الأبوين ويفقدون الثقة في آبائهم, مما يجعل فقد الثقة يتسلل إلى نفوس الأطفال ليكون نواةً لبناء شخصيات ضعيفة حائرة مترددة.(1/11)
وإن مما يساعد بشكل عام على تكامل التوجيه التربوي بين الزوج والزوجة أن يستمدا أساليبهما من المنهج الإسلامي في التربية, وأن يدركا أنهما وجهان لعملة واحدة؛ يكمل أحدهما الآخر، وأن يعي كل منهما مسؤوليته وحق الآخر عليه؛ فالرجل هو قائد الأسرة, عليه واجبات وله حقوق ويجب على الزوجة طاعته ما لم يتعد الحدود المشروعة في ذلك, وهذا لا يتعارض مع حقوقها وكرامتها التي كفلها لها الشارع الحكيم وفق مقتضى الفهم الصحيح للآية الكريمة التي يقول فيها عز من قائل: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } [النساء].
وترتيبًا على ما سبق فإن الأبوين قد تختلف آراؤهما عند توجيه أبنائهما, فإن كان هذا الاختلاف اختلاف تنوع؛ بمعنى أن كلا الرأيين صحيحان فإن الزوجة إذا وجدت من زوجها إصرارًا على رأيه فليس لها معارضته؛ بل يجب عليها مسايرته والحال هذه.
ومما تجدر الإشارة إليه أن القوامة للرجل على المرأة لا تعني التسلط بغير حق؛ بل هي الرحمة والحنان والعطف، وإن هذه القوامة التي شرعها الله للرجل جعلت للأسرة قائدًا يحكمها بالحسنى ويرعى شؤونها وينفق عليها ويتولى الإشراف والمشاركة في تعليم أفرادها وتوجيههم لما ينفعهم.
الإرشادات:
* يتوجب على الأبوين التفاهم والاتفاق على نهج تكاملي مبني على مبادئ شرعية صحيحة تضيق من احتمال الاختلاف عند التعامل مع الأبناء.(1/12)
* الإكثار من الحوار والنقاش بين الوالدين حول موضوعات تتعلق بتربية الأبناء بطريقة متأنية وهادئة, مرشدهم في ذلك كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ونتاج الفكر الإنساني السليم من الانحرافات.
* إذا شاهد أحد الأبوين تصرفًا لا يوافق عليه من الآخر فلا يعترض أمام الأبناء؛ بل يؤجله ويناقش الآخر على انفراد دون حاجة لإظهار الاختلاف أمام الأطفال.
* احرص على إيجاد ضوابط وحدود واضحة تحكم الحياة الأسرية معلنة للجميع؛ كالاتفاق على مواعيد النوم والزيارات والخروج من المنزل والاتصالات... إلى آخره.
* على الزوج تحمل مسؤولية القوامة على المرأة, وعلى المرأة قبول ذلك بمقتضى ما شرعه الله.
* يجب على الوالدين استيعاب طبيعة الاختلافات بين واجبات الأم وواجبات الأب, وأن ذلك هو محض العدالة الإلهية التي تضمن لكل منهما حريته وحقوقه.
* رأي الزوج مقدم على رأي الزوجة إذا لم يتمكنا من المقاربة بين رأييهما الصحيحين, وعلى الزوجة مسايرة الزوج؛ حفاظًا على تكامل التوجيه التربوي في الأسرة.
* * * *
التلميحة السابعة:
غذاء الروح أهم من غذاء الجسد
يقول عز من قائل: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل].
ويقول سبحانه: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه].
ويقول سبحانه وتعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت].
ويقول الله تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت].(1/13)
ويقول عز من قائل: { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف].
ويقول الله تعالى: { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [الرعد].
ويقول في محكم التنزيل: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } [يونس].
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف...» الحديث. [رواه الترمذي].
إن ما يعيشه أفراد المجتمعات الغربية من حالات الضياع واليأس والضيق والقلق والاكتئاب, والتي كثيرًا ما أدت بهم إلى الانتحار -ليست بسبب جوع أو مرض أجسادهم؛ بل بسبب جوع أرواحهم إلى الإيمان بالله عز وجل, وما نتج عن ذلك من أمراض في نفوسهم وقلوبهم حرمتهم السعادة والأمن في الدنيا, وستحرمهم إياهما في الآخرة, وأطفالنا ليسوا في مأمن من ذلك ما لم نحصنهم من تلك الأمراض الخطيرة, وليس لنا من سبيل خلاف ما أشارت إليه النصوص السابقة من كتاب الله وسنة نبيه المطهرة.
ولذا يتوجب على الآباء تغذية أرواح أطفالهم بغذاء الإيمان منذ نعومة أظفارهم؛ لتحيى نفوسهم مطمئنة محصنة ضد الأفكار الهدامة، فيسهل انقيادها لما يسعدها، ويشبوا في طاعة الله، والأمر إلى ذلك سهل ميسور بإذن الله, ولعل في الإرشادات التالية ما يعين ويذكر ببعضه.
الإرشادات:
* لقن طفلك ما تيسر من سور القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وشجعه على حفظها.(1/14)
* احك له القصص المناسبة؛ وخاصة قصتي الإسراء والمعراج وقصة أصحاب الأخدود.
* احفز ابنك إلى حفظ الأذكار والورد الشرعي وإلى قولها في أوقاتها.
* درب الصغير على القيام بالعبادات وبخاصة الصلاة مستخدمًا أسلوب الترغيب, وبعد بلوغه العشر سنوات كن حازمًا معه.
* تدرج مع ابنك من السهل إلى الصعب؛ وذلك تبعًا لنمو عقله وسنه.
* نبه الطفل باستمرار إلى البعد عن الكلام البذيء والفعل القبيح؛ حتى يشب منزهًا لنفسه عن كل قبيح.
* اضرب للطفل الأمثلة التي تبين أن الله يراه ويراقب أقواله وأفعاله؛ حتى ينشأ وقد استقر في نفسه الخوف من الله والطمع في ثوابه.
* أشعر الطفل بحاجته الدائمة لله في صحته وفي سقمه وفي جوعه وفي شبعه وقرب له ذلك بشدة حاجته لأبيه وأمه.
* ذكِّره دائمًا بحقيقة الحياة ونهاية الإنسان ومصير المؤمن ومآل الكافر.
* احرص على إلحاقه بجماعات تحفيظ القرآن الكريم وغيرها من المؤسسات التربوية والاجتماعية.
التلميحة الثامنة:
طفلك يحتاج إلى غذاء عاطفي
حضر الوالد لتوه من السوق وقد أحضر الكثير من احتياجات أسرته؛ أرز.. بيض.. تفاح.. إلخ. وكان أحد أبنائه البالغ من العمر ثمان سنوات يتفحص ما أحضر والده، وأخذ يتساءل.. هذا غذاء الجسد، فأين غذاء المشاعر؟ ثم راح يتخيل أن والده قد أحضر أيضًا.. علبةً مملوءةً حنانًا وأخرى اهتمامًا وثالثة إصغاءً ورابعة..إلخ.
إننا ننسى في زحمة الحياة حاجة فلذات أكبادنا إلى الحب والحنان والاهتمام والاطمئنان النفسي, تلك التي تعد من أهم أساسيات ودعائم التربية.
إن الحرمان العاطفي يفضي إلى نتائج جد خطيرة, لعل أقلها نشوء شخصية مشوهة فزعة تترقب الشر من الآخرين ولهم؛ فضلاً عن تداعيات ذلك على النمو الجسمي للطفل!!(1/15)
وإن لنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة؛ فها هو يداعب الحسن والحسين، فيمشي على يديه وركبتيه، ويتعلقان به من الجانبين، فيمشي بهما، ويقول: «نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما».
(وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي عن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقبل الحسن، فأخبره أن له عشرة من الولد لم يقبل أحدًا منهم، فما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يعلنها دستورًا للمربين عمومًا, فيقول: «إنه من لا يرحم لا يرحم»؛ فاعتبر تقبيل الصبيان من مظاهر الرحمة بهم، وقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر من تقبيل الحسين حتى يقبله في فمه؛ محبة ورحمة به). [من كتاب: «مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة», لعدنان باحارث].
الإرشادات:
* وفر الغذاء العاطفي لطفلك؛ فهو لا يقل أهمية عن حاجته إلى الأكل والشرب.
* تذكري أيتها الأم أن طفلك في سنواته الأولى؛ وخاصة فترة الرضاعة -لا يتوقع منك إلا الرحمة والعطف والمشاعر الدافئة.
* امسح على رأس طفلك كل يوم وقبله وداعبه.
* لاطف طفلك ومازحه وتبسم في وجهه.
* ساعده في حل مشاكله واسأله عن سبب حزنه وبكائه وأصغ إليه جيدًا.
* أجب عن كل أسئلته ولا تتضجر من كثرتها.
* صافح طفلك عندما تقابله وألق عليه التحية.
* اجعل طفلك يحس بالأمان من خلال ما تعكسه تعبيرات وجهك وإيماءاتك.
* أعطه صورة واقعية عن الآخرين من أصدقاء وجيران؛ ليشعر بمزيد من الأمان والراحة النفسية.
* مارس الرحمة والعطف مع الأفراد في محيط طفلك؛ حتى تتسع عنده دائرة الأمن والأمان.
* استقبل عاطفته لك ولبقية أعضاء الأسرة بالاستحسان والثناء؛ حتى يستمرئ هذا السلوك منه وله.
* * * *
التلميحة التاسعة:
تربية العنف والصراخ, أيُّ تربية؟!(1/16)
قال الله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران].
أيها الأب, كم مرة صرخت في أذني طفلك المرهفتين؟ وكم مرة عنفته وضربته؟ وكم مرة عبست في وجهه البريء؟ وكم مرة قذفت لعبته بعيدًا لأنه انشغل بها عنك؟ وكم مرة دفعته من أمامك؛ لأنه تباطأ في إفساح الطريق لك؟ وكم مرة أطلقت يدك على جسده الصغير لأنه لم يجبك بسرعة؟ وكم.. وكم..؟؟
وأنت أيتها الأم, كم مرة تضايقت من رضيعك لأنه يتهرب من الرضاعة أو لأنه أكثر البكاء ونغص عليك نومك, وربما فرغ صبرك وأذقته بعض الضربات الموجعات!! وكم مرة صرخت في وجه طفلك أو ضربته؛ لأنه لم يذاكر أو يفهم درسه!!
إن مثل هذه الممارسات الخاطئة ثمرتها أطفال يعتقدون أن العنف أسلوب مشروع للتفاهم بين البشر، وأن الصراخ نبرةٌ اتصالية أبلغ من الصوت الهادئ.
وستكون النتيجة أن أطفال اليوم الذين هم شباب المستقبل ورجاله سيتصرفون معكم ومع أطفالهم ومع الآخرين بنفس الأسلوب؛ فالعنف يولد العنف، وأما الرفق فعاقبته الرفق!!.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه». [رواه مسلم].
الإرشادات:
* راقب نفسك جيدًا أثناء التعامل مع أطفالك، هل يستحق كل هذا الصراخ والعنف! ثم أليس هناك ثمة وسائل أخرى غير هذا الصراخ والعنف!
* تذكر النتائج الخطيرة لتربية العنف، والصراخ: عقد هزيمة نفسية، حقد، توجس، ترقب، وصراخ وعنف جديدين مستمرين.
* عود نفسك على الحلم فالحلم بالتحلم؛ أي يمكنك أن تكون حليمًا بتدريب نفسك على عدم الغضب.(1/17)
* تأكد أن الطفل لم يمتلك بعد القدرة على ضبط تصرفاته – بمعنى أنه لا يبيِّت الإصرار على التصرف – وعامله وفقًا لذلك.
* تذكر أن كثرة الحركة من خصائص الطفل وليست نوعًا من الشغب، فلا تصف أطفالك بالفوضوية وعدم النظام.
* درب طفلك على النظام والانضباط بهدوء عن طريق القدوة وعن طريق جعل الطفل يتحمل عواقب أعماله؛ كأن يرمي الطفل لعبه ولا يضعها في مكانها, وعند الحاجة إليها لا يجدها؛ هنا يتعلم شيئًا عن فائدة النظام.
* احرص على تجنيب أطفالك الوقوع في الأخطاء؛ ومن ذلك: لا تترك أدواتك الخاصة مرمية على الأرض في متناول الأطفال ثم تغضب منهم إذا عبثوا بها.
* كن وسطًا في تعاملك مع أبنائك؛ لا إفراط ولا تفريط؛ فلا قسوة مهلكة ولا ليونة مضيعة.
* تذكر دائمًا أنك تعد طفلك ليكون قادرًا على التعايش والتفاعل مع المستقبل ومع الآخرين وليس ليومك وأسرتك فقط.
* ولكن كن حازمًا مع طفلك حين يتجاوز الحدود الشرعية والأعراف الاجتماعية.
* * * *
التلميحة العاشرة:
ماذا تعرف عن الاستغراق والمشاركة الإيجابية؟
إن النجاح في تربية الأطفال لا يتحقق بسيل من الأوامر والنواهي التي يوعز إلى الطفل تنفيذها دون أن يعرف لماذا, ومتى, وكيف؛ مما يثير لديه النزعة للعناد والمعارضة بسبب رغبته في الاستقلالية وإثبات الذات.
ولكن النجاح يتحقق إذا انتهجنا سياسة الاستغراق والمشاركة الإيجابية مع الأطفال؛ والتي تعني بشكل مبسط: أن نتحدث مع أطفالنا باستمرار ونشجعهم على كل جهد مقبول يقومون به, ونبين لهم بوضوح ما لا يقبل ونبرر ذلك لهم ونتجاهل إخفاقاتهم, ونعمل كل ما من شأنه إبراز وغرس قيمة العمل في نفوسهم, ونجعل توقعاتنا نحوهم إيجابية؛ بأن نثق فيهم ونشعرهم بذلك قولاً وعملاً، ومتى فعلنا ذلك أمكننا احتواؤهم وملكنا قلوبهم وعقولهم وفتحوا لنا صدورهم وبثونا آلامهم وآمالهم, ومهدوا لنا الطريق فسهل علينا توجيههم ومساعدتهم وأصبحت تربيتهم يسيرة بإذن الله.(1/18)
الإرشادات:
* عليك التحلي بالصبر؛ فزرع السلوكيات المرغوبة في نفس الطفل يحتاج وقتًا طويلاً وجهدًا مضاعفًا, وعند إزالة السلوك غير المرغوب فيه تكون المشقة أكبر.
* خصص وقتًا كافيًا يوميًا لطفلك يمكنك من الغوص في تفاصيل حياة هذا الصغير.
* شارك طفلك اللعب دون أن تمارس عليه دور الحكم والموجه.
* شجع طفلك وأظهر الحماس تجاه أي تقدم يحرزه مهما قلَّ؛ مما يدفعه لتكراره وإتقانه.
* لا تصدر أوامر في المواقف التي يكون الطلب فيها مؤديًا للغرض؛ مثال الأمر: «كل بيمينك»، ومثال الطلب: «ما رأيك أن تعطي أختك من الحلوى التي معك».
* اجعل الطفل يحس بالشفافية والوضوح من خلال توفير المعلومات اللازمة له المتسمة بكثير من الصراحة.
* أفسح له المجال للمناقشات والتساؤلات.
* أعطه الفرصة وشجعه؛ ليعبر عن مشاعره كأسلوب جيد يريحه من الضغوط النفسية, وفي نفس الوقت ينمي لديه القدرة والاهتمام؛ بفهم وتقدير مشاعر الآخرين.
* تجنب التعقيب السلبي على إخفاقات الصغير.
* اجلس لمحاسبة نفسك وانظر كم من الوقت تقضيه مع أطفالك؛ فإن كان مناسبًا فانظر كيف تقضي هذا الوقت معهم؛ هل تناقشهم، وتحاورهم, وتساعدهم في حل مشكلاتهم؟ فإن كان الأمر كذلك فاستمر طالبًا التوفيق من الله, وإن غير ذاك فعليك إعادة حساباتك قبل أن تحاسب على التفريط في رعيتك.
التلميحة الحادية عشرة:
كيف تغرس الثقة في نفس الطفل؟
إنه لموقف مؤلم للوالدين أن يريا ابنهما وقد أحجم مترددًا خائفًا عن المشاركة في نوع من الأنشطة التي يتسابق إليها أطفال آخرون، ولعل الموقف أكثر إيلامًا حين يعرفا أن ابنهما يفتقد الثقة في نفسه, وأن أسلوبهما في تربيته كان له أبلغ الأثر فيما يعانيه ابنهما الآن.(1/19)
إن حب الآباء لأبنائهم ليدفع الكثيرين منهم إلى ترجمته في ممارسات ليست في مصلحة أبنائهم؛ فها هو الأب يتحدث عن ابنه فلا يعطيه فرصة التعبير عن نفسه، وها هي الأم تحمل لابنتها الطعام وتعد لها حقيبة المدرسة, ولو أمكنها لدرست بدلاً عنها. وفي المقابل آباء آخرون يريدون من أطفالهم أن يقوموا بأعمال الكبار فيحملونهم فوق طاقتهم، ويسارعون إلى توبيخهم بأشد الألفاظ وأقسى عقاب حين يخطئون، فكيف يثق أبناؤنا في أنفسهم؟!
إن الثقة في النفس تعد أحد أركان شخصية الطفل الأساسية؛ حيث يبدأ في غرسها منذ سنواته الأولى؛ وذلك من خلال التدرج في تحميله لبعض المسئوليات وتكليفه ببعض الأعمال المناسبة لسنه والإشادة بجهوده وعدم توجيه الانتقادات إلى شخصه وتوفير الحماية المعنوية له.
الإرشادات:
* حمل طفلك بعض المسئوليات المناسبة بشكل تدريجي؛ كتجهيز حقيبته المدرسية.
* كلف طفلك بالقيام بأعمال مناسبة لسنه؛ كحمل بعض الحاجات التي تشتريها من السوق.
* لا تقم بالأعمال التي يمكن أن يقوم بها الطفل بدافع الاستعجال أو إراحة طفلك.
* حذار من لوم الطفل وتقريعه عند فشله في عمل ما؛ بل أشعره أن الفشل هو فقط تجربة تؤهل للنجاح.
* شجع طفلك على العمل واحمه من المثبطين.
* اربط المديح للطفل دائمًا بما يحرزه من منجزات؛ ليكون إحساسه بقيمته الذاتية ذات مغزى.
* احرص على تقديره ومناداته بأحب الكنى إلى نفسه مثل: يا أبو فلان.
* تجنب تكليف طفلك بأعمال لا يطيقها أمثاله؛ حتى لا يفقد الثقة في نفسه عند الإخفاق في إنجازها, ولا بأس ببعض المهام التي فيها تحد معقول لقدراته؛ ليتعلم منها المثابرة والحماس.
* تذكر أن الأطفال مختلفون في خصائصهم وقدراتهم وميولهم, مما يتطلب البعد عن إجراء مقارنات غير عادلة بين طفل وآخر.
* لا تعزز الفشل عند طفلك بتكليفه بأعمال سبق أن أخفق فيها إلا بعد توفر بوادر لإمكانية نجاحه فيها.(1/20)
* تجنب نقد تصرفات ابنك أمام الآخرين حتى ولو غلفتها بالابتسامة والدعابة.
* تأكد أن الأطفال الذين يعتمدون على آبائهم هم أقل تطورًا من أولئك الذين يحظون باستقلالية عن آبائهم وفق ضوابط تربوية وشرعية.
* * * *
التلميحة الثانية عشرة:
سلوكيات الطفل بين القبول والرفض
يصدر عن الطفل جملة من السلوكيات المقبولة والمرفوضة، والسلوك الذي يتعزز بالمكافآت يقوى لدى الطفل ويؤدي ذلك إلى تكراره، وهذه الخاصية مفيدة جدًا إذا أحسنا استثمارها في تربية الأبناء؛ حيث يمكننا زرع السلوكيات المرغوبة في الطفل وإطفاء السلوكيات غير المرغوبة فيه بحسن توظيف المكافآت؛ فحين يذهب الطفل لأداء الصلاة في المسجد مثلاً فيقابل ذلك بالإطراء والتشجيع من قبل الآباء, فإن ذلك السلوك سيقوى ويتكرر, وبالمقابل إذا قام بتصرف غير مقبول ولم يجد له قبولاً ممن حوله فإنه في الغالب لن يكرره مرة أخرى، إلا أننا قد نحتاج أحيانًا لمعاقبة الطفل على سلوك غير مرغوب فيه, ولكن بعقوبات ليس فيها قسوة؛ لأن الهدف التأديب وليس التعذيب.
وحين يمارس الطفل سلوكًا غير مقبول, ويقابل ذلك السلوك بالاستلطاف والاستحسان كما يفعل بعض الآباء أحيانًا؛ ومن ذلك يضرب الصغير أحد أبويه أو يقول كلمة نابية لأحد أقاربه فيظهر أبواه سرورهما بطفلهما مبررين موقفهما هذا بصغر سنه؛ فالطفل سيشعر بالرضا عن سلوكه هذا فيتعزز ويقوى عنده.
ولكي نوفق في التعامل مع ما يصدر عن أطفالنا من سلوكيات فإننا نحتاج أن تكون ردود أفعالنا تجاه سلوكيات أبنائنا مدروسة ومنطلقة من أسس تربوية تمكننا من تعزيز الإيجابيات, وإطفاء السلوكيات غير المرغوبة وزرع السلوكيات الجديدة، وفي الإرشادات التالية ما يعين على ذلك بإذن الله.
الإرشادات:
* احرص على مكافأة الطفل على السلوك الجيد.
* لا تؤجل المكافأة واجعلها عقب السلوك مباشرة.(1/21)
* كافئ الطفل على ما يبذله من جهد, حتى لو لم يحقق الهدف من هذا الجهد؛ كأن يجتهد في حل مسألة ولا يوفَّق لحلها؛ فالمكافأة هنا تنمِّي فيه حب المثابرة ويتعلم أنه يمكن تعويض القصور في المهارات بمزيد من الإصرار والمثابرة.
* اختر المكافأة المناسبة لسن الطفل وسلوكه, والتي منها: الابتسامة، التقبيل، المعانقة، المديح، الاهتمام، الربت على الجسم، الإيماءات المعبرة عن الرضا، اصطحابه في السيارة، الحلوى، الألعاب، النقود، وغيرها.
* بين للطفل فضل السلوك الحسن عند الله وما أعده لفاعله.
* احذر مكافأة الطفل على سلوكه السيئ؛ كأن يقول كلمة نابية, فتقابل ذلك بالتعجب والاستحسان لصغر سنه.
* لا تفقد المكافأة تأثيرها بمنحها للطفل بكثرة بمناسبة وبدون مناسبة.
* وضح للطفل عواقب السلوك السيئ في الدنيا والآخرة.
* عاقب الطفل بالعقوبة المناسبة؛ كحرمانه مما يحب أو تجاهله.
* بين للطفل أسباب العقوبة قبل إيقاعها.
* تجنب عقاب الطفل بالتحقير والإهانة والإذلال؛ مما يكون له آثاراً سلبية سيئة عليه تتمثل في عناده, فضلاً عن إضعاف ثقته بنفسه.
* لا تكافئ الطفل على تركه لسلوك سلبي؛ حتى لا يستغل ذلك كوسيلة ضغط لتنفيذ رغباته؛ وإنما كافئه إذا استبدل السلوك السلبي بسلوك إيجابي, وتكون المكافأة هنا على السلوك الإيجابي.
* اعتمد سياسة البناء لا سياسة الهدم؛ فبدلاً من قولك لطفلك: لا تلعب في المطبخ ولا تجلس في الشارع ولا ترمي ملابسك، قل له: «العب في غرفة الألعاب»، و: «اجلس في غرفة الجلوس»، و: «ضع ملابسك في خزانة ملابسك الخاصة»، وهكذا...
* * * *
خاتمة
كانت الصفحات السابقة إطلالة خاطفة على بعض القضايا المهمة في تربية الطفل، وفي الختام لعلنا نثير بعضًا من التساؤلات بهدف محاولة تقويم ممارساتنا في تربية أطفالنا:
* هل يمكن أن نقرر أن هذا طفل صالح وهذا طفل سيئ وهذا غبي وهذا ذكي؟(1/22)
* هل ضبط الأب لسلوك طفله بالشدة والقسوة يجعل الطفل منضبطًا حتى في حال غياب أبيه؟
* هل حصول أبنائنا على الدرجات المطلوبة في المواد الدراسية يعد مؤشرًا كافيًا لنجاحنا في تربيتهم؟
* إذا كانت الأسرة متواضعة في اهتماماتها؛ كانشغالها بتشجع الأندية الرياضية ومتابعة المسلسلات غير الهادفة، ولا تعطي قيمة للوقت ولا للعمل، فهل تتوقع أن يتربى أبناؤنا تربية جادة؟
* الفرد الذي لم ينل القدر الكافي من العطف والحنان والتقدير في طفولته، هل يمكن أن يهب للآخرين ما يفتقده هو؟
وبعد... فهذا جهد مقل، فإن وفقت فمن الله، وإن غير هذا فمن نفسي والشيطان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
* * * *
المراجع
1- باحارث، عدنان حسن صالح، مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة، دار المجتمع، جدة 1418هـ.
2- البيلي، محمد عبد الله وزميله، علم النفس التربوي وتطبيقاته، مكتبة الفلاح، بيروت, الطبعة الأولى 1417هـ.
3- ديماس، محمد، سياسات تربوية خاطئة, دار ابن حزم, بيروت، الطبعة الأولى 1420هـ.
4- العويد، محمد رشيد، مشكلات تربوية في حياة طفلك، دار ابن حزم, بيروت, الطبعة الثالثة 1419هـ.
5- ديماس، محمد، تشاجر الأشقاء، دار ابن حزم, بيروت, الطبعة الأولى, 1420هـ.
6- موقع مركز المشكاة للبحث على الإنترنت، مبحث «خرافة المخ الصغير», وعنوان الموقع هو:
http?//www.almishkat.org/publstar.htm
7- موقع الإسلام أون لاين على الإنترنت، معًا نربي أبناءنا، وعنوان الموقع هو:
http://www.islamonline.net/aArabic/index.shtml
8- موقع الحصن النفسي على الإنترنت، كيف تربي أطفالك؟ وعنوان الموقع هو:
http://bafree.com/hisn
9- موقع الإسلام على الإنترنت وعنوان الموقع هو:
http://www.al-islam.com/arb
10- العيد، الإمام ابن دقيق، شرح الأربعين النووية, دار القاسم، الرياض، الطبعة الأولى 1421هـ.(1/23)
11- النعيمي، مريم بنت عبد الله بن عبد الرحمن، إشراقات تربوية، دار ابن حزم, بيروت، الطبعة الأولى 1419هـ.
12- شقيبل، عبد الله بن حسين، الضيق في ضوء الكتاب والسنة، دار القاسم، الرياض، الطبعة الأولى 1421هـ.
13- البابطين، عبد الرحمن بن عبد الوهاب، أساليب التربية الإسلامية في تربية الطفل، الرياض، دار القاسم, الطبعة الأولى 1416هـ.
14- الدويش، محمد بن عبد الله، التربية الجادة ضرورة، دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة الثانية 1415هـ.
15- يالجن، د. مقداد وزميله، علم النفس التربوي في الإسلام، دار عالم الكتب, الرياض، الطبعة الثانية 1418هـ.
16- العشير، مرزوق بن محمد مقالة، جريدة الجزيرة، العدد 10542 صفحة 6 الرياض 1422هـ.
17- ابن خلدون، عبد الرحمن، مقدمة ابن خلدون، دار ومكتبة الهلال بيروت 1983هـ.
18- السويدي، د. خليفة، تفكيرنا إلى أين؟ حلقة تلفزيونية في قناة المجد 1424هـ.
19- موقع الأسرة السعيدة على الإنترنت – الذكاء العاطفي, وعنوانه هو:
Http://www.khayma.com/happy-family/0001/000090.html
20- الحويدر، وجيهة – الذكاء المتعدد، مقال جريدة الوطن السعودية، العدد (809) السنة الثالثة, الثلاثاء 13/10/1423هـ.
21- موقع فرات على الإنترنت, كتاب الذكاء العاطفي, للدكتور ياسر العيتي, وعنوان الموقع هو:
www.furat.com بريد إلكتروني into@furat.com
22- موقع مجلة النفس المطمئنة على الإنترنت, الذكاء الوجداني والقرن الواحد والعشرون، وعنوانه هو:
Http://elazayem.com/mental%20peace.htm
23- موقع الدكتور نبيل سفيان على الإنترنت في علم النفس والإرشاد النفسي، فهم الناس والعلاقة الجيدة, وعنوانه هو:
Http://www.drnabil.jeeran.com
24- شابيرو، لورانس، كيف تنشيء طفلاً يتمتع بذكاء عاطفي، مكتبة جرير, الرياض، الطبعة الثانية 2003م.
الفهرس
المقدمة ... 6
التلميحة الأولى: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... 6
الإرشادات: ... 6(1/24)
التلميحة الثانية: كل مولود يولد على الفطرة ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة الثالثة: القدوة جوهر التربية ... 6
التلميحة الرابعة: مخ الإنسان يتكون في السنوات الأولى ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة الخامسة: كل الأطفال أذكياء! ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة السادسة: تكامل التوجيه التربوي بين الأبوين ضرورة ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة السابعة: غذاء الروح أهم من غذاء الجسد ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة الثامنة: طفلك يحتاج إلى غذاء عاطفي ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة التاسعة: تربية العنف والصراخ, أيُّ تربية؟! ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة العاشرة: ماذا تعرف عن الاستغراق والمشاركة الإيجابية؟ ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة الحادية عشرة: كيف تغرس الثقة في نفس الطفل؟ ... 6
الإرشادات: ... 6
التلميحة الثانية عشرة: سلوكيات الطفل بين القبول والرفض ... 6
الإرشادات: ... 6
خاتمة ... 6
المراجع ... 6
الفهرس ... 6
* * * *(1/25)