تحذير البرية
من
نشاط الشيعة في سورية
تأليف
عبد السِّتِّير آل حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد أما بعد:(1/1)
فإن الرافضة -خذلهم الله- ما فتئوا يسعون لنشر مذهبهم وصرف المسلمين عن دينهم وإيجاد القطيعة بينهم وبين سلفهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحجة موالاة آل البيت مما يسقط الثقة بالكتاب والسنة التي نُقلت عن طريقهم والتي هي أصل ديننا نحن المسلمين فيصير المفتونون بعدها الى أصول الرافضة التي أكثرها يهودية أو فارسية مجوسية ويصبح هؤلاء المتشيعون طابوراً خامساً وسرطاناً يسري في جسم الأمة عبئاً على المسلمين وخطراً محدقاً بهم يتربص بهم الدوائر ولا يتوانى عن الفتك بهم عند أدنى فرصة وهذا ديدنهم منذ القديم فتحالفهم مع الصليبين ثم تآمرهم مع التتار لتدمير الدولة العباسية الإسلامية شاهد على ذلك وجرائم الفاطميين والقرامطة معروفة لا تخفى على أحد. فهم أشد خطراً وأفدح ضرراً من كل عدو. ومن هنا وجب على ملوك الإسلام وعلمائهم الحذر منهم والتحذير من خطرهم وقد نشطوا هذه الأيام لنشر ضلالهم والدعوة إلى أفكارهم في مناطق عديدة لم يكن لهم فيها أثر لاسيما أن دولتهم في إيران متكالبة على ذلك وتغدق الأموال الكثيرة في هذا السبيل ويُسَهِّل مهمتهم سكوت كثير من الحكومات الإسلامية وغفلتها عن مخططاتهم وتشجيع وإشارات خفية من بعضها . ولهم أساليب عديدة للوصول إلى مبتغاهم لعل أهمها الدندنة حول حب آل البيت وذكر مزاياهم سواء صحت أو لم تصح مستغلين حب المسلمين لآل البيت دون أي ذكر للصحابة في البداية – لا ثلباً ولا مدحاً- ثم يبدؤون باختلاق أن أهل البيت قد تعرضوا للظلم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه نالهم جورٌ وحيفٌ كثير، وهنا يصبح مستمعهم الساذج مؤهلاً لتقبل افتراءاتهم بشأن الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مستغلين الخلافات والحروب التي حصلت أيام الصحابة وهم في كل ذلك لا يتورعون عن افتراء الكذب واختلاق الحوادث والوقائع التي لم تكن أصلاً إذ أنهم يستحلون الكذب من أجل نشر عقيدتهم. ومن(1/2)
أساليبهم العملية الناجعة الاتصال برؤساء العشائر والعائلات الكبيرة الغنية ذات المكانة في المجتمع وأكثر تركيزهم على القبائل التي تدّعي أن لها نسباً إلى آل البيت. وفي البلاد التي تسيطر فيها الصوفية وهي أكثر البلدان تَسْهُلُ مهمة الشيعة جداً إذ من السهل انتقال عوام المتصوفة إلى التشيع فالقبور هي القبور والتمسح بها هو التمسح والاعتقاد الغيبي بأهلها عين الاعتقاد والموالد نفس الموالد فلا يوجد كبير فرق بين الطائفتين أصلاً(1) وإلا فكيف تفسر تحوُّل غالب أهل العراق إلى التشيع منذ أقل من مئتي عام تقريباً بعد أن كان الشيعة أقلية محدودة كل ذلك من نتائج الدولة العثمانية المخَرِّفة التي صار ملوكها المتأخرون إلى التصوف والضلال و الانحراف مما آذن بزوالها ولهذا لا تكاد تجد مسجداً قديماً للعثمانيين إلا وفيه قبر فضلاً عن القباب الكثيرة التي بنيت على الدجاجلة والأثرياء من القوم حتى صار تعريف الولي عند الصوفية: هو الذي بُني على قبره قبّة أو الذي دُفن في المسجد. ففي مثل هذه الظروف لا يجد الشيعة عناءً في صرف المسلمين عن دينهم وتحويلهم إلى دين الرفض لأن التصوف في الأصل هو من اختراع الشيعة أنفسهم وكل من كتب عن التشيع أو التصوف من علمائنا وغيرهم نبّه إلى أن التصوف انبثق عن التشيع فهذا ابن خلدون يقول في مقدمته قديماً: ( التصوف فرع من التشيع). وهذا محب الدين الخطيب حديثاً يؤكِّد هذه الحقيقة في كتابه الخطوط العريضة بأن الشيعة هم الذين اخترعوا التصوف لتكريس المعاني المنحرفة؛ من إعطاء قدرة خاصة للأولياء والأقطاب وطلب الحاجات من الأموات وغيرها من الأمور الشركية القادحة في التوحيد. وقد وعى علماء الشيعة المعاصرون هذه الحقيقة واستغلوها أجمل استغلال يقول هاشمي رفَسَهُ جانِّي في خطبة الجمعة بطهران: (كفى الشيعة شرفاً وفخراً أن جميع الطرق
__________
(1) سنفرد فصلاً لبيان العلاقة والتشابه والأصول المشتركة بين الطائفتين.(1/3)
الصوفية تنتسب إلى آل البيت عليهم السلام ) إ هـ. وعلى هذا فيمكن القول إن الصوفية بنت الشيعة مهما تبرّأ أبناؤها من تلك النسبة. ومن هنا فإنّ جهود الشيعة في بيئات التصوف تلاقي نجاحاً باهراً فيستغل الشيعة مناسبات الصوفية كالموالد لدعوة المسلمين إلى حضور الاحتفالات في مراكزهم حيث يبثون سمومهم في قلوب المسلمين مستعينين ببعض المنحرفين والوصوليين من المشايخ الصوفية لإلقاء المحاضرات والخطب وتأييد دعاوى الشيعة وينتهي الاحتفال بتقديم وجبة دسمة لتشجيع المنهومين على العودة وإشاعة أن الشيعة كرماء أسخياء مع الاحتفاء البالغ بكبار الضيوف ويحرصون على أن تشمل الدعوة الرجال والنساء وفي كل مراكزهم يوجد قسم كبير للنساء ودوماً تكون الدعوة إلى هذه المهالك عامة ولكن يخصُّون أئمة المساجد والشخصيات الهامة ببطاقات دعوة خاصة بأسمائهم فإذا ما أرادوا دعوة شيخ أو إمام مسجد أو من يطمعون بنصرته أو يسعون لاستمالته فإنهم يكتبون له بطاقة منمّقة أنيقة صادرة من أكبر مسئوليهم كسفير إيران مثلاً أو نائبه في المدن الأخرى كحلب ويبالغون في الثناء على الشخص المدعو فيكتبون له مثلاً : الشيخ العلامة إمام مسجد كذا إلخ أو الأستاذ الشيخ فلاناً يتشرف سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوتكم لحضور الاحتفال بمناسبة كذا. ومعلوم أن الثناء يخدع ويغرّ صاحبه كما قال الشاعر:
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرُّهنَّ الثناء
فإذا ما سمع ضعيف النفس هذا الإطراء أُسقط في يده وتأسّف على مكوثه كل هذه المدة بين ظهراني أهل السنة دون أن يعرفوا قدره وفضله ويكتشفوا مواهبه ومزاياه ويصير لسان حاله :
أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وسِدادِ ثَغْرِ(1/4)
وجلُّ تركيزهم على أئمة المساجد وشيوخ ورؤساء العشائر لأن اقتناع شيخ العشيرة بأفكارهم يقتضي تشيع العشيرة بالكامل كما حصل في العراق منذ قرن ونصف يقول السيد حسين الموسوي من علماء النجف في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار بعد أن هداه الله إلى السنة: (بعد وقوفي على هذه الحقائق وغيرها، أخذت أبحث عن سبب كوني ولدت شيعياً وعن سبب تشيع أهلي وأقربائي، فعرفت أن عشيرتي كانت على مذهب أهل السنة، ولكن قبل حوالي مئة وخمسين سنة جاء من إيران بعض دعاة التشيع إلى جنوب العراق فاتصلوا ببعض رؤساء العشائر واستغلوا طيب قلوبهم وقلة علمهم فخدعوهم بزخرف القول، فكان ذلك سبب دخولهم في المنهج الشيعي(1)فهناك الكثير من العشائر والبطون تشيعت بهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة. فمنهم بنو ربيعة، بنو تميم، الخزاعل، الزبيدات، العمير وهم بطن من تميم، الخزرج، شرطوكة الدوار، الدفافعة، عشائر العمارة، عشائر الديوانية، عشيرة كعب، وبنو لام، وغيرها كثير. وهؤلاء العشائر كلهم من العشائر العراقية الأصيلة المعروفة في العراق، ولكن مع الأسف تشيعوا منذ أكثر من مئة وخمسين سنة، بسبب موجات دعاة الشيعة الذين وفدوا إليهم من إيران، فاحتالوا عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى)انتهى.والآن يقومون بدعوة كثير من رؤساء العشائر في سورية للقيام بزيارات إلى إيران واللقاء مع كبار المسؤولين والعلماء الشيعة وإغداق الأموال عليهم ليعودوا متشيعين أو مؤيدين مبهورين. ولقناة المنار الفضائية التلفزيونية الشيعية التي تبث من لبنان ويصل بثها إلى البلدان المجاورة أثر سيئ وتعد عاملاً من عوامل انتشار التشيع في سورية
__________
(1) وذكرت مجلة المجلة في عددها (1081) سبباً آخر وهو أنّ "قبائل عربية كثيرة في العراق بسبب التسلُّط التركي عليها لجأت إلى التشيع عناداً وثورةً على تسلُّط ولاة الأتراك". وهو سبب متوجه نظراً للعداء المستحكم بين دولة الفرس ودولة الترك.(1/5)
وغيرها، والواقع أن أكثر المتشيعين في سورية إنما أُتوا أثناء عملهم في لبنان كأثر لمساعي دعاة الشيعة هناك، فالعمالة السورية في لبنان بيئة خصبة لنشر التشيع لا سيما أن أكثر العاملين ثمّة من ذوي الثقافة المحدودة أو المعدومة ممن لا يميِّزون بين الصحيح والسقيم فيستدرجهم الشيعة بأدنى الحيل مستغلين فقرهم المادي والعلمي لأن الإنسان بطبيعته يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها لا سيما إذا كان غريباً طارئاً ولذا تجد غالب من يعمل في جزيرة العرب من السوريين وغيرهم يعود إلى وطنه وقد استقامت عقيدته وعرف التوحيد ونبذ التصوف والخرافة0 ومن علامات نشاط الشيعة في سورية ومنجزاتهم الواضحة تخصيص حيز أسبوعي في التلفزيون السوري لمدة ساعة أو أكثر منذ عدة سنوات لداعيتهم الخبيث المشهور عبد الحميد المهاجر ومن خلال هذا البرنامج ينفث سمومه ويبث دعايته في المجتمع الساذج ولن يَعْدَمَ داعيةٌ أتباعاً وكذا إفساح المجال للداعية العراقي الآخر عبد الزهرا وهو مقرئ ومنشد لا سيما في رمضان حيث يقوم بتلاوة آيات تعقبها أناشيد ومدائح لآل البيت. وقد قام حزب الله الشيعي في السنوات الأخيرة بنشاط واضح في سورية مستفيداً من عدة عوامل منها السلطان والمال وسمعته التي غرّ بها السذج بعد انسحاب اليهود التكتيكي من جنوب لبنان ومعلوم أنّ ما يسمى بالمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان هي من الشيعة فحسب ويحظر على أي سُنِّي المشاركة فيها والهدف هو ضبط الجنوب اللبناني والحيلولة دون تسلل الفلسطينين لضرب إسرائيل بحيث يشكل الشيعة حاجزاً لحماية دولة اليهود على المدى البعيد من هذه الناحية ومن أهداف ذلك أيضاً ما تسعى إليه الأطراف المتنفذة من تسليح الشيعة وتقويتهم في لبنان دون بقية الطوائف بحجة مقاومة العدو الصهيوني وقد قام حزب الله مؤخراً باتخاذ صنائع في سورية وإشاعة أن صدره يتسع لهؤلاء كأعضاء في الحزب أو كحلفاء له وإغرائهم بالمال والجاه ودعمهم لدى(1/6)
السلطات، والهدف هو نشر التشيع كما لا يخفى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)صحيح رواه الترمذي (2416) ومن أساليب الشيعة الحديثة فتح مكتبات يسمونها "حوانيت" ومنها يعيرون الكتب أو يوزعونها مجاناً وربما خصّصوا جوائز ورواتب لمن يقرأ كتاباً أو أكثر من كتبهم وتزداد الهبة بازدياد القراءة وجاءت فكرة هذه الحوانيت بعد أن شعروا أن توزيع الكتب من الملحقية الثقافية الإيرانية ومن المراكز في المدن لم يعد يكفي ولا يتناسب مع نفوذ الشيعة وطموحاتهم في سورية0 ومن ذلك تقديم التسهيلات للراغبين في الدراسة في الجامعات الإيرانية بمختلف الاختصاصات وإغراؤهم على ذلك0 ومن الأساليب الحديثة القديمة بناء الحسينيات في القرى والمدن وهي التي يقيمون فيها حفلات النياحة في مناسباتهم كعاشوراء وغيرها وفيها تتم الدعاية لهذا البلاء صباح مساء، وربما وزّع بعض دعاة الشيعة في بعض النواحي مبالغ من المال على شكل قروض ظاهرها حسن على بعض المعوزين والمحتاجين فإذا حل موعد التقاضي أعفاه منها ووهبها له فيطمع الذي في قلبه مرض ولا يلبث أن يتشيع هو وأسرته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد برقم 17072:(فتنة أمتي المال). وربما وضع الشيعة خططاً طويلة الأمد لتشييع الناس تعتمد على هجرة دعاتهم وكثير منهم من إيران وغيرها واستيطانهم في المدن وشراء الأراضي والبيوت وشراء ذمم المسؤولين وبعض المشائخ والعمل على تهيئة الأجواء لنشر التشيع بل لاستلام الحكم عن طريق الثورات والانقلابات ومن ذلك ما نشرته مجلة البيان التي تصدر عن المنتدى الإسلامي في لندن في عددها رقم(123) نقلاً عن رابطة أهل السنة في إيران من خطة سرّية موجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية ومدة هذه الخطة خمسون عاماً على خمس مراحل الغاية منها تشييع أهل السنة(1/7)
المتبقين في إيران والدول المجاورة وتصدير الثورة الشيعية إليها عن طريق أساليب تذكّرك بأساليب اليهود وبروتوكولات حاخامات صهيون من العمل على هجرة دعاتهم إلى هذه الدول بصفة تجّار لزيادة النفوذ الشيعي فيها والعمل على إيجاد هوّة وفجوة بين العلماء والمسؤولين هنالك حتى تنعدم الثقة بين الفئتين ليتسنى لدعاتهم تقديم أنفسهم للحكام بديلاً لعلماء السنة الذين لا يوثق فيهم وهكذا يتغلغلون في مراكز النفوذ في الدولة إلى أن يتهيأ لهم التحكم فيها وإحداث الانقلاب الشيعي كما يتمنون(1)
__________
(1) فينبغي على جميع الحكومات في العالم الإسلامي أن تدرك أن هؤلاء الشيعة الإيرانيين مهما بالغوا في الثناء عليها –تَقِيَّةً- فإنهم يعملون على تدميرها ويسعون جهدهم لإفساد الأمور عليها ليتسنى لهم التغلغل في مجتمعاتها وتصدير ثورتهم المزعومة إليها وتَسَلُّم السلطة فيها كما نَصُّوا في مخططاتهم السرية هذا مع تكفيرهم لكل من ليس على مذهبهم (مذهب الإمامية الاثني عشرية) حتى أنهم يُكَفِّرون الإسماعيلية مع اتفاقهم على الغلو في جملة من أئمتهم (جعفر فما فوقه) ومن الدلائل على خطر الشيعة على مختلف الحكومات أنهم مع علاقتهم الوطيدة مع بعض هذه الحكومات فإنهم يدعمون ويُقيمون علاقات واتصالات سرية مع الأحزاب المعادية لها مما يدل على سوء نيتهم وقبيح فعلهم.(1/8)
، ولعل هجرة كثير من الشيعة الإيرانيين والعراقيين مؤخراً إلى دمشق واستيطانهم فيها لاسيما في منطقة السيدة زينب كأثر لهذه الخطة السرية المشار إليها ولهذا كثر عددهم ثمّة وربما تزوج كثير منهم سُنِّيّات لزيادة أواصرهم مع العائلات السنِّية مما ينذر بالشر.(1)
وسنذكر هنا طرفاً من نشاط الشيعة في مختلف نواحي سورية، وأهم القرى والعشائر المتشيعة أو التي يستشري فيها التشيع، وأهم الرجال والمشايخ المتشيعين أو الذين في طريقهم إلى التشيع، لعله يكون حافزاً لأهل السنة للتصدي لهم، والوقوف أمام هذا الخطر الداهم الذي يوشك أن يعمّهم إن استمروا غافلين أو متغافلين. ولْيعلم القارئ الكريم أن المعلومات المدوّنة في هذا الكتاب موثّقة-إن شاء الله- غاية التوثيق وغالبها متواتر.
دعوة التشيع في دمشق(2)
__________
(1) قد ذكر الدكتور محمد حبش (وهو بعض ضحاياهم) نقلاً عن جريدة تشرين الرسمية أن عدد الوافدين من إيران إلى سورية عام 1978مـ أي قبل ثورة الخميني كان سبعة وعشرين ألفاً ثم بعد خمس سنوات(أي بعد تسلُّم الخميني الأمر) تضاعف العدد نحو تسع مرات(202000ألف وافد).ولك أن تتساءل كم بلغ العدد الآن بعد عشرين عاماً من ذاك التاريخ وبعد هذه الخطط السرية والعلنية والله المستعان.
(2) لو أردنا ترتيب المدن حسب عدد الشيعة فيها فتأتي السيدة زينب في دمشق أولاً لكثرة الوافدين والزائرين ثم حلب لمكان قريتي نُبُّل والزهراء الشيعيتين ثم إدلب لمكان الفوعة وكثرة أهلها الشيعة لا كثّرهم الله ثم دير الزور لمكان حطلة ثم حمص لمكان الحميدية أو هي قبل الدير ثم الرقة فالحسكة فدرعا. أما من حيث ضخامة المركز والبناء فمركز زينب في دمشق ثم مركز المشهد في حلب ثم مركز عمّار في الرقة.(1/9)
مركز دعوتهم في مسجد السيدة زينب في ضاحية دمشق الجنوبية مبني على قبر يزعمون أنه لزينب بنت علي(1) وبالمناسبة فإن الشيعة لا يهتمون بمسجد أصلاً إلا أن يكون فيه قبر أو وثن من أوثانهم ولا يقرُّ لهم قرار ولا يستقيم لهم دين دون وجود أثر مزعوم يعكفون عليه ومركز زينب هو أكبر مركز شيعي في سورية تكثر حواليه الحوزات والحسينيات بحيث تُعتبر حوزة السيدة زينب عندهم هذه الأيام ثالث أكبر حوزة في العالم بعد النجف وقم. وفي هذا المركز تتم المحاضرات وتقام الاحتفالات والنياحة في مناسباتهم المختلفة وفيه تُقدَّم وجبات الطعام وتوزع الكتب ونحو ذلك وفيه مكاتب علماء الشيعة في العالم الذين يسمونهم مراجع إذ الباب مفتوح لكل الناشطين منهم وإلى هذا المركز يحج الشيعة من أرجاء العالم وقد هاجر كثير من شيعة العراق وإيران مؤخراً وقطنوا في منطقة زينب وتملّكوا البيوت هناك في خطة مدروسة على ما يبدو. ومن نشاطات الشيعة في دمشق فتح مكتبات (يسمونها حوانيت) يوزعون من خلالها كتبهم ومجلاتهم
__________
(1) مع أن المحققين يؤكدون على أن السيدة زينب بنت علي ماتت بالمدينة ودفنت بالبقيع إلا أن الرافضة اختلقوا لها ضرائح في عدد من البلدان أشهرها في دمشق وهو القبر الأول الذي يحظى بحج جماهيرهم إليه ولا يقل عنه جماهيرية ذلك الضريح المنسوب إليها في القاهرة والذي لم يكن له وجود ولا ذكر في عصور التاريخ الإسلامي إلى ما قبل محمد علي باشا بسنوات معدودة كما يذكر أحمد زكي باشا الذي يقول أيضاً: (الذي يشهد به العارفون بالحق الصريح هو أن السيدة زينب لم تشرف أرض مصر بوطء قدمها المباركة مطلقاً والحق الذي ليس بعده إلا الضلال أنها قضت حياتها بالحجاز إلى أن انتقلت إلى جوار ربها بالمدينة المنورة، فكان دفنها بالبقيع، هذا هو الصواب وما عداه إفك وبهتان)نقلاً عن الوثنية في ثوبها الجديد لسمير شاهين وانظر كتاب حقيقة القبورية وآثارها الصادر عن المنتدى الإسلامي في لندن.(1/10)
ونشراتهم ويمنحون هبات وجوائز تشجيعية للقراء عن كل كتاب ألف ليرة سورية تزداد بازدياد الكتب المقروءة بعد فحص شكلي. وللملحقية الثقافية الإيرانية الكائنة في ساحة المرجة بدمشق نشاط واضح في الدعوة الشيعية. وقد يستغل الشيعة مناسبات تحفيظ القرآن في بعض مساجد المسلمين لحضور احتفالاتها وتقديم جوائز للفائزين والهدف معروف. وقد تقوم بدعم بعض المعاهد الشرعية وتقديم الهبات لها لاسيما تلك التي فيها بعض المتعاطفين معهم والله المستعان. وقد استطاع الشيعة بناء مسجد في حي العمارة-منطقة السادات بدمشق يدعى مسجد رقية بحيث صار من مراكزهم، وفي شارع الأمين جانب شارع مدحت باشا لديهم مكتب نشط مختص في الدعوة للتشيع وهو عبارة عن شقة فيها مكتبة وكمبيوتر وتُعقد فيها محاضرات وندوات والقائم عليها هناك أحد دعاتهم النشطين المدعو أبو فراس. أما خارج المدينة فمن انجازات الشيعة السريعة في السنوات الأخيرة بناء مسجد فخم في عذرا قرب دمشق على وثن ينسب لحجر بن عدي، وقد تسلّموا تلك الأرض من أوقاف دمشق وياللأسف. وقد لوحظ ازدياد نشاط الشيعة في قرية التل بعد تشيع بعضهم في لبنان ولهذا يقومون بالدعاية لحزب الله عن طريق توزيع أقراص ما يُسمّى بالمقاومة على المخدوعين كوسيلة لجذبهم إلى صفوف الشيعة.(1/11)
ومن المشايخ الذين يطمع فيهم الشيعة محمد حبش وذلك لطعنه في كثير من الأحاديث الصحيحة ولآرائه الشاذة المتفقة مع بعض طروحات الشيعة ومدحه للمذهب الجعفري ودعوته المستمرة لما يسميه وحدة المسلمين(يعني مع الشيعة) وعدم الخوض في الخلافيات هذا مع هجومه الشرس على السلفيين في كل مجلس ويتمنى أن لو كان للمسلمين أربعمئة مذهب لا أربعة مذاهب فقط إذ أن هذا بزعمه يتيح للمسلم الأخذ بما يناسب مصلحته في كل زمان ومكان مع تركيزه على كلمة آل البيت ودعوته لمؤاخاة النصارى وإباحة ربا البنوك بالإضافة لإجازته التبرك والتمسح بقبور الصالحين ورده ومحاربته لحديث افتراق الأمة مركِّزاً على العقل ليحل محل السنة ولهذا صار الشيعة في الست زينب الآن يبيعون سيديات محاضراته في مكتباتهم.والواقع أن أقوال وطروحات مجمل شيوخ الشام الصوفيين الأشاعرة مؤيدة لطروحات الشيعة في تهوين الخلاف معهم ومساعدتهم على نشر التشيع لا سيما الآراء الشاذة المنافقة لبعض مُدرِّسي كلية الشريعة بجامعة دمشق فالرأي العام السائد عند كثير من دكاترة الشريعة أن الخلاف بين السنة والشيعة سياسي هين وقد صرّح البوطي فيما بلغني بأن الخلاف بين أهل السنة والشيعة خلاف لفظي فتأمّل، أمّا الدكتور وهبة الزحيلي هداه الله فقد أبعد النجعة عندما ذهب إلى إيران مشاركاً في مؤتمر لتكريم الخميني أخزاه الله ومكثِّراً سواد الحاضرين والمحاضرين(1)لاسيما أن الزحيلي قد قرّر في بداية المجلد الأول من كتابه الفقهي أن الخلاف بين السنة والشيعة إنما هو في الفروع وليس في الأصول. وأنا
__________
(1) ولا أدري كيف يسوغ مدح الخميني مع عقد الإيمان الصحيح فيوشك الذي يمتدح الخميني أن يُحشر معه لأن المرء مع من أحب وكأنه يمدح ذمه للصحابه وطعنه في زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقوله بتحريف القرآن وتمنِّيه لهدم الكعبة ومحو مكة والمدينة من الوجود وتأليهه للأئمة ونحو ذلك من ضلالاته وانحرافاته العظيمة.(1/12)
أستغرب كيف يُستدرج أمثال هؤلاء الفضلاء إلى مثل هذا الانحدار وهذه السفاسف وقد علموا أن إعانة الشيعة في مسعاهم ولو بشق كلمة من قبيل تهوين الخلاف معهم وتمشية مذهبهم والاعتداد به فضلاً عن غشيان مؤتمراتهم وتكثير سوادهم إنما هو خيانة لله ورسوله والمؤمنين وخيانة لأمانة العلم الذي يحملونه لا سيما أمام هذه الهجمة لتشييع الناس في سورية وتكالب دولة إيران على ذلك فالمرجو من هؤلاء المُدرِّسين أن يكونوا قلعة صامدة تتحطم عليها دعاوى الشيعة وشبهاتهم من خلال تصدِّيهم لهذه الدعوة الباطلة وتبيان حقيقتها وخطرها لطلّابهم والتحذير من الانسياق وراءها لا أن يكونوا وسائل ومطايا يستخدمهم الشيعة لتأييد أباطيلهم والوصول إلى مراميهم الخبيثة بتحويل المسلمين عن دينهم وإلا فبم تُفسر حضور بعضهم كالدكتور مصطفى البغا إحدى ندوات التشجيع على التشيع في مكتبة الأسد بدمشق ومشاركته في هذا الضلال؟مع أن هذا -في الواقع- لا يكاد يُستغرب من البغا هداه الله الذي دأب على حضور التجمعات البدعية التي تُقيمها الطائفة الخزنوية الغالية المنحرفة عن دين الله في الجزيرة مُحاضراً ومُثنياً عليهم غاشاً لنفسه وللمسلمين حتى إنه زعم أن (محمد الخزنوي) شيخ الطريقة الخزنوية من أفضل طلّابه مع أن الخاص والعام يعرف ضلال الخزنوي هذا وانحرافه عن السنة بل انتهاكه لأعراض المسلمين كما هو مشهور والعياذ بالله، إن ثناء الدكتور البغا على الخزنوي والطريقة الخزنوية في تجمعهم في عيدهم المبتدع في تل معروف لهو من أكبر الغش لهذا الجمهور المخدوع لأنّ فيه تشجيعاً للمريد المسكين على متابعة السير في طريق الضلال وفيه تشجيع لغيره على الوقوع في هذه المهالك فضلاً عن إقرار البدع والتشجيع عليها فعلى البغا أن يتوب إلى الله تعالى ويستدرك وينصح للمسلمين فإنه ربّما سُئل عن ذلك أمام الله ونحن نُذَكِّره وإخوانه الدكاترة بمثل قوله تعالى: (وتحسبونه هيِّناً وهو عند الله(1/13)
عظيم) أو قوله سبحانه: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يُعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) ونحن لا نرجو أن يكونوا كذلك (فلْيحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذابٌ أليم).(1)
ويمكن هنا ذكر بعض أوجُه نشاط الشيعة في دمشق:
1-إقامة المعارض التي تتضمن كتباً إسلامية ككتب اللغة مثل كتب ابن هشام بأسعار رخيصة(طبعات شعبية) مع وضع كتب الشيعة ضمنها وأحياناً يضعون معها بعض كتب المنسوبين لأهل السنة التي فيها تأييد بعض دعاويهم ضد الصحابة مثل كتب أبو ريّة وأضرابه. وهذه المعارض تُقام إما في المركز الثقافي الإيراني في ساحة المرجة(الملحقية الثقافية) أو في المزة(السفارة) أو المكتبة المركزية للجامعة.
__________
(1) إن الناظر في أقوال هؤلاء الشيوخ الأشاعرة والصوفية يعلم قيمة العقيدة السلفية وتجريد التوحيد واتباع السنة إذ لا يمكن أن يصدر هذا الكلام عن عالم سلفي لأن عقيدته تأبى عليه ذلك أما هؤلاء المذكورون فمتخبطون لأنهم ما عرفوا العقيدة السلفية النقية الصالحة المستقيمة حتى يستطيعوا معرفة ما يناقضها من فاسد العقائد كالرفض والتصوف والفلسفة فإن كنت -أيها القارئ- سلفياً فاحمد الله على هذا التوفيق وإن لم تكن بعدُ تعرف العقيدة السلفية لعدم اتساع وقتك من قبل للنظر فبادر بقراءة الكتب السلفية كي تصحح عقيدتك وتنأى بنفسك عن السقوط في مثل هذه المهالك والمطبات فهؤلاء الشيوخ المردود عليهم هم دكاترة –كما ترى- نالوا أعلى شهادات يمكن أن تمنح لعالم ولكن لمّا نشأوا على أيدي الصوفية والأشعرية والماتريدية والمتمذهبة المتعصبين خفيَ عليهم الحقُ ولم يُوَفَّقوا لمعرفة البدعة وتمييزها وإدراك خطرها فضلاً عن الرد عليها بل وقفوا منها موقف المشجع المروِّج كما ترى والله المستعان.(1/14)
2-الندوات التي تُقام بين الحين والآخر تارةً في مكتبة الأسد وتارةً في المراكز الثقافية أو في السيدة زينب والتي كان آخرها في مكتبة الأسد ولوحظ فيها مشاركة واسعة لأساتذة كلية الشريعة ومحاباة واضحة ونفاق وتمييع الخلاف بين السنة والشيعة.
3-المهرجانات الخطابية التي تتم في أعيادهم كذكرى عاشوراء ويتركّز نشاطهم في هذه المواسم إما في الست زينب أو في حي الأمين.
4-شراء وإحياء مشاهد موهومة ونسبتها لآل البيت كما حصل في حي العمارة وكما حصل في عذرا وفي داريا.
5-تسهيل وتشجيع الدراسة في حوزات السيدة زينب حيث تكون مجّاناً مع راتب شهري للطالب دون اشتراطات.
6-تشجيع المتشيع الجديد بكل الوسائل والمغريات بدءاً من المد المالي وتسهيل عمله وانتهاءاً بتزويجه أو تمتيعه وعلى الجملة فالدعم مادي ومعنوي.
7-توزيع بعض البرامج(السيديات) التي تحتوي كتب الشيعة بأسعار زهيدة أو رمزية وأحياناً مجاناً مثل سيدية السلسلة الإسلامية-المكتبة الإسلامية الشاملة، بالإضافة إلى توزيع الكتب والمجلّات والجرائد التي تطعن في الصحابة مثل جريدة جيهان باللغة العربية.
دعاة متشيعون:
دمشق:- لمياء حمادة :داعية متشيعة خريجة كلية الحقوق بجامعة دمشق 1987 تشيعت عن طريق طالبة شيعية عراقية أثناء دراستها في الجامعة ونشطت بعد ذلك للدعوة للتشيع لها كتاب(أخيراً أشرقت الروح تلاشت الظلمة ورحلتُ إلى مرابع الشمس وكان جمل الفتنة إحدى محطات استراحتي).(1/15)
ومن نشطائهم في دمشق بل في سورية علي البدري (عراقي هلك 1419هـ) وقد جاس في مدن سورية -منذ عدة سنوات- مرّات يدعو الى الفساد وينشر الضلال والعناد. وهذا البدري من كبار دعاة التشيع في العالم. هاجر أولاً من العراق إلى مصر عام1967م بقصد نشر الدعوة الشيعة. ذكر صاحب كتاب المتحولون إلى التشيع صفحة79 أنّ: "من إنجازاته المهمّة في مصر هي طباعة بعض كتب مذهب أهل البيت (ع) وتوزيعها بالتعاون مع بعض الإخوة المصريين المتشيعين وكان أحدهم يمتلك مكتبة في السوق فاتفق السيد البدري(طاب ثراه) مع صاحب المكتبة بأن كل شخص يأتي لشراء كتب يهدي له نسخة من كتب الشيعة مجاناً ويقول له إن هذا الكتاب يعرفك على مذهب أهل البيت كما كان السيد البدري يذهب دائما إلى جامعة الأزهر ويقيم مجالس المناقشة مع شيوخ وأساتذة الأزهر ويخوض معهم مباحثات عميقة ووثائقية من مصادرهم لإثبات أحقية أهل البيت(ع) وصحة المذهب الجعفري (ثم هاجر إلى سورية)...ولما استقر في سورية جعل منها مركزاً للدعوة إلى المذهب الحق لما وجد فيها من مجالات مناسبة لذلك منها وجود الحوزات العلمية في السيدة زينب التي تعتبر اليوم الحوزة الثالثة بعد النجف وقم وحضور كثير من رجال العلم والمنبر وأهل الفكر والأدب من العراقيين وغيرهم وقد بدأ وبتنسيق مع الحوزة وإعلامها بنشر الدعوة فسافر إلى عدة محافظات وقرى منها حلب وضواحيها وحمص وضواحيها والحسكة والقامشلي والرقة واللاذقية وضواحيها ودير الزور والتقى في كل من المحافظات والقرى مع أبرز علمائها وشخصياتها وحاورهم بمنطقية وحكمة لإظهار الحقائق وتبيانها وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً يشهد له بذلك كل من عرفه ورافقه وقد قام بالعديد من الأنشطة والفعاليات بالإضافة إلى التبليغ والمحاورة كان منها افتتاح عشرات المكتبات والمراكز لتجمع الشيعة وتدريسهم الفقه والعقائد الشيعية كما زودهم بكتب واستطاع أيضا جلب كثير من الأشخاص للمذهب الشيعي بعد(1/16)
إقناعهم وتبيان الحقيقة لهم. وكل محافظة أو منطقة كان يزورها يجعل فيها آثاراً كبيرة للمذهب الشيعي. بعد إنجازاته في سورية سافر إلى السودان وبدأ نشاطه التبليغي فيها وقد التقى هناك بكثير من العلماء وتبادل الرأي والعقيدة معهم وقد نجح في إقناع العديد منهم ولقد تشيع من الأخوة في السودان مئات الأشخاص أعلنوا تشيعهم علناً على يديه. ومن إنجازاته في السودان أيضاً أنه استطاع بعد جهد كبير وواسع من تحصيل موافقة رسمية لطباعة سبعة كتب من أبرز الكتب العقائدية التي تُروِّج مذهب أهل البيت وتظهر أحقيته منها كتاب المراجعات وكتاب عقائد الشيعة الإمامية وكتاب دعاء كميل وكتاب الوهابية في القرآن والسنة وكتاب الشيعة الإمامية كما ساهم ومهّد لافتتاح عدة مراكز لدراسة المذهب الشيعي ودعمها بالكتب. ومن أهم إنجازاته في السودان إغلاق صحيفة سودانية (صحيفة أخر خبر) التي كانت تطعن المذهب الشيعي وتشوه صورته بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في السودان وكانت له طموحات كبيرة لبناء العديد من المؤسسات والمساجد في السودان ولكن المرض لم يمهله وقد اشتد به ولهذا السبب اضطر للرجوع إلى سوريا لكي ينال العلاج، ولما رجع إلى سورية كان يتابع عمله التبليغي ولم يتوقف عن مهمته الفكرية وهي توزيع الكتب الشيعية وكان يبذل جهداً كبيراً لتحصيل الكتب ونشرها وتوزيعها وكان يبعث بكتب كثيرة مع أشرطة محاضرات عقائدية وكل ما يستطيع للبلدان التي يتواجد فيها الشيعة وكان يحض شيعة هذه البلدان لبناء مراكز لتدريس الفقه الشيعي وعقائد الشيعة وتوفّق بالاتفاق مع العديد من الأخوة المتواجدين في أنحاء العالم لإنشاء مراكز للتدريس ومكتبات للمطالعة ومن البلدان التي استطاع أن ينشئ فيها المراكز هي: اليمن، المغرب، الجزائر، تنزانيا، غينيا، سيراليون, هولندا، ألمانيا، لندن، السويد، الدانمارك إلخ. أصيب بمرض السكر ووافاه الأجل يوم 6 جمادى الثاني 1419 هـ".(1/17)
نشاط الشيعة في حلب
المركز الأساسي للشيعة في حلب هو مسجد النقطة أو المشهد يزعمون أن فيه أثراً لبعض أئمتهم ويحج إليه الشيعة من إيران وغيرها بكثرة وهو بناء ضخم وله ملاحق وفيه تعقد المحاضرات والندوات التي تدعو إلى الشيع وفيه توزع الكتب والمنشورات الشيعية وتقدم الوجبات الدسمة من الطعام فضلاً عن الشرك والبدع التي تروج فيه وهو مركز شيعي بالكامل كمسجد زينب في دمشق. ومشهد النقطة هذا أو مشهد الإمام الحسين يقع على سفح جبل الجوشن(1)
__________
(1) ويروي ياقوت الحموي في معجم البلدان: أنه كان هناك عند سفح جبل الجوشن المطل على حلب دير يسكنه النُّساك والناسكات ويوقِّر النصارى أطلاله حتى أقام المسلمون في نفس مكانه مزاراً إسلامياً زعموا أن الحسين بن علي رؤي وهو يصلي عنده. والواقع أن أكثر المزارات والمشاهد والقبور التي يعظمها العوام إنما هي أثار ومعابد وأوثان للأمم السابقة ثم حوّلها الجهال إلى أوثان إسلامية فغالب القبور التي تُقدّس ويُزعم أنها لرجال مسلمين يسمونهم أولياء هي في الحقيقة قبور للمقدَسين عند الأمم الهالكة الوثنية أو النصرانية واليهودية والأمثلة على ذلك كثيرة ففي قبلة الجامع الأموي في حلب قبر مبني عليه بناء مستطيل يحيط به من جهاته الثلاث شباك خشبي يطوف حوله الحلبيون ويتمسحون به ويدعونه ويسألونه حاجاتهم رجالاً ونساءً ويزعمون أن هذا القبر هو قبر نبي الله زكريا ، مع أن زكريا عليه السلام لم يثبت إتيانه إلى حلب أصلاً ومات في بيت المقدس، وأصل هذه الخرافة أنه أثناء توسعة المسجد سنة738هـ وجدوا تابوت رخام أبيض فلما فتحوه وجدوا فيه بعض جمجمة زعموا أنها ليحيى لا لزكريا كما يقول الطباخ في= =تاريخه(إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء) نقلاً عن ابن الوردي وكان أول ظهور التابوت المزعوم سنة435هـ في بعلبك بعد الزلزلة التي حدثت فيها ثم نُقل إلى حلب ودُفن في قلعتها وفي سنة659هـ نُقل إلى الجامع بسبب حريق القلعة ثم بُني عليه وزُخِرفَ في الأعصار المتأخرة وصار يعبده فئام من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله ونسي أولئك المؤرخون أنه لو كان رأس يحيى حقاً لوجدوه كاملاً بلحمه وشعره لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء).(1/18)
في نفس مدينة حلب على طريق الأنصاري غرباً وهو وثن على هيئة قبر مشبّك أنشئ في عهد الدولة الحمدانية الشيعية الباطنية في القرن الرابع الهجري على أنقاض وثن نصراني كما هو مثبت في لوحة التعريف بالوثن على جداره باللغتين العربية والفارسية: "هذا المشهد كان في الأصل ديراً نصرانياً يُدعى دير مارت مروثا ولمّا مرّ حَمَلَةُ رأسِ الحسين في طريقهم إلى دمشق بهذا الدير عام 61هـ أخذ راهب الدير الرأس فقطرت من دم الحسين قطرات فصار هذا الراهب يتبرّك بأثرها وفي سنة 333هـ السنة التي أخذ فيها سيف الدولة الحمداني حلب(يعني بعد مضي قرابة ثلاثة قرون على هذه الأسطورة) أشاد سيف الدولة عليه بناءً ضخماً وأصبح مزاراً منذ القرن الرابع معروفاً بمشهد النقطة أو مشهد الإمام الحسين وفي سنة 1379هـ شكلت جمعية باسم جمعية الإعمار والإحسان الإسلامية الجعفرية هدفها إعادة البناء وإضافة بعض المشاريع الخيرية(الصحيح الشريرة) وبدعم من المرجعية الدينية للشيعة تم إنجاز المشاريع التالية: 1-بناء معهد الإمام الحسين للدراسات الإسلامية0 2- بناء صحن آخر المشهد وبناء ميتم ومشغل0 3-موقف للسيارات القادمة لزيارة المشهد مع الخدمات0 4- بناء مستوصف ومشفى خيري"انتهى من اللوحة المذكورة0 وقد فات مؤلف هذه الأسطورة ومختلق هذا الكذب أن الرأس إذا كان قد حُمل من كربلاء إلى مدن العراق ثم قطع هذه المسافات البعيدة في طريقه إلى دمشق كما يزعمون حتى وصل إلى حلب بعد أشهر فكيف لا زال دمه يقطر ولم ينشف رغم هذه المدة الطويلة؟!! علماً أن رأس الحسين لم يأت إلى الشام أصلاً كما أثبت ذلك المحققون وقد أفرد شيخ الإسلام ابن تيمية كتاباً لهذه القضية حقّق فيه أن رأس الحسين دفن مع جسده في العراق0 والعجيب أن الأوثان التي تنسب للحسين كثيرة منها الضريح المنسوب للحسين في عسقلان بفلسطين أُحدث بعد سنة 540هـ، ومشهد الحسين في القاهرة بُني عام 547هـ في ظل الدولة العبيدية(1/19)
الخبيثة(الفاطمية). وثمّة مواضع أُخرى يُقال أن بها رأس الحسين: في جامع دمشق وفي الحنانة بين النجف والكوفة وفي المدينة عند قبر أُمه فاطمة وفي النجف بجوار القبر المنسوب إلى أبيه فضلاً عن القول بأنه أُعيد إلى جسده في كربلاء. ويبدو أن هذا الوثن لاقى تعظيماً من السلاطين العثمانيين المخرِّفين فقد ذكر المؤرخون أن آخر السلاطين العثمانيين عبد الحميد الثاني أهدى سنة 1305هـ ستاراً حريرياً مزركشاً بآيات قرآنية وضع على محراب ضريح الحسين في حلب بسورية وفرشت أرض قبيلته بالطنافس الجميلة ولا حول ولا قوة إلا بالله.(1)
__________
(1) من المناقب التي يعدونها للدولة العثمانية أن رجالهالم يكتفوا"بعمارة الأضرحة والقباب على قبور أهل السنة،بل كانوا يهتمون بالعتبات المقدسة عند الشيعة في النجف وكربلاء والكاظمية وييسرون السبل أمام شيعة فارس والهند وأفغانستان وغيرهم من زيارتها"انظر الانحرافات العقدية للزهراني ص303.(1/20)
-هناك قريتان من نواحي حلب شيعيتان بالكامل والتشيع فيهما قديم هما نُبُّل والزهراء. ولأهلهما نشاط واضح منها دعوة بعض شيوخ الصوفية في حلب لإلقاء محاضرات في مساجدهما في بعض المناسبات كالموالد والأعراس مثل دعوتهم مؤخراً لأحمد حسون الصوفي بعد أن بدر منه ما يوحي بسلوكه طريق التشيع. وأهم العائلات الغنية الناشطة في نبل: عائلة زم، وعائلة شربو، وعائلة بلوى"نسأل الله العافية" وشحاذة، والأبرص، والتقي "من التقية لا من التقوى". وثمة قرى في طريقها إلى التشيع وفيها الآن دعاة منهم وهي قرية خان العسل وقرية كفر داعل والمنصورة. وعلى مستوى أقل قرية النيرب غير بعيد من حلب وأكبر العائلات فيها تأثرت بالتشيع إلى حد كبير مثل عائلة البادنجكي وهم في الأصل صوفية وعندهم زاوية صوفية مشهورة، وعائلة البوادقجي، وغيرها. وهناك قرية صغيرة في ضواحي النيرب تدعى المالكية ربما كان سكانها باطنية متكتمين كما اعترف لي واحد منهم ولعل هؤلاء من بقايا الحمدانيين القرامطة الذين حكموا حلب في القرن الثالث الهجري وكان مذهبهم هو السائد في هذه النواحي وقتذاك. وبلغني منذ بضع سنوات أن الشيعة نشطوا في منبج من أعمال حلب ووزعوا على بعض شيوخ العشائر هناك عمائم سوداء بحجة أنهم من آل البيت ومن حقهم أن يتميزوا بهذه العمائم حتى يعرف فضلهم.
أهم الرجالات المتشيعين أو المتأثرين بالتشيع والداعين إليه في حلب
محمود عكّام:وهو أخطرهم لأنه دكتور في الشريعة ويدرِّس في جامعة حلب في كليتي الحقوق والتربية فيستقطب كثيراً من الطلاب والمثقفين وثانياً لأنه يخطب في مسجد التوحيد وهو من أكبر المساجد وأشهرها وموقعه متميز وثالثاً لأن الناس لازالت مخدوعة به وتظنه من أهل السنة وهو في الواقع سائر في طريق التشيع وداع من دعاته وإليك الآن طائفة من الأدلة على تشيعه:(1/21)
غشيانه مراكز الشيعة وتكثير سوادهم والمشاركة في مناسباتهم الدينية والمساهمة في ندواتهم وإعلانه في بعض هذه المناسبات عن تشيعه سمعته مرة في شريط مسجل في مركز السيدة زينب بدمشق بمناسبة عاشوراء يعلن تشيعه فيقول لجموع الشيعة المحتشدين وغيرهم: نوالي من ونعادي من؛ نوالي يزيد أم نوالي الحسين؟! وهكذا فتفهم من كلامه أن الرجل متشيع والحسين مع أنه قتل مظلوماً فإنه ويزيد لا يختلفان في العقيدة بل عقيدتهم واحدة ولم يكن الحسين شيعياً كما يُفهم من كلام العكام، وقد تكرر من العكام تأييد الشيعة على منابرهم مما يؤكد تشيعه. ولم أسمعه في تلك الخطبة يذكر أحداً من الصحابة بخير البتة.
ثم ثبت عندي أن الرجل ينحى منحى الشيعة في تفضيل علي على باقي الصحابة بمن فيهم أبوبكر وعمر رضي الله عنهم فقد قال ضمن محاضرة ألقاها في مكتبة دمشق في ذي القعدة 1421هـ بعنوان "علي المرتضى بين الثناء والولاء": (فلا والله ما أفلحت الأمة إن عدلت عن الوصي الرضي ولا سعدت البرية إن تولّت بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير علي أولاً) صفحة 221 من كتاب "مقولات الفكر الإسلامي"للعكام.
استفتاه طبيب متدرب في مشفى الجامعة بحضور زميله عن اعتناق المذهب الشيعي فقال له: (خذ المذهب الجعفري وأنت مغمض). وهذا يدل على تعصبه للشيعة فلا يقال هذا في حق مذهب أهل السنة فكيف الشيعة؟ بل يقال: خذ مذهب أهل السنة بالأدلة الصحيحة الثابتة ولا تأخذه وأنت مغمض!
قوله بجواز المتعة ومعلوم أن المتعة لا يقول بها إلا الرافضة.
صلاة الغائب على الخميني حين هلك وقال للناس بعد صلاة الجمعة: الآن نصلي صلاة الغائب على الإمام الخميني. هذا مع تعليق صورة الخميني عند أتباع العكام وتلاميذه.
سفره إلى إيران كثيراً كما هو معلوم.(1/22)
تسمية أولاده: علي- عمار- فاطمة وهي أسماء يحرص عليها الشيعة فإذا أضيفت إلى القرائن الأخرى دلّت على تشيع الرجل. والتَّسمِّي بأسماء من يزعمون تعظيمهم من آل البيت مسألة هامة عند الشيعة يقابلها التبرِّي من أسماء مَن يعادونهم ولهذا ذكر عبد المنعم النمر في كتابه عن الشيعة أنه لا يوجد في كل إيران من يتسمَّى منهم باسم أبي بكر وعمر.
رسالته في الدكتوراة عن الشيعة وله كتب تشير إلى تشيعه منها: كتاب الزهراء بين الثناء والولاء وكتاب الحاكمية والسلطة في الفكر السياسي عند السنة والشيعة..إضافة لعديد من المقالات والمحاضرات التي تمدح الخميني وتؤيد مذهب الشيعة.
لما قيل له في أحد المجالس يا شيخ إن خطر الشيعة يتزايد فنحب أن تحذِّر منهم قال: لن أحذر من الشيعة ولكن سأحذر من سلفية يمينية حاقدة.
9)تضعيفه لحديث أبي داود في افتراق الأمة إلى 73 فرقة ومعلوم أنه لا أحد يقدح في صحة الحديث لكثرة طرقه إلا الشيعة.
10)قوله عن عمر إنه دكتاتور أخبرني بذلك الثقة عنه.
لا يُفَسِّق من سبّ الصحابة أو نال من عائشة فضلاً عن أن يُكَفِّره. مع تهوينه لقول الشيعة بتحريف القرآن ومحاولته تمشية هذا القول على أهل السنة ونسبته إليهم واعتبار قول الشيعة بالتحريف من قبيل قول أهل السنة بنسخ تلاوة بعض القرآن مما يدل على خبث شديد عند هذا الرجل.(1/23)
يكثر من فكرة التجميع التي يدندن حولها الشيعة. وربما كان العكام هذا مع تشيعه ماسونياً فثمة عدة قرائن على ذلك منها دراسته في السوربون بفرنسا فمن أين تأتي العافية؟ فمن هناك تخرّج طه حسين والترابي وأشباهم لا سيما أن عميد كليته الدراسية والمشرف على رسالته في الدكتوراة-فيما ذكروا- امرأة يهودية ومنها تكرار القول بأنه يسعى لجمع المسلمين في بوتقة واحدة وهذه من ألفاظ الماسونيين والشيعة على حد سواء ولكن أكبر الأدلة على ذلك اهتمامه بمسألة وحدة الأديان فقد شارك في مؤتمر عُقد في السودان في مقارنة ووحدة الأديان وصفّق له الجميع كما صرح هو بذلك مفتخراً. وكذلك فتاواه الشاذة تنبئ عن ذلك وقد صرح بأن الجامعات المختلطة لا فتنة فيها ولا بأس بدراسة البنت حتى في الصحافة. وقد وقفت على نشرة وزّعها هذا العكام على تلاميذه ضمّنها محاضرة كان ألقاها –مشاركاً- فيما يسمى مهرجان الأغنية السورية السادس !! ولعله استفاد من تحريفات الشيعة بحكم مخالطته للقوم فحرّف آيات القرآن لصالح الأغنية السورية فكان مما قاله: الغناء من الخير الذي ذكره الله تعالى في كتابه عندما قال: "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" أي أنه سبحانه أمر بفعل الخير الذي من جملته الغناء لا سيما الغناء السوري في مهرجانه السادس ثم ذهب العكام إلى أن هذا الأمر "أي الحث على الغناء" هو ثابت في الشرائع السابقة بل هو مما وصّى به إبراهيم ويعقوب أبناءهم فاستدل بقوله تعالى: "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" فهو يريد أن يقول: إن إبراهيم ويعقوب وصّيا أبناءهم بأن الله اصطفى لهم الدين الذي من جملته الغناء ويصبح تفسير الآية: ووصّى بالأغنية إبراهيمُ بنيه ويعقوبُ يا بني إن الله اصطفى لكم الغناء فلا تموتن إلا وأنتم مغنون وإلا فما معنى إيراد الآية والاستشهاد بها في هذه المحاضرة التي ما قصد منها إلا دعم الأغنية السورية(1/24)
ثم أيّد دعواه بمشروعية الغناء والحث على تحسين أداء المغنين والمغنيات بعدة أحاديث منها: "ما بعث الله نبياً إلا كان حسن الصوت" ثم قال: "وإذا كانت الأغنية تقوم على ثلاثة أركان هي اللحن والكلمة والأداء فما أحرانا أن ندعو إلى لقاء مع التراث لهذه الأركان وذلك بما يلي: فاللحن إنساني والكلمة سماوية والأداء حيوي والمجموع حضارة" ثم عتب في نهاية خطبته على بعض المغنين والمغنيات ولم يعتب على الكل فقال: "عتبي على بعض المغنين والمغنيات لأنهم يهتمون بالشكل على حساب المضمون ويجعلون الناس مشاهِدين على حساب الأداء"إلخ فهو يريد أن يجدد في أداء الأغنية السورية فأبدى عتبه على بعض المغنيات ومن هنا صح أن نسميه: مجدد الأغنية السورية. وقال في الختام:"وطني سوريةَ أيها الحبيب عاشت أغنياتك التي تُرى فيها قوياً خيراً أميناً وسقط ما سوى ذلك"إهـ وقد أورد هذه المحاضرة التي هي بعنوان: مساهمة في خدمة الأغنية السورية في كتابه "من مقولات الفكر الإسلامي"صفحة 413 فهذه التأويلات والتحريفات مما يبين حال الرجل "فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" نسأل الله العافية0 ومما لاشك فيه أن هذه الاستدلالات القرآنية والحديثية على هذا المجون والفسوق هي من الزندقة والله المستعان. وبعد كل هذا الذي ذكرناه عن هذا الرجل لا تعجب أن تجد الشيعة قد وضعوه في مقدمة كتابهم (المتحولون من السنة إلى الشيعة) ص25 وأثنوا عليه وعلى محاضراته.
أحمد حسون مفتي حلب هل تشيع؟(1/25)
الحسون هذا صوفي نقشبندي نفعي وصولي كوفئ أخيراً بمنصب مفتي حلب0 وقد ظهر منه تبعاً لاعتقاده بوحدة الوجود الصوفية ما ينم عن رضاه عن النصارى بل عدّهم مؤمنين مستدلاً بقوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" فمن باب أولى دفاعه عن الشيعة. ومن خلال خطبه الأخيرة ظهر أنه متأثر بالشيعة إلى حد كبير وهو الآن في طريقه إلى التشيع الكامل ثم أعلن تشيعه مؤخراً وموالاته للرافضة ومباركته لجهود حزب الله لتشييع الناس في سورية فبعد أن أعلن على المنبر طعنه على عائشة رضي الله عنها ثم طعنه في معاوية رضي الله عنه وتألِّيه على الله بأنه سيحاسب معاوية ويعاقبه قائلاً: (سيكون لك موقف أمام الله يسألك عنه يا معاوية). هذا مع اتفاق أهل السنة على أن الطاعن في واحد من الصحابة زنديق ومذهبهم في الفتن والحروب التي جرت بين الصحابة أن نكفّ ألسنتنا عمّا شجر بينهم ولا نذكرهم إلا بما يستحقونه من المدح والثناء الجميل والاعتقاد بأن جميعَهم مجتهدون مغفور لهم؛ من أصاب منهم فله أجران ،ومن أخطأ فله أجر واحد،لأدلة كثيرة منها قوله تعالى في سورة الحديد : (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى )الآية. والفتح هو فتح مكة، والحسنى هي الجنة، أي أن الصحابة كلهم مبشرون بالجنة سواء منهم من أسلم قبل فتح مكة أو بعده. والصحابي هو من رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم –ولو للحظة- ومات مؤمناً به. فليت شعري ما الذي جعل الحسون وأشباهه يخرجون معاوية من عدادهم، ويحرمونه المغفرة والحسنى!! ومعاوية رضي الله عنه أمير المؤمنين قاطبة بعد أن بايعه الحسن بن علي وقد مدح النبيُ صلى الله عليه وسلم الحسنَ على ذلك(1)
__________
(1) لا شك أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) فيه نصٌّ على أن معاوية رضي الله عنه من المؤمنين فكيف وهو أمير إحدى الطائفتين ثم أمير جميع المسلمين بعد ذلك؟!.(1/26)
فلا يمكن أن يجعل الله سبحانه جميع المسلمين على وجه الأرض تحت ولاية كافر سبحانك هذا بهتان عظيم هذا مع أن ثمة أدلة عديدة خاصة وردت في مناقب معاوية مبشرة له رضي الله عنه بالجنة من أصرحها قوله صلى الله عليه وسلم-كما في صحيح البخاري برقم 2924-: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا "وقال:" أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور له) ومعنى أوجبوا: فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة. وفي هذا الحديث منقبة لمعاوية وبشارة له بالجنة لأنه أول من غزا البحر حين غزا قبرص وفتحها سنة 27هـ إبان خلافة عثمان، وفي الحديث أيضاً منقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر وفي هذه الغزوة مات أبو أيوب الأنصاري ودفن تحت أسوار القسطنطينية ومن كان مغفوراً له فهو في الجنة قطعا فيمكن عدّ يزيد بن معاوية –إن شاء الله- من المبشرين بالجنة على العموم رغم أنف الحسون وإخوانه الرافضة. ثم عاب الحسون –في خطبته المشؤومة-على المسلمين فرحهم بعاشوراء وتأسّف عليهم كيف لم يحزنوا فيه وينوحوا على الحسين الذي مات منذ أكثر من ألف وثلاثمئة عام كما يفعل الشيعة أخزاهم الله بحجة أن عاشوراء يصادف يوم مقتل الحسين رضي الله عنه ولم يدر المسكين أنه حُق للمسلمين أن يفرحوا بهذا اليوم كيف وهو اليوم الذي نصر الله فيه موسى على فرعون وبصيامه -شكراً لله- يغفر للمسلم ذنوب سنة كاملة فإن لم يفرح المسلم بمثل هذا فبِمَ يفرح؟! هل يفرح بالمال والجاه اللذين يحرص عليهما الحسون وأشباهه؟ (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). فبعد أن قال ما قال وبئس ما قال أجرت معه مجلة المنبر الشيعية الكويتية(1)
__________
(1) مجلة المنبر يصدرها الشيعة في الكويت وهي مختصة بالمتحولين من السنة إلى الشيعة حيث تلتقي بشخصيات من أهل السنة تحوّلت إلى مذهب التشيع من بلدان شتى وفي كل عدد تضع على غلافها صورة شخصية معينة وبعض أقوالها الخطيرة الدالة على تحوُّلها وتجعل من لقائها معها موضوع العدد مثل أحمد حسون العدد 14 يقول: أصغر واحد من أهل البيت هو أعلى من أعلى صحابي ومثل مدير أوقاف طرطوس العدد 25 يحاول أن يركب السفينة0العدد11-الشيخ المصري الأزهري حسن شحاته يتشيع وعنده غلو شديد. العدد 2 ربيع الأول 1421:= =الصحافي الأندونيسي علوي العطاس اليوم داعية للشيعة. العدد 3: المغربي إدريس الحسيني صاحب كتاب (لقد شيعني الحسين) يقول: فليمنحوني حرية التعبير وسأشيع العالم بأكمله.العدد8: الدكتور الفلسطيني المتشيع أسعد القاسم: الوهابيون أفتوا بكفري عندما أثبتّ أحقيّة الشيعة من صحيح البخاري. العدد10: المحامي الأردني المتشيع (أحمد حسين يعقوب) عاهد ربه أن يدافع عن قضية أهل البيت العادلة. العدد 16 السنة الثانية جمادى الآخرة1422: الباحث السوداني المتشيع عبد المنعم حسن: سألت نفسي ماذا بين الزهراء وأبي بكر: فجاء جوابي بعد زمن "بنور فاطمة اهتديت" العدد7 السنة الأولى رمضان 1421: الزعيم الفلسطيني من منظمة الجهاد محمد شحادة يعلن تشيعه وينادي: يامهدي أدركنا الآن. شحادة للمنبر: تشيّعتُ لأني وجدت علياً مظلوماً.(1/27)
في عددها (14) مقابلة أعلن الحسون فيها تشيعه صراحة وأكّد رجوع جميع الطرق الصوفية وانتسابها إلى الشيعة، وأنهم متبعون في هذا الأمر شيخهم الأكبر ابن عربي الذي يقدم علياً على جميع الصحابة بمن فيهم أبو بكر وعمر(1)ثم زعم الحسون أن الصحابة قد ظلموا علياً يوم السقيفة فسلبوا حقه في الخلافة دعك من ظلم فاطمة ميراثها يعني أنهم قد خانوا الله ورسوله ثم تنقصهم قائلاً: (إن وضع آل البيت بمنزلة الصحابة يُعَدُّ تنقصاً لآل البيت) يعني أن الصحابة ناقصون أبعده الله. ثم قرّر: (إن أصغر واحد من آل البيت هو أعلى من أعلى صحابي). ولم يدر المسكين أن أكبر واحد من آل البيت وهو علي رضي الله عنه لم يكن بأفضل من عثمان فضلاً عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم وأهل السنة متفقون على تقديم عثمان على علي والذي يقدم علياً على عثمان إنما يخالف المهاجرين والأنصار الذين اختاروا وفضلوا عثمان على علي يوم الشورى. أما أبو بكر وعمر فقد تواتر عن علي رضي الله عنه أنه قال على منبر الكوفة ابّان خلافته: (من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري ثمانين جلدة) فحكْم الحسون -على الأقل- ثمانون جلدة. ثم افترى الحسون على الله -تبعاً لشيخه ابن عربي-متهماً النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كتم حقيقة الدين عن جميع الصحابة وأسرّها إلى علي وأن علياً كتمها أيضاً وخَصّ بها بعض أولاده وهؤلاء بدورهم لم يودعوها إلا عند الخواص فلا شك أنّ اعتقاد هذا مع أنه زندقة مكشوفة فهو افتراءٌ على الله وقد قالت عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي
__________
(1) لا يخفى أن أصل الخلاف المفترَض بين السنة والشيعة هو على الإمامة والخلافة فالسنة يقولون: أبو بكر أحق بالخلافة ثم عمر ثم عثمان ثم علي. والرافضة يقولون: علي أحق بذلك. هذا هو الخلاف الأساسي، فالذي يوافق الشيعة ويقدِّم علياً على أبي بكر وعمر كما فعل الحسون يُصَنَّفُ معهم ويصير من جملتهم ولا كرامة.(1/28)
(واللفظ للترمذي برقم2994): (من زعم أن محمداً كتم شيئاً مما أنزل الله عليه فقد أعظم الفرية على الله يقول الله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) وقد صح عن علي نفسه رضي الله عنه -كما في صحيح مسلم برقم3659- أنه سُئل: (أَخَصَّكُم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يَعُمَّ به الناس كافة) الحديث. وليس عجيباً أن يقول ابن عربي ما قال وقد أكّد الباحثون والمحققون أنه من دعاة الفاطميين الشيعة الباطنية الزنادقة ولهذا تجد كتبه تدرّس في جامعات إيران الآن كما أكد الحسون خذله الله(1). ثم إن ابن عربي هذا معدود من الزنادقة إذ هو زعيم طائفة أهل وحدة الوجود الضالة وكتبه –كالفصوص والفتوحات- تنضح بالكفر والضلال ومن ذلك دفاعه عن فرعون وحكمه بإيمانه ونجاته. ولا زال أتباعه إلى الآن يدافعون عن فرعون وقد حكم كثير من علماء الإسلام بكفر ابن عربي وزندقته من عصره إلى الآن كالعز بن عبد السلام والذهبي والحافظ ابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير وللإمام البقاعي كتاب: "تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي " وقد ألّف كثير منهم المؤلفات للرد عليه وعلى أهل نحلته الباطلة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ويكفيك على كفرهم - أي طائفة ابن عربي- أن أخفَّ أقوالهم أنّ فرعون مات مؤمناً وقد عُلم بالاضطرار من دين أهل الملل المسلمين واليهود والنصارى أن فرعون من أكفر الخلق بالله).
__________
(1) أثناء تجولي في مكتبات الشيعة في الست زينب بدمشق وهي مكتبات شيعية خالصة لم أجدهم يعرضون شيئاً من كتب أهل السنة إلا كتب ابن عربي فقط وبعض المكتبات قد تعرض كتب صوفية قليلة أخرى.(1/29)
. ولقد صار حضور الحسون هذا في مناسبات الشيعة أمراً مألوفاً فمن ذلك ذهابه المتكرر إلى نُبُّل قرية الرافضة للمشاركة في الأعراس والمناسبات التي يقيمها الشيعة وسفره الى إيران ومدحه بعدها للخميني في خطبة الجمعة وكذا علاقته الحميمة مع مرجع الشيعة في لبنان حسين فضل الله(1) مما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل صار في عدادهم ولهذا وضعوه في كتابهم المتحولون إلى التشيع صفحة 678 وأثنوا عليه. ولقد كان تَصَدُّر صورته لإحدى أعداد مجلة المنبر الشيعية كافياً للحكم عليه وإيذاناً بسلوكه طريق القوم لاختصاص هذه المجلة بإشهار الناس المتحولين عن مذهب السنة برضاهم، وعلى كلٍ إن تحول الحسون الى الشيعة مما لا يؤسف له فأي شيء فات المسلمين بفوات الحسون هذا أصلاً؟ فلقد عرفناه غالياً في التصوف جامداً في الفقه من المعادين للحق وأهله الخابطين في مسالك الضلال0وهو في الأساس ينتسب للمدرسة النبهانية المسماة بالكلتاوية المبنية على قبر مؤسسها النبهاني ويتميز أتباع هذه المدرسة بالغلو في التصوف ومع أن محمود الحوت خطيب الكلتاوية قد ردّ على أحمد الحسون في طعنه في الصحابة فإن الحوت –تبعاً لشيوخه- يوافق الشيعة في أشياء كثيرة من أهمها اعتقادهم إيمان أبي طالب ونجاته ولذا يعدُّونه من الصحابة ومن أهل الجنة ويترضون عليه فيقولون: أبو طالب رضي الله عنه. في حين يجمع المسلمون – علماؤهم وعوامهم- على موت أبي طالب على الكفر ويقطعون بخلوده في النار بل هذا كالمعلوم من الدين بالضرورة فلا تجد من يختلف في هذا أصلاً كيف وقد أنزل الله في شأنه آيةً تتلى وهي قوله تعالى من سورة القصص: (إنك لا تهدي من أحببت) كما في الصحيحين عن المسيب ابن حزن المخزومي رضي الله عنه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجد عنده أبا جهل بن
__________
(1) وقد تَكرَّر مجيء حسين فضل الله هذا إلى مدن سورية-مدعواً- لإلقاء المحاضرات للدعاية للمذهب.(1/30)
هشام وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله) فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرضها عليه ويعودان له بتلك المقالة حتى كان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك فأنزل الله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى) وأنزل في أبي طالب (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)0وفي صحيح مسلم برقم514 عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أهون أهل النار عذاباً أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه). ثم يأتي الحوت هذا ويجزم بنجاة أبي طالب فهذا بلا شك من القواسم المشتركة بينهم وبين الشيعة التي تدل على باطنيتهم إذ لا يقول أحد بذلك إلا الشيعة وهذا لا يستغرب من الحوت الذي حكم بنجاة فرعون نفسه من النار تبعاً لاعتقاده هو وشيوخه بعقيدة الحلول ووحدة الوجود عقيدة ابن عربي التي يكون الناس جميعهم أمامها مؤمنين وفرعون منهم لاسيما أن فرعون قال: (أنا ربكم الأعلى) فهو عندهم عارف كالحلاج المقتول الذي قال أنا الله فصار من العارفين وقد صرح الحوت مراراً بأنه لا توجد آية في القرآن تنص على أن فرعون في النار وهذا مع أنه كفر صراح فلا يكاد يُصَدَّق لولا أني سمعته بأذني من شريط للحوت خذله الله فإذا أضفت الى ذلك اعتقادهم بتصرف شيخهم النبهاني في الوجود وعبادتهم له عرفت حالهم. وقبر النبهاني في نفس المسجد مرفوع ومجلّل وقد رأيتهم بعيني يسجدون له باتجاه الشمال والعياذ بالله0
ومن الأُناس النشطين في الدعوة الشيعية المدعو: محمد ديب رحّال يسكن في حلب وهو في الأصل سني من قرية معرة مصرين تشيّع ونشط .(1/31)
ومن الأشخاص الذين يطمع فيهم الشيعة -حتى عدّه بعض الناس منهم- المدعو: أحمد هويس مدرس لغة عربية وخطيب مسجد الحمدانية سابقاً كان موفداً إلى الجزائر عدة سنوات، وله آراء شاذة تنبئ عن خروجه من منهج الحق منها إنكاره الناسخ والمنسوخ في النصوص وغير ذلك من تهويساته ولعله إنما دُخِلَ عليه من نسبه المزعوم إلى آل البيت فإن عشيرته "البكّارة" تزعم أن نسبها يعود إلى محمد الباقر والله أعلم بطبيعة الحال، ولهذا نشطت دعوة الشيعة في صفوف هذه العشيرة أنّى وجدت في سورية وثمة طائفة منهم في باب النيرب بحلب يتردد الشيعة إلى رؤسائهم وزعمائهم فتوشك أن تعمهم دعوة التشيع خذلها الله. وبلغني أن في حي الجزماتي من أحياء حلب عدة أشخاص متشيعين منهم واحد من عشيرة الصعَب. ويقال أن ثمة مسجد في حلب -الجديدة يسيطر عليه الشيعة. وفي باب النيرب لهم ذكر.
وقد بلغني أن الشيعة يهتمون بالخدمات الصحية والاجتماعية في هذه البلاد كما يفعل دعاة النصرانية مثل منظمة الهلال الأحمر في حلب يسيطر عليها الشيعة فيما زعموا ومشفى الهلال الأحمر هو مشفى إيراني وبعض المسلمين الذين عملوا معهم تشيع بل صار من دعاتهم وقد وقفت بالفعل على نشرة شيعية من أحد موظفي الهلال الأحمر ممن كان سنياً وتشيع صيغت بطريقة فيها كثير من التلبيس ضمّنها عدة أحاديث من كتب السنة بعضها مبتور يظن أنها تفيدهم في النيل من الصحابة والدعوة إلى التشيع والله المستعان. ومؤخراً دعوا طائفة من المثقفين لزيارة إيران قال لي بعض من التقاهم بعد عودتهم إنهم يمدحون إيران ويثنون على الشيعة إن لم يكونوا قد تشيعوا فعلاً. وللقنصلية الإيرانية بحلب نشاط واضح خبيث حيث تقوم بدعوة بعض طلاب المدينة الجامعية إلى مبناها القريب أصلاً وتقديم وجبات دسمة لهؤلاء الزائرين مما يغريهم على التشيع.
مولد شيعي في حلب(1/32)
بمناسبة المولد النبوي وميلاد حفيده إمام الأئمة جعفر بن محمد وأسبوع الوحدة الإسلامية(إذ لمّا كان الخلاف جارياً على تعيين يوم المولد هل هو 12من ربيع كما يدعي كثير من أهل السنة؟ أو 17 أو 19 منه كما يدعي الشيعة؟ اقترح الخميني وابتدع الاحتفال بالمولد أسبوعاً كاملاً ليشمل التاريخين وتتحقّق بزعمه الوحدة الإسلامية)
الزمان: الخميس 19 من ربيع الأول سنة 1423هـ المصادف 30 من أيار سنة 2002م
المكان: حلب-الوثن المنسوب إلى أثر الحسين(المشهد).(1/33)
ضمن ساحة كبيرة مهيئة لمثل هذه التجمعات تجمّع الألوف من رجال ونساء الشيعة(حوالي خمسة آلاف) غالبهم جاء من قرى نُبُّل والزهراء وبعض أهل السنة. نسبة النساء كانت كبيرة. كان المكان مُعداً بشكل دقيق ومرتباً مسبقاً بجهود القنصل الإيراني النشيط في حلب عبد الصاحب الواحد الموسوي فهناك شاشة عرض كبيرة لرؤية المحاضِر لمن لا يتسنى له رؤيته عياناً ومكبرات صوت ضخمة وأضواء كاشفة كثيرة … تستطيع أن تقرأ بوضوح ما عُلِّق في اللافتات الضخمة على الجدار المقابل في الصدر من قبيل أحاديث غير صحيحة موجودة في كتب أهل السنة أو صحيحة لا تفيد في وجوب اتباع المذهب الشيعي مثل: إني تارك فيكم الثقلين إلخ وكل المصادر المذكورة هي من كتب السنة لأنهم قصدوا مخاطبة الجمهور السني المتوقّع حضوره ولا يصلح الاستدلال على السني إلا من كتب السنة. بدأ العرض المسرحي بتلاوة لبعض آيات بصوت قارئ يدعى جمال طحان يلبس بنطالاً ولا لحية له أشبه بالزُعران منه بالمقرئين ونغّم وعيّط في قراءته كما كان يفعل عبد الباسط عبد الصمد ليطرب الناس الذين يقولون بعد كل سحبة وتقليعة للقارئ بصوت مرتفع وصاخب: الله الله. وغير بعيد عن هذا القارئ كانت تقف فرقة حزب الله الموسيقية التي أصمّت الآذان بمعازفها الصاخبة وأخذت حيزاً كبيراً من وقت الاحتفال. وبموسيقى حزب الله خُتم الاحتفال أيضاً فاعجب لهذا التناقض وإن كنت أنا حمدت الله لأنه سبحانه فضحهم فجمعوا بين القرآن والموسيقى فبان انحرافهم وضلالهم لكل ذي عينين. وبدأ المدعو إبراهيم نصر الله خطيب الوثن ومؤلف (كتاب التشيع في حلب) بإلقاء أولى الكلمات حيث دعا في كلمته إلى نبذ التعصب زعم واستدل بحديث عندهم: (ملعون ملعون ملعون من دعا إلى عصبية) وبعدها رأساً دعا إلى عصبية الشيعة واتباع أئمتهم فقط فكان هو القاضي على نفسه اللاعن لها. كان حزب الله حاضراً بقوة في هذا الاحتفال فصور حسن نصر الله قائد عصابة حزب الله بل(1/34)
حزب الشيطان معلقة حذاء صور الخميني وخامنئي. وكان يمثله في هذا الحفل نائبه نعيم قاسم يلف على رأسه لفافة بيضاء وقد تكلم عن منجزات حزب الله في جنوب لبنان كدعاية للشيعة. ثم تلاه شاعر شيعي-لعله من نبل-يدعى عبد الكريم تقي(من التقية لا من التقوى) بقصيدة ميمية تحث على التشيع لم يعد يعلق في ذهني منها إلا قوله:
فصلوا على آل النبي وسلِّموا وذاك كما صلى الإله وسلّما
ولا يُفرح بهذا البيت لأن مقصوده بالآل الأئمة الاثنا عشر فقط،علماً أن الثاني عشر من هؤلاء الأئمة مخترع لم يولد ولا يوجد إلا في أذهانهم. وتخلَّل كل الكلمات موسيقى صاخبة جداً وأناشيد شيطانية لحزب الله. وخُتم الحفل بكلمة للمدعو(آية الله العلامة الشيخ عبد الصاحب الواحدي الموسوي) وهو الرجل تعلوه كآبة وظلمة لا تخفى ودعا في خطبته صراحة إلى الأخذ من الأئمة فقط مستدلاً ببعض الأباطيل مثل (أهل بيتي سفينة نوح من ركبها نجا) وسمّى بعض الكتب التي تصلح بزعمه أن تكون مرجعاً للتدين مثل: نهج البلاغة-الصحيفة السجادية وغيرها من كتبهم تحت ما سمّاه (علوم جعفر). ولعل أهم حدث في هذا الحفل هو الزواج الجماعي لحوالي 60 عروساً من الشيعة نفقاتهم مدفوعة من السفارة الإيرانية ومن مكتب خامنئي (كما صرح عريف الحفل) دعاية للشيعة. وأثناء دخول العرسان ذُبحت الخراف وعُرضت على الشاشة بطريقة مسرحية وتخلل الحفل توزيع القهوة وبعض الهدايا والكتيبات والأوراد التي تدعو إلى التشيع وأعلن عبد الصاحب هذا الزواج وقال: إن هولاء العرسان ستُبعث لكلٍ منهم هدية مُقدَّمةً من السفارة الإيرانية ومكتب خامنئي. وهكذا انفض الحفل الذي كان يكثر فيه التصفيق من الرجال إضافة إلى الموسيقى الصاخبة المؤذية والله المستعان.
نشاط الشيعة في مسكنة:
المحامي مصطفى الظاهر يقول كما في المقابلة التي أجراها معه صاحب كتاب المتحولون صفحة 676:(1/35)
"تحولت نتيجة مطالعاتي وهناك صورة مشوهة كانت في مخيلتي عن الشيعة ومذهبهم وخاصة عندما يقرأ الإنسان كتباً كثيرة يأتي بها بعض الحُجاج من الديار السعودية تُشوّه هذا المذهب ولكن أقول لكل قارئ إذا أردت أن تكون حراً فاعرف هذا المذهب من أهله لا من أحمد أمين ولا من إحسان إلهي ظهير ولا من الحاقدين. من الكتب القيمة التي قرأتها كتاب للشيخ مرعي الأنطاكي الحلبي (لماذا اخترت مذهب الشيعة) وكتاب (ومن الحوار اكتشفت الحقيقة)لهشام آل قطيط وكتاب معالم المدرستين لمرتضى العسكري وكتاب المراجعات وكتاب النص والاجتهاد لشرف الدين عبد الحسين الموسوي وكتاب السقيفة للشيخ المظفر وكتاب الغدير للشيخ الأميني. واجهت الناس بمرارة وصعوبة إلى أن أفهمتهم والحمد لله اقتنع الكثير من المثقفين بهذا المذهب وخصوصاً أن أغلب شباب منطقة مسكنة والخفسة والطبقة ومنبج وقراها يشتغلون في بيروت وتأثروا بانتصارات حزب الله ضد إسرائيل(1) وحديث الشباب عن الحجاب الإسلامي والتزام النساء الشيعيات في لبنان كذلك سهّل عليّ المهمة في نشر مذهب أهل البيت، وإذاعة المنار الفضائية كان لها الدور الكبير أيضاً في بيان أهمية هذا المنهج الثوري وهذا المنهج الحسيني الذي يتمثل في الإمام الحسين وثورته الخالدة التي من خلالها جعل الإمام الخميني قدس سره ثورته على الشاه وحزب الله وانتصاره العظيم على الصهيونية كل ذلك لفت أنظار العالم نحو هذا المذهب والكثير من الإخوة اتبعوا مذهب أهل البيت دون قراءة فقط تأثراً بشخصية الإمام الخميني قدس سره وسلوكيته ومنهجه
__________
(1) قد استغل حزب الله هذه الانتصارات المزعومة للدعاية للشيعة فجال في مدن سورية يشارك في المهرجانات ويقيم الاحتفالات فمن ذلك إقامته لعرض سينمائي دعائي على شاشة متنقلة في ساحة المدينة الجامعية في حلب تضمّن استعراضاً للعمليات الانتحارية التي نفّذها الحزب في الجنوب مع عرض لألبسة وحاجيات بعض قتلاهم وهلكاهم.(1/36)
وأفكاره وأنا أقول: إن (التشيع عقيدة المستقبل) كما لاحظت هذا العنوان على أحد كتب سماحة الشيخ هشام آل قطيط وهو الرد على الشيخ الحلبي محمود الحوت عند مهاجمته لمفتي حلب الدكتور أحمد حسون الذي صرح في مجلة المنبر قائلاً: أصغر واحد من آل البيت هو أعلى من أعلى صحابي. وقال أيضاً: علي عليه السلام هو الأحق بالخلافة. والحقيقة إنني تأثرت تأثراً شديداً بهذا الشيخ وخطاباته الثورية التي هزّت مشاعري من الداخل بحيث وزعت أكثر من مئة كاسيت عن محاضرته (يوم عاشوراء صراع الحق مع الباطل) وقرأت عن لقائه الصحفي الذي أجراه جاسم الصفر في مجلة المنبر فاندهشت أكثر وأكثر والأعجب من ذلك عندما شاهدت محاضرته بولادة الإمام علي عليه السلام في (نبل)وما تحدث عن علي عليه السلام وأشاد بالثورة الإسلامية الإيرانية وبالانتصارات التي أحدثها حزب الله وأنصح جميع الشباب بالمتابعة والحصول على محاضرات الشيخ الدكتور أحمد الحسون. الحمد لله أن الشيخ أحدث صحوة بحيث حرّك الشباب للبحث والمقارنة والقراءة لمعرفة أهل البيت"إهـ ومما لوحظ من نشاط الشيعة في نواحي مسكنة تشيع بعض الناس في إحدى القرى قرب المهدوم بعد عملهم في لبنان. ومن نشاط الشيعة في مسكنة دعوة فيصل العريف شيخ عشيرة خفاجة لزيارة إيران وذهابه فعلاً مع مجموعة من شيوخ العشائر بقيادة حميدي الجربا شيخ شمّر والله المستعان0
نشاط الشيعة في منبج:
ياسر بن إبراهيم الحسّاني مؤلف كتاب النهح الخالد. نشأ وترعرع في بيئة صوفية محبة لأهل البيت-كما يقول– لاسيما أن قبيلتهم الحسّان تدّعي نسب آل البيت حتى إن والده الصوفي (أبو أكرم) أهداه يوم زواجه كتاب: المراجعات ونهح البلاغة وكتب أخرى. وأثناء عمله في بيروت تشيع عن طريق العالم الشيعي محمد علي مرجة وكيل الخوئي في لبنان الذي ربطه بالداعية الشيعي علي البدري في سورية.
-يحمل ماجستير في الدراسات العربية والإسلامية (فقه العقائد).(1/37)
-تخرّج من حوزة الإمام الخميني قدس سره في السيدة زينب بدمشق ولا يزال يتابع دراساته الحوزوية العالية في منطقة الست زينب.
ومن المشجعين له على اختياره التشيع كما يقول هو في لقائه مع صاحب كتاب المتحولون صفحة211: شاعر منبج الإسلامي الأستاذ محمد منلا غزيل الذي قال له مؤيداً: "اختيارك موفق يا بني، وعليك تجنّب إثارة الاختلافات والنعرات"اهـ فاعجب لهذا التوجيه والنصح!!
ومما ظهر من نشاط الشيعة في ناحية الباب دعوة شيخ عشيرة الوهب في قرية البويهج عواد العمالة ولعل ذلك بمساعي وتزيين رفيق السوء حميدي الدهام الجربا شيخ قبيلة شمر في الجزيرة لا سيما أن عشيرة الوهب فرع منها.ومن دعاتهم في قرية بزاعة المدعو شاعر أهل البيت سمعو عبد الكريم الدرويش وله كتاب (الأضواء الكاشفة).
دعوة التشيع في الرقة(1/38)
للشيعة مركز كبير عند قبر يُزعم أنه لعمار بن ياسر وهذه الأرض في الأصل كانت مقبرة للمسلمين تدعى مقبرة عمار بن ياسر أو مقبرة أويس القرني قيل إن في هذه المقبرة بعض قبور مَن قُتل في معركة صفين قرب الرقة بين علي ومعاوية وجندهما ولكن لا يوجد دليل على ما يقولون لاسيما أن هذه المقبرة هي على يسار الفرات في الجزيرة في حين دارت رحى صفين على الضفة اليمنى للفرات في الشاميّة ولا يوجد داع لنقل القتلى إلى الجزيرة ولم يمكن هذا معهوداً لاسيما أن القتلى كثير. وظلت هذه المقبرة سنِّية مئة بالمئة يدفن فيها أهل الرقة موتاهم فهي المقبرة الأساسية لمدينة الرقة ولم نر للشيعة بها أثراً بل لم يكن في الرقة شيعي أصلي واحد فيما علمت إلا نحو خمسة متشيعين. ولكن الشيعة استصدروا قراراً بنبش جميع قبور المسلمين فيها ونقلها إلى مكان آخر والإبقاء على قبرين فقط يُزعم أنهما لعمار وأويس وتسليم كل تلك الأرض للشيعة لبناء مركز لهم كبير مشابه لمركز زينب في دمشق وبالفعل أنذر الأهالي في الرقة بنقل جثث موتاهم إلى مكان آخر بعيد وهكذا مُهدت الأرض وبني عليها وثن للشيعة كبير وبقي البناء مدة لم ينجز كاملاً قيل لم يتم البناء بسبب خلافات بين السلطات السورية والإيرانية على ملكية المركز أو على الثمن أو الغنائم أو لعدم لفت الأنظار ثم تتابع العمل بعد أن توسعوا فيه وهو الآن على وشك الإنجاز بمبانيه وملحقاته الواسعة ومنها حوزة يتنبأ لها الشيعة بمستقبل واعد. المهم أن الشيعة الآن يستخدمون هذا المركز لنشر ضلالهم حتى صار لهم في الرقة أتباع بعد أن لم يكن فيها أحد منهم البتة. فالأذان هناك فيه حيّ على خير العمل وفي هذا المركز يوزعون كتيباتهم وأشرطتهم على جموع المسلمين من نساء وبسطاء ممن اعتادوا على المجيء إلى هذه القبور المزعومة قبل أن يستولي عليها الشيعة. وفيه يقدمون وجبات الطعام وبعض الحلويات كالشعيبيات.(1/39)
في المركز المذكور تقام الاحتفالات الكثيرة في المناسبات المختلفة واستغلال هذه التجمعات التي يحضرها كثير من عوام المسلمين لتشييعهم بشتى الوسائل حتى صار عدد الشيعة يقدر بالمئات. ففي نهاية ربيع 2001م دعا الشيعة إلى تجمع كبير في مركز عمار في الرقة حضره كبار رجال الشيعة من كافة أنحاء سورية وبعضهم جاء من لبنان وركّزوا في هذه الدعوة على الطلبة العرب والمسلمين الدارسين في الجامعات السورية فهيئوا لهذا الغرض وسائط النقل لحمل المدعووين مجاناً من المدن المختلفة كحلب وغيرها إلى الرقة. أخبرني طلاب موريتانيون أنهم ذهبوا في باصات أُعدت لنقلهم إلى الرقة حيث لاقوا ترحيباً بالغاً من الشيعة في مركزهم ثمّ أُلقيت الكلمات والخطب الشيعية وأعقب الاحتفال مائدة كبيرة هيئت لهذا الغرض قالوا والتقينا هناك بطلاب من دول إسلامية مختلفة دارسين في سوريا قد تشيعوا . والواقع أن الشيعة يستغلون غربة الطالب وقلة ذات يده فيستميلونه بالمال ويلقون عليه الشبهات حتى يتشيع لاسيما أنه قادم أصلاً من بيئات قبورية صوفية. وقد صار إقامة هذا المولد عرفاً يثابر عليه الشيعة ويعملون على تطويره ففي ربيع العام التالي 2002م شارك كثير من دعاتهم في إلقاء الخطب وكان لحزب الله اللبناني دور بارز بمشاركة نائب رئيسه في هذا الاحتفال وكالعادة أعقب الاحتفال توزيع المأكولات ولكن هذه المرة أكثروا من توزيع الدجاج، على أن موالدهم وأعيادهم واحتفالاتهم التي يدعون إليها المسلمين قد كثرت وتعددت طيلة العام. والحاصل أن مركز الشيعة في الرقة صار من مراكزهم الأساسية على الرغم أن دعوتهم في الرقة لازالت في بدايتها ولكن لا يَعْدَمُ داعيةٌ أتباعاً والعوام أتباع كل ناعق ما لم يتنبه أهل السنة إلى هذا الخطر الذي يوشك أن ينتشر في الرقة انتشار النار في الهشيم.ثم تطوّرت الأمور إلى إقامة خطبة جمعة دائمة في هذا المركز يعقبها درس لمدة ساعتين يليه وجبة طعام دسمة. ولعل(1/40)
من أخطر ما ظهر من نشاطٍ للشيعة في الرقة الشروع بإنشاء مطار خاص بهم شمال الرقة لتسهيل قدوم شيعة ايران وغيرهم للحج إلى هذه الأوثان ونشر بلائهم في هذه النواحي مما لايبشر بالخير ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أهم القبائل التي بدأ التشيع يدب فيها قبيلة (البوسرايا) قسم منهم يقطنون الرقة، وكثير منهم يسكنون الشميطية بين الرقة ودير الزور، وكان الذي شجّع الشيعة على دعوة أفراد هذه القبيلة ادعاؤها أنها من آل البيت فتزعم أن نسبها يعود إلى الحسين بن علي مما جعل كثيراً منهم يتشيعون لا سيما أن الشيعة في البداية لا يذكرون للمدعووين إلا محاسن أهل البيت دون ذكر لعقائد الشيعة الخطيرة من قول بتحريف القرآن وتكفير جمهور الصحابة ونحوها بل يوهمون المدعوِّين أن مهمة الرافضة وديدنهم إكرام المنتسبين لآل البيت وطالما أنتم معشر البوسرايا تنتسبون لآل البيت فمن واجبنا وواجب الحكومة الإيرانية إكرامكم وأنتم أولى من غيركم بمذهب آل البيت مادام أنه مذهب جدكم الحسين فتبدأ الثقة والميل والتلقي وهكذا رويداً رويداً يلقي الشيعة ضلالاتهم في أذهان مدعوويهم حتى يلعنوا الصحابة ويكفروا بدين المسلمين ويعلنوا تشيعهم بالكامل وهلم جراً تتسع الدائرة ولا حول ولا قوة إلا بالله. وفي قرية الشميطية ينتشر التشيع الآن كما أخطرني غير واحد.ومن القبائل التي يتشيع أفراد منها الآن قبيلة البو حميد علماً أن قريتهم الجزرة تُعدُّ معقلاً للطريقة الخزنوية النقشبندية الضالة.
أهم الرجالات الشيعية في الرقة:
أبو علي هو المسؤول عن توزيع الكتب وتنسيق الدعوة في مركز الشيعة في المدينة، وقد طلع أخيراً في مقابلة في التلفزيون السوري كعلامة على التسهيلات التي تُبذل لنشر التشيع.
عبد الرزاق حليب متشيع داعية نشط تشيّع على يديه كثير من موظفي دائرة مالية الرقة بحكم عمله جابياً في هذه الدائرة.(1/41)
عائلة الصليبي أثرياء عندهم صيدلية وبعض المحلات التجارية وسط المدينة يتشيعون وهم في الأصل سنة من قبيلة الحليبين التي تدّعي انتسابها لآل البيت ومن هنا دُخِل عليها.
محمد أحمد الصالح طبيب جراحة عامة من قبيلة البوسرايا متشيع.
علاء الشوّاخ الشعيبي دكتور في الأدب العربي من قبيلة البوسرايا وهذا الرجل فضلاً عن ذلك له آراء شاذة مثيرة، والناس محتارون في أمره هل هو ماسوني أم علماني أم عقلاني؟ ولكن الحقيقة أنه مُتَّبِع لهواه ويتبنّى أفكار الشيعة في كثير من آرائهم فهو على الأقل مؤيد للشيعة، وأتباعه مآلهم إلى التشيع. لديه منتدى أسبوعي عَلَني في بيته يحضره عدد من الشُذّاد متأثرين به ويُشَم من مجلسهم رائحة التشيع من خلال ما يطرح فيه من النيل من الصحابة والطعن في الأحاديث الصحيحة والاستهزاء بها ومن هؤلاء الذين يحضرون منتدى علاء الشواخ المذكور:
عبد المجيد السراوي من دعاتهم وخطبائهم ويهتم بتوزيع منشورات لحزب الله.
المدعو حقي وهو قاض لدى المحاكم الوضعية في الرقة.(1/42)
حمد الحمد مدرس فلسفة من عشيرة البياطرة له آراء شاذة وأفكار ماركسية. والحاصل أن مجلس علاء الشواخ خطوة في طريق التشيع وهو معاد للسنة على أية حال فينبغي التحذير منه قال لي بعض من حضر مجلسهم: أُلقيت فيه عظائم فسألت الله السلامة وخرجت نادماُ على حضوري. علماً أن أتباعه يروّجون لهذا المنتدى ويدعون إليه كبار المثقفين والمدرسين والأطباء.ومن العائلات التي تشيعت أخيراً وصار فيها دعاة عائلة آل ضبّة ومنهم علي جبارة يدرس الآن في حوزة زينب بدمشق على نفقة إيران. وكعادتهم يستخدم الشيعة الإغراءات المادية لكسب الزبائن مثل ما ذُكر عن إهداء تنكة زيت زيتون أصلي(زيت كردي) للمدعو علي السويحة فكانت سبب تشيعه، وكحال رشيد الخياط وأخيه كانوا فقراء مقلين ثم صاروا بين عشية وضحاها من الموسرين ويملكون عدة ورشات بعد سلوكهم هذا السبيل ونشاطهم فيه، وللأسف يوجد دائماً مَن هو مستعد للتخلي عن دينه من أجل عرضٍ من الدنيا، ولهذا تكثر قائمة المتشيعين يوماً إثر يوم، والواقع إن المرء ليأخذه العجب كيف تجاوز عدد المتشيعين في الرقة هذه الأيام العشرات وربما المئات بعد أن لم يكن فيها أحد منهم قبل سنوات مما يستدعي تكاتف أهل الفضل ونهوضهم للوقوف في وجه هذا الوباء الذي استشرى في الرقة وغيرها واستدرج كثيراً من البسطاء والمفتونين فلا ينبغي لأحدٍ أن يستهين بدعوتهم.(1/43)
ومن أساليب الشيعة الحديثة القديمة دعوة شيوخ العشائر لزيارة إيران مجاناً كما حصل مؤخراً حيث قام طائفة من رؤساء العشائر في سورية بزيارة إلى إيران بدعوة من سفيرها ومسئووليها ذكروا أن بعضهم من الرقة. ولا أظن أن هذه الزيارة ستكون الأخيرة بل ستتبعها زيارات والهدف معروف. وهؤلاء المشائخ غافلون أو متغافلون عما يُراد بهم. والمال والجاه سلطان كما يقال والله المستعان. ومن القرى التي تشيع فيها بعضُ الناس قرية البو حمد ولم يكن فيها شيعة أصلاً ولكن بعض مَن عمل في لبنان تشّيع ونقل هذا البلاء من هناك. أما في الطبقة فقد تجلّى نشاط الشيعة ببناء حسينية فيها بمساعي بعض المتشيعين والشروع ببناء مدرسة شرعية شيعية.
دعوة التشيع في إدلب(1/44)
ثمة قرية كبيرة جداً في إدلب متشيعة بالكامل والتشيع فيها قديم وهي الفوعة، وهناك قرية أخرى فيها تشيع كثير هي (معرة مصرين) فعائلة الرحّال وهم طائفة كبيرة في القرية كلهم شيعة والعياذ بالله. وفي منطقة جسر الشغور توجد قرية تدعى (زرزور) أهلها متشيعون. والدعاة الشيعة ناشطون في تلك النواحي وبعضهم يمنح قروضاً مالية للفقراء بحجة الأخوة الإسلامية ثم يعفيهم في النهاية منها ويزيدهم، وقد بلغني أنهم يمنحون مَن يسمي ابنه حسناً أو حسيناً مبلغ 2500ليرة. ومسألة الأسماء هذه من الأمور التي يستغلها الشيعة قبحهم الله للدخول إلى العوام ونشر التشيع بينهم. وفي مركزهم في حلب في نهاية الاحتفال بالمولد أعلنوا في قسم النساء أن كل واحدة من الحاضرات اسمها زينب لها هدية. وربما اعتُني ببعض الطلاب في الجامعة لمجرد أن اسمه علي. وبالمناسبة فقد عمل دعاة الشيعة في مختلف المناطق عن طريق الملحقية الإيرانية على تهيئة الفرص وتقديم التسهيلات لطالبي الدراسة من الطلاب السُنَّة في الجامعات الإيرانية بمختلف الاختصاصات مما يكون له أكبر الأثر في تشييع هؤلاء الدارسين كما هو معلوم عن طريق إغرائهم بالمال والشهادات والتمكين لهم إذا عادوا إلى ديارهم بالمناصب المرموقة النافذة. وقد بلغني أن الشيعة يقومون بتوزيع الرز والسكر في تلك النواحي من إدلب حتى ذُكر أن قرية منها تشيع أهلها بالرز والسكر.
من دعاتهم الحاج حسن السيد من زرزور مؤلف كتاب (محب وموال لمحمد والآل) وشاعرهم في الفوعة المسمى شاعر أهل البيت إبراهيم محمد جواد.
دعو ة التشيع في حمص والساحل
حي البيّاضة في حمص يكثر فيه الشيعة وفيها شارع يسمى شارع إيران ولهم في هذا الحي مسجد كبير وعليه علم أسود. وقرية الحَمِيْدية غير بعيد من حمص أهلها شيعة.(1/45)
أما في الساحل فإن الشيعة الإيرانيين والعراقيين ينشطون ثمة جداً طمعاً بتحويل أهل الساحل إلى عقيدة الإمامية وهذا سهل جداً كما لا يخفى وهم من أيام الخميني يسعون لذلك والسيارات المحملة بالكتب تصل تباعاً إلى تلك النواحي. وأبرز ما ظهر للشيعة من نشاط في الساحل استدراجهم لمدير أوقاف طرطوس المدعو الدكتورمحمد السيد إلى القول بعقائدهم وطروحاتهم وقد تجلّى ذلك في تَصَدُّره غلاف العدد 25 من مجلة المنبر المختصة بالمتحولين إلى الشيعة، وكان من أقواله: (أهل البيت أولى الناس بالأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ليس بسبب قرابة الدم فقط بل لأنهم أقربهم إليه تمثلاً وطاعة) وقوله: (مَن غير آل محمد يستطيع أن يعلم الأمة أُطالبُ بإعادة كتابة التاريخ الذي حرّفه بنو أمية حتى تعرف الأمة قدر الإمام أمير المؤمنين) وقد أكثر المذكور في لقائه من الألفاظ الذي يستخدمها القوم من قبيل تقريب المذاهب وتوحيد الأمة.
نشاط الشيعة في دير الزور(1/46)
أهم القبائل والقرى المتشيعة: قرية حطلة قرب مدينة دير الزور سكانها من قبيلة البَكّارة فخذ البوبدران التي تدعي أن نسبها يعود إلى محمد الباقر من آل البيت مما سهل مهمة الشيعة عندهم حتى كثر التشيع في هذه القبيلة في القرية المذكورة وغيرها بحيث تُقدَر نسبة المتشيعين في حطلة بحوالي ثلث السكان(ربما أكثر من ألف متشيع) والله المستعان. ومن الأساليب التي يتبعونها ثمة ترخيص المهور دعايةً لجذب الشباب الراغبين في الزواج إلى مذهبهم. والآن يركِّز الشيعة على زعماء البكّارة في الدير آل راغب البشير وقد حضر بعضهم فعلاً الاحتفال بالمولد الذي أقامه الشيعة في حلب مع بعد المسافة. ومما ذُكر من طريف نشاط الشيعة في قرية حطلة أنهم كانوا يذبحون في حسينيتهم في كل أسبوع بقرة ويدعون إليها أهل القرية الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تشيعهم.ومن قرى البكّارة التي ينتشر فيها التشيع الآن وبُني في بعضها حسينيات قرية الصغير وقرية الصعوة وقرية الكسرة. ومن القرى الأخرى التي بدأ يستشري فيها التشيع قرية الشميطية سكانها من عشيرة البوسرايا يدّعون نسب آل البيت مع أن المشهور رجوعهم إلى قبيلة العقيدات وثمة من ينسبهم إلى عشيرة الأسلم التي هي من بطون قبيلة شمّر الطائية ولعل ذلك بسبب استهتار وتسيِّب متزعمهم المدعو فيصل الفياض وقد ذُكر أنه جلب لهم سيارة محمّلة بالكتب الشيعية من مراكز الشيعة في الساحل ووزّعها عليهم، وأكبر المتشيعين هناك أحمد الطعمة يحمل شهادة الدكتوراة من جامعة كراتشي الباكستانية ولعلها جامعة شيعية. ومن القرى التي نشط فيها الشيعة قرية خشام قرب البصيرة حيث تجلّى نشاطهم ببناء حسينية. ومن القرى التي صار للشيعة فيها ذكر قرية جديد عكيدات وداعيتهم هناك حسين الحاضر(يُقال أنه يتقاضى من السفارة الإيرانية نحو ثمانية عشر ألف ليرة شهرياً) وكذا قرية جديد بكارة وقد اشُتهر أنهم يمنحون المتشيع المبتدئ مبلغ خمسة آلاف ليرة كل(1/47)
شهر مع كسوة في الشتاء وكسوة في الصيف ولكل أهل بيت منهم مؤونة كاملة (سكر، رز، سمن، إلخ). وفي إحدى المناسبات نصب الشيعة خيمة كبيرة في القرية المذكورة وكان المأمول عندهم حضور الداعية الشهير عبد الحميد المهاجر لإلقاء المحاضرات وبث دعاية التشيع في تلك الناحية لولا أن الله قيّض أحد رجال القرية الغيورين فحرّق عليهم الخيمة ففروا مذعورين وكفى الله شر ذاك الخبيث ولو إلى حين وقد قيل إن ثمة حسينية بنيت مكان تلك الخيمة المنكوبة. أما قرية موحسن وسكانها من عشيرة البوخابور فقد بلغ عدد المتشيعين عندهم فيما قيل حوالي عشرين رجلاً ولعل انتسابهم لما يسمى حزب المرتضى -الذي هو واجهة للشيعة- وراء ذلك.
متشيعون من حطلة :
حسين الرجا مؤلف كتاب (دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة).لم يكن في أوائل عام 1977 في حطلة إلا ما يقرب من عشرة رجال متشيعين فقط كما يقول في كتابه, نشأ في بيئة صوفية ساعدت في انتقاله إلى التشيع مع ادعائهم نسب آل البيت فقد كان والده قادري الطريق يزعم أن نسبه يرجع إلى موسى الكاظم. وكان مع والده يقوم بطقوس صوفية مثل ضرب الدفوف وضرب السلاح(الشيش) وادعاء الوجد وشعوذات لا سيما للزائرين الطالبين للاستشفاء.
-الحاج ياسين المعيوف: داعية للتشيع وقد ألّف كتاب (يا ليت قومي يعلمون ).
-الحاج موسى الملا عيد - علي الموسى الملا عيد مثقف جامعي -علي الجاسم -حسن الهبالي -خضر الجاسم -محمد الجاسم -أبو علي خلف الحاضر -محمود السعيد -عيسى الهلال.
-عمر العلي بن حمادي وهو أول من تشيّع من أهل حطلة فكان وسيلة أو جسراً سمح بالعبور لمذهب الشيعة إلى المنطقة الشرقية من سورية وبخاصة قرية حطلة والتي تعتبر مركزاً للتشيع .
دعوة التشيع في الحسكة(1/48)
قام الشيعة مؤخراً بإقامة مولد في معهد الحسكة الشرعي عام 1421هـ مما ينذر بالشر. والذي يظهر أنهم قاموا برشوة إدارة المعهد حتى استطاعوا إقامة مثل هذا المولد. ومن آثار ذلك صار بعض مدرسي المعهد يعلن لطلابه عن إباحة المتعة ثم أُسكت بعد ذلك والحمد لله. ولكن أبرز ما ظهر للشيعة من نشاط في عاصمة الجزيرة السورية (الحسكة) هو بناء مسجد يسمونه حسينية في ناحية الجبسة الشدّادي من أعمال الحسكة حيث آبار النفط ومساكن العاملين في تلك الحقول النفطية. وهؤلاء العاملون غالبهم غرباء عن المنطقة فلعل المسجد بني بمساعي المتشيعين منهم لدى السفارة الإيرانية مع أن الشائع أن بانيه شيعي كويتي. والأذان في هذا المسجد فيه أشهد أن علياً ولي الله. ويوم الجمعة يتوافد المتشيعون من الحسكة إلى هذا المسجد لحضور خطبة الجمعة وقد رتبوا لهذا الغرض باصات تنقل الراغبين مجاناً والخطيب يدعى (أبو النور) يستقدمونه من مركز الشيعة في حلب. أبرز دعاة الشيعة في الحسكة المدعو أبو فراس الجبوري(مصطفىخميس) يلبس عمامة سوداء وله نشاط واضح فمن ذلك تأليفه لبعض الكتب الشيعية مثل (رسالة حديث الثقلين) ولديه مكتبة كبيرة فيتجمع عنده المتشيعون وغيرهم مساء الخميس كموعد دائم ومن نشاطه دعوة بعض المرضى للعلاج في مشفى الخميني بدمشق. وقد قدمنا أن الشيعة في سعيهم المحموم لتشييع الناس يستخدمون التسهيلات الصحية مثل بناء المشافي كوسيلة لكسب الزبائن وأشرنا آنفاً إلى سيطرتهم على مشفى الهلال الأحمر في حلب والله المستعان. ومن الدعاة المتشيعين محمود نواف الخليف وكذا الدكتور حسن الأحمد المشهداني ولعلّ من أبرز دعاتهم ثمة المدعو عبد المحسن العبدالله السراوي مؤلف مجموعة كتب منها: (القطوف الدانية في المسائل الثمانية) وقد قدّم له الأستاذ عبد الله عدنان المنتفكي. ولد السراوي في قرية سعدة سنة 1957ميلادية في محافظة الحسكة وأتم دراسته الإعدادية والثانوية في معهد(1/49)
الروضة الهدائية الشرعي بحماة عام(1981م) ثم انتسب إلى كلية الدعوة فرع جامعة ليبيا بدمشق عام 1983وتخرّج منها عام1988 وقد كان خلال هذه الفترة يشغل منصب رئيس ديوان الأوقاف في محافظة الحسكة وعضواً في مجلسها المحلي. ثم انتسب إلى الدراسة الحوزوية في منطقة السيدة زينب عام 1986 ولا يزال يواصل دراسته لعلوم الشيعة. وله المؤلفات التالية: القطوف الدانية في المسائل الثمانية-فاطمة الزهراء عليها السلام في الأحاديث النبوية-مسند الإمام علي من مصادر السنة-مسند الإمام علي من مصادر الشيعة-تحقيق القسم الخاص بالإمام علي من (الرياض النضرة لمحب الدين الطبري)-تحقيق كتاب (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري)-مستمسَك الأحكام الإسلامية.
دعوة الشيعة في القامشلي(1/50)
أحد أكبر المرشحين للتشيع في الجزيرة (القامشلي) المدعو حميدي الدهام الجربا شيخ قبيلة شمّر في سورية وقد قام هذا أخيراً بزيارة إيران على رأس وفد من رؤساء عشائر الجزيرة كالأكراد وغيرهم(عرفت منهم جدعان الغنّام من زعماء طيء في القامشلي وعبد الكريم الغيدة من الأكراد وعواد العمالة زعيم عشيرة الوهب في البويهج قرب الباب وفيصل العُريف زعيم خفاجة في مسكنة) والتقى هناك بالمسؤولين والعلماء الشيعة وعادوا مبهورين مضبوعين مملوءة جيوبهم وبعدها صار الجربا هذا يرسل يديه في الصلاة على عادة الشيعة ولا يضعها على صدره وصار ينال من الصحابي الجليل الحافظ أبي هريرة رضي الله عنه وينبزه بأبي البسس (القطط)، بل صار يهمّ ببناء حسينية لولا اعتراض الغيورين من قبيلة شمّر. ولعل توجُّه همة هذا الرجل إلى إيران والشيعة بالاضافة لما يقدمه الشيعة من شهوات وشبهات جاء كردّة فعل على طرده من السعودية بعد أن تكلم بكلام عند قبيلة شمّر في حائل عدّه المسؤولون السعوديون مشجعاً على الفتنة فمنعوه بعدها من دخول المملكة مع أنهم كانوا يكرمونه سابقاً بل لعله لازال يتلقى منهم بعض الهبات التي يلتزمونها تجاه بعض شيوخ القبائل.
ومما لوحظ من نشاط الشيعة في ناحية تل تمر ورود صورة في كتابهم المتحولون لما سموه محمد السالم شيخ عشيرة مع بعض المتشيعين من تلك الناحية.
نشاط الشيعة في أوساط (الخزنوية):(1/51)
الخزنوية مقرهم القامشلي قرية تل معروف: من المؤيدين للشيعة والمشجعين لهم لأنهم يزعمون أن نسبهم عائد لآل البيت كعادة شيوخ الطرق الصوفية مع أن جدّهم المدعو أحمد الخزنوي كردي قدم من تركيا بل ثمة أدلة على أنه ربما كان يهودياً من يهود الدونمة. وهم الآن يتظاهرون بالطريقة النقشبندية ويغلون في شيخهم حتى اعتقاد الحلول فيه. وعلاقتهم بالشيعة هذه الأيام واضحة، وقد تواترت الأخبار عن تشيع طائفة من مريديهم. وفي الاحتفال الذي أقيم في مركز الشيعة في حلب بمناسبة عاشوراء عام 1422هـ كان أحد الخطباء الغلاة على منبر الشيعة الشيخ معصوم الخزنوي وكان مما قاله: إن الحسين أفضل من علي، لأن أم الحسين أفضل من أم علي إلخ إلخ. والواقع أن الشيعة هذه الأيام ومن ورائهم إيران الغنية يسيل لعاب كثير من المشايخ للتهافت عليهم ونشدان ودهم. فالمال عندهم وفير، والجاه أيضاً كثير، وهذان الاثنان هما مطلب أكثر المشايخ والله المستعان.
ومن دعاتهم في منطقة القامشلي: هشام عبدالله آل قطيط مواليد1965 قرية البابيري تابعة لناحية مسكنة قضاء منبج في حلب ينتمي إلى البو مسرّة فخذ من البو شعبان (الولدة) ذهب إلى القامشلي-رميلان في الجزيرة صغيراً مع أسرته كأحد المغمورين بعد إنشاء سد الفرات فدرس الإعدادية والثانوية هناك ثم التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة حلب وبعد إنهاء الدراسة الجامعية التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية وكانت خدمته من سوء حظه في بيروت وهناك أضله الله على أيدي دعاة الشيعة ثم عاد فالتحق بالحوزات الشيعية في الست زينب في دمشق حيث حشوا دماغه الفارغ بترهاتهم وأباطيلهم حتى صار من دعاتهم الموثوقين له عدة مؤلفات أشهرها: (المتحولون من السنة إلى الشيعة) و (من الحوار اكتشفت الحقيقة من بيروت كانت البداية) وغيرها.
نشاط الشيعة في درعا(1/52)
لقد تجلى نشاط الشيعة في أذرعات ببناء مسجد للقوم في شارع كورنيش المطار الحي الغربي في نفس البلدة وقد كان إنجاز هذا المسجد وتدشينه سريعاً (سنة1421هـ) بشكل لافت للنظر وميّزوه بأضواء خضر ليخالف ما عداه. والأذان فيه حيّ على خير العمل مع ترديد لا إله إلا الله مرتين في نهايته. وإمام المسجد شيعي عراقي وكذلك الخطيب. وأشهر العائلات المتشيعة هناك عائلة الصيدلي وعائلة العيثروني وعائلة أم مجير والأولى غنّية وفيهم متعلمون أطباء ومهندسون وهذه العائلات كانت فيما سلف تستعمل التَقِيَّة في تعاملها مع المسلمين ثمّ أظهرت التشيع فجأة لاسيما بعد بناء مسجدهم في المدينة. داعية الشيعة في درعا هو المدعو الغزالي من قرية قرفا. وثمة دعاة آخرون كأبي جعفر العراقي وغيره. وبصرى من أعمال درعا يوجد فيها تشيع. كما لوحظ لحزب الله اللبناني نشاط في هذه المناطق.
نبذة مختصرة عن دين الشيعة المراد نشره في سورية(1/53)
إنَّ مما يثير القلق أن كثيراً من أئمة المساجد في أكثر البلدان فضلاً عن العوام لا يعلمون شيئاً عن عقائد الشيعة إلا بعض ما يتناقله الناس من سبِّ الشيعة للصحابة واحتفالهم الشنيع بعاشوراء ونحو ذلك فلعلّ كثيراً منهم لا يعلم أن الشيعة يعدُّون هذا القرآن الذي بين أيدينا ناقصاً مُحَرَّفاً وأن الصحابة -بزعمهم- انتقصوا نحو ثلاثة أرباعه أو أقل أو أكثر وأنه زيد فيه وبُدِّل ومن ذلك أن أحد متأخريهم هو النوري الطبرسي(1320هـ) ألف كتاباً في هذا الشأن سمَّاه(فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ومن أحاديثهم في الكافي ص54: (ما ادّعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أُنزل إلا كذاب وما جمعه وحفظه كما أُنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده).(1) وحتى ما أثبتوه رسماً للتقية فإنهم يؤولونه على
__________
(1) وفي الحديث الآخر عندهم قال أبو عبد الله: (إذا قام القائم قرأ كتاب الله على حدِّه، وأخرج المصحف الذي كتبه علي. وقال أبو عبد الله: أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، فقال لهم: هذا كتاب الله كما أنزله على محمد وقد جمعته من اللوحين، فقالوا: لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبداً) وفي الرواية المكذوبة الأُخرى سئل: (فهل وقت لإظهاره معلوم؟ فقال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه)الاحتجاج للطبرسي ص77 ولنا أن نتساءل لِمَ لَمْ يُخرج علي هذا القرآن المزعوم في مدة خلافته لو كان موجوداً؟ إنها لا تعمى الأبصار وهل القائم الذي لن يقوم أبداً أشجع من علي وأولى حتى يُخرج هذا القرآن؟ ثم يُقال هنا: ما الفائدة من حفظ الله للقرآن عند= =القائم الذي لا يُعرف متى يقوم ويخرج؟ وكأن القرآن أنزله الله سبحانه لِيُحْفَظَ بعد خروج المهدي لا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل يترك الله البشر هكذا دون كتاب يُعتمد عليه كما يدّعي الشيعة حتى يقوم القائم الذي لن يقوم أبداً؟(1/54)
غير السَنن الجاري ويحرفونه. والكثير من المسلمين لا يعرف أن الشيعة يحكمون بكفر ولعن جميع الصحابة الذين توفي عنهم النبي صلى الله عليه وسلم عدا خمسة هم علي وسلمان والمقداد وأبو ذر وعمار ولذا فهم لايقبلون مرويات الصحابة ويردُّونها جميعاً ويمنعون أخذ الدين إلا عن طريق أئمتهم الاثني عشر ويُثبتون لهم الوحي والعصمة من الخطأ والتصرف المطلق في الكون. والأئمة بريئون من الشيعة وما ينسبونه إليهم ولكنّهم ابتلوا بهذه الطائفة الزائغة التي ادّعت محبتهم وموالاتهم وكذبت عليهم ولمّا لم يوافقهم أهل السنة على غلوهم في هؤلاء افتروا على أهل السنة بأنهم ينصبون العداوة لآل البيت ولا يعرفون لهم حقاً وهذا كشأن النصارى الذين يعدُّون المسلمين كفاراً بالمسيح لمّا لم يوافقوهم في غلوهم(1)
__________
(1) وهو أيضًا شأن متعصبة المذاهب الذين يقولون لمن يأخذ بالحديث الصحيح ويترك قول أحد الأئمة إذا أخطأ في مسألة ما مجتهداً بأنه يطعن في الإمام لمّا لم يوافق المتعصبةَ في أن الإمام محفوظ معصوم لا يخطىء أبداً وأنه لا يخفى عليه شيء من الأحاديث في الأرض ولا في السماء وأن رحمة الله في فهم الدين وفقهه قُصرت عليه وأنه لا يُترك من قوله شيء البتة فإذا أحل شيئاً فهو الحلال وإذا حرّمه فهو الحرام وأنه الإمام الأعظم ونحو ذلك من الغلو. وكذلك هو شأن ودأب عبدة= =قبور من يُظن أنهم أولياء إذا أنكر عليهم الموحد ونبّههم إلى تحريم رفع القبر أصلاً فضلا عن تغطيته بالستائر والفتنة به والعكوف عليه والطواف به دعك من الذبح له والتوسل به ثم طلب الحاجات منه فإذا أنكر عليهم الموحد ونبّههم إلى أن هذا الميت لا يملك لنفسه-فضلاً عن غيره- نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً وأن المُتعيِّن على المسلم أن يتوجّه بدعائه - لأنه عبادة - إلى الله وحده وأن هذا التوحيد هو ميزة دين الإسلام فإذا ما قال الدّاعي المهتدي ذلك رماه الغلاة من القبوريين بأنه يسب الأولياء ولا يعرف لهم قدراً ونسي أولئك المفتونون بالقبور أنهم في فعلهم هذا إنما يسبون الله سبحانه وتعالى ولا يقدرونه حق قدره ولا يرجون له وقاراً ويسيئون به الظن لأنهم يشركون به وربما قالوا عن هذا الشرك المرتكَب تبركاً تسميةً له بغير اسمه كمن يشرب الخمر ويسميها مشروبات روحية وكمن يسمي العاهرات والمغنيات والراقصات والممثلات فنّانات وكمن يسمي المخبر القتّات مندوباً وهلّم جراً.(1/55)
في المسيح. والأئمة الذين يغلو فيهم الشيعة هم في الواقع أحد عشر فقط علي رضي الله عنه وعشرة من ذريته: الحسن بن علي ثم أخوه الحسين ثم ولده علي زين العابدين ثم ولده محمد الباقر ثم ولده جعفر الصادق ثم ولده موسى الكاظم ثم ولده علي الرضا ثم ولده محمد الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري وهذا الأخير توفي عقيماً عام 260هـ ولم يُعَقِّب ذرية ولكن غلاة الرافضة بعد ذلك الحين اخترعوا ثاني عشر فاختلقوا أن للحسن العسكري ولداً يُدعى محمداً وأنه ولد سنة 255هـ أي قبل وفاة الحسن هذا بخمس سنوات فقط سموه القائم أو الحجة أو المهدي صاحب الزمان، زعموا أن ما يُسمَّى بالإمامة آلت إليه بعد وفاة والده وهو في هذه السن (خمس سنوات) فدخل سرداب دار أبيه في سامراء وغاب فيه من وقته (أي منذ عام 260 هـ) وهم ينتظرون خروجه منذ ذلك الحين فإذا ما خرج أحيا جميع الولاة الذين حكموا المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تاريخه فيقتل ويصلب وهذه عقيدة يسمونها الرجعة، وعائشة وحفصة رضي الله عنهن ممن يُرجَعن فيُصلبن ثمة مع أنهم الآن يلعنونهن مع جملة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويعدون عائشة خائنة كافرة ويقذفونها بالفاحشة والعياذ بالله ويروون في ذلك أحاديث مثل ما قال ابن رجب البرسي أخزاه الله في "مشارف أنوار اليقين صفحة 86": (إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة). وقد التقيت أنا شخصياً بثلاثة أشخاص من شيعة العراق كلهم قال عن عائشة: خائنة كافرة واتهمها آخر صراحة بالفاحشة نعوذ بالله من غضب الله. وهذا على مستوى عوامهم فما بالك بعلمائهم أخزاهم الله. ودعاء صنمي قريش - يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما - مشهور عندهم وفيه:" اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها -أي أبا بكر وعمر- وابنتيهما-يعني عائشة وحفصة- اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرّفا كتابك وألحدا في آياتك اللهم(1/56)
العنهما وأتباعهما وأولياءهما ومحبيهما ،اللهم العنهم بعدد كل آية حرفوها وسنة غيّروها لعناً دائماً لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم والمقتدين بكلامهم إلخ إلخ(1) وهذا الدعاء يقرأ عندهم في الصلاة وغيرها وكان الخميني - على سبيل المثال- يقوله بعد صلاة صبح كل يوم بل إن غالب أورادهم تتضمن لعن الصحابة والطعن فيهم والتبرّؤ منهم(2)وكثيراً ما يستعملون لعن الشيخين بدل التسمية في بداية الأعمال فهم يكثرون اللعن كثيراً وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: رأيتكن أكثر أهل النار. قُلن: وبم ذاك؟ قال: تكثرن اللعن الحديث، فما بالك بهؤلاء الذين مبنى دينهم إنما هو على اللعن والحقد وعلى من؟! على خيرة الله من خلقه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته!!! ومن الطرائف أن الرافضة في حين يحكمون على جمهور الصحابة بمن فيهم أبوبكر وعمر بدخول النار والخلود فيها تجدهم يحكمون بنجاة كسرى ملك الفرس الذي قتله الصحابة رضوان الله عليهم ففي بحار الأنوار (41/4) من كتبهم يروي المجلسي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:(إن الله قد خلصه –أي كسرى- من النار وإن النار محرمة عليه). مما يدل على الأيادي الخبيثة للزنادقة الفرس الذين وضعوا هذه العقائد للشيعة الذين لا عقل لهم ولا فهم وقد بات واضحاً الآن لدى الباحثين أن أصول دين الشيعة أُخذت أكثر ما أُخذت عن طائفتين هما اليهود والفرس(3)
__________
(1) انظر مفاتيح الجنان للقمي ص (144) ليته سماه مفاتيح النيران.
(2) الولاء لآل البيت (يعني الأئمة الاثني عشر فقط) والبراءة من أعدائهم من أساسيات دين الشيعة. وأعداء آل البيت عندهم هم جميع الصحابة ومن ورائهم كافة المسلمين في مختلف العصور، يقول عالمهم الخونساري في كتابه روضات الجنات ص 579 (الفرقة الإمامية مجمعون على أن النجاة لا تكون إلا بولاية أهل البيت إلى الإمام الثاني عشر والبراءة من أعدائهم).
(3) ولا يعني هذا عدم تأثر الشيعة بالديانات المجاورة الأخرى فالناظر في دين الشيعة يجد آثار البوذية والمانوية والبرهمية واضحة المعالم لاسيما أن الشيعة قالوا بالتناسخ والحلول وكذلك غلوهم في علي والأئمة يتفق مع غلو النصارى في المسيح مع مشابهتهم في كثير من البدع كتعليق صور شيوخهم كالخميني وغيره في المساجد فعْل النصارى في كنائسهم وكذلك يصور الشيعة علياً والأئمة كما يتخيلون وينشرون تلك الصور بين عوامهم تماماً كما يفعل النصارى الذين يكثرون من نشر صور موهومة للمسيح والقديسين (وهذا في الواقع ما يفعله بعض شيوخ الطرق الصوفية عندما يوزعون صورهم على أتباعهم ليعبدوهم من دون الله فيما يسمونه الرابطة وربما عُلِّقت الصورة في القبلة وتمثّلها المريد فإذا ما قال هذا المسكين إياك نعبد وإياك نستعين انصرفت نيته إلى الشيخ لاسيما مع خلو القلب من سوى الشيخ كما هو حال طائفة الخزنوية النقشبندية في الجزيرة ولاحول ولا قوة إلا بالله) وكذلك شابه الشيعة النصارى في كثرة الأعياد ويستخدم الشيعة هذه الأعياد المبتدعة الكثيرة لإقامة الحفلات وإلقاء المحاضرات لنشر التشيع في مختلف البلدان.(1/57)
وآثار ذلك مبثوثة في كتبهم وعقائدهم وممارساتهم وأول من ابتدع لهم هذه البدعة عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أسلم ظاهراً وادّعى الوصاية لعلي رضي الله عنه كوصاية موسى ليوشع عليهما السلام ثم ادعى الألوهية في أمير المؤمنين واتبعه جماعة منهم فحرّقهم رضي الله عنه بالنار وبقيت أفكار ابن سبأ فيهم لاسيما أن أصبهان في إيران فيها كثير من اليهود وهم مخالطون للشيعة هناك وممّا يدلك على أن الواضع لدين الرافضة هم اليهود الأحاديث المثبتة في كتب الشيعة ومنها أن القائم أي مهدي الشيعة سيهدم الكعبة ويهدم المسجد النبوي وينقل القبلة والحجر الأسود إلى كربلاء وسيحكم لا بحكم القرآن بل بحكم التوراة ففي أصح كتبهم الأصول من الكافي للكليني الذي هو كصحيح البخاري عند المسلمين عدة أحاديث تدل على ذلك منها (1/379) ما رواه عن أبي عبد الله قال:(إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان) ومعلوم أن حكم داود وسليمان إنما هو التوراة المنسوخة. وفي الكافي أيضاً (1/207): (عن أبي عبد الله أنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسريانية). وذكر شيخهم ابن النعمان المشهور بالشيخ المفيد في كتابه الإرشاد ص402 عن أبي عبد الله: (يخرج مع القائم عليه السلام سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى) وإذا عرفت أن تخصيص عدد الأئمة عند الرافضة باثني عشر كأسباط بني إسرائيل ازداد عجبك هذا مع أن طوائف من الشيعة يكرهون جبريل عليه السلام مثل اليهود ويعتقدون أنه خان الرسالة وصرفها من علي رضي الله عنه إلى محمد صلى الله عليه وسلم. والذي يتأمل كتب القوم لا يشك أن القائم الذي ينتظر الشيعة خروجه إنما هو المسيح الدجال الذي ينتظره اليهود لا سيما أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدّجال يخرج من خراسان موطن الرافضة وأنه يتبعه من يهود أصفهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة فتأمل. أما الأصول الفارسية المجوسية للديانة الشيعية فظاهرة لاتحتاج إلى أدلة كثيرة(1/58)
وأكبر برهان على ذلك اقتصار التشيع في العصور السابقة بل وفي هذه العصور إلا ما ندر على الفرس، وكثير من هؤلاء الفرس الحاقدين دخلوا في الإسلام ظاهراً ليتخلصوا من دفع الجزية ثم عن طريق بدعة التشيع وتسترهم بموالاة آل البيت شفوا أنفسهم بسب الصحابة الذين هدّوا عروشهم وقضوا على ملكهم لاسيما عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي تم هذا الفتح في عصره ولذا يتخذون يوم قتله عيداً(1) ويعظمون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي ويسمونه بابا شجاع الدين وله الآن في إيران في مدينة كاشان مشهد يتبرّك الإيرانيون بزيارته(2)
__________
(1) ويسمونه يوم الفرحة ويصادف اليوم التاسع من ربيع الأول وهو عندهم أول يوم في إمامة المهدي المنتظر(المعدوم) وبداية ما يسمونه الغيبة الصغرى.
(2) يقول المستشرق الإنكليزي الذي سكن إيران مدة طويلة ودرس تاريخها دراسة وافية كما ينقل إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والسنة صـ47 يقول هذا المستشرق: (من أهم أسباب عداوة أهل إيران للخليفة الراشد الثاني عمر،هو أنه فتح العجم وكسر شوكته, غير أنهم (أهل إيران) أعطوا لعدائهم صبغة دينية، وليس هذا من الحقيقة بشيء). تاريخ أدبيات إيران للدكتور براون ص 217/1وقال: (ليس عداوة إيران وأهلها لعمر بن الخطاب بأنه غصب حقوق عليّ وفاطمة بل لأنه فتح إيران وقضى على الأسرة الساسانية، ثم يذكر أبياتاً فارسية لشاعر إيراني ما نصها في اللغة الفارسية:
بشكست عمر بشت هزبران اجم را
برياد فناداد ركك رريشة را
اين عربده برغصب خلافت زعلي ينست=
=با آل عمر كنيه قديم است عجم را
يعني أنّ عمر كسر ظهور أسود العرين المفترسة، واستأصل جذور آل جمشيد (ملك من أعاظم ملوك فارس). ليس الجدال على أنه غصب الخلافة من علي، بل إنّ المسألة قديمة يوم فتح إيران) 49/4 ويقول: (إن أهل إيران وجدوا في أولاد علي بن الحسين تسلية وطمأنينة بما كانوا يعرفون أن أم علي بن الحسين هي ابنة ملكهم يزدجرد فرأوا في أولادها حقوق الملك قد اجتمعت مع حقوق الدين، فمن هنا نشأ بينهم علاقة سياسية، ولأجل أنهم كانوا يقدسون ملكهم لاعتقادهم أنهم ما وجدوا الملك إلاّ من السماء ومن الله فازدادوا في التمسك بهم) 1/215(1/59)
، ومما يدل على الآثار الفارسية في الديانة الشيعية الاحتفال بعيد النيروز عيداً رسمياً في ظل ما يسمى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقد افتخر الرئيس الإيراني السابق رفسهُ جانِّي بالجاهلية الفارسية المجوسية قائلاً: (حضارتنا منذ ثلاثة آلاف سنة). والناظر في كتبهم يجد الحقد على العرب واضحاً فمما رواه المجلسي في بحار الأنوار (52/ 333) وهو من كتبهم المعتمدة رواية:" اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما إنه لن يخرج مع القائم منهم أحد " يعني أن أتباع القائم (المسيح الدجال) هم الفرس فقط. وفي رواية أخرى (62/349):" ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح". وكذا اقتصارهم على موالاة أولاد الحسين من زوجته شهربانو بنت كسرى لاعتقادهم أن دماء كسرى صارت في ذرية ابنته. وأكثر الغلو في الأئمة ذو أصول مجوسية. وهكذا يخترع اليهود والمجوس الأحاديث ويلصقونها بأهل البيت وهم بريئون من ذلك طهّرهم الله. وينبغي معرفة أن الشيعة منذ بداية الدولة الصفوية مطلع القرن العاشر الهجري صاروا كلهم غلاة باطنية خبثاء فالإيمان يبنى عندهم على خمس أهمها الإمامة يعني الاعتقاد بإمامة الاثنى عشر وأن الوحي استؤنف ينزل عليهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم يعلمون الغيب ولا يخفى عليهم شيء فمن أبواب الكافي باب الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم وباب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء ومن المتفق عليه عندهم الآن أن منزلة الأئمة فوق منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم ولِمَ نبعد كثيراً فهذا الخميني إمامهم الهالك يقول في كتابه الحكومة الإسلامية ص53: (إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل) ويقول أيضاً ص52: (الأئمة كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه مُحْدِقين). وأنهم المتصرفون في الكون (ولهم ولاية وخلافة تكوينية على جميع ذرات هذا الكون)، ويملكون الدنيا والآخرة،(1/60)
وأن لهم حق التشريع والتحليل والتحريم.ثم ابتدع لهم الخميني في هذا العصر ولاية الفقيه وهي أن الفقيه يلي ما يليه الإمام من أمور الدين وله عليهم حق الإمام فله أن يلغي الصلاة والصوم و الحج الخ كما هو منصوص كتبهم ففي كتاب معاهدة الإمام أن الإمام لو أمر بعدم ضرورة عبادة الله فإنه يُطاع ، هذا مع أن عبادة الأئمة والطواف بقبورهم وأوثانهم ودعائهم من دون الله والسجود على أعتابهم من أكبر القرب عند الرافضة فإذا استغاثوا فبهم وإذا ذبحوا فلهم وإذا توسلوا فبذواتهم وقبورهم فالغالب عليهم الشرك في كل شؤونهم ويعدّونه طاعة وإنما الشرك عندهم طاعة غير الأئمة وعلاوة على هذه الطامات المهلكات فهم جهمية معتزلة في الصفات فلا يثبتون لله صفة فلا يراه سبحانه المؤمنون يوم القيامة ولا يؤمنون باستوائه على عرشه في السماء ولا يؤمنون بنزوله في ثلث الليل الآخر والقرآن مع اعتقادهم تحريفه يقولون عنه مخلوق وهكذا جمعوا مع ضلالاتهم كل ضلالات المعتزلة في حين كان شيوخهم الأوائل مجسِّمة كهشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي ونحوهم إذ كانوا يعتقدون أن الله جسم مجوف إلى السرة وبعدها مصمت ثم تحوّل الرافضة بعدها إلى الاعتزال والتجهم ومن طامّاتهم عقيدة البِداء المتضمنة نسبة الجهل إلى الله سبحانه وتعالى.وعقائدهم التي يخالفون فيها المسلمين أهل السنة كثيرة لأنهم حريصون على هذه المخالفة في كل شيء ويعدّونها من أساسيات دينهم بل من عقائدهم أنهم خُلقوا من طينة غير طينة المسلمين هذا مع سجودهم أخزاهم الله على أوثان صغيرة على شكل فخّارات يأتون بها من طين الوثن المبني على القبر المنسوب للحسين في كربلاء ومن معتقداتهم في كربلاء أنها أفضل بكثير من مكة والمدينة ولذا يرون الحج إليها أفضل وأهم من الحج إلى مكة ومن كتبهم مناسك حج المشاهد (أي القبور) لشيخهم ابن المفيد. ومن أهم الأمور التي يدينون بها ويحرصون على إظهارها مخالفةً لأهل السنة(1/61)
النياحة على مقتل الحسين لاسيما في عاشوراء والعشر الأوائل من محرم إذ يضربون صدورهم ورؤوسهم بأيديهم وبالسلاسل والسيوف ويدعون بالويل والثبور ويلعنون الصحابة ويتجمعون لأجل هذه المهازل في الحسينيات والشوارع رجالاً ونساءً على صورة تشمئز منها النفوس وتعافها القلوب السليمة عادِّين ذلك من أكبر مظاهر وشعائر دينهم لعنهم الله. وممّا يحرصون على إشاعته والتدين به استحلال المتعة يعني استئجار المرأة مدة تقل أو تكثر للتمتع بها دون إشهاد ولا إعلان ولا رضى وليها ولا يترتب على هذا الاستئجار أي حقوق للمرأة لا في النفقة ولا الإرث ولا غيرها، وإذا فرغ من فِعْلَتِه فارقها دون طلاق ولا عدة. والمتعة الآن هي بلا شك زنا مكشوف استحلّه الشيعة خذلهم الله وحرصوا على ترويجه بين أتباعهم وغيرهم واتخاذه أحد أهم أسباب نشر التشيع بين العاهرين والعاهرات ممن تستهويهم هذه المتعة المحرمة وهي عندهم من أجلِّ القربات بل لايستقيم دين الشيعي ولا يتم إيمانه مالم يتمتع فمن أحاديثهم التي تحثّ عليها كما عند الكاشاني في (منهج الصادقين) صفحة 356:"الذي يعمل بالمتعة يعمل بديننا والذي ينكرها ينكر ديننا ومنكر المتعة كافر مرتد". "من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين...إلى أن قال: ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجة النبي صلى الله عليه وسلم" وفي كتاب (من لا يحضره الفقيه) (3/666) حديث: "من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة". والتمتع لايقتصر على المرأة البالغة أو المتزوجة بل حتى الصغيرة بل حتى الرضيعة ففي كتاب تحرير الوسيلة للخميني (2/241): "لا بأس بالتمتع بالرضيعة، ضمّاً وتقبيلاً وتفخيذاً – أي يضع ذكره بين فخذيها - ". وقد ذكر الشيخ حسين الموسوي من علماء النجف بعد أن تاب من التشيع والتزم دين الإسلام في كتابه (تبرئة الأئمة الأطهار) ص37 :" أنه كان تلميذاً مساعداً للخميني لما كان في العراق وأنه أثناء مرافقته الخميني في إحدى(1/62)
الزيارات إلى بغداد تمتع الخميني بطفلة عمرها أربع أو خمس سنوات بموافقة أبيها وفرحه بذلك قال: وبات الخميني والصبية في حضنه ونحن نسمع بكاءها وصريخها وفي الصباح قال له الخميني بعد أن رأى علامات الإنكار على وجهه: سيد حسين، إن التمتع بالطفلة جائز، ولكن بالمداعبة والتقبيل والتفخيذ، أما الجماع فإنها لا تقوى عليه "اهـ. وهذا الأمر جرّ إلى ما يسمّى جواز إعارة الفرج ويروون لها أحاديث مثل ما رواه الطوسي في الاستبصار (3/136) عن محمد بن أبي جعفر قال: قلت:"الرجل يحل لأخيه فرج جاريته؟ قال: نعم لابأس به له ما أحل له". قال حسين الموسوي في كتابه المشار إليه ص49: "إعارة الفرج معناها أن يعطي الرجل امرأته أو أمته إلى رجل آخر فيحل له أن يتمتع بها أو أن يصنع بها ما يريد فإذا ما أراد رجل ما أن يسافر أودع امرأته عند جاره أو صديقه فيبيح له أن يصنع بها مايشاء طيلة مدة سفره، وهناك طريقة ثانية إذا نزل أحد ضيفاً عند قوم وأرادوا إكرامه فإن صاحب الدار يعير امرأته للضيف طيلة مدة إقامته عندهم، فيحل له منها كل شيء قال: وفي زيارتنا للهند ولقائنا بأئمة الشيعة هناك كالنقوي وغيره مررنا بجماعة من الهندوس وعبدة البقر والسيخ وغيرهم من أتباع الديانات الوثنية وقرأنا كثيراً فما وجدنا ديناً من تلك الأديان الباطلة يبيح هذا العمل ويحله لأتباعه وزرنا الحوزة القائمية في إيران فوجدناهم يبيحون إعارة الفروج وممن أفتى بإباحة ذلك لطف الله الصافي وغيره ولذا فإن موضوع إعارة الفروج منتشر في عموم إيران. ومما يؤسف له أن السادة هنا (يعني في النجف) أفتوا بجواز إعارة الفرج وهناك كثير من العوائل في جنوب العراق وفي بغداد في منطقة الثورة ممن يمارسن هذا الفعل بناءً على فتاوى كثير من السادة منهم السيستاني والصدر والشيرازي والطباطبائي والبروجردي وغيرهم وكثير منهم إذا حل ضيفاً عند أحد منهم استعار امرأته إذا رآها جميلة وتبقى مستعارة عنده حتى(1/63)
مغادرته" إنتهى. أما اللواطة في النساء (نكحها في دبرها) فإنها من المتفق عليه عندهم ومن أحاديثهم المكذوبة المبيحة لذلك مارواه الطوسي في الاستبصار (3/243): عن علي بن الحكم قال: سمعت صفوان يقول: قلت للإمام الرضا عليه السلام: "للرجل أن يأتي امرأته في دبرها؟ قال: نعم ذلك له". قال الموسوي في كتابه المذكور آنفاً ص54:"إن إتيان النساء في أدبارهن لم يقل به إلا الشيعة الاثني عشرية واعلم أن جميع السادة في حوزة النجف والحوزات الأخرى بل وفي كل مكان يمارسون هذا الفعل وكان صديقنا الحجة أحمد الوائلي يقول: بأنه منذ أن اطلع على هذه الروايات بدأ ممارسة هذا الفعل وقليلاً ما يأتي امرأة في قبلها". ولم يكتف الشيعة أخزاهم الله بإباحة اللواط بالنساء بل أباحوا حتى اللواطة بالذكور لاسيما المُردان. ويروون لها أحاديث أيضاً ومن منظوماتهم التي يحفظها طلابهم في الحوزات: (وجائز نكاح الغلام الأمرد) . ويذكر الشيخ الموسوي في كتابه تبرئة الأئمة ص56 أن علاّمتهم عبد الحسين شرف الموسوي مؤلف المراجعات أفتى بذلك علناً أمام علمائهم ككاشف الغطاء وغيره لما سئل عن ذلك ونصح السائل بنكاح الذكر لأنه كان يسافر إلى لندن والزواج من الكتابيات لايجوز عند الرافضة واستدل عبد الحسين بحديث عندهم لفظه: "إذا طال بك السفر فعليك بنكح الذكر "، فتأمل ! وقال الموسوي: "ولقد رأيت الكثير من حوادث اللواطة في الحوزة النجفية وما سمعنا أكثر بكثير" إهـ . فهل يجرؤ عاقل بعد هذا على عدّ الشيعة –وهو مطمئن- مسلمين؟ وعلى كلٍ فالشيعة متفقون على تكفير المسلمين ولعنهم واستحلال دمائهم وأموالهم، وقد فعلوا ذلك كلما سنحت لهم الفرصة كما أثبت التاريخ إذ كانوا سبباً في سفك دماء المسلمين في بغداد على يد التتار بخيانة وتدبير الوزير الرافضي ابن العلقمي وزميله الطوسي وغير ذلك من خياناتهم وتربصهم بالمسلمين. ومن أحاديثهم كما في بحار الأنوار (27/231): قلت لأبي عبد الله(1/64)
عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب (السني) ؟ فقال:"حلال الدم ، ولكن أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء -لكيلا يشهد عليك- فافعل" وقال الخميني: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس. وقال نقمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/206) في حكم أهل السنة: " إنهم كفّار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية وإنهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة" اهـ. قال الشيخ حسين الموسوي وفقه الله في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار ص97 يتحدث عن ذكرياته مع أستاذه الخميني قبل توبته من التشيع: "لمّا انتهىحكم آل بهلوي في إيران إثر قيام الثورة وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها توجب علىعلماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء، وكان واجب التهنئة يقع عليّ شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني. فزرت ايران بعد شهر ونصف من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس فرحب بي كثيراً وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب (يعني أهل السنة)، نقتل أبناءهم ونستحي نساءهم ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام. لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها وما بقي إلا التنفيذ".(1/65)
قلت: وقد نفّذ الخميني خططه في أهل السنة في ايران حتى قلّ عددهم بعد ثورة الخميني عما كان سابقاً (يعدُّون نحو ثلث السكان من 15 إلى 20مليون نسمة) وقد قامت المخابرات الإيرانية مؤخراً باغتيال كثير من علماء بلوشستان والتركمان وغيرهم ضمن حملتها المسعورة بقيادة مرشد الثورة خامنئي لإخلاء ايران من علماء السنة ليتسنى لهم تشييع الناس كما كتبوا في مخططاتهم الخمسينية السرية. والواقع إن حقد الشيعة على أهل السنة لا يمكن تصوُّره ومن خالطهم أو سكن بينهم عرف مقدار ما يحملون في صدورهم من ضغينة وعداء أباح لهم عبر التاريخ أن يستعينوا على المسلمين بكل غازٍ وكافر كالتتار والصليبيين وغيرهم ولقد تواطأ علماؤهم على جواز بهت أهل السنة والطعن فيهم ورميهم بالنقائص.وهم متفقون على نجاسة السني نجاسة عين فربما أحرقوا ما لابس السني من أثاثهم وإذا أراد أحدهم المبالغة في شتم خصمه قال: (عظام سني في قبر أبيك). وقد سمعت عوامهم يتداولون بينهم حديثاً منطوقه: (لعن الله رجلاً شيعياً رحم رجلاً سنياً).مما يدل على العداوة الدينية الشديدة.(1/66)
وعلى الجملة فإن أصول الرافضة تختلف عن أصول المسلمين(1) فالكتاب والسنة اللذان هما مصدر ديننا نحن المسلمين لا يعتبرهما الشيعة لأنهما عن طريق الصحابة نُقلوا فتبعاً لتكفيرهم للصحابة لايأخذون من السنة شيئاً ولايعتبرونها فلا يأخذون من
__________
(1) واعلم أن الخلاف مع المسلمين (أهل السنة) أصل من أصول دين الرافضة, بل مبنى دينهم كله على المخالفة, في الأصول والفروع. وجل عباداتهم -أو كلها- فاسد, مع ما يكتنفها من شرك بالأئمة وبطلان شروطها, فعلى سبيل المثال: لا يغسلون أقدامهم في الوضوء الذي هو شرط الدخول في الصلاة, بل يمسحون عليها وحسب, هذا في حين ينكرون المسح على الخفين مع أنه متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم, ويوجبون صيام يوم الشك حرصاً على مخالفة المسلمين= =وإذا ما وافق بعضُهم المسلمين –أحياناً- فللتقية, لا جرم أنهم بلاء على المسلمين ومن أحاديثهم المُكرِّسة للخلاف -المصَدَّقة عندهم- المكذوبة بلا شك على إمامهم الرضا أنه قال لأحد شيعته:(إيت فقيه البلد- السني- فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه,فإن الحق فيه). وقد روى الحر العاملي في وسائل الشيعة عن إمامهم جعفر قوله: (خذ بما فيه خلاف العامة-أي أهل السنة- ما أنتم والله على شيء مما هم فيه, ولا هم على شيء مما أنتم فيه, فخالفوهم. والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة). وقد قدّمنا أنهم يسعون لهدم الكعبة وتحويل القبلة إلى كربلاء. فليت شعري أي شيء يبقى للتفاهم معهم والتقارب بينهم وبين المسلمين - - وقد قال نعمة الله بل نقمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية بل الظلمات الجهنمية 2/278:(إنا لا نجتمع مع أهل السنة على إله ولانبي ولا على إمام وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي, بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا, ولا ذلك النبي نبينا).(1/67)
صحيحي البخاري ومسلم ولا السنن ولا المسانيد ولا المعاجم ولا أي من كتب المسلمين لأنهم جميعاً في عقيدتهم كفار خالدون في النار والدين عندهم لا يؤخذ إلا من الأئمة الاثني عشر فيركِّبون عليهم أسانيد مكذوبة ثم يفترون عليهم ماشاؤوا، أما القرآن شرّفه الله فقد علمت رأيهم فيه وما أثبتوه منه ظاهراً يوسعونه تأويلاً وتحريفاً لأنهم باطنية زنادقة فكأنهم ما أقروا به مع أنهم يعتقدون تحريفه كما أشرنا ولهذا يقلُّ حفاظ القرآن في ايران. ولعل أهم عقائد الشيعة التي تحول دون رجوعهم إلى الإسلام وتمنع ثقة المسلمين بهم هي ما يسمونه عقيدة التَّقِيَّة أي إظهار خلاف ما يبطنون وهي تساوي النفاق والغش والكذب فمن أحاديثهم في الكافي (2/217): "إن تسعة أعشار الدين في التَّقِيَّة ولا دين لمن لا تَقِيَّة له".(1)
__________
(1) والمشكلة في التقية (يعني كتم عقائدهم الفاسدة)أنها لا ترتبط بحال الإكراه أو الخوف بل في كافة الظروف. ولقد حرص مصممو المذهب على أن تكون التقية مرتبطة بالدين ارتباطاً لا انفصام له فالتخلي عنها تخلٍ عن الدين لاسيما أنها عندهم تسعة أعشاره ولهذا لا يتركون التقية حتى في ظل دولتهم وحكم فقهائهم الآن في إيران وهم آمن ما يكونون بل جعلوا للتقية غاية هي في نفسها مستحيلة ألا وهي قيام مهديهم وخروجه من السرداب وهذا يعني في الواقع عدم ترك التقية أبداً لأن كل من له مسكة عقل يعلم أنه لا أحد في السرداب أصلاً ولهذا لا يُرجى تركهم للتقية الذي هي النفاق بعينه إلا أن تقطّع قلوبهم أو يتخلوا عن هذا الدين الباطل من أساسه. يروون عن إمامهم جعفر كما في صفحة 95 من جامع الأخبار للشعيري أنه قال: "من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا". ويقول شيخهم الصدوق(وهو كذوب) في كتاب الاعتقادات صفحة104: "واعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة...والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله وعن دين الإمامة وخالف الله ورسوله والأئمة". أما الخميني فيقول في كتابه الرسائل(2/201): "تجب التقية وكتمان السر لو كان مأموناً وغير خائف على نفسه".(1/68)
ولذا فلا يمكن الاتفاق معهم والتقريب بينهم وبين أهل السنة كما يردد كثير من السطحيين البلهاء أو المغرضين الخبثاء اللهم إلا أن يترك الشيعة دينهم ويدخلوا في دين المسلمين آخذين عقيدتهم وعباداتهم من الكتاب والسنة شأن المسلمين أما سوى ذلك فإنما هدفهم صرف المسلمين عن دينهم بحجة دعوة التقريب بين المذاهب وهي ليست جديدة فهذا دأبهم منذ القديم فيتخذون من دعوة التقريب وغيرها كالوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية ونحوها ذريعة لتشييع الناس واستدراج البسطاء والسذج والنفعيين الوصوليين.
فتوى في حكم ذبيحة الشيعي
وقد سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله أحد أعضاء هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية عن حكم ذبح الشيعي وهذا نص السؤال والجواب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يوجد في بلدتنا شخص رافضي يعمل قصاباً ويحضره أهل السنة كي يذبح ذبائحهم وكذلك هناك بعض المطاعم تتعامل مع هذا الشخص الرافضي وغيره من الرافضة الذين يعملون في نفس المهنة...فما حكم التعامل مع هذا الرافضي وأمثاله؟ وما حكم ذبحه؟ وهل ذبيحته حلال أم حرام؟ أفتونا مأجورين والله ولي التوفيق.(1/69)
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد: فلا يحل ذبح الرافضي ولا أكل ذبيحته، فإن الرافضة غالباً مشركون، حيث يدعون علي بن أبي طالب دائماً في الشدة والرخاء، حتى في عرفات والطواف والسعي، ويدعون أبناءه وأئمتهم كما سمعناهم مراراً، وهذا شرك ورِدَّة عن الإسلام يستحقون القتل عليها، كما يغلون في وصف علي رضي الله عنه، ويصفونه بأوصاف لا تصلح إلا لله كما سمعناهم في عرفات، وهم بذلك مرتدين، حيث جعلوه رباً وخالقاً ومتصرفاً في الكون ويعلم الغيب ويملك الضر والنفع ونحو ذلك، كما أنهم يطعنون في القرآن الكريم ويزعمون أن الصحابة حرَّفوه وحذفوا منه أشياء كثيرة تتعلق بأهل البيت وأعدائهم فلا يقتدون به ولا يرونه دليلاً. كما أنهم يطعنون في أكابر الصحابة كالخلفاء الثلاثة وبقية العشرة وأمهات المؤمنين ومشاهير الصحابة كأنس وجابر وأبي هريرة ونحوهم، فلا يقبلون أحاديثهم لأنهم كفار في زعمهم، ولا يعملون بأحاديث الصحيحين إلا ما كان عن أهل البيت، ويتعلقون بأحاديث مكذوبة، أو لا دليل فيها على ما يقولون، ولكنهم مع ذلك ينافقون فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك، ويقولون من لا تقيّة له فلا دين له، فلا تقبل دعواهم في الأخوة ومحبة الشرع إلخ...فالنفاق عقيدة عندهم، كفى الله شرهم وصلى على محمد وآله وصحبه وسلم.انتهى كلام ابن جبرين.(1/70)
قلت: وقديماً كفّرهم ابن حزم الأندلسي رحمه الله عندما كان يناظر قساوسة النصارى محاجّاً لهم بأن أناجيلهم محرّفة فاحتجُّوا عليه بقول الرافضة بتحريف القرآن فكان جوابه: (الرافضة ليسوا مسلمين).نقل ذلك محب الدين الخطيب رحمه الله في بعض كتبه. وكذلك نقل ابن كثير عن الإمام مالك تكفيره للروافض استنباطاً من مثل قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار). وهناك من العلماء في هذا العصر من يقول عن الرافضة: علماؤهم كفار وعوامهم فساق.
ولأول وهلة فإن المتأمل في حالهم والمهتمّ في معرفة شأنهم يحتار في أمرهم ويتوقف في إطلاق حكم عام عليهم فهم في الأصل من أهل القبلة لا سيما أنهم الآن يرددون أنهم مسلمون ويسمُّون دولتهم الجمهورية الإسلامية ويقولون-ولو في الظاهر-: نحن مذهب من المذاهب الإسلامية بل أفتى بعض مبتدعة المسلمين (كشيخ الأزهر الأسبق شلتوت) بجواز التعبد بمذهبهم وربما طُبعتْ بعض كتب الفقه مُخَمِّسةً بمذهبهم المذاهبَ الأربعةَ مثل الحج على المذاهب الخمسة وما أشبه ذلك في حين قد عرّفناك عقائدهم التي لا تمت إلى الإسلام بصلة هذا مع مخالفتهم المسلمين وحرصهم على هذه المخالفة في كل شيء حتى إنهم يجمعون الصلوات فيصلُّون ثلاثة أوقات لا خمسة طيلة حياتهم في السفر والحضر. ومنذ مئات السنين وإلى عهد قريب لم يكونوا يصلُّون الجمعة بحجة غياب الإمام في السرداب وحضوره شرط لصحتها عندهم إلى أن أفتى لهم الخميني بجواز أن يلي الفقيه الشيعي ما يليه الإمام وينوب عنه وهي ما يُسمى عندهم ولاية الفقيه...فما هو الحكم الشافي في حالهم؟(1/71)
الذي أراه -والله أعلم- أنهم منافقون زنادقة تنطبق على الواحد منهم صفات المنافقين والزنادقة أو كثير منها ولا يُقَرّون عليها بل يُعامَلون معاملة المرتدين كما فعل أبو بكر رضي الله عنه أو على الأقل يُعامَلون معاملة البغاة كما فعل علي رضي الله عنه فالواجب على المسلمين-إن كان لهم سلطان وشوكة- قتالهم واستتابتهم وإلزامهم دين المسلمين وفي قبول توبة علمائهم قولان الراجح عدم قبولها بعد أخذهم والقدرة عليهم لأنهم من جنس قطاع الطريق والمحاربين لله ورسوله الساعين في الأرض فساداً قال تعالى في سورة المائدة: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تُقَطّعَ أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. إلا الذين تابوا من قبل أن تَقْدِروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم" نعم لو أمكن عزل عوامهم عن علمائهم فإن هؤلاء العوام مسلمون لاسيما بعد بث دعاة أهل السنة فيهم وتعليم صبيانهم العقيدة الصحيحة بحيث لا يكون لهم مرجع إلا علماء أهل السنة. أما الآن فالمتحول من مذهب أهل السنة إلى مذهب الشيعة كالمرتد إن لم يكن مرتداً فعلاً فالواجب(أو الاحتياط) مراعاة عدم أكل ذبيحته وعدم تزويجه أو الزواج من إناثه مع هجرانه والتحذير منه ومن مذهبه الفاسد. ولاشك أن من اعتقد بالعقائد التي ذكرناها عنهم أو ببعضها كفر ولزمه حد الردة لا ينبغي التوقف في مثل هذا. وفي كل الأحوال فأخف الأقوال فيهم-إن شاء الله- أنهم فرقة ضالَّة متوعَّدة بالنار الواجب البراءة منها وأقرب الأدلة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي برقم 2565: "إن بني إسرائيل تفرّقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يارسول الله قال: ما أنا عليه وأصحابي". فخرج الرافضة من الفرقة الناجية رأساً لأنهم لم(1/72)
يكتفوا بالخروج عن منهج الصحابة بل كفّروهم ولعنوهم ونصبوا لهم العداء وعدُّوهم ألد أعدائهم في الدين بل تقرَّبوا إلى الله بهذه العداوة وتبرَّؤا منهم في كل حين, وكذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة براءة: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنات)الآية. فالشيعة لم يَتَّبِعوهم بإحسان بل أتبعوهم بتكفير وعدوان وشتم ولعن وقذف وبهتان فاستحقوا لأجل ذلك سخط الله بدل رضوانه وعقابه بدل ثوابه فالمفهوم من الآية ولا بد(والذين سبّوهم ولعنوهم وتبرؤا منهم ولم يتَّبعوهم بإحسان بل بانحراف وعدوان وبهتان سَخِطَ اللهُ عليهم وأعدّ لهم نيرانا) وهذا في مسألة الصحابة فقط فكيف إذا انضاف إلى ذلك عقائدهم الباطنية الفاسدة الأخرى؟ فالحذر الحذر من هذا المذهب الباطل.
مقارنة بين عقائد الشيعة وعقائد متصوفة سورية(1/73)
إنّ المتعيِّن على المسلمين حرصاً على دينهم الحذر من هذه العقائد المضلة للشيعة والنأي بأنفسهم عنها والحرص على عدم مشابهتهم في شيء من أباطيلهم في الظاهر والباطن لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من تشبّه بقومٍ فهو منهم). ومع ذلك فإن المتأمل يجد طائفة من المسلمين هي الصوفية شابهت الرافضة في كثير من عقائدها وممارساتها واتفقت معها على جملة منها، وأكبر دليل على ذلك أن الذين تشيعوا في سورية وصاروا دعاة للشيعة كانوا في الأصل شيوخاً للطرق الصوفية كحسين الرجا (من حطلة في الدير) كان شيخ الطريقة القادرية في دير الزور يقول في كتابه دفاع من وحي الشريعة صـ14 يحكي حاله قبل التشيع: "سافرت إلى بغداد وبايعت نقيب الأشراف الشيخ يوسف بن علي القادري فأجازني كوكيل عنه في بلدي000فشرعت أسلك بعض الناس في الطريقة القادرية وأعيش مشاكل ضرب السلاح الصوفي (الشيش) وحلقات الذكر (الدفوف)إهـ وهو شأن أحمد حسون النقشبندي مفتي حلب فمع أقواله الباطنية الشيعية الشنيعة التي ذكرنا بعضها آنفاً وذهابه مذهبهم في تفضيل علي على أبي بكر وعمر بل في تفضيل أصغر واحد من آل البيت -كما يقول- على أكبر صحابي وترويجه لمذهبهم وتمشيته لدى جمهور العوام وذلك بالثناء على الرافضة وأئمتهم الضُّلّال كالخميني وفضل الله وأَضرابهم وحضوره تجمعاتهم ومناسباتهم فلا زال إلى الآن يدعو إلى الطريقة النقشبندية ويُعتبر من المقدمين فيها في حلب ولا زال يمارس طقوسها من ختم الخوجكان والرابطة والسلسلة وغيرها من أباطيلهم. وكذلك شأن الداعية الشيعي المنبجي ياسر الحسَّاني مؤلف كتاب (النهج الخالد) فمن المعروف أن أباه وعائلته صوفية يقول عنه صاحب كتاب (المتحولون صـ211): "نشأ وترعرع في بيئة صوفية محبة لأهل البيت وخصوصاً أنه تلقّى هذا الحب من والده إبراهيم الحسّاني أبو أكرم الذي أهداه يوم زواجه مجموعة من الكتب منها المراجعات ونهج البلاغة قال: التقيت به في السيدة(1/74)
زينب عام 1955وتفاجأت به لأني كما أعلم أنه كان مقيماً في الخليج العربي وتوقعي أن يكون متأثراً بالفكر الوهابي رغم جذوره الصوفية العميقة"إهـ فليس عجباً أن يتحول الصوفية إلى الشيعة إذاً فكلا الطائفتين من الفرق الباطنية وممن يرى تلقِّي الدين عن طريق المنامات والكشف والوساوس والخطرات والكهانة ويحرف آيات الله حسب عقيدته الباطنية ويتخذ أرباباً من الناس فإن يكن للشيعة أئمتهم المعصومون فإن للصوفية أولياءهم المحفوظين و لكل منهما مزاراته وقبوره وأوثانه وكلاهما يثبت التصرف المطلق في الكون لأقطابه وأغواثه وهم متفقون على الشرك والاستغاثة بالأموات ويسمونه توسلاً وكذلك فإن حشر الصوفية لكبار الصحابة في طرقهم الضالة ونسبتها إليهم يُعَدُّ تنقصاً لأولئك السادة رضوان الله عليهم فالنقشبندية مثلاً تدعي أن طريقتها مأخوذة عن علي أوسلمان وأبي بكر الصديق والرفاعية عن علي وهكذا كل طريقة ترجع عقائدها الضالة وأورادها المبتدعة إلى أحد الصحابة فهذا بلا شك إساءة تمس جناب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم المبرئين من الابتداع رضي الله عنهم وأرضاهم. هذا مع أن جميع هذه الطرق تحرص على وضع علي رضي الله عنه وحده أو مع غيره مصدراً للتلقِّي كما يتبين للناظر في أسانيد كل طريقة مما يؤكد على الأصول الشيعية لمنشئي هذه الطرق، فالطريقة الشاذلية –على سبيل المثال- ترجع في أصولها –حسب سلسلة شيوخها المنشورة- إلى علي الرضا الإمام الثامن للشيعة فهي أقرب إلى الشيعة من الإسماعيلية (أتباع إسماعيل بن جعفر) الذين يتفقون مع الإمامية على ستة أئمة فقط إلى جعفر بن محمد فحسب (ولا يعترفون بإمامة موسى بن جعفر) بينما الشاذليون يُرْجِعون طريقتهم إلى علي الرضا ثم موسى ثم جعفر إلخ كسلسلة الشيعة.(1/75)
وقد لاحظ التشابه بين الطائفتين كثير ممن كتب عن التصوف أو التشيع قديماً أو حديثاً كابن خلدون إذ انتهى في مقدمته إلى أنّ (التصوف فرعٌ من التشيع). وكذلك قرّر العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله في كتابه الخطوط العريضة: أن الشيعة هم الذين اخترعوا التصوف لتكريس هذه المعاني المنحرفة؛ من إعطاء قدرة خاصة للأولياء والأقطاب، وطلب الحاجات من الأموات وغيرها من الأمور الشركية القادحة في التوحيد. وقد وعى هذه الحقيقة علماء الشيعة فيقول هاشمي رَفَسَهُ جانِّي في خطبة الجمعة بطهران: (كفى الشيعة شرفاً وفخراً أنّ جميع الطرق الصوفية عند أهل السنة تنتسب إلى آل البيت عليهم السلام)(1). وعلى ذلك فيمكن القول إن الصوفية بنْت الشيعة مهما تبرّأ أبناؤها من نسبتهم إليها، وسنأخذ الطريقة الرفاعية كمثال لنرى مدى التقارب والمشابهة بين الرافضة والصوفية، يقول الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله في كتابه القيم /تهذيب الرفاعية/: [(يعتقد الرفاعية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نور محض، وأنه لو بدا من نوره مثقال ذرة لاحترق ما بين العرش إلى الثرى) /حالة أهل الحقيقة ص24/، وأن أهل بيته أنوار الوجود اللامعة /المعارف المحمدية 27/. بل قالوا عن الرفاعي نفسه إنه مظهر الأنوار الإلهية لأن الله خلقه من نور وجهه /إجابة الداعي في مناقب الرفاعي ص11/. ويعتقد الشيعة مثل ذلك فيقولون بأن الأنبياء والأوصياء مخلوقون من نور عظمة الله /كتاب من لا يحضره الفقيه 4/414 لابن بابويه الرافضي/. وقال الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص52: (إن الرسول والأئمة كانوا أنواراً). ويعتقد الرفاعية أن مشايخهم وأئمتهم أمان لأهل الأرض. ولقد قالوا بأن الشيخ علياً الرفاعي كان أماناً لأهل الأرض وظلاً ظليلاً على سائر الخلق (قلادة الجواهر ص350). وأن الله جعل أحمد الرفاعي ظلاً
__________
(1) وهذا ما أكده أحمد حسون النقشبندي مفتي حلب في لقائه مع مجلة المنبر سالف الذِكر.(1/76)
يستظل به جميع الخلق (قلادة الجواهر ص35). وفي المقابل ينقل الشيعة عن أئمتهم قولهم: (ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ولو رفع الإمام من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله) /انظر أصول الكافي 1/178/. وينسب الرفاعية إلى مشايخهم العلم المطلق بكل المكنونات ولما أثنى الصيادي الرفاعي على قريبه (المهدي الرواسي الرفاعي) وصفه قائلاً:
بمكنون الغيوب حوى اطلاعاً تراه بكل آتية خبيرا
(تنوير الأبصار ص 131)
ويرى الرفاعي أن الأولياء خزائن الله في أرضه وسمائه يضع فيهم ودائع سره وآياته التي لم يطلع عليها ملك مقرب ولانبي مرسل. (طبقات الشعراني 1/173). وهذا ما تعتقده الشيعة في أئمتها فيقولون بأن عندهم علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء.(أصول الكافي 1/261). ويقول الخميني:(إنّ لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل) الحكومة الاسلامية للخميني ص53. والتوافق ظاهر بين عبارة الخميني والرفاعي في تفضيل الأئمة والأولياء على الأنبياء والملائكة. والرفاعية يعتقدون في الرفاعي والشيخ منصور وغيرهما أن الله حكّمهم في ذرات الكون. /انظر ارشاد المسلمين 13/ وكذلك الشيعة يعتقدون في أئمتهم ذلك. ولا يخفى قول الخميني: (إن لأئمتنا مقاماً سامياً، وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون) /الحكومة الاسلامية 53/.(1/77)
ويكاد الشيعة والرفاعية يتفقان حرفاً ومعنىً على رفع علي رضي الله عنه إلى مرتبة الربوبية فيروي عنه الشيعة أنه قال: (والله لقد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتها برداً وسلاماً وكنت مع نوح في السفينة وأنجيته من الغرق وكنت مع موسى فعلمته التوراة وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل، وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد إخوته وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الرياح). /الأنوار النعمائية 1/31 لنعمة الجزائري/. ويروي الرفاعية عنه القول: (أنا نقطة بسم الله أنا جنب الله الذي فرطتم فيه أنا اللوح المحفوظ أنا القلم أنا العرش وأنا الكرسي وأنا السماوات السبع وأنا الأرضون). ضوء الشمس للصيادي 1/131. وهو موافق لما في بحار المجلسي 26/153 حرفياً. الرفاعية يعتقدون بإمامة الاثني عشر الذين قالت الشيعة بإمامتهم ويجعلون شيخهم الرفاعي خير آل البيت بعدهم. يقول الصيادي: (ولم يأت في أهل البيت الطاهرين بعد سادة الأئمة الاثني عشر سلام الله عليهم وليٌّ لله تعالى أعظم منزلة وأكمل عرفاناً من الشيخ أحمد الرفاعي) المعارف المحمدية 2و73. ولا يخفى أن الإمام الثاني عشر منهم هو الغائب المزعوم في السرداب. ولمّا كانت هذه الموافقة بين الرفاعية والشيعة في اعتقاد إمامة الاثني عشر (ومن بينهم صاحب السرداب)(1)
__________
(1) اعلم أن الإيمان بوجود مهدي الشيعة الثاني عشر المزعوم المعدوم لا يقتصر على الرفاعية وحدهم بل هو اعتقاد أقطاب التصوف -ومعلوم أن الحد الأدنى للحكم على شخص ما بالتشيع الاعتقاد بهذا المهدي الموهوم- فلقد أكّد الشعراني في اليواقيت والجواهر أن المهدي (من أولاد الحسن العسكري ومولده سنة 255 هـ وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم) اعتقاد الشيعة نفسه.وكرّر هذا في كتابه= =الآخر الطبقات فقال نقلاً عن شيخه حسن العراقي عند كلامه عليه أن حسناً المذكور هذا سمع أحدهم يتكلم عن المهدي الغائب فاشتاق لرؤيته قال: (فبينما أنا ليلة بعد صلاة المغرب إذا بشخص جلس خلفي وحسّسَ على كتفي وقال لي: أنا المهدي. فقلت: تذهب معي إلى الدار فقال: نعم فذهب معي فقال: أخل لي مكاناً أنفرد فيه فأقام عندي سبعة أيام ولقنني الذكر وقال: تصلي كل ليلة خمسمئة ركعة فقلت: نعم. فكنت أصلي خلفه خمسمئة ركعة وكنت شاباً أمرد حسن الصورة فكان المهدي يقول: لا تجلس قط إلا ورائي –الظاهر أن المهدي هذا أزعر- وكانت عمامته كعمامة العجم وعليه جبة من وبر الجمال فلما انقضت السبعة أيام خرج )اهـ.وفي كتاب الأنوار القدسية للشعراني نفسه يقول الشعراني في المقدمة: (وقد اجتمعنا بمن اجتمع بالمهدي وأخذ عنه طريق القوم وذكر لي الشيخ حسن العراقي أنه اجتمع بالمهدي إمام آخر الزمان وأقام عنده سبعة أيام وذكر أنه سأل الإمام عن مولده فقال ولد أواخر المئتين)اهـ. مما يؤكد اعتقاد الشعراني بهذه العقيدة الشيعية واستحالة دسها عليه لورودها في كل هذه الكتب كما ترى وهو كذلك اعتقاد ابن عربي في الفتوحات ونقله عنه الشعراني في اليواقيت مما يؤكد قول الباحثين بأنّ هؤلاء المتصوفة كابن عربي ونحوه إنما هم دعاة للشيعة الفاطميين تستروا بالتصوف تقيةً لنشر التشيع لاسيما أن الصفات التي أسبغها ابن عربي على ما سماه القطب (مرتبة غيبية صوفية) تشبه صفات الإمام عند الرافضة والباطنية. وهكذا ارتبط التصوف بالتشيع وامتزجت أفكارهم وتشابهت طقوسهم وبدعهم.(1/78)
تتنافى ونصوص السنة التي تحدّثت عن مهدي آخر لم يولد بعد (ولا يخفى أن اسمه يكون محمد بن عبدالله وليس ابناً للحسن العسكري كما تعتقد الشيعة) لما كان هذا القول مماثلاً لاعتقاد الشيعة الاثني عشرية ومخالفاً لما يعتقده أهل السنة حاول الرفاعية تبرير ذلك باختلاق رؤيا تحل المشكلة وتسوغ هذا الاتجاه الشيعي عندهم فرووا عن الشيخ عبدالجليل الرفاعي أنه كان لا يقبل القول بإمامة الأئمة الاثني عشر غير أنه غيّر رأيه حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له: ولدي أحمد ثالث عشر الأئمة أئمة الهدى من أهل بيتي. قال: فكنت لا أقول بإمامة الاثني عشر فبعد هذه الرؤيا تأدّبت وقلت بإمامتهم قولاً صالحاً لا يهدم منارة الإجماع. (ارشاد المسلمين ص45). ودائماً يحل الصوفية مشاكل البدع بهذه الطريقة التي تلبس على عامة الناس فيكفي بأن يزعموا بأنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ووافقهم على المسألة الفلانية لتصير بعد ذلك مشروعة عندهم وإن كانت نصوص السنة المنقولة عنه عليه الصلاة والسلام تخالفها. وكم من أحاديث مكذوبة اعتقدوا صحتها بدعوى أنهم خرّجوها في المنام وتحققوا من صحتها بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم شخصياً عنها وكم من بدعة صارت عندهم من السنة بدعوى أنه أمرهم بها في المنام. وهذا من خدع الشيطان عليهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل في المنام ما قد حرمه في اليقظة، والله يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم). دأب الباطنية على إثبات وجود علم باطن لم يبلِّغه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس وإنما أسرّه إلى خاصته. وأخص خاصته هو علي الذي أخذ هذا العلم عنه صلى الله عليه وسلم ثم تلقاه عنه أبناؤه من بعده. وبقي عند الإمام المعصوم الذي يأتي من لدنه التأويل. وقد وصفوا الإمام علياً بأنه باب مدينة العلم ووصي النبي وسره. ويرى أهل الحديث أن من وافق الشيعة في هذا الادعاء ألحق بهم واستحق وصفه بالتشيع ونهوا عن أخذ(1/79)
الحديث عنه. قال النووي: "قال القاضي: ولما عرف عن الحارث (أحد الرواة) قبح مذهبه وغلوه في مذهب الشيعة ودعواهم الوصية إلى علي رضي الله عنه وسر النبي صلى الله عليه وسلم إليه من الوحي وعلم الغيب ما لم يطلع عليه غيره سيء الظن في الحارث (أي تركوا روايته)." شرح النووي على مسلم 1/99. وهذا الأمر متفشٍ عند الصوفية عامة وعند الرفاعية بوجه خاص فالإمام علي عند الرفاعية (باب مدينة العلوم) و (سر باب النبي صلى الله عليه وسلم) / قلادة الجواهر 19/. وقد وافقوا الباطنية في قولهم بالعلم الباطن فقال الواسطي من الرفاعية: وقد صحّ أن سلمان تلقّى علم الباطن عن أمير المؤمنين علي، وهو أخذه عن ابن عمه صلى الله عليه وسلم. (وسلمان رضي الله عنه ممن يغلو فيه الشيعة والباطنية عامة) وانظر ترياق المحبين 7 للرفاعية. ويعرف عند الصوفية بالعلم اللدني أو العلم المكتوم كما وصفه الغزالي (ميزان العمل 111). ويدعي الباطنية أنهم أخذوا العلم اللدني عن المهدي المعصوم صاحب السرداب مباشرة. وصار هذا العلم عند الصوفية علماً آخر غير العلم اللدني الشرعي الذي أوتيناه من لدن نبينا والذي أوتيه هو من لدن ربه. وصارت له أحكام وفتاوى تختلف عن الأحكام المتعلقة بالعلم الشرعي حتى إنك لتجدهم يقولون في ترجمة سيرة شيخ من مشايخهم: (درس الشيخ الفلاني وأفتى في علمي الظاهر والباطن). انظر جامع كرامات الأولياء 1/189 للنبهاني. وقد جعلوا البوح بهذا العلم كفراً وأوجبوا كتمه وهو عين قول الشيعة الباطنية: (إن هذا العلم مكنون فاكتموه إلاّ من أهله) /لطائف المنن للشعراني 489/ ولا يكاد يستثنى التصوف قديماً ولا حديثاً من الاعتقاد بهذا العلم الباطن، وتحت هذا العلم الباطن مسخوا معاني الآيات والأحاديث وحرّفوها إلى معان أخرى مثلما فعلت الباطنية على اختلاف طوائفها. ثم صار للكلام معنى غير ما يدل عليه اللفظ وصار لهم في كلام الله تفسير غير المأثور. روى الصيّادي أنّ(1/80)
فقيهاً جاء إلى الشيخ علي بن عثمان الرفاعي وقال له: فسِّرْ لي قوله تعالى: (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) فقال له علي: تريد تفسيرنا أو تفسيركم؟ قال الفقيه: وهل هناك فرق بين تفسيرنا وتفسيركم؟ قال: نعم. قال: ما تفسيركم؟ قال: الملك هو الله عز وجل والقرية قلبك. (قلادة الجواهر 325). وفسّر ابن عربي (النبأ العظيم) بأنه أمير المؤمنين علي عليه السلام (تفسير ابن عربي 2/755). ومع أنهم رووا عن الشيخ الرفاعي إدانته لفكرة مخالفة الباطن للظاهر كقوله: كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة .. الشيخ ظاهره الشرع وباطنه الشرع. إلاّ أنهم رووا له ما يناقض ذلك. فمن ذلك قوله: وقيل (اخلع نعليك) أي اخلع عن قلبك أهلك وولدك وكل ما سوى الله (انظر حالة أهل الحقيقة مع الله 126). ومن مراسم الطريقة الرفاعية المتوافقة مع مبدأ التشيع تلك الخلوة المحرمية عندهم والتي تدوم سبعة أيام ابتداءً من يوم عاشوراء يعتكفون فيها ويمتنعون عن النساء ولا يأكلون خلالها ذا روح وإنما يقتصرون على اللوز والسكر وأمثاله، (تطبيق حكم الطريقة العلية على الأحكام الشرعية 318 للصيادي). يقول الدكتور الشيبي في كتابه (الصلة بين التصوف والتشيع): (فالخلوة المحرمية تعني أنّ على الرفاعي أن يعتكف سبعة أيام أولها الحادي عشر من شهر محرم فإن عاشوراء هو اليوم الثاني لقتل الحسين كما تفعل الشيعة على صورة فيها من المبالغة في الحزن، لكن تقادم العهد أنسى أصحاب الطريقة دلالات مراسمها فلم يلتفتوا إلى الممرات السرية التي تصلهم بالتشيع).اهـ. ويعتقد الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم ألبس عليَّ بن أبي طالب الخرقة. وهي لباس يرمز إلى أخذ السر (العلم الباطن) وأنّ علياً ألبسها الخاصة ممن أخذوا هذا العلم الباطن عنه وهكذا. يقول ابن خلدون في المقدمة 323: (فشاركوا الرافضة حيث جعلوا مستند طريقهم في لبس الخرقة أنّ علياً ألبسها الحسن البصري وأخذ عليه العهد بالتزام الطريق(1/81)
وهذا لا يُعلم عن علي من وجه صحيح (ولا ضعيف). وفي تخصيص هذا بعلي رائحة من التشيع قوية يفهم منها ومن غيرها من القوم دخولهم في التشيع وانخراطهم في سلكه).اهـ. وهذه الخرقة جعل الصياديُّ فيها سنداً من الشيخ أحمد الرفاعي إلى الحسن البصري قال: وهو أخذها عن علي (انظر قلادة274). ومن المعلوم أن الحسن البصري لم يسمع من علي رضي الله عنه وكان الحسن بالبصرة صغيراً حين كان علي بالكوفة ولكن أهل البدع يلصقون كثيراً من بدعهم بالحسن البصري وهو براء من ذلك كما قال الذهبي. هذا ويرى بعض المحققين أن أصل هذه الخرقة نصراني فقد رأى أبو العالية (أحد كبار التابعين) رجلاً عليه خرقة من الصوف فقال: (إنما هذه ثياب الرهبان) تلبيس ابليس. ويخبرنا الجاحظ أنّ النصراني إذا أراد أن يتنسّك يلبس الصوف (الحيوان 1/103)]. انتهى كلام الشيخ عبدالرحمن دمشقية في كتابه تهذيب الرفاعية /65 وهكذا ظهرت الصلة قوية بين الطائفتين، ونحن عندما نتكلم على الصوفية لا نعني جملة الأخلاق الحسنة والورع والزهد ومراقبة الله وخشيته التي بها تزكوا النفوس فهذه خارجة عن القال والأولى أن تُسمّى هذه إحساناً وإنما المقصود بالتصوف تلك الفلسفات الباطلة والعقائد الباطنية الفاسدة والبدع التي تنتظم كل الطرق الصوفية الآن ويشهد كل عاقل أن الاسلام بريءٌ منها وأدنى ذلك القواسم المشتركة بين الصوفية والشيعة فما أبعدَ من جعلهم فرقة باطنية واحدة وهل تقسيم الدين إلى ظاهر وباطن وشريعة وحقيقة إلاّ علامة على أصل النشأة ووحدة الهدف وإذا نظرنا إلى صفات القطب عند الصوفية نجدها مطابقة لتلك التي لإمام الرافضة وأئمة الباطنية وقد أدرك هذه النتيجة كل الدارسين لهذه الفرق حتى الكفار فهذا نيكلسون يقول في كتابه (في التصوف الاسلامي وتاريخه 146): (القطب رأس الصوفية ونظرية القطبية مأخوذة عن الإسماعيلية ويعتبرونه قوة كونية يتوقف عليها نظام العالم وحفظه).اهـ. مما حمل الباحثين على(1/82)
اعتبار أن دعاة التصوف في الأصل كانوا دعاة للباطنية كشأن السهروردي الزنديق الصوفي المقتول في حلب سنة 588هـ بأمر صلاح الدين الأيوبي وهل كان هلاكه إلاّ بسبب عقيدته الباطنية في القطب والإمام، يقول الدكتور محمد أبوريان في تعليقه على كتاب السهروردي (هياكل النور/11): (السهروردي يخفي نظرية خطيرة في الإمامة عند الباطنية يشير إليها في حذر في مقدمة كتابه حكمة الإشراق وبحسب هذه النظرية الإمامة عالمية تبدأ منذ بداية الخليقة وتشمل جميع الأمم والديانات وللإمام وظيفة مزدوجة فمن ناحية هو القائم (بالتعليم) في عصره ومن ناحية أخرى هو إحدى الدعامات الميتافيزيقية التي يقوم عليها بناء الكون وهذه الصفات تنطبق تماماً على ما يعرف بالقطب عند الصوفية وهو العامل الجوهري في حفظ الكون وتكامله).اهـ. وكذلك شأن ابن عربي المدفون بدمشق فقد عُدّ من دعاة الفاطميين وله في القطب بحوث واسعة منها قوله في كتابه (فصوص الحكم 134): (اعلم أن الولاية هي الفلك المحيط بالعالم ولهذا فلم تنقطع ولها الإنباء العام وأما نبوة التشريع والرسالة فمنقطعة).اهـ. وقد قسّم في كتابه الفتوحات هذه الولاية والدولة الباطنية إلى قطب يدور حوله الأوتاد والأبدال والنقباء والنجباء ولأمر ما جعل النقباء اثني عشر. ثمّ صارت هذه الدعاوى الباطنية راسخة عند الصوفية المتأخرين فتجد في كتاب مثل الإبريز للدبّاغ أنه يضرب لهؤلاء الأولياء بقيادة القطب الغوث ديوانٌ في غار حراء كل يوم يفصلون فيه مقادير الخلائق. وهكذا تبلورت هذه العقيدة في أذهان الصوفية المعاصرين على اختلاف طرقهم لا يساومون عليها فهذا أحد شيوخ حلب(الحسون) يصرح في أحد دروسه بأن القطب خليفة الله في الأرض. وذاك آخر(الحوت) يقول: (الأبدال مسؤولون عن قرار العالم، أي شيء يحدث في هذا العالم هم مسؤولون عنه).اهـ. وللمرء أن يتساءل ما بال هؤلاء الأقطاب والأبدال لا يحررون بيت المقدس من اليهود إذاً!!؟ ثمّ إن(1/83)
الصوفية وإن كانوا قد أخذوا هذه الأفكار بداية عن الشيعة فإنهم طوّروها وذهبوا بها مذاهب أبعد. إذ بعد أن أسبغوا على الأولياء صفات الرب جل شأنه –كفعل الرافضة بأئمتهم– زاد الصوفية فادّعوا حلول الله في الولي ومن هنا قال كثير منهم كالحلاّج والبسطامي وغيرهم: أنا الله. ثم خلف من بعدهم خلْفٌ لم يعد عندهم خالق ولا مخلوق وإنما العالم وكل الوجود واحدٌ هو الله فكل ما تراه بعينك هو الله فالسماوات والأرض والشجر والدواب والإنس والجن إنما هي أجزاء الرب وأبعاضه ولهذا قال بعضهم –عياذاً بالله-:
وما الكلب والخنزير إلا إلاهنا وما الله إلا راهب في كنيسة(1/84)
ولمّا كان كل شيء عندهم هو الله لا غيره فكل المعبودات الباطلة إذاً هي الله والذين يعبدونها إنما يعبدون الله على التحقيق ومن هنا تبلورت عقيدة وحدة الأديان التي تصحح جميع الأديان وتعد أهلها كلهم محقين ويصبح البشر كلهم عابدين لله فما ثمَّ غيره ومن هنا دافعوا عن فرعون وجزموا بإيمانه ونجاته من النار لأنه كان عارفاً عندما قال (أنا ربكم الأعلى)؛ (أنا الله). وصاروا يقولون بدلاً من لا إله إلا الله: لاموجود إلا الله أو ليس إلاّ الله ومن ثمَّ سمّاهم الشيخ قطب الدين القسطلاني بالليسية وقال: احذروا هؤلاء الليسية. وصاروا يعدُّون التوحيد الذي يفرق بين الخالق والمخلوق توحيد الرسل والأنبياء صاروا يسمونه ويعدونه وحلاً كما في الصلاة الكفرية التي ابتدعها الزنديق عبدالسلام بن مشيش: (و انشلني من أوحال التوحيد و أغرقني في عين بحر الوحدة...) إلخ. أي أن التوحيد المنشود عنده هو وحدة العالم و قِدَمه وأن كل شيء هو الله. ولهذا لاتعجب أن قُتِلَ ابن مشيش هذا بالمغرب على الزندقة على يد ابن أبي الطواجن، شأن الحلاج وابن قسيّ و ابن برِّجان و السهروردي وغيرهم من الزنادقة ممّن نفذ فيهم حكم الإسلام وأعدموا على مدار التاريخ. وللأسف لا تزال طائفة الشاذلية حريصة على ترديد هذه الصلاة المبتدعة الكفرية وتلقينها لأتباعها. وهؤلاء طائفة من النقشبندية في الجزيرة(الخزنوية) يلقِّنون طُلاّب معهدهم الشرعي(!!) أن شيخهم إله مجازي (كذا) وربما خاطبه بعضهم: أنت الله، فلا ينكر عليه. وقد صرح أحد شيوخ دمشق(رمضان ديب) فيما يُفهم من كلامه بأن الله يحل فيه. إلخ أقوالهم، ولعل هذه الأقوال والعقائد توطئة وتمهيد للدجال المنتظر الذي سيقول كما قال مشايخ الصوفية: أنا الله. ولهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم محذراً: (إنه أعور، و إن ربكم ليس بأعور) الحديث، وفي رواية: (إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور) متفق عليه. ولا يخفى أن أكثر(1/85)
أتباع الدجال هم من الحلوليين ومن هم مهيئون لتقبل هذه الضلالات كاليهود والنصارى والشيعة والصوفية لا سيما والدجال معه الخوارق ولهذا لا تعجب أن يكون خروج الدجال من خراسان (موطن الشيعة) كما ثبت في الحديث. ومن أوجه التلاقي بين الصوفية والرافضة التي تشي بوحدة المنشأ اتفاقهم على إيمان أبي طالب ونجاته وقد صرّح الحوت(أحد صوفية حلب وخطيب أحد المعاهد الشرعية فيها) بأن أبا طالب مؤمن كامل الإيمان ضارباً عرض الحائط بالأحاديث الصحيحة القاضية على أبي طالب بالنار وليس دفاعهم عن أبي طالب عجيباً بعد أن ناضلوا عن فرعون والله المستعان. وليس هذا فحسب بل بدر منهم ما يوحي باعتقادهم نجاة أبي لهب فقد ذهب شيخ من شيوخ دمشق(هو البوطي) في كتاب ألفه عن سيرة والده إلى كراهة قراءة سورة تبت يدا أبي لهب إلاّ في الختم. ثمّ تبيّن أن الصوفية يتحاشون قراءة هذه السورة (لا سيما في صلاة جهرية). وربما كان لهذه المسألة أصلاً عند الشيعة مما يبعث على الظن أن القوم ربما تلقوها عن الشيعة فقد نقل النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب صفحة 236) رواية عن النعماني الرافضي في (غيبته) بإسناده (المكذوب طبعاً) عن علي بن أبي طالب قال: (كأني بالعجم في فساطيطهم في مسجد الكوفة، يعلمون الناس القرآن كما أنزل. قلت: يا أمير المؤمنين أليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما تُرك أبو لهب إلاّ للإزراء على رسول الله لأنه عمه) فتأمل!! والمسائل المتفق عليها بين الفرقتين كثيرة فلعلّ فيما سلف كفاية لمن كُتبت له الهداية.
ظاهرة شائعة غريبة(1/86)
ثمة ظاهرة شائعة في سورية عند بعض الشواذ الشذَّاذ من أهل السنة وهي الطعن في صاحبي النبي صلى الله عليه وسلم القرشيين عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما تأثُّراً ببعض الكتاب الإسلاميين الذين أخطأوا خطأً فادحاً في حديثهم عن الفتنة فنالوا من هذين الجبلين مع أنهما من أعظم المجاهدين في تاريخ الإسلام بل يُعَدُّ عمرو بن العاص من أعظم الفاتحين في التاريخ لأنه استطاع بدهائه وحنكته وعبقريته الفذة أن يفتح مصر بجيش صغير ويُحَوِّلها إلى الإسلام نهائياً وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاصي) رواه أحمد والترمذي وقال: (ابنا العاصي مؤمنان: هشام وعمرو) رواه أحمد كلاهما في صحيح الجامع. وهكذا معاوية رضي الله عنه فإنه شارك في فتوح الشام ثم غزا قبرص وفتحها وحوَّلها إلى الإسلام فكان بذلك قائد أول جيش من المسلمين يركب البحر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم-كما في صحيح البخاري برقم 2924-: (أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا). ومعنى أوجبوا: فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة. وفي صحيح البخاري أيضاً برقم 2788 عن أم حرام بنت ملحان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ناس من أمتي عُرضوا عليّ غُزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة –أو كالملوك عللى الأسرة-) فقالت أم حرام: يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فركبت البحر مع معاوية رضي الله عنه في غزوة قبرص وماتت هناك. وكذلك فإن معاوية رضي الله عنه كان أولَ مَن جَيَّشَ جيشاً من المسلمين لغزو القسطنطينية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم –كما في البخاري أيضاً 2924-: (أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور له) فتأمل. علماً أن السلف متفقون على أنه لا يطعن في أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا زنديق يقول الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رئيس مجمع الفقه الإسلامي في(1/87)
مكة في كتابه تصنيف الناس بين الظن واليقين ص26: "أطبق أهل الملة الإسلامية على أن الطعن في واحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم زندقة مكشوفة"إهـ. والموقف من الصحابة من المسائل القليلة المتفق عليها بين أهل السنة والأشاعرة فلا يشذ عن ذلك إلا شيعي أو مبتدع. وهذه المسألة في الواقع من مسائل العقائد وليست من الأمور الفرعية ولا زال أهل السنة يضعونها في قسم العقيدة من مصنفاتهم فيقولون: إن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه فمن كان منهم مصيباً كان له أجران ومن كان منهم مخطئاً فله أجر واحد وخطؤه مغفور له. ويجب أن نكف عن مساوئهم فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل وأن نطهر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم لقوله تعالى فيهم :(لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى) الآية10 من سورة الحديد. والحسنى هي الجنة أي أن كل الصحابة سواء من أسلم قبل فتح مكة أو بعدها موعود بالجنة فمعاوية وعمرو بن العاص منهم قطعاً ولهذا وغيره ذهب كثير من العلماء إلى أن كل الصحابة مبشرون بالجنة فالواجب أن يكون المسلم سليم الصدر نحوهم جميعاً داعياً لهم بالمغفرة والرضوان فيكون ممن قال الله فيهم: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) سورة الحشر الآية10 ومن هذه الآية استنبط الإمام مالك رحمه الله حرمان الرافضة الذين يطعنون في الصحابة من الفيء لأنها جاءت في بيان المستحقين للفيء وهم الذين سلمت صدورهم للصحابة يدعون لهم ولا يطعنون في أحد منهم -كحال هؤلاء الشواذ المردود عليهم- وطبقاً لهذه الفتوى لا حَقَّ لهؤلاء الطاعنين في معاوية بفيء المسلمين. وهكذا كل من يطعن في معاوية أو غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ربما أمكن(1/88)
تصنيفه مع الرافضة وعدّه واحداً منهم وبالله التوفيق.
تلخيص دعوة الشيعة في سورية
لهم ثلاثة مراكز رئيسية: مركز الست زينب بدمشق، ومركز المشهد في حلب، ومركز عمار في الرقة. أما قراهم فهي: نبل، الزهراء، الفوعة، الحميدية، حطلة، وبمستوى أدنى خان العسل، كفرداعل، الحسينية، زرزور، وربما الشميطية. وأساليبهم باختصار: دعوة الناس في الموالد والمناسبات الشيعية إلى مراكزهم لإلقاء شبهاتهم وتوزيع الكتيبات والمجلات والأشرطة وتقديم الوجبات والحلويات لتشييعهم بشكل مباشر مع الحرص على دعوة الشيوخ الدائرين في فلكهم من أهل السنة لإلقاء محاضرات مؤيدة للشيعة في المناسبات المختلفة للتلبيس على العوام. إعطاء مكافئات لمن يتسمَّون بأسماء آل البيت. دعوة شيوخ العشائر والمثقفين وطلاب العلم لزيارة إيران أو الدراسة فيها واستمالتهم بالمال والشبهات ليعودوا متشيعين أو مبهورين.وهناك أساليب وتفاصيل أخرى كثيرة ذكرناها أثناء البحث.
التصدي لدعوة الشيعة والتنبيه على بعض شبهاتهم(1/89)
أمام كل هذه الحقائق التي ذكرناها وغيرها مما لم نذكر وأمام هذه الهجمة الشرسة لتشييع الناس في البلدان المجاورة لإيران والعراق لاسيما سورية وجب على المسلمين التصدي لهم وأول ذلك معرفة عقائدهم بالاطلاع على كتب علمائنا الموثوقين ودعاتنا المخلصين ممن نصحوا للأمة فردُّوا على الشيعة وبيّنوا زيف عقائدهم ولعل من أهم هذه الكتب منهاج السنة في الرد على ابن المطهر الحلي الرافضي في تسعة مجلدات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو المسمى منهاج الاعتدال في الرد على أهل الزندقة والاعتزال وقد اختصره الذهبي وانتقى منه مجلداً ضخماً طبع بعناية محب الدين الخطيب رحمه الله وقدم له بمقدمة نافعة وختمه بخاتمة هامة. ومن الكتب المعاصرة النافعة في هذا المقام كتب إحسان إلهي ظهير الباكستاني: "الشيعة والسنة" و"الشيعة والقرآن" و"الشيعة وآل البيت"وغيرها، وللدكتور القفاري جهود طيبة في تعرية عقائد الشيعة والتحذير من ترويجها بين المسلمين باسم التقريب وغيره, وثمة كتيبات مختصرة نافعة لبيان حالهم أهمها الخطوط العريضة لدين الشيعة لمؤلفه محب الدين الخطيب وفي جزيرة العرب تكثر الردود على الشيعة وكلها قوية نافعة وكذا في شبه القارة الهندية ومن أشهرها التحفة الاثنا عشرية للدهلوي وقد اختصرها الآلوسي العراقي, وكتاب الوشيعة في نقد عقائد الشيعة لموسى جار الله، وللشيخ أبي الحسن الندوي المعاصر جهود طيبة من ذلك كتيبه النافع "جهود النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة والشيعة" وكتابه في سيرة علي رضي الله عنه وكذلك الشيخ التونسوي صاحب كتاب بطلان عقائد الشيعة، ولازال علماؤنا والحمد لله في كافة الأقطار يردون على الشيعة وعلى غيرهم من أهل البدع والضلال مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ما يضرهم من كذّبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".إلّا أن الردود على الشيعة(1/90)
وتزييف عقائدهم في سورية قليلة ولعل مردّ ذلك إلى غلبة الجهل بالعقيدة الصحيحة وسيطرة الصوفية والبدع في هذه البلاد وكذا فربما إذا تكلّم الرادُّ على الشيعة فلا بدّ أن يشمل ذلك الصوفية لاشتراكهم في كثير من العقائد والممارسات كعبادة القبور ودعاء أصحابها وأشياء كثيرة فيمسك المستطيع لأجل ذلك, أو لندرة الشيعة في سورية، وهذا إن كان مسوغاً للسكوت فيما سبق فليس اليوم بعذر بعد هجمة الشيعة على سورية وسلوك كثير من الناس سبيلهم ووقوعهم في أحابيلهم فالواجب على العلماء والأئمة والخطباء مطالعة ما يجعلهم على علمٍ بعقائد الشيعة من هذه الكتب وغيرها ويا حبذا لو اطّلع عليها كل طالب علم بل لو أمكن أن يُوضع أحد هذه الكتب مادة تُدرّس في مناهج المعاهد الشرعية لكان أمراً نافعاً جداً وينبغي إهداء بعض هذه الكتب إلى شيوخ العشائر وتنبيههم على خطر الشيعة وتحذيرهم مما يُراد بهم وعشائرهم. وعلى من وجد سعةً نشر أشرطة الردود على الشيعة كأشرطة إحسان إلهي ظهير وأشرطة الحربي وأشرطة عثمان خميس وأشرطة عبد الرحمن دمشقية وغيرهم وكذا نشر سيديات نافعة فيها ردود على الشيعة وبيان حالهم وتعميمها على الجمهور لاسيما بعد انتشار الكمبيوتر في كثير من بيوت المسلمين. والأهم من ذلك نشر السنة والعقائد السلفية التي هي العصمة من فتنة الرافضة وغيرها من الفتن ونشر كتب الحديث والدعوة إلى فقه الدليل ونبذ البدع والتقليد ومحاربة الخرافة والشرك والموالد والزوايا ومنع البناء على قبور من يُزعم أنهم أولياء أو دفنهم في المساجد فضلاًَ عن الطواف بقبورهم والسجود على أعتاب أوثانهم بحجة التبرك الأمر الذي يستغله الشيعة لنشر ضلالهم بين الناس فالواجب التحذير من كل هذه الضلالات والبدع التي هي رأسمال المتصوفة فالفكر الصوفي والتعصب المذهبي لا يمكن أن ينهض بالمسلمين بعد أن كان سبب تخلفهم0 ومن الكتب النافعة لرد شبهات الشيعة التاريخية كتاب العواصم من القواصم(1/91)
للقاضي أبي بكر ابن العربي المالكي.
ولعلّ أفضل رد على الشيعة إنما هي كتبهم نفسها وما حوته من طامّات وخزعبلات تأباها الفطر السليمة والتي عليها مدار دين الشيعة فتجد في أيٍّ منها عقائدهم التي ذكرنا كالطعن في الصحابة بل في أئمة آل البيت الذين يزعمون موالاتهم بل في الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه فيحتاج المهتم بشأنهم أن يكون لديه بعض كتبهم المعتمدة(1) كالكافي الذي هو أصح الكتب عندهم وليحرص أن يقرأ فيه بعض الخزعبلات للتشنيع عليهم والتنفير منهم من مثل حديث الحمار عفير في أصول الكافي(1/237) وفيه بعد أن قال العباس رضي الله عنه في نفس الحديث المزعوم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعده: بأبي أنت وأمي يا رسول الله. إذا بالحمار يقول نفس الكلام مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنّ أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح
__________
(1) أهم الكتب المعتمدة عندهم أربعة ويسمونها الصحاح الأربعة وهي: الكافي للكليني الهالك سنة328هـ وكتاب من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي المُلَقّب عندهم بالصدوق وهو كذوب الهالك سنة381هـ وكتابا تهذيب الأحكام= =والاستبصار كلاهما للطوسي الهالك سنة460هـ وثَمَّ كتب أخرى هامة مثل رجال الكشي وتنقيح المقال للمامقاني والأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري نسبة إلى قرية الجزائر قرب البصرة وبحار الأنوار للمجلسي وغيرها وينبغي معرفة أن علماء الشيعة قد ألّفوا كتباً للتعريف بالشيعة وعقائدها موجهة لأهل السنة مستخدمين فيها التقية إلى أبعد حد ولهذا حرصوا على ألّا تضم كثيراً مما يُعاب عليهم وإن كانت لا تخلوا والحمد الله من الضلال والانحراف مثل كتاب أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسين آل كاشف الغطاء وكتاب عقائد الإمامية لمحمد رضا المظفر وغيرها ولعل أهم كتاب يعتمدونه لدعوتهم في أوساط السنة كتاب المراجعات لعبد الحسين الموسوي.(1/92)
في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار) اهـ. فالحمار قال مثل ما قال علي والعباس ففيه طعن فيهما ثم استهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم بأن الحمير تفديه بالحمير لأن الحمار قال في حديثهم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله. ثم إن واضع هذا الحديث قصد الطعن في المحدثين و المسلمين عندما جعل سلسلة الحمير متصلة بالنهيق فلغة الحوار بين الحمار وأبيه وجده إنما هي النهيق ، فلا أشك أن واضع هذا الحديث وأمثاله من الزنادقة الفرس أو اليهود مقصوده الاستهزاء بدين الإسلام واللعب بالشيعة الذين لا عقل لهم فتجدهم يعدون حديث الحمار عفير من المعجزات ويتقربون إلى الله بقراءته فإذا قال الرافضي في ختامه: (الحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار) فقد صدق لانطباق الحال على المقال فإن لكل شيعي نصيباً من ذلك قال تعالى: (مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)، ومثل هذه الأحاديث كثيرة في كتبهم فينبغي إظهارها والتنبيه عليها أثناء مناظرتهم.(1/93)
وفي كتبهم من الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم تصريحاً وتلويحاً الشيء الكثير حتى حكم بعضهم بدخوله صلوات الله عليه النار فقد نقل الشيخ حسين الموسوي في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار صفحة 24 عن سيدهم علي غروي أحد كبار علماء الحوزة النجفية قوله أخزاه الله:(إن النبي صلى الله عليه وسلم لابد أن يدخل فرجه النار لأنه وطئ بعض المشركات) يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة فتأمّل. وينبغي تنبيه الناس على أن ما يذكره الشيعة من الخلاف المزعوم والحقد بين علي رضي الله عنه وبقية إخوانه من الخلفاء الراشدين إنما هو من اختراعات الرافضة وأكاذيبهم فلقد عاش أولئك العظام إخوة متآلفين متعاونين متحابين كما وصفهم الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) ولا أدلّ على تلك المودة بينهم من تزويج علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم من عمر رضي الله عنه ثم تسمية علي لثلاثة من أولاده بأبي بكر وعمر وعثمان. وينبغي معرفة أن دعوة الشيعة أنفسهم من أصعب الأمور ولا طائل وراءها وذلك لتسترهم بالتقية فلا تدري ظاهر الشيعي من باطنه(1) ولكن تُستحب مناظرتهم على الملأ لإبطال حججهم وتسفيه آرائهم ليسقطوا من أعين الناس وليحرص مناظرهم على الإتيان بشواهده من كتبهم هم فإن زعم الشيعي أن هذه الكتب قديمة والشيعة تغيروا الآن فإنه يستدل عليه بكتب المعاصرين لا سيما إمامهم الخميني فإنه زاد في ضلاله على سابقيه من مثل قوله في كتابه الحكومة الإسلامية ص53: (إن لأئمتنا مقاماً لا
__________
(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (3/360): (وأما الرافضي فلا يعاشر أحداً إلا استعمل النفاق معه فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد يحمله على ذلك الكذب والخيانة وغش الناس وإرادة السوء بهم فهو لا يألوهم خبالاً ولا يترك شراً يقدر عليه إلا فعله بهم وهو ممقوت عند من لا يعرفه ,وإن لم يعرف أنه رافضي تظهر على وجهه سيما النفاق وفي لحن القول).(1/94)
يبلغه ملك مقرّب ولا نبي مرسل) وقوله أخزاه الله ص53: (إن لأئمتنا مقاماً سامياً وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون) يعني يقولون لأي شيء كن فيكون. وقوله في تكفير الصحابة في كتابه كشف الأسرار بترجمة البنداري صفحة 34: (وأغمض –أي النبي- عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة) وتصريحه في مواضع من كتابه بمخالفة الشيخين للقرآن وتحريفه ثم مدحه لمؤلف فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب علماً أن مؤلف فصل الخطاب هلك من قريب من نحو مئة عام (سنة 1320هـ). وأكبر الأدلة على تمسكهم بضلالهم حرصهم على طبع هذه الكتب القديمة والحديثة المليئة بالضلال ونشرها ليس في الحوزات والأوساط الشيعية فحسب بل بين أهل السنة أنفسهم مما يدل على كذبهم ونفاقهم.(1/95)
وينبغي للمتصدي للرد عليهم معرفة الشبهات التي يثيرونها ويتعلقون بها وليس فيها متعلّق لا سيما تلك التي يأتون بها من كتب السنة و هي إما مكذوبة لا وجود لها في كتب السنة أصلاً وإما صحيحة مبتورة لا تنفعهم ولكن يتكلفون توجيهها على مذهبهم ليخدعوا بها السذج من المسلمين. أماالكذب فهو عندهم دين فينبغي معرفة أن الشيعة يستحلون الكذب لنصرة دينهم وهذا معروف عنهم منذ القديم يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: (وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم). وقال الشافعي:لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة.وقال يزيد بن هارون: يُكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون. وقال الأعمش: أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين. وقال شريك القاضي: احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً. (انظر منهاج السنة 1/59). وربما وضعوا كتباً ونسبوها لعلماء السنة زوراً وقد بنى عالمهم عبد الحسين شرف الموسوي كتابه المراجعات على الكذب فجعله على شكل مباحثات مع معاصره شيخ الأزهر (البشري) فالبشري يستفسر-زعم- عن أشياء خلافية بين السنة والشيعة ويتبرع بالجواب عنها الكذّاب عبد الحسين هذا وفي كل مباحثة تجد البشري يسلم له إلى أن يعلن في نهاية الكتاب صحة جميع ما افتراه المؤلف. والبشري في كل مباحث الكتاب يتوسل إلى الشيعي ببيان الأمور ولا يعترض على شيء ثم التسليم له بحيث يدرك أبسط طالب علم أن هذا الكلام موضوع ومكذوب قطعاً على شيخ الأزهر لاسيما أن الكتاب ما نشر إلا بعد وفاة البشري رحمه الله وليس هذا بمستغرب من الشيعة فهذا ديدنهم منذ القديم، ومن ذلك كتاب مذكرات مستر همفر الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية الذي لبَّسوا به على بعض الجهلة وهو كتاب مزوّر مدسوس من الشيعة مقصودهم الدعاية لمذهبهم والتشنيع على الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ولهذا(1/96)
هم الذين طبعوه في لبنان ويقومون بتوزيعه في مراكزهم كالست زينب وتلاحظ فيه المدح لمذهب الشيعة والدعاية له كالمناظرة المزعومة بين العالم الشيعي والسني وانتصار الشيعي في نهايتها مما لا يدع مجالاً للشك أن الشيعة هم الذين ألَّفوه مستغلين ما يُسمى مذكرات مستر همفر والله المستعان، وقد وقع لي كتاب رياض الصالحين للنووي مطبوع في لبنان ليس فيه إلا مقدمة النووي وبضع صفحات من باب الإخلاص ثم تُفاجأ بكتاب شيعي أكثر من 300 صفحة إلى قبل نهاية الكتاب حيث تركوا خاتمة النووي وفهرس الكتاب فقط. وهذا من أساليبهم الخبيثة التي لا أحسب أن طائفة على وجه الأرض تستحلها فالله حسيبهم.
وعلى طلّاب العلم إذا ماسمعوا بعض شبهات الشيعة حول بعض الأحاديث الموجودة في كتب السنة مما يُتوهم موافقته لبعض ما يثيره الشيعة الرجوع فوراً إلى شروح علمائنا الموثوقين أمثال فتح الباري على صحيح البخاري للحافظ ابن حجر وشرح النووي على مسلم وعون المعبود شرح سنن أبي داود للعظيم آبادي وتحفة الأحوذي شرح الترمذي للمباركفوري وشروح السندي وأمثالها من شروح السنة المعتبرة وكذلك العودة إلى التفاسير المعتمدة كتفسير ابن كثير في حال استدل الشيعة بأي آية يحرفون معناها فإن هذا عندهم كثير.(1/97)
والمسائل والشبهات التي يثيرها الشيعة كثيرة وسنمثِّل هنا بشبهتين مع الرد عليهما بإيجاز إحداهما مسألة وراثة النبي صلى الله عليه وسلم في المال والإمامة وأحقية علي وفاطمة وأبنائهما في ذلك فينبغي على مُناظرهم أن يعرف هذه المسألة ويستدل عليهم بحديث: (لا نورث ما تركنا صدقة) رواه البخاري برقم3094 ومثل: (إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركت بعد مؤونة عاملي ونفقة نسائي صدقة) رواه أحمد9593 ومثل: (الأنبياء لم يورِّثوا درهماً ولا ديناراً، إنما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) الحديث. وعدم توريث الأنبياء عليهم السلام للمال لئلا يُتهموا صلوات الله عليهم بأنهم كالملوك جمعوا الدنيا وورّثوها لأقربائهم ولما كان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء فإنه زاد على ذلك أن حرّم على نفسه وأهل بيته الصدقة إلى يوم القيامة حتى لا يتطرق أي اتهام يمس جناب النبوة يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري1485: (ان آل محمد لا يأكلون الصدقة). ليس هذا فحسب بل توفي أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم جميعاً في حياته صغاراً لئلّا يتهيأ لأحدهم أن يتسلّم الأمر بعده كما كان يتهيأ ذلك في الأنبياء السابقين فقد وَرِث سليمانُ النبوةَ والملك من داود(دون المال) وورث يحيى النبوة من زكريا فلو عاش له صلى الله عليه وسلم -وهو خاتم النبيين- ولد واستُخلف بعده فوراً لكان مجالاً للكفار بالطعن على مقام النبوة الخاتمة بأنه صلوات الله عليه ورّث ملكه لولده كغيره من الملوك ولكان مجالاً للغلو بأن النبوة وسر الوحي انتقل إلى ولده ولهذا لمّا خيّره الله سبحانه وتعالى بين أن يكون مَلِكا رسولاًً أو عبداً رسولاً اختار بتوفيق من الله أن يكون عبداً رسولاً(1)
__________
(1) كما ثبت في مسند أحمد (2 /231) بسند صحيح عن أبي هريرة قال: (جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خُلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك، قال: (أفملكاً نبياً يجعلك، أو عبداً رسولاً؟) قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال: بل عبداً رسولاً). ولهذا قال عبد الله بن عمر للحسين بن علي لمّا همّ بالخروج إلى العراق لقتال بني أمية وتسلم الأمر: (لا تفعل فإنك= =لن تنجح في مسعاك لأن النبي صلى الله عليه وسلم خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة وأنت ابنه).(1/98)
لأن منزلة النبوة الخاتمة لا تدانيها منزلة. ولو تأمّل الإنسان أنه حتى ذرية النبي صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة -الحسن والحسين- كانوا أطفالاً صغاراً حين توفي صلوات الله عليه لَعَلِمَ سرّ ذلك. ثم حِرْص النبي صلى الله عليه وسلم على عدم تولية أحد من بني هاشم بعده فوراً وذلك بالتلميح والتصريح على أحقية أبي بكر بإمامة المسلمين وخلافته من بعده ومن ذلك همه صلوات الله عليه في مرض موته بكتابة كتاب بتولية أبي بكر يوم قال لعائشة -كما في صحيح البخاري برقم6677-: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ ثُمَّ قُلْتُ يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ). وفي صحيح مسلم برقم4399 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ: (ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلا أَبَا بَكْرٍ).ثم أراد صلوات الله عليه أن يكتب خلافة أبي بكر مرة أخرى في مرض موته لما اشتدّ به المرض وحدث لغط في البيت فترك رسول الله صلى اله عليه وسلم ذلك بتوفيق من الله لأن الله سبحانه علم أن المسلمين لا يحتاجون في تولية أبي بكر إلى كتاب. ومن الطريف أن الشيعة يزعمون أن الله نصّ في كتابه على إمامة الاثني عشر بعد رسول الله وقضى بذلك وقدّره ثم يزعمون أن الصحابة حالوا دون نفاذ هذا القضاء المبرم فصار الله سبحانه عندهم عاجزا ًوالله المستعان.(1/99)
والمسألة الثانية التي كثيراً ما يثيرها الشيعة مسألة المتعة فربما استدلوا بأحاديث في كتب السنة على استحلالهم المتعة و الجواب عن ذلك أن بعض الصحابة لم يبلغه تحريم المتعة أول الأمر ثم استقر إجماعهم بعد ذلك على تحريمها بعد أن أظهر عمر رضي الله عنه النهي وأعلنه وألزم الناس به. وليحرص المناظر للشيعة أن يستدل عليهم بحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نفسه في تحريم المتعة -كما في البخاري برقم6446- لما قيل له: إن ابن عباس لا يرى بمتعة النساء بأساً فقال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية). وفي صحيح مسلم برقم2510 أن علياً رضي الله عنه قال لفلان: (إنك رجل تائه نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية). وهذا الحديث بعينه موجود عندهم في الاستبصار(3/142) ووسائل الشيعة(14/441) ولعلهم سرقوه من كتب أهل السنة لمجرّد أن راويه علي ومع ذلك لم يعملوا به فلم يحرموا ما حرمه رسول الله وإنْ رواه علي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :(إن ما حَرَّم رسولُ الله كما حَرَّمَ الله). وقال:(ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه) رواه أبو داود وهو صحيح. مع قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). وقوله سبحانه: (من يطع الرسولَ فقد أطاع اللهَ) ونحوها من الآيات.وفي صحيح مسلم برقم 1406 عن سبرة الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة). ومع أن المتعة أُبيحت بالسنة وحرمت بالسنة في العهد المدني فعدم ذكر المتعة في القرآن وإثبات مشروعية الزواج وملك اليمين وحسب في قوله تعالى من سورتي المؤمنون والمعارج المكيتين: (والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك(1/100)
فأولئك هم العادون)؛ فيه إشارة إلى عدم ثبات المتعة في التشريع أصلاً وأنها إنما كانت مرحلة عابرة أملتها الضرورة وظروف مراعاة التدرج في التحريم لا سيما أنها ما أبيحت إلا في الحرب مرة أو مرتين وتلك ظروف استثنائية ثم حرمت واستقر تحريمها بعد ذلك عند المسلمين إلى يوم القيامة لا يشذ عن ذلك إلا ضال مخذول.
أما أحاديث فضائل آل البيت الثابتة في كتب أهل السنة فهي حق ولكنها لا تفيد الشيعة في استحقاق الإمامة ومنها أحاديث الوصاة بأهل البيت كقوله صلّى الله عليه وسلم يوم غدير خم: "أذكركم الله في أهل بيتي" رواه مسلم 6225 فالمقصود منها الوصاة بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ومحبتهم وعدم بغضهم وهذا مناسب –إن شاء الله- لقوله تعالى في سورة الشورى: "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" ومع هذا فالرافضة إنما يقصدون بآل البيت أئمتهم الاثني عشر فقط(بما) فيهم ثاني عشر السرداب المزعوم، أما بقية آل البيت كزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعمه العباس وأبناء عمومته عقيل بن أبي طالب وعبد الله وعبيد الله ابني العباس وكذا زيد(1) بن علي بن الحسين وكذلك جعفر بن علي الهادي أخو الحسن العسكري يسمونه جعفراً الكذاب لأنه لم يوافقهم في أن لأخيه ولداً غاب في السرداب فإنّ الرافضة قبحهم الله يلعنون هؤلاء جميعاً ويتبرّأون منهم ويروون في لعنهم أحاديث انظر كتابهم رجال الكشي(صفحة 52-54) وفروع الكافي. بل ذهب الشيعة المتأحرون(ومنهم المهاجر) إلى اعتبار زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة وإنما بالتبني من زوجته خديجة وما ذاك إلا ليمنعوا الفضل عن عثمان ذي النورين وأبي
__________
(1) قد ذكر غير واحد من المؤرخين أنّ زيد بن علي بن الحسين لمّا خرج على هشام بن عبد الملك أراده الشيعة على التبرؤ من الشيخين(أبي بكر وعمر) لينصروه فأبى وقال: هما وزيرا جدي رسول الله لا أتبرأ منهما فرفضوه فسموا - لأجل ذلك - رافضة.(1/101)
العاص بن الربيع رضي الله عنهم، بل حتى من زعموا ولايتهم من الأحد عشر لم يسلموا من الطعن و اللمز، ونسبة كل هذه العظائم لهم من أكبر القدح فيهم.
فينبغي على الخطباء والمدرسين بيان خطر الشيعة ولو بالتورية وذلك بالتركيز على ذكر ما يستحقه الصحابة من ثناء ومدح هم له أهل ثم ذم من يتنقصهم وعلى كل من عنده علم القيام بهذا الواجب الشريف -حسب الجهد والطاقة- من نشر فضائل الصحابة وفضح عقائد الشيعة وأساليبهم وتعريتها للجمهور ليعرفوها فلا ينخدعوا بها والتشنيع على الدائرين في فلك الشيعة المداهنين لهم من خطباء الفتنة النفعيين المحسوبين على أهل السنة والذين همُّهم المكاسب والغنائم ولو على حساب دينهم فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس(1).
__________
(1) ولْيعلم الذي يسعى مسعى الشيعة الخاسر أو يُمَكِّن لهم أو يعينهم ولو بكلمة أو يُهوِّن الخلاف معهم فيخدع بسطاء المسلمين إنما هو خائن لله ولرسوله ولأمته وهو في الواقع يعمل على هدم الدين من حيث يقصد أو لا يقصد ولْيعلمْ أن الدنيا زائلة عما قريب وأن التاريخ سيذكره بالقبيح مع ما يدخره الله له-إن شاء-من العذاب وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب"(1/102)
وينبغي عدم الاستهانة بدعوة الشيعة والقول بأن الشيعة لا خطر لهم هنا وأن المسلمين يحذرونهم ويعرفونهم فهذا لا يقوله إلا جاهل مغرور إذ لا تُوجد دعوة إلا ويصير لها أتباع وهكذا ينتشر الشر ومعظم النار من مستصغر الشرر وما العراق عنا ببعيد فبعد أن كان الشيعة فيها أقلية صاروا أكثرية بعد جهود الشيعة المكثفة هناك وغفلة علماء السنة وولاتهم. ولديهم –خذلهم الله- مخططات كبيرة وأساليب شيطانية للوصول إلى مبتغاهم في تشييع عوام المسلمين في الدول الإسلامية المجاورة لهم فإذا لم يقم الدعاة وأهل العلم بما أخذه الله عليهم من بيان الحق والدعوة إليه وتعرية الباطل والتحذير منه عمّ البلاء وانتشر الداء فيتسع الخرق على الراقع. فأرجو أن يكون ما كتبته في هذا البحث من كشف مخططات الشيعة والتنبيه على أساليبهم حافزاً لأهل العلم والفضل للتنبه لهذا الخطر الداهم والنهوض -حسب الطاقة- للنضال عن حياض الدين في هذه البلاد المباركة بلاد الشام التي فيها يُقتل الدّجال وأشياعه من اليهود والنصارى والرافضة وأشباههم0
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخذل المبتدعين وينصر الموحدين وأن يصرف عن المسلمين ما يُراد بهم من كيدٍ وسوء وأن يَكتب لهذا الكتاب القبول وينفع به جميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
المؤلف ... في 20 من ذي الحجة سنة 1424هـ
الموافق 11 من شباط سنة 2004م
الفِهْرِس
الموضوع الصفحة
مقدمة فيها بيان هجمة الشيعة هذه الأيام لتشييع سورية وذكر أساليبهم في ذلك ...............................................1
دعوة التشيع في دمشق.........................................11
موقف شيوخ دمشق من الشيعة..................................13
بعض أوجه نشاط الشيعة في دمشق..............................16 دعاة متشيعون في دمشق........................................18(1/103)
نشاط الشيعة في حلب.........................................21
القرى المتشيعة في حلب.........................................24
أهم الرجال المتشيعين في حلب..................................25
الدكتور المتشيع محمود عكام....................................25
أحمد حسون مفتي حلب هل تشيع؟..............................30
خطباء آخرون..................................................38
اهتمام الشيعة بالخدمات الصحية.................................39
مولد شيعي في حلب............................................39
نشاط الشيعة في مسكنة.........................................42
نشاط الشيعة في منبج...........................................45
دعوة التشيع في الرَّقة..........................................46
أهم الرجال المتشيعين في الرقة....................................49
دعوة التشيع في إدلب.........................................53
دعوة التشيع في حمص والساحل................................55
نشاط الشيعة في دير الزور.....................................56
متشيعون من حطلة.............................................57
دعوة التشيع في الحسكة.......................................59
دعوة الشيعة في القامشلي......................................61
الشيعة والخزنوية................................................62
دعاة متشيعون من القامشلي.....................................62
نشاط الشيعة في درعا..........................................64
نبذة مختصرة عن دين الشيعة المراد نشره في سورية...............65
فتوى في حكم ذبيحة الشيعي...................................85
مقارنة بين عقائد الشيعة وعقائد متصوفة سورية.................90
ظاهرة شائعة غريبة...........................................106(1/104)
تلخيص دعوة الشيعة في سورية...............................109
خاتمة فيها سبل التصدي لدعوة الشيعة والتنبيه على بعض شبهاتهم......................................................110
الفهرس......................................................126(1/105)