2 - نشر العنوان بشكل غير طبيعي في رسائل البريد الإلكتروني مما يتيح تقنيا لهذه المواقع أن تتقدم في عرضها في محركات البحث بسبب اشتهارها.. فلو كتب شخص كلمة: islam في محرك للبحث يظهر له عنوان ذلك الموقع من أوائل المواقع.. وبذلك تكون أنت أيضا مساهما في ذلك.
إنني أضرب مثالا صغيرا لأوضح لكم خطورة الموقف: تصلني بعض الرسائل أحيانا من أشخاص يشكون في وجود الله.. ويشعرون بعدم مصداقية الإسلام وهؤلاء قد ولدوا مسلمين ولكن لديهم بعض الشبه والتي والحمد لله نحاول أن نزيلها منهم..
إن شخصا مثل هذا الشخص الذي أذكره لو دخل موقعا معاديا للإسلام يروج الأكاذيب والشبه قد يقتنع بآرائهم الخبيثة..
وقد يترك الإسلام.. وذلك بسبب مسلم أرسل له هذه الرسالة ليحذره من موقع يعادي الإسلام!
خامسا: أخي في الله.. اتق الله!
إنني هنا أؤكد لكم أن كل من يقوم بتوزيع هذه المواقع بعد قراءته لهذه المقالة لهو آثم آثم آثم.. وسوف يحاسبه الله - تعالى - ليس فقط على ما قام هو بإرساله.. بل أيضا على الآخرين الذين أرسلوها عن طريقه.. فيا له من أمر خطير! ويالها من متوالية حسابية في الإثم مخيفة.. فلو قمت بإرساله لشخصين.. كل منهما أرسله لخمسة كان الناتج 12 شخصا في ميزان سيئاتك.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سادسا: ولكن كيف أكفّر عن ذنبي؟!
التوبة من الذنب هي من أهم الأمور.. وترك الذنب بغير توبة يعني أنك ستحاسب عليه يوم القيامة.. فكيف تتوب؟
أولا: تتوقف نهائيا عن نشر هذه المواقع وتستغفر الله على ما كان منك.
ثانيا: تدعو كل من تعرفه من الإخوة أن يقرأوا هذه المقالة وذلك حتى يعرفوا جيدا خطورة المسألة.
ثالثا: تحفظ نسخة من هذه المقالة عندك وترسلها لكل من يرسل لك مثل هذه المواقع.
رابعا: تقوم بنشر المواقع الإسلامية الصحيحة بين المسلمين حتى يتعرفوا عليها.. على الأقل على نفس العدد الذي أرسلت له تلك المواقع المعادية للإسلام.. ويمكنك الضغط هنا لإرسال تعريف بإذاعة طريق الإسلام لأحد أصدقائك.
http://www. twbh. com المصدر:
===========
وقفات مع آية ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا )
قال - تعالى -: {قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. قالوا: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} [الأعراف: 128 - 129].
لما فعل فرعون ببني إسرائيل ما فعل من تذبيح لطائفة منهم وهم الذكور، واستحياء أخرى وهم الإناث، خشية أن يظهر الفتى الذي ذكر الكهان لفرعون أن حتفه سيكون على يديه، تولى الله - سبحانه وتعالى - أمر حفظ موسى - عليه السلام - وتربيته ورعايته في قصر فرعون، ليعلم من يسومون الناس سوء العذاب والمستضعفون على السواء أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وما فرعون إلا عبد ينفذ إرادة الله لإبراز سنة التدافع بين أهل الحق والإيمان ومن اعترض سبيلهم من أهل الكفر والعناد.
شب موسى - عليه السلام - وترعرع وبعث رسولاً في بني إسرائيل فدعاهم للاستجابة لرسالته بمقتضى قوله - جل وعلا -: {لا إله إلا أنا فاعبدون} ليتحرروا من عبادة الطاغوت فرعون ويخضعوا لقيوم السموات والأرض، وعندما بدأ أمر موسى - عليه السلام - يشيع بين الناس واستجاب له السحرة بعدما هزموا في اللقاء الذي جمع له فرعون السحرة والناس من كل حدب وصوب؛ لم يعجب هذا التطور طائفة من الناس وهم الملأ فأوشوا إلى فرعون قائلين: {وقال الملأ من قوم فرعون: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك، قال: سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون} [الأعراف: 127].
إن الفساد من وجهة نظرهم - أي الملأ - هو خضوع الناس لدين الله بدل التمرغ والتملق في وحل الخضوع لنزوات وسلطة بشر أمثالهم؛ ما أشبه الليلة بالبارحة، دعوة الأنبياء تسمى إفساداً وتحليل الحرام وتحريم الحلال يسمى إصلاحاً عند هؤلاء الذين انقلبت عندهم الموازين، فباتوا ينعتون المصلحين المشفقين على أمر هذه الأمة ومصالحها في زماننا هذا بالمفسدين ويتهمونهم بخبث النوايا ومحاولة قلب أنظمة الحكم لتمارس أبشع المنكرات في حق هؤلاء الأطهار، وهم - أي المصلحون - في كل هذا مجردون من كل شيء، إلا العون والمدد من الله الذي لا يستطيع حجبه الطغاة، حتى حق الدفاع عن النفس والرد على الأباطيل والترهات التي يرددها المرجفون غير مسوح به.
يقول سيد - رحمة الله عليه - [1]: "فالإفساد - من وجهة نظرهم - هو الدعوة إلى ربوبية الله وحده؛ حيث يترتب عليها تلقائياً بطلان شرعية حكم فرعون ونظامه كله. إذ أن هذا النظام قائم على أساس حاكمية فرعون بأمره - أو بتعبير مرادف على أساس ربوبية فرعون لقومه - وإذن فهو بزعمهم الإفساد في الأرض، بقلب نظام الحكم وتغيير الأوضاع القائمة على ربوبية البشر للبشر، وإنشاء وضع آخر مخالف تماماً لهذه الأوضاع، الربوبية فيه لله لا للبشر، ومن ثم قرنوا الإفساد في الأرض بترك موسى وقومه لفرعون ولآلهته التي يعبدها هو وقومه... " اه.
فما كان من موسى - عليه السلام - عندما سمع أمر هذه الوشاية وهذا الوعيد والتهديد وبعد أن جاءه قومه يهرعون إليه إلا أن طلب منهم العض بالنواجذ واللجأ إلى أمرين اثنين وهما؛ الاستعانة بالله، والصبر على أذى فرعون مع الثبات على الدين الذي اختاروه لأنفسهم، فالأرض لله وليست لفرعون كما زعم، والصراع مع أهل الباطل مداه طويل يحتاج إلى عدة يستند إليها المؤمنون لتخفف عنهم من وعثاء الطريق والهنات التي يتعرضون لها.(18/86)
نقل القاسمي عن الجشميّ قوله معلقاً على هذه الآيات[2]: "... وتدل [الآيات] على أنه عند الخوف من الظلمة يجب الفزع إلى الله - تعالى - بطلب المعونة في الدفع، واللطف له في الصبر وتدل على أن العاقبة المحمودة تنال بالتقوى، وهي اتقاء الكبائر والمعاصي... "اه. ويقول صاحب المنار[3]: "أي اطلبوا معونة الله - تعالى - وتأييده لكم على ما سمعتم من الوعيد واصبروا ولا تجزعوا، فإن سألتم لماذا وإلى متى؟ أقل لكم: إن الأرض... لله - تعالى - الذي بيده ملكوت كل شيء يورثها من يشاء من عباده لا لفرعون، فهي بحسب سنته - تعالى - دول والعاقبة الحسنة التي ينتهي إليها التنازع بين الأمم للمتقين أي الذين يتقون الله بمراعاة سننه في أسباب ارث الأرض كالاتحاد وجمع الكلمة، والاعتصام بالحق، وإقامة العدل، والصبر على المكاره، والاستعانة بالله ولاسيما عند الشدائد؛ ونحو ذلك مما هدى إليه وحيه وأيدته التجارب ومراده - عليه السلام - أن العاقبة ستكون لكم بإرث الأرض ولكن بشرط أن تكونوا من المتقين له - تعالى - بإقامة شرعه، والسير على سننه في نظام خلقه، وليس الأمر كما تتوهمون ويتوهم فرعون من بقاء القوي على قوته والضعيف على ضعفه.. ".
ويؤكد هذه النقطة سيد قطب قائلاً[4]: "إنه ليس لأصحاب الدعوة إلى رب العالمين إلا ملاذ واحد، وهو الملاذ الحصين، وإلا ولي واحد وهو الولي القوي المتين، وعليهم أن يصبروا حتى يأذن الولي بالنصرة في الوقت الذي يقدره بحكمته وعلمه، وألا يعجلوا، فهم لا يطلعون الغيب، ولا يعلمون الخير... وإن العاقبة للمتقين.. طال الزمن أم قصر.. فلا يخالج قلوب الداعين إلى رب العالمين قلق على المصير، ولا يخايل لهم تقلب الذين كفروا في البلاد، فيحسبونهم باقين... " اه.
فأساس العدة إذن الاستعانة بالله والصبر على أشواك الطريق ومصاعبه مع اليقين التام بأن العاقبة للمتقين ومع عدم الاستعجال في قطف ثمار النصر قبل إيناعها، والذي يعود إلى كتاب الله يجد هذا الأمر واضحاً أيما إيضاح، سواء تعلق الأمر بخطاب الله لأنبيائه أو عباده أو خطاب الأنبياء لأتباعهم، وسنضرب المثال على ذلك بما وجهه الله من أوامر لخاتم الأنبياء والمرسلين لندرك أهمية التوكل على الله والصبر على وعثاء طريق الدعوة إلى الله ومصاعبه.
يقول الحق تباركت أسماؤه مطالباً نبيه بالتوكل عليه والاستعانة به في أحلك الظروف والأوقات: {وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً} [الأحزاب: 3]. ويقول أيضاً: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} [الأنفال: 64]، أي الله وحده كافيك، وكافي اتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد[5]. {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58]، {وتوكل على العزيز الرحيم} [الشعراء: 217]، {فتوكل على الله إنك على الحق المبين} [النمل: 79]، كل هذه وغيرها من الآيات جاءت بصيغة الأمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، والأمر يقتضي الوجوب كما يقول الأصوليون، فأمر الاستعانة بالله والتوكل عليه ليست قضية ندب بل هي واجبة على المؤمن وهي من صفاته التي مدحه الله بها {وعلى ربهم يتوكلون}.
وأما القضية الأخرى - أي الصبر - فقد قال الحق مخاطباً نبيه في شأنها: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم} [الأحقاف: 35]، {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله} [الأنعام: 34]، {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله} [يونس: 109]، {فاصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم} [النمل: 61]، {فاصبر صبراً جميلاً} [المعارج: 5]، يقول ابن القيم في الحديث عن الصب[6]: "وهو [الصبر] واجب بإجماع الأمة، وهو نصف الإيمان فإن الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر وهو مذكور في القرآن على ستة عشر نوعاً... وأمر أحب الخلق إليه بالصبر لحكمه، وأخبره أن صبره به. وأثنى على الصابرين أحسن الثناء، وضمن لهم أعظم الجزاء. وجعل أجر غيرهم محسوباً، وأجرهم بغير حساب، وقرن الصبر بمقامات الإسلام والإيمان والإحسان... فجعله قرين اليقين، والتوكل، والإيمان، والأعمال والتقوى، وأخبر أن آياته إنما ينتفع بها أولو الصبر وأخبر أن الصبر خير لأهله، وأن الملائكة تسلم عليهم في الجنة بصبرهم... " اه.
وقال - رحمه الله - في موطن آخر[7]: "وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عقاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه"اه.
بعد هذا الذي طلبه موسى من قومه وهو الاستعانة بالله والصبر أجابوه قائلين: {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا}، يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - [8]: "أي فعلوا بنا مثل ما رأيت من الهوان والإذلال من قبل ما جئتنا يا موسى ومن بعد ذلك، قال منبهاً لهم على حالهم الحاضر وما يصيرون إليه في ثاني الحال: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم} الآية، وهذا تخصيص لهم على العزم على الشكر عند حلول النعم وزوال النقم" اه.
وقال الطاهر بن عاشور معلقاً على النص[9]: "... وكأنهم أرادوا التعريض بنفاذ صبرهم وأن الأذى الذي مسهم بعد بعثة موسى لم يكن بداية الأذى، بل جاء بعد طول مدة في الأذى، فلذلك جمعوا في كلامهم ما لحقهم قبل بعثة موسى" اه .(18/87)
هذا الذي رد بنو إسرائيل على موسى يردده أقوام من بني جلدتنا، عندما يخاطبهم الدعاة مطالبين إياهم بالصبر فيردون عليهم "إلى متى؟" لقد طال الزمان و"لقد شربنا كؤوس الذل والهوان وسئمنا هذه العيشة التي باطن الأرض خير من البقاء معها"، نعم لا أحد يخالفكم – يا من ترددون هذه المقولات - في أن هذا الواقع مر، لكن يجب الانتباه إلى أن تغييره لا يتم بين عشية وضحاها ولا باتخاذ خطوات غير مدروسة ولا محسوبة جرت على أمة الإسلام النكبة تلو الأخرى، إن الصبر أيها المتعجلون ليس معناه القعود والخنوع والرضا بهذا الواقع الذليل، بل إن حقيقته تقتضي الثبات والمثابرة على المبدأ مع المضي في طريق الدعوة إلى الله - وفق المنهج الذي رسمه محمد - صلى الله عليه وسلم - وسار على نهجه الأصحاب - بخطى ثابتة مدروسة غير منشغلين بالمعارك الجانبية التي يحاول أعداء الله جرنا لها لاستهلاك طاقاتنا واستنفاذ مقدراتنا قبل مجيء المعركة الفاصلة التي يعز الله فيها جنده ويذل أعداءه.
كلا لا يجب البتة النظر إلى الصبر على أنه أمر سلبي يلجأ إليه من يحاول تبرير الواقع الذي نحن عليه، لا، الأمر ليس كذلك، فالصبر عدتنا في هذه الحياة بعد اعتمادنا على الله - عز وجل -.
أدرك موسى - عليه السلام - أن الذي خاطب به قومه لم ينتبهوا له حق الانتباه ولم يتوقفوا عنده طويلاً، فما كان منه - عليه السلام - إلا أن رد عليهم قائلاً: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}، موسى - عليه السلام - يقول لقومه[10]: "... إن رجائي من فضل الله أن يهلك عدوكم الذي ظلمكم ويجعلكم خلفاء في الأرض التي وعدكموها ومنعكم فرعون من الخروج إليها، فينظر - سبحانه - كيف تعملون بعد استخلافه إياكم - أتشكرون النعمة أم تكفرون؟ وتصلحون في الأرض أم تفسدون، ويكون جزاؤكم في الدنيا والآخرة وفق ما تعملون" اه.
والمقصود بما {تعملون}[11]: "عملهم مع الناس في سياسة ما استخلفوا فيه، وهو كله من الأمور التي تشاهد إذ لا دخل للنيات والضمائر في السياسات وتدبير الممالك، إلا بمقدار ما تدفع إليه النيات الصالحة من الأعمال المناسبة لها... " اه. وأمر التمكين امتحان من الله - عز وجل - فيجب على المؤمنين الساعين إلى ذلك الانتباه لهذا الأمر[12] "وهو [أي موسى] يعلمهم - منذ البدء أن استخلاف الله لهم إنما هو ابتلاء لهم ليس أنهم أبناء الله وأحباؤه - كما زعموا - فلا يعذبهم بذنوبهم! وليس جزافاً بلا غاية وليس خلوداً بلا توقيت. إنه استخلاف للامتحان: {فينظر كيف تعملون} وهو - سبحانه - يعلم ماذا سيكون قبل أن يكون. ولكنها سنة الله وعدله ألا يحاسب البشر حتى يقع منهم في العيان، ما هو مكشوف من الغيب لعلمه القديم" اه. وذكر بعض المفسرين[13] أن في قوله - تعالى - {فينظر كيف تعملون} إشارة إلى ما وقع منهم بعد ذلك.
لقد دمر الله ما كان يصنع فرعون وقومه وحصل التمكين لبني إسرائيل، قال عز من قائل: {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} [الأعراف: 137 - 138]، فماذا صنع بنو إسرائيل؟ الجواب حملته الآية التي جاءت عقب آية تدمير فرعون وملئه مباشرة: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم، قالوا: يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة}، ثم بعد ذلك أرادوا اتخاذ العجل إلهاً، والحديث يطول حول ما فعله بنو إسرائيل ومواقفهم المتخاذلة التي بسط القرآن الحديث حولها حتى تتجنبها أمة الإسلام، لكن يبدو أن نبوءة النبي - صلى الله عليه وسلم - ستتحقق فينا قبل مجيء الجيل الذي يستحق النصر، نبوءة المصطفى المتمثلة في إشارته - عليه السلام - إلى اتباع هذه الأمة سنن من قبلها من الأمم وخاصة اليهود والنصارى.
ذاك هو واقع بني إسرائيل بعد التمكين وقبله، فماذا عن حالنا نحن الإسلاميين قبل التمكين وليس بعده؟ إن الحديث عن واقعنا يترك في النفس آلاماً وجراحاً يصعب اندمالها، لكن لا يجب أن نطاطىء رؤوسنا في الأرض كالنعامة، كلا لا يمكن ذلك، بل يجب أن نواجه مشكلاتنا وأن نتحدث عنها، فهاهم قادة بعض الأحزاب الإسلامية في بعض البلاد العربية يطلبون من حكام الغرب والعرب أن يضيقوا الخناق، من خلال قوانين اللجوء، مثلاً، على من وصفوهم "بالإرهابيين"، لأنهم يختلفون معهم في طروحاتهم لمعالجة المشكلات التي تعصف ببلادهم، والبعض الآخر يتبرأ من تصرفات إخوانه كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، ويلقي باللائمة عليهم وينسى أو يتناسى ظلم وتعسف الأنظمة التي ألجأت بسياساتها الاستبدادية هؤلاء الشباب إلى اتخاذ هذه المواقف التي عليها بعض الملاحظات الشرعية من غير شك، ترى لو حكم هذا الصنف من الناس كيف سيعامل من يختلف معه في الرؤية من الجماعات الإسلامية الأخرى؟ ولو تمكن غيرهم من الأمر ماذا سيفعلون بهم وبغيرهم؟.
إن واقعنا مر وعلاقتنا مع بعضنا لا ترقى إلى الحد الأدنى الذي يتطلبه الشرع الإسلامي، وهذا كله ونحن مستضعفون، مشردون ومشتتون، ولو تمكن بعضنا في أمور بسيطة مثل إدارة مسجد أو مركز أو جمعية أو نشاط لبرز العجيب من الممارسات، فبالله عليكم كيف يكون الحال إذا تمكنا من قيادة دولة، لا أظن أن ذلك حاصل لو بقينا على هذه الحال، لكن علينا أن نتخيل حصول ذلك لفصيل من الفصائل الإسلامية، بل لماذا نتخيل؟! علينا أن ننظر إلى أفغانستان ثم الجزائر، لندرك حجم المشكلة التي نعاني منها ودرجة السوء التي وصلت إليها العلاقات فيما بيننا.(18/88)
أيها العاملون للإسلام الساعون إلى إقامة خلافة راشدة على وجه الأرض: عليكم أن تقفوا طويلاً عند قول موسى - عليه السلام - لقومه، لتراجعوا خطواتكم وعلاقاتكم مع إخوانكم ممن يختلفون معكم في وجهات النظر، وتقوموها وتضبطوها بمنظار الشرع حتى تلتئم الجراح وتقترب القلوب من بعضها لتكون غايتها إعلاء كلمة الله لا الجماعة أو الشيخ {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص}.
- - - - - - - - - - - - - - -
[1] في ظلال القرآن، المجلد الثالث، ص: 1354.
[2] محاسن التأويل، المجلد السابع، ص: 2839.
[3] تفسير المنار، المجلد التاسع، ص: 80 - 81.
[4] في ظلال القرآن، ج 3، ص 1355.
[5] زاد المعاد في هدي خير العباد، المجلد الأول، ص: 35.
[6] تهذيب مدارج السالكين، [ص: 351، 357].
[7] المصدر السابق، ص 356.
[8] تفسير القرآن العظيم، المجلد الثاني، ص: 319.
[9] التحرير والتنوير، الجزء التاسع، ص 61.
[10] تفسير المراغي، الجزء التاسع، ص 38 - 39.
[11] التحرير والتنوير، الجزء التاسع، ص: 62.
[12] في ظلال القرآن، ج 3، ص: 1355.
[13] روح المعاني للآلوسي، المجلد السادس، ص: 46.
http://www. alsunnah. org المصدر:
=========
ضحايا بلا دماء
يسري صابر فنجر
صيحة من "يسري صابر فنجر " إلى إخوانه الشباب الغارقين في الملذات والمغريات.
ضحيتي ليست ككل الضحايا، وأسيري ليس ككل الأسرى، وأسلحة الدمار الشامل ليست ككل الأسلحة، وجيوشي فنانين وفنانات، ممثلين وممثلات، ليست لي بيوت دعارة فالإعلام في كل بيت، وليس لي مصنع أسلحة فالقنوات الإباحية على كل سطح، وليس لدي مواد كيماوية فالمواقع الجنسية في كل جهاز، وتأثيري فظيع، ونتائجي مائة بالمائة، فكم من شاب دمر وقته في مطالعتي، وكم من شيخ دمر عمره أمامي، وكم من امرأة دمرت مستقبلها ووقعت تحت تأثيري، وكم من أسرة هدمت، وكم من المحارم انتهكت، وكم من أسير لشهوته قضاها في الحرام بأسلوبي.
مجالات حبهم سائدة، وأعلامهم على البيوت مرتفعة، استباحوا حصوننا من الداخل فهدموها، وعلى المعاصي أقاموها، وعلى (الإباحية) أسسوها.
مواقع إباحية دش، فيديو، ديسكو، معاكسات، تفحيط، مباريات، هَمّ بعض شبابنا …
سفور، مزيد من الحريات، الجري وراء الموضة، الخروج للأسواق، القصص والحكايات الغرامية، هَمّ بعض نسائنا...
ثم يأتي شاب ويشتكي من ماضيه الفظيع، وفتاة من مستقبلها المدمر، فحال بينهم وبين استقامة حاضرهم، ويأتي شاب أو فتاة ويقول: لا أستطيع ترك النظر إلى المواقع الإباحية والقنوات الفضائية وكلما تركتها عدت إليها!!! ولا أستطيع ترك العادة السيئة!!! بل وأصبحت قضية مطروحة على الملأ تصوير العلاقة بين الرجل وزوجته، أو رؤيتهما (الزوج والزوجة) للأفلام الإباحية أليس هذا عفن مطروح؟!!!
إنها سهام إبليس وأذنابه من أعداء الدين، سهام متعددة، ومتطورة، وتأثيرها ممتد، وثمرتها مستقبلية وقد تعتمد على أشياء هي في نظر البعض تافهة أو ليس تحتها طائل (نظرة) لكنها مسمومة التأثير.
فأين الدعاة والعلماء من تعدد وتطوير آساليب الدعوة لتكون خط الدفاع الأول عن المجتمع المسلم، فتكون ممتدة التأثير حتى ولو كانت ثمرتها مستقبلية، ولا نهمش أي وسيلة دعوية فقد تكون نافعة ورادعة ولنخاطب النفس والروح والجسد.(18/89)
وأنت يا من ابتليت بشئٍ من هذه المعاصي كبيرة كانت أو صغيرة وكلنا ذاك العاصي ألا تفك الأسر وتخرج إلى حرية الطاعة، وتجاهد نفسك وتصبر وتصابر وترابط مع أهل الطاعة والصدق والخشية لله - عز وجل - وتجدد عهدك مع الله بتوبة نصوح قال - تعالى - : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [التحريم: 8] وقال - سبحانه - : "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [النور: 30، 31] ولاحظ معي في هاتين الآيتين أنهما سدت جميع مداخل كشف العورات أخذاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج ثم ختمتا ب "ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون" وب" وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" وقال - جل شأنه - "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر: 53) فخالف أهل الشهوات فربك يريد أن يتوب عليك قال - سبحانه - "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً" [النساء: 27] واترك دواعي النفس والهوى "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ" [الجاثية: 23] واخرج من ذل الشهوة وظلمة المعصية إلى عز التقوى ونور الطاعة، واعلم أنك في جهاد حتى يأتيك الأجل وأنت في عبادة ربك ومولاك "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" [الحجر: 99] نسأل الله الصدق في القول، والإخلاص في العمل اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان آمين.
http://www.islamtoday.net المصدر:
===========
الداعية والبيئة والمجتمع
خالد الحر
على المسلم الحق أن يتفاعل بإخلاص وحيوية مع بيئته ومجتمعه ليحدث التغيير المنشود. فالمسلم لا يعيش في فراغ، وإنما يتواصل مع من حوله باستمرار، يهتم بهم ويهتمون به. لذا لا تعد الصلاة والصيام والتسبيح والذكر المعيار الوحيد لتقييم صلاح المسلم، وإنما المعيار هو مدى نفع المرء ليغيره من الناس، عملا بالقول المأثور: "من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
ليقوم الداعية بهذا الدور عليه أن يتحلى بالمعرفة حول أمور أربع. هي: الأمور الغيبية، الأمور الكونية، الأمور العالمية، الأمور المحلية.
أولا: الأمور الغيبية:
وتشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. وهذا الإيمان يجنب العقل البشري الخوض في الأمور التي تتجاوز حدود الإدراك البشري. وهو أيضا لا يتغير بتغير الزمان أو المكان أو الأفراد، فهو ثابت في كل الظروف.
ثانيا: الأمور الكونية:
يجب أن يتحلى الداعية بمعرفة عن آيات الله في الكون وسننه الطبيعية، وأن يعلم أن هذا الكون مسخر له ليستفيد منه. وهذه المعارف أيضا من المعارف المشتركة بين جميع الناس لكن قد تتطور مع الزمن.
ثالثا: الأمور العالمية:
على الداعية أن يكون لديه حد أدنى من المعرفة عن الشعوب والأمم. كما يجب أن ينظر للمسلمين كإخوة أينما كانوا، لا تفصل بينهم الحدود السياسية بين البلدان، فيدافع عن الحق وينكر الباطل أينما وجد.
رابعا: الأمور المحلية:
إن المجتمع الذي يعيش فيه الداعية هو ساحة عمله الرئيسية. لذا عليه أن يقوم بالمهام التالية:
1- على الداعية أن يكون على وعي كامل بواقعه ومعرفة جيدة بالظروف الاجتماعية (نسبة الذكور، والإناث، والبطالة، والأغنياء، والفقراء... الخ) والاقتصادية (معدل الناتج القومي، والدخل الفردي، والصادرات، والواردات... الخ) والسياسية (الأحزاب، والقوانين... الخ) والتعليمية (الأمية، المناهج... الخ) والدينية (الأديان، المذاهب، الفرق... الخ) للبلد الذي يعيش فيه.(18/90)
2- على الداعية أن يشغل نفسه بمشكلات مجتمعه، ولا يتخذ منها موفقا سلبيا. ليكن الداعية كالطبيب، الذي يسعى لعلاج مرضاه، بالرغم من أنه غير مسؤول عن إصابتهم بالمرض. وحتى إن لم يجد الحل الأمثل، عليه أن يسعى لتخفيف الآلام والمعاناة عنهم. على الداعية أن يضع الحلول العملية من وجهة النظر الإسلامية، فمن السهل انتقاد الأنظمة الحاكمة، لكن الأهم من ذلك هو إيجاد الحلول لتصحيح الوضع القائم.
ولزيادة ثقة المجتمع في الداعية، لابد له أن يقدم الخدمة والمساعدة لمن حوله في المجتمع. فعندما يشعر الناس بأن هؤلاء الدعاة يسعون لخدمتهم وحل مشكلاتهم ورعاية مصالحهم، ستزيد الثقة بهم وسيفتحون لهم قلوبهم.
وأختم حديثي هذا بنادرة حول الدعوة بين النظرية وتطبيق:
قام شيخ جليل بتعليم طلابه أساليب الدعوة ومفاهيمها لمدة ستة شهور، ومن ثم عزم على إعطائهم الجانب التطبيقي في ثلاثة شهور أخرى. إلا أن أحد طلبته الذين تفوقوا في الجزء النظري اكتفى بذلك وقرر أن يعتمد على قدراته في الجزء العملي. فحذره الشيخ من ذلك، إلا إنه لم يصغ إليه.
اتجه الطالب لقرية بعيدة لممارسة الدعوة هنالك. وفي خطبة الجمعة سمع من الإمام خطبة مليئة بالأكاذيب على الله ورسوله، فما كان منه إلا أن صرخ بالمصلين "إن الإمام كاذب فلا الله - سبحانه وتعالى - ولا النبي - عليه السلام - قالا ما ذكره الإمام". فرد الإمام " إن هذا الشاب كافر ويستحق العقاب". فانقض المصلون على الشاب وضربوه ضربا مبرحا.
عاد الشاب لشيخه وعظامه محطمة وروى له الحكاية. فقال له الشيخ دعني أريك مثالا جيدا للدعوة العملية. وفي الجمعة التالية ذهبا معا إلى المسجد ذاته، حيث ألقى الإمام خطبة مماثلة. وبعد أن استمع الشيخ للخطبة نهض وقال "إن إمامكم رجل من أهل الجنة وكل من يأخذ شعرة واحدة من لحيته سيدخل الجنة". وعلى الفور، هجم الناس على الإمام ينزعون شعره بقوة، حتى تركوه مدمى الوجه منتوف اللحية. عندئذ همس الشيخ في أذن الإمام "هل ستتوقف عن قول الأكاذيب على الله ورسوله؟ أم تريد عقابا أكثر؟" فندم الإمام على ما فعل.
أدرك الطالب خطأه وطلب من الشيخ إعطاءه الدروس العملية. فالهوة بين النظرية والتطبيق واسعة!
______________________
المرجع: د. هشام طالب، دليل التدريب القيادي.
http://www.alnoorworld.com المصدر:
============
أسباب الهزيمة في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
فهد بن ناصر الجديد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهمية الموضوع:
قال الله - تعالى -:{وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} [الأنعام: 55].
وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أنه قال (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) رواه البخاري ومسلم.
ويُروى عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال "تُنقض عرى الإسلام عروة عروة من نشأ في الإسلام ولم يعرف الجاهلية".
وقال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه *** ومن لا يعرف الشر جديراً أن يقع فيه
أسباب الهزيمة الرئيسة:
عندما ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في قلب الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري، وانتصرت دعوة التوحيد على سائر الدعوات الباطلة، كانت الآلاف المؤلفة من الجيوش الغازية تهاجم الموحدين ومعهم الكثير من السلاح والعتاد. هذه الآلاف المؤلفة من الغزاة المعتدين تقابل مئات من الموحدين الذين امتلأت قلوب محبة في الدفاع عن الدين الصحيح. فيُلقي الله الرعب في قلوب المعتدين ويتركون ما معهم من العتاد الثمين ثم يولون هاربين لا يلوي أحداً عن أحد ولا والد عن ولد. فيأخذ الموحدون هذه الغنائم ويحصلون على تلك المغانم.
وكان الإمام محمد بن سعود أحد الأمراء الذين دافعوا عن هذا الدين. فقد قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: (فسبحان من قوى جأش هذا الرجل على نصرة هذا الدين حين قُتل ابناه) (1). وقال في موضع آخر: (أن محمد بن سعود لما وفقه الله لقبول هذا الدين ابتداء بعد تخلف الأسباب وعدم الناصر شمر في نصرته ولم يبال بمن خالفه من قريب أو بعيد حتى أن بعض أناس ممن له قرابة له عذله عن هذا المقام الذي شمر إليه فلم يلتفت إلى عذل عاذل ولا لوم لائم ولا رأي مرتاب بل جد في نصرة هذا الدين فملكه - تعالى - في حياته كل من استولى عليه من القرى) (2).
ولكن ماذا جرى عندما تغيرت النفوس واستحوذ الطمع على القلوب؟ فانقلب النصر إلى هزيمة. وأصبح الناس في حالة هزيلة.
إن دولة التوحيد لم تُهزم في حرب الدرعية، و إنما أعلنت هزيمتها يوم ذاك؛ لأنها هزمت من قبل في مجالات كثيرة، ولم تُجد نصائح الأئمة و العلماء، ومن ذلك:
1. ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:(18/91)
وقد جرت حكمة الله - تعالى - أن لا يعذب أحداً من خلقه إلا بما اقترفت يداه قال - تعالى - (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) [سورة الروم: 41].
ومع كثرت الفتوحات وتدفق الغنائم بدأت الذنوب تنتشر في المجتمع المسلم، فسلط الله عليهم عدواً من الخارج كما قال المؤرخ عثمان بن بشر: (إن الدولة المصرية سُلطت على المسلمين بسبب الذنوب) (3).
ومن الذنوب أيضاً: (اختلاط الجيد بالردي وصاحب الدين بالمنافق، ومنها الظلم والوقوع فيما حرم الله من الدماء والأموال والأعراض والغيبة والنميمة وقول الزور، ومنها تعاطي بمعاملات الربا ويمحق الله الربا، ومنها التثاقل عن الجهاد ومعصية الإمام)(4).
2. الركون إلى الدنيا:
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في رسالة إلى الإمام عبد الله بن فيصل (تفهم أن أول ما قام به جدك محمد، وجدك عبد الله بن محمد، وعمك عبد العزيز: أنها خلافة نبوة يطلبون الحق ويعملون به ويقومون ويغضبون له ويرضون ويجاهدون، وكفاهم الله أعداءهم على قوتهم، إذا مشى العدو كسره الله قبل أن يصل، لأنها خلافة نبوة.. وأراد الله إمارة سعود بعد أبيه، يرحم الله الجميع، وأراد الله أن يغير طريقة والده الذي قبله، وبغاها ملكاً، وبدأ ينقص أمر الدين والدنيا تطغى)(5).
3. نقض العهد:
في عام (1231ه) انتقض الصلح بين الإمام عبد الله وبين محمد علي باشا حيث يرى ابن بشر أن جيش محمد علي نقضوا الصلح بينما يؤكد الشيخ عبد الرحمن بن حسن أن سبب نقص الصلح كان من الإمام عبد الله كما قال (لكن جرى من عبد الله بن سعود - رحمه الله - تعالى - ما أوجب نقض ذاك الصلح وهو أنه بعث عبد الله بن كثير لغامد وزهران بخطوط مضمونها أن يكونوا في طرفه وفي أمره فبعثوا بها إلى محمد علي فلم يرض بذلك وقال إنهم من جملة من وقع عليهم الصلح فهذا هو سبب النقض)(6).
4. ظهور الخلاف:
لقد حذرنا الله - تعالى - من الخلافات كما في قوله - تعالى - (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) [الأنفال: 46]. قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (وبعد وفاة سعود تجهزوا للجهاد على اختلاف كان من أولئك الأولاد فصاروا جانبين جانباً مع عبد الله وجانباً مع فيصل أخيه)(7).
5. انتشار الفقر:
كانت قوافل المحمل الشركية تأتي من تركيا والشام ومصر وتوزع الأموال على الأعراب في طريقها إلى مكة المكرمة عند اقتراب موسم الحج. وعندما أمر الإمام سعود بمنع هذه القوافل لم يُعوض هذا المنع بإغداق الأموال على تلك الأعراب ليتألف قلوبها.
ومنها أيضاً (منع الزكاة، وما يجرى من بعض الأمراء و العامة من الغلول من المغانم، و منها ظلم بعض الأمراء يأخذون من أموال الناس بصورة الجهاد و لا يصرفه في الجهاد بل يأكله)(8).
نسأل الله - تعالى - أن يُرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- - - - - - - - - - -
[1] المقامات، ص 12.
[2] المقامات، ص 30.
[3] عنوان المجد، ص 124.
[4] صالح العبود، عقيدة الشيخ، ص 554،555، باختصار
[5] منير العجلاني، عهد الإمام عبد العزيز بن محمد، ص 32.
[6] المقامات، ص 25.
[7] المقامات، ص 22.
[8] صالح العبود، عقيدة الشيخ، ص 554،555، باختصار.
http://saaid. net المصدر:
===========
النشيد الحلال منحة أهملناها ؟
الأستاذ علي التمني
(1)
قال الحق - تعالى - (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) من الآية 157 الأعراف.
(2)
والنشيد الحلال، من الطيبات التي أحلها الله، وقد سماه كثيرون النشيد الإسلامي، ولكني أسميه النشيد الحلال، ذلك لأن كلمة الإسلامي، أي النسبة إلى الإسلام تجعل من هذا النشيد جزءا من الإسلام كونه منسوبا إليه، والمنسوب جزء من المنسوب إليه، هكذا اللغة، وهكذا حقائق الأمور، وتسميتي له بالحلال، تجعله في مصاف جميع ما في الحياة من الطيبات أو الحلال، الذي أحله الله لنا، حيث نستطيبه ونتمتع بحله ونستعين به في حياتنا رفعا للهمم وترويحا عن النفس و نشرا للمعاني الخيرة، وإعلاء لكلمة الله، فإن وسائل الدعوة متجددة، والمؤمن مطالب بالإبداع في وسائل الدعوة وعدم الجمود، مع مراعاة أن الوسائل تأخذ حكم الغايات في شرع الله، وشرعنا يرفض مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
(3)
لقد دخل النشيد الحلال حياة المسلم في العصر الحديث مستفيدا من الشريط السمعي، وإلى حد ما البصري، وكان ذلك في السنوات العشرين الماضية، ولقد مر بمراحل من التجديد والتطوير خلال السنوات العشرين التي أخذ موقعه فيها كعنصر مهم من عناصر الدعوة ووسائلها، ولا حاجة للاستطراد في مسألة التجديدات والتطويرات التي مر بها، ومناسبة حديثي عن هذا الأمر في هذه الفقرة أن نقدم للقارئ فكرة عن متابعتنا لجديد النشيد الحلال واهتمامنا به.
(4)
وإذا كان بعض أهل الدعوة قد أظهر امتعاضه من النشيد الحلال، بحجة أن فيه ما فيه من المؤاخذات مثل المبالغة في تجميل الصوت أو أنه لم يكن من وسائل الدعوة التي عرفت عبر التاريخ، أو غيرها من الحجج، لكننا نقول لهؤلاء إن النشيد الحلال قد خدم الدعوة إلى الله من وجوه سآتي عليها باختصار:(18/92)
أولا - لقد سد النشيد الحلال فراغا في حياة الأطفال بل والفتيان، بل وحتى الشباب والكبار من الجنسين حين وجدوه أمامهم، وحين نافس الغناء الحرام، وسد ثغرة مهمة في حياة الأطفال واليافعين ومن هم أكبر من ذلك، حين وجدوا فيه ما يشغل وقتهم ويحفظ سمعهم عن الحرام.
ثانيا – النشيد الحلال معانيه هادية مهدية، و سامية جميلة، كيف لا وهو الذي اختط لنفسه طريقا على هدى من شريعة الرحمن، ففيه الحث على العفة والسمو ودعوة إلى الاستقامة على مبادئ الدين الحنيف والالتزام بأحكامه عقيدة وعبادة وخلقا: من صلاة وصوم و وزكاة وحج وجهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر وصدق وكرم وبذل وحب في الله وبغض في الله ونظافة الداخل والظاهر وحفظ اللسان وذكر الله،،،،،إلخ.
ثالثا – النشيد الحلال قائم على العربية الفصيحة لغة القرآن، وفي هذا ما فيه من خدمة لكتاب الله - تعالى - ولدين الله الحنيف بصورة عامة.
رابعا – إن اعتماد النشيد لغة القرآن له لغة أكسبه انتشارا بين البلدان والشعوب الإسلامية، ولم تقف في وجه انتشاره بما يحمله من خير أية عقبة، وهنا نتذكر من جملة الفساد والخراب الذي خلفه الغناء المحرم في حياة المسلمين نتذكر ما قام به من عزل للغة القرآن ونشر للعاميات الهدامة المفسدة للعقول والأفهام، والنشيد الحلال قد تخطى هذه العقبة، ومن شأنه أن يسهم في ترابط المسلمين وتوادهم وتراحمهم في كل مكان.
خامسا – ومن جملة آثاره الطيبة في حياتنا تعلق الطفل منذ نعومته بلغة القرآن فأصبح يردد المعاني الجميلة في قالب لغوي فصيح جميل، و حلول كثير من درر هذه اللغة المقدسة العظيمة في لسان الطفل بدل الكلام النابي والألفاظ العامية، فجاءت أجمل ما تكون لغة وألفاظا ومفردات على لسان الطفولة.
(5)
وأخيرا وفي ختام هذه الخواطر أدعو إخواني الدعاة وأخواتي الداعيات – خطباء وكتابا ومعلمين ومنشدين وسواهم من أهل الدعوة إلى الله – إلى العناية بالنشيد الحلال وتكريسه كسمة أساس من سمات العمل الدعوي، ولا ريب عندي في أن هنالك من حاول ولا زال يحاول أن يسيء للنشيد الحلال بسوء نية، وذلك من خلال نشر الدعايات الواهية والمبررات الكاذبة لمحاربة النشيد الحلال، وأعني هنا من يريد للغناء المحرم أن يستمر في الفتك بالأجيال المسلمة الناشئة، تحقيقا لغايتين وهما: الكسب الحرام ونشر الفساد، وهو ما يحيط بالغناء المحرم وأصحابه ومموليه وناشريه.
إن علينا أن نتيقظ لما يراد بالطفولة المسلمة، بل بالجيل الصاعد بشكل عام، حيث يعمل العاملون على تجفيف ينابيع العمل الدعوي الإسلامي تحت أعذار كاذبة وحجج واهية، ومنها محاولات الحط من شأن النشيد الحلال النافع المفيد الذي أرق أهل الغناء المحرم، حيث سحب البساط من تحت أقدامهم ونجح في استقطاب الأغلبية من الأطفال والفتيان والشباب في مرحلة سابقة، وحيث نلمح بوادر نجاح هذا المسعى الشيطاني، إلا أنني مازلت متفائلا في أن يعود النشيد الحلال إلى سابق قوته وانتشاره إذا توكلنا على الله وعلمنا جميعا على تهيئة أسباب الانتشار والنجاح له بإذن الله، خاصة وأن الناس متعطشون إليه لعلمهم بقيمته وأهميته في تربية الجيل على معالي الأمور ومفاخر الأمة، والله ولي التوفيق.
http://www. ala7rar. net المصدر:
==========
الجفاء بين الدعاة
عمر سالم المطوع
إن مما يحزن الداعية في هذه الأيام كثرة الجفاء بين الأخوان والأصحاب فتجد أحدهم يجفو ويهجر من له الفضل في هدايته وتربيته وصلاح أمره وتجد الأخر يجفو إخوانه وأقرانه في الدعوة إلي الله الذين طالما جلس معهم فأفادوه وأفادهم. وإذا سألته ما هذا الجفاء رد عليك قائلاً {الإخوة لا يقدرون أمضيت سنين في الدعوة ولا أحد يبادر معي…} إلى غيرها من الردود التي فيها انتصار للنفس وموافقة للطبع.
لذا يجب أن تعلم أخي الجافي من إن الألفة والتالف والتآخي في الله من ثمرة حسن الخلق ولهذا مشاهد كثيرة من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: {المؤمن إلفٌٌ مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف} رواه أحمد والطبرانى.
نصيحتي لك أخي الجافي تتلخص في عدة نقاط:
1 - مصارحة إخوانك الذين تجفو عليهم بالتصرفات التي تصدر منهم وتضايقك واحرص أن تكون تلك المصارحة في إطار أدب النصيحة.
2 - أن تعفو عن الزلات والهفوات واستمع إلى ما قاله الأمام أبو حامد الغزالي - رحمه الله -:
(وهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية أو في حقك بتقصيره في الإخوة أما ما يكون في الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها فعليك التلطف في نصحه بما يقوم عوده ويجمع شمله ويعيده إلى الصلاح والورع… أما تقصيره في حقك الأولى العفو والاحتمال فقد قيل ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذراً فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك فتقول: لقلبك ما أقساك يعتذر إليك أخوك سبعين عذراً فلا تقبله فأنت المعيب لا أخوك)) انتهى كلامه - رحمه الله -.
يقول الإمام الشافعي:
ولما عفوت ولم أحقد على أحدٍ * * * أرحت نفسي من هم العداوات
3 - يجب أن تعلم إن الناس أجناس وطبائع وأخلاق فتجد بعضهم طبيعته الشدة في التعامل والأخر كثير الكلام قليل العمل وغيرها من أصناف الناس التي قد تتعامل معهم لذا يجب أن تكون حذقاً فطناً تعرف التعامل معهم جميعاً وتكون محبوباً بينهم وإن لم تقدر على ذلك فلا تقصر في حقوق الأخوة ولا تنسى طلاقة الوجه:
يقول الشاعر:
الناس شتى إذا ما أنت أذقتهم * * * لا يستوون كما لا يستوي الشجر
هذا له ثمر حلو مذاقه * * * وذاك ليس له طعم ولا ثمر(18/93)
4 - أن تربى نفسك التربية الإيمانية التي تجعلك راقي الإحساس في التعامل مع ما قال الله - عز وجل - وما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -. فلقد قال الله - تعالى -: { إنما المؤمنون أخوة } سورة الحجرات وقال الله - عز وجل - في الحديث القدسي.
((المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)) وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) رواه مسلم.
والحديث الآخر الذي يقول فيه - صلى الله عليه وسلم - ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) متفق عليه.
والآيات والأحاديث وأقوال الصالحين في ذلك كثيرة ولكن تريد من يتلقى للتنفيذ.
5 - أن تدعوا لإخوانك بظهر الغيب تدعوا لهم بالتوفيق والصلاح. تدعو لهم بدوام نعمة التآخي في الله تدعوا لهم بما تحبه لنفسك. ودعائك لأخيك بظهر الغيب يؤكد محبتك الصادقة لأخيك وأعلم إن الدعاء بظهر الغيب من أسرع الدعوات إجابة قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أسرع الدعاء إجابةً دعاء غائب لغائب)) رواه البخاري.
وفى الختام هي دعوه إلى ترك الجفاء و الشحناء مع إخواننا وأحبابنا وما أجمل ما قاله الشافعي - رحمه الله -:
إذا لم يكن صفوِ الودادِ طبيعةً * * * فلا خير في خلٍ يجيء تكلفا
ولا خير في خلٍ يخون خليله * * * ويلقاه من بعد المودة بالجفا
سلامُُ على الدنيا إذا لم يكن بها * * * صديقُُ صدوقٌٌ صادق الوعدِ منصفا
وصلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
http://www. alnoor - world. com المصدر:
============
الفريضة الغائبة ( 1 )
ارتبط مصطلح " الفريضة الغائبة " بالجهاد مترافقاً مع صور معينة من الممارسات، واحتفت به مشكلات، وكثرت حوله المجادلات، وعرضت له المغالطات، بل ووقعت مطاردات، وأقيمت محاكمات، والحق أن الجهاد (ذروة سنام الإسلام) [أخرجه أحمد في المسند والترمذي في السنن عن معاذ بن جبل].
وأن حقيقته ومقاصده تستقى من آيات القرآن الكريم، وأن فقهه وأحكامه واضحة في سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، والأمر الذي لا ينازع فيه أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، وهو فريضة على عموم الأمة في شتى الميادين، وبمختلف الوسائل، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (جاهد في الله حق جهاده بالقلب والجنان، والدعوة والبيان، والسيف والسنان)، وجهاد الكفار في الفترة المكية كان بالحجة والبرهان، وتبليغ القرآن، ومثله جهاد المنافقين، وهو " أصعب من جهاد الكفار، وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل، والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عدداً فهم الأعظمون عند الله قدراً "، وهذا يوضح اتساع دائرة الجهاد وكثرة ميادينه، وأهمية وصعوبة مجالاته غير العسكرية، " ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعاً على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -:(المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله) كان جهاد النفس مقدماً على جهاد العدو في الخارج وأصلاً له.
ولست أعني بالفريضة الغائبة - في هذه المقالة - الجهاد، وإنما أقصد" التفكير" وما ذكرتُ ما سلف من القول عن الجهاد إلا بجامع الغياب لصحة المفهوم وأهمية المضمون وحقيقة التطبيق بينهما من جهة، ولإدراج التفكير في دائرة الفرضية والجهاد من جهة أخرى.
إن أمتنا اليوم وهي تواجه أعظم الهجمات شراسة وأشدها ضراوة، مع كثرة الأعداء، وتنوع مجالات العداء مدعوة إلى التفكير في أحوالها، وتحليل أوضاعها، واكتشاف عللها، واستشراف مستقبلها، والناظر في رداءة الأوضاع العامة على مستوى الأمة ابتداءً من الخلل السياسي، ومروراً بالفساد الإداري، وتعريجاً على الانحراف الاجتماعي، ووقوفاً عند الضعف العلمي، وانتهاءً إلى التخلف التقني، يدرك أن الحاجة إلى التفكير ضرورة حتمية كنقطة ابتداء في العلاج، فإذا أضيف إلى ذلك ما لدى الأعداء من امتلاك ناصية التقدم العلمي والتفوق العسكري والتحكم السياسي، مع استنادهم إلى المعلومات والدراسات، واعتمادهم للتفكير والتخطيط، إذا أضيف ذلك تبينت الأهمية القصوى للتفكير والتخطيط.
ومن المعلوم أن أعداءنا – للأسف – لديهم من المعلومات والإحصاءات عن واقعنا أكثر مما لدينا، وعندهم من مراكز البحوث والدراسات عن أوضاعنا المختلفة أعداد كبيرة، كما أن لديهم من الاختراقات الفكرية والسلوكية في مجتمعاتنا قدر هائل غيّر في اللغة، وأثّر في العادات، وبدّل في القيم حتى صدق في فئام من أمتنا قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه).
إن تغييب التفكير - والحالة هذه - يعد مشكلة كبرى بل جريمة عظمى، وإن وسائل الإلهاء والإغراء الإعلامية والفنية والرياضية التي تغرق في بحارها جماهير من الأمة تحول دون التفكير الجاد في المهمات والمدلهمات، وتصرف إلى التفاهات والجزئيات.
وتتلخص عملية التفكير في ثلاثة عناصر هي: وجود المعلومات والخبرات المنظمة، ثم استخدام هذه المعلومات والخبرات في معرفة الواقع وتشخيصه والوصول إلى الأسباب وتحليل الظواهر، ثم تحويل الدراسة والتحليل إلى حلول عملية للمشكلات، وأسس علمية للنهضة والإصلاح.
ومن المهم جداً أن يصبح التفكير ثقافة عامة في الأمة، تُدرس أهميته وطرائقه في مدارسها وجامعاتها، ويُشجع عليه في وسائل إعلامها، وتمارسه في مؤسساتها وإداراتها، وذلك لأهميته وفائدته التي ألخصها في هذه النقاط:(18/94)
* التفكير ضرورة إنسانية:
لأن المزية الكبرى للإنسان هي العقل المفكر، وكما هي الحاجة والمنفعة في استخدام الجوارح المختلفة من بصر وسمع ونحوها فكذلك – من باب أولى – استخدام العقل وتشغيله.
* التفكير دعوة قرآنية:
فآيات القرآن ملئية بالدعوة إلى التفكر والتدبر في الآيات المسطورة والآيات المنظورة، {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
* التفكير بداية عملية:
فإن كل مشكلة تعرض، وكل عمل يبدأ، وكل أمل يشرق لا يمكن أن يترجم إلى عمل إلا بالبدء بالتفكير والانطلاق منه.
* التفكير آلية إنتاجية:
فإن حل المشكلات أو إطلاق المبادرات، قد يكون سحابة صيف عابرة مرتبطة بذوات الأشخاص أو بتوفر ظروف معينة، لكن عندما يتحول التفكير إلى ثقافة وممارسة منهجية فإنه يصبح قادراً على التفاعل الإيجابي الدائم الذي لا يكون مجرد رد فعل بل يؤسس للتعامل مع التوقعات قبل حدوثها.
* التفكير روح إيجابية:
لأن اليأس قد سرى إلى بعض النفوس، والإحباط قد أحاط بكثير من الناس، فإذا انطلقت الدعوة للتفكير وبدأت تؤتي ثمارها، أشعلت نور الأمل من جديد، وأعادت الثقة للنفوس لتواصل مسيرتها وجهادها في الإصلاح والتطوير.
http://islameiat. com المصدر:
==========
الفريضة الغائبة ( 2 )
د. علي بن عمر بادحدح
إن التفكير فريضة غائبة في كثير من جوانب حياة أمتنا، وواقع علاج مشكلاتها وطرق مواجهة أعدائها، ولابد - والحالة هذه - من السعي إلى إعادة التفكير إلى دائرة الضوء، ووضعه في المراتب العليا من سلم الأولويات، والتفكير الذي ننشد إحياءه وشيوعه له مواصفات مهمة منها:
التفكير العام:
وهو الذي يعنى بالشأن العام للأمة وليس مقتصراً على التفكير في الشؤون الخاصة للأشخاص أو المؤسسات، فهذا يحظى بعناية أربابه لما يحقق لهم من مصالح، وقد نجد نماذج متميزة تفكر في أمورها الخاصة بكفاءة عالية، ويهمنا كيف نستثمر تفكيرها في الأحوال العامة للأمة.
التفكير الشمولي:
وهو الذي يتناول المسائل من جميع جوانبها، ويفكر في جميع ما يتصل بها، فالتداخل في عالم اليوم جعل العلاقات متشابكة، فالاقتصاد يؤثر في السياسة، والسياسة ترتبط بالإعلام،وكل من الاقتصاد والإعلام ينعكس على الاجتماع وهكذا، ومن ثم لابد أن يكون التفكير شاملاً لجميع العلاقات والتداخلات المتصلة بالموضوعات.
التفكير المتخصص:
ونحن في عصر التخصص الدقيق فإنه ينبغي أن يعطى التخصص حقه وقدره، وأن تحال كل قضية للمتخصصين لئلا يتصدى لها من لا يحسنها، ولئلا تتكرر مآسي واقعنا في وجود مسئولين على رأس وزارات في غير تخصصاتهم، فالصحة مسئولها متخصص في الجيولوجيا، والصناعة مسئولها متخصص في النحو وهكذا.
التفكير الواقعي:
إذ التفكير يبدأ من معلومات الواقع أساساً، والواقعية تبتعد عن الأحلام والخيالات، وعن المزايدات والمبالغات، ولكنها في الوقت نفسه لا تستسلم للواقع بل هي تهدف إلى تغييره والتغلب على مشكلاته وسلبياته، ومن ثم فإن الواقعية ليست قيداً يحد من التفكير ويحول دون التغيير كما قد يفهم بعض الناس، ويلحق بالواقعية المرونة التي لا تحمل على التصورات والحلول الآحادية بل تضع التوقعات وتحسب حساب ردود الأفعال ومنها إيجاد البدائل وتنويع الحلول والوسائل.
التفكير التكاملي:
وهو التفكير الذي تتكامل فيه الجهود وتتظافر فيه الطاقات، ولا يكرر فيه ما سبق التفكير فيه بل يبنى عليه، ولا يكون التكامل إلا إذا وجد مبدأ التعاون، وكان هو روح العمل وأساسه، ثم إن الجوانب التخصصية المختلفة لابد من جمعها والتأليف بينها لأن التداخل والتأثير بين الجوانب المختلفة يوجب ذلك.
والحق أن التفكير المنشود هو التفكير المقصود، الذي نقصد إليه قصداً، ونتوجه لإيجاده وتحقيقه، ونفرغ له الطاقات اللازمة، وتوفر له الإمكانيات المناسبة، والوعاء المعروف لتحقيق ذلك هو مراكز الدراسات والبحوث، والأجهزة المركزية للمعلومات والإحصاءات، والدول منفردة والأمة مجتمعة ينبغي أن تعطي لذلك أولوية وتنفق فيه المال وتسخر له الإمكانيات بما يحقق الثمرات، ولابد من اليقظة الواعية بحساسية ودقة الظروف التي تحيط بالأمة، وشدة وضراوة الهجمات الموجهة لها، وقد آن الأوان أن لا تهدر الأموال والإمكانيات الهائلة في الرياضة والفن، وللقائلين بأن الأمم المتقدمة لها عناية فائقة بالرياضة والفن، لهؤلاء أقول إن تلك الأمم قد أنفقت على الجامعات والصناعات ومراكز البحوث أضعافاً مضاعفة، وقد فرغت من وضع القواعد والأسس، وآليات العمل والتمويل التي بها ملكت زمام التقنية وأمسكت بأعنة الصناعة وتفوقت في إنتاج الآلة العسكرية فلا عليها بعد ذلك أن تعنى العناية الفائقة بالفنون أو الرياضات، غير أن أمة ليس لديها الأسس والمنطلقات ولا النتائج والمنجزات في مثل هذه المجالات عليها أن تعيد النظر في ترتيب الأولويات.(18/95)
وحتى يكون التفكير منهجياً صائباً فإنه لابد أن يبنى على اليقين لا الظن، {إن الظن لا يغني من الحق شيئاً}، وعلى التثبت لا الترخص {ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، ويجب أن يقوم على الحق لا الهوى{قل لا أبع أهواءكم قد ضللت وما أنا من المهتدين} ولا مناص أن يكون أساسه الصدق لا التلون، والصراحة لا المداراة، وبعيداً عن النفعية البراغماتية، والميكافيلية التحايلية، فالغاية لا تبرر الوسيلة{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، ويلزم أن يعتمد التفكير على الدقة والتفصيل لا على الإجمال والتعميم، والمعلومات الدقيقة أساس التفكير والتخطيط، وفي قصة يوسف - عليه السلام -إشارة ودلالة{قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون * ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}، وأخيراً لا تتحقق الجدوى الكاملة إلا بأن يكون التفكير عملاً مؤسسياً لا يعتمد كلياً على الأشخاص وإن كان يقدر أدوارهم ويستثمر خبراتهم، فالأصل هو المنهج لا الأشخاص، والقضايا لا الأفراد، والنظام المنهجي لا المزاج الشخصي.
ولابد من إدراك أن الطريق إلى إحياء التفكير وجدية العمل ودقة التخطيط وأمانة التنفيذ وكفاءة الأداء كل ذلك طريقه ملئ بالعقبات الداخلية والخارجية، فهناك الروح الانهزامية المستسلمة لتفوق الغير، وهناك العقلية النمطية الرافضة لمبدأ التغيير والتجديد، وهناك مراكز القوى النفعية التي تقوم مصالحها على الارتباط بالأجنبي، وهناك بيروقراطية الأداء في الأجهزة الحكومية بل والخاصة أحياناً، وهناك أرباب النفوذ السياسي في الطبقات الحاكمة التي لا ترى لغيرها حقاً أو إمكانية في الإنتاج والإنجاز، هذا فضلاً عن الإغراق في الملهيات، والإشغال بالتفاهات، ولا ينبغي نسيان استهداف الأعداء لمنع عجلة التطور من الدوران، لأنها أكبر خطر على مصالحهم، ويزعزع نفوذهم، ولكن كل ذلك ينبغي أن يكون - لدى العقلاء والمخلصين - زاداً للتحدي وعوامل للإصرار حتى نتحرك شيئاً فشيئاً في مقاومة تلك العوائق، ونتقدم الخطوات الأولى في مسيرة آلاف الأميال نحو اليقظة والنهضة.
وأخيراً أقول لئن كان كل ما سبق على مستوى الأمة، فمثله تماماً ينبغي أن يكون في مؤسسات الدعوة وفي أوساط جيل الصحوة، ولئن كان الرافعون لراية الإسلام المعلنون لشعار ((الإسلام هو الحل)) لا يعطون هذه الفريضة حقها، فهنا لابد من دق ناقوس الخطر، ولهذا حديث آخر.
http://islameiat.com المصدر:
============
هكذا علمنا السلف ( 67 ) لا سلامة بعد هؤلاء السلف إلا بمقاطعة أهل البدع:
د. يحي بن إبراهيم اليحيى
كان محمد والحسن يقولان: «لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم»(1).
من ذا الذي يخفى عليك إذا نظرت إلى قرينه ***وعلى الفتى بطباعه سمة تلوح على جبينه(2)
عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: «صحبة من لا يخشى العار عار في القيامة»(3).
عن إسماعيل بن علية قال: قال لي سعيد بن جبير غير سائله ولا ذاكراً ذا كله: لا تجالسوا طلقاً يعني لأنه مرجئ(4).
عن عثمان بن زائدة قال: أوصاني سفيان قال: «لا تخالط صاحب بدعة»(5).
عن الفريابي قال: كان سفيان الثوري ينهاني عن مجالسة فلان يعني رجلاً من أهل البدع(6).
التنفير من مصاحبة أهل البدع:
عن أيوب السختياني أنه دعي إلى غسل ميت، فخرج مع القوم، فلما كشف عن وجه الميت عرفه فقال: «اقبلوا على صاحبكم فلست أغسله، رأيته يماشي صاحب بدعة»(7).
«من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام».
«من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه».
«إن المذنب ضرره على نفسه، وأما المبتدع فضرره على الناس، وفتنة المبتدع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة، والمبتدع قادح في أوصاف الرب وكماله، والمذنب ليس كذلك، والمبتدع مناقض لما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والعاصي ليس كذلك، والمبتدع يقطع على الناس طريق الآخرة، والعاصي بطيء السير»(8).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(1) الإبانة 2 / 464.
(2) الإبانة 2 / 466.
(3) الإبانة 2 / 466.
(4) رواه الدارمي، أخبرنا سلمنا بن حرب، ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب فقال لي: ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسنه 1/108؛ وكذا أخرج ابن وضاح عن سعيد بن جبير، ص 52. (الإبانة 2 / 450).
(5) الإبانة 2 / 463.
(6) الإبانة 2 / 463.
(7) الإبانة 2 / 476.
(8) الجواب الكافي لابن القيم / 196.
http://www. taiba. org المصدر:
==========
صناعة اليأس
د. مصعب الطيب
الإحباط الذي يعيشه بعض الناس يجعلهم كالغريق الذي يطلب النجاة على ظهر (قشة)!.. ونحن _ أحيانا كثيرة _ بمحض إرادتنا وسابق إصرارنا نصنع هذا الإحباط واليأس ثم نغرق فيه.
صناعة اليأس تبدأ حين نخطيء في صناعة الأمل.. حينما (نتهور) في الخروج من اليأس ولو بالتمسك (بقشة) أمل.. حينما نرسم صورا مثالية للأحداث والأشخاص والمجموعات ثم نفاجأ بواقع مختلف.. مختلف جدا عن الخيال الذي نسجناه.. إن من الخطأ أن يعيش المرء بلا أمل ولكن الخطأ الفاحش هو في التخبط في توزيع الأمل.(18/96)
راقب الساحة من حولنا؛ كثيرا ما نتخلى بغضب عن مشاريع وأشخاص و مؤسسات ليس لأنَّ دورها كان أصغر مما يجب بل لأن الأمل المعقود عليها كان أكبر مما ينبغي.. انظر مرة أخرى.. ستجد أن اليأس الذي ساد بين الإسلاميين بسقوط دولة الطالبان لم يكن إلا جراء سوء التقدير والأمل (المفرط) الذي أسهمنا في زرعه.. إن الواقع لم يخذلنا مثلما خذلنا إصرارنا على التعامي عن الحقائق بدل التعامل معها، والمشكلة تتعقد أكثر حين نجعل من كل معركة وكل قضية (مسألة مصيرية) تحدد مستقبل الإسلام.. كأنَّ كل عصابة في أي زمان هي عصابة بدر بعينها التي ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دعاءه فقال (اللهم إن تَهلك هذه العصابةُ لا تعبد بعد اليوم).. إننا نسهم بلا وعي في إشاعة الإحباط واليأس بين الناس من حيث نريد أن نزرع الأمل.
اقرأ هذه الأيام عن الأمل (المتخم) الذي ننفخ فيه حول انسحاب أمريكا مهزومة من العراق بسبب عمليات المقاومة.. ثم انظر إلى الرسالة التي تبعثها بعض الكتابات والتصريحات عن الكارثة التي ستحل بالأمة لو لم تنتصر المقاومة!.. وعن المصير المظلم الذي سينتظر المسلمين حينذاك!.. في خضم هذا الجو المفعم بالأمل فلا مجال للبحث والتقييم الصادق لكل شيء، وليس انتقاصا من قدر أحد لو أنزلنا الأمور منازلها، فلماذا لا نكون واقعيين قليلا لكي لا نصدم في كل مرة، ولا نحبط في كل مرة: مرة لأننا لم نعرف الظروف والأحوال، ومرة لأننا لم ندرس الأفراد والمجموعات، ومرة لأننا لم نتخيل أبدا أن أولئك أو هؤلاء بشر كالبشر، إنه لا مكان لليأس قط إن أحسنا صناعة الأمل.
http://new. meshkat. net المصدر:
===========
ميزان الحكمة التنظير والواقع
إياس المزني
من الأمراض التي تسربت إلى الساحة الإسلامية، واعترت الفهم الإسلامي في الدعوة، الاستعجال واستبطاء النتائج. ومن أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الحال، ضغط الجاهلية، وقوة وسائلها في الحيلولة دون الدعوة والوصول إلى أهدافها.
فإلى ماذا أدّى هذا الموقف؟
الملاحظ أنه أدى ببعض العاملين إلى الانسحاب والنكوص عن طريق الدعوة. بل وإلى ما هو أدهى من مجرد ترك الدعوة... أدى إلى الردة عن الإسلام؟
أما هذه النتيجة فليست من مقاصد الكلام؛ لأنها نتيجة واضحة، والموقف منها - تبعاً لذلك - لا يحتاج لكثير بيان، فهي - إذن - ليست محلاً للبحث في "ميزان الحكمة".
إن النتيجة الخطيرة والدقيقة لهذه العلة تتمثل فيمن يبقى مستمراً في طريق الدعوة، لا يُصرح بالخروج عنها، ولكنه يصاب بالملل من التمسك بالثوابت التي قام في الأصل يدعو إليها! والغطاء المستخدم عادة في مثل هذه التحولات هو التنازل المُبرر! والتنازل المبرر ردة مستورة بالأدلة عن المبدأ والهدف، أو بالتعبير العسكري: انسحاب "تكتيكي" ينحاز فيه - بزعمه - إلى فئة! وفي هذه الحالة لا يظهر التنازل على أنه ردة أو انقلاب، وإنما يأخذ شكل "الحكمة" و "الواقعية"!.
ومن المهم التوضيح أن هذا الموقف يبرز عندما تمل الجاهلية من أساليب القمع والسجون؛ لأنها ترسخ التمسك بالدعوة، وتميل إلى ما هو أخطر، وهو محاولة الاحتواء، وتمييع الطرح الإسلامي.
وتعلن الجاهلية: تفضلوا، اعملوا للإسلام من خلال مؤسسات الدولة! واعرضوا برامجكم على الناس، ولتحققوا ما تستطيعون من مكاسب!.
إنها طريقة رفع المصاحف على الرماح، التي تُربك الصف المواجه، وتوهمه بأنه خطا خطوة للإمام، وحقق مكاسب ينبغي المحافظة عليها!.
ومن أجل أن يسوغ لنفسه يلجأ إلى التقعيد والتأصيل لخطواته "الذكية"، فمرة يقول لك: مقاصد الإسلام، ومرة يقول: تغير الأحكام... وثالثة: مصلحة الدعوة، ورابعة: نريد سحب البساط من تحت أقدام الجاهلية عن طريق إحراجها أمام الجماهير!!!.
فإذا حاولت مناقشته، وسرد الأدلة على بطلان قوله، يوقفك.. وبمنتهى "الحكمة"، وبكلمات متأنية يقول لك:
"علينا أن نراعي الحقائق على الأرض".
"ومن الخطأ أن نتوقف عند الشعارات".
"وهناك فارق بين النظرية والتطبيق".
وغير ذلك من العبارات التي تدل على أن قائلها "واقعي"، في حين أن المعترض "جاهل" غير مطلع على بواطن الأمور، "متحمس" تجره العاطفة إلى عدم تقدير الواقع!.
إن نموذج الملل، والخضوع للواقع، والفجوة بين النظرية والتطبيق، يتكرر مع العاملين في التغيير "شرق المتوسط" بصرف النظر عن انتماءاتهم، ولأن العاملين في الساحة الإسلامية جزء من "شرق المتوسط" فإنهم مصابون بهذا المرض، فالعاملون للإسلام في "القبائل" الإسلامية، لا يختلفون عن العاملين في "القبائل" الأخرى - في الجملة - إلا من حيث الشكل!.
ولاشك أن حساب معطيات الواقع أمر لا بد منه، وأن الكلام عن الطموحات والأهداف يجب أن يكون معقولاً، لا بناءً على الهواء يوشك أن يقع على من بناه، ولا زراعة في البحر لا تحصد - بعد الجهد - غير الماء! ولذلك فإننا نرفض موقف من يسعى إلى خلافة راشدة اعتماداً على بضعة رجال، ويسقط أمريكا، وينفلها أصحابه، لا استناداً على رؤية منبثقة من فقه الواقع، وإنما اعتماداً على "الإيدز" الذي سيقضي على أمريكا من الداخل!.
إنه موقف مرفوض تماماً، كموقف من يضع الأصول والثوابت وراءه ظهرياً مدعياً فقه الواقع، متعلقاً بما يسميه "الحقائق" رافضاً "التنظير"!.
والسؤال المهم الآن هو: إلى أي مدى يستطيع الداعية التوفيق بين النظري والعملي؟. وبمعنى آخر: هل يستطيع الداعية أن يبقى متمسكاً بمبادئه وأهدافه إلى النهاية؟ أم أن ضغط الواقع سيجره إلى التنازل المبرر عن مبادئه وأهدافه؟.(18/97)
إن دعوة الجاهلية الدعاة إلى الإصلاح من خلال مؤسساتها، تمثل إغراءً تصعب مقاومته، وتؤثر سلباً على المنهج السليم في التغيير.
والحقيقة التي يجب ذكرها في هذا السياق، هي أن التنظير لابد منه، والكلام النظري مهم جداً، فهو الأرضية التي ينطلق منها أي عمل، ولو أن كل من واجهته الاغراءات ركل مبادئه بدعوى مراعاة حقائق الواقع، مسمياً لها - أي المبادئ - بالنظري والتنظير، فما هي جدوى الدعوة إلى الإسلام؟! فكل تشريع - حينئذ - يمكن تجاوزه من أجل الواقع وضغطه.
لقد واجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا الموقف، واقع صعب ضاغط، وعروض من الجاهلية توهم بالتنازل: كن ملكاً، كن أغنانا، كن سيدنا... فلم ينثن - صلى الله عليه وسلم - ، ولم ينسحب إلى التأويل، بل بقي ثابتاً على مبادئه "النظرية" التي بدأ بها.
وهذا منهج في الدعوة: فلا يجوز التنازل عن ثوابت الدعوة مقابل أي مكسب جانبي، أو نصر متوهم، ولقد عبرت أكثر من آية عن هذا المنهج، إليك بعضها:
قال - تعالى -: (واتبع ما يوحى إليك، واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين)[يونس: 109]، إنه الصبر على المنهج حتى يحكم الله.
وقال - سبحانه -: (فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) [الروم: 60].
وقال:(قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، وما أنا عليكم بوكيل)[يونس: 108].
وقال: (ودوا لو تدهن فيدهنون) [القلم: 9].
ونعود إلى السؤال عن مدى إمكانية التوفيق بين النظري والعملي، لنجيب عنه باختصار، وبنقاط لا تقتضي الحصر، تعبر عن المنهج السليم في الدعوة، وتثمر - بإذنه - تعالى - مخرجاً من هذه الأزمات:
- وضوح الثوابت عند الداعية، وتمييزها عن الفتاوى التي تقتضيها معطيات مرحلة معينة، والتي قد تتغير بوجود معطيات أخرى.
- توصيف الواقع بدقة، حتى يكون معلوماً أين يمكن الالتقاء معه، وأين يستحيل التنسيق من خلاله.
- الانطلاق في كل ذلك من أدلة الشرع، وجعلها حاكمة لا محكومة.
- الاتفاق بين الدعاة على الأصول بتفصيلاتها، وعدم الاكتفاء بالعموميات، والعواطف المجمعة، التي لا تنفع عند المنعطفات، فيخرج عندها وبسبب غموضها من السرب من يخرج.
إن تقرير هذه القضايا وغيرها، كفيل بفصل الأحلام عن التنظير الذي لا بد منه، وبتمييز الشعارات الفضفاضة عن حقائق الواقع، وهي كفيلة كذلك بالتزام الدعاة بثوابت الدعوة مهما حاولت الجاهلية استدراجهم لمكتسبات جانبية، يظنون أنها أفضل من لاشيء، الأمر الذي يموه عليهم المعركة، ويلفت انتباههم عن المحور الرئيس في الصراع.
إن أمام الدعاة طريقاً طويلاً وصعباً، وإن بداية الفتنة تأويل، ووضوح الغاية المنسجمة مع القدرات المرحلية حاجز أمام الفتنة، ومانع من أن يقف لك أحدهم كالشوكة في الحلق ليرد عليك قائلاً: "هناك فرق بين التنظير والواقع.. وكلامك نظري"...
http://www. alsunnah. org المصدر:
===========
ليس لك من الأمر شيء
حكمت الحريري
عن ضمضم بن جوس اليمامي قال: قال لي أبو هريرة: يا يمامي لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلنك الجنة أبداً. قلت: يا أبا هريرة، إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب، قال: فلا تقلها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول: (كان في بني إسرائيل رجلان، كان أحدهما مجتهداً في العبادة، وكان الآخر مسرفاً على نفسه، فكانا متآخيين، فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب؛ فيقول: يا هذا أقصر، فيقول: خلني وربي، أبعثت علي رقيباً، قال: إلى أن رآه يوماً على ذنب استعظمه، فقال له: ويحك أقصر، قال: خلني وربي أبعثت علي رقيباً، قال: فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلنك الجنة أبداً، قال أحدهما: قال فبعث الله إليهما ملكاً فقبض أرواحهما واجتمعا عنده، فقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أكنت بي عالماً، أكنت على ما في يدي خازناً، اذهبوا به إلى النار).
قال: فو الذي نفس أبي القاسم بيده لتكلم بالكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
[رواه الإمام أحمد في المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، رقم الحديث (8275). وروى مسلم معناه بألفاظ مختصرة في كتاب البر والصلة والآداب].
معاني الألفاظ:
مسرفاً على نفسه: جنى عليها بالإسراف في المعاصي.
أقصر: كف وامتنع.
خلني وربي: دعني وربي.
أوبقت دنياه وآخرته: وبَقَ يَبِقُ: هلك، والمعنى: أهلكت دنياه وآخرته؛ فهو من الخاسرين.
أحكام فقهية ودروس مستفادة من الحديث:
1 النهي عن الغضب والتحذير من إطلاق الكلام على عواهنه.
2 النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله - تعالى -.
3 التحذير من التألي على الله - عز وجل -.
4 النهي عن التشدد والغلو، وبيان سوء الغلاة.
5 يجب على الداعية أن يكون رفيقاً بالناس رحيماً بهم ملتزماً جانب اللين والشفقة.
6 يجب على الداعية أن يتجرد من الأهواء وحظ النفس، وليكن ملتزماً بقول الله - عز وجل - {ليس لك من الأمر شيء}. وقوله - تعالى -: {ليس عليك هداهم}. وغيرها من الآيات الكريمة في هذا الموضوع.
7 يجب على المؤمن أن يعيش بين الخوف والرجاء، الخوف من عذاب الله ورجاء رحمته - تعالى -: {يدعون ربهم خوفاً وطمعاً}، {يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه}، {فلا يأمن مكر الله إلا القوم ا لخاسرون}.
8 لا يشهد لأحد بأنه من أهل الجنة أو من أهل النار مادام حياً إلا من أخبرت عنهم نصوص الكتاب والسنة، وإنما الأعمال بالخواتيم.
9 يجب على الداعية أن يلتزم طريق الشرع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى لا يؤدي إنكاره المنكر إلى منكر أشد.(18/98)
10 في الحديث دلالة للرد على المعتزلة والمرجئة.
من الدروس المستفادة من الحديث:
اشتمل هذا الحديث على دروس وفوائد عظيمة تتعلق بالدعوة والعقيدة، فينبغي على الدعاة أن يتأملوا هذا الحديث، ويعقلوا ما فيه من الدروس والفوائد.
ففيه: دليل للرد على المرجئة القائلين بأنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
ودلالة للرد على المعتزلة وإبطال لما هم عليه، حيث ذكروا من أصولهم العدل الذي يتضمن التكذيب بالقدر، وبنوا هذا على أصل فاسد عندهم أن أفعال العباد مخلوقة لهم.
فالعدل عندهم يقتضي على الله فعل الأصلح.
لكن الرد عليهم من منطوق الحديث أن الله - سبحانه وتعالى - أدخل المذنب المسرف على نفسه الجنة برحمته وفضله، وعذّب العابد بعدله وعلمه.
وهذه هي مسألة القدر التي ضل فيها المعتزلة.
فعقيدة أهل السنة والجماعة أن الله - تعالى - يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلاً، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلاً [1].
وهل لهذه الفرق وجود في عصرنا الحاضر أم أنها انقرضت؟
قال شاه ولي الله الدهلوي - عليه رحمة الله -: (إذا قرأت القرآن فلا تحسب أن المخاصمة كانت مع قوم انقرضوا، بل الواقع أنه ما من بلاء كان فيما سبق من الزمان إلا وهو موجود اليوم) [2].
فالذين يرون أنفسهم أنهم على الحق ومن عداهم على الباطل، ومنهجهم هو الصواب وما عداه ليس بشيء، فحقيقة هؤلاء أنهم هم الامتداد الطبيعي لفكر المعتزلة والخوارج.
ليس لك من الأمر شيء:
بعث الله - تعالى - رسله إلى الناس ليدعوهم إلى عبادته وتوحيده، وأمرهم ببيان ما أرسلوا به، وعدم كتمانه، فالتزموا عليهم السلام بذلك وقاموا به حق القيام. قال - تعالى -: {فهل على الرسل إلى البلاغ المبين} [النحل: 35]. وقال - تعالى -: {فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} [البقرة: 213]. وقال - تعالى -: {قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار} [ص: 65]. وقال - تعالى -: {ليس لك من الأمر شيء} [آل عمران: 128].
روى البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه و سلم - يقول في صلاة الفجر ورفع رأسه من الركوع قال: (اللهم ربنا ولك الحمد في الآخرة. ثم قال: اللهم العن فلاناً وفلاناً) فأنزل الله - عز وجل -: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} [3].
فالأمر لله - تعالى -، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وما على الرسول إلا البلاغ المبين. وقال - تعالى -: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: 56]. وقال - تعالى -: {قل إن الأمر كله لله} [آل عمران: 154]. وقال - تعالى -: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء، وما تنفقوا من خير فلأنفسكم، وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله، وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} [البقرة: 272].
فعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأمر بأن لا يتصدق إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآية: {ليس عليك هداهم} فأمر بالصدقة بعدها على كل من سأل من كل دين [4].
وقال - تعالى -: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين} [الأنعام: 35].
ولكن من شأن الجهلة تكلف ما لا يطاق، وبذاءة اللسان، وقباحة الأفعال.
وقال - تعالى -: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} [الكهف: 6].
ففهم النبي - صلى الله عليه و سلم - ما أراد الله - تعالى - وعمل بما أمره به. فقال - صلى الله عليه و سلم - حينما بدأ بدعوة قومه: (يا بني عبد مناف لا أملك لكم من الله شيئاً، يا صفية عم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لا أملك لك من الله شيئاً، يا عباس عم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لا أملك لك من الله شيئاً).
وكما أن هداية الناس إلى الحق ليست بيد النبي - صلى الله عليه و سلم - فكذلك الحال في جلب الخير لهم أو دفع الضر عنهم، فالله هو الضار النافع، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء، لذا فقد أوحى إلى نبيه - عليه الصلاة و السلام -: {قل لا أملك لكم ضراً ولا رشداً، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً، إلا بلاغاً من الله ورسالاته} [الجن: 21 23].
وإذا كان هذا في حق الأنبياء والرسل، فغيرهم أحرى وأولى بالانصياع والاتباع والوقوف عند حد النصوص وفهمها والعمل بها.
وما بال أقوام ينصبون أنفسهم منصب المشرعين، ويستبدون استبداد فرعون وغيره من الهالكين حيث قال: {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} [غافر: 29].
ثم من خلال ما ذكرناه آنفاً من النصوص يمكن أن نخلص إلى النتيجة التالية:
* لابد للداعية أن يكون مخلصاً في عمله ودعوته، ويبتغي وجه الله والدار الآخرة، ويتجرد من الهوى والشهوات.
* إن طبيعة الدين الإسلامي التي بينتها نصوص الكتاب والسنة ترفض الاستبداد والإرهاب الفكري، وهذا من أسرار وأسباب النهضة الحضارية والفتوحات التي أنجزها وحققها المسلمون في عهد السلف الصالح رضي الله عنهم.
ومن أمثلة ذلك:
طلب أبو جعفر المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه، فلم يجبه إلى ذلك، وقال: (إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها) [5].
ثم تسليم خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قيادة الجيش لأبي عبيدة عامر بن الجراح - رضي الله عنه -، عندما كانوا يقاتلون الروم في فتح بلاد الشام وذلك بمجرد وصول كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.(18/99)
وما يحصل في زماننا عكس ذلك تماماً من تفرق وانشقاق. فالعمل الإسلامي في عصرنا الحاضر لم يسلم من الاستبداد والإرهاب الفكري، بل إن هذا الداء قائم على أشده، ودليله ما نرى من تمزق، وتفرق، وتناحر، وتعصب، وتحزب عند معظم العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، بدلاً من المؤازرة، والتعاون، والمحبة، والمودة، وحق لنا أن نتمثل قول الشاعر:
وإخوان حسبتهم دروعاً فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاماً صائبات فكانوها ولكن في فؤادي
أما كيف تسرب هذا الداء (الاستبداد والإرهاب الفكري)؟ فجوابه: أن ذلك من تأثير البيئة التي تعيشها الشعوب المسلمة؛ فالأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي تمثلت الاستبداد والإرهاب الفكري بكل معانيه.
فكم من أحداث ونكبات وفواحش ومنكرات ابتليت بها البلاد، وما سمعنا يوماً عن استقالة حاكم أو اعترافه بأنه أخطأ على الأقل في موقف من المواقف!! إنما كل ما نسمعه أن الخطوات رشيدة وجبارة، أعلنوا الحرب على اليهود مرتين: فخسروا الديار وارتكبوا العار... ثم استسلموا لهم والخطوات رشيدة وجبارة... ويزعمون أنه سلام الشجعان!!
طبقوا الأنظمة الاشتراكية... ثم الرأسمالية... ثم مؤاخاة لأهل الكتاب، ومؤتمرات تدين العمل الإسلامي والدعاة، وتتهمهم بالإرهاب، ونبذ لشريعة رب الأرباب، ولم تخرج خطواتهم عن كونها رشيدة جبارة!!
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوجب الأعمال وأحسنها، فقد قال - تعالى - في صفة نبينا محمد - صلى الله عليه و سلم -: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} [الأعراف: 157].
وكذلك وصف - سبحانه وتعالى - أمة الإسلام بما وصف به نبيها - عليه الصلاة و السلام -، فقال - تعالى -: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} [آل عمران: 110]. وقال - تعالى -: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سي - رحمهم الله - إن الله عزيز حكيم} [التوبة: 71].
فلا يجب على كل أحد بعينه، بل هو على الكفاية، ولما كان الجهاد من تمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان فرضه على الكفاية أيضاً.
ولابد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون عليماً، حليماً، صبوراً، مع علمه بالمعروف والمنكر والتمييز بينهما، وعلمه بأصلح الأمور، وعلمه بحال المأمور والمنهي.
والحلم يقتضي الرفق والإحسان، لقول - عليه الصلاة و السلام -: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه).
وكذلك يجب على كل من يأمر غيره بالإحسان، أو أحب موافقته على ذلك، أو نهى غيره عن شيء؛ فإنه يحتاج إلى أن يحسن لمن أمره أو نهاه حتى يحصل على مقصوده، إذ النفوس لا تصبر على المر إلا بنوع من الحلو، ولذا أمر الله - تعالى - بتأليف القلوب حتى جعل للمؤلفة قلوبهم نصيباً من الصدقات.
والصبر على الأذى، والصبر على ما يقال، والصبر على ما يصيبه من المكاره، وقد بين لنا - تعالى - ذلك في وصية لقمان لابنه وهو يعظه: {يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان: 17].
فلابد من هذه الأمور الثلاثة العلم، والحلم، والصبر لمن أراد أن يكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، ومن اشتغل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخلَّ بهذه الثلاثة أو بواحدة منها، كان ما يفسد أكثر مما يصلح، ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر.
وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: كنتم خير الناس للناس، تأتون بهم في الأقياد والسلاسل حتى تدخلوهم الجنة.
فالمؤمن عليه أن يتقي الله في عباده، وليس عليه هداهم، وهذا معنى قوله - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} [المائدة: 105]. وقد غلط في فهم هذه الآية فريقان من الناس:
فريق ترك ما يجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأويلاً لهذه الآية، وقد رد أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عليهم هذا الفهم فقال: إنكم تقرأون هذه الآية: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإنكم تضعونها في غير موضعها، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه).
والفريق الثاني أراد أن يأمر وينهى إما بلسانه، وإما بيده مطلقاً من غير فقه وحلم وصبر ونظر فيما يصلح من ذلك وما لا يصلح، وما يقدر عليه ومالا يقدر، فيأتي بالأمر والنهي معتقداً أنه مطيع في ذلك لله ورسوله، وهو معتدٍ في حدوده كما هو حال كثير من أهل البدع والأهواء كالخوارج والمعتزلة والرافضة، وغيرهم ممن غلط فيما أتاه من الأمر والنهي والجهاد على ذلك، وكان فساده أعظم من صلاحه. قال - تعالى -: {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} [القصص: 50].
وقال - عليه الصلاة و السلام -: (ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، وكلمة الحق في الغضب والرضا. وثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه) اه [6].
الأعمال بالخواتيم:(18/100)
روى البخاري عن سهل بن سعد أن رجلاً كان من أعظم المسلمين غناءً عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبي - صلى الله عليه و سلم -، فنظر النبي - صلى الله عليه و سلم - فقال: (من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا، فاتبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال، من أشد الناس على المشركين حتى جُرح، فاستعجل الموت، فجعل ذباب سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل إلى النبي - صلى الله عليه و سلم - مسرعاً؛ فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: وما ذاك؟ قال: قلت لفلان من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه، وكان من أعظمنا غناءً عن المسلمين فعرفت أنه لا يموت على ذلك، فلما جُرح استعجل الموت فقتل نفسه، فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - عند ذلك: إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتيم) [7].
وعن جابر - رضي الله عنه - قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن فيما العمل اليوم أفيما جفّت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير[8].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال: (إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وأن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة) [9].
والأحاديث في هذا الموضوع كثيرة.
قال ابن بطال: في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف لأنه لو علم وكان ناجياً أعجب وكسل وإن كان هالكاً ازداد عتواً، فحجب عنه ذلك ليكون بين الخوف والرجاء[10].
فلا يعلم الغيب إلا الله - تعالى -، ولا يدري أحد بماذا يختم له، وماذا تكون عاقبته، ولا يُشهد لأحد بجنة أو بنار. ومن عقل هذه المعاني فإنه يزداد اجتهاداً في العبادات وفعل الخيرات ويظهر عليه التواضع للخلق، والشفقة عليهم، ويتجنب الكبر والإعجاب بالنفس.
قال - تعالى -: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} [يونس: 99 100].
-------------
[1] العقيدة الطحاوية.
[2] نقلاً عن كتاب: (مقدمة في أسباب اختلاف المسلمين) لمحمد العبدة.
[3] صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول الله - تعالى -: {ليس لك من الأمر شيء}.
[4] تفسير ابن كثير 1/331.
[5] انظر الباعث الحثيث لأحمد شاكر، ص: 25.
[6] معظم ما ذكرته في هذا المقطع من رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية في: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). فطالعها فإنها عظيمة الفائدة.
[7] صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب (الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها).
[8] رواه مسلم في كتاب القدر، رقم الحديث: 2648
[9] رواه مسلم في كتاب القدر، رقم الحديث: 2651.
[10] نقلاً عن فتح الباري: 11/33.
http://www.alsunnah.org المصدر:
===========
وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون
قال - تعالى -: ((وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون)) [الأنعام/123].
هذه الآية تحكي عن أمر مطَّرد في تاريخ الأمم وسير الدعوات. قال الشيخ محمد رشيد رضا: "إن سنة الله - تعالى - في الاجتماع البشري، قد مضت بأن يكون في كل عاصمة لشعب، أو أمة، أو كل قرية، أو بلدة بعث فيها رسول، أو بلدة مطلقاً؛ رؤساء وزعماء يمكرون فيها بالرسل في عهدهم وبسائر المصلحين من بعدهم" [تفسير المنار للشيخ رشيد رضا 8/132].
إذن، ففهم هذه الآية القرآنية، بل فهم هذه السنة الإلهية، مهم في إدراك طبيعة سير الأمور في التاريخ الإنساني، فيما مضى، وفيما بقي. فما من دعوة إصلاح، إلا وتصدى المجرمون الأكابر لحربها وتصدروا لمقاومتها، ولكنهم في النهاية - ومن حيث لا يشعرون - يسهمون إسهاماً مباشراً وأساسياً في إنعاشها وإحيائها بل، وفي تقويتها وإكسابها الصلابة والصلادة... كيف...؟!
تأمل هذه الآية، واستعرض تاريخ الرسالات والدعوات، تجد أن أكابر المجرمين يتسببون، فيما يبذلون من الضغوط والملاحقة والمطاردة لنبتات الإيمان المستضعفة، يتسببون في تقوية عودها، وإثراء روافدها، وتكثير المتعاطفين معها، ثم في غربلة عناصرها وتنقية صفوفها من الشوائب.
وقد يعجب المرء من نسبة كل هذه الإيجابيات التي تلحق بالدعوات إلى أفاعيل أعدائهم، ولكن هذا العجب يزول، عندما نعلم أن هؤلاء المجرمين يمثلون أداة الابتلاء التي تُطهر بها الصفوف، وتصهر فيها المعادن. قال - تعالى -: ((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه، حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء، فآمنوا بالله ورسله)) [آل عمران/179].
فدعوة الرسل - على مر التاريخ - تبتلى بالمجرمين، ثم تكون العاقبة للمتقين. قال ابن كثير في تفسير قوله - تعالى -: ((وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها...)): "وكما جعلنا في قريتك يا محمد أكابر من المجرمين والرؤساء ودعاة الكفر والصد عن سبيل الله، وإلى مخالفتك وعداوتك، كذلك كانت الرسل من قبلك يبتلون بذلك ثم تكون لهم العاقبة" [تفسير ابن كثير 2/164].
- لقد مكر المجرمون الأكابر بأول الرسل نوح - عليه السلام -: ((ومكروا مكراً كباراً، وقالوا لا تذرن آلهتكم...)) [نوح/22] ولكن مكرهم حاق بهم.(18/101)
- ومُكر بنبي الله صالح - عليه السلام - فكانت العاقبة له: ((ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين)) [النمل/50، 51].
- ومُكر بموسى - عليه السلام - أشد المكر، ولكن كان الأمر كما قال - تعالى -: ((فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً)) [القصص/8]، ومكر بأتباعه والداعين إلى دعوته ((فوقاه الله سيئات ما مكروا)) [غافر/45].
- ومُكر بعيسى - عليه السلام -: ((ومكروا ومكر الله والله خير المكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا)) [آل عمران/54، 55].
وسيرة هذا الرسول العظيم - صلى الله عليه وسلم - خير شاهد على ما دلت عليه الآية التي نتحدث عنها. ففي قريته - مكة - انبعث أكابرها المجرمون يمكرون، حتى اضطروا المستضعفين إلى الهجرة إلى الحبشة، ثم الهجرة إلى المدينة. تلك الهجرة التي انعكس بها السحر على الساحر، فإن هؤلاء المهجرين الممكور بهم، هم الذين دقوا أعناق أكابر المجرمين في بدر بعد أعوام قليلة، وهم الذين فتحوا القرية ((مكة)) بعد ذلك، وأذلوا كبرياء المجرمين الأكابر فيها ولهذا، فإن ثمة سؤال، ينبغي أن يعاد طرحه، وتُعاد الإجابة عليه في ضوء ما حدث في دعوات المرسلين ومكر المجرمين بها. هذا السؤال هو: ((ما هو دور المجرمين في انتصار الدعوات التي يحاربون))؟.
وهو سؤال ربما يبدو غريباً... ولكنها الحقيقة التي نطق بها القرآن لو تأملنا، فالله - تعالى - يقول: ((وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون)). وقال: ((وما يحيق المكر السيئ إلا بأهله)) [فاطر/43]. وقال: [وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم)) [إبراهيم/46]. وقال: ((سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون)) [الأنعام/124]، فالمكر يعود على أهل الكفر ويحيق بهم في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فظاهر، وأما في الدنيا فعلينا أن نستعرض نتائج مكر الكفار برسلهم، ونتائج مكر الكفار من أهل الكتاب والمشركين برسولنا - صلى الله عليه وسلم - خلال سنوات بعثته وحتى لقي ربه، وسوف نجد أن كل انتصار سُبق بمكر من المجرمين كبير.
فالخسران كله في الدنيا والآخرة لحق ويلحق بأكابر المجرمين. ومن عجيب نظم القرآن الكريم، أنه قصر ضرر مكرهم عليهم ((وما يمكرون إلا بأنفسهم)) وهذه الآية - كما كانت تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لكي يستصحب معناها أثناء تصديه لمهمة إبلاغ الدين والجهاد في سبيله، وينبغي أن تكون كذلك سلوى لكل داعية إلى هذا الدين في كل عصر. فليعلم الدعاة أن أساليب المكر والدهاء والحيل التي يلجأ إليها المجرمون في مطاردة المصلحين والتضييق عليهم وتنفير الناس عن دعوتهم، ستعود - بإذن الله - أثراً إيجابياً على الدعوة وعلى الدعاة. فليطمئن الدعاة على دين الله، ماداموا هم أمناء عليه في أنفسهم وأهليهم. قال - تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: ((واصبر وما صبرك إلا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)) [النحل/127، 128].
http://www. alsunnah. org المصدر:
===========
بواكير الثمار
صفاء الضوي العدوي
لا تزال أشجارنا - بحمد الله - تثمر، وتمدنا بأطيب الثمار، ولا تزال بساتيننا حافلة بالأشجار الطيبة،كما لا تزال أرضنا الطيبة وفيرة بالبساتين.
روى ابن ماجه من حديث أبي عنبة الخولاني - وكان قد صلى القبلتين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته" [1].
والمعنى أن قدر الله ماض في إبقاء عصابة مؤمنة مهتدية تنافح عن الدين وتظهر أحكامه، وتشيع هديه، وتصبر على ما يصيبها من نصب وإيذاء بسبب تمسكها بالحق، ودعوتها إلى الخير.
وما الصحوة الإسلامية الممتدة في أرجاء العالم اليوم إلا صورة واضحة لهذا الغرس الرباني الطيب، وما منافحتهم عن الدين، وثباتهم على الحق رغم ما يتعرضون له من ظلم واضطهاد على أيدي الطغاة إلا نفاذاً لقدر الله - تعالى - وإرادته في أن يهدي بعض عباده ويوفقهم للخير ويستعملهم في طاعته، نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا منهم.
تفكرت في هذا الحديث، وأرخيت العنان للأمل الذي يشعّ منه لينساب إلى أعماقي، وتذكرت حديثاً دار قريباً بيني وبين صديق لي صالح عاقل، أحبه في الله، وألقاه على فترات متباعدة، وكان حديثنا حول الأولاد وهموم تربيتهم، وما يختلج في النفس من قلق على مستقبل الدعوة في أيديهم بسبب ما نراه من ضعف هممهم وقلة خبرتهم، وصغر اهتماماتهم، ونزوعهم الكبير للهو واللعب، وما يحتاجون إليه منا من جهد كبير لمتابعة التعهد لما يحفظونه من القرآن الكريم، والحرص على الاستفادة التامة من الوقت، وما ينبغي أن يكونوا عليه من الديانة والتعفف والعقل والطموح، وما نؤمله فيهم من النبوغ، وما نذهب إليه مما هو أبعد من ذلك من استيفاء صفات القيادة إلى آخر ما في قائمة الآمال والمطامح الكبيرة التي تنطوي عليها نفس الوالد الداعية العطوف تجاه ولده.(18/102)
قال صاحبي: يسيطر علينا أحياناً طيف من الإحباط حين نوازن بين ما كان عليه شباب المسلمين في العصور الأولى للأمة المسلمة وما عليه أبناؤنا نحن الدعاة فضلاً عن غيرهم من أبناء المسلمين، إننا نظن أننا قدمنا لأبنائنا كل شيء نقدر عليه، فولدي خمسة عشر عاماً قد أتم حفظ القرآن قبل سنتين، وليس في البيت تليفزيون يفسد علينا ما نبذله معهم من تربية، وهو متفوق في دراسته، ولديه حد لا بأس به من الثقافة والفضائل، بيد أني أشفق دائماً على مستقبل العمل الإسلامي وهو يسلّم لأبنائنا ولما يتوفر لهم القدر الكافي من التربية التي تناسب ما ينتظرهم من تحديات كبيرة ومهام جسام.
وأضاف: إنني أقدر أثر البيئة التي ينشأ فيها أبناؤنا، وأدرك التباين الهائل بين البيئة الإسلامية الصافية التي كانت، وبيئاتنا الملوثة بكل أنواع السموم التي تضر بالأخلاق والعقل والصحة النفسية للطفل، بل بالفطرة ذاتها.
على أنه ينبغي ألا نستسلم لدواعي الإحباط، بل علينا أن نغذي الأمل في صلاحهم بثقتنا في الله الذي لا يضيع عنده جهد المخلصين من عباده، وأن نتفرس في مخايل الأبناء أمارات الصلاح والعقل، فإننا سنجد - بفضل الله تعالى - الكثير من الخير، وستنقشع عن نفوسنا هموم المخاوف، وتشرق بعدها الآمال العراض، ونحس بأفراح الروح.
ثم ابتسم صاحبي وحكى لي قصة ذات دلالة تربوية حصلت له مع ولده، قال: سبقني ولدي بالخروج من المسجد، وانتظرني عند الباب، وحين خرجت طلب مني بصوت خفيض شيئاً من "الفلوس"، فأعطيته فمال بها ووضعها أمام امرأة أو فتاة كانت تجلس أمام المسجد متلففة في ثيابها، ثم مشينا عائدين إلى البيت، وعنّ لي أن أسأله عن سبب اهتمامه بإعطاء تلك الفتاة شيئاً من المال، فقال: رأيتها وأنا آت إلى المسجد، وقد وقفت أمام المقهى وسألت ثلاثة من الشباب كانوا يدخنون "الشيشة"، فأعطاها كل واحد منهم شيئاً، ثم إنها جاءت وجلست أمام المسجد، وحين خرجتُ من المسجد في أول الخارجين لم أجد أحداً من المصلين أعطاها شيئاً، فقدّرت أن يجول في نفسها أن أهل المقهى أعطوني، والمصلين أهملوني ولم يعطني أحد منهم شيئاً، قال ولدي: فخشيت عليها من هذا الخاطر، فبادرت بإعطائها لأقطع على الشيطان كيده بها، هذا وجه، والآخر أني غِرت على أهل الصلاة أن يتقاصروا في الفضائل عن أهل الغفلة ولو في نفس تلك المسكينة المجهولة.
قال صاحبي: لا أدري كيف أصف لك سعادتي بما سمعته من ولدي، لقد بدد من نفسي الكثير من تلك المخاوف، لقد أينعت ثمار التربية، وهذه من بواكيرها، وشعرت أن المستقبل سيكون بإذن الله أفضل، وأيقنت أن الله لا يضيع أجر المحسنين.
إن الهم بأمر الدعوة، والتفاعل الوجداني مع قضاياها معيار دقيق للصدق مع الله، ومقياس صحيح لأثر التربية المنشودة، إن علينا نحن الآباء حين نحس من أبنائنا ببوادر هذا التفاعل الوجداني أن نزودهم بالدروس المستفادة من التجارب، وأن نقف بهم قريباً من خطوط الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل، وأن نحكي لهم مما كان وما هو كائن من القصص الحق في طبيعة الطريق إلى الله، طريق الدعوة والجهاد، وأن نبين لهم أنه طريق شاق لكنه طريق لا يمضي فيه إلا الكرام الأوفياء لدينهم؛ الصادقين مع ربهم، وأن هذا الطريق ينتهي بأصحابه إلى الجنة حيث النعيم والتكريم.
إنه لابد لهذا الطريق من زاد، وأول هذا الزاد الإيمان الراسخ في جذور النفس، الإيمان بالله الواحد الصمد الذي لا يستحق أحد سواه أن يعبد، فله وحده يكون الخضوع، وإليه وحده تكون الإنابة والذل، ولشرعه وأحكامه يكون التسليم التام والإذعان.
إن علينا ونحن نربي أبناءنا أن تكون أول شجرة نغرسها في قلوبهم هي شجرة التوحيد المباركة التي هي أساس الاستقامة والصلاح والفلاح، إن هذه الشجرة الطيبة إذا ضربت جذورها في أعماق النفس أينعت لنا ثمار الإيمان الزكية من صدق وبذل وعلم وثبات وإقدام وتضحية وصبر وعفاف وجود وسائر الفضائل التي اشتمل عليها الإيمان وتمثلت في أرفع معانيها وأكملها وأزكاها وأشرفها في نفس نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ثم في نفوس أصحابه الكرام رضوان الله - تعالى - عليهم.
إن في سيرة النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم - النموذج الحي الواقعي لحركة الإيمان والتوحيد على الأرض، إنه لابد لأبنائنا أن يعيشوا أحداث هذه السيرة العطرة، ويقف بهم المربي وقفةً يقظةً متأنيةً عند كل حدث من أحداث السيرة، فهنا حلمه وصبره، وهنا صدقه وثباته، وهنا جوده وكرمه، وهنا إقدامه وشجاعته، وهنا عزمه وحزمه، وهنا قيامه وتلاوته، وهنا صيامه وزهده، وهنا سلامة صدره لأصحابه، وحسن ظنه بهم، وهنا فراسة ونباهة، وهنا صفح وعفو، وهنا تقييم دقيق للموقف وحزم، هنا يبتسم ويحنو، وهنا يغضب ويعاقب صلوات ربي وسلامه عليه.(18/103)
إنها التربية بالسيرة النبوية، ولن تجد لمثلها تربية، إنك حين تقول لولدك: خذ بُني هذا الفصل من السيرة فاقرأه، إنها غزوة من غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عدد المشركين فيها أضعاف عدد المسلمين، لكن المسلمين انتصروا، قف بُني عند معاني التوكل على الله، والثقة الكبيرة في نصر الله وتأييده، وصدق اللجأ إليه - سبحانه - وقت الشدة، قف بني عند حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرسولهم الكريم وتفديتهم إياه بأنفسهم، ماذا يعني قول هذا الصحابي حين طعن طعنة الموت: فزت ورب الكعبة؟ وماذا يعني قول الله - تعالى -: ((ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون)) [التوبة:92]، هل أدركت معنى ضراعة النبي صلى الله وسلم وشدة مناشدته لربه قبل المعركة.
إن الولد سيدرك قطعاً بعد معايشته أحداث هذه الغزوة بعقل واع، وحسٍ يقظ، وقلب حي معاني ما كانت لتدرك وتستقر في أعماقه وتشكل سلوكه وتؤسس مشاعره لو أنها قُدمت له نصائح نظرية مجردة، إنه بعد هذه المعايشة سيوقن أن النصر من عند الله وحده، وأن الأمر كله بيده - سبحانه - ، وأنه المعز المذل، وأنه القادر على كل شيء، وأنه القاهر فوق عباده، وأنه - سبحانه - ولي الصالحين، وعندها ستمتلىء نفسه بالإيمان، وتفعم بالحب لله المنعم، وبالرهبة والرغبة والخوف والخشية والتعظيم له - سبحانه - ، وتنصاع لأمره راضية خاشعة.
إن قراءته الواعية للغزوة بعقله وفؤاده ستفتح له آفاقاً واسعة من العلم والفهم وتعينه على إدراك عميق لمعاني عظيمة، منها أنها ستقدم له أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صورة إيمانية عملية، سيرى جهادهم وإخلاصهم وحبهم للشهادة، وحقارة الدنيا كلها في أعينهم، وعظم أمر الآخرة عندهم، سيرى الإيثار يرفع أقدارهم فيستحي هو أن تهبط به الأثرة، ويرى الإقدام يشرفهم عند الله وعند المؤمنين، فيأنف أن يزري به الجبن والتخاذل، وسيرى البذل والتضحية والإنفاق في سبيل الله - تعالى - ينبيء عن إيمان كبير وثقة في الله الرزاق المنعم، ويقين أنه تبارك اسمه لا يضيع عنده أجر المحسنين، يرى ذلك فيفرِق من أن يكون بخيلاً ممسكاً فتتراخى قبضته عن الدنيا ومعانيها رغبة فيما عند الله.
إنه حين يقرأ في السيرة النبوية العطرة عن غلامين يتطاولان في الصف فيقفان على صخرة ليبدوان أكبر من سنهما، فيجيزَهما النبي - صلى الله عليه وسلم - في صفوف المجاهدين فيشتركا في المعركة، والمعركة ليست نزهة ولا رحلة للعب، إنها سيوف تبرق، ودماء تنْزف، وجراح، واستشراف للشهادة والجنة، وإصرار وعزم على نصرة الإسلام ورفع لوائه، إنه سوف يتساءل: ما الذي يدفعهما إلى هذا المرتقى السامق من المكارم والمعالي ولما يزالان في سن الغلمان، لابد أن ثمة تربية إيمانية دقيقة مبصرة قد أثمرت هذا الحال العجيب لغلامين مسلمين، فيطلب هذا الحال من معينه، ويتعرض لأجوائه.
وسوف يقرأ في السيرة قصة ابني عفراء وهما يتسابقان فينقضا كالصقور على الطاغية العنيد أبي جهل، يأمل كل منهما أن يفوز بهذا الشرف الكبير، وليكن دون قتله ما يكون، فالنفس لله خالقها، والأجل بيد الله، والموت قدر محتوم، لا يؤخره عن العبد جبنٌ، ولا يعجل به إقدام، فلا نامت أعين الجبناء، فهاهم أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم حولهما في المعركة يطيرون إلى الموت، وينصرون الإسلام، هذا هو الجو الذي يتربون فيه، ويتنفسون هواءه.
إن السيرة النبوية معين لا ينضب للتربية الإسلامية، بيد أن السبيل الأمثل في الاستفادة منها، والتوفر على كنوزها يكمن في المربي الواعي الفطن الموفق في الوقوف بالناشىء المسلم عند كل حدث ليلفت نظره للدرس، ويغرس في أعماق نفسه الفضيلة والإيمان، ويفعم نفسه بحب نبيه المصطفى وأصحابه الكرام، ويضعه على طريق التأسي والاتباع، وبهذا يَكرُم في عين المتربي الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ومن على منهجهم من العلماء وأئمة الدين وسائر الصالحين ورجالات الإسلام في كل زمان، ولن يجد أهل البدع من أعداء الصحابة سبيلاً إلى عقله، ويرخص الأقزام الذين يتصدرون أمام عينه في زماننا ممن يتنكرون لهذه القيم العظيمة التي تغرسها في نفسه أحداث السيرة العطرة، إنه سيفهم دونما جهد أو عناء معاني الولاء والبراء، وسيجد في ذهنه ووجدانه موازين دقيقة ومعايير صحيحه يحدد بها من يحب ومن يبغض؛ ومن يوالي ومن يعادي، ستكشف له أضواء السيرة معالم الطريق، وسيعرف معنى الإيمان والكفر والنفاق...
- - - - - - - - - - - - - - - - -
[1] - رواه ابن ماجة في المقدمة (رقم 8) و حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه.
http://www. alsunnah. org المصدر:
============
إلى إمام المسجد
إبراهيم بن عبد المحسن الفليج
إن للإمام دوراً كبيراً وواجباً عظيماً إذا قام به حصل الخير الكثير للمصلين ولأهل الحي، فينبغي عليه مراعاته وعدم الإخلال به،وسأذكرها على شكل نقاط:
(فقه الإمامة):
1 - إعطاء الإمامة والصلاة حقها، والحرص على تحري السنة واتباعها في ذلك، والشعور بأداء الواجب والإخلاص في العمل.
2 - الإطلاع على أحكام الإمامة والصلاة، والاستزادة منها، ومناقشة بعض الموضوعات المتعلقة بذلك بين وقت وآخر، ورصد الفتاوى وقراءتها، حبذا لو قُرئ من كتاب مخالفات في الصلاة والطهارة للشيخ: السدحان.
3 - تحري السنة في المجيء للصلاة، وفي الانصراف منها، وفي الأذكار بعدها، ونحو ذلك؛ لأنه قدوة ينظر إليه.
4 - التأني والتوسط في أفعال الصلاة، وتحري السنة فيها، وعدم الاستعجال المخل أو التطويل الممل.(18/104)
5 - المحافظة على السنن الراتبة في المسجد أو المنزل، والتأكيد على أنها حِمىً وسياج للصلاة تحمي صلاة المحافظ عليها.
(أدب الإمامة):
1 - الحرص على المواظبة، وضرب المثل الطيب في ذلك، بحيث يعد غيابه عن المسجد أو تأخره في إقامة الصلاة على مدار العام شيئا لا يذكر.
2 - عدم التخلف عن الإمامة، والحرص على المواظبة عليها.
3 - الحرص على عدم التخلف في صلاتي الفجر والعصر خاصة، والابتعاد بالنفس عن مواطن سوء الظن والقيل والقال، فهي أكبر ما يقاس به الإمام من محافظة لأنه غالباً موجود في منزله.
4 - عند الاضطرار للتخلف عن الإمامة لسفر أو انشغال ينبغي إنابة الكفء، وحين طروء الانشغال والإحساس بعدم القدرة على المجيء للصلاة يكون الاتصال بالمؤذن، أو غيره؛ حتى لا يطول انتظار المصلين ويصيبهم الملل والنفور.
5 - الحرص على إقامة الصلاة في مواعيدها، وتثبيت ذلك، وعدم التقدم أو التأخر، وتراعى ظروف مساجد الأسواق ونحوها، أو المساجد المجاورة للمدارس.
6 - تفويض المؤذن أو غيره من القادرين على الإمامة في إقامة الصلاة بعد دقيقتين أو ثلاث مثلاً من الوقت المحدد حتى لا يمل الناس الانتظار.
7 - التقليل ما أمكن من الارتباطات والأسفار غير المهمة التي تؤدي إلى التخلف عن الإمامة، وإذا اضطر نوّب الكفء.
8 - التحلي بالأخلاق الفاضلة وأن يكون قدوة حسنة مألوفاً بين الناس، فأكثر ما يؤثر في الناس حسن الخلق فهو الباب الذي يقرب الناس من الإمام وغيره وقد جاء في وصف الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قوله - تعالى -: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وهو أثقل شيء في الميزان تقوى الله وحسن الخلق.
9 - تفقد أهل الحي سواء المحتاج منهم أو من يمر بمشاكل والمساهمة في حلها (التوظيف – إصلاح ذات البين) فلكل حي مشاكله وحاجاته فينبغي على الإمام تفقد أهل الحي سواء المحتاج والمريض والذي عليه دين بل حتى السعي مع الوجهاء والمسئولين في الحي في توظيف بعض شباب الحي والعاطلين وكذلك الحرص على السعي في حل النزاعات بين الجيران وكذلك بين الزوجين وإصلاح ذات البين ففيها عظيم الأجر وكذلك محبةً لصاحبها.
(الإمام والنشاط الدعوي):
1 - إلقاء الإمام لبعض الكلمات أحياناً فيما يتعلق بأحداث الساعة الهامة، وما يراه من ملحوظات على المصلين، تربية الناس على الإخلاص في القول والعمل وعدم رؤيته – أي العمل – أو حتى طلب العوض عنه بمدح أو غيره فالله وحده هو المكافئ، وهذا لا يمنع من أن ينسب الفضل لأهله... لكن لا يكون على هيئة تكريم على الملأ فالله هو صاحب الفضل في الأولى والآخرة، حقيقة "ما أجمل التعامل مع الله".
2 - إقامة مكتبة خيرية في المسجد، أو مكتبة للقراءة والإطلاع.
3 - توجيه بعض البرامج المذكورة إلى النساء، مثل المحاضرات والكلمات وحلقات التحفيظ والمسابقات ونحوها، بالتعاون مع دُور الذِّكْر في الحي.
4 - إيجاد دوريات لنساء الحي تكون ذات مردود دعوي إيجابي، وتكون في إحدى دور الذكر أو بعض المدارس، وتشجيع نساء الحي بالالتحاق بدور التحفيظ وحثهن على ذلك.. أفضل من وضع دوريات لأننا بالتجربة لاحظنا أن الدوريات ربما أخذت طابعا مغايرا عما وضع ورسم لها.
5 - إقامة حلقة تحفيظ قرآن وما يتبعها من رحلات تربوية هادفة، سواء في داخل البلد أو خارجه مثل رحلة عمرة أو حج.
6 - دعوة بعض الدعاة لإلقاء الكلمات من حين لآخر في المسجد والتأكيد على المواضيع التي تهم المسلم.
7 - إعداد مسابقة لأهل الحي لكل شهر أو شهرين وجوائزها.
8 - التعاون مع النشطين في الحي، وذلك بتوزيع الكتب والأشرطة ومتابعة المتهاونين في الصلاة وزيارتهم وكذلك باقي المنكرات.
9 - التعاون مع أئمة المساجد المجاورة والتنسيق معهم في صالح الدعوة، بحيث يكون للإمام اجتماع مع مجموعة من الأئمة في الأحياء المجاورة والتنسيق معهم في طريق إيصال الخير إلى الجميع وتحذيرهم من أسباب الفساد والعقوبة.
10 - الاهتمام بالملصقات الدعوية التي تعلق في المسجد وإعلانات المحاضرات.
11 - القراءة عليهم بعد العصر حسب المصلحة والقراءة عليهم بعد أذان العشاء حتى وقت الإقامة، في كل أسبوع يوم محدد؛ وذلك لنشر العلم الذي يسهم إسهاماً إيجابياً في صلاح المجتمع (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ). مرة في تفسير آيات ومرة قراءة فتاوى.
12 - الاهتمام بالرحلات الدعوية وكذلك رحلة الحج والعمرة باختيار مجموعة مناسبة ومن يذهب معهم.
13 - الاهتمام بالمواسم الدعوية مثل رمضان – الحج، بل أيام المحن والنكبات لإخواننا المسلمين ودعمهم مادياً ومعنوياً.
14 - الاهتمام بالجاليات سواء العمالة وكذلك الخادمات وتوزيع الكتب والأشرطة عليهم وربطهم بمكتب الجاليات في الحي، ووضع مسابقات لهم، والإجابة على فتاويهم وأسئلتهم وحسن الخلق معهم وحث أهل الحي على ذلك.
(الإمام والنشاط الاجتماعي):
1 - الإفادة من المتقاعدين في خدمات الحي وغيرها.
2 - الشورى - عدم الاستبداد بالرأي في أي قضية صغرت أو كبرت؛ لأنه نوع من التعامل بالغلظة والشدة الذي يورث النفور وكره الجماعة للإمام وتؤدي إلى عدم الاجتماع على الخير، بل إلى كره المسجد أحياناً.
3 - توثيق الصلة بالمسؤولين في الحي والاستفادة منهم دعوياً واجتماعياً في إدارتهم التي يعملون فيها.
4 - الحرص على إكرام أعيان الحي ومعاملتهم معاملة خاصة تليق بهم، بما يعود على الحي بالخير.
5 - المشاركة في دورية للجيران كبيرة كل شهر ومصغرة كل أسبوع، فهي من أكبر الروابط في الحي ورأيت ثمارها في بعض الأحياء.(18/105)
6 - حصر التجار والمسؤولين في الحي والارتباط بهم أو ضمهم إذا أمكن في الدورية الشهرية، والاستفادة منهم، وكذلك مدراء المدارس، فالدعوة تحتاج إلى أمور كثيرة منها المال الذي يسهل كثيراً من أمور الدعوة، وكذلك المسؤولون الذين يساعدون على إيصال الخير إلى دوائرهم وأحيائهم.
7 - أن يكون للإمام دور مع أقربائه وزملائه بإقامة دورية شهرية، أسبوعية، فلا يكفي في حيه، بل في كل من جالسه من قريب وزميل.
8 - أن يكون لدورية الحي قسط ثابت (100 - 50) يصرف في الكتاب، الشريط، محفظ القرآن، الجوائز.
9 - العمل على إيجاد عمل جماعي مع أهل الحي، سواء كان للقيام بمشروعات معينة أو لمواجهة سلبيات الحي.
10 - الاهتمام بالمؤسسات والدوائر الموجودة في الحي، وذلك بتعاون الإمام وغيره من أهل الحي مع تلك الجهات فيما يخدم الصالح العام، وتوثيق صلته بهم، ومن أهم هذه الجهات:
أ - مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولا يخفى ما لهذه المراكز من خير ومنع الفساد وهي بحاجة ماسة إلى التعاون معها كل في حينه.
ب - مراكز الشرطة.
ت - مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات، وهي في حاجة إلى كوادر كبيرة من أهل الحي كل فيما يجيده، سواء في لجنة الكتاب – الشريط – المسلم الجديد – الموارد المالية - الإدارة.
ث - الجمعيات الخيرية.
ج - البلديات، وموظفوها الميدانيون خاصة.
ح - إدارات المدارس في الحي... وغير ذلك "مراكز الأحياء".
http://saaid. net المصدر:
===========
نصائح لرواد ساحات الحوار
الشيخ محمد صالح المنجد
كثرت مواقع ساحات الحوار وكَثُر المشاركون فيها فما هي النصيحة لرواد قنوات الحوار سواء القراء أو المشاركين.
الجواب:
الحمد لله:
نعم لقد كثرت مواقع الحوار على الشبكة وكثر روادها وفيما يلي بعض النصائح للقراء والكتّاب فيها:
- الإخلاص لله: وكل امرئ سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبت يداه، فاحرص أن لا تكتب غير شيء يسرك في القيامة أن تراه، ولا خير في عمل لا يراد به وجه الله - تعالى -.
- العامي وغير المتخصص لا بد أن يختار المواقع السليمة والمفيدة ويتحاشى مواقع أهل البدع والمواقع السيئة.
- مقاطعة مواقع أهل البدعة أو المواقع التي غلبت عليها البدعة لأن المشاركة والنقاش هو مادة الحياة لهذه المواقع، ولا يجوز إشهار أهل البدع ويجب إخمال ذكرهم، والعمل على ألا يشتهروا، وقد يحصل من طريقة ردود بعض أهل السنة خلاف ذلك، ولا يجوز للعامي المسلم أن يقرأ في مواقع أهل البدع بدافع حب الاستطلاع أو يناقش بدون علم بل يكل الأمر لأهله ولا بأس بأن يأخذ كلام المبتدع إلى أهل العلم ثم ينقل رده عليه.
- تذكير أصحاب المواقع المختلطة بالله - عز وجل - وأنه لا يجوز لهم أن يسمحوا لأحد من أهل البدع أو المقالات الباطلة بنشر ذلك في مواقعهم.
- يجب على طلبة العلم مؤازرة أخيهم الذي يردّ على أهل البدع والذين يعتمدون على الكثرة حيث يكتب أحدهم ويصفق له عشرة ويمدحون صاحبهم ويشتمون الذي يرد عليه.
- أهمية مشاركة الشيوخ وأصحاب الأقلام والأصوات المشهورة في هذه المنتديات.
- لا يشترط دخول العالم بصفة مباشرة فقد يُشغله ذلك ويكفي أن ينقل الثقات من طلابه عنه.
- الحذر من إضاعة الأوقات فإن عدداً من طلبة العلم قد استنزفت ساحات الحوار منهم وقتاً طويلاً ولا يلزم الرد على كل ناعق وعلى الأطروحات التافهة ويمكن الاكتفاء بإيراد النبي - صلى الله عليه وسلم -: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
- إدراك أن أهمية إنفاق الأوقات لتعليم المسلمين ودعوتهم مقدمة في الرد على هذا وذاك ولنترك الردود إلى الحالات التي لا بد منها مثل شخص من أهل البدع أثار شبهة أو حكى باطلاً ولم يرد عليه أحد فيتعين الرد حينئذٍ.
- لا بد أن يدرك الداخل إلى ساحات الحوار أنه يتعامل مع شخصيات كثيرة مجهولة وأن هامش الثقة بمن يكتبون بغير أسمائهم الحقيقية هو هامش ضيق.
- ينصح الشباب المتحمسون أن لا يورطوا أنفسهم فيما لا يحسنونه علمياً، ويكفينا في الفتوى بغير علم قول الله - تعالى -: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ).
- التزام الأدب الشّرعي وعفّة اللسان (والقلم أحد اللسانين)، قال الله - تعالى -: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) والله الموفق.
http://www. alahbab. net المصدر:
============
محنة داعية
عبد الآخر حماد
الشيخ نشأت أحمد محمد داعية مصري معروف في مصر وخارجها، خصوصاً في أوساط الشباب من الملتزمين بالسنة وأبناء الحركة الإسلامية.(18/106)
عرفت الشيخ نشأت منذ أكثر من عشرين عاماً، من خلال جولاته في الدعوة إلى الله، وقد كان حينها متخرجاً حديثاً من كلية التجارة بجامعة عين شمس، وكان دؤوباً يجوب البلدان في الدعوة إلى الله من غير كلل ولا ملل، وهو ذو طريقة مؤثرة في الدعوة والإرشاد، مع حرص قدر الطاقة على تقديم المعلومة الصحيحة، وتصحيح ما قد يشيع من أخطاء في المفاهيم؛ حتى إنني قد سمعته يوماً يكرر في أثناء درسه عبارة: إخواني في الله أحبابي في الله، وتعجبت من كثرة ترديده لذاك النداء، ثم تذكرت أن كثيراً من الدعاة وقتها كانوا يقولون في دروسهم: إخواني في الله أحبابي في رسول الله، وانتشر ذلك بينهم حتى صار عرفاً مألوفاً، ولما كان ذلك منافٍ للعقيدة الصحيحة في أن الحب لا يكون إلا في الله كما في حديث أنس مرفوعاً: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار"[1]، فقد رأى أن يكرر تلك المقولة حتى يرسخ عند سامعيه أن الحب لا يكون إلا في الله، وأنهم مع حبهم لرسولهم - صلى الله عليه وسلم - لا ينبغي أن يكون تحابهم إلا في الله - عز وجل -.
ثم جاءت واقعة مقتل السادات وما تلاها من أحداث، وامتلأت السجون بعشرات الألوف من خيرة شباب مصر، وكان غالبيتهم ممن لا علاقة لهم بما وقع من أحداث، وكان من هؤلاء الأخ نشأت فك الله أسره، ولكني أشهد أني ما رأيته إلا صابراً محتسباً غير متضجر ولا متبرم، بل كنت تلمح في وجهه علامات الفخر والسرور وهو يحكي لإخوانه في السجن كيف أنه كان جالساً يتابع محاكمة خالد الإسلامبولي ورفاقه، وإذا بزوجه تقول له: لكم وددت أن تكون واحداً من هؤلاء الأبطال، وفي اليوم التالي طرق المجرمون بابه واقتادوه إلى السجن.
وبعد مدة أفرج عن غالبية من كانوا في السجون وعاود الأخ الشيخ نشأت نشاطه في الدعوة إلى الله، ثم سافر إلى بلاد الحرمين حيث عمل إماماً وخطيباً في أحد مساجد مدينة جدة، ولكنه فوجئ ذات يوم بالسلطات السعودية تقبض عليه وترحله إلى مصر؛ لأنه مطلوب فيها، وفي مصر بقي في السجن فترة وجيزة لم تزد على أسابيع فيما أخبرني به أحد الإخوة ممن كانوا على علاقة به في تلك الفترة، ثم اعتذروا له وأخرجوه من السجن ولكنهم منعوه من السفر مرة أخرى مع أن إقامته كانت لا تزال سارية في السعودية، وكانت حجة السلطات المصرية - فيما بلغني أيضاً - أنهم قالوا له: لقد قلنا للسعوديين حين طلبناك منهم إنك مطلوب على ذمة قضايا خطيرة، فماذا يقولون عنا لو تركناك تعود إليهم بعد أسابيع فقط من ترحيلك إلينا، لا شك أنهم لن يصدقونا إذا طلبنا منهم أحداً بعد ذلك!
وغابت عني أخبار الأخ نشأت مدة من الزمن حتى فوجئت منذ عدة شهور بخبر أنه مقبوض عليه مع مجموعة من شباب مسجد التوحيد الذي يخطب فيه بالقاهرة، بتهمة مساعدة الانتفاضة الفلسطينية والمجاهدين الشيشان، وقلت: لعلها فترة اعتقال لمدة ثم تنقضي، ويبدو أن الأمر في أوله كان كذلك ولكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد غيرت كثيراً من الأمور وصار من العبارات المألوفة لدى الكتاب والمحللين أن يقولوا إن العالم بعد الحادي عشر من سبتمبر غير العالم قبله، ومع طلب أمريكا لحكومات العالم بوجوب الوقوف معها في حربها ضد الإسلام التي تسميها بالحرب على الإرهاب، ومع تحذيراتها لتلك الحكومات بأنه لا مجال للحياد في هذه الحرب وأن من لا يكون معهم فهو ضدهم، أقول: مع هذه التهديدات والتحذيرات انبرى الكل في إرضاء بوش وزمرته، وبدأت كثير من حكومات البلاد الإسلامية في تعقب الإسلاميين حتى تلك الدول التي لم تكن معروفة بتضييقها عليهم، فرأينا في اليمن حرباً تستخدم فيها المروحيات لتعقب من تشتبه السلطات في انتمائهم لتنظيم القاعدة، وفي الإمارات وغيرها اعتقالات بالجملة، وكان لابد للنظام المصري أن يقدم شيئاً في هذا المجال، وكان مما قدمه في ذلك إحالة تلك القضية - التي أسموها قضية تنظيم الوعد - إلى القضاء العسكري بما يعنيه ذلك من توقع أحكام قاسية غير قابلة لنقض ولا استئناف.
وإذا كان لي من كلمة أوجهها عبر هذا المنبر إلى الشيخ نشأت وإخوانه فإني أقول: إنه لشرف لكم أن تحاكموا بتهمة مساعدة مسلمين يدافعون عن عقيدتهم وأرضهم وديارهم، ولو كنت مكانكم لقلت للقضاة ما قاله بعضهم من قبل: (تهمة لا أدفعها وشرف لا أدعيه).
فصبراً إخوتي على ما تلقون من أذى في الله - تعالى - واعلموا أن المرء إنما يبتلى على قدر دينه، وهذا هو الطريق: طريق الدعوة إلى الله، وتلك مشاقه ومصاعبه، فهو طريق - كما يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - "تعب فيه آدم وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد - صلى الله عليه وسلم - "[2].
ومن أسف أنا لا نستطيع نصرتكم إلا بمثل هذه الكلمات التي نخطها في الذب عنكم والمطالبة برفع الظلم عنكم، ثم الدعاء لكم وهو بحمد الله مبذول نسأل الله - تعالى - القبول.(18/107)
ثم إنه تبلغني وأنا أُعد هذه السطور أخبار الإفراج عن بعض إخواننا ممن قضوا فترات طويلة في سجون مصر، ولا شك أن ذلك مما يسرنا ونحمد الله عليه حمداً كثيراً، غير أن ذلك لا يمكن أن ينسينا أنه لا يزال في قبضة الظالمين آلاف من أمثالكم، كما أننا لسنا من السذاجة بحيث يحملنا الإفراج عن البعض أو تحسين معاملة البعض في السجون إلى إعلان الرضى عن أنظمة قد نحَّت شرعة الله عن الحكم في بلاد المسلمين، وصارت أداة لتمرير مخططات أعداء الأمة من اليهود والأمريكان، وإلا كنا كذاك المسكين الذي يُحكى عنه - في قصة رمزية - أنه قد خرج عليه ذات يوم بعضُ قطاع الطريق وعقدوا له محاكمة عاجلة كان قاضيها بطبيعة الحال هو زعيم عصابتهم، وفي ثوانٍ معدودات حكم القاضي على الرجل بقتله وأخذ جميع ما لديه من مال، وبينما الرجل مستسلم لمصيره المحتوم إذا بأحدهم يهزه هزاً عنيفاً ويقول له لم تظل صامتاً هكذا؟ إن الحكم الذي سمعته ما هو إلا حكم ابتدائي، ويمكنك تقديم استئناف فيه، وزعيمنا رجل طيب القلب فلعله يخفف الحكم عنك، واستجاب الرجل فقدم استئنافه، ولشد ما كانت فرحته حين أعلن القاضي قبول الاستئناف وإلغاء حكم القتل والاكتفاء بأخذ ماله وتجريده من جميع ثيابه بحيث يمشي عارياً، ومرة أخرى قيل له لقد بَقِيَتْ في سُلَّم قضائنا درجة، فارفع أمرك لمحكمة النقض ففعل، فحكم القاضي بأن يُترك له من ثيابه ما يستر عورته، ولما نُفذ الحكم وأخذ منه جميع ماله وثيابه، وألقي إليه فقط بشيء يستر عورته، رفعه وهو يهتف: يحيا العدل.. يحيا العدل!!
إنا بحمد الله لسنا كذاك الرجل، ولن نكون مثله بمشيئة الواحد الأحد.
- - - - - - - - - - - - - - - -
[1] - أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43).
[2] - الفوائد ص: 42.
http://www. alsunnah. org المصدر:
============
البشارات ومجتمع الدعاة
عمر سالم المطوع
إن الدين الإسلامي دين بشارة للإنسانية جمعاء ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين قال الله - تعالى -: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} "سورة الأنبياء".
والقران العظيم مليء بالبشارات للمؤمنين فمن ذلك قول الله - تعالى -: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيرا} "سورة الأحزاب"، {وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار} "سورة البقرة".
وكذلك السنة النبوية نجدها مليئة بالبشارات سواء بالنصر والتمكين أو الكفارات ومنها قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1. ((بشر هذه الأمة بالسنا والدين والرفعة والتمكين فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب)) رواه الإمام أحمد.
2. ((أبشروا وبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله قالوا: نعم قال:فأن هذا القران طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا)) موارد الظمآن - بإتباع القران
3. ((ابشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة)) رواه أبو داود.
إن ما أحببت أن أقوله هو ضرورة أن يعيش إخواننا الدعاة جو البشارات فها هو النبي يبشرنا بالرفعة والتمكين لهذا الدين فلنسعى مجاهدين ولنبشر إخواننا المسلمين.
لذا سوف أتناول الموضوع من حيث التعريف وآثار البشارات وكيف نوجد تلك الروح عند الدعاة.
*التعريف:
لغةً: بشر: أي سر. أبشر فلاناً: أي بلغه البشرى. البشير: هو مبلغ البشرى. البشارة وجمعها بشارات وبشائر تعنى: الخبر المفرح.
اصطلاحا (حسب رأى الكاتب): أن يتباشر الدعاة إلى الله الأخبار المفرحة فمابينهم مثل {فضل الدعوة إلى الله - الإنجازات – مكاسب الدعوة الإسلامية …} مما يبعث روح التفاؤل والنشاط في المجتمع الدعوى وهذا لا يعنى استعجال قطف الثمر.
*الآثار المترتبة على البشارات:
1 - البشائر لها أثر كبير في رفع الروح المعنوية لدعاة إلى الله باختلاف مواقعهم الدعوية. ولنا خير مثل في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في غزوة الخندق والمشركين مجتمعين حول المدينة المنورة وهو يقول لأصحابه ((والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء وإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق أمناً وأن يدفع الله - عز وجل - مفاتيح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوز هما في سبيل الله)). سنن البيهقى الكبرى.
2 - البشائر تدفع المؤسسة الدعوية والداعية إلى مضاعفة الجهد لتحقيق الإنجاز تلو إلا نجاز. ولقد كان لمربى القائد محمد الفاتح دور كبير في صياغة شخصيته فقد كان يقول له منذ الصغر بأنك ستكون القائد الذي يفتح القسطنطينية والذي وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث فقال ((لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها)) فكان النصر والفتح على يده - رحمه الله -.
3 - البشارات تجعل المؤسسة الدعوية تعيش روح التفاؤل والإيجابية والسعي إلى تحقيق الآمال وكما قال الإمام البنا - رحمه الله -: ((أحلام الأمس حقائق اليوم وأحلام اليوم حقائق الغد)).
الطريق إلى الوصول إلى روح البشارات في المؤسسة الدعوية:
1 - الثقة بالله - عز وجل - ونصره وتمكينه للمؤمنين والعمل الدائب لتحقيق الإنجازات وان نكون أصحاب همم عالية وكما قال عبد القادر كيلاني: ((سيروا مع أصحاب الهمم العالية)).(18/108)
2 - أن لا نشيع الأخبار المحزنة بين صفوف إخواننا الدعاة وأن لا نعطيها أكبر من حجمها فالأخبار الحزينة والآهات عادة ما تؤثر على كيان المؤسسة الدعوية فهاهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرسل الصحابي سعد بن معاذ وسعد بن عباده وعبد الله بن رواحه وخوات بن جبير - رضي الله عنهم - ليعرفوا موقف يهود بنى قريظة في غزوة الخندق فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس)) السيرة النبوية لابن هشام.
3 - النظر للوقائع والأحداث بروح إيجابية فكثير من التحديات عندما ننظر لها بروح سلبية لا نجد لها حلاً ولكن عندما ننظر إليها نظرة إيجابية نجد لها الكثير من الحلول والتصورات التي تفيد المجتمع الدعوى وتجعله يتقدم إلى الأمام.
وفى الختام ما كتبت هذه الكلمات إلا تذكيراً لنفسي ولمن غلب على نفسه اليأس والتشاؤم. فالخير لا يزال في هذه الأمة إلى قيام الساعة. والله هو الموفق إلى كل خير.
-------------
المراجع:
فقه السيرة.. الغزالى.
الرحيق المختوم.. المباركفورى.
http://www. alnoor - world. com المصدر:
=============
هكذا علمنا السلف (66) من ألقى بسمعه إلى صاحب بدعة وكل إلى نفسه:
د. يحي بن إبراهيم اليحيى
عن يحيى بن عمر الثقفي أنه سمع سفيان الثوري يقول: «من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه»(1).
قال مغيرة: قال محمد بن السائب: «قوموا بنا إلى المرجئة نسمع كلامهم، قال: فما رجع حتى علقه»(2).
مرض القلوب في مجالسة أهل الأهواء:
عن ابن عباس قال: «لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب»(3).
عن عبد الله الرومي قال: جاء رجل إلى أنس بن مالك وأنا عنده فقال: «يا أبا حمزة لقيت قوماً يكذبون بالشفاعة وبعذاب القبر، فقال: أولئك الكذابون فلا تجالسهم»(4).
- - - - - - - - - - - - -
(1) الإبانة 2 / 461.
(2) الإبانة 2 / 462.
(3) الإبانة 2 / 438.
(4) الإبانة 2 / 448.
http://www. taiba. org المصدر:
=============
العالم الفقيه والداعية المجاهد
صلاح عبد المقصود
كثيرًا ما يحتاج الدعاة إلى مدارسة سير العلماء المجددين، والدعاة المجاهدين، والمصلحين الصادقين ليأخذوا منها الزاد ويشحذوا الهمم للسعي في طريق الله.
تذكرت هذا المعنى وأنا أشارك في جنازة الفقيد الكبير، والعالم الجليل فضيلة المستشار محمد المأمون الهضيبي.
شعرت أن من علامات القبول عند الله لهذا الداعية نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا تلك الحشود الهائلة التي تدافعت لتشييع جنازته، وسارت خلف جثمانه لعشرات الكيلو مترات حتى وارته الثرى ودعت له بخير، ثم العزاء الذي شارك فيه الآلاف من مختلف طبقات الأمة، وتلك الوفود التي جاءت من خارج مصر لتقديم العزاء.
إنه تكريم عظيم للدعوة والدعاة، يدل على تقدير الأمة لدعاتها الصادقين المخلصين، وهو استفتاء على مكانة العلماء في قلوب الناس، استفتاء حقيقي لا تزوير فيه ولا تضخيم، وصورة طبيعية لا تحسين فيها ولا تجميل، وواقع رآه الناس بصورة ملموسة لا وهم فيها ولا خيال.
كان المستشار المأمون الهضيبي - يرحمه الله - نموذجاً للدعاة الصادقين، قضى حياته في خدمة دينه ودعوته، وتعرض في سبيل ذلك للعديد من الابتلاءات والمحن، فما غيّر ولا بدل، بل ظل ثابتاً على دعوته قابضاً على دينه حتى لقي ربه راضياً.
الهضيبي... القاضي الفقيه، والعالم الموسوعي، والمصلح الاجتماعي الذي يقتحم كل المنتديات بلا خوف ولا وجل ويخالطها بسمت الداعية المعتز بدينه الواثق بشريعته.
رأيناه يقود أكبر فريق برلماني في مجلس الشعب المصري 1987م منافحاً عن الشريعة، مدافعاً عن القيم، رأيناه فقيهاً شرعياً ودستورياً وقانونياً، ورأيناه سياسياً محنكاً، ورأيناه داعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ورأيناه مجادلاً لمخالفيه بالتي هي أحسن.
تحدث عنه مَنْ رافقوه وعايشوه، فوصفوه بأنه كان قوّاماً بالليل، صوّاماً بالنهار، له مع ربه كل ليلة ساعتين قائماً مستغفراً متبتلاً.
اتخذ المشاركة في العمل العام سبيلاً للدعوة إلى الله، فكنا نراه مرتاداً للنوادي محاضراً، وللمقاهي في جولاته الانتخابية واعظاً ومذّكراً، ولمقرات الأحزاب مشاركاً للتيارات السياسية والحزبية، معبراً عن دعوة الإسلام ورؤيتها لمختلف القضايا.
وكان دائماً يحرّض أبناءه وتلامذته على المشاركة في العمل العام، وخدمة المجتمع، والدفاع عن قضاياه والتصدي لمشكلاته.
كان يؤمن بالدعوة بمفهومها الشامل عبر المساجد، والجامعات، والنوادي، والنقابات.. الدعوة في البيت والشارع والمقهى والمتجر.
رفع شعار "الإسلام هو الحل" لقضايا الأمة ومشكلاتها، وسعى إلى ترجمة الشعار إلى العديد من البرامج في مجالات الشورى والحريات العامة، والسياسة والاقتصاد، والتربية والثقافة، والاجتماع والعمران، والبطالة والبيئة.
كان من أشد الدعاة المتحمسين لدور المرأة المسلمة في الدعوة إلى الله وإصلاح المجتمع، باعتبارها تمثل نصف المجتمع وتربي وترعى النصف الآخر، ودافع عن حقوقها العامة وترجم هذا الدفاع إلى واقع عملي.
أعطى بعض وقته للرد على المرجفين الذين حاولوا تشويه الإسلام فكتب وناظر وألّف واجتهد ونشر العديد من الدراسات والمقالات التي تكشف حقيقة الإسلام لأبنائه الجاهلين أو أعدائه الحاقدين.(18/109)
الداعية الهضيبي الذي قاد أكبر جماعة إسلامية في العالم الإسلامي لم ينعزل عن قضايا الأمة، بل كان في مقدمة المدافعين عنها، رأيناه في الشهور الأخيرة يقود تجمع إستاد القاهرة الدولي الذي احتشد فيه مئات الألوف دفاعاً عن فلسطين والعراق، ورأيناه يقود تظاهرة الأزهر التي شارك فيها عشرات الألوف.
وكان آخر مواقفه الدفاع عن حق المسلمات في فرنسا في ارتداء الحجاب.
رحم الله الداعية المجاهد، والفقيه المتواضع، والعالم الجليل، الذي ظل طيلة حياته يردد: الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
- رحمه الله - رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وعوض الدعوة الإسلامية فيه خيرًا.
http://www. almujtamaa - mag. com المصدر:
==============
أداء العمل.... بين ضعف الاحتساب وخوف المحاسبة
الأستاذ أنور بن سعيد الكناني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...وبعد:
لا تكاد تطلع على أي عمل من الأعمال - تنتسب إليه أو لا تنتسب إليه - إلا وتمتد من أمامه ومن خلفه شباك؛ تختلف من مكان لآخر ومن عمل لآخر في سمكها وقوتها وعظمها –تشبه شبكة الصياد تلك التي يقع في شراكها ما هب ودب وما صغر وكبر،ومن قصدت ومن لم تقصد.
ما نوع تلك الشراك وما هدفها؟ إن المتأمل في البون الشاسع بين ما يتم تنفيذه من الأعمال كلفة وآخر احتساب،تجد أن الناس يتفاوتون في مدى الجدية ومن جهة أخرى في الإنتاج وحصول الثمرة،لأن مسألة الرقابة الدنيوية تعطي طابعا آخر للعمل من ناحية الانضباط من عدمه، ربما بلغت أوجها في نفوس المغرر بهم أو من سقط في أيديهم.
بينما الرقابة السماوية لا تسهم في توجيه العمل عند البعض إلى الصواب وتحري القبول، ولا تزرع في سلوكهم فضلا عن قلوبهم معاني الخوف والمراقبة. قال - تعالى -:"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون،وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون". التوبة.
لماذا؟ هل هناك أسباب عكسية من واقع العمل تحتم علينا أن نغلق باب المراقبة؟ لعلك تجيب ب لا! وأنا أخالفك القول بأن الميدان التربوي وغير التربوي في مجتمعاتنا تفوح بالنتائج العكسية السلبية الغير منضبطة - جراء سلوك نجم عن خطأ أو سلوك غير مستقصد أو كلمة أريد بها حق دبلجها الموقف باطلا، أو سوء فهم من الوجه الآخر،التي ولو قدر لنتائجها أنها! تخالف أمرا أو نهيا شرعيا لما رأينا للغضب مسرحا، ولم يتمعر لها وجه ينطق "بكلمة الحق" - وقد انتهكت محارم الله - أو قيل ما لا يحمد عقباه.
إن من أهم أسباب التباطؤ في الأداء وسلبية الإنتاج:
أولا: انعدام الرقابة الإلهية في نفوس العاملين وعدم استشعارها كما هو الحال في الرقابة الدنيوية كما هو ملموس.
ثانيا:عدم الإيمان بأهمية المرجعية في أي عمل أو مهنة سواء المرجعية العليا أو سلطة اتخاذ القرار؛ حيث أن لها دور كبير في توجيه العمل وفق الضوابط، ودورها يبرز في كونها تنظم سير العمل وفق آلية وتقيمه. ، فتجد أن من المعوقات النفسية عند العاطل هي القوانين التي تتحكم في كثير من الأعمال أو الرئيس أو المسئول.
ثالثا: ما سبق الإشارة إليه - من كون الدافعية للعمل الإلزامي تفوق قابلية العمل التطوعي –في كثير من الأحوال - والالتواء عند قبوله، والتقاعس عن الاهتمام به، والانهزام عند الإخفاق فيه، والاتكالية في تنفيذه – ربما يكون ذلك طوعا للذات الأمارة بالسوء أو المتقاعسة عن فعل الخير للغير؛الموطنة بحب المحفزات والمرغبات أيا كان نوعها،وقد قال الله - تعالى - " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون". وقال - عليه الصلاة والسلام - "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير".
رابعا: قلة الإطلاع، والابتعاد عن القراءة،التي تسبب انعدام المصادر التي تثري العمل وتلم بجوانبه، والتعصب للرأي دون الرأي الآخر، والتباطؤ في إصدار القرار،وفي ذلك إشكالية كبيرة ربما تقف دون نضوج العمل أو تلحق به البوار أو تؤدي إلى إنزال الناس أكبر أو أصغر من منازلهم ومما يدل على أهمية الاطلاع أول ما أنزل من القرآن قوله - تعالى - في سورة الأعلى "اقرأ" وقول الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - " من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم". وإذا فقهك الله في الدين فقد أراد الله بك خيرا سواء لنفسك أو للآخرين.
ولن ينال الإنسان العلم حتى يحقق مطالبه التي تدل عليه كما قال الشاعر:
أخي لن تنال العلم إلا بستة *** سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة *** وصحبة أستاذ وطول زمان
فبالعلم ترفع الجهل عن نفسك وتسمو تسمو إلى معالي الأمور.
خامسا: الانغلاق عن المجتمع والإحجام عن فهم كثير من المسلمات أو غير المسلمات،وعدم الانفتاح على الآخرين لتدارس أفكارهم والنهوض بخبراتهم لسبب أو لآخر؛ سببه القوقعة حول الذات، والنظرة السلبية أو عدمها للآخرين،مما يسبب انفصام الشخصية، وعدم تفهمها لأهمية التعاون الذي دعا الله إليه في كتابه بقولة "وتعاونوا.. "وأهمية التواصل مع الآخرين حتى تبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون "... ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ".(18/110)
سادسا: عدم النظر إلى قيمة العمل وأهميته،وخاصة الأعمال الخيرية التي لا يحدها ضابط ولا يشملها قرار أو نظر مسئول، فحينما لا يعطى العمل حقه ومستحقة من المكانة والأهمية، ينقص ذلك من مكانته وأهميته،وحينما لا يراعى أي عمل من ناحية توثيقه، أو دراسته،أو إمعان النظر فيه وتحري النجاح من ورائه والوصول إلى إتقانه وتحقيق أهدافه، حينها لن تستطيع أن تقدره حق قدره أو تصل إلى ثمرته،أو تؤديه كما ينبغي على أقل تقدير. وقد قال - عليه الصلاة والسلام - " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ".
سابعا: إسناد العمل لغير أهله،وذلك من وجوه متعددة بحيث يسند إلى شخص عملا لا يستطيع أن يلم بجوانبه لوحده،أو يكون العمل لا يناسب درجته العلمية، أو يحتاج العمل لجدية أكبر عند تنفيذه لا تناسب ذلك الذي يقلل من أهمية كثير من الأعمال،أو يوضع الرجل في تخصص لا يناسبه وهكذا. فالأمي لن يمتهن التعليم قبل أن يؤهل. ولكل مقام مقال".
فإسناد الأعمال لمن هم أهل لإدارتها والقيام بها خطوة كبيرة في طريق النجاح،وبداية لنهاية واعده بالإتقان وبلوغ المرام.
أما حينما نراعي ضوابط أي عمل نريد تنفيذه أو نسعى إلى إنجاحه،فاننا بإذن الله نبلغ القصد، ونصل إلى المطلوب وننتظر النجاح".
ثامنا: الخوف من النتائج السلبية للعمل أيا كان نوعه، أو الخوف من الظهور بمظهر لا يحقق النجاح والتفوق. فتجد طاقته محدودة، خائفا من الإحراجات واحتقار الآخرين له، مع أن المتطلب منا جميعا بعد الاستعانة بالله أن نحدد الأهداف بوضوح، وندير المشروع والمهمة بنجاح، ثم نمضي قدما متفائلين ولنعلم جميعا أن من أهم قوانين الإبداع في الأعمال هو "الإصرار".
وأخيراً: قلة الحوافز ليست معيارا للنجاح في أي عمل على كل حال وليست سببا للإخفاق، فالحاجة إلى ما يكفل بتنظيم العمل ويضمن تأمين احتياجاته،هي الأولى بالاهتمام من أن يكون هناك حافزا يقلل من أهمية العمل حال حجب ذلك الحافز، أو يزيد من قيمة عمل لا وزن له،لأنا نحتاج إلى مسألة الاحتساب وخاصة في الأعمال الخيرية التي تؤتي أكلها كل حين وتنتج ثمرتها ويرتجى النفع من ورائها.
وعلى كل حال فمتى ما قدمت لعمل ما القليل أعطاك الكثير، ومتى ما سعيت في عمل لإنجاحه و استعنت على ذلك بعد الله بأسباب النجاح حينها سترى تلك الايجابية الكبيرة في النهوض بمستواه والرقي به.
الله - عز وجل – يقول: "وإذا عزمت فتوكل على الله". وهم يقولون: "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد". وكلام الله أبلغ في اللفظ والمعنى وأقوى في الحجة والبرهان وأقرب إلى الوضوح والدلالة، لأنه لا غنى للعزيمة عن التوكل والتوكل أقوى أسباب النجاح.
والمبادرة إلى العمل وخاصة العمل الذي فيه الخير للغير وفيه النفع للناس والطير والدواب مما يحث عليه الشارع الكريم ومما تحمده الشريعة الإسلامية،فقد قال - عز وجل -: "سابقوا... " وقال "وسارعوا". وقال"وقل اعملوا... " كلها آيات عظيمات تحث على المبادرة إلى الخيرات و الأعمال الصالحة النافعة والمتعدية النفع.
وفي الختام دعوني أهمس في أذن كل قاعد عن العمل أو متقاعس عن نفع الآخرين والى كل من أبى الحسبة ولذة الاحتساب ورضي بالإشادة وإشارة البنان، أهمس في آذانهم وأقول اعملوا وجددوا الثقة بأنفسكم وليكن طموحكم عليّا يصل الثريا، واخلصوا في أعمالكم فكل ميسر لما خلق له "و ما عند الله خير وأبقى والعمل للباقية خير وأبقى من العمل للفانية، والعمل محمدة و شرف للمرء وعون له عل حصول الخير، ولا يعوق سعيك الآخرين، ولتكن خشيتك من الرقيب الأعلى مقدمة على الخوف من الرقيب الأدنى.
وليعلم أرباب البطالة أن الفرد الايجابي في المجتمع خير وأحب إلى الناس من العاجز الكسول.
http://www. saaid. net المصدر:
============
نتبادل الغرام والحرام
كيف تعلمت المعاصي؟
سؤال محير؟
تعلمت المعاصي منذ كنت صغيرة لا أعرف غير المعاصي.
أخرج مع زميلاتي إلى المراكز التجارية في الإمارات.
نضحك ونتسامر مع الشباب.
نسهر حتى الثالثة صباحا.
نكلم الشباب حتى الليل.
نتبادل الغرام والحرام !
فما الحل ؟
يا كرام:
أخيتي الغالية...
يا جوهرة مصونة.. ودرة مكنونه... اعلمي إن الجواهر الغالية تصان عن نظر الحساد... ومرضى القلوب... حفظاً لها ورفعة لشأنها...
ولأنك يا أمة الله أغلى من تلك الدرر.. ابرق إليك بهذه الرسالة:
احذري - حفظك الله - من حضور مجالس السوء والاختلاط بأهلها وسارعي - رعاك الله إلى مجالس الفضيلة والخير..
أختاه إن رمت الوصول إلى جنة *** فيها الخلود ونظرة الرحمن
فعليك بتطبيق الشريعة دائما *** في أي شأن أو بأي زمإن
أخيتي العزيزة..
إن أفضل النساء:
هي التي لا تعرف عيب المقال، ولا تهتدي لمكر الرجال، فارغة القلب الا من زينة لبعلها، والإبقاء في صيانة أهلها.
فمنطق الفطرة السوية يقول: إن البيت هو المكان الطبيعي الذي تتحقق فيه وظائف الأنوثة.
فيا فتاة الإسلام: اشغلي نفسك بالدواء النافع والشفاء الناجع وهو القرآن الكريم.. اندي على ما مضى واتركي قرينات السوء اللاتي يتبعن الشيطان والنهاية الجحيم - والعياذ بالله - ابتعدي عن سماع الغناء والذهاب إلى الأسواق من دون محرم والمواعيد الغرامية فكلها طرق مؤديه إلى الزنا. قال - تعالى - ((ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا))
تذكري هادم اللذات ومفرق الجماعات.. فهناك تكون الغربة الحقيقية.. غربة العمل الصالح...!
فالغربة الحقيقية – يا رعاك الله – هي غربة العمل الصالح فحذار.. حذار. حذار.. أن تعيشي هذه الغربة في عالم القبور... تزودي بالتقوى،فأن خير الزاد التقوى.(18/111)
وعليك بمراقبة نفسك وفكرك، أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حال النساء المتبرجات يوم القيامة، أنهن يؤخرن ويبعدن عن دخول الجنة. فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: ذكر منهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).
ولا ريب إن تبرج المرأة المسلمة وما نراه في المجمعات التجارية في هذا الزمن وللآسف الشديد من بنات المسلمين من كبائر الذنوب إذ قد جاء فيه وعيد شديد. ويخشى إن تكون المتبرجة من أهل النار بسبب تبرجها - والعياذ بالله -.
فلتتأملي - رحمك الله- هذا الموقف العظيم وذاك المآل الفظيع الذي سيجره عليك تبرجك ومواعيد وغفلة وبعد عن الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ولتتذكري – يا أمة الله – أن ملك الموت قد تخطاك إلى غيرك وسيخطي غيرك إليك..
والسعيدة من استعدت للقاء ريها.
وأخيرا
يا من تعصين الله أفيقي وأنقذي نفسك من النار ما دمت في هذه الدار..
أيتها الغالية: هداك الله درب الرشاد.. فلتغتسلي بماء التوبة. ولتتوضئي بوضوء الرجوع والآوبة.
ولتعلمي علم اليقين الذي لا يداخله أدنى شك أو تخمين.. أنك ما خلقت إلا لأمر عظيم.
قال - تعالى - ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)).
http://www. twbh. com المصدر:
=============
سمعتي آخر أغنية ؟
هل تعلمين... أنه ليس سؤالا في مسابقة ثقافية أو لإثراء المعرفة العامة بل هو سؤال للأسى والحسرة، نعم أخيتي هل تعلمين أن الغناء كان سببا لزوال مجد المسلمين في الأندلس عندما كانت غاية الأماني هي سماع الأغاني … وهي تنخر في جسد الأمة جيلا تلو جيل.. فما أنت صانعة يا جيلنا... نعم أخيتي أنتي جيلنا الآن.. لا تحقري نفسك وتقولي أنا واحدة فكيف أصبح جيل.. إن واحدة مع واحدة مع…. يصبحن جيلا …
فأرجو منك أخيتي أن تقرئي السطور التي تعبق بمحبتك بتمعن ولا تقولي هذا الكلام لن أستفيد منه ولو كرر علي ألف مرة…. أرجو منك فقط أن تقرئي هذه النشرة حتى النهاية…لن يكلفك ذلك شيئا…
أخيتي …
ها أنت ترين الغناء وقد انتشر في هذا العصر انتشارا كبيرا حتى حسبه الناس حلالا، لقد سمعت الفتيات في المدارس يرددن الأغاني وكل واحدة تصحح للأخرى ما أخطأت به من كلمات الأغنية وأراهن يغنين وكأنهن قد ملكن الدنيا وما فيها…. وكأن الواحدة منهن تقول لزميلاتها… انظرن إلي أنا أيضا أسمع الأغاني وأحفظها ….
أخيتي.. هل حفظت كتابك ودستورك القرآن الكريم أو شيئا منه.. ألم تسمعي قول الله - تعالى – "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ".. ولكن في ماذا تتنافس أخواتك.. إنهن يتنافسن من أجل أغنية هابطة وكلمات بذيئة…فأول شريط ينزل للسوق تجد هذه اشترته،وهذه أتقنت اللحن وضبطته وأخرى حفظت الكلمات وقلما نجد جدران المدارس تخلو من هذه الترهات…. أيا أخيتي أنني أحبك مثل نفسي…. فأنتي عماد المستقبل وأمل الأمة المنتظر …
فتقبلي مني رعاك الله هذه النصيحة… فأني لم اسطرها إلا لخوفي الشديد عليك من عقاب الله الأليم …فالله يمهل ولا يهمل……
صديقتي … استمعي إلى الكلام الآتي بصدر رحب وانأي بنفسك عن كل المؤثرات التي من حولك وافتحي لي قلبك بصدق كما فتحت قلبي لك بإخلاص ….
إن الغناء أو الموسيقى التي تستمعين إليها … حرام ولا تجوز بتاتا…(أرجوك استمري في القراءة ولا ترمي النشرة جانبا) ….
1)لأن الله حرمه… قال - تعالى – " وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " … وقد فسر المفسرون (لهو الحديث) بالغناء.
2)لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أكد تحريمه …فقد قال محذرا ومبينا صلوات ربي وسلامه عليه (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) بمعنى أنها أشياء محرمة وسيأتي زمن سوء تستحل فيه هذه المحارم..
فاسألي نفسك هذا السؤال وبصدق:
هل تحسين بشيء من الضيق في قلبك عندما تسمعين الغناء؟
أقول لمن قالت نعم أحس بضيق أخيتي ما دمتي تحسين بضيق فلم تستمعين إليها إذن….. ولمن قالت لا أحس بضيق وإنما أشعر بنشوة وسرور أعلمي أخيتي أن تلك النشوة إنما هي نشوة مؤقتة ينقلب بعدها القلب إلى قلب تعيس لا يعرف للسعادة طريقا ولا للحياة معنى ولا هدفا …….
عجبت - أشد العجب - من فتيات أحللن لأنفسهن الموسيقى لأنها ليست أغاني، وإذا سألت إحداهن؟! ما الفرق تقول:الموسيقى عزف بلا كلام والأغنية عزف يصاحبه كلام!؟
عجبت - كل العجب - من فتيات أحللن لأنفسهن موسيقى نشرات الأخبار والأغاني الوطنية …أريد أن أعرف ما هو الفرق؟؟!؟ وما أظنهن حكمن هذا الحكم إلا ليخدعن أنفسهن الضعيفة
ودهشت - أيما دهشة - من فتيات أحللن لأنفسهن سماع الأغاني بغير وقت الصلاة والآذان بحجة أنها فقط تلهي عن الصلاة فإذا جاءت الصلاة أصبحت محرمة … من أين أتين بهذا الحكم الغبي الأحمق؟؟!؟
وصعقت من فتيات أحللن لأنفسهن الموسيقى الغربية بحجة أنهن لا يفهمن كلماتها وبالتالي هن لسن مذنبات!!… فهؤلاء أحمق الأصناف وأغباهن وأجهلهن..؟؟!…(18/112)
صديقتي إن عمرك عبارة عن دقائق بل ثواني بل لحظات ….. وكل هذه الأشياء أنت محاسبة عنها سواء كنت في وقت صلاة أم في غير وقت صلاة … صديقتي ألا تعلمين أن الملكين يسطران عليك كل شيء منذ أن بلغت حتى تنزع روحك وما أدراك متى تحين وفاتك.. قد تموتين الآن وأنت تقرئين هذه الكليمات وقد تموتين وأنت تسمعين الأغاني الماجنة فبئس الخاتمة …
والمرء مع من أحب …. فلك الخيار هل تريدين أن تكونين مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أم مع العتاة العصاة …..
فاربئي بنفسك عن مواطن السوء والهلكة لتصبحي من الفائزات بجنة عرضها كعرض الأرض والسماوات … وسارعي للتوبة حال قراءتك للنشرة لأن الشيطان قد يصدك عن ذلك إن أنت سوفت أمر توبتك …
قد تسأل إحداكن … كيف أتخلص من سماع الأغاني؟ فإنني قد تعودت عليها ولا أستطيع تركها بسهولة؟؟ أخيتي إليك هذه الخطوات التي ستسهل لك هذا الأمر بإذن الله:
1) يجب أن تكوني صادقة في توبتك وأن تكوني ذات همة عالية وأن تمتلكي جرأة، وشجاعة كي تتخذي هذا القرار الشجاع…
2) أن تقومي بتحطيم كل ما تملكين من أشرطة … وإن كانت لغيرك أن تتخلصي منها بسرعة مع إرفاق نصيحة رقيقة لهم، ويجب أن لا تخجلي من ذلك ….
3) إذا أحسست برغبة ملحة في سماع الأغاني، فسارعي بفتح أقرب مصحف لك وأقرئي منه فهو يطمئن النفس، ويقمع رغبتها في المعصية، وإذا كنت لا تستطيعين ذلك فاستمعي لقراءة في مصحف لأحد المشايخ أو شريط محاضرات، فإن كنت لا زلت تشعرين برغبة جامحة للأغاني فاستمعي شريط أناشيد…"انظري آخر النشرة "…
4) إذا استهزأت بك إحداهن أو انتهرك أحدهم على تركك سماع الأغاني فلا تردي عليه، واشغلي لسانك بذكر الله حال مخاطبته لك، وقولي له إذا انتهى من كلامه "جزاك الله خيرا وهداك " فإن هذه الكلمة تؤنب نفسه وتهدئ نفسك….
5) إذا كان أحد والديك من يستمع الأغاني وضحي لهما حكمها بكلمات مهذبة، وضعي لهما نصائح رقيقة في أماكن جلوسهما وأخبريهما أنك متضايقة من هذه الأغاني لأنها تشعرك بأنك بعيدة عنهما …
أخيرا أخيتي … أعلمي أن هذه الخطوات سهلة جدا جدا إذا أخلصت أمر توبتك لله، واستعنت به في سد منافذ الشيطان عليك … ولا تسوفي وتقولي بعد هذا الشريط الجديد سأتوب … ولا تقولي بعد يوم.. بعد شهر.. بعد سنة … فالشيطان يجعل اليوم يومين والشهر شهرين والسنة سنتين و……، بل تخيلي كلما هممت بسماع الغناء أن الرصاص المذاب يصب في أذنك ……
…أخيتي إذا كانت إحدى صديقاتك تسمع الأغاني فانصحيها فإن لم تستمع لك فيجب أن تفارقيها فورا، ولا تقولي يكفي أن أتوب أنا ولن تؤثر علي، ويجب أن لا تخجلي من النصيحة …
و ختاما إليك بعض الأشرطة التي تفيدك بإذن الله:
1) أشرطة القرآن الكريم وهي لأئمة كثيرون (سعود الشر يم - أحمد العجمي – ياسر الدوسري - …)
2) أشرطة محاضرات: (ماذا بعد الالتزام – المحرومون – من الطارق – المشتاقون إلى الجنة – القابضات على الجمر – ذكريات تائب – أمراض القلوب …)
3) أشرطة أناشيد (يا عابد الحرمين – الفاتنة – طموح – كفى ما كان – هموم أمة – ومضة – شيماء تبكي – من للثكالى …)
وأخيرا أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه …. وأن يهدينا إلى سواء السبيل …
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
http://saaid. net المصدر:
==============
ستون بابا من أبواب الأجر وكفارات الخطايا ..؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين… وبعد …
فهذه رسالة إلى كل مسلم يعبد الله ولا يشرك به شيئا حيث أن الغاية الكبرى لكل مسلم هي أن يخرج من هذه الدنيا وقد غفر الله له جميع ذنوبه حتى لا يسأله الله عنها يوم القيامة ويدخله جنات النعيم خالدا فيها لا يخرج منها أبدًا.
وفي هذه الرسالة القصيرة نذكر بعض الأعمال التي تكفر الذنوب والتي فيها الأجر الكبير من أحاديث الرسول الصحيحة، نسأل الله الحي القيوم الذي لا إله إلا هو أن يتقبل أعمالنا إنه هو السميع العليم.
1 - التوبة: {من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه} [مسلم:2703] {إن الله - عز وجل - يقبل توبة العبد ما لم يغرغر}.
2 - الخروج في طلب العلم: {من سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة} [مسلم:2699].
3 - ذكر الله - تعالى -: {ألا أنبأكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم} قالوا بلى - قال: {ذكر الله - تعالى -} [الترمذي:3347].
4 - اصطناع المعروف والدلالة على الخير: {كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله} [البخاري:10/374]، [مسلم:1005].
5 - فضل الدعوة إلى الله: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا} [مسلم:2674].
6 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان} [مسلم:49].
7 - قراءة القرآن الكريم وتلاوته: {اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه} [مسلم:804].
8 - تعلم القرآن الكريم وتعليمه: {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} [البخاري:9/66].
9 - السلام: {لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء لو فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم} [مسلم:54].(18/113)
10 - الحب في الله: {إن الله تعالي يقول يوم القيامة: أين المتحابين بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي} [مسلم:2566].
11 - زيارة المريض: {ما من مسلم يعود مسلما مريضا غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة} [الترمذي:969].
12 - مساعدة الناس في الدين: {من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة} [مسلم:2699].
13 - الستر على الناس: {لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة} [مسلم:2590].
14 - صلة الرحم: {الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله} [البخاري:10/350] [مسلم:2555].
15 - حسن الخلق: {سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق} [الترمذي:2003].
16 - الصدق: {عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة} البخاري (10/423} [مسلم:2607].
17 - كظم الغيظ: {من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء} [الترمذي:2022].
18 - كفارة المجلس: {من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: [سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك] إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك} [الترمذي:3/153].
19 - الصبر: {ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه} [البخاري:10/91].
20 - بر الوالدين: {رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه} قيل: من يا رسول الله؟ قال: {من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة} [مسلم:2551].
21 - السعي على الأرملة والمسكين: {الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله} وأحسبه قال: {وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر} [البخاري:10/366].
22 - كفالة اليتيم: {أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى} [البخاري:10/365].
23 - الوضوء: {من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره} [مسلم:245].
24 - الشهادة بعد الوضوء: {من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: [أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين] فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء} [مسلم:234].
25 - الترديد خلف المؤذن: {من قال حين يسمع النداء: [ اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته]، حلت له شفاعتي يوم القيامة} [البخاري:2/77].
26 - بناء المساجد: {من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بني له مثله في الجنة} [البخاري:450].
27 - السواك: {لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة} [البخاري:2/331] [مسلم:252].
28 - الذهاب إلى المسجد: {من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح} [البخاري:2/124] [مسلم:669].
29 - الصلوات الخمس: {ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله} [مسلم:228].
30 - صلاة الفجر وصلاة العصر: {من صلى البردين دخل الجنة} [البخاري:2/43].
31 - صلاة الجمعة: {من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام} [مسلم:857].
32 - ساعة الإجابة يوم الجمعة: {فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه} [البخاري:2/344] [مسلم:852].
33 - السنن الراتبة مع الفرائض: {ما من عبد مسلم يصلي لله - تعالى - كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة} [مسلم:728].
34 - صلاة ركعتين بعد الوقوع في ذنب: {ما من عبد يذنب ذنباً،فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له} [أبو داود:1521].
35 - صلاة الليل: {أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل} [مسلم:1163].
36 - صلاة الضحى: {يصبح على كل سلامة من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى} [مسلم:720].
37 - الصلاة على النبي: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً} [مسلم:384].
38 - الصوم: {ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله - تعالى - إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً} [البخاري:6/35] [مسلم:1153].
39 - صيام ثلاثة أيام من كل شهر: {صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله} [البخاري:4/192] [مسلم:1159].
40 - صيام رمضان: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} [البخاري:4/221] [مسلم:760].
41 - صيام ست من شوال: {من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر} [مسلم:1164].
42 - صيام يوم عرفة: {صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية} [مسلم:1162].
43 - صيام يوم عاشوراء: {وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله} [مسلم:1162].
44 - تفطير الصائم: {من فطر صائماً كان له مثل أجره،غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً} [الترمذي:807].
45 - قيام ليلة القدر: {من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه} [البخاري:4/221] [مسلم:1165].(18/114)
46 - الصدقة: {الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار} [الترمذي:2616].
47 - الحج والعمرة: {العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة} [مسلم:1349].
48 - العمل في أيام عشر ذي الحجة: {ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام} يعني أيام عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: {ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء} [البخاري:2/381].
49 - الجهاد في سبيل الله: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع صوت أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها} [البخاري:6/11].
50 - الإنفاق في سبيل الله: {من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا} [البخاري:6/37] [مسلم:1895].
51 - الصلاة على الميت واتباع الجنازة: {من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان} قيل: وما القيراطان؟ قال: {مثل الجبلين العظيمين} [البخاري:3/158] [مسلم:945].
52 - حفظ اللسان والفرج: {من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة} [البخاري:11/264] [مسلم:265].
53 - فضل لا إله إلا الله، وفضل سبحان الله وبحمده: {من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه} وقال: {من قال: "سبحان الله وبحمده" في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر} [البخاري:11/168] [مسلم:2691].
54 - إماطة الأذى عن الطريق: {لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس} [مسلم].
55 - تربية وإعالة البنات: {من كن له ثلاث بنات، يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة} [أحمد بسند جيد].
56 - الإحسان إلى الحيوان: {أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة} [البخاري].
57 - ترك المراء: {أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا} [أبو داود].
58 - زيارة الإخوان في الله: {ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر، لا يزوره إلا في الجنة} [الطبراني حسن].
59 - طاعة المرأة لزوجها: {إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت} [ابن حبان، صحيح].
60 - عدم سؤال الناس شيئا: {من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة} [أهل السنن، صحيح].
http://www. twbh. com المصدر:
===============
ستون بابا من أبواب الأجر وكفارات الخطايا ..؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين… وبعد …
فهذه رسالة إلى كل مسلم يعبد الله ولا يشرك به شيئا حيث أن الغاية الكبرى لكل مسلم هي أن يخرج من هذه الدنيا وقد غفر الله له جميع ذنوبه حتى لا يسأله الله عنها يوم القيامة ويدخله جنات النعيم خالدا فيها لا يخرج منها أبدًا.
وفي هذه الرسالة القصيرة نذكر بعض الأعمال التي تكفر الذنوب والتي فيها الأجر الكبير من أحاديث الرسول الصحيحة، نسأل الله الحي القيوم الذي لا إله إلا هو أن يتقبل أعمالنا إنه هو السميع العليم.
1 - التوبة: {من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه} [مسلم:2703] {إن الله - عز وجل - يقبل توبة العبد ما لم يغرغر}.
2 - الخروج في طلب العلم: {من سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة} [مسلم:2699].
3 - ذكر الله - تعالى -: {ألا أنبأكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم} قالوا بلى - قال: {ذكر الله - تعالى -} [الترمذي:3347].
4 - اصطناع المعروف والدلالة على الخير: {كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله} [البخاري:10/374]، [مسلم:1005].
5 - فضل الدعوة إلى الله: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا} [مسلم:2674].
6 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان} [مسلم:49].
7 - قراءة القرآن الكريم وتلاوته: {اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه} [مسلم:804].
8 - تعلم القرآن الكريم وتعليمه: {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} [البخاري:9/66].
9 - السلام: {لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء لو فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم} [مسلم:54].
10 - الحب في الله: {إن الله تعالي يقول يوم القيامة: أين المتحابين بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي} [مسلم:2566].
11 - زيارة المريض: {ما من مسلم يعود مسلما مريضا غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة} [الترمذي:969].
12 - مساعدة الناس في الدين: {من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة} [مسلم:2699].
13 - الستر على الناس: {لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة} [مسلم:2590].(18/115)
14 - صلة الرحم: {الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله} [البخاري:10/350] [مسلم:2555].
15 - حسن الخلق: {سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق} [الترمذي:2003].
16 - الصدق: {عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة} البخاري (10/423} [مسلم:2607].
17 - كظم الغيظ: {من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء} [الترمذي:2022].
18 - كفارة المجلس: {من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: [سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك] إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك} [الترمذي:3/153].
19 - الصبر: {ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه} [البخاري:10/91].
20 - بر الوالدين: {رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه} قيل: من يا رسول الله؟ قال: {من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة} [مسلم:2551].
21 - السعي على الأرملة والمسكين: {الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله} وأحسبه قال: {وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر} [البخاري:10/366].
22 - كفالة اليتيم: {أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى} [البخاري:10/365].
23 - الوضوء: {من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره} [مسلم:245].
24 - الشهادة بعد الوضوء: {من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: [أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين] فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء} [مسلم:234].
25 - الترديد خلف المؤذن: {من قال حين يسمع النداء: [ اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته]، حلت له شفاعتي يوم القيامة} [البخاري:2/77].
26 - بناء المساجد: {من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بني له مثله في الجنة} [البخاري:450].
27 - السواك: {لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة} [البخاري:2/331] [مسلم:252].
28 - الذهاب إلى المسجد: {من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح} [البخاري:2/124] [مسلم:669].
29 - الصلوات الخمس: {ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله} [مسلم:228].
30 - صلاة الفجر وصلاة العصر: {من صلى البردين دخل الجنة} [البخاري:2/43].
31 - صلاة الجمعة: {من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام} [مسلم:857].
32 - ساعة الإجابة يوم الجمعة: {فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً، إلا أعطاه إياه} [البخاري:2/344] [مسلم:852].
33 - السنن الراتبة مع الفرائض: {ما من عبد مسلم يصلي لله - تعالى - كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة} [مسلم:728].
34 - صلاة ركعتين بعد الوقوع في ذنب: {ما من عبد يذنب ذنباً،فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له} [أبو داود:1521].
35 - صلاة الليل: {أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل} [مسلم:1163].
36 - صلاة الضحى: {يصبح على كل سلامة من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى} [مسلم:720].
37 - الصلاة على النبي: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً} [مسلم:384].
38 - الصوم: {ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله - تعالى - إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً} [البخاري:6/35] [مسلم:1153].
39 - صيام ثلاثة أيام من كل شهر: {صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله} [البخاري:4/192] [مسلم:1159].
40 - صيام رمضان: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} [البخاري:4/221] [مسلم:760].
41 - صيام ست من شوال: {من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر} [مسلم:1164].
42 - صيام يوم عرفة: {صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية} [مسلم:1162].
43 - صيام يوم عاشوراء: {وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله} [مسلم:1162].
44 - تفطير الصائم: {من فطر صائماً كان له مثل أجره،غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً} [الترمذي:807].
45 - قيام ليلة القدر: {من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه} [البخاري:4/221] [مسلم:1165].
46 - الصدقة: {الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار} [الترمذي:2616].
47 - الحج والعمرة: {العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة} [مسلم:1349].
48 - العمل في أيام عشر ذي الحجة: {ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام} يعني أيام عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: {ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء} [البخاري:2/381].(18/116)
49 - الجهاد في سبيل الله: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع صوت أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها} [البخاري:6/11].
50 - الإنفاق في سبيل الله: {من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا} [البخاري:6/37] [مسلم:1895].
51 - الصلاة على الميت واتباع الجنازة: {من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان} قيل: وما القيراطان؟ قال: {مثل الجبلين العظيمين} [البخاري:3/158] [مسلم:945].
52 - حفظ اللسان والفرج: {من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة} [البخاري:11/264] [مسلم:265].
53 - فضل لا إله إلا الله، وفضل سبحان الله وبحمده: {من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه} وقال: {من قال: "سبحان الله وبحمده" في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر} [البخاري:11/168] [مسلم:2691].
54 - إماطة الأذى عن الطريق: {لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس} [مسلم].
55 - تربية وإعالة البنات: {من كن له ثلاث بنات، يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة} [أحمد بسند جيد].
56 - الإحسان إلى الحيوان: {أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة} [البخاري].
57 - ترك المراء: {أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا} [أبو داود].
58 - زيارة الإخوان في الله: {ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر، لا يزوره إلا في الجنة} [الطبراني حسن].
59 - طاعة المرأة لزوجها: {إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت} [ابن حبان، صحيح].
60 - عدم سؤال الناس شيئا: {من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة} [أهل السنن، صحيح].
http://www. twbh. com المصدر:
============
100 نصيحة للشباب
إبراهيم سرحان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث تميم الداري - رضي الله عنه - أنه قال: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة)) قالو لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) [رواه مسلم].
* وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [متفق عليه].
* وعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. [متفق عليه].
* فالنصيحة أخي الحبيب – ليس كما يراها البعض تدخلاً في شؤون الآخرين بغير حق، وليست إحراجاً لهم، أو انتقاصاً من شأنهم، أو إظهار لفضل الناصح على المنصوح، بل هي أسمى من ذلك وأرفع، إنها برهان محبة، ودليل مودة، وأمارة صدق، وعلامة وفاء، وسمة وداد.
* النصيحة: أداة إصلاح.. وأجور وأرباح.. وصدق وفلاح.
* النصيحة: باقة خير يهديها إليك الناصح.
* النصيحة: نور يتلألأ لينير لك الطريق.
* النصيحة: قارب نجاة يشق عباب أمواج الفتن الهائجة لتصل إلى بر الأمان.
* النصيحة: عبير طهر في خضم طوفان الشهوات.
* النصيحة: شذا عفاف يدعوك إلى الله و الدار الآخرة.
* النصيحة: حق لك على الناصح وواجب على الناصح تجاهك.
فيا أخي الشاب!
أفسح: للنصيحة مجالاً في صدرك.
* اعلم: أن الناصح ما دعاه إلى نصحك إلا محبته لك وخوفه عليك.
* واعلم: كذلك أن الناصح ما هو إلا ناقل لكلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه و سلم -، فإذا تواضعت له وقبلت نصحه، فقد تواضعت لربك - جل وعلا -، واتبعت نبيك محمد - صلى الله عليه و سلم - وإذا رفضت النصيحة ورددتها، فقد رددت – في الحقيقة – كلام ريك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه و سلم -.
* واعلم: – أيها الحبيب – أن بداية الإصلاح هو رؤية التقصير والاعتراف به والنظر إلى النفس بعين المقت والازدراء، فلا تجادل بالباطل، واعترف بخطئك ولا تتكبر، فإن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
* وعليك: بعد اعترافك بالخطأ إن كنت واقعاً فيه – أن تترك هذه المعصية، وتندم على فعلها، وتعزم ألا تعود إليها في المستقبل.
* وإذا: شكرت الناصح ودعوت له، فإن هذا من كرمك وسمو نفسك، واعترافك بالفضل لأهله، وإن لم تفعل فإنه لا يريد منك جزاءاً ولا شكورا.
النصائح:
هذه: أخي الشاب نصائح ذهبية، ووصايا سنية، لا تحرم نفسك من خيرها والعمل بها. ولا تحملها مغبة تركها، والإعراض عنها، فإن السعيد من وُعِظ بغيره، والشقي من أعرض عما ينفعه.
(1) اعلم أخي الشاب:
أن كلمة التوحيد ((لا إله إلا الله)) لا تنفع قائلها إلا بشروط ثمانية هي:
* العلم المنافي للجهل. * اليقين المنافي للشك.
* الإخلاص المنافي للشرك. * الصدق المنافي للكذب.
* المحبة المنافية للبغض. * الانقياد المنافي للترك.
* القبول المنافي للرد. * الكفر بما يُعبد من دون الله.
فاحرص – رمك الله – على تحقيق هذه الشروط وإياك والتفريط في شيء منها.
(2) اعلم أن نواقض الإسلام عشرة هي:
* الشرك في عبادة الله.(18/117)
* اتخاذ الوسائط من دون الله يدعوهم ويسألهم الشفاعة.
* من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم.
* من اعتقد أن غير هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل من هديه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه.
* من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول - صلى الله عليه و سلم -.
* من استهزأ بشيء من دين الرسول - صلى الله عليه و سلم - أو ثوابه أو عقابه.
* السحر فمن فعله ورضي به كفر.
* مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين.
* اعتقاد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة الإسلام.
* الإعراض عن دين الله.
فاحذر – أخي الشاب – أشد الحذر من هذه النواقض فإنه لا ينفع معها عمل.
(3) اعلم أن الإيمان بالله - عز وجل - ليس اعتقاداً فقط أو قولاً فقط.
إنما هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. فعليك بطاعة الرحمن وترك العصيان، فإنهما سبيلك إلى زيادة الإيمان.
(4) اعلم أن الله - عز وجل - خلقنا لعبادته وحده لا شريك له:
كما قال - سبحانه - {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [56: سورة الذاريات]
وإخلاص العبادة لا يتحقق إلا بنفي استحقاق العبادة عن غيره - تعالى -، ثم إثباتها لله وحده، وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله. قال - تعالى - { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[256 سورة البقرة].
فعليك بإخلاص العبادة لله - تعالى - وحده، وإياك أن تصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله - - سبحانه - و - تعالى - -.
(5) اعلم أن العبادة هي لفظة جامعة لكل ما يحبه الله ويرضاه:
من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فاجتهد في معرفة ما يحبه ربك، وابحث عن فضائل تلك الأعمال.
(6) اعلم أن أفضل العبادة هي ما افترضه الله عليك:
كما قال - سبحانه - في الحديث القدسي: ((وما يتقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه)) [ رواه البخاري ] فاعتن أخي الشاب بالفرائض أشدّ الاعتناء، وحافظ عليها أشد المحافظة، وأتِ بها على أكمل وجه.
(7) اعلم أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين:
هما الإخلاص لله - عز وجل - والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه و سلم - فالرياء يحبط العمل ويوجب العقوبة، وكذلك الابتداع يوجب العقوبة ويرد العمل.
فاجتهد – أخي الشاب – في تصفية نيتك من الرياء ورؤية المخلوقين. واحرص على تصفية أعمالك من الابتداع والسير على طريق المصطفى - صلى الله عليه و سلم -.
(8) حافظ على أداء الصلوات المكتوبات في أوقاتها:
فإن ذلك أفضل الأعمال.
(9) أحسن وضوئك للصلاة:
فإن الطهور شطر الإيمان، واعلم أن الوضوء مفتاح الصلاة، ولا يحافظ عليه إلا مؤمن.
(10) لا تتأخر عن أداء الصلاة في المسجد:
فإن صلاة الجماعة واجبة لا يجوز تركها دون عذر.
(11) احرص على إدراك تكبيرة الإحرام خلف الإمام والصلاة في الصف الأول:
واحضر قلبك في الصلاة، واجتهد في الخشوع فيها وتدبر معانيها.
(12) تعلم أحكام الصلاة:
وكيف كان هدي النبي - صلى الله عليه و سلم -، واستعن على ذلك ببعض الكتب النافعة كشروط الصلاة للإمام محمد بن عبد الوهاب. وصفة الصلاة للعلامة ابن باز - رحمهما الله -.
(13) احذر من تضييع صلاة الفجر والنوم عنها:
واستعن بمن يوقظك لأدائها، وداوم على أدائها في مسجد واحد، حتى إذا تغيبت سأل عنك جماعة المسجد.
(14) احذر من الشهر الطويل الذي يؤدي إلى ضياع صلاة الفجر.
(15) احرص على الأذكار المشروعة بعد الصلاة:
ولا تسرع بالخروج من المسجد قبل الإتيان بها.
(16) احرص على أداء السنن الرواتب:
وعلى أدائها في البيت، وهي اثنتا عشرة ركعة: ثنتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، وثنتان بعدها، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء.
(17) احذر من المرور أمام المصلي:
ولا تستهن بهذا الأمر بل انتظر حتى تظهر لك فرجة.
(18) حافظ على صلاة الوتر:
فإن النبي - صلى الله عليه و سلم - ما كان يتركها حضراً ولا سفراً.
(19) اعلم أن صلاة الجمعة فرض:
على كل ذكر حر مكلف مستوطن غير مسافر، فاحرص على حضورها، والتبكير إليها، والاغتسال والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب، والإنصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، واحذر من الغلو والانشغال عنها وتخطي رقاب الناس.
(20) أكثر من الصلاة والسلام على رسول - صلى الله عليه و سلم -:
في كل يوم وبخاصة في يوم الجمعة، فقد أمر بذلك رسول الله - صلى الله عليه و سلم -.
(21) اعلم أن في يوم الجمعة ساعة إجابة:
فحاول اغتنامها بالصلاة والدعاء وسؤال الحاجات.
(22) إذا كنت من أهل الزكاة فبادر بإخراجها:
فإنها طهرةُ لك ونما لمالك وزكاة لنفسك.
(23) أكثر من الصدقات:
فإن العبد في ظل صدقته يوم القيامة.
(24) تخلص من البخل والشح وعود نفسك على البذل والعطاء.
(25) لا تستهن بالصدقة وإن قلت:
فقد تصدقت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بعنبة واحدة وقالت: كم فيها من ذرة!! والله يقول {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [7: سورة الزلزلة].
(26) احذر من الرياء في الصدقات:
واعلم أن صدقة السر تطفئ غضب الرب، فاخف صدقتك حتى لا تعلم شمالك ما تنفق يمينك.
(27) شهر رمضان شهر الهدى والغفران:
فأحسن استعدادك لهذا الشهر العظيم.
(28) كان السلف يدعون الله:
ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعوهم ستة أشهر أ، يتقبل منهم رمضان، فإين أنت من هؤلاء.
(29) رمضان شهر الصيام والقيام:
لا شهر الكسل والنيام، فاغتنم أيامه ولياليه في طاعة الله وترك معاصيه.(18/118)
(30) لا تضيع صيامك بالسب واللعن والفحش من الأقوال والأفعال:
وإن تعدى عليك أحد أو شتمك فقل: إني امرؤ صائم.
(31) اجعل رمضان شهر توبة وإنابة ومحاسبة للنفس:
وحرص على الطاعات واغتنام الأوقات، واعزم على أن يكون ذلك دأبك دائماً حتى بعد رمضان.
(32) حافظ على قيام رمضان مع المسلمين في مساجدهم:
ولا تنصرف حتى ينتهي الإمام من الصلاة حتى يكتب لك أجر قيام ليلة.
(33) كن النبي - صلى الله عليه و سلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان:
وهذه سنة تركها الأكثرون، فأحيها أحيا الله فلبك ورفع قدرك.
(34) اعلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان:
والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي ما يعادل ثلاثاً وثمانين سنة!! فماذا أنت فاعل في هذه الليلة العظيمة المباركة؟!!!.
(35) أكثر من تلاوة القرآن وبخاصة في هذا الشهر الكريم:
فإن القرآن شفاء وهدى وموعظة ورحمة للمؤمنين.
(36) كان النبي - صلى الله عليه و سلم -:
أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فليكن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أسوتك في ذلك.
(37) درب نفسك على صيام النوافل ومنها:
صيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر وهي أيام الثالث والرابع والخامس عشر، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، فإنه يكفر ذنوب سنتين، وصيام عاشوراء، فإنه يكفر ذنوب سنة واحدة، وصيام ستة أيام من شوال.
(38) أحرص على أداء عمرة رمضان:
فإنها تعدل حجة.
(39) ذكر الله - عز وجل - شفاء للقلوب:
وجلاء الأحزان والنفوس، فداوم على ذكر الله - تعالى -، فإن الله مع عبده إذا ذكره، واعلم أن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب.
(40) الزم الاستغفار:
يجعل الله لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ويرزقك من حيث لا تحتسب.
(41) اعلم أن الدعاء أكرم شيء على الله - عز وجل -:
وأنه سبب لرفع البلاء بعد نزوله، وهو من أسباب حفظ الله - عز وجل - لعبده، فإكثر من الدعاء والتضرع إلى الله - عز وجل -، واعلم أن أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد فأكثر من الدعاء.
(42) الحج فريضة كبيرة وركن من أركان الإسلام:
وعمل من أفضل الأعمال فسارع بأدائه، ولا تؤخره فإنه واجب على الفور على الصحيح من أقوال أهل العلم.
(43) احرص على أن يكن حجك مبروراً:
فإن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، والحج المبرور هو ما كان وافق هدي النبي - صلى الله عليه و سلم -، ولم يكن فيه رفث ولا فسوق ولا جدال، وكانت نفقته حلالاً لا شبه فيها.
(44) اعلم أن الحج يهدم ما كان قبله من الذنوب والآثام:
فمن اهتدى بهدي النبي - صلى الله عليه و سلم - في حجته رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فاحرص على أن ترجع من حجك نقياً طاهراً خالياً من الذنوب والآثام.
(45) تابع بين الحج والعمرة دائماً:
فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.
(46) أكثر من الطاعات والأعمال الصالحة في العشر الأوائل من ذي الحجة:
فإن العمل الصالح هذه الأيام أحب إلى الله - تعالى - من هفي غيرها.
(47) اعلم أن طلب العلم فريضة:
فلا تترك نفسك فريسة للجهل والهوى.
(48) أعلم أن العلوم الشرعية أعظم من أن يحيط بها عمرك:
فاجتهد في تعلم ما يجب عليك، وأبدأ بالأهم فالأهم، ولا تبدد أوقاتك فيما لا يفيد.
زاحم العلماء بالركب:
واحرص على مجالسهم، وإياك أن تستقل بنفسك في الطلب، فمن كان شيخه كتابه كثرت أخطاؤه.
(50) عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
والنصح لكل مسلم، فإن الدال على الخير كفاعله.
(51) اعلم أن أولى الناس بنصحك هم أهل بيتك:
فاجتهد في نصحهم وإرشادهم وتعليمهم، ثم عليك بالأقرب فالأقرب.
(52) كن رفيقاً في أمرك ونهيك:
حتى يقبل الناس منك ولا ينفضوا حولك.
(53) لا تكن ممن يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهاهم عنهم المنكر ويأتيه.
(54) ليكن الخوف من الله - عز وجل - ومراقبته شعارك في السر والعلن.
(55) كن متوكلاً على الله في كل أمورك:
ولا يمنع ذلك من الأخذ بالأسباب.
(56) ارض بما قسم الله لك:
وانظر إلى من هو أسفل منك في أمور الدنيا، واعلم أن الغنى في القناعة.
(57) لا ترج إلا ربك، ولا تخش إلا ذنبك.
(58) احرص على ألأسباب الجالبة لمحبة الله - عز وجل -:
من أعظمها الاعتصام بسنة النبي - صلى الله عليه و سلم - وأداء النوافل.
(59) الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام:
واعلم أن ((من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق)) [ رواه مسلم].
(60) تتبع أخبار إخوانك المسلمين في كل مكان:
من المصادر الموثوقة، وحاول دعمهم بما تستطيع، ولا تنس الدعاء لهم بظهر الغيب.
(61) إياك وعقوق والديك:
فإنهما أحق الناس بصحبتك.
(62) إذا غضب عليك أحد والديك فلا تهدأ حتى تسترضيه.
(63) أنت ومالك لأبيك:
فلا تبخل بمالك ومعروفك على والديك.
(64) قدم أمك في البر والإكرام والصلة:
وإياك أن تغضبها فإن الجنة تحت قدميها.
(65) صل رحمك وإن قطعوك:
وتعاهد أقربائك بالبر والإحسان.
(66) إذا كانت هناك خلافات عائلية فحاول إصلاحها:
فإن إصلاح ذات البين من أعظم الحسنات.
(67) أحسن إلى جيرانك، ولا تؤذ أحداً منهم.
(68) كن حسن الخلق مع أهلك وجيرانك وأصدقائك:
فإنه ليس شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق.
(69) إكرام الضيف من الإيمان:
وهو دليل على المروءة وشرف النافي، فأكرم ضيوفك يحبوك.
(70) لا تسخر وتستهزئ بأحد من المسلمين:
فعسى أن يكون خير منك.
(71) صاحب الأخيار:
واحذر من مصاحبة الأشرار، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين.
(72) بادر من السلام على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين:
فإن ذلك يدعو إلى المحبة والمودة بين الناس.(18/119)
(73) لا تبدأ يهودياً ولا نصرانياً بالسلام:
فإنهما ليسا من أهله.
(74) ارفع الأذى عن طريق المسلمين:
فإن ذلك من أسباب دخول الجنة.
(75) أرشد الضال، وساعد المحتاج، وانصر المظلوم، وخذ على يد المسيء وأعط الطريق حقها.
(76) غض البصر عن النساء الأجنبيات:
في الطرقات والقنوات والصحف والمجلات فقد قال أحد السلف: غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى!!
(77) احفظ فرجك إلا من زوجتك:
وإياك والزنا فإنه مذهب الإيمان ومورد النيران.
(78) إياك والعادة السرية:
فإنها عادة خبيثة لا تزيد المرء إلا شهوة وشبقاً وضعفاً.
(79) عليك بالعلاج النبوي لضبط الشهوة وهو الزواج:
فإن لم تستطع فعليك بالصيام فإنه يضعف جانب الشهوة.
(80) إياك وصحبة الأحداث فإن صحبتهم فتنة لكل مفتون.
(81) إياك والخلوة والاختلاط بمن لا يحل لك من النساء:
فإن الخلوة والاختلاط من أعظم الذرائع إلى الزنا.
(82) احرص على عدم تواجدك في الأماكن المختلطة:
كالأسواق مثلاً، وإذا اضطررت إلى التواجد، فليكن ذلك على قدر حاجتك.
(83) احذر المعاكسات الهاتفية وغير الهاتفية:
فإنها سلم الحسرة والندامة.
(84) احذر مصافحة امرأه لا تحل لك مصافحتها:
فإن النبي - صلى الله عليه و سلم - لم يصافح امرأه لا تحل له قط.
(85) كن متواضعاً في كلامك ولباسك وكل شؤونك:
فإن التواضع شعار الأنبياء والصالحين.
(86) إياك وإسبال ثوبك أسفل من الكعبين:
فإن ذلك دليل على الكبر وأمارة الخيلاء، قال - صلى الله عليه و سلم -: ((ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار)) [ رواه البخاري].
(87) إياك والتشبه بالكفار في ملابسهم وكلامهم وقصات شعورهم:
فقد قال صل الله عليه وسلم ((من تشبه بقوم فهو منهم)) [ رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني ]
(88) إياك والتشبه بالنساء:
فقد لعن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - من تشبه بالنساء من الرجال.
(89) لا تلبس الحرير ولا الذهب ولا القلائد ولا الأساور:
فإنها من زينة النساء.
(90) احذر من السيجارة، فإنها عنوان الخسارة.
(91) لا تقتل نفسك بتعاطي المسكرات والمخدرات:
فإنهما طريق إلى الهاوية فاجتنبها.
(92) احفظ لسانك من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان والسب واللعن:
واجعل مكان ذلك ذكراً وتسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وحمداً وثناء.
(93) لا تشغل نفسك بعيوب الآخرين وعليك بعيوب نفسك.
(94) احذر من سماع الموسيقى والغناء:
واعلم أن من أدمن سماع الألحان والقيان ذهب من صدره نور القرآن.
(95) إياك والظلم:
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
(96) لا تكذب وإن كنت مازحا، ولا نجادل إلا بالحق.
(97) كن حليماً ولا تغضب لغير الله، فإن الغضب من الشيطان.
(98) اجعل حبك وبغضك وعطائك ومنعك وكلامك وصمتك لله وفي الله:
تؤجر في كل ما تأتي وما تذر.
(99) طهر بيتك من صور ذوات الأرواح:
واعلم أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة.
(100) احذر مشاهدة القنوات الفضائية وغير الفضائية:
التي تعرض للجنس والفساد والرذيلة، وإياك والدخول إلى مواقع الفساد على شبكة الإنترنت.
(101) كن صابراً عند البلاء:
شاكراً عند الرخاء، راضياً بالقضاء، تكن من السعداء.
(102) لا تحلف بغير الله:
فإن الحلف بغير الله شرك.
(103) لا تؤذ مسلماً:
ولا تشر إليه بحديدة أو نحوها.
(104) لا تغش ولا تخدع ولا تغدر:
ولا تخن وتخلف وعداً، ولا تجُر في قضية.
(105) اعلم أنك على ثغر من ثغور الإسلام:
فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك.
(106) اجعل همك نشر الإسلام:
وإعادة أمجاد المسلمين من جديد.
(107) لا تسرف في الطعام والشراب:
فإن الإسراف فيهما يؤدي إلى الفتور والكسل وكثرة النوم، وإثارة الغرائز.
(108) اختم يومك بالتوبة الصادقة إلى الله:
ومحاسبة النفس، وليكن يومك أفضل من أمسك، وغدك أفضل من يومك.
أسأل الله - تعالى - لي ولك الهداية والتوفيق والسداد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.almslm.com المصدر:
===========
أقسام الوسائل الدعوية
* الوسائل الدَّعويَّةُ ثلاثةُ أقسام:
1: وسائلُ دعويَّةٌ معتبرةٌ شرعاً:
وهي الوسائلُ الدَّعويَّةُ التي ورد نصٌّ شرعيٌّ خاصٌّ باعتبارها؛ كخطبةِ الجمعة، والتعليمِ في المساجد، والوعظ.
فهذه الوسائلُ الدَّعويَّةُ باشرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -; والأمَّةُ من بعده.
2- ووسائل دعويَّةٌ ملغاةٌ شرعاً:
وهي الوسائلُ الدَّعويَّةُ التي ورد نصٌّ شرعيٌّ خاصٌّ بإلغائها؛ كالكذبِ في الدَّعوة.
3- ووسائلُ دعويَّةٌ مسكوت عنها: وهي الوسائلُ الدَّعويَّةُ التي لم يرد نصٌّ شرعيٌّ خاصٌّ باعتبارها، أو إلغائها. وهي أكثر الوسائل الدَّعويَّة التي يستعملها الدُّعاة.
وقد تعددت الوسائل الدَّعويَّةُ في هذا الزمن، وكثرتْ وتنوعتْ حتَّى أصبح تصنيفُها باباً من أبواب التَّعَرُّفِ عليها لكثرتها.
وهذا التنوعُ في الوسائلِ جعلها محطَّ اهتمام العقلاء، وأصبح التعامل معها انتفاعاً ودفعاً وتحذيراً أمراً لا مناص منه ولا محيد عنه، لذا كان لزاماً على الداعيةِ إلى الله - تعالى - أن يتعرف عليها، وينتفع بما يمكنه الانتفاعُ به منها، ويدفعَ ما يمكنه دفعه، وهذا الموقف منه دليل وعي وإدراكٍ وفطنة.
قال الله - تعالى -: [ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيْلَةَ ]. [سورة المائدة، الآية 35].(18/120)
والدُّعاةُ إلى اللهِ - تعالى - أولى النَّاسِ انتفاعاً بالوسائلِ الدَّعويّة، لكونهم أعلمَ النّاسِ بضرورةِ التمشي مع سننِ اللهِ - تعالى - الكونيّة، حيث جعل اللهُ - تعالى - الهدايةَ –أعني هدايةَ الدَّلالة– متوقفةً على تبليغِ الدُّعاةِ لدينه، والتبليغُ لا يكون إلاّ من خلالِ الوسائل، وما لا يتم الواجبُ إلاّ به فهو واجب.
قال سماحةُ الشيخُ عبدُ العزيز بنُ باز - رحمه الله تعالى -: وفي وقتِنا اليومَ قد يسَّرَ اللهُ - عز وجل - أَمْرَ الدعوةِ أكثرَ بطرقٍ لم تحصلْ لمن قبلنا، فأمورُ الدعوةِ اليومَ متيسرةٌ أكثرَ مِنْ طرقٍ كثيرة، وإقامةُ الحجَّةِ على النَّاسِ اليومَ ممكنةٌ بطرقٍ متنوعة؛ عن طريقِ الإذاعةِ، وعن طريقِ التلفزةِ، وعن طريقِ الصحافةِ، من طرقٍ شتى ا.ه [الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة ص 14].
http://www.dawahwin.com المصدر:
============
الزهد طريق التأثير
إن الذي يرغب أن يكون مؤثرا محبوبا عند الله - تعالى - وعند الناس يجب أن يكون زاهدا مستغنيا عما في أيديهم، طالبا ما عند الله - تعالى - ، هذا نهج الأنبياء ? قل ما سألتكم عليه من أجر فهو لكم ? قل ما أسألكم عليه من أجر ? إنها البداية العفاف والكفاف لكي ترتقي نفسك عن حطام الدنيا ومزاحمة أهلها.
قال - صلى الله عليه وسلم -: " ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ".
وقال الشافعي:
وإن تسأل عن الدنيا فإني طعمتها *** وسيق إلينا عذبها وعذابها
فما هي إلا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها صرت سلما لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
يروى أن عصفورا كان يحط على جدار لبيت فكان له محبة في نفوس أهل البيت، ثم جاوره عصفور آخر فرماه أهل الدار بالحجارة، فشكى ذلك للعصفور الأول فأجابه: لما تركت حَبَهمْ قد حزت كل حُبِهِمْ.
لذا فالحب هو أكسير القلوب وهو أمر ضروري للداعية حتى يحقق ما يريد وطريق الحب هو الزهد عما في أيدي الناس بل بذل ما في يديك لهم.
إن الناس حينما يرون تكالب الدعاة على المال وإعراضهم عن الدين، سينفرون منهم، بل لا يبقى فرق بينك وبينهم إلا في المظهر.
ولقد مدح الخليفة المنصور عمرو بن عبيد لزهده واستغنائه عن الخلفاء فقال فيه:
كلكم يمشي رويدا
كلكم يطلب صيدا
غير عمرو بن عبيد
وقد وعظ أحد العلماء الرشيد فأمر الرشيد له بأعطية فقال: لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنه - سبحانه - لا يعطيك وينساني، وهذا أنذا قد عشت لم تجر علي رزقا، فكبر في عين الرشيد.
إن كرامة من يدعو إلى الله من كرامة الدعوة، ولذا فإن الزهد عما في أيدي الناس والنصح لله - تعالى - والإستعلاء على الدنيا وطلب ما عند الله هو الوسيلة لنيل ما عنده - سبحانه وتعالى - ولنيل محبته ومحبة الناس.
قال الحسن: ما زال الناس يستمعون وينصتون إليك ما لم تطمع في أموالهم فإن طمعت في أموالهم انصرفوا عنك، إنها بداية العمل لوجه الله - تعالى - لتنال ثواب الدنيا وعطاء الآخرة.
http://www. alislam4all. com المصدر:
=============
المخيمات الدعوية هل هي بدعة
د. خالد بن عبد الله القاسم
ما حكم المخيمات الجماعية؟ والتي يجلس فيها الشباب للذكر، والقيام، والمحاضرات، وفيها تعالج بعض قضايا الفكر والتربية، علماً أنها قد تكون من أهم الوسائل الدعوية التي يستعان بها في تربية الإخوة والشباب، وليس فيها شيء من البدع، ثم ماذا عمن يريد منا تأصيلاً شرعيًّا لها؟ ماذا نقول له؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ما يقوم به بعض الشباب من مخيمات دعوية، ورحلات علمية تهدف إلى العلم والدعوة، والعمل الصالح دلت عليه النصوص الكثيرة في كتاب الله من فضل العلم والعمل والدعوة، ومن شكك فيها أو نهى عنها هو المطالب بالدليل؛ علماً أن العلم والدعوة، والتربية والجهاد هي مطالب شرعية، وكل وسيلة متاحة محققة للمطلب هي وسيلة مشروعة، ولا يحتاج معها إلى دليل مخصوص، ففتح المدارس والجامعات، وما فيها من تنظيمات وشهادات وامتحانات، وكذلك الدورات الشرعية، والرحلات العلمية والمخيمات الدعوية، وأخذ العلم عن الكتب، والمكتبات،والإذاعة، والإنترنت، كل ذلك داخل في قوله – - عليه الصلاة والسلام -: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة" رواه مسلم(2699) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه - ، والبعض لا يفرق بين العبادات التي تحتاج إلى دليل خاص بها، وإلا كانت بدعة، وبين وسائل العلم، ومثلها وسائل الجهاد، ووسائل الحج التي تفتقر إلى دليل بل يكفيها عموم الأدلة. نسأل الله - تعالى - أن يوفق الجميع لكل خير.
http://www. islamtoday. net المصدر:
=============
مدخل إلى الوسائل
من سنَّةِ الله - تعالى - أنَّ المقاصدَ لا تحصلُ إلاَّ بالوسائل، لذلك أمَرَ - تعالى - عباده بمباشرةِ الوسائلِ واتِّخاذِ الأسبابِ الموصلةِ إلى مقاصدها، فقال - سبحانه -:[ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ]. [سورة الأنفال، الآية 60].
وقد استقرَّ هذا الأمرُ في الفطر، وَرَسَخَ في العقول، وَثَبَتَ في المداركِ السويّة، وقامت عليه شؤونُ الدينِ والدُّنيا، وأصبح من لا يباشرُ الأسبابَ الموصلةَ إلى مراداتِه يُنسبُ إلى ضروبِ العبثِ وَقِلَّةِ الإدراك، كما قال الشاعر:
ترجو النَّجاةَ ولم تسلكْ مسالكها *** إنَّ السفينةَ لا تجري على اليبسِ
وعلينا أن نعلم أنَّ جميعَ ما في الكونِ من أشياء لا تنفكُّ عن ثلاثةِ أمور:
1 - مقاصد؛ وهي الأمور التي يُهْدَفُ إليها من وراء الأفعال.(18/121)
2 - ووسائل؛ وهي الأمور التي يُتَوَصَّلُ بها إلى المقاصد.
3 - وتوابع؛ وهي الوسائل التابعة للمقاصد المتممة لها.
قال الشيخ عبدُ الرحمن بنُ سعدي - رحمه الله - تعالى -:
الأشياء ثلاثة: مقاصدُ؛ كالصلاةِ مثلاً، ووسائلُ إليها؛ كالوضوءِ والمشي، ومتمماتٌ لها؛ كرجوعه إلى مَحَلِّهِ الذي خرج منه، وقد ذكرنا أنَّ الوسائلَ تُعطى أحكامَ المقاصدِ فكذلك المتمماتِ للأعمالِ تُعطى أحكامَها؛ كالرجوعِ من الصلاةِ، والجهادِ، والحجِّ، واتّباعِ الجنازة، وعيادةِ المريض، ونحوِ ذلك، فإنّه من حين يخرجُ من مَحَلِّهِ للعبادةِ فهو في عبادةٍ حتّى يرجع. [ابن سعدي: المجموعة الكاملة 4/145].
مثالُ ذلك: الجهادُ في سبيلِ اللهِ - تعالى - مقصدٌ شرعيّ، تقرر ذلك في الكتاب والسنة والإجماع، والخروجُ إليه وسيلة إلى تحقيقه، والقفولُ منه فعلٌ متممٌ، أو زائدٌ، أو تابع له.
وهكذا نجدُ أنَّ الحاجةَ إلى الوسائلِ تستلزمُ معرفةَ أصولِها وأحكامِها الفقهيَّة.
وأشدُّ النَّاسِ حاجةً إلى معرفةِ هذه الأصولِ والأحكامِ العلماءُ والدُّعاة، لأنَّهم بحاجةٍ إلى معرفةِ ما يُوْصِلُ إلى المقاصدِ الشرعيَّةِ التي يعملون من أجل بيانها للنَّاسِ وتسهيلِ الوصولِ إليها، مجتنبين ما يمكن أن يكون سبباً لارتكابِ محرم، لذلك تَجِدُهُمْ لا يحكمون على وسيلةٍ إلاَّ بعد النَّظرِ في نتائجها وآثارِها.
وبهذا كان لزاماً على كلِّ من يتصدَّى لقضايا هدايةِ الأمَّةِ – من العلماءِ والدُّعاة – أن يضع الوسائلَ مواضِعَها الشرعيَّةَ الصحيحة؛ من قبولٍ ورفضٍ، وضبطٍ بالضوابطِ التي يكون التزامُها سبباً في منع الوقوعِ في المحرم.
http://www. dawahwin. com المصدر:
===========
تأملات
وفاء عبد العزيز الشرقي
سبحان الله.. كيف أوقاتنا تضيع هدراً، فهاأنذا جالسة أنتظر رحلتي المتجهة من أبها إلى الرياض، وأثناء مكوثي في غرفة الانتظار جلت ببصري هنا وهناك فوجدت العجب ورأيت ما أثار دهشتي وأيضاً غضبي.. كيف لا؟؟
وهؤلاء النسوة لا يستفدن من وقتهن، فهذه تراقب غيرها، وهذه تتجاذب أطراف الحديث مع أخرى دون أي فائدة أو جدوى.. فلماذا؟
لماذا لا يستفدن من الوقت الضائع بما ينفعهن؟ فالعبد مسؤول عن وقته يوم القيامة فيما قضاه، ولو استشعرنا ذلك لما أضعنا لحظة واحدة.. فالوقت عمر يفنى يجب استغلاله. أليس من الحري بنا أن نفتح كتاباً نقرأه أو سورة نراجعها أو على الأقل تلهج ألسنتنا بذكره - عز وجل - أو نمسك بأقلامنا فنسطر خاطرة، شعراً كانت أم نثراً المهم أن نخرج بفائدة فنستفيد ونفيد، أليس كذلك؟!
ولكن من يسمع ومن يحرص أو يستشعر أهمية هذه السويعات والدقائق بل حتى الثواني الفانية دون قضائها بما ينفع.
ففي ساعة واحدة يمكننا أن نقرأ ونلخص شريطاً ونلقي فائدة ونذكر ورداً وتلهج ألسنتنا ذكراً.. وكما قال - عليه الصلاة والسلام -: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
http://jmuslim. naseej. com المصدر:
=============
تعريف الوسائل
الوسائل: جمع وسيلة، على وزن فعيلة، وقد تجيء الفعيلة بمعنى الآلة.
قال ابن فارس: (وَسَلَ) الواو والسين واللام: كلمتان متباينتان جدّاً.
الأولى الرَّغبةُ والطلب. يقال وَسَلَ، إذا رغِب. والواسِل: الراغب إلى الله - عز وجل - ،
وهو في قول لبيد:
* بلى كلُّ ذي دينٍ إلى اللهِ واسلُ *
ومن ذلك القياس الوسيلة.
والأُخرى السَّرِقَة. يقال: أَخَذَ إِبِلَه توَسُّلاً.
[معجم مقاييس اللغة 6/110].
وقال الراغبُ الأصفهانِيُّ:
الوسيلةُ: التوصل إلى الشيء برغبة وهي أخصُّ من الوصيلة؛ لتضمنها لمعنى الرغبة،
قال - تعالى - [ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيْلَةَ ]. [سورة المائدة، الآية 35].
وقال الجوهريُّ:
الوسيلةُ: ما يُتقرّبُ به إلى الغير، والجمعُ الوَسِيْلُ والوَسَائِلُ، والتوسِيلُ والتَوَسُّلُ واحد.
يقال: وسَّلَ فلانٌ إلى ربِّه وسيلَةً، وتوسَّلَ إليه بوسيلة، أي تقرّب إليه بعمل.
[الصحاح، مادة وسل 5/1841].
وقال الكرميُّ:
وسَلَ يَسِلُ وَسْلاً ووَسِيلَة: الرجل إلى الأمير اتصل به بوسيلة ما.
ووسل الرجل إلى الله تقرَّب إليه بوسيلة كالعبادة والقربان.
ووَسَل الشيء إلى الأمير كان واسِلة إليه.
تَوَسَّل يَتَوَسَّلُ تَوَسُّلاً: الرجل إلى الأمير اتصل به بوسيلة ما. وَتَوَسَّل الرجل إلى ربِّه تقرَّب منه
بوسيلة كالعبادة والتقوى. وتَوَسَّل الرجل إلى الأمير تقرَّب إليه في طلبه بوسيلة كالقرابة أو الحرمة
أو العهد يريد أن يستميله، أو يستعطفه. وتَوَسَّل إليه تضرَّع كما في الاستعمال الحديث.
واسِلَة: الواسِلة هو ما يُتَقَرّب به من عبادة، أو صِلَةِ قرابة، أو صلة رحم،
فهي لها منزلة وحرمة عند الله أو الأمير. والجمع وسائل.
وسِيلَة: الوَسِيلَة إلى الشيء واسطة إليه يُصَل إليه عن طريقها؛ كالوسيلة إلى الأمير،
وقد تكون الوسيلة شخصاً وسيطاً، أو عملاً يكون فيه تقرّب. ويقال: اتّخذ هذه الحجَّة وسيلة إلى
غرضه، أي باباً يصل منه إلى غرضه. والجمع وسائل، ومنه وسائل الإعلام كالجرائد والراديو
والتلفزيون. ووسائل التعليم هي ما يساعد على التعليم. ويقال: يجب استعمال الوسائل المناسبة
لهذا الغرض. ويقال: من لي بوسيلة إلى الحاكم؟
[الهادي إلى لغة العرب 4/487].
وقال ابن منظور:
الوسيلةُ: الْمَنْزِلَة عند الْمَلِك. والوَسِيلة: الدَّرَجة. والوَسِيلة: القُرْبة. ووَسَّل فلانٌ إلى الله وسِيلةً
إذا عَمِل عملاً تقرَّب به إليه. والواسِل: الراغبُ إلى الله، وتوَسَّل إليه بوسيلةٍ إذا تقرَّب إليه بعَمَل.(18/122)
وتوسَّل إليه بكذا: تقرَّب إليه بِحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطِفه عليه. والوسيلة: الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل.
[لسان العرب، مادة وسل 11/724].
من كلام أهل اللغة السابق يظهر الآتي:
الوسيلة والواسلة: ((ما يُتوصل به إلى الشيء برغبة)).
والواسل: ((الراغب إلى الله - تعالى - ، المتقرب إليه بالعمل الصالح)).
والتوسل: ((التوصل إلى مقصد مرغوب)).
وتعريف الدّعوة:
قال ابن فارس:
(دعو) الدال والعين والحرف المعتل أصل واحد، وهو أن تُميل الشيء إليك بصوتٍ وكلامٍ يكون منك.
تقول: دعوت أدعو دعاء.
وداعية اللبن: ما يُترك في الضرع ليدعو ما بعده. [معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/279].
وقال الكرميُّ:
دَعا يَدْعُو دَعْواً ودُعاءً ودَعْوى: الرجل ربّه، ابتهل إليه وسأله...
ودعا الرجلُ القومَ إلى الطعام، سألهم أن يأتوا إلى بيته للطعام.
ويقال في التصريف: أنا دعوتُ وهما دَعَوَا وهم دَعَوْا وهنّ دَعَوْن، وأنا أدعو، وهم يَدْعُون وهنّ يَدْعُون، وأنتِ تَدْعِين وَتَدْعُوِين وتَدْعُيْن، وأنتن تَدْعُون مثل أنتم تدعون.
ودعا إلى الشيء حثَّه على قصده، ومنه في القرآن الكريم [ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ]. [سورة يوسف، الآية 33].
وداعٍ والدَّاعِي: هو الذي يدعو، والجمع دعاة. والدَّاعي هو الذي يدعو النّاس إلى دينٍ،أو مذهب، والدّاعي هو المؤذن؛ لأنّه يدعو النّاس إلى الصلاة.
[وتلحق الهاء بالداعي للمبالغة، فيقال لمن عُرف بالدعوة: داعية].
وداعي الله: لقب رسول الله - عليه الصلاة والسلام -؛ ومنه في القرآن الكريم[ أجيبوا داعي الله ]. [سورة الأحقاف، الآية 31].
والداعية: مؤنث الداعي، والجمع داعيات ودواعٍ، والداعية:
شيء يبعث في النّفس الحركة والتهيج؛ كاللمس والتقبيل.
والدعوة: هي ما يدعو الإنسانُ إليه من فكرة سياسية، أو مذهب، والجمع دعوات.
[الهادي إلى لغة العرب للكرمي 2/39 - 41].
ومن كلام أهل اللغة الذي نقلناه يظهر لنا أنّ معنى الدعوة في اللغة:
إمالة المتكلمِ النّاسَ إلى نفسِه، أو إلى فكره بكلامه، أو فعله.
أمّا تعريف الدعوة في الاصطلاح:
فاختلف المؤلفون في علم الدعوة فيه بناء على نظرتهم إلى الدعوة، هل هي قاصرة على الفكرة
التي يدعو الداعي النّاسَ إليها، والأساليب والوسائل المستخدمة فقط، أو يدخل فيها سلوك والتزام
الداعي بما يدعو إليه، أو يدخل فيها ما وراءه من تربية وتزكية، ثم ما يعقب ذلك من عمل بما
يدعو إليه؟
الظاهر - والله أعلم - أنّ الدّعوة من حيث هي دعوة لا تشمل إلاّ دعوة النّاس إلى الإسلام بالأساليب والوسائل المأذون بها شرعاً فقط، مع الأخذ في عين الاعتبار أنّ سلوك الداعية والتزامه الشرع، وتربية المدعوين على ذلك، وتزكية نفوسهم، وعمله بما يدعو إليه، كلُّ ذلك من مستلزمات ومقتضيات الدعوة.
وأرى أنّ التعريف المختار للدعوة من حيث هي دعوة:
((تبليغ الإسلام إلى النّاس كافّة، وحثّهم على الدخول فيه، أو التزامه؛ من خلال الأساليب والوسائل المأذون بها شرعاً،)).
قال الله - تعالى -:[ اُدْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ].
[سورة النحل، الآية 125].
وإذا ضممنا إلى الدعوة سلوك والتزام الداعية، وتربيته وتزكيته المدعوين، وتوجيههم للعمل به، يكون التعريف المختار للدعوة: ((تبليغ الإسلام إلى النَّاس كافَّة، وحثّهم على الدخول فيه، أو التزامه، وتعليمهم إيّاه،وتربيتهم على معانيه، من خلال الأساليب والوسائل المأذون بها شرعاً، والتزام ذلك في حياة الداعي والمدعو)).
قال الله - سبحانه وتعالى -:[ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُواْ مِنْ قَبْلُ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ]. [سورة الجمعة، الآية 2].
و((الوسائلُ الدعويَّة)) هي الأمورُ الحسيّةُ والمعنويّةُ التي يُتوصَّل بها إلى تبليغِ الإسلامِ إلى المدعوين.
http://www. dawahwin. com المصدر:
===========
للشباب فقط: هل أنت حقاً سعيد؟!
الطاهر أحمد الطاهر
من الأسئلة ما قد لا يكون الجواب عنها بالنفي أو الإثبات مقصوداً، بل المقصود منها تحريك الذهن الخامل أو المتخامل للتفكير فيها بما يدفع إلى اتخاذ الخطوات الصحيحة السريعة، ولأني أثرت معك ما هو من جنس هذه الأسئلة فاسمح لي أن أساعدك ـ وأنت أولى من يُساعَد ـ ببعض الحقائق لكي تعينك على أن تحسم مع نفسك ـ ولو نظرياً ـ جواب هذا السؤال، ولتحدِّد على ضوئه ما يلزمك من إجراء لإدراك المتعة والسعادة بما بقي من شبابك.
ولعلك تسلِّم معي - أخي - بأن السعادة الأخرويَّة لا تكون إلا بإحسان علاقتك بربِّك - سبحانه -، ولعل هذا ما يجعلك تقرِّر في نفسك الصلاح والإقبال على الله بعد إنجاز أهدافك الدنيويَّة من تخرُّجٍ وعملٍ وزواجٍ وبناءِ بيتٍ واستقرارٍ ماليٍّ وأُسريٍّ ...، لكني أكاد أجزم أنه يغيب عنك كليًّا أو جزئيًّا أن نفس هذا الإيمان والإقبال على الله هو سببٌ لسعادتك الآن، بل وللتوفيق في كل خططك المستقبليِّة.(18/123)
وأنت إذا تأمَّلت معي آيات القرآن تبيَّن لك هذا الأمر، فتأمَّل معي في قوله تعالى: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))(97) سورة النحل تجد أن الحياة الطيبة أي السعيدة إنما المقصود بها سعادة الدنيا لأن الكلام عن الآخرة جاء مستقلاًّ بعدها، وقوله عزَّ وجلَّ: ((وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ـ أي في الدنيا ـ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ))(3) سورة هود ، بل تكفَّل الله - تعالى - بالسعادة حتى لمن وقع عليهم الظلم واضطُرُّوا إلى ترك بلدانهم - وهذه من أسباب التعاسة عند الكثيرين - في قوله سبحانه: ((وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ))(41) سورة النحل. وإنما أكثرت معك من ذكر الآيات لأن هذه الحقيقة تكاد تكون غائبةً حتى عن بعض العقلاء من أمثالك.
وبما أن بعض الشباب قد لا يقتنع إلا بناءً على التجرِبة فإننا ندعوهم ـ وندعوك إن كنت منهم ـ إلى البدء الجادِّ في دروب الاستقامة لا على سبيل التجرِبة للتأكُّد من صدق الأمر؛ إذ كلام الله لا يتطرق إليه الشكُّ، ولكنها دعوةٌ أخويَّةٌ لتذوُّق هذه السعادة للقطع بكونها أعظمَ من كل نعيم البدن الظاهري من مأكل ومنصب ومركب قطعاً يدعوك للتمسُّك بها عن حبٍّ وقناعةٍ رغم كثرة المغريات ودواعي الفساد في هذا العصر خاصة لمن هم في مرحلتك.
ويكفينا نحن في باب التجربة ما حكاه ابن القيِّم - رحمه الله - عن بعض العارفين من قولهم: " لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه - أي من السعادة والسرور - لجالدونا عليه بالسيوف" وقول الآخر: "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله - تعالى - ومعرفته وذكره".
ونحن وإن لم نصل إلى تذوَّق هذه السعادة كما ذاقوها فإننا نجزم بصدق هؤلاء في قولهم، وكمال إدراكهم وذوقهم بعد جزمنا التامِّ بصدق خبره - سبحانه وتعالى-.
وكلُّ ما أرجوه منك - أخي - وقد صبرت معي إلى آخر المقال ألاَّ يكون هذا آخرَ عهدك به، واسمح لي بأن أثقل عليك بطلب منك أن تستصحب في ذهنك هذه النقاط عند أخذك لفراشك قُبيل خلودك للنوم، وأن تنظر في حقيقة حالك التي لا يعلمها من البشر سواك، وأن تسأل نفسك بكلِّ صدق وتجرُّد: هل أنت - حقًّا - سعيد ؟
بتصرف يسير : http://www.islamselect.com
==========
الدعوة إلى الله في العمل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله… وبعد هذه بعض الأمور المعينة بعد الله على الدعوة إلى الله في العمل، ونوجز ذكرها في نقاط:
1- حسن الخلق فالخلق الحسن دعوة صامتة إلى دين الله - عز وجل - الذي علمنا وأدبنا (إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق) الحديث.
2- الإخلاص في العمل والقدوة الحسنة حيث أن الإخلاص في العمل والقدوة الحسنة دعوة بحد ذاتها إلى الله - تعالى - خاصةً إذا كانت من مسلم ٍ ملتزم بدينه، فهو بذلك يمثّل تعاليم دينه ويدعو إليها بطريقة غير مباشرة.
3- الاهتمام بالقاعدة دون إهمال لمن هم دون ذلك (والمقصود بالقاعدة أعضاء الإدارة في العمل) وهذا الاهتمام لسببين رئيسين،
أولاهما: كسب الثقة،
وثانيهما: ضمان عدم المواجهة
4- السعي إلى كسب ثقة ومحبة الآخرين فإن هم أحبوك أطاعوك، والسبيل إلى كسب محبتهم يتمثل في طر ق عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
العفو عن زلاتهم، إعانتهم في حل مشاكلهم مادياً أو معنوياً، تقديم العون لهم، إسداء النصيحة لهم، مشاركتهم في السراء والضراء (وكثير من الطرق التي تُذكر هنا فإنها داخلة تحت باب كسب ثقتهم ومحبتهم).
5- موافقة القول للعمل والعمل للقول حتى تكون ذو مصداقية فيما تدعو إليه، فمن خالف عملُهُ قولَه فإن الناس يزهدون في نصحهِ وتعليمهِ (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) الآية
6- توزيع المواد الدعوية مثل (الأشرطة، الكتيبات، المطويات، النشرات) إن من الأفضل اختيار هذه المواد حسب حالة الزملاء في العمل ومستوياتهم الثقافية، وتعاهد ذلك أخي الكريم بين كل فترة وأخرى فإن هذه الأشرطة والكتيبات قد هدى الله بها أقواما وأصلح بها آخرين فكانوا في موازين حسنات أولئك الذين أرشدوهم وأولئك الذين قدموا لهم هذه المواد ليستمعوا إليها ويقرؤونها، والدال على الخير كفاعله
7- إنشاء اللوحات الحائطية وتعلّق عليها النشرات المحتوية على: الأحكام الشرعية الفتاوى الفقهية الرقائق الإيمانية الأخبار الإسلامية المحاضرات الدعوية الدروس العلمية (ومن الضروري تغيير هذه النشرات بالجديد بين فترة وأخرى)
8- المناقشة والمحاورة الهادفة مع الزملاء في المهنة وتبيين وجهة نظر الإسلام الصحيحة المبنيّة على فتاوى العلماء الناصحين في وقائع الحياة المتجددة، فمعظم الناس يقعون في كثير من الحيرة أمام وقائع الحياة المختلفة التي لا يعرفون الحكم الشرعي فيها (مع ملاحظة عدم التعمّق في ذلك حتى لا تأخذ المناقشة منحى مختلف أو يجر إلى تطاول على الدين أو على علماء المسلمين) والنقاش الفردي أولى وأفضل وأسلم.(18/124)
9- توفير عدد من المجلات التي تدعو إلى الفضيلة والرفعة في الدارين وتعريف الزملاء بها مع تبديل هذه المجلات بعد فترة وأخرى، ومن هذه المجلات على سبيل المثال: مجلة (الدعوة الأسرة البيان الشقائق جودي المجتمع الإصلاح الأصالة التوحيد مجلة البحوث الإسلامية … وغيرها) مع الابتعاد قدر الإمكان عن المجلات التي فيها انتقاد لبعض الشخصيات أو الدول كي لا يتسبب ذلك مضايقة تذكر والحكمة مطلوبة في مثل هذه المَوَاطن
10- النصيحة الشخصية الفردية والحذر كل الحذر أن تكون هذه النصيحة أمام الملأ وكما يقول الشافعي - رحمه الله -:
تعاهدني بنصحك في انفرادٍ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرضى استماعه
وكما أن النصيحة إلى فعل معروف أوترك منكر مطلوبة فكذلك النصيحة في مجال العمل مطلوبة أيضاً
11- الابتسامة فإنها تفتح مغاليق القلوب (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) الحديث
12- المشاركة في الأفراح و الأتراح فشعور الزملاء في العمل بأنك جزء منهم تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم يجعلهم يتقبلون منك ويستمعون إليك، ومن ذلك: تهنئتهم في الأعياد والأفراح مواساتهم في المصائب والأحزان زيارة مريضهم إعانتهم على حلول مشاكلهم السؤال عن أحوالهم
13- الزيارة الفردية لمن يتوسم فيه الخير لمحاولة جذبه وهدايته للحق وتعهّده بتلك الزيارة مع مراعاة قبوله لها، وعدم الإثقال عليه، واختيار الأوقات المناسبة لذلك
14- تقديم الهدية تألفاً لقلبه ولا يشترط أن تكون هذه الهدية شريطاً أو كتاباً وفي الحديث تهادوا تحابوا
15- إلقاء الموعظة في مكان العمل حسب الإمكان واختيار الوقت المناسب لها كعقب الصلوات مثلاً
16- إقامة الرحلات خارج نطاق العمل شريطةَ إعداد البرامج الدعوية لهذه الرحلات مثل: استضافة عالم أو داعية إلقاء موعظة إعداد مسابقات ثقافية مدروسة إحضار الأشرطة أو الكتيبات أو المطويات … وغيرها
17- الزيارة الجماعية دعوة مجموعة من زملاء العمل لزيارة عالم أو داعية
18- إقامة مسابقات دورية أسبوعية أو شهرية ورصد جوائز تشجيعية لذلك (مع ملاحظة حسن اختيار الأسئلة المطروحة التي يفترض أن تسهم في البحث والقراءة والاستماع للأشرطة مما يعود نفعه على المشارك في المسابقة)
19- الفرص الذهبية واستغلالها في التذكير المباشر أو عن طريق الأشرطة والكتيبات وهذه الفرص والمواقف مثل موت قريب لأحد زملاء العمل أو مصيبة حلت عليه أو ضائقة ألمّت به وهذه طريقة مجرّبة نافعة جدا.
أخي المسلم تعاهد ما زرعت بالري و السقيا
وأخيراً: احتسب الأجر عند الله فيما تنفقه من مال أو جهد بدني واعلم أولاً و آخراً أنك مطالبٌ بالعمل لا بالنتائج ثم اعلم (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
http: //www.alahbab.net المصدر:
============
وقفة محاسبة طاقاتنا إلي أين ؟!
يحيى الغامدي
إن قيام كل أمة ونهوضها لا يمكن أن يكون إلا بطاقات أبنائها، وقدراتهم التي منّ الله - تعالى - بها عليهم؛ {لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [الأنعام: 165]. وإن حسن استغلالها وتصريفها مطلب ملحٌّ يأتي في قائمة المطالب التي ينبغي على الأمة أن تعيها؛ وذلك لأمرين:
الأول: أن من سنة الله في هذه الطاقات أن تكون قليلة في الأمة، «إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة»(1)، وأعني طاقة الراحلة التي يحتاجها كل عمل؛ لا أي طاقة.
الثاني: ما نراه من تكالب الأعداء علينا في هذا العصر؛ بدعوى حاجة الأمة إليها؛ فإن هذا مما لا يثمر إلا العلقم المر، تسير الأيام تلو الأيام وما زالت الأعمال كما هي، والثغرات لم تُسد... كالمُنْبَتِّ لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى.
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ورحم الله دعاة عرفوا قدر طاقاتهم وطاقات من معهم فأحسنوا توجيهها، ووضعوها في مواضعها وإن قلَّت الثغرات والأعمال.. المهم أن تثمر وتنتج أو تكاد. فقليل مثمر مستمر خير من كثير مبعثر غير مثمر.. كسباً للدعاة، وتوفيراً للوقت في أعمال أخرى، ونصرة لدين الله - تعالى - .. لا دعوة للكسل والخمول، ودنو الهمة وراحة البال.. وكما قيل: فإن الواجبات أكثر من الأوقات.
وكم رأينا من أعمال الدعوة المختلفة، لما لم تقدّر الطاقات الموجودة، فوزعت في كل مكان... أصبحنا نسمع في كل يوم منادياً: أن أسعفونا.. كل يطالب بالمزيد من الطاقات.. مع العمل المضني الذي يقومون به.. لكن الثغرة أكبر، والخرق أوسع!
فلنعد النظر يا معشر الدعاة في قدرات من معنا، ونحسن وضعها في أماكنها.
غفر الله لي ولكم، ورزقنا مزيداً من الإخلاص وهمة في العمل. آمين.
حيث الطاقات الهائلة والقدرات الفذة التي خرجوا ويخرجون بها علينا في كل يوم؛ مما أنتجت أفكارهم وابتكرت طاقاتهم؛ مقابل طاقات أهل الخير وجهودهم نسأل الله أن يبارك فيها .
ومما يزيد الأمر أهمية وحساسية ما نراه في كثير من أعمال الدعوة المختلفة من تبديد للطاقات وتشتيت لها؛ وهو الأمر الذي يجعلنا نعيد النظر في أعمالنا ووسائلنا.
إن كل عمل يقوم بخطوات ثابتة، وبخطة منهجية واضحة، قد شُغّلت طاقاته ووضعت في أماكنها.. مآله إلى النجاح والتوفيق بإذن الله وعونه. أما توزيع الطاقات في أعمال كثيرة بدعوى حاجة الأمة إليها، فإن هذا مما لا يثمر إلا العلقم المر.. تسير الأيام تلو الأيام ولا زالت والأعمال كما هي، والثغرات لم تسد.. كالمنبت لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى.
فلنعد النظر يا معشر الدعاة في قدرات من معنا، ونحسن وضعها في أماكنها. غفر الله لي ولكم ورزقنا مزيداً من الإخلاص وهمة في العمل. آمين
ــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري، رقم 6498.(18/125)
http://www. albayan - magazine. com المصدر:
==============
نصيحة أبوية من خالد الجبير إلى جميع أبنائي
أي بنيّ: أكتب لك هذه الكلمات بقلم أب يحب ابنه ويقدره ويحترمه ويشاطره همومه وطموحاته، وهذه الكلمات توجه إليك من قلب أب يحب لك كل خير ويقدرك ويحلك. فهل تسمح لي يامن تقرأ هذه الكلمات أن أتطفل عليك وأخاطبك ب"بني" وأنا أعتبرك ابناً لي مثل أبنائي الذين هم من صلبي. لعل محور كلماتي يدور حول حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كلً خير...)) الحديث. بني: إذاً موضوع كلمتي إليك عن موضوع قوة المؤمن. فهل تعلم بأي شيء تكون قوة المؤمن؟
أو بمعنى آخر: من هو المؤمن القوي؟ وكيف يكون المؤمن قوياً؟. بني: يكون المؤمن قوياً - من وجهة نظري - إذا اجتمعت فيه ثلاثة أشياء وهي:
1 - قوة الإيمان.
2 - قوة العلم.
3 - قوة الجسد.
وسأكتفي يا بني بما يهمك أنت في هذه المرحلة من عمرك فقط مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه:
أولا: قوة الإيمان في الصلاة:
وأول موضوع سأتناوله هنا موضوع الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، والتي عظّم شأنها الله - سبحانه وتعالى - ومدح أهلها في أكثر من ثمانين موضع في القرآن الكريم، وهي أيضاً يا بني أول ما ينظر فيه من أعمال العبد، فإن قبلها الله - تعالى - نظر في سائر أعماله، وإن ردّها رد سائر أعماله، إذا حقاً يا بني إن الصلاة هي عمود الدين، من حفظها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. بني: في دراسة على مجموعة من مدارس المرحلة الثانوية في ثلاث ثانويات أوضحت الدراسة أن أكثر من (4.%) من الطلاب يصلون الظهر من غير وضوء - والعياذ بالله - وهذا استخفاف واستهزاء بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام. بني: الصلاة، الصلاة، فهي عمود الدين، أصيب شاب يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً بطلق ناري عن طريق الخطأ، أخذه أبوه إلى المستشفى، وهما بالطريق نظر إلى أمه التي تبكي عليه فقال لها: أمي لا تحزني، والله إني متوفى، ووالله إني لأشم رائحة الجنة وإني على خير. فلما وصلوا إلى المستشفى العسكري بالرياض باشره أحد الأطباء هناك، فقال هذا الشاب للطبيب: يا دكتور، إني متوفى، وإني لأشم رائحة الجنة، فدعني، ولكن أريد أمي وأبي . طلب الطبيب من أمه وأبيه أن يذهبا إليه، فلما أتياه قبّلهما وودعهما ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأن محمداً رسول اللّه، ثم مات. رحمنا الله وإياه، وجمعنا به في الفردوس الأعلى ووالدينا وأبنائنا وزوجاتنا، آمين. قابلت الأخ (ضياء) مغسل الأموات بالمستشفى بعد صلاة المغرب من اليوم نفسه الذي توفي فيه هذا الشاب، فذكر لي القصة نفسها وزاد: أنا من مسحت العرق من على جبينه، وقد فككت أصابع يده التي تشهد بها حين موته، إن فيه طراوة لم أعهدها من قبل. سئل أباه: على أي شيء كان ابنك هذا؟ فأجاب قائلاً: ابني - رحمه الله - منذ صغره كان يتعهدنا لصلاة الفجر، وكان محافظاً على الصلوات في المسجد، ويحفظ القرآن في حلقة التحفيظ بالمسجد، وكان من الأوائل في الصف الثاني ثانوي علمي. بني: هل تحب أن تكون لك خاتمة سعيدة - إن شاء الله - مثل خاتمة هذا الشاب؟ وجوابك مما لاشك فيه أنك وغيرك من الشباب تتمنون ذلك فاحرص إذن على أن تكون مواظباً على الصلاة. والسؤال الذي يطرح نفسه: ولكن هل تعلم متى ستموت لتصلي قبلها وتحافظ على الصلاة؟ جوابك بالتأكيد: لا أعرف. إذاً ما دمت لا تعرف متى ستموت فلا تكن مثل ذلك الشاب الذي قررت له إجراء عملية في الصمام الأورطي في قلبه، فهرب من المستشفى، وبعد أسبوعين فإذا بشاب لا يتجاوز عمره عشرين عاماً يبحث عني خارج غرفة العمليات، فلما خرجت إليه عرفته، فسألته: أنت الذي هربت من العملية؟ قال: نعم،فسألته: لماذا هربت؟ فأجابني: لأني خفت من الموت، قلت له: ولماذا تخاف من الموت؟ فرد قائلاً: لأني لست مستعداً . سألته: ولم لم تستعد؟.فرد علي قائلاً: النفس والهوى والشيطان. بني: عفواً..هنا لدي تعليق يسير على كلام هذا الشاب، وعذراً لأني أقطع عليك محاورتي مع هذا الشاب، فأسألك أنت. ما رأيك بشاب يعرف أعداءه ويستسلم لهم؟ جوابك بالطبع سيكون: إن هذا الشاب مخطئ ومفرط؟
ونعود إلى قصة هذا الشاب... فقلت له: إذاً أنت خائف من الموت؛ لأنك لست مستعداً، وذلك باستسلامك لأعدائك: النفس والهوى والشيطان؟ ولكن متى ستستعد؟ ومتى ستسيطر على أعدائك الذين اعترفت أنت بأنهم هم السبب في عدم استعدادك للموت؟. قال: الله يهديني. فرددت عليه بقولي: ولكن أتوافقني بأن الموت قد يأتيك في أي لحظة، ربما الآن أو بعد أن تخرج من هذا الباب، وأنت تسير في الشارع، أو أثناء نومك، وربما تلقى ربك وأنت لست مستعداً ومستسلماً لأعدائك(النفس والهوى والشيطان)؟ قال: نعم.(18/126)
قلت:إذاً اسمع مني هذه القصة التي حدثت لي، ذهبت إلى أحد المعارف الذين يتهاونون في أداء الصلاة لأنصحه، وبعد مناقشة طويلة ذكر لي بأنه لن يصلي، وطلب مني تغيير الموضوع، فقلت له: يا أبا فلان، الموت حق، وأنت على هذه المعصية الكبيرة؟ فردً عليً بسخرية: أنا الآن في الأربعين وأبي عاش إلى التسعين، وجدي وصل عمره إلى المائة، وأنا إذا بلغ عمري الستين أصلي. قلت له: وهل تضمن عشرين عاماً لتتوب فيها؟ . قال: أنا سليم وليس بي أية أمراض. فحاولت أن أقنعة أن الموت لا يكون بالمرض فقط، أو للمسنين، وإنما يأتي بغتة في أي لحظة، من غير إنذار، فرد قائلاً: يا أبا محمد، أرجو أن تغيّر هذا الموضوع. فخرجت من عنده وأنا حزين لحاله، وبعدها بيوم واحد فقط وعند العاشرة ليلاً من يوم الأربعاء اتصل بي أحد الأخوة وقال لي: إننا سوف نصلي على أبا فلان - الذي كنت أنا عنده بالأمس يوم الثلاثاء أناصحه - غداً الخميس ظهراً. قلت: ماذا حدث له؟. قال: ذهب يوم الأربعاء عصراً إلى الدمام وانقلبت به السيارة فمات!!. بني: هذا الرجل أراد عشرين عاماً أخرى في حياته ليتوب فيها فلم يمهله ذي الطول شديد العقاب إلا عشرين ساعة ومات فيها. أسأل اللّه الكريم أن يكون قد تاب من معصيته هذه قبل أن يموت. نعود لأخينا الشاب الهارب... فما أن سمع هذه القصة حتى رأيت عيناه قد اغرورقت في أحسن حال بعد أن شفى الله قلبه عضوياً ومعنوياً. بني: لعلك تذكر على الأقل صديقاً أو زميلاً لك في مثل عمرك قد مات فجأة، وغالباً ما يكون في حادث سيارة، وقد يكون متهاوناً في أداء الصلاة، وأنا أذكر أربعة من زملاء أبنائي ماتوا، منهم ثلاثة لا يصلون، فهل تحب أن تموت وأنت على هذه المعصية الكبيرة؟ جوابك بالطبع سيكون: لا، أحبّ أن أموت وأنا أودي الصلوات، مسلماً عابداً لله - تعالى - . بني: لا أحد يستطيع أن يتحمل عذاب نار جهنم، بل لا أحد يستطيع أن يتحمل لهب نار الدنيا والتي هي عبارة عن جزء من سبعين جزء من نار جهنم، فإذا قيل أتخاف من نار الدنيا؟ فستكون إجابتك بالتأكيد: بلى. إذن فلم لا تخاف من نار جهنم؟. ألم يحن الوقت أن تستعد للموت الذي لا تعلم متى سيكون؟ ألم تسمع قوله - سبحانه - وتعالى -:(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ...) الآية الحديد:16{ألست مؤمناً؟ وأنت كذلك - أن شاء الله - إذاً لماذا لا يخشع قلبك إلى ذكر الله. بني: لا تجعل أمك أو أباك يبكون عليك بحسرة وندم! ليس لمفارقتك عنهم بالموت، ولكن لما يؤول إليه حالك بعد الموت وأنت تارك للصلاة؟. بني: اسمع هذه القصة... ذهبت إلى زيارة أحد الأخوة طلبة العلم، وبينما نحن وقوف عند باب المسجد بعد صلاة العصر إذا بامرأة تسأله عن ابن لها مات وعمره سبعة عشر عاماً، وهو لا يصوم ولا يصلي ماذا تفعل له؟ فإذا بهذا الأخ - طالب العلم - يخرج ورقة من جيبه ويعطيها إياها قائلاً: إجابة سؤالك في هذه الورقة. استغربت وسألته: ما هذه الورقة؟ فأخرج من جيبه نسخة أخرى من الورقة وأعطاني إياها، فإذا هي فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء عن الموضوع نفسه((امرأة مات ابنها الشاب وهو لا يصلي ولا يصوم، وتسأل هل من شيء تعمله له؟)). فكان الجواب: ابنك إذا كانت هذه حاله فهو مات كافراً ولا عمل ينفعه. بني: أتقبل أن تموت كافراً ومصيرك إلى النار؟ أتقبل أن تعذب والديك حتى بعد مماتك وتجعلهم في حزن مستمر عليك؟ ألا تخشى أن تكون من حطب جهنم وتشرب من الهيم والصديد وعذاب القبر، يالها من سوء خاتمة . فاتق الله يا بني في نفسك. ذهبت إلى أحد الأخوة أعزيه في ابنه الشاب فوجدته - والحمد لله - محتسباً صابراً كأن لم يمت له أحد، وبعد بضعة أشهر مات أخوه فذهبت إليه معزياً فوجدته مهموماً باكياً حزيناً كأنه ساخطاً، استغربت من أمره وسألته: مات ابنك وكنت محتسباً صابراً، واليوم أراك مهموماً حزيناً ساخطاً على موت أخيك؟ قال: يا أبا محمد، ليس الأمر كذلك، ولكن ابني مات وكان شاباً صالحاً مطيعاً لربه - تعالى - فأحسبه والله حسيبه أن خاتمته على خير فكلما أتذكره أظن انه في قبره في روضه من رياض الجنة، أما أخي فقد مات عن معصية، بل معاصي، وأكبرها عدم محافظته على الصلاة، وهذه تكفي لغضب الله - تعالى - ، فكلما أتذكره أتذكر قبره الذي أخشى أن يكون حفرة من حفر جهنم أتخيل تلك الحية السوداء وهي تعصره كلما أتذكره أتذكر الملائكة الغلاظ الشداد وهم فوق رأسه بمطارق الحديد وهم يطرقون رأسه. بني: أنصحك بأن تصلي الآن، ولا تجعل المعاصي التي ترتكبها تمنعك من الصلاة، صلّ الآن، وسوف يمحو الله سيئاتك ومعاصيك - إن شاء الله - بحسنات كثيرة قال - تعالى - ((وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)) [ هود 114 ] . والصلاة يا بني تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي: قال - تعالى - (أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي...)} العنكبوت:45 {بني: قد تكفل الله للمسلمين إذا صلوا كما أمرهم بأن تنهاهم صلاتهم عن ارتكاب الفحشاء والمنكر والبغي، وهذا وعد من الحي القيوم الرحمن الرحيم فصلي بني يحفظك الله من كل سؤ ومنكر. جاءني مريض مصاب بخفقان القلب وبعد الكشف عليه لم أجد عنده مرضاً عضوياً، ففكرت أنه ربما يكون عنده مشكله نفسية، وبعد سؤاله لم أجد عنده ما يستدعي ذلك الخفقان والقلق، وسبب هذا الخفقان أن له ابناً في المرحلة الثانوية لا يصلي أخاف عليه أن يموت وهو على ذلك لا يصلي فيكون مصيره النار - والعياذ بالله - يا دكتور ثلاثة من أصدقاء ابني(18/127)
ماتوا وهم لا يصلون بحوادث سيارات وواحداً منهم احترق في سيارته أخشى أن يكون مصير أبني هذا المصير السيئ الذي تراه. بني: أترضى أن تكون مصدر قلق لوالديك في حياتك وبعد مماتك، إذا مت على معصية ترك الصلاة أبني: لا أريدك أن تندم إذا مت وأنت لا تصلي قال - تعالى - ((حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت .. [ المؤمنون 1.. ] ثم يأتيك الرد قال - تعالى -:(....كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون [ المؤمنون 1.. ] وتكون النتيجة أنك تجر إلى جهنم مع العصاة زمراً فعليك باتباع ما قال - تعالى -:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون (}آل عمران: 1.2{ وقال - تعالى -: (..وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) {النور:31} بني: بادر بالصلاة الآن ولا تقل غداً حتى لا تندم كما يندم العصاة، قال - تعالى -: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ)} آل عمران آية 3.{ واسمع ما قاله الله - تعالى - عن الشيطان حيث حذر منه وأمرنا أن لا نتبعه بل أمرنا أن نتخذه عدوا قال - تعالى -: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) ?{فاطر:6} وقال - تعالى - عن النفس: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) {يوسف:53}. فطوع نفسك وسيطر عليها بالصلاة فيمنعك الله من شر نفسك ويحميك منه. بني: لا تتبع هواك، فاتباع الهوى يؤدي بصاحبه إلى التهلكة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التحذير من اتباع الهوى:" إن أشد ما أخاف عليكم خصلتان: اتباع الهوى وطول الأمل،فأما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق، وأما طول الأمل فإنه ..... للدنيا". بني عليك أن تحذر من أعدائك الثلاثة: النفس، الهوى، الشيطان، فلا تجعلهم يوردونك المهالك وتكون عاقبتك النار، فعليك بمحاربتهم ومقاومتهم وستنتصر عليهم بإذن الله. وأول حرب عليهم يكون بالمحافظة على الصلاة في جماعة، قال الله - تعالى - (... ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2)ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) {الطلاق:2 - 3}.
http://www. heartdes. com المصدر:
============
فنون خطابية.. ومهارات إلقائية
أبو جعفر ماجد بن جعفر الغامدي
ومضات البدء:
حتى يكون حديثك عامراً له أنداء وأفياء.. وظلال وأبعاد.. وحتى يكون كلامك مؤنساً مشجياً.. منعشاً مشوقاً.. وحتى يكون قولك مطرباً مغرياً.. خفيفاً شائعاً.. وحتى يكون أسلوبك لطيفاً شريفاً.. باسماً مبهجاً.. وحتى يكون موضوعك عليه طلاوة.. وله حلاوة.. وفيه نضارة.. وحتى تؤثر في الآخرين فتبذر فيهم التفاهم والتكاتف.. فتجني التضامن والتعاون.. وحتى تكون كذلك بل أكثر.. انطلق معي أخي المتميز المبدع في هذه الأسطر حتى نجول ونصول ونتعلم مهارة المبدعين المتميزين (أنت بالطبع أحدهم) مهارة العظماء.. وصنعة الأبطال مهارة الإلقاء الفعّال المثمر على دراسة منهجية تركّز على الجوانب العملية أكثر.. وبعد أن تستمتع بهذا الموضوع وتنزل ما تعلمته على واقعك وتمارس وتجرّب وتحاول مرةً وأخرى وثالثة حتى تتقن وتتجاوز حدود الإبداع ستعلم مدى ما كنت تحتاجه إلى هذه المهارة المهمة بل واللازمة للجميع والتي من خلالها ستتعلم الكثير من المهارات وستتذكر مباشرة قول دوسكو درو موند حين قال: ((لو قُدّر لي أن أفقد كل مواهبي وملكاتي وكان لي حق الاختيار في أن احتفظ بواحدة فقط.. فلن أتردد في أن تكون هذه هي القدرة على التحدث لأنني من خلالها أستطيع أن استعيد البقية بسرعة)).
وأيضا ستشعر من خلال ممارستك الدائمة للإلقاء بقول الخطيب المشهور (زج زجلر): ((سواء رضينا أم أبينا.. فإن الذين يُحسنون الحديث أمام الناس يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء.. وإن لديهم مهارات قيادية متميزة عن غيرهم.))
إذن أخي هي ليست مهارة عادية بل منها السحر والبيان وكما في صحيح البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: ((قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ((إن من البيان لسحرا))
الخطابة في الإسلام:
في لندن يزدحم الناس حول الخطباء في الركن المخصص لذلك في حديقة ((هايدبارك)) فإذا وقف قسيس ليخطب لا يظفر، إلا بعدد قليل جداً من المستمعين.. ويرجع ذلك إلى أن خطبهم لا تعدوا أن تكون أحاديث عن حياة المسيح مأخوذةً عن الأناجيل أو تكون من مطالعات في العهد القديم، أو بعض التعاويذ والترانيم.. إلى غير ذلك مما هو معروف للناس، وقد سمع مراراً وتكراراً وأصبح لا يَهزُّ المشاعر ولا يلمس الوجدان.
ومقارنة بالمثال السابق.. فإن الخطابة في الإسلام لها مبادئ وأصول قامت عليها وعلى سبيل المثال خطبة الجمعة وما تتمتع به من مميزات فجميع المسلمين يحضرونها ويجلسون لاستماعها فالكل آذان صاغية للخطيب وبها يكون التوجيه فهي ليست مأخوذة من أناجيل مكذوبة.. أو ترانيم خادعة.. بل هي قانون حياة.. ومنهج عمل.. مدعمة بخير كلام ليس فيه من التحريف وليس من كلام الناس بل من كلام رب الناس ((ومن أحسن من الله قيلاً)).
هل يمكن تعلم الخطابة والإلقاء: الخطابة صعبة… والإلقاء مستحيل.. وأنا سيء في حديثي.. فهل يمكنني أن أجيد فن الإلقاء.؟(18/128)
أقول: وبكل سهولة.. تستطيع أن تتعلم الإلقاء.. ولا يعني عزوفك أصلاً عن إلقاء الكلمات أنك لن تستطيع إجادتها، أو أن إخفاقك في موقف سابق يجعلك تصد عن ذلك، بل انظر بإيجابية واعلم أنك قد استفدت من موقفك السابق وتعلمت منه التجارب والخبرات حتى تجعلك تتقن هذا الفن، يقول إيمرسون: ((إن جميع المتكلمين العظماء كانوا متكلمين سيئين في البداية)).
اعلم أن: القدرات.. يصنعها الإنسان، والمهارة.. يكتسبها ويتعلمها الإنسان. وقال النبي - صلى الله عليه و سلم -: ((إنما العلم بالتعلم..وإنما الحلم بالتحلم)).
فالإلقاء والخطابة علم وأمر يمكن للإنسان أن يتعلمه إذا اتبع قواعده وسار على نهجه وجلد على مراسه. فهذا واصل بن عطاء أحد أئمة المعتزلة كان لديه لثغة في حرف الراء.. فحاول أن يستقيم لسانه.. فلم يستطع ورغم ذلك فلم يترك الخطابة بسبب هذه اللثغة فما كان منه إلا أنه كان يخطب من غير حرف الراء فأصبح من أوائل الخطباء وأشهرهم.
والآن وحتى نبحر في هذا الفن الرائع الجميل.. فإنه من الأفضل أن نتطرق إلى أمور كثيرة تتعلق باللإلقاء.. وحتى تكون دراستنا أكثر منهجية.. وتعلمنا أكثر إتقاناً.. فسنتعرض إلى ما يجب أن يتحلى به الخطيب من صفات وكذلك قضية التحضير فهي ملازمة تماماً للإلقاء ومرتبطة به تماماً ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر بمستوى إتقان التحضير يكون الإبداع في الإلقاء، وأيضاً التدرب قبل الإلقاء، وكذلك ما يمكن فعله عند الخوف والارتباك وبعد هذا وذاك نشرع في ذكر المهارات الإلقائية والفنون الخطابية.
صفات الخطيب المتميز:
1 ثقافة الخطيب: وذلك بالإطلاع الجيد على علوم القرآن والسنة والمعرفة بفنه الذي يتحدث فيه..وإلا كان مناقضاً لنفسه فسيتضح ذلك للناس سريعاً.. وكما قيل: (كل إناء بما فيه ينضح) فالخطيب المميز هو أولاً شخص مميز في ذاته.. فارفع من ثقافتك وحسن من أدائك وكن جاداً في إنجازك.
2 موافقة القول للعمل: وذلك بالصدق في حديثه وعاطفته..وصدقه في علاقته مع ربه وتطبيقه لما يقول. ((يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون.. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)). وكما في الحديث المتفق عليه ((يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا.. فيجتمع إليه أهل النار..فيقولون: مالك يا فلان ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.؟ فيقول بل كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه)).
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
3 دراسة علوم اللغة: فلا يحسن بالخطيب أن يجعل المرفوع منصوباً والمنصوب مجروراً.. و المجرور مرفوعاً.. هذا بما يتعلق بالنحو.. وكذلك إلمامه الجيد بالتراكيب اللفظية..وعلوم المعاني.. وامتلاك مهارة لغوية تبنى لديه معجم واسع من المفردات.. يزوده بقدرة فائقة على التعبير عن المعنى بأروع طريقة وأبدع أداء.
4 الثقة بالنفس: عندما يكون الخطيب رابط الجأش لا شك أنه سيكون أكثر وصولاً إلى قلوب وعقول الجمهور.. وكذلك يبدع أكثر فيما يريد إيصاله من رسالة.
5 الأمانة العلمية: عزو المعلومات إلى المصادر والمراجع فهذه أمانة أمام الله - سبحانه تعالى -.
مرحلة ما قبل الإعداد:
1 الإخلاص: صحيح أن العمل الجاد يحتاج إلى التعب والجهد ولكنه يحتاج قبل كل ذلك إلى الإخلاص لله - تعالى -.. والمثل الرائع يقول: (قل لمن لا يخلص لا يتعب) فما فائدة العمل إن أريد به غير وجه الله - تعالى - نعم.. لن يكون له أي تأثير لا على المتكلم ولا حتى على المستمعين.. إن لم يكن هناك إخلاص (فرب عمل كبير تصغره النية.. ورب عمل صغير تكبره النية)) فالخلاص في الإخلاص.. ومما يعين على الإخلاص كثرة الدعاء بأن يجعل الله العمل صالحاً متقبلاً خالصا له وحده..وأن يجعل له بالغ الأثر في الآخرين.
2 ما قبل الإلقاء: الجمهور: يجب على الخطيب أن يتعرف على جمهوره فما القيم والمبادئ التي يحملونها؟ وما مدى أهمية هذا الموضوع لديهم؟ وما الذي يريدون معرفته؟ وما هي المشاكل التي تواجههم فيه؟ لأن القاعدة تقول: ((شكل حديثك حسب جمهورك)). وكذلك يجب على الملقي أن يعرف كم عدد الحضور التقريبي فإن كان جمهور صغير (أقل من 25) شخصاً فيعلم الملقي حينئذ أن الانتباه أكثر فالأمثلة أكثر والأسئلة والمناقشات ستكون مباشرة مع الجمهور و سيقوم الملقي المتميز بالاتصال بالجميع عن طريق العين. أما إذا كان الجمهور كبيراً أكثر من ((25 شخصاً)) فسيحدث السَرَحان والهمس مع الجار والتشتت في الانتباه فعند ذلك يقوم الملقي بالربط والتلخيص وتكرار النقاط المهمة ليحافظ على تركيز الجمهور وانتباهه
وكذلك مما يجب أن يعرفه الملقي قبل إلقائه: الوقت المتاح له والمكان الذي سيلقي فيه..فإنهما سيساعدانه على القيام بمهمته.(18/129)
3 الهدف: للأسف أننا في أوقات كثيرة نتحدث بدون أي هدف فلماذا لا يكون لدينا أهداف صغيرة تخدم هدفاً مرحلياً تصب أخيراً في هدفنا الأخير.. من خلال ما سبق نستطيع أن نحدد الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال إلقائنا..فكيف يصوغ الملقي هدفه؟ إليك هذه الطريقة العلمية المجربة التي يذكرها الدكتور طارق السويدان في كتابه (فن الإلقاء الرائع) فيقول: (اكتب جملة من 25 كلمة أو أقل تشرح موضوع حديثك مرتبطاً بهدفك.وإذا كنت أنت غير واضح في هدفك فكيف يستطيع المستمع أن يتبين هذا الهدف؟) فعلمية الهدف تعد عملية سهلة وتجعل كل شيء بعدها ينساب سهلاً ويسيراً فأبدأ بها أولاً وستجد كل شيء بعدها سيغدو سلساً، فلعل هدفك الرئيسي هو أن تعرّف الجمهور على شيء جديد. وتجعله يفكر فيه.. ويشعر به ويتذكره دائماً.. فكيف ستصل لهدفك؟ فكر في ذلك جيداً!!. يقول دايل كارينجي: إن التحضير يعني التفكير والاستنتاج والتذكر واختيار ما يعجبك وصقله وجمعه في وحدة فنية من صنعك الخاص.
كيف تعد وتحضر موضوعاً ناجحاً * أمور مهمة في اختيار الموضوع:
1 قبل أن تبدأ في اختيار الموضوع أو كتابته.. صل ركعتين وادعُ الله أن يوفقك وأن يختار لك ما فيه الخير فبيده التوفيق أولاً وآخرا.
2 أن يكون موضوعك مناسباً للتحدث فيه وكذلك مناسباً للحضور.
3 الإبداع والخروج عن المألوف مطلب مهم في كل موضوع يطرح.
4 عندما يكون موضوعك مصحوباً بروح التفاؤل يكون قبوله أحرى ويثير النفوس للعمل فروح التشاؤم تفرضها علينا ظروف هذا الزمن.
5 قبل أن تبدأ في عملية التحضير قم ببعض التمارين الرياضية ثم أجلس في مكان مناسب وتخلص من جميع ما يلهيك ثم ابدأ بالله مستعينا.
6 حاول أن تضع وقت البداية في التحضير وذلك بالقراءة في الموضوع وجمع الشواهد ووضع العناصر وتصنيفها وترتيبها وكذلك وقت النهاية من التحضير بحيث يصبح الموضوع جاهزاً في ذلك الوقت فإن لم تنته فيه لاستطرادات الموضوع وحاجته إلى البحث الأطول والأكثر فإنك إن شاء الله وان اضطررت لزيادة الوقت لإضافات فسيكون انتهائك قريب مما حددته مسبقاً لأن هذا من تجربة كثير من الناس أنهم لا ينجزون إذا تركوا الوقت لأنفسهم مفتوحاً.
المفاتيح الست لاختيار العنوان الجذّاب * العنوان الجذاب:
بعد تحديدك للموضوع الذي تود التحدث عنه.. فيجب أن تختار له عنواناً مناسباً وجذاباً وحتى يكون العنوان جذاباً تعلّم هذه الأسرار في اختيار عنوانك:
1 اختر عنواناً تحدد من خلاله الفكرة الرئيسية للموضوع دون إبراز الفرعيات.
2 الأسلوب الاستفهامي يجلب التشويق دائماً مثل: (كيف تحضر موضوعاً).
3 حاول أن لا يزيد عدد كلمات العنوان عن (ثلاث كلمات).
4 استخدم الأعداد في عنوانك فهي تجعله أكثر جمالاً مثل: ((خماسية النجاح)) واخبرك بسرّ آخر في اختيار الأعداد وهو إن الأعداد الفردية هي أكثر جاذبية واستثارة للسامعين.
5 اجعل العنوان هو آخر ما تكبته فاختياره أسهل آنذاك.
6 ابتعد عن العنوان الذي يكون مكروراً ومشهوراً واجعل فيه إبداعاً وحداثة.
مرحلة الإعداد: تحضير الموضوع:
تذكر هذه القاعدة: حدد الموضوع – حلل الجمهور – حدد الهدف – أبدع أفكاراً..
1 اجمع المراجع واعرف ما هي الكتب التي تساعدك في تحضير موضوعك.
2 أقرأ وتمعن.. ثم انتق.. وحتى تجيد الانتقاء لا تترك الدرر التي تلقاها في طيات الكتب أو في الدوريات مثل الجرائد اليومية والمجلات …بل أجمعها وأقتبس منها وأجعل لها عنواناً.
3 رتب العناوين والمعلومات التي تريد طرحها.
4 سجل ملاحظتك الشخصية ووجهة نظرك ولا تعتمد فقد على أراء الآخرين وأفكارهم بل تذكر أن لك عقل مثلهم ويمكن أن تضيف وتعدل.
5 الاستشهاد يعطي الموضوع قوة والاستشهاد يكون ب (القرآن الكريم – السنة –القصص الشعر – أقوال وحكم – إحصائيات – وغيرها).
6 ابحث بجد عن آخر المعلومات وأحدث الإحصاءات ولا تعتمد على ما حضرته قبل عدة سنين.
7 من المسودة الأولى: اكتب كل الموضوع ولا تدقق ثم اطبعه على الكمبيوتر ليسهل تصحيح الأخطاء إن وجدت.
8 التعديل: اضف.. ألغ.. عدل.. ثم أعد الترتيب.
9 التدقيق: دقق اللغة وصحح الأخطاء اللغوية.
10 المراجعة النهائية: الق نظرة نهائية وتأكد أن كل شيء في مكانه الصحيح.
11 الاختصار النهائي: تأكد من طول الموضوع وأنه مناسب للوقت واختصر إن لزم الأمر
12 والآن تكون قد وصلت إلى مرحلة كتابة الموضوع،
وإليك بعض النصائح:
أ. حاول دائماً إذا كتبت أو حضرت موضوعاً أن تكتب جملاً كاملة ولا تكتفي بالترميز.
ب. أكتب فكرة واحدة لكل نقطة فرعية ثم لخصها بحيث لا تزيد عن سطر واحد.
ج. تذكر وأنت تكتب كل جملة أنها: (ترتبط بالهدف.. أنها شيقة وممتعة.. وأنها ذات علاقة بالمستمعين.. وأنها جملة قصيرة)
د. تلطف وليكن كلامك مؤدباً ومراعياً لجميع الحضور.
ه. أن تكون كلماتك سهلة ومعروفة.
أعلم أن كل صفحة مكتوبة بالكامل تأخذ في المتوسط 34 دقائق عند الإلقاء.(18/130)
وفي كتابتك النهائية للموضوع على أوراقك الخاصة راعي التالي: اكتب بخط كبير. اترك فراغاً مناسباً بين السطور راجع الإملاء والقواعد النحوية. لا تنسَ ترقيم الصفحات. لا تدبس الأوراق ليسهل تحريكها أثناء الإلقاء. ضع أوراقك في ملف حتى تبقى نظيفة ومرتبة. الأفضل أن لا تكتب المقدمة والخاتمة إلا بعد الانتهاء التام من الإعداد وحاول في مقدمتك أن تجذب الانتباه وتذكر هدفك ثم تعط فكرة عامة عن موضوعك، وأما في الخاتمة فلخص ما ذكرته خلال كلامك وذكرهم بالأشياء العملية التي خلصت إليها حتى تبقى راسخة في أذهانهم. ضع نقطة رئيسية لكل 15 دقيقة. أربط حديثك بالموضوع الرئيسي. اكتب هدفك ولا تفترض أنك تعرفه. لا تحاول تغطية كل الموضوع..الغ الممل أو البديهي واختصر المقدمات. تذكر … أن الخطبة جيدة التنظيم هي نتاج عقل منظم. لا تكتب أي كلمة إلا وستضطر إلى قراءتها. حدد هدفك قبل جمع المعلومات. حضر.. وحضر.. وحضر.. القاعدة: (عشرة ساعات تحضير لكل ساعة حديث)
وبعد انتهاءك من التحضير تأكد من التالي:
* اطبع الموضوع راجع طباعته وتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والإملائية ووجود الفقرات والفواصل في أماكنها المناسبة.
* راجع مرة أو مرتين وثلاث ولا تمل وتأكد من تغطية الموضوع.
* قدر الوقت بحيث لا يتجاوز المدة الكلية للحديث.
* وأخيراً..تأكد من المضمون – التنظيم – الأسلوب اللغة – القواعد النحوية.
أشكال التحضير:
وهنا يترتب على شكل التحضير طريقة الإلقاء ولذا دائماً نقول ونكرر تحضير وإعداد الموضوع أمر مرتبط تماماً بالإلقاء وطبيعته.
1 القراءة فقط: بحيث يكون الموضوع معد ليقرأ كاملاً وهنا يكفي أن أذكر كلام نفيس للدكتور (محمود عمارة)حيث يقول: (إن خطيب الورقة في وادٍ والمستمعون في وادٍ، إنه يسير مع أفكاره المنقوشة لا مع أفكار مستمعيه).
إضافة إلى ما فيها من ملل للقارئ والمستمعين ولكن لا بأس بها في بداية الأمر وخاصة إذا كان المتحدث جديداً على الإلقاء حتى يتدرب و يتمرس ثم ينتقل إلى مستوى أعلى.
2 نقاط رئيسية: بحيث لا يكتب الملقي جميع ما يريد أن يقوله بالتفصيل ولكن يضع أهمها فيكتفي بالعناوين العامة ويدون ما قد يحتاج إلى نصه أو قد يصعب حفظه من آيات وأحاديث وأبيات شعرية ومقولات وإحصاءات وأرقام فهذه الطريقة تجعله يتفاعل أكثر مع موضوعه ومع أعين الجماهير. ويطرح ما يحتاجه من أمامه لا أن يطرح ما هو مكتوب في ورقته (ولعل هذه الطريقة هي أفضل الثلاث).
3 استعياب كامل الموضوع: إلماماً تاماً بفرعياته وشواهده وتدرجه وهذا يجعل الطرح أقوى وذلك مع التأكيد على الاستيعاب الكامل بحيث لا يخل بأي شيء منه وهذا يكون نتاج قراءة وإطلاع مكثف على الموضوع وإلقائه أكثر من مرة مما يجعله محفوظاً للملقي.
أهمية التدرب قبل الإلقاء:
كما يتدرب الممثلون كذلك يتدرب الخطباء فالتدرب مهم جداً وخاصة للمبتدئين وكذلك في حالة إلقاء موضوع جديد. وكان ديمستين الخطيب اليوناني العظيم معيباً في نطقه.. يسخر منه الناس ويستهزؤون به إذا نطق أو تكلم فضلاً عن أن يكون خطيباً.. ولكن أستاذه الذي يعلمه الخطابة شجعه على إصلاح عيبه، فعكف على المطالعات المختلفة وجاهد في إصلاح لسانه حتى رأووا أنه كان يحلق نصف رأسه حتى لا يخرج من باب بيته أو يقابل الناس وأقام في منزله شهراً يتمرن على الخطابة والإشارة.. وكان يذهب إلى شاطئ البحر ويضع في فمه حصاة.. ويخطب على هدير الموج كأنه جمهور عظيم حتى صلح لسانه.. فانظر معي إلى عزمه وحرصه على التعلم وصبره وجلده ثم كانت النتيجة بأن أصبح خطيباً بارعاً.
الاستماع للخطبة مسبقاً بالتسجيل. إلقاء الدرس أمام المرآة أو على الجمادات مثل: الأثاث – المراكي …إلخ وإن كان في ذلك نوع من الطرافة والبعض ينظر إلى ذلك أنه من المبالغة ولكن هذا له فوائد فمنها:
إزالة الخوف والخجل وكأن أمامك أناساً تتحدث إليهم وأيضاً التمرس على المهارات الإلقائية ففي هذا الموضع ترفع صوتك وفي الآخر تحرك يدك وهكذا.
جرب إلقاء الدرس على شخصين فقط وخذ آراءهم بعد ذلك ولا يهمك الثناء بقدر ما تحتاج إلى تطويره.
قس مدة حديثك عند التدرب ثم قم عدل حسب الوقت الذي سيتاح لك فعلاً.
لا تتوقف أثناء التدرب بل حاول أن تؤدي الخطبة كاملةً وأترك الملاحظات للنهاية.
تدرب حتى تشعر بالتمكن والارتياح خاصة في: المقدمة – القصص – النقلات – الوقفات – الخاتمة.
لا مانع من وجود اختلافات أثناء التطبيق العملي والتدريب فهذا طبيعي.
مهارات وفنون إلقائية: تذكر معي مرة أخرى أهمية إخلاص عملك هذا لله.. وأن الله سيوفق من أخلص له. لا تكن خطبتك بتراء أو شوهاء أو جذماء.
فالبتراء: الخطبة التي لا تفتتح بالبسملة والحمد لله.
والشوهاء: الخطبة التي تخلو من القرآن الكريم.
والجذماء: الخطبة التي تخلو من الشهادة بعد الحمد.
أذكر هدفك ولخصه وأعطي نبذة عامة عن الموضوع وتسلسل نقاطه.
لجذب الجمهور وإثارتهم في البداية جرب أحد النقاط التالية في حديثك:
1 أذكر قصة مثيرة وغير معروفة.
2 اعرض صورة أو دعهم يشاهدون شيئاً.
3 أسال سؤالاً مثيراً غير واضح الإجابة ودعهم يفكرون في الجواب.
4 أذكر حقيقة أو بياناً مذهلاً أو اذكر إحصائية تدهش المستمعين.
حاول أن تحفظ غيباً ما ستقوله في أول دقيقة فهذا يزرع ثقة المستمعين فيك من البداية ويشعرون أنهم بحاجة للاستفادة منك. يقول كارين كاليش (إن لديك 30 ثانية إلى دقيقتين كي تستحوذ على انتباه الجمهور، والجمهور يكوّن عنك فكرة في هذه الفترة القصيرة ولهذا فأنت تحتاج إلى لفت أنظارهم والاستحواذ عليهم من اللحظة الأولى).(18/131)
إن من الخطأ الفادح.. واللبس الواضح.. الذي يقترفه الملقي في المقدمة الاعتذار بأن يقول (أنا لست بالخطيب البارع.. ولا الملقي المتميز.. إنما أحرجني أحدهم لأتحدث أمامكم.. فليس لدي الجديد.. وإنما فقط للتذكير.. وعذراً إن أمللتكم في الدقائق القادمة).
غفر الله لك أتقول هذا في المقدمة ثم تريد منهم التركيز معك أو أن يعيروك أي اهتمام؟!! بعد هذه الافتتاحية السوداوية حتى وإن أبدعت في موضوعك وأتيت بكل جديد.. واستعملت كل فن في الخطابة والإلقاء.. فلن تغتفر لك هذه الزلة في فن الإلقاء طالما كنت تطمح للوصول إلى مراتب الخطباء والعظماء.. لأن القاعدة الحقيقية والواقع الميداني يحكيان أن المستمعين يتأثرون بالبداية ويعلق في أذهانهم الطابع الذي همس به الملقي في آذانهم وخاصة إذا كان يتحدث عن نفسه وهو أعلم بها، و إن كان يقولها بعضهم من باب التواضع ولكن حقيقة ليس هذا موضعه فبهذه الكلمات تتزعزع ثقة المستمعين بالمتحدث.
لا تقلد غيرك في صوته أو نظرته أو لبسه أو طريقة حركته (ولا مانع من أن تستفيد من تميز الآخرين). اجعل حركتك طبيعية وتحدث وكأنك تتبادل الحديث مع صديق في الشارع، ألست طبيعياً آنذاك؟.
إذن كن طبيعياً هنا. لا تقعر الكلام (وهي: الفصحى المبالغ بها) ولا تتكلف استعمال أسلوب بلاغي أو سجعي فلن تبدو طبيعياً. إذا ذكرت معلومات أو إحصاءات غريبة وهي بالفعل صحيحة تماماً فلا تترك مجالاً للشك فيها بل أذكر أنك راجعتها مرتين مثلاً.
مما يجعل الناس تتفاعل وتنجذب مع الملقي هو أن يتقن هذه المهارة الخفية التي قد تخفى على الكثير وهي:
أن تجعل نفسك أحد هؤلاء المستمعين واجعل نفسك ليس كأي واحد منهم بل لتكن أنت المستمع المتفاعل من بينهم بحيث تظهر ما تتوقع داخل الجمهور تجاه كلامك بمعنى: أنك تفاعل تماماً مع كلامك فتغضب في حال الغضب وتظهر ذلك على قسمات وجهك ثم تتفاعل أخرى في حال الضحك فتتبسم وتضحك وهكذا في ثالثة تسخر في حال السخرية، ولتكن جميع هذه التفاعلات التي تقدمها للجمهور واضحة من خلال نبرات صوتك خلال حديثك يمر بك كلمات هامة جداً وتشعر أنه من واجبك كشخص مخلص في أداء عمله وإيصال معلومته أن توضح للمستمعين أن هذه الكلمات مهمة ويجب التركيز عليها وفهمها جيداً.
فماذا تُراك تفعل في مثل هذه اللحظات؟ إن أفضل وأنجح طريقة توصلك إلى أن يركّز الجمهور على مثل هذه الكلمات هو أن تقلل من سرعتك الإلقائية ثم تضغط بصوتك على هذه الكلمات حتى لا تكاد أن تخرجها من مخارجها.. وفي تلك اللحظات فسترى جميع المستمعين مشدودين إليك تماماً.. جرّب وسترى!
وما دمنا أنني قد أفشيتُ لكم العديد من أسرار الإلقاء فأليك هذا السر أيضا ويسمى (الوقفات السحرية) هذا السر سهل جداً ولا يحتاج منك إلى أي مجهود.
كيف يكون ذلك؟
فالجواب هو (أن تعلم كيف تستخدم قوة الصمت ولو لثوان) وذلك بأن تكون منهمكاً في شرح موضوع معين مستخدماً في ذلك جميع قواك العقلية والحركية والكلامية ثم وفي لحظة مفاجئة تقف عن الكلام وتصمت لمدة خمس ثوان فقط..
فهذه اللحظات البسيطة تجعل الجميع مباشرة ينظر إليك.. فالنائم يستيقظ.. والسرحان ينتبه.. فيحسن بك أن تستغل انتباه الجميع بأن تذكر شيئاً مهماً لديك مادمت أنك قد أحسنت بأن جذبت الأنظار وقبلها العقول.
ولكن هناك وقفات مهمة لابد منها مثل عند انتهاءك من جزئية والانتقال إلى أخرى حتى تشعرهم بالانتقال إلى موضوع جديد.. وتذكر أن الوقفات الهامة تبدو لديك أطول مما تبدو للجمهور فلا تستعجل..
وإليك أوقات الوقفات الخمس للإلقاء الفعّال:
1 بعد البدء
2 قبل الكلام
3 قبل أن تسأل
4 قبل البدء الجديد
5 قبل (شكراً).
هل تعلم أن: القط له أكثر من 100 صوت – وأن الكلب له عشرة أصوات فقط – وأن الزرافة ليس لديها حبال صوتية... الخ الخطأ المتكرر والروتين القاتل هو الرتابة الصوتية لدى الملقي بحيث أنه يستمر على نبرة واحدة لا يغيرها إلا في النادر.. وذلك جلي وملاحظ يسمعه الطالب من أستاذه ويراه المستمع في خطيب الجمعة..
فمن المناسب لتجنب مثل هذه الرتابة أن تكثر من رفع صوتك وخفضه..
وأساس مهم في الإلقاء هو تغيير نبرات الصوت حسب ما يقتضيه الحال فمثلاً: عندما تحتاج أن تتحدث عن الغرور فيلزمك أن تضخم صوتك لأن حال الغرور يقتضي ذلك.... وغير ذلك من الأمثلة.
أحذر و ابتعد عن استخدام بعض الكلمات المملة مثل: آه.. آه، في الحقيقة، بصراحة، بالفعل، كما تعلمون.
كيف تعرف سرعتك الالقائية؟
مهم تنويع السرعة في الكلام فكل حسب موقفه مثل:
1. تحتاج أن يكون كلامك بطيئا في المواضع التالية:
أ. الفكرة المعقدة
ب. الفكرة الجادة
ج. لنهاية النكتة
د. للاثارة.
2. وتحتاج أن يكون كلامك سريعا عند بداية النكتة.
3. تحتاج أن تقف عند تفاعل الجمهور (ضحك – اندهاش).
وهكذا
الآن تعرّف على سرعتك الإلقائية؟
فإليك هذه الطريقة العملية: تعرف على سرعتك الإلقائية:
خذ جزء من موضوعك أو خطبتك ثم القها بصوت واضح وكأنك أمام الجمهور وعلى عادتك، وسجّل ذلك بجهاز التسجيل الصوتي.. ثم احسب عدد الكلمات التي قرأتها في الدقيقة (واعلم أن المعدل الطبيعي 130 – 140 كلمة في الدقيقة وأعد التسجيل حتى تصل إلى هذا المعدل.
يجب أن يكون مظهرك لائقا ومرتباً.. فلقد بوب البخاري في كتاب الخطبة بابا سماه (يلبس أحسن ما يجد).
نظرات الملقلي.. وما أدراك ما نظراته؟ من المهم أن تنظر إلى جميع الحضور وأن تشعر كل واحد منهم وكأنك تتحدث له ثم انتقل عشوائيا بين الحضور بعينيك وتوقف بهما عند كل شخص لثلاث أو أربع ثوان ثم انتقل إلى غيره.
ابتسم.. ابتسم.. ابتسم..(18/132)
أما عن حركة اليدين فضعهما إلى جانبك فهو أفضل مكان لهما حتى تشعر أنك غير قادر على الاحتفاظ بهما فاجعلهما تتحركان بطبيعتهما. لا تُشر بإصبعك إلى الجمهور فهذا يجعلك تبدو ديكتاتوريا.
لا ترفع يديك عن مستوى كتفيك.. إلا في مواضع معدودة.
من الجميل والرائع إذا كان هناك تعداد لنقاط أن يقوم الملقي بعدها على أصابعه واحدة واحدة. فلها بالغ الأثر.
من التجربة فإن الأفضل بأن يتحدث الملقي واقفا فهو ادعى لاتصاله أكثر بالجمهور.
أما عن وقوف الملقي وتحركه فالأفضل الوقوف في مكان واحد والمشي للحاجة والتحرك بهدؤ نحو هدف معين.. أو لحاجة الموضع الذي وصلت إليه من الكلام بأن تتحرك فتحرك بما يقتضيه الحال.
قف على كلتا رجليك.. ولا تقف على أحدهما دون الأخرى فهي ليست الوقفة الصحيحة المستقيمة للملقي.. ومن ناحية صحية فهي أيضا غير جيدة..
قف مستقيما وارفع رأسك.
تفاعل مع حديثك بصوتك وحركاتك واجعله نابعاً من داخلك وليكن إيمانك به عظيماً حتى يؤثر في الآخرين.
ماذا تفعل عند الخوف والارتباك:
في استبيان وجد أن 70 % من الناس يخافون عند مواجهة الجمهور.. فالخوف طبيعي ويمر به كل الناس حتى المحترفين، فهذه الظاهرة يمكن التغلب عليها..
وهاك علاج الخوف:
يقول د. علي الحمادي: (إذا كنت خائفاً لسبب أو لآخر.. فخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء.. ثم وجه نظرك لبعض الوقت فوق رؤوس الجمهور ولا تنظر إلى أعينهم كما يمكنك أن تحدث نفسك إن الأمر هين ويسير، وحاول كذلك أن تتصنع الابتسامة.. وقبل هذا وذاك.. استعن بالله وأسأله التيسير).
افرك يدك قبل دخولك للجمهور.
إن قراءتك للخطبة عدة مرات.. يزيد ثقتك بنفسك مما يجعله يطرد الخوف عنك. وقد تخطئ في كلمة فلا ترتبك وأكمل فهذا طبيعي وإن وجدت سخرية ولا تجعلها حاجز يُحكى أن خالد بن عبد الله القسري من الخطباء المعروفين أجهدته الخطبة على المنبر فقال: (أطعموني ماء) فاتخذها الناس سخرية.. حتى قال فيه الشاعر:
بل المنابر من خوف ومن هلع واستطعم الماء لما جد في الهرب
نصائح عامة:
يقول صاحب كتاب قوة الكلمة: (التوقف أو التشديد على كلمة أو عادة استخدام التشديد هو الترياق الشافي لمعالجة الملل).
توقف عندما تنتهي من الموضوع ولا تتكلم لتملأ الوقت فقط.
حاول أن يكون المكان جيد.. في حجمه وتهويته وأن تكون مقاعد الجمهور مريحة لهم حاول استخدام وسائل الإيضاح (الشفافيات – عروض الكميوتر – الشرائح – البورجكتر – الأوراق الكبيرة – أفلام الفديو – الخرائط والرسوم البيانية – جهاز التسجيل السمعي السبورة... الخ. التمارين.. تحرك الجمهور وتجعله يتفاعل معك أكثر وأكثر.
أكثر من ضرب الأمثلة فهي تجعل الصورة أقرب في أذهان المستمعين.
أكثر من ذكر القصص فقد جبلت النفوس على حبها.. ولكن اذكر فقد ما يتعلق بموضوعك.
حتى تجعل صوتك جميلا ورائعاً.. ما عليك إلا أن ترطب حبالك الصوتية بشرب كوب من الشاي الساخن قبل اللقاء بدقائق.. وأيضاً مما يفيد في تحسين الصوت واستمرار المتحدث لأوقات طويلة براحة تامة تناول شيء من العسل أو مما يغلب عليه السكريات.
في ختام اللقاء لخص أهم الأفكار التي طرحتها وكيفية الاستفادة من هذا الموضوع في الواقع العملي.. وكذلك حاول ختام لقاءك بطرفة أو مرح لأن الناس يبقى لديها انطباع آخر لحظات فتحكم عليك من خلاله.
وبعد..
فهذه مهارات ومعلومات لن تنفع وستبقى حبراً على ورق إن لم يحاول ويجرّب الإنسان الطموح لتطوير ذاته تدريب نفسه بنفسِه عليها. وإغلاق باب غرفته عليه – وإن وجد في ذلك بعض الهمز واللمز ومحاولة تطبيقها واجداً واحداً وملاحظة ما أتقنه وما يحتاج إلى تعلّمه ثم استشارة من يثق فيه من المربين والأساتذة فهم أصحاب الخبرة والسبق في ذلك.
وأخيراً..
يسعدني كثيراً موافاتي بكل ما هو جديد ومفيد في ما يتعلق بالإلقاء والخطابة و لا تنسونا من صالح دعائكم..
فهذا جهد بشري مقل معرّض للخطأ لا محالة أرجو من الله قبول هذا العمل ثم أن يحوز على رضاكم.. نسأل الله أن يوفقنا للتأثير في الناس وتغييرهم للأفضل.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
______________________
المراجع والمصادر:
د. طارق السويدان 1. فن الإلقاء الرائع
د. توفيق الواعي 2.الخطابة وإعداد الخطيب
أ. محمد أحمد عبد الجواد 3. دليلك إلى عروض قوية ومؤثرة
د. علي الحمادي 4. 333 تقنية للتدريب والإلقاء المؤثر
أ. ماجد بن جعفر الغامدي 5. دورة: الإلقاء الفعال
د. عوض القرني 6. حتى لا تكون كلا
عبد الله ناصح علوان 7. مواقف الداعية التعبيرية
د. عبد الرحمن واصل 8. دورة في الخطابة
د. طارق السويدان 9. شريط فديو: الخطابة
د. موسى المزيدي 10. مجموعة أشرطة: الثقة بالنفس
الشيخ / عطية محمد سالم 11. أصول الخطابة والإنشاء
http: //www.alsyf.ws المصدر:
============
بشروا ولا تنفروا
عبد الرحمن العشماوي
البشارة موجودة، ودواعي الاستبشار منتشرة في هذا الكون، إنما تحول الأوهام دون رؤية وجه البشارة المشرق الجميل.
الجميع الآن في خندقٍ واحد، الكبير والصغير، الحاكم والمحكوم، الرجل والمرأة، الملتزم بدينه والمفرط، الصادق والكاذب، المخلص والمنافق.
جميع المسلمين الآن في خندقٍ واحدٍ أمام أساطيل الأعداء، فلا مجال لليأس، ولا مكان للتنفير من الحق، ولا موقع للتلاوم، والتشاتُم، والخصام والمجادلة العقيمة.
أخطأ من أخطأ في حق الأمة أخطاء جسيمة أوصلتْها إلى هذه الحالة المتهاوية من الضعف أمام قوة الأعداء المادية.(18/133)
من المخطىء يا ترى؟ الحكَّام الذين تسلَّطوا وتجبَّروا، وأفسدوا في البلاد، ووضعوا زمام دولهم في أيادي أعدائهم؟ نعم.
أم العلماء الذين جاملوا، وسايروا، وغرَّتهم الحياة الدنيا فجعلوا من علمهم مطايا يمتطيها الطغاة المتجبرون؟ نعم.
أم المفكرون والمثقفون والأدباء والشعراء والكتَّاب الذين انساقوا وراء مدارس الغرب ومذاهبه، وتشبَّعوا بها، واستحسنوا منها ما لا يقبله دينهم، وسعوا إلى نشرها في بلادهم، وأصبحوا سفراء فوق العادة لثقافة الغرب وفكره وأدبه وفنِّه في أوطانهم؟ نعم.
أم أصحاب الفنّ الذين كشفوا أستار الصبايا، الكاسيات العاريات وأطلقوا عليهن نجمات الفنّ، كما ولمِّعوا وجوه المنحرفين المسكونين بالميوعة والاسترخاء وأطلقوا عليهم نجوم الفن؟ نعم.
أم أرباب البيوت الأسر وولاة أمرها من الآباء والأمهات الذين وضعوا بيوتهم وأولادهم في مهب العواصف الجارفة من مجلات ماجنة، وقنوات فضائية خليعة، وأقراص مدمجة وغير مدمجة، ومواقع على الشبكة العنكبوتية تحمل من الشر مالا يواجهه أصحاب العقول الراجحة, فكيف بالمراهقين والأطفال؟ نعم.
أم العلماء والمفكرون المتنطِّعون المتزمِّتون الذين لا يرون أبعد من امتداد أذرعتهم، ويحسبون أنهم يعيشون في عصر الحياء، والحشمة، والوقار،الذي عاش فيه آباؤهم وأجدادهم؟ نعم.
الكل قد أخطأ، وارتكب من الأخطاء ما يناسب موقعه ومسؤوليته وليس من المصلحة الآن استعادة تلك الأخطاء، والانشغال بها عن الواقع الذي نعيشه بكل ما فيه من مفاجآت سريعة لا تخطر على بال.
وهنا تبرز لنا لوحة ((بشروا ولا تنفروا)) ورديفتُها ((يسِّروا ولا تعسِّروا)) وهما لوحتان متآلفتان واردتان في حديث أخرجه أبو داود عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - لوحتان جديرتان بتعليقهما في كل حائط حتى تراهما عيون التائهين، المضطربين، والخائفين.
كُّلنا الآن نحتاج إلى البصيرة الوعي، ولن يتأتّيا لنا إلا بالعودة الصحيحة لمنابع الخير في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كلنا محتاجون إلى الرفق الذي قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من يُحرَمِ الرفقَ يحرمِ الخيرَ كلَّه)).
لأن الرِّفق، والتأنِّي، وسلامة التفكير تتيح لنا مجالاً واسعاً لمعرفة حقيقة ما يجري حتى نحسن التعامل من الأحداث.
نداءٌ يصل صداه إلى الجميع ((بشِّروا ولا تّنفروا)).
إشارة:
نحن في حاجةٍ إلى وحدة الصفِ كما احتاج للدواء المريضُ.
http://www.suhuf.net.sa المصدر:
============
رسالة إلى من أجاز كشف الوجه
هنا مسألة لابد من التنبه لها، وهي:
أنك لو سألت هؤلاء المجيزين: "هل تجوزون كشف الوجه في زمن الفتنة أو إذا كانت المرأة فاتنة"؟.
لقالوا: "لا، بل يحرم الكشف في زمن الفتنة، أو إذا كانت المرأة شابة أو فاتنة"..
بل ذهبوا إلى أكبر من ذلك فقالوا:
"يجب على الأمَة إذا كانت فاتنة تغطية وجهها"..
مع أن الأمة غير مأمورة بتغطية الوجه.
إذن، فجميع العلماء متفقون من غير استثناء على:
وجوب تغطية الوجه في زمن الفتنة، أو إذا كانت المرأة فاتنة، أو شابة..
ونحن نسأل:
أليس اليوم زمن فتنة؟..
وإذا كان العلماء جميعهم حرموا الكشف إذا كان ثمة فتنة، فكيف سيكون قولهم إذا علموا أن الكشف بداية سقوط الحجاب؟..
فلم تعد القضية قضية فقهية تبحث في كتب الفقه فحسب، بل القضية أكبر من ذلك إنها قضية مصير لأمة محافظة على أخلاقها، يراد هتك حجابها، وكشف الوجه هو البداية، قد اتخذ من اختلاف العلماء فيه وسيلة لتدنيس طهارة الأمة المتمثلة في الحجاب، ويعظم الخطر في ظل اتساع نطاق عمل المرأة وازدياد خروجها من البيت، مع نظرة بعض الناس للحجاب على أنه إلف وعادة لا دين وعبادة.
فهي مؤامرة على المرأة المسلمة..
ومما يبين هذا:
تلك الصور والإعلانات التي تصور المرأة لابسة عباءة سوداء، كاشفة عن وجهها، لإقناع الناس بأن تغطية الوجه ليس من الحجاب، وترسيخ هذا المفهوم فيهم.
ومما يبين أن القضية ليست قضية اختلاف بين العلماء أن كثيرا من هؤلاء النساء اللاتي يكشفن الوجه لايكشفنه لترجح أدلة الكشف عندهن، بل هن متبعات للهوى، قد وجدن الفرصة اليوم سانحة لكشف الوجه، ولو سنحت في الغد فرصة أخرى أكبر لما ترددن في اغتنامها، والدليل على هذا:
أنهن إذا سافرن إلى الخارج نزعن الحجاب بالكلية وصرن متبرجات لافرق بينهن وبين الكافرات..
ولو كان كشفهن عن قناعة بالأدلة المجيزة للكشف للزمن ستر جميع الجسد بالعباءة إلا الوجه في كل مكان سواء في المقام أو في السفر إلا البلاد الأخرى..
ولو كان هذا الكشف ناتجا عن اتباع أقوال العلماء المجيزين لغطين وجوههن؛ لأن العلماء المجيزين يحرمون الكشف في زمن الفتنة، والزمان زمان فتنة ومع ذلك هن يكشفن وجوههن، والعلماء المجيزون حرموا الكشف على الفاتنة والشابة، وهن يكشفن بغير فرق بين الفاتنة وغير الفاتنة..
فالحقيقة أن هذا الفعل من هؤلاء النساء لم يكن عن اتباع لكلام أهل العلم، بل هو اتباع للهوى وتقليد للسافرات من الكافرات والمتبرجات، وتبرم وضجر من الانصياع لأمر الله - تعالى - في قوله:
{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}..
{ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}..
{وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}.
وإذا سألنا المجيزين سؤالا آخر فقلنا لهم: " أيهما أفضل التغطية أو الكشف"؟..
لقالوا بلا تردد: " التغطية أفضل من كشف الوجه، اقتداء بأمهات المؤمنين"..(18/134)
ونحن نعلم أن استبدال الأدنى بالذي هو خير فساد في الرأي وحرمان من التوفيق، فإذا كانت التغطية هي الفضلى فلا معنى لترك هذا الأفضل إلى الأدنى إلا الجهل بحقيقة الخير والشر والربح والخسارة، والغفلة عن مكيدة الشيطان..
فإن الشيطان لا يزال بالأمة الصالحة يرغبها في الأدنى ويزهدها في الأعلى حتى تستجيب له، فما يزال بها حتى يوقعها في الشر والوبال، كما فعل بالرهبان والعباد، وكما فعل ببني إسرائيل حتى استحقوا سخط الجبار وانتقامه..
أنزل الله لهم المن والسلوى يأكلون منهما، فأبوا إلا الأدنى وسألوا موسى - عليه السلام - البصل والعدس والقثاء والفوم، فأنكر عليهم هذا الرأي الفاسد، كيف تستبدلون الذي هو أدنى باللذي هو خير؟، قال - تعالى -: {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}.
فما مثلنا ونحن نفضل كشف الوجه الذي هو أدنى على غطائه الذي هو خير إلا كمثل بني إسرائيل، وقد علمنا ما أصابهم من الخزي والذلة والمسكنة لأمم الأرض جميعها، فكانوا منبوذين مكروهين، ونخشى أن يصيبنا ما أصابهم..
هذا إذا فرضنا جدلاً أن كشف الوجه جائز والأفضل تغطيته، أما الذي ندين الله به لا بسواه، أنا نرى حرمة كشف الوجه من حيث الأصل، وكل من كشفت وجهها بغير إذن الشارع فهي آثمة عليها التوبة إلى الله، وإذن الشارع إنما يكون في أحوال معينة كإذنه بالكشف للقواعد من النساء والمراد خطبتها ونحوها..
إذن بالرغم من هذا الخلاف إلا أنه لم يوجد في تاريخ الأمة من العلماء من يدعوا إلى كشف النساء وجوههن، فمن لم يقل منهم بوجوب التغطية جعل ذلك هو الأفضل..
وعلى ذلك فلا يدعوا إلى السفور إلا أحد رجلين، إما أنه غير مطلع على مذاهب العلماء، فاهم لمقاصدهم، وإما أنه مفسد يتخذ من اختلاف العلماء ذريعة لتحقيق مآرب خبيثة في نفسه.
أخيرا نقول لمن أجاز كشف الوجه:
إن كنت قد اقتنعت بهذا الرأي تماما عن دين ويقين دون اتباع لهوى، فيجب عليك إذا أفتيت بهذا القول أن تقيده بما قيده العلماء المجيزون من قبلك، بأن تجعل كشف الوجه مشروطا بما يلي:
1 - ألا يكون في زمن فتنة، يكثر فيه الفساق.
2 - ألا تكون المرأة شابة.
3 - ألا تكون المرأة فاتنة جميلة.
فهذه الشروط واجبة، لا بد من ذكرها، إذا ما أفتيت بجواز الكشف..
أما أن تقول بكشف الوجه، هكذا بإطلاق، وتنسب ذلك لأهل العلم القائلين بكشف الوجه، فهذا تدليس، فإنهم ما قالوا بجواز الكشف، هكذا بإطلاق، كما يفعل من يفتي هذا اليوم، بل قيدوه بالشروط السابقة..
ثم كذلك يجب عليك أن تدل الناس إلى الأفضل، وهو التغطية بإجماع العلماء..
حينذاك تكون معذورا مجتهدا، لك أجر اجتهادك..
أما أن تخفي عن الناس حقيقة قول العلماء المجيزين، بعدم ذكر الشروط والأفضل، فإني أخاف عليك الإثم.
http://www. saaid. net المصدر:
===========
هوان الجبابرة على الجبار ونهايتهم على يد الفتية الصغار
الأستاذ توفيق علي
إن سنة الله - تعالى - في الرسل والرسالات وكذلك من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين من الدعاة العاملين ، أن يجعل لهم عدواً من المجرمين " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ"، وكان أبو جهل هو عدو رسول الله كما قال ابن عباس في تفسير هذه الآية، يحاربونهم بشتى الطرق (الإخراج – التصفية الجسدية – المحاربة في الرزق – الاستهزاء والسخرية –السجن – الضرب ….. وغيرها)، وقد يطول ذلك، مما قد يؤثر على بعض الشباب ويصيبهم باليأس والإحباط من التغيير المنشود. ولنسأل أنفسنا. هل الله مجافي أهل الحق؟ وهل - سبحانه وتعالى - محب للمجرمين؟ - حاشا له - سبحانه - ذلك ولكن من حكمة ذلك:
1 - إن الله يمهل هؤلاء ويستدرجهم حتى لا يكون لهم حظاً في الآخرة.
2 - ويبتلي المؤمنين ليعلم الخبيث من الطيب.
ومن صور هوان المتكبرين المجرمين على الله ما يأتي:
أولاً: هوانهم على الله في الدنيا: (نهايتهم على يد الفتية الصغار).
1 - نهاية جالوت الجبار الغشوم: (و قتل داود جالوت).
ودواد كان فتى صغيراً من بني اسرائيل. وجالوت كان ملكاً قوياً وقائداً مخوفاً، ولكن الله شاء أن يري القوم وقتذاك أن الأمور لا تجري بظواهرها، إنما تجري بحقائقها. وحقائقها يعلمها هو - سبحانه وتعالى - ومقاديرها في يده وحده، فليس عليهم إلا أن ينهضوا هم بواجبهم، ويفوا الله بعهدهم، ثم يكون ما يريده الله بالشكل الذي يريده. وقد أراد أن يجعل مصرع هذا الجبار الغشوم على يد هذا الفتى الصغير، ليري الناس أن الجبابرة ضعاف ضعاف يغلبهم الفتية الصغار حين يشاء الله أن يقتلهم ".
2 - نهاية أبي جهل (فرعون هذه الأمة):(18/135)
عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل قلت نعم ما حاجتك إليه يا بن أخي قال أخبرت أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك فغمزني الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه فقال أيكما قتله قال كل واحد منهما أنا قتلته فقال هل مسحتما سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين فقال كلاكما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح.
وهكذا تبلغ محبة الفتيان لرسول الله إلى بذل النفس في سبيل الانتقام مما تعرض له بالأذى.
"ويشاء الله - تعالى - أن يكون الذي يقضي على آخر رمق من حياة - أبي جهل - هو أحد المستضعفين - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - "فالله - تعالى - لم يعجل لهذا الخبيث - أبي جهل - بضربات الأبطال من أشبال الأنصار ولكنه أبقاه مصروعاً في حالة من الإدراك والوعي ليريه بعين بصره ما بلغه من المهانة والذل والخذلان على يد من كان يستضعفه ويؤذيه ويضطهده بمكة، فيعلو على صدره ويدوسه بقدميه، ويقبض على لحيته تحقيراً له، ويقرِعه تقريعاً يبلغ من نفسه مجمع غروره واستكباره في الأرض، ويستل سيفه إمعاناً في البطش به فيقتله به … ويمعن في إغاظته بإخباره أن النصر عقد بناصية جند الله وكتيبة الله الإسلام، وأن شنار الهزيمة النكراء وعارها وخزيها وخذلانها قد رزئت به كتائب الغرور الأجوف في حشود النفير الذي قاده هذا الكفور الخبيث".
3 - نهاية كليبر رئيس أركان القوات الفرنسية:
سليمان الحلبي، (1777 - 1800): طالب سوري شارك في الثورة المصرية ضد الفرنسيين أيام حملة نابليون واستشهد فيها. ولد في قرية عفرين شمال غرب حلب. سافر إلى القاهرة للدراسة في الأزهر عام 1797، وكان هناك حينما غزت البلاد الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وشارك في أعمال المقاومة للاحتلال الفرنسي. في 14 حزيران (يونيو) 1800 تبع الجنرال كليبر، رئيس أركان القوات الفرنسية، وطعنه فأرداه قتيلاً قبل أن يلوذ بالهرب، وبذلك انهارت الحملة الفرنسية بعد مقتل قائدها، ونكسرت الحملة وتجرأ عليها الناس، ففاوضت على الخروج وخرجت مدحورة مهزومة واحتفل الأزهر بهذا النصر. ألقي القبض عليه بعد يومين وأعدم في القاهرة بطريقة وحشية. نقل الفرنسيون جثته إلى فرنسا، وعرضت جمجمته لطلاب الطب في باريس على أن شكلها يدل على "الإجرام والتطرف". نقلت الجمجمة بعد ذلك إلى "متحف الإنسان" في باريس ولا تزال هناك.
ثانيا: هوانهم على الله في الآخرة:
أولا: ً دلائل ذلك من كتاب الله:
1 - يبدأ بالأكبر جرماً:
(ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا).
قال مجاهد في قوله "ثم لننزعن من كل شيعة" يعني من كل أمة.
وعن ابن مسعود قال: يحبس الأول على الآخر حتى إذا تكاملت العدة أتاهم جميعا ثم بدأ بالأكابر فالأكابر جرما.
وقال قتادة: "ثم لننزعن من أهل كل دين قادتهم ورؤساءهم في الشر".
ثانياً: ً دلائل ذلك من سنة رسول الله:
1 - أُثرت النار بالمتكبرين والمتجبرين:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:” تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا”.
2 - يحشرون على أمثال الذر:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال". قال الترمذي: حسن صحيح
إضاءات تربوية:
1 - الدعاء بصلاح الولد:
و هذا دأب الأنبياء فلقد دعا إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام -؛ حيث قال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم:35] وقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات:100]، وقال:{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم:40]، وقال: وهو وإسماعيل {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة:128].
وكما دعا زكريا عليها السلام حيث قال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران:38] هذه دعوات الأنبياء لأولادهم فاقتدوا بهم في ذلك.
2 - إن الولد الصالح ينفع والده حيا وميتا، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم.(18/136)
3 - تأديب الولد: قال المناوي "لأن يؤدب الرجل ولده عندما يبلغ من السن والعقل مبلغاً يحتمل ذلك بأن ينشئه على أخلاق صلحاء المؤمنين ويصونه عن مخالطة المفسدين ويعلمه القرآن والأدب ولسان العرب ويسمعه السنن وأقاويل السلف ويعلمه من أحكام الدين ما لا غنى عنه ويهدده ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك: خير له من أن يتصدق بصاع؛ لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها، وهذا يدوم بدوام الولد والأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} التحريم / 6.
فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر فتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة".
4 - إن الله - عز وجل - مهلك الجبابرة لا محالة، وهذه سنة الله فيهم "ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلاً، ولأن ظفروا في بعض المعارك فهذا ليس دليلاً على حب الله لهم ولكنه استدراج حتى لا يكون لهم حظًُُُُ في الآخرة " يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة.
5 - علينا الاطمئنان إلى أقدار الله، وأداء واجبنا نحو ديننا كما أمرنا ربنا، والنصر آت لا محالة، ولكن عندما نكون نحن أمناء عليه،فسوف يمنحه الله لنا.
6 - علينا أن نعلم أننا ستار لقدر الله " أنتم ستار القدرة وتأخذوا الأُجرة ".
7 - أن الله - عز وجل - يمنُ على المستضعفين ويمكن لهم، بعد أن قدموا أموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل هذا الدين قال - تعالى -: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ". ولقد قرأنا ورأينا صدق ذلك.
8 - علينا أن نصنع لنا دوراً في الحياة لخدمة هذا الدين ونوظف ما منا الله به علينا من قدرات ومهارات وطاقات وإبداعات لنصرته.
9 - علينا أن نصنع لأنفسنا الموتة العزيزة الكريمة.
"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً "…آمين
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www. ala7rar. net المصدر:
===============
ماذا قدمت للإسلام
ليس هذا السؤال تنقصا لجهدك العظيم وإنما هو محاسبة ورصد، فقد تكون قدمت الكثير لأسرتك، حتى جعلت منها أسرة سعيدة، وقد تكون قدمت الكثير لوطنك، وقد تكون قدمت الكثير لنفسك وخصوصيتك، وهذه هي عجلة الحياة بحركة مستمرة من الصباح إلى المساء بين العمل والدراسة والراحة والتنزه.
أحيانا يقضي الناس أوقاتهم وأعمارهم وربما تخللها وقت للعبادة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كل الناس يغدو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها " نعم كلهم يتحرك صباحا فمنهم من يقدم لأخرته فيعتق رقبته من النار، ومنهم من يلقي نفسه في النار، نعم هذا هو السؤال المهم ماذا قدمت للإسلام؟ لوطنك وإن شاء الله تؤجر عليها، غير أن هناك ثمة ضريبة على الأقل، ضريبة السكن في الأرض بغير مقابل وضريبة الهواء وضريبة الماء وضريبة العقل والسمع والبصر لابد أن تدفع لله، إنه خدمة الدين والعمل الصالح فهو الباقي وغيره يزول.
يروى أن رجلا كان له ثلاثة أصحاب: الأول كان نديمه وجليسه كل يوم وكل لحظة، والثاني كان يلقاه بالليل فقط، والثالث يلقاه في الأسبوع أو في الشهر مرة، ثم وقعت لهذا الرجل مشكلة فاستدعى من قبل المحكمة، وكثرت عليه كتب الدعاوى إلى المحكمة، فلجأ إلى صاحبه الأول الذي قضى حياته معه فقال له: لقد استدعتني المحكمة وكثرت علي الدعاوى، فاعتذر منه الأول وقال: أنت وشأنك فإني لا طاقة لي بالمحاكم، فلجأ إلى الثاني صاحب الليل فاعتذر كالأول لكنه قال: لا منع لدى أن أوصلك إلى باب المحكمة ثم أعود، ثم لجأ إلى الثالث الذي يلقاه في الشهر مرة فقال: لا مانع أن أدخل معك إلى المحكمة مصيري هو مصيرك ويجري علي ما يجرى عليك، نعم.
أما المحكمة فهو القبر كثرت دعاواه إليك بظهور الشيب عليك رسل للقبر وللموت، وأما الصاحب الأول فهو المال الذي جبن وتخلى عنك، وأما صاحب الليل فهو الأهل فقد أوصلوك إلى باب قبرك ومحكمتك، وأما الثالث فهو عملك المنسي يدخل معك ومصيره مصيرك.
لذا كان لابد أن تراجع نفسك وتسأل ماذا قدمت للإسلام وفي المقابل انظر ماذا قدم النصارى لدينهم؟ ففي إحصائية نشرتها مجلة البيان عدد جمادى الأولى 1421هـ نقلا عن مجلة الدولية للبحوث والآثار الأمريكية تقول: عام 1996 بلغ عدد المنظمات التنصيرية 45 ألف منظمة، وبلغ عدد المنصرين 4.635.500 أربعة ملايين وستمائة وخمسة وثلاثين ألف وخمسمائة منصر، وبلغ عدد المنصرين المتجولين خارج بلادهم 398000 ثلاثمائة وثمانية وتسعين ألفا، وبلغ عدد المجلات الدورية التي تدعو إلى التنصير 30.100 ثلاثون ألفا ومائة مجلة، وبلغ عدد المحطات والإذاعات 3.200 محطة، ورصد لخدمة التنصير 193 بليون دولار و 206 مليون جهاز كمبيوتر.
هكذا يعمل أهل كل ملة لخدمة دينهم، فماذا قدمنا نحن للإسلام، ولعل إخوانك في لجنة التعريف بالإسلام قد يسروا لك الطريق لخدمة الإسلام، ولهم قدم السبق في ذلك فهل أنت منهم؟
http://www.alislam4all.com المصدر:
=============
رسالة إلى ظالم
موسى محمد هجاد الزهراني
كنت أريد أن أكتب رسالة وأبعثها إلى ظالم مستبد؛ لأقول له فيها:
كثير هم الذكور من بني آدم - عليه السلام - على وجه هذه الأرض، وأكثر منهم الإناث، وقليل من هؤلاء الذكور من يعدون رجالاً! وقليل من هؤلاء الرجال من يحمل المروءة بين جنبيه.(18/137)
إذا لم تكن صاحب دينٍ، فكن ذا مروءة؛ لأن المروءة إذا جاءت جاء معها الدين، ولا تخسر المروءة فتخسر الرجولة، فتكن من اللاتي ابتلاهن الله بجرَّ الذيول وفتنة المفتونين..
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جُّر الذيول
مَن أسوأ مِن الذين يلبسون لباس الدين، وقلوبهم قلوب الذئاب؟! يزهّدون الناس في الدنيا على المنابر، ثم يخالفونهم فيأكلون الدنيا بالدين، إن تكلموا فيا حسرة سحبان وائل!، وإن نظرت إلى أفعالهم فإن لم يرزقك الله الثباتَ على الحق، فإنك ستحبط أمام تناقضاتهم وتضادهم، وربما التبس عليك الحق بالباطل؛ فظننت ظن السوء، غير الحق ظن الجاهلية.
يا فلان!
إن لم تعدَّني مكسباً، فلماذا تغضب إذا لم أعدَّك رأس مالٍ؟.
لماذا تحشد كل أقوالك وطاقاتك العقلية _ إن كان لديك عقل _ إذا كان الحق لك، أو هكذا تظن، وتلوي أعناق الآيات والأحاديث وفتاوى العلماء، ومن خالفك في رأيك ناصبته العداء، وجعلت منه عدواً لدوداً، لا يحمّل ميزانهُ الحسناتِ، ولا يحتمل خطاؤه التأويل، ولا يستحق صوابه الإشادة أو على الأقل: الرضى والسكوت؟.
يا فلان!
أنت ترى دائماً أن الحق هو ما أحققته أنت، وأن الباطل هو ما أبطلته، أليس هذا جهلاً منك وغروراً..
أنت شنفت الآذان بقول المصطفى - عليه الصلاة والسلام - " يطبع المؤمن على كل خُلق إلا الكذب والخيانة " ولكنك تقع فيما منه تحذّر.. وإلاَّ.. فماذا تسمي سعيك في الإيقاع بأهل الخير، الداعين إلى الله، عليهم سبل دعوتهم إلى الله، وتسعى جاهداً في تبغيضهم إلى الناس، حسداً من عند نفسك. بل وتجلب عليهم بخيلك ورجلك _ وأنت أضعف خلق الله أنساناً _ للإطاحة بهم من على منابرهم، لتحوزها أنت.. أليست هذه خيانة؟! أم أنها في قاموس مرؤتك تعتبرُ قُربةً إلى الله، وجهاداً في سبيله؟!
يا فلان..
عرفناك جباناً، إمعةً، فهيهاً، سطحي التفكير، سيئ الظن، بليداً، باردَ الهمة!
فما بالك اليوم.. تدعي الشجاعة ولكن بالمقلوب!
أسدٌ على وفي الحروب نعامة *** فتخاء تنفر من صغير العصافر
هلاَّ برزت إلى غزالة في الوغى *** أم كان قلبك في جناحي طائر
وتدعي استقلالية التفكير، وأذنك (كنيف) [1] لكل أذى، تسمع دون عقل، وترمي بالتهم جزافأ وكأن قول الله - تعالى - (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات: من الآية6) لا يعنيك في شيء!
تغتاب متى ما تحلو لك الغيبة، وتدعي شرعية فعلك. لكنك إذا سمعت نقداً بنّاءً، مبنياً على أصول علمية، دون تجريحٍ ولا سبٍّ ولا قدحٍ، أسكتَّ المتكلم، وثرت في وجهه وكأنه أحدث في الحرم في الأشهر الحرُم! أو أنه أتى ذنباً لا يغفره الله، والله - تعالى - يغفر مادون الشرك: (لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)(النساء: من الآية48).
كنت بليداً باهت الرؤى، فأصبحت تتصنع الحماس لنصرة الدين، وفي الحقيقة لنصرة نفسك فحسب.
أقعد.. أقعد أيها البليد.. فإنك أنت الطاعم الكاسي!.
ليت شعري هل ستفهم! بغّضتَ إلى خلق الله دينَ الله، وميّعت قضايا الدين العظام، حتى كأنها من نافلة القول، وعظّمت ما يسوغ فيه الخلاف، حتى كأنه عندك من أركان الإيمان، التي يكفر من كفر بواحدة منها، وخُلَّد في نار جهنم.
يا فلان!!
نصيحتي لك.. أن تعيد فهمك للإسلام، وأن تراجع أفكارك، وتعرف ما معنى الالتزام الصحيح. أريد أن أخبرك بمفاجآت علَّها تنفعك إن سمحت لي سعادتكم!:
1_ إن الابتسامة في وجوه الناس، عن غير تصنع ولا نفاق ولا رياء، هي قربة إلى الله - تعالى - فاكشف للناس عن بياض أسنانك!
2_ إن حُسن الظن بالناس، مطلبٌ شرعيٌ فالأصل في المسلمين حسن الظن، حتى يثبت خلاف ذلك. لا كما تظن أنت فعندك " أن الأصل فيهم سوء الظن حتى يثبت خلاف ذلك " عافاك الله وشفاك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات: من الآية12).
3_ أنت تدعي بأنك داعية! فإلى ماذا تدعوا؟! فكل من حولك يتقلبون في عُرفك من فاسقٍ إلى فاجرٍ، إلى فاسقة إلى داعرةٍ، إلى مرتدٍ إلى... فماذا فعلت أنت لاستنقاذهم مما وصفتهم به؟.
4_ إن رأيت غيرك، قد فتح الله له قلوب العباد، وطرق العلم، ومنحه محبة الخير للغير، وأحبه الناس..
فلماذا تقف أنت _ بسُلطتك _ حجرَ عثرة في طريقه، وتشوّه سمعته؟. ماذا ستكسب من جراء ذلك؟
سؤال: ماذا ستقول لله - تعالى - يوم القيامة؟! هل ستكذب على الله؟ ألا تخشى من شهادة الأشهاد (هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: من الآية18).
أعتذر إلى سيادتكم من طول مقالي، ولكن أُعيدُ على مسامعكم مرة أخرى سؤالي:
ماذا ستقول لله - عز وجل - يوم القيامة؟!.
ألا تخاف الله..
إن من ظلمته يا صاحب السعادة، أخبرني بأنه يدعو عليك الليلَ والنهار
نامت عيونك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم
بل قد سمعته بأذني يقول عنك: اللهم عليك به.. اللهم أشغله في نفسه، اللهم أحزن قلبه كما أحزن قلبي.. اللهم اكفنيه بما شئت وأجعل كيده في نحره.. اللهم أرني فيه عجائب قدرتك..!
بل إنه أخبرني أنه حتى في عشر ذي الحجة، ويوم عرفة نسي الدعاء لنفسه واشتغل بالدعاء عليك وعلى أسيادك الذين ناصروك في هذا الظلم!! بل إنه أخبرني _ وهو عندي صدوق والله حسيبه _أنه لمَّا أكثر من الدعاء عليك وعجز ونفدت كلماته، فوّض أمره إلى الله (إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد) (غافر: من الآية44).(18/138)
فما ظنك بمظلوم فوّض أمرك وأمره إلى الله - تعالى - ، هل تظن أن الله - عز وجل - سيضيعه؟! كلا والله.
يا فلان..
لم تخبرني.. ماذا ستقول لله يوم القيامة؟.
(وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ.. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الصافات:182)
* * *
كنت أريد أن أبعثها فترددت كثيراً!!. ولربما أكتبها وأبعثها يوماً ما.
ــــــــــــــــــ
[1] - (مرحاض) أو حمّام بلغة العصر.
http://saaid. net المصدر:
============
حروف من خبر الوقت والحياة
الأستاذ عبد الحميد محمد
بسم الله الذي عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ. والصلاة والسلام على رسول الله القائل من فيه الطاهر الشريف: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ).
ورضي الله عن الصحابة كلهم أجمعين، قال منهم فاروق مبارك: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا"أي فارغا"لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة).
وأرض اللهم عن التابعين جميعا، يبرز منهم حسن بصري يخبرنا بتجربته فيقول: (أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه).
ثم الرضا على علماء أتوا من بعدهم بأقباس من الهدى والنور، منهم ابن حجر، ذلك الموسوعة النبيل بين العلماء إلى يوم الدين، يقول لنا في تفسير حديث (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّة ُ وَالْفَرَاغ).
يقول - رحمه الله - : (وأشار بقوله:"كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ"إلى أن الذي يوفق لذلك قليل.
وقال ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة، وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون، لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم، ولو لم يكن إلا الهرم.
وكما قيل:
يسر الفتى طول السلامة والبقا **** فكيف ترى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتدال وصحة **** ينوء إذا رام القيام ويحمل
وهو القرضاوي - حفظه الله - ينقل لنا عن حكيم حِكمة فيقول: من أمضى يوماً من عمره. في غير حق ٍ قضاه. أو فرض أداه. أو مجلد أثله"أي ورثه". أو حمد حصله. أو خير أسسه. أو علم اقتبسه. فقد عق يومه. وظلم نفسه!.
ثم أما بعدُ:
لي شعارات عدة في حياتي وكتاباتي من بينها:
ما نكون في شأن من شؤون الدعوة ولا نكتب في أمر من أمورها إلا كان القرآن رائدنا.. ذلك بأن القرآن هو دستور الدعوة ومصدر هدايتها ومائدة الله لعباده المؤمنين.. ونوره المنزل من عنده على رسوله الأمين.. وما تكلم متكلم ولا دعا داعي إلى الربانية؛ بأحسن من الدعوة إلى مصدر هذه الربانية التي ننشد وأساسها الذي تُبنى عليه؛ كلام ربنا - عز وجل - القرآن العظيم الذي منه أخذنا نسب الربانيين، وعلينا أن نعيش حول مائدة الرحمن إن أردنا تناوش الربانية من مكان قريب وما أمر قضية الوقت في حياة المسلمة والمسلم إلا شأن من هذه الشئون، وفي جولة في آيات الله المسطورة، التي تتحدث عن آيات الله المنظور، أجد من المهم أن أبدأ بسرد كلام الرب الحكيم المنان.
قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164).
2. (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران:27).
3. (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190). 4.
(فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (الأنعام:96). 5.
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54). 6.
(إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:6). 7.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (يونس:67). 8.(18/139)
(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) (هود:114). 9. (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الرعد:3). 10. (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) (ابراهيم:33). 11. (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12). 12. (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) (الاسراء:12). 13. (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) (الاسراء:78). 14. (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (الاسراء:79). 15. (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى) (طه:130). 16. (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الانبياء:20). 17. (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (الانبياء:33). 18.
(وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (المؤمنون:80). 19.
(يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) (النور:44). 20.
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً) (الفرقان:47). 21.
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) (الفرقان:62). 22.
(أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النمل:86). 23.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ) (القصص:71). 24.
(وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (القصص:73). 25.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (لقمان:29). 26.
(لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّس:40). 27.
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5). 28.
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:9). 29.
(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (غافر:61). 30.
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (الحديد:6). 31.
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً) (النبأ:10).
هذا بعض ٌ من خبر الوقت في القرآن الكريم، إذ الليل والنهار آيتين من آيات الله، يشكلان ظاهرة الوقت في الحياة، ولو تأملنا ما ختمت به كل آية من هذه الآيات البينات، لوقفنا على حقيقة، على كل من يهمه أمر وقته، أو أمر عمره، وهو أمر حياته، حريٌ أن يتأمل فيها ساعات عددا.
و الآيات مرتبة هنا على حسب ورودها في ترتيب المصحف الشريف:
لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ •
وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ •
لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ •
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ •
تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ •
لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ •
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ •
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ •
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ •
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ •
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ •
وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً •(18/140)
إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً •
عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً •
وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى •
لا يَفْتُرُونَ •
كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ •
أَفَلا تَعْقِلُونَ •
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ •
جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً •
خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً •
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ •
أَفَلا تَسْمَعُونَ •
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ •
وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ •
وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ •
كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ •
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ •
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ •
وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ •
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً
نستخرج منها المعان التالية كأسس لعلاج (قضية الوقت) أو بالأحرى (قضية العمر):
1/ إن مسألة إدراك قيمة الوقت في الحياة، وفي بناء النفس، وتحقيق الأهداف، لا يستوعبها ويفهمها ويعمل بها إلا قليل من الناس، ذكرت الآيات أوصافهم: (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، لِأُولِي الْأَلْبَابِ، لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ، لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ، ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، أَفَلا تَعْقِلُونَ، لِأُولِي الْأَبْصَارِ، لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، أَفَلا تَسْمَعُونَ، أُولُو الْأَلْبَابِ)...
فأصحاب العقول الناضجة التي تدرك أمرها، وتستوعب الزمان بأدواره الثلاث"الماضي والحاضر والمستقبل"وتعمل فيها، كلٌ حسب وقته، وكلٌ حسب مستلزمات العقل فيه، هم أولي الألباب، فتكون الاستفادة من ماض بعمق وتحليل ووقوف وتأمل، والتقاط العبِر، حتى يمسي ذلك الماضي بعبره ودروسه ووقفاته وما فيه من إيجابيات، وسلبيات إيجابية!، جزءاً من كيان المرء ووعيه. وفي حجم القصص القرآني الذي يصل إلى ثلث الكتاب المبين، معنى فصيح في خبر الاتعاض بماض ووقوف عليه: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة ٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَة ً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف:111)
فالوقوف والاعتبار يكون هدى في كل شي، ويكون رحمة متسعة لكل شي، إذ قلب المؤمن وعاء لهما، فيكون منه التحرك الناضج بالاستفادة من تلك الخبرات المتراكمة، وتفعيلها في حاضره، بنور من الله؛ نور السماوات والأرض، فتتشابك الخبرة التاريخية مع الهمة والنضج الواقعي الحاضر، لينتجا وعيا بمستقبل، ومآلات الأمور، أولئك: على الحقيقة هم المتقون، إذ الرب يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18).
ونظر النفس للغد يعني في العلم الحديث أن يكون له خطة، وأن يسير أموره بإدارة ووعي، و"مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ"تعني الغد البعيد القريب؛ اليوم الآخر، وتعني الغد القريب القريب الذي بعد هذه الليلة، مثلا بمثل، فإن توفر العقل والتقوى (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، لِأُولِي الْأَلْبَابِ، لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)، فالسماع الواعي من القلب (لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) فتكون التذكرة، (ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)، فالتحرك الواعي ثمَ، (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) لتدارك العمر، ويكون العمل على بصيرة، (لِأُولِي الْأَبْصَارِ) وما البصيرة إلا عمل ببينة ووضوح.
وما ذاك إلا تخطيط وإدارة ووعي بالحياة وإدراك لأهمية الوقت فيها، وهو الإيمان الذي يحرك المؤمن والمؤمنة في القلب، ويحثه على أن يكون كريما في كل شي، إلا في وقته، فيمسكه بيده، وينفق منه على بينة من أمره، وهو فقه سماع آيات الله المنظورة والمسطورة هي التي تدفع لذلك، بذا نكون من أولي الألباب الذين:
يسمعون....
فيعقلون....
فيؤمنون....
فيتقون....
ويتفكرون....
فيذكرون....
(كونهم يعقلون)!
وكم يحرم المرء من خير كبير، وفقه عالي الجناب، إذ يغفل عن ذلك، وما نراه من تخبط في عرصات الحياة، إلا نتاج طبيعي لقلة وعي، وضمور نضج، كان سهل التناوش من كتاب كريم.
2/ إن انسجام المؤمن مع الكون الذي هو جزء منه، والكون مسخر له، وهو والكون مخلوقان من مخلوقات الله - تعالى - فلا تصدام بين نواميس الكون، إن أراد الإنسان الإستفادة من وقته: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً، كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ، جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً، وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)..
فالوقت مسخر لنا، بدقة وحساب رباني، وبشكل مفصل و موزون، وكل الكون يسبح في خطة وفلك ُرسم له، في أدوار واضحة محددة، تتوافق و ُسنة الخلق في الكون، وفي الإنسان، فالليل للراحة، فيه النوم والهدوء، والنهار للحركة والنشور، وكلٌ يجب أن يكون له فلك، ورسم يجري فيه، ومحور يتحرك عليه، مثله كمثل أي كوكب مضيء سيار، إذ هو مضاء بنور الله، ويسير على هدي مبارك، حدائه صراط مستقيم.(18/141)
إن تبلد العديد من الدعاة في مسألة صناعة الأفلاك، ورسم المدارات، سواء على الصعيد الشخصي أو الدعوي، لهو ضرب من ضروب تضييع الوقت، في كبت لفطرة الله في النفس، وسنة الله في الكون، وتصادم مع خلق الله البديع، وما أمر الأمم المسيطرة اليوم على الدنيا إلا أمرٌ بيّن ظاهر للعيان، إذ هم تعبوا في اكتشافها من خلال الكتاب المنظور، وما أودع الله فيه من سنن، هي لمن اكتشفها، وهي بين يدي المؤمن في كتاب الله المسطور، لكنه غفل وابتعد، فحقت عليه سنة الله الماضية أنْ: (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
3/ إن الله يمن على هذا العبد إن هو أدرك هذه النعمة الكبيرة، يمن عليه بأن، يستشعرها، ويتذوقها، ويحس بها تسري في جسده قبل وقته: (وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً، عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً، وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى، وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ، وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)...
فهو الرزق الوفير من عند من يملك خزائن السماوات والأرض، وليس هو المال الرزق فحسب، بل الرزق معنى كبير؛ منه رزق راحة البال، والشعور بالسعادة، وتحقيق الأهداف، والإنجازات، وهو رزق بغير حساب، مفتوح العدد والنوع والكم.
وهي العزة تسري في روح المؤمن بهذا الفقه لحركة الكون، وحركته فيه، وهو العلم يستمده من العليم سبحانه، فما شرف الوقت إلا بالعلم، وما أدركنا قيمة الوقت إلا بالعلم، وهو فتح من العليم سبحانه.
ثم هي البركة تزرع في العمر، فيكون الوقت الضيق مباركا، تقضى فيه أعمالا ً كثيرة، وتطوى فيه الأوقات حتى يقضي المؤمن وطره منها، فيكون الخير، ويكون تنوع العمل، والإكثار، و إن نحن إلا في مزرعة، نريد الحصاد عند مليك مقتدر، ويكون مع الولادة اليومية نوع من زغاريد أهل الإيمان، فيكون شهود للمؤمن مع كلام الله، يترنم مع أصوات الكائنات الفرحة، كأنه فرح بمولود جديد، هو يوم مبارك يعلو فيه صوته مع تنفس الصباح، فيكون نفَسه القرآني مع نفَس الصباح الرباني، ويشرق الخير، وينشرح الصدر، فيكون ثم َ الشكر لله - تعالى - في كل عمل، ويكون تذكر العزة لله، فالعمل الدائم بما يرضيه، ويقرب العبد منه، وهو الله الغفار عن تقصير، وزلل، وهفوات، تبدر من مؤمن حريص، أدرك فقه الوقت، وعمل، وجاهد، فأستغفر، واستشعر أن الله يخبر أمره، ويدرك ما يفعل، فلا يتحجج بكسل وفتور، إذ الرب عليم بذات الصدور.
هذه أسس ٌ ومنطلقات ربانية في مسألة الوقت والحياة والعمر، وأنا أزعم أن الأوقات التي تنفق في إعداد الدعاة، لسنوات، وتعلمهم الكثير من المعلومات الثقافية، أزعم أنها لو أنفقت على ترسيخ هذا المبدأ الكبير، الذي يغفل عنه الكثير من الناس، لكان أولى وأجدى، إذ به يكون الفلاح بعده ويكون الإنتاج أوفر وأعمق وأطول وأنضج وأجمل وأرقى، وما نحن إلا خلفاء لله في أرضه، وورثة الأنبياء في علمهم.
إن الكثير من الدعاة، وعامة أهل الإسلام، لا يدركون قيمة الوقت في حياة أمتهم، وإن حدث منهم بعض وعي فتراه مشوشاً غير متضح المعالم، في ترتيب أولوياته، أو إبراز أولياته، فتجد وعيا بقيمة الوقت، ولا تجد فهما لاستغلاله كما يجب.
فإن أدرت معي بعض معان سطرتها، ورأيت فيها مزيد وعي ونضج ـ من خلال تدبر لكلام الله، واستخراج ما فيه من كنوز ـ فسبّح معي ربنا هادياً، واضرب لي معك سهما من سهام دعائك المبارك، ثم صل معي على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
http://www.ikhwan-info.net المصدر:
===========
عزيزي ... ألا تريد الالتزام ؟
ماجد الأيوب
أيها الأخ الحبيب:
أليس الله - جل جلاله وتقدست أسماؤه - يحسن إلي على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءتك..
أليس الله الذي خلقك ورزقك وستر عليك حتى وأنت تعصيه، بل وتستعين على المعصية بنعمه - سبحانه -.. يغيث لهفتك، ويفرج كربتك من غير حاجة منه إليك،هو القابض والباسط والمحي المميت.. ألا يستحق منك المحبة كلها؟! ألا تستحي أن تنشغل عن ربك بعد ذلك!!
______________
عزيزي.. ألا تريد الالتزام!!
قلت له: أسألك بالله.. هل طريق الالتزام والتدين خاطئ، والطريق الذي أنت فيه صحيح.. أجب علي من قلبك؟
قال: من قلبي؟!
قلت: نعم.
قال: والله إني أعلم في قرارة نفسي أن طريق الالتزام هو الصحيح.. والطريق الذي أنا فيه خاطئ.
قلت: هل هناك عاقل في الدنيا يترك الطريق الصحيح.، ويسلك الطريق الخاطئ.. وهو عاقل!!
قال: لا
قلت: أجل.. أنت غير عاقل.
قال: لا، أنا عاقل.. ولكن سأخبرك لماذا لم أسلك طريق الالتزام؟!
قلت: لماذا؟
قال: هذا الطريق صحيح ولكنه صعب، والطريق الذي سلكته خاطئ ولكنه سهل.
قلت: أنا معك.. ولكن أنت تركت الطريق الصعب إلى الأسهل أم إلى الأصعب؟!
قال: إلى الأسهل.
قلت: لا.. بل تركت الصعب إلى الكارثة.. إلى المصيبة.. إلى الدمار.. إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.
قال: كيف؟!
قلت: أليس غض البصر عما حرم الله (من أفلام وصور خليعة) صعب!!
قال: نعم.
قلت: لما تركت غض البصر.. وأطلقت لبصرك العنان للنظر إلى ما يغضب الله.. وقعت في الأصعب.
قال: وما الأصعب؟
قلت: أن يملأ الله عينيك من جمر جهنم.. فانتبه.
قلت: أيهما أسهل أن تصبر قليلا وتغض بصرك.. أو أن يملأها الله من جمر جهنم.. فسكت.
قلت: الأغنية التي تسمعها.. صون سمعك عنها صعب.. أليس كذلك؟
قال: نعم.(18/142)
قلت: وإذا سمعت الأغاني وقعت في الأصعب.. ومن استمع الى مغن أو مغنية صب الله في أذنيه يوم القيامة الرصاص المذاب.. فأيهما الأصعب؟!
قال: لا والله هذه الأخيرة هي الأصعب.
قلت: قيامك لصلاة الفجر صعب.
قال: نعم.
قلت: هذه الأصعب أو أن يرضخ رأسك بالصخرة في النار.
قال: بل الأصعب أن يرضخ رأسي بالصخرة في النار.
قلت: إذن تركت الطريق الصعب إلى ما هو أصعب... طريق الالتزام صعب، ولكنه يوصل إلى الجنة.. فأنت عندما تذهب إلى المدرسة ثنتا عشرة سنة.. ثم تمر بالمرحلة الجامعية.. فيبدأ العام الدراسي وما فيه.. استيقاظ مبكر.. واجبات.. امتحانات.. هموم.. قلق.. مشاكل.. أليس فيه صعوبة؟!
قال: نعم.
قلت: لماذا يصبر الناس على صعوبة الدراسة؟
قال: من اجل تامين المستقبل.
قلت: إذا لماذا نصبر على صعوبة الالتزام.. هل من اجل تامين مستقبل ستين سنة.. وظيفة.. بيت.. وبعدها قبر؟!
لا.. لا.. بل تامين مستقبل أبدي.. سرمدي.. في جنة عرضها السماوات والأرض.. نحن نؤمن مستقبلنا في الدنيا والآخرة بهذا الالتزام..
قلت له: أخي الحبيب.. هل علمت أن المصيبة أن تترك طريق الالتزام وتسلك الطريق الآخر. وتسير معجبا.. مخدوعا بما فيه من اللذات والمتع البسيطة.. ثم تقف في النهاية عند جدار الموت.. وتسمع (حتى إذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت) لكن هي فرصة واحدة.
تذكر ذلك.. تذكر فاني سأحاجك بها يوم القيامة.. قال - تعالى - كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
قلت: إن الالتزام صعب.. ولكنه هو الحياة.. هو السعادة.. هو هدوء النفس وجنة الصدر.. قال - تعالى -: (يا أيها الذين آ’منوا استجيبوا لله وللرسول).
أيها العاقل الرشيد.. حتى متى الانغماس في الملذات والغفلة عن النهاية؟! أما ترجع إلى ربك.. أمعك منه ميثاق ألا يتوفاك حتى تتوب.. أسألك بالذي خلقك.. هل وجد أهل المعاصي راحتهم في معاصيهم؟!
لا..والذي خلق النوى وبنى السماء بغير عمد.. إنما هم في غم وهم.. يقول أحدهم:
أظهر الانشراح للناس ***** حتى يتمنوا أنهم في ثيابي
لو دروا أني شقي حزين ***** ضاق في عيني فسيح الرحاب
وحتى تبدأ في طريق الالتزام اصدق مع الله..
وحتى تستمر في هذا الطريق اصدق مع الله..
وحتى تصل إلى طريق الجنة اصدق مع الله..
يا متطلعا لمحبة الله - عز وجل -.. إنها موجودة في محبة الصالحين..
في الحديث القدسي (حقت محبتي للمتحابين فيه) فإنها زينة لك في السراء.. وعدة لك في الضراء.. يوم يتفرق الأهل والأصدقاء إلا أهل الصلاح والتقوى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين). http://www.emanway.com المصدر:
(((((((((((
الفهرس العام
الباب الحادي عشر – كشكول الدعوة إلى الله (8)
الثبات على الإيمان
الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
هل سأراك أخي العزيز ؟!
إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها
الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
الدعوة بين تنويع الأساليب وتمييع الحقائق
الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
أين بواكي حمزة ؟
طاقة التحمل !
هناك غيري.. والحياء المذموم!!
علماءنا الأجلاء إننا ننتظر ..!!!
حديث المركبة "أهداف وتوجيهات وأفكار"
هوامش على رسالة البيان
لماذا للشباب فقط؟!
دورة في فن الإلقاء الدعوي
والآن ما هو دورنا ؟!!!
التفاؤل في زمن اليأس
من أين تبدئين الدعوة في المجال الطبي ؟
أيها الطالب كيف تقضي عطلتك الصيفية ؟
التفاؤل في زمن اليأس
من أين تبدئين الدعوة في المجال الطبي ؟
الوسائل الدعوية المختلف فيها
الإبداع الدعوي
الحلم
135 وسيلة لكسب الحسنات ( 1 )
نفس لهوها التعب إدارة الذات!
كيف تكون الزوجة دعما لدور زوجها الدعوي ؟
كلمة إلى مدمن
وقفات مع آية ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا )
الدعاة إلى الله ( 1 )
الدعاة إلى الله ( 2 )
مواقف مضيئة للشيخ عبد الرحمن الدوسري في الصلح مع اليهود
النصيحة شرائطها وفوائدها
القرآن الكريم في عيون غربية منصفة ( 1 )
الإسلام في عيون غربية منصفة – (1)
الإسلام في عيون غربية منصفة ( 2 )
اكتساب مهارات الدعوة
في فقه الحماسة
الشورى بين الدولة الإسلامية والعمل الدعوي 1 - 2
الشورى بين الدولة الإسلامية والعمل الدعوي 2- 2
فقه الدعوة بين الأصول الشرعية والأفكار البشرية
وقفات مع آية ( فاستقم كما أمرت )
نجاح الدعوات
هكذا علمنا السلف ( 68 ) أهل المعاصي أخف من أهل الأهواء:
فن تحضير المواضيع
لماذا دعوة الإمام ولماذا الآن؟
المشرفة الداعية
حديث قلب إلى طالبة طب ..!
العجز
بمشاركة المسلمين دعوة لمحاربة الإسلام !
وقفات مع آية ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا )
ضحايا بلا دماء
الداعية والبيئة والمجتمع
أسباب الهزيمة في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
النشيد الحلال منحة أهملناها ؟
الجفاء بين الدعاة
الفريضة الغائبة ( 1 )
الفريضة الغائبة ( 2 )
هكذا علمنا السلف ( 67 ) لا سلامة بعد هؤلاء السلف إلا بمقاطعة أهل البدع:
صناعة اليأس
ميزان الحكمة التنظير والواقع
ليس لك من الأمر شيء
وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون
بواكير الثمار
إلى إمام المسجد
نصائح لرواد ساحات الحوار
محنة داعية
البشارات ومجتمع الدعاة
هكذا علمنا السلف (66) من ألقى بسمعه إلى صاحب بدعة وكل إلى نفسه:
العالم الفقيه والداعية المجاهد
أداء العمل.... بين ضعف الاحتساب وخوف المحاسبة
نتبادل الغرام والحرام
سمعتي آخر أغنية ؟
ستون بابا من أبواب الأجر وكفارات الخطايا ..؟
ستون بابا من أبواب الأجر وكفارات الخطايا ..؟
100 نصيحة للشباب
أقسام الوسائل الدعوية(18/143)
الزهد طريق التأثير
المخيمات الدعوية هل هي بدعة
مدخل إلى الوسائل
تأملات
تعريف الوسائل
للشباب فقط: هل أنت حقاً سعيد؟!
الدعوة إلى الله في العمل
وقفة محاسبة طاقاتنا إلي أين ؟!
نصيحة أبوية من خالد الجبير إلى جميع أبنائي
فنون خطابية.. ومهارات إلقائية
بشروا ولا تنفروا
رسالة إلى من أجاز كشف الوجه
هوان الجبابرة على الجبار ونهايتهم على يد الفتية الصغار
ماذا قدمت للإسلام
رسالة إلى ظالم
حروف من خبر الوقت والحياة
عزيزي ... ألا تريد الالتزام ؟(18/144)