بسم الله الرحمن الرحيم
... إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله خاتم النبين والمرسلين واول من تنشقع عنه الارض يوم الدين وسيد ولد آدم في الاولين والاخرين
? ? ? ?? ? پ پ پ پ ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ??[ النساء:1]
? ? ? ٹ ٹٹ ٹ ? ? ? ? ? ?? [ آل عمران :102]
? ? ? ?? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹٹ ? ? ? ? ? ?? [الحشر :18]
أما بعد،
... لقد منّ الله عليّ إذ دلني على الخير ، بعلماء جاهدين في إظهار توحيدة ومعتقداته ظاهرين لأسمائة وصفاته من صحتها وضعفها حتى يليق الكمال لوصفه ، سبحانه فهو الذي يوصف نفسه ويختار لإسمه ما يحبه ويرضاه ، ونحن نصدقة ونتبع أوامره ، ورضيناه ربنا لنا وسيدنا محمد رسوله المصطفى.
فمن الامور الهامة جداً ألا وهي أصل الدين الذي أنزله الله به على رسله بالوحي ، حتى يعلموا عبادة الامر الذي من اجليه خلقهم ورزقهم واستخلفهم في الارض وكرمهم وجعلهم على جميع خلقه .
... ومن أعظم ما كرم الله به العبد هو العقل لانه مناط التكليف والتميز عند الانسان والعقل والادراك أيضا عند سائر المخلوقات فإن جميع خلق الله لهم عقل ولهم إدراك ووعي ولكن الفرق هو إن الانسان مخلوق لإجل غاية معينة هي التي فرقته بين سائر المخلوقات إلا وهي علّة الابتلاء والامتحان في الدنيا ليجز الله من علم ابتلائه وصبر ، وصدق الخبر الذي انزله ونفذ ما أمره به بخير الجزاء في الاخرة .
... ولقد اصبحنا الان في زمان تغير فيه الفهم الصحيح بإستبداله فهم سقيم ، بأسباب إدخال العقل في الدين من حيث تصديق الخبر وتنفيذ الاوامر ، فعندما دخل العقل في تصديق الخبر ظهر بدع العقائد ، وعندما دخل العقل في تنفيذ الامر ظهرت بدع العبادات .(1/1)
فالايمان في الاعتقاد هو تصديق خبر وتنفيذ أمر ، فالخبر عبارة عن اخبار من عالم الغيب بما فيه عن طريق النقل الذي نقل من اكثر من ألف وأربعمائة سنه تقريباً ، والذي ثبت صحته من ضعفه ، وتنفيذ أمر عبارة عن الشرائع التي شرعها الله في دينه من أوامر ونواهي فيها مصلحة للبشرية التي تتبع هذا الدين . فلا يضل الانسان ولا يشق ولا تكون له معيشاً ضينا ويكون مبصراً لا أعمى عن الحقائق التي تدل على عظم هذا الامر وما فيه السعادة الكامله.
ولكن بعد ان ظهر هذا التعارض مع العقل والنقل وعدم تصديق الخبر وتنفيذ الامر ، فلا بد ان نبين لماذا هذا التعارض ولماذا الناس مختلفون في عقائدهم ومعتقادتهم ، فلا بد ان نتعرف على هذه العلاقة بين العقل والنقل ونفهم حقيقة العلاقة لانها تعتبر عاملا حاسماً في تحديد هوية المسلم واعتقاده لا سيما في باب الغيبيات وما يتعلق بالاسماء والصفات ولا هيه ذلك نتعرف على موقف السلف الصالح من هذه العلاقة ووضع المنهج الصحيح الذي يسلكه الموحد في هذا الموضوع؟
عناصر البحث
1- ما المقصود بالعقل.
2- ما هي الغاية الرئيسية من وجود العقل.
عناصر إضافية للموضوع
3- حاجة الانسان الي العقيدة.
4- وجه ضرورة الدين للانسان
ما المقصود بالعقل
ما المقصود بالعقل؟
العقل في أصح الآراء : غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده تابعة للروح موضوعة في الجانب الغيببي من قلب الإنسان لا نعرف كيفيتها، ولكن نتعرف على وجودها ووجود أوصافها من أفعال الإنسان في ظاهر البدن، فيقال هذا عاقل إذا فعل أفعال العقلاء وهذا مجنون إذا لم يتصف بها.
قال تعالى: (أَفَلَمْ يسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلونَ بِهَا)، فالآية تدل على أن العقل موجود في القلب.
قال الثعالبي في الجواهر الحسان: (هذه الآية تقتضى أن العقل في القلب وذلك هو الحق، ولا ينكر أن للدماغ اتصالا بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ).(1/2)
وقال القرطبى في الجامع لأحكام القرآن: (أضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محل الأذن، وقد قيل: إن العقل محله الدماغ وروي ذلك عن أبي حنيفة وما أراها عنه صحيحة) .
إذاً العقل موجود في القلب ولا يتصور أحد بأن العقل هو الجهاز الادراكي في الانسان ، فالجهاز الادراكي أشمل وأعم من هذا الجهاز الادراكي للعقل .
... فالعقل الذي في القلب هو الذي يحدد ويحلل ويجمع المعلومات الداخلة له من الحواس الخمس " الشم ، التذوة ، السمع ، البصر ، اللمس". فيأخذها العقل ويضعها في الخلاية الثابتة في المخ الانسان فهذه الخلاية جعلها الله في الانسان لكي تحفظ له المعلومات .
إذاً كل هولاء من ضمن الجهاز الادراكي في الانسان. فلا يوجد إنسان ينفصل قلبه عن رأسة فالجهاز الادراكي في الانسان جهاز متكامل له حدود وله مواصفات هيأها الحق سبحانه وتعالى بحيث يحقق الغاية من خلق الانسان قال تعال : ? ? ? ? ?? ? ? ?? [الملك 2 ] - إذا العقل والجهاز الادراكي في الانسان هذه الغاية إذا الخلاية الثابته موجودة في المخ تدون المعلومات ، وإذا ماتت خليه فإنها تذهب بما فيها من معلومات ولذلك يوجد ما يسمى بزمن الاختلاط عن الرواي ، وهو الزمن الذي لا يستطيع الراوي بعده ان يتذكر المعلومة ، فلا يقبل حديثة بعد زمن الاختلاط .
ولذلك قد يفقد الانسان ذاكرته ولا يفقد علقه ، فيقال بأن فلانا فاقد للذاركة ولكنه يميز ، فإذا فقد الانسان عقله يصير مجنونا فيرفع عنه التكليف ، وإذا وجد العقل دون المعلومات التي بها يهتدي ودون المعلومات التي يميز بها ( كحالة الطفل الصغير ) فإنه يرفع التكليف عنه ايضا.
قال تعالى : ?? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ?? سورة الحج[ 46 ].
ونحن لا نعرف كيفية الجانب الغيبي ، والعقل موجود في الجانب الغبي مثل الروح وإذا سأل سأل عنها " قول الروح من أمر ربي "
فإذا عرف كيفية الروح ؟ عرف كيفية العقل؟(1/3)
والان اكتشفوا اكتشافا علميا جديدا ، وهو أن القلب فيه جزء صغير يخزن فيه نسخة كاملة مما في الدماغ ، وأن جميع الاشارات التي تحدث في مخ الانسان تحدث بتوجيه من القلب ، فيخرج التوجيه من القلب كإشارات الي المخ ، ويبدأ المخ بإرسال الاشارات للأعضاء كاليد والقدم وغير ذلك.
فنقول بأننا نصدق خبر الله ، ولو عارض ذلك كل شئ في الحياة ، لاننا نعلم ان الذي خلق الشئ هو أولى من يصفه .
فالعقل غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عبادة ؟
الممتحنين : وهو المكلف الذي استخلفة الله في أرضة وسخر له الاشياء ، لان غير الانسان من الاشياء لديها أيضا جهاز إدراكي ، ولديها وعي وليدها عقل تميز به ، ولكننا نتكلم عن العقل المقصود شرع كاصطلاح وهو العقل الموجود في قلب الانسان ، والذي يجعله إنساناً مكرماً مميزاً مستخلفاً في ارض الله على وجه الابتلاء ، أمينا في ملك الله ، خوله وبتلاه.
تعريف اخر للعقل :
العقل لغة : مصدر عقل ، يعقل ، عقلاً ، فهو معقول ، وعاقل . وأصل معنى العقل المنع ، يقال : عقل الدواء بطنه ، أي أمسكه ، وعقل البعير : إذا ثنى وظيفه إلى ذراعه ، وشدهما بحبل ؛ لمنعه من الهروب . وأطلق العقل على معان كثيرة ، منها : الحجر والنهي ، والدية ؛ لأن القاتل يسوق الإبل إلى فناء المقتول ثم يعقلها هناك ، ويطلق - أيضاً - على الملجأ والحصن ، وكذلك القلب [1] ؛ ولذا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في ابن عباس - رضي الله عنهما - : » ذاكم فتى الكهول ، إن له لساناً سؤولاً ، وقلباً عقولاً « [2] وما تقدم من إطلاقات فهي تدور حول المنع .
وفي الاصطلاح فالمختار هو أن يقال : العقل يقع بالاستعمال على أربعة معان[3] : الغريزة المدركة ، والعلوم الضرورية ، والعلوم النظرية ، والعمل بمقتضى العلم .(1/4)
الأول : الغريزة التي في الإنسان ، فيها يعلم ويعقل ، وهي كقوة البصر في العين ، والذوق في اللسان ، فهي شرط في المعقولات والمعلومات ، وهي مناط التكليف ، وبها يمتاز الإنسان عن سائر الحيوان .
الثاني : العلوم الضرورية وهي التي تشمل جميع العقلاء ، كالعلم بالممكنات ، والواجبات ، والممتنعات . والفلاسفة والمتكلمون عرفوا العقل بها ، ومنهم - كالباجي - من قسمها إلى قسمين : قسم يقع في الناس ابتداء ، والآخر يحصل بالاكتساب ، وخصوا العقل بالقسم الاول .
الثالث : العلوم النظرية ، وهي التي تحصل بالنظر والاستدلال ، وتفاوت الناس وتفاضلهم فيها أمر جلي وواقع .
الرابع : الأعمال التي تكون بموجب العلم [4] ولهذا قال الأصمعي : » العقل : الإمساك عن القبيح ، وقصر النفس وحبسها على الحسن « [5] . وقيل لرجل وصف نصرانياً بالعقل :» مه ، إنما العاقل من وحَّد الله وعمل بطاعته « [6] وقال أصحاب النار : ] لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ [ [الملك 10] . فتعريف بعض الناس العقل بذكر بعض هذه المعاني ليس بجامع ، والصواب ذكر معانيه مجتمعة .
وفي كل معاني العقل المتقدمة لا يوصف بأنه جوهر قائم بنفسه ، خلافاً للفلاسفة ، ومن شايعهم من المتكلمين [7] ، بل العقل صفة أو عرض - عند من يتكلم بالجوهر والعرض - يقوم بالعاقل ، وكونه صفة يمنع كونه أول المخلوقات ، لأن الصفة لا تقوم بنفسها [8] .
التفاوت في العقول :
عرف الباجي العقل بأنه : » العلم الضروري ، الذي يقع ابتداء ويعم العقلاء« ويلزم منه أن يكون الناس في عقولهم سواء ، وهو مذهب المعتزلة ، والأشاعرة ، ووافقهم ابن عقيل من الحنابلة ، وهو ما ذهب إليه الفلاسفة [9] وعلى رأسهم ديكارت القائل بأن : » العقل هو أحسن الأشياء توزعاً بين الناس بالتساوي ..« إلى أن قال : » إن اختلاف آرائنا لا ينشأ من أن البعض أعقل من البعض الآخر .. « [10] .(1/5)
وحجة المتكلمين - في عدم - تفاوت العقول واختلافها - هي أن العقل حجة عامة ، يرجع إليها الناس عند اختلافهم ، ولو تفاوتت العقول لما حصل ذلك ، وهذا مبني على مذهبهم في تعريف العقل ، بأنه : بعض العلوم الضرورية والتي لا يختلف الناس عليها ، والصواب ما تقدم ، وهو أن مسمى العقل يشمل العلوم الضرورية ، والنظرية ، فالتحاكم إلى العلوم الضرورية يمنع النزاع
والاختلاف [11] ، والتحاكم إلى العلوم النظرية يحتمل النزاع والاختلاف ، وهذا مشهور بين الناس ولا سيما المشتغلين بالعلوم العقلية من الفلاسفة والمتكلمين ؛ حيث يكثر بينهم التنازع والاختلاف .
والحق أن يقال : إن العقول تتفاوت من شخص إلى شخص ، بل قد يحصل هذا التفاوت في الشخص الواحد ، كما قال الشاطبي - رحمه الله - : » فالإنسان - وإن زعم في الأمر أنه أدركه ، وقتله علماً - لا يأتي عليه الزمان ، إلا وقد عقل فيه ما لم يكن عقل ، وأدرك من علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك ، كل أحد يشاهد ذلك من نفسه عيانا ، ولا يختص ذلك عنده بمعلوم دون معلوم .. [12] وحديث : » .. ما رأيت من ناقصات عقل ودين ، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن .. « [13] مما يمكن الاستدلال به على هذا التفاوت ، إذ الحديث دل بمنطوقه على النقصان ، وبمفهومه على الزيادة وهو معنى التفاوت ، بل هو دليل على تفاوت العقل الغريزي أيضاً لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قرر أن جنس النساء فيه نقصان العقل ، وهذا لا يكون إلا في الغريزة التي خلقن بها ، ولأن التفاوت في الجانب الكسبي فرع عن التفاوت في الجانب الغريزي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : » الصحيح الذي عليه جماهير أهل السنة ، وهو ظاهر مذهب أحمد ، وأصح الروايتين عنه ، وقول أكثر أصحابه ، أن العلم والعقل ونحوهما يقبل الزيادة والنقصان « [14] .
مكان العقل :(1/6)
اختلف أهل العلم في مكان العقل من جسم الإنسان ، فقالت الأحناف والحنابلة وهو مذهب المعتزلة : إن العقل محله الدماغ ، أي الرأس ، ودليلهم : أنه إذا ضرب الرأس ضربة قوية زلزل معها العقل ، وقالوا - أيضاً - : إن العرب تقول للعاقل ، وافر الدماغ ، ولضعيف العقل ، خفيف الدماغ ، وهو محل الإحساس .
وقالت المالكية والشافعية : محله القلب ، وعليه بعض الحنابلة ، ونسب إلى الأطباء [15] ، وصححه الباجي ودليلهم قوله تعالى : ] فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا [ [الحج : 46] فأضاف منفعة كل عضو إليه ؛ فمنفعة القلب التعقل كما أن منفعة الأذن السمع ؛ وقد تقدم كلام عمر ابن الخطاب في ابن عباس - رضي الله عنهم - : » ذاكم فتى الكهول ، إن له لساناً سؤولاً ، وقلباً عقولاً « .
والتحقيق أن العقل له تعلق بالدماغ والقلب معاً ، حيث يكون مبدأ الفكر والنظر في الدماغ ، ومبدأ الإرادة والقصد في القلب ، فالمريد لا يكون مريداً إلا بعد تصور المراد ، والتصور محله الدماغ [16] ، ولهذا يمكن أن يقال : إن القلب موطن الهداية ، والدماغ موطن الفكر ؛ ولذا قد يوجد في الناس من فقد عقل الهداية - الذي محله القلب - واكتسب عقل الفكر والنظير - الذي محله الدماغ - كما قد توجد ضد هذه الحال .
الغاية الرئيسية من وجود العقل
... العقل جهاز إدراكي موجود في قلب الانسان ، الفائدة منه أن يميز بين ما ينفعه وما يضره ، والذي لا يميز بين ما ينفعه وما لا يضره ، هل يسمّي عاقلاً؟!
قد يقول قائل : هناك الكثيرون من الناس يفعلون ما يضرهم ، ويقال عنهم بأنهم عقلاء.
نقول : هذا عقل نسبي ، لان أعقل الناس قد يكونون ممن يضرب بهم المثل في العلم ، ولكن تسمع قول الله تبارك وتعالى فيهم : ? ھ ے ے ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ?(1/7)
فهؤلاء كان لهم عقول ، ولكن لم يميزوا بين الضرر والنفع ، لان الله تبارك وتعالى لمّا أوجد العقل فينا أراد منا أن نميز بين ما ينفعنا وما يضرنا ، والإشكال الذي يحدث هو قصر النظر إلى النفع والضرر ، فتجد من يرى أن الخير الذي سيعود عليه هو أن يستمتع بالحياة بمجموعة من المتع.
وانظر ايضا الى قوله تعالى :? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ?? ، فالانسان عنده كل وسائل الهداية التي ارسلها الله إليه ، ودعه يختار إما ان يشكر النعمة التي منّ الله عليه بها وجزاه بها في الاخرة ، أو أنه يكون مع الكافرين في سلاسل واغلال وسعير جهنم.
حاجة الانسان إلى العقيدة(1/8)
دعوى استغناء الانسان عن العقيدة دعوى باطلة ، يكذبها الواق ويبطلها تاريخ البشرية الطويل ، إذ واقع البشرية شاهد على أن الانسان حيثما كان ، وفي أي ظروف وجد ، وعلى اختلاف أحواله ، وتباين ظروفه لا يخلو من عقيدة أبدا ، وسواء كانت تلك العقيدة حقا أو باطلا ، صحيحا أو فاسدة حتى أولئك الذين يدعون اليوم أن العلم قد أغنى عن العقيدة وعن التدين ، وأن الانسان في عصر الذرة ، وغزو الفضاء لم يصبح في حاجة إلى الايمان بالله تعالى ، وبالغوا في الكفر والانكار حتى قالوا : إن إلاله لم يخلق الانسان وإنما الانسان هو الذي خلق إلاله ، وهم يريدون بذلك أن الانسان في الظروف الصعبة التي كان يعيشها ، والمخاوف تنتابه من كل ما حوله من مظاهر الكون ، إذ هو يخاف المرض ، ويخاف الفقر ، ويحاف الرعد والبرق ، والفيضان والسيول ، والعواصف والزلازل ، وحتى الحيوانات ، اضطر لاجل ذلك إلى الايمان بقوة غيبية ذات قدرة لا تعجز ، وسلطان لا يغلب ولا يقهر ، سماها إلها يفزع إليه عند الشدائد ، ويتقرب إليه بالعبادات ليدفع عنه الشرور ، ويقيه من المهالك ، لهذا قالوا : إن الانسان هو الذي خلق إلاله ، وليس إلاله هو الذي خلق الانسان ، وهو قول مضحك ، وجهل فاضح ، وكفر صريح ، وكذب ممقوت ، ومغالطة مكشوفة ، وسخف عقول لا حد له !!!.(1/9)
... وتحرير هذه القضية الفاسدة : هو أنهم إن كانوا يعنون بإلاله الذي خلقة هو إله الوثنيين الذين اتخذوا أصناما آلهة ، نحتوها بأيديهم ، وعبدوها بأهوائهم ، فنعم . هذه الالة خلقها الانسان ، وليست هي التي خلقت الانسان . وأما إن كانوا يعنون بإلاله الذي خلق الانسان ، الله الذي خلق السموات والارض وما فيها ، وما بينهما ، وخلق الانسان ، وكرمه فأنزل عليه كتبه ، وبعث إليه رسله ، وعرف بنفسه ، وبشرائعه التي بها يتم كماله ، وتتحقق سعادته ، فقولهم مغالطة ، وجهل ، وسخف ، وكذب ، إذ الانسان لم يخلق حتى نفسه فضلاً عن أن يخلق غيره ، فكيف بالله خالق كل شئ وربه ومليكه . سبحان الله وتعالى عما يصفون.(1/10)
... إن ادعاءهم استغناء الانسان اليوم عن الايمان بالله تعالى ، لانه عرف الطبيعة ، واكتشف اسرار الكون ، فما أصبح يخاف المرض ، ولا الفقر ، ولا الفيضانات ، ولا الزلازل ، والجوائح ، ولا العاهات ، ادعاء باطل لا وزن له ولا قيمة أبداً ، إذ الانسان ما زال يخاف من كل هذه ، وجميع وسائلة التي يملكها ليدفع بها عن نفسه لم تؤمنه بعد ، ولن تؤمنه أبدا ، وكيف؟ والآلام التي يعانيها الانسان اليوم جسمانيا تزداد يوما بعد يوم وفي كل أنحاء الوجود البشري ، فوباء الكوليرا ، وأمراض السرطان ، والبرص ، والصرع ، وغيرهما ما زالت تفتك بالالاف من الناس ، وفي كل سنة ، والمجاعات تهدد مناطق شاسعة من العالم ، والفيضانات تجرف كل سنة القرى العديدة ،وتقتل وتشرد الالاف من الناس ، والزلزال من الحين الي الحين يدمر المدن والقرى ، ويودي بحياة الالاف من البشر ، ولم يستطيع الانسان الكافر بالله ، والذي يدعي أنه خلق إلاله ، لم يستطيع أن ينجو من هذه الويلات فضلا عن أن يضع لها حدا ، أو يوقف وجودها . بل ازدادت مصائب الانسان ومحنه ، وعظم الخطب واشتد عليه لما كفر بربه ، ودينه ، فأصبح في تمزق شخصي ، وهبوط نفسي ، وسقوط خلقي كاد يفقد معها طعم حياته ولذة وجوده ، لقد غاض ماء الحياة من وجهه فأصبح صفيقا ، عربيدا ، فاحشاُ ، ، متفحشا ، وغار معين الكرامة الادمية فيه فصار لا غيرة له ولا شهامة له ولا كرامة ، ولا مروءة .(1/11)
ألف الكذب ، والغدر ، والخيانة ، وتعود الجريمة ومرد على النفاق والتضليل ، والخداع فساءت المجتمعات البشرية وهبطت فيه الحياة الي ابعد ححدود الهبوط حتى كبار الملاحدة قد نكسو على رؤوسهم ، وقالوا في وضوح : لا غنى عن الدين ، وطالبوا علماء النفس والاجتماع بأن يضعوا لهم ديناُ ، ولكن بدون الايمان بالله ، وذلك لأن الله يأمر بالعدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، وهم لا يريدون عدلا ، يريدون دينا صناعيا يهذب نفس الانسان ، ويكمل أخلاقه ، وبدون ذكر الله فيه ، ولا ذكر أمره تعالى أو نهيه : وهيهات هيهات أن ينفع دين صناعي في تقويم الاخلاق ،وإصلاح النفوس ، وتهذيب المشاعر ، وتطهير الارواح ، إن القوم مغرورون ، مخدوعون ، جهال ، ضالون ، مضلّلون ، لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم.
... والقصد من إيراد هذا الذي ذكرناه ، هو تقرير حقيقة علمية ثابتة بكل القوانين العقلية ، والشرعية ، وهي أن الانسان دائما في حاجة إلى الايمان ، والتدين ، والعقيدة ، وأن الدين ضرورة من ضرورات حياته ، وحاجة من حاجات نفسه ، فلا غنى له عن الايمان بربه ، وعن عبادته بحال من الاحوال . ومن هنا لم تخل أمة وجدت على وجه الارض منذ عهد الانسان بالحياة : من عقيدة دين ، ومصداق ذلك قوله تعالى: ? ? ? ? ? ? ?? ? (فاطر : 24)
... المراد من النذير نبي ، أو رسول ، أو عالم وارث لعلم النبوة وينذر تلك الامة عاقبة الكفر بالله من انحراف السلوك بالظلم والشر والفساد.
وجه ضرورة الدين للإنسان(1/12)
... الانسان منذ أن وجد على هذه الارض بهبوط أبيه الاول آدم ، وأمه حواء عليهما الصلاة والسلام من الجنة دار السلام – وهو في حاجة ماسة وملحة أيضا إلى قوانين ضابطة تعدل من غرازه ، وتنظم سلوكه ، وتحدد اتجاهاته ، وتهيئه للكمال الذي خلق مستعدا له في كلتا حياتيه : الاولى هذه التي يقضيها قصيرة على هذه الارض ، والثانية التي تتم له في عالم غير هذا العالم الارضي الهابط ، وإنما في عالم الطهر والصفاء ، في الملكوت الاعلى كما أخبر بذلك ربه بواسطة كتبه التي أنزلها ، وأنبيائه الذين أرسلهم.
... غير أن تلك القوانين المطلوبة لتعديل غرائزه ، وتنظيم سلوكه ، وتحديد اتجاهاته في الحياة ، لا توجد – وهيهات هيهات أن توجد في تشريع غير رباني ، او سماوي لا دخل لاهل الارض في وضعه وشرعه ، غذ لا يعرف الانسان بعواطفه وأشواقه ، ولواعج نفسه ، وبأفكاره ، وآماله ، ومتطلعاته ، ولا يقوى على توفيته مطلوبه من ذلك كله إلا الله خالقه . فهو – إذا- وحده الذي يحق له أن يضع له من القوانين ، والشرائع ، والاديان ما يكله به ويعده للكمال والسعادة الأبدية الخالدة .
... ولذا كان الدين ضروريا للانسان بوضعه الخاص يأكل ويشرب ، ويتوقى الحر والبرد ، وعليه أن يعمل لاعداد ذلك لنفسه فيوجد بالسنن التي وضعها ربه طعامه وشرابه ، ولباسه ، ودواءه ، وسكنه ومركوبه . وهذه حال تدعو إلى تعاون أفراده لتوفير ما به تقوم حياتهم ، وتستمر الي نهاية أجلها المسمى .
... والانسان بفطرته يشعر بضعفه ، وحاجته إلى ربه في إعانته وتوفيقه ورعايته وحفظه ، ولذا فهو يطلب التعرف إلى ربه ، والتعرف إليه بما يحب من أنواع القرب وضروب الطاعات والعبادات .(1/13)
... والانسان بمواهبه ، وافكاره ، ومشاعره ، واحاسيسه ، يطلب دائما المزيد من السمو والرفعة في ذلك ، حتى لا يريد ان يقف عند حد أبدا ، فهو إذا في أحواله الثلاثة التي ذكرنا مفتقر إلى تشريع ديني إلهي يلائم فطرته ، وينظم له علاقته فيما بينه وبين أفراده الذين لا يستغنى عن التعاون معهم لتوفير أسباب حياته ، وبقائها صالحة في هذا الوجود من مطعم ، ومشرب ، وملبس ، ومسكن ، ومركب ، ويمده بعلوم ومعارف عن ربه ولقائه ، وعن كيفية عبادته ودعائه ، وذكره والتقرب إليه بفعل طاعته ، وإتيان محابه ، وترك مكارهه ، واجتناب مساخطه ، كما يمده بفيض علمي كامل عن الحياة والكون يعرف به حقيقة الوجود ، وعلة الكون الحياة ، وأسباب والسمو والكمال ، والهبوط والنقصان التي تطرأ له في حياته الاولى والاخرة .
... وبناء على كل ما تقدم ، فضرورة الانسان إلى دين إلهي صحيح أشد من ضرورته إلى العناصر الاولية لحفظ حياته من ماء ، وغذاء ، وهواء ، ولا ينكر هذه الحقيقة ، أو يجادل فيها إلا معاند مكابر ، لا يؤبه لعناده ، ولا يلتفت إلى جداله ! .
... كما أن دعوى العقل في إمكانه الاستقلال بهداية الانسان إلى ما يصلحه ويسعده ، دعوى باطلة ساقطة لا وزن لها ولا واقع ، وذلك لاننا رأينا الكثير من الامم والشعوب لما فقدت هداية الوحي إلالهي لم تغن عنها هداية العقول شئا ، فضلت وهلكت ، ومما قاله القرآن في هذا الموضوع قاله تعالى من سورة الاحقاف: ? ھ ھ ےے ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ?? [الايه 26](1/14)
... وذلك لان العقول لا تهدي إلى معرفة كل ما ينفع الانسان في حياته ليأخذ به . ولا إلى معرفة كل ما يضر الانسان في حياتيه كليتهما ليتجنبه . وينجو مما يضرة إى في ضوء الشرع إلالهي. ونور وحيه ، لان العقول لا تعدوا كونها آله إدراك كحاسة العين التي هي آله إبصار . والعين قطعا لا تبصر مهما كانت سليمة وقوية إلا في الضوء والنور، ولا يمكنها أن ترى وتبصر في الظلام أبدا . وفي أي حال من الاحوال العقل مثل العين سواء بسواء . كما أن العين لا تبصر إلا في الضوء والنور، فإن العقل لا يدرك إلا على ضوء الشرع إلالهي ونور وحيه تعالى إلى أنبيائه ورسله . ومن رأى غير هذا فإنه يغالط نفسه . ويكابر في شئ من الخطأ . ومن الضلال المكابرة فيه ، لكونه من المحسوس المشاهد .
... كما أن دعوى الاكتفاء بالعلم عن الوحي إلالهي الذي تمثله الشرائع إلالهيه الصحيحة السليمة من التحريف ، والزيادة ، والنقص ، والتبديل – كالدين الاسلامي مثلا – دعوى باطله قطعا من وجهين أيضا :
الاول : أن ما عند الناس من بعض العلوم ، والمعارف في الفنون والاخلاق ، والاداب إنما هو بدون شك – مأخوذ من الوحي إلالهي ، إما بالنص اللفظي ، أو بالاستنباط . وإنما نسب إلى بعض الاشخاص مغالطة وتضليلاً لا غير.
والثاني : أن العلم المادي مقصور على نفع الانسان في الجانب المادي منه ، ، وهو الجسم ومتطلباته . وأما الجانب الروحي – وهو الأهم قطعا – فإن العلم المادي لم يخدمه في شئ ، ولم يقدم أي نفع البتة ، لانه لم يكن روحيّاً مجانساً للروح فيقدم له ما هو في حاجة إليه .
... إن العلوم الانسانية الخالية من الوحي إلالهي لم تعد الكشف عن بعض الظواهر الكونية المادية فقط ?? ? ? ?? ? ? ? ٹ ٹ ? [الروم :7]
... فكيف إذاً تستطيع أن تقدم أي خدمه للروح ، وهي لم تكسر حجاب المادة بعد ، ولم تعرف أي سر عن حقائق الكون وعلليه.(1/15)
... وقد اعترف علماؤها بالعجز الكامل عن معرفة العلل والاسرار لأيه ظاهرة من ظواهر هذا الكون فقالوا : اسألونا بكيف ، لا بماذا ؟ يعنون قولوا لنا : كيف وقع الشئ الفلاني ؟ فإننا نجيبكم . أما لماذا وقع فإننا لا نعرف الاجابة عنه ، ولا نملكها أبدا ، وذلك لحرمانهم من علوم الوحي إلالهي .
... وشئ آخر ، أليست العلوم المادية قد بلغت الذروة في الكمال بعد أن قطعت شوطا بعيدا في التطور والشمول في كل المجالات ، ومع هذا الكمال فإن البشرية في شقاء دائم ، ولم تخط يوما خطوة إلا إلى شقاء آخر أكبر ، والواقع يشهد . وكفى به شهيداً ؟ ولذا فإنه لا مناص من الاعتراف بالحقيقة والتسليم بها . وهي أن الدين الحق ضروري للانسان ، لا غنى له عنه بحال من الاحوال . وأن كمال الانسان وسعادته متوقفان عليه توقف عليه توقف المعلول على علّته . والمسبب على سببه .
... وليعلم أخيراً ، أن الدين الذي نعني ضرورته للانسان لتوقف سعادته وكماله عليه في الدنيا والاخرة – إنما هو الدين الحق الصحيح ، الدين الذي شرعه الله ، وصحت نسبته إليه تعالى . أما الاديان الباطلة المفتراة كالبوذية ، والمجوسية ، والمحرفة المبدلة كاليهودية ، والنصرانية فإنها وإن سميت أدياناً فإنها خالية من الوحي إلالهي الذي يمثل فيها شرعا إلهيا متكاملاً يقدم للانسان كل ما يحتاج إليه لإصلاح جسمه ، وروحه ، وإسعادهما في الدنيا والاخرة . والدليل الواضح لذلك أن أوربا المتدينة بالنصرانية لم تتقدم حضاريا إلا بعد التمرد والكفر بالدين الذي كانت تعيش عليه زمنا طويلا وهو يكبلها ويقيدها . حتى قام رجل منها ، وحاربوه ، وخرجوا عن قيوده ، وكفرا بشرائعة . وبذلك تم لهم الانعتاق من الضلال ، والانطلاق من الباطل .(1/16)
... وإن بحثت البشرية الراشدة العاقلة عن دين إلهي صحيح سليم ، فإنها واجدته قعطعا وبدون شك في الاسلام دين البشرية العام ، الذي تضمنه كتابه القرآن الكريم ، الذي لم ينقص منه حرف منذ أن نزل ، ولم يزد فيه آخر . ولم تحرف فيه كلمة عن موضعها منه . ولم تخرج عبارة عن مدلولها قط ، بالرغم من مرور ألف وأربعمائة سنة عليها تقريباً,
... إن الدين الاسلامي هو الدين الكفيل بإنقاذ البشرية اليوم ، والخروج بها من محنتها . محنة المادية العاتية ، التي سلبتها – أو كادت – كل معاني الآدمة الكريمة ، والانسانية الفاضلة حتى صيرت الانسان آله لا فهم لها ولا ذوق ، ولا تقدير لها ولا احترام ...
... فإلى الاسلام باعقلاء الناس ، فإنه الدواء لدائكم ، والهداية لكم من ضلالاتكم ، فاقبلوا عليه عقيدة وحكماً ونظاما ، فإنه ينجيكم ويسعدكم .
... جربوا، فإن التجربة أكبر برهان
الخلاصة:
... اننا تعرفنا على المقصود من العقل وتعريفه والغاية التي من اجلها خلق الانسان وما فائده العقل لدى الانسان وان الانسان مكلف لان العقل مناط التكليف ، وانه يعقل ويدرك وأيضا باقي المخلوقات تعقل وتدرك ولكن الفرق هو العلّة التي من اجلها خلق الانسان والجّان ، وان العقل يعقل ويفرق بين ما ينفعة و بين ما يضرة وما الذي يحتاجه لكي يعلوا ويسموا في معرفة تصديق الخبر وتنفيذ الامر فإن خالف وكذب وتولى فإن له الجزاء في الاخرة الجزاء الابدي الذي يفرق بين اهل التصديق و بين اهل التكذيب والتضليل ، والانسان في هذه الدنيا في دار ابتلاء لتستمر حكمه الله سبحانه وتعالى في الكون وعدم رؤيته في الدنيا لاننا في دار ابتلاء فالانسان حدوده علم الشهادة إي الذي يشهده ولا يعلم شئ عن علم الغيب إلا أن يكون خبر صادق يدل عليه ونبأ بما فيه وهم المرسلون صلى الله عليهم اجمعين.(1/17)
لكن الذي لا يمس الموضوع بشئ من البحث في النقطتان :1- حاجة الانسان الي العقيدة - 2- وجه الدين للانسان ، ولكن احببت ان اعرض العقيدة لدى البشرية و الشعوب وتحرير العقل عندما أنكروا على عقيدتهم و دينهم ، لانه ليس مستمد من النور الالهي الذي فيه سعاده للبشرية فالذي خلق الخلق وضع له نظاماً ودستوراً لا يخالفه إلا ما أبى ومن يأبى يرى الشقاء وقلوب خاليه وعقول فارغه ، لان الذي خلق الانسان هو أعلم ما الذي يحتاجه وما الذي ينفعه ويضره ووضع له هذا ووضح له لكي لا يكون على الله حجه بعد البلاغ والبيان من المرسلين.
المراجع
1- تلخيص محاضرة الشيخ / محمود عبد الرازاق الرضوان .
2- عقيدة المسلم – للشيخ / أبو بكر الجزائري
3- النقاط التالية من البحث الالكتروني موقع
http://www.d-sunnah.net/forum/archive/index.php/t-18982.html
4- 1) انظر : لسان العرب 11/458 وما بعدها مادة : عقل ، والقاموس المحيط وما بعدها مادة : عقل.
(2) رواه الحاكم في مستدركه 3/ 539 وقال عنه الذهبي : منقطع .
(3) انظر : إحياء علوم الدين لأبي حامد بن محمد الغزالي 1/85-86 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية 9/287 ، 305 ، 16/336 ، ودرء تعارض العقل والنقل 1/89 والمسودة ص : 558-559 ، والذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني ص : 93 والفقيه والمتفقهه للخطيب البغدادي 2/20 .
((1/18)
4) وقد أشار ابن تيمية - رحمه الله - إلى هذا المعنى في أكثر من موضع من مصنفاته ، وذلك لأهميته ، إذ هو ثمرة العقل وفائدته ، فلا عقل لمن لم يعمل بموجب ما هداه إليه عقله ، والعقل السليم يدعو إلى الإيمان بالله ورسالاته ، فمن خالف ما جاءت به الرسل فقد خالف عقله رغم ادعائه أنه من أرباب العقول ، وأساطين الفهم ، فالمشركون - مثلاً - عرفوا توحيد الربوبية ، ولم يلتزموا بلازمه ، الذي هو توحيد الألوهية ، رغم التلازم العقلي الفطري بينهما ، وأهل الكتابين أيضاً عرفوا صدق الرسالة ، وصحة النبوة - كما يعرفون أبناءهم - ولكنهم لم ينقادوا إلى ذلك ؛ فكانوا كمثل الحمار يحمل أسفاراً .
(5) كتاب المخصص لابن سيده : المجلد الأول - السفر الثالث ص : 16 المكتب التجاري - بيروت (بلا تاريخ) .
(6) الذريعة للراغب ص 96 .
(7) انظر : (كتاب الحدود) لابن سينا ص : 12-13 .
(8) انظر مجموع الفتاوى 18/338 ، وقد روى المتكلمون في ذلك حديثاً هذا نصه : أول ما خلق الله العقل ، فقال له أقبل ، فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ، ما خلقت خلقاً أكرم علي منك ، بك آخذ وبك أعطي ، وبك أثيب وبك أعاقب انظر : الذريعة للراغب ص : 92 ، وهذا الحديث - كذب موضوع باتفاق أهل الحديث ، ولا يوجد في الكتب المعروفة المعتمدة ، والذي فيها - على علته - فهو بلفظ : أولَ ما خلق الله العقل ، بفتح أول لا ضمه ، أي أن الله (تعالى) قال ذلك في أول أوقات خلق العقل ، لا أنه أول المخلوقات ، لكن الفلاسفة ، ومن شايعهم من باطنية الشيعة ، والمتصوفة ، والمتكلمة ، أبوا إلا أن يرووه بالضم ليوافق هواهم .
(9) انظر : شرح الكوكب المنير لأبي البقاء محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي ص : 25 .
(10) مقال عن المنهج - رينيه ديكارت - ترجمة : محمود محمد الخضيري ص : 3-4 .
((1/19)
11) مع أن كون العلم ضرورياً أو نظرياً هو من المسائل الإضافية النسبية ، والتي يختلف فيها الناس ، فقد يكون ضرورياً عند زيد ما هو نظري عند عمرو ، فالعلم وإن كان ضرورياً في نفسه ، فقد يصبح نظرياً من جهة تعلقه بشخص ما ، لسبب ما .
(12) انظر الاعتصام 2/322 .
(13) صحيح البخاري 1/405 .
(14) انظر : مجموع فتاوى ابن تيمية 10/721-722 .
(15) انظر : شرح الكوكب المنير ص 24 ، وهم الأطباء المتقدمون ، أما المعاصرون فلا أتصور موافقتهم على ذلك .
(16) انظر : مجموع فتاوى ابن تيمية 9/304 .
ملاحظة
تم عمل هذا البحث في عجالة لاني انضممت إلا الدورة بعد مرور شهر ونصف ، فإرجوا التوفيق من الله ، ولعلم فضيلتكم ، شعرت انه بحث ضعيف لقله ضعفي في البحث في الكتب من اين اتي بها ، فأرجوا السماح في الخطأ .(1/20)