باقة زهور لكل غيور
الباقة الأولى
بقلم فضيلة الشيخ
مهنا نعيم نجم
عفا الله عنه وعن والديه بمنه وكرمه
جميع حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم
شريطة عدم التغيير أو التبديل أو الزيادة أو التنقيص إلا بعد الموافقة الخطية من المؤلف، ولمن يرغب بالطباعة والحصول على طبعة مزيدة ومنقحة
المراسلة عبر البريد الإلكتروني
Pcsm @maktoob.com
جوال فلسطيني 00970 - 599307230
فاكس 00970 - 4 - 2435974
الطبعة الثانية منقحة ومزيدة
1425 هجري
تقريظ فضيلة الشيخ فهمي جرادات - حفظه لله ورعاه
عضو محكمة الاستئناف الشرعية العليا - فلسطين
رئيس محكمة البداية الشرعية - محافظة جنين
بين دفتي الكتاب
يستهل فضيلة الشيخ مهنا نعيم نجم - حفظه الله - مقدمة كتابه في تبيان حرصه على الغيورين على دين الله بعامة وفئة الشباب بخاصة فيقول ( أخي الحبيب - من بين سجلات الماضي والحاضر الحزين بُصِّرتُ ما لا تحمد عقباه ولا ترجى سجاياه، فكان عليّ لزام أن أنبه إليه قبل أن يستفحل بنا، و( ما مكني به ربي خيراً فأعينوني بقوة ) فمعاً نحمي العقيدة ونبني وطناً ذا أسس قوية قامت على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وسويّاً نرفع الضرر .
لذا أخي الحبيب / أختي الغاليّة - كانت هذه الكلمات خارجة من صميم القلب لتصل إلى نفوسكم الزكيّة وضمائركم الحيّة، فأنتم ركائز الدعوة المحمديّة وحماة الإسلام المجيد، كيف لا وأنتم آمنتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا )(1/1)
ثم ما إن تبدأ بقراءة تلك الكلمات حتى تشعر بصدق النصيحة، فيبدأ الشيخ - زاده الله من علمه - بالوصية بتقوى الله وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم بنصح أولي الأمر، ثم يشير إلى بعض الأخطاء التي تصدر عن البعض مما تثقل على الدعوة الإسلامية دون قصد منهم ظاناً بهم الحسنى والخير... وينتقل بتسلسل رائع ليرتمي كالطفل في أحضان أمه يناشدها الرحمة والرفق به وبإخوانه، فإذا ما شرب من حنانها همس بأذن والده مناجياً له، طالباً منه الابتسامة والدعوة الصالحة له ولإخوانه.
ثم يمضي في أسلوبه العذب ليجعل القارئ يشم رائحة باقته، فيزور مدرسته ليسأل معلمه معنى الأمانة ومراقبة الله في السر والعلن... حتى إذا استقى منه ذلك قدم لإخوانه الطلبة زهرة مليئة بالنصح في احترام المعلم وأهمية العلم.
ولم تفرغ باقته إلا بعد توزيع ما فيها من زهور على المدخنين عسى أن يُطَيِبْ رائحة أفواههم، وزهرة مُجَملة بالدم ومفعمة بالحب للمجاهدين في سبيل الله والصامدين خلف القبضان.
ثم ينهى الشيخ الجليل - بارك الله فيه - كتابه الرقيق في كلماته، الصلب في معانيه، الصادق في مغازيه قائلاً ( فبالإسلام تحلو الحياة وبه تزهو وتعلو الهامات، فالله الله ما أروعه من دين وما اسماها من رسالة خصّ بها المسلمين.
أخي / أختي - جعلت هذا الكتاب على شكل باقة من الزهور، وكل باب على شكل زهرة، وجعلتك النحلة التي تجني رحيقها وشهدها. سائلاً الله أن ينفعنا بما علّمنا ويعلمنا ما ينفعنا، ويهدينا وإياكم إلى الحق والصراط المستقيم، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والسر والعلن إنه سميع مجيب ).
وإنا لندعو الله أن يسددنا جميعا لما يحبه ويرضاه، وإنا نشهد الله أن نحب الشيخ مهنا نعيم فيه وإنا نحسبه من الصالحين - ولا نزكيه على الله.
وصل اللهم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم
الفقير لرحمة ربه
فهمي أسعد جرادات(1/2)
تمهيد
إليكم وصيّتي ومحبتي مضمومَة في باقتي
باقتي أزاهر تزدان بالجواهر من سُورَةٍ وخِبْرَةِ
لمّا نظرت إلى سير السلف الصالح زدت قناعة ويقيناً أننا بحاجة ماسّة في عصرنا هذا للعودة لتلك السِيَرْ والسَيْر على معالمها، فما صلحت به أول هذه الأمة هو الطريق الصحيح ليصلح به آخرها، قال الإمام مالك ( ما لم يكن يومها ديناً، لا يكن اليوم ديناً ).
فلك زهرة من باقتي المتواضعة، عساك تجد الرائحة الزكية الطيبة فيها، ومعذرة منك إذا أصابك شيء من الشوك، فالزهر الجميل العذب يحميه شيء من الشوك و( الوردة الجوريّة ) مثال قريب على ذلك.
أخي الحبيب / أختي الغاليّة... هذه رسالة مُحب، أحب لكم الخير كما أحبه لنفسه. أسأل الله عز وجل أن يجمعنا وإياكم في جنانه ونعيمه، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين... وعُذراً منكم إن وجدتم قسوة في النصح والتذكير، فهذه قسوة المحب الحريص على حبيبه.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، ما صبحٌ بدا وما ليلٌ سجى، وما تحركت الألسن والشفاة، وعلى آله وصحبه ومن صار على دربه واتبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أخي الحبيب - من بين سجلات الماضي والحاضر الحزين بُصِّرتُ ما لا تُحمد عقباه ولا ترجى سجاياه، فكان عليّ لزام أن أنبه إليه قبل أن يستفحل بنا، و ( ما مكني به ربي خيراً فأعينوني بقوة ) فمعاً نحمي العقيدة ونبني وطناً ذا أسس قوية قامت على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وسويّاً نرفع الضرر.
لذا أخي الحبيب / أختي الغاليّة - كانت هذه الكلمات خارجة من صميم القلب لتصل إلى نفوسكم الزكيّة وضمائركم الحيّة، فأنتم ركائز الدعوة المحمديّة وحماة الإسلام المجيد، كيف لا وأنتم آمنتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.(1/3)
أخي / أختي - بين أيديكم كلمات رقيقة، ودعوات ثمينة، تخط لكم الطريق وتنير أمامكم السبيل، فدونكم الباب فادخلوه عسى أن تجدوا ما تبحثون عنه من سعادة الدنيا والآخرة، فبالإسلام تحلو الحياة وبه تزهو وتعلو الهامات، فالله الله ما أروعه من دين وما اسماها من رسالة خصّ بها المسلمين.
أحي / أختي - جعلت هذا الكتاب على شكل باقة من الزهور، وكل باب على شكل زهرة، وجعلتك النحلة التي تجني رحيقها وشهدها. سائلاً الله أن ينفعنا بما علّمنا ويعلمنا ما ينفعنا، ويهدينا وإياكم إلى الحق والصراط المستقيم، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والسر والعلن إنه سميع مجيب.
أخوكم المُحِب والداعي لكم بالخير
مهنا بن نعيم النجم
قلعة الصمود جنين - فلسطين
زهرة التواصي بالخير
أخي الحبيب - هداك الله لما يحبه ويرضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي يرعاك الله - العبد التقي من حفظ حدود الله وراعى حقوقه، ومن اتقى الله وقاه، ومن كل خير آتاه، ومن يتق الله يجعل عُسْرَهُ يُسراً، ويُعظِم الله بالتقوى له أجراً... قال قتادة ( من يتق الله يكن معه ، ومن يكن الله معه ، فمعه القوة التي لا تُغلب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل ) .
فالتقوى جماع الخير كله، يُلْبِسُها العبد الموفق أثناء الشعائر التعبديّة كما تكون في مشاعرِهِ القلبية ومعاملاته التجاريّة والحياتيّة وغيرها... فهي الحاكم على تصرفاته وأخلاقه وسائر شؤون حياته.(1/4)
التقوى؛ يقظة في الضمير، وخشيّة مستمرة، وحذر دائم، تتحقق بها ومعها صيانة النفس وحفظها وإبعادها عن كل شَرٍ مُضِر في الدنيا والآخرة، إنها كما قال سماحة شيخنا العلامة ابن باز - رحمه الله: ( إيمان وعمل صالح؛ إيمان بالله وإيمان برسول الله ومقتضاه العمل الصالح ) فيا أخي لا تفوتُك التقوى في عملك وتجارتك وشؤون حياتك كلها... ولا تفوتك وصيّة نبيك صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيِّئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن...) فأبدل السيئة بالحسنة، وأطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، وتوكل على الله، فالتوكل قرين العبادة.
توكل على الله، التوكل الصحيح حيث الإيمان بالله والاعتماد عليه وحده، وتفويض الأمر إليه والثقة بنصرِهِ والإقبال عليّه والسير على هديه وأداء حقوق الله وحقوق خَلْقِهِ، ثم استفراغ الوِسع والطاقة، والأخذ بالأسباب، وترك التدبير لمن بيده التدبير سبحانه وتعالى، والانخلاع من الحول والقوة بأن لا ترى لأحد حيلة ولا قوة إلا بالله والاعتماد على الخالق دون الخلائق، قال تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا تليت عليهم آياته وجلت قلوبهم ) فافهم يرحمك الله ، فوالله إني لأجد في قلبك الطيب من حب الخير للمسلمين والدعوة لله في الأرض الشيء الكثير - أحسبك كذلك ، والله حسيبك - فرفقاً بالناس وليناً بهم ، فما كنت أهدى من موسى ، ولا كانوا همّ أضل من فرعون !!
فابدأ بالعلم وقراءة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه، والتابعين لهم بإحسان... واسلك كما سلك الأولون من الصالحين، وما خاب من كانت حكمته الدليل. فجزاك الله عنا خير الجزاء وبارك الله فيك وأعانك وإيانا على تقواه ولزوم حدوده واجتناب نواهيه...
أخوك الداعي لك بالخير
مهنا بن نعيم النجم
زهرة الأمانة
حضرة السيد / مسؤول - أعانك الله على أداء الأمانة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/5)
لًمّا نظرت إلى سلفنا الصالح وجدت العجب العُجاب من حرصِهم على أداء الأمانة، وتبليغ الرسالة، ونشر الهدايّة... نعم فلله درّك يا أبا ذر الغفاري - رضي الله عنه - حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أبا ذر إنها أمانة، وإنها لخزيٌّ وندامة يوم القيامة إلا من أدى حق الله فيها..)
وصِدَّيق الأمة أبو بكر - رضي الله عنه - يبكي بكاءً شديداً يخاف أن لا يؤدي حق الله فيها، وفاروق الأمة عمر - رضي الله عنه - لا ينام ليلاً ولا يسكن نهاراً فسئل: ما بالُكَ لا تنام الليل، ولا تستريح في النهار ؟! فقال: إذا نمت بالنهار ضيّعتُ الأمة، وإذا نمتُ بالليل ضيّعت نصيبي من الله !!
أما ذو النورين عثمان - رضي الله عنه - يحيي الليل بالقرآن ويتصدق بجميع المال، وحبر الأمة عليّ - رضي الله عنه - شجاع مقدام وقت القتال، وسخيّ وقت العطاء - رضي الله عنهم جميعاً... ذاك حالهم فأين أنتَ أخي المسؤول منهم !!
لِماذا أراك أيها المسؤول منهمكاً مشغولاً في اقتحام المجهول، غاضاً بصرُك أكان حرام أم حلال! لِمَ الرشوة تقبلها، والفساد تساعد في نشره! لِمَ التمييز بين الرعيّة ؟! وتحقير جانب منها وتعظيم الآخر ؟! أي مسلك سلكت وأي منزلق انزلقت ؟!
حاول مرّة واحدة أن تنظر بعيّن الإقتداء بالصالحين كيف كانت حياتهم السياسية والاجتماعية... ؟! بل حاول مرّة واحد أن تتصور حياة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أو عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أو أي صحابيّ شئت... أما عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أمير المؤمنين وخليفتهم مات ولَمْ يترك خلفه درهماً ولا ديناراً !!
لا بأس أن تركب سيارة وتأخذ من الزينة والمنظر الجميل، وتعتاد على وظيفتك ( وتتحمل من التبعات ما تتحمل ) ولكن إياك ثم إياك أن تركن إلى الدنيا وزينتها وتجعل ذلك سبباً لتغش رعيّتك وتخون الأمانة التي ألقيت على عاتقك، قال صلى الله عليه وسلم ( من بات غاشاً لرعيّته، حرمت عليه الجنة ).(1/6)
من منعك أن تؤدي حق الله وحق عباد الله ؟! ألست رضيت أن تكون خادماً لله وشريعته. ألست أنت الذي أقدمت عليها، وتعهدت أن تفعل وتقوم وتعمل..و..و... فلماذا اليوم نرى الكذب لكَ شعارًا، وإخلاف المواعيد وانتهاك العهود لكَ عنواناً... فالبدار البدار للتوبة والرجوع إلى الرب الغفار، قبل فوات الأوان وانقطاع الأسباب وحلول الآجال... فأنفاسنا تحصى وتعد .
فهداك الله لِما يحبُه ويرضاه، إنه هو القادر على ذلك... وأرجو المعذرة منك إن كان في أسلوبي غلظة، فوالله ما خط قلمي لك بهذه الكلمات إلا بعد ما رأيت بأم عيني ما يعانيه بعض المراجعين والوافدين لمكتبك !! فيا رعاك الله إياك ثم إياك أن تسول لك نفسك أنك أعلى منهم مكانة وأرفع درجة ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وبهذا أظنك عرفت شرور إتباع النفس والهوى، وسوء عاقبة الكبرياء والرياء - أعاذنا الله منهما - فبادر إلى التقى، بإتباع الهدى من الكتاب والسنة. وأعانك الله على أداء الأمانة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الداعي لك بالتوفيق وتأدية الأمانة
أحد المراجعين لمكتبك ودائرتك
زهرة القدوة الحسنة
الأخ / إمام المسجد - رزقَكَ الله الإخلاص والأسلوب الحسن1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أني أحبُك في الله، فأنتَ صاحب الصوت النديّ، والمنظر البهيّ، فأنتَ نموذج يقتدي به كثير من الناس، وقدوة لهم في تصرفاتك... فبخطاك ترتسم ملامح الطريق الصحيح، ولكن !!
لماذا أنتَ غارق في طلب الدنيا ؟! منهمك في تحصيل لذتها ونسيت الآخرة2 ؟! نسيت حينها أن الله اختارك دون سواك من خلقه. واعلم انك أكثر الناس تمحيصاً وامتحاناً. فعليّك بالرفق بالعوام من الناس، والمواصلة مع طلاب العلم ليل نهار، فتلك مهمتك.(1/7)
واعلم انه لا بد لكَ من صفات وسمات تتميّز بها عن غيرك من الناس3، فلقد أمرك الله بالجديّة في الإسلام فقال ( إنه لقول فصل وما هو بالهزل ) فلِمَ أراكَ اليوم صالح الظاهر سيئ الباطن ، وأنا أعتذر لهذا التعبير ولكن هذا هو واقع بعض أئمة وخطباء المساجد - هداهم الله4 .
نعم، فكم هي المخالفات التي ترتكبها، دون الالتفات إلى عواقب أفعالك تلك !! مخالفات في المواعيد، سوء في الأسلوب، القول بعيد عن العمل... إنه لأمر مخجل أن تكون في فتور وتكاسل عن أمر الدعوة، ونراكَ من المسارعين لزهرة الحياة الدنيا والمتاع الزائف!
لِمَ نرى الشدّة والفظاظة في التعامل مع المصلين - وخاصّة مع كبار السِن وصغاره - نعم لِمَ ترضى أن تكون سبباً لصدود كثير من الشباب، فمخالفتًك لقولِكَ، وسوء فِعلِك، وسعيِكَ لإشعال الفِتَنِ أحياناً يشكل حاجزاً أمام قوافل التائبين... والسبب أنتْ !!
لَمْ أرَكَ يوماً تحض شباب المسجد لزيارة مريض أو تهنِئة صديق أو... أو... لَمْ أشاهدْكَ يوماً تسير أمامنا في الإصلاح والخير - إلا خجلاً من فلان - ليس إرضاءً لله سبحانه.
إمام مسجدنا - أصلح الله حالك - سامحني فالمصاب كبير، والخطب جدّ خطير، ونحن نحتاج إلى العمل الدؤوب والإخلاص المحمود، والتوبة النصوح...
نحن نحتاجُكَ لتعلمنا مما علمك الله، فوالله إنا نحبكَ فيه، ولولا حرصُنا عليك ومحبتنا لك لَما نصحناك وجلسنا وإياك.
إمامنا الفاضل - هداك الله - الخير فيك نشدت، والتناصح وإياك قصدت، فبالله عليك أرنا منك الصلاح، فأنت ممن نرى فيهم الخير، وبمثلِكَ تسمو الأمة، ويعود لها مجدها وعِزّها، فهي تحتاج إلى المخلصين العاملين...
فبارك الله فيك، وجعلَكَ ممن يدعو إلى سبيله على بصيرة، ونفع بِكَ، وجزاك عنا خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أخوك المحب والداعي لك بالخير
شاب من شباب المسجد
زهرة ميراث الأنبياء
المُعلِم الفاضل - رزقك الله الإخلاص(1/8)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وددتُ أن أهمس بِأّذنك بعض الكلمات الخارجة من صميم القلب، فأنتَ في مركز حساس، بل بالغ الأهمية. فأنتَ نجم متلألئ، أنرت العالم من مشعلك، أما علمت أن الطبيب لم يكن طبيباً يوماً لولا فضل الله ثم جهدك أيها المعلم !! وكذا حال المهندس والطيار والعالم والمدير والمحاسب... الخ .
فعَجَلتُ العِلم بدأت من المُعلِم الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فأنتَ وريث الأنبياء الذين لم يورثوا درهماً ولا ديناراً، ومربي الأجيال تلوى الأجيال .
يا فاتح العقول بذكر الله عز وجل، جزاك الله عن الأمة الإسلامية خير الجزاء، وبارك فيك إذا كنت تريد الخير للإسلام والمسلمين.
أيها المعلم الفاضل؛ اعلم أن فلذات أكبادنا يجلسون أمامك، تستمع إليك، وتحذوا حذوك، وتسير على نهجك، فصنع بها ما يرضي الله عز وجل. ألا ترى أساتذة البغي والباطل كيف ينشرون فسادهم ومبادئهم الهدامة ؟! فلِمَ الخجل من نشر شريعة الإسلام السمحة وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم !!
أيها المعلم الفاضل - لئن يهدي الله بك رجل واحداً خير لك من حمر النعم، فاتق الله في أبناء المسلمين فإنهم يرونك قدوة لهم. واعلم أن الكلمة الصادقة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، والكلمة الكاذبة إذا خرجت من اللسان لا تتجاوز الآذان.
واعلم أنه من الضروريّ أن تكون صورة حيّة لهذه الدعوة التي أتى بها خير البريّة صلى الله عليه وسلم، فتنشر العلم الذي تعلمت بسلوكك وتعاملك وأخلاقك، قبل أن تذكره لطلابك بلسانك.(1/9)
أيها المُعلم الفاضل - إننا ندعوك اليوم في أول العام الدراسي أن تقدم لأبنائنا علماً نافعاً، وكلاماً مؤثراً، وأن تتقي الله عز وجل في هذا النشء الطيب... فهم عطشى فاسقهم من نبع حنانك... واسكب على قلوبهم ودّك و حلمِك ما تجعله - ان شاء الله - بلسماً شافياً... إنهم ينتظرون الكلمة الطيبة والعلم النافع، والأسلوب الحسن، واعلم أنهم جاءوك ليتعلموا فارفق بهم يرحمك الله .
وبارك الله فيك ونفع بك وسدد على الحق والخير خطاك،،،
الشاكر لك جهودَك الطيبة
مجلس الآباء
زهرة العلم
الأخ الفاضل / طالب العلم - نفع الله بك ورزقك الإخلاص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه كلمات ووصايا كتبتها تذكيراً ونصحاً لك وبراءةً للذمة، أسأل الله عز وجل أن تصلك رسالتي وأنت في أتم نعمة وعافية وصحة.
بداية أذكرك بضرورة الإخلاص لله، وليكن طلبك للعلم من أجل نصرة دين الله، فاحذر أن يكون طلبك للعلم الشرعي خاصّة لوظيفة أو لدنيا فقد قال الله عز وجل ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ). فاحذر من هذا رزقني الله وإياك الإخلاص.
آخي طالب العلم، اعقد العزم والنية أن ترفع الجهل عن نفسك لتعبد الله على بصيرة وأن ترفع الجهل عن الأمة لتعلمهم دين الله عز وجل. واعلم أن حفظ كتاب الله عز وجل أجر وفضل وغنيمة، ولكن العمل بكتاب الله فرض وواجب عليك، فإنا نرى أقواماً في هذا الزمان جعلوا حفظه فرضاً والعمل به فضلاً، فاحذر من هذا، لأن هؤلاء قد عطلوا كثيراً من النصوص.
وأُذكرك بقول الصحابة رضوان الله عليهم ( كنا نتعلم عشر آيات من القرآن لا نجاوزها حتى نفقهها ونعمل بها ) فلله درُ أولئك كيف سمعوا فعقلوا وفهموا وعملوا.(1/10)
أخي طالب العلم؛ إياك ثم إياك من التقليد فإنه داءٌ عضال، وعليك بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وإن رفضك الناس. قال الإمام الشافعي - رحمه الله ( أجمع العلماء سلفاً وخلفاً أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يتركها لقول أحد ) لذا أحذر تقديس الرجال وتعظيمهم واجعل تعظيم كتاب الله وسنة رسول الله مقدمة على الجميع، ولا تهتم بالأسماء ولا بالمسميات.
ثم أحذر العجب بالنفس والغرور فإنه مهلكة الصالحين. واعلم أن أهم المهمات وأوجب الواجبات هو التوحيد فاجعل جُلَّ اهتمامك به، تعلَّمه علماً وعملاً ودعوةً فإن قدوتك محمد صلى الله عليه وسلم كان جُلَّ دعوته.
ثم إياك والكذب!! فكن صادقاً مع إخوانك والناس، فإني رأيت أُناساً الكذب ديدنهم والتورية معروفة عنهم، يقولون لك كلاماً ويقولون لإخوانك كلاماً، يثبتونه هنا وينكرونه هناك، فاحذر هؤلاء ولا تجالسهم فإن الجليس له تأثير على الصاحب.
يا طالب العلم؛ إن من حولك يرونك قدوة لهم فلا تكن تصرفاتك مثبطةً لهم. واحذر أن تعتذر بأعذار لا تُقبل وكن صريحاً فإن الله مطلع عليك ويعلم السرائر.
واعلم - حفظك الله- أن مجرد كتمان الحق قال فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم ( شيطان أخرس ) ولا حول ولا قوة إلا بالله فكيف بمن قال الباطل.
ولقد رأينا أقواماً رزقهم الله علماً وحفظاً ويشار لهم بالبنان قد أصابهم الجبن والخور والخوف، فما فائدة العلم إن لم يُعمل به، وصدق صلى الله عليه وسلم ( أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلين ) .
يا طالب العلم؛ أقولها لك باختصار إن اقتديت بنبيك عليه الصلاة والسلام في كل شيء وصدعت وبَينت فسوف تُبتلى والابتلاء على قدر الإيمان، كما أخبر بذلك رب العزّة فقال ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )5 نعم سوف تُهجر وسوف تُلمز وتُغمز ، وسوف يقال عنك ويتكلم فيك، ولكن اصبر فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.(1/11)
أخي طالب العلم؛ أحذر دعاة التعايش مع الكفار، أحذر أولئك المتخاذلين المنهزمين أمام أعداء الله، أحذرهم ولا تغتر بكلماتهم المعسولة التي تُدس مع السم الزعاف ولا تغتر بدروسهم وبمن يحضر عندهم، احذرهم أشد الحذر فإن هؤلاء أقل أحوالهم مثل أهل البدع، وقد حذرنا سلفنا الصالح من أهل البدع، وطالع إن شئت على سبيل المثال كتاب ( إتباع لا ابتداع - لشيخنا حسام الدين عفانة6 ).
يا طالب العلم؛ ليكن لك وقت تخلو فيه مع ربك وتقرأ كلامه وتناجيه وتتضرع إليه فإن الدعاء من أعظم العبادة كما صح عنه عليه الصلاة والسلام ( الدعاء هو العبادة ). فأدم النظر في كتاب ربك عز وجل وفي سنة نبيك عليه الصلاة والسلام وتأملهما جيداً فإن فيهما خيراً كثيراً.
أسأل الله سبحانه أن يرزقك وإيانا الإخلاص والعمل بالسنة النبوية، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت وأن يجعلك ممن يقول كلمة الحق. لا يخشى في الله لومة لائم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الذي عاهد الله على قول الحق والدعوة إليه
أخوك المحب / طالب علم شرعي
زهرة تربية الأبناء
ولدي الحبيب الغالي - هداك الله لما يحبه ويرضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كالعادة التي لا تفارقك خرجت من غرفتك بجفنين مثقلين، وفم يتدافع منه التثاؤب، أزارير قميصك مفتوحة ماسِكاً هاتفك النقال، وصوتك المرتفع أين الشاي، هل اتصل بي أحد؟ ونظرات تبعثرها هنا وهناك علَّكَ تجد سبباً للنزاع مع من حولك !!(1/12)
فماذا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله... يا بني - تجاهل الابن الوضع وكأنه لم ير شيئاً محاولاً تجنب حوار قد يعيقه عن موعد مع أحد أصدقائه، لكن والده هذه المرة قد عقد العزم على الفصل في وضع ابنه - جاءت الأخت تحمل الشاي والخوف يدفعها، قال لها الأب ضعيه في المجلس فبدت على محيا الابن علامات الضجر وبرغم علمه أنه المقصود قال هل سيأتيك ضيوف يا أبي ؟ قال الأب: لا، لكنني أود الجلوس معك على انفراد ومضى الأب إلى المجلس وتبعه الابن بخطوات مثقلة، وأخته تتبعه بنظرة فرح لموقف والدها.
وبعد أن جلسا رفع الأب بصره إلى السماء ودفع من صدره آهة كبيرة ولسان حاله يسأل الإعانة في حوار يأمل أن يكون تربوياً ونافعاً. ثم قال: يا بني عمرك الآن ثمانية عشر عاماً وأنت مازلت تجرجر أفعالك من زمن الصبا ... تنام عن الصلوات المكتوبة ولا تبالي متى تؤديها ولا كيف تؤديها، وعندما تستيقظ، تستيقظ معك حالة من الطوارئ ! كل من في البيت يحاول جاهداً تجنب مقابلتك أو الصدام الخاسر معك، تبذل وقتك في السهر مع رفاقك، وتأبى أن تصحب إخوتك إلى الطبيب، أو حتى أمك إلى السوق، يأتينا الضيوف فلا يجدونك ونذهب إليهم فلا ترافقنا، تمضي الساعات الطوال مع أصحابك في لعب الورق ومشاهدة القنوات الفضائية أو في الأحاديث التافهة، وتبخل على مستقبلك بساعة تقضيها في مراجعة دروسك، همك أن تجد ملابسك قد أعيد كيها !! وتسأل عن أدق التفاصيل فيها ولا يخطر ببالك أن تسأل عن جدتك المريضة، أهذه حياة ترضاها لنفسك ؟ أهذا طريق تأمل أن يقودك إلى السعادة الحقيقية.(1/13)
أتحدى أن تكون قد أمضيت خمس دقائق تتأمل فيها وضعك ووضع أصحابك الذين تصحبهم إلى ما بعد منتصف الليل حين تعود إلى المنزل وكأنك فارس زمانك، اسأل نفسك كم مرة مضى على آخر مرة تناولت فيها العشاء معنا ؟ اسألها عن آخر مرة زرت فيها جدتك ؟ بل اسألها عن آخر مرة صليت فيها فرضاً غير الجمعة في المسجد ؟! بل إنك حتى صلاة الجمعة كثيراً ما تفوتك الركعة الأولى منها، أنا لا أطلب منك المستحيل ولا أنتظرك أن تعفيني من بعض واجباتي تجاه أسرتي، بل أريدك أن تضع قدمك على الطريق الصحيح، ولك أن أفرش دروبك بالورد ما استطعت.
يا بني؛ بعد الليلة الأولى من رمضان الماضي لم أرك تقرأ في كتاب الله الكريم غير أنك تمضي الساعة والساعتين تقرأ كل سطر في الصحف، لا يا بني هذه ليست عيشة أرضاها لفلذة كبدي...
بماذا تفكر يا بنيّ، كلما تكلمت معك، خجلتُ من نفسي ، وأنت لا تُبالي! يا بنيّ؛ أدرك ركب الصالحين من الصحابة والتابعين ...
فها أنا أنصحكَ لأوفيك حقك، لكي أنجو منك يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه... يا بنيّ رضي الله عنك وأرضاك هل تنبهتّ لِم أريده منك ؟ والله أسأل أن يهديك ويتوب عليك، ويتقبلك في الصالحين ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الداعي لك بالهداية والخير
والدُكَ العزيز الحريص على سعادتٌك
زهرة البر بالآباء
أبي العزيز الغالي - أطال الله عمرك وأصلح عملك 7
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبي العزيز، لقد فتحت عينيّ أول ما فتحتها عليك.. وصرت انظر إلى الحياة من عدسة واحدة هي أنتْ!! بل أقيس الرجال عليك، أعجبُ بك وبتصرفاتك ويوم أن كبرت، وتعلمت وتوسعت مداركي، وتعددت المصادر عليّ.. صرت بعدها أعيش معك في حلم مزعج تموج فيه صورٌ شتى بالمتناقضات اللامفهومة!
أبي العزيز؛ ربما تكون في كلماتي شيء من الحرارة، إلا أنها أخف بكثير من حرارة الهموم المضطربة بين جوانحي.. فتحملها مني يرعاك الله.(1/14)
أبي أعزك الله، إني أرضع منكَ كل مبدأ تحمله ، وكل هدف تعيش له، وكل خُلُقٍ تتحلى به، وكل صفة تتزيّن بها، وما أنا إلا فرع في شجرة أنتَ اصلها..
يا أبي، أتقدم إليك بالشكر والتقدير كله على ما بذلته في سبيل سعادتي وراحتي، فأنت قد بذلت لي جميع أسباب الراحة على قدر جهدك وطاقتك.. ومما يجب مفاتحتك به أيضاً الاعتراف لكَ بما تملكه من قلب كبير وثقة ممتدة تشبع الرغائب ، وتلبي المطالب، ولكن؛ يا أبي .. لماذا ربيّتني على مفاهيم مغلوطة، وموازين مقلوبة، ومقاييس مختلفة، فعشت عليها ووزنت الناس بها، وتعاملت مع الأشياء من خلالها ؟! نعم يا أبي - سامحك الله - لقد قصرت في أهم الجوانب وأعظم المطالب؛ إنها مطالب الروح والقلب والإيمان، وكل هذه الأمور غذاؤها طاعة الله وزادها التقوى ووقودها العبادة، وبلسمها العمل الصالح، فهل قمت بحقوقها كما قمت بحقوق الجسد ؟!
يا أبي، أقول هذا الكلام وأنا أتصفح في خاطري رصيداً ضخماً من التجاوزات الشرعيّة والأخطاء التربويّة التي نلاحظها عليك و سمعناها منك.. فمتى أخذت بيدي وذهبت بي إلى محاضرة قيّمة يزداد فيها علمي ؟!
ومتى دخلت علي بشريط إسلامي مفيد يُعمَرُ به وقتي وتكثر به حسناتي ؟!
متى أهديتني كتاباً يرشدني إلى الدرب الصحيح ؟!
ومتى ألصقت قدمي بقدمك، وكتفي بكتفك لأداء الصلاة ؟!
ومتى ألحقتني بمراكز التحفيظ وشجعتني على حفظ كتاب الله وتطبيق سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟!
يا أبي يرعاك الله ،،،
يا من أعطاك الله الزينة ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )8
وابتلاك بالفتنة ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )9
وخصّك بالوصيّة ( يوصيكم الله في أولادكم )10
وحذرك من العداوة ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم )11
وأخيراً.. أبشرك يا أبي أني سأخط لي درباً هو إلى كل ما ذكرته لكَ بعيد.. وإلى الدرب الذي دعا إليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قريب..(1/15)
فيا معشر الآباء اتقوا الله فينا، فنحن فلذات أكبادكم، ومنشأ أحلامكم، وامتداد أنسابكم، ونحن أحلام الماضي الغابر وسعادة الحاضر العابر، وآمال المستقبل السائر..
اتقوا الله فينا، وربونا على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الصحابة رضوان الله عليهم، علمونا حدود الله وأحكامه وأخلاق نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه..
غذونا بالحلال، فإنا نصبر على الجوع والعطش ولا نصبر على النار (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذيتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين )12.
عسى الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم في ذلك اليوم ( في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الآرائك متكؤون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلام قولاً من رب رحيم )13
واختم كلامي معكَ يا أبي العزيز، هل تفكر جادّاً في التغيير وإصلاح أسرتك التي استرعاك الله إياها، وهي أمانة في عنقك ؟! والجواب يرجع إليك...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الداعي لك بطول العمر وحسن العمل
ابنك المحب والمشتاق لمصارحتك
زهرة البالغين فقط
الأخ المراهق - تاب الله عليك ووقاك السوء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما زلت تسمع ذلك الصوت يناديك : أسْرِع، هيا أسْرٍع... لحظة تأكد من خلو الغرفة وأن الباب مغلق، هل أنت مستعد ؟!
صحيح لماذا أغلقت الباب ؟! أتخاف أن يراك أحد من أفراد أسرتك... وما المانع من ذلك ؟! لأنه سيفتضح أمرُكَ وينكشف للجميع هذا الجانب المظلم من شخصيتك ؟!
أجب بصراحة لِِمَ تلتفت يمنَةً ويسره، أتخشى بالفعل أن يراك أحد ؟! تلكَ الزفرات الساخنة التي تخرج من صدرك الضيق تعبر عن عدم رضاك عما تفعل !!
لعلك نسيت زميلك الذي مات في غرفته وبعد كسر الباب عليه وجده والده عاريّاً وأمامه مجلات إباحية، فهل تتمنى هذه الميتة ؟!
بل قيل عن بعضهم أنه لم يستطع أن يغلق تلك الشاشة التي فتحها أثناء دخول والده عليّه، فأصابه الصرع !!(1/16)
ألم يردعك ذلك الحدث المُعَبِر عندما اجتهدت واقتطعت من وقتك ساعات، وكتبت في الباحث ( جنس sex ) فعثرت على قوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )14
أتظن وتعتقد أن ذلك الحدث صدفة عابرة أم رحمة واسعة ؟! نعم لقد هداك الله لهذه الصفحة لتكون بمثابة الإنذار الأول والأخير لتتوب وتترك هذه المعاصي والذنوب...
ألا تخشى أن يصيبك الله بفقد بصرك الذي رزقك إياه ؟! أم أنك أمنت مكر الله، فتنبّه فقد يصيبُكَ الله بشلل أو بكم أو يبقيك جليساً كما أنت !! وحينئذ لا ينفع الندم..
أخي الحبيب، والله إني لك ناصح فهيا امتط صهوة الإرادة وتسلح بالإيمان رافعاً راية التوبة، منضماً إلى ركب التائبين، ويكفيك أن تعلم أن الله يفرح لتوبتك فرحاً وأي فرح... ولا أشك أنك لا تحب الله !! إذن لا تعصيه ليبقى حبك له صادقاً..
أخي الحبيب، تزود من التقوى والهدى، وعليك برفقة الصالحين والقريبين منهم، واحرص على مجالس العلم والذكر، وليكن ( الإنترنت )15 سلاحاً تدافع به عن حمى الإسلام والمسلمين، وطريقاً لنصرتهم والاطلاع على مشاعرهم وأخبارهم... بدلاً مما يسعى له بعض البالغين هذا اليوم. والله أسأل لك ولجميع المسلمين والمسلمات التوبة النصوح والرجوع الصادق إلى الله عز وجل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الناصح لك والمشفق عليك
بالغ ومراهق تاب إلى الله
زهرة النقل العام
السيد / سائق المركبة العمومية
خفف الله سرعتك وصغر مرآتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وقفت مع نفسي وقفات، وقد جرى دمع العيون، وأنا أكتب إليك هذه الكلمات ليس خوفاً منك أو عجزاً في الكلام ولا خرساً باللسان ولكنها الأخوة التي تربطنا، والعقيدة التي تجمعنا، ومحبتك العظيمة في قلبي وقدرك الكبير في نفسي... لقد سمعت شيئاً مفزعاً أسهر ليلي وأَرَّق عيني, لم أستطع استيعابه، أخذت أقلبه وأفكر به، فوجدتك أعظم وأكبر منه..(1/17)
لقد سمعت أنك تحاول تسلق الحِصْنَ الخطير، ولا تراعي المنعطفات الشديدة ،وقيل أنكَ لا تراعي حرمة أو أدباً ، أخطاء جسيمة ترتكبها دون شعورك، لذا نفسي لم تقبل ما سمعت لمِا علمت عنك من نزاهة وطهارة. فأنت أفضل وسيلة للدعوة إلى الله، فكيف بِكَ لا تحسن التصرف ؟!
أخي السائق ،،، انظر إلى هؤلاء العصاة - سلمك الله - منهم , كم كانت شهوتهم شراً عليهم ،لحظات زائفة، وأوقات قصيرة.. تبعتها مآسٍ طويلة.. لقد حلت عليهم عقوبة وأي عقوبة... فإذا رآهم الناس أعرضوا عنه كالشاة الجرباء... لقد تقلب بعدها في آهات الأمراض وآلام الأوجاع, وخزي الفضيحة. ليتها كانت يومًا أو يومين أو شهرًا أو شهرين، ولكنها سنوات لا يرفع فيها رأساً من عظم العار، ولا يقوى فيها بدن من شدة المرض.
أخي السائق ،،، إن بعض السائقين أساءوا استخدام سياراتهم ، فبالله عليّك ، ما الداعي لوضع مرآة كبيرة الحجم في سيارتكْ ؟! ألَيْس من صنعها أعلم بأهميتها ، فاختار لها ذلك الحجم !!
لِمَ أشعر عند ركوبي لسيارتكَ أنني أدخل إلى ( استيريو ) ولا عجب فأنتَ تملك أكثر من خمسين شريط غنائيّ، وأحياناً أكثر! وبذلك تؤذي أسماع المسلمين بالغناء المحرم.
بل من السائقين من آذى المسلمين بسيجارته ودخانه، وأعلن أن سيارته مقهى للمدخنين، دون مراعاة من يركب معه من كبار السن والمرضى والنساء والأطفال.
أما الصور فحدث ولا حرج، فهذا الجهد الذي بذلته في توزيع الأضواء الملونة والعاكسات على سقف السيارة ليس باليسير، ناهيك عن وضع تلفاز صغير أحياناً ...
أكان ضروريّاً أن تغطي نوافذ سيارتُكَ بلاصق أسود ؟! عجباً لهم كان يجدُرُ بهم لمَّا صنعوا السيارة أن استدعوكَ لوضع اللمسات الأخيرة عليها !!
نعم، والله لا أجد مبرِراً لكَ في كل ذلك إلا إذا كنتَ لا تراعي حرمة ولا أدباً ولا أخلاقاً ... فأنت الذي عرفناك شريفاً عفيفاً طاهراً .(1/18)
أخي السائق ،،، أخطاء تقع فيها دون علم فنعذركَ بها أحياناً ، ولكن الواضح أن البعض من السائقين لا يجعل لنفسه عذراً ، وذلك من خلال تصرفاته اللاأخلاقية المتكررة ...
لِمَ تزداد كلماتك اللطيفة ومشاعرك الرقيقة أثناء وجود الفتيات في سيارتك... وبالمقابل عبارة مليئة بالأدب والأخلاق، لا تستطيع سماعها من كبير في السن حين يقول لك ( لو سمحت اخفض المسجل أو أطفئ سيجارتك )
أخي السائق ، هذا تحذير إياك أن يزيّن لك إبليس وأعوانه الخلوة مع امرأة أجنبية عنك . وتقول أنا سائق وهي ركبت معي ( فما خلا رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) إذاً ماذا الحل ؟!
لتكن سيارتُكَ مصدر دعوة لله ورزق من الله !! فلتكن إبرة المذياع على إذاعة القرآن الكريم أو شريطكَ لداعيّةٍ منَّ الله يجيد الأسلوب الطيب وهم كثر والحمد لله . وحذارِ أن تكثر الكلام معها، حدد مكان سفرها فإن كان بعيداً لا تخرج معها، والله الرازق.
عليك بالرفق واللين مع كبار السن، فغداً ستصبح من زمرتهم. وإياك وغلاظة الأسلوب مع الراكب، فالسمعة الطيبة والدعاية لكَ . ودائماً تذكر أن الله معكْ ، وأنه أحاط بكل صغيرة وكبيرة ، وبادر بالتوبة إليه ، فإنه نعم المولى ونعم النصير .
أخي السائق ، أيها الشريف العفيف الطاهر ... إني أحمد الله تعالى أن أنجاك من سبيل العصاة وطريق المجرمين... فليتك تتذكرهم وهم يتقلبون في حفرة القبر أو النار كيف يتصايحون من شدة حرِّها، لا هم احترقوا فهلكوا... ولا هم أخرجوا منها فنجو...
أخي السائق الحبيب - تاب الله علينا وعليك - كم كانت هذه اللذة شراً على أصحابها فاستمتعوا بها بضع دقائق في الدنيا... وتعذبوا بها أزماناً لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. وكم كان هؤلاء تعساء يوم أن بسط الله إليهم يده بالنهار ليتوب من عصى منهم بالليل, ويوم أن بسط الله يده في الليل ليتوب من عصى منهم بالنهار. فأعرضوا ولم يتوبوا.(1/19)
أخي السائق الكريم - اجعل منزلتك عند الله منزلة الطاهرين المتطهرين ممن صان الله أعراضهم . واجعل نفسك ممن ضمن فرجه ولسانه وعينه وأذُنُه من معصية الله حتى يضمن لك نبيك صلى الله عليه وسلم جنة عرضها كعرض السماوات والأرض . ولا تجعل كلامي إليك رمز إشارة أو نص عبارة فإني أعرف أنك مسلم حريص على أعراض الأمة وعفافها، فانزل ذلك الإحساس مكانه . واعلم أنها ذكرى نذكر بها أنفسنا قبل غيرنا في وقت يعرض فيه العرض النفيس بالثمن البخيس.
زهرة التجارة
السيد / التاجر المسلم - بارك الله لك في رزقك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما علمت أن السلعة غالية، بدأت بالبحث عن السبيل للوصول إليها، ولمّا قرأت العطاء عن التجارة الكبرى اجتهدت لتعبئ النماذج الخاصة به، ومصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فأسرعت لإخبارك لتدرك الخير والربح وتفوز بالجائزة !!
( يا أيها الذين آمنوا هل أدلُّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسولهِ وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبةً في جنات عَدْنٍ ذلك الفوز العظيم * وأخرى تُحبونها نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ وبشر المؤمنين )16. أما علمت أيها التاجر المسلم، أن المال مهما كثر لا ينفع عند الله إلا إذا كان في سبيله وابتغاء مرضاته.
فأبو بكر- رضي الله عنه - يتاجر مع الله ويتصدق بكل ماله، وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - يدخل الجنة بتجارته - فهي من حلال وأنفقت بالحلال. وعثمان بن عفان - رضي الله عنه - يشتري بئر رومه ليشرب المسلمين منها، فدعوا له فقالوا: سقى الله ابن عفان من سلسبيل الجنة، وجهز جيش تبوك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( غفر الله لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر ).(1/20)
أيها التاجر المسلم - إن من أعظم الكبائر والمحرمات الربا - فأي تجارة تلك التي سيباركها الله وقد أسست على الربا والحرام ؟! وأي تجارة يبارك الله فيها وقد ملئت بالغش والسخط والحرام، إن تجارة يدخلها الغش لا يقلبها الله فكيف سيبارك فيها !!
لِم الاحتكار ومخادعة الناس والتدليس عليهم، وأنتَ تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من غشنا ليس منا ) وقال ( لعن الله آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديّه ، وقال هم سواء ) عجبت من أمرك، تعرف وتحرف !! أخي التاجر المسلم - أنفق يُنفق عليك، وابن لنفسك قصوراً في الآخرة من تجارتك، وقدم لنفسك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وجاء في الحديث ( إن لله ملكين يقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) فبادر بتنقية تجارتك مما حرم الله، واتق الله فيما بقي عسى أن يرحمك، وسارع في تقديم العرض قبل فوات الأوان، فأبواب الخير والإحسان ما زالت مفتوحة أمام . تبرعاتك وصدقاتك وزكاتك، لا تغفل عنها، فلم يعد هناك متسع للوقت .
وسلام الله عليك ورحمته وبركاته ،،،
الداعي لك بالربح الحلال
تاجر مسلم تاب إلى الله
زهرة كرة القدم
السيد / الراكض خلف كيس الهواء - أتلعب بالهواء ونحن نغرق بالدماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فجأة انكب على وجهه يبكي ثم يضحك ثم يبكي... والأعجب من ذلك أننا لم نعرف لِمَ يضحَك ولِمَ يبكي !! فلما اقتربنا منه سألناه : ما الذي يُضحكك ؟! قال: أنتُم !! قلنا: وما الذي يبكيك ؟! قال: أنتم !!
غريب أمره يضحك منا ويبكي منا !! وما الذي يضحكك ويبكيك منا ؟!
قال : اثنان وعشرون شاباً يانِعاً، أمضى الواحد منكم ريعان شبابه، وجُلَّ خيأخ
اهتمامه على كيسٍ مطاطيّ يَزِنُ غرامات من الهواء، يركض خلفه وينطحه برأسِه، ثم يركلُه بقدمِه... قسمةً ضيزى !(1/21)
أبكي حزناً وفجاعةً وفزعاً لما وصل إليه حال شباب الإسلام اليوم - والله المستعان .
الألوف بل تجاوزوا المليون إن لم يكونوا أكثر في مشارق الأرض ومغاربها من أبناء الأمة الإسلامية في تاريخ كذا من شهر كذا من عام كذا... قد عطلوا مشاغلهم واختلفوا مع أسرهم، وعصوا ربهم، وارضوا شياطينهم...
نعم تلك الجيوش الجرارة من أبناء الأمة الإسلامية الذي ابكوني فهم ينتظرون بفارغ الصبر يوم النصر والفوز ( يوم كأس العالم لكرة القدم ) فبعضهم اخذ إجازة، والآخر نام طيلة النهار ليسمَر طيلة الليل عاكفاً على التلفاز، وآخر بذل ما جمعه خلال عام أو يزيد ليدفع تذكرة السفر ليشاهد الحدث مباشرة، فهو لا يطيق فراق الهوايات ومشاهدة المباريات17 !!
نعم والله سمعت بأم أذني - ممن أثق بهم - أن أخوة في بيتٍ واحد، من أم وأب اقتتلوا فيما بينهم، فهذا يهتف لفريق كذا وهذا يشجع الفريق كذا ....
أما أطفال البوسنة الحزينة وكشمير الأسيرة وغروزني الكسيرة وفلسطين المحتلّة منذ أكثر من نصف القرن لم يذوقوا طعم الراحة وحلاوة النظر إلى أزهار الطبيعة...
فهم يلعبون بالنار ويلهون بالحجارة، وينامون على أزيز الرصاص، ويشربون الخوف ويصارعون الأوحاش... وأنتم تلعبون وتشاهدون أبطال كرة القدم !!
مهزلة وأي مهزلة وصل إليها شبابنا اليوم، والأسوأ من هذا كله ما ظهر في الآونة الأخيرة من مباريات للنساء !! امرأة تقفز لتضرب الكرة برأسها !!
ماذا جرى لشباب الأمة وفتياتها، هل أصابتكم اللامبالاة ؟! أم أنكم لستم على قدرٍ من المسؤولية ؟!
عجبت للأرقم بن أبي الأرقم - رضي الله عنه - كيف آوى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتِه، وأسامة بن زيد - رضي الله عنه - كيف قاد جيوش المسلمين وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد - رضي الله عنهم .(1/22)
وأطفال فلسطين قريبون - والله بأم عيني رأيت - طفلاً يلحق بدبابة ويتسلق عليها، أتظنونه ظنّها دميّة ؟! بل يلحق بها ليأخذ الكأس من أعلاها... فإذا به ينتزع مكبر الصوت عن ظهرها ليهديه لإذاعة المدرسة...
وجيوش كرة القدم الجرارة هائمة مائلة... فقدت قائدها وخسرت نفسها... إلا أن تتوب إلى بارئها وخالقها...
أخي لا عب كرة القدم أما آن لكَ أن تدرك لماذا خلقك الله... لقد خُلِقت لغاية أسمى من اللعب بالهواء... خلقت لعبادة الله لا عبادة الكرة18 !!
أخي لاعب الكرة،،، أما رأيت اللاعب النصرانيّ كيف ينشر نصرانيّته ؟! واللاعب اليهوديّ كيف ينشر يهوديّته ؟! أيكون أقوى منك وأشجع، وأنت صاحب الحق والهداية، وهم أهل الباطل والغواية ؟!!
أخي لاعب كرة القدم، لا تنسى ذكر الله وأنت في حالة مزاولتك للعبك، فإن القلب اللاهي بعيد من الله عز وجل وإن القلب البعيد من الله كتب عليه الغضب والقسوة... فلتكن أحاسيسك مع المسلمين الباكين، ومشاعرك مع دموع اليتيم، ولا بأس في شيء من اللعب وتقوية الجسم على طاعة الله، واعلم أننا نحتاج لأبطال المعارك لا أبطال الملاعب...
أخي لاعب الكرة، الإصلاح لَكَ أردت، والخير فيك نشدت، وبارك الله فيك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
المنتظر وحدة المسلمين، واستيقاظهم من السبات
طفل من أطفال المسلمين الباكين
السيد / شارب الدخان - أعانك الله على تركه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب أحدثك حديثا اسكب روحي في كلماته. وأمزق قلبي في عباراته. لعلك تقف إلى جانبي في إصلاح نفسي ونفسك والآخرين !! بكل صيغ الترجي أرجوك أخي أن تقرأ هذه الرسالة بكل هدوء وسكينة القلب الذي كتبها لك .. اقرأها بعيداً عن الانفعالات واتخاذ المواقف، وضع نصب عينيّك أن تجعل آخر كلمة فيها بداية توبتك ورجوعك إلى الله .(1/23)
هذه رسالة من بستان الوعظ أهديها إليك، رائدها الإخلاص، ورائحتها السنة النبوية، منبعثة من قلب يحبك في الله، ويريد لك الخير، فعندما أنظر إلى وجهك لا أرى إلا سمات الخير والصلاح التي تشجعني لأتحدث وإياك عن سبب مرضك بالسرطان أو ضيق النفس أو السل الرئوي أو انسداد القلب أو سرعة الغثيان وشحوب الوجه ...
فكم أتحسر عليك عندما أرى تلك الشفاه تحمل خبيثاً نكداً بدل الذكر الطيب فبها تنطق شهادة التوحيد، بل بها تستغفر ربك وتتوب إليه من كل صغيرة وكبيرة.
إي والله - كم أتحسر عليك عندما أرى تلك الشفاه الطيبة تستغفر ربها والدخان المتطاير منها حَوَلَ الاستغفار إلى جمرة محرقة. نعم أخي... سيجارتك أبعدتك عن حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الصالحين من حولِك !!
أخي الكريم إني والله أخاف عليك من عذاب الله فإن في شرب الدخان معصية لله ومجاهرة وإصراراً أيضاً، والمُجاهر لا يعفي الله عنه حتى يتوب19.
أيها المدخن، ألست مسؤولاً عن مالِك فيما أنفقته، وعمرك فيما أفنيته، فكيف ستبرر شربك للدخان. ولا تُوَهِم نفسكَ أنك لا تستطيع التخلص منه !! فلقد عرفتكَ صاحب إرادة وعزيمة قوية - فأنت أمل يبنى عليه مستقبل الأمة - فكيف بِكَ لا تقوى على ترك الدخان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع !!(1/24)
أيها المدخن اسمع من قال ( نعتبر العالم الثالث الحدود الأخيرة لصناعة التبغ الذي انتقل من الرجال إلى النساء، ثم المراهقين، والآن لم يعد هناك مكان آخر أمام هذه الصناعة إلا بلدان العالم الثالث )20 استعمار بصورة جديدة ، وحرب دون قتال... هدفها استنزاف الطاقات البشرية والمادية لهذه الدول، وبكل أسفٍ تشجع الغالبية العظمى من دول العالم الثالث استيراد السجائر الأجنبية لأنها تعتقد أنه سيساهم في انتعاش الاقتصاد الوطني لهذه الدول من خلال الجمارك و الضرائب المفروضة على التبغ، ولكن الحقيقة العلمية الراسخة التي تتجاهلها الدول أن المبالغ التي ستتحملها في علاج أمراض التدخين أضعاف المبالغ التي تدخل خزينة الدولة من الجمارك والضرائب المفروضة على التبغ.
وبالنسبة لفلسطين أصبحت مستهدفة من قبل شركات التبغ العالمية ، أطفالنا مستهدفون وشبابنا مستهدفون ونساؤنا مستهدفات والنتيجة الطبيعية تدمير قدرات أبناء شعبنا الفلسطيني وأضعاف إرادتهم وعزيمتهم أمام شهوة السيجارة.
وقد قرأت أن الشباب الفلسطيني ( 16 - 25 سنة ) يُدخِن يوميّاً ما يقارب ( 1.2 مليون دولار )21 مليون ومأتي ألف دولار رغم الظروف الصعبة والقاسية التي يمر به شعبنا. وتشير الدراسات والأبحاث العلمية أن دخان السجائر يحتوي على أربعة آلاف مركب كيميائي سام أهمها النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون والزرنيخ والرصاص وعنصر البولونيوم المشع.
والأمر يا أخي يحتاج منك إلى إخلاص النيّة وصدق العزيمة وهذا ما عهدتك عليه. والآن صَلِ ركعتين متوجهاً فيها إلى الله بصدق أن يصرف عنك هذا السوء ودع عنك وساوس الشيطان وكلام أصحاب السوء، قبل أن تعض أيادي الندم يوم لا ينفع العضّ !!
أخي الكريم... اركب سفينة النجاة مع محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه لتصل إلى شاطئ الأمان، وتنال رضا الكريم المنان، وتسكن بعد ذلك - إن شاء الله - في الجنان.(1/25)
فافهم يرحمك الله أن غايتك بالدنيا عبادة الله، وليس التدخين والدخان !!
الداعي لك بالتوبة إلى الله
مسلم آذته رائحة دخانك
زهرة الجهاد في سبيل الله 22
أيها المتأخر عن الجهاد في سبيل الله - هداك الله لنصرة دينه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل سألت نفسك ماذا فعلت لخدمة وحماية هذا الدين ؟! وهل حاولت نصرة دين الله، ولو بأبسط الوسائل المتوفرة ؟! أين دوري في نشر الدعوة ؟!
إن لم تكن قادراً على الجهاد فأين أنتَ من حياة المجاهدين وسيرهم ؟! لقد مللنا التعاطف والكلام، ماذا ينقصكَ ؟! ومهما بلغ فيك المطاف من سرد الأعذار فلن تبلغ ( أبو أيوب الأنصاري ) وقد بلغ التسعين وقال لبنيه احملوني للمعركة !! فكان يحمل بيده السيف وبالأخرى يرفع حاجبه ليرى أمامه !!
أنتم يا شباب الجامعات أخاطبكم!! ماذا عليكم لو أجلتم سنة من دراستكم لتنالوا شرف الجهاد وتسهموا في نصرة دين الله في الأرض ؟! ماذا عليكَ - أخي الشاب - لو أنكَ دخلت مصنع الرجال والأبطال ؟! على ماذا تخاف فالرزق مقسوم والموت محتوم والأجل مختوم ! فأقبل ولا تدبر، وسطر في صحيفة أعمالكَ أياماً من الرباط وساعات من الجهاد ( فرباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ) و ( ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود ) فماذا تريد أكثر ؟! بل لك أكثر... ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين )23(1/26)
واعلم - أخي الشاب - ( أن هذه الأمة تمرض لكنها لا تموت، وتغفو لكنها لا تنام، وتخبو لكنها لا تطفأ أبداً.وكن على علم أن الوصول إلى القمة ليس الأهم، لكن الأهم البقاء فيها، وأن السقوط في القاع ليس هو الكارثة، بل الكارثة هو الاعتقاد أنه لا سبيل إلى الخروج من القاع... وليس الدواء في بكاء الأطلال، وندب الحظوظ، إنه في الترفع عن الواقع، بلا تجاهل له. وإن المستقبل لهذا الدين بلا منازع ، ولكنه لا يتحقق بالمعجزات السحرية ، بل بالإخلاص والعمل والبذل ، والدعوة إلى الله من منطلقات صحيحة ،على منهج أهل السنة والجماعة ...)24
أبطال الصحابة والتابعين والسائرين على دربهم يقف التاريخ عاجزاً عن ذكر مواقفهم الجهادية والرجولية، بل تخجل الأقلام أن تكتب تقصيرنا وتخلفنا عن الجهاد في سبيل الله !!
فافهم يرحمك الله أن غايتك في الحياة لا تقف على مكالمة هاتفية مع فتاة خانت ربها ونبيها وأهلها... أو سياقة سيارة فاخرة... أو السكن في البيوت الشامخة... لا والله؛ بل غايتك أسمى من ذلك فأنت تحمل عبء إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، فأنت من أتباع خير البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله عز وجل أن يهديني وإياك لما يحبه ويرضاه، وأن لا يحرمنا بذنوبنا لذة الجهاد في سبيله، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أخوك التائب إلى الله
مجاهد في بلاد الإسلام المحتلة
زهرة الصمود
الأخ الأسير - منَّ الله عليك بالفرج القريب العاجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/27)
( قَالَ رَبِّ ?لسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي? إِلَيْهِ ...) قالها يوسف عليه السلام خوفاً من الله، وهو النبي المعصوم من الخطأ والذنوب. فكان له ما سأل، حتى ( َدَخَلَ مَعَهُ ?لسِّجْنَ فَتَيَانِ ) وكان من خبرهم ما كان... حتى قال لهم ( ي?صَاحِبَيِ ?لسِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ ?للَّهُ ?لْوَاحِدُ ?لْقَهَّارُ ).
ما كان يوسف إلا نموذج حيّ مستمر ما دامت السماوات والأرض، فلقد ذكره الله في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، فكان - عليه السلام - الداعية البصير والرجل الصبور، وصاحب الأسلوب المتين مع تحليه بالرفق واللّين.
وأنتَ أخي الأسير - منَّ الله عليك بالفرج القريب - دونك كتاب الله فتدبره ودرسه، وسنة نبيُّكَ صلى الله عليه وسلم فتعلمها ، وسير الصحابة والصالحين لا تبعدها عنك .
و إياك أن تُذْهِب أجر أَسْرِك للشيطان الرجيم، كما يفعل بعض الأسرى - هداهم الله - فلقد عرفناكَ رجلاً مؤمناً صابراً، اخترتَ أشرف طريق وأصعب فج للوصول لجنة النعيم. فلا تفرط بنفسك بعد ما تجاوزت العقبات والصعاب، فلم يبق من الطريق إلا الشيء اليسير.
أخي الأسير - أوصيك بالصبر وسعة الصدر، فأنت أعلم مني بحال إخوانك، وليست العقول والعواطف لدى الأسرى متشابهة، بل إن أصابع اليد ليست واحدة !!
والذي أقصده أن تكون الوعاء الكبير الذي يسع الأوعية الصغيرة، ألم تقل ( ربِّ ?لسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي? إِلَيْهِ ) من التنازل وخيانة الأمة والرضى بالخنوع والمذلّة والمهانة !!
…فكن يرحمك الله ويطلق سراحك - الرجل الذي عرفناه، يحمل في صمته الشجاعة والصمود والتحدي - كالجبال تحمل في صمتها البراكين والزلازل، ففي صدرك عقيدة التوحيد وسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. واعلم أن السجن مصنع الرجال الأفذاذ، وفيه أعلى منازل الثبات على دين الله، فأنت في فم العدو ومتناول يده !!(1/28)
أما سمعت قول شيخ الإسلام ابن تيمية " ماذا يفعل بي أعدائي ، فإن قتلي شهادة ، ونفيي سياحة ، وسجني خلوة أخلو بها مع ربي ..." ولمّا ألقوا به في سجن القلعة وأغلقوا الأبواب قرأ قوله تعالى ( فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ ?لرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ ?لْعَذَابُ ) أولئك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليّه ، فلا ترضَ لنفسك أن تكون إلا معهم .
أخي الأسير - يسر الله لك الخير وأطلق سراحك - اعلم أن الابتلاء لا يصيب إلا المؤمن ( هُنَالِكَ ?بْتُلِيَ ?لْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً )25 وما قولي لك إلا ( َ?صْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِ?للَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ )26 ذلك خير لك ، فمن كان الله معه لن يُغلب أبداً ، فمعه القوة التي لا تقهر واليد التي لا تهزم ، فاحفظ الله يحفظك ، وكن تجاهه يكن تجاهك ، واعلم ( إِنَّ ?للَّهَ مَعَ ?لَّذِينَ ?تَّقَواْ وَّ?لَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) فالله خير معين وخير نصير .
وعليك بالصبر والدعوة إلى الله في سجنِك، وتبليغ رسالة نبيّك لمن تستطيع، وإياك أن تركن لعدو الله فتخضع لهم بالقول أو تدخل الفرحة إلى قلوبهم27 ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ?لْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ?لْحَقُّ فَ?عْفُواْ وَ?صْفَحُواْ حَتَّى? يَأْتِيَ ?للَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ ?للَّهَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )28 ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ?لْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ ?للَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ?لْعَزِيزُ ?لرَّحِيمُ )29وحينئذ تقول ( قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي? إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ?لسِّجْنِ )30 وليس هذا فحسب، بل ( وَأُخْرَى? تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن ?للَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ ?لْمُؤْمِنِينَ )31.(1/29)
وسلام من الله عليك ورحمته وبركاته،،،
أخوك الداعي لك بالفرج القريب
مسلم اشتاق لمعانقة الأبطال
الخاتمة نسأل الله حسنها
أخي الحبيب / أختي الغاليّة... لا أملك في الختام إلا أن أودعكم وداع مُحب ولي أمل أن تقبلوا باقتي وتشموا رائحة زهورها، فهذا ما أعانني الله عليه من جمع رسائل متناثرة كنت قد كتبتها ونسجتها من مناظر رأيتها وأخرى عايشتها، فأحببت أن أجمع أزهارها لأقدمها لكم باقة تزهو بأجمل منظر وأزكى رائحة، راجياً في ذلك مرضاة الله، ثم التأليف بين قلوب المسلمين، ومنبهاً لأمور قد غفل عنها البعض. ومعتذراً منكم تارة أخرى على قسوة في النصح والتذكير، فوالله ما كان ذلك إلا بعد ما وقر حبكم في الله في قلبي، وإيثار لكم في الخير والصلاح على نفسي.
فما كان يوماً يسرني أن أرى زهور الأمة تذبل وتتساقط أمام الدعوات الهدامة، التي ينشرها أعداء الإسلام في أرجاء المعمورة. فكانت هذه الرسائل مستخرجة من صميم القلب لأزرعها في بستان قلوبكم.
اللهم لا تجعل حظّي من لفظي، وثقّل بهذا العمل ميزاني واجعله خالصاً لوجهك، وسبباً في نجاتي من عذابكَ وغضبِك، وارحمني برحمتك، يا أرحم الراحمين، وبهذا أكون قد قلت كل ما أطيقه... والله الموفق، وإن أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
الفهرس
شكر وتقدير
تمهيد
المقدمة
أخي الحبيب أوصيك
إلى كل مسؤول
إلى أمام المسجد
إلى كل مُعلم
إلى طالب العلم
ولدي الحبيب الغالي
إلى كل أَبْ
للبالغين فقط
إلى كل سائق
إلى كل تاجر
إلى عاشقين كرة القدم
إلى كل مدخن
إلى المتخلفين عن الركب
إلى كل أسير
الخاتمة نسأل الله حسنها
يكتب على المغلف الخلفي الخارجي
كتب للمؤلف
1. الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة
2. الدرر اللامعة في نصح فتاة الجامعة
3. الضياء الساطع في نصح شباب المساجد
4. حكم الاستمناء في الشريعة السمحاء
5. بطاقة زفافي " أحكام وآداب الزفاف والزواج "
6. لكي تكون داعية(1/30)
7. همسات من القلب
8. خواطر في الحُبْ
9. لعلّك ترضى
10. تأملات في دموع الفرح !!
11. قال أبي: علمتني الأيام ...
1 هذه الرسالة لكل إمام لا يحسن التصرف في الدعوة، أو يتجاهل أهميّة مسئوليته نحو الدعوة إلى الله، لذا كانت هذه الرسالة - معتذرا عن سوء في التعبير أو غلظة في النصح - مشيراً أن هؤلاء قِلّة - وأن الصالحين والمُصلِحين كثير والحمد لله.
2 من حقك أن تسعى لتحصيل رزق من تعول، ولكن كن على حذر فالأعين تنظر إليك في الليل والنهار
3 لمزيد من المعرفة على شخصية الداعية الناجح يمكنك مطالعة كتابي ( لكي تكون داعية )
4 وأنا قلت البعض لأنهم قلة - بينما الأئمة المخلصون والدعاة الصادقون كثر والحمد لله - راجيا من الله أن يتبع القلة الكثر ويسيروا على ما ساروا عليه من إتباع للكتاب والسنة وسيرة سلف الأمة رضوان الله عليهم
5 العنكبوت آية 2
6 هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور حسام الدين بن موسى بن محمد عفانة - منسق برنامج ماجستير الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة القدس بفلسطين، وهو من طلاب علماءنا ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله، ولقد ألف وأجاد في كثير من المصنفات - كما يُعد فضيلته من علماء فلسطين إن لم يكن أشهرهم في الفقه والأصول والدعوة للكتاب والسنة - نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله . لمزيد من المعلومات عن فضيلته يمكنك زيارة موقع ( يسألونك ) على شبكة الانترنت
7 هذه الرسالة موجّه لكل أب غيور على دينه وشرفه وعرضه - وأحمد الله أن رزقني أب فاضل - أطال الله عمره في طاعته ورزقني برّه وبر والدتي .
8 سورة الكهف آية 46
9 سورة التغابن آية 15
10 سورة النساء آية 11
11 سورة التغابن آية 14
12 سورة الطور آية 21
13 سورة يس الآيات 55- 58
14 سورة النور آية 30
15 حبذا لو تقرأ ( الإنترنت بين الحلال والحرام ) من كتابي ( الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة )
16 سورة الصف : الآيات 10 - 13(1/31)
17 يقول فضيلة الشيخ الداعيّة نبيل العوضي - حفظه الله ونفع به - مررتُ بجمع غفير من الشباب وقد أغلقوا الشارع الرئيسي في مدينة الكويت، وعلتهم الفرحة وأحاطت بهم علامات النصر... فبادرني شعور وسؤال: ماذا هل عادت القدس وتحرر الأقصى من دنس اليهود ؟! يقول - فسألت ما الخبر قيل : فاز المنتخب الوطني بمباراة كرة القدم اليوم !!
شريط ( إلى متى الغفلة ) لشيخ نبيل العوضي
18 أشير إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) وقول الفاروق عمر رضي الله عنه ( علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ) وهذا إن دلّ على شيء دلّ على أهميّة بناية الجسم ليقوى على طاعة الله وحبه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم... لا ليقوى على مضيعة الوقت في الركض خلف كيس من الهواء أو ركوب الهوايات التي لا تخدم مصالح الأمة.
وأنا لا أحرم ما أحل الله؛ فلا بأس بالترويح عن النفس في شيء من اللعب المباح ضمن الضوابط والشروط الشرعية، أما أن نصب جل اهتمامنا في تجهيز جيوش اللاعبين وتعطيل الدوائر وتخصيص الأيام والأعياد للعبة كرة القدم أو لعبة كذا أوكذا فهذا الذي تعم به البلوى ويدمي القلب ويدمع العين- فافهم يرحمنا وإياك الله.
19 لقد أجمع العلماء الربانيين والفقهاء المخلصين أن التدخين مهلكة ومضر ومتلف للمال والجسد فهو حرام شرعاً وعقلاً
20 أمين عام المؤتمر الدولي الخامس لمنظمة الصحة العالمية
21 يمكن مراجعة دائرة الإحصاء المركزي الفلسطيني ووزارة الصحة للإطلاع على حقائق حول التدخين
22 مأخوذة من كتابي ( الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة ) وأشير أنني أفردت موضوع الجهاد في سبيل الله برسالة خاصّة لأهميّته ومكانته في دين الله، أسميّتها ( لِمَ الجهاد ؟ وهل ثمّ خيار ؟! )
23 التوبة 52
24 من كتاب ( إشارات على الطريق/ الشيخ علي القرني ) بتصرف
25 سورة الأحزاب : آية 10
26 سورة النحل : الآية 119(1/32)
27 والذي اقصده عليك بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - والتزم الجماعة، وإياك والفرقة، فالمؤمن للمؤمن كالمرآة، والمؤمنين كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فحافظ على الترابط والتمسك والأخوة مع الأسرى المسلمين معك، وشاورهم بالأمر، واحرص على أن تكونوا دعاة توحيد ومحبة وإيخاء - فبارك الله فيكم
28 سورة البقرة : الآية 109
29 سورة الروم : الآية 4
30 سورة يوسف : الآية 99
31 سورة الصف : الآية 13
??
??
??
??(1/33)