بَيانات العُلمَاءِ حَول أَحْدَاث غزة
جمع موقع صيد الفوائد
www.saaid.net
بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرياض 3 محرم 1430هـ الموافق 31 ديسمبر 2008م واس
صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية بيان حول ما يجري في قطاع غزة من قتل وحصار وتشريد فيما يلي نصه:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية تابعت بكل أسى وحزن وألم ما جرى ويجري على إخواننا المسلمين في فلسطين وفي قطاع غزة على الخصوص من عدوان وقتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين ، ولا شك أن ذلك إجرام وظلم في حق الشعب الفلسطيني.
وهذا الحدث الأليم يوجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب والوسائل تحقيقاً لإخوة الإسلام ورابطة الإيمان ، قال الله تعالى { إنما المؤمنون إخوة} (الحجرات 10) وقال عز وجل { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} (التوبة 71) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ) متفق عليه، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) (متفق عليه) وقال عليه الصلاة والسلام: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره) رواه مسلم.(1/1)
والنصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت مادية أو معنوية ، وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال والغذاء والدواء والكساء وغيرها، أو من جهة الدول العربية والإسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم وصدق المواقف تجاههم ونصرة قضاياهم في المحافل والجمعيات والمؤتمرات الدولية والشعبية ، وكل ذلك من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله سبحانه وتعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى } (المائدة 2) .
ومن ذلك أيضاً بذل النصيحة لهم ودلالتهم على ما فيه خيرهم وصلاحهم ، ومن أعظم ذلك أيضاً الدعاء لهم في جميع الأوقات برفع محنتهم وكشف شدتهم وصلاح أحوالهم وسداد أعمالهم وأقوالهم.
هذا وإننا نوصي إخواننا المسلمين في فلسطين بتقوى الله تعالى والرجوع إليه سبحانه ، كما نوصيهم بالوحدة على الحق وترك الفرقة والتنازع وتفويت الفرصة على العدو التي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداء والتوهين.
ونحث إخواننا على فعل الأسباب لرفع العدوان على أرضهم مع الإخلاص في الأعمال لله تعالى وابتغاء مرضاته والاستعانة بالصبر والصلاة ومشاورة أهل العلم والعقل والحكمة في جميع أمورهم ، فإن ذلك أمارة على التوفيق والتسديد.
كما أننا ندعو عقلاء العالم والمجتمع الدولي بعامة للنظر في هذه الكارثة بعين العقل والإنصاف لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ، ورفع الظلم عنه حتى يعيش حياة كريمة، وفي الوقت نفسه نشكر كل من أسهم في نصرتهم ومساعدتهم من الدول والأفراد.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ، ويعلي كلمته وأن ينصر أولياءه ، وأن يخذل أعداءه ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم ، وأن يكفي المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية
رئيس هيئة كبار العلماء(1/2)
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بيان مشترك للعلماء والدعاة والفعاليات الإسلامية في لبنان
في وجوب نصرة غزة وأهلها
بسم الله الرحمن الرحيم
تتشرف الحملة العالمية لمناصرة غزة أن يكون باكورة نشاطاتها في لبنان توزيع البيان الصادر عن ثلة من العلماء والدعاة والفعاليات الإسلامية في لبنان: بيان مشترك للعلماء والدعاة والفعاليات الإسلامية في لبنان في وجوب نصرة غزة وأهلها الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده وعلى آله وصحبه وجنده وبعد،
فمن نافلة القول أن ما يجري في غزة اليوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع هو مما ينصهر له القلب كمدا وتتقطع له الأحشاء ألما، وتغلي له الدماء في العروق. وليس ذلك خاصا بالمسلمين فحسب وإنما ينطبق على كل شرفاء العالم الذين يرفضون الظلم والعدوان ويأبون السكوت عن المجازر الجماعية والتطهير العرقي وأصبحوا يدركون الحقيقة الدموية والواقع الإجرامي للكيان الصهيوني الغاصب.
والمسلم المؤمن الموحد تجتاحه موجة غضب عارمة ويهتز كيانه من الأعماق إزاء ما يراه من تقتيل وتشريد وظلم ومهانة، ويقف حائرا متسائلا عن الموقف الشرعي الصحيح وواجبه الديني والإنساني تجاه أهله وإخوانه في غزة. هنا يبرز الدور المحوري والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق العلماء والدعاة إلى دين الله عز وجل في وجوب تبيان الموقف الحق وجلاء سبيل الرشاد وعليه فنحن الموقعون أدناه ونتيجة للمحرقة الجارية في غزة العزة نقول:(1/3)
أولا، إن الله عز وجل وعبر العديد من آي القرآن الكريم قد بين لنا طبيعة اليهود العدوانية تجاه أهل الإيمان وسعيهم في الأرض فسادا فقال جل من قائل: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" وقال سبحانه: "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" فينبغي أن يدرك المسلمون في كل مكان الطبيعة العقدية للمعركة وأنها غير محصورة في غزة أو في فلسطين ولذلك فإن كل مسلم موحد على وجه الأرض معني بها ويدخل في قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".(1/4)
ثانيا، لقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الوعد الأمين فيما رواه الإمام الإمام ابن جرير الطبري من حديث أبي أمامة أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" (إسناده صحيح) وما نراه اليوم من ثبات أهلنا في غزة خاصة وفلسطين عامة هو مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشرنا كذلك بأن العاقبة والغلبة ستكون للمسلمين مهما اشتد البلاء وعظم كيد الأعداء ومهما طال الزمن ولبنان من أكناف بيت المقدس. ويؤكد هذا المعنى ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبد الله. هذا يهودي خلفي تعال واقتله، إلا الغرقد ،فإنه من شجر اليهود".
ثالثا، أما وقد حدث ما حدث من مجزرة ومحرقة لغزة وأهلها على أيدي الصهاينة المغتصبين كبراء الإرهاب في العالم حيث صبت طائراتهم حممها على رؤوس العزل من الرجال والنساء والولدان فانتشرت الجثث في الشوارع وتطايرت الأشلاء لتزين الجدران بالأحمر القاني وتصاعدت نداءات الاستغاثة والاستنفار وطلب النصرة من أهلنا المحاصرين في غزة وعملا بأمره تعالى: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم: "وإذا استنفرتم فانفروا" فلا يسع المسلمين في أي بقعة من بقاع الأرض إلا التلبية، كل بحسب استطاعته.(1/5)
رابعا، إن وفرة الآيات والأحاديث التي تبين أن المسلمين أمة واحدة وجسد واحد وبنيان واحد لتؤكد أهمية النصرة في الدين وتحذر من مغبة الخذلان والنكوص على الأعقاب. قال تعالى: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون"ِ وقال جل من قائل: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة"ٌ وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً — وشبك بين أصابعه" وأخرج الإمام أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرءَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه".(1/6)
خامسا، بناءا على ما تقدم ذكره من أدلة شرعية متينة فإننا نتوجه إلى أمتنا الإسلامية شعوبا وحكاما ونقول لهم: هبوا لنصرة إخوانكم ولا تخشوا في الله لومة لائم. أنصروهم بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم وأقلامكم. وإياكم وخذلانهم فمن يخذلهم اليوم يخذله الله يوم القيامة ومن أمسك يده ولم ينفق في سبيل نصرتهم أمسك الله عليه وقتر عليه رزقه. توجهوا إلى الله بالدعاء وارفعوا إليه أكف الضراعة أن يرفع عن غزة هذا البلاء وتحروا أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وساعة نزول الغيث وبين الأذان والإقامة وأيام الجمع فهذا أقل ما يجب.
سادسا، انطلاقا مما سبق بيانه من وجوب نصرة أهل غزة وفلسطين فإننا نوقن يوما بعد يوم بعدم جواز محادثات التطبيع مع العدو الصهيوني وما يسمى بمفاوضات السلام التي اتضح زيفها، وتبين أن العدو يريدها مفاوضات استسلام يقدم له فيه العرب والمسلمون فلسطين على طبق من فضة. ويهمنا التأكيد في هذا المقام على حق أهل فلسطين المحتلة في مقاومة المحتل دفاعا عن أنفسهم وتخليصا لأرضهم المغتصبة من قبضة المحتل وواجب العرب والمسلمين بمدهم بالمال والرجال والعتاد حتى يتحقق ذلك.
سابعا، لا بد من تحميل الكيان الصهيوني الغاصب التبعات المادية والمعنوية كافة الناتجة عن جرائم الحرب التي ارتكبها بحق أهلنا في غزة وفلسطين وإرغامه على دفع التعويضات عن الدمار التي لحق بهم وديات القتلى الذين سقطوا جراء الحصار وجراء القصف العشوائي واتخاذ كافة التدابير والإجراءات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يمكن أن تحول دون تكرار هذه الجريمة النكراء والوحشية الهمجية.(1/7)
ثامنا، إننا ومن منطلق وجودنا في لبنان الذي يدخل ضمن مسمى الأرض المباركة، والذي شهد من صنوف الإرهاب الصهيوني والقتل والتدمير ما شهد بوحشيته العالم بأسره، نقول لئن تفرقت بنا سبل السياسة اللبنانية فإن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمعنا، ونؤكد لإخواننا بغزة أن النصر قادم لا محالة بإذن الله، وأن الهزيمة والخزي سيلحقان بالمحتل وحلفائه لا محالة كما حصل في لبنان، وما العراق وأفغانستان منا ببعيد فهما نموذجان من هزيمة الإحتلال مهما بلغت قوته، ولعل اقترابنا من ذكرى عاشوراء، وهو يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام هو من المبشرات بقرب هلاك الظالمين واندحارهم وانتصار المؤمنين الصابرين الصادقين "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
وختاما، نتوجه إلى أمهاتنا وأبائنا وأخواتنا وإخواننا وأبنائنا وبناتنا من أهل غزة الأبية، غزة العزة ونقول لهم: نحن منكم وأنتم منا، علينا ما عليكم ولنا ما لكم، ولن نخذلكم بإذن الله ولو خذلكم العالم بأسره. إصبروا وصابروا ورابطوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ". وإنها لإحدى الحسنيين: نصر أو شهادة فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الموقعون (بالترتيب الأبجدي):
1- الشيخ الدكتور عدنان أمامة- جمعية غراس الخير في مجدل عنجر
2- الشيخ بلال بارودي — شيخ القراء في طرابلس الشام وخطيب وإمام مسجد السلام
3- الشيخ عمر بكري — داعية إسلامي
4- الشيخ نصوح عبد الرحمن البلّي — وقف البر الخيري في الضنية
5- الشيخ إيهاب البنا — وقف الكرامة لحقوق الإنسان
6- الأستاذ عبد الله الترياقي — رئيس قوات الفجر الإسلامية
7- الشيخ شريف توتيو — أمين سر لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية
8- الشيخ عبد الناصر جبري — نائب رئيس جبهة العمل الإسلامي(1/8)
9- الشيخ زهير جعيد — عضو مجلس إدارة تجمع العلماء المسلمين
10- الأستاذ ربيع حداد — مدير الحملة العالمية لمقاومة العدوان
11- الشيخ رائد حليحل — مؤسس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية
12- الشيخ جميل حمود — جمعية التقوى الإجتماعية الإسلامية في بيروت
13- الشيخ ماهر حمود — إمام وخطيب مسجد القدس في صيدا
14- الشيخ غازي حنينة — إمام مسجد حمزة — صيدا
15- الشيخ بلال دقماق — رئيس وقف إقرأ للتنمية الاجتماعية
16- الشيخ الدكتور سالم الرافعي - داعية وخطيب وإمام مسجد التقوى في طرابلس الشام
17- الشيخ زيد بكار زكريا - معاهد تحفيظ القرآن الكريم-عكار
18- الشيخ حسين سلوم — وقف إحياء السنة في الضنية
19- الشيخ بلال سعيد شعبان — أمين عام حركة التوحيد الإسلامي
20- الدكتور محمد شندب — وقف الرشاد الخيري في الضنية
21- الشيخ داعي الإسلام الشهال — مؤسس التيار السلفي في لبنان ورئيس جمعية الهداية والإحسان الإسلامية في لبنان
22- النائب السابق الأستاذ خالد ضاهر - الأمين العام للقاء الإسلامي المستقل
23- الشيخ الدكتور بسام الطراس — أستاذ جامعي
24- الشيخ حسن عبد الرحمن- داعية وخطيب وإمام مسجد
25- الشيخ حسن قاطرجي — رئيس جمعية الاتحاد الإسلامي
26- الشيخ الدكتور زكريا المصري — هيئة علماء الصحوة
27- الشيخ هاشم منقارة — عضو جبهة العمل الإسلامي
28- الدكتور فتحي يكن — رئيس جبهة العمل الإسلامي
بيان مجزرة غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:(1/9)
فمعلوم ما أصاب إخواننا المسلمين في قطاع غزة من حصار اقتصادي طيلة السنتين الماضيتين، وفي هذين اليومين انقشعت سُحب الخداع وصرّح الشر، وذلك بما قامت به دولة يهود بتواطؤٍ وتمالؤٍ من دول الكفر وعملائهم في المنطقة من الاجتياح المدمر على إخواننا المظلومين المستضعفين في قطاع غزة، وهل بعد هذا يمكن أن يكون لدعوة التطبيع والسلام مكان مع هؤلاء المعتدين الغاصبين ؟ وذلك مصاب جلل لا يجوز للمسلمين السكوت عنه وخذلان إخوانهم، فإن المسلمين كالجسد الواحد يجب أن يفرح أحدهم لفرح أخيه ويحزن لحزنه، فحق على المسلم أن ينصر أخاه المسلم ويقف معه في شدته.
وبمناسبة هذه النازلة نتوجه إلى إخواننا المسلمين في غزة أن يتسلحوا بالصبر والتقوى فإن الله {مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ومن كان الله معه فلن يضره كيد العدو شيئاً قال الله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاَ} [سورة آل عمران120]. ومن ثمرات الصبر والتقوى: صدق التوكل على الله والتفويض إليه في جميع الأمور واستنصاره وصدق اللجأ إليه في الدعاء امتثالاً لأمر الله في قوله: {ادعوني أستجب لكم} وأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا كما قال: (اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم).(1/10)
كما نتوجه إلى عموم إخواننا المسلمين مذكرين بحقوق الأخوّة الإسلامية قال الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات آية 10] وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فمن حقهم علينا نصرهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب، ومن أعظم ذلك التوجه إلى الله تعالى بالدعاء، ومن نصرهم مساعدتهم مادياً ومعنوياً كل بحسبه؛ فعلى الحكومات من واجب النصرة القدر الأكبر قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وعلى المسلمين حكومات وشعوباً أن يحذروا من خذلان إخوانهم المظلومين المستضعفين فقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته..) الحديث، رواه الإمام أحمد وأبو داوود، ولا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار؛ بل لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة؛ ومن ذلك: فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح بصفة دائمة، وإن إغلاقه في مثل هذه الظروف الصعبة يعد من الخذلان وتحقيقاً لأهداف العدو.
نسأل الله أن يرفع الشدة والبلاء عن أهل غزة وعن كل المظلومين، وأن ينزل بأسه على القوم المجرمين، كما نسأله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
1- الشيخ العلامة/ عبدالرحمن بن ناصر البراك - جامعة الإمام سابقاً
2- فضيلة الشيخ الدكتور / عبدالعزيز عبدالله الراجحي - الاستاذ المشارك في جامعة الامام
3- د.عبدالله بن حمود التويجري - رئيس قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام سابقاً
4- د.محمد بن ناصر السحيباني - أستاذ متقاعد الجامعة الإسلامية
5- أ.د.ناصر بن سليمان العمر - المشرف العام على موقع المسلم(1/11)
6- د.أحمد بن سعد بن غرم الغامدي - رئيس قسم الدراسات القرآنية والإسلامية في جامعة الباحة سابقاً
7- أ.د.سليمان بن حمد العودة - جامعة القصيم
8- أ.د. خالد بن علي المشيقح - جامعة القصيم
9- د.ناصر بن يحيى الحنيني - الأستاذ المساعد بجامعة الإمام والمشرف العام على مركز الفكر المعاصر
10- أ.د.أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي - أستاذ العقيدة بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى
11- د.محمد بن عبدالله الهبدان - المشرف على شبكة نور الإسلام
12- د.محمد بن عبدالله الدويش - المشرف على موقع المربي
13- علي بن إبراهيم المحيش - رئيس كتابة عدل الأحساء متقاعد
14- د.وليد بن عثمان الرشودي - رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين
15- د.عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان - وزارة التربية والتعليم
16- د.عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف - أستاذ مشارك بجامعة الإمام
17- د.خالد بن عبدالله الشمراني - أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
18- د.خالد بن عبدالرحمن العجيمي - أستاذ جامعي سابق
19- د.سعد بن عبدالله الحميد - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
20- فهد بن سليمان القاضي - مستشار تعليمي
21- خالد بن محمد الشهراني - جامعة أم القرى
22- عبدالعزيز بن ناصر الجليل - باحث في الشؤون الإسلامية
23- فيصل بن عبدالله الفوزان - القاضي بالمحكمة العامة بالجبيل
24- د.عبدالعزيز بن عبدالله المبدل - أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود
25- أحمد بن عبدالله آل شيبان العسيري - داعية بمنطقة عسير
26- د.علي بن سعيد الغامدي - أستاذ الفقه بجامعة الإمام وأستاذ كرسي بالمسجد النبوي الشريف (سابقاً)
27- عبدالله بن ناصر السليمان - المفتش القضائي
28- د.عبدالحميد بن عبدالله الوابل
29- د.محمد بن صالح الفوزان - أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود
30- د.حمود بن غزاي الحربي - أستاذ جامعي
31- عيسى بن درزي المبلع - خطيب جامع الأمير سعود الفيصل بحائل(1/12)
32- د.إبراهيم بن محمد أبكر عباس - استشاري طب أطفال
33- محمد بن علي المسملي - إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بجازان
34- د.عبدالله بن عمر الدميجي - عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
35- سعد بن ناصر الغنام - خطيب جامع الفاروق بالخرج
36- د.خالد بن عثمان السبت - جامعة الملك فيصل
37- د.عبدالرحيم بن صمايل السلمي - أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى
38- صالح بن عبدالعزيز الطواله - رئيس المحكمة العامة المساعد بمكة
39- خالد بن عبدالله الحقباني - القاضي بالمحكمة الجزئية بمكة
40- بدر بن إبراهيم الراجحي - القاضي بالمحكمة العامة بمكة
41- إبراهيم بن فراج الفراج - القاضي بالمحكمة العامة بجدة
42- مسعود بن حسين بن سحنون القحطاني - تعليم عسير
43- د.ظافر بن سعيد الشهري - جامعة الملك خالد
44- سعد بن علي العمري - معلم متقاعد
45- د.محمد بن سعيد القحطاني - أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقاً
46- د.خالد بن محمد الماجد - أستاذ مساعد في كلية الشريعة
47- د.عبداللطيف بن عبدالله الوابل - جامعة الملك سعود
48- عبدالله بن إبراهيم الريس - جامعة الملك سعود
49- د.سليمان بن وايل التويجري - عميد كلية الشريعة سابقاً
50- د.يوسف بن عبدالله الأحمد - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
51- د.إبراهيم بن خضران الزهراني - كاتب عدل بمكة المكرمة
52- أحمد بن عبدالله الزهراني - عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية سابقاً
53- أحمد بن حسن بن محمد آل عبدالله - معلم متقاعد
54- إسماعيل بن أحمد بن حسن آل عبدالله -- معلم
55- د.محمد بن عبدالله الخضيري - جامعة القصيم
56- د.محمد بن عبدالعزيز اللاحم - إدارة التربية والتعليم
57- عثمان بن عبدالرحمن العثيم - وكيل المعهد العلمي ببريدة سابقاً وخطيب جامع الحبيب
58- عبدالله بن صالح القرعاوي - عضو الدعوة والإرشاد ببريدة(1/13)
59- عبدالله بن فهد السلوم - مدير ثانوية الملك سعود سابقاً وخطيب جامع الثنيان ببريدة
60- د.محمد بن عبدالله المحيميد - جامعة القصيم
61- إبراهيم بن محمد الحقيل - داعية بوزارة الشؤون الإسلامية
62- صالح بن عبدالله الدرويش - القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف
63- سليمان بن عبدالله الماجد - القاضي بالمحكمة العامة بالرياض
64- د.محمد بن عبدالرحمن العمير - إمام وخطيب بالأحساء
65- الدكتور محمد بن سليمان البراك - كلية الدعوة واصول الدين بجامعة ام القرى
بيان : جريمة الاعتداء على غزة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فإن الجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوات الصهاينة المحتلين على إخواننا المسلمين في غزة المرابطة ظهر يوم السبت (27/12/2008م) إنما هي حلقة في سلسلة جرائم هذا الكيان الصهيوني الذي يمارس العدوان وانتهاك القوانين الدولية والحقوق الإنسانية كل يوم، وبكل الطرق والوسائل المحظورة دولياً، فهذا العدو هو الذي يعتدي على السجناء في داخل زنازينهم، وهو الذي يعتدي على الأطفال وهم في مدارسهم، وهو العدو الذي دمر مقرات الأمم المتحدة على رؤوس من احتموا فيها.
ولا شك أن هذا العدوان الآثم الذي استخدمت فيه الطائرات الحربية النفاثة وآلة الحرب المدمرة لم يكن ليتم لولا ضعف الأنظمة العربية وارتهانها لعملية السلام واتفاقياتها التي زادت العدو قوةً ونفوذاً، وهيأت له المزيد من الفرصة للسيطرة والانفراد بفلسطين وأهلها بعيداً عن وحدة الصف العربي والإسلامي والتضامن الحقيقي العملي مع قضية فلسطين.(1/14)
إننا نوجه النداء إلى (منظمة المؤتمر الإسلامي) وإلى ( رابطة العالم الإسلامي) أن تتحملا أمانتهما ومسؤوليتهما وهما تمثلان مليار ونصف مليار من المسلمين، والى (جامعة الدول العربية) وهى تمثل ثلاثمائة وخمسين مليون من العرب، وندعوهم إلى تحرك فوري عملي تستخدم فيه جميع الوسائل لوقف العدوان على غزة فوراً، وكسر الحصار الظالم المضروب على أهلها، والوقوف إلى جانبهم ومد يد العون إليهم من منطلق الأخوة الإسلامية والعروبة والأصالة وقيم الحق والعدالة والمبادئ الإنسانية، ولا يكفي في ذلك مجرد البيانات بل يجب استخدام كل ما يمكن من الوسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تردع العدو الصهيوني عن ممارسة غطرسته وعدوانه على إخواننا في غزة، فلا يليق أن يرفرف علم الكيان الصهيوني على بعض العواصم العربية وطائراته تقصف أهل فلسطين، ومن العار أن تستمر العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني المجرم القاتل لإخواننا ان الدول العربية والإسلامية الكبرى مطالبة بأن تكون في مقدمة الدول للقيام بهذا الواجب وخاصة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.(1/15)
ودعوتنا لهم جميعا بأن يقوموا بواجبهم فإن الحدث أكبر من أن يُكتفى فيه بمجرد الاستنكار وصدور البيانات، والجميع مسؤولون بين يدي الله يوم القيامة، وستكون شهادة التاريخ عليهم بحسب مواقفهم لا يستثنى من ذلك احد ونوجه نداءنا إلى علماء الأمة الذين تنتظرهم الشعوب لا ليقولوا كلمتهم فحسب بل ليقفوا وقفتهم ويهبوا هبتهم التي يعذرون فيها أنفسهم أمام الله عز وجل ثم أمام الأمة التي تصدر عن رأيهم وتستمع لإرشادهم، كما ندعو قادتها ومفكريها وأهل الرأي والغيرة فيها للقيام بمسؤولياتهم في هذا الظرف العصيب . كما ندعو أئمة المساجد للقنوت والدعاء وندعو خطباء المساجد لخطبة الجمعة القادمة عن فلسطين وهذه الأحداث الخطيرة، وأن يبينوا للمصلين مؤامرات اليهود وغير اليهود وأن يوعوهم لهذا الخطر اليهودي وندعو كذلك المفكرين والمثقفين من الإعلاميين وكتاب الجرائد والمجلات أن يتحملوا مسئوليتهم وأن يكتبوا عن هذه القضية الجليلة بتجرد وصدق وإخلاص ، وليعلموا أن ما تسطره أيديهم اليوم هم مسئولون عنه غداً بين يدي الله رب العالمين
ودعوتنا كذلك لجميع الشعوب العربية والإسلامية إلى التضامن مع إخواننا في غزة الصامدة وفلسطين المرابطة وذلك بكل الوسائل المتاحة بدءاً من التعبير السلمي عن التضامن بوسائله المختلفة، ومروراً بالدعم المادي وإيصال جميع أنواع التبرعات المالية والعينية من المواد الغذائية والطبية والوقود وكل ما يمكن، وأن يكون ذلك في شكل ضغط عام مؤثر يضم مؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النقابية والجمعيات الخيرية وغيرها بحيث يتحقق هذا التضامن لكسر الحصار كسراً حقيقياً من خلال توصيل المعونات مباشرة إلى غزة عبر البر والبحر وعبر التحويلات المالية.(1/16)
إننا نعلن للعالم كله أن هذا الكيان الغاصب هو الذي يمثل الإرهاب بكل مقوماته ومعطياته، ويعد النموذج الحقيقي لجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية كما تشهد بذلك جميع ممارساته عبر نحو 70 عاماً، وإننا ندعو شعوب العالم إلى معرفة حقيقة هذا الكيان وأهمية تعريته وكشف إجرامه، ومن ثم الضغط على الحكومات والأنظمة التي تسانده وتقدم له العون المادي المستمر، والدعم العسكري المتقدم، والإسناد السياسي الكامل في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، ودول الاتحاد الأوروبي بشكل عام وإن العالم إنْ لم يتحرك للجم هذا الإجرام فإنه ستلحقه آثاره التي لا تحمد عقباها ،وستتفجر بسببه أمور كبيرة وفواجع مدمرة تزيد من آلامه وأزماته .
إننا ندعو الدول العربية والإسلامية إلى ما يلي:
1- عقد قمة عاجلة مصغرة تضم الدول العربية المؤثرة والقريبة من القضية الفلسطينية للعمل على الوقف الفوري للعدوان الصهيوني، والاستجابة لمطالب الأمة بوضع خطة عمل إستراتيجية جادة لنصرة القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وقبل ذلك ومعه لمعالجة الأوضاع الفلسطينية الداخلية بصدق وتجرد وموضوعية بما يخدم وحدة الصف ويحقق المصالح الحقيقية للقضية وللشعب الفلسطيني بعيداً عن المجاملات والمزايدات والضغوط والمقايضات.
2- مسارعة جمهورية مصر العربية لفتح معبر رفح فوراً وكسر الحصار المفروض على غزة بشكل دائم؛ لأن ذلك من مقتضيات سيادتها المطلقة على المعبر التي اتضح عدم صحة ارتباطها باتفاقيات دولية.
3- الإعلان عن حملة واسعة لجمع التبرعات الشعبية لنصرة إخواننا في غزة خصوصاً وفي فلسطين عموماً ، وكسر الحصار الاقتصادي وإتاحة الفرصة للجمعيات والمنظمات الخيرية الإسلامية لتحويل الأموال وإدخال المعونات الإنسانية على فلسطين ومطالبة الدول بمساعدتها وتسهيل مهمتها.(1/17)
4- الدعوة المعلنة لدعم المقاومة الفلسطينية المشروعة على المستوى الرسمي والشعبي عربياً وإسلامياً.
5- التأكيد بكل وضوح على مركزية وإسلامية وعروبة قضية فلسطين، وأنها ليست محصورة في غزة بل بكل ذرة من تراب فلسطين، وفي مقدمة أسس القضية القدس وجرائم تهويدها، والمسجد الأقصى المبارك ومخططات تدميره.
6- الدعوة العاجلة إلى الفصائل الفلسطينية وقادتها إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف على مبدأ الارتباط والالتزام بالثوابت المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والحرص على مقاومة العدو وعدم التنازل والتفريط بالحقوق.
وإننا نذكر المسلمين حكاماً ومحكومين بقول الله تعالى {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [النحل:111]،
ونقول للشعوب المسلمة: أنتم وقود المواجهة مع أعداء الإنسانية وخصوم الإسلام والمسلمين في كل أرض وتحت كل سماء،والصهاينة المحتلون في فلسطين في مقدمة هؤلاء، فلتكن لكم كلمتكم المسموعة، فإن إخوانكم في غزة يعلقون عليكم – بعد الله - آمالاً عظيمة وكبيرة فكونوا أخواناً لهم ولا تخذلوهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [رواه البخاري ومسلم] ويقول صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) [صحيح مسلم].
وأنتم يا أهل غزة نقول لكم:
أنتم الأحرار رغم الحصار.
أنتم الأبطال رغم التضحيات.(1/18)
أنتم الأعزاء رغم كل المعاناة.
أنتم بصمودكم سطرتم ملحمة من أروع ملاحم البطولة التي عرفها التاريخ.
اصبروا وصابروا فالله تعالى يقول : {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} [ آل عمران : 120 ] ، لله دركم، ولله صبركم وجهادكم، ولله تضحياتكم.
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يكشف عنكم الغمة، ويفرج الكربة، وأن يزيدكم إيمانا وثباتا ويقينا.{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [ آل عمران : 139 ] {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء : 104 )، {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [ محمد : 35 ] فهنيئا لكم معية ربكم إن شاء الله تعالى، والنصر بإذن الله لكم، والخزي والعار لمن تآمر عليكم أو خذلكم، ولسان حالكم يتلو قوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} [التوبة : 52.
الموقعون:
1. أ . د خالد عبد الرحمن العجمي . ( كلية اللغة العربية – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض – سابقاً ).
2. أ . د عبدالله الصبيح ( كلية العلوم الإجتماعية – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض )
3. أ . د عبدالله وكيل الشيخ ( كلية أصول الدين – جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية - الرياض )
4. أ . د حمزة بن حسين الفعر ( كلية الشريعة – جامعة أم القرى - مكة المكرمة - سابقاً ).(1/19)
5. د . عوض بن محمد القرني ( كلية الشريعة وأصول الدين – جامعة الأمام محمد بن سعود – سابقاً– أبها )
6. د . وليد بن عثمان الرشودي ( كلية المعلمين – جامعة الملك سعود – الرياض )
7. د . جميل حبيب اللويحق ( كلية التربية – جامعة الطائف - الطائف )
8. أ . د عبدالعزيز عبدالفتاح قاري ( كلية القرآن الكريم – الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة – سابقاً )
9. د . عبدالله عبدالعزيز الزايدي ( كلية الشريعة – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – الرياض )
10. د . سعود بن عبدالله الفنيسان ( كلية الشريعة - جامعة الأمام محمد بن سعود الأسلامية - الرياض – سابقاً )
11. أ.د. خالد إبراهيم الدويش ( كلية الهندسة – جامعة الملك سعود - الرياض )
12. أ . د على سعيد الغامدي ( الجامعة الأسلامية - المدينة المنورة )
13. أ . د عبدالله أبوسيف الجهني ( كلية الحديث – الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة )
14. د . علي بن عمر بادحدح ( كلية الأداب – جامعة الملك عبدالعزيز- جدة )
15. أ . د عبدالله عبدالله الزايد ( مدير الجامعة الإسلامية – سابقاً – المدينة المنورة )
16. د . محسن حسين العواجي ( استاذ جامعي – جامعة الملك سعود – سابقاً – الرياض )
17. د . مسفر بن علي القحطاني ( قسم الدراسات الإسلامية والعربية – جامعة الملك فهد للبترول والمعادن – الظهران )
18. د . طارق بن عبدالرحمن الحواس ( كلية الشريعة – جامعة الأمام محمد بن سعود – الأحساء ) .
19. د . محمد بن صالح العلي ( كلية الشريعة – جامعة الأمام محمد بن سعود – الإحساء )
20. أ . د عبدالرحمن أحمد علوش مدخلي ( قسم الدراسات الإسلامية – جامعة جازان - جازان )
21. أ . د محمد مهدي رشاد حكمي ( قسم الدراسات الإسلامية – جامعة جازان – جازان )
إلى الأمة المكلومة بساستها وأنظمتها وكبرائها
جبهة علماء الأزهر(1/20)
الأمة الإسلامية والعرب في مقدمتها أمة عزيزة، كريمة، تأبى الضيم طبعا،و لا تستنيم للخسف خلقا ودينا، وماكان لليهود والصليبيين أن يطمعوا في عزتها على هذا الوجه الشائه لولا اطمئنان هؤلاء المجرمين إلى فاعلية القوانين الجائرة في أمتنا، وخور الساسة وسوء طوياتهم تجاهنا.
تُرى هل كانت تستطيع إسرائيل أو غيرها أن تقدم على هذه الجريمة الشنعاء في غزة لوأن المساجد في مصر وفي غيرها كانت على حالها الذي كانت عليه مُذْ أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، تؤي الغياري، وتستجيب لنداء الحياري، وتفتح أبوابها بحكم شرع الله للمتظاهرين المكلومين كما كانت تفعل من قبل حتى في أيام المستعمر الغشوم، بغير تجريمٍ ولا مطاردة، ولا تأثيم، كما فُعل بها اليوم من تلك الحكومات الوطنية، فوقعت الواقعة بعد أن رسخ في الضمائر واستقر في الأذهان أنَّ الجهاد والنداء له بالمساجد بعد الصلوات الجامعة جريمة من الجرائم وإثم من الآثام، لهذا لم يجد المكلومون لفجيعتهم غير نقابة الصحفيين التي لاتزال بموقفها المشر ف تقف وحيدة يتيمة حتى الآن في الميدان بعد أن غُلَّت أيادي نقابة الأطباء بما فُعِل مع مقرر لجنة الإغاثة بها مؤخرا؟(1/21)
أم كانت إسرائيل المجرمة التي تلقبت كذبا وزورا بدولة إسرائيل تستطيع أن تستجيب الآن لهواتف الغدر الذي جُبِل عليه اليهود، ففعلوا مافعلوا، لو لا أنها سعدت وسوعدت بتصريح صديق وحبيب المجرم بيريز الذي استخف بالأعراف المستقيمة، و بدهيات العقول الصحيحة بعد أن ربت بكلتا يديه على يد أخيه بيريز الملوثة بدماء شهداء قانا وتل الزعتر، ومرج الزهور، وبحر البقر، ثم استخف بنا الشيخ بعد أن ركع واقترب، وداور وناور فقال بعد أن ضُبِط مُتَلبِّسا إنه لم يكن يعلم أنه هو أخاه المقصود،وأنه أيضا لا يعلم أنَّ غزة محاصرة، وأن الحديث عن الحصار هو "قرف مقزز لفضيلته"- حصار إيه وقرف إيه، واحنا مالنا دا كلام سخيف [ الطريق العدد71]،- فقدَّم بهذا الصنيع من حيث يدري أو لا يدري المسوِّغ والغطاء للجريمة الجديدة ؟
هل كان هؤلاء المجرمون تسوِّل لهم أنفسهم أن يقدموا على ما أجرموا لو أنهم أيقنوا أن للنظام الحاكم في مصر ديناً يوجب عليه فتحَ المعابر أمام القاصدين من أبناء غزة القائمين بشرف الجهاد وفريضته عنهم وعن الأمة إعانة وتأييدا، لا أن يغلقها في وجوههم وهم يطمعون أن يجدوا المتنفس في أحضانها، أو اللقمة السائغة ولو من فتات طعامها، وهي التي قدمت من قبل ولا تزال تقدم من عزيز دمائها وفلذات أكبادها دفاعا عن الأمة والملة.
لقد اختارت إسرائيل لجريمتها الجديدة وما هي بالأخيرة هذا التوقيت والمسلمون يودعون عاما هجريا ويستقبلون عاما جديدا استخفافا بها واستهزاءً بقدرها .
إن الجبهة القائمة بالحق باسم الله وقد أنزلتها الأمة المنزلة اللا ئقة بها فكانت هي الرائد الذي لايكذب أهله، لتتقدم إلى الأمة كلها بواجب النصيحة مشفوعة بهذا الرجاء على أمل أن تراجع الأمة كلها على وجه السرعة مواقفها من دينها وأعدائها قبل أن تكون فتنة عمم، فتطلب باسم جموع علماء الأزهر الشريف :(1/22)
أولا: من حكومات الدول العربية والإسلامية التي لها علاقات دبلواسية مع هؤلاء المجرمين، تطلب منها أن تحقق لنفسها أضعف الإيمان اليوم وذلك بسرعة اتخاذ الإجراءات الرسمية المعلنة وغير المعلنة بتصفية تلك العلاقات السياسية، وعدم التذرع بأية ذريعة من ذرائع الدبلوماسيات المقيتة، وقد أذن الله تعالى لنا إذا عاهدنا أنظمة معتبرة أن ننبذ إليهم عهدهم إذا أظهروا الخيانة فقال تعالى ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال:58) فكيف إذا كان الغدر مُحققا وواقعا من كيان لاحق له في عهد ولاحظ له من اعتبار،لأنه مع ماعرف عنه من وضيع الأخلاق قد قام على أساس اعتبار الجريمة نهجا له مقدسا، إقاد النيران هي على الدوام سبيلهم وسياستهم مع المم والشعوب،لهذا لم يكن لهم غير الإسلام سبيلا للمواجهة،فإنهم على الدوام ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة:64) ، ووالله الذي لاأله سواه ليس وراء ذلك الذي نطالب به الحكومات من الإيمان حبة خردل، وإَّن مادون ذلك يعده الله العزيز الحكيم مسارعة من الأنظمة في غضب الله، وهو ما تحرص عليه اليهود لتوسيع الفجوة والهوة بين الشعوب وحكوماتها،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة51 :(1/23)
52)
ثانيا: ضرورة المسارعة من الحكومات في فك القيود والأغلال التي قيدت بها أقدام شعوبها من أوضاع جائرة، وقوانين فاسدة حالت وتحول بين الأمة وبين حقها في التعبير عن مواقفها على وفق مايفرضه عليها دينها وتطلبه كرامتها.
إنها إن فعلت تكون قد كسبت رصيدا، وأمنت غدرا، وأعدت لنفسها غدا كريما ، ووفرَّت ظهرا أبيا، وإن لم تفعل اليوم قبل غد لن يكون إلا ما حذَّر الله منه من قبل، فتنة عمم يدفع بها بها انفجارات مكبوتة لا تبقي ولا تذر،(يوم يأتي لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)
ثالثا: ضرورة اتخاذ التدابير المناسبة لإعداد الأمة إعدادا لائقا لمواجهة المكائد التي أُعد لها بالليل والنهار لمحو هويتنا واستئصال شأفتنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118).
رابعا: وإلى أمة الجهاد أمة المسلمين جميعا، ليس لنا ولا لكم خيار بعد اليوم ولا بديل في غير قول الله رب العالمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة 38 :39 ).(1/24)
إبدؤا من اليوم أمركم بالاستجابة لأمر ربكم بكل ممكن ولو في الاعتكاف في المساجد الذي يحسبونه اعتصاما، لاتفكوه ولا تفارقوه حتي يستجاب لكم، ويفتح لكم الطريق للتواصل مع ذويكم بغزة وإخوانكم على وفق ما كان من قبل،ومن يوم أن كانت غزة تحت الإدارة المصرية.
خامسا: إننا والأمة كلها لندعوا أهل القانون وخبراء السياسة والقضاء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة قانونيا لمقضاة مجرمي الحرب من اليهود وأشياعيهم على وفق ماتقضي به العراف السياسية والقانونية المجرمة لحصار الأبرياء و للقتل الجماعي،فهذه من فرائض الوقت التي لاتقبل تأخيرا ،ولا تحتمل تأجيلا.
سادسا: وإلى المجاهدين والمرابطين في غزة وبقية أرض الأقصى، من قضى نحبه منهم ومن ينتظر،ثبَّت الله أقدامكم، وأدال لكم من عدونا وعدوِّكم،وإن ماأنتم فيه لهو إن شاء الله ثمن الشرف الغالي الذي لن يضيعه الله لكم ،وتلك الدماء هي التي جعل الله منا ماء الحياة لمن سياتي على أقدامكم من بعدكم حتى تسترد امتكم عافيتها،وقد رفع الله في العالمين ذكركم،(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169).
فاللهم اقبل شهداءنا، ودمِّر على أعدائنا، واهتك أستار المتآمرين، وافضح أسرار الخائنين، واربط على قلوب المرابطين ،وأنر بصائر سادتنا وأئمتنا لما تحب وترضى.
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (ابراهيم:42)
صدر عن الجبهة 29ذي الحجة1429هـ المرافق 27ديسمبر2008م
وجوب نصرة المسلمين في غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد...(1/25)
فإن الله تعالى ربط الأخوة بين المسلمين، كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات:10، وقال تعالى: (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) آل عمران:103، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره"، وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وغير ذلك من الأدلة.
وقد اشتهر ما أصاب المسلمين في قطاع غزة من دولة فلسطين، في السنوات الماضية، وفي الأيام القريبة، من الحصار الاقتصادي الشديد، الذي قامت به الدولة الصهيونية الكافرة، ومن يساعدها من سائر دول الكفار، حتى تضرر المواطنون في قطاع غزة من هذا الحصار الذي أنهكهم وأضعفهم ، فلما أيقن العدو بضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم حتى على أقرب الناس إليهم أحدق بهم هذه الأيام، ورماهم بالصواريخ والقاذفات، وأهلك الحرث والنسل، وقتل وجرح وأدمى ما جاوز ألف شخص من مدنيين وعسكريين، ونساء وأطفال، وقصده إبادة المسلمين الذين لهم تواجد في تلك الدولة، وتسميتهم بالإرهابيين، لقيامهم بالدين الإسلامي، وكذلك مدافعتهم عن أنفسهم وعن أسرهم دفع الضعفاء بقدر ما يستطيعون، ولاشك أن اليهود أعداء للإسلام كما قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) المائدة:82.
وعلى هذا فالواجب على أولئك المسلمين المنكوبين أن يصبروا ويحتسبوا الأجر في هذه المصيبة، ويتذكروا قول الله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) آل عمران:186 إلى آخر الآية، وقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) البقرة:155 إلى آخر الآية.(1/26)
ونوصيهم أيضًا بالقيام بقدر ما يستطيعون من المقاومة والمدافعة، ويعتمدوا على ربهم ويطلبوا منه النصر على الأعداء، ويثقون بنصر الله تعالى، فإنه سبحانه أخبر بذلك، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد:7، وقال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) الأنفال:10، فعليهم أن يقوموا بما يلزمهم من حقوق ربهم، بفعل الأوامر وترك الزواجر، والالتزام بالشرع، وتحقيق الإيمان، وعدم الخوف إلا من الله، ويتذكروا قول الله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) آل عمران:175.
ثم نذكر المسلمين في كل مكان بحقوق الأخوة الإسلامية العامة، فإن المسلمين إخوة في كل مكان، وأن أولئك المسلمين من أهل غزة من أحق من يحتاجون إلى نصر إخوانهم المسلمين بقدر الاستطاعة، حتى يرتفع عنهم ظلم الأعداء وجورهم، وهكذا مطالبة أولئك الأعداء في كل محفل برفع هذا الظلم الذي ليس له مبرر ولا سبب من الأسباب، وتخويف أولئك الأعداء من عواقب هذا الظلم والاعتداء.
كما نوصي المسلمين في كل مكان بالدعاء لإخوانهم المسلمين بالنصر والتمكين، ونرى جواز القنوت في الصلوات كلها، أو في صلاتي المغرب والصبح، دعاء للمستضعفين، ودعاء على المعتدين الظالمين، كما نتواصى أيضًا بالمسارعة إلى مساعدتهم ماديًا ومعنويًا إذا تيسر ذلك، كالتبرع لهم بالمال، ليكون قوتًا يقتاتون به، حيث قد أهلك العدو الحرث والنسل، وكذلك أيضًا التبرع بالدم لحاجة مرضاهم، واستقبال أولئك المرضى والجرحى وعلاجهم بقدر الاستطاعة، رجاء أنهم يعيشون ويسعدون في الحياة مع أهليهم وأولادهم، وهكذا إرسال المعونات العينية، كالكسوة والأطعمة والأواني، وكل ما هم يحتاجون إليه.(1/27)
ثم إننا نشكر من سارع لمعونة إخواننا المتضررين من أهل غزة باستقبال الجرحى في المستشفيات، مما يخفف الوطأة عليهم؛ وكذلك إرسال المعونات والمساعدات إليهم، كما فعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله وأثابه خيراً، كما ندعو حكام المسلمين إلى المسارعة بعمل سياسي واقتصادي يوقف المعتدين ويظهر قوة المسلمين، نسأل الله أن يكشف عن إخواننا ما بهم من ضر وأن يرفع عنهم البلاء ويرد عنهم كيد الكائدين وعدوان المعتدين ويعجل لهم بالنصر المبين. والله أعلم وصلى الله على محمد.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
30/12/1429هـ
يا أصحاب الحجة والبيان ... لا تخطئوا العنوان!
4 - 1 - 2009
د.عبدالعزيز بن مصطفى كامل
لا أريد بداية بهذه الكلمات أن أصدر بياناً مستقلًّا، فلست إلى هذا الشأن أو ما يدانيه أصل.
وأؤكد بداية أني لا أقلل من شأن البيانات والتصريحات التي صدرت عن فاجعة غزو غزة، فلست عن أهمية هذا أغفل.
ولا أقصد أن استكثر على أهل غزة أي جهد من القول وإن كان بنصف كلمة، ومن البذل ولو كان بشق ثمرة.
ولكن - ودعوني أقول (ولكن) - أريد لفت الانتباه إلى أننا في أكثر بياناتنا لمعظم ما يصيبنا؛ نصر على حرث البحر، وزرع الهواء، وتلقيح القبور ببذور الزهور، وذلك بتجاهل حقائق ما وراء المواقف، وتجاوز الحكم عليها وبيان الموقف العلمي الشرعي المطلوب فيها، وتعالوا نتأمل في ردود أفعالنا تجاه النوازل المتتابعة التي تعد البيانات الصادرة عن النخب العلمية والفكرية والدعوية أبرز صورها وأقوى صدى لها، لما تمثله من خلاصة رأي الخاصة، التي على العامة أن يأخذوا بها ويتحركوا على وفقها.
وأتجاوز هنا الحديث عن بيانات الهيئات والشخصيات والاتجاهات العلمانية، رسمية كانت أو شعبية، قاصدًا البيانات الصادرة عن فعالياتنا الإسلامية.(1/28)
ولنأخذ النازلة الأخيرة في غزة نموذجًا، سواء طوال مدة الحصار، أو ما تلاها من فتح بوابات الجحيم والنار على إخواننا الصامدين:
* فأكثر بياناتنا منذ بدأ الحصار، تطالب وتناشد (المنظمات الدولية)، بأن تطبق مقررات العدل، وتراعي قيم الإنسانية، وتتدخل لإنهاء هذه المأساة، مع علمنا أنهم لا يسمعوننا، ولو سمعوا ما استجابوا لنا! وتدل على ذلك عشرات إن لم تكن مئات المرات التي جرى فيها بيننا وبينهم حوار الطرشان دون إسماع أو إفهام!
* ومعظم البيانات والنداءات منذ بدأ الحصار، تناشد (الأنظمة العربية) أن تدخل "بكل ثقلها" لرفع المعاناة عن إخواننا، ونحن نعلم أن أكثر تلك الأنظمة كانت مشارِكة مشارَكة منظمة في صنع هذه الحالة، بوضع غزة تحت وطأة الحصار، توطئة لإدخالها تحت خط النار، والهدف إخراج حماس من المعادلة، لأن أجندتها لم تعد مناسبة لطريق الاعتراف والتطبيع الذي تتوجه إليه معظم تلك الأنظمة.
* ولم تخل بياناتنا طيلة مدة الحصار؛ من "مناشدة" الحكومة المصرية، بأن تتجمل وتتكرم، وتستجيب للنداء والرجاء والاستجداء، بفتح كوة التنفس من بوابة رفح، مع أن كثيرًا من الموقعين على البيانات التي صدرت سابقًا ولاحقًا يعرفون أن مصر الرسمية في حرب مع الاتجاهات الإسلامية ولو كانت سلمية في مصر والعالم منذ عقود طويلة، ولذلك كان بدهيًّا أن نتوقع استمرار الحصار مضروبًا حتى يحقق هدفه، وهو إسقاط حكومة حماس الجهادية بصيغتها الإخوانية التي ما يزال النظام المصري منهمكًا في حرب مفتوحة مع شقيقتها المصرية رغم سلمية طريقتها ومدنية نشاطها!(1/29)
* وكل بياناتنا بشأن محنة إخواننا، كانت تنادي ولا تزال تطالب (الإخوة الفرقاء) بالالتقاء، ونسيان الخلافات وتوحيد الطروحات، مع يقيننا بأن الخلاف بين زعماء الفريقين خلاف تضاد منهجي، لا تنوع حركي، ومع علمنا بأن طريقي الإيمان والنفاق لا يلتقيان، وأن الأمانة والخيانة نقيضان لا يمتزجان، وأن صيغة الوحدة الوحيدة المقبولة لدى الأنظمة مصريًّا وفلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا، هي أن تركع حماس ومعها قيم الإيمان، لتخضع لسلطة عباس ولي الأمريكان، وأن تظل الرايات العلمانية هي المرفوعة مرفرفة إلى جوار رايات الدولة الصهيونية اليهودية.
لهذا قلت وأقول: تبقى أمور من (البيان) ينبغي أن يراعيها ولا يتجاهل معانيها أي بيان أو تصريح أو فتوى أو تحرك يصدر عن خواص الأمة بشأن نوازل المسلمين حاضرًا أو مستقبلًا، وهي الأمور والقضايا التي تقف خلف المواقف والنوايا المعلنة من الأطراف في كل أزمة، ولا شك أن استكشاف ذلك ثم كشفه مهم، وهو ليس من الأمور المعضلة أو الخفايا الغامضة، بحيث نساهم بسكوتنا عنه أو تجاهلنا له في تحقيق مآرب المخططين، وتغطية سوءات المتآمرين؟ لا يكفي في الأحداث الكبيرة أن يعرف الناس تسلسلها والجديد فيها، بل الأهم من ذلك أن يعرفوا حقيقة ما أدى إليها وما يتوقع من ورائها، وهذه وظيفة الخواص في اقتناص لحظة الحدث لتحقيق (استفاضة البيان) بشأن القضايا التي تتوه في التفاصيل أويطويها النسيان.(1/30)
إن ما يسمى – مثلًا – (بالنظام الدولي) والذي أجهدنا أنفسنا في مناشدته "بالضغط " لرفع الحصار ثم السعي لوقف العدوان، هو بالضبط من أسبغ على ذلك الحصار ثم ذاك العدوان صبغة "الشرعية الدولية " تمامًا كما فعل في حصار العراق ثم العدوان عليه، وحصار أفغانستان ثم العدوان عليها، والحصارات التي فرضت ويمكن أن تفرض على بلاد أخرى إسلامية تمهيدًا للعدوان عليها، مثل السودان أو الصومال أو غيرها من شعوبنا الإسلامية المتربص بها لأهداف استكبارية، كما أن ذلك النظام الدولي هو الذى أعطى شرعيته الدولية منذ ست عقود لوجود الدولة الصهيونية المعتدية على أرضنا الإسلامية، إضافة إلى ذلك فإن (المجتمع) الدولي الرسمي تحت ذاك النظام هو الذي اجتمع مع أمريكا في حربها العالمية ضد المسلمين المقاومين للعدوان، باسم الحرب على (الإرهاب) التي كان ولابد أن تشمل منظمة حماس وفقًا للتصنيف الأمريكي، والتصفيق العربي.
* وإن ما يعرف (بالنظام العربي) في معظم دوله، كان من البدهي أن نفهم بأنه شريك رسمي معلن لأمريكا في حربها ضد ذلك "الإرهاب" المدعَى، فكان من غير المتوقع أن يرفع ذلك النظام حصارًا فرضته الحليفة الكبرى – أمريكا ـ لأن المحاصرين ليسوا فقط "حركة إرهابية" كما تصنفها الحكومة الأمريكية، ولكن "حكومة إرهابية" كما وصفتها الحكومة الصهيونية، وتبعتها منظمة "التحرير" الفلسطينية!
* وكذلك فإن (النظام المصري) الذي لم يسمح لجماعة الإخوان المسلمين "المسالمة" في مصر بالمشروعية عبر أكثر من نصف قرن مع تسميته لها (بالجماعة المنحلة) في عهوده المتتالية؛ لم يكن ليسمح - كما قال مسئول رفيع في النظام – (بإمارة إسلامية) على حدود مصر، مع أن ذلك النظام وغيره رضوا واعترفوا وطبعوا مع دولة همجية عنصرية توسعية على حدود أربع دول عربية، مع علم الجميع بأنها تستهدف ما تحت كراسيهم، وما فوق عروشهم في خططها المعلنة المستقبلية!(1/31)
* وهكذا أيضًا – يا موقعون - كيف تتوقعون بل كيف تطالبون في بياناتكم بمزج المنهج العلماني الوضيع، بمنهج الإسلام السامي الرفيع، عن طريق مناشدة الإسلاميين في فلسطين أن يكونوا صفًّا (واحدًا) مع العلمانيين الخائنين للوطن والدين؟ ومتى حدث في التاريخ أن يكون المنافقون والمؤمنون بعضهم أولياء بعض؟!
* ثم إننا نتوهم ونوهم الأخرين، ونظل نتوقع ونوقع الآخرين في تحقق خرافة دعم الأنظمة للحركات المقاومة، ففي كل نازلة ترتفع الأصوات في البيانات والمؤتمرات والندوات منادية تلك الحكومات بإعلان الجهاد، ودعم حركات المقاومة في العالمين العربي والإسلامي، ومدها بما تحتاج إليه من مال وعتاد، مع ضرورة تحريك الجيوش التي تتسلح بالمليارات من ميزانيات قوت أطفالنا، وأدوية مرضانا، ومشاريع تشغيل شبابنا العاطل ومرافقنا المهملة.
نطالب بذلك كل مرة مع تأكدنا بأن تلك الجيوش لم تعد لها وظيفة إلا حماية العروش، ومع يقيننا بأن الدور المناط بمعظم تلك الحكومات هو مقاومة المقاومة، حتى تبقى تلك الأنظمة وحلفاؤها سالمة.
* وأيضًا فإننا نسرف في التعويل على الصراخ والعويل في مظاهراتنا ومسيراتنا (السلمية)، تحت وقع الضربات (الحربية) التي تفتك بالآلاف من المدنيين قبل العسكريين، مطالبين بتدخل الزعماء دعمًا لتحرك الشعوب؛ مع أننا لم نر في أزمة من أزماتنا أن تظاهرات المحتجين وحدها؛ أعادت حقًّا، أو أرجعت أرضًا أو تبعتها مناصرة الرسميين، مدنيين أو عسكريين، خاصة في بلاد المسلمين، ولكن العسكر لو تحركوا، فلقمع المحتجين وتفريق المتظاهرين، أو على الأقل انتظارهم حتى يقضوا وطرهم وينفسوا احتقانهم ثم ينصرفوا "راشدين"!!
ساعة الحقيقة:(1/32)
إذن نحن أمام ساعة حقيقة قدرية، تحتاج إلى مزيد من (بيان) الحقيقة الشرعية، حيث يتوجب على قادة الأمة من علمائها وأولي الرأي فيها أن يبينوا للناس ما وراء الأحداث، والحكم الشرعي في كل قضية حتى تُبنى عليها المواقف العملية، فالواقع المر أننا نقر في كثير من بياناتنا ونداءاتنا وترجياتنا، بشيء من شرعية ما تقوم به تلك النظم الدولية والإقليمية والمحلية، عندما نصر على إعطائها اعتبارًا ومصداقية، مهما صدر عنها من جنايات، وظهر من خيانات.
وما دام الأمر يتعلق بمطالبات ومناشدات؛ فدعونا نطالب "أعلام الموقعين" على البيانات، ممن نعلم سمعهم ونرجو جوابهم، أن يفيدوا الجماهير الغاضبة الصاخبة، بالأمور الواجبة شرعًا وعقلًا، عندما يستحكم تحالف المنافقين مع الكافرين، ويظهر ما كان مخفيًّا من التآمر عبر سنين، فيبينوا لهم ما هو الحكم الشرعي الواضح في المُصرين على تطبيع العلاقات مع المعتدين، وتنسيق التحركات مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا، والتحالف مع الكفار الظاهرين ضد المسلمين المنافحين عن العرض والدين في فلسطين وغير فلسطين؟
نريد من (المبينين) المكلفين بالبلاغ المبين أن يدلوا عموم الأمة على سبل النصرة المتاحة، بعد أن صارت في غالبيتها غير مباحة بعد تحريم الأنظمة لها، وتجريمهم لمقترفها، بدءًا من غلق الحدود أمام المجاهدين، ومحاصرة طرق التواصل مع المقاومين، وإغلاق منافذ توصيل المساعدات والتبرعات المباشرة، ومرورًا بحرمان أصحاب المنابر حتى من النصرة بالحناجر، مع قمع المسيرات ومنع التظاهرات، ووصولًا إلى ما استمر طيلة فترة الحصار من منع القنوت العام في المساجد وتجريم التجمع فيها لمدارسة شئون المسلمين بدعوى عدم خلط السياسة بالدين!!(1/33)
إن من أعاجيب السلوك الممنهج في أوساط العلماء والمفكرين وطلبة العلم مع قضية فلسطين، التي تتجدد فصول مصائبها كل حين، أنها عبر السنين (الستين) الماضية، لا تزال ملفاتها (الشرعية) شاغرة، إلا من أقل القليل من الدراسات الجادة المعمقة للنوازل المتعلقة بها، والوسائل الشرعية لتحريرها، والفتاوى الموضحة لبيان الفرق بين الباطل والحق في السياسات التي تدار بها، وكذلك الاستراتيجيات السياسية والعسكرية التي تليق بجلال قضيتها.
وقد كان مغرقًا في العجب إلى حد الغضب تلك الضجة التي أحدثتها فتوى الدكتور عوض القرني في ضرورة توسيع دائرة الجهاد ضد اليهود إلى خارج فلسطين، لفتح المجال أمام المسلمين خارج الأرض المقدسة للقيام بواجب مساعدة إخوانهم في الدين في مواجهة المعتدين الكافرين المجرمين!!
يا الله!! أبعد ستين عامًا من احتلال فلسطين ومناطق أخرى حول فلسطين، تطرح لأول مرة مثل تلك القضية في الأوساط العلمية فيثار لأجلها ذلك اللغط، لدرجة أن يتهم صاحبها بالغلط والشطط؟! لست هنا بصدد التأييد أو التنديد بالفتوى، فقد أتفق معها أو أخالفها بزيادة أو نقصان، ولكني أتساءل بل أسائل مجامعنا العلمية، ورموزنا الفقهية والفكرية، ألا يعد مجرد (بحث) هذه القضية وأمثالها في العقود الماضية على درجة من الأهمية بحيث تحتاج إلى مدارسة علمية ومعالجة فقهية ضمن مسائلنا في السياسة الشرعية؟ أم أن (فصل الدين عن السياسة) امتد أثره ليشمل أيضًا أمور السياسة الشرعية؟ أم أننا نقتصر على القريب من المسائل، ونبتعد عن العصيب من النوازل ثم نرمي من يتجرأ على تخطي الخطوط الحمر المسكوت عنها، بالجرأة التي قد تصنع الفتن وتغذي التهور والغلو!(1/34)
هناك كثير من أمثال تلك المسائل والنوازل تنتظر فتاوى مؤصلة ودراسات مفصلة، تزيل الحيرة، وتضبط المواقف بضوابط الشريعة ومحكمات العقيدة، دون تفريط أو إفراط، فكثير من المسائل (المعلقة) تتعلق بها أمور عقدية وواجبات شرعية، لا يسع تأخير بيانها عن وقت الحاجة، خاصة عندما تشتد الحاجة إليها في مثل أحوال أمتنا الراهنة التي تدهما الأحداث، وتدميها التحديات.
نريد مثلًا فتاوى وبيانات علمية ـ وليست إعلامية ـ في أحكام التعامل مع ما يسمى بمقررات الشرعية الدولية، عندما تتعارض مع قواطع العقائد والشرائع الإسلامية، وعندما تقتطع بها قطاعات كبيرة من حقوقنا ومقدراتنا، ونريد دارسات تقويم شرعي وعقدي لكل ما أصبح شريعة واجبة الاحترام والالتزام من الاتفاقيات والمعاهدات العلنية والسرية التي يبرمها قادتنا السياسيون من وراء ظهر قادتنا الدينيين والفكريين، على الرغم من كونها تخص مستقبل أجيالنا والأجيال من بعدنا، والتي لم يطلب فيها رأي خاصة ولا عامة، قبل إخضاع الأمة لأحكامها، وتكبيلها بقيودها، كاتفاقية المعابر هذه التي صنعت محنة غزة، بحيث أصبح احترامها مقدمًا على محكمات القرآن والسنة وإجماع الأمة!
ونريد تفصيلًا من أهل العلم في الأحكام المتعلقة بالآثار العملية لأحكام الولاء للكافرين والعداء للمؤمنين، وما موقع تلك العقيدة في تحديد من معنا ومن ضدنا؟ وهل تعد مسائل تطبيع العلاقات مع المحاربين وتقطيعها مع الموحدين؛ وكف السلاح عن المحاربين في معاهدات سلمية أبدية، بل التخندق معهم ضد المسلمين المقاومين هل كل ذلك من مسائل "الاجتهاد" الواسعة الأمر أمام ولاة الأمر؟ وهل طاعتهم في هذا الاجتهاد واجبة على عموم الرعية في قطاعاتها المدنية والعسكرية؟ وهل .. وهل .. وهل؟ من الكثير والكثير، مما لا تتسع هذة السطور؟!(1/35)
إن البيان في هذا وغيره هو جهاد العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، والبيان العلمي - لا الإعلامي ـ هو أول واجباتهم، وأسمى ما يُنتظر منهم، أما كتمانه أو إهماله فهو مكمن هوانهم وانصراف الناس عنهم، {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187]، نسأل الله أن ينفع الأمة بعلمهم، وينشر الحق على ألسنتهم.
أقول ختامًا في شأن محتوى أكثر البيانات والمناشدات والتصريحات والتحركات الصادرة مؤخرًا بشأن نازلة غزة: (أبشروا) .. فلن تغلق سفارات، ولن تقطع علاقات، ولن تتحرك جيوش، ولن يعلن جهاد، ولن يلغى تطبيع، بل ولن تنعقد مؤتمرات قمم لأولي الهمم، إلا بعد أن يطمئن (ولاة الأمر) إلى أن الأمر في غزة، قد انتهى إلى ما يريده الأمريكان وما يمتناه الصهاينة؛ الذين لن يأمروا بفك الحصار أو وقف إطلاق النار، إلا بعد أن يقع أحد أمرين: إسقاط حكومة حماس وإعادة عصابة عباس، أو إسقاط (مبادئ) حماس بجرها إلى التسوية المخزية، وفق شروط (اللجنة الرباعية) الطاغية.
وعندها – أي عند التخلص من المشروع الاسلامي في فلسطين لا قدر الله ـ سوف يرى الجميع كيف ستفتح البوابات الحدودية، وتتدفق المساعدات الإنسانية، وتتوالى مكرمات المراسم الأميرية والملكية والجمهورية، على سكان الأراضي الفلسطينية، بعد رجوعها – لا سمح الله – لسلطة الحكومة العلمانية العميلة الهزيلة التي لم يصدر ـ بالمناسبة – بشأنها بيان أو فتوى، مع أن النظام العربي كله أعطاها الإذن كله، أن تتصرف كما تشاء، لا في شأن غزة وحدها، ولكن في ربوع الأرض المقدسة جميعها، وفوضها في تحديد مصير القدس والأقصى في مفوضاتها السرية، التي لا يدري بشأنها أحد من قياداتنا العلمية أو الفكرية، كما حدث ويحدث فى الاتفاقات والمعاهدات السابقة، وأخواتها اللاحقة التي تنتظر ما تسفر عنه نازلة غزة!(1/36)
نداء للرؤساء والملوك العرب وخاصة خادم الحرمين الشريفين
وفخامة الرئيس المصري ورؤساء وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ ما تمر به غزة اليوم هو نتيجة لمعطيات عدة، منها تضعضع العلاقات الداخلية بين الفلسطينيين وبين إخوانهم العرب.. وإن استغلال إسرائيل لهذه الأيام التي ينشغل فيها العالم بأعياد الميلاد له معنى رَمْزي لدى الجمهور الإسرائيلي حيث يوفّر دمًا فلسطينيًا رخيصًا لفطيرهم الصهيوني، وهم يحتفلون بالعام الجديد وفق طريقتهم الخاصة والمتوافقة مع طبيعتهم العدوانية.
يا ملوك العرب:
إنّ حصار غزة ومنعها من الكهرباء والوقود والغذاء والدواء هو جريمة كبرى لا يَجوز الصمت عنها. وحين تقصف الطائرات الحربية والصواريخ هؤلاء المحاصرين فهذه جريمة أخرى لا تستغرب من العدو الصهيوني اللئيم..
يا ملوك العرب:
إنّ الوقوف بصراحة وقوة أمام إسرائيل هو مَطْلَب وطني وشعبي لا يمكن إخفاؤه.. وأنتم الأمناء على مطالب شعوبكم وأمتكم.
يا ملوك العرب:
إنَّ فكَّ الحصار عن غزة وفتح المعابر بشكل رسمي وتام وسريع هو مطلب لا يحتمل التأخير.
يا ملوك العرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت النار امرأة من بني إسرائيل في هرّة، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». فكيف بملايين البشر من العرب والمسلمين المحاصرين في سجن غزة الكبير؟
لا يجوز ترك الفلسطينيين في غزة لوحدهم بل يجب إمدادهم بكل ما يحتاجون إليه من غذاء وطاقة ودواء..
إنّ عدد القتلى والجرحى يدلُّ على استئساد إسرائيل المتناهي، فهل وصل بنا الحال إلى العجز عن مدّ يد العون لجريح بعلاج؟ أو لجائع بلقمة؟ أو لخائف بشمعة؟
يا ملوك العرب:
إن استغلال هذه الظروف للضغط على الفرقاء الفلسطينيين (بحِياد) للوصول إلى اتفاق نهائي في هذه الأيام مطلب رئيس وواجب عينيّ على من يستطيع وأنتم أهل لذلك.
يا ملوك العرب:(1/37)
إن شعوبكم-كما تعلمون- تَرْغَب في التعبير عن تضامنها مع إخوانها في فلسطين وبكل الوسائل. وإنّ السماح بالجهود الشعبية والفردية المناصرة لفلسطين وأهلها واجب عليكم طالما أنّ ذلك لا يمسّ الأمن الوطني.
يا ملوك العرب:
إنّ بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المؤسسات الرسمية قد تسيء إلى بلادنا وأهلنا ووطننا بتبرير المجازر الوحشية التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني وكأنّ إسرائيل حَمَلٌ وَدِيع مُسالِم لم يسبق له أن مارس أقصى درجات الوحشية مع أهلنا في فلسطين.. وهو لا يفعل ذلك إلا حينما يتم استفزازه.
يا ملوك العرب:
إنّ استغلال هذه الأحداث بفاعلية للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للوقوف بحياد تجاه مِحْنة فلسطين واجبكم الذي حملتكم إياه أمانة المسئولية.. وإن ترككم الساحة لإسرائيل تعربد وتقتل وتنسف كما يحلو لها دون وقوف صادق وصارم مع الفلسطينيين (أيًا كان موقعهم وانتمائهم) يسمح لأطراف أخرى بلعب هذه الدور. وشراء ولاء وتعاطف شعوبكم العربية والإسلامية بأسهل وسيلة وأرخص ثمن.
يا ملوك العرب:
إنّ التنادي لاجتماعات عربية أو أممية والصدور ببيانات تنديد لم يَعُد يغطي ضعف الموقف العربي وإن أي اجتماع لا يخرج بعمل ميداني وتوصيات تنفيذية مباشرة لن يكون إلا دليلاً آخر على الضعف ومسمارًا آخر في نَعْش أمتكم.
حفظ الله بلادنا وأمتنا وفلسطيننا من كلّ شرّ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلمان بن فهد العودة
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان مكة المكرمة بشأن أحداث غزة
3/1/1430هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:(1/38)
فإن الجريمة البشعة التي يقترفها الكيان الصهيوني الغاشم بحق إخواننا الفلسطينيين في غزة ، والتي تأتي ضمن مسلسل الإجرام المتواصل الذي يمارسه يهود منذ احتلال أرض فلسطين المسلمة، وما سبق ذلك ورافقه من حصار آثم ظالم أوشك على بلوغ العامين، مُنع فيه الفلسطينيون من الغذاء والدواء والكهرباء وسائر الاحتياجات الإنسانية، مما ترتب عليه إزهاق الكثير من الأنفس البريئة المعصومة، ليكشف لنا طبيعة هذه العصابات اليهودية الحاقدة المجرمة، والتي يصدق عليها قول الله عز وجل: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة} [التوبة: 8].
ونظرًا لفداحة الخطب، واستشعارًا من العلماء والدعاة ببلد الله الحرام.. "مكة المكرمة"، لواجبهم الشرعي تجاه إخوانهم في غزة الصامدة؛ وما أوجب الله على أهل العلم من بيانه وعدم كتمانه؛ كان من اللازم توضيح الحقائق الآتية:-
أولاً: أن ما تقوم به المقاومة الإسلامية الباسلة ممثلة في الحكومة الفلسطينية المنتخبة، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسائر حركات المقاومة الإسلامية في أرض فلسطين المحتلة؛ هو جهادٌ شرعيٌّ لا مرية فيه ولا شك، ونصرة هؤلاء المجاهدين واجبة بالمال والسلاح واللسان والدعاء، كلٌّ على حسب قدرته وإمكانه، ويقع الكفل الأكبر من هذا الواجب على عاتق حكومات الدول الإسلامية، وخذلان هؤلاء المجاهدين لمن قدر على نصرتهم، فضلاً عن التآمر عليهم، أو إلحاق الأذى بهم هو من الخسران المبين.(1/39)
ثانيًا: يجب على كل الحكومات العربية والإسلامية المسارعة إلى دعم الحكومة الفلسطينية الشرعية المنتخبة في غزة وسائر حركات المقاومة الإسلامية على الساحة الفلسطينية بكافة أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، وبذل كل الجهود الكفيلة برفع الظلم والعدوان عنهم، كما يجب على الحكومة المصرية على وجه الخصوص أن تستشعر مسؤوليتها تجاه إخواننا في غزة، وأن تبادر إلى فتح معبر رفح أمام كافة الاحتياجات وبشكل دائم.
ثالثاً: على الحكومات العربية والإسلامية الإعلان وبشكل صريح وعاجل عن سحب جميع مبادرات السلام المطروحة والمقترحة، والانسحاب من أي اتفاقية سلامٍ مبرمة مع الكيان الصهيوني، إذ إن هذه الاتفاقيات لم يعد لها أي اعتبار خاصة بعد هذا العدوان السافر والوحشي على إخواننا في غزة.
كما يجب على حكومات الدول العربية والإسلامية أن تعلم علم اليقين، أن ما يسمى بمشروع السلام في المنطقة هو سرابٌ ووهم، وأنه لا سبيل إلى تحرير الأرض والمقدسات إلا بالجهاد في سبيل الله عن طريق دعم حركات المقاومة الجهادية في أرض فلسطين المحتلة، ويأتي في مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
رابعًا: نوصي إخواننا من العلماء والدعاة وأئمة المساجد بأن يصدعوا بكلمة الحق في نصرة إخواننا في غزة، وأن يواظبوا على القنوت لهم حتى يكشف الله عنهم هذه الغمة، وأن يبينوا لعامة الناس الموقف الشرعي في مثل هذه الفتن والنوازل وان تخصص خطب الجمعة القادمة عن هذا الموضوع .(1/40)
خامسًا: يجب على عموم المسلمين مناصرة إخوانهم في غزة بالمال والدعاء، والذب عن أعراضهم، وعدم نشر قالة السوء مما تردده بعض وسائل الإعلام المشبوهة عنهم، فقد صح أنه قال: «ما من امرئٍ يخذل مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرته».
سادسًا: إننا نرى من إخواننا في غزة الصبر والثبات والعزة فنوصيهم بالإستمرار على ذلك وصدق اللجأ إلى الله، والتوكل عليه، قال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
نسأل الله تعالى أن يكشف عن إخواننا في غزة الكرب والبلاء، وأن ينصرهم على عدو الله وعدوهم، إنه على كل شيء قديرٌ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون :
د/ سليمان بن وائل التويجري عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقا
د/ محمد بن صامل السلمي عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقا
د/ أحمد بن عبدالله الزهراني عميد كلية القران الكريم بالجامعة الاسلامية سابقا
د/ عبدالله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة واصول الدين بجامعة ام القرى سابقا
د/ محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقا
أ.د/ أحمد بن سعد حمدان الغامدي أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى
د/ خالد بن عبدالله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
أ.د/ علي بن محمد عوده الغامدي أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى
د/ ستر بن ثواب الجعيد رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى
الشيخ / بدر بن إبراهيم الراجحي القاضي بالمحكمة العامة
الشيخ/ إبراهيم بن فراج الفراج القاضي بالمحكمة العامة
د/ احمد بن سعد غرم الغامدي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الباحة سابقا
د/ عبدالله بن عبدالكريم الحنايا عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى(1/41)
الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان مدير المعهد العلمي بمكة المكرمة سابقا
د/ عبدالرحمن بن جميل قصاص أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى
د/ إبراهيم بن علي الحذيفي عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى
د/ يوسف بن عبدالله الباحوث عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى
الشيخ / خالد بن محمد الشهراني المحاضر بجامعة ام القرى
الشيخ / احمد بن حمد ال عبدالقادر عضو الدعوة والارشاد بمكة المكرمة
د/ عبدالله بن علي المزم أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى
الشيخ / ابراهيم بن خضران الزهراني كاتب عدل الأولى بمكة المكرمة
الشيخ / عبدالله بن عيد المالكي باحث في علوم العقيدة والفكر
الشيخ / خالد بن موسى الزهراني باحث في علوم القران
الشيخ / عادل بن عبدالله الحمدان مشرف قسم اللجان بالمسجد الحرام
الشيخ / تركي بن سعيد الزهراني عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
"هذا بيان للناس"
الحمد لله وحده الذي هدانا للإسلام وأنعم علينا بالقران وهو حسبنا ونعم الوكيل ، والصلاة والسلام على نبينا الصادق المصدوق وعلى آله وصحبه والتابعين ، وبعد:
فهذا بيان من بعض أهل العلم بالطائف حول أحداث غزة، نقول وبالله نستعين وعليه الاعتماد والتكلان :
أولا – إن العدوان اليهودي الظالم على إخواننا في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا إنما هو عدوان على الإسلام ، وامتداد للحرب على الإسلام من لدن هؤلاء الكفار ، لا مسوغ لها إلا ذلك ، هذه حقيقة معلومة لكل احد أن الذي يحاربه اليهود في غزة هو الإسلام تحت شعار الحرب على الإرهاب ، والحمد لله زالت الغشاوة عن عيون كثير من الناس الذين كانوا مخدوعين بالديمقراطية والحضارة الغربية ، قال الله تعالى :(( لتجدن أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين أشركوا )) الآية ، واليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض .(1/42)
ثانيا - إن العدو اليهودي علم عدوه الحقيقي(حماس) فقصده وغض طرفه عما سواه ، فمن قام بشرع الله عز وجل ووالى في الله تعالى وعادى في الله تعالى فهو المسلم الحق الذي لن ترضى عنه اليهود ولا النصارى حتى يتبع ملتهم ، كما قال تعالى :(( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) البقرة 120 ، وقال سبحانه:((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)) البقرة 267 ، وليعلم الجميع أن أطماع العدوان اليهودي والصليبي لن تقف عند قطاع غزة بل سوف يتعدى إلى بلاد المسلمين كما هو مكتوب عندهم ، لذا فإن السكوت عن مناصرة إخواننا في غزة هذه الأيام يعتبر سببا لاتساع أطماع العدو الغاشم وتمهيدا لتنفيذ المخططات الإجرامية .
ثالثا - إن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن العاقبة للمتقين ، وأن الأرض لله عز وجل يرثها من يشاء من عباده ، (( وما النصر إلا من عند الله )) الأنفال10 ((يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم )) محمد7-8.
رابعا - إن الواجب على حكام المسلمين هو الدعوة إلى جهاد الكفار المعتدين الغاصبين ودعم الموحدين الذين يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولتكون كلمة الله تعالى هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى ، بكل ما يستطيعونه من أنواع الدعم بالمال والنفس ، وقطع النفط والغاز عن الأعداء ومقاطعة سفاراتهم وغير ذلك .(1/43)
وليعلم الجميع أن اليهود أهل غدر ونقض للعهود والمواثيق فقد عاهدوا أكثر من مرة وفي كل مرة ينقضون عهدهم .. على هذا لم يعد أي اعتبار خاصة بعد عدوانهم على غزة لأي اتفاقيات أو عهود أو مواثيق ، وإنا ندين الله تعالى بهذا، ونخشى أن نندم حين لا ينفع الندم قال الله تعالى:((فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)) المائدة 52 ، ويحرم السكوت وخذلان إخواننا فإن من خذل مسلما في موطن يحب نصرته فيه خذله الله تعالى في موضع يحب أن ينصره الله تعالى فيه ، ولا سبيل للنصر على الأعداء إلا بالجهاد في سبيل الله تعالى ذروة سنام الإسلام وبذل جميع أسباب النصر كما قال الله عز وجل : ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) محمد7 .
خامسا - إن المسئولية أعظم على أهل هذه البلاد حكاما وعلماء ، فهذه البلاد المباركة مأرز الإيمان ومهبط الوحي ومنبع التوحيد وهي محط أنظار المسلمين ، فتكون عليهم أكثر من غيرهم لنصرة إخواننا ودفع العدو الصائل عن بلاد الإسلام في كل مكان ومن ذلك مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل مايستطيعونه من قوة البدن والمال إلى غير ذلك .
سادسا - إنه من الواجب على عموم المسلمين الاهتمام بأمر المسلمين في هذه البقعة المحاصرة التي لاقت صنوف الأذى والتضييق والحصار على أيدي هؤلاء الكفرة المشركين من اليهود ومن عاونهم وناصرهم من النصارى وغيرهم ، وتحديث النفس بمجاهدة الكفار وتربية الناشئة على ذلك ، والإعداد لمجابهة العدو بكل مايستطيعونه من قوة ، كما نوصي ببذل الأموال لإخواننا الذين يسعون لنصرة الدين في كل مكان ومن ذلك أهل غزة في أرض فلسطين ، كما نوصي المسلمين بالدعاء في الصلوات وغيرها ، كما نوصي بمقاطعة منتجات الأعداء للضغط عليهم من كل باب.(1/44)
سابعا- ليعلم المسلمون في كل مكان أن من عوامل النصر الإقلاع عن الشرك والبدع والمعاصي والمنكرات والتوبة منها والحذر كل الحذر منها لأن ذلك من عوامل تخلف النصر وحصول الهزيمة وتسلط الأعداء (( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير)) آل عمران165 ، وليحذر القاعدون والشامتون الذين يقولون: (حذرنا حماس وياليتهم مافعلوا) ، من عقوبة تصيبهم (( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين)) آل عمران168 ، كما يجب على المسلمين إقامة الفرائض كما شرعها الله تعالى والحرص على التقرب إلى الله تعالى بالنوافل.
ثامنا - على تجار المسلمين والموسرين من المسلمين بذل الأموال لإخواننا المسلمين في غزة ، والله تعالى يقول :( وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ) ، ولكم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أسوة حسنة ، فهذا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، وهو في وقت فقر جهز جيش العسرة ، وبعض الصحابة أوقف مزرعته وبستانه لطاعة الله تعالى وابتغاء الأجر من الله تعالى.(1/45)
تاسعا - نقول لإخواننا في غزة : اصبروا وصابروا ورابطوا وجاهدا في سبيل الله تعالى لإعلاء كلمة الله عزوجل وتطبيق شرعه وتحرير البلاد من حكم الطاغوت الصهيوني ، فنعم الرجال أنتم ، والحرب دول ( ولن يتركم أعمالكم ) ، وقلوبنا معكم ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :\" لقد تركتم بالمدينة أقوام ماسرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة ولاقطعتم من واد إلا وهم معكم حبسهم العذر\" ، وليكن تعلقكم بالله تعالى وحده لاشريك له فهو وحده المعين والمؤيد ولاناصر سواه ،وقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :\"لاتزال عصابة قوامة على أمر الله عزوجل لا يضرها من خالفها تقاتل أعداءها كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين ، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم فيفزعون لذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع هم أهل الشام \" ونكت رسول الله بإصبعه يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها (أخرجه البخاري في التاريخ الكبير4/248 ، الحديث ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر مقبول ، والحديث حسن لشواهده الكثيرة ، واصله في مسلم ).
واجمعوا كلمتكم على الطاعة لله تعالى ثم السمع والطاعة لمن تولى أمركم ، والعاقبة للمتقين .
عاشرا - نوجه الوصية لإخواننا في غزة وفي كل مكان بالرباط على الحق (ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) آل عمران 139 ، كما نوصي جميع إخواننا في فلسطين خاصة أفرادا وجماعات أن يقفوا مع إخوانهم في غزة وأن ينصرونهم بكل ما يملكون من قوة لأن نصرتهم لإخواننا في غزة اوجب عليهم من غيرهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والعاقبة للمتقين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
الموقعون :(1/46)
فضيلة الشيخ د / احمد بن موسى السهلي رئيس جمعية تحفيظ القران بالطائف
فضيلة الشيخ د / محمد بن سليمان المسعود القاضي بالمحكمة الجزئية بالطائف
فضيلة الشيخ / فهد بن عبدالله العبيدان القاضي بالمحكمة العامة بالطائف
فضيلة الشيخ د/ راشد بن مفرح الشهري القاضي بالمحكمة العامة بالطائف
فضيلة الشيخ / عبدالله بن سليمان البهدل القاضي بالمحكمة العامة بالطائف
فضيلة الشيخ / عبدالله بن حسن الحارثي القاضي بالمحكمة العامة بالطائف
فضيلة الشيخ / بدر بن سليمان الخضر القاضي بالمحكمة العامة بالطائف
فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن عابد المالكي قاضي محكمة قيا العامة
فضيلة الشيخ / ذياب بن سعد الغامدي تعليم الطائف
فضيلة الشيخ د/ محمد بن زيلعي هندي جامعة الطائف
فضيلة الشيخ د / متعب بن خلف السلمي جامعة الطائف
فضيلة الشيخ / صالح بن محمد الزهراني إمام وخطيب جامع الفرقان بالطائف
فضيلة الشيخ / عبدالمطلب بن خلف الله القرشي إمام وخطيب جامع العقيل بالطائف
فضيلة الشيخ / عبدالله بن محمد العسيري تعليم الطائف
فتوى علماء اليمن بفريضة النصرة لإخواننا في غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . أما بعد :
فإن ما يتعرض له إخواننا في غزة من حصار وقصف وتدمير شامل وتقتيل بالجملة ، وهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة من اليهود المجرمين لا يجوز أبدا سكوت المسلمين عليه ولا بقاؤهم سلبيين تجاهه ، بل الواجب وفريضة الوقت أن يهبّوا هبّة رجل واحد لنصرة إخوانهم ونجدتهم وإسعافهم جيوشا وشعوبا وحكومات وذلك بإقامة جسور جوّية عاجلة تحمل الغذاء والدواء والمستشفيات الميدانية والأطباء والمال والسلاح أو ما أمكن من ذلك ،
لكي تصل إلى أقرب مطار مثل مطار العريش في سيناء ، بل يجب وصول الرجال لدعمهم والقتال معهم .(1/47)
ويجب على حكومة مصر وشعب مصر وجيش مصر بالذات باعتبارهم مجاورين لإخوانهم في غزة، تسهيل وصول ودخول ذلك وجوبا عينيا وفريضة قطعية ويجب عليهم فورًا فتح الحدود ولا يجوز إغلاقها فإن ذلك حرام حرام لأنه اشتراك في قتل إخوانهم في غزة بالحصار ، وفي حَشْرهم في نطاق يبيدهم فيه العدو الغاشم ، وقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها ..
فكيف بحبس وحصار شعب كامل من المسلمين قوامه مليون ونصف المليون ؟!
وكيف بمعاونة العدو بإغلاق الحدود لقتل هذا الشعب وإبادته ؟.
إن الاشتراك والمعاونة في قتل مسلم واحد جريمة كبرى ، وزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم بغير حق فكيف بقتل الجموع الكثيرة بإغلاق الحدود ؟
والله يقول : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة، ويقول : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)المائدة .
إننا ندعو حكومة مصر وجيش مصر وشعب مصر لوضع حد لهذه الجريمة الكبرى ..
وإذا فرّطت جهة من هذه الجهات في فريضة فك الحصار ونصرة إخوانهم ، فلا يجوز للجهة الأخرى الاعتذار والاشتراك في الجريمة بل يجب عليها المبادرة في إزالتها ، و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإنما الطاعة في المعروف ..
إن الواجب وفريضة الوقت على جيش مصر بالذات ووَحَدَاته المتنوِّعة - إضافة إلى ما ذُكِر - مساعدة إخوانه في غزة - باعتبارهم جيرانه - في ضرب العدو وتوجيه أسلحة الجيش بأنواعها نحو العدو من قُربٍ أو بُعد بصورة فردية أو جماعية , لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و لا يخذله) متفق عليه , وأيُّ خذلان أعظم من اللامبالاة وبالإمكان المساعدة في القتال وفك الحصار ؟
والله يقول : (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) الأنفال ، و لا يوجد ميثاق يقرّه شرع الله بيننا وبين اليهود ..(1/48)
والفريضة على جيش مصر ووَحَداته في قتال العدوّ هي فريضة أيضا على جيوش دول الطوق
وذلك لشَغْل العدو وكفّه عن إبادة إخواننا ..
ويجب عليهم جميعا فتح الحدود أمام كافة المجاهدين ..
وهؤلاء اليهود ووراءهم حلفاؤهم من النصارى يتعاونون في قتال إخواننا ،
والأسلحة مثلا التي عند اليهود أسلحة أمريكية ، فيجب علينا مواجهتهم بالمثل ،
والمسلمون جسد واحد كما في المتفق عليه ..قال تعالى : ( و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) التوبة .
و يجب على كافة الشعوب الإسلامية الضغط على حكوماتها بأنواع الفعاليات ليتحقق ما ورد في هذه الفتوى والقيام بفريضة النصرة المتعيّنة (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) الأنفال ، و هذا ابتلاء يميز الله فيه الصادق من الكاذب وإلا فالنصر من عند الله ( و لو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض ) محمد , ونناشد كافة علماء المسلمين الوقوف مع هذه الفتوى لأنهم يعلمون أن فيها حكم الله , ويعلمون خطورة الكتمان ، والله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله ...
الموقعون :
1- محمد أحمد الجرافي مفتي الديار اليمنية
2- محمد بن إسماعيل العمراني عضو دار الإفتاء اليمنية
3- عبد المجيد بن عزيز الزنداني عضو اتحاد علماء المسلمين
4- حمود عباس المؤيد عضو دار الإفتاء اليمنية
5- يحيى يحيى الشبامي وكيل وزارة الأوقاف سابقا
6- عبد الوهاب بن لطف الديلمي أستاذ جامعي , وزير العدل سابقا
7- محمد الصادق مغلِّس قاضٍ, عضو مجلس النواب سابقا
8- صالح يحيى صواب أستاذ بجامعة صنعاء
9- هلال عباس الكبودي عضو المحكمة العليا سابقا
10- حمود هاشم الذارحي وكيل المعاهد العلمية سابقا
11- عبد الرحمن الخميسي أستاذ الحديث بجامعة صنعاء
12- محمد ناصر الحزمي داعية , عضو مجلس النواب -البرلمان-
13- عارف أحمد الصبري أستاذ جامعي , عضو مجلس النواب -البرلمان -
14- هزاع سعد المسوري داعية , عضو مجلس النواب -البرلمان-(1/49)
15- محمد علي الآنسي داعية ، استاذ جامعي
16- عبدالله علي صعتر داعية , عضو مجلس النواب -البرلمان - سابقا
17- صالح علي الوادعي رئيس مركز الصدّيق
18- أمين علي مقبل أستاذ جامعي
19- حسن محمد الأهدل نائب رئيس جامعة صنعاء سابقا
20- عبدالمجيد الريمي رئيس مجلس أمناء مركز الدعوة العلمي
21- صالح الضبياني أستاذ الفقه وأصوله بجامعة صنعاء
22- عبد الوهاب الحميقاني أستاذ جامعي , رئيس مؤسسة الرشد
23- محمد محمد المنصور ناظر الوصايا اليمنية
24- علي مقبول الأهدل أستاذ بجامعة صنعاء
25- محمد علي الوادعي أستاذ بمركز الصديق
26- مشرف عبد الكريم المحرابي وكيل المعاهد العلمية سابقا
27- عبد الرحمن الأغبري أستاذ بجامعة صنعاء
28- إسماعيل بن عبد الباري استاذ جامعي -محافظة الحديدة-
29- محمد سعد الحطّاميداعية ، رئيس جمعية الزهراء بالحديدة
30- حسن مقبول الأهدل من علماء الحديدة
31- عبد الله حسن خيرات من علماء الحديدة ، عضو مجلس النواب -البرلمان-
32- عبد العليم حسن قاسممن علماء الحديدة
33- إبراهيم بن إبراهيم القريي من علماء الحديدة
34- عبد الله بن عبد الله الأهدل من علماء الحديدة
35- إبراهيم عبد الباري الأهدلمن علماء الحديدة
36- محمد صفوان بُخيت من علماء الحديدة
37- عبد الملك سالم ناجي الحطامي من علماء الحديدة
38- عبد الله محمد محمد كزيممن علماء الحديدة
39- محمد حسين إسماعيل فُقيرة م علماء الحديدة
40- محمد أحمد محمد عاموه من علماء الحديدة
41- إبراهيم حسن رامي من علماء الحديدة
42- عبد الرحمن بن عبد الله مكرم من علماء الحديدة
43- عبد الرحمن عبد الله احمد مكرم من علماء الحديدة
44- عبد الله بن احمد المرقدي من علماء محافظة عدن
45- محمد صالح رجب من علماء محافظة عدن
46- محمد عبد الرب جابر من علماء محافظة عدن
47- راوي عبد العزيز عبد الملك من علماء محافظة عدن
48- علي محمد عبد الله بارويس من علماء محافظة عدن(1/50)
49- صلاح بن سالم بن احمد الشيباني من علماء محافظة عدن
50- عارف أنور محمد من علماء محافظة عدن
51- جمال عبد الله علي البكري من علماء محافظة عدن
52- فهد محمد قاسم من علماء محافظة عدن
53- صالح بن سالم بن حليس من علماء محافظة عدن
54- منصور مكرد محمد راجح من علماء محافظة عدن
55- محمد بن موسى العامري رئيس مركز الدعوة العلمي بصنعاء
56- عبد الله فيصل الاهدل من علماء حضرموت
57- احمد سليمان اهيف امين عام جمعية الاحسان
58- عتيق عبد الله الحميدي داعية اسلامي – رداع
بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فإن الظلم العظيم الذي لحق بإخواننا المسلمين في غزة بالحصار الخانق بمنع الغذاء والدواء وجميع الإمدادات الضرورية، والذي زاد على السنتين بفرض من العدو اليهودي ، وتآمر من دول الكفر ، وتعاون من بعض الدول العربية بإغلاق معبر رفح وتتبع الأنفاق الأهلية وهدمها حتى لا يصل الغذاء والدواء والسلاح لأهلنا في غزة ، واستمر الإصرار على إغلاق المعبر حتى بعد هجوم اليهود العسكري على إخواننا في غزة وقتل المئات وجرح الآلاف وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، كل ذلك مع إلحاح وصراخ المسلمين كافة بطلب فتح المعبر.
فهو تعاون صريح مع العدو اليهودي في قتل إخواننا في غزة، وما كان ليتم هذا الحصار، ولا استنزاف قوة المجاهدين وخنقهم في غزة وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم إلا بإغلاق المعبر والأنفاق. فهو من أعظم الخيانات الصريحة التي مرت على الأمة عبر التاريخ، وقد اتفق العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام، وقد عدها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى الناقض الثامن من نواقض الإسلام العشرة المتفق عليها.
ويخشى أن يدخل في هذا الحكم أيضاً :(1/51)
1. من تعاون على إغلاق المعبر أو الأنفاق أو الدلالة عليها أو منع دخول المساعدات إليهم ، ويتحمل كل جندي شارك في ذلك إثم كل قتيل وجريح وإثم هدم المساجد والدور بغزة ، ولا حجة لمن قال من الجنود : إنه عبد مأمور ؛ لأن العبودية لله وحده ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
2. تسليم المعابر لليهود أو القوات الدولية الموالية لهم.
3. الأفراد والمنظمات والوسائل الإعلامية التي تمالأت مع اليهود على المجاهدين في سبيل الله في غزة.
فالجهاد في فلسطين كلها هو جهاد شرعي يجب دعمه بالمال والنفس والسلاح . واليهود في فلسطين حربيون : تحل دماؤهم وأموالهم ؛ يجوز للمسلمين قتل رجالهم وأخذ أموالهم وتدمير منشآتهم داخل فلسطين.
أما مستند إجماع العلماء على كفر المتعاون مع الكافرين على المسلمين فأدلة كثيرة منها : قول الله تعالى :" لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ.. "(آل عمران28).
وقول الله تعالى :" بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً" (النساء139).
وقول الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة 51).(1/52)
وقول الله تعالى:" تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَااتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" (المائدة81).
قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله (مجموع فتاويه 1/274) :" وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" اهـ.
وقال العلامة أحمد شاكر (كلمة حق 126-137) في فتوى له طويلة بعنوان ( بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمة العربية والإسلامية عامة ) في بيان حكم التعاون مع الإنجليز والفرنسيين أثناء عدوانهم على المسلمين : " أما التعاون مع الإنجليز ، بأي نوع من أنواع التعاون ، قلّ أو كثر ، فهو الردّة الجامحة ، والكفر الصّراح ، لا يقبل فيه اعتذار ، ولا ينفع معه تأول ، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء ، ولا سياسة خرقاء ، ولا مجاملة هي النفاق ، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء ، كلهم في الكفر والردة سواء ، إلا من جهل وأخطأ ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين ، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم ، إن أخلصوا لله ، لا للسياسة ولا للناس . "ا.هـ.
وقال العلامة عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية ورئيس المجمع الفقهي رحمه الله تعالى (الدرر السنية 15 / 479) : " ..وأما التولي : فهو إكرامهم، والثناء عليهم، والنصرة لهم والمعاونة على المسلمين، والمعاشرة ، وعدم البراءة منهم ظاهراً ، فهذا ردة من فاعله ، يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين ، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأئمة المقتدى بهم " ا.هـ.(1/53)
وهذه فتوى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر وقد نشرت بمجلة الفتح العدد 846، العام السابع عشر، الصفحة العاشرة. وجاء فيها :" .. لا شك أن بذل المعونة لهؤلاء؛ وتيسير الوسائل التي تساعدهم على تحقيق غاياتهم التي فيها إذلال المسلمين، وتبديد شملهم، ومحو دولتهم؛ أعظم إثما؛ وأكبر ضررا من مجرد موالاتهم.. وأشد عداوة من المتظاهرين بالعداوة للإسلام والمسلمين.. والذي يستبيح شيئا من هذا بعد أن استبان له حكم الله فيه يكون مرتدا عن دين الإسلام ،فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليها الاتصال به، ولا يُصلَّى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.."ا.هـ.
وفي ربيع الأول عام 1380هـ أصدر الأزهر بيانا نشر بمجلة الأزهر بالمجلد الثاني والثلاثين الجزآن الثالث والرابع (ص263) بتوقيع شيخ الأزهر العلامة محمود شلتوت :" فلئن حاول إنسان أن يمد يده لفئة باغية يضعها الاستعمار لتكون جسرا له؛ يعبر عليه إلى غاياته، ويلج منه إلى أهدافه، لو حاول إنسان ذلك لكان عملُه هو الخروج على الدين بعينه"ا.هـ.
ونقصد بهذا البيان التحذير من جريمة غلق المعبر وجريمة التعاون مع اليهود ضد المسلمين. وندعوا كل من وقف ضد الجهاد في سبيل الله تعالى سياسياً أو إعلامياً أو عملياً ، أو منع دخول الإمداد والسلاح للمجاهدين بغزة ، ندعوهم جميعاً إلى إعلان التوبة إلى الله تعالى ، ونخص الرئيس المصري بفتح معبر رفح عاجلا بلا شرط أو قيد ، ونطالبه بترك الأنفاق الأهلية وعدم تتبعها.
ونذكر الذين تأثروا بكلام المنافقين في تحميل المجاهدين في سبيل الله بغزة تبعة ما يحدث من قتل وهدم بقول الله تعالى:"الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (آل عمران 168).(1/54)
نسأل الله تعالى أن يحفظ إخواننا المسلمين في غزة وأن يُفرغ عليهم صبرا ، ويثبت أقدامهم ، وينصرهم على اليهود والمنافقين.
الموقعون:
1. فضيلة الشيخ الدكتور : الأمين الحاج محمد أحمد. رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان وعضو هيئة التدريس بجامعة أفريقيا العالمية.
2. فضيلة الشيخ الدكتور : جمال المراكبي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر .
3. فضيلة شيخ مقارئ الشام (سوريا) : محمد كريم راجح.
4. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالله بن حمود التويجري . الرياض .
5. فضيلة الشيخ : زهير بن مصطفى الشاويش . مؤسس المكتب الإسلامي في بيروت.
6. فضيلة الشيخ : عبدالمجيد بن محمد بن علي الريمي . رئيس مجلس أمناء مركز الدعوة العلمي بصنعاء.
7. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالغني بن أحمد التميمي . أستاذ الحديث وعلومه. (رام الله . فلسطين).
8. فضيلة الشيخ : محمد الحسن ولد الددو . رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا.
9. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالغفار عزيز . مساعد أمير الجماعة الاسلامية بباكستان.
10. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور : علي القرة داغي . أستاذ الشريعة بجامعة قطر ، وخبير المجمع الفقهي .
11. فضيلة الشيخ : نبيل بن علي العوضي . (الكويت).
12. فضيلة الشيخ : حسن بن قاري الحسيني . رئيس لجنة الدعوة بجمعية الآل والأصحاب بمملكة البحرين .
13. فضيلة الشيخ الدكتور : علي بن سعيد الغامدي . أستاذ الفقه بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية .
14. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالرحمن بن عمير النعيمي عضو هيئة التدريس بجامعة قطر.
15. فضيلة الشيخ : كمال عمارة . إمام وخطيب جامع الرابطة الإسلامية في النرويج .
16. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور : عبدالعزيز بن عبدالفتاح قاري. أستاذ علم القراءات بالمدينة النبوية.
17. فضيلة الشيخ : عبد الحميد حمدي . رئيس المجلس الإسلامي الدنمركي .(1/55)
18. فضيلة الشيخ المحدث : عبدالله بن عبدالرحمن السعد . الرياض .
19. فضيلة الشيخ : أحمد علمي كالايا . مدير مركز تيرانا الإسلامي بألبانيا .
20. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف .عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة الإمام.
21. فضيلة الشيخ الدكتور : وجدي غنيم .
22. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالله شاكر . نائب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر .
23. فضيلة الشيخ الدكتور : محمد بن سعيد القحطاني . أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة سابقاً .
24. فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن ناصر الجليل.
25. فضيلة الشيخ الدكتور : طارق بن محمد الطواري. عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الكويت.
26. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور : عبدالباسط حامد محمد هاشم. عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر بمصر.
27. فضيلة الشيخ : محمد بن أحمد الفراج . الرياض .
28. فضيلة الشيخ : جمال سعد حاتم رئيس تحرير مجلة التوحيد والمتحدث الرسمي باسم جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر .
29. فضيلة الشيخ القاضي : محمد بن إسماعيل العمراني . (اليمن) .
30. فضيلة الشيخ الدكتور : ناصر بن يحيى الحنيني .المشرف العام على مركز الفكر المعاصر .
31. فضيلة الشيخ الدكتور : يوسف بن عبدالله الأحمد . عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
32. فضيلة الشيخ الدكتور : علي بن محمد مقبول الأهدل. عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء.
33. فضيلة الشيخ : ذياب بن سعد الغامدي. الطائف .
34. فضيلة الشيخ : أسامة سليمان . مدير إدارة المشروعات بالمركز العام لأنصار السنة المحمدية بمصر .
35. فضيلة الشيخ الدكتور : محمد عبد الكريم الشيخ. عضو هيئة التدريس بجامعة الخرطوم وعضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان.
36. فضيلة الشيخ : صالح بن علي بن حسين الوادعي. اليمن .(1/56)
37. فضيلة الشيخ : زكريا الحسيني رئيس اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية بمجلة التوحيد ومدير إدارة المعاهد العلمية الإسلامية مصر .
38. فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن عثمان الفارس . عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
39. فضيلة الشيخ الدكتور : رياض بن محمد المسيميري . عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.
40. فضيلة الشيخ : معاوية هيكل عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر .
41. فضيلة الشيخ : محمد بن يحيى بن قايد الحاشدي. اليمن .
42. فضيلة الشيخ الدكتور : سعد بن فلاح العريفي. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
43. فضيلة الشيخ الدكتور : يحي بن عبد الله أحمد. عضو هيئة التدريس بجامعة الخرطوم سابقاً .
44. فضيلة الشيخ : مدثر بن أحمد بن إسماعيل حسين. عضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان ومدير معهد الإمام مسلم للدراسات الإسلامية.
45. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالله بن علي المزم . عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة .
46. فضيلة الشيخ الدكتور : أحمد بن عبدالله آل فريح . عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة .
47. فضيلة الشيخ : جمال عبدالرحمن . عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر .
48. فضيلة الشيخ الدكتور : مجاهد الجندي عضو هيئة التدريس بالأزهر .
49. فضيلة الشيخ : فخر عثمان أحمد . عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان.
50. فضيلة الشيخ : أحمد بن سليمان أهيف . اليمن .
51. فضيلة الشيخ الدكتور : عبداللطيف بن عبدالله الوابل. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
52. فضيلة الشيخ الدكتور : صالح بن سليمان المفدى. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
53. فضيلة الشيخ الدكتور : علاء الدين الأمين الزاكي. رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم وعضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان.(1/57)
54. فضيلة الشيخ : محمد عبدالله الحصم . الكويت .
55. فضيلة الشيخ الدكتور : حمدي طه عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر .
56. فضيلة الشيخ : عبدالله بن صالح الطويل . القاضي بالمحكمة العامة بالرياض .
57. فضيلة الشيخ الدكتور : حمد بن إبراهيم الحيدري . عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام .
58. فضيلة الشيخ : منصور بن إبراهيم الرشودي.
59. فضيلة الشيخ : إبراهيم بن عبدالرحمن التركي . المشرف العام على موقع المختصر .
60. فضيلة الشيخ : عماد الدين بكري أبو حراز . عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان.
61. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالعزيز بن عبدالله المبدل. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
62. فضيلة الشيخ : علي حشبش مدير إدارة الدعوة بجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر .
63. فضيلة الشيخ : عبدالمحسن بن مريسي الحارثي.
64. فضيلة الشيخ الدكتور : إبراهيم بن علي الحسن . عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.
65. فضيلة الدكتور : محمد جمال حشمت. أستاذ كلية الطب في جامعة الإسكندرية وعضو البرلمان المصري سابقاً.
66. فضيلة الشيخ : إبراهيم بن عبدالعزيز الرميحي .
67. فضيلة الشيخ : عبدالرحمن سعيد حسن البريهي. رئيس مركز الجزيرة الدراسات والبحوث باليمن .
68. فضيلة الشيخ : سلطان بن عثمان البصيري . القاضي بالمحكمة الإدارية بالمدينة .
69. فضيلة الشيخ : بدر بن ناصر الشبيب . الأمين العام للحركة السلفية بالكويت .
70. فضيلة الشيخ الدكتور : محمد بن سليمان البراك . عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى .
71. فضيلة الشيخ الدكتور : صالح بن عبدالقوي السنباني. رئيس قسم الإعجاز بجامعة الإيمان باليمن.
72. فضيلة الشيخ : حمد بن عبدالله الجمعة .
73. فضيلة الشيخ : أحمد بن حمد العبدالقادر . عضو الدعوة والإرشاد بمكة .(1/58)
74. فضيلة الشيخ الدكتور : محمد بن صالح العلي . عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالأحساء .
75. فضيلة الشيخ: أحمد بن عبدالله بن شيبان . أبها .
76. فضيلة الشيخ الدكتور : إبراهيم بن عبدالله الحماد . عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.
77. فضيلة الشيخ : محمد الصادق مغلس . رئيس قسم التزكيات بجامعة الإيمان باليمن .
78. فضيلة االأستاذ الدكتور: أحمد المهدى عبد الحليم. عضو هيئة التدريس بجامعتي حلوان والأزهر.
79. فضيلة الشيخ : فهد بن سليمان القاضي . الرياض .
80. فضيلة الشيخ : عبدالرقيب بن علي الرصاص . اليمن .
81. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي. عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالرياض.
82. فضيلة الشيخ :عبدالعزيز بن محمد الوهيبي . مستشار شرعي.
83. فضيلة الشيخ : عبدالرحمن بن محمد السويلم. الرياض .
84. فضيلة الشيخ : عبدالرحمن عبدالله الجميعان . الكويت .
85. فضيلة الشيخ : نادر النوري . رئيس جمعية عبدالله النوري بالكويت .
86. فضيلة الشيخ : محمد بن موسى العامري .
87. فضيلة الشيخ : عبدالكريم بن محمد القشعمي.
88. فضيلة الشيخ : عادل بن عبدالله السليم . مشرف التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية.
89. فضيلة الشيخ : أسامة بن عقيل الكوهجي . عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل .
90. فضيلة الشيخ : محمد بن علي حسن الوادعي. اليمن .
91. فضيلة الشيخ : محمد الصاوي . داعية وإعلامي بمصر .
92. فضيلة الشيخ : محمد بن سليمان الحماد. كاتب عدل الأولى بالرياض.
93. فضيلة الشيخ : فهيد الهيلم الظفيري . رئيس المكتب السياسي للحركة السلفية بالكويت .
94. فضيلة الشيخ الدكتور : خالد بن محمد الماجد . عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.
95. فضيلة الشيخ الدكتور : عبدالواحد بن عبدالله الخميس. أستاذ اللغة العربية ورئيس تحرير صوت الإيمان باليمن.(1/59)
96. فضيلة الشيخ الدكتور : هشام بن محمد السعيد . عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه بجامعة الإمام.
97. فضيلة الشيخ : محمد سعود المطرفي . الكويت .
98. فضيلة الشيخ : سليمان بن أحمد الدويش . الرياض .
99. فضيلة الشيخ : مفيد السلاّمي . اليمن .
100. فضيلة الشيخ : عبدالله بن سالم الحربي . الدمام .
101. فضيلة الشيخ : عبدالرحمن بن محمد الفارس . الرياض .
102. فضيلة الشيخ : محمد بن علي بن مدين الزهراني . جدة .
بيان حول أحداث غزة
فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمعلوم ما أصاب إخواننا المسلمين في قطاع غزة من حصار اقتصادي طيلة السنتين الماضيتين، وفي هذين اليومين انقشعت سُحب الخداع وصرّح الشر، وذلك بما قامت به دولة يهود بتواطؤٍ وتمالؤٍ من دول الكفر وعملائهم في المنطقة من الاجتياح المدمر على إخواننا المظلومين المستضعفين في قطاع غزة، وهل بعد هذا يمكن أن يكون لدعوة التطبيع والسلام مكان مع هؤلاء المعتدين الغاصبين ؟ وذلك مصاب جلل لا يجوز للمسلمين السكوت عنه وخذلان إخوانهم، فإن المسلمين كالجسد الواحد يجب أن يفرح أحدهم لفرح أخيه ويحزن لحزنه، فحق على المسلم أن ينصر أخاه المسلم ويقف معه في شدته.
وبمناسبة هذه النازلة نتوجه إلى إخواننا المسلمين في غزة أن يتسلحوا بالصبر والتقوى فإن الله {مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} ومن كان الله معه فلن يضره كيد العدو شيئاً قال الله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاَ} [سورة آل عمران120]. ومن ثمرات الصبر والتقوى: صدق التوكل على الله والتفويض إليه في جميع الأمور واستنصاره وصدق اللجأ إليه في الدعاء امتثالاً لأمر الله في قوله: {ادعوني أستجب لكم} وأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا كما قال: (اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم) .(1/60)
كما نتوجه إلى عموم إخواننا المسلمين مذكرين بحقوق الأخوّة الإسلامية قال الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات آية 10] وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فمن حقهم علينا نصرهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب، ومن أعظم ذلك التوجه إلى الله تعالى بالدعاء، ومن نصرهم مساعدتهم مادياً ومعنوياً كل بحسبه؛ فعلى الحكومات من واجب النصرة القدر الأكبر قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وعلى المسلمين حكومات وشعوباً أن يحذروا من خذلان إخوانهم المظلومين المستضعفين فقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته..) الحديث، رواه الإمام أحمد وأبو داوود، ولا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار؛ بل لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة؛ ومن ذلك: فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح بصفة دائمة، وإن إغلاقه في مثل هذه الظروف الصعبة يعد من الخذلان وتحقيقاً لأهداف العدو.
نسأل الله أن يرفع الشدة والبلاء عن أهل غزة وعن كل المظلومين، وأن ينزل بأسه على القوم المجرمين، كما نسأله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
العدوان على غزة
واجب الحكام والمحكومين(1/61)
الإدانة ثابتة على ما يزيد على مليار من المسلمين في أرجاء المعمورة، وهم ينظرون إلى آلة الحرب الصهيونية تمزق أشلاء الفلسطينيين في غزة، ومن قبل ذلك وهم محاصرون، يُجَوَّعون ويسامون سوء العذاب، لا لشيء إلا لأنهم الفئة المؤمنة التي لم تولّ العدو ظهرها، وَوَلَّى الباقون، { وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ? وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
يتفق أهل العلم كافة على أن الجهاد يتعين على كل قادر عليه إذا أغار العدو على بلاد من بلاد المسلمين ونزل بهم، لقول الله تعالى: {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ? كَذَ الِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ}، وقوله تعالى: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ? ذَ الِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقوله عز وجل: {إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ? وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، والعدو يحتل فلسطين، ويُقَتِّل أهلها منذ ستين عاما.(1/62)
والوجوب متعين ابتداء على أهل البلد المحتل، فإن لم تكن في أهل البلد كفاية، تعين على من يليهم من بلاد الإسلام، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ? وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}، فإن لم تكن فيمن يليهم كفاية، تعين على من يليهم ، وهكذا حتى يتعين على جميع المسلمين قاطبة، إن لم يُقدر على رد الكفار إلا بهم جميعا، وإذا كان في البلد التي نزل بها الكفار كفاية في المقاتلين، ونقص في الأموال والعتاد، تَعَيَّن على جميع المسلمين الجهاد بالمال، وتجهيز المقاتلين بالمال والعتاد، لأن الله تعالى يقول: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}.
فكل مسلم مُتَعَيَّن عليه أن يعمل مقدوره لإضعاف العدو والنيل منه، والنيل ممن يدعمه ويقف وراءه، والدولة الكبرى المستبدة الغاشمة المتمثلة في الإدارة الأمريكية هي الدعم الأول للعدو، مستميتة في الدفاع عنه، رابضة معه في خندق واحد، فهي وهو في العداء للمسلمين سواء، والمسلمون اليوم جميعا مسئولون عن دماء إخوانهم المستباحة التي تُنتهك على مرأى منهم ومسمع، إذ لم يبق عُذر لأحد أن يقول لم أر ولم أسمع، والصور الحية المباشرة للمجزرة الدموية بذبح المسلمين وإبادتهم في غزة تُنقل إليه لحظة فلحظة.(1/63)
أما حكام العرب والمسلمين الذين يشاهدون من قصورهم وعلى عروشهم الأشلاء الممزقة، مُبْلِسون ولا يحركون ساكنا، فمسؤوليتهم أعظم وحسابهم أشد، فبماذا يجيبون حين يَقْدُمون على ربهم؟ أَتُراهم معتذرين في موقف الحساب: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}، وكيف ينفعهم هذا وقد جاءهم من الله تعالى البلاغ: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}، بل الموقف يامعشر الحكام أشد من هذا وأفظع، فقد أخبر الله تعالى عن الأتباع وهم يتحاجون في النار مع السادة والكبراء بقوله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} ، فحينها لا ينصر أحد أحدا، ولا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
هذا حال الحكام المتفرجين الذين لا يحركون ساكنا للدماء المؤمنة التي تجري، فكيف بهم وقد جعلوا من أنفسهم حراسا للعدو، وحزام أمن له.(1/64)
رب قائل يقول: ماذا عسى المسلمون أن يفعلوا حكاما ومحكومين، المحكومون من الشعوب تمنعهم حكوماتهم حتى من الجهاد بالمال للعُدَّة والسلاح، فضلا عن الجهاد بالنفس، وذلك لأن من يُضبط متلبسا به يودع غياهب السجون ، ويساق إلى مصير مجهول ، وقد سنت هذا الدولة الكبرى المهيمنة في معسكرات (جوانتنامو) وصدرته إلى بلاد المسلمين باسم محاربة الإرهاب، هكذا قالت أمريكا، فصدقوها، ولم يصدقوا قول ربهم المتكرر تأكيدا ، آمرا في سور عديدة بالجهاد بالنفس والمال، ولطول ما مُنعت الشعوب من هذا الواجب في الجهاد بالمال، صار نِسيا منسيا عند أكثر الناس، ولم يعد يخطر لهم على بال، ولا تحرك فيهم فاقة المجاهدين ومضة إيمان.
والحكام أيضا في نظر هذا القائل ليس في مقدورهم مواجهة الدولة الصهيونية المدججة بالأسلحة النووية، وهم لا يملكون من السلاح إلا ما يَصلح لحفظ النظام ، فالعجز عذر الجميع!!
أقول: ليس الأمر كذلك، الحكام يملكون الكثير:
أولا ـ يُسألون لماذا هم ينفقون المليارات لشراء السلاح من العدو ، إن لم يستعملوه وقت الحاجة اليه ودماء المسلمين تسفك؟ هل الغاية من الصفقات دعم مصانع العدو وتسويق سلاحه؟! ثم يبقى السلاح في مستودعاته حتى يتحول إلى خردة ، أم وظيفته فقط حماية النظام، أو قتال الإخوة والجيران ؟!
حتى لو كان استعمال هذا السلاح مع العدو غير متأت في الوقت الراهن، لمصلحة راجحة ، وأسباب حقيقية، فهم يملكون أسلحة أخرى فعالة، لو استعملوها لتوقف العدوان، ولراجع المعتدون ومن وراءهم الحساب، فالسياسة كلها مصالح، ولا تقف الدول الكبرى مع العدو إلا لمصالحها معه، ولو استخدم العرب والمسلمون ما يملكون، الاستخدام الصحيح، وملكوا أمر أنفسهم في قراراتهم، لاختلف الحال، وانقلب الميزان، ولسعى لاسترضائهم من يقف وراء العدو بالتأييد والمال.(1/65)
الحكام يملكون الأموال، ويملكون النفط، ويملكون التأثير في القرار السياسي في المحافل الدولية إن هم تكتلوا وصاروا يدا واحدة، فإذا لم يُستعمل هذا السلاح وغيره الآن، فمتى يُستعمل؟! أضعف الإيمان أن يقول الحكام العرب والمسلمون للغرب: لن تصل إليكم قطرة نفط حتى تتوقفوا عن دعم العدوان، وتكفوا عن الكذب والبهتان، كلمةٌ خالدةٌ قالها من قبل لقريش ثُمامة بن أُثال الصحابي الجليل ": {وَاللهِ لا يَأْتِيكُم مِن اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم } وهو رجل واحد، ليس حاكما ولا دولة، فما بال الحكام وأصحاب الجيوش والصولجان لا يقولون؟! بل قد وجدنا من الدول والحُكَّام وأصحاب الجيوش من يحاصر بجيوشه مع العدو غزة، ولا يسمحون لها بفك حصار، أليس في ذلك عون مباشر وتواطؤ مع العدو، وغدر وخيانة للمسلمين.(1/66)
قد يتحججون بالعهود والاتفاقيات الدولية التي تُلزمهم بهذه الحراسة، وبالوقوف هذا الموقف البارد المتفرج، لكن هذه العهود والاتفاقات بعد الغدر صارت ملغاة بحكم القانون والقرآن، قال الله تعالى: { وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ? إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ? أَتَخْشَوْنَهُمْ ? فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ? وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، والقانون الدولي يبيح لكل دولة اعتدي عليها الدفاعَ عن نفسها، والدول المتفرجة تربطها مع باقي الدول العربية اتفاقيات دفاع مشترك، فلو اشتركت معها في الدفاع عن نفسها، لكانت في حل حتى في نظر القانون .
ليس كافيا من المسلمين وحكامهم وهم يرون ما حل بأهل غزة من دمار، أن يرسلوا حملات الإغاثة والدواء والكساء، فذلك يستوي فيه في الأزمات والمحنات الصليب الأحمر مع الهلال، والصديق مع العدو، ولا يُعد في باب النصرة للمجاهدين شيئا، كان عليهم أول ما بدأ القصف أن ينبذوا للعدو عهده ومواثيقه، ويقطعوا علاقاتهم به، ويطردوا سفراءه، ويلغوا مبادرات السلام ومفاوضاتهم واتصالاتهم معه، لأنه الذي غدر ونكث العهد، قال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}، هذا في الآية مع العدو الذي يُخاف غدره ، فكيف بمن نكث وغدر بالفعل، مرارا وتكرارا؟(1/67)
أما الشعوب العربية والإسلامية، المترفة، التي لا ترضى من كماليات الحياة إلا بما كان أمريكي الصنع، فعليها أن ترجع إلى رُشدها، وتشد الأحزمة على البطون، وترضى بمستوى أقل من ذلك، ثمنا للعزة ، ونصرةِ من أوجب الله تعالى عليها نصرته، استجابة لأمر الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}، وللوقوف مع قضاياها ضد عدوها، حتى تُجبره على أن يحسب لها حسابا، وهذا السلاحٌ سلاح المقاطعة، كُلُّ مُسلمٍ يملكه، لا يحتاج إلى إذنٍ من حاكم، منصف أو جائر.
إنه ليتعين على الشعوب المسلمة اليوم أن تبدأ عملا جادا لإضعاف عدوها وإن كان قليلا، لكن يجب أن يكون طويلا، وله هدف ولو كان بعيدا، لا يكفي المسلمين رد الفعل الفوري بالسخط والغضب والتظاهرات ، فذاك أمر محمود في حينه ، لأنه وجه من وجوه النصرة التي أمر بها القرآن، لكن لا يعدو أن يكون في علاج قضيتهم مسكنات ، اعتاد العدو على امتصاصه وتجاوزه، لأن عواقبه لديه مأمونة، ينتهي بانتهاء وقته، ولا امتداد له ، ولا هدف يؤثر فيه على مصالحه، فقد جربه آمادا بعيدة، وجربه المسلمون أزمانا طويلة ، والقضية على حالها ، بل في كل عام هي أسوأ من الذي قبله، إذا لا بد من عمل وعلاج طويل المدى، يصحب المسكنات ليتعامل مع الداء.
من هذا العمل المتاح لكل أحد ولا يحتاج إلى إذن أحد أمور ثلاثة، فرطت فيهما الأمة من قبل على مدى ستين سنة من عمر القضية، وها نحن نجني عواقب التفريط.(1/68)
الأمر الأول: على كل أحد أن يُجنِّد نفسه للمعركة ويفعل مقدوره، فالمعركة مع العدو فاصلة، دخلها بكل قوته ودعم كل حلفائه ، فهي موجهة للأمة كلها ، عليها جميعا أن تهب لصده، لأنه إن سفطت غزة ونحن نتفرج، فتيقط عواصم بعدها ، عدونا واحد، لا يرعى فبنا إلا ولا ذمة، فالمعركة شاملة؛ الأغنياء بالمال، والأطباء بالعلاج، والدعاة بالتعبئة وإعلان الحهاد والخبراء العسكريون بالمشورة والتوجيه، والمدنيون بتقديم المقترحات والبدائل التقنية والآلية لما حُرم منه المجاهدون بسبب الحصار الظالم، ومنع ضروريات الحياة من الوقود والكهرباء ووسائل العيش الأخرى والمقاومة، لإسقاط ورقة العدو التي لا يفتأ يستخدمها بقفل المعابر وقطع الإغاثة والوقود، والمهندسون في الاتصالات وغيرها، عليهم أن يجدوا لأنفسهم أيضا دورا في المعركة هم أقدر على تصوره والتنبه إليه من غيرهم، ولا يخفى عليهم ما في استعمال الشبكة الدولية والانترنت من دور مؤثر وفعال لو أحسنوا استخدامه، فلا بد من العمل على اختراق مواقع العدو وإفشاء أسراره وإحباط خططه، فذاك باب من أبواب الجهاد والنضال، فإن الله تعالى سمى مقاومة النبي صلى الله عليه وسلم للكفار بكل ما أوتي جهادا كبيرا، فقال عز وجل: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}.(1/69)
الأمر الثاني: الجهاد بالمال، ودعم المسلمين إخوانهم في فلسطين، بكل ما يقدرون عليه من العون والنصرة، ليس الآن فقط والدماء تسيل، بل مدة ما كان هناك في فلسطين أو في أي بلد من بلاد المسلمين عدو جاثم، وراية جهاد ترفع، وليس فقط وقت الأزمات والنكبات؛ دعم إغاثة، وكفالة يتامى، وسد خلة محتاج، بل دعم تجهيز وتسليح وعتاد، لأنه هو الذي يدخل دخولا بينا تحت مسمى الجهاد بالمال، والإنفاق في سبيل الله، الذي وعد الله تعالى عليه المنفقين والمجاهدين الجنة، ورفيع الدرجات، قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ? يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ? وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ? وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ? فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ? وَذَ الِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وقال عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ? وَأُولَائِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ? إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} ، والملاحظ في عدد من الآيات القرآنية أن الله تعالى يقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في الذكر، وذلك لكثرة غفلة الناس عنه، وليشد اهتمامهم به وتوجههم إليه.(1/70)
فلا عزة للمسلمين، ولا نصرة لهم، إلا بإحياء فريضة الجهاد بالنفس والمال، فإن الله تعالى يقول: { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ? إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} ويقول النبي * في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، مبينا عواقب الركون إلى الدنيا، والإعراض عن فريضة الجهاد: {إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ الله عَلَيْكُمْ ذُلًّا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ}.
أما أن نبقى مكتوفي الأيدي، نتألم ونتفجع كلما رأينا عدونا يستبيح المساجد والديار، والعزل والنساء والأطفال، والذي يقدر من إخواننا في البلد المحتل على القتال لا حيلة له، لأنه لا يملك سلاحا رادعا يحسب له العدو حسابا، ثم نهدأ، ليعود الأمر إلى ما كان في غابر الأعوام، فهو العجز بعينه، والتثاقل إلى الأرض الذي حذرنا منه القرآن، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ? أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ? فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ? وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
رب قائل يقول: إن الجهاد بالمال صار متعذرا في ظل هيمنة أمريكا والحكومات التي في طوعها، وتسمي دعم المجاهدين إرهابا، فما الحيلة؟(1/71)
يُسأل من اعتذر بهذا؟ لو كانت لك حاجة في إيصال مال إلى أي مكان في الدنيا، لتجارة ترضاها، وتخشى كسادها، أو لعزيز مريض ثمن دواء وشفاء، أكنت باحثا عن كل وسيلة لذلك، سمح بها عدوك أو منع؟ أكنت قادرا على تحقيق مرادك، لا تهدأ دونه ولا تمل ولا تكل، إن كان كذلك، فحالك أشبه بمن قال الله تعالى فيهم: { لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَاكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ? وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} وهو بعينه ما حذر الله تعالى عباده منه في قوله عز وجل: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ? وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
الأمر الثالث: مقاطعة جميع المنتجات اليهودية والأمريكية من السلع والبضائع، لأن أمريكا تُسند الصهاينة في إسرائيل بدعم غير محدود، بالسلاح والعتاد، والمال، والصناعات المتطورة المتقدمة، العسكرية منها والمدنية، وتنحاز إليه انحيازا كاملا سافرا في المحافل الدولية ، لا تخفيه، وتغطي عن جرائمه وتبررها فلا يُدان، حتى يزداد عتوا وفسادا.(1/72)
فهل يبقى مع هذا العدوان السافر، والتحيز الجائر المعلن إلى جانب العدو، عذرٌ لأحد في أن يتأول للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يصنفها بلدا محاربا معادياً للمسلمين؟ السلع الأمريكية اجتاحت أسواق المسلمين اليوم، بداية من فرشاة الأسنان، إلى الأرز والقمح، والدواء والسيارات، والمعدات الثقيلة، والسلاح والطائرات، بالإضافة إلى التنافس على الحصول على التوكيلات التجارية عن شركاتهم، بفتح الأسواق المجمعة الكبرى، المعروفة بانتمائها الصهيوني ودعمها لإسرائيل، مثل أسواق (ماركس آند سبنسر) و(المول) وغيرها من الأسواق اليهودية والأمريكية، التي لا تكاد تخلو منها عاصمة من عواصم المسلمين، هل يحل لمسلم ديانة وشرعا أن يفعل هذا وهو يرى طائرات الإف 16 تدك المساجد على رؤوس المصلين ، والبيوت على السكان الآمنين، ودور العلم والجامعات فتحيلها بمن فيها إلى حطام وتراب ، هل يحل له ذلك، وهو يرى طائرات الأمريكان المروحية تقصف سيارات الإسعاف وسيارات الإغاثة والتموين ، وتغتال المجاهدين، ويرى من قبل ذلك حصار غزة من أمريكا وإسرائيل ومن يأتمر بأمرهما بأم عينيه، وما يفعلونه بالفلسطينيين من التقتيل والتجويع واستباحة الحرمات، كسرا لشوكة المسلمين.
لذا فإنه يتعين على كل مسلم عندما يمد يده إلى دينار أو درهم، ليشتري سلعة، سيارة أو آلة، أو غذاء أو لباسا، أو أكلا في مطعم، أو شرابا في مقهى، أو مقاما في فندق، أو شيئا آخر من لوازم حياته، صغيرا كان أو كبيرا، أن يسأل نفسه إلى جيب من يذهب هذا المال؟ وليعلم أنه حين يشتري المنتجات الأمريكية أو اليهودية يدفع ثمن تلك الطائرات والمروحيات التي تدك على رؤس المصلين المساجد، وعلى رؤوس التلاميذ المدارس، وأن كل دينار يذهب إلى جيب عدوه، هو ثمن رصاصة يقتل بها أطفال المسلمين في غزة ، وفي العراق، وفي غيرهما من البلاد التي تعاني الدمار من ويلاتهم.(1/73)
ومن منع نفسه من شراء سلعهم مع إغرائها برخص أو جودة ، واشترى غيرها مع غلائها، احتسابا، بنية إضعاف عدوه، كان مأجور أجرا عظيما، فإن الله تعالى يقول : {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
دور الإعلام والدعاة:
الإعلام العربي والإسلامي ـ للأسف ـ منه ما هو في شغل شاغل عن قضية المسلمين، بالغناء والمسلسلات والخلاعة والطرب، حتى والنار تستعر، فالأمر لا يعنيه، لا هو من الأمة ، ولا الأمة منه.
ومنه من يقوم بجهد كبير مضن في إطلاع الناس على ما يفعله العدو، من ظلم وتدمير وخراب في حينه، ويكشفه للعالم ويفضحه، رضي من رضي، وكره من كره، ويدفع جنوده في ذلك ثمنا باهظا، عَرَّضوا أنفسهم من أجله في كثير من الأحيان للموت، وللسجن والمساءلة من الغزاة وأعوانهم وعملائهم، ولا شك أن من احتسب ذلك منهم لله، وهو مؤمن، وجد جزاءه عند ربه أجرا عظيما، ومُلْكا كبيرا.
لكن هذا كله هو الجزء الأول من رسالة الإعلام، وهو ما يمكن أن نسميه تشخيص الداء، وتوصيفه، وتوصيله لكل من يعنيه، ليهب للنجدة والفداء، والجزء الآخر الأهم في رسالة الإعلام مفقود، أو يكاد، فهو مقصّر فيه تقصيرا كبيرا، مقصر في وصف الدواء، بالتعبئة وتوعية الشعوب المسلمة بواجبها، وما تفعله نحو قضاياها في وجه المحتل، وتبصير الفرد المحتار من عامة المسلمين الذي لا يعرف دوره في المعركة، بالذي يجب أن يقدمه، مما هو في مقدوره ويغفل عنه.(1/74)
على الإعلام أن يبصر الناس أولا بعدوهم من هو؟ ويسميه باسمه، دون تعميم وتعويم، هناك تعتيم وضبابية على العامة وغض نظر عن العدو الأمريكي الذي يحارب في أكثر من دولة في بلاد المسلمين، ويتبنى مع العدو الصهيوني إلى اليوم وغد احتلال فلسطين ، وتدمَّر أرض فلسطين بسلاحه ودعمه ، الإعلام لا يطالب باتخاذ أي عمل ضده بخصوصه في مقدور الناس عمله، لا يستضيف المختصين والخبراء الذين يقدمون للأمة وجوها عملية ممكنة التطبيق لمقاومته، بعيدا عن قرارات الحكام الميؤوس منها ، الدعاة أنفسهم والعلماء في القنوات الفضائية لا يسمون للعامة هذا العدو باسمه، ويتحاشون ذكره، حتى حين يدعون الله تعالى على عدوهم لا يسمون كل عدو، يسمون عدوا ويتركون آخر، شره على المسلمين مستطير، ووباله شديد، ولا يطالبون الناس بعمل شيء نحوه يقدرون عليه ، ينتصرون به للمستضعفين والمظلومين، في العراق وفلسطين، وفي غيرهما من بلاد المسلمين، الدعاة في الإعلام، الناس تسمع إليهم، ولكلامهم وزن لديهم، وهم خليقون بذلك، وجديرون به، فهم يبلغون عن ربهم، ويحملون رسالة نبيهم ، وبين القرآن لهم وظيفتهم {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} وأنزلهم منزلتهم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ? }
عندما بين العلماء والدعاة للناس في وقت من الأوقات أن عليهم مقاطعة السلع الدانمركية وسموها باسمها ودعوا الأمة إلى ذلك ، جنى المسلمون ثمار هذه الدعوة سراعا، امتثل الناس، وفعلت المقاطعة فعلها، وجاءت الدانمرك بوزرائها وسفرائها متوسلة: عفا الله عما سلف، فعفا المسلمون، وسكت الإعلام، وانتهى الدور، لأننا لم نتعود عملا ممنهجا طويل الأمد، يغير من واقعنا المؤلم، ويكون درسا لعدونا لا ينساه ، ذلك تركناه لأعدائنا يخططون به لاحتوائنا، والهيمنة علينا !!(1/75)
على الإعلام إن كان يريد دورا حقيقيا في المعركة أن يلتفت إلى هذا الجانب، ويكشف للناس عدوهم ويسميه باسمه، ويوجههم إلى ما يجب عليهم فعله، مما يكون له مع الأيام أثر فعال على قضايهم لو استغلوه، أم الإعلام أيضا يخشى السطوة الأمريكية، وسطوة حكامه إن فعل؟ وبذلك تصدق المقولة: الإعلام في العالم يسيطر عليه اليهود.
كان للإعلام دور في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، إبان نضال الجزائريين، وقتالهم للفرنسي المحتل، فكان الإعلام المقروء والمسموع يلهب عواطف المسلمين ويؤججها أينما حلوا، وحيثما كانوا، العام كله، ويعبئهم ويدفعهم إلى النصرة والعون، والتبرع للمجاهدين وحمايتهم، وتحويلهم جميعا إلى خط دفاع ثان، آزرٍ للمجاهدين، ومكوّن عمقا في أراضيهم للمناضلين، وأجبر الحكومات بدوره الفعال عن أن تغض نظرها عن ذلك، وقد آتت جهوده نتائج طيبة آنذاك، وأسهم الإعلام إسهاما حقيقيا في المعركة، فلم يحرم شرف الحهاد.
الإعلام اليوم، حتى من اتصف منه بالمهنية والموضوعية، تراه تحت ذريعة هذه الموضوعية يبالغ، فيبرز جوانب سلبية عن المعركة والقضية، شعر أو لم يشعر ، الحرب النفسية أثناء القتال سلاح فتاك ، فلا ينبغي شرح الخطط والتكتيك والتفصيل لكل شيء مما يجري على أرض المعركة، مما قد يكون لصالح العدو ، في هذه التفاصيل أثناء المعارك ما يكون كشفا للعورات يستفيد منه العدو، ويعطى مراسلو الإعلام على أرض المعركة مجانا، معلومات للعدو كان يشتريها بالمال، كما أن الكلام على تفوق العدو وسيطرته على أرض المعركة، وتفصيل الخسائر العسكرية لحاملي السلاح والمقاومين في حينها محبط، لأن الحرب كر وفر، والجميع يعلمون أنها غير متكافئة، فلا تنبغي المبالغة في توصيف ما يُثَبِّط، وليس في ذلك بأس إن كان التفصيل بإظهار جرائم العدو في صفوف المدنيين وبثها للعالم، لأن ذلك دعم للحرب الإعلامية على العدو، فلينتبه الإعلام الذي أخلص نفسه لخدمة المعركة.(1/76)
من المبالغة في الموضوعية التي ينبغي التنبه إليها، أننا نجد في الإعلام من يبث في وقت واحد رسائل الضحية والجلاد، ويتيح للجلاد الفرصة ليجادل عن الباطل والبهتان، ويجعل الإعلام بذلك من نفسه بوقا لإذاعة وبث دجل الكذاب، ثم يقول المضيف للدجال في نهاية كلامه: شكرا يا فلان من واشنطن، أو من فلسطين المحتلة. الشكر عن ماذا؟! عن اللصوصية والإجرام، وسلق المناضلين والمقاومين بألسنة حداد!! وهذا ناتج دون شك عن غياب المسئولية الدينية، والرقابة الشرعية في مؤسساتنا الإعلامية.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
1 محرم 1430 هـ، الموافق 29 / 12 / 2008
بيان النصرة لغزة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه . أما بعد:
فإنَّ العدوان الوحشي الآثم لليهود المحتلين على أهلنا في غزة ، أوشك أن يدخل أسبوعه الرابع ومازال مستمراً أمام سمع وبصر العالم كله ، دون أن يوقفه أحد ، رغم فظاعة الجرائم التي فاقت كل الأوصاف، وانتهكت كل الحقوق، وخالفت كل القوانين، ودون أيِّ اعتبار لكل ما يسمى بتحركات ومطالبات المجتمع الدولي ، ولا قرارات مجلس الأمن، وإننا - نحن الموقعين أدناه - نعلن للأمة بكل وضوح المواقف الشرعية الصحيحة ، والأفعال العملية الحقيقية الواجب القيام بها، وبين يدي ذلك نبيّن الحقائق التالية:
أولاً : موقف الكيان الصهيوني المحتل:
استخدم المجرمون اليهود المغتصبون آلة الحرب المدمرة بشكل يكشف للعالم كله حقيقة هذا الكيان العنصري الإجرامي، ويبدد جميع الأوهام الكاذبة بإدعاء ديمقراطيته أو إنسانيته أو شرعيته، والحقائق تبين ذلك:(1/77)
أ- الوحشية الإجرامية المتمثلة في كثافة استخدام الأسلحة المدمرة من الصواريخ والقذائف الجوية وقنابل الطائرات، والقصف المدفعي بالدبابات براً، وبالزوارق والسفن الحربية بحراً، مما يوضح استهداف القتل الجماعي ، والتدمير للبنية التحتية، وهذه مخالفة قانونية صارخة لاتفاقيات جنيف الرابعة ، وهي جرائم إنسانية خلَّفت أعداداً كبيرةً من الشهداء تجاوز الألف شهيد ، وعدداً أكبر من الجرحى تجاوز خمسة آلاف.
ب- تعمد قتل الأطفال والنساء، حيث تجاوزت نسبتهم 40% من بين الشهداء ، والشهداء الباقين من الرجال والشيوخ ليسوا من رجال المقاومة.
ج- تعمد قتل للمدنيين في صورة إبادة جماعية من خلال القصف العشوائي الذي استهدف البيوت بساكنيها، والمساجد بالمصلين فيها، وقد احتجزوا أعداداً من إخواننا الفلسطينيين في بعض المنازل ثم قصفوها فوق رؤوسهم.
د- استهداف المقار التابعة الأمم المتحدة مثل (مدارس الأونروا) والفرق الطبية الإسعافية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بل ضرب المستشفيات.
هـ - استخدام الأسلحة المحرمة دولياً مثل القنابل الفسفورية البيضاء الحارقة التي نص الملحق الثالث لاتفاقية السلام للأمم المتحدة على خطر استخدامها في الحروب ، بل واستخدام أسلحة كيمائية غريبة قاتلة تستخدم لأول مرة وهي ما تزال تحت التجربة.
وبعد كل هذه الجرائم فإن الادعاء بأن هذا العدوان كان استفزازاً ،وأن الكيان المحتل يدافع عن نفسه قول باطل لا أساس له من الصحة أو المنطق، ومن ثم فإن تحميل المسؤولية على أي طرف غير العدوان اليهودي الإجرامي هو جريمة قانونية وأخلاقية ، وهو -بصورة مباشرة - مساندة للعدوان وتأييد له، والعدو اليهودي المحتل قد ارتكب مئات المذابح والجرائم الوحشية على مدى أكثر من ستين عاماً قبل وجود حماس والجهاد الإسلامي.(1/78)
إن هذه الجرائم لم تعد خافية،والحديث عنها ليس مقصوراً على المسلمين بل إن كثيراً من الذين أظهروها وتحدثوا عنها مؤسسات دولية وعالمية مثل (مؤسسة العفو الدولية) و (هيومن رايتس ووتش) وجماعات كثيرة مناهضة للظلم والعدوان -بعضها يهودية- في عدد من دول العالم ، بل وفى داخل الكيان الصهيوني نفسه، وقد بدأت جهات قانونية حقوقية في أوروبا العمل على رفع دعاوى ضد الكيان المحتل بارتكابه جرائم حرب.
ونحن قبل ذلك كله نجد ذلك في كتاب الله حيث يقول جل وعلا: { لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً } [التوبة/10]، وعدوانهم مستمر كما قال تعالى: { وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } [البقرة/217]، وقوله جل وعلا : { كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله } .
ثانياً : موقف أهلنا الأبطال في غزة:
أظهرت الأحوال العامة في غزة المرابطة، من خلال المقابلات التلفزيونية مع أبناء فلسطين فيها على مختلف القنوات ومن جميع الشرائح رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً صوراً فريدة غير مسبوقة من الصبر والصمود في مواجهة وحشيّة الصهاينة ، وإنها لكرامة من الله سبحانه وتعالى لهم حيث لم يظهروا ضعفاً، ولم يعلنوا استسلاماً.
وهذه بعض الصور الشاهدة لذلك:
1- مواقف عامة الشعب الفلسطيني في غزة:
أ- تعاظم حالات الثبات وعدم الاستسلام ا وانكسار الإرادة، رغم شراسة العدوان و همجيته ووحشيته.
ب- تجلي المواقف الإيمانية في الصبر والاحتساب، وتفويض الأمر لله والتوكل والاعتماد عليه، بل والفخر بالشهادة، والإصرار على مواصلة الثبات في وجه العدوان والمقاومة له بالوسائل الممكنة.
2- مواقف المجاهدين الفلسطينيين:
أ- القدرة المدهشة على الثبات والصمود في مواجهة العدوان الإجرامي الفظيع بالآلة العسكرية المدمرة المتطورة.(1/79)
ب- استمرار القدرة على إطلاق الصواريخ ووصولها إلى مسافات لم تكن متوقعة من قبل، واستهدافها لمواقع مؤثرة، وعدم توقفها حتى أثناء الغارات والقصف مما اثار الرعب والهلع والارباك فى صفوف العدو.
جـ- المقاومة الشرسة للعدوان البري، والمواجهة البطولية للقوات المحتلة وإلحاق الخسائر بها قتلاً وجرحاً، وصدها وإيقاف تقدمها.
د- الوحدة والتكامل بين فصائل المقاومة جميعاً وخاصة في مواقف ثباتها وإعلانها لاستمرار الجهاد.
هـ- المواجهة للعدو في ميدان الحرب النفسية والتأثير الإعلامي والجهادي ضد الجيش الغازي والشعب من ورائه بمختلف شرائحه ومؤسساته.
و- القدرة المتميزة على حضور فصائل الجهاد في المشهد الإعلامي ومواكبتها للأحداث بالبيانات والمقابلات، فضلاً عن مواصلة الظهور السياسي والتعامل مع أطروحاته.
ز- وضوح وتوحّد مطالب المجاهدين التي أعلنتها حركة حماس وأيدتها حركات المقاومة الجهادية الأخرى وهي مطالب تحقق مصالح الشعب الفلسطيني بوقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال وكسر الحصار نهائياً وفتح المعابر بما فيها معبر رفح بشكل مستمر وعدم القبول بقوات دولية أو تهدئة دائمة.
هـ- ثبات مواقف فصائل المقاومة من الحقوق الشرعية الفلسطينية في تحرير القدس وتحرير الأسرى وحق العودة للاجئين، ومشروعية المقاومة الجهادية، وعدم الاعتراف بشرعية الكيان المحتل.(1/80)
إن هذه المواقف ترتبط بالمواقف الإيمانية القرآنية في منطلقاتها ومفاهيمها وممارساتها، فالشهادة فوز وارتقاء للجنان { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران/169]، والتوكل على الله واستمداد القوة منه من قوله تعالى: { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران/126]، وموازين القوى من قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ } وقوله : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ } .
وهى تظهر- بحمد الله - خسارة رهان المرجفين والمتآمرين على استسلام المقاومة ورضوخها لجبروت العدو، والرضا بالشروط والقرارات التي يريد العدو -ومن يسانده-أن يفرضها عليهم لتحقيق مصالحه.
وأثبتت فصائل الجهاد وفي مقدمتها حركة حماس أنه لا يمكن تجاوزها، ولا عدم الأخذ بآرائها ووجهات نظرها حتى أذعن العالم كله إلى ضرورة التعامل معها ومعرفة شروطها.
وإننا نحيّي صمود أهلنا المرابطين والمجاهدين في أكناف بيت المقدس ، ونشدُّ على تمسّكهم بحقوقهم المشروعة ، وردّ أعدائهم بكل الوسائل الممكنة ،ندعوهم إلى ثباتهم على مواقفهم وعدم الاستسلام للمبادرات التي تضيع الحقوق وتكافئ المعتدي وتقف إلى جانب الظالم وتخذل المظلومين.
3- الموقف الأمريكي:(1/81)
معلوم أن أمريكا هي الداعم الرئيس الدائم للكيان الصهيوني المحتل، وهي التي تقدم له الإمداد المالي، والأسلحة والعتاد العسكري، وتوفر له الغطاء الدولي والسياسي، وهذا ما ظهر جلياً في هذه الحرب الإجرامية ؛ حيث حمَّلت أمريكا حماس مسئولية الحرب، وأيدت الكيان المحتل في عدوانه واعتبرته مدافعاً عن أمنه، وأعلنت أن عدوانه مشروع، بل وأيدت الهجوم البري، وعطلت اتخاذ أي إجراء أو قرار يدين العدو أو يوقف عدوانه، حتى القرار الذي أسهمت في إعداده لا يشتمل على ذكر العدو ولا بشاعة العدوان فضلاً عن تحميل العدو المسئولية، ومع ذلك فإنها امتنعت عن التصويت عليه، وأخيراً وليس آخراً شحنات من الذخائر الأمريكية التي ستصل إلى اليهود المحتلين، فأمريكا شريك مباشر في هذا العدوان، والاتحاد الأوروبي لا يبعد كثيراً في مواقفه عن أمريكا من حيث الجوهر والنتائج.
وأما الدول العربية والإسلامية فإن مواقفها ضعيفة عاجزة ، ليس لها تأثير، وهي مختلفة تتراشق التهم فيما بينها، وتعمل على تعطيل المشاريع الجماعية التي تؤدى إلى مواقف قوية واضحة، مما جعل بعضها في موضع الاتهام بالتآمر والمشاركة في الجريمة.(1/82)
إننا ندعو الجميع إلى نصرة إخواننا المرابطين من أهل غزة والمجاهدين في فصائل المقاومة، فالنصرة واجب شرعي تقتضيها الأخوة الإيمانية : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [الحجرات/10]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ)، والوقوف مع المسلمين المعتدى عليهم واجبٌ مؤكد في قوله تعالى: { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ } [الأنفال/72]، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِه) [ البخاري ]، وفي رواية مسلم (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ)، ومقاومة إخواننا لليهود المحتلين جهاد شرعي صحيح لا شك فيه، فالعدو كافر غاصب وقد اعتدى عليهم فسفك الدماء ودنس المقدسات فقتاله ومقاومته جهاد شرعي لدفع العدوان وإعادة الحقوق.
كما ندعو إلى ما يلي:
أولاً : على مستوى الدول العربية:
القيام بتحمل مسؤولياتها، وأن تتجاوب مع مطالب شعوبها التي ظهرت بشكل واضح وفي صورة أشبه بالاستفتاء العام الذي تضمَّن تجريم اليهود وتأييد المقاومة الجهادية والدعوة لنصرتها، ومن أهم ذلك ما يلي:(1/83)
1- ضرورة الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني المظلوم المعتدى عليه ، وعدم خذلان المجاهدين الذين يدافعون عن الأمة وكرامتها، ويردون العدوان الغاشم الذي لا تقف أطماعه عند حدود فلسطين بل تتعداه إلى غيرها من الدول العربية المجاورة.
2- التوافق على قرار جماعي بقطع جميع الدولة العربية التي لها علاقة بالكيان الصهيوني بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء.
3- التوافق على قرار جماعي بقطع جميع العلاقات الاقتصادية وكافة التعاملات والاتفاقيات التجارية، وإعادة المقاطعة للكيان الصهيوني، وإيقاف كل أشكال التطبيع والتعامل مع الكيان المحتل في جميع المجالات.
4- التوافق على قرار بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك استعداداً من أمتنا لغدر الصهاينة وعدوانهم الدائم .
5- إيقاف مسيرة السلام وسحب المبادرة العربية، وعدم البقاء في أسر السلام خياراً استراتيجياً، فقد بدأت مفاوضات السلام في مدريد عام 1991م وبعدها جاءت اتفاقية أوسلو 1993م التي لم تحقق شيئاً سوى الارتهان للعدو، والانفراد بكل دولة على حدة وقطع صلات بعضها ببعض على حساب العلاقات والمصالح مع الكيان المحتل.
6- مباشرة كسر الحصار عن غزة بفتح معبر رفح بشكل دائم ودون تأخير أو تعليل يتسبب في المزيد من المآسي والمعاناة، ويضيف شدة على أهل غزة فوق شدة العدو المحتل وقسوته.
7- عدم إدانة المقاومة بل الاعتراف بشرعيتها المقررة إسلامياً، والثابتة قانونياً، مع دعمها معنوياً ومادياً، فليس مقبولاً أن يُمنع السلاح عن المقاومة المطالبة بحقوقها بينما العدو يتسلح علناً بأحدث وأفتك أنواع الأسلحة من كل الدول الكبرى.
8- الإدانة الرسمية لموقف أمريكا المؤيد والداعم للكيان المحتل، واستدعاء السفراء للتشاور وإعادة النظر في العلاقات.
ثانياً: على مستوى العلماء:(1/84)
1- شكر العلماء والدعاة الذين أعلنوا مواقفهم في نصرة المجاهدين وإدانة المعتدين، وعملوا على توعية وتوجيه المسلمين للوقوف مع إخوانهم المظلومين، وشكر إضافي للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين على مبادرته بتشكيل وفد للقاء قادة السعودية وقطر والأردن وسوريا وتركيا لتبليغ كلمة العلماء وبيان النظر الشرعي في الأحداث ومناصحة القادة في أداء الواجب.
2- أهمية المبادرة إلى إعداد بيان شرعي محرَّر يبين إسلاميَّة قضية فلسطين، وشرعيَّة الجهاد والمقاومة ضد اليهود المحتلين، وتأكيد الحقوق الثابتة في مقدسات المسلمين وأراضيهم، وبيان الموقف الشرعي لمختلف جوانب التعامل مع القضية الفلسطينية، وكذلك مواقف المتعاونين مع العدو والمناصرين له، ثم يتوافق على هذا البيان عدد كبير من علماء المسلمين من مختلف الدول العربية والإسلامية وقادة الجاليات الإسلامية في شتى أنحاء العالم.
3- تَقدُّم العلماء وتأييدهم لجميع الصور الصحيحة للتضامن والنصرة الشعبية لأهل غزة وفلسطين على المستوى المعنوي والمادي والحقوقي.
4- العمل على توعية الشعوب بالمواقف الشرعية الصحيحة في جميع الجوانب المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
5- العمل على إحياء الروح الإيمانية في التعلق بالله، والاستقامة على أمره وترك المنكرات، والإسهام في التربية الإسلامية فكراً وسلوكاً، وتقوية معاني الفخر والعزة بالإسلام.
ثالثاً: على مستوى الشعوب العربية والإسلامية:
1- العودة الصادقة والتوبة الخالصة لله، والاستقامة على طاعته، والاجتهاد في التقرب إليه فهذا سبيل العزة وطريق النصر { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا } .(1/85)
2- الارتباط بالمفاهيم الإيمانية ومعرفة السنن الربانية، فأهل التوحيد لا ينظرون إلى الأحداث بنظرات عقلية ومقاييس مادية بحتة بل يؤمنون بما وراء المادة من قدرة الله ويؤمنون بوعده ويستيقنون بنصره فموازين القوى عندهم مختلفة ومنها قوله تعالى { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ } ويذكرون غزوة أحد لما قال أبو سفيان فقال: اعْلُ هُبَلُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قُولُوا: اللهُ أعْلَى وأجَلُّ ) . وعندما قال أبو سفيان: لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قُولُوا: اللهُ مَوْلانَا، وَالْكَافِرُونَ ولا مَوْلَى لكم ). ولما قال أبو سفيان: يومٌ بيوْم بَدْر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قولوا : لا سَوَاء. أمَّا قَتْلانَا فَأْحَيْاءٌ يُرْزَقُونَ، وَقْتَلاكُمْ فِي النَّارِ يُعَذبونَ ) .
3- تبني المقاطعة الاقتصادية لأمريكا وللكيان الصهيوني ، والإعلان عنها والترويج لها، والاتجاه للبدائل المتاحة بتقديم واختيار المنتجات العربية والإسلامية قدر المستطاع .(1/86)
4- أن يعرفوا المخذلين والمثبطين الذين يجددون دور المنافقين ويسخرون أقلامهم وأقوالهم ووسائل إعلامهم للنيل من المظلوم وتحميله المسؤولية، ويطعنون في المقاومة الجهادية الباسلة ويستهزئون بأسلحتها، وهم في الوقت نفسه يغضُّون الطرف عن اليهود المجرمين وجرائمهم الفظيعة، وبعضهم يلتمس للعدو العذر ويقدم له المسوغات، بل إن يعضهم يصرح بتأييدهم، وقد ذكر القرآن مثل هذه المواقف ووصم أصحابها بما هم أهل له في مثل قوله تعالى : { فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } وقوله : { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } وعلى كل مسلم أن يكشف أمرهم ويبين ضررهم ويحذِّر منهم.
5- الدعاء الدائم لأهلنا في غزة وفلسطين والقنوت لهم في الصلوات، والجهاد المالي نصرة لإخواننا في غزة ، بتقديم أقصى ما يمكن من أنواع العون المادي والمعنوي، ورسولنا صلى الله عليه وسلم: ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) [ أحمد والنسائي وصححه الحاكم ] ، ويقول: ( من جهز غازيا فقد غزا ، ومن خلف غازيا في أهله ، وماله فقد غزا ) متفق عليه.
6- الإعلان بالوسائل المشروعة عن تأييد ودعم صمود أهل غزة و ومقاومة الفصائل الفلسطينية المجاهدة، وتأكيد دعم خيار المقاومة وأن الجهاد المشروع في فلسطين هو السبيل لتحريرها وإنهاء احتلال وإجرام اليهود المعتدين.(1/87)
7- المعرفة الصحيحة لما ترتب على اتفاقيات السلام ومفاوضات السلام من إضعاف العرب والمسلمين، وارتهان الدول لتلك الاتفاقيات التي روجت لقبول الاحتلال والمحتلين وتطبيع العلاقات الاقتصادية والثقافية وما أحدثه ذلك من اختراق في الفكر والسلوك، وما ترتب عليه من محاولات وصور التغيير في مناهج التعليم، مع إدراك أن المفاوضات الفلسطينية على وجه الخصوص لم تحقق أي نتائج مفيدة وإنما حولت- من خلال اتفاقية أوسلو - بعض الفلسطينيين ليكونوا حراساً للكيان المحتل، ويقفوا في مواجهة أبناء شعبهم.
8- الاستمرار في نصرة القضية الفلسطينية بشكل دائم لا يرتبط بأحداث العدوان والإجرام، وتحويل المشاعر والأقوال إلى أعمال مؤثرة دائمة، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، ومن خلال التخصصات المختلفة كل في مجاله فالقانونيون والبرلمانيون والأئمة والخطباء والدعاة والعلماء ومؤسسات العمل المدني والخيري كلهم مطالبون بعمل إيجابي دائم لنصرة فلسطين وأهلها.
9- أن تعظم ثقتها بالله، وتعلق الأمل بنصره وتحقق وعده في قوله تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا }، وقوله جل وعلا : { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } .(1/88)
وأخيراً .. نسأل الله أن يثبّت المرابطين وينصر المجاهدين في غزة وفلسطين، ونقول لهم : { اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، ولتوقنوا بالفرج { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } ولتتذكروا أمر الله في قوله تعالى{فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}، وارتقبوا وعد الله في قوله{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}، والهزيمة والذل لليهود المعتدين { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }، { هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }، والحمد لله رب العالمين.
الموقعون على البيان :
1- د. يوسف عبدالله القرضاوي/ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -قطر.
2- د.عجيل جاسم النشمي/ رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي -عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية السابق -جامعة الكويت.
3- أ.د.أحمد علي الإمام / رئيس مجمع الفقه الإسلامي -السودان.
4- د. جعفر شيخ إدريس/ رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة- السودان .
5- الشيخ سالم عبدالسلام الشيخي/ عضو المجلس الأروبي للإفتاء والبحث-بريطانيا.
6- الشيخ أحمد حمادوش / رئيس جمعية الفرقان – الجزائر .
7- د.أحمد محمد صالح الحمادي/ أستاذ الشريعة-جامعة الإمارات.
8- د. إسحاق الفرحان/ رئيس جامعة الزرقاء سابقا- الأردن.
9- أسد الله بوتو/ أمين عام مجلس الحقوق الإنسانية- باكستان.
10- د.أوزبيك عبدالكريم شطونوف / مدير المركز الثقافي - قرغيزيا.
11- د.جاسم محمد مهلهل الياسين/ الأمين العام للجان الخيرية جمعية الإصلاح الاجتماعي-الكويت.(1/89)
12- د. جمعان ظاهر الحربش / عضو مجلس الأمة الكويتي وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الكويت سابقا.
13- الشيخ جلال بن يوسف الشرقي - قاضي وإمام وخطيب - البحرين.
14- أ.د الحبر يوسف نور الدائم / رئيس لجنة التعليم بالمجلس الوطني -السودان.
15- أ.د حسن محمد الأهدل/ جامعة صنعاء - اليمن.
16- د. حسن محمد شباله / جامعة إب- اليمن.
17- الشيخ حسين حلاوة/ الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث-أيرلندا.
18- د. حسين سليمان الجبوري / كلية الشريعة - العراق.
19- الشيخ حمد بن سامي الفضل الدوسري / القاضي بالمحكمة الشرعية الكبرى - البحرين.
20- أ . د حمزة بن حسين الفعر / كلية الشريعة -جامعة أم القرى سابقاً-السعودية .
21- أ. د خالد إبراهيم الدويش/ كلية الهندسة -جامعة الملك سعود - السعودية.
22- الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشنو/ قسم الدراسات الإسلامية- جامعة البحرين.
23- أ.د خالد عبد الرحمن العجيمي/ كلية اللغة العربية-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - سابقاً- السعودية.
24- أ.د الخشوعي الخشوعي محمد/ وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر - عضو هيئة علماء الجمعية الشرعية- مصر.
25- الشيخ رائد حليحل مؤسس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية ، ومدير معهد الأمين للعلوم الشرعية.
26- د. سالم طعمه الشمري/ عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة- جامعة الكويت .
27- د. سعد الدين العثماني/ رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية-المغرب .
28- د. سعيد مهدي الهاشمي/ كلية الشريعة – العراق .
29- د. سعيد ناصر الغامدي/ أستاذ العقيدة بجامعة الملك عبدالعزيز-السعودية.
30- د. سليمان ناصر الشطي/ عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقى - الكويت.
31- أ. سيد منور حسن/ أمين عام الجماعة الإسلامية باكستان.(1/90)
32- الشيخ سيف راشد الظنين النقبي/ مدرس شريعة والمشرف على شبكة منارات الإسلامية- الإمارات.
33- الصادق عبدالله عبدالماجد/ المراقب العام للإخوان المسلمين- السودان.
34- د. صالح يحيى صواب/ جامعة صنعاء- اليمن.
35- د . طارق بن عبدالرحمن الحواس/ كلية الشريعة بجامعة الأمام محمد بن سعود بالأحساء -السعودية.
36- د. عامر حسن/ جامعة دلمون-البحرين.
37- الأستاذ عبد الإله بن كيران/ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية-المغرب.
38- أ.د عبدالحي حسين الفرماوي/ وكيل كلية أصول الدين جامعة الأزهر سابقا - مصر.
39- د. عبدالحي يوسف عبدالرحيم/ نائب رئيس هيئة علماء السودان.
40- د. عبدالرحمن إبراهيم الخميسي/ جامعة صنعاء-اليمن.
41- أ . د عبدالرحمن أحمد علوش مدخلي/ قسم الدراسات الإسلامية – جامعة جازان – السعودية.
42- أ.د عبد الستار فتح الله سعيد/ أستاذ أصول الدين بجامعتي الأزهر وأم القرى - مصر.
43- د. عبدالسلام داود الكبيسي/ عضو هيئة علماء -العراق.
44- الشيخ عبدالشكور نارماتوف إسلاموفيتش/ رئيس الجامعة الإسلامية - قرغيزيا.
45- أ. د عبد العزيز بن إبراهيم العمري/ أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية- جامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً - السعودية.
46- أ . د عبدالعزيز عبدالفتاح قاري/ كلية القرآن الكريم – الجامعة الإسلامية-سابقاً - السعودية.
47- عبد الغفار عزيز/ مساعد أمير الجماعة الإسلامية، مدير قسم الشئون الخارجية-باكستان.
48- الشيخ عبد الكريم دباغي / مدير المعهد الإسلامي - الجزائر
49- د. عبدالله الكمالي/ فقيه ومدرس شريعة- الإمارات.
50- د. عبدالله عبدالعزيز الزايدي/ كلية الشريعة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -السعودية.
51- أ . د عبدالله عبدالله الزايد/ مدير الجامعة الإسلامية سابقاً - السعودية.
52- الشيخ عبدالمالك/ رئيس جمعية اتحاد العلماء-باكستان.
53- د.عدنان زرزور/ أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة البحرين.(1/91)
54- الشيخ عراد علي حاجي جمانوف/ مفتي جمهورية قرغيزيا.
55- د. عصام البشير/ وزير الأوقاف السوداني سابقا -عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -السودان.
56- د. علي حمزة العَلْواني العُمري / مؤسس ومشرف معهد مكة المكرمة بجدة-السعودية .
57- د . علي بن عمر بادحدح/ كلية الآداب - جامعة الملك عبدالعزيز- السعودية.
58- أ.د عمر بن عبد العزيز قريشي/ أستاذ العقيدة ومقارنة الأديان بكلية الدعوة الإسلامية- جامعة الأزهر- مصر.
59- الأستاذ عيسى بن الأخضر / رئيس جمعية الإرشاد – الجزائر .
60- د. غالب عبدالكافي القرشي/ جامعة صنعاء عضو مجلس النواب وزير الأوقاف والإرشاد سابقاً- اليمن.
61- د. فريد محمد هادي/ رئيس قسم الدراسات الإسلامية- جامعة البحرين.
62- د. فؤاد أحمد خياط/ كلية الشريعة/بجامعة أم القرى - السعودية.
63- الشيخ فيصل مولوي أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان.
64- القاضي حسين أحمد/ أمير الجماعة الإسلامية -باكستان.
65- أ.د القرشي عبدالرحيم/ أستاذ جامعي-السودان.
66- د. قيس المبارك/ جامعة الملك فيصل-السعودية.
67- د. كوثر فردوس/ عضو مجلس الشيوخ الباكستاني.
68- د . محسن حسين العواجي/ أستاذ جامعي -جامعة الملك سعود سابقاً -السعودية.
69- محمد الإمام بن الحاج الشيخ/ نائب رئيس حزب التواصل الموريتاني .
70- بروفيسور محمد إبراهيم/ عضو مجلس الشيوخ الباكستاني.
71- الشيخ محمد بن الأمين مزيد/ موريتانيا.
72- الشيخ محمد الصالح محجوبي / ناظر الشؤون الدينية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف – الجزائر .
73- الشيخ محمد جميل منصور/ رئيس حزب التواصل الموريتاني.
74- الشيخ محمد حسن الددو/ مدير معهد تكوين الدعاة - موريتانيا.
75- الأستاذ محمد الحمداوي/ رئيس حركة التوحيد والإصلاح-المغرب.
76- الأستاذ محمد خالد إبراهيم/ عضو مجلس النواب -البحرين.(1/92)
77- الأستاذ محمود خونا أحمد / مدير الأوقاف بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف – الجزائر .
78- الشيخ محمد زحل/ الداعية المغربي.
79- د . محمد بن صالح العلي/ كلية الشريعة -جامعة الأمام محمد بن سعود - السعودية.
80- د. محمد عبدالرزاق الصديق/ أستاذ الشريعة وعضو هيئات الرقابة الشرعية- الإمارات.
81- أ.د محمد عبد المنعم البري/ كلية الدعوة الإسلامية – عضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة بالأزهر- رئيس جبهة علماء الأزهر- مصر.
82- أ.د محمد عثمان صالح/ مدير جامعة أم درمان الإسلامية-السودان.
83- الشيخ محمد عز الدين توفيق/ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- المغرب.
84- د.محمد علي الهرفي / أستاذ جامعي- السعودية .
85- د.محمد علي المنصوري/ مستشار شرعي وقانوني-الإمارات.
86- أ . د محمد مهدي رشاد حكمي/ قسم الدراسات الإسلامية – جامعة جازان – السعودية.
87- د. محمد موسى الشريف/ أستاذ متعاون بقسم الدراسات الإسلامية -جامعة الملك عبد العزيز - السعودية.
88- أ.د محمد يسري إبراهيم / نائب رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة- مصر .
89- د . مسفر بن علي القحطاني/قسم الدراسات الإسلامية والعربية – جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - السعودية.
90- د. منيرة عبدالله القاسم/ أستاذ التربية بجامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن - السعودية.
91- د.مولاي عمر بن حماد/ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-المغرب.
92- الأستاذ ناصر الشيخ عبد الله الفضالة- رئيس اللجنة البرلمانية لنصرة الشعب الفلسطيني - البحرين.
93- الشيخ نبيل محمد محمد صالح/ مدير رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي- البحرين.
94- أ.د نصر فريد محمد واصل/ عميد كلية الشريعة والقانون بالدقهلية والمفتي السابق للديار المصرية-مصر.
95- د. نوره خالد السعد/ أستاذ الاجتماع -جامعة الملك عبد العزيز - السعودية .(1/93)
96- د. نوره عبدالله العجلان/ عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان - السعودية
97- د. وليد ابراهيم العنجري/ عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي- الكويت.
98- د. وليد عثمان الرشودي/ رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين بجامعة الملك سعود- السعودية.
99- الشيخ ونيس المبروك الفسيي/ رئيس التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين-بريطانيا .
رسالة إلى أهل غزة المنصورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر كل صابر، ومذل الكافرين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين محمد، صلى الله عليه وسلم. أما بعد:
فلا يخفى على أحد ما نزل بأهلنا في غزة على يد آلة البطش الصهيونية، بعد حصار دام عدة شهور، قاسى فيها أهل غزة ألوانا من الآلام، فنقول وبالله التوفيق:
صبرا أهل غزة، فإن النصر مع الصبر، وإن الله يدافع عن عباده المؤمنين، وإنما يُبتلى المرء على قدْر دينه، ليرفع الله عز وجل درجته ويطهره ويرفع قدره في الدنيا والآخرة، وما ضركم لو لقيتم الله عز وجل فصرتم إلى الفردوس الأعلى وصار عدوكم إلى الجحيم؟ فصبرا صبرا فإنكم على الحق، وأنتم اليوم عنوان العزة والمجد والكرامة في الأمة، وإن تنازلتم فسيتنازل بتنازلكم خلق كثير، فالصبر الصبر، والثبات الثبات، ثبتكم الله ونصركم وأعز بكم دينه وأعلى قدركم في الدنيا والآخرة.
واعلموا أنكم لستم وحدكم، وأن عدوكم يقاسي مما تقاسون منه، ويشرب من الكأس نفسها، وأنهم يأْلمون كما تأْلمون، غير أنكم ترجون من الله ما لا يرجون، والله مولاكم ولا مولى لهم، وقتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، فالثبات الثبات.
وتذكروا كيف قاسى أنبياء الله عز وجل من أفعال يهود، وكيف قتلت يهود الأنبياء، وحاربوهم، وهذا لا يخفى على أمثالكم من المجاهدين.(1/94)
وتذكروا كيف قاسى النبي صلّى الله عليه وسلم وصحابته من الحصار الظالم في مكة، في صدر الإسلام، ثم نصره الله وفرج عن عباده المؤمنين، وعلى دربه سار أصحابه وأتباعهم في الصبر والثبات، فكتب الله لهم العز والنصر، فانصروا الله واثبتوا، فإنه ناصركم لا محالة، وهو معزكم لا محالة.
ولا تلتفتوا إلى المخذلين والمنافقين والمتآمرين، فإنما النصر صبر ساعة، وعند الله تجتمع الخصوم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فالصبر الصبر، والثبات الثبات.
وإننا ندين الله تعالى بأن حقكم علينا كبير، ومناصرة المسلمين لكم بالدعاء والقوة والمال واجبة، وإذا كانت الحكومات والدول تتوانى عن مناصرتكم، ويضعف المسلمون عن إعانتكم، فـ: (اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف:128). فإن قلتم : متى نصر الله؟ فسنقول ما قاله الله بصدق ويقين: (إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)، وقد جعل الله هذا حقًّا عليه فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ) (الرُّوم:47) فارتقبوا النصر من الله. وعليكم بأربع خصال أرشد الله عباده إليها، لتنالوا النصر والفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200).
فذكر أربعة أشياء: أولها: الصبر، وثانيها: المصابرة، وثالثها: المرابطة، ورابعها: التقوى. فاصبروا، وصابروا، وأمروا أهلكم بالصبر، ورابطوا فأنتم على ثغرٍ عظيم من ثغور الإسلام، فلا يُؤتينّ الإسلام من جهتكم، فالله الله في إسلامكم.(1/95)
وعليكم بتقوى الله، وصية الله للأولين والآخرين، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) (النساء:131)، فتمسكوا بدين الله تعالى، واقتفوا سنة النبي صلّى الله عليه وسلم، ولا تتركوا من دين الله تعالى شيئاً ما استطعتم، وعلى رأس ذلك كله تجريد القصد لله تعالى، وإعلاء دين الله، وإقامة الصلاة، وأداء الفرائض واجتناب المحرمات، فإن النصر هبة من الله تعالى لا ينال إلا بطاعته، ويأبى الله تعالى أن ينصر من لم يستقم على أمره، ويقتفي شرعه، فالله الله في التمسك بدين الله تعالى والثبات على ذلك، فإنّ من ينصر الله ينصره الله ويثبت أقدامه، ومن حفظ الحدود حفظه الله تعالى. ولا ترهبنكم أراجيف المرجفين، ولا أقاويل المخذولين حول قوة عدوكم، فإن الله أقوى وأجل، ومنه النصر لا من غيره، فـ(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:14).
وإذا جمعوا لكم العُدّة والعتاد، فانتصروا عليهم بـ: حسبنا الله ونعم الوكيل، كما قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ.فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (آل عمران:173- 174).(1/96)
واعلموا أن الله هو الذي يقتل ويرمي عن المؤمنين، فأدُّوا ما عليكم، ودعوا ما لله لله، فسيتكفَّل بأعدائكم، كما قال سبحانه: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأنفال:17). واعلموا أن النصر من عند الله كما قال سبحانه: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ) (آل عمران:126)، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. واحذروا الذنوب والمعاصي، فإنها نذير شؤم، تباعد بينكم وبين خالقكم وناصركم ومعزكم، وتغضبه عليكم، وعليكم بالطاعة فإنها بريد رحمة وخير، تحببكم إلى خالقكم، وتستجلب لكم نصره، وترضيه عنكم في الدنيا والآخرة.
وختامًا نتوجه إلى سائر المسلمين نناشدهم أن ينصروا أهلهم في غزة، فإن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، ومثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثَل الجسد الواحد إذا اشتكى له عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فنناشد كل قادر على مساعدة أهلنا في غزة أن يتقدم ويساعد بما يقدر عليه ويستطيعه، وأن لا يبخل على نفسه وأهله، فإنه لا يجوز التولي يوم الزحف، ولا النكوص عن نصرة المسلمين، فالله الله في أهل غزة، انصروهم وآزروهم وساعدوهم ومدوا لهم يد العون والمساعدة، بكل ما تقدرون عليه، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الموقعون على الرسالة حسب ورود التوقيع:
1- الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي، الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية وعضو الجمعية العلمية السعودية لخدمة السنة وعلومها .
2- ممدوح إسماعيل، محامي وكاتب إسلامي، محامي الجماعات الإسلامية بمصر، وكيل مؤسسي حزب الشريعة تحت التأسيس .
3- محمود المراكبي، عميد مهندس قوات مسلحة، متقاعد، والمدير العام لشركة أفق للبرمجيات، مصر .(1/97)
4- صلاح جنيدي، عميد قوات مسلحة، متقاعد، مصر .
5- الشيخ محمد بن شاكر الشريف، باحث في السياسة الشرعية، مكة المكرمة .
6- أ.د. عبد الفتاح بن محمد خضر، أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بجامعتي الأزهر والملك خالد، عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه، محكم للمجلات العلمية وللترقية .
7- أ.د.مروان العطية الجاسميّ الظفيريّ الكاتب والمؤلف والعضو في كثير من الجمعيات، والأستاذ بجامعة جامعة ظفار سلطنة عمان .
8- أ.د.عبدالله بن محمد الجيوسي، أستاذ بكلية الشريعة، جامعة اليرموك، الأردن .
9- د.محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني أستاذ مساعد، جامعة الملك خالد، أبها، السعودية .
10- د.طه حامد الدليمي، المشرف العام على موقع القادسية، العراق .
11- د.جمال محمود أحمد أبو حسان، أستاذ مشارك في التفسير وعلوم القرآن، جامعة العلوم الإسلامية العالمية، الأردن .
12- خباب بن مروان الحمد كاتب وداعية فلسطيني .
13- د.أحمد إدريس الطعان، مدرس في كلية الشريعة، جامعة دمشق، سوريا .
14- د.أبو بكر خليل، صيدلي، وعضو لجنة الإعلام بنقابة صيادلة مصر سابقا ، و خريج معهد الدعاة .
15- د.محمد يسري إبراهيم، نائب رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة .
16- أ.د.إبراهيم عوض، الأستاذ بجامعة عين شمس وجامعة قطر .
17- محمد إبراهيم عبد العزيز العبادي، باحث ماجستير في الدراسات الإسلامية، جامعة الإسكندرية، مصر .
18- شريف أبوالعلا العدوي، ماجستير شريعة إسلامية، مصر .
19- الشيخ طارق بن مصطفى باحث علمي من المغرب .
20- صلاح بن فتحي هلل، باحث إسلامي .
21- الشيخ إحسان العتيبي أبو طارق، باحث وداعية إسلامي، الأردن .
22- أيمن بن صالح بن شعبان المصري مدير مركز تحقيق النصوص لكتابة المصحف الشريف مصر .
23- محمد الأمين بن محمد المختار ، متخصص في علوم القراءات ، موريتانيا .
24- محمد المصري رئيس تحرير مجلة أنا المسلم الإليكترونية.(1/98)
25- د.محمد محمد بدري، طبيب بشري .
26- أحمد عبد العظيم، لواء أركان حرب، متقاعد، مصر .
27- أيمن رشد الشاطي، عميد شرطة، متقاعد، مصر .
28- د.هشام عزمي، طبيب بشري، مصر .
29- محمد مسعد رئيس قسم الشريعة بشركة أفق للبرمجيات، مصر .
30- أحمد السيد سلامة، كاتب وباحث إسلامي، الإجازة العالية من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
31- طالب شافع الحسيني المحامي والكاتب الرياض .
32- هندي صابر باحث بالدكتوراه في الحديث النبوي مصر .
33- محمد عثمان، رئيس قسم المخطوطات بشركة أفق للبرمجيات مصر .
34- معتز رضا محمد زاهر، باحث شرعي، كلية دار العلوم للشريعة الإسلامية واللغة العربية .
35- أحمد إبراهيم، المدير التنفيذي بشركة أفق للبرمجيات مصر .
36- طارق منينة، الكاتب، ومؤلف كتاب (أقطاب العلمانية)، مصر .
37- محمد زمان أحمد، طالب بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
38- د.محمد سلامة، طبيب بشري، مصر .
39- ماجد بريهم العزيزي، المهندس بقسم الطيران والفضاء .
40- محمد نجيب المصري محاسب، جامعة المنصورة، مصر .
41- سامي عبد العزيز مهندس إلكترونيات مصر .
42- د.خالد سعيد، طبيب بشري .
43- عبد الرحمن محمد إمام مسجد بدولة الإمارات .
44- د.محمد السيد، طبيب بشري، مصر .
45- د.محمد عطوة، طبيب بشري، مصر .
46- م.مي خالد، مهندسة، ماجستير علوم كمبيوتر .
47- د.مؤمن إبراهيم، طبيب بشري، مصر .
48- عيد عباس، ناشر، مصر .
49- ناصر الدين التميمي، كلية العلوم الإسلامية، بغداد، العراق .
50- د.محمد العيسوي، طبيب بشري، مصر .
51- مهاجي جمال، طالب جامعي في الإعلام الآلي، الجزائر .
52- محمود سليمان، مهندس بترول، مصر .
53- صحراوي عيسى، جيولوجي، الجزائر .
54- ماجد محروس محمد، باحث، مصر .
55- وليد جميل الباز، كاتب، مصر .
56- أحمد محمد سليمان، باحث بالماجستير في الأدب العربي، مصر .(1/99)
57- محمد جمال وجيه، باحث بالماجستير، ومدرس لغة عربية، مصر .
58- أنس صبحي رشاد عبد الكريم، باحث بالماجستير، مصر .
59- عيد عبد السميع الجندي، باحث بالماجستير، ومدرس لغة عربية، مصر .
60- خالد محمد سليمان، مهندس بترول، مصر .
61- أحمد العزب، عامل، مصر .
62- أحمد محمود إبراهيم، مهندس، مصر .
63- أحمد إسماعيل، مهندس مصري .
64- عبد العظيم البهي عبد العظيم، عامل، مصر .
65- على عبد المولى الطريجي، مدرس لغة عربية، مصر .
66- إيهاب شبل البحيري، مدرس لغة انجليزية، مصر .
67- محمد الشامي، مدرس، السعودية .
68- ياسر أبو بكر، مدرس، مصر .
69- صفوت الهلبي، مدرس جغرافيا، مصر .
70- محمود مصطفى، مدرس، مصر .
71- السيد إبراهيم العليمي، مهندس كهرباء، مصر .
72- إبراهيم جابر فوده، مهندس زراعي، مصر .
73- عصام طه، محاسب مصري مقيم بإيطاليا .
74- السيد علي عبد الخالق، باحث بالماجستير في أصول التربية، مصر .
75- حلوز زهير، طالب في كلية اللغات، جامعة تيارت، الجزائر .
76- كربوب أنس، طالب في كلية الحقوق، جامعة تيارت، الجزائر .
77- حسن المغربي، طالب بجامعة الملك عياض، المغرب .
78- علي الفضلي، داعية إسلامي، الأردن .
79- خالد حربي باحث وكاتب إسلامي .
80- عبد الناصر عنتر موافي، مدرس، مصر .
81- مصطفى كمال عفيفي، رجل أعمال، مصر .
82- عادل عبد الرحيم، موظف بوزارة العدل .
83- عصام هلال درويش، محامي، مصر .
84- محمد كامل شرف، رجل أعمال، مصر .
85- محمد ياقوت جعوان، كاتب، مصر .
86- وليد محمد شوقي، طبيب، مصر .
87- السيد عبد الغني الغبور، مدرس، مصر .
88- إيهاب مقاطف، محامي، مصر .
89- سامح محمد الجمال، طبيب، مصر .
90- طه حسين خليفة، محامي، مصر .
91- عوض عبد العليم نميس، مدرس، مصر .
92- محمد درويش عامر، مهندس، مصر .
93- عبد الله أحمد حجازي، مدرس، مصر .
94- سامي السيد شرف، مهندس زراعي .
95- علي الريس، كاتب وباحث إسلامي .(1/100)
96- وفا حجازي، رجل أعمال، مصر .
97- محمد أبو الفتوح رجب - مهندس زراعي، مصر .
98- منير بن عبد الرحمن الجزائري، الجزائر .
99- عمرو الشاعر، إمام وخطيب .
100- عبد الحميد زارع، السعودية .
101- محمود علي البطراوي، المدينة .
102- باسم أحمد محمد، تاجر .
103- محمود راغب حسين، مدير إدارة .
104- خالد الأمين أحمد محمد، مهندس .
105- عمرو مجدي، مهندس .
106- محمد محمد وفيق، محاسب .
107- محمود طه صلاح الدين، مهندس مصري .
108- د.درية محمد أحمد، طبيبة بشرية .
109- وليد حمدي، مهندس بالكويت .
110- محمد الأمين أحمد محمد مقدم مهندس .
111- لؤي محمد خيري مهندس بالكويت .
112- محمد مؤنس، مهندس، مصر .
113- أحمد رجب، مهندس، مصر .
114- أحمد مسعد، مهندس، مصر .
115- أنور سليم، مهندس، مصر .
116- أحمد البرعي، مهندس، مصر .
117- هشام عبد الرحمن، مهندس، مصر .
118- جيهان فهيم برعي، محاسبة، مصر .
119- د.وائل رضا، طبيب بشري، مصر .
120- مصطفى فرحات، كاتب صحفي وباحث، الجزائر(1/101)