تحذير العباد من شقاء الفؤاد
عبد الكريم بن صالح الحميد
قام بصفه ونشره
[أبو عمر الدوسري]
www.frqan.com
بسم الله الرحمن الرجيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين القائل: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإنه ظهر هذه الأيام كتاب اسمه ((شفاء الفؤاد بزيارة خير العباد)) لمحمد علوي مالكي اسمه على الحقيقة ((شقاء الفؤاد)) محشو بالشرك والغلو والإطراء والبدع والضلالات. وحيث أنه لا يسعنا السكوت عن مثل هذا كتبت هذا المختصر معذرة إلى الله ورجاء أن ينفع الله به.
ومما ينبغي أن يعلم أنه سبق لهذا الضال كتب غير هذا الكتاب مثل كتابه الذي سماه ((الذخائر المحمدية)) واسمه على الحقيقة ((الخسائر المالكية)) زعم فيه أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقاليد السموات والأرض وأن له أن يُقطع أرض الجنة وأنه يعلم الغيب وأشركه مع ربه في النفع والضر والتصرف في ملكوت السموات والأرض وأن ليلة مولده أفضل من ليلة القدر وغير ذلك من الشركيات والبدع والضلالات والذي وصل إلي بعض ما في كتابه.
وفي هذا الكتاب ذكر قصائد فيها الشرك الأكبر مقراً لها داعياً للعمل بها.
قال الضال تحت عنوان ((زيارة نبوية)): وقد وفدت عليك زائرا وبك مستجيراً وجئتك مستغفرا.
وقال: فها أنا في حضرتك وجوارك ونزيل بابك وذكر قصيدة فيها:
هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له ... إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي
ضيف ضعيف غريب قد أناخ بكم ... ومستجير بكم يا سادة العرب
يا مكرمي الضيف يا عون الزمان ويا ... غوث الفقير ومرمى القصد والطلب
هذا مقام الذي ضاقت مذاهبه ... وأنتم في الرجاء من أعظم السبب
الجواب: هذه زيارة شركية وتسميتها نبوية من أعظم المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
وقائل هذا الكلام ومعتقده قد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم رباً وإلهاً ولم يرض به نبيا ورسولاً.(1/1)
وإنما جرّه إلى ذلك الغلو الذي نهى الله عنه بقوله تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } الآية ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إياكم والغلو بالدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)).
فقوله: وبك مستجيراً يقال له: النبي صلى الله عليه وسلم أنزل الله ليعه في حياته ((قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً)) فكيف بعد موته فهذا شرك وقد قال صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: ((لا أغني عنك من الله شيئا)).
وهذا القبوري الضال يقول: يملك أهل القبور الضر والنفع ويغنون عن الله.
واستجارة المخلوق بالمخلوق واستغاثته به كاستجارة واستغاثة الغريق بالغريق بل أعظم من ذلك.
وقد أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } الآية ليبين لنا لا يخرج عن طور البشرية والمثلية لنا لئلا نعتقد فيه ما لا يصلح له ولا يقدر عليه ولا يليق إلا بربنا عز وجل سواء في الحياة وبعد الممات من حيث أننا وهو مخلوقان مربوبون لا نملك لأنفسنا ولا يملك بعضنا لبعض نفعا ولا ضرا في الحياة ولا بعد الممات.(1/2)
أما ما خصه الله به من كرامته بنبوته ورسالته وما شرفه به وعظمه ورفع به قدره وذكره فهذا لا يوجب إخراجه صلى الله عليه وسلم من طور العبودية إلى مقام معبوده سبحانه بل هو عدو من فعل به ذلك فهذا منا قض لأصل دينه يتبرأ ممن فعل به ذلك يوم القيامة قال تعالى: { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } فهذه الآية عامة فيمن أشرك مع الله غيره بدعاء مسئلة أو عباده أو غير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله لكن المراد هنا قوله تعالى: { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } . فالنبي صلى الله عليه وسلم أولى وأحق من يكفر بشرك من أشركه مع إلهه الحق الذي بعثه لمحق هذا الشرك ومعاداة أهله والبراءة منهم.
تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ
الرَّسُولُ } ولم يقل: واستغفروا الرسول وهذا يقول: جئتك مستغفرا. فقاتل الله عباد القبور حيث غيروا دين الله وبدلوه.
أما قوله:
هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له ... إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي
نفى أن يكون له ملاذا ألا الرسول صلى الله عليه وسلم فقد نسي ربه وصرف عبودية قلبه لغيره. والعياذ واللياذ والالتجاء كل هذا عبودية لا تصلح لمخلوق فتأمل ما يفعل الغلو بأهله.
وقوله:
يا مكرمي الضيف يا عون الزمان ويا ... غوث الفقير ومرمى في الطلب(1/3)
النبي صلى الله عليه وسلم له الكمال وهو في الذروة العليا من جميع خصال الإيمان ومكارم الأخلاق وقد أمر بإكرام الضيف وهو أولى بفعل ما يأمره به وترك ما ينهى عنه من غيره وقد كان ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم فما بال عباد القبور يطلبون منه إكرام الضيف بعد موته؟ ثم إن هذا الضيف مستحق للإهانة لا للكرامة حيث جاء إلى المخلوق ميت ورفعه إلى منزلة خالقه وجعله عون الزمان وغوث الفقير ولا ملاذ له هو فأسقط حق الإله لعبده.
أما قوله:
هذا مقام الذي ضاقت مذاهبه.
فمقام من ضاقت مذاهبه ليس قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو بين يدي من يجيب المضطر إذا دعاه ومن يقول ((ادعوني أستجب لكم)).
وإذا كان هو صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول: يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث أصلح ليه شأني كله ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك)) فكيف يصلح هو شأن غيره ويفرج ضيقه وهو يسأل ربه ذلك ضيقه وهو يسأل ربه ذلك لعلمه أنه لا يستطيعه لنفسه فضلا عن غيره ويسأل ربه ألا يكله إلى نفسه طرفة عين لعلمه أنه لو وكل إلى نفسه لهلك.
وقوله:
وأنتموا في الرجاء من أعظم السبب.
الرجاء أحد أركان العبادة الثلاثة وهي: الحب والخوف والرجاء وتعليقه بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك.
وذكر قصيدة من سماه: ((الإمام الطريري)). قال فيها:
فالآن ليس سوى قبر حلك به ... منجي الطريد وملجاء كل معتصم
نفى عما سوى فبر النبي صلى الله عليه وسلم إنجاء الطريد وإلجاء المعتصم فما الذي أبقاه لله عز وجل هذا الضال المضل.
أما علم هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم يتبرأ من شركهم هذا ويعاديهم من أجله أعظم العداوة؟
أما نفى عن نفسه ما هو أقل من ذلك؟ حيث قال صلى الله عليه وسلم لمن قال له: ما شاء الله وشئت: أجعلتني ندا بل ما شاء الله وحده. وقال لا بنته فاطمة: لا أغني عنك من الله شيئا.(1/4)
لقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة بعباده ولطفا بهم وإحسانا لتتجه قلوبهم إليه وتتعلق به وحده دون من سواه فأبى الظالمون إلا كفورا. وبعثه لمحق هذا الشرك وإبطاله وأوحى إليه قوله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } .
ثم قال:
هذا عطاؤك فاغمرنا بمنهله ... فقد مددنا أكف الفقر والعدم
إنما تمد الأكف لخالقها الذي يقول: { فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ } أما من تعلق بغير الله فقد أساء الظن بربه فمن جزائه أن يوكل إلى من تعلق به لأن من تعلق شيئا وكل إليه.
ثم قال:
وإن رمتنا الخطايا وسط مهلكة ... فأنت ملجأ خلق الله كلهم
كذب القبوريون وافتروا على الله وعلى رسوله فملجأ الخلق كلهم هو إلهم الحق يبحانه وقد قال تعالى: { قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا } أي لا ملجأ قاله: مجاهد وقتاده والسدي.
وقال تعالى: { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا } قال ابن جرير: يقول إن أنت يا محمد لم تتل من أوحي إليك من كتاب ربك فإنه لا ملجأ لك من الله.
وهو صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: لا ملجأ منك إلا إليك فكيف يكون هو ملجأ خلق الله كلهم؟
وذكر صلاة تقال عند زيادة النبي صلى الله عليه وسلم وملم للحبيب علي بن محمد الحبشي.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد أول متلق لفيضك الأول.. هذا اعتقاد الفلاسفة يقرر هذا الطاغوت حيث أنهم يعتقدون أن النبوة فيض فاض على روح النبي صلى الله عليه وسلم يوضحه قوله بعد ذلك: صلاة نشهدك بها من مرآته ونصل بها إلى حضرتك من حضرة ذاته قائمين لك وله بالأدب الوافر. مغمورين منك ومنه بالمدد الباطن والظاهر..(1/5)
فالفلاسفة يعتقدون أن الزائر إذا زار قبر من يعظمه يوجه همته إلى المزور لينعكس على روحه من فيضه ونوره وهذه هي الزيارة الشركية والشيطان يريد من بني آدم هذا التعلق والتوجه بالهمة والقصد لعلمه أن العبد ينقطع بذلك عن ربه لأن هذا لا يصلح إلا له. أما المدد الباطن الذي هو هداية القلوب وصلاحها فقد نفاه الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } ومن علم مناسبة نزول هذه الآية الكريمة تبين له الأمر على جليته خلاف ما يعتقده هؤلاء الدجاجلة فمناسبة نزولها حرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على هداية عمه أبي طالب وذلك عند موته والقصة مشهورة والشاهد فيها أنه لم يقدر على هداية عمه فكيف يطلب منه المدد الباطن ولا يعارض هذا قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } فهذه الهداية المثبتة له هي هداية البيان والدلالة والإرشاد وهي أيضا لأتباعه. أما التأثير في القلوب فلله وحده سواء في الهداية والإضلال وغير ذلك، والمدد الظاهر أيضا يطلب ممن ((يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن)) والنبي صلى الله عليه وسلم ما دلنا على نفسه لا بالمدد الظاهر ولا الباكن بل نهانا أن نلتفت إلى غير خالقنا فقال: ((وإذا استعنت فاستعن بالله)).
ويوضح ما ذكرته أيضا من أنه يقرر معتقد الفلاسفة قوله في هذه الزيارة السابقة: اللهم اكشف عني حجب الأغيار. اللهم أفض على روحي ما أفضته على روح الكامل من هذه الأمة. وهب لي زهدا كزهد الكامل وورعا كورعه وعلما كعلمه ونورا كنوره وفهما كفهمه وإقبالا كإقباله.
لقد فضل الله نبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء فكيف يطلب هؤلاء الضلال مقامه ولم يبق إلا أن يقولوا: ونبوة مثل نبوته.(1/6)
وهو صلى الله عليه وسلم يدعو أمته للإقتداء به والتأسي ويعلم أنهم لن يقاربوا مقامه فضلا أن يكونوا مثله في هذه الأمور ولم يأمر أمته بمثل هذا فهو من الاعتداء في الدعاء، فقوله: ما أفضدته على روح الكامل هو مذهب الفلاسفة حيث أن النبوة هندهم فيض فاض على روح النبي.
وذكر زيارة نبوية بزعمه للشيخ القشاش وفيها:
السلام عليكم يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا باطن السلام عليك يا ظاهر.
هذه أسماء الرب- عز وجل- كما قال تعالى: { هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله ((أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء)).
فالذي يسمى بها النبي صلى الله عليه وسلم محاد لله ولرسوله وهو أضل من حمار أهله حيث لم يفرق بين أسماء ربه عز وجل وأسماء نبيه. وقال تحت عنوان ((استشعار رد السلام)):
ينبغي للزائر أن يردد السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بأدب ولطف وذل واستكانه لعل الله أن ييسر له سماع جواب سلامه الشريف شهادة و إلا فيؤمن به غيبا وإن لم يسمعه)).
أقول: هنا مسألة ينبغي التنبه لها وهي أن بعض الناس قد يكذب هؤلاء بما يزعمون أنهم يسمعونه من الأصوات أو قد يرونه من الأشخاص عند القبور وكذلك عند الأصنام فيكون ذلك فتنة ولهم لأنهم يرون ويسمعون أشياء حقيقة بل وتقضى لهم بعض الحوائج فإذا كذبهم أحد بذلك ازدادوا تمسكا بشركهم. والصحيح أن هذا يحصل للمشركين من سماع الأصوات وقضاء بعض الحاجات وقد يرون أن القبر قد انشق فخرج منه صورة المقبور وكل هذا وأعظم منه يحصل عند القبور والأصنام وهو الشيطان يفعل ذلك ليزيدهم فتنة إلى فتنتهم وضلالا إلى ضلالهم وقد قال أبي بن كعب: مع كل صنم جنيه وقال ابن عباس: في كل صنم شياطين تكلم السدنة.(1/7)
ومن هنا ضل أهل الإشراك. فلا يكذبون بذلك لكن يقال لهم: الشطان فعل هذا ليضلكم عن ربكم: ذكر هذا علماؤنا رحمهم الله.
وقوله:
و إلا فيؤمن به غيبا وإن لم يسمعه. تأكيد للأمر وتوثيق ولقد اجتهد هؤلاء في إضلال الخلق ومع هذا فحزب الله هم الغالبون.
وقد قال تعالى: { إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } .
وقال تحت عنوان الزيارة والشفاعة.
واستغاثة الناس يوم القيامة بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كانت هي أعظم الاستغاثات لشدة كربهم وطول موقفهم وقتئذ ولظهور فضله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلائق ولدلالة ذلك على جواز الاستغاثة به ونفعها بعد مماته لوقوعها في حياته الدنيوية والأخروية.
الاستغاثة به بغير الله شرك أكبر. ولما قال بعض الصحابة: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. يعنون عبد الله بن أبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله. رواه الطبراني.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كره أن يستعمل هذا اللفظ في حقه وإن كان مما يقدر عليه في حياته فكيف بمن يستغيث به بعد موته فيما لا يقدر عليه إلا الله. وحتى إذا جاز التقسيم بالنسبة للحي بأن يستغاث به فيما يقدر عليه فهذا منتف إطلاقا عن الميت فلا يقال: يستغاث به يقدر عليه لأنه لا يقدر على شيء.
وقال تحت عنوان: الزيارة النبوية والشعر:
وسنذكر في هذا الحديث جملة من غرر القصائد النبوية والمدائح المحمدية التي يستحسن أن تقال أمام المواجهة النبوية وفي حضرة الزيارة المحمدية.
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ... مالي سواك ولا ألوي على أحد
أنت نور الهدى في كل نائبة ... وأنت سر الندى يا خير معتمد
وأنت حقا غياث الخلق أجمعهم ... وأنت هادي الورى لله ذي المدد(1/8)
قطع الله دابرك أيها المشرك النجس حيث حرفت خالص حق الله إلى عباده. كيف تجرأت أن تقول: خذ بيدي ومالي سواك ولا ألوي على أحد ولو شممت للتوحيد رائحة لعلمت أن هذا لا يصلح إلا لله فالموحد لا يلوي على أحد غير ربه- عز وجل- والنبي صلى الله عليه وسلم شدد القول وغلظ على ما هو أقل من ذلك بكثير توحيدا لربه وتعظيما وإجلالا فهو أعدى أعدائك حيث نقضت أصل دينه.
ثم قال:
إني إذا سامني ضيم يروعني ... أقول يا سيد السادات يا سندي
كن لي شفيعا إلى الرحمن من زللي ... وافن علي بنا لا كان في خلدي
وانظر بعين الرضا لي دائما أبدا ... واستر بفضلك تقصيريمدىالأبد
واعطف علي بعفو منك يشملني ... فإني عنك يا مولاي لم أحد
هكذا يصنع الغلو الممقوت بأهله ولو خاطب بهذا ربه عز وجل لكان خيرا له فقد صرف مخ العبادة الذي هو الدعاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يا سيد السادات يا سندي وطلب منه الشفاعة وهذا كله شرك.
وذكر قصية منها:
توجه رسول الله في كل حاجة ... لنا ومهم في المعاش وفي القلب
هذا هو دين أهل الشرك وذلك باتخاذهم الأنبياء والصالحين وسائط بينهم وبين الله كما يكون مع ملوك الدنيا حيث يتوسط الوجيه عندهم في الرغبة والرهبة وهو من أقبح التشبيه لأن الرب عز وجل ليس كالمخلوق الذي يحتاج إلى من يخبره بحاجة من يحتاج إليه فهو سبحانه بكل شيء عليم ولا بحاجة من يستدر رحمته فهو أرحم الراحمين ولا بحاجة من يحضه على الجواد والكرم فهو أجود الأجودين وأكرم الأكرمين.
وأخيرا فهذا الذي قدر الله لنا من الرد على هذا القبوري الضال الداعي إلى الشرك والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد.
وحيث أنه لم يصل إلى كتابه كاملا فكان الرد على ما وصل إلي.(1/9)