بسم الله الرحمن الرحيم
ماجستير دراسات إسلامية معاصرة
بحث بعنوان
(النوع الاجتماعي) الجندر
إعداد
سيما عدنان أبو رموز
إشراف
الدكتور مصطفى أبو صوي
القدس- فلسطين
1426هـ -2005 م
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونتوب إليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و سلم-تسليما كثيرا، وبعد:
قال تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ { (1)
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(2)
قال تعالى:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً { (3)
من أعظم ما شغل البشر عبر القرون قضية المرأة، والحديث عنها الآن زاد وانتشر، فأُنشأت الجمعيات النسوية (4) التي تطالب بمساواة المرأة مع الرجل في كافة ميادين الحياة، وأصبحوا ينادون بالتماثل التام مع الرجل، ورفعوا شعارات ما يسمى بالنوع الاجتماعي ( الجندر).
فقالوا إنّ المرأة تستطيع أن تقوم بكل ما يقوم به الرجل؛ وكذلك العكس. والهوية الجنسوية لكل من الرجل والمرأة تقوم على أسس اجتماعية وثقافية وحضارية.
ومما نادوا إليه:(1/1)
" The language adopted should be gender sensitive for instance avoid the exclusive use of the pronoun " he " in job descriptions." (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران، آية رقم 102.
(2) سورة النساء، آية رقم 1 .
(3) سورة الأحزاب، آية رقم 70-71.
(4) انظر: جاميل، سارة، النسوية وما بعد النسوية، ترجمة أحمد الشامي، القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة، 1422 هـ - 2002م.
(5) Gender Audit, unicef, August, 1998.
ومن أبرز ملامح الخطاب النسوي المعاصر هو ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم الشريعة الإسلامية، فيرى أنّ تعدد الزوجات ونصيب المرأة في الميراث...، أمور تكشف عن انحياز الإسلام للرجل وانتقاصه من حقوق المرأة، وفي أحسن الأحوال فإنها أمور لم تعد تتمشى مع عصرنا الحاضر!
ولكن ما من شريعة كرّمت المرأة وانصفتها غير الإسلام، لو طبق حق تطبيق
ولو تركت العولمة الفكرية التي يستعملها الغرب في التأثير على النساء دون مكافحة لزاد الفساد.
أردت أن أكتب في موضوع النوع الاجتماعي (الجندر) لفهم هذا الموضوع أولاً، ثمً محاولة الرد عليه إسلامياً من خلال بيان ما قدمت الشريعة الإسلامية للمرأة من تكريم وحماية.
ولكن للأسف لم أجد كتابات كثيرة؛ من قبل مفكرين وفقهاء للرد بقوة على كثرة المؤلفات التي يؤلفها الغربيين لنشر هذا الموضوع، فالطريق خالية أمامهم دون عقبات تُذكر.
وللحصول على معلومات عن موضوع الجندر استفدت من مركز شؤون المرأة في منطقة رام الله، ومركز دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، حيث يروجون له.
وقد كان منهجي في البحث:
1) عزوت الآيات القرآنية إلى مواطنها من كتاب الله -سبحانه وتعالى-.
2) خرّجت الأحاديث الواردة في البحث.
3) الرجوع إلى الكتب التي تعنى بشؤون المرأة إسلامياً
4) الرجوع إلى الإنترنت.
5) أرفقت البحث بالفهارس العلمية التالية:
1 . فهرس الآيات القرآنية الواردة في البحث.(1/2)
2 . فهرس الأحاديث النبوية الواردة في البحث.
3 . فهرس المصادر والمراجع.
4 . فهرس المحتويات.
وقسمت البحث إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: فلسفة النوع الاجتماعي
المبحث الأول: مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر ، Gender)
المبحث الثاني: أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي
المبحث الثاني: أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي
المبحث الرابع: مرتكزات مفهوم النوع الاجتماعي
المبحث الخامس: الفرق بين الجنس والنوع
المبحث السادس: تحديد النوع الاجتماعي للأدوار
الفصل الثاني: ليس الذكر كالأنثى
المبحث الأول: في بنيان الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي.
المطلب الأول: نوع الجنين : ذكر أم أنثى. (1)
المطلب الثاني: وليس الذكر كالأنثى في البلوغ وتغيراته:
المطلب الثالث: وليس الذكر كالأنثى في الحساسية البدنية:
المطلب الرابع: وليس الذكر كالأنثى في تكوين الحوض وفي أعضاء التناسل. (2)
المطلب الخامس: وليس الذكر كالأنثى في طبيعة الشهوة الجنسية
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى - الحمل
المطلب السابع: وليس الذكر كالأنثى - الحيض
المبحث الثاني: الاختلاف بين الذكر والأنثى من حيث جنس الدماغ أصلاً.
المبحث الثالث :ليس الذكر كالأنثى في السمات النفسية والعقلية :
المطلب الأول: سمات الأنثى النفسية والعقلية
المطلب الثاني: سمات الذكر النفسية والعقلية
الفصل الثالث: الأمور التي ساوى وفرق بها الإسلام بين الذكر والأنثى
المبحث الأول: المساواة بين الذكر والأنثى في الإسلام:
المطلب الأول: القيمة الإنسانية
المطلب الثاني: المساواة بين الذكر والأنثى في المسؤولية الخاصة والعامة وفي الثواب والعقاب.
المطلب الثالث: المساواة بين الجنسين في العقوبات لا مفاضلة
المطلب الرابع: المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق المدنية
المطلب الخامس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق إبداء الرأي
المطلب السادس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق التعلم والتعليم(1/3)
المطلب السابع: المساواة بين الذكر والأنثى في حق الانفصال
المبحث الثاني: الأمور التي فرق الإسلام فيها بين الذكر والأنثى
المطلب الأول: بعض التكاليف التعبدية
المطلب الثاني: ليس الذكر كالأنثى في بعض الأحكام الشرعية
المطلب الثالث: ليس الذكر كالأنثى في النفقة
المطلب الرابع: ليس الذكر كالأنثى في الميراث
المطلب الخامس: ليس الذكر كالأنثى في أداء الشهادة
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى في حق التعدد
المطلب السابع: ليس الذكر كالأنثى في حق القوامة
أخيراً فهذا جهدي المتواضع الذي أتمنى من الله أن يكون نور لي وهداية، ورحمه من الله- سبحانه وتعالى- لإكمال المسيرة العلمية في سبيل الله، فأي تقصير في هذا البحث هو من عندي، والله يعلم أنه من غير قصد مني، والله الموفق -وصلى الله عليه وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين-.
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول: فلسفة النوع الاجتماعي
المبحث الأول: مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر ، Gender)
لقد استخدمت كلمة " جندر " منذ أكثر من عشر سنوات وأصبح استعمالها يتزايد في جميع القطاعات وقد اتفقت مجموعة الخبراء في مركز المرأة للتدريب والبحوث ( كوثر ) على تعريف النوع الاجتماعي (الجندر) على أنه :
" اختلاف الأدوار ( الحقوق والواجبات والالتزامات ) والعلاقات والمسؤوليات والصور ومكانة المرأة والرجل والتي يتم تحديدها اجتماعياً وثقافياً عبر التطور التاريخي لمجتمع ما وكلها قابلة للتغيير" (1) .
وجاء تعريف صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة ( UNIFEM ) للنوع الإجتماعي ( الجندر ) :
" الأدوار المحددة اجتماعياً لكل من الذكر والأنثى، وهذه الأدوار التي تحتسب بالتعليم تتغير بمرور الزمن وتتباين تبايناً شاسعاً داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى.
ويشير هذا المصطلح إلى الأدوات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل.(1/4)
ويعني الجندر الصورة التي ينظر لها المجتمع إلينا كنساء ورجال، والأسلوب الذي يتوقعه في تفكيرنا/ تصرفاتنا ويرجع ذلك إلى أسلوب تنظيم المجتمع، وليس إلى الاختلافات البيولوجية ( الجنسية ) بين الرجل والمرأة (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفهوم النوع الاجتماعي، الوحدة الأولى، ص5-6، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية، ط4، 2001م.
(2) مسرد مفاهيم ومصطلحات النوع الاجتماعي، ص4، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية، ط4، 2001م.
انظر: أبو دحو، جميلة، المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر، مشروع مشترك ما بين مركز بيسان للبحوث والإنماء والمؤسسة الكندية للتضامن والتنمية، Oxfam-Quebec/OCSD.
انظر: معهد الشؤون الثقافية (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، مقال بعنوان نحو مساواة النوع الاجتماعي،مجلة رؤية، ص2، العدد 17، ربيع 2002م.
وبالتالي نرى أن فلسفة النوع الاجتماعي تؤكد على " ان كل شيء غير الحمل والولادة للمرأة والتخصيب للذكر يحدده المجتمع وليس فطري " (1)(1/5)
" هذا يعني أنّ فلسفة الجندر تتنكّر لتأثير الفروق البيولوجيّة الفطريّة في تحديد أدوار الرجال والنساء، وتُنكر أن تكون فكرة الرجل عن نفسه تستند إلى واقع بيولوجي وهرموني. وهي تنكر أي تأثير للفروق البيولوجيّة في سلوك كلٍّ من الذكر والأنثى. وتتمادى هذه الفلسفة إلى حد الزعم بأنّ الذكورة والأنوثة هي ما يشعر به الذكر والأنثى، وما يريده كلّ منهما لنفسه، ولو كان ذلك مناقضاً لواقعه البيولوجي. وهذا يجعل من حق الذكر أن يتصرف كأنثى، بما فيه الزواج من ذكر آخر. ومن حق الأنثى أن تتصرف كذلك، حتى في إنشاء أسرة قوامها امرأة واحدة تنجب ممن تشاء. من هنا نجد أنّ السياسات الجندريّة تسعى إلى الخروج على الصيغة النمطيّة للأسرة، وتريد أن تفرض ذلك على كل المجتمعات البشرية بالترغيب أو الترهيب. لذلك وجدنا أنّ بعض المؤتمرات النسويّة قد طالبت بتعدد صور وأنماط الأسرة؛ فيمكن أن تتشكّل الأسرة في نظرهم من رجلين أو من امرأتين، ويمكن أن تتألف من رجل وأولاد بالتبنّي، أو من امرأة وأولاد جاءوا ثمرة للزنا أو بالتبنّي. كما طالبت هذه المؤتمرات باعتبار الشذوذ الجنسي علاقة طبيعيّة، وطلبت إدانة كل دولة تحظر العلاقات الجنسيّة الشاذة.
خلاصة الأمر أنّ الفلسفة الجندريّة تسعى إلى تماثل كامل بين الذكر والأنثى، وترفض الاعتراف بوجود الفروقات، وترفض التقسيمات، حتى تلك التي يمكن أن تستند إلى أصل الخلق والفطرة. فهذه الفلسفة لا تقبل بالمساواة التي تراعي الفروقات بين الجنسين، بل تدعو إلى التماثل بينهما في كل شيء. " (2)
ومن خلال هذه الفلسفة يعرّفون الأسرة بأنها: " مجموعة من الناس يعيشون معاً، يجمعون أموالهم ويصنعونها للإنفاق على احتياجاتهم، ويتناولون معاً وجبة واحدة من الطعام على الأقل يومياً. (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النوع الاجتماعي، ص4، طاقم شؤون المرأة، مشروع التعبئة مع النساء في الريف - سنابل.(1/6)
(2) بسام جرار، النوع الاجتماعي، الفكر
(3) الأمم المتحدة، 1989، استشهد بها غلوي، 2000-ص135، بواسطة: إليزابيث م. كينغ ، وآندرود ، ماسون ، وآخرون، إدماج النوع الإجتماعي في التنمية من خلال المساواة في الحقوق والموارد والرأي، ص 195، ترجمة : هشام عبد الله، بيروت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ط1 ، 2004.
في المقابل اهتم الإسلام بالأسرة كل الاهتمام وأولاها من العناية والرعاية نا يكفل لها أن تنتج ثمارها المرجوة، فإن صلحت الأسرة صلح المجتمع. انظر: الحفناوي، حسن بن محمد، الأسرة المسلمة وتحديات العصر، أبو ظبي، المجمع الثقافي، 1421هـ - 2001م. انظر: عقلة، د.محمد، نظام الأسرة في الإسلام، الأردن مكتبة الرسالة الحديثة، طـ 2، 1411هـ - 1990م.
المبحث الثاني: أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي:
يروج الغرب أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي لتحقيق التماثل من الرجل والمرأة كما في الشكل الآتي (1) .
زيادة مشاركة المرأة في المجتمع
والعمل على المساواة مع الرجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التنمية والنوع الاجتماعي، الوحدة الثالثة، ص10، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية، ط4، 2001م.
المبحث الثالث: أسس مفهوم النوع الاجتماعي:
1. الأدوار المنوطة بشكل عام بالرجل والمرأة محددة من قبل عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية أكثر منها عواما بيولوجية
2. إعادة توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع من منطلق مفهوم المشاركة يؤدي إلى فائدة أكبر للمجتمع.
3. إتاحة الفرصة المتكافئة للرجل ولامرأة لاكتشاف قدرات كامنة فيهم وتمكينهم من مهارات تفيدهم في القيام بأدوار جديدة تعود بالنفع على المجتمع. (1)
المبحث الرابع: مرتكزات مفهوم النوع الاجتماعي:
1. معرفة وتحليل اختلافات العلاقات بين النوعين.(1/7)
2. تحديد أسباب وأشكال عدم التوازن في العلاقة بين النوعين ومحاولة إيجاد طرق لمعالجة الاختلال.
3. تعديل وتطوير العلاقة بين النوعين حتى يتم توفير العدالة والمساواة بين النوعين ليس فقط بين الرجل والمرأة ولكن بين أفراد المجتمع جميعاً. (2)
المبحث الخامس: الفرق بين الجنس والنوع :
الجنس: " تواجد مجموع المميزات الجنسية الأولية والثانوية وكذلك الوظائف بين الذكر والأنثى " (3)
النوع: إنتاج التنظيم الاجتماعي للجنسين في فئتين مميزتين مختلفين ورجالاً ونساءً، فالعلاقات بين الرجال والنساء إذاً ليست تلقائية، وإنما هي منظمة حسب الثقافات المختلفة، وعليه فهي بهذا المعنى قابلة للتغير حسب تغير المفاهيم والثقافة السائدين في زمن معين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفهوم النوع الاجتماعي، الوحدة الأولى، ص3.
(2) المصدر نفسه، ص3.
(3) المصدر نفسه، ص6.
وفي بلد معين، هذا النظر للنوع على أنه ليس عملية طبيعية مثل مفهوم الجنس يجعلنا نستطيع أن نفكر في التغير الذي يمكن إحداثه من أجل تنمية شاملة في المجتمع للمرأة والرجل. (1).
في هذا التعريف للنوع يتبين نقطتين مهمتين :
1) النوع ليس الجنس Gender isn't sex
2) النوع ليس المرأة Gender isn't a woman (2)
فالتكلم عن النوع لا يعني الأنثى ولكن المرأة مقابل الرجل معاً .
النوع الاجتماعي
الجنس
بيولوجي ويولد مع الإنسان
لا يمكن تغييره
1. المرأة فقط تحمل وتلد
2. الرجل فقط يخصب
ينشأ ويتشكل من المجتمع ولا يولد مع الإنسان.
قابل للتغيير
1. تستطيع المرأة أن تقوم بالأعمال التي يقوم بها الرجل
2. يستطيع الرجل رعاية الأطفال وتنشئتهم، تمتماً كما تفعل المرأة (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/8)
(1) مفهوم النوع الاجتماعي، الوحدة الأولى، ص3. انظر: أبو نحلة، لميس، مواد تدريبية قام فريق التخطيط المبني على أساس النوع الاجتماعي في وحدة التخطيط التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرها لغرض التدريب، ص74، 1990-1992.
(2) المصدر نفسه، ص7.
(3) Baker, A. Rani. Manual Training "Another Point of View": A Manual on Gender Analysis Training for Grassroots, workers 1993. Translated by Lamis & Sama, 1995.
دورة تحليل وتخطيط النوع الاجتماعي للمرأة المديرة في السلطة الفلسطينية، تنظيم: طاقم شؤون المرأة، تدريب برنامج دراسات المرأة/ جامعة بيرزيت، ص 20، المدربات: 1) إصلاح جاد 2) لميس أبو نحلة.1996 م.
المبحث السادس: تحديد النوع الاجتماعي للأدوار: ( Gender Roles Identification)
يعتبر التعرف على تقسيم الأدوار بين النساء والرجال أول وسيلة لإظهار وتوضيح الأعمال والأدوار التي يؤديها النساء والرجال في مجتمع ما أو في بيئة معينة والتي تحددها ثقافة المجتمع وتقاليده وعاداته، على أساس قيم وضوابط وتصورات المجتمع لطبيعة كل من الرجل والمرأة، وقدراتهما واستعدادهما وما يليق بكل واحد منهما حسب توقعات المجتمع. (1)
أدوار المرأة المتعددة:
1. دور المرأة الإنتاجي ( Women's productive role)
يمثل هذا الدور الأعمال الإنتاجية المتعددة التي تقوم بها المرأة في محيط الأسرة وخارجه، وتشمل الأعمال المرتبطة بدورها الأسري، وكذلك تلك المرتبطة بمجال الزراعة كالعناية بالمواشي والدواجن وخدمة الأرض، والملاحظ أنّ هذا الصنف من الأعمال يتسم بالاختفائية، ويمكن إرجاع ذلك لعدم الاعتراف به وعدم تقديره لأنه خارج " الدور الرسمي ". (2)
2. دور المرأة الإنجابي Women's Reproductive Role) )(1/9)
يمثل الإنجاب و" الإنجابية " الدور الرئيسي للغالبية العظمى من النساء العربيات ويشمل بصفة عامة ومبسطة الحمل والولادة وإرضاع الأطفال وتربيتهم ورعاية الأسرة. وعندما نقول الدور الرئيسي نعني بأنه الدور الوحيد المعترف به للمرأة من طرف المجتمع وموقف تقييم تأديتها لهذا الدور.
وترتكز تربية البنت منذ استقبالها عند الولادة على تحضيرها على تأدية هذا الدور في أوانه على أحسن ما يرام. وتهيأ البنت وتشجع امرأة المستقبل على تفهم وضعها الاجتماعي ( Social Status ) الأساسي باعتبارها زوجة وأماً وعلى النظر إلى الأطفال باعتبارهم الطريق الأساسي لضمان احترامها والاعتراف بها من طرف المجتمع ويكون الوسط العائلي الممثل الأفضل للمجتمع، حيث يكون ضغطه شديداً على الفتاة في جميع مراحل حياتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفهوم النوع الاجتماعي، الوحدة الأولى، ص8. انظر: أبو نحلة، لميس، مواد تدريبية قام فريق التخطيط المبني على أساس النوع الاجتماعي في وحدة التخطيط التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرها لغرض التدريب، ص 75-76.
(2) المصدر نفسه، ص 9.
وخاصة عند بلوغها ويتمحور هذا الضغط حول ثلاث أسئلة جوهرية: " ألم تتزوجي بعد ؟ "
ثمّ بعد الزواج " لماذا لم تنجبي بعد ؟ " وإذا اكتفت بعدد صغير من الأطفال وخاصة بدون ذكور يبقى المجتمع يترقب ويحاول إقناعها لمواصلة مهمتها النبيلة المقدسة " الجنة تحت أقدام الأمهات ". (1)
ومن الدسائس الفكرية التي تُبث كالسم في العقول، ما قالته إصلاح جاد وبني جونسون من معهد دراسات المرأة: " إنّ ارتفاع نسبة الخصوبة في المجتمع الفلسطيني،...، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشعور العائلة بعدم الأمان، من الضروري تشجيع خفض نسبة الخصوبة. " (2)
3. دور المرأة المجتمعي Women Community
Management Role(1/10)
كتقديم بعض الخدمات الجماعية، منها تدبير موارد البيئة كالماء والوقود والأرض وكذلك الأعمال التي تقوم بها مع غيرها من النساء والرجال لخدمة المجتمع المحلي، وتتفاوت هذه الأعمال باختلاف ظروف الأسرة ومستواها الاجتماعي والاقتصادي. (2)
لم يكتفِ الغرب بترويج هذا المعتقد (الجندر) في بلادهم، ولكنّهم يحاولون نشره في البلاد العربية، ففي فلسطين مثلاً قاموا بمشاركة بعض النساء الفلسطينيات في ورشات عمل لمعرفة أدوارهنّ الاجتماعية في العائلة وصنع القرار العائلي، وتقسيم العمل وأدوارهنّ الاجتماعية على صعيد العمل الزراعي والاقتصادي والإداري، وكذلك السياسي-الاجتماعي، ومدى رؤية المجتمع للأدوار المختلفة للمرأة، وإجراء تقييم جدّي لمدى إدراك النساء لمفهوم الجندر وما هي سمات وصفات هذا المفهوم فلسطينياًً. (4)
…ولكن هل الواقع العلمي يؤيد ما يقولونه أنّه لا اختلاف بين المرأة والرجل، إلاّ من ناحية الجنس ؟؟
في الفصل القادم، إن شاء الله، أبيّن بعض الاختلافات بين الذكر والأنثى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفهوم النوع الاجتماعي، الوحدة الأولى، ص 9.
(2) مواد تدريبية صممت لتدريب كوادر في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة - UNDP - ترجمة لميس أبو نحلة، ص5، حزيران - تموز، 2000م.
(3) المصدر السابق، ص10.
(4) انظر: أبو دحو، جميلة، المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر، ص4.
انظر: عودة، سهير، التدريب المهني والنوع الاجتماعي في المراكز الأهلية والخاصة والحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إدارة تخطيط وتطوير المرأة، 1997م.
الفصل الثاني: ليس الذكر كالأنثى
المبحث الأول: في بنيان الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي.
المطلب الأول: نوع الجنين : ذكر أم أنثى. (1)(1/11)
قال تعالى : { لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن تشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا ًوإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير } . (2)
قال تعالى: { وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى } . (3)
المطلب الثاني: وليس الذكر كالأنثى في البلوغ وتغيراته:
" البلوغ يصحبه جملة تغيرات أساسية هامة تكاد تتناول أجهزة الجسم كلها، خاصة الجهاز العصبي، والجهاز التناسلي، وتتلخص معظمها في خطوات التحول من دور الطفولة بكل ما لها من حقائق ومظاهر إلى دور الأنوثة الكاملة أو الرجولة التامة، في القوام، والبنيان والمظهر والنمو وسائر التصرفات العقلية والنفسية والجسمانية. وفي مختلف الميول، والرغبات واتجاهات التفكير والتطبع والخلق، وذلك فضلاً على الصفات التناسلية الثانوية الخاصة بكل من الجنسين ". (4)
المطلب الثالث: وليس الذكر كالأنثى في الحساسية البدنية:
إذا كانت سمة الحساسية تبرز لدى الرجل في فترات من مجرى حياته، باعتباره إنساناً من الممكن أن يجرح أو يخدش أو يصاب ، فإن المرأة تمتاز عنه في هذا الصدد من جوانب عديدة، وحساسيتها البدنية تعد إحدى السمات المتوغلة في حياتها، والراسخة في أعماقها في الوقت الذي لا وجود لها عند الرجل.
وعلّة ذلك أن وظائف أعضاء المرأة معرضة للإصابة بحكم ممارستها الحياتية التي تمتاز بها عن الرجل ،والإصابات قد تكون من الخارج الى الداخل ، مثل : اختراق خلية المنى لجدار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: Carol H. Mcfadden/William T.Keeton, Biology An Explanation Of Life,p.557, W.W. Norton& Company, Inc., First Edition,1994. (2) سورة الشورى، آية:50
(3) سورة النجم، آية: 45-46.
(4) الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 13، القاهرة، مكتبة القرآن.(1/12)
البويضة وتمزيق العضو الذكري لغشاء البكارة ، وقد تكون هذه الإصابات من الداخل إلى الخارج مثل الحيض والولادة. (1)
المطلب الرابع: وليس الذكر كالأنثى في تكوين الحوض وفي أعضاء التناسل. (2)
المطلب الخامس: وليس الذكر كالأنثى في طبيعة الشهوة الجنسية
وفقا ًلسنة الله تعالى في الطبيعة كان لا بد أن يختلف الجنسان في طبائعهما ، خاصة في طبيعة الشهوة الجنسية ، فشهوة الرجل الجنسية تباين شهوة المرأة ، حيث إنه يتميز بالشهوة الجامحة الملحة الجريئة. (3)
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى - الحمل
الحمل يمثل أحد الفواصل الحديدية بين الأنثى والذكر
قال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه ، حملته أمّه وهنا ًعلى وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} (4)
قال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ، حملته أمّه كرهاًَ ووضعته كرهاً } (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 15.
(2) انظر: موسى، د. رشاد علي عبد العزيز، د. مديحة منصور الدسوقي، د. أميرة عباس عبد الرازق، علم نفس المرأة، ص46-49، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، طـ1، 1424هـ - 2003م.
(2) المصدر نفسه، ص34-35.
انظر: كمال، د. علي، الجنس والنفس في الحياة الإنسانية، جـ1، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، طـ3،
(3) سورة لقمان ، آية:14
(4) سورة الأحقاف، آية: 15.
المطلب السابع: وليس الذكر كالأنثى - الحيض
قال تعالى: { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}(1)
ومما لا ريب فيه أن الحيص يمثل أيضا أحد الفواصل الجذرية بين الأنثى والذكر.(1/13)
وسبب حدوثه عند المرأة البالغة هو بعض التغيرات الدورية التي تطرأ على المبيض والرحم تحت تأثير هرمونات الغدة النخامية أو الغدة الرئيسية المنبثقة من الدماغ.
المطلب الثامن: وليس الذكر كالأنثى في الهرمونات
إن الدلائل العلمية الحديثة تشير إلى أن الإنسان عبارة عن معادلة هرمونية ، ذلك ان الهرمونات تتحكم في جميع وجوه النشاط الجسماني، فمن ناحية الجنس والحمل والولادة؛ دور الهرمونات معروف وبارز، ومن ناحية الخوف والشجاعة واتخاذ القرارات والسلوك الشخصي عامة؛ دورها أساسي.
" هناك أربعة من علماء الفيزيولوجيا (Physiology) هم: شارل فينكس، وروبرت غوى، وأرنولد جيرال، ووليم يونغ، أجروا عام 1959 م، دراسة هامة تعتبر إحدى نقاط التحول في هذا المضمار؛ إذ حقنوا عدداً من إناث الخنزير الهندي في طور الحمل كميات كبيرة من هرمون التستوسترون؛ فظهرت لدى المواليد الإناث أعضاء تناسلية ذكرية إلى جانب المبيض. وعندما انتزع هؤلاء العلماء المبيض، وحقنوا هذه الإناث الشاذة مزيدا من التستوسترون، أخذت تتصرف كالذكور حتى أنها أقبلت على مجامعة الإناث ذات التكوين الطبيعي." (2)
من العلماء من يقول : لولا مفهوم الهرمون الجنسي لولدت الكائنات متساوية الجنس. (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة، رقم:
(2) الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 50.
(3) المصدر نفسه، ص 53.
المبحث الثاني: الاختلاف بين الذكر والأنثى من حيث جنس الدماغ أصلاً.
كتاب جنس الدماغ ( Brain Sex )، ناقش أثر الفروقات البيولوجيّة على الأفكار والميول والسلوك، وهو من تأليف كلٍّ من آن موير وهي حاصلة على دكتوراة في علم الوراثة وديفيد جيسيل.(1/14)
إنّ هذا الكتاب ليس بالكتاب الوصفي، إنه فقط يوضح كيف أنّ أدمغة الجنسين تختلف عن بعضها، ويحاول أن يربط هذه الفروقات مع جوانب السلوك المختلفة التي يمكن ملاحظتها في كل من الرجل والمرأة، ذلك السلوك الذي مجّده قوم وندبه آخرون طيلة قرون. (1)
مما جاء فيه:
" الرجال مختلفون عن النساء، وهم لا يتساوون إلاّ في عضويتهم المشتركة في الجنس البشري، والادعاء بأنهم متماثلون في القدرات والمهارات أو السلوك تعني بأننا نقوم ببناء مجتمع يرتكز على كذبة بيولوجية وعلمية.
فالجنسان مختلفان لأنّ أدمغتهم تختلف عن بعضها؛ فالدماغ، وهو العضو الذي يضطلع بالمهام الإدارية والعاطفية في الحياة، قد تم تركيبه بصورة مختلفة في الرجال عنه في النساء، ولهذا فهو يقوم بمعالجة المعلومات بطريقة مختلفة عند كل منهما والذي ينتج عنه في النهاية اختلاف في المفاهيم والأولويات والسلوك.
ولقد شهدت العشر سنين الأخيرة زيادة هائلة في البحث العلمي لمعرفة الأسباب التي تكمن وراء اختلاف الجنسين، فخرج الأطباء والعلماء وعلماء النفس والاجتماع أثناء عملهم، الذي تم بشكل مستقل، بمجموعة من النتائج التي لو أخذنا بها جميعاً فإنها تعطينا صورة متجانسة وهي في ذات الوقت صورة مذهلة من عدم التماثل بين الجنسين.
وأخيراً تم التوصل إلى جواب عن هذا النُّواح المزعج والمتمثل في: "لماذا لا تستطيع المرأة أن تصبح مثل الرجل؟". ولقد حان الوقت لنسف الأسطورة التي تقول بقابلية تبادل الأدوار بين الرجال والنساء إذا ما أُعطوا فرصاً متساوية لإثبات ذلك، ولكن الأمر ليس كذلك لأن كل شيء فيهما أبعد ما يكون عن التساوي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, The Real Difference Between Men and Women, Translated by: Bader Al-manyes, 1993.(1/15)
وإلى عهد قريب كان يتم تفسير الاختلافات السلوكية بين الجنسين من خلال عملية التكيّف الاجتماعي، مثل توقعات الوالدين اللذين تعكس مواقفهما بدورها توقعات المجتمع ككل؛ فيُطلب من الأولاد الصغار عدم البكاء وإن الطريق إلى القمة يعتمد على الإصرار والعدوانية، وبهذا لم يعط أي اعتبار لوجهة النظر البيولوجية التي تقول بأننا قد نكون ما نحن عليه بسبب الطريقة التي خلقنا عليها، وهناك اليوم الكثير من الدلائل البيولوجية الجديدة التي تُهيئ الطريق كي تسود فيه حجة التفسير الاجتماعي للفروق، ولكن البرهان البيولوجي وفر لنا أخيراً إطاراً علمياً وشاملاً وقابلاً للإثبات بالدليل، والذي من خلاله نستطيع أن نبدأ في فهم لماذا نحن على ما نحن عليه.
وإذا كان التفسير الاجتماعي قاصراً، فإن الحجة البيوكيميائية (biochemical) تبدو وكأنها أكثر معقولية - بأنّ الهرمونات هي التي تجعلنا نتصرف بطريقة معينة ونمطية - ولكن،...، نجد أنّ الهرمونات وحدها لا تزودنا بالإجابة الشاملة عن السؤال، حيث أنّ الذي يؤدي إلى هذا الاختلاف هو التفاعل بين تلك الهرمونات وأدمغة الذكور أو الإناث التي أعدت سلفاً من أجل أن تتفاعل معها بطرق خاصة.(1/16)
الاختلافات بين الرجال والنساء قد يُغضب كلا الجنسين أو يجعلهما يشعران بالرضا، ولكن كلا هذين الموقفين على خطأ، فلو كان للمرأة من الأسباب ما يدفعها للغضب، فإن ذلك ليس لأنّ العلم قد قلل من قيمة المعركة التي كسبتها المرأة بعد كفاحها المرير من أجل المساواة، ولكن الغضب يجب أن يوجه أساساً إلى أولئك الذين يسعون إلى إساءة توجيه المرأة وإلى الذين ينكرون عليها جوهر تكوينها. فلقد نشأت العديد من النساء في الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية ليؤمنّ بأنهن أو أن عليهن أن يكن "مثل زملائهن الرجال"، وفي غمرة هذا كله تحمّلن الآلام الشديدة وغير الضروريّة والإحباط وخيبة الأمل، ولقد حملن على الاعتقاد أنه وبمجرد أن يقمن بتحطيم قيود تحيزات واضطهاد الرجال- السبب المزعوم في منزلتهن المتدنية - فإن أبواب الجنة الموعودة من المساواة سوف تفتح على مصراعيها، وستكون النساء، وبعد طول انتظار، حُرّات في تسلق وانتزاع أعلى مراتب المهن والحرف من الرجال.
وبدلاً من ذلك، وعلى الرغم من القدر الكبير من الحرية التي حصلت عليها المرأة في التعليم والفرص في الحياة وفي عدم خضوعها لقيود المجتمع، إلا أنّ النساء لم يحققن تقدماً مهماً بالمقارنة مع ما كان عليه وضعهن قبل ثلاثين سنة. والسيدة تاتشر ما زالت الاستثناء الذي يثبت القاعدة. ولقد كانت هناك نساء أكثر في الوزارة البريطانية في سنوات الثلاثينيات من هذا القرن مما هن عليه في الوقت الحاضر. كما أنه لم تحصل زيادة تذكر في عضوات البرلمان البريطاني خلال الثلاثين سنة الماضية، وبعض النساء، ومن منطلق إحساسهن بالقصور في الوصول والاقتسام المزعوم للسلطة والقوة، يشعرن بأنهنّ قد فشلن، ولكن الحقيقة هي أنهنّ فشلن فقط في أن يصبحن مثل الرجال.(1/17)
ومن الناحية الأخرى يتعين ألا يكون هذا دافعاً للرجال للشعور بالفرح والسرور، على الرغم من أنّ بعضهم سوف يجد في ذلك سلاحاً من أجل زيادة التعصب، فمع أنّ معظم النساء لا يحسنّ قراءة الخرائط مثل الرجال، إلا أنهنّ أفضل في قراءة شخصية الإنسان، والناس كما نعلم، أهم من الخرائط. "سيحاول عقل الذكر، في هذه اللحظة، البحث عن استثناءات لهذه القاعدة".
وقد شعر بعض العلماء بالقلق حول مصير كشوفاتهم، فالبعض من هذه النتائج إما أن تكون قد طمست أو أنها وضعت بهدوء على الأرفف وذلك بسبب ردود الفعل الاجتماعية التي قد تثيرها، ولكنه من الأفضل عادة أن يتصرف الإنسان على ضوء ما هو حقيقي بدلاً من مواصلة الزعم بأنّ ما هو حقيقي يجب أن لا يسود.
والأفضل من هذا كله هو في أن نرحب بهذه الاختلافات المكمّلة لبعضها وأن نستثمرها، فالواجب على النساء في هذه المرحلة أن يساهمن بمواهبهن الأنثوية الخاصة بدلاً من تبديد طاقتهن في البحث عن بديل ذكوري لأنفسهن، فيستطيع خيال المرأة الخصب مثلاً أن يجد الحلول لأصعب المشكلات - مهنيّة كانت أو منزلية - بضربة حدسيّة واحدة.
إنّ أكبر مبرر يمكن أن يسوقه الإنسان للدفاع عن فكرة وجوب الاعتراف بالفوارق بين الجنسين هو أنّ الاعتراف بهذه الفوارق قد يجعلنا أكثر سعادة، فإدراكنا، على سبيل المثال، بأنّ للجنس مصادر ودوافع وأهمية مختلفة في أدمغة الذكور والإناث،...، قد يجعل منا أزواجاً وزوجات أفضل، وأكثر مراعاة لحقوق ومشاعر الطرف الآخر، كما أنّ الإدراك بأنّ الرجال والنساء غير قادرين على تبادل أدوار الأبوة والأمومة فيما بينهم قد يجعل منا آباء وأمهات أفضل.(1/18)
ولكن الاختلاف السلوكي الأكبر بين الرجال والنساء هو في عدوانية (aggression) الرجال الطبيعية والمتأصلة فيهم والتي تفسر إلى حد بعيد هيمنتهم التاريخية على بقية الأجناس الأخرى، والرجال لم يتعلموا هذه العدوانية من أجل استخدامها في الحرب الدائرة بين الجنسين، ونحن بدورنا لا نعلم أطفالنا كي يصبحوا عدوانيين، مع أننا في الواقع نحاول عبثاً أن ننزع منهم عدوانيتهم، وحتى أكثر الباحثين معارضة للاعتراف بالفوارق بين الجنسين يقرّون بأن العدوانية هي ميزة ذكورية، وأنه لا يمكن تفسير وجودها من خلال عملية التكيف الاجتماعي.
وبإمكان الرجال والنساء أن يجعلوا حياتهم أكثر سعادة، وأن يفهموا ويحبوا فيها بعضهم أكثر، كما يمكنهم تنظيم عالمهم بشكل أفضل، إذا ما اعترفوا بفوارقهم، ويستطيعون بعد ذلك أن يؤسسوا حياتهم على الأعمدة الثنائية لهوياتهم الجنسانيّة المميزة. فلقد حان الوقت كي نتوقف عن التنازع العقيم حول مقولة إنّ الرجال والنساء خلقوا متساوين، فهم لم يخلقوا كذلك ولن يستطيع أي مقدار من المثاليّة أو من الخيال الطوبائي تغيير هذه الحقيقة، ولكنها بالتأكيد ستؤدّي إلى توتر العلاقة بين الجنسين. " (1)
واستخلص الكاتب والكاتبة في نهاية أبحاثهم على أنّ:
- النساء ليست لديهنّ رغبة في فعل ما يفعله الرجال
- إن طفلة بعمر ساعة واحدة تتصرف بطريقة تختلف عن تصرفات طفل ذكر من العمر نفسه. المجتمع لا يحدث أثره بهذه السرعة؟
- في الأسبوع الأول من ولادتهن فإن البنات، وليس الأولاد، هن اللواتي يستطعن التمييز بين أصوات صراخ طفل وضجيج عادي من نفس حدة النبرات. المجتمع لم يكن راقداً بجوار مهد الطفل يعلمه التمييز بين الأصوات؟(1/19)
- النساء أكثر حساسيّة للصوت والرائحة والتذوق واللمس من الرجال. والنساء يمتلكن القدرة على تمييز الفوارق الدقيقة في الصوت والموسيقى بسهولة أكبر، والفتيات يكتسبن المهارات اللغوية وطلاقة اللسان والحفظ قبل الأولاد، كما أنّ الإناث أكثر حساسيّة للمضامين الشخصية والاجتماعية، وأكثر مهارة في فهم التلميحات التي تحويها التعبيرات اللفظية والإيماءات، وهن أسرع من الرجال في عمليات تحليل المعلومات الحسيّة والشفهية، لأنهنّ يعتمدن بشكل أكبر على إحساسهنّ الداخلي.
- لكنّ الرجال هم الأفضل في المهارات التي تتطلب قدرات مكانية، وهم أكثر عدوانية وحباً في تأكيد الذات
- هناك فروق بدنية (حجم الجسم والتقاطيع الجسدية، والهيكل العظمي، والأسنان، وفترة البلوغ ... الخ) فإن هناك اختلافات جوهرية موازية في الوظائف الدماغية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, p.15-20.
- الفتيات اللاتي تعرَّضن إلى الهرمونات الذكرية داخل الرحم أصبحن أكثر تأكيداً للذات وثقة بالنفس، وفضلن حين كن طفلات صغيرات صحبة الأولاد والمشاركة في الأنشطة التي تدور خارج المنزل، كما أنهن أقل اهتماماً من أخواتهن بالعرائس واللعب المستغرق في الأحلام ورواية القصص والحديث إلى الفتيات الأخريات، ويصل الأمر في النهاية إلى أنهن يصبحن أقل اهتماماً بأمور الأمومة. أما الأولاد الذين تعرضوا لهرمون الأنوثة داخل الرحم، فقد انتحوا في سلوكهم ناحية السلوك الأنثوي؛ فأصبحوا أقل عدوانية وتأكيداً للذات وإقبالاً على الألعاب الرياضيّة.(1/20)
وهنالك أيضاً فروق مورفولوجية بين أدمغة الرجال والنساء - بمعنى أنّ هناك اختلافاً في التركيب أو الشكل. ففي الرجال يكون الدماغ مركباً بشكل مُحكم وفعّال يمكنه من تحليل المعلومات البصريّة والمكانيّة والتفكير الرياضي، وحيث أنّ الرجال يتفوقون في هذا المجال فإنهم يستدعون بصورة أكثر هذه الإمكانات في طريقة تعاملهم مع الحياة - بالتحليل وإطلاق النظريات. وبنفس الطريقة فإنّ عقل المرأة مصمم لمهارات تتطلب الدقة والتتابع والطلاقة اللغوية. وبناء على ذلك فإن خلفية عالمهن ليست كتلك التجريديّة الصريحة للرجل، ولكنها أشبه ما تكون بصورة مصغرة أحكمت تفاصيلها.
والنساء يتمتعن بترابط أكثر بين شقي الدماغ، وهذا يعزز لديهن المهارات اليدوية التي تستخدم اليدين معاً، وأحياناً يكون هذا الاتصال بين نصفي الدماغ مصدراً للإرباك ومعرقلاً للكفاءة - كمن يحاول أن يركز انتباهه عندما يكون هناك من يتحدث في الجوار - لكن الفائدة تكمن في القدرة الزائدة على ربط وفهم ونقل المعلومات اللفظية وغير اللفظية وكذلك العاطفة.
وحيث أنّ جنس الدماغ يتحدد وهو في مرحلة التكوين العصبي داخل الرحم فإن اختلاف جنس الدماغ لا يظهر بشكل كامل حتى تبدأ هرمونات البلوغ في التدفق، وآنذاك تظهر الاختلافات وتتعزز حسب ارتفاع وانخفاض تدفق الهورمونات، وهي - إذا اتخذت منحى التطرف - ستدفع بالرجال إلى العنف وبالمرأة إلى التقلبات السلوكية والنفسيّة غير المنطقيّة. وفي الغالب فإنها تعطي الرجال قدراً أكبر من الثقة بالنفس والقدرة على التركيز والتفرد بالرأي والعدوانيّة المرسومة للحوافز والطموح، بينما هي عند النساء تنمّي الحاجة والرغبة إلى إقامة وإدامة علاقات حميمة مع من حولهن من الناس.(1/21)
ويؤثر مستوى الهرمون الذكري عند سن البلوغ على مستوى الكفاءة العقليّة عند الرجال، فالمستويات الهرمونيّة المرتفعة جداً أو المتدنيّة جداً تكبح المهارات الرياضيّة والقدرات المكانيّة بالطريقة نفسها التي تتركها عمليّة مزج الوقود بالنسبة للسيارة - حين يكون هذا المزج كثيراً جداً أو قليلاً جداً بمادة الأوكتين - من ضعف في كفاءة أداء محركها. والعبقرية الرياضية ربما يكون لها ذلك المستوى المتوسط من الهرومون الذكري.
وفي مرحلة متقدمة من العمر وحين تبدأ ينابيع الهرمونات بالنضوب، تأخذ هذه الفروقات العقلية بفقدان طابعها الحاد الذي كانت تستمد عناصر قوتها منه، فتصبح المرأة أكثر عدوانيّة ورغبة في تأكيد الذات، وذلك لأنّ الهرمونات الأنثوية تكون قد فقدت عناصر قوتها وقدرتها على تحييد الهرمون الذكري والمتواجد لدى جميع النساء. فهنالك أساس بيولوجي لذلك النمط الشائع من النساء المتقدمات في العمر، والمتميز بظهور الشعر في وجوههن إلى جانب بروز بعض النزوات والأطباع الغريبة. أما الرجال فإن اتجاهاتهم يظهر عليها الضعف حين يأخذ مستوى التستوسترون لديهم في الهبوط وبالتالي يصبحون أقل قدرة على تحييد الهرمونات الأنثوية المتواجدة عندهم بشكل طبيعي، ولو نظرنا إليهم وهم يتأملون حديقة المنزل لوجدناهم يتساءلون عن السبب الذي جعلهم يبددون هذا العمر الطويل في الصراع والكفاح في سبيل الصعود الوظيفي.(1/22)
فالعلم، بناء على ذلك يستطيع أن يقدم لنا تفسيراً للطريقة التي أصبح فيها الرجال والنساء مختلفين عن بعضهم، ولكن بعض السياسيين، المنادين بمساواة المرأة بالرجل، سوف ينكرون صدق العلم. وفي الحقيقة فإن قلة من العلماء يجادلون بأنّ الآراء السياسية المطالبة بالمساواة قادرة على أن تبطل سلامة العلم نفسه، فأحد الكتّاب يقول بأننا خاضعون بقوة لفكرة تساوي الجنسين وإنّ الجو الجنساني مشحون لدرجة أنّ الباحثين وبحوثهم - إرادياً أو لا إرادياً - تكون عادة متحيّزة، وبأنّ آلاف الدراسات الإكلينيكيّة تخلو من أي معنى، وأنّ الفروق التركيبيّة ليست ذات أهمية، والمقالات الأكاديميّة التي لا حصر لها إنما ذهبت أدراج الرياح وهي تحاول أن تدعم مغالطة علميّة.
ويعتقد آخرون بأنّه حتى لو كان العلم مصيباً فإنه لا حق لأحد في أن يستمع إلى هذا الصدق بسبب التخوف من إساءة استخدام هذه الحقيقة العلميّة لاحقاً. ويعبّر أحد علماء وظائف الجسم النرويجيين عن ألمه فيقول:
"... الناس المثقفين، ومن بينهم أولئك الذين وصلوا أعلى المراتب بين جمهرة العلماء، يُظهرون الجهل نحو الحقائق البيولوجيّة الأوليّة، أو أنهم ببساطة ينكرونها، والبعض ... يتمسك بالرأي القائل بأنه حتى لو كانت الفوارق في السلوك بين الجنسين ترجع في جزء منها إلى فوارق بيولوجيّة بينهما، إلا أنّ المناقشات في هذا المجال يجب ألا تجري حتى لا نُخاطر بمنح أنصار العنصريّة والعناصر غير الديموقراطيّة مبرراً للتمسك بآرائهم".
إنّ كاتب المقالة السابقة يعتقد بأنّ من واجب العلم أن يتصدى لهذا الرأي؛ أولاً لأنه رأي غير علمي، وثانياً لأنه يشوش إحساسنا بالعدالة، والتي لن نستطيع الكفاح من أجل تحقيقها إلا من خلال معرفة حدود وإمكانات طبيعتنا البيولوجيّة.
إنّ إهمال الحقائق الأساسيّة للطبيعة البشريّة يكون في أقل الاحتمالات في مستوى خطورة إساءة تفسير تلك الحقائق.(1/23)
إنّ الرأي، والذي نحن من أنصاره، يجادل بأننا نستطيع الاستفادة أكثر من هذا العالم متى ما فهمنا كيفيّة تركيبه وصنعه أكثر مما لو كنا نحاول أن نبني العالم الذي نريد من مواد ولوازم لا نعرف عنها شيئاً.
فالجهل أو الإنكار للفروق لم يجعلا العالم مكاناً طيباً للعيش بالنسبة للمرأة. والعالم الأنثروبولوجي الأمريكي ليونيل تايجر Lionel Tiger يقول في هذا الصدد، إنّ المفاهيم المتداولة الآن في العالم حول المساواة بين الرجل والمرأة قد أدت في واقع الأمر إلى مزيد من عدم المساواة بينهم. وإذا كنت ممن يرفضون الأدلة حول الفوارق الجنسانية فإنك بهذا لا تغيّر مؤسسات وبناءات المجتمع بطريقة تسمح بتسويّة هذه الفروق. ولذلك، " ففي هذا الوقت يتعين على النساء أن يقمن بتسوية الخلاف مع أنفسهن، وهن اللائي يُطلب منهن أن ينافسن الرجال في مؤسسات يقوم الرجال بتوجيهها، وتكون النتيجة النهائيّة لذلك هي في حرمانهن المتواصل، والمزيد من التذمر والقلق الذي نشهده حالياً".
ويسرد البروفيسور تايجر مثالاً معبراً لذلك: إن أداء الفتيات لامتحان كتابي يهبط بمعدل 14% استناداً إلى وقت الدورة الشهريّة، والبعض من العقليات الأنثويّة الممتازة يحكم عليها بالحصول على نتائج من الدرجة الثانية بحكم الأمور البيولوجيّة ومجرد مصادفة التقويم (Calendar) ، وهذا لا يمكن اعتباره عدلاً بأي شكل من الأشكال، ومع ذلك فإنّ العديد من النساء يفضلن القبول بهذا الإجحاف على أن يطالبن بنظام للاختبار يقر ويُدخل في اعتباره هذه الإعاقة الأنثويّة البيولوجيّة. ولو أنّ نسبة مماثلة من الرجال عانت من إعاقة مشابهة لتلك التي للنساء، لكان ذلك رهاناً رابحاً بأنّ تشريعاً سيوضع للتخفيف من آثارها.(1/24)
ومع ذلك يظل ذوو النوايا الحسنة من الساسة والمربين على إصرارهم، وإن كان بوسائل أقل تعسفاً، في رسم نهاية للفوارق الجنسانيّة الشائعة؛ ففي فصول المدارس التقدميّة يقرأ الأطفال عن الأميرة التي تنتصر على التنين وتُنقذ الأمير. وترسم لنا الكتب صور نساء إطفائيّات ومن سائقات الشاحنات. أما المعلم المعادي لمبدأ اختلاف الجنسين فيقترح على طلبته أن يكتبوا موضوع إنشاء يبدأ بالكلمات التالية: "لبست نادية قفازات الملاكمة ودخلت إلى الحلبة". كما أنّ الفتيات يجب أن لا يسمعن المديح بسبب تفوقهن في النظافة والهندام، ولا ينبغي للطلاب دون الفتيات أن يسمعوا التقريع بسبب سلوكهم المشاغب - "ما لم يتمادوا في سلوكهم هذا" . وإنّ عملية التعليم التي تقوم على المساواة بين الجنسين عملية كليّة يجب أن تشمل كل جوانب بيئة الفصل الدراسي".
ولكن ثمة مشكلتان هنا:
- الأولى وهي حتميّة الكذب باسم التعليم - والأسوأ من ذلك هو أنه كذب لا يخفى حتى على الأطفال.
- والثانية أنّ هذه الطريقة الكلية لن تترك سوى القليل من الوقت لتعلم أي شيء آخر، وربما يكون من أكثر الأمثلة سذاجة على (المَحو الجنساني) هو نظام إدخال المعلومات الذي يدرج أوتوماتيكياً كلمة أو (هي) بعد كل كلمة (هو) يقوم الطابع بإدخالها، فهذا يضمن التخلص الأوتوماتيكي من الكتابة المتحيزة جنسانياً وبهذا نحصل على قمة مكننة اللغة في هذه المسالة.
إنّ الشعارات لا تغير من الحقيقة شيئاً، علينا أن نضع نهاية لتلك الاهتمامات العقيمة المرتكزة على المساواة الاصطناعية، والتخلي عن عمليات الإنكار المضنية وغير الطبيعية، وأن نحقق بدلاً من ذلك الاستمتاع بذواتنا، وأن نغرس علاقة جديدة بين الرجال والنساء. (1)
دماغ الرجل يحتوي 22.8 مليار خلية مقابل 19.3 ملياراً عند المرأة:(1/25)
أجرى الباحثان الدكتورة بنت باكنبرغ والبروفيسور جورغر غوندرس تحليلاً ل 94 دماغاً سليماً لدنماركيين فارقوا الحياة تتراوح أعمارهم بين 20و 90 سنة ونشرا أبحاثهما في جورنال اوف كومباراتيف نورولوجي.
وخلص الباحثان إلى أنّ أدمغة الرجال تحتوي على ما معدله 22.8 مليار خلية مقابل 19.3 مليار خلية في أدمغة النساء.
وأعلنت الدكتورة باكنبرغ لوكالة فرانس برس: لقد فوجئنا بهذا الفارق ولم نكن نعتقد بأنه كبير إلى هذه الدرجة؛ حتى وإن كان وزن دماغ الرجل يفوق وزن دماغ المرأة ( يزيد وزن دماغ الرجل عن دماغ المرأة 150 غراماً ).
وأضافت باكنبرغ " من الممكن في هذه الاختبارات أن يكون الرجال أفضل من النساء في بعض المجالات ولكنهم ليسوا بشكل عام أكثر ذكاءً " (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, p. 215-234.
(2) النوع الاجتماعي، طاقم شؤون المرأة، ص11.
المبحث الثالث :ليس الذكر كالأنثى في السمات النفسية والعقلية :
المطلب الأول: سمات الأنثى النفسية والعقلية
تشير البحوث العلمية إلى أّن العاطفة هي السمة الأساسية التي تتسم بها نفس حواء.
من سمات الأنثى النفسية والعقلية:
1- القدرة على التأثير بالإيحاء.
2- سرعة الاستجابة للدوافع.
والدافع مؤشر قوي يدفع الكائن الحي إلى القيام بسلوك يرمي إلى تحقيق غرض محدد.
3- سرعة التأثر العاطفي.
4- الرغبة في التنوع.
5- الحساسية والمرونة.
تظهر على كثير من بنات حواء مظاهر النشاط والصحة والمرح والابتهاج، ولكن تنتابهنّ مشاعر الضيق والانقباض في أثناء فترة الحيض مثل العصبية وعدم الانسجام وسرعة التهيج والحساسية المرهفة وكثرة تقلب المزاج.
6- التماس حواء لعون الرجل وحمايته.
7- سمة التقبلية.
من الناحية الوجدانية تميل المرأة إلى أن تكون الموضوع المعشوق الذي يحظى بالإعجاب فلها الميل الفطري للتزين وأن تكون على أجمل صورة وأبهى منظر لتعشق وتُحب.(1/26)
8) سمة الحدس والإلهام.
9) سمة الاحتواء والرعاية.
وتظهر سمة الاحتواء عند المرأة فسيولوجياً في عملية الحمل ، ثم في احتضان الطفل.
10) الأمومة:
هي الغريزة الفطرية المحورية التي تتمركز حولها حياة الأنثى منذ الصبا إلى الشيخوخة. (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 59-70.
وانظر: وصفي، د. محمد، الرجل والمرأة في الإسلام، تقديم محمد عبد الله السمان، خرّج أحاديثة محمد صدّيق المنشاوي الوهاجي، ص 44-58، القاهرة، دار الفضيلة.
المطلب الثاني: سمات الذكر النفسية والعقلية
يكمن شيء من الطموح عادة ًفي تفكير الرجل وسلوكياته وتتجلى هذه السمة عنده في الرغبة المتزايدة في القوة والسيطرة والكمال بوجه عام.
يتميز عقل الرجال بصفة عامة بالسمات التالية:
1) التفكير المنطقي المنظم في حل المشاكل.
2) التفكير الإبداعي الابتكاري.
3) القدرة على التركيز العقلي ومواصلته اتجاه هدف محدد.
إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الجنسين الذكر والأنثى يكمل أحدهما الآخر، لكل منهما وظيفته التي تتفق مع الفطرة الإنسانية التي أودعها الله بهما. (1)(1/27)
إنّ الله تعالى خلق الجنس البشري من نوعين، يكمل أحدهما الآخر، وأن كلاً منهما يتجه في الحياء=ة اتجاهاً يسير جنباً إلى جنب مع اتجاه الجنس المقابل، ليؤدي كل واحد منهما الوظيفة التي تؤهله صفاته للقيام بها نحو المجتمع الإنساني،...، ولا شك أنّ رقي الإنسانية الحقيقي لا يكون إلاّ بتوزيع الأعمال، وملائمة كل جنس للوظيفة التي يقوم بتأديتها في هذه الحياة، فالرجل،...، مستعد بطبيعته وقواه الجسمية إلى الزعامة والقيادة، لقدرته على التصرف عند المواقف الحرجة، وعلى الابتكار للخروج من المآزق بسرعة، أما المرأة فليس لها هذا الاستعداد، ولكنها تفوق الرجل في الصبر والجلد والقدرة على المقاومة والسرعة في التنفيذ، ولذلك كان الرجل أكثر استعداداً للتنفيذ، ولما تمتاز به المرأة من الصبر وقوة الوجدان والحنو والشفقة، تستطيع أن تكون أمّاً وممرضة، وسلوة للرجل إذا حلت به النكبات، أو استولت عليه الهموم، فترى المرأة بذلك عوناً للرجل، وترى الرجل عوناً للمرأة كذلك.
والمرأة أقرب ما يكون إلى المزاج الانفعالي وهي عملية أكثر منها فلسفية. (2)
ونستطيع القول أن المرأة تحمل لواء العاطفية والرجل يحمل لواء العقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 71-75.
وانظر: وصفي، د. محمد، الرجل والمرأة في الإسلام ، ص 44-58
(2) وصفي، د. محمد، الرجل والمرأة في الإسلام ، ص 57-58.
الفصل الثالث: الأمور التي ساوى وفرق بها الإسلام بين الذكر والأنثى
المبحث الأول: المساواة بين الذكر والأنثى في الإسلام
ساوى الإسلام بين الذكر والأنثى في أمور عدة منها :
المطلب الأول: القيمة الإنسانية(1/28)
يسوي الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية الإنطولوجية ( الوجودية ) ، حيث خلق الله الأثنين من طينه واحدة ومن معين واحد ، فلا فرق بينهما في الأصل والفطرة ، ولا في القيمة والأهمية. والمرأة هي نفس خلقت لتنسجم مع نفس، وروح خلقت لتتكامل مع روح وشطر مساو لشطر.
قال تعالى : { والله خلقكم من تراب ، ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً } (1).
والإسلام يقرر أن قيمة أحد الجنسين لا ترجع كون أحدهما ذكراً والآخر أنثى بل ترجع إلى العمل الصالح والتقوى. (2)
قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ًوقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير } (3)
المطلب الثاني: المساواة بين الذكر والأنثى في المسؤولية الخاصة والعامة وفي الثواب والعقاب.
كل إنسان في ميزان الله مسؤول عن عمله
قال تعالى : { كل إمرئٍ بما كسب رهين } (4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة فاطر، آية:11
(2) الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص85.
انظر: الحسيني، سهيلة، المرأة في منهج الإمام الغزالي، تقديم: د. محمد عمارة، ص 164، القاهرة، دار الرشاد، ط1، 1419هـ - 1998م. انظر: أبو شقة، عبد الحليم محمد، تحرير المرأة في عصر الرسالة، جـ1/71، معالم شخصية المرأة المسلمة، الكويت، دار القلم. طـ5، 1420هـ - 1999م.
انظر: الغزالي، محمد، قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة، ص35، بيروت، دار الشروق، طـ3، 1412هـ - 1991م. انظر: العك، خالد عبد الرحمن، بناء الأسرة المسلمة في ضوء القرآن والسنة، ص203-206، بيروت، دار المعرفة، طـ5، 1423هـ - 2003م.
(3) سورة الحجرات، آية:13.
(4) سورة الطور، آية:21
قال تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } (1) فاطر :18
قال تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }(2) النجم :39(1/29)
فالعمل الصالح سواء عمله الذكر أم الأنثى له الثواب والأجر عند رب العالمين -عز وجل-.
قال تعالى: { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً } (3) النساء :124
المطلب الثالث: المساواة بين الجنسين في العقوبات لا مفاضلة
قال تعالى: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله }(4) المائدة :38
قال تعالى: { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلده }(5) النور :2
هذه المساواة بين الجنسين في المسؤولية الخاصة، أمّا العامة منهم أيضا ًمتساووين فيها؛ كلٌ حسب ميدانه ليكونا مجتماً مستقيماً دعائمه إيمانية.
قال تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}(6)
المطلب الرابع: المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق المدنية
ساوى الإسلام بين الجنسين في الحقوق المدنية على كافة مستوياتها، من تملك وتعاقد وبيع وشراء ورهينه وهبه وحق في توكيل الغير أو ضمانه فللمرأة شخصيتها الكاملة مثل الرجل في الإسلام لها حق التصرف في حالها قبل الزواج وبعده كيفما شاءت في إطار الشريعة الإسلامية. (7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة فاطر، آية:18.
(2) سورة النجم، آية 39.
(3) سورة النساء، آية 124.
(4) سورة المائدة، آية 38.
(5) سورة النور، آية 2.
(6) سورة التوبة: آية71.
(7) انظر: موسى، د. رشاد علي عبد العزيز، د. مديحة منصور الدسوقي، د. أميرة عباس عبد الرازق، علم نفس المرأة، ص 35
انظر: حوى، سعيد، الإسلام، راجعه الأستاذ وهبي سليمان الفاوجي، 233، ط3، 1401 هـ - 1981م.
المطلب الخامس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق إبداء الرأي
الإسلام أعطى المرأة حقها كاملاً من حيث الحوار والمجادلة وإبداء الرأي. (1)(1/30)
قال تعالى: { قد سمع الله قول التي تجادلاك في زوجها وتشتكي إلى الله } (2)
وأيضاً أم سلمه زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - لما استشارها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أثناء صلح الحديبية أبدت رأيها وكان هو الرأي الذي أخذ به الرسول - صلى الله عليه وسلم-.
المطلب السادس: المساواة بين الذكر والأنثى في حق التعلم والتعليم
قال تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب }(3)
العلم لا يستوي مع الجهل ، فالإنسان لا يمارس الصواب ويحيد عن الخطأ؛ إلاّ إذا اكتسب علماً أهله لذلك. (4)
قالت عائشة: " نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين " (5)
عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك فوعدهنّ يوماً، لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ. " (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: زيدان، د. عبد الكريم، حقوق وواجبات المرأة في الإسلام، ص74-88، بيروت، مؤسسة الرسالة، طـ1، 1425 هـ - 2004م.
(2) سورة المجادلة، آية:1
(3) سورة الزمر، آية: 9
(4) انظر: أبو شقرة، عبد الحليم محمد، تحرير المرأة في عصر الرسالة، ص 117. انظر: محمود، د. علي عبد الحليم، المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى الله، ص 197-206. انظر: عتر، د. نور الدين، ماذا عن المرأة، ص 28-35، بيروت، دار الفكر، 1399 هـ - 1979م.
(5) رواه البخاري في صحيحه، برقم 130، كتاب العلم ، باب الحياء في العلم ، انظر: ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري، طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز، محمد فؤاد عبد الباقي، جـ1/335، دار مصر ، ط1 ، 1421هـ -2001م.(1/31)
(6) متفق عليه، رواه البخاري برقم 101، كتاب العلم، باب هل يُجعل للنساء يوم على حدة في العلم، ومسلم برقم 2633، في كتاب البر والصلة، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه. انظر: ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري، جـ1/286. وانظر: النووي ، يحيى بن شرف، صحيح مسلم بشرح النووي ، للنيسابوري ، مسلم الحجاج القشيري ، ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي ، جـ16/149، بيروت دار الكتب العلمية ، 1420هـ-2000 م.
المطلب السابع: المساواة بين الذكر والأنثى في حق الانفصال
الإسلام كما أعطى للرجل حق الانفصال عن زوجته أعطى للمرأة هذا الحق، ولكن يفرق بينهما في كيفية وأسلوب هذا الانفصال " فهو يسوي بينهما في الحق، ويفرق بينهما في كيفية استخدام هذا الحق، حيث يعطي الرجل حق الطلاق ويعطي المرأة حق الخلع" (1)
المبحث الثاني: الأمور التي فرق الإسلام فيها بين الذكر والأنثى:
ليس الذكر كالأنثى في:
المطلب الأول: بعض التكاليف التعبدية:
إن الله الذي خلق الرجل والأنثى يعلم كل ما يصلح ويلائم طبيعتهما في كل ميادين الحياة
وبالتالي الإسلام يبني على أساس " الاختلافات الطبيعية القائمة بينهما تفرقة في بعض التكاليف التعبدية تهدف في المقام الأول والأخير مراعاة المرأة وصيانتها والتخفيف عنها ، رحمة بها وتقديراً لظروفها. (2)
فمثلاً الإسلام يسقط عن المرأة الصلاة والصيام أثناء الحيض والنفاس دفعا ًللمشقة ولأمور أخرى الله أعلم بها.
المطلب الثاني: ليس الذكر كالأنثى في بعض الأحكام الشرعية
ومن هذه الأحكام الشرعية :
- عورتها تخالف عورة الرجل، حيث أن بدنها كله عورة أمام الأجانب إلاّ وجهها وكفيها.
- - لا تجب عليها صلاة الجماعة.
- لا تسافر إلاّ مع زوجها أو محرم.
- تقدم على الرجال في الحضانة والنفقة.
- لا جهاد عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/32)
(1) الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص98.
(2) الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 101.
انظر: محمود، د. علي عبد الحليم، المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى الله، ص333، المنصورة، دار الوفاء، ط3، 1413هـ - 1992م.
المطلب الثالث: ليس الذكر كالأنثى في النفقة
قال تعالى: { وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف } (1)
الإسلام أعفى المرأة من جميع أعباء الحياة المعيشية والرجل هو المكلف بذلك ، فما تحتاج
إليه المرأة من طعام وشراب وكساء ومسكن،... إن كانت متزوجة فنفقتها واجبة على زوجها؛ وإن كانت غنية. وإن كانت ليست متزوجة أو معتدة ، فنفقتها واجبة على أوليائها. (2)
قال تعالى: { لينفق ذو سعة من سعته ، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا ًإلاّ ما آتاها } (3)
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لهند: ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ) (4)
المطلب الرابع: ليس الذكر كالأنثى في الميراث
قال تعالى: { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } (5)
بالنسبة لمسألة الميراث، فللذكر مثل حظ الأنثيين، ليست فيها أي محاباة لأحد الجنسين على الآخر وما هي إلاّ ملاحظة الحاجة، لا إقلالاً من قيمة المرأة.
فالرجل هو المكلف بالإنفاق في الأسرة مهما كانت المرأة غنية فعلى المعيل الإنفاق عليها.
فمراعاة التوازن بين أعباء الذكر والأنثى هي التي جعلت الذكر يأخذ ضعف الأنثى فالمساواة العادلة فهي التوريث حسب مقدار الحاجة. (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة، آية: 233.
(2) انظر: زيدان، د. عبد الكريم، المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، جـ7/152-223، بيروت، مؤسسة الرسالة، طـ3، 1420هـ - 2000م. انظر: الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 105-107.
(3) سورة الطلاق، آية:7.(1/33)
(4) رواه البخاري برقم، 2211، كتاب البيوع، باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع والإجارة والمكيال والوزن وسنتهم على نياتهم ومذاهبهم المشهورة. انظر: ابن حجر العسقلاني ، أحمد ابن علي ، فتح الباري شرح البخاري، جـ4/578.
(5) سورة النساء، آية:11.
(6) انظر: الحسيني، سهيلة، المرأة في منهج الإمام الغزالي، ص 167-171. انظر: الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 108-109. انظر: بلتاجي، د. محمد، مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، الحقوق السياسية والاجتماعية والشخصية للمرأة في المجتمع الإسلامي، ص143-151، القاهرة، دار السلام، طـ1، 1420هـ - 2000م.
المطلب الخامس: ليس الذكر كالأنثى في أداء الشهادة
قال تعالى: { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } (1) البقرة 282
في الشهادة؛ شهادة امرأتين تعادل شهادة الرجل.
من طبيعة المرأة النفسي وجد ان القدرة العاطفية هي المحور الأساسي الذي يوجه نفس حواء وتفكيرها. وبالتالي " وجود امرأة أخرى كفيل بالقضاء على أي لون من ألوان الخضوع لأي انفعال أو تأثير أو إيحاء " (2)
قال تعالى: { أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } (3).
فهذا الأمر لا يعدو أن يكون من قبيل الحيطة والاستيثاق والضمان، وليس فيه مطلقاً ما يخدش كرامة المرأة أو يقلل من إنسانيتها وقدرها.
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى في حق التعدد(1/34)
تعدد الزوجات كان سائداً قبل الإسلام والإسلام لم يبتكره ولكنه قيده، فالإسلام أباح للرجل أن يجمع بين أربع نساء، واشترط العدل بينهنّ وهذا من رحمة الإسلام بالمرأة، فالمرأة يمكن أن تكون عقيم أو مريضة مرض مزمن أو غير ذلك، وبالتالي إمّا أن تتطلق أو يتزوج عليها زوجها زوجه أخرى وتبقى في بيت زوجها معززة مكرمة بتكريم الله تعالى لها، لكن العكس لو أن المرأة تزوجت أكثر من شخص في نفس الوقت فهذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب فهي إن حملت؛ مَن صاحب الطفل؟ (4)
والمرأة بطبيعتها تحن لأن تكون مع رجل واحد دون غيره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة، آية: 282
(2) الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، ص 110-111. انظر: أبو شقة، عبد الحليم محمد، تحرير المرأة في عصر الرسالة، جـ1/91. انظر: شلتوت، محمود، الإسلام عقيدة وشريعة، ص 179-196، بيروت، دار الشروق، طـ8، 1395هـ - 1975م. انظر: الحسيني، سهيلة، المرأة في منهج الإمام الغزالي، ص 195-205.انظر: العظم، عابدة المؤيد، سنة التفاضل، وما فضل الهه به النساء على الرجال، قدّم له، علي الطنطاوي، ص 133-141، بيروت، دار ابن حزم، ط1، 1421هـ - 2000م.
(3) سورة البقرة، آية: 282
(4) انظر: محمود، د. علي عبد الحليم، المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى الله، 392-396. انظر: بلتاجي، د. محمد، مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ص 155.
من أسباب إباحة تعدد الزوجات:
1- قد يزيد عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال لظروف حرب أو غيرها.
2- قد تكون رغبة الرجل في التعبير ممن طاقته الجنسية ملحة.
3- من المعروف أنّ فترة الإخصاب عند الرجل تمتد إلى سبعين عاماً أو ما فوقها، بينما هي عند المرأة في غالب الأحيان تقف عند سن الخمسين أو قريباً منها وتلك فطرة الله التي فطر عليها كلاً من الذكر والأنثى.
4- قد تكون الزوجة الأولى غير مهيأة للحمل والولادة أصلاً.(1/35)
5- قد يكون في التعدد كفالة لامرأة صالحة لا كافل لها، وحماية لها من ضغوط الحاجة.
6- قد يكون في التعدد صيانة لزوجة شهيد من شهداء الإسلام ورعاية لأبنائه وكفالة لهم.
7- قد يكون في التعدد رعاية ليتامى.
فإن الإسلام وهو يبيح تعدد الزوجات إنما يتجاوب مع الواقع الذي يعيشه الناس في الحياة ويواجهه بالحلول الواقعية كذلك. (1)
المطلب السابع: ليس الذكر كالأنثى في حق القوامة
قال تعالى: { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} (2)
من أولى بالقوامة : المرأة أم الرجل ؟ العاطفة أم الفكر.
درجة القوامة ما هي إلاّ درجة مسؤولية وتكليف وليست درجة تشريف.
يقول الأستاذ أحمد موسى سالم : " إنّ القوامة للرجل لا تزيد عن أنّ له بحكم أعبائه الأساسية، وبحكم تفرغه للسعي على أسرته والدفاع عنها ومشاركته في كل ما يصلحها، أن تكون له
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمود ،د. علي عبد الحليم ، المرأة المسلمة وفقة الدعوة الى الله، ص395-396, انظر: عتر، د. نور الدين، ماذا عن المرأة، ص 143-155. انظر: بلتاجي، د. محمد، مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ص 155-240. انظر: زيدان، د. عبد الكريم، المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، جـ6/286-293.
(2) سورة النساء، آية:34
الكلمة الأخيرة بعد المشورة ما لم يخالف بها شرعاً أو ينكر لها معروفاً أو يجحد بها حقاً، أو يجنح إلى سفه أو إسراف، من حق الزوجة إذا انحراف أن تراجعه وألاّ تأخذ برأيه، وأن تحتكم في اعتراضها عليه بالحق إلى أهلها وأهله أو إلى سلطة المجتمع الذي له وعليه أن يقيم حدود الله " (1)(1/36)
القوامة لم تظلم المرأة، وإنما الفهم الخاطئ هي الذي ظلمها وأساء إليها، والقوامة تحمل في طياتها تكاليف متعددة، وتشير إلى معانٍ عميقة، وتحمِّل الرجل مهام عظيمة، ومسؤوليات كبيرة، وتلزمه بواجبات كثيرة داخل البيت وخارجه. (2)
ويتبع مسألة القوامة مسألة كيفية معالجة النشوز بالطريقة التي أخبرنا الله تعالى بها في القرآن الكريم. (3)
قال تعال: { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ الله كان عليّاً كبيرا } (4)
قال القرطبي: " { واضربوهن } أمر الله أن يبدأ النساء بالموعظة أولاً ثمّ بالهجران، فإن لم ينجعا فالضرب، فإنه هو الذي يصلحها له ويحملها على توفيه حقه، والضرب في هذه الآية هو الضرب غير المبرح،...، المقصود منه الصلاح لا غير." (5)
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح.) (6)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغزاوي، محمد، قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة، بيروت، دار الشروق، ط3، 1412هـ-1991م. انظر: عتر، د. نور الدين، ماذا عن المرأة، ص 112-117
(2) العظم، عابدة المؤيد، سنة التفاضل، وما فضل الهه به النساء على الرجال، ص 82-99.
(3) انظر: زيدان، د. عبد الكريم، المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، جـ7/309-319.
(4) سورة النساء، آية: 34.
(5) القرطبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري ، الجامع لأحكام القرآن ، راجعه و ضبطه و علق عليه، د .محمد إبراهيم الحفناوي ، خرج أحاديثه د . محمود حامد عثمان، جـ3/156، القاهرة ، دار الحديث، 1423 هـ ـ 2002 م .(1/37)
(6) رواه مسلم، برقم: 1218، كتاب الحج، باب حجة النبي -صلى اله عليه وسلم-. انظر: النووي ، يحيى بن شرف، صحيح مسلم بشرح النووي، جـ8/148.
الخاتمة:
في نهاية هذا البحث -نفعني الله جل وعلا- والأمة به -إن شاء الله-، أريد أن أعرض دراسة علمية حصلت في أمريكا، وجد فيها أنّ:
1) 80% من الأمريكيات يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاماً الماضية هي سبب الانحلال والعنف في الوقت الراهن.
2) 75% يشعرن بالقلق لانهيار القيم والتفسخ العائلي.
3) 80% يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ومسؤولياتهن تجاه الزوج والأولاد.
4) 87% يقلن: لو عادة عجلة التاريخ للوراء لاعتبرن المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وقاومن اللواتي يرفعن شعاراتها.
هذا ما يقوله الغربيين، فماذا نقول نحن المسلمات؟ اللواتي أمنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.
المرأة في نظر الإسلام.
وقد عرض القرآن لكثير من شؤون المرأة في اكثر من منها سورتان عرفت إحداهما بسورة النساء الكبرى وعرفت الأخرى بسورة النساء الصغرى ، وهما سورة النساء والطلاق.
دلت العاية على المكانة التي ينبغي أن توضع فيها المرأة في نظر الإسلام .ص 218
شلتوت ، محمود ، الإسلام عقيدة وشريعة، ط8 ، 1395 هـ 1975م.
دار الشروق ، بيروت.
المرأة هي أم المسلم وأخيه ثم هي زوجته وابنه فإذا جمعت المرأة بين جناحيها كل هؤلاء فمن يكون أعز منها ؟ ص :30 المرأة جـ1.
1. ابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي ، فتح الباري شرح البخاري، طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز، محمد فؤاد عبد الباقي، دار مصر ، ط1 ، 1421هـ -2001م.
2. أبو دحو، جميلة، المنظور النسوي الفلسطيني تجاه قضايا الجندر، مشروع مشترك ما بين مركز بيسان للبحوث والإنماء والمؤسسة الكندية للتضامن والتنمية، Oxfam-Quebec/OCSD.(1/38)
3. أبو نحلة، لميس، مواد تدريبية قام فريق التخطيط المبني على أساس النوع الاجتماعي في وحدة التخطيط التنموي يونيقر سيتي كولج بلندن بتطويرها لغرض التدريب، 1990-1992.
4. أبو شقة، عبد الحليم محمد، تحرير المرأة في عصر الرسالة، معالم شخصية المرأة المسلمة، الكويت، دار القلم. طـ5، 1420هـ - 1999م.
5. إليزابيث م. كينغ ، وآندرود ، ماسون ، وآخرون، إدماج النوع الإجتماعي في التنمية من خلال المساواة في الحقوق والموارد والرأي، ترجمة : هشام عبد الله، بيروت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ط1 ، 2004.
6. بلتاجي، د. محمد، مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، الحقوق السياسية والاجتماعية والشخصية للمرأة في المجتمع الإسلامي، القاهرة، دار السلام، طـ1، 1420هـ - 2000م.
7. التنمية والنوع الاجتماعي، الوحدة الثالثة، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية، ط4، 2001م.
8. جاميل، سارة، النسوية وما بعد النسوية، ترجمة أحمد الشامي، القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة، 1422 هـ - 2002م.
9. الحسيني، سهيلة، المرأة في منهج الإمام الغزالي، تقديم: د. محمد عمارة، القاهرة، دار الرشاد، ط1، 1419هـ - 1998م.
10. الحفناوي، حسن بن محمد، الأسرة المسلمة وتحديات العصر، أبو ظبي، المجمع الثقافي، 1421هـ - 2001م.
11. حوى، سعيد، الإسلام، راجعه الأستاذ وهبي سليمان الفاوجي، ط3، 1401 هـ - 1981م.
12. الخشت، محمد عثمان، وليس الذكر كالأنثى، القاهرة، مكتبة القرآن.
13. زيدان، د. عبد الكريم، المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، بيروت، مؤسسة الرسالة، طـ3، 1420هـ - 2000م.
14. زيدان، د. عبد الكريم، حقوق وواجبات المرأة في الإسلام، بيروت، مؤسسة الرسالة، طـ1، 1425 هـ - 2004م.
15. شلتوت، محمود، الإسلام عقيدة وشريعة، بيروت، دار الشروق، طـ8، 1395هـ - 1975م.(1/39)
16. عتر، د. نور الدين، ماذا عن المرأة، ص 28-35، بيروت، دار الفكر، 1399 هـ - 1979م.
17. العظم، عابدة المؤيد، سنة التفاضل، وما فضل الهه به النساء على الرجال، قدّم له، علي الطنطاوي، بيروت، دار ابن حزم، ط1، 1421هـ - 2000م.
18. العك، خالد عبد الرحمن، بناء الأسرة المسلمة في ضوء القرآن والسنة، بيروت، دار المعرفة، طـ5، 1423هـ - 2003م.
19. عقلة، د.محمد، نظام الأسرة في الإسلام، الأردن مكتبة الرسالة الحديثة، طـ 2، 1411هـ - 1990م.
20. عودة، سهير، التدريب المهني والنوع الاجتماعي في المراكز الأهلية والخاصة والحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إدارة تخطيط وتطوير المرأة، 1997م.
21. الغزالي، محمد، قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة، بيروت، دار الشروق، طـ3، 1412هـ - 1991م.
22. القرطبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري ، الجامع لأحكام القرآن ، راجعه و ضبطه و علق عليه، د .محمد إبراهيم الحفناوي ، خرج أحاديثه د . محمود حامد عثمان، القاهرة ، دار الحديث، 1423 هـ ـ 2002 م .
23. كمال، د. علي، الجنس والنفس في الحياة الإنسانية، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، طـ3.
24. مجلة البيان، ربيع الآخر، 1420 هـ .
25. محمود، د. علي عبد الحليم، المرأة المسلمة وفقه الدعوة إلى الله، المنصورة، دار الوفاء، ط3، 1413هـ - 1992م.
26. مسرد مفاهيم ومصطلحات النوع الاجتماعي، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية، ط4، 2001م.
27. معهد الشؤون الثقافية (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، مقال بعنوان نحو مساواة النوع الاجتماعي،مجلة رؤية، العدد 17، ربيع 2002م.
28. مفهوم النوع الاجتماعي، الوحدة الأولى، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، المكتب الإقليمي للدول العربية، ط4، 2001م.(1/40)
29. مواد تدريبية صممت لتدريب كوادر في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة - UNDP - ترجمة لميس أبو نحلة، حزيران - تموز، 2000م.
30. موسى، د. رشاد علي عبد العزيز، د. مديحة منصور الدسوقي، د. أميرة عباس عبد الرازق، علم نفس المرأة، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، طـ1، 1424هـ - 2003م.
31. النوع الاجتماعي، ص4، طاقم شؤون المرأة، مشروع التعبئة مع النساء في الريف - سنابل.
32. النووي ، يحيى بن شرف، صحيح مسلم بشرح النووي ، للنيسابوري ، مسلم الحجاج القشيري ، ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت دار الكتب العلمية ، 1420هـ-2000 م.
33. وصفي، د. محمد، الرجل والمرأة في الإسلام، تقديم محمد عبد الله السمان، خرّج أحاديثة محمد صدّيق المنشاوي الوهاجي، القاهرة، دار الفضيلة.
34. Anne Moir & David Jessel, BRAINSEX, The Real Difference Between Men and Women, Translated by: Bader Al-manyes, 1993.
35. Carol H. Mcfadden/William T.Keeton, Biology An Explanation Of Life,p.557, W.W. Norton& Company, Inc., First Edition,1994.
36. Baker, A. Rani. Manual Training "Another Point of View": A Manual on Gender Analysis Training for Grassroots, workers 1993. Translated by Lamis & Sama, 1995.
37. دورة تحليل وتخطيط النوع الاجتماعي للمرأة المديرة في السلطة الفلسطينية، تنظيم: طاقم شؤون المرأة، تدريب برنامج دراسات المرأة/ جامعة بيرزيت، المدربات: 1) إصلاح جاد 2) لميس أبو نحلة.1996 م.
38. بسام جرار، مقالة بعنوان النوع الاجتماعي http://www.islamnoon.com/Motafrkat/gender.htm
39. http://www.elazayem.com/new_page_95.htm
40. Gender Audit, unicef, August, 1998.
??
??
??
??
17(1/41)