المراجعة أهم
الحمد لله ذي الجلال والإكرام ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فإن من علامات التوفيق لِلعبد أن يلتقي إخوانه على طريق الخير لينصح لهم وينصحوا له ، لأن في ذلك جمعاً للعقول والقلوب وبه تقوى الأعمال وتزدهر .
وإنا لنشكر كل من أعد هذا الملتقى الطيب المبارك ، ونسأل الله تعالى أن يبارك في الجهود وأن يعظم الثمرة .
وسنعرض لكم ثلاث برامج كان لها أثر طيب في النهوض بالحلقات في محافظة القويعية – ولله الحمد – وكلها تدور حول محور واحد مستقى من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفعل الصحابة والسلف ، حيث صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " تعاهدوا القرآن ....... "
إذاً فالمحور الذي تدور حوله تجربتنا هو تعاهد القرآن بالمراجعة ، وإليك البرامج :
برنامج الاختبارات .
برنامج الدورات الصيفية .
برنامج الخميس والجمعة .
لعلك أخي الكريم قد زرت كثيراً من حلق القرآن في المساجد ، أو شاركت بالإشراف على بعض الدورات الصيفية ففرحت وحق لك أن تفرح (( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) .
وتتم الفرحة وتكتمل البهجة عندما تسأل كم عندكم من حفاظ القرآن ؟ فيقال لك بضعة عشر ، وكم عندكم ممن يحفظ عشرين ؟ فيقال لك بضعة وعشرون ، .. وهكذا .
وبمثل هذا ينشرح الصدر ويزول الغم وينجلي الهم ، ولكني أتمنى لو أنك أتبعت الخطوة الأولى خطوةً أخرى فقلت : أريد أن أختبر هؤلاء الشباب أو أولئك الصغار في كل ما حفظوه .
فكم من هؤلاء سيقبل باختبارك ؟! كم منهم سينجح ؟! ولأجل هذا سنعرض لك هذه البرامج الثلاث:
1- برنامج الاختبارات :
رفع مستوى المدرس والطالب مطلب أساس ولن يتحقق ذلك إلا بقياس دقيق لمستوى كل مدرس وطلابه .
وجعل المراجعة جزءًا أساسياً يصرف له أكثر وقت الحلقة لن يكون إلا بإلزامهم بالمراجعة ، ومن هنا أتى برنامج الاختبارات ، وملخصه كالآتي :(1/1)
1-لا يسمح للطالب بالاختبار في الجزء الجديد حتى يختبر القديم جميعاً وينجح فيه .
2-وضع لجنة قوية للاختبارات ، ويكون أعضاؤها جميعاً من المتقنين الحريصين على رفع مستوى الجمعية .. ولا يحق لغيرهم أن يختبر طلاب الحلق .
3-وضع ضوابط قوية خاصة لجزء عمّ حتى يتعود الطالب على الجدية ، ويعرف معنى الحفظ الصحيح .
4-فتح باب الاختبارات طوال السنة ( وهذا مهم جداً ) .
5-وضع سلم مكافآت نقدية للطلاب والمدرسين ، وكان لهذا أثر طيب على الجميع .
وإليك برنامج الاختبارات الذي أقره مجلس الإدارة في نهاية عام 1423هـ :
في هذا البرنامج :
كلما أنهى الطالب حفظ جزء جديد اختبر فيه وفيما سبقه من أجزاء حتى ينتهي من الأجزاء الستة الأولى ( من الناس إلى الشورى ) ، وبعد ذلك يتقدم الطالب للاختبار كلما انتهى من حفظ جزأين ، فيختبر فيهما وفيما سبقهما من أجزاء ، وله أن يختبر المراجعة في يوم والجديد في اليوم الذي يليه .
تُسَجّل نتائج الطلاب في الحاسب الآلي بحيث لا يستطيع الطالب أن يدخل الاختبار في نفس الجزء مرة أخرى .
مميزات هذه الطريقة :
1ـ منح الطالب شهادة على كل جزء يدفعه إلى التطلع إلى الجزء الذي يليه والذي لا يكون بعيد المنال بل قريبه .
2ـ رصد مكافأة لكل جزء يدفع الطالب إلى زيادة جهده لإنهاء الجزء في أقل زمن ممكن ( وينبغي أن تكون المكافأة كبيرة ومشجعة ولو لمدة عام أو عامين تُقَلل بعد ذلك أو تلغى بعد أن تتكون للجمعية قاعدة طلابية قطعت كثيراً من الأجزاء فلا تنظر بعين الاعتبار إلى المكافأة بل يكون نظرها منصباً على الجزء الأخير ، ومتى تصل إليه ) .
3- عدم تحديد وقت للاختبار ، بل يكون على مدار العام – كلما أنهى الطالب جزءًا ااااااااا تقدم للاختبار مما يزيد من حماس الطلاب وضبطهم ، لأن الملاحظ أنه عند ااااااااا اقتراب وقت الاختبار السنوي ينشط الطلاب في المراجعة ، أما بطريقة الأجزاء ااااااااا فتكون المراجعة مستمرة .(1/2)
4-مداومة الطالب على المراجعة وربط الحفظ الجديد بالقديم .
5- منح مكافأة للمدرس وكذلك شهادة تقدير تُشعِره بأن الجهد الذي بذله ميّزه عن إخوانه المدرسين ، فيكون ذلك دافعاً له إلى بذل مزيد من الجهد وكذلك دافعاً لغيره من المدرسين .
6- جعل المراحل الأولى تتكون من جزء واحد فقط يأخذ بيد الطالب المبتدئ ، حيث اااااااااتكون ملكة الحفظ عنده ليست قوية ، فإذا بدأ في الحفظ وتدرب عليه قويت ملكة ااااااااالحفظ ونمت ، وأيضاً يجعل الطالب محافظاً على الأجزاء التي سبق أن حفظها لأنه اااااااايُطالَب بها مع كل جزء جديد .
7- يمكن بهذه الطريقة قياس مستوى الحلق بسهولة ، وذلك بمعرفة عدد الطلاب الذين اجتازوا الاختبار خلال كل فترة بواسطة الحاسب الآلي ، بحيث يكون من السهل جداً أن يتابع كل من رئيس الجمعية ومديرها وأعضاء مجلس الإدارة سير ها اكلما أرادوا ذلك ، ويمكنهم معرفة عدد الناجحين عند كل مدرس حسب الفترة الزمنية التي يختارونها ، وذلك من خلال تقرير اجمالي يرفع من قسم التوجيه .
8-الطالب الذي يحصل على تقدير " ممتاز " يأخذ المكافأة كاملة ، ثم تقلل المكافأة بعد ذلك فيُعطى للجيدجداً ( 85% ) من المكافأة ، ويعطى للجيد (70% ) من المكافأة .
- ملاحظة / يحاسب الطالب في الستة الأجزاء الأولى على التجويد العملي فقط ( أحكام المدود والنون الساكنة والتنوين ) أما من الجزء السابع إلى الجزء الأخير فسوف يحاسب على التجويد ( العملي والنظري ) .
2- برنامج الدورات الصيفية :(1/3)
نظراً لأهمية الدورات الصيفية المكثفة ، فإن الجمعية اختطت لنفسها منهجاً يرسخ فائدتها ويقوي أثرها وذلك يرتكز على الاهتمام بالمراجعة أولاً فهي رأس المال وهي الأولى بالعناية والمتابعة .. وهذا له آثار إيجابية متعددة الجوانب سواءً كانت علمية أو نفسية أو عملية وكلما أعرض الإنسان عن تعاهد محفوظه وهن نفسياً وعلمياً وعملياً ، ولقد حرصنا على زيارة الدورات الصيفية المتفرقة في بلادنا الحبيبة وذلك للاستفادة من خبرات الآخرين فوجدنا عدداً منهم قد قصروا في هذا الجانب ، وعدداً آخر قد انتبهوا له واهتموا به ، ولكنهم وفقوا لحسن القصد دون حسن الطريقة فوقع عندهم بعض الخلل .
ونحن من هذه الدورات التي تسعى للكمال وتنشده ... وسنعرض لكم منهجنا في الدورات الصيفية والذي ظهرت ثماره الطيبة اليانعة .
* منهجها:
1-البرنامج ستة أيام في الأسبوع .
2-تركز الدورة على المراجعة لما فيها من أهمية كبيرة ، فالطالب الذي يحفظ ربع يس فأقل يطالب بعد الأسبوع الأول بقراءة محفوظه كله يومياً على مدرسه ، ثم بعد ذلك يأتي بالجديد والطالب الذي يحفظ أكثر من ربع يس إلى نصف القرآن يقسم محفوظه على يومين ثم يأتي بعد ذلك بالجديد ، والطالب الذي يحفظ أكثر من نصف القرآن إلى قرابة العشرين جزءًا يطالب بقراءة محفوظه في ثلاثة أيام والذي شارف على إتمام القرآن يقرأ محفوظه في أربعة أيام .
3-الحفظ الجديد يختلف من طالب إلى آخر حسب مقدرة كل طالب ، فبعض الطلاب يحفظ يومياً ثمانية أوجه وبعضهم لا يحفظ إلا وجهاً واحداً والقليل من يُمنع من الحفظ الجديد لضبط محفوظه ويشترط في الحفظ الجديد شرطان :
1- أن يقرأه الطالب على أستاذه أولاً .
2- أن يكون حفظ الطالب فيه قوياً .
4-إذا أتم الطالب حفظ القرآن الكريم يطلب منه مشرف الدورة تسميع القرآن كاملاً في يوم واحد ، والهدف من ذلك التأكد من جودة حفظه وقوة إتقانه .(1/4)
5-الكثير من الطلاب كان يسير حسب المنهج ، بل بعضهم كان يزيد وقليل من كان يقرأ أقل من المطلوب ، وكانت إدارة الدورة ، تتخذ معهم بعض المواقف التربوية لكي يسايروا المنهج .
6-أثناء الدورة كانت تتم اختبارات دورية للطلاب من قِبَل إدارة الدورة ، ومن ضمن المنهج أن يختبر الطلاب في جميع محفوظهم في الأسبوع الأخير .
7-الدورة لا تركز على التجويد وإنما تهتم بتصويب اللحن وصحة القراءة .
8-عندما يختم الطالب القرآن الكريم يبدأ بعرض القرآن بالتجويد .
9-تستمر الدورة الصيفية طوال الإجازة عدا أسبوعين أو ثلاثة.
10-يلزم لهذه الدورة حسب هذا البرنامج عدد كبير من المدرسين.
11-فترات القرآن سبع ساعات بمجموعها.
12-نصاب تسميع المدرس 20 جزءا يوميا دون التقيد بعدد الطلبة .
13-ختم خمسة طلاب القرآن كاملا من مجموع 30 طالبا وذلك في صيف 1426هـ.
14-الدورة لا تقبل إلا طلاب الحلق المنتظمين ، ولذلك بعض الطلبة بدأ الدورة وهو يحفظ
عددا كبيرا من الأجزاء قد تصل إلى 25 جزءا .
- برنامج الخميس والجمعة:وهو يهتم بالطلاب الذين يدرسون في الجامعات ، حيث لا يوجدون في محافظة القويعية إلا يومي الخميس والجمعة ، فيشترط على الطالب أن يسمع مراجعته كاملة ( والتي تصل أحياناً إلى 15 جزءًا أو تزيد ) خلال يومي الخميس والجمعة قبل أن يسمع محفوظه الجديد وهذا يلزم منه حضور عدد كبير من المدرسين ولذا تمت الاستفادة من مدرسي الحلقات حيث أن حلقاتهم من السبت للأربعاء فقط .
وهنا نحب أن نشير إلى عدة إشارات :
الحلقة الأم فجر الخميس ، حيث يجتمع أكثر الطلبة أو كلهم ، حيث يسمع كل طالب ما يستطيع ، ثم يترك الاختيار للطالب في الحضور في باقي الصلوات عدا الظهر .
من لم ينهي مراجعته يكمل على المدرس صباح الجمعة حيث يذهبا مبكرين.
يترك للطالب حرية الحضور عصر الجمعة .
المدرس يعمل يوم الجمعة مقابل مكافأة خاصة غير راتبه .(1/5)
وهذه اليرامج الثلاث - مؤصلة علميا حيث كان السلف يحرصون على أورادهم ، ومنهم من كان يقرأ كل أسبوع- وقد حققت نتائج طيبة ولله الحمد فقد :
رفعت مستوى أداء المدرسين بشكل واضح وقد استطعنا قياس ذلك من خلال برنامج الاختبارات .
أغلب طلاب الجمعية أدرك أهمية المراجعة وأنها مقدمة على المحفوظ الجديد وأصبح كثير منهم قادر على تسميع محفوظه كاملا في أي وقت يطلب منه ذلك فمثلا الطالب الذي وصل سورة الكهف قادر على أن يسمع من الكهف للناس في أي وقت وذلك لأنه يختبر بالمراجعة قبل الحفظ عند التقدم لجزء جديد .
تخرج ثلاثة عشر حافظا ولله الحمد خلال هذه الفترة قرأ أكثرهم القرآن كاملا غيبا على مدرسيه خلال أربعا وعشرين ساعة، وذلك بعد ختمه للقرآن بيوم واحد فقط.
تفاعُل عدد من الأهالي مع الحلقات وبذلهم جهدًا مضاعفا مع أبنائهم وذلك لكي ينجح ابنهاؤهم في اختبارات الجمعية.
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
بمحافظة القويعية
قسم التوجيه(1/6)