إعداد
أذكار الصباح والمساء والنوم
إعداد
خالد بن عبد الله الدبيخي
اعتنى به
عبد العزيز بن سعد الداعج
تقديم وتعليق
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
تقديم لفضيلة الشيخ
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:
فإن ذكر الله عز وجل من أجل الطاعات وأفضل القربات وأعظم العبادات، قال الله تعالى: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 35].
وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن أهل الذكر هم السابقون يوم القيامة؛ أخرج مسلم (2676) وغيره من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة فمر على جبل يُقال له جمدان فقال: «سيروا هذا جمدان سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيراً والذاكرات».
وأخرج مسلم (2695) من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس».(1/1)
وقد بين الله تعالى أن الذكر أكبر الأعمال. قال تعالى: { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } [العنكبوت: 45]. قال قتادة – رحمه الله تعالى – في تفسير هذه الآية:"لا شيء أكبر من ذكر الله، قال أكبر الأشياء كلها" أخرجه ابن جرير (20/158)، ويؤيد قول قتادة ما رواه أبو الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أُنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى. قال: «ذكر الله»(1)
__________
(1) أخرجه الترمذي (3377) وابن ماجه (3790) وأحمد (5/195) والطبراني في الدعاء (1872) والحاكم (1/496) والبيهقي في الدعوات (20) وفي الشُعب (516) وابن عبد البر (التمهيد: 6/58) وأبو نعيم (الحلية: 2/11) والبغوي (شرح السنة: 1244) والأصبهاني (الترغيب: 1324) وغيرهم من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند حدثني زياد بن أبي زياد عن أبي بحرية عن أبي الدرداء فذكره، وهذا إسناد رجاله ثقات، ولكن اختلف في هذا الحديث على زياد، فرواه مالك (الموطأ: 1/211) وموسى بن عقبة عند أحمد (5/195 و 6/447) وعبد العزيز ابن أبي سلمة عند أحمد (5/139) عن زياد عن أبي الدرداء بإسقاط أبي بحرية، وخالفوا في ذلك رواية عبد الله بن سعيد بن أبي هند وهو الصواب لأمرين: الأول: لأنهم أكثر. الثاني: لأن فيهم من هو أحفظ من عبد الله بن سعيد فيكون هذا الإسناد مُنقطعاً لأن زياداً لم يُدرك أبا الدرداء فضلاً أن يكون سمع منه. ووقع في رواية عبد العزيز بن أبي سلمة: عن معاذ بن جبل، والصواب عن أبي الدرداء كما في رواية الجماعة، وقد اختلف في هذا الحديث اختلافا آخر على زياد فقد رواه مالك عنه موقوفاً وأما الباقون فقد رفعوه وهو الأرجح في هذا الإسناد لأمرين: الأول: لأنهم أكثر. الثاني: أن الإمام مالك – رحمه الله تعالى – أحياناً يُرسل الأخبار الموصولة ويُسقط بعض الرواة من الإسناد فلعله هنا تعمد وقف هذا الخبر، والله – تعالى - أعلم. ولهذا الخبر طريق آخر أخرجه ابن أبي شيبة (13/308) وابن جرير في التفسير (20/157) وأبو نعيم في الحلية (1/219) وابن حجر في نتائج الأفكار (1/96) من طريق جعفر الفرياني – ولعله في كتابه الأذكار – كلهم من طريق أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر حدثني صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي قال: سمعت أبا الدرداء فذكره موقوفاً وهذا إسناد لا بأس به، ورجاله كلهم ثقات سوى صالح فهو مُقل من الرواية وليس بالمشهور، ذكره ابن حِبان في الثقات ومثله ابن خلفون في ثقاته ونقل عن أبي جعفر السبتي قوله عنه شامي شيخ ا.هـ، وصحح له ابن خزيمة وابن حِبان والحاكم كما في إكمال تهذيب الكمال، وروى عنه بعض الكبار كالليث بن سعد وحيوة بن شريح وابن لهيعة بالإضافة إلى عبد الحميد بن جعفر، فمثله صالح لا بأس به، لذا قال ابن حجر عن هذا الإسناد: رجاله ثقات كما في نتائج الأفكار (1/97).
طريق آخر: قال الحسين بن الحسن المروزي في زيادته على زهد ابن المبارك (1129) أخبرنا سفيان عن ليث قال: قال أبو الدرداء فذكره موقوفا، وهذا إسناد لا يصح، لأن ليثاً وهو ابن أبي سليم لا يُحتج به وهو مُنقطع. والذي يظهر لي أن هذا الخبر ثابت عن أبي الدرداء لمجموع طرقه الثلاثة ولكنه موقوف، وإن كان الراجح في رواية زياد بن أبي زياد الرفع كما تقدم، لكن الإسناد الثاني وهو أقوى أسانيد هذا الخبر موقوف مع الإسناد الثالث، ولكن مثله لا يُقال من قبل الرأي: لأنه يحتاج إلى توقيف من الشارع فيكون له حكم الرفع وسياق المتن يؤيد ذلك في قوله: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم». وقد صحح هذا الحديث الحاكم، وقال ابن عبد البر في التمهيد (6/57) وهذا يُروى مُسنداً من طريق جيد عن أبي الدرداء عن النبي ا.هـ وحسَّنه البغوي في شرح السُّنة والمنذري في الترغيب والترهيب.(1/2)
.
ولهذا ولغيره أمر الله تعالى بذكره؛ بل بالإكثار من ذلك. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا } [الأحزاب: 41،42]، وقال: { وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ } [آل عمران: 14].
ومن المعلوم أن الله تعالى لم يأمر بالإكثار من كل العبادات وإنما أمر بالإكثار من بعض العبادات ومن ذلك الذكر كما تقدم وحتى يكون المسلم مكثراً من ذكر الله تعالى فعليه أن يديم ذلك. قال تعالى: { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } [النساء: 103]. ولهذا وصف الله تعالى أولي الألباب بقوله: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } [آل عمران: 190،191].
وعندما طلب رجل من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدله على شيء يتمسك به أوصاه بالمداومة على الذكر. أخرج الترمذي (3375) وابن ماجه (3793) وأحمد (4/190) وغيرهم من طريق عمرو بن قيس عن عبد الله بن بسر أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله» وهذا الحديث صحيح، وقد صرح عمرو بن قيس بالسماع من عبد الله بن بسر ورواه عن عمرو جمع، وصححه ابن حِبان (814) والحاكم (1/495) وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، وحسَّنه البغوي في شرح السُّنة. والنصوص في هذا الباب كثيرة.
وقد جاءت السُّنة بأنواع كثيرة من الأذكار، منها ما ذكر في هذه الرسالة مما يتعلق بأذكار تستغرق اليوم كله وتنقسم خمسة أقسام:
القسم الأول: المقيد باليوم:(1/3)
ومنه ما رواه البخاري (6405) ومسلم (2691) من حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» وما رواه مسلم (2698) من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟» فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: «يُسبح الله مائة تسبيحة فيُكتب له ألف حسنة أو تُحط عنه ألف خطيئة»، وهذا القسم الذي قيد باليوم يكون المسلم عاملاً به متى ما ذكره صباحاً أو مساءً، متوالياً أو متفرقاً شريطة أن يكون في اليوم (1).
القسم الثاني: المقيد بأول النهار:
__________
(1) قال النووي (شرح مسلم: 9/58): وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه، سواء قاله متوالية أو متفرقة في مجالس، أو بعضها أول النهار وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار؛ ليكون حرزاً له في جميع نهاره اهـ.(1/4)
ومنه ما رواه مسلم (2726) من طريق سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس عن جويرية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة،فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» وظاهر هذا الحديث أن هذا الذكر يؤتى به أول النهار والله أعلم (1).
القسم الثالث: المقيد بالصباح والمساء:
وأمثلته كثيرة تأتي في هذه الرسالة.
القسم الرابع: المقيد بالليل:
ومنه ما رواه البخاري (5008) ومسلم (807) من طريق إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه».
وما رواه البخاري (4628) من طريق الأعمش عن إبراهيم والضحاك عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟» فشق ذلك عليهم، وقالوا: أيُنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن». والأذكار التي تُقال في الليل غير الأذكار التي تُقال عند النوم؛ لأن ما يُقال في الليل مُقيد بالليل وليس بالنوم.
__________
(1) قال النووي ( الأذكار: 48،49): باب مختصر في أحرف مما جاء في فضل الذكر غير مُقيد بوقت اهـ. ثم ذكر حديث جويرية، فدل بتبويبه أن هذا الذكر غير مُقيد بوقت، ويؤيد ذلك صنيعه في رياض الصالحين (403)؛ حيث ذكر حديث جويرية في فضل الذكر والحث عليه ولم يذكره في أذكار الصباح والمساء. قلت: ولكن ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا الذكر في أول النهار؛ فيتبع في ذلك.(1/5)
القسم الخامس: الأذكار التي تُقال قبل النوم وعند الاستيقاظ:
وأمثلتها كثيرة، تأتي في هذه الرسالة.
قال ابن رجب – رحمه الله – (جامع العلوم والحكم: 2/525): "وأما الذكر باللسان، فمشروع في جميع الأوقات، ويتأكد في بعضها. فمما يتأكد فيه الذكر عقيب الصلوات المفروضات، وأن يُذكر الله عقيب كل صلاة منها مائة مرة ما بين تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل.
ويُستحب – أيضاً – الذكر بعد الصلاتين اللتين لا تطوع بعدهما، وهما: الفجر والعصر، فيشرع الذكر بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وهذان الوقتان – أعني وقت الفجر ووقت العصر – هما أفضل أوقات النهار للذكر، ولهذا أمر الله تعالى بذكره فيهما في مواضع من القرآن كقوله: { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا } ، وقوله: { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا } ، وقوله: { وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ } ، وقوله: { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } ، وقوله: { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } ، وقوله: { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ } ، وقوله: { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ } ، وقوله: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } ، وقوله: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } .(1/6)
وأفضل ما فعل في هذين الوقتين من الذكر: صلاة الفجر وصلاة العصر، وهما أفضل الصلوات. وقد قيل في كل منهما: إنها الصلاة الوسطى، وهما البردان اللذان من حافظ عليهما دخل الجنة، ويليهما أوقات الذكر في الليل. ولهذا يذكر بعد ذكر هذين الوقتين في القرآن تسبيح الليل وصلاته، والذكر المُطلق يدخل فيه الصلاة، وتلاوة القرآن، وتعلمه، وتعليمه، والعلم النافع، كما يدخل فيه التسبيح والتكبير والتهليل، ومن أصحابنا من رجح التلاوة على التسبيح ونحوه بعد الفجر والعصر. وسُئل الأوزاعي عن ذلك، فقال: كان هديهم ذكر الله فإن قرأ، فحسن.
وظاهر هذا أن الذكر في هذا الوقت أفضل من التلاوة، وكذا قال إسحاق في التسبيح عقيب المكتوبات مائة مرة: إنه أفضل من التلاوة حينئذٍ. والأذكار والأدعية المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصباح والمساء كثيرة جداً. ويأتي بما قدر عليه من الأذكار الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند النوم، وهي أنواع مُتعددة من تلاوة القرآن وذكر الله عز وجل، ثم ينام على ذلك، فإذا استيقظ من الليل وتقلب على فراشه فليذكر الله كلما تقلب" اهـ.
وقد قام الشيخ: خالد بن عبد الله الدبيخي بجمع أحاديث هذه الرسالة وتخريجها، ومن ثم قرأها عليَّ فأمليت عليه ما تيسر من الكلام على أسانيد هذه الرسالة من الصحة والضعف وما وقع فيها من الاختلاف فبارك الله فيه ووفقه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أملاه الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن السعد
في يوم الخميس الموافق 16/7/1427 هـ
أذكار الصباح والمساء والنوم
أذكار الصباح(1)
__________
(1) قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – (شرح رياض الصالحين: 3/583): ويدخل الصباح من طلوع الفجر وينتهي بارتفاع الشمس ضحى اهـ.(1/7)
1- «اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور»(1). مرة واحدة.
2 – «رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبيا» (2) ثلاث مرات.
3 - «أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله،لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير،رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده،رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر،رب أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر» (3). مرة واحدة.
4 - «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه»(4). مرة واحدة.
__________
(1) أخرجه أبو داود (5047) والنسائي (الكبرى: 6/3) وأحمد (2/354) من طريق: سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً. وقد صححه: ابن حِبان (965) والنووي (الأذكار: 151) وابن حجر (نتائج الأفكار: 2/331)، وسكت عليه النسائي، وقال الشيخ عبد الله السعد:إسناده جيد، وقد سكت عليه أبو داود اهـ.
(2) أخرجه أبو داود (5074) والنسائي (الكبرى: 6/3) وأحمد (4/337) من طريق: شعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام عن رجل خدم النبي. وقد حسَّنه ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/353) وابن باز (تحفة الأخيار: 39) وجوَّد إسناده النووي (الأذكار: 155)، وقال الشيخ عبد الله السعد: إسناده صالح اهـ.
(3) أخرجه مسلم (2723) من طريق: عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.
(4) أخرجه أبو داود (5067) والترمذي (3452) والنسائي (الكبرى: 6/6) وأحمد (1/9) من طريق: يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة. وقد صححه: الترمذي، وابن حِبان (962) والحاكم (1/513) والنووي (الأذكار: 153) وابن حجر (نتائج الأفكار: 2/343) وقال الشيخ عبد الله السعد – حفظه الله – : إسناده جيد اهـ.(1/8)
5 - «أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وسُّنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين» (1). مرة واحدة.
__________
(1) أخرجه النسائي (الكبرى: 6/5) وأحمد (5/123) من طريق: سلمة بن كهيل عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه. وقد صححه النووي (الأذكار: 158) وحسَّنه ابن حجر وقال الشيخ عبد الله السعد: هذا الحديث إسناده جيد، وقد وقع في إسناده اختلاف لا يضر بصحة الحديث فرواه الثوري عن سلمة به، وقد خالفه شعبة فرواه عن طلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه. وكلا الإسنادين جيد، ولكن رواية الثوري أصح؛ لأنه أحفظ من شُعبة اهـ.(1/9)
6 - «اللهم إني أُشهدك وأُشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك» (1). مرة واحدة.
__________
(1) أخرجه النسائي (الكبرى: 6/26) من حديث أنس. قال الشيخ عبد الله السعد: هذا الحديث جاء من طريقين غريبين وقد وقع في متنه بعض الاختلاف، فالطريق الأول : ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أنس ، وإسناد هذا الطريق صالح. وليس بالقوي مع الغرابة التي فيه؛ وذلك لأن عبد الرحمن فيه جهالة ورواية مكحول عن أنس غريبة مع أنه سمع من أنس كما قال ذلك أحمد وابن معين. والطريق الثاني عند النسائي (6/26) : بقية عن مسلم مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أنس ، قد صرح مسلم بالسماع من أنس، وقد اختلف على بقية فرواه إسحاق بن راهويه عن بقية وفيه التصريح بالتحديث بين بقية ومسلم وقد جاء في آخره: (أعتق الله ربعه ذلك اليوم فإن قالها أربع مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار)، وخالفه حيوة وعمرو بن عثمان وكثير بن عبيد فرووه عن بقية بدون التصريح بالسماع، ورووه بلفظٍ آخر وهو: (إلا غفر الله له ما أصاب من ذنب)… وهذا الاختلاف والاضطراب هو من بقية فيما يظهر لأن كلا الطريقين صحيح عنه، وإسناد الطريق الثاني صالح للاعتبار على ما فيه من غرابة، ومسلم ليس بالمشهور ولعله يتقوى بالطريق الأول اهـ.(1/10)
7 - «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي» (1). مرة واحدة.
__________
(1) أخرجه أبو داود (5074) والنسائي (الكبرى: 6/145) من طريق: عبادة بن مسلم عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مُطعم عن ابن عمر. وقد صححه ابن حِبان (961) والحاكم (1/517) والنووي (الأذكار:156)، وسكت عليه النسائي، وأبو داود، والمنذري. وقال الشيخ عبد الله السعد: إسناده لا بأس به وفيه غرابة كما قال ابن حجر – رحمه الله – (نتائج الأفكار: 2/361) اهـ.(1/11)
8 - «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين» (1)
__________
(1) أخرجه النسائي (6/147) من طريق: زيد بن الحباب عن عثمان بن موهب عن أنس. وقد صححه الحاكم (1/545)، والمنذري (الترغيب: 1/311) وصاحب الضياء (المختارة: 6/300)، وحسَّنه ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/385). قال الشيخ عبد الله السعد: إسناده صالح لكنه غريب جداً. فالحديث تفرد به زيد بن الحباب عن عثمان بن موهب قال: سمت أنس، ووقع عند الحاكم عن عثمان بن عبد الله بن موهب، وعثمان بن عبد الله بن موهب هو التميمي مولاهم خرج له الشيخان وغيرهما وهو ثقة؛ ولذا الحاكم صححه على شرط الشيخين، وأما الباقون فوقع عندهم عثمان بن موهب ووقع في بعض المصادر الهاشمي وفي بعضها مولى بني هاشم، ولذا فرق بينهما غير واحد من أهل العلم فقالوا: إن هذا مولى لبني هاشم خلاف الآخر فإنه مولى لبني تميم وإن هذا كوفي والآخر مدني وإن هذا ابن موهب والآخر ابن عبد الله بن موهب. قلت: واحتمال أنهما واحد لا يُستبعد، وإن كان الأقرب التفريق لما تقدم، فقد يكون زيد بن الحباب نسبه إلى جده وكلاهما مولى وقد يكون إن قلنا إنهما واحد أنه كان مولى لبني تميم ثم اشتراه بنو هاشم أو العكس وهناك جمع من الرواة اختلف في ولائهم لمن؟ ومما قد يستدل على كونهما واحداً أن التميمي لم يذكر له راوٍ إلا زيد بن الحباب، ووجه الاستدلال أنه لو كان غير الآخر لروى عنه غير زيد بن الحباب، وإن كل هذا لا يلزم لأن هناك جمعاً من الرواة لم يرو عنهم إلا واحد: وهذا نوع من القرائن التي يستدل بها على كونهما واحداً؛ ولكن هذا كله لا يكفي في كونهما واحداً وقرائن التفريق بينهما أقوى … وبالتالي يكون الهاشمي غير التميمي. وهناك ثلاثة أشياء تدل على التفريق بينهما وهي:
أ - اختلافهما في الاسم فأحدهما ابن موهب والآخر ابن عبد الله بن موهب.
ب- الاختلاف في النسبة فأحدهما هاشمي بالولاء والآخر تميمي بالولاء.
جـ- أحدهما كوفي والآخر مدني.
وأما ما وقع عند الحاكم من تسميته بابن عبد الله بن موهب فهذا قد يكون من أحد الرواة ولعله الحاكم؛ لأن في جميع المصادر لم ينسب إلا عند الحاكم ولا يخفى أن بعض المصنفين من الحفاط قد ينسبون الراوي من باب التبيين لهذا الراوي، وقد يحصل في حالات نادرة خطأ في نسبة الراوي. والهاشمي هذا ليس بالمشهور وفيه جهالة وهو مقل وليس له إلا هذا الحديث عند النسائي ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة سوى النسائي وذكره ابن حِبان في الثقات، وقال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث، وهذا تقوية منه فيما يظهر بحديثه، وعلى هذا فإسناد هذا الخبر صالح ولكنه غريب جداً. وقد جاء من طريق أنس أكثر من حديث في الأذكار والدعوات بذكر الحي القيوم، منها ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (6/175) من حديث قتادة عن أنس وسليمان التيمي عن أنس ولفظ قتادة «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو يا حي يا قيوم» ولفظ سليمان «كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أي حي أي قيوم» ومنها ما أخرجه أبو داود (1495) والنسائي (4/404) من حديث حفص ابن أخي أنس عن أنس أن رجلاً قال: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم) فقد تكون هذه الأحاديث أصل حديث أنس الذي من طريق زيد بن الحباب ويكون الراوي قد أخطأ أو رواه بالمعنى. وقد يكون حديث زيد بن الحباب حديث آخر مُستقل عنها وهو الأقرب، لأن سياق هذا الحديث مختلف وفيه ذكر لفاطمة وأنه قد أوصاها بهذا الدعاء وإن كان في النفس من ذلك شيء.(1/12)
. مرة واحدة.
9 – سيد الاستغفار «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبو لك بذنبي، اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (1). مرة واحدة.
10- «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير» (2)
__________
(1) أخرجه البخاري (6323) من طريق: حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس.
(2) أخرجه أبو داود (5077) والنسائي (الكبرى: 6/11) من طريق: سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي عياش.
وقد صححه ابن خزيمة، وابن حجر (نتائج الأفكار: 2/366) … إلا أن النسائي (الكبرى: 6/11) ألمح إلى تعليل الحديث لرواية سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة الحديث بلفظ: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير في يومٍ مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب …» الحديث. قال الشيخ عبد الله السعد: الحديث صحيح … ولأبي صالح ذكوان السمان حديثان متقاربان في اللفظ:
الأول: ما رواه سُمي عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير في يومٍ مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب …» الحديث.
أخرجه البخاري (6403) ومسلم (2691).
الثاني: ما رواه سهيل وسعيد بن أبي هلال كلاهما عن أبي صالح عن أبي عياش أو ابن عائش على اختلاف منهما.
واللفظ الثاني الراجح أنه حديث مستقل وليس كما ذهب إليه النسائي – من ترجيحه للوجه الأول – وقد ذهب إلى ما رجحه البخاري وابن خزيمة والحاكم، وغيرهم.
والدليل على ذلك من وجهين:
1- أن اللفظ الثاني رواه عن أبي صالح راويان وهما ابنه سهيل وسعيد، وكلاهما ثقة وإن كان سهيل فيه بعض الكلام، ولكنه راوية أبيه وتابعه سعيد.
2- أن هذا اللفظ جاء من غير طريق أبي صالح، فقد تابعه زيد بن أسلم عن أبي عياش، فدل هذا على أنه حديث مستقل، ورواية زيد علقها البخاري (التاريخ الكبير: 3/382) وقد وصلها عن البخاري الدولابي وإسناده صحيح.
وأما ما يتعلق براوي هذا اللفظ هل هو أبو عياش؟ أو ابن عائش؟ أو ابن أبي عائش؟ فقد اختلف فيه على هذه الأوجه الثلاثة. والراجح الوجه الأول (عن أبي عياش)، والدليل على ذلك أن حماداً رواه عن سهيل هكذا، وتابع سهيل على هذه الرواية سعيد بن أبي هلال عن أبي صالح فقال: عن أبي عياش … ورواية سعيد سالمة من الاختلاف الذي وقع على سهيل، وقد تابع أبا صالح زيد بن أسلم فقال: عن أبي عياش. فظهر أن الصواب عن أبي عياش، وأن الاختلاف الذي وقع في اسمه إنما كان من سهيل، لأن أصحابه اختلفوا عليه بخلاف الروايات الأخرى التي لم تأت من طريقه، وقد نص الحاكم أنه من رواية أبي عياش الزرقي، ومما يؤيد ذلك أن أحمد أخرجه في مسند أبي عياش الزرقي، ويدل على أنه صحابي رواية سليمان بن بلال (التاريخ الكبير: 3/381) عن سهيل عن أبيه عن ابن عياش رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواية ابن عجلان (التاريخ الكبير: 3/383) عن نعمان بن أبي عياش وكان أبوه فارس النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد وقع في متنه اختلاف على ثلاثة أوجه:
الأول: بلفظ (من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير كان له كعدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له بها عشر حسنات وحط عنه بها عشر سيئات وكان في حرز من الشيطان حتى يُمسي، وإذا أمسى مثل ذلك حتى يُصبح). هذا هو لفظ سهيل بن أبي صالح عن أبي عياش.
الثاني: بلفظ (من قال حين يُصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويُميت وهو حيٌ لا يموت وهو على كل شيءٍ قدير. كُتب له بهن عشر حسنات ومُحي عنه عشر سيئات وكن كعشر رقاب وكن حرزاً له في يومه حتى يُمسي، ومن قال حين يُمسي كن مثل ذلك حتى يُصبح). هذا هو لفظ سعيد بن أبي هلال عن أبي صالح عن أبي عياش.
الثالث: بمثل اللفظ الأول، ولكن بتكراره عشر مرات. هذا هو لفظ زيد بن أسلم عن أبي عياش. والراجح رواية أبي صالح بذكر ذلك مرة واحدة في الصباح والمساء: لأنها جاءت من طريقين، طريق سهيل وسعيد كلاهما عن أبي صالح. وأما الزيادة التي في الوجه الثاني (يحيي ويُميت وهو حيٌ لا يموت) فهي لا تصح، ولم تقع إلا عند ابن السني (عمل اليوم والليلة: 64) علماً أن هذه اللفظة قد جاءت في أحاديث أخر، لكن لا يصح منها شيء.
وللوجه الأول والثالث شواهد من حديث أبي هريرة وأبي أيوب، وقد اختلفت الأحاديث في هذا والأحوط أن تذكر عشر؛ لأن من قال ذلك فقد عمل بكلا اللفظين، ولم نقف على تصريح بالسماع بين أبي صالح وأبي عياش، ولا بين زيد بن أسلم وأبي عياش. ولكن كون الحديث جاء من وجهين عن أبي عياش فأحدهما يُقوي الآخر.
فائدة:
قال الشيخ عبد الله السعد: جاء التهليل على أربعة أوجه:
الأول: مُطلق غير مقيد بشيء، كما في البخاري (6404) ومسلم (2693) من طريق: ابن أبي ليلى عن أبي أيوب بلفظ: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل).
الثاني: مقيد باليوم. كما عند البخاري (6403) ومسلم (2691) من طريق مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يومٍ مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك).
الثالث: مُقيد بالصباح والمساء، كما عند أبي داود (5077) والنسائي (الكبرى رقم: 6/11) من طريق: سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي عياش بلفظ: (من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحُط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرزٍ من الشيطان حتى يُمسي، وإذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يُصبح).
الرابع: مُقيد بعد صلاة الصبح والمغرب، كما عند الترمذي (3774) والنسائي (الكبرى: 6/37) من طريق: شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال دُبر صلاة الفجر – وهو ثان رجله قبل أن يتكلم – لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت، بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير – عشر مرات – كتب الله له بكل واحدة قالها منهن حسنة …» الحديث. ولكنه ضعيف.
قد ضعف الحديث الإمام أحمد (الفتح لابن رجب: 7/428) والنسائي (الكبرى: 6/37) والدارقطني (6/45، 11/76) وابن رجب (الفتح: 7/428).(1/13)
. عشر مرات.
أذكار المساء (1)
1 - «اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير»(2). مرة واحدة.
2 - «رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا»(3). ثلاث مرات.
3 - «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير،رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها،رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر،رب أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر»(4). مرة واحدة.
4 - «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيءٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه»(5). مرة واحدة.
5 - «أمسينا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وسُنّة نبينا مُحمد - صلى الله عليه وسلم - وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين»(6). مرة واحدة.
6 - «أعوذ بكلمات الله التامات»(7)
__________
(1) قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – (شرح رياض الصالحين: 3/585) ويدخل المساء من صلاة العصر وينتهي بصلاة العشاء أو قريباً منها اهـ.
(2) تقدم تخريجه عند رقم (1) من أذكار الصباح.
(3) تقدم تخريجه عند رقم (2) من أذكار الصباح.
(4) تقدم تخريجه عند رقم (3) من أذكار الصباح.
(5) تقدم تخريجه عند رقم (4) من أذكار الصباح.
(6) تقدم تخريجه عند رقم (5) من أذكار الصباح.
(7) أخرجه مسلم (2709) من طريق: القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد (2/290) والترمذي (3604) من طريق: سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. بذكر التعوذ ثلاث مرات. وطريق القعقاع أولى من طريق سهيل، لأمور:
1- الاختلاف الواقع على سهيل في روايته لهذا الحديث. قال الترمذي (3604): وروى مالك هذا الحديث عن سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى عبيد الله بن عمر هذا الحديث عن سهيل ولم يذكر فيه عن أبي هريرة. قال الدارقطني (العلل: 10/178): والمحفوظ عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم، وأما قول من قال عن أبي هريرة فيشبه أن يكون سهيل حدث به مرة هكذا. فحفظه عنه من حفظه كذلك لأنهم حفاظ ثقات، ثم رجع سهيل إلى إرساله اهـ.
2- أن القعقاع أقوى من سهيل بن أبي صالح؛ وذلك أن يحيى بن سعيد القطان (الجرح والتعديل: 7/136) قدم القعقاع على سمي. وسمي قدمه على سهيل أحمد (سؤالات أبي داود: 202)، فدل ذلك على تقديم القعقاع على سهيل.
3- أن مسلماً (2709) رواه من طريق: يعقوب بن عبد الله وسمي عن أبي صالح بدون ذكر "ثلاث مرات".
قال ابن الصلاح (معرفة علوم الحديث: 59): فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مُخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم لزم التنقير عن علته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته. قال شيخ الإسلام: الغالب أن الزيادات خارج الصحيحين لا تسلم من علة اهـ. وقال ابن رجب (رسالة من اتبع غير المذاهب الأربعة) – أثناء كلامه على الصحيحين – فقل حديث تركاه إلا وله علة خفية اهـ.
فائدة: ذكر النسائي (الكبرى: 6/151) هذا الحديث تحت باب: ما يقول إذا خاف شيئاً من الهوام حين يُمسي. يدل على أن هذا الذكر لا يُقال كل ليلة، بل لمن خاف. ويؤيد هذا صنيع مسلم (2709) حيث ذكر هذا الحديث بعد حديث خولة رضي الله عنها: (من نزل منزلاً ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك).(1/14)
. ثلاث مرات.
7 - «اللهم إني أُشهدك وأُشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك»(1). مرة واحدة.
8 - «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتكم أن أُغتال من تحتي»(2). مرة واحدة.
9 - «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين»(3). مرة واحدة.
10- سيد الاستغفار: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»(4). مرة واحدة.
11- «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»(5). عشر مرات.
أذكار مُقيدة في الليل (6)
1 - «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»(7). مرة واحدة.
__________
(1) تقدم تخريجه عند رقم (6) من أذكار الصباح.
(2) تقدم تخريجه عند رقم (7) من أذكار الصباح.
(3) تقدم تخريجه عند رقم (8) من أذكار الصباح.
(4) تقدم تخريجه عند رقم (9) من أذكار الصباح.
(5) تقدم تخريجه عند رقم (10) من أذكار الصباح.
(6) قال الشيخ محمد بن عثيمين (شرح رياض الصالحين: 3/583): والأذكار التي أريدت بالليل تكون بالليل اهـ.
(7) أخرجه البخاري (5008) ومسلم (808) من طريق: الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود.(1/15)
2 – قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة»؟ فشق ذلك عليهم وقالوا: أيُنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن»(1)
__________
(1) أخرجه البخاري (5015) من طريق: الأعمش عن إبراهيم والضحاك عن أبي سعيد. قال الشيخ عبد الله السعد: والصواب أنها تُقرأ في كل ليلة؛ لما رواه البخاري من حديث أبي سعيد، وأحمد (2/173) من حديث أبي أيوب الأنصاري وفي إسناده ابن لهيعة وفيه ضعف.
لكن يشهد له حديث أبي سعيد – السابق – وما جاء عند مسلم (811) من طريق: قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء مرفوعا «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن» قالوا: نعم. قال: «إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء وقل هو الله أحد ثلث القرآن».
وأما ما جاء في بعض الروايات بلفظ «اليوم» فيُفسرها حديث أبي سعيد - السابق – بأن المقصود باليوم الليلة.
فإذا قرأها الشخص في وتره يكون قد طبق هذه السُنّة. ويدل على ذلك ما رواه النسائي (الكبرى: 6/175) من طريق: أبي إسحاق عن الحارث بن فضيل عن الزهري عن حميد «أن نفراً من أصحاب محمد حدثوه أنهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قل هو الله أحد لتعدل ثلث القرآن لمن صلى بها».
وأما ما جاء عند أبي شريم (تفسير سورة الإخلاص لابن رجب: 83) من طريق: علي بن عاصم عن حصين عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة مرفوعاً «من قرأ قل هو الله أحد في يومٍ وليلة ثلاث مرات ……» الحديث، فهو لا يصح بل يُنكر؛ لأن فيه علي بن عاصم وله أخطاء وقد تكلم فيه.
وكل الأحاديث السابقة ليس فيها ذكر الثلاث، بل جاءت روايات أخر وليس فيها ذكر الثلاث. وجاء ذكر الثلاث عند أبي يعلى في مسنده (4118) من طريق عبيس بن ميمون عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - … وهو حديث باطل، ويزيد الرقاشي وعبيس بن ميمون متروكان اهـ.(1/16)
.
أذكار مُطلقة في اليوم (1)
1 - «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير»(2). مائة مرة.
2 - «سبحان الله وبحمده»(3). مائة مرة.
3 - «إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة»(4).
أذكار النوم
1 – «باسمك اللهم أموت وأحيا»(5). مرة واحدة.
__________
(1) وقد أشار النووي – رحمه الله – في كتاب الأذكار إلى أن الأجر المذكور في الأذكار الواردة باليوم متحقق سواء ذكرها متوالية أو متفرقة، في مجالس، أو بعضها أول النهار وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية.
(2) أخرجه البخاري (6403) ومسلم (2691) من طريق: مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة.
(3) أخرجه البخاري (6403) ومسلم (2691) من طريق: مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة.
فائدة: جاء في صحيح مسلم (2692) من طريق: سهيل عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: (من قال حين يُصبح وحين يُمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه). قال الشيخ عبد الله السعد: ظاهر رواية سهيل أن من قال سبحان الله وبحمده في الصباح والمساء مائة مرة يُكتب له هذا الأجر بينما رواية سمي ففيها أن من قال ذلك في اليوم حصل له الأجر سواء كان في الصباح أو المساء، فهي ليست مقيدة بهذين الوقتين وإنما مُطلقة باليوم… والجواب عن ذلك من وجهين: أولاً: من حيث الترجيح. أن رواية مالك عن سمي أصح وأرجح من رواية سهيل عن سمي. فمالك أجل وأوثق من سهيل بن أبي صالح؛ الثاني: من حيث الجمع بين الروايتين أن رواية سهيل لعلها مروية بالمعنى، والمقصود أن من قال ذلك في الصباح أو المساء يكون له هذا الأجر فيكون معنى الروايتين واحداً اهـ.
(4) أخرجه مسلم (2075) من طريق: ثابت البناني عن أبي بردة عن الأغر - رضي الله عنه -.
(5) أخرجه البخاري (6324) من طريق: عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة.(1/17)
2 – «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك»(1). مرة واحدة.
3 – «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيءٍ ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه»(2). مرة واحدة.
4 – «باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»(3). مرة واحدة.
5 – «سبحان الله» 33 و «الحمد لله» 33 و «الله أكبر» 34 (4).
6 – «اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك،آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت»(5). مرة واحدة.
7 - «اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها،إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها،اللهم إني أسألك العافية»(6). مرة واحدة.
__________
(1) أخرجه الترمذي (3398) من طريق: عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة… وقد صححه أبو نعيم (الحلية: 8/215) والعقيلي (الضعفاء: 4/343) والترمذي وابن حبان (2350) وابن حجر (الفتح: 11/115).
(2) أخرجه أبو داود (5067) والترمذي (3392) والنسائي (الكبرى: 4/401) من طريق: يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة. وقد صححه: الترمذي، وابن حبان (962)، والحاكم (1/513)، والنووي، وابن حجر (نتائج الأفكار: 2/343). وقال الشيح عبد الله السعد - حفظه الله –: إسناده جيد.
(3) أخرجه البخاري (6320) ومسلم (2784) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً.
(4) أخرجه مسلم (6318) من طريق: ابن أبي ليلى عن علي.
(5) أخرجه البخاري (6313) ومسلم (2710) من حديث البراء واللفظ لمسلم.
(6) أخرجه مسلم (2712) من طريق: عبد الله بن الحارث عن ابن عمر.(1/18)
8 - «اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم،ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان،أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته،اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر»(1). مرة واحدة.
9 - «الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا وآوانا،فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي»(2). مرة واحدة.
10- قراءة «آية الكرسي»(3). مرة واحدة.
11- «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه نفث في يده وقرأ بالمعوذات ومسح على جسده»(4). ثلاث مرات، المعوذات: الإخلاص والفلق والناس.
12- من تعار من الليل فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اغفر لي» إن قال ذلك أو دعا أُستجيب له فإن توضأ قُبلت صلاته(5). مرة واحدة.
ذكر الاستيقاظ من النوم
__________
(1) أخرجه مسلم (2713) من طريق: سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.
(2) أخرجه مسلم (2715) من طريق: حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
(3) أخرجه البخاري (5010) من طريق: ابن سيرين عن أبي هريرة.
(4) أخرجه البخاري (6319) من طريق: عقيل عن هشام عن عروة عن عائشة. وقال الشيخ عبد الله السعد – حفظه الله -: الصواب أن قراءة المعوذات والإخلاص عند النوم مُقيدة بالمريض؛ ويدل على ذلك رواية مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة كما عند البخاري (5016) بلفظ: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها» وتابع مالك على ذلك يونس كما عند البخاري (4439).
(5) أخرجه البخاري (1154) من طريق: الأوزاعي عن عمير بن هانئ عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة مرفوعاً.(1/19)
13- «إذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور»(1).
أحاديث ضعيفة في أذكار الصباح والمساء والنوم
1 - «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر ذلك اليوم،ومن قال ذلك حين يُمسي فقد أدى شكر ليلته»(2).
2 - «اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت» تعيدها ثلاثاً حين تمسي وحين تصبح وتقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت»(3).
__________
(1) أخرجه البخاري (6324) من طريق: عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة.
(2) أخرجه أبو داود (5073) من طريق: عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام به. والحديث ضعفه أبو حاتم؛ لجهالة ابن عنبسة، فقد جهله أبو زرعة وابن معين والذهبي. انظر (الجرح والتعديل: 5/132، 9/325)، (تاريخ ابن معين: 2/324)، (الميزان: 2/469). وقال الشيخ عبد الله السعد : الأقرب أن هذا الحديث إسناده صالح ا.هـ.
(3) أخرجه أبو داود (5090) والنسائي (عمل اليوم والليلة: 6/10) وأحمد (5/42) من طريق: عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي بكرة به. والحديث ضعفه النسائي؛ وذلك للين جعفر بن ميمون وتفرده، قال النسائي (الكبرى: 6/10): جعفر بن ميمون ليس بالقوي في الحديث اهـ.(1/20)
3 - «من قال في كل يوم حين يُصبح وحين يُمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله عز وجل همه من أمر الدنيا والآخرة»(1).
4 - «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم – ثلاث مرات – فيضره شيء»(2).
__________
(1) أخرجه ابن السني (عمل اليوم والليلة: 71) من طريق: أحمد بن عبد الرزاق عن جده عبد الرزاق بن مسلم عن مدرك عن يونس بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به. والصواب في الحديث أنه موقوف. قال ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/400): أحمد بن عبد الرزاق هو ابن عبد الله بن عبد الرزاق نسب لجده أيضاً وقد تفرد عن جده برفعه، ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد وإبراهيم بن عبد الله – ثلاثتهم من الحفاظ – عن عبد الرزاق بهذا السند ولم يرفعوه اهـ. ورواه – أيضاً – هشام بن عمار عن مدرك عن يونس مُرسلاً.
(2) أخرجه أبو داود (5072) والترمذي (3388) والنسائي (الكبرى: 6/94) وابن ماجه (3869) وأحمد (1/62) من طريق: عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان به. قال الشيخ عبد الله السعد وهذا الحديث جاء من طرق كلها غريبة ومتكلم فيها وأقواها ما جاء من طريق : عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان عن عثمان وهي ليست بالقوية؛ لأمور:
1- غرابتها حيث لم يروها عن عبد الرحمن إلا الغرباء.
2- أن عبد الرحمن فيه بعض الكلام وخاصة ما روى ببغداد وأما رواية المدنيين عنه فأقوى.
3- قد جاء الحديث عن أبان من قوله بإسناد أصح ، خلاف اللفظ الذي من طريق عبد الرحمن اهـ.
والحديث ضعفه النسائي (الكبرى: 6/94) حيث قال – بعد إيراد الحديث من طريق عبدالرحمن بن أبي الزناد ويزيد بن فراس عن أبان به –: عبد الرحمن بن أبي الزناد ضعيف، ويزيد بن فراس مجهول لا نعرفه اهـ.(1/21)
5 - «إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم: فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك»(1).
6 - «اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً مُتقبلاً»(2).
7 - «من صلى عليّ حين يُصبح عشراً وحين يُمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة»(3).
8 - «قل: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تُصبح وحين تُمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء»(4).
__________
(1) أخرجه أبو داود (5084) من طريق: محمد بن إسماعيل عن أبيه عن ضمضم بن شريح عن أبي مالك الأشعري به. والحديث منقطع قال أبو حاتم (تحفة التحصيل: 146): وحديثه – شريح – عن أبي مالك مرسل اهـ.
(2) أخرجه النسائي (الكبرى: 6/31) وابن ماجه (925) وأحمد (6/294) من طريق: موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة. قال البوصيري: رجال إسناده ثقات خلا مولى أم سلمة فإنه لم يُسمّ ولم أر أحداً ممن صنف في المبهمات ذكره ولا أدري ما حاله اهـ.
قال ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/314): ورجال هذه الأسانيد رجال الصحيح، إلا المبهم فإنه لم يُسم ولأم سلمة موالٍ وثقوا اهـ.
قال الشيخ عبد الله السعد: والحديث فيه نظر اهـ.
(3) أخرجه ابن أبي عاصم (الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: 61) من طريق: خالد بن معدان عن أبي الدرداء. والحديث ضعفه العراقي (المُغني: 1/314) والسخاوي (القول البديع: 127)؛ وذلك لأن خالد بن معدان لم يسمع من أبي الدرداء كما قاله الإمام أحمد (تحفة التحصيل: 93).
(4) أخرجه أبو داود (5082) والترمذي (3443) من طريق: أسيد بن أبي أسيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه. والحديث ضعفه الشيخ عبد الله السعد – حفظه الله.(1/22)
9 - «إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إذا قلت ذلك ثم مت من ليلتك كتب لك جوار منها وإذا صليت الصبح فقل كذلك فإنك إن مت من يومك كتب لك جوار منها»(1).
10- «ما استجار عبد من النار سبع مرات في يوم إلا قالت النار يا رب إن فلاناً عبدك استجار مني فأجره ولا سأل الجنة …»(2).
11- «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تضوّر من الليل قال:لا إله إلا الله الواحد القهار، ربُ السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار»(3).
__________
(1) أخرجه أبو داود (5079) والنسائي (6/33) وأحمد (4/234) من طريق: الحارث بن مسلم عن أبيه. قال الشيخ عبد الله السعد: وحديث الحارث بن مسلم أو مسلم بن الحارث على خلاف في ذلك هو حديث لا يصح؛ لأن في إسناده اضطراباً وجهالة، والحارث بن مسلم أو مسلم بن الحارث لم تثبت حجيته بأمرٍ واضح اهـ.
(2) أخرجه أبو داود الطيالسي (2579) من طريق: يونس بن خباب عن أبي علقمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الهيثمي (مجمع الزوائد: 10/171): رواه البزار وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف اهـ.
والحديث جاء مُطلقاً من غير تقييده بيوم أو صباح أو مساء بلفظ «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة؛ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار» وذلك عند الترمذي (2572) والنسائي (الكبرى: 6/33) من طريق: أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس. قال ابن حجر (الفتح: 11/210) أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم اهـ. وقد سكت عليه النسائي. وقال الشيخ عبد الله السعد: إسناده صحيح اهـ.
(3) أخرجه النسائي (الكبرى: 6/216) من طريق: عثام بن علي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به. والحديث ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة (العلل لابن أبي حاتم: 1/74) قال: هذا خطأ إنما هو هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول هذا رواه جرير هكذا اهـ.(1/23)
12- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنها لن تضره»(1).
13- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لنوفل: «اقرأ { قل يا أيها الكافرون } ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك»(2).
14- أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يقول عند مضجعه: «اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، بكلماتك التامة من شر ما أنت آخذٌ بناصيته، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك؛ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك»(3).
__________
(1) أخرجه أبو داود (3893) والترمذي (3528) والنسائي (الكبرى: 6/190) من طريق: محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. والحديث ضعفه الترمذي فقال: حديث حسن غريب اهـ. … وحسن غريب هي عبارة تضعيف كما ذهب لذلك السخاوي والشيخ عبد الله السعد.
(2) أخرجه أبو داود (4396) والترمذي (3325) والنسائي (الكبرى: 6/200) من طريق: أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه. والحديث ضعفه ابن عبد البر (الاستيعاب: 3/ 538) قال: حديث مختلف فيه مُضطرب الإسناد ولا يثبت اهـ. ووصفه بالاضطراب الترمذي حيث قال: قد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث اهـ.
(3) أخرجه أبو داود (5052) والنسائي (الكبرى: 6/191) من طريق: عمار بن زريق عن أبي إسحاق عن الحارث وأبي ميسرة عن علي - رضي الله عنه -. وهو ضعيف لوجود علتين فيه؛ قال ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/365): … لكن اختلف في سنده على أبي إسحاق ولم أره من طريقه إلا بالعنعنة … اهـ. وعمار ليس من أصحاب أبي إسحاق الكبار.(1/24)
15- «قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، فإنه من قالهن حين يصبح حُفظ حتى يُمسي ومن قالهن حين يُمسي حُفظ حتى يُصبح»(1).
16- «من قال حين يُصبح : { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تُظهرون يُخرج الحي من الميت ويُخرج الميت من الحي ويُحيي الأرض بعد موتها وكذلك تُخرجون } أدرك ما فاته في يومه،ومن قالهن حين يُمسي أدرك ما فاته في ليلته»(2).
__________
(1) أخرجه أبو داود (5075) والنسائي (الكبرى: 6/6) من طريق: عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سالم الفراء عن عبد الحميد مولى بني هاشم عن أمه عن بعض بنات النبي - صلى الله عليه وسلم -. والحديث ضعيف؛ لجهالة سالم وعبد الحميد وأمه. قال ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/374): غريب لا أعرف له إلا هذا الإسناد عن عبد الله بن وهب فصاعداً ولا روى عن سالم إلا عمرو، ولا عن عبد الحميد إلا سالم، ولا سالم وعبد الحميد إلا هذا الحديث وقد ذكرهما ابن حِبان في الثقات، لكن قال أبو حاتم: عبد الحميد مجهول اهـ.
(2) أخرجه أبو داود (5076) من طريق: محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عباس به. والحديث ضعفه البخاري (التاريخ الكبير: 3/460) وفيه عبد الرحمن ضعفه أبو حاتم وابن حجر وغيرهما.(1/25)
17- «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ { ألم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين } و { تبارك الذي بيده الملك } »(1).
18- «من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، غفر الله تعالى ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد النجوم، وإن كانت عدد رمل بالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا»(2).
__________
(1) أخرجه الترمذي (2892) والنسائي (الكبرى: 6/178) من طريق: ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر … وهو ضعيف؛ لضعف ليث بن أبي سليم وأن أبا الزبير رواه عن صفوان عن جابر، قال زهير: سألت أبا الزبير أسمعت جابراً يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ {ألم*تنزيل} و {تبارك}؟ قال: ليس جابر حدثنيه ولكن حدثني صفوان أو ابن صفوان. قال الترمذي: وكان زهير أنكر أن يكون هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر اهـ. وذهب ابن حجر إلى أن صفوان تابعي. وهو لا يعرف له رواية عن جابر - رضي الله عنه -.
وقد عده المزي مُرسلاً وذكره في قسم المراسيل (تحفة الأشراف: 13/235).
وقال صاحب فيض القدير عن الحديث (5/243): قال البغوي: غريب. وقال الصدر المناوي: فيه اضطراب اهـ.
(2) أخرجه الترمذي (3397) وأحمد (3/10) من طريق: عبيد الله بن الوليد عن عطية العوفي عن أبي سعيد.
والحديث ضعفه الترمذي حيث قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبيد الله اهـ. وعبيد الله بن الوليد قال فيه ابن عدي: ضعيف جداً. وقال النسائي: متروك (التهذيب: 7/56).(1/26)
19- «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ المُسبحات قبل أن يرقد»(1).
20- «من قال:حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة،وإذا أمسى كذلك،لم يُواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى»(2).
21- عن أُبيّ بن كعب أنه كان له جُرُن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال: ما أنت؟ جني أم إنسي؟ قال: جني. قال: مما يُنجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } من قالها حين يُمسي أُجير منا حتى يُصبح، ومن قالها حين يُصبح أُجير منا حتى يُمسي،فلما أصبح أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له،فقال: «صدق الخبيث»(3).
__________
(1) أخرجه أبو داود (505) والترمذي (2921) وأحمد (4/120) من طريق: بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن العرباض به. والحديث ضعيف … ضعفه الترمذي (505) حيث قال: حسن غريب اهـ. وفيه ابن أبي بلال قال فيه ابن حجر: مقبول. والحديث الصواب أنه مرسل فقد رواه معاوية بن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان مُرسلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما عند النسائي (715).
(2) أخرجه أبو داود (4427) من طريق: سهيل بن أبي صالح عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة. ولفظة: «العظيم» شاذة؛ فقد رواه (مسلم 2692) عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة بدون ذكر لفظة «العظيم».
(3) أخرجه: النسائي (الكبرى: 1/239) من طريق: يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد بن أُبي بن كعب عن أُبي بن كعب، والحديث ضعفه الشيخ عبد الله السعد. وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (2879) من طريق: عبد الرحمن بن أبي بكر عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وفيه عبد الرحمن، ضعفه النسائي وغيره. قال الترمذي: حديث غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة المكي من قبل حفظه.(1/27)
22- «وكان أول ما يقول إذا استيقظ: سبحانك لا إله إلا أنت اغفر لي، إلا انسلخ من خطاياه كما تنسلخ الحية من جلدها»(1).
23- «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا الله، سبحانك اللهم، أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتي! زدني علماً ولا تُزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب»(2).
__________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/142) من طريق: يزيد بن هارون عن العوام عن شهر عن عمرو بن عبسة. وهو ضعيف؛ للكلام شهر بن حوشب فقد اضطرب فيه،فمرة رواه من مُسند أبي أُمامة ومرة من مسند مُعاذ ومرة من مُسند عمرو بن عبسة وهو يُسمع من عمرو بن عبسة. وكذلك إتيان الحديث عند أبي داود (5042) والترمذي (3526) والنسائي (الكبرى: 6/201) من طريق شهر بدون ذكر "الاستيقاظ". وأخرجه أبو داود (5042) من طريق ثابت عن أبي ظبية عن مُعاذ بدون ذكر "الاستيقاظ". وعلى فرض صحة هذا الذكر فيحمل على من تعار بالليل؛ لأن حديث عمرو بن عبسة ومعاذ هو فيمن استيقظ في الليل اهـ.
(2) أخرجه أبو داود (5061) والنسائي (الكبرى: 6/216) من طريق عبد الله بن الوليد عن سعيد بن المسيب عن عائشة. وهو حديث ضعيف؛لضعف عبد الله بن الوليد بن قيس التجيبي. قال ابن حجر (التقريب: 3691): لين الحديث اهـ. وقد تفرد بالحديث عن ابن المسيب.(1/28)
24- «إذا استيقظ – أحدكم – فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد عليَّ روحي وأذن لي في ذكره»(1).
الفهرس
تقديم لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد… ……3
أذكار الصباح…………………9
أذكار المساء…………………13
أذكار مُقيدة في الليل………………17
أذكار مُطلقة في اليوم………………18
أذكار النوم…………………18
ذكر الاستيقاظ من النوم………………20
أحاديث ضعيفة في أذكار الصباح والمساء والنوم………21
__________
(1) أخرجه الترمذي (3401) والنسائي (الكبرى: 6/217) من طريق: سفيان عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. والحديث ضعيف؛ وذلك لأن مالكاً كما عند البخاري (7393) وعبيد الله بن عمر كما عند مسلم (2714) رويا الحديث عن سعيد المقبري بدون ذكر: «إذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي …» الحديث. وهما أوثق من ابن عجلان، وابن عجلان مُتكلم في روايته عن سعيد المقبري. قال ابن حجر (التقريب: 552): صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة اهـ.(1/29)