النبى
صلى الله عليه وسلم
يضحك
جمع وترتيب
بهجت بن فاضل
w
تعريف الضحك وأنواعه :
الضحك في اللغة: مصدر ضَحِكَ، وتعريفه : انبساط الوجه وبدوّ الأسنان، والفرق بينه وبين التبسم أن التبسم هو مبادئ الضحك، فأول الضحك التبسم، ويكون غالباً للسرور، كما قال الله سبحانه وتعالى في الضحك : ( وجوه يومئذٍ مسفرة. ضاحكةٌ مستبشرة((عبس:38،39)
والضحك أعمُّ من التبسم، فكل تبسم ضحك وليس كل ضحك تبسم.
ولذلك قال ابن حجررحمه الله :
فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بُعدٍ فهو القهقهة، وإلاّ فهو الضحك، وإن كان بلا صوت فهو التبسم.
وتسمى الأسنان في مقدم الفم الضواحك، وهي الثنايا والأنياب وما يليها، وتسمى النواجذ، وهي التي تظهر عند الضحك.
وبذلك يكون لدينا ثلاث مراتب:
الأولى: وهي التبسم وهي ما كان بلا صوت، بل مجرد إنفراج الفم.
الثانية: الضحك وهو التبسم المصحوب بصوت خفيف.
الثالثة: الضحك بصوت عالٍ بحيث يسمعه هو وجيرانه ومن بَعدُ فهو القهقهة.
ويُطلق على التبسم ضحك كما ورد في حديث: ( ما كان ضحك النبي h إلاّ تبسماً ) ، وبذلك يكون الضحك أعمُّ من التبسم، وهو نوع منه.
والضحك من خلق الله سبحانه وتعالى الذي جبل الله عليه فطرة النفس البشريّة، فقال الله عزوجل: (وأنه هو أضحك وأبكى ((النجم: 43)
ذكر القرطبى فى تفسير هذه الآية :
أن هذا يدل على أن كل ما يعمله الإنسان فبقضائه وخلقه حتى الضحك والبكاء، قال مجاهد و الكلبي : أضحك أهل الجنة في الجنة، وأبكى أهل النار في النار. وقال الضحاك : أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر. قال عطاء بن أبي مسلم : يعني أفرح وأحزن، لأن الفرح يجلب الضحك، والحزن يجلب البكاء.
وقيل: أضحك من شاء في الدنيا بأن سره وأبكى من شاء بأن غمه.
وقيل : أضحك الأشجار بالنوار، وأبكى السحاب بالأمطار.
وقال ذو النون: أضحك قلوب المؤمنين والعارفين بشمس معرفته، وأبكى قلوب الكافرين والعاصين بظلمة نكرته ومعصيته.(1/1)
وقال سهل بن عبدالله: أضحك الله المطيعين بالرحمة وأبكى العاصين بالسخط.
وقال محمد بن علي الترمذي : أضحك المؤمن في الآخرة وأبكاه في الدنيا.
وقال بسام بن عبدالله : أضحك الله أسنانهم وأبكى قلوبهم. وأنشد :
السن تضحك والأحشاء تحترق وإنما ضحكها زور ومختلق
يارب باك بعين لا دموع لها ورب ضاحك سن ما به رمق
وقيل: إن الله تعالى خص الإنسان بالضحك والبكاء من بين سائر الحيوان، وليس في سائر الحيوان من يضحك ويبكي غير الإنسان.
وقد قيل: إن القرد وحده يضحك ولا يبكي، وإن الإبل وحدها تبكي ولا تضحك.
وقال يوسف بن الحسين: سئل طاهر المقدسي أتضحك الملائكة ؟ فقال: ما ضحكوا ولا كل من دون العرش منذ خلقت جهنم.
عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي h؟ قال: نعم وكان أصحابه يجلسون ويتناشدون الشعر، ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم معهم إذا ضحكوا يعني النبي h وقال معمر عن قتادة : سئل ابن عمر هل كان أصحاب رسول الله h يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل.
صفة ضحك النبيh
وقد كان النبي h وهو خير البشر متصلا قلبه بربه، فكان لا يكثر من الضحك ولايقهقه، ولا يرفع صوته به حتى ينقلب كمايفعل كثير من الناس، بل كان عليه الصلاة والسلام وقوراً متزناً هادئاً
وقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة ( أن النبي h كان طويل الصمت، قليل الضحك )
وهاتان الصفتان ينبغي أن يتخلق بهما المسلم الجاد: طول الصمت .. وقلة الضحك ...ولاشك أن هذا يعود إلى تقدير عاقبة الدنيا وتذكّر ما خُلق الإنسان من أجله :(أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون( [المؤمنون:115].(1/2)
وتصف عائشة رضي الله عنها ضحك النبي h كما جاء في صحيح الإمام البخاري ، قالت : ( مارأيت رسول الله h ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم ) . " حتى ترى لهواته " (؟؟)، واللهاة: ما يظهر من الفم إذا أغرق الإنسان في الضحك حتى ينفتح فمه من شدة الضحك فتظهر هذه اللهوات. ولذا فإن السنة الإقلال منه والإقتصاد فيه وجعل أكثره تبسماً .
جاء في الحديث الصحيح عن عبد الله بن الحارث ( أنه قال : }ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله {h .
ومن طريق أخرى عنه قال :} ما كان ضحك رسول الله h إلاّ تبسماً {.
وعن جابر بن عبد الله ( قال : }ما حجبني رسول الله h منذ أسلمت ، ولا رآني إلاّ ضحك { يعني تبسم، لأن تبسمك في وجه أخيك صدقه .
وقد كان h أفصح خلق الله لساناً، وأعذبهم كلاماً، وأسرعهم أداءً وأحلاهم منطقاً .
كان ضحكه h مشتملاً على كل المعاني الجميلة، والمقاصد النبيلة، فصار من شمائله الحسنة، وصفاته الطيبة، لقد كان ضحكه تربية وتوجيهاً، ودعوة ومداعبة، ومواساة وتأليفاً.
وكان رسول الله h لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا
وكان h إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع صوته، وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم
يقول خارجة بن زيد: كان النبي h أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه ، وكان كثير السكوت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يعرض عمن تكلم بغير جميل ، كان ضحكه تبسمًا ، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم ، توقيراً له واقتداءً به .
قال أبو هريرة (:( كان رسول الله h إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر ) (أخرجه عبد الرزاق في مصنفه)
وكان من هديه h ألا يُكثر الإنسان من الضحك، ولا يبالغ فيه،
فقد قال h: ( يا أبا هريرة:... أقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب ) ( رواه ابن ماجه وصححه الألباني)
وكان من صفته h أنّ جل ضحكه كان تبسماً.(1/3)
ضحكت لك الأيام يا علم الهدى واستبشرت بقدومك الأعوام
وتوقف التاريخ عندك مذعناً تملي عليه وصحبك الأقلام
اضحك لأنك جئت بشرى للورى في راحتيك السلم والإسلام
اضحك فبعثتك الصعود وفجرها ميلاد جيلٍ ما عليه ظلام
فدينه h رحمة، ومنهجه سعادة، ودستوره فلاح، ولذلك فهو يهشّ للدعابة، ويضحك للطرفة، ويتفاعل مع أصحابه في مجريات أمورهم وأحاديثهم
قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" في فصل يتعلق بهديه h في كلامه وسكوته وضحكه قال : " وكان يَضحك مما يُضحك منه، وهو مما يُتعجب من مثله ويُستغرب " ، فقد كان يضحك مما يدعو للضحك ، لكن كان أغلب ضحكهh كان تبسماً.
والأشياء التي يضحك منها فسرها رحمه الله بقوله : وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب.
وكان مما جاء عنه h أنّه ربما جلس في مجلس وفيه بعض أصحابه فذكروا أشياء مما يُضحك منها فتبسم h.
كما جاء في صحيح مسلم عن سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله h: قال نعم كثير، كان لا يقوم من مصلاّه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم.
وربما كان في بعض أصحابه أناساً من الظرفاء الذين في طبعه مزاح وظرف، فكان عليه الصلاة والسلام يضحك مما يحصل من ظرفهم، كما جاء في صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب أن رجلاً على عهد النبي h كان إسمهُ عبدالله، وكان يلقب حماراً، وكان يُضحك رسول الله h.
أحاديث الضحك
عن أنس بن مالك ( أنه سمعه يقول كان رسول الله h إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل يوما فأطعمته فنام رسول الله hثم استيقظ يضحك
قالت فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟
فقال h: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو قال مثل الملوك على الأسرة
قلت: ادع الله أن يجعلني منهم(1/4)
فدعا ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ يضحك
فقلت: ما يضحكك يا رسول الله ؟
قالh: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاعلى الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة
فقلت : ادع الله أن يجعلني منهم
قال h: أنت من الأولين
فركبت البحر زمان معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت ( رواه البخارى )
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه فأبوا ولم يروا أن فيه وفاء فأتيت النبي h فذكرت ذلك له
فقال :إذا جددته فوضعته في المربد آذنت رسول الله h
فجاء ومعه أبو بكر وعمر فجلس عليه ودعا بالبركة
ثم قال: ادع غرماءك فأوفهم
فما تركت أحدا له على أبي دين إلا قضيته وفضل ثلاثة عشر وسقا سبعة عجوة وستة لون أو ستة عجوة وسبعة لون فوافيت مع رسول الله h المغرب فذكرت ذلك له فضحك
فقال :ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما
فقالا :لقد علمنا إذ صنع رسول الله ما صنع أن سيكون ذلك
( رواه البخاري )
عن أنس بن مالك ( قال : (كنت أمشي مع رسول الله h وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله h قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته
ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك
فالتفت إليه رسول الله h ثم ضحك ثم أمر له بعطاء).
(رواه البخاري)
عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله ( قال النبي h: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار حبوا
فيقول الله : اذهب فادخل الجنة
فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع
فيقول : يا رب وجدتها ملأى
فيقول : اذهب فادخل الجنة
فيأتيها فيخيل إليه انها ملأى فيرجع
فيقول : يا رب وجدتها ملأى
فيقول : اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا
فيقول : أتسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك(1/5)
فلقد رأيت رسول الله h ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة).
(رواه البخاري)
حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله : (جاء رجل إلى النبي h من أهل الكتاب
فقال : يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع
ثم يقول : أنا الملك أنا الملك
فرأيت النبي h ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ "وما قدروا الله حق قدره" ). (رواه البخاري)(1/6)
عن عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله hإذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله h من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد فأممت منزلي الذي كنت به فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحرالظهيرة فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي h اللطف الذي كنت أرىمنه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع متبرزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزه فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها
فقالت : تعس مسطح(1/7)
فقلت لها: بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا
فقالت : ياهنتاه ألم تسمعي ما قالوا فأخبرتني بقول أهل الإفك
فازددت مرضا على مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله h فسلم
فقال: كيف تيكم
فقلت: ائذن لي إلى أبوي
قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله h فأتيت أبوي
فقلت لأمي: ما يتحدث به الناس
فقالت: يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها
فقلت: سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا قالت فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم
ثم أصبحت فدعا رسول الله h علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله
فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم
فقال أسامة: أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا
وأما علي بن أبي طالب
فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك
فدعا رسول الله h بريرة
فقال: يا بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك ؟
فقالت بريرة : لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله.
فقام رسول الله h من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول
فقال رسول الله h : من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي
فقام سعد بن معاذ
فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك
فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية
فقال: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك
فقام أسيد بن حضير
فقال :كذبت لعمر الله والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين(1/8)
فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله hعلى المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت
وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي
قالت فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك
إذ دخل رسول الله h فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء
قالت: فتشهد
ثم قال: ياعائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله h مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي: أجب عني رسول الله h
قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله h
فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله h فيما قال
قالت :والله ما أدري ما أقول لرسول الله h
قالت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن
فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقرفي أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: ) فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)
ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله h في النوم رؤيا يبرئني الله فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات فلما سري عن رسول الله h وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن
قال لي: يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله
فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله h(1/9)
فقلت :لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله فأنزل الله تعالى
) إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم (
الآيات فلما أنزل الله هذا في براءتي
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة
فأنزل الله تعالى:
( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا إلى قوله غفور رحيم )
فقال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي
فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه
وكان رسول الله hيسأل زينب بنت جحش عن أمري
فقال: يا زينب ما علمت ما رأيت؟
فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيرا قالت وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع
(رواه البخاري)
عن سعد بن أبي وقاص ( قال:استأذن عمر على رسول الله h وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله h ورسول الله h يضحك
فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله
قال : عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب
قال عمر : فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن
ثم قال: أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله h
قلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله h
قال رسول الله h : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك
(رواه البخاري)
عن أنس بن مالك الأنصاري ( وكان تبع النبي h وخدمه وصحبه : (أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي h الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة فكشف النبي h ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي h فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي h خارج إلى الصلاة فأشار إلينا النبي h أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر فتوفي من يومه).
(رواه البخاري)(1/10)
عن عبيد بن حنين أنه سمع بن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه قال : (مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له قال فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه
فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي h من أزواجه؟
فقال: تلك حفصة وعائشة
فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك
قال: فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسألني فإن كان لي علم خبرتك به قال ثم قال عمر والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم قال فبينا أنا في أمر أتأمره إذ قالت امرأتي لو صنعت كذا وكذا قال فقلت لها ما لك ولما ها هنا فيما تكلفك في أمر أريده فقالت لي عجبا لك يا بن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله h حتى يظل يومه غضبان فقام عمر فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها يا بنية إنك لتراجعين رسول الله h حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة والله إنا لنراجعه فقلت تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله h يا بنية لا تغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله h إياها يريد عائشة قال ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت أم سلمة عجبا لك يا بن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله h وأزواجه فأخذتني والله أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب فقال افتح افتح فقلت جاء الغساني فقال بل أشد من ذلك اعتزل رسول الله h أزواجه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة فأخذت ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله h في مشربة له يرقى عليها بعجلة وغلام(1/11)
لرسول الله h أسود على رأس الدرجة فقلت له قل هذا عمر بن الخطاب فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله h هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله h وإنه لعلي حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مصبوبا وعند رأسه أهب معلقة فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت فقال ما يبكيك فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله فقال أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة).
( رواه البخاري)
عن أبىهريرة ( قال : (بينما نحن جلوس عند النبي h إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال ما لك قال وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله h هل تجد رقبة تعتقها قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا فقال فهل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا قال فمكث النبي h فبينا نحن على ذلك أتي النبي h بعرق فيه تمر والعرق المكتل قال أين السائل فقال أنا قال خذ هذا فتصدق به فقال الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي h حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك).
(رواه البخاري)(1/12)
عن أبي سعيد ( قال : (انطلق نفر من أصحاب النبي h في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي h فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله h فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله h وقال شعبة حدثنا أبو بشر سمعت أبا المتوكل بهذا).
(رواه البخاري)
عن عبد الله بن عمر قال : (لما حاصر رسول الله h الطائف فلم ينل منهم شيئا قال إنا قافلون إن شاء الله فثقل عليهم وقالوا نذهب ولا نفتحه وقال مرة نقفل فقال اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح فقال إنا قافلون غدا إن شاء الله فأعجبهم فضحك النبي h وقال سفيان مرة فتبسم قال قال الحميدي حدثنا سفيان الخبر كله).(رواه البخاري)(1/13)
عن بن عباس رضي الله عنهما قال : (لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي h فجعلت أهابه فنزل يوما منزلا فدخل الأراك فلما خرج سألته فقال عائشة وحفصة ثم قال كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقا من غير أن يدخلهن في شيء من أمورنا وكان بيني وبين امرأتي كلام فأغلظت لي فقلت لها وإنك لهناك قالت تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي h فأتيت حفصة فقلت لها إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله وتقدمت إليها في أذاه فأتيت أم سلمة فقلت لها فقالت أعجب منك يا عمر قد دخلت في أمورنا فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله h وأزواجه فرددت وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله h وشهدته أتيته بما يكون وإذا غبت عن رسول الله h وشهد أتاني بما يكون من رسول الله h وكان من حول رسول الله h قد استقام له فلم يبق إلا ملك غسان بالشام كنا نخاف أن يأتينا فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول إنه قد حدث أمر قلت له وما هو أجاء الغساني قال أعظم من ذاك طلق رسول الله h نساءه فجئت فإذا البكاء من حجرهن كلها وإذا النبي h قد صعد في مشربة له وعلى باب المشربة وصيف فأتيته فقلت استأذن لي فأذن لي فدخلت فإذا النبي h على حصير قد أثر في جنبه وتحت رأسه مرفقة من آدم حشوها ليف وإذا أهب معلقة وقرظ فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة والذي ردت علي أم سلمة فضحك رسول اللهhفلبث تسعا وعشرين ليلة ثم نزل).
(رواه البخاري)
عن أبي هريرة (: (أن النبي hكان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له ألست فيما شئت قال بلى ولكني أحب أن أزرع قال فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله دونك يا بن آدم فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي h)(1/14)
(رواه البخاري)
عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال :قال رسول الله h: (إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار رجل يخرج منها زحفا
فيقال له : انطلق فادخل الجنة
قال : فيذهب فيدخل الجنة فيجد الناس قد أخذوا المنازل
فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه ؟
فيقول : نعم
فيقال له: تمن
فيتمنى
فيقال له : لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا
قال فيقول: أتسخر بي وأنت الملك ؟
قال : فلقد رأيت رسول الله h ضحك حتى بدت نواجذه.
(رواه مسلم)
عن أنس عن بن مسعود أن رسول الله h قال : (آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها
فقال : تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة
فيقول :أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها
فيقول الله : يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها
فيقول : لا يا رب
ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى
فيقول : أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول: يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟
فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها
فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين
فيقول : أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول: يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
قال : بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها
وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة
فيقول : أي رب أدخلنيها
فيقول : يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها
قال: يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟(1/15)
فضحك بن مسعود
فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ فقالوا مم تضحك ؟
قال : هكذا ضحك رسول الله h
فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟
قال : من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟
فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر).
(رواه مسلم)
عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي h أخبرته : (أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت النبي h
فقالت: يا رسول الله إنها كانت تحت رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه إلا مثل الهدبة وأخذت بهدبة من جلبابها
قال :فتبسم رسول الله h ضاحكا
فقال :لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته وأبو بكر الصديق جالس عند رسول الله h وخالد بن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة لم يؤذن له قال فطفق خالد ينادي أبا بكر ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله h).
(رواه مسلم)
عن أنس ( قال : (بينا رسول الله h ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ:
( بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ(
ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟
فقلنا: الله ورسوله أعلم
قال :إنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثت بعدك زاد بن حجر في حديثه بين أظهرنا في المسجد وقال ما أحدث بعدك).
(رواه مسلم)
عن عبد الله بن مغفل قال : (أصبت جرابا من شحم يوم خيبر قال فالتزمته فقلت لا أعطي اليوم أحدا من هذا شيئا قال فالتفت فإذا رسول الله h متبسما).
(رواه مسلم)(1/16)
عن أبي سعيد الخدري ( عن رسول الله h قال : (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفؤ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة
قال : فأتى رجل من اليهود
فقال : بارك الرحمن عليك أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟
قال: بلى
قال : تكون الأرض خبزة واحدة
فنظر إلينا رسول الله h ثم ضحك حتى بدت نواجذه
قال : ألا أخبرك بإدامهم؟
قال: بلى
قال : إدامهم بالأم ونون
قالوا :وما هذا؟
قال : ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا).
(رواه مسلم)
عن أنس بن مالك ( قال :كان رسول الله h من أحسن الناس خلقا . فأرسلني يوما لحاجة . فقلت : والله ! لا أذهب . وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله h فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق . فإذا رسول الله h قد قبض بقفاي من ورائي . قال فنظرت إليه وهو يضحك . فقال : " يا أنيس ! أذهبت حيث أمرتك ؟ " قال قلت : نعم . أنا أذهب ، يا رسول الله
(رواه مسلم)
عن أنس بن مالك ( قال :أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا . فكان معها . فرآها أبو طلحة . فقال : يا رسول الله ! هذه أم سليم معها خنجر . فقال لها رسول الله h ( ما هذا الخنجر ؟ ) قالت : اتخذته . إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه . فجعل رسول الله h يضحك . قالت : يا رسول الله ! اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك . فقال رسول الله h ( يا أم سليم ! إن الله قد كفى وأحسن( .
(رواه مسلم)(1/17)
عن جابر بن عبد الله قال : (دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله h فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي h جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال لأقولن شيئا أضحك النبي h فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله h وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله h ما ليس عنده فقلن والله لا نسأل رسول الله h شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية" يا أيها النبي قل لأزواجك (حتى بلغ) للمحسنات منكن أجرا عظيما" قال فبدأ بعائشة فقال يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك قالت وما هو يا رسول الله فتلا عليها الآية قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا).
(رواه مسلم)
عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي h فقالت : (يا رسول الله إني أري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه فقال النبيhارضعيه قالت وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله h وقال قد علمت أنه رجل كبير زاد عمرو في حديثه وكان قد شهد بدرا وفي رواية بن أبي عمر فضحك رسول الله h)
(رواه مسلم)
عن عبد الله بن عمرو قال : (حاصر رسول الله h أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا فقال إنا قافلون إن شاء الله قال أصحابه نرجع ولم نفتتحه فقال لهم رسول الله h اغدوا على القتال فغدوا عليه فأصابهم جراح فقال لهم رسول الله h إنا قافلون غدا قال فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله h).
(رواه مسلم)(1/18)
عن أبي سفيان عن جابر قال جاء رجل إلى النبي h فقال : (يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع قال فضحك النبي h وقال إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس وفي رواية أبي بكر إذا لعب بأحدكم ولم يذكر الشيطان).
(رواه مسلم)
عن عامر بن سعد عن أبيه : (أن النبي h جمع له أبويه يوم أحد قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي h ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته فضحك رسول الله h حتى نظرت إلى نواجذه)
(رواه مسلم)
عن أنس بن مالك ( قال : جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك رسول الله h من أم سليم
قال : يا رسول الله ألم تر إلى أم سليم متقلدة خنجرا
فقال لها رسول الله h : ما تصنعين به يا أم سليم ؟
قالت : أردت إن دنا مني أحد منهم طعنته به
( رواه أحمد )
عن عبد الرحمن بن غنم وهو الذي بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس أن معاذ بن جبل حدثه عن النبي h أنه ركب يوما على حمار له يقال له يعفور رسنه من ليف ثم قال اركب يا معاذ فقلت سر يا رسول الله فقال اركب فردفته فصرع الحمار بنا فقام النبي h يضحك وقمت أذكر من نفسي أسفا ثم فعل ذلك الثانية ثم الثالثة فركب وسار بنا الحمار فأخلف يده فضرب ظهري بسوط معه أو عصا ثم قال يا معاذ هل تدري ما حق الله على العباد فقلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا قال ثم سار ما شاء الله ثم أخلف يده فضرب ظهري فقال يا معاذ يا ابن أم معاذ هل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن يدخلهم الجنة
( رواه أحمد )(1/19)
عن جابر ( قال : : ( أقبل أبو بكر يستأذن على رسول الله h و الناس ببابه جلوس فلم يؤذن له ، ثم أقبل عمر فاستأذن فلم يؤذن له ثم أذن لأبي بكر و عمر فدخلا و النبي h جالس و حوله نساؤه و هو ساكت ، فقال عمر (: لأكلمن النبي h لعله يضحك ، فقال عمر : يا رسول لو رأيت بنت زيد امرأة عمر فسألتني النفقة آنفاً فوجأت ، فضحك النبي h حتى بدا نواجذه ، قال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة ، فقام أبو بكر (إلى عائشة ليضربها ، و قام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان : تسألان رسول الله h ما ليس عنده ، فنهاهما رسول الله h فقلن نساؤه : و الله لا نسأل رسول الله h بعد هذا المجلس ما ليس عنده . قال و أنزل الله عز و جل الخيار ، فبدأ بعائشة فقال : إني أريد أن أذكر لك أمراً ، ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك ، قالت : ما هو ؟ قال : فتلا عليها يا أيها النبي قل لأزواجك الآية ، قالت عائشة : أفيك أستأمر أبوي ؟ بل أختار الله و رسوله ، و أسألك أن لا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترت ، فقل : إن الله عز و جل لم يبعثني معنفاً و لكن بعثني معلماً ميسراً لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلا أخبرتها .).
( رواه أحمد )
عن عائشة رضى الله عنها قالت : : ( خرجت مع النبي h في بعض أسفاره و أنا جارية لم أحمل اللحم و لم أبدن ، فقال للناس : تقدموا ، فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك ، فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم و بدنت و نسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس : تقدموا ، فتقدموا ، ثم قال : تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك و هو يقول : هذه بتلك).
( رواه أحمد )(1/20)
عن عائشة زوج رسول الله h قالت : : ( أتت سلمى مولاة رسول الله h أو امرأة أبي رافع مولى رسول الله h إلى رسول الله h تستأذنه على أبي رافع قد ضربها ؟ قالت : قال رسول الله h لأبي رافع : مالك و لها يا أبا رافع ؟ قال : تؤذيني يا رسول الله ، فقال رسول الله hبم آذيتيه يا سلمى ؟ قالت : يا رسول الله ما آذيته بشيء و لكنه أحدث و هو يصلي فقلت له : يا أبا رافع إن رسول الله h قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم الريح أن يتوضأ ، فقام فضربني ، فجعل رسول الله h يضحك و يقول : يا أبا رافع إنها لم تأمرك إلا بخير).
( رواه أحمد )
أن النبي h دخل على عائشة وهي تلعب بالبنات ومعها جوار ، فقال لها : ما هذا يا عائشة ، فقالت : هذه خيل سليمان ، قال : فجعل يضحك من قولها .
( رواه أحمد )
عن حمران بن أبان قال : : ( كنا عند عثمان بن عفان ( فدعا بماء فتوضأ فلما فرغ من وضوئه تبسم فقال : هل تدرون مما ضحكت ؟ قال : فقال : توضأ رسول الله h كما توضأت ثم تبسم ، ثم قال : هل تدرون مم ضحكت ؟ قال : قلنا الله ورسوله أعلم ، قال : إن العبد إذا توضأ فأتم وضوءه ثم دخل في صلاته فأتم صلاته خرج من صلاته كما خرج من بطن أمه من الذنوب).
(رواه أحمد)(1/21)
أن أبا هريرة ( كان يقول : : (و الله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، و إن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع و لقد قعدت على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر أبو بكر رضي الله تعالى عنه فسألته ، عن آية من كتاب الله عز و جل ، ما سألته لا ليستتبعني ، فلم يفعل ، فمر عمر رضي الله تعالى عنه فسألته ، عن آية من كتاب الله ما سألته ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم h فعرف ما في وجهي و ما في نفسي ، فقال : أبا هريرة فقلت له : لبيك يا رسول الله فقال : الحق ، و استأذنت فأذن لي ، فوجدت لبناً في قدح فقال : من أين لكم هذا اللبن ؟ فقالوا : أهداه لنا فلان ـ أو آل فلان ـ قال : أبا هريرة قلت : لبيك يا رسول الله قال : انطلق غلى أهل الصفة فادعهم لي ، قال : و أهل الصفة أصياف الإسلام ، لم يأووا إلى أهل و لا مال ، غذا جاءت رسول الله h هدية أصاب منها ، و بعث إليهم منها قال : و أحزنني ذلك ، و كنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة اتقوى بها بقية يومي و ليلتي ، فقلت : أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم ، فقلت ما يبقى لي من هذا اللبن ، و لم يكن من طاعة الله و طاعة رسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم ، فأقبلوا ، فاستأذنوا ، فأذن لهم ، فأخذوا مجالسهم من البت ثم قال : أبا هر خذ فأعطهم ، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ، ثم يرد القدح و أعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ، و فعت إلى رسول الله h، فأخذ القدح فوضعه في يده و بقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه فنظر إلي و تبسم فقال : أبا هر ، قلت : لبيك يا رسول الله قال : بقيت أنا و أنت ، فقلت صدقت يا رسول الله قال فاقعد فاشرب ، قال : فقعدت فشربت ، ثم قال لي : اشرب ، فشربت ، فما زال يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت : لا و الذي بعثك بالحق ، ما أجد لها في مسلكاً قال : ناولني القدح ، فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة).
(رواه أحمد)(1/22)
عن العباس بن مرداس حدثه : أن رسول الله h دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة و الرحمة ، فأكثر الدعاء ، فأجابه الله عز و جل أن قد فعلت و غفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضاً فقال : يا رب ، إنك قادر أن تغفر للظالم و تثيب المظلوم خيراً من مظلمته ، فلم يكن في تلك العشية إلا ذا ، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة ، فعاد يدعو لأمته ، فلم يلبث النبي h أن تبسم ، فقال بعض أصحابه : يا رسول الله ، بأبي أنت و أمي ، ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها ، فما أضحكك أضحك الله سنك ؟ قال : تبسمت من عدو الله يلبس ، حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي و غفر للظالم أهوى يدعو للظالم أهوى يدعو بالثبور و الويل و يحثو التراب على رأسه ، فتبسمت مما يصنع جزعه ).
(رواه أحمد)
عن المسور بن مخرمة قال : : ( سمعت الأنصار أن أبا عبيدة قدم بمال من قبل البحرين ، و كان النبي h بعثه على البحرين فوافوا مع رسول الله صلاة الصبح ، فلما انصرف رسول الله h تعرضوا ، فلما رآهم تبسم و قال : لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة بن الجراح قدم و قدم بمال ؟ قالوا : أجل يا رسول الله ، قال : قال : أبشروا و أملوا خيرا فوالله ما الفقر أخشى عليكم و لكن إذا صبت عليكم الدنيا فتنافستموها كما تنافسها من كان قبلكم ).
(رواه أحمد)
عن علي ( قال : : ( كنت رجلاً مذاء فإذا أمذيت اغتسلت ، فأمرت المقداد فسأل النبي h فضحك وقال : فيه الوضوء).
(رواه أحمد)(1/23)
عن ابن عباس: ( أن امرأة مغيباً أتت رجلاً تشتري منه شيء ، فقال : ادخلي الدولج حتى أعطيك ، فدخلت فقبلها وغمزها ، فقالت : ويحك إني مغيب ، فتركها وندم على ما كان منه ، فأتى عمر فأخبره بالذي صنع ، فقال : ويحك فلعلها مغيب ، قال : فإنها مغيب ، قال : فائت أبا بكر فاسأله ، فأتى أبا بكر فأخبره ، فقال أبو بكر ويحك لعلها مغيب ، قال : فإنها مغيب ، قال : فائت النبي h فأخبره ، فأتى النبي h فأخبره ، فقال النبي h: لعلها مغيب قال : فإنها مغيب ، فسكت رسول الله h ونزل القرآن وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إلى قوله للذاكرين قال : فقال الرجل : يا رسول الله ، أهي في خاصة أو في الناس عامة ؟ قال : فقال عمر : لا ولا نعمة عين لك ، بل هي للناس عامة ، قال : فضحك النبي h وقال : صدق عمر ().
(رواه أحمد)
عن ابن عباس قال : : ( بينا رسول الله h في بيت بعض نسائه إذ وضع رأسه فنام ، فضحك في منامه ، فلما استيقظ قالت له امرأة من نسائه : لقد ضحكت في منامك ، فما أضحكك ؟ قال : أعجب من ناس من أمتي يركبون هذا البحر ، هول العدو ، يجاهدون في سبيل الله ، فذكر لهم خيراً كثيراً).
(رواه أحمد)
عن عامر بن سعد عن أبيه قال : : ( لما كان يوم الخندق ورجل يترس جعل يقول : بالترس هكذا ، فوضعه فوق أنفه ، ثم يقول : هكذا يسفله بعد ، قال : فأهويت إلى كنانتي فأخرجت منها سهما مدما فوضعته في كبد القوس ، فلما قال : هكذا يسفل الترس ، رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس قال : وسقط ، فقال : برجله ، فضحك نبي الله h: أحسبه قال : حتى بدت نواجذه ، قال : قلت : لم ؟ قال : لفعل الرجل).
(رواه أحمد)(1/24)
عن عبد الله بن عباس : : ( أن رسول الله h أردفه على دابته ، فلما استوى عليها كبر رسول الله h ثلاثاً و حمد الله ثلاثاً وسبح الله ثلاثاً وهلل الله واحدة ، ثم استلقى عليه فضحك ، ثم أقبل علي فقال : ما من امرىء يركب دابته فيصنع كما صنعت إلا أقبل الله تبارك وتعالى فضحك إليه كما ضحكت إليك). (رواه أحمد)
عن أبي رمثة قال : : (انطلقت أنا و أبي إلى رسول الله h، فلما كنا في بعض الطريق فلقيناه فقال لي أبي : يا بني هذا رسول الله h، قال : و كنت أحسب أن رسول الله h لا يشبه الناس ، فإذا رجل له وفرة بها ردع من حناء ، عليه بردان أخضران قال : كأني أنظر إلى ساقيه ، قال : فقال لأبي : من هذا معك ؟ قال : هذا و الله ابني ، قال : فضحك رسول الله لحلف أبي علي ثم قال : صدقت ، أما إنك لا تجني عليه ، و لا يجني عليك قال : و تلا رسول الله h و لا تزر وازرة وزر أخرى).
(رواه أحمد)
عن أبي هريرة (: (أن النبي h قال يوماً و هو يحدث و عنده رجل من أهل البادية : إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه عز و جل في الزرع ، فقال له ربه عز و جل : ألست فيما شئت ؟ قال : بلى ، و لكن أحب أن أزرع ، قال : فبذر فبادر الطرف نباته و استواؤه و استحصاده فكان أمثال الجبال ، قال : فيقول له ربه عز و جل : دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يشبعك شيء قال : فقال الأعرابي : و الله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً فإنهم أصحاب زرع ، و أما نحن فلسنا يا صحابة . فضحك رسول الله h)
(رواه أحمد)(1/25)
عن أبي سعيد الخدري(: (عن النبي h قال : ناساً من أصحاب رسول الله h كانوا في سفر ، فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فعرض لإنسان منهم في عقله أو لدغ قال : فقالوا لأصحاب رسول الله h: هل فيكم من راق ؟ فقال رجل منهم : نعم ، فأتى صاحبه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ ، فأعطى قطيعاً من غنم ، فأبى أن يقبل حتى أتى النبي h فذكر ذلك له ، فقال : يا رسول الله و الذي بعثك بالحق ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب ، قال : فضحك و قال : ما يدريك أنها رقية ؟ قال : ثم قال : خذوا و اضربوا إلي بسهم معكم).
( رواه أحمد)
عن ثابت قال : سمعت أنس بن مالك( يقول : : ( بينما رسول الله h يسير وحاد يحدو بنسائه ، فضحك h، فإذا هو قد تنحى بهن ، فقال : يا أنجشة ويحك ارفق بالقوارير).
(رواه أحمد)
عن أنس (: ( أن الناس قالوا : يا رسول الله هلك المال و أقحطنا يا رسول الله و هلك المال ، فاستسق لنا ، فقام يوم الجمعة و هو على المنبر فاستسقى ، وصف حماد : و بسط يديه حيال صدره و بطن كفيه مما يلي الأرض ، و ما في السماء قزعة ، فما انصرف حتى أهمت الشاب القوي نفسه أن يرجع إلى أهله ، فمطرنا إلى الجمعة الأخرى ، فقالوا : يا رسول الله تهدم البنيان و انقطع الركبان ، ادع الله أن يكشطها عنا ، فضحك رسول الله h و قال : اللهم حوالينا و لا علينا ، فانجابت حتى كانت المدينة كأنها في إكليل .).
(رواه أحمد)(1/26)
عن سعيد بن أبي راشد قال : : ( كان رسول قيصر جارا لي زمن يزيد بن معاوية فقلت له : أخبرني عن كتاب رسول الله h إلى قيصر ؟ فقال : إن رسول الله h أرسل دحية الكلبي إلى قيصر و كتب معه إليه كتابا - فذكر نحو حديث عباد بن عباد و حديث أتم و أحسن اقتصاصا للحديث و زاد - قال : فضحك رسول الله h حين دعاه إلى الإسلام فأبى أن يسلم و تلا هذه الآية : (إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء) ثم قال رسول الله h: إنك رسول قوم ، و إن لك حقا ، و لكن جئتنا و نحن مرملون ، فقال عثمان بن عفان : أنا أكسوه حلة صفورية ، و قال رجل من الأنصار : علي ضيافته ).
(رواه أحمد)
حدثني عدي بن حاتم قال : : ( علمني رسول الله h الصلاة و الصيام ، قال : صل كذا و كذا و صم فإذا غابت الشمس فكل و اشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود و صم ثلاثين يوما إلا أن ترى الهلال قبل ذلك ، فأخذت خيطين من شعر أسود و أبيض فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي ، فذكرت ذلك لرسول الله h، فضحك و قال : يا ابن حاتم إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل .).
(رواه أحمد)(1/27)
عن رجل من بني عامر قال : : ( كنت كافراً فهداني الله للإسلام ، و كنت أعزب عن الماء و معي أهل فتصيبني الجنابة ، فوقع ذلك في نفسي و قد نعت لي أبو ذر ، فحججت فدخلت مسجد منى فعرفته بالنعت ، فإذا شيخ معروف آدم عليه حلة قطري ، فذهب حتى قمت إلى جنبه و هو يصلي فسلمت عليه فلم يرد علي ، ثم صلى صلاة أتمها و أحسنها و أطولها فلما فرغ رد علي قلت : أنت أبو ذر ؟ قال : إن أهلي ليزعمون ذلك . قال : كنت كافراً فهداني الله للإسلام ، و أهمني ديني ، و كنت أعزب عن الماء و معي أهلي فتصيبني الجنابة ، فوقع ذلك في نفسي . قال : هل تعرف أبا ذر ؟ قلت : نعم . قال : فإني اجتويت المدينة ، ـ قال أيوب : أو كلمة نحوها ـ فأمر لي رسول الله h بذود من إبل وغنم ، فكنت أكون فيها ، فكنت أعزب عن الماء و معي أهلي فتصيبني الجنابة فوقع في نفسي أني قد هلكت ، فقعدت على بعير منها فانتهيت إلى رسول الله h نصف النهار و هو جالس في ظل المسجد في نفر من أصحابه ، فنزلت عن البعير و قلت : يا رسول الله هلكت قال : وما أهلكت ؟ فحدثته فضحك . فدعا إنساناً من أهله فجاءت جارية سوداء بعس فيه ماء ، ما هو بملآن إنه ليتخضخض فاستترت بالبعير ، فأمر رسول الله h رجلاً من القوم فسترني ، فاغتسلت ثم أتيته فقال : إن الصعيد الطيب طهور ما لم تجد الماء و لو إلى عشر حجج ، فإذا وجدت الماء فأمس بشرتك .). (رواه أحمد)
عن أبي ذر : (أن رسول الله h كان جالساً و شاتان تقترنان ، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها . قال : فضحك رسول الله h، فقيل له ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : عجبت لها ، و الذي نفسي بيده ، ليقادن لها يوم القيامة ). (رواه أحمد)
عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه قال: ( كنت مع النبي h بالخندق ، فأخذ الكرزين فحفر به ، فصادق حجراً ، فضحك ، قيل ما يضحكك يا رسول الله h؟ قال : ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول يساقون إلى الجنة).
(رواه أحمد)(1/28)
عن أبي ذر ( قال : : (قال رسول الله h: إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً من النار ، و آخر أهل الجنة دخولاً الجنة ، يؤتى برجل فيقول : نحوا كبار ذنوبه ، و سلوه عن صغارها قال : فيقال له : عملت كذا ، يوم كذا و كذا ، و عملت كذا ، يوم كذا و كذا . قال : فيقول : يا رب لقد عملت أشياءً لم أرها هنا . قال : فضحك رسول الله h حتى بدت نواجذه . قال : فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة). (رواه أحمد)
عن عائشة قالت : : ( لما أنزلت آية التخيير ، قال : بدأ بعائشة فقال : يا عائشة إني عارض عليك أمراً فلا تفتاتن فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي و أم رومان ، قالت : أي رسول الله و ما هو ؟ قال : يا عائشة إني عارض عليك أمراً فلا تفتاتن فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبي بكر و أم رومان ، قالت : يا رسول الله و ما هو ؟ قال : يا عائشة إني عارض عليك أمراً فلا تفتاتن فيه بشيء حتى تعرضيه على أبويك أبو بكر و أم رومان ، قالت : يا رسول الله و ما هو ؟ قال الله :} يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما{ قالت : إني أريد الله و رسوله و الدار الآخرة و لا أؤامر في ذلك أبوي أبا بكر و أم رومان ، قالت : فضحك النبي h ثم استقرأ الحجر فقال : إن عائشة قالت كذا و كذا قال : فقلن مثل الذي قالت عائشة).
(رواه أحمد)(1/29)
عن شهر بن حوشب : أن أسماء بنت يزيد : ( كانت تخدم النبي h قالت : فبينما أنا عنده إذ جاءته خالتي قالت : فجعلت تسائله و عليها سواران من ذهب ، فقال لها النبي h: أيسرك أن عليك سوارين من نار ؟ قالت : قلت : يا خالتي إنما يعني سواريك هذين ، قالت : فألقتهما ، قالت يا نبي الله إنهن إذا لم يتجلين صلفن عند أزواجهن فضحك رسول الله h و قال : أما تستطيع إحداكن أن تجعل طوقاً من فضة و جمانة من فضة ثم تخلقه بزعفران فيكون كأنه من ذهب فإن من تحلى وزن عين جرادة من ذهب أو جر بصيصة كوي بها يوم القيامة).
(رواه أحمد)
عن أنس بن مالك (: (أن النبي h اضطجع على نطع فعرق فقامت أم سليم إلى عرقه فنشفته فجعلته في قارورة فرآها النبي h قال ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم قالت أجعل عرقك في طيبي فضحك النبي h).
(رواه النسائى)
عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله h: (في غزوة تبوك قال وصبح رسول الله h قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعا وثمانين رجلا فقبل رسول الله h علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك ألم تكن ابتعت ظهرك فقلت يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه ولقد أعطيت جدلا ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب لترضى به عني ليوشك أن الله يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك فقال رسول الله h أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك فقمت فمضيت مختصر).
(رواه النسائى)(1/30)
عن عبد الرحمن بن أبزي قال : (كنا عند عمر فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين ربما نمكث الشهر والشهرين ولا نجد الماء فقال عمر أما أنا فإذا لم أجد الماء لم أكن لأصلي حتى أجد الماء فقال عمار بن ياسر أتذكر يا أمير المؤمنين حيث كنت بمكان كذا وكذا ونحن نرعى الإبل فتعلم أنا أجنبنا قال نعم أما أنا فتمرغت في التراب فأتينا النبي h فضحك فقال إن كان الصعيد لكافيك وضرب بكفيه إلى الأرض ثم نفخ فيهما ثم مسح وجهه وبعض ذراعيه فقال اتق الله يا عمار فقال يا أمير المؤمنين إن شئت لم أذكره قال لا ولكن نوليك من ذلك ما توليت).
(رواه النسائى)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكى الناس إلى رسول الله h قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه
فخرج رسول الله h حين بدا حاجب الشمس وقال : (إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سألت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك h حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله )
( رواه أبو داود )(1/31)
عن علي بن ربيعة قال : (شهدت عليا ( وأتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله أكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت قال رأيت النبي h فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري).
( رواه أبو داود )
عن أبي رمثة قال : (انطلقت مع أبي نحو النبي h ثم إن رسول الله h قال لأبي ابنك هذا قال إي ورب الكعبة قال حقا قال أشهد به قال فتبسم رسول الله h ضاحكا من ثبت شبهي في أبي ومن حلف أبي علي ثم قال أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه وقرأ رسول الله h ولا تزر وازرة وزر أخرى ).
( رواه أبو داود )
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (قدم رسول الله h من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال ما هذا يا عائشة قالت بناتي ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال ما هذا الذي أرى وسطهن قالت فرس قال وما هذا الذي عليه قالت جناحان قال فرس له جناحان قالت أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت فضحك حتى رأيت نواجذه).
(رواه أبو داود)
عن عمرو بن العاص قال : (احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي h فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما فضحك رسول الله h ولم يقل شيئا)
(رواه أبوداود)(1/32)
عن عدي بن حاتم قال : (لما نزلت هذه الآية حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي فنظرت فلم أتبين فذكرت ذلك لرسول الله h فضحك فقال إن وسادك لعريض طويل إنما هو الليل والنهار قال عثمان إنما هو سواد الليل وبياض النهار).
(رواه أبوداود)
عن زيد بن أرقم قال : (أتي علي رضي الله عنه بثلاثة وهو باليمن وقعوا على امرأة في طهر واحد فسأل اثنين أتقران لهذا بالولد قالا لا حتى سألهم جميعا فجعل كلما سأل اثنين قالا لا فأقرع بينهم فألحق الولد بالذي صارت عليه القرعة وجعل عليه ثلثي الدية قال فذكر ذلك للنبي h فضحك حتى بدت نواجذه).
(رواه أبوداود)
عن بن عباس قال : (رأيت رسول الله h جالسا عند الركن قال فرفع بصره إلى السماء فضحك فقال لعن الله اليهود ثلاثا إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه ولم يقل في حديث خالد بن عبد الله الطحان رأيت وقال قاتل الله اليهود).
(رواه أبوداود)
عن أمية بن مخشي وكان من أصحاب رسول الله h قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال بسم الله أوله وآخره فضحك النبي h ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه)
(رواه أبوداود)
عن عكرمة عن بن عباس : (أن رسول الله h لم يقت في الخمر حدا وقال بن عباس شرب رجل فسكر فلقي يميل في الفج فانطلق به إلى النبي h فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي h فضحك وقال أفعلها ولم يأمر فيه بشيء)
(رواه أبوداود)(1/33)
عن أبي ذر( قال: قال رسول الله h : (إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا الجنة يؤتى برجل فيقول سلوا عن صغار ذنوبه واخبئوا كبارها فيقال له عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا قال فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة قال فيقول يا رب لقد عملت أشياء ما أراها ههنا قال فلقد رأيت رسول الله h ضحك حتى بدت نواجذه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح).
( رواه الترمذى)
عن فاطمة بنت قيس : (أن نبي الله h صعد المنبر فضحك فقال إن تميما الداري حدثني بحديث ففرحت فأحببت أن أحدثكم حدثني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لباسه ناشرة شعرها فقالوا ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا فأخبرينا قالت لا أخبركم ولا استخبركم ولكن ائتوا أقصى القرية فإن ثم من يخبركم ويستخبركم فأتينا أقصى القرية فإذا رجل موثق بسلسلة فقال أخبروني عن عين زغر قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن البحيرة قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن نخل بيان الذي بين الأردن وفلسطين هل أطعم قلنا نعم قال أخبروني عن النبي هل بعث قلنا نعم قال أخبروني كيف الناس إليه قلنا سراع قال فنز نزوة حتى كاد قلنا فما أنت قال إنه الدجال وإنه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة وطيبة المدينة قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث قتادة عن الشعبي وقد رواه غير واحد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس)
(رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب)
عن مالك انه بلغه عن عائشة زوج النبي h انها قالت : (استأذن رجل على رسول الله h قالت عائشة وأنا معه في البيت فقال رسول الله h بئس بن العشيرة ثم أذن له رسول الله h قالت عائشة فلم انشب ان سمعت ضحك رسول الله h معه فلما خرج الرجل قلت يا رسول الله قلت فيه ما قلت ثم لم تنشب ان ضحكت معه فقال رسول الله h ان من شر الناس من أتقاه الناس لشره).
( رواه مالك )(1/34)
يجمع الناس يوم القيامة قال : فينادي مناد يا أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم و رزقكم و صوركم أن يولي كل إنسان منكم إلى من كان يتولى في الدنيا قال كتاب و يمثل لمن كان يعبد عزيزاً شيطان عزيز حتى يمثل لهم الشجرة و العود و الحجر و يبقى أهل الإسلام جثوماً فيقال لهم : ما لكم لا تنطلقون كما ينطلق الناس ؟ فيقولون : إن رباً ما رأيناه بعد . قال فيقال : فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه ؟ قالوا : بيننا و بينه علامة إن رأيناه عرفناه . قيل : و ما هي ؟ قالوا : يكشف عن ساق . قال : فيكشف عند ذلك عن ساق قال فيخر من كان لظهره طبقاً ساجداً و يبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون ثم يؤمرون فيرفعون رؤوسهم فيعطون نورهم على قدر أعمالهم قال : فمنهم من يعطي نوره مثل الجبل بين يديه ، و منهم من يعطي نوره فوق ذلك ، و منهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ، و منهم من يعطى دون ذلك بيمينه حتى يكون آخر ذلك من يعطي نوره على إبهام قدمه يضيء مرة و يطفىء مرة فإذا أضاء قدمه و إذا طفىء قام فيمر و يمرون على الصراط و الصراط كحد السيف دحض مزلة فيقال : انجوا على قدر نوركم ، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، و منهم من يمر كالطرف ، و منهم من يمر كالريح ، و منهم من يمر كشد الرجل و يرمل رملاً فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه قال : يجر يداً و يعلق يداً و يجر رجلاً و يعلق رجلاً و تضرب جوانبه النار قال : فيخلصوا فإذا خلصوا قالوا : الحمد لله لذي نجانا منك بعد الذي أراناك لقد أعطانا الله ما لم يعط أحداً . قال مسروق : فما بلغ عبد الله هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك فقاله رجل : يا أبا عبد الرحمن لقد حدثت هذا الحديث مراراً كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت فقال عبد الله : سمعت رسول الله h يحدثه مراراً فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك حتى تبدو لهواته و يبدو آخر ضرس من أضراسه(1/35)
لقول الإنسان أتهزأ بي و أنت رب العالمين ؟ فيقول : لا و لكني على ذلك قادر فسلوني.
( رواه الحاكم )
عن زيد بن أرقم ( قال : : ( غزونا مع رسول الله h و كان معنا ناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء و كان الأعراب يسبقونا فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض و يجعل حوله حجارة و يجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه فأتى رجل من الأنصار الأعرابي فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجراً ففاض فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه ، فأتى عبد الله ابن أبي رأس المنافقين فأخبره و كان من أصحابه فغضب عبد الله ابن أبي ثم قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله h حتى ينفضوا من حوله ـ يعني الأعراب ـ و كانوا يحدثون رسول الله h عند الطعام فقال عبد الله لأصحابه : إذا انفضوا من عند محمد فأتوا محمداً للطعام فليأكل هو و من عنده ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل . قال زيد : و أنا ردف عمي فسمعت عبد الله و كنا أخواله فأخبرت عمي فانطلق فأخبر رسول الله h أرسل إليه رسول الله h فحلف و جحد و اعتذر فصدقه رسول الله h و كذبني فجاء إلى عمي فقال :ما أردت أن مقتك رسول الله h و كذبك و كذبك المسلمون فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد قط ، فبينا أنا أسير مع رسول الله h في سفره و قد خفقت برأسي من الهم فأتاني رسول الله h فعرك أذني و ضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الخلد أو الدنيا ، ثم أن أبا بكر لحقني فقال : ما قال لك رسول الله h؟ قلت ما قال لي رسول الله h شيئاً غير أنه عرك أذني و ضحك في وجهي فقال : أبشر ، ثم لحقني عمر فقال : ما قال لك رسول الله h؟ فقلت له مثل قولي لأبي بكر ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله h سورة المنافقون : إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله حتى بلغ الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا حتى بلغ ليخرجن الأعز منها الأذل ). ( رواه الحاكم )(1/36)
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : : (أقبل العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله h و عليه حلة و له ضفيرتان و هو أبيض فلما رآه رسول الله h تبسم فقال العباس : يا رسول الله ما أضحكك أضحك الله سنك فقال : أعجبني جمال عم النبي فقال العباس : ما الجمال في الرجال قال:اللسان ).
(رواه الحاكم)
عن هشام بن عروة ، عن أبيه أن عبد الله بن الزبير و عبد الله بن جعفر : (بايعا النبي h و هما ابنا سبع سنين و أن رسول الله h لما رآهما تبسم و بسط يده فبايعهما).
(رواه الحاكم)
عن أنس بن مالك ( قال : : ( ضحك رسول الله h ذات يوم أو تبسم فقال رسول الله h: ألا تسألوني من أي شيء ضحكت ؟ فقال : عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول يا رب أليس وعدتني أن لا تظلمني ؟ قال : بلى قال : فإني لا أقبل علي شهادة شاهد إلا من نفسي فيقول : أو ليس كفى بي شهيداً و بالملائكة الكرام الكاتبين قال : فيردد هذا الكلام مرات فيختم مرات فيختم على فيه و تكلم أركانه بما كان يعمل فيقول بعداً لكم و سحقاً عنكم كنت أجادل) (رواه الحاكم)
عن علي بن ربيعة : : ( أنه كان ردفاً لعلي ( فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله فلما استوى على ظهر الدابة قال : الحمد لله ثلاثاً و الله أكبر ثلاثاً سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين ثم قال : لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنونبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم مال إلى أحد شقيه فضحك فقلت : يا أمير المؤمنين ما يضحكك ؟ قال : إني كنت ردف النبي h فصنع رسول الله h كما صنعت فسألته كما سألني فقال رسول الله h: إن الله ليعجب إلى العبد إذا قال لا إله إلا أنت إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال : عندي عرف أن له رباً يغفر و يعاقب).
(رواه الحاكم)(1/37)
أخبرني عبد الحميد بن صيفي من ولد صهيب ، عن أبيه ، عن جده صهيب قال : : (قدمت على رسول الله h و سلم بالهجرة و هو يأكل تمراً فأقبلت آكل التمر و بعيني رمد فقال : أتأكل التمر و بك رمد ؟ فقلت إنما آكل على شقي الصحيح ليس به رمد قال : فضحك رسول الله h) .
(رواه الحاكم)
عن أبي هريرة ( قال : : ( لما دخل رسول الله h بصفية بات أبو أيوب على باب النبي h فلما أصبح فرأى رسول الله h كبر و مع أبي أيوب السيف فقال : يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس و كنت قتلت أباها و أخاها و زوجها فلم آمنها عليك ، فضحك رسول الله h سلم و قال له خيراً).
(رواه الحاكم)
عن أم أيمن رضي الله عنها قالت : : ( قام النبي h من الليل إلي فخارة من جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل و أنا عطشى فشربت من في الفخارة و أنا لا أشعر ، فلما أصبح النبي h قال : يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فاهريقي ما فيها قلت : قد و الله شربت ما فيها . قال : فضحك رسول الله h حتى بدت نواجذه ثم قال : أما أنك لا يفجع بطنك بعده أبداً)
(رواه الحاكم)
أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز : قال ( كان رسول الله h يشير إلى الشأم ، فسمع حاديا في الليل فقال : أسرعوا بنا إلى ذلك الحادي ، قال : فأسرعوا حتى أدركوه ، فسلم فقال : من القوم ، قالوا : مضر ، قال رسول الله h: و نحن من مضر ، قال : فبلغ تلك الليلة بالنسبة إلى مضر ، فقال رجل : يا رسول الله أنا أول من حدا الإبل في الجاهلية ، قال : فكيف ذاك قال : أغار رجل منا على إبل فاستاقها ، فجعل يقول لغلامه أو لأجيره : اجمعها ، فيأبى ، فجعلت الإبل تفرق ، فضربه و كسر يده ، فجعل الغلام يقول : وايداه وايداه ، فجعلت الإبل تجتمع ، و هو يقول : قل كذا ، قال : فجعل رسول الله h يضحك .
( رواه البيهقى )(1/38)
عن سماك قال : قلت لجابر بن سمرة : : ( أكنت تجالس النبي h، قال : نعم ، و كان طويل الصمت ، قليل الضحك ، و كان أصحاب النبي h يتناشدون الشعر و النبي h يتبسم ).
( رواه البيهقى )
ابن لكنانة بن العباس بن مرداس السلمي عن أبيه عن : ( أن رسول الله h دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة و الرحمة فأكثر الدعاء ، فأوحى الله تعالى إليه إني قد فعلت ، إلا ظلم بعضهم بعضاً ، و أما ذنوبهم فيما بيني و بينهم فقد غفرتها ، فقال : يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيراً من مظلمته ، و تغفر لهذا الظالم ، فلم يجبه تلك العشية ، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء ، فأجابه الله عز و جل إني قد غفرت لهم ، فتبسم رسول الله h فقال له بعض أصحابه : يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تبسم فيها ، قال : تبسمت من عدة الله إبليس ، إنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل و الثبور ، و يحثو التراب على رأسه).
(رواه البيهقى)(1/39)
قال عبد الله بن سلام : إن الله لما أراد هدي زيد بن سعنة قال زيد : ما من علامات النبوة شيء إلا و قد عرفتها في وجه محمد h حين نظرت إليه ، إلا اثنتان لم أخبرهما منه ، يسبق حلمه جهله ، و لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً ، فذكر الحديث في مبايعته ، قال زيد بن سعنة ، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة خرج رسول الله h في جنازة رجل من الأنصار ، و معه أبو بكر و عمر و عثمان في نفر من أصحابه رضي الله عنهم ، فلما صلى على الجنازة و دنا من جدار ليجلس إليه أتيته فنظرت بوجه غليظ ثم أخذت بمجامع قميصه و ردائه فقلت : اقضني يا محمد حقي ، فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب مطلاً لقد كان لي بمخالطتكم علم فنظرت إلى عمر و عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ، ثم رماني ببصره ، فقال يا يهودي أتفعل هذا برسول الله h، فو الذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك ، قال : و رسول الله h ينظر إلى عمر ( في سكون و تؤدة و تبسم ثم قال : يا عمر أنا و هو كنا إلى غير هذا منك أحوج أن تأمرني بحسن الإداء و تأمره بحسن التباعة ، اذهب به يا عمر فاقضه حقه و زده عشرين صاعاً من تمر مكان ما روعته ، و ذكر الحديث في إسلامه).
(رواه البيهقى)(1/40)
عن أبي هريرة ( أنه كان يقول : : ( و الله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، و إن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، و لقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر بي أبو بكر ( فسألته عن آية من كتاب الله عز و جل ، ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر بي و لم يفعل ، ثم مر بي عمر ، فسألته عن آية من كتاب الله عز و جل ، ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر بي و لم يفعل ، ثم مر بي أبو القاسم h فتبسم حين رآني ، و عرف ما في نفسي و ما في وجهي ، ثم قال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله قال : الحق ، و مضى فاتبعته فدخل ، فاستأذنت فأذن لي فدخلت فوجدت لبنا في قدح فقال : من أين هذا اللبن ، قالوا : أهداه لك فلان أو فلانة ، قال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي ، قال : و أهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل و لا مال ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم فأصاب منها و أشركهم فيها و لم يتناول منها شيئا ، و إذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها و أشركهم فيها ، فساءني ذلك ، قلت : و ما هذا اللبن في أهل الصفة ، كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها ، و أنا الرسول ، فإذا جاءوا أمرني أن أعطيهم و ما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ، و لم يكن من طاعة الله و طاعة رسوله بد ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا حتى استأذنوا فأذن لهم و أخذوا مجالسهم من البيت ، فقال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : خذ فأعطيهم ، فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح ، فأعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح ، حتى انتهيت إلى رسول الله h و قد روي القوم كلهم ، فأخذ القدح فوضعه على يده و نظر إلي و تبسم ، و قال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله قال : بقيت أنا و أنت ، قلت : صدقت يا رسول الله ، قال : اقعد فاشرب ، فقعدت فشربت ،(1/41)
فقال : اشرب ، فشربت ، ثم قال : اشرب ، فشربت ، فما زال يقول : اشرب ، فأشرب حتى قلت : لا و الذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً ، قال : فادن ، فأعطيته القدح ، فحمد الله و سمى و شرب الفضلة ).
(رواه البيهقى والبخاري في الصحيح عن أبي نعيم) .
عن عطاء عن محارب عن : ( لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي h فقال : أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة ، قال : مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام ، فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به ، فجعلت أنظر إليها و هي تعيده في مكتلها و هي تقول : و يل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم ، فضحك النبي h حتى بدت نواجذه فقال : كيف تقدس أمه لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه و هو غير متعتع).
(رواه البيهقى)
عن عبدالله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره عن أبيه : (أن النبي h دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم فإني آخذ للمظلوم منه قال أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم فلم يجب عشيته فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل قال فضحك رسول الله h أو قال تبسم فقال له أبو بكر وعمر بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك أضحك الله سنك قال إن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه).
(رواه ابن ماجة)
عن أبي هريرة( قال : (دخل أعرابي المسجد ورسول الله h جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا فضحك رسول الله h وقال لقد احتظرت واسعا ثم ولى حتى إذا كان في ناحية المسجد فشج يبول فقال الأعرابي بعد أن فقه فقام إلي بأبي وأمي فلم يؤنب ولم يسب فقال إن هذا المسجد لا يبال فيه وإنما بني لذكر الله وللصلاة ثم أمر بسجل من ماء فأفرغ على بوله).
(رواه ابن ماجة)(1/42)
عن بن عباس : (أن رجلا ظاهر من امرأته فغشيها قبل أن يكفر فأتى النبي h فذكر ذلك له فقال ما حملك على ذلك فقال يا رسول الله رأيت بياض حجليها في القمر فلم أملك نفسي أن وقعت عليها فضحك رسول الله h وأمره ألا يقربها حتى يكفر).
(رواه ابن ماجة)
عن أم سلمة قالت : (خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي h وسلم بعام ومعه نعيمان وسوي بط بن حرملة وكانا شهدا بدرا وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط رجلا مزاحا فقال لنعيمان أطعمني قال حتى يجيء أبو بكر قال فلأغيظنك قال فمروا بقوم فقال لهم سويبط تشترون مني عبدا لي قالوا نعم قال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي قالوا لا بل نشتريه منك فاشتروه منه بعشر قلائص ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد فقالوا قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به فجاء أبو بكر فأخبروه بذلك قال فاتبع القوم ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان قال فلما قدموا على النبي h وأخبروه قال فضحك النبي h وأصحابه منه حولا).
(رواه ابن ماجة)
عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، عن أبيه قال : : (كنا مع النبي h في غزوة ، فأصاب الناس مخمصة شديدة ، فاستأذنوا رسول الله في نحر بعض ظهرهم فقال عمر :يا رسول الله ، فكيف بنا إذا لقينا عدونا جياعاً رجالة ؟ ولكن إن رأيت يا رسول الله ، أن تدعوا الناس ببقية أزودتهم . فجاؤوا به يجيء الرجل بالحفنة من الطعام وفوق ذلك، وكان أعلاهم الذي جاء بالصاع من التمر ، فجمعه على نطع ، ثم دعا الله بما شاء الله أن يدعو ، ثم دعا الناس بأوعيتهم ، فما بقي قي الجيش وعاء إلا مملوء وبقي مثله ، فضحك رسول الله h حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أني رسول الله ،وأشهد عند الله لا يلقاه عبد مؤمن بهما إلا حجبتاه عن النار يوم القيامة )
(رواه ابن حبان)(1/43)
عن عبد الرحمن بن جبير: (عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص : أن عمرو بن العاص كان على سرية ، وأنه أصابهم برد شديد لم يروا مثله ، فخرج لصلاة الصبح ، قال : و الله لقد احتلمت البارحة ، فغسل مغابته ، وتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم صلى بهم ، فلما قدم على رسول الله ، h، سأل رسول الله h أصحابه ، فقال : ( كيف وجدتم عمراً وأصحابه ) ؟ فأثنوا عليه خيراً ، وقالوا : يا رسول الله ، صلى بنا وهو جنب ، فأرسل رسول الله ، h، إلى عمرو فسأله ، فأخبره بذلك ، وبالذي لقي من البرد ، و قال : يا رسول الله : إن الله قال : "ولا تقتلوا أنفسكم " ولو اغتسلت مت ،فضحك رسول الله ، h، إلى عمرو).
(رواه ابن حبان)
عن أنس بن مالك أنه قال : : (إن هوازن جاءت يوم حنين بالشاء والإبل والغنم ، فجعلوها صفين ، ليكثروا على رسول الله h، قال : فالتقى المسلمون والمشركون ، فولى المسلمون مدبرين ، كما قال الله ، فقال رسول الله h: ( أنا عبد الله ورسوله ) فهزم الله المشركين ولم نضرب بسيف ، ولم نطعن برمح ، فقال النبي h يومئذ : ( من قتل كافرا ، فله سلبه ) ، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم ، فقال أبو قتادة : يا رسول الله إني رجلا على حبل العاتق وعليه درع ، فأعجلت عنه أن آخذها ، فانظر مع من هي ، فقام رجل ، فقال : يا رسول الله أنا أخذتها فأرضه مني ، وأعطنيها ، فسكت رسول الله h، وكان رسول الله h لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، أو سكت ، فقال عمر : لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها ، فضحك رسول الله hوقال : ( صدق عمر ) ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر ، فقال : يا أم سليم ما هذا معك ؟ قالت : أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه ، فقال ابو طلحة : يا رسول الله ، ألا تسمع ما تقول أم سليم ؟ قالت : يا رسول الله : أقتل بها الطلقاء ، انهزموا بك ، فقال h: ( يا أم سليم ، إن الله قد كفى وأحسن )
(رواه ابن حبان)(1/44)
عن عائشة رضى الله عنها قالت: : (شكا الناس إلى رسول اللهh، قحط المطر، فأمر بالمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة : فخرج رسول الله h حين بدأ حاجب الشمس، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ( إنكم شكوتم جدب جنانكم، واحتباس المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم. ثم قال: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين، لا إله إلا أنت تفعل ما تريد. اللهم أنت الله لاإله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين). ثم رفع يديه h حتى رأينا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين ، فأنشأ الله سحاباً، فرعدت، وأبرقت، وأمطرت بإذن الله، فلم يلبث في مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى رسول الله h لثق الثياب على الناس، ضحك حتى بدت نواجذه وقال: (أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله)
( رواه ابن حبان )(1/45)
عن ابن عباس قال : : ( جاء أعرابي إلى النبي h فقال : السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب . فقال : وعليك . وقال : إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر ، وأنا رسول قومي إليك ووافدهم ، وإني سائلك فمشدد مسألتي إليك ، ومناشدك فمشدد مناشدتي إياك . قال : خذ عنك يا أخا بني سعد . قال : من خلقك وخلق من قبلك ، ومن هو خالق من بعدك ؟ قال : الله . قال : فنشدتك بذلك ، أهو أرسلك ؟ قال : نعم . قال : من خلق السموات السبع والأرضين السبع ، وأجرى بينهن الرزق ؟ قال : الله . قال فنشدتك بذلك أهو أرسلك ؟ قال : نعم . قال : إنا وجدنا في كتابك ، وأمرتنا رسلك : أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات لمواقيتها ، فنشدتك بذلك أهو أمرك ؟ قال : نعم . قال : فإنا وجدنا في كتابك ، وأمرتنا رسلك : أن نأخذ من حواشي أموالنا فنردها على فقرائنا ، فنشدتك بذلك أهو أمرك بذلك ؟ قال : نعم . ثم قال : أما الخامسة فلست بسائلك عنها ، ولا أرب لي فيها . ثم قال أما والذي بعثك بالحق لأعملن بها ومن أطاعني من قومي . ثم رجع ، فضحك النبي h حتى بدت نواجذه ، ثم قال : والذي نفسي بيده لئن صدق ليدخلن الجنة).
(رواه الدارمى)
عن صهيب( قال: ( بينما رسول الله h جالس إذ ضحك ، فقال : : ألا تسألوني مما أضحك . فقالوا : مم تضحك ؟ قال : عجبا من أمر المؤمن ، كله له خير: إن أصابه ما يحب حمد الله عليه ، فكان له خير . وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير ، وليس كل أحد أمره له خير إلا المؤمن).
(رواه الدارمى)
عن يزيد بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال : : ( احتجم رسول الله h فقال لي : خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس فتنحيت به فشربته ثم سألني فأخبرته فضحك)
(شعب الإيمان)(1/46)
عن ابن عمر : ( أن النبي h مر بخباء أعرابي و هو في أصحابه يردون الغزو فرفع الأاعربي ناحية من الخباء فقال من القوم ؟ فقيل له رسول الله h و أصحابه يريدون الغزو فقال : هل من عرض الدنيا يصيبون ؟ قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين فعمد إلى بكر له فاعتقله و سار معهم فجعل يدنو بكره إلى رسول الله h و جعل أصحابه يذودون بكره عنه فقال رسول الله h: دعوا لي النجدي فو الذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة .
قال : فلقوا العد فاستشهد فأخبر بذلك النبي h فأتاه فقعد عند رأسه مستبشراً أو قال : مسروراً يضحك ثم أعرض عنه فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشراً تضحك ثم أعرضت عنه فقال : أما ما رأيتم من استبشاري أو قال : سروري فلما رأيت من كرامة روحه على الله تعالى و أما اعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه)
( شعب الإيمان )
عن أيوب قال: عن الحسن في قوله عز و جل ( إن مع العسر يسراً) . قال : خرج النبي h يوماً مسروراً فرحاً و هو يضحك و هو يقول : لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً).
( شعب الإيمان )(1/47)
عن ابن عباس ، قال : : ( أراد رسول الله h الحج ، فقالت امرأة لزوجها . حجني مع رسول الله h. فقال ما عندي ما أحجك عليه . قالت : فحجني على ناضحك . قال : ذاك يعتقبه أنا و ولدك . قال حجني على جملك فلان . قال ذلك حبيس سبيل الله . قالت : فبع تمرتك . قال : ذاك قوت و قوتك . فلما رجع رسول الله h من مكة ، أرسلت إليه زوجها ، فقالت : إقرأ رسول الله h مني السلام و رحمة الله ، و سمه : ما تعدل حجة معك ؟ فأتى زوجها النبي h، فقال يا رسول الله إن امرأتي تقرئك السلام و رحمة الله ، و إنها كانت سألتني أن أحج بها معك . فقلت لها : ليس عندي ما أحجك عليه . فقالت : حجني على جملك فلان . فقلت لها : ذلك حبيس في سبيل الله . فقال : أما إنك لو كنت حجبتهما فكان في سبيل الله فقالت : حجني على ناضحك . فقلت ذاك يعتقبه أنا و ولدك . فأنت : فبع تمرتك .فقلت ذاك قوتي و قوتك . قال : فضحك رسول الله h تعجباً من حرصها على الحج و أنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجة معك . قال : إقرئها مني السلام و رحمة الله ، و أخبرها أنها تعدل حجة معي عمرة في رمضان .).
(رواه ابن خزيمة)(1/48)
عن عطرمة قال : : ( كان ابن رواحة مضطجعاً إلى جنب امرأته ، فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها ، وفزعت امرأته ، فلم تجده في مضجعه ، فقامت وخرجت ، فرأته على جاريته ، فرجعت إلى البيت ، فأخذت الشفرة ، ثم خرجت ، وفرغ فقام ، فلقيها تحمل الشفرة ، فقال : مهيم ؟ فقالت : مهيم ، لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة ، قال : وأين رأيتني ؟ قالت : رأيتك على الجارية ، فقال : ما رأيتني ، وقد نهى رسول الله h أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب ، قالت : فاقرأ ، فقال : أتانا رسول الله يتلو كتابه ، كما لاح مشهور من الفجر ساطع ، أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا ، به موقنات أن ما قال واقع ، يبيت يجافي جنبه عن فراشه ، إذا استثقلت بالمشركين المضاجع ، فقالت : آمنت بالله وكذبت البصر ، ثم غدا على رسول الله h فأخبره ، فضحك حتى رأيت نواجذه h.).
(رواه الدار قطنى)
عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص : : ( أن عمرو بن العاص كان على سرية ، وأنهم أصابهم برد شديد لم يروا مثله ، فخرج لصلاة الصبح ، فقال : والله لقد احتلمت البارحة ، ولكن والله ما رأيت برداً مثل هذا مر على وجوهكم مثله ، فغسل مغابنه ، وتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم صلى بهم ، فلما قدم على رسول الله h، سأل رسول الله h أصحابه كيف وجدتم عمراً وصحابته لكم ، فأثنوا عليه خيراً ، وقالوا يا رسول الله صلى بنا وهو جنب ، فأرسل رسول الله h إلى عمرو ، فأخبره بذلك وبالذي لقي من البرد وقال يا رسول الله إن الله قال ولا تقتلوا أنفسكم فلو اغتسلت مت ، فضحك رسول الله h إلى عمرو )
(رواه الدار قطنى)(1/49)
عن عائشة قالت : : ( رجع رسول الله h ذات يوم من جنازة بالبقيع ، ، وأنا أجد صداعاً في رأسي ، وأنا أقول : وارأساه ، فقال : بل أنا وارأساه ، ثم قال : ما ضرك لو مت قبلي فكفنتك ، ثم صليت عليك ودفنتك ، قالت : كأني بك والله قد فعلت ذلك ، رجعت إلى بيتي فعرست فيه ببعض نسائك ، فتبسم رسول الله h، ثم بدى في وجعه الذي توفي فيه ).
(رواه الدارقطنى)
عن صهيب قال : : (قدمت على رسول الله h فدخلت عليه وهو في منزل كلثوم بن الهدم وبين أيديهم تمر يأكلونه وكنت رمداً من إحدى العينين فقال رسول الله h: لا تأكل التمر على عينك فقلت : أنا آكل من شق عيني الصحيحة فضحك رسول الله h حتى بدت نواجذه)
(البحر الزخار - مسند البزار)
عن أبي هريرة قال : : (خرجت أنا ورسول الله h ويده في يدي فأتى على رجل رث الهيئة . قال : أبو فلان ؟ ما بلغ بك ما أرى ؟ . قال : السقم والضر يارسول الله . قال : ألا أعلمك كلمات يذهب الله عنك السقم والضر ؟.قال : لا ، ما يسرني بها أني شهدت معك بدرا وأحدا ، قال : فضحك رسول الله h ثم قال : وهل يدرك أهل بدر ، وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع ؟ . قال : فقال أبو هريرة : يا رسول الله أنا فعلمني . قال : قل يا أبا هريرة : توكلت على الحي الذي لا يموت ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل ، وكبره تكبيرا .قال : فأتى علي رسول الله h وقد حسنت حالي فقال : مهيم ؟ قال : قلت : يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتني).
( رواه أبو يعلى الموصلى)
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، : (عن جابر قال : كنا نصلي مع رسول الله h في غزوة بدر إذ تبسم في صلاته . فلما قضى الصلاة قلنا : يا رسول الله رأيناك تبسمت؟ قال : مر بي ميكائيل ، وعلى جناحه أثر غبار ، وهو راجع من طلب القوم ، فضحك الي فتبسمت اليه .).(رواه أبى يعلى الموصلى)(1/50)
عن عائشة رضى الله عنها قالت: )كان عندي رسول الله h, وسودة بنت زمعة, فصنعت حريرة وجئت به, فقلت لسودة كلي فقالت لا أحبه , فقلت والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك , فقالت : ما أنا بذائقته فأخذت بيدي من الصحفة شيئا منه , فلطخت به وجهها , ورسول الله h جالس بيني وبينها فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني فتناولت من الصحفة شيئا فمسحت به وجهي وجعل رسول الله h يضحك )
) تخريج الإحياء)
بعض كلام العلماء فى الضحك
كلام الإمام الماوردي في الضحك:
ما قاله الإمام الماوردي رحمه الله في كتاب: أدب الدنيا والدين تحت عنوان: (آفة الضحك) قال:
"وأما الضحك فإن اعتياده شاغلٌ عن النظر في الأمور المهمة"،
أي: أن الإنسان الذي يكثر الضحك إنسان غير جاد، وكثرة الضحك من علامات عدم الجدية المطلوبة من المسلم.
وقال في مفاسد الضحك:
"والإكثار منه مذهلٌ عن الفكر في النوائب الملمة"،
أي: إذا نزل بالإنسان نائبة ملمة وصار يُكثر من الضحك، لم يستطع فكره أن يجتمع لأجل مواجهتها،
"وليس لمن أكثر منه هيبةٌ ولا وقار"(1/51)
، وهذه مضرة ثانية، فالشخص المكثر من الضحك يزول وقاره وهيبته من نفوس الناس، ولذلك يجترئون عليه، لما صار مكثراً للضحك، وتسقط هيبته من قلوب الناس، ولا شك أن هذه السلبية قاتلة لأثر الداعية على الآخرين، فإن الداعية لا ينبغي أن يكون من المكثرين من الضحك، فإن كثرة الضحك منه تزيل أثر كلامه أو لا تجعل لكلامه أثراً ووقعاً في قلوب الناس، وغاية ما يكون مع المدعو أنه يتندر معه ويأتي بالطرف.. ونحو ذلك. نعم! إن الإتيان بالطرف أحياناً بأدبٍ وحكمة لها فوائد، منها: إيناس الشخص الآخر ، وملاطفته للدخول إلى قلبه، لكن إذا كان الهدف إنما هو ضحك في ضحك، فأي شيءٍ هي الدعوة؟ هذا ما صار عبوراً إلى قلبه، بل صار كل شيءٍ هو الضحك. ولذلك تجد بعض الذين يؤدون الأدوار الهزلية حتى من بعض المنتسبين إلى التدين يَسقط شيءٌ من هيبتهم من قلوب المشاهدين والحاضرين، لأجل أن الدور الهزلي لا يناسب الشخصية الجادة.
قال: "وليس لمن أكثر منه هيبة ولا وقار، ولا لمن وسم به خطر ولا مقدار"،
لأن الناس يقولون: هذا مضحك القوم، اذهب إلى فلان يضحكك، اذهب إلى فلان تجلس إليه يوسع صدرك بالنكت والطرائف، ويا ليتها نكتاً يستفاد منها. روى أبو إدريس الخولاني،
عن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه)،
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف:49] قال: [ الصغيرة الضحك، والكبيرة القهقهة ].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [من كثر ضحكه قلت هيبته].
وقال علي بن أبي طالب : [إذا ضحك العالم ضحكة مج من العلم مجة]،
وقيل في منثور الحكم: ضحكة المؤمن غفلة في قلبه.(1/52)
والقول في الضحك كالقول في المزاح: إن تجافاه الإنسان بالكلية -لا يضحك أبداً- نُفر عنه وأُوحش منه، وإن ألفه .. دائماً يضحك، كان حاله ما وصفناه، أي: من عدم الهيبة والوقار، وعدم اجتماع الفكر للأشياء المهمة، وأنه يلهي عن الأشغال والأمور المهمة.
قال: "فليكن بدل الضحك عند الإيناس تبسماً وبشرة،
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [التبسم دعابة]،
وهذا أبلغ في الإيناس من الضحك -لأن التبسم يؤنس الشخص أكثر من الضحك- الذي قد يكون استهزاءً وتعجباً، وليس ينكر منه المرة النادرة"، كمن يضحك نادراً، لا بأس لطارئٍ استغفل النفس عن دفعه، فبعض الأحيان تهجم الضحكة فلا يستطيع مدافعتها فهي تأتي فجأةً. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أملك الخلق لنفسه قد تبسم حتى بدت نواجذه، وإنما كان ذلك منه صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي ذكرناه.
كلام صاحب المنهج المسلوك في سياسة الملوك في الضحك:
قال صاحب المنهج المسلوك في سياسة الملوك :
"اعلم أن كثرة الضحك تضاهي المزاح في المذمة والقبح، ولا تقتضيه حال الملوك وأرباب المناصب؛ لما به من زوال الهيبة، وذهاب الوقار، وقلة الأدب، ومن أكثر من شيءٍ عُرف به، ولكن لا بد أن يرى الإنسان أو يسمع ما يغلب عليه الضحك منه، أو تمسه الحاجة إليه، لإيناس الجليس، فينبغي إذا طرأ شيءٌ من ذلك أن يجعله تبسماً"، إذا جاء الضحك وطرأ عليك فاجعله تبسماً من غير قهقهة واسترسال، وبالنسبة للذي لا يضحك أبداً أو يتطرف في القضية
ويقول: ينبغي علينا ألا نضحك ألبتة، ولذلك دائماً يكون عبوساً وكالحاً، ويكون دائماً ممن لا يلقى الناس بوجهٍ سهلٍ لينٍ، ولا يتبسم مطلقاً، ويعتبر ذلك من علامات الجدية، وأنه من الوقار ومن السمت، هذا كله من تسويلات الشيطان
كلام الإمام الذهبي في الضحك:
هناك تعليق لطيف للذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء في ترجمة يحيى بن حماد رحمه الله تعالى،(1/53)
قال: قال محمد بن النعمان بن عبد السلام : لم أر أعبد من يحيى بن حماد وأظنه لم يضحك، قلت - الذهبي -: الضحك اليسير والتبسم أفضل، وعدم ذلك من مشايخ العلم على قسمين، فالمشايخ الذين لا يضحكون ويتبسمون:
أحدهما: يكون فاضلاً لمن تركه أدباً وخوفاً من الله، وحزناً على نفسه المسكينة، فإذا كان هذا لا يضحك خوفاً من الله وحزناً على نفسه المسكينة فهذا معه الحق.
والثاني: مذموم لمن فعله حمقاً وكبراً وتصنعاً.
إذاً: الذي يتصنع عدم الضحك ويريد بذلك وقاراً دائماً.. ونحو ذلك، وربما صنعه كبراً، أي أنه لا يضحك مما يضحك منه الناس، ومما يتندر منه، ومن الأشياء الطريفة بالحق، ويزعم أنه لا يتأثر بها فلا يبدي أي نوع من أنواع الابتسامة فهذا إنسان متصنع للهيبة والوقار، وتصنعه ممجوجٌ مذمومٌ. إذاً: التكلف الموجود في بعض النفوس من عدم الضحك زعماً للوقار تطرفٌ مقيتٌ، كما أن من أكثر الضحك استخف به -ما صار له قيمة عند الناس- ولا ريب أن الضحك في الشباب أخف منه وأعذر في الشيوخ، هذه فائدة أخرى، أي: أنه ينبغي على من تقدمت به السن أن يراعي سنه وقربه من القبر، وأن الشاب ربما كان فيه من المرح وطبيعة روح الشباب ما يجعله يقع في هذا، لكن الشيخ الكبير لا ينبغي له الإكثار مثلما يقع من الشاب، ليس بنفس الدرجة هذا حكم السن.
قال: "وأما التبسم وطلاقة الوجه فأرفع من ذلك كله"، أي: التبسم وطلاقة الوجه لا علاقة لها بمسألة القهقهة والإغراق في الضحك، التبسم وطلاقة الوجه سنة، وإدامة التبسم سنة،
"قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ، وقال جرير : (ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم) فهذا هو خُلق الإسلام(1/54)
، فأعلى المقامات من كان بكَّاءً بالليل، بسَّاماً بالنهار"، هذه عبارة في غاية الجودة، فأعلى مقامات المسلم من كان بكَّاءً بالليل بسَّاماً بالنهار، هذا هو المطلوب. وقال رحمه الله: "إذا كان الإنسان طبعه مرح -طبعه أنه يكثر من الضحك- ينبغي أن يقصر من ذلك"، لا يقول هذا طبعي اقبلوني على ما أنا عليه، ولا تلوموني، لا. بل ينبغي عليه أن يعالج نفسه ويجاهدها.. ينبغي لمن كان ضحوكاً بساماً أن يقصر من ذلك ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسم، هذه عبارات تربوية من الإمام الذهبي رحمه الله.
إذا وجدنا إنساناً مفرطاً في المسألة نقول: جاهد نفسك ولومها حتى لا تمجك الأنفس،
ونقول للشخص العابس المنقبض: تبسم وأحسن خُلقك "وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسم ويحسن خُلقه ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحرافٍ عن الاعتدال فمذموم كما قال الشاعر:
:
كلا طرفي قصد الأمور ذميمُ
" القصد: الوسط، وكلا الطرفين مذموم؛ الإكثار من الضحك مذموم، ودوام العبوس مذموم، "ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب". انتهى كلامه رحمه الله،
كانت هذه عبارة نفيسة علقها الذهبي في ترجمة يحيى بن حماد رحمهما الله تعالى.
وينبغي أن يعذر من كان عنده شيءٌ من هذه الجبلة أكثر من الذي يتصنع الضحك ويقهقه، فبعض الناس وصل بهم التقليد إلى درجة من السوء أنه صار يقلد في ضحك الممثلين، وينظر من أعلى الناس صوتاً في الضحك فيقلده، وكيف يقهقه فلان فيقهقه مثله!! وهذا لا شك أنه من الأمور المذمومة، وقد ذكر الذهبي رحمه الله في ترجمة أبي الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء ،(1/55)
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الوراق -وكان ثقةً متقناً- أنه شاهد أبا عبد الله الصوري وكان فيه حسنُ خلقٍ ومزاحٌ وضحكٌ، لم يكن وراء ذلك إلا الخير والدين، ولكنه كان شيئاً جبل عليه -أي: هذا العالم كان عنده شيءٌ من هذه الجبلة فهو مرحٌ أو يغلب عليه الضحك، لكنه لا يتقصد ذلك أو يتكلفه أو يكثر منه رغبة ، لا. لكن قد يكون عنده شيءٌ من هذه النفسية التي يهجم عليها الضحك هجوماً قوياً يصعب مدافعته- وكان فيه حُسن خلقٍ ومزاح وضحك، لم يكن وراء ذلك إلا الخير والدين، ولكنه كان شيئاً جُبل عليه، ولم يكن في ذلك بالخارق للعادة، فقرأ يوماً جزءاً على أبي العباس الرازي وعَنَّ له أمرٌ ضَحَّكَهُ، وكان بحضرة جماعة من أهل بلده فأنكروا عليه، وقالوا: هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك أن تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنت تضحك وكثّروا عليه، وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون بهذا، فقال: ما في بلدكم شيخٌ إلا يجب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي، ودليل ذلك: أني قد صرت معكم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديث شئتم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرءوا إسناده لأقرأ متنه، أو اقرءوا متنه حتى أخبركم بإسناده -أي: الإكثار عليه والتشنيع والتعنيف من أجل هذه الخصلة الجبلية وأنه حصلت منه مرة بمجلس ونجعل من الحبة قبة هو أيضاً أمر مجافٍ للعدل- ثم قال الباجي : لزمت الصوري ثلاثة أعوام فما رأيته تعرض لفتوى، أي: كان ورعاً عن الفتوى، قلت - الذهبي رحمه الله في ترجمة أبي عبد الله الصوري -: كان من أئمة السنة وله شعرٌ رائق، وقد مات الصوري سنة (441هـ).
آداب المزاح
هناك آداب يجب على المسلم أن يراعيها في لعبه ومزاحه منها:
الصدق في المزاح:
فالمسلم يبتعد عن الكذب في المزاح، وقد حذَّر النبي h من الكذب في المزاح، فقال: (لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء)
(رواه أحمد والطبراني).
الاعتدال في المزاح:(1/56)
قال h: (لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب)(رواه الترمذي).
كما يجب على المسلم أن يدرك أهمية الوقت فلا يقضي وقتًا طويلافي المزاح واللعب يترتب عليه تقصير في الواجبات والحقوق.
البعد عن السخرية:
يجب على المسلم أن يبتعد في مزاحه ولهوه عن السخرية والاستهزاء بالآخرين، أو تحقيرهم، أو إظهار بعض عيوبهم بصورة تدعو للضحك والسخرية. يقول
تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} (الحجرات:11)
النية الطيبة في المزاح:
مثل مؤانسة الأصحاب والتودد إليهم، والتخفيف عن النفس وإبعاد السأم والملل
عنها.
اختيار الوقت والمكان المناسبيْن:
هناك أوقات وأماكن لا يجوز فيها الضحك والمزاح واللهو، مثل: أوقات الصلاة،
وعند زيارة المقابر، وعند ذكر الموت، وعند قراءة القرآن، وعند لقاء الأعداء،
وفي أماكن العلم.
عدم المزاح في الزواج والطلاق والمراجعة:
فقد نهى النبي h عن المزاح في هذه الأشياء الثلاثة وبيَّن أن المزاح والجد فيها جد، فلو مزح إنسان وطلق زوجته أصبح الطلاق واقعًا.
قال h: (ثلاث جدهن جد وهَزْلُهُن جد: النكاح والطلاق والرجعة (أي أن يراجع الرجل امرأته بعد أن يطلقها)(رواه أبوداود).
عدم المزاح بالسلاح:
المسلم لا يُرعب أخاه، ولا يحمل عليه السلاح، حتى ولو كان يمزح معه، فربما يوسوس له الشيطان، ويجعله يقدم على إيذاء أخيه المسلم، قال الرسول h: (من حمل علينا السلاح فليس منا) (رواه مسلم).
وكذلك المسلم لا يتطاول على أخيه، فيمزح معه مستخدمًا يده؛ لأن ذلك يقلل الاحترام بينهما، وربما يؤدي إلى العداوة.
عدم المزاح في أمور الدين:(1/57)
المسلم يحترم دينه، ويقدس شعائره، لذلك فهو يبتعد عن الدعابة التي يمكن أن يكون فيها استهزاء بالله -عز وجل- وملائكته وأنبيائه، وشعائر الإسلام كلها
مزاحه صلى الله عليه وسلم
جمَّل الله حياتنا برسول الله h؛ فهو القدوة الحسنة والأسوة الطيبة، وهديه h خير هدي، وفعله h خير فعل، حتى في مزاحه ترك لنا أثره الطيب، نقتفيه ونقتدي به، وهنا يأتي السؤال: كيف كان هديه h في الممازحة؟ هل كان يضاحك ويمازح؟ هل كان يداعب ويلاعب أو يبتسم ويمازح؟
لقد كان h يربي بالضحكة، ويهذب بالابتسامة، ويُقوّم بالمزحة، ويدعو بالطرفة، فلضحكاته منافع، ولابتساماته مقاصد، ومن ممازحته عِبر، ولطُرَفه حِكَم وعظات.
فهذا علي ( حين دب خلاف بينه وبين فاطمة رضي الله عنهما يصالحه النبي h بالمزاح، يحكي لنا سهل بن سعد قال: جاء رسول الله h بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل (وقت القيلولة) عندي، فقال رسول الله h لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله h وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله h يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب".(متفق عليه) فكان أبو تراب أحب الألفاظ إلى علي (.
وهذا أسيد بن حضير يمازحه رسول الله h وهو يُحدِّث القوم ويضحكهم فيطعنه رسول الله h بأصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني، فقال: أصبرني(مكنى من القصاص). قال: اصطبر، قال: إن عليك قميصا وليس علي قميص، فرفع النبي h عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه(مابين الخاصرة إلى الضلع الأقصر من أضلاع الجنب). قال: إنما أردت هذا يا رسول الله".(1/58)
وعن عبد الحميد بن صيفي من ولد صهيب عن أبيه عن جده صهيب قال: قدمت على رسول الله h بالهجرة وهو يأكل تمرا، فأقبلت آكل من التمر وبعيني رمد فقال: أتأكل التمر وبك رمد؟ فقلت: إنما آكل على شقي الصحيح ليس به رمد، قال: فضحك رسول الله h ".
ولما علم عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله h لا يأنف من المزاح، ولا يغضب منه، بدأ رسول الله بالمزاح، يقول عوف: أتيت رسول الله h في غزوة تبوك وهو في قُبة من أُدمٍ، فسلمت، فردّ وقال: "ادخل". فقلت: أكلِّي يا رسول الله؟ قال: "كلك"، فدخلت
(رواه أبو داود).
وإنما مزح عوف بن مالك بقوله: أكلِّي يا رسول الله؟ لأن القبة كانت صغيرة.
ولما رأى النبي رجلا ذا بشرة حمراء مازحه قائلا: أنت أبو الورد، يقول أبو الورد قال: رآني رسول الله h، فرآني رجلا أحمر، فقال: "أنت أبو الورد" (رواه الطبرانى).
ومنهم رجل اسمه زاهر، يقول أنس رضي الله عنه : إن رجلا من أهل البادية يقال له زاهر بن حرام، كان يهدي إلى النبي h الهدية فيجهزه رسول الله h إن أراد أن يخرج، فقال رسول الله h: إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه، قال: فأتاه النبي h وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت إليه فلما عرف أنه النبي h جعل يلزق ظهره بصدره، فقال رسول الله h: من يشتري هذا العبد؟ فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسدا، قال: لكنك عند الله لست بكاسد، أو قال h: بل أنت عند الله غالٍ"
(رواه أحمد وصححه الألبانى).
المصطفى يمازح النساء والأطفال
وكما رأيناه h يمازح الرجال رأيناه يمازح النساء، وهذا من باب اهتمامه ورفقه بهن h.
انظر إليه h وهو يلاطف عائشة رضي الله عنها ويمازحها، وهو يسابقها مرتين فتسبقه في الأولى ويسبقها في الثانية، فيقول لها: هذه بتلك،(1/59)
والحديث عن عائشة قالت: خرجت مع النبي h في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم، فقال للناس: تقدموا، فتقدموا، ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت؛ خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا، فتقدموا، ثم قال: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك "
(رواه أحمد وأبوداود).
وانظر إليه وهو يمكنها من النظر إلى أهل الحبشة يلعبون بحرابهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: والله لقد رأيت رسول الله h يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد ورسول الله h يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم بين كتفه اليسرى وعينيه، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو"
(متفق عليه).
ومن مداعبته h مع النساء، ما حكت عائشة رضي الله عنهاأن نبي الله h أتته عجوز من الأنصار، فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال نبي الله h: إن الجنة لا يدخلها عجوز، فذهب نبي الله h فصلى ثم رجع إلى عائشة فقالت عائشة: لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة، فقال نبي الله h: إن ذلك كذلك؛ إن الله إذا أدخلهن الجنة حوّلهن أبكارا"
(رواه الترمذى).
وتأتيه أخرى فتقول: يا رسول الله، إن زوجي يدعوك، فيقول: ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض؟ قالت: والله ما بعينه بياض، فقال h: بلى إن بعينه بياضا، فقالت: لا والله، فقال: ما من أحد إلا بعينه بياض"
(رواه ابن ابى الدنيا).
وما كانت مداعبته h ولا مزاحه للكبار دون الصغار، إنما هو للصغير كما هو للكبير، وللنساء كما هو للرجال. يقول أنس (: إن كان رسول الله h ليخالطنا حتى إن كان ليقول لأخ لي صغير: يا أبا عمير، ما فعل النغير"
ويداعب أنسا ( ويقول له: "يا ذا الأذنين"(رواه الترمذى وأبو داود).(1/60)
ويرسل النبي h أنسا ( يوما.. ولنترك أنسا ( يقص علينا الخبر: يقول أنس ( : كان رسول الله h من أحسن الناس خلقا، فأرسلني يوما لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله h، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله h قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرت إليه وهو يضحك. فقال: يا أنيس، ذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله h "
(رواه مسلم).
ويُخرج لسانه للحسن والحسين صغارا مداعبا إياهما رضي الله عنهما، ويطأ ظهره لولديه الحسن والحسين ليركبا، ويدخل عليه أحد أصحابه فيقول: "نعم المركب ركبتما، فيقول: ونعم الفارسان هما"
(رواه الحاكم).
وفي رواية عند الطبراني: عن أبي هريرة ( قال: سمعت أذناي هاتان، وأبصرت عيناي هاتان رسول الله h وهو آخذ بكفيه جميعا، حسنا أو حسينا، وقدماه على قدمي رسول الله h، وهو يقول: حُزُقَّة حُزُقَّة ارَقَّ عين بَقَّة، فيرقى الغلام حتى يضع قدمه على صدر رسول الله h، ثم قال له: افتح فاك، قال: ثم قبله، ثم قال: اللهم أحبه، فإني أحبه
(رواه الطبرانى).
وتأمل حاله h وهو يرى الحسن يصارع الحسين، فيجلس ويشاهد ويشجع.. عن جابر عن أبي جعفر قال: اصطرع الحسن والحسين، فقال رسول الله h : هو حسين، فقالت فاطمة: كأنه أحب إليك؟ قال: لا، ولكن جبريل يقول هو حسين".
(رواه ابن أبى شيبة)
وهذا عبد الله بن الحارث يقص علينا مشهدا عجيبا فيقول: كان رسول الله h يصف عبد الله وعبيد الله، وكثيرا بني العباس ثم يقول: "من سبق إليّ فله كذا وكذا"، قال: فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم
(رواه مسلم).
وكان من كريم اخلاقة h ورحمته بالأطفال انه كان يمازحهم ويداعبهم، وفي ذلك يقول انس بن مالك ( :
كان رسول الله h أحسن الناس خلقاً و كان لي أخ يقال له : أبو عمير فكان اذا جاء النبي صلى الله عليه و سلم فرآه قال : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟(1/61)
و في رواية : " دخل علي أبي طلحة رضي الله عنه فرأي ابنا له يكني ابا عمير حزيناً، قال أنس: وكان النبي h إذا راه مازحه". فقال رسول الله h: " مالي أري أبا عمير حزيناً؟ قالوا : يارسول الله ، مات نغره الذى كان يلعب به ".
قال انس : فجعل رسول الله h يقول :" يا أبا عمير ما فعل النغير".
(رواه البخارى)
وها هو h يمازح يتيمة كانت عند أم سلمة، لكنها لا تفهم مقصوده h فتحزن، ومن ذلك حديث أنس بن مالك قال: كانت عند أم سليم وهي أم أنس يتيمة، فرأى رسول الله h اليتيمة، فقال: آنت هيه؟ لقد كبرت لا كبر سنك، فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا عليَّ نبي الله h أن لا يكبر سني أبدا، أو قالت: قرني، فخرجت أم سليم متعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله h، فقال لها رسول الله h: ما لك يا أم سليم؟ فقالت: يا نبي الله، أدعوت على يتيمتي؟ قال: وما ذاك يا أم سليم؟ قالت: زعمت أنك دعوت أن لا تكبر سنها، أو أن لا يكبر قرنها، قال: فضحك رسول الله h، ثم قال: يا أم سليم، أما تعلمين شرطي على ربي؟ إني اشترطت على ربي فقلت: "إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها طهورا وزكاة وقربة يقربه بها يوم القيامة" (رواه مسلم).
منهج نبوي في المزاح
إن العبادة الدائمة أو الذكر المتواصل أمل تهفو إليه النفوس الكبار، وتحوم حوله همم العظام، بيد أن النفس البشرية جبلت على الملل إن استمرت على أمر ثابت أو عمل متواصل، حتى ولو كان عبادة الله عز وجل، وفي الحديث: "خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا"
(رواه البخارى).(1/62)
والمتأمل للأحاديث السابقة والمواقف المتقدمة يدرك هدي النبي h في المداعبة والمزاح والترويح عن النفس حتى لا تمل، وقد بينها النبي h صراحة للصديق (حين دخل الصديق يوم العيد فوجد جاريتين تغنيان في بيت النبي h فانتهرهما، فقال h: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام العيد"(رواه البخارى).
وفي رواية: "حتى يعلم يهود أن في ديننا فسحة"
(رواه أحمد).
والذي يظهر من هذا كله: أن المزاح ليس محرما شرعا، ولا ممنوعا عُرْفا، وكذلك الضحك؛ إنما الممنوع الإكثار الذي تضيع معه الحقوق، ويُخرج به من الصدق إلى الكذب، ولله در أنس حين وصف النبي h فقال: "كان رسول الله من أفكه الناس"
(رواه الطبرانى).
ولذا قال h: "لا تكثر من الضحك" فقد منع من الإكثار، ولم يمنع أصل الضحك؛ بل هو في حديث أبي ذر المتقدم قال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا"، فهو h لم يمنع الضحك، إنما دعا إلى التقليل منه.
لم يكن رسول الله h خارجا عن الفطر السوية في فعل من أفعاله، أو قول من أقواله، ولقد صدق الأعرابي حين سئل عن سبب إيمانه بمحمد h فقال: ما أمر بشيء واستقبحه العقل، ولا نهى عن شيء واستحسنه العقل.
ويحاول البعض أن يمنع الضحك بحجة هموم الدعوة، وهم الدين، بيد أن هذه حجة واهية، فلم يكن هناك، ولن يكون، من هو أكثر اهتماما بالدعوة من رسول الله h، وليس هناك من تعددت لديه الواجبات كما تعددت لدى رسول الله h، فلقد كان -بأبي هو وأمي- إماما للناس، ومعلما للخلق، ومفقها للدين، وحاكما بين الناس، وقاضيا بينهم، ومجيشا للجيوش، وباعثا للسرايا، كما كان أبا رحيما، وزوجا بارا، وأخًا ودودًا، وصديقًا وفيًّا،
ومع هذا كله فقد كان h ضحاكًا بسامًا، وتؤكد ذلك السيدة عائشة فتقول حين سألتها عمرة قالت: سألت عائشة كيف كان رسول الله h إذا خلا في البيت؟ قالت: ألين الناس، بساما ضحاكا"
(رواه إسحاق بن راهويه).(1/63)
وفي رواية عند الترمذي: عن عائشة أنها سئلت كيف كان رسول الله h إذا خلا في بيته؟ فقالت: كان ألين الناس وأكرم الناس، كان رجلا من رجالكم، إلا أنه كان ضحّاكًا بسّامًا".
ويقول أبو أمامة: "كان رسول الله h من أضحك الناس، وأطيبهم نفسا"
(رواه الطبرانى).
وقد يظهر التعارض بين الأحاديث فيزيله قول الإمام السيوطي: "كان من أضحك الناس" لا ينافيه خبر "أنه كان لا يضحك إلا تبسما"؛ لأن التبسم كان أغلب أحواله، فمن أخبر به أخبر عن أكثر أحواله، ولم يعرج على ذلك لندوره، أو كل راوٍ روى بحسب ما شاهد، فالاختلاف باختلاف المواطن والأزمان، وقد يكون في ابتداء أمره كان يضحك حتى تبدو نواجذه، وكان أخرى لا يضحك إلا تبسما
(الجامع الصغير).
بل لقد كانت بعض المواقف تأخذ من رسول الله h كل المآخذ حتى يضحك ويستعلي به الضحك -ولكن ذلك على سبيل الندرة- فعن أبي أمامة قال: إن رسول الله h قال يوما لأصحابه: هل أصبح أحد منكم اليوم صائمًا؟ فسكتوا، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا يا رسول الله، ثم قال: هل عاد أحد منكم اليوم مريضا؟ فسكتوا، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا يا رسول الله، ثم قال: هل تصدق أحد منكم اليوم صدقة؟ فسكتوا، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنا يا رسول الله؟ فضحك رسول الله h حتى استعلى به الضحك، ثم قال: والذي نفسي بيده، ما جمعهن في يوم واحد إلا مؤمن، وإلا دخل بهن الجنة"
(رواه البيهقى).(1/64)
ولربما ضحك h من حدث عامًا كاملا؛ فعن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجرًا إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكلاهما بدري، وكان سويبط على الزاد، فجاءه نعيمان فقال: أطعمني، فقال: لا حتى يأتي أبو بكر، وكان نعيمان رجلا مضحاكًا مزاحًا، فقال: لأغيظنك، فذهب إلى أناس جلبوا ظهرا، فقال: ابتاعوا(تشتروا) مني غلامًا عربيا فارهًا، وهو ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوا عليَّ غلامي، فقالوا: بل نبتاعه منك بعشر قلائص، فأقبل بها يسوقها، وأقبل بالقوم حتى عقلها، ثم قال للقوم: دونكم هو هذا.
فجاء القوم فقالوا: قد اشتريناك، قال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حر. فقالوا: قد أخبرنا خبرك، وطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحاب له فردوا القلائص وأخذوه، فضحك منها النبي h وأصحابه حولا".
بيد أن هذا لم يكن هو الحال الدائم أو الصفة الملازمة، وهذا ما يؤكده حديث جابر حيث قال: "كان لا ينبعث في الضحك"
(رواه الطبرانى فى الكبير).
وكان لا ينبعث في الضحك أي لا يسترسل فيه.
ولله در صاحب كتاب "تأويل مختلف الحديث" حين قال: "فلو ترك رسول الله h طريق الطلاقة والهشاشة والدماثة إلى القطوب والعبوس والزماتة أخذ الناس أنفسهم بذلك على ما في مخالفة الغريزة من المشقة والعناء، فمزح h ليمزحوا، ووقف على أصحاب الدركلة وهم يلعبون فقال: "خذوا يا بني أرفدة؛ ليعلم اليهود أن في ديننا فسحة". يريد ما يكون في العرسات لإعلان النكاح، وفي المآدب لإظهار السرور.وقد درج الصالحون والأخيار على أخلاق رسول الله h في التبسم والطلاقة والمزاح بالكلام المجانب للقدح والشتم والكذب، فكان علي( يكثر الدعابة.
لقد اتفق في مزاحه h ثلاثة أشياء :
أحدها : كونه حقاً
والثاني : كونه مع النساء والصبيان، ومن يحتاج إلى تأديبه من ضعفاء الرجال .(1/65)
والثالث : كونه نادراً، فلا ينبغي أن يحتج به من يريد الدوام عليه، فان حكم النادر ليس كحكم الدائم، ولو أن إنساناً دار مع الحبشة ليلاً ونهاراً ينظر إلي لعبهم واحتج بأن النبى h وقف لعائشة وأذان لها أن تنظر إلى الحبشة، لكان غالطاً، لندور ذلك، فالإفراط بى المزاح والمداومة عليه منهي عنه، لأنه يسقط الوقار، ويوجب الضغائن والأحقاد، وأما اليسير كما تقدم، من نحو نوع مزاح رسول الله h، فإن فيه انبساطاً وطيب نفس .
صلى عليك الله ياعلم الهدى ماهبت النسائم وماناحت على الأيك الحمائم
(
??
??
??
??
النبىhيضحك
h h h h h…1 h h h h h(1/66)