المعلم الذي نريد
وليد شكر
مقدمة
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده الذى اصطفى
وبعد
فحديثنا فى هذه الصفحات سوف يكون عن الجندي المجهول والطاقة المغمورة في أوساط المشاق والكدر، إنه ذاك الموهوب الذي لم يقدَّر حق قدره ولم ينزل منزلته ، صاحب اليد الحانية والقلب الرءوم صاحب الحلم والصبر ، إنه ذاك الرجل الذي ضاع صيته ونُسي
ذكره في مجتمعه .
تُرى من هو ؟ إنه المعلم. ذلك الذي تفتقت الأذهان بين يديه وانطلقت الألسنة على مسمعيه وكتبت الحروف بين ناظريه ... بذر وغرس لتجني الأمة تلك الغراس .
فهذه رسالة فى دور المعلم الدعوى من خلال المكان الذى أقامه الله فيه .(1/1)
ولا نقصد بحديثنا هذا كل المعلمين وإنما المعلم الذي نريد كريم النفس، واسع الصدر ، عظيم الصبر، متمكناً في قرآنه ، راسخاً في إيمانه داعية في سلوكه،أسوة في عمله وفي منطوقه ،ويحمل هموم مهمته، ويفهم واقع أمته فمهمته عظيمة، وعمله من أشرف الأعمال إذا أتقنه وأخلص لله تعالى فيه ، وربى الطلاب التربية الإسلامية الصحيحة ، والمربي والمربية شمل المدرس والمدرسة والمعلم والمعلمة ، ويشمل الأب والأم ، وكل من يرعى النشء فالمدرس مربى الأجيال وعليه يتوقف صلاح المجتمع وفساده إذا قام بواجبه في التعليم ، فأخلص في عمله ، ووجه طلابه نحو الدين والأخلاق فيسعد الطلاب ، ويسعد المعلم وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي رضي الله عنه ، (( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )) متفق عليه .وقال صلى الله عليه وسلم : (( معلم الخير يستغفر له كل شيء ،حتى الحيتان في البحر)) صحيح رواه الطبراني وغيره, وإذا أهمل واجبه ، ووجه طلابه نحو الانحراف والمبادئ الهدامة ، والسلوك السيئ فعندها يشقي الطلاب ، ويشقي المعلم ، ويكون الوزر في عنقه ، وهو مسؤول أمام الله تعالى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته " متفق عليه ، والمعلم راع في مدرسته . وهو المسؤول عن طلابه.(1/2)
وأهمية هذا الدور وخطورته تكمن فى أن المعلم فى الحقيقة لايتعامل مع تلميذ فى المرحلة الإبتدائية أو الإعدادية أوالثانوية وإنما يتعامل مع رجل قد يكون له دور فى تغيير الأحداث أوعمل يسجله التاريخ فإن عظماء العالم وكبار الساسة فيه وصناع القرارات الخطيرة، كل هؤلاء قد مرُّوا من خلال عمليات تربوية طويلة ومعقدة، شارك فيها أساتذة ومعلمون، وضع كل منهم بصماته على ناحية معينة من نواحي تفكيرهم، أو على جانب من جوانب شخصياتهم، وهؤلاء الذين أثروا فى هؤلاء العظماء قد قاموا بدور التوجيه الذى هو فى النهاية دور المعلم الأساسى والمتاح دائما أمام كل مدرس أن يمارسه مع طلابه,فتذكر دائما أن الصغير الذي أمامك سيغدو عما قريب رجلاً . والمراهق الذي أزعجك قد يكون في قادم الأيام بطلاً . فلا تقف بفكرك عند حاله اليوم ، ولكن تخيله غداً ، فهذا يجدد أملك ، ويضاعف صبرك ، فتمهل ، ولا تتعجل ودائما تأمل قول من سبقك :
أنت نشء وكلامي شعلٌ
منتهى أملي قريباً أن أرى ... عل شدوي مضرمٌ فيك حريقاً
قطرة فيك غدت بحراً عميقاً
فلا تيأس فلرب قطرة تغدو بحرا عميقا ، ولرب كلمة تعيد إلى قدمه طريقاً ، والبذرة التي أودعتها تربتها لو لم تتهيأ لها عوامل الإنبات اليوم ، ستبقى مخبوءة حتى تتهيأ لها تلك العوامل ،
وتشق طريقها إلى عالم الأحياء ، بإذن فالق الحب والنوى . ( إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ )
وهذا الدور مع خطورته و أهميته إلا أنه سهل ميسور قد يوفق الله له العبد بأقل الجهد إذا صدق النية لله فى ذلك فيهدى الله على يديه الواحد تلو الأخرليكون ذلك كله فى ميزان حسناته ويتواصل الأجر حتى بعد موته لأنه خلف علما ينتفع به وهذه قصة تبين خطورة هذا الدور ويسره فى نفس الوقت على من يسره الله عليه .(1/3)
فهذا أحدهم بعد تخرجه من الجامعة عين مدرساً في مدرسة ابتدائية .. فشعر بعظم المسؤولية والأمانة هاهم فلذات الأكباد بين يديه .. سأل نفسه :إن الأب لا يسلم ابنه لأحد بطوعه واختياره إلا للمدرسة .. إنه يمضي بها ست ساعات دون أن يفكر الأب في مصير ابنه .. وماذا يتلقى ؟لا إله إلا الله .. ما أعظمها من مسؤولية!! ان يفكر دائماً في دعوة الناشئة إلى الخير فيجد منهم قبولاً كبيراً عكس ما يسمعه من زملائه من أنهم صغاراً لا يفقهون ما يقول.لقد وجدهم يبادرون إلى الصدقة إن حدثهم عن فضلها ..لقد سمع من آبائهم.. أن الأبناء الصغار يحرصون على الصلاة في المسجد.. بل وحتى صلاة الفجر التي هجرها أكثر المسلمين إلا من رحم ربك.. قائلين :لقد حدثنا الأستاذ عن فضلها !!لقد استطاع أن يجعل جل الطلاب يلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد ويحفظون كتاب الله كان يزورهم في المساجد ويحمل الهدايا كان همه أن ينال أجرهم أحبه الطلاب كثيراً.. وأحبهم أكثر.لم يكن يتردد عن (حصص الانتظار) بل يبادر إليها فهمه أكبر من هم الآخرين.. فلم تكن ثقلاً كما يعتبرها غيره .في حصة الانتظار.. سأل الطلاب : من يرغب منكم أن يصبح داعية إلى الله ؟ أجابوا جميعاً : كلنا يريد!إذن فلنبدأ على بركة الله ...
ليحضر كل واحد منكم شريطاً نافعاً من تلاوة القرآن أو المحاضرات المناسبة. وبعد أن أحضر الطلاب المطلوب.. جعلهم يتبادلون الأشرطة بينهم بحيث يدور الشريط على كل الطلاب وأوصاهم أن يسمعوا الأشرطة لأهلهم !!واستمر المشروع الدعوي المبارك بعد أن جعل طالباً مسئولاً عن الإعارة .. ثم انتقل إلى الكتيبات الإسلامية .
وذات يوم.. حمل إليه أحد الطلاب رسالة خاصة .. فتحها فقرأ :(1/4)
( أيها المربي الفاضل : هذه رسالة شكر وعتاب.. فلا تتصور كم كان أثر الشريط الذي أحضره أخي الأصغر ..نعم لقد قلب هذا الشريط حياة أسرة بأكملها .. أسرة لا هم لها إلا التمتع بملذات الحياة .فوالدنا ترك لنا الحبل على الغارب .. وأمي لا تعرف عن دينها شيئا فكانت حياتنا بعيدة عن منهج الله..الصلاة هي آخر ما نفكر في ..فلم تكن يوماً موضوعاً يطرح في بيتنا فلم نؤمر بها فضلاً عن أن نضرب على تركها !! هذه حياتنا .. لهو وعبث .. نلهث خلف مغريات الدنيا .. الأولاد خلف الفن والرياضة والسفر .. أما نحن البنات فلا هم لنا إلا الأسواق وتتبع الموضات ومتابعة المسلسلات والأفلام .. وحتى المباريات !!ولكني أعرف من نفسي أن هناك فراغاً روحياً قاتلاً أحمله .. هناك ضنك أعيشه ..ورغم أني جامعية وفي كلية علمية .. ومتفوقة في دراستي إلا أن السعادة الحقيقية كانت مفقودة تماماً في حياتي .. حتى جاء مساء الأربعاء الماضي ..فأعطاني أخي - الطالب لديكم - شريطاً شدني عنوانه : السعادة بين الوهم والحقيقة !!!(1/5)
قلت في نفسي .. لأستمع إليه .. فأرى مفهوم المتدينين عن السعادة استمعت إليه مرة .. ثم أعدته ثانية وثالثة في ليلتي تلك .. كانت كلمات الشيخ وفقه الله كأنها موجهة إلي .. أشعر به يناديني بقوة : هلمي إلى طريق السعادة الحقيقية الذي افتقدتيه .أشعر وكأنه يهزني بعنف : إنك تعيشين وهم السعادة لا حقيقتها..هالني ما نقل من اعترافات من كنت أظنهم أسعد السعداء !!نعم .. لقد كان النداء الأول الذي أيقظني من رقدة طالت مدتها .. لقد أمضيت إجازتي الأسبوعية .. أفكر في حديث الشيخ .. وأنتظر الشريط القادم من أخي .. وقد أوصيته بذلك فكان يوم السبت ..انتظرت أخي على أحر من الجمر:ها هو يحضر لي شريطاً عنوانه .. أرعبني .. وكأنه النذير الأخير :انتبه .. فقد لا يترحم عليك !! أخذت الشريط قبل الغداء فاستمعته .. كانت خطبة مؤثرة جداً ..فبكيت .. وبكيت..أهذا مصيري ..إن أنا مت وأنا تاركة للصلاة..لا أغسل !!لا أكفن !!لا يصلى علي !!يا للخزي في الدنيا والآخرة..لم أتناول الغداء .. ذهبت مسرعة .. توضأت وصليت الظهروبقيت في سجادتي أدعو الله أن يغفر لي ما أسلفت ..وقبل أن أنهي رسالتي .. اعذرني إن قلت لكم أيها المربون :لقد قصرتم كثيراً كثيراً .. فأبنائنا بين أيديكم أمانة .. وهم رسل خير إلى أهليهم .. فاتقوا الله وأدوا الأمانة كما ينبغي.فكم هم الحيارى أمثالي .. يملكون من المال أوفره ولكنهم يفتقدون الكلمة الطيبة .. رغم قلة ثمنها كما علمت..أيها المربي الفاضل : نعم لقد تغيرت أسرة كاملة أو هي على وشك .. بخمس ريالات فقط .فهل أنتم مواصلون !!!انتهى
والان يجمل بنا أن نخاطب من أنعم الله عليهم بنعمة التدريس فنعرفهم بقدرهم الذى يجهله الكثيرون منهم ولذا يقصرون فى أداء جانب عظيم من مهتمهم الرساليةمن أنتم ايها المعلمون نقولها في برقيات سريعة :(1/6)
- أنتم المرفوعون ؛ أي عند الله - سبحانه وتعالى - :{ يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} .
ـ أنتم المندوبون عن الأمة . كما قال - جل وعلا -: { فلو لا نفر من كل فرقه منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } .
ـ أنتم الوارثون أي الوارثون لأعلام النبوة كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( العلماء ورثة الأنبياء ) .
ـ أنتم المأجورون لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - بيّن عظمة الأجر الذي يلقاه معلم الناس الخير في قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) .
قال الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله ((فالمعلم مأجور على نفس تعليمه، سواء أفهم المتعلم أو لم يفهم؛ فإذا فهم ما علمه، وانتفع به بنفسه أو نفع به غيره _ كان الأجر جارياً للمعلم ما دام النفع متسلسلاً متصلاً.وهذه تجارة بمثلها يتنافس المتنافسون؛ فعلى المعلم أن يسعى سعياً شديداً في إيجاد هذه التجارة؛ فهي من عمله وآثار عمله.قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) (يس: 12).
ـ أنتم المحسودون أي حسد الغبطة التي ينبغي إذا فهمها أهل الإيمان أن يتنافسوا فيها ،
و يتسابقوا إليها ، ويتكالبوا عليها ، كما في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها ) .(1/7)
- أنتم المورثون كما كنتم وارثون ؛ فأنتم تورثون كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - بخصيصة عظيمة لأهل العلم ، فيظن بعض الناس إنها جزئية لهم ، وذكر بعض العلماء إنها كلية في حديثه - صلى الله عليه وسلم - :( إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ). ما نصيب أهل العلم من هذا الحديث ؟. هو قوله : ( أو علم ينتفع به ) لكن ذكر بعض أهل العلم أن أهل العلم من المعلمين لا يأخذون هذا الجزء فقط ، وإنما الأجزاء الثلاثة كلها فإن التعليم في حد ذاته صدقة ؛ لأن فعل الخيرات كانت صدقة يقول ابن جماعة في كتابه عن التعليم: وشاهد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولما جاء الرجل بعد انقطاع الصلاة ، قال : من يتصدق على هذا ؟ ففعل الخير في حد ذاته صدقة ، فتعليمك الرجل صدقة منك عليه .ثم علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ، و ما أكثر ما يكون الطلبة أكثر دعاء من الأبناء فبذلك يكون المعلم ممتد أجره ، و مورث لفضله و خيره بهذه الصورة الشاملة ، التي ذكرها العلماء .
ـ أنتم الأولون فكل أحد ليست له بداية إلا بالتعليم بل إن الله - عز وجل - قد أشار في قوله - سبحانه وتعالى -:( فاعلم أنه لا إلا الله ) دلالة على أن العلم هو الطريق إلى الإيمان . وعقد الإمام البخاري فصل في كتاب العلم من صحيحه قال:" باب العلم قبل القول والعمل " .
فإذا هو الأول في الاقتصاد ، والأول في القول والأول في العمل ، والأول في واقع الحياة .انظر إلى الوزراء والمدراء ، والأطباء والمهندسين والفقهاء ، كلهم كانوا يوماً من الأيام تلاميذ مروا عليك في فترة من الزمن ، وتلقوا على يديك بعضاً من العلم .(1/8)
ولو أنك علمتهم القراءة والكتابة ، فيظن بعض الناس أن معلم الابتدائية هذا في أدنى المراتب وفي أحقرها ، لكنك يوما ستجد عظيماً من العظماء ، أو عالماً من العلماء ، سيذكر الذي علمه الف وباء ، والكتابة ، وكيف ربما كان يخطئ فيها ويعلمه إياه ، وكيف ربما عاقبه على عدم إجادته فيها في أول أمره ، فهذه المفاتيح كلها ، وهذه المراتب كلها ، وهذه المناصب كلها إنما أنت بادئها ، وأنت فاتحها ، وأنت الأول فيها .
ـ أنتم المجاهدون وهذا ذكره العلماء بما يدل على فقههم ، وعميق علمهم ، ذكره الخطيب البغدادي في كتابه[الفقيه و المتفقه ] عندما ذكر أن سبيل الله عز وجل يشمل التعليم والجهاد و قال ما ملخصه: " إن الجهاد حماية لبيضة الإسلام ، بالدفاع عن المسلمين ، وأن التعليم حماية للمسلمين بالحفاظ على الدين".
ولذلك يقول ابن القيم - رحمة الله عليه - في هذا المعنى بعبارة ضافية عندما أشار إلى أن العلم هو نوع من الجهاد في سبيل الله - : إنما جعل طلب العلم من سبيل الله - عز وجل - لأن به قوام الإسلام - كما أن قوامه بالعلم والجهاد معا - فقوام الدين بالعلم والجهاد ، ولهذا كان الجهاد نوعين :
1- جهاد باليد والسنان.(1/9)
2- جهاد بالحجة والبيان ، وهذا جهاد الخاصة من اتباع الرسل وهو جهاد الأئمة وهو أفضل الجهادين لعظمة منفعته ، و شدة مؤنته وكثرة أعدائه ثم استدل بقول الله - عز وجل - في سوره الفرقان المكية : { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً * فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً } قال : هذا الجهاد لم يشرع بعد فالمراد به جهادهم بالقرآن والبيان والحجة الداحضة التي تبين الحق ، وتقيم الدليل عليه.وعندما يقول قائل : لماذا يطلق مثل هذا القول في كلامه - رحمه الله عليه - عندما قال : و هو أفضل الجهادين ، فنقول : إن الجهاد المعروف إنما تعرف فضيلته ، و تعرف أحكامه ، و تعرف أهدافه و غايته من خلال العلم ، فالعلم هو السابق على الجهاد ، وهو الممهد له ، وهو المهيج عليه ، وهو المبين لغاياته وأهدافه ، وبالتالي هو الذي ينشئه في النفوس انشاءً ، ويبينه في العقول بياناً واضحاً شافياً .
ـ أنتم المدافعون عن الأمة في أخلاقها ، وفي تفكيرها ، وفي حضارتها وفي تقدمها ؛ فإن المعلم كأنما هو أعظم مجاهد في واقع الأمر . لماذا ؟.(1/10)
لأنه يجاهد الجهلة بالتعليم ، ويجاهد الحماقة بالتقويم ، ويجاهد الشطط بالاعتدال ، ويجاهد الخمول والكسل بالتوجيه إلى الجد والعمل ، يواجه أموراً كثيرة ، ثم هذا كله يصوغه ويجاهد به في نفوس متغيرة ، وأفكار متبدلة ، وعواطف متأججة ، فعمله صعب شديد ، وأثره عندما يتحقق بإذن الله - عز وجل - قوي ومديد .ولذلك عندما يريد أعداء الأمة ، أو تريد جهة من الجهات أن تؤثر في مجتمع ، أو في أمة ؛ فإن أوكد اهتمامها ، وأولى همها أن تتوجه إلى التعليم ، وتغير المناهج ، وهذه خطورة ، تصوغ المعلمين ، وإذا عملت في هذين الجانبين استطاعت أن تدمر كل المقومات ، استطاعت أن تزعزع العقائد في النفوس واستطاعت أن تحرّف السلوك ، واستطاعت أن تغيّر طرائق التفكير ، استطاعت أن تجعل هناك الهزيمة النفسية ، إلى آخر ذلك مما يعلم في قضايا الغزو الفكري ونحوه ، فالمعلمون هم المدافعون عن هذه الأمة عندما يقومون بواجبهم علىالنحو المطلوب .
ـ أنتم المصلحون لما يفسده الآخرون ؛ فقد يفسد الطالب أهله ، وقد يفسده مجتمعه ؛ وقد يفسده أحيانا ما يسمعه وما يراه أو ما يقرأه . ومهمتك أن تصلح كل هذا . لماذا ؟ لأن المعلم أثره مستمر ، يبقى مع الطالب وقت طويل و سنوات عديدة ، و من خلال مواقف متكررة من خلال تدريس وتعليم ونشاط وغير ذلك.(1/11)
بينما المخربون الآخرون أحيانا يكون دورهم مقصور ، إما مقصوراً بالوسائل أو مقصوراً في الوقت والزمن ، فيبقى عامل الإصلاح في المعلمين أغلب و أنجح وأكثر تأثيرا واستمرارية من غيره إذا هم أتقنوه وأحسنوه ، وكما يقول البشير الإبراهيمي - الذي كان رئيساً لجمعية العلماء في الجزائر في أوائل هذا القرن للمعلمين : " أنتم معاقد الأمل في إصلاح هذه الأمة ؛ فإن الوطن لا يعقد رجاؤه على الأميين الذين يريدون أن يصلحوا فيفسدون ، ولا على هذا الغثاء من الشباب الجاهل المتسكع الذي يعيش بلا علم ولا عقل ولا تفكير ، ولا الذي يغط في النوم ما يغط ، فإذا أفاق على صيحة تمسّك بصداها ، و كررها كما يكرر البغبغاء " .
وباستشعار ما سبق يدرك المدرس منزلته ورسالته ، و يؤدي عمله ومهمته ، ومن ذلك المنهج الإسلامي نعلم أن الإنسان مسؤول بين يدي الله عز وجل كما في الحديث المعروف:
( لا تزول قدما عبد حتى يسأل من أربع ... – ومنها- عن علمه ماذا عمل به ).
ونختم هذه الكلمات فى أهمية دور المدرس بكلمةوهي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – يقول فيها :(( لا ريب أن المعلم هو المربي الروحي للطالب ، فينبغي أن يكون ذا أخلاق فاضلة ، وسمت حسن حتى يتأسى به تلامذته ، كما ينبغي أن يكون محافظا على المأمورات الشرعية ، بعيد عن المنهيات ، حافظ لوقته ، قليل المزاح ، واسع البال ، طلق الوجه ، حسن البشر ، رحب الصدر ، جميل المظهر ، ذا كفاية ومقدرة ، وسعة اطلاع ، كثير العلم بالأساليب العربية ليتمكن من تأدية واجبه على الوجه الأكمل )) .
وحتى يستطيع المعلم أن يقوم بمهمته فينبغى أن تتوفر فيه بعض الصفات فما هى الصفات المطلوبة فى المعلم الداعية.
الصفات المطلوبة فى المعلم الداعية
- صفات مطلوبة شرعا حتى نكون أهلا لتوفيق الله .
- صفات مطلوبة واقعيا ومهنيا وهى من باب الإعداد المأمور به فى قوله تعالى
((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ))(1/12)
أولا :- الصفات المطلوبة شرعا حتى نكون أهلا لتوفيق الله :
1- الإخلاص لله تعالى وحسن النية
بأن يستشعر المعلم قول الله سبحانه :( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم { إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها وأدى الذي عليه فيها } ، وقول سلمان رضي الله عنه : { اتق الله عند همك إذا هممت ، وحكمك إذا حكمت ، ويدك إذا قسمت } ، فحاور نفسه دائماً : ماذا قلت لهم ، ماذا قومت من سلوكهم ، ماذا أفدتهم ، ما مدى تأثيري عليهم هل نجحت في تحبيبهم في الخير؟ أم كنت على أنفسهم عوناً للشيطان ؟ هذا الشعور لو سيطر على إحساس المعلم ، وألهب مشاعره ، سيدفعه إلى بذل المزيد ، واقتراح الجديد ، والنهوض بطلابه في مسيرة حفظهم لكلام ربهم وقبل هذا كله لماذا تقوم بهذا الدور ؟ فيكون الجواب من القلب طلبا لرضا الله تعالى .
2- القدوة الصالحة : فالمعلم قدوة صالحة لطلابه فلا يُرى منه ما يشين ولا يُسمع منه ما يُعاب ، فنظر طلابه مُسلّطٌ عليه فإياه إياه أن يقع منه ما يُضعف صورته في أعين طلبته .(1/13)
ومجالات القدوة كثيرة فمنها : المحافظة على الصلاة في أول وقتها ، وحفظ اللسان والجوارح ، والبعد عن مواطن الشبه وأماكن الريب .فالله الله أخي لا تكن داعية إلى الخير بقولك صاد عنه بفعلك. بل لابد من الاتزان فى شخصية المدرس الداعية يؤكد هذه الصفة الإمام النووي فيقول :"وينبغي أن يصون يديه عن العبث، وعينيه عن تفريق النظر بلا حاجة، ويلتفت إلى الحاضرين التفاتاً قصداً بحسب الحاجة للخطاب"(المجموع شرح المهذب (1/33) .). والاتزان صفة يحتاج إليها من يطلب من الناس أدنى اعتبار لشخصيته واحترام لها، فكيف بمن يكون معلماً للجيل وقدوة للناشئة؛ إذ إن أولئك الذين يفقدون اتزانهم، وتنبئ تصرفاتهم عن نقص في العقل وكمال الرجولة، وفقد لهيبة العلم، أولئك إنما تنادي أحوالهم بمزيد من السخرية والعبث من قبل تلامذتهم
3- أن يكون ذا هم يصبحه ويمسيه فالفرق بين حامل الرسالة وصاحب الأمانة ، كالفرق بين النائحة الثكلى والأخرى المستأجرة لقد كان الأنبياء منتهى أملهم أن يُخلَّي بينهم وبين الناس ، والمعلم _ ولله الحمد _ قد خُلي بينه وبين طلابه ، فماذا هو فاعل ، وماذا هو إذا لم يحسن استغلال الفرص لربه قائل ؟! فبين يديك قلوب عطشى ، وأرواح ولهى ، وعقول حيرى ، فاسكب _ يا رعاك الله _ فيها أنوار ما تحمله ، وارو غليلها بفيض ما ترتله واعلم أن من كملت معرفته لله عز وجل صار دالا عليه ، يصير شبكة يصطاد بها الخلق من بحر الدنيا ، يعطي القوة حتى ينهزم إبليس وجنده ، ويأخذ الخلق من أيديهم.
فَفَجِّر في قلبك بركان الغيرة ، واحمل هموم جيل يعاني من الحيرة ، قال جعفر بن سليمان :
[ سمعت مالك بن دينار يقول : لو استطعت ألا أنام لم أنم مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم ، ولو وجدت أتباعاً لفرقتهم ينادون في سائر الدنيا كلها : النار النار ] .(1/14)
ولك في رسولك أسوة ، وفي منهجه قدوة ، حين خوطب : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ ) [ وإنها لكلمة عظيمة رهيبة ، تنزعه من دفء الفراش في البيت الهادئ ، والحضن الدافئ ، لتدفع به في الخضم بين الزعازع والأنواء ، وبين الشدِّ والجذب في ضمائر الناس ، وفي واقع الحياة ] .فيا من حملت الكتاب المنزل على محمد ، هذه حياة محمد ، ويا من أخذت ميراثه فهذه تركته ، فاحمل وتحمل وغير مفاهيم نفسك يتغير كل ما حولك .
ثانيا : الصفات المطلوبة واقعيا ومهنيا وهى من باب الإعداد المأمور به فى قوله تعالى ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ))
1- المظهر الحسن ، والملبس النظيف ، والهندام الطيب ، والرائحة الزكية ، فاللباس من أول الأشياء التي تعطي انطباعا للآخرين عن لابسه مبدأيا ، فليراع لونه ، وبساطته ، ونظافته ، وتناسقه ، وقبل هذا كله شرعيته مع أناقة غير مبالغ فيها .
2- حسن التصرف في المواقف بلباقة اجتماعية ، وحضور سريعومنطق حسن
فإن المنطق واللسان يعد أخي المدرس معياراً من معايير تقويم الشخصية، لذا فلعلك توافقني أن من واجبات المدرس أن يحفظ منطقه ولسانه، فلا يسمع منه الطلاب إلا خيراً، وحتى حين يعاتب أو يحاسب، فلا يليق به أن يتجاوز ويرمي بالكلمات التي لايبالي بها. ولئن كانت الكلمة الطيبة تترك أثرها في النفوس، فالكلمة الجارحة تهدم أسوار المحبة، وتقضي على بنيانها. ولئن كنا لاندرك بدقة أثر ما نقوله على الناس، فالناس لهم مشاعر، واعتبارات ينبغي أن نرعاها.
3- حسن التعاون مع الإدارة حتى تتناغم الجهود ولا يعاكس بعضها بعضاً ، فالمطلوب التناغم لا التصادم والتآزر لا التناحر.
4- الجدية فى العمل فالمدرس الجاد يمتلك ناحية الإعجاب والقبول من الجادين والباذلين ولو نقدهم .
5- قوة الشخصية يعجب الطالب بالمدرس قوي الشخصية وليس المقصود المصادمة فقوة الشخصية شيء محبب للطالب بعكس صاحب المصادمات مع الطلاب(1/15)
6- معرفته لقدرات تلامذته وإدراكهم العقلي:
فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول لأبي هريرة- رضي الله عنه - حين سأله عن الشفاعة: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث" (رواه البخاري ( 99 ). ) فهو صلى الله عليه وسلم يعلم أن تلميذه أبا هريرة - رضي الله عنه - من أحرص أصحابه على الحديث، ويظن أن يسبقهم بالسؤال, ويقول صلى الله عليه وسلم :" أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبي، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"( رواه الترمذي (3790) وابن ماجه (154) وأحمد (12493). ) . أفليس هذا مظهراً من مظاهر إدراكه صلى الله عليه وسلم لمدارك واستعداد أصحابه؟ أفلا يجدر بمن
يتأسى بمنهجه، ويقتدي بهديه في التعليم أن يعنى بالتعرف على قدرات تلامذته، ومدى حرصهم واستعدادهم ؟
إن معرفة المدرس لتلامذته تنعكس على تدريسه وعطائه، فالذي يعرف تلامذته معرفة دقيقة هو القادر أن يعلمهم ما يحتاجون إليه ويتناسب معهم، وهو القادر على توجيههم للتخصص المناسب، وعلى الإجابة الدقيقة عن تساؤلاتهم، وهو القادر أيضاً على العدالة والدقة في تقويمهم وإعطائهم الدرجات التي يستحقونها
7- التشويق والتنويع في عرض المادة :
فهو صلى الله عليه وسلم أحياناً يطرح المسألة على أصحابه متسائلاً:"أتدرون ما الغيبة؟"(رواه مسلم (2589).)."أتدرون ما المفلس؟" ( رواه مسلم ( 2581 ).). "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟" (رواه البخاري (61) ومسلم (2811). ) .
ولاشك أن السؤال مدعاةٌ للتفكير وتنميته، ومدعاة للاشتياق لمعرفة الجواب مما يكون أرسخ في الذهن.(1/16)
وأحياناً يغيِّر نبرات صوته، فكان إذا خطب احمرَّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم(رواه مسلم (867) ).
وأحياناً يغيِّر جلسته، كما في حديث أكبر الكبائر: وجلس وكان متكئاً فقال:"ألا وقول الزور" ( رواه البخاري ( 2654 ) ومسلم ( 87 ). ).
فنهدي هذه القبسات إلى كل من حبس نفسه في إطار قوالب جامدة، وأساليب موروثة، فحول الأسلوب هدفاً، والوسيلة غاية.
8- استعمال الوسائل التعليمية:
أ - فهو صلى الله عليه وسلم يشير تارة كقوله:"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرَّج بينهما شيئاً (رواه البخاري ( 5304 ) .) .
وقوله: "الفتنة من هاهنا" وأشار إلى المشرق ( رواه البخاري ومسلم ) .
ب - وتارة يضرب المثل، أو يفترض قصة كما في قوله: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرُّوا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً" (رواه البخاري (2493) .) . وكما في قوله صلى الله عليه وسلم:"لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتدَّ عليه الحرُّ والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده"( رواه البخاري (6308) ومسلم (2744) ).(1/17)
ج - وتارة يستعمل الرسم للتوضيح فقد خطَّ خطًّا مربعاً، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجاً منه، وخطَّ خططا صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، أو قد أحاط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا"( رواه البخاري (6417) ).
د - وأحيانا يحكي قصة واقعية من الأمم السابقة، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدعوا الله بصالح أعمالهم (رواه البخاري (3465) ومسلم (2743).)، وقصة الذي قتل تسعة وتسعين إنساناً (رواه البخاري ( 3470 ) ومسلم ( 2766 ).)، وأمثلتها كثير.
هـ - وأحياناً يربط المعنى المعقول بالصورة المحسوسة، فينظر مرة إلى القمر ليلة البدر ثم يقول:"إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: [ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب] رواه البخاري ومسلم وقال لعلي - رضي الله عنه - :" قل : اللهم اهدني، وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم"(رواه مسلم (2725).).
فاستعماله صلى الله عليه وسلم لما أتيح في عصره من وسائل، يعني لنا أن من تمام الاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم أن نستعمل خير ما تفتق عنه العصر من وسائل وأساليب حديثة في التربية والتعليم، مادامت مباحة.
9- مراعاة نشاط الطلاب واستعدادهم:(1/18)
ويدل لهذا المعنى ما رواه ابن مسعود- رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا (رواه البخاري (68) ومسلم (2821) أما الذين يشعرون أن التعليم يقف عند سرد معلومات جافة، فلا يعنيهم مدى استعداد الطالب، وتهيئه للتعلم، فأولئك بعيدون كلَّ البعد عن هدي المعلم الأول صلى الله عليه وسلم , إن المتعلم ليس آلة صماء تستقبل كل ما يرد إليها، بل هو بشرٌ له قدرات محددة، وغرائز، وصفات بشرية لابد من مراعاتها.
10- فن التودد البر شيء هين ؛ وجه طليق ؛ وكلام لين . فالتجهم والعبوس يمثل حواجز عالية بين المعلم وطلابه وينسف جسور المودة ، والوجه هو مرآة صاحبه ، قال تعالى : (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ )، وقال سبحانه : ( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ ) ، وقال صلى الله عليه وسلم [ تبسمك في وجه أخيك صدقة ] , فليتصدق المعلم على طلابه وليوقن أن طالبه قبل أن يقرأ عليه آيات ربه ، يقرأ أولاً ملامح
وجهه ، وسطور جبينه . وليحذر المعلم من ابتسامة ساخرة تخرج ميتة فتصيب الآخرين الإحباط والصدود
أهداف المعلم الداعية
تتلخص أهداف أى دعوة إسلامية صحيحة فى أربعة أهداف وهى موجودة بجملتها فى خطة المعلم الداعية
الهدف الأول :- الإعذار إلى الله
قال تعالى ( قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون )
الهدف الثانى :- إقامة الحجة على المدعو
قال تعالى ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وهذان الهدفان يتحققان بمجرد الدعوة سواء استجاب المدعو أو لم يستجب .
الهدف الثالث:- إيجاد الفرد المسلم(1/19)
وما أسماه من هدف إذا وفق الله المعلم أن يهدى الله على يديه طالبا فاعلم أخي المدرس أنه من أعظم ما تدخره في الحياة الدنيا أن تكسب طالباً، يتلقى توجيهك ويحمل علمك، ويعرف بعد ذلك قدرك , ويوصيك بذلك ابن جماعة فيقول:"واعلم أن الطالب الصالح أعود على العالم بخير الدنيا والآخرة من أعز الناس عليه، وأقرب أهله إليه، ولذلك كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يلقون شبك الاجتهاد؛ لصيد طالب ينتفع الناس به في حياتهم، ومن بعدهم، ولو لم يكن للعالم إلا طالب واحد ينتفع الناس بعلمه وهديه وإرشاده لكفاه ذلك الطالب عند الله تعالى، فإنه لا يتصل شيء من علمه إلى أحد فينتفع به إلا كان له نصيب من الأجر" (تذكرة السامع والمتكلم (63)).
الهدف الرابع :- إيجاد المجتمع المسلم
بأن ينجح أن يدعو الثانى والثالث والرابع وهكذا و قد يتحقق هذا الهدف بدعوة الأول فقط إذا امتد تأثيره إلى بقية الأسرة أو الزملاء بالنسبة للطالب الذى اهتدى على يد معلمه فالمدرس يمتد أثره خارج أسوار المدرسة وهذا مالا يدركه الكثيرون إن المدرس الناصح المخلص لن يعدم أن يجد واحداً من بين طلبته المئات يحمل أفكاره، ويتحمس لها ربما أكثر منه، وينافح عنها في المجالس والمحافل، فتبلغ كلماته مدى يعجز هو قبل غيره عن قياسه. وأحسب أنك توافقني أن هذه البوابة من التأثير غير مفتوحة للجميع، وأن من يفشل في التأثير على الجالسين أمامه لن تجاوز كلماته فصله
أمور يجب أن يحذر منها المعلم الداعية
1- كثرة المزاح:(1/20)
لا شك أن الترويح، والدعابة اللطيفة وإذهاب الملل أمر مطلوب، وقد كان صلىالله عليه وسلم يداعب أصحابه ولا يقول إلا حقاًّ (رواه الترمذي ( 1991 ) ورواه أيضاً في الشمائل ( 202 ) وقال : حسن صحيح .) لكن المزاح حين يكثر يصبح له أثر آخر يحذرنا منه الخطيب البغدادي قائلاً:"يجب أن يتقي المزاح في مجلسه؛ فإنه يسقط الحشمة، ويقل الهيبة". وساق بإسناده إلى الأحنف بن قيس قال: قال لي عمر بن الخطاب:"يا أحنف، من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن أكثر من شيءعرف به، ومن مزح استخف به"(الجامع لأخلاق الراوي وآداب)
2- سرعة الانفعال ولغة التهديد :
من لوازم حسن الخلق الترفع عن سرعة الانفعال وشدة الغضب، واستبعاد لغة التهديد، ومن أسوأ الأساليب التي لا يجني منها المدرس إلا الكراهية من طلابه بل استخفافهم وسخريتهم:التهديد بما يعلم الطلاب أنه لن يفعله.
وعناية المدرس بانضباط الفصل وهدوئه ينبغي ألا تكون على حساب التربية وعلاقته مع الطلاب. والأغلب أن تكون هذه المواقف ردة فعل لسلوكيات ومخالفات لا ترقى لحجم هذه العقوبة والقسوة، ويمكن تجاوزها بإشارة، أو تنبيه لطيف يزيلها ويحفظ للمدرس وقاره وقدره.
3 - السخرية من الطالب واحتقاره:
قال عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) (الحجرات:11) وشدد النبي صلى الله عليه وسلم من أمر السخرية بالمسلم فقال:"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"(رواه مسلم (2564). ).
4- انتقاد المدرسين الآخرين أو موادهم:(1/21)
قد يلحظ المدرس على بعض زملائه ملحظاً، أو يكون له وجهة نظر تجاهه في سلوكه، أو أسلوبه في التدريس، أو في تعامله مع طلابه. لكن هذه الملحوظة مهما علا شأنها فلا يسوغ أن تدفع المدرس إلى التصريح بانتقاد زميله أمام الطلاب، أو الإيماء لذلك والإشارة إليه.
مراحل الدعوة فى المحاضن التربوية
هناك عدة مراحل وخطوات ينبغى أن تراعى حتى تؤتى الدعوة فى المدارس ثمرتها المرجوة منها ونشير إلى أن بعض هذه المراحل قد تكون موجودة عند بعض المدرسين أصلا فيبدأ بما يليها من المراحل الغير متوفرة عنده .
المرحلة الأولى
مرحلةالتمهيد : وتشتمل على عدة نقاط
أولا : النظرة المتفائلة للطلاب(1/22)
فلا ينظر المدرس نظرة متشائمة أو يائسة إلى طلابه أويظن أنهم بعيدون عن الخير والصلاح بل يجب أن يكون تصوره على العكس من ذلك يقول صاحب الظلال ـ رحمه الله ـ : عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة !…لقد جربت ذلك . جربته مع الكثيرين … حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور … شيء من العطف على أخطائهم ، وحماقتهم ، شيء من الود الحقيقي لهم ، شيء من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم … ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم ، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم ، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك ، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص . إن الشر ليس عميقا في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا . إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء … فإذا آمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية … هذه الثمرة الحلوة ، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر من الناس بالأمن من جانبه ، بالثقة في مودته ، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم ،و على أخطائهم وعلى حماقتهم كذلك … وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله ، أقرب مما يتوقع الكثيرون لقد جربت ذلك جربته بنفسي . فليست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام !…
ثانيا : العمل على إيجاد التالف بين المعلم وطلابه
حتى إذا أحبوه قبلوا منه دعوته وهذه يمكن تحصيلها بعدة أمور منها :
1- الثناء علي الطلاب بما فيهم من الخير(1/23)
ومنطلقنا هنا قول النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ : "نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ " فما ترك ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قيام الليل حتى مات . فهذه بضع كلمات فيها ثناء صادق حثت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ على قيام الليل . فكذا الطالب يحتاج منك إلى تشجيع وهو شيء من الثناء سأل أبوهريرة رضي الله عنه النبى صلى الله عليه وسلم يوماً :من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :" لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد قبلك، لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه" رواه البخاري. فتخيل معي أخي القارئ موقف أبي هريرة، وهو يسمع هذا الثناء، وهذه الشهادة من النبى صلى الله عليه وسلم
يقول صاحب الظلال ـ رحمه الله ـ (( عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة . إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء . إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثني عليها حين نثني ونحن صادقون ؛ ولن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة … ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب !… كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة ، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا ، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير !.))
نعم أيها الأحبة
إننا نجيد النقد لمن أساء، ونرى أن المسىء عندما يقلع عن إسائته يستحق الثناء فما بالك بمن يحسن؟ أليس في المقابل هو أولى بالثناء، ولو بدعوة صالحة: جزاك الله خيراً، أثابك الله، زادك الله علماً, بارك الله فيك وحين يتجاوب الثغر مع اللسان فيفتر عن ابتسامة صادقة، يدرك الطالب صدق مودة مدرسه.(1/24)
وحين نقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فلن تخطئنا تلك المواقف التي كان يثني فيها على من أحسن من صحابته كما سبق الحديث عن ذلك في هديه صلى الله عليه وسلم .
ومرة أخرى مع ابن جماعة يعلمنا هذا الأدب فيقول:"فمن رآه مصيباً في الجواب، ولم يخف عليه شدة الإعجاب شكره وأثنى عليه بين أصحابه؛ ليبعثه وإياهم على الاجتهاد في طلب الازدياد"(تذكرة السامع والمتكلم ( 54 ) . ) . وهذا لا يقتصر على طالب المرحلة الإبتدائية فقط كما يظن البعض فالطالب مهما بلغ من المرحلة السنية فهو أمام المعلم كالطفل أمام والده تقدمه وتؤخره كلمة واحدة ، وكم سمعنا عن طلاب بُعثت فيهم الحياة الإيمانية والدراسية بعد عبارة أو عبارتين أطلقها مدرس مُصْلِح عليه
2- العدل بين الطلاب:
على العدل قامت السموات والأرض، وبه أوصى الله عباده : [إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون] (النحل :90) ولذا فعلينا
معشر المعلمين أن نتحرى العدل ونقصده، ونسعى إليه بين طلابنا، وألا تظهر الميول والتقديرات الشخصية قدر الإمكان. فالمحاباة والتفريق في المعاملة مما يمقته الطلاب وينفرون منه ومن صاحبه.
وهي قضية لم تكن تغيب عن علمائنا الأوائل، فتوارثوا إيصاء المعلم بالعدل، وتحذيره من خلافه. قال الإمام النووي:"وينبغي أن يقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق، ولايقدمه في أكثر من درس إلا برضا الباقين" (المجموع شرح المهذب (1/33) .).
وقال ابن قيم الجوزية:"إن الطالب المتعلم إذا سبق غيره إلى الشيخ ليقرأ عليه لم يقدم بدرسين إلا أن يكون كل منهم يقرأ درس" (الفروسية (114) . وانظر الفكر التربوي عند ابن القيم لحسن الحجاجي (450) .).(1/25)
وعقد ابن سحنون باباً في ذلك (ماجاء في العدل بين الصبيان) وأورد فيه بإسناده وقال في موضع آخر:"وليجعلهم بالسواء في التعليم، الشريف والوضيع، وإلا كان خائناً". وغني عن البيان أن تلك التوجيهات والوصايا قد ذكرها أصحابها على سبيل المثال، فالعدل صفة محمودة مطلوبة كل وقت، وإن اختلفت صوره وتطبيقاته من عصر لآخر.
3- الاعتدال في معالجة الأخطاء:
إن الصبر على الجفاء، وتحمل سيئ الطباع من محاسن الأخلاق، ونحن نسعى لبناء كل خلق فاضل في نفوس أبنائنا، والتربية بالفعل أبلغ من القول ؟ فما رأيك أخي المدرس حين يعتاد تلميذك منك الصبر على جفائه، وتحمل هفوته، بما لا يزيل الهيبة، و يجرئ على المعاودة؟ وإن كان ولابد من التنبيه فبحسن الإشارة.
وقد يحسن السكوت عن خطأ قام به بعض الطلاب إذا علم أن السكوت سيؤثر عليه ومن ذلك أن أحد المدرسين شاهد طالب يغش في أحد الإختبارات بأسلوب بدائي (هكذا قال) ويظهر منه أنه غير متقن لهذه الحرفة فدخل عليه في القاعة وقال:هات الورق الذي عندك فأخرجها الطالب وقلبه يكاد يخرج من بين ظلوعه، فأخذها المعلم ولم يتكلم ولما رآه بعد الإختبار قال له: أنت من عائلة محترمة فعليك بالصراط المستقيم ولا تنحرف فكم أثرت فيه هذه الكلمات وبقي سنين يذكرها لهذا المعلم .
وقال الآخر : أنه دخل على جملة من الصفوف لتفتيشيهم والبحث عمن يحمل الدخان أو سكاكين ونحوها فرأيت أحدهم في جيبه سكين وهو من الطلبة الهادئين فنظرت له وكأني أكلمه حتى لا يراني المدير وقلت له : ترى شفتها ، وهي آخر مرة ؟؟ فقال : وعد آخر مرة فبقي هذا الطالب يحفظ للمعلم بل لكل المتدينين هذا الفضل .
وبالتوجبه غير المباشر فى البداية فبعض المراحل العمرية يتقبل الطالب من الطرق غير المباشرة .. وربما يعاند من الطرق المباشرة .(1/26)
ومعالجة الخطأ بطريقة فردية أولى من المعالجة على الملأ ومحاولة نصح وتوجيه الطالب فرديا تشعر الطالب بحب المعلم له وتقديره باعتباره رجلا عاقلا لا صغيرا معاندا ..
4- إشعار الطالب أنك تهتم به وتقدره :
لا يمكن لأي إنسان أن يقبل منك وأنت تهينه أو تنتقص من قدره هل سمعت أن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أهان أحد من مشركي مكة ابتداءً ؟؟؟ .
بل كان مثال للداعية الحريص على نجاة الناس .
وهذا الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إبراهيم يسأله كافرين عن رؤى رؤها فقال لهما : ( لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ) أنظر له وهو يقول لهما يا صاحبي السجن ولم يقل يا مساجين أو نحو تلك العبارات مع أن سبب سجنه غير سبب سجنهما فهو نبي(1/27)
مظلوم رغبت به زوج الوزير وكبار نساء الملأ وهما ليسا كذلك مع هذا جعلهما مثله .
ومثال ذلك من السنة ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يحدث فجاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال:"أين أراه السائل عن الساعة؟" قال: ها أنا يا رسول الله، قال:"فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" قال:كيف إضاعتها؟ قال:"إذا وسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" رواه البخاري فرغم أنه صلى الله عليه وسلم لم يقطع حديثه إلا أنه لم ينس هذا السائل ولم يهمله، وهو أمر يكشف عن تلك النفس العالية، والخلق السامي من المعلم الأول صلى الله عليه وسلم .
وحين خطب في حجة الوداع قال أبو شاه:اكتبوا لي، قال صلى الله عليه وسلم:"اكتبوا لأبي شاه" (رواه البخاري )
ومن هذا الباب أن تشعره أنك تهتم بحياته الخاصة و إليك هذه التجربة من الواقع : سأل معلم معلماً آخر عن طالب مبرز في حفظه ، ذكي في عقله ، حسن في صوته ، ولكنه انقطع ولا أدري ماذا أفعل . قال الآخر : سأقول لك شيئاً فعلته مع شبيهه ، قال : قل . فقال : اذهب إلى مدرسته ، وقابل مرشده ، واجتمع به عنده ، فإن ذلك سيشعره بمدى اهتمامك به ، وحرصك عليه . وكان ، فذهب وكانت الزيارة المدرسية نهاية انقطاعه ، وبداية انتظامه من نفس اليوم حتى ختم القرآن الكريم بفضل مولاه .(1/28)
وقد يوجد هذا الأمر بالسؤال عن أخباره ومشكلاته وأحواله واستغلال الفرص فى إيجاد هذا الشعور كهذا المعلم الذى حار في أمر تلميذه المشاكس ، الذي يشوش عليه ، فلا هو الذي يجلس للعلم ، ولا هو الذي يترك غيره يتعلم ، ثم جاءته الفرصة فأبدع في استغلالها حيث مات والد الطالب ، فشيعه المعلم ، وعزى الطالب ، وضمه ضمة حب ، وهمس في أذنه قائلاً : آن الأوان أن تحقق لأبيك الراحل أمنيته الغالية في حفظك لكتاب ربك ، وكان أن انتظم الطالب من يومه التالي ، وألقى السمع وهو شهيد .
وبتحقيق هذه المرحلة التمهيدية يصبح قد توفر لدينا إقبال من المدرس نحو طلابه ونفس الأمر بالنسبة للطلاب نحو المدرسين وهنا تبدأ المرحلة الثانية وهى مرحلة الدعوة الفعلية للطلاب ولها طرق عدة ووسائل مختلفة نضعها فى ثلاث مجالات وقد يعتبرها البعض أكثر أو أقل ولكن هذا من باب الترتيب وليس من باب الحصر فلا حرج فى ذلك .
المرحلة الثانية
الممارسة الفعلية للدعوة وذلك من خلال ثلاثة طرق أو مجالات
أولها : ممارسة الدعوة من خلال الحديث والمحاورة
ثانيها : ممارسة الدعوة من خلال أمور عملية
ثالثها : ممارسة الدعوة من خلال أنشطة طلابية
أولها : ممارسة الدعوة من خلال الحديث والمحاورة(1/29)
ينبغي للمعلم أن يجعل الحصة الأولى من العام الدراسي مداًّ لجسور الثقة والألفة بينه وبين الطالب فالطالب في بداية السنة الدراسية الجديدة غالباً لا يألف المعلم ، وقد لا يحصل الود والاطمئنان إلا بعد مرحلة ليست بالقصيرة ؛ ولكن يستطيع المعلم أن يهدّ جدران الخوف والشك من نفس الطالب من خلال برنامج منظم يقوم به في الحصة الأولى . يظهر فيه الفرح والسرور بهم ، والتشرف بتدريسهم ، بحيث يحتوي هذا البرنامج على مسابقات علمية وعملية تُغَطَّى بألفاظ المدح والثناء عليهم ، وقد جُربت هذه الطريقة فكان لها مفعول يعجز القلم عن وصفه ,ولابد أن يتطرق كل مدرس لمادته من حيث أهميتها مع التركيز على بيان حاجة الأمة لها .
ربط المناهج العلمية بالقضايا الشرعية
- فمعلم اللغة الإنجليزية .. لا تألو جهداً فى إظهار قدر الله عز وجل في اختلاف الألسن واللغات وتعدد الجنسيات والألوان . وهو مع ذلك يرى ويسمع ولا يخفى عليه من عباده شيء . فسبحان الله الخلاق العليم .
- كذلك حث الطلاب على استغلال هذه اللغة في الدعوة إلى الله عز وجل في المستشفيات والمدارس والأماكن العامة .
- يطلب منهم كتابة رسائل عن الإسلام وسماحته وصلاحيته لكل زمان ثم يساعدهم في ترجمة هذه الرسائل ومن ثم إرسالها إلى من لا يعرف هذا الدين . ولايمل إن طال الوقت في ذلك .
- لا تنس أن تنمي لدى الطلاب حب اللغة العربية والاعتزاز بها لأنها لغة القرآن الكريم .. وسعت ألفاظه ومعانيه .
- معلم اللغة العربية .. لا يدخر وسعاً في الإشارة بروعة هذه اللغة وجمالها والتذكير بين الفينة والأخرى أن هذه هي لغة كتاب الله عز وجل .(1/30)
- يحاول جاهدا تقويم لسان الطالب في نطق العربية الفصحى ولا يتحدث معهم على الأقل داخل الفصل إلا بالعربية الفصحى ولا يقبل منهم إلا ذلك . فهذا سيكون له أثر كبير في تقويم الألسن وحب اللغة ,يعرب آية من كتاب الله ثم يسأل لم جاءت هذه الكلمة هنا وبين شيئا من إعجاز كلام الله ، حتى يقولوا سبحان الله ما أعظم الله ,وهو متقن لمادته لا يضيع شيئا منها بل مبدع في شرحها وقد تحصل على احترام طلابه
- في حصص الأدب .. اجعل الطلاب يتذوقون الأدب الإسلام الحق وكيف اصطبغ بصبغة الإسلام وكيف كانت جزالته وقوة ألفاظه .. وكيف أن هذا الدين لم يهمل حتى الأدب .
- في حصص البلاغة .. لا تغفل عن إظهار بلاغة القرآن الكريم وإعجازه حيث جاء متحدياً للعرب بأن يأتوا مع تحدثهم لنفس اللغة ولو بآية منه ومع ذلك لم يستطيعوا فأي كلام هذا .
- في حصة التعبير .. زود الطلاب بحصيلة من الأساليب المتنوعة والكلمات الجديدة . مع التعليق المستمر على المواضيع التي يكتبونها وبيان الأفضل منها . واختيار كذلك الموضوعات المناسبة التي يحتجونها وتثير لديهم الحماس والاعتزاز بهذا الدين .
- معلم مادة الأحياء .. يذكرالطلاب بعظيم صنع الله عز وجل وأن الإنس والجن لن يستطيعوا أن يخلقوا ولو ذباباً ولو اجتمعوا له. لأن الخالق الوحيد هو الله لا شريك له.
- يزرع في قلوبهم حب التأمل في مخلوقات الله عز وجل وأولها الإنسان وكيف خلق بهذه الدقة المتناهية . لو اختل منها شيء يفضي به إلى المرض والضرر .
- يعلمهم شكر الله عز وجل على هذه الآلاء والنعم وأنهم إن شكروا وشكروا لا يبلغون ولا حتى نعمة واحدة مع العلم أن من شكر هذه النعم صرفها في طاعة الله وأن الله قد يعاقب العاصي بأخذها عنها ولو اجتمع من الأرض لن يعيدوا منها مثقال ذرة إلا بإذن الله.(1/31)
- يغرس في قلوبهم مراقبة الله عز وجل . وذلك بالإشارة بأن الله يرى الخليقة أصغر وحدة بنائية في الجسم ويرى أصغر الحشرات وأدق الميكروبات الصغيرة ولا ينساها فيا ترى هل ستغيب عليه أعمالك أيها الإنسان . لا وربي .
- يعود ألسنتهم على ذكر الله عز وجل إذا رأوا ما يثير العجب أو يدهش البصر .
- معلم الرسم لا يطلب منهم بقدر المستطاع أن يرسموا ما فيه روح .. وإن كان ولابد فاقطع القبة والرأس ولا يرسمها الطالب فتقع في تصوير ذوات الأرواح .
وهنا يكمن فن من فنون الدعوة فهذا معلم الفنية يرسم زهرة جميلة ثم يشرح للتلاميذ كيف صورها ربها ونفخ فيها هذه الرائحة الجميلة ، حتي يقلون سبحان الله ما أعظم الله .
- معلم مادة العلوم : أيضاً اجعل عنوانك هو إثبات عظمة الله في الكون .. فكل شيء يصادفك هو بقدرة الله عز وجل وهو الذي يسر لعباده هذه العلوم .
- يذكرهم دائماً أن العلماء المسلمين يوم تمسكوا بدينهم منحهم الله العون والتأييد فكانوا قادة العلم في ذلك الوقت أمثال : ، والبيروني ، والحسن بن الهيثم وغيرها كثير وكثير في حين كانت أوروبا تغط في سبات عميق .
- مع ذلك العلم يذكر الطلاب بقوله الله عز وجل :( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) .
- إذا ما عرض لك الانصهار بالحرارة يذكر بأن هذه النار هي جزء من سبعين جزء من نار جهنم فكيف سيكون أثرها على الأبدان والجلود . إلى غير ذلك من الأشياء التي يستطيع كداعية استغلالها في الدعوة إلى الله عز وجل .. فقط يبذل جهده ويستعين بربه الواحد . .
- معلم مادة التاريخ يصحح الأخطاء التي قد توجد في كتب التاريخ الإسلامي وبالأخص ما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم .
- يؤكد على ضرورة الاقتداء بالسلف الصالح وكيف فتحوا الإسلام مشارق الأرض ومغاربها
3- استقطاع خمس دقائق من كل حصة مادة ( من غير مادة الدين ) .
وحتى تكون هذه الدقائق مثمرة فلابد من مراعاة مايلي :(1/32)
أ- أن تجعل في آخر الحصة ، فلاتجعل في أولها لأن الغالب حصول التفاعل بين المعلم والطالب ممايجعل من الصعوبة بمكان إيقافها خاصة مع الاستطرادات من المعلم والسؤالات من الطالب ؛ وحتى لايقع المعلم في حيلة بعض الطلاب من ضعاف الإيمان الذين يفتعلون الأسئلة والتعليقات ، ولهذا أفضل مايقطعها صوت الجرس .
ب- أن لاتكون الكلمة وليدة خواطر على الذهن تمت عند دخول الفصل ، وإنما هي عبارة عن جزء من مشروع متكامل على مدار السنة فيتم تجهيز بعض الأفكار والنصائح والتوجيهات التي يريد المدرس طرحها قبل فترة مناسبة حتى يمكن بلورتها في الذهن .. ولا تكون وليدة الحصة واللحظة التي يريد المعلم نشر الخير فيها
جـ - لابد يكون الموضوع المطروح يعايش غالباً أحداث الأمة بحيث يمكن توظيفه في إحياء شعور الأمة الواحد ، وقد يتناول مشكلة اجتماعية أو ظاهرة أخلاقية
4- استخدام المدرس الألفاظ والأمثلة والقضايا الشرعية في أسلوب التعليم .
كما لو قال في مادة النحو في بيان الفاعل : صلى زيد الظهر .
أو قال مادة الرياضيات في بيان الجمع : تصدق عمرو بأربعة دراهم ثم تصدق بعشرة فكم المجموع ؟
أو طلب النواحي البلاغية في قصيدة تدعو للجهاد أو مكارم الأخلاق .
أو جعل موضوع مادة الإملاء عبارة عن قصة مؤثرة .
تنبيه : لابد أن تكون الألفاظ والأمثلة والقضايا تخدم هدف تربوي يرى المعلم أن يغرسه في ذهن الطالب ، لأن مجرد أسلمة الأسلوب بلا فكر أو توجيه يضعف الفائدة المرجوة منه .
ومن ذلك الباب أن يعود المعلم الطالب دائماً على البسملة قبل البدء مع ذكر خطبة الحاجة ثم إظهار الحوقلة عند الحزن والهم ، وبيان الشكر اللفظي والفعلي عند الفرح والسرور ، والتسبيح عند الاستغراب ، والتكبير عند الإعجاب ، وغيرها من الأشياء التي لابد أن تتكرر أمام الطالب دائماً حيث أنها تؤدي إلى أمور :
أ – تعويد الطالب على تلك الألفاظ .(1/33)
ب- تكرارها يؤدي إلى إثارة الكوامن من أسئلة ونحوها من صدر الطالب فيسأل عن معناها وكيف يفعلها ومتى يقوم بها .
جـ- إظهار القدوة أمام الطالب ، فيرى الطالب في خطاب معلمه الألفاظ القرآنية والعبارات النبوية .
د- كذلك لا تغفل عن الدعوة حتى في صياغة أسئلة الامتحان فالأمر سيكون سهلاً بالنسبة لك .. فكر بجد وصدق وإخلاص ولا شك ستجد الصيغة المناسبة التي تخدمك في الدعوة
إلى الله عز وجل .
فمثلاً قرأت هدى يوماً أن الغناء محرم بالكتاب والسنة فقررت التخلص منها وكان
لديها 60 شريطاً تتخلص في كل يوم من 6 أشرطة فكم يوماً تحتاج للتخلص من جميع الأشرطة المحرمة ؟!!
5- استغلال حصة الانتظار
تشكل حصة الانتظار ( الاحتياطى ) عبئا عند الكثير من المدرسين إلا أنها على العكس من ذلك عند صاحب الدعوة فهى فرصة متاحة للحديث مع الطلاب دون تقيد بمنهج أوتعليمات معينة بل يسمح لك أن تقول ماتريد مع جيل يقضى الأعداء وقتا طويلا فى كيفية إفساده وانحرافه ومن خلال هذه الاحصة يستطيع المعلم الداعية أن يفعل الكثير ومن ذلك على سيبل
المثال لا الحصر :
- بيان الأخطاء التى يقع الناس فيها سواء فى العقائد أو العبادات أوالمعاملات أو العادات أو الأخلاق ويمكن للمدرس أن يجعل لذلك منهجا مرتبا منسقا
- التحذير من أساليب الأعداء فى إفساد الشباب عامة , والحديث معهم عن المخاطر في طريق الفساد ، وإيراد قصص في ذلك
- بعض المسلسلات التي تسمى بالمسلسلات الدينية ترسم صورة مشوهة للكثير من معالم الإسلام والخلفاء وكبار القادة الفاتحين فلا تألو جهداً في إظهار ذلك وبيان الصورة الحقيقية وعرج على خطورة مثل هذه الأفلام التي تشوه صور سلفنا الصالح من علماء وقادة وخلفاء ومجاهدين فاتحين.
- المساهمة في معالجة المنكرات والمعتقدات الخاطئة الموجودة في المجتمع عامة وبين الطلاب خاصة لان هؤلاء الطلاب يشكلون شريحة لا يستهان بها من المجتمع الذي نعيش فيه(1/34)
- التحدث عن السعادة التي يجدها الصالحون
- اربطهم بالله سبحانه في مراقبته والإخلاص له، وعبادته بجميع أنواعها من صوم وصلاة وصدقة وعمل خير وبر وغيرها من أنواع العبادة، وقراءة القرآن، واستغل مناسبات العبادة كرمضان، أو الاستسقاء، أو الخسوف أو الأعياد، وليكن لك دور في استغلالها.
- حببهم للرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال ذكر سيرته ومواقفه ودعوته وجهاده وأخباره.
- القصص الحقيقية الواقعية التي تناسبهم أو قصص السيرة والسلف، وابتعد عن المكذوب والمبالغ فيه.
- شارك الطلاب همومهم وأحزانهم وأفراحهم، واستغل المواسم والمناسبات وتفقدهم
- ويحسن أن تجهز "حقيبة الانتظار" ليستفيد منها جميع المعلمين لشغل حصص الانتظار، ويفضل أن تكون عدة حقائب، وتكون متنوعة ومختلفة المضمون من كتيبات ومجلات وقصص ومسابقات.
وهذه المقترحات جميعا صالحة لأن تتناول فى الخمس دقائق الأخيرة من الحصة التى تم الكلام عنها إن لم يتسن دخول حصة الانتظار
ثانيها : ممارسة الدعوة من خلال أمور عملية
لا يقتصر دور المدرس الداعية على مجرد الحديث مع الطلاب مع أهمية هذا الجانب فى تبليغ الدعوة ولكن هناك جانب لايقل أهمية إن لم يكن أهم من النوع الأول وهو الجانب العملى للدعوة والصحيح أن بينهما تكاملا لا تعارضا و أمثلة هذا النوع كثيرة ومتنوعة نذكر منها على سبيل المثال :
1- أن تنقل الصورة الحقيقية لأهل الخير والاستقامة، وذلك بالأخلاق الحسنة كما كان الرسول يعمل مع أصحابه من ابتسامة، وكرم وحسن معاملة، وطيب تعامل، وطلاقة وجه، والإقبال على المتكلم وعدم إسكاته بل الإنصات والاستماع، واختيار أفضل العبارات، ومناداتهم بأحب الأسماء ويفضل أن تكنيهم وتناديهم بها.
2- شجع الطلاب على الالتحاق بحلق القرآن في المساجد، وجميل أن تربط العلاقة بينك وبين محفظى الحلقة.
3 - ضع هدايا ولتكن لها مناسبة كحفظ سورة أو حديث أو ذكر، ولا تميز أحداً دون أحد من غير سبب.(1/35)
4- وزع الأشرطة والكتب والمطويات والقصص، وليكن لها مناسبة و تعطي نبذة عنها فهي أدعى للاحتفاظ بها وقراءتها والاستماع لها .
5- إنكار المنكرات العامة، فهو واجب شرعي وفشو المنكرات والمجاهرة بها له أثره الكبيرعلى بقية الطلاب، فكثير منهم يتعلم ألواناً وصوراً من الانحرافات من خلال ما يراه في المدرسة. واعتناء الشباب الصالحين بإنكار المنكرات له أثره في حمايتهم من التأثر بها
6- تكليف الطالب بتفريغ شريط ً أو مجموعة أشرطة ( علمية – هادفة )
تلخيص كتيب - جمع مجلات إسلامية وتوزيعها في المستوصفات وصالونات الحلاقة.
- وجود مكتبة صغيرة في كل فصل للإستعارة ، ويكون المسئول عنها رائد الفصل أو غيره وأن لم يتيسر في كل فصل فيوجد غرفة في المدرسة ( كالإذاعة أو المكتبة تقوم بهذا الأمر ، ولكن المهم أن يكون لها تنظيم ، ويشجع الطلاب علي الاستفتدة منها.
- برنامج " استبدال أشرطة الأغاني " وكن متابعا له بدقة حتي لا يتم إدخال الأغاني للمدرسة ، بل ضع شروطا وضوابط ، وضع صندوقا للمشاكل والحلول ، واستغل الإذاعة في تقديم المفيد والجديد.
7- استغلال مجلس الآباء كأن تُلقى كلمة توجيهية أو تُوزع بعض النشرات التوجيهية
8- تقديم المساعدة للطالب عند حاجته لها
قد تمر بالطالب ظروف معينة يحتاج معها للمساعدة وهي الشفاعة قال تعالى : " مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا " أو ما نسميه بتعبيرنا ( الفزعة ) وعندها يحسن بالمعلم أن يتدخل وقد ذكر لي أحد المعلمين أن طالب كاد أن يطرد بسبب الشك فيه أن أفسد أحد أجهزت المدرسة وكان خارج حجرة المدير فلما رآه المعلم قال رأيت وجه ليس بوجه كذاب سألته فصدقني فشفعت له عند المدير فقبل شفاعتي فهداه الله بهذه الشفاعة ولله الحمد.
9- زيارة الطالب عند المصائب(1/36)
الطالب كغيره من الناس تمر بع المصيبة وهو بحاجة للموساة ,وقد تكون مصائب بعض الطلاب دائمة بسبب أبٍ قاسٍ أو أمٍ زاهدة فيه أو أب ضال فاجر ، فهو بحاجة للحنان من أي أحد من الناس وبدلا من يلتف عليه الفسقة المفسدون يستوعبه هذا المعلم الداعية ، وينجيه من براثن أهل الفساد . ويكمن الخطر كل الخطر لو كانت هذه المبتلاة بنت لأنها ستبحث عمن تسرى عن همها ؛وهنا يكمن الخطر لأن الذي يستمع لها بإنصات في غالب سيكون ذئبا جبانا فاسقا يريد جسدها لينهشه .
10- زيارة الطالب في الأفراح
لا يمنع أن يزور المعلم الطالب في الأفراح ويقدم التبريكات ولكن بقدر ، ولو لم يتمكن من الزيارة اكتفى بالتبريك ولو في قاعة الدرس أمام الطلاب فإن هذا سيدخل السعادة والسرور على نفس الطالب .
11- تشحيع دعوة الصلاب للطلاب في الفصل :
إن المعلم الناجح هو الذي لا يعتمد علي طاقته الدعوية منفردة في الفصل ، وإنما يضيف الطاقات الطلابية الموجودة في الفصل بحيث تصهر تلك الطاقات وتوحد حتي تكون تلك الدعوة أكثر تأثيرا و أعظم أثرا، والفصول غالبا لا تخلو من الشاباب الصالحين المصلحين الذي لا يمانعون من التعاون مع المعلم في ذلك العمل إن لم يكونوا هم من أشد المحبين له ، والمتحمسينإلية وهذه الطريقة التي تحتوي علي فوائد عديدة منها :
- تعويد الطلاب علي الدعوة إلي الله .
- إثارة الحماس بين المجموعات الدعوية في الفصل.
- يستطيع المعلم من خلال هؤلاء معرفة أحوال بقية الطلاب ، وهذا يعين المعلم علي تكوين خطة صحيحة في دعوتة للفصل تناسب الطلاب زمانا ومكانا ووسيلة وأسلوبا .
وحتي يحصل الهدف من هذا العنصر فإنه لابد من التنبية للأمور التالية :-
أ – أن يكون هناك توافق بين الطلاب الصالحين وعدد طلاب الفصل .
ب- يراعي الاهتمام بالأولويات ، فالمجموعات السهلة المطيعة يعتني بها أكثر من المجموعات الصعبة .(1/37)
جـ- وضع خطة تفصيلية لكل مجموعة فالمجموعات السهلة قد يناسبها جدول لا يناسب المجموعات الصعبة
د- اجتماع دوري بين المعلم وكل مجموعة دعوية علي انفراد لمتابعة الجهود وتقويم الثمرات ومعلرفة مدي الخطة لواقع الطلاب ، ومناقشة الظواهر الحسنة والسيئة التي طرأت علي الفصل .
12- رسائل لأوليا الامور :
وذلك بأن يوضع ظرف فيه رسالة ونحوها تذكر ولي الأمر بأمور مهمة ينبغي التنبية لها مثل :
( الصلاة - الاطباق الفضائية – أهمية الصحبة الطيبة – أهمية حلقات التحفيظ – حفظ اللسان ...... إلخ ) مما يساعد في تربية الطالب تعاونا بين المنزل والمدرسة ، وقد تكون الرسائل لجميع أولياء الامور أو بعضهم .
13- الزملاء :
إذا نجحت في دعوة معلم فقد نجحت في دعوة جيل وإليك بعض الوسائل علي ذلك .
-الرسائل الورقية :
تقوم علي مناصحة الاخ باسلوب وكلمات جميلة ووعظية يتم من خلالها دعوته إلي الله وتوضيح بعض المنكرات الواقع فيها وتحذيره منها .
- الهدية :
هدايا الناس بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصال
لا أحد يجهل ما للهدية من أثر في استمالة القلوب (( تهادوا تحابوا )) وأمر الهدية بسيط عبارة عن شئ تختارة كحقيبة أو أقلام أو ساعة وأرفق معها شريط أو كتيب وضع عليها كرت جميل أكتب فيه عبارة مناسبة ثم غلفها وإبعثها إلي من تريد استمالة قلبه من إخوانك المعلمين ولكن احذر الاسراف والتبذير حتي لا يجرك ذلك إلي ما لا تحمد عقباه .
- المناقشة الهادئة:
في كثر من الأحيان يجلس الامعلمون بدون عمل لوجود متسع من الوقت. فما رايك لو فتحت موضوعا للمناقشة وابداء الآراء .. لتتعرف علي شخصيات زملائك ولكن راع ما يلي :-
- لا تفتح مواضيع لا فائدة منها ولن تخرج بنتيجة منها .
- اختر المواضيع التي تلاحضها علي المعلمين (( القصات العربية )) الأغاني وحرمتها الأفلام والمسلسلات ومدي تأثيرها علي طبقات المجتمع – طاعة الزوج – منكرات الأفراح ... الخ .(1/38)
- حاول إدارة الحوار والنقاش بشكل منظم وهادئ وصحيح الافكار والمعتقدات .
- أقر وشجع الآراء الصحيحة الهادفة .
- استعين بأدلة وشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية والواقع الملموس .
- لاتجعل أصوات المعلمين ترتفع أو تحصل بعض الإحتدامات .
- الاهتمام بغرف المدرسين دعويا:
جيث يتم تزويدها بالمكتبة المقروءة والمسموعة مع فتح باب الاستعارة ، وتزويدها بكل جديد من الاشرطة النافعة والكتب المفيدة والدروس البعلمية . وكما يتم وضع اللوحات الوعظية والإرشادية داخل الغرفة بشكل منظم ، ويراعي في ذلك اختيار المواضيع التي تعالج السلوكيات المنتشرة بين المدرسين .. كذلك يتم وضع لوحة زجاجية كبيرة يتم وضع بعض الاوراق والفتاوي والاعلانات بداخلها وتكون بصفة دورية كل أسبوع أو أسبوعين .
المشاركة في بعض المجلات الهادفة مثل : مجلة الأسرة ، البيان ، وغيرها بحيث يكون هناك اشتركا سنويا يشرف علي ذلك الجماعة بأخدذ المال ودفعة إلي الجهة المسئولة ، ومن ثم استلام نسخته كل شهر ، وتوزيعها علي المدرسين .
ويمكن الاستفادة من بعض البرامج المخصصة للطلاب بعد تطويرها وجعلها تلائم مجتمع المدرسين .
14- مع الادارة :
- أخذ الإذن في تنفيذ البرامج التي تمثل المدرسة من الإدارة حتي تجد القبول والدعم المناسبين .
- تقديم البملاحظات النافعة للإدارةة من تنبهات إدارية وتنبهات شرعية ونصائح دعوية.
- إحسان العلاقة مع الإدارة فيه خير ونفع للدعوة عموما .
- دعم البرامج الإدارية والتعاون معهم يجعل الإدارة يتعاونون مع الأنشطة والبرامج الدعوية من باب التعاون .
15- العمال :
يمكن ممارسة الدعوة مع فئة العمال بالمدرسة وذلك من خلال حسن المعاملة وبعض الاشرطة أو الكتيبات المناسة لهم وفتح بعض القضايا التي تشغل هذه الفئة من المجتمع .
ثالثها : ممارسة الدعوة من خلال الانشطة المدرسة(1/39)
أن تفعيل الانشطة المدرسية وإستغلالها دعويا له عظيم الأثر في قبول الدعوة لدي الطالب وتأثرةبها وسرعة استجابته لها وذلك لأن هذا النوع من الدعوة يوجد فيه من المميزات ما لا يوجد في النوع المباشر من الدعوة ومن هذه المميزات :
1- لقاء الاستاذ بطلابه خارج الإطار الرسمي والجو المدرسي يساهم في زيادة الألفة وزوال كثير من الحواجز والعوائق ، فيهيئ نفسه للتقبل والتجاوب مع ما يطرحه عليه من ذلك .
2- أن الاتنشطة غالبا ما تحوي الفئات الجادة والمتميزة ممن الطلاب ، مما يتيح للطالب فرصة للقدوة الحسنة والجو البديل عن أجواء الشارع والتجمعات غير المنضبطة .
3- تسهم هذه البرامج في تشكيل صدقات الطلاب ، فيختار الطالب من بين هؤلاء الذين يشاركهم الأنشطة المدرسية أصدقاء له ، ولا شك أن حماية له من أصدقاء السوء وتوجيها غير مباشر للصحبة الصالحة .
4- كما أن الأنشطة تحوي خيرة العناصر من الطلاب ، فكذلك الذين يشرفون عليها هم في الأغلب من خير الأساتذة .
5- غالبا ما تتضمن هذه الانشطة برامج لها آثارها التربوية كالرحلات الاستطلاعية والمسابقات الثقافية والمجاضرات .. وسائر الأنشطة .
6- توفر هذه الانشطة البدائل المنضبة لكثير من الأنشطة التي ربما مارسها الطالب في أجواء شاذة ، فلأنشطة الرياضية والتروجية التي يتعلق بها كثير من الشباب وربما أصبحت بيئة لصداقة السوء ، هذه الانشطة يمكن أن تمارس من خلال برامج الأنشطة الطلابية ، فتصرف الطالب عن ممارستها في تلك الأجواء ، وتتيح له الأجواء المنضبطة .
أمثلة من الأنشطة المدرسية التي يمكن إستغلالها دعويا
المثال الأول
الإذاعة المدرسية(1/40)
الإذاعة المدرسية بمثابة الإعلام الأول للمدرسة . فكلما تؤثر وسائل الإعلام في الافكار والعقول في أي مكان كذلك تؤثر الإذاعة المدرسية فبي أفكار عقول الطلاب ولعل من أهم مميزات الإذاعة المدرسية أن الكل مجبر علي الهدوء والنصات بل وعلي الحضور وأن كانوا كارهين . فرب كلمة تبدل هذا الكره إلي مجبة وشوق للإذاعة.
وإن مما يندي له الجبين تساهل الكثير من المعلمين بشأن الإذاعة المدرسية وحضورها بل والاستماع لها بل وأعرف من المعلمين من يعتبر الإذاعة المدرسية أمرا تافها أقل سلبياته إضاعة وقت الطالب والمعلم ، وقليل هم الذين يعرفون قيمة هذا النشاط المدرسي.
وإن مما تفقده الإذاعة المدرسية غالبا التوجيه الديني والتربوي حيث تترك للطلاب وأهوائهم فقط دون تدخل من المعلم فما رأيك في إذاعة أعددت فقراتها طالبات في الصف الثاني الثانوي ولا تعرف المعلمة منهن شيئا .. وفوجئ الجميع بأن نهاية الإذاعة الصباخية عبارة عن أغنية فاضحة لأحد المغنين بدلا من أصبحنا وأصبح الملك لله .
أيها المعلم الداعية .. إن الاذاعة المدرسية حقل خصب ومكان رحب فسيح للدعوة إلي الله تعالي علي المستويلت سواء إداريين أو معلمين أو طلاب أو حتي عنال إن من هو في مثل فطنتك وحرصك علي الدعوة إلي الله تعالي ونشر العلم لا يدع مثل هذه الفرصة العظيمة تذهب إدراج الرياح غفلة منك أو إستجابة لكلام مخذله متخاذلة ثم اعلم يا من راعاك الله أن الطلاب في هذه السن مراهقة بحاجة إلي التوجية ولإرشاد. فماذا عليك لو فرغت ولو نصف ساعة تطلع فيها الاذاعة قبل تقديمها حتي لا يحدث ما لا تحمد عقباه .. أو تكون مدعاة إلي الضحك والسخرية .
وحتي تخرج الاذاعة المدرسية من روتينها فهذه بعض الأفكار والمقترحات قد تساعد في عملية التجديد حتي تكون الإذاعة
أ - الاستفادة من المؤلفات الخاصة بهذه المرحلة العمرية بالنسبة للطلاب .
ب- تعويد الطلاب علي الإلقاء الإرتجالي .(1/41)
ج- اختيار مجموعة متميزة لتقديم الاذاعة حتي يمكن الاستفادة من قدراتهم في توصيل المضمون.
د- إيجاد بعض البرامج المفيدة مثل :
- مصمون مختصر لأحد الأشرطة المناسبة لهذه المرحلة العمرية والتعرف به وكذا كتاب مناسب.
- ذكر بعض جراحات العالم الإسلامي ونبصير الطلاب بواقعهم.
- نص مقابلة مع أحد المسلمين الجدد .
- نص مقابلة مع أحد الدعاة المسلمين من بعض الدول النائية وغيرها .
- نص عمل لجنة بالإذاعة ومن مهامها تنظيم الكلمات والبحث عن طرق التطوير.
المثال الثاني
فكرة صندوق الأسئلة العامة
يثبت علي حائط المدرسة في مكان بارز صندوق صغير يضع الطلاب فيه الاسئلة التي تحيرهم ويرغبون في الاستفسار عنها في جميع مجالات الحياة بما فيها المشكلات التي قد يعاني منها الطلاب ويتم الإطلاع علي ما في الصندوق أسبوعيا من قبل بعض المعلمين أو الاخصائي الاجتماعي وتتم الإجابة من خلال لقاء أسبوعي مع الطلاب يخصص لذلك كما يتم من خلاله اختيار إجدي المشكلات التي وردت في الأسئلة ومناقشتها وإيجاد أنسب الحلول لها
من فوائد هذه الفكرة :-
أ – أن نكون نحن لا غيرنا اليد الحانية التي تمتد إلي الطلاب فتنتشلهم من الضياع بعد أن قدمنا لهم المشورة الصائبة من خلال جوابنا علي سؤالهم لأن هناك كثيرون سيجيبون علي أسئلة
ب- تقوية العلاقة بين المعلم والطالب
ج- استفادة الطلاب المستمعون الذين حضروا هذا اللقاء الاسبوعي من أجوبة الاسئلة وحلول المشكلات المطروحة مما يساعدهم علي حسن التصرف بما لو مروا بحالات مشابهة
المثال الثالث
فكرة المعلم الصديقي
تستطيع من خلال هذه الفكرة أن تفعل الكثير واليك بعض الافكار.
1- تبسط في الحديث مع الطلاب دون أن تفقد احترامك وهيبتك في قلوبهم.
2- اسأل الطلاب عن همومهم وناقشهم في بعض الحلول ونتائجها مع التوحيه غير المباشر .
3- تحدث معهم عن شي من سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وخاصة ما يتعلق بالشباب.(1/42)
4- كذلك لا تنس قصص السلف الصالح مع ربطها بالواقع واستمع إلي تعلقاتهم بعد نهاية الحصة.
5- إبدأ في الحديث عن قضية مهمة ولتكن قضية حيوية من قضايا الساعة واستمع إلي الآراء المتضاربة ثم ساهم بطريقة ذكية تقنع الطلاب بالصواب دون أن يشعروا بالملل.
6- احضر قصاصة صغيرة من إحدي الصحف تحتوي علي خبر ما واقرأ علي الطلاب ثم اطلب منهم تعليق علي ما سمعموا ولا تنس أن تكون مستمعا جيدا وأدر دفة الحوار وشارك فيه ، ثم اختمة بتلخيص صحيح إلي الرأي الصحيح الذي أجببت أن يتعرف عليه الطلاب.
7- ارو شيئا من القصص المعاصرة الهادفة واربتها بالدين واستخرج فوائدها من أفواه الطلاب.
8- هل فكرت أن تروي الطلاب قصة كفاحك في الحياة وبعض المشكلات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها بحكمة نعم أفعل ذلك الطلاب يسعدهم أن يتعرفوا عليك أكثر وبودهم أن يستفيدوا من خبرتك فيالحياة فلا تحلامهم.
9- المعلم الصديق أيضا لا تنس أن الطلاب يعجبهم المعلم المرح فما المانع من القيام ببعض الاستراحة الخفيفة بالفصل كالألغاز والمساجلة الشعرية وغيرها .
فلكي تكسب إهتمام الطلاب وحبهم لابد أن تروح عنهم قليلا أثناء حصتك وستجدهم ينتظروم قدومك ويفرحوا بحصة المعلم الصديق.
المثال الرابع
مجلة الحائط
مجلة الحائط لها دور عظيم كوسيلة من وسائل الاعلام داخل المدرسة وهي مجلة شهرية أو دورية تضعينها في مكان ثابت في المدرسة يكون مكان ارتياد الطلاب واستراحتهم وتكون رسومات المجلة جميلة وألوانها متناسقة وما هي إلا لوحة كبيرة بها أشكال متنوعة مزركشة وملونة
وهذه بعض المقترحات تعينك علي عملها :
1- يمكنك الاستعانة ببعض الطلاب في تصميمها أو شرائها جاهزة .
2- حاول أن يكون الخط جميلا وواضحا ومتناسقا وكذلك الألوان .
3- أن يكون عنوانها ثابتا واختر لها عنوانا جذابا .(1/43)
4- تعتبر المواضيع كل شهر أو شهرين يشكل منتاظم لأن اختلاف وقت صدورها يسبب النفور منها أو التكاسل عن البحث عنها.
5- أن تزضع في مستوي يناسب الجميع لقراءتها حتي لا تعب الرقبة أثناء القراءة وأن يكون الخط كبيرا نوعا ما حتي لا تتعب العين.
6- يوضع بها سؤال العدد وتحدد له جائزة بحيث يكون هذا السؤال فيه نوع من الصعوبه ويحتاج إلي بحث .
7- ضع صندوق خاص بالمجلة لاستقبال الاجابة وأعلن عن مكان وجوده في المجلة . وبعد القرعة تختار الفائز بمشاركة مدير المدرسة ويكتب اسمه في المجلة عنوان فائزة العدد السابق.
8- ضع صندوق خاص لاستقبال المشاركات . واكتب اسم المشارك تحت مشاركة ليكون ذلك دافعا للطلاب للمشاركة وحاول وضع جائزة متواضعة لأفضل مشارك.
9- إذا شعرت أن المصاريف قد كثرت عليك محاولة الاستعانة ببعض المعلمين وحثهم علي فضل هذه النفقة والاعانة علي الدعوة إلي الله تعالي وستلاقي قبولا بإذن الله فالنفوس مجبولة علي حب الخير .
10- لا تنس تغطية المجلة ( بالسلوفان ) حيتي لا تتسخ أو تتعرض لعبث الطلاب .
11- إختر المشاركات الهادفة والبناءة .
محتويات المجلة
أولا : العقيدة :
1- عمود الأديان والفرق الضالة .
2- عمود أسماء الله الحسني .
3- عمود ألفاظ العقيدة .
4- عمود فتاوي في العقيدة .
لوجة فتاوي في العقيدة كمثال :
في هذه اللوجة تقوم بتعليق فتاوي خاصة بالعقيدة وستجدها في مكتبات مطبوعة علي أوراق ملونة كما يمكن نقلها من المجلدات الخاصة بالفتاوي عند اطلاعك علي القسم الخاص بفتاوي العقيدةى كذلك تستطيع عمل لوحة حائطية بالفقه تعلق عليها الفتاوي الفقهية كالطهارة ونحوها.
ثانيا : تراجم وسير :
عمود هل تعرفهم
ثالثا : مسابقة العدد:
من الافضل أن تطرح سؤالا تكون إجابته في العدد القادم بحيث يكون السؤال بحاجة إلي بحث وسؤال واحذر أن يكون السؤال موضع خلاف .
اخرج مجلتك ببعض الطرائف شريكة ألا تكون كذبا .(1/44)
يمكنك أيضا أن تخصص بعض الاعداد لإجراء لقاء مع مدير المدرسة أو أحد الإدارين أو المعلمين أو حتي الطلاب .
كذلك لا تنس تزويد الطلاب ببعض الفوائد العلمية أو الصحية . ولابد أن تتخلل المجلة بعض فتاوي شيوجنا الأفاضل .
قد يتباد إلي ذهنك أن الوقت ضيق جدا علي كل هذا فأقول لك : لا تجعل كل هذه الأفكار مها في مجلة واحدة . بل وزعها علي أعداد المجلة بطريقتك الجميلة وأسلوبك الحسن . فأنت ولا شك ذو ذوق جميل ولا أظن ذلك سيكون صعبا عليك .
حاول إضافة بعض الاناشيد الجميلة ذات الكلمات الهادفة والالحان الهادئة من الطلاب ممن منحهم الله عذابة الصوت . جرب وستري النتيجة !!
المثال الخامس
الندوات والمحاضرات
لا شك أن الندوة أو المحاضرة وسلية مهمة من وسائل المدرسة وهي نشاط ثابت للمدرسة تقوم به جميع المدارس تقريبا وهي من واجبات النعلم غالبا وقد تجد بند هذا النشاط عند الأخصائي الإجتماعي أو عند أمين المكتبة حتي يكون العمل رسميا .
وهذه بعض المقترحات والأفكار لك أخي الداعية تعينك بهد الله عز وجل علي نجاح المحاضرة :
- حاول تلمس احتياج الطلاب من المواضيع المختلفة والتركيز علي الأهم فالمهم ويتم اختيار الموضوع تبعا لذلك.
- لابد من التجهيز والاستعداد المسبق لأن العشوائية والتخبط غالبا محدود النتائج وهذا يشمل :-
-البحث عن الموضوع المراد والاستعانه بالمراجع الموثوقة والتزود بالقدر الكافي من المعلومات عنه.
- البحث غن أيات وأحاديث وأبيات شعرية وقصص واقعية حول الموضوع .
- ترتيب الأفكار وجدولتها وكتابتها بصورة مرتبة وعبارات منسقة .
- امزج المحاضرة بالايات وحاول ترتيلها بصوت عذب رخيم أ تطلب ذلك ممن له قدرة علي ذلك وممن منحهم الله الصوت الحسن ، وكذلك لا تنس بعض الاناشيد مما تخص الموصوع الذي أنت بصدده.
- اختر الوقت المناسب والمكان المناسب لإلقاء الندوة أو المحاضرة .(1/45)
- عند استقبال ضيوف لإلقاء الندوة أو المشاركة فيها اخبرهم بالأمور الأكثر أهمية لدي الطلاب .
- ما ريك أخي بتوزيع مطوية أو نشرة حول الموضوع الملقي ويوزع بعد المحاضرة أو الندوة مباشرة وتجنب توزيعها قبل ذلك حتي لا تشغل الطلاب عن الاستماع .
- ابتعد قدر المستطاع عن الروتين أو القراءة السريعة التي تبعث علي الملل والسامة وكذلك الاطالة الممله المخلة . ولتكن محاضرتك لا طويلة مملة ولا قصيرة مقلة وخير الأمور الوسط
- كرر عبارات التنبية والتركيز علي الأشياء المهمة .
- لا تنس تغيير نبرات الصوت علي حسب حال الموضوع وحال الطلاب في كل لحظة حتي لا ينام الطلاب .
- فيما يتعلق بالحضور :-
- الحث العام من قبل المدرس أو مشرف الحلقة أو من الزملاء بأهمية الحضور للمحاضرات والاستفادة منها .
-يمكن وعد شباب بشئ من الترفيه بعد حضور المحاضرة .
- إعداد مسابقة في أفضل تلخيص للمحاضرة ورصد جوائز قيمة لذلك .
- الثتاء علي المحاضر بما هو أهله مما يدفع الشباب للحضور للتعرف علية أكثر ورؤيته .
المثال السادس
إقامة الرحلات والزيارات
لطلاب المدرسة بشكل عام ، مثل : ( زيارة العلماء – زيارة معارض الكتاب – زيارة معرض أضرار التدخين – والمخدرات ........ إلخ )
المثال السابع
اللوحات
تعليق أذكار الصباح والمساء في كل فصل علي لوحة جيدة ، جيث يسهل علي الطلاب ذكرها ، أو تغليف كارت الاذكار وإعطاءه للطلاب وحثهم علية ، وضع لوحة في كل فصل ويكون فيها نصائح أو توجيهات أو إهلانات أو فتاوي أو غيرها يتولاها مجموعة من المعلمين أو الطلاب أو إحدي الجمعيات المدرسية .
المثال الثامن
إعداد المسابقات
أ - مسابقة القران الكريم .
ب - مسابقة حفظ الاحاديث.
ج - مسابقة حفظ الاذكار .
هـ - مسابقة علي نشرة أ كتيب بعد توزيعه .
و - مسابقة عامة ( منوعة أ بحوث ).(1/46)
ز – مسابقة الاسرة ( يجيب عنها الطالب مع مشاركة أفراد أسرته ) وتكون إما عامة أو علي شكل كتيب موزع مثلا .
ف- مسابقة الالقاء .
المرحلة الثالثة
المتابعة
لابد من المتابعة للطلاب خارج المدرسة زمانا ومكانا وإلا سوف يضيع هذا الجهد أو بعضه علي الأقل وإليك الوسائل المعينة علي ذلك:
ربط الطلاب بالمساجد وحلقات التحفيظ .
عمل دورية شهرية للشباب في كل حي.
تقديم دروس التقوية عن طريق المساجد والمندوبيات .
إقامة نوادي ترفيهية خاصة بهم أو أنشطة ترفيهية.
تقديم المعنونات المادية للمحتاجين منهم .
احتواء الأنشطة الرياضية في الجواري.
تفعيل الأنشطة المدرسية .
تفعيل دروس المدرسين في التوجيه وايجاد القدوة الحسنة للطلاب .
إقامة دوريات للآباء لتوجيههم في تربية الأبناء .
توجيه نشاط دعوي للإمهات .
تفعيل دور الخطباء في التذكير بحاجات الشباب وخصائصهم.
التعامل الحسن من قبل أهل الخير مع هؤلاء الشباب والرفق بهم عند التوجيه والنصح .
نشر مسألة أن يمكنك أن تفعل الخير ولو كنت واقعا في المعاصي.
إيجاد البدائل الشرعية ( مجلة – شريط – كتاب – برؤامج ترفيه ).
إيجاد برامج للإستماع لمشاكل الشباب وحلها.
إظهار يسر الدين وسماحته وبعده عن التعقيد والحرمان بالقدوة العملية .
استشارتهم في مشاكل الحي والمدرسة والاستفادة من أرائهم .
الجولات الدعوية عهلي شباب الارصفة والجلوس معهم .
تنظيم دورات عملية تساعدهم في حياتهم .
إنشاء برامج تحقيق التكافل الإجتماعي كمساعدة المحتاجين من الطلاب .
بعد مدة سيتخرج الطلاب من مدرستك ، فإلي أي مدرسة سيذهبون ومن يتابعهم هناك ؟ فلابد من ربط علاقة بينك وبين مدرسي المدارس .
الخاتمة
الحمد له وكفي والصلاة والسلام علي عبده الذي إصطفي
وبعد .....(1/47)
فقد تم ما بجمعته عنيت وفي ترتيبه سعيت وما كان لي من دور في ذلك إلا الجمع والترتيب من شتي المواقع الاسلامية والتربوية علي شبكة المعلومات وقد أرت من خلال هذه الصفحات أن ألفت الأنظار إلي هذا الدور المفقود في المحاضن التربوية ( المدارس ) والذي يمكن لكل معلم أن يقوم لابه ولكن القليل من يعرف خطورة هذا الدور وأهميتة وفضله عند رب العالمين فهو دور اختص الله به أفضل خلقة وهم رسله وأنبياؤه راجيا من الله تعالي أن يجعل هذا العمل صالحا ولوجهه خالصا .(1/48)